منظومة طلعة الأنوار مع شرحها هدي الأبرار للعلامة العلوي الشنقيطي
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[06 - 12 - 06, 11:08 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
وبعد
لقد ألف الشيخ العلامة الكبير عبدالله بن إبراهيم العلوي الشنقيطي نظما سلساً رائقا اختصر فيه ألفية الحافظ العراقي في المصطلح وسماه " طلعة الأنوار "
وقام بشرحه في كتاب أسماه " هدي الأبرار على طلعة الأنوار ".
وقد انتهى صاحبنا الشيخ إبراهيم بن سعد أبا حسين وفقه الله ورعاه من تحقيقه على ثلاث نسخ اثنتان منها خطيتان.
وقد أراني مشكورا أثابه الله صورة لعمله وتحقيقه.
ويقوم الآن بمراجعته المراجعة النهائية لإعداده للطبع جزاه الله خير الجزاء.
ـ[محمد بشري]ــــــــ[07 - 12 - 06, 01:37 ص]ـ
أخي الكريم،هل نظم العلامة العلوي للطلعة هو اختصار لألفية العراقي كما ذكر لي بعض الاخوان؟
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[07 - 12 - 06, 02:49 ص]ـ
الاخ الفاضل محمد بشرى اسمع الشريط اللاول من شرح مراقى السعود للشيخ احمد حطيبه حفظه الله
ـ[محمد بشري]ــــــــ[07 - 12 - 06, 03:40 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[15 - 12 - 06, 03:15 ص]ـ
نعم أخي الكريم نص في منظومته على أنه اختصرها.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[13 - 07 - 07, 05:58 م]ـ
الحمد لله
أصبح الكتاب الآن جاهزا للطباعة
نسأل الله تعالى أن ينفع به
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[08 - 11 - 07, 06:42 م]ـ
يهمني جداً رفع هذا النظم على الملتقى، فلا تبخلوا إخواني بهذا. جزاكم الله خيراً.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[15 - 12 - 07, 05:55 ص]ـ
تفضل هذا هو النظم
http://www.4shared.com/file/31986380/8189ffa6/6al3atol_Anwar.html?dirPwdVerified=d7aade1c
وقد وضعه الأخ الفاضل محمد ولد محمدي جزاه الله خيرا
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[15 - 12 - 07, 06:26 ص]ـ
جزاك الله خيراً -أخي- وأكرمك وزاد فضلك وبارك في علمك وعملك.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[25 - 12 - 07, 12:11 ص]ـ
وإياك، بارك الله فيك وزادك من فضله.(14/425)
من أول من جاء بـ"###":صححه الحاكم ووافقه الذهبي؟
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[07 - 12 - 06, 01:39 م]ـ
كثيرا ما تطرق أسماعنا .. صححه الحاكم ووافقه الذهبي ..
ولم أر هذا الادعاء الجاهز .. في كلام السابقين .. كالحافظ بن حجر مثلا .. أو السيوطي ..
فمن أين جاء ..
ومامدى صحة الادعاء أن الذهبي وافقه .. فهل نص الذهبي صراحة وقال مثلا:نعم هو صحيح كما قال الحاكم؟
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[07 - 12 - 06, 01:52 م]ـ
أخي الكريم لماذا هذه الجراءة في العناوين
(بدعة صححه الحاكم ووافقه الذهبي)
مما هو معلوم لديك وفقك الله أن الذهبي تعقب الحاكم في تلخيصه فحكم على أحاديث بالتضعيف وسكت عن أحاديث وأقر الحاكم على أحاديث
أما عن من استخدم هذا اللفظ فهو مجرد تناسب لا بدعة فيه
قال صاحب تحفة الأحوذي
(وحديث أبي هريرة هذا ذكره الترمذي معلقا ووصله أبو داود في سننه والبيهقي والحاكم وقال صحيح على شرطهما ووافقه الذهبي)
وقال أبو عاصم الشيباني في الاوائل
(إسناده حسن وصححه الحاكم ووافقه الذهبي)
هذا بحث من خلال الشاملة
ـ[ابن السائح]ــــــــ[07 - 12 - 06, 01:56 م]ـ
هذا الأمر قد (قِيل) قبل ابن حجر والسيوطي
قاله الزيلعي (ت762) (تلميذ الذهبي) في نصب الراية 4/ 160
ثم ابن النحوي في مختصر استدراك الذهبي على مستدرك الحاكم
ثم تلميذه ابن حجر في اللسان 4/ 457
ثم السيوطي في اللآلئ المصنوعة 2/ 215
وهذا خطأ يُعالج بعلم وحلم
وقد تولى ذلك الشيخ الفاضل خالد الدريس في كتابه النفيس الإيضاح الجلي في نقد مقولة: صححه الحاكم ووافقه الذهبي
أما نقل الأخ الأثري عن أبي عاصم فخطأ من وجهين:
1 - أن الأوائل من تصنيف حفيد أبي عاصم
واسمه أحمد بن عمرو بن الضحاك
2 - أن المنقول من كلام المعلق على الكتاب لا من أبي عاصم ولا ابن أبي عاصم
وقد مات ابن أبي عاصم قبل الذهبي بقرون وأزمان متطاولة
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[07 - 12 - 06, 02:02 م]ـ
قولي بدعة .. أعني به البدعة اللغوية .. ولذلك وضعته بين قوسين ..
غير أني لا أرى أن سكوت الذهبي دليل على الموافقة .. فلم يخف علي التلخيص الذي ذكره الأخ أبو الحسن
وأرجو أن يذكر لي أحد العلماء .. كالدكتور ماهر الفحل وغيره ..
ما هو دليلهم أن الذهبي وافقه حقا؟
شاكرا للأخوين أبي الحسن .. وابن السائح .. تعقيبهما
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[07 - 12 - 06, 02:09 م]ـ
وأرجو أن يذكر لي أحد العلماء .. كالدكتور ماهر الفحل وغيره ..
هذا الشرط يخرجنا من المشاركة)
لكن أقول صححه الحاكم ووافقه الذهبي ليس معناه أن الذهبي سكت عنه بل قال كما قال الحاكم في تصحيحه إذ لا ينسب للساكت قول كما لا يخفاك وحيث سكت الذهبي عن تعقب الحاكم يقال صححه الحاكم ولم يتعقبه الذهبي وهذا مشهور معروف لو أمتعت ناظريك بالسلسلة للشيخ العلامة ناصر الألباني لرأيت هذا جليا وكثيرا
ـ[ماهر]ــــــــ[07 - 12 - 06, 02:44 م]ـ
الذي أتمناه من إخواني في ملتقى أهل الحديث: التلطف فيما بينهم، والخروج عن العبارات الشديدة أو الموهمة.
وهذا المسألة كنت قد كتبت فيها في رسالة الدكتوراه فيل 7 سنوات التالي:
فائدة: هنا مسألة ينبغي التنبيه عَلَيْهَا، وَهِيَ: ما شاع وانتشر بَيْنَ الباحثين عِنْدَ نقلهم عن الْحَاكِم تصحيحه لحديث من كتاب المستدرك: ((صححه الحاكم ووافقه الذهبي)) وهذه مسألة لَمْ تكن معروفة عِنْدَ المتقدمين بَلْ شهرها ونشرها علاّمة مصر ومحدّثها الشيخ أحمد شاكر – يرحمه الله -، ثُمَّ طفحت بِهَا كتب الشيخ مُحَمَّد ناصر الدين الألباني، والشيخ شعيب الأرناؤوط، حَتَّى عمّت عِنْدَ أغلب الباحثين.
وهذا خطأ ينبغي التنبيه عَلَيْهِ والتحذير مِنْهُ؛ لأن الإمام الذهبي لَمْ يحقق "المستدرك"، بَل اختصره كَمَا اختصر عدداً من الكتب، وَكَانَ من صنيع هَذَا الإمام العظيم أن يعلق أحياناً عَلَى بعض الأحاديث لا أنّه يريد تحقيقها والحكم عَلَيْهَا وتتبعها جميعها وذلك لأن الذهبي ضعّف كثيراً من الأحاديث الَّتِيْ في "المستدرك" في كتبه الأخرى ك " الميزان " وغيره. ثُمَّ إنه نص عَلَى أن الكتاب يعوزه تحرير وعمل.
(السير 17/ 176) فلو أنه وافق الْحَاكِم عَلَى جميع ما سكت عَلَيْهِ لما قَالَ ذَلِكَ. وهذا دليل من مئات بَلْ ألوف من الأدلة عَلَى أن أحكام " التلخيص " بشأن تصحيح الأحاديث ليس كلام الذهبي بَلْ هُوَ كلام الْحَاكِم اختصره الذهبي فإن هَذَا الْحَدِيْث في " التلخيص " 1/ 169: ((عَلَى شرط م)) وفي السير ما يخالف هَذَا الحكم. ومن خطأ الشيخ أحمد شاكر في هَذَا الْحَدِيْث أنه قَالَ: ((صححه عَلَى شرط مُسْلِم، ووافقه الذهبي)) المسح عَلَى الجوربين: 5.
ثم بعد ذلك وقفت على كلام كتبه الدكتور باسم الجوابرة عام 1992 أنتهى به إلى نفس النتيجة، ثم كذلك وقفت على كلام نحوه للأخ عبد العزيز الطريفي - وفقه الله - وسمعت في شريط للعلامة عبد الله السعد انتهى الجميع إلى نفس النتيجة ثم كتب في ذلك الدكتور عزيز رشيد الدايني - رحمه الله -رسالته الماجستير في ذلك، والحمد لله على توفيقه.
¥(14/426)
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[07 - 12 - 06, 02:45 م]ـ
اطلاق المعاصرين لكلمة (ووافقه الذهبي) غير صحيح .... للشيخ عبد العزيز الطريفي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2723&highlight=%E6%E6%C7%DD%DE%E5)
مسألة صححه الحاكم ووافقه الذهبي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=44494&highlight=%E6%E6%C7%DD%DE%E5)
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[07 - 12 - 06, 07:21 م]ـ
أشكر فضيلة شيخنا الدكتور ماهر الفحل ..
والحمد لله أن جوابكم جاء شافيا .. ومقنعا جدا
وموافقا لما كنت أعتقده برغم أن ما عندي كان ظنا .. غير مبني على بحث .. فمازلت مبتدئا
ولكنه توقع .. وصدق بحمد الله ..
ومع أني وضحت مقصودي بكلمة بدعة .. وأنها من قبيل قول أمير المؤمنين سيدنا عمر "نعمت البدعة" .. إلا أنها شطبت ..
بناء على استنكار الأخ أبي الحسن ..
وأرجو أن يسود تقديم حسن الظن فيما بيننا ..
فجزاكم الله خيرا شيخنا ..
وقد خصصت مقالا لشكركم .. لأني لم أستطع التعليق في ذات المقال ..
وبارك الله فيكم وفي علمكم ..
وحرسكم من كل سوء في بلاد الرافدين(14/427)
سؤالا فى سنن ابن ماجه
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[08 - 12 - 06, 04:26 م]ـ
اجد الامام ابن ماجه يقول حدثنا ابو عبد الله فمن هو!!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[08 - 12 - 06, 04:42 م]ـ
القائل هو راوي السنن، وأبو عبد الله هو ابن ماجه نفسه.
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[08 - 12 - 06, 06:45 م]ـ
شكرا للاستاذ محمد بن عبد الله
ـ[محمد الحارثي]ــــــــ[10 - 12 - 06, 07:03 م]ـ
وراوي السنن هو أبو الحسن القطان رحم الله الجميع(14/428)
سؤال مهم يتعلق بتراجم صحيح أبي الحسين مسلم
ـ[أحمد العاني]ــــــــ[08 - 12 - 06, 05:20 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
الإخوة الأفاضل و المشايخ الكرام:
من المستقر في ذهني منذ بداياتي في الطلب - و لا زلتُ مبتدأً - أن تراجم صحيح الإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري - رحمه الله تعالى - مِن وضعِ الإمام شرف الدين النووي - رحمه الله تعالى - و أُقحِمَتْ - بعدُ - في الصحيح، إذ إن هذه المعلومة سمعتها من أحد مشايخنا الأفاضل فحسب، و لم أبحث عن أي شيء يتعلق بصحتها أو خطئها، ثم سمعت - حديثا - أحدَ المشايخ و هو يقول: "و بوب مسلمٌ عليه .... "، فحثني ذلك على تتبعها، فمن كان عنده علم فليفدني مشكوراً: هل تراجم صحيح مسلم من وضع مسلم أم لا؟ و إن لم تكن فمن واضعها؟
و جزاكم الله تعالى خيراً.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[08 - 12 - 06, 05:52 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5915
ـ[أحمد العاني]ــــــــ[09 - 12 - 06, 04:15 م]ـ
جزاكم الله تعالى خير الجزاء(14/429)
تعليلات ابن ماجه وأحكامه في السنن، ونقولاته في ذلك
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[08 - 12 - 06, 07:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد عُلم ما لابن ماجه - رحمه الله - من قدر، وما لسننه من أهمية، ولسنا بحاجة لتكرار ذلك.
وللفائدة في ذلك يُنظر هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5709)، وهنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=20733)، وهنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=78210).
وقد لفت نظري أن راوي سننه ينقل عنه تعليلاتٍ له وأحكامًا على بعض الأحاديث، وابن ماجه ينقل عن بعض شيوخه - ومنهم أئمة مشهورون - شيئًا في ذلك، فاستحسنت جمعه، والله الموفق والمعين.
وفي السنن نقولاتٌ عن ابن ماجه وعن شيوخه في شرح بعض الألفاظ، وفي بعض الآراء الفقهية، وفي التعريف ببعض الرواة، وليس جمع ذلك من وكدي هنا.
ولن أنقل كذلك أقواله ونقوله في الجرح والتعديل، ويُنظر هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5723).
وقد يكون في بعض ما ينقله ابن ماجه عن الأئمة فوائد إسنادية لها تعلُّقٌ بالحديث، وليس تعليلاً أو حكمًا، فأنقله.
وربما فاتني الشيء بعد الشيء، وقد يكثر، والله يغفر ويسامح.
وهذا أوان الشروع في المقصود.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[08 - 12 - 06, 08:03 م]ـ
1 - قال ابن ماجه في سننه (373): حدثنا محمد بن بشار، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، عن عاصم الأحول، عن أبي حاجب، عن الحكم بن عمرو، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يتوضأ الرجل بفضل وضوء المرأة.
ثم قال (374): حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا المعلى بن أسد، حدثنا عبد العزيز بن المختار، حدثنا عاصم الأحول، عن عبد الله بن سرجس، قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يغتسل الرجل بفضل وضوء المرأة والمرأة بفضل الرجل، ولكن يشرعان جميعًا.
قال الراوي - وهو الناقل لمثل هذا في كل ما يأتي -: قال أبو عبد الله ابن ماجه: الصحيح هو الأول والثاني وهم.
2 - قال ابن ماجه (689): حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا إبراهيم بن موسى، أنبأنا عباد بن العوام، عن عمر بن إبراهيم، عن قتادة، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس، عن العباس بن عبد المطلب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تزال أمتي على الفطرة ما لم يؤخروا المغرب حتى تشتبك النجوم».
قال أبو عبد الله ابن ماجه: سمعت محمد بن يحيى يقول: (اضطرب الناس في هذا الحديث ببغداد، فذهبت أنا وأبو بكر الأعين إلى العوام بن عباد بن العوام، فأخرج إلينا أصل أبيه، فإذا الحديث فيه).
3 - قال ابن ماجه (881): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، عن داود بن قيس، عن عبد الله بن عبيد الله بن أقرم الخزاعي، عن أبيه قال: كنت مع أبي بالقاع من نمرة، فمر بنا ركب فأناخوا بناحية الطريق، فقال لي أبي: كن في بهمك حتى آتي هؤلاء القوم فأسائلهم، قال: فخرج، وجئت - يعني دنوت - فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فحضرت الصلاة فصليت معهم، فكنت أنظر إلى عفرتي إبطي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلما سجد.
قال ابن ماجه: الناس يقولون عبيد الله بن عبد الله، وقال أبو بكر بن أبي شيبة: يقول الناس عبد الله بن عبيد الله،
حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الرحمن وصفوان بن عيسى وأبو داود، قالوا: حدثنا دلو بن قيس، عن عبيد الله بن عبد الله بن أقرم، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه.
4 - قال ابن ماجه (1108) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا ابن أبي غنية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله أنه سئل: أكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب قائمًا أو قاعدًا؟ قال: (أوما تقرأ ? وتركوك قائمًا ?).
قال أبو عبد الله - ابن ماجه -: غريب، لا يحدث به إلا ابن أبي شيبة وحده.
5 - قال ابن ماجه (1158): حدثنا محمد بن يحيى وزيد بن أخزم ومحمد بن معمر، قالوا: حدثنا موسى بن داود الكوفي، حدثنا قيس بن الربيع، عن شعبة، عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا فاتته الأربع قبل الظهر صلاها بعد الركعتين بعد الظهر.
قال أبو عبد الله: لم يحدث به إلا قيس عن شعبة.
¥(14/430)
6 - قال ابن ماجه (1234): حدثنا نصر بن علي الجهضمي، أنبأنا عبد الله بن داود من كتابه في بيته، قال سلمة بن بهيط: أنبأنا عن نعيم بن أبي هند، عن نبيط بن شريط، عن سالم بن عبيد قال: أغمي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه، ثم أفاق، فقال: «أحضرت الصلاة؟» قالوا: نعم، قال: «مروا بلالاً فليؤذن، ومروا أبا بكر فليصل بالناس»، ثم أغمي عليه، فأفاق، فقال: «أحضرت الصلاة؟» قالوا: نعم، قال: «مروا بلالاً فليؤذن، ومروا أبا بكر فليصل بالناس»، ثم أغمي عليه، فأفاق، فقال: «أحضرت الصلاة؟» قالوا: نعم، قال: «مروا بلالاً فليؤذن، ومروا أبا بكر فليصل بالناس»، فقالت عائشة: إن أبي رجل أسيف، فإذا قام ذلك المقام يبكي لا يستطيع، فلو أمرت غيره، ثم أغمي عليه، فأفاق، فقال: «مروا بلالاً فليؤذن، ومروا أبا بكر فليصل بالناس، فإنكن صواحب يوسف، أو صواحبات يوسف»، قال: فأُمر بلال فأذن، وأُمر أبو بكر فصلى بالناس، ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجد خفة فقال: «انظروا لي من أتكئ عليه»، فجاءت بريرة ورجل آخر فاتكأ عليهما، فلما رآه ابو بكر ذهب لينكص، فأومأ إليه أن اثبت مكانك، ثم جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى جلس إلى جنب أبي بكر، حتى قضى أبو بكر صلاته، ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبض.
قال أبو عبد الله: هذا حديث غريب لم يحدث به غير نصر بن علي.
7 - قال ابن ماجه (1385): حدثنا أحمد بن منصور بن سيار، حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا شعبة، عن أبي جعفر المدني، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت، عن عثمان بن حنيف أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ادع الله لي أن يعافيني، فقال: «إن شئت أخرت لك وهو خير، وإن شئت دعوت»، فقال: ادعه، فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه، ويصلي ركعتين، ويدعو بهذا الدعاء: (اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بمحمد نبي الرحمة، يا محمد إني قد توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى اللهم شفعه فيّ).
قال أبو إسحاق: هذا حديث صحيح. (1)
8 - قال ابن ماجه (1517): حدثنا علي بن محمد، حدثنا وكيع، عن ابن أبي ذئب، عن صالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من صلى على جنازة في المسجد فليس له شيء».
ثم قال (1518): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا فليح بن سليمان، عن صالح بن عجلان، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة قالت: (والله ما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على سهيل بن بيضاء إلا في المسجد).
قال ابن ماجه: حديث عائشة أقوى.
9 - قال ابن ماجه (1707): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا شعبة، عن أنس بن سيرين، عن عبد الملك بن المنهال، عن أبيه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يأمر بصيام البيض، ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة، ويقول: «هو كصوم الدهر أو كهيئة صوم الدهر»،
حدثنا إسحاق بن منصور، أنبأنا حبان بن هلال، حدثنا همام، عن أنس بن سيرين، حدثني عبد الملك بن قتادة بن ملحان القيسي، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه.
قال ابن ماجه: أخطأ شعبة وأصاب همام.
10 - قال ابن ماجه (1910): حدثنا زهير بن حرب أبو خيثمة، حدثنا سفيان، عن علي بن زيد بن جدعان، عن أنس بن مالك قال: شهدت للنبي - صلى الله عليه وسلم - وليمة، ما فيها لحم ولا خبز.
قال ابن ماجه: لم يحدث به إلا ابن عيينة.
__________________
(1) لم أجد هذا النقل في نسخة السنن بخط ابن قدامة (ق293)، ولم أعرف أبا إسحاق هذا.
يتبع ..
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[08 - 12 - 06, 08:22 م]ـ
11 - قال ابن ماجه (2143): حدثنا إسماعيل بن بهرام، حدثنا الحسن بن محمد بن عثمان زوج بنت الشعبي، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أعظم الناس همًّا المؤمن الذي يهم بأمر دنياه وأمر آخرته».
قال أبو عبد الله: هذا حديث تفرد به إسماعيل.
¥(14/431)
12 - قال ابن ماجه (2156): حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن جعفر بن إياس، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثين راكبًا في سرية، فنزلنا بقوم، فسألناهم أن يقرونا، فأبوا، فلدغ سيدهم، فأتونا فقالوا: أفيكم أحد يرقى من العقرب؟ فقلت: نعم أنا، ولكن لا أرقيه حتى تعطونا غنمًا، قالوا: فإنا نعطيكم ثلاثين شاة، فقبلناها، فقرأت عليه (الحمد) سبع مرات، فبرئ وقبضنا الغنم، فعرض في أنفسنا منها شيء، فقلنا: لا تعجلوا حتى نأتس النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما قدمنا ذكرت له الذي صنعت، فقال: «أوما علمت أنها رقية؟ اقتسموها واضربوا لي معكم سهمًا».
حدثنا أبو كريب، حدثنا هشيم، حدثنا أبو بشر (2)، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحوه.
وحدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحوه.
قال أبو عبد الله: والصواب هو أبو المتوكل.
13 - قال ابن ماجه (2162): حدثنا محمد بن أبي عمر العدني، حدثنا سفيان بن عيينة، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - احتجم وأعطاه أجره.
قال راوي السنن: تفرد به ابن أبي عمر وحده، قاله ابن ماجه.
14 - قال ابن ماجه (2514): حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا علي بن ظبيان، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «المُدَبَّر من الثلث».
قال ابن ماجه: سمعت عثمان - يعني: ابن أبي شيبة - يقول: (هذا خطأ - يعني: حديث: «المدبر من الثلث» -).
قال أبو عبد الله: ليس له أصل.
15 - قال ابن ماجه (2606): حدثنا علي بن محمد، حدثنا وكيع، عن الفضل بن دلهم، عن الحسن، عن قبيصة بن حريث، عن سلمة بن المحبق، قال: قيل لأبي ثابت سعد بن عبادة حين نزلت آية الحدود - وكان رجلاً غيورًا -: أرأيت لو أنك وجدت مع امرأتك رجلاً، أي شيء كنت تصنع؟ قال: كنت ضاربهما بالسيف، أنتظر حتى أجيء بأربعة؟! إلى ما ذاك قد قضى حاجته وذهب، أو أقول: رأيت كذا وكذا فتضربوني الحد ولا تقبلوا لي شهادة أبدًا، قال: فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «كفى بالسيف شاهدًا»، ثم قال: «لا، إني أخاف أن يتتابع في ذلك السكران والغيران».
قال أبو عبد الله - يعني ابن ماجه -: سمعت أبا زرعة يقول: (هذا حديث علي بن محمد الطنافسي، وفاتني منه).
16 - قال ابن ماجه (2638): حدثنا محمد بن يحيى، ثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث أبا جهم بن حذيفة مصدقًا، فلاجه رجل في صدقته، فضربه أبو جهم فشجه، فأتوا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: القود يا رسول الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لكم كذا وكذا»، فرضوا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إني خاطب على الناس ومخبرهم برضاكم»، قالوا: نعم، فخطب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «إن هؤلاء الليثيين أتوني يريدون القود، فعرضت عليهم كذا وكذا، أرضيتم؟»، قالوا: لا، فهمَّ بهم المهاجرون، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يكفوا، فكفوا، ثم دعاهم فزادهم، فقال: «أرضيتم؟»، قالوا: نعم، قال: «إني خاطب على الناس ومخبرهم برضاكم»، قالوا: نعم، فخطب النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: «أرضيتم؟»، قالوا: نعم.
قال ابن ماجه: سمعت محمد بن يحيى يقول: (تفرد بهذا معمر، لا أعلم رواه غيره).
17 - قال ابن ماجه (2691): حدثنا أبو عمير عيسى بن محمد النحاس وعيسى بن يونس والحسين بن أبي السرى العسقلاني، قالوا: ثنا ضمرة بن ربعة، عن ابن شوذب، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: أتى رجل بقاتل وليه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اعف»، فأبى، فقال: «خذ أرشك»، فأبى، قال: «اذهب فاقتله فإنك مثله»، قال: فخلى سبيله. قال: فرؤي يجر نسعته ذاهبًا إلى أهله. قال: كأنه قد كان أوثقه. قال أبو عمير في حديثه: قال ابن شوذب، عن عبد الرحمن بن القاسم: فليس لأحد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقول: «اقتله فإنك مثله».
قال ابن ماجه: هذا حديث الرمليين، ليس إلا عندهم.
¥(14/432)
18 - قال ابن ماجه (3169): حدثنا محمد بن أبي عمر العدني، حدثنا سفيان بن عيينة، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا فرعة ولا عتيرة».
قال ابن ماجه: هذا من فرائد العدني.
19 - قال ابن ماجه (3282): حدثنا محمد بن سلمة المصري أبو الحارث المرادي، حدثنا عبد الله بن وهب، عن محمد بن أبي يحيى، عن أبيه، عن سعيد بن الحارث، عن جابر بن عبد الله قال: كنا زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقليل ما نجد الطعام، فإذا نحن وجدناه لم يكن لنا مناديل إلا أكفنا وسواعدنا وأقدامنا، ثم نصلي ولا نتوضأ.
قال أبو عبد الله: غريب، ليس إلا عن محمد بن سلمة.
20 - قال ابن ماجه (3312): حدثنا إسماعيل بن أسد، حدثنا جعفر بن عون، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي مسعود قال: أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ، فكلمه، فجعل ترعد فرائصه، فقال له: «هون عليك، فإني لست بملك، إنما أنا ابن امرأة تأكل القديد».
قال أبو عبد الله: إسماعيل وحده وصله.
21 - قال ابن ماجه (3388): حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وهب، أخبرنا ابن جريج، عن أيوب بن هانئ، عن مسروق، عن ابن مسعود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «كل مسكر حرام».
قال ابن ماجه: هذا حديث المصريين.
22 - ثم قال (3389): حدثنا علي بن ميمون الرقي، حدثنا خالد بن حيان، عن سليمان بن عبد الله بن الزبرقان، عن يعلى بن شداد بن أوس، قال: سمعت معاوية يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «كل مسكر حرام على كل مؤمن».
وهذا حديث الرقيين.
انتهى ما وجدته، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
__________________
(2) وقع في المطبوع زيادة: عن ابن أبي المتوكل، والتصويب من نسخة السنن بخط ابن قدامة (ق473)، وتحفة الأشراف (3/ 427)، وترجمة أبي بشر جعفر بن إياس في تهذيب الكمال (5/ 5 - ).
ـ[راشد عبدالله القحطاني]ــــــــ[09 - 12 - 06, 01:20 ص]ـ
اثابكم الله ..
.. على ما تندوننا به من البحوث النافعه بين الفينة و الاخرى ..
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 12 - 06, 10:06 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على تفضلكم بذكر هذه الفوائد الهامة
وهذه بعض المواضع الأخرى
54 - حدثنا الحسن بن حماد سجادة حدثنا يحيى بن سعيد الأموي عن محمد بن سعيد بن حسان عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن غنم حدثنا معاذ بن جبل قال
لما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قال لا تقضين ولا تفصلن إلا بما تعلم فإن أشكل عليك أمر فقف حتى تبينه أو تكتب إلي فيه
قال السندي في شرحه لابن ماجه
وفي بعض نسخ الكتاب تنبيه على ذلك ففيه بعد تخريج الحديث قال أبو إسحاق هذا حديث ضعيف وأمر أن يضرب عليه
وقال أبو إسحاق محمد بن سعيد بن حسان زنديق سمعت أبا حاتم يقول حضرت أحمد بن عبد الله بن يونس وهو يحدث عن أبي بكر بن عياش عن محمد بن سعيد فقلت إن محمد بن سعيد زنديق فغضب وقال وكان أبو بكر يحدث عن زنديق كان يقول أي أبو حاتم إن أحمد بن يونس كان لين الجانب لم يعرف مثل هذه الأشياء أو كما قال انتهى.
65 - حدثنا سهل بن أبي سهل ومحمد بن إسمعيل قالا حدثنا عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهروي حدثنا علي بن موسى الرضا عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيهعن علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب قال Y قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الإيمان معرفة بالقلب وقول باللسان وعمل بالأركان قال أبو الصلت لو قرئ هذا الإسناد على مجنون لبرأ
تثبت شعبة من السماع
163 - حدثنا علي بن محمد وعمرو بن عبد الله قالا حدثنا وكيع عن شعبة عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب الأنصار أحبه الله ومن أبغض الأنصار أبغضه الله قال شعبة لعدي أسمعته من البراء بن عازب قال إياي حدث
583 - حدثنا علي بن محمد حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن الأسود عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجنب ثم ينام كهيئته لا يمس ماء
قال سفيان فذكرت الحديث يوما فقال لي إسمعيل يا فتى يشد هذا الحديث بشيء
حديث تفرد بن يحي بن سعيد
¥(14/433)
1059 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمر بن عبد العزيز عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في إذا السماء انشقت
قال أبو بكر بن أبي شيبة هذا الحديث من حديث يحيى بن سعيد ما سمعت أحدا يذكره غيره
1189 - حدثنا محمد بن يحيى وأحمد بن الأزهر قالا حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوتروا قبل أن تصبحوا قال محمد بن يحيى في هذا الحديث دليل على أن حديث عبد الرحمن واه
1234 - حدثنا نصر بن علي الجهضمي أنبأنا عبد الله بن داود من كتابه في بيته قال سلمة بن نبيط أنبأنا عن نعيم بن أبي هند عن نبيط بن شريط عن سالم بن عبيد قال أغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه ثم أفاق فقال أحضرت الصلاة قالوا نعم قال مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس ثم أغمي عليه فأفاق فقال أحضرت الصلاة قالوا نعم قال مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس ثم أغمي عليه فأفاق فقال أحضرت الصلاة قالوا نعم قال مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت عائشة إن أبي رجل أسيف إذا قام ذلك المقام يبكي لا يستطيع فلو أمرت غيره ثم أغمي عليه فأفاق فقال مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس فإنكن صواحب يوسف أو
صواحبات يوسف قال فأمر بلال فأذن وأمر أبو بكر فصلى بالناس ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد خفة فقال انظروا لي من أتكئ عليه فجاءت بريرة ورجل آخر فاتكأ عليهما فلما رآه أبو بكر ذهب لينكص فأومأ إليه أن اثبت مكانك ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس إلى جنب أبي بكر حتى قضى أبو بكر صلاته ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض
قال أبو عبد الله هذا حديث غريب لم يحدث به غير نصر بن علي
1259 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد القطان حدثني يحيى بن سعيد الأنصاري عن القاسم بن محمد عن صالح بن خوات عن سهل بن أبي حثمة أنه قال في صلاة الخوف قال يقوم الإمام مستقبل القبلة وتقوم طائفة منهم معه وطائفة من قبل العدو ووجوههم إلى الصف فيركع بهم ركعة ويركعون لأنفسهم ويسجدون لأنفسهم سجدتين في مكانهم ثم يذهبون إلى مقام أولئك ويجيء أولئك فيركع بهم ركعة ويسجد بهم سجدتين فهي له ثنتان ولهم واحدة ثم يركعون ركعة ويسجدون سجدتين
قال محمد بن بشار فسألت يحيى بن سعيد القطان عن هذا الحديث فحدثني عن شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن صالح بن خوات عن سهل بن أبي حثمة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل حديث يحيى بن سعيد قال قال لي يحيى اكتبه إلى جنبه ولست أحفظ الحديث ولكن مثل حديث يحيى
1568 - حدثنا علي بن محمد حدثنا وكيع حدثنا الأسود بن شيبان عن خالد بن سمير عن بشير بن نهيك عن بشير ابن الخصاصية قال بينما أنا أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا ابن الخصاصية ما تنقم على الله أصبحت تماشي رسول الله فقلت يا رسول الله ما أنقم على الله شيئا كل خير قد آتانيه الله فمر على مقابر المسلمين فقال أدرك هؤلاء خير كثير ثم مر على مقابر المشركين فقال سبق هؤلاء خيرا كثيرا قال فالتفت فرأى رجلا يمشي بين المقابر في نعليه فقال يا صاحب السبتيتين ألقهما
حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال كان عبد الله بن عثمان يقول حديث جيد ورجل ثقة
1652 - حدثنا عمرو بن عبد الله الأودي ومحمد بن إسمعيل قالا حدثنا أبو أسامة حدثنا زائدة بن قدامة حدثنا سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبصرت الهلال الليلة فقال أتشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قال نعم قال قم يا بلال فأذن في الناس أن يصوموا غدا
قال أبو علي هكذا رواية الوليد بن أبي ثور والحسن بن علي ورواه حماد بن سلمة فلم يذكر ابن عباس وقال فنادى أن يقوموا وأن يصوموا
1666 - حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي حدثنا عبد الله بن موسى التيمي عن أسامة بن زيد عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عبد الرحمن بن عوف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صائم رمضان في السفر كالمفطر في الحضر
¥(14/434)
(قال أبو إسحق: هذا الحديث ليس بشيء) (من طبعة دار المعرفة (2/ 309)
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 12 - 06, 10:14 ص]ـ
2051 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد قالا حدثنا وكيع عن جرير بن حازم عن الزبير بن سعيد عن عبد الله بن علي بن يزيد بن ركانة عن أبيه عن جده أنه طلق امرأته البتة فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فقال ما أردت بها قال واحدة قال آلله ما أردت بها إلا واحدة قال آلله ما أردت بها إلا واحدة قال فردها عليه
قال محمد بن ماجه سمعت أبا الحسن علي بن محمد الطنافسي يقول ما أشرف هذا الحديث
قال ابن ماجه أبو عبيد تركه ناجية وأحمد جبن عنه
قال الدكتور بشار عواد في تحقيقه لابن ماجه (3/ 449) (يأتي بعد هذا في المطبوع (قال ابن ماجه أبو عبيد تركه ناجية وأحمد جبن عنه)) ولم أجد لها أصلا، ولا علاقة لها بهذا الحديث) انتهى.
2082 - حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه أبو بكر حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن عمر بن معتب عن أبي الحسن مولى بني نوفل قال سئل ابن عباس عن عبد طلق امرأته تطليقتين ثم أعتقا يتزوجها قال نعم فقيل له عمن قال قضى بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال عبد الرزاق قال عبد الله بن المبارك لقد تحمل أبو الحسن هذا صخرة عظيمة على عنقه
1840 - حدثنا الحسن بن علي الخلال حدثنا يحيى بن آدم حدثنا سفيان عن حكيم بن جبير عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سأل وله ما يغنيه جاءت مسألته يوم القيامة خدوشا أو خموشا أو كدوحا في وجهه قيل يا رسول الله وما يغنيه قال خمسون درهما أو قيمتها من الذهب
فقال رجل لسفيان إن شعبة لا يحدث عن حكيم بن جبير فقال سفيان قد حدثناه زبيد عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد
2143 - حدثنا إسمعيل بن بهرام حدثنا الحسن بن محمد بن عثمان زوج بنت الشعبي حدثنا سفيان عن الأعمش عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم الناس هما المؤمن الذي يهم بأمر دنياه وآخرته
قال أبو عبد الله هذا حديث غريب تفرد به إسمعيل
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 12 - 06, 11:07 ص]ـ
نقل عن ابن أبي عمر العدني من كتابه عن سفيان
2397 - حدثنا محمد بن أبي عمر العدني حدثنا سفيان عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال قال عمر بن الخطاب يا رسول الله إن المائة سهم التي بخيبر لم أصب مالا قط هو أحب إلي منها وقد أردت أن أتصدق بها فقال النبي صلى الله عليه وسلم احبس أصلها وسبل ثمرها
قال ابن أبي عمر فوجدت هذا الحديث في موضع آخر في كتابي عن سفيان عن عبد الله عن نافع عن ابن عمر قال قال عمر فذكر نحوه
2497 - حدثنا محمد بن يحيى وعبد الرحمن بن عمر قالا حدثنا أبو عاصم حدثنا مالك بن أنس عن الزهري عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى بالشفعة فيما لم يقسم فإذا وقعت الحدود فلا شفعة حدثنا محمد بن حماد الطهراني حدثنا أبو عاصم عن مالك عن الزهري عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه
قال أبو عاصم سعيد بن المسيب مرسل وأبو سلمة عن أبي هريرة متصل
2514 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا علي بن ظبيان عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال المدبر من الثلث
قال ابن ماجه سمعت عثمان يعني ابن أبي شيبة يقول هذا خطأ يعني حديث المدبر من الثلث قال أبو عبد الله ليس له أصل
2606 - حدثنا علي بن محمد حدثنا وكيع عن الفضل بن دلهم عن الحسن عن قبيصة بن حريث عن سلمة بن المحبق قال قيل لأبي ثابت سعد بن عبادة حين نزلت آية الحدود وكان رجلا غيورا أرأيت لو أنك وجدت مع امرأتك رجلا أي شيء كنت تصنع قال كنت ضاربهما بالسيف أنتظر حتى أجيء بأربعة إلى ما ذاك قد قضى حاجته وذهب أو أقول رأيت كذا وكذا فتضربوني الحد ولا تقبلوا لي شهادة أبدا قال فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال كفى بالسيف شاهدا ثم قال لا إني أخاف أن يتتابع في ذلك السكران والغيران
قال أبو عبد الله يعني ابن ماجه سمعت أبا زرعة يقول هذا حديث علي بن محمد الطنافسي وفاتني منه
¥(14/435)
2742 - حدثنا هشام بن عمار حدثنا محمد بن حرب حدثنا عمر بن رؤبة التغلبي عن عبد الواحد بن عبد الله النصري عن واثلة بن الأسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المرأة تحوز ثلاث مواريث عتيقها ولقيطها وولدها الذي لاعنت عليه
قال محمد بن يزيد ما روى هذا الحديث غير هشام
2765 - حدثنا أحمد بن سنان حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بالمدينة رجالا ما قطعتم واديا ولا سلكتم طريقا إلا شركوكم في الأجر حبسهم العذر
قال أبو عبد الله أو كما قال كتبته لفظا
2842 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي الزناد عن المرقع بن عبد الله بن صيفي عن حنظلة الكاتب قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمررنا على امرأة مقتولة قد اجتمع عليها الناس فأفرجوا له فقال ما كانت هذه تقاتل فيمن يقاتل ثم قال لرجل انطلق إلى خالد بن الوليد فقل له إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك يقول لا تقتلن ذرية ولا عسيفا حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا قتيبة حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن المرقع عن جده رباح بن الربيع عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه
قال أبو بكر بن أبي شيبة يخطئ الثوري فيه
3015 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد قالا حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن بكير بن عطاء سمعت عبد الرحمن بن يعمر الديلي قال شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف بعرفة وأتاه ناس من أهل نجد فقالوا يا رسول الله كيف الحج قال الحج عرفة فمن جاء قبل صلاة الفجر ليلة جمع فقد تم حجه أيام منى ثلاثة فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه ثم أردف رجلا خلفه فجعل ينادي بهن حدثنا محمد بن يحيى حدثنا عبد الرزاق أنبأنا الثوري عن بكير بن عطاء الليثي عن عبد الرحمن بن يعمر الديلي قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة فجاءه نفر من أهل نجد فذكر نحوه
قال محمد بن يحيى ما أر للثوري حديثا أشرف منه
3078 - حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة قال سألت الحجاج بن عمرو عن حبس المحرم فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كسر أو مرض أو عرج فقد حل وعليه الحج من قابل قال عكرمة فحدثت به ابن عباس وأبا هريرة فقالا صدق
قال عبد الرزاق فوجدته في جزء هشام صاحب الدستوائي فأتيت به معمرا فقرأ علي أو قرأت عليه
3259 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة قال ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما قط إن رضيه أكله وإلا تركه 3259 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي يحيى عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
قال أبو بكر نخالف فيه يقولون عن أبي حازم
3282 - حدثنا محمد بن سلمة المصري أبو الحارث المرادي حدثنا عبد الله بن وهب عن محمد بن أبي يحيى عن أبيه عن سعيد بن الحارث عن جابر بن عبد الله قال كنا زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وقليل ما نجد الطعام فإذا نحن وجدناه لم يكن لنا مناديل إلا أكفنا وسواعدنا وأقدامنا ثم نصلي ولا نتوضأ
قال أبو عبد الله غريب ليس إلا عن محمد بن سلمة
3458 - حدثنا جعفر بن مسافر حدثنا السري بن مسكين حدثنا ذواد بن علبة عن ليث عن مجاهد عن أبي هريرة قال هجر النبي صلى الله عليه وسلم فهجرت فصليت ثم جلست فالتفت إلي النبي صلى الله عليه وسلم فقال اشكمت درد قلت نعم يا رسول الله قال قم فصل فإن في الصلاة شفاء حدثنا أبو الحسن القطان حدثنا إبراهيم بن نصر حدثنا أبو سلمة حدثنا ذواد بن علبة فذكر نحوه وقال فيه اشكمت درد يعني تشتكي بطنك بالفارسية
قال أبو عبد الله حدث به رجل لأهله فاستعدوا عليه
3576 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا الحسين بن علي عن ابن أبي رواد عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الإسبال في الإزار والقميص والعمامة من جر شيئا خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة
قال أبو بكر ما أغربه
مسلسل بالسنين
3830 - حدثنا علي بن محمد سنة إحدى وثلاثين ومائتين حدثنا وكيع في سنة خمس وتسعين ومائة قال حدثنا سفيان في مجلس الأعمش منذ خمسين سنة حدثنا عمرو بن مرة الجملي في زمن خالد عن عبد الله بن الحارث المكتب عن قيس بن طلق الحنفي عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه رب أعني ولا تعن علي وانصرني ولا تنصر علي وامكر لي ولا تمكر علي واهدني ويسر الهدى لي وانصرني على من بغى علي رب اجعلني لك شكارا لك ذكارا لك رهابا لك مطيعا إليك مخبتا إليك أواها منيبا رب تقبل توبتي واغسل حوبتي وأجب دعوتي واهد قلبي وسدد لساني وثبت حجتي واسلل سخيمة قلبي
قال أبو الحسن الطنافسي قلت لوكيع أقوله في قنوت الوتر قال نعم.
3952 - حدثنا هشام بن عمار حدثنا محمد بن شعيب بن شابور حدثنا سعيد بن بشير عن قتادة أنه حدثهم عن أبي قلابة الجرمي عبد الله بن زيد عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال زويت لي الأرض حتى رأيت مشارقها ومغاربها وأعطيت الكنزين الأصفر أو الأحمر والأبيض يعني الذهب والفضة وقيل لي إن ملكك إلى حيث زوي لك وإني سألت الله عز وجل ثلاثا أن لا يسلط على أمتي جوعا فيهلكهم به عامة وأن لا يلبسهم شيعا ويذيق بعضهم بأس بعض وإنه قيل لي إذا قضيت قضاء فلا مرد له وإني لن أسلط على أمتك جوعا فيهلكهم فيه ولن أجمع عليهم من بين أقطارها حتى يفني بعضهم بعضا ويقتل بعضهم بعضا وإذا وضع السيف في أمتي فلن يرفع عنهم إلى يوم القيامة وإن مما أتخوف على أمتي أئمة مضلين وستعبد قبائل من أمتي الأوثان وستلحق قبائل من أمتي بالمشركين وإن بين يدي الساعة دجالين كذابين قريبا من ثلاثين كلهم يزعم أنه نبي ولن تزال طائفة من أمتي على الحق منصورين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله عز وجل
قال أبو الحسن لما فرغ أبو عبد الله من هذا الحديث قال ما أهوله
وهناك بعض الفوائد في السماعات وغيرها.
¥(14/436)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 12 - 06, 11:22 ص]ـ
وللفائدة ينظر
زيادات أبي الحسن القطان على ابن ماجه (مع مستدرك) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=37110#post37110)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[10 - 12 - 06, 01:17 م]ـ
أخي الكريم نبيهًا: وأثابكم وبارك فيكم.
شيخنا الفاضل أبا عمر: وإياكم، أحسن الله إليكم على هذه الإضافات والاستدراكات، وأظنّ أنَّ فيها شيئًا ذُكر آنفًا.
ولعلكم - بارك الله فيكم - تبيّنون معنى نقل سفيان هذا، إذ لم يتضح جيدًا، ومن إسماعيل المذكور؟:
583 - حدثنا علي بن محمد حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن الأسود عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجنب ثم ينام كهيئته لا يمس ماء
قال سفيان فذكرت الحديث يوما فقال لي إسمعيل يا فتى يشد هذا الحديث بشيء
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 01 - 07, 04:36 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا ونفعنا بعلمكم
سفيان الثوري يذكر أنه ذكر هذا الحديث يوما وكان إسماعيل -والظاهر أنه ابن علية- كان موجودا فكأنه استنكر هذا الحديث واستغربه فسأل ابن علية سفيانا عن طرق أخرى لهذا المتن تكون سالمة من العلل، والله أعلم.
ـ[ابن السائح]ــــــــ[14 - 01 - 07, 05:12 م]ـ
وفقكم الله ونفع بعلمكم
الظاهر أنه يبعد أن يكون المقصود ابن إبراهيم الذي يُقال له: ابن علية
فليس ابن إبراهيم في مقام من يُخاطب (شيخَه) الثوريَّ بقوله: يا فتى
فيُنظر
فلعله إسماعيل بن أبي خالد
والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 01 - 07, 06:47 م]ـ
جزاكم الله خيرا على إفادتكم، ولعل الأمر كما ذكرتم حفظكم الله.(14/437)
الحجاج بن أرطاة بين الجرح والتعديل
ـ[فواز الجهني]ــــــــ[09 - 12 - 06, 07:33 ص]ـ
(بخ م 4) حجاج بن أرطاة بن ثورالنخعي أبو أرطاة الكوفي
أقوال النقاد
قال ابن أبي نجيح: ما جاءنا منكم مثله – يعني الحجاج بن أرطاة.
وقال حفص بن غياث قال لنا سفيان الثوري يوماً: من تأتون؟ قلنا: الحجاج بن أرطاة.
قال عليكم به فإنه ما بقي أحد أعرف بما يخرج من رأسه منه.
وقال حماد بن زيد: كان أقهر عندنا لحديثه من سفيان الثوري.
وقال العجلي: جائز الحديث إلا أنه كان صاحب إرسال… فإنما يعيب الناس منه التدليس.
وقال أبو طالب عن أحمد: كان من الحفاظ. قيل: فلم ليس هو عند الناس بذاك؟ قال: لأن في حديثه زيادة على حديث الناس، ليس يكاد له حديث إلا فيه زيادة.
وقال ابن معين: صدوق ليس بالقوي، يدلس عمن محمد بن عبيد الله العرزمي عن عمرو بن شعيب.
وقال القطان: الحجاج ومحمد بن إسحاق عندي سواء، وتركت الحجاج عمداً، ولم أكتب عنه حديثاً قط.
وقال أبو زرعة:صدوق يدلس.
وقال أبو حاتم: صدوق يدلس عن الضعفاء، يكتب حديثه فإذا قال حدثنا، فهو صالح لا يرتاب في صدقه وحفظه إذا بين السماع، لا يحتج بحديثه.
وقال ابن المبارك: يدلس، وكان يحدثنا الحديث عن عمرو بن شعيب مما يحدثه العرزمي، والعرزمي متروك لا نقربه.
وقال ابن معين مرة: ضعيف، ومرة: صدوق ليس بالقوي في الحديث، و مرة: ليس هو من أهل الكذب.
وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن خراش:كان مدلساً وكان حافظاً للحديث.
وقال يعقوب بن شيبة: واهي الحديث، في حديثه اضطراب كثير وهو صدوق.
وقال ابن سعد: كان ضعيفاً في الحديث.
وقال الجوزجاني: يتثبت في حديثه.
قال الساجي: كان مدلساً صدوقاً سيء الحفظ، ليس لحجة في الفروع والأحكام
وقال الدار قطني: لا يحتج به وكذا قال الحاكم.
وقال ابن عدي: إنما عاب الناس عليه وتدليسه عن الزهري وغيره، وربما أخطأ في بعض الروايات، فأما أن يتعمد الكذب فلا، وهو ممن يكتب حديثه.
وقال إسماعيل القاضي: مضطرب الحديث لكثرة تدليسه.
وقال محمد بن نصر:الغالب على حديثه الإرسال، والتدليس، وتغيير الألفاظ.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم. وقال ابن القطان: ضعيف مدلس عن الضعفاء
وقال ابن خزيمة: لا أحتج به إلا قال أنا وسمعت.
وقال ابن عيينة: كنا عند منصور بن المعتمر فذكروا حديثاً فقال: من حدثكم؟ قالوا: الحجاج بن أرطاة قال: والحجاج يكتب عنه؟ قالوا نعم قال: لو سكتم لكان خيراً لكم.
وقال الخطيب: أحد العلماء بالحديث والحفاظ له.
وقال الخليلي: عالم ثقة كبير ضعفوه لتدليسه.
قال الذهبي: أحد الأعلام على لين فيه
وقال: تكلم فيه لبأوْ فيه ولتدليسه ونقص قليل في حفظه ولم يترك
وقال ابن حجر: صدوق كثير التدليس والخطأ.
وقال أيضاً: ضعيف ومدلس
النتيجة
يظهر مما سبق اختلاف النقاد في الحجاج، وجمهور النقاد على تضعيفه، وقد أطلق القول بتضعيفه ابن معين والقطان، والنسائي وابن سعد، والدار قطني، والحاكم أبو عبد الله، وأبو أحمد، ويعقوب بن شيبة وإسماعيل القاضي، وابن القطان وابن حجر في بعض المواضع ويرجع سبب تضعيفه إلى عدة أمور.
1 - التدليس عن الضعفاء
2 - الاضطراب في حديثه
3 - الإرسال عمن لم يسمع منهم
4 - الزيادة في حديثه على حديث الناس.
5 - الخطأ في الروايات
6 - تغيير الألفاظ
7 - ما أثر عنه من البأو والتيه الذي لا يليق بأهل العلم
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[09 - 12 - 06, 08:52 م]ـ
روى له الإمام مسلم رحمه الله حديثاً واحداً متابعاً ولم يحتج به.
وهو حديث (الخمرة)
فهو ضعيف لا يحتج به.
ولم يسمع من الزُّهْري، إبراهيم النَّخَعِيُّ، يحيى بن أبي كثير، مكحول، عكرمة، عَمْرو بن دِينَار.
سمع من الشَّعْبِيّ حديثًًا واحدًا.
لم يسمع من عَمْرو بن شُعَيْب إلا أربعة أحاديث والباقي عن محمد بن عُبَيْد الله العَرْزَمِيّ.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[09 - 12 - 06, 11:47 م]ـ
قال ابن القيم:
وفيه الحجاج بن أرطاة وحديثه لا ينزل عن درجة الحسن ما لم ينفرد بشيء أو يخالف الثقات
106/ 2
زاد المعاد
ـ[إسلام الغرباوي]ــــــــ[04 - 03 - 10, 08:29 ص]ـ
قال الشيخ عبد الله السعد في شرح الموقظة:
حجاج بن أرطأة: فيه ضعف يزول بالمتابعة فقد تكلم فيه النسائي ووصفه بالتدليس عن الضعفاء، وتكلم في حفظه، و قد أخرج له مسلم مقرونا، فضعفه على سبيل المثال يزول بمتابعة ابن لهيعة وأمثاله ممن يصلح حديثهم للإعتبار، وكثيرا ما يخالف فيصل المرسل، وقد قواه البعض.(14/438)
منهج الإمام البغوي في كتابه الأنوار في شمائل النبي المختار صلى الله عليه وسلم
ـ[العجيل]ــــــــ[09 - 12 - 06, 10:32 م]ـ
السلام عليكم
هذا بحث صغير فيه منهج الإمام البغوي في كتابه الانوار في شمائل النبي المختار صلى الله عليه وسلم، أعده الطالب: محمد سالم العجيل.
ـ[العجيل]ــــــــ[07 - 06 - 07, 01:56 ص]ـ
السلام عليكم
هذا بحث صغير فيه منهج الإمام البغوي في كتابه الانوار في شمائل النبي المختار صلى الله عليه وسلم، أعده الطالب: محمد سالم العجيل.
أتمنى من الجميع إبداء ملاحظاتهم القيمة، مشكورين.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 06 - 07, 10:54 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لعلك ترفع الملف مرة أخرى فهو لايعمل، وجزاكم الله خيرا.
ـ[الرايه]ــــــــ[10 - 06 - 07, 09:29 م]ـ
كما قال الشيخ عبدالرحمن
لعلك ترفع الملف مرة أخرى فهو لايعمل، وجزاكم الله خيرا.
ـ[ماهر]ــــــــ[11 - 07 - 07, 06:13 ص]ـ
نعم الملف لا يعمل
ـ[هادي آل غانم]ــــــــ[12 - 07 - 07, 01:10 م]ـ
نعم الملف لا يعمل
ـ[العجيل]ــــــــ[16 - 07 - 07, 12:59 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد إعادة التحميل ولكنه لا يحمل معي.
ما الحل؟!
ـ[العجيل]ــــــــ[19 - 07 - 07, 01:10 م]ـ
السلام عليكم
هذا بحث صغير، او ورقة عمل أاتمنى منكم توجيهي لما فيها من قصور او خلل.
ولكم الشكر.
واخص شيخنا الدكتور ماهر.
والسلام عليكم(14/439)
لمن شرح الأربعين النووية؟
ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[10 - 12 - 06, 11:02 ص]ـ
أقول: من المعلوم بأن الأربعين النووية قد شرحها عدد كبير من العلماء، و المخطوط الذي بين يدي فيه إشكال حيث أنه منسوب للملا علي القاري و قد ذكره صاحب كشف الظنون و كذلك الورد، و لكن الاشكال لا يزال قائما!!، و يفيد كلام كشف الظنون أن القاري له شرحان على النووية، و هذا ربما يصح قوله.
قال صاحب كشف الظنون: بعدما ذكر الملا علي قال و شرح آخر ممزوج أيضا أوله " الحمد لله رافع أعلام الملة الزهراء الخ.
و قال الورد تحت رقم 1497 المبين المعين لفهم الأربعين الحمد لله الذي جعل الاعداد و الاوقات اعتبارا للانام فخلق السموات و الارض في ستة أيام ..... بسم الله أي بسم المعبود بالحق الواجب الوجود ....
التعلق: صاحب كشف الظنون وافق مخطوطتنا في بداية المخطوط، و صاحب المكتبة الألمانية وفق مخطوطتنا بالشرح و إليك ما بين أيدينا ثم تعقيب:
أول المخطوط:
الحمد لله رافع اعلام الملة الزهراء، بلوامع آيات الكتاب و محكم مباني أحكام الشريعة الغراء، بقواطع فصل الخطاب .... و قبل الشروع أذكر اسنادي لهذا الكتاب أخبرني السيد العالم العلامة مفتي العالم سعد الملة و الدين أحمد بن السيد عبد الوهاب المصري المحمدي سماعا عليه قال أخبرني والدي عن المصنف سماعا في طريقه مكه ح و أخبرني في طريق المولى الشيخ السعيد استاذ المحدثين عفيف الملة و الدين محمد سعيد الكازروني سماعا عليه و أجازة قال أخبرني الامام ابو زكريا يحيى بن شرف النووي و قد ذكر الامام الاسنوي رحمه الله أنه ولد في العشر الاول من محرم سنة إحدى و ثلاثين و ستماية بنوى قرية من دمشق ........ بسم الله أي بسم المعبود و بالحق الواجب الوجود و المبدع للعالم .... الرحيم الخاص الرحمة بالمؤمنين ....
* كيف يكون للهروي بعد هذا الاشكال؟!!
** آخر المخطوط ياتي إشكال آخر: .... قال المؤلف رحمه الله و قد تم الفراغ ليلة الاربعاء وقت الافطار لست عشرة خلت من رمضان سنة إحدى و تسعين و ثمانمائة جعله الله سعيه مشكورا .... تمت ببلدة هراة سنة 894!!
* و بهذه التواريخ لم يولد الملا علي القاري!!! فمن يساعدنا في حل الاشكال مشكورا مأجورا إن شاء الله.
ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[10 - 12 - 06, 11:46 ص]ـ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، فقد حل الإشكال و عثرنا على الضالة، و بالمناسبة سند الشيخ المؤلف أحمد بن عبد الوهاب المحمدي موجود عند السخاوي في الضوء اللامع، مما ساعدنا في الجزم بأن المؤلف ليس الملا علي و إن كان هرويا، و بعد البحث في فهارس المكتبات لعلنا نجد أحدا ذكر نفس المقدمة و إذ بفهرس مخطوطات جامعة الرياض للحديث و علومه يفيدنا:
بأنها لمسعود بن عمر بن عبد الله التفتازاني المعروف بسعد الدين أو السعد التفتازاني المتوفى (793 هـ)
فمن كان عنده كشف الظنون و الورد أو أي مرجع وقع في الوهم؛ فليصحح إن كان موافقا لنا.
و هي مطبوعة، فلله الحمد و المنة،،،،(14/440)
هل رجع الإمام مالك -رحمه الله- وعمل بحديث خي
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[11 - 12 - 06, 11:35 م]ـ
هذا لمن كان له قلب يفقه به
ولكل من نجاه الله من العصبية الجاهلية
الإمام مالك، عليه رحمة الله ليس من هو مثلي من يترجم له
إنما يترجم له البخاري، وابن أبي حاتم، وباقي علماء المسلمين
نعم قالها مالك رحمه الله
ولكن ليس كما يحلو للبعض أن ينقل
ودعونا من كتب الحواشي لنعود إلى الموطأ، الحديث رقم 1958 رواية يحيى طبعة الدكتور بشار
يَحْيَى عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ «الْمُتَبَايِعَانِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِالْخِيَارِ عَلَى صَاحِبِهِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا إِلاَّ بَيْعَ الْخِيَارِ.
قَالَ مَالِكٌ وَلَيْسَ لِهَذَا عِنْدَنَا حَدٌّ مَعْرُوفٌ وَلاَ أَمْرٌ مَعْمُولٌ بِهِ فِيهِ.
هذا ما قاله مالك، والرجل بشر يخطئ ويصيب
وقد رجع عن ذلك
وارجع إلى آخر موطأ قُرئ على مالك، وهو برواية أبي مصعب الزهري، رقم 2664 طبعة الدكتور بشار ومحمود خليل
وفيها:
حدثنا أبو مصعب، قال: حدثنا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ «الْمُتَبَايِعَانِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِالْخِيَارِ عَلَى صَاحِبِهِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا إِلاَّ بَيْعَ الْخِيَارِ.
ولا يوجد حرف زيادة على ذلك
وهذا آخر ما قرئ على مالك
والآخر ينسخ الأول
ورحم الله مالكًا
ما رأي الإخوة الفضلاء في تعليق الأخ الفاضل/ أبو المعاطي؟!
وسؤال مهم:
كيف نجمع بين قول من يقول بأنه ليس عليه عمل أهل المدينة وما نقل عن الإمام أحمد؟!! وأبي ذئب وهو من أئمة المدينة؟!(14/441)
سؤال حول أحكام الخطيب البغدادي
ـ[معاذ القيسي]ــــــــ[12 - 12 - 06, 02:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي الأفاضل
سؤالي حول أحكام الخطيب البغدادي على الأحاديث وكلامه على عللها كيف يصنف بين أحكام الائمة و في أي نهج توضع أحكامه المتقدمين أم المتأخرين
ومن تكلم حول الخطيب وأحكامه وما صحة ما رمي به من التساهل والتسامح في الكلام على الآثار
أجيبوني وأفيدوني بارك الله بكم ونفع بكم اهل الحديث
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[12 - 12 - 06, 02:45 م]ـ
إنتهى أخونا الدكتور عبدالله بن صالح بن حجر من مناقشة رسالته المعنونة
بأقوال الخطيب البغدادي في الجرح و التعديل من خلال تاريخ بغداد مقارنة بأحكام المتقدمين و المتأخرين
و يحاول طبعه و لا أدري ما أنتهى إليه
ـ[الرايه]ــــــــ[20 - 08 - 07, 11:27 م]ـ
إنتهى أخونا الدكتور عبدالله بن صالح بن حجر من مناقشة رسالته المعنونة
بأقوال الخطيب البغدادي في الجرح و التعديل من خلال تاريخ بغداد مقارنة بأحكام المتقدمين و المتأخرين
و يحاول طبعه و لا أدري ما أنتهى إليه
أخي الكريم
هل طبعت الرسالة Question
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[22 - 08 - 07, 04:40 ص]ـ
لا و الله ما زال يبحث عمن يطبعها له فهي كبيرة جاوزت الألف صفحة
ـ[الرايه]ــــــــ[23 - 08 - 07, 08:25 م]ـ
يسر الله من يطبعها له
ـ[ابوهادي]ــــــــ[24 - 08 - 07, 08:38 م]ـ
إنتهى أخونا الدكتور عبدالله بن صالح بن حجر من مناقشة رسالته المعنونة
بأقوال الخطيب البغدادي في الجرح و التعديل من خلال تاريخ بغداد مقارنة بأحكام المتقدمين و المتأخرين
و يحاول طبعه و لا أدري ما أنتهى إليه
جزاك الله خيرا على إفادة إخوانك(14/442)
ضعف حديث ذهب الظمأ وابتلت العروق-الأخ السريلنكي
ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[13 - 12 - 06, 10:40 ص]ـ
أفيدوني بما عندكم من العلم عن حكم هذا الحديث إذا كان لديكم فوق ما في هذا الجمع
رأيت ابن عمر يقبض على لحيته فيقطع ما زاد على الكف وقال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال " ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله ".
رواه أبوداود (2357) والنسائي في سننه الكبرى (3329,10131) وفي عمل اليوم واليلة (299) والدارقطني (2\ 185) والبيهقي (7922) وفي شعب الإيمان (3902) والحاكم (1536وقال:- هذا حديث صحيح على شرط الشيخين فقد احتجا بالحسين بن واقد و مروان بن المقنع) كلهم من طريق الحسين بن واقد ثنا مروان يعني ابن سالم المقفع عنه
التحقيق:-
د س مروان بن سالم المقفع روى عن عبد الله بن عمر بن الخطاب د س روى عنه الحسين بن واقد المروزي د س وعزرة بن ثابت الأنصاري
(تهذيب الكمال-5872)
د س أبي داود والنسائي مروان بن سالم المقفع روى عن بن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال ذهب الظماء الحديث روى عنه الحسين بن واقد وعزرة بن ثابت ذكره بن حبان في الثقات قلت زعم الحاكم في المستدرك أن البخاري احتج به فوهم ولعله اشتبه عليه بمروان الأصفر
(تهذيب التهذيب-171)
مروان بن سالم المفقع بفاء ثم قاف ثقيلة مصري مقبول من الرابعة د س
(تقريب التهذيب-6569)
مروان بن سالم عن بن عمر وعنه الحسين بن واقد وعزرة بن ثابت وثق د س
(الكاشف-5365)
مروان بن سالم د س المقفع عن بن عمر رضي الله عنهما مرفوعا يقول إذا أفطر ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله رواه عنه الحسين بن واقد حدث عنه عزرة بن ثابت انتهى لم يذكر فيه الذهبي توثيقا لكنه ذكره في حكيم للتمييز واستنكر عليه هذا الحديث الذي ساقه في ترجمته فيما يظهر وقد ذكره في تذهيبه وذكر له هذا الحديث وذكر توثيقه عن بن حبان وفي الكاشف قال فيه وثق وقد رأيته في ثقات بن حبان
(الكشف الحثيث-762)
وروى أبو داود والنسائي والدارقطني والحاكم وغيرهم من حديث بن عمر فيه كلاما آخر وهو ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله قال الدارقطني إسناده حسن (تلخيص الحبير-2\ 202)
فالحديث ضعيف لجهالة مروان بن سالم المقفع ولأن ابن حبان مشهور بتوثيق المجاهيل.
أفيدوني بما عندكم من العلم عن حكم هذا الحديث
مجاهد بن رزين
سريلنكا
mujahidhuzaim@yahoo.com
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[16 - 12 - 06, 10:45 م]ـ
بارك الله فيك
للزيادة انظر هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4258&highlight=%E1%E1%D5%C7%C6%E3(14/443)
تفرد الراوي الصدوق بين القبول والتوقف، للشيخ د. خالد بن منصور الدريس (1 - 3)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[14 - 12 - 06, 11:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
توطئة:
الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد.
فهذا بحث عن تفرد الصدوق والثقة أيضاً، استللته من كتابي " الحديث الحسن لذاته ولغيره دراسة استقرائية نقدية "، طلب مني أحد الفضلاء من أعلام المحدثين المعاصرين أن أنشره مستقلاً، فاستحسنت الفكرة؛ لأن الكتاب الأصلي قد نشر في خمس مجلدات في دار أضواء السلف بالرياض سنة 1426هـ، فغدى ثمنه غالياً على كثير من طلبة العلم، فقل الانتفاع به بسبب ذلك، وكان هذا على غير رغبة مني، وأما أصل البحث فهو موجود في المجلد الرابع، في الباب الثالث المتعلق بالحديث الحسن لذاته، نبهت على ذلك ليعلم أن الإحالات الموجودة داخل البحث على بعض الفصول أو المباحث تُطالع في الأصل المنشور.
والكتاب الأصلي هو رسالة دكتوراه، كانت خطة البحث قدمت في سنة 1415هـ، وتم الانتهاء من طباعة الأصل في شعبان 1420هـ، وجرت المناقشة في أول سنة 1421هـ في الأسبوع الثاني من المحرم، ومن حصلت الأطروحة بحمد الله وتوفيقه على درجة الامتياز مع التوصية بالطبع على نفقة الجامعة.
تعريف الصدوق:
يقول أبو الحسين أحمد بن فارس: (الصاد والدال والقاف أصلٌ يدلُ على قوةٍ في الشيء قولاً وغيره. من ذلك الصدق: خلاف الكذب، سُمي لقوته في نفسه، ولأن الكذب لا قوة له، هو باطل) [1].
فالصدوق: "وصف بالصدق على طريقة المبالغة" [2].
* تفريق المحدثين بين الثقة والصدوق:
سئل عبدالرحمن بن مهدي: أبو خلدة ثقة؟ فقال: (كان صدوقاً، وكان مأموناً، الثقة سفيان وشعبة) [3].
قال ابن أبي حاتم معلقاً على هذا النص: (فقد أخبر أن الناقلة للآثار والمقبولين على منازل، وأن أهل المنزلة الأعلى الثقات، وأن أهل المنزلة الثانية: أهل الصدق والأمانة) [4]. وقد جعل الصدوق في المرتبة الثانية بعد الثقة كما سبق نقل كلامه في ذلك.
وقال أبو عبدالله الحاكم: (إن أئمة النقل قد فرقوا بين الحافظ والثقة، والثبت والمتقن والصدوق، هذا في التعديل) [5].
استعمالات النقاد للفظة "صدوق":
تأتي لفظة "صدوق" في استعمالات أئمة النقد على ثلاث حالات:
الأولى: مطلقة من دون تقييد كقولهم: "فلان صدوق".
الثانية: مقترنة بما يفيد التوثيق وتمام الضبط، فمن ذلك قول ابن أبي حاتم في كثير من مشايخه: "ثقة صدوق" [6]، وكذا قول أحمد بن حنبل [7] في بعض الرواة، وتجيء الصيغة في بعض المواضع هكذا: "صدوق ثقة" [8] عند ابن أبي حاتم، والأمثلة على ذلك كثيرة جداً.
الثالثة: مقترنة بما يفيد عدم الاحتجاج، فمن ذلك مثلاً قول أبي زرعة الرازي في أحد الرواة: (ليِّن الحديث مدلس) فقيل له: هو صدوق؟ قال: (نعم، كان لا يكذب) [9].
وقول ابن معين في عدد من الرواة: (صدوق وليس بحجة) [10]، وقال في أحد الرواة: (صدوق كثير الخطأ) [11].
ومن ذلك ما قاله يعقوب بن شيبة في أحد الرواة: (واهي الحديث، في حديثه اضطراب كثير، وهو صدوق) [12].
ومنها قول ابن خراش: (سيئ الحفظ صدوق) [13]، وقول عمرو بن علي الفلاس: (صدوق، كثير الخطأ والوهم، متروك) [14].
وقد قال البخاري في محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى: (صدوق، إلا أنه لا يُدرى صحيح حديثه من سقيمه)، قال الترمذي: (وضعف حديثه جداً) [15]، وقال البخاري في النعمان بن راشد: (في حديثه وهم كثير، وهو صدوق في الأصل) [16].
والأمثلة على ذلك كثيرة جداً تدل على أن عدداً من أئمة الحديث يطلقون "الصدوق" على من لم يكن متهماً بالكذب ويدخل في ذلك بدون ريب من كان ضعيفاً لا يحتج به.
وقد استقر عُرف المحدثين على أن لفظة "صدوق" إذا أطلقت من غير تقييد فإنها تفيد أن الراوي يكون عدلاً ولكنه دون الثقة من حيث الضبط.
ويدخل في حكم الصدوق من قيل فيه: "لا بأس به" و"محله الصدق"، وغيرها من الألفاظ التي سبق ذكرها في الفصل السابق.
وحقيقة الصدوق وماهيته، عبَّر عنها الذهبي في قوله: (الصدوق لا يكثر خطؤه) [17]، وقوله في أحد الرواة: (صدوق، قيل: كان يخطئ، فالصدوق يخطئ) [18].
¥(14/444)
وقال ابن حجر: (رواية الصدوق الذي لم يوصف بتمام الضبط والإتقان، هو الحسن لذاته) [19]، وهو دون الثقة كما هو العُرف، وفوق من لا يحتج بحديثه إلا إذا اعتضد بغيره كما تم إيضاحه في الفصول السابقة من هذا الباب.
وللفظة "صدوق" علاقة وطيدة بابن أبي حاتم، حيث أكثر من إيرادها في كتابه "الجرح والتعديل" عن أبيه وعن غيره من كبار أئمة النقد، ولا أعرف كتاباً في علم الجرح والتعديل قبل ابن أبي حاتم وردت فيه لفظة "الصدوق" بكثرة كما وردت في كتابه.
فقد بلغ عدد مرات ورودها أكثر من 1200 مرة تقريباً بصِيَغٍ متعددة، وهو أقدم من وضع لها مرتبة في سلم الجرح والتعديل.
وقد أثار حكمه على ما يرويه الصدوق بعض الخلاف بين اثنين من أساتذة الحديث في عصرنا، هما الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله -، والأستاذ الدكتور نور الدين عتر.
فذهب الشيخ الألباني - رحمه الله - إلى أن "الصدوق" حسن الحديث ويحكم على حديثه بأنه حسن لذاته واحتج على ذلك بكلام الذهبي في مقدمة ميزانه، وبكلام ابن حجر في مقدمة "التقريب"، وقد نقلنا كلامهما في الفصل السابق، ثم علق على ذلك بقوله: (فأنت ترى أن الذهبي جعل من قيل فيه "صدوق" في مرتبة من قيل فيه: "جيد الحديث، حسن الحديث"، وكلام الحافظ ابن حجر لا يخرج عنه، فإن من كان عنده من المرتبة الثالثة لاشك في أن حديثه صحيح، فمن كان عنده من المرتبة الرابعة، فحديثه حسن بداهة، وذلك ما صرح به المحقق أحمد شاكر في "الباعث الحثيث" (ص118)، ولولا ضيق المقام لنقلت كلامه، فأكتفي بالإشارة إليه) [20].
وقد رد الدكتور العتر هذا الكلام بقوله: (وقد كان يكفي .. أن يرجع إلى كتاب إمام الجرح والتعديل لابن أبي حاتم الرازي ... [حيث] يقول: "وإذا قيل له: صدوق أو محله الصدق أو لا بأس به، فهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه، وهي المنزلة الثانية" انتهى كلامه.
وقد اعتمد كافة أئمة الحديث من بعد كلامه ... وهذه عبارة الإمام ابن الصلاح قالها يؤيد بها كلام الإمام الرازي: "وهو كما قال، لأن هذه العبارات لا تُشعر بشريطة الضبط") [21].
وهو يرى "أن حديث الصدوق ليس ضعيفاً، ولكنه لا يحتج به مطلقاً، بل لا بد قبل الاحتجاج به أن يُنظر في حديثه؛ لأن "الصدوق" لم يوصف بالضبط أي الحفظ، فاحتاج إلى التحري من اتصافه بذلك كي يحتج به" [22].
ونقل الدكتور العتر "الاتفاق [23] على أن كلمة "صدوق" لا يحتج بمن قيلت فيه إلا بعد الاختبار والنظر، ليعلم هل يضبط الحديث أم لا؟ " ويرى أن" ذلك يرد ما زعمه بعض الناس من أن من قيلت فيه يكون حديثه حجة من الحسن لذاته، دون أن يقيده بأن ينظر فيه" [24].
فحقيقة الخلاف بينهما تتلخص في السؤال الآتي: هل حديث "الصدوق" حجة حتى يثبت أنه أخطأ أم لا يحتج به حتى يثبت أنه حفظ؟
ولا ريب أن الخلاف في حكم تفرد الصدوق بين القبول والتوقف؛ مسألة لها آثار مهمة للغاية، ويكفي لبيان أهميتها أن يُعلم أن ما يقارب من ربع رجال تقريب التهذيب قد حكم عليهم الحافظ ابن حجر بعبارات مثل: "صدوق" أو "صدوق يهم" أو "صدوق يخطئ" ونحوها، وقد بلغ عددهم ما يقرب من (1831) من مجمل تراجم الكتاب.
ومنهم (210) راوياً ممن أخرج لهم البخاري في صحيحه، و (269) ممن أخرج لهم مسلم في صحيحه من غير الذين أخرج لهم البخاري [25] فمجموعهم في الكتابين من غير المكرر يبلغ (479) راوياً، وأكثرهم في الشواهد والمتابعات.
ومن المعلوم أن علماء الحديث قد اتفقوا على صحة متون الكتابين إلا أحرفاً يسيرة وقع النزاع فيها، وقد سبق أن ذكرنا أننا مع الرأي القائل بعدم تحسين شيء من أحاديثهما، وإنما ذكرنا تلك الإحصائية ليُعلم أن الكلام في تفرد الصدوق في غاية الأهمية لكثرة الموصوفين بوصف "الصدوق".
ومسألة "التفرد" لها أثر ضخم جداً في علم الجرح والتعديل، وعلم العلل، ومن تأمل كثيراً من كتب العلل والرجال سيرى بما لا يدع مجالاً للشك أثرها الكبير في نقد العديد من كبار الأئمة.
فالنصوص التي تدل على نقد الرواة أو بعض مروياتهم بسبب التفرد أو لعدم المتابعة كثيرة جداً في التاريخين الكبير والأوسط للبخاري، وضعفاء العقيلي، والكامل لابن عدي، وتهذيب التهذيب والعلل لابن أبي حاتم وغيرها من المصادر.
¥(14/445)
ومن أهم الأسئلة التي سنناقشها في هذا المبحث: هل تفرد الصدوق كتفرد الثقة من حيث القبول إلا في حالة مخالفته لمن هو أولى منه؟ أم أن لتفرده حكماً مختلفاً لانحطاط مرتبته عن مرتبة الثقة؟
أو بمعنى آخر هل تفرد من يُحسَّن حديثه لذاته محتج به إلا إذا خالف من هو أولى منه؟! أم لابد من التفريق بين ما ينفرد به من يصحح حديثه لذاته وبين من يحسن حديثه لذاته لتفاوتهما في القوة؟
وما أدلة من قبل تفرد الصدوق؟
وما أدلة من توقف في تفرد الصدوق؟
ومتى يحتمل التفرد من الراوي الصدوق؟
ومتى لا يحتمل منه ذلك؟
المطلب الأول: قبول تفرد الصدوق.
ذهب عدد من أئمة المحدثين إلى قبول تفرد الصدوق، وهذا هو اختيار جمهور المتأخرين من علماء الحديث، ولا يُستثنى من ذلك فيما أعلم إلا الذهبي وابن رجب ومن بعدهما المعلمي اليماني في بعض تطبيقاته كما سيأتي إيضاحه في المطلب القادم.
يقول الحافظ أبو عمرو بن الصلاح: (إذا انفرد الراوي بشيء نظر فيه، فإن كان ما انفرد به مخالفاً لما رواه من هو أولى منه بالحفظ لذلك وأضبط كان ما انفرد به شاذاً مردوداً.
وإن لم تكن فيه مخالفة لما رواه غيره، وإنما هو أمر رواه هو ولم يروه غيره، فيُنظر في هذا الراوي المنفرد، فإن كان عدلاً حافظاً موثوقاً بإتقانه وضبطه؛ قُبل ما انفرد به، ولم يقدح الانفراد فيه ...
وإن لم يكن ممن يوثق بحفظه وإتقانه لذلك الذي انفرد به، كان انفراده خارماً له مزحزحاً له عن حيز الصحيح.
ثم هو بعد ذلك دائر بين مراتب متفاوتة بحسب الحال فيه، فإن كان المنفرد به غير بعيد من درجة الحافظ الضابط المقبول تفرده؛ استحسنا حديثه ذلك ولم نحطه إلى قبيل الحديث الضعيف.
فخرج من ذلك أن الشاذ المردود قسمان:
أحدهما: الحديث الفرد المخالف.
والثاني: الفرد الذي ليس في راويه من الثقة والضبط ما يقع جابراً لما يوجبه التفرد والشذوذ من النكارة والضعف) [26].
وإذا رجعنا إلى تحديد ابن الصلاح لراوي الحسن فسنجده قد وصفه بأنه من المشهورين بالصدق والأمانة غير أنه لم يبلغ درجة رجال الصحيح؛ لكونه يقصر عنهم في الحفظ والإتقان، ويرتفع عن حال من يُعد ما ينفرد به من حديثه منكراً [27]، ولما ذكر مثالاً لراوي الحسن لذاته اختار محمد بن عمرو بن علقمة وقال فيه: (من المشهورين بالصدق والصيانة، لكنه لم يكن من أهل الإتقان حتى ضعفه بعضهم من جهة سوء حفظه، ووثقه بعضهم لصدقه وجلالته، فحديثه من هذه الجهة حسن) [28]، فتفرد مثل هذا الراوي يُعد عند ابن الصلاح حسناً، ما لم يخالف.
وممن يرى هذا الرأي أيضاً الحافظ ابن حجر العسقلاني، فقد صَرَّح بأن ما ينفرد به مثل محمد بن إسحاق، أو عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده يُعد حسناً [29]، وقال في موضع آخر: (ما ينفرد به ابن إسحاق، وإن لم يبلغ درجة الصحيح، فهو في درجة الحسن إذا صرح بالتحديث) [30] وقال أيضاً: (وابن إسحاق حسن الحديث، إلا أنه لا يحتج به إذا خولف) [31].
وقال في عبدالرحمن بن أبي الزناد: (غاية أمره أنه مختلف فيه، فلا يتجه الحكم بصحة ما ينفرد به، بل غايته أن يكون حسناً) [32].
وقال في عبدالله بن محمد بن عقيل: (فأما إذا انفرد فيُحسن، وأما إذا خالف فلا يُقبل) [33].
فتفرد من يُحسن حديثه لذاته يكون حجة عند ابن حجر إلا إذا خالف فلا يُقبل، والمخالفة لمن هو أولى منه صفةً أو عدداً توجب الشذوذ.
وممن يرى قريباً من ذلك من القدماء: الإمام ابن حبان فقد قال في ترجمة محمد بن سليم أبي هلال الراسبي: (وكان أبو هلال شيخاً صدوقاً، إلا أنه كان يخطئ كثيراً من غير تعمد حتى صار يرفع المراسيل ولا يعلم، وأكثر ما كان يحدث من حفظه، فوقع المناكير في حديثه من سوء حفظه) [34] ثم قال: (والذي أميل إليه في أبي هلال الراسبي:
ترك ما انفرد من الأخبار التي خالف فيها الثقات.
والاحتجاج بما وافق الثقات.
وقبول ما انفرد من الروايات التي لم يخالف فيها الأثبات، التي ليس فيها مناكير.
لأن الشيخ إذا عرف بالصدق والسماع، ثم تبين منه ولم يفحش ذلك منه، لم يستحق أن يعدل به عن العدول إلى المجروحين إلا بعد أن يكون وهمه فاحشاً وغالباً، فإذا كان كذلك استحق الترك، فأما من كان يخطئ في الشيء اليسير، فهو عدل، وهذا مما لا ينفك عنه البشر، إلا أن الحكم في مثل هذا إذا عُلِم خطؤه تجنبه واتبع ما لم يخطئ فيه.
¥(14/446)
هذا حكم جماعة من المحدثين العارفين الذين كانوا يخطئون، وقد فصَّلناهم في الكتاب [35] على أجناس ثلاثة:
1 - فمنهم من لا يُحتج بما انفرد من حديثه، ويقبل غير ذلك من روايته.
2 - ومنهم من يحتج بما وافق الثقات فقط من روايته.
3 - ومنهم من يُقبل ما لم يخالف الأثبات، ويحتج بما وافق الثقات) [36].
فمع وصفه لأبي هلال بكثرة الخطأ وسوء الحفظ، إلا أنه قبل ما تفرد به مما لم يخالف فيه الإثبات، ورد أخباره التي خالف فيها الثقات، واحتج بما وافق الثقات من حديثه، وقد بين ابن حبان مراده من قوله: "ما لم يخالف الأثبات" فقال: (ولا يتوهم متوهم أن ما لم يخالف الأثبات، هو ما وافق الثقات، لأن ما لم [37] يخالف الإثبات هو ما روى من الروايات التي لا أصول لها من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن أتى بزيادة اسم في الإسناد أو إسقاط مثله مما هو محتمل في الإسناد، وأما ما وافق الثقات فهو ما يروى عن شيخ سمع منه جماعة من الثقات، فإن أتى بالشيء على حسب ما أتوا به عن شيخه [احتج به]) [38] [39].
وقد سبق أن ذكرنا أن ابن حبان ممن يدخل "الحسن" في الصحيح ولا يفرق بينهما، وقد نقلنا عنه هناك بعض النصوص التي تدل على أنه يقبل الحديث من الراوي الكثير الخطأ إذا لم يعلم خطؤه [40].
وممن يرى ذلك أيضاً الحافظ أبو عبدالله الحاكم، وهو ممن لا يفرق بين الحسن لذاته والصحيح [41] أيضاً، وقد أكثر في مستدركه من تصحيح أحاديث تفرد بها رواة هم في حكم من يحسن لهم المتأخرون كأحمد بن جناب المصيصي الذي وصفه ابن حجر بأنه: (صدوق)، وقال الحاكم في حديثه: (هذا حديث صحيح الإسناد، تفرد به أحمد بن جناب المصيصي، وهو شرط من شروطنا في هذا الكتاب أنا نخرج أفراد الثقات إذا لم نجد لها علة) [42].
وقال في حديث آخر: (هذا حديث صحيح، تفرد به عمرو بن محمد بن أبي رزين [43] وهو صدوق، ولم يخرجاه، وقد أوقفه يحيى بن سعيد الأنصاري وغيره عن نافع عن ابن عمر) [44].
وقال في حديث آخر: (هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، لتفرد عبدالله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب [45]، ولما نسب إليه من سوء الحفظ، وهو عند المتقدمين من أئمتنا ثقة مأمون) [46].
ومفهوم الثقة عنده واسع، يدخل فيه حتى الصدوق الذي يهم كما هو ظاهر من هذا النص، ولما عُرف أنه لا يفرق بين الحسن والصحيح، وهو يرى أن تفرد "الثقة" يُسمى شاذاً ولكن لا يمنع التصحيح [47]، ولهذا وجدنا في مستدركه عدة نصوص يقول فيها مثلاً: (صحيح الإسناد على شرطهما، وهو غريب شاذ) [48]، و (صحيح الإسناد ... وهو شاذ بمرة) [49]، و (شاذ صحيح الإسناد) [50]، وقال: (هذا حديث صحيح على شرط البخاري ... ولعل متوهماً يتوهم أن هذا متن شاذ، فلينظر في الكتابين - يعني الصحيحين - ليجد من المتون الشاذة التي ليس لها إلا إسناد واحد ما يتعجب منه، ثم ليقس هذا عليها) [51].
فمجمل النصوص السابقة تؤكد أن الحاكم يحتج بتفرد الصدوق إذا لم يخالف مخالفة يرى هو أنها ضارة، وقد مر معنا قبل قليل أنه قبل تفرد ابن أبي رزين مع أنه خولف.
وممن يرى أن تفرد الصدوق مقبول أيضاً الحافظ ابن القطان الفاسي، فقد ذكر قول الحافظ عبدالحق الإشبيلي في ثابت بن عجلان "لا يحتج به"، ثم رد عليه بقوله: (وقوله في ثابت بن عجلان لا يحتج به، قول لم يقله غيره فيما أعلم، ونهاية ما قال فيه العقيلي: "لا يتابع على حديثه". وهذا من العقيلي تحامل عليه، فإنه يُمس بهذا من لا يُعرف بالثقة، فأما من عُرِف بها، فانفراده لا يضره، إلا أن يكثر ذلك منه) [52].
ثم نقل قول بعض النقاد فيه: لا بأس به، ثم قال: (والحق أن من عُرف بالطلب، وأخذ الناس عنه، ونقل الناقلون حُسن سيرته، بتفصيل أو بإجمال بلفظ من الألفاظ المصطلح عليها، مقبول الرواية) [53]، فدل هذا أنه عنده دون الثقة المتفق عليه ومع ذلك قَبِل تفرده.
وقد علق الحافظ ابن حجر على كلام ابن القطان السابق بقوله: (صَدَق، فإن مثل هذا لا يضره إلا مخالفته الثقات لا غير، فيكون حينئذٍ شاذاً) [54]، وقد وصف ثابت بن عجلان بأنه: (صدوق) [55].
¥(14/447)
وهذا رأي جمهور علماء الحديث من المتأخرين ممن يرون أن الحسن لذاته حجة كما قال الصنعاني: (الحسن لذاته ... لم يعتبروا في رسمه إلا خفة ضبط رواته كما عرفت، فإنهم قالوا: "فإن خف الضبط فالحسن لذاته، وبكثرة طرقه يصح"، فلم يجعلوا متابعة غيره له إلا شرطاً لصحته لا لحسنه، وأما الحسن لغيره فقد عرفناك مراراً أنه لا يصير حسناً إلا بمتابعة غيره) [56].
وهكذا قال الشيخ عبدالفتاح أبو غدة: (وإن لم يكن هناك ما يخالف حديث الصدوق، وانفرد هو بحديث الباب، قُبِل حديثه إذ لا معارض له أقوى منه) [57].
وذهب التهانوي إلى "أن تفرد "المختلف فيه" حجة في درجة حجية الحسن على أصل مذهب الحنفية؛ لأن التعديل مقدم على الجرح إلا إذا كان مفسراً، فإذا اختلف في التوثيق والتضعيف ولم يكن الجرح مفسراً، فالراوي ثقة عند الحنفية وآخرين غيرهم، فيقبل تفرده إذا لم يخالف الجماعة مخالفةً تستلزم ردَّ ما رواه" [58].
وفيما أعرف فإن أغلبية المعاصرين ممن لهم كتابات منشورة على هذا الرأي.
وممن يميلون أحياناً لهذا الرأي من كبار أئمة النقد المتقدمين: الإمام البخاري، إلا أني لم أجد ما يدل صراحة على أنه يعمم ذلك، وإنما وقفت على بعض النصوص القليلة التي تدل على أنه لا يتشدد في بعض تفردات من كانوا دون مرتبة الثقة، ولهذا أخَّرتُ الكلام عنه في هذا المبحث لوجود شكوك لدي في أنه يقبل بصفة مطلقة تفرد الصدوق ومن في حكمه.
فيقول الحافظ ابن حجر في فُليح بن سليمان: (صدوق، تكلم بعض الأئمة في حفظه، ولم يخرج البخاري من حديثه في الأحكام إلا ما توبع عليه، وأخرج له في المواعظ والآداب وما شاكلها طائفة من أفراده) [59]، وبنحو هذا قال الذهبي، فقد قال: (قد اعتمد أبو عبدالله البخاري فليحاً في غير ما حديث ... ) [60] يريد أنه لم يُتابع عليها.
وقد حَسَّن البخاري تفرد عامر بن شقيق بحديث تخليل رسول الله صلى الله عليه وسلم للحيته [61] مع أن عامر بن شقيق متكلم فيه، فقد قال له الترمذي: (إنهم يتكلمون في هذا الحديث، فقال: هو حسن) [62].
وقد قوى أمر محمد بن إسحاق ودافع عنه دفاعاً قوياً نافياً عنه أسباب الضعف [63]، واحتج بحديثه الذي رواه عن أبي هريرة موقوفاً في أن مدرك الركوع إذا لم يقرأ الفاتحة فلا يُعد مدركاً للركعة [64]، مع علمه بكثرة تفرداته فقد قال: (محمد ابن إسحاق ينبغي أن يكون له ألف حديث ينفرد بها لا يُشاركه فيها أحد) [65]، ولم يستنكرها ولم يتكلم فيه بسببها، مع علمه بأنه قد تُكلم فيه.
وإذا استحضرنا ما ذكرناه أول هذا المبحث عن عدد الرواة الذين أخرج لهم البخاري في صحيحه وأطلق عليهم ابن حجر وصف "الصدوق"، واستحضرنا أيضاً قول الحاكم المتقدم آنفاً عن كثرة المتون التي ليس لها إلا إسناد واحد في الصحيحين، وقول الحافظ ابن حجر [66] أن في الصحيحين قدر مائتي حديث من الغرائب الأفراد، وقول الحافظ ابن رجب [67] أن تصرف البخاري ومسلم يدل على أن ما رواه الثقة عن الثقة إلى منتهاه وليس له علة فليس بمنكر خلاف مذهب يحيى ابن سعيد القطان وأحمد بن حنبل وغيرهما؛ فيحتمل أن يكون في صحيح البخاري أحاديث تفرد بها بعض الصدوقين، وإن كان ذلك كما يظهر من "هدي الساري" نادراً جداً [68] وقد حرص الحافظ ابن حجر على إيراد المتابعات والشواهد ليرفع التفرد عن بعض المتكلم فيهم ممن احتج بهم البخاري، سواء في الأصول أو في الشواهد والمتابعات والمعلقات.
والذي يحملني على عدم الجزم بأن ذلك اختيار البخاري رحمه الله، لأنني وقفت على عدة نصوص تدل على أنه لم يقبل بعض تفردات الثقات والصدوقين ولو لم يخالفوا، فمثلاً وجدته لا يقبل حديثاً تفرد به شبابة بن سوَّار وهو ثقة حافظ [69] عن شعبة بن الحجاج مع أنه لم يُخالف، ومع أن المتن محفوظ من طرق أخرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم [70]، ومع أن علي بن المديني لم يرده وقال: (لا ينكر لرجل سمع من رجل ألفاً وألفين أن يجيء بحديث غريب) [71].
كما وجدت البخاري رد حديثاً تفرد به حفص بن غياث عن عبيدالله بن عمر العمري وقال: (هذا حديث فيه نظر) [72]. مع أنه احتج بحفص في صحيحه في مواضع عديدة [73]، كما أن حفصاً لم يُخالف، ولهذا فقد صحح حديثه الترمذي [74]، وابن حبان [75]، فلم يقبل البخاري حديثه بسبب التفرد [76] مع كونه ثقة عنده.
¥(14/448)
وذكر الترمذي حديثاً لعمر بن هارون البلخي يرويه عن أسامة بن زيد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذ من لحيته من عرضها وطولها" [77] ثم قال: (سمعت محمد بن إسماعيل يقول: عمر بن هارون مقارب الحديث، لا أعرف له حديثاً ليس لإسناده أصل أو قال: ينفرد به إلا هذا الحديث ... ولا نعرفه إلا من حديث عمر بن هارون، ورأيته حسن الرأي في عمر) [78].
فرد تفرد من كان يحسن الرأي فيه ويرى أنه مقارب الحديث، ولا أظن البخاري رد حديثه لمعارضته لأحاديث الأمر بإعفاء اللحى؛ لأن لفظ الإعفاء غير صريح ولا قطعي في الدلالة على منع الأخذ من اللحية، بدليل أن جمعاً من الصحابة كانوا يفعلون ذلك [79]، كما أن البخاري من عادته أن يظهر المتن المعارض إذا أراد الإعلال وتأكيد الضعف، ولم يفعل ذلك هنا.
والنصوص السابقة تدل على أن تفرد الصدوق بل الثقة أحياناً لا يكون حجة عند البخاري، ولعله توفرت له بعض القرائن التي استدعت النظر في تلك التفردات ولو لم توجد مخالفة صريحة وواضحة.
وعلى أية حال فإن تلك النصوص وغيرها تمنعنا من إطلاق القول بأن البخاري يقبل تفرد الصدوق، ولكن نستطيع أن نقول - نظراً لما ذكر آنفاً من نصوص أخرى - أنه يميل إلى قبول ذلك أكثر من أحمد بن حنبل وأبي حاتم الرازي على سبيل المثال.
----------------------------------
[1] معجم مقاييس اللغة (3/ 339).
[2] فتح المغيث (3/ 113).
[3] الجرح والتعديل (2/ 37).
[4] المرجع السابق.
[5] المدخل إلى معرفة الصحيحين (ص28)، ونحوه (ص601).
[6] الجرح والتعديل (2/ 66، 137، 144، 158، 161).
[7] المرجع السابق (2/ 124).
[8] المرجع السابق (2/ 57، 63، 67، 72).
[9] المرجع السابق (4/ 62).
[10] تاريخ ابن معين (3/ 225)، (4/ 263)، والجرح والتعديل (7/ 192)، والنبلاء (9/ 20).
[11] الميزان (2/ 508).
[12] تهذيب الكمال (5/ 427)، وانظر أمثلة أخرى في تاريخ بغداد (13/ 451) وتهذيب الكمال (2/ 521).
[13] تاريخ بغداد (11/ 146).
[14] تاريخ بغداد (7/ 350) وتهذيب الكمال (6/ 272)، وانظر مثالاً آخر في تهذيب الكمال (14/ 499).
[15] العلل الكبير (ص392).
[16] التاريخ الكبير (8/ 80).
[17] النبلاء (9/ 429).
[18] الميزان (1/ 103).
[19] النكت لابن حجر (1/ 407).
[20] آداب الزفاف في السنة المطهرة (ص135 - 136).
[21] ماذا عن المرأة؟ (ص93 - 94).
[22] المرجع السابق (ص186 - 187) بتصرف يسير.
[23] يظهر من سياق الكلام أن المقصود اتفاق ابن أبي حاتم وابن الصلاح والسخاوي على ذلك، فهو اتفاق غير عام لكل المحدثين.
[24] منهج النقد في علوم الحديث (ص111).
[25] استخرجنا هذه الإحصائية عن طريق الحاسب الآلي من برنامج "الموسوعة الذهبية".
[26] علوم الحديث (ص70 - 71).
[27] المرجع السابق (ص28).
[28] علوم الحديث (ص31).
[29] نزهة النظر (ص30) ولمعرفة أقوال أهل العلم في ابن إسحاق وعمرو بن شعيب انظر ما تقدم في الفصل الرابع.
[30] فتح الباري (11/ 167).
[31] المرجع السابق (4/ 32) دار المعرفة.
[32] المرجع السابق (13/ 187) دار المعرفة، وللمزيد عن مرويات ابن أبي الزناد انظر ما ذكره المعلمي في المبحث الثاني من الفصل المتقدم.
[33] التلخيص الحبير (2/ 108).
[34] كتاب المجروحين (2/ 283).
[35] يعني كتاب المجروحين.
[36] كتاب المجروحين (2/ 283 - 284).
[37] سقطت "لم" من الأصل.
[38] هذه الزيادة يلزم منها السياق وهي جواب الشرط، وقد سقطت من الأصل.
[39] كتاب المجروحين (3/ 127).
[40] انظر المبحث الثالث من الفصل الثالث في هذا الباب.
[41] التقريب (20).
[42] المستدرك (1/ 33).
[43] قال ابن حجر في التقريب (5107): (صدوق ربما أخطأ).
[44] المستدرك (1/ 180).
[45] قال ابن حجر في التقريب (3592): (صدوق في حديثه لين) وتقدم قبل قليل أنه حسن ما انفرد به.
[46] المستدرك (1/ 71 - 72).
[47] انظر معرفة علوم الحديث (ص119 - 122)، وقد ذكر في المدخل إلى الإكليل (ص39) أن الأحاديث الأفراد التي يرويها الثقات تعد من الصحيح المتفق عليه.
[48] المستدرك (1/ 108).
[49] المرجع السابق (1/ 274).
[50] المرجع السابق (1/ 277).
[51] المرجع السابق (1/ 21).
[52] بيان الوهم (5/ 363).
[53] المرجع السابق (5/ 364).
[54] التهذيب (2/ 10).
[55] التقريب (822).
[56] توضيح الأفكار (1/ 193 - 194).
[57] قواعد في علوم الحديث (ص246).
[58] المرجع السابق (ص347) مع بعض التصرف اليسير في ترتيب كلامه.
[59] فتح الباري (1/ 142).
[60] الميزان (3/ 365).
[61] انظر تخريج الحديث والكلام عليه في مبحث البخاري النص الثامن عشر.
[62] العلل الكبير (ص33).
[63] جزء القراءة خلف الإمام للبخاري (ص40 - 41).
[64] المرجع السابق (ص37).
[65] تاريخ بغداد (1/ 227) وتهذيب الكمال (24/ 419).
[66] النكت لابن حجر (1/ 368).
[67] شرح علل الترمذي (1/ 456).
[68] انظر مثلاً هدي الساري: إسماعيل بن أبي أويس، أخرج له البخاري حديثين تفرد بهما (ص410).
[69] التقريب (2733).
[70] العلل الكبير (ص309).
[71] تاريخ بغداد (9/ 297).
[72] العلل الكبير (2/ 791) تحقيق حمزة ديب، وقد سقط بعض سند الحديث في نسخة السامرائي.
[73] هدي الساري (ص418).
[74] جامع الترمذي (1880).
[75] صحيح ابن حبان (12/ 141، 143 - 144).
[76] وقد رد حديث حفص بسبب التفرد أيضاً ابن معين وأحمد وعلي بن المديني كما في التهذيب (2/ 417).
[77] حكم الشيخ الألباني على هذا الحديث بأنه موضوع في السلسلة الضعيفة (1/ 304) لأن البلخي قد وصفه ابن معين وصالح جزرة بأنه كذاب، وانظر كلام النقاد فيه في التهذيب (7/ 502 - 505).
[78] جامع الترمذي (5/ 94) ورقم الحديث (2762).
[79] مصنف ابن أبي شيبة (8/ 374 - 376).
المصدر:
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=198
يتبع الجزء الثاني ..
¥(14/449)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[14 - 12 - 06, 11:56 ص]ـ
أدلة من قبل تفرد الصدوق:
1 - الأصل في حديث العدل القبول بدليل قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات: 6].
فدلت الآية الكريمة بمفهوم المخالفة على أن خبر العدل لا يتثبت في قبوله ولا يُتشكك في صحته، والصدوق كالثقة يشملهما اسم العدالة، وقد اتفق أهل العلم كما يقول الخطيب البغدادي [1] على أنه لو انفرد الثقة بنقل حديث لم ينقله غيره لوجب قبوله.
و"الصدوق" الذي يهم أحياناً يستحق الدخول في ذلك، بدليل أن البخاري قال في كتابه الجامع الصحيح: (كتاب أخبار الآحاد، باب ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق في الأذان والصلاة والصوم والفرائض والأحكام) [2].
وقال الحافظ ابن حجر مفسراً هذا الكلام: (المراد بالإجازة جواز العمل به، والقول بأنه حجة) [3].
فلا فرق حقيقي بين الثقة والصدوق في وجوب قبول الخبر.
2 - الغالب على من وصف بأنه "صدوق" أن أحاديثه مستقيمة، والحكم للغالب، فإذا تفرد بشيء لم يتبين لنا وهمه فيه، فعلينا أن نحتج به؛ لأن الأصل فيه الحفظ والاستقامة وعدم الخطأ، يقول الدكتور عبدالعزيز التخيفي: (ومن ادعى على الراوي الموصوف بأنه "صدوق" بالوهم في شيء من مروياته فعليه الدليل؛ لأن الغالب عليه من حيث الحفظ أنه ضابط لحديثه) [4].
3 - الذي يفهم من نص كتب المصطلح أن الجمهور يحتجون بالحسن لذاته وفي ذلك دليل على أن تفرد الصدوق حجة عند الجمهور، لأن الصدوق إما أن يوافق غيره من المعتبر بهم فيكون حجة عند الجميع، وإما أن يخالف فيكون غير حجة، وإما أن ينفرد، فدل قولهم أن الحسن لذاته حجة على قبول تفرده وإلا أصبح كلامهم لا فائدة منه ولا طائل من ورائه.
4 - ما من ثقة إلا له بعض الأحاديث التي يتفرد بها ولم يشاركه فيها أحد، وقد قبلت الأمة جملة من الأخبار النبوية مع تفرد الثقات بها.
من ذلك حديث (إنما الأعمال بالنيات) [5] لم يروه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا عمر بن الخطاب، ولا عن عمر إلا علقمة بن وقاص الليثي، ولا عن علقمة إلا محمد بن إبراهيم التيمي، ولا عن محمد إلا يحيى بن سعيد، وهو من أشهر الأحاديث، بل خطب به عمر رضي الله عنه على المنبر ومع ذلك لم ينقله عنه بإسناد صحيح إلا راوٍ واحد فقط، ولا عن ذاك الراوي إلا راوٍ واحد فقط أيضاً مع شهرة الحديث، ومسيس الحاجة إليه في كل أبواب العلم والفقه، ومنه استنبطت قاعدة مهمة هي: (الأمور بمقاصدها) التي تعتبر إحدى القواعد الكلية في الفقه الإسلامي، مع ذلك كله فليس له إلا إسناد واحد صحيح فقط، ومثل هذا كثير في أحاديث الصحيحين، فكم فيهما من حديث قد تُفرد به [6].
فإذا كان هذا في الثقات، وعُرف أن الفرق الجوهري بين الثقة والصدوق هو في "خفة الضبط" أو وجود بعض الأوهام غير الكثيرة؛ فما المانع أن يُعامل الصدوق كالثقة في ذلك، لاسيما وأن اسم القبول شامل لهما، وأن الفرق بينهما يسير، ولا يبلغ أن يكون مؤثراً في حكم تفرد أحدهما عن الآخر.
5 - من المعلوم أن كثيراً من الرواة يحرصون على أن يتفردوا عن أقرانهم وزملائهم بأحاديث حتى يتميزوا بذلك.
وأخبار المحدثين في ذلك كثيرة، منها على سبيل المثال قول عبدالرزاق: (كنتُ أسمع الحديث من العالم فأكتمه حتى يموت العالم) [7].
وقال قيس بن الربيع: (كنا إذا أتينا المشايخ قَدَّمنا سفيان الثوري فكتب لنا، وكان أخفنا كتابة، فكان إذا مر بحديث صغيرٍ حسن، حَفِظه ولم يكتبه، ففطنا له، فعزلناه) [8].
وقال شعبة: (حدثنا سلمة بن كُهيل - والحمد لله الذي لم يسمع سفيان منه - عن أبي عمرو الشيباني عن عبدالله ... ) [9].
وقال ابن معين: (أشتهي أن أقع على شيخ ثقة عنده بيت مليء كتباً، أكتب عنه وحدي) [10].
وقال ابن جريج لسفيان بن عيينة: (أما أنت مسلم؟! تخبئ عني الأحاديث حتى يذهبوا) [11].
وقد خصص الحافظ الخطيب البغدادي باباً سماه: (المنافسة في الحديث بين طلبته، وكتمان بعضهم بعضاً للضن بإفادته)، أورد فيه جملة من قصص المحدثين وأخبارهم في ذلك [12].
ولا شك أن المحدثين كغيرهم من البشر يحبون التميز، ولكن حبهم لذلك يختلفون فيه - أو يختلف أكثرهم إن شاء الله - فيه عن غيرهم بأنه رغبة في الثواب وزيادة الأجر وحرص على المعروف والتنافس في الخير.
¥(14/450)
وعلى أية حال فالمراد هنا تقرير حقيقة لا نزاع فيها، وهي أن رواة الحديث بمن فيهم من قيل فيه: "صدوق" ومن في حكمه، يحرصون على أن يحظوا بأحاديث لا يشاركهم في روايتها أحد آخر، ومن لم يفهم هذا الدافع يظن أن تفرد الصدوق دلالة على الخطأ لعدم رواية بعض أقرانه من الثقات لذلك الحديث، والواقع أنه فعل ذلك عن قصد ليحظى بالتفرد من دونهم، ففي عدم الأخذ بتفرده رد لبعض السُنة بسبب الغفلة عن هذا الدافع النفسي الفطري.
المطلب الثاني: التوقف في تفرد الصدوق.
علمنا فيما مضى أن جمهور المتأخرين على المذهب القائل بقبول تفرد الصدوق، حتى كاد مذهب المتوقفة في تفردات بعض الثقات والصدوقين أن يندثر، وتنطمس معالمه، لولا أن الحافظين الذهبي وابن رجب قد نبها عليه، وعملا به، وطرحوا تحقيقات نفيسة وتدقيقات مليحة في ذلك.
يقول الإمام الذهبي: (وقد يتوقف كثير من النقاد في إطلاق (الغرابة) مع (الصحة)، في حديث أتباع الثقات، وقد يوجد بعض ذلك في الصحاح دون بعض، وقد يُسمي جماعة من الحفاظ الحديثَ الذي ينفرد به مثل هشيم، وحفص بن غياث: منكراً) [13].
ويقول ابن رجب: (وانفراد الراوي بالحديث، وإن كان ثقة، هو علة في الحديث يوجب التوقف فيه، وأن يكون شاذاً ومنكراً، إذا لم يرو معناه من وجه يصح.
وهذه طريقة أئمة الحديث المتقدمين كالإمام أحمد، ويحيى القطان، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني وغيرهم) [14].
ويقول في موضع آخر: (وأما أكثر الحفاظ المتقدمين فإنهم يقولون في الحديث إذا تفرد به واحد، وإن لم يرو الثقات خلافه: (إنه لا يُتابع عليه"، ويجعلون ذلك علة فيه، اللهم إلا أن يكون ممن كثر حفظه، واشتهرت عدالته وحديثه كالزهري ونحوه، وربما يستنكرون بعض تفردات الثقات الكبار أيضاً، ولهم في كل حديث نقد خاص، وليس عندهم لذلك ضابط يضبطه) [15].
ويقول أيضاً عن القاعدة التي يتبعها الإمام أحمد بن حنبل في تفرد الثقة: (لأن قاعدته: أن ما انفرد به ثقة فإنه يتوقف فيه حتى يُتابع عليه، فإن توبع عليه زالت نكارته، خصوصاً إن كان الثقة ليس بمشتهر في الحفظ والإتقان، وهذه قاعدة يحيى القطان، وابن المديني وغيرهما) [16].
وهذه النصوص وإن كانت في حق بعض الثقات، فهي تنطبق على من قيل فيه: (صدوق) من باب أولى لأنه أقل ممن قيل فيه: (ثقة) من حيث المرتبة، ثم إن الثقة هنا وفي بعض المواضع أحياناً تستعمل بمعنى القبول أي الراوي الذي يصلح حديثه للقبول، والصدوق داخل في ذلك ضمناً بلا شك.
وقد ألمح الحافظ ابن الصلاح قبل الذهبي وابن رجب إلى ذلك في قوله: (وإطلاق الحكم على التفرد بالرد أو النكارة أو الشذوذ موجود في كلام كثير من أهل الحديث) [17]، لكنه لم يوضح الأمر كما فعلا، ولم يبين هل إطلاقهم على تفرد الثقة أم الصدوق أم الضعيف أم مطلق التفرد؟
وجاء الحافظ ابن حجر فأكمل النقص ووضح الخفي في كلام ابن الصلاح فقال: (وهذا مما ينبغي التيقظ له، فقد أطلق الإمام أحمد والنسائي وغير واحد من النقاد لفظ (المنكر) على مجرد التفرد، لكن حيث لا يكون المتفرد في وزن من يحكم لحديثه بالصحة بغير عاضد يعضده) [18].
وتقرير هذا الرأي ونسبته لبعض النقاد أو لكثيرٍ منهم موجود في كلام بعض الحفاظ المتقدمين على ابن الصلاح، ولكننا أحببنا أن نذكر هذا المذهب أولاً من حيث الإجمال، ومن كلام كبار المصنفين في علم أصول الحديث، ثم نفصل في ذلك.
وأقدم من صرَّح بهذا المذهب وقرَّره بوصفه قاعدة الحافظ أبوبكر البرديجي (ت301هـ) [19]- وهو معاصر لعدد من كبار الأئمة كالبخاري ومسلم والذهلي وأبي داود والترمذي والنسائي وغيرهم -، فقد قال: (المنكر هو التي يحدث به الرجل عن الصحابة، أو عن التابعين عن الصحابة، لا يُعرف ذلك الحديث، وهو متن الحديث إلا من طريق الذي رواه، فيكون منكراً) [20].
وقد وضح ابن رجب أن هذا الكلام أورده البرديجي في سياق ما انفرد به شعبة، أو سعيد بن أبي عروبة، أو هشام الدستوائي بحديث عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم قال البرديجي بعد ذلك: (فأما أحاديث قتادة الذي يرويها الشيوخ مثل حماد ابن سلمة، وهمام، وأبان، والأوزاعي، يُنظر في الحديث، فإن كان الحديث يحفظ من غير طريقهم عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو عن أنس بن مالك من وجه آخر لم يُدفع.
¥(14/451)
وإن كان لا يُعرف عن أحد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا من طريق عن أنس إلا من رواية هذا الذي ذكرتُ لك، كان منكراً) [21].
وقال أيضاً: (إذا روى الثقة من طريق صحيح عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً لا يُصاب إلا عند الرجل الواحد، لم يضره أن لا يرويه غيره إذا كان متن الحديث معروفاً، ولا يكون منكراً ولا معلولاً) [22].
وقال أيضاً: (لا يُلتفت إلى رواية الفرد عن شعبة، ممن ليس له حفظ ولا تقدم في الحديث من أهل الإتقان) [23].
وكلام البرديجي إن عُمم على كل الثقات بدون تمييز للحفاظ المتقنين كشعبة والزهري وابن المسيب وغيرهم، عمن سواهم؛ ففيه نظر كبير، ويدل على تشدد يفوق تشدد يحيى بن سعيد القطان وأبي حاتم الرازي، ويكون شاملاً من باب أولى تفرد الصدوق ومن في حكمه.
والذي يعنينا من كلامه ما ذكره عن تفرد الشيوخ كحماد بن سلمة وهمام والأوزاعي عن قتادة، ومن المعلوم أن اصطلاح الشيوخ يُقصد به في هذا السياق وما يشبهه من يكون دون الأئمة الحفاظ [24]، وعلى هذا فمنزلة حماد بن سلمة إذا روى عن ثابت البناني مثلاً تكون أعلى وأقوى من حديثه عن قتادة، وذلك لما عُرف من شدة تثبته وإتقانه فيما يرويه عن ثابت، فالراوي الواحد تتنوع مرتبته باختلاف من يروي عنه وقس على ذلك غيره.
ومما يدل على أن بعض النقاد من المحدثين كان يرد بعض الأحاديث بالتفرد، ما وجدناه في كلام أبي جعفر محمد بن جرير الطبري (ت310هـ) عند كلامه على علل الأخبار التي يخرجها في كتابه (تهذيب الآثار) يقول: (وهذا الحديث عندنا صحيح سنده، لا علة فيه توهنه، ولا سبب يضعفه، وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيماً غير صحيح، لأنه خبر لا يعرف له مخرج عن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه، والخبر إذا انفرد بنقله عندهم منفرد وجب التثبت فيه) [25].
فهو ينقل عن غيره من أهل العلم أن الحديث إذا انفرد به منفرد ولو كان ثقة يجب التثبت في ذلك الخبر، وذلك في عشرات [26] النصوص مما يدل على انتشار هذا الأمر واشتهاره، وإن كان الطبري كما هو ظاهر كلامه لا يرى ذلك سبباً لرد الحديث، ولكنه يورد من المتابعات والشواهد ما يجعل تلك العلة لا محل لها.
وممن نقل التوقف في حديث الصدوق ابن أبي حاتم فقد قال: (يكتب حديثه وينظر فيه) وقد شرحنا معنى كلامه هذا فيما تقدم وأنه لا يعني التوقف مطلقاً.
وقد سمى أبو عبدالله الحاكم [27] ما ينفرد به الثقة ولا يكون له أصل متابع له شاذاً، وهذا المذهب كما قال النووي: (مذهب جماعات من أهل الحديث، وقيل إنه مذهب أكثرهم) [28]، مع العلم أن الحاكم لا يرى ذلك من قسم المردود بل هو عنده من الصحيح المتفق عليه [29]، وتسمية المنفرد بالشاذ دال على الرد كما سيأتي في كلام الخليلي وإن لم يصرح به الحاكم.
وقال الحافظ أبو يعلى الخليل بن عبدالله الخليلي (ت446هـ): (وأما الشواذ فقد قال الشافعي وجماعة من أهل الحجاز: الشاذ عندنا ما يرويه الثقات على لفظ واحد، ويرويه ثقة خلافه زائداً أو ناقصاً.
والذي عليه حفاظ الحديث: الشاذ: ما ليس له إلا إسناد واحد يشذ بذلك شيخ، ثقة كان أو غير ثقة. فما كان من غير ثقة فمتروك لا يُقبل، وما كان عن ثقة يتوقف فيه ولا يحتج به) [30].
وقال في موضع آخر: (وأما الأفراد: فما يتفرد به حافظ، مشهور ثقة، أو إمام من الحفاظ والأئمة؛ فهو صحيح متفق عليه) [31]، و (نوع آخر من الأفراد: لا يحكم بصحته ولا بضعفه، ويتفرد به شيخ لا يعرف ضعفه ولا توثيقه) [32].
وقال الحافظ ابن رجب موضحاً كلام الخليلي: (وفرَّق الخليلي بين ما ينفرد به شيخ من الشيوخ الثقات، وبين ما ينفرد به إمام أو حافظ، فما انفرد به إمام أو حافظ قُبِل واحتج به، بخلاف ما تفرد به شيخ من الشيوخ، وحكى ذلك عن حفاظ الحديث) [33].
¥(14/452)
وقال أيضاً: (كلام الخليلي في تفرد الشيوخ، والشيوخ في اصطلاح أهل هذا العلم عبارة عمن دون الأئمة والحفاظ، وقد يكون فيهم الثقة وغيره، فأما ما انفرد به الأئمة والحفاظ فقد سماه الخليلي فرداً، وذكر أن أفراد الحفاظ المشهورين الثقات، أو أفراد إمام من الحفاظ الأئمة صحيح متفق عليه) [34] وقد ذكر الحافظ أبو الوليد سليمان بن خلف الباجي (ت474هـ) كلاماً في (تفرد حماد بن سلمة وغيره من الشيوخ عن قتادة عن أنس، وأنه إذا كان الحديث معروفاً من غير تلك الطريق عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أنس لم يُردَّ، وإن كان لا يُعرف من حديث أنس ولا من حديث النبي صلى الله عليه وسلم من غير تلك الطريق فهو منكر) [35].
وهذا الكلام مطابق لكلام البرديجي المنقول آنفاً وأظن الباجي أخذه منه ولكن لم ينسبه إليه، وذكره له مع عدم تعقبه يدل على إقراره له ولو في الجملة، إلا أن الباجي صرح بأن تفرد الإمام مالك وأمثاله بحديث يكون محتملاً [36].
والملاحظ في النصوص السالفة أن بعضها صَرَّح بالرد، والبعض صرح بالتوقف، وكلا الأمرين يجمعهما عدم الاحتجاج بالحديث ابتداءً، إلا أنني
آثرتُ استعمال لفظ (التوقف) في عنوان المطلب لما يلي:
1 - لنص الخليلي والذهبي وابن رجب، ومفهوم كلام الطبري عن (وجوب التثبت في الحديث المنفرد)، ولمفهوم عبارة ابن أبي حاتم: (وينظر فيه)، مما يشعر بالتوقف.
2 - لا يُشك أن تفرد الصدوق ليس كتفرد الضعيف المتفق على ضعفه، فوجب التفريق بينهما؛ لأن تفرد الصدوق مشكوك فيه عند من لا يقبله، وأما تفرد الضعيف فالمترجح في الظن أنه خطأ، ولهذا فالأولى أن يُستعمل لفظ (التوقف) بدل الرد إلا بالنسبة لمن صرح بالرد كالبرديجي مثلاً فيُحافظ على عبارته كما قالها، وأما من حيث عموم المذهب فلفظ (التوقف) أولى.
3 - حقيقة التوقف المقصود هنا يعني التريث والنظر طلباً للترجيح في حديثٍ بعينه من أحاديث ذلك المنفرد، فهو توقف نظر وفحص وتثبت، وليس توقفاً مطلقاً لكون الأدلة متكافئة كما هو موقف من توقف في راوٍ أوفي مسألة لعدم التوصل إلى رأي راجح، والفرق بين التوقفين أن التوقف الأول وقتي، والغرض منه البحث والتفتيش لاحتمال وجود قرينة ترجح قبول ذلك التفرد، أما التوقف الثاني فهو توقف دائم فهو نتيجة للبحث والنظر حصل بعدهما التوقف بصفته نتيجة ما بعد البحث.
وسنرى في بعض النصوص التي سنذكرها عن يحيى بن سعيد القطان وأحمد بن حنبل أنهما تراجعا عن رأيهما في بعض التفردات لما وقفا على ما يدل على أن ذاك المنفرد قد توبع.
وسنذكر فيما يلي بعض النصوص التطبيقية لبعض أئمة النقد، التي تدل على التوقف عن بعض ما يتفرد به الثقة أو الصدوق وهؤلاء هم:
أولاً: يحيى بن سعيد القطان.
ثانياً: أحمد بن حنبل.
ثالثاً: أبو حاتم الرازي.
رابعاً: أبو جعفر العقيلي.
خامساً: النسائي.
أولاً: يحيى بن سعيد القطان:
(النص الأول): في مسائل الإمام أحمد بن حنبل لابن هانيء النيسابوري، ورد هذا النص: (قال لي أبو عبدالله [37]: قال لي يحيى بن سعيد: لا أعلم عبيد الله أخطأ إلا في حديث واحد لنافع. حديث عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تسافر امرأة فوق ثلاثة أيام).
قال أبو عبدالله: فأنكره يحيى بن سعيد عليه.
قال أبو عبدالله: فقال لي يحيى بن سعيد: فوجدته قد حدث به العمري الصغير عن نافع عن ابن عمر مثله.
قال أبو عبدالله: لم يسمعه إلا من عبيد الله، فلما بلغه عن العمري صححه) [38].
والحديث رواه يحيى بن سعيد عن عبيد الله به عند البخاري في صحيحه وغيره [39]، ورواه آخرون غير يحيى عن عبيد الله به [40]، وله طرق أخرى عن نافع به من غير طريق عبيدالله [41].
وعبيدالله بن عمر العمري، يرى القطان أنه أثبت من الإمام مالك في نافع [42]، وهذا يدل على أنه يراه من كبار الثقات الأثبات، ومع ذلك فقد استنكر حديثه السابق، ولم يُزل النكارة إلا لما رأى متابعة عبدالله بن عمر العمري لأخيه، ومن المعلوم أن عبيدالله أوثق وأثبت من أخيه الذي تكلم في حفظه النقاد [43]، وعبيدالله أكبر سناً وإن كان مصغراً في الاسم، وعبدالله مكبر في الاسم وهو الأصغر سناً، وكان يحيى القطان لا يحدث عن عبدالله استضعافاً له [44].
¥(14/453)
ويظهر لي أن القطان توقف في تفرد عبيدالله لحال نافع وأنه شيخ له تلاميذ كثر من كبار الثقات وليس لأن كل تفرد من الثقة يعد منكراً، يؤكد ذلك أن توقفه زال بمجرد متابعة من يراه هو أنه ضعيف مما يدل على أن توقفه كان خفيفاً ومؤقتاً لمجرد شبهة أو شك خفيف.
(النص الثاني): قال الإمام أحمد: (كان يحيى بن سعيد يحمل على همام - بن يحيى - حتى قدم معاذ بن هشام، فوافق هماماً في أحاديثه) [45].
وقال أيضاً: (كان يحيى ينكر على همام أنه يزيد في الإسناد، ثم قال: زعم عفان قال: كان يحيى يسألني عن همام كيف قال همام حيث قدم معاذ بن هشام - الدستوائي -، وذاك أنه وافق هماماً في أحاديث) [46]، ويظهر من نص آخر أن موافقة معاذ لهمام كانت في أحاديث هشام الدستوائي [47].
وقال عفان بن مسلم: (كان يحيى بن سعيد يعرضُ على همام في كثير من حديثه، فلما قدم معاذ بن هشام، نظرنا في كتبه فوجدناه يوافق هماماً في كثير مما كان يحيى ينكره، فكفَّ يحيى بعدُ عنه) [48].
وهمام بن يحيى بن دينار العَوْذي ثقة عند جمهور النقاد إلا أن بعضهم صرح بأنه يغلط أحياناً وخاصة إذا حدث من حفظه، وكان قديماً يحدث من حفظه دون أن يكثر من تعاهد كتابه ثم تنبَّه لذلك فصار يتعاهد كتبه، ولذا ذهب الإمام أحمد والحافظ ابن حجر إلى أن سماع المتأخرين منه أثبت من سماع المتقدمين [49].
والذي يظهر لي أن القطان لم يكن يرى هماماً أصلاً ثقة، فقد ذُكر عن الإمام أحمد أن يحيى بن سعيد شهد في حداثته شهادة، وكان همام على العدالة [50]، فلم يَعدله فتكلم فيه يحيى لهذا [51]، وقال أحمد: (كان يحيى بن سعيد لا يستمرئ هماماً) [52].
وقد قال عبدالرحمن بن مهدي: (ظلم يحيى بن سعيد همام بن يحيى لم يكن له به علم ولا مجالسة) [53].
فإنكار يحيى لتفردات همام كانت إما بسبب ما يقع في حديثه القديم من مخالفات جعلته في نظره دون مرتبة الثقة، أو كان ضعيفاً عنده بسبب الحادثة التي ذكرها الإمام أحمد، وعلى أية حال فمن المؤكد أنه لم يكن يرى همام بن يحيى ثقة، ومع ذلك استنكر تفرداته، فليُفطن لهذا فإنه مهم.
(النص الثالث): قال علي بن المديني: (قال لي يحيى بن سعيد: قيس بن أبي حازم منكر الحديث، ثم ذكر له يحيى أحاديث مناكير، منها حديث كلاب الحوأب) [54].
وقيس بن أبي حازم من كبار التابعين ثقة ثبت، قال الذهبي: (ثقة حجة، كاد أن يكون صحابياً، وثقه ابن معين والناس، وقال علي بن عبدالله عن يحيى بن سعيد: منكر الحديث، ثم سمى له أحاديث استنكرها، فلم يصنع شيئاً، بل هي ثابتة، لا ينكر له التفرد في سعة ما روى ... وأجمعوا على الاحتجاج به، ومن تكلم فيه فقد آذى نفسه، نسأل الله العافية وترك الهوى فقد قال معاوية بن صالح عن ابن معين: كان قيس أوثق من الزهري) [55].
وقد قال يعقوب بن شيبة: (وقيس من قدماء التابعين، وقد روى عن أبي بكر الصديق فمن دونه وأدركه وهو رجل كامل ... وهو متقن الرواية.
وقد تكلم أصحابنا فيه: فمنهم من رفع قدره وعظمه، وجعل الحديث عنه من أصح الإسناد.
ومنهم من حمل عليه وقال: له أحاديث مناكير.
والذين أطروه حملوا هذه الأحاديث عنه على أنها عندهم غير مناكير، وقالوا: هي غرائب.
ومنهم من لم يحمل عليه في شيء من الحديث وحمل عليه في مذهبه، وقالوا: كان يحمل على علي رحمة الله عليه وعلى جميع الصحابة، والمشهور عنه أنه كان يقدم عثمان، ولذلك تجنب كثير من قدماء الكوفيين الرواية عنه.
ومنهم من قال: إنه مع شهرته لم يرو عنه كبير أحد، وليس الأمر عندنا كما قال هؤلاء، وقد روى عنه جماعة ... ) [56].
وحديث كلاب حوأب، رواه الإمام أحمد في مسنده [57] عن يحيى بن سعيد القطان عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: لما أقبلت عائشة، بلغت مياه بني عامر ليلاً، نبحت الكلاب، قالت: أي ماء هذا؟ قالوا: ماء الحوأب. قالت: ما أظنني إلا أني راجعة، فقال بعض من كان معها: بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله عز وجل ذات بينهم، قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها ذات يوم: (كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب) [58].
وقد أخرجه عدد من الأئمة في مصنفاتهم، وصححه ابن حبان والحاكم والذهبي والهيثمي وابن حجر [59] من طرق عن إسماعيل به.
ويقول الحافظ ابن حجر مفسراً كلام القطان في قيس: (ومراد القطان بالمنكر، الفرد المطلق) [60].
¥(14/454)
والذي يظهر أن يحيى بن سعيد لم يوثق قيساً، فلهذا استنكر أحاديثه لأنه لم يبلغ في نظره مبلغ من يُقبل تفرده، فليس إنكاره لحديث كلاب الحوأب وغيره بسبب تفرد الثقة، لأننا لا نسلم أن يحيى يرى قيس بن أبي حازم ثقة، وإن كان ثقة عند غيره، وكما يظهر من كلام يعقوب بن شيبة أن يحيى بن سعيد من الذين طعنوا في قيس ولم يقبلوه، ربما لكثرة تفرداته، ولكن من المؤكد أنه ليس بثقة عنده.
(النص الرابع): قال علي بن المديني: (قلت ليحيى بن سعيد: حَدَّث عبدالكريم - الجزري - عن عطاء في لحم البغل؟ فقال: قد سمعتُهُ، وأنكره يحيى، وأبى أن يحدثني به) [61].
وقال أبو داود: (عبدالكريم الجَزَري ... وهو ثقة، كان يحيى القطان يُنكر عليه حديث عطاء عن جابر (حديث البغال) [62].
والحديث المقصود رواه جمع من الرواة عن عبدالكريم عن عطاء عن جابر قال: (كنا نأكل لحوم الخيل. قلتُ: البغال؟ قال: لا) [63].
ويشهد له حديث حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر: (أنهم ذبحوا يوم خيبر الخيل والبغال والحمير، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البغال والحمير، ولم ينه عن الخيل) [64].
وعبدالكريم الجزري وثقه [65] الجمهور إلا أن يحيى بن معين قال: (أحاديث عبدالكريم عن عطاء رديئة) [66]، وقد أقره ابن عدي على ذلك [67].
وقال ابن حبان: (كان صدوقاً، ولكنه كان ينفرد عن الثقات بالأشياء المناكير، فلا يعجبني الاحتجاج بما انفرد بالأخبار، وإن اعتبر معتبر بما وافق الثقات من حديثه فلا ضير، وهو ممن أستخير الله فيه) [68].
فإنكار يحيى بن سعيد لحديث البغال الذي رواه عبدالكريم الجزري راجع لضعف حديثه عن عطاء فيما يبدو، ولأن عدداً من الرواة الثقات كعمرو بن دينار ومحمد بن علي بن الحسين وأبي الزبير رووا عن جابر رضي الله عنه حديث إباحة لحوم الخيل ولم يذكروا شيئاً عن البغال [69]، ولذلك كان تفرد عبدالكريم بالحديث السابق غير محتمل عند يحيى بن سعيد القطان.
(النص الخامس): سأل أبو عبدالله الحاكم الإمام الدارقطني عن أسامة بن زيد الليثي فقال: (قد كان يحيى القطان حَدَّث عنه، ثم تركه، وقال: إنه حَدَّث عن عطاء عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (منى كلها منحر)، فقال يحيى: اشهدوا عليَّ أني تركت حديثه) [70].
وقال الدارقطني أيضاً في سؤالات ابن بكير: (أسامة بن زيد الليثي، روى عنه الثوري، ليس بالقوي، حدث عنه يحيى القطان، وتركه لجهة حديث عطاء عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم: (عرفة كلها موقف) [71].
وروى يعقوب بن سفيان الفسوي حديث أسامة عن عطاء عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى، ثم جلس، فجاءه رجل فقال: يا رسول الله إني حلقت قبل أن أنحر؟ قال: (لا حرج)، ثم جاءه آخر فقال: حلقت قبل أن أرمي؟ قال: (لا حرج)، قال؛ فما سئل عن شيء إلا قال: لا حرج، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل عرفة موقف، وكل مزدلفة موقف، ومنى كلها منحر، وكل فجاج مكة طريق ومنحر) [72].
ثم قال الفسوي: (وكأن يحيى القطان أنكر هذا الحديث، فتكلم في أسامة لهذا الحديث، وأسامة عند أهل بلده بالمدينة ثقة مأمون، وكان يجب على يحيى غير ما قال، لأن قيس بن سعد قد روى بعض هذا عن عطاء عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم) [73] وأسامة تكلم فيه بعض النقاد كأحمد بن حنبل والنسائي وأبي حاتم الرازي وغيرهم [74]، وقال ابن حجر: (صدوق يهم) [75]، فالراجح أنه ليس بثقة فإنكار يحيى القطان لحديثه لأنه عنده في حكم من لا يحتمل له التفرد عن مثل عطاء بن أبي رباح في كثرة تلاميذه وملازمة العديد من كبار الثقات له.
وآخر الحديث محفوظ عن جابر من وجه آخر صححه مسلم [76]، وأما أوله إلى قوله فما سئل عن شيء إلا قال: (لا حرج)، فقد رواه قيس بن سعد عن عطاء به [77]، ورواه بعض الحفاظ عن عطاء عن ابن عباس [78] مرفوعاً، فلعل القطان تكلم فيه لذلك لما رأى أن أسامة لم يتابع على الحديث بتمامه عن عطاء.
--------------------------
[1] الكفاية (ص465).
[2] صحيح البخاري مع فتح الباري (13/ 244) وهذا النص استفدته من بحث "الصدوق" للدكتور التخيفي.
[3] فتح الباري (13/ 246).
[4] بحث "الصدوق ومن في مرتبته" (ص189) من مجلة البحوث الإسلامية عدد 47 صفر 1417هـ.
[5] صحيح البخاري (1)، وصحيح مسلم (1907) وجمهور الكتب المشهورة في السنة النبوية.
¥(14/455)
[6] انظر علوم الحديث لابن الصلاح (ص69 - 70)، ورفع الإشكال عن صيام ست أيام من شوال للعلائي (ص60).
[7] الجامع لأخلاق الراوي (2/ 208).
[8] المرجع السابق (2/ 209).
[9] المرجع السابق (2/ 202)، وقد بين الخطيب البغدادي أن سفيان الثوري قد سمع من سلمة ولكنه لم يسمع هذا الحديث بالذات الذي رواه شعبة.
[10] المرجع السابق (2/ 199).
[11] المرجع السابق (2/ 208).
[12] المرجع السابق (2/ 199 - 210).
[13] الموقظة (ص77).
[14] سير الحاث إلى علم الطلاق الثلاث لابن المبرد جمال الدين يوسف بن حسن بن عبدالهادي (ص28) وهذا النص نقله المصنف عن الحافظ ابن رجب من كتابه: (مشكل الأحاديث الواردة في أن الطلاق الثلاث واحدة).
[15] شرح العلل (1/ 352 - 353).
[16] فتح الباري لابن رجب (4/ 174).
[17] علوم الحديث (ص72).
[18] النكت لابن حجر (2/ 674).
[19] وولد بعد الثلاثين ومائتين أو قبلها كما قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (14/ 122).
[20] شرح علل الترمذي (1/ 450)، وغالب ظني أن اسم كتاب البرديجي هو (معرفة أصول الحديث) كما ذكره ابن رجب في كتابه فتح الباري (7/ 315)، ويحتمل أنه غير ذلك.
[21] شرح العلل (1/ 451 - 452)، (2/ 507 - 508).
[22] شرح العلل (1/ 452).
[23] فتح الباري لابن رجب (1/ 301)، وشرح العلل (2/ 507).
[24] شرح العلل (1/ 461).
[25] تهذيب الآثار - مسند عمر - (1/ 208).
[26] انظر تهذيب الآثار - مسند عمر - (1/ 4 - 5، 275، 290، 406 - 407).
وانظر مسند علي (ص 4،45، 70، 91، 104، 118، 156، 159، 163،171،208،234،238، 246، 274،277).
وانظر مسند ابن عباس (1/ 187، 240، 472)، (2/ 605 - 606، 654، 757، 774).
وانظر مسانيد عبدالرحمن بن عوف وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام - المطبوعة في الجزء المفقود - بتحقيق علي رضا: (ص103، 121، 123، 161، 162، 197، 209، 268، 330 334، 341، 359، 361، 368، 376، 380، 426، 437، 443، 525، 550، 570).
[27] معرفة علوم الحديث (ص119).
[28] المجموع شرح المهذب (1/ 59).
[29] انظر المدخل إلى الإكليل (ص39) وقد تقدم في المطلب السابق عدة نصوص تؤيد ذلك.
[30] الإرشاد (1/ 174 - 177).
[31] المرجع السابق (1/ 167).
[32] المرجع السابق (1/ 172) وانظر المثال الذي ذكره، وما نقله المحقق من كلام العلماء أن الراجح ضعف الحديث ونكارته.
[33] شرح العلل (1/ 462).
[34] شرح العلل (1/ 461).
[35] التعديل والتجريح (1/ 302).
[36] المرجع السابق (1/ 300).
[37] هو الإمام أحمد بن حنبل.
[38] مسائل ابن هانيء (2/ 216)، وذكره أيضاً ابن رجب في شرح العلل (2/ 453 - 454) وقومت بعض كلمات الأصل منه.
[39] صحيح البخاري (1087)، وأبو داود (1727)، وصحيح ابن خزيمة (2521) وغيرهم.
[40] صحيح مسلم (1338) والبخاري (1086) وغيرهما.
[41] صحيح مسلم (1338) وصحيح ابن حبان (6/ 434،435).
[42] الجرح والتعديل (5/ 326)، وانظر عظم مكانته عند النقاد في تهذيب الكمال (19/ 127 - 129).
[43] تهذيب الكمال (15/ 329 - 331).
[44] الجرح والتعديل (5/ 109).
[45] العلل للمروذي (ص51 - 52).
[46] العلل لعبدالله (1/ 226).
[47] المرجع السابق (1/ 525).
[48] الجرح والتعديل (9/ 108).
[49] تهذيب التهذيب (11/ 70).
[50] أي يعدل الشهود.
[51] الكامل لابن عدي (7/ 2591).
[52] المرجع السابق (7/ 2590).
[53] تهذيب التهذيب (11/ 70).
[54] تاريخ دمشق - مخطوط - (14/ 476)، وعنه في تهذيب الكمال (24/ 15).
[55] الميزان (3/ 392 - 393).
[56] تاريخ دمشق (14/ 475)، تهذيب الكمال (24/ 14)، سير أعلام النبلاء (4/ 199).
[57] أخرجه أحمد في المسند (6/ 52).
[58] الحوأب: موضع في طريق البصرة فيه مياه معروفة - معجم البلدان (2/ 314).
[59] أخرجه أحمد (6/ 97)، وابن أبي شيبة في المصنف (15/ 259) وإسحاق بن راهويه في مسنده (1569)، وأبو يعلى في مسنده (8/ 282)، وابن حبان (15/ 126)، والحاكم (3/ 120)، والذهبي في النبلاء (2/ 177 - 178)، والهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 234)، وابن حجر في الفتح (13/ 55) دار المعرفة.
[60] تهذيب التهذيب (8/ 389).
[61] تهذيب الكمال (18/ 257).
[62] سؤالات أبي عبيد الآجري (2/ 265 - 266).
[63] أخرجه عبدالرزاق في مصنفه (4/ 527) ابن ماجه (3197)، والنسائي (7/ 202)، وفي سننه الكبرى (3/ 160)، والطبري في تفسيره (14/ 83)، والدارقطني في سننه (4/ 288) وغيرهم.
[64] أخرجه أحمد (3/ 356)، وأبو داود (3789) والدارقطني (4/ 289)، والبيهقي (9/ 327)، وصححه ابن حبان (12/ 77 - 78)، والحاكم (4/ 235).
[65] تهذيب التهذيب (6/ 274 - 275).
[66] الكامل لابن عدي (5/ 1979).
[67] المرجع السابق (5/ 1980).
[68] كتاب المجروحين (2/ 146).
[69] صحيح البخاري (4219، 5520)، وصحيح مسلم (1941)، وسنن أبي داود (3788) وغيرهم.
[70] سؤالات الحاكم للدارقطني (ص187).
[71] سؤالات ابن بكير (ص26 - 27).
[72] أخرجه أحمد (3/ 326)، وأبو داود (1937) وابن ماجه (3048) والبيهقي (5/ 239) وغيرهم.
[73] المعرفة والتاريخ (3/ 181).
[74] تهذيب التهذيب (1/ 209 - 210).
[75] التقريب (317).
[76] صحيح مسلم (1218).
[77] أخرجه أحمد (3/ 185)، وابن حبان (9/ 190)، والبيهقي (5/ 143).
[78] أخرجه البخاري (1721)، (6666) وأحمد (1/ 216) والبيهقي (5/ 143).
المصدر:
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=200
يتبع الجزء الثالث ..
¥(14/456)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[14 - 12 - 06, 12:09 م]ـ
ثانياً: أحمد بن حنبل:
سرد الحافظ ابن رجب الحنبلي بعض النصوص التطبيقية للإمام أحمد محتجاً بها على أنه لا يقبل تفرد الثقة، فقد قال بعد أن نقل كلام البرديجي السابق في تعريف (المنكر): (وهذا كالتصريح بأنه كل ما ينفرد به ثقة عن ثقة ولا يُعرف المتن من غير ذلك الطريق فهو منكر، كما قاله الإمام أحمد في حديث عبدالله بن دينار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في (النهي عن بيع الولاء وعن هبته) [1].
وهذا التعميم عندي فيه بعض النظر؛ إذ مقتضاه أن الإمام أحمد لا يحتج بتفرد الثقة مطلقاً ولو لم يخالف، وهذا فيه ما فيه كما سيظهر في بعض الأمثلة الآتية.
(النص الأول): تكلم الإمام أحمد في حديث (نهى عن بيع الولاء وعن هبته) فقال: (لم يُتابع عبدالله بن دينار عليه)، قال ابن رجب: (وأشار إلى أن الصحيح ما روى نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الولاء لمن أعتق) لم يذكر النهي عن بيع الولاء وهبته [2].
قلتُ: وروى نافع عن ابن عمر من قوله النهي عن بيع الولاء وعن هبته، غير مرفوع، وهذا مما يعلل به عبدالله بن دينار) [3].
وعبدالله بن دينار ثقة مستقيم الحديث عند الإمام أحمد [4]، وعند غيره، ولكن استنكار الإمام أحمد - فيما يظهر لي - راجع إلى ما ذكره ابن رجب من مخالفة وليس لمجرد التفرد فقط.
وحديث عبدالله بن دينار في الصحيحين [5]، وكذلك حديث نافع [6] (الولاء لمن أعتق) فيهما أيضاً، وأحمد يقدم نافعاً على ابن دينار، ويرى أنه أكبر وأقوى منه [7]، ولهذا رجح روايته.
فلا يستقيم احتجاج ابن رجب في النص السابق بكلام أحمد على هذا الحديث على أن تفرد الثقة يعد منكراً؛ لأن الثقة قد خولف ممن هو أقوى عند الإمام أحمد ولذا تكلم في تفرده.
ويشبه ما تقدم قول ابن رجب بعد كلامه السابق: (وكذا قال أحمد في حديث مالك عن الزهري عند عروة عن عائشة: (إن الذين جمعوا الحج والعمرة طافوا حين قدموا لعمرتهم، وطافوا لحجهم حين رجعوا من منى) [8].
قال: (ولم يقل هذا إلا مالك)، وقال: (ما أظن مالكاً إلا غلط فيه، ولم يجيء به أحد غيره)، وقال مرة: (لم يروه إلا مالك، ومالك ثقة).
ولعل أحمد إنما استنكره لمخالفته الأحاديث في أن القارن يطوف طوافاً واحداً) [9].
ولهذه العلة التي أبانها ابن رجب فلا يستقيم له الاستدلال بالنص الآنف على دعواه؛ لأن الثقة تفرد هنا بشيء خولف فيه ممن هو أولى منه من حيث العدد كما هو ظاهر العبارة.
(النص الثاني): قال عبدالله بن أحمد: (سألتُ أبي: ما الذي يعتمد عليه في مواقيت الصلاة من الأحاديث التي جاءت؟ وأي حديث أقوى؟ والحديث الذي روى ابن المبارك عن الحسين بن علي عن وهب بن كيسان عن جابر ما ترى فيه؟ وكيف حال الحسين؟
فقال أبي: (أما الحسين، فهو أخو أبي جعفر محمد بن علي، وحديثه الذي روى في المواقيت حديث ليس بالمنكر، لأنه قد وافقه على بعض صفاته غيره) [10].
والحسين هو ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهم- ويقال له: حُسين الأصغر، وثقه النسائي وابن حبان [11]، والحديث رواه الحسين عن وهب عن جابر في إمامة جبريل عليه السلام بالنبي صلى الله عليه وسلم لبيان مواقيت الصلوات الخمس [12].
قال الترمذي: (وحديث جابر في المواقيت قد رواه عطاء بن أبي رباح، وعمرو ابن دينار وأبو الزبير عن جابر بن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحو حديث وهب بن كيسان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم) [13].
وقد فسر ابن رجب كلام أحمد بقوله: (وإنما قال الإمام أحمد ليس بالمنكر لأنه قد وافقه على بعضه غيره، لأن قاعدته: أن ما انفرد به ثقة فإنه يتوقف فيه حتى يُتابع عليه، فإن توبع عليه زالت نكارته، خصوصاً إن كان الثقة ليس بمشتهر في الحفظ والإتقان) [14].
وفي هذا النص تقييد مهم جداً من ابن رجب لما أطلقه في (شرح علل الترمذي) من أن أحمد يعد تفرد الثقة منكراً ما لم يتابع عليه، ولا شك أن حسيناً الأصغر وإن وثق فليس هو ممن اشتهر بالضبط والإتقان كمالك والزهري وشعبة وسفيان الثوري وغيرهم، فلابد من الانتباه لهذا القيد لأهميته.
¥(14/457)
(النص الثالث): ذكر ابن رجب عن الإمام أحمد نصوصاً تفيد أنه يطلق النكارة على تفرد رواة أُخرج لهم في الصحيحين، مما يعني أنه يستنكر تلك التفردات ولا يقبلها، وإلا لقال فيها أنها غرائب أو غريبة بدل مناكير ومنكرة.
قال: (وقال أحمد في بُريد بن عبدالله بن أبي بردة: (يروي أحاديث مناكير) [15] وبُريد وثقه ابن معين والعجلي وأبو داود والترمذي وابن عدي، وتكلم فيه أبو حاتم الرازي والنسائي ولم يرو عنه القطان ولا ابن مهدي، وقال النسائي في رواية: ليس به بأس، وقال ابن حبان: يخطىء [16].
وقال ابن حجر: (احتج به الأئمة كلهم، وأحمد وغيره يطلقون المناكير على الأفراد المطلقة) [17].
وما أُخرج له في الصحيحين فكله عن أبيه عبدالله بن أبي بردة فتفرده عنه محتمل، ولعل أحمد استنكر بعض حديثه عن غير أبيه، وعلى أية حال فكلام بعض النقاد فيه دال على أنه ليس في الضبط والإتقان كمشاهير المتقنين المتفق على إمامتهم وجودة ضبطهم.
(النص الرابع): ثم قال ابن رجب: (وقال أحمد في محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي وهو المنفرد برواية حديث (الأعمال بالنيات) [18]: (في حديثه شيء، يروي أحاديث مناكير أو قال منكرة) [19].
أما حديث (الأعمال بالنيات) فلا أعلم أحداً من فقهاء الأمة تخلف عن الاحتجاج به، وقد وصفه أحمد بأنه من أصول الإسلام، وقال: (ينبغي أن يبدأ به في كل تصنيف) [20].
ولا ندري على وجه التحديد ما الذي أنكره أحمد من حديث التيمي، وهل خولف في ذلك أم لا؟ ولا يستقيم الاستدلال إلا بنفي احتمال وجود مخالفات لتلك الأحاديث التي استنكرها أحمد، ولو كان كل تفرد من الثقة لا يقبل عنده لما احتج بحديث (النيات) مع تفرد التيمي به، لا سيما مع اتفاق النقاد أنه ليس للحديث إسناد صحيح إلا سند التيمي [21].
وقد قال ابن حجر في ترجمة التيمي: (المنكر أطلقه أحمد بن حنبل وجماعة على الحديث الفرد الذي لا متابع له، فيُحمل هذا على ذلك، وقد احتج به جماعة) [22].
ولا يُظن أن معنى كلام ابن حجر أن أحمد يطلق المنكر على حديث غير مردود عنده، ولكن قصد الحافظ ابن حجر - فيما ظهر لي- أن هذا مذهب لأحمد وغيره من النقاد لا يقبلون الحديث الفرد ويسمونه منكراً، ولا يعنون بالمنكر ما استقر تعريفه عند المتأخرين من تفرد الضعيف أو مخالفة من لا يحتج بحديثه لمن هو أولى منه، وهذا هو الراجح عند ابن حجر ولذا نبَّه على اصطلاح أحمد ليبين أنه غير راجح عنده.
(النص الخامس): ثم قال ابن رجب: (وقال في زيد بن أبي أُنيسة: (إن حديثه لحسن مقارب، وإن فيها لبعض النكارة، قال: وهو على ذلك حسن الحديث).
قال الأثرم: قلت لأحمد: (إن له أحاديث إن لم تكن مناكير فهي غرائب، قال: نعم وهؤلاء الثلاثة -يعني بُريداً والتيمي وابن أبي أُنيسة- متفق على الاحتجاج بحديثهم في الصحيح، وقد استنكرها أحمد ما تفردوا به) [23].
أقول كما قلت سابقاً: هذا الاستدلال لا يصح إلا بعد إثبات أن أحمد لم يستنكر تلك الأحاديث إلا لمجرد التفرد فقط، ولا توجد مخالفات أو قرائن أوجبت في نظره استنكار تلك الأحاديث، وصاحبا الصحيح ينتقيان أحاديث الرواة ولا يحتجان بكل مروياتهم كما هو معلوم ومشتهر، فيقوم احتمال أنهما لم يحتجا بكثير من تلك الأحاديث التي استنكرها أحمد لأولئك الرواة.
وزيد بن أبي أنيسة لم يحتج به البخاري في الأصول إنما ذكره في موضع واحد في المتابعات [24]، وفي موضع آخر ذكر روايته عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس موقوفاً في التفسير [25]، وأما مسلم فقد احتج به في عدة أحاديث.
وظاهر النقولات عن الإمام أحمد أنه يراه وسطاً ليس بثقة متقن، فقد سأله المروذي عنه فحرك يده وقال: (صالح، وليس هو بذاك) [26].
وروى عنه أبو داود أنه قال فيه: (ليس به بأس) [27].
فلعل أحمد لكونه يراه لا يخلو من بعض النقص في ضبطه استنكر بعض تفرداته التي لا تحتمل لمثله.
(النص السادس): ثم قال ابن رجب: (وكذلك قال في عمرو بن الحارث: (له مناكير)، وفي الحسين بن واقد، وخالد بن مخلد، وفي جماعة خُرج لهم في الصحيح بعض ما يتفردون به) [28].
ونص عبارة الإمام أحمد في عمرو بن الحارث توضح أنه لم يستنكر بعض حديثه للتفرد فقط كما يوهم كلام الحافظ ابن رجب، فقد ذكر الأثرم: (عن أحمد: عمرو بن الحارث فحمل عليه حملاً شديداً، قال: (يروي عن قتادة أحاديث يضطرب فيها ويخطئ) [29].
¥(14/458)
وقال أيضاً: (ما في هؤلاء المصريين أثبت من الليث بن سعد، لا عمرو بن الحارث ولا أحد، وقد كان عمرو بن الحارث عندي ثم رأيت له أشياء مناكير) [30].
فسبب الاستنكار واضح في النص الأول أنه بسبب الاضطراب والخطأ.
وأما الحسين بن واقد فالظاهر أن أحمد لا يراه في مرتبة الثقة المتقن فقد سئل عنه فقال: (ليس بذاك) [31]، وقال: (في أحاديثه زيادة ما أدري أي شيء هي، ونفض يده) [32].
وأنكر أحاديثه عن عبدالله بن بُريدة، وذلك فيما يظهر لي لكثرة تفرداته عنه، ولأنه لا يُحتمل له مثل ذلك لعدم بلوغه مرتبة الثقة المتقن الذي يقبل تفرده ولو لم يخالف.
وأما خالد بن مخلد القَطَواني فهو كذلك مرتبته لا تصل لمرتبة الثقة المتقن، وقد تكلم عدد من النقاد فيه [33]، وقد سرد الذهبي جملة من تفرداته التي خالف فيها من هو أولى منه في الحفظ والإتقان مما يدل على وجود شذوذات في بعض مروياته، ثم ذكر الذهبي حديثه الذي أخرجه البخاري (من عادى لي ولياً ... ) [34]، ثم قال: (فهذا حديث غريب جداً، لولا هيبة الجامع الصحيح لعدوه في منكرات خالد بن مخلد، وذلك لغرابة لفظه ... ) [35].
فالظاهر أن أحمد استنكر بعض تلك الأحاديث الشاذة التي خولف فيها، ولهذا لم يقبل بعض تفرداته لأنه ليس في حكم من يحتمل له التفرد في كل ما رواه ولو لم يخالف كما هو حال مشاهير المتقنين الأثبات كشعبة والثوري وغيرهما.
والخلاصة التي انتهى إليها الحافظ ابن رجب صاغها في قوله: (فتلخص من هذا أن النكارة لا تزول عند يحيى القطان، والإمام أحمد، والبرديجي وغيرهم من المتقدمين إلا بالمتابعة وكذلك الشذوذ كما حكاه الحاكم.
وأما الشافعي وغيره فيرون أن ما تفرد به ثقة مقبول الرواية، ولم يخالفه غيره؛ فليس بشاذ، وتصرف الشيخين يدل على مثل هذا المعنى) [36].
ولكن فيما أطلقه بعض النظر خاصة في حق الإمام أحمد، وكذا القطان كما ظهر لي من نصوصه السابقة، أما البرديجي فظاهر كلامه الذي نقله ابن رجب يحتمل الإطلاق.
والذي أراه على ضوء ما ساقه ابن رجب من نصوص عن القطان والإمام أحمد أن إطلاق القول بأن النكارة لا تزول عندهما إلا بالمتابعة فيه نظر، والأصل عند نقاد المحدثين أن الراوي الثقة المتقن حديثه صحيح معمول به ولو لم يتابع، وما ورد في بعض النصوص من تكلم في بعض تفردات الثقات فهو راجع لأحد أسباب ثلاثة:
1 - المخالفة سنداً أو متناً ممن هو أولى صفة أوعدداً، كما وضحته في بعض النصوص السابقة عن القطان والإمام أحمد، ودرجات المخالفة تتفاوت من حيث القوة.
2 - أن لا يكون ذلك الراوي ثقة عند ذلك الإمام وإنما دون ذلك، وإن كان ثقة عند نقاد آخرين، كما وضحته أيضاً في بعض النصوص السابقة.
3 - وجود قرينة من القرائن التي تبعث الشك في ضبط الثقة للحديث الذي انفرد به.
ومن المآخذ المنهجية على الحافظ ابن رجب في أسلوب استدلاله على دعواه، أنه أورد نصوصاً جزئية محدودة العدد ثم بنى عليها قولاً عاماً شديد العمومية، ولا يصح في ميزان النقد العادل مثل ذلك، بل الواجب في مثل هذه الدعاوى العامة مراعاة النصوص التي قَبِل فيها القطان والإمام أحمد تفرد الثقة وإن لم يُتابع، كقول أحمد لما سئل: (من تابع عفان -بن مسلم- على حديث كذا وكذا؟ قال: وعفان يحتاج إلى أن يتابعه أحد.؟!) [37]، فهذا النص وما يشبهه، بالإضافة للأحاديث التي حكم عليها الإمام أحمد مثلاً بالغرابة ولم يستنكرها، وكذا ما استحسنه من أحاديث أفراد ولم يطعن فيها، كل ذلك موجب لعدم الأخذ بالتعميم والإطلاق الذي صاغه الحافظ ابن رجب في صورة تحرير لمحل النزاع، ولعله فطن في كتابه (فتح الباري) إلى عدم دقة إطلاقه فقيده بـ"إذا كان الثقة ليس بمشتهر بالحفظ والإتقان) كما تقدم آنفاً.
وأما من كان دون مرتبة (الثقة) كالصدوق ومن في حكمه، فقد وجد للإمام أحمد ولغيره من النقاد نصوص تدل على عدم قبول بعض ما ينفرد به أولئك، لا سيما إذا كان تفردهم عن رواة ثقات لهم أصحاب ملازمون لهم قد أكثروا عنهم كما في النص الآتي.
¥(14/459)
(النص السابع): سئل الإمام أحمد عن عبدالرحمن بن أبي المَوَال المدني فقال: (عبدالرحمن لا بأس به، كان محبوساً في المُطْبَق [38] حيث هزم هؤلاء، يروي حديثاً لابن المنكدر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الاستخارة، ليس يرويه أحد غيره، هو منكر. قلتُ: منكر؟ قال: نعم، ليس يرويه غيره، وأهل المدينة إذا كان حديث غلط يقولون: ابن المنكدر عن جابر، وأهل البصرة يقولون: ثابت عن أنس، يحيلون عليهما) [39].
ففي هذا النص تصريح واضح وجلي أن الإمام أحمد استنكر هذا الحديث لأن راويه عنده في مرتبة (لا بأس به) ولا يحتمل له أن ينفرد عن محمد بن المنكدر المحدث المشهور بحديث في صلاة الاستخارة مع كثرة الحاجة لاستعمالها كما في لفظ الحديث نفسه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها .. )، فعد تفرد مثل هذا منكراً مع أنه لم يُخالف.
وقد ذهب الإمام البخاري إلى صحة الحديث فأخرجه في صحيحه [40] عن ابن أبي الموال، وذكر له الحافظ ابن حجر عدة شواهد [41]، وكذا أشار ابن عدي [42] إلى أن له شواهد من طرق أخرى عن غير جابر -رضي الله عنه-.
(النص الثامن): قال الأثرم: (قال أبو عبدالله في حَرَمي بن عُمارة كلاماً معناه: أنه صدوق، ولكن كانت فيه غفلة، فذكرت له عن علي بن المديني عن حرمي بن عمارة عن شعبة عن قتادة عن أنس: (من كذب .. ) فأنكره.
وقال: علي أيضاً حدَّث عنه حديثاً آخر منكراً في الحوض عن حارثة بن وهب، فقلت: حديث معبد بن خالد؟ قال: نعم
[فقلت] [43]: ترى هذا حقاً؟ فتبسم كالمتعجب) [44].
قال العقيلي: (أنكرهما من حديث شعبة، وهما معروفان من حديث الناس) [45] فتفرد من هو في مرتبة (صدوق) بما لا يحتمل له يعده أحمد منكراً؛ لأنه تفرد عن شعبة من المعروف مدى عناية عدد من كبار الحفاظ من تلامذة شعبة بحديث شيخهم مع ملازمتهم له السنين الطوال كعبدالرحمن بن مهدي وغُندر ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم.
وحديث حرمي عن شعبة عن معبد بن خالد عن حارثة مرفوعاً في (الحوض)، أخرجه الشيخان [46] وذكرا متابعة ابن أبي عدي لحرمي.
وحديثه عن شعبة عن قتادة عن أنس مرفوعاً: (من كذب علي ... )، رواه أبو داود الطيالسي عن شعبة من عتاب عن أنس [47].
وكما هو ظاهر كلام العقيلي فإن إنكار أحمد لجزئية التفرد عن شعبة وليس إنكاراً للمتن أيضاً.
وقد وقفت على عدة نصوص أخرى غير ما تقدم ولكن بعد دراستها ترجح لي أن الراوي المنفرد قد خولف فيما رواه، ولذلك تركتها لأنها ليست على شرطنا فمن ذلك مثلاً قول أحمد: (محمد بن ثابت العبدي، ليس به بأس، لكن روى حديثاً منكراً في التيمم، لا يتابعه أحد) [48]. وقد ذكر البخاري والعقيلي أنه خولف ممن هو أولى منه [49].
وغير ذلك كثير مما وقفتُ عليه ولم أُدخله هنا، كما أنني أيضاً لم أذكر بعض النصوص التي اتضح لي أن أحمد استنكرها لوجود قرينة وإن كانت لا ترقى لمستوى المخالفة الصريحة، ولكنها تبعث الشك، ومن ذلك على سبيل المثال: حديث محمد بن عبدالله الأنصاري - وهو ثقة [50]- عن حبيب بن الشهيد عن ميمون بن مهران عن ابن عباس: (احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وهو محرم صائم)، فقد أنكره الإمام أحمد وغيره [51]، والسبب كما وضحه بعضهم [52] أن المحفوظ عن حبيب حديثه عن ميمون عن يزيد بن الأصم: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو حلال) [53]، ووهم الأنصاري فيه لأن المحفوظ عن حبيب بن الشهيد حديث زواج المحرم عندما يتحلل، وليس احتجام المحرم الصائم، كما أنه ليس في الكتب الستة ومسند أحمد رواية ثابتة لحبيب عن ميمون إلا حديث زواج ميمونة فقط، مما يقوي احتمال خطأ الأنصاري، لأن الثقات إنما رووا لحبيب عن ميمون حديثاً واحداً فقط، فتفرده بمتن آخر يوجب الشك.
والأمثلة على ذلك عديدة، والمقصود إثبات أن الإمام أحمد استنكر بعض تفردات من هم في مرتبة (الصدوق) وما في حكمها، ولو لم يخالفوا إذا كان تفردهم غير محتمل كما بينا في النصين السابع والثامن، ولا أُعمم ذلك في كل تفرد بل ذلك مقيد بأن يكون التفرد غير محتمل، وذلك لأني وجدته رحمه الله قد قبل بعض تفردات من كان في تلك المرتبة كما سيأتي ذكره في المطلب القادم.
ثالثاً: أبو حاتم الرازي.
¥(14/460)
سبق أن ذكرنا في المبحث السابق عدة نصوص عن أبي حاتم الرازي تدل على عدم احتجاجه بمن يقول فيه (صدوق) ومن في حكمه، كما وجدناه قد قبل وقوى بعض ما تفرد به أصحاب هذه المرتبة.
وله نصوص كثيرة جداً في كتاب (العلل) لابنه دالة على أنه يستنكر بعض تفردات الرواة ممن هم في نظره لم يبلغوا درجة من يقبل ذلك منهم، وقد ذكرنا سابقاً أن الحجة في اصطلاحه ليست كما عند الآخرين لما عرف من تشدده رحمه الله.
وفيما يلي بعض النصوص الدالة على مذهبه في ذلك:
(النص الأول): قال ابنه: (سألتُ أبي عن حديث رواه بُرد بن سنان عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم (أنه كان يصلي فاستفتحت الباب، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ففتح الباب ومضى في صلاته) [54].
قلت لأبي: ما حال هذا الحديث؟
فقال أبي: لم يرو هذا الحديث أحد عن النبي صلى الله عليه وسلم غير بُرْد"، وهو حديث منكر، ليس يحتمل الزهري مثل هذا الحديث، وكان بُرد يرى القدر [55].
وبُرد قال فيه أبو حاتم: (كان صدوقاً) [56]، ووثقه ابن معين [57]، وقال أبو زرعة: لا بأس به [58].
فعد أبو حاتم تفرد هذا الصدوق عن الزهري منكراً مع أنه لم يخالف غيره، وحكم عليه الشيخ الألباني [59]- رحمه الله - بالحسن لذاته لأنه يحسن تفرد الصدوق، وأبو حاتم يرى أن هذا التفرد عن الزهري في جلالته وكثرة الملازمين له لا يُحتمل، وإلا فأين كان أصحاب الزهري المكثرين عنه عن هذا الحديث؟!
(النص الثاني): قال ابن أبي حاتم: (سألت أبي عن حديث أوس بن ضمعج عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فقال: قد اختلفوا في متنه، رواه قطن والأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن أوس بن ضمعج عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء، فأعلمهم بالسُنة)، ورواه شعبة والمسعودي عن إسماعيل بن رجاء لم يقولوا: (أعلمهم بالسنة).
قال أبي: كان شعبة يقول: إسماعيل بن رجاء كأنه شيطان من حُسن حديثه، وكان يهاب هذا الحديث، يقول: حكم من الأحكام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يشاركه أحد.
قال أبي: شعبة أحفظ من كلهم.
قال أبو محمد: أليس قد رواه السُدي عن أوس بن ضمعج؟
قال: إنما رواه الحسن بن يزيد الأصم عن السُدي وهو شيخ، أين كان الثوري وشعبة عن هذا الحديث؟ وأخاف أن لا يكون محفوظاً) [60].
وحديث إسماعيل بن رجاء هذا صححه مسلم وابن خزيمة وابن حبان وغيرهم [61]، وقد وثقه أبو حاتم [62]، ومع ذلك توقف هنا عن حديثه لما تفرد بحكم من الأحكام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أنه لم يخالف، والاختلاف في المتن إنما هو في زيادة عبارة فقط وليس اضطراباً كما هو صريح كلامه.
ولما ذكر له ابنه أن إسماعيل بن عبدالرحمن السُدي قد تابع إسماعيل بن رجاء لم يقبل هذه المتابعة لأنها من رواية الحسن بن يزيد مع أنه لما سئل عنه قال: (لا بأس به) [63]، وعلل عدم قبوله لروايته بقوله: (أين كان الثوري وشعبة عن هذا الحديث) أي لماذا لم يروياه عن السدي؟ وإنما رواه شعبة عن إسماعيل بن رجاء فقط ولو كان عند السُدي لرواه عنه أيضاً ولما تهيب حديث ابن رجاء.
ولا شك أن عدم قبول أبي حاتم لحديث إسماعيل بن رجاء تشدد خالفه فيه عدد من الأئمة كمسلم وابن خزيمة وغيرهما ممن احتج بهذا الحديث وعمل به.
ويظهر من هذا النص بجلاء أن أبا حاتم يتوقف في تفرد بعض من يوثقه ولم يخالف، وعلى هذا فتفرد الصدوق ومن في حكمه بحكم من الأحكام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجب التوقف أو النكارة عنده من باب أولى.
(النص الثالث): وقال ابن أبي حاتم: (وسمعت أبي يقول: طَلْق بن عم حفص بن غياث، وهو كاتب حفص بن غياث [64]، روى حديثاً منكراً عن شريك وقيس - ابن الربيع - عن - أبي حَصين عثمان بن عاصم- عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أَدِّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك) [65].
قال أبي: ولم يرو هذا الحديث غيره) [66].
وطلق أخرج له البخاري في صحيحه، ووثقه العجلي وابن نمير وابن حبان والدارقطني [67]، وقال أبو داود: (صالح) [68]، ولم أجد لأبي حاتم فيه كلاماً.
¥(14/461)
واستنكر أبو حاتم حديثه هذا لتفرده به، ولم يستنكره لضعف شريك أو قيس بن الربيع، وعلة الإنكار -فيما أظن- لأن هذا الحديث غير معروف عن أبي صالح عن أبي هريرة إلا بهذا السند، ولو كان ثابتاً لرواه الثقات عن أبي صالح.
وقد حكم الشيخ الألباني [69]- رحمه الله - على السند السابق بأنه حسن لمتابعة قيس لشريك فيه، وصحيح لغيره لشواهده الأخرى، ولم يتكلم في تفرد طلق به.
وعلى أية حال فالشواهد كثيرة على أن أبا حاتم يكثر من التوقف والاستنكار لتفردات من هم دون مرتبة الثقة، وفيما ذكر آنفاً نماذج على ذلك، ولمن رغب في الزيادة فعليه بكتاب (العلل) لابنه ففيه من النصوص المؤكدة لذلك ما يرضي يقين الباحث.
------------------------------------
[1] شرح العلل (1/ 451).
[2] العلل للميموني (ص229).
[3] شرح العلل (1/ 415 - 416).
[4] الجرح التعديل (5/ 46)، تهذيب الكمال (41/ 473).
[5] أخرجه البخاري (2535، 6756)، ومسلم (1506).
[6] أخرجه البخاري (6757)، ومسلم (1504).
[7] تهذيب التهذيب (5/ 202).
[8] موطأ مالك (940)، وصحيح البخاري (294)، وصحيح مسلم (1211) ورواه مالك عن عبدالرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة وعن الزهري عن عروة عنها رضي الله عنها.
[9] شرح العلل (1/ 451).
[10] مسائل عبدالله (ص51)، شرح العلل (1/ 454 - 455).
[11] تهذيب الكمال (6/ 396).
[12] أخرجه الترمذي (150)، والنسائي (1/ 263)، وابن حبان في صحيحه (4/ 335)، والحاكم (1/ 195 - 196).
[13] جامع الترمذي (1/ 283).
[14] فتح الباري (4/ 174).
[15] شرح العلل (1/ 455). وكلام أحمد في العلل لعبدالله (2/ 11).
[16] تهذيب التهذيب (1/ 431 - 432).
[17] هدي الساري (ص412).
[18] أخرجه البخاري (1)، ومسلم (1907) وغيرهما.
[19] شرح العلل (1/ 455)، وكلام أحمد في العلل لعبدالله (1/ 566).
[20] جامع العلوم والحكم (1/ 61) بتصرف يسير.
[21] جامع العلوم والحكم (1/ 60).
[22] هدي الساري (ص459).
[23] شرح العلل (1/ 455 - 456).
[24] صحيح البخاري (1953).
[25] صحيح البخاري (8/ 418).
[26] العلل للمروزي (ص85).
[27] سؤالات أبي داود (ص279).
[28] شرح العلل (1/ 456).
[29] تهذيب الكمال (21/ 573).
[30] تهذيب الكمال (21/ 573).
[31] العلل للمروزي (ص96).
[32] تهذيب التهذيب (2/ 374).
[33] تهذيب التهذيب (3/ 117 - 118)، والميزان (1/ 640 - 642).
[34] أخرجه البخاري (6502) في كتاب الرقاق باب التواضع.
[35] الميزان (1/ 641).
[36] شرح العلل (1/ 462).
[37] تاريخ بغداد (12/ 274).
[38] المطبق: اسم سجن في بغداد، انظر تاريخ بغداد (10/ 227)، (7/ 151)، (8/ 116)، (10/ 20).
[39] الكامل لابن عدي (4/ 1616).
[40] صحيح البخاري (6382).
[41] فتح الباري (11/ 187).
[42] الكامل لابن عدي (4/ 1616).
[43] زيادة يقتضيها السياق.
[44] الضعفاء للعقيلي (1/ 270).
[45] الضعفاء للعقيلي (1/ 270).
[46] صحيح البخاري (6591)، مسلم (2298).
[47] مسند الطيالسي (2084)، وأما حديث حرمي فقد أخرجه أحمد في المسند (3/ 287) وأبو يعلى في مسنده (5/ 288).
[48] سؤلات أبي داود (ص339).
[49] التاريخ الكبير (1/ 51)، والضعفاء للعقيلي (4/ 39).
[50] انظر تهذيب الكمال (25/ 542 - 543).
[51] العلل لعبدالله (1/ 320) حقيقة الصيام لابن تيمية (ص93).
[52] تاريخ بغداد (5/ 409 - 410).
[53] أخرجه مسلم في صحيحه (1411).
[54] رواه أبو داود (922) والترمذي (601) والنسائي (3/ 11)، والبيهقي (2/ 265).
[55] العلل لابن أبي حاتم (1/ 164 - 165).
[56] الجرح والتعديل (2/ 422).
[57] الجرح والتعديل (2/ 422).
[58] الجرح والتعديل (2/ 422).
[59] إرواء الغليل (2/ 108).
[60] العلل (1/ 92).
[61] صحيح مسلم (673)، صحيح ابن خزيمة (1507)، صحيح ابن حبان (5/ 500، 505، 516).
[62] الجرح والتعديل (2/ 168).
[63] المرجع السابق (3/ 43).
[64] هكذا في الأصل، وفي تهذيب الكمال (13/ 456): (وكان كاتب شريك بن عبدالله النخعي).
[65] أخرجه أبو داود (3535)، والترمذي (1264).
[66] العلل (1/ 375).
[67] تهذيب التهذيب (4/ 34).
[68] مصدر سابق (4/ 34).
[69] السلسلة الصحيحة (1/ 708).
المصدر:
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=201
لم يوضع الجزء الرابع بعد، وسأنقله - إن شاء الله - حال وضعه.
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[14 - 12 - 06, 03:28 م]ـ
جَزَاكَ اللهُ خَيْراً شَيْخَنَا الكَرِيْم عَلَى هَذَا النَّقلِ المبارك
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[22 - 01 - 07, 04:37 م]ـ
وإياك أخي الفاضل، غفر الله لك.
الجزءان الأخيران (الرابع والخامس):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=89924
ـ[آل عامر]ــــــــ[22 - 01 - 07, 10:27 م]ـ
جزاك الله، وبارك الله لك في علمك.
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[22 - 01 - 07, 10:29 م]ـ
جهد قيم جزاك الله خيرا(14/462)
هل هذا الإستدلال صحيح؟
ـ[مشعل العياضي]ــــــــ[15 - 12 - 06, 12:36 ص]ـ
عن يزيد بن الأسود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وإذا رجلان لم يصليا في ناحية المسجد فدعا بها فجاءا ترعد فرائصهما فقال عليه السلام ما منعكما أن تصليا معنا قالا قد صلينا في رحالنا قال عليه السلام فلا تفعلوا إذا صلى أحدكم في رحله ثم أدرك الإمام ولم يصل فليصل معه فإنها له نافلة
رواه الترمذي وأبوداود بسند صحيح
أستدل بعض طلبة العلم بهذا الحديث على عدم وجوب الجماعة (في المسجدللمسافر) ,ووجه الدلالة هو ماجاء في الحديث:"قد صلينا في رحالنا" ولم ينكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم
بل أقرهما على ذلك بقوله"إذا صلى أحكم في رحله",والذي أنكره عليهم هو جلوسهم في المسجد مع وجود جماعة قائمة بالصلاة.
فنرجو من الإخوة الإفادة وهل هذا الإستدلا مسبوق؟ وهل هو صحيح؟
والله الموفق
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - 12 - 06, 01:44 ص]ـ
سبحان الله!
الجماعة غير واجبة على المسافر في المسجد اتفاقا، ولو كانت واجبة لكان إتمام الصلاة أولى بالوجوب!
ـ[مشعل العياضي]ــــــــ[15 - 12 - 06, 11:53 ص]ـ
أخي العوضي جزاك الله خيراً على مرورك وتعليقك
وليتك تنقل لنا بعض النصوص عن الفقهاء وشراح الحديث بخصوص المسألة المشار إليها, بارك الله فيك(14/463)
حول هذه الأحاديث 1 - قردة زنت 2 - تفلية أم حرام رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم
ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[15 - 12 - 06, 01:47 م]ـ
هذه بعض البحوث جمعتها للإخوة الأفاضل لديهم بعض الشبهات حول هذه الأحاديث 1 - قردة زنت 2 - تفلية أم حرام رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم
1 - حديث أم حرام
إِشْكَالٌ وَجَوَابُهُ
فِي
حَدِيثِ أُمِّ حَرَام بِنْتِ مِلْحَانَ
دراسةٌ تأصيليةٌ تطبيقية تبين المنهج العلميّ في الإجابة عن الإشكالات التي ربما تَعرضُ في بعضِ الأحاديث
تَأليفْ
د. علي بن عبد الله الصّياح
?
إنَّ الحمدَ لله، نحمدُهُ ونستعينهُ، ونستغفرهُ، ونعوذُ باللهِ من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله r.
أمَّا بعد:
فإنَّ مِنْ طرائقِ المحدثين في التصنيف إفرادُ بعضِ الأحاديث بجزءٍ ومصنفٍ، والكلام عليه عََقدياً أوحَدِيثياً أو فقهياً أو غير ذلك ().
وفي الغالب أنّ الأحاديثَ المفردةَ بالتصنيفِ تكونُ إمّا:
- مِنْ جَوامعِ كَلِمهِ ? كحَدِيثِ "إنما الأعمالُ بالنيات"، وَحَدِيث" بُني الإسلامُ عَلى خمسٍ".
- أو مِنْ الأحَادِيثِ المشتملة عَلى "فوائد خطيرة، وفرائد غزيرة، ومباحث كثيرة" () كحَدِيثِ "ذي اليدين"، وَحَدِيثِ "المسيء صلاته".
- أو مِنْ الأحَادِيثِ المُشْكِلة التي تحتاجُ إلى جَلاء وبيان كحَدِيثِ "أُمِّ زَرْع () "، وَحَدِيثِ "لا تردُ يد لامسٍ".
- أو مِنْ الأحَادِيثِ المتعارضة التي تحتاجُ إلى جمعٍ أو ترجيحٍ كحَدِيث "لا عَدوى ولا طِيَرة"، وَحَدِيث "بئر بُضَاعة".
- أو مِنْ الأحَادِيثِ المُخْتَلفِ فيها صحةً وضعفاً كحَدِيث "القلتين".
ولا شك أنّ الحَدِيث إذا أُفْرِدَ بالتصنيفِ كَانَ ذَلكَ أدْعَى للشموليةِ والاستقصاءِ مما يترتبُ عليه عُمْق البحث، ودِقة النتائج.
ومن الأحاديث العظيمة الجديرة بالإفراد والتصنيف حَدِيث " أُمّ حَرَام بِنْت مِلْحَان ورؤيا النَّبِيّ??" وذلك لأسباب عديدة:
1 - أنّ الحَدِيث تضمن دلائل عظيمة من دلائل النبوة، وهذه الدلائل جديرة بالتأمل والبيان والإظهار.
2 - أنّ في الحَدِيث إشكالاً يحتاجُ إلى بيانٍ وتجليةٍ وهو ما يوهمه ظاهر الحَدِيث من خلوة النَّبِيّ ? بأُمّ حَرَام، وكذلك فلي أُمّ حَرَام رأس النَّبِيّ ?، وهذا الإشكال انحرفت في فهمه عقول:
أ - فطائفة أنكرت الحَدِيث وحكمت ببطلانه، وطعنت في الصحيحين حماية لجناب الرسول ? حسب زعمهم!!.
ب - وطائفة وسعت دلالة الحَدِيث وجوزت مس المرأة الأجنبية والخلوة بها، بل وجوزت دخول المرأة العسكرية دون قيد ولا شرط، وأغفلت النصوص الأخرى.
وهاتان الطائفتان على طرفي نقيض!، و: كِلاَ طَرَفَيْ قَصْدِ الأُمورِ ذَمِيمُ، وكلٌ منهما يلوي النّص حسب توجهه!.
و "إنّ المرءَ المستقيمَ ليسمع الحديثَ الصحيحَ فيدركه على وجههِ إنْ كان سليم النفس، حَسَن الطوية، وهو ينحرفُ به إذا كان إنساناً مريض النفس معوجا، وهل ينضح البئر إلاّ بما فيه، وهل يمكن أن نتطلب من الماء جذوة نار؟ أو نغترف من النار ماء؟ وقديما قالوا: إنّ كل إناء بما فيه ينضح، أشهد أنّ الله قد قَالَ في نبيه r { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم:4) " ().
ووفق اللهُ أهلَ العلم والإيمان للفهم السليم الذي به تأتلف نصوص الكتاب والسنة وتتسق، على منهجٍ علمي منضبط، مبني على التسليمِ لله ولرسوله ?، مستفيدين من فهوم العلماء الربانيين من سلفنا الصالح.
3 - اشتماله على صورةٍ مشرقةٍٍ من جَهاد المرأة في سبيل الله، وبذلها الغالي والنفيس في خدمة هذا الدين، ففي الحَدِيث ردٌّ على تلك الصرخات المعاصرة الجائرة التي تدعي أنَّ الدينَ الإسلامي هَضَمَ المرأةَ حقوقَها، ولم يقم لها وزناً!.
4 - اشتمال الحَدِيث على فوائد كثيرة شرعية، وتربوية.
وقد كتبت جزءاً في الكلام على الحَدِيث رواية ودراية، عالجت فيه جميع المسائل المتقدمة حسب القدرة، والله -سبحانه وتعالي- يقول {وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ} (الطلاق: 7)، -وإليه سبحانه وتعالى السؤال أن يجعل ذلك خالصاً لوجهه الكريم، مقتضيا لرضاه، وأن لا يجعل العلم حجة على كاتبه في دنياه وأخراه، وعلى الله قصد السبيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل-.
¥(14/464)
ولا زال الكتاب في طور الإعداد والتنقيح غير أنّي لمَّا رأيت كثرة الكلام حول الإشكال الوارد في الحَدِيث مِنْ خَلوةِ النَّبِيّ ? بأُمّ حَرَام، وكذلك فلي أُمّ حَرَام رأس النَّبِيّ ?، رأيتُ أنْ أخرج المبحث المتعلق بهذا الإشكال والإجابة عنه سائلاً المولى أنْ ينفعَ بهِ المسلمين.
ومما ينبغي التنبه له والتنبيه عليه: أنه ليس من طريقة أهل العلم ولإيمان تتبع المتشابهات والإشكالات المخالفة للمحكمات وإثارتها - خاصةً عند العوام -، وهذه الطريقة طريقة أهل البدع والضلال ورثوها عن المنافقين.
وكذلك ليس من منهج أهل العلم والإيمان السكوت عن الشبهات والإشكالات التي تثار وتنشر على رؤؤس الملاء، فعندهم من الحق والعلم والهدى والضياء ما يقذفون به الباطل فيدحره، قَالَ تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} (الأنبياء:18)، وَقَالَ سبحانه: {فأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ} (الرعد:17).
فما ذكرته في هذا البحث هو من الشبهات التي يتكأ عليها أهل الشهوات، وأهل الشبهات في هذا الزمان، ويثيرونها في وسائل الأعلام المختلفة التي تشاهدُ وتقرأُ وتسمعُ مِنْ قِبلِ ملايين الناس، فنسألُ اللهَ أنْ يحفظنا وجميعَ المسلمين من الفتن ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ.
خطة البحث:
وسرتُ في هذا الجزء على الخطة التالية:
- المُقَدّمة -وهي هذه-.
المبحث الأوَّل: تخريج موجزٌ للحديث.
المبحث الثاني: الإشْكَالُ وَجَوَابُهُ، وفيه مطالب:
المطلب الأول: مقدمات عامة نافعة في مثل هذه الإشكالات التي ربما تَعرضُ في بعضِ الأحاديث.
المطلب الثاني: مقدمات خاصة في الإجابة عن حَدِيث أُمّ حَرَام.
المطلب الثالث: أجوبة أهل العلم والإيمان عن هذين الإشكالين.
المطلب الرابع: وقفات حول هذه الشبهة في الحَدِيث.
ومما أنبه عليه أنَّي لم أطبعْ هذا الكتاب حتى عرضته عَلى عَدَدٍ من مشايخي الفضلاء وَعَلَى رأسهم:
1 - شيخنا عبد الرحمن بن ناصر البراك.
2 - وشيخنا عبد الله بن عبد الرحمن آل سعد.
3 - وشيخنا سعد بن عبد الله آل حميد.
وقد استفدتُ من ملحوظاتهم وتوجيهاتهم فجزاهم الله خيراً، ونفع بهم الإسلام والمسلمين.
قال محمد بن عبد الملك الفارقي المتوفي سنة سنة أربع وستين وخمسمائة ():
إذَا أَفَادَكَ إنْسانٌ بفائدةٍ مِنْ العلومِ فأكثِرْ شُكرَهُ أبدَا
وقُلْ فُلانٌ جزاهُ اللهُ صالحةً أفادَنِيها وألقِ الكبر والحَسَدَا
المبحثُ الأوَّلُ: تخريجٌ موجزٌ للحَدِيث ():
? رَوَى الحديثَ عَنْ أُمّ حَرَام أربعة:
-الأوَّل: الصحابيّ الجليل أنس بن مالك.
-الثاني: عمير بن الأسود.
-الثالث: يعلى بن ثابت -وفي ثبوت هذا الطريق نظر، بينته في الأصل-.
-الرابع: عطاء بن يسار-على خلافٍ في إسناد هذا الحَدِيث، بينته في الأصل -.
وأنسُ بنُ مالك أشهر من روى الحَدِيث عَنْ أُمّ حَرَام وأجلهم وأتقنهم، ومما يُمَيّز روايته أيضاً أنّ أُمّ حَرَام إحدى خالاته.
- وَرَوَى الحديثَ عَنْ أنس أربعةٌ:
الأوَّل: إسحاقُ بنُ عبد الله بن أبي طلحة.
الثاني: مُحَمَّد بنُ يحيى بن حَبّان.
الثالث: أبو طُوَالة عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاريّ.
الرابع: المختار بن فُلْفُل.
وجميعُ رواياتهم متقاربة بالجملة غيرَ أنَّ روايةَ إسحاق بنِ عبد الله بن أبي طلحة أجمع الروايات لألفاظ المتن، وهي الرواية الوحيدة التي ورد فيها ذكر "فلي أُمّ حَرَام رأس النَّبِيّ ?"، لذا سأكتفي بتخريجها.
? أخرجها:
-مالك في الموطأ، كتاب الجهاد، باب الترغيب في الجهاد (2/ 464رقم39)، ومن طريقه:
- البُخَاريّ في صحيحه في مواضع:
- كتاب الجهاد والسير، باب الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء، (3/ 1027 رقم2636). وكتاب التعبير، باب رؤيا النهار (6/ 2570رقم6600) عَنْ عبد الله بن يوسف ().
- كتاب الاستئذان، باب من زار قوما فَقَالَ عندهم (5/ 2316رقم5926) عَنْ إسماعيل بن أبي أويس ().
-ومُسلِم في صحيحه، كتاب الإمارة، (3/ 1518رقم1912) عَنْ يحيى بن يحيى.
-وأبو داود في سننه، كتاب الجهاد، باب فضل الغزو في البحر (3/ 6رقم2491) عَنْ عبد الله بن مسلمة القعنبي.
¥(14/465)
-والترمذي في جامعه، كتاب فضائل الجهاد، باب ما جاء في غزو البحر (4/ 178رقم1645) عَنْ معن بن عيسى.
-والنسائيُّ في سننه (المجتبى)، كتاب الجهاد، فضل الجهاد في البحر (6/ 40) من طريق عبدالرحمن بن القاسم.
- وعبد الله بنُ المبارك في الجهاد (ص157رقم201).
-ومحمد بن سعد في الطبقات الكبرى (8/ 435) عَنْ معن بن عيسى.
-وأحمد بن حنبل في مسنده (3/ 240) عَنْ أبي سلمة منصور بن سلمة ().
-وأبو عَوَانة في مستخرجه، كتاب الجهاد، بيان فضل الغزو في البحر (4/ 494رقم7459) من طريق عبد الله بن وَهَب.
-و ابن حبان في صحيحه -كما في الإحسان (15/ 51 رقم6667) - من طريق أبي مصعب أحمد بن أبي بكر.
-واللإلكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (8/ 1438) من طريق مصعب الزبيري والوليد بن مُسلِم.
-وأبو نُعَيم في حلية الأولياء (2/ 61) ومعرفة الصحابة (6/ 3481رقم7894)، وفي دلائل النبوة (2/ 555) من طريق القعنبي ويحيى بن بكير.
-و البيهقي في السنن الكبرى، كتاب السير، باب فضل من مات في سبيل الله (9/ 165) من طريق يحيى بن يحيى.
-وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (70/ 211) من طريق أبي مصعب أحمد بن أبي بكر، وأحمد بن إسماعيل، ومصعب الزبيري.
جميعهم عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَس عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ () عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ? كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أُمّ حَرَام بِنْت مِلْحَان فَتُطْعِمُه، ُ وَكَانَتْ أُمّ حَرَام تَحْتَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِت، ِ فَدَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ ? يَوْمًا فَأَطْعَمَتْه، ُ ثُمَّ جَلَسَتْ تَفْلِي رَأْسَهُ، فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ ? ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَرْكَبُونَ ثَبَجَ هَذَا الْبَحْرِ مُلُوكًا عَلَى الْأَسِرَّةِ أَوْ مِثْلَ الْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ -يَشُكُّ أَيَّهُمَا- قَالَ: َ قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ فَدَعَا لَهَا، ثُمَّ وَضَعَ رَأْسَهُ فَنَامَ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ قَالَتْ: فَقُلْتُ: مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَا قَالَ فِي الْأُولَى قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ؟ قَالَ: أَنْتِ مِنْ الْأَوَّلِينَ، فَرَكِبَتْ أُمّ حَرَام بِنْت مِلْحَان الْبَحْرَ فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ فَصُرِعَتْ عَنْ دَابَّتِهَا حِينَ خَرَجَتْ مِنْ الْبَحْرِ فَهَلَكَتْ.
هذا لفظُ مالك في الموطأ -رواية يحيى بن يحيى- ومُسلِم في صحيحه.
وَقَالَ الترمذي: ((حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ، وأُمُّ حَرَام بِنْتُ مِلْحَان هي أختُ أُمّ سُلَيْم وهي خَالةُ أنس بنِ مالك)).
المبحث الثاني: الإشْكَالُ وَجَوَابُهُ:
استشكل حَدِيث أُمّ حَرَام هذا مِنْ وجهين:
الأوَّل: أنّ ظاهر الحَدِيث يوهم خلوة الرسول ? بأُمّ حَرَام، ومعلوم أنّ خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية لا تجوز باتفاق العلماء كما سيأتي.
والثاني: أنّ في الحَدِيث-" ثُمَّ جَلَسَتْ تَفْلِي رَأْسَهُ فَنَامَ" فهل يجوز للمرأة مس جسد الرجل الأجنبي؟ ().
وهذا الإشكال فرح به صنفان من أهل الأهواء:
فالصنف الأوَّل: اتخاذ هذا الحَدِيث حجة للطعن في أصح كتابين بعد كتاب الله "صحيح البخاري، وصحيح مسلم"، لفهمه السقيم أنّ في ذلك طعناً في جناب المصطفى ?.
والصنف الثاني: وهم أهل الشهوات الذين قَالَ الله فيهم {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً} (النساء:27)، فأخذوا ما يوافق شهواتهم وأعرضوا عن ما يخالفها من صريح الكتاب والسنة.
وهذان الصنفان ليس نظرهم في الدليل نظر المستبصر حتى يكونَ هواه تحت حكمه، بل نظر مَنْ حَكَمَ بالهوى ثم أتى بالدليلِ كالشاهدٍ له، وهذا شأنُ كلّ مبطل ممن يترك المحكم للمتشابه.
وعند التحقيق وتطبيق المنهج العلمي السليم في دراسة المسألة جمعاً ودراسةً يتبين أنه لا حجة للصنفين في الحَدِيث–كما سيأتي-.
وقد اشتمل الجواب عن هذين الإشكالين على مطالب:
¥(14/466)
? المطلب الأول: مقدمات عامة نافعة في مثل هذه الإشكالات التي ربما تَعرضُ في بعضِ الأحاديث.
? المطلب الثاني: مقدمات خاصة في الإجابة عن حَدِيث أُمّ حَرَام.
? المطلب الثالث: أجوبة أهل العلم والإيمان عن هذين الإشكالين.
? المطلب الرابع: وقفات حول هذه الشبهة في الحَدِيث.
المطلبُ الأوَّل
مقدماتٌ عامةٌ نافعةٌ في مثلِ هذه الإشكالات التي رُبما تَعرضُ في بعضِ الأحاديث
1 - المقدمة الأولى في ذكر أربع قواعد، من قواعد الدين تدور الأحكام عليها.
قَالَ الشيخُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْد الوهاب-رحمه الله-: ((هذه أربعُ قواعد، من قواعد الدين، التي تدور الأحكام عليها، وهي: من أعظم ما أنعم الله به على مُحَمَّد ? وأمته، حيث جعل دينهم دينا كاملا وافيا، أكمل وأكثر علما من جميع الأديان، ومع ذلك جمعه لهم في لفظ قليل، وهذا مما ينبغي التفطن له، قبل معرفة القواعد الأربع، وهو: أن تعلم قول النَّبِيّ ? لما ذكر ما خصه الله به على الرسل، يريد منا أن نعرف منة الله علينا، ونشكرها، قَالَ لما ذكر الخصائص: (وأعطيت جوامع الكلم) () قَالَ إمامُ الحجاز: مُحَمَّدُ بن شهاب الزهري، معناه: أن يجمع الله له المسائل الكثيرة، في الألفاظ القليلة ().
القاعدة الأولى:
تحريم القول على الله بلا علم لقوله تعالى: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ إلى قوله: وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (الأعراف:33).
القاعدة الثانية:
أن كل شيء سكت عنه الشارع، فهو عفو، لا يحل لأحد أن يحرمه، أو يوجبه، أو يستحبه، أو يكرهه، لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا (المائدة:101). وَقَالَ النَّبِيّ ?: ((وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها)) ().
القاعدة الثالثة:
أن ترك الدليل الواضح، والاستدلال بلفظ متشابه، هو طريق أهل الزيغ، كالرافضة، والخوارج، قَالَ الله تعالى: فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ (آل عمران:7). والواجبُ عَلَى المسلم: اتباع المحكم، فإنْ عَرَفَ معنى المتشابه، وجده لا يخالف المحكم بل يوافقه، وإلا فالواجب عليه اتباع الراسخين في العلم في قولهم: آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا (آل عمران:7).
القاعدةُ الرابعة:
أنَّ النَّبِيّ ? ذَكَرَ: ((أنّ الحلالَ بَيّنٌ وَالحرامَ بَيّنٌ، وبينهما مشتبهات)) ()، فمن لم يفطنْ لهذه القاعدة، وأراد أنْ يتكلمَ عَلَى كلّ مسألةٍ بكلامٍ فاصلٍ، فَقد ضلّ وأضل.
فهذه أربعُ قواعد: ثلاثٌ ذَكَرَهَا اللهُ في كتابهِ، والرابعةُ ذكرها رسولُ الله ?.
واعلمْ رَحِمَكَ الله: أنَّ أربعَ هذه الكلمات، مَعَ اختصارها، يدورُ عليها الدين، سواءً كان المتكلم يتكلمُ في علم التفسير، أو في علمِ الأصول، أو في علم أعمالِ القلوب، الذي يسمى علم السلوك، أو في علمِ الحَدِيث، أو في علمِ الحلال والحرام، والأحكام، الذي يسمى: علم الفقه; أو في علمِ الوعد والوعيد; أو في غير ذلك من أنواعِ علوم الدين)) ().
2 - المقدمة الثانية: ضرورةُ جمعِ الأحاديث الواردة في المسألة المستنبطة، ومراعاة قواعد وأصول الاستدلال التي وضعها الأئمة.
والفقهاءُ المحققون إذا أرادوا بحث مسألة ما، جمعوا كل ما جاء في شأنها من الكتاب والسنة،، وأحسنوا التنسيق بين شتى الأدلة، قَالَ الشاطبي: ((من يأخذ الأدلة من أطراف العبارة الشرعية ولا ينظر بعضها ببعض، فيوشك أن يزل، وليس هذا من شأن الراسخين وإنما هو من شأن من استعجل طلبا للمخرج في دعواه)) ().
¥(14/467)
وَقَالَ أيضاً: ((ومدار الغلط في هذا الفصل إنما هو على حرف واحد: وهو الجهل بمقاصد الشرع، وعدم ضم أطرافه بعضها لبعض، فإن مأخذ الأدلة عند الأئمة الراسخين إنما هو على أن تؤخذ الشريعة كالصورة الواحدة بحسب ما ثبت من كلياتها وجزئياتها المرتبة عليها، وعامّها المرتب على خاصّها، ومطلقها المحمول على مقيدها، ومجملها المفسر بِبَيّنها، إلى ما سوى ذلك من مناحيها، -إلى أن قَالَ - فشأن الراسخين: تصور الشريعة صورة واحدة، يخدم بعضها بعضاً كأعضاء الإنسان إذا صورت صورة مثمرة، وشأنُ متبعي المتشابهات أخذ دليلٍ مَا أيّ دليل كان عفواً وأخذاً أولياً وإنْ كان ثم ما يعارضه من كلى أو جزئي، فكأن العضو الواحد لا يعطى في مفهوم أحكام الشريعة حكما حقيقيا، فمتبعه متبع متشابه، ولا يتبعه إلا من في قلبه زيغ ما شهد الله به ومن أصدق من الله قيلا)) ().
وقال شيخُ الإسلام ابنُ تيمية: ((إذا ميّز العالم بين ما قاله الرسول ? وما لم يقله، فإنه يحتاج أن يفهم مراده ويفقه ما قاله، ويجمع بين الأحاديث ويضم كل شكل إلى شكله، فيجمع بين ما جمع الله بينه ورسوله، ويُفرق بين ما فرق الله بينه ورسوله؛ فهذا هو العلم الذي ينتفع به المسلمون، ويجب تلقيه وقبوله، وبه ساد أئمة المسلمين كالأربعة وغيرهم)) ().
أما اختطاف الحكم مِنْ حَدِيثٍ عَابر، وقراءةٍ عَجلى مِنْ غير مراعاة لما وَرَدَ في الموضوع مِنْ آثار أخرى، ومن دون تصفية وتنقية فليسَ من عمل العلماء الصادقين.
وهذه المقدمة الثانية ينبغي العناية بها جيداً؛ فكثيرٌ ممن يتكلم على هذه المسائل لا يراعي هذه المقدمة مما يوقعهُ في أخطاء علمية، وعيوب منهجية، من ذلك:
1 - إهمال الأدلة المضادة:
وهذه "من أسوأ العيوب المنهجية، وأشدها خطورة على نتائج أي بحث علمي، هي أن يتجاهل الباحث الأدلة المضادة - يعني المخالفة - لرأيه سواءً أكان ذلك بسبب إهماله أم تحيزه أم لأي سبب آخر، ويصف أحد المفكرين الغربيين العالم أو الباحث الذي يخفي الأدلة التي لا تؤيد نظريته بأنه يعد في عالم العلم ((مثل المالي الغشاش، أو المحاسب الذي يزيف في دفاتره في عالم المال)).
ويذكر أحد أساتذة المنهجية أن من أهم العوائق التي تحول بين الباحث، والوصول إلى الحقيقة: تجاهل الأدلة المضادة، وعليه فإن الدليل المضادَّ يجب أن يُعطى وزن الدليل المؤيد نفسه، حتى لو كان في ذلك تغيير لمنطلقات البحث الأساسية؛ لأن هدف الباحث الأول هو الوصول إلى الحقيقة. ويؤكد آخر بأنه ينبغي للعالم أن يكون كالقاضي النزيه الذي يسعى وراء الأدلة التي تنفي آراءه أكثر من تلك التي تؤيدها" ().
وهذا العيب يلاحظُ في كتابات عدد ممن تطرق لبحث المسائل المتعلقة بالمرأة، فتجد أنَّ هناك حجباً أو تجاهلاً للنصوص التي تخالف توجه الكاتب كالنصوص التي تحرم الخلوة، أو تحرم مس المرأة الأجنبية، أو تحرم الاختلاط وتأمر المرأة بالمباعدة عن الرجال والقرار في البيوت- إلاّ ما لا بدَّ منه-، أو النصوص التي بلزوم الحجاب وغير ذلك.
ومن العيوب كذلك:
2 - التحيز ومحاولة إثبات النتيجة المسبقة:
ولا يخفى أنَّ التجرد المسبق أكبر معين على الوصول للحق فلا يعتقد ثم يبحث؛ ولكن يبحث أولاً ثم يعتقد-بالضوابط العلمية-، ويتحلى بالنصفة والعدل وما يسمى "بالموضوعية"، والباحث المتحيز لا يمكن أن تكون نتائج بحثه علمية بأي حال من الأحوال، وقد قال الإمام الشافعي: ((ما كلمتُ أحداً قط إلا أحببت أن يوفق ويسدد ويعان، وما كلمت أحداً قط إلا ولم أبال بَيّنَ الله الحق على لساني أولسانه)) ().
2 - المقدمة الثالثة: عند النظر في هذه الأحاديث الصحيحة المُشْكلة لا بدَّ من ملاحظة أمرين:
الأوَّل: التصور السليم للحياة في عهد النَّبِيّ ? كما هي من الطهر والعفاف والصدق والمحبة والإيثار والتضحية، والمبادرة إلى طاعة الله ورسوله ? فما إنْ يرد الأمر والنهي إلاّ ويبادروا إليه دون تلكأ وتأخير رجالاً ونساء، ومن ثمّ يعوّدون صبيانهم على هذه الكمالات والفضائل، فلم تمرّ على الأمة الإسلامية أيام وسنين كتلك التي مرت في عهد النَّبِيّ ?، وهذه بعض الأدلة من القرآن والسنة على ما تقدم:
¥(14/468)
- قَالَ تعالى {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (9) وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10)} (سورة الحشر).
- وَقَالَ سبحانه وتعالى {مُحَمَّد رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} (الفتح:29).
إلى غير ذلك من الآيات.
ومن السنة:
- حَدِيثُ أنس ? قَالَ: كُنْتُ سَاقِيَ الْقَوْمِ فِي مَنْزِلِ أَبِي طَلْحَةَ، فَنَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ، فَأَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: اخْرُجْ فَانْظُرْ مَا هَذَا الصَّوْتُ؟ قَالَ: فَخَرَجْتُ، فَقُلْتُ: هَذَا مُنَادٍ يُنَادِي أَلا إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ، فَقَالَ لِي: اذْهَبْ فَأَهْرِقْهَا، قَالَ: فَجَرَتْ فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ ().
- وفي رواية: ((فَإِنِّي لَقَائِمٌ أَسْقِي أَبَا طَلْحَةَ وَفُلانًا وَفُلانًا إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: وَهَلْ بَلَغَكُمْ الْخَبَرُ؟ فَقَالُوا: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: حُرِّمَتْ الْخَمْرُ، قَالُوا: أَهْرِقْ هَذِهِ الْقِلالَ يَا أَنَسُ، قَالَ: فَمَا سَأَلُوا عَنْهَا وَلا رَاجَعُوهَا بَعْدَ خَبَرِ الرَّجُلِ)) ().
- وعَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: يَرْحَمُ اللَّهُ نِسَاءَ الْمُهَاجِرَاتِ الأُوَلَ لَمَّا أَنْزَلَ {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} شَقَّقْنَ مُرُوطَهُنَّ فَاخْتَمَرْنَ بِهَا ().
-وعَنْ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ قَالَتْ: أَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الأَنْصَارِ: مَنْ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ وَمَنْ أَصْبَحَ صَائِمًا فَليَصُمْ، قَالَتْ: فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ، وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا، وَنَجْعَلُ لَهُمْ اللُّعْبَةَ مِنْ الْعِهْنِ، فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهُ ذَاكَ حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الإِفْطَارِ ().
والأحاديثُ في هذا المعنى كثيرةٌ.
وإنما نبهتُ عَلَى هذا الأمر –مَعَ وضوحهِ وَكثرةِ دلائلهِ - لأني رأيتُ بعضَ مَنْ انتقد الأحاديثَ الصحيحةَ صوّرها بأسلوبٍٍ يُعطي انطباعاً أنّ المجتمعَ في عهد النَّبِيّ ? كمجتمعاتنا في هذه الأزمان مِنْ كثرةِ المعاصي، وقلة حياء النساء، وتبرجهنّ وسفورهنّ، وفحش غنائهن، وتنوع الشهوات، وتفنن الملذات.
وتأملْ قولَ أحدهم -تعليقاً على حَدِيث الرُّبَيِّعُ بِنْتُ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ قَالَتْ: جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ حِينَ بُنِيَ عَلَيَّ فَجَلَسَ عَلَى فِرَاشِي ... فَجَعَلَتْ جُوَيْرِيَاتٌ لَنَا يَضْرِبْنَ بِالدُّفِّ وَيَنْدُبْنَ مَنْ قُتِلَ مِنْ آبَائِي يَوْمَ بَدْرٍ إِذْ قَالَتْ إِحْدَاهُنَّ: وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ فَقَالَ: دَعِي هَذِهِ وَقُولِي بِالَّذِي كُنْتِ تَقُولِينَ، وسيأتي الكلام عليه () -:
¥(14/469)
((ولما شوهد الحَدِيث محفوف بالتفاهة والركاكة وتباينه لمقام النبوة والنبي (صلى الله عليه وآله) ما لا يقبله العقل بدا القوم في تبرير هذه الحكايات التافهة، وذلك لأنه لا يعقل أن يشترك مؤمن ملتزم أو عالم ديني حتى لو كان في، أدنى درجة من العلم والدين في الأعراس، ويجالس النساء اللاتي تزين بوسائل التجميل من الملابس وغيرها - الماكياج – ()، وهن يعزفن ويرقصن أمامه وهو يراهن ويستمع إلى ما يغنين ويبدي رأيه في ما عزفن. نعم، إنَّ الإنسانَ العادي الذي لم يملك تلك المعنوية العالية والغيرة الدينية الشديدة يمتنع من هذا المشهد فكيف بنبي ورسول؟ ولذا ترى ابن حَجَر يخيط أعذارا هي أقبحُ من الذنب نقلها عن الكرمانيّ)) ().
كذا قَالَ!! وقد أحسنَ من وَصَفَ هذا الصنفَ بقوله "إنّ المرءَ ليسمع الحَدِيث المستقيم فيدركه عَلَى وجههِ إنْ كَانَ سَليمَ النفس، حَسَن الطوية، وهو ينحرف به إذا كان إنسانا مريض النفس معوجا، وهل ينضح البئر إلاّ بما فيه، وهل يمكن أن نتطلب من الماء جذوة نار؟ أو نغترف من النار ماء؟ وقديما قالوا: إنّ كل إناء بما فيه ينضح، أشهد أنّ الله قد قَالَ في نبيه r { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ})) ().
2 - التنبه لمدلول الألفاظ وما وقع فيها من تغاير بين زمان النَّبِيّ ? والأزمنة المتأخرة فربما يقع اشتراك في لفظ معين بين هذا الزمان وزمان النَّبِيّ ? ولكن الكيفية والصفة والطريقة تختلف اختلافاً كبيراً، يؤدي بالتالي إلى اختلاف الحكم، قَالَ ابنُ القيم: ((فإن الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان، والعوائد والاحوال، وذلك كلُّه مِنْ دينِ الله)) ()، مِنْ ذلكَ مثلاً (الغناء، والدّف) فقد تغيرتْ الكيفية والصفة في هذه الأزمنة وقبلها عن الغناء والدّف الذي كان على عهد رسولِ الله ? وقد بين ذلك ابنُ رَجَب بكلامٍ نفيسٍ قَالَ فيه -تعليقاً على حديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ مِنْ جَوَارِي الأَنْصَارِ تُغَنِّيَانِ بِمَا تَقَاوَلَتْ الْأَنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثَ قَالَتْ: وَلَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْنِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمَزَامِيرُ الشَّيْطَانِ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ ?، وَذَلِكَ فِي يَوْمِ عِيدٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ?: يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَهَذَا عِيدُنَا-: ((ولا ريب أنّ العرب كانَ لهم غناء يتغنون به، وكان لهم دفوف يضربون بها، وكان غناؤهم بأشعار أهل الجاهلية من ذكر الحروب وندب من قتل فيها، وكانت دفوفهم مثل الغرابيل، ليس فيها جلاجل، ...
فلما فتحت بلاد فارس والروم ظهر للصحابة ما كان أهل فارس والروم قد أعتادوه من الغناء الملحن بالإيقاعات الموزونة، على طريقة الموسيقى بالأشعار التي توصف فيها المحرمات من الخمور والصور الجميلة المثيرة للهوى الكامن في النفوس، المجبول محبته فيها، بآلات اللهو المطربة، المخرج سماعها عن الاعتدال، فحينئذ أنكر الصحابة الغناء واستماعه، ونهوا عنه وغلظوا فيه.
حتى قَالَ ابنُ مسعود: الغناء ينبت النفاق في القلب، كما ينبت الماء البقل. وروي عنه ?مرفوعا.
وهذا يدل على أنهم فهموا أنَّ الغناءَ الذي رَخص فيه النَّبِيّ ? لأصحابه لم يكن هذا الغناء، ولا آلاته هي هذه الآلات، وأنه إنما رخص فيما كان في عهده، مما يتعارفه العرب بآلاتهم.
فأما غناء الأعاجم بآلاتهم فلم تتناوله الرخصة، وإن سمي غناءً، وسميت آلاته دفوفا، لكن بينهما من التباين ما لا يخفى على عاقل، فإن غناء الأعاجم بآلاتها يثير الهوى، ويغير الطباع، ويدعو إلى المعاصي، فهو رقية الزنا. وغناء الأعراب المرخص به، ليس فيه شيء من هذه المفاسد بالكلية البتة، فلا يدخل غناء الأعاجم في الرخصة لفظا ولا معنى، فإنه ليس هنالك نص عن الشارع بإباحة ما يسمى غناء ولا دفا، وإنما هي قضايا أعيان، وقع الإقرار عليها، وليس لها من عموم.
وليس الغناء والدف المرخص فيهما في معنى ما في غناء الأعاجم ودفوفها المصلصلة، لأنَّ غنائهم ودفوفهم تحرك الطباع وتهيجها إلى المحرمات، بخلاف غناء الأعراب، فمن قاس أحدهما على الآخر فقد أخطأ أقبح الخطأ، وقاس مع ظهور الفرق بين الفرع والأصل، فقياسه من أفسد القياس وأبعده عن الصواب)) ().
¥(14/470)
وَقَالَ ابن القيم: ((وفي الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ -?ا - قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِغِنَاءِ بُعَاثَ فَاضْطَجَعَ عَلَى الْفِرَاشِ، وَحَوَّلَ وَجْهَهُ، وَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَانْتَهَرَنِي وَقَالَ: مِزْمَارَةُ الشَّيْطَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ: دَعْهُمَا فَلَمَّا غَفَلَ غَمَزْتُهُمَا فَخَرَجَتَا، فلم ينكر رسول الله ? على أبي بكر تسمية الغناء مزمار الشيطان، وأقرهما لأنهما جاريتان غير مكلفتين تغنيان بغناء الأعراب الذي قيل في يوم حرب بعاث من الشجاعة والحرب، وكان اليوم يوم عيد، فتوسع حزب الشيطان في ذلك إلى صوتِ امرأةٍ جميلة أجنبيةٍ، أو صبي أمرد صوته فتنة، وصورته فتنة، يغني بما يدعو إلى الزنى والفجور وشرب الخمور مع آلات اللهو التي حرمها رسول الله ? في عدة أحاديث كما سيأتي، مع التصفيق والرقص وتلك الهيئة المنكرة التي لا يستحلها أحد من أهل الأديان فضلا عن أهل العلم والإيمان ()، ويحتجون بغناء جويريتين غير مكلفتين بنشيد الأعراب ونحوه في الشجاعة ونحوها في يوم عيد بغير شبابة ولا دف ولا رقص ولا تصفيق ويدعون المحكم الصريح لهذا المتشابه، وهذا شأن كل مبطل، نعم نحن لا نحرم ولا نكره مثل ما كان في بيت رسول الله ? على ذلك الوجه، وإنما نحرم نحن وسائر أهل العلم والإيمان السماع المخالف لذلك وبالله التوفيق)) ().
المطلب الثاني
مقدمات خاصة في الإجابة عن حَدِيث أُمّ حَرَام
1 - المقدمة الأولى:
اتفق العلماء على أنَّ النَّبِيّ ? قد خُص في أحكام الشريعة بمعان لم يشاركه فيها أحد في باب الفرض والتحريم والتحليل مزيةً على الأمة، وهيبة له، ومرتبة خص بها ففرضت عليه أشياء لم تفرض على غيره، وحرمت عليه أشياء وأفعال لم تحرم عليهم، وحللت له أشياء لم تحلل لهم، منها متفق عليه، ومنها مختلف فيه، وهذه الخصائص منها ما ثبت بالقرآن، ومنها ما ثبت بالسنة، ومنها ما يفهم من منطوق النصوص، ومنها ما يفهم من خلال الجمع والموازنة بين النصوص.
قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: ((خُصَّ النَّبِيّ ? بِمُوجَبَاتٍ وَمَحْظُورَاتٍ وَمُبَاحَاتٍ وَكَرَامَات)) ().
وَقَدْ أَلَّفَ النَّاسُ فِي الْخَصَائِصِ كُتُبًا مُتَعَدِّدَةً ()، وغالب الفقهاء يذكرون الخصائص في كِتَابَ النِّكَاحِ وَذَلِكَ لأَنَّهُ ? خُصَّ فِي بَابِ النِّكَاحِ بِخَصَائِصَ مُتَعَدِّدَةٍ لَمْ يُجْمَعْ مِثْلُهَا فِي بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْفِقْه، قَالَ ابن كثير: ((كتاب النكاح، وفيه عامة أحكام التخصيصات النبوية)) ()، وَفَائِدَةُ ذِكْرِ الْخَصَائِصِ لِئَلا يُعْتَقَدَ فِيمَا يُخَصُّ بِهِ ? أَنَّهُ مَشْرُوعٌ لَنَا.
فمن المجمع عليه: جواز نكاحه ? أكثر من أربع نسوة.
والتَّزَوُّجُ بِلا مَهْرٍ لقوله تعالى: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيّ أَنْ يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} (الأحزاب:50).
وتحريم نكاح أزوجه من بعده لقوله تعالى {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً} (الأحزاب:53).
وغير ذلك مما يطول ذكره مما ليس هذا محل بيانه وبسطه.
تنبيهٌ:
- الأصل في أفعال الرسول ? وأقواله وأحكامه عدم الخصوصية حتى تثبت بدليل لأنّ الله يقول: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} (الأحزاب:21) فدل على أنه ? قدوة الأمة في كل شيء، ولأنّ الصحابة كانوا يرجعون فيما أشكل عليهم إلى أفعاله فيقتدون به فيها.
- قال ابنُ القيّم: ((إذا رأينا أصحابَ رسولِ الله ? قد اختلفوا في أمرٍ قد صحَّ عن رسول الله ? أنه فعله وأمر به فقال بعضُهم: إنَّه منسوخٌ أو خاصٌ، وقال بعضهم: هو باقٍ إلى الأبد، فقول من ادَّعى نسخه، أو اختصاصَه مخالفٌ للأصلِ فلا يقبل إلا ببرهان)) ().
¥(14/471)
- إنّما ذكرتُ هذه المقدمة ليتبين أنَّ من قال بأنَّ ما وقع للنبي ? مع أُمّ حَرَام كَانَ من خصائصه ? له حظٌ من النظر، وإنْ كان الأرجح -كما سيأتي- أنَّ أُمّ حَرَام خالة للنبي ? من الرَّضَاعَ.
2 - المقدمة الثانية:
ذكر الأدلة الدالة على تحريم الخلوة بالمرأة الأجنبية، وبيان اتفاق العلماء على ذلك:
1 - حَدِيثُ أَبِي مَعْبَدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ? يَقُولُ: ((لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ وَلا تُسَافِرَنَّ امْرَأَةٌ إِلا وَمَعَهَا مَحْرَمٌ)) فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اكْتُتِبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا وَخَرَجَتْ امْرَأَتِي حَاجَّةً قَالَ: ((اذْهَبْ فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ)) ().
2 - حَدِيثُ أَبِي الْخَيْرِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ? قَالَ: ((إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ)) فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الأَنْصَارِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ قَالَ: ((الْحَمْوُ الْمَوْتُ)) ().
3 - حَدِيثُ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ?: ((أَلا لا يَبِيتَنَّ رَجُلٌ عِنْدَ امْرَأَةٍ ثَيِّبٍ إِلا أَنْ يَكُونَ نَاكِحًا أَوْ ذَا مَحْرَمٍ)) ().
4 - حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ نَفَرًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ دَخَلُوا عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ - وَهِيَ تَحْتَهُ يَوْمَئِذٍ - فَرَآهُمْ فَكَرِهَ ذَلِكَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ ? وَقَالَ: لَمْ أَرَ إِلا خَيْرًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ?: ((إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَرَّأَهَا مِنْ ذَلِكَ)) ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ ? عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: ((لا يَدْخُلَنَّ رَجُلٌ بَعْدَ يَوْمِي هَذَا عَلَى مُغِيبَةٍ () إِلا وَمَعَهُ رَجُلٌ أَوْ اثْنَانِ)) ().
5 - حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: خَطَبَنَا عُمَرُ بِالْجَابِيَةِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قُمْتُ فِيكُمْ كَمَقَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِينَا فَقَالَ: ((أُوصِيكُمْ بِأَصْحَابِي ... أَلا لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلا كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ)) ().
قَالَ النَّوَوِيّ: ((وفى هذا الحَدِيث والأحاديث بعده تحريم الخلوة بالأجنبية وإباحة الخلوة بمحارمها وهذان الأمران مجمع عليهما)) ()، وحكى الإجماعَ أيضاً ابنُ حَجَر وغيره ().
3 - المقدمة الثالثة:
ذكر الأدلة على تحريم مس المرأة الأجنبية:
1 - حَدِيثُ عُرْوَة بْن الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ ? قَالَتْ: كَانَتْ الْمُؤْمِنَاتُ إِذَا هَاجَرْنَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُمْتَحَنَّ بِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ قَالَتْ عَائِشَةُ: فَمَنْ أَقَرَّ بِهَذَا مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ فَقَدْ أَقَرَّ بِالْمِحْنَةِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَقْرَرْنَ بِذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِنَّ قَالَ لَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ ?:انْطَلِقْنَ فَقَدْ بَايَعْتُكُنَّ، وَلا وَاللَّهِ مَا مَسَّتْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ ? يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ غَيْرَ أَنَّهُ يُبَايِعُهُنَّ بِالْكَلامِ قَالَتْ عَائِشَةُ: وَاللَّهِ مَا أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ? عَلَى النِّسَاءِ قَطُّ إِلا بِمَا أَمَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَمَا مَسَّتْ كَفُّ رَسُولِ اللَّهِ ? كَفَّ امْرَأَةٍ قَطُّ، وَكَانَ يَقُولُ لَهُنَّ إِذَا أَخَذَ عَلَيْهِنَّ: قَدْ بَايَعْتُكُنَّ كَلامًا ().
¥(14/472)
2 - حَدِيثُ مُحَمَّد بنِ المُنكدر عنْ أُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ ? فِي نِسَاءٍ نُبَايِعُهُ فَأَخَذَ عَلَيْنَا مَا فِي الْقُرْآنِ أَنْ لَا نُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا الْآيَةَ قَالَ: فِيمَا اسْتَطَعْتُنَّ وَأَطَعْتُنَّ قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَرْحَمُ بِنَا مِنْ أَنْفُسِنَا، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلا تُصَافِحُنَا؟ قَالَ: إِنِّي لا أُصَافِحُ النِّسَاءَ إِنَّمَا قَوْلِي لامْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ كَقَوْلِي لِمِائَةِ امْرَأَةٍ ().
3 - حَدِيثُ عَمْرُو بْن شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ? كَانَ لا يُصَافِحُ النِّسَاءَ فِي الْبَيْعَةِ ().
4 - حَدِيثُ الأعرج عن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ? قَالَ: ((كُلُّ ابْنِ آدَمَ أَصَابَ مِنْ الزِّنَا لا مَحَالَةَ، فَالْعَيْنُ زِنَاهَا النَّظَرُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا اللَّمْسُ، وَالنَّفْسُ تَهْوَى وَتُحَدِّثُ، وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ وَيُكَذِّبُهُ الْفَرْجُ)) ().
قَالَ النَّوَوِيّ: ((معنى الحَدِيث أنَّ ابنَ آدم قدر عليه نصيب من الزنى فمنهم من يكون زناه حقيقياً بإدخال الفرج في الفرج الحرام، ومنهم من يكون زناه مجازاً بالنظر الحرام والاستماع إلى الزنى وما يتعلق بتحصيله، أو بالمس باليد بأنْ يمس أجنبية بيده، أو يقبلها أو بالمشي بالرجل إلى الزنى أو النظر أو اللمس أو الحَدِيث الحرام مع أجنبية ونحو ذلك)) ().
وَقَالَ ابنُ مُفْلح: ((وَسُئل أبو عبد الله – أي الإمام أحمد – عن الرجل يصافح المرأة قَالَ: لا وشدّد فيه جداً، قلت: فيصافحها بثوبه؟ قَالَ: لا، والتحريمُ اختيار الشيخ تقيّ الدين ()، وعلل بأنَّ الملامسة أبلغُ من النظر)) ().
وَقَالَ وليُّ الدين العراقيّ: ((وفيه: أنّه عليه الصلاةُ والسلامُ لم تمس يدهُ قطّ يد امرأة غير زوجاته وما ملكت يمينه، لا في مبايعة، ولا في غيرها، وإذا لم يفعل هو ذلكَ مَعَ عصمته وانتفاء الريبة في حقه: فغيره أولى بذلك، والظاهرُ أنه كان يمتنع من ذلك لتحريمهِ عليهِ؛ فإنه لم يُعدَّ جوازه من خصائصه، وقد قَالَ الفقهاء من أصحابنا وغيرهم: إنه يحرم مس الأجنبية ولو في غير عورتها كالوجه، وإن اختلفوا في جواز النظر حيثُ لا شهوة ولا خوف فتنة، فتحريم المس آكد من تحريم النظر، ومحل التحريم ما إذا لم تدع لذلك ضرورة فإن كان ضرورة كتطبيب، وفَصْد، وحجامة، وقلع ضرس، وكحل عين ونحوها مما لا يوجد امرأة تفعله جاز للرجل الأجنبي فعله للضرورة)) ().
وللشنقيطي كلامٌ نفيسٌ في تقرير عدمِ جواز مسّ الرجلِ المرأة الأجنبية قَالَ فيه: ((اعلمْ أنَّه لا يجوزُ للرجلِ الأجنبي أنْ يصافحَ امرأةً أجنبيةً منهُ، ولا يجوزُ له أنْ يمسّ شيءٌ مِنْ بدنهِ شيئاً مِنْ بدنها، والدليلُ على ذلكَ أمورٌ:
الأوَّلُ: أنّ النَّبِيّ ? ثبت عنه أنه قَالَ: إِنِّي لا أُصَافِحُ النِّسَاءَ الحَدِيث، والله يقولُ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} (الأحزاب:21) فيلزمنا ألا نصافح النساء اقتداءً به ? ... ، وكونه ? لا يصافح النساء وقت البيعة دليلٌ واضحٌ عَلى أنَّ الرجلَ لا يصافح المرأة، ولا يمس شيء من بدنه شيئاً من بدنها، لأنَّ أخفَ أنواع اللمس المصافحة فإذا امتنع منها ? في الوقت الذي يقتضيها وهو وقت المبايعة دلّ ذلكَ على أنها لا تجوز، وليس لأحد مخالفته ? لأنه هو المشرع لأمته بأقواله وأفعاله وتقريره.
الأمر الثاني: هو ما قدمنا من أنَّ المرأةَ كلها عورةٌ يجب عليها أن تحتجب، وإنما أمر بغض البصر خوف الوقوع في الفتنة، ولا شك أنَّ مسّ البدن للبدن أقوى في إثارة الغريزة، وأقوى داعيا إلى الفتنة من النظر بالعين، وكلُّ منصفٍ يعلمُ صحة ذلك.
الأمر الثالث: أنَّ ذلكَ ذريعة إلى التلذذ بالأجنبية لقلة تقوى الله في هذا الزمان، وضياع الأمانة، وعدم التورع عن الريبة، وقد أخبرنا مراراً أنَّ بعضَ الأزواج من العوام يقبل أخت امرأته بوضع الفم على الفم، ويسمون ذلك التقبيل- الحرام بالإجماع -: سلاماً؛ فيقولون: سلم عليها، يعنون قبلها.
¥(14/473)
فالحق الذي لا شك فيه التباعد عن جميع الفتن والريب وأسبابها، ومن أكبرها لمس الرجل شيئا من بدن الأجنبية والذريعة إلى الحرام يجب سدها كما أوضحناه في غير هذا الموضع وإليه الإشارة بقول صاحب مراقي السعود: سدُّ الذرائع إلى المحرم حتم كفتحها إلى المنحتم)) ().
تنبيهٌ:
حَدِيثُ مَعْقل بنِ يسار قَالَ: قَالَ رسولُ الله ?: ((لأنْ يُطْعَن في رأسِ أحدكم بمخيط () من حديدٍ خيرٍ لهُ مِنْ أنْ يمسّ امرأةً لا تحل له)).
أخرجه الرُّوياني في مسنده (2/ 323رقم1283).
والطبرانيّ في المعجم الكبير (20/ 212رقم487) قال: حدثنا عبدان بن أحمد.
كلاهما عن نصر بن علي قال: أخبرنا أبي.
وأخرجه: الطبرانيّ أيضاً في المعجم الكبير (20/ 211 رقم486) قال: حدثنا موسى بن هارون ثنا إسحاق بن راهويه أنا النضر بن شميل.
كلاهما (النضر بن شميل، و علي بن نصر) عن شداد بن سعيد، قَالَ: سمعت يزيد بن عبد الله بن الشخير يقول: سمعت معقل بن يسار ... الحَدِيث.
قَالَ المنذري: ((رواه الطبراني والبيهقي، ورجال الطبراني ثقات رجال الصحيح)) ().
وَقَالَ الهيثمي: ((رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح)) ().
وشدادُ بنُ سعيد - هو: أبو طلحةَ الراسبي البصريّ - الأظهرُ أنّه صدوقٌ ().
ويزيد بن عبد الله بن الشخير متفقٌ على توثيقه ().
ولكن خَالفَ شدادَ بنَ سعيد بشيرُ بنُ عقبة -وهو ثقةٌ أخرجَ لهُ الشيخان () -،فرواه عن يزيد عن معقل موقوفاً، أخرجه: ابنُ أبي شيبة في المصنف، كتاب النكاح، ما قالوا في المرأة تقبل رأس الرجل وليست منه بمحرم () قَالَ: حدثنا أبو أسامة حمّاد بنُ أسامة عن بشير بن عقبة، قَالَ: حدثني يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن معقل قَالَ: ((لأنْ يعمد أحدكم إلى مخيط فيغرز به في رأسي، أحبّ إلي من أنْ تغسل رأسي امرأة ليست مني ذات محرم)).
ويظهر لي أنّ رواية بشير تعل رواية شداد، ولكن يغني عنه الأحاديث المتقدمة الدالة على المنع، والله أعلم.
وقد قوّى الشيخ الألبانيُّ-رحمه الله- الحَدِيثَ () ولكن لم يذكر رواية بشير بن عقبة، والتي تدل على علة رواية شداد فيبدو أنه لم يقف عليها.
3 - المقدّمةُ الرابعةُ:
لم أقفْ إلى الآن عَلَى حَدِيثٍ صحيحٍ صريحٍ في خلوة النَّبِيّ ? وحدَه بامرأةٍ أجنبيةٍ-عدا ما وَرَدَ في حق أُمّ سُلَيْم، وأُمّ حَرَام، وسيأتي الكلام على ما وَرَدَ في شأنهما-.
والأحاديثُ التي ذَكَرَ بعضُ العلماء أنّ فيها خلوةً، أو استدل بها عَلَى أنّ مِنْ خصائص الرسول ? الخلوة بالمرأة الأجنبية والنظر إليها ليست صريحة، ولعلي أذكرها وأذكر الجواب عنها فأولها:
1 - حَدِيثُ خَالِد بْنِ ذَكْوَانَ () عَنْ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ ? غَدَاةَ بُنِيَ عَلَيَّ فَجَلَسَ عَلَى فِرَاشِي كَمَجْلِسِكَ مِنِّي، وَجُوَيْرِيَاتٌ يَضْرِبْنَ بِالدُّفِّ، يَنْدُبْنَ مَنْ قُتِلَ مِنْ آبَائِهِنَّ يَوْمَ بَدْرٍ، حَتَّى قَالَتْ جَارِيَةٌ: وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ ?: لا تَقُولِي هَكَذَا وَقُولِي مَا كُنْتِ تَقُولِينَ ().
قَالَ ابن حَجَر: ((قَوْله (كَمَجْلِسِك) - بِكَسْرِ اللام - أَيْ مَكَانك , قَالَ الْكَرْمَانِيُّ: هُوَ مَحْمُول عَلَى أَنَّ ذَلِكَ كَانَ مِنْ وَرَاء حِجَاب , أَوْ كَانَ قَبْل نُزُول آيَة الْحِجَاب , أَوْ جَازَ النَّظَر لِلْحَاجَةِ أَوْ عِنْد الْأَمْن مِنْ الْفِتْنَة ا ه. وَالْأَخِير هُوَ الْمُعْتَمَد , وَالَّذِي وَضَحَ لَنَا بِالأَدِلَّةِ الْقَوِيَّة أَنَّ مِنْ خَصَائِص النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَوَاز الْخَلْوَة بِالأَجْنَبِيَّةِ وَالنَّظَر إِلَيْهَا , وَهُوَ الْجَوَاب الصَّحِيح عَنْ قِصَّة أُمّ حَرَام بِنْت مِلْحَان فِي دُخُوله عَلَيْهَا وَنَوْمه عِنْدهَا وَتَفْلِيَتهَا رَأْسه وَلَمْ يَكُنْ بَيْنهمَا مَحْرَمِيّة وَلا زَوْجِيَّة)) ().
واعترض القارىء في المرقاة على كلام الحافظ هذا فَقَالَ: ((هذا غريبٌ فإنَّ الحَدِيثَ لا دلالة فيه على كشف وجهها، ولا على الخلوة بها، بل ينافيها مقام الزفاف، وكذا قولها: فجعلت جُوَيْرِيَاتٌ لَنَا يَضْرِبْنَ بِالدُّفِّ)) ().
قلتُ: وَما قاله القاريء بينٌ واضحٌ، فأين التنصيص على الخلوة؟ وكذلك أين كشف الوجه؟.
¥(14/474)
وقولها (فَجَلَسَ عَلَى فِرَاشِي كَمَجْلِسِكَ مِنِّي) لا يلزم منه أنّه جلس على فراشها معها، وليس فيه بيان لمجلسها من حيث القرب والبعد، بل قولها لخالد (كَمَجْلِسِكَ مِنِّي) يُشعر بالبعد لأنَّ خَالِد بْن ذَكْوَانَ ليس محرماً لها، فلا بدَّ أنْ يكون مجلسه منها بعيداً، والله أعلم.
نعم الحَدِيثُ يدل على جواز إعلان النكاح بالدف وبالغناء المباح، وفيه إقبال الإمام إلى العرس وإنْ كانَ فيه لهو ما لم يخرج عن حد المباح ()، قَالَ العيني عند ذكره فوائد الحَدِيث: ((وفي الحَدِيث فوائد .. ومنها الضرب بالدف في العرس بحضرة شارع الملة ومبين الحل من الحرمة، وإعلان النكاح بالدف والغناء المباح فرقا بينه وبين ما يستتر به من السفاح)) ().
2 - حَدِيثُ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: جَاءَتْ امْرَأَةٌ مِنْ الأَنْصَارِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ? قَالَ: فَخَلا بِهَا رَسُولُ اللَّهِ ? وَقَالَ: ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّكُمْ لأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ)) ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وفي لفظ للبخاري: ((مَعَهَا أَوْلادٌ لَهَا))، وفي لفظ للبخاري أيضاً: ((وَمَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا فَكَلَّمَهَا رَسُولُ اللَّهِ ?)) ().
والجواب عن الحَدِيث في تبويب البخاريّ على الحَدِيث فقد ترجم له بقوله: ((باب ما يجوز أن يخلو الرجل بالمرأة عند الناس)).
قَالَ المهلبُ: ((لم يرد أنسٌ أنه خَلا بها بحيثُ غَابَ عَنْ أبصار من كان معه، وإنما خلا بها بحيث لا يسمع من حضر شكواها، ولا ما دار بينهما من الكلام، ولهذا سمع أنس آخر الكلام فنقله ولم ينقل ما دار بينهما لأنه لم يسمعه)) ().
قَالَ النَّوَوِيّ: ((جاءتْ امرأةٌ إلى رسول الله ? فخلا بها هذه المرأةُ إمَّا محرمٌ له كأُمّ سُلَيْم وأختها، وإما المراد بالخلوة أنها سألته سؤالا خفيا بحضرة ناس ولم تكن خلوة مطلقة وهي الخلوة المنهي عنها)) ()، والجوابُ الثاني هو المتعينُ كما يدلُ على ذلكَ سياق الحديث.
ونحو هذا الحَدِيث حَدِيث ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ امْرَأَةً كَانَ فِي عَقْلِهَا شَيْءٌ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً، فَقَالَ: يَا أُمَّ فُلانٍ انْظُرِي أَيَّ السِّكَكِ شِئْتِ حَتَّى أَقْضِيَ لَكِ حَاجَتَكِ فَخَلا مَعَهَا فِي بَعْضِ الطُّرُقِ حَتَّى فَرَغَتْ مِنْ حَاجَتِهَا ().
قَالَ النَّوَوِيّ: ((خَلا معها في بعضِ الطرق: أي وَقَفَ مَعَها في طريق مسلوك ليقضي حاجتها ويفتيها في الخلوة ولم يكن ذلك من الخلوة بالأجنبية فإنَّ هذا كان في ممر الناس ومشاهدتهم إياه وإياها، لكن لا يسمعون كلامها لأنَّ مسألتها مما لا يظهره، والله أعلم)) ().
3 - حَدِيثُ () سَالِمِ بْنِ سَرْجٍ أبي النُّعْمَانِ قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ صُبَيَّةَ الْجُهَنِيَّةِ تَقُولُ: رُبَّمَا اخْتَلَفَتْ يَدِي وَيَدُ رَسُولِ اللَّهِ ? فِي الْوُضُوءِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ ().
قَالَ ابنُ مَاجَةَ بعد روايته الحَدِيث: ((سَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَقُولُ: أُمُّ صُبَيَّةَ هِيَ خَوْلَةُ بِنْتُ قَيْسٍ، فَذَكَرْتُ لأَبِي زُرْعَةَ فَقَالَ: صَدَقَ)).
قلتُ: ليسَ في الحَدِيثِ دلالة على الخلوة أو النظر أو المس، فربما يوضع إناء خاص للوضوء في مكان عام فتتوضأ منه المرأة والرجل من دون خلوة أو مسيس، وهذا بين لمن عرف طبيعة حياتهم، وحال عيشهم في ذلك الزمان، وتأمل المقدمة الثالثة من المقدمات العامة المذكورة سابقاً.
قَالَ مُغْلطاي: ((وأعترض بعضهم على صحة هذا الحَدِيث بكونه عليه السلام لم يمس امرأة لا تحل له، قَالَ: وخولة هذه لم يأت في خبر صحيح ولا غيره أنها كانت بهذه الصفة. وفي الذي قاله نظرٌ؛ وذلك من قولها "تختلف" لأنّ الاختلاف لا يوجب مساً، الثاني: لا يرفع صحة الحَدِيث لتخيل معارضة إذا عُدلتْ رواته، وسَلِمَ من شائبة الانقطاع)) ().
وَقَالَ ابن حَجَر: ((ومعنى تختلف أنه كان يغترف تارة قبلها، وتغترف هي تارة قبله)) ().
¥(14/475)
على أنّ هناك جوابا آخر ذكره ابنُ حَجَر عند كلامه على حَدِيث ابن عمر قَالَ: كَانَ الرِّجَال وَالنِّسَاء يَتَوَضَّئُونَ فِي زَمَان رَسُول اللَّه ? جميعا () قَالَ: ((قَوْله: (جَمِيعًا) ظَاهِره أَنَّهُمْ كَانُوا يَتَنَاوَلُونَ الْمَاء فِي حَالَة وَاحِدَة , وَحَكَى اِبْن التِّين عَنْ قَوْم أَنَّ مَعْنَاهُ أَنَّ الرِّجَال وَالنِّسَاء كَانُوا يَتَوَضَّئُونَ جَمِيعًا فِي مَوْضِع وَاحِد , هَؤُلاءِ عَلَى حِدَة وَهَؤُلاءِ عَلَى حِدَة , وَالزِّيَادَة الْمُتَقَدِّمَة فِي قَوْله " مِنْ إِنَاء وَاحِد " تَرِد عَلَيْهِ , وَكَأَنَّ هَذَا الْقَائِل اِسْتَبْعَدَ اِجْتِمَاع الرِّجَال وَالنِّسَاء الأَجَانِب , وَقَدْ أَجَابَ اِبْن التِّين عَنْهُ بِمَا حَكَاهُ عَنْ سَحْنُون أَنَّ مَعْنَاهُ كَانَ الرِّجَال يَتَوَضَّئُونَ وَيَذْهَبُونَ ثُمَّ تَأْتِي النِّسَاء فَيَتَوَضَّأْنَ , وَهُوَ خِلَاف الظَّاهِر مِنْ قَوْله " جَمِيعًا " , قَالَ أَهْل اللُّغَة: الْجَمِيع ضِدّ الْمُفْتَرِق , وَقَدْ وَقَعَ مُصَرَّحًا بِوَحْدَةِ الْإِنَاء فِي صَحِيح اِبْن خُزَيْمَة فِي هَذَا الْحَدِيث مِنْ طَرِيق مُعْتَمِر عَنْ عُبَيْد اللَّه عَنْ نَافِع عَنْ اِبْن عُمَر أَنَّهُ أَبْصَرَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابه يَتَطَهَّرُونَ وَالنِّسَاء مَعَهُمْ مِنْ إِنَاء وَاحِد كُلّهمْ يَتَطَهَّر مِنْهُ , وَالْأَوْلَى فِي الْجَوَاب أَنْ يُقَال: لَا مَانِع مِنْ الِاجْتِمَاع قَبْل نُزُول الْحِجَاب , وَأَمَّا بَعْده فَيَخْتَصّ بِالزَّوْجَاتِ وَالْمَحَارِم)) ().
3 - المقدمة الخامسة:
لم أقف إلى الآن على حَدِيث صحيحٍ صريحٍ في مس النَّبِيّ ? امرأةً أجنبية ()، أو مس امرأة أجنبية النَّبِيّ ? -عدا ما ورد في حَدِيث أُمّ حَرَام وسيأتي الكلام على ذلك- بل قالت عائشة: ((وما مست كف رسول الله ? كف امرأة قط)) ().
وقد يشكل على هذا حَدِيث هُشَيْم بن بَشير قَالَ: أخبرنا حُمَيْدٌ الطوِيل قَالَ: حدثنا أنسُ بنُ مَالِك قَالَ: كانَتِ الأمَةُ مِنْ إماءِ أهْلِ المَدِينَةِ لِتَأْخُذُ بِيَدِ رسول الله ? فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيْثُ شاءَتْ ().
والجوابُ: مِنْ وجهين:
الأوّل: أن دلالة " لتأخذ بيد رسول الله" على المس غير بينة إذ ربما يراد بذلك الإشارة إلى غاية التصرف واللين، قَالَ ابن حَجَر: ((والمقصود من الأخذ باليد لازمه وهو الرفق والانقياد، وقد اشتمل على أنواع من المبالغة في التواضع لذكره المرأة دون الرجل والأمة دون الحرة وحيث عمم بلفظ الإماء أي أمة كانت وبقوله حيث شاءت أي من الأمكنة والتعبير بالأخذ باليد إشارة إلى غاية التصرف حتى لو كانت حاجتها خارج المدينة)) ()، وعلى كل حال هذه الدلالة معارضة بما هو أقوى وأصرح مما تقدم ذكره في المقدمة الثالثة.
الثاني: أنّ الحَدِيث نصّ على الإماء، ولا يخفى أنّ الإماء يفارقن الحرائر بأحكام كثيرة -فلا يخلو باب من أبواب الفقه - في الغالب - من ذكر الفروق بين الحرائر والإماء-، فملامسة الأمة أخف من ملامسة الحرائر، وكذلك النظر إليها وغير ذلك من الأحكام، وتبقى الحرائر على الأصل في تحريم المس.
قَالَ ابن أبي شيبة في مصنفه، كتاب الصلوات، في الأمة تصلي بغير خمار (2/ 41) حدثنا وكيعُ بنُ الجراح، قَالَ: حدثنا شعبةُ، عن قتادةَ، عن أنس قَالَ: رأى عُمرُ أمةً لنا متقنعة فضربها وَقَالَ: لا تشبهي بالحرائر، وهذا إسنادٌ صحيح ().
قَالَ شيخُ الإسلامِ: ((غناءُ الإماءِ الذي يسمعه الرجلُ قد كَانَ الصحابة يسمعونه في العرسات كما كانوا ينظرونَ إلى الإماء لعدم الفتنة في رؤيتهن و سماع أصواتهن)) ().
تنبيه:
أخرج:
-ابن ماجه في سننه، كتاب الزهد، باب البراءة من الكبر والتواضع (2/ 1398رقم4177).
-وأحمد بن حنبل في مسنده (3/ 174).
-وابن أبي الدنيا في التواضع والخمول (ص158 رقم 122).
-وأبو يعلى في مسنده (7/ 61رقم3982).
-وأبو الشيخ في أخلاق النَّبِيّ ?، ما ذُكِرَ مِنْ حُسن خُلُق رسولِ الله ? (1/ 138، 140رقم26،27).
-وأبو نُعَيم في الحلية (7/ 202).
جميعهم من طرق عن شعبة بن الحجاج عن علي بن زيد عن أنس بنِ مَالِك قَالَ: إنْ كانت الأمة من أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله ? فما ينزع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت من المدينة في حاجتها.
¥(14/476)
قَالَ البوصيريُّ: ((هذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان)) ()، قلتُ: لو قيل إنّ لفظة " فما ينزع يده من يدها" ضعيفة جداً، لضعف علي، ومخالفته حميداً الطويل لكان أدق في الحكم.
ومما قد يفهم منه المسيس حَدِيث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالَتْ: تَزَوَّجَنِي الزُّبَيْرُ ومالُه في الأرْضِ مِنْ مالٍ ولاَ مَمْلُوكٍ ولا شيْءٍ غَيْرَ ناضِجٍ وغيْرَ فَرَسِهِ فَكنْت أعْلِفُ فَرَسَهُ وأسْتَقِي المَاءَ وأخْرِزُ غَرْبَهُ وأعْجِنُ ولَمْ أكُنْ أُحْسِنُ أخْبِزُ وكانَ يخْبِزُ جارَاتٌ لِي مِنَ الأنْصَارِ وكُنَّ نِسْوَةَ صِدْقٍ وكُنْتُ أنْقُلُ النَّوى مِنْ أرْضِ الزُّبَيْرِ الّتي أقْطَعَهُ رسولُ الله ? على رأسِي وهْيَ مِنِّي علَى ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ فَجِئْتُ يَوْما والنَّوَى علَى رَأسِي فَلَقِيتُ رسولَ الله ? ومَعَهُ نَفَرٌ مِنَ الأنْصَارِ فَدَعانِي ثُمَّ قَالَ: إخْ إخْ لِيَحْمِلَنِي خَلْفَهُ، فاسْتَحْيَيْتُ أنْ أسِيرَ مَعَ الرِّجالِ، وذَكَرْتُ الزُّبَيْر وغَيْرَتَهُ - وكانَ أغْيَرَ النَّاسِ - فَعَرَفَ رسولُ الله ? أنِّي قَدِ اسْتَحْيَيْتُ فَمَضَى فَجِئْتُ الزبَيْرَ فَقْلُتُ: لَقِيَنِي رسول الله ? وعلَى رأسِي النَّوَى ومَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أصْحابِهِ فأناحَ لأرْكَبَ فاسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ وعَرَفْتُ غَيْرَتَكَ، فَقَالَ: والله لَحَمْلُكِ النَّوَى كانَ أشَدَّ عَليَّ مِنْ ركُوبِكِ مَعَهُ قالَتْ: حتَّى أرسَلَ إلَيَّ أبُو بَكْرٍ بَعْدَ ذالِكَ بِخادِمٍ يَكْفِيني سِياسَةَ الفَرَسِ فكأنما أعْتَقَنِي ().
والشاهد من الحَدِيث قوله: ((فَدَعانِي ثُمَّ قَالَ: إخْ إخْ لِيَحْمِلَنِي خَلْفَهُ)) ربما يقول قائل: كيف يحملها خلفه، هي ليست محرماً له، وربما يحصل نوع مسيس؟.
و الجواب:
1 - أنّ في دلالة مفهوم الحَدِيث احتمالا؛ قَالَ ابن حَجَر: ((قوله:" ليحملني خلفه" كأنها فهمت ذلك من قرينة الحال، وإلا فيحتمل أنْ يكونَ ? أراد أنْ يركبها وما معها، ويركب هو شيئا آخر غير ذلك)) ()، قلتُ: وإذا ورد الاحتمال بطل الاستدلال.
2 - على أنّ الإرداف أحياناً لا يستلزم المماسة قَالَ العظيم آبادي - تعليقاً على حَدِيثِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي غِفَارٍ قَالَتْ: جئتُ رسولَ الله ? في نسوةْ من بني غفار وفيه " وكنت جارية حديثا سني فأردفني رَسُولُ اللَّهِ ? عَلَى حَقِيبَةِ رَحْلِهِ فنزل إِلَى الصُّبْحِ فَأَنَاخَ، وإذا أنا بالحقيبة عليها أثر دَمٌ مِنِّي فَكَانَتْ أَوَّلُ حَيْضَةٍ حِضْتُهَا " () -: ((قَالَ ابن الأثير: الحقيبةُ هي الزيادة التي تجعل في مؤخر القتب انتهى، فالإرداف على حقيبة الرّحل لا يستلزم المماسة فلا إشكال في إردافه ? إياها)) ().
قالَ النَّوَوِيّ: ((وَفِيهِ جَوَاز إِرْدَاف الْمَرْأَة الَّتِي لَيْسَتْ مَحْرَمًا إِذَا وُجِدَتْ فِي طَرِيق قَدْ أَعْيَتْ , لا سِيَّمَا مَعَ جَمَاعَة رِجَال صَالِحِينَ , وَلا شَكّ فِي جَوَاز مِثْل هَذَا.
وَقَالَ الْقَاضِي عِيَاض: هَذَا خَاصّ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخِلافِ غَيْره , فَقَدْ أَمَرَنَا بِالْمُبَاعَدَةِ مِنْ أَنْفَاس الرِّجَال وَالنِّسَاء , وَكَانَتْ عَادَته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُبَاعَدَتهنَّ لِتَقْتَدِي بِهِ أُمَّته, قَالَ: وَإِنَّمَا كَانَتْ هَذِهِ خُصُوصِيَّة لَه لِكَوْنِهَا بِنْت أَبِي بَكْر , وَأُخْت عَائِشَة , وَامْرَأَة الزُّبَيْر , فَكَانَتْ كَإِحْدَى أَهْله وَنِسَائِهِ , مَعَ مَا خُصَّ بِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَمْلَك لِإِرْبِهِ. وَأَمَّا إِرْدَاف الْمَحَارِم فَجَائِز بِلا خِلَاف بِكُلِّ حَال)) ().
قلتُ: دعوى الخُصُوصِيَّة فيها نظرٌ فالحَدِيثُ ليس فيه خلوة، ولا نظر، ودلالة المماسة محتملة كما تقدم، فلا يصح الاستدلال به على الخُصُوصِيَّة، واللهُ أعلم.
المطلب الثالث
أجوبةُ أهلِ العلم والإيمان عن هذين الإشكالين.
¥(14/477)
أمَّا الإشكالُ الأوَّل: وهو أنّ ظاهر الحَدِيث يوهم الخلوة، فالإجابة عنه أنّ الحَدِيثَ ليسَ فيه التصريح بالخلوة أو عدم الخلوة فإذا كان كذلك رجع إلى الأصل وهو تحريمه ? القطعيّ للخلوة بالمرأة الأجنبية، وقد أشار إلى هذا المعنى اِبْن عَبْد الْبَرِّ فَقَالَ بعد أن ذكر المحرمية: ((والدليل على ذلك - ثم ساق حَدِيث جابر، وعمر بن الخطاب، وابن عباس، وعبد الله بن عمرو بن العاصي، وعقبة بن عامر في النهي عن الخلوة- وهذه آثار ثابتة بالنهي عن ذلك، ومحال أنْ يأتي رسولُ الله ? ما ينهى عنه)) ().
وَقَالَ الدِّمْيَاطِيّ: ((لَيْسَ فِي الْحَدِيث مَا يَدُلّ عَلَى الْخَلْوَة بها فلعل ذاك كَانَ مَعَ وَلَد أَوْ خَادِم أَوْ زَوْج أَوْ تَابِع، والعادةُ تقتضي المخالطة بين الْمَخْدُوم وَأَهْل خَادِم، سيّما إذا كنَّ مسنَّات مع ما ثبت له عليه ? من العصمة)) ()، قَالَ ابنُ حَجَر: ((قُلْتُ: وَهُوَ اِحْتِمَال قَوِيّ)) ().
قُلتُ: وكثيراً ما يقع في الكتابِ والسنةِ ترك بيان بعض الأمور في موضع لائق به اعتمادا على وضوحها وظهورها، أو اعتمادا على بيانها في موضع آخر، وليس هذا بأكثر من مجيء عموم أو إطلاق في القرآن ومجيء تخصيصه أو تقييده في السنة.
ولو ثبتت الخلوة صراحة في الحَدِيث لم تضر لأنّ أُمّ حَرَام خالة للنبي ? من الرَّضَاعَ أو أنَّ ذلك من خصائصه كما سيأتي قريباً.
أمَّا الإشكال الثاني وهو فلي أُمّ حَرَام لرأس النَّبِيّ ?، فقد تعددت آراء العلماء في ذلك على أقوال:
القولُ الأَّولُ:
أنّ من خصائص النَّبِيّ ? إباحة النَّظَرِ لِلأَجْنَبِيَّاتِ وَالْخَلْوَةِ بِهِنَّ وَإِرْدَافِهِنّ، ويدخل في ذلك تفلية الرأس وغيره.
وقد أشار إلى هذا اِبْن عَبْد الْبَرِّ فَقَالَ: ((على أنه ? معصوم ليس كغيره ولا يقاس به سواه)) ().
وَقَالَ أبو العباس القرطبيُّ: ((يمكن أن يقالَ إنه ? كان لا يستتر منه النساء لأنه كان معصوما بخلاف غيره)) ().
قَالَ ابن حَجَر: ((وَحَكَى اِبْن الْعَرَبِيّ مَا قَالَ اِبْن وَهَب ثُمَّ قَالَ: وَقَالَ غَيْره بَلْ كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعْصُومًا يَمْلِك أَرَبَهُ عَنْ زَوْجَته فَكَيْف عَنْ غَيْرهَا مِمَّا هُوَ الْمُنَزَّهُ عَنْهُ , وَهُوَ الْمُبَرَّأ عَنْ كُلّ فِعْلٍ قَبِيحٍ وَقَوْلٍ رَفَثٍ , فَيَكُون ذَلِكَ مِنْ خَصَائِصه)).
وَقَالَ ابن حَجَر أيضاً: ((وَأَحْسَن الأَجْوِبَة دَعْوَى الْخُصُوصِيَّة وَلا يَرُدّهَا كَوْنُهَا لا تَثْبُت إِلا بِدَلِيل; لأَنَّ الدَّلِيل عَلَى ذَلِكَ وَاضِح , وَاَللَّه أَعْلَم)) ().
وَقَالَ: ((وَالَّذِي وَضَحَ لَنَا بِالأَدِلَّةِ الْقَوِيَّة أَنَّ مِنْ خَصَائِص النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَوَاز الْخَلْوَة بِالأَجْنَبِيَّةِ وَالنَّظَر إِلَيْهَا , وَهُوَ الْجَوَاب الصَّحِيح عَنْ قِصَّة أُمّ حَرَام بِنْت مِلْحَان فِي دُخُوله عَلَيْهَا وَنَوْمه عِنْدهَا وَتَفْلِيَتهَا رَأْسه وَلَمْ يَكُنْ بَيْنهمَا مَحْرَمِيّة وَلا زَوْجِيَّة)) ().
قَالَ العينيُّ: ((والجوابُ الصحيحُ أنّ من خصائص النَّبِيّ ? جواز الخلوة بالأجنبية والنظر إليها كما ذكرنا في قصة أُمّ حَرَام بِنْت مِلْحَان في دخوله عليها ونومه عندها وتفليها رأسه ولم يكن بينهما محرمية ولا زوجية)) ().
وَقَالَ السيوطي: ((باب اختصاصه ? بإباحة النظر إلى الأجنبيات والخلوة بهن، أخرج البخاريُّ عَنْ خَالِد بْنِ ذَكْوَانَ قَالَ: قَالَتْ الرُّبَيِّع بِنْتُ مُعَوِّذٍ بن عَفْراء جَاءَ النَّبِيّ ? فدخل عَلَيَّ حين بُنِيَ عَلَيَّ فَجَلَسَ عَلَى فِرَاشِي كَمَجْلِسِكَ مِنِّي، قَالَ الكرمانيّ- في هذا الحَدِيث -: هو محمول على أنّ ذلك كان قبل نزول آية الحجاب أو جاز النظر للحاجة أو للأمن من الفتنة، وَقَالَ ابن حَجَر: والذي وضح ... )) ()، وذكر كلام ابن حَجَر المتقدم.
وتقدم في المقدمة الأولى من المطلب الثاني أنَّ النبي ? خُصَّ بخصائص لم يشركه فيها أحد فلا يبعد أنَّ هذه منها.
? المناقشة:
¥(14/478)
قَالَ ابن حَجَر: ((وَرَدَّ عِيَاضٌ الأَوَّل بِأَنَّ الْخَصَائِص لا تَثْبُت بِالِاحْتِمَالِ , وَثُبُوتُ الْعِصْمَةِ مُسَلَّمٌ لَكِنَّ الْأَصْل عَدَم الْخُصُوصِيَّة , وَجَوَاز الاقْتِدَاء بِهِ فِي أَفْعَاله حَتَّى يَقُوم عَلَى الْخُصُوصِيَّة دَلِيل)).
قَالَ المباركفوريّ: ((قُلْت: لَوْ ثَبَتَ بِالأَدِلَّةِ الْقَوِيَّةِ أَنَّ مِنْ خَصَائِصِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَوَازُ الْخَلْوَةِ بِالأَجْنَبِيَّةِ وَالنَّظَرِ إِلَيْهَا لَحَصَلَ الْجَوَابُ بِلا تَكَلُّفٍ , وَلَكَانَ شَافِيًا وَكَافِيًا. وَلَكِنْ لَمْ يَذْكُرْ الْحَافِظُ تِلْكَ الأَدِلَّةَ هَاهُنَا)) ().
ومما يضعف هذا الوجه امتناع النَّبِيّ ? عن مصافحة النساء في البيعة والاكتفاء بالكلام- كما تقدم -، فهذا الامتناع في هذا الوقت الذي يقتضيه -وهو وقتُ المبايعة- دليلٌ على عدم الخصوصية، وإلاَّ فبماذا يُفسر هذا الامتناع في هذا المقام الذي يقتضي عدم الامتناع؟!.
وكذلك حَدِيث عَلِيّ بْن الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ صَفِيَّةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزُورُهُ فِي اعْتِكَافِهِ فِي الْمَسْجِدِ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، فَتَحَدَّثَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً، ثُمَّ قَامَتْ تَنْقَلِبُ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهَا يَقْلِبُهَا، حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ بَابَ الْمَسْجِدِ عِنْدَ بَابِ أُمِّ سَلَمَةَ مَرَّ رَجُلانِ مِنْ الأَنْصَارِ فَسَلَّمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّمَا هِيَ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ)) فَقَالا: سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَبُرَ عَلَيْهِمَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ الشَّيْطَانَ يَبْلُغُ مِنْ الْإِنْسَانِ مَبْلَغَ الدَّمِ وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَيْئًا)) ().
فلو كان مستقراً عند الصحابة هذا المعنى لما احتاج النَّبِيّ ? أن يقول للصحابيين ما قَالَ ().
القولُ الثاني:
أنّ هذا خاصٌ بأُمّ حَرَام وأختها أُمّ سُلَيْم.
قَالَ ابن الملقن: ((ومن أحاط علماً بنسب النَّبِيّ ? ونسب أُمّ حَرَام علم أن لا محرمية بينهما، وقد بين ذلك الحافظ شرفُ الدين الدِّمْيَاطِيّ في جزء مفرد ()، وَقَالَ: وهذا خاص بأُمّ حَرَام وأختها أُمّ سُلَيْم، وقد ذكرتُ ذلكَ عنه في كتابي المسمى "العُدّة في معرفة رجالِ العمدة")) ().
ويرد على هذا القول الاعتراضات السابقة نفسها، ويزاد: لماذا خُصت أُمّ سُلَيْم وأختها بهذه الخصوصية.
فإن قيل: لقوله ? " إني أَرْحَمهَا قُتِلَ أَخُوهَا مَعِي " ()، قَالَ الدِّمْيَاطِيّ: ((وفي الصحيح أنه ? كان لا يدخل على أحد من النساء إلاَّ على أزواجه إلاَّ على أُمّ سُلَيْم فقيل له في ذلك قَالَ: أرحمها قُتِلَ أخوها حرام معي، فبين تخصيصها بذلك فلو كان ثمة علة أخرى لذكرها، لأنَّ تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز، وهذه العلة مشتركة بينها وبين أختها أُمّ حَرَام)) ().
قيل: إنّ الذين قتلوا مع حرام بن ملحان في تلك الغزوة سبعون صحابيا من قراء الصحابة، غير من قتل في غزوت أخرى، فلم ينقل أنه ? كان يزور أهليهم كما كان يزو أُمّ سُلَيْم وأختها.
القولُ الثالث:
أنّ النَّبِيّ ? مَحْرَم لأُمّ حَرَام فبينهما إمَّا قرابة نسب أورضاع -.
أقوال العلماء في ذلك:
-قَالَ اِبْن عَبْد الْبَرِّ: ((لا يشك مسلم أنّ أُمّ حَرَام كانت من رسول الله ? لمحرم، فلذلك كان منها ما ذكر في هذا الحَدِيث، والله أعلم.
¥(14/479)
وقد أخبرنا غيرُ واحدٍ مِنْ شيوخنا عن أبي مُحَمَّد الباجيّ عبد الله بن مُحَمَّد بن علي أنَّ مُحَمَّد بن فُطَيس أخبره عن يَحْيَى بْن إِبْرَاهِيم بْن مُزَيِّن قَالَ: إِنَّمَا اِسْتَجَازَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَفْلِي أُمّ حَرَام رَأْسه لِأَنَّهَا كَانَتْ مِنْهُ ذَات مَحْرَم مِنْ قِبَل خَالَاته ; لِأَنَّ أُمّ عَبْد الْمُطَّلِب بن هاشم كَانَتْ مِنْ بَنِي النَّجَّار، وَقَالَ: وَقَالَ يُونُس بْن عَبْد الْأَعْلَى قَالَ: قَالَ لَنَا اِبْن وَهْب ():أُمّ حَرَام إِحْدَى خَالات النَّبِيّ ? مِنْ الرَّضَاعَة فَلِذَلِكَ كَانَ يُقِيل عِنْدهَا وَيَنَام فِي حِجْرِهَا وَتَفْلِي رَأْسه)) ().
وقَالَ اِبْن عَبْد الْبَرِّ أيضاً: ((أيّ ذلك كانَ فأُمّ حَرَام مَحْرَم من رسول الله ?، والدليل على ذلك - ثم ساق حَدِيث جابر، وعمر بن الخطاب، وابن عباس، وعبد الله بن عمرو بن العاصي، وعقبة بن عامر في النهي عن الخلوة- وهذه آثار ثابتة بالنهي عن ذلك، ومحال أن يأتي رسول الله ? ما ينهى عنه)).
قَالَ النَّوَوِيّ: ((اِتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّهَا كَانَتْ مَحْرَمًا لَهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَاخْتَلَفُوا فِي كَيْفِيَّة ذَلِكَ فَقَالَ اِبْن عَبْد الْبَرّ وَغَيْره: كَانَتْ إِحْدَى خَالَاته مِنْ الرَّضَاعَة , وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ كَانَتْ خَالَة لِأَبِيهِ أَوْ لِجَدِّهِ ; لِأَنَّ عَبْد الْمُطَّلِب كَانَتْ أُمّه مِنْ بَنِي النَّجَّار)) ().
وَقَالَ أيضاً: ((وكانت أُمّ سُلَيْم هذه هي وأختها خالتين لرسولِ الله ? مِنْ جِهةِ الرَّضَاعَ)) ().
قَالَ ابنُ حَجَر: ((وَجَزَمَ أَبُو الْقَاسِم بْن الْجَوْهَرِيّ والدَاوُدِيُّ وَالْمُهَلَّب فِيمَا حَكَاهُ اِبْن بَطَّال عَنْهُ بِمَا قَالَ اِبْن وَهْب قَالَ: وَقَالَ غَيْره إِنَّمَا كَانَتْ خَالَة لأَبِيهِ أَوْ جَدّه عَبْد الْمُطَّلِبِ , وَقَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ سَمِعْت بَعْض الْحُفَّاظ يَقُول: كَانَتْ أُمّ سُلَيْمٍ أُخْت آمِنَة بِنْت وَهْب أُمّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الرَّضَاعَة)) ().
? المناقشة:
قَالَ ابن الملقن-متعقبا النَّوَوِيّ-: ((وما ذكره من الاتفاق على أنها كانت محرماً له فيه نظر، ومن أحاط علماً بنسب النَّبِيّ ? ونسب أُمّ حَرَام علم أن لا محرمية بينهما، وقد بين ذلك الحافظ شرفُ الدين الدِّمْيَاطِيّ في جزء مفرد)) ().
قلت: القول بالمحرمية بالنسب فيه نظر، لأنّ خفاء قرابة النسب يبعد بخلاف الرَّضَاعَ فإنّ الرَّضَاعَة من الأجنبية كانت منتشرة في ذلك الوقت، وربما خفي أمرها على أقرب الناس لذا ذهبَ جمعٌ من العلماء إلى أنَّ شهادة المرأة الواحدة مقبولة في الرضاع إذا كانت مرضية وإليه ذهب ابنُ عباس وطاوس والزهريّ والأوزاعيّ وغيرُهُم ().
قال المرداويُّ: ((مَا لا يطلعُ عليه الرجالُ كعيوبِ النساءِ تحتَ الثياب، والرضاع، والاستهلال، والبكارة والثيوبة، والحيض، ونحوه فيقبل فيه شهادة امرأةٍ واحدةٍ، وهذا المذهبُ مطلقاً بلا ريب)) ().
ومما وَرَدَ في خفاء الرضاع من الحَدِيث:
- عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعِنْدِي رَجُلٌ قَاعِدٌ، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ، وَرَأَيْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ أَخِي مِنْ الرَّضَاعَةِ، قَالَتْ: فَقَالَ: ((انْظُرْنَ إِخْوَتَكُنَّ مِنْ الرَّضَاعَةِ فَإِنَّمَا الرَّضَاعَةُ مِنْ الْمَجَاعَةِ)) ().
قلتُ: فانظرْ كيفَ خفي أمر رضاعة من هي من أقرب الناس إليه ? وهي زوجته.
-وعن عَبْدُ اللَّهِ بنُ أبي مُلَيْكَة عنْ عُقْبَةَ بنِ الحارِث ِ أنَّهُ تَزَوَّجَ ابنَةً لأبي إِهابِ بنِ عَزِيزِ فَأتَتْهُ امْرَأةٌ فَقالَتْ: إِنِّي قَدْ أَرضَعْتُ عُقْبَةَ والَّتِي تَزَوَّجَ فَقَالَ لَهَا عُقْبَةُ: ما أعْلَمُ أنَّكِ أرْضَعْتِنِي وَلا أخْبَرْتِنِي فَرَكِبَ إِلى رسول الله ? بالمَدِينَة فَسَأَلَهُ فَقَالَ رسولُ الله ?: ((كَيْفَ وقَدْ قِيلَ!)) فَفارَقَها عُقْبَةُ ونَكَحَتْ زَوْجاً غَيَرَهُ ().
¥(14/480)
-وَعَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيدَ عَلَى ابْنَةِ حَمْزَةَ فَقَالَ: ((إِنَّهَا لا تَحِلُّ لِي إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنْ الرَّضَاعَةِ وَيَحْرُمُ مِنْ الرَّضَاعَةِ مَا يَحْرُمُ مِنْ الرَّحِمِ)) ().
-وعَنْ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّا قَدْ تَحَدَّثْنَا أَنَّكَ نَاكِحٌ دُرَّةَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَعَلَى أُمِّ سَلَمَةَ لَوْ لَمْ أَنْكِحْ أُمَّ سَلَمَةَ مَا حَلَّتْ لِي إِنَّ أَبَاهَا أَخِي مِنْ الرَّضَاعَةِ)) ().
وممن بَالَغَ في ردّ المحرمية الدِّمْيَاطِيّ، وقد ألّفَ في ذلك جزءاً كما تقدم في كلام ابنِ الملقن.
قَالَ ابنُ حَجَر: ((وَبَالَغَ الدِّمْيَاطِيّ فِي الرَّدّ عَلَى مَنْ اِدَّعَى الْمَحْرَمِيَّةَ فَقَالَ: ذَهِلَ كُلّ مَنْ زَعَمَ أَنَّ أُمّ حَرَام إِحْدَى خَالات النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الرَّضَاعَة أَوْ مِنْ النَّسَب وَكُلّ مَنْ أَثْبَتَ لَهَا خُؤُولَةً تَقْتَضِي مَحْرَمِيَّةً ; لأنَّ أُمَّهَاته مِنْ النَّسَب وَاَللاتِي أَرْضَعْنَهُ مَعْلُومَات لَيْسَ فِيهِنَّ أَحَد مِنْ الأَنْصَار الْبَتَّة سِوَى أُمّ عَبْد الْمُطَّلِب وَهِيَ سَلْمَى بِنْت عَمْرو بْن زَيْد بْن لَبِيدِ بْن خِرَاش بْن عَامِر بْن غَنْم بْن عَدِيِّ بْن النَّجَّار , وَأُمّ حَرَام هِيَ بِنْت مِلْحَان بْن خَالِد بْن زَيْد بْن حَرَام بْن جُنْدُب بْن عَامِر الْمَذْكُور فَلا تَجْتَمِع أُمّ حَرَام وَسَلْمَى إِلا فِي عَامِر بْن غَنْمٍ جَدّهمَا الأَعْلَى , وَهَذِهِ خُؤُولَةٌ لا تَثْبُت بِهَا مَحْرَمِيَّةٌ لأَنَّهَا خُؤُولُةٌ مَجَازِيَّة , وَهِيَ كَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِسَعْدِ بْن أَبِي وَقَّاص " هَذَا خَالِي" لِكَوْنِهِ مِنْ بَنِي زُهْرَة وَهُمْ أَقَارِب أُمّه آمِنَة , وَلَيْسَ سَعْد أَخًا لآمِنَةَ لا مِنْ النَّسَب وَلا مِنْ الرَّضَاعَة)).
قَالَ العينيُّ: ((وَقَالَ ابن التين: كان ? يزور أُمّ سُلَيْم لأنها خالته من الرَّضَاعَة وَقَالَ أبو عمر: إحدى خالاته من النسب لأن أم عبد المطلب سَلْمَى بِنْت عَمْرو بْن زَيْد بْن لَبِيدِ بْن خِرَاش بْن عَامِر بْن غَنْم بْن عَدِيِّ بْن النَّجَّار وأخت أُمّ سُلَيْم أُمّ حَرَام بِنْت مِلْحَان بْن خَالِد بْن زَيْد بْن حَرَام بْن جُنْدُب بْن عَامِر بْن غَنْمٍ، وأنكر الحافظ الدِّمْيَاطِيّ هذا القول، وذكر أن هذه خؤلة بعيدة لا تثبت حرمة ولا تمنع نكاحا قَالَ: وفي الصحيح أنه ? كان لا يدخل على أحد من النساء إلاَّ على أزواجه إلاَّ على أُمّ سُلَيْم فقيل له في ذلك قَالَ:" أرحمها قُتِلَ أخوها حرام معي"، فبين تخصيصها بذلك فلو كان ثمة علة أخرى لذكرها لأن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز وهذه العلة مشتركة بينها وبين أختها أُمّ حَرَام)) ().
قلتُ: سيأتي من الدلائل ما يبين أنّ بين النَّبِيّ ? وأُمّ حَرَام خؤولة من الرَّضَاعَ.
? الراجح في الإجابة عن مس أُمّ حَرَام للنبي ?:
إنّ مَنْ استقرأ النصوص الواردة في تعامل النبي ? مع أُمّ سُلَيْم وأختها أُمّ حَرَام رأى أنّ لأُمّ سُلَيْم وأختها أُمّ حَرَام دون بقية النساء –غير أزوجه- خصوصية لا يمكن أن تقع إلا للمحرم مع محرمه، فمن ذلك:
1 - عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُ بَيْتَ أُمِّ سُلَيْمٍ فَيَنَامُ عَلَى فِرَاشِهَا، وَلَيْسَتْ فِيهِ، قَالَ: فَجَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ فَنَامَ عَلَى فِرَاشِهَا فَأُتِيَتْ فَقِيلَ لَهَا هَذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَامَ فِي بَيْتِكِ عَلَى فِرَاشِكِ قَالَ: فَجَاءَتْ وَقَدْ عَرِقَ وَاسْتَنْقَعَ عَرَقُهُ عَلَى قِطْعَةِ أَدِيمٍ عَلَى الْفِرَاشِ فَفَتَحَتْ عَتِيدَتَهَا فَجَعَلَتْ تُنَشِّفُ ذَلِكَ الْعَرَقَ فَتَعْصِرُهُ فِي قَوَارِيرِهَا فَفَزِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا
¥(14/481)
تَصْنَعِينَ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ؟ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَرْجُو بَرَكَتَهُ لِصِبْيَانِنَا، قَالَ: أَصَبْتِ ().
قَالَ الْمُهَلَّب: ((فِي هَذَا الْحَدِيث مَشْرُوعِيَّة الْقَائِلَة لِلْكَبِيرِ فِي بُيُوت مَعَارِفه لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ ثُبُوت الْمَوَدَّة وَتَأَكُّد الْمَحَبَّة)) ().
قلتُ: وتأمل قولَ أَنَسِ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُ بَيْتَ أُمِّ سُلَيْمٍ فَيَنَامُ عَلَى فِرَاشِهَا، وَلَيْسَتْ فِيهِ.
"فهل يعقل أن يترك أهل الكفر والنفاق-زمن النبوة-مثل هذا الموقف دون استغلاله في الطعن في النَّبِيّ r وفي نبوته؟ " ()، وهم الذين طعنوا في أم المؤمنين عائشة ?ا بمجرد شبهة باطلة!!، وما فتأووا يحيكون الدسائس والمؤامرات والشائعات!!.
وكذلك لِمَ لمْ يتكلموا في أُمّ سُلَيْم وأختها أُمّ حَرَام كما تكلموا في عائشة ?ا!!.
2 - حَدِيثُ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ بَيْتًا بِالْمَدِينَةِ غَيْرَ بَيْتِ أُمِّ سُلَيْمٍ إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِ فَقِيلَ لَهُ فَقَالَ: ((إِنِّي أَرْحَمُهَا قُتِلَ أَخُوهَا مَعِي)) ().
قَالَ ابن حَجَر: ((قَوْله: (لَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ بِالْمَدِينَةِ بَيْتًا غَيْر بَيْتٍ أَمْ سَلِيم) قَالَ اَلْحُمَيْدِيّ: لَعَلَّهُ أَرَادَ عَلَى اَلدَّوَامِ وَإِلَّا فَقَدَ تَقَدَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أُمّ حَرَام. وَقَالَ اِبْن اَلتِّينِ: يُرِيدُ أَنَّهُ كَانَ يُكْثِرُ اَلدُّخُولُ عَلَى أُمِّ سَلِيم وَإِلَّا فَقَدَ دَخَلَ عَلَى أُخْتِهَا أُمِّ حَرَام وَلَعَلَّهَا أَيْ أَمُّ سَلِيم كَانْت شَقِيقَة اَلْمَقْتُولِ أَوْ وَجَدَتْ عَلَيْهِ أَكْثَر مِنْ أُمّ حَرَام. قُلْت: لَا حَاجَةَ إِلَى هَذَا اَلتَّأْوِيلِ فَإِنَّ بَيْت أُمّ حَرَام وَأُمّ سَلِيم وَاحِد وَلَا مَانِع أَنْ تَكُونَ اَلْأُخْتَانِ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ كَبِيرٍ لِكُلٍّ مِنْهُمَا فِيهِ مَعْزِل فَنُسِبَ تَارَةً إِلَى هَذِهِ وَتَارَةً إِلَى هَذِهِ)) ().
قلتُ: ما أجاب به اَلْحُمَيْدِيّ واِبْن اَلتِّينِ يتضمن تفسيراً لقوله (فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ) فإنَّه سؤالٌ عن سبب دخوله عليها، ولا يجوز أنْ يكون سؤالاً عن سبب دخوله عليها لكونها أجنبيةً منه، فإنَّ ذلك لا يناسبه ما أجاب به ? من قوله (إِنِّي أَرْحَمُهَا قُتِلَ أَخُوهَا مَعِي) فتعين أن يكون السؤال عن غير هذا.
ومن أحسن ما قيل في ذلك ما استظهره اَلْحُمَيْدِيّ واِبْن اَلتِّينِ من أنَّ السؤال عن كثرة الدخول عليها.
قَالَ النَّوَوِيّ: ((قَوْله: (كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَدْخُلُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ النِّسَاء إِلَّا عَلَى أَزْوَاجه إِلَّا أُمّ سُلَيْمٍ , فَإِنَّهُ كَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهَا , فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ , فَقَالَ: إِنِّي أَرْحَمُهَا قُتِلَ أَخُوهَا مَعِي) قَدْ قَدَّمْنَا فِي كِتَاب الْجِهَاد عِنْد ذِكْر أُمّ حَرَام أُخْت أُمّ سُلَيْمٍ أَنَّهُمَا كَانَتَا خَالَتَيْنِ لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَحْرَمَيْنِ إِمَّا مِنْ الرَّضَاع , وَإِمَّا مِنْ النَّسَب , فَتَحِلُّ لَهُ الْخَلْوَة بِهِمَا , وَكَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهِمَا خَاصَّةً , لَا يَدْخُلُ عَلَى غَيْرهمَا مِنْ النِّسَاء إِلَّا أَزْوَاجه. قَالَ الْعُلَمَاء: فَفِيهِ جَوَاز دُخُول الْمَحْرَم عَلَى مَحْرَمه , وَفِيهِ إِشَارَة إِلَى مَنْع دُخُول الرَّجُل إِلَى الْأَجْنَبِيَّة. وَإِنْ كَانَ صَالِحًا , وَقَدْ تَقَدَّمَتْ الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة الْمَشْهُورَة فِي تَحْرِيم الْخَلْوَة بِالْأَجْنَبِيَّةِ. قَالَ الْعُلَمَاء: أَرَادَ اِمْتِنَاع الْأُمَّة مِنْ الدُّخُول عَلَى الْأَجْنَبِيَّات)) ().
قَالَ العينيُّ: ((قَالَ الكرمانيّ: كيف صار قتل الأخ سبباً للدخول على الأجنبية؟ قلتُ: لم تكن أجنبية كانت خالة لرسول الله ? من الرَّضَاعَ، وقيل: من النسب فالمحرمية كانت سبباً لجواز الدخول)) ().
¥(14/482)
3 - و عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا وَمَا هُوَ إِلا أَنَا وَأُمِّي وَأُمُّ حَرَامٍ خَالَتِي فَقَالَ: قُومُوا فَلِأُصَلِّيَ بِكُمْ فِي غَيْرِ وَقْتِ صَلَاةٍ فَصَلَّى بِنَا فَقَالَ رَجُلٌ لِثَابِتٍ: أَيْنَ جَعَلَ أَنَسًا مِنْهُ؟ قَالَ: جَعَلَهُ عَلَى يَمِينِهِ، ثُمَّ دَعَا لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ بِكُلِّ خَيْرٍ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَقَالَتْ أُمِّي: يَا رَسُولَ اللَّهِ خُوَيْدِمُكَ ادْعُ اللَّهَ لَهُ، قَالَ: فَدَعَا لِي بِكُلِّ خَيْرٍ، وَكَانَ فِي آخِرِ مَا دَعَا لِي بِهِ أَنْ قَالَ: اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ وَبَارِكْ لَهُ فِيهِ ().
4 - و عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى أُمِّ حَرَامٍ فَأَتَوْهُ بِسَمْنٍ وَتَمْرٍ فَقَالَ: رُدُّوا هَذَا فِي وِعَائِهِ وَهَذَا فِي سِقَائِهِ فَإِنِّي صَائِمٌ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ تَطَوُّعًا فَقَامَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ وَأُمُّ حَرَامٍ خَلْفَنَا قَالَ ثَابِتٌ وَلا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ: أَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ عَلَى بِسَاطٍ ().
5 - و عَنْ حُمَيْد عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ فَأَتَتْهُ بِتَمْرٍ وَسَمْنٍ قَالَ: أَعِيدُوا سَمْنَكُمْ فِي سِقَائِهِ وَتَمْرَكُمْ فِي وِعَائِهِ فَإِنِّي صَائِمٌ ثُمَّ قَامَ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنْ الْبَيْتِ فَصَلَّى غَيْرَ الْمَكْتُوبَةِ فَدَعَا لِأُمِّ سُلَيْمٍ وَأَهْلِ بَيْتِهَا فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي خُوَيْصَّةً قَالَ مَا هِيَ؟ قَالَتْ: خَادِمُكَ أَنَسٌ فَمَا تَرَكَ خَيْرَ آخِرَةٍ وَلَا دُنْيَا إِلَّا دَعَا لِي بِهِ قَالَ: اللَّهُمَّ ارْزُقْهُ مَالًا وَوَلَدًا وَبَارِكْ لَهُ فِيهِ فَإِنِّي لَمِنْ أَكْثَرِ الْأَنْصَارِ مَالًا، وَحَدَّثَتْنِي ابْنَتِي أُمَيْنَةُ أَنَّهُ دُفِنَ لِصُلْبِي مَقْدَمَ حَجَّاجٍ الْبَصْرَةَ بِضْعٌ وَعِشْرُونَ وَمِائَةٌ ().
6 - وفي روايةٍ عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَزُورُ أُمَّ سُلَيْمٍ فَتُدْرِكُهُ الصَّلَاةُ أَحْيَانًا فَيُصَلِّي عَلَى بِسَاطٍ لَنَا وَهُوَ حَصِيرٌ نَنْضَحُهُ بِالْمَاءِ ().
7 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ أُمِّ سُلَيْمٍ فَقُمْتُ وَيَتِيمٌ خَلْفَهُ وَأُمُّ سُلَيْمٍ خَلْفَنَا ().
8 - وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَرَّ بِجَنَبَاتِ () أُمِّ سُلَيْمٍ دَخَلَ عَلَيْهَا فَسَلَّمَ عَلَيْهَا ().
9 - و عن أنس قَالَ: ((كان رسول الله ? إذا ذهب إلى قُباء يَدْخُلُ عَلَى أُمّ حَرَام بِنْت مِلْحَان)) ().
10 - وأُمّ سُلَيْم هي التي جهزت صفية بنت حيي للنبي ? ففي حَدِيث عبدالعزيز بن صهيب، عن أنس " حتى إذا كان بالطريق جهزتها له أُمّ سُلَيْم فأهدتها له من الليل فأصبح النَّبِيّ ? عروسا" ()، وفي روايةٍ " ثم دفعها إلى أُمّ سُلَيْم تصنعها له وتهيئها قَالَ: وأحسبه قَالَ: وتعتد في بيتها وهي صفية بنت حيي" ().
11 - و عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْزُو بِأُمِّ سُلَيْمٍ وَنِسْوَةٍ مِنْ الْأَنْصَارِ مَعَهُ إِذَا غَزَا فَيَسْقِينَ الْمَاءَ وَيُدَاوِينَ الْجَرْحَى ().
¥(14/483)
12 - عَنْ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ أَبُو طَلْحَةَ لأُمِّ سُلَيْمٍ: قَدْ سَمِعْتُ صَوْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَعِيفًا أَعْرِفُ فِيهِ الْجُوعَ فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْء؟ ٍ فَقَالَتْ: نَعَمْ، فَأَخْرَجَتْ أَقْرَاصًا مِنْ شَعِيرٍ ثُمَّ أَخَذَتْ خِمَارًا لَهَا فَلَفَّتْ الْخُبْزَ بِبَعْضِهِ ثُمَّ دَسَّتْهُ تَحْتَ ثَوْبِي وَرَدَّتْنِي بِبَعْضِهِ ثُمَّ أَرْسَلَتْنِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَذَهَبْتُ بِهِ فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ، وَمَعَهُ النَّاسُ فَقُمْتُ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرْسَلَكَ أَبُو طَلْحَةَ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: أَلِطَعَامٍ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَنْ مَعَهُ: قُومُوا، قَالَ: فَانْطَلَقَ، وَانْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ حَتَّى جِئْتُ أَبَا طَلْحَةَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ قَدْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ، وَلَيْسَ عِنْدَنَا مَا نُطْعِمُهُمْ، فَقَالَتْ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَانْطَلَقَ أَبُو طَلْحَةَ حَتَّى لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُ حَتَّى دَخَلا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلُمِّي مَا عِنْدَكِ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، فَأَتَتْ بِذَلِكَ الْخُبْزِ، فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفُتَّ، وَعَصَرَتْ عَلَيْهِ أُمُّ سُلَيْمٍ عُكَّةً لَهَا فَأَدَمَتْهُ، ثُمَّ قَالَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ ثُمَّ قَالَ: ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ، فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا ثُمَّ قَالَ: ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ، فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا ثُمَّ قَالَ: ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ حَتَّى أَكَلَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ وَشَبِعُوا وَالْقَوْمُ سَبْعُونَ رَجُلا أَوْ ثَمَانُونَ ().
وفي رواية: ((ثُمَّ أَخَذَ مَا بَقِيَ فَجَمَعَهُ ثُمَّ دَعَا فِيهِ بِالْبَرَكَةِ قَالَ: فَعَادَ كَمَا كَانَ فَقَالَ: دُونَكُمْ هَذَا)).
وفي رواية: ((ثُمَّ أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَكَلَ أَهْلُ الْبَيْتِ وَأَفْضَلُوا مَا أَبْلَغُوا جِيرَانَهُمْ)).
13 - وعَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ اتَّخَذَتْ يَوْمَ حُنَيْنٍ خِنْجَرًا فَكَانَ مَعَهَا فَرَآهَا أَبُو طَلْحَةَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ أُمُّ سُلَيْمٍ مَعَهَا خِنْجَرٌ! فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا هَذَا الْخِنْجَرُ؟ قَالَتْ: اتَّخَذْتُهُ إِنْ دَنَا مِنِّي أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ بَقَرْتُ بِهِ بَطْنَهُ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضْحَكُ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اقْتُلْ مَنْ بَعْدَنَا مِنْ الطُّلَقَاءِ انْهَزَمُوا بِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ إِنَّ اللَّهَ قَدْ كَفَى وَأَحْسَنَ ().
ومما يضاف إلى ذلك أنّ أنس بن مالك -وهو ابن أُمّ سُلَيْم- خدم النَّبِيّ ? إلى وفاته ففي الحَدِيث:
- عَنْ إِسْحَاق بن أبي طلحة قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسٌ قَالَ: جَاءَتْ بِي أُمِّي أُمُّ أَنَسٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أَزَّرَتْنِي بِنِصْفِ خِمَارِهَا وَرَدَّتْنِي بِنِصْفِهِ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا أُنَيْسٌ ابْنِي أَتَيْتُكَ بِهِ يَخْدُمُكَ فَادْعُ اللَّهَ لَهُ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، قَالَ أَنَسٌ: فَوَاللَّهِ إِنَّ مَالِي لَكَثِيرٌ وَإِنَّ وَلَدِي وَوَلَدَ وَلَدِي لَيَتَعَادُّونَ عَلَى نَحْوِ الْمِائَةِ الْيَوْمَ ().
¥(14/484)
- وعن ثَابِت البناني قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: ((خَدَمْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ فَمَا قَالَ لِي: أُفٍّ وَلا لِمَ صَنَعْتَ وَلا أَلا صَنَعْتَ)) ().
وتقدم قول الدِّمْيَاطِيّ: ((والعادةُ تقتضي المخالطة بين الْمَخْدُوم وَأَهْل خَادِم، سيّما إذا كنَّ مسنَّات)).
فإذا تأمل الباحث المُنصف هذه الأحاديث رأى أنّ تعامل النَّبِيّ ? مع أُمّ سُلَيْم وأختها أُمّ حَرَام تعامل المحارم بعضهم مع بعض، فإذا انضم إلى ذلك:
? عدم وجود نص واحد-قولي أو فعلي- يدل على خصوصية النَّبِيّ ? بالخلوة أو النظر أو المس كما تقدم.
? امتناع النَّبِيّ ? عن مصافحة النساء في البيعة والاكتفاء بالكلام كما تقدم، قَالَ الشنقيطيُّ: ((و وكونه ? لا يصافح النساء وقت البيعة دليلٌ واضحٌ عَلى أنَّ الرجلَ لا يصافح المرأة، ولا يمس شيء من بدنه شيئاً من بدنها، لأنَّ أخفَ أنواع اللمس المصافحة فإذا امتنع منها ? في الوقت الذي يقتضيها وهو وقت المبايعة دلّ ذلكَ على أنها لا تجوز، وليس لأحد مخالفته ? لأنه هو المشرع لأمته بأقواله وأفعاله وتقريره)).
? وكذلك قوله للصحابيين: ((عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّمَا هِيَ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ)).
علم أنّ هناك خصوصية ما لأُمّ سُلَيْم وأختها أُمّ حَرَام، وأقدم من بين هذه الخصوصية من السلف -حسب علمي- هو عبد الله بن وَهَب حيث يقول: ((أُمّ حَرَام إِحْدَى خَالَات النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الرَّضَاعَة فَلِذَلِكَ كَانَ يُقِيل عِنْدهَا وَيَنَام فِي حِجْرِهَا وَتَفْلِي رَأْسه)).
وقد أحسن الشاطبيُّ حيث قَالَ: ((فلهذا كله يجب على كل ناظر في الدليل الشرعي مراعاة ما فهم منه الأولون، وما كانوا عليه في العمل به فهو أحرى بالصواب وأقوم في العلم والعمل)).
وَقَالَ اِبْن عَبْد الْبَرِّ -كما تقدم-: ((ولا يشك مسلم أن أُمّ حَرَام كانت من رسول الله لمحرم فلذلك كان منها ما ذكر في هذا الحَدِيث، والدليل على ذلك - ثم ساق حَدِيث جابر، وعمر بن الخطاب، وابن عباس، وعبد الله بن عمرو بن العاصي، وعقبة بن عامر في النهي عن الخلوة- وهذه آثار ثابتة بالنهي عن ذلك ومحال أن يأتي رسول الله ? ما ينهى عنه)).
فالقول بالمحرمية له مستند من أقوال سلفنا الصالح؛ بخلاف القول بأنّ من خصائص النَّبِيّ ? جواز الخلوة بالأجنبية والنظر إليها ونحو ذلك فلم أقف على نص عن السلف-من أهل القرون المفضلة- يفيد ذلك، والله أعلم.
فإن قَالَ قائل إنّ دعوى محرمية الرَّضَاعَ هذه تحتاج إلى نصٍ صريح، ولا يوجد؟.
قلت: الأمور المتقدمة:
- -تعامل النَّبِيّ ? مع أُمّ سُلَيْم وأختها أُمّ حَرَام تعامل المحارم بعضهم مع بعض.
- عدم وجود نص واحد-قولي أو فعلي- يدل على خصوصية النَّبِيّ ? بالخلوة أو النظر أو المس كما تقدم.
- -امتناع النَّبِيّ ? عن مصافحة النساء في البيعة والاكتفاء بالكلام كما تقدم.
- -وكذلك قوله للصحابيين: ((عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّمَا هِيَ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ)).
- -مع تنصيص السلف على ذلك.
- -ثم إنّ الرَّضَاعَ من النساء الأجنبيات من الأمور المنتشرة في ذلك الوقت، وربما خفي أمره على أقرب الناس وتقدم ذكر عدد من الأحاديث الصحيحة الدالة على ذلك.
فهذه الأمور مجتمعة تُعدّ من قبيل تظافر الدلائل التي لا تخطىء، والدلالات التي تورث اليقين بأنَّ هناك محرمية بين النبي ? وأمّ حرام، وبأقل من هذه القرائن يستدل على مثل هذه القضايا، فكيف بهذه القرائن مجتمعة والله أعلم.
المطلب الرابع
وقفاتٌ حول هذه الشبهة في الحَدِيث
الوقفة الأولى:
وفيها نقل كلام جميل للدكتور طه حبيشي ردّ فيه على تهويشات أحمد صبحي منصور -ومن قَالَ بقوله- حول حَدِيث أُمّ حَرَام هذا، قَالَ فيه: ((أمّا قصة أُمّ حَرَام فقد وردت في صحيح البخاريّ نفسه ثلاث عشرة مرة، تأتي مختصرة، ومطولة أخرى، والذي يذكره الكاتب ولا يعرف معناه أنّ هناك بيت آخر هو بيت أم سليم، كان النبي ? يدخل فيه ويأكل ويشرب وينام أحيانا إلى وقت الظهيرة، ويسيل عرقه على قطعة من جلد فتجمعه أم سليم من فوق الجلد وتجعله في طيبها، والنبي ? يعلم ذلك ولا ينكره.
¥(14/485)
إلى هنا والكاتب قد يعلم بعض ما ذكرناه ولا يتورع أن يتخذ منه تكأة للتشويش على شخصية النَّبِيّ ?، وهو يوهم البسطاء أنه من المحبين له المدافعين عنه، وهو لا يعلم أن التفصيل في نفي النقص عن الكاملين نقص، خصوصاً إذا دخل في شئ من التفصيل الممل، أو لعل صاحبنا يعلم هذه الجزئية، ويستغلها في تشويه صورة النَّبِيّ ?، والتقليل من هيبته في نفوس أتباعه، وهذا مطمع قد طمع فيه من هم أكثر من صاحبنا بصراً بالمناهج، ومن هم أكثر منه حيطة بأساليب البحث والدرس، ومن هم أشد منه قوة وأعز نفرا، فما استطاعوا أن يظهروا به وما استطاعوا أن ينالوا من جدار العز للنبي ? نقباً.
والشئ الذي لم يعرفه هؤلاء، أن الروايات مجمعة تقريباً على أن النَّبِيّ كان يكثر من التردد، والأكل والشرب، عند أُمّ سُلَيْم، وأُمّ حَرَام.
والباحث الحصيف يسأل هل هناك شئ من العلاقة بين هاتين المرأتين الجليلتين؟
والروايات تجيب أن أُمّ سُلَيْم، وأُمّ حَرَام أختان، يقال لأحدهما الرميصاء، وللأخرى الغميصاء، لابعينها، فمنهم من يقول: إن الرميصاء بالراء هي أُمّ حَرَام، والغميصاء بالغين هي أُمّ سُلَيْم، ومنهم من يعكس.
والرميصاء والغميصاء: لفظان يدلان على حالتين في العين متشابهتين، وهما حالتان خلقيتان ليس بالعين معهما من بأس.
وأُمّ سُلَيْم هي أم أنس بن مالك رضي الله عنه، وأُمّ حَرَام خالته، وأنس بن مالك كان في صباه يخدم النَّبِيّ عشر سنين وكان النَّبِيّ يعامله معاملة تناسب أخلاق النبوة يقول أنس: خدمت النَّبِيّ عشر سنين، فما قَالَ لي لشيء فعلته لم فعلته، ولا لشيء تركته لما تركته.
هؤلاء ثلاثة ليسوا من المجاهيل في الصحابة والصحابيات، وما الذي جعل علاقة النَّبِيّ بهم على هذا المستوى من الاهتمام، وكثرة السؤال عنهم.
إن هذا لا يكون إلا في حالة واحدة، وهي أن تكون هناك درجة من القرابة تجعل المرأتين من محارم النَّبِيّ ?، سواء أكان ذلك من جهة النسب كما قَالَ بعض المؤرخين، أو كان من جهة الرَّضَاعَة كما قَالَ البعض الآخر.
وإلا فهل يمكن عقلاً للنبي ?، أن يخالف الناس إلى ما ينهاهم عنه؟
وهل يمكن عقلاً أو اتفاقا أن تقوم علاقة غير مشروعة وحاشاه بينه وبين أختين في وقت واحد؟
وهل يجيز المنطق أو العادة أن يسمح النَّبِيّ r لغير قريبه من الصبيان إن يخدمه في بيته عشر سنوات كاملات؟.
وهل يعقل أن يترك أهل الكفر والنفاق-زمن النبوة-مثل هذا الموقف دون استغلاله في الطعن في النَّبِيّ r وفي نبوته؟
أمور كلها تعد من قبيل الشواهد التي لا تخطيء والدلالات التي تورث اليقين بأن النَّبِيّ r كان قريبا قرابة محرمة لأُمّ سُلَيْم وأختها أُمّ حَرَام.
وخصوصاً وأنّ بعض الروايات تقول كان النَّبِيّ r يدخل بيت أُمّ سُلَيْم فينام على فراشها وليست فيه، وراية تقول"نام النَّبِيّ r فاستيقظ وكانت تغسل رأسها، فاستيقظ وهو يضحك فقالت: يا رسول الله r أتضحك من رأسي قَالَ: لا".
قد يقول قائل قريبات النَّبِيّ r معروفات، وليس منهن أُمّ سُلَيْم ولا أُمّ حَرَام.
والجواب: أننا نتحدث عن مجتمع لم يكن يمسك سجلات للقرابات وخاصة إذا كانت القرابة في النساء، فهناك قريبات كثيرات أغفلهن التاريخ في هذا المجتمع وأهملهن الرواة.
وَقَالَ: ((إنّ المرء ليسمع الحَدِيث المستقيم فيدركه على وجهه إن كان سليم النفس، حسن الطوية، وهو ينحرف به إذا كان إنسانا مريض النفس معوجا، وهل ينضح البئر إلاّ بما فيه، وهل يمكن أن نتطلب من الماء جذوة نار؟ أو نغترف من النار ماء؟ وقديما قالوا: إنّ كل إناء بما فيه ينضح، أشهد أنّ الله قد قَالَ في نبيه r { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)})) ().
الوقفة الثانية:
من طعن في البخاري وصحيحه بسبب إخراجه للحديث يلزمه أنْ يطعن في جميع من أخرج الحَدِيث من كان منهم قبل البخاري أو بعده، لأنَّ في الحَدِيث -حسب كلامهم-طعناً في النَّبِيّ r ومنافاة لعصمته ونبوته فمجرد ذكر حَدِيث في كتابٍ ما فيه طعن في النَّبِيّ r - حتى ولو لم يشترط مؤلفه الصحة- يعد جناية وزللاً يسقط به صاحبه.
بل يلزمهم على هذا الطعن في جميع رواة الحَدِيث سواء كانوا من الصحابة أومن التابعين أو تابعيهم، إذ الحمل على راوٍ معين دون حجة تحكم ينافيه المنهج العلمي السليم.
¥(14/486)
ولعلي أذكر جميع من أخرج الحَدِيث من المصنفين -حسب ما وقفت عليه- ليتبين شدة غفلة أو هوى من جعل البخاريّ محلاً للجرح والطعن:
? من أخرج الحَدِيث في كتابه ممن مات قبل البخاري:
مالك بن أنس (مات سنة 179) في الموطأ.
وعبد الله بنُ المبارك (مات سنة 181) في الجهاد.
وأبو إسحاق الفزاري (مات سنة 184) في السير.
وعبد الرزاق بن همام (مات سنة 211) في المصنف.
والحميدي (مات سنة 219) في مسنده.
ومحمد بن سعد (مات سنة 230) في الطبقات الكبرى.
وابن معين (مات سنة 235) في تاريخه -رواية الدوريّ-.
وابن أبي شيبة (مات سنة 235) في المصنف.
وإسحاق بن راهويه (مات سنة 239) في مسنده.
وأحمد بن حنبل (مات سنة 241) في مسنده.
والدارمي (مات سنة 255) في مسنده ().
? من أخرج الحَدِيث في كتابه ممن مات بعد البخاري:
مسلم في صحيحه. وأبو عوانة في صحيحه. وابن حبان في صحيحه. والحاكم في المستدرك على الصحيحين. وأبو داود في سننه. والترمذي في جامعه. وابن ماجه في سننه. والنسائيُّ في سننه (المجتبى).وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني وفي الجهاد.
أبو يعلى في مسنده. والدولابي في الكنى. والطبراني في المعجم الكبير، وفي في الأوسط، وفي مسند الشاميين. والدارقطني في العلل. وأبو نعيم في حلية الأولياء، ومعرفة الصحابة، والبيهقي في السنن الكبرى، وفي دلائل النبوة، واِبْن عَبْد الْبَرِّ في التمهيد. وإسماعيل الأصبهاني في دلائل النبوة. واللإلكائي في اعتقاد أهل السنة، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق.
الوقفة الثالثة:
ومما ينبغي أن يذكر هنا أنّ هذا البحث –وأمثاله- إنّما ينتفع به طالب الحق المنصف الذي يطلب الحق بدليله، وأمّا غيره فكما قَالَ تعالى {ولَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ}.
وَقَالَ سبحانه {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ}.
وَقَالَ سبحانه {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ (96) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوْا الْعَذَابَ الأَلِيمَ (97)}.
الوقفة الرابعة:
جميلٌ أنْ يقرأ المسلمُ في "السنة النبوية" ويعيش مع أخباره ? وسننه وأيامه ويطبقها عملياً، ولكن قبيحٌ أن يتصدر للفتيا والاستنباط والتصنيف من غير مقدمات علمية متخصصة، إذْ لا بدَّ من احترام التخصص، و إتيان البيوت من أبوابها، وكل من تكلم بغير فنه أتى بالعجائب، قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله: ((فائدةٌ: قوله تعالى {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} يؤخذ من عمومها اللفظي والمعنوي أن كل مطلوب من المطالب المهمة ينبغي أن يؤتى من بابه وهو أقرب طريق ووسيلة يتوصل بها إليه، وذلك يقتضي معرفة الأسباب والوسائل معرفة تامة ليسلك الأحسن منها، والأقرب والأسهل، والأقرب نجاحا، لا فرق بين الأمور العلمية والعملية، ولا بين الأمور الدينية والدنيوية، ولا بين الأمور المتعدية والقاصرة وهذا من الحكمة)) ().
الوقفة الخامسة:
سبب إطالة الكلام في هذا المسألة أمور:
الأول: أني رأيتُ تجارة إتباع المتشابه رائجة في هذا الزمان من لدن أصحاب الشبهات والشهوات.
الثاني: ولأنّ كثيراً ممن تكلم في هذه المسائل التي عمت بها البلوى في هذه الأزمنة تكلم بمقررات سابقة، أو تأثر بالمجتمع حوله، ولم يدرس هذه المسائل بنَصفة وتجرد، وجمع شامل للنصوص، مع الموازنة بينها، والاستفادة من فهوم العلماء المحققين.
¥(14/487)
الثالث: ولبيان أنّ كثيراً من هذه الإشكالات التي تورد على الأحاديث الصحيحة إنّما هي إشكالات تعرض نتيجةً لضعفِ التسليم لله ولرسوله ?، أولقلة العلم، أولضعف الديانة، أو لنصرة مذهب وقول، وكلما بعد الزمان أثيرت شبهات وإشكالات متوهمة لم تكن عند السلف الصالح وهذا مصداق لقوله ?: ((لا يَأْتِي زَمَانٌ إِلا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ)) ()، ولقوله ?: ((إِنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا)) ()، وقد كان العلماء السابقون يقرأون هذه الأحاديث الصحيحة ولا يقفون عندها لقوة التسليم لله ولرسوله ?، ومتانة العلم والبصيرة، وقوة الديانة وصلابتها، وسلامة الفطر، قَالَ تعالى {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} نسأل الله أن يرزقنا نورا يملأ قلوبنا يقينا وتسليماً.
ولله در الشاطبيُّ حيث قَالَ: ((ولذلك لا تجد فرقةً من الفرقِ الضالة ولا أحد من المختلفين في الأحكام لا الفروعية ولا الأصولية يعجز عن الاستدلال على مذهبه بظواهر من الأدلة، وقد مرّ من ذلك أمثلة، بل قد شاهدنا ورأينا من الفساق من يستدل على مسائل الفسق بأدلة ينسبها إلى الشريعة المنزهة، وفى كتب التواريخ والأخبار من ذلك أطراف ما أشنعها في الافتئات على الشريعة، وانظر في مسألة التداوي من الخمار في درة الغواص للحريري وأشباهها بل قد استدل بعض النصارى على صحة ما هم عليه الآن بالقرآن ثم تحيل فاستدل على أنهم مع ذلك كالمسلمين في التوحيد سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا)).
2 - حديث قردة زنت
الرد على الشبهة المثارة حول رواية: قردة في الجاهلية زنت فرُجمت
بقلم: سعود الزمانان
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله (محمد بن عبد الله) وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد،،
نصُ الأثرِ:
روى الإمامُ البخاري في " صحيحه " (3849)، كتاب مناقب الأنصار، بابٌ القسامة في الجاهليةِ:
حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: " رَأَيْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قِرْدَةً اجْتَمَعَ عَلَيْهَا قِرَدَةٌ، قَدْ زَنَتْ، فَرَجَمُوهَا، فَرَجَمْتُهَا مَعَهُمْ.
الردُ:
أولاً:
هذا الحديثُ ليس على شرطِ الإمامِ البخاري، فصحيحُ البخاري سماهُ: " الجامعُ المختصرُ المسندُ الصحيحُ من أمورِ رسولِ اللهِ – صلى اللهُ عليه وسلم – وسننهِ وأيامهِ " فالخبرُ ليس مسنداً للرسولِ فهو ليس على شرطِ البخاري – رحمهُ اللهُ -.
فالأحاديثُ الموقوفةُ، وهي الأحاديثُ التي تروى عن الصحابةِ، ولا يتمُ رفعُها للنبي – صلى اللهُ عليه وسلم -، والتي يسميها بعضُ أهلِ العلمِ " الآثار " هي ليست كذلك على شرطِ البخاري – رحمه الله -.
وكذلك الأحاديثُ المعلقةُ، وهي الأحاديثُ التي يوردها البخاري، ويحذفُ أولَ أسانيدها، أو يوردُ قولاً بدون سندٍ كأن يقول: " قال أنسٌ "، أو يوردهُ بصيغةِ التمريضِ كأن يقول: " يُروى عن أنسٍ "، وهذه المعلقاتُ سواءٌ رواها
بصيغةِ الجزمِ، أو بصيغةِ التمريضِ، فليست هي على شرطِ الإمامِ البخاري، وقد بلغت معلقاتُ البخاري في الصحيحِ ألفاً وثلاثمائة وواحداً وأربعين.
ثانياً:
هذا الخبرُ رواهُ عمرو بنُ ميمونٍ، وهو من كبارِ التابعين، وليس صحابياً، وإنما هو ممّن أدرك الجاهليةَ، وأسلم في عهدِ النبي – صلى اللهُ عليه وسلم – ولكنهُ لم يرهُ، ولم يرو عنهُ، ويطلقُ على أمثالهِ في كتبِ التراجمِ والرجالِ: " مُخَضْرَمٌ "، ترجم له الحافظُ في " التقريب " فقال: " مُخَضْرَمٌ مَشْهُوْرٌ " [سيرُ أعلامِ النبلاء (4/ 158) – والإصابةُ (3/ 118)].
¥(14/488)
قال ابنُ الجوزي – رحمه الله: " وقد أوهم أبو مسعود بترجمةِ عمرو بنِ ميمونٍ أنهُ من الصحابةِ الذين انفرد بالإخراجِ عنهم البخاري، وليس كذلك فإنهُ ليس من الصحابةِ، ولا لهُ في الصحيحِ مسندٌ ". [كشفُ المشكلِ من حديثِ الصحيحين لابن الجوزي (4/ 175)].
فعمرو بنُ ميمونٍ كما قال الإمامُ القرطبي – رحمه الله – يعدُ من كبارِ التابعين من الكوفيين [تفسيرُ القرطبي (1/ 442) تفسير سورة البقرة الآية 65].
ثالثاً:
البخاري – رحمهُ اللهُ – لما ذكر هذا الأثرَ الذي ليس على شرطهِ، إنما أراد الإشارةَ إلى فائدةٍ والتأكيدِ على أن عمرو بنَ ميمونٍ قد أدرك الجاهليةَ، ولم يبالِ البخاري بظنِ عمرو الذي ظنهُ في الجاهليةِ، بأن القردةَ قد زنت فرجموها بسببِ الرجمِ.
رابعاً:
الخبرُ استنكرهُ الإمامُ ابنُ عبدِ البرِ – رحمهُ اللهُ – قال الحافظُ ابنُ حجرٍ – رحمهُ اللهُ -: " وَقَدْ اِسْتَنْكَرَ اِبْن عَبْد الْبَرّ قِصَّة عَمْرو بْن مَيْمُون هَذِهِ وَقَالَ: " فِيهَا إِضَافَة الزِّنَا إِلَى غَيْر مُكَلَّف، وَإِقَامَة الْحَدّ عَلَى الْبَهَائِم وَهَذَا مُنْكَر عِنْد أَهْل الْعِلْم ". [فتح الباري لابن حجر 7/ 197 (الطبعة السلفية)].
خامساً:
استنكر الخبرَ الإمامُ الألباني – رحمه الله – فقال: " هذا أثرٌ منكرٌ، إذ كيف يمكنُ لإنسانٍ أن يعلمَ أن القردةَ تتزوجُ، وأن من خُلقهم المحافظةَ على العرضِ، فمن خان قتلوهُ؟! ثم هبّ أن ذلك أمرٌ واقعٌ بينها، فمن أين علم عمرو بنُ ميمون أن رجمَ القردةِ إنما كان لأنها زنت ". [مختصر صحيح البخاري للألباني (2/ 535)].
سادساً:
قال الشيخُ الألباني – رحمهُ اللهُ -: " وأنا أظنُ أن الآفةَ من شيخِ المصنفِ نعيمِ بنِ حمادٍ، فإنهُ ضعيفٌ متهمٌ، أو من عنعنةِ هُشيم، فإنهُ كان مدلساً ". [مختصر صحيح البخاري للألباني (2/ 535)].
سابعاً:
وممن ذهب إلى تضعيفِ الأثرِ محققُ " سير أعلام النبلاء " (4/ 159) فقد قال في الحاشيةِ: " ونعيمُ بنُ حمادٍ كثيرُ الخطأِ، وهُشيمٌ مدلسٌ وقد عنعن ".
ثامناًً:
فالخبرُ ضعيفٌ في سندهِ نُعيمُ بنُ حمادٍ، من رجالِ معلقاتِ البخاري لا من أسانيدهِ، روى عنهُ البخاري مقروناً بغيرهِ في الأحاديثِ أرقام (393 - 4339 - 7139)، ولم يقرنهُ بغيرهِ إلا في هذا الحديثِ المقطوعِ الذي ليس على شرطهِ – رحمهُ اللهُ – حديث رقم (3849).
ونعيمُ بنُ حمادٍ قال عنه الحافظُ في " التقريب ": " صدوقٌ يخطيءُ كثيراً "، وقال النسائي: " ضعيفٌ "، وذكرهُ ابنُ حبان في " الثقات " وقال: " ربما أخطأ ووهم ". [تهذيب الكمال (29/ 476)].
تاسعاً:
وكذلك الخبرُ ضعيفٌ لأن في سندهِِ هُشيمَ بنَ بشيرٍ الواسطي، وهو كثيرُ التدليسِ، وجعلهُ الحافظُ في المرتبةِ الثالثةِ في طبقاتهِ، وهم ممن لا يُحتجُ بحديثهم إلا بما صرحوا به السماعَ، قلتُ: ولم يصرح بالسماعِ في هذا الخبرِ.
عاشراً:
مال الشيخُ الألباني إلى تقويةِ هذا الأثر مختصراً دون وجود النكارةِ أن القردةَ قد زنت وأنها رُجمت بسببِ الزنا فقال - رحمه الله -: " لكن ذكر ابنُ عبدِ البر في " الاستيعاب " (3/ 1205) أنهُ رواهُ عبادُ بنُ العوام أيضاً، عن حصين، كما رواه هشيم مختصراً.
قلتُ: (القائلُ الألباني) وعبادُ هذا ثقةٌ من رجالِ الشيخين، وتابعهُ عيسى بنُ حطان، عن عمرو بنِ ميمون به مطولاً، أخرجهُ الإسماعيلي، وعيسى هذا وثقهُ العجلي وابنُ حبان، وروايته مفصلةٌ تبعد النكارةَ الظاهرةَ من روايةِ نعيم المختصرة، وقد مال الحافظُ إلى تقويتها خلافاً لابنِ عبدِ البر، والله أعلم ". [مختصر صحيح البخاري للألباني (2/ 535 - 536)].
الحادي عشر:
لو اقترضنا صحةَ الخبرِ، فإن الراوي أخبر عما رأى في وقتِ جاهليتهِ فإنهُ لا حرج من القولِ بأن هذا ما ظنهُ لا سيما أنهُ في روايةٍ رأى قرداً وقردةً مع بعضهما فجاء قردٌ آخر، وأخذها منهُ فاجتمع عليها القردةُ الآخرون ورجموهما.
¥(14/489)
فهذه صورةُ الحكايةِ ظنها الراوي رجماً للزنى، وهو لم يأخذ هذا حكايةً عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وليست كذلك الراوي لها أحدُ أصحابِ النبي – صلى الله عليه وسلم - ولو أخبر بها النبي – صلى اللهُ عليه وسلم -، وصح السندُ عنه قبلناهُ، فإننا صدقناهُ فيما هو أعظمُ من ذلك.
الثاني عشر:
والغريبُ في هذا الأمرِ أن بعضَ أهلِ العلمِ قد تكلف جداً في توجيهِ هذا الخبر، والذي كما أسلفنا ليس من قولِ الرسولِ – صلى الله عليه وسلم – ولا من قولِ أحدٍ من الصحابةِ، فالخبرُ مقطوعٌ على أحدٍ التابعين، فلا أدري لم هذا التكلفُ في هذهِ الردودِ على خبرٍ ضعيفِ السندِ ليس على شرطِ الإمامِ البخاري – رحمهُ اللهُ –. ومن هذهِ الأقوالِ التي فيها الكثيرُ من التكلفِ ما قالهُ بعضُ أهلِ العلم كما نقل عنهُ الحافظُ في " الفتح ": " لَعَلَّ هَؤُلَاءِ كَانُوا مِنْ نَسْل الَّذِينَ مُسِخُوا فَبَقِيَ فِيهِمْ ذَلِكَ الْحُكْم ". وقد ردهُ ابنُ التينِ والحافظُ ابنُ حجرٍ فقال بعد أن نقل القولَ عن ابنِ التينِ: " ثُمَّ قَالَ – أي ابن التين -: إِنَّ الْمَمْسُوخ لَا يَنْسِل قُلْت: وَهَذَا هُوَ الْمُعْتَمَد , لِمَا ثَبَتَ فِي صَحِيح مُسْلِم " أَنَّ الْمَمْسُوخ لَا نَسْل لَهُ " (حديث رقم 2663 - كتاب القدر – باب أن الآجال والأرزاق وغيرها لا تزيد).
ومن الردودِ الظاهرةِ التكلفِ هو ما أوردهُ الحافظُ عن بعضِ أهلِ العلمِ بأنهُ: " لَا يَلْزَم أَنْ تَكُون الْقُرُود الْمَذْكُورَة مِنْ النَّسْل , فَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الَّذِينَ مُسِخُوا لَمَّا صَارُوا عَلَى هَيْئَة الْقِرَدَة مَعَ بَقَاء أَفْهَامهمْ عَاشَرَتْهُمْ الْقِرَدَة الْأَصْلِيَّة لِلْمُشَابَهَةِ فِي الشَّكْل فَتَلَقَّوْا عَنْهُمْ بَعْض مَا شَاهَدُوهُ مِنْ أَفْعَالهمْ فَحَفِظُوهَا وَصَارَتْ فِيهِمْ , وَاخْتُصَّ الْقِرْد بِذَلِكَ لِمَا فِيهِ مِنْ الْفِطْنَة الزَّائِدَة عَلَى غَيْره مِنْ الْحَيَوَان وَقَابِلِيَّة التَّعْلِيم لِكُلِّ صِنَاعَة مِمَّا لَيْسَ لِأَكْثَر الْحَيَوَان , وَمِنْ خِصَاله أَنَّهُ يَضْحَك وَيَطْرَب وَيَحْكِي مَا يَرَاهُ , وَفِيهِ مِنْ شِدَّة الْغَيْرَة مَا يُوَازِي الْآدَمِيّ وَلَا يَتَعَدَّى أَحَدهمْ إِلَى غَيْر زَوْجَته , فَلَا يَدَع فِي الْغَالِب أَنْ يُحَمِّلهَا مَا رُكِّبَ فِيهَا مِنْ غَيْرَة عَلَى عُقُوبَة مَنْ اِعْتَدَى إِلَى مَا لَمْ يَخْتَصّ بِهِ مِنْ الْأُنْثَى , وَمِنْ خَصَائِصه أَنَّ الْأُنْثَى تَحْمِل أَوْلَادهَا كَهَيْئَةِ الْآدَمِيَّة , وَرُبَّمَا مَشَى الْقِرْد عَلَى رِجْلَيْهِ لَكِنْ لَا يَسْتَمِرّ عَلَى ذَلِكَ , وَيَتَنَاوَل الشَّيْء بِيَدِهِ وَيَأْكُل بِيَدِهِ , وَلَهُ أَصَابِع مُفَصَّلَة إِلَى أَنَامِل وَأَظْفَار , وَلِشَفْرِ عَيْنَيْهِ أَهْدَاب ".
قلتُ: لا يخفى على الناقدِ البصيرِ أن هذا التوجيهَ لا يخلو من تكلفٍ واضحٍ لا يتناسبُ مع التيسيرِ في فهمِ النصوصِ، وإضافة قيودٍ ومحترزاتٍ لا داعي لها أصلاً، بل توحي لقارئِها إلى وجودِ التقعرِ والتشدقِ ولي أعناقِ النصوصِ حتى تتفقَ مع من ذهب إلى هذا الرأي.
ومن الغريبِ حقاً في سبيلِ ردِ هذا الخبر أن الحميدي في كتابهِ " الجمع بين الصحيحين " زعم أن هذا الخبرَ أُقحم في كتابِ البخاري، قال الحافظُ – رحمه الله -:" وَأَغْرَبَ الْحُمَيْدِيّ فِي الْجَمْع بَيْن الصَّحِيحَيْنِ فَزَعَمَ أَنَّ هَذَا الْحَدِيث وَقَعَ فِي بَعْض نُسَخ الْبُخَارِيّ , وَأَنَّ أَبَا مَسْعُود وَحْده ذَكَرَهُ فِي " الْأَطْرَاف " قَالَ: وَلَيْسَ فِي نُسَخ الْبُخَارِيّ أَصْلًا فَلَعَلَّهُ مِنْ الْأَحَادِيث الْمُقْحَمَة فِي كِتَاب الْبُخَارِيّ "، وقد رد الحافظ هذا القول:" وَمَا قَالَهُ مَرْدُود , فَإِنَّ الْحَدِيث الْمَذْكُور فِي مُعْظَم الْأُصُول الَّتِي وَقَفْنَا عَلَيْهَا , وَكَفَى بِإِيرَادِ أَبِي ذَرّ الْحَافِظ لَهُ عَنْ شُيُوخه الثَّلَاثَة الْأَئِمَّة الْمُتْقِنِينَ عَنْ الْفَرَبْرِيّ حُجَّة , وَكَذَا إِيرَاد الْإِسْمَاعِيلِيّ وَأَبِي نُعَيْم فِي مُسْتَخْرَجَيْهِمَا وَأَبِي مَسْعُود لَهُ فِي أَطْرَافه , نَعَمْ سَقَطَ مِنْ رِوَايَة النَّسَفِيّ وَكَذَا الْحَدِيث الَّذِي
¥(14/490)
بَعْده , وَلَا يَلْزَم مِنْ ذَلِكَ أَنْ لَا يَكُون فِي رِوَايَة الْفَرَبْرِيّ , فَإِنَّ رِوَايَته تَزِيد عَلَى رِوَايَة النَّسَفِيّ عِدَّة أَحَادِيث قَدْ نَبَّهْت عَلَى كَثِير مِنْهَا فِيمَا مَضَى وَفِيمَا سَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى ".
قلتُ: القولُ بإقحامِ خبرٍ أو حديثٍ ليس في أصلِ البخاري قولٌ فاسدٌ يفضي إلى عدمِ الوثوقِ بجميعِ ما في الصحيحِ، وهذا القولُ خطأٌ، بل ظاهرُ البطلانِ، فلا أدري لم كلُ هذا التكلفِ في هذهِ التوجيهاتِ الباطلةِ لقبولِ خبرٍ ضعيفٍ ليس على شرطِ الإمامِ البخاري رحمهُ اللهُ.
الثالث عشر:
إن صحت هذه الحادثةُ فتبين أن القردةَ أطهرُ من الخنازيرِ، القائلين بجوازِ تنقلِ محارمهم بين أحضانِ الرجالِ، وأن تكونَ في كلِ يومٍ تحت يدِ صاحبٍ، وفي كلِ ساعةٍ في حجرِ ملاعبٍ.
بل عند الرافضةِ القائلين بجوازِ إعارةِ الفروجِ ما يقتربُ من مذهبِ الخنازيرِ.
فقد روى الطوسي عن محمدٍ عن أبي جعفر قال: " قلتُ: الرجلُ يُحلُ لأخيهِ فرجٌ؟ قال: نعم؛ لا بأس بهِ، لهُ ما أُحل لهُ منها " (كتاب الاستبصار3/ 136).
وذكر الطوسي في " الاستبصار " (3/ 141): " عن أبي الحسن الطارئ أنهُ سأل أبا عبدِ الله عن عاريةِ الفرجِ، فقال: " لا بأس به ".
الرابع عشر:
هل تعلم أن الرافضةَ ينسبون إلى جعفرٍ الصادق أنهُ قال أن الفيلَ مسخٌ، كان رجلاً لوطياً، وأن الدبَ كان رجلاً مخنثاً يراود الرجالَ.
عن الصادقِ أنهُ قال: " المسوخُ ثلاثةُ عشر: الفيلُ، والدبُ، والأرنبُ، والعقربُ، والضبُ، والعنكبوتُ، والدعموصُ، والجري، والوطواطُ، والقردُ، والخنزيرُ، والزهرةُ، وسهيلٌ "، قيل: يا ابنَ رسولِ اللهِ ما كان سببُ مسخِ هؤلاءِ؟ قال: " أما الفيلُ: فكان رجلاً جباراً لوطياً، لا يدعُ رطباً ولا يابساً. وأما الدبُ: فكان رجلاً مخنثاً يدعو الرجالَ إلى نفسهِ. وأما الارنبُ: فكانت امرأةً قذرةً لا تغتسلُ من حيضٍ ولا جنابةٍ، ولا غيرِ ذلك، وأما العقربُ: فكان رجلاً همازاً لا يسلمُ منهُ أحدٌ، وأما الضبُ: فكان رجلاً أعرابياً يسرقُ الحاجَ بمحجنهِ، وأما العنكبوتُ: فكانت امرأةً سحرت زوجها، وأما الدعموصُ: فكان رجلاً نماماً يقطعُ بين الأحبةِ، وأما الجري: فكان رجلاً ديوثاً يجلبُ الرجالَ عن حلائلهِ، وأما الوطواطُ: فكان سارقاً يسرقُ الرطبَ من رؤوسِ النخلِ، وأما القردةُ: فاليهودُ اعتدوا في السبتِ، وأما الخنازيرُ: فالنصارى حين سألوا المائدةَ فكانوا بعد نزولها أشدَ ما كانوا تكذيباً، وأما سهيلُ: فكان رجلاً عشاراً باليمن. [علل الشرائع (2/ 486)]
وعن علي بنِ أبي طالبٍ عليهم السلام، قال: " سألتُ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وآله عن المسوخِ فقال: " هم ثلاثةُ عشر: الفيلُ، والدبُ، والخنزيرُ، والقردُ، والجريثُ، والضبُ، والوطواطُ، والدعموصُ، والعقربُ، والعنكبوتُ، والارنبُ، وسهيلٌ، والزهرةُ ". فقيل: يا رسولَ اللهِ؛ وما كان سببُ مسخهم؟ فقال: " أما الفيلُ: فكان رجلاً لوطياً لا يدعُ رطباً ولا يابساً، وأما الدبُ: فكان رجلاً مؤنثاً يدعو الرجالَ إلى نفسهِ، وأما الخنازيرُ: فكانوا قوماً نصارى سألوا ربَهم إنزالَ المائدةِ عليهم، فلما أنزلت عليهم كانوا أشدَ ما كانوا كفراً وأشد تكذيباً، وأما القردةُ: فقومٌ اعتدوا في السبتِ، وأما الجريثُ: فكان رجلاً ديوثاً يدعو الرجالَ إلى حليلتهِ. [علل الشرائع (2/ 488)]
وأخيراً نقولُ:
ذو العقلِ يشقى في النعيمِ بعقلهِ * * * وأخو الجهالةِ في الشقاوةِ ينعمُ
ورحم اللهُ ابنَ تيميةَ عندما وصف الرافضةَ بقولهِ: " أَنَّ الرَّافِضَةَ أُمَّةٌ لَيْسَ لَهَا عَقْلٌ صَرِيحٌ؛ وَلَا نَقْلٌ صَحِيحٌ وَلَا دِينٌ مَقْبُولٌ؛ وَلَا دُنْيَا مَنْصُورَةٌ بَلْ هُمْ مِنْ أَعْظَمِ الطَّوَائِفِ كَذِبًا وَجَهْلًا وَدِينُهُمْ يُدْخِلُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ كُلَّ زِنْدِيقٍ وَمُرْتَدٍّ كَمَا دَخَلَ فِيهِمْ النصيرية؛ وَالْإسْماعيليَّةُ وَغَيْرُهُمْ فَإِنَّهُمْ يَعْمِدُونَ إلَى خِيَارِ الْأُمَّةِ يُعَادُونَهُمْ وَإِلَى أَعْدَاءِ اللَّهِ مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمُشْرِكِينَ يُوَالُونَهُمْ وَيَعْمِدُونَ إلَى الصِّدْقِ الظَّاهِرِ الْمُتَوَاتِرِ يَدْفَعُونَهُ وَإِلَى الْكَذِبِ الْمُخْتَلَقِ الَّذِي يُعْلَمُ فَسَادُهُ يُقِيمُونَهُ؛ فَهُمْ كَمَا قَالَ فِيهِمْ الشَّعْبِيُّ - وَكَانَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِهِمْ - لَوْ كَانُوا مِنْ الْبَهَائِمِ لَكَانُوا حُمْرًا وَلَوْ كَانُوا مِنْ الطَّيْرِ لَكَانُوا رَخَمًا" [الفتاوى (4/ 466)].
كتبه وحرره
سعود الزمانان
13 - 5 - 1425 هـ
مجاهد بن رزين
سريلنكا
mujahidhuzaim@yahoo.com
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[16 - 12 - 06, 07:53 م]ـ
جزاك الله خيرا
¥(14/491)
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[16 - 12 - 06, 08:49 م]ـ
للشاملة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=514183#post514183
ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[17 - 12 - 06, 08:30 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
ـ[السدوسي]ــــــــ[05 - 12 - 07, 10:38 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
بحث ماتع يستحق الرفع
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[03 - 03 - 08, 03:29 م]ـ
أخي الحبيب جزاك الله خيراً بحث مفيد ومثرٍ وماتع اللهم بارك في يراعٍ سطرت كلمات مضيئة تدافع عن سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم بارك الله فيك وجعل لك لسان صدق في الآخرين
ـ[أبو باهر]ــــــــ[10 - 03 - 08, 03:20 م]ـ
بارك الله في هذا اليراع
بحث يستحق الرفع فعلا(14/492)
ما المراد بهذا الحديث؟ و هل ظهر ما يدل عليه في زماننا
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[15 - 12 - 06, 02:52 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
وروى الحاكم في مستدركه قال سفيان: وحدثني المسعودي عن القاسم بن عبدالرحمن عن أبيه قال: قال عبدالله: يوشك أن تطلبوا في قراكم هذه طستا من ماء فلا تجدوه، ينزوي كل ماء إلى عنصره، فيكون في الشام بقية المؤمنين والماء. قال الحاكم: هذا حديث صحيح ولم يخرجاه.
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[17 - 12 - 06, 12:37 ص]ـ
هل هو صحيح يا أخي أصلا؟
فما أكثر ما يقول الحاكم رحمه الله تعالى صحيح .. ولا يكون صحيحا
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[14 - 08 - 08, 04:56 م]ـ
يرفع لمزيد بحث
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[14 - 08 - 08, 05:02 م]ـ
هل هو صحيح يا أخي أصلا؟
فما أكثر ما يقول الحاكم رحمه الله تعالى صحيح .. ولا يكون صحيحا
(3078) (الصحيحة)
يوشك أن تطلبوا في قراكم هذه طستا من ماء فلا تجدونه ينزوي كل ماء إلى عنصره فيكون في الشام بقية المؤمنين والماء
قال الالباني رحمه الله عنه صحيح
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[14 - 08 - 08, 05:06 م]ـ
السلام عليكم
حياك الله وبياك و نفع بك و سددك(14/493)
الأربعون حديثا هذه لمن؟!!
ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[16 - 12 - 06, 11:32 ص]ـ
أقول: بين يدي مخطوط في الأربعين حديثا و ساقطة أول الديباجة و أما الأحاديث فهي بتمامها، و الغريب أنه من الأحاديث الأول حتى الثالث و الثلاثون كما هي النووية و بعد الثالث و الثلاثون هناك مكرر ثم الرابع و الثلاثون حتى الحديث الأربعون،،،، فلا أعرف لمن:
الحديث الثالث و الثلاثون (مكرر): عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم من أقال مسلما عثرته أقاله الله يوم القيمة الحديث 34 عن ابن عباس .... قال أنا الله قدرت الخير و الشر .. لمن جعلت مصابيح الخير على يديه الحديث 35 عن أبي بكرة ..... إن كنتم تريدون رحمتي فارحموا خلقي الحديث 36 عن برده عن أبيه عن جده .... مثل المؤمنين فيما بينهم كمثل البنيان يمسك بعضها بعضا الحديث 37 عن قيس بن عمار قال سمعت عبد الله بن أبي بكر بن حزم يحدث عن أبيه عن جده قال قال رسول الله .. ما من مسلم يعزي أخاه بمصيبته إلا كساه الله عزوجل من حلل الكرامة يوم القيمة الحديث 38 عن أم الدرداء ... ألا أخبركم بأفضل من درجة الصايم و الصلوة و الصدقة قالوا بلى قال صلاح ذات البين و فساد ذات البين هي الحالقة الحديث 39 عن أبي هريرة ... ينادي مناد يوم القيمة لا يقوم أحد إلا أحد له عند الله يد .... الحديث الأربعون عن ابن عمر قال قيل يا رسول الله أي الناس أحب إليك قال أنفع الناس للناس قال فأي العمل أفضل قال ادخالك السرور على المؤمن .... و الخلق السي يفسد العمل كما يفسد الخل العسل انتهى تم و كمل بحمد الله
* الرجاء ممن يعرفها يفيدنا مشكورا مأجورا إن شاء الله،،،،(14/494)
الاخوة الافاضل الاجزاء الحديثية!!!!!
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[16 - 12 - 06, 04:48 م]ـ
الاخوة الافاضل انا جاهل بهذه الجزئية فهل من الممكن كتابة ما تعرفونه عن الاجزاء الحديثية وفائدتها وامثلة لاهم كتب الاجزاء الحديثية
ـ[أبو ذر المغربي]ــــــــ[11 - 02 - 07, 01:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأجزاء الحديثية يقصد بها تلك الكتب والمؤلفات التي ألفها أصحابها لجمع طرق حديث ما بعينه، أو لبين مسألة علمية ما حديثية كانت أو فقهية أو أصولية، وأمثلة ذلك كثيرة، كجزء " مجلس في فوائد الليث بن سعد " و " جزء ابن عمشليق "، و " من قال أنا عالم فهو جاهل " للسيوطي، و " الحنين بوضع حديث الأنين " لأحمد بن الصديق الغماري .... وغيرها كثير. والله أجل وأعلم
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[25 - 02 - 07, 10:17 م]ـ
شكرا لابى ذر المغربى(14/495)
(أعورٌ بين عميان) فائدة من ترجمة!
ـ[خالد جمال]ــــــــ[16 - 12 - 06, 09:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فمن المعلوم أن علماء الجرح والتعديل قد يطلقون بعض العبارات التي تكون خارجة عن المألوف أحياناً،
وبعضها قد يكون بمناسبة كما هي في موضوعنا هذا:
قال الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) ج8/ 634:
في ترجمة الحسين بن علي بن محمد بن جعفر، أبوعبدالله القاضي الصَّيمريُّ.
(كتبتُ عنه وكان صدوقاً وافر العقل جميل المعاشرة، عارفاً بحقوق أهل العلم، وسمعته يقول: حضرت عند أبي الحسن الدارقطني وسمعت منه أجزاء من كتاب " السنن " الذي صَنَّفه، قال فقُرىء عليه حديث غُورك السعدي عن جعفر بن محمد الحديث المسند في زكاة الخيل، وفي الكتاب غورك ضعيفٌ، فقال أبو الحسن: ومن دون غورك ضعفاء.
فقيل: الذي رواه عن غورك هو أبويوسف القاضي، فقال: أعورٌ بين عميان!
وكان أبوحامد الاسفراييني حاضراً فقال: ألحقوا هذا الكلام في الكتاب! قال الصَّيمريُّ: فكان ذلك سبب انصرافي عن المجلس ولم أعد الى أبي الحسن بعدها، ثم قال: ليتني لم أفعل، وأيش ضرَّ أبا الحسن انصرافي؟! أو كما قال.) اهـ
* جرى بيني وبين شيخنا خليل بن محمد العربي - وفقه الله - مكالمة هاتفية وذكرت له المثل المنتشر
(أعور بين عميان) لمناسبة عرضت
فأفادني أن الذهبي ذكرها في ترجمة راوِ في تاريخ الإسلام ج9/ 552
وقد وقفت عليها أيضاً في (تاريخ بغداد)
وحديث غورك في (سنن الدارقطني) ج3/ 35
والحمد لله على توفيقه واحسانه
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[21 - 12 - 06, 05:44 م]ـ
بارك الله فيك على هذه الفائدة.
ـ[خالد جمال]ــــــــ[22 - 12 - 06, 11:38 م]ـ
حياك الله أخي الكريم، وجزاك الله خيراً.(14/496)
منسك ابن عمر رضي الله عنهما
ـ[احمد بن فارس السلوم]ــــــــ[16 - 12 - 06, 11:56 م]ـ
هذا منسك ابن عمر رضي الله عنهما:
وهو منسك لطيف، رواه عنه التابعي الثقة أبو مجلز لاحق بن حميد، وأخرجه تاما ابن أبي شيبة في مصنفه.
فقال رحمه الله: حدثنا اسماعيل بن علية عن التيمي عن أبي مجلز قال:
كان مع ابن عمر فلما طلعت الشمس أمر براحلته فرحلت وارتحل من منى فسار،
قال: فإنه كان عجيبا إليه أسفهنا رجل كان يحدثه عن النساء ويضحكه،
قال: فلما صلى العصر وقف بعرفة فجعل يرفع يديه أو قال: يمد، قال: ولا أدري لعله قد قال: دون أذنيه وجعل يقول: الله أكبر ولله الحمد الله أكبر ولله الحمد لا إله إلا الله وحده له الملك وله الحمد، اللهم اهدني بالهدى ووفقني بالتقوى واغفر لي في الآخرة والاولى، ثم يرد يديه فيسكت كقدر ما كان إنسان قارئا بفاتحة الكتاب، ثم يعود فيرفع يديه ويقول مثل ذلك، فلم يزل يفعل ذلك حتى أفاض.
قال: فكان سيره إذا رأى سعة العنق، وإذا رأى مضيقا أمسك، وإذا أتى جبلا من تلك الجبال وقف عند كل جبل منها بقدر ما أقول أو يقول القائل يداها ولم تقف رجلاها، ثم نزل نزلة بالطريق فانطلق واتبعته فقلت: لعله يفعل شيئا من السنة، فقال: إنما أذهب حيث تعلم فجاء فتوضأ على رسله ثم ركب، ولم يصل حتى أتى جمعا فأقام فصلى المغرب ثم انفتل إلينا فقال: الصلاة جامعة أو قال: أذان إلا ذلك؟ قال: لا، ثم صلى العشاء ركعتين فصلى خمس ركعات للمغرب والشعاء ولم يتطوع أو قال: لم يتجوز بينهما بشئ، ثم دعا بطعام فقال: من كان يسمع صوتنا فليأتنا، قال: كأنه يرى أن ذاك كذاك سعى، ثم باتوا ثم صلى بنا الصبح بسور وفي السماء نجم أعرفه لا أراه، وقرأ بعبس وتولى ولم يقنت قبل الركوع ولا بعده، ثم وقف فذكر من دعائه في هذا الموقف كما فعل في موقفه بالامس، ثم أمضى سيره إذا رأى سعة العنق وإذا رأى مضيقا أمسك.
قال: وكان ابن عباس أخبرني أن الوادي الذي بين يديه منى الذي يدعى محسرا يوضع، فلما أتى عليه ركض برجله فعرفت أنه أراد أن يوضع فأعيته راحلته فأوضعته، فرمى الجمرة فلما كان الغد رمى الجمرة قال: أحسبه قال لي: يقال لها حرة، ثم تقدم حتى كان بينهما وبين الوسطى فذكر من دعائه نحو ذلك في الموقفين إلا أنه زاد: وأصلح لي أو قال: وأتمم لنا مناسكنا قال: وكان قيامه كقدر ما كان إنسان فيما يرى قارئا سورة يوسف، ثم رمى الجمرة الوسطى، ثم تقدم فذكر من دعائه نحو ذلك من قيامه قال: فقلت لسالم أو نافع: هل كان يقول في سكوته شيئا؟ قال: أما من السنة فلا.
وحدثنا ابن علية عن التيمي عن أبي مجلز قال: رأيت ابن عمر يحك رأسه وهو محرم، فتفطنت فإذا هو يحكه بأنامله.
و حدثنا وكيع عن عمران بن حدير عن أبي مجلز قال: رميت الجمار فلم أدر بكم رميت؟ فسألت ابن عمر فلم يجبني فمر بي ابن الحنفية فسألته فقال: يا عبد الله ليس شئ أعظم علينا من الصلاة وإذا نسي أحدنا أعاد فأخبرت ابن عمر، فقال: إنهم أهل بيت مفهمون.
وثنا حفص عن التيمي عن أبي مجلز قال: جاءت امرأة إلى ابن عمر فسألته فقالت: إني وجدت قملة فألقيتها أو قتلتها قال: ما القملة من الصيد.
سميته منسكا كما سمى الحافظ الذهبي رحمه الله حديث جابر الطويل في الحج بالمنسك فقال في ترجمة جابر رضي الله عنه في تذكرة الحفاظ: حمل عن النبي صلى الله عليه وآله علما كثيرا نافعا وله منسك صغير في الحج اخرجه مسلم أهـ
رزقنا الله حج بيته الحرام، وتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.(14/497)
مجاهيل التابعين هل تسامحوا فيهم؟؟
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[16 - 12 - 06, 11:59 م]ـ
في أثناء مذاكرتي لحديث " إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يمسح الحصى فإن الرحمة تواجهه" وجدت أن طرق حديث أبي ذر لهذا اللفظ تكاد تنحصر في طريق أبي الحوص - وخو مولى الليثيين - عن أبي ذر.
وأبو الأحوص تابعي لم يرو عنه غير الزهري. وهو هكذا يصير في حكم المجاهيل.
لكن السؤال المهم:
هل هناك تسامح عندهم في مجاهيل التابعين بالذات؟؟؟؟
كنت قرأت أو سمعت شيئا من هذا قديما لكني هل نسيته ام اختلط علي الأمر؟؟؟
أرجو الإفادة وأدعو لكم بالحسنى وزيادة.
================================
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - 12 - 06, 01:52 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=476810&postcount=11
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=477039&postcount=14
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - 12 - 06, 02:02 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=12834
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[19 - 12 - 06, 10:57 م]ـ
حفظ الله الشيخ أبا مالك
الروابط فتحت لي آفاقا
==================(14/498)
صحة حديث أبي عمير في الشهادة على رؤية هلال الفطر
ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[17 - 12 - 06, 09:06 ص]ـ
وهذا بحث قام به أخونا حسين بن رفيق السريلنكي فأرجو من الإخوة الأفاضل ما لديهم من المعلومات
صحة حديث أبي عمير في الشهادة على رؤية هلال الفطر والرد على من ضعفه
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) (يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا). (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)
أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة
عن أبي عمير بن أنس حدثني عمومة لي من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: غم علينا هلال شوال فأصبحنا صياما فجاء ركب من آخر النهار فشهدوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم رأوا الهلال بالأمس فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفطروا من يومهم وأن يخرجوا لعيدهم من الغد
رواه أحمد [جزء 5 - صفحة 57] الرقم 20598 \ [جزء 5 - صفحة 58] الرقم 20603 \ [جزء 5 - صفحة 58] الرقم 20603
وابن ماجه [جزء 1 - صفحة 529] الرقم 1653
وأبو داود [جزء 1 - صفحة 370] الرقم 1157
والنسائي [جزء 3 - صفحة 180] الرقم 1557 \ [جزء 1 - صفحة 542] الرقم 1756
و البيهقي الكبرى [جزء 3 - صفحة 316] الرقم 6077 \ [جزء 4 - صفحة 249] الرقم7985 \ [جزء 4 - صفحة 250] الرقم 7987
والدارقطني [جزء 2 - صفحة 170] الرقم 14 \ (ج 5 / ص 466) الرقم 2228
\ (ج 5 / ص 467) الرقم 2229
و ابن الجارود في المنتقى [جزء 1 - صفحة 77] الرقم 266
وعبد الرزاق في المصنف [جزء 4 - صفحة 165] الرقم 7339
وابن أبي شيبة في مصنفه [جزء 2 - صفحة 319] الرقم 9461 \ [جزء 7 - صفحة 291] الرقم 36183
وابن الجعد في مسنده [جزء 1 - صفحة 258] الرقم 1712
والطحاوي في شرح معاني الآثار [جزء 1 - صفحة 387] الرقم 2111
كلهم عن أبي بشيرجعفر بن أبي وحشية عن أبي عمير بن أنس بن مالك عن عمومة له من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم)
وقد رواه ابن حبان وأحمد في رواية والبيهقي أيضا عن سعيد بن عامر عن شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك وهو غير محفوظ قال الدارقطني في " علله ": هذا حديث اختلف فيه فرواه سعيد بن عامر عن شعبة عن قتادة عن أنس وخالفه غيره من أصحاب شعبة فرووه عن شعبة عن أبي بشر عن أبي عمير ابن أنس عن عمومة عن النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك رواه أبو عوانة. وهشيم عن أبي بشر وهو الصواب انتهى. نصب الراية [جزء 2 - صفحة 147]
قال ابن حجر في التلخيص: وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ عُمُومَةً لَهُ، وَهُوَ وَهْمٌ. قَالَهُ أَبُو حَاتِمٍ فِي الْعِلَلِ. (التلخيص ج 2 / ص 284)
وقد ضعف بعض العلماء هذا الحديث من أجل أبي عمير بن أنس
قال الزيلعي (ت 726 هـ) في نصب الراية: وقال ابن القطان في " كتابه ": وعندي أنه حديث يجب النظر فيه ولا يقبل إلا أن تثبت عدالة أبي عمير فإنه لا يعرف له كبير شيء وإنما حديثان أو ثلاثة لم يروها عنه غير أبي بشر ولا أعرف أحدا عرف من حاله ما يوجب قبول روايته ولا هو من المشاهير المختلف في ابتغاء مزيد العدالة على إسلامهم وقد ذكر الباوردي حديثه هذا وسماه في " مسنده " عبد الله وهذا لا يكفي في التعريف بحاله وفيه مع الجهل بحال أبي عمير كون عمومته لم يسموا فالحديث جدير بأن لا يقال فيه: صحيح انتهى كلامه. نصب الراية [جزء 2 - صفحة 147]
و قال ابن عبد البر (368 - 463هـ) في التمهيد: وأما أبو عمير بن أنس فيقال أنه ابن أنس بن مالك واسمه عبدالله ولم يرو عنه غير أبي بشر ومن كان هكذا فهو مجهول لا يحتج به - التمهيد [جزء 14 - صفحة 360]
¥(14/499)
لكن أجاب من أجاب من العلماء عن تجهيل من جهل أبا عمير
قال ابن حجر في التلخيص: وَقَدْ عَرَفَهُ مَنْ صَحَّحَ لَهُ. (التلخيص ج 2 / ص 284)
قال الألباني في الإرواء: وكذا عرفه من وثقه مثل ابن سعد وابن حبان وبهذا يتم الجواب عن تجهيل من جهله.
إرواء الغليل [جزء 3 - صفحة 102]
أبو عمير ثقة
قال المزي في تهذيب الكمال 7545 - د س ق: أبو عمير بن أنس بن مالك الانصاري، قال الحاكم أبو أحمد: اسمه عبدالله. روى عن: عمومة له من الانصار (د س ق) من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
روى عنه: أبو بشر جعفر بن أبي وحشية (د س ق) ....... وكان أكبر ولد أنس. تهذيب الكمال - (ج 34 / ص 142)
قال ابن سعد في طبقاته: عبد الله بن أنس بن مالك وأمه الفارعة بنت المثنى بن حارثة بن سلمة بن ضمضم بن مرة الشيباني، وكان ثقة قليل الحديث. الطبقات الكبرى لابن سعد - (ج 7 / ص 192)
قال الحافظ في التلخيص: وَصَحَّحَهُ (حديثه) ابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ السَّكَنِ، وَابْنُ حَزْمٍ. (التلخيص ج 2 / ص 284)
وقال أيضا في التقريب: ثقة من الرابعة. تقريب التهذيب [جزء 1 - صفحة 661]
قال الذهبي في ميزان الاعتدال في ترجمة أبي عمير: قال ابن القطان: لم تثبت عدالته، وصحح حديثه ابن المنذر، وابن حزم، وغيرهما، فذلك توثيق له.
فالله أعلم. ميزان الاعتدال - (ج 4 / ص 558) 10478
قلت: أبو عمير ثقة وثقه ابن سعد (230 - 168 هـ) وابن حبان (المتوفى سنة 354 هـ) وحصل له التوثيق من ابن المنذر (242 - 318 هـ) وابن السكن (294 - 353 هـ) وابن حزم (384 - 456هـ) وغيرهم حيث صححوا حديثه كما قال الذهبي في الميزان
و كذلك روا عنه أبو بشر جعفر بن إياس: أبي وحشية ويزيد الرشك وهما من من رجال الصحيحين وعبد الله بن المثنى وهو من رجال البخاري
قال البخاري في التاريخ: 73 - عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري روى عنه يزيد الرشك - التاريخ الكبير [جزء 5 - صفحة 41]
وقال أيضا في الكنى: أبو عمير بن أنس بن مالك عن عمر مثله الانصاري روى عنه أبو بشر (562) أو (561) - كنى البخاري - (ج 1 / ص 63)
وقال ابن حبان في الثقات: 3586 - عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري من أهل البصرة يروى عن أبيه روى عنه يزيد الرشك - الثقات لابن حبان [جزء 5 - صفحة 11]
وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: 36 - عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري روى عن أبيه أنس بن مالك روى عنه يزيد الرشك وعبد الله بن المثنى سمعت أبى يقول ذلك - الجرح والتعديل [جزء 5 - صفحة 7]
هل هناك راو عن أبي عمير غير هولاء الثلاثة؟
* قال ابن حبان في ثقاته في ترجمة عبد الله بن أبي أمامة: 3716 - عبد الله بن أبي أمامة يروى عن عبد الله بن أنس روى عنه محمد بن زيد ويشبه أن يكون بن أبي أمامه بن سهل بن حنيف - الثقات لابن حبان [جزء 5 - صفحة 34]
قلت: لا ندري هذا أي عبد الله بن أنس الذي يروي عنه عبد الله ابن أبي أمامة أهو أبو عمير أم غيره لأن هناك غيره من اسمه عبد الله بن أنس.
قال الحافظ في الإصابة: 4549 - عبد الله بن أنس أبو فاطمة الأزدي ويقال له الأسدي - الإصابة في تمييز الصحابة [جزء 4 - صفحة 14]
وقال ابن عساكر في تاريخ دمشق: 3192 عبد الله بن أنس المديني تابعي سكن دمشق - تاريخ دمشق [جزء 27 - صفحة 95]
* وقد وقعت في بعض روايات حديث (الآيات بعد المائتين) الذي يروى عن عون بن عمارة العبدي عن عبد الله بن المثنى, رواية لثمامة عن عبد الله بن أنس بن مالك لكنه مختلف في الإسناد ضعيف بسبب عون بل قال بعضهم موضوع والظاهر أن البلاء منه.
انظر: سنن ابن ماجه 4057 [جزء 2 - صفحة 1348 والمستدرك8319 [جزء 4 - صفحة 475] وجزء الألف دينار 279 [جزء 1 - صفحة 423] والعلل المتناهية 1429 [جزء 2 - صفحة 854 - 855] ضعفاء العقيلي 1348 [جزء 3 - صفحة 328] وتهذيب التهذيب 312 و659 [جزء 10 - صفحة 31] والعلل للدارقطني 1046 [جزء 6 - صفحة 164 - 165]
لا حجة لمن عنده شبهة جهالة عمومة أبي عمير
قال في نصب الراية: وقال ابن القطان في " كتابه ": ...........
¥(14/500)
وفيه مع الجهل بحال أبي عمير كون عمومته لم يسموا فالحديث جدير بأن لا يقال فيه: صحيح انتهى كلامه. وقال النووي في " الخلاصة ": هو حديث صحيح وعمومة أبي عمير صحابة. لا يضر جهالة أعيانهم لأن الصحابة كلهم عدول واسم أبي عمير عبد الله وهو أكبر أولاد أنس انتهى كلامه. نصب الراية [جزء 2 - صفحة 147]
وقال البيهقي في السنن: وعمومة أبي عمير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكونون إلا ثقاتا - سنن البيهقي الكبرى [جزء 3 - صفحة 316]
من صحح الحديث من العلماء؟
صحح الحديث من المتقدمين ابن المنذر (242 - 318 هـ) وابن السكن (294 - 353 هـ) وابن حزم (384 - 456هـ) والدارقطني (306 - 385 هـ) , وإسحاق (ت 238هـ) , والخطابي (308 - 388هـ) , والبيهقي (384 - 458هـ)
ومن المتأخرين النووي (ت 676هـ) وابن حجر (773 - 852هـ)
ومن المعاصرين الألباني وشعيب الأرناؤوط
قال الحافظ في التلخيص: وَصَحَّحَهُ ابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ السَّكَنِ، وَابْنُ حَزْمٍ. (التلخيص ج 2 / ص 284)
قال الدارقطني في سننه: هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ - سنن الدارقطني - (ج 5 / ص 466) 2228
قال الألباني في الإرواء: وقال الدارقطني " إسناد حسن ثابت - إرواء الغليل [جزء 3 - صفحة 102]
قلت: لعله خطأ من الشيخ (رحمه الله) إنما قال ذلك الدارقطني بعد ذكر حديث الأعرابيين الذين شهدا عند النبي (صلى الله عليه وسلم)
قال البيهقي في سننه: هذا إسناد صحيح - سنن البيهقي الكبرى [جزء 3 - صفحة 316]
قال ابن حجر في البلوغ: وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ - متن بلوغ المرام - (ج 1 / ص 174
قال الألباني في الإرواء:) رواه الخمسة إلا الترمذي وصححه إسحاق والخطابي. ص 150 صحيح - إرواء الغليل - (ج 3 / ص 102)
قال شعيب الأرناؤوط في تعليق مسند أحمد: إسناده جيد رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عمير بن أنس فقد روى له أصحاب " السنن " غير الترمذي - مسند أحمد بن حنبل [جزء 5 - صفحة 57]
استطراد
قال ابن حجر في التلخيص: وَعَلَّقَ الشَّافِعِيُّ الْقَوْلَ بِهِ عَلَى صِحَّةِ الْحَدِيثِ - التلخيص الحبير- (ج 2 / ص 284)
قال البيهقي في السنن: وقد قال الشافعي رحمه الله لو ثبت ذلك قلنا به وقلنا أيضا فإن لم يخرج بهم من الغد خرج بهم من بعد الغد وقلنا يصلي في يومه بعد الزوال وذلك فيما أخبرنا أبو سعيد عن أبي العباس عن الربيع عن الشافعي - سنن البيهقي الكبرى [جزء 3 - صفحة 316]
كتبه الأخ محمد حسين بن محمد رفيق البياني
سريلانكا في الخميس 15 ذو القعدة 1427 هـ الموافق 7 دسمبر 2006م
للمراسلة husainmuwahhid@yahoo.com
husain1982@maktoob.com(15/1)
هل تمت مناقشة التتبع للدراقطني في كتاب واحد
ـ[أبو محمود الراضي]ــــــــ[17 - 12 - 06, 03:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هناك كتاب تخصص في مناقشة تتبعات الدراقطني على الصحيحين وجمع أقوال أهل العلم في الترجيح أو الجمع بين تتبع الدارقطني والحديث كما أخرجه الشيخان أو أحدهما؟؟
جزاكم الله خيراً .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو محمود الراضي]ــــــــ[18 - 12 - 06, 11:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
21 مشاهدة ولا رد .. هل يعني هذا الرد على استفساري بـ "لا"؟؟
السلام عليكم ورحمة الله
ـ[أبو صالح التميمي]ــــــــ[19 - 12 - 06, 07:27 ص]ـ
لا أعلم كتابا مفردا خاصا لكن يستفاد من تحقيق الشيخ مقبل للتتبع نفسه ومن"بين الإمامين" للشيخ ربيع ومن "الأحاديث المنتقدة في الصحيحين" لمصطفى باحو، ومن الجزء الذي حققه الشيخ سعد والذي نشر مؤخرا والله أعلم.(15/2)
سبب رواية بعض أئمة الحديث لروايات شديدي الضعف والهلكى
ـ[ماهر]ــــــــ[17 - 12 - 06, 05:47 م]ـ
يتساءل كثير من الناس لماذا يري بعض العلماء أحاديث شديدي الضعف وأقول: إن كثيراً من العلماء حين يروون عن شديدي الضعف لا يقصدون بذلك الاحتجاج بها، بل من أجل فائدة كبيرة وهي أن يعلمونا أن هذا الحديث قد جاء بهذا الإسناد عن هذا الرواي الواهي؛ خشية أن يسقط هذا الراوي الواهي أو يبدل في الإسناد عمداً أو سهواً، ومثل هذا ندرك فيه أن هذا الحديث وهو لذلك الرواي الواهي فاحذر أن يأتيك إسناد أبدل فيه الواهي بالثقة أو أسقط لتدليس أو نحوه.
ومثال ذلك: رواه الترمذي (2651)، قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا نوح بن قيس، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((يأتيكم رجال من قبل المشرق يتعلمون، فإذا جاءوكم فاستوصوا بهم خيراً))، قال: فكان أبو سعيد إذا رآنا، قال: مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أقول: مدار هذا الحديث على أبي هارون فقد رواه عنه معمر، ومن طريقه البيهقي في " المدخل "، ومحمد بن مهزم عند الطيالسي، وسفيان عند ابن ماجه، والترمذي، والصيداوي، والحكم بن عبدة عند ابن ماجه، وعلي بن عاصم عند الرامهرمزي، والخطيب، ومحمد بن ذكوان عند البيهقي، والخطيب، وحسن بن صالح عند الخطيب، وقد تفرد به أبو هارون، وأشار إلى ذلك الترمذي إذ قال: ((هذا حديث لا نعرفه إلاَّ من حديث أبي هارون، عن أبي سعيد))، وأبو هارون هو عمارة بن جوين متروك الحديث ومنهم من كذبه، وعلى هذا فالحديث ضعيف جداً.
فالترمذي - رحمه الله تعالى - حينما خرج الحديث صنع ذلك؛ ليفيدنا أن هذا الحديث إنما هو حديث أبي هارون لا غيره؛ ليحذرنا من أن يتبدل علينا بإسناد آخر، ونظن الحديث صحيحاً، وقد صدق ظن الترمذي إذ جاء من طريق اغتر به بعضهم فصحح الحديث؛ إذ أخرجه الرامهرمزي من طريق بشر بن معاذ العقدي قال: حدثنا أبو عبد الله (شيخ ينزل وراء منزل حماد بن زيد)، قال: حدثنا الجريري.
وأوردت طريقاً آخر لهذا الحديث عن سعيد بن سليمان الواسطي، عن عباد بن العوام، عن الجريري - وهو سعيد بن إياس -، عن أبي نضرة العبدي، عن أبي سعيد به، واستدل بعض أئمة الحديث المتأخرين بهذا الطريق لتصحيح هذا الحديث إذ استشهد به الرامهرمزي في " المحدث الفاصل "، وابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل "، وصححه الحاكم، وقال: ((هذا حديث صحيح ثابت لاتفاق الشيخين على الاحتجاج بسعيد بن سلمان، وعباد بن العوام، والجريري ثم احتجاج مسلم بحديث أبي نضرة فقد عددت له في المسند الصحيح أحد عشر أصلاً للجريري، ولم يخرجا هذا الحديث الذي هو أول حديث في فضل طلاب الحديث، ولا يعلم له علة فلهذا الحديث طرق يجمعها أهل الحديث عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد، وأبو هارون ممن سكتوا عنه))، وأشار البيهقي إلى أن رواية الجريري، عن أبي نضرة عاضدة لرواية أبي هارون إذ قال: ((هكذا رواه جماعة من الأئمة، عن أبي هارون العبدي. وأبو هارون، وإن كان ضعيفاً، فرواية أبي نضرة له شاهدة))، وحسنه العلائي فقال:
((إسناده لا بأس به؛ لأن سعيد بن سليمان هذا هو النشيطي فيه لين يحتمل، حدّث عنه أبو زرعة، وأبو حاتم الرازي وغيرهما))، وصححه أيضاً العلامة الألباني حيث أورده في " الصحيحة "، وأسهب الكلام في تصحيحه مستنداً في ذلك إلى ما ذهب إليه
الحاكم، ورد على العلائي في أن سعيد بن سليمان هو الواسطي الثقة وليس النشيطي. وأورد بعد ذلك متابعات وشواهد أخرى للحديث.
إلاَّ أن الإمام أحمد كانت له نظرة أخرى لهذا السند دلت على دقة ملاحظة المتقدمين من أئمة الحديث وبعد نظرهم؛ إذ قال حينما سأله تلميذه مهنأ عن هذا الإسناد: ((ما خلق الله من ذا شيئاً، هذا حديث أبي هارون، عن أبي سعيد))، وعلق على ذلك العلامة الألباني قائلاً: ((وجواب أحمد هذا يحتمل أحد أمرين: إما أن يكون سعيد عنده هو الواسطي، وحينئذ فتوهيمه في إسناده إياه مما لا وجه له في نظري لثقته كما سبق، وإما أن يكون عني أنه النشيطي الضعيف، وهذا مما لا وجه له بعد ثبوت أنه
الواسطي)).
والواضح أن علة الحديث ليست بكون سعيد بن سليمان هو الواسطي أو
¥(15/3)
النشيطي، بل إن علته التي تنبه لها الإمام أحمد والإمام الترمذي هي اختلاط الجريري حيث إنه اختلط قبل وفاته بثلاث سنين ومن سمع منه قبل الاختلاط هم (شعبة، وسفيان الثوري، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وإسماعيل بن علية، ومعمر بن راشد، وعبد الوارث بن سعيد، ويزيد بن زريع، ووهيب بن خالد، وعبد الوهاب بن
عبد المجيد الثقفي، وبشر بن المفضل، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وسفيان بن
عيينة)، ومن هذا يتضح أن عباد بن العوام سمع من الجريري بعد الاختلاط، وأن الجريري أخطأ في ذكر أبي نضرة بدلاً من أبي هارون، ومما يدل على اختلاط الجريري في هذا الحديث وخطئه أنه خالف من هم أكثر منه عدداً وحفظاً فكما سبق ذكره أن (محمد ابن مهزم، ومعمراً، وسفيان الثوري، والحكم بن عبدة، وعلي بن عاصم، ومحمد بن ذكوان، وحسن بن صالح) جميعهم رووا الحديث عن أبي هارون، عن أبي سعيد، ولم يذكر أحداً منهم أبا نضرة.
أما المتابعات التي ساقها العلامة الألباني فإنها ضعيفة، وإليك ما وقفنا عليهِ من المتابعات:
روي من طريق سفيان الثوري، عن أبي هريرة، عن أبي سعيد، به. عندَ أبي نعيم في " الحلية "، وهذا إسناد ضعيف للانقطاع في سنده بين سفيان الثوري وأبي هريرة.
روي من طريق الليث بن أبي سليم، عن شهر بن حوشب، عن أبي سعيد، به عندَ الخطيب، والذهبي، وهذا إسناد ضعيف أيضاً فيهِ الليث بن أبي سليم ضعيف فيهِ كلام ليس باليسير.
روي من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني، قالَ: حدثنا ابن الغسيل، عن أبي خالد مولى ابن الصباح الأسدي، عن أبي سعيد الخدري، به. عندَ الرامهرمزي، وهذا أيضاً ضعيف فيهِ يحيى بن عبد الحميد الحماني اتهم بسرقة الحديث، ولعل هذا مما سرقه وجنته يداه.
بعد عرض هذا الحديث يبدو واضحاً الفرق بين إعلال المتقدمين لهذا الحديث وبين تسرع المتأخرين في تصحيحه، لا سيما وقد اتفق على تضعيفه عالمان جليلان من مدرستين مختلفتين:
أولهما: الإمام المبجل العراقي أحمد بن حنبل، وثانيهما: الإمام الجهبذ محمد بن عيسى الترمذي تلميذ البخاري وخريجه، وهذا الجزم منهما على أن الحديث حديث أبي هارون هوَ حكم ناتج عن استقراء تام للمرويات ولم يخف عليهم طريق عباد بن العوام، عن الجريري، وأنه إسناد خطأ مركب لذا كانَ جواب الإمام المبجل أحمد بن حنبل
: ((ما خلق الله من ذا شيئاً)). نصاً صريحاً في الحكم على خطأ الحديث.
وهذا وأمثاله يقوي لنا الجزم بأن كثيراً من الأسانيد الغريبة التي لم تدون في المصنفات القديمة لا قيمة لها، وإلاَّ فكيف نفسر إهمالهم لها مع معرفتهم بها، بل وكيف نفسر حفظهم لمئات الألوف من الأسانيد ثم طرحها وعدم تصنيفها والاكتفاء بتصنيف عشر معشارها.
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[08 - 01 - 07, 11:50 م]ـ
فالترمذي - رحمه الله تعالى - حينما خرج الحديث صنع ذلك؛ ليفيدنا أن هذا الحديث إنما هو حديث أبي هارون لا غيره؛ ليحذرنا من أن يتبدل علينا بإسناد آخر، ونظن الحديث صحيحاً،.
بارك الله فيكم وبعد:
فالتعليل بما ذكرت يظهر انه مبني على مجرد حسن الظن بالامام الترمذي
لكن الذي يظهر من عبارته هذه خاصه وكذا طريقته في كتابه في الجمله عدم وقوفه على هذا الطريق او ذهوله عنه
ولو وقف عليه لذكره وبين علته ان تنبه لها
وربما لو وقف عليه جازه فصححه ولم يتنبه لعلته فقد حصل له نظير ذلك في غيرما حديث في جامعه
والامام الترمذي ربما نزل فاخرج حديث شديدي الضعف من هذه الطبقة لكنه يبين حالهم في الغالب
وربما جزم بان خبرا لا يعرف الا من رواية فلان ثم يستبين على خلاف كلامه وبالله التوفيق
ـ[ماهر]ــــــــ[10 - 01 - 07, 06:49 ص]ـ
أحسن الله إليكم وزادكم علماً وفضلاً ونفع بكم
ـ[فواز الجهني]ــــــــ[10 - 01 - 07, 05:11 م]ـ
باختصار الرواية عن الرواة لا تخرج عن ثلاثة أمور:
1 - الاحتجاج
2 - الاعتبار
3 - المعرفة
كما ورد عن بعض الأئمة
ـ[القرشي]ــــــــ[29 - 01 - 07, 10:18 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[القرشي]ــــــــ[22 - 03 - 09, 09:57 م]ـ
اللهم بارك في جهود القائمين على هذا الموقع.
أتمنى من الأخوة تتميم هذا الموضوع، وليكتب لنا كل من عنده زيادة.
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[23 - 03 - 09, 01:08 ص]ـ
ليست هذه بأول بركاتكم شيخنا الحيبيب ماهر
¥(15/4)
جزاكم الله الفردوس الأعلى
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[24 - 03 - 09, 10:26 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
إتماماً للفائدة، أنقل إليكم إخوتي - في هذا المنتدى الطيب المبارك - ما كتبه العلامة ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى في شرحه على العلل الصغير للترمذي، حيث فال ما نصه:
" المسألة الثانية: الرواية عن الضعفاء
من أهل التهمة بالكذب والغفلة وكثرة الغلط
وقد ذكر الترمذي للعلماء في ذلك قولين:
أحدهما: جواز الرواية عنهم حكاه عن سفيان الثوري، لكن كلامه في روايته عن الكلبي يدل على أنه لم يكن يحدث إلا بما يعرف أنه صدق.
والثاني: الامتناع من ذلك، ذكره عن أبي عوانة وابن المبارك، وحكاه الترمذي عن أكثر أهل الحديث من الأئمة.
وقد ذكر الحاكم المذهب الأول عن مالك والشافعي أبي حنيفة، واعتمد في حكايته عن مالك على روايته عن عبد الكريم أبي أمية، ولكن قد ذكرنا عذره في روايته عنه، وفي حكايته عن الشافعي على روايته عن إبراهيم بن أبي يحيى، وأبي داود سليمان بن عمرو النخعي، وغيرهما من المجروحين، وفي حكايته عن أبي حنيفة على روايته عن جابر الجعفي وأبي العطوف الجزري.
قال: وحدث أبو يوسف ومحمد بن الحسن عن الحسن بن عمارة وعبد الله بن محرر وغيرهما من المجروحين.
قال: وكذلك من بعدهم من أئمة المسلمين قرناً بعد قرن، وعصراً بعد عصر إلى عصرنا هذا، لم يخل حديث إمام من أئمة الفريقين عن مطعون فيه المحدثين.
وللأئمة في ذاك غرض ظاهر:
وهو أن يعرفوا الحديث من أين مخرجه، والمنفرد به عدل أو مجروح. ثم روى بإسناده عن الأثرم قال: ((رأى أحمد بن حنبل يحيى بن معين بصنعاء يكتب صحيفة معمر عن أبان عن أنس، فإذا اطلع عليه إنسان كتمه، فقال له أحمد: تكتب صحيفة معمر عن أبان وتعلم أنها موضوعة!؟ فلو قال لك قائل: أنت تتكلم في أبان ثم تكتب حديثه على الوجه!؟)).
فقال: ((رحمك الله يا أبا عبد الله، أكتب هذه الصحيفة عن عبد الرزاق عن معمر على الوجه فأحفظها كلها وأعلم أنه موضوعة، حتى لا يجئ بعده إنسان فيجعل بدل أبان ثابتاً، ويرويها عن معمر عن ثابت عن أنس، فأقول له: كذبت! إنما هي عن معمر عن أبان لا عن ثابت)).
وذكر أيضاً من طريق أحمد بن علي الأبار قال: قال يحيى ابن معين: ((كتبنا عن الكذابين وسجرنا به التنور وأخرجنا به خبزاً نضيجاً)).
وخرّج العقيلي من طريق أبي غسان قال: ((جاءني علي بن المديني فكتب عن عبد السلام بن حرب أحاديث إسحاق ابن أبي فروه، فقلت: أي شئ تصنع بها؟ قال: أعرفها حتى لا تقلب)).
قلت: فرق بين كتابة حديث وبين روايته:
فإن الأئمة كتبوا أحاديث الضعفاء لمعرفتها ولم يرووها، كما قال يحيى: سجرنا بها التنور، وكذلك أحمد (خرق حديث خلق ممن كتب حديثهم ولم يحدث به، وأسقط من المسند حديث خلق من المتروكين) لم يخرجه فيه مثل قايد أبي الورقاء وكثير ابن عبد الله المزني وأبان بن أبي عياش وغيرهم، وكان يحدث عمن دونهم في الضعف.
قال في رواية إسحاق بن إبراهيم بن هانئ: ((قد يحتاج الرجل يحدث عن الضعيف مثل عمرو بن مرزوق، وعمرو بن حكام، ومحمد بن معاوية، وعلي بن الجعد، وإسحاق بن أبي إسرائيل، ولا يعجبني أن يحدث عن بعضهم)).
وقال في روايته أيضاً – وقد سأله ترى أن تكتب الحديث المنكر؟ - إليهم في وقت))، كأنه لم ير بالكتابة عنهم بأساً.
وقال – في رواية ابن القاسم -: ((ابن ليهعة ما كان حديثه بذاك، وما أكتب حديثه إلا للاعتبار والاستدلال، إنما قد أكتب حديث الرجل كأني استدل به مع حديث غيره يشده لا أنه حجة إذا انفرد)).
وقال في رواية المروذي: ((كنت لا أكتب حديث جابر الجعفي (ثم كتبته أعتبر به).
وقال في – رواية مهنا وسأله لمَ تكتب حديث أبي بكر بن أبي كريم وهو ضعيف – قال: ((أعرفه)).
وقال محمد بن رافع النيسابوري: ((رأيت أحمد بين يدي يزيد ابن هاترون وفي يده كتاب لزهير عن جابر الجعفي وهو يكتبه، قلت: يا أبا عبد الله: تنهونا عن جابر وتكتبوه؟! قال: نعرفه)).
وكذا قال] أحمد [في حديث عبيد الله الوصافي: ((إنما أكتبه للمعرفة)).
والذي يتبين من عمل الإمام أحمد وكلامه أنه يترك الرواية عن المتهمين [والذين غلب عليهم الخطأ] للغفلة وسوء الحفظ، ويحدث عمن دونهم في الضعف، مثل من في حفظه شئ أو يتختلف الناس في تضعيفه وتوثيقه.
وكذلك كان أبو زرعة الرازي يفعل.
وأما الذين كتبوا حديث الكذابين – من أهل المعرفة والحفظ – فإنما كتبوه لمعرفته، وهذا كما ذكروا أحاديثهم في كتب الجرح والتعديل.
ويقول بعضهم في كثير من أحاديثهم: لا يجوز ذكرها إلا ليبيّن أمرها أو معنى ذلك.
وقد سبق عن أبي حاتم أنه يجوز رواية حديث من كثرت غفلته في غير الأحكام، وأما رواية أهل التهمة بالكذب فلا تجوز إلا مع بيان حاله، وهذا هو الصحيح، والله أعلم "0
أخوكم من بلاد الشام
أبو محمد السوري(15/5)
سلسلة الفوائد الحديثية والفقهيه من كتاب عون المعبود
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[18 - 12 - 06, 01:40 ص]ـ
هذه بعض الفوائد الحديثية التي إستخرجتها من خلال قرائتي من كتاب عن المعبود في شرح سنن أبي داود.
الفائدة الاولى:
قال أبو عبد الحمن النسائي:الحسن لم يسمع من سمرة إلا حديث العقيقة.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[22 - 12 - 06, 05:23 م]ـ
الفائدة الثانية:
قال الإمام أحمد لايثبت في الاغتتسال من غسل الميت حديث.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[25 - 12 - 06, 02:57 ص]ـ
الفائدة الثالثة:
المقبريون في المحدثين جماعة وهم سعيد وأبوه أبو سعيد وابنه عباد وال بيته
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[06 - 01 - 07, 11:09 م]ـ
الفائدة الرابعة:
حديث ((بزق رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثوبه وَحَلَّ بعضه ببعض))
يدل على أن البصاق والنخامة والمخاط طاهره , خلافا لمن قال كل ما تستقذره النفس حرام.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[09 - 01 - 07, 07:02 ص]ـ
الفائدة الخامسة:
حديث ((أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عثمان بن أبي العاص أن يجعل مسجد الطائف حيث كان طواغيتهم)) يدل على جواز جعل الكنائس والبيع وأمكنة الأصنام مساجد ,وكذلك فعل كثير من الصحابة حين فتحوا البلاد جعلوا متعبداتهم متعبدات للمسلمين وغيروا محاريبها.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[12 - 01 - 07, 04:27 م]ـ
الفائدة السادسة:
قوله عليه الصلاة والسلام ((واتخذ مؤذنا لايأخذ على آذانه أجرا))
قال الخطابي:أخذ المؤذن الأجر على أذانه مكروه في أكثر مذاهب العلماء.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[27 - 01 - 07, 02:52 ص]ـ
الفائدة السابعة:
حديث مالك بن الحويرث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم له أو لصاحب له ((إذا حضرت الصلاة فأذنا ثم أقيما ثم ليؤمكما أكبركما))
فيحتمل أن يكون الأكبر منهم كان يومئذ هو الأفقه.
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[27 - 01 - 07, 03:06 ص]ـ
الكريم اخي نايف
الافضل ان تذكر معها رقم الجزء و الصفحة
لاجل ان تكمل الاستفادة
ـ[أبو فرحان]ــــــــ[28 - 01 - 07, 09:50 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي نايف ..
لكن .. لماذا جاءت الفوائد على غير ترتيب الكتاب (الجنائز، الحج، الاذان، الصلاة .. )
هل لك طريقة خاصة في المطالعة ترى انها أفيَدْ ..
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[29 - 01 - 07, 12:56 ص]ـ
شكرا لكما على حضوركم وسوف أضع الجز ورقم الصفحة تلبية لرغبة أخي ابا يوسف
واما بنسبة لك أخي الحبيب ابو فرحان
فهذه الفوائد كتبتها منذ ثلاث سنوات ,وهي مرتبة ولكن وضعي لها في المنتدى غير مرتب أحيانا لان بعضها يحتاج الى إعادة صياغة.
ولكم مني جزيل الشكر
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[29 - 01 - 07, 01:07 ص]ـ
الفائدة الثامنة:
حديث ((أفلح وأبيه إن صدق))
قال الخطابي:هذه الكلمة جارية على ألسنة العرب تستعملها كثيرا في خطابها تريد بها التوكيد, وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يحلف الرجل بأبيه ,فيحتمل أن يكون ذلك قبل النهي ..
ص36 م2
ـ[مصطفى عبدالقادر]ــــــــ[02 - 02 - 07, 09:53 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء
ـ[محمد خالد العلوي]ــــــــ[08 - 02 - 07, 12:30 ص]ـ
هذه بعض الفوائد الحديثية التي إستخرجتها من خلال قرائتي من كتاب عن المعبود في شرح سنن أبي داود.
الفائدة الاولى:
قال أبو عبد الحمن النسائي:الحسن لم يسمع من سمرة إلا حديث العقيقة.
الصواب: أبو عبد الرحمن
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[08 - 02 - 07, 01:18 ص]ـ
الفائدة التاسعة:
حديث أنس بن مالك رضي الله عنه ((كان موضع المسجد حائطا لبني النجار فيه حرث ونخل وقبور المشركين ... الخ))
قال الحافظ: الحديث فيه جواز التصرف في المقبرة المملوكة بالهبة والبيع ,وجواز نبش القبور الدارسة إذا لم تكن محترمة , وجواز الصلاة في مقابر المشركين بعد نبشها وإخراج ما فيها , وجواز بناء المساجد في أما كنها.
ص 76 م 2
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[14 - 02 - 07, 04:07 ص]ـ
الفائدة العاشرة:
حديث ((فنظر فرأى في قبلة المسجد نخامة ,فحتها بالعرجون .. )) قال علي القاري:أي جدار المسجد الذي يلي القبلة , وليس المراد بها المحراب الذي يسميه الناس قبلة لأن المحاريب من المحدثات بعده عليه الصلاة والسلام.
ص 89 م 2
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[23 - 02 - 07, 04:40 ص]ـ
الفائدة الحادية عشر:
حديث علي رضي الله عنه ((إن حبيبي عليه السلام نهاني أن أصلي في المقبرة ,ونهاني أن أصلي في أرض بابل فإنها ملعونة))
- بابل في العراق مدينة السحر معروفة.
-ونهاني:لعل ذلك منه إنذار مما أصابه من المحنة في الكوفة وهي أرض بابل.(15/6)
معرفة الاختلاف ودخوله في علم العلل وهو رأس صناعة الحديث
ـ[ماهر]ــــــــ[18 - 12 - 06, 09:23 م]ـ
معرفة الاختلاف ودخوله في علم العلل وهو رأس صناعة الحديث
علم العلل: هُوَ العلم الَّذِيْ ينقد أحاديث الثقات، وَهُوَ علم برأسه غَيْر الصَّحِيْح والضعيف (1)، لذا لَمْ يتكلم فِيْهِ إلا جهابذة العلماء وفحولتهم، وفي مَعْرِفَة هَذَا العلم أهمية كبيرة ولما كَانَ كُلّ علم يشرف بمدى نفعه، فإن علم علل الْحَدِيْث من أجلِّ أنواع علم الْحَدِيْث وفن من أهم فنونه، وَقَدْ أجاد الإمام النووي (2) وأحسن إِذْ قَالَ: ((ومن أهم أنواع العلوم تحقيق الأحاديث النبويات، أعني: مَعْرِفَة متونها صحيحها وحسنها وضعيفها، متصلها ومرسلها ومنقطعها ومعضلها ومقلوبها ومشهورها وغريبها وعزيزها ومتواترها وآحادها وأفرادها، معروفها وشاذها ومنكرها ومعللها وموضوعها ومدرجها وناسخها ومنسوخها)) (3).
واهتمام الْمُحَدِّثِيْنَ بمعرفة علم علل الْحَدِيْث من اهتمامهم بالحديث النبوي الشريف؛ لأنَّهُ المصدر التشريعي الثاني بَعْدَ القرآن الكريم. ومبالغة الْمُحَدِّثِيْنَ بالاهتمام ببيان علل الأحاديث النبوية إنما ذَلِكَ؛ لأن بمعرفة العلل يعرف كلام النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم من غيره، وصحيح الْحَدِيْث من ضعيفه وصوابه من خطئه. وعلم العلل ممتد من مرحلة النقد الحديثي الَّذِيْ ابتدأت بواكيره عَلَى أيادي كبار الصَّحَابَة – رضوان الله عليهم أجمعين – إِذْ كانوا يحتاطون في قبول الأخبار (4)، ومنهم من كَانَ يستحلف الرَّاوِي (5) وذلك من أجل تمييز الخطأ والوهم في الْحَدِيْث النبوي، ثُمَّ اهتم العلماء بِهِ من بَعْدُ لئلا ينسب خطأ أو وهم أَوْ اختلاف إلى السنة المطهرة.
ولعلم العلل مزية خاصة فهو كالميزان لبيان الخطأ والصواب وَالصَّحِيْح من المعوجِّ. وَقَد اعتنى بِهِ العلماء وطلبة العلم قديماً وحديثاً. ولأهمية هَذَا العلم نجد بعض جهابذة العلماء يصرِّحُ بأنّ مَعْرِفَة العلل عنده مقدَّمٌ عَلَى مجرد الرِّوَايَة، قَالَ الإمام الجهبذ عَبْد الرحمان بن مهدي: ((لأنْ أعرف علة حَدِيْث واحد أحَبُّ إليَّ من أن أستفيد عشرة أحاديث)) (6).
ومما يدلنا عَلَى أهمية هَذَا العلم وصعوبته أنه من أشد العلوم غموضاً، فلا يدركه إلا من رزق سعة الرِّوَايَة، وَكَانَ مع ذَلِكَ حاد الذهن ثاقب الفهم دقيق النظر واسع المران.
ومعرفة علل الْحَدِيْث من الأمور الَّتِيْ لا تُنَالُ إلا بِممارسةٍ كبيرةٍ في الإعْلالِ والتضعيف ومعرفة السند الصَّحِيْح من الضعيف والمتصل من المنقطع، فمن أكثر الاشتغال بعلم الْحَدِيْث وحفظ جملة مستكثرة من المتون حَتَّى اختلطت بلحمه ودمه وعرف خفايا المتون والأسانيد ومشكلاتها؛ استطاع أن يميّز الْحَدِيْث الصَّحِيْح من الْحَدِيْث المعل. وطريقة الباحث في نقده وحكمه عَلَى الأحاديث أن يجمع طرق الْحَدِيْث ويستقصيها من الجوامع والمسانيد والأجزاء، ويَسْبُرَ (7) أحوال الرُّوَاة فينظر في اختلافها وفي مقدار حفظهم ومكانتهم من الضبط والإتقان، وعند ذَلِكَ وبعد النظر في القرائن يقع في نفس الباحث الناقد البصير أنّ الْحَدِيْث معل بإرسال في الموصول أو وصل في المرسل أَوْ المنقطع، أو سقوط رجل بسبب التدليس أو وقف في المرفوع، أو معارضة بما هُوَ أقوى لا تحتمل التوفيق، أو دخول حَدِيْث في حَدِيْث أو وهم أو ما أشبه ذَلِكَ من العلل القادحة، ثُمَّ يغلب عَلَى ظنه ذَلِكَ فيحكم بعدم صحة الْحَدِيْث أَوْ يتردد فِيْهِ فيتوقف عَنْ الحكم.
من هَذَا العرض يتبين لنا أن رأس علم العلل هُوَ الاختلافات الواقعة في الأسانيد والمتون الَّتِيْ تحيل الْحَدِيْث من حيز الصحة والقبول إلى دائرة الضعف والترك. ودراسة الاختلافات الحديثية داخلة في دراسة علم علل الْحَدِيْث الَّذِيْ هُوَ علم برأسه.
............................................
(1) انظر: مَعْرِفَة علوم الْحَدِيْث: 112.
(2) هُوَ الحافظ شيخ الإِسْلاَم يحيى بن شرف بن مري أبو زكريا النواوي ثُمَّ الدمشقي، ولد سنة (631ه)، من مصنفاته: "الإرشاد" و"التقريب" و"شرح صَحِيْح مُسْلِم" وغيرها، وتوفي سنة (676 ه).
تاريخ الإِسْلاَم وفيات (676 ه): 246، وتذكرة الحفاظ 4/ 1470، والعبر 5/ 312.
(3) مقدمة شرح صَحِيْح مُسْلِم 1/ 2.
(4) انظر: السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي: 75.
(5) مسند الإمام أحمد 1/ 2 (2).
(6) نقله عَنْهُ ابن أبي حاتم في علله 1/ 9، والحاكم في مَعْرِفَة علوم الْحَدِيْث: 112، وابن رجب في شرح علل الترمذي 1/ 470.
(7) السبر: بفتح فسكون، امتحان غور الجرح، يقال: سبر الجرح يسبِرُهُ، ويَسبُرُهُ سَبْراً أي: نظر مقداره وقاسه ليعرف غوره، وَهُوَ الحزر والتجربة والاختبار، واستخراج كنه الأمر. يقال: سبر فلاناً أي: خبره ليعرف ما عنده.تاج العروس 11/ 487،ومعجم متن اللغة 3/ 93،والمعجم الوسيط: 413 (سبر).
¥(15/7)
ـ[أبو ثابت المترجم]ــــــــ[19 - 12 - 06, 03:39 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل
لعلك تفصل اكثر من ذلك مع ضرب المثل، و ذكر مصادر تعين على ذلك العلم.
قد أرسلت لك رسالة على الخاص لكنك لم تجبنى.
ـ[ماهر]ــــــــ[19 - 12 - 06, 02:43 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكم الله ومرحباً بكم
إن شاء الله تعالى سأكتب في هذا الموضوع بما يجليه أكثر.
ولا أذكر أني استلمت رسالة من شخصكم الكريم، فالمعذرة المعذرة.
أسأل الله أن يحفظكم وينفع بكم.
والسلام عليكم
ـ[عبد الحليم قاسم محمد]ــــــــ[19 - 12 - 06, 10:10 م]ـ
جزاكم الله خيراً يا شيخنا العزيز.
ولعل الاختلاف هو أول ما يلاحظه طالب العلم في الحديث المعلول غالباً؛ إذ من خلاله يعرف أن في الحديث خلل يوجب التوقف وعدم التسرع في الحكم عليه بالصحة أو الضعف.
ـ[أحمد هاشم]ــــــــ[21 - 12 - 06, 07:06 ص]ـ
السلام عليكم استاذ ماهر.
الرجاء ان كان لديكم وقت ان تضعوا لنا منهاج لدراسه علم علل الحديث. وحبذا لو كان على عدة مراحل مع ذكر المراجع والكتب المهمة في هذا العلم.
جزاكم الله خيرا.
ـ[ماهر]ــــــــ[11 - 07 - 07, 07:12 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
الحقيقة للشيخ حاتم العوني منهج جيد في ذلك وهو موجود في هذا الموقع
بارك الله فيكم
ـ[فراس الفارسي]ــــــــ[11 - 07 - 07, 03:16 م]ـ
أين نجد منهج الشيخ حاتم الشريف في هذا الموقع حفظكم الله
ـ[ماهر]ــــــــ[09 - 05 - 08, 03:18 م]ـ
جزاكم الله كل خير
لعلكم عن طريق البحث تجدونه وهو كذلك في موقع صيد الفوائد.
وفقكم الله لطاعته.
ـ[مصطفي حمدان]ــــــــ[10 - 05 - 08, 11:09 ص]ـ
أين نجد منهج الشيخ حاتم الشريف في هذا الموقع حفظكم الله
اليك الرابط اخي الكريم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=816990
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[11 - 05 - 08, 12:30 ص]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
وطريقة الباحث في نقده وحكمه عَلَى الأحاديث أن يجمع طرق الْحَدِيْث ويستقصيها من الجوامع والمسانيد والأجزاء، ويَسْبُرَ (7) أحوال الرُّوَاة فينظر في اختلافها وفي مقدار حفظهم ومكانتهم من الضبط والإتقان، وعند ذَلِكَ وبعد النظر في القرائن يقع في نفس الباحث الناقد البصير أنّ الْحَدِيْث معل بإرسال في الموصول أو وصل في المرسل أَوْ المنقطع، أو سقوط رجل بسبب التدليس أو وقف في المرفوع، أو معارضة بما هُوَ أقوى لا تحتمل التوفيق، أو دخول حَدِيْث في حَدِيْث أو وهم أو ما أشبه ذَلِكَ من العلل القادحة، ثُمَّ يغلب عَلَى ظنه ذَلِكَ فيحكم بعدم صحة الْحَدِيْث أَوْ يتردد فِيْهِ فيتوقف عَنْ الحكم.
أود أن أضيف أن تفاوت الرواة في الضبط والإتقان لحديث شيخ بعينه أمر لا ينبغي أن تفوتنا دراسته، ولا التبحر فيه:
ولذلك افتتح الحافظ ابن رجب كتابه في أصول العلل (وهو الذي عقب به على كتابه شرح العلل)
قال الحافظ ابن رجب (عتر ج2/ص467، همام ج2/ص 663)
{معرفة صحة الحديث وسقمه تحصل من وجهين:
أحدهما: معرفة رجاله وثقتهم وضعفهم
ومعرفة هذا هين، لأن الثقات والضعفاء قد دونوا في كثير من التصانيف، وقد اشتهرت بشرح أحوالهم التواليف
والوجه الثاني: معرفة مراتب الثقات، وترجيح بعضهم على بعض عند الاختلاف، إما في الإسناد، وإما في الوصل والإرسال، وإما في الوقف والرفع، ونحو ذلك}
ثم شرع الحافظ ابن رجب في بيان أصحاب كبار أئمة الحديث، الذين عليهم مدار الرواية، فبدأ بعبد لله بن عمر، فبين أصحابه، وثنى بنافع، وثلث بعبد لله بن دينار، ..........
ـ[ماهر]ــــــــ[06 - 06 - 08, 10:20 ص]ـ
أجزل الله لكم الثواب وأدخلكم الجنة بغير حساب وجمعنا ووالدينا وإياكم في الفردوس الأعلى.(15/8)
هنا دلس ابن المبارك تدليس الشيوخ
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[19 - 12 - 06, 05:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد فهذه فائدة طريفة لعلم من أعلام هذه الأمة الإمام المبارك عبد الله بن المبارك-رضي الله عنه-فهو راوية قاضي مصر عبد الله بن لهيعة و أحد أصحابه المتقدمين و لكنه كان ينسبه أحيانا فيقول عن عبد الله بن عقبة الحضرمي
قال الخطيب: نسبه ابن المبارك إلى جده
حتى أن ابن أبي حاتم استشكل هذا الأمر فأرشده أبوه أن ابن عقبة الحضرمي هو عبد الله بن لهيعة المصري
والحمد لله رب العالمين
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 01 - 07, 04:31 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة.
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[27 - 03 - 07, 02:27 ص]ـ
و جزاكم أضعافا مضاعفة شيخنا الكريم
ـ[أبو إسحاق المالكي]ــــــــ[27 - 03 - 07, 01:10 م]ـ
بارك الله فيك على هذه الفائدة. ومن أراد أن يقف على عشرات من أمثلة تدليس الشيوخ فعليه بكتاب الخطيب البغدادي: الموضح لأوهام الجمع والتفريق.(15/9)
موضوع للنقاش: اشتراط البخاري ثبوت اللقي
ـ[عادل البيضاوي]ــــــــ[19 - 12 - 06, 10:18 م]ـ
أعلم أن شرط البخاري هذا أصبح من المسلمات لدى جميع الطلبة والباحثين لكنني وجدت كتابا يخالف مادرج عليه العلماء والطلبة وهذا الكتاب للشريف حاتم بن عارف العوني
http://www.saaid.net/book/1/323.zip
فيا طلبة الملتقى هل لديكم ماتفندون به دعوى هذا الكتاب
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[23 - 12 - 06, 04:42 م]ـ
قد ذكر الشيخ حفظه الله عن مجموعة من المتقدمين مثل الحاكم والشافعي وغيره بالدليل انهم يوافقون مسلم في قوله واثبت ان البخاري روى عدة احاديث هي على شرط مسلم لا على شرطه كما زعموا وقد قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: ((وإنما كان يتمُّ له (اي الامام مسلم) الإلزامُ لو رأى في صحيح البخاري حديثًا معنعنًا لم يثبت لُقِيّ راويه لشيخه فيه، فكان ذلك واردًا عليه)).
وقد أثبت الشيخان حاتم الشريف وخالد الدريس وجود ذلك لذلك رجح الشيخ خالد الدريس شرط البخاري مع اعترافه بأن البخاري قد يأخذ بالقرائن وهذا هو عين شرط مسلم الاوهو الاكتفاء بالمعاصرة اذا دلت القرائن على اللقي كمابينه ذلك الشيخ حاتم الشريف في بحثه ومن قبلهما ابن رشيد قال بان الخاري قد يأخذ بالقرائن ومن هنا نرى انهما اتفقا في الباطن واختلفا في الظاهر والله اعلم
قد اكون مصيبا وقد اكون مخطئا فلذا ارجو من الأخوة ايضاح ما هو خطأ ومن اراد التوسع والتأكد مما ذكرت فعليه الرجوع للرسالتين وقراْتهما بتأن والله اعلم
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[23 - 12 - 06, 04:44 م]ـ
قد ذكر الشيخ حفظه الله عن مجموعة من المتقدمين مثل الحاكم والشافعي وغيره بالدليل انهم يوافقون مسلم في قوله واثبت ان البخاري روى عدة احاديث هي على شرط مسلم لا على شرطه كما زعموا وقد قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: ((وإنما كان يتمُّ له (اي الامام مسلم) الإلزامُ لو رأى في صحيح البخاري حديثًا معنعنًا لم يثبت لُقِيّ راويه لشيخه فيه، فكان ذلك واردًا عليه)).
وقد أثبت الشيخان حاتم الشريف وخالد الدريس وجود ذلك لذلك رجح الشيخ خالد الدريس شرط البخاري مع اعترافه بأن البخاري قد يأخذ بالقرائن وهذا هو عين شرط مسلم الاوهو الاكتفاء بالمعاصرة اذا دلت القرائن على اللقي كمابينه ذلك الشيخ حاتم الشريف في بحثه ومن قبلهما ابن رشيد قال بان الخاري قد يأخذ بالقرائن ومن هنا نرى انهما اتفقا في الباطن واختلفا في الظاهر والله اعلم
قد اكون مصيبا وقد اكون مخطئا فلذا ارجو من الأخوة ايضاح ما هو خطأ ومن اراد التوسع والتأكد مما ذكرت فعليه الرجوع للرسالتين وقراْتهما بتأن والله اعلم
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[23 - 12 - 06, 04:45 م]ـ
ومن تلك الأمثلةالثالث: حديث قيس بن أبي حازم عن بلال بن رباح رضي الالمثال له عنه أنه قال لأبي بكر: ((إن كنتَ إنما اشتريتني لنفسك فأمسكني، وإن كنتَ إنما اشتريتني لله فدعني وعملَ الله)).وقد قال علي بن المديني في (العلل): ((روى عن بلال ولم يلقه)).
فلمّا أزاد العلائي الدفاع عن ذلك قال: ((في هذا القول نظر، فإن قيسًا لم يكن مدلّسًا، وقد وَرَدَ المدينةَ عقب وفاة النبي ?، والصحابة بها مجتمعون، فإذا روى عن أحدٍ الظاهرُ سماعُه عنه)).
وبنحو ذلك دافع خالد الدريس عن هذا الحديث في صحيح البخاري، مضيفًا أنه حديثٌ موقوفٌ وفي باب المناقب.
وبذلك نرجع أن البخاري اكتفى في إخراجه لهذا الحديث بشرط مسلم.
ذكره الشيخ حاتم في رسالته
ـ[ياسر السيلي]ــــــــ[08 - 01 - 07, 07:45 ص]ـ
الأخ البيضاوي ..
صحيح أن شرط البخاري أصبح من المسلمات .. لكن هذه المسلّمة لم تبن على دليل .. كتصريح البخاري مثلا بذلك , أو على استقراء صحيح , أو حتى على تصريح من أحد أئمة هذا الفن المتقدمين أن البخاري يشترط ثبوت اللقاء والسماع بين الراويين حتى يحكم بالاتصال!!
وإنما أصبحت مسلّمة لتتابع المتأخرين على إيرادها جيلا بعد جيل إلى زماننا!!
والحقيقة أنني كنت أسلم بما يقوله مشايخنا عند شرحهم مقدمة مسلم مع أن في النفس تساؤلات واستغراب من إنكار الإمام مسلم الشديد على الإمام البخاري ووصفه له بأوصاف لا تليق به مع إجلاله له!! وكيف لمسلم _ وهو من هو في هذا الفن _أن يدعي الإجماع على أمر , جمهور المحدثين على خلافه!؟
والحقيقة أن هذه التساؤلات لم تزل من نفسي إلا بعد ما قرأت كتاب الشيخ العوني وما فيه من طرح علمي جريء جزاه الله خيرا ونفع به.
ماذكره الشيخ العوني في كتابه مدعم بالأدلة التي يقطع من اطلع عليها بصحة ما ذهب إليه!
ولولا أني تربيت بحمد الله منذ صغري على المنهج السلفي من اتباع الدليل ونبذ التقليد لثقل عليّ الاخذ بهذا القول .. فلله الحمد أولا وآخرا.
ـ[حسن باحكيم]ــــــــ[13 - 01 - 07, 12:32 م]ـ
السلام عليكم
الاخ البيضاوي ماقاله الاخ السيلي صحيح ونحن ايضا كنا نسلم لما نقراءه في كتب المصطلح من ان البخاري له شرط يخالف فيه الامام مسلم ,الى أن نزل كتاب الشيخ حاتم ((اجماع المحدثين)).والحق ماقاله الشيخ حاتم سلمه الله لان الادلة تدعمه وادلة ليست بالهينة , ونحن الى الان ننتظر رد علميا يخالف ماكتبه الشيخ حاتم او ينقض ادلت الشيخ فلم نجد الا بحث هزيل للشيخ ابراهيم اللاحم الذي في الحقيقة ماكان له يخرجه , لانه لايوجد به رد علميا بل فيه تنقص للشيخ وقد رد عليه الشيخ حاتم برد جيد فجزاه الله خير.
¥(15/10)
ـ[أبوصالح]ــــــــ[15 - 01 - 07, 01:00 ص]ـ
بحث هزيل للشيخ ابراهيم اللاحم الذي في الحقيقة ماكان له يخرجه , لانه لايوجد به رد علميا بل فيه تنقص للشيخ وقد رد عليه الشيخ حاتم برد جيد فجزاه الله خير.
رحمك الله يا أخي
أين احترام العلماء
لو لم يكن الا توقير ذي الشيبة المسلم لكفى
فوصفته بانه هزيل!
قد يحرم العبد فقه كتاب ربه وسنة نبيه بكلمات ينبسها ولا يعييها
واما الشيخ المحدث ابوعمر اللاحم
فجزاه الله خيرا على ما يتحف به الطلبة من بحوث مؤصلة ونفائس ودرر
جزاه الله خير الجزاء
والله ان الانسان ليبيت بفائدة من كتبه
وقلبه يكاد يطير سرورا وفرحا
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[15 - 01 - 07, 06:20 ص]ـ
فلم نجد الا بحث هزيل للشيخ ابراهيم اللاحم الذي في الحقيقة ماكان له يخرجه , لانه لايوجد به رد علميا بل فيه تنقص للشيخ
هذا عيب عليك إذ لا زلتَ مبتدئًا، لا تحسن حتى تكوين جملة سليمة لغةً.
والشيخ إبراهيم لم يُرِدِ الردَّ على كتاب (الإجماع) في كتابه (الاتصال والانقطاع) -ولا أدري هل اطلعتَ عليه أم غرَّتك عباراتُ (الانتفاع)؟! -، وإلا فالحق عنده ناصعٌ نصوع الشمس أن (الإجماع) منقوضٌ فقرة فقرة، وأن أبعد قول عن الصواب ما توصل إليه الشيخ حاتم فيه.
وانظر ردَّ الشيخ أبي الأشبال أحمد شاغف، لتعرف أنه يوجد ردٌّ علميٌّ آخر غير ذلك الردّ (الهزيل!):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=86712
والشيخ ماهر الفحل أخبر أن لديه مصنّفًا في مقدمته ردٌّ على جوانب من كتاب (الإجماع)، فهذا ردٌّ ثانٍ غير ذلك البحث (الهزيل!).
هذه المسألة تختلف فيها كبار الفهوم، ويتعسر على العلماء الإحاطة بها وفهمها الفهم الدقيق، فليكن هذا في بالك حاضرًا، وأنت (ترجح!) لنا الصواب فيها.
ـ[أحمد الصدفي]ــــــــ[15 - 01 - 07, 08:57 ص]ـ
هذه المسألة تختلف فيها كبار الفهوم، ويتعسر على العلماء الإحاطة بها وفهمها الفهم الدقيق، فليكن هذا في بالك حاضرًا، وأنت (ترجح!) لنا الصواب فيها.
جزاكم الله خيرا يا شيخ محمد، و قد كنت عازما على التعليق على كلام الأخ حسن و لكن - ولله الحمد - قد سبقني بالتعليق من هو أعلم مني،
و قد أخبرني أحد طلبة العلم أن الشيخ اللاحم قد كتب ردا خاصا على كتاب الإجماع إلا أنه لم ينشره بعد، فهل هذا صحيح؟
ـ[أبوصالح]ــــــــ[16 - 01 - 07, 03:52 م]ـ
وفق الله الجميع لكل خير
هذه رابط لجواب للشيخ علي الصياح
http://www.hadiith.net/LIBRARY/ftwa.php?action=play&&id=299
وفي فهرس فوائد رسالة (الحديث الحسن دراسة استقرائية نقدية) للشيخ خالد الدريس كلام عن هذه المسألة بعينها
ـ[ابن العيد]ــــــــ[16 - 01 - 07, 05:48 م]ـ
جزاكم الله جميعا خيرا وإننامنتظرين إلى الجديد منكم في هذا الموضوع سواء كان للشيخ حاتم ومن يرى رأيه أو للشيخ شاغف وموافقيه
بذلك نتعرف مدى الاختلاف بين المجتهدين وماعليهم كانوا عندذلك ..................
ـ[حسن باحكيم]ــــــــ[17 - 01 - 07, 08:18 م]ـ
[هذا عيب عليك إذ لا زلتَ مبتدئًا، لا تحسن حتى تكوين جملة سليمة لغةً.
والشيخ إبراهيم لم يُرِدِ الردَّ على كتاب (الإجماع) في كتابه (الاتصال والانقطاع) -ولا أدري هل اطلعتَ عليه أم غرَّتك عباراتُ (الانتفاع)؟! -، وإلا فالحق عنده ناصعٌ نصوع الشمس أن (الإجماع) منقوضٌ فقرة فقرة، وأن أبعد قول عن الصواب ما توصل إليه الشيخ حاتم فيه.
وانظر ردَّ الشيخ أبي الأشبال أحمد شاغف، لتعرف أنه يوجد ردٌّ علميٌّ آخر غير ذلك الردّ (الهزيل!):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=86712
والشيخ ماهر الفحل أخبر أن لديه مصنّفًا في مقدمته ردٌّ على جوانب من كتاب (الإجماع)، فهذا ردٌّ ثانٍ غير ذلك البحث (الهزيل!).
هذه المسألة تختلف فيها كبار الفهوم، ويتعسر على العلماء الإحاطة بها وفهمها الفهم الدقيق، فليكن هذا في بالك حاضرًا، وأنت (ترجح!) لنا الصواب فيها
من اخبرك باني مبتدئ يا اخانا .......... وانا قلت هذه لما وجدنت من ضعف الرد ولكن ربماخانني التعبير.
واما كون ما ترجح للشيخ حاتم بانه منقوض هذا رايه ولكن عليه بالدليل هو من خالف.
ـ[عادل البيضاوي]ــــــــ[21 - 01 - 07, 03:18 م]ـ
أيها الإخوة بارك الله فيكم هذا الموضوع للنقاش وليس للطعن في أحد
فالمرجو إثراء الموضوع دون المساس بأحد
وجزاكم الله خيرا
ـ[حسن باحكيم]ــــــــ[22 - 01 - 07, 12:14 ص]ـ
حُذف
## المشرف ##
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[22 - 01 - 07, 02:00 م]ـ
قد ذكر الشيخ حفظه الله عن مجموعة من المتقدمين مثل الحاكم والشافعي وغيره بالدليل انهم يوافقون مسلم في قوله واثبت ان البخاري روى عدة احاديث هي على شرط مسلم لا على شرطه كما زعموا وقد قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: ((وإنما كان يتمُّ له (اي الامام مسلم) الإلزامُ لو رأى في صحيح البخاري حديثًا معنعنًا لم يثبت لُقِيّ راويه لشيخه فيه، فكان ذلك واردًا عليه)).
وقد أثبت الشيخان حاتم الشريف وخالد الدريس وجود ذلك لذلك رجح الشيخ خالد الدريس شرط البخاري مع اعترافه بأن البخاري قد يأخذ بالقرائن وهذا هو عين شرط مسلم الاوهو الاكتفاء بالمعاصرة اذا دلت القرائن على اللقي كمابينه ذلك الشيخ حاتم الشريف في بحثه ومن قبلهما ابن رشيد قال بان الخاري قد يأخذ بالقرائن ومن هنا نرى انهما اتفقا في الباطن واختلفا في الظاهر والله اعلم
قد اكون مصيبا وقد اكون مخطئا فلذا ارجو من الأخوة ايضاح ما هو خطأ ومن اراد التوسع والتأكد مما ذكرت فعليه الرجوع للرسالتين وقراْتهما بتأن والله اعلم
الرسالة المذكورة هي:
موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين: للشيخ خالد منصور عبدالله الدريس. الطبعة الأولى (1417هـ). مكتبة الرشد: الرياض
¥(15/11)
ـ[حسن باحكيم]ــــــــ[23 - 01 - 07, 09:47 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عادل البيضاوي]ــــــــ[23 - 01 - 07, 11:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا
هل تلك الرسالة موجودة على النت؟
ـ[عبدالخالق الخبتي]ــــــــ[24 - 01 - 07, 12:29 ص]ـ
إذكاءً لأدب الحوار، وتذكيراً باحترام أهل العلم وطلابه .. أنقل لكم من فتوى الشيخ علي الصياح والتي نقل لنا رابطها الأخ أبو صالح وفقه الله رد الشيخ علي على الشيخ الشريف حاتم العوني .. بعد أن ذكر رأيه في المسألة قال:
" ... ولفضيلة الشيخ الدكتور: حاتم الشريف رأي في هذه المسأله حرره في كتابه «إجماع المحدثين على عدم اشتراط العلم بالسماع في الحديث المعنعن بين المتعاصرين» انتصر فيه لقول مسلم، وبين أنه لا لا خلاف بين البخاري ومسلم في هذه المسألة، ومع تقديري الكبير للشيخ-وفقه الله ونفع بعلمه- إلاَّ أني لا أوافقه في هذا لما تقدم من ظهور قول البخاري في كتبه وتصرفاته، والله أعلم. - هذه المسألة من المسائل الدقيقة في علوم الحديث، والخلاف فيها قديم بين كبار المحدثين كما تقدم، فمن اختار هذا القول أو ذاك فهو مسبوق من قبل سلف صالح من أئمة الحديث المتقدمين، والمطلوب من الباحث المنصف أن يستفرغ وسعه في طلب الحق، وأن يؤيد كلامه بالحجج التي بانت له وأن يجيب عن الاعتراضات الواردة، وهو في ذلك بين أجر وأجرين. والله أعلم "
فجزى الله الشيخ علي خير الجزاء.
ـ[حسن باحكيم]ــــــــ[24 - 01 - 07, 10:07 م]ـ
احسن الله اليك
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[01 - 03 - 07, 01:27 م]ـ
ولكن ما هو مذهب الأئمة كأبي حاتم وابن المديني وأبي زرعة وأبي داود في هذه المسألة؟
ـ[أبو محروس]ــــــــ[02 - 03 - 07, 01:04 ص]ـ
أما كون الحق عند اللاحم وأبي الأشبال ناصع نصوع الشمس ... فهو من باب حسن الظن بهما وهما أهل لذلك، لكني لم أجد في كتابهما ما وصفت!! ولعل هذا عيب مني، إذ لا زلت مبتدئا لا تحسن فهم.
فمثلا: لم يذكر أبو الأشبال عيوبا تؤثر في المسألة شيئا، فتأمل أيها الفاضل!! قال أبو الأشبال: [قد مر من قبل أن قلت: (لقد أبان مسلم عن رأيه … إلخ) والآن تقول: (الإجماع الذي نقله مسلم … إلخ). فأي قولك صحيح الأول أو الثاني؟] مع عدم وجود تعارض بينهما!!
وليس وجود أخطأ في عبارة أو نقل داعي لإسقاط المسألة والكتاب كله، فهذا البخاري لم يسلم لا في التاريخ الكبير ولا في الصحيح من العيوب!!
لذلك لو قام طالب علم بتلخيص تلك الردود التي تتعلق بصلب المسألة، بعيدا عن تلك الردود الهامشية، ليتبين الحق في المسألة، ويثبت أنها ليست ردود هزلية بعيد عن الرد العلمي كل البعد!!!
فمثلا: هناك من المتقدمين من ادعى الإجماع كما قرر ذلك الشريف وغيره، فهل هناك نصوص صريحة صحيحة عن المتقدمين تنفي الإجماع وتثبت الاختلاف؟؟؟؟؟؟
ـ[إسلام حسن ياسين]ــــــــ[02 - 03 - 07, 03:03 ص]ـ
اسمحوا لي ان اشاطركم الرأي بان الموضوع قد بحث في كتاب شرح علل الترمذي لاستاذي الدكتور همام سعيد اطال الله عمره فمن شاء الازيادة فليرجع اليه
ثم مع احترامي الشديد لجميع الاخوة اقول لايعرف الحق بالرجال ولكن اعرف الحق تعرف الرجال
ولكم اخوتي النظر في كتاب شروط الائمة الخمسة وكذلك شروط الائمة الستة والله ولي التوفيق
ـ[أبو عاصم العتيبي]ــــــــ[02 - 03 - 07, 11:19 ص]ـ
من قال أن البخاري يشترط اللقاء فلماذا أخرج البخاري عن عبد الله بن بريدة عن أبيه؟
مع أن البخاري نفى سماع سليمان بن بريدة من أبيه، وبعض أهل العلم نفوا سماع عبد الله بن بريدة من أبيهّأيضا!
وقد عاشا مع أبيهما ومات أبوهما وهم في سن الثامنة والاربعين!!!
ومن قال بشرط ثبوت اللقاء هل يضعف أحاديث سليمان بن بريدة عن أبيه التي أخرجها مسلم في صحيحه؟
بل ماعساه أن يقول في أحاديث مسلم الذي صرح قي مقدمته أنه ينج منهج المعاصرة والسلامة من التدليس.
فإذا كان شرط البخاري فقط داخل الصحيح فأين اشترطه ابن المديني وغيره؟
وإن كان هذا شرط للصحيح يلزم من يقول بهذا تضعيف الكثير من أحاديث مسلم!!!
ـ[حامد الاندلسي]ــــــــ[30 - 04 - 07, 12:58 ص]ـ
فمثلا: هناك من المتقدمين من ادعى الإجماع كما قرر ذلك الشريف وغيره، فهل هناك نصوص صريحة صحيحة عن المتقدمين تنفي الإجماع وتثبت الاختلاف؟؟؟؟؟؟
نحن نطالب من يخالف الاجماع بدليل صريح كما فعل الامام مسلم.
ـ[ابن العيد]ــــــــ[31 - 12 - 08, 08:09 م]ـ
ابن رجب مع الإمام البخاري في شرح العلل للترم>ي
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[31 - 12 - 08, 08:54 م]ـ
جاء في مقدمة صحيح الإمام مسلم بشرح الإمام النووي - في الموازنة بين البخاري و مسلم - ما نصه:
" و مما ترجح به كتاب البخاري أن مسلمًا رحمه الله كان مذهبه بل نقل الإجماع في أول صحيحه أن الإسناد المعنعن له حكم الموصول بسمعت بمجرد كون المعنعِن و المعنعَن عنه كانا في عصر واحد و إن لم يثبت اجتماعهما و البخاري لا يحمله على الاتصال حتى يثبت اجتماعهما و هذا المذهب يرجح كتاب البخاري و إن كنَّا لا نحكم على مسلم بعمله في صحيحه بهذا المذهب لكونه يجمع طرقًا كثيرة يتعذر معها وجود هذا الحكم الذي جوزه و الله أعلم" انتهى بنصه وحرفه.
أفلا يثبت هذا شرط البخاري في ثبوت اللقاء؟
قد يقول قائل: بلى، و لكن في وجود العنعنة فقط.
يقال له: في حالة "سمعت" و "حدثني" و "أخبرني" ثبت اللقاء بلا شك، فلم يبقَ إلا العنعنة.
فما قولكم في هذا؟
¥(15/12)
ـ[أبو بكر الأمريكي]ــــــــ[05 - 08 - 09, 01:09 ص]ـ
قد بحث الشيخ بشير علي عمر رأي الإمام أحمد في كتاب (منهج الإمام أحمد في إعلال الحديث) - وهو كتاب مفيد - وذكرت نصوصا عنه في ذلك:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1084843&postcount=9
في قسم الكتاب الذي يتعلق بمسألة الاتصال وثبوت السماع، ذكر الأدلة على اشتراط أحمد لثبوت السماع للحكم بالاتصال وتفسيره لها وكذلك ذكر بعض ما يمكن أن يستدل به على أن أحمد لا يشترط ذلك كما يقول الشيخ حاتم الشريف
لكن أرى أن في بعض استدلالاته على كلا الأمرين بعض النظر، والمسألة تحتاج إلى بحث أكثر لكي يعرف التفسير الصواب للنقول التي ذكرها عن أحمد
وبعضها واضح أنها لا تطابق الدعوى لأنها نصوص حول رواة مدلسين ومورد الخلاف في الرواة الذين لم يعرفوا بالتدليس
والله أعلم
وأنا متردد في هذه المسألة، أميل إلى قول الشيخ حاتم لكن يبقى عندي إشكال وهو أنه يبدو أن الأسانيد التي انتقدت بالانقطاع أكثر في صحيح مسلم منها في صحيح البخاري فهذا قد يدل على تغاير ما بين طريقة مسلم وطريقة البخاري في التعامل مع إثبات الاتصال
والله أعلم
ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[08 - 05 - 10, 03:02 م]ـ
كل منصف يقول إن كتاب شيخنا أبي محمد الشريف أعجوبة في بابه حقق ما تقلده غيره من بعد القاضي عياض
وعندي من أقوى الحجج إجماع مسلم والسكوت التام عنه من قبل المتقدمين ونص المقدسي إن كُلَّ من أخرجا حديثه في هذين الكتابين ـ وإن تكلم فيه بعضُ الناس ـ يكون حديثُه حجةً، لروايتهما عنه في الصحيح. إذ كانا (رحمةُ الله عليهما) لم يُخرجا إلا عن ثقة عدل حافظ، يحتمل سِنُّهُ ومولدُه السماعَ مِمّن تقدّمه، على هذه الوتيرة، إلى أن يصل الإسنادُ إلى الصحابي المشهور
ـ[أبو تميم الكفرسي]ــــــــ[17 - 05 - 10, 02:15 ص]ـ
هلا قرأ أحدكم كتاب السنن الأبين والمورد الأمعن في الفصل بين الشيخين في السند المعنعن بدلا من التحاكم الى بعض كتب المعاصرين التي تحيد النفس عن حب مطالعتها
ـ[أبو الحسين الحسيني]ــــــــ[17 - 05 - 10, 04:04 م]ـ
السلام عليكم جميعا وبعد: فإن الإمام مسلم لم يعني بكلامه الشديد في المقدمة الإمام البخاري حاشا وكلا ولو أن ابن رجب رحمه الله في شرحه علل الترمذي ذكر ذلك وهذا لا يسلم له؛ فمسلم يصف البخاري بإستاذ الأستاذين وطبيب الحديث في علله ثم يشنع عليه. مع العلم أن البخاري شيخه وقد قال أحدهم لولا البخاري ما جاء مسلم ولا راح رحمهما الله. لكن مسلم يعني آخرين غير البخاري قطعا فقد وصفه بعدم العلم وقلة البضاعة كما هو مفهوم من مقدمته والتي نقلها ابن رجب وعلق عليها الأستاذ الدكتور همام. ولكن للأدب الجم الذي يحمله الإمام مسلم ما استساغ رحمه الله أن يذكره. أما بخارينا رحمه الله الرحمة الواسعة لم يشر إلى شرطة لذا اختلف العلماء فيه فمنهم من قال هو شرط للصحيح أو شرط لأعلى درجات الصحيح أو شرط كتاب وهذا الأخير رجحه الألباني رحمه الله. فلا ينبغي والحالة هذه الإختلاف الشديد بين المختلفين. ومن المناسب هنا أن أذكر أن الأستاذ الدكتور همام قد أجاد جدا وأفاد فائدة عظيمة في تحقيقه ودراسته لكتاب شرح علل الترمذي وكنت قد انتهيت من قراءته قبل أيام،بارك الله في عمر الأستاذ الدكتور. أبو الحسين
العراق/ بغداد
ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[18 - 05 - 10, 01:53 م]ـ
هلا قرأ أحدكم كتاب السنن الأبين والمورد الأمعن في الفصل بين الشيخين في السند المعنعن بدلا من التحاكم الى بعض كتب المعاصرين التي تحيد النفس عن حب مطالعتها
لا أوافق لا جملة وتفصيلا فهناك من المعاصرين من المحققين فأيهما اثقل وزنا في الكلام على الرجال عبد الله السعد ام السيوطي مع انه معاصر والآخر عالم موسوعي لا شك شيخنا أبي عبد الرحمن السعد أثقل ولذالك لتخصصه في نقد الرواة والتخصص مظنة التعمق
لكن بالنسبة لشيخنا حاتم رد عليه حججه بدل من هذا الكلام الذي يدل عفوا على نوع من التقوقع فلماذا نحرم نفسنا من خير المعاصرين ولماذا لم يقل طلاب العلم في زمن صاحب السنن الأبين إتركوا هذا المعاصر وعليكم بالإجماع الذي نقله مسلم وسكت عليه الجماعة قبل القاضي عياض
ـ[أبو الحسين الحسيني]ــــــــ[18 - 05 - 10, 03:58 م]ـ
السلام عليكم لم أفهم كلامك أبدا أخي المساكني فلو أوضحت لنا مرادك بـ "لا أوافق لا جملة وتفصيلا" بارك الله فيك. وهل نحن نبحث عن الحق في مثل هذه المسائل أم نبحث عن موافقة الغير بارك الله فيك. ونحن لا نغمط حق المعاصرين أبدا من العلماء وطلبة العلم.
ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[18 - 05 - 10, 04:48 م]ـ
أوضح أخي هو من ضمن أسباب عزوفه عن إتباع الرأي الذي يعتقد الإجماع في المسألة قبل القاضي عياض أن مؤلف الكتاب معاصر فقلت له هذا ليس منهج علمي فكذالك ابن رشيد كان معاصرا لغيره حين ألف الكتاب الذي رد على مسلم بن الحجاج وهو من نقاد المتقدمين الإجماع الذي إدعاه والذي سكت عليه بقية النقاد في عصره وغير عصره إلى حد شرح القاضي عياض لمقدمة صحيحه
أرجو أن يكون الكلام واضحا الآن
فلا أوافق الأخ لا جملة ولا تفصيلا فيما ذهب إليه في هذه القضية فلا أوافقه في النتيجة ولا أوافقه في طريقة مناقشته للقضية
¥(15/13)
ـ[أشرف عبد الله]ــــــــ[24 - 05 - 10, 03:00 ص]ـ
... فأيهما اثقل وزنا في الكلام على الرجال عبد الله السعد ام السيوطي مع انه معاصر والآخر عالم موسوعي لا شك شيخنا أبي عبد الرحمن السعد أثقل ولذالك لتخصصه في نقد الرواة والتخصص مظنة التعمق
ما هذا الكلام؟؟؟؟؟؟؟
الشيخ السعد - حفظه الله ورعاه - أثقل وزنا من الإمام السيوطي في هذا المجال؟
معذرة أخي الفاضل، هذا الرد من أعجب الردود التي قرأتها حتى الآن
وأنصح أن يكون الحديث حول الأدلة لا الأشخاص حتى لا نقع في مثل هذا
ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[24 - 05 - 10, 01:17 م]ـ
نعم في الجرح والتعديل ونقد الرواة أثقل وزنا وأشرطته دالة على ذالك وإذا كنت تخالفني فلو تكرمت أن تخرج لي ما كتبه السيوطي في الجرح والتعديل التطبيقي
وكلامي ليس بغرض التشخيص المحض بل كمثال توضيحي لمن يظن أن المعاصرين كم مهمل لن يأتوا بجديد فلو قرأت مجرى الحوار لما ظهر لك ردي كواحد من أعجب الردود التي قرأتها في حياتك كما تفضلت
وشكرا
ـ[أشرف عبد الله]ــــــــ[25 - 05 - 10, 05:28 ص]ـ
أخي الحبيب
الاستفادة من المعاصرين وإثبات علمهم مطلقا شيء، ومقارنتهم وعلمهم بالمتقدمين وعلمهم شيء آخر، لا سيما إذا كانت المقارنة من أمثالنا.
أخي الفاضل إن الحديث العلمي إنما يتناول الأدلة دون الأشخاص، لكن مع إنزال كل منزلته، ولا أظن أحدا من الأولين والآخرين يوافقك على نتيجة مقارنتك بين الإمام الذي صنف ألفية الحديث في خمسة أيام وبين فضيلة الشيخ الحبيب إلى قلوبنا، ولا الشيخ نفسه.
وأرجو أن نوقف النقاش حول هذه المسألة ونشارك إخواننا في موضوع المناقشة الأصلي
أخوك ومحبك أشرف
ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[25 - 05 - 10, 12:52 م]ـ
أخي الحبيب
الاستفادة من المعاصرين وإثبات علمهم مطلقا شيء، ومقارنتهم وعلمهم بالمتقدمين وعلمهم شيء
أخوك ومحبك أشرف
في هذه النقطة أصبت الحق وأنا أوافق الرأي لكن بصراحة لا أنظر للسيوطي كنظري لأبي حاتم والذهلي الفرق كبير جدا فهو عندي ليس من المتقدمين أصلا ولكنه عالم موسوعي جليل نفع الله به في مختلف الميادين وأنا قارنته بمجال محدد فقط بما أن الشيخ متخصص فيه وعلى العموم اثارهما تدل على ما قلت
لكن لا بأس أخي اشرف لنعد لأصل الموضوع لكن أرجو أن يكون ردي السابق قد إرتفع عن درجة من أعجب الردود التي قرأتها في حياتك إلى درجة رد يستغرب أو فيه نظر مثلا
:) إبتسامة
أخوك المساكني
ـ[أشرف عبد الله]ــــــــ[28 - 05 - 10, 02:37 ص]ـ
السلام عليكم
أعتذر إليك أخي الحبيب عن تسرعي في الرد، وعن تعبيري ب "أعجب الردود" الذي لم يكن في محله، وأرجو أن تغفرها لي، وما ذكرته من وجود فرق كبير بين الإمام السيوطي وأبي حاتم وطبقته صحيح في نظري تماما، لكن يقال مثله في الفرق بين الإمام السيوطي وشيخنا السعد. والمتقدمون والمتأخرون في كلامنا مصطلحات نسبية، وإلا فالسيوطي متأخر إذا ما قارناه بأبي حاتم وأحمد وابن المديني و ....
وأحب أن أقرأ رأيك الأريب في مسألة النقاش وما دار حولها
وبالمناسبة، أنا لم أقل في مشاركتي كلمة " في حياتي ":) إبتسامة
أخوك ومحبك أشرف
ـ[أديب بشير]ــــــــ[13 - 06 - 10, 06:10 م]ـ
ومن تلك الأمثلةالثالث: حديث قيس بن أبي حازم عن بلال بن رباح رضي الالمثال له عنه أنه قال لأبي بكر: ((إن كنتَ إنما اشتريتني لنفسك فأمسكني، وإن كنتَ إنما اشتريتني لله فدعني وعملَ الله)).وقد قال علي بن المديني في (العلل): ((روى عن بلال ولم يلقه)).
لا يصح التمثيل بهذا فقول ابن المديني يجعل هذا الحديث منقطعا عند الجميع (لاحظ أنه لم يقل: روى عن بلال و لم يثبت أنه لقيه) ولو لو أقره عليه البخاري لما رواه(15/14)
فوائد متفرقة عن الإمام مالك وكتابه الموطأ
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[21 - 12 - 06, 05:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
أمَّا بعد:
نظرأً لأهمية كتاب الموطأ للإمام مالك بن أنس عند المسلمين عامة وطلاب الحديث خاصة أحببت أن أجمع بعض ما يتعلق بهذا الكتاب (الموطأ) وصاحبه الإمام مالك بشيء من الاختصار يستفيد منه المبتدي ولا يستغني عنه المنتهي
وهذا المبحث يضاف إلى بقية المباحث التي كُتبت عن موطأ الإمام مالك وهي كثيرة قديمًا وحديثًا وكنت قد نشرت ُ في هذا الملتقى دراسة مختصرة عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله وسوف ننشر قريباً دراسة مختصرة عن الإمام الشافعي قريباً إن شاء الله
وكان هذا البحث عبارة عن بحث شخصي لي قصدت منه الاطلاع أكثر عن منهج الإمام مالك وكتابه الموطأ ثم بدا لي نشره حتى يستفيد منه طلاب العلم وكما قيل قد يوجد في النهر مالايوجد في البحر
وكنتُ قد نشرت هذا البحث قبل سنتين تقريباً في ملتقى أهل الحديث وقد حذفتُ وأضفتُ ورتبتُ وهذبتُ أشياء يسيرة في هذا البحث و حسبي أني اجتهدت في التعريف بهذا الكتاب العظيم ولم أقصد الاستيعاب وإنما هي مجموعة فوائد متعددة متفرقة أحببتٌُ أن أجمعها في مكان واحد للاستفادة منها
ويتضمن هذا البحث المختصر عدة أمور
1 - ترجمة مختصرة للإمام مالك ومعها بعض الفوائد الحديثية
2 - ذكر رواة الموطأ عن مالك
3 - مشاهير شيوخ الإمام مالك بن أنس بن أبي عامر
الأصبحي الحميري وذكر حديث واحد لكل شيخ من شيوخه في الموطأ باختصار
ومن خلال هذا البحث المختصرالماتع نعرف مدى دقة الإمام مالك في كتابه وتحريه في الرواية وهناك أمور كثيرة لم أذكرها هنا رغبة في الاختصار وعدم التطويل وسوف أتوسع كثيراً إذا شرعت في نشره إن شاء الله ومن لديه فائدة أو زيادة أو كانت هناك معلومة ناقصة أوإضافة فهذا مما يسرني فالمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه
و (ا المنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه)
والسعيد من عدت غلطاته وما اشتدت سقطاته
وقيل أيضاً:لو كانت للكلمات أجنحة فطارت لتعود على أعشاشها القديمة التي انطلقت منها لما بقي في كتبنا إلا أقل القليل.
قال أبو محمد بن حزم: ((وإنما ذكرنا التآليف المستحقة الذكر والتي تدخل تحت الأقسام السبعة التي لا يؤلّف عاقل إلاّ في أحدها وهي1 - : إما شي لم يسبق إليه يخترعه
2 - أو شيء ناقص يتمّه،3 - أو شيء مستغلق يشرحه،4 - أو شيء طويل يختصره دون أن يخلّ بشيءٍ من معانيه5 - ، أو شيء متفرّق يجمعه،6 - أو شيء مختلط يرتّبه،7 - أو شيء أخطأ مؤلّفه يصلحه)) ().
وأخيرًا: أسأل كلّ من وقف على هذا البحث المسامحة عما فيه من التقصير، وإصلاح ما فيه من الغلط بعد التحرير؛ وسبب الغلط في الغالب النسيان، وقد جُبل عليه كل إنسان. وأقول كما قال الحريري:
وإن تجد عيبًا فَسُدَّ الخللا فجلَّ من لاعيب فيه وعلا (
وأخيرًا: أسأل كلّ من وقف على هذا البحث المسامحة عما فيه من التقصير، وإصلاح ما فيه من الغلط بعد التحرير؛ وسبب الغلط في الغالب النسيان، وقد جُبل عليه كل إنسان. وأقول كما قال الحريري:
وإن تجد عيبًا فَسُدَّ الخللا فجلَّ من لاعيب فيه وعلا ()
-------------------------------------------------------------------------------------------------------
(1) نوادر الإمام ابن حزم (السِّفر الثاني، ص 300).
(2) ملحة الإعراب للحريري (372).
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[22 - 12 - 06, 10:44 ص]ـ
ترجمة مختصرة للإمام مالك بن أنس رحمه الله (ت179)
نسبه ولقبه: هو شيخ الإسلام حجة الأمة إمام دار الهجرة
أبو عبد الله مالك ابن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن (جثيل أو خثيل) بن عمرو بن الحارث وهو ذو أصبح بن عوف بن مالك بن زيد بن شداد الحميري فهو حميري صليبة وقرشي حلفاً
وأم مالك: العالية وقيل الغالية بنت شريك بن عبد الرحمن بن شريك الأزدية
وكان (أبو عامر) جده حليف عثمان بن عبيد الله التيمى (أخي طلحة بن عبيدالله التيمي)
¥(15/15)
قال أبو عمر: لا أعلم أن أحدًا أنكر أن مالكًا ومن ولده كانوا حلفاء لبنى تيم بن مرة من قريش ولا خالف فيه إلا أن محمد بن اسحاق زعم أن مالكًا وأباه وجده وأعمامه موالي لبنى تيم بن مرة وهذا هو السبب لتكذيب مالك لمحمد بن إسحاق وطعنه عليه
وقد روي عن ابن شهاب أنه حدث عن أبى سهيل نافع بن مالك فقال حدثنى نافع بن مالك مولى التيميين
وهذا عندنا لا يصح عن ابن شهاب
قال أبو حاتم الشريف:وهذا الإسناد ذكره البخاري في الصحيح قال البخاري: حدثني يحيى بن بكير قال: حدثني الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني ابن أبي أنس، مولى التيميين، أن أباه حدثه: أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين).
قال ابن حجر: قال النسائي وهو خطا قوله مولى التيميين أي مولى بني تيم والمراد منهم آل طلحة بن عبيد الله أحد العشرة وكان أبو عامر والد مالك قد قدم مكة فقطنها و حالف عثمان بن عبيد الله أخا طلحة فنسب إليه وكان مالك الفقيه يقول لسنا موالي آل تيم إنما نحن عرب من أصبح ولكن جدي حالفهم وهذا
كنيته: يكنى أبا عبد الله
نشأته: نشأ الإمام مالك في المدينة النبوية ودرس على علمائها وشيوخها حتى فاق أقرانه وتقدم عليهم بفضل الصبر والإخلاص والعلم واليقين
وقيل عن مالك:
يدع الجواب فلا يراجع هيبة **والسائلون نواكس الأذقان
عزالوقار ونور سلطان التقى * *فهوالمهيب وليس ذا سلطان
شيوخه:
يروى مالك بن أنس عن جماعة من المحد ثين المشهورين منهم: الزهرى ونافع وعبد الله بن ديناروجعفر الصادق
وسالم وُسمي وأبو الزناد وسهيل بن أبي صالح وربيعة الرأي وغيرهم كثير وسوف يأتي ذكرهم في مبحث مستقل في آخر هذا البحث
ولادته ووفاته:
ولادته:كان مولده سنة ثلاث وتسعين (93) وقد قيل إن أمه كانت حامًلا به ثلاث سنين!!
ومات سنة تسع وسبعين ومائة (179) ودفن بالبقيع رحمه الله
قال إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس:اشتكى مالك بن أنس أيامًا يسيرة فسألت بعض أهلنا عما قال عند الموت فقال تشهد ثم قال [لله الأمر من قبلُ ومن بعدُ] وتوفي صبيحة أربع عشرة من شهر ربيع الأول سنة تسع وسبعين ومائة (197) في خلافة هارون وصلى عليه عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب وهو ابن زينب بنت سليمان بن علي بأمه كان يعرف يقال عبد الله بن زينب وكان يومئذ واليا على المدينة فصلى على مالك في موضع الجنائز ودفن بالبقيع وكان يوم مات ابن خمس وثمانين سنة (85)
قال محمد بن سعد فذكرت ذلك لمصعب بن عبد الله الزبيري فقال: أنا أحفظ الناس لموت مالك مات في صفر سنة تسع وسبعين ومائة (179)
أولاده:
لمالك ابنان: يحيى ويروي عنه الموطأ ومحمد وابنة اسمها فاطمة وقيل غير ذلك
أشهر الرواة عنه:
روى عنه من خارج المدينة من أقرانه: الثوري من الكوفة والأوزاعي من الشام والليث بن سعد المصري والحمادان (من البصرة) وابن عيينة (من مكة) وشعبة بن الحجاج البصري. وكثير من أهل عصره لايتسع المجال لذكرهم
رواية أهل العراق شعبة والثوري عن مالك بن أنس
من ذلك مثلاً:
قال مسلم بن الحجاج:
وحدثني حجاج بن الشاعر حدثني يحيى بن كثير العنبري أبو غسان حدثنا شعبة عن مالك بن أنس عن عمر بن مسلم عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره
قال الشريف:وحصل خلاف في شيخ مالك هل هو عمر بن مسلم أو عمروبن مسلم
قال أبو حاتم:وهم فيه مالك حيث قال عمرو بن مسلم وإنما هو عمر بن مسلم بن عمار بن أكيمة وأخوه عمرو بن مسلم لم يدركه مالك وهو تابعي روى عنه الزهرى
قال الترمذي: والصحيح هو عمرو بن مسلم قد روى عنه محمد بن عمرو بن علقمة وغير واحد وقد روي هذا الحديث عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير هذا الوجه نحو هذا وهو قول بعض أهل العلم وبه كان يقول سعيد بن المسيب.
¥(15/16)
وإلى هذا الحديث ذهب أحمد وإسحاق ورخص بعض أهل العلم في ذلك فقالوا لا بأس أن يأخذ من شعره وأظفاره وهو قول الشا فعي واحتج بحديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبعث بالهدي من المدينة فلا يجتنب شيئأ مما يجتنب منه المحرم.
وفي حديث آخر (أبو داود نا شعبة عن مالك بن أنس قال: سمعته منه بعد موت نافع بسنة وله يومئذ حلقة قال حدثني عبد الله بن الفضل عن نافع بن جبير عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الأيم أحق بنفسها من وليها واليتيمة تستأمر وإذنها صماتها)
ويروي شعبة عن مالك بن أنس ومالك بن بحينة ومالك بن عرفطة
وأما رواية الثوري عن مالك بن أنس
عن سفيان الثوري عن مالك عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن بن المسيب أن عمر وعثمان رضى الله تعالى عنهما قضيا في الملطاة وهي السمحاق بنصف ما في الموضحة
قال عبد الرزاق ثم قدم علينا سفيان فسألناه عنه فحدثنا به عن مالك ثم لقيت مالكا فقلت إن سفيان ثنا عنك عن بن قسيط عن بن المسيب أن عمر وعثمان رضى الله تعالى عنهما قضيا في الملطاة بنصف الموضحة قال صدق قد حدثته
قلت حدثني به
قال ما أحدث به اليوم
فقال له مسلم بن خالد وهو إلى جنبه عزمت عليك يا أبا عبد الله إلا حدثته به
قال تعزم علي لو كنت محدثا به اليوم لحدثته به
قلت لم لا تحدثني به وقد حدثت به غيري
قال إن العلم عندنا على غيره ورجله عندنا (يزيد بن قسيط) ليس هناك يعني بن قسيط
فهذا عذر مالك بن أنس رحمنا الله وإياه في الرغبة عن هذه الرواية
قال الشافعي رحمه الله فيما ساق كلامه إليه روينا أن زيد بن ثابت قد قضى فيما دون الموضحة حتى في الدامية
قال الشافعي رحمه الله: إن أول الشجاج الحارصة وهي التي تحرص الجلد حتى تشقه قليلا ومنه قيل حرص القصار الثوب إذا شقه ثم الباضعة وهي التي تشق اللحم وتبضعه بعد الجلد ثم المتلاحمة وهي التي أخذت في اللحم ولم تبلغ السمحاق والسمحاق جلدة رقيقة بين اللحم والعظم وكل قشرة رقيقة فهي سمحاق فإذا بلغت الشجة تلك القشرة الرقيقة حتى لا يبقى بين اللحم والعظم غيرها فتلك السمحاق وهي الملطاة ثم الموضحة وهي التي تكشف عنها ذلك القشر وتشق حتى يبدو وضح العظم فتلك المضوحة والهاشمة التي تهشم العظم والمنقلة التي ينقل منها فراش العظم والآمة وهي المأمومة وهي التي تبلغ أم الرأس الدماغ والجائفة وهي التي تخرق حتى تصل إلى السفاق وما كان دون الموضحة فهو خدوش فيه الصلح والدامية هي التي تدمى من غير أن يسيل منها دم
قال ابن عبد البر: (ما زال العلماءيروي بعضهم عن بعض لكن رواية هؤلاء الجلة عن مالك دليل على جلالة قدره ورفيع مكانه في علمه ودينه وحفظه وإتقانه)
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[22 - 12 - 06, 10:50 ص]ـ
سلمت يداك أخي ابا حاتم
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[22 - 12 - 06, 10:54 ص]ـ
ثناء الأئمة على الإمام مالك وعلى كتابه الموطأ
1 - عن على بن المدينى قال سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: ما فى القوم أصح حديثا من مالك (يعنى بالقوم الثورى والأوزاعي وابن عيينة)
قال:ومالك أحب إلى من معمر (بن راشد)
2 - وقال يحيى بن سعيد: سفيان وشعبة ليس لهما ثالث إلا مالك.
3 - عن يونس بن عبد الأعلى قال قال الشافعي: مافي الأرض بعد كتاب الله أكثر صوابًا من موطأ مالك بن أنس
قال العلماء: إنما قال الشافعي هذا قبل وجود صحيحي البخاري ومسلم وهما أصح من الموطأ باتفاق العلماء
4 - هارون بن سعيد الأيلي يقول سمعت الشافعي يقول:ماكتاب بعد كتاب الله عز وجل أنفع من موطأ مالك بن أنس
5 - عن عمر بن عبدالواحد صاحب الأوزاعي قال: عرضنا على مالك الموطا في أربعين يومًا فقال كتاب ألفته في أربعين سنة أخذتموه في أربعين يوما قلما تفقهون فيه!
6 - قال عبدالرحمن بن مهدي: ما كتاب بعد كتاب الله أنفع للناس من الموطأ أو كلام هذا معناه
7 - يحيى بن عثمان بن صالح قال سمعت أبي يقول قال ابن وهب: من كتب موطأ مالك فلا عليه أن لا يكتب من الحلال والحرام شيئًا
8 - قال محمد بن إدريس الشافعي: إذا وجدت متقدم أهل المدينة على شيء فلا يدخل عليك شك أنه الحق وكل ما جاءك من غير ذلك فلا تلتفت إليه فإنك تقع في اللجج وتقع في البحار!
9 - وقال عبدالرحمن بن مهدي وقد سئل أي الحديث أصح؟
¥(15/17)
قال: حديث أهل الحجاز قيل له ثم من؟ قال: حديث أهل البصرة قيل ثم من؟ قال: حديث أهل الكوفة قالوا فالشام قال: فنفض يده!
قال النووي: وبإسناده الصحيح عن الشافعي رضي الله عنه قال ما في الأرض كتاب من العلم أكثر صوابا من موطأ مالك قال العلماء إنما قال الشافعي هذه قبل وجود صحيحي البخاري ومسلم وهما أصح من الموطأ باتفاق العلماء
10 - قال ابن حبان: مالك بن أنس أول من انتقى الرجال من الفقهاء بالمدينة وأعرض عمن ليس بثقة في الحديث ولم يكن يروى إلا ما صح ولا يحدث إلا عن ثقة مع الفقه والدين والفضل والنسك وبه تخرج الشافعي رحمه الله وإياه ينص ومذهبه كان ينتحل حيث كان بالعراق قديما قبل دخوله مصر.
11 - قال الذهبي:
وقد كان مالك إماما في نقد الرجال حافظا مجودا متقنا
قال بشر بن عمر الزهراني: (سألت مالكا عن رجل فقال هل رأيته في كتبي قلت لا قال لو كان ثقة لرأيته في كتبي)
قال الذهبي: (
فهذا القول يعطيك بأنه لا يروي إلا عمن هو عنده ثقة ولا يلزم من ذلك أنه يروي عن كل الثقات ثم لايلزم مما قال أن كل من روى عنه وهو عنده ثقة أن يكون ثقة عند باقي الحفاظ فقد يخفي عليه من حال شيخه ما يظهر لغيره إلا أنه بكل حال كثير التحري في نقد الرجال رحمه الله)
12 - -وقال الذهبي أيضاً: قلت) ما أنصف ابن حزم بل رتبة الموطأ أن يذكر تلو الصحيحين مع سنن أبي داود والنسائي لكنه تأدب وقدم المسندات النبوية الصرف وإن للموطأ لوقعًا في النفوس ومهابة في القلوب لا يوازيها شيء)
13 - قال ابن مندة (محمد بن إسحاق):
أصحاب زيد بن ثابت الذين كانوا يأخذون عنه ويفتون بفتياه منهم من لقيه ومنهم من لم يلقه وهم اثنا عشر رجلا
سعيد بن المسيب
وعروة بن الزبير
وقبيصة بن ذؤيب
وخارجة بن زيد بن ثابت
وسليمان بن يسار
وأبان بن عثمان بن عفان
وعبيد الله بن عبد الله
والقاسم بن محمد
وسالم بن عبد الله
وأبو بكر بن عبد الرحمن
وأبو سلمة بن عبد الرحمن
وطلحة بن عبد الله بن عوف
ونافع بن جبير بن مطعم
فأما من لقيه وثبت عندنا لقيه فسعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وقبيصة بن ذؤيب وخارجة وأبان بن عثمان وسليمان بن يسار
ولم يثبت عندنا من الباقين سماع من زيد فيما ألقي إلينا إلا أنهم كانوا يذهبون مذهبه في الفقه والعلم
ولم يبق بالمدينة بعد هؤلاء أعلم بهم من ابن شهاب الزهري ويحيى بن سعيد الأنصاري وأبي الزناد وبكير بن عبد الله الأشج
ثم لم يكن أحد أعلم بهؤلاء وكان يذهب مذهبهم
من مالك بن أنس ومن بعد مالك
عبد الرحمن بن مهدي فإنه كان يذهب مذهبهم ويقتدي بطريقتهم
14 - قال ابن خلدون: وتلقت الأمة هذا الكتاب بالقبول في مشارق الأرض ومغاربها ومن لدن صنف إلى هلم!
وطال ثناء العلماء في كل عصر عليه ولم يختلف في ذلك اثنان
قال الشافعي وعبد الرحمن بن مهدي:ما في الأرض كتاب بعد كتاب الله أنفع وفي رواية أصح وفي رواية أكثر صوابا من موطأ مالك
وقال يونس بن عبد الأعلى ما رأيت كتابا الف في العلم أكثر صوابا من موطأ مالك
15 - قال النووي: وأجمعت طوائف العلماء على إمامته وجلالته وعظم سيادته وتبجيله وتوقيره والإذعان له في الحفظ والتثبيت وتعظيم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال البخاري أصح الأسانيد مالك عن نافع عن ابن عمر وفي هذه المسألة خلاف وسبق مرات
ق16 - قال الحاكم:حديث صحيح لإجماع أئمة النقل على إمامة مالك بن أنس وأنه محكم في كل ما يرويه من الحديث إذ لم يوجد في رواياته إلا الصحيح خصوصا في حديث أهل المدينة ثم لمتابعة هؤلاء الأئمة إياه في روايته عن عبد الله بن يزيد والشيخان لم يخرجاه لما خشياه من جهالة زيد أبي عياش
17 - مالك لم يبرح المدينة
كان مالك بن أنس من علماء المدينة ولم يخرج منها إلا ربما لحج أو عمرة
قال الإمام أحمد: ابن أبي ذئب قدم على أبي جعفر مالك لم يقدم عليه لم يبرح المدينة!
قال أحمد: مالك إذا انفرد بحديث فهو ثقة وما قال أحد بالرأي أثبت منه: في الحديث.
18 - قال محمد بن عمر سمعت مالك بن أنس يقول: عجبا لمن يريد المحدث على أن يحدثه مشافهة وذلك إنما أخذ حديثه عرضا فكيف جوز ذلك للمحدث ولا يجوز هو لنفسه أن يعرض عليه كما عرض هو
¥(15/18)
قال محمد بن عمر: سألت مالك بن أنس وعبد الله بن عمر العمري وعبد الرحمن بن أبي الزناد وابن أبي فروة وأبا بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن قراءة الحديث على المحدث أو حديثه هو به فقالوا هو سواء وهو علم بلدنا
19 - قال أخبرنا مطرف بن عبد الله قال قال رجل لمالك قد سمعتُ مائة ألف حديث فقال مالك مائة ألف حديث أنت حاطب ليل! تجمع القشعة فقال ما القشعة قال الحطب يجمعه الإنسان بالليل فربما أخذ معه الأفعى فتنهشه
20 - عن علي يعني ابن المديني قال سمعت عبد الرحمن يعني ابن مهدي يقول: ابن عون في البصريين أفرأيت الرجل يحبه فاطمأن إليه وفي الكوفيين زائدة ومالك بن مغول إذا رأيت كوفيا يحبه فارج خيره ومن أهل الشام الأوزاعي وأبو إسحاق الفزاري وأهل الحجاز مالك بن أنس
قال ابن معين: يكتب حديث مالك ورأي مالك ويكتب رأي الأوزاعي وحسن بن صالح فإن هؤلاء ثقات.
وقال إسحاق بن إبراهيم: إذا اجتمع سفيان الثوري ومالك والأوزاعي على أمر فهو سنة فإنهم أئمة.
21 - قال أبو زرعة: سمعت أحمد بن حنبل سئل عن سفيان ومالك إذا اختلفا في الرأي قال: مالك أكبر في قلبي قلت: فكالك والأوزاعي؟ قال مالك أحب إلي
22 - علي بن الجنيد المالكي ت (291) سمي بذلك لأنه جمع حديث الإمام مالك وهو من شيوخ ابن أبي حاتم والعقيلي
23 - قال ابن أبي طالب: لم يجود حديث مالك كالإسماعيلي.
24 - توقيره لحديث رسول الله
قال منصور (أبو سلمة الخزاعي) قال: كان مالك بن أنس اذا أراد أن يخرج يحدث توضأ وضوءه للصلاة ولبس أحسن ثيابه قلنسوة ومشط لحيته فقيل له في ذلك فقال أوقر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
25 - قال الحسن بن أبي الربيع: كنا على باب مالك بن أنس فخرج مناد فنادى ليدخل أهل الحجاز فما دخل إلا أهل الحجاز ثم خرج فنادى ليدخل أهل الشام فما دخل الا أهل الشام ثم خرج فنادى ليدخل أهل العراق فكنا آخر من دخل وكان فينا حماد بن أبي حنيفة فلما دخل قال السلام عليكم ورحمة الله واذا مالك جالس على الفرش والخدم قيام بأيديهم المقارع فأومأ الناس اليه بأيديهم اسكت!
فقال ويحكم أفي الصلاة نحن فلا نتكلم؟!
قال فسمعت مالكا يقول:استخير الله استخير الله ثلاثا!
ثم قال أخبرني نافع عن ابن عمر فحدثنا بعشرين حديثا
26 - عن معن بن عيسى قال: كان مالك إذا أراد أن يجلس للحديث اغتسل وتبخر وتطيب فإن رفع أحد صوته في مجلسه قال قال الله تعالى [يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي] فمن رفع صوته عند حديث النبي صلى الله عليه وسلم فكأنما رفع صوته فوق صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وروينا عن حبيب الوراق قال دخلت على مالك فسألته عن ثلاثة رجال لم لم ترو عنهم قال: فأطرق ثم رفع رأسه وقال [ما شاء الله لا قوة إلا بالله] وكان كثيرا ما يقولها فقال يا حبيب أدركت هذا المسجد وفيه سبعون شيخا ممن أدرك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عن التابعين ولم نحمل الحديث إلا عن أهله
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[22 - 12 - 06, 11:12 ص]ـ
أخي الفاضل زكريا شكرا على مرورك ونسأل الله أن نكون عند حسن الظن
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[23 - 12 - 06, 06:45 م]ـ
من أقوال الإمام مالك:
قلت: يشتهر عن مالك الكثير من الأقوال ذكرها ابن عبد البر وابن فرحون والذهبي وابن حجر وابن عساكر وغيرهم كثير أذكر من ذلك:
قال معن بن عيسى ومحمد بن صدقة كان مالك بن أنس يقول:لايؤخذ العلم من اربعة ويؤخذ ممن سواهم:
1 - لا يؤخذ من سفيه وإن كان أروى الناس
2 - ولا يؤخذ من صاحب هوى يدعو الى بدعته
3 - ولا من كذاب يكذب فى أحاديث الناس وان كان لا يتهم على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
4 - ولا من شيخ له فضل وصلاح وعبادة اذا كان لا يعرف ما يحمل وما يحدث به
قال ابراهيم بن المنذر فذكرت ذلك لمطرف بن عبدالله فقال: أشهد على مالك لسمعته يقول ادركت بهذا البلد مشيخة لهم فضل وصلاح يحدثون ما سمعت من أحدٍ منهم شيئا
قيل لم يا أبا عبدالله؟ قال: لم يكونوا يعرفون ما يحدثون.
عن ابن أبى أويس يقول سمعت خالي مالك بن أنس يقول:
إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم
¥(15/19)
لقد أدركت سبعين عند هذه الأساطين وأشارإلى مسجد الرسول (صلى الله عليه وسلم) يقولون قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فما أخذت عنهم شيئا وإن أحدهم لو ائتمن على بيت مال لكان به أمينا إلا أنهم لم يكونوا من أهل هذا الشان
ويقدم علينا محمد بن مسلم الزهري وهو شاب فنزدحم على بابه
قال مطرف بن عبد الله:كان مالك إذا أراد أن يدخل بيته فأدخل رجله قال [ما شاء الله لا قوة إلا بالله] فقيل له إنك إذا أردت أن تدخل بيتك قلت [ما شاء الله لا قوة إلا بالله] قال إني سمعت الله قال في كتابه {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله} وجنته بيته
إبراهيم بن الحسين بن ديزيل حدثني عتيق بن يعقوب قال سمعت مالك بن أنس رحمه الله تعالى يقول قال لي بن شهاب لا تعدلن عن رأي بن عمر فإنه أقام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستين سنة فلم يخف عليه شيء من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من أمر أصحابه
بشر بن عمر قال سألت مالك بن أنس عن محمد بن عبد الرحمن الذي يروي عن سعيد بن المسيب فقال ليس بثقة وسألته عن صالح مولى التوأمة فقال ليس بثقة وسألته عن أبي الحويرث فقال ليس بثقة وسألته عن شعبة الذي روى عنه بن أبي ذئب فقال ليس بثقة وسألته عن حرام بن عثمان فقال ليس بثقة وسألت مالكا عن هؤلاء الخمسة فقال ليسوا بثقة في حديثهم وسألته عن رجل آخر نسيت اسمه فقال هل رأيته في كتبي قلت لا قال لو كان ثقة لرأيته في كتبي
قال مالك: جنة العالم لا أدري إذا أغفلها أُصيبت مقاتله
أصح الأسانيد
قال أبو حاتم الشريف: اختلفوا في أصح الأسانيد فقيل مالك عن نافع عن ابن عمر وقيل غير ذلك:
1 - يقول محمد بن سهل ابن عسكر سألت عبد الرزاق أي الإسناد أصح؟ فقال: الزهري عن علي بن حسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
2 - قال محمد بن إسحاق الثقفي سمعت محمد بن سهل يقول سمعت سليمان بن حرب يقول وسئل عن أصح الإسناد فقال:حماد (بن زيد) عن أيوب عن محمد (بن سيرين) عن عبيدة (السلماني) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
3 - قال محمد بن إسحاق وسألت محمد بن إسماعيل: عن أصح الأسانيد فقال مالك عن نافع عن ابن عمر.
قال محمد بن سليمان سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول:أصح الأسانيد كلها مالك عن نافع عن بن عمر
وقد أطلق العلماء على رواية أحمد عن الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر سلسلة الذهب لاجتماع الأئمة الثلاثة في هذه الترجمة
وصنف فيه الحافظ الحازمي سلسلة الذهب فيما روى أحمد بن حنبل عن الشافعي لزين الدين أبى بكر محمد بن موسى الحازمى المتوفى سنة 584 اربع وثمانين وخمسمائة
قال ابن حجر: رواية أحمد عن الشافعي عن مالك في غاية العزة وقد تتبعت ما وقع منها فبلغ عشرة أحاديث بهذا الأمر.
وقد روينا عن عبد الله عن أبيه قال: سمعت الموطأ عن الشافعي.
قال ابن حجر: وكأنه لم يحدث به عنه تاما أو حدث به وانقطع.
ولابن حجر كتاب في هذا الشأن وللسيوطي كتاب الأربعين في مرويات مالك عن نافع
وجمعهم المزي في كتابه وأوصل عدد الأحاديث إلى (82) حديثا وهناك راو آخر اسمه مالك بن مغول يروي عن نافع مولى ابن عمر وهو مقل جدا له حديثان فقط كما في تحفة الأشراف
قال ابن كثير: قد أفرد ما رواه أحمد عن الشافعي وهي أحاديث لاتبلغ العشرين حديثا
من ذلك ما رواه أحمد في المسند
(حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا محمد بن ادريس يعني الشافعي عن مالك عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك أنه أخبره أن أباه كعب بن مالك كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
- إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله تبارك وتعالى إلى جسده يوم يبعثه.)
مرويات الإمام مالك في الصحيحين
معلوم أن البخاري ومسلم رحمهما الله قد أكثرا من الرواية عن الإمام مالك بن أنس رحمه الله وكثير من الأحاديث المسندة في الموطأ موجودة في الصحيحين
وقد روى البخاري ومسلم عن مالك تارة بواسطة رجل وتارة بواسطة رجلين وتارة بواسطة ثلاثة رجال من ذلك:
صحيح البخاري:
أأشهر الرواة عن مالك في صحيح البخاري (من غير حصر)
1 - عبد الله بن يوسف التنيسي
2 - إسماعيل بن أبي أويس 3 - عبد الله بن مسلمة القعنبي
4 - أبو نعيم (الفضل بن دكين)
5 إسحاق بن محمد الفروي
6 - عبد العزيز بن عبد الله
7 - قتيبة عن مالك
¥(15/20)
بواسطة رجلين:
7 - الحميدي حدثنا سفيان بن عيينة عن مالك
-8 - محمد بن عبيد الله حدثنا بن وهب عن مالك
9 - معاذ بن أسد أخبرنا عبد الله (بن المبارك) أخبرنا مالك بن أنس (1)
10 - عبد الله بن محمد بن أسماء حدثنا جويرية عن مالك بن أنس
11 - --محمد بن المثنى حدثنا بن مهدي عن مالك بن أنس
-12حدثنا مسدد: حدثنا يحيى: حدثنا مالك
3 1 - قتيبة بن سعيد
أما مايرويه البخاري بواسطة ثلاثة رجال:
13 عبدالله بن محمد 0 حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق (الفزاري) عن مالك بن أنس وهذا إسناد نازل جدًا
حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا معاوية بن عمرو: حدثنا أبو إسحاق، عن مالك بن أنس قال: حدثني ثور قال: حدثني سالم مولى بن مطيع: أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: افتتحنا خيبر، ولم نغنم ذهبا أو فضة، انما غنمنا البقر والإبل والمتاع والحوائط، ثم انصرفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وادي القرى، ومعه عبد له يقال له مدعم، أهداه له أحد بني الضباب، فبينما هو يحط رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه سهم عائر، حتى أصاب ذلك العبد، فقال الناس: هنيئا له الشهادة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بل، والذي نفسي بيده، إن الشملة التي أصابها يوم خيبر من المغانم، لم تصبها المقاسم، لتشتعل عليه نارا) فجاء رجل حين سمع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم بشراك أو بشراكين، فقال: هذا شيء كنت أصبته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (شراك، - أو شراكان - من نار). (رقم3993) -
[6329] قال الذهبي) قلنا إنه لم يرو حديثا نازلا وهو عنده عال إلا لمعنى ما يجده في العالي فأما إن يورد النازل وهو عنده عال لا لمعنى يختص به ولا لمتابعة فهذا غير موجود-------وحديث الفزاري فيه بيان الخبر) السير (10/ 96)
قال الذهبي:
فإن قيل فقد روى عن المسندي عن معاوية بن عمرو عن الفزاري عن مالك فلا شك أن البخاري سمع هذا الخبر من أصحاب مالك وهو في الموطأ فهذا ينقض عليك
قلنا إنه لم يرو حديثا نازلا وهو عنده عال إلا لمعنى ما يجده في العالي فأما أن يورد النازل وهو عنده عال لا لمعنى يختص به ولا على وجه المتابعة لبعض ما اختلف فيه فهذا غير موجود في الكتاب وحديث الفزاري فيه بيان الخبر وهو معدوم في غيره وجوده الفزاري بتصريح السماع
صحيح مسلم
أشهر الرواة عن مالك في صحيح الإمام مسلم رحمه الله (من غير حصر)
1 - عبد الله بن مسلمة القعنبي
2 - ويحيى بن يحيى التميمي
3 - وقتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد الله الثقفي
4 - ابن وهب
5 - بشر بن عمر
6 - شعبة عن مالك بن أنس
7 - روح بن عبادة
8 - معن بن عيسى القزاز
وهناك غير من ذكرتهم
قد جمع مسلم الثلاثة في حديث واحد قال:
حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي ويحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد أما القعنبي فقال قرأت على مالك بن أنس وأما قتيبة فقال حدثنا مالك وقال يحيى واللفظ له قلت لمالك أحدثك بن شهاب عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة عام الفتح وعلى رأسه مغفر فلما نزعه جاءه رجل فقال بن خطل متعلق بأستار الكعبة فقال اقتلوه فقال مالك نعم 2 -
وحدثني أبو الطاهر حدثنا بن وهب أخبرني مالك بن أنس عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن القاسم بن محمد عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت كان في بريرة ثلاث سنن خيرت على زوجها حين عتقت وأهدى لها لحم
3 - -حدثني إسحاق بن منصور أخبرنا بشر بن عمر قال سمعت مالك بن أنس يقول حدثني أبو ليلى عبد الله بن عبد الرحمن بن سهل عن سهل بن أبي حثمة أنه أخبره عن رجال
4 - وحدثني حجاج بن الشاعر حدثني يحيى بن كثير العنبري أبو غسان حدثنا شعبة عن مالك بن أنس عن عمر بن مسلم عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره
5 - وحدثنا إسحاق بن إبراهيم واللفظ له قال أخبرنا روح عن مالك بن أنس عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن عمرو بن سليم أخبرني أبو حميد الساعدي أنهم قالوا يا رسول الله كيف نصلي عليك قال قولوا اللهم صل على محمد وع
فائدة: ويروي عن مالك مجموعة اسمهم يحيى وهم:
1 - يحيى بن مالك بن أنس (ابنه) وقيل إن له موطأعن مالك
2 - يحيى بن سعيد القطان
3 - يحيى بن مضر القيسي الأندلسي وروى عنه مالك
¥(15/21)
4 - يحيى بن يحيى التميمي النيسابوري
5 - يحيى بن يحيى الليثي المصمودي البربري وهو أشهرهم
6 - يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي
7 - روىعنه شيخه يحيى بن سعيد الأنصاري
8 - يحيى بن أيوب الغافقي المصري الأموي مولاهم
9 - وقيل أيضا يحيى بن أبي كثيروهو من شيوخه
10 - يحيى بن أبي زائدة الكوفي وهو من أقرانه
11 - يحيى بن صالح الوحاظي الحمصي
فائدة: يحيى بن سعيد القطان البصري المحدث المشهور روى عن مالك ويحيى بن سعيد الأنصاري التابعي المشهور من شيوخ مالك بن أنس
سؤال: مسدد عن يحيى عن مالك
من هو يحيى هنا؟
قلت: أظنه يحيى بن سعيد القطان فمسدد مشهور بالرواية عنه ولكن لا أجزم بذلك
فهل أحد يوافقني أو يخالفني؟
طبقات أصحاب مالك
قال ابن القيم:فأصحاب مالك إذا روى لهم الأوزاعي الوليد بن مسلم أو عبد الرحمن بن مهدي أو عبد الرزاق أو عبد المجيد بن عبد العزيز أو عبد الله بن المبارك أو عبد الله بن عثمان الملقب بعبدان أو أبو يوسف القاضي أو محمد بن الحسن أو الضحاك بن مخلد أو هشام بن عمار أو يحيى بن سعيد أو يونس بن يزيد ومن هو مثل هؤلاء أو دونهم
خلاف ما رواه ابن القاسم وابن وهب وعبد الله بن نافع ويحيى بن يحيى وابن بكير وعبد الله بن مسلمة وعبد الله بن نافع وأبو مصعب وابن عبد الحكم لم يلتفتوا إلى روايتهم وعدوها شاذة وقالوا هؤلاء أعلم بمالك وألزم له وأخبر بمذهبه من غيرهم حتى إنهم لا يعدون برواية الواحد من أولئك خلافا ولا يحكونها إلا على وجه التعريف أو نقل الأقوال الغريبة فلا يقبلون عن مالك كل من روى عنه وإن كان إماما ثقة نظير ابن القاسم أو أجل منه
بل إذا روى ابن القاسم وروى غيره عن مالك شيئا قدموا رواية ابن القاسم ورجحوها وعملوا بها وألغوا ما سواها
أهل الغرب مقلدون لمالك
قال ابن خلدون: وأهل المغرب جميعا مقلدون لمالك رحمه الله وقد كان تلاميذه افترقوا بمصر والعراق فكان بالعراق منهم القاضي إسماعيل وطبقته مثل ابن خويز منداد وابن اللبان والقاضي ابي بكر الأبهري والقاضي أبي حسين بن القصار والقاضي عبد الوهاب ومن بعدهم
وكان بمصر ابن القاسم وأشهب وابن عبد الحكم والحارث بن مسكين وطبقتهم
ورحل من الأندلس عبد الملك بن حبيب فأخذ عن ابن القاسم وطبقته وبث مذهب مالك في الأندلس ودون فيه كتاب الواضحة ثم دون العتبي من تلامذته كتاب العتبية
ورحل من أفريقية أسد بن الفرات فكتب عن أصحاب أبي حنيفة أولا ثم انتقل إلى مذهب مالك وكتب على ابن القاسم في سائر أبواب الفقه وجاء إلى القيروان بكتابه وسمي الأسدية نسبة إلى أسد بن الفرات فقرأ بها سحنون على أسد ثم ارتحل إلى المشرق ولقي ابن القاسم وأخذ عنه وعارضه بمسائل الأسدية فرجع عن كثير منها
وكتب سحنون مسائلها ودونها وأثبت ما رجع عنه وكتب لأسد أن يأخذ بكتاب سحنون فأنف من ذلك فترك الناس كتابه وأتبعوا مدونة سحنون على ما كان فيها من اختلاط المسائل في الأبواب فكانت تسمى المدونة والمختلطة وعكف أهل القيروان على هذه المدونة وأهل الأندلس على الواضحة والعتبية ثم اختصر ابن أبي زيد المدونة والمختلطة في كتابه المسمى بالمختصر ولخصه أيضا أبو سعيد البرادعي من فقهاء القيروان في كتابه المسمى بالتهذيب واعتمده المشيخة من أهل أفريقية واخذوا به وتركوا ما سواه وكذلك اعتمد أهل الأندلس كتاب العتبية وهجروا الواضحة وما سواها ولم تزل علماء المذهب يتعاهدون هذه الأمهات بالشرح
والجمع فكتب أهل افريقية على المدونة ما شاء الله أن يكتبوا مثل ابن يونس واللخمي وابن محرز التونسي وابن بشير وأمثالهم وكتب أهل الأندلس على العتبية ما شاء الله أن يكتبوا مثل ابن رشد وامثاله وجمع ابن ابي زيد جميع ما في الأمهات من المسائل والخلاف والأقوال في كتاب النوادر فاشتمل على جميع أقوال المذاهب وفرع الأمهات كلها في هذا الكتاب ونقل ابن يونس معظمه في كتابه على المدونة وزخرت بحار المذاهب المالكي في الأفقين إلى انقراض دولة قرطبة والقيروان ثم تمسك بهما أهل المغرب بعد ذلك إلى أن جاء كتاب أبي عمرو بن الحاجب لخص فيه طرق أهل المذهب في كل باب وتعديد أقوالهم في كل مسئلة فجاء كالبرنامج للمذهب وكانت الطريقة المالكية بقيت في مصر من لدن الحارث بن مسكين وابن المبشر وابن الرشيق وابن شاس وكانت بالاسكندرية في بني عوف
¥(15/22)
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[27 - 01 - 07, 08:48 م]ـ
تصحيفات الإمام مالك:
قال أبو حاتم الشريف: كان الإمام مالك أحد أئمة الحديث بلا منازع
ومع ذلك فله أوهام وهذه الأوهام لاتذكر ولاتعد شيئًا بجانب الكم الهائل من الأحاديث التي رواها وأصاب فيها وهي تنغمر في سعة مروياته والماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث!
وكما وهم شعبة والثوري في بعض أسماء الرجال وهما من أثبت الناس في زمانهما
فكذلك وهم الإمام مالك رحمه الله وهو أثبت أهل زمانه في الفقه والحديث رحمه الله ووهم أيضا أحمد بن حنبل والقطان وابن المديني وابن معين وغيرهم
قال ابن عبد البر:مالك حافظ الدنيا والغلط لايسلم منه أحد
1 - قال المزني سمعت الشافعي يقول:وهم مالك في ثلاثة أسامي (أسماء) قال1 - عمر بن عثمان وإنما هو عمرو بن عثمان
2 - وقال عمر بن الحكم وإنما هو معاوية بن الحكم السلمي
3 - وقال عبدالملك بن قرير وإنما هو عبدالعزيز بن قرير
2 - قال الشافعي:
صحف مالك في عمر بن عثمان وإنما هو عمرو بن عثمان وفي جابر بن عتيك وإنما هو جبير بن عتيك
وفي عبدالعزيز بن قرير إنما هو عبدالملك بن قريب
3 - سمعت أحمد بن حنبل يقول روى مالك عن عبد العزيز بن قرير البصري يخطيء في اسمه يقول عبد الملك بن قرير
4 - سمعت يحيى يقول وقد روى مالك بن أنس عن شيخ يقال له عبد الملك بن قريب وهو الأصمعي ولكن في كتاب مالك عبد الملك بن قرير وهو خطأ إنما هو الأصمعي
5 - قال أبو عمر (ابن عبد البر): أمر ابن وضاح بطرح عبد الملك اسم شيخ مالك في هذا الحديث فقال: اجعله عن بن قرير وكذلك روايته عن يحيى عن مالك عن ا بن قرير عن محمد بن سيرين في هذا الحديث
ورواية عبيد الله عن أبيه يحيى بن يحيى عن مالك عن عبد الملك بن قرير
وهو عند أكثر العلماء خطأ لأن عبد الملك بن قرير لا يعرف
قال يحيى بن معين وهم مالك في اسمه شك في اسم أبيه وإنما هو عبد الملك بن قرير وهو الأصمعي
وقال آخرون إنما وهم مالك في اسمه لا في اسم أبيه وإنما هو عبد العزيز بن قرير رجل بصري يروي عن بن سيرين أحاديث هذا منها
وقال ابن بكير: لم يهم مالك في اسمه ولا في اسم أبيه وإنما هو عبد الملك بن قرير كما قال مالك أخو عبد العزيز بن قرير
قال أبو عمر: الرجل مجهول والحديث معروف محفوظ من رواية البصريين والكوفيين ا
6 - قال أبو حاتم الشريف:والحديث هو: مالك عن عبد الملك بن قرير عن محمد بن سيرين أن رجلا جاء إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال:اني أجريت أنا وصاحب لي فرسين نستبق إلى ثغرة ثنية فأصبنا ظبيا ونحن محرمان فماذا ترى فقال عمر لرجل إلى جنبه تعال حتى احكم انا وأنت قال فحكما عليه بعنز 000الخ
عبد العزيز بن قرير
7 - قال الدار قطني:
روى عنه مالك فقال حدثنا عبد الملك بن قرير البصري عن ابن سيرين
قال أحمد بن حنبل رحمه الله: إنما هو عبد العزيز بن قرير
وقال يحيى بن معين: هو عبد الملك بن قريب الأصمعي مرسل عن ابن سيرين ووهم مالك في نسبه
ولم يصنع يحيى في هذا شيئا
عن جويرية بن أسماء أن عبد الملك بن قرير أخو عبد العزيز بن قرير.
فإن صح هذا دل على قول مالك (عبد الملك بن قرير) صواب والله أعلم
8 - -قال الخطيب: وقد وهم يحيى في هذا القول لأن شيخ مالك اسمه عبدالملك بن قرير بالراء لا بالباء ولأن شيخ مالك يروي عن محمد بن سيرين والأصمعي ما روى عن ابن سيرين ولا أدركه
وعبدالملك هذا من عبد القيس وله أخ يسمى عبدالعزيز حدث عن الأحنف بن قيس وعن محمد بن سيرين أيضا روى عنه سفيان الثوري وعبدالعزيز بن محمد الدراوردي وعطاف بن خالد بن خالد المخزومي وأما عبدالملك فلا أعلمه روى عنه غير مالك
قال أحمد بن سعد بن أبي مريم قال يحيى بن معين: وليس يغلط مالك في شيء إلا في رجل من رجال يقول عبدالعزيز بن قرير وإنما هو عبدالملك بن قريب وهو الأصمعي
قال ابن أبي مريم فذكرت قوله ليحيى بن بكير فقال: إن يحيى بن معين غلط كان ابن أخيه عندنا بمصر ابن عبدالعزيز بن قرير وكان لي أخا وصديقا هو كما قال مالك
وقال لي يحيى بن بكير قد كان ابن أخيه عندنا بمصر ابن عبدالعزيز بن قرير وكان ابن الدراوردي يروي عن أبيه فقلت له ألك عم؟ فقال لي: نعم.
¥(15/23)
كان عمي يقال له عبدالملك بن قرير روى عنه مالك بن أنس قلت: وقول يحيى في أول الخبر حين سمى شيخ مالك عبدالعزيز غلط لأنه عبدالملك وأحسب الوهم في ذلك من ابن أبي مريم وإلا فمن الراوي عنه والله أعلم
9 - قال القاضي عياض: وعبد الملك بن قرير بضم القاف وفتح الراء الأولى مصغر شيخ مالك كذا في جميع نسخ الموطأ وهو صحيح مدني مشهور وزعم ابن معين أن مالكا وهم فيه وإنما هو ابن قريب يعني الأصمعي وغلَّط الدارقطني وغيره ابن معين في قوله هذا ونصر قول مالك
وأما ابن وضاح فوهمه في الاسم وحرفه وقال: أنهم يقولون أنه عبد العزيز بن قرير ولم يقل شيئا وعبد الملك هو أخو عبد العزيز
وأما الشافعي فذكر عنه أبو عبد الله الحاكم أنه قال صحف مالك في عبد العزيز بن قرير وإنما هو عبد الملك بن قريب والخطأ في كل هذا من جميعهم لا من مالك على ما قاله الحفاظ
10 - قال ابن حجر:
عبد العزيز بن قرير بقاف مصغر العبدي البصري ثقة من السادسة ولم يصب من زعم أنه الأصمعي وأن مالكا غلط في اسمه فقد بين صواب ذلك يحيى بن بكير بخ
(عمرو بن عثمان)
1 - قال علي بن المديني:حديث أسامة عن النبي صلى الله عليه وسلم (لا يرث المسلم الكافر)
قد رواه الزهري عن علي بن الحسين عن عمرو بن عثمان عن أسامة
فرواه عن الزهري
ابن عنبسة
وهشيم
وابن الهاد
ويونس بن يزيد
ومعمر
وخالفهم مالك فقال عن عمر بن عثمان
وسماع مالك وابن أبي أويس واحد لا يحتج بهما على هؤلاء الذين قالوا عن عمرو بن عثمان أثبت
مع أن مالكا كان ثبتا وكان يقول هذه دار عمر بن عثمان
2 - قال علي بن المديني سمعت يحيى يقول
قال مالك في حديث (لا يرث الكافر المسلم)
ابن شهاب عن علي بن حسين عن عمر بن عثمان
قال يحيى: فقلت له عمرو بن عثمان فأبى أن يرجع
وقال قد كان لعثمان ابن يقال له عمر هذه داره
3 - إسماعيل بن أبى أويس يقول أخطأ مالك بن أنس في اسم عمرو بن عثمان فقال عمر بن عثمان وانما هو عمرو بن عثمان وأشار بيده الى فقال دار هذه دار عمر بن عثمان الذي روى عنه على بن حسين
4 - قال أبو عمر: لم يتابع أحد من أصحاب ا بن شهاب مالكا على قوله في الحديث الأول المسند عن (عمر بن عثمان)
فكل من رواه عن بن شهاب قال فيه عمرو بن عثمان إلا مالكا فإنه قال فيه عمر بن عثمان
وقد وقفه على ذلك يحيى القطان والشافعي وبن مهدي
وأبى إلا عمر بن عثمان
وذكر ابن معين عن عبد الرحمن بن مهدي قال قال لي مالك تراني لا أعرف عمر من عمرو وهذه دار عمر وهذه دار عمرو
قال أبو عمر: لا يختلف أهل النسب أنه كان لعثمان ابن يسمى عمر وابن يسمى عمروا إلا أن هذا الحديث لعمرو عند جماعة أهل الحديث لا لعمر وله أيضا من البنين أبان والوليد وسعيد ولكن صليبة أهل بيته في ذلك عمرو بن عثمان
وممن قال في هذا الباب عن ابن شهاب عن علي بن حسين عن عمرو بن عثمان عن أسامة بن زيد
معمر وبن عيينة وبن جريج وعقيل ويونس وشعيب والأوزاعي
وهؤلاء جماعة أئمة حفاظ وهم أولى أن يسلم لهم ويصوب قولهم
ومالك حافظ الدنيا ولكن الغلط لا يسلم منه أحد
جابر بن عتيك
ابن وهب ثنا مالك عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك عن عتيك بن الحارث بن عتيك أخبره أن جابر بن عتيك أخبره أن رسول الله جاء يعود عبد الله بن ثابت فذكره
قال البيهقي:
وهذا أحد ما أنكر الشافعي على مالك حيث قال جابر بن عتيك وانما هو عنده جبر بن عتيك
فكيف يقول مكان جابر او جبر عبد الله دل على انه خطأ وقع للربيع او الاصم في الكتابة
المزني سمعت الشافعي يقول صحف مالك في عمر بن عثمان وانما هو عمرو بن عثمان وفي جابر بن عتيك وانما هو جبر بن عتيك وفي عبد الملك بن قرير
بيان من أخطأ على الشافعي ص202
رواة الموطأ عن مالك
قال القاضي عياض: وحققنا من روى الموطأ عن مالك ومن نص عليهم أصحاب الأثر والنقاد وهم كالتالي:
1 - ابن وهب
2 - ابن القاسم
3 - محمد بن الحسن
4 - ابن قيس
5 - سعيد بن داود الزبيري
-6 الشافعي
7القعنبي
8معن بن عيسى
9عبد الله بنيوسف
10 يحيى بن يحيى التميمي
11 - يحيى بن يحيى الليثي
12 - - يحيى بن بكير
13 - مطرف بن عبد الله اليساري
14 - عبد الله بن عبد الحكم
15 - موسى بن طارق
16 اسد بن الفرات
17 - - أبو مسهر الغساني
18 - حبيب كاتب الليث
19 - - أحمد بن منصور الحراني
0 2 - يحيى بن صالح الوحاظي
21 - - يحيى بن مضر
22 - سعيد بن داود
¥(15/24)
23 - مصعب بن عبد الله الزبيري
24 - ابو مصعب الزهري
-25 - سويد بن سعيد
26سعيد ابن ابي مريم
27 - سعيد بن عفير
28 - علي بن زياد التونسي
29 - قتيبة بن سعيد الثقفي
30 - عتيق بن يعقوب
31 - قرعوس بن العباس
32 - محمد بن شروس الصنعاني
33 - زياد بن شبطون
34 - إسحاق بن عيسى بن الطباع
35 - خالد بن نزار الأيلي
36 - إسماعيل بن ابي أويس واخوه ابو بكر
37 - عيسى بن شجرة المغربي
38والد الزبير ابن بكار
39ابو حذافة أحمد بن إسماعيل السهمي
اخر اصحابه موتا راوي الموطأ أبو حذافة أحمد بن اسماعيل السهمي عاش بعد مالك ثمانين عاما
خاتمة من روى عنه قيل إن زكريا بن دويد الكندي لقي مالكا ولكنه كذاب بقي إلى سنة نيف وستين ومئتين
وعليه بنى الخطيب في كتاب السابق واللاحق\
أثبت الناس في الموطأ
قال يحيى بن معين: أثبت الناس في الموطأ
عبد الله بن مسلمة القعنبي وعبد الله بن يوسف التنيسي بعده
يحيى بن معين يقول:
ما بقي على أديم الأرض أحد أصدق في الموطأ
من عبد الله بن يوسف التنيسي
قال ابن عدي: وعبد الله بن يوسف هو صدوق لا بأس به والبخاري مع شدة استقصائه اعتمد عليه في مالك وغيره وسمع منه الموطأ وله أحاديث صالحة وهو خير فاضل
وقال أبو عبد الله الحاكم قال الدارقطني: يقدم في الموطأ معن بن عيسى وابن وهب والقعنبي ثم قال وأبو مصعب ثقة في الموطأ
أشهر الموطآت
قال أبو القاسم الشافعي: الموطآت المعروفة عن مالك أحد عشر معناها متقارب والمستعمل منها أربعة موطأت
موطأيحيى بن يحيى
وموطأ ابن بكير
وموطأ أبي مصعب
وموطأ ابن وهب
ثم ضعف الاستعمال إلا في موطأ يحيى ثم موطأ ابن بكير
وفي تقديم الأبواب وتأخيرها اختلاف في النسخ وأكثر ما يوجد فيه ترتيب الباجي وهو أن يعقب الصلاة بالجنائز ثم الزكاة ثم الصيام ثم اتفقت النسخ إلى الحج ثم اختلفت بعد ذلك
أروجها وأشهرها التي هي مخدومة طوائف العلماء نسخة يحيى بن يحيى المصمودي الأندلسي وهو المراد من الموطأ عند الإطلاق
أوله
بسم الله الرحمن الرحيم وقوت الصلاة مالك عن ابن شهاب أن عمر بن عبد العزيز أخر الصلاة يوما فدخل عليه عروة بن الزبير00الخ وقد فات يحيى ابن يحيى سماع ثلاثة أبواب
أعني باب خروج المعتكف إلى العيد
وباب قضاء الاعتكاف
وباب النكاح في الاعتكاف
بلا واسطة عن الإمام وقد رواها عن شيخه زياد بن عبد الرحمن اللخمي وهو أول من جاء بمذهب مالك في الأندلس ولذلك قال أرتاب في سماعي إياها من الإمام
والثانية: ما رواها عبدالله بن وهب بن سلمة الفهري المصري عن مؤلفه الإمام مالك أوله أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله 00الخ
وهذا الحديث من متفرداته لا يوجد في غيرها من الموطآت سوى موطأ ابن قاسم فإنه أيضا رواه
الثالثة: موطأ رواية عبدالله بن مسلمة القعنبي وقد تفرد بهذا الحديث ولم يوجد في غير موطأه أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تطروني كما أطري عيسى بن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبدالله ورسوله
الرابعة: موطأ رواية ابن القاسم الفقيه المالكي وهو أول من دون مذهبه ومن متفردات تلك النسخة هذا الحديث
مالك عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى من عمل عملا أشرك فيه معي غيري فهو له كله00الخ
قال أبو عمر: قد وجدنا هذا الحديث في موطأ ابن عفير أيضا وليس في غير هاتين النسختين من الموطآت
الخامسة: موطأ رواية معن بن عيسى المدني القراز المكنى بأبي يحيى ومما تفرد به فيه هذا الحديث
مالك عن سالم أبي النضر مولى ابن عبيد الله عن ابي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة أنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل فإذا فرغ من صلاته فإن كنت يقظانة يحدث معي وإلا اضطجع حتى يأتيه المؤذن 00الخ
السادسة: موطأ رواية عبدالله بن يوسف التنيسي ومن متفرداته هذا الحديث
مالك عن ابن شهاب عن حبيب مولى عروة عن عروة بن الزبير أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل قال إيمان بالله 00الخ
قال أبو عمر: وجدت هذا الحديث في موطأ ابن وهب أيضا وليس في غيره من الموطآت الأخرى
¥(15/25)
السابعة: موطأ رواية يحيى بن بكير ومما تفرد به هو ولا يوجد في غير موطأه هذا الحديث مالك عن عبدالله بن أبي بكير عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت إنه ليورثنه
قال يحيى بن بكير: عرضت الموطأ على الإمام مالك أربعة عشر مرة كان أكثرها سماعا
وفي موطأه أربعون حديثا ثنائيا ليس بينه صلى الله عليه وسلم وبين الإمام إلا واسطتين وقد كتبوا لهذه الأربعين رسالة مفردة في ديار المغرب يقرؤنها على الأستاذ في مقام تحصيل إجازة الموطأ
الثامنة:موطأ رواية سعيد بن عفير المصري
ومن تفرداته هذا الحديث
أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن اسماعيل بن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس عن ثابت بن شماس أنه قال يا رسول الله لقد خشيت أن أكون قد هلكت00الخ
التاسعة:موطأ رواية ابي مصعب الزهري
وقد تفرد بهذا الحديث فيه
أخبرنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الرقاب أيها أفضل قال أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها
قال ابن عبد البر وجد هذا الحديث في نسخة يحيى بن يحيى الأندلسي أيضا
العاشرة: موطأ رواية مصعب بن عبدالله الزبيري قالوا وتفرد بهذا الحديث
مالك عن عبدالله بن دينار عن عبدالله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحاب الحجر لا تدخلوا على هؤلاء القوم المعذبين إلا أن تكونوا باكين فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم مثل ما
قال ابن عبد البر: وهذا الحديث في نسخة يحيى بن بكير وسلمان أيضا
الحادية عشر: موطأ رواية يحيى بن يحيى التميمي
قال في باب ما جاء في أسماء النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخر باب من أبواب موطأه وعليه تم كتابه مالك عن ابن شهاب عن محمد بن جبير بن مطعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي خمسة أسماء أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي
الثانية عشر: موطأ رواية أبي حذافة أحمد بن اسماعيل السهمي وهو آخر أصحاب مالك وفاة توفي ببغداد يوم عيد الفطر في سنة تسع وخمسين ومائتين
الثالثة عشر: موطأ رواية سويد بن سعيد الهروي الحدثاني
ومن متفرداته هذا الحديث مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبدالله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء فإذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا
الرابعةعشر: موطأ الإمام محمد بن الحسن الشيباني
قال الشيخ محمد عابد السندي المدني: وفي رواية محمد زيادات على الرواية المشهورة وخالية عن عدة أحاديث ثابتة في سائر الروايات وإسناد روايته غريب في الفهارس انتهى واخره هذا الحديث
أخبرنا مالك عن عبدالله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أجلكم فيما خلى من الأمم كما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس 000الخ
وشرح الملا علي القاري هذا الموطأ وهو مروج ومشهور في هذه الديار
انتهى ملخصا
وأما الذين رووا عنه الموطأ والذين رووا عنه مسائل الرأى والذين رووا عنه الحديث فأكثر من أن يحصوا قد بلغ فيهم أبو الحسن على بن عمر الدارقطنى في كتاب جمعه في ذلك نحو الف رجل.
قال ابن خلدون:
وأما الطرق والروايات التي وقعت في هذا الكتاب فإنه كتبه عن مالك جماعة نسب الموطأ إليهم بتلك الرواية وقيل موطأ فلان لراويه عنه
فمنها موطأ الإمام محمد بن إدريس الشافعي
ومنها موطأ عبد الله بن وهب
ومنها موطأ عبد الله بن مسلمة القعنبي
ومنها موطأ مطرف بن عبد الله اليساري نسبة إلى سليمان بن يسار
ومنها موطأ عبد الرحمن بن القاسم رواه عنه سحنون بن سعيد
ومنها موطأ يحيى بن يحيى الأندلسي
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[01 - 02 - 07, 02:17 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[02 - 02 - 07, 09:27 م]ـ
أخي الفاضل رشيد حياك الله وبياك
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[05 - 02 - 07, 03:01 م]ـ
أخي الفاضل الشريف جعل الله الجنة مثواك
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[05 - 02 - 07, 03:07 م]ـ
أخي الفاضل الشريف جعل الله الجنة مثواك
ـ[صقر العتيبي]ــــــــ[05 - 02 - 07, 05:42 م]ـ
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً
ـ[جميل_أبو_فاطمة]ــــــــ[30 - 04 - 07, 11:22 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الكريم و بارك فيكم وفقكم الله
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[01 - 05 - 07, 12:54 م]ـ
واصل بارك الله فيك
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[03 - 06 - 07, 01:12 م]ـ
واصل بارك الله فيك
الإخوة الكرام العتيبي ورشيد وجميل وغيرهم أشكرهم على ما قالوه وفي الحقيقة توقفت عن إكمال الموضوع لظني أن البحث ربما يكون مكررا علما بأن المادة العلمية جاهزة وجل ما أنقله من المصادر الأصلية ولم أنقل من كتاب معاصر البتة!
وسوف يتضح ذلك من المصادر المتعددة التي لم أذكرها بحثا عن الاختصار
وأخيرا لا أدري هل أكمل الموضوع أم لا؟!
¥(15/26)
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[03 - 06 - 07, 01:35 م]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[03 - 06 - 07, 05:44 م]ـ
أكمل بارك الله فيك
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[04 - 06 - 07, 01:23 م]ـ
أبو سلمى رشيد أكمل بارك الله فيك
سوف نكمل بناء على رغبة الأخ الكريم والله الموفق
تراجم مختصرة لبعض رواة الموطأ
1 - يحيى بن يحيى الليثي المصمودي البربري (ت233)
قال الذهبي:
سمع أولآً من الفقيه زياد بن عبد الرحمن شبطون ويحيى بن مضر وطائفة
ثم ارتحل إلى المشرق في أواخر أيام مالك الإمام فسمع منه الموطأ سوى أبواب من الاعتكاف شك في سماعها منه فرواها عن زياد شبطون عن مالك
ولازم ابن وهب وابن القاسم ثم حج ورجع إلى المدينة ليزداد من مالك فوجده في مرض الموت فأقام إلى أن توفاه الله وشهد جنازته ورجع إلى قرطبة بعلم جم وتصدر للاشتغال وازدحموا عليه وبعد صيته وانتفعوا بعلمه وهديه وسمته
وكان كبير الشأن وافر الجلالة عظيم الهيبة نال من الرئاسة والحرمة ما لم يبلغه أحد
توفى سنة ثلاث وثلاثين ومائتين (233)
قال يحيى بن يحيى الليثي:
كنا عند مالك فاستؤذن لعبدالله بن المبارك بالدخول فإذن له فرأينا مالكا تزحزح له في مجلسه ثم أقعده بلصقه وما رأيت مالكا تزحزح لأحد في مجلسه غيره فكان القارئ يقرأ على مالك فربما مر بشيء فيسأله مالك ما مذهبكم في هذا أو عندكم في هذا فرأيت ابن المبارك يجاوبه ثم قام فخرج فأعجب مالك بأدبه ثم قال لنا مالك هذا ابن المبارك فقيه خراسان
قال ابن خلكان: فإن الموطأ رواه عن مالك رضي الله عنه جماعة وبين الروايات اختلاف وأكملها رواية يحيى بن يحيى
وأشهر روايات الموطأ وأحسنها رواية يحيى المذكور
قال أبو حاتم الشريف:ورواية يحيى الليثي هي التي اعتمد عليها الحافظ ابن عبد البر قال رحمه الله: رأيت أن أجمع في كتابي هذا كل ما تضمنه موطأ مالك بن أنس رحمه الله في رواية يحيى بن يحيى الليثي الأندلس عنه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مسنده ومقطوعة ومرسله وكل ما يمكن اضافته اليه صلوات الله وسلامه عليه ورتبت ذلك مراتب قدمت فيها المتصل ثم ما جرى مجراه مما اختلف في اتصاله ثم المنقطع والمرسل
وجعلته على حروف المعجم في أسماء شيوخ مالك رحمهم الله ليكون أقرب للمتناول
ووصلت كل مقطوع جاء متصلا من غير رواية مالك
وكل مرسل جاء مسندا من غير طريقه رحمة الله عليه فيما بلغني علمه وصح بروايتي جمعه ليرى الناظر في كتابنا هذا موقع آثار الموطأ من الاشتهار والصحة واعتمدت في ذلك على نقل الائمة وما رواه ثقات هذه الأمة
قال القاضي عياض:
يحيى بن يحيى الأندلسي ثم القرطبي الدار والمولد والنشأة العربي ثم الليثي بالحلف البربري ثم المصمودي النسب التي قصدناها من جملة روايات الموطأ لاعتماد أهل أفقنا عليها غالبا دون غيرها إلا المكثرين ممن اتسعت روايته وكثر سماعه فإنا قرأنا جميعه وسمعناه على عدة من شيوخنا ببلدنا وبالأندلس
قال ابن خلدون:
يحيى بن يحيى الأندلسي
رحل إلى مالك بن أنس من الأندلس وأخذ عنه الفقة والحديث ورجع بعلم كثير وحديث جم وكان فيها أخذ عنه الموطأ وأدخله الأندلس والمغرب فأكب الناس عليه واقتصروا على روايته دون ما سواها وعولوا على نسقها وترتيبها في شرحهم لكتاب الموطأ وتفاسيرهم ويشيرون إلى الروايات الأخرى إذا عرضت في أمكنتها فهجرت الروايات الأخرى وسائر تلك الطرق ودرست تلك الموطأت إلا موطأ يحيى بن يحيى فبروايته أخذ الناس في هذا الكتاب لهذا العهد شرقا وغربا
قال الحافظ ابن حزم: مذهبان انتشرا في بدء أمرهما بالرياسة والسلطان مذهب أبي حنيفة فإنه لما ولي القضاء أبو يوسف كانت القضاة من قبله من أقصى المشرق إلى أقصى عمل إفريقية فكان لا يولي إلا أصحابه والمنتسبين لمذهبه ومذهب مالك عندنا بالأندلس فإن يحيى بن يحيى كان مكينا عند السلطان مقبول القول في القضاة وكان لا يلي قاض في أقطار بلاد الأندلس إلا بمشورته واختياره ولا يشير إلا بأصحابه ومن كان على مذهبه والناس سراع إلى الدنيا فأقبلوا على ما يرجون بلوغ أغراضهم به على أن يحيى لم يل قضاء قط ولا أجاب إليه وكان ذلك زائدة في جلالته عندهم وداعيا إلى قبول رأيه لديهم انتهى
2 - الإمام الشافعي (ولد150 - ت204)
من مشاهير رواة الموطأ الإمام الشافعي
¥(15/27)
محمد بن ادريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب ابن عبد مناف
فالنبى صلى الله عليه وسلم هاشمى والشافعى مطلبى وهاشم والمطلب اخوان ابنا عبد مناف ولعبد مناف أربعة بنون هاشم والمطلب ونوفل وعبدشمس بنو عبدمناف
قال ابن كثير:
حفظ الموطأ وهو ابن عشر وقرأ بنفسه الموطأ على مالك من حفظه فأعجبته قراءته وهمته وأخذ عنه علم الحجازيين
قال المزنى ومحمد بن عبدالله بن عبدالحكم:جاء الشافعى الى مالك بن أنس فقال له: إنى أريد أن أسمع منك الموطأ
فقال مالك: تمضى إلى حبيب كاتبى فانه الذى يتولى قراءته فقال له الشافعى تسمع منى رضى الله عنك صفحة فان استحسنت قراءتى قرأته عليك والا تركت فقال له اقرأ فقرأ صفحا ثم وقف فقال له مالك هيه فقرأ صفحا ثم سكت فقال له هيه فقرأ فاستحسن مالك قراءته فقرأه عليه أجمع
قال المزنى وابن عبدالحكم فلذلك يقول الشافعي أخبرنا مالك
وقال الشافعي قدمت على مالك بن أنس وقد حفظت الموطأ فقال لي أحضر من يقرأ لك فقلت أنا قارئ فقرأت عليه الموطأ حفظا فقال إن يك أحد يفلح فهذا الغلام
صالح بن احمد سمعت ابي يقول سمعت الموطأ من الشافعي لأني رأيته فيه ثبتا وقد سمعته من جماعة قبله
3 - عبد الله بن عبد الحكم (ت214)
أبو محمد عبد الله بن عبد الحكم بن أعين بن ليث بن رافع الفقيه المالكي المصري كان أعلم أصحاب مالك بمختلف قوله وأفضت إليه رياسة الطائفة المالكية بعد أشهب وروى عن مالك الموطأ سماعا وكان من ذوي الأموال والرباع له جاه عظيم وقدر كبير وكان يزكي الشهود ويجرحهم
قال أبو عمر: عبدالله بن عبد الحكم ابن أعين بن الليث مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه
يكنى ابا محمد روى عن الشافعي وأخذ عنه وكتب كتبه لنفسه ولابنه محمد وكان متحققا بقول مالك وكان صديقا للشافعي
4 - ابن وهب الفقيه المالكي (ت197)
أبو محمد عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي بالولاء الفقيه المالكي المصري مولى ريحانة مولاة أبي عبد الرحمن يزيد بن أنيس الفهري
كان أحد أئمة عصره وصحب الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه عشرين سنة
وصنف الموطأ الكبير والموطأ الصغير
وقال مالك في حقه: عبد الله بن وهب إمام
وقال أبو جعفر ابن الجزار: رحل ابن وهب إلى مالك في سنة ثمان وأربعين ومائة (148) ولم يزل في صحبته إلى أن توفي مالك
وسمع من مالك قبل عبد الرحمن بن القاسم ببضع عشرة سنة وكان مالك يكتب إليه إذا كتب في المسائل إلى عبد الله بن وهب المفتي ولم يكن يفعل هذا مع غيره
وأدرك من أصحاب ابن شهاب الزهري أكثر من عشرين رجلا وُذكر ابن وهب وابن القاسم عند مالك
فقال: ابن وهب عالم وابن القاسم فقيه
قال الذهبي:
وابن هب لا أعلم أني رأيت له حديثا لا أصل له وهو ثقة
وقد سمعت يحيى بن بكير يقول ابن وهب أفقه من ابن القاسم
قلت: (الذهبي): موطأ ابن وهب كبير لم أره
وله كتاب الجامع وكتاب البيعة وكتاب المناسك وكتاب المغازي وكتاب الردة وكتاب تفسير غريب الموطأ وغير ذلك
علي بن الجنيد الحافظ سمعت أبا مصعب الزهري يعظم ابن وهب ويقول: مسائله عن مالك صحيحة
وقال أبو حاتم الرازي: هو صدوق صالح الحديث
وقال أبو أحمد بن عدي في كامله:هو من الثقات لا أعلم له حديثا منكرا إذا حدث عنه ثقة
5 - عبد الله بن يوسف (ت218)
الشيخ الإمام الحافظ المتقن أبو محمد الكلاعي الدمشقي ثم التنيسي حدث عن سعيد بن عبد العزيز وعبد الرحمن بن يزيد
قال يحيى بن معين:أثبت الناس في الموطأ عبد الله بن يوسف والقعنبي
وقال أيضا: ما بقي على أديم الأرض أوثق منه في الموطأ يريد عبد الله بن يوسف
وقال البخاري: كان من أثبت الشاميين
وقال أبو مسهر: سمع معي الموطأ في سنة ست وستين ومئة (166)
وقال أبو حاتم وغيره ثقة
وقال ابن عدي صدوق خير فاضل
وقال أحمد بن البرقي وغيره مات سنة ثمان عشرة ومئتين (218)
وقال ابن يونس ثقة حسن الحديث وعنده عن مالك مسائل
6 - القعنبي (ت 221)
أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسلمة بن قعنب التميمي الحارقي المعروف بالقعنبي كان من أهل المدينة
وأخذ العلم والحديث عن الإمام مالك رضي الله عنه
وهو من جلة أصحابه وفضلائهم وثقاتهم وخيارهم
وهو أحد رواة الموطأ عنه فإن الموطأ رواه عن مالك رضي الله عنه جماعة وبين الروايات اختلاف
7 - أشهب تلميذ مالك (ت204)
¥(15/28)
أبو عمرو أشهب بن عبد العزيز بن داود بن إبراهيم القيسي ثم الجعدي الفقيه المالكي المصري تفقه على الإمام مالك رضي الله عنه ثم على المدنيين والمصريين
وكانت المنافسة بينه وبين ابن القاسم وانتهت الرياسة إليه بمصر بعد ابن القاسم
كان فقيها نبيلا حسن المنظر وكان من المالكيين والمتحققين بمذهب مالك وكان كاتب خراج مصر
8 - محمد بن الحسن الشيباني (ت189)
سمعت الشافعى يقول قال محمد بن الحسن: أقمت عند مالك بن انس ثلاث سنين وكسرا
وكان يقول أنه سمع منه لفظا أكثر من سبعمائة حديث
وكان اذا حدثهم عن مالك امتلأ منزله وكثر الناس عليه حتى يضيق بهم الموضع واذا حدثهم عن غير مالك من شيوخ الكوفيين لم يجئه الا اليسير
وكان يقول: ما أعلم أحدا أسوأ ثناء على أصحابكم منكم اذا حدثتكم عن مالك ملأتم علي الموضع واذا حدثتكم عن اصحابكم يعني الكوفيين انما تأتون متكارهين.
9 - ابن القاسم (ت191)
عبدالرحمن بن القاسم بن خالد بن جنادة مولى زبيد بن الحارث العتقى يكنى أبا عبدالله وقيل إن زبيد بن الحارث العتقى من حجر حمير وذلك أن العتقاء كانوا جماعات فمنهم من كندة ومنهم من حجر حمير ومن سعد العشيرة ومن كنانة مضر
ولد عبدالرحمن بن القاسم سنة ثمان وعشرين ومائة (128)
وتوفى بمصر سنة إحدى وتسعين ومائة (191)
وكان فقيها قد غلب عليه الرأى وكان رجلا صالحا مقلا صابرا وروايته الموطأ عن مالك رواية صحيحة قليلة الخطأ وكان فيما رواه عن مالك من موطئه ثقة حسن الضبط متقنا
وقال ابن أبي حاتم سئل أبو زرعة عن عبدالرحمن بن القاسم صاحب مالك فقال: مصرى ثقة رجل صالح كان عنده ثلاثمائة جلد أو نحوها عن مالك
قال الشيرازي: عبد الرحمن بن القاسم العتقي جمع بين الزهد والعلم وتفقه بمالك ونظرائه وصحب مالكا عشرين سنة وعاش بعده اثنتي عشر سنة ومولده سنة اثنين وثلاثين ومائة ومات بمصر سنة إحدى وتسعين ومائة
وعن ابن القاسم قال ليس في قرب الولاة ولا في الدنو منهم خير
أحمد ابن أخي ابن وهب حدثنا عمي قال خرجت أنا وابن القاسم بضع عشرة سنة إلى مالك فسنة أسأل أنا مالكا وسنة يسأله ابن القاسم
قال ابن خلكان: جمع بين الزهد والعلم وتفقه بالإمام مالك رضي الله عنه ونظرائه وصحب مالكا عشرين سنة وانتفع به أصحاب مالك بعد موت مالك وهو صاحب المدونة في مذهبهم وهي من أجل كتبهم وعنه اخذها سحنون
قال الخليلي:
عبد الرحمن بن القاسم العتقي الزاهد متفق عليه اول من حمل الموطأ الى مصر إمام روى عنه الحارث ابن مسكين واقرانه
وقال أيضاًُ: وكان يحسن الرواية وروى عن مالك من مسائل الفقه ما لا يوجد عند غيره من أصحاب مالك
ولخصه (الموطأ) أبو الحسن علي بن محمد بن خلف القابسي وهو المشهور بملخص الموطأ مشتمل على خمسمائة وعشرين حديثا متصل الإسناد
واقتصر على رواية أبي عبد الله عبد الرحمن بن القاسم المصري من رواية أبي سعيد سحنون بن سعيد عنه
قال وهي عندي آثر الروايات بالتقديم لان ابن القاسم مشتهر بالاختصاص في صحبة مالك مع طولها وحسن العناية بمتابعته مع ما كان فيه من الفهم والعلم والورع وسلامته من التكثير في النقل عن غير مالك
لازم ابن وهب وابن القاسم واشهب حتى صار من نظرائهم وساد أهل المغرب في تحرير المذهب وانتهت إليه رئاسة العلم وعلى قوله المعول بتلك الناحية وتفقه به عدد كثير وكان قد تفقه أولا بإفريقية على ابن غانم وغيره وكان ارتحاله في سنة ثمان وثمانين ومئة وكان موصوفا بالعقل والديانة التامة والورع مشهورا بالجود والبذل وافر الحرمة عديم النظير
10 - المغيرة بن عبدالرحمن (ت186)
ابن الحارث بن عبدالله بن عياش بن أبى ربيعة المخزومى
قال ابن أبى حاتم سئل ابو زرعة عن المغيرة بن عبدالرحمن بن الحارث بن عبدالله بن عياش بن أبى ربيعة فقال:
لا بأس به
وقال الزبير بن بكار: كان المغيرة فقيه أهل المدينة بعد مالك بن أنس وعرض عليه أمير المؤمنين الرشيد القضاء بالمدينة على جائزة أربعة آلاف دينار فامتنع فأبى الرشيد الا أن يلزمه ذلك فقال والله يا أمير المؤمنين لأن يخنقنى الشيطان أحب إلى من ان ألى القضاء فقال الرشيد ما بعد هذا غاية فأعفاه عن القضاء وأجازه بألفى دينار
قال أبو عمر: كان مدار الفتوى بالمدينة فى آخر زمن مالك وبعده على:
1 - المغيرة بن عبدالرحمن
2 - ومحمد بن ابراهيم بن دينار
¥(15/29)
حكى ذلك عبدالملك بن الماجشون
3 - وكان ابن أبي حازم ثالث القوم في ذلك
4 - وعثمان بن كنانة ولم تكن له برواية الحديث عناية
5 - وابن نافع
وتوفى المغيرة سنة ست وثمانين ومائة
11 - محمد بن ابراهيم بن دينار الجهنى (ت182)
أبو عبدالله كان مفتى أهل المدينة مع مالك وعبدالعزيز بن أبي سلمة وبعدهما كان فقيها فاضلا له بالعلم رواية وعناية
قال الشيرازي:
فمن كبار أصحابه بالمدينة محمد بن ابراهيم بن دينار درس معه
قال الشافعي رحمه الله تعالى: ما رأيت في فتيان مالك افقه من محمد بن دينار وتوفي سنة اثنتين وثمانين ومائة بعد مالك بثلاث سنين
11 - عبدالعزيز بن أبى حازم (ت185)
واسم أبى حازم سلمة بن دينار مولى أسلم يكنى أبا تمام
توفى عبدالعزيز يوم الجمعة أول يوم من صفر سنة خمس وثمانين ومائة
12 - عثمان بن عيسى بن كنانة (ت185)
كان فقيها من فقهاء المدينة أخذ عن مالك وغلب عليه الرأى وقعد مقعد مالك بعده وليس له في الحديث ذكر توفى بمكة سنة خمس وثمانين ومائة
13 - -محمد بن مسلمة أبو هشام المخزومي (ت216)
هو محمد بن مسلمة بن محمد بن هشام بن اسماعيل بن هشام ابن الوليد بن المغيرة روى عن مالك بن أنس
قال ابن أبى حاتم سألت ابى عنه فقال: كان أحد فقهاء المدينة من أصحاب مالك وكان من أفقههم
وسئل عنه أبى فقال: كان ثقة وذكر السراج قال مات محمد بن مسلمة المخزومى سنة ست عشرة ومائتين
14 - عبدالله بن نافع الصائغ (ت206)
أبو محمد روى عن مالك وابن ابى ذئب
قال يحيى بن معين: عبدالله بن نافع الصائغ ثقة
وقال أبو طالب سألت احمد ابن حنبل عن عبدالله بن نافع الصائغ قال: لم يكن صاحب حديث كان صاحب رأي مالك وكان يفتي أهل المدينة برأي مالك ولم يكن في الحديث بذاك وقال ابن أبي حاتم سألت أبي عن عبد الله بن نافع الصائغ فقال ليس بالحافظ هو لين في حفظه وكتابه أصح
وسئل ابو زرعة عنه فقال لا بأس به قال أبو عمر توفى عبدالله بن نافع الصائغ بالمدينة
15 - عبدالله بن نافع الزبيرى (ت215)
هو عبدالله بن نافع بن ثابت بن عبدالله بن الزبير بن العوام القرشى الاسدى يكنى أبا بكر سمع من مالك بن أنس
توفى سنة عشرين ومائتين وقيل بل مات سنة خمس عشرة ومائتين ذكره السراج
وقيل توفي سنة ست عشرة ومائتين وهو ابن سبعين سنة
16 - عبدالملك بن عبدالعزيز بن الماجشون (212)
مولى لبنى تيم من قريش يكنى أبا مروان كان فقيها فصيحا دارت عليه الفتيا فى زمانه الى موته وعلى ابيه عبدالعزيز قبله فهو فقيه ابن فقيه وكان ضرير البصر وقيل انه عمي فى آخر عمره روى عن مالك وعن أبيه
قال أبو عمر: توفي عبدالملك بن الماجشون سنة اثنتى عشرة وقيل سنة أربع عشرة ومائتين
17 - مطرف بن عبدالله (ت220)
ابن مطرف بن سليمان بن يسار مولى ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم يكنى أبا مصعب وكان أصم روى عن مالك وابن ابى الزناد
توفى مطرف سنة عشرين ومائتين وقال غيره توفي سنة اربع عشرة ومائتين بالمدينة بعد دخوله العراق
18 - على بن زياد التونسى (ت183)
يكنى أبا الحسن اصله من العجم ولد بطرابلس ثم سكن تونس روى عن مالك وغيره وتوفى سنة ثلاث وثمانين ومائة
19 - أسد بن الفرات (213)
- أسد بن الفرات الفقيه المغربي أحد الكبار من أصحاب مالك روى الموطأ والمسائل الأسدية نسبة إليه وكان ابن الأغلب قد أرسل أسد بن الفرات في جيش إلى جزيرة صقلية ونزلوا على مدينة سرقسطةولم يزالوا محاصرين لها إلى أن مات أسد المذكور في شهر رجب سنة ثلاث عشرة ومائتين ودفن في مدينة من الجزيرة أيضا
20 - معن بن عيسى (ت198)
ابن يحيى بن دينار القزاز مولى أشجع يكنى أبا يحيى روى عن مالك ابن أنس
وكان أشد الناس ملازمة لمالك وكان مالك يتكئ عليه فى خروجه الى المسجد حتى قيل له عصية مالك
قال معن بن عيسى: كان مالك لا يجيب العراقيين فى شيء من الحديث حتى أكون أنا أسأله عنه
قال معن بن عيسى:كل شئ من الحديث فى الموطأ سمعته من مالك الاما استثنيت انى عرضته عليه وكل شيءمن غير الحديث عرضته على مالك إلا ما استثنيت أنى سألته عنه
قال ابن أبى حاتم سمعت أبي يقول: أثبت أصحاب مالك وأوثقهم معن بن عيسى وهو أحب إلى من ابن نافع وابن وهب
قال ابراهيم بن المنذر: توفى معن ابن عيسى بالمدينة سنة ثمان وتسعين ومائة
21 - أبو مصعب الزهرى (ت241)
أحمد بن أبى بكر بن الحارث بن زرارة بن مصعب بن عبدالرحمن بن عوف
مات أبو مصعب سنة احدى واربعين ومائتين
وهو فقيه أهل المدينة غير مدافع
22 - يحيى بن يحيى التميمى (226)
-يحيى بن يحيى بن بكر بن عبدالرحمن التميمى
الحنظلى مولى لهم ويقال مولى بنى منقر بن سعيد بن عمرو بن تميم النيسابورى يكنى أبا زكريا
روى عن مالك الموطأ وقيل إنه قرأه عليه
روى عنه البخارى ومسلم بن الحجاج
ولم يرو مسلم الموطأ الا عنه وكان احمد بن حنبل يثنى عليه
23 - ذو النون المصري (ت245)
أبو الفيض ثوبان بن إبراهيم وقيل الفيض بن إبراهيم المصري المعروف بذي النون الصالح المشهور أحد رجال الطريقة كان أوحد وقته علما وورعا وحالا وأدبا وهو معدود في جملة من روى الموطأ عن الامام مالك رحمه الله وذكر ابن يونس عنه في تاريخه أنه كان حكيما فصيحا
أصله من النوبة وكان من قرية من قرى صعيد مصر يقال لها إخميم فنزل مصر ويقال اسمه الفيض و يقال ثوبان و ذوالنون لقب و كان أبوه إبراهيم مولى لإسحاق بن محمد الأنصاري وكان له أربعة بنين ذو النون وذو الكفل وعبد الباري والهميسع
قال ابن الجلاء: لقيت ستمائة شيخ ما لقيت فيهم مثل أربعة أحدهم ذو النون
قال أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني: ذو النون بن إبراهيم المصري روي عنه عن مالك أحاديث في أسانيدها نظر وكان واعظا
محمد بن الحسين السلمي قال سألت علي بن عمر عن ذي النون فقال إذا صح السند إليه فأحاديثه مستقيمة وهو ثقة
/
17/ 5/ 1428
يتبع =
¥(15/30)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[05 - 06 - 07, 02:54 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبوعبدالرحمان المهدي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 03:06 ص]ـ
موضوع جميل والأجمل هذه المكانة التي اكتسبها الموطأ في قلوب الناس والله إنها لا تجعلني أتحير من ذلك فهذا الحنفي يشرحه وذاك الشافعي يدرسه سبحان الله إنه لكتاب عزيز على هذه الأمة وقد تضاهي مكانته أحيانا صحيحي البخاري ومسلم لما أكثر العلماء فيه من التأليف والتنقيح والتتبع لذلك قررت أن أدلي بدلوي في هذا المضمار رغم أني ابعد الناس عنه مقابل خدمة هذا الكتاب
أهم الفروق بين موطأ يحيى بن يحيى الليثي وموطأ محمد بن الحسن
1 - روايةوسماع الموطأ: سمع محمد بن الحسن الشيباني الموطأ من الإمام مالك كاملا بينما يحيى الليثي سمعه إلا يسيرا منه وكان سماعه للموطإ كاملا في الأندلس عن شيخه زياد بن عبد الرحمان بن زياد اللخمي وهو معروف بشبطون وأما روايته عن زياد فلم تكن إلا بعد ان شك في بعض الأبواب في كتاب القدر من روايته عن مالك فقدم الرواية بالسند النازل على الرواية بالسند العالي لشكه وهذه مكرمة ومنقبة له لمن يذمه بانه ليس من المحدثين
2 - سنة السماع والملازمة:سمع الإمام يحيى بن يحيى رحمه الله الموطأ من الإمام مالك سنة وفاته أي سنة تسع وسبعين ومائة ولم تطل ملازمته له حتى أنها لم تكد تكمل السنة إذ أن يحيى ارتحل إلى الإمام في نفس سنة وفاته أما محمد بن الحسن فعرف عنه أنه لزم الإمام أكثر من ثلاث سنوات قال ابن عبد الحكم سمعت الشافعي يقول قال محمد أقمت على باب مالك ثلاث سنين سمعت منه أكثر من سبعمائة حديث
3 - عدالة الراويين:
يحيى بن يحيى الليثي:قال ابن حجر في تقريب التهذيب صدوق فقيه قليل الحديث وله اوهام
محمد بن الحسن الشيباني:قال ابن عدي في مخنصر الكامل للمقريزي: "قال أحمد ليس بشيء ولا يكتب حديثه .... وقال ابن معين ليس بشيء ومرة قال ضعيف ومرة قال كذاب وقال أحمد لا اروي عنه شيئا ... "قال الذهبي في ميزان الاعتدال لينه النسائي وغيره من قبل حفظه
4 - مميزات الموطأين من حيث الحديث:
موطأ أبي عبد الله الشيباني يحتوي على أحاديث مالك وأبي حنيفة وأبي يوسف وغيرهم هذا الذي جعل بعض العلماء يخرجونه عن موطآت مالك لأنه فقد خاصية نسبته للإمام
أما موطأ الليثي يحيى فيحتوي فقط على روايات مالك
5 - من حيث الفقه:
موطأ مالك من طريق الليثي دعامة للمذهب المالكي إذ ان فيه آراء الإمام الفقهية واجتهاداته كما أن فيه بيانا لبعض مسائل عمل أهل المدينة
بينما موطأ محمد بن الحسن هو انتصار لمذهبه الحنفي مع إيراده لترجيحاته مما يجعل موطأ محمد موطأ الأحناف وموطأ الليثي موطأ الموالك
6 - صيغ الرواية
يروي محمد بن الحسن موطأه بصيغة أخبرنا
بينما موطأ الليثي يرويه عنه ابنه بصيغة حدثني مع صيغة العنعنة وابنه هو عبيد الله قال الزرقاني فقيه قرطبة ومسند الأندلس كان ذا حرمة عظيمة وجلالة روى عن خلق كثير توفي سنة ثمان وسبعين ومائتين
7 - من حيث القبول:
موطأ محمد منازع في كونه موطأ للإمام مالك أما موطأ يحيى فعليه أصل شروح المحدثين والفقهاء
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[06 - 06 - 07, 04:53 م]ـ
حياك الله وبياك أخي (أبوحازم) وأرجو أن يكون ماذكرته فيه فائدة لطلاب العلم وأن لايكون مجرد تكرار ممل والله المستعان
وأقول لأخي الفاضل المهدي أحسنت في ذكرك للفروق بين موطأ يحيى والشيباني وهناك زيادات سوف نأتي بها قريبا إن شاء الله
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[06 - 06 - 07, 09:29 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[23 - 10 - 07, 02:17 م]ـ
نكمل بقية البحث عن الإمام مالك
شيوخ الإمام مالك في الموطأ
نبدأ مستعينين بالله بأشهرهم وأكثرهم رواية
1 - الإمام العالم الزهري القرشي (محمد بن مسلم بن عبيدالله بن عبدالله بن شهاب بن عبدالله بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي ت سنة 124) يروي 1 - ً الزهري عن أنس كثيرا
-2 - والزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة
3 - والزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة
4 - والزهري عن أبي سلمة عن عائشة
5 - والزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أم سلمة
6 - والزهري عن عروة عن عائشة كثيرا
7 - والزهري عن سالم عن ابن عمر كثيراً
¥(15/31)
8 - والزهري عن عبدالله والحسن ابني محمد (الحنفية) بن علي بن أبي طالب عن علي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - حديث واحد في الموطأ وهو حديث المتعة المشهور
يرويه مالك عن ابن شهاب عن عبد الله والحسن ابني محمد بن علي عن أبيهما عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن متعة النساء يوم خيبر وعن أكل لحوم الحمر الإنسية.)
وهو في الصحيحين من نفس الطريق ويروى من طريق آخر
8 - والزهري عن الأعرج عن أبي هريرة
9 - والزهري عن الأعرج عن غير أبي هريرة
10 - والزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي سعيد الخدري قليلا
12 - ً والزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي أيوب الأنصاري أقل
13 - والزهري عن عبيدالله بن عتبة بن مسعود
قال أبو عمر:
ولابن شهاب في الموطأ رواية يحيى بن يحيى عن مالك من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (131) مائة حديث وواحد وثلاثون حديثا منها متصلة مسندة اثنان وتسعون (92) حديثا وسائرها منقطعة مرسلة
1 - الزهري عن أنس
فأول المسند ما رواه عن أنس بن مالك وذلك خمسة أحاديث
منها هذا الحديث:
مالك عن ابن شهاب عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا تباغضوا ولا تدابروا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهاجر أخاه فوق ثلاث ليال)
2 - الزهري عن سعيد بن المسيب القرشي المخزومي (ت سنة 94)
قال أبو عمر:
ابن شهاب عن سعيد بن المسيب القرشي المخزومي المدني له في الموطأ سبعة عشر حديثا (17) منها سبعة متصلة وستة مرسلة ومنها ما شركه فيها
أبو سلمة بن عبدالرحمن أربعة أحاديث حديثان متصلان مسندان وحديثان مرسلان
قال أبو حاتم الشريف: الستة المرسلة من مراسيل سعيد بن المسيب والسبعة المتصلة الزهري عن سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه
ومن هذه الأحاديث:
1 - مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (صلاة الجماعة أفضل من صلاة أحدكم وحده بخمسة وعشرين جزءا)
2 - مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)
3 - الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري (ت سنة 94) وقيل بعد ذلك
قال أبو عمر: وأبو سلمة بن عبدالرحمن بن عوف الزهري القرشي أحد فقهاء المدينة الجلة الثقات الأثبات وقد ذكرنا نسب أبيه في كتاب الصحابة واختلف في اسم أبي سلمة هذا فقيل اسمه عبدالله وقيل اسمه كنيته ذكر البخاري قال قال لي ابن أبي أويس عن مالك أبو سلمة اسمه كنيته
وكذلك قال أبو نعيم الفضل بن دكين اسم أبي سلمة كنيته
لمالك عن ابن شهاب عن أبي سلمة ثمانية أحاديث متصلة مسندة كلها في الموطأ شركه فيها أبو عبدالله الأغر في حديث واحد
قال أبو حاتم:منها هذا الحديث:
مالك عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبدالرحمن بن عوف عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة
4 - الزهري عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف (ثقة ثبت ت سنة 95)
قال أبو عمر: له ثمانية أحاديث منها ستة مسندة شركه في أحدها محمد بن النعمان بن بشير واحد مرسل وآخر موقوف لا يدرك مثله بالرأي وهو محفوظ مسند
منها هذا الحديث: مالك عن ابن شهاب عن حميد بن عبدالرحمن بن عوف عن أبي هريرة أنه قال لولا أن يشق على أمته لأمرهم بالسواك مع كل وضوء
5 - الزهري عن عروة بن الزبير بن العوام (ت94)
قال ابو عمر: ابن شهاب عن عروة بن الزبير بن العوام خمسة عشر حديثا منها واحد مرسل
منها هذا الحديث:
مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
(أنها قالت أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم أردن أن يبعثن عثمان بن عفان إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنهما فيسألنه ميراثهن من النبي صلى الله عليه وسلم فقالت لهن عائشة أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا نورث ما تركنا فهو صدقة)
6 - الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي (ت سنة 102) وقيل قبل ذلك
له أحد عشر حديثا (11) منها واحد مرسل وعشرة متصلة مسندة
¥(15/32)
قال أبو حاتم الشريف: وأكثر مرويات ابن عباس في الموطأ هي من طريق عبيدالله الهذلي وأغلبها في الصحيحين من طريق مالك عن الزهري عن عبيدالله بن عبدالله الهذلي
ومنها هذا الحديث
مالك عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن عبد الله بن عباس أن أم الفضل بنت الحارث سمعته وهو يقرأ والمرسلات عرفا فقالت له يا بني لقد ذكرتني بقراءتك هذه السورة إنها لآخر ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في المغرب
متفق عليه
7 - الزهري عن سالم بن عبدالله بن عمر (ت سنة 106)
قال أبو عمر: ابن شهاب عن سالم بن عبدالله بن عمر تسعة أحاديث (9) منها ثلاثة مرسلة وغيرها متصلة مسندة ومنها حديث واحد شرك سالما فيه أخوه حمزة بن عبدالله بن عمر
من أحاديث سالم:
مالك عن ابن شهاب عن سالم بن عبدالله بن عمرعن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه حذو منكبيه وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما كذلك وقال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد وكان لا يفعل ذلك في السجود.
قال أبو عمر:
هكذا رواه يحيى عن مالك لم يذكر فيه الرفع عند الانحطاط إلى الركوع وتابعه على ذلك جماعة من الرواة للموطأ عن مالك منهم:
1 - القعنبي
2 - - وأبو مصعب
3 - وابن بكير
4 - وسعيد بن الحكم بن أبي مريم
5 - ومعن بن عيسى
6 - والشافعي
7 - ويحيى بن يحيى النيسابوري
8 - إسحاق بن الطباع
9 - وروح بن عبادة
10 - وعبدالله بن نافع
11 - وكامل بن طلحة
12 - وإسحاق بن إبراهيم الحنيني
--13و-أبو حذافة أحمد بن إسماعيل
14ابن وهب في رواية ابن أخيه عنه
ورواه
1ابن وهب2 وابن القاسم 3ويحيى بن سعيد القطان 4وابن أبي أويس 5وعبدالرحمن بن مهدي6 وجويرية بن أسماء 7وإبراهيم بن طهمان8 وعبدالله بن المبارك 9وبشر بن عمر 10وعثمان بن عمر 11وعبدالله بن يوسف التنيسي 12 - وخالد بن مخلد 13ومكي بن إبراهيم 14ومحمد بن الحسن الشيباني 15 وخارجة بن مصعب 16وعبدالملك بن زياد النصيبي 17وعبدالله بن نافع الصائغ18 وأبو قرة موسى بن طارق19 ومطرف بن عبدالله20 وقتيبة بن سعيد
كل هؤلاء رووه عن مالك فذكروا فيه الرفع عند الانحطاط إلى الركوع قالوا فيه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه إذا افتتح الصلاة حذو منكبيه وإذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع
ذكر الدارقطني الطرق عن أكثرهم عن مالك كما ذكرنا وهو الصواب وكذلك رواه سائر من رواه عن ابن شهاب
من شيو خ مالك
2 - أبو الزبير المكي (ت سنة 128) وقيل قبل ذلك
قال أبو عمر:
أبو الزبير المكي واسم أبي الزبير هذا محمد بن مسلم بن تدرس مولى حكيم بن حزام وقيل مولى محمد بن طلحة والأول أصح وأكثر سكن مكة ومات بها سنة ثمان وعشرين ومائة في خلافة مروان بن محمد وهو ابن أربع وثمانين سنة هذا قول الواقدي وقال علي بن المديني مات أبو الزبير قبل عمرو بن دينار بسنة ومات عمرو بن دينار سنة ست وعشرين ومائة
يروي مالك عن أبي الزبير في الموطأ ثمانية أحاديث متصلة
مسندة (8)
قال أبو حاتم الشريف:
يروي مالك عن أبي الزبير عن طاوس عن ابن عباس
ويروي عن أبي الزبير المكي عن جابر
منها هذا الحديث:
مالك عن أبي الزبير المكي عن جابر بن عبدالله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (نهى عن أكل لحوم الضحايا بعد ثلاث ثم قال كلوا وتزودوا وادخروا)
3 - محمد بن المنكدر التيمي القرشي المدني (ت سنة 130) ويروي مالك عن محمد بن المنكدر عن جابر
منها هذا الحديث
مالك عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن اعرابيا بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام فأصاب الأعرابي وعك بالمدينة فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أقلني بيعتي فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جاءه فقال أقلني بيعتي فأبى ثم جاءه فقال اقلني بيعتي فأبى فخرج الأعرابي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها
4 - محمد بن يحيى بن حبان الأنصاري (121) ويروي مالك عن محمد بن يحيى بن حبان أربعة أحاديث كلها عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
منها هذا الحديث
مالك عن محمد بن يحيى بن حبان عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس وعن الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس ت
موطأ مالك (1/ 221)
¥(15/33)
5أبو الأسود (محمد بن عبد الرحمن بن نوفل) يتيم عروة بن الزبير مات سنة (117)
ويروي مالك عن أبي الأسود (محمد بن عبد الرحمن) عن عروة عن عائشة
وعن عروة عن زينب عن أم سلمة حديث واحد منها هذا الحديث
مالك عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل عن عروة بن الزبير عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني اشتكي فقال طوفي من وراء الناس وأنت راكبة قالت فطفت راكبة بعيري ورسول الله صلى الله عليه وسلم حينئذ يصلي إلى جانب البيت وهو يقرأ بالطور وكتاب مسطور
6 - نافع مولى ابن عمر (ت117)
قال أبو حاتم:
ومالك عن نافع مولى ابن عمر (ثمانون) (80) حديثا
كلها عن ابن عمر سوى ستة أحاديث عن غيره عن أبي سعيد الخدري وحديثان عن أبي هريرة وحديث عن أبي لبابة وحديث عن زوجة ابن عمر صفية بنت أبي عبيد الثقفي
ومن أحاديث مالك عن نافع عن ابن عمر
مالك عن نافع وعبدالله بن دينار عن عبدالله بن عمر أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح على ركعة واحدة توتر له ما قد صلى
قال ابن عبد البر:
لم يختلف الرواة عن مالك في هذا الحديث وكل من رواه عنه فيما علمت من رواة الموطأ وغيرهم هكذا قالوا فيه عنه صلاة الليل مثنى مثنى إلا الحنيني وحده فإنه روى هذا الحديث عن مالك والعمري جميعا عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الليل والنهار مثنى مثنى فزاد فيه ذكر النهار وذلك خطأ عن مالك لم يتابعه أحد عنه على ذلك والحنيني ضعيف كثير الوهم والخطأ والعمري هذا هو عبدالله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب
أخو عبيدالله بن عمر ضعيف أيضا ليس بحجة عندهم لتخليطه في حفظه
فأما أخوه عبيدالله بن عمر فثقة أحد الجلة من أصحاب نافع ورواية عبيدالله بن عمر لهذا الحديث عن نافع كرواية مالك صلاة الليل مثنى مثنى ولم يذكر النهار
وكذلك رواية ايوب السختياني له أيضا عن نافع لم يذكر النهار هؤلاء هم الحجة في نافع
فأما رواية عبيدالله عن نافع عن ابن عمر قال سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر عن صلاة الليل فقال النبي صلى الله عليه وسلم مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى واحدة فأوترت له ما قد صلى
وأما رواية أيوب عن نافع عن ابن عمر أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر مثله سواء لم يذكر النهار ولا يصح عن نافع في هذا
الحديث غير ذلك
وكذلك عبدالله بن دينار ولا يصح عنه غير ذلك أيضا كما قال مالك عنه
سفيان قال حدثنا عبدالله بن دينار قال سمعت ابن عمر يقول سمعت رجلا يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر كيف يصلي أحدنا بالليل فقال النبي صلى الله عليه وسلم مثنى مثنى فإذا خشيت الصبح فأوتر بواحدة توتر لك ما مضى من صلاتك
قال سفيان: وهذا أجودها
قال أبو عمر عند سفيان بن عيينة في هذا الحديث أسانيد منها عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عمر
\ وعبدالله بن ابي لبيد عن أبي سلمة عن ابن عمر
والزهري عن سالم عن ابن عمر
وقال في حديثه هذا عن عبدالله بن دينار عن ابن عمر أنه أجودها وذلك لأن فيه سمعت وحدثنا ولأنه فيه أعلى من غيره والله أعلم
وليس لمالك هذا الحديث عن الزهري إلا من رواية الوليد بن مسلم خاصة
وقد روى هذا الحديث عن ابن عمر جماعة
1 - منهم نافع
2 - وعبدالله بن دينار
3 - وسالم
4 - وطاوس
5 - وأبو سلمة
6 - ابن عبدالرحمن
7 - ومحمد بن سيرين
8 - وحبيب بن أبي ثابت
9 - وحميد بن عبدالرحمن
10 - وعبدالله بن شقيق
كلهم قال فيه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الليل مثنى مثنى لم يذكروا النهار
ورواه علي بن عبدالله الأزدي البارقي عن عبدالله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الليل والنهار مثنى مثنى فزاد فيه ذكر النهار ولم يقله أحد عن ابن عمر غيره وأنكروه
عبدالله بن دينار مولى ابن عمر
ويروي مالك عن عبدالله بن دينار مولى ابن عمر ستة وعشرون حديثا (26)
منها اثنان وعشرون حديثا عن ابن عمر ر
والباقي عن سليمان بن يسار وأبي صالح السمان عن أبي هريرة
ومنها هذا الحديث:
¥(15/34)
مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر أن رجلا نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما ترى في الضب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لست بآكله ولا بمحرمه
جعفر (الصادق) بن محمدبن علي بن الحسين ابن علي ابن أبي طالب (ت سنة148)
من مشايخ مالك الذين يجلهم كثيراً
جعفر الصادق
قال ابن عبد البر: جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي ابن أبي طالب رضي الله عنهم يكنى أبا عبد الله وأمه فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق وهو جعفر المعروف بالصادق وكان ثقة مأمونا عاقلا حكيما ورعا فاضلا واليه تنسب الجعفرية وتدعيه من الشيعة الامامية وتكذب عليه الشيعة كثيرا
وذكر مصعب الزبيري عن مالك رحمه الله قال: اختلفت إلى جعفر بن محمد زمانا وما كنت أراه إلا على ثلاث خصال إما مصل وإما صائم وإما يقرأ القرآن وما رأيته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا على طهارة وكان لا يتكلم فيما لا يعنيه
وكان من العلماء العباد الزهاد الذين يخشون الله ولقد حججت معه سنة فلما أتى الشجرة أحرم فكلما أراد أن يهل كاد يغشى عليه فقلت له لا بد لك من ذلك وكان يكرمني وينبسط إلي فقال يا أبن أبي عامر إني أخشى أن أقول لبيك اللهم لبيك فيقول لا لبيك ولا سعديك قال مالك ولقد أحرم جده علي بن حسين فلما أراد أن يقول لبيك اللهم لبيك أو قالها غشى عليه وسقط من ناقته فهشم وجهه رضي الله عنهم
قال ابو عمر:لمالك عن جعفر بن محمد في الموطأ من حديث النبي صلى الله عليه وسلم تسعة أحاديث (9) منها خمسة متصلة أصلها حديث واحد وهو حديث جابر الحديث الطويل في الحج والأربعة منقطعة تتصل من غير رواية مالك من وجوه
من هذه الأحاديث:
1 - مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله أنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رمل من الحجر الأسود حتى انتهى إليه ثلاثة أشواط
2 - مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحر بعض هديه بيده ونحر غيره بعضه هكذا
قال أبو عمر: قال يحيى عن مالك في هذا الحديث عن علي وتابعه القعنبي فجعله عن علي أيضا كما رواه يحيى ورواه ابن بكير
وسعيد ابن عفير
وابن القاسم
وعبد الله بن نافع
وأبو مصعب
والشافعي فقالوا فيه عن مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر
وأرسله ابن وهب عن مالك عن جعفر عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث لم يقل عن جابر ولا عن علي
\
قال أبو عمر: الصحيح فيه جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر وذلك موجود في رواية محمد بن علي عن جابر في الحديث الطويل في الحج
وإنما جاء حديث علي رضي الله عنه من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى عنه لا أحفظه من وجه آخر
وهذا المتن صحيح ثابت من حديث جابر وحديث علي
3 - مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه أن عمر بن الخطاب ذكر المجوس فقال ما أدري كيف أصنع في أمرهم فقال عبد الرحمن بن عوف أشهد لسمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سنوا بهم سنة أهل الكتاب
قال أبو عمر:
هذا حديث منقطع لأن محمد بن علي لم يلق ا بن عمر ولا عبد الرحمن بن عوف رواه أبو علي الحنفي عن مالك فقال فيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده وهو مع هذا أيضا منقطع لأن علي بن حسين لم يلق عمر ولا عبد الرحمن ابن عوف
4 - مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد
قال أبو عمر: وهذا الحديث في الموطأ عن مالك مرسل عند جماعة رواته وقد روى عنه مسندا
عثمان بن خالد المدني العثماني حدثنا مالك بن أنس عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى بشاهد ويمين هكذا حدث به عثمان بن خالد المدني عن مالك بإسناده هذا مسندا والصحيح فيه عن مالك أنه مرسل في روايته
وقد تابع عثمان بن خالد العثماني على روايته هذه في هذا الحديث عن مالك إسماعيل بن موسى الكوفي فرواه أيضا عن مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر ورواه محمد بن عبد الرحمن بن رداد ومسكين ابن بكير كلاهما عن مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن
على أن النبي عليه السلام قضى باليمين مع الشاهد
والصحيح عن مالك ما في الموطأ
وقد اسنده عن جعفر بن محمد جماعة حفاظ وزيادة الحافظ مقبولة فممن أسنده
عبيد الله بن عمر
وعبد الوهاب الثقفي
ومحمد بن عبد الرحمن بن رداد المدني
¥(15/35)
ويحيى بن سليم
وإبراهيم بن أبي حية
ورواه ابن عيينة عن جعفر بن محمد عن أبيه مرسلا كما رواه مالك وكذلك رواه الحكم بن عتيبة وعمرو بن دينار جميعا عن محمد ابن علي مرسلا
قال [أبو حاتم الشريف:وقد توسعت بعض الشيء في أحاديث جعفر في كتابنا مرويات الإمام جعفر في كتب السنة
يسر الله نشره
حميد الطويل (ت سنة140)
قال أبو عمر:
أبو عبيدة البصري وهو حميد بن أبي حميد مولى طلحة الطلحات وهو طلحة بن عبد الله الخزاعي قيل كان حميد من سبي سجتان وقيل من سبى كابل واختلف في اسم أبيه أبي حميد فقيل طرخان وقيل مهران وقيل حميد الطويل هو حميد ابن شرويه قال أبو نعيم وقال غيره هو حميد بن ثيرويه
لمالك عنه من مرفوعات الموطأ سبعة أحاديث مسندات وواحد موقوف لم يسنده عن مالك خاصة إلا من لا يوثق بحفظه
عبدالله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم (المدني) ت (
ويروي مالك عن عبدالله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم (المدني)
وله في الموطأ ستة وعشرون حديثا منها ثمانية عشر مسندة
وجلها عن أبيه
منها هذا الحديث: مالك عن عبدالله بن أبي بكر عن أبيه
عن عمرو بن سليم الزرقي أنه قال أخبرني أبو حميد الساعدي أنهم قالوا يا رسول الله كيف نصلي عليك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد
والحديث المرسل المشهور:
مالك عن عبدالله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه أن في الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم في العقول إن في النفس مائة من الإبل وفي الأنف إذ أوعي جدعا مائة من الإبل وفي المأمومة ثلث الدية وفي الجائفة مثلها وفي العين خمسون وفي اليد خمسون وفي الرجل خمسون وفي كل أصبع مما هنالك عشر من الإبل وفي السن خمس وفي الموضحة خمس
قال ابن عبد البر: لا خلاف عن مالك في إرسال هذا الحديث بهذا الإسناد وقد روي مسندا من وجه صالح وهو كتاب مشهور عند أهل السير معروف ما فيه عند أهل العلم معرفة تستغني بشهرتها
عن الإسناد لأنه أشبه التواتر في مجيئه لتلقي الناس له بالقبول والمعرفة وقد روى معمر هذا الحديث عن عبدالله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده وذكر ما ذكره مالك سواء في الديات وزاد في إسناده عن جده وروي هذا الحديث أيضا عن الزهري عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده بكماله وكتاب عمرو بن حزم معروف عند العلماء وما فيه فمتفق عليه إلا قليلا وبالله التوفيق ومما يدلك على شهرة كتاب عمرو بن حزم وصحته ما ذكره ابن وهب عن مالك والليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال وجد كتاب عند آل حزم يذكرون أنه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه وفيما هنالك من الأصابع عشر عشر فصار القضاء في الأصابع إلى عشر عشر
التمهيد لابن عبد البر (17/ 339)
أبو طوالة عبدالله بن عبد الرحمن بن معمربن حزم الأنصاري
ويروي عن أبي طوالة عبدالله بن عبد الرحمن بن معمر
بن حزم الأنصاري قاضي المدينة وهو ثقة
وله ثلاثة أحاديث عن أبي طوالة
أبو الزناد عبدالله بن ذكوان
ومن شيوخه الذين أكثر عنهم أبو الزناد عبدالله بن ذكوان
ويروي عنه مالك أربعة وخمسون حديثا
وكلها بهذا الإسناد أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
منها هذا الحديث
مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة
التمهيد لابن عبد البر 18/ 9
عبدالله بن الفضل بن عباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي
ومن شيوخه: عبدالله بن الفضل بن عباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي وهو ثقة
وله حديث واحد حديث الأيم واشتهر مالك برواية هذا الحديث وهذا الحديث:
حدثني مالك عن عبد الله بن الفضل عن نافع بن جبير بن مطعم عن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الأيم أحق بنفسها من وليها والبكر تستأذن في نفسها وأذنها صماتها.
موطأ مالك 2/ 524
تعقيب على البخاري
قال بن عبد البر: وجعل البخاري عبد الله بن الفضل الهاشمي الذي روى عنه أبو أويس ومالك وزياد بن سعد غير عبد الله بن الفضل الهاشمي الذي روى عنه موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق 6
¥(15/36)
وقال العقيلي هما عندي واحد قال أبو عمر هو عندي كما قال العقيلي
قال أبو عمر هذا حديث رفيع أصل من أصول الأحكام رواه عن مالك جماعة من الجلة منهم شعبة وسفيان الثوري وابن عيينة ويحيى بن سعيد القطان وقيل إنه قد رواه أبو حنيفة عن مالك وفي ذلك نظر ولا يصح
والرواة عن مالك هم:
1 - قتيبة بن سعيد وسعيد بن منصور ويحيى بن يحيى
قال مسلم:
حدثنا سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد قالا حدثنا مالك ح وحدثنا يحيى بن يحيى واللفظ له قال قلت لمالك حدثك عبد الله بن الفضل عن نافع بن جبير عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الأيم أحق بنفسها من وليها والبكر تستأذن في نفسها وإذنها صماتها قال نعم
صحيح مسلم 2/ 037
ابن مهدي
2 - عبد الرحمن بن مهدي عن مالك عن عبد الله بن الفضل عن نافع بن جبير عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأيم أحق بنفسها من وليها والبكر تستأمر في نفسها وأذنها صماتها 1894
مسند الإمام أحمد بن حنبل ج1/ص219
3 - عن اسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة عن أبيه عن أبي حنيفة عن مالك عن عبدالله بن الفضل عن نافع بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأيم أحق بنفسها من وليها الحديث.
مسند أبي حنيفة ج1/ص236
عبدالله بن إدريس
4حدثنا بن إدريس عن محمد بن إسحاق ومالك بن أنس عن عبد الله بن الفضل عن نافع بن جبير عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأيم أحق بنفسها من وليها والبكر تستأمر وصمتها إقرارها
مصنف ابن أبي شيبة 459
الشافعي
5 - أخبرنا مالك عن عبد الله بن الفضل عن نافع بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الأيم أحق بنفسها من وليها والبكر تستأذن في نفسها وأذنها صماتها
مسند الشافعي 1/ 220
6 - شعبة
حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ بمكة قثنا مسلم قثنا شعبة عن مالك بن أنس عن عبد الله بن الفضل عن نافع بن جبير عن ابن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم الثيب أحق بنفسها من وليها والبكر رضاها سكوتها
مسند أبي عوانة2/ 76
أخبرنا محمود بن غيلان قال حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة عن مالك بن أنس قال سمعته منه بعد موت نافع بسنة وله يومئذ حلقة قال أخبرني عبد الله بن الفضل عن نافع بن جبير عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الأيم أحق بنفسها من وليها واليتيمة تستأمر وإذنها صماتها 3271
سنن النسائي (المجتبى) 6/ 84
باب في الثيب
حدثنا أحمد بن يونس وعبد الله بن مسلمة قالا أخبرنا مالك عن عبد الله بن الفضل عن نافع بن جبير عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأيم أحق بنفسها من وليها والبكر تستأذن في نفسها وإذنها صماتها وهذا لفظ القعنبي 2098
2099 حدثنا أحمد بن حنبل ثنا سفيان عن زياد بن سعد عن عبد الله بن الفضل بإسناده ومعناه قال الثيب أحق بنفسها من وليها والبكر يستأمرها أبوها قال أبو داود أبوها ليس بمحفوظ
سنن أبي داود ج2/ص232
عبدالله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان المخزومي
ومن شيوخ مالك الذين روى عنهم
عبدالله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان وهو ثقة
وله في الموطأ خمسة أحاديث أربعة منها عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف
منها هذا الحديث
مالك عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان عن أبي سلمة بن عبد الرحمان وعن محمد بن عبد الرحمان بن ثوبان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا كان 7 الحر فابردوا عن الصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم وذكر أن النار اشتكت إلى ربها فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف
: التمهيد لابن عبد البر (19/ 112)
ويروي مسلم هذا الحديث من طريق مالك
قال مسلم وحدثني إسحاق بن موسى الأنصاري حدثنا معن حدثنا مالك عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا كان الحر فأبردوا عن الصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم وذكر أن النار اشتكت إلى ربها فإذن لها في كل عام بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف
صحيح مسلم (1/ 432)
عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة المازني الأنصاري (ت
ومن شيوخه عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة المازني
ولمالك عنه في الموطأ خمسة أحاديث (5) ثلاثة مسندة واثنان مرسلان
قال أبو حاتم:وجل الأحاديث المسندة هي عن أبيه عن أبي سعيد الخدري
منها هذا الحديث
مالك عن عبد الرحمان بن عبد الله بن عبد الرحمان بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك أن يكون خير مال المسلم غنما يتبع بها شعب الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن
قال ابن عبد البر:
هكذا وقع في هذه الرواية شعب الجبال وهو عندهم غلط وإنما يرويه الناس شعف الجبال وشعف الجبال عند أهل اللغة رؤوسها وشعفة كل شيء أعلاه
التمهيد لابن عبد البر ج19/ص219
ويرويه البخاري عن عبدالله بن يوسف والقعنبي عن مالك
قال البخاري
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن
صحيح البخاري (6/ 2597)
عبدالرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق (ت126)
من شيوخ مالك
عبدالرحمن بن القاسم له في الموطأ عشرة أحاديث (10) وأكثرها عن أبيه عن عائشة (
منها هذا الحديث:
مالك عن عبد الرحمان بن القاسم عن أبيه عن عائشة أن صفية بنت حيي حاضت فذكروا ذلك لرسول صلى الله عليه وسلم فقال أحابستنا هي فقيل إنا قد أفاضت قال فلا إذا.
التمهيد لابن عبد البر ج19/ص312
ورواه البخاري عن مالك
قال البخاري:
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن صفية بنت حيي زوج النبي صلى الله عليه وسلم حاضت فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحابستنا هي قالوا إنها قد أفاضت قال فلا إذا
صحيح البخاري ج2/ص625
¥(15/37)
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[29 - 10 - 07, 10:59 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
أخي أبو حاتم جزاك الله خيرا و نفع الله بك و جعل ذلك في ميزان حسناتك.
رحم الله شيخنا مالك بن أنس إمام دار الهجرة و أسكنه الله الفردوس الأعلى مع الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[27 - 03 - 08, 04:55 م]ـ
أخي الكريم أيمن حياك الله وبياك والله يرعاك
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[27 - 03 - 08, 05:00 م]ـ
أخي الكريم أيمن حياك الله وبياك والله يرعاك
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[27 - 03 - 08, 08:25 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله
جزاك الله خيرا يا ابا حاتم
بعد قراءة بحثكم ما يسعني الا ان ابحث عن شرح موطأ الامام مالك
ما رأيك في تنوير الحوالك؟؟
ما طريقة الاستفادة منه؟
ما تحقيقاته؟
جزيتم خيرا
ـ[عزالدين المعيار الإدريسي]ــــــــ[27 - 03 - 08, 08:42 م]ـ
"من مشايخ مالك الذين يجلهم كثيراً
جعفر الصادق"
لم أفهم القصود من العبارة؟ أجو التوضيح بارك الله فيك
ـ[أبو أيوب المصري]ــــــــ[28 - 03 - 08, 12:18 ص]ـ
واصل يا أخانا أبا حاتم - وصلك الله -
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[28 - 03 - 08, 10:21 ص]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك
ـ[أبو محمّد الإدريسي]ــــــــ[31 - 03 - 08, 03:35 ص]ـ
واصل أخي الحبيب
أسأل الله أن يتقبّل عملك و يباركه
ـ[ابن عبد السلام الجزائري]ــــــــ[31 - 03 - 08, 05:14 ص]ـ
اقتباس:
4 - محمد بن يحيى بن حبان الأنصاري (121)
هو محمد بن يحي بن حَبان بفتح الحاء المهملة, الأنصاري المدني (ولا يوجد في المدنيين حِبان بكسر الحاء المهملة)
ذكرته للفائدة.
ـ[صهيب الجواري]ــــــــ[01 - 04 - 08, 05:57 م]ـ
بارك الله بيك وجزاك ىالله خيراً
ونفعنا الله واياكم
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[08 - 04 - 08, 01:15 م]ـ
أشكر الإخوة الكرام الذين أشادوا بهذا الموضوع (البرازيلي ومحمد عبدالكريم محمد وأبو أيوب المصري وعز الدين وصهيب والإدريسي وغيرهم)
وأرجو أن يتيسر لنا إكمال الموضوع قريبا إن شاء الله والكتابة عن الموطأ كتابة مختصرة عن الصحيحين فأكثر البخاري ومسلم من إيراد أحاديث مالك بن أنس والله الموفق
وكتاب تنوير الحوالك كتاب جيد مختصر للسيوطي وينقل كثيرا عن النووي وابن عبد البروعياض
و
ـ[أبو عروة]ــــــــ[08 - 04 - 08, 03:12 م]ـ
زادك الله من فضله ياأبو حاتم
ـ[السنفراوي]ــــــــ[24 - 04 - 08, 08:26 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[01 - 05 - 08, 05:40 م]ـ
زادك الله من فضله ياأبو حاتم
أسأل الله العظيم أن يوفقنا لما ويحب ويرضى
السنفراوي
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
وفيك بارك أخي الكريم
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[12 - 06 - 08, 03:08 م]ـ
بارك الله فيك واحسن اليك
اخي لو انك تكلم عن الموطأ زيادة على ما اورت لكان افضل واحسن
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[13 - 06 - 08, 07:58 م]ـ
من أراد خيرا واسعا وفقها كنزا، فعليه بكتاب ابن عبد البر: "التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد"
والله الموفق ..
ـ[أبو شوق]ــــــــ[15 - 06 - 08, 05:42 ص]ـ
جزاكم الله خير
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[17 - 07 - 10, 08:00 ص]ـ
أشكر ا لإخوة الكرام (أ [و شوق والمازري وأبو عامر الصقر)
ـ[الناصح]ــــــــ[17 - 07 - 10, 11:40 ص]ـ
بحث ماتع ودرر
وفقك الله فضيلة الشيخ الدكتور لمرضاته
ومما ذكر الأئمة
مما وهم فيه مالك
قال ابن أبي حاتم
وسمعت أبي وذكر الحديث الذي: رواه مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن عباد بن زياد، من ولد المغيرة بن شعبة، عن المغيرة بن شعبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب لحاجته في غزوة تبوك قال المغيرة: فذهبت معي بماء، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكبت عليه، فغسل وجهه ويديه، ومسح برأسه، ومسح على الخفين.
فسمعت أبي يقول: وهم مالك في هذا الحديث في نسب عباد بن زياد، وليس هو من ولد المغيرة، ويقال له: عباد بن زياد بن أبي سفيان، وإنما هو عباد بن زياد، عن عروة، وحمزة ابني المغيرة بن شعبة، عن المغيرة بن شعبة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
-----------------------------------------
¥(15/38)
قال أبو عمر ابن عبدالبر: قد يكون إنكار من أنكر هذا الحديث في دخول عبيد الله على أبي طلحة وسهل بن حنيف من أجل رواية ابن شهاب لهذا الحديث على مارواه ابن أبي ذئب فصح بهذا وهم مالك في سهل بن حنيف وكذلك وهم أبو النضر في روايته له عن عبيد الله بن عبد الله عن أبي طلحة ولم يدخل بينهما ابن عباس فالصحيح في هذا الحديث رواية الزهري له عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن أبي طلحة كذا قال علي بن المديني وغيره وهو عندي كما قالوه والله أعلم.
وقد قال قبل ذلك
التمهيد - (21/ 192)
والصواب في ذلك والله أعلم عثمان بن حنيف وكذلك رواه محمد بن إسحاق عن أبي النضر سالم عن عبيد الله بن عبد الله قال انصرفت مع عثمان بن حنيف
-----------------------
العلل ومعرفة الرجال - (2/ 349)
سمعت أبي يقول كنت أنا وعلي بن المديني فذكرنا أثبت من يروي عن الزهري فقال علي سفيان بن عيينة وقلت أنا مالك بن أنس وقلت مالك أقل خطأ عن الزهري وابن عيينة يخطىء في نحو عشرين حديثا عن الزهري في حديث كذا وحديث كذا فذكرت منها ثمانية عشر حديثا وقلت هات ما أخطأ فيه مالك فجاء بحديثين أو ثلاثة فرجعت فنظرت فيما أخطأ فيه بن عيينة فإذا هي أكثر من عشرين حديثا
--------------------------------
وفي المتن
وفي فتح الباري ـ لابن رجب (3/ 104)
والوجه الثاني: أن مالكا قال في روايته: " ثم يذهب الذاهب إلى قباء "، كذا رواه أصحابه عنه، وكذا هو في " الموطا ".
وخالفه سائر أصحاب الزهري، فقالوا: " إلى العوالي ".
وقد رواه خالد بن مخلد، عن مالك، فقال فيه: " العوالي "، وليس هو بمحفوظ عن مالك.
قال النسائي: لم يتابع مالكا أحد على قوله في هذا الحديث: " إلى قباء " والمعروف: " إلى العوالي ".
وقال ابن عبد البر: رواه جماعة أصحاب الزهري عنه، فقالوا: " إلى العوالي "، وهو الصواب عند أهل الحديث. قال: وقول مالك: " إلى قباء " وهم لا شك فيه عندهم، ولم يتابعه أحد عليه.
وهذا الحديث رواه البخاري ومسلم
من طريق مالك عن ابن شهاب عن أنس بن مالك قال كنا نصلي العصر ثم يذهب الذاهب منا إلى قباء فيأتيهم والشمس مرتفعة
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[18 - 07 - 10, 12:29 ص]ـ
بارك الله فيك(15/39)
تحسين ابن حجر العسقلانى رحمه الله
ـ[أبوالزبير الأثري]ــــــــ[21 - 12 - 06, 09:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
اخوتى بارك الله فيكم ارجوا منكم ان تبينوا لى ماهو الضابط الذى يسير عليه بن حجر العسقلانى رحمه الله فى التحسين
ولكم فائق الشكر والتقدير
ـ[أبو ذر المغربي]ــــــــ[11 - 02 - 07, 01:31 ص]ـ
هذ يا أخي لا أظنه بالأمر اليسير، لأن بيان منهج حافظ كبير كابن حجر يحتاج إلى استقراء، فمن وقف على بحث أو مادة في هذا الباب فليدلنا عليه، وله منا جزيل الشكر. والله أجل واعلم
ـ[محمد عمرو]ــــــــ[12 - 02 - 07, 02:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ذكر الحافظ في مقدمته للفتح أن ما سكت عنه فهو حسن. وبالتتبع لبعض ماسكت عنه وجد أنها تتراوح بين الصحة مرة والضعف مرة والتحسين مرة
وقد أجاب على هذا الاشكال البسيط شيخنا امام السنة الالباني في أشرطة (الدرر في مسائل المصطلح والاثر) أسئلة أبو الحسن المصري للشيخ فستجد بغيتك ومرادك وهي ضمن سلسلة الهدى والنور. كما توجد مستقلة.
وحياك الله وحيا الاخ المغربي.
ـ[أبوالزبير الأثري]ــــــــ[06 - 04 - 07, 08:41 م]ـ
جزاك الله ألف خير اخى محمد عمرو وجعل ذلك فى ميزان حسناتك
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[07 - 04 - 07, 01:15 ص]ـ
سؤال مهم لو وضعت الإجابة هنا لكان مناسبا
ـ[أبو الحسن الأزهرى]ــــــــ[17 - 04 - 07, 10:02 م]ـ
فى الواقع اخوانى ان {الحافظ أبن حجر} قد قال في مقدمة الفتح - أن ما سكت عنه فهو حسن - قد خوليف فى الكثير من ذلك فهو مع جلالة قدره معدود من المتساهلين فى التصحيح كمانص على ذلك
الألباني وغيره من أهل العلم والله أعلم
ـ[أبو أيمن المكي]ــــــــ[25 - 04 - 07, 05:47 م]ـ
وللشيخ الوليد الزبيري كتاب "الموسوعة الحديثية للحافظ ابن حجر العسقلاني"
مطبوع في عدة مجلدات(15/40)
من النفس الزكية المقصودة في هذا الحديث إن صح؟
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[22 - 12 - 06, 11:07 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
((إن المهدي لا يخرج حتى تقتل النفس الزكية، فإذا قتلت النفس الزكية، غضب عليهم من في السماء ومن في الأرض، فأتى الناس المهدي، فزفوه كما تزف العروس إلى زوجها ليلة عرسها، و هو يملأ الأرض قسطا و عدلا، و تخرج الأرض نباتها، و تمطر السماء مطرها، و تنعم أمتي في ولايته نعمة لم تنعمها قط))
ـ[هشام بن بهرام]ــــــــ[22 - 12 - 06, 08:13 م]ـ
قال الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة:
و (النفس الزكية) لقب محمد بن عبد الله بن حسن الهاشمي , و قد قيل: إن أهل بيته سموه بالمهدي , فلا يبعد أن يكون هذا الأثر من وضع بعض أتباعه و أنصاره في قيد حياته إنذارا لأعدائه , أو بعيد وفاته , و قد قتله أبو جعفر المنصور , لما خرج عليه بالمدينة , فبعث إليه عيسى بن موسى فقتله. رحمه الله , و عامل الظالمين بما يستحقون
زفي هذا قال ابن خلدون:
وأما الزيدية فساقوا الإمامة على مذهبهم فيها وأنها باختيار أهل الحل والعقد لا بالنص. فقالوا بإمامة علي ثم ابنه الحسن ثم أخيه الحسين ثم ابنه علي زين العابدين ثم ابنه زيد بن علي وهو صاحب هذا المذهب. وخرج بالكوفة داعياً إلى الإمامة فقتل وصلب بالكناسة. وقال الزيدية بإمامة ابنه يحيى من بعده فمضى إلى خراسان وقتل بالجوزجان بعد أن أوصى إلى محمد بن عبد الله بن حسن بن الحسن السبط ويقال له النفس الزكية فخرج بالحجاز وتلقب بالمهدي وجاءته عساكر المنصور فقتل وعهد إلى أخيه إبراهيم فقام بالبصرة ومعه عيسى بن زيد بن علي فوجه إليهم المنصور عساكره فهزم وقتل إبراهيم وعيسى وكان جعفر الصادق أخبرهم بذلك كله وهي معدودة في كراماته. وذهب آخرون منهم إلى أن الإمام بعد محمد بن عبد الله النفس الزكية هو محمد بن القاسم بن علي بن عمر وعمر هوأخو زيد بن علي فخرج محمد بن القاسم بالطالقان فقبض عليه وسيق إلى المعتصم فحبسه ومات في حبسه. وقال آخرون من الزيدية: أن الإمام بعد يحيى بن زيد هو أخوه عيسى الذي حضر مع إبراهيم بن عبد الله في قتاله مع المنصور ونقلوا الإمامة في عقبه وإليه انتسب دعي الزنج كما نذكره في أخبارهم. وقال آخرون من الزيدية: أن الإمام بعد محمد بن عبد الله أخوه إدريس الذي فر إلى المغرب ومات هنالك وقام بأمره ابنه إدريس واختط مدينة فاس وكان من بعده عقبه ملوكاً بالمغرب إلى أن انقرضوا كما نذكره في أخبارهم. وبقي أمر الزيدية بعد ذلك غير منتظم.
والله أعلم
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[25 - 12 - 06, 01:11 م]ـ
السلام عليكم
رعاك الله و نفع بك بس ياليت رقم المجلد و الحديث
ـ[هشام بن بهرام]ــــــــ[25 - 12 - 06, 03:55 م]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
المجلد الرابع
حديث 2155
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[10 - 03 - 07, 07:53 م]ـ
السلام عليكم
حياك الله وبياك و نفع بك و سددك
ـ[أبو عاصم العتيبي]ــــــــ[10 - 03 - 07, 10:13 م]ـ
تقريب التهذيب (487): " محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي الهاشمي المدني يلقب النفس الزكية ثقة من السابعة قتل سنة خمس وأربعين وله ثلاث وخمسون وكان خرج على المنصور وغلب على المدينة وتسمى بالخلافة فقتل"
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[12 - 03 - 07, 12:57 م]ـ
السلام عليكم
حياك الله وبياك و نفع بك و سددك(15/41)
سؤال حول العقيلي وكتابه الضعفاء
ـ[معاذ القيسي]ــــــــ[23 - 12 - 06, 03:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي الأكارم معلوم لديكم أن العقيلي وابن عدي وابن حبان هم من اصحاب الكتب المفصلة لذكر الضعفاء وأحوال رواياتهم وبيان عللها ومن خلال ما منّ الله تعالى به علي ّ من الإطلاع على تلك الكتب رأيت للعقيلي ما يتميز به من أحكام وأساليب في ألفاظه سواء أكانت في الحكم على الروايات أو الكلام على الرجال جرحا أو تعديلا
سؤالي إليكم هل كتب أحد الناس بحثا أو فصلا ضمن كتاب حول العقيلي ومنهجه في كتابه مقارنة بكتب الضعفاء المسندة الأخرى وما هي الإعتراضات عليه والتي كان للذهبي الحظ الأوفر والنصيب الأكبر والقسط الأعظم
أفيدنوني بما علمكم الله وأسبغ عليكم من واسع علمه وجزيل فضله
أخوكم معاذ القيسي
ـ[هشام الحلاّف]ــــــــ[25 - 12 - 06, 07:39 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
توجد رسالة علمية بعنوان: (الحافظ العقيلي ومنهجه في كتاب الضعفاء الكبير) لعبد الإله صالح سعيد باقطيان، وهي رسالة ماجستير.
وهناك رسالة بعنوان: (الأحاديث التي ذكر العقيلي فيها اختلافا في الضعفاء الكبير ومنهجه في الحكم عليها) وهي رسالة دكتوراة لمحمد الفراج.
ولأخيك بحث بعنوان (تخريج الأحاديث التي ضعفها العقيلي من جميع طرقها في كتابه الضعفاء) وهي رسالتي في مرحلة الدكتوراة، تممها الله على خير.
ـ[أبوصالح]ــــــــ[25 - 12 - 06, 08:35 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
هناك رسالة يشرف عليها الشيخ الموفق علي الصياح
ألفاظ الحافظ العقيلي (ت:322) الصريحة في قبول الأحاديث في كتابه الضعفاء ـ جمع ودراسة. للطالب سلطان السيف.
وللشيخ المحدث ابي عبدالرحمن السعد اشارات حول منهج العقيلي قرأتها في احدى مقدماته لكن لا يحضرني حاليا اين والله المستعان.
وفقك الله لكل خير اخي معاذ القيسي
وحيا الله شيخنا المبارك هشام الحلاف.
ـ[أبو أمينة]ــــــــ[26 - 12 - 06, 02:13 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول:
وللشيخ عبد الفتاح أبي غدة كلام غليظ في العقيلي قلد فيه شيخه الكوثري رحمهم الله جميعا، وأنبوا فيه العقيلي لكلامه في علي ابن المديني، ونقلوا كلام الإمام الذهي رحمهم الله جميعا.
انظره في تعليقاته عل الرفع والتكميل للإمام اللكنوي.
يا ناطح الجبل العالي ليكلمه ... أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل
ـ[معاذ القيسي]ــــــــ[27 - 12 - 06, 05:00 م]ـ
بارك الله لكم جهودكم ونفع بكم اهل الحديث
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[27 - 12 - 06, 09:43 م]ـ
و هناك رسالة دكتوراه باسم (منهج أبي جعفر العقيلي في جرح الرجال من خلال كتابه " الضعفاء الكبير ") تأليف الدكتورة مختار نصيرة، و نشر دار الضياء - طنطا - مصر
ـ[أم دلال]ــــــــ[17 - 11 - 09, 11:15 ص]ـ
أخوتي الأفاضل أفيدوني بارك الله فيكم بروابط لهذه الكتب والرسائل
واريد مرجع يساعدني على دراسة مقدمة العقيلي في كتابه الضعفاء
جزيتم الجنة
ـ[أفنان أم معاذ]ــــــــ[23 - 11 - 09, 05:29 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
ولأخيك بحث بعنوان (تخريج الأحاديث التي ضعفها العقيلي من جميع طرقها في كتابه الضعفاء) وهي رسالتي في مرحلة الدكتوراة، تممها الله على خير.
هلا أتحفتنا برسالتك أثابك الله؟
وأريد سؤالكم وفقكم الله
في مقدمة كتاب الضعفاء للعقيلي -رحمه الله- افتتحه بالبسملة ثم الحمدلة
ثم " باب تبين أحوال من نقل عنه الحديث ممن لم ينقل على صحة "
فهل هو من افتتح كتابه وكتب عنوان الباب؟
لأنه أشكل علي الإسناد التالي وكأنه نقلا عنه:
(أخبرنا أبو بكر محمد بن القاسم بن حسنويه بن يوسف بن الحجاج المقرئ , في جمادي الآخرة سنة سبع وأربعمائة , قال: قرأت على أبي بكر عبدالمنعم بن عمر بن حيان , قلت: حدثكم أبو الحسن محمد ابن نافع الخزاعي بمكة , قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن موسى بن حماد العقيلي: ............................ )
وكأن هذه المقدمة الموجزة كتبت بعد وفاة الحافظ العقيلي -رحمه الله- بخمس وثمانين سنة
فمن هو الذي حدث بها؟!
وهلا وضحتم لي هذا الإسناد أكثر؟
جزاكم الله خيرا
ـ[أفنان أم معاذ]ــــــــ[25 - 11 - 09, 05:23 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
توجد رسالة علمية بعنوان: (الحافظ العقيلي ومنهجه في كتاب الضعفاء الكبير) لعبد الإله صالح سعيد باقطيان، وهي رسالة ماجستير.
.
هل بالإمكان الحصول على هذه الرسالة وكذلك رسالة مختار نصيرة (منهج أبي جعفر العقيلي في جرح الرجال من خلال كتابه " الضعفاء الكبير ")
وجزاكم الله خيرا
ـ[أحمد يس]ــــــــ[03 - 03 - 10, 04:13 ص]ـ
هل من كريم جواد يرفع لنا بعضاً من هذه الرسائل أو كلها؟
ـ[أحمد العنزي السلفي]ــــــــ[26 - 10 - 10, 01:47 م]ـ
في كتاب الضعفاء للعقيلي , في باب النون في ترجمه النعمان (ابا حنيفه) رحمه الله
توجد هناك روايات كثير يندى لها الجبين في حق ابا حنيفه رحمه الله!!!
يرفع الموضوع لطلب الفائدة؟!
¥(15/42)
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[26 - 10 - 10, 08:11 م]ـ
أخي / أحمد العنزي
موضوع الروايات في حق أبي حنيفة الموجودة عند العقيلي في الضعفاء أو الخطيب في التاريخ أو ابن أبي شيبة في المصنف أو عبد الله بن أحمد في السنة - و التي حذفها الناشرون في طبعة دار ابن رجب و غيرها - و كذا الموجودة عند الهروي في ذم الكلام لم يأت بها أحدهم من كيسه بل هي روايات وقعت له فرواها بإسناده فماذا عليه؟ أمّا أنها يندى لها الجبين فليس لهم شأن في ذلك و دعك من تنطع الكوثري و أبي غدة أما أبو حنيفة فقد استقرت إمامته و ثبتت و لم يعد يذكر الأئمة في مصنفاتهم شيء من ذلك و أظن أن آخر من ذكر ذلك هو الهروي المذكور و قد امتنع الحافظ من قراءة الآثار الموجودة في ذم الكلام التي تعرضت لذكر أبي حنيفة لما كان السخاوي - أو غيره - يقرأ عليه هذا الكتاب. رحم الله الجميع
ـ[أفنان أم معاذ]ــــــــ[27 - 10 - 10, 12:56 ص]ـ
وأود التنبيه أن ما يُذكر عن الراوي في كتاب الضعفاء وغيره من كتب الرجال إنما هي في روايته للحديث وليست قدحا في كل ما لدى هذا الراوي , فأبي حنيفة -رحمه الله- فقيه عالم , إلا أن روايته للحديث قد تكلم فيها العلماء
فتنبه أخي الكريم أن المقصود هو الرواية لا التقليل من شأن الراوي أو ذمه
ثم إن الإمام أبي حنيفة -رحمه الله- كان في زمان فيه التمسك بالسنة ظاهر , وكانوا يذمون الرأي ويشددون فيه , ولذلك حصل منهم ما حصل.
وفقنا الله وإياكم ورزقنا الهدى والسداد.
ـ[أحمد العنزي السلفي]ــــــــ[27 - 10 - 10, 01:48 ص]ـ
بارك الله فيكم , انا لم اكن اعلم بهذه الروايات حتى اورد احد الروافض روايه مذكوره في تاريخ بغداد وفي كتاب العلل للأمام احمد رحمه الله والضعفاء للعيقلي , والسنة لعبد الله بن احمد رحم الله الجميع
وقد ذكر لي سند روايه ومتنها (كاد ابا حنيفة في الدين .. )!!!
وهناك روايات اخرى لشيخ ابا حنيفه حماد وهو يوصفه بالكفر!!
وغيرها من الروايات المذكوره في السنة لعبد الله رحمه الله
فقام هذا الرافضي ويريد ان يلزمني بأمرين إما ان الامام مالك كافر لأنه كفر مسلم! او ان ابا حنيفه كافر كما ورد في النص!!!!!
فالله المستعان والله اعلم
ـ[صلاح الدين بن محمد الشامي]ــــــــ[28 - 10 - 10, 12:16 ص]ـ
و هناك كتاب؟ الضعفاء بين العقيلي و ابن عدي دراسة مقارنة بين كتابيهما الضعفاء الكبير و الكامل في ضعفاء الرجال" رسالة دكتوراه مقدمة من الدكتور "إكرامي محمد محمد الشاذلي" مطبوعة بدار السلام مصر في مجلدين.(15/43)
اشكال في شرح النخبة للدكتور الحميد
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[23 - 12 - 06, 07:22 م]ـ
وقع لي و أنا أستذكر شرح النخبة لفضيلة الشيخ سعد بن عبدالله الحميد _ حفظه الله _ إشكالاً و بحثتُ فلم أجد ما يزيح هذا الإشكال من كلامه. و قد وقفتُ على ثلاثة شروح للنخبة لفضيلة الشيخ الحميد و وجدتُ أنهم اجتمعوا على نفس الأمر , و هو تقسيم المتواتر إلى ما يفيد العلم الضروري و ما يفيد العلم النظري. و خص تواتر الحديث بافادة العلم النظري. و ما هو بخلاف ذلك كوجود البلدان و الشخصيات بافادة العلم الضروري.
الإشكال هو أني لم أجد مثل هذا التقسيم فيما نظرتُ فيه. فمن قال بهذا التقسيم أيضاً مع الشيخ _ حفظه الله _ و يا ليتَ من يفيد في هذا الموضع , و كلامي هذا متبوع بص كلام الشيخ , و جزاكم الله خيراً.
فإذًا المتواتر عندنا نوعان،
النوع الأول: وهو ما يفيد العلم الضروري.
والنوع الثاني: وهو ما يفيد العلم النظري، هذا من حيث الثبوت.
أنواع المتواتر من حيث النوع
أما من حيث النوع أيضًا المتواتر ينقسم إلى نوعين:
النوع الأول: متواتر لفظي.
والنوع الثاني: متواترٌ معنوي، سنأتي -إن شاء الله تعالى- عليها.
ما هو العلم الضروري؟
نتكلم الآن على قضية العلم الضروري، والعلم النظري.
العلم الضروري ما هو؟
العلم الضروري هو الذي يضطر صاحبه إلى التصديق، لابد أن يصدق.
مثلما قلت عن وجود عنترة بن شداد، أو بلد من البلدان، على سبيل المثال: يمكن كثير
منا ما رأى استراليا، لكن هل يشك أحدٌ منا أن هناك قارة يُقال لها استراليا، وأن
وهناك ناسًا يعيشون وألوانهم بيض ونحو ذلك، ما أحد يشك منا في وجود استراليا مع
أننا ما رأيناها، اللهم إن كان عن طريق الصور، دعونا نقول: قبل وجود الصور، كانت
هناك أخبار تتناقل عن البلدان، على سبيل المثال: عند أسلافنا الذين كانوا مثلا في
القرن الثاني والثالث ونحو ذلك، كانوا يعرفون أن هناك بلدانًا ويصدقون بوجودها مع
أنهم ما رأوها، ولا يشكون في وجود هذه البلدان، كيف استطاعوا إذًا التصديق بوجود
مثل هذا العلم الذي يضطر صاحبه إلى التصديق به، وهو ما يسمى بالعلم الضروري؟ فليس
أمامك أسانيد حتى تبحث بها وتفتش، فذلك يصدق عليه كلام الحافظ ابن حجر أنه ليس من
مباحث علم الإسناد.
لكن إذا جاءتنا أحاديث كثيرة، مثل ما ضربوا له مثالا بحديث (من كذب علي متعمدًا)،
فإذًا لابد من وجود علم الإسناد حتى نبحث في هذه القضايا، لذلك كيف استطعنا أن نعرف
أن حديث الطير ... ؟ حديث الطير ربما أحدكم يسأل عنه، حديث الطير هو حديث يقولون: إن
أنسًا رضي الله عنه يقول: كنت عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فأُهدي له طيرٌ مشوي،
فقال "اللهم ائتني بأحب خلقك يأكل معي من هذا الطير" قال: فإذا بالباب يُطرق فقلت
في نفسي اللهم اجعله امرءًا من الأنصار، فلما فتح الباب فإذا بعلي رضي الله عنه،
قال: فقلتُ: النبي -صلى الله عليه وسلم- على حاجة، يعني لا يريد هذه المزية وهذه
الفضيلة لعلي -رضي الله عنه، يريدها لرجل من الأنصار؛ لأنه من الأنصار، فانصرف علي
-رضي الله عنه، فدعا النبي -صلى الله عليه وسلم- مرةً أخرى، وإذا بالباب يُطرق
ويكون عليًّا -رضي الله عنه، ويعيد أنس نفس الأمنية أو نفس الدعاء، وهكذا ثلاث
مرات، وفي الرابعة دفع عليٌّ -رضي الله عنه- في صدر أنس ودخل بعنف، فقال له النبي
-صلى الله عليه وسلم- "ما أبطأ بك"، فقال يا رسول الله هذه رابع مرة أطرق فيها،
ويقول لي أنس كيت وكيت، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم:" ما حملك على ما صنعت يا
أنس؟ " فقال: يا رسول الله رجوت أن يكون امرءًا من الأنصار، فقال النبي -صلى الله
عليه وسلم:" إن الرجل قد يحب قومه".
هذا الحديث مفاده أن عليًّا -رضي الله عنه- أحب إلى الله أيضًا حتى من النبي -صلى
الله عليه وسلم؛ لأنه يقول: "بأحب خلقك إليك"، فلم يستثن حتى نفسه -صلى الله عليه
وسلم، ثم هذا الحديث ينافي ما ثبت من الأحاديث الصحيحة في أن أفضل هذه الأمة بعد
نبيها هو أبو بكرٍ -رضي الله عنه- ثم عمر ثم عثمان أيضًا، وكان عليًّ -رضي الله
عنه- يعترف بهذه الفضيلة لهؤلاء الخلفاء -رضي الله عنهم أجمعين، فإذًا هذا الحديث
رغم كثرة الطرق إليه إلا أننا نقول: إنه حديثٌ غير صحيح.
نعود لما كنا فيه، كيف استطعنا أن نعرف إنه غير صحيح؟ عن طريق الإسناد، فتشنا في
الأسانيد فوجدنا أن جميع الأسانيد لا تصح، كلها معلولة، ولذلك نقدها الحافظ ابن
كثير في البداية والنهاية نقدًا مبرمًا.
فهذا الذي يقول بعضهم إنه من مباحث علم الإسناد، وبعضهم يقول إنه ليس من مباحث علم
الإسناد، فالذي ليس من مباحث علم الإسناد ويفرض علينا تصديق هذا يُسمى العلم
الضروري، والذي من مباحث علم الإسناد ويكتشف بعد البحث أن طرقه ثابتة وصحيحة مثل
أحاديث الشفاعة، أحاديث الرؤية، وغير ذلك من الأحاديث الكثيرة، هذه نقول إنها
أحاديث متواترة، كيف استطعنا أن نعرف أنها متواترة؟ من خلال مباحث علم الإسناد.
ما العلم الذي يفيدنا من هذا التواتر؟
يفيدنا العلم، لكنه العلم النظري، أي الناشئ بعد النظر والتتبع والاستقراء.
¥(15/44)
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[24 - 12 - 06, 03:50 م]ـ
يرفع للأهمية ....
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[25 - 12 - 06, 02:52 ص]ـ
الشرح عليه استدراكات قام بستدراكها شخض اسمه ابو العباس وهو مطبوع
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[26 - 12 - 06, 01:58 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم و جزاك خيراً , و يا ليتك تعطيني بيانات هذه الرسالة المستدركة على الشرح.
و السؤال الآن , هل تابع أحد من أهل العلم الدكتور الحميد _ حفظه الله _ في تقسيم المتواتر لما يفيد العلم الضروري و ما يفيد العلم النظري؟ و جزاكم الله خيراً.
ـ[تابع السلف]ــــــــ[22 - 02 - 10, 12:51 م]ـ
للرفع و الإفادة
ـ[ابو محمد حسام محمد]ــــــــ[12 - 03 - 10, 04:08 م]ـ
أخى نايف ممكن تذكر لنا اسم الرسالة واسم المؤلف ولك جزيل الشكر والعرفان(15/45)
أسباب اختلاف الرواة
ـ[ماهر]ــــــــ[24 - 12 - 06, 09:33 م]ـ
أسباب الاختلاف
فطر الله تَعَالَى الناس عَلَى أن يختلفوا في مواهبهم وقدراتهم وتنوع قابلياتهم في الدقة والضبط والإتقان والحرص عَلَى الشيء، كَمَا أن الناس يختلفون في أحوالهم الأخرى قَالَ تَعَالَى: (فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَات) (1)، وهذه المواهب والمنح من الله يعطي من شاء ما شاء. والناس كذلك يختلفون في حرصهم واجتهادهم لِذَلِكَ عَدَّ الإمام الشَّافِعِيّ (2) الحرص من لوازم العلم فَقَالَ:
أخي لن تنال العلم إلا بستة
سأنبيك عَنْ تفصيلها ببيان
ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة
وصحبة أستاذ وطول زمان (3)
فالحرص إذن من أساسيات العلم، وإن قَلَّ حفظ الرَّاوِي أو كلّت ذاكرته، فإن بوسعه الحِفاظ على مروياته بالمذاكرة والمتابعة والتعاهد لمحفوظه ومراجعة أصوله، حفظاً للسنة النبوية من الخطأ فِيْهَا – بزيادة أَوْ نقص أو تغيير –.
ومع هَذَا كله فإننا لَمْ نعدم في تاريخنا الحديثي بعض الرُّوَاة الَّذِيْنَ لَمْ يبالوا بمروياتهم، وَلَمْ يولوها الاهتمام الكافي، سواء أهمل الرَّاوِي نفسه تعاهد محفوظاته أَوْ مراجعته كتابه، أو تدخل عنصر بالعبث بمروياته (4)، أو غَيْر ذَلِكَ مِمَّا تكون نتيجته وقوع الوهم في حَدِيْث ذَلِكَ الرَّاوِي، ويؤول بالنهاية إلى حدوث الاختلاف مع روايات غيره، عَلَى أن الخطأ والوهم لَمْ يسلم مِنْهُ كبار الحفاظ مع شدة حرصهم وتوقيهم، لذا قَالَ ابن
معين (5): ((لست أعجب ممن يحدّث فيخطئ، إنما أعجب ممن يحدث فيصيب)) (6). غَيْر أنّ الأحاديث الَّتِيْ حصل فِيْهَا الوهم تعد قليلة مغمورة في بحر ما رووه عَلَى الصواب.
وبإمكاننا أن نفصل أسباب الاختلاف بما يأتي:
أولاً. الوهم والخطأ:
الخطأ والوهم أمران حاصلان وواقعان في أحاديث الثقات فضلاً عَنْ وقوعه في أحاديث الضعفاء، ونحن وإن نذكر في حد الصَّحِيْح كون راويه تام الضبط إلا أن ذَلِكَ أمر نسبيٌّ (7)، وإلا فكيف اشترطنا في الصَّحِيْح (8) أن لا يَكُوْن شاذاً ولا معللاً مع كون راويه ثقة فيتخرج عَلَى هَذَا أن الوهم والخطأ يدخل في أحاديث الثقات؛ لأن كلاً من الشذوذ والعلة داخل بمعنى الوهم والخطأ. ثُمَّ إن الوهم والخطأ من الأسباب الرئيسة للاختلاف بَيْنَ الأحاديث. وبالسبر والنظر إلى كتب السنة النبوية نجد عدداً كبيراً من الرُّوَاة الثقات قَدْ أخطؤوا في بعض ما رووا، وَهُوَ أمر متفاوت بَيْنَ الرُّوَاة حسب مروياتهم قلة وكثرة وربما كَانَ حظ من أكثر من الرِّوَايَة أكبر خطأً من المقلين؛ لذا نجد غلطات عُدَّتْ عَلَى الأئمة العلماء الحفاظ لكنها لَمْ تؤثر عليهم في سعة ما رووه (9)، قَالَ الإمام أحمد بن حَنْبَل (10): ((ومن يعرى من الخطأ والتصحيف)) (11). وَقَالَ الإمام مُسْلِم بن الحجاج: ((فليس من ناقل خبر وحامل أثر من السلف الماضين إلى زماننا – وإن كَانَ من أحفظ الناس وأشدهم توقياً وإتقاناً لما يحفظ وينقل – إلا الغلط والسهو ممكن في حفظه ونقله)) (12).
وَقَالَ الإمام الترمذي (13): ((لَمْ يسلم من الخطأ والغلط كبير أحد من الأئمة مع حفظهم)) (14)، ثُمَّ ساق الترمذي عدداً وافراً من الروايات تدلل عَلَى تفاوت أهل العلم بالحفظ وتفاضلهم بالضبط وقلة الخطأ، ثُمَّ قَالَ: ((والكلام في هَذَا والرواية عَنْ أهل العلم تكثر، وإنما بيّنا شيئاً مِنْهُ عَلَى الاختصار ليُستدل بِهِ عَلَى منازل أهل العلم وتفاضل بعضهم عَلَى بعض في الحفظ والإتقان، ومن تُكلمَ فِيْهِ من أهل العلم لأي شيء تُكلمَ
فِيْهِ)) (15).
ولما كَانَ الخطأ في الرِّوَايَة أمرٌ بدهيٌّ، وأنه لا يسلم إنسان مِنْهُ نجد الأكابر قَدْ وهمّوا الأكابر، فهذه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قَدْ وهّمت عدداً من الصَّحَابَة في عدد من الأحاديث، وَقَدْ جمع ذَلِكَ الزركشي (16) في جزءٍ (17)، لذا قَالَ الإمام عَبْد الله بن المبارك (18): ((ومن يسلم من الوهم، وَقَدْ وهّمت عائشة جَمَاعَة من الصَّحَابَة في رواياتهم للحديث)) (19).
¥(15/46)
وفيما نقلنا عَنْ الأئمة الأعلام كفاية ودليل عَلَى أن دخول الخطأ والوهم أمرٌ نسبيٌّ ممكن في أحاديث الرُّوَاة ثقاتً كانوا أو غَيْر ذَلِكَ، فالخطأ والوهم والنسيان سجية البشر، وَقَدْ قَالَ الشاعر:
نَسِيتُ وَعْدَكَ والنِّسْيَانُ مُغْتَفَرٌ فَاغْفِرْ فَأوَّلُ نَاسٍ أوَّلُ النَّاسِ (20)
ثانياً. ظروف طارئة (21):
قَدْ يطرأ عَلَى الرَّاوِي حين تحمله (22) الْحَدِيْث أَوْ أدائه (23) ظروف تدخل الوهم في حديثه أو أحاديثه. وهذه الظروف ليست عامة بَلْ هِيَ خاصة تطرأ عَلَى بعض الرُّوَاة في بعض الأحيان دون بعضٍ، تبعاً لاختلاف الأحوال والأماكن والشيوخ؛ إِذْ قَدْ يطرأ الخلل في كَيْفِيَّة تلقّي الأحاديث كَمَا حصل لهشيم بن بشير (24)؛ إِذْ إنَّهُ دخل عَلَى الزهري فأخذ عَنْهُ عشرين حديثاً، فلقيه صاحبٌ لَهُ وَهُوَ راجع، فسأله رؤيتها، وَكَانَ ثمة ريح شديدة، فذهبت بالأوراق من يد الرجل، فصار هشيم يحدّث بِمَا علق مِنْهَا بذهنه، وَلَمْ يَكُنْ أتقن حفظها، فوهم في أشياء مِنْهَا،ضعف حديثه بسببها (25) خاصة في الزهري (26). فهذا أمر طارئ عَلَى هشيم وَهُوَ ثقةٌ من الثقات الكبار النبلاء أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة (27) لكنه ضُعِّفَ خاصةً في الزهري لهذا الطارئ الَّذِيْ طرأ عَلَيْهِ حَتَّى قَالَ الحافظ ابن حجر (28): ((أما روايته عَنْ الزهري فليس في الصحيحين مِنْهَا شيءٌ)) (29).
وكذلك يختلف حال ضبط الرَّاوِي باختلاف الأحوال والأماكن والشيوخ لعدم توفر الوسائل الَّتِيْ تمكنه من ضبط ما سمعه من بعض شيوخه، أو بسبب حدوث ضياعٍ في بعضِ ما كتبه عَنْ بعض شيوخه حَتَّى وَلَوْ كَانَ من أثبت الناس في هَذَا الشيخ خاصة.
ومما يذكر في الظروف الطارئة ما حصل لمؤمل بن إسماعيل (30) إِذْ كَانَ قَدْ دفن كتبه، ثُمَّ حدث من حفظه فدخل الوهم والاختلاف في حديثه (31).
ثالثاً. الاختلاط:
الاختلاط لغة: يقال خلطت الشيء بغيره خَلْطاً فاختلط، وخالطهُ مخالطةً وخِلاطاً، واختلط فلانٌ، أي: فسد عقلُهُ، والتخليط في الأمر: الإفساد فِيْهِ والمختلط من الاختلاط، واختلط عقله إذا تغير، فهو مختلط، واختلط عقله: فسد (32).
أما في اصطلاح المحدثين: فَقَدْ قَالَ السخاوي (33): ((وحقيقته فساد العقل وعدم انتظام الأقوال والأفعال، إما بخرف، أو ضرر، أو مرض، أو عرضٍ من موت ابن وسرقة مالٍ كالمسعودي (34)، أو ذهاب كتب كابن لهيعة (35)، أَو احتراقها كابن الملقن (36))) (37).
إذن الاختلاط: آفة عقلية تورث فساداً في الإدراك، وتصيب الإنسان في آخر عمره، أو تعرض لَهُ بسبب حادث لفقد عزيز أو ضياع مالٍ؛ ومن تصبه هَذِهِ الآفة لكبر سِنّهِ يقال فِيْهِ: اختلط بأخرة، ويقال: بآخره (38).
فالاختلاط قَدْ يطرأ عَلَى كثير من رواة الْحَدِيْث النبوي مِمَّا يؤثر عَلَى روايته أحياناً فيدخل في رِوَايَته الوهم والخطأ مِمَّا يؤدي ذَلِكَ بالمحصلة النهائية إلى وجود الاختلاف بَيْنَ الروايات. ثُمَّ من كَانَ مختلطاً فدخل الوهم في حديثه لا تضر روايتُه رِوَايَةَ الثقات الأثبات؛ إِذْ إنّ الرِّوَايَة الصَّحِيْحَة لا تُعلُّ بالرواية الضعيفة، فرواية المختلط ضعيفة لا تقاوم رِوَايَة الثقات، ولا تصلح للحجية إلا إذا توبع المختلط في روايته أَوْ كَانَتْ روايته مِمَّا حدث بِهِ قَبْلَ الاختلاط. وعلماؤنا الأجلاء أحرقوا أعمارهم شموعاً تضيء لنا الطريق من أجل بَيَان كُلّ ما يدخل الْحَدِيْث من خطأ ووهم واختلاف، إِذْ إنّ مَعْرِفَة المختلطين لَيْسَ بالأمر السهل بَلْ هُوَ أمرٌ شاقٌ عَلَى الْمُحَدِّثِيْنَ للغاية، بَلْ كَانَ الْمُحَدِّثُوْنَ أحياناً يعيدون سَمَاع الأحاديث نفسها الَّتِيْ سمعوها من ذَلِكَ الشَّيْخ من أجل أن يعرفوا ويحددوا الاختلاط من عدمه، ويحددوا وقت الاختلاط؛ لِذَلِكَ قَالَ حماد بن زيد (39): ((شعبة كَانَ لا يرضى أن يَسْمَع الْحَدِيْث مرة يعاود صاحبه مراراً)) (40). ومما يذكر في هَذِهِ الباب ما قَالَهُ حماد ابن زيد: قَالَ: حَدَّثَنِي عمرو بن عبيد الأنصاري، قَالَ: حَدَّثَنِي أبو الزعيزعة (41) -كاتب مروان (42) - أن مروان أرسل إلى أبي هُرَيْرَة، فجعل يسأله، وأجلسني خلف السرير وأنا أكتب، حَتَّى إذا كَانَ رأس الحول، دعا بِهِ
¥(15/47)
فأقعده من وراء الحجاب، فجعل يسأله من ذَلِكَ الكتاب، فما زاد ولا نقص، ولا قدّم ولا أخّر (43).
وروى الحافظ أبو خيثمة زهير (44) بن حرب في " كتاب العلم " (45) قَالَ: حَدَّثَنَا جرير (46)، عَنْ عمارة بن القعقاع (47)، قَالَ: قَالَ لي إبراهيم (48): حَدِّثنِي عَنْ أبي زرعة (49) فإني سألته عَنْ حَدِيْث، ثُمَّ سألته عَنْهُ بَعْدَ سنتين فما أخرم (50) مِنْهُ حرفاً)).
وهذا نوع من أنواع الكشف عَنْ الخلل المتوقع طرؤه عَلَى المحدّث عِنْدَ تقدم السَّمَاع لَهُ، وكانت ثمة طرق أخرى للمحدّثين يستطيعون من خلالها الكشف عَنْ حال المحدّث، وهل طرأ لَهُ اختلاط في ما يرويه أَوْ بعض ما يرويه أم أنه حافظ ومتقن لما يروي ويحدّث؟
ومن طرق الْمُحَدِّثِيْنَ في مَعْرِفَة اختلاط الرُّوَاة: أن الناقد مِنْهُمْ كَانَ يدخل عَلَى الرَّاوِي ليختبره فيقلب عَلَيْهِ الأسانيد والمتون، ويلقنه ما ليس من روايته، فإن لَمْ ينتبه الشيخ لما يراد بِهِ فإنه يعد مختلطاً ويعزف الناس عَنْ الرِّوَايَة عَنْهُ، ومما يذكر في هَذِهِ البابة ما أسند إلى يحيى بن سعيد قَالَ: ((قدمت الكوفة وبها ابن عجلان (51) وبها ممن يطلب الْحَدِيْث: مليح بن وكيع (52) وحفص بن غياث (53) وعبد الله بن إدريس (54) ويوسف بن خالد السمتي (55)، فقلنا: نأتي ابن عجلان، فَقَالَ يوسف بن خالد: نقلب عَلَى هَذَا الشيخ حديثه، ننظر تفهُّمه، قَالَ: فقلبوا فجعلوا ما كَانَ عَنْ سعيد عَنْ أبيه، وما كَانَ عَنْ أبيه عَنْ سعيد، ثُمَّ جئنا إِلَيْهِ، لَكِنْ ابن إدريس تورّع وجلس بالبابِ وَقَالَ: لا استحلُّ وجلست مَعَهُ. ودخل حفص، ويوسف بن خالد، ومليح فسألوه فمرّ فِيْهَا، فلما كَانَ عِنْدَ آخر الكتاب انتبه الشيخ فَقَالَ: أعد العرض (56)، فعرض عَلَيْهِ فَقَالَ: ما سألتموني عَنْ أبي فَقَدْ حَدَّثَنِي سعيد بِهِ، وما سألتموني عَنْ سعيد فَقَدْ حَدَّثَنِي بِهِ أبي، ثُمَّ أقبل عَلَى يوسف بن خالد فَقَالَ: إن كُنْتَ أردت شيني وعيبِي فسلبك الله الإسلام، وأقبل عَلَى حفص فَقَالَ: ابتلاك الله في دينك ودنياك، وأقبل عَلَى مليح فَقَالَ: لا نفع الله بعلمك. قَالَ يحيى: فمات مليح وَلَمْ ينتفع بِهِ، وابتلي حفص في بدنه بالفالج (57) وبالقضاء في دينه، وَلَمْ يمت يوسف حَتَّى اتُّهمَ بالزندقة (58).
وعلى الرغم من اختلاف العلماء في جواز ذَلِكَ وعدمه (59)، إلاّ أنهم استطاعوا أن يحددوا في كثير من الأحيان الفترة الزمنية الَّتِيْ دخل فِيْهَا الاختلاط عَلَى هَذَا الرَّاوِي، كَمَا حددوا اختلاط إسحاق بن راهويه (60) بخمسة أشهر، فَقَالَ أبو داود (61): ((تغيّر قَبْلَ أن يموت بخمسة أشهر، وسمعتُ مِنْهُ في تِلْكَ الأيام فرميت)) (62). وكذلك حددوا وقت اختلاط جرير بن حازم (63)، قَالَ أبو حاتم (64): ((تغيّر قَبْلَ موته بسنة)) (65). وحددوا وقت اختلاط سعيد بن أبي سعيد المقبري (66)، قَالَ ابن سعد (67): ((ثقة، إلا أنه اختلط قَبْلَ موته بأربع سنين)) (68).
وعلى الرغم من احتياطات الْمُحَدِّثِيْنَ وإمعانهم في تحديد وقت الاختلاط، فإنهم لَمْ يتمكنوا من تحديد الساعات الأولى لبدء الاختلاط، فالاختلاط – كَمَا سبق – آفة عقلية تبدأ بسيطة ثُمَّ تكبر شَيْئاً فشيئاً، ويتعاظم أمرها بالتدريج، وفي هَذِهِ الفترة الواقعة بَيْنَ بداية الاختلاط وظهوره وتفشيه، يَكُوْن المختلط قَدْ رَوَى أحاديث تناقلها الرُّوَاة عَنْهُ، من غَيْر أن يعرفوا اختلاطه حين أخذهم عَنْهُ، ولربما كَانَ هَذَا الأمر سبباً في دخول الاختلاف والاضطراب في بعض أحاديث الثقات.
غَيْر أن علماء الْحَدِيْث – رحمهم الله – لَمْ يتركوا قضية الاختلاط والمختلطين عَلَى عواهنها، بَلْ إنهم نقبوا وفتشوا أحوال الرُّوَاة جيداً، وقسموا الرُّوَاة عَنْ المختلطين عَلَى أربعة أقسام:
الأول: الَّذِيْنَ رووا عَنْ المختلط قَبْلَ اختلاطه.
الثاني: الَّذِيْنَ رووا عَنْهُ بَعْدَ اختلاطه.
الثالث: الَّذِيْنَ رووا عَنْهُ قَبْلَ الاختلاط وبعده، وَلَمْ يميزوا هَذَا من هَذَا.
الرابع: الَّذِيْنَ رووا عَنْهُ قَبْلَ اختلاطه وبعده وميزوا هَذَا من هَذَا.
¥(15/48)
ووضعوا حكماً لكل قسم من هَذِهِ الأقسام: فمن رَوَى عَنْ المختلط قَبْلَ الاختلاط قبلت روايته عَنْهُ، ومن رَوَى عَنْهُ قَبْلَ الاختلاط وبعده، وميز ما سَمِعَ قَبْلَ الاختلاط قُبِلَ، وَلَمْ يُقبل ما سَمِعَ بَعْدَ الاختلاط، ومن لَمْ يميز حديثه أو سَمِعَ بَعْدَ الاختلاط لَمْ تقبل روايته (69).
ولعل الحافظ العراقي كَانَ أشمل في بيان الحكم من غيره، إِذْ قَالَ: ((ثُمَّ الحكم فيمن اختلط أنه لا يقبل من حديثه ما حدّث بِهِ في حال الاختلاط، وكذا ما أبهم أمره وأشكل، فَلَمْ ندرِ أحدّث بِهِ قَبْلَ الاختلاط أو بعده؟ وما حدث بِهِ قَبْلَ الاختلاط قُبِلَ، وإنما يتميز ذَلِكَ باعتبار الرُّوَاة عَنْهُمْ، فمنهم من سَمِعَ مِنْهُمْ قَبْلَ الاختلاط فَقَطْ، ومنهم من سَمِعَ بعده فَقَطْ، ومنهم من سَمِعَ في الحالين، وَلَمْ يتميز)) (70).
وَقَدْ قسّم الْمُحَدِّثُوْنَ المختلطين من حَيْثُ تأثير الاختلاط في قبول مروياتهم عَلَى ثلاثة أقسام قَالَ العلائي (71): ((أما الرُّوَاة الَّذِيْنَ حصل لَهُمْ الاختلاط في آخر عمرهم فهم عَلَى ثلاثة أقسام:
أحدها: من لَمْ يوجب ذَلِكَ لَهُ ضعفاً أصلاً، وَلَمْ يحط من مرتبته؛ إما لقصر مدة الاختلاط وقلَّتِهِ كسفيان بن عيينة (72)، وإسحاق بن إبراهيم بن راهويه، وهما من أئمة الإسلام المتفق عليهم؛ وإما لأنه لَمْ يروِ شيئاً حال اختلاطه، فسلم حديثه من الوهم كجرير بن حازم، وعفان بن مُسْلِم (73)، ونحوهما.
ثانيها: من كَانَ مُتَكلَّماً فِيْهِ قَبْلَ الاختلاط، فَلَمْ يحصل من الاختلاط إلا زيادة في ضعفه؛ كابن لهيعة (74)، ومحمد بن جابر السُّحيمي (75)، ونحوهما.
ثالثها: من كَانَ محتجاً بِهِ، ثُمَّ اختلط، أو عُمِّر في آخر عمره، فحصل الاضطراب فِيْمَا رَوَى بَعْدَ ذَلِكَ، فيتوقف الاحتجاج بِهِ عَلَى التمييز بَيْنَ ما حدّث بِهِ قَبْلَ الاختلاط عما رَوَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ)) (76).
رابعاً. ذهاب البصر:
من المعروف في بَدَائِهِ علم الْحَدِيْث أنّ الضبط شرط أساسي في صحة الْحَدِيْث النبوي الشريف (77)، والضبط: هُوَ إتقان ما يرويه الرَّاوِي بأن يَكُوْن متيقظاً لما يروي غَيْر مغفل، حافظاً لروايته إن رَوَى من حفظه، ضابطاً لكتابه إن رَوَى من الكتاب، عالماً بمعنى ما يرويه، وبما يحيل المعنى عَنْ المراد إن روى بالمعنى (78)، حَتَّى يثق المطّلع عَلَى روايته والمتتبع لأحواله بأنه أدى الأمانة كَمَا تحملها، لَمْ يغير مِنْهَا شَيْئاً، وهذا مناط التفاضل بَيْنَ الرُّوَاة الثقات، فإذا كَانَ الرَّاوِي عدلاً ضابطاً سمي ثقةً (79). ويعرف ضبطه بموافقة الثقات الضابطين المتقنين إذا اعتبر حديثه بحديثهم، ولا تضر مخالفته النادرة لَهُمْ، فإن كثرت مخالفته لَهُمْ، وندرت الموافقة، اختل ضبطه وَلَمْ يحتج بحديثه (80).
والضبط نوعان: ظاهر وباطن.
فالظاهر من حَيْثُ اللغة. والباطن: ضبط معناه من حَيْثُ تعلق الحكم الشرعي بِهِ، وَهُوَ الفقه. ومطلق الضبط الَّذِيْ هُوَ شرط الرَّاوِي، هُوَ الضبط ظاهراً عِنْدَ الأكثر؛ لأنه يجوز نقل الْحَدِيْث بالمعنى عِنْدَ الكثير (81) من العلماء (82).
فمما تقدم نستخلص أن الضبط قسمان: ضبط صدر، وضبط كتاب. وضابط الكتاب يحتاج أن يقرأ كتابه من أجل الرِّوَايَة والمقابلة، وضابط الصدر يحتاج إلى أن يعاود حفظه وكتابه من أجل ضبط مروياته، وربما يمكن أن يحصل هَذَا لبعض الرُّوَاة بمفردهم، وقسم مِنْهُمْ يستعين بمن يثق بِهِ ليعاونه عَلَى ذَلِكَ. إذن فالبصر مهم في ذَلِكَ وله دور كبير في المحافظة على الحفظ؛ لذا فإنّ زوال البصر وذهابه قَدْ يؤدي بالمحصلة النهائية إلى دخول الوهم في بعض روايات الْمُحَدِّثِيْنَ مِمَّا يؤدي إلى حصول اختلاف بَيْنَ الروايات.
¥(15/49)
ومن الَّذِيْنَ ذهب بصرهم: عَبْد الرزاق بن همام الصنعاني (83) صاحب المصنف قَالَ الحافظ ابن حجر العسقلاني: ((عمي في آخر عمره فتغير)) (84). وكذا علي بن مسهر (85) قَالَ العجلي (86): ((صاحب سنة ثقة في الْحَدِيْث صالح الكتاب كثير الرِّوَايَة عَنْ الكوفيين)) (86)، وَقَالَ أبو عَبْد الله أحمد بن حَنْبَل لما سئل عَنْهُ: ((لا أدري كيف أقول كَانَ قَدْ ذهب بصره فكان يحدّثهم من حفظه)) (87).
خامساً. ذهاب الكتب:
قَدْ علمنا مِمَّا سبق أن ضبط الكتاب (88) هُوَ أحد قسمي الضبط، والعمدة في هَذَا القسم عَلَى كتاب الرَّاوِي، وتطرق الخلل إلى كتابه أمر مضر بالثقة في مرويات ذَلِكَ الرَّاوِي، وَقَدْ يصل الأمر إلى أن يدع الرَّاوِي روايته جملة بسبب فقد كتابه.
إلاّ أن بعض الرُّوَاة قَدْ يعلق في أذهانهم شيء من تِلْكَ المرويات الَّتِيْ دونوها في كتبهم المفقودة، فيحدّثون بِهَا، ولما كَانَ معتمدهم أصلاً في الرِّوَايَة عَلَى كتبهم لا عَلَى حفظهم فإن وجود الخطأ والوهم في تِلْكَ الروايات وارد.
ومن رواة الأحاديث الَّذِيْنَ ذهبت كتبهم مع اعتمادهم عَلَى تِلْكَ الكتب في حفظهم: عَبْد الله بن لهيعة، أبو عَبْد الرحمان الحضرمي، الفقيه قاضي مصر، كَانَ متقناً لكتابه، قَالَ الإمام أحمد: ((ابن لهيعة أجود قِرَاءة لكتبه من ابن وهب (89))) (90).
وَقَدْ كَانَ جل اعتماده في روايته عَلَى كتبه، فلما احترقت ضُعِّف في الرِّوَايَة لكثرة ما وجد من الوهم والخطأ في روايته بَعْدَ ذهاب كتبه. قَالَ إسحاق بن عيسى الطباع (91): ((احترقت كتب ابن لهيعة سنة تسع وستين)) (92). وَقَالَ البخاري (93) عَنْ يحيى بن بكير (94): ((احترق منْزل ابن لهيعة وكتبه في سنة سبعين ومئة)) (95).
وربما يَكُوْن لغياب الكتب نَفْسُ أثرِ فَقْدِ الكتب ويكون مدعاة للوهم والخلاف، فإذا حدّث الرَّاوِي – الَّذِيْ يعتمد في الأداء عَلَى كتابه – في حالة غياب كتبه عَنْهُ، وقع الوهم والخطأ في حديثه، وتحديثه في غَيْر بلده – أَيْضاً – مظنة (96) لوقوع ذَلِكَ كَمَا حصل لمعمر بن راشد (97) قَالَ ابن رجب (98): ((حديثه بالبصرة فِيْهِ اضطراب كثير، وحديثه باليمن جيد)) (99)، وَقَالَ الإمام أحمد في رِوَايَة الأثرم (100): ((حَدِيْث عَبْد الرزاق عَنْ معمر أحب إليّ من حَدِيْث هؤلاء البصريين، كَانَ يتعاهد كتبه وينظر، يعني باليمن، وَكَانَ يحدّثهم بخطأٍ بالبصرة)) (101). وَقَالَ يعقوب بن شيبة (102): ((سَمَاع أهل البصرة من معمر، حين قدم عليهم فِيْهِ اضطراب؛ لأن كتبه لَمْ تَكُنْ مَعَهُ)) (103).
ومن هَؤُلاَءِ أَيْضاً: إسماعيل بن عياش (104) قَالَ مُحَمَّد بن عثمان بن أبي شيبة (105):
((سَمِعْتُ يَحْيَى بن مَعِيْنٍ يَقُوْل: إسماعيل بن عياش ثقة فِيْمَا رَوَى عَنْ الشاميين، وأما روايته عَنْ أهل الحجاز فإن كتابه ضاع فخلط في حفظه عَنْهُمْ)) (106).
سادساً. عدم الضبط:
سبق الكلام أن الضبط من شروط صحة الْحَدِيْث الأساسية؛ ولكن بعض الرُّوَاة
-وإن كانوا ضابطين – إلا أنهم في بعض الأحايين يخف ضبطهم لبعض الأحاديث خاصة، وَهُوَ أمرٌ اعتيادي يحصل لبني الإنسان؛ لأن الضبط كَمَا سبق أمرٌ نسبيٌّ. وهذا الباب الَّذِيْ يمكن من خلاله دخول الوهم في بَعْض أحاديث الثقات يعدُّ سبباً من أسباب اختلاف الروايات متناً وإسناداً مِمَّا يؤدي بالمحصلة النهائية إِلَى حصول بَعْض الاختلافات في بَعْض الأحاديث. وهذا الأمر نراه جلياً في أحاديث الثقات الَّتِيْ أخطؤوا فِيْهَا. وما يأتي في كَثِيْر من الأمثلة اللاحقة دليل لما أصّلناه في أن الضبط أمرٌ نسبيٌّ ينفك عَنْ بعض الثقات أحياناً في بعض الأحاديث.
وَكَانَ هناك رواة، لَهُمْ كتب صحيحة متقنة وفي حفظهم شيء وهؤلاء كانوا أحياناً إِذا حدثوا من حفظهم غلطوا وإذا حدثوا من كتابهم أصابوا، وهذا أمر أولاه العلماء عناية؛ لأن فِيْهِ مزيد ضبط في رِوَايَة هَذَا الرَّاوِي خاصة، ومن الأمثلة عَلَى ذَلِكَ شريك القاضي وَهُوَ شريك بن عَبْد الله النخعي، الكوفي، القاضي بواسط، ثُمَّ الكوفة، أبو عَبْد الله: صدوق يخطئ كثيراً، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة (107).
¥(15/50)
قَالَ فِيْهِ مُحَمَّد بن عَبْد الله بن عمار الموصلي (108): ((شريك كتبه صحاح فمن سَمِعَ مِنْهُ من كتبه فهو صَحِيْح، قَالَ: وَلَمْ يَسْمَع من شريك من كتابه إلا إسحاق الأزرق (109))) (110). وَقَالَ فِيْهِ يعقوب بن شيبة: ((كتبه صحاح)) (111). وفي رِوَايَة الْخَطِيْب البغدادي (112) عَنْ يعقوب في شريك: ((ثقة صدوق، صَحِيْح الكتاب، رديء الحفظ مضطربه)) (113).
ومن الأمور الَّتِيْ يدخل الاختلاف بسببها لعدم الضبط، هُوَ عدم الضبط في بلد معين، وَهُوَ أن يَكُوْن الرَّاوِي ضابطاً إلا أنه في سماعه لحديث أهل بلدٍ معين لا يَكُوْن ضابطاً لحديثهم لعدم تأهبه لِذَلِكَ؛ لأن الضبط كَمَا يَكُوْن في الأداء يَكُوْن في التحمل فإن لَمْ يتحمل جيداً –لاختلال في السَّمَاع، أو عدم جودةٍ في تقييد الكتاب– لَمْ يؤد جيداً، ومثل هَذَا قَدْ حصل لعدد من الرُّوَاة، فتجد أحاديثهم جياداً في روايتهم عَنْ أهل بلد معين، وتجدها دون ذَلِكَ عِنْدَ أهل بلد آخر لخلل طرأ في السَّمَاع والتحمل.
ومن أولئك الرُّوَاة الَّذِيْنَ تضعّف روايتهم في بلد دون آخر إسماعيل بن عياش، وَهُوَ إسماعيل بن عياش بن سليم العَنْسيُّ - بالنون - أبو عتبة الحمصي: صدوق في روايته عَنْ أهل بلده مُخَلِّط في غيرهم (114). قَالَ يعقوب بن سفيان (115): ((تكلَّم قومٌ في إسماعيل، وإسماعيل ثقة عدلٌ، أعلم الناس بحديث الشام، ولا يدفعه دافع، وأكثر ما تكلموا قالوا: يُغرِبُ عَنْ ثقات المدنيين والمكيين)) (116). وَقَالَ أبو بكر بن أبي خيثمة: سُئِلَ يحيى بن معين عَنْ إسماعيل بن عياش، فَقَالَ: ((ليس بِهِ بأس في أهل الشام. والعراقيون يكرهون حديثه)) (117). وَقَالَ مضر بن مُحَمَّد الأسدي (118)، عَنْ يَحْيَى: ((إذا حدَّث عَنْ الشاميين وذكر الخبر، فحديثه مستقيم، وإذا حدّث عَنْ الحجازيين والعراقيين، خلّط ما شئت)) (120). وَقَالَ أبو داود: سألت أحمدَ عَنْ إسماعيلَ بنِ عياش فَقَالَ: ((ما حدّث عَنْ مشايخهم. قلت: الشاميين؟ قَالَ: نعم. فأما ما حدث عَنْ غيرهم، فعنده مناكير)) (121). وَقَالَ أبو طَالِب أحمد بن حميد (122): سَمِعْتُ أحمد بن حَنْبَل يَقُوْل: ((إسماعيل بن عيّاش ما رَوَى عَن الشاميين صَحِيْح، وما رَوَى عَنْ أهل الحجاز فليس بصحيح)) (123).
سابعاً. التدليس (124):
هُوَ أحد الأسباب الرئيسة الَّتِيْ تدخل الاختلاف في المتون والأسانيد؛ لأن التدليس يكشف عَنْ سقوط راوٍ أحياناً فيكون لهذا الساقط دور في اختلاف الأسانيد والمتون ولما كَانَ الأمر عَلَى هَذِهِ الشاكلة، فلابدّ لنا من تفصيل القَوْل في التدليس:
فالتدليس لغة: من الدَّلَسِ – بالتحريك – وَهُوَ اختلاط الظلام، والتدليس: إخفاء العيب وكتمانه (125).
أما في الاصطلاح، فإن التدليس عندهم يتنوع إلى عدة أنواع:
الأول: تدليس الإسناد:
وَهُوَ أن يروي الرَّاوِي عمن لقيه ما لَمْ يسمعه مِنْهُ بصيغة محتملة (126).
والمراد من الصيغة المحتملة: أن لا يصرح بالسماع أَوْ الإخبار مثل: حَدَّثَنَا، وأخبرنا (127) وأنبأنا، وسمعت، وَقَالَ لنا، وإنما يجيء بلفظ يحتمل الاتصال وعدمه، مثل: إن، وعن، وَقَالَ، وحدّث، وروى، وذكر، لذا لَمْ يقبل الْمُحَدِّثُوْنَ حَدِيْث المدلس ما لَمْ يصرِّح بالسماع (128).
الثاني: تدليس الشيوخ:
وَهُوَ أن يأتي باسم شيخه أَوْ كنيته عَلَى خلاف المشهور بِهِ تعمية لأمره وتوعيراً للوقوف عَلَى حاله (129). وهذا النوع حكمه أخف من السابق، وفي هَذَا النوع تضييع للمروي عَنْهُ وللمروي وتوعير لطريق مَعْرِفَة حالهما. ثُمَّ إن الحال في كراهيته يختلف بحسب الغرض الحامل عَلَيْهِ، إِذْ إن من يدلس هَذَا التدليس قَدْ يحمله كون شيخه الَّذِيْ غيّر سمته غَيْر ثقة، أو أصغر من الرَّاوِي عَنْهُ، أو متأخر الوفاة قَدْ شاركه في السَّمَاع مِنْهُ جَمَاعَة دونه، أو كونه كثير الرِّوَايَة عَنْهُ فلا يحب تكرار شخص عَلَى صورة واحدة (130).
الثالث: تدليس التسوية (131):
¥(15/51)
وَهُوَ أن يروي عَنْ شيخه، ثُمَّ يسقط ضعيفاً بَيْنَ ثقتين قَدْ سَمِعَ أحدهما من الآخر أو لقيه، ويرويه بصيغة محتملة بَيْنَ الثقتين (132). وممن اشتهر بهذا النوع: الوليد بن مُسْلِم (133)، وبقية بن الوليد (134). وهذا النوع من التدليس يشترط فِيْهِ التحديث والإخبار من المدلس إلى آخره (135).
الرابع: تدليس العطف:
وَهُوَ مثل أن يقول الرَّاوِي: حَدَّثَنَا فُلاَن وفلان، وَهُوَ لَمْ يَسْمَع من الثاني (136) الخامس: تدليس السكوت:
وَهُوَ كأن يقول الرَّاوِي: حَدَّثَنَا أَوْ سَمِعْتُ، ثُمَّ يسكت برهة، ثُمَّ يقول: هشام بن عروة (137) أو الأعمش (138) موهماً أنه سَمِعَ منهما، وليس كذلك (139).
السادس: تدليس القطع:
وَهُوَ أن يحذف الصيغة ويقتصر عَلَى قوله مثلاً: الزهري عَنْ أنس (140).
السابع: تدليس صيغ الأداء:
وَهُوَ ما يقع من الْمُحَدِّثِيْنَ من التعبير بالتحديث أَوْ الإخبار عَنْ الإجازة موهماً للسماع، وَلَمْ يَكُنْ تحمله لِذَلِكَ المروي عَنْ طريق السَّمَاع (141).
وهذه الأنواع السبعة ليست كلها مشتهرة إنما المشتهر مِنْهَا والشائع الأول والثاني وعند الإطلاق يراد الأول. وهذا القسم هُوَ الَّذِيْ لَهُ دورٌ في الاختلافات الحديثية متوناً وأسانيد، إِذْ قَدْ يكشف خلال البحث بَعْدَ التنقير والتفتيش عَنْ سقوط رجل من الإسناد وربما كَانَ هَذَا الساقط ضعيفاً أَوْ في حفظه شيءٌ، أو لَمْ يضبط حديثه هَذَا.
ومن الأمثلة عَلَى ذَلِكَ ما رَوَاهُ ابن حبان (142) من طريق ابن جريج (143)، عَنْ
نافع (144)، عَنْ ابن عمر، قَالَ: قَالَ رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تَبُلْ قائماً)) (145).
وهذا الإسناد رجاله ثقات إلا أنَّ ابن جريج مدلسٌ (146) وَقَدْ عنعن هنا وَلَمْ يصرح بسماعه من نافع، وَهُوَ قَدْ سَمِعَ من نافع أحاديث كثيرة، فهُوَ معروف بالرواية عَنْهُ، وروايته عَنْهُ في الكتب الستة (147). ولكن النقاد ببصيرتهم الناقدة ونظرهم الثاقب كشفوا أنَّ في هَذَا السند واسطة بَيْنَ ابن جريج ونافع، وأن ابن جريج لَمْ يسمعه من نافع مباشرة، بَلْ سمعه من عَبْد الكريم بن أبي المخارق الضعيف (148)، وَقَدْ صرّح ابن جريج في بعض طرق الْحَدِيْث بهذا الساقط، فبان تدليسه؛ فَقَدْ رَوَى عَبْد الرزاق (149)، ومِنْ طريقه ابن ماجه (150)، وأبو عوانة (151)، وابن عدي (152)، وتمام الرازي (153)، والحاكم (154)، والبيهقي (155)، عَنْ ابن جريج، عَنْ عَبْد الكريم بن أبي المخارق، عَنْ نافع، بِهِ.
ومن بدائه علم الْحَدِيْث أن حَدِيْث الثقة ليس كله صحيحاً (156)، كَمَا أنّ حَدِيْث الضعيف ليس كله ضعيفاً (157)، ومعرفة كلا النوعين من أحاديث الفريقين ليس بالأمر اليسير إنما يطلع عَلَى ذَلِكَ الأئمة النقاد الغواصون في أعماق ما يكمن في الروايات من صحة أو خطأ، لذا فتّش العلماء في حَدِيْث ابن أبي المخارق هل توبع عَلَيْهِ، أم أخطأ فِيْهِ؟ وخالف الثقات الأثبات أم انفرد؟ فنجدهُمْ قَدْ صرّحوا بخطأ ابن أبي المخارق لمخالفته الثقات الأثبات في ذَلِكَ، قَالَ البوصيري (158) في مصباح الزجاجة – بَعْدَ أن ضعّف حَدِيْث ابن أبي المخارق -: ((عارضه خبر عبيد الله بن عمر العمري (159) الثقة المأمون المجمع عَلَى ثقته، ولا يُغتر بتصحيح ابن حِبّان هَذَا الخبر من طريق هشام بن يوسف (160)، عَنْ ابن جريج عَنْ نافع، عَنْ ابن عمر. فإنه قَالَ بعده: أخاف أن يَكُوْن ابن جريج لَمْ يسمعه من نافع، وَقَدْ صحّ ظنُّه، فإنّ ابن جريج إمّا سمعه من ابن أبي المخارق كَمَا ثبت في رِوَايَة ابن ماجه هَذِهِ والحاكم في المستدرك واعتذر عَنْ تخريجه أنه إنّما أخرجه في المتابعات)) (161).
وَقَالَ الترمذي: ((إنما رفع هَذَا الْحَدِيْث عَبْد الكريم بن أبي المخارق، وَهُوَ ضعيف عِنْدَ أهل الْحَدِيْث، ضعّفه أيوب السختياني (162) وتكلم فِيْهِ. وروى عبيد الله، عَنْ نافع عَنْ ابن عمر قَالَ: قَالَ عمر رضي الله عنه: ما بلتُ قائِماً منذُ أسلَمْتُ. وهذا أصح من حَدِيْث عَبْد الكريم)) (163).
¥(15/52)
أقول: رِوَايَة عبيد الله الموقوفة أخرجها ابن أبي شيبة (164)، والبزار (165) في مسنده (166) من طريق عبيد الله بن عمر، عَنْ نافع، عَنْ ابن عمر، عَنْ عمر موقوفاً، وَهُوَ الصواب.
ومما يدل عَلَى عدم صحة حَدِيْث ابن أبي المخارق أن الحافظ ابن حجر قَالَ: ((وَلَمْ يثبت عَنْ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في النهي عَنْه شيء)) (167).
بَعْدَ هَذَا العرض السريع بان لنا واتضح أن التدليس سبب من أسباب الاختلاف لدى الْمُحَدِّثِيْنَ؛ إِذْ إنه قَدْ يسفر عَنْ سقوط رجلٍ من الإسناد فيخالف الرَّاوِي غيره من الرُّوَاة.
ثامناً. الانشغال عَنْ الْحَدِيْث:
الْحَدِيْث النبوي الشريف أحد المراجع الرئيسة للفقه الإسلامي، لذا كَانَ علم الْحَدِيْث رِوَايَة ودراية من أشرف العلوم وأجلها، بَلْ هُوَ أجلها عَلَى الإطلاق بَعْدَ العلم بالقرآن الكريم الَّذِيْ هُوَ أصل الدين ومنبع الطريق المستقيم، فالحديث هُوَ المصدر الثاني للتشريع الإسلامي، بعضه يستقل بالتشريع، وكثيرٌ مِنْهُ شارح لكتاب الله تَعَالَى مبينٌ لما جاء فِيْهِ. قَالَ تعالى (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) (168) من هَذَا أدرك المسلمون أهمية الْحَدِيْث النبوي الشريف فعانوا ما عانوا من أجل حفظ الْحَدِيْث النبوي الشريف، فتخلوا عَنْ كُلّ شيء أمام هَذَا الهدف العزيز الغالي، وَهُوَ حَدِيْث النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ تَعَالَى: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) (169). وللحرص الشديد عَلَى حفظ السنة، اهتمَّ المسلمون بمذاكرة الْحَدِيْث ومدارسته من أجل حفظه وضبطه وإتقانه، فكان الْمُحَدِّثُوْنَ يكتبون بالنهار ويعارضون (170) بالليل ويحفظون بالنهار ويتذاكرون بالليل. وهكذا شأن الْمُحَدِّثِيْنَ، ومن لَمْ يَكُنْ كذلك فلا يسمى من أهل الْحَدِيْث، وأسند الإمام مُسْلِم في مقدمة صحيحه (171) عَنْ أبي الزناد (172) قَالَ: ((أدركت بالمدينة مئة، كلهم مأمونون ما يؤخذ عَنْهُمْ الْحَدِيْث يقال: ليس من أهله)) (173).
وَقَالَ مالك بن أنس (174): ((أدركت مشايخ بالمدينة أبناء سبعين وثمانين لا يؤخذ عَنْهُمْ، ويقدم ابن شهاب وَهُوَ دونهم في السن فتزدحم الناس عَلَيْهِ)) (175).
وهناك أمور جعلت عدداً من جهابذة الْمُحَدِّثِيْنَ لا يأخذون عَنْ عدد كبير من الرُّوَاة هي أن هؤلاء الرُّوَاة كانوا يتشاغلون عَنْ الْحَدِيْث. والتشاغل عَنْ الْحَدِيْث مدعاة لعدم ضبط الْحَدِيْث وعدم إتقانه وربما كَانَ مآل ذَلِكَ إلى دخول بعض الوهم والعلل والاختلافات؛ لأن المذاكرة والمراجعة يعينان عَلَى ضبط الْحَدِيْث وإتقانه. والانشغال في بعض الأمور ربما يحول دون المذاكرة والمراجعة مِمَّا يؤدي إلى عدم ضبط الروايات. ومن تِلْكَ الأمور:
أ. ولاية القضاء:
إنّ ولاية القضاء من الأمور الدينية المهمة، والمجتمع الإسلامي بحاجة لازمة إلى هَذَا المنصب قَالَ تَعَالَى: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الأَلْبَابِ) (176). ولمكانة هَذِهِ الوظيفة في الإسلام وأهميتها البالغة فالأمر يستدعي من القاضي توفيراً واسعاً لمزيدٍ من الوقت، وتهيئة جوٍّ ملائم للقضاء؛ لأن القضاء مسؤولية دينية ودنيوية، وَقَدْ قَالَ صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ وُلِّيَ القَضَاءَ، أو جُعِلَ قاضِياً بَيْنَ النَّاسِ فَقَدْ ذُبِحَ بِغَيرِ سِكِّين)) (177). إذن فهذه المسؤولية تستدعي تفرغاً وتفكُّراً ومراجعة، والحديث النبوي يحتاج كَذَلِكَ إِلَى تفرُّغٍ نِسبِيٍّ للمراجعة والمذاكرة من أجل الحِفَاظ عَلَى الضبط. وَقَدْ وجدنا حِيْنَ استقرأنا حال كَثِيْر من الرُّوَاة الَّذِيْنَ ولوا القضاء أنهم قَدْ خفّ ضبطهم لانشغالهم بهذا المنصب الوظيفي، ومن أولئك: شريك بن عَبْد الله النخعي الْقَاضِي، حدّد ابن حِبّان تَخليطه بَعْدَ عام خمسين ومئة حِيْنَ تولى قضاء الكُوفَةِ (178). وكذلك مُحَمَّد بن عَبْد الرحمان بن أبي ليلى (179) قَالَ أبو حاتم الرازي: ((شغل بالقضاء فساء حفظه)) (180).
ب. الاشتغال بالفقه:
¥(15/53)
الفقه الإسلامي يمثل الشريعة الإسلامية الغراء وذلك لما احتواه من الأصول العظيمة الَّتِيْ تصلح لكل زمان ومكان، والفقه الإسلامي واسع في أصوله وفروعه. ومن يشتغل بهذا العلم العظيم يحتاج إلى خلفيات بعدة علوم. وهذا يستدعي وقتاً واسعاً وتفرغاً كبيراً، ومن كَانَ الفقه أكبر همه ربما قصَّر في ضبط بعض أحاديثه؛ لأن ذَلِكَ ربما شغله عَنْ مراجعة حديثه. وكثير من الَّذِيْنَ يشتغلون بعلم من العلوم ويستفرغون العمر في تخصصهم يَكُوْن ذَلِكَ مدعاة للتقصير بالعلوم الأخرى.
وَقَدْ وجدنا بعض جهابذة الْحَدِيْث تَكَلَّمَ في بعض الرُّوَاة لِقَصْرِ تهممهم (181) عَلَى الفقه، ومن أولئك حماد بن أبي سليمان (182) من كبار الفقهاء وشيخ أبي حَنِيْفَة النعمان (183) قَالَ عَنْهُ أبو إسحاق الشيباني (184): ((ما رأيت أحداً أفقه من حماد)) (185). ومع هَذَا فَقَدْ نقل عَبْد الرحمان بن أبي حاتم (186) عَنْ أمير المؤمنين في الْحَدِيْث شعبة بن الحجاج قوله: ((كَانَ حماد – يعني: ابن أبي سليمان – لا يحفظ)). ثُمَّ عقّب ابن أَبِي حاتم عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ:
((يعني: إن الغالب عَلَيْهِ الفقه وإنه لَمْ يرزق حفظ الآثار)) (187). وَقَالَ أبو حاتم: ((هُوَ صدوق ولا يحتج بحديثه، هُوَ مستقيم في الفقه، وإذا جاء الآثار شوّش)) (188)
ومن هنا وضع علماء الجرح والتعديل قواعد في أنّ الفقهاء غَيْر الْمُحَدِّثِيْنَ يغلب عليهم الفقه دون حفظ المتون، قَالَ ابن رجب الحنبلي: ((الفقهاء المعتنون بالرأي حَتَّى يغلب عليهم الاشتغال بِهِ، لا يكادون يحفظون الْحَدِيْث كَمَا ينبغي، ولا يقيمون أسانيده ولا متونه، ويخطئون في حفظ الأسانيد كثيراً، ويروون المتون بالمعنى، ويخالفون الحفاظ في ألفاظه)) (189). وابن رجب مسبوق بهذا التنظير فَقَدْ قَالَ ابن حِبّان: ((الفقهاء الغالب عليهم حفظ المتون وأحكامها وأداؤها بالمعنى دون حفظ الأسانيد وأسماء الْمُحَدِّثِيْنَ، فإذا رفع محدث خبراً، وَكَانَ الغالب عَلَيْهِ الفقه، لَمْ أقبل رفعه إلا من كتابه؛ لأنه لا يعلم المسند من المرسل، ولا الموقوف من المنقطع، وإنما همته إحكام الْمَتْن فَقَطْ)) (190).
ج. الاشتغال بالعبادة:
سبق لنا أن ذكرنا مراراً أن الْحَدِيْث النبوي يحتاج إلى متابعة ومذاكرةٍ وتكرارٍ من أجل حفظ الروايات وصونها من الخطأ والزيادة والنقص، وأن ترك ذَلِكَ يؤول في نهاية المطاف إلى عدم ضبط الأحاديث ودخول الوهم والاختلاف فِيْهَا فِيْمَا بعد. ومن الأمور الَّتِيْ حَدَتْ ببعض الْمُحَدِّثِيْنَ للتقصير في ضبط مروياتهم انشغال بعضهم بالعبادة وصرف غالب أوقاتهم بِذَلِكَ دون متابعة ضبط رواياتهم. وَقَدْ أصل ابن رجب في ذَلِكَ قاعدة فَقَالَ: ((الصالحون غَيْر العلماء يغلب عَلَى حديثهم الوهم والغلط)) (191).
والحافظ ابن رجب إنما أخذ ذَلِكَ من أقوال أئمة هَذَا الشأن العارفين بعلله الغواصين في معانيه وأسراره قَالَ نجم العلماء (192) مالك بن أنس: ((أدركت بهذا البلد – يعني الْمَدِيْنَة – مشيخة لَهُمْ فضلٌ وصلاحٌ وعبادة يحدِّثون، ما سَمِعْتُ من واحد مِنْهُمْ حديثاً قطُّ، فقيل لَهُ: وَلِمَ يا أبا عَبْد الله؟ قَالَ: لَمْ يكونوا يعرفون ما يحدِّثون)) (193). وَقَالَ أَيْضاً: ((لا يؤخذ العلم من أربعة، ويؤخذ ممن سوى ذَلِكَ، لا يؤخذ من سفيه مُعلن بالسَفه وإن كَانَ أروى الناس، ولا يؤخذ من كذاب يكذب في أحاديث الناس، إذا جرب ذَلِكَ عَلَيْهِ، وإن كَانَ لا يُتَّهَمُ أن يكذب عَلَى رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم، ولا من صاحب هوىً يدعو الناس إلى هواه، ولا من شيخٍ لَهُ فضلٌ وعبادة إذا كَانَ لا يعرف ما يحدّث بِهِ)) (194).
وَقَالَ ابن منده (195): ((إذا رأيت في حَدِيْث (فُلاَن الزاهد) فاغسل يدك مِنْهُ)) (196).
وممن كانت حاله عَلَى ما قدمنا: أبان بن أبي عياش: فيروز البصري، أبو إسماعيل العبدي، قَالَ فِيْهِ الإمام المبجل أحمد بن حَنْبَل: ((متروك)) (197).
قَالَ ابن رجب الحنبلي: ((ذكر الترمذي من أهل العبادة المتروكين رجلين: أحدهما أبان بن أبي عياش)) (198).
وقَالَ الإمام الترمذي: ((رَوَى عَنْ أبان بن أبي عياش غَيْر واحد من الأئمة (199)، وإن كَانَ فِيْهِ من الضعف والغفلة ما وصفه أبو عوانة (200) وغيره (201) فلا يغتر برواية الثقات عَنْ الناس؛ لأنه يروي عَنْ ابن سيرين أنه قَالَ: إن الرجل ليحدِّثني، فما أتهمه، ولكن أتهم من فوقه.
وَقَدْ رَوَى غَيْر واحد (202) عَنْ إبراهيم النخعي عَنْ علقمة عَنْ عَبْد الله بن مسعود: أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يقنتُ في وتره قَبْلَ الركوع. وروى أبان بن أبي عياش، إبراهيم النخعي، عن علقمة، عن عَبْد الله بن مسعود: ((إن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يقنت في وتره قَبْلَ الركوع)). هكذا رَوَى سفيان الثوري عَنْ أبان بن أبي عياش (203)، وروى بعضهم (204) عَنْ أبان بن أبي عياش بهذا الإسناد نحو هَذَا، وزاد فِيْهِ: قَالَ عَبْد الله بن مسعود:
((أخبرتني أمي أنها باتت عِنْدَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فرأت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قنت في وتره قَبْلَ الركوع)).
وأبان بن أبي عياش وإن كَانَ قَدْ وصف بالعبادة والاجتهاد، فهذا حاله في الْحَدِيْث والقوم كانوا أصحاب حفظ، فرب رجل وإن كَانَ صالحاً لا يقيم الشهادة ولا يحفظها …)) (205).
¥(15/54)
ـ[ماهر]ــــــــ[24 - 12 - 06, 09:55 م]ـ
.........................................
(1) سورة فاطر: 32.
(2) هُوَ مُحَمَّد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب القرشي المطلبي، فقيه العصر، صاحب المذهب، لَهُ: " الأم " و " اختلاف الْحَدِيْث " وغيرهما، ولد بغزة سنة (150 ه*) عَلَى الأصح، وتوفي بمصر سنة (204 ه*). مرآة الجنان 2/ 11 و 12، ووفيات الأعيان 4/ 163 و165.
(3) ديوان الشَّافِعِيّ: 164.
(4) كَمَا حصل لسفيان بن وكيع. انظر: ميزان الاعتدال 2/ 173 (3334).
(5) يحيى بن معين بن عون الغطفاني، مولاهم، أبو زكريا البغدادي، ثقة حافظ مشهور إمام الجرح
والتعديل، لَهُ: " التاريخ " و " السؤالات " وغيرهما، ولد سنة (158 ه*) وتوفي سنة (233 ه*).
تهذيب الكمال 8/ 89 و 95 (7521)، وميزان الاعتدال 4/ 410، والتقريب (7651).
(6) تاريخ ابن معين (رِوَايَة الدوري) 3/ 13 (52).
(7) انظر: مقدمة شرح علل الترمذي، لابن رجب: 7.
(8) هُوَ الَّذِيْ يتصل إسناده بنقل العدل الضابط عَنْ العدل الضابط إلى منتهاه ولا يَكُوْن شاذاً ولا معللاً. مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث طبعة نور الدين: 10، وفي طبعتنا:79.
(9) وهكذا فإنا نجد أن الإمام علي بن المديني قَدْ خرّج علل حَدِيْث سفيان بن عيينة في ثلاثة عشر جزءاً. مع أن سفيان بن عيينة من أساطين هَذَا الفن وجهابذته وفحوله؛ لَكِنْ هَذَا الكم الكبير لَمْ يؤثر عَلَيْهِ لسعة ما رَوَى فهو كحبة القمح من البيدر. وانظر: مَعْرِفَة علوم الْحَدِيْث، للحاكم: 71.
(10) هُوَ أحمد بن مُحَمَّد بن حَنْبَل بن هلال بن أسد الشيباني المروزي ثُمَّ البغدادي، أبو عَبْد الله، أحد الأعلام، صاحب المذهب، لَهُ: " المسند " و " الزهد " و " العلل " وغيرها، ولد سنة (164 ه*)، وتوفي سنة (241 ه*).
حلية الأولياء 9/ 161 و 162، وطبقات الحنابلة 1/ 10، والعبر 1/ 435.
(11) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث، لابن الصَّلاَحِ:: 252 طبعة نور الدين، و 448 طبعتنا.
(12) التمييز: 124.
(13) هُوَ مُحَمَّد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك التِّرْمِذِيّ، أبو عيسى الضرير الحافظ، صاحب " الجامع " وغيره من المصنفات، وَهُوَ تلميذ البخاري، وشاركه في بعض شيوخه، توفي سنة (279 ه*). تهذيب الكمال 6/ 468 و 469 (6122)، ومرآة الجنان 2/ 144، والتقريب (6206).
(14) علل الترمذي الصغير 6/ 240 آخر الجامع.
(15) علل الترمذي الصغير 6/ 244 آخر الجامع.
(16) هُوَ مُحَمَّد بن بهادر بن عَبْد الله الزركشي، أبو عَبْد الله الشَّافِعِيّ، بدر الدين: عالم بالفقه والأصول، مشارك في الْحَدِيْث والعربية، من مصنفاته " البحر المحيط " و " البرهان في علوم القرآن "، ولد سنة (745 ه*)، وتوفي سنة (794 ه*).
الدرر الكامنة 3/ 397، وشذرات الذهب 6/ 335، والأعلام 6/ 60.
(17) أسماه: الإجابة لما استدركته عائشة عَلَى الصَّحَابَة، طبع مراراً بتحقيق سعيد الأفغاني.
(18) هُوَ عَبْد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي التميمي، مولاهم، أبو عَبْد الرحمان المروزي، ثقة ثبت فقيه عالم جواد مجاهد، ولد سنة (118 ه*)، وتوفي سنة (181 ه*).
تهذيب الكمال 4/ 258 (3508)، ومرآة الجنان 1/ 294، والتقريب (3570).
(19) شرح علل الترمذي 1/ 436.
(20) قائله: أبو الفتح البُستي. انظر: الغيث المسجم في شرح لامية العجم، للصفدي 2/ 208، وانظر: نكت الزركشي 3/ 565، وفتح المغيث 2/ 148،وتعليقنا عَلَى مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث، لابن الصَّلاَحِ: 294.
(21) أعني بالظروف الطارئة ما يحصل عَنْ غَيْر اعتياد وتماثل، ولا يَكُوْن سنة خلقية تقع لعدد كبير من الناس.
(22) التحمل: هُوَ أخذ الْحَدِيْث عَنْ الشيخ بطريق من طرق التحمل. الاقتراح: 238.
(23) الأداء: هُوَ تبليغ الْحَدِيْث وأدائه لِمَنْ يسمعه. أصول الْحَدِيْث: 227.
(24) هُوَ هشيم بن بشير بن القاسم بن دينار السلمي، أبو معاوية بن أبي خازم الواسطي، ثقة ثبت كثير التدليس والإرسال الخفي، ولد سنة (104 ه*)، وتوفي سنة (183 ه*).
الْمَعْرِفَة والتاريخ 1/ 47، والجرح والتعديل 9/ 115، والتقريب (7312).
¥(15/55)
(25) هَذِهِ القصة ساقها الْخَطِيْب في تاريخ بغداد 14/ 87، والذهبي في الميزان 4/ 308، ونقلها السيوطي في تدريب الرَّاوِي 1/ 129.
(26) لذا قَالَ الذهبي في " الميزان " 4/ 306: ((هُوَ ليّن في الزهري)).
(27) تهذيب الكمال 7/ 418.
(28) هُوَ أحمد بن علي بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الكناني العسقلاني الأصل، المصري المولد والمنشأ، علم الأعلام، حافظ العصر، لَهُ: " فتح الباري " و" تهذيب التهذيب " و " تقريبه " وغيرها، ولد سنة (773 ه*)، وتوفي سنة (852 ه*). طبقات الحفاظ: 552 (1190)، ونظم العقيان: 45 و 51، وشذرات الذهب 7/ 270.
(29) هدي الساري: 449.
(30) هُوَ مؤمل بن إسماعيل، أبو عَبْد الرحمان البصري، مولى آل عمر بن الخطاب ?، حافظ عالم يخطئ، قَالَ عَنْهُ أبو حاتم: صدوق، شديد في السنة، كثير الخطأ، توفي سنة (206 ه*).
التاريخ الكبير 8/ 49، وميزان الاعتدال 4/ 228، وسير أعلام النبلاء 10/ 110 و 111.
(31) تهذيب الكمال 7/ 284، والكاشف 2/ 309، وسيأتي الْحَدِيْث تفصيلاً عن أحد أوهامه.
(32) انظر: الصحاح 3/ 1124،وأساس البلاغة:172،واللسان 7/ 295، وتاج العروس 19/ 267 (خلط).
(33) هُوَ مُحَمَّد بن عَبْد الرحمان بن مُحمد السخاوي، المحدث المؤرخ، حضر إملاء الحافظ ابن حجر، أصله من " سخا " من قرى مصر، ولد سنة (831 ه*)، وتوفي سنة (902 ه*).
نظم العقيان: 152، وشذرات الذهب 8/ 15، والأعلام 6/ 194.
(34) هُوَ عَبْد الرحمان بن عَبْد الله بن عتبة بن عَبْد الله بن مسعود المسعودي الهذلي، أحد الأئمة الكبار: سيء الحفظ، توفي سنة (160ه*). التاريخ الكبير5/ 314، وتاريخ بغداد 10/ 218، وميزان الاعتدال 2/ 574.
(35) هُوَ عَبْد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي، أبو عَبْد الرحمن المصري، القاضي: صدوق، خلط بَعْدَ احتراق كتبه. توفي سنة (174 ه*). طبقات ابن سعد 7/ 516 و 517، والضعفاء الكبير، للعقيلي 2/ 293، والتقريب (3563).
(36) هُوَ عمر بن علي بن أحمد الأنصاري الأندلسي، ثُمَّ المصري، ولد سنة (723 ه*)، كَانَ أكثر أهل زمانه تصنيفاً، من مصنفاته " طبقات الْمُحَدِّثِيْنَ " و " البدر المنير " وغيرهما، توفي سنة (804 ه*). طبقات الحفاظ: 542 (1173)، وشذرات الذهب 7/ 44و45، والأعلام 5/ 57.
(37) فتح المغيث 3/ 277.
(38) يقال: ((تغير بآخرهِ)) بمد الهمزة وكسر الخاء والراء، بعدها هاء. و ((تغيّر بآخِرَة)) بمد الهمزة أَيْضاً وكسر الخاء وفتح الراء، بعدها تاء مربوطة. و ((تغير بأخرة)) بفتح الهمزة والخاء والراء، بعدها تاء مربوطة. أي: اختل ضبطه وحفظه في آخر عمره وآخر أمره. إفادة من تعليق الشيخ عَبْد الفتاح أبو غدة – رحمه الله – عَلَى كتاب قواعد في علوم الْحَدِيْث: 249. وانظر: لسان العرب 4/ 14، وتاج العروس 10/ 36، والتعليق عَلَى مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 494.
(39) هُوَ حماد بن زيد بن درهم الأزدي الجهضمي، أبو إسماعيل البصري: ثقة ثبت فقيه، مولى آل جرير بن حازم، ولد سنة (98 ه*) وتوفي سنة (179 ه*).
تهذيب الكمال 2/ 274 (1465)، وسير أعلام النبلاء 7/ 456، والتقريب (1498).
(40) الجرح والتعديل 1/ 168.
(41) هُوَ سالم أبو الزعيزعة مولى مروان بن الحكم، وكاتبه وكاتب ابنه عَبْد الملك بن مروان، وَكَانَ عَلَى الرسائل لعبد الملك وولاه الحرس. تاريخ دمشق 20/ 88. وورد في تاريخ البخاري 9/ 33 (289)، والجرح والتعديل 9/ 375 (1734) أبو الزعزعة.
(42) هُوَ مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية القرشي الأموي، ولد بَعْدَ الهجرة بسنتين وَقِيْلَ بأربع، وَلَمْ يصح لَهُ سَمَاع عَنْ النَّبِيّصلى الله عليه وسلم، توفي سنة (65 ه*).
تهذيب الكمال 7/ 71 (6462)، والبداية والنهاية 8/ 206، والتقريب (6567).
(43) أخرج هَذِهِ القصة الْحَاكِم في المستدرك 3/ 510، وابن عساكر في تاريخ دمشق 20/ 89، والذهبي في سير أعلام النبلاء 2/ 598.
¥(15/56)
(44) هُوَ أبو بكر، أحمد بن أبي خيثمة، زهير بن حرب النسائي الأصل، كَانَ ثقة عالماً متقناً حافظاً بصيراً بأيام الناس، راوية للأدب، من مصنفاته كتاب " التاريخ " الَّذِي أحسن تصنيفه وأكثر فائدته، توفي سنة (279 ه*). انظر: تاريخ بغداد 4/ 162، ومعجم الأدباء 3/ 35 - 36، وسير أعلام النبلاء 11/ 493.
(45) العلم: 16 (56)، ونقله عَنْهُ الترمذي في علله الصغير 6/ 240 آخر الجامع.
(46) هُوَ جرير بن عَبْد الحميد بن قرط الضبي الكوفي، نزيل الري: ثقة صَحِيْح الكِتَاب، توفي سنة (188 ه*). تهذيب الكمال 1/ 447 و 450 (901)، وسير أعلام النبلاء 9/ 9، والتقريب (916).
(47) هُوَ عمارة بن القعقاع بن شبرمة الضبي الكوفي: ثقة.
سير أعلام النبلاء 6/ 140، وتهذيب الكمال 5/ 329 (4785)، والتقريب (4859).
(48) هُوَ الإمام الحافظ إبراهيم بن يزيد بن قيس النخعي أبو عمران الكوفي: ثقة، توفي (196 ه*).
طبقات ابن سعد 6/ 270 وسير أعلام النبلاء 4/ 520، والتقريب (270).
(49) هُوَ أَبُو زرعة بن عمرو بن جرير بن عَبْد الله البجلي الكوفي قِيْلَ اسمه كنيته، وَقِيْلَ: اسمه هرم، وَقِيْلَ: عَمْرو: ثقة.
طبقات ابن سعد 6/ 297، وسير أعلام النبلاء 5/ 8، والتقريب (8103).
(50) أي: ما نقص وما غير، قَالَ في الصحاح 5/ 1910: ((ما خرمت مِنْهُ شَيْئاً، أي: ما نقصت وما قطعت))، وفي المعجم الوسيط 1/ 230: ((ويقال: ما خرم من الْحَدِيْث حرفاً: ما نقص، وفي حَدِيْث سعد: ما خرمت من صلاة رَسُوْل الله شَيْئاً)). وانظر: النهاية 2/ 27.
(51) هُوَ مُحَمَّد بن عجلان، أبو عَبْد الله القرشي: صدوق إلا أنه اختلطت عَلَيْهِ أحاديث أبي هُرَيْرَة، توفي سنة (148 ه*).
طبقات خليفة: 270، والتاريخ الكبير 1/ 196، والجرح والتعديل 8/ 49، والتقريب (6136).
(52) هُوَ مليح بن الجراح بن مليح الرؤاسي الكوفي أخو وكيع بن الجراح. التاريخ الكبير 8/ 10، والثقات 9/ 194 ..
(53) هُوَ حفص بن غياث بن طلق، أبو عمر النخعي: ثقة مأمون، توفي سنة (194 ه*). التاريخ ليحيى بن معين رِوَايَة الدوري 2/ 121، وطبقات ابن سعد 6/ 389، والجرح والتعديل 3/ 185.
(54) هُوَ أبو مُحَمَّد عَبْد الله بن إدريس الأودي: ثقة فقيه عابد، توفي سنة (192 ه*). تاريخ يحيى بن معين رِوَايَة الدوري 2/ 295، وطبقات ابن سعد 6/ 389، والتاريخ الكبير 5/ 47.
(55) هُوَ يوسف بن خالد السمتي، أبو خالد البصري، مولى صخر بن سهل، قَالَ النسائي: بصري متروك الْحَدِيْث، وكذّبه ابن معين، توفي سنة (189 ه*).
الكامل 8/ 490، وتهذيب الكمال 8/ 190 (7729)، والتقريب (7862).
(56) العرض: هُوَ القراءة عَلَى المحدث. انظر: مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: طبعة نور الدين: 122، و294 طبعتنا.
(57) قَالَ في المعجم الوسيط 2/ 699: ((شلل يصيب أحد شقي الجسم طولاً))، وانظر: اللسان 2/ 155، وتاج العروس 6/ 159 (فلج).
(58) أسنده الرامهرمزي في المحدّث الفاصل: 398 - 399 (408).
(59) قَالَ المعلمي في التنكيل 1/ 236: ((والتلقين: هُوَ أن يوقع الشيخ في الكذب ولا يبين، فإن كَانَ إنما فعل ذَلِكَ امتحاناً للشيخ وبيّن ذَلِكَ في المجلس لَمْ يضره))
وسيأتي الْحَدِيْث عَنْ هَذَا في الفصل مبحث القلب، الصفحة.
(60) إسحاق بن إبراهيم بن مُحَمَّد الحنظلي، المروزي، أَبُو يعقوب المعروف بابن راهويه، الإِمَام الحَافِظ الكبير، محدث خراسان سكن نيسابور، قرين أحمد بن حنبل، ولد سنة (161 ه*)، وَقِيْلَ: (166 ه*)، ومات سنة (238 ه*)، لَهُ " المسند ". انظر: حلية الأولياء 9/ 234، وسير أعلام النبلاء 11/ 358، وطبقات الفقهاء: 108.
(61) هُوَ سليمان بن الأشعث بن شداد الأزدي السجستاني صاحب السنن، وَقَالَ إبراهيم الحربي: ألين لأبي داود الْحَدِيْث كَمَا ألين لداود الحديد، ولد سنة (202 ه*)، وتوفي سنة (275 ه*).
وفيات الأعيان 2/ 404، وسير أعلام النبلاء 13/ 203، والعبر 2/ 60.
(62) تاريخ بغداد 6/ 355. وانظر: تهذيب الكمال 6/ 353، وميزان الاعتدال 1/ 183، والمختلطين: 9 (6)، والاغتباط: 3 (8)، والكواكب النيرات: 89 (4).
¥(15/57)
(63) هُوَ جرير بن حازم بن زيد الأزدي، أبو النضر البصري: ثقة لَكِنْ في حديثه عن قتادة ضعف وله أوهام إِذَا حدّث من حفظه. الجرح والتعديل 2/ 504، وسير أعلام النبلاء 7/ 98، والتقريب (911).
(64) هُوَ الإمام البارع مُحَمَّد بن إدريس، أبو حاتم الرازي الحنظلي صاحب العلل ولد سنة (195 ه*)، وتوفي سنة (277 ه*).
تاريخ بغداد 2/ 73، وسير أعلام النبلاء 13/ 247، والعبر 2/ 64.
(65) الجرح والتعديل 2/ 505 الترجمة (2079)، وانظر: المختلطين: 16 (8)، والاغتباط: 46 (17)، والكواكب النيرات: 111 (11).
(66) الإِمَام المحدّث الثقة: أبو سعد سعيد بن أبي سعيد كيسان الليثي، مولاهم، المدني المقبري، كَانَ يسكن بمقبرة البقيع ونسب إِلَيْهَا. توفي سنة (225 ه*) وَقِيْلَ سنة (223 ه*) وَقِيْلَ غَيْر ذَلِكَ وَكَانَ من أبناء التسعين.
انظر: تهذيب الكمال 3/ 166، وسير أعلام النبلاء 5/ 216، وميزان الاعتدال 2/ 139.
(67) مُحَمَّد بن سعد بن منيع، الحَافِظ، أبو عَبْد الله وَقِيْلَ: أبو سعد، البصري، كاتب الواقدي، سكن بغداد وظهرت فضائله، وَكَانَ كَثِيْر الْحَدِيْث والرواية كَثِيْر الكتب صنف كتاباً كبيراً في طبقات الصَّحَابَة والتابعين والخالفين إِلَى وقته، توفي سنة (230 ه*).
تاريخ بغداد 5/ 321، وتهذيب الكمال 6/ 320 (5828)، وتاريخ الاسلام: 355 وفيات (230 ه*).
(68) الطبقات الكبرى (القسم المتمم): 147. وانظر: سير أعلام النبلاء 5/ 217، والمختلطين: 39 (17)، والاغتباط: 61 (44).
(69) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 354، وفي طبعتنا: 494، والإرشاد، للنووي 2/ 788، والتقريب، لَهُ: 198، وطبعتنا: 275، والمنهل الروي: 137، واختصار علوم الْحَدِيْث: 244، والشذا الفياح 2/ 744، والمقنع 2/ 663، والعواصم 3/ 101 - 103، وفتح المغيث 3/ 277، وفتح الباقي 3/ 264 الطبعة العلمية و 2/ 323 طبعتنا، وتدريب الراوي 2/ 372، وتوضيح الأفكار 2/ 502.
(70) شرح التبصرة والتذكرة الطبعة العلمية 3/ 264، وفي طبعتنا 2/ 329.
(71) هُوَ خليل بن كيكلدي بن عَبْد الله العلائي الدمشقي، محدث فاضل، ولد في دمشق سنة (694 ه*)، وتوفي في القدس سنة (761 ه*)، من مصنفاته " جامع التحصيل " و " نظم الفرائد " وغيرهما. شذرات الذهب 6/ 190، والأعلام 2/ 321 - 322.
(72) ينظر في هَذَا مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 497، مع التعليق عَلَيْهِ.
(73) هُوَ أبو عثمان، عفان بن مُسْلِم بن عَبْد الله الصفار البصري سكن بغداد: ثقة، توفي سنة (219 ه*)، وَقِيْلَ: (220 ه*). الثقات 8/ 522، وتهذيب الكمال 5/ 187 (4553)، وتهذيب التهذيب 7/ 230.
(74) هُوَ أَبُو عَبْد الرحمان المصري، عَبْد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي الفقيه، قاضي مصر: صدوق، احترقت كتبه فحدّث من حفظه فأخطأ، توفي سنة (174 ه*). تهذيب الكمال 4/ 252 (3501)، والعبر 1/ 264، والتقريب (3563).
(75) هُوَ مُحَمَّد بن جابر بن سيار السحيمي الحنفي، أَبُو عَبْد الله اليمامي، أصله كوفيٌّ، وَكَانَ أعمى، قَالَ عَنْهُ البخاري: ليس بالقوي، يتكلمون فِيْهِ، رَوَى مناكير، توفي سنة بضع وسبعين ومئة.
تهذيب الكمال 6/ 259 - 260 (5699)، وسير أعلام النبلاء 8/ 238، والتقريب (5777).
(76) كتاب المختلطين: 3.
(77) انظر: شرح التبصرة والتذكرة الطبعة العلمية 1/ 12، وفي طبعتنا 1/ 103، وفتح المغيث 1/ 68.
(78) انظر: تدريب الرَّاوِي 1/ 301.
(79) فتح المغيث 1/ 28، وتدريب الرَّاوِي 1/ 63، وتوجيه النظر 1/ 181.
(80) هامش جامع الأصول 1/ 72.
(81) انظر: في حكم رِوَايَة الْحَدِيْث بالمعنى: الإلماع: 178، والتقريب: 134وطبعتنا: 183، وشرح التبصرة الطبعة العلمية: 2/ 168، وفي طبعتنا 1/ 506 - 507، وفتح المغيث 2/ 258، وتدريب الرَّاوِي 2/ 112.
(82) جامع الأصول 1/ 72 - 73.
(83) هُوَ عَبْد الرزاق بن همام بن نافع الصنعاني أبو بكر الحميري، مولاهم صاحب المصنف: ثقة، حافظ، عمي في آخر عمره فتغير، توفي سنة (211 ه*).
طبقات ابن سعد 5/ 548، والتاريخ الكبير 6/ 130، والتقريب (4064).
(84) التقريب (4064).
¥(15/58)
(85) هُوَ أبو الحسن علي بن مسهر القرشي الكوفي، قاضي الموصل: ثقة لَهُ غرائب بَعْدَ أن أضر، مات سنة (189 ه*).
طبقات ابن سعد 6/ 388، وتهذيب الكمال 5/ 301 و 302 (4726)، والتقريب (4800).
(86) هُوَ أحمد بن عَبْد الله بن صالح بن مُسْلِم، العجلي الكوفي، ولد بالكوفة سنة (182 ه*)، ونزل مدينة طرابلس المغرب، قَالَ يحيى: ثقة ابن ثقة. من تصانيفه: " مَعْرِفَة الثقات " وغيرها، توفي سنة (261 ه*). سير أعلام النبلاء 12/ 505، وتذكرة الحفاظ 2/ 560، والبداية والنهاية 11/ 28 ..
(87) تهذيب التهذيب 7/ 384.
(88) المصدر السابق.
(89) هُوَ اعتماد الرَّاوِي عَلَى كتابه حال تأدية الْحَدِيْث.
(90) عَبْد الله بن وهب بن مُسْلِم القرشي، الفهري أبو مُحَمَّد المصري، الإمام الحَافِظ ولد سنة (125 ه*) ومات سنة (196 ه*) أو (197 ه*)، لَهُ مصنفات كثيرة مِنْهَا: " الجامع " و " المغازي ".
انظر: طبقات خليفة: 297، وتهذيب الكمال 4/ 317، وسير أعلام النبلاء 9/ 223.
(91) تهذيب الكمال 4/ 254.
(92) إسحاق بن عيسى بن نجيح البغدادي، أبو يعقوب المعروف بابن الطباع، ولد سنة (140 ه*)، وتوفي سنة (214 ه*) وَقِيْلَ: (215 ه*)، لَهُ " التاريخ " وغيره. انظر: تاريخ بغداد 6/ 332، وتهذيب الكمال 1/ 195 - 196 (368)، وتاريخ الإسلام وفيات (215 ه*): 65 - 66.
(93) تهذيب الكمال 4/ 253.
(94) الإِمَام حبر الإسلام إمام الْمُحَدِّثِيْنَ، أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد بن إسماعيل بن إبراهيم البُخَارِيّ مولى الجحفيين، ولد سنة (194ه*)، صاحب"الجامع الصَّحِيْح" و"التاريخ" و"الأدب المفرد" و"الضعفاء"، توفي سنة (256ه*) انظر: تاريخ بغداد 2/ 4، وسير أعلام النبلاء 12/ 390، وشذرات الذهب 2/ 134 - 135.
(95) الإِمَام الحَافِظ الثقة أبو زكريا يَحْيَى بن عَبْد الله بن بكير القرشي المخزومي، مولاهم، المصري، ولد سنة (154 ه*) وَقِيْلَ بَعْدَ الثلاثين، وتوفي سُنَّةُ (231ه*).
انظر: تهذيب الكمال 8/ 56 (7453)،وسير أعلام النبلاء 10/ 162 - 164، وتذكرة الحفاظ 2/ 420.
(96) تهذيب الكمال 4/ 254. ويرى بعض العلماء أن كتبه لَمْ تحترق، انظر تفصيل هَذَا في المصدر السابق.
(97) مَظِنَّة – بكسر الظاء عَلَى وزن مَفْعِلَة – الشيء الموضع الَّذِيْ يظن كونه فِيْهِ وَهِيَ معدنه، من الظن بمعنى: العلم، قَالَ ابن الأثير: ((وَكَانَ القياس فتح الظاء، وإنما كسرت لأجل الهاء)). انظر: الصحاح 6/ 2160، والنهاية 3/ 164، ولسان العرب 13/ 273 (ظنن)، وتعليقنا عَلَى مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 105.
(98) هُوَ معمر بن راشد، أبو عروة بن أبي عمرو الأزدي، مولاهم البصري: ثقة ثبت فاضل أحد الأعلام الثقات، توفي سنة (153ه*). طبقات ابن سعد 5/ 546، تاريخ البخاري 7/ 378، والتقريب (6809).
(99) هُوَ عَبْد الرحمان بن أحمد بن رجب السلامي البغدادي، ثُمَّ الدمشقي، ولد سنة (736 ه*)، من حفاظ الْحَدِيْث، من مصنفاته " فضائل الشام" و " شرح جامع الترمذي "، توفي سنة (795 ه*). الدرر الكامنة 2/ 321، والمنهج الأحمد 3/ 263، والأعلام 3/ 295.
(100) شرح علل الترمذي 2/ 767.
(101) هُوَ الإمام أبو بكر، أحمد بن مُحَمَّد بن هانئ الإسكافي الأثرم، أحد الأعلام، ومصنف " السنن "، توفي بَعْدَ سنة (271 ه*).
الجرح والتعديل 2/ 72،، وسير أعلام النبلاء 12/ 623، والمنهج الأحمد 1/ 131.
(102) شرح علل الترمذي 2/ 767.
(103) هُوَ يعقوب بن شيبة بن الصلت، أبو يوسف السدودسي: ثقة حافظ، صنف " المسند الكبير "، ولد في حدود سنة (180 ه*)، وتوفي سنة (262 ه*).
تاريخ بغداد 14/ 281، وتذكرة الحفاظ 2/ 577، والنجوم الزاهرة 3/ 47.
(104) شرح علل الترمذي 2/ 767.
(105) هُوَ إسماعيل بن عياش بن سليم العنسي، أبو عتبة الحمصي: صدوق في روايته عن أهل بلده مخلط في غيرهم، مات سنة (181 ه*).
تهذيب الكمال 1/ 247 (465)، والكاشف 1/ 248 - 249 (400)، والتقريب (473).
(106) هُوَ مُحَمَّد بن عثمان بن أبي شيبة، أبو جعفر العبسي الكوفي، كَانَ كثير الْحَدِيْث واسع الرِّوَايَة، توفي سنة (297 ه*). تاريخ بغداد 3/ 42، والأنساب 4/ 116، وتذكرة الحفاظ 2/ 661.
¥(15/59)
(107) تهذيب الكمال 1/ 250، وانظر: الكواكب النيرات: 98.
(108) التقريب (2787).
(109) هُوَ مُحَمَّد بن عَبْد الله بن عمار، أبو جعفر الموصلي، محدث الموصل، ولد بَعْدَ الستين ومئة: ثقة صاحب حَدِيْث، توفي سنة اثنتين وأربعين ومئتين. سير أعلام النبلاء 11/ 469 – 470.
(110) هُوَ أبو مُحَمَّد إسحاق بن يوسف بن مرداس القرشي الواسطي المخزومي المعروف بالأزرق: ثقة، ولد سنة (117 ه*)، وتوفي سنة (195 ه*).
تهذيب الكمال 1/ 203 (389)، وسير أعلام النبلاء 9/ 171، والتقريب (396).
(111) شرح علل الترمذي 2/ 759.
(112) شرح علل الترمذي 2/ 759.
(113) أبو بكر أحمد بن عَلِيّ بن ثابت البغدادي، (الحَافِظ الناقد)، ولد سنة (392 ه*)، رحل إِلَى البصرة ونيسابور وأصبهان ومكة ودمشق والكوفة والري وصنف قريباً من مئة مصنف مِنْهَا: " تاريخ بغداد " و " الجامع لأخلاق الرَّاوِي "، توفي سنة (463 ه*).
انظر: سير أعلام النبلاء 18/ 270، ومرآة الجنان 3/ 67، والبداية والنهاية 12/ 91.
(114) تاريخ بغداد 9/ 284.
(115) التقريب (473).
(116) هُوَ أبو يوسف، يعقوب بن سُفْيَان بن جوان الفارسي، الفسوي، من أهل مدينة فسا، ويقال لَهُ: يعقوب بن أبي معاوية: ثقة حافظ، ولد في حدود سنة (190 ه*)، وتوفي سنة (277 ه*).
الثقات 9/ 287، وسير أعلام النبلاء 13/ 180، والتقريب (7817).
(117) الْمَعْرِفَة والتاريخ 2/ 423، ونقله المزي في تهذيب الكمال 1/ 249.
(118) تهذيب الكمال 1/ 250.
(119) هُوَ مضر بن مُحَمَّد بن خالد بن الوليد بن مضر، أبو مُحَمَّد الأسدي، القاضي ولي قضاء واسط، توفي سنة (277 ه*). طبقات الحنابلة 1/ 339.
(120) تهذيب الكمال 1/ 250.
(121) سؤالات أبي داود للإمام أحمد: 264 (300)، وتهذيب الكمال 1/ 250.
(122) هُوَ أحمد بن حميد أبو طالب المشكاني، المتخصص بصحبة الإمام أحمد، توفي سنة (244 ه*).
تاريخ بغداد 4/ 122، وطبقات الحنابلة 1/ 40، والمنهج الأحمد 1/ 100.
(123) الكامل، لابن عدي 1/ 472.
(124) انظر في التدليس:
مَعْرِفَة علوم الْحَدِيْث: 103، والمدخل إلى الإكليل: 39، والكفاية (508 ت، 355 ه*)، والتمهيد 1/ 15، وجامع الأصول 1/ 167، ومعرفة أنواع علم الْحَدِيْث: 66 طبعة نور الدين، 156 طبعتنا، والإرشاد 1/ 205، والتقريب: 63، وطبعتنا: 109، والاقتراح: 209، والمنهل الروي: 72، والخلاصة: 74، والموقظة: 47، وجامع التحصيل: 97، والتذكرة: 16، ومحاسن الاصطلاح: 165، وشرح التبصرة والتذكرة 1/ 179 الطبعة العلمية، و1/ 224 طبعتنا، والتقييد والإيضاح: 95، ونزهة النظر: 113، والنكت عَلَى كتاب ابن الصَّلاَحِ 2/ 614، ومقدمة طبقات المدلسين: 13، والمختصر: 132، وفتح المغيث 1/ 196، وألفية السيوطي: 33، وتوضيح الأفكار 1/ 346، وظفر الأماني: 373، وقواعد التحديث: 132.
(125) الصحاح 3/ 930، ولسان العرب 6/ 86، وتاج العروس 16/ 84 مادة (دلس).
(126) انظر: مَعْرِفَة علوم الْحَدِيْث: 103، وجامع الأصول: 167، ومعرفة أنواع علم الْحَدِيْث: 66 طبعة نور الدين و 157 طبعتنا، وإرشاد طلاب الحقائق 1/ 205، وجامع التحصيل: 97، وشرح ألفية العراقي: 33 للسيوطي، وتوضيح الأفكار 1/ 347، وظفر الأماني: 374.
(127) ثُمَّ شاع تخصيص " أخبرنا " في العصور المتأخرة بالإجازة. انظر: مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 66 طبعة نور الدين، و 159 طبعتنا.
(128) انظر: مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 67 طبعة نور الدين و 159 طبعتنا، وإرشاد طلاب الحقائق 1/ 210، والتقريب: 65، والمقنع 1/ 157، وشرح التبصرة والتذكرة 1/ 184 الطبعة العلمية، و1/ 232 طبعتنا، والعواصم والقواصم 3/ 60، وطبقات المدلسين: 16.
¥(15/60)
(129) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 66 طبعة نور الدين و 158 طبعتنا، وانظر في هَذَا النَّوْع من التدليس: الكفاية: (520 ت، 365 ه*)، وجامع الأصول 1/ 170، والإرشاد 1/ 207، والتقريب: 63 - 64، والاقتراح: 211–212، والمنهل الروي: 73، وجامع التحصيل: 100، واختصار علوم الْحَدِيْث: 55، والمقنع 1/ 155، وشرح التبصرة والتذكرة 1/ 187 الطبعة العلمية و 1/ 240 طبعتنا، وشرح ألفية العراقي للسيوطي: 37، وتوضيح الأفكار 1/ 350، وظفر الأماني: 380.
(130) الإرشاد، للنووي 1/ 212.
(131) وَقَدْ سماه القدماء تجويداً. فتح المغيث 1/ 199،وتدريب الرَّاوِي 1/ 226،وشرح ألفية السيوطي: 36. وسماه صاحب ظفر الأماني: 377 بـ: " التحسين ".
(132) الكفاية (519 ت، 364 ه*)، والإرشاد، للنووي 1/ 206، والمقنع 1/ 163، وشرح التبصرة والتذكرة 1/ 190 الطبعة العلمية و 1/ 242 طبعتنا، وتعريف أهل التقديس: 16، وفتح المغيث 1/ 213، وشرح ألفية السيوطي: 36، وظفر الأماني: 377.
(133) الوليد بن مُسْلِم القرشي مولاهم، أبو العباس الدمشقي: ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية، مولى بني أمية، ولد سنة (119 ه*)، وتوفي سنة (195 ه*).
انظر: طبقات ابن سعد 7/ 470 - 471، وسير أعلام النبلاء 9/ 211 - 220، والتقريب (7456).
(134) بقية بن الوليد بن صائد بن كعب الكلاعي الحمصي، أبو يحمد: صدوق كثير التدليس عَنْ الضعفاء، ولد سنة (110 ه*)، وتوفي سنة (197 ه*).
انظر: الجرح والتعديل 2/ 434 - 435، وسير أعلام النبلاء 8/ 518 و 519، والتقريب (734).
وانظر الكلام عَنْ تدليس هذين الراويين: الموقظة: 46.
(135) النكت عَلَى كتاب ابن الصَّلاَحِ 1/ 293.
(136) تعريف أهل التقديس: 16، وفتح المغيث 1/ 202، وألفية السيوطي: 33، وتدريب الرَّاوِي 1/ 226، وظفر الأماني: 379، والباعث الحثيث: 55 - 56.
(137) هشام بن عروة بن الزبير بن العوام الأسدي، يكنى أبا المنذر: ثقة فقيه ربما دلس، توفي سنة (146 ه*). انظر: طبقات خليفة: 267، وتهذيب الكمال 7/ 409 - 411 (7180)، والتقريب (7302).
(138) سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي، أبو مُحَمَّد الكوفي الأعمش: ثقة حافظ لكنه يدلس، قَالَ الذهبي: ما نقموا عَلَيْهِ إلا التدليس، ولد سنة (61 ه*)، وتوفي سنة (147 ه*) أَوْ (148 ه*).
انظر: تهذيب الكمال 3/ 300 - 303 (2555)، وميزان الاعتدال 2/ 224، والتقريب (2615).
(139) الباعث الحثيث: 55 - 56.
(140) تعريف أهل التقديس: 16، وفتح المغيث 1/ 201 - 202، وظفر الأماني 379.
(141) الباعث الحثيث: 55 - 56.
(142) مُحَمَّد بن حبان بن أحمد البستي، أَبُو حاتم التميمي بن حبان، ولد سنة بضع وسبعين ومئتين وله مصنفات شهيرة مِنْهَا: " الثقات " و " الصَّحِيْح "، توفي سنة (354 ه*).
انظر: الأنساب 1/ 363، وسير أعلام النبلاء 16/ 92 - 104، وشذرات الذهب 3/ 16.
(143) عَبْد الملك بن عَبْد العزيز بن جريج، أبو خالد القرشي الأموي المكي صاحب التصانيف: ثقة فقيه فاضل وَكَانَ يدلس ويرسل، توفي سنة (150 ه*) أو بعدها.
انظر: تاريخ بغداد 10/ 400، وسير أعلام النبلاء 6/ 325، والتقريب (4193).
(144) هُوَ أَبُو عَبْد الله نافع المدني، مولى ابن عمر القرشي العدوي، ثقة ثبت فقيه، توفي سنة (117 ه*). انظر: تهذيب الكمال 7/ 313، وسير أعلام النبلاء 5/ 95، والتقريب (7086).
(145) صَحِيْح ابن حبان (1420)، وطبعة الرسالة (1423).
(146) طبقات المدلسين: 41، ونقل فِيْهِ عَنْ الدَّارَقُطْنِيّ: ((شر التدليس تدليس ابن جريج؛ فإنه قبيح التدليس، لا يدلس إلا فِيْمَا سمعه من مجروح)).
(147) تهذيب الكمال 4/ 560.
(148) قَالَ عَبْد الله بن أحمد بن حَنْبَل: سألت أبي عَنْ عَبْد الكريم أبي أمية، فَقَالَ: بصريٌّ نزل مكة، وَكَانَ معلماً، وَهُوَ ابن أبي المخارق، وَكَانَ ابن عيينة يستضعفه قلت لَهُ: ضعيف؟، قَالَ: نعم، وَقَالَ عباس الدوري، عَنْ يحيى بن معين: حَدَّثَنَا هشام بن يوسف، عَنْ معمر، قَالَ: قَالَ أيوب: لا تأخذوا عَنْ عَبْد الكريم أبي أمية، فإنه ليس بثقة. انظر: تهذيب الكمال 4/ 543.
(149) مصنفه (15924).
¥(15/61)
(150) هُوَ مُحَمَّد بن يزيد الرَّبعي، مولاهم أبو عَبْد الله القزويني الحافظ، من مصنفاته: " السنن " و "التاريخ" و " التفسير "، ولد سنة (209 ه*)، وتوفي سنة (273 ه*) وَقِيْلَ سنة (275 ه*).
تهذيب الكمال 6/ 568 (6302)، وسير أعلام النبلاء 13/ 277، وشذرات الذهب 2/ 164.
والحديث في سننه (308).
(151) في مسنده 4/ 25.
(152) هُوَ عَبْد الله بن عدي بن عَبْد الله الجرجاني، أبو أحمد الحافظ، صاحب كتاب " الكامل في الضعفاء "، ولد سنة (277 ه*)، وتوفي سنة (365 ه*).
سير أعلام النبلاء 16/ 154، وتاريخ الإسلام: 339 - 341 وفيات (365ه*)، والرسالة المستطرفة: 145.
والحديث في: الكامل 7/ 40.
(153) هُوَ الإِمَام تمام بن مُحَمَّد بن عَبْد الله البجلي، أبو القاسم الرازي، صاحب كتاب " الفوائد "، ولد سنة (330 ه*)، وتوفي سنة (414 ه*). انظر: سير أعلام النبلاء 17/ 289 - 292، وتذكرة الحفاظ 2/ 1056 و 1058، وشذرات الذهب 3/ 200.
والحديث في: الروض البسام بترتيب وتخريج فوائد تمام 1/ 203 (148).
(154) هُوَ مُحَمَّد بن عَبْد الله بن مُحَمَّد النيسابوري أبو عَبْد الله، ولد سنة (321 ه*)، وله تصانيف مِنْهَا: " المستدرك عَلَى الصحيحين " و " مَعْرِفَة علوم الْحَدِيْث "، توفي سنة (405 ه*).
انظر: تاريخ بغداد 5/ 473، وسير أعلام النبلاء 17/ 162 - 177، وشذرات الذهب 3/ 176.
والحديث في: المستدرك 1/ 158.
(155) هُوَ أحمد بن الحسين بن علي الخراساني، أَبُو بكر، ولد سنة (384 ه*)، وله عدة تصانيف مِنْهَا: " السنن الكبرى " و " شعب الإيمان "، توفي سنة (458 ه*).
انظر: سير أعلام النبلاء 18/ 163 - 170، والعبر 3/ 242، وشذرات الذهب 3/ 304 - 305.
والحديث في السنن الكبرى 1/ 102.
(156) لذا نجد في حَدِيْث الثقات الشذوذ والعلة، وكثير من مباحث هَذِهِ الرسالة شاهدة عَلَى ذَلِكَ.
(157) لذا نجد كثيراً من الأحاديث يتابعون عَلَيْهَا من طريق الثقات.
(158) هُوَ أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري الشَّافِعِيّ، لَهُ كتاب " زوائد ابن ماجه عَلَى الكتب الخمسة " وغيره، ولد سنة (762 ه*)، سكن القاهرة ولازم العراقي عَلَى كبر فسمع مِنْهُ الكثير، ولازم ابن حجر فكتب عَنْهُ " لسان الميزان " وغيره، توفي سنة (840 ه*).
طبقات الحفاظ: 551، وشذرات الذهب 7/ 233، والأعلام 1/ 104.
(159) هُوَ عبيد الله بن عمر بن حفص القرشي العدوي العمري، أبو عثمان المدني ينتهي نسبه إِلَى عمر بن الخطاب، ثقة ثبت، توفي سنة بضع وأربعين ومئة.
انظر: الثقات 7/ 149، وتهذيب الكمال 5/ 54 ترجمة (4257)، والتقريب (4324).
(160) هُوَ هشام بن يوسف الصنعاني، أبو عَبْد الرحمان الأبناوي، قاضي صنعاء: ثقة، توفي سنة (197 ه*).
انظر: التاريخ الكبير 8/ 194، وتهذيب الكمال 7/ 417 ترجمة (7187)، والتقريب (7309).
(161) مصباح الزجاجة 1/ 45 ووقع تصحيف في هَذَا النص من المطبوع.
(162) هُوَ الإمام أيوب السختياني، أبو بكر بن أبي تميمة كيسان العنَزي: ثقة ثبت حجة، ولد سنة (68 ه*) وتوفي سنة (131 ه*). طبقات ابن سعد 7/ 246، والأنساب 3/ 255، وسير أعلام النبلاء 6/ 15.
(163) الجامع الكبير للترمذي 1/ 61 - 62 عقيب (12).
(164) هُوَ عَبْد الله بن مُحَمَّد بن إبراهيم العبسي مولاهم، أبو بكر بن أبي شيبة الكوفي: ثقة حافظ صاحب التصانيف مِنْهَا: " المصنف " و " المسند "، توفي سنة (235 ه*). انظر: تهذيب الكمال 4/ 264 - 266 (3514)، وسير أعلام النبلاء 11/ 122 - 127، والتقريب (3575). والرواية في مصنفه (1324).
(165) هُوَ الإِمَام الحَافِظ أحمد بن عمرو بن عَبْد الخالق، البصري البزار، قَالَ الدارقطني: ثقة، يخطئ ويتكل عَلَى حفظه، ولد سنة نيف عشرة ومئتين، لَهُ مصنفات منها: "المسند"، توفي سنة (292 ه*).
تاريخ بغداد 4/ 334 - 335، سير أعلام النبلاء 13/ 554 - 557، وشذرات الذهب 2/ 209.
(166) وَهُوَ المسمى بـ: البحر الزخار (149)، والحديث أيضاً في كشف الأستار (244).
(167) فتح الباري 1/ 330.
(168) النحل: 44.
(169) الأحزاب: 6.
¥(15/62)
(170) المعارضة: هِيَ مقابلة الطالب كتابه بكتاب شيخه الَّذِيْ يروي عَنْهُ، سماعاً أَوْ إجازةً، أو بأصل شيخه المقابل بِهِ أصل شيخه. وَقَدْ سأل عروة ابنه هشاماً فَقَالَ: عرضت كتابك؟ قَالَ: لا. قَالَ: لَمْ تكتب. انظر: الكفاية (350 ت، 237 ه*)، وجامع بَيَان العِلْم 1/ 77، والإلماع: 160،ومعرفة أنواع علم الْحَدِيْث 122 طبعة نور الدين و254 طبعتنا، وشرح التبصرة 2/ 133 طبعة دار الكتب العلمية، وطبعتنا 1/ 478، وفتح المغيث 2/ 164.
(171) الصَّحِيْح 1/ 11 طبعة إستانبول، و1/ 15 طبعة مُحَمَّد فؤاد.
(172) هُوَ عَبْد الله بن ذكوان القرشي، أبو عَبْد الرحمان المدني، المعروف بأبي الزناد: ثقة فقيه، توفي سنة (130 ه*) وَقِيْلَ: (131 ه*).
انظر: الثقات 7/ 6، وتهذيب الكمال 4/ 125 (3241)، والتقريب (3302).
(173) وكذلك أسنده الرامهرمزي في المحدّث الفاصل: 407 (425)، والخطيب في الكفاية (159 ه*، 247 ت) جميعهم من طريق الأصمعي، عَنْ ابن أبي الزناد، عَنْ أبيه، بِهِ.
(174) هُوَ مالك بن أنس بن مالك الأصبحي، أبو عَبْد الله المدني، نجم السنن وإمام دار الهجرة صاحب الموطأ والمذهب المعروف، توفي سنة (179 ه*).
انظر: حلية الأولياء 6/ 316، وتهذيب الكمال 7/ 6 (6320)، والتقريب (6425).
(175) الكفاية (159 ه*، 248 ت).
(176) البقرة: 179.
(177) أخرجه ابن أبي شيبة (22977)، وأحمد 2/ 230 و 365، وأبو داود (3571)، وابن ماجه (2308)، والترمذي (1325)، والنسائي في الكبرى (5925)، والطبراني في الأوسط (2699) و (3669)، وفي الصغير (491)، وابن عدي في الكامل 1/ 361، والدارقطني 4/ 204، والحاكم 4/ 91، والبيهقي 10/ 96 من حَدِيْث أبي هُرَيْرَة. قَالَ الترمذي: ((حسن غريب)).
(178) ثقات ابن حبان 6/ 444، وانظر التعليق عَلَى الكاشف 1/ 485.
(179) هُوَ أبو عَبْد الرحمان مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَان بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي الْقَاضِي، ولد سُنَّة نيف وسبعين، وتوفي سنة (148 ه*): صدوق سيء الحفظ جداً.
وفيات الأعيان 4/ 179 - 181، وسير أعلام النبلاء 6/ 310 و 315، والتقريب (6081).
(180) الجرح والتعديل 7/ 323 الترجمة (1739).
(181) التهمم: الطلب، يقال: ذهبت اتهممه، أي: أطلبه، وتهمّم الشيء: طلبه، أَوْ الاهتمام والعناية، يقال: اهتم الرجل بالأمر: عني بالقيام بِهِ. انظر: لسان العرب 12/ 622، والمعجم الوسيط: 995، وحاشية محاسن الاصطلاح: 578.
(182) هُوَ الإمام حماد بن أبي سليمان، فقيه العراق، أبو إسماعيل بن مُسْلِم الكوفي مولى الأشعريين: صدوق لَهُ أوهام، توفي سنة (120 ه*).
انظر: طبقات ابن سعد 6/ 332، والتاريخ الكبير 3/ 18، وسير أعلام النبلاء 5/ 231.
(183) هُوَ الإمام فقيه الملة، عالم العراق، النعمان بن ثابت التيمي الكوفي مولى بني تيم الله بن ثعلبة، قَالَ يحيى ابن معين: كَانَ أبو حَنِيْفَة ثقة في الْحَدِيْث، ولد سنة (80 ه*)، وتوفي سنة (150 ه*).
تاريخ بغداد 13/ 323، وتهذيب الكمال 7/ 339 (7034)، وسير أعلام النبلاء 6/ 390.
(184) هُوَ سليمان بن أبي سليمان، فيروز، ويقال خاقان، أبو إسحاق، مولى بني شيبان، قَالَ أبو حاتم: هُوَ شيخ ضعيف، واختلف في سنة وفاته فقيل: (129 ه*) وَقِيْلَ: (138 ه*) وَقِيْلَ: (139 ه*).
الجرح والتعديل 4/ 122، وتذكرة الحفاظ 1/ 153، وشذرات الذهب 1/ 207.
(185) الجرح والتعديل 3/ 149 الترجمة (642).
(186) هُوَ العلامة الحافظ عَبْد الرحمان بن أبي حاتم، أبو مُحَمَّد، لَهُ مصنفات مِنْهَا: " المسند " و " العلل "، ولد سنة (240 ه*)، وتوفي سنة (327 ه*).
تذكرة الحفاظ 3/ 829، وميزان الاعتدال 2/ 587، وسير أعلام النبلاء 13/ 263،وشذرات الذهب 2/ 308.
(187) الجرح والتعديل 3/ 147.
(188) الجرح والتعديل 3/ 147 - 148.
(189) شرح علل الترمذي 2/ 833 - 834.
(190) الإحسان 1/ 64.
(191) شرح علل الترمذي 2/ 833.
(192) أطلق عَلَيْهِ ذَلِكَ الإمام الشَّافِعِيّ قَالَ المزي في تهذيب الكمال 7/ 13: ((وَقَالَ يونس بن عَبْد الأعلى: سَمِعْتُ الشَّافِعِيّ يقول: إذا جاء الأثر فمالك النجم)).
(193) العلل للإمام أحمد رِوَايَة المروذي: 186 (328).
(194) المحدث الفاصل: 403 (418).
(195) هُوَ الحافظ الجوال أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن إسحاق بن مُحَمَّد بن يحيى بن منده، واسم منده: إبراهيم بن الوليد، قَالَ الباطرقاني: حَدَّثَنَا ابن منده إمام الأئمة في الْحَدِيْث، ولد سنة (311 ه*)، وَقِيْلَ سنة:
(310)، وتوفي سنة (395 ه*).
سير أعلام النبلاء 17/ 28، وميزان الاعتدال 3/ 479، وتذكرة الحفاظ 3/ 1031.
(196) شرح علل الترمذي 2/ 833.
(197) الكاشف 1/ 207 (110)، وانظر: التقريب (142).
(198) شرح علل الترمذي 1/ 390.
(199) ساق المزي في تهذيب الكمال 1/ 95 من رَوَى عَنْهُ فبلغ بِهِمْ ثلاثة وثلاثين راوياً.
(200) هُوَ الوضاح بن عَبْد الله اليشكري، أبو عوانة، الواسطي البزار مولى يزيد بن عطاء محدّث البصرة: ثقة ثبت، صاحب " المسند "، توفي سنة (176 ه*). التاريخ الكبير 8/ 181، وسير أعلام النبلاء 8/ 217 و 221، والتقريب (7407).
وحكايته نقلها المزي في تهذيب الكمال 1/ 96 ونصها: ((لما مات الحسن، اشتهيت كلامه فجمعته من أصحاب الحسن، فأتيت أبان بن أبي عياش، فقرأه عليّ عَنْ الحسن، فما أستحِلُّ أن أرويَ عَنْهُ شَيْئاً)).
(201) انظر: تهذيب الكمال 1/ 95 - 96.
(202) مِنْهُمْ: حماد بن زيد عِنْدَ ابن أبي شيبة (6911).
(203) عِنْدَ ابن أبي شيبة في المصنف (6913)، والدارقطني 2/ 32.
(204) مِنْهُمْ: يزيد بن هارون عِنْدَ ابن أبي شيبة (6912)، والدارقطني 2/ 32.
(205) العلل آخر الجامع 6/ 235.
¥(15/63)
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[25 - 12 - 06, 02:02 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا العالم الجليل الحبيب
قرأت حتى الآن المقدمة فحسب .. فوجدتها مشوّقة جدا .. كالعنوان ..
والله المأمول أن يبارك في أوقاتكم .. وأوقاتنا .. لما فيه نفع الإسلام والمسلمين من طلبة العلم والعامة ..
وأرجو من المشرفين تثبيت الموضوع ..
ـ[ماهر]ــــــــ[26 - 12 - 06, 06:16 م]ـ
شكر الله سعيكم
ونشكركم على حسن ظنكم، ونسأله تعالى أن يجعلنا خيراً مما تظنون وأن يغفر لنا ما لاتعلمون.
البحث في المرفق على ملف وورد
ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[08 - 01 - 07, 11:45 ص]ـ
السلام عليكم شيخنا الجليل
كتب الله لكم الأجر لكل جهودكم وسؤالي إلى فضيلتكم لو عرفتم عن جامعتكم بالأنبار لكان خيرا لنا
عفوا لإزعاجي وتتدخلي
الأخ السريلنكي
mujahidhuzaim@yahoo.com
ـ[ماهر]ــــــــ[17 - 01 - 07, 07:23 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكم الله ومرحباً بكم وأعتذر عن تأخر الإجابة فلم أر الموضوع إلا الآن.
جامعة الأنبار جامعة ليست عتيقة أسست منذ عقد ونصف من السنين، وفيها الآن 13 كلية مع أقسام داخلية ومكتبة عامة كبيرة جداً، ومسجد كبير وهي تقع في مركز محافظة الأنبار (الرمادي) وهي تقع غرب بغداد 120 كيلو.
ومحافظة الأنبار أكبر محافظات العراق من حيث المساحة فهي تعدل ثلث مساحة العراق، ومنافذ هذه المحافظة على ثلاث دول سوريا والأردن والسعودية.
وتنماز أرض الأنبار بالخصوبة مع غنائها بالماء (الفرات) مع كثير من المعادن وجودة الزراعة.
وهي تشكل عظم أهل السنة في العراق.
وتنماز جامعتنا بالإلتزام للطلاب والطالبات ولا يوجود سفور البتتة في الجامعة، وهي تضم قرابة 17000 الف طالب وطالبة.
ـ[ماهر]ــــــــ[07 - 02 - 07, 11:00 ص]ـ
د- ومما يؤدي إلى الانشغال عن الحديث. الإنشغال بقراءة القرآن الكريم وإقراءه، قال الذهبي في السير 11/ 543 في ترجمة حفص بن عمر الدوري: ((وقول الدارقطني: ضعيف، يريد في ضبط الآثار. أما في القراءات، فثبت إمام. وكذلك جماعة من القراء أثبات في القراءة دون الحديث، كنافع، والكسائي وحفص؛ فإنهم نهضوا بأعباء الحروف وحرروها، ولم يصنعوا ذلك في الحديث، كما أنَّ طائفةً من الحفاظ أتقنوا الحديث، ولم يحكموا القراءة. وكذا شأن كل من برَّز في فنٍّ، ولم يعتنِ بما عداه. والله أعلم)).
ـ[ماهر]ــــــــ[07 - 02 - 07, 11:00 ص]ـ
د- ومما يؤدي إلى الانشغال عن الحديث. الإنشغال بقراءة القرآن الكريم وإقراءه، قال الذهبي في السير 11/ 543 في ترجمة حفص بن عمر الدوري: ((وقول الدارقطني: ضعيف، يريد في ضبط الآثار. أما في القراءات، فثبت إمام. وكذلك جماعة من القراء أثبات في القراءة دون الحديث، كنافع، والكسائي وحفص؛ فإنهم نهضوا بأعباء الحروف وحرروها، ولم يصنعوا ذلك في الحديث، كما أنَّ طائفةً من الحفاظ أتقنوا الحديث، ولم يحكموا القراءة. وكذا شأن كل من برَّز في فنٍّ، ولم يعتنِ بما عداه. والله أعلم)).
ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[31 - 05 - 08, 10:57 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا وقد قرأت جوابكم .. الآن بعد أن كنت منتظرا -وفي الانتظار جمال- وقد أرسلت إليكم رسالة مستفسرا عن حال حديث مستعجلا ولكن لم يصل منكم جواب إلى الآن ولعلكم تفعلون
ـ[ماهر]ــــــــ[02 - 06 - 08, 02:33 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا وقد قرأت جوابكم .. الآن بعد أن كنت منتظرا -وفي الانتظار جمال- وقد أرسلت إليكم رسالة مستفسرا عن حال حديث مستعجلا ولكن لم يصل منكم جواب إلى الآن ولعلكم تفعلون
وأنتم جزاكم الله كل خير ونفع بكم وستر الله عليكم.
وأعتذر عن رسالتك التي لا أذكرها بسبب ازدحام الرسائل في بريدي، وضعف الشبكة في بلدي، وكثرة المشاغل العلمية، فأطلب منك ومن جميع الأخوة العذر.
بارك الله فيك ودمت موفقاً مسدداً.(15/64)
افيدونا جزاكم الله خيرا حول صحة هذا الحديث ......
ـ[ابواسامة المغربي]ــــــــ[26 - 12 - 06, 12:55 ص]ـ
احبتي في الله هل هذا الحديث صحيح
لا تشرب كشرب الكلب
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[27 - 12 - 06, 10:31 م]ـ
لعلك تقصد والله أعلم
ما رواه الترمذي عن ابن عباس، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:
لا تشربوا واحدا كشرب البعير، ولكن اشربوا مثنى وثلاث، وسموا إذا أنتم شربتم، واحمدوا إذا أنتم رفعتم.
ورواه أيضاً الطبراني في الكبير , والبيهقي في شعب الإيمان.
وهو من رواية يزيد بن سنان الجزري
قال الترمذي: هذا حديث غريب , ويزيد بن سنان الجزري , هو أبو فروة الرهاوي.
قلت: وهذا الراوي ضعيف. انظر ترجمته في تهذيب التهذيب.
ومن ثم فهذا الحديث لا يصح.
والله أعلم.(15/65)
الشيخ عبدالله دمفو .. حوار عن أثر التقنية واستخدامها في كشف علل الأسانيد ..
ـ[أبوصالح]ــــــــ[26 - 12 - 06, 01:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم (*)
كنتُ أتابع برنامج (صناعة الحديث) فأعجبتني مداخلة الشيخ عبدالله دمفو (1) وكانت عن أثر التقنية واستخدامها في كشف علل الأسانيد.
فعزمتُ على تسجيلها لعل إخواني يستفيدون منها وهذا ما آمله ..
التسجيل ( http://ia310932.us.archive.org/1/items/demfo/demfo.rm)
أبرز عناصر المداخلة:
أ - بيان مدى انتخاب البخاري لطرقه.
ب - سرعة الكشف عن عنعنة المدلس. وكشف الطرق التي صرح فيها بالسماع.
ت - الكشف عن طرق وصل المعلقات.
ث - معرفة مناهج الأئمة المحدّثين في مصنفاتهم.
ج - كشف زيادات إبراهيم بن أبي سفيان (راوية مسلم) التي في صحيح مسلم.
ح - نصيحة الشيخ عبدالله دمفو للمتخصصين وطلبة العلم.
خ - مقام البرامج الحاسوبية مقام الفهارس.
حفظ الله الشيخ عبدالله دمفو.
ومقدم البرنامج الشيخ علي الصياح
------------------------------------------------------
(1) عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة، وقد أثنى عليه الشيخ العلامة أحمد معبد في لقاؤه في مجلة البيان.
بلغني أنّ له كتابان:
أ- (رجال مسلم الذين ضعفهم ابن حجر في التقريب)
ب-مرويات الامام الزهري المعلة في كتاب العلل للدارقطني تخريجها و دراسة اسانيدها والحكم عليها.
(*) الموضوع نسخة معدلّة من مشاركة مفقودة في المنتدى.
ـ[أم معين]ــــــــ[26 - 12 - 06, 05:01 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[27 - 12 - 06, 11:33 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وهل توصي الإخوان بالاستماع إلى برنامج (صناعة الحديث)؟
ـ[أبوصالح]ــــــــ[06 - 01 - 07, 07:58 م]ـ
بارك الله فيك نعم كثيرا
الاشرطة نافعة
ـ[أبوصالح]ــــــــ[21 - 01 - 07, 08:12 م]ـ
بارك الله فيك
http://www.hadiith.net/sena3.htm
ـ[عبد الحليم قاسم محمد]ــــــــ[28 - 01 - 07, 10:33 ص]ـ
جزاك الله خيراً، وحفظك من كل سوء
ـ[أبوصالح]ــــــــ[29 - 01 - 07, 07:09 م]ـ
اللهم آمين وإياك أخي العزيز.
اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
ـ[مصطفى عبدالقادر]ــــــــ[02 - 02 - 07, 09:49 م]ـ
جزاك الله خيراً(15/66)
تخريج حديث ما يجتنبه من أراد الأضحية وبيان فقهه
ـ[أبو محمد المرقال]ــــــــ[26 - 12 - 06, 10:07 ص]ـ
تخريج حديث ما يجتنبه من أراد الأضحية وبيان فقهه
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً – صلى الله عليه وسلم -عبده ورسوله.
{ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران:102].
{ياأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِى خَلَقَكُمْ مّن نَّفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِى تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء:1].
{ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأحزاب:70، 71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله , وأحسن الهدي هدي محمد – صلى الله عليه وسلم -,وشر الأمور محدثاتها , وكل محدثة بدعة, وكل بدعة ضلالة ,وكل ضلالة في النار.
وبعد:
فقد جرت عادة كثير من أئمة الحديث وصيارفته على جمع طرق أحاديث معينة،وإفراد الحديث منها بجزء مفرد؛ إما لكثرة طرقه، أو لأهميته في موضوعه، أو لدفع إشكال متوهم فيه ..
وقد أحببت أن أسلك سبيلهم -مع قلة البضاعة- تأسياً بهم وجرياً على مناهجهم.
وهذا الجزء الذي بين يديك هو من هذا القبيل،تناولت فيه حديث أم المؤمنين أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ في بيان ما يجتنبه من أراد أن يضحي رواية ودراية،والله أسأل أن ينفع به وهو الموفق والمعين.
وكتبه:
راجي عفو ربه العلي
خالد بن قاسم الردادي
أبو ياسر
المدينة النبوية
21/ 10/1422هـ
((الحديث رواية))
*متن الحديث وألفاظه:
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ –رضي الله عنها-أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((إِذَا دَخَلَتْ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا)).
وفي لفظ عند مسلم (3/ 1566) وغيره:
((مَنْ كَانَ لَهُ ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فَإِذَا أُهِلَّ هِلَالُ ذِي الْحِجَّةِ فَلَا يَأْخُذَنَّ مِنْ شَعْرِهِ وَلَا مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا حَتَّى يُضَحِّيَ)).
وفي لفظ عند مسلم (3/ 1565) وغيره:
((إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ وَعِنْدَهُ أُضْحِيَّةٌ يُرِيدُ أَنْ يُضَحِّيَ فَلَا يَأْخُذَنَّ شَعْرًا وَلَا يَقْلِمَنَّ ظُفُرًا)).
*تخريج الحديث:
أخرجه مسلم (1977) وأبوداود (2791)،والترمذي (1523)،والنسائي في "الكبرى" (3/ 52) و"المجتبى" (7/ 211،212)،وابن ماجه (3149) و (3150)، والشافعي في "المسند" (1/ 160 ترتيب السندي)،والحميدي (293)،وأحمد (6/ 289،301،311)،وابن أبي شيبة في"مصنفه" (3/ 344)،وإسحاق بن راهويه في"مسنده" (4/ 55،57،58)، والدارمي (1953)،وأبويعلى (6910)،والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 181)،وفي"شرح مشكل الآثار" (5506) و (5510) و (5512) و (5513)،وابن حبان (5897) و (5916)،والطبراني في "الكبير" (23/رقم:563و565)،والدارقطني (4/ 278)،وأبوعوانة (5/ 59)،ومحمد بن مخلد المروزي في"ما رواه الأكابر عن مالك" (17)،والحاكم (4/ 220)،والبيهقي في "الكبرى" (9/ 266) و"فضائل الأوقات" (214) و"الشعب" (479) و (480)،وابن عبد البر في"الاستذكار" (4/ 84)،والبغوي في"شرح السنة" (1127)،والمزي في"تهذيب الكمال" (22/ 241)،وابن حجر في"الأمالي المطلقة" (ص12) جميعهم من طرق عن سعيد بن المسيب،عن أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ به.
قال الإمام ِبْن الْقَيِّم -رَحِمَهُ اللَّه-:
((وَقَدْ اِخْتَلَفَ النَّاس فِي هَذَا الْحَدِيث , وَفِي حُكْمه.
فَقَالَتْ طَائِفَة: لَا يَصِحّ رَفْعه , وَإِنَّمَا هُوَ مَوْقُوف.
¥(15/67)
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي كِتَاب الْعِلَل: وَوَقَفَهُ عَبْد اللَّه بْن عَامِر الْأَسْلَمِيّ وَيَحْيَى الّقَطَّانُ وَأَبُو ضَمْرَة عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن حُمَيْدٍ عَنْ سَعِيد وَوَقَفَهُ عُقَيْل عَلَى سَعِيد قَوْله.
وَوَقَفَهُ يَزِيد بْن عَبْد اللَّه بْن قُسَيْط عَنْ سَعِيد عَنْ أُمّ سَلَمَة: قَوْلهَا.
وَوَقَفَهُ اِبْن أَبِي ذِئْب عَنْ الْحَرْث بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ أَبِي سَلَمَة عَنْ أُمّ سَلَمَة.
قَوْلهَا: وَوَقَفَهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن حَرْمَلَة وَقَتَادَةُ وَصَالِح بْن حَسَّان عَنْ سَعِيد: قَوْله. وَالْمَحْفُوظ عَنْ مَالِك مَوْقُوف.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: وَالصَّحِيح عِنْدِي قَوْل مَنْ وَقَفَهُ.
وَنَازَعَهُ فِي ذَلِكَ آخَرُونَ , فَصَحَّحُوا رَفْعه. مِنْهُمْ مُسْلِم بْن الْحَجَّاج , وَرَوَاهُ فِي صَحِيحه مَرْفُوعًا. وَمِنْهُمْ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ , قَالَ: هَذَا حَدِيث حَسَن صَحِيح. وَمِنْهُمْ اِبْن حِبَّان , خَرَّجَهُ فِي صَحِيحه. وَمِنْهُمْ أَبُو بَكْر الْبَيْهَقِيُّ , قَالَ: هَذَا حَدِيث قَدْ ثَبَتَ مَرْفُوعًا مِنْ أَوْجُه لَا يَكُون مِثْلهَا غَلَطًا , وَأَوْدَعَهُ مُسْلِم فِي كِتَابه. وَصَحَّحَهُ غَيْر هَؤُلَاءِ , وَقَدْ رَفَعَهُ سُفْيَان بْن عُيَيْنَةَ عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن حُمَيْدٍ عَنْ سَعِيد عَنْ أُمّ سَلَمَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَرَفَعَهُ شُعْبَة عَنْ مَالِك عَنْ عَمْرو بْن مُسْلِم عَنْ سَعِيد عَنْ أُمّ سَلَمَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَلَيْسَ شُعْبَة وَسُفْيَان بِدُونِ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ وَقَفُوهُ , وَلَا مِثْل هَذَا اللَّفْظ مِنْ أَلْفَاظ الصَّحَابَة , بَلْ هُوَ الْمُعْتَاد مِنْ خِطَاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْله " لَا يُؤْمِن أَحَدكُمْ " , " أَيَعْجِزُ أَحَدكُمْ " , " أَيُحِبُّ أَحَدكُمْ " , " إِذَا أَتَى أَحَدكُمْ الْغَائِط " , " إِذَا جَاءَ أَحَدكُمْ خَادِمه بِطَعَامِهِ " وَنَحْو ذَلِكَ .. )) (1).
وقال العلامة المباركفوري بعد أن ذكر الطرق المرفوعة لحديث أم سلمة:
((وَهَذِهِ الطُّرُقُ الْمَرْفُوعَةُ كُلُّهَا صَحِيحَةٌ، فَكَيْفَ يَصِحُّ الْقَوْلُ بِأَنَّ حَدِيثَ أُمِّ سَلَمَةَ الْمَوْقُوفَ هُوَ أَصْلُ الْحَدِيثِ , بَلْ الظَّاهِرُ أَنَّ أَصْلَ الْحَدِيثِ هُوَ الْمَرْفُوعُ، وَقَدْ أَفْتَتْ أُمُّ سَلَمَةَ عَلَى وَفْقِ حَدِيثِهَا الْمَرْفُوعِ , فَرَوَى بَعْضُهُمْ عَنْهَا مَوْقُوفًا عَلَيْهَا مِنْ قَوْلِهَا)) (2).
((الحديث دراية))
ظاهر الحديث يفيد النهي عن أخذ شيء من الشعر أو الظفر أو البشرة ممن أراد أن يضحي من دخول شهر ذي الحجة حتى يضحي،فإن دخل العشر وهو لا يريد الأضحية ثم أرادها في أثناء العشر أمسك عن أخذ ذلك منذ إرادته ولا يضره ما أخذ قبل إرادته.
*فقه الحديث:
اختلف العلماء فيمن أراد أن يضحي وأهلَّ عليه هلال ذي الحجة فما حكم الأخذ من شعره وأظفاره على ثلاثة أقوال:
الأول: أنه يحرم عليه ذلك، حكاه ابن المنذر عن سعيد بن المسيب وأحمد وإسحاق، وذهب إليه داود وابن حزم الظاهريان، وهو قول بعض أصحاب الشافعي وأحمد ونصره ابن قدامة،واستدلوا بهذا الحديث،وقالوا: إن مقتضى هذا النهي هو التحريم (3).
القول الثاني: أنه مكروه كراهة تنزيه، وهو قول الشافعي وهو المذهب عند الشافعية كما حكاه النووي، ومالك في رواية، وهو قول بعض أصحاب أحمد (4).
قال النووي:" قَالَ أَصْحَابُنَا: مَنْ أَرَادَ التَّضْحِيَةَ فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَشْرُ ذِي الْحِجَّةِ كُرِهَ أَنْ يُقَلِّمَ شَيْئًا مِنْ أَظْفَارِهِ وَأَنْ يَحْلِقَ شَيْئًا مِنْ شَعْرِ رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ أَوْ بَدَنِهِ حَتَّى يُضَحِّيَ , لِحَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ هَذَا، هُوَ الْمَذْهَبُ أَنَّهُ مَكْرُوهٌ كَرَاهَةَ تَنْزِيهٍ , وَفِيهِ وَجْهٌ أَنَّهُ حَرَامٌ , حَكَاهُ أَبُو الْحَسَنِ الْعَبَّادِيُّ فِي كِتَابِهِ الرَّقْمِ , وَحَكَاهُ الرَّافِعِيُّ عَنْهُ لِظَاهِرِ الْحَدِيثِ. وَأَمَّا قَوْلُ الْمُصَنِّفِ وَالشَّيْخِ أَبِي حَامِدٍ وَالدَّارِمِيِّ وَالْعَبْدَرِيِّ وَمَنْ
¥(15/68)
وَافَقَهُمْ أَنَّ الْمُسْتَحَبَّ تَرْكُهُ , وَلَمْ يَقُولُوا: إنَّهُ مَكْرُوهٌ فَشَاذٌّ ضَعِيفٌ مُخَالِفٌ لِنَصِّ هَذَا الْحَدِيثِ. وَحَكَى الرَّافِعِيُّ وَجْهًا ضَعِيفًا شَاذًّا أَنَّ الْحَلْقَ وَالْقَلْمَ لَا يُكْرَهَانِ إلَّا إذَا دَخَلَ الْعَشْرُ وَاشْتَرَطَ أُضْحِيَّةً أَوْ عَيَّنَ شَاةً أَوْ غَيْرَهَا مِنْ مَوَاشِيهِ لِلتَّضْحِيَةِ. وَحَكَى قَوْلًا أَنَّهُ لَا يُكْرَهُ الْقَلْمُ , وَهَذِهِ الْأَوْجُهُ كُلُّهَا شَاذَّةٌ ضَعِيفَةٌ. وَالصَّحِيحُ كَرَاهَةُ الْحَلْقِ وَالْقَلْمِ مِنْ حِينِ تَدْخُلُ الْعَشْرِ.
فَالْحَاصِلُ فِي الْمَسْأَلَةِ أَوْجُهٌ: الصَّحِيحُ كَرَاهَةُ الْحَلْقِ وَالْقَلْمِ مِنْ أَوَّلِ الْعَشْرِ كَرَاهَةَ تَنْزِيهٍ.
وَالثَّانِي: كَرَاهَةُ تَحْرِيمٍ.
وَالثَّالِثُ: الْمَكْرُوهُ الْحَلْقُ دُونَ الْقَلْمِ.
وَالرَّابِعُ: لَا كَرَاهَةَ إنَّمَا هُوَ خِلَافُ الْأَوْلَى.
الْخَامِسُ:لَا يُكْرَهُ إلَّا لِمَنْ دَخَلَ عَلَيْهِ الْعَشْرُ وَعَيَّنَ أُضْحِيَّةً وَالْمَذْهَبُ الْأَوَّلُ. وَالْمُرَادُ بِالنَّهْيِ عَنْ الْحَلْقِ وَالْقَلْمِ الْمَنْعُ مِنْ إزَالَةِ الظُّفْرِ بِقَلْمٍ أَوْ كَسْرٍ أَوْ غَيْرِهِ , وَالْمَنْعُ مِنْ إزَالَةِ الشَّعْرِ بِحَلْقٍ أَوْ تَقْصِيرٍ أَوْ نَتْفٍ أَوْ إحْرَاقٍ أَوْ بِنَوْرَةٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَسَوَاءٌ شَعْرُ الْعَانَةِ وَالْإِبِطِ وَالشَّارِبِ , وَغَيْرِ ذَلِكَ وَقَالَ إبْرَاهِيمُ الْمَرْوَرُوذِيُّ فِي كِتَابِهِ التَّعْلِيقِ: وَحُكْمُ سَائِرِ أَجْزَاءِ الْبَدَنِ حُكْمُ الشَّعْرِ وَالظُّفُرِ , وَدَلِيلُهُ حَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ ... وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ)) (5).
القول الثالث: أنه لا يكره، وهو قول أبي حنيفة ومالك في رواية ونصره ابن عبد البر.
قال الإمام أبو حنيفة:" لأنه لا يحرم عليه الوطء واللباس فلا يكره له حلق الشعر وتقليم الأظفار كما لو لم يرد أن يضحي" (6).
ونُقِلَ عن أبي حنيفة القول بالاستحباب،وأن من يفعله يكره له ذلك كراهة تنزيه (7).
قال ابن عبد البر: ((وقد اختلف العلماء في القول بهذا الحديث –يعني حديث أم سلمة-فقال مالك لا بأس بحلق الرأس وقص الأظفار والشارب وحلق العانة في عشر ذي الحجة. وهو قول أبي حنيفة وأصحابه والثوري.
واختلف في ذلك قول الشافعي فمرة قال:من أراد الضحية لم يمس في عشر ذي الحجة من شعره ولا من أظفاره شيئا حتى يضحي، ومرة قال:أحب إلي أن لا يفعل ذلك فإن أخذ من شعره أو أظفاره شيئا فلا بأس لحديث عائشة:كنت أفتل قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث.
وقال الأوزاعي: إذا اشترى أضحيته بعد ما دخل العشر فإنه يكف عن قص شاربه وأظفاره،وإن اشتراها قبل أن يدخل العشر فلا بأس.
وقال أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهوية بظاهر حديث أم سلمة.
واختلف عن سعيد بن المسيب في ذلك وروي عنه أنه أفتى بما روي عن أم سلمة في ذلك، وروى مالك عن عمارة بن صياد عن سعيد بن المسيب قال:لا بأس بالاطلاء بالنورة في عشر ذي الحجة.
وهو أترك لما رواه عن أم سلمة،وقد أجمعوا على أنه لا بأس بالجماع في عشر ذي الحجة لمن أراد أن يضحي وأن ذلك مباح فحلق الشعر والأظفار أحرى أن يكون مباحا)) (8).
الأدلة:
أدلة القول الأول: احتجوا بحديث أم سلمة السابق، وهو واضح الدلالة في النهي عن أخذ الشعر والأظفار، ومقتضى النهي التحريم (9).
وبحديث عَمْرُو بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عَمَّارٍ اللَّيْثِيُّ قَالَ:
كُنَّا فِي الْحَمَّامِ قُبَيْلَ الْأَضْحَى فَاطَّلَى فِيهِ نَاسٌ،فَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْحَمَّامِ:إِنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَكْرَهُ هَذَا أَوْ يَنْهَى عَنْهُ!
فَلَقِيتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي هَذَا حَدِيثٌ قَدْ نُسِيَ وَتُرِك، َ حَدَّثَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ… الحديث (10).
واحتجوا أيضاً: ((أن يحيى بن يعمر كان يفتي بخراسان في الرجل إذا اشترى أضحية وسماها ودخل العشر أن يكف عن شعره وأظفاره فلا يمس منها شيء.
قال كثير:فذكرت ذلك لسعيد بن المسيب فقال:نعم قد أحسن.
¥(15/69)
قلت: عن من يا أبا محمد؟ قال: عن أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- كانوا يقولون أو كانوا يفعلون ذلك)) (11).
أدلة القول الثاني: قالوا:إن النهي الوارد في حديث أم سلمة -رضي الله عنها-، محمولٌ على كراهة التنزيه وليس ذلك بحرام.
وأيدوا قولهم بحديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-قَالَت:
((لَقَدْ كُنْتُ أَفْتِلُ قَلَائِدَ هَدْيِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَبْعَثُ هَدْيَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ فَمَا يَحْرُمُ عَلَيْهِ مِمَّا حَلَّ لِلرِّجَالِ مِنْ أَهْلِهِ حَتَّى يَرْجِعَ النَّاسُ)) (12).
قال الإمام الشافعي: "البعث بالهدي أكثر من إرادة التضحية فدل أنه لا يحرم ذلك" (13).
وحمل أحاديث النهي على كراهة التنزيه.
قال الماوردي: ((فكان هدي رسول الله ? وضحاياه، لأنه كان بالمدينة وأنفذها مع أبي بكر ? سنة تسع، وحكمها أغلظ لسوقها إلى الحرم، فلما لم يحرم على نفسه شيئاً كان غيره أولى إذا ضحى في غير الحرم)) (14).
وقال النووي: ((مَذْهَبُنَا أَنَّ إزَالَةَ الشَّعَرِ وَالظُّفْرِ فِي الْعَشْرِ لِمَنْ أَرَادَ التَّضْحِيَةَ مَكْرُوهٌ كَرَاهَةَ تَنْزِيهٍ حَتَّى يُضَحِّيَ , وَقَالَ مَالِكٌ وَأَبُو حَنِيفَةَ لَا يُكْرَهُ , وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَرَبِيعَةُ وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ وَدَاوُد: يَحْرُمُ , وَعَنْ مَالِكٍ أَنَّهُ يُكْرَهُ , وَحَكَى عَنْهُ الدَّارِمِيُّ: يَحْرُمُ فِي التَّطَوُّعِ وَلَا يَحْرُمُ فِي الْوَاجِبِ.
وَاحْتَجَّ الْقَائِلُونَ بِالتَّحْرِيمِ بِحَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ وَاحْتَجَّ الشَّافِعِيُّ وَالْأَصْحَابُ عَلَيْهِمْ بِحَدِيثِ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ:" كُنْت أَفْتِلُ قَلَائِدَ هَدْيِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ يُقَلِّدُهُ وَيَبْعَثُ بِهِ , وَلَا يُحَرَّمُ عَلَيْهِ شَيْءٌ أَحَلَّهُ اللَّهُ لَهُ حَتَّى يَنْحَرَ هَدْيَهُ " رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ , قَالَ الشَّافِعِيُّ: الْبَعْثُ بِالْهَدْيِ أَكْثَرُ مِنْ إرَادَةِ التَّضْحِيَةِ , فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ لَا يَحْرُمُ ذَلِكَ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ)) (15).
أدلة القول الثالث: احتجوا بحديث أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها-السابق وحملوه على الإباحة وقدموه على حديث أم المؤمنين أم سلمة –رضي الله عنها-.
قال الطحاوي بعد أن ذكر حديث أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها-:
(( .. ففي ذلك دليل على إباحة ما قد حظره الحديث الأول – يعني حديث أم سلمة – ومجيء حديث عائشة رضي الله عنها أحسن من مجيء حديث أم سلمة رضي الله عنهما لأنه جاء مجيئاً متواتراً.
وحديث أم سلمة فلم يجئ كذلك، بل قد طعن في إسناد حديث مالك، فقيل إنه موقوف على أم سلمة.
ثم ذكر الطحاوي حديث أم سلمة برواية مالك وفيه:"عن أم سلمة رضي الله عنها ولم ترفعه قالت: من رأى هلال ذي الحجة … الخ".
وذكر رواية أخرى وفيها:" عن أم سلمة مثله ولم ترفعه …".
ثم قال الطحاوي:
((وأما النظر في ذلك فقد رأينا الإحرام ينحظر به أشياء مما قد كانت كلها قبله حلالاً، منها الجماع والقبلة وقص الأظفار وحلق الشعر وقتل الصيد فكل هذه الأشياء تحرم بالإحرام وأحكام ذلك مختلفة.
فأما الجماع فمن أصابه في إحرامه فسد حجه، وما سوى ذلك لا يفسد إصابته الإحرام فكان الجماع أغلظ الأشياء التي يحرمها الإحرام.
ثم رأينا من دخلت عليه أيام العشر وهو يريد أن يضحي أن ذلك لا يمنعه من الجماع، فلما كان ذلك لا يمنعه من الجماع، وهو أغلظ ما يحرم بالإحرام، كان أحرى أن لا يمنع مما دون ذلك)) (16).
وقال ابن عبد البر: ((قد صح أنّ النبي عليه السلام إذ بعث بهديه لم يجتنب شيئا مما يجتنبه المحرم،وصح أنه كان يضحي صلى الله عليه وسلم ويحض على الضحية، ولم يصح عندنا أنه صلى الله عليه وسلم في العام الذي بعث فيه بهديه ولم يبعث بهديه لينحر عنه بمكة إلا سنة تسع مع أبي بكر ولا يوجد أنه لم يضح في ذلك العام والله أعلم.
والقياس على ما أجمعوا عليه من جواز الإجماع أن يجوز ما دونه من حلاق الشعر وقطع الظفر وبالله - عزّ وجلّ-التوفيق)) (17).
¥(15/70)
وقال أبو عبد الله الآبي المالكي: ((مذهبنا أنه لا يلزم العمل بهذه الأحاديث - روايات حديث أم سلمة – لحديث عائشة … وبعثُ الهدي آكدُ من إرادة الأضحية)) (18).
المناقشة والترجيح:
وقد أجاب أصحاب القول الأول عن الاستدلال بحديث أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ قائلين:
إن حديث أم سلمة في الأضحية، وحديث عائشة في الهدي فلا تعارض بينهما ولاحتمال خصوصية النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، لان عائشة تخبر عن فعله وأم سلمة تخبر عن قوله والقول مقدم على الفعل.
ويمكن أن يقال:إن حديث عائشة عام، وحديث أم سلمة خاص، والخاص مقدم على العام (19).
قال ابن قدامة: ((وَحَدِيثُهُمْ عَامٌّ , وَهَذَا خَاصٌّ يَجِبُ تَقْدِيمُهُ , بِتَنْزِيلِ الْعَامِّ عَلَى مَا عَدَا مَا تَنَاوَلَهُ الْحَدِيثُ الْخَاصُّ)) (20).
وقال الشوكاني: ((ولا يخفى أن حديث الباب – أي حديث أم سلمة – أخص منه – أي من حديث عائشة - مطلقاً فيبنى العام على الخاص ويكون الظاهر مع من قال بالتحريم ولكن على من أراد التضحية)) (21).
وأما القول الثالث فظاهر الضعف، إذ هو مبني على قياس في مقابلة النص، وهذا القياس فاسد الاعتبار،وأما عن إعلال حديث أم سلمة بالوقف فقد تقدم الجواب عنه وأن روايته مرفوعاً قد ثبتت.
قال ابن قدامة:
((وَلَنَا مَا رَوَتْ أُمُّ سَلَمَةَ ..... وَلِأَنَّهُ يَجِبُ حَمْلُ حَدِيثِهِمْ عَلَى غَيْرِ مَحَلِّ النِّزَاعِ لِوُجُوهٍ: مِنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ لِيَفْعَلَ مَا نَهَى عَنْهُ وَإِنْ كَانَ مَكْرُوهًا , قَالَ اللَّهُ تَعَالَى إخْبَارًا عَنْ شُعَيْبٍ: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْه} [هود: من الآية88].
وَلِأَنَّ أَقَلَّ أَحْوَالِ النَّهْيِ أَنْ يَكُونَ مَكْرُوهًا , وَلَمْ يَكُنْ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِيَفْعَلَهُ , فَيَتَعَيَّنُ حَمْلُ مَا فَعَلَهُ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ عَلَى غَيْرِهِ ; وَلِأَنَّ عَائِشَةَ تَعْلَمُ ظَاهِرًا مَا يُبَاشِرُهَا بِهِ مِنْ الْمُبَاشَرَةِ , أَوْ مَا يَفْعَلُهُ دَائِمًا , كَاللِّبَاسِ وَالطِّيبِ , فَأَمَّا مَا يَفْعَلُهُ نَادِرًا , كَقَصِّ الشَّعْرِ , وَقَلْمِ الْأَظْفَارِ , مِمَّا لَا يَفْعَلُهُ فِي الْأَيَّامِ إلَّا مَرَّةً , فَالظَّاهِرُ أَنَّهَا لَمْ تُرِدْهُ بِخَبَرِهَا , وَإِنْ احْتَمَلَ إرَادَتَهَا إيَّاهُ , فَهُوَ احْتِمَالٌ بَعِيدٌ , وَمَا كَانَ هَكَذَا , فَاحْتِمَالُ تَخْصِيصِهِ قَرِيبٌ , فَيَكْفِي فِيهِ أَدْنَى دَلِيلٍ , وَخَبَرُنَا دَلِيلٌ قَوِيٌّ , فَكَانَ أَوْلَى بِالتَّخْصِيصِ ; وَلِأَنَّ عَائِشَةَ تُخْبِرُ عَنْ فِعْلِهِ وَأُمَّ سَلَمَةَ عَنْ قَوْلِهِ , وَالْقَوْلُ يُقَدَّمُ عَلَى الْفِعْلِ ; لِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُونَ فِعْلُهُ خَاصًّا لَهُ)) (22).
وقال ابن القيم:
((وَأَسْعَد النَّاس بِهَذَا الْحَدِيث: مَنْ قَالَ بِظَاهِرِهِ لِصِحَّتِهِ , وَعَدَم مَا يُعَارِضهُ.
وَأَمَّا حَدِيث عَائِشَة فَهُوَ إِنَّمَا يَدُلّ عَلَى أَنَّ مَنْ بَعَثَ بِهَدْيِهِ وَأَقَامَ فِي أَهْله فَإِنَّهُ يُقِيم حَلَالًا , وَلَا يَكُون مُحْرِمًا بِإِرْسَالِ الْهَدْي , رَدًّا عَلَى مَنْ قَالَ مِنْ السَّلَف: يَكُون بِذَلِكَ مُحْرِمًا , وَلِهَذَا رَوَتْ عَائِشَة لَمَّا حُكِيَ لَهَا هَذَا الْحَدِيث.
وَحَدِيث أُمّ سَلَمَة يَدُلّ عَلَى أَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُضَحِّي أَمْسَكَ فِي الْعَشْر عَنْ أَخْذ شَعْره وَظُفْره خَاصَّة , فَأَيّ مُنَافَاة بَيْنهمَا؟ وَلِهَذَا كَانَ أَحْمَد وَغَيْره يَعْمَل بِكِلَا الْحَدِيثَيْنِ: هَذَا فِي مَوْضِعه , وَهَذَا فِي مَوْضِعه.
وَقَدْ سَأَلَ الْإِمَام أَحْمَد أَوْ غَيْره عَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْدِيّ عَنْ هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ؟ فَقَالَ: هَذَا لَهُ وَجْه , وَهَذَا لَهُ وَجْه.
وَلَوْ قُدِّرَ بِطَرِيقِ الْفَرْض تَعَارُضهمَا لَكَانَ حَدِيث أُمّ سَلَمَة خَاصًّا , وَحَدِيث عَائِشَة عَامًّا. وَيَجِب تَنْزِيل الْعَامّ عَلَى مَا عَدَا مَدْلُول الْخَاصّ , تَوْفِيقًا بَيْن الْأَدِلَّة.
¥(15/71)
وَيَجِب حَمْل حَدِيث عَائِشَة عَلَى مَا عَدَا مَا دَلَّ عَلَيْهِ حَدِيث أُمّ سَلَمَة , فَإِنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ لِيَفْعَل مَا نَهَى عَنْهُ , وَإِنْ كَانَ مَكْرُوهًا.
وَأَيْضًا: فَعَائِشَة إِنَّمَا تَعْلَم ظَاهِر مَا يُبَاشِرهَا بِهِ , أَوْ يَفْعَلهُ ظَاهِرًا مِنْ اللِّبَاس وَالطِّيب. وَأَمَّا مَا يَفْعَلهُ نَادِرًا , كَقَصِّ الشَّعْر وَتَقْلِيم الظُّفْر , مِمَّا لَا يُفْعَل فِي الْأَيَّام الْعَدِيدَة إِلَّا مَرَّة. فَهِيَ لَمْ تُخْبِر بِوُقُوعِهِ مِنْهُ فِي عَشْر ذِي الْحِجَّة , وَإِنَّمَا قَالَتْ: " لَمْ يَحْرُم عَلَيْهِ شَيْء ".
وَهَذَا غَايَته: أَنْ يَكُون شَهَادَة عَلَى نَفْي , فَلَا يُعَارِض حَدِيث أُمّ سَلَمَة.
وَالظَّاهِر: أَنَّهَا لَمْ تُرِدْ ذَلِكَ بِحَدِيثِهَا , وَمَا كَانَ كَذَلِكَ فَاحْتِمَال تَخْصِيصه قَرِيب , فَيَكْفِي فِيهِ أَدْنَى دَلِيل. وَخَبَر أُمّ سَلَمَة صَرِيح فِي النَّهْي , فَلَا يَجُوز تَعْطِيله أَيْضًا.
فَأُمّ سَلَمَة تُخْبِر عَنْ قَوْله وَشَرْعه لِأُمَّتِهِ فَيَجِب اِمْتِثَاله. وَعَائِشَة تُخْبِر عَنْ نَفْي مُسْتَنِد إِلَى رُؤْيَتهَا وَهِيَ إِنَّمَا رَأَتْ أَنَّهُ لَا يَصِير بِذَلِكَ مُحْرِمًا , يَحْرُم عَلَيْهِ مَا يَحْرُم عَلَى الْمُحْرِم. وَلَمْ تُخْبِر عَنْ قَوْله: إِنَّهُ لَا يَحْرُم عَلَى أَحَدكُمْ بِذَلِكَ شَيْء. وَهَذَا لَا يُعَارِض صَرِيح لَفْظه. وَأَمَّا رَدّ الْحَدِيث بِالْقِيَاسِ فَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ إِلَّا أَنَّهُ قِيَاس فَاسِد مُصَادِم لِلنَّصِّ لَكَفَى ذَلِكَ فِي رَدّ الْقِيَاس وَمَعْلُوم أَنَّ رَدّ الْقِيَاس بِصَرِيحِ السُّنَّة أَوْلَى مِنْ رَدّ السُّنَّة بِالْقِيَاسِ , وَبِاَللَّهِ التَّوْفِيق. كَيْف؟ وَأَنَّ تَحْرِيم النِّسَاء وَالطِّيب وَاللِّبَاس أَمْر يَخْتَصّ بِالْإِحْرَامِ , لَا يَتَعَلَّق بِالضَّحِيَّةِ , وَأَمَّا تَقْلِيم الظُّفْر وَأَخْذ الشَّعْر فَإِنَّهُ مِنْ تَمَام التَّعَبُّد بِالْأُضْحِيَّةِ .. )) (23).
قلت: وبذلك يكون القول الأول – وهو التحريم – هو القول الراجح لا سيما وصيغة النهي مؤكدة بالنون في رواية مسلم وغيرها كما تقدم بيانه.
*المراد بالنهي عن الأخذ من الشعر والظفر الوارد في حديث أم سلمة
قال النووي: ((قال أصحابنا: والمراد بالنهي عن أخذ الظفر والشعر النهي عن إزالة الظفر بقلْمٍ أو كَسْرٍ أو غيره.
والمنع من إزالة الشعر، بحلق أو تقصير أو نتف أو إحراق أو أخذ بنورة أو غير ذلك.
وسواء شعر الإبط والشارب والعانة والرأس، وغير ذلك من شعور بدنه.
قال إبراهيم المروزي وغيره من أصحابنا: حكم أجزاء البدن كلها حكم الشعر والظفر.
ودليله الرواية السابقة "فلا يمس من شعره وبشره شيئاً ")) (24).
وقال في"عون المعبود":: ((وَقَالَ بَعْضهمْ: أَرَادَ بِالشَّعْرِ شَعْر الرَّأْس وَبِالْبَشَرِ بَشَر [شَعْر] الْبَدَن , فَعَلَى هَذَا لَا يَدْخُل فِيهِ قَلْم الْأَظْفَار وَلَا يُكْرَه)) (25).
والصواب القول الأول، لأنه ورد في إحدى الروايات عند مسلم-كما تقدم-:
(فلا يأخذن شعراً ولا يقلمن ظفراً).
* الحكمة من النهي المذكور في الحديث
وأما الحكمة في النهي عن الأخذ من الشعر والأظفار في حق من أراد الأضحية فهي:
قال الإمام النووي -رحمه الله-:
((قال أصحابنا: والحكمة في النهي أن يبقى كامل الأجزاء ليعتق من النار)) (26).
وقال العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ:
((والحكمة في هذا النهي ـ والله أعلم ـ أنه لما كان المضحي مشاركاً للمحرم في بعض أعمال النسك،وهو التقرب إلى الله بذبح القربان كان من الحكمة أن يعطى بعض أحكامه،وقد قال الله في المحرمين: {وَلا تَحْلِقُوا رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} [البقرة: من الآية196]
وقيل: الحكمة أن يبقى المضحي كامل الأجزاء للعتق من النار، ولعل قائل ذلك استند إلى ما ورد:"أن الله يعتق من النار بكل عضو من الأضحية عضواً من المضحي "،لكن هذا الحديث قال ابن الصلاح: غير معروف ولم نجد له سنداً يثبت به (27)،ثم هو منقوض بما في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
¥(15/72)
"أيما رجل مسلم أعتق امرءاً مسلماً استنقذ الله بكل عضو منه عضوا منه من النار " (28).
ولم ينه من أراد العتق عن أخذ شيء من شعره وظفره وبشرته حتى يعتق.
وقيل: الحكمة التشبه بالمحرم.وفيه نظر، فإن المضحي لايحرم عليه الطيب والنكاح والصيد واللباس المحرم على المحرم فهو مخالف للمحرم في أكثر الأحكام.
ثم رأيت ابن القيم أشار إلى أن الحكمة: توفير الشعر والظفر ليأخذه مع الأضحية فيكون ذلك من تمام الأضحية عند الله وكمال التعبد بها. والله تعالى أعلم)) (29).
*حكم هذا النهي فيمن ضحي عنه أوضحى عن غيره
ظاهر الحديث وكلام أهل العلم أن نهي المضحي عن أخذ الشعر والظفر والبشرة يشمل ما إذا نوى الأضحية عن نفسه أو تبرع بها عن غيره وهو كذلك،وأما من ضحى عن غيره بوكالة أو وصية فلا يشمله النهي بلا ريب (30).
أما من يضحى عنه؛فظاهر الحديث وكلام كثير من أهل العلم أن النهي لا يشمله،فيجوز له الأخذ من شعره وظفره وبشرته،ويؤيد هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضحي عن آل محمد ولم ينقل أنه كان ينهاهم عن ذلك،والله أعلم (31).
تنبيهات:
*يتوهم بعض العامة أن من أراد الأضحية ثم أخذ من شعره أو أظفره أو بشرته شيئاً في أيام العشر لم تقبل أضحيته،وهذا خطأ بيّن فلا علاقة بين قبول الأضحية والأخذ مما ذكر، لكن من أخذ بدون عذر فقد خالف أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإمساك ووقع فيما نهى عنه من الأخذ فعليه أن يستغفر الله ويتوب ولا يعود وأما أضحيته فلا يمنع قبولها أخذه من ذلك.
* من احتاج إلى أخذ الشعر والظفر والبشرة فأخذها فلا حرج عليه،مثل أن يكون به جرح فيحتاج إلى قص الشعر عنه،أو ينكسر ظفره فتؤذيه فيقص ما يتأذى به،أو يتدلى قشرة من جلده فتؤذيه فيقصها فلا حرج عليه في ذلك كله (32).
*إذا لم يلتزم مريد الأضحية بهذا النهي فأخذ شيئاً من شعره أو أظفاره فإنه يستغفر الله سبحانه وتعالى ولا فدية فيه إجماعاً سواء فعله عمداً أو نسياناً (33).
وبعد:
فهذا ما تيسر جمعه ودراسته حول هذا الحديث سائلا الله التوفيق والسداد،وهو حسبنا ونعم الوكيل.
.................................................. ..........................
الهوامش:
(1) "شرح ابن القيم على سنن أبي داود بهامش عون المعبود" (7/ 346).
(2) " تحفة الأحوذي" (5/ 100)،وانظر:"إرواء الغليل"للألباني (1163).
(3) المغني مع الشرح الكبير" (7/ 96)،" شرح الزركشي على مختصر الخرقي" (7/ 8 - 9)،،" المحلى" (6/ 3)، "شرح النووي على صحيح مسلم" (4/ 119)، "شرح منتهى الإرادات" (2/ 623)،"كشاف القناع" (3/ 23)،"سبل السلام" (2/ 537)، "معجم فقه السلف" (4/ 144).
(4) "الذخيرة " (4/ 141)، "المجموع شرح المهذب" للنووي (8/ 362)،"المغني مع الشرح الكبير" (7/ 96)، "الحاوي " (15/ 74)، "المغني" (9/ 346)، "شرح الآبي على صحيح مسلم" (5/ 307)، "بذل المجهود" (13/ 12).
(5) "المجموع شرح المهذب" (8/ 362 - 364).
(6) "شرح معاني الآثار" (2/ 182)، "المجموع شرح المهذب" (8/ 399)، "شرح النووي على صحيح مسلم" (4/ 119)،"المغني مع الشرح الكبير" (7/ 96).
(7) "إعلاء السنن" (17/ 292)، "بذل المجهود" (13/ 12).
(8) "الاستذكار" (4/ 85).
(9) "المغني " (9/ 346).
(10) أخرجه مسلم (5/ 121 –مع شرح النووي).
وقوله في الحديث:" أطلى فيه ناس": الإطلاء بالنورة هو: إزالة شعر العانة بالنورة وهي مادة تستعمل في إزالة الشعر، كما في "فتح الباري" (10/ 344)،"المصباح المنير " للفيومي (ص 241).
(11) أخرجه ابن عبد البر في"الاستذكار" (4/ 87)،وابن حزم في "المحلى" (6/ 28).
(12) أخرجه البخاري (4/ 295 - مع الفتح)،ومسلم (3/ 439 - مع شرح النووي).
(13) "مختصر المزني" (ص586)،"المجموع شرح المهذب" (8/ 364).
(14) "الحاوي" (15/ 74).
(15) "المجموع شرح المهذب" (8/ 364).
(16) "شرح معاني الآثار" (4/ 182).
(17) "الاستذكار" (4/ 85).
(18) "شرح الآبي على صحيح مسلم" (5/ 307).
(19) "المغني مع الشرح الكبير" (7/ 96)،"شرح منتهى الإرادات" (2/ 623).
(20) "المغني" (9/ 346).
(21) "نيل الأوطار" (5/ 128).
(22) "المغني" (9/ 346).
(23) "حاشية ابن القيم على سنن أبي داود بهامش عون المعبود" (7/ 348).
(24) "شرح النووي على صحيح مسلم" (5/ 119 - 120)، وانظر:" المحلى" (6/ 28)، "الحاوي" (15/ 74).
(25) "عون المعبود" (7/ 349)،وانظر:" الحاوي" (15/ 74).
(26) "شرح النووي على صحيح مسلم " (5/ 120)، وانظر:" الذخيرة" (4/ 142).
(27) انظر:"التلخيص الحبير"لابن حجر (4/ 138).
(28) أخرجه البخاري (2517)،ومسلم (1509).
(29) "رسالة في أحكام الأضحية" لابن عثيمين (ص77)،وانظر "فيض القدير"للمناوي (1/ 339).
(30) "رسالة في أحكام الأضحية" (ص78).
(31) المصدر السابق (ص78).
(32) "رسالة في أحكام الأضحية" (ص79)
(33) "المغني" (9/ 437).
ـ[أبو محمد المرقال]ــــــــ[26 - 12 - 06, 10:10 ص]ـ
وإليكم البحث على ملف وورد
¥(15/73)
ـ[محمد العامر]ــــــــ[26 - 12 - 06, 02:56 م]ـ
أخي أبا محمد / شكر الله لكم وجعل ذلك في ميزان حسناتكم
ـ[أبو البراء الثاني]ــــــــ[16 - 11 - 09, 07:44 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[16 - 11 - 09, 08:36 م]ـ
جزاك الله خيرا" ابا محمد على النقل الطيب
ـ[زايد بن عيدروس الخليفي]ــــــــ[06 - 11 - 10, 09:30 ص]ـ
للمناسبة،، والحديث بحاجة إلى دراسة أعمق في الاختلاف الواقع في رفعه ووقفه،،،(15/74)
ماذا إن كان الحديث مخالف لمذهب الصحابي راوي الحديث نفسه؟
ـ[ابن صادق المصري]ــــــــ[26 - 12 - 06, 03:31 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
هل يمكن القول على الحديث المخالف لمذهب الصحابي راوي الحديث معللا؟
مثال:
روى الإمام البخاري رحمه الله من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: (صوموا لرؤيته و أفطروا لرؤيته فإن غمى عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين) , و قد روى عن أبي هريرة أنه قال (لأن أصوم يوما من شعبان أحب إلى من أن أفطر يوما من رمضان) , أو كيف يتم التوفيق بين الروايتين أو بمعنى أدق الرواية الثانية مع الأولى , لأن الأولى غالبا ما تكون غير معللة لأنها في الصحيح؟ ..
ـ[أبو صالح التميمي]ــــــــ[27 - 12 - 06, 07:19 ص]ـ
بغض النظر عن صحة المثال الأئمة المتقدمون يعلون بهذا بضوابطه خلافا للرأي السائد عند الأصوليين وتوجد رسالة ماجستير لعادل المطرفي حول هذا وهي قيمة جدا.
ـ[شمام الورداني]ــــــــ[09 - 01 - 07, 06:55 ص]ـ
بغض النظر عن صحة المثال الأئمة المتقدمون يعلون بهذا بضوابطه خلافا للرأي السائد عند الأصوليين وتوجد رسالة ماجستير لعادل المطرفي حول هذا وهي قيمة جدا.
الأخ أبو صالح التميمي، ليتك تزيدنا توضيحا لما جاء في تعقيبك هذا بتعيين المبهم (الأئمة المتقدمون)، ومنهج التعليل ومستنده، ثم عرض الضوابط، فالأمر جد خطير هنا ...
ـ[محمود بن أحمد]ــــــــ[09 - 01 - 07, 09:22 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله ...
هذا يردنا إلى قاعدة (العبرة بما روى الراوي لا بما فهم) و العبرة بقول النبي صلى الله عليه و آله و سلم , خاصة في هذا الحديث الذي لا إشكال فيه من عند النبي صلى الله عليه و آله و سلم!
فما فهمه أبو هريرة لا يعلل الحديث , بل الحديث و منطوقه مقدّم و مقدّم أيضا بقوله " لا يتقدمن أحدكم رمضان بصيام يوم أو يومين " و هو أول الحديث!
فلا عبرة لقول أمام قول النبي صلى الله عليه و آله وسلم , إلا فهم من الحديث نفسه , وهذا حديث واضح و صريح اللفظ و لله الحمد!
هذا و الله تعالى أعلم , و الحمد لله رب العالمين!
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 01 - 07, 07:29 م]ـ
لعل في هذا الموضوع ما يفيد
أثر ماذهب اليه الصحابي من الاحكام في تضعيف الحديث الذي رواه وهو مخالف لما ذهب اليه ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=58927#post58927)(15/75)
رسالة من مبتور النسب علما
ـ[أبوالزبير الأثري]ــــــــ[26 - 12 - 06, 07:26 م]ـ
السلام عليكم
اخوانى بارك الله فيكم امتن الله عز وجل على بدراسة علم مصطلح الحديث فابتدات اولا بشرح المنظومة البيقونية, كما حفظت قبلها الاربعين النووية بفضل الله ورحمته ,وكذلك درست كتاب تيسير علوم مصطلح الحديث للشيخ محمود الطحان ,وبعدها درست الباعث الحثيث اختصار علوم الحديث ,وكذلك قرات شرح الشيخ بن عثيمين رحمه الله للبيقونية وايضا نخبة الفكر للحافظ ومعها نزهة نظر له ايضا رحمه الله ,وايضا استمعت الى اشرطة الشيخ الالبانى رحمه الله (الدرر فى مصطلح الحديث والاثر) مع ابو الحسن المأربى وكذلك بمن الله على ورحمته قرأت المقترح فى اجوبة بعض اسئلة المصطلح للشيخ مقبل رحمه الله ولكن والذى افتقر اليه هو عدم وجود اجازة لى فى الحديث وهو مايسمى عند العلماء مبتور النسب علما فهلا تكرمتم على بحل مع العلم ان المكان الذى انا فيه بعيد عنه العلماء فأرجوا ان تبينوا لى ماعسى ان افعل (والله على مااقول شهيد)
وجزاكم الله خير(15/76)
استفسار
ـ[أبو السعادات]ــــــــ[26 - 12 - 06, 09:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من يبين لي من الشيوخ الكرام مدى اهتمام علماء المغرب العربي بعلم الحديث وخصوصا الصحيحين والموطأ بارك الله فيكم.(15/77)
إضافة رد على موضوع: (صححه الحاكم ووافقه الذهبي)
ـ[عبد الحليم قاسم محمد]ــــــــ[27 - 12 - 06, 07:07 م]ـ
وددت أن أضيف تعليقاً على موضوع: (صححه الحاكم ووافقه الذهبي)، ولكن الموضع مغلق، وأنا أطلب من المشرف الكريم السماح بنشر هذا الرد لتعم الفائدة لا أكثر:
فأقول وبالله التوفيق: أن الذهبي رحمه الله لم يكن يقصد بسكوته على بعض الأحاديث في المستدرك: أنه يوافق الحاكم فيما ذهب إليه من تصحيحها، وما يدل على ذلك: أنه رحمه الله كان يصدر كل تعليق وتعقب على الحاكم بكلمة: (قلت) حتى يميز كلامه، لذا فكل ما صدره الذهبي رحمه الله في كتابه تلخيص المستدرك بكلمة: (قلت) فهو من تعليقه على الكتاب، أما غير ذلك فهو مختصر من كلام الحاكم.
لذا فسكوت الذهبي على التعليق على بعض الأحاديث في المستدرك لا يمكن أن يفسر على أنه موافقة للحاكم، وعلى من يرى غير ذلك أن يأتي بالبرهان من كلام الذهبي في أن هذا الأمر من منهجه في كتابه التلخيص، والله أعلم
ـ[حسان خادم الأربعين]ــــــــ[27 - 12 - 06, 09:24 م]ـ
جزاك الله خيراً .. وأنا معك فيما ذهبت إليه .. فالموافقة شيء والسكوت شيء آخر .. وأضيف شيئاً سمعته من علمائنا .. أن الإمام الذهبي قد حصل معه مثل ما حصل للحاكم في المستدرك فالذهبي كتب تلخيص المستدرك ولم ينقحه، لذلك نرى بعض الموافقات ليست جيدة، وهذا ناتج عن عدم تنقيح الكتاب .. يرحم الله الإمامين رحمة واسعة ..(15/78)
(ما ظاهره التعارض) في الاحاديث.ابن باز -رحمه الله تعالى - ...
ـ[فهد الطائي]ــــــــ[28 - 12 - 06, 12:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(ما ظاهره التعارض)
فيما يلي إن شاء الله تعالى عناوين لبعض موضوعات التعارض , ولكي تقرأ الموضوع لا بد من الذهاب لموقع الشيخ -رحمه الله تعالى- حيث يصعب علي نقله كاملاً -والله المستعان-:
http://www.binbaz.org.sa/images/fatawa.gif التوفيق بين حديثي ((لا عدوى ولا طيرة)) و ((فر من المجذوم فرارك من الأسد)) ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=239)
http://www.binbaz.org.sa/images/fatawa.gif الجمع بين حديثين متعلقين بالرقى والتمائم والتولة ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=347)
http://www.binbaz.org.sa/images/fatawa.gif الجمع بين حديث إذا انتصف شعبان فلا تصوموا ... وحديث: أنه صلى الله عليه وسلم يصل شعبان برمضان ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=600)
http://www.binbaz.org.sa/images/fatawa.gif عمرة الرسول صلى الله عليه وسلم في رجب ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=812)
http://www.binbaz.org.sa/images/fatawa.gif ليس هناك تعارض في آيات تعدد الزوجات ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=1661)
http://www.binbaz.org.sa/images/fatawa.gif هل والدي النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الفترة؟ ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=1754)
http://www.binbaz.org.sa/images/sound_ico.gif ما صحة حديث "من أراد أن يهديه حبيبه سوار من نار فليهديه سوار من ذهب ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=audio&id=507)
http://www.binbaz.org.sa/images/sound_ico.gif الجمع بين الأحاديث التي قيدت الإسبال بالخيلاء، والأحاديث التي جاءت بالنهي عن الإسبال مطلقاً ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=audio&id=511)
http://www.binbaz.org.sa/images/sound_ico.gif الجمع بين قوله عليه الصلاة والسلام ((العمرة في رمضان تعدل حجة)) وقال ((الحج عرفة)) فما الفرق بين الحديثين؟ ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=audio&id=714)
http://www.binbaz.org.sa/images/sound_ico.gif ما صحة الأحاديث الواردة في تحريم الذهب المحلق ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=audio&id=953)
http://www.binbaz.org.sa/images/sound_ico.gif الجمع بين حديث عائشة حينما توفي طفل فقالت طوبى لك طير من طيور الجنة .. ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=audio&id=1721)
http://www.binbaz.org.sa/images/sound_ico.gif الجمع بين قوله عليه الصلاة والسلام ... إن الله تعالى حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء" وبين قوله تعالى"قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ " ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=audio&id=1727)
http://www.binbaz.org.sa/images/sound_ico.gif التوفيق بين قوله عليه الصلاة والسلام " القضاة ثلاثة واحد في الجنة واثنان في النار .. وبين قوله "إذا حكم الحاكم فأصاب فله أجران وإذا حكم فأخطأ فله أجر واحد" ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=audio&id=1730)
http://www.binbaz.org.sa/images/sound_ico.gif الجمع بين قوله تعالى" إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا" وبين قوله عليه الصلاة والسلام " لن يدخل أحد عمله الجنة قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا .. " ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=audio&id=1732)
http://www.binbaz.org.sa/images/sound_ico.gif كيف الجمع بين حديث " إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت بها نفسها ما لم تعمل أو تكلم" وبين قوله تعالى" وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله " ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=audio&id=1784)
http://www.binbaz.org.sa/images/sound_ico.gif الجمع بين قوله تعالى " وَإِن مِّنكُمْ إِلا وَارِدُهَا " وبين قوله عليه الصلاة والسلام " سبعون ألف من أمتي يدخلون الجنة من غير حساب ولا عذاب" ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=audio&id=1861)
ـ[ابن صادق المصري]ــــــــ[28 - 01 - 07, 03:51 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[16 - 07 - 07, 05:44 م]ـ
بارك الله فيك ..
ـ[عزالدين محمد]ــــــــ[21 - 07 - 07, 03:50 م]ـ
جزاك الله خيرا و رحم الله حبيب هذه الأمة فو الله كم أدهشنا بتواضعه و حنانه
... و في كتاب تحفة الأخيار .. بالنسبة لأحاديث أذكار الصباح و المساء. هل من معلق بارك الله فيكم(15/79)
كتب شروح معنى الأحاديث. ابن باز -رحمه الله تعالى-
ـ[فهد الطائي]ــــــــ[28 - 12 - 06, 12:44 ص]ـ
كتب شروح معنى الأحاديث
http://www.binbaz.org.sa/images/print.jpg (http://www.binbaz.org.sa/print.php?type=fatawa&id=3326) http://www.binbaz.org.sa/images/send.jpg (**********:fat_s2f(3326))
القسم: فتاوى ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=fatawa)> أخرى
السؤال:
أرجو منكم إعطائي أسماء كتب تفسير معنى الأحاديث النبوية، وهل يجوز اختصار كتابة الصلاة على محمد بالرمز لها بحرف (ص)؟ أفيدوني.
الجواب:
من الكتب المفيدة في شرح الأحاديث النبوية: فتح الباري للحافظ ابن حجر في شرح صحيح البخاري رحمة الله عليهما، وشرح النووي لصحيح الإمام مسلم رحمة الله عليهما، وعون المعبود لسنن أبي داود، وتحفة الأحوذي لجامع الترمذي، ونيل الأوطار في شرح المنتقى للشوكاني، وسبل السلام في شرح بلوغ المرام للأمير: محمد بن إسماعيل الصنعاني.
ولا يجوز الاكتفاء بـ (ص) ولا (صلعم) للإشارة إلى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بل المشروع التصريح بذلك فيقول: صلى الله عليه وسلم. والله ولي التوفيق.(15/80)
حكم الحديث اذا كان اسناده ليس بقوي وقد ورد في فضائل الاعمال. ابن باز-رحمه الله تعالى-
ـ[فهد الطائي]ــــــــ[28 - 12 - 06, 12:49 ص]ـ
حكم الحديث إذا كان إسناده ليس بقوي وقد ورد في فضائل الأعمال
http://www.binbaz.org.sa/images/print.jpg (http://www.binbaz.org.sa/print.php?type=fatawa&id=3328) http://www.binbaz.org.sa/images/send.jpg (**********:fat_s2f(3328))
السؤال:
إذا خرج الترمذي حديثاً وقال: إسناده ليس بقوي وكان الحديث في فضائل الأعمال، فما رأي سماحتكم؟
الجواب:
الترمذي رحمه الله الغالب على تصحيحه وتحسينه جيد، ولكنه قد يضعف بعض الأحاديث وهي عند غيره قوية لكن سنده عنده ضعيف، وقد يُحسن بعض الأحاديث أو يصححها وهي ليست كذلك عنده غيره من أئمة الحديث، مثل حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده في المرأة التي دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وفي يد ابنتها مسكتان من ذهب، فقال لها صلى الله عليه وسلم: ((أتعطين زكاة هذا؟)) [1] ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=3328#_ftn1) الحديث، في باب الزكاة، وهو عند الترمذي ضعيف؛ لأنه من طريق المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب وهو ضعيف أعني: المثنى وهو عند أبي داود والنسائي جيد؛ لكونه من رواية بعض الثقات عن عمرو بن شعيب، وحكم عليه الحافظ في البلوغ بأن إسناده قوي، والمقصود أنه عند أبي داود والنسائي جيد، وأما عند الترمذي فضعيف؛ لكونه من رواية المثنى بن الصباح كما تقدم، ولديه أحاديث أخرى رحمه الله صححها أو حسنها وهي ضعيفة.
والمقصود من هذا أنه لا يكفي تصحيحه ولا تحسينه بل لا بد من مراجعة الأسانيد وكلام أهل العلم في ذلك؛ حتى يكون الطالب على بينة، وهكذا رواية أبي داود والنسائي وابن ماجه والدارمي والإمام أحمد رحمهم الله جميعاً، كل هؤلاء يروون الضعيف والصحيح، فإذا سكت أبو داود أو النسائي أو ابن ماجه أو الدارمي أو غيرهم ممن لم يلتزم الصحة فيما يرويه فراجع الأسانيد وتأملها إن كان عندك دراية ومعرفة، وإلا راجع كلام أهل العلم كالحافظ في التلخيص، ونصب الراية للزيلعي وفتح الباري وغيرهم، ولا تتعجل في التصحيح ولا التضعيف حتى يكون عندك أهلية؛ لأن هذه أمور خطيرة بخلاف الصحيحين فأحاديثهما متلقاة بالقبول عند أهل العلم، وقد صرح أبو داود رحمه الله أنه إذا سكت عن شيء فهو صالح للاحتجاج به عنده. يقول عنه رحمه الله الحافظ العراقي في ألفيته ما نصه:
وما به وهنٌ شديد قلته وحيث لا فصالحٌ خرّجته
يعني الذي فيه وهن شديد يبينه والذي يسكت عنه صالح ولكن ليس على إطلاقه فقد يكون ضعيفاً عند غيره، وإنه صالح عنده كما أوضح لك أهل العلم كالحافظ ابن حجر وغيره.
[1] ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=3328#_ftnref1) أخرجه الإمام أحمد في مسند المكثرين من الصحابة، برقم 6380، وأبو داود في كتاب الزكاة، باب الكنز ما هو وزكاة الحلي، برقم 1336 والنسائي في كتاب الزكاة، باب زكاة الحلي، برقم 3434.
المصدر:
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الخامس والعشرون.(15/81)
حكم الحديث اذا كان اسناده ليس بقوي وقد ورد في فضائل الاعمال. ابن باز-رحمه الله تعالى-
ـ[فهد الطائي]ــــــــ[28 - 12 - 06, 12:51 ص]ـ
حكم الحديث إذا كان إسناده ليس بقوي وقد ورد في فضائل الأعمال
http://www.binbaz.org.sa/images/print.jpg (http://www.binbaz.org.sa/print.php?type=fatawa&id=3328) http://www.binbaz.org.sa/images/send.jpg (**********:fat_s2f(3328))
القسم: فتاوى ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=fatawa)> أخرى
السؤال:
إذا خرج الترمذي حديثاً وقال: إسناده ليس بقوي وكان الحديث في فضائل الأعمال، فما رأي سماحتكم؟
الجواب:
الترمذي رحمه الله الغالب على تصحيحه وتحسينه جيد، ولكنه قد يضعف بعض الأحاديث وهي عند غيره قوية لكن سنده عنده ضعيف، وقد يُحسن بعض الأحاديث أو يصححها وهي ليست كذلك عنده غيره من أئمة الحديث، مثل حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده في المرأة التي دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وفي يد ابنتها مسكتان من ذهب، فقال لها صلى الله عليه وسلم: ((أتعطين زكاة هذا؟)) [1] ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=3328#_ftn1) الحديث، في باب الزكاة، وهو عند الترمذي ضعيف؛ لأنه من طريق المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب وهو ضعيف أعني: المثنى وهو عند أبي داود والنسائي جيد؛ لكونه من رواية بعض الثقات عن عمرو بن شعيب، وحكم عليه الحافظ في البلوغ بأن إسناده قوي، والمقصود أنه عند أبي داود والنسائي جيد، وأما عند الترمذي فضعيف؛ لكونه من رواية المثنى بن الصباح كما تقدم، ولديه أحاديث أخرى رحمه الله صححها أو حسنها وهي ضعيفة.
والمقصود من هذا أنه لا يكفي تصحيحه ولا تحسينه بل لا بد من مراجعة الأسانيد وكلام أهل العلم في ذلك؛ حتى يكون الطالب على بينة، وهكذا رواية أبي داود والنسائي وابن ماجه والدارمي والإمام أحمد رحمهم الله جميعاً، كل هؤلاء يروون الضعيف والصحيح، فإذا سكت أبو داود أو النسائي أو ابن ماجه أو الدارمي أو غيرهم ممن لم يلتزم الصحة فيما يرويه فراجع الأسانيد وتأملها إن كان عندك دراية ومعرفة، وإلا راجع كلام أهل العلم كالحافظ في التلخيص، ونصب الراية للزيلعي وفتح الباري وغيرهم، ولا تتعجل في التصحيح ولا التضعيف حتى يكون عندك أهلية؛ لأن هذه أمور خطيرة بخلاف الصحيحين فأحاديثهما متلقاة بالقبول عند أهل العلم، وقد صرح أبو داود رحمه الله أنه إذا سكت عن شيء فهو صالح للاحتجاج به عنده. يقول عنه رحمه الله الحافظ العراقي في ألفيته ما نصه:
وما به وهنٌ شديد قلته وحيث لا فصالحٌ خرّجته
يعني الذي فيه وهن شديد يبينه والذي يسكت عنه صالح ولكن ليس على إطلاقه فقد يكون ضعيفاً عند غيره، وإنه صالح عنده كما أوضح لك أهل العلم كالحافظ ابن حجر وغيره.
[1] ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=3328#_ftnref1) أخرجه الإمام أحمد في مسند المكثرين من الصحابة، برقم 6380، وأبو داود في كتاب الزكاة، باب الكنز ما هو وزكاة الحلي، برقم 1336 والنسائي في كتاب الزكاة، باب زكاة الحلي، برقم 3434.
المصدر:
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الخامس والعشرون.(15/82)
هل يجوز إنكار بعض الأحاديث التي وردت في الصحيحين
ـ[فهد الطائي]ــــــــ[28 - 12 - 06, 12:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا جواب الشيخ ابن باز -رحمه الله تعالى-
هل يجوز إنكار بعض الأحاديث التي وردت في الصحيحين؟
الأحاديث التي جاءت في الصحيحين بأسانيدهما المعروفة كلها عند أهل متلاقاة بالقبول ومحكوم بصحتها ولا يجوز لأحد أن يردها ..
وبقية الجواب في في تسجيل صوتي بالموقع , وعذراً على عدم ارفاقه لتعذره(15/83)
رسالة ماجستير حول التفرد
ـ[أبو عبد الرحمن الحمصي]ــــــــ[02 - 01 - 07, 03:00 ص]ـ
السلام عليكم:
نوقشت قبل أسابيع في كلية الشريعة / جامعة دمشق رسالة ماجستير في علو م الحديث بعنوان:
التفرد في رواية الحديث
ومنهج المحدثين في قبوله أو رده
إعداد الباحث: عبد الجواد حمام
وإشراف الدكتور: عماد الدين الرشيد
وبعد المناقشة نال الباحث درجة الامتياز، وعلامة قدرها تسعون درجة
ـ[أبوصالح]ــــــــ[04 - 01 - 07, 06:33 م]ـ
بارك الله فيك
لو اتحفتنا بخطوط عريضة عنها
مباحثها
فموضوع كهذا واسع جدا
هل تناول مناهج ائمة بعينهم?
وفقك الله لكل خير
ـ[ابن صادق المصري]ــــــــ[16 - 01 - 07, 11:22 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
أين هي هذة الرسالة؟
ـ[أبو عبد الرحمن الحمصي]ــــــــ[22 - 02 - 07, 03:35 م]ـ
هذه مقدمة البحث أعرضها على إخواني في المتندى الكريم:
الحمد لله ربِّ العالمين، صاحبِ الحمدِ كلِّه، تفضَّل علينا بنعمةِ الإيمان، ونوَّرَ بصيرتَنا لطريق الحق، وهيأ لنا أسبابَ السلامة، وسهَّلَ لنا طريقَ الاستقامة، من سَلكها فازَ بالحظِّ الوافِر، ومن تَنَكَّبَ عنها فهو المحرومُ العاثر.
وأفضلُ الصلاة وأتمُّ التسليم على من بُعِثَ رحمةً للعالمين، مَنْ أوقدَ لنا بقولِه وفعلِه وحالِه سُرُجاً لا تنطفئ، ومشاعلَ لا تخبو، تُرْشِدُ الناسَ إلى الفلاح، وتأخذ بحُجَزِهم عن الهلاك، أكملِ الخلق، نبينا محمدٍ، وعلى آله وأصحابه الأخيار الأطهار، سادَاتِ الأمة، وقُدْواتها.
أما بعد:
فعلمُ الحديثِ مفخرةٌ من مفاخر العلوم الإسلامية، وجوهرة من جواهرها النفيسة، فقد كان أولَ منهجٍ علميٍّ يُوضَع في تاريخ العلوم الإنسانية لتمحيصِ الروايات وتدقيقِ الأخبار، ومعرفةِ الصحيح من الضعيف، والمقبولِ من المردود، بينما كان هذا الأمر غُفْلاً عند الأمم الأخرى؛ ينقلون ما هَبَّ ودَبَّ من الروايات والأخبار والقصص؛ دون أن يكون لديهم أي ميزان أو ضابط لها، حتى لو كانت تتعلق بدينهم أو تدخل في عقائدهم، لذا راجتْ عندهم الأساطير، وداخَلَ معتقداتِهم التحريفُ، وشابَتْ كتبَهم الترهاتُ والأباطيل.
وإن النَّاظر إلى علم الحديث قد يظن للوهلة الأولى أنه علمٌ نضج واحترق، ولم يبق فيه مجال لقول جديد، أو بحث مبتكر، وأنه لم يعد للباحث فيه إلا الحفظُ والنقلُ من كلام المحدثين، فقد كفانا مؤنةَ البحثِ والتنقيبِ علماؤنا الأوائل، ووفَّر علينا عناءَ الخوض فيه أولئك الأكابر، وذلك لكثرة ما نراه من المؤلفات والكتب التي تبحث في علوم الحديث؛ من علل، وجرح وتعديل، وتواريخ، وغريب، وغير ذلك مما سطره العلماء المتقدمون.
ولا شك أن لهؤلاء العلماء المتقدمين الفضلَ الأكبر في تدوين هذا العلم، وتقعيد أصوله، وتفريع جزئياته، وبحث مسائله، وكشف اللثام عن غوامضه ومجهولاته، لكنَّ ذلك لا يعني تمامَ هذا العلم واكتمالَه بحيث لم يُبْقِ الأوائل للأواخر شيئاً؛ بل على العكس تماماً، فكم ترك لنا المتقدمون من مجالات للبحث والتفكر والابتكار، وساحات رحبةٍ للإبداع والتجديد.
ومن المجالات الغنية والخصبة في علوم الحديث والتي تستحق الكثير من البحث وبذل الجهد وتعود بثمرات علمية قيمة: دراسةُ منهج أولئك العلماء الأفذاذ الذين ابتكروا هذا العلم وأبدعوا هذا المنهج الفريد الذي لم تعرفه أمة من الأمم أو حضارة من الحضارات، فكان حقاً لُمْعةً مضيئة في جبهة العلوم الإسلامية، ومنارةً شامخةً تشهد على عظمة هذه الأمة، وعلى عبقرية رجالاتها الكبار الذين كان لهم مسلكٌ دقيقٌ في تمحيص الأخبار، ومنهجٌ متينٌ في نقد المرويات.
ومن المعروف أن نقَّاد الحديث وفرسان هذا الشأن؛ وهم المعوَّل عليهم؛ لا سيما المتقدمين منهم؛ كان يغلب عليهم الجانب العملي، فعباراتهم في الشرح والتفصيل قليلةٌ مقتضَبَةٌ، وذلك لوضوح هذا الأمر في أذهانهم، حيث كان ملكةً مستقرةً في عقولهم, ولم يكن لهم كبيرُ اهتمامٍ بالتقعيد والتنظير، أو وضع الحدود والتعاريف والضوابط، فدراسةُ منهج هؤلاء الحفاظ في القبول والرد، والبحثُ عن ضوابطهم التي استندوا إليها في الجرح والتعديل وتحليل المرويات والحكم عليها؛ أمرٌ ضروريٌ لفهم هذا المنهج وتصوره بشكله الصحيح.
¥(15/84)
وعلى الرغم من امتلاء كتب علوم الحديث بالكثير من المسائل التي بحثها العلماء، وأكثروا فيها الآراء والمناقشات، إلا أن كثيراً من هذه المسائل لم يُحرَّر، فالأقوال فيها مبعثرة، والأنظار متباينة، لم تُجمع مع بعضها، ولم تُنَسَّق فيما بينها، ولم تُحصَرْ جوانب الخلاف والاتفاق فيما بينها.
إن جَمْعَ هذه الأقوال، والتأليفَ بينها، ومعرفةَ نقاط تباينها واتفاقها، ومحلِ الخلاف فيها، ومن ثَمَّ التوصل إلى ما هو الراجح، وما هو المعمول به، ومقارنته مع التطبيق العملي له؛ هذا بحدِّ ذاته مجالٌ واسعٌ رحبٌ، يحتاج إلى صبر دؤوب، وبصيرة نافذة، وجهود كثيرة.
فضلاً عما يحتاجه هذا العلم من سبك فروعه، وصياغة مسائله في إطار نظريات متكاملة متناسقة، لا تناقض بينها ولا تعارض، وربطها ببقية العلوم الشرعية كالأصول والفقه والتفسير.
وقد هيأ الله سبحانه وتعالى لهذا العلم أئمة كباراً، ورجالاً أفذاذاً، سخَّروا حياتهم ونذروا نفوسهم لخدمة هذا الدين، ووضعوا لنا الكتب العظيمة والمؤلفات الكثيرة التي تحفظ العلم من التحريف والتشويه.
فإن كان لنا في هذا العلم شيء فمن أَثَارةِ أولئك الأعلام، وإن بقي لنا من الرأي بقيةٌ فإنما هو رَجْعُ فضلهم، وأثر أياديهم البيضاء على هذه الأمة.
أهمية البحث:
تأتي أهمية هذا البحث من خلال الأمور التالية:
أولاً: جوهرية قضية التفرد في علوم الحديث ومباحثه، فهذه المسألة تحتل حيِّزاً كبيراً من نظر المحدثين، ولها أثر ظاهرٌ في العديد من المباحث الحساسة في هذا العلم، فالتفرد يدخل في التصحيح والتضعيف دخولاً بيِّناً، ويأخذ دوراً أساساً في قبول الرواية أو ردِّها.
كما أن للتفرُّد صلةً قويةً بعلم العلل، ويدخل في كثير من أنواع العلل أو يكشف عنها.
والتفرد أيضاً من الملَاحِظِ المهمةِ التي يأخذها نقاد الحديث بعين الاعتبار عند حكمهم على راوٍ ما بتوثيق أو تضعيف، فيقارنون رواياته بروايات غيره - وخاصة الثقات – فإن كَثُرَتِ الرواياتُ التي يتفرد بها عُدَّ ذلك سبباً للطعن فيه وجرحه, وإن كانت تفرداتُه قليلةً كان ذلك أمارةً على توثيقه وتعديله.
قيل لشعبة أمير المؤمنين في الحديث: متى يُتْرَك حديثُ الرجل؟ قال: «إذا حدَّثَ عن المعروفين ما لا يُعرف، وإذا أكثر الغلط، وإذا اتُّهم بالكذب، وإذا روى حديثاً غلطاً مجتمعاً عليه فلم يَتهم نفسَه فيتركه؛ طُرِحَ حديثه، وما كان غيرَ ذلك فارووا عنه» ().
ثانياً: تشكِّلُ مسألة التفرد في الرواية عصباً دقيقاً يتصل بشكل مباشر بعدد من أنواع ومباحث علوم الحديث - التي تعد من مباحثه الأصيلة والأساسية – كـ (الحديث الغريب)، و (زيادة الثقة)، و (الحديث الشاذ)، و (الحديث المنكر)، والتي يربط بينها جميعاً تفرد الراوي إما بأصل الحديث أو بجزء منه.
ثالثاً: إبراز الترابط بين أنواع علوم الحديث، وإظهار التكامل فيما بينها، فمنهج التصنيف التقليدي القائم على إفراد كل نوعٍ حديثي بباب خاص، وعنوان مستقل قد يوهم انفصاماً بينها، ولا يظهر ترابطها واتصالها، كما أن بعض المسائل يتفرق الكلام فيها بين عدة أنواع.
فصياغة هذه الأنواع في إطار نظرية واحدة متكاملة ومتناسقة أمرٌ مطلوبٌ، حيث تُظهِرُ الوحدة الموضوعية في علوم الحديث، وتجمعُ المسائلَ المشتَّتَة، والفروعَ المبعثرة، وتربطُها بأصولها، وما يكملها أو يتصل بها.
رابعاً: يكشف البحث منهجية علماء الحديث، ويظهر عُمقَ نظرهم، ودِقَّة أحكامِهم، وصَوابيَّة القواعد والأسس التي رسموها وساروا عليها، فبينما يُظَنُّ أن لكل محدِّثٍ ناقدٍ منهجَه الخاصَّ واصطلاحَه المتميِّز، يُظهِرُ هذا البحثُ أنَّ المنهج الحديثي النقدي واحدٌ؛ وإن اختلفت العبارات، أو تباينت الألفاظ، وذلك في حدود بحثي على الأقل.
الجديد الذي يقدمه البحث:
يمكن القول بأن هذا البحث فيه من الجِدَّةِ ما يلي:
1ـ دراسة مسألة التفرد بكل أبعادها وتفصيلاتها، وإلقاء الضوء على أهميتها في عمل المحدثين عند الحكم على الرواة أو نقد المرويات، مع بيان ما يرتبط بها من أنواع علوم الحديث، التي تتلاقى مع بعضها مشكلةً وحدةً موضوعيةً متناسقةً في التقسيم والتفريع والأحكام.
¥(15/85)
2ـ يقدم البحثُ دراسةً تاريخيةً لتطور مصطلحات علوم الحديث التي لها علاقة بالتفرد، حيث نجد في كثير من الأحيان أن المتقدمين من المحدثين يطلقون التسمية على أمر معين ثم يتغير إطلاق هذه التسمية بمرور الزمن حتى يستقر عند المتأخرين كاصطلاح واحدٍ متفق عليه، وهذه الدراسة التاريخية تجعلنا نفهم حقيقة مراد الحفاظ المتقدمين في كلامهم، وأيضاً تحُلُّ الكثير من الإشكالات العلمية الناشئة من اختلاف اصطلاحاتهم وعباراتهم.
3ـ جمع عددٍ من مصطلحات الجرح والتعديل التي تدل على التفرد من حيث قلة تفردات الراوي أو كثرتها, والحكم عليه بناءً على ذلك.
4ـ استخلاص الضوابط التي يستند إليها النقاد في إعلال التفرد ورده أو في قبوله.
5ـ الأمثلة التطبيقية، حيث أسعى - إن شاء الله - إلى بيان كلِّ مسألة بنماذج من عمل المحدثين والحفاظ؛ تؤكد ما أتوصل إليه، وتشهد له، واجتهد – غالباً - في أنْ لا أكرِّرَ الأمثلة المذكورة في كتب المصطلح؛ بل أبحث عن أمثلة أخرى مستخلصة من كتب العلل وكتب التخريج وكتب الرجال وغيرها من كتب الحديث.
سبب اختيار البحث:
1. ما سبق من أمور تجلَّت فيها أهمية البحث كونت الدافع لي في اختيار هذا الموضوع؛ لعمقه وتأصله وأهميته.
2. رغبتي في البحث في موضوع مُتَجذِّرٍ في علوم الحديث؛ يفيدني الاطلاعَ على منهج الأئمة الحفاظ، ومسالكهم في دراسة الروايات ونقدها.
3. عدم إيفاء هذا الموضوع حقه من التأليف والكتابة، فرغم وجود بعض الجهود في هذا الموضوع، إلا أنها بقيت جهوداً محدودة، تحتاج توسعاً، وبياناً ودراسة للأنواع الحديثية المرتبطة بالتفرد.
4. تسليط الضوء على عمق هذا العلم، وكشف الدقة التي يتعامل بها الحفاظ مع الراويات، فلا يطلقون الأحكام العامة، ولا ينظرون إلى ظاهر الأسانيد، وأحوال الرواة – كما هو الحال اليوم عند الكثيرين، إنما ينفذون إلى أصل الرواية، ويستشفون مما يحيط بها من قرائن وملابسات ضوابط للقبول أو الرد حسب ما يترجح لهم.
الجهود السابقة:
بالنسبة إلى جمع التفردات، والاهتمام بالروايات الأفراد من الأحاديث، وحصر الغرائب، فالمصنفات في ذلك كثيرة لا تُحصر، ويحمل الكثير منها اسم: «الأفراد»، أو «الغرائب»، وقد أفردتها بمبحث خاص في الفصل الأول بعنوان: «مصادر التفرد».
لكن هذه المدونات لا تهتمُّ بالجانب النظري التحليلي، ولا تتعرض لأحكام التفرد أو شيء من مسائله، إنما يَسرُدُ كلُّ مؤلفٍ ما وقع له بإسناده من تفردات في الراوية، أو غرائب في الأسانيد.
وأما الجانب النظري والتأصيلي للتفرد فلم أجد من تعرض له بشكل مستقل، أو أفرد فيه كتاباً، إنما وجدت مؤلفات وأبحاث تناولت جوانب ومسائل من هذا الموضوع، سأعرض أهمها مما وقفت عليه.
? كتب المصطلح، حيث تعرضت لمسائل التفرد في مواضع شتى منها، خاصة في المباحث التي تناولت أنواع: (الفرد)، و (الغريب)، و (الشاذ)، و (المنكر)، و (زيادة الثقة) وغيرها.
? «شرح علل الترمذي»، للحافظ ابن رجب الحنبلي، حيث تناول فيه مسائل مهمة من التفرد، وعرض لبعض القضايا الدقيقة في هذا الموضوع.
? «تفرد الثقة بالحديث»، للدكتور إبراهيم اللَّاحم، وهو بحث نشرته مجلة «الحكمة» في عددها الرابع والعشرين، بتاريخ (1423ه)، وهو يقع في أربعين صفحة، مقسم ثلاثة مباحث:
o المبحث الأول: موقف أئمة النقد من تفرد الثقة.
o المبحث الثاني: ضوابط النظر في تفرد الثقة.
o المبحث الثالث: موقف المتأخرين من تفرد الثقة.
اقتصر كاتب البحث على تفرد الثقة، ولم يتناول مسألة التفرد بعمومها.
? «الشاذ والمنكر وزيادة الثقة»، للدكتور: عبد القادر المحمدي، وهو بحث مقدم لدرجة الدكتوراه في جامعة بغداد، ويقع الكتاب في حوالي أربع مئة صفحة، قسمه بابين:
o الباب الأول: مفهوم الشاذ والمنكر وزيادة الثقة في مصطلح الحديث
o الباب الثاني: التطبيق العملي في كتب الأئمة المتقدمين
والكتاب حافل بأقوال المحدثين، ومليء بالأمثلة، وقد أفدت منه في جمع نصوص العلماء، ومما يؤخذ عليه: تطويله بالنقل عن الكتب السابقة، مع مروره على أمثلة ومواضع دون دراسة أو تعليق، فمثلاً عندما تكلم على الشاذ عند الحاكم نقل نصه كاملاً من معرفة علوم الحديث، وذكر كل الأمثلة التي ذكرها لكنه لم يدرس هذه الأمثلة إنما كان التعليق عليها مجملاً.
¥(15/86)
? «المزيد في متصل الأسانيد»، لسميرة محمد سلامة عمرو، وهو بحث مقدم لاستكمال درجة الماجستير في الجامعة الأردنية، وهو يقع في حوالي مئتين وخمسين صفحة.
وقد عثرتُ عليه في معرض الكتاب الذي أقيم في دمشق بتاريخ (1/ 8/2006) وذلك بعد انتهائي من كتابة فصل (زيادة الثقة) الذي يتضمن مبحث: (المزيد في متصل الأسانيد).
والكتاب كما اسمه يبحث في مسألة المزيد في متصل الأسانيد، ويقع في بابين: باب الدراسة النظرية، وباب الدراسة التطبيقية.
وهو كتاب جيد جمعتْ فيه مؤلفته نصوصاً كثيرةً، أفدتُ منه في الوقوف على بعض هذه النصوص، وتوصلت الباحثة فيه إلى ما كنت قد رجحتُهُ من أن المزيد نوعٌ مختصٌّ بما كان مردوداً من الزيادة في الإسناد المتصل، وأما إذا قُبِلت الزيادة بأن كان الحديث روي على الوجهين فلا تسمى عندئذ بالمزيد، إنما هي زيادة ثقة في السند.
? «معرفة مدار الإسناد، وبيان مكانته في علم علل الحديث الشريف»، للشيخ محمد مجير الخطيب، وهو بحث مقدم لنيل درجة الماجستير في جامعة أم درمان، بإشراف الدكتور نور الدين عتر حفظه الله تعالى.
وأصل الرسالة بعنوان: «منزلة مدار الإسناد في علم علل الحديث الشريف»، وتقع في حوالي (670) صفحة إلكترونية، وهي قيد الطباعة الآن.
وقد جاءت الرسالة في أربعة أبواب وخاتمة:
o الباب الأول: تأصيل المصطلحات.
o الباب الثاني: معرفة مدار الإسناد وصلتها بعلم العلل.
o الباب الثالث: علل التفرد (تفرد المدار و رجال المخرج).
o الباب الرابع: أهمية معرفة مراتب الرواة عن مدار الإسناد في الحكم على الحديث وبيان علله.
وبالجملة فالبحث حافل، أجاد فيه مؤلفه وأفاد، وكان له كلام طيب في موضوع التفرد، لكنه لم يتوسع فيه ولم يتناول جميع جوانبه لأنه ليس من صلب الرسالة.
? كُتُب الدكتور: حمزة المليباري، فقد كان له اهتمام ظاهر بهذه المسألة خاصة في كتابيه: «نظرات جديدة في علوم الحديث»، و «الموازنة بين المتقدمين والمتأخرين»، وكان له في الكتابين طرح دقيق في كثير من جوانب التفرد، لكنه لم يتوسع، ولم يستوعب ما يتعلق بهذا الموضوع من مسائل وفروع، وإنما كان التفرد أحد الأبحاث التي تناولها في كلٍّ من كتابيه.
? فالذي يلاحظ:
أن الجهود والدراسات السابقة لم تَفِ الموضوعَ حقَّهُ، ولم تدرسه من كل جوانبه؛ وإنما تعرضت لمسائل من البحث، وتناولت أجزاء ومباحث منه، فلم تُغْنِ هذه الجهود السابقة عن دراسة شاملة مستوعبة لكل أشتات الموضوع وجوانبه وتفريعاته وضوابطه؛ وهو ما يحاوله هذا البحث، ويرمي إليه بعون الله تعالى.
منهج البحث:
مبنى هذا البحث قائم على شقين هما: الدراسة التأصيلية، والدراسة التطبيقية كما هو واضح من عنوانه.
? فالدراسة التأصيلية: هي الدراسة النظرية من خلال كلام العلماء وتقعيدهم، واعتمادها في الغالب على كتب المصطلح، وما فيها من تعريفات وتحريرات ومسائل.
والمنهج المتبع في هذا الجانب هو أولاً الاستقراء، بتتبع نصوصهم، وجمع أقوالهم، وتقصي تعريفاتهم وتحريراتهم.
ثم يأتي منهجُ المقارنة، القائمُ على مقارنة آراء العلماء، وبيان نقاط الاختلاف والاتفاق بينهم، وقد راعيت في ذلك الترتيبَ الزمني، وتطور هذه الآراء تاريخياً.
وبعد تتبع كلام العلماء والمقارنة يأتي منهج التحليل العلمي، لرصد النتائج المستخلصة، ومن ثَمَّ الترجيح.
? وأما الدراسة التطبيقية: فقوامها الاستقراء، بتتبع المفاهيم والمصطلحات - محلِّ البحث - من أمَّاتِ المصادر الحديثية، خاصة المتقدمة منها، وملاحظة السياق والمثال الذي وردت فيه.
ثم بعد عرض الاستقراء يأتي تحليل النتائج المتحصلة، وبيان وجهاتها وما يستفاد منها.
والاستقراءات التي قمت بها تمت بوساطة الحاسب، وسيأتي الكلام عن منهج البحث فيه، وأهم البرامج المستعملة.
خطة البحث:
الفصل التمهيدي: مفاهيم تأسيسية
المبحث الأول: المنهج
المبحث الثاني: المحدث والحافظ والمسند
المبحث الثالث: منهج المحدثين
المبحث الرابع: المتقدمون والمتأخرون
المبحث الخامس: القبول والرد
الفصل الأول: التفرد
المبحث الأول: تعريف التفرد وبيان مفهومه
المبحث الثاني: أقسام التفرد وأسبابه ومنشؤه
المبحث الثالث: صلة التفرد بعلل الحديث والعلاقة بينهما
المبحث الرابع: أثر التفرد في الجرح والتعديل، وألفاظ الجرح الدالة على التفرد
¥(15/87)
المبحث الخامس: عصر التفرد أو طبقة الراوي المتفرد وأثره عند المحدثين
المبحث السادس: مصادر التفرد، والتعريف بأهم المؤلفات في هذا الباب وأنواعها
الفصل الثاني: الحديث الفرد
المبحث الأول: تعريف الحديث الفرد وصلته بغيره من أنواع علوم الحديث
المبحث الثاني: أقسام الحديث الفرد
المبحث الثالث: الفرد المطلق
المبحث الرابع: الفرد النسبي
الفصل الثالث: الحديث الغريب
المبحث الأول: ذم المحدثين لغرائب الأحاديث، ومعنى الغريب لغة
المبحث الثاني: بيان المحدثين لمعنى الحديث الغريب
المبحث الثالث: استقراء مصطلح الغريب
المبحث الرابع: أقسام الحديث الغريب
المبحث الخامس: الفرق بين الحديث الفرد والحديث الغريب
المبحث السادس: حكم الحديث الغريب
المبحث السابع: اصطلاح خاص في استعمال الغريب
الفصل الرابع: الحديث الشاذ
المبحث الأول: الشاذ في اللغة
المبحث الثاني: التطور التاريخي لمفهوم (الشاذ) عند المحدثين
المبحث الثالث: خلاصة ا لعرض التاريخي، والراجح في مفهوم الشاذ
المبحث الرابع: حكم الحديث الشاذ
الفصل الخامس: الحديث المنكر
المبحث الأول: المنكر في اللغة
المبحث الثاني: كلام المحدثين في الحديث المنكر
المبحث الثالث: استقراء مصطلح المنكر من عمل الحفاظ
المبحث الرابع: موقع الحديث (المنكر) من الحديث (الضعيف)، وعلاقته بالحديث (الموضوع)
المبحث الخامس: حكم الحديث المنكر أو هل يكون الحديث المنكر صحيحاً؟
الفصل السادس: زيادة الثقة
المبحث الأول: تعريف زيادة الثقة
المبحث الثاني: أقسام زيادة الثقة مع الأمثلة
المبحث الثالث: حكم زيادة الثقة في الحديث
الفصل السابع: ضوابط قبول التفرد أو رده
المبحث الأول: ضوابط قبول التفرد وقرائنه.
المبحث الثاني: ضوابط ردِّ التفرد وقرائنه المتعلقة بالراوي.
المبحث الثالث: ضوابط ردِّ التفرد وقرائنه المتعلقة بالمروي.
الخاتمة
وأخيراً فهذا البحث جهدٌ متواضع في خدمة السنة، حرصتُ أن أسلك فيه سُبُلَ المحدثين، وأن أقتفي آثار الحفاظ المُقَدَّمين، فإن وُفِّقتُ فالفضل كله لله، وإن زلَّ قلمي، أو تعثرتُ في شيء منه، فمن نفسي وقلةِ علمي، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب.
ـ[ابن القطان العراقي]ــــــــ[19 - 03 - 07, 06:25 م]ـ
أني لأتعجب من كلام الشيخ صاحب الرسالة،فاذا درس في مرحلة الماجستير وكتب في موضوع لا استطيع تقييمه الا بعد قراءته ولكن من خلال الابواب التي ذكرها اظنه تناول علم العلل كلللللللللللللللللللللله فلم يذر شاردة ولا واردة الا تحدث عنها وكل واحدة منه هذه التي ذكرها- على ما اظن- تحتاج الى دراسة مستقلة وتحتاج الى رسالة ماجستير فكيف جمعها في رسالة واحدة وماجستير!!!!!!!!!!!!!
واذا كان في هذه المرحلة المستجدة - وانا معه- وتراه يستقل بجهود انا على يقين انه لم يقرأها أو لم يفهم ما يقرأ؟ عذرا ولكن هذا الذي افهمه .. من نقده لكل جهد من سبقه وهم اعلام معروفون -وهذا ليس تعصبا - وانما هو معرفة قدر النفس.
والذي استغربه:أنه ينتقد كل باحث وكاتب بعد ان يأخذ منه مبتغاه! فهل هذا هو الانصاف ... أن نصعد على اكتاف الاخرين ثم نتنكر لهم ونركلهم -حاشاهم!؟ ما هكذا هو هدي السلف.
فمن سلم من نقده ... نعم ليس احد منهم معصوما ولكن ليس من الانصاف الا نظهر وتشراب اعناقنا الا بانتقاص او طعن!!
أخي الفاضل:
بالنسبة للشيخ المليباري فانه من جلة علماء الحديث وما كتبه انما تناول جزئية معينة اما انت فانك تناولت علم العلل كله؟ فلا يصح منك ان تحاكمه على ما تري انت.
واما شيخنا الدكتور عبد القادر المحمدي،وكتابه" الشاذ والمنكر وزيادة الثقة"
فانا أحد طلابه ... وقد لازمته سنوات واجازني مع عشرة من الاخوة قبل خمس سنوات ووالله - بلا مبالغة- فانه تناول الموضوع بشكل شامل وكامل وثبت قواعد لاسيما في موضوع زيادة الثقة .. وكتابه يدرس عندنا في الجامعة الاسلامية في مرحلة الدكتوراه،وكذا في كلية البلقاء التطبيقية في عمان على ما اظن.وعن الجزئية التي ذكرتها فمنها جزمت انك لم تقراه أو تصفحته! وليس هذا منهج طلاب العلم السلفيين فانا قراته بل درسته،وقد اسهب في نقاش الحاكم وحينما ساق الامثلة انما ساقها لتفنيد الزيادة بمفهوم المتأخرين (الفقهاء والاصوليين)،اذ الحاكم يعرفها في كتابه المعرفة انها زيادة راو على بقية الرواة .. ثم ساق الامثلة لذلك.فجاء الدكتور الى هذه الامثلة وناقشها واحدا واحدا وبين انها لا تصح،ولا تسلم له.
وكذا كل من ذكرت من العلماء وطلبة العلم.
واخيرا اخي انت استفدت من كل من ذكرت فلا تجعل حظهم منك الانتقاص لان الله تعالى سيقيض لك من ياخذ منك ثم يجرحك ...
وسامحني اذا اثخنت القول ولكنها النصيحة وفقك الله ...
ـ[أبو عبد الرحمن الحمصي]ــــــــ[26 - 03 - 07, 11:34 م]ـ
بارك الله فيك أخي ابن القطان على حرصك وغيرتك على علم الحديث وأهله
ولكن أخي الكريم:
لعله مما لا يخفى عليك أنه من أدبيات ولوازم البحث الأكاديمي ما يسمى بنقد المصادر، وهذا لا يعني ذم هذه المصادر، أو إنكار فضلها وما حوته من علم، إنما أن يبين الباحث ما الذي عالجته هذه المصادر وتناولته من الموضوع، ثم ما الذي يرى الباحث أنه لم يُستوف فيه
فإن كان الباحث سيسلم بكل ما يقرؤه، ولن يتعرض لنقد من تقدم، وسبقه بإدلاء دلوه، فإني أظن أنه لن يكتب بحث جديد، ولن يتقدم هذا العلم خطوة
فإنما نتاج العلم يأتي من اطلاع المتأخر على ما كتبه المتقدم فيفيد منه، ثم يتم ما يراه بحاجة إلى إتمام
ثم إني أعجب إليك أخي الكريم: أن الباحث لم يتهم العلماء الفضلاء الذين ذكرهم بقلة العلم أو غير ذلك، إنما أشار إلى الحاجة إلى إتباع جهودهم بجهد يكون فيه استقصاء وتفصيل وتدقيق في بعض ما مروا عليه ولم يتناولوه
واخيراً فأرجو أن لا تكون قد وقعت فيما تلوم الباحث عليه، فتحكم عليه، وتلومه، دون أن تطلع على جهده، وهل كان كلامه ادعاء أم حقيقة
وفقنا الله وإياك لكل خير
¥(15/88)
ـ[ابن القطان العراقي]ــــــــ[27 - 03 - 07, 08:37 م]ـ
أخي الحبيب وفقك الله
لم أعجب من دفاعك عن الآخ الباحث فلو كنت مكانك لفعلت مثل ذلك،ولا عجب.
ولكن يا اخي انا لم اعترض على الاخ في مخالفته المشايخ،فلا أعتقد اننا نقول بعصمة احد من البشر اللهم الا سيد البشر صلى الله عليه وسلم،بله أن من اساسيات ما ربانا عليه شيخنا الدكتور المحمدي حفظه الله ابداء الرأي وعدم التعصب الا للحق،ولكن أخي انا درست الكتاب في مرحلة الماجستير في الجامعة علي يدي مؤلفه، واستغربت من النقد الموجه للكتاب،بل يدل على أحد امرين:
إما أنه لم يقرأه وتجنى عليه بهذه النتيجة.
أو أنه استفاد منه ونهل من نتائجه وتنكر له! ولعل الاخير هو الارجح عندي والله أعلم،إذ الأمثلة التي ذكرها الباحث (مستلة) من الكتاب؟!
وانا لا أعترض على الانتفاع من البحوث شريطة الاشارة اليها،ولكن اعيب على الكثير من الباحثين اليوم الذين (يصلخون) بالعبارة البغدادية أو يستلون!! ثم يتسلقون على اكتاف السابقين ويضنون رفعتهم بالانتقاص ممن سبق؟ وهذه طريقة اصبحت ولله المشتكى شائعة.
هذا ما اردت قوله فان اصبت فمن الله وحده وان اخطأت فمن نفسي والشيطان والحق احق ان يتبع.
واذكر لك حادثة ذكرها استاذنا الدكتور بشار عواد في أحد المحافل قال في معرض الثناء على شيخنا الدكتور عبد القادر المحمدي:" ومن فطنته وذكائه وادبه انه استدرك عليّ أكثر من عشرين موضعا في تحقيقي لكتاب جامع الترمذي وخالفني في احكامها وتبين لي صواب رأيه وصححتها على تصحيحه ".وهذا الكلام قيل امام العشرات على قاعة الجامعة الاسلامية ببغداد.
والله الهادي لسواء السبيل
ـ[أبو عبد الرحمن الحمصي]ــــــــ[28 - 03 - 07, 02:00 ص]ـ
بارك الله فيك اخي
وشكرا لك على تفاعلك، والعلم يحيى بين اثنين
ولكن يثير استغرابي أمرين في ردك:
الأمر الأول: أني لم أذكر في تقييمي لعمل الدكتور المحمدي إلا أنه لم يعلق على كل الأمثلة التي ساقها، ومثلت بالحديث الشاذ وأمثلة الحاكم التي ساقها ولم يعلق عليها أو يبين وجه الشذوذ فيها
فإن كان هذا الكلام افتراء أو غير صحيح فبينه واثبت عكسه
الأمر الثاني: كيف تدعي أن الأمثلة مستلة من رسالة الدكتور المحمدي وأنت لم تقرأ، ولا حتى أحد من المنتدى اطلع على الرسالة؟؟؟
أليس هذا من التجني بلا علم ولا دليل
وللعلم أخي الكريم:
أنا لم أطلع على كتاب الدكتور المحمدي إلا في أواخر البحث قبل المناقشة بأشهر
وجزاك الله خيرا
ـ[ابن القطان العراقي]ــــــــ[28 - 03 - 07, 04:16 م]ـ
أخي الحبيب الحمصي وفقك الله:
أعود لأقول لك:ما هكذا تورد يا حمصي الإبل!!!!!! (ابتسامة)
أرى أنك بدأت تتعصب لنفسك،وأنا أربأ بك عن ذلك فانت طالب علم في السنة النبوية. وأعرف الناس بمنهجية السلف في النقاش.
أخي: أنا لم ازعم اني قرأت بحثك واتمنى عليك ان ترسل لي نسخة حتى اتشرف بالاطلاع عليها،ولكن عناوينك في الابواب التي ذكرتها اوهمتني ذلك؟؟؟
واما عن اطلاعك على الكتاب قبل اشهر فالاشهر مفتوحة (1 - 12) شهرا، وربما شهر واحد يكفي للاستلال!!!!!!!!!! -ابتسامة-،علما أنك قلت في اول كلامك انك استفدت من الكتاب في نقل كلام الأئمة -وانظره - فالوقت الذي كفاك لما اخذت النقول - كما قلت انت- قد يكفيك ويزيد بالنسبة للامثلة،علما ان البحث يقدم قبل اشهر من المناقشة للكلية كما تعلم لغرض التقويم اللغوي وتسليمه للمناقشين
وعلى كل حال:فليس عيبا ان نستفيد من غيرنا ولكن العيب ان نتنكر لهم
وليس شيخنا الدكتور فقط فانت تنكرت -عذرا- للشيخ اللاحم والمليباري وغيرهم.
وانتظر منك نسخة من بحثك متكرما علي.
ـ[أبوصالح]ــــــــ[30 - 03 - 07, 07:47 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبا عبدالرحمن وأحسن إليك، والنفوس تتشوف إلى هذه الرسالة وطبعها.
إن كان البحث بين يديك فهل ذكر الباحث هذا المثال وتطبيقات الأئمة عليه، فإن كان ..
فلعلك – إن شئت – تنقل ملخصاً منه أو نتيجته.
حديث معاذ بن جبل وهو في مسلم
(أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في غزوة تبوك، فكان يؤخّر الظهر حتى يدخل وقت العصر فيجمع بينهما).
وفقك الله لكل خير وأحسن إليك.
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[31 - 03 - 07, 05:18 م]ـ
أرجو أن تشرفونا بالاطلاع على البحث، بارك الله فيكم
¥(15/89)
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[04 - 04 - 07, 10:58 م]ـ
الى اخي الفاضل ابن القطان العراقي حفظه الله
هون عليك فالرجل ما انتقص احدا ولا نقض جهدا وانما من حقه التعليق والتعقيب،وأسأل الله له الموفقية والسداد.
ـ[أبو عبد الرحمن الحمصي]ــــــــ[05 - 04 - 07, 10:52 م]ـ
بارك الله فيكم فضيلة الدكتور عبد الرزاق، وجزاكم الله خيرا
وهكذا يعرف أهل العلم بإنصافهم وعدلهم
ـ[أبو عبد الرحمن الحمصي]ــــــــ[05 - 04 - 07, 11:00 م]ـ
أخي أبا صالح: حديث معاذ في الجمع بين الصلاة تعرضت له أثناء دراسة أمثلة الحاكم للحديث الشاذ، وعذراً على عدم ظهور الإحالات، إذ لم أعرف كيف أنسخ النص مع الهوامش
- المثال الأول للشاذ عند الحاكم:
المثال الأول الذي ذكره هو حديث قتيبة بن سعيد ()، عن الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حَبيب ()، عن أبي الطُّفيل ?، عن معاذ بن جبل ?: «أن النبي ? كَانَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ زَيْغِ الشَّمْسِ أَخَّرَ الظُّهْرَ إِلَى أَنْ يَجْمَعَهَا إِلَى الْعَصْرِ، فَيُصَلِّيَهُمَا جَمِيعاً، وَإِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَ زَيْغِ الشَّمْسِ عَجَّلَ الْعَصْرَ إِلَى الظُّهْرِ، وَصَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعاً ثُمَّ سَارَ. وَكَانَ إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ الْمَغْرِبِ أَخَّرَ الْمَغْرِبَ حَتَّى يُصَلِّيَهَا مَعَ الْعِشَاءِ، وَإِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ عَجَّلَ الْعِشَاءَ فَصَلاهَا مَعَ الْمَغْرِبِ» ().
قال الحاكم (): «هذا حديث رواته أئمة ثقات، وهو شاذُّ الإسناد والمتن، لا نعرف له علةً نعلله بها، ولو كان الحديث عند الليث عن أبي الزبير عن أبي الطفيل لعللنا به الحديث، ولو كان عند يزيد بن أبي حبيب عن أبي الزبير لعللنا به، فلما لم نجد له العلتين خرج عن أن يكون معلولاً.
ثم نظرنا فلم نجد ليزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل رواية، ولا وجدنا هذا المتن بهذه السياقة عند أحد من أصحاب أبي الطفيل، ولا عند أحد ممن رواه عن معاذ بن جبل عن أبي الطفيل؛ فقلنا الحديث شاذ.
وقد حدثونا عن أبي العباس الثقفي قال: كان قتيبة بن سعيد يقول لنا: على هذا الحديث علامة أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، وأبي بكر بن أبي شيبة، وأبي خيثمة، حتى عدَّ قتيبةُ أسامي سبعة من أئمة الحديث كتبوا عنه هذا الحديث».
ومعنى وضعِ سبعةٍ من كبار الحفاظ علامةً على هذا الحديث أنهم استغربوه، واستشكلوه من حديثه، وكان موضعَ استفهامٍ وتعجب، ولم يقبلوه كما قبلوا بقية حديثه، لذا قال الحاكم بعد ذلك:
«فأئمة الحديث إنما سمعوه من قتيبة تعجباً من إسناده ومتنه، ثم لم يبلغنا عن أحد منهم أنه ذكر للحديث علةً».
أي لم يبينوا موضع الخلل الذي فيه، أو مكمن علته، وإلا فهم قد استغربوه وردوه، وعلق الذهبي على عبارة الحاكم هذه (): «قلت: بل رووه في كتبهم واستغربه بعضهم».
ثم قال الحاكم: «فنظرنا فإذا الحديث موضوع، وقتيبة بن سعيد ثقة مأمون».
ثم نقل عن البخاري أنه قال: «قلت لقتيبة بن سعيد: مع مَنْ كتبت عن الليث بن سعد حديث يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل؟
فقال: كتبته مع خالد المدائني. قال البخاري: وكان خالد المدائني يدخل الأحاديث على الشيوخ».
فهذا الحديث حكم عليه الحاكم بالشذوذ سنداً ومتناً، مع أنه لم يقف له في أول الأمر على مكمن العلة وموطن الخلل، فأطلق الشذوذ على ما ترجح عنده خطؤه وإن لم يبن له سببه.
ومما رجح شذوذ السند: أنه لا يعرف ليزيد بن أبي حبيب رواية عن أبي الطفيل إلا في هذا الحديث، ولا يحفظ المحدثون بهذه النسخة سنداً آخر، فهذا من علامةِ الوهم.
وأصل الحديث رواه أبو الزبير، عن أبي الطفيل، عن معاذ ?.
وعن أبي الزبير رواه: زهير بن معاوية ()، وقرة بن خالد ()، ومالك ()، وسفيان الثوري ()، وهشام بن سعد (). والليث بن سعد إنما رواه عن هشام بن سعد عن أبي الزبير بهذا السند.
بينما تفردَ قتيبةُ بن سعيد () برواية هذا الحديث عن الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الطفيل، عن معاذ بن جبل ?، فجعل مكان (هشام بن سعد عن أبي الزبير عن أبي الطفيل)، يزيدَ بن أبي حبيب عن أبي الطفيل ().
وهذا التفرد من قتيبة وهم، سببه أنه كان في مجلس الليث بن سعد مع خالد المدائني، وخالد متهم ()، كان يُدخل الأحاديث على الشيوخ فأدخل هذا السند المركب على قتيبة على حين غفلة منه، وجعله من حديث الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل، فالخطأ من قتيبة ().
ثم إن المتن - وعليه المعوَّلُ في القول بجمع التقديم – لا يرويه إلا هشام بن سعد عن أبي الزبير عن أبي الطفيل عن معاذ ?، وهشام متكلَّم فيه، وقد اختلف عليه أيضاً، وخالف أصحاب أبي الزبير كلهم في روايته لهذا المتن فلم يذكر أي منهم جمع التقديم ().
ولو كان المتن صحيحاً ثابتاً عن النبي ? لاشتهر بين المحدثين، ولتعدَّدَتْ طرقُه، لا سيما مع توافر الدواعي على نقله، لتعلقه بأمرٍ يحتاج إليه الناس، وهو رخصةُ جمعِ التقديم في السفر، فإن حديث قتيبة هو عمدة هذا الباب، وحجة من جوَّز الجمع تقديماً.
هذه الأمارات كلها جعلت الحاكم وعدداً من الحفاظ يستنكرون الحديث ويستغربونه، ويحكمون عليه بالشذوذ، وربما اكتفوا في إعلاله بالإشارة إلى تفرد قتيبة بن سعيد، حتى توصل البخاري بعمق نظره، وطول باعه، ونور بصيرته في هذا العلم، الذي حباه الله إياه، إلى موضع الخلل، وأصل الوهم في الحديث، وهو أن قتيبة سمع من الليث هذا الحديث مع خالد المدائني، وقتيبة ثقة، والليث ثقة، إلا أن الثقة ليس بمعصوم من الخطأ والوهم، فأرجع العلة إلى أن خالداً أدخله على قتيبة وأوهمه أنه هكذا حدث به الليث.
فبان بهذا أن السند ملفق، وأن المتن مركب على هذا السند ().
¥(15/90)
ـ[أبوصالح]ــــــــ[14 - 04 - 07, 01:34 م]ـ
أخي أبوعبدالرحمن الحمصي
بارك الله فيكم .. وجزاكم الله خيراً.
وأتأمل ما كتبته – إن شاء الله-.
ـ[يعقوب محمد الصيني]ــــــــ[02 - 07 - 07, 11:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
أخي العزيز:
إنني معجب بجهودك المستمرة، وما تقوم بها من خدمة الاسلام والمسلمين، وكما عرفت بأن الرسالة قد طبعت، لكن بسبب من الأسباب، لم يصل إلينا الرسالة حتى نقرأها ونستفيد منها، والآن عندي مشكلة حول "مدار الاسناد وأثره في علل الحديث"، إذا كان عندكم بعض المراجع والمصادر، رجاء من فضيلتكم ارسالها إلي، فجزاكم الله خير الجزاء! وأنا مستعجل بذلك!
ـ[يعقوب محمد الصيني]ــــــــ[02 - 07 - 07, 11:05 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
أخي العزيز:
إنني معجب بجهودك المستمرة، وما تقوم بها من خدمة الاسلام والمسلمين، وكما عرفت بأن الرسالة قد طبعت، لكن بسبب من الأسباب، لم يصل إلينا الرسالة حتى نقرأها ونستفيد منها، والآن عندي مشكلة حول "مدار الاسناد وأثره في علل الحديث"، إذا كان عندكم بعض المراجع والمصادر، رجاء من فضيلتكم ارسالها إلي، فجزاكم الله خير الجزاء! وأنا مستعجل بذلك!
ـ[رجل من أقصى المدينة]ــــــــ[02 - 07 - 07, 09:36 م]ـ
في الأسابيع الماضية نوقشت في جامعة أم القرى رسالة دكتوراة عن التفرد عند المحدثين.
ـ[يعقوب محمد الصيني]ــــــــ[03 - 07 - 07, 09:01 ص]ـ
أخي الحبيب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!!
لقد عرفت بأن هناك كثير من العلماء يكتب عن هذا الموضوع، لكن لم يصل إلينا بسبب من الأسباب، فرسالة دكتوراة عن التفرد أصبحت مجهولة عندنا، فإذا كان ممكن ذلك، فرجاء من الأخي أن يرسل بعض المعلومات إلي لحل هذه المشكلة، فجزاكم الله خير الجزاء!!!(15/91)
التحمل قبل الإسلام والاداء بعده
ـ[علي عبدالله]ــــــــ[05 - 01 - 07, 12:03 م]ـ
صحة تحمل الحديث قبل الإسلام والاداء بعده فقد ذكر ابن الملقن في شرحه لحديث جبير ابن مطعم رضي الله عنه عدم الخلاف في ذلك اعني صحة التحمل قبل الاسلام والاداء بعده مع ان السيوطي في الفيته يقول أنه قول الجمهور. فمن من العلماء قال بعدم الصحة؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 04:57 م]ـ
كان الخلاف موجودا قديما، ولعله انتهى، وينظر هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=483109&postcount=9
ـ[ابن صادق المصري]ــــــــ[06 - 01 - 07, 04:34 ص]ـ
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله. أما بعد:
قال ابن كثير في الباعث الحثيث (صح تحمل الصغار الشهادة والأخبار، وكذلك الكفار إذا أدوا ما
حملوه في حال كمالهم، وهو الاحتلام والإسلام.) و لم يذكر رحمه الله خلافا في هذا , فقد يكون هناك خلافا لكنه لم يذكر لقلة أهميته. و الله أعلم.(15/92)
عندي بحث في كلام الاقران بعضهم في بعض آمل المساعدة
ـ[سلمان الخطيب]ــــــــ[05 - 01 - 07, 09:46 م]ـ
عندي بحث في كلام الاقران بعضهم في بعض آمل المساعدة وهل هناك بحوث او دراسات سابقة حول الموضوع
ـ[ابن السائح]ــــــــ[05 - 01 - 07, 10:19 م]ـ
للأخ مصطفى باحو كتاب جيد حول كلام الأقران
تجده في مكتبة الضياء
ـ[سلمان الخطيب]ــــــــ[06 - 01 - 07, 09:10 م]ـ
بارك الله فيك يابن السائح
ـ[ابن السائح]ــــــــ[07 - 01 - 07, 12:49 ص]ـ
وفيك بارك الله
ـ[أبو البراء المصري الأثري]ــــــــ[24 - 10 - 08, 05:37 م]ـ
عندي بحث بعنوان كلام الأقران بعضهم في بعض أسبابه ونتائجه
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[31 - 10 - 08, 09:28 ص]ـ
انظر هنا http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=151769
ـ[أبو البراء المصري الأثري]ــــــــ[06 - 11 - 08, 12:50 ص]ـ
يااخ سلمان انا متخصص وعندي بحث علمي بعنوان كلام الاقران بعضهم فيبعض اسبابه ونتائجه
فان احببت الاطلاع عليه راسلني وانا ارسله لك
ـ[محمد سمير]ــــــــ[14 - 06 - 10, 02:40 ص]ـ
السلام عليكم أين اجد ((كلام الأقران بعضهم في بعض
تأليف: أبو سفيان مصطفى باحو
))
على النت(15/93)
ما هو ضبط: مغلطاي بن قليج؟
ـ[صالح العقل]ــــــــ[07 - 01 - 07, 01:37 ص]ـ
سلام عليكم ورحمة الله ....
أخي الكريم:
قد يتباين الناس في ضبط كثير من الأعلام، ولا سيما الأعلام الأعجمية ...
ومن تلك الأعلام:
مغلطاي بن قليج ...
فأرجو المشاركة في ضبط هذين العلمين مع ذكر المصدر.
جزاكم الله خيرا ..
ـ[أم مريم]ــــــــ[07 - 01 - 07, 03:30 ص]ـ
مُغلطاي بن قَلِيج بن عبد الله البَكجَري الحَكري ... (توضيح المشتبه لابن ناصر الدين 7/ 118)
ـ[أبو أسامة ابن سعد]ــــــــ[09 - 01 - 07, 03:40 ص]ـ
مغلطاى (بضم الميم, وفتح الغين, وتسكين اللام)
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[27 - 01 - 07, 07:55 م]ـ
مُغلطاي بن قَلِيج بن عبد الله البَكجَري الحَكري
شكرا لكم
ـ[أبو أنس القراري]ــــــــ[27 - 01 - 07, 11:27 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[محمود التركي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 02:52 ص]ـ
السلام عليكم
إخواني الكرام!
مُغُلْطَايْ بن قِلِيجْ وهو اسم تركي
وهذان الاسمان مستعملان بين الأتراك في يومنا هذا كما بينت. فليتنبه.
(ولساني الأم تركي، قليج: بمعني السيف)
جزاكم خيرا
ـ[صالح العقل]ــــــــ[24 - 07 - 07, 02:13 ص]ـ
أخي محمود: وما معنى مغلطاي؟
ـ[الاحسائي]ــــــــ[24 - 07 - 07, 10:35 م]ـ
الشئ بالشئ يذكر:
اليوم الفجر كنت اقرأ البخاري وشئ من فتح الباري على أحد المشائخ فمر عليّ هذا الإسم-مغلطاي- في كلام ابن حجر فأخطأت فيه للأسف ولو أني قرأت موضوعكم هذا من قبل لما حدث هذا (ابتسامة) ..
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[27 - 07 - 07, 11:42 م]ـ
أخي الحبيب محمود التركي جزاكم الله خيراً
ـ[السدوسي]ــــــــ[30 - 07 - 07, 03:02 م]ـ
وجدت في الأعلام للزِّرِكْلي اهتماما بضبط هذا العلم فأوردته هاهنا.
الأعلام للزركلي - (ج 7 / ص 275)
...... وشذرات الذهب 6: 197 ومعجم المطبوعات 1768 والنجوم الزاهرة 11: 9 وهو مشكول فيه بسكون الغين، وأبوه (قليح) بكسرة تحت القاف وإهمال الحاء، وكل ذلك مخالف لبيت ابن ناصر الدين، في منظومته (بديعة البيان) وشرحها (التبيان - خ.
نسخة ابن حجر العسقلاني،
والبيت: (وبعده الملين التخريج ذاك مغلطاى فتى قليج) و (مغلطاى) و (قليج) مشكولان فيه أكثر من مرة، بما اعتمدته هنا، وبيت المنظومة يحتم الجيم في الثاني وتحريك الغين في الاول.
وفى المتأخرين من جعل حركة (الغين) ضمة، وجزم بهذا جان سوفاجيه في Journal Asiatique سنة 1950 ص 55.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 01 - 09, 01:47 ص]ـ
السلام عليكم
إخواني الكرام!
مُغُلْطَايْ بن قِلِيجْ وهو اسم تركي
وهذان الاسمان مستعملان بين الأتراك في يومنا هذا كما بينت. فليتنبه.
(ولساني الأم تركي، قليج: بمعني السيف)
جزاكم خيرا
بارك الله فيكم وتكتب بالتركية الحديثة k?l?ç
وعلى هذا فالصواب قِلِج بكسر القاف واللام دون ياء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=136296
ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 01 - 09, 02:08 ص]ـ
ولعل فتح القاف فرارا من توالي كسرتين وبعدهما ياء ولكن كما قلت الصواب بدون ياء
والله أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 01 - 09, 02:41 ص]ـ
أما أصل الكلمة فمغل
ولذا فضبط مُغُل ينبغي أن لا ينازع فيه
طاي =
وتكتب بالتركية الحديثة tay
والاسم MUGULTAY
وفي الأسماء التركية والمغولية والبلاد التي تأثرت بالحكم المغولي والتركي كبلاد ما وراء النهر وبلاد الهند
MUGUL فقط دون tay أيضا
فتجد من اسمه Ahmed Mugul أحمد بن مغل ونحو ذلك
وفي كتب التراجم في أسماء التركيات مغل كما في كتاب السخاوي في ترجمة
محمد بن محمد بن محمد بن عمر بن رسلان
(وأمه تركية اسمها مغل فتاة الجلال البلقيني أم ابنته زينب
ـ[إبراهيم الأبياري]ــــــــ[20 - 01 - 09, 08:18 ص]ـ
بارك الله فيكم وتكتب بالتركية الحديثة k?l?ç
وعلى هذا فالصواب قِلِج بكسر القاف واللام دون ياء
جزاكم الله خيرا.
مرفق ملف صوتي لنطقها بالتركية، حملته من هنا:
http://www.turkishdictionary.net/?word=k%FDl%FD%E7
وهي - كما ذكرتم - دون ياء.
نفع الله بكم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 01 - 09, 08:40 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
Mo?ultay
ـ[عبدالرزاق العنزي]ــــــــ[20 - 01 - 09, 10:10 ص]ـ
السلام عليكم
ما معنى مغلطاي؟
ـ[إبراهيم الأبياري]ــــــــ[11 - 10 - 09, 02:45 ص]ـ
أخي محمود: وما معنى مغلطاي؟
السلام عليكم
ما معنى مغلطاي؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
قال حسن عبجي في مقدمة تحقيق «الدر المنظوم من كلام المصطفى المعصوم -صلى الله عليه وسلم-»، للحافظ مغلطاي:
http://wadod.org/uber/uploads/10.JPG
http://wadod.org/uber/uploads/11_2.JPG
http://wadod.org/uber/uploads/12.JPG
وهذه حاشية «تدريب الراوي» المشار إليها:
http://wadod.org/uber/uploads/11-2.JPG
والله أعلم بالصواب.
ـ[سمير محمود]ــــــــ[19 - 11 - 09, 08:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ونحن نتكلم لغة من لغات الأتراك وكلمة "طاي" قد تفيد "الصديق" في لغتي , وكثير من الأسماء التركية المركبة فيها كلمة "طاي" ومثلا ( ça?atay) وهذه اسم ابن جنكزخان الذي حارب الإسلام في عهده هو الذي طبّق أحكام المغول ومنع الغسل الشرعي ...
ومعني "طاي" في تلك التراكيب "الخيل" وما زلنا نسمي ولد الخيل ( dayça) أو ( tayça) في أذربيجان و ( ça) لصيغة التصغير.
¥(15/94)
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[02 - 12 - 09, 08:51 ص]ـ
الشئ بالشئ يذكر:
اليوم الفجر كنت اقرأ البخاري وشئ من فتح الباري على أحد المشائخ فمر عليّ هذا الإسم-مغلطاي- في كلام ابن حجر فأخطأت فيه للأسف ولو أني قرأت موضوعكم هذا من قبل لما حدث هذا (ابتسامة) ..
لله در هذا الموقع الذي عرفنا بالأفاضل
ما ضبط (قطلوبغا) شارح النخبة
ـ[إبراهيم الأبياري]ــــــــ[03 - 12 - 09, 12:20 ص]ـ
ما ضبط (قطلوبغا) شارح النخبةقُطْلُوبُغا: بضم القاف وسكون الطاء وضم اللام والباء؛ كلمة تركية، وهي رتبة عسكرية (1)، ومعناها: الفحل الميمون (2).
والله أعلم.
ــــــــــــــــــ
(1) «المجموع في ترجمة العلامة حماد الأنصاري -رحمه الله-» (2/ 744).
(2) محمد يعقوبي في مقدمة تحقيق كتاب «التعريف والإخبار بتخريج أحاديث الاختيار»، لابن قطلوبغا (ص 69)، وأحال على مقدمة كتاب «منية الألمعي» (ص 6).
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[03 - 12 - 09, 12:55 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخ أبراهيم على هذه الفائدة
ـ[رجب هارون مسامبا]ــــــــ[03 - 12 - 09, 01:29 ص]ـ
جزاكم الله خيرا إخواني
ولي سؤال
ما معنى أقبرس وما ضبطه؟
وحبذا لو سعى أحد الأفاضل لجمع كتاب في ضبط الأسماء المملوكية، فهي ليست سهلة أبدا
ـ[الدسوقي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 10:04 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
وعلاء الدين مُغْلَطَاي بن قليج (ولد 689 - وتوفي يوم الثلاثاء 24/ 8/762 هـ)
والله أعلم.(15/95)
الإمام المعلمي اليماني يحتج بالشيخ الألباني
ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[07 - 01 - 07, 11:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
- أتدرون من كان يعرف الشيخ الألباني قبل خمسين سنة بل كان يحتج بكلام ناصر الدين الألباني
هو العلاَمة المحدَث النحرير
عبد الرحمن بن يحيى المعلَمي اليماني - رحمه الله -
قال:
( ......... و في كتاب " فضائل الشَام " للربعي سبع عشرة حكاية عن كعب قال فيها مخرَجه
الشيخ ناصر الدَين الأرناوط كلَ الأسانيد لا تصحَ " و في هذا تصديق لما قلته مرارا أنَ غالب ما يروى عن كعب مكذوب عليه .... ) الأنوار الكاشفة " صفحة: 128 طبعة عالم الكتب.
و بارك الله في أبي معاذ محمد مرابط على هذه الفائدة
فسبحان من جعل طعن المبتدعة سببا في زيادة فضائل العالم
الأخ السريلنكي
mujahidhuzaim@yahoo.com
ـ[بدر العمراني]ــــــــ[07 - 01 - 07, 04:41 م]ـ
رحم الله الشيخين، و نفعنا بعلومهما.
ـ[آل عامر]ــــــــ[07 - 01 - 07, 04:41 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[07 - 01 - 07, 04:56 م]ـ
الشيخ الألباني له جهود ملموسة في علم الحديث إلا أن مما يؤخذ عليه عدم التدقيق في علل الحديث والتساهل في تقوية الحديث بالشواهد والناس فيه طرفان ووسط
فبعض الناس ينكر علم الألباني بالحديث وهذا شطط وبعضهم يتعصب له وكأنه البخاري أو علي بن المديني وهذا شطط كذلك ومن توسط في حاله فجعل تصحيحه قريبا من تصحيح ابن حبان وأحيانا مثل الحاكم ومن تتبع تخريجات الشيخ وجد فيها أخطاء متعددة في الأحكام على الأحاديث والرجال وعدم التفات أحيانا إلى كلام علماء الحديث في تعليل الرواية
فطالب العلم يتوسط في حاله وينتقى من أحكامه ويستفيد من كتبه وتخريجاته وعزوه
والحمد لله
ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[07 - 01 - 07, 05:38 م]ـ
السلام عليكم أخي عبد الله بن عبد الرحمن بارك الله فيك
ما فائدة ذكره هنا وماذا تريد إذا؟ قولك"أن مما يؤخذ عليه عدم التدقيق في علل الحديث والتساهل في تقوية الحديث بالشواهد ..... ومن توسط في حاله فجعل تصحيحه قريبا من تصحيح ابن حبان وأحيانا مثل الحاكم "
غاية في المبالغة
من أين عرفت ياأخي أن الشيخ الألباني عادم التدقيق في علل الحديث حتى جعلت من اعتبر تصحيحه في مرتبة تصحيح الحاكم متوسطا ومن أين لك هذا؟ فكيف ننتقي من أحكام الألباني ونحن طفيليات في موائد علماء الحديث. وإن كان لديك أمثلة هاتها حتى نناقش لنرى من هو أهدى سبيلا
بارك الله فيك زادك الله حرصا
الأخ السريلنكي
mujahidhuzaim@yahoo.com
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[07 - 01 - 07, 06:04 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
علماء الحديث كثر ولله الحمد قديما وحديثا والأحكام على الأحاديث وعلم الحديث ليس وليد الساعة بل هو علم قديم
وبعض العلماء أفنوا أعمارهم في جمعه وتدوينه وبيان علله وكذا سبروا رجال الحديث وحكموا عليهم بما يليق بهم
فهل من المعقول والانصاف أن نلغي أحكامهم وعلمهم ونأخذ بقول الشيخ الألباني الذي ظهر في العصور المتأخرة إذا خالفهم بدون حجة ظاهرة؟
فالتعصب للشيخ الألباني في أحكامه وعدم قبول حكم غيره مهما كان من التعصب المقيت والغلو في الأشخاص
ولو درست علم الحديث دراسة مستوعبة ثم درست أحكام الشيخ الألباني بدون تعصب لتبين لك كثرة أخطائه في أحكامه
ولله الحمد
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[07 - 01 - 07, 06:15 م]ـ
* قال عبد الرحمن المعلمي رحمه الله تعالى في مقدمته لكتاب (الفوائد المجموعة) للشوكاني مبيناً تساهل كثير من المتأخرين في حكمهم على الأحاديث:
(إنني عندما أقرن نظري بنظر المتأخرين أجدني أرى كثيراً منهم متساهلين وقد يدل ذلك على أن عندي تشدداً لا أوافق عليه غير أني مع هذا كله رأيت أن أبدي ما ظهر لي ناصحاً لمن وقف عليه من أهل العلم أن يحقق النظر ولا سيما من ظفر بما لم أظفر به من الكتب التي مرت الإشارة إليها) اهـ من المقدمة لكتاب (الفوائد المجموعة) ص8.
وقال أيضاً في (الأنوار الكاشفة) ص 29: (وتحسين المتأخرين فيه نظر) اهـ.
ـ[ابن عمر عقيل]ــــــــ[07 - 01 - 07, 09:44 م]ـ
ولو درست علم الحديث دراسة مستوعبة ثم درست أحكام الشيخ الألباني بدون تعصب لتبين لك كثرة أخطائه في أحكامه
ولله الحمد
نحسبك يا عبدالله ممن درس علم الحديث , فليتك وإتماماً للفائدة تورد لنا أمثلة لبعض أخطاء الالباني الكثيرة في احكامه بزعمك.
وفقك الله
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[07 - 01 - 07, 11:11 م]ـ
عنوان الموضوع أن الشيخ المعلمي يحتج بقول الشيخ الألباني!
والمعلمي قد تقرر عنده ضعف روايات كعب وقد ذكرها مرارا ثم وقف على كلام الألباني فاستشهد به ولم يحتج به؟
وهذا رابط لابن عمر بن عقيل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2827&highlight=%C7%E1%C3%E1%C8%C7%E4%ED+%DD%C7%CA (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2827&highlight=%C7%E1%C3%E1%C8%C7%E4%ED+%DD%C7%CA)
¥(15/96)
ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[08 - 01 - 07, 09:14 ص]ـ
السلام عليكم عبد الله بن عبد الرحن
قولك"لتبين لك كثرة أخطائه في أحكامه (يعني-الألباني) "
بالنسبة إلى قراءتك لأحكام الشيخ جاز لك القول بهذا أما بالنسبة لأحكام الشيخ كلها فلا ثم لا. ولو كنت درست علم الحديث دراسة مستوعبة فتبين لك كثرة أخطائه فأورد لنا بعض الأمثلة حتى نناقش لنرى من هو أهدى سبيلا وإلا فدعواك عارية
اقرأ هاتين الفقرتين للألباني وتأمل أن الألباني لم يكن غافلا عما انتقد بل كان يعرف المسير الصحيح بل هو سوء الفهم والتسرع والتزبب قبل التحصرم
( ........ أنه لم يلتفت إلى أقوال المصححين للحديث من العلماء و لا إلى قاعدتهم التي ذكروها في " مصطلح الحديث ": أن الحديث الضعيف يتقوى بكثرة الطرق، فوقع في هذا الخطأ الفادح من تضعيف الحديث الصحيح .......
.الصحيحة-1761)
( ...... و هو مثال صالح من الأمثلة الكثيرة التي تؤكد أن قاعدة
تقوية الحديث بكثرة الطرق ليست على إطلاقها، و أن تطبيقها لا يتيسر أو لا يجوز إلا لمن كان على معرفة قوية بأسانيد الأحاديث و رواتها ...... الضعيفة-2112)
عفوا
بارك الله فيك وزادك الله علما وفضلا
الأخ السريلنكي
mujahidhuzaim@yahoo.com
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[08 - 01 - 07, 10:09 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
سؤال للأخ السريلنكي
بما أنك متعصب للشيخ الألباني فالسؤال هو:
إذا وجدنا حديثا ضعفه الإمام البخاري وصححه الشيخ الألباني؟ فقول من نأخذ؟
ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[08 - 01 - 07, 11:38 ص]ـ
السلام عليكم يا أخي في الله
لم تجب على سؤالي ولكن صرحت عني بالتعصب -الله يغفر لي ولك-وجوابي على سؤالك الأخير سؤال آخر وإذا رد صحابي حديثا بعدما أخبر به-بضم الهمزة- فأورده البخاري في صحيحه فبقول من تأخذ؟ فجوابك جوابي
بارك الله فيك وزادك الله علما وتوفيقا
الأخ السريلنكي
MUJAHIDHUZAIM@YAHOO.COM
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[08 - 01 - 07, 11:56 ص]ـ
أنا خاطبتك باللغة التي تصلح للمتعصبين لأن الأمثلة تصلح لغير المتعصبين
فالمقلد ليس بعالم كما قال ابن عبدالبر فماذا تنفعه الأمثلة
خذ مثالا تصحيح الألباني لحديث (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان) اتمنى منك دراسته
ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[08 - 01 - 07, 03:03 م]ـ
السلام عليكم يا أخي أصلح الله الجميع
أريد الجواب يا أخي عن أسئلتي السابقة
1 - من أين عرفت ياأخي أن الشيخ الألباني عادم التدقيق في علل الحديث حتى جعلت من اعتبر تصحيحه في مرتبة تصحيح الحاكم متوسطا ومن أين لك هذا؟
2 - وسؤالي على سؤالك"بما أنك متعصب للشيخ الألباني فالسؤال هو:
إذا وجدنا حديثا ضعفه الإمام البخاري وصححه الشيخ الألباني؟ فقول من نأخذ؟
أوردت للمتعصب ,والمقلد -على حد زعمك- مثالا من غير نقد فهذا يدل على أنك من الذين رميتني به
بارك الله فيك وفق الله الجميع
الأخ السريلنكي
mujahidhuzaim@yahoo.com
ـ[ابن عمر عقيل]ــــــــ[08 - 01 - 07, 07:12 م]ـ
السلام عليكم يا أخي أصلح الله الجميع
أريد الجواب يا أخي عن أسئلتي السابقة
1 - من أين عرفت ياأخي أن الشيخ الألباني عادم التدقيق في علل الحديث حتى جعلت من اعتبر تصحيحه في مرتبة تصحيح الحاكم متوسطا ومن أين لك هذا؟
2 - وسؤالي على سؤالك"بما أنك متعصب للشيخ الألباني فالسؤال هو:
إذا وجدنا حديثا ضعفه الإمام البخاري وصححه الشيخ الألباني؟ فقول من نأخذ؟
أوردت للمتعصب ,والمقلد -على حد زعمك- مثالا من غير نقد فهذا يدل على أنك من الذين رميتني به
بارك الله فيك وفق الله الجميع
الأخ السريلنكي
mujahidhuzaim@yahoo.com
غفر الله لك يا عبدالله
وأعلم بأنك أتيت بدعوى عريضة ومثلت لها بما يخالف دعواك.
أتهمت الشيخ الالباني بضعفه في معرفة علل الأحاديث ثم تورد عدم أطلاعه على بعض تراجم الرجال!!
الواضح بأنك تردد كلام غيرك
فأتق الله وأتي بكلام من تردد كلامه حتى نعرف مدى خطاه من صوابه
أما الإحالة على غيرك وفي خارج مدار النقاش
فهذا يبين أنه في قلبك شيء نعوذ بالله من ذلك
وإلا فلتبين مقصودك هداك الله
أما رميك لمن يدافع عن الألباني بأنه متعصب فهذا ظلم
لأن الدفاع بالحق عن إخيك المسلم واجب شرعي فما بالك أذا كان الدفاع عن إمام من أئمة أهل السنة بل محدث العصر وإن رغمت أنوف.
وفقك الله وبالحق بصرك
وبارك الله فيك يا اخ مجاهد وأجزل لك المثوبة
ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[09 - 01 - 07, 08:50 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وفيك بارك الله يا أ خي ابن عمر عقيل وجزاك الله خيرا لحسن ظنك بإخوانك المسلمين يا عبد الله ابن عبد الرحمن أنا مفتوح القلب للاسترسال في موضوعك
وفق الله الجميع
الأخ السريلنكي
mujahidhuzaim@yahoo.com
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[09 - 01 - 07, 02:44 م]ـ
التعصب كله مذموم سواءً كان لشيخنا المجدد الألباني رحمه الله تعالى، أو كان لغيره.
وقد أجمع المنصفون بأن الألباني رحمه الله تعالى أحد أذكياء الدنيا الذين قل أن يجود الزمان بمثله.
ولا يعني ذلك بأنه معصوم؟!! كما يظن المخالف.
فهو بشر يخطيء ويصيب ...
ولكن عندما يسفه، أو يأتي أحد منا لم يتجاوز سنه الخامسة عشرة ويتكلم عن منهجه وأنه متساهل؛ أو لايعلم شيئاً عن علم علل الحديث؟؟؟!!!!!!!!!!!!.
فهذه مصيبة والله؛ بل طامة.
وعندما تطالبه بالدليل، أو ذكر بعض الأمثلة يتنصل ويتهرب ويتملص، ويبادلك سؤالك بسؤال آخر؟!!
وكي لا أطيل فهذا الموضوع قد تكلمنا فيه كثيراً؛ بل مللنا منه ......
فكل يوم يطلع علينا أحدهم، يطعن في الألباني وأحمد شاكر وووووو.
ووراء الأكمة ما وراءها.
فهلا صرفت جهودك ـ المتبخرة ـ ياهذا والتي فاح نتنها إلى المبتدعة، وسلطت سهامك المسمومة على الطاعنين في العقيدة والقرآن؟!
وإني في خاتمة كلامي هذا، أشهد الله بأني لا أعني أحداً أو أقصد بكلامي هذا أحداً بعينه ....
من الذين كتبوا في هذا الموضوع، ولكنه كلام أردت به التذكير والتنبيه والإرشاد.
والله من وراء القصد.
¥(15/97)
ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[09 - 01 - 07, 05:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله للجميع وجزاك الله خيرا أيها المشرف لنصيحتك الغالية
الأخ السريلنكي
mujahidhuzaim@yahoo.com
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[12 - 01 - 07, 12:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
- أتدرون من كان يعرف الشيخ الألباني قبل خمسين سنة بل كان يحتج بكلام ناصر الدين الألباني
هو العلاَمة المحدَث النحرير عبد الرحمن بن يحيى المعلَمي اليماني - رحمه الله -
قال: ( ......... و في كتاب " فضائل الشَام " للربعي سبع عشرة حكاية عن كعب قال فيها مخرَجه الشيخ ناصر الدَين الأرناوط كلَ الأسانيد لا تصحَ " و في هذا تصديق لما قلته مرارا أنَ غالب ما يروى عن كعب مكذوب عليه .... ) الأنوار الكاشفة " صفحة: 128 طبعة عالم الكتب.
و بارك الله في أبي معاذ محمد مرابط على هذه الفائدة
فسبحان من جعل طعن المبتدعة سببا في زيادة فضائل العالم
الأخ السريلنكي
mujahidhuzaim@yahoo.com
الشيخ عبدالرحمن المعلمي استأنس بحكم الشيخ الألباني رحمهما الله على أنَّ غالب الرِّوايات عن كعب مكذوبة عليه، ولو احتجَّ بحكم الشيخ بعد تتبعه فهو حال جميع المنصفين ولا أدري ماذا تقصد بقولك (فسبحان من جعل طعن المبتدعة سببا في زيادة فضائل العالم) من هؤلاء المبتدعة؟ أمَّا أحكام الشيخ الألباني رحمه الله فليست على وتيرة واحدة منذ أن بدأ يخرِّج الأحاديث ويحكم عليها يوم أن كان شابّاً إلى آخر حياته، فقد كان يتراجع عن ما وقع فيه من أخطاء سواء في التصحيح أو التَّضعيف، والذي يقلِّد الشيخ رحمه الله في أحكامه دون أن ينظر في كلامه ويقارنه بكلام بقية العلماء خاصَّة علماء العلل، ثمَّ يشنِّع على من تعقَّب الشيخ فهو كالبهيمة ويريد للآخرين أن يكونوا مثله. أمَّا الحكم على الشيخ بأنَّه متساهل أو متشدد أو لا يلتفت إلى أقول أئمة العلل ولا ينظر في الاختلاف في الروايات و الاتصال والانقطاع، ولا يعتبر التَّفرُّد علَّة في غالب أحكامه أو غيرها مما انتُقِدَ على الشَّيخ رحمه الله، فعلى من يتكلَّم في هذا الموضوع أن يدرس الأحاديث التي حكم عليها الشيخ رحمه الله دراسة منصفة دون غلو أو تقصير ثم يصدر حكمه على منهج الشيخ رحمه الله.أمَّا أن يصف البعض الشيخ بأنه متساهل وغير ذلك ثم يأتي آخرون ويصفونه بأنه العلاَّمة المجدِّد الذي لا يُردُ حكمه هكذا جزافا دون دراسة لأحكام الشيخ فكلاهما مخطئ، وليست الإمامة مرتبطة بالتشدد أو التساهل، فالترمذي مع إمامته فإن البعض يصفه بالتساهل والحاكم إمام مع أنه موصوف بالتساهل وكذلك ابن حبَّان وغيرهم، وليس الخطأ الحاصل في وصف الشيخ رحمه الله بالتساهل وعدم الالتفات للعلل أقل من الخطأ الذي يبثه كثير ممن يقلد الشيخ الألباني رَحِمَهُ اللهُ و يتعصَّب لأحكامه ويرد كلام من هم أعلم منه وأجلَّ خاصَّة أئمة العلل، ولو طلبت من أحد هؤلاء أن يأتيك بمئة حديث _ مما صححه أو حسَّنه الشيخ الألباني رَحِمَهُ اللهُ بناء على مجموع الطرق أو غيرها مما انتُقِدَ عليه رَحِمَهُ اللهُ _ درسها دراسة موسَّعة وتتبع فيها أحكام الشيخ رحمه الله لما وجدت عنده شيئا. وفي الملتقى بعض الأحاديث التي أخطأ الشيخ في الحكم عليها، بسبب بعض العلل التي لم يلتفت إليها أو غيرها من الأمور التي تقع لغيره من العلماء، وكل ذلك وضعه الإخوة ليفيدوا غيرهم، وليس تنقُّصا من قدر الشيخ رحمه الله كما يريد أن يصوِّره بعض الأغمار. وأظن الأخ السيرلانكي جاءنا من (بعض المواقع) وقد مُلئ رأسه بتفاهاتهم التي يبثونها هناك عن الإخوة في الملتقى. أسأل الله أن يرزقنا الإنصاف، وقول الحقِّ في الغضب والرضى، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل.
ـ[ابن عمر عقيل]ــــــــ[12 - 01 - 07, 01:02 ص]ـ
يقول ابن المعتمر: لا فرق بين بهيمة تقاد ورجل يقلد.
وهذا حق
ونعوذ بالله من التقليد دقه وجله
ولكن الرزية كل الرزية من يقلد في منهجه وعقيدته!!
فعلم الحديث من أشرف العلوم وأصعبها , بل يكاد يتفق أهل العلم على جواز التقليد فيه لقلة من يعرفون علل الحديث وحال الرجال.
ومع ذلك يجب على من عرف خطأ العالم في تصحيح أو تضعيف حديث مأ , يجب عليه ألا يتابعه في خطأه ولابد من قائم لله بحجته في جميع العصور مع حفظ مكانة ذلك العالم المخطئ.
وهذا الكلام يوافق عليه العارف بقدر علم الحديث.
أما المتعالمين المدعين لمعرفة العلل فكثر وأحمقهم من تلبس لباس أهل الحديث وهو ليس منهم!!
وهولاء ينطبق عليهم قوله عليه الصلاة والسلام: " المتشبِّع بما لم يُعطِ كلابسِ ثوبي زُور ".
فلسنا بمن نعتقد العصمة للرجال مهما علا شأنهم , ولكن نذب عن من عاش ومات وهو على الطريق القويم والصراط المستقيم نحسبهم والله حسيبهم.
وكما قال أصحاب محمد: من كان مستناً فبمن مات فالحي لا تأمن عليه الفتنة.
والله المستعان
¥(15/98)
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[12 - 01 - 07, 01:32 ص]ـ
الأخ السيرلانكي أتى بهذا الكلام ووجهه للإخوة في الملتقى فإما أن يبين لنا من هؤلاء المبتدعة الذين يعنيهم أو يجب أن نبين لغيره من المطالعين للموضوع ماذا يقصد هو وغيره بهذا الكلام، وقد مللنا من هذه الخطب الجوفاء التي يبثها الجهلة، وإذا أتينا للتحقيق والتمحيص لم نجد عندهم إلا الخواء
والإخوة في الملتقى ينفون مرارا وتكرارا قصد التنقُّص من الشيخ الألباني رحمه الله، فهم يعاملونه كغيره من علماء الحديث، لكن بعض الجهلة من المقلِّدين للشيخ تعصُّبا لا عن علم يزعمون أن كل من خالف الشَّيخ فإنه يطعن في علمه
وأنا أستغرب أنك تقول إنَّ المدَّعين كثر، فهل تقول هذا الكلام عن علم أم تقوله تقليدا لغيرك دون دراسة وتمحيص
والاستنان بمن مات يكون فيما أصابوا فيه، ولو كانت قاعدتك هذه صحيحة في الحكم على الأحاديث فماذا سنقول عن الشيخ الألباني رحمه الله عندما خالف غيره من أئمة العلل الذين ماتوا قبله ورد كلامهم.
رحم الله امرءا عرف قدر نفسه، وترك الحديث فيما لا يحسن.(15/99)
ضع سؤالك لفضيلة الشيخ المحدث د. إبراهيم بن عبدالله اللاحم حفظه الله
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[09 - 01 - 07, 02:25 ص]ـ
بسم الله، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وبعد:
إخوتي الكرام،
يسرُّنا في ملتقى أهل الحديث أن نعقد لقاء متخصصاً في مجال الحديث وعلومه بفضيلة الشيخ المحدث الدكتور:
إبراهيم بن عبدالله اللاحم حفظه الله
ويأتي هذا اللقاء بفضيلته بعد انقطاع عن عقد مثل هذه اللقاءات. فنحمد الله سبحانه على أن وافق فضيلة الدكتور على عقد اللقاء بعد إلحاح.
فتفضلوا -سلمكم الله- بإدراج أسئلتكم تحت هذا الموضوع، مع مراعاة أن تكون الأسئلة تخصصية قدر الإمكان. ثم يتم إيصال الأسئلة لفضيلة الشيخ ليتكرم بالجواب عنها.
نسأل الله سبحانه أن يبارك في الدكتور اللاحم، وأن ييسر لنا الإفادة من علومه، إن الله سميع مجيب.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[09 - 01 - 07, 02:27 ص]ـ
وقريباً نضع ترجمة الشيخ الفاضل، بإذن الله ...
ـ[ابن صادق المصري]ــــــــ[09 - 01 - 07, 03:03 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
تعليقات الإمام البخاري الصحيحة لا تكون بنفس درجة الأحاديث الصحيحة المسندة إسنادا (كما ذكرتم في شرح الباعث الحثيث). فهل هذة المقارنة تكون فقط داخل صحيح البخاري , أم يمكن مقارنة حديث علقه البخاري في صحيحه و صححه مع حديث أسنده الإمام أحمد مثلا في مسنده و تقديم حديث الإمام أحمد إن كان صحيحا لمجرد أنه أسنده؟ , و لا سيما إن كان بين الحديثين إختلاف
و جزاكم الله خيرا.
ـ[ابن صادق المصري]ــــــــ[09 - 01 - 07, 03:56 ص]ـ
سؤال آخر: أخرج الإمام البخاري لعمران بن حطان مادح قاتل الإمام علي , ألا يقدح ذلك في عدالته؟ , و قد ذكرتم في شرح الباعث الحثيث أن الراوي صاحب البدعة إن كان حافظا ضابطا , تقبل روايته, و بدعته على نفسه , فالسؤال هنا هل كونه صاحب بدعة لا يقدح في عدالته؟ و من شروط الحديث الصحيح أن يكون عادلا و ليس ضابطا فقط.
و جزاكم الله خيرا و معذرة إن أثقلنا عليكم.
ـ[صالح العقل]ــــــــ[09 - 01 - 07, 06:49 م]ـ
فضيلة الشيخ: من شروط الحديث الصحيح الاتصال ...
فهل يستثنى من هذا الشرط بعض السلاسل: مثل أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه؟
ونحو ذلك.
وهل لهذه المسألة ضابط.
2 - ما رأيكم -سددكم الله- في بعض العبارات التي يزيدها الحافظ على قوله (صدوق)
مثل قوله: صدوق يهم، وصدوق له أوهام. صدوق سيء الحفظ ....
3 - كثير من الباحثين يعتمدون على الحاسب في التخريج، ودراسة الأسانيد.
ما نصيحتكم العلمية التخصصية. لهؤلاء. وهل يمكن أن يعتمل على البرامج اعتمادا كليا دون الكتاب الورقي؟؟
جزاكم الله خيرا ..
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[09 - 01 - 07, 09:43 م]ـ
ما هى الضوابط والقواعد لتصحيح الحديث بكثرة طرقه او تحسينه
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[10 - 01 - 07, 12:01 ص]ـ
فضيلة الشيخ
عندي سؤالان
الأول: ما هو الراجح في شهر بن حوشب،؟ لأنه اختلف فيه اختلافا كبيرا
الثاني: هل يمكنكم أن تدلونا على ما يجب على طالب علم الحديث أن يقرأ من الناحية النظرية والعملية؟ الكلام في هذا يطول ولكن أريد الإجابة على وجه الإجمال
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[10 - 01 - 07, 02:35 ص]ـ
هل يسوغ لطالب العلم المطلع الشدة او الانكار على مخالفيه في المسالة المشهورة
: بالفرق بين منهج المتقدمين و المتاخرين في علم الحديث؟
ارجو تشريح الجواب جدا
ـ[ابو سارة الغائب]ــــــــ[10 - 01 - 07, 03:17 ص]ـ
فضيلة الشيخ وفقه الله:
في كتاب الاعجاز العلمي في السنة النبوية للدكتور زغلول نجار صفحة32اورد الحديث التالي:
عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل:هذه المغارب اين تغرب؟ وهذه المطالع اين تطلع؟ فقال صلى الله عليه وسلم (هي على رسلها لا تبرح ولا تزول , تغرب عن قوم وتطلع على قوم ,وتغرب عن قوم وتطلع , فقوم يقولون غربت ,وقوم يقولون طلعت)
((مسند الامام ابي اسحاق الهمداني؛ حسب زعمه رغم عدم وجوده في المسند المذكور))
واستدل بهذا الحديث على كروية الارض وانها تدور حول محورها.
فالسؤال هل الحديث صحيح وهل الاستدلال صحيح وجزاكم الله خيرا.
ـ[سنايد راسي]ــــــــ[11 - 01 - 07, 05:24 م]ـ
لسلام عليك ورحمة الله وبركاته وبعد:
مالفرق بين الحديث الشاذ وزيادة الثقة وفقك الله وسددك.
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[11 - 01 - 07, 11:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركااته
السؤال الأول
عند تعارض الأئمة في الجرح والتعديل وخاصة اذا كانت من نفس الإمام فما العمل عند ذلك
السؤال الثاني
ما هو منهج ابن جحر رحمه الله في التقريب وفي أحاكمه على الرجال فيه
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[12 - 01 - 07, 02:41 ص]ـ
بارك الله في الشيخ و نفعنا بعلمه , و السؤال هو:
هل يلزم في تقوية الحديث بالشواهد و المتابعات أن يحتوي المتابع على أكثر ألفاظ الحديث؟ و هل يمكن التقوية بوجود شاهد لكل عبارة بالمتن و لكن في أحاديث عدة؟ و جزاكم الله خيراً.
¥(15/100)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - 01 - 07, 04:22 م]ـ
سلام عليكم ورحمة الله
* فضيلة الشيخ:
كثر في هذا الوقت بين طلاب الحديث من يعتني بالإجازات وتجميعها والسفر أحيانا من أجلها وأخذها عن العجائز والعوام وأهل البدع ... حتى أصبحت همَّ كثير منهم مع تقصير من بعضهم في كثير من علوم الشريعة بل علم الحديث نفسه، وظهر من بعضهم استخدام عبارات مشابهة للعبارات التي استخدمها العلماء في الأئمة الكبار كالمسند الكبير والرحالة وشيخ المسندين ومسند العصر، وقد أثر هذا كثيرا في الناشئة من طلبة العلم.
فما رأي فضيلتكم نفع الله بكم وبارك فيكم؟
* فضيلة الشيخ:
ما هي الكتب التي لا ينبغي لطالب علم الحديث أن يقصر في درسها والاطلاع عليها أو حفظها حتى يكون مؤصلا تأصيلا محكما؟
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[12 - 01 - 07, 04:24 م]ـ
أسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء وأن ينفع بعلمكم.
س1 / يا شيخ هل يوجد حديث سنده صحيح ولكنه أعل بأن متنه باطل؟
س2 / إذا رأيت من يستدل بحديث فيه ضعف، علماً أن بعض العلماء صححه هل أنكر على من يستدل به، لأني أرى أن الراجح فيه الضعف، أم لا أنكر على من استدل به؟
س3 / أتمنى توجيه نصيحة لمن يكتب في المنتديات ويردد أحاديث ولا يبالي بمعرفة هل هي صحيحة أم ضعيفة، أتمنى توجيه نصيحة تكون مناسبة للنشر في المنتديات لعل الله ينفع بها؟
بارك الله فيكم.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[12 - 01 - 07, 06:02 م]ـ
أسئلة للشيخ إبراهيم اللاحم
جزى الله الشيخ إبراهيم اللاحم خيرا على هذا اللقاء المبارك
س 1: متى يكون الطالب مؤهلا للحكم على الرِّوايات؟
هل يكفيه أن يملك كثيرا من المراجع المطبوعة و المخطوطة وبرامج الكمبيوتر، مع دراسة بعض الكتب الخاصة بمصطلح الحديث على بعض المشايخ؟
س 2: نرى من بعض المتصدرين للتصحيح والتضعيف عدم الالتفات لكثير من تعليلات الأئمة بحجَّة أنَّ ظاهر الإسناد الصِّحة، وأنَّ ذلك الإمام لم يبين لنا العلَّة في هذا الإسناد، وأنَّا لن نترك الحكم الظاهر لكلام هذا الإمام، فما التوجيه لهؤلاء هداهم الله؟
وما التوجيه لمن يحترم كلام الأئمة ويحاول فهم تعليلاتهم عند مخالطة أولائك، هل يناقشهم ويحاول إقناعهم، أم يتركهم كي لا يضيِّع وقته وجهده في غير فائدة؟
س 3: نرى إحجام كثير من العلماء الذين يتصدَّون لمسائل علم مصطلح الحديث نظريّا عن الحكم على الأحاديث، و نسمع تثريب بعضهم على من يتصَدَّى للحكم على الروايات ممَّن يتَّبع منهجهم في كثير من المسائل التي يقررونها ويصفهم بالمتسرِّعين أو نحوها، فمتى يُخرج أصحاب المنهج الصحيح أحكامهم للسَّاحة في ظلِّ هذا الوضع؟
س 4: ما رأيكم بمن يصف من يدعوا إلى منهج المتقدمين أو منهج أئمة العلل في فحص الأسانيد جيدا وعدم الاكتفاء بظاهرها أنَّهم مبتدعة يسعون لهدم السُّنَّة؟ وليتك تسهب في الكلام عن أهمية الرُّجوع إلى منهج أئمة الحديث في الحكم على الرِّوايات وعدم الاكتفاء بظاهر الأسانيد، مع ذكر الأمثلة وغيرها. س 5: ما المنهج الَّذِيْ تقترحه في علم الحديث ليسير عليه المبتدئ، ويكون بعده مؤهَّلا للحكم على الرِّوايات؟ س 6: ما مدى صحَّة هذه القاعدة الَّتِيْ ذكرها الإمام الذَّهبي رَحِمَهُ اللهُ ((وأما المجهولون من الرواة، فإن كان الرجل من كبار التابعين أو أوساطهم احتمل حديثه وتلقى بحسن الظن، إذا سلم من مخالفة الأصول وركاكة الألفاظ))؟
يتبع إن شاء الله
ـ[أحمد العاني]ــــــــ[12 - 01 - 07, 07:50 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
فضيلة الشيخ - حفظكم الله تعالى - عندي مجموعة أسئلة نود أن تتحفونا بالإجابة عليها و جزاكم الله خيرا:
س1: ما قولكم في قيمة " سؤالات أبي عبيد الآجري لأبي داود " حيث أن أبا عبيد الآجري ليست له ترجمة معروفة؟
س2: ذكر بعض الباحثين المعاصرين أن شرط (ثبوت اللقاء للحكم باتصال السند) شرط لم تثبت نسبته إلى الإمام البخاري و شيخه علي بن المديني، و زعم أن المحدثين أجمعوا على عدم اشتراط ثبوت اللقاء و لو مرة للحكم باتصال السند بل اكتفوا بالمعاصرة في السند المعنعن من غير المدلس، ما قولكم في هذه المسألة.
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[14 - 01 - 07, 08:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
شيخنا إبراهيم نفعنا الله بعلمه ووفقه تعالى لما يحب:
س1) ما هو ترتيب مصادر تخريج الحديث؟
س2) ابن حبان يذكر بعض الرجال في الصحابة ثم يذكرهم في التابعين فما قولكم رعاكم الله؟.
س3) ما درجة هذا الحديث ((مَنْ كَذَبَ عليَّ مُتعمِّداً [ليُضِلَّ بهِ الناسَ] فلْيَتبوَّأْ مَقْعدَهُ من النارِ)) بزيادة مابينا المعكوفتين؟
س4) ما هو القول الفصل في زيادة الثقة الضابط؟
ـ[فواز الجهني]ــــــــ[15 - 01 - 07, 08:32 ص]ـ
فضيلة الشيخ حفظه الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قال ابن عدي (4/ 266)
سمعت عبد الله بن محمد البغوي يقول: -وقد كتب اليه بن أبي داود رقعة يسأله عن لفظ حديث لجده بين له من لفظ غيره فيه والحديث الذي سأله جده عن محمد بن قيس أبو سعد الصاغاني عن أبي جعفر الرازي عن الربيع عن أبي العالية عن أبي بن كعب جاء المشركون الى رسول الله e فقالوا انسب لنا ربك فأنزل الله عز وجل قل هو الله أحد -
فقال البغوي لما قرأ رقعته: أنت والله عندي منسلخ من العلم.
فما معنى قول البغوي هذا؟
¥(15/101)
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[15 - 01 - 07, 07:28 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فضيلة الشيخ أحسن الله إليكم عندي سؤال واحد و هو:
إذا كانت بعض الأحاديث تصحح بناءا على صيغ الأداء كحديث المدلس فهل معنى هذا أن الرواة اللذين جاؤوا بعد المدلس لا يتصرفون في تلك الصيغ و ما هو أحسن مرجع للتوسع في هذه المسألة؟
أثابكم الله
ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[17 - 01 - 07, 07:10 م]ـ
السلام عليكم
ما هي الشروط الواجب توفرها في الضعيف المعل بالانقطاع حتى يقبل التقوية وهل يتقوى مثل المعضل والمنقطع أم أن تقوية المنقطعات تختص بالمرسل الذي توفرت فيه الشروط التي ذكرها بعض أهل العلم (أن يكون المرسل من كبار التابعينوان يكون متشددا في الرواية فلا يسمي إلا ثقة ..... )
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحيم الجزائري]ــــــــ[17 - 01 - 07, 07:23 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
شيخنا إبراهيم اللاحم - حفظه الله-:
عندي بعض الأسئلة المتعلقة بمصطلح الحديث، فأرجو منكم الإجابة عنها، وهي:
1/ هل هذه الحالات من أسباب الضعف الشديد، فلا تصلح في الشواهد و المتابعات: الاعضال - ابهام راو- جهالة العين - تعدد الضعف في السند الواحد، كتعدد الانقطاع؟
2/ ما مواصفات الراوي الذي تقبل منه الزيادة في الأسانيد، والمتون؟
3/ هل مجرد الاختلاف على الراوي يصيرنا إلى الترجيح مباشرة، فلا إمكانية للجمع بطريقة التجويز؟ وهل يعرف هذا التجويز عن الأئمة المتقدمين؟
4/ إذا تفرد من لا يحتمل منه التفرد بإسناد ما، هل يصلح في التقوية إذا جاء المتن من وجه آخر؟ وكيف نعرف أن الراوي لا يحتمل منه التفرد؟
5/ هل يصح تقوية المرفوع الضعيف إذا جاء موقوفا من وجه آخر؟
6/ كثر القيل و القال حول منهج العلامة الألباني رحمه الله في التصحيح و التضعيف، فتارة يوصف بالتساهل، وتارة يوصف بأنه على "منهج المتأخرين"، أرجو كلمة عامة في بيان منهج الشيخ رحمه الله؟
7/ يرد إشكال على التفريق بين منهج المتقدمين و المتأخرين، وهو أن يقال:
هل كانت الأمة طوال فترة ما بعد المتقدمين تبني دينها على ما لا يصح من الحديث؟
بارك الله فيكم، ونفع بكم، و أجزل لكم المثوبة
ابنكم و محبكم في الله /عبد الرحيم الجزائري
ـ[ابن المنذر]ــــــــ[17 - 01 - 07, 11:25 م]ـ
السلام عليكم شيخنا الفاضل:
أرجو الإجابة على الآتي:
الأول = ما جوابكم على كتاب الانتفاع الذي ألفه الشيخ الشريف حاتم العوني ردا عليكم في كتاب الاتصال والانقطاع، وما هي الأشياء التي تراجعتم أو وافقتم الشيخ على رده.
الثاني= هل الخلاف بين المتقدمين - أنفسهم - خلافاً في المنهج أم في التطبيق؟
لأننا رأيناهم ربما اختلفوا في تصحيح حديث أو قضية حديثية اختلافاً لم نجد له جواباً.
الثالث= هل وصف الطبراني في معاجمه الثلاثة للحديث بالتفرد يوافق عليه إذا لم نجد له مخالفاً. وهل أراد به إعلال الخبر أم أراد مجرد الوصف؟
ـ[إبراهيم السعوي]ــــــــ[21 - 01 - 07, 08:55 م]ـ
المكرم فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم اللاحم حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
لدي جملة من الأسئلة ترد علي حال البحث من ذلك:
السؤال الأول: من الملاحظ أن بعض الأئمة له أكثر من رواية في الراوي الواحد، ويلاحظ على هذه الراويات التضاد وعلى سبيل المثال الإمام يحيى بن معين، وقد تحُقق من صحة الراوية عنه، ولا يمكن حمل أحد الروايات على أنه نقد نسبي، فكيف المخرج من ذلك؟
ومما يخص الإمام يحيى بن معين تعدد رواياته عن الراوي الواحد، وفيها نوع من التضاد، ولا يمكن حمله على أنه نقد نسبي فهل يعد ابن معين من مدرسة المتشددين في النقد، أو الوسط، أو له مدرسة خاصة.
السؤال الثاني: هل يستفاد من أحد أئمة النقد إذا قال عن أحد الرواة أنه روى عن فلان، وفلان؛ السماع لا سيما إذا كان هذا الناقد ممن عرف عنه الدقة في العبارة، كالبخاري لا سيما في كتابه " التاريخ الكبير ".
¥(15/102)
السؤال الثالث: إذا اختلف رأي النقاد في الراوي الواحد، وهؤلاء النقاد في درجة واحدة كالبخاري، وأبي حاتم، وقد تحقق من صحة الرواية عنهم، وهذا النقد فيه نوع تضاد كأن يقول البخاري: متروك، ويقول أبو حاتم: لا بأس به، ولا يمكن حمل أحدهما على أنه نقد نسبي، فكيف التوفيق بينهما، أو قول من يؤخذ؟
السؤال الرابع: إذا وصف أحد الأئمة أحد الرواة بالضعف مثلاً ثم بدأ بسرد أحاديث له هل يستفاد من ذلك أنه يضعف هذه الأحاديث، على سبيل المثال ابن عدي في " الكامل " وحبذا لو وصفت لنا منهج ابن عدي في هذا الكتاب على سبيل الاختصار لا سيما الأحاديث التي يوردها.
السؤال الخامس: نجد أن بعض الرواة وصف بأنه يدلس، فبعض الأئمة يذكر جملة من الرواة الذين دلس عنهم، ونقف على رواية له عن أحد الرواة، وهذا الراوي لم يذكر ممن الرواة الذين دلس عنهم، وبعد البحث نجد أن بعض الأئمة كالبخاري في التاريخ الكبير قال عنه أنه روى عن فلان وفلان، ويذكر هذا الراوي فهل يحمل على أنه سمع منه، أو يبقى على التدليس حتى نقف على من يصرح بالسماع من هذا الراوي؟
السؤال السادس: لا يخفى على فضيلتكم أن من أهم الأعمال التي يقوم بها من يقوم بتخريج الأحاديث حسن الصياغة ودقتها، إلا أننا نجد أن بعض الأئمة عرف عنه تتبع الروايات والطرق والمتابعات كالدارقطني في " العلل " وبعد البحث لا نجد لهذا الروايات سند ولا من خرجها فكيف يكون التخريج لهذه الروايات والطرق والمتابعات، مع أن الباحث مضطر لهذه الروايات والمتابعات؟
السؤال السابع: هل يُنقد المصنف الذي يعزو الحديث لمسلم وحده مع أن الحديث عند البخاري.
فقد نقد الكتاني في كتابه " التراتيب الإدارية " (1/ 42) الخزاعي صاحب " التخريج " الذي هو أصل كتابه بقوله: استفتح الخزاعي فصل الفقه في الدين في الحض على التفقه في الدين بحديث معاوية " من يرد الله به خيراً يفقه في الدين " مقتصراً على عزوه لمسلم مع أنه في البخاري وهذا معيب منه رحمه الله لما تقرر أن الحديث إذا كان في البخاري لا يعزى إلى غيره دونه.
السؤال الثامن: لا يخفى على فضيلتكم أن من مهمات المخرج حسن الصياغة حال تخريج الحديث إلا أنه قد يرد أن الأئمة الأربعة يتفقون على تخريج حديث ما من طريق أحد الرواة، وينفرد أبو داود بإخراجه أيضا ً من طريق آخر، وكذا الترمذي، والباحث محتاج لذكر هؤلاء الرواة، فكيف تكون الصياغة المثلى في هذا.
السؤال التاسع: لا يخفى على الجميع أن ممن ينصب عليه نقد الحديث نقد المتن، وهو لا يقل أهمية عن نقد الإسناد، بل قد يغني عن كثير من نقد الإسناد ورجاله إذا أعطى حقه من الاهتمام، كما فعله ابن القيم في " المنار المنيف " إلا أن الناظر يرى جل اهتمام النقاد على السند ورجاله، بل أننا نرى أن المتأخرين أعطوا نقد المتن أكثر ممن سبقهم، والبعض من الأئمة أحجم عن نقد المتن، ما هي العلة في ذلك يا فضيلة الشيخ؟ هل هو التخوف، أو صعوبة ضبطه، أو ماذا؟.
إبراهيم بن محمد السعوي القصيم ـ بريدة
ـ[أبو فراس القحطاني]ــــــــ[22 - 01 - 07, 02:40 ص]ـ
فضيلة الشيخ إبراهيم اللاحم حفظه الله تعالى
لي سؤال وهو
قول لابن تيمية ((أن كل ما انفر به ابن ماجة ضعيف))
أرجوا من فضيلتكم التعليق.
ولي سؤال ثاني
وهو
هل كلمت إنتقاء أي انتقى من أحاديثه احد المحدثين هي تعديل له أم تجريح
أرجوا منكم التعليق والتوضيح حيث أن هذا يرد علي كثيرا ويكون المترجم لم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا غير كلمة وأنتقى من
أحاديثه فلان من المحدثين.
نفع الله بكم
ـ[أبو فراس القحطاني]ــــــــ[22 - 01 - 07, 03:27 ص]ـ
وسؤال لو تكرمتم
هل يفرق بين ((ليس بالقوي)) و ((ليس بقوي)) وإن كان يفرق بينهما فمن فرق من المحدثين المتقدمين أو المتأخرين
نسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتكم
ـ[أبو زرعة الجزيري]ــــــــ[22 - 01 - 07, 04:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل نفع الله بعلمكم
(بالنسبة لطالب العلم المتخصص في غير علم المصطلح كالمتخصص مثلا في علم الفقه وأصوله ما الكتب التي ينبغي أن يدرسها وأن يتوقف عليها لأن ما زاد على ذلك لايهمه بالقدر الذي يهم الطالب المتخصص في علم المصطلح؟)
وجزاكم الله خيرا ونفع بعلمكم وأثابكم في الدارين
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[22 - 01 - 07, 01:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
شيخنا الفاضل: نفع الله بعلمكم
وردت رواية لحديث "كان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه إذا افتتح الصلاة ثم لا يعود" من رواية عبد الله بن عمر
الذي أشكل علي في هذا الحديث ما يلي:
الحديث أورده البيهقي في الخلافيات من رواية عبد الله بن عون الخراز حدثنا مالك عن الزهري عن سالم عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه إذا افتتح الصلاة ثم لا يعود
- قال ابن حجر في تلخيص الحبير أنه "مقلوب موضوع" فما مقصوده من ذلك؟
- قال ابن القيم في المنار المنيف "ومن شم روائح الحديث على بعد شهد بالله أنه موضوع" فهل هذا من باب نقد المتن؟ خصوصاً أن:
- السند ظاهره أنه كالشمس: عبد الله بن عون الخراز أخرج له مسلم والنسائي، قال فيه ابن حجر أنه ثقة عابد وقال الذهبي: ثقة من الأبدال. فغاية ما يكون أن عبد الله خالف الثقات الذين رووا هذا الحديث عن مالك وأثبتوا رفع اليدين في مواضع أخرى من الصلاة ومنهم الشافعي وابن المبارك وابن وهب ويحيى بن سعيد وغيرهم (تجاوزوا العشرة).
فما وجه الحكم عليه بالوضع؟
جزاكم الله خيراً
¥(15/103)
ـ[عبدالرحيم الجزائري]ــــــــ[22 - 01 - 07, 02:05 م]ـ
تابع لأسئلتي السابقة:
بشترط بعض الأفاضل لتقوية الضعيف بمجموع الطرق ألا يكون في العقائد، لأن "العقائد تبنى على اليقين"، هل يصح هذا الشرط؟
هل ظهر لكم شيء في قول الترمذي " حسن صحيح"؟
بارك الله فيكم
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[22 - 01 - 07, 11:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
س / هل الحديث الضعيف إذا وقع على الواقع يصحح بحكم أنه لا يعلم الغيب إلا الله وحده وأنه سبحانه أطلع رسوله صلى الله عليه وسلم على بعض المغيبات؟
س / يحتج بعض أهل العلم برواية المبتدع ولو روى ما يؤيد بدعته بتوثيقه أبتداءً ولا يصح أن نوثقه في حديثه حتى إذا روى ما يؤيد بدعته لم نقبل منه وأحتج بتخريج البخاري لبعض المبتدعة؟
ورفع الله قدركم ,,,
ـ[عبدالرحمن بن طالب]ــــــــ[22 - 01 - 07, 11:37 م]ـ
الشيخ الفاضل أحسن الله إليك
أولاً: ما هو الرد على شبهة من قال بأن قاعدة كل الصحابة عدول غير مطردة لأنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بعض المنافقين الذين لم يعرف نفاقهم إلا النبي صلى الله عليه وسلم وأخبر بهم حذيفة فربما ان أحدهم روى حديثاً ونحن نظنه من الصحابة؟
ثانياً: ما قولكم في من يقول ان الإمام مسلم رحمه الله أورد بعض الأحاديث وهي قليلة تكون ضعيفة عنده وهو إنما أوردها ليبين ضعفها وعلتها مثال:
2028 - حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يُسْأَلُ عَنْ الْمُهَلِّ فَقَالَ سَمِعْتُ ثُمَّ انْتَهَى فَقَالَ أُرَاهُ يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ح و حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ كِلَاهُمَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ قَالَ عَبْدٌ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ
أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يُسْأَلُ عَنْ الْمُهَلِّ فَقَالَ سَمِعْتُ أَحْسَبُهُ رَفَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مُهَلُّ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ وَالطَّرِيقُ الْآخَرُ الْجُحْفَةُ وَمُهَلُّ أَهْلِ الْعِرَاقِ مِنْ ذَاتِ عِرْقٍ وَمُهَلُّ أَهْلِ نَجْدٍ مِنْ قَرْنٍ وَمُهَلُّ أَهْلِ الْيَمَنِ مِنْ يَلَمْلَمَ
ومع ذلك فقد قال مسلم رحمه الله في التمييز (214): (فأما الأحاديث التي ذكرناها من قبل أن النبي صلى الله عليه وسلم وقت لأهل العراق ذات عرق فليس منها واحد يثبت).
نفع الله بعلمكم وشكر الله لكم
ـ[محمد خالد العلوي]ــــــــ[23 - 01 - 07, 11:49 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
س1/ قول الإمام الترمذي عن حديث ما ((حسن غريب)) ماذا يريد بهذا؟
س2/ الراوي المجهول الذي لم يوثق من معتمد وروى عنه ثلاثة فما فوق هل يوثق؟
س3/ راوي ذكره إمام كالنسائي أو أبو حاتم وذكر أنه مجهول، ثم ذكر ابن حجر في التقريب أنه مقبول هل هذا تعارض بين الحكمين؟
ـ[عمر]ــــــــ[23 - 01 - 07, 07:14 م]ـ
فضيلة الشيخ إبراهيم بن عبدالله اللاحم حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولا: ما القول الفصل في الراوي شريك بن عبدالله النخعي القاضي؟؟
مدعما بالمصادر لتعم الفائدة بارك الله فيكم
ثانيا: ما القول الفصل في مسالة صحيحي البخاري ومسلم
هل متونهما جميعا صحيحة ام كما سمعت الاغلب منها ..
ـ[أبو علي التونسي]ــــــــ[24 - 01 - 07, 10:09 م]ـ
الشيخ الفاضل إبراهيم بن عبدالله اللاحم حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كما تعلمون فقد ذهب جمع من العلماء إلى القول بقبول رواية المبتدع إذا لم يدع إلى بدعته. أرجو من فضيلتكم بيان الضابط في هذا الأمر مع أمثلة؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبوالزبير الأثري]ــــــــ[25 - 01 - 07, 03:16 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
شيخنا بارك الله فيكم وفى علمكم
س1_هل صحيح أن كل ماانفرد به ابن ماجه فهو غير صحيح؟
س2_ماهو قول المحدثين فى قتادة بن دعامة السدوسى؟
س3 - مالفرق بين الشذوذ وزيادة الثقة؟
س4_ماصحة حديث (أنا مدينة العلم وعلى بابها)؟
س5_ماصحة مانسب الى الرسول صلى الله عليه وسلم انه قال (تيمنو مااستطعتم)
ـ[أحمد العاني]ــــــــ[26 - 01 - 07, 10:27 ص]ـ
س3: ما صحة حديث أبي أمامة في قراءة آية الكرسي دبر كل صلاة؟
س4: ما قولكم في أحاديث النزول إلى السجود هل صح منها شيء؟
ـ[المحمود الميموني]ــــــــ[26 - 01 - 07, 03:53 م]ـ
الشيخ الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي عن التفرد كيف نفرق بين عبارة الناقد المراد منها مجرد الإخبار بتفرد الراوي بالحديث وبين المراد منها إعلال الحديث بالتفرد (إذا لم يذكر في السياق ما ينص على أحد الأمرين)
أرجو أن تشفوا لي غليلي في هذه المسألة سقاك الله من حوض النبي صلى الله عليه وسلم شربة لا تظمأ بعدها أبدا
تقبل تحياتي وتقديري
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
¥(15/104)
ـ[القرشي]ــــــــ[26 - 01 - 07, 07:24 م]ـ
شيخنا الجليل
1 - ما هو رأيكم بكتاب " تحرير تقريب التهذيب "؟
2 - وما هو رأيكم فيمن يفك الفاظ السماع والتحديث في تحقيقه للكتب، مثل: ((ثنا)) يكتبها: ((حدثنا)) و ((أنا)) يكتبها: ((أخبرنا)).
3 - وما هو رأيكم فيمن يضيف من عنده كلمة: ((قال)) بين مثل تلك الألفاظ.
4 - علماً أن قناة المجد للحديث لا يقرؤن: ((قال)) بين ألفاظ التحديث، فهل يصح عملهم؟
وفقكم الله ونصر بكم دينه.
ـ[محمد بن الحسن المصري]ــــــــ[28 - 01 - 07, 11:08 م]ـ
السلام عليك شيخنا اعلي الله قدرك
لي بعض الائساله
1ـــ قال البخاري ابي معبد الزماني لم يسمع من ابي قتاده وعليها فحدث صيام عرفه في صحيح مسلم معلول بالسماع فهل تقام طرق اخر مع هذا الطرق غير معلوله ويقام بها الحديث
2ـــ هل المنكر ابدا منكر ام يحتاج ايه احينا في رفع بعض الاحاديث الي مرتبه الاحتجاج
3ـــ من عرف بالتدليس الذي يسميه ابن حجر بالارسال الخفي هل يلزم ان يصرح بالسماع في كل طبقات الا سناد
ـ[أبوصالح]ــــــــ[29 - 01 - 07, 06:54 م]ـ
شيخنا الكريم إبراهيم اللاحم ..
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، ومرحباً بكم بين إخوانكم ومحبيكم، وحللتم أهلاً ونزلتم سهلاً.
أحسن الله إليكم شيخنا:
إعلال الإمام عبدالرحمن بن مهدي للحديث الذي أخرجه أبوداود قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، عن وكيع، عن سفيان الثوري، عن أبي قيس الأودي هو عبد الرحمن بن ثروان، عن هزيل بن شرحبيل، عن المغيرة بن شعبة، " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على الجوربين، والنعلين "، قال أبو داود: كان عبد الرحمن بن مهدي: لا يحدث بهذا الحديث لأن المعروف عن المغيرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح على الخفين. اهـ
فما وجه فهم هذه القرينة التي سلكها الامام عبدالرحمن بن مهدي ? ..
ثم إن الناقد هنا نظرته الأولى هل توجهت إلى المتن ومقارنة المرويات، أم توجهت إلى السند وبالتحديد في أبي قيس عبدالرحمن بن ثوران؟
ثم إنّ هناك وارداً كثيراً ما يعرض ..
أنه قد يقال التالي:
أنه كما رويت أحاديث متعددة في المسح من عمامة وخفين، في حوادث مختلفة، والمغيرة صحب النبي صلى الله عليه وسلم نحو خمس سنين؛ فما المانع أن يسمع بعض الرواة منه شيئاً، ويسمع غيره شيئاً آخر.
--
بارك الله فيكم شيخنا الكريم:
هل يصح القول أن الأصل عند المحدثين الترجيح بين الروايات المختلفة للحديث واحد ثم الجمع بينها عند تكافئ الأدلة، خلاف ما تقرر في الفقه وأصوله من الجمع بين المتون المتعارضة بادئ الرأي، ثم الترجيح عند تعذر ذلك.
وإن صح ذلك:
هل يقتضي اختلاف المسلكين بين أهل الحديث وعلماء الأصول خطأ أحد المنهجين .. ؟
--
بارك الله فيكم شيخنا الكريم ..
في الاختلاف على الراوي بين الرفع والإرسال، أجد أن بعض الأئمة إذا اخُتلف على الراوي رفعاً أو إرسالاً، يصفونه ب (التقصير) يقولون قصَر عن رفعه .. ويعدلون عن توهيمه بأنه أرسل ..
هل هناك ضوابط معينة يُفهم من خلالها تصرف الأئمة من النقّاد من خلال الوصف بالقصر في الإسناد عدلاً عن الوصف بالوهم في الإرسال ..
--
بارك الله فيكم:
شواهد الامام البيهقي عندما يقول: ويشهد لهذا الحديث كذا وكذا ..
أيعدُ هذا الصنيع تصحيحاً منه للحديث؟
--
بارك الله فيكم:
في كتابكم المفيد (الاتصال والانقطاع) ص227 ذكرتم أنّ ابن عدي معروفٌ عنه الاضطراب في بعض عباراته ..
ألتمس منكم لو فصّلتم في هذه الجزئية في أي مناحي الاضطراب من كتابه الكامل يكون فيه؟ ولكم وافر الشكر
ودمتم سالمين غانمين.
--
بارك الله فيكم:
قال أبوعبدالله الحاكم في المستدرك (1/ 160) بعد ذكره لحديث أبي قتادة في الهرة: وهذا الحديث مما صححه مالك، واحتج به في (الموطأ).اهـ
هل هناك فرق بين أن يُقال احتج به في الموطأ، أو أخرجه مالك في الموطأ؟
بعبارة أخرى: كيف عرف الحاكم أن مالك احتج به في الموطأ، بمعنى متى يستطيع الباحث أن يقول في حديث (احتج به مالك في الموطأ) وفي حديث في الموطأ (نزل مالك عن شرطه في الموطأ)؟
--
بارك الله فيكم شيخنا الكريم:
هل يتوجّه القول بأن الامام أبي عبدالرحمن النسائي لديه تساهل في قبول المجاهيل وتقويتهم؟
وهل هناك وحدة منهجية موضوعية عند الأئمة المتقدمين في تعاملهم مع المجاهيل من حيث القبول والرد، وإذا كانت هناك مدارس مختلفة في تصور المجهول عند الأئمة المتقدمين، فما هو أصوبها وأرجحها ولماذا الاختلاف إذا كنّا ندّعي أن المنهج واحد؟ ومن أين دخل الزلل والخطأ على المتأخرين في تصورهم للمجهول؟
--
بارك الله فيكم شيخنا الكريم:
هل لكم قائمة بأشرطتكم الصوتية التي شرحت بعض كتب أهل العلم؟
--
بارك الله فيكم شيخنا الكريم:
في كتابكم المفيد (الاتصال والانقطاع) ص184 هوامش: ذكرتم أن لكم قواعد عامة أُلقيت في بعض الدروس العلمية، يراعيها الدارس لمصطلح الحديث، وعلى الأخص أساتذة هذا الفن في تدريسهم له .. اهـ
وصاحب الأسئلة في بلادٍ بعيدة لا يتيسر له الوقوف على تسجيلاتكم الصوتية إلا ما كان منها منشوراً في (الانترنت)، فهل تمانعون لو بسطتم بعض هذه القواعد في جوابكم، فلعلّ الله أن ينفع بها.
--
سكوت البخاري في التاريخ الكبير عمّن يذكره من الرواة، أيعد جرحاً؟
--
ما وجه تصرف الامام الثوري في راوي ضعيف كالكلبي ثم يكنيه بأبي النضح، وكذلك الصلت بن دينار يكنيه بأبي شعيب فما وجه هذا التصرف، بمعنى قد يسأل سائل ويقول أبي النضح والكلبي ليسوا ثقات عند الثوري؛ فلمَ يدلس عنهم؟
--
بارك الله فيكم شيخنا الكريم:
هل يصح أن يُقال أن نقد الأئمة لأسانيد حديث المسح على الجوربين، فيه أن الأئمة النقّاد لا يرون الحسن بمجموع الطرق؟
--
أتمنى منكم التوجيه والإفادة، وحفظ الله أعماركم وأوقاتكم ومتعكم بالصحة والعافية.
ولكم ألف سلامٍ وتحية.
محبكم
أبوصالح
10/ 1/1428هـ
¥(15/105)
ـ[أبو فرحان]ــــــــ[29 - 01 - 07, 09:56 م]ـ
جزاكم الله خيرا .. اسئلتي للشيخ إبراهيم حفظه الله هي ما يلي:
السؤال الاول: هل صحت احاديث في المسائل التالية:
1 - انه عليه الصلاة و السلام كان يكرم شعر رأسه او شعر لحيته او يدهنهما او نحو ذلك لا سيما عند لقاء الوفود
2 - ان الشيطان يلعب بمقاعد بني آدم
3 - النهي عن التخلي بموارد الماء
4 - اشتراط الوضوء للطواف
5 - ان مفتاح الجنة الصلاة
السؤال الثاني: هل صحت آثار عن الصحابة في المسائل التالية:
1 - الشرب بنفَس واحد
2 - أن عليا رضي الله عنه توسد قبرا
3 - ان عليا رضي الله عنه مر على قوم يلعبون الشطرنج فقال لهم: ما هذه التماثيل التي انتم لها عاكفون
السؤال الثالث: هل صحت الرواية عن الحسن البصري انه قال: لم أسمع من أبي هريرة إلا هذا الحديث - لحديث عند النسائي
السؤال الرابع: إذا تكلم إمام شيعي في احد الرواة فهل يقبل كلامه، و لو عممنا المسالة و قلنا لو تكلم كل إمام رمي ببدعة غير مكفرة كالتشيع و القدر و الإرجاء و الخروج و نحوها في بعض الرجال هل كلامه معتبر
السؤال الخامس: الزيادة التي عند الدارقطني في الروث و العظم (إنهما لا يطهران) هل هي صحيحة
السؤال السادس: كم عدد الاحاديث الثلاثية في سنن أبي داود؟
السؤال السابع: الاحادث و الآثار في نهي الحائض و الجنب عن قراءة القرآن لا تخلو جميعها من مقال كحديث علي و حديث ابن عمر و حديث ابن مالك الغافقي و أثر علي و قصة عمر مع اخته و قصة ابن رواحه، هل ترتقي هذه الاحاديث و الآثار إلى درجة الحسن فنقول بتحريم القراءة من اجل هذه النصوص
السؤال الثامن: هل صح الإجماع في كفر منكر عذاب القبر خصوصا ان الاحاديث الواردة في عذاب القبر أحاديث آحاد
السؤال التاسع: هل لعبدالرزاق الصنعاني مسندا و هل هو موجود حاليا
السؤال العاشر: (هذا السؤال عرضته على إخواني بالملتقى و لم اجد إجابة شافية إلى حينه) و هو: هل كل من اختلف في صحبته يعتبر ثقة، مع ذكر بعض الامثلة للتوضيح
و شكرا لكم.
ـ[أبو زيد الشمري]ــــــــ[30 - 01 - 07, 02:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هذه مسألة أشكلت علي وهي حول منهج الكثير من العلماء في مسألة ما إذا تعارض الوقف والإرسال ((وتساويا)) , فبعض أهل العلم يرى أن يرجح الوقف إحتياطاً وخوفاً من القول على رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير برهان واضح والبعض الآخر يرى أنه يرفعه لأنها من باب زيادة الثقة, وإذا وقفناه احتياطاً وخشية أن نكون قلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير علم ألا نكون ربما قد نفينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا بغير علم أيضاً!!
فإن قيل: يفرق بين أحاديث الأحكام فنوقفها احتياطاً وأحاديث الفضائل فنرفعها.
فأقول: الكل شرع فلم التفرقة؟؟
ـ[سامي بن عبدالله المزني]ــــــــ[30 - 01 - 07, 07:06 م]ـ
ما صحة حديث ان رجلا جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم وبايعه على صلاتين فقبل منه؟ وكيف نرد على المخالف في هذا الحديث اا كان ضعيف؟
نريد ترتيب كتب السنه من حيث الاهميه والزوائد؟ وهل الموطأ او الدارمي او ابن ماجه اهم؟
ما هي اهم كتب العلل والرجال التي لا يستغني طالب العلم عنها؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[محب آل مندة]ــــــــ[31 - 01 - 07, 12:05 م]ـ
مارأيكم بارك الله فيكم في قول
من يعل بعض الاحاديث لأن البخاري او مسلم لم يخرجا هذا الحديث او اخرجاه بلفظ آخر غير هذا
مثال: حديث التهليل بعد الفجر والمغرب عشرا ,اخرجه البخاري و مسلم لكن بدون ذكر بعد الفجر والمغرب فأعله البعض بذلك فهل هذا الإعلال (لوحده فقط) صحيح؟
مثال آخر: حديث حذيفة عند مسلم (كان يقول في ركوعه سبحان ربي العظيم) فقد رواه غيره بزيادة (وبحمده) فهل تعل هذه الرواية لأنها بزيادة ليست في الصحيح
جزاكم الله خيرا
ـ[ابن السائح]ــــــــ[31 - 01 - 07, 12:41 م]ـ
فضيلة الشيخ الأستاذ إبراهيم اللاحم حفظه الله وأحسن جزاءه
أود أن أطرح بين يديكم سؤالا أرجو جوابه
روى الحاكم في المستدرك حديثا بسند ليّن لفظه: الولاء لُحْمة من النسب لا تباع ولا توهب
ومع غرابة سنده ونكارته قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
فتعقبه الذهبي بقوله: قلت: بالدبّوز!
ما التوجيه الصحيح لهذا التعقب النادرٍ قليلِ الاستعمال؟
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا
¥(15/106)
ـ[ابومجاهد التميمي]ــــــــ[31 - 01 - 07, 12:43 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخ ابراهيم
ما صحة الحديث التالي:
حديث: سليمان بن بلال، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله بن عنبسة، عن عبد الله بن غنام ـ رضي الله عنه ـ، أن رسول الله (قال:
" من قال حيث يصبح: اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك، فمنك وحدك، لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر، فقد أدى شكر ذلك اليوم ".
أخرجه: أبو داود (5073) والنسائي في " الكبرى " والبخاري في " التاريخ الكبير " (4/ 2 /443) وابن الأثير في " أسد الغابة " (3/ 362).
قال الطبراني: حدثنا أبو حبيب يحيى بن نافع المصري، ثنا سعيد بن أبي مريم، ثنا سليمان بن بلال، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله بن عنبسة، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قال حين يصبح: اللهم ما أصبح بي من نعمة ... )
قال الطبراني رحمه الله: هكذا رواه سعيد بن أبي مريم، قال: عن عبد الله بن عنبسة عن ابن عباس وخالفه ابن وهب وغيره حدثنا أحمد بن محمد بن نافع الطحان، ثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني سليمان بن بلال، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله بن عنبسة، عن ابن غنام، رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله واسم ابن غنام: عبد الله
فهذا الحديث؛ قد رواه جماعة، عن سليمان بن بلال هكذا، جعلوه كلهم من مسند " عبد الله بن غنام ".
وخالفهم: عبد الله بن وهب؛ فرواه عن سليمان بن بلال، فجعله من مسند " عبد الله بن عباس ".
أخرج حديثه: ابن حبان (861)، وتابعه: سعيد بن أبي مريم، عن سليمان بن بلال.
أخرج حديثه: الطبراني في " الدعاء " (306).
ولم يثبت ابن وهب على ذلك؛ فقد رواه مرة أخرى على الصواب " عن ابن غنام " لا " عن ابن عباس ".
أخرج حديثه: ابن السني في " اليوم والليلة " (41) والطبراني (307)، والصواب: قول من قال: " ابن غنام "، ومن قال: " ابن عباس " فقد صحف.
قاله غير واحد من أهل العلم؛ منهم: أبو نعيم، وابن عساكر وغيرهما (254).
لحديث ضعفه الذهبي في " تلخيص المستدرك " 1/ 514 و4/ 253 على أنَّ الحاكم لم يصححه في الموضع الأول وصححه في الموضع الثاني، والصواب ما ذهب إليه الذهبي من ضعف الحديث.
وحسنه سماحة الشيخ ابن بإسناده في تحفة الأخيار.
ـ[ابو صهيب العنزي]ــــــــ[03 - 02 - 07, 01:08 م]ـ
السؤال الأول: ما معنى صالح الحديث و حديث صالح؟
السؤال الثاني: طبعات الكتب الستة مع الموطأ، ما رأيكم بطبعة المكنز الاسلامي؟
السؤال الثالث: ما هي مشاريعكم القريبة في المكتبات؟
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[03 - 02 - 07, 05:55 م]ـ
شيخنا بارك الله فيكم
من هم أعلام الحديث من بعد الحافظ السيوطي إلى زمن الملعلمي رحمه الله تعالى
وجزاكم الله خير
ـ[أبو يوسف السوفي]ــــــــ[03 - 02 - 07, 10:51 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد:
فأنا طالب في مرحلة الدراسات العليا تخصص السنة وعلوم الحديث أود أن تقترحوا علي عنوانا يصلح أن يكون موضوع رسالة ماجستير ويصلح أن يكون مفيدا لكل من يطلع عليه.
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه
لي في محبتكم شهود أربع
وشهود كل قضية إثنان
خفقان قلبي وارتعاش مفاصلي
ونحول جسمي وانعقاد لساني
ـ[أحمد العاني]ــــــــ[04 - 02 - 07, 12:10 م]ـ
س5: ما صحة حديث " نبح كلاب الحوأب "، فقد أعله بعض المتقدمين و ظاهر سنده الصحة و قد صححه جمع من العلماء؟
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[04 - 02 - 07, 04:03 م]ـ
عندي سؤال آخر
وهو أنه قد روي عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال (من حلف بيغر الله فقد أشرك) والأرجح -والله أعلم- أن هذا الحديث لا يثبت
ولكن صح عن ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنه قال في قوله تعالى {فلا تجعلوا لله أندادا} (هو الشرك [ ... ] وهو أن تقول والله وحياتك) الخبر. وصح أيضا عن ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنه قال (لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقا)
فابن عباس وابن مسعود يران أن الحلف بغير الله شرك
وسؤالي هل قولهما اجتهاد منهما أم لهما حكم الرفع؟
لأن في نفسي شيء من القول بأن الحلف بغير الله شرك -وإن كان محرما باتفاق- لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يصرح به، لكنه قال (لا تحلفوا بآبائكم من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت) وقال (من حلف باللات والعزى فليقل لا إله إلا الله) أو كما قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالمحسن بن عريج]ــــــــ[08 - 02 - 07, 02:29 م]ـ
جزا الله شيخنا كل خير وجعله مبارك اينما كان
ذكر ابن حجر في بلوغ المرام في باب سترة المصلي تفسير اربعين ب خريفا هل هي ثابته؟
¥(15/107)
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[09 - 02 - 07, 05:48 م]ـ
فضيلة الشيخ المحدث إبراهيم اللاحم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حقيقة لقد سررت كما سر غيري من الأعضاء بقبولكم إجراء هذا اللقاء معكم لما سنجده من غزارة اللمعلومات ودقتها.
فضيلة شيخنا لدي عدة أسئلة:
أولا: إذا لم أتثبت من صحة حديث فهل يسوغ لي أن أقول: (وفي المأثور .. كذا) بدون ما أنسبه صراحة إلى النبي صلى الله عليه وسلم؟
ثانيا: إذا تعددت أقوال الإمام في راو واحد ولم يمكن الجمع بينها فما السبيل لمعالجة هذا الوضع؟
ثالثا: كيف السبيل إلى التحقق من مراد الإمام بوصفه لأحد الرواة بالجرح أو التعديل، مثالها: كلمة (لا بأس به) تختلف من إمام لآخر، فكيف أعرف اصطلاح هذا الإمام المعين بإطلاقاته؟
رابعا: هل مسائل التفسير والسيرة يستخدم فيها النقد الحديثي كما يستخدم في الأحاديث المرفوعة؟
خامسا: يعل بعض المعاصرين بعض الأحاديث في فضائل الأعمال بأن الأجر فيها عظيم والعمل يسير، فهل هذه علة صحيحة؟ أو يستأنس بها مع غيرها؟
سادسا: هل الحديث المرسل إذا تقوى بمجيئه من طرق أخرى متصل أو بمجيئه مرسلا من وجه آخر أو نحو ذلك من المقويات، هل يوصف بأنه صحيح أو يوصف بأنه يحتج به فقط؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[12 - 02 - 07, 08:11 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أسأل الله أن ينفع بكم شيخنا وأن يجزيكم خير الجزاء على ما تقدمون من جهود في الحديث وعلومه، ولدي بعض الأسئلة أرجو أن تتفضلو بالإجابة عنها.
س1 - بكير بن عبد الله الأشج يروي عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه، ويروي عن القاسم مباشرة، إلا أن الرواية الأولى أكثر وأشهر، والرواية الثانية قليلة، ولم يصرح بكير بسماعه من القاسم إلا فيما رواه الشافعي في الأم (2/ 218): أخبرنا سعيد عن ابن جريج قال أخبرنا بكير بن عبد الله قال: سمعت القاسم بن محمد يقول ... ، وذكر أثرا عن ابن عباس. إلا أن هذا الأثر قد جاء من طرق أخرى بدون ذكر السماع.
وجاء التصريح كذلك في أحاديث أخر، إلا أنها من رواية ابن لهيعة، عند ابن زنجويه في الأموال (1652) (2003) وابن القاسم في المدونة (9/ 24) وابن حزم في المحلى (7/ 43).
فما العمل شيخنا مع مثل هذا الإسناد؟ هل يحكم بانقطاعه لإدخال الواسطة وعدم ثبوت السماع؟ أم يحكم باتصاله لورود التصريح بالسماع؟ وإذا حكمنا بصحة السماع في إسناد الشافعي= هل نطرد الحكم في جميع الروايات؟
س2 - إذا استفرغ الباحث وسعه في البحث عن ترجمة راو من الرواة ولم يجد له ترجمة، فهل له أن يحكم عليه بالجهالة؟ أم أنه يتوقف فيه؟ وهل الإسناد الذي يرد فيه راو على الوصف السابق= قابل للتقوية والاعتضاد؟
س3 - قال الدارقطني في حديث أبي سلمة عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حسن إسلام المرء تركه ما لايعنيه:
يرويه الأوزاعي واختلف عنه:
فرواه محمد بن شعيب، والوليد بن مزيد، وعمارة بن بشير، وإسماعيل بن عبد الله بن سماعه، وبشر بن بكر، عن الأوزاعي عن قرة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
وخالفهم عمر بن عبد الواحد، وبقية بن الوليد، وأبو المغيرة، فرووه عن الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة لم يذكروا فيه قرة.
ورواه مبشر بن إسماعيل الحلبي، عن الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة وسليمان بن يسار عن أبي هريرة، قاله موسى بن هارون البردي وهو ثقة حدث عنه محمد بن يحيى وغيره عن مبشر.
ورواه عبد الرزاق بن عمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
وروى عن إسماعيل بن عياش، ومحمد بن كثير المصيصي، عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة
ورواه عبد الله بن بديل عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم
والمحفوظ حديث أبي هريرة وحديث علي بن الحسين مرسلا، وكذلك هو في الموطأ وكذلك رواه خالد بن عبد الرحمن المخزومي عن مالك عن الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه وخالد ليس بالقوي
وروى عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر العمري وهو ضعيف عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة ولا يصح عن سهيل والصحيح حديث الزهري عن علي بن الحسين مرسلا. اهـ
سؤالي عن الرواية الثانية عن الأوزاعي، وهي رواية بقية وعمر بن عبد الواحد وأبي المغيرة، لم أقف إلا على رواية بقية، وتدليسه معروف، فيحتمل أن يكون قد أسقط قرة من الإسناد وجعله عن الزهري مباشرة، لكن ما القول في رواية الآخرين؟ علما بأني لم أقف عليها مسندة بعد بحث طويل.
وهل يفهم من قوله رحمه الله: والمحفوظ حديث أبي هريرة وحديث علي بن الحسين مرسلا، أنه يصحح حديث أبي هريرة؟ ولم قال في آخر كلامه: والصحيح حديث الزهري عن علي بن الحسين مرسلا؟
وإذا افترضنا صحة هذه الرواية عن الأوزاعي، فهل يمكن توهيمه لمخالفته أصحاب الزهري الذين رووه عنه عن علي بن الحسين مرسلا، وهم جماعة؟ علما بأن الأوزاعي له أوهام عن الزهري كما نص على ذلك بعض الأئمة، وليس هو في الطبقة الأولى من أصحابه.
س4 - ما قولكم – أحسن الله إليكم- في رواية البخاري عن الذهلي؟
س5 - ذكر بعض المعاصرين أن الذهبي رحمه الله هو أول من قال بتسامح الأئمة في قبول حديث المجهول إذا كان من طبقة كبار التابعين، فهل نص على ذلك أحد قبله؟ أم أن الذهبي رحمه الله استخلص ذلك من عمل الأئمة وأحكامهم على الأحاديث.
أعتذر عن الإطالة، وجزاكم الله خير الجزاء.(15/108)
منهج ابي عبدالرحمن النسائي في الجرح والتعديل؟
ـ[حسن باحكيم]ــــــــ[09 - 01 - 07, 07:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مارايكم في كتاب منهج ابي عبدالرحمن النسائي في الجرح والتعديل؟(15/109)
كيف أميز بين السفيانين؟
ـ[حسن البركاتي]ــــــــ[13 - 01 - 07, 10:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك طرق للتمييز بين سفيان الثوري وسفيان ابن عيينة عند روايتهما في صحيح البخاري، الرجاء التكرم بذكر بعضها. ولكم الشكر
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[14 - 01 - 07, 09:14 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=72544
ـ[أبو ذر المغربي]ــــــــ[11 - 02 - 07, 01:25 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الذي أعلمه حسب ما وقفت عليه من كلام جم غفير من أهل العلم هو أن سفيان إذا أطلق فإنه يقصد به سفيان بن عيينة، وإذا أريد سفيان الثوري فإنه يقيد بالثوري، والله أجل وأعلم
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[11 - 02 - 07, 02:44 م]ـ
جزاك الله خيرا
لا أظن هذا صوابا والعلم عند الله
وإنما يرجع فى تعيين أحدهما بالقرائن التى فى الرابط السابق
لكن يصح أن يقال _وقد قرأته لبعض أهل العلم ولا يحضرنى الآن_:إذا أطلق سفيان فى كتب الفقه والخلاف (يعنى الكتب التى تذكر خلاف الصحابة والتابعين ومن دونهم كالأوسط وغيره) وكتب الزهد والتفسير
فهو الثورى لأنه مختص بها (يعنى كلامه فى هذه الأبواب أكثرمن ابن عيينة) أكثر من ابن عيينة وإذا أريد ابن عيينة قيد
أما فى كتب الحديث فلا بل يرجع إلى القرائن
والله أعلم
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[11 - 02 - 07, 03:54 م]ـ
جزاك الله خيرا
لا أظن هذا صوابا والعلم عند الله
وإنما يرجع فى تعيين أحدهما بالقرائن التى فى الرابط السابق
لكن يصح أن يقال _وقد قرأته لبعض أهل العلم ولا يحضرنى الآن_:إذا أطلق سفيان فى كتب الفقه والخلاف (يعنى الكتب التى تذكر خلاف الصحابة والتابعين ومن دونهم كالأوسط وغيره) وكتب الزهد والتفسير
فهو الثورى لأنه مختص بها (يعنى كلامه فى هذه الأبواب أكثرمن ابن عيينة) أكثر من ابن عيينة وإذا أريد ابن عيينة قيد
أما فى كتب الحديث فلا بل يرجع إلى القرائن
والله أعلم
ـ[أبو محمد العربي]ــــــــ[11 - 02 - 07, 09:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في مقدمة تحقيقه لكتاب (المستفاد من مبهمات المتن والإسناد) لأبي زرعة ابن العراقي ذكر الدكتور عبد الرحمن البر أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر تحت عنوان (المسألة الرابعة: ما الفرق بين المبهم والمهمل) بحثا مختصرا مفيدا في هذا الموضوع نبه فيه على أن لبعض المحدثين اصطلاحات خاصة في هذا الموضوع، فعبد الرزاق إذا قال: حدثنا سفيان من غير تمييز فالمراد الثوري، فإن أراد ابن ابن عيينة ميزه، والحميدي والشافعي إذا قالا: سفيان، فالمراد ابن عيينة، ثم قال الدكتور:
ومعرفة ذلك إحدى طرائق تمييز المهمل. ومن طرق تمييز المهمل كذلك:
1 - جمع طرق الحديث فقد يكون في بعضها مميزا.
2 - النظر في شيوخ وتلاميذ الراوي المهمل وطبقته.
3 - النظر في الشروح والتفاسير.
4 - النظر في أقوال الأئمة في ذلك.
ثم نقل الدكتور المحقق في الهامش كلاما نفيسا للذهبي في هذا الموضوع في سير أعلام النبلاء 7/ 464 - 466 قال الذهبي في آخره:
ويقع مثل هذا الاشتراك سواء في السفيانين، فأصحاب سفيان الثوري كبار قدماء، وأصحاب ابن عيينة صغار لم يدؤكوا الثوري، وذلك أبين، فمتى رأيت القديم قد روى فقال: حدثنا سفيان وأبهم فهو الثوري، وهم كوكيع والن مهدي والفريابي وأبي نعيم، فإن روى واحد منهم عن ابن عيينة بينه، فأما الذي لم يلحق الثوري وأدرك ابن عيينة فلا يحتاج أن ينسبه لعدم الإلباس(15/110)
إشكال في اصطلاح مخطوط
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[14 - 01 - 07, 11:05 م]ـ
تجد في المخطوطات علامة لحق ثم في الحاشية كلمة أو جملة وعليها كلمة (صح) وهذا لا إشكال فيه.
الإشكال عندي أنه تجد كلمة في الحاشية مصححة ولا توجد علامة لحق.
السؤال: هل يقصد إبدال ما في المتن بما في الحاشية، أم وجه آخر في الكلمة.
مثال ذلك: حديث أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل: يا آدم. فيقول: لبيك وسعديك والخير في يديك. قال: يقول: أخرج بعث النار .... فإن من يأجوج ومأجوج ألف ومنكم رجل ...
ففي المخطوط هكذا: "ألف" بالرفع، وفي الحاشية: "ألفا" وصححها بلا علامة لحق.
وتجد في البخاري ومسلم الرواية هكذا وهكذا وفيها كلام كبير في الشرح.
مثال آخر: حديث معاوية رضي الله عنه: إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة حتى تكلم أو تخرج فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بذلك أن لا توصل صلاة بصلاة حتى نتكلم أو نخرج
في المخطوط: "أمر" وفي الحاشية: "أمرنا" وعليها علامة الصحة بلا علامة لحق.
وتجد في المصادر "أمر" و"أمرنا"
فهل يقصد إبدال أم وجه آخر (نسخة أو رواية)؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - 01 - 07, 11:18 م]ـ
هنا لا يصح وضع علامة الإلحاق؛ لأن ما في الحاشية تصحيح وليس لَحَقًا.
والمراد أنه رواية أخرى أو وجه آخر للكلام، فإن كان عليه (صح) فهو المختار.
وإن كان على الكلمة في الأصل ضرب أو كشط أو (لا) في الأول و (إلى) في الأخير، أو قوس أيمن في أوله وقوس أيسر في آخره، أو دائرة في أوله وآخره، فهو تصحيح للخطأ الذي في المتن.
والله أعلم.
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[15 - 01 - 07, 01:56 م]ـ
جزاك الله خيرا
لا توجد علامة لحق ولا ضرب ولا ...
السؤال: عند إثبات النص هل نثبت ما في المتن ونشير لما في الحاشية أم نثبت ما في الحاشية باعتبار أنه كأنه لغي ما في المتن بما أثبته في الحاشية مصححا؟
ـ[سيبويه المازني]ــــــــ[15 - 01 - 07, 02:21 م]ـ
السلام عليكم
الأظهر- والله تعالى أعلم- أنه يعني أن هذا الذي في الحاشية من نسخة أخرى أو رواية أخرى. والذي ينبغي أن يتنبه إليه: التأكد من علامة التصحيح وأنها غير مشتبهة ب (خ) أي نسخة، وكذلك البحث في أمر ذلك الناسخ أو المحشي: فإن كان أحد العلماء فالاحتمالان السابقان. وإلا فيخشى أن يكون قصده التصحيح في الأولى، لأنه ربما ظنها خطأ من حيث الظاهر فيها أنها تستحق النصب، وفيها أوجه لعلكم بإذن الله تفطنون إليها أو تكون قد ذكرت في الشروح التي أشرت إليها أخي الحبيب ((محمود شعبان))، وأما الثانية فلعله - على احتمال أنه مجرد ناسخ- لم يستسغ وجود الفعل دون مفعول. فليتنبه إلى هذا الأمر وهو البحث في شخصية المحشي ومستواه العلمي.
وأما ما ينبغي ان يثبت في المتن فهو بلا شك- عندي- ما كان في صلب الكتاب ويجب التنبيه على ما في الحاشية والتعليق عليه بما يناسبه من حيث ذكر فاعله وقصده وخطأ فعله من صوابه، وأوجه الصواب في المثبت وفي كلام المحشي، كل ذلك باختصار ما أمكن! وجزاكم الله خيرا!
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[15 - 01 - 07, 02:36 م]ـ
جزاك الله خيرا
هذا المخطوط إذا أراد نسخة تكون (خـ) والتصحيح (صح).
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[15 - 01 - 07, 11:14 م]ـ
استشرت الشيخ الشريف حاتم العوني فأفاد أن الكتاب لو كان مقابلا على النسخة الأصل فالظاهر أن هذا تصحيح من الناسخ لما في المتن فتبدل وينبه.
والكتاب الذي أنا فيه مقابل ومصحح على أصل، والدارة التي في آخر كل حديث فيها نقطة، دلالة على أن الكتاب قوبل على أصل وصحح.
فالذي تطمئن إليه النفس أن يبدل ما في المتن بما في الحاشية وينبه في كل موضع أو في المقدمة، والله أعلم.
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[17 - 01 - 07, 01:27 م]ـ
إلا أن الناسخ في غالب المواضع يضع علامة التمريض الضبة (ضـ) على الكلمة في المتن، ويكتب في الحاشية البديل ويصححه، وهذا جاء في مواضع الإشكال فيها سهل مثل "رسول الله" فيضع ضبة على "رسول" وضبة على "الله" وفي الحاشية: "النبي".
فلو كان ما في الحاشية تصحيح من نسخة فهو لم يضع علامة النسخة (خـ)! وإذا كانت من جراء المقابلة على الأصل، فلماذا لم يضع الضبة المعتادة؟!
فالظاهر والله أعلم أن هذا الفعل رواية للحديث يعلمها الناسخ، وليس من مقابلة على الأصل كما قلت سابقا.(15/111)
أهل الحديث والمذاهب الفقهية
ـ[سعد سعيد]ــــــــ[15 - 01 - 07, 01:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول البعض أنه ليس هناك مذهب أو مدرسة مستقلة لأهل الحديث، إنما هو منهج من مناهج الترجيح مندرج تحت المذاهب الفقيهة المشهورة، ويستدلون على ذلك بأن جل المحدثين ينتسبون إلى أحدى هذه المذاهب الفقيهة، وقل من لا يعرف له مذهب.
فأرجوا إبداء أرائكم حول هذا الموضوع وفقكم الله وسددكم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 01 - 07, 01:26 م]ـ
أهل الحديث ليس هم من صنف الكتب مثل البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وغيرهم فقط، بل هم أهل السنة والاتباع فمالك من أهل الحديث والشافعي من أهل الحديث وأحمد من أهل الحديث وغيرهم من الأئمة.
فإن كان ما يقصده البعض أصحاب الكتب الستة فهذا تخصيص لأهل الحديث بأفراد معينون قد لايوافق على تخصيصه هذا.
فعدد من المذاهب الفقهية تابعة لأهل الحديث ومأخوذة من علمهم، فهم أصل لهذه المذاهب.
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[17 - 01 - 07, 01:31 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخ عبد الرحمن
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 01 - 07, 02:07 م]ـ
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وهذا قول الإمام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى (وسئل أيضا رضي الله عنه:
هل البخاري؛ ومسلم؛ وأبو داود؛ والترمذي؛ والنسائي؛ وابن ماجه؛ وأبو داود الطيالسي؛ والدارمي؛ والبزار؛ والدارقطني؛ والبيهقي؛ وابن خزيمة؛ وأبو يعلى الموصلي هل كان هؤلاء مجتهدين لم يقلدوا أحدا من الأئمة؛ أم كانوا مقلدين؟ وهل كان من هؤلاء أحد ينتسب إلى مذهب أبي حنيفة؟ وهل إذا وجد في موطأ مالك: عن يحيى بن سعيد؛ عن إبراهيم بن محمد بن الحارث التيمي؛ عن عائشة. ووجد في البخاري: حدثني معاذ بن فضالة؛ قال: حدثنا هشام عن يحيى هو ابن أبي كثير؛ عن أبي سلمة؛ عن أبي هريرة. فهل يقال أن هذا أصح من الذي في الموطأ؟ وهل إذا كان الحديث في البخاري بسند وفي الموطأ بسند فهل يقال: إن الذي في البخاري أصح؟ وإذا روينا عن رجال البخاري حديثا ولم يروه البخاري في صحيحه فهل يقال. هو مثل الذي في الصحيح؟
فأجاب:
الحمد لله رب العالمين. أما البخاري؛ وأبو داود فإمامان في الفقه من أهل الاجتهاد. وأما مسلم؛ والترمذي؛ والنسائي؛ وابن ماجه؛ وابن خزيمة؛ وأبو يعلى؛ والبزار؛ ونحوهم؛ فهم على مذهب أهل الحديث ليسوا مقلدين لواحد بعينه من العلماء ولا هم من الأئمة المجتهدين على الإطلاق بل هم يميلون إلى قول أئمة الحديث كالشافعي؛ وأحمد؛ وإسحاق وأبي عبيد؛ وأمثالهم. ومنهم من له اختصاص ببعض الأئمة كاختصاص أبي داود ونحوه بأحمد بن حنبل وهم إلى مذاهب أهل الحجاز - كمالك وأمثاله - أميل منهم إلى مذاهب أهل العراق - كأبي حنيفة والثوري -. وأما أبو داود الطيالسي فأقدم من هؤلاء كلهم من طبقة يحيى بن سعيد القطان؛ ويزيد بن هارون الواسطي؛ وعبد الله بن داود. ووكيع بن الجراح؛ وعبد الله بن إدريس؛ ومعاذ بن معاذ؛ وحفص بن غياث؛ وعبد الرحمن بن مهدي؛ وأمثال هؤلاء من طبقة شيوخ الإمام أحمد. وهؤلاء كلهم يعظمون السنة والحديث ومنهم من يميل إلى مذهب العراقيين كأبي حنيفة والثوري ونحوهما كوكيع؛ ويحيى بن سعيد ومنهم من يميل إلى مذهب المدنيين: مالك ونحوه كعبد الرحمن بن مهدي. وأما البيهقي فكان على مذهب الشافعي؛ منتصرا له في عامة أقواله.
والدارقطني هو أيضا يميل إلى مذهب الشافعي وأئمة السند والحديث لكن ليس هو في تقليد الشافعي كالبيهقي مع أن البيهقي له اجتهاد في كثير من المسائل واجتهاد الدارقطني أقوى منه؛ فإنه كان أعلم وأفقه منه) انتهى.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=390498#post390498
ـ[فهد القحطاني 1]ــــــــ[17 - 01 - 07, 02:08 م]ـ
اهل الحديث لهم طريقة تختلف عن غيرهم وإذا أردت معرفة الفرق ظهر ذلك لك عند كل مسألة على حدة فأهل الحديث عادة وهم المشتغلون بتصنيف كتب الحديث يتكلمون أحيانا عن مسائل فقهية فينفردون عن الفقهاء فمثلا:
أكل لحم الجزور عند الفقهاء مثله مثل لحم الغنم والبقر لا ينقض الوضوء لكن أحمد وغيرهم من قال بقوله أعتمد على حديث وترك القياس في هذه المسألة ورأى الوضوء منه.
وربما سار أحمد مع الفقهاء في مسالة وانحاز مالك مع أهل الحديث ومنهم اسحاق والبخاري ومسلم وغيرهم من المتقدمين ممن تعرفهم في أسانيد الأحاديث في الكتب المروية
ولهذا الفقيه يصبح له حس وملكة يعرف بها أين يكون موقع أهل الحديث من موقع الفقهاء ولا يظن ظان أننا نفضل أحدا منهم على أحد فالحكم لكل مسألة بحسبها فمثلا قياس قوي بعلة قوية يدعمه
أصول الدين وقواعد كلية ثبتت بادلة متواترة قد يقدم على حديث آحاد عند قوم يرون أن أنفراده مشكل لا ينبغي ترك الكثير من أجله وهذا يحصل من الفقهاء عادة واهل الحديث ينظرون للحديث فإذا صح او قارب الصحة ونص على مسألة فيؤخذ به ولا ينظر إلى توافقه مع غيره من أقرانه من الأدلة والمسائل ويقولون ان القياس طريق طال إذ فيه أصل بعلة ثم تستخرج العلة ثم يؤتى بالفرع وينظر في علله ثم يستخرج منه العلة الموافقة ثم يربط بينهما ثم يقال حكمه حكم الآصل فيطول النظر وربما وقع الخلل لكن بوجود حديث نص أو ظاهر أو مومئ أفضل وأجود وهو خارج عن عمل البشر بل من المشرع وكل له وجه من النظر
والخلاصة أخي في الله أنهم من يعتمد على الآثار أكثر من أعتماده على الرأي والأقيسة وهم أخص من المدرسة التي تضاد مدرسة الراي وتسمى مدرسة الأثر فهي أخص منها بكثير ولو قلنا أن الظاهرية من ضمن اهل الحديث لما كان بعيدا لكن اعود وأكرر أن لكل مسألة لوحدها أطراف منهم فقهاء وأهل حديث واعطيك غريبة وهي ربما كان أبو حنيفة في بعض المسائل هو من اهل الحديث وغيره هم الفقهاء ومن ذلك قوله في ركعتي الفجر ووجوبها وأيضا الوتر والمسألة تطول
والله أعلم(15/112)
سؤال حول بعض الكتب
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[15 - 01 - 07, 01:58 ص]ـ
ما رايكم فى شرح مغلطاى على ابن ماجه وهو لم يكمل كما تعرفون
والتعليق المغنى هل هو شرح على الدارقطنى
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[16 - 01 - 07, 02:25 ص]ـ
هل من مساعد(15/113)
هل المزي من شيوخ ابن حجر
ـ[ابوعبدالملك الأنصاري]ــــــــ[16 - 01 - 07, 01:20 ص]ـ
ذكر الشيخ محمد بن الحسن الددو في الشريط الأول من شرح النخبة ذلك فهل هذا صحيح؟؟ الذي اعرفه أنه من شيوخ شيوخه و لكن أنا لا اتجاسر على توهيم الشيخ إلا بعد الرجوع إليكم.
ـ[محمد بن حسن أبو خشبة]ــــــــ[16 - 01 - 07, 08:45 ص]ـ
ولد ابن حجر بعد وفاة المزي ب 31 سنة
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[16 - 01 - 07, 11:20 ص]ـ
بينهما مفازة ............
ـ[عبد العالي]ــــــــ[07 - 02 - 07, 12:12 ص]ـ
مات المزي سنو 742 وولد ابن حجر سنة 773
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[07 - 02 - 07, 12:44 ص]ـ
بارك الله فيكم
ولكن تنبيه بسيط
عند السؤال عن شئ قاله شيخ ما ينبغى على طالب العلم ألا يذكر اسم الشيخ
لما فى ذلك من أنه ينتج بعد ذلك عدم ثقة فى الشيخ
وقد تؤدى الى مفاسد أكبر
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبدالرحمن العمري]ــــــــ[08 - 02 - 07, 10:25 م]ـ
جزاك الله خيراً الأخ عمرو موسى هذا والله هي الآذاب اللائقة لطالب العلم ولا سيما في هذه الايام والله المستعان(15/114)
معنى تكنية بعض الأئمة عن بعض الرجال المقرونين في أسانيدهم بكلمة "وآخر"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[16 - 01 - 07, 12:14 م]ـ
الحمد لله.
كان بعض أئمة الحديث عندما يرِدُ في تضاعيف الإسناد راويان مقرونان أحدهما ثقة والآخر مجروح ربما يُسقط اسم المجروح من الإسناد ويذكر الثقة ثم يقول: (وآخر) كناية عن المجروح؛ وإليك شرح ذلك الصنيع وبيان حقيقته ودلالاته.
ذكر الشوكاني في (الفوائد المجموعة) (رقم 33) حديث (إن لقيتم عشارًا فاقتلوه)، ثم قال في تخريجه:
(هو موضوع؛ قال [السيوطي] في (اللآلئ): أخرجه أحمد، وفيه ابن لهيعة ذاهب الحديث؛ وقال في (الوجيز): في إسناده مجاهيل، وأخرجه البخاري في (تاريخه) والطبراني.
وابن لهيعة أخرج له مسلم، وسائرُ رجاله معرفون؛ قال السيوطي: والصواب أنه حسن ----).
فقال العلامة المعلمي متعقباً إطلاق السيوطي نسبة الإمام مسلم إلى الرواية عن ابن لهيعة:
(هذا إطلاق منكر، إنما وقع لمسلم في إسناد خبرين عن ابن وهب "أخبرني عن (1) عمرو بن الحارث، وابن لهيعة "، سمع مسلم الخبر هكذا، فحكاه على وجهه، واعتماده على عمرو بن الحارث، فإنه ثقة؛ ويقع للبخاري، والنسائي نحو هذا فيكنيان عن ابن لهيعة، يقول البخاري: "وآخر"، ويقول النسائي: "وذكر آخر"؛ ورأى مسلم أنه لا موجب للكناية، مع أن ابن لهيعة لم يكن يتعمد الكذب، ولكن كان يدلس، ثم احترقت كتبه وصار من أراد جمَعَ أحاديثَ على أنها من رواية ابن لهيعة، فيقرأ عليه، وقد يكون فيها ما ليس من حديثه، وما هو في الأصل من حديثه لكن وقع فيه تغيير، فيقرأ ذلك عليه، ولا يرد من ذلك شيئاً، ويذهبون يروون عنه، وقد عوتب في ذلك فقال: "ما أصنع؟ يجيئونني بكتاب فيقولون: هذا من حديثك فأحدثهم"؛ نعم إذا كان الراوي عنه ابن المبارك أو ابن وهب وصرح مع ذلك بالسماع فهو صالح في الجملة، وليس هذا من ذاك، فأما ما كان من رواية غيرهما ولم يصرح فيه بالسماع وكان منكراً فلا يمتنع الحكم بوضعه)؛ انتهى.
وعقد الخطيب في (الكفاية) (ص378) باباً أسماه (باب في المحدث يروي حديثاً عن الرجلين أحدهما مجروح هل يجوز للطالب أن يسقط اسم المجروح ويقتصر على حمل الحديث عن الثقة وحده؟)، فقال فيه:
(ولا يستحب للطالب أن يسقط اسم المجروح ويجعل الحديث عن الثقة وحده، خوفاً من أن يكون في حديث المجروح ما ليس في حديث الثقة؛ وربما كان الراوي قد أدخل أحد اللفظين في الآخر أو حمله عليه).
ثم قال: (وكان مسلم بن الحجاج في مثل هذا ربما يسقط المجروح من الإسناد ويذكر الثقة ثم يقول: "وآخر" كنايةً عن المجروح؛ وهذا القول لا فائدة فيه، لأنه إن كان ذِكْر الآخر لأجل ما اعتللنا به [يعني عدم جواز إسقاط اسم المجروح] فإن خبر المجهول لا يتعلق به الأحكام، وإثبات ذكرِه [أي بلفظة "وآخر"] وإسقاطه سواء، إذ ليس بمعروف؛ وان كان عوَّل على معرفته هو به فلِمَ ذكره بالكناية عنه وليس بمحل الأمانة عنده؟ ولا أحسب إلا استجاز إسقاط ذكره والاقتصار على الثقة لأن الظاهر اتفاق الروايتين على أن لفظ الحديث غير مختلف واحتاط مع ذلك بذكر الكناية عنه مع الثقة تورعاً، وإن كان لا حاجة إليه، والله أعلم). انتهى كلام الخطيب رحمه الله.
قلت: أظن مسلماً لم يكن يفعل ذلك في طبقة شيوخه، ولكن في الطبقات الأخرى، وممن كان يكني عنه بالصيغة السابقة (ابن لهيعة)، كما تقدم في كلام العلامة المعلمي؛ وهذا من حسن صنيع مسلم وكمال أمانته، فإنه لم يستحسن حذفه فيغير سياق الرواية تغييراً كبيراً وقد يكون ضاراً، ولم يستحسن ذكره صريحاً فيظن ظان أنه يحتج به أو يستشهد به؛ وهو إنما علم أن اللفظ للثقة الذي سماه فسماه وذكر المقرون به، بالكناية عنه، فحقق المقصود واحترز مما يحذر.
وليس هذا تدليساً، لأنه لا إيهام فيه؛ ومسلم مشهور بتدقيقه في الألفاظ وتمييزه الاختلاف الواقع بين روايات الحديث الواحد عندما يجمعها في سياق واحد.
وأقول تكميلاً لكلام الخطيب: ومما هو أدعى إلى عدم الإسقاط أن يكون الثقة مدلساً وقد عنعن ففي تلك الحالة يقوم الاحتمال على أنه قد سمعه من ذلك المجروح فدلسه، فتابع أحدهما الآخر فسمعهما الراوي عنهما فقرن بينهما في سياق الإسناد ووحد المتن.
**************************************************
(1) كذا العبارة في دفتري فلتحرر من مطبوعة الفوائد فليست قريبة مني الآن.
ـ[أبوصالح]ــــــــ[23 - 01 - 07, 03:00 م]ـ
ومما هو أدعى إلى عدم الإسقاط أن يكون الثقة مدلساً وقد عنعن ففي تلك الحالة يقوم الاحتمال على أنه قد سمعه من ذلك المجروح فدلسه، فتابع أحدهما الآخر فسمعهما الراوي عنهما فقرن بينهما في سياق الإسناد ووحد المتن.
((ووحد المتن))
بارك الله فيكم شيخنا الكريم وأحسن إليكم وأجزلَ لكم المثوبة والأجر ..
ليس لدي مثال أذكره وأطبّق عليه وإن كنت أحبّذ ذلك
لكن في قولكم ((ووحد المتن)) هل يعني أن متن الثقة ومتن المجروح اختلطا وصارا واحداً؟
وجه الاشكال لدي:
أنني قد أرى السند وفيه ثقة وفيه مجروح مقرون غير مسمّى
وإذا رأيت المتن فإنه ينصرف ذهني إلى أن المتن = متن حديث الثقة وحده .. وهذا معناه أن مرتبة المتن الذي في إسناده ثقة ومجروح مقرون، لا يكون في مرتبة المتن الذي إسناده ثقات ولا يكون فيه قرناء ..
وهذا يشكل علي بحسب السؤال الذي وضعته أعلى.
هل ما فهمته من كلامكم صحيح؟
ولكم ألف تحية وسلام.
محبكم
أبوصالح
¥(15/115)
ـ[ماهر]ــــــــ[11 - 07 - 07, 07:08 ص]ـ
أحسنتم على هذا البحث النافع
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[11 - 07 - 07, 03:49 م]ـ
أحسنتم على هذا البحث النافع
بارك الله فيك، وأحسن الله إليك.
((ووحد المتن))
بارك الله فيكم شيخنا الكريم وأحسن إليكم وأجزلَ لكم المثوبة والأجر ..
ليس لدي مثال أذكره وأطبّق عليه وإن كنت أحبّذ ذلك
لكن في قولكم ((ووحد المتن)) هل يعني أن متن الثقة ومتن المجروح اختلطا وصارا واحداً؟
وجه الاشكال لدي:
أنني قد أرى السند وفيه ثقة وفيه مجروح مقرون غير مسمّى
وإذا رأيت المتن فإنه ينصرف ذهني إلى أن المتن = متن حديث الثقة وحده .. وهذا معناه أن مرتبة المتن الذي في إسناده ثقة ومجروح مقرون، لا يكون في مرتبة المتن الذي إسناده ثقات ولا يكون فيه قرناء ..
وهذا يشكل علي بحسب السؤال الذي وضعته أعلى.
هل ما فهمته من كلامكم صحيح؟
ولكم ألف تحية وسلام.
محبكم
أبوصالح
حياك الله شيخنا الفاضل أبا صالح وبارك الله فيك وأحسن الله إليك وأعزك الله بلزوم طاعته.
أخي الفاضل ما استشكلتَه صحيح، ولكن يدفع هذا الإشكال من أصله أن يكون الحديث في أحد الصحيحين، فصاحباهما لا يتركان رواية الثقة إلى رواية الضعيف المقرون به، ومثل هذا - إن شاء الله تعالى - أن يكون الحديث في أحد دواوين الإسلام المعتمدة كسنن النسائي وأبي داود والترمذي.
وتوحيد المتن - على الطريقة المذكورة - من قِبل راو أو مصنف هو في الحقيقة نوع من التدليس؛ فكلما كان الإمام المصنف للكتاب أبعد عن التدليس وكتابه أقوى في شروط الصحة صرنا نحن أكثر أماناً مما استشكلتَه، وكذلك الأمر بالنسبة للراوي عن المقرونَين، أعني تلميذهما؛ والله أعلم.
بارك الله فيك أخي الحبيب، وأعتذر إليك من تأخر إجابتي لك.
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[02 - 06 - 08, 02:17 م]ـ
ويقع للبخاري، والنسائي نحو هذا فيكنيان عن ابن لهيعة، يقول البخاري: "وآخر"، ويقول النسائي: "وذكر آخر"
أخرج ابن حجر في (نتائج الأفكار) (1/ 459) من طريق النسائي: انا محمد بن عبدالله بن يزيد المقرئ ثنا أبي ثنا حيوة، وذكر آخر، قالا انا جعفر بن ربيعة--- الحديث كما ذكره ابن حجر.
ثم قال:
(هذا حديث حسن أخرجه النسائي هكذا؛ ورجاله ثقات؛ والمبهم في السند هو عبدالله بن لهيعة، كان النسائي إذا مر في سند لم يسمّه ولم يحذفه، لضعفه عنده، ويستغني بمن قارنه).
تنبيه:
قد يؤخذ من مسلك النسائي في هذا الحديث أنه يضعِّف ابنَ لهيعة حتى فيما يرويه عنه عبدالله بن يزيد المقرئ وهو أحد العبادلة!(15/116)
سؤال حول ابن عدي وكتابه
ـ[معاذ القيسي]ــــــــ[17 - 01 - 07, 08:59 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكرر سؤالي إليكم حول كتاب الكامل في ضعفاء الرجال والحافظ ابن عدي ومنهجهه فيه
وما هي الكتب والرسائل التي أخذت في هذا الموضوع ومقارنة كتابه بكتب الضعفاء المسندة الأخرى (ابن حبان والعقيلي وغيرهما)
أفيدوني مما علمكم الله تعالى
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[17 - 01 - 07, 10:13 ص]ـ
- ابن عدي ومنهجه في الكامل للدكتور زهير عثمان.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=229472#post229472
وهو مطبوع في مجلدين.
للفائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=754
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=67508
ـ[معاذ القيسي]ــــــــ[24 - 01 - 07, 07:11 م]ـ
بارك الله فيك ونفع بك
ـ[حسن باحكيم]ــــــــ[24 - 01 - 07, 09:13 م]ـ
بارك الله فيك ونفع بك
ـ[أبوصالح]ــــــــ[25 - 01 - 07, 01:22 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك أخي العزيز معاذ وبجميع الأخوة ..
حول الكتاب الكامل لكن من جهة علم العلل
هناك رسالة للشيخ أحمد عزي ..
وقد نقل منها الشيخ المحدث علي الصياح في كتابه الماتع جهود المحدثين في بيان علل الحديث:
وقد تتبع د. أحمد عزي أوجه التعليل عند ابن عدي في كتابه "الكامل" ببحثٍ جيدٍ عنوانه "السبر عند المحدثين وإمكانية تطبيقه عند المعاصرين" فقال-وفقه الله- (10 - 13): ((قسمت الكلام عن تعليله إلى قسمين: واحد متعلق بالسند، وآخر بالمتن، وفيما يلي ذكر نماذج من سبره، وكشفه عن العلة في السند، ثم المتن:
أ ـ القسم المتعلق بالسند: وهو أنواع منوعة، وقفت على ما يلي:
1 ـ رفع الموقوف ...
2 ـ وصل المرسل ...
3 ـ الاختلاف على رجل في السند ...
4 ـ إبدال صحابي بآخر، والحديث معروف عن الأول ...
5 ـ إبدال راو بآخر ...
6 ـ جمع الشيوخ في سند واحد، وجعل المتن واحدا مع الاختلاف في رواياتهم ...
7 ـ رواية حديث بسند يروى به في الأصل حديث آخر ...
8 ـ إبدال بعض السند جريا على الجادة ...
9 ـ الإعلال بالتسوية: ...
10 ـ الإعلال بالتفرد-وهو أكثر أنواع التعليل عنده، ...
11 - وقد يعل الحديث بأنه ليس له أصل من حديث فلان ...
12 - وقد يعله بالخطأ في سنده، أو أنه سرقه جماعة من فلان مثلا، أو أنه لا يرويه مصري عن فلان مثلا، وإنما يرويه قوم غرباء ...
ب ـ القسم المتعلق بالمتن: وهذا النوع أقل من الأول نسبيا، فتارة يعله بعد سوقه بأنه متن منكر، أو باطل منكر، أو منكر الإسناد والمتن، أو غريب، أوليس بمحفوظ، أو أن في متنه زيادة، أو ينقل عن شيخ له بأنه ليس عندهم هذا الحديث بالبصرة)). مختصراً.
انتهى
فائدة على الهامش:
كتاب الشيخ علي الصياح (جهود المحدثين في بيان علل الحديث) كأنه صنفه مرتين
مرة لذكر أفضل طبعات كتب العلل ونقدها نقدا مختصرا
ومرة لذكر الفوائد في مناهج أئمة العلل والنقد
فهو نفيس للغاية
ـ[شتا العربي]ــــــــ[19 - 08 - 09, 11:14 م]ـ
"السبر عند المحدثين وإمكانية تطبيقه عند المعاصرين"
أين نجد هذه الرسالة؟
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى
ـ[شتا العربي]ــــــــ[21 - 08 - 09, 07:35 م]ـ
أين نجد هذه الرسالة؟
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى
======
ـ[أبو سراج]ــــــــ[19 - 09 - 09, 10:29 ص]ـ
هنالك رسالة ماجستير بعنوان:
منهج ابن عدي في سبر أحاديث الرواة من خلال كتابه (الكامل في ضعفاء الرجال)
إعداد
بسام مرعي حسن أبو عليقه
إشراف
الدكتور احمد العبد الله جامعة العلوم الإسلامية العالمية
واليكم
الملخص
تتحدث هذه الدراسة عن موضوع هام، وهو منهج ابن عدي في سبر أحاديث الرواة من خلال كتابه الكامل في ضعفاء الرجال حيث تهدف هذه الدراسة إلى:
أولاً: بيان المنهج الذي سار عليه ابن عدي في الحكم على الرواة.
ثانياً: بيان أن ابن عدي كان يحكم على الراوي نتيجة لسبر حديثه، و ليس تأثراً بقول أحد العلماء فيه.
ثالثاً: بيان مدى موافقة و مخالفة ابن عدي في أحكامه لمن سبقه من العلماء.
رابعاً: بيان أهمية حكم ابن عدي بين علماء الجرح و التعديل، حيث إنه يعتبر من المتوسطين بين المتقدمين المتأخرين.
و لتحقيق ذلك، فقد قسم الباحث هذه الدراسة إلى:
تمهيد وخمسة فصول:
¥(15/117)
تحدث في التمهيد عن ابن عدي نسبه و علمه و أهمية كتابه.
و في الفصل الأول: عن المنهج النقدي قبل ابن عدي من خلال بيان مراحل النقد الحديثي حتى عصر ابن عدي و منهج النقاد و الجهابذة في سبر حديث الرواة قبل ابن عدي.
و في الفصل الثاني: عن منهج ابن عدي في توثيق الرواة من خلال أحاديثه المستقيمة أو رواية الثقات عنه، أو توثيقه في أحاديث بلد معين.
و في الفصل الثالث: عن منهج ابن عدي في تحسين الرواة من خلال أحاديثه التي يحمل بعضها بعضاً و أحاديثه التي تشبه أحاديث أهل الصدق.
و في الفصل الرابع: عن منهج ابن عدي في جرح الرواة، من خلال مخالفة الحديث لأحاديث الثقات و الأحاديث المنكرة، والأحاديث المتقلبة الإسناد و التحديث بالأحاديث الباطلة و المكذوبة، و التحديث بالأحاديث المسروقة، و التحديث من الحفظ عند غياب الأصل، و جرح الراوي استناداً إلى أحاديث بلد معين.
و في الفصل الخامس: عن منهج ابن عدي في سبر ذوي الأحاديث القليلة من خلال أصحاب الحديث الواحد، و أصحاب الأحاديث العزيزة.
حيث خلص الباحث من ذلك إلى:
1. إن الإمام ابن عدي أمام متبحر في علم الجرح و التعديل و من أهل الاجتهاد فيه و ممن يعتمد قوله فيه.
2. إن ابن عدي يمثل مرحلة بين مرحلتين هما مرحلة سبر أحاديث الرواة، و مرحلة نقل أقوال العلماء السابقين الذين سبروا الأحاديث، وتوصلوا إلى أحكام معينة حيث لم يكتف ابن عدي بأقوال المتقدمين مع اعتباره الشديد لها لكنه استعمل طريقه السبر للتوصل إلى حكم جديد على الرواة مما يثبت أنه لم يكن مقلداً، بل كان مبدعاً.
3. إن ابن عدي أكثر من استخدام ألفاظ تدل صراحة على سبره لروايات الراوي نحو قوله " فتشت حديثه " " في أحاديثه المناكير " " يخالف الثقات " " تبحرت حديثه " و نحو ذلك.
- وإن شاء الله - سوف تطبع بعد تعديل الباجث لبعض القضايا فيها من أجل الاستزادة بكنوز ابن عدي، وإن شاء الله سوف أحملها بعد استئذان صاحبها، ومن أراد التواصل مع الباحث فهذا هو الاميل الشخصي.
Theabatbassam@YAHOO.COM
ـ[عبدالرحمن جلال]ــــــــ[22 - 10 - 09, 11:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك بحث علمي محكم نشر في مجلة أبحاث اليرموك عام 2001 للدكتور عبدالرزاق موسى ابو البصل بعنوان "الرواة الذين نص الإمام ابن عدي على اجتهاده فيهم في كتابه الكامل في ضعفاء الرجال".(15/118)
يا أهل المصطلح، من هو يوسف القدامي؟
ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[17 - 01 - 07, 09:37 ص]ـ
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[17 - 01 - 07, 10:09 ص]ـ
هل أصاب الموقع فايروس ما حيث أنني حاولت جاهدا إدخال الموضوع بشكل متكامل أكثر من خمس مرات و لم تفلح محاولاتي و في آخرها تم إدخاله بعد الملل و الكلل بهذه الطريقة!!!! الرجاء من الأخوة المشرفين تعديل الوضع حيث أنه وضع لا يطاق.
و التتمة تأتي إن شاء الله ....
ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[17 - 01 - 07, 10:13 ص]ـ
تتمة البحث و التساؤل:
أقول: بين يدي مخطوطة في مصطلح الحديث بعنوان (شرح الموارد العذبة من فوائد النخبة) ليوسف القدامي، المطلوب معرفة المؤلف!.(15/119)
سؤال عن الراوي يحيى بن سليم
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[17 - 01 - 07, 01:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
قال الحافظ في تهذيب التهذيب 12/ 47
قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى و أبو الفتح الأزدى: كان ثقة
قال الشيخ هشام الحلاف
يحيى بن سليم بن بلج، ويقال: ابن أبي سليم، ويقال: ابن أبي الأسود، أبوبلج _ بفتح أوله وسكون اللام بعدها جيم _الفزاري الواسطي، ويقال: الكوفي، الكبير.
روى عن أبيه وعن الجلاس وعمرو بن ميمون الأودي وغيرهم.
روى عنه هشيم وزائدة وسويد بن عبدالعزيز وغيرهم.
قال ابن معين وابن سعد والنسائي والدارقطني: (ثقة).
زاد ابن سعد: (إن شاء الله).
وقال أبوحاتم: (صالح الحديث، لا بأس به).
وقال الفسوي: (كوفي، لا بأس به).
وقال ابن عدي: (ولا بأس بحديثه).
وذكره ابن حبان في الثقات وقال: (يخطىء).
ثم ذكره في المجروحين!! وقال: (كان ممن يخطىء، لم يفحش خطؤه حتى استحق الترك، ولا أتى منه ما لاينفك البشر عنه، فيُسلك به مسلك العدول، فأرى أن لا يحتج بما انفرد من الراوية، وهو ممن استخير الله فيه).
وقال البخاري: (فيه نظر).
وقال: الجوزجاني وأبوالفتح الأزدي: (غير ثقة).
ما هو الراجح في حال هذا الراوي؟
أترك الحكم للإخوة حتى أرى هل استفادوا مما سبق؟
وايضا قال الشيخ عبدالرحمان الفقيه
نبه الحافظ ابن حجر على منهج ابن معين واختلاف أقواله في الرواة في أكثر من موضع من ذلك قوله في أبي بَلْج - بفتح أوله وسكون اللام بعدها جيم - الفزاري الكوفي ثم الواسطي (): "وقد وثقه يحيى بن معين والنسائي ..... ونقل ابن الجوزي عن ابن معين أنه ضعفه. فإن ثبت ذلك فقد يكون سئل عنه وعمّن هو فوقه، فضعفه بالنسبة إليه. وهذه قاعدة جليلة فيمن اختلف النقل عن ابن معين فيه، نبه عليها أبو الوليد الباجي في كتابه "رجال البخاري" ويحتمل أن يكون ابن معين ضعفه من قبل رأيه، فإنه منسوب إلى التشيع. ولأجل هذا بالغ أبو إسحاق الجوزجاني فيه - كعادته في الحط على الشيعة - وتبعه أبو الفتح الأزدي
قال الحافظ في التهذيب:
قال إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين: ثقة. و كذلك قال محمد بن سعد، و النسائى، و الدارقطنى
قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري 9/ 418):
صدوق وصفوه بسوء الحفظ، قال النسائي: ليس بالقوي
فما هو القول الثابت عن الجوزجاني والازدي والنسائي في يحيى بن سليم
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[22 - 01 - 07, 01:52 م]ـ
اما الجوزجاني رحمه الله فقد قال في احوال الرجال:
أبو بلج يعني يحيى بن أبي سليم الواسطي كان يروج الفواخت ليس بثقة
رابط كتاب احوال الرجال
http://islamport.com/b/4/trajem/%ca%d1%c7%cc%e3%20%e6%d8%c8%de%c7%ca/%c3%cd%e6%c7%e1%20%c7%e1%d1%cc%c7%e1%20%20%e1%e1%c c%e6%d2%cc%c7%e4%ec/%c3%cd%e6%c7%e1%20%c7%e1%d1%cc%c7%e1%20%dc%20%e1%e 1%cc%e6%d2%cc%c7%e4%ec.html
ماذا عن الازدي والنسائي؟؟
ـ[أبو محمد الجعلى]ــــــــ[23 - 01 - 07, 09:44 م]ـ
الأخ الفاضل المقدسي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
أرى أن هنالك سقطا في كتاب التهذيب عند قول ابن حجر العسقلاني: (قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى و أبو الفتح الأزدى: كان ثقة) والصحيح إضافة كلمة (غير) قبل كلمة (ثقة) فتصبح: (قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى و أبو الفتح الأزدى: كان <غير> ثقة)
فكلام الجوزجاني في تضعيف أبي بلج معروف كما نقلت عنه من كتاب أحوال الرجال ..
أما عن الأزدي فتجد كلمة (غير ثقة) موجودة في كتاب (الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي) حيث قال: (وقال الأزدي كان غير ثقة) ..
بحثت عن (كتاب الضعفاء) للأزدي نفسه، ولكن لم يتيسر لي الحصول على الكتاب لمعرفة قول الأزدي في أبي بلج في كتابه .. فلعل بعض الإخوة ممن يسر الله له الوقوف على ذلك أن يتحفنا بقول الأزدي في أبي بلج كم كتاب الضعفاء ..
ـ[أبو محمد الجعلى]ــــــــ[23 - 01 - 07, 09:46 م]ـ
راجع هذا الرابط، الترجمة رقم: (3722)
http://www.islammessage.com/booksww/book_larg_text.php?pageNum_rs_rtb_text=3&totalRows_rs_rtb_text=813&bkid=1899
ـ[أبو محمد الجعلى]ــــــــ[23 - 01 - 07, 09:49 م]ـ
قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري 9/ 418):
صدوق وصفوه بسوء الحفظ، قال النسائي: ليس بالقوي
ابن حجر هنا يتكلم عن (يحيى بن سليم الطائفي) وليس أبي بلج ..
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[24 - 01 - 07, 08:53 ص]ـ
الأخ الفاضل المقدسي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
أرى أن هنالك سقطا في كتاب التهذيب عند قول ابن حجر العسقلاني: (قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى و أبو الفتح الأزدى: كان ثقة) والصحيح إضافة كلمة (غير) قبل كلمة (ثقة) فتصبح: (قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى و أبو الفتح الأزدى: كان <غير> ثقة)
فكلام الجوزجاني في تضعيف أبي بلج معروف كما نقلت عنه من كتاب أحوال الرجال ..
أما عن الأزدي فتجد كلمة (غير ثقة) موجودة في كتاب (الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي) حيث قال: (وقال الأزدي كان غير ثقة) ..
بحثت عن (كتاب الضعفاء) للأزدي نفسه، ولكن لم يتيسر لي الحصول على الكتاب لمعرفة قول الأزدي في أبي بلج في كتابه .. فلعل بعض الإخوة ممن يسر الله له الوقوف على ذلك أن يتحفنا بقول الأزدي في أبي بلج كم كتاب الضعفاء ..
بارك الله فيك شيخنا الفاضل وجزاك الله خيرا
يبدو أن كتاب الضعفاء للازدي غير موجود فقد بحثت عنه طويلا ولم اجده(15/120)
خلاصة منهج الحافظ أبي عبدالله ابن منده في الحديث وعلومه [زبدة بحث الدكتوراه]
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[21 - 01 - 07, 02:18 م]ـ
الإخوة الكرام ..
كنت وعدت في موضوع سابق أن أذكر خلاصة ما توصلت إليه بخصوص منهج الحافظ أبي عبدالله ابن منده في الحديث وعلومه بعد الفراغ من المناقشة.
ورغم مرور أكثر من نصف السنة على المناقشة إلا أن المشاغل حالت دون تنفذ هذا الوعد.
وها أنا ذا أفي بالوعد، راجياً أن ينفع الله به.
أما الرسالة، فهي ـ بحمد الله ـ تصف،وهي عند أحد دور النشر، أسأل الله تعالى أن ييسر نشرها خلال الثلث الأول من هذا العام الهجري.
وسأقسم منهجه حسب الموضوعات شيئاً فشيئاً،فإلى المقصود:
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات،حمداً يملأ الأرض والسماوات،ويملأ ما بينهما،وملء ما يشاء ربنا من شيء بعد،أما بعد:
فهذا أوان وضع القلم؛ ليستريح قليلاً،بعد تطواف وترحال في هذه الرحلة العلمية الشائقة مع هذا الإمام المبارك أبي عبدالله ابن منده ـ: ـ.
وقبل أن أدخل القلم في غمده،وأُرْجِعَه إلى محبرته،فسأَرْقُم ـ في هذه الخاتمة ـ أَهَمَّ ما في هذا البحث من نتائج،وهي على النحو التالي ـ مراعياً في ترتيبها ورودها في البحث ـ:
1 ـ تبين من خلال ترجمة ابن منده ـ في التمهيد ـ المنزلة الكبيرة،والمكانة العليّة التي يتبوأها هذا الإمام بين أئمة الإسلام،وعلمائه الكبار،من خلال ما يلي:
أ ـ كثرة رحلاته،وكثرة شيوخه ـ وهما في الغالب متلازمان ـ.
ب ـ كثرة تصانيفه.
ج ـ حفاوة أهل العلم بميراث ابن منده العلمي.
2 ـ جهودُ ابن منده ـ في علم الحديث بالذات ـ جهودٌ تضاف إلى جهود علماء الحنابلة في خدمة هذا العلم الشريف.
بل إني أقول ـ وبعد معايشتي لهذا البحث،والتقليب في كثير من تراجم الحنابلة وغيرهم ـ لم أجد أحداً من الحنابلة،بل ولا كثيرٍ من أعلام المدارس العلمية الأخرى، يُضَارعُ ابنَ منده في عنايته وجهوده في هذا العلم الشريف من عصره إلى عصرنا هذا من حيث السعةُ في الرحلة،وكثرةُ الشيوخ،والتصنيفُ في هذا العلم،وسعةُ الاطلاع فيه،والله تعالى أعلم.
3 ـ كشفت لي دراسة مصنفاته في علم الرجال، أنه أولى هذا العلم عنايةً خاصةً، ظهر ذلك في تصانيفه المستقلة في هذا العلم،والتي سبق دراسةُ أربعةٍ منها بالتفصيل،وهي: "معرفة الصحابة"،و"فتح الباب"،و"أسامي مشايخ الإمام البخاري"،و"جزء في الذب عن عكرمة"،بالإضافة إلى بثِّ علمه في ثنايا كتبه التي لم يصنفها استقلالاً في الرجال.
وقد اتسمت مصنفاته في هذا العلم بسمات عامة،ألخصها فيما يلي:
أ ـ ترتيب الأسماء فيها حسب الحروف الهجائية،وهذا في أول الأحرف،أما بعد ذلك،فلا يكاد ينضبط عنده.
ب ـ حرصه على الاستيعاب في الكتاب الذي هو بصدده،جعله يتوسّعُ في شرطِ الكتاب الذي هو بصدده.
ففي "المعرفة" أدخل كلَّ من أدرك زمان النبي ج ـ وإن لم تثبت رؤيته ـ،حتى عدّ المخضرمين من الصحابة ?،وأوسع من هذا كله أنه حاول أن يستوعب أهل القرن الأول.
وفي كتابه "أسامي مشايخ الإمام البخاري" أدخل من ليسوا من شيوخه،فأدخل من روى عنهم بواسطة.
ت ـ اهتمامه بنسب المترجم،وتعيينه إن اشتبه بغيره،والإشارة إلى الخلاف ـ إن وقع في ترجمته أو كنيته خلاف ـ وبيانِ بلده الأصلية،وبلده التي نزلها آخراً،وقد يذكر ـ في بعض الأحيان ـ ما يتعلق بولادة الراوي،ووفاته،ومكان موته،وكذلك اهتمامه ببيان صلة القرابة،أو المصاهرة،أو غيرها من أنواع العلاقات بين المترجم وبين أحد الأعلام المشاهير.
وكذلك اهتمامه بنسب المترجم العلمي،بذكر بعض شيوخ المترجم،وبعض من روى عنه.
ث ـ تنصيصه ـ في بعض الأحيان ـ على مصدره في إثبات المعلومات التي أوردها،وهي تعود إلى أحد مصدرين: كتبِ من تقدّمه،وما تلقاه من أفواه شيوخه.
ج ـ قد يذكر ـ على قلة ـ ما يتعلق بجرح الراوي أو تعديله.
ح ـ التزامه بمنهج عام ـ في الجملة ـ في طريقة سياق التراجم في الكتاب الذي يتصدى لتصنيفه ـ كلٌّ حسب موضوعه ـ.
خ ـ تكاد تتفق كتبه على خلوها من مقدمات تبيّن منهجه في الكتاب الذي صنّفه.
د ـ عنايته بمسألة السماع بين الرواة.
¥(15/121)
ذ ـ ظهور شخصية ابن منده العلمية في مصنفاته عموماً،وفي مصنفاته في علم الرجال خصوصاً،فهو إمام محقق،وليس مجرد ناقل،وهذا أمثلته كثيرةٌ جداً ـ كما تقدم التمثيل لها في ثنايا هذا البحث ـ.
ر ـ عنايته الظاهرة برجال الشيخين: البخاري ومسلم.
وفيما تقدم ـ في ثنايا البحث ـ من بيان منهجه التفصيلي لكل كتاب،ما يوضح تفاصيل هذه المفردات،وما يبين بعض المزايا لكل مصنّف على حده،وكذلك بعض الملاحظات،والمؤخذات التي لا ينفك عنها كتاب،سوى القرآن الكريم.
4 ـ أثبتت هذه الدراسة أثر ابن منده في علم الرجال،كما أوضحتُ ذلك في الفصل الثاني من الباب الثالث،ومن أهم مظاهر ذلك:
أولاً: استدراكه على من قبله من المصنفين في هذا العلم،وهذا بلا شك له أثرٌ في إثراء البحث العلمي،خاصةً فيمن يقع بين العلماء اختلاف فيه.
ثانياً: نقل الأئمة المصنفين في علم الرجال عن ابن منده،وذكر أحكامه على الرواة.
ثالثاً: عنايته الخاصة برجال الشيخين: البخاري ومسلم.
رابعاً: اهتمامه الظاهر بالحديث عن طبقات الرواة.
خامساً: عنايته بمسألة السماع بين الرواة،كما أوضحت ذلك بالأمثلة.
سادساً: حكمُه على جمع من الرواة ـ جرحاً وتعديلاً ـ بما أدّاه إليه اجتهاده.
5 ـ ظهر لي من خلال دراسة أحكامه على الرجال،ما يلي:
أولاً: أن ابن منده يمكن عده في متوسطي النقاد،فلا هو بالمتشدد،ولا هو بالمتساهل،وغني عن القول أن وصف أيَّ ناقد بالشدة والتساهل أمرٌ أغلبي.
ثانياً: أنه لا يخرج عن عبارات الأئمة،حيث لم أجد له لفظةً انفرد بها.
ثالثاً: أنه ـ وإن اختار عبارةَ أحد الأئمة ـ فهو اختيارُ ناقد لا ناقل.
رابعاً: أنه اصطلح في باب "الصحابة" على وصف الراوي بالجهالة بوصف خاصٍ،وهو أن الراوي إذا لم يرو عنه إلا راوٍ واحد فهو مجهول،ولو كان الراوي عنه إماماً مشهوراً كالشعبي،وابن المسيب.
خامساً: ومع كون ابن منده ليس له كتاب مستقل في الجرح والتعديل،إلا أن عنايته بهذا العلم ظهرت في بقية مصنفاته من خلال كلامه في جملة من الرواة،حيث قاربت التراجم التي وقفت عليها ـ التي عدّل فيها وجرّح ـ قرابة مائة وعشرين ترجمة.
والظن به لو كان له كتاب مصنف في الجرح والتعديل أن يأتي فيه بالفوائد والفرائد التي تناسب مكانته العلمية،وحفظه واطلاعه.
6 ـ بيّن البحث والتتبع لمصنفاته،أنه لم يؤلف كتاباً مختصاً بالمصطلح،إلا أنه شارك بالتصنيف في بعض مسائل المصطلح،في كتابه المطبوع باسم "شروط الأئمة"،وصنّف كتاباً شرح فيه هذا الكتاب.
يتبع ـ إن شاء الله ـ ...
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[21 - 01 - 07, 05:30 م]ـ
7 ـ أثبتت الدراسة أن لابن منده اختياراتٍ في جملةٍ من أنواع علوم الحديث،ألخصها في الآتي:
أولاً: في الأنواع المتعلقة بدرجات الأحاديث،وفيه الأنواع التالية:
أ ـ نوع الصحيح،وخلاصة البحث فيه ما يلي:
1 ـ شدد على أهمية رواية الأخبار الصحيحة والإعراض عن المنكرات،ولكن للأسف أنه لم يطبق ذلك في بعض الأحيان ـ كما سيأتي ـ.
2 ـ لم أقف لابن منده على تعريف محدد للحديث الصحيح.
3 ـ أن ابن منده قد استخدم ـ في حكمه على الأحاديث بالصحة ـ أربع وسائل:
الوسيلة الأولى: حكاية الإجماع على صحة الحديث.
الوسيلة الثانية: الحكم على الحديث بالصحة،حسب ما أدّاه إليه اجتهاده.
الوسيلة الثالثة: تصحيح الحديث؛ لكونه على رسم الشيخين،أو أحدهما.
الوسيلة الرابعة: تصحيح الحديث؛ لكونه على رسم أصحاب السنن الثلاث ـ أبي داود،والترمذي،والنسائي ـ،أو أحدهم.
4 ـ تبين من دراسة أحكامه التطبيقية أن عنده شيئاً من التساهل في باب التصحيح.
ب ـ نوع الحسن،وخلاصة البحث فيه ما يلي:
1 ـ لم أقف له على تعريف للحديث الحسن على صناعة الحدود.
2 ـ لم أقف إلا على أربعة أحاديث وصف أسانيدها بالحسن،وحديثين وصفهما بالحسن من غير تقييد لذلك بالأسانيد،وقد بيّنتُ أنه لا يريد بوصف الحديثين الأخيرين الحسن بالمعنى الاصطلاحي.
3 ـ أن خلاصة رأي ابن منده في شرط أبي داود: أنه يخرج ما فيه ضعف،وأنه خيرٌ عنده من رأي الرجال.
¥(15/122)
4 ـ وخلاصة رأيه في سنن النسائي: أنه صحيح ـ وقد بيّنتُ ضعف هذا الاختيار ـ وأن النسائي كان يخرج عن كل من لم يجمع على تركه،وبيّنت ـ بكلام الحفاظ المتأخرين ـ أن مراده بذلك إجماعاً خاصاً،وإلا فالنسائي أقوى شرطاً ـ في الرجال ـ من بقية أصحاب السنن.
ج ـ نوع الضعيف،وخلاصة البحث فيه ما يلي:
1 ـ لم أقف له على تعريف للحديث الضعيف،كالأنواع السابقة.
2 ـ أسباب الرد عنده للأسانيد تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: الزيادة في الإسناد.
القسم الثاني: الزيادة في المتن.
وأنه سلك في الحكم برد الأحاديث ـ من جهة السند ـ مسلكين:
المسلك الأول: الحكم الفردي على إسنادٍ بعينه بالرد، وهذا: إما أن يرده من غير بيان وجه الخطأ،وإما أن يبينه.
المسلك الثاني: الحكم الإجمالي،أو العام،وهذا له صورتان:
الصورة الأولى: أن يكون مخرج الحديث عن صحابيٍّ واحد،فيحكم على عدة طرق روي بها الحديث عنه،بأنها لا تثبت،وهذا على قسمين: إما أن يصرح ببيان وجه الصواب ـ وهذا قليل عنده ـ أو لا يصرح ببيان وجه الصواب.
الصورة الثانية: أن يكون الحديث مروياً عن عدة من الصحابة ?،فيحكم على جميع تلك الطرق بالرد،من غير بيان للسبب،إلا الاكتفاء بكونها فيها مقال،وهذا على قسمين: أن يصرح بذكر أسماء الصحابة الذين روي عنهم حديث الباب،وإما أن لا يصرح.
أما من جهة نقد المتن: فقد تبين أن نقده للمتون ينقسم إلى قسمين: نقد المتن كاملاً ـ وهذا نادر ـ،ونقد الزيادة في المتن.
د ـ نوع الموضوع،وخلاصة البحث فيه أن ابن منده لم يطبق ما قرره من التشديد في النهي عن رواية المنكرات والموضوعات،بل تساهل وروى أحاديث موضوعة،ومنكرة،كما هو ظاهرٌ في بعض كتبه،ونص عليه جمع من الحفاظ،وقد بيّنتُ ما قد يكون عذراً.
ثانياً: الأنواع المتعلقة بالحكم على السند من حيث اتصاله وانقطاعه،وفيه الأنواع التالية:
أ ـ المسند والمتصل،وخلاصة البحث فيه ما يلي:
1 ـ أن رأي ابن منده في حقيقة المسند قريبٌ جداً من تعريف عصريه ـ بل وتلميذه ـ أبي عبدالله الحاكم،والذي يعرفه بأنه رواية المحدث عن شيخ يظهر سماعه منه،لسن يحتمله،وكذلك سماع شيخه من شيخه،إلى أن يصل الإسناد،إلى صحابي مشهور إلى رسول الله ج".
2 ـ أن ابن منده استعمل مصطلح المتصل بكثرة في كتبه،وربما قرن معه حكماً آخر يفيد ثبوت الخبر الذي أورده.
3 ـ تبين لي من خلال دراسة الأحاديث التي حكم عليها بالاتصال أن غيره خالفه في حكمه عليها بالاتصال؛ لعلل أشرت إلى بعضها في موضعها.
ب ـ المرسل،وخلاصة البحث فيه أن ابن منده استعمل مصطلح "المرسل"،مريداً به معنيين:
الأول: فيما رواه التابعي عن النبي ج.
والثاني: في مطلق الانقطاع.
ت ـ المُدلّس، وخلاصة البحث فيه أنني لم أقف له على وصفٍ صريح بالتدليس لأحد من الرواة،إلا للشيخين: البخاري ومسلم! وقد بيّنتُ في موضع آخر () أنَّ وصْفه لهما بذلك لم يوافقه عليه أحد من الأئمة الذين سبقوه،ولا الذين لحقوه.
د ـ المعلّق،وقد استعمله ابن منده بكثرة،وهو على نوعين: نوعٍ وصله في نفس الكتاب،أو في كتاب آخر له،ونوعٍ لم يصله مطلقاً ـ حسب البحث ـ.
وهو يورد هذه المعلقات حيناً في صدر الترجمة،وحيناً بعد حديث الباب.
ثالثاً: الأنواع المتعلقة بصفة الرواية والمروي،وفيه الأنواع التالية:
أ ـ أقسام التحمل والأداء،وخلاصة آرائه فيه،كما يلي:
1 ـ أن ابن منده يرى أن استعمال عبارة: قال لنا،وقال فلان في الأداء، يلحق الراوي عنده بالمدلسين،ومن أجل هذا حكم على الشيخين ـ البخاري ومسلم ـ بأنهما مُدَلّسين،وقد بيّنتُ مأخذ ابن منده،ومناقشة قوله بما يؤول إلى أن وصفه للشيخين بهذا ليس بصحيح.
2 ـ أنه يرى أن سماع المشتغل بالنسخ أثناء مجلس الحديث صحيح،واختار ـ أيضاً ـ أنه يصح السماع إذا كان الشيخ،أو السامع يتحدث،أو كان القارئ خفيف القراءة يُفرط في الإسراع،أو كان يُهَيْنِم ـ بحيث يخفي بعض الكلام ـ أو كان السامع بعيداً عن القارئ، وما أشبه ذلك.
وبيّنتُ أنه ينبغي أن يحمل كلام ابن منده في هذه الصورة على من عرَف طرَف الحديث،لا لكل أحد.
3 ـ أنه يجيز العمل بالإجازة،وتوسع في ذلك حتى قبل الإجازة العامة،وللمجهول.
¥(15/123)
4 ـ جواز التعبير بـ (أنا) () في الأداء ـ جمعاً، وإفراداً ـ لما سمعه من لفظ الشيخ،ولم يكن يقول: (سمعتُ)،أو (حدثني،أو حدثنا)،وقد تبين أن ابن منده إنما يفعل ذلك في الغالب،لا دائماً.
ب ـ آداب طالب الحديث،وقد أثرَ عن ابن منده كلمة فسّر بها كلمةً رويت عن أبي عاصم النبيل،وهي قوله: "من استخف بالحديث استخف به الحديث"، وقد فسّرها ابن منده بقوله: "بطلبه للحجة على الخصم،لا للإيمان به،والعمل بمضمونه".
ت ـ العلو والنزول،والمسألة التي أثرت عن ابن منده في هذا النوع،هي أنه حدّ العلو بمرور ثلاثين سنة،وقد وصُفَ قوله هذا بأن فيه توسعاً.
ث ـ المشهور،والغريب،والعزيز،وهذه هي الأنواع الوحيدة التي وجدت له فيها تعريفاً يشبه صناعة الحدود،وحاصل آرائه في هذه الأنواع ما يلي:
1 ـ عرّف هذه الأنواع فقال: "الغريب من الحديث: كحديث الزهري وقتادة وأشباههما من الأئمة ـ ممن يجمع حديثهم ـ إذا انفرد الرجل عنهم بالحديث،يسمى: غريباً.
فإذا روى عنهم رجلان،وثلاثة ـ واشتركوا في حديث ـ يسمى: عزيزاً.
فإذا روى الجماعة عنهم حديثاً،سمي: مشهوراً".
وقد ظهر لي أن هذا أقدم تعريف للمشهور ـ حسب البحث ـ.
2 ـ أن الغرابة عنده لا ترتفع برواية الضعفاء الحديثَ عن الإمام المشهور الذي يجمعُ حديثه.
3 ـ استظهرتُ أن ابن منده لا يريد ـ في تعريفه للغريب ـ حصر الغريب بما ذكر في تعريفه،بل مراده أخصّ صور الغرابة.
4 ـ أن تعريف العزيز ـ بالمعنى الذي ذكره ابن منده ـ لا يوجد له مثالٌ واحدٌ في تطبيق التعريف عليه عسرٌ.
ولذا فقد ذكرتُ أن تقسيم الحديث إلى قسمين: غريب ومشهور ـ كما جرى عليه عمل الأئمة الأكابر من واضعي علم هذه الصناعة ـ أصحُّ وأيسر.
ث ـ المتابعات والشواهد،وخلاصة رأي ابن منده جواز إطلاق الشاهد على المتابعة،كما يصح إطلاق المتابعة بالمعنى المشهور عند المتأخرين.
ج ـ المدرج،وقد تبين أنه لم يستعمل هذا الاسم صراحةً،وإن كان طبقّه عملياً في عباراته.
رابعاً: الأنواع المتعلقة بصفة مَنْ تقبلُ روايته وتردّ، وفيه الأنواع التالية:
أ ـ معرفة الثقات والضعفاء،وقد ذكرتُ شيئاً من جهود ابن منده في بيان أحوال الرواة.
ب ـ معرفة ألفاظ الجرح والتعديل،وقد خلصتْ الدراسة إلى ما يلي:
1 ـ أن ابن منده يستعمل عبارات الأئمة الذين سبقوه في الجرح والتعديل،أي أنه لم يتفرد بلفظة من الألفاظ لم يسبق إليها ـ حسبما وقفت عليه ـ وذكرتُ أن أكثر الأئمة الذين تأثر باصطلاحاتهم وأحكامهم هو أبو أحمد الحاكم.
2 ـ أن مجموع عبارات التعديل التي استخدمها ـ فيما وقفت عليها ـ: عشر عبارات،وهي: (أحد الأئمة، أحد الحفاظ، الحافظ، ثقة،أحد الثقات، لم يخرج عنه أحد الشيخين ومحله الصدق، صالح،من أهل المعرفة،أحد المذكورين بعلم الحديث، يجمع حديثه) بينما بلغ مجموع عبارات الجرح التي استخدمها ـ فيما وقفت عليه ـ: ست عشرة عبارة،وهي: (مجهول، فيه نظر،ليس بالقوي عندهم، ليس بالمتين عندهم،حديثه ليس بالقائم، حديثه ليس بالمعروف، ضعيف، في حديثه بعض المناكير،متروك، ذاهب الحديث، صاحب مناكير، صاحب غرائب،حدث عن فلان بمناكير، حدث عن فلان بغرائب،منكر الحديث، حدث عن فلان بموضوعات).
3 ـ بالنظر في الألفاظ التي أطلقها في باب التعديل ـ وبعد دراستها ـ يمكن تقسيم هذه الألفاظ على ثلاث مراتب،فصّلتها في موضعها.
بينما مراتب الجرح ـ بالنظر في الألفاظ التي أطلقها،وبعد دراستها وتطبيقها على الرواة الذين وصفوا بها ـ يمكن تقسيمها إلى خمس مراتب،ذكرتها مفصّلةً في موضعها.
خامساً: الأنواع المتعلقة بطبقات الرواة،وبلدانهم،وأسمائهم، وكناهم،وألقابهم،وصلة القرابة بينهم،وفيه اثنا عشر نوعاً:
أ ـ معرفة الصحابة،وخلاصة آرائه في هذا النوع،فيما يلي:
1 ـ أن ابن منده مع الجمهور في إثبات الصحبة بمجرد الرؤية.
2 ـ يرى أن مجرد إدراك زمن النبي ج كافٍ في إثبات الصحبة للشخص المخضرم،وقد بيّنتُ ما في قوله هذا من التوسع غير المرضي.
3 ـ اصطلح ابن منده على أن الصحابي إذا لم يرو عنه إلا راوٍ واحد فهو مجهول،ولو كان الراوي عنه إماماً مشهوراً كالشعبي،وابن المسيب.
ب ـ معرفة التابعين،وخلاصة جهوده وآرائه في هذا النوع في أمرين:
¥(15/124)
1 ـ كان حريصاً في كتابه "المعرفة"،وكتابه "الفتح" على تمييز الصحابي من التابعي،وبيان ما وقع لغيره من أوهام في هذا الباب.
2 ـ أنه يرى أن المخضرم صحابي،وأبى ذلك الجمهور،فهو ـ عندهم ـ تابعي،لا تثبت له أحكام الصحابة.
ت ـ معرفة الإخوة والأخوات،وحاصل ما يقال عن جهوده في هذا النوع أنه كان مهتماً ببيان صلة القرابة بين الراوة في كتبه التي صنفها في الرجال ـ كما تقدم ـ.
ث ـ معرفة المفردات ()،وحاصل جهوده في هذا النوع أنه اعتنى بهذا النوع في كتابه "الفتح" بشكل جلي،بحيث إنه إذا انتهى من ذكر كنى الباب الواحد ـ كحرف الألف مثلاً ـ فإنه يتبع هذا الباب بذكر الأفراد فيه،أي: الذين لا يعرف غيرهم بتلك الكنية ـ وهذا في الغالب ـ إذ قد يذكر تحت هذا الباب أكثر من شخص.
ج ـ معرفة الأسامي والكنى،وحاصل جهوده في هذا النوع،التأليف المستقل فيه،المتمثل في كتابه "الفتح"،مع التنبيه عليه في مواضع متفرقة من كتبه.
ح ـ تمييز المهمل: فقد اعتنى ابن منده بتمييز المهملين؛لما في ذلك من الفوائد المهمة،وقد برز جهده بشكل كبير في كتابه "الفتح"،وأما في بقية كتبه فهو قليل.
خ ـ معرفة ألقاب المحدثين،وما قيل في تمييز المهمل يقال هنا ـ أيضاً ـ.
د ـ معرفة النسب التي على خلاف ظاهرها،حيث اعتنى بهذا النوع،وقد انحصرت جهوده في هذا ـ حسب تتبعي ـ في كتابه فتح الباب.
ذ ـ معرفة المبهمات: وأمثلة هذا في كتبه قليلة،وقد بيّنت مواضعها في محلها.
ر ـ معرفة طبقات الرواة والعلماء: وأبرز كتبه التي تحدث فيها عن هذا النوع،هو كتابه المطبوع باسم "شروط الأئمة"،وله في ذلك إشارات في كتابه "أسامي مشايخ البخاري".
ز ـ معرفة تواريخ الرواة: وله في ذلك مصنّف مستقل،وهو "تاريخ أصبهان"،وأما بقية كتبه ـ التي صنفها في الرجال،وهي: "المعرفة"،و"فتح الباب"،و"أسامي مشايخ البخاري" ـ فإن أدنى مطالعة لها تُظهرُ للقارئ مدى عنايته بهذا الأمر.
س ـ معرفة أوطان الرواة وبلدانهم: والمُطالع لمصنفات ابن منده،يلاحظ لَهَجَه بهذا الأمر،وعنايتَه به في كتبه التي صنفها في الرجال،وهو يعبر عن ذلك بعبارات مختلفة،ذكرتها في موضعها.
سادساً: الأنواع المتعلقة بمتن الحديث، وفيه الأنواع التالية:
أ ـ معرفة غريب الحديث: مع أهمية هذا النوع،إلا أن ظهوره في مصنفات ابن منده لم يكن كثيراً ـ رغم وجوده في كثير من المتون التي يرويها ـ وقد بيّنت عُذْرَ ابن منده في ذلك في موضعه.
ب ـ معرفة الشاذ،وخلاصة آرائه في هذا النوع،ألخصها فيما يلي:
1 ـ لم أجد في مصنفات ابن منده موضعاً واحداً نصّ فيه على هذه الكلمة،إلا أنه عبّر عن هذا المصطلح بعبارتين أخريين،وهما: التفرد،عدم المتابعة.
2 ـ وقد وجدت ابن منده طبق نوعي الشذوذ ـ شذوذ السند والمتن ـ في بعض كتبه.
ت ـ مختلف الحديث: وهذا النوع لم أره طبقّه إلا في موضع واحد،وهو حكايته ما وقع من اختلاف في الآثار التي رويت في التكني بكنية النبي ج،وقد ظهر لي أن اختياره في هذه المسألة هو الأرجح،وهو أن التكني بأبي القاسم كان ممنوعاً منه في حياة النبي ج،وهو جائز بعد وفاته.
يتبع ـ إن شاء الله ـ
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[22 - 01 - 07, 08:58 م]ـ
8 ـ أثبتت الدراسة أن ابن منده سلك في نقده للمرويات ثمانية مسالك،وهي:
1 ـ حكاية الإجماع على صحة الحديث.
2 ـ تصحيح الحديث لكونه على شرط الشيخين أو أحدهما.
3 ـ تصحيح الحديث لكونه على شرط أصحاب السنن أو أحدهم.
4 ـ الحكم على الحديث بالصحة.
5 ـ الحكم على الحديث بالحسن.
6 ـ الحكم على الحديث بالرد.
7 ـ ما اكتفى فيه بالنقل عن الأئمة.
8 ـ ما اكتفى فيه بشهرة الإسناد.
9 ـ تحصل من تتبع منهجه في الاختلاف وأوجه الترجيح ما يلي:
1 ـ كان ابن منده حريصاً كل الحرص على إبراز أوجه الاختلاف في الأحاديث التي يخرجها،بل إنه يشير إلى الاختلاف بين الأحاديث التي يورد أسانيدها معلقةً،وهو ـ في طريقة عرضه للطرق بنوعيها: المسندة والمعلقة ـ يميل إلى الإطالة،وبسط الطرق في كثير من الأحيان ـ وخصوصاً في كتابه "المعرفة" ـ.
2 ـ أنه كان حريصاً على إيضاح أوجه الاختلاف في الطريق التي يسوقها،وهذا البيان له صورتان:
¥(15/125)
الصورة الأولى: أنه يسوق من الطرق ما يتبين به للقارئ صورة الاختلاف على الراوي.
الصورة الثاني: أنه يسوق ما وقع له من الطرق، ثم يبين وجه الاختلاف بصراحة،بحيث ينص على العلة،أو يرجح أحد الوجهين،أو يذكر ما وقع في اللفظ من الاختلاف، أو نحو ذلك من العبارات التي تبين وقوع الاختلاف في إسناده،من غير حاجة للتأمل،وهذه الصورة ـ في كتبه ـ أكثر من سابقتها.
ومع كثرة ما يورد من الطرق إلا أنه نادراً ما يبين سبب الترجيح بصراحة،وهو ما يعرف بسبب الترجيح،أو قرائن الترجيح.
3 ـ فيما يتعلق بالترجيح بين الأوجه،فلم يخرج منهجه عن طريقتين:
الطريقة الأولى: سياق الطرق من غير ترجيح بينها،وهذا هو الأكثر عنده، وهذا يبلغ ثلثي المواضع عنده تقريباً.
الطريقة الثانية: الترجيح بين الأوجه،وهذا ـ كما تقدم آنفاً ـ في حدود ثلث المواضع،وترجيحه هذا لا يخرج عن أسلوبين: أن يكون ترجيحه صريحاً،أو غير صريح.
4 ـ لم يسلك ابن منده قاعدةً واحدةً في ترجيح الأوجه التي تُروى بها الأسانيد ـ كما هو حال كثير من المتأخرين ـ بل هو على نَفَسِ الأئمة الكبار من حيث اعتبار القرائن،والتي بلغت ـ حسب تتبعي ـ خمس قرائن:
الأولى: مخالفة الجماعة،أو الترجيح بالأكثر.
الثانية: انتقال الراوي من حديث إلى حديث.
الثالثة: التفرد.
الرابعة: سلوك الجادة.
الخامسة: الترجيح بالأحفظ.
5 ـ أنه كان يورد في باب الاختلاف على الراوي أوجهاً يرويها المتروكون وأمثالهم،وأمثال هؤلاء لا يصح تورد مخالفتهم إلا على جهة بيان أنها لا يلتفت إليها.
10 ـ تحصل من تتبع الأحاديث التي يسوقها،أن أنواع العلل التي تدور عليها هذه الاختلافات ستة أنواع،وهي:
1 ـ تعارض الوصل والإرسال.
2 ـ تعارض الرفع والوقف.
3 ـ التعليل بالانقطاع.
4 ـ زيادة الثقات في السند والمتن.
5 ـ الاختلاف على الراوي في تسمية الشيخ: إما الصحابي أو غيره.
6 ـ الإدراج.
11 ـ أوضحت الدراسة أن لابن منده عنايةً بفقه السنة في كتبه من خلال أربعة أمور:
1 ـ تراجمه على الأحاديث،وقد تبين أنه متأثر بطريقة البخاري،وابن خزيمة.
2 ـ من خلال سياقه للأدلة داخل الباب الواحد.
3 ـ تعليقاته على الأحاديث.
4 ـ بيانه لغريب الحديث.
12 ـ أبانت المقارنة التي عقدتها بين منهج ابن منده،ومنهج ثلاثة من الأئمة في مصنفاتهم عن الآتي:أولاً:
فيما يتعلق بالمقارنة مع منهجه في الرواة مع منهج ابن عدي في كتابه "الكامل" فقد كشفتْ المقارنة عما يلي:
1 ـ أوجه التشابه العامة بينهما كثيرة،أبرزها: كثرة التراجم،ومراعاة الترتيب الهجائي للتراجم،مع العناية ببيان النسب البشري،والعلمي،وقلة الاحتفاء بسنة الولادة،أو الوفاة،ونسبة المعلومات إلى مصادرها،وكونهما من المعتدلين في باب الجرح والتعديل،وعدم الترجمة للنساء،والإشارة إلى جملة من أنواع علوم الحديث أثناء التراجم.
2 ـ أما أوجه الاختلاف العامة،فمن أبرزها: أن التراجم عند ابن عدي طويلة،ولا تكاد تخلو ترجمةٌ من تراجمه من جرح أو تعديل،وحرصه على بيان حال الراوي،وحال الأحاديث التي يوردها في الترجمة، وهذا كلّه غير ظاهر عند ابن منده،بل هو على العكس من ذلك.
ثانياً: فيما يتعلق بالمقارنة مع منهجه في فقه الحديث مع منهج ابن خزيمة في كتابه "توحيد" فقد أوضحتْ المقارنة ما يلي:
أولاً: فيما يتصل بفقه السنة من خلال التراجم:
1 ـ أوجه التشابه العامة بينهما كثيرة،أبرزها: تصديرُ أحاديث كل باب بتراجم خاصة،وطويلة،وتأثرهما بطريقة من قبلهما ممن لهم عناية بالتراجم،مع التعليق الطويل على بعض المسائل التي وقع فيها النزاع بين أهل القبلة،أو بين أهل السنة أنفسهم،مع كثرة الاستدلال بالنصوص للمسألة المناقَشة،وتكرار الأحاديث تحت الترجمة الواحدة،مما طوّل كتابيهما.
2 ـ أما أوجه الاختلاف العامة،فمن أبرزها: أن ابن منده كان يُكْثرُ من سرد الأحاديث ولو كانت طويلة،بخلاف ابن خزيمة،فهو ـ وإن كرر الحديث ـ فإنه يقتصر على موضع الشاهد،وتميز ابن منده بهدوء العبارة مع المخالف ـ مع الحرص على قوة الاستدلال ـ بخلاف ابن خزيمة،فإنه كان شديداً على المخالف ـ حتى ولو كانت القضية من القضايا التي اختلف فيها السلف ـ.
¥(15/126)
ومما تميّز به ابن خزيمة ظهور مقدرته الأصولية التي استفاد منها في نصرة ما يراه حقاً،ولم يكن هذا ظاهراً عند ابن منده.
ثانياً: فيما يتصل بفقه السنة من خلال سياقه للأدلة:
1 ـ فيما يتعلق بأبرز أوجه التشابه العامة بينهما،فهي:
عدمُ وضوح منهجهما في سياق الأدلة داخل الباب الواحد،مع حرصهما على البداءة بالحديث الأقرب إلى مطابقة الترجمة ـ غالباً ـ،واتفاقهما على كثرة الاستدلال لما تدل عليه الترجمة.
2 ـ وأما أوجه الاختلاف العامة،فمن أبرزها: إعادة ابن منده للحديث برمته ـ كما تقدم ـ بخلاف ابن خزيمة،فهو يقتصر على موضع الشاهد عند الإعادة،مع تميز ابن خزيمة بكثرة التعليقات على الأحاديث التي يوردها.
ثالثاً: فيما يتصل بفقه الحديث من خلال تعليقاته على الأحاديث:
1 ـ فيما يتعلق بأبرز أوجه التشابه العامة بينهما،فهي: وضوحُ عباراتيهما في التعليق،وحرصهما على ترجيح ما يوردانه من معاني ـ رغم قلتها ـ.
2 ـ وأما أوجه الاختلاف العامة،فمن أبرزها: جنوحُ ابن خزيمة إلى التطويل في التعليق بخلاف ابن منده،الذي يميل إلى التوسط،مع جزالة عبارة ابن خزيمة،بخلاف ابن منده،وتعويله كثيراً على لغة العرب،وعلم الأصول ـ كما سبق ـ مما كان له أثرٌ كبير على ظهور علم مختلف الحديث في كتبه.
رابعاً: فيما يتصل ببيان الغريب:
1 ـ فيما يتعلق بأبرز أوجه التشابه العامة بينهما،فهي: قلة تفسيرهما للغريب،وإن كان حظُّ ابن خزيمة منه أكثر.
2 ـ وأما أوجه الاختلاف العامة،فمن أبرزها: ميلُ ابن خزيمة إلى التطويل في بيان الغريب،حتى لكأنه يشرح المتن شرحاً،مع ـ ما تقدم التنبيه عليه قريباً ـ من عناية ابن خزيمة باللغة،الأمر الذي أكسب تعليقاته قوةً وجزالةً،وقدرةً على إزالة الإشكالات التي تتصل بالألفاظ، وهو ما يسمى عند العلماء بـ"مشكل الحديث"،وهو أعمُّ من الغريب ـ كما بيّنته في موضعه ـ.
أولاً: فيما يتعلق بالمقارنة مع منهجه في الحكم على الأحاديث،مع منهج الدارقطني في سننه،فقد كشفتْ المقارنة عما يلي:
1 ـ فمن أظهر صور التشابه العامة بينهما: اشتراكهما في قلة الحكم على الأحاديث ـ قبولاً ورداً ـ عطفاً على كثرة ما روياه من أحاديث،وإكثارهما ـ رغم تفاوت موضوع كتابيهما ـ من إيراد الطرق موصولةً ومعلقةً،مع اتفاقهما في استعمال المصطلحات المعروفة في الحكم على الحديث ـ قبولاً ورداً ـ على قلة ذلك عند ابن منده،وكذلك التعويل على إخراج () الشيخين للحديث،واشتراكهما ـ على تفاوت بينهما ـ في الحكم على الرجال،واستخدام الحكم الجماعي على الأسانيد،بيد أن ابن الدارقطني يحرص على إبراز الأسانيد التي يحكم عليها بالجملة،بخلاف ابن منده،فالغالب أنه يعلقها.
2 ـ وأما أبرز أوجه الاختلاف العامة،فهي: أن ابنَ منده لا يكاد ينصُّ على تضعيف حديثٍ ما إلا قليلاً، بخلاف الدارقطني الذي كان يعبر عن التضعيف لكن
عن طريق تضعيف رواة الإسناد.
كما أن من أبرز مظاهر الاختلاف بينهما،أن ابن منده يصحح الأسانيد على شرط الشيخين،وأصحاب السنن،بخلاف الإمام الدارقطني،فلم يستعمله في كتابه السنن؛ لسبب بيّنته في موضعه.
وخاتمة أوجه الاختلاف أن ابن منده يمكن عدّه في جملة المتساهلين في التصحيح بخلاف الدارقطني،فإنه معدود في المتوسطين،والله أعلم.
أرجو أن يكون في هذا العرض المختصر المستوعب ـ وفق الرسالة ـ ما يفيد،ويجلي سعة علم هذا الإمام الكبير، والمهم هو أن الله أعان على الوفاء بالوعد.
والحمد لله أولاً وآخراً،وظاهراً وباطناً.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[22 - 01 - 07, 09:15 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل ووفقكم.
أما الرسالة، فهي ـ بحمد الله ـ تصف،وهي عند أحد دور النشر، أسأل الله تعالى أن ييسر نشرها خلال الثلث الأول من هذا العام الهجري.
ونحن في انتظارها - أحسن الله إليكم -.
ـ[المسيطير]ــــــــ[22 - 01 - 07, 09:26 م]ـ
الشيخ الكريم الدكتور / عمر المقبل
جزاكم الله خير الجزاء.
وأسأل الله أن يبارك لكم في علمكم، وعملكم، وعمركم، ووقتكم، وأهلكم، وذريتكم، ومالكم.
وأن ينفعنا بما منّ الله به عليكم.
ـ[حلية الأولياء]ــــــــ[28 - 01 - 07, 03:13 م]ـ
الشيخ الكريم الدكتور / عمر المقبل
جزاكم الله خير الجزاء.
وأسأل الله أن يبارك لكم في علمكم، وعملكم، وعمركم، ووقتكم، وأهلكم، وذريتكم، ومالكم.
وأن ينفعنا بما منّ الله به عليكم.
وأزيد .. يسر الله طباعة بحثكم بمنه وكرمه.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[19 - 09 - 08, 04:03 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك
هل طبعت الرسالة
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[12 - 11 - 10, 11:17 ص]ـ
طبعت الرسالة أواخر هذا العام 1431 هـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=228052
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[12 - 11 - 10, 12:42 م]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ عمر ..
وحفظك الله ابا عبدالرحمن(15/127)
نقاش حول بعض المسائل في علوم الحديث
ـ[عبدالرحيم الجزائري]ــــــــ[21 - 01 - 07, 03:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، جل في علاه و عظم في عالي سماه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة أدخرها ليوم لقياه، وأشهد أن محمد بن عبد الله نبيه و مصطفاه، صلى الله عليه و على آله و صحبه ومن اقتفى أثره واهتدى بهداه.
أما بعد، فهذا بحث شيق، غزير الفوائد، عظيم المنفعة، و أصله مناقشة لمشتغل بالحديث – ولم أذكر اسمه و لا اسم المؤلف -، وقد حذفت منه أشياء يسيرة، ونشرته– بهذه الصورة- لتعم استفادة الإخوة منه، راجيا منهم الدعاء لي بالصلاح والثبات على طلب العلم و العمل به. والله الموفق إلى سبيل الرشاد.
المسائل التي أخذها المؤلف على الشيخ ...... :
1. قوله بأن الأئمة إذا قالوا فلان يدخل حديثه في المسند يريدون به إثبات السماع.
2. قوله بأن الأئمة لا يقولون لا يثبت إلا في حديث الرجل الضعيف.
3. قوله بأن الحفاظ لا يستطيعون الحكم على الراني المقل الذي لم يعاصروه.
4. خلطه في كيفية معرفة الذين ينتقون في مشايخهم.
5. رميه الإمام محمد بن سعد بالتساهل مطلقا.
6. قوله بالاستشهاد بالمنكر.
7. اعتراضاته بعضهم على الإمام الشافعي في شروط قبول المرسل.
8. قوله بأن الحافظ لا يعتمد توثيق النسائي ومطين والدارقطني إذا انفردوا إلا نادرا وإلا فهو يحيد أو ينزله إلى رتبة صدوق.
9. قوله بأن الأئمة إذا أطلقوا في الراوي ثقة وقال أحدهم ثقة ثبت فإن الحافظ يعتمد قول من قال إنه ثقة ثبت.
10. قوله بأن الحافظ ابن حجر يجمع بين أقوال الأئمة في المختلَف في تعيينهم.
11. قوله بأن الحافظ في التقريب لا يعتمد توثيق المتساهلين إلا نادرا وينزله مع ذلك إلى صدوق
12 قوله بأن الراوي إذا لم يوجد فيه جرح أو تعديل وروى عنه أحد من ينتقي في شيوخه فإن ابن حجر غالبا يقول مقبول.
13. قوله بأن المجهول إذا روى عنه ابنه أو حفيده فإن الحافظ يقول فيه مقبول.
14 إطلاقه القول بأن الحافظ قد يقبل عنعنة الوليد وبقية في شيوخ شيوخهما.
15. قوله بأن الإمام الذهبي يطلق مجهول على مجهول الحال.
المأخذ الأول
قول أحد الأئمة فلان يدخل حديثه في المسند.
قال الشيخ ... : الظاهر من قول أهل العلم (فلان يدخل في المسند) أنهم يقصدون بذلك إثبات أو ترجيح أن الطالب سمع من الشيخ وروايته عنه متصلة ولقاءه له ثابت كما جاء في (جامع التحصيل للعلائي) ترجمة زرارة بن أوفى قاضي البصرة سئل يحيى القطان: هل سمع زرارة من عبد الله بن سلام قال القطان "ما أراه ولكنه يدخل في المسند وقد سمع من عمران بن حصين وأبي هريرة وابن عباس".
و قال الشيخ أيضا: لكن أبا حاتم وابنه يقولان هذا اللفظ ويقصدان أن الراوي من جملة الصحابة فقد جاء في الجرح والتعديل ترجمة عمرو بن الحارث بن المصطلق الخزاعي أخي جويرية قال ابن أبي حاتم: قلت لأبي هل له صحبة قال يدخل في المسند (6/ 225) ..
قلت: وهذا كلام غير صحيح، بل إن الصواب في ذلك أنه لا يلزم من قول أحد في راوٍ يدخل في المسند إثبات السماع للراوي ولا عدمه فإنهم ينصون على عدم سماع هذا الراوي من شيخه ثم يدخلون حديثه في المسند لا لأنه سمع منه إنما لأنه اشتهر بالرواية عنه فيدخلون على سبيل المجاز والأدلة على ما قلته كثيرة فمنها:
(1) طارق بن شهاب أبو عبد الله البجلي الأحمسي: قال ابن أبي حاتم عن أبيه ليست له صحبة والحديث الذي رواه (أي الجهاد أفضل) مرسل. قلت له قد أدخلته في مسند الواحدان قال لما حكي من رؤيته النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -. (تهذيب التهذيب2/ 233) ط الرسالة. فانظر كيف حكم عليه بأنه ليست له صحبة ومع هذا أدخله في المسند على المجاز.
(2) قال ابن أبي حاتم سألت أبي عن عبد الله عكيم فقال ليس له سماع من النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – إنما كتب إليه. قلت: أحمد بن سنان أدخله في المسند. قال: من شاء أدهله في مسنده على المجاز. (المراسيل لابن أبي حاتم صـ92 رقم 260) فانظر كيف أقر غيره على إدخاله في المسند مع تصريحه بعدم ثبوت سماعه يدل على أن غيره أيضًا ينهج نهجه في ذلك.
¥(15/128)
(3) عيسى يزداد اليماني: قال أبو حاتم: لا يصح حديثه وليس لأبيه صحبة ومنهم من يدخله في المسند على المجاز وهو أبوه مجهولان. (الجرح والتعديل6/ 291).وغير هذا كثير
وأما استدلالك بأثر يحيى القطان حيث قال في سماع زرارة من عبد الله بن سلام ما اراه ولكنه يدخل في المسند فليس فيه دلالة على ما قلته لا من قريب ولا من بعيد بل دلالته على عدم إثباته لعدم سماع زرارة من عبد الله بن سلام أقوى حيث قال ما أراه ثم أخبر أنه يدخل في المسند لا لثبوت سماعه من ابن سلام ولكن يدخل في المسند لأنه روى عنه على سبيل المجاز كما مر نقل مثل هذا عن أبي حاتم – رحمه الله –
المأخذ الثاني:
قوله بأن الأئمة لا يطلقون كلمة (لا يثبت) إلا في حديث الرجل الضعيف:
حيث قال الشيخ وهو يقرر أن الحافظ متساهل في فتح الباري حيث أطلق الحافظ لفظة (لا يثبت) في حديث ضعيف جدًا قال: وكلمة (لايثبت) إنما تقال في حديث الرجل الضعيف ما تقال في حديث الرجل الواهي الساقط.
قلت: بل الحفاظ يطلقون كلمة (لايثبت) في حديث الرجل الواهي الساقط وأي مانع من ذلك وعلى ذلك أمثلة كثيرة منها:
(1) قال الإمام أحمد: لا يثبت في التسمية على الوضوء حديث. (المنار المنيف صـ120 - 121). وهذا يقتضي أنها عنده ضعيفة جدًا وإلا لو كان ضعفها خفيفا لحسن الحديث بها ولا يرد على هذا أنهم قد يطلقون هذا اللفظ ويريدون بذاته فإن هذا نادر ويؤيد أن الإمام أحمد لم يرد هذا أنه لا يقول أن التسمية شرط في صحة الوضوء.
(2) النهي عن أكل الطير قال أحمد ليس فيه شيء يثبت إلا أنه يضر البدن مع أن العقيلي قال ليس له أصل ولا يعرف من وجه يصح. انظر (التحديث بما قيل لا يصح فيه حديث للشيخ بكر – حفظه الله – صـ165).
(3) أحاديث العقل قال ابن القيم كلها كذب. (المنار المنيف صـ66) ومع هذا قال الإمام العقيلي لا يثبت في هذا المتن شيء.
(4) أحاديث الهريسة: قال الفيروز آبادي – رحمه الله – لم يثبت فيه شيء والجزء المشهور في ذلك ممجموع أحاديثه مفتراة. انظر (التحديث لأبي زيد صـ164) فانظر كيف حكم عليه بأنه لم يثبت فيه شيء ثم صرح أنها مفتراة.
(5) أحاديث يوم عاشوراء قال ابن القيم لا يصح منها شيء واحد ولا يثبت عن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – فيه شيء غير أحاديث صيامه وما عداها فباطل. (المنار المنيف صـ111 - 113).
فانظر كيف حكم عليها بأنها لا تثبت مع تصريحه بأنها باطلة ..
المأخذ الثالث
قوله بأن الحفاظ لا يستطيعون الحكم على الراوي إذا كان مقلاً ولو يكونوا عاصروه.
قال الشيخ: ففي الحقيقة أن الراوي إذا كان مقلاً لا يتأتى لناقد أو لإمام من الأئمة أن يحكم عليه بتوثيق أو تضعيف قال وكما يقول ابن عدي – رحمه الله تعالى – وفلان في مقدار ما يرويه لم يتبين لي صدق من كذبه، والذي يطالع في كتاب الكامل لابن عدي – رحمه الله تعالى – يجده يستخدم هذه العبارة في المقلين
قلت:
هذا كلام غير صحيح فإن للأئمة في الحكم على الراوي ثلاثة أحوال:
1/إما أن يكونوا عاصروه وعرفوا حديثه فهنا يتأتى لهم الحكم عليه بما يستحقه غالبًا.
2/ وإما أنهم لم يعاصروه ولكنهم قد وجدوا علامًا عليه بما يستحقه ممن عاصره فيحكمون عليه بذلك.
3/وإما أنهم لم يعاصروه ولم يجدوا أحدًا تكلم فيه فإن كان مكثرًا سهل عليهم سبر حديثه وبعد السبر يحكمون عليه بما يستحقه وإن كان مقلا فليس على إطلاقه أنهم لا يستطيعون أن يسبروا حديثه ويحكمون عليه بما يستحقه فقد يتأتى لبعض الأئمة دون آخرين وعلى ذلك أمثلة كثيرة فمن ذلك:
(1) بلال بن عبد الله بن عمر بن الخطاب روى عن أبيه لا تمنعوا إماء الله. قال حمزة الكناني لا أعلم له غير هذا. الحديث كما في (التهذيب1/ 254) ومع هذا فقد وتقه أبو زرعة واحتج به الإمام مسلم في صحيحه واعتمد الحافظ في (التقريب) توثيق أبو زرعة فقال ثقة من الثالثة وأبو زرعة من الحادية عشرة.
(2) عمار بن أكيمة الليثي روى عنه الزهري حديثًا واحدًا ومنهم من قال حديثين ومع هذا فقد وثقه يحيى بن معين وقال الحافظ في (التقريب) ثقة من الثالثة وابن معين من العاشرة فكيف استطاع الحكم عليه وهو مقل ولم يعاصره.
¥(15/129)
(3) إسماعيل بن سالم الأسدي قال ابن المديني له نحو عشرة أحاديث. قلت ومع هذا فقد وثقه النسائي وأبو حاتم وابن معين وابن خراش وهو من التابعين من السادسة وقال فيه الحافظ ثقة ثبت من السادسة.
(4) فرقد بن بهيس أبو الدهماء العدوي روى عنه واحد وقال ابن سعد كان ثقة قليل الحديث واعتمده الحافظ فقال في (التقريب) ثقة وابن سعد من العاشرة.
(5) إبراهيم بن عقبة بن أبي عيش الأسدي قال ابن المديني له عشرة أحاديث ومع هذا فقد وثقه أحمد والنسائي ويحيى والدار قطني وأبو داود وابن سعد وقال قليل الحديث. انظر (التهذيب1/ 77) ومع هذا فقد اعتمد الحافظ توثيقهم له فقال في (التقريب) ثقة.
وغيرها كثير وما هذا إلا غيض من فيض من توثيق أئمة لرواة مقلين ولم يعاصروهم.
وأما قول الإمام ابن عدي – رحمه الله - في كثير من الرواة المقلين: "وفلان في مقدار ما يرويه لم يتبن لي صدقه من كذبه ". فنعم إن هذا هو الأصل في الراوي المقل أن لا يستطاع الحكم عليه بغير الجهالة أو عدم المعرفة لحالة لقلة روايته. لكن هذا ليس مطردا، فإن الراوي المقل قد يروي أحاديث منكرة جدًا وإن كانت قليلة فيحكم عليه الأئمة من خلالها كما حكموا علي سهيل بن ذكوان الواسطي حيث كذبه يحيى بن معين وقال النسائي متروك وقد بين ابن عدي العلة من حكم هؤلاء الأئمة عليه مع قلة روايته فقال: وسهيل بن ذكوان هذا مع ما ينسب إلى الكذب ليس له كثير حديث وإنما لم يعتبر الناس بكذبه في كثرة رواياته لأنه قليل الرواية وإنما تبينوا كذبه بمثل ما بينا أن عائشة كانت سوداء وأن إبراهيم النخعي كان كبير العينين قال وعائشة كانت بيضاء وإبراهيم النخعي كان أعور وهو في مقدار ما يرويه ضعيف. (الكامل لابن عدي3/ 1285).
ويدل على هذا كلام ابن عدي في سلم العلوي البصري حيث قال: وسلم العدوي قليل الحديث جدًا ولا أعلم له جميع ما يروي إلا دون خمسة أو فوقها قليل وبهذا المقدار لا يعتبر فيه حديثه أنه صدوق أو ضعيف قال ولا سيما إذا لم يكن في مقدار ما يروي متن منكر. (الكامل3/ 329) مفهومه أنه إذا كان في مقدار ما يروي متنًا منكرا أنه يستطاع الحكم عليه وإن كان مقلا.
بل إن ابن عدي – رحمه الله - الذي يكثر من قوله ل"م يتبن لي صدقه من كذبه لقلة روايته"، قد حكم على جماعة من المقلين بسبر حديثهم مع تصريحه بقلة حديثهم وها كثير فمن ذلك:
(1) إسماعيل بن سميع النخعي: قال ابن عدي: وإسماعيل بن سميع هذا حسن الحديث يعز حديثه وهو عندي لا بأس به. (الكامل1/ 284).
(2) بكار أبو يونس القافلائي قال ابن عدي: وأحاديثه قليلة ولا أعلم له من الأحاديث إلا مقدار خمسة أو ستة وأرجو أنه متماسك بقدر ما يرويه. (الكامل لابن عدي2/ 477).
(3) الحسن بن علي الهاشمي قال ابن عدي: وحديثه قليل وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق. (الكامل2/ 734).
وغيرها كثير ولله الحمد والمنة ..
ثم وقفت على كلام متين للإمام المعلمي – رحمه الله - في (التنكيل1/ 66) بين فيه طرق الأئمة في الحكم على الراوي وأن منهم من يوثق الراوي بسبر مروياته وإن كانت قليلة ومنهم من لا يوثق من تقدمه حتى يطلع له على أحاديث كثيرة فيغلب على ظنه أن من خلال سبر هذه الأحاديث استطاع الحكم على الراوي بتعديله أو بتليينه والحمد لله.
المأخذ الرابع
خلطه في كيفية معرفة أن الراوي ينتقي في الرواية عن شيوخه
عقد الشيخ فصلا في أحد كتبه فيمن وصفوا بالانتقاء في الرواية عن شيوخهم وذكر فيه مجموعة لا بأس بها مع أنه فاته ما يزيد على عشرين راويا وهم موجودون لديّ ولله الحمد ولسنا نعيب عليه ذلك، إنما نعيب عليه أنه أدخل في هذا الفصل رواة لا يستحقون الإدخال فيه، منهم:
(1) الإمام البيهقي أحمد بن الحسين، واستدل لذلك بقوله (أي البيهقي): (وعادتي في كتبي المصنفة في الأصول والفروع الاقتصار من الأخبار على ما يصح منها دون ما لا يصح ‘ أو التمييز بين ما يصح منها وما لا يصح ليكون الناظر فيها من أهل السنة على بصيرة مما يقع الاعتماد عليه) دلائل النبوة [1/ 47].
قال الشيخ: فهذا يدل على أن البيهقي مالم يضعف حديثًا فهو عنده مما يحتج به وكون غيره لا يسلم له في نقده فهذا أمر آخر ..
¥(15/130)
قلت: لسنا بصدد سكوت البيهقي على حديث احتج به ما حكمه عنده، نحن بصدد البحث عن الدلالة من كلام البيهقي على أنه ينتقي في الرواية عن شيوخه بل في كلامه دلالة على أنه يروي عن غير الثقات من وجهين:
أولا: أنه لا يحتج إلا بالصحيح كما قال، والصحيح قسمان: منه صحيح لذاته وصحيح لغيره ولا مانع أن يروي عن ثلاثة ضعفاء أو أكثر وضعفهم ضعف خفيف ثم يكون حديثهم عنده صحيحا لغيره ..
ثانيا أنه قال: أو التمييز بين ما يصح منها وما لا يصح. دليل على أنه يسوق حتى الضعاف بأسانيدها لكي يميز بين الصحيح من الضعيف، وما المانع أن يكون الضعيف هو شيخه؟.
(2) الإمام الطبري سليمان بن أحمد بن أيوب – رحمه الله - حيث أدخله الشيخ فيمن ينتقون في الرواية عن مشايخهم. ثم استدل على ذلك بقول الهيثمي – رحمه الله - في مجمع الزوائد (1/ 12):" ومن كان من مشايخ الطبراني في الميزان نبهت على ضعفه ومن لم يكن في الميزان ألحقته بالثقات الذين بعده ".
قلت: أين وجه الدلالة من كلام الإمام الهيثمي على أن الإمام الطبراني ينتقي في شيوخه، بل فيه دلالة على أنه لا ينتقي من وجهين أحدهما يفهم من كلام الهيثمي وهو:
الأول: أن الإمام الهيثمي أقر بأن من مشايخ الطبراني من هو ضعيف مذكور في الميزان مع أنه لا يلزم أن كل من ذكر في الميزان يكون ضعيفا، وأبان أنه سينبه على ضعفه، وقد وفي ما قال – رحمه الله -.
الثاني: أنه من المعلوم أن أصحاب المسانيد لا يتحرون في الأحاديث فهمه إيراد جميع ما في الباب من صحيح أو ضعيف ومنهم الإمام الطبراني – رحمه الله - والواقع أكبر برهان، فاقرأ كتاب الشيخ حماد الأنصاري – رحمه الله – الذي هو (بلغة القاصي والداني بتراجم شيوخ الطبراني) تجد فيهم الضعيف والمجهول والثقة وغير ذلك.
(3) الإمام الشافعي – رحمه الله -: واستدل الشيخ لذلك بما جاء في معرفة السنن والآثار للبيهقي (1/ 81) عن الشافعي قال: (وكان ابن سيرين وإبراهيم النخعي وغير واحد من التابعين يذهب هذا المذهب في أن لا يقبل إلا ممن عرف. قال وما لقيت ولا علمت أحدا من أهل العلم بالحديث يخالف هذا المذهب) ا. هـ
قال الشيخ: وما كان الشافعي – رحمه الله - على مكانته العلمية ورتبته المنيفة ليخالف مذهب العلماء في زمانه وقبل زمانه لكي يرد عليه أن هناك من وصف بعدم الانتقاء وهم في طبقة شيوخ أو شيوخ شيوخ الشافعي والله أعلم ..
قلت: هذا فهم خاطئ لكلام الإمام الشافعي – رحمه الله - فإن مراده – والله أعلم - بقوله "ممن عرف" أي من اشتهر أو عرف بروايته للحديث، ولا يشترط فيمن كان هذا حاله أن يكون محتجًا به، بدليل أنه نقل هذا عن التابعين وقد وجد فيهم من لا يتحرى في الرواية عن الثقات، فليس فيما ذُكر دلالة على أن الإمام الشافعي ينتقي في شيوخه، لكن هناك دلالة قوية لم يقف عليها الشيخ، وهي أن الإمام الشافعي – رحمه الله - ذكر حديث (لا تكذبوا عليّ) ثم قال عقبه "هذا أشد حديث روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في هذا، وعليه اعتمدنا مع غيره في أن لا نقبل حديثًا إلا من ثقة ونعرف صدق من حمل الحديث من حين ابتدئ إلى أن يبلغ به منتهاه. (الرسالة صـ398ـ) (المعرفة للبيهقي1/ 139).
وبقي غيرهم لكنهم يحتاجون إلى مزيد نظر.
ولم يقتصر الشيخ على هذا، فقد طرح لنفسه سؤالا وهو: كيف نعرف أن الراوي من الذين ينتقون في مشايخهم؟ ثم أجاب على ذلك بقه: السبيل إلى ذلك بأمور منها:
1. أن ينص العلماء على ذلك، أو أن الراوي يصرح بذلك.
2. أن يوصف بعبارة تدل على ذلك كأن يقال فيه: نظيف الإسناد أو نقي الإسناد والرواية، أو جيد الإسناد وصحيحة، أو كان لا يدلس إذا لم يكن المقصود بذلك رد تهمة التدليس عنه فقط.
قلت: وهذا كلام ليس على إطلاقه، وهو غير صحيح وليس بمطرد أو –أعني البند الثاني- وبالأخص منه قوله: أو كان لا يدلس فإن هذا كلام مردود من وجهين:
الأول: أنه لا يلزم من كون الرجل يدلس أن الحامل له ضعف شيخه فقط بل قد يدلس شيخه وهو ثقة لأجل علو الإسناد أو لصغر شيخه أو لقصد نشر الرواية، وغير ذلك من الأسباب الحاملة للمدلسين. ويوضحه:
¥(15/131)
الثاني: أنه قد وجد من قيل فيه إنه لا يروي إلا عن ثقة أو وصف بالانتقاء في مشايخه ومع ذلك فهو موصوف بالتدليس كيحيى بن أبي كثير الذي قال فيه أبو حاتم: لايحدث إلا عن ثقة. انظر (الجرح .. لابنه9/ 142) ومع هذا فقد وصفه غير واحد بالتدليس، ومثله الزهري.
المأخذ الخامس:
رميه للإمام محمد بن سعد - رحمه الله - بالتساهل
حيث سئل الشيخ عن ابن سعد فقال: ومن المتساهلين أيضا ابن سعد فإنه يوثق كثيرا ممن لم يوثقه غيره من الأئمة.
قلت: وهذا الكلام غير صحيح وفيه إجحاف وحيف بتوثيق الإمام محمد بن سعد – رحمه الله – ونطالبك على هذا بأحد أمرين:
أولا: من سبقك إلى هذه الدعوى.
ثانيا: أدلتك على ما قلت.
فإن الصواب في توثيق ابن سعد – رحمه الله – أنه إمام معتدل وعنده شيء من التساهل في طبقات التابعين وفي غيرهم بصورة أقل
يدل على ذلك أن ابن سعد - رحمه الله - انفرد بتوثيق بضع وأربعين راوياً في التقريب شاركه في كثير منها العجلي – رحمه الله – وقد اعتمد الحافظ – رحمه الله – توثيقه في هذه التراجم بقوله في التقريب ثقة إلا في أربع تراجم لم يعتمد توثيقه كاملا بل أنزله إلى قوله صدوق لقرائن،
كقوله "ثقة قليل الحديث" كما في ترجمة خالد بن غلاق وهياج بن عمران.
فإن هذا يدل على أن هذا الراوي مقل فيجعل في النفس شيئا من اعتماد توثيق ابن سعد كاملا في هذه الحالة، وهذا يقوي عندنا ما قاله الإمام المعلمي – رحمه الله -: وكذلك ابن سعد وابن معين والنسائي وآخرون غيرهم يوثقون من كان من التابعين أو أتباعهم إذا وجدوا رواية أحدهم مستقيمة بأن يكون له فيما يروي متابع أو شاهد وإن لم يروي عنه إلا واحد ولم يبلغهم عنه إلا حديث واحد (التنكيل 1/ 66).
ولهذا نجد الحافظ في التقريب قد يحيد عن توثيق ابن سعد – رحمه الله - لمن كان له رؤية أو ولد في عهده – صلى الله عليه وآله وسلم – وانفرد ابن سعد بتوثيق، مثال ذلك:
(1) السائب بن أبي لبابة بن المنذر الأنصاري: وثقه ابن سعد وقال ولد على عهد النبي – صلى الله عليه وآله وسلم -، قال الحافظ في التقريب: له رؤية. فلم يجزم بتوثيق ابن سعد ولا برده بل حاد عنه.
(2) محمد بن أبي بن كعب أبو معاذ الأنصاري وثقه ابن سعد وقال ولد على عهد رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم -، فقال في التقريب له رؤية.
فنعم إن عند ابن سعد شيء من التساهل في طبقات التابعين أو أتباعهم وقد قال فيه الإمام الألباني – رحمه الله -: فيه شيء من التساهل. (الدرر 76).
أما أن نصفه بالتساهل مطلقًا فلا.
وأما استدلالك على أن ابن سعد متساهل بأنه يوثق كثيراً ممن لم يوثقه غيره من الأئمة،فليس بحجة.
أو كل من وثق من لم يوثقه غيره من الأئمة يكون متساهلا فأنا مستعد أن آتيك بعشرات الأمثلة من انفرادات أبي حاتم أو شعبة أو يحيى القطان أو يحيى بن معين بتوثيق رواة لم يوثقهم غيرهم من الأئمة فهل نفول إن هؤلاء متساهلون!!!.
وإن كان مرادك أنه ينفرد بثوثيق رواة جرحهم غيره فنطالبك بالبرهان مم الأمثلة الكثيرة التي نستطيع أن نبني عليها قاعدة أن ابن سعد متساهل. فإن القاعدة لا تثبت بالمثال أو المثالين، وقلّ أن تجد إماما إلا وتجد له تفردات إما في الجرح أو التعديل، فمن تفردات ابن سعد في التجريح:
(1) النضر بن عربي الباهلي: وثقه ابن معين وابن نمير وأبو زرعة وقال أحمد: ليس به بأس، وقال أبو حاتم لا بأس. وقال ابن سعد وكان ضعيف الحديث. (انظر التهذيب 4/ 225).
(2) عمرو بن .... بن سويد العدوي البصري: قال أحمد وابن معين والنسائي والعجلي: ثقة. زاد أحمد: إلا أنه اختلط قبل موته. وقال أبو حاتم: لا بأس به. وقال ابن سعد: كان ضعيفا. (التهذيب 3/ 296 - 297).
(3) عبد الله بن المؤمل المخزومي المدني: ضعفه النسائي وابن معين في أكثر الروايات عنه وقال الدار قطني هو سيء الحفظ وقال ابن الجنيد شبه المتروك. وقال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث. (انظر التهذيب 2/ 440).
(4) عبد الجبار بن عمر الأيلي: قال عنه أبو زرعة واهي الحديث. وقال النسائي ليس بثقة. وقال الذهلي ضعيف جدًا. وضعفه أبو داود والترمذي وابن معين. ومع هذا قال ابن سعد: كان ثقة. (انظر التهذيب 2/ 469).
فهل نقول أنه متساهل في التعديل؟!
¥(15/132)
لا. فإن المثال والمثالين لا تبنى عليهما قاعدة، لكننا نحكم للأغلب من أحكامه على الرواة إن كانت عندنا الأهلية لذلك، وما أحسن حكم الإمام الألباني – رحمه الله - عليه بأن عنده شيء من التساهل وهذا ملموس وعندي له أمثلة كثيرة ولله الحمد على ذلك، لكننا نقول: ويشتد التساهل شيئًا ما في طبفات التابعين وأتباعهم كما نبه عليه العلامة المعلمي – رحمه الله -.
وعلى كل فهو كما يقول الإمام الذهبي – رحمه الله -: وله كلام جيد في الرجال مقبول. والله أعلم.
المأخذ السادس
قوله بجواز الاستشهاد بالمنكر الذي هو تفرُّد الضعيف
قال الشيخ: الفرق بين قولهم في حديث منكر وقولهم في الراوي منكر الحديث: قال: فإن قال حديث منكر فإذا كان يعني به مخالفة الضعيف لمن هو أوثق منه فهذا الحديث لا يستشهد به، وإن كان يعني انفراد الضعيف بهذا الحديث فإن وجد له متابع يستشهد به، وإن كان يعنى أنه من أفراد الثقات فهذا يحتج به ا. هـ.
قلت: هذا مخالف لما عليه أئمة الحديث من السابقين واللاحقين من عدم الاستشهاد بالمنكر كما سيأتي نقله عن بعضهم إن شاء الله.
وللرد عليه نحب أن نبين قبله بشيء من البسط اصطلاح الأئمة في إطلاقهم منكر الحديث أو حديثه منكر .. فهي على أحوال:
الأولى: على تفرد الثقة بحديث لم يتابع عليه وهذا هو الذي صرح به البرديجي إلا أنه أطلق لفظ التفرد. انظر (المقدمة مع التقييد صـ105ـ) و (شرح علل الترمذي [2/ 450) فإنه نقل عنه أنه أراد تفرد الثقة.
وقد وجدَ غيره مجموعة من الأئمة يطلقون على مجرد تفرد الثقة بحديث لم يتابع عليه أنه منكر، قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله – لما قال أحمد في محمد بن إبراهيم التيمي: له مناكير: قلت المنكر أطلقه أحمد بن حنبل وجماعة على الحديث الفرد الذي لا متابع له فيحمل هذا على ذلك. ا. هـ من (هدي الساري صـ437).
وقال – رحمه الله – فإن ابن سعد والإمام أحمد وجماعة يطلقون المنكر على الفرد المطلق. (انتقاض الاعتراض 2/ 679).
وحكاه ابن رجب عنهم في كلام طويل ثم قال: "فتلخص من هذا أن النكارة لا تزول عند يحيى القطان والإمام أحمد والبرديجي وغيرهم من المتقدمين إلا بالمتابعة. (شرح علل الترمذي صـ333).
وقال الإمام النووي – رحمه الله -: "فإنهم قد يطلقون المنكر على انفراد الثقة بحديث وهذا ليس بمنكر مردود إذا كان الثقة ضابطا متقنا". ا. هـ من (شرح صحيح مسلم1/ 17ـ18).
إلا أن هاهنا إشكالا يرد علينا وهو أن الحافظ ابن حجر – رحمه الله - يقول في (النكت2/ 674): "وهذا مما ينبغي التيقظ له، فقد أطلق الإمام أحمد والنسائي وغير واحد من النقاد لفظ المنكر على مجرد التفرد لكن حيث لا يكون المتفرد في وزن من يحكم لحديثه بالصحة بغير عاضد يعضده ". ا. هـ.
فمفهوم كلامه أنهم يطلقون منكر الحديث على تفرد الضعيف لا الثقة وهذا مخالف لما نقلناه عنه قبل، وكذا لما قرره ابن رجب والنووي من أنهم يطلقون النكارة حتى على تفرد الثقة كما تقدم نقله - وقد ذكر الحافظ ابن رجب لذلك أمثلة في كتابه الفذ (شرح علل الترمذي 2/ 450ـ456) - ولا يريدون به الإعلال كما تقدم نقله عن الحافظ ابن حجر رحمه الله.وكذلك يطلقون على تفرد الرواة الذين لا يصلون إلى درجة الاحتجاج إذا تفردوا لفظ منكر الحديث، لكنهم مع ذلك يريدون به الإعلال وهذا هو الذي فهمه الحافظ ابن حجر - رحمه الله – حيث أن الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله - قال في خالد بن مخلد له مناكير. فاعتبر الحافظ هذا القول من الإمام أحمد غمزا في خالد بن مخلد فقال في (هدي الساري صـ400ـ): وأما المناكير فقد تتبعها أبو أحمد بن عدي من حديثه وأوردها في كامله وليس فيها شيء مما أخرجه البخاري.ا. هـ. وبنحوه في معرفة الخصال المكفرة صـ37ـ38) والله أعلم.
الثاني: يطلقون على تفرد الصدوق في بعض الأوقات منكرًا إذا تفرد عن إمام مشهور وإلى ذلك أشار الإمام الذهبي – رحمه الله – في (الموقظة مع الكفاية ص167ـ 168) بقوله "وقد يُعَدُّ مفرد الصدوق منكرا ". اهـ.
¥(15/133)
وقال في عبد الرزاق الصنعاني: "راوية الإسلام وهو صدوق في نفسه وحديثه محتج به في الصحاح ولكن ما هو ممن إذا تفرد بشيء عد صحيحا غريبا بل إذا تفرد بشيء عد منكرا ".ا. هـ من (تاريخ الإسلام 15/ 262) وهذا كسابقه. والظاهر – والله أعلم – أنهم يريدون بمن كان هذا حاله- وتفرد عن إمام مشهور مكثر بما لا يوجد عند أقرانه - الإعلال.
الثالث: يطلقون النكارة على تفرد الضعيف عن إمام مكثر مشهور وقد أشار الإمام مسلم بن الحجاج – رحمه الله - إلى هذا بقوله: "وعلامة المنكر في حديث المحدث إذا ما عرضت روايته للحديث على رواية غيره من أهل الحفظ والرضى خالفت ..... " إلى أن قال: "فأما ما تراه يعمد لمثل الزهري في جلالته وكثرة أصحابه الحفاظ المتقنين لحديثه وحديث غيره أو لمثل هشام بن عروة وحديثهما عند أهل العلم مبسوط مشترك قد نقل أصحابهما عنهما حديثهما على اتفاق منهم في أكثره فيروى عنهما أو عن أحدهما العدد من الحديث مما لا يعرفه أحد من أصحابهما وليس ممن قد شاركهم في الصحيح الذي عندهم فغير جائز قبول حديث هذا الضرب من .. ".ا. هـ من المراد من (مقدمة صحيحه صـ7ـ8).
وقد ذكر الحافظ ابن حجر حديثا ثم قال: قلت: ذكره ابن أبي حاتم في العلل وقال سألت أبي عنه فقال هذا حديث منكر ا. هـ قال وإنما أنكره لأنه تفرد به – أي العلاء بن إسماعيل العطار عن حفص والعلاء لا يعرف حاله وقد ذكر مسلم أن علامة المنكر أن يتفرد من ليس معروفا حاله برواية حديث عمن يكون مكثرا في الرواية. انظر (إتحاف المهرة 2/ 61).
وقال – رحمه الله -: "وأما إذا انفرد المستور أو الموصوف بسوء الحفظ أو المضعَّف في بعض مشايخه دون بعض بشيء لا متابع له ولا شاهد فهذا أحد قسمي المنكر وهو الذي يوجد في إطلاق كثير من أهل الحديث. (النكت على كتاب ابن الصلاح2/ 675) وانظر (فتح المغيث1/ 235) و (توضيح الأفكار2/ 5) الرابع: يطلقون النكارة على تفرد المتروك وقد أشار إلى هذا الإمام مسلم في (مقدمة صحيحة صـ7ـ) حيث قال: "وعلامة المنكر في حديث المحدث إذا ما عرضت روايته للحديث على رواية غيره من أهل الحفظ والرضى خالفت روايته روايتهم أو لم تكد توافقها، فإذا كان الأغلب من حديثه كذلك كان مهجور الحديث غير مقبولة ولا مستعملة".اهـ.
قال الحافظ ابن حجر "فالرواة الموصوفون بهذا هم المتروكون فعلى هذا رواية المتروك عند مسلم تسمى منكرة وهذا هو المختار والله أعلم" (النكت2/ 675) وانظر (توضيح الأفكار2/ 7).
وقال زكريا الأنصاري: "والمنكر ما خالف فيه المستور أو الضعيف الذي يجبر بمتابعة مثله أو تفرد به الضعيف الذي لا يجبر بذلك". انظر (فتح الباقي1/ 197ـ198) مع التبصرة للعراقي.
الخامس: يطلقون النكارة على مخالفة الضعيف لمن هو أولى منه وإلى هذا أشار الإمام مسلم في كلامه المتقدم كما فهمه كذلك جمع من الأئمة منهم الإمام الزركشي في (النكت2/ 156ـ157) حيث قال: "ومن تأمل كلام الأقدمين من أهل الحديث وجدهم يطلقون النكارة على الحديث الذي يحالف رواية الحفاظ المتقنين قال مسلم في مقدمة كتابه: وعلامة المنكر .... .ا. هـ المراد.
وقال الحافظ ابن حجر: وأما الجمهور فلا يطلقون على الفرد منكرا إلا إذا خالف المنفرد من هو أتقن منه وإلى ذلك أشار مسلم في مقدمة صحيحة ". ا. هـ من (انتقاض الاعتراض 2/ 679).
قلت وهذا هوالذي نوه ابن الصلاح في (مقدمته صـ105ـ) مع التقييد وتبعه الإمام النووي كما في (التقريب مع التدريب1/ 276) و (السخاوي في فتح المغيث1/ 235) وغيرهم.
فإذا عرفت هذا فإن القسم الأول الذي هو تفرد الثقة مقبول هذا هو الأصل إلا إن علم أنهم أردادوا بذلك الإعلال.
وأما بقية الأقسام فإنها مردودة ولا تصلح للاستشهاد البتة وقد وافقنا الشيخ على عدم الاستشهاد بمخالفة الضعيف كما مر كلامه ومن باب أولى تفرد الصدوق الذي أطلق عليه الأئمة النكارة.
فمنهج الشيخ منهج جديد وتأصيل بعيد مخالف لما عليه أئمة الحديث من زمن قديم إلى يومنا هذا فإنهم لا يستشهدون بالمنكر بشتى أنواعه عدا القسم الأول فإنه حجة بذاته كما تقدم وإليك شيئا من أقوالهم:
¥(15/134)
(1) قال الإمام أحمد – رحمه الله -: الحديث عن الضعفاء قد يحتاج إليه في وقت، والمنكر أبدًا منكر. رواه عنه المروذي في (العلل صـ287) وابن هانئ في (مسائله1925) عن (الإرشادات صـ80) ونقله عنه ابن رجب في شرح العلل صـ أنه سئل: ترى أن نكتب الحديث المنكر؟ قال: المنكر أبدًا منكر ا. هـ. أي فلا يكتب. ولم يفصل بين تفرد الضعيف أو مخالفته.
(2) قال ابن الصلاح: ليس كل ضعيف في الحديث يزول بمجيئه من وجوه بل ذلك يتفاوت فمن ضعف يزيله ذلك ... ومن ضعف لا يزول بنحو ذلك لقوة الضعف، قال وذلك كالضعف الذي ينشأ من كون الراوي متهماً بالكذب أو كون الحديث شاذاً. (المقدمة ص 50). ومن المعلوم أن ابن الصلاح لا يفرق بين الشاذ والمنكر على فرض التفريق، فالمنكر من باب أولى.
(3) وقد قال الترمذي في الحديث الحسن لغيره: كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب ولا يكون الحديث شاذاً أو يروى من غير وجه نحو ذاك فهو عندنا حديث حسن. (العلل في آخر الجامع5/ 758). والترمذي لا يفرق بين الشاذ والمنكر - كما هو اصطلاح المتقدمين من إطلاق كل من الشاذ والمنكر على الآخر -.
(4) ومن المعاصرين العلامة الألباني – رحمه الله - حيث قال: "ومن الواضح أن سبب رد العلماء للشاذ إنما هو ظهور خطئها بسبب المخالفة المذكورة وما ثبت خطؤه فلا يعقل أن يقوى به رواية أخرى في معناها فثبت أن الشاذ والمنكر مما لا يعتد به ولا يستشهد به بل إن وجوده وعدمه سواء". انظر (صلاة التراويح ص57) عن كتاب (الإرشادات لأبي معاذ حفظه الله ص80 - 81).
(5) وقد كان شيخنا الإمام مقبل الوادعي – رحمه الله - كثير الإنكار على من يستشهد بالمنكر أو يصدر الباب بمتروك ثم يلتمس له شواهد أو يقول وله شاهد عند ابن عدي في الكامل والعقيلي في الضعفاء معللا – رحمه الله – أن هؤلاء إنما يأتون بأنكر ما يجدونه للراوي فكيف يستشهد به.
فهؤلاء بعض أئمة الحديث من المتقدمين والمتأخرين على عدم الاستشهاد بالمنكر، فمن سلف الشيخ في الاستشهاد بالمنكر الذي هو تفرد الضعيف؟!
يتبع إن شاء الله ...........
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[21 - 01 - 07, 08:25 م]ـ
بارك الله فيكم ووفقكم.
وبالنسبة للمنكر، ففيه بحث قيّم للشيخ طارق بن عوض الله في مقدمتِهِ تحقيقَهُ المنتخب من علل الخلال (ص14 - 27).
وخلص فيه إلى أن الأئمة يطلقون المنكر على الحديث الذي ترجح خطؤه، بصرف النظر عن حال راويه من الثقة والضعف، وأن إنكار الإمام أحمد وغيره لا يعني مجرد التفرد كما أطلق بعض الأئمة.
وأشار في ثنايا كلامه إلى رسالة له مفردة في هذه المسألة بعنوان: "الإشارة لمعنى الشذوذ والنكارة".
ـ[عبدالرحيم الجزائري]ــــــــ[22 - 01 - 07, 01:56 م]ـ
بارك الله فيك أخي محمد بن عبد الله ....
و بالمناسبة، سمعت بعض الأفاضل يقول: "إن تفرد الصدوق بأصل في الباب لا يقبل"، فهلا وضحتم لي مدى صحة هذا بأمثلة؟ وهل هذا على إطلاقه؟
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[22 - 01 - 07, 04:43 م]ـ
وفيك بارك أخي الكريم.
في تفرد الصدوق انظر هذا البحث الموسّع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=87860
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=89924
ومما جاء فيه:
2 - إذا تفرد الصدوق بأصل أو حكم من الأحكام المهمة ولم يشاركه فيه أحد؛ فمن الوجاهة أن نتساءل أين كان حفاظ الأمة المعاصرين له عن هذا الحديث؟!
وقد تقدم قول شعبة: (حكم من الأحكام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يشاركه أحد) [43]، وكذا قول أبي حاتم بنحوه [44]، وقوله: (وهذا أصل من الأصول لم يُتابع عليه ربيعة) [45].
وقال الجوزجاني في حديث تفرد به عاصم بن ضمرة عن (صفة تطوع رسول الله صلى الله عليه وسلم):
(فيا لعباد الله! أما كان ينبغي لأحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه يحكي هذه الركعات إذ هم معه في دهرهم، والحكاية عن عائشة رضي الله عنها في الاثنتي عشرة ركعة من السُنة، وابن عمر عشر ركعات، والعامة من الأمة أو من شاء الله قد عرفوا ركعات السُنة الاثنتي عشرة، منها بالليل، ومنها بالنهار.
فإن قال قائل: كم من حديث لم يروه إلا واحد؟
قيل: صدقتَ كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس فيتكلم بالكلمة من الحكمة لعله لا يعود لها آخر دهره فيحفظها عنه رجل، وهذه ركعات كما قال عاصم كان يداوم عليها فلا يشتبهان) [46].
وقد رد الحافظ ابن حجر عليه فقال: (ولا إنكار على عاصم فيما روى، هذه عائشة تقول لسائلها عن شيء من أحوال النبي صلى الله عليه وسلم: (سل علياً)، فليس بعجب أن يروي الصحابي شيئاً يرويه غيره من الصحابة بخلافه، ولاسيما التطوع) [47].
ولكن لم يجب الحافظ رحمه الله عن المداومة على تلك الركعات، إذ يُفترض أن يشتهر ذلك للمداومة عليه، فلما لم يحصل ذلك يصبح ما قاله الجوزجاني لا يخلو من وجاهة لاسيما وأن عاصماً متكلم في حفظه.
وقد نبَّه ابن القيم [48] في عدة مواضع أن الذين يعللون بالتفرد يبنون قولهم على أن المتن إذا كانت حاجة الأمة شديدة إليه وفي أمر تعم به البلوى، فينبغي أن يشتهر من حديث الثقات عن ذاك الراوي المتفرد به عنه.
وقد سبق معنا قول المعلمي: (وهذا الحديث في حكمٍ مختلف فيه تعم به البلوى ... ) [49].
وليس في كلامهما موافقة لأهل الرأي في اشتراط الشهرة وتعدد رواة الحديث من الصحابة إذا كان الحديث فيما تعم به البلوى، لأنهما لم يشترطا التعدد أصلاً، وإنما أرادا القول بأن المتن لو كان ثابتاً لكان يجدر بأحد الثقات المتقنين أن يرويه لأهميته، ومصدر أهميته أنه فيما تعم به البلوى، فالفرق بين الأمرين لا يخفى.(15/135)
[شروح لأحاديث البخاريّ] لسماحة الشيخ الإمام ابن باز
ـ[سلمان بن عبدالقادر أبو زيد]ــــــــ[21 - 01 - 07, 08:20 م]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أسعد الله أوقاتكم بكل خير:
[شروح لأحاديث البخاريّ]
لسماحة الشيخ الإمام ابن باز - تَغَمَّدَهُ اللهُ بِرَحْمَتِِهِ -
رابط الأشرطة:
http://islamway.net/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=3176
وفقني وإياكم والمسلمين إلى ما يُحبه ويرضاه، وجعلنا مباركين أينما كنا.
أخوكم المحب
سلمان بن عبد القادر أبو زيد
ـ[آل عامر]ــــــــ[22 - 01 - 07, 12:48 م]ـ
جزاك الله خيرا(15/136)
أريد أن أستشيركم عن رسالة دكتوراة بعنوان "التفرد أحكامه وآثاره على الراوي والمروي ... "
ـ[أبو عبد الغفور]ــــــــ[21 - 01 - 07, 11:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ....
أخي وحبيبي في الله يحضر لرسالة دكتوراة بعنوان "التفرد أحكامه وآثاره على الراوي والمروي دراسة تطبيقية على تاريخ بغداد".
بماذا تنصحونه؟
والرجاء أن تكتبوا جميع الكتب التي تتعلق بالتفرد ...
"والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه" {مسلم2699,أبو داود4946,الترمذي1425,النسائي في الكبرى7288و7289,ابن ماجة225,أحمد2/ 253}
وجزاكم الله خيرا.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[22 - 01 - 07, 10:42 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=89114(15/137)
تفرد الراوي الصدوق بين القبول والتوقف، للشيخ د. خالد بن منصور الدريس (4، 5)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[22 - 01 - 07, 04:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأجزاء الثلاثة الأولى:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=87860
رابعاً: الإمام النسائي.
تكلم -رحمه الله- في بعض تفردات من هم دون مرتبة الثقة عنده، وقد نقلنا أول المطلب كلام الحافظ ابن حجر أن النسائي والإمام أحمد وآخرين يطلقون (المنكر) على مجرد التفرد إذا كان المتفرد ليس في وزن من يحكم لحديثه بالصحة.
ووجدت له بعض النصوص المؤكدة لذلك ولكنها قليلة.
منها: أنه حكم على حماد بن سلمة بأنه لا بأس به، ثم استنكر [1] حديثه الذي يرويه عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً: (إذا سمع أحدكم الآذان والإناء على يده، فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه) [2].
وظاهر الأمر أنه استنكره لتفرد حماد بن سلمة به، وقد قال أبو حاتم في الحديث نفسه: (ليس بصحيح) [3]، ولم يُبدِ له علة من مخالفة أو غيرها، وحماد كما نقل الإمام مسلم [4] عن أهل الحديث أنه إذا حدث عن غير ثابت البناني يخطئ كثيراً.
وقد حكم الشيخ الألباني [5]- رحمه الله - على هذا الحديث بأنه حسن لذاته لكلام في حفظ محمد بن عمرو بن علقمة، وصححه من وجه آخر، وذكر له شواهد أخرى.
وحديث آخر: يرويه ضمرة بن ربيعة عن الثوري عن عبدالله بن دينار عن ابن عمر مرفوعاً: (من ملك ذا رحم محرم عتق) [6].
قال النسائي: (لا نعلم أن أحداً روى هذا الحديث عن سفيان غير ضمرة، وهو حديث منكر) [7].
وضمرة ثقة عند النسائي وغيره [8]، وقد وافق الإمام أحمد وغيره النسائي في إنكار هذا الحديث [9]، وقال البيهقي: (المحفوظ بهذا الإسناد: النهي عن بيع الولاء وعن هبته) [10] يعني المحفوظ عن الثوري.
وقد خالف في ذلك عبدالحق الإشبيلي فقال: (ليس انفراد ضمرة علة فيه، لأن ضمرة ثقة، والحديث صحيح إذا أسنده ثقة، ولا يضره إنفراده به) [11].
وقال ابن القطان الفاسي: (وهذا هو الصواب .. ) [12].
وقال الألباني - رحمه الله - في ضمرة: (هو ثقة، فلا غرابة أن يروي متنين بل وأكثر بإسناد واحد، فالصواب أن هذا الحديث بهذا الإسناد صحيح) [13].
وقال ابن التركماني في رده على البيهقي: (ليس إنفراد ضمرة به دليلاً على أنه غير محفوظ، ولا يوجب ذلك علة فيه، لأنه من الثقات المأمونين ... والحديث إذا انفرد به مثل هذا كان صحيحاً، ولا يضره تفرده، فلا أدري من أين وهم في هذا الحديث راويه؟!) [14].
وقال ابن حزم: (هذا خبر صحيح، كل رواته ثقات تقوم به الحجة، وقد تعلل فيه الطوائف المذكورة بأن ضمرة انفرد به وأخطأ فيه. فقلنا: فكان ماذا إذا انفرد به؟ ومتى لحقتم بالمعتزلة في أن لا تقبلوا ما رواه الواحد عن الواحد، وكم خبر انفرد به راويه فقبلتموه .. فأما دعوى أنه أخطأ فيه؛ فباطل لأنها دعوى بلا برهان) [15].
وكلام هؤلاء الأعلام في وادٍ، وكلام جهابذة النقد وأساطينه كأحمد والنسائي في وادٍ آخر، فمن أنكر الحديث فله دليله الواضح القوي، وهو أن سفيان الثوري له أصحاب حفاظ ملازمون له لم يرووا عنه بهذا السند في العتق إلا حديث النهي عن بيع الولاء وعن هبته الذي تفرد به عبدالله بن دينار عن ابن عمر، فأين كانوا عن هذا الحديث لينفرد به ضمرة وهو فلسطيني لم يلازم الثوري ملازمة طويلة ولم يحدث عنه إلا أحاديث قليلة؟!
ولا شك أن ربيعة لم يخالف مخالفة صريحة، ولكن تلك القرينة تبعث الشك في نفس الناقد.
خامساً: أبو جعفر محمد بن عمرو العقيلي (ت322هـ).
أكثر العقيلي في كتابه الضعفاء من الطعن في الأحاديث وفي رواتها بسبب عدم المتابعة.
وقد قال الحافظ ابن رجب: (وقول العقيلي: لم يتابع عليه، يشبه كلام القطان، وأحمد والبرديجي الذي سبق ذكره في أن الحديث إذا لم يتابع راويه عليه، فإنه يتوقف فيه أو يكون منكراً) [16].
¥(15/138)
وقد شنَّع الذهبي -رحمه الله- على العقيلي لما ذكر إمام العلل علي بن المديني وذكر في رده عليه ما يدل على أن من منهج العقيلي القدح في بعض الرواة العدول وإن كان في ضبطهم بعض القصور بسبب التفرد وعدم المتابعة فقال: (وأنا أشتهي أن تعرفني من هو الثقة الثبت الذي ما غلط ولا انفرد بما لا يتابع عليه) [17]، ثم قال: (فانظر أول شيء إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبار والصغار، ما فيهم أحد إلا وقد انفرد بسُنة، فيقال له: هذا الحديث لا يُتابع عليه؟! وكذلك التابعون، كل واحد عنده ما ليس عند الآخر من العلم) [18].
وللوقوف على نموذج واضح عن موقف العقيلي من مسألة تفرد بعض الثقات والصدوقين فليرجع إلى ترجمة عبدالله بن دينار في كتابه الضعفاء [19].
ونصوص العقيلي في ذلك كثيرة جداً وظاهرة المعنى، فعلى من أراد أن يُرضي يقينه أن يرجع إلى ضعفائه.
أدلة من توقف في تفرد الصدوق غير المحتمل:
1 - فرَّق المحدثون بين الثقة والصدوق، فجعلوا الأول أعلى من الثاني مرتبة، وذلك لأن أخطاء الصدوق أكثر من معدل الخطأ المعفو عنه الذي لا يخلو منه ثقة.
فمن قال: إن تفرد الصدوق مقبول ما لم يخالف، فقد ساواه بالثقة، وعمل المحدثين على التفريق بينهما، ولا يكون للتفريق حقيقة إلا في التفرد الخالي من الموافقة أو المخالفة، لأنه في حالة الموافقة لا نزاع في قبوله ولا يتطرق الشك في حفظه لوجود العاضد، وفي حالة المخالفة فلا نزاع في أن حديثه يكون مردوداً، وكذلك الثقة إذا خولف ممن هو أولى منه، فالحاصل أن الفارق الحقيقي بين الثقة والصدوق يتمثل في قبول تفرد الأول مطلقاً إلا عند المخالفة، وقبول تفرد الثاني إذا كان تفرده محتملاً، والتوقف في تفرده إذا كان غير محتمل.
2 - أن هذا مذهب كثير من كبار النقاد الذين نحتج بأقوالهم المجملة في الجرح والتعديل، فالعمل به يؤدي إلى أن الخلاف مع كبار النقاد يصبح نادراً خاصة في أحكامهم النقدية على الأسانيد والأحاديث، لا كما يُشاهد من كثرة التعارض بين المتأخرين والمتقدمين، مما يعني أن العمل به يؤدي إلى اتساق المنهج العلمي وتماسكه بصورة أفضل.
ومما يؤكد قدِم هذا المذهب وأصالته أن إمام النقاد وأميرهم الحافظ المتقن الثبت شعبة بن الحجاج لما سمع من عبدالله بن دينار حديث (النهي عن بيع الولاء) [20] قال: (استحلفتُ عبدالله بن دينار هل سمعته من ابن عمر، فحلف لي) وقال أبو حاتم الرازي معلقاً على ذلك: (كان شعبة بصيراً بالحديث جداً، فهماً فيه، كان إنما حَلَّفه لأنه كان يُنكر هذا الحديث، حكمٌ من الأحكام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يشاركه أحد، لم يروه عن ابن عمر أحد سواه علمنا) [21].
تقدم أن شعبة كان يهاب من تفرد إسماعيل بن رجاء بحديث فيه حكم من الأحكام [22]، مما يدل على أنه لم يكن يتعامل مع بعض التفردات بحسن ظن ويقبلها مطلقاً كما يفعل كثير من المتأخرين.
3 - أليس من الوجاهة إذا رأينا تفرداً لراوٍ (صدوق) عن شيخ له أصحاب كثر وتلامذة ملازمون له؛ أن نتساءل: أين كان الحفاظ عن ذلك الحديث حتى يتفرد به ذاك الرواي؟
وقد لهج بذلك كبار الأئمة في العديد من الأحاديث كقول الإمام مالك منكراً على عبدالرحمن ابن أبي الزناد لما حدث عن أبيه بكتاب (الفقهاء السبعة): (أين كنا نحن من هذا؟!) [23].
وكقول شعبة: (لم يجيء بالرخصة في نبيذ الجر: ابنُ عمر وابن عباس اللذان بحثا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن جاء به ابن بريدة من خراسان!!) [24].
وكقول ابن معين: (لو كان هذا هكذا؛ لحدَّث به الناس جميعاً عن سفيان ولكنه حديث منكر) [25] وهذا في حق حديث تفرد به يحيى بن آدم وهو من الثقات عن الثوري.
وكقول الإمام أحمد: (أصحاب أبي هريرة المعروفون ليس هذا عندهم) [26].
وكقول أبي حاتم الرازي: (أين كان الثوري وشعبة عن هذا الحديث؟) [27].
وكقوله: (أين أصحاب أيمن بن نابل عن هذا الحديث؟) [28].
وكقوله: (وقد روى عن سهيل -بن أبي صالح- جماعة كثيرة، ليس عند أحدٍ منهم هذا الحديث ... لا أدري لهذا الحديث أصلاً عن أبي هريرة أعتبر به، وهذا أصل من الأصول لم يُتابع عليه ربيعة) [29].
وكقوله: (فلو أن هذا الحديث عن الحُر - بن الصيَّاح- كان أول ما يُسأل عنه، فأين كان هؤلاء الحفاظ عنه؟) [30] أي وإذا سئل عنه انتشر وتعددت رواته.
¥(15/139)
وكقوله: (ولو كان هذا الحديث عند شعبة، كان أول ما يُسأل عنه) [31].
وكقول ابن عدي في حديث أنكره: (وأصحاب منصور بن زاذان: صاحبه المختص فيه هُشيم بن بَشير لأنه من أهل بلده، وبعده أبو عوانة، وغيرهما ممن روى عن منصور بن زاذان، وليس عند هُشيم وأبي عوانة هذا الحديث لا موصولاً ولا مرسلاً) [32].
وكقول ابن القيم: (والذي يدل على بطلان هذا الحديث أنه لو كان عند عمرو ابن دينار عن ابن عمر؛ لكان معروفاً عند أصحاب عمرو، مثل قتادة وأيوب وشعبة والسفيانين والحمادين ومالك ابن أنس… وأيضاً فعمرو بن دينار حديثه محفوظ مضبوط يُجمع وكان الأئمة يسرعون إلى سماعه منه وحفظه وجمعه .. ) [33].
وكقوله أيضاً: (وقال بعض الحفاظ: بعيدٌ جداً أن يكون الحديث عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعاً، ثم لا يرويه واحد من أصحابه الملازمين له، المختصين به، الذين يحفظون حديثه حفظاً، وهم أعلم الناس بحديثه) [34].
وكقوله أيضاً: (فأين نافع وسالم وأيوب وسعيد بن جبير؟ وأين أهل المدينة وعلماؤهم عن هذه السنة التي مخرجها من عندهم، وهم إليها أحوج الخلق لعزة الماء عندهم، ومن البعيد جداً أن تكون هذه السنة عند ابن عمر، وتخفى على علماء أصحابه وأهل بلدته، لا يذهب إليها أحد منهم، ولا يروونها ويديرونها بينهم!) [35].
وكقول ابن رجب: (وأين كان أصحاب عبدالوهاب الثقفي، وأصحاب ابن سيرين عن هذا الحديث حتى ينفرد به نُعيم -بن حماد-) [36].
وكقول المعلمي اليماني: (وهذا الحديث في حكم مختلف فيه تعم به البلوى، وعطاء إمام جليل فقيه معمر، وكان بمكة حيث ينتابها أهل العلم من جميع الأقطار، وله أصحاب أئمة حفاظ فقهاء، كانوا أعلم به وألزم له من أيوب بن موسى وعمرو بن شعيب، فلو كان عنده هذا الحديث عن ابن عباس لما فاتهم) [37].
وكقوله أيضاً: (وقد كان لابن عباس أصحاب حفاظ فقهاء، كانوا ألزم له وأعلم به من عطاء، ولم يرو أحد منهم عنه في هذا الباب شيئاً) [38].
4 - من كان له معرفة واسعة وحسنة بمداخل الأوهام على الرواة غير المتقنين وهي كثيرة جداً سيزداد شكه في التفرد غير المحتمل من راوٍ عُلم أنه يخطىء خطأ ليس بالقليل النادر.
من ذلك أن كثيراً من الرواة لم يكونوا يكتبون في مجلس التحديث عن شيخهم، كما قال الإمام الترمذي: (وأكثر من مضى من أهل العلم كانوا لا يكتبون، ومن كتب منهم إنما يكتب بعد السماع) [39].
ويقول الميموني: (سئل أحمد عن الحكم بن عطية فقال: لا أعلم إلا خيراً. فقال له رجل: حدثني فلان عنه عن ثابت عن أنس قال: (كان مهر أم سلمة متاعاً قيمته عشرة دراهم).
فأقبل أبو عبدالله يتعجب، وقال: هؤلاء الشيوخ لم يكونوا يكتبون، وإنما كانوا يحفظون، ونُسِبوا إلى الوهم، أحدهم يسمع الشيء فيتوهم فيه) [40].
وقال البيهقي: (وقد يَزِل الصدوق فيما يكتبه، فيدخل له حديث في حديث، فيصير حديث رُوي بإسناد ضعيف مركباً على إسنادٍ صحيح، وقد يزل القلم، ويخطيء السمع، ويخون الحفظ، فيروي الشاذ من الحديث من غير قصد) [41].
ولا تكاد تحصى النصوص التي يقول فيها أئمة النقد: فلان دخل له حديث في حديث [42] كأن يكتب إسناد حديث ثم يكتب متناً بإسناد آخر، فيصبح الحديث لا يُعرف [43].
كما أن بعض النقاد فسَّر سبب خطأ بعض الرواة بأنه قد (شُبِّه له) [44]، كما قيل لابن معين: (كيف يحدث ثقة بباطل؟ قال: شُبه له) [45]. أي يُخيل له الشيء فيحدث به [46].
وفَسَّر بعضهم سبب الخطأ أحياناً بسبق اللسان، كما قال الإمام أحمد في حديث أخطأ فيه شَريك: (لعل شريكاً سبقه لسانه) [47]، وكما قال البزار في حديث أخطأ فيه أحد الثقات: (وإنما كان سبقه لسانه عندنا) [48].
ويقع الخطأ أحياناً أن يحدث الراوي الصدوق بحديث ليس من حديثه نسياناً منه، كما قال ابن معين لعلي بن عاصم وهو من أهل الصدق: (ليس هذا من حديثك. فقال علي: فأكذب؟! [فقال يحيى]: فاستحييت منه، وقلتُ: ذوكرتَ به فوقع في قلبك، فظننت أنك سمعته ولم تسمعه، وليس من حديثك) [49].
وقال عبدالرحمن بن مهدي لأبي عوانة أحد مشاهير الثقات: (هذا ليس من حديثك؟ فقال: من أين أُتيت؟ فقال ابن مهدي: ذوكرتَ به وأنت شاب، فظننت أنك سمعته) [50].
¥(15/140)
والمذاكرة كانت منتشرة جداً عند المحدثين، وربما تذاكروا على أبواب المحدثين قبل دخولهم للسماع، وكانوا يتذاكرون أبواب الفقه أو مرويات أحد الرواة، أو يسأل أحدهم الآخر: ماذا تحفظ في كذا وكذا… الخ. وعلى هذا فربما يكون سبب بعض التفردات غير المحتملة ما علق في ذاكرة الراوي من إحدى مذاكراته.
ويقع الخطأ أحياناً بسبب الكتب إما بسبب الورَّاق [51] كما قال يحيى بن عبدك لما بعث إليه أبو زرعة الرازي برسالة ينبهه فيها على خطأ له فقال: (لا جزى الله الوراق عني خيراً، أدخل لي أحاديث المعلى بن أسد في أحاديث مُسدَّر، ولم أميزها منذ عشرين سنة، حتى ورد كتابك، وأنا أرجع عنه) [52].
وإما بسبب عدم إعجام كلمات الكتاب فيقع التصحيف كما وقع من بعضهم تصحيف (السبيعي) إلى (الشعبي) [53].
وإما بانتقال النظر كما حدث للإمام علي بن المديني في حديث أنكره عليه شيخه عبدالرحمن بن مهدي، فلما رجع إلى بيته كما يقول: (نظرتُ فإذا قبله حديث في هذه المسألة، وبعده: عبدالمؤمن رأيتُ سعيداً يتكلم في الطواف) وكان وهمه أنه قال: (رأيت سعيداً يشرب في الطواف) والصواب يتكلم [54].
وإما أن يحدث من كتب غيره فيخطئ بسبب ذلك [55]، وإما أن يقرأ في كتابٍ لم يسمعه فيعلق بقلبه ما ليس من حديثه [56]، وإما أن تشتبه عليه كتبه وتختلط فلا يميز ما سمعه من ذلك الشيخ عن ما سمعه من آخر، كما وقع لأبي اليمان الحكم بن نافع أحد الثقات؛ فقد روى حديثاً أنكره عليه النقاد، وأبان الإمام أحمد عن كيفية وقوعه في الخطأ حيث قال: (كان كتاب شعيب عن ابن أبي حسين ملصقاً بكتاب الزهري) [57]، وقال أبو اليمان: (الحديث حديث الزهري والذي حدثتكم عن ابن أبي حسين غلطت فيه بورقة قلبتها) [58].
وأحياناً يكون الخطأ برفع المتن الموقوف على صحابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأحياناً يكون الخطأ بسبب بُعد الراوي عن مكان الشيخ أثناء السماع، كما حدث ليزيد بن هارون في إسناد أخطأ فيه من حديث شعبة، وقال مبيناً سبب خطئه: (لقد سمعته من شعبة ببغداد، وكنتُ في آخر الناس، وأنا أشك فيه منذ سمعته) [59].
ومداخل الوهم كثيرة جداً يصعب حصرها، ويخشى على الصدوق إذا تفرد بما لا يُحتمل أن يكون وقع في شيء من ذلك، لا سيما مع وجود الأخطاء في مروياته، فكيف إذا كان معتمداً على حفظه وليس له كتاب، والحفظ خوَّان كما يقال؟!
والتفرد مشعر باحتمال وجود خطأ، بدليل أن الإمام مالكاً - وهو من كبار المتقنين - لما قيل له في حديث تفرد به: (لا يرويه غيرك. فقال: لو علمتُ هذا ما حدثت به) [60].
ومن ذلك قول أحد الرواة بعد أن روى حديثاً قال: (هذا خطأ، ولم أر أحداً تابعني عليه) [61].
5 - هذا الرأي هو الأحوط، وعلم الحديث قائم على الاحتياط، كما قال أحد كبار أئمة النقد وهو الإمام عبدالرحمن بن مهدي: (خصلتان لا يستقيم فيهما حسن الظن، الحكم والحديث) [62].
ويقول ابن القطان الفاسي: (وأهل هذه الصناعة أعني المحدثين بنوها على الاحتياط، حتى صدق ما قيل فيهم: لا يخف على المحدث أن يقبل الضعيف، وخَفَّ عليه أن يترك من الصحيح، وبذلك حفظت الشريعة لما أراد الله عز وجل حفظها) [63].
فالقول بالتوقف في تفرد الصدوق غير المحتمل موافق لهذا الأصل العظيم الذي هو عماد علم الحديث، وعماد منهج كبار أئمة النقد، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى الأمور بالاحتياط.
----------------------------------
[1] التعديل والتجريح (2/ 524).
[2] أخرجه أحمد (2/ 423) وأبو داود (2350)، والحاكم (1/ 426)، والبيهقي (4/ 218).
[3] العلل لابن أبي حاتم (1/ 123، 256).
[4] التمييز (ص218).
[5] السلسلة الصحيحة (3/ 382).
[6] السنن الكبرى للنسائي (3/ 173) وسنن ابن ماجة (2525)، والمستدرك للحاكم (2/ 214)، والسنن الكبرى للبيهقي (10/ 289).
[7] السنن الكبرى للنسائي (3/ 173).
[8] تهذيب الكمال (13/ 319).
[9] تاريخ أبي زرعة الدمشقي (1/ 459 - 460)، ونصب الراية (3/ 278).
[10] معرفة السنن (14/ 407).
[11] بيان الوهم والإيهام (5/ 437)، ونصب الراية (3/ 278).
[12] بيان الوهم والإيهام (5/ 437)، ونصب الراية (3/ 278).
[13] إرواء الغليل (6/ 170).
[14] الجوهر النقي (10/ 290).
[15] المحلى (9/ 202).
[16] شرح العلل (2/ 477).
[17] الميزان (3/ 140).
[18] مصدر سابق (3/ 140).
[19] الضعفاء للعقيلي (2/ 247 - 249).
¥(15/141)
[20] تقدم الكلام عليه في نصوص أحمد آنفاً (النص الأول).
[21] مقدمة الجرح والتعديل (1/ 170).
[22] تقدم في نصوص أبي حاتم آنفاً (النص الثاني).
[23] سير أعلام النبلاء (8/ 169).
[24] مسائل أحمد لأبي داود (ص289). وهو هنا لا ينكر تفرد الصحابي ولكن يُنكر مخرج الحديث كأنه يقول: أين أهل المدينة ومكة عن هذا لينفرد به أهل خراسان!!
[25] التاريخ لابن معين (3/ 346).
[26] المنتخب من علل الخلال (ق94/أ).
[27] العلل لابن أبي حاتم (1/ 92).
[28] المرجع السابق (1/ 296).
[29] المرجع السابق (1/ 463).
[30] المرجع السابق (1/ 392).
[31] المرجع السابق (2/ 400 - 401).
[32] الكامل (3/ 1028).
[33] الفروسية (ص78).
[34] الفروسية (ص58).
[35] تهذيب مختصر أبي داود (1/ 62) وهذا الكلام لا يتبناه ابن القيم إنما ذكره على سبيل المناظرة بين رأيين.
[36] جامع العلوم والحكم (ص339).
[37] التنكيل (2/ 111).
[38] التنكيل (2/ 112).
[39] العلل الصغير (5/ 746).
[40] التهذيب (2/ 436).
[41] معرفة السنن (1/ 144).
[42] انظر العلل برواية عبدالله (1/ 556)، والعلل للرازي (1/ 41، 77، 84، 91، 96، 118)، (2/ 132، 147، 284/ 301).
[43] انظر تعليلاً مفسراً للدار قطني عن كيفية دخول حديث في حديث - سؤالات السلمي (ص294 - 295).
[44] الجرح والتعديل (9/ 320)، والعلل برواية عبدالله (3/ 23).
[45] تاريخ بغداد (13/ 307).
[46] الضعفاء لأبي زرعة (ص442).
[47] طبقات الحنابلة (1/ 287).
[48] كشف الأستار (2/ 22).
[49] الضعفاء لأبي زرعة (ص396).
[50] تهذيب الكمال (17/ 440) ببعض التصرف.
[51] اسم مهنة يعهد للقائم بها ترتيب كتب المحدث، وتطلق أحياناً على من يبيع الكتب وينسخها بالأجرة.
[52] الضعفاء لأبي زرعة (ص580).
[53] تاريخ ابن معين (2/ 32 - 33).
[54] المعرفة والتاريخ (1/ 714 - 715).
[55] التهذيب (2/ 354).
[56] شرح علل الترمذي (1/ 283).
[57] التهذيب (2/ 442 - 443).
[58] التهذيب (2/ 442 - 443).
[59] العلل برواية عبدالله (1/ 527).
[60] التعديل والتجريح (1/ 300).
[61] طبقات المحدثين بأصبهان (4/ 235).
[62] الضعفاء للعقيلي (1/ 9).
[63] النظر في أحكام النظر (ص35).
المصدر:
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=331
يتبع الجزء الخامس والأخير.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[22 - 01 - 07, 04:33 م]ـ
المطلب الثالث: الموازنة بين الرأيين والترجيح.
بالنظر إلى أدلة الفريقين ترجح لدي قوة أدلة الفريمق الثاني؛ ولأنه مذهب كثير من قدماء النقاد، كما أن أدلة الفريق الأول لا تخلو من نظر.
فالدليل الأول فحواه مساواة الصدوق بالثقة، وهذا خلاف ما استقر عليه عرف المحدثين وجرى عليه عملهم، وقد صرح ابن مهدي وابن أبي حاتم والحاكم - كما تقدم في المبحث الأول - أن الصدوق أنزل رتبة من الثقة، ولابد لهذا التفريق في المراتب من ثمرة عملية كما ورد في الدليل الأول لأصحاب الرأي الثاني.
ولا حجة لهم في كلام البخاري عن قبول خبر الآحاد لأن الحافظ ابن حجر بين مراد الإمام رحمه الله فقال: (وقصد الترجمة الرد به على من يقول: إن الخبر لا يحتج به إلا إذا رواه أكثر من شخص واحد حتى يصير كالشهادة، ويلزم منه الرد على من شرط أربعة أو أكثر) [1].
فالمقصود أن خبر الآحاد حجة وهذا لا خلاف فيه بين المحدثين.
أما الدليل الثاني: فيصلح للرد على من رد كل ما تفرد به الصدوق، وهذا ما لا نقول به، بل حُدد التوقف في تفرده غير المحتمل فقط، ومعنى هذا أنه مقبول فيما تفرد به وكان محتملاً؛ أخذاً بأن الاستقامة غالبة على مروياته والحكم للأغلب.
وأما إذا بان لنا أن التفرد غير محتمل، فإن الثقة بذلك التفرد تضعف، ويقوى احتمال الخطأ ويتوجه القول: أين كان الحفاظ عن ذلك الحديث؟!
أما الدليل الثالث: فالجمهور احتجوا بتفرد الصدوق المحتمل هذا لا نخالف فيه، والقول باحتجاجهم بالحسن لذاته هذا صحيح ولكن لا نسلم أن تفرد الصدوق غير المحتمل من الحسن، لأن من توقف فيه أو أنكر لم يعده حسناً، أما من قبل تفرده فهو حسن عنده، ولا يلزم من تحسينه لذلك أن يكون حسناً عند من لا يحتج بالتفرد غير المحتمل.
أما الدليل الرابع: فلا نزاع في أن تفرد الثقة الضابط مقبول ومحتمل منه إذا سلم من قادح معتبر، ولا يصح قياس الصدوق على الثقة في ذلك؛ لما تقدم في الرد على الدليل الأول.
¥(15/142)
أما الدليل الخامس: فهو لا يخلو من قوة ووجاهة، ولكنه قد يصدق على بعض الحالات، وأما في حالات أخرى فيصعب قبوله، فمثلاً المحدث الذي له طلاب كثر ملازمون له فمن أين يمكن لراو صدوق سمع منه عدة مجالس أن يتفرد عن أولئك الرواة بحديث؟!
ثم هل أحاديث الأحكام المرفوعة والأحاديث الأصول يمكن إخفاؤها عن الأقران؟!
إنما يصدق ذلك على أحاديث غير مرفوعة أو على أحاديث في الفضائل والرقائق ونحو ذلك. ويصدق كذلك على مشايخ تكون شهرتهم غير واسعة أو ليسوا بمعروفين جداً بحيث يسهل إخفاء أمرهم عن الأقران، ولأن هذه الأمور ممكنة فلم نهمل هذا الدليل مطلقاً بل نأخذ به. ولذا قلنا: إن التفرد المحتمل من الصدوق مقبول، ويكون كذلك إذا انطبق عليه ما ذكرنا آنفاً أنه يصدق في بعض الأمور.
وقبل الخوض في الأسباب التي دعتني لترجيح الرأي القائل بالتوقف في حديث الصدوق إذا كان تفرده لا يحتمل، يستحسن أن أعرض تحريراً بمحل النزاع يلخص ما سبق.
فأقول: إن تفرد الثقة الضابط مقبول مطلقاً عند أغلبية النقاد إلا في حالات ثلاث تقدم ذكرها في نصوص الإمام أحمد [2]، وهذا بعكس ما ذكره الحافظ ابن رجب، وقد ناقشته رحمه الله مع عِظم محبتي له وإجلالي لعلمه وفضله فيما تقدم أثناء الكلام على النصوص التطبيقية للإمامين يحيى بن سعيد القطان وأحمد بن حنبل.
وقبول تفرد الثقة الضابط هو الذي عليه العمل والمتسق مع منهج المحدثين العام، يقول الإمام الشافعي: (وكلاً قد رأيته استعمل الحديث المنفرد) يعني فقهاء الأمصار في المدينة والعراق وغيرهما.
ويقول ابن القيم في الرد على من لم يحتج بتفرد الثقة: (إن هذا القول لا يمكن أحداً من أهل العلم ولا من الأئمة، ولا من أتباعهم طَرْده، ولو طردوه لبطل كثير من أقوالهم وفتاويهم) [3]. وهذا صحيح بلا أدنى ريب.
ويقول الذهبي: (الثقة الحافظ إذا انفرد بأحاديث كان أرفع له، وأكمل لرتبته، وأدل على اعتنائه بعلم الأثر، وضبطه دون أقرانه لأشياء ما عرفوها، اللهم إلا أن يتبين غلطه ووهمه في الشيء فيعرف ذلك، فانظر أول شيء إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبار والصغار، ما فيهم أحد إلا وقد انفرد بسُنة، فيقال له: هذا الحديث لا يتابع عليه؟! وكذلك التابعون، كل واحد عنده ما ليس عند الآخر من العلم) [4].
ويقول أيضاً: (هكذا سائر الثقات ينفردون) [5].
وما قاله الذهبي صحيح، لأن الحفاظ المكثرين المعروفين بسعة مروياتهم تقع التفردات في أحاديثهم خاصة قبل انتشار التدوين انتشاراً عاماً، ومثالاً على ذلك قول الإمام علي بن المديني الذي يقول فيه: (نظرنا فإذا يحيى بن سعيد - الأنصاري - يروي عن سعيد بن المسيب ما ليس يروي أحد مثلها، ونظرنا فإذا الزهري يروي عن سعيد بن المسيب شيئاً لم يروه أحد، ونظرنا فإذا قتادة يروي عن سعيد بن المسيب شيئاً لم يروه أحد) [6].
وكل هؤلاء الثلاثة من كبار الحفاظ.
وقال الإمام أحمد: (حَدَّث عبدالرزاق عن معمر أحاديث لم يسمعها ابن المبارك، وحَدَّث ابن المبارك أيضاً بشيء لم يسمعه عبدالرزاق) [7].
وقال عبدالرزاق لعلي بن المديني حين ودعه: (إذا ورد حديث عني لا تعرفه فلا تنكر، فإنه ربما لم أحدثك به) [8].
وقال علي بن المديني: (ولا ينكر لرجلٍ سمع من رجلٍ ألفاً أو ألفين أن يجيء بحديث غريب) [9].
ولما أنكر الناس حديثاً لابن جريج عن الحسن البصري قال: (ما ينكرون عليَّ فيه؟! لزمت عطاء عشرين سنة ربما حدثني عنه الرجل بالشيء الذي لم أسمعه منه) [10].
فقبول تفرد الثقة الضابط هو المتعين لما تقدم.
وأما تفرد الصدوق ففيه اختلاف، فبعض النقاد كأبي حاتم الرازي فيما ظهر لي من تصرفاته أن الأصل عنده - غالباً - عدم الاحتجاج بتفرد الصدوق إلا إذا ترجح له أنه تفرد محتمل، وقد سبق أن نقلنا العديد من النصوص التي يقول فيها: (صدوق ولا يحتج به)، لا بأس به ولا يحتج به ... الخ.
النقاد - الذين وقفت على كلام لهم - يبدو أن الأصل عندهم قبول تفرد الصدوق إلا إذا ثبت أنه تفرد بما لا يحتمل لمثله.
وأما المتأخرون وبعض المتقدمين فيقبلون تفرد الصدوق مطلقاً إلا إذا خالف من هو أولى منه.
¥(15/143)
فمسألة تفرد الصدوق هل يقبل أم يتوقف فيه خلافية حتى عند المتقدمين، وخير مثال على ذلك موقف بعض كبار النقاد من تفرد محمد بن إسحاق، فقد صرَّح الإمام أحمد بن حنبل [11] والإمام يحيى بن معين [12] والإمام أبو زرعة الرازي [13] بعدم الاحتجاج بما يتفرد به في الأحكام والفرائض، وأما علي بن المديني [14] والبخاري [15] فقبلوه.
ومثال آخر: قال ابن أبي حاتم: (سألت أبا زرعة عن حديث خالد بن سلمة عن البهي عن عروة عن عائشة قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه).
فقال: ليس بذاك، هو حديث لا يروى إلا من هذا الوجه.
فذكرتُ قول أبي زرعة لأبي رحمه الله فقال: الذي أرى أن يذكر الله على كل حال على الكنيف وغيره على هذا الحديث) [16].
فرده أبو زرعة للتفرد، وقبله أبو حاتم لأنه محتمل عنده، وقد صححه البخاري خارج صحيحه [17]، وصححه أيضاً الإمام مسلم [18]، فهذا مثال واضح في اختلاف المتقدمين.
وفيما سبق من نصوص القطان وقع خلاف من المتقدمين في ذلك كحديث: (عرفة كلها موقف)، وكذلك في نصوص الإمام أحمد كحديث صلاة الاستخارة استنكره أحمد وقبله البخاري إلى غير ذلك من أمثلة عديدة تدل أنها مسألة خلافية في جانبها التطبيقي على وجه الخصوص.
وأما الراجح في شأن تفرد الصدوق، فهو قبوله حين يكون محتملاً، والتوقف فيه حين يكون غير محتمل، ورده حين يخالف.
وهذا هو رأي الإمام الذهبي فقد قال في تعريف الشاذ: (هو ما خالف راويه الثقات، أو ما انفرد به من لا يحتمل حاله قبول تفرده) [19].
وقال في تعريف المنكر: (وهو ما انفرد الراوي الضعيف به، وقد يُعدُّ مُفرد الصدوق منكراً) [20].
وقال: (فمثل يحيى القطان يقال فيه: إمام، وحجة، وثبت وجِهْبذِ، وثقة ثقة، ثم ثقة حافظ، ثم ثقة متقن، ثم ثقة عارف، وحافظ صدوق، ونحو ذلك.
فهؤلاء الحفاظ الثقات، إذا انفرد الرجل منهم من التابعين فحديثه صحيح، وإن كان من الأتباع قيل: صحيح غريب، وإن كان من أصحاب الأتباع قيل: غريب فرد [21].
ويندر تفردهم، فتجد الإمام منهم عنده مائتا ألف حديث لا يكاد ينفرد بحديثين، ثلاثة.
ومن كان بعدهم فأين ما ينفرد به [22]؟ ما علمته، وقد يوجد!
ثم ننتقل إلى اليقظ الثقة المتوسط المعرفة والطلب، فهو الذي يُطلق عليه أنه ثقة، وهم جمهور رجال (الصحيحين)، فتابعيهم إذا انفرد بالمتن خُرِّج حديثه ذلك في (الصحاح).
وقد يتوقف كثير من النقاد في إطلاق الغرابة مع الصحة في حديث أتباع الثقات، وقد يوجد بعض ذلك في (الصحاح) دون بعض.
وقد يُسمي جماعة من الحفاظ الحديثَ الذي ينفرد به مثل هُشيم، وحفص بن غياث: منكراً.
فإن كان المنفرد من طبقة مشيخة الأئمة أطلقوا النكارة على ما انفرد به، مثل عثمان بن أبي شيبة، وأبي سلمة التبُوذكي وقالوا: منكر ...
وليس من حد الثقة أنه لا يغلط ولا يخطئ، فمن الذي يسلم من ذلك غير المعصوم الذي لا يُقر على خطأ) [23].
وفي هذا النص إيضاح جلي إلى أهمية طبقات المنفردين.
وقال الذهبي أيضاً: (فأما من وثق ومثل الإمام أحمد يتوقف فيه، ومثل أبي حاتم يقول: صالح الحديث، فلا نرقيه إلى رتبة الثقة، فتفرد مثل هذا يعد منكراً) [24].
وقال: (عبدالرزاق راوية الإسلام، وهو صدوق في نفسه، وحديثه محتج به في الصحاح، ولكن ما هو ممن إذا تفرد بشيء عُدَّ صحيحاً غريباً، بل إذا تفرد بشيء عُدَّ منكراً) [25].
وقال في تفرد أسامة بن زيد الليثي وابن إسحاق عن عمرو بن شعيب: (ففي النفس منه، والأولى أن لا يحتج به) [26]، مع أن حديثهما حسن عند المتأخرين.
وقال في محمد بن إسحاق: (فالذي يظهر أن ابن إسحاق حسن الحديث، صالح الحال، صدوق، وما انفرد به ففيه نكارة، فإن في حفظه شيئاً، وقد احتج به أئمة) [27]، وله رحمه الله نصوص أخرى مشابهة وتطبيقات لما حرره آنفاً [28].
وممن تابع الذهبي على بعض أقواله في تفرد الصدوق: العلامة المحقق عبدالرحمن المعلمي اليماني فقد ذكر كلامه في ابن إسحاق وارتضاه على أنه التحقيق، واحتج به في الحكم على تفرد لابن إسحاق بأنه منكر [29].
كما أنه ذكر (التفرد الذي لا يحتمل) بوصفه أحد القوادح في السند الموثق الرجال [30]، ورجح أن تفرد (صدوق يهم) لا يحتج به [31].
وترجيحنا لهذا الرأي للأمور التالية:
1 - قوة أدلته كما تقدم.
¥(15/144)
2 - توسطه وبُعده عن الغلو، مع عدم إغفال موجبات الاحتياط المعتدل، فلا يساوي مفرد الصدوق بمفرد الثقة مطلقاً، ولا يساوى بما رواه الضعيف فلا يقبل من مروياته إلا ما اعتضد بعاضد، بل ينظر في تفرده بحسب القرائن، فإن كان محتملاً قُبِل ولو لم يعتضد، وإن كان غير محتمل توقف فيه ولو لم يخالف.
3 - لأنه مذهب كثير من كبار النقاد خاصة من جمع منهم بين الاعتدال في الجرح والتعديل والفقه كالإمام أحمد، فمذهبه في ذلك حري بالقبول؛ لأنه من المعتدلين في النقد ومن كبار الفقهاء أيضاً.
ومنهج الإمام أحمد في ذلك قائم على الانتقاء من حديث من يُحسن المتأخرون حديثهم، فمثلاً قال في عمرو بن شعيب: (أصحاب الحديث إذا شاؤوا احتجوا به، وإذا شاؤوا تركوه) [32].
وقد احتج ببعض حديثه الذي تفرد به [33]، ولم يحتج ببعضه [34].
ومع تصريحه بعدم الاحتجاج بتفرد ابن إسحاق إلا أنه - في رواية عنه - قَبل حديثاً قد تفرد به، وقال: (أذهب إليه ليس يدفعه شيء، وإن كان حديثاً واحداً) [35]، وقال: (لا أعلم شيئاً يخالفه) [36]. وقد احتج ببهز بن حكيم في حديث [37]، وتوقف عن ذلك في حديث آخر [38].
ومذهب الانتقاء هو منهج الإمام عبدالرحمن بن مهدي وهو من المعتدلين أيضاً، فقد حدثه تلميذه عمرو بن علي الفلاس بحديث فيه عبدالله بن عثمان بن خثيم -وحديثه حسن عند المتأخرين - فقال له: (أنت من هذا الضرب؟!) منكراً عليه، قال الفلاس: (وكان عبدالرحمن يحدثنا عن الرجل بالحديث، ولا يحدث بحديثه كله) [39].
وقال ابن مهدي أيضاً: (اثنان إذا كتبت حديثهما هكذا رأيت فيه، وإذا انتقيتها كانت حساناً: معمر وحماد بن سلمة).
وختاماً لابد من توضيح لمعنى (التفرد غير المحتمل).
متى يكون التفرد لا يحتمل؟
هناك أسباب عديدة وقرائن متنوعة تجعل التفرد من (الصدوق) ومن في حكمه غير محتمل، ومن أهم هذه الأمور على سبيل المثال لا الحصر:
1 - إذا تفرد (الصدوق) بحديث عن حافظ له تلامذة كثر، وبعضهم مختص به وملازم له، فحينها يكون التفرد غالباً لا يحتمل.
قال الإمام مسلم: (فأما من تراه يعمد لمثل الزهري في جلالته وكثرة أصحابه الحفاظ المتقنين لحديثه وحديث غيره، أو لمثل هشام بن عروة، وحديثهما عند أهل العلم مبسوط مشترك. قد نقل أصحابهما عنهما حديثهما على الاتفاق منهم في أكثر، فيروي عنهما أو عن أحدهما العدد من الحديث، مما لا يعرفه أحد من أصحابهما وليس ممن قد شاركهم في الصحيح مما عندهم، فغير جائز قبول حديث هذا الضرب من الناس) [40].
وقد طبق مسلم ذلك كما في قوله: (فأما رواية المعافى بن عمران عن أفلح عن القاسم عن عائشة فليس بمستفيض عن المعافى، إنما رواه هشام بن بَهْرام [41] وهو شيخ من الشيوخ، ولا يقر الحديث بمثله إذا تفرد) [42].
وقد تقدم في أدلة الرأي الثاني بعض النصوص المؤيدة لما هنا.
2 - إذا تفرد الصدوق بأصل أو حكم من الأحكام المهمة ولم يشاركه فيه أحد؛ فمن الوجاهة أن نتساءل أين كان حفاظ الأمة المعاصرين له عن هذا الحديث؟!
وقد تقدم قول شعبة: (حكم من الأحكام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يشاركه أحد) [43]، وكذا قول أبي حاتم بنحوه [44]، وقوله: (وهذا أصل من الأصول لم يُتابع عليه ربيعة) [45].
وقال الجوزجاني في حديث تفرد به عاصم بن ضمرة عن (صفة تطوع رسول الله صلى الله عليه وسلم):
(فيا لعباد الله! أما كان ينبغي لأحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه يحكي هذه الركعات إذ هم معه في دهرهم، والحكاية عن عائشة رضي الله عنها في الاثنتي عشرة ركعة من السُنة، وابن عمر عشر ركعات، والعامة من الأمة أو من شاء الله قد عرفوا ركعات السُنة الاثنتي عشرة، منها بالليل، ومنها بالنهار.
فإن قال قائل: كم من حديث لم يروه إلا واحد؟
قيل: صدقتَ كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس فيتكلم بالكلمة من الحكمة لعله لا يعود لها آخر دهره فيحفظها عنه رجل، وهذه ركعات كما قال عاصم كان يداوم عليها فلا يشتبهان) [46].
وقد رد الحافظ ابن حجر عليه فقال: (ولا إنكار على عاصم فيما روى، هذه عائشة تقول لسائلها عن شيء من أحوال النبي صلى الله عليه وسلم: (سل علياً)، فليس بعجب أن يروي الصحابي شيئاً يرويه غيره من الصحابة بخلافه، ولاسيما التطوع) [47].
¥(15/145)
ولكن لم يجب الحافظ رحمه الله عن المداومة على تلك الركعات، إذ يُفترض أن يشتهر ذلك للمداومة عليه، فلما لم يحصل ذلك يصبح ما قاله الجوزجاني لا يخلو من وجاهة لاسيما وأن عاصماً متكلم في حفظه.
وقد نبَّه ابن القيم [48] في عدة مواضع أن الذين يعللون بالتفرد يبنون قولهم على أن المتن إذا كانت حاجة الأمة شديدة إليه وفي أمر تعم به البلوى، فينبغي أن يشتهر من حديث الثقات عن ذاك الراوي المتفرد به عنه.
وقد سبق معنا قول المعلمي: (وهذا الحديث في حكمٍ مختلف فيه تعم به البلوى ... ) [49].
وليس في كلامهما موافقة لأهل الرأي في اشتراط الشهرة وتعدد رواة الحديث من الصحابة إذا كان الحديث فيما تعم به البلوى، لأنهما لم يشترطا التعدد أصلاً، وإنما أرادا القول بأن المتن لو كان ثابتاً لكان يجدر بأحد الثقات المتقنين أن يرويه لأهميته، ومصدر أهميته أنه فيما تعم به البلوى، فالفرق بين الأمرين لا يخفى.
3 - تفرد متأخر الطبقة ولو كان ثقة لا يقبل كما ذكر الذهبي فيما مضى، وكلما تأخرت طبقة المتفرد كلما قوي احتمال رده، خاصة بعد تدوين السنة، وبعد انتشار الاهتمام بجمعها، ولا شك أن التفرد في عصر الرواية الشفهية قبل انتشار التدوين واشتهاره وقَبول المحدثين به بعد زمن من ممانعة الكثيرين منهم، أقوى احتمالاً، ولذا كان الأمر كما قال الذهبي أن تفرد التابعي مقبول ولا يُشدد فيه، ويتدرج التشدد في التفردات كلما بعد الزمن عن عصر النبوة وتأخرت الطبقة.
وعلى هذا فقد يكون لقبول التفرد علاقة طردية مع التدوين، ففي عصر عدم انتشار التدوين يكون التفرد محتملاً نوعاً ما، وفي عصر انتشار التدوين وحصر الأحاديث وجمعها يكون التفرد غير محتمل، ويقوى الحكم بعدم قبوله.
وهناك أمور أخرى غير ما سبق يُعرف بها التفرد غير المحتمل، ولعل هذا المقام مناسب أن اقترح على من يرغب في الاستزادة أن يدرس ولا أقول يقرأ (العلل) للرازي، و (العلل الكبير) للترمذي، و (شرح علل الترمذي) لابن رجب؛ لما فيها من غرر الفوائد ودرر النفائس المتعلقة بعلم العلل، والمداومة على قراءة تلك الكتب وأمثالها تنمي لدى الباحث ملكة النقد الحديثي كما يجب أن يكون، وتسهم في بناء عقلية نقدية لها عاداتها الفكرية وسلوكياتها الذهنية المبنية على منهج أئمة المحدثين رحمهم الله تعالى.
تفرد الصدوق بزيادة.
فيما مضى تكلمنا عن تفرد الصدوق بحديث، وهنا سنتكلم بإيجاز عن حكم زيادة الصدوق هل تعامل كزيادة الثقة أم لا؟
وهذا المبحث ما كنا سنتطرق إليه لولا عبارة للحافظ ابن حجر موهمة إذ قال: (وزيادة راويهما - أي الصحيح والحسن - مقبولة ما لم تقع منافية لرواية من هو أوثق ممن لم يذكر تلك الزيادة) [50].
والمعروف من كلام عدد من كبار الأئمة أن الزيادة إنما تقبل من الثقات الحفاظ، كما قال الإمام مسلم: (والزيادة في الأخبار لا تلزم إلا عن الحفاظ الذين لم يعثر عليهم الوهم في حفظهم) [51].
وقال الترمذي: (فإذا زاد حافظ ممن يعتمد على حفظه قُبل ذلك عنه) [52]. وقال ابن رجب: (يعني وإن كان الذي زاد ثقة لا يعتمد على حفظه لا تقبل زيادته) [53].
قال ابن رجب متصلاً بكلامه السابق: (وهذا أيضاً ظاهر كلام الإمام أحمد) [54].
وقال: (فالذي يدل عليه كلام الإمام أحمد في هذا الباب أن زيادة الثقة للفظة في حديث من بين الثقات إن لم يكن مبرزاً في الحفظ والتثبت على غيره ممن لم يذكر الزيادة ولم يتابع عليها، فلا يقبل تفرده) [55].
ورجح أن منهج البخاري والدارقطني في قبول الزيادة أن تكون من ثقة مبرز في الحفظ [56].
فعلى هذا فلا تقبل زيادة الصدوق لانحطاط مرتبته عن وصف الثقة المبرز في الحفظ، ويتعين ذلك إذا كان المشارك له في الرواية ثقة ومع ذلك لم يذكر تلك الزيادة، فيكون بذلك خالف من هو أوثق منه ويصح احتمال وهمه قوياً جداً.
ولا تقبل الزيادة إلا من الحافظ المتقن كما تقدم وفي المسألة تفصيل يطلب من مظانه [57].
----------------------------------
[1] فتح الباري (13/ 246).
[2] انظر (النص السادس).
[3] إغاثة اللهفان (1/ 296).
[4] الميزان (3/ 140).
[5] المرجع السابق (2/ 306).
[6] سؤالات ابن أبي شيبة (ص83 - 84).
[7] مسائل ابن هانىء (2/ 194).
[8] الجامع لأخلاق الراوي (2/ 209).
[9] تاريخ بغداد (9/ 297).
[10] الجامع لأخلاق الراوي (2/ 96).
[11] تاريخ بغداد (1/ 230).
¥(15/146)
[12] الجرح والتعديل (7/ 194).
[13] النبلاء (13/ 80) وعبارته: (إذا انفرد ابن إسحاق بالحديث لا يكون حجة).
[14] انظر الفصل الرابع المتقدم.
[15] انظر ما تقدم في المطلب الأول عن ميل البخاري لقبول بعض تفردات من هو في مرتبة (صدوق).
[16] العلل لابن أبي حاتم (1/ 51).
[17] العلل الكبير (2/ 905) تحقيق حمزة ديب.
[18] صحيح مسلم (373) عن خالد بن سلمة به.
[19] الموقظة (ص42).
[20] المرجع السابق.
[21] لاحظ أنه لم يقل: صحيح، مما يعني تردداً في قبول تفرد متأخر الطبقة وإن كان ثقة.
[22] بعد انتشار تدوين السنة وظهور دواوين موسوعية لجمعها كمسند أحمد وغيره.
[23] الموقظة (ص76 - 78).
[24] الميزان (1/ 365).
[25] تاريخ الإسلام [211 - 220هـ] (ص262).
[26] النبلاء (5/ 177).
[27] الميزان (3/ 475).
[28] النبلاء (5/ 184)، (4/ 33)، والميزان (2/ 400،442)، وفي رده على ابن القطان (ص101، 120، 121).
[29] عمارة القبور (ص32).
[30] الأنوار الكاشفة (ص19).
[31] المرجع السابق (ص295).
[32] سؤالات أبي داود (ص230).
[33] مسائل ابن هانيء (2/ 90) والتمهيد (22/ 312) في مضاعفة الغرامة على من سرق دون النصاب فدرئ عنه الحد.
[34] المغني (1/ 182) لم يحتج بحديث عمرو في أن المرأة إذا مست فرجها ينتقض وضوؤها، والمغني (3/ 11) لم يأخذ بحديث عمرو في زكاة الحلي ورجح عليه قول خمسة من الصحابة أن لا زكاة في الحلي.
[35] المغني (2/ 87) حديث نضح المذي إذا أصاب الثوب، وفي روايات أخرى لم يحتج بالحديث لتفرد ابن إسحاق به - انظر مسائل صالح (3/ 48)، والمغني (2/ 87).
[36] انظر الفصل الرابع.
[37] المغني (2/ 573) حديث: (إنا آخذوها وشطر ماله ... ).
[38] الميزان (2/ 459).
[39] المعرفة والتاريخ (3/ 157).
[40] مقدمة صحيح مسلم (1/ 7).
[41] في التقريب (ثقة) (7287).
[42] التمييز (ص215).
[43] العلل لابن أبي حاتم (1/ 92).
[44] مقدمة الجرح والتعديل (1/ 170).
[45] العلل لابن أبي حاتم (1/ 464).
[46] أحوال الرجال (ص44 - 45).
[47] التهذيب (5/ 46).
[48] تهذيب مختصر أبي داود (1/ 62)، (3/ 223).
[49] التنكيل (2/ 111).
[50] نزهة النظر (ص34).
[51] التمييز (ص189).
[52] شرح العلل (1/ 419).
[53] المرجع السابق.
[54] المرجع السابق.
[55] المرجع السابق (1/ 423).
[56] المرجع السابق (1/ 429).
[57] للاستزادة انظر: النكت لابن حجر (2/ 686 - 702)، وشرح العلل (1/ 419 - 437)، نصب الراية (1/ 336 - 337)، وتوضيح الأفكار (2/ 16 - 24)، وتدريب الراوي (1/ 245 - 248).
المصدر:
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=332(15/147)
لمن التضمين المعتبر في حل شرح نخبة الفكر؟
ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[22 - 01 - 07, 07:46 م]ـ
أقول: بين يدي مخطوطة من مخطوطات القارة الهندية، بعنوان (التضمين المعتبر في حل شرح نخبة الفكر) و هي شرح نزهة النظر لابن حجر الذي هو شرح على نخبة الفكر، نسخة عام 1283 هـ في كابل.
لم أهتدي لمؤلفه فلعل الأخوة الأفاضل يفيدوننا مشكورين.
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[22 - 01 - 07, 08:39 م]ـ
بارك الله فيك.
اكتب لنا شيئاً من مقدمة المؤلف، و يحبذ مما يلي قوله (أما بعد) .. حتى نحاول معك.(15/148)
مرويات صفية رضي الله عنها في الكتب التسعة
ـ[أم الليث]ــــــــ[23 - 01 - 07, 01:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مرويات أم المؤمنين
صفية بنت حيي بن أخطب
في الكتب التسعة
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، والصلاة والسلام على حبيبنا محمد ?، أما بعد:
صفية بنت حيي بن أخطب بن سعية من سبط اللاوي بن نبي الله إسرائيل بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام ثم من ذرية رسول الله هارون عليه السلام
تزوجها قبل إسلامها سلام بن أبي الحقيق ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحقيق وكانا من شعراء اليهود فقتل كنانة يوم خيبر عنها وسبيت وصارت في سهم دحية الكلبي فقيل للنبي ? عنها وأنها لا ينبغي أن تكون إلالك فأخذها من دحية وعوضه عنها سبعة أرؤس
ثم أن النبي ?لما طهرت تزوجها وجعل عتقها صداقها
وكانت شريفة عاقلة ذات حسب وجمال ودين رضي الله عنها وكانت ذات حلم ووقار
وهذه مروياتها في الكتب التسعة
أسأل الله أن يجمعنا بالصالحين في الفردوس الأعلى
وسبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
الأمة الفقيرة لعفو ربها
أم الليث
مروياتها رضي الله عنها
-روي عنها سبعة أحاديث في صحيح البخاري
-وحديثا في صحيح مسلم
-وفي سنن أبي داود أربعة أحاديث
-وفي جامع الترمذي ثلاثة أحاديث
-وفي سنن ابن ماجه حديثين
-وفي مسند أحمد تسعة أحاديث
-وفي سنن الدارمي حديثين
صحيح البخاري
كتاب الاعتكاف:
1930حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني علي بن الحسين رضي الله عنهما أن صفية زوج النبي ?أخبرته أنها جاءت إلى رسول الله ?تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان فتحدثت عنده ساعة ثم قامت تنقلب فقام النبي ?معها يقلبها حتى إذا بلغت باب المسجد عند باب أم سلمة مر رجلان من الأنصار فسلما على رسول الله ?فقال لهما النبي ?على رسلكما إنما هي صفية بنت حيي فقالا سبحان الله يا رسول الله وكبر عليهما فقال النبي ?إن الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا
من فوائد الحديث:
-قال الشيخ العثيمين في شرحه لعمدة الأحكام: (الاعتكاف في اللغة: لزوم الشيء والمواظبة عليه، وفي الشرع: الإقامة في المسجد، تقربا إلى الله تعالى وتفرغا لطاعته
وهو مشروع بالكتاب والسنة قولا من النبي ?وفعلا وإقرارا، لما فيه من التفرغ لعبادة الله تعالى وتخلي القلب والبدن عن مشاغل الدنيا، قال الله تعالى:"وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود" (البقرة 125) وكان النبي ? يعتكف، ويأمر أصحابه به، ويراهم يعتكفون فيقرهم عليه
-كان النبي? يعتكف في العشر الأواخر من رمضان لما يرجى فيه من ليلة القدر
-جواز زيارة المعتكف والتحدث معه، بشرط أن لا يشغله عن مقصود الاعتكاف
-حسن خلق النبي ? ومعاشرته لأهله
-جواز خروج المرأة ليلا لغرض، لكن بشرط أن تأمن الفتنة
-شدة تعظيم الصحابة رضي الله عنهم للنبي ?
-قوة معرفتهم بالله تعالى وما يليق وما لا يليق
-جواز خروج المعتكف من المسجد يشيع زائره للحاجة
-شفقة النبي ? على أمته وخوفه عليهم من الشيطان
-مشروعية إخبار المرء بما يدفع سوء الظن
-وجوب التحفظ عما يوقع في مكايد الشيطان
-تسليط الشيطان على ابن آدم، حيث يجري منه مجرى الدم، وهو جريان حقيقي لأنه ظاهر اللفظ، والعقل لا يمنعه
-مشروعية تسبيح الله تعالى عند التعجب، إشعارا بتنزيهه عما لا يليق به)
-وذكر ابن بسام في شرحه لعمدة الأحكام: (-فيه شفقة النبي ? على أمته، فإنه يعلم من ظاهر الحال أن الرجلين لم يظنا شيئا، وإنما علم كيد الشيطان الشديد، فخاف عليهما أن يوسوس لهما بشيء يكون سبب هلاكهما
-على رسلكما: أي على هينتكما، أي تمهلا ولا تسرعا
-قال بعض العلماء: ومنه ينبغي للحاكم أن يبين للمحكوم عليه وجه الحكم، إذا كان خافيا عليه، نفيا للتهمة
-جواز خلوة المعتكف بزوجه ومحادثتها، إذا لم يثر ذلك شهوته المنافية للاعتكاف
¥(15/149)
-قال ابن دقيق العيد: وفي الحديث دليل على هجوم خواطر الشيطان على النفس وما كان من ذلك غير مقدور على دفعه لا يؤاخذ به لقوله تعالى:"لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " (البقرة 286). قال الصنعاني: الوسواس تطرق القلب، فإن استرسل العبد معها قادته إلى الشك، وإن قطعها بالذكر والاستعاذة ذهبت عنه)
-تسليم الصحابيان على النبي ?
-فيه أن المسلم يحسن الظن بأخيه المسلم
-فيه أن الإنسان يدفع عن نفسه الشبه
-فيه تسمية المرأة باسمها وأن هذا ليس عيبا، فالكثير من الناس يكره ذكر اسم زوجته وأمه وبناته أمام الرجال الأجانب
-كبر على الصحابيان أن يظن النبي ? أنهما ظنا فيه السوء فأخبرهما أن الشيطان يجري في الإنسان مجرى الدم
-أن الشيطان يقذف في القلوب السوء وأن هذا من صفة إبليس وجنوده وأعمالهم
-فيه إضافة بيوت أزواج النبي ? إليهن
1933حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث قال حدثني عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب عن علي بن الحسين رضي الله عنهما أن صفية زوج النبي ?أخبرته ح حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام بن يوسف أخبرنا معمر عن الزهري عن علي بن الحسين كان النبي ?في المسجد وعنده أزواجه فرحن فقال لصفية بنت حيي لا تعجلي حتى أنصرف معك وكان بيتها في دار أسامة فخرج النبي ?معها فلقيه رجلان من الأنصار فنظرا إلى النبي ?ثم أجازا وقال لهما النبي ?تعاليا إنها صفية بنت حيي قالا سبحان الله يا رسول الله قال إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم وإني خشيت أن يلقي في أنفسكما شيئا
من فوائد الحديث:
-قال ابن حجر في الفتح: وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد أي الدار التي صارت بعد ذلك لأسامة بن زيد لأن أسامة إذ ذاك لم يكن له دار مستقلة بحيث تسكن فيها صفية وكانت بيوت أزواج النبي ?حوالي أبواب المسجد
-قوله في أنفسكما هو مثل قوله في الرواية الأخرى في قلوبكما
-مراجعة فوائد الحديث السابق
1934حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال أخبرني أخي عن سليمان عن محمد بن أبي عتيق عن ابن شهاب عن علي بن الحسين رضي الله عنهما أن صفية بنت حيي أخبرته ح و حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال سمعت الزهري يخبر عن علي بن الحسين أن صفية رضي الله عنها أتت النبي ?وهو معتكف فلما رجعت مشى معها فأبصره رجل من الأنصار فلما أبصره دعاه فقال تعال هي صفية وربما قال سفيان هذه صفية فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم قلت لسفيان أتته ليلا قال وهل هو إلا ليل
من فوائد الحديث:
-قال ابن حجر في فتحه: قوله قلت لسفيان وهو بن عيينة القائل هو على بن عبد الله بن المديني شيخ البخاري وقوله وهل هو الا ليلا أي وهل وقع الإتيان الا في الليل وليس المراد نفى امكانه بل نفى وقوعه
-مراجعة فوائد الأحاديث السابقة
كتاب فرض الخمس:
2934حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث قال حدثني عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب عن علي بن حسين أن صفية زوج النبي ?أخبرته أنها جاءت رسول الله ?تزوره وهو معتكف في المسجد في العشر الأواخر من رمضان ثم قامت تنقلب فقام معها رسول الله ?حتى إذا بلغ قريبا من باب المسجد عند باب أم سلمة زوج النبي ?مر بهما رجلان من الأنصار فسلما على رسول الله ?ثم نفذا فقال لهما رسول الله ?على رسلكما قالا سبحان الله يا رسول الله وكبر عليهما ذلك فقال رسول الله ?إن الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا
من فوائد الحديث:
مراجعة الفوائد السابقة
كتاب بدء الخلق:
3107حدثني محمود بن غيلان حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن علي بن حسين عن صفية بنت حيي قالت كان رسول الله ?معتكفا فأتيته أزوره ليلا فحدثته ثم قمت فانقلبت فقام معي ليقلبني وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي ?أسرعا فقال النبي ?على رسلكما إنها صفية بنت حيي فقالا سبحان الله يا رسول الله قال إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما سوءا أو قال شيئا
من فوائد الحديث:
-مراجعة فوائد الأحاديث السابقة
كتاب الأدب:
¥(15/150)
5865حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري ح و حدثنا إسماعيل قال حدثني أخي عن سليمان عن محمد بن أبي عتيق عن ابن شهاب عن علي بن الحسين أن صفية بنت حيي زوج النبي ?أخبرته أنها جاءت رسول الله ?تزوره وهو معتكف في المسجد في العشر الغوابر من رمضان فتحدثت عنده ساعة من العشاء ثم قامت تنقلب فقام معها النبي ?يقلبها حتى إذا بلغت باب المسجد الذي عند مسكن أم سلمة زوج النبي ?مر بهما رجلان من الأنصار فسلما على رسول الله ?ثم نفذا فقال لهما رسول الله ?على رسلكما إنما هي صفية بنت حيي قالا سبحان الله يا رسول الله وكبر عليهما ما قال إن الشيطان يجري من ابن آدم مبلغ الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما
من فوائد الحديث:
-مراجعة فوائد الأحاديث السابقة
كتاب الأحكام:
6750حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن علي بن حسين أن النبي ?أتته صفية بنت حيي فلما رجعت انطلق معها فمر به رجلان من الأنصار فدعاهما فقال إنما هي صفية قالا سبحان الله قال إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم رواه شعيب وابن مسافر وابن أبي عتيق وإسحاق بن يحيى عن الزهري عن علي يعني ابن حسين عن صفية عن النبي ?
من فوائد الحديث:
-مراجعة فوائد الأحاديث السابقة
صحيح مسلم
كتاب السلام:
2175و حدثنا إسحق بن إبراهيم وعبد بن حميد وتقاربا في اللفظ قالا أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن علي بن حسين عن صفية بنت حيي قالت كان النبي ?معتكفا فأتيته أزوره ليلا فحدثته ثم قمت لأنقلب فقام معي ليقلبني وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي ?أسرعا فقال النبي ?على رسلكما إنها صفية بنت حيي فقالا سبحان الله يا رسول الله قال إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرا أو قال شيئا و حدثنيه عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أخبرنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرنا علي بن حسين أن صفية زوج النبي ?أخبرته أنها جاءت إلى النبي ?تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان فتحدثت عنده ساعة ثم قامت تنقلب وقام النبي ?يقلبها ثم ذكر بمعنى حديث معمر غير أنه قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدم ولم يقل يجري
من فوائد الحديث:
-مراجعة فوائد الأحاديث السابقة
سنن أبي داود
كتاب الصوم:
2470حدثنا أحمد بن شبويه المروزي حدثني عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن علي بن حسين عن صفية قالت كان رسول الله ?معتكفا فأتيته أزوره ليلا فحدثته ثم قمت فانقلبت فقام معي ليقلبني وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي?أسرعا فقال النبي ?على رسلكما إنها صفية بنت حيي قالا سبحان الله يا رسول الله قال إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم فخشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا أو قال شرا
من فوائد الحديث:
-مراجعة فوائد الأحاديث السابقة
2471حدثنا محمد بن يحيى بن فارس حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري بإسناده بهذا قالت حتى إذا كان عند باب المسجد الذي عند باب أم سلمة مر بهما رجلان وساق معناه
من فوائد الحديث:
-مراجعة فوائد الأحاديث السابقة
كتاب الأيمان والنذور:
3279حدثنا أحمد بن صالح قال قرأت على أنس بن عياض قال حدثني عبد الرحمن بن حرملة عن أم حبيب بنت ذؤيب بن قيس المزنية وكانت تحت رجل منهم من أسلم ثم كانت تحت ابن أخ لصفية زوج النبي ?قال ابن حرملة فوهبت لنا أم حبيب صاعا حدثتنا عن ابن أخي صفية عن صفية أنه صاع النبي ?قال أنس فجربته أو قال فحزرته فوجدته مدين ونصفا بمد هشام
من فوائد الحديث:
باب كم الصاع في الكفارة
-ومن عون المعبود شرح سنن أبي داود: (قال أنس أي ابن غياض: فجربته: أي اختبرت الصاع الموهوب
-مد هشام بن عبد الملك وكان عنده أيضا صاع مثله. والحديث سكت عنه المنذري)
-ومن تهذيب الكمال في ترجمة أم حبيبة بنت ذؤيب: قال أبو بكر بن أبي داود هذه السنة تفرد به أهل المدينة رواه عن أحمد بن صالح فوافقناه فيه بعلو
-قال الشيخ العثيمين في شرحه لعمدة الأحكام: الصاع: مكيال يسع أربعمائة وثمانين مثقالا، أي كيلوين وأربعين جراما بالبر الجيد
كتاب الأدب:
¥(15/151)
4994حدثنا أحمد بن محمد المروزي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن علي بن حسين عن صفية قالت كان رسول الله ?معتكفا فأتيته أزوره ليلا فحدثته وقمت فانقلبت فقام معي ليقلبني وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي ?أسرعا فقال النبي ?على رسلكما إنها صفية بنت حيي قالا سبحان الله يا رسول الله قال إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم فخشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا أو قال شرا
من فوائد الحديث:
-مراجعة فوائد الأحاديث السابقة
جامع الترمذي
كتاب الفتن:
2184حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي إدريس المرهبي عن مسلم بن صفوان عن صفية قالت قال رسول الله ?لا ينتهي الناس عن غزو هذا البيت حتى يغزو جيش حتى إذا كانوا بالبيداء أو ببيداء من الأرض خسف بأولهم وآخرهم ولم ينج أوسطهم قلت يا رسول الله فمن كره منهم قال يبعثهم الله على ما في أنفسهم قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح
من فوائد الحديث:
-ومن تحفة الأحوذي: (قال النووي قال العلماء البيداء كل أرض ملساء لا شيء بها
-خسف بأولهم واخرهم ولم ينج أوسطهم: أي يقع الهلاك في الدنيا على جميعهم
- فمن كره منهم قال يبعثهم الله على ما في أنفسهم
- وفي حديث أم سلمة عند مسلم فكيف بمن كان كارها قال يخسف به معهم ولكنه يبعث يوم القيامة على نيته قال النووي أي يبعثون مختلفين على قدر نياتهم فيجازون بحسبها
-وفي هذا الحديث من الفقه التباعد من أهل الظلم والتحذير من مجالستهم ومجالسة البغاة ونحوهم من المبطلين لئلا يناله ما يعاقبون به
-وفيه أن من كثر سواد قوم جرى عليهم حكمهم في ظاهر عقوبات الدنيا)
كتاب الدعوات:
3544حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا هاشم وهو ابن سعيد الكوفي حدثني كنانة مولى صفية قال سمعت صفية تقول دخل علي رسول الله ?وبين يدي أربعة آلاف نواة أسبح بها فقال لقد سبحت بهذه ألا أعلمك بأكثر مما سبحت به فقلت بلى علمني فقال قولي سبحان الله عدد خلقه قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث صفية إلا من هذا الوجه من حديث هاشم بن سعيد الكوفي وليس إسناده بمعروف وفي الباب عن ابن عباس
من فوائد الحديث:
-من تحفة الأحوذي: سعيد بن زربي بفتح الزاي وسكون الراء بعدها موحدة مكسورة الخزاعي البصري العباداني أبو عبيدة أو أبو معاوية منكر الحديث من السابعة
كتاب المناقب:
3892حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا هاشم هو ابن سعيد الكوفي حدثنا كنانة قال حدثتنا صفية بنت حيي قالت دخل علي رسول الله ?وقد بلغني عن حفصة وعائشة كلام فذكرت ذلك له فقال ألا قلت فكيف تكونان خيرا مني وزوجي محمد وأبي هارون وعمي موسى وكان الذي بلغها أنهم قالوا نحن أكرم على رسول الله ?منها وقالوا نحن أزواج النبي ?وبنات عمه وفي الباب عن أنس قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث صفية إلا من حديث هاشم الكوفي وليس إسناده بذلك القوي
من فوائد الحديث:
-من تحفة الأحوذي: (-قوله: هذا حديث غريب وأخرجه بن عدي في الكامل
-لا نعرفه إلا من حديث هاشم الكوفي وليس إسناده بذاك أي ليس بالقوي لضعف هاشم هذا)
-قال الشيخ الألباني ضعيف الإسناد
سنن ابن ماجه
كتاب الصيام:
1779حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي حدثنا عمر بن عثمان بن عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر عن أبيه عن ابن شهاب أخبرني علي بن الحسين عن صفية بنت حيي زوج النبي ?أنها جاءت إلى رسول الله ?تزوره وهو معتكف في المسجد في العشر الأواخر من شهر رمضان فتحدثت عنده ساعة من العشاء ثم قامت تنقلب فقام معها رسول الله ?يقلبها حتى إذا بلغت باب المسجد الذي كان عند مسكن أم سلمة زوج النبي ?فمر بهما رجلان من الأنصار فسلما على رسول الله ?ثم نفذا فقال لهما رسول الله ?على رسلكما إنها صفية بنت حيي قالا سبحان الله يا رسول الله وكبر عليهما ذلك فقال رسول الله ?إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا
من فوائد الحديث:
مراجعة الأحاديث السابقة
كتاب الفتن:
¥(15/152)
4064حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا الفضل بن دكين حدثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي إدريس المرهبي عن مسلم بن صفوان عن صفية قالت قال رسول الله ?لا ينتهي الناس عن غزو هذا البيت حتى يغزو جيش حتى إذا كانوا بالبيداء أو بيداء من الأرض خسف بأولهم وآخرهم ولم ينج أوسطهم قلت فإن كان فيهم من يكره قال يبعثهم الله على ما في أنفسهم
من فوائد الحديث:
-مراجعة الحديث 2184من جامع الترمذي
مسند أحمد
باقي مسند الأنصار:
26901حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي إدريس عن ابن صفوان عن صفية أم المؤمنين قالت قال رسول الله ?لا ينتهي الناس عن غزو هذا البيت حتى يغزوه جيش حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بأولهم وآخرهم ولم ينج أوسطهم قالت قلت يا رسول الله ?أرأيت المكره منهم قال يبعثهم الله على ما في أنفسهم قال سفيان قال سلمة فحدثني عبيد بن أبي الجعد عن مسلم نحو هذا الحديث
من فوائد الحديث:
-مراجعة الحديث 2184من جامع الترمذي
26902حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان عن سلمة يعني ابن كهيل عن أبي إدريس عن ابن صفوان عن صفية بنت حيي عن النبي ?قال لا ينتهي الناس عن غزو هذا البيت حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف أولهم وآخرهم ولم ينج أوسطهم قالوا يا رسول الله يكون فيهم المكره قال يبعثهم الله على ما في أنفسهم
من فوائد الحديث:
-مراجعة الحديث 2184من جامع الترمذي
26903حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن سلمة عن أبي إدريس المرهبي عن مسلم بن صفوان عن صفية قالت قال رسول الله ?لا ينتهي الناس وذكر الحديث وساقه
من فوائد الحديث:
-مراجعة الحديث 2184من جامع الترمذي
26904حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا أبي قال سمعت يعلى بن حكيم عن صهيرة بنت جيفر قالت دخلت على صفية بنت حيي فسألت عن نبيذ الجر فقالت حرم رسول الله ?نبيذ الجر
من فوائد الحديث:
-قال الشيخ شعيب الأرناؤوط: حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة صهيرة بنت جيفر
-النهاية في غريب الأثر: وفي حديث الأشربة أنه نهى عن نبيذ الجر وفي رواية نبيذ الجرار الجر والجرار جمع جرة وهو الإناء المعروف من الفخار وأراد بالنهي عن الجرار المدهونة لأنها أسرع في الشدة والتخمير
-في صحيح مسلم: عن سعيد بن جبير قال سألت بن عمر عن نبيذ الجر فقال حرم رسول الله ?نبيذ الجر فأتيت بن عباس فقلت ألا تسمع ما يقول بن عمر قال وما يقول قلت قال حرم رسول الله ?نبيذ الجر فقال صدق بن عمر حرم رسول الله ?نبيذ الجر فقلت وأي شيء نبيذ الجر فقال كل شيء يصنع من المدر
-وقال ابن حجر في الفتح: أسند الطبري عن عمر ما يؤيد قول مالك وهو قوله لأن أشرب من قمقم محمى فيحرق ما أحرق ويبقى ما أبقى أحب إلي من أن أشرب نبيذ الجر وعن بن عباس لا يشرب نبيذ الجر ولو كان أحلى من العسل
26905حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر وعبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن علي بن حسين عن صفية بنت حيي قالت كان رسول الله ?معتكفا فأتيته أزوره ليلا فحدثته ثم قمت فانقلبت فقام معي يقلبني وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي ?أسرعا فقال النبي ?على رسلكما إنها صفية بنت حيي فقالا سبحان الله يا رسول الله فقال إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرا أو قال شيئا
من فوائد الحديث:
-مراجعة الأحاديث الأولى
26906حدثنا وهب بن جرير قال حدثني أبي قال سمعت يعلى بن حكم يحدث عن صهيرة بنت جيفر قالت حججنا ثم أتينا المدينة فدخلنا على صفية بنت حيي فوافقنا عندها نسوة فقالت حرم رسول الله ?نبيذ الجر
من فوائد الحديث:
-مراجعة حديث 26904 من مسند مالك
26907حدثنا عفان قال حدثنا جرير بن حازم قال حدثني يعلى بن حكيم عن صهيرة بنت جيفر سمعه منها قالت حججنا ثم انصرفنا إلى المدينة فدخلنا على صفية بنت حيي فوافقنا عندها نسوة من أهل الكوفة فقلن لها إن شئتن سألتن وسمعنا وإن شئتن سألنا وسمعتن فقلنا سلن فسألن عن أشياء من أمر المرأة وزوجها ومن أمر المحيض ثم سألن عن نبيذ الجر فقالت أكثرتم علينا يا أهل العراق في نبيذ الجر وما على إحداكن أن تطبخ تمرها ثم تدلكه ثم تصفيه فتجعله في سقائها وتوكئ عليه فإذا طاب شربت وسقت زوجها
من فوائد الحديث:
-قال الشيخ الأرناؤوط: صحيح لغيره
¥(15/153)
-فيه حرص النساء على التعلم
-فيه تحريم نبيذ الجر، وأن أهل العراق أكثروا السؤال فيه
- وعند لمسلم عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله ?نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ونهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث فامسكوا ما بدا لكم ونهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء فاشربوا في الأسقية كلها ولا تشربوا مسكرا
-النهاية في غريب الأثر: والسقاء ظرف الماء من الجلد ويجمع على أسقية
-فيه أنه ما على النساء من بأس أن تطبخ التمر وتدلكه ثم تصفيه وتوكئ عليه أي تغطيه، فإذا طاب شربت وسقت زوجها
-مراجعة حديث 26904 من مسند مالك
26908حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا جعفر بن سليمان عن ثابت قال حدثتني شميسة أو سمية قال عبد الرزاق هو في كتابي سمية عن صفية بنت حيي أن النبي ?حج بنسائه فلما كان في بعض الطريق نزل رجل فساق بهن فأسرع فقال النبي ?كذاك سوقك بالقوارير يعني النساء فبينا هم يسيرون برك بصفية بنت حيي جملها وكانت من أحسنهن ظهرا فبكت وجاء رسول الله ?حين أخبر بذلك فجعل يمسح دموعها بيده وجعلت تزداد بكاء وهو ينهاها فلما أكثرت زبرها وانتهرها وأمر الناس بالنزول فنزلوا ولم يكن يريد أن ينزل قالت فنزلوا وكان يومي فلما نزلوا ضرب خباء النبي ?ودخل فيه قالت فلم أدر علام أهجم من رسول الله ?وخشيت أن يكون في نفسه شيء مني فانطلقت إلى عائشة فقلت لها تعلمين أني لم أكن أبيع يومي من رسول الله ?بشيء أبدا وإني قد وهبت يومي لك على أن ترضي رسول الله ?عني قالت نعم قال فأخذت عائشة خمارا لها قد ثردته بزعفران فرشته بالماء ليذكي ريحه ثم لبست ثيابها ثم انطلقت إلى رسول الله ?فرفعت طرف الخباء فقال لها ما لك يا عائشة إن هذا ليس بيومك قالت ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء فقال مع أهله فلما كان عند الرواح قال لزينب بنت جحش يا زينب أفقري أختك صفية جملا وكانت من أكثرهن ظهرا فقالت أنا أفقر يهوديتك فغضب النبي ?حين سمع ذلك منها فهجرها فلم يكلمها حتى قدم مكة وأيام منى في سفره حتى رجع إلى المدينة والمحرم وصفر فلم يأتها ولم يقسم لها ويئست منه فلما كان شهر ربيع الأول دخل عليها فرأت ظله فقالت إن هذا لظل رجل وما يدخل علي النبي ?فمن هذا فدخل النبي ?فلما رأته قالت يا رسول الله ما أدري ما أصنع حين دخلت علي قالت وكانت لها جارية وكانت تخبؤها من النبي ?فقالت فلانة لك فمشى النبي ?إلى سرير زينب وكان قد رفع فوضعه بيده ثم أصاب أهله ورضي عنهم
من فوائد الحديث:
-في مجمع الزوائد: وفيه سمية روى لها أبو داود وغيره ولم يضعفها أحد وبقية رجاله ثقات
-أن القصة وقعت بعد الحج
-أن النبي ? حج بجميع نسائه
-فيه الرفق بالمرأة لقوله عليه الصلاة والسلام للسائق لما أسرع: كذاك سوقك بالقوارير، فالمرأة ضعيفة
-تشبيه النبي ? النساء بالقوارير لضعفهن
-فيه أن صفية كان لها أجمل ظهر
-فيه بروك بعير صفية رضي الله عنها، وبكاءها
-فيه ضعف النساء وقلة تحملهن
-فيه حسن عشرة النبي ?لنساءه، ولطفه معهن، يمسح دموع صفية رضي الله عنها بيده
-فيه أنها ازدادت في بكاءها فزجرها النبي ? وانتهرها
-فيه أن النبي ? أمر الناس بالنزول فنزلوا
-فيه أنه لم يكن يريد أن ينزل لكنه نزل بسبب صفية رضي الله عنها
-فيه أن صفية كان يومها، وفي هذه القصة رد على الذين يقولون ليس للمرأة إلا المبيت في الليل، وأن النهار لا يدخل في يومها، وأن للرجل أن يذهب في النهار عند من شاء، فيظلم المرأة ولا يعطيها يومها كاملا
-فيه أنه ضرب خباء النبي ?ودخل فيه
-فيه خشية صفية أن يكون في نفس النبي ? شيئا وأنه غاضب عليها
-فيه طلب صفية من عائشة أن ترضي النبي ? عنها
-فيه جواز هبة المرأة يومها لضرتها
-فيه أن صفية لم تكن لتهدي يومها لولا أنها خافت أن النبي ? غضبان عليها
-فيهتزين عائشة رضي الله عنها للنبي ?، أخذت خمارا لها قد ثردته بزعفران فرشته بالماء ليذكي ريحه ثم لبست ثيابها ثم انطلقت إلى رسول الله ?فرفعت طرف الخباء
-فيه قول النبي? لعائشة: ما لك يا عائشة إن هذا ليس بيومك؟ في هذا رد واضح لمن يقول أن العدل ليس في النهار إنما بالليل فقط
-قول عائشة: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
-فيه قيلولة النبي ? مع أهله أي مع عائشة
-فلما كان عند الرواح قال لزينب بنت جحش يا زينب أفقري أختك صفية جملا وكانت من أكثرهن ظهرا
¥(15/154)
-وفي لسان العرب أفقرني ناقته أو بعيره أعارني ظهره للحمل أو للركوب
-ردت زينب فقالت أنا أفقر يهوديتك
-فيه غيرة النساء
-غضب النبي ?حين سمع ذلك منها
-زينب رضي الله عنها أخطأت بقولها يهودية فصفية رضي الله عنها لم تكن يهوديه، وأخطأت بعدم طاعتها للنبي ? حين طلب منها أن تعطي صفية بعيرا
-هجرها النبي? فلم يكلمها حتى قدم مكة وأيام منى في سفره حتى رجع إلى المدينة والمحرم وصفر فلم يأتها ولم يقسم لها ويئست منه
-لما كان شهر ربيع الأول دخل عليها
-فرأت ظله فقالت إن هذا لظل رجل وما يدخل علي النبي ?فمن هذا، فيه أنه ليس لها من الرجال من يدخل عليها
-فيه فرحتها بدخول النبي ? وأنها لما رأته قالت يا رسول الله ما أدري ما أصنع حين دخلت علي، ومن شدة فرحها، كانت لها جارية وكانت تخبؤها من النبي ?فقالت فلانة لك
-فيه جواز التسري بالإماء
-فيه مشي النبي ?إلى سرير زينب وكان قد رفع فوضعه بيده ثم أصاب أهله ورضي عنهم
26909حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا حماد يعني ابن سلمة قال ثنا ثابت عن سمية عن عائشة أن رسول الله ?كان في سفر فاعتل بعير لصفية فذكر نحوه
من فوائد الحديث:
-مراجعة الحديث السابق
سنن الدارمي
كتاب الصوم:
1780حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري أخبرني علي بن حسين أن صفية بنت حيي أخبرته أنها جاءت النبي ?تزوره في اعتكافه في المسجد الحرام في العشر الأواخر من رمضان فتحدثت عنده ساعة ثم قامت
من فوائد الحديث:
-مراجعة فوائد الأحاديث الأولى
كتاب الوصايا:
3298حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن ليث عن نافع عن ابن عمر أن صفية أوصت لنسيب لها يهودي
من فوائد الحديث:
-قال الشيخ حسين أسد: إسناده صحيح إلى ابن عمر، وهو موقوف عليه.
-فيه جواز الوصية لأهل الذمة
-قال الذهبي في السير: وقد أوصت بثلثها لأخ لها يهودي وكان ثلاثين ألفا
وسبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
الأمة الفقيرة لعفو ربها
أم الليث
ـ[ابو بكر عطون]ــــــــ[25 - 01 - 07, 06:00 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[أم الليث]ــــــــ[27 - 01 - 07, 05:56 ص]ـ
اللهم آمين
وإياك يا أخي
ـ[أم الليث]ــــــــ[27 - 01 - 07, 06:24 ص]ـ
وهذه نسخة من الوورد
ـ[أبو أنس القراري]ــــــــ[27 - 01 - 07, 11:54 م]ـ
جزاكم الله خير
ـ[راشدالراشد]ــــــــ[28 - 01 - 07, 06:00 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(15/155)
الأسئلة السنية على المنظومة البيقونية
ـ[أم الليث]ــــــــ[23 - 01 - 07, 01:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحببت المشاركة بهذا البحث
أسأل الله أن يجعله خالصا لوجهه وأن ينفع به
اللهم آمين
http://saaid.net/book/open.php?cat=91&book=2544
بسم الله الرحمن الرحيم
الأسئلة السنية
على المنظومة البيقونية
الأمة الفقيرة لعفو ربها:
أم الليث
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة:
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلله فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا r عبده ورسوله، أما بعد:
هذه أسئلة وأجوبة على المنظومة البيقونية، أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ينفع بها، كما أسأله أن يجعلها خالصة لوجهه
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما
اللهم من أردت به خيرا فقهته في الدين، الله فقهني في ديني، آمين
الأمة الفقيرة لعفو ربها
أم الليث
بسم الله الرحمن الرحيم
أَبدَأُ بِالْحَمْدِ مُصَلِّياً عَلَى ... ... ... مُحَمَّدٍ خَيرِ نبيٍ أُرْسِلاَ
وذِي مِنْ أَقْسَامِ الحَدِيثِ عِدَّة … … … وكلُّ واحَدٍ أتى وحَدّهْ
ما هو الحديث؟
هو ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير
ما هي أقسام الحديث؟
من أنواع علوم الحديث الثلاثة: صحيح، حسن، ضعيف
ماذا يقصد بقوله "عده"؟
يقصد عدد الأحاديث 32
ماذا يقصد بقوله "حدّه"؟
من الحدّ أي التعريف والتوضيح والبيان
أَوَّلُها الصَّحيحُ وهْوَ ما اتَّصلْ … … … إِسْنَادُه وَلَم يُشَذَّ أَوْ يُعَلّ
يرْوِيهِ عَدْلٌ ضَابطٌ عَنْ مِثلهِ … … … مُعْتمَدٌ في ضَبْطِهِ وَنقْلِهِ
-1 - الحديث الصحيح
ما معنى اتصال السند؟
اتصال: أي تواصل، وهو سماع كل راو من الراوي الذي يليه، أي أن لا يسقط من الرواة من أوله إلى آخره
ما معنى الإسناد؟
الإسناد هو سلسلة الرواة الموصلة لنص الحديث وقد يراد به إضافة الحديث إلى قائله
ما معنى الشذوذ؟
الشذوذ: هو مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه (بمعنى مخالفة الراوي من هو أرجح منه)
ما هي العلة؟
العلة: هي سبب يقدح في صحة حديث ظاهره الصحة والخلو منها – أي العلة- ولا تظهر إلا للمتبحر في هذا العلم الشريف
من هو العدل؟
هو الراوي الذي يحمل صفات تحمل صاحبها على التقوى واجتناب الأدناس وما يخل بالمروءة عند الناس ويدخل رواية المرأة ورواية الرقيق
ما معنى كلمة "ضابط" هنا؟
قوة الحافظة والوعي الدقيق وحسن الإدراك في تصريف الأمور والثبات على الحفظ وصيانة ما كُتِب منذ التحمل والسماع إلى حين التبليغ والأداء
ما هي أنواعه؟
الضبط نوعان:
1) ضبط الصدر: ويُطلق عليه أيضا ضبط الفؤاد: وهو أن يحفظ الراوي ما سمعه حفظا يمكنه من استحضاره متى شاء
2) ضبط الكتاب: وهو أن يصون كتابه الذي كُتِب منذ سمع فيه وصحيحه إلى أن يؤدي منه ولا يدفعه إلى من لا يصونه ويمكن أن يُغيّر فيه أو يُبدّل
ماذا يقصد بقوله "معتمد في ضبطه ونقله"؟
يعني موثوق به من صدره لما يُمليه و من كتابه لما يرويه
-قال الأجهوري: "قوله معتمد: بيان لعدل، وفي ضبطه ونقله بيان لضابط وهو لف ونشر مرتب"
ما هي التقوى؟
التقوى: اجتناب الأعمال السيئة
ما هي المروءة؟
المروءة: الصيانة عن الأدناس والترفع عما يشين عند الناس
ما هي أقسام الصحيح؟
ينقسم الصحيح إلى قسمين:
1) صحيح لذاته: وهو الحديث الذي اتّصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة
2) صحيح لغيره: وهو الحسن لذاته إذا روي من طريق أخرى مثله أو أقوى منه
ما هي شروط الصحيح؟
وهي خمسة:
1) اتّصال السّند
2) السلامة من الشذوذ
3) السلامة من العلة القادحة
4) أن يكون كل الرواة عدل رواية
5) أن يكون كل رواته ضابطا إما صدرا أو كتابا
ما حكم الصحيح؟
أجمع أهل الحديث ومن يعتد به من الأصوليين والفقهاء على وجوب العمل بالحديث الصحيح فهو حجة من حجج الشرع لا يسع المسلم ترك العمل به ويستدل به في الأصول والفروع
بماذا تتفاوت مراتب الصحيح؟
تتفاوت مراتب الصحيح بحسب السند
ما هي أصح الأسانيد؟
*قال البخاري: أصح الأسانيد: مالك عن نافع عن ابن عمر وتُسمى "سلسلة الذهب"
¥(15/156)
*قال أحمد: أصح الأسانيد: الزهري عن سالم عن أبيه (وهو عبد الله بن عمر)
ما هي أصحّ الأحاديث:
حديث اتّفق على ذكره البخاري ومسلم، ثم ما انفرد به البخاري، ثم ما انفرد به مسلم، ثم ما كان على شرطهما، ثم ما كان على شرط البخاري، ثم ما كان على شرط مسلم، ثم ما كان على شرط غيرهما
ما هو شرط البخاري؟
1) المعاصرة: أي: الراوي عاصر شيخه
2) سماعه منه
ما هو شرط مسلم؟
المعاصرة
والحَسَنُ المعْرُوفُ طُرْقاً وغدتْ ... ... ... رجَالهُ لا كالصّحيح اشتهرتْ
-2 - الحسن
ماذا يقصد بقوله"والحسن المعْرُوفُ طُرْقاً"؟
أي هو الحديث الذي عُرِف طرقه ورواته المحدثون له باتصالهم من أول السند إلى آخره وسلِم من الشذوذ والعلة القادحة
ماذا يقصد بقوله"وغدتْ"؟
أي صارت
هل يعتبر الجمع في قوله طُرقا قيدا؟
لا يعتبر قيدا إذ ليس تعدد الطرق شرطا بل يكفي أن يكون من طريق واحد لأن الكلام في الحسن لذاته، وإنما يشترط في التعدد في الحسن لغيره
ما معنى قوله "رجاله لا كالصحيح اشتهرت"؟
أي رجَالهُ الذي رووه، أي مخرجوه مشتهرة بالعدالة والضبط، لا كاشتهار رجال الصحيح أي اشتهارهم أدون من اشتهار الصحيح
بماذا استدرك الشيخ عبد الستار على الناظم في تعريف الحسن؟
والحسن الخفيف ضبطا إذ غدت ... رجاله لا كالصحيح اشتهرت
عرّف الحسن لغة واصطلاحا؟
لغة: ضد القبيح و ما تشتهيه النفس و تميل إليه
اصطلاحا: قال ابن حجر: هو ما اتصل سنده بنقل العدل الذي خف ضبطه –أي قل ضبطه قلة لا تلحقه بحال من يُعد تفرده منكرا وسلم من الشذوذ ومن العلة- عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة
فبقوله اتصل سنده دخل الصحيح وبنقل عدل ضابط قل ضبطه خرج الصحيح وبما بقي خرج الضعيف
إلى كم قسم ينقسم الحسن؟
ينقسم الحسن إلى قسمين:
(1) حسن لذاته: هو ما رواه عدل قلّ ضبطه متصل السند غير معل ولا شاذ
(2) حسن لغيره: هو الضعيف إذا تعددت طرقه ولم يكن سبب ضعفه فسق الراوي أو كذبه
ما هي شروط الحسن؟
شروط الحسن خمسة كشروط الصحيح:
(1) اتصال السند
(2) السلامة من الشذوذ
(3) السلامة من علة قادحة
(4) أن يكون كل من رواته عدل رواية
(5) أن يكون كلهم ضابطا صدرا أو كتابة
وعُلِم من هذا أن الحسن يشارك الصحيح في اتصال سنده وعدالة رواته وضبطهم وإن لم يصلوا درجة رواة الصحيح
وبقي من شرط الصحيح السلامة من الشذوذ والعلة
ما هو حكم الحسن؟
صحة الاحتجاج به كالصحيح وجواز العمل به عند جميع الفقهاء والمحدثين، وإن كانت رتبته دون رتبة الصحيح
ما هي أقسام الحديث الذي يجوز الاحتجاج والعمل به؟
أربعة فقط عند الجمهور:
1 - صحيح لذاته
2 - صحيح لغيره
3 - حسن لذاته
4 - حسن لغيره
وكلُّ ما عَن رُتْبَةِ الحُسْنِ قَصُر ... ... ... فهو الضّعِيفُ وهْوَ أَقْسَاماً كُثرْ
-3 - الضعيف
ماذا يقصد بقوله "وكلُّ ما عَن رُتْبَةِ الحُسْن قصر"؟
كل حديث قصر وانحطّ وعجز عن بلوغه إلى رتبة الحسن والصحة
ماذا يقال للضّعِيفِ أيضا؟ ولماذا؟
يقال له المردود لأنه لا يحتج به في الأحكام الشرعية والعقائد
وهْوَ: أي وذلك الضعيف المذكور حده
كم تبلغ أقسام الضعيف؟
هي عدة، أوصلها بعضهم إلى 381 لا طائل تحتها
كان سيكتب السيوطي في أقسام الضعيف ثم عدل عن ذلك، لماذا؟
قال السيوطي في التدريب: "وقد كنت أريد بسطها - أي بسط أقسام الضعيف – في هذا الشرح، ثم رأيت شيخ الإسلام قال:"إنّ ذلك تعب ليس وراءه إرب" فلذلك عدلت في تسويد الأوراق بتسطيره"
عرّف الحديث الضعيف لغة واصطلاحا؟
لغة: ضد القوي، والضعف حسي ومعنوي، والمراد به هنا الضعف المعنوي
اصطلاحا: وهو الذي لم يجمع صفة الحسن بفقد شرط من شروطه
وقيل: هو الحديث الذي لم يجتمع فيه صفات القبول الستة
ما هي شروط الحديث المقبول
شروط قبول الحديث ستة:
1) العدالة
2) الضبط –ولو لم يكن تاما-
3) الاتصال
4) فقد الشذوذ
5) فقد العلة القادحة
6) وعدم العاضد عند الاحتجاج
فإذا اختل شرط منها فأكثر ضعف الحديث
ما هي مراتب الضعيف؟
تتفاوت بحسب أسباب الضعف وبحسب بعده من شروط الصحة
قال السيوطي:"ويتفاوت ضعفه بحسب شدة ضعف راويه وخفته"
ما هو حكم الضعيف؟
لا يجوز الاحتجاج والعمل به إلا بشروط:
1) أن يكون في فضائل الأعمال والقصص، فلا يجوز العمل به في العقائد وفي أحكام الشريعة من التحليل والتحريم
¥(15/157)
2) أن لا يكون شديد الضعف كأن يكون راويه كذابا أو متهما بالكذب أو بالوضع أو فاحش الغلط
3) أن يندرج تحت أصل عام فيخرج ما يخترع بحيث لا يكون له أصل البتة
4) أن لا يعتقد بثبوته بل يعتقد الاحتياط
وَمَا أُضِيفَ لِلنَّبيِ المرْفوعُ … … … وَمَا لِتابعٍ هوَ المقطوعُ
-4 - المرفوع
ماذا يقصد بقوله "وَمَا أُضِيفَ لِلنَّبي"؟
أي الحديث الذي أضافه صحابي أو تابعي أو من بعدهما للنبي r قولا كان أو فعلا، ومن الفعل التقرير، اتصل سنده أم لا
لماذا سميّ بالمرفوع؟
وسمي بذلك لارتفاع رتبته بإضافته للنبي r
عرّف المرفوع لغة واصطلاحا؟
لغة: ضد الموضوع: وهو كل ما رُفع على غيره حِسا كان أو معنى، وسميّ الحديث به لارتفاع درجته إلى صاحب المقام الرفيع وهو النبي r
اصطلاحا: المشهور أنه: ما أضيف إلى النبي r قولا أو فعلا أو تقريرا أو وصفا، سواءََ أضافه إليه صحابي أو تابعي أو من بعدهما، سواء اتّصل إسناده أم لا
من التعريف ماهي الأحاديث التي تدخل فيه؟
يدخل فيه المتّصل والمرسل والمنقطع والمعضل والمعلّق أيضا لعدم اشتراط الاتصال
أذكر تعريف الخطيب للمرفوع؟
قال الخطيب: "المرفوع هو ما أخبر فيه الصحابي عن قول رسول الله r أو فعله"، فعل هذا حيث خصص الصحابي لا يدخل فيه مراسيل التابعين ومن بعدهم
ما هي أنواع الحديث المرفوع؟
أربعة أنواع:
1) المرفوع القولي: ومثاله: أن يقول الراوي (الصحابي أو غيره):"قال رسول الله r كذا"
2) المرفوع الفعلي: ومثاله: أن يقول الراوي (الصحابي أو غيره):"فعل رسول الله r كذا أو رأيت رسول الله r يفعل كذا"
3) المرفوع التقريري: ومثاله ك أن يقول الراوي (الصحابي أو غيره):"فُعل بحضرة النبي r كذا وكذا " وأقرّ النبي r هذا الفعل
4) المرفوع الوصفي: ومثاله: أن يقول الراوي (الصحابي أو غيره): "كان رسول الله r ( أحسن الناس خلقا…) أو يقول: (كان أبيضا مليحا مُقصّدا ... )، مقصدا: أي متوسطا ومعتدلا.
ما هو حكم الحديث المرفوع؟
الصحة، وصحة الاحتجاج به غالبا
-5 - المقطوع
ماذا يقصد بقوله "وَمَا لِتابعٍ"؟
أي والمتن الذي أضيف إلى تابعي أو إلى من دونه من فعل أو قول
من هو التابعي؟
التابعي هو من لقي صحابيا وكان مؤمنا بالنبي r دون أن يراه ومات على الإسلام
لماذا سمّي بالمقطوعِ؟
سمي بالحديث المقطوع لانقطاعه عن درجة الرفع بعدم انتسابه للنبي r ، وهو ما أضيف إلى التابعي أو من بعده من قول أو فعل
عرّف المقطوع لغة واصطلاحا؟
لغة: الشيء الذي قُطع وانفصل عن الغير كالعضو المقطوع وضده وصل
اصطلاحا: وهو ما جاء عن التابعين موقوفا عليهم من أقوالهم وأفعالهم، وقال ابن حجر:"ومن دون التابعين من أتباع التابعين ومن بعدهم يدخل في التّسمية بالمقطوع"
هل المقطوع هو المنقطع؟
المقطوع غير المنقطع لأن المقطوع من صفات المتن والمنقطع من صفات الإسناد
ماهي أنواع الحديث المقطوع؟
1) المقطوع القولي: قول الحسن البصري في الصلاة خلف المبتدع: صلّ وعليه بدعته
2) المقطوع الفعلي: قول إبراهيم بن محمد المنتشر: كان مسروق يُرخي الستر بينه وبين أهله ويُقبل على صلاته ويخليهم ودنياهم
ماهو حكم الحديث المقطوع؟
المقطوع لا يحتجبه في شيء من الأحكام الشرعية، أي لو صحّت نسبته لقائله لأنه كلام أو فعل أحد المسلمين، لكن إن كانت هناك قرينة تدلّ على رفعه كقول بعض الرواة –عند ذكر التابعي-: يرفعه مثلا فيعتبر عندئذ له حكم المرفوع المرسل
وَالمُسْنَدُ المتَّصلُ الإِسنادِ مِن … … … رَاويهِ حَتى المُصْطفى وَلَمْ يَبنْ
-6 - المسند
ماذا يقصد بقول "المُسْنَدُ"؟
هو الحديث المتّصل الإسناد حتى النبي r
ماذا يقصد يقوله "وَلَمْ يَبن"؟
أي أنّ الإسناد لم ينقطع ولم ينفصل
أذكر تعريف المسند لغة واصطلاحا؟
لغة: ما رُفع ونُسب إلى قائله حديثا كان أ غيره
اصطلاحا: وهو الحديث المرفوع المتصل سندا وقد يراد به معنى آخر وهو كل كتاب جُمع فيه مرويات كل صحابي على حدّة، لكن المراد هنا التعريف الأول
ماهي شروط المسند؟
قال الحاكم: من شرط المسند أن لا يكون في إسناده: أخبرت عن فلان، ولا حدّثت عن فلان ولا بلغني عن فلان ولا رفعه فلان
ما حكم الحديث المسند؟
قد يكون صحيحا أو حسنا أو ضعيفا
ماهو الفرق بين المرفوع والمسند؟
¥(15/158)
المسند أخص من المرفوع فكل مسند مرفوع وليس كل مرفوع مسند، إذ قد يكون المرفوع منقطعا أو معضلا أو معلقا بخلاف المسند فلا بدّ فيه من شرطي الرفع والاتصال
وَمَا بِسَمْع كلِّ رَاوٍ يتَّصِل … … … إسنادُه لِلمصطفى فالمتَّصِلْ
-7 - المتصل
ماذا يقصد بقوله:"وَمَا بِسَمْع كل راو"؟
أي والحديث الذي روي بسبب سماع كلِّ رَاوٍ من رواته عمن فوقه
ما معنى البيت؟
المتصل هو الحديث المتصل إسناده من أوله إلى آخره بسبب سماع كل راو من رواته من فم شيخه، سواء كان مرفوعا إلى المصطفى r أو موقوفا على الصحابي
ماذا يقال أيضا للحديث المتصل؟
يقال له الموصول والمؤتصل: وهو الذي يتصل إسناده سواء كان القائل هو النبي r أو غيره
بماذا استدرك الشيخ عبد الستار على هذا البيت؟
ما بسمع كل راو يتصل …… إسناده للمنتهى فالمتصل
عرّف المتصل لغة واصطلاحا؟
لغة: ضد المنقطع وهو الشيء الملتئم والمتجمع بعضه إلى بعض
اصطلاحا: وهو ما اتصل إسناده من أوله إلى آخره بسبب سماع كل راو من رواته ممن فوقه مرفوعا كان أو موقوفا
ماهي أنواع المتصل؟
1) المتصل المرفوع
2) المتصل الموقوف
ما حكم الحديث المتصل؟
قد يكون صحيحا أو حسنا أو ضعيفا
ماهو الفرق بين المسند والمتصل؟
المسند ينتهي إلى النبي r فقط، والمتصل يمكن أن ينتهي أيضا إلى التابعي، ومنه المسند أخص من المتصل، فكل مسند متصل وليس كل متصل مسند
مُسَلسلٌ قلْ ما عَلى وَصفٍ أَتى ... ... ... مِثْلُ أَمَا وَاللهِ أَنبانِي الفَتى
كَذَاكَ قَد حَدَّثنيهِ قَائِماً … … … أَوْ بَعْدَ أَنْ حدَّثني تبسَّما
-8 - المسلسل
عرّف المسلسل لغة واصطلاحا؟
لغة: الشيء المتصل بعضه ببعض مأخوذ من التسلسل،قال الصنعاني في توضيح الأفكار (2/ 414):"هو لغة إيصال الشيء بالشيء، ومنه سلسلة الحديث"
واصطلاحا: هو الحديث الذي تتابع رجال سنده من أوله إلى آخره على صفة أو حال واحدة للرواة تارة وللرواية تارة أخرى، سواء كانت قولية أم كانت فعلية أم مركبة منهما جميعا
ما هي أقسام المسلسل؟
(1) مسلسل في وصف الرواة:
هو الحديث الذي اتّفقت رواته في وصف من الأوصاف قوليا كان فقط أو فعليا فقط أو هما معا
(2) مسلسل في صفة التحمل والأداء:
وهو الحديث الذي اتفقت رواته في وصف الأداء وكيفيته ولفظه
1) المسلسل في صيغ الأداء:
كقول كل من رواته سمعت فلانا أو أخبرنا فلانا أو حدثنا فلانا أو أنبأنا فلانا أو أخبرنا فلانا والله، وأشهد بالله لسمعت فلانا
2) مسلسل بزمن الرواية: كحديث ابن عباس: شهدت مع رسول الله r يوم عيد
فهو مسلسل بزمن الرواية في يوم العيد
3) مسلسل بالمكان: كالمسلسل بإجابة الدعاء عند الملتزم
4) مسلسل بالتاريخ:ككون الراوي آخر من يروي عن شيخه
ما هو حكم المسلسل؟
قد يكون صحيحا وقد يكون ضعيفا، والغالب في سنده الضعف
هل يشترط وجود التسلسل في جميع الإسناد؟
لا يشترط وجود التسلسل في جميع الإسناد فقط ينقطع التسلسل في وسطه أو آخره لكن يقولون في هذه الحالة (هذا مسلسل إلى فلان)
أذكر فوائد الحديث المسلسل:
1) الدلالة على زيادة ضبط الرواة
2) الإقتداء بالنبي r في فعله وقوله كالقبض على اللحية والتشبيك باليد،قال السخاوي: "ومن فضيلة التسلسل الإقتداء بالنبي r فعلا ونحوه كما أشار له ابن دقيق العيد واشتماله على مزيد الضبط من الرواة كما قاله ابن صلاح ولكن قلما يسلم سنده من ضعف"
ما هو أفضل مسلسل؟
هو ما دلّ على اتصال السماع وعدم التدليس
ما هو أصح مسلسل؟
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني كما أفاده السيوطي في "التدريب" (2/ 189): "أصحّ مسلسل يروى في الدنيا المسلسل بقراءة سورة الصف"
عَزيزُ مَروي اثنين أَوْ ثلاثهْ ... ... ... مشهورُ مَرْوي فوقَ ما ثلاثهْ
بماذا استدرك الشيخ عبد الستار على الناظم في هذا البيت؟
عزيز مروي اثنين يا بحاثه ... مشهور مروي عن الثلاثة
-9 - العزيز
عرف العزيز لغة واصطلاحا؟
لغة: الشيء القوي إن قلنا إنه من عزّ يَعَزُّ من قوى، سُميّ الحديث بذلك لقوته بمجيئه من طريق أخرى أو هو لغة: الشيء القليل إن قلنا إنه من عزّ يعِزُّ إذا قلّ وجوده سميّ الحديث بذلك لقلة وجوده
اصطلاحا: هو ما انفرد بروايته عن راويه اثنان فلا يرويه أقلّ من اثنين عن اثنين في جميع طبقات السند ولا يقلّ العدد عن ذلك
ما هو حكمه؟
¥(15/159)
الحكم في العزيز أنه يتبع حال السند والمتن، فإذا تحققت فيهما شروط الصحة ولو من طريق واحد كان صحيحا وقد يكون حسنا أوضعيفا
-10 - المشهور
عرف المشهور لغة واصطلاحا؟
لغة: هو الشيء الذي اشتهر ووضح عند الناس، سميّ الحديث بذلك لوضوحه
اصطلاحا: هو ما له طرقا محصورة بأكثر من اثنين ولم يبلغ حدّ التواتر، غير أنّ للمشهور معان وهي:
1) معنى عند المحدثين: ما رواه ثلاثة فأكثر في كل طبقات السند ما لم يبلغ حدّ التواتر (وهذا يسمى المشهور الاصطلاحي)
2) أنه قد يطلق على الحديث الذي قد شاع واشتهر مطلقا مما له أصل (أي إسناد واحد ومما ليس له إسناد أصلا
3) معنى عند الأصوليين: يجعلون المشهور قسما بين التواتر وبين خبر الآحاد، ويعرفون بأنه عبارة عما كان آحادا في الأصل، ثم انتشر في القرن الثاني والثالث مع تلقي الأمة بالقبول تصديقا له وعملا بموجبه
ما هو حكمه؟
الحديث المشهور ينقسم من حيث القبول والردّ إلى ثلاثة أقسام:
1) الصحيح:"كحديث:"إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل" رواه البخاري في الجمعة، روي من أوجه كثيرة عن النبي r ، وكحديث "الأعمال بالنيات"
2) الحسن: كحديث "لا ضرر ولا ضرار" رواه ابن ماجه في كتاب الأحكام، روي عن النبي r من أوجه كثيرة وله طرق يرتقي بها إلى الحسن أو الصحة، وكحديث:"طلب العلم فريضة على كل مسلم"
3) الضعيف: كحديث:"اطلبوا العلم ولو بالصين"، روي من عدة أوجه عن أنس وأبي هريرة ولم يخل طريق منها من مجروح جرحا شديدا، فهو مشهور ضعيف
ما هي أقسامه بحسب موقع شهرته؟
ينقسم الحديث المشهور بالمعنى الغير الاصطلاحي إلى أقسام كثيرة بالنسبة إلى الأوساط التي ينتشر فيها عند الناس أو في جيل من الأجيال لدواعي معينة وقد تكون أحاديث مشتهرة على ألسنة الناس وليس لها أصل أو سند و تكون صحيحة أو متواترة وهذه بعض الأمثلة في ذلك:
1) مشهور بين أهل الحديث خاصة:"كحديث أنس أنّ رسول الله r قنت شهرا بعد الركوع يدعوا على رعل وذكوان"
2) مشهور بين أهل الحديث والعلماء والعوام: مثل:"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"
3) مشهور بين الفقهاء: كحديث:"لا ضرر ولا ضرار"
4) مشهور بين الأصوليين:مثال: "رُفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" صححه ابن حبان والحاكم بلفظ:"إنّ الله وضع …"
5) مشهور بين النحاة:" كمثال:" نعم العبد صهيب لو لم يخف من الله لم يعصه"
6) مشهور بين العوام (العامة) كمثال:"من دلّ على خير فله مثل أجر فاعله"، وغيره كثير
مُعنَعنٌ كَعنْ سعيدٍ عن كَرَم ... ... ... وَمُبْهَمٌ مَا فِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسم
بماذا استدرك الشيخ عبد الستار على الناظم في هذا البيت؟
معنعن المدلسين عن كرم …… ومبهم ما فيه راو لم يسم
-11 - المعنعن
عرف المعنعن لغة واصطلاحا؟
لغة: الكلام الذي كثُر فيه لفظ عن، من عنعن الكلام إذا ذكر فيه لفظ عن بكثرة
اصطلاحا: هو الحديث الذي يقول فيه راو واحد من رواته أو أكثر: عن فلان عن فلان من غير بيان للتحديث أو للسماع أو الإخبار أو نحوها
ما حكمه؟
اختلف العلماء في المعنعن هل هو من المتصل أو من المنقطع على قولين
1) قيل: أنه منقطع حتى يتبين اتصاله
2) والصحيح الذي عليه العمل، وقاله الجماهير من أصحاب الحديث والفقه والأصول أنه متصل بشروط اتفقوا على شرطين منها واختلفوا في اشتراط ما عداهما
أما الشرطان اللذان اتفقوا على أنه لا بد منهما – ومذهب مسلم الاكتفاء بهما- منهما:
1) أن لا يكون المعنعن مدلسا (والمدلّس هو الراوي الذي إذا حدّث يُدلِّس في تحديثه بنوع من أنواع التدليس)
2) أن يمكن لقاء الراويين بعضهما ببعض أي لقاء المعنعِن بمن عنعن عنه
- وأما الشروط التي اختلفوا في اشتراطها زيادة على الشرطين السابقين فهي:
1) ثبوت اللقاء: وهو قول البخاري وابن المديني والمحققين
2) طول الصحبة: وهو رأي المظفر السمعاني
3) معرفته بالرواية والأخذ عنه وهو قول أبي عمر الداني
ما هو المؤنن؟
والمؤنن هو ما روي بلفظ "أن"، كحدثنا فلان أن فلانا قال كذا، وما يقال عن المعنعن يقال عن المؤنن
-12 - المبهم
عرف المبهم لغة واصطلاحا؟
لغة: من أبهم الأمر يبهمه إبهاما فهو مبهم أي لم يبينه، وضد المعلوم وضد الإيضاح
¥(15/160)
اصطلاحا: هو الحديث الذي لم يذكر فيه اسم الراوي ولم يعيّن بل أُبهم وأُخفي رجل كان أو امرأة وسواء كان في المتن أو في السند ويستدل على معرفة اسم المبهم بطريق أخرى مسمى فيها أو بتنصيص من الأئمة المطلعين
ما هي أنواعه؟
1) المبهم في السند: يجب معرفة الراوي المبهم لنا، إذا كان ثقة أو ضعيفا حتى نتمكن من الحكم على الحديث صحة أو ضعفا
2) المبهم في المتن: وهو معرفة صاحب القصة أو السائل حتى إذا كان في الحديث فضيلة له عرفناها، وإن كان عكس ذلك يحصل لنا بمعرفته السلامة من الظن بغيره من أفاضل الصحابة
ما هو حكمه؟
لا يقبل المبهم ما لم يُسمّ، لأنّ شرط قبول الخبر عدالة راويه، ومن أبهم اسمه لا تعرف عينه فكيف عدالته؟ وكذا لا يُقبل خبره ولو أُبهِم بلفظ التعديل على الأصح. قال ابن كثير:"فهذا ممّن لا يقبل روايته أحد علمناه ولكن إذا كان في عصر التابعين والقرون المشهود لهم بالخير فإنه يُستأنس بروايته ويُستضاء بها في مواطن"
هذا في السند، أما إذا كان الإبهام في المتن فلا يضر، وفائدة معرفته حينئذ زوال الجهالة، لأنّ معرفة الشيء أولى من الجهل به
وكُلُّ مَا قَلَّتْ رِجَالُه عَلا ... ... ... وَضِدُّهُ ذَاكَ الذِي قدْ نَزَلا
-13 - الحديث العالي:
عرف الحديث العالي لغة واصطلاحا؟
لغة: الشيء المرتفع على غيره
اصطلاحا: هو الحديث الذي قلّ عدد رواته مع سلامته من الضعف فيقرب رجال سنده من الرسول r أو من إمام من أئمة الحديث أو غيره
ما هي أقسامه؟
خمسة:
1) القرب من رسول الله r بسند صحيح، ويسمى العلو المطلق: وباقي الأقسام علوها علو نسبي: والعلو المطلق: وهو العلو إلى رسول الله r بمعنى قلة عدد رواته التي بين الحديث وبينه r ، وهذا القسم أجل الأقسام وأفضلها بشرط أن يكون الإسناد صحيحا، أما إن كان مع الضعف فلا فضل فيه
ومثاله: أحمد عن إسماعيل عن عبد العزيز عن أنس مرفوعا: إذا دعا أحدكم فليعزم الدعاء ولا يقل اللهم إن شئت فاعطني فإنّ الله لا مستكره له
2) القرب من إمام من أئمة الحديث ذي صفة عالية كالحفظ والضبط والمشهورين: كابن جريج والزهري والأوزاعي ومالك وشعبة والشافعي ومن أشبههم ولو كثر العدد بعد ذلك الإمام إلى النبي r، وهذا القسم يلي ما قبله في الأجلية والفضل بشرط الصحة والنظافة من الخلل
مثاله: قال البخاري ثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا: "من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه"
3) القرب إلى كتاب من كتب الحديث المعتمدة كالصحيحين والسنن ومسند أحمد ونحوها: وسمى ابن دقيق العيد هذا القسم ب"علو تنزيل"وهو على أربعة أنواع:
1) الموافقة: وهي الوصول إلى شيخ أحد المصنفين كالبخاري ومسلم مثلا عبر طريقة بعدد أقل مما لو روى من طريق عنه
مثاله: 1 - حديث رواه البخاري عن محمد بن عبد الله الأنصاري عن حميد عن أنس مرفوعا "كتاب الله القصاص" فإذا رواه الراوي من جزء الأنصاري تقع موافقة البخاري في شيخه
2 - قال الحافظ ابن حجر في "نزهة النظر" روى البخاري عن قتيبة عن مالك حديثا فلو رويناه من طريقة كان بيننا وبين قتيبة ثمانية ولو روينا ذلك الحديث بعينه من طريق أبي العباس السراج عن قتيبة مثلا لكان بيننا وبين قتيبة سبعة، فقد حصلت لنا الموافقة في البخاري في شيخه بعينه مع علو الإسناد على الإسناد إليه
2) البدل: هو الوصول إلى شيخ شيخ أحد المصنفين أمثل شيخه بعدد أقل مما روى عن طريقه، أي مع علو بدرجة فأكثر
قال الحافظ ابن حجر: كأن يقع لنا ذلك الإسناد بعينه من طريق أخرى إلى القعنبي عن مالك فيكون القعمبي بدلا فيه من قتيبة
1) المساواة: وهو أن يتساوى عدد الإسناد من المحدث إلى آخر السند مع إسناد أحد المؤلفين
ذكر الحافظ ابن حجر أنه قد وقعت له أحاديث بينه وبين النبي r فيه عشرة رجال وقد وقع للنسائي حديث عدد رجاله كذلك فتساوى ابن حجر مع النسائي في عدد رجال الإسناد وقد جمع ابن حجر من هذا النوع عشر أحاديث في جزء صغير سماه"العشرة العشارية"
¥(15/161)
مثال آخر:كأن يكون البخاري أخذ عن أصبغ وهو أخذ عن ابن وهب وهو أخذ عن مالك وهو أخذ عن نافع وهو أخذ عن ابن عمر فأنت إذا رويت إما أن يكون بينك وبين النبي r كما بين البخاري وبين النبي r أو بأن يكون بينك وبين ابن عمر كما بين البخاري وابن عمر أو يكون بينك وبين نافع كما بين البخاري ونافع أو بينك وبين مالك كما بين البخاري ومالك أو بينك وبين ابن وهب كما بين البخاري وابن وهب أو تكون أخذت من أصبغ كما أخذ البخاري عن أصبغ فإذا حصل شيء من ذلك فيقال لك مساوٍ للبخاري
*وقد كان هذا النوع ممكن الوصول في عصر ابن حجر رحمه الله ومن دانها أما اليوم بعد طول العهد وتعدد الأجيال فقد أصبح من الغير ممكن الحصول عليه
4) المصافحة: وهي استواء عدد الإسناد من الراوي إلى آخره مع إسناد تلميذ أحد المصنفين وسميت مصافحة لأن العادة جرت في الغالب بالمصافحة بين من تلاقيا فكأنه صافحه وسمع منه، هذا النوع غير ممكن الوقوع في عصرنا هذا
4) ما كان علوا يقدم موت الراوي عن الشيخ على موت راو آخر عن ذلك الشيخ وإن كان متساويين في العدد: وسبب العلو كما قال السخاوي: لأن المتقدم الوفاة يعز وجود الرواة عنه بالنظر إلى متأخرها فيرغب في تحصيل مرويه لذلك
قال النووي:"فما أرويه عن ثلاثة عن البيهقي عن الحاكم أعلى مما أرويه عن ثلاثة عن أبي بكر بن خلف عن الحاكم لتقدم وفاة البيهقي على ابن خلف"
5) تقدم السماع من الشيخ: فمن تقدم سماعه من شيخ كان أعلى ممن سمع من ذلك الشيخ نفسه بعده
مثل أن يسمع شخصان من شيخ واحد وسماع أحدهما من ستين سنة مثلا وسماع الآخر من أربعين سنة فإذا تساوى السند إليهما في العدد فالإسناد إلى الأول الذي تقدّم سماعه أعلى من الثاني
قال السيوطي: ويتأكد ذلك في حق من اختلط شيخه أو خرف وربما كان المتأخر أرجح بأن يكون تحديثه الأول قبل أن يبلغ درجة الإتقان والضبط ثم حصل له ذلك بعد –إن هذا علو معنوي-
ما هو حكمه؟
قد يكون صحيحا وقد يكون ضعيفا
-14 - الحديث النازل:
عرف الحديث النازل لغة واصطلاحا؟
لغة: الشيء السافل الذي تحت غيره
اصطلاحا: هو الحديث الذي كثر رجال إسناده بالنسبة إلى غيره
ما هي أقسامه؟
خمسة كالعالي:
1) النزول المطلق: وهو البعد من رسول الله r بكثرة الوسائط بالنسبة إلى سند آخر يرد بذلك الحديث بعينه بعدد كثير
وباقي الأقسام يعتبر نزولها نزول نسبي
2) كثرة الوسائط إلى الإمام من أئمة الحديث: وهو نزول مسافة
3) نزول الإسناد من طريق غير الكتب الستة عن الإسناد من طريقها: وهو نزول مسافة
4) النزول بتأخر وفاة الراوي عن شيخ عن وفاة راو آخر عن ذلك الشيخ
5) النزول بتأخر السماع من الشيخ: فمن تأخر سماعه من الشيخ أنزل ممن سمع من ذلك الشيخ نفسه
ما هو حكمه؟
قد يكون صحيحا وقد يكون ضعيفا
أيهما أفضل العلو أم النزول؟
العلو أفضل من النزول إلا أن يكون رجال الإسناد النازل أجلّ من رجال العالي وإن كان الجميع ثقات
كما قال وكيع لأصحابه: أيهما أحب إليكم الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود أو سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود، فقالوا الأول، -أي الأعمش عن أبي وائل- فقال: الأعمش عن أبي وائل شيخ عن شيخ وسفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود فقيه عن فقيه، وحديث يتداوله الفقهاء أحب إلينا ممن يتناوله الشيوخ
أذكر بعض الأقوال في فضيلة الإسناد؟
*قال الحاكم:"فأما طلب العالي من الأسانيد فإنها مسنونة وقد رحل في طلب الإسناد العالي غير واحد من الصحابة"
*قال ابن صلاح في مقدمته:"أصل الإسناد أولا خصيصة فاضلة من خصائص هذه الأمة وسنة بالغة من السنن المؤكدة، روينا من غير وجه عن عبد الله بن المبارك أنه قال:"الإسناد عندي من الدين، لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء"
*وقال ابن صلاح:"وطلب العلو فيه سنة أيضا ولذلك استحبت الرحلة فيه على ما سبق ذكره"
*قال أحمد بن حنبل:"طلب الإسناد العالي سنة عمن سلف"
*وروي عن يحيى بن معين قيل له في مرضه الذي مات فيه:"ما تشتهي؟ "، قال:"بيت خالٍ وإسناد عالي"
*وقال الثوري: الإسناد سلاح المؤمن فإذا لم يكن مع سلاح فبأي شيء يقاتل"
¥(15/162)
*وقال غيره:"أقرب الإسناد قربة إلى الله تعالى وأعلى ما يقع للبخاري ما بينه وبين الصحابة فيه اثنان ولمسلم ما بينه وبين الصحابة فيه ثلاثة" (سنن الترمذي كتاب العلل)
*قال ابن سيرين:"كانوا في الزمن الأول لا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة سألوا عن الإسناد لكي يأخذوا حديث أهل السنة ويدعوا أهل البدع" (ابن حبان في المجروحين)
*قال الشيخ علي حسن عبد الحميد:"الإسناد خصيصة فاضلة لهذه الأمة، وليست لغيرها من الأمم السابقة لأن له قيمة كبرى في دين الله عز وجل، ولهذا سميت الأمة الإسلامية ب"أمة الإسناد"، والبحث في الإسناد دعامة أساسية وهامة في علوم الحديث وفي التوصل إلى هدفه الأسمى والغرض المطلوب منه وهو تمييز الحديث المقبول من المردود "
وَمَا أَضفتَهُ إلى الأَصْحاَبِ مِنْ ... ... ... قَوْلٍ وَفِعلٍ فَهْوَ موقوفٌ زُكِن
-15 - الموقوف
ما معنى قوله زُكِن؟
زُكِن وعُلِم وعُرِف وفُهِم
ما معنى البيت؟
والحديث الذي أضفته ونسبته إلى واحد من أصحاب رسول r حالة كونه كائنا من قوله أو فعله أو تقريره فهو حديث موقوف معلوم عند أرباب الاصطلاح
عرف الموقوف لغة واصطلاحا؟
لغة: الشيء المحبوس: كالمال الموقوف على سبيل الخير
كأن الراوي وقف بالحديث عند الصحابي ولم يتابع سرد باقي سلسلة الإسناد
اصطلاحا: قال ابن صلاح: هو ما يروى عن الصحابة y من أقوالهم وأفعالهم وتقريراتهم عليهم ولا يتجاوز به إلى رسول الله r
ما هي أنواعه:
1) الموقوف القولي: قول الراوي: قال علي بن أبي طالب t :" حدثوا الناس بما يعرفون أتريدون أن يكذب الله ورسوله " أخرجه البخاري
2) الموقوف الفعلي: قول الإمام البخاري:"وأمّ ابن عباس وهو متيمم"
3) الموقوف التقريري: كقول التابعي: فعلت كذا بحضرة الصحابي ولم ينكر عليّ
ما معنى المرفوع حكما:
إذا قال الصحابي:"من السنة كذا…… وكذا ……"أو قال:"كنا عند رسول الله r نفعل كذا…أو كذا…"أو أن يقول قولا لا مجال للاجتهاد الشخصي فيه، فهذا لا يأخذ حكم الموقوف، وإنما سمي "مرفوعا حكما" أي بمثابة فعل النبي r وقوله من حيث الحجية
اذكر الفروع التي تتعلّق بالمرفوع حكما؟
1) أن يقول الصحابي الذي لم يعرف بالأخذ عن أهل الكتاب قولا لا مجال للاجتهاد فيه ولا له تعلق ببيان لغة أو شرح غريب مثل:
1 - الإخبار عن الأمور الماضية كبدء الخلق
2 - الإخبار عن الأمور الآتية كالملاحم والفتن وأحوال يوم القيامة
3 - الإخبار عما يحصل بفعله ثواب مخصوص أو عقاب مخصوص كقوله"من فعل كذا فله جزاء كذا"
2) أو يفعل الصحابي ما لا مجال للاجتهاد فيه كالصلاة علي tصلاة الكسوف في ركعة أكثر من ركوعين
3) أو يخبر الصحابي أنه كانوا يقولون أو يفعلون كذا أولا يرون بأسا بكذا أمور توضَّح فيما يلي:
1 - فإن أضافه إلى زمن النبي r فالصحيح أنه مرفوعا كقول جابر كنا نغزل على عهد النبي r وهذا لدلالته للإقرار r وقال هذا ابن صلاح وابن حجر العسقلاني والقسطلاني
2 - وإن لم يضفه إلى زمن النبي r فهو موقوف عند الجمهور كقول جابر كنا إذا صعدنا كبّرنا وإذا نزلنا سبّحنا
4) أو يقول الصحابي أمر بلال بكذا أو نهينا عن كذا أو من السنة كذا مثل قول بعض الصحابة أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة وكقول أم عطية:"نهينا عن اتّباع الجنائز ولم يعزم علينا"، وكقول قلابة عن أنس:"من السنة إذا تزوّج البكر على الثيّب أقام عندها سبعا"
5) أو يقول الراوي في الحديث عند ذكر الصحابي بعض هذه الكلمات الأربع وهي:يرفعه أو ينميه أو يبلغ به أو رواية، كحديث الأعرج عن أبي هريرة رواية "تقاتلون قوما صغار الأعين"
6) أو يفسّر الصحابي تفسيرا له تعلّق بسبب نزول آية كقول جابر كانت اليهود تقول:"من أتى امرأة من دبرها في قبلها جاء الولد أحول" فأنزل الله تعالى:"نساءكم حرث لكم" (الآية)
ما هو حكمه؟
قد يكون صحيحا أو حسنا أو ضعيفا لكن حتى ولو ثبتت صحته فالأصل عدم الاحتجاج به لكنها إذا ثبتت فإنها تقوي بعض الأحاديث الضعيفة، هذا إذا لم يكن له حكم المرفوع، أما إذا كان من الذي له حكم المرفوع فهو حجة كالمرفوع
وَمُرْسلٌ مِنهْ الصّحَابيُّ سَقَطْ ... ... ... وقلْ غريبٌ ما روَى راوٍ فقط
بماذا استدرك الشيخ عبد الستار على الناظم على هذا البيت؟
ومرسل من فوق التابعي سقط …… وقل غريب ما روى راو فقط
¥(15/163)
-16 - المرسل:
عرف المرسل لغة واصطلاحا؟
لغة:
1) هو مأخوذ من الإرسال بمعنى الإطلاق وعدم المنع كقوله تعالى:"إنّا أرسلنا الشياطين على الكافرين" كأنّ المرسل أطلق الإسناد ولم يقيده براو معروف
2) أو من قولهم ناقة مرسل أي سريعة السّير كأنّ المرسل أسرع فيه فحذف بعض إسناده
3) أو من قولهم: جاء القوم أرسالا، أي متفرقين، لأن بعض الإسناد منقطع عن بقيته
اصطلاحا: هو على أربعة أقوال
1) هو الحديث الذي يعرفه التابعي –سواء كان صغيرا أو كبيرا، وكذلك ما رواه من رأى النبي r ولكنه كان غير مميز حين الرؤية-إلى الرسول r من قول أو فعل أو تقرير دون أن يذكر الرواة الذين سمع حديث بواسطتهم إن كانوا صحابة أو تابعين [كبيرا كسعيد بن المسيّب أو صغيرا كابن شهاب الزهري ويحيى بن سعيد الأنصاري]، وهو قول أكثر المحدثين منهم الحاكم وابن صلاح وابن حجر وغيرهم وهو الصحيح
2) هو رواية التابعي الكبير عن النبي r
3) هو ما انقطع إسناده في أي موضع من السند وهو قول الفقهاء والأصوليين وجماعة من المحدثين منهم الخطيب البغدادي وأبو الحسن ابن القطان والنووي
4) هو ما سقط من سنده الصحابي وهو ما عرفه البيقوني وهو منتقد
ما هو مرسل الصحابي؟
"مرسل الصحابي": هو ما أخبر به الصحابي من قول الرسول r أو فعله ولم يسمعه أو يشاهده منه، وسبب ذلك إما صغر سنه أو تأخر إسلامه أو غيابه وفي ذلك أحاديث كثيرة لصغار الصحابة كابن عباس وابن الزبير وغيرهما
مثاله: قول عائشة:"أول ما بدأ به الرسول r من الوحي الرؤيا الصالحة في المنام"
ما هو حكمه؟
اختلف في الاحتجاج به على ثلاثة أقوال:
1) يحتج به مطلقا وهذا مقيّد بأن يكون التابعي لا يروي عن ثقة فقط وهو قول أبي حنيفة وأصحابه ومالك وأصحابه وأحمد في رواية عنه
2) لا يحتج به إلا أن يقول: إنه لا يروي إلا عن صحابي وهو قول جماعة من الأصوليين
3) قبول المرسل بشروط: وهو مذهب الشافعي وبعض أهل العلم
1 - أن يكون المرسل ممن يروي عن الثقات أبدا
2 - أن يكون بحيث إذا شارك أهل الحفظ في أحاديثهم وافقهم ولم يخالفهم إلا بنقص لفظ لا يختل به المعنى
3 - أن يكون من كبار التابعين الذين التقوا بعدد كبير من الصحابة كسعيد بن المسيب، وهذا الشرط خالفه عامة أصحابه، فأطلقوا القول بقبول مراسيل التابعين إذا وجدت فيها الشروط الباقية
4 - أن يعتضد ذلك الحديث المرسل:
أ*- بمسند يجيء من وجه آخر صحيح أو حسن أو ضعيف
ب*- أو بمرسل آخر لكن بشرط أن يكون ذلك المرسل يخرجه من ليس يروي عن شيوخ راوي المرسل الأول ليغلب على الظن عدم اتحادهما
ج- وكذا إذا اعتضد بقول بعض الصحابة
د- أو فتوى عوام أهل العلم
-17 - الغريب:
عرّف الغريب لغة واصطلاحا؟
لغة: صفة مشبهة بمعنى المنفرد أو البعيد عن أقاربه ووطنه
اصطلاحا: هو الحديث الذي انفرد راويه بروايته عمن يجمع حديثه لضبطه وعدالته كالزهري وقتادة وأشباههما في أي موضع من السند وقع التفرد به حتى ولو كان الصحابي فهو غريب
وإنما سميّ غريبا لأنه حينئذ كالغريب الوحيد الذي لا أهل عنده أو لبعده عن مرتبة الشهرة فضلا عن التواتر
ما هي أقسامه؟
أقسام الغريب بحسب موضع الغرابة فيه:
1) الغريب متنا وإسنادا:
وهو الحديث الذي تفرّد برواية متنه راو واحد
ويعبّر الترمذي عن مثل هذا القسم ب: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه
2) الغريب إسنادا لا متنا:
وهو الحديث الذي متنه معروف مروي عن جماعة من الصحابة إذا تفرّد بعضهم بروايته عن صحابي آخر كان غريبا من ذلك
3) الغريب متنا لا إسنادا:
يحتمل أن يراد بكونه غريب المتن لا الإسناد أن يكون ذلك الإسناد مشهورا جادة لعدة من الأحاديث بأن يكونوا مشهورين برواية بعضهم عن بعض ويكون المتن غريبا لانفرادهم به. والله أعلم
4) الغريب بعض المتن:
وهو ما انفرد فيه راويه بزيادة في متنه
5) الغريب بعض السند:
ما هو حكمه؟
ينقسم الغريب إلى صحيح كأفراد الصحيح وإلى غير الصحيح وهو الغالب على الغرائب، قال أحمد بن حنبل:"لا تكتبوا هذه الأحاديث الغرائب فإنها مناكير وعامتها عن الضعفاء"
أذكر بعض الأقوال التي قيلت في الغريب؟
- قال مالك: شر العلم الغريب وخير العلم الظاهر الذي قد رواه الناس
- قال عبد الرزاق:كنا نرى أن غريب الحديث خير فإذا هو شر
¥(15/164)
- قال ابن المبارك: العلم الذي يجيئك من هنا وهنا يعني المشهور
- وروى ابن عدي عن أبي يوسف قال: من طلب الدين بالكلام تزندق، ومن طلب غريب الحديث كذب، ومن طلب المال بالكيمياء أفلس
وَكُلُّ مَا لَمْ يَتَّصِلْ بِحَال ... ... ... إِسْنَادُهُ مُنقطِعُ الأَوْصَالِ
-18 - المنقطع
ما معنى البيت؟
وكل حديث انعدم اتصال سنده بحال من الأحوال يسمى عندهم منقطع الأوصال والأعضاء
عرّف المنقطع لغة واصطلاحا؟
لغة: من الانقطاع ضد الاتصال، وهو الشيء المنفصل عن غيره كالعضو المنقطع عن الجسد
اصطلاحا: اختلف في المنقطع على أقوال منها ضعيفة ومنها ما يدخل في الآخر، وسنقتصر هنا على القولين المشهورين:
1) هو الذي لم يتصل إسناده قبل الصحابي بسبب سقوط راو أو أكثر في موضع واحد أو أكثر شرط عدم التوالي في السقوط وهو قول أكثر المحدثين وهو الصحيح
2) وهو كل ما لم يتصل وهو قول الفقهاء والأصوليين وجماعة من المحدثين منهم الخطيب البغدادي وابن عبد البر
ما هو حكمه؟
حكمه الضعف باتفاق العلماء- للحصالة بحال الراوي الساقط من السند- غير الإمام مالك رحمه الله تعالى
كيف يعرف الانقطاع من السند؟
يُعرف بعدم التلاقي بين الراوي والمروي عنه، إما لكونه لم يُدرك عصره أو أدركه لكن لم يجتمعا، والذي يعين على معرفة ذلك بالمواليد والوفيات
ما هو الفرق بين المنقطع والمقطوع؟
واعلم أنّ المنقطع من صفات الإسناد بخلاف المقطوع فإنه من صفات المتن
وَالمُعْضَلُ السَّاقِطُ مِنْهُ اثنانِ … … … وَما أَتى مُدَلَّساً نوعانِ
الأَوَّلُ الإِسْقَاطُ للشيخِ وأَنْ ... ... ... يَنقُلَ عمَّنْ فوْقَهُ بعَن وأَنْ
والثّانِ لا يُسقطهُ لكن يَصِفْ ... ... ... أوْصَافهُ بِما بِه لا يَنْعَرِف
ما معنى الأبيات؟
المعضل هو الحديث الذي سقط من سنده اثنان فأكثر على التوالي، والمدلّس قسمان: الأول: إسقاط الراوي شيخه ونقله الحديث عمّن فوقه بعن وأنّ
الثاني: عدم إسقاطه للشيخ لكن يذكر أوصاف الشيخ ولقبه بالأوصاف التي لا يعرف بها عند الناس
-19 - المعضل:
عرّف المعضل لغة واصطلاحا؟
لغة: مأخوذ من قوله أعضله فلان إذا أعياه أمره، سمي الحديث بذلك لأنّ المحدث الذي يحدّث به كأنه أعضله وأعياه فلم ينتفع به من يرويه عنه
اصطلاحا: هو ما سقط من إسناده راويان فأكثر بشرط التوالي في موضع واحد من السند سواء كان السقوط من مبدأ السند أو من منتهاه أو من أثنائه، أما إذا لم يتوال فهو منقطع من موضعين، قال العراقي: ولم أجد في كلامهم إطلاق المعضل عليه
ما هو حكمه؟
وهو أسوأ حالا من المرسل والمنقطع لكثرة المحذوفين من الإسناد وهذا هو الحكم عليه باتفاق العلماء
-20 - المدلّس:
عرّف المدلّس لغة واصطلاحا؟
لغة: هو كتمان عيب السلعة عن المشتري وأصله مشتق من الدّلس وهو اختلاط الظلام بالنور والتّدلس التّكتم
اصطلاحا: هو الحديث الذي أُخفي عيب في إسناده لكي يصبح ظاهره حسنا
ما هي أنواعه؟
قسمان:
1) تدليس الإسناد: وهو أن يروي الراوي عمّن سمع منه ما لم يسمع منه دون أن يذكر أنه سمعه منه صراحة وذلك بأن يأتي بلفظ موهم لسماع مثل"عن"أو"أن" أو"قال" وقيل: هو ما رواه الراوي عمّن لقيه ولم يسمع منه أو عمن عاصره ولم يلقه موهما أنه سمع منه بصيغة لا تقتضي اتصالا إلا كعن فلان وقال فلان وأنّ فلانا قال كذا
2) تدليس الشيوخ: وهو أن يروي الراوي عن شيخ حديثا سمعه منه فيسميه أو يكنيه أو ينسبه أو يصفه بما لا يعرف به كي لا يُعرف ولا يُهتدى إليه وتوعيرا للوقوف على حاله وفي هذا النوع تضييع للمروي عنه –لأن الراوي لما وصفه بما لم يشتهر به فكأنما لم يذكره فقد ضيّعه- وتضييع المروي أيضا بسبب عدم التنبيه لذلك الموصوف بما لم يشتهر به فيصير بعض رواته مجهولا فلا يُقبل ذلك الحديث
أقسام أخرى للتدليس تتبع القسم الأول:
1) تدليس التسوية: وهو رواية الراوي عن شيخه ثم إسقاط راو ضعيف بين ثقتين لقيا أحدهما الآخر وأشهر من كان يفعل هذا النوع هو: بقية بن الوليد
¥(15/165)
2) تدليس العطف: هو أن يروي الراوي عن شيخين من شيوخه ما سمعاه من شيخ اشتركا فيه فيكون قد سمع من أحدهما دون الآخر فيصرّح عن الأول بالسماع ويعطف الثاني عليه فيوهم أنه حدّث عنه بالسماع أيضا وإنما حدّث بالسماع عن الأول ونوى العطف فقال: وفلان أي وحدّث فلان (حدّثنا فلان وفلان)
3) تدليس القطع: وهو أن يسقط الراوي أداة الرواية كحدثنا وأخبرنا مثلا مقتصرا على اسم الشيخ
قال بعض المحدثين: التحقيق أنه ليس في التدليس إلا قسمان تدليس الإسناد وتدليس الشيوخ وأما تدليس التسوية فيدخل في القسمين فيكون تسوية الشيوخ وتارة تسقط الضعفاء فيكون تسوية السند
ما رأي أكثر العلماء في التدليس؟
ذم أكثر العلماء التدليس بقسميه وهو مكروه جدا وممن بالغ في ذمه بشعبة بن الحجاج فروى الشافعي عنه أنه قال: التدليس أخو الكذب، وقال:لأن أزني أحبّ إليّ من أن أدلّس. قال ابن صلاح: هذا من شعبة إفراط معمول على المبالغة في الزجر عنه والتنفير منه
ما هو حكمه؟
1) تدليس الإسناد هو مكروه جدا، وذمه أكثر العلماء وكان شعبة من أشدهم ذما له
فإن رواه الراوي بلفظ محتمل لم يبين فيه السماع فيرد وإن صرّح فيه بالسماع كقوله: سمعت أو حدثنا أو شبهها فمقبول محتج به لأن التدليس ليس كذبا وإنما هو ضرب من اليهام كشفته الرواية المصرّح فيها
2) تدليس الشيوخ: كراهيته أخف من الأول وتتفاوت الكراهة بحسب الغرض الحامل عليه فتارة يكره كما إذا كان أصغر سنا منه أو نازل الرواية ونحو ذلك وتارة يحرم لضعف الشيخ أو إذا كان غير ثقة فدلسه لأن لا يعرف حاله أو أوهم أنه رجل آخر من الثقات على وفق اسمه وكنيته
3) تدليس التسوية: هذا النوع من أفحش أنواع التدليس وأشدهما في الذم لأنّ الثقة الأول قد لا يكون معروفا بالتدليس ويجده الواقف على السند بعد التسوية قد رواه عن ثقة آخر فيحكم له بالصحة وهذا غرور شديد ويليه في الضرر النوع الأول
ومَا يُخالِفُ ثقةٌ فِيهِ الملا ... ... ... فالشْاذُّ والمقلوبُ قِسمانِ تَلا
إبدالُ رَاوٍ مّا بِرَاوٍ قِسْمُ … … … وقَلْبُ إِسْنَادٍ لِمتنٍ قِسْمُ
-21 - الشاذ:
عرّف الحديث الشاذ لغة واصطلاحا؟
لغة: من الانفراد، قال الجوهري: شذّ يَشِذّ ويُشَذّ أي انفرد عن الجمهور
اصطلاحا: اختلفوا على ثلاثة أقوال
1) قال الحاكم:"الشاذ من الحديث هو الذي يتفرّد به ثقة من الثقات وليس للحديث أصل متابع لذلك الثقة"
2) قال الشافعي:"ليس الشاذ من الحديث أن يروي ثقة ما لا يرويه غيره هذا ليس بشاذ، أما الشاذ أن يروي الثقة حديثا يخالف فيه الناس، هذا الشاذ من الحديث
3) هو ما ليس له إسناد واحد يشذ به ثقة أو غيره، فما كان عن غير ثقة فمتروك وما كان عن ثقة توقف فيه ولا يحتج به وعليه الخليلي وجماعة
* والتعريف الذي اعتمده الأكثرون هو: ما رواه المقبول مخالفا لما هو أولى منه وهذا هو التعريف المعتمد في تعريف الشاذ بحسب الاصطلاح
ما هي شروطه؟
وهما اثنان:
1) تفرّد الثقة
2) مخالفته من هو أوثق منه
أين يقع؟
في سند الحديث ومتنه
ما هي أقسامه؟
أقسامه أربعة:
1) شاذ بنقص في السند
2) شاذ بزيادة في السند
3) شاذ بنقص في المتن
4) شاذ بزيادة في المتن
ما هو حكمه؟
الضعف وعدم القبول
ما ذا يقابل الشاذ؟
يقابل الشاذ المحفوظ وحكمه القبول لاشتماله على صفة مقتضية للترجيح ككثرة عدد أو قوة حفظ أو ضبط
-22 - المقلوب:
عرّف المقلوب لغة واصطلاحا؟
لغة: مشتق من القلب وهو تحويل الشيء عن وجهه
اصطلاحا: هو الحديث الذي يدخل القلب في سنده أو متنه
ما هي أقسامه؟
1) القسم الأول: هو إبدال لفظ بآخر
-إما في سند الحديث من حيث الرواة ومثاله: حديث مروي عن "كعب بن مرّة" فقلبه الراوي فيجعله عن "مرّة بن كعب"
-أو في متن الحديث من حيث الألفاظ ومثاله: حديث أبي هريرة في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ففيه: "ورجل تصدّق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله" فهذا مما انقلب على بعض الرواة فإنّ الثابت هو: "حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه"
¥(15/166)
2) القسم الثاني: وهو إبدال إسناد متن بإسناد متن آخر وإبدال إسناد هذا المتن بالإسناد الأول بقصد الامتحان وغيره ومثاله: ما فعله أهل بغداد مع الإمام البخاري رحمه الله تعالى إذ قلبوا له 100 حديث وسألوه عنها امتحانا لحفظه فردّها على ما كانت قبل القلب ولم يخطئ في واحد منها
ما هو حكمه؟
إذا كان القلب بقصد الإغراب فإنه لا يجوز لأن فيه تغيير للحديث وهذا من عمل الوضاعين، وأما إن كان للامتحان والاختبار فذكر ابن صلاح "أن الحديثين الأثبات فعلوا ذلك وفعلهم يدل على جوازه بشرط أن يبين فاعله الصحيح قبل انفضاض المجلس وإن كان عن خطأ وسهو فلا شك أنّ فاعله معذور في خطئه لكن إذا كثر ذلك منه فإنه يخل ضبطه ويجعله ضعيفا
ما هي الأسباب التي تحمل الرواة على قلب الحديث؟
1) رغبة الراوي في إيقاع الغرابة على الناس حتى يظنوا أنه يروي ما ليس عند غيره فيقبلوا على التحمل عنه والمحدثون يسمون من يضع القلب لهذا السبب سارقا ويسمون فعله سرقة
2) خطأ الراوي وغلطه
3) الرغبة في اختبار وامتحان المحدث، إن كان حافظا أم لا، إلى غير ذلك
وَالفَرْدُ ما قيّدْتَهُ بِثَقَةٍ … … … أَوْ جمْعٍ أَوْ قْصرٍ على رِوَاية
-23 - الفَرْدُ
عرّف الفرد لغة واصطلاحا؟
لغة: الوِتر
اصطلاحا: هو ما تفرّد به راويه بأيّ وجه من وجوه التفرّد
ما هي أقسامه؟
1) فرد مطلق: وهو ما تفرّد به راويه بمتنه أو بسنده من جميع الرواة، لم يروه أحد من الثقات غيره
2) الفرد المقيد: وهو نوعان:
1) إذا انفرد أهل بلد معيّن بأن لم يروه إلا أهل بلدة كذا وكذا
2) إذا تفرّد به راو مخصوص بأن لم يروه عن فلان إلا فلان وإن كان مرويا من وجوه عن غيره
ما هو حكمه؟
حكم القسم الأول: أن ينظر في حال الراوي المتفرد به فإن كان قد بلغ حدّ الضبط والإتقان فحديثه صحيح يحتج به مع تفرّده به وإن كان لم يبلغ حدّ الضبط والإتقان لكنه قريب من هذا الحد فحديثه حسن يحتج به أيضا
حكم القسم الثاني: الصحة
وَما بِعٍلةٍ غُموضٍ أَوْ خفَا ... ... ... مَعَلَّلٌ عِندَهُمُ قَدْ عُرِفَا
-24 - المَعَلَّل
عرّف المعلل لغة واصطلاحا؟
لغة: الشيء الذي أصابه العلة والمرض والآفة
اصطلاحا: بفتح اللام المشددة: هو الحديث الذي اتّضح أنّ في سنده أو متنه علة تقدح في صحته مع أنّ الظاهر الخلو منها
أذكر أجناس العلل؟
قسّم الحاكم أبو عبد الله في كتابه "معرفة علوم الحديث" إلى عشرة:
1) أن يكون السند ظاهره الصحة وفيه من لا يعرف بين أهل الحديث بالسماع عن من روي عنه
2) أن يكون الحديث مرسلا من وجه رواه الثقات والحفاظ ويسند في وجه ظاهره الصحة
3) أن يكون الحديث محفوظا عن صحابي ويروى عن غيره لاختلاف بلاد روايته
4) أن يكون الحديث محفوظا ويروى عن تابعي يقع الوهم بالتصريح بما يقتضي صحبته
5) أن يكون الحديث مروي بالعنعنة وسقط منه رجل دلّ عليه طريق أخر محفوظ
6) الاختلاف على رجل في تسمية شيخه أو تجهيله
7) أن يختلف على رجل بالإسناد وغيره ويكون المحفوظ عنه ما قابل الإسناد
8) أن يكون الراوي عن شخص أدركه وسمع منه لكنه لم يسمع منه أحاديث معينة فإذا رواها بلا واسطة فعلتها أنه لم يسمعها منه
9) أن تكون ثمّ طريق معروفة ويروي أحد رجالها حديثا من غير تلك الطريق فيقع الراوي عنه في الوهم فيرويه من الطريق المعروفة
10) أن يروي الحديث مرفوعا من وجه موقوفا من وجه
*قال الحاكم أبو عبد الله بعد أن ذكر هذه الأجناس العشرة: قد ذكرنا علل الحديث على عشرة أجناس وبقيت أجناس لم نذكرها وإنما جعلتها مثالا لأحاديث كثيرة معلولة ليتدي إليها المتبحر في هذا العلم فإن معرفة علل الحديث من أجل هذه العلوم
ما هو حكمه؟
الضعف غالبا
أين تكون العلة القادحة؟
العلة القادحة تكون في السند فتقدح في صفة المتن كالوقف المرفوع والإرسال للموصول وتكون في المتن كإدراج من ليس من الحديث في الحديث كحديث نفي البسملة
ما هو الطريق إلى معرفة المعلل؟
الطريق إلى معرفة المعلل هو جمع طرق الحديث والنظر في اختلاف رواته والموازنة بين ضبطهم وإتقانهم ثم الحكم على الرواية المعلولة
وَذُو اخْتِلافِ سندٍ أَوْ مَتنِ … … … مُضطَرِبٌ عِنْدَ أُهيلِ الفَنِّ
-25 - المضطرب
عرّف المضطرب لغة واصطلاحا؟
¥(15/167)
لغة: الشيء المتزلزل والمتحرك الذي لا ثبات له، وهو اسم فاعل من الاضطراب وهو اختلال الأمر وفساد نظامه وأصله اضطراب الموج لكثرة حركته وضرب بعضه بعضا
اصطلاحا: ما اختلفت الرواية في متنه أو في سنده أو في كليهما مع تساوي الروايتين وتعذر الجمع بينهما، وهو كما عرفه النووي: الذي يروى على أوجه مختلفة فإن رجحت إحدى الروايتين بحفظ راويها أو كثرة صحبته للمروي عنه أو غير ذلك فالحكم للراجحة ولا يكون مضطربا
ما هي أنواعه؟
1) مضطرب السند
2) مضطرب المتن
ما هو حكم المضطرب؟
قال الإمام النووي:"والاضطراب يوجب ضعف الحديث لإشعاره بعدم الضبط –أي من رواته- والضبط شرط في صحة الحديث وحسنه" فاجتنبه ثم إذا كان في اسم رجل وأبيه وكان ثقة فهو غير ضعيف
قال السيوطي في "التدريب":"وقع في كلام شيخ الإسلام أن الاضطراب قد يجامع الصحة وذلك بأن يقع الاختلاف في اسم رجل واحد وأبيه ونسبته ونحو ذلك ويكون ثقة، فيحكم للحديث بالصحة، ولا يضر الاختلاف فيما ذكر مع تسميته مضطربا، وفي الصحيحين أحاديث كثيرة بهذه المثابة، وكذا جزم الزركشي في "مختصره" فقال:"قد يدخل القلب والشذوذ والاضطراب في قسم الصحيح والحسن" أ. هـ
أين يقع المضطرب؟
يقع في الإسناد غالبا، وقد يقع في المتن، ولكن قلّ أن يحكم المحدث على الحديث بالاضطراب بالنسبة إلى الاختلاف في المتن دون الإسناد
وِالمُدرَجاتُ في الحديثِ ما أَتتْ ... ... ... منْ بعضِ أَلفاظِ الرُّواةِ اتصلتْ
-26 - المدرج
عرّف المدرج لغة واصطلاحا:
لغة: الشيء المدخل على الغير
اصطلاحا: هو الحديث الذي يُعرف أن في سنده أو متنه زيادة ليست منه وإنما هي من أحد الرواة من غير توضيح لهذه الزيادة
ما هي أقسامه؟
1) مدرج الإسناد: ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1) أن يروي جماعة الحديث بأسانيد مختلفة، فيرويه عنهم راو يجمعهم على إسناد واحد من تلك الأسانيد ولا يبين الاختلاف
2) أن يكون المتن عند راو بإسناد إلا طرفا منه فإنه عنده بإسناد آخر فيرويه عنه راو تاما بالإسناد الأول ولا يذكر إسناد هذا الطرف وهذا هو المعطوف بالمخالفة للثقات
3) أن يكون عند الراوي متنان بإسنادين مختلفين فيرويهما راو عنه مقتصرا على أحد الإسنادين أو يروي أحدهما بإسناد ويزيد بعضا من الثاني على الأول
2) مدرج المتن: وهو: أن يزيد الراوي في الحديث ما ليس منه بدون تمييز بين الزيادة والحديث، فيتوهم من يروي عنه أنها من الحديث وليست منه، وهو ثلاثة أقسام:
1) ما أُدرج في أول الحديث
2) ما أُدرج في وسط الحديث
3) ما أُدرج في آخر الحديث
بم يعرف الإدراج في المتن؟
يعرف الإدراج في المتن بأمور:
1) ورود رواية مجردة عن ذلك القدر المجرد
2) التنصيص على الإدراج من الراوي المدرج أو من بعض الأئمة المطلعين
3) استحالة صدور مثل ذلك عن النبي r مثال هذا حديث أبي هريرة في الصحيح قال: قال رسول الله r " للعبد المملوك الصالح أجران، والذي نفسي بيده لولا الجهاد في سبيل الله والحج والبر بأمي لأحببت أن أموت وأنا مملوك
فإن قوله: والذي نفسي بيده ... من كلام أبي هريرة لاستحالة أن يقول النبي r لأن أمه ماتت وهو صغير فلم تكن موجودة حين هذا القول حتى يبرها ولأنه يمتنع منه r أن يتمنى الرق وهو أفضل الخلق عليه الصلاة والسلام
ما هو حكمه؟
المنع لتضمنه نسبة القول لغير قائله، نعم ما أدرج لتفسير غريب يسامح فيه كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية ولذا فعله الزهري في حديث عائشة وغيره من الأئمة
فلا يجوز تعمد شيء من الإدراج وتعمده حرام بإجماع أهل الفقه والحديث وعبارة ابن السمعاني: من تعمد الإدراج فهو ساقط العدالة وممّن يحرّف الكلم عن مواضعه وهو ملحق بالكذابين
ما هو الحامل على الإدراج في الحديث:
1) أن يقصد بالإدراج تفسير غريب
2) أن يقصد بذلك التمويه أو الخطأ أو الإغراب
كيف يعرف الإدراج؟
بوروده مفصولا من طريق آخر أو بتصريح الراوي بذلك أو غير ذلك
وَما رَوى كلُّ قرينٍ عن أَخِهْ … … … مُدبَّجٌ فاعرِفهُ حَقاً وانتَخِهُ
-27 - المدبّج
عرّف المدبّج لغة واصطلاحا؟
لغة: ما زيّن من الثياب بالدّيباج أي الحرير
اصطلاحا: هو أن يروي راويان متقاربان في السن أو الإسناد كل واحد منهما عن الآخر
ما هي أنواعه؟
¥(15/168)
1) في الصحابة: مثاله: عائشة وأبو هريرة روى كل واحد منهما عن الآخر
2) في التابعين: مثاله: رواية الزهري عن عمر بن عبد العزيز ورواية عمر عن الزهري
3) وفي أتباع التابعين: مثاله: رواية أحمد بن حنبل عن علي بن المديني ورواية علي المديني عن أحمد
ما هو حكمه؟
أنه قد يكون صحيحا أو حسنا أو ضعيفا
ما المراد بالتقارب في الإسناد؟
أن يكونوا قد أخذوا عن شيوخ من طبقة واحدة
ما المراد برواية القرينين؟
أن يروي أحدهما عن الآخر
ما هو الغير المدبّج؟
وهو أن يروي القرينين عن الآخر ولا يروي الآخر عنه
مُتَّفِقٌ لفْظاً وَخَطَّا مُتفِقْ … … … وضدُّهُ فيما ذكرنا المفترق مُتَّفِقٌ:
-28 - المتفق المفترق
عرّف المتفق المفترق لغة واصطلاحا؟
لغة: المتفق المفترق هو الشيء الذي اتفق في أمر من الأمور وافترق في أمر آخر، يقال قول قوم متفق مفترق أي متفق دينهم مفترق آرائهم
اصطلاحا: أن تتفق أسماء الرواة وأسماء آبائهم فصاعدا خطا ولفظا وتختلف أشخاصهم، سواء اتفق اثنان منهم أم أكثر وكذلك إذا اتفق اثنان فصاعدا في الكنية والنسبة
ما هي أقسامه؟
1) المفترق ممن اتفقت أسماؤهم وأسماء آبائهم
2) المفترق ممن اتفقت أسماؤهم وأسماء آبائهم وأجدادهم أو أكثر من ذلك
3) ما اتّفق من ذلك في الكنية والنسبة معا
4) ما اتفق من ذلك في الاسم وكنية الأب
5) المفترق ممن اتفقت أسماؤهم وأسماء آبائهم ونسبتهم:
6) ما وقع فيه الإشتراك في الاسم خاصة أو الكنية خاصة وأشكل مع ذلك لكونه لم يذكر بغير ذلك
7) المشترك المتفق في النسبة خاصة
ما هو حكمه؟
يكون صحيحا أو ضعيفا
ما هي أهميته وفائدته؟
ومعرفة هذا النوع مهم جدا فقد زلق بسبب الجهل به غير واحد من أكابر العلماء، ومن فوائده:
1) عدم ظن المشتركين في الاسم واحدا، مع أنهم جماعة، وهو عكس المهمل الذي يخشى منه أن يظن الواحد اثنين
2) التمييز بين المشتركين في الاسم فربما يكون أحدهما ثقة والآخر ضعيفا، فيضعف ما هو صحيح أو بالعكس
ما هي أشهر المصنفات فيه؟
قد صنّف فيه الخطيب كتابا حافلا سماه "المتفق والمفترق". قال الحافظ ابن حجر:"وقد لخصته وزدت عليه أشياء كثيرة" ا. هـ
وكذلك الحافظ محمد بن طاهر ألّف كتابا سماه "الأنساب المتفقة" وصنّف أبو الحسن بن حيوية في قسم من هذا النوع سماه "من وافقت كنيته كنية زوجته من الصحابة"
مؤتلف متفق الخط فقط … … … وضده مختلف فاخش الغلط
-29 - المؤتلف المختلف
عرّف المؤتلف المختلف لغة واصطلاحا؟
لغة: المؤتلف المختلف هو الشيء الذي إذا ائتلف واتّفق في بعض الأمور واختلف في بعضها
اصطلاحا: هو أن تتفق الأسماء أو الألقاب أو الكنى أو الأنساب خطا ويختلف لفظا سواء كان مرجع الاختلاف في اللفظ: النقط أم الشكل
ما هي أقسامه؟
1) ما لا ضابط له: لكثرة انتشاره وإنما يضبط بالحفظ، كل اسم بمفرده، مثاله: أُسيد وأَسيد
2) ما له ضابط: لقلته في أحد الطرفين وهو قسمان:
1) ماله ضابط على العموم:
مثاله: سلاّم وسلام: جميع من يرد عليك من ذلك فهو بتشديد اللام إلا خمسة وهم:
سلام والد عبد الله بن سلام الصحابي
وسلام والد محمد بن سلام البيكندي البخاري شيخ البخاري
وسلام جد محمد بن عبد الوهاب بن سلام المتكلم الجبائي أبي علي المعتزلي
وسلام بن محمد بن ناهض المقدسي روى عنه أبو طالب الحافظ والطبراني
وسلام بن أبي حقيق
2) ماله ضابط على الخصوص:
مثاله: ما وقع في الصحيحين والموطأ فكل ما وقع في الصحيحين والموطأ يسار بالمثناة ثم المهملة إلا محمد بن بشّار فبالموحدة والمعجمة وفيها سيّار بن سلامة وابن أبي سيار بتقديم السين
ومثاله: عمارة كله بضم العين إلا أبيّ بن عمارة الصحابي فبكسرها
ومثاله: كل ما وقع في الصحيحين والموطأ فهو حازم: بالحاء المهملة وبالزاي لا خارم
ما هو حكمه؟
قد يكون صحيحا وقد يكون ضعيفا
ما هي أهميته وفائدته؟
قال ابن الصلاح:"هذا فنّ جليل من لم يعرفه من المحدثين كثر عِثاره ولم يعدم مخجلا، وهو منتشر لا ضابط في أكثره يُفزع إليه، وإنما يضبط بالحفظ تفصيلا"
"فمعرفته من مهمات الفن حتى قال علي بن المديني: أشدّ التصحيف ما يقع في الأسماء ووجهه بعضهم بأنه شيء لا يدخله القياس ولا قبله شيء يدل عليه ولا بعده"
وفائدته تكمن في تجنب الخطأ وعدم الوقوع فيه
¥(15/169)
ومن فوائده الاحتراز عن أن يظن الشخصان شخصا واحدا وعن أن يظن الثقة ضعيفا والضعيف ثقة
والمنكرُ الفرْدٌ به راوٍ غدا … … … تعْدِيلُهُ لا يحمِلُ التُّفرُّدَا
-30 - المنكر
عرّف المنكر لغة واصطلاحا؟
لغة: اسم مفعول، فعله أنكره بمعنى جحده، أو لم يعرفه، وهو يقابل المعروف اسم مفعوله، فعله عرفه
اصطلاحا: ذهب الناظم رحمه الله في تعريف المنكر إلى أنه: الحديث الذي ينفرد بروايته من فحش غلطه أو كثرت غفلته أو تبيّن فسقه بغير الكذب وهذا على رأي من لم يشترط في المنكر مخالفة رواية للثقات: لكن المعتمد في تعريفه لدى غالب المحدثين لا سيما المتأخرين منهم أنه: ما رواه الضعيف مخالفا للثقات، قال الإمام السيوطي:
المنكر الذي روى غير الثقة ... مخالفا، في نخبة قد حقّقه
ما هو حكمه؟
الضعف وعدم القبول
ما هو الفرق بين المنكر والشاذ؟
المنكر مباين للشاذ، إذ أن المنكر هو الحديث الذي يرويه الضعيف مخالفا رواية الثقة ويقابله المعروف، وأما الشاذ: فهو الذي يرويه الثقة المقبول مخالفا لمن هو أولى منه ويقابله المحفوظ
والقول بترادفهما بعيد وقد نبه السيوطي على بعده بقوله في ألفيته:
والذي رأى ترادف المنكر والشاذ نأى
وقال ابن حجر: وقد غفل من سوّى بينهما
والذي ينبغي اعتماده أن المنكر والشاذ يشتركان في مسمى المخالفة ويفترقان في أن المنكر رواية ضعيف أو مستور، والشاذ رواية ثقة أو صدوق
متروكُهُ ما واحدٌ به انفرَدْ ... ... ... وأَجمَعُوا لضِعفهِ فهوَ كَرَدْ
-31 - المتروك
عرّف المتروك لغة واصطلاحا؟
لغة: الشيء الساقط
اصطلاحا: هو الحديث الذي تفرد بروايته ضعيف، سبب ضعفه كونه متهما بالكذب في الحديث، أو ظاهر الفسوق بقول أو فعل، أو كثير الغلط أو شديد الغفلة
ووجه التسمية بذلك: أن اتهام الراوي بالكذب مع تفرّده، يجعل الحديث غير مقبول، ولكن لا يسوغ الحكم بوضعه
ما هو حكمه؟
الضعف والرد
كيف يتهم الراوي بالكذب؟
بأحد الأمرين:
1) أن لا يروي ذلك الحديث إلا من جهته ويكون مخالفا للقواعد المعلومة، وهي قواعد عامة استنبطها العلماء من مجموع نصوص عامة صحيحة مثل قاعدة "الأصل براءة الذمة"
2) أن يعرف بالكذب في كلامه العادي، لكن لم يظهر منه الكذب في الحديث النبوي فإذا ظهر منه الكذب في الحديث النبوي كان وضاعا وحديثه موضوع
والكذِبُ المُخْتَلقُ المصنُوعٌ ... ... ... عَلَى النبيِ فذلِكَ الموْضوعُ
-32 - الموضوع
عرّف الموضوع لغة واصطلاحا؟
لغة: عدة معان:
1) الإسقاط
2) الترك
3) الافتراء
اصطلاحا: هو الكلام الذي اختلقه وافتراه واحد من الناس ونسبه إلى رسول الله r سواء كان عمدا أو خطأ
ما هي علامات الوضع؟
يعرف الوضع بوجود علامات في السند أو في المتن:
(1) علامات الوضع في السند: يعرف الوضع في السند بعلامات عدة وهي:
1) أن يكون راويه كذابا معروفا بالكذب ولا يرويه ثقة غيره
1) أن يعترف واضعه بالوضع، ويقرّ بذلك، كحديث فضائل القرآن اعترف بوضعه ميسرة
2) ما يتنزل منزلة إقراره، أو بإقراره حالا
قال الحافظ العراقي:"هو كأن يحدث بحديث عن شيخ، ثم يُسأل عن مولده، فيذكر تاريخا يعلم وفاة ذلك الشيخ قبله، ولا يوجد ذلك الحديث إلا عنده، فهذا لم يعترف بوضعه، ولكن اعترافه بوقت مولده، يتنزل منزلة إقراره بالوضع لأن ذلك الحديث لا يُعرف إلا برواية هذا الذي حدّث به"
4) وجود قرينة في الراوي تقوم مقام الوضع: من أمثلة ذلك ما أسنده الحاكم عن يوسف ابن عمر التميمي قال: كنت عند سعد بن طريف، فجاء ابنه من الكتّاب يبكي، فقال: مالك؟ قال: ضربني المعلم، قال: لأخزينهم اليوم، حدثني عكرمة عن ابن عباس مرفوعا: معلموا صبيانكم شراركم، أقلهم رحمة لليتيم وأغلظهم على المسكين " و مثل ذلك حديث "الهريسة تشدّ الظهر" فإنّ واضعه محمد بن الحجاج النّخعي كان يبيع الهريسة
(2) علامات الوضع في المتن:
1) ركاكة اللفظ: بحيث يُدرك العليم بأسرار البيان العربي أن مثل هذا اللفظ ركيك، لا يصدر عن فصيح ولا بليغ، فكيف بسيّد الفصحاء والبلغاء r ومحل هذا إن وقع التصريح بأنه لفظ النبي r ولم يروه بالمعنى
2) فساد المعنى:
¥(15/170)
1 - بأن يكون الحديث مخالفا لبديهيات العقول من غير أن يمكن تأويله مثل ذلك حديث: "إنّ سفينة نوح طافت بالبيت سبعا وصلّت عند المقام ركعتين"
2 - أو يكون مخالفا للقواعد العامة في الحكم والأخلاق مثل: "جور الترك ولا عدل العرب "
3 - أو داعيا إلى الشهوة والمفسدة: مثل: "النظر إلى الوجه الحسن يجلي البصر "
4 - أو مخالفا للحس والمشاهدة: مثل: "لا يولد بعد المائة مولود لله فيه حاجة"
5 - أو مخالفا لقواعد الطب المتفق عليها: مثل: "الباذنجان شفاء من كل داء"
6 - أو مخالفا لقطعيات التاريخ أو سنة الله في الكون والإنسان: مثل: حديث "عوج ابن عنق، وأن طوله ثلاثة آلاف ذراع، وأنّ نوحا لما خوّفه الغرق قال: احملني في قصعتك هذه –يعني السفينة- وأنّ الطوفان لم يصل إلى كعبه، وأنه كان يُدخل يده في البحر فيلتقط السمكة من قاعة ويشويها قرب الشمس"
7 - أو يكون مشتملا على سخافات وسماجات يُصان عنها العقلاء، مثل:"الدين الأبيض حبيبي وحبيب حبيبي جبريل" ومثل:"اتخذوا الحمام المقاصيص فإنها تلهي الجن عن صبيانكم"
3) مخالفته لصريح القرآن بحيث لا يقبل التأويل مثل "ولد الزنا لا يدخل الجنة إلى سبعة أبناء" فإنه مخالف لقوله تعالى) ولا تزر وازرة وزر أخرى (
4) مخالفته لصريح السنة المتواترة: مثل: "إذا حدثتم عني بحديث يوافق الحق فخذوا به حدثت به أم لم أحدّث" فإنه مخالف للحديث المتواتر:"من كذب عليذ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النار "
5) أن يكون مخالفا للقواعد العامة المأخوذة من القرآن والسنة: مثل "من ولد له مولود فسماه محمدا كان هو ومولوده في الجنة" فإنه مخالف للمعلوم المقطوع به من أحكام القرآن والسنة،من أن النجاة بالأعمال الصالحة لا بالأسماء والألقاب
ومنها أن يكون مخالفا للإجماع، أو أن يكون موافقا لمذهب الراوي، أو أن يتضمن الحديث أمرا من شأنه أن تتوفر الدواعي على نقله ثم لا يشتهر ولا يرويه إلا واحد ومنها اشتمال الحديث على إفراط في الثواب العظيم على الفعل الصغير والمبالغة في الوعيد الشديد على الأمر الحقير مثل:"من صلى الضحى كذا وكذا ركعة أُعطي ثواب سبعين نبيا" ومثل: "من قال: لا إله إلا الله، خلق الله تعالى له طائرا له سبعون ألف لسانا لكل لسان سبعون ألف لغة يستغفرون له"
*ومنه من الأمور الكلية التي يعرف بها الحديث الموضوع:
1) أن يكون كلامه لا يشبه كلام الأنبياء
2) أن يكون الحديث بوصف الأطباء والطرقية أشبه وأليق
3) أن يكون الحديث باطلا في نفسه، فيدل بطلانه على أنه ليس من كلام الرسول r
4) مخالفة الحديث لصريح القرآن
5) سماجة الحديث وكونه يسخر منه … وغير ذلك
ما هو حكمه؟
أجمع العلماء على أنه لا تحل روايته لأحد علم حاله في أي معنى كان إلا مع بيان وصفه لحديث مسلم " من حدّث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين" والجمهور على أنّ تعمّد الكذب على رسول الله r كبيرة، وبالغ أبو محمد الجويني ?-والد إمام الحرمين- بقوله: إنها كفر
ما هي مقاصد الوضع؟
1) طلب الرزق والتكسب
2) التقرب لبعض الخلفاء وأهل السلطان
3) ابتغاء الحسنة من الله
4) التعصب لمذهب معيّن
5) قصد الإفساد في الدين
6) الوقوع في الوضع خطأ
ما هي أنواع الحديث الموضوع؟
1) يخترع الواضع كلاما من عند نفسه ثم ينسبه إلى الرسول r وهو أكثر الموضوعات كالأحاديث التي وردت في فضل سور القرآن سورة سورة
2) يأخذ الواضع كلام غيره كبعض السلف الصالح أو قدماء الحكماء، أو الإسرائيليات أو غير ذلك، ثم ينسبه إلى الرسول r وذلك كحديث "المعدة بيت الداء، والحمية رأس الدواء" فلا أصل له من كلام النبي r ، بل هو من كلام بعض الأطباء، قيل أنه الحارث بن كلدة طبيب العرب
3) يأخذ الواضع حديثا ضعيف الإسناد، فيركب له إسنادا صحيحا ليروج
وقدْ أَتتْ كالجَوْهَرِ المكْنونِ … … … سمّيتٌها مَنظُومَةَ البَيْقوني
فوقَ الثلاثينَ بأَربَعٍ أَتت … … … أَبياتُها ثمَّ بخَير خُتِمَتْ
كم عدد أبيات مَنظُومَةَ البَيْقوني؟
أبياتها 34
نسأل الله تعالى حسن الرعاية وصحيح الاستقامة والهداية وأن يُدخلنا وناظمها الفردوس الأعلى
و سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
أم الليث
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[23 - 01 - 07, 07:52 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أم الليث]ــــــــ[25 - 01 - 07, 07:10 ص]ـ
وإياك يا أخي
ـ[محمد يحظيه الشنقيطي]ــــــــ[30 - 01 - 07, 05:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على هذا النظم المهم وشرحه بهذه الطريقة الجيدة
تقبل الله منا ومنكم
ـ[ابوالعباس الترهونى]ــــــــ[01 - 02 - 07, 12:24 ص]ـ
هل هذا من اشتهادك يا ام الليث اعانك الله
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[01 - 02 - 07, 02:07 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[01 - 02 - 07, 02:09 ص]ـ
هل هذا من اشتهادك يا ام الليث اعانك الله
تفضل ( http://saaid.net/book/search.php?do=all&u=%C3%E3+%C7%E1%E1%ED%CB)
¥(15/171)
ـ[صخر]ــــــــ[02 - 02 - 07, 04:00 ص]ـ
بارك الله فيك ياأم الليث وجزاك الله خيرا
ـ[أم الليث]ــــــــ[02 - 02 - 07, 06:46 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
أسأل الله أن يجعل ما أكتبه خالصا لوجهه الكريم
ـ[أبو عروة]ــــــــ[19 - 02 - 07, 12:04 ص]ـ
بارك الله فيكم وسدد خطاكم وحفظكم من كل سوء ووفقكم الله في الدنيا ولآخرة
ـ[محمد جان التركماني]ــــــــ[22 - 02 - 07, 10:25 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[أم الليث]ــــــــ[23 - 02 - 07, 07:17 ص]ـ
وفيكم بارك الله
واللهم آمين .... ولك بمثل يا أخي أبو عروة(15/172)
الراوي شريك بن عبدالله النخعي القاضي
ـ[عمر]ــــــــ[23 - 01 - 07, 07:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني
ما القول الفصل في الراوي شريك بن عبدالله النخعي القاضي؟؟
مدعما بالمصادر بارك الله فيكم
ـ[عبد الحليم قاسم محمد]ــــــــ[24 - 01 - 07, 12:40 م]ـ
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في تقريب التهذيب (2787): ((شَريك بن عبد الله النَّخعي صدوق يخطأ كثيراً، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، وكان عادلاً فاضلاً عابداً شديداً على أهل البدع))
أقول: فعلى هذا فإن تبين أن روايته كانت قبل توليه القضاء فتقبل وإن كان متفرداً؛ لأنه بعد توليه القضاء انشغل عن ضبط الأحاديث، وأما إذا لم تتبين روايته فتقبل حين المتابعة، ولا تقبل حين التفرد.
قال ابن عدي في الكامل 5/ 36 ترجمة شريك بن عبد الله النخعي: ((والغالب على حديثه الصحة والاستواء والذي يقع في حديثه من النكرة إنما أتي فيه من سوء حفظه؛ وليس يتعمد شيءً من ذلك فينسب بسببه إلى الضعف))(15/173)
من أول من عرف مصطلح " منكر "؟ ومن أول من أفره بقسم؟
ـ[القرشي]ــــــــ[24 - 01 - 07, 06:06 م]ـ
جاء في كتاب الشاذ والمنكر وزيادة الثقة صفحة 47: ((أول من عرفه من علماء المصطلح وأفرده قسماً من علوم الحديث - بحدود اطلاعي - الحافظ ابن الصلاح .......... )).
راجياً من المشايخ بيان دقة هذا الكلام
ـ[ابن السائح]ــــــــ[24 - 01 - 07, 06:38 م]ـ
لو لا القيد الذي أشار إليه بقوله: وأفرده قسما من علوم الحديث
لقلت بلا ثُنْيا: أدق شرح للحديث المنكر وأقدمه: ما دبّجتْه يراعة الإمام العبقري الأديب الأريب أبي الحسين مسلم في خطبة كتابه المسند الصحيح
ـ[أبو أمينة]ــــــــ[27 - 01 - 07, 02:23 م]ـ
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله
أول من عرف المنكر هو الحافظ البرديجي ذكر ذلك الحافظ ابن رجب الحنبلي في شرحه للعلل، وأما ما ذكره الإمام مسلم رحمه الله فليس حدا للمنكر، ومن نظر في عبارته بدقة علم ذلك.
ـ[ابن السائح]ــــــــ[27 - 01 - 07, 02:38 م]ـ
لم أعنِ أنه عرّف المنكر على طريقة أصحاب الحدود والتعريفات الذين يشترطون في الحد: كونَه جامعًا مانعًا
بل قصدت أن أدق شرح للحديث المنكر وأقدمَه: ما دبّجتْه يراعة أبي الحسين مسلم في خطبة كتابه المسند الصحيح
ونظرة متأنية في كلام الإمام مسلم تجعلك تُوقن أنه من أحسن الشروح لمعنى الحديث المنكر
ولم يكن الأئمة النقاد على طريقة أكثر المتأخرين فيما التزموه من صناعة الحدود والتعاريف
بل كانوا يتكلمون ويشرحون على سجيّتهم بلا تكلف ولا تقيّد بما يشترطه من تأثر بأهل (المنطق!)
وقد أوضح هذا أحسن إيضاح وجلاّه أحسن جلاء: الشيخ حاتم الشريف في كتابه المنهج المقترح لفهم المصطلح
فليرجع إليه من أراد تحصيل ثلج اليقين مما أشرتُ إليه
والله الموفّق المُعين
ـ[أبو أنس القراري]ــــــــ[27 - 01 - 07, 11:29 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[أبو أنس القراري]ــــــــ[27 - 01 - 07, 11:44 م]ـ
جزاكم الله خير(15/174)
احاديث في فضل ام المؤمنين حفصة رضي الله عنها: اين اجدها
ـ[عمر]ــــــــ[25 - 01 - 07, 08:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني
هل من مفيد حول ايجاد احاديث في فضل ام المؤمنين حفصة رضي الله عنها؟؟
حتى اقرب الصورة
اليكم هذا المثال
((82918 - قال جبريل: راجع حفصة، فإنها صوامة قوامة، و إنها زوجتك في الجنة
الراوي: أنس بن مالك و قيس بن زيد و عمار بن ياسر - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 4351))
اين اجد المصدر الاصلي لهذه الرواية؟؟(15/175)
دعاء كميل بن زياد في ميزان النقد العلمي
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[25 - 01 - 07, 10:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نحن في البحرين نسمع كثيرا عن دعاء كميل في القنوات و في المذياع وفي محلات التسجيلات بل حتى في بعض الأسواق! بسبب كثرة اختلاطنا بالرافضة وتشدقهم العجيب بهذا الدعاء وحرصهم على قراءته وسماعه.
وهذه وقفات مع هذا الدعاء، للشيخ عبد الله زقيل أثابه الله
دُعاءُ كُمَيْلِ بنِ زيادٍ في ميزانِ النقدِ العلميِّ
الحمدُ للهِ وبعدُ؛
كتبتُ رداً على دعاءِ كميلٍ هذا، وهو في صفحتي الخاصة، وهو دعاءٌ يتشدقُ به الرافضةُ، ويقدمونهُ على أدعيةِ النبي صلى اللهُ عليه وسلم التي في سنتهِ، ويثنون عليه في كتبهم أيضاً. وهم كما هو معروفٌ عنهم أنهم لا يعترفون بالسنةِ، وقد نقل أحدُ الكتَّابِ دعاءَ كميلٍ المزعوم هنا في الساحةِ المفتوحةِ، فأحببتُ أن أجلي حقيقته، وأبين سقوطهُ، ولو رفعوا من قدرهِ، وعظموهُ، وهذا البيانُ لأهل السنةِ بالدرجةِ الأولى لكي لا ينخدعوا بمثل هذه الأدعيةِ المكذوبةِ والملفقةِ، وبالدرجةِ الثانية نصحاً لمن نقل الدعاءَ هنا، وأن يتق اللهَ في نفسهِ، وأن لا يكتبَ إلا ما يرضي الله، وليعلم أن أهل السنةِ لن يتركوه ينشر مثل هذه الخرافات والترهات.
ولنقف مع دعاءِ كميلٍ وقفةً نقديةً نبين فيه مدى بعدهِ عن مشكاةِ النبوةِ، وأنهُ لا يمتُ إلى آدابِ الدعاءِ التي ينبغي للمسلمِ أن يأخذها حال مناجته ودعائهِ لربهِ جل وعلا، وغير ذلك من الوقفات.
الوقفةُ الأولى: من هو كُمَيلٌ الذي ينسبُ إليه الدعاءُ؟؟؟
قال المزي في " تهذيب الكمالِ " (24/ 218): كُمَيل بنُ زياد بنِ نَهيك بنِ الهيثمِ بنِ الحارثِ بنِ صُهبان بنِ سعد بن مالك بنِ النخعِ النخعي الصُهبانيُّ الكوفي. وقيل: كُمَيْل بنُ عبدِ الله، وقيل: كُمَيْل بنُ عبدِ الرحمنِ.ا. هـ.
ثم نقل المزي كلامَ أهلِ الجرحِ والتعديلِ فيه فقال: ذكرهُ ابنُ سعدٍ في الطبقةِ الأولى من أهلِ الكوفةِ، قال: وشهد مع علي صفين، وكان شريفاً، مطاعاً في قومه، فلما قدم الحجاجُ بنُ يوسف الكوفةَ دعا به فقتله، وكان ثقةً، قليلَ الحديثِ. وقال يحيى بنُ معينٍ: ثقةٌ. وقال العجلي: كوفيٌّ تابعيٌّ ثقةٌ. وقال محمدُ بنُ عَمَّار: كُميلُ بنُ زياد رافضي، وهو ثقةٌ من أصحابِ علي.
قال بشارعواد محققُ الكتابِ تعليقاً على عبارةِ " رافضي، وهو ثقةٌ ": كيف يكونُ الرافضي ثقةً؟!
وقال محمدُ بنُ عمار في موضعٍ آخر: كُمَيْلُ بنُ زياد من رؤساءِ الشيعةِ، وكان بلاءً من البلاءِ.
وقال عنه أبو حاتم ابن حبان في كتاب المجروحين (2/ 225): وهو الذي يقال له: كُمَيل بن عبد الله، من أصحاب علي عليه السلام، روى عنه عبد الرحمن بن عابس، والعباس بن ذريح، وأهل الكوفة، وكان كُمَيل من المفرطين في علي، ممن يروي عنه المعضلات، وفيه المعجزات، منكر الحديث جدا، تتقى روايته ولا يُحتجُ به.ا. هـ.
وقال بشار عواد في تحقيقه لتهذيب الكمال للمزي (24/ 222): هو مشهور في كتب الشيعة معروف، وفي نهج البلاغة المنسوب إلى علي رضي الله عنه الكثير مما نُقل عنه.ا. هـ.
وقال عنه الحافظُ ابنُ حجر في " التقريب ": ثقةٌ رمي بالتشيعِ.
قال المزي عن روايتهِ في " تهذيب الكمال " (24/ 222): روى له النسائي في " اليوم والليلة " حديثاً واحداً.ا. هـ.
والحديثُ هو: عَنْ كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَخْلٍ لِبَعْضِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؛ هَلَكَ الْمُكْثِرُونَ إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ حَثَا بِكَفِّهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ ثُمَّ مَشَى سَاعَةً فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؛ أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: قُلْ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، وَلَا مَلْجَأَ مِنْ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ، ثُمَّ مَشَى سَاعَةً فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؛ هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ النَّاسِ عَلَى اللَّهِ وَمَا
¥(15/176)
حَقُّ اللَّهِ عَلَى النَّاسِ؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى النَّاسِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَحَقٌّ عَلَيْهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ.
أخرجه الإمامُ أحمدُ (2/ 309) بهذا اللفظ، والنسائي في " الكبرى " (10118) مختصراً.
وقد ذُكر أثرٌ عن علي بنِ أبي طالبٍ:
عن كميل بن زياد قال: أخذ علي بن أبي طالب بيدي، فأخرجني إلى ناحية الجبّانة، فلما أصحرنا جلس ثم تنفس ثم قال: يا كميل بن زياد القلوب أوعية فخيرها أوعاها، احفظ عني ما أقول لك:
الناس ثلاثة: فعالمٌ رباني، ومتعلمٌ على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق، العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، العلم يزكو بالإنفاق والمال تنقصه النفقة، ومحبة العلم دين يدان به، العلم يكسب العالم الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة بعد وفاته، وصنيعة المال تزول بزواله، مات خزّان الأموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة؛ هاه هاه إن ههنا – وأشار بيده إلى صدره – علما لو أصبت له حملة، بل أصبته لَقِنَا غير مأمون عليه، يستعمل آلة الدين للدنيا، يستظهر بحجج الله على كتابه، وبنعمه على عباده، أو منقادا لأهل الحق لا بصيرة له في أحِنّائه، ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة، لا ذا ولا ذاك، أو منهوما باللذات، سلس القياد للشهوات، أو مغرى بجمع الأموال والإدخار، فهؤلاء ليسوا من دعاة الدين، أقرب شبها بهم الأنعام السائبة، كذلك يموت العلم بموت حامليه، اللهم بلى، لن تخلو الأرض من قائم لله بحججه، لئلا تبطل حجج الله وبيناته، أولئك هم الأقلون عددا، الأعظمون عند الله قدرا، بهم يدفع الله عن حججه حتى يؤدوها إلى نظرائهم، ويزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على حقيقة الأمر، فاستلانوا ما استوعره المترفون، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون، صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمنظر الأعلى، أولئك خلفاء الله في بلاده، ودعاته إلى دينه، هاه هاه شوقا إلى رؤيتهم، وأستغفر الله لي ولك، إذا شئت فقم.
أخرجهُ أبو نعيم في " الحلية " (1/ 79 - 80)، والخطيبُ البغدادي في " الفقيه والمتفقه (1/ 182 - 183 رقم 176)، والمزي في " تهذيب الكمال " (24/ 220).
وقد حكم بضعفهِ محقق كتابِ " الفقيه والمتفقه " (1/ 183) فقال: " إسنادهُ ضعيفٌ؛ علتهُ أبو حمزة الثمالي، واسمه: ثابتُ بنُ أبي صفية. قال أحمدُ بنُ حنبل: " ضعيف الحديث ليس بشيء ". وضعفه أبو زرعة، وابنُ معين، وأبو حاتم، والجوزقاني، وقال ابنُ عدي: " ضعفه بين ". وفي الإسنادِ أيضاً: عبد الرحمن بن جندب الفزاري، قال في " لسان الميزان (3/ 408): " مجهول ".ا. هـ.
وعلى الرغم من ضعفه فقد اهتم ابن القيم بشرح هذا الأثر في كتابه " مفتاح دار السعادة " (1/ 403)، وابنُ رجب الحنبلي في رسالته " كشف الكربة في وصف حال أهل الغربة ".
فهذه ترجمةٌ مختصرةٌ عن كُمَيْلِ بنِ زياد من خلالِ كتب أهلِ السنةِ، فهو ثقةٌ عند أهلِ السنةِ إلا فيما يرويهِ عن علي بن أبي طالب كما صرح بذلك ابنُ حبان، فتتقى روايتهُ عنه؛ واللهُ أعلم.
الوقفةُ الثانيةُ: منزلةُ دعاءِ كُمَيْل عند الرافضةِ:
إن دعاءَ كميل بنِ زياد له منزلةٌ عظيمةٌ جداً عند الرافضةِ، ويثنون عليه كثيراً، بل شرحهُ بعضهم وكأنهُ يشرحُ حديثاً من أحاديثِ النبي صلى الله عليه وسلم!!! وبعضُ القنواتِ المعاصرةِ مثل قناة المنار الرافضية تجعله افتتاحيةً لبرامجها، وموجودٌ أيضاً في بعضِ المواقعِ على شكل ملفاتٍ صوتيةٍ.
ولمعرفةِ منزلتهِ عندهم يقول القُمِّيُ في " مفاتيح الجِنان ": و هو من الدَّعوات المعروفة، قال العلامة المجلسي: إنّه أفضلُ الأدعيةِ، و هو دُعاءُ خضر، و قد علّمه أميرُ المؤمنين كميلاً، و هو من خواصّ أصحابه. و يُدعى به في ليلة النّصف مِن شعبان، و ليلة الجمعة. و يُجْدي في كفاية شرّ الأعداء، و في فتح باب الرّزق، و في غفران الذّنوب. و قد رواه الشّيخ و السيّد كلاهما.ا. هـ.
¥(15/177)
وجاء دعاءُ كميل كما يزعم الرافضةُ في كتبهم بعدةِ رواياتٍ منها:
قال كميلُ بن زياد: كنت جالساً مع مولاي أمير المؤمنين في مسجد البصرة، ومعه جماعة من أصحابه. فقال بعضهم: ما معنى قول الله عَزَّ و جَلَّ: " فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ "؟ قال: " ليلة النصف من شعبان، و الذي نفس علي بيده إنه ما من عبد إلا و جميع ما يجري عليه من خير و شر مقسوم له في ليلة النصف من شعبان إلى آخر السنة في مثل تلك الليلة المقبلة، و ما من عبد يحييها و يدعو بدعاء الخضر إلا أجيب (له) ". فلما انصرف طرقته ليلاً. فقال: " ما جاء بك يا كميل "؟ قلت: يا أمير المؤمنين دعاء الخضر. فقال: " اجلس يا كميل، إذا حفظت هذا الدعاء فادعُ به كل ليلة جمعة، أو في الشهر مرة، أو في السنة مرة، أو في عمرك مرة، تُكْفَ وَ تُنْصَر وَ تُرْزَق، وَ لَنْ تُعْدَم المغفرة، يا كميل أوجَبَ لك طولُ الصحبة لنا أن نَجُودَ لكَ بما سألت ". ثم قال: " أُكتب: اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شي ء ... و ذَكَرَ الدعاء. إقبال الأعمال: 707.
وَ رُوِيَ أيضاً أن كميل بن زياد النخعي رأى أمير المؤمنين ساجدا يدعو بهذا الدعاء في ليلة النصف من شعبان: اللهم إني أسألك برحمتك ... مصباح المتهجد: 844.
الوقفةُ الثالثةُ: مراجعُ الرافضةِ يضعفون دعاءَ كُمَيْل:
وبعد الرجوعِ إلى كلامِ العلماءِ عندهم نجدُ أنهم يضعفون سندَ دعاءِ كُمَيْل، والعجيب أنهم يستحسنوهُ بعقولهم، وهذه طريقةُ معروفةٌ عندهم، وهم ليس لديهم ضوابطٌ أو قواعدٌ يسيرون عليها في الحكمِ على الأسانيدِ، بل لا يثبتُ عندهم حديثٌ صحيحُ السندِ إلى النبي صلى اللهُ عليه وسلم كما تحداهم بعضُ طلبةِ العلمِ.
وممن ذهب إلى عدمِ صحةِ سندِ دعاءِ كميل محمدُ حسين كاشف الغطاء فقد قال في " الفردوس الأعلى " (ص 51): إننا كثيراً ما نصححُ الأسانيدَ بالمتون فلا يضرُ بهذا الدعاءِ الجليلِ ضعفُ سندهِ مع قوةِ متنهِ فقد دل على ذاته بذاتهِ.ا. هـ.
سبحان الله!!! هل هذا كلامٌ علمي يتمشى مع أصولِ التصحيحِ والتضعيفِ؟؟؟ وكيف يدلُ على ذاتهِ بذاتهِ؟؟؟ وهذا يعني أن أي دعاءٍ استحسنه هؤلاءِ القومِ جعلوهُ ديناً – نسألُ اللهَ السلامةَ والعافيةَ -.
وقال أيضاً عبد الهادي الفضلي في " دروس في أصول فقه الإمامية " (ص 258): أمثالُ دعاءِ كميلِ فإن سندَهَ غيرُ ناهضٍ بإثبات صحةِ صدورهِ عن المعصومِ، لكن الفقيه من خلالِ مقارنته أسلوب هذا الدعاء بما يعرفُهُ من خصائص مميزة لأساليب أدعية أهل البيت يحصل له القطع بأنه صادرٌ عنهم (عليهم السلام).ا. هـ.
فهذان نصان من مراجعهم لا يثبتان صحةَ دعاءِ كميل، فكيف يتعبدون الله بدعاءِ يضعفه مراجعهم؟!
الوقفةُ الرابعةُ: وقفاتٌ مع دعاءِ كُميل نفسهِ:
كما يعلمُ الجميعُ أن الدعاءَ عبادةٌ من العباداتِ، ولذا جاء في القرآنِ والسنةِ ما يقررُ هذا الأمر أيما تقرير، ولستُ بصددِ سردِ النصوصِ في ذلك فهي واضحةٌ وضوح الشمس في رابعة النهارِ.
والذي أريد أن أقرره هنا أن دعاء كميل يخالفُ الآدابَ والقواعدَ التي ينبغي أن تراعى سواء حال الدعاء، أو في ذاتِ الدعاءِ نفسه فمن ذلك:
1 - الدعاءُ عبادةٌ كما هو معلومٌ لدى الجميعِ، والأصلُ في العباداتِ أنها توقيفية، أي لا يجوز أن يشرعَ الإنسان عبادةً من عند نفسهِ، بل لا بد أن تكونَ ثابتةً عن النبي صلى اللهُ عليه وسلم، ولو أردنا أن نجري هذا الأصلَ على دعاءِ كميل لرددناهُ لسبب واحدٍ وهو عدمُ ثبوتِ سندهِ كما قرر ذلك مراجعُ الرافضةِ أنفسهم، وبناء عليه سقط الاستدلالُ به.
2 – تحديدُ الوقتِ لذكرهِ وهو ليلةُ النصفِ من شعبان، وليلة الجمعة، وهذا يحتاجُ إلى توقيفٍ من المصطفى صلى اللهُ عليه وسلم، أو يصحُ سندهُ عن الصحابي ويكونُ له حكمُ المرفوعِ إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
3 – ما جاء في الدعاء من أن تفسيرَ قوله تعالى: " فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ " [الدخان: 4] أن المقصودَ به ليلةُ النصفِ من شعبان، وهو قولٌ مردودٌ، بل المقصود ليلة القدر في رمضان، وهذه بعضُ النقولُ لأهلِ العلمِ عند تفسيرِ هذه الآيةِ.
¥(15/178)
قال ابنُ جرير الطبري في " جامع البيان " عند تفسير الآيةِ بعد نقلهِ للأقوال: " وَأَوْلَى الْقَوْلَيْنِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ قَوْل مَنْ قَالَ: ذَلِكَ لَيْلَة الْقَدْر لِمَا قَدْ تَقَدَّمَ مِنْ بَيَاننَا عَنْ أَنَّ الْمَعْنِيّ بِقَوْلِهِ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَة مُبَارَكَة} لَيْلَة الْقَدْر , وَالْهَاء فِي قَوْله: {فِيهَا} مِنْ ذِكْر اللَّيْلَة الْمُبَارَكَة , وَعُنِيَ بِقَوْلِهِ: {فِيهَا يُفْرَق كُلّ أَمْر حَكِيم} فِي هَذِهِ اللَّيْلَة الْمُبَارَكَة يُقْضَى وَيُفْصَل كُلّ أَمْر أَحْكَمَهُ اللَّه تَعَالَى فِي تِلْكَ السَّنَة إِلَى مِثْلهَا مِنْ السَّنَة الْأُخْرَى , وَوَضَعَ حَكِيم مَوْضِع مُحْكِم.ا. هـ.
وقال ابنُ كثير: " وَمَنْ قَالَ إِنَّهَا لَيْلَة النِّصْف مِنْ شَعْبَان كَمَا رُوِيَ عَنْ عِكْرِمَة فَقَدْ أَبْعَدَ النُّجْعَة فَإِنَّ نَصَّ الْقُرْآن أَنَّهَا فِي رَمَضَان. وَالْحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ عَبْد اللَّه بْن صَالِح عَنْ اللَّيْث عَنْ عُقَيْل عَنْ الزُّهْرِيّ أَخْبَرَنِي عُثْمَان بْن مُحَمَّد بْن الْمُغِيرَة بْن الْأَخْنَس قَالَ: إِنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " تُقْطَع الْآجَال مِنْ شَعْبَان إِلَى شَعْبَان حَتَّى إِنَّ الرَّجُل لَيَنْكِحُ وَيُولَد لَهُ وَقَدْ أُخْرِجَ اِسْمه فِي الْمَوْتَى " فَهُوَ حَدِيث مُرْسَل وَمِثْله لَا يُعَارَض بِهِ النُّصُوص.ا. هـ.
وحكم الحافظُ ابنُ رجب على حديثِ عثمانَ بن محمد بن المغيرة الذي أوردهُ ابنُ كثير بالإرسالِ أيضاً في " لطائف المعارف " (ص 256).
وَقَالَ الْقَاضِي أَبُو بَكْر بْن الْعَرَبِيّ: وَجُمْهُور الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّهَا لَيْلَة الْقَدْر. وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: إِنَّهَا لَيْلَة النِّصْف مِنْ شَعْبَان ; وَهُوَ بَاطِل لِأَنَّ اللَّه تَعَالَى قَالَ فِي كِتَابه الصَّادِق الْقَاطِع: " شَهْر رَمَضَان الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآن " [الْبَقَرَة: 185] فَنَصَّ عَلَى أَنَّ مِيقَات نُزُوله رَمَضَان , ثُمَّ عُيِّنَ مِنْ زَمَانه اللَّيْل هَاهُنَا بِقَوْلِهِ: " فِي لَيْلَة مُبَارَكَة " فَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ فِي غَيْره فَقَدْ أَعْظَمَ الْفِرْيَة عَلَى اللَّه , وَلَيْسَ فِي لَيْلَة النِّصْف مِنْ شَعْبَان حَدِيث يُعَوَّل عَلَيْهِ لَا فِي فَضْلهَا وَلَا فِي نَسْخ الْآجَال فِيهَا فَلَا تَلْتَفِتُوا إِلَيْهَا.ا. هـ.
وقال القرطبي: قُلْت: وَقَدْ ذَكَرَ حَدِيث عَائِشَة مُطَوَّلًا صَاحِب كِتَاب الْعَرُوس , وَاخْتَارَ أَنَّ اللَّيْلَة الَّتِي يُفْرَق فِيهَا كُلّ أَمْر حَكِيم لَيْلَة النِّصْف مِنْ شَعْبَان , وَأَنَّهَا تُسَمَّى لَيْلَة الْبَرَاءَة. وَقَدْ ذَكَرْنَا قَوْله وَالرَّدّ عَلَيْهِ فِي غَيْر هَذَا الْمَوْضِع , وَأَنَّ الصَّحِيح إِنَّمَا هِيَ لَيْلَة الْقَدْر عَلَى مَا بَيَّنَّاهُ.ا. هـ.
وقال الشنقيطي في " أضواءِ البيانِ " (7/ 319): وقد بين تعالى أن هذه الليلةَ المباركةَ هي ليلةٌ القدرِ التي أنزل فيها القرآن من شهر رمضان في قوله تعالى: " شَهْر رَمَضَان الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآن " [الْبَقَرَة: 185].
فدعوى أنها ليلةُ النصفِ من شعبان كما روي عن عكرمةَ وغيرهِ، لا شك أنها دعوى باطلةٌ لمخالفتها لنص القرآن الصريحِ. ولا شك كل ما خالف فهو باطلٌ. والأحاديثُ التي يوردها البعضُ في أنها من شعبان المخالفة لصريح القرآنِ لا أساس لها، ولا يصحُ سندُ شيء منها كما جزم به ابنُ العربي وغيرُ واحدٍ من المحققين. فالعجبُ كلُ العجبِ من مسلمٍ يخالفُ نصَ القرآنِ بلا مستندِ كتابٍ ولا سنة صحيحةٍ.ا. هـ.
3 – كما هو معلومٌ أن الأدعيةَ الثابتةَ عن النبي صلى الله عليه وسلم هي من جوامعِ كلمهِ صلواتُ الله وسلامه عليه، ودعاءُ كميل المزعوم لا تجدُ فيه مسحةَ جوامعِ كلمهِ صلى الله عليه وسلم لو فرضنا أن علياً نقلهُ عن النبي صلى الله عليه وسلم، فما بالكم لو كان عن غيرِ النبي صلى اللهُ عليه وسلم وبهذا الطولِ؟!.
لا شك أنه يُردُ ولو لم يكن في كلماتهِ ما يستغربُ أو يخالفُ آدابَ الدعاءِ، ودعاءُ كميل على عكس ذلك.
¥(15/179)
4 - يوجدُ الكثيرُ في دعاءِ كميل من الاعتداءِ في الدعاء، وخذ هذا الكلام على سبيل المثال لا على سبيل الحصر: يا مولاي ... فكيف يبقى في العذاب، وهو يرجو ما سلف من حلمك .. ؟! ام كيف تولمه النار، وهو يأمل فضلك ورحمتك .. ؟! ام كيف يحرقه لهيبها، وأنت تسمع صوته وترى مكانه .. ؟! أم كيف بشتمل عليه زفيرها، وأنت تعلم ضعفة .. ؟! أم كيف يتقلقل بين اطباقها، وانت تعلم صدقه .. ؟! أم كيف تزجرة زبانيتها، وهو يناديك يا ربه .. ؟! أم كيف يرجو فضلك في عتقه منها، فتتركه فيها .. ؟! هيهات ...
والله قال في كتابه في التحذيرِ من الاعتداءِ في الدعاءِ: " ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " [الأعراف: 55].
و عَنْ ابْنٍ لِسَعْدٍ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعَنِي أَبِي وَأَنَا أَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ، وَنَعِيمَهَا، وَبَهْجَتَهَا، وَكَذَا وَكَذَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ النَّارِ، وَسَلَاسِلِهَا، وَأَغْلَالِهَا، وَكَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: سَيَكُونُ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الدُّعَاءِ فَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ إِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَ الْجَنَّةَ أُعْطِيتَهَا وَمَا فِيهَا مِنْ الْخَيْرِ، وَإِنْ أُعِذْتَ مِنْ النَّارِ أُعِذْتَ مِنْهَا وَمَا فِيهَا مِنْ الشَّرِّ.
رواه أبوداود (1480)، وابن ماجه (3864)، وأحمد (1/ 171، 183)، وقال الأرنؤوط في تخريجه للمسند (3/ 80): حسن لغيره.
وصورُ الاعتداءِ في الدعاءِ كثيرةٌ ليس هذا مجال ذكرها، ولكن يكفي العبارة التي جاءت في دعاءِ كميل.
5 - وكذلك في دعاءِ كميل من السجعِ المتكلفِ ما يكونُ سبباً من أسبابِ عدم استجابةِ الدعاءِ على فرضِ ثبوتهِ عن علي بن أبي طالب.
عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ... فَانْظُرْ السَّجْعَ مِنْ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ فَإِنِّي عَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ لَا يَفْعَلُونَ إِلَّا ذَلِكَ يَعْنِي لَا يَفْعَلُونَ إِلَّا ذَلِكَ الِاجْتِنَابَ. رواه البخاري (6337).
6 - وكذلك لفظة: يا سيدي الواردة في الدعاءِ، تكلم عليها أهلُ العلمِ.
قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ في " الفتاوى " (1/ 207): وَقَدْ كَرِهَ مَالِكٌ وَابْنُ أَبِي عِمْرَانَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ وَغَيْرِهِمَا أَنْ يَقُولَ الدَّاعِي: يَا سَيِّدِي يَا سَيِّدِي، وَقَالُوا: قُلْ كَمَا قَالَتْ الْأَنْبِيَاءُ: رَبِّ رَبِّ.ا. هـ.
وقال أيضاً في " الفتاوى " (10/ 285): وَأَمَّا السُّؤَالُ فَكَثِيرًا مَا يَجِيءُ بِاسْمِ الرَّبِّ كَقَوْلِ آدَمَ وَحَوَّاءَ: " رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ " وَقَوْلِ نُوحٍ: " رَبِّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ " وَقَوْلِ مُوسَى: " رَبِّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي " وَقَوْلِ الْخَلِيلِ: " رَبَّنَا إنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ " الْآيَةُ وَقَوْلِهِ مَعَ إسْمَاعِيلَ: " رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " وَكَذَلِكَ قَوْلُ الَّذِينَ قَالُوا: " رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ " وَمِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ.
وَقَدْ نُقِلَ عَنْ مَالِك أَنَّهُ قَالَ: أَكْرَهُ لِلرَّجُلِ أَنْ يَقُولَ فِي دُعَائِهِ: يَا سَيِّدِي يَا سَيِّدِي يَا حَنَّانُ يَا حَنَّانُ وَلَكِنْ يَدْعُو بِمَا دَعَتْ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ؛ رَبَّنَا رَبَّنَا نَقَلَهُ عَنْهُ العتبي فِي العتبية.ا. هـ.
وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم عند شرح الحديث العاشر (1/ 274): وسئل مالك وسفيان عمن يقول في الدعاء: يا سيدي، فقالا: يقول: يا رب. زاد مالك: كما قالت الأنبياء.ا. هـ.
وفي هذا القدرِ كفايةٌ، وفي الختامِ أجزمُ أن دعاءَ كُمَيْل لم ولن يثبت عن علي بنِ أبي طالب، وإذا وجدتُ لاحقاً شيئاً يثري الموضوع وضعته إن شاء اللهُ تعالى.
23 - 12 - 1424 هـ
كتبه
عَبْد اللَّه بن محمد زُقَيْل
ـ[زياد عبدالجليل]ــــــــ[26 - 01 - 07, 12:02 ص]ـ
بارك الله بك، وجعله في ميزان حسناتك(15/180)
كيف الرد على المحتج بتوثيق علماء السنة لرجال الشيعة
ـ[زياد عبدالجليل]ــــــــ[26 - 01 - 07, 12:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله بفضيلة الشيخ، ولي سؤال، وأعتذر للإطالة
كيف يمكن الرد على الشيعي الذي إحتج بتوثيق علماء السنة لرجال الشيعة، وتصحيح الإمامين البخاري ومسلم لبعض الأحاديث التي رواها شيعة أمثال "إبان بن تغلب" وغيره ...
وقد قمت في أحد المنتديات بالرد التالي، وأردت عرضه عليكم، لتصحيحي إن كنت مخطئاً، وإفادتي بما يمكنني به محو هذه الشبهة تماماً:
وما نقلت يعد دليلاً كافياً على أن أهل السنة لا يردون الحق حتى لو جاء عن طريق الشيعة
وأحب أو أوضح لك، أن البخاري ومسلم روا عن بعض الشيعة (وليسوا الرافضة) مثل أبان بن تغلب، وعدي بن ثابت وغيرهما (وسيأتي تفصيل ذلك لاحقاً رداً على المشاركتين السابقتين)
وفي زمان سلفنا الصالح كان التشيع يعتبر بدعة صغرى إن كان لا يتعدى التعرض بالسب والكلام على عثمان والزبير وطلحة ومعاوية رضي الله عنهم
ولهذا قال الذهبي رحمه الله في ميزان الإعتدال عند ترجمة أبان بن تغلب الكوفي: "أبان بن تغلب الكوفي شيعي جلد، لكنه صدوق، فلنا صدقه وعليه بدعته"
فأي إنصاف بعد هذا تريد؟
أليس هذا دليل على أن أهل السنة يقبلون الحق مهما كان قائله؟
وأيضاً قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله تعالى في الباعث الحثيث بعد سرده للأقوال في الرواية عن المبتدع:
"وهذه الأقوال كلها نظرية, والعبرة في الرواية بصدق الراوي وأمانته, والثقة بدينه وخلقه, والمتتبع لأحوال الرواة يرى كثيراً من أهل البدع موضعاَ للثقة والاطمئنان, وإن رووا ما يوافق رأيهم, ويرى كثير منهم لا يوثق بأي شيئ يرويه"
ولاحظ قبل أن تخلط الأوراق وتلبس الحق بالباطل
مفهوم التشيع عند سلفنا الصالح يختلف عن مفهومه الآن فالذهبي يقول:
"فبدعة صغرى كغلو التشيع او كالتشيع بلا غلو ولا تحرف فهذا كثير في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق فلو رد حديث هؤلاء لذهب جملة من الاثار النبوية وهذه مفسدة بينة، ثم بدعة كبرى كالرفض الكامل والغلو فيه والحط على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما والدعاء الى ذلك فهذا النوع لا يحتج بهم ولا كرامة وأيضا فما استحضر الآن في هذا الضرب رجلا صادقا ولا مأمونا بل الكذب شعارهم والتقية والنفاق دثارهم فكيف يقبل نقل من هذا حاله"
ثم قال بعد ذلك:
"فالشيعي الغالي في زمان السلف وعرفهم هو من تكلم في عثمان والزبير وطلحة ومعاويه وطائفه ممن حارب علياً رضي الله عنه, تعرض لسبهم.
والغالي في زماننا وعرفنا هو الذي يكفر هؤلاء السادة, ويتبرأ من الشيخين أيضاً, فهذا ضال معثر"
قلت - أي زياد - وأغلب الشيعة في زماننا (بل يكاد يكون كل الشيعة) هم من الرافضة الذين قصدهم شيخنا الذهبي رحمه الله حينما تكلم عن غلاة الرافضة.
وهذا أيضاً الحافظ بن حجر العسقلاني يقول في مقدمة الفتح
:
"وأما البدعة فالموصوف بها أما أن يكون ممن يكفر بها أو يفسق فالمكفر بها لا بد أن يكون ذلك التكفير متفقا عليه من قواعد جميع الأئمة كما في غلاة الروافض من دعوى بعضهم حلول الإلهية في علي أو غيره أو الإيمان برجوعه إلى الدنيا قبل يوم القيامة ذلك وليس في الصحيح من حديث هؤلاء شيء البتة"
وقال الإمام بن تيمية في المنهاج:
"والله يعلم أني مع كثرة بحثي وتطلعي إلى معرفة أقوال الناس ومذاهبهم ما علمت رجلا له في الأمة لسان صدق يتهم بمذهب الإمامية فضلا عن أن يقال إنه يعتقده في الباطن"
وقال أيضاً:
"ولهذا لا يوجد في أئمة الفقه الذين يرجع إليهم رافضي ولا في أئمة الحديث ولا في أئمة الزهد والعبادة ولا في الجيوش المؤيدة المنصورة جيش رافضي ولا في الملوك الذين نصروا الإسلام وأقاموه وجاهدوا عدوه من هو رافضي ولا في الوزراء الذين لهم سيرة محمودة من هو رافضي"
قلت - أي زياد - وهذه رسالة من شيخ الإسلام إلى من يرى في حسن نصر اللات أو غيره من الرافضة زعيماً للأمة.
أما الآن
فلقب الشيعة - الذي من المفترض أن يطلق على كل فرق الشيعة - لا يطلق إلا على الإثني عشرية أي الرافضة إن كان بلا تخصيص لفرقة معينة، لهذا فهو لقب يعني "رافضي"، وذلك لسببين أولهما أن الإمامية أصبحت هي السواد الأعظم من الشيعة، والثاني أنهما جمعت كل أصول فرق الشيعة، والفرق الأخرى إنما إنشقت عنها (حتى فرقة الزيدية التي إنشقت عن الرافضة تضم أيضاً فرقة "الجارودية" التي هي فرقة رافضية)
وقد إتفق أهل السنة والشيعة على ذلك، فذلك "أمير علي" في "روح الإسلام" يقول: "أصبحت الإثنا عشرية مرادفة للشيعة"
وأيضاً كاشف الغطاء: "يختص إسم الشيعة اليوم على إطلاقه بالإمامية"
ويقول العاملي في "الشيعة في التاريخ": "بما أن الزيدية اليوم ومثلهم الإسماعيلية لا يعرفون إلا بهذين الإنتسابين وبما أن الفطحية والواقفية لا وجود لهم في هذا العصر، إنحصر إسم الشيعة بالإمامية الإثني عشرية"
فكلامك عن رجال الشيعة يحمل خطئاً كبيراً وتدليساً متوقعاً، وإنتظر مني التفصيل بإذن الله تعالى
بارك الله بكم، وزادكم علماً وفضلاً(15/181)
أريد المساعدة في اختيار رسالة ماجستير
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[27 - 01 - 07, 06:35 م]ـ
الأخوة الكرام:حفظكم الله
أريد منكم عنوان في الحديث لكي أنال به درجة الماجستير في هذا القسم.
لكني مع البحث في هذا الملتقى:وجدت أسئلة من بعض الأخوة نفس السؤال الذي سألته فلم يوجد لذلك جواباً،وكأن مشايخنا المتخصصين لا يبالون بذلك فنرجوا من أساتذتنا الكرام أن يدلونا على عنوان لرسالة الماجستير.
بارك الله فيكم وفي علمكم.
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[27 - 01 - 07, 08:39 م]ـ
أحمد بن صالح المصرى ومنهجه فى العلل والجرح والتعديل
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[27 - 01 - 07, 08:43 م]ـ
ولعلّ فى تتبع كلام أحمد على حديث الزهرى مشروع حسن ومفيد فى جانب علم العلل
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[27 - 01 - 07, 11:08 م]ـ
جزاكم الله خيراً.
أرجوا المزيد من مشيايخنا الكرام.
وما رأيكم في:
مرويات فاطمة رضى الله عنها في كتب السنة.
ـ[أبو أنس القراري]ــــــــ[27 - 01 - 07, 11:24 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[28 - 01 - 07, 12:10 م]ـ
أرجوا المزيد أيها الأخوة.
بارك الله فيكم.
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[28 - 01 - 07, 08:38 م]ـ
ألا تجيبون أيها الأخوة؟؟
أنا محتاج لعنوان رسالة في أقرب وقت ممكن.
بارك الله فيكم.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[30 - 01 - 07, 01:17 ص]ـ
أقترح عليك أخي بعض الامور:
1 - الاحايث الضعيفة الواردة في كتاب حياة الحيوان للدميري.
2 - جهود ائمة الدعوة في خدمة السنة.
3 - الاحايث التي حسنها ابن حجر في فتح الباري.
4 - زيادات كتاب الحدود من السنن على الصحيحين.
5 - الاحاديث المسندة ((او الضعيفة)) من كتاب سير أعلام النبلاء.
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[30 - 01 - 07, 01:57 م]ـ
جزاك الله خيراً.وبارك الله فيك،وفي علمك.
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[01 - 02 - 07, 09:34 م]ـ
طرحت موضوع: (الأحاديث التي حسنها ابن حجر في فتح الباري) على بعض مشايخنا الكرام فوافقوا عليه.
فأرجوا من له ملاحظة أن يدلي بها.
وبارك الله فيكم.
ـ[صخر]ــــــــ[02 - 02 - 07, 03:52 ص]ـ
جهود الظاهرية في علم الحديث
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[02 - 02 - 07, 01:07 م]ـ
الأخ الكريم سلطان الفقيه ..
أخبرني الأخ الفاضل إبراهيم المديهش أن مرويات فاطمة وتخريج أحاديث حياة الحيوان مسجلتان في جامعة الإمام.
ويقترح عليك تسجيل مسند الحسن والحسين رضي الله عنهما ..
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[02 - 02 - 07, 09:07 م]ـ
الأخ:أبو إبراهيم الحائلي ـ حفظه الله ـ
نعم لقد سجلت: مرويات فاطمة ـ رضي الله عنها ـ كما أفادني به بعض مشايخي الكرام،فعدلت عنه.
وكذلك أخي الكريم: مرويات الحسن والحسين ـ رضي الله عنهما ـ.وكلاهما قد سجلتا كرسالة.
وقد عدلت إلى موضوع آخر.
بارك الله فيك أخي الكريم،وجميع الأخوة المشاركين.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[10 - 02 - 07, 04:15 ص]ـ
أيضا لو تسجل رسالة بعنوان الاحاديث القدسية في الصحيحين او ((الكتب الستة))
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[19 - 03 - 07, 05:19 م]ـ
أخي الحبيب وفقكم الله اليك بعض من العناوين وكلها صالحة ان شاء الله لرسائل الماجستير:
1 - منهج البخاري في اعلال الحديث من خلال كتابه التاريخ الكبير
2 - قول البخاري:"في أحاديثه نظر" واقوال أهل الجرح والتعديل دراسة ونقد.
3 - قول البخاري:"سكتوا عنه" واقوال أهل الجرح والتعديل دراسة ونقد.
4قول البخاري:"منكر الحديث" واقوال أهل الجرح والتعديل دراسة ونقد.
5 - مفهوم النكارة عند البخاري دراسة مقارنة بأقوال أهل المصطلح.
6 - الرواة الذين سكت عنهم البخاري في كتابه التاريخ الكبير.
واذا احببت في كتاب العلل لابن ابي حاتم فابشر
الدكتور
عبد القادر المحمدي
رئيس قسم الحديث في الجامعة الاسلامية -بغداد
ـ[ابن القطان العراقي]ــــــــ[19 - 03 - 07, 05:29 م]ـ
شيخنا المفضال ابا ذر المحمدي وفقك الله.
هل تمانع في اخذ احد هذه العناوين .... كرسالة ماجستير لي؟
وقد ارسلت اليك رسالة على عنوانك الخاص فلو تكرمت بالرد عليها.
ـ[المخزومي]ــــــــ[19 - 03 - 07, 10:52 م]ـ
مشائخنا الافاضل:
الا يصلح ان تكون رسالة بعنوان (أحاديث صفة وضوء النبي صلى االه عليه وسلم من الكتب السته)
أو قريب من هذا
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[20 - 03 - 07, 09:22 ص]ـ
اوهام الثقات في أحاديث الأحكام
ـ[أبو الفضل المنزهي]ــــــــ[24 - 03 - 07, 11:41 م]ـ
طرحت موضوع: (الأحاديث التي حسنها ابن حجر في فتح الباري) على بعض مشايخنا الكرام فوافقوا عليه.
فأرجوا من له ملاحظة أن يدلي بها.
وبارك الله فيكم.
ارى ان يعضد هذا الموضوع ببعض الجوانب الاخرى ليكون فريد من نوعه وليس مجرد سبرا للكتاب:
1 - مقارنة كلام الحافظ بأحكام النووي على الاحاديث في شرحه لمسلم فالحافظ كثيرا ما ينقل عنه في الفتح وكذلك احكام النووي على الأحاديث في المجموع ففيه جملة من الأحاديث التي ستفيد طلاب علم الحديث من كتاب المجموع
2 - بيان اختلاف اجتهادات الحافظ في مؤلفاته المختلفة كالتلخيص الحبير مثلا
3 - فهرسة استدراكات الحافظ على من سبقه من الحفاظ في كتاب فتح الباري
4 - مقارنة احكامه على الرواة جرحا وتعديلا بالتهذيبين
وفقكم الله والسلام عليكم
¥(15/182)
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[27 - 03 - 07, 10:02 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً.
وما رأي مشايخنا الكرام في موضوع:
(منهج الحافظ الهيثمي في التصحيح والتحسين والتضعيف من خلال كتابه:مجمع الزوائد)
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[28 - 03 - 07, 07:38 ص]ـ
قلت يا شيخ سلطان
طرحت موضوع: (الأحاديث التي حسنها ابن حجر في فتح الباري) على بعض مشايخنا الكرام فوافقوا عليه.
فأرجوا من له ملاحظة أن يدلي بها.
وبارك الله فيكم.
ثم قلت:
بارك الله فيكم جميعاً.
وما رأي مشايخنا الكرام في موضوع:
(منهج الحافظ الهيثمي في التصحيح والتحسين والتضعيف من خلال كتابه:مجمع الزوائد)
فما الذي ثبت عليه الأن؟
وعلى كل حال اقتراحي من نوع آخر إذا سمحت لي
فأنا أقترح عليك التحقيق لأنه اسهل أولا وثانيا إخراج الكنوز التي في المكتبة السلامية ثالثا حتى تسلم من أن تكون رأسا فالرأس كثير الأذى سيما أن علم الحديث خدم وعني به ولله الحمد فالبحث في بعض المواضيع التي سبق طرحها من بعض الفضلاء يحتاج إلى جرد لكثير من المطولات وسعة أطلاع كبيرة جدا و لا يفهم من كلامي التقليل من بضاعتك حفظك الله ولكن اردت الخير لك فالتحقيق يجعلك تعيش مع أحد هذه الكتب النفيسة وتتعلم من الشيخ المشرف من علمه الكثير من خلال عرض هذا الكتاب (هذا الأقتراح إذا كان بحث الماجستير عندكم ما يسمى بالبحث التكميلي)
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[28 - 03 - 07, 01:46 م]ـ
أستاذي العزيز:أبو الحسن الأثري ـ حفظه الله ـ
كنت طرحت الموضوع الأول: (الأحاديث الحسنة ... ) على بعض المشايخ فاستحسنوه، ثم وضعت الخطة في هذا الموضوع وإذا بي أتفاجأ بعدم الموافقة بسبب أن الشيخ نبيل البصارة قد بحث في هذا وسماه:أنيس الساري في تخريج الأحاديث والآثار والمرويات في فتح الباري.
فذهبت الى رئيس القسم وبينت له أن بحثي يختلف عن بحث الشيخ نبيل وعرضت عليه منهج البحث والخطة.واذا بي أتفاجأ أنه لم يقرأالا العنوان فقط فأستحسنها الا أنه حبّذ لو كان البحث في غير الموضوع فأحببت العدول عنه.فأخترت العنوان الأخير فوافق عليه.
بارك الله فيكم.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[28 - 03 - 07, 02:07 م]ـ
عسى الله ييسر أمورك ويبارك فيك نعين ونعاون يا أخ سلطان
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[29 - 03 - 07, 05:36 م]ـ
وأنت يسّر الله أمورك،وبارك الله فيك،وفي أمثالك،وجعلك الله خير معين.(15/183)
أحتاج ترجمة لمحمد بن جعفر الصندلي
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[28 - 01 - 07, 01:43 م]ـ
روى الآجري رحمه الله في بعض كتبه عن محمد بن جعفر الصندلي وأكثر عنه الرواية بواسطة وبغيرها فهلا تفضل أحد الإخوة بترجمة لهذا الراوي رحمه الله
بارك الله لكم في علمكم وعملكم ونفع بكم الإيلام والمسلمين
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[28 - 01 - 07, 01:57 م]ـ
هو جعفر بن محمد أبو الفضل، ولعل قلب اسمه جاء خطأً في بعض المطبوعات.
وترجمته في تاريخ بغداد (7/ 211).
ولم أر للآجري روايةً عنه بواسطة، فلينظر.
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[28 - 01 - 07, 06:56 م]ـ
بارك الله فيك أخي محمد
الحقيقة أنني أعددت بحثا صغيرا ووقفت عند الراوي المذكور أبحث عنه , الآن الحاسوب طار كله ما بقي فيه شيء أما الاسم فربما أنا المخطيء لأنه بقي في ذاكرتي فقط ولعل الصواب ما ذكرتم.
أما رواية الآجري بواسطة فنعم وسأوافيك بها لا حقا انشاء الله (بعد الصيانة التامة) وبارك الله فيكم
أخوكم محمد
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[29 - 01 - 07, 06:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رواية الآجري بواسطة بينه وبين جعفر بن محمد أبو الفضل وجدت أبوبكر هكذا ولا أدري من هو؟
أرجو أن لا يكون الآجري نفسه فإن اسمة أبوبكر فأرجو الإفادة قدر المستطاع
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[29 - 01 - 07, 07:01 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
نعم، أبو بكر هو الآجري نفسه، والقائلُ هو راوي الكتاب عنه.
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[29 - 01 - 07, 10:53 م]ـ
السلام عليكمورحمة الله وبركاته
يعني أن صاحب الكتاب أبو بكر الآجري يقول حدثانا أبو بكر ..... أعجب منها لا يخفى عليك أخي أنه روى عن آخرين اسمهم أبو بكر فهلا تحريت الأمر أنا ما عندي مراجع حاليا فقدت كل شيء.
بارك الله فيك وأعانني وإياك
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[30 - 01 - 07, 05:10 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
يعني أن صاحب الكتاب أبو بكر الآجري يقول حدثنا أبو بكر
سبق أن قلتُ - أخي -: إن القائلَ هو راوي الكتاب عن الآجري. فماذا تقول إذن في: (عبد الرزاق) التي في بداية كل حديث في مصنف عبد الرزاق؟
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[30 - 01 - 07, 06:41 م]ـ
أخي الحبيب
إليك هذا السند، وهو في تفسير الإمام البغوي،
(فصل في فضائل القرآن وتعليمه):
((أنا أبو جعفر أحمد بن أبي أحمد بن متويه
أنا الشريف أبو القاسم علي بن محمد بن علي الحسيني الحراني فيما كتبّ إليَّ
أنا أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الآجري
ثنا أبو الفضل جعفر بن محمد ابن الصندلي
ثنا الحسن بن محمد الزعفراني
ثنا علي بن عاصم عن إبراهيم الهجري
عن أبي الأحوص عن عبد الله قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بمعناه.
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[30 - 01 - 07, 06:49 م]ـ
وأظن هذا ماتبحث عنه؛ ولعله فاتك:
((حدثنا جعفر بن محمد الصندلي قال
أنا أبو بكر بن زنجويه قال نا عبد الرزاق قال
أنا سفيان عن عبيد المكتب عن مجاهد في قول الله عز وجل:
{وَقُرآناً فَرقناهُ لِتَقرَأَهُ عَلى الناسِ عَلى مَكَثٍ}
قال: على تؤدة ... )).
من كتاب أخلاق أهل القرآن؛ للإمام الآجريّ ـ رحمه الله ـ
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[30 - 01 - 07, 06:53 م]ـ
بارك الله فيكم د. مروان ..
ورواية الآجري عن جعفر بلا واسطة كثيرة في كتبه، وأظن أن لا حاجة له إلى الواسطة ما دام سمع من شيخه بل أكثر عنه.
* لم أفهم وجه إيراد السند الثاني من كتاب أخلاق أهل القرآن؟
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[30 - 01 - 07, 06:59 م]ـ
وإليك هذا السند، من كتاب الشريعة؛
للإمام الحافظ شيخ الحرم الشريف أبو بكر محمد بن الحسين الآجري (ت 360 هـ)
باب التحذير من مذاهب الحلولية:
حدثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار قال: حدثنا أبو داود السجستاني قال: حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثني شريح بن النعمان قال: حدثنا عبد الله بن نافع قال: قال مالك بن أنس رضي الله عنه: الله عز وجل في السماء، وعلمه في كل مكان، لا يخلو من علمه مكان.
وحدثنا أبو الفضل جعفر بن محمد الصندلى
قال: حدثنا الفضل بن زياد قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: قال مالك بن أنس: الله عز وجل في السماء وعلمه في كل مكان، لا يخلو منه مكان، فقلت: من أخبرك عن مالك بهذا؟ قال: سمعته من شريح بن النعمان، عن عبد الله بن نافع.
وحدثني أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال: حدثنا النضر بن سلمة المروزي قال: حدثنا علي بن الحسن بن شقيق قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن خالد بن معدان قال: سألت سفيان الثوري عن قول الله عز وجل: وهو معكم أين ما كنتم قال: علمه.
وحدثنا أبو الفضل جعفر بن محمد الصندلي
قال: حدثنا الفضل بن زياد قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن حنبل قال: حدثنا نوح بن ميمون قال: حدثنا بكير بن معروف، عن مقاتل بن حيان، عن الضحاك: ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم قال: هو على العرش، وعلمه معهم.
قال محمد بن الحسين: وفي كتاب الله عز وجل آيات تدل على أن الله عز وجل في السماء على عرشه، وعلمه محيط بجميع خلقه، قال الله عز وجل: أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور * أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير.
وقال عز وجل: إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه.
¥(15/184)
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[30 - 01 - 07, 07:05 م]ـ
قلت:
لعلّ أبا بكر هنا، التبس معكم مع أبي بكر الآجري
فتداخل عندكم السابق باللاحق!!!
((حدثنا جعفر بن محمد الصندلي قال
أنا أبو بكر بن زنجويه ... )).
فما رأيك، يارعاك الله!!!
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[30 - 01 - 07, 07:23 م]ـ
غفر الله لكم د. مروان.
جميع أسانيد كتاب (أخلاق العلماء) تبدأ بـ (أخبرنا أبو بكر)، وهذا الذي أوهم رواية الآجري عن الصندلي بواسطة، فأبو بكر هو الآجري قطعًا، لأنه لا يمكن أن يكون شيخ الآجري في كتابِهِ كلِّه واحدًا هو (أبا بكر)، وورد التصريح بأن أبا بكر المذكورَ أول السند الراويَ عن جعفر الصندلي وطبقته هو الآجريُّ نفسه = في مواضع من كتاب الأربعين له وغيره.
ولست بحاجة إلى بيان أن ذكر اسم المؤلف في مبتدأ أسانيد كتابه أمر مشتهر ومستفيض في الكتب المسندة، وقد ضربتُ مثالاً بمصنف عبد الرزاق، فليُتأمل.
ـ[ابن السائح]ــــــــ[30 - 01 - 07, 09:01 م]ـ
شريح بن النعمان
سمعته من شريح بن النعمان
عن خالد بن معدان
تصحف إلى شريح مرتين
والصحيح أنه سُريج
وانظر الشريعة 3/ 1077 والعلو للعلي العظيم ص951
وذكر خالد بن معدان في سند الخبر من الأخطاء التي تتابعت عليها نسخٌ من كتاب الشريعة
والصحيح أن اسم الراوي: معدان
أما خالد فمن التابعين وليس يروي عن الثوري!
وقد نبه على ذلك الأستاذ الدميجي في تعليقه على الشريعة 3/ 1078
وانظر كتاب العلو للعلي العظيم ص946
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[30 - 01 - 07, 09:10 م]ـ
بارك الله فيكم ورعاكم الله على هذا البيان
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[15 - 02 - 07, 09:52 م]ـ
بارك الله فيكم ووفقكم.
الذي يذكر اسم المؤلِّف هو راوي الكتاب عنه.
لأن منهج المتقدمين في التأليف: أن يكتب المؤلِّف كتابَهُ، ثم يُحَمِّلُهُ بعض تلامذته بإحدى طرق التحمّل المعروفة، فيروونه عنه.
وقد تصل إلينا أكثر من رواية للكتاب عن أكثر من تلميذ، وقد تصل رواية واحدة من الروايات.
وإذا روى التلميذ هذا الكتاب، فإنه يقول: ثنا فلان، وهو شيخه، لأنه كان قد تحمّل الكتاب كلَّه (وهو مليء بالأسانيد) عن الشيخ، فكأنه يروي كل إسناد من أسانيد الكتاب عن شيخه هذا (وهو المؤلِّف).
وأما المؤلِّف نفسُهُ، فلا يمكن أن يذكر اسمَهُ في بداية الأسانيد، وليس لذلك معنىً، ويزداد الأمرُ بُعْدًا إذا كان في مبتدإ السند: (ثنا فلان) ونحوها، فلا يمكن أن يقول المؤلِّف: ثنا فلان، وهو يقصد نفسَهُ!
فليُتأمل، والله أعلم.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[16 - 02 - 07, 07:20 ص]ـ
أن يكتب المؤلِّف كتابَهُ، ثم يُحَمِّلُهُ
الصواب: ثم يُحَمِّلَهُ.
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[16 - 02 - 07, 12:01 م]ـ
بارك الله فيك ياشيخ محمد
وجزاك الله خيرا
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[16 - 02 - 07, 12:14 م]ـ
بارك الله فيك ياشيخ محمد
وجزاك الله خيرا(15/185)
هل ا لشيخ محمد بن عبدالوهاب من كبار المحدثين
ـ[رياض السعيد]ــــــــ[28 - 01 - 07, 11:47 م]ـ
عقد الأخ أسامه عطايا في تحقيقه لتيسير العزيزالحميد في المقدمة ص 21 في ترجمة الإمام محمد بن عبدالوهاب فقال (المبحث الثاني براعته في علم الحديث) ثم قال في الخلاصة: أن شيخ الأسلام محمد بن عبد الوهاب من أئمة أهل الحديث وكبار المحدثين.
والعجيب أن المحقق لم يعقد مبحثاً عن معرفة الشيخ سليمان بعلم الحديث وبراعته فيه. والشاهد من الكلام هل الشيخ محمد بن عبدالوهاب من المحدثين البارعين كما يرى ذلك المحقق. أم أن هذا الأمر يحتاج لدراسة مؤلفات الشيخ.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[29 - 01 - 07, 01:15 ص]ـ
نعم أخي الحبيب او فلاح في الشيخ محمد بن عبد الوهاب إمام في علم الحديث ولديه إجازات في الحديث ولك يا أخي ان تنظر الى مؤلفات الرجل سوف تجد فيها العناية التامة بالسنة المطهرة بل الذين انتقدوا بعض الا حاديث التي في كتاب التوحيد اجاب عنها العلماء.
واما الشيخ العلامة سليمان بن عبدالله فهو العالم النحرير الذي لايشق له غبار في علم الحديث والرجال فذاك الشبل من ذاك الأسد ,
ولك مني اخي جزيل الشكر والاحترام
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[29 - 01 - 07, 09:29 م]ـ
سمعنا كثيراً هذا الكلام ولكن لم أجد الى الان من يبرهن على ذلك وجزاكم الله خير
ـ[محمد بشري]ــــــــ[29 - 01 - 07, 10:07 م]ـ
يا اخوان وما العيب ألا يكون الشيخ المجدد اماما في الحديث،أي (علوم الحديث ومصطلحه)
فكثير من أيمة الدين والهدى كان عندهم مشاركة في علوم الحديث ولم يكونوا من النقاد المتخصصين في هذا الفن.
وكتب الامام دالة على امامته وتجديده في أصول الدين،أما الامامة في علوم الحديث مسألة أخرى ....
والأخ أسامة بن عطايا له آراء قد لا يوافق عليها سواءفي الشيخ أو في قضايا أخرى علمها من علمها،ولا فائدة كبيرة من ذكرها لمن جهلها،لكن يحسن تأمل بعض أقواله،بل والاحتياط فيها.
والله يوفقنا واياه للاخلاص في القول والعمل.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - 02 - 07, 02:28 م]ـ
سمعنا كثيراً هذا الكلام ولكن لم أجد الى الان من يبرهن على ذلك وجزاكم الله خير
أخي صالح اقرأ كتب الشيخ = يظهر لك الحكم ولا تحتاج إلى أحد.
انظر: كتاب التوحيد ومجموعة الحديث ضمن مجموع مؤلفات الشيخ وغيرها.
مع ملاحظة معنى الإمامة في الحديث، فإن أريد مثل أحمد وابن معين والبخاري والدارقطني ... الخ
فهذا انتهى مع تلك القرون، وإن أريد به ما يطلقه المتأخرون ـ خصوصا بعد القرن التاسع ـ فالأمر قريب.
ـ[أبو فرحان]ــــــــ[02 - 02 - 07, 07:08 م]ـ
يراجع كلام الألباني في هذا الموضوع فإنه مفيد.
ـ[محب آل مندة]ــــــــ[02 - 02 - 07, 08:41 م]ـ
بل كلام الالباني ساقط لامعول عليه في هذا
وهو قوله (محمد بن عبدالوهاب ليس سلفيا في الحديث)
رحم الله الامام محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله-فقد كان اماما في الحديث سلفيا قحا بعيدا عن الارجاء واهله.
ـ[المقدادي]ــــــــ[02 - 02 - 07, 08:59 م]ـ
و ما دخل الإرجاء و أهله بهذا الموضوع؟؟
ـ[مصطفى عبدالقادر]ــــــــ[02 - 02 - 07, 09:48 م]ـ
بل كلام الالباني ساقط لامعول عليه في هذا
وهو قوله (محمد بن عبدالوهاب ليس سلفيا في الحديث)
رحم الله الامام محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله-فقد كان اماما في الحديث سلفيا قحا بعيدا عن الارجاء واهله.
أين أجد كلام الألباني. هذا
ولك جزيل الشكر(15/186)
كيف نستفيد من الكتب الحديثية الستة
ـ[أبو تركي الجنوبي]ــــــــ[30 - 01 - 07, 10:21 م]ـ
كيف نستفيد
من الكتب الحديثية الستة
محاضرة في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية
عبد المحسن بن حمد العباد
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضلَّ له، ومَن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه، أرسله بالهدى ودينِ الحقِّ ليُظهرَه على الدِّين كلِّه، فبلَّغ الرسالةَ، وأدَّى الأمانةَ، ونَصح الأمَّةَ، اللَّهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك نبيِّنا محمد وعلى آله وأصحابه، ومَن سلَك سبيلَه واهتدى بِهُداه إلى يوم الدِّين.
أما بعد:
فهذه لَمحاتٌ يسيرةٌ في الاستفادة من كتب الحديث الستة وهي؛ صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وسنن أبي داود، وسنن النسائي، وجامع الترمذي، وسنن ابن ماجة.
فأقول: إنَّ أعظمَ نعمة أنعم اللهُ تعالى بها على أمّة محمد أن بَعث فيها رسولَه الكريم محمداً عليه أفضل الصلاة وأتَمّ التسليم، ليُخرجهم به من الظلمات إلى النور، فقام بهذه المهمة خيرَ قيام، وأدَّى ما أرسله الله تعالى به على التمام والكمال، فما ترك خيراً إلاَّ دلَّ الأمّة عليه ورغّبها فيه، وما ترك شرّاً إلاَّ حذَّرها منه ونَهاها عنه، صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.
وكان التوفيقُ حليفَ صحابته الكرام رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم؛ إذ اختارهم الله تعالى لصحبته، وشرَّف أبصارَهم في الحياة الدنيا بالنَّظر إلى طلعته، ومتَّع أسماعَهم بسماع حديثه الشريف مِن فمه الشريف صلوات الله وسلامه عليه، فتَلَقَّوا عنه القرآن، وكلَّ ما صدر عنه مِن قول أو فعل أو تقرير، وأدّوه إلى مَن بعدهم على التمام والكمال، فصاروا بذلك أسبقَ الناس إلى كلِّ خير، وأفضلَ هذه الأمّة التي هي خير الأمم. ثمَّ بعد أن انقرض عصر الصحابة بدأ تدوينُ الحديث وجمعه بأسانيده إلى رسول الله، وتتابع التأليفُ في تدوين السنة حتى جاءت المائة الثالثة التي ازدهر فيها التأليف، وكان مِن أهمِّ المؤلفات التي أُلِّفت في السُّنَّة على الإطلاق؛ صحيح الإمام أبي عبد الله محمد ابن إسماعيل البخاري رحمه الله، المولود سنة (194هـ) والمتوفى سنة (256هـ)، وصحيح الإمام أبي الحسين مسلم بن الحجّاج النيسابوري، المولود سنة (204هـ) - وهي السنة التي توفي فيها الإمام الشافعي رحمه الله - والمتوفى سنة (261هـ)، ثمَّ سنن الأئمة الأربعة: أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني المتوفى سنة (275هـ)، وأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي المتوفى سنة (303هـ)، وأبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي المتوفى سنة (279هـ)، وأبي عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني المتوفى سنة (273هـ).
وهذه الكتبُ هي التي اشتهرت بالكتب الستة، وقد لَقيت عنايةً خاصةً واهتماماً كبيراً من العلماء فيما يتعلق بمتونها ورجالها.
وأوَّلُ هذه الكتب صحيح الإمام أبي عبد الله البخاري رحمه الله، وهو أصَحُّ الكتب المؤلَّفة في الحديث على الإطلاق، ويليه في الصحة صحيحُ الإمام مسلم رحمه الله، وهذان الكتابان لقيا عنايةً فائقةً، وذلك لعناية مؤلِّفِيهما بجمع كثير مِمَّا صَحَّ عن رسول الله، ولَم يسْتوعبَا كلَّ صحيح، ولَم يلتزِمَا ذلك، بل يوجدُ خارج الصحيحين أحاديثُ كثيرةٌ صحيحة، ولكن الذي في الصحيحين جملةٌ كبيرة من الحديث الصحيح الثابت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام.
وما اتَّفقَ عليه الشيخان البخاري ومسلم - رحمهما الله - هو أعلى درجة مِمَّا انفرد به أحدهما، وعلى ذلك فإنَّ درجات الصحيح بالنسبة لما رواه البخاري ومسلم أو لَم يَرْوِيَاه سبعُ درجات:
الأولى: ما اتفق عليه البخاري ومسلم، والثانية: ما انفرد به البخاري، والثالثة: ما انفرد به مسلم، والرابعة: ما كان على شرط البخاري ومسلم ولم يخرِّجاه، والخامسة: ما كان على شرط البخاري ولم يُخرِّجه، والسادسة: ما كان على شرط مسلم ولم يخرّجه، والسابعة: ما لم يكن في الصحيحين وليس على شرطهما وهو صحيح.
¥(15/187)
فهذه درجاتٌ سبع للحديث الصحيح، وأعلاها كما تقدم ما اتفق عليه البخاري ومسلم، وأحسنُ كتاب أُلِّف في ذلك كتاب "اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان" للشيخ محمد فؤاد عبد الباقي المتوفى سنة (1388هـ)، وقد رتَّبه وفقاً لترتيب الإمام مسلم، وأمّا النص الذي يثبته فمن صحيح البخاري، حيث يختار أقربَ لفظ في صحيح البخاري يوافق ما في صحيح مسلم فيثبته، وإنَّما أتى به على ترتيب مسلم؛ لأنَّ الإمام مسلماً رحمه الله يجمع الأحاديث المتعلقة بموضوع واحد في مكان واحد فيسردها، ويذكر حديثاً يعتبره أصلاً ثمَّ يأتي بالطرق الأخرى والأسانيد ويذكر الإضافات والنقصَ والفروقَ التي بينها وبين الحديث الذي اعتبره أصلاً، فيثبت الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي لفظَ الحديث عند البخاري في موضعه من صحيح مسلم ثمَّ يقول: أخرجه البخاري في كتاب كذا، باب كذا، ويذكر رقم الكتاب ورقم الباب، وإنَّما لم يثبته على ترتيب البخاري؛ لأنَّ البخاريَّ يُقطِّع الأحاديث ويفرّقها في أبواب متعددة للاستدلال بها على ما يترجم به من المسائل، لأنَّه أراد أن يكون كتابه كتاب رواية ودراية، وقد بلغ مجموع الأحاديث في كتاب "اللؤلؤ والمرجان"
(1906) حديث.
ويقول العلماء عند العزو لما كان في الصحيحين: رواه البخاري ومسلم، أو أخرجه الشيخان، أو متفق عليه، وعبارة ((متفق عليه)) في الاصطلاح المراد بها اتفاق البخاري ومسلم، إلاَّ عند المجد ابن تيمية جدّ شيخ الإسلام ابن تيمية صاحب "منتقى الأخبار" الذي شرحه الشوكاني في "نيل الأوطار"، فإنه يريد "بمتفق عليه" بالإضافة إلى البخاري ومسلم، الإمام أحمد في المسند، فإذا قال: متفق عليه، فإنه يعني الثلاثة.
1 - صحيح البخاري
صحيح الإمام البخاري أصحُّ كتب السُّنَّة، وموضوعُه الأحاديث المسندة المرفوعة إلى رسول الله، وقد أراد البخاري أن يكون كتابُه كتابَ دراية، بالإضافة إلى كونه كتابَ رواية؛ كتاب حديث وفقه، من أجل ذلك اتَّبع طريقةً تَميَّز بها عن الإمام مسلم في صحيحه، وذلك بتقطيع الأحاديث وتفريقها وإيرادها تحت أبواب، من أجل الاستدلال بها على ما يترجم به، ومع تكرار الأحاديث في مواضع متعددة لا يخلي المقامَ من فائدة إسنادية أو متنية. وذلك أنَّه إذا أورد الحديث مكرراً يورده عن شيخ آخر، فيُستفاد من ذلك تعدُّدُ طرق الحديث، والأحاديث التي كررها إسناداً ومتناً قليلةٌ جداً تزيد على العشرين قليلاً، كما أشار إلى ذلك الحافظ في الفتح (11/ 340) وكما في كتاب كشف الظنون (1/ 363).
وقد ذكرت مواضع تلك الأحاديث في الفائدة
(254) من كتابي "الفوائد المنتقاة من فتح الباري وكتب أخرى".
وهذه الطريقة التي اتَّبعها البخاري في تفريقه الأحاديث على الأبواب ترتَّب عليها وجودُ بعض الأحاديث في غير مَظنَّتها، فظنَّ بعضُ العلماء خلوَّ الكتاب منها كما حصل للحاكم رحمه الله في المستدرك حيث استدرك على البخاري أحاديث، وقال إنَّه لم يخرجها مع وجودها في صحيح البخاري، ومن أمثلة ذلك الحديث الذي رواه البخاري (2284) في كتاب الإجارة في النهي عن عَسْب الفَحْل، فقد استدركه الحاكم على البخاري فوهم، قال الحافظ في شرح الحديث: ((وقد وهم في استدراكه، وهو في البخاري كما ترى، وكأنّه لَمّا لَم يره في كتاب البيوع توهم أنَّ البخاري لم يخرجه)).
وأمَّا فقهُ البخاري فهو واضح من تراجمه التي وصفها الحافظ ابن حجر في مقدمة الفتح بكونها حيَّرت الأفكارَ وأدهشت العقولَ والأبصارَ، وبكونها بعيدةَ المنال منيعةَ المثال، انفرد بتدقيقه فيها عن نظرائه، واشتهر بتحقيقه لها عن قرنائه.
ومن أمثلة دقَّته في تراجمه قوله في كتاب الإجارة: ((باب إذا استأجر أجيراً ليعمل له بعد ثلاثة أيام أو بعد شهرٍ أو بعد سنة جاز وهما على شرطهما الذي اشترطاه إذا جاء الأجل)) والمقصودُ من هذه الترجمة أنَّ مدة الإجارة لا يشترط فيها أن تكون تالية لوقت إبرام العقد، وأورد تحت هذه الترجمة حديث عائشة رضي الله عنها (2264) في استئجار النَّبِيِّ وأبي بكر رجلاً من بنِي الدِّيل هادياً خرِّيتاً ودفعَا إليه راحلتيهما، ووعداه غار ثور بعد ثلاث ليال.
¥(15/188)
ومن منهج البخاري في صحيحه أنه قد يروي الحديث في موضع واحد بإسنادين عن شيخين فيجعل المتن للشيخ الثاني منهما، أشار إلى ذلك الحافظ ابن حجر في الفتح (1/ 436) وقال: ((وقد ظهر بالاستقراء من صنيع البخاري أنَّه إذا أورد الحديثَ عن غير واحد فإنَّ اللَّفظَ يكون للأخير، والله أعلم)).
ومن منهج البخاري أيضاً في صحيحه أنَّه إذا مرَّت به لفظةٌ غريبةٌ توافق كلمةً في القرآن أتى بتفسير تلك الكلمة التي من القرآن، فيكون بذلك جمع بين تفسير غريب القرآن والحديث، أشار إلى ذلك الحافظ في الفتح في مواضع متعددة انظر على سبيل المثال (3/ 196، 324، 343).
والحافظ ابن حجر - عليه رحمة الله - تَمكَّن من معرفة اصطلاحات البخاري ومنهجه في صحيحه، وقد ذكرتُ في كتاب "الفوائد المنتقاة من فتح الباري وكتب أخرى" جملةً كبيرةً من الفوائد المتعلقة بذلك من الفائدة (226) إلى (284).
ولأهميَّة صحيح البخاري لقي عنايةً من العلماء في مختلف العصور، وكان على رأس الذين وفِّقُوا للعناية بهذا الكتاب الحافظ ابن حجر العسقلاني المتوفى سنة (852هـ)، فقد شرحه شرحاً نفيساً واسعاً جمع فيه ما اقتبسه من غيره مِمَّن تقدَّمَه، وما وفَّقَه الله لفهمه واستنباطه من ذلك الكتاب العظيم، وذلك في كتابه "فتح الباري" الذي يُعتبر حداً فاصلاً بين مَن سبقه ومَن لحقه، فالذين تقدَّموه جَمع ما عندهم، والذين تأخروا عنه صار كتابُه مرجعاً لهم، وقد طُبع كتاب "فتح الباري" في المطبعة السلفية في مصر، واشتملت الأجزاء الثلاثة الأولى منه على تعليقات نفيسة لشيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn1))، وقد أُثبت في هذه الطبعة ترقيم أحاديث الكتاب التي وضعها الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي. وطريقته في الترقيم أنَّه يُثبت في أوَّل موضع يَرِدُ فيه ذكرُ الحديث أرقامَه في المواضع الأخرى التي تأتي بعد ذلك، وعند ورود الحديث في تلك المواضع لا يشير إلى الموضع الأول الذي ذُكرت فيه الأرقام، ويمكن الاهتداء إلى الموضع الأول بالنظر في شرح الحافظ ابن حجر للحديث، فقد يشير فيه إلى المواضع المتقدمة، ويمكن ذلك أيضاً بالرجوع إلى "فهارس البخاري" لرضوان محمد رضوان، فإنَّه عندما يأتي للمواضع التي تكرر فيها ذكر الحديث يقول: انظر كذا رقم
كذا، مشيراً إلى الكتاب الذي ورد فيه ذكر الحديث أول مرة ورقمه.
وعددُ كتب صحيح البخاري سبعةٌ وتسعون كتاباً، وعددُ أحاديثه بالتكرار كما في ترقيم الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي (7563) حديثٍ، وفي صحيح البخاري اثنان وعشرون حديثاً ثلاثياً.
2 - صحيح مسلم
وصحيحُ الإمام مسلم يلي صحيحَ البخاري في الصحة، وقد اعتنى مسلمٌ - رحمه الله - بترتيبه، فقام بجمع الأحاديث المتعلقة بموضوع واحد فأثبتها في موضع واحد، ولَم يُكرِّر شيئاً منها في مواضع أخرى، إلاَّ في أحاديث قليلة بالنسبة لحجم الكتاب، ولَم يضع لكتابه أبواباً، وهو في حكم المُبوَّب؛ لجمعه الأحاديث في الموضوع الواحد في موضع واحد.
ومِمَّا تَميّز به صحيح الإمام مسلم إثبات الأحاديث بأسانيدها ومتونها كما هي من غير تقطيع أو رواية بمعنى، مع المحافظة على ألفاظ الرواة، وبيان مَن يكون له اللفظ منهم، ومن عبَّر منهم بلفظ حدثنا، وبلفظ أخبرنا، وقد أثنى الحافظُ ابن حجر في ترجمة الإمام مسلم في كتابه "تهذيب التهذيب" على حُسن عنايته في وضع صحيحه، فقال: ((قلت: حصل لمسلم في كتابه حظٌّ عظيم مفرط لَم يحصل لأحد مثله، بحيث إنَّ بعضَ الناس كان يُفضِّله على صحيح محمد بن إسماعيل، وذلك لِمَا اختَصَّ به من جَمع الطرق وجَودة السياق والمحافظة على أداء الألفاظ كما هي، من غير تقطيع ولا رواية بمعنى، وقد نهج على منواله خَلقٌ من النيسابوريين فلم يبلغوا شَأْوَه، وحفظت منهم أكثرَ مِن عشرين إماماً مِمَّن صنف المستخرج على مسلم، فسبحان المعطي الوهاب)).
وقد قام الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله بالعناية بإخراج صحيح مسلم ووضع فهارس له متعددة مفصلة، وطُبع الكتاب بعمله هذا في أربعة مجلدات أَثبت فيها تراجم الأبواب التي وضعها الإمام النووي - رحمه الله - وهي ليست من عمل مسلم، كما قام بترقيم الأحاديث الأصلية فيه فبلغت
¥(15/189)
(3033) حديثٍ، وبلغ مجموع كتب صحيح مسلم أربعة وخمسين كتاباً، ووضع الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي مجلداً خامساً مشتملاً على الفهارس المتنوعة المفصلة لصحيح مسلم رحمه الله، وأعلى الأسانيد في صحيح مسلم الرباعيات.
3 - سنن أبي داود
كتاب السنن لأبي داود كتابٌ ذو شأن عظيم، عُنِيَ فيه مؤلِّفه بجمع أحاديث الأحكام وترتيبها وإيرادها تحت تراجم أبواب تَدلُّ على فقهه وتَمَكُّنه في الرواية والدراية، قال فيه أبو سليمان الخطابي في أول كتاب "معالم السنن": ((وقد جَمع أبو داود في كتابه هذا من الحديث في أصول العلم وأمهات السنن وأحكام الفقه ما لا نعلم متقدِّماً سبقه إليه ولا متأخراً لحقه فيه)).
وللحافظ المنذري تهذيب لسنن أبي داود وللإمام ابن القيم تعليقات على هذا التهذيب، وقد وصف ابن القيم - رحمه الله - "سنن أبي داود" و"تهذيب" المنذري وما علقه عليه فقال: ((ولَمَّا كان كتاب السنن لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني
- رحمه الله - من الإسلام بالموضع الذي خصَّه الله به، بحيث صار حكماً بين أهل الإسلام، وفصلاً في موارد النزاع والخصام، فإليه يتحاكم المنصفون، وبِحُكمه يرضى المحققون، فإنَّه جمع شَملَ أحاديث الأحكام، ورتَّبها أحسن ترتيب، ونظمها أحسن نظام، مع انتقائها أحسن انتقاء، واطّراحه منها أحاديث المجروحين والضعفاء، وكان الإمام العلامة الحافظ زكي الدين أبو محمد عبد العظيم المنذري
- رحمه الله تعالى - قد أحسن في اختصاره وتهذيبه، وعزوِ أحاديثه وإيضاح علَله وتقريبه، فأحسن حتَّى لَم يكد يدع للإحسان موضعاً، وسبق حتى جاء من خلفه له تبعاً: جعلت كتابه من أفضل الزاد، واتخذته ذخيرة ليوم المعاد. فهذَّبتُه نحو ما هذَّب هو به الأصل، وزِدتُّ عليه من الكلام على عِلَل سكت عنها أو لَم يُكملها، والتعرض إلى تصحيح أحاديث لم يصححها، والكلام على متون مشكلة لم يفتح مُقفلَها، وزيادة أحاديث صالحة في الباب لَم يشر إليها، وبسطت الكلام على مواضع جليلة، لعلَّ الناظرَ المجتهد لا يجدها في كتاب سواه)).
وكتاب سنن أبي داود مقدَّمٌ على غيره من كتب السنن الأخرى، وقد بلغ مجموع كتبه خمسة وثلاثين كتاباً، وبلغ مجموع أحاديثه (5274) حديث.
وأعلى الأسانيد في سنن أبي داود الرباعيات وهي التي يكون بينه وبين رسول الله فيها أربعة أشخاص. ولسنن أبي داود عدة شروح من أشهرها عون المعبود لأبي الطيب شمس الحق العظيم آبادي.
4 - سنن النسائي
صنَّف الإمامُ النسائي - عليه رحمة الله - في السنن كتابين هما؛ السنن الكبرى، والصغرى التي اختصرها منها، ويُقال لها المجتبى أي: المختارة من الكبرى، والسنن الصغرى هي التي لقيت عنايةً خاصة من العلماء، وهي التي اعتُبِرَت أحد الكتب الحديثية الستة، وهو كتاب عظيم القدر، كثير الأبواب، وتراجم أبوابه تدل على فقه مؤلفه، بل إنَّ منها ما تظهر فيه دقَّةُ الإمام النسائي في الاستنباط، ومن أمثلة ذلك: قوله في أوائل كتاب الطهارة: ((الرخصة في السِّواك بالعشي للصائم))، وهي مسألة للعلماء فيها قولان: أحدهما: منع الاستياك بعد الزوال، قالوا: لأنَّه يُذهب الخُلُوف الوارد في قوله: ((لَخُلُوف فمِ الصائم أَطيَبُ عند الله مِن ريحِ المسك))، والقول الثاني: الجواز لدخوله تحت عموم قوله: ((لولا أن أَشُقَّ على أُمَّتي لأمرتُهم بالسِّواك عند كل صلاة))، وقد أورد النسائي هذا الحديث تحت هذه الترجمة، وهو أرجح القولين في المسألة لدلالة الحديث على ذلك، قال السِّندي في حاشيته على السنن مُنَوِّهاً بدقة الإمام النسائي قال: ((ومنه يؤخذ ما ذكره المصنف من الترجمة، ولا يخفى أنَّ هذا من المصنف استنباط دقيق وتيقظ عجيب، فللَّه درُّه ما أدقَّ وأحدَّ فهمه)).
وأعلى الأسانيد في سنن النسائي الرباعيات، وقد بلغ مجموع كتبه واحداً وخمسين كتاباً وبلغت أحاديثه ((5774)) حديثٍ، وأحسن طبعات هذا الكتاب الطبعة التي حققها ورقمها ووضع فهارسها مكتب تحقيق التراث الإسلامي - دار المعرفة بيروت، فإنَّه عند كل حديث يذكر رقمه، وأرقام مواضعه الأخرى عند النسائي، ويذكر تخريج بقية أصحاب الكتب الستة، وأرقام الحديث عندهم، ورقمه في تحفة الأشراف.
5 - سنن الترمذي
¥(15/190)
سنن الترمذي ويقال له الجامع، مِن أهم كتب الحديث وأكثرها فوائد، اعتنى فيه مؤلِّفُه بجمع الأحاديث وترتيبها، وبيان فقهها، وذكر أقوال الصحابة والتابعين وغيرهم في المسائل الفقهية، ومن لم يذكر أحاديثهم من الصحابة أشار إليها بقوله: وفي الباب عن فلان وفلان، واعتنى ببيان درجة الأحاديث من الصحة والحسن والضعف، وفيه أحاديث رباعية كثيرة، وفيه حديث ثلاثي واحد أخرجه الترمذي في كتاب الفتن (2260)
فقال: ((حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري بن ابنة السدي الكوفي، حدثنا عمر بن شاكر، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله: (يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر). وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه)) انتهى.
وفي إسناده عمر بن شاكر وهو ضعيف، لكن الحديث صحيح بالشواهد، انظر "السلسلة الصحيحة" للألباني رقم (957).
وعددُ كتب جامع الترمذي خمسون كتاباً، وعدد أحاديثه (3956) حديثٍ، وأحسن شروح جامع الترمذي كتاب "تحفة الأحوذي" للشيخ عبد الرحمن المباركفوري المتوفى سنة (1353هـ).
6 - سنن ابن ماجه
سنن ابن ماجه سادس الكتب الستة على القول المشهور وهو أقلُّها درجة، قال الحافظ ابن حجر في ترجمة ابن ماجه في تهذيب التهذيب: ((كتابه في السنن جامعٌ جيِّدٌ كثيرُ الأبواب والغرائب وفيه أحاديث ضعيفة جدًّا، حتى بلغني أنًَّ السريَّ كان يقول: مهما انفرد بخبر فيه فهو ضعيفٌ غالباً، وليس الأمرُ في ذلك على إطلاقه باستقرائي، وفي الجملة ففيه أحاديثُ كثيرةٌ منكرةٌ، والله المستعان)).
وإنَّما اعتُبِر سادسُ الكتب الستة لكثرة زوائده على الكتب الخمسة، وقيل سادسها الموطأ لعُلُوِّ إسناده، وقيل السادس سنن الدارمي.
وأحسن طبعاته الطبعة التي أخرجت بعناية الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي التي رقم فيها الأحاديث فبلغت (4341) حديثٍ، وبلغت كتبه سبعة وثلاثين كتاباً، وذكر الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي في كلام له في آخر السنن أنَّ أحاديثَه الزائدة على الكتب الخمسة بلغت (1339) حديثٍ.
وفي سنن ابن ماجة خمسة أحاديث ثلاثيات الإسناد، كلُّها من طريق جُبارة بن المغلِّس، عن كثير ابن سُليم، عن أنس رضي الله عنه، ثلاثةٌ منها في كتاب الأطعمة (3356) (3357)، (3310)، وفي كتاب الزهد واحد (4292)، وواحد في كتاب الطب (3479)، وجُبارة وكَثير انفرد ابن ماجة عن بقية أصحاب الكتب الستة بإخراج حديثهما، وقال عنهما الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب إنَّهما ضعيفان، وهذه الأحاديث الخمسة من زوائد سنن ابن ماجة على الكتب الخمسة.
وقد ألَّف الشيخ أحمد بن أبي بكر البوصيري المتوفى سنة (840هـ) كتاب "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجة"، وبلغت أحاديثه في بعض طبعاته
(1552) حديثٍ.
وهذه الكتب الستة لَقيت من العلماء عنايةً في أطرافها ورجالها، وأحسن ما ألِّف في أطرافها كتاب أبي الحجاج المزي "تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف" وقد رتَّبه على أسماء الصحابة رضي الله عنهم، وعند كلِّ صحابي يَذكر أسماء التابعين الذين رووا عنه على الترتيب، ثمَّ يذكر الأسانيد من الأئمة أصحاب الكتب الستة إلى التابعين، وهذا الكتاب العظيم يُعتبر بالنسبة للأسانيد بمثابة نُسَخ أخرى لتلك الكتب الستة.
وأحسنُ ما أُلِّف في رجالها بل في رجال مؤلفات أصحابها كتاب "تهذيب الكمال في أسماء الرجال" لأبي الحجاج المزي، فإنَّه مشتملٌ على أسماء رجال الكتب الستة ورجال مؤلفات أخرى لأصحاب الكتب الستة مثل رجال الأدب المفرد، وجزء القراءة خلف الإمام، وخلق أفعال العباد للبخاري وغيرها.
وأمّا الكتاب المقتصر على رجال الكتب الستة فهو كتاب الكاشف للذهبي.
وقد اعتنى الحافظ أبو الحجاج المزي عند ترجمة كلِّ راوٍ بذكر شيوخه وتلاميذه مرتَّبين على ترتيب حروف الهجاء، ثمَّ يذكر ما قيل في صاحب الترجمة من جرح وتعديل، ويختم الترجمةَ بذكر أسماء الذين خرَّجوا أحاديثَه من الأئمة الستة في كتبهم وفي أوَّل الترجمة يُثبتُ الرموز لهم.
¥(15/191)
وقد هذَّب كتابه هذا الحافظ ابن حجر في كتابه تهذيب التهذيب، فيذكر عند كلِّ ترجمة بعضَ شيوخ الراوي وتلاميذه وما ذكره المزي مِمَّا قيل فيه، ثمَّ يَختم الترجمةَ بذكر إضافات أخرى مبدوءة بقوله: (قلت)، وعندما ينظر طالبُ العلم في ترجمة الراوي في تهذيب التهذيب وما اشتملت عليه من جرح وتعديل يتساءل! ما هي النتيجة التي انتهى إليها الحافظ ابن حجر في الحكم على الراوي؟ والجواب على هذا التساؤل موجود عند الحافظ ابن حجر في كتابه تقريب التهذيب، فيقول عنه ثقة أو صدوق أو ضعيف أو غير ذلك. وكتاب المزي تهذيب الكمال هذّبه أيضاً الذهبي في كتابه تذهيب تهذيب الكمال، ولَخَّصه الخزرجي في خلاصة تذهيب تهذيب الكمال.
والفرقُ بين ما في التقريب والخلاصة أنَّ الحافظ ابن حجر في التقريب يثبت رأيَه في الراوي ويذكر طبقته، وأما الخزرجي في الخلاصة فإنَّه يذكر بعض شيوخ الراوي وبعض تلاميذه ويذكر بعض ما قيل في الحكم عليه جرحاً أو تعديلاً، وعند ذكر الصحابي يذكر عددَ الأحاديث التي له في الكتب الستة، وعددَ ما اتفق عليه البخاري ومسلم منها، وعددَ ما انفرد به كلُّ واحد منهما عن الآخر.
وفي كتاب تهذيب الكمال للمزي وما تفرع عنه من الكتب ذكرُ رواة ليس لهم رواية عند أصحاب الكتب الستة، ذُكروا لتمييزهم عن رواة مذكورين قبلهم لهم رواية عند أصحاب الكتب الستة، والرمز لهم في هذه الكتب بكلمة (تمييز) عند الترجمة.
فمثلاً: كثير بن أبي كثير جاء في هذه الترجمة خمسة رواة؛ الأول روى له أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة في التفسير، والثاني روى له البخاري في الأدب المفرد، والثلاثة الباقون ليس لهم رواية وإنَّما ذُكروا لتمييزهم عن الاثنين قبلهم.
وقد جمع أبو نصر الكلاباذي رجالَ صحيح البخاري في مؤلَّف خاص، وجمع أبو بكر بن منجويه الأصبهاني رجال صحيح مسلم في مؤلَّف خاص، وجمع بين الكتابين الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي المعروف بابن القيسراني، واسم كتابه "الجمع بين رجال الصحيحين" وكلُّها مطبوعة، وكتاب ابن القيسراني مختصر، وطريقته فيه أنَّه عندما يذكر التراجم التي تحت اسم واحد كأحمد مثلاً: يذكر من اسمه أحمد عند البخاري ومسلم، ثمَّ من اسمه أحمد عند البخاري ثمَّ من اسمه أحمد عند مسلم، ومِن أجلِّ فوائده أنَّ الراويَّ إذا كان قليلَ الرواية، فإنَّه يذكر مواضعَ أحاديثه في الصحيحين أو أحدهما، وذلك بذكر الكتاب الذي ورد فيه الحديث.
وقد ألَّف الشيخ يحي بن أبي بكر العامري اليمني في الصحابة الذين لهم رواية في الصحيحين أو أحدهما كتاباً سماه "الرياض المستطابة في جملة من روى في الصحيحين من الصحابة"، وهو كتاب عظيم الفائدة.
ومن المناسب ذكرُه هنا أنَّ للحافظ الذهبي كتاباً اسمه "ميزان الاعتدال في نقد الرجال" اشتمل على تراجم لرجال ورد ذكرهم في تهذيب الكمال وما تفرع عنه، وعلى تراجم لرجال غيرهم، وفيه ثقات ذَكرَهم لا لِنقْدِهم وإنَّما للدفاع عنهم؛ مثل علي بن المديني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم.
وللحافظ ابن حجر كتاب كبير سَمّاه "لسان الميزان" بناه على كتاب الميزان للذهبي مع زيادات كثيرة عليه، وقد قصره على تراجم رجال لا ذكر لهم في كتاب تهذيب الكمال وما تفرع عنه، وهو يُعتبر إضافة رجال آخرين إلى رجال أصحاب الكتب الستة.
وقد جمع متون الكتب الستة وسادسها الموطأ أبو السعادات ابن الأثير في كتابه "جامع الأصول"، وهو مطبوعٌ متداولٌ، وقد هذّب به كتاب رَزين العبْدَري "التجريد للصحاح والسنن"، ويرمز عند كلِّ حديث للَّذين خرَّجوه من الأئمة الستة، وفيه أحاديث زائدة على ما في الكتب الستة وهذه الزيادات لرَزين، وعلامتها في جامع الأصول خلوها من الرموز أمامها.
وابن الأثير رَتَّب كتابه "جامع الأصول" على كتب مرتبة على حروف الهجاء، فيذكر في كلِّ كتاب ما يتعلق بموضوعه.
وإذا أراد طالبُ العلم الوقوف على حديث في الكتب الستة وهو يعرف متنه فيمكنه ذلك بالبحث عنه في مَظنته من الكتب التي اشتملت عليها الكتب الستة؛ فإذا كان الحديثُ يتعلق بالإيمان مثلاً بحث عنه في كتاب الإيمان من الصحيحين والسنن، وإذا كان يعرف اسم الصحابي راوي الحديث رجع إلى "تحفة الأشراف" للحافظ المزي، فإنه يذكر أماكن وجود الحديث في الكتب الستة، أو رجع إلى كتاب "ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الحديث" للشيخ عبد الغني النابلسي فإنَّه يذكر طرف الحديث، ويذكر من خرَّجه من أصحاب الكتب الستة بالإضافة إلى الإمام مالك في الموطأ، مع ذكر شيخ المؤلف فيه.
ويُمكن الاهتداءُ إلى موضع الحديث في الكتب الستة بمعرفة بعض الكلمات في الحديث المعين فيرجع إلى كتاب "المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي" الذي بني على الكتب الستة والموطأ وسنن الدارمي ومسند الإمام أحمد، فيبحث عن الكلمة، فإذا كان الحديثُ في هذه الكتب وجد الدلالة على موضعه منها، وذلك بذكر اسم الكتاب ورقم الباب، إلاَّ في صحيح مسلم وموطأ الإمام مالك فإنَّه يكون بذكر اسم الكتاب ورقم الحديث فيه، وإلاَّ في مسند الإمام أحمد فإنَّ الإشارة فيه إلى الجزء والصفحة من الطبعة ذات الستة أجزاء.
في الختام: أسأل الله عز وجل أن يوفِّقَنا جميعاً لما فيه رضاه، وأن يوفِّقَنا لتحصيل العلم النافع والعمل به، إنَّه سبحانه وتعالى جواد كريم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
* * *
*
([1]) ألقيت هذه المحاضرة قبل عشرين سنة، وجرى تحريرها لطباعتها هذا العام (1423هـ)، وكانت وفاة شيخنا رحمه الله في السابع والعشرين من شهر المحرم عام (1420هـ).
¥(15/192)
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[31 - 01 - 07, 01:02 ص]ـ
ألقيت هذه المحاضرة قبل عشرين سنة، وجرى تحريرها لطباعتها هذا العام (1423هـ)،وكانت وفاة شيخنا رحمه الله في السابع والعشرين من شهر المحرم عام (1420هـ).
جزاكم ربي خيرا
*المحاضرة موجودة في الملتقى منذ مدة
وما ذكرته عن وفاة الشيخ غير صحيح فالشيخ لازال على قيد الحياة نسأل الله أن يبارك في عمره و أن يحفظه إن ولي ذاك و مولاه
ـ[صخر]ــــــــ[02 - 02 - 07, 04:06 ص]ـ
جزاكم ربي خيرا
*المحاضرة موجودة في الملتقى منذ مدة
وما ذكرته عن وفاة الشيخ غير صحيح فالشيخ لازال على قيد الحياة نسأل الله أن يبارك في عمره و أن يحفظه إن ولي ذاك و مولاه
ياأبا الحسن هو يقصد الشيخ ابن باز .... وماظننته كلاما للأخ أبي تركي ليس له بل هي حاشية للشيخ عبد المحسن العباد ..... تمعن جيدا وقد أخبرتك من قبل ولم ترعوي ... قاتل الله العجلة ...
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[02 - 02 - 07, 01:20 م]ـ
المحاضرة على ملف وورد
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[03 - 02 - 07, 01:50 ص]ـ
ياأبا الحسن هو يقصد الشيخ ابن باز .... وماظننته كلاما للأخ أبي تركي ليس له بل هي حاشية للشيخ عبد المحسن العباد ..... تمعن جيدا وقد أخبرتك من قبل ولم ترعوي ... قاتل الله العجلة ...
جزاكم ربي خيرا على التنبيه
ـ[صخر]ــــــــ[07 - 02 - 07, 07:26 ص]ـ
جزاكم ربي خيرا على التنبيه
وجزاك أخي الحبيب إلى قلبي كل خير ...
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[14 - 02 - 07, 03:54 ص]ـ
لقد استمعت هذه المحاضرة القيمة منذ ثلاث سنوات تقريبا وهي مفيدة بمعنى الكلمة وادعوا الى استماعها.وشكرا لك اخي الحبيب على الموضوع الرائع.
ـ[أبو عروة]ــــــــ[18 - 02 - 07, 11:33 م]ـ
اللهم احفظ شيخنا العباد وبارك له في عمره يارب العالمين وأطل عمره على العمل الصالح والعلماء والطلبة يارب العالمين
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[28 - 02 - 07, 04:53 ص]ـ
نقل رائع .. ومحاضرة قيمة
جزاك الله خيراً أخي وكتب أجرك وثقل بها ميزانك
وحفظ الله الشيخ ونفعنا بعلومه وأطال عمره على طاعته.(15/193)
هل جهل ابن حزم الترمذي؟؟؟
ـ[العبدلي]ــــــــ[31 - 01 - 07, 02:34 م]ـ
هكذا هم الغرباء لا مدافع عنهم
باسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيد المرسلين و على آله و صحبه أجمعين أما بعد:
فإنه مما يشنع به على ابن حزم و هو ليس مما يشنع به و لكن هكذا هم النزاع من القبائل ما ذكره الحافظ ابن حجر رحمه الله: في ترجمة الترمذي: " وأما أبو محمد ابن حزم فإنه نادى على نفسه بعدم الاطلاع فقال في كتاب الفرائض من الإيصال: محمد بن عيسى بن سورة مجهول، ولا يقولن قائل: لعله ما عرف الترمذي ولا اطلع على حفظه ولا على تصانيفه، فإن هذا الرجل قد أطلق هذه العبارة في خلق من المشهورين من الثقات الحفاظ ... " تهذيب التهذيب 9: 388.
قلت أن هذا مما لا يشنع به لأن جهله لبعض الرواة لا ينفي سعة حفظه و معرفته بالرجال و قد جمعت في تزكية حفاظ الحديث لابن حزم جزءا سأنزله إن شاء الله على الموقع.
ثم إن العجب كل العجب ممن تبع ابن حجر في كلامه هذا و هو لا يستطيع اثباته لأن الإيصال لم يصلنا و ضاع فيما ضاع من مؤلفات أبي محمد نتيجة تعصب المقلدة عاملهم الله بما يستحقون.
و لكن ما يمكن إثباته هو أن ابن حزم روى من طريق أبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي حديثا في المحلى فقال في المسألة رقم 1734:
وموه بعضهم بان قال: قد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال: أفرض امته زيد بن ثابت قلنا: هذه رواية لا تصح انما جاءت اما مرسلة واما مما حدثنا به أحمد ابن عمر بن أنس العذري قال: نا على بن مكى بن عيسون المرادى وأبو الموفا عبد السلام ابن محمد بن على الشيرازي قال مكى: نا أحمد بن أبى عمران الهروي نا أبو حامد احمد ابن على بن حسنويه المقرى بنيسابور نا أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي نا سفيان ابن وكيع نا حميد بن عبد الرحمن عن داود بن عبد الرحمن العطار عن معمر عن قتادة عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره وفيه وافرضهم زيد بن ثابت واقرؤهم أبى بن كعب وقال أبو الوفاء: انا عبد الله بن محمد بن احمد بن جعفر السقطى نا اسماعيل بن محمد ابن اسماعيل الصفار نا احمد بن محمد بن غالب نا عبيد الله بن معاذ العنبري نا بشر ابن المفضل عن خالد الحذاء عن ابى قلابة عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره وفيه واقرؤهم ابى وافرضهم زيد قال اسماعيل بن محمد الصفار: ونا الحسن بن الفضل بن السمج نا محمد ابن ابى غالب نا هشيم عن الكوثر عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره، وفيه
وان اقراها لابي وان أفرضها لزيد وان أقضاها لعلى *
ثم قال بعد ذلك:
قال أبو محمد: هذه أسانيد مظلمة لان أحمد بن أبى عمران وأبا حامد بن حسنويه مجهولان واسماعيل الصفار مثلهم وأحمد بن محمد بن غالب ان كان غلام خليل فهو هالك متهم وان كان غيره فهو مجهول.
والحسن بن الفضل.
ومحمد بن أبى غالب.
والكوثر مجهولون ثم لو صحت لما كان لهم فيها حجة لانه لا يوجب كونه أفرضهم ان يقلد قوله كما لم يجب عندهم ما في هذه الاخبار من ان أبى بن كعب اقرؤهم وعليا أقضاهم ان يقتصروا على قراءة أبى دون سائر القراءات ولا على أقضية على دون أقضية غيره وهم يقرون أن الصحابة خالفوا زيدا في هذه المسألة.
قال العبدلي: لم يقل الإمام أن أبا عيسى محمد بن عيسى الترمذي مجهول و قد أخرج له ههنا.
و بنفس السند من الترمذي إلى النبي عليه السلام أخرج الترمذي هذا الحديث فقال:
حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن داود العطار عن معمر عن قتادة عن أنس بن مالك قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرحم أمتي بأمتي أبو بكر وأشدهم في أمر الله عمر وأصدقهم حياء عثمان وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل وأفرضهم زيد بن ثابت وأقرؤهم أبي ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح.
قال هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث قتادة إلا من هذا الوجه وقد رواه أبو قلابة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه والمشهور حديث أبي قلابة.
قال العبدلي: و أكثر من ذلك فقد جعل ابن حزم رحمه الله الترمذي في أعلى مراتب حفظ الحديث في رسالته الباهرة و التي ألفها في الرد على من حصر العلم في متبوعه و حط من قيمة بقية الأئمة.
فدافع ابن حزم رحمه الله على الأئمة الأعلام كما فعل في الإحكام و قد سبق في ذلك بمدة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله و لكن ليس لابن حزم ناصر وهكذا هم الغرباء.
و كفى بالله وليا و ناصرا.
قال رحمه الله في الصفحة 50 من الرسالة الباهرة:
وأما الحفظ فهو ضبط ألفاظ الأحاديث، وتثقيف سوادها في الذكر، والمعرفة بأسانيدها، وهذه صفة حفاظ الحديث كالبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبي داود وابن عفرة والدار قطني والعقيلي والحاكم ونظرائهم، فهؤلاء في هذه الطريقة فوق هؤلاء المذكورين إلا أحمد، فإنه في الحفظ نظير هؤلاء، وبالله تعالى التوفيق.
¥(15/194)
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[31 - 01 - 07, 03:58 م]ـ
و لكن ليس لابن حزم ناصر وهكذا هم الغرباء.
و كفى بالله وليا و ناصرا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من قال لك إن أبا محمد رحمه الله غريب، وكيف يكون أحد أئمة المسلمين من الغرباء
ومن قال إنه لم يدافع عنه الإخوة في الملتقى، ليتك بحثت قبل أن تكتب هذا الكلام
هداك الله وأصلح بالك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2708(15/195)
سؤال يهمني في صلاتي أرشدوني للصواب
ـ[أبومالك السنوسي]ــــــــ[01 - 02 - 07, 02:12 م]ـ
مشايخي في ملتقى أهل الحديث وفقكم الله ورعاكم , عندي سؤالان:
الأول: ماهو الراجح عند القيام للركعة الاعتماد على اليدين أم الركبتين؟ وإذا أمكن نقل ترجيح العلماء المعاصرين كان ذلك جيدا.
الثاني: هل من السنة في صلاة الاستسقاء قراءة الأعلى في الأولى والغاشية في الثانية وهل ورد حديث في ذلك , أفيدونا مأجورين.
ـ[أبو ذر المغربي]ــــــــ[10 - 02 - 07, 09:20 م]ـ
أخي بالنسبة للمسألة الأولى: ارجع إلى الأجزاء الحديثية للشيخ بكر بن عبد الله، أبو زيد حفظه الله وسلمه، فهو ماتع، وقد أقام على ما ذهب إليه من أن القيام يكون بالإعتماد على الركبتين، وكلامه متين وجيه، فانظره هناك.(15/196)
هل في المطبوع من سنن الدارقطني سقط؟
ـ[حسام الحفناوي]ــــــــ[01 - 02 - 07, 02:38 م]ـ
هل في المطبوع من سنن الدارقطني سقط؟ فقد وجدنا الحافظ ابن حجر في رسالته "نزهة الناظر والسامع في طرق حديث الصائم المجامع" يعزو غير حديث لسنن الدارقطني، ولم نجده فيه، وإنما في العلل، وجزاكم الله خيرًا.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[01 - 02 - 07, 02:54 م]ـ
سنن الدارقطني له ثلاث روايات
قال الحافظ ابن حجر في المعجم المفهرس:
((وبين رواية ابن بشران ورواية أبي طاهر بن عبد الرَّحيم ورواية النّوقاني تفاوت في التقديم والتَّأخير والزِّيادة والنَّقص في نسب بعض الرُّواة ومن الألفاظ خاصَّة دون الأحاديث، فهي مستوفاة.
إلاَّ كتاب السَّبق فإنَّه ليس في رواية ابن عبدالرَّحيم.)) اهـ
ورواية ابن بشران هي المطبوعة الهندية القديمة
ورواية أبي طاهر بن عبد الرَّحيم هي المطبوعة بتحقيق الأرنؤوط.
والله أعلم
ـ[حسام الحفناوي]ــــــــ[01 - 02 - 07, 09:03 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[02 - 02 - 07, 09:19 ص]ـ
وجزاك الله خيرا
النسخة التي حققها الارنؤوط اعتمد فيها على نسخة برواية ((أبي عبد الله الحسين بن جعفر بن محمد بن جعفر السلماسي))
وإسنادها كما في أول الكتاب:
قال كاتب النسخة " عبد الرحمن بن أبي ليلى " أخبرنا أبو علي الصَّدفي قراءة عليه مني في شهر ذي الحجَّة سنة 511، أخبرنا الشيخ العدل أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون بن إبراهيم قراءة مني عليه في منزله ببغداد سنة 485، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر بن محمد بن جعفر السلماسي قراءة عليه في شهر ربيع الآخر سنة 436، أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن مهدي الدَّارقطني الحافظ رحمه الله قراءة عليه سنة 385، كتاب الطهارة ... ))
وأستفغر الله من الخطإ الذي ذكرته سابقا.
وقد وجدنا ما أشار إليه الحافظ ابن حجر رحمه الله من الزيادات في أسماء الرُّواة والنقص و الحكم على بعض الأحاديث ونحوها.
عند سماعنا لكتاب السنن على الشيخ أبي خالد عبد الوكيل الهاشمي حفظه الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=87111(15/197)
ما وجه ما ذكر عن طلق بن علي الصحابي الجليل
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[01 - 02 - 07, 03:16 م]ـ
قرأت في كتاب " الفقه المالكي وأدلته " للشيخ الحبيب بن طاهر غفر الله له، في سياق حديثه على نواقض الوضوء ....
فأورد حديث طلق بن علي المشهور في مس الذكر، ثم ذكر أن أئمة المالكية ردوا هذا الحديث من وجهين:
1 - أنه مخلف لحديث سمرة.
2 - لأن طلقا كان من المرجئة، فيسقط حديثه!!!!!!!!!!!!
ـ[العاصمي]ــــــــ[01 - 02 - 07, 04:29 م]ـ
قد اشتبه عليه الأمر كما اشتبه على أخيه من قبل.
إنما المرجئ: طلق بن حبيب.
أما سميّه طلق بن علي صحابي بريء.
وقد نزّه الله جميع الصحابة وبرّأهمم أن يتلطّخوا بالبدع.
وكأن ذاك المجازف الذي رمى طلقًا بالإرجاء دخلت عليه ترجمة في ترجمة كما دخل على كثيرين أحاديث في أحاديث وأسانيد في أسانيد.
وليته سمّى الغالط الخالط بين الطلقَيْن.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[01 - 02 - 07, 04:33 م]ـ
هذه فائدة أكتبها على عجل وسوف يتحفك أفاضل هذا المنتدى بما تقر به عينك فأقول:
هذا الكلام لا شك في أنه خطأ ووهم وإليك أخي قبل أن نذكر منشأ هذا الوهم قاعدة مهمة تزيل أي لبس أو شبهة ألا وهي خلو الصحابة رضي الله عنهم من أي بدعة لاسيما في أبواب الاعتقاد وهذا لا لبس فيه عند أهل السنة والجماعة ولله الحمد.
أما مصدر الخطأ عند الكاتب- وإن كان هذا ليس بعذر لاسيما لمؤلف- هو الخلط بين الصحابي الجليل طلق بن علي رضي الله عنه وبين طلق بن حبيب البصري وهو ثقة عابد إلا أنه كان يرى الإرجاء ومع هذا -إن لم أكن ناسيا- فلطلق بن حبيب رواية في صحيح مسلم فعلى فرض أن المؤلف التبس عليه الصحابي بطلق بن حبيب وهو من أتباع التابعين متوفى سنة 240 هـ فلا مجال لرد الحديث به.
ثم إن رواية من تلبس ببدعة ليست مردودة هكذا على الإطلاق بل فيها تفصيل عند العلماء تجده في كتب المصطلح وما يتعلق برواية الحديث من كتب الرجال وغيرها.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[01 - 02 - 07, 05:26 م]ـ
ملحوظة: كتبت الفائدة السابقة قبل الاطلاع على رد الأخ العاصمي وفقه الله.
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 - 02 - 07, 05:28 م]ـ
الله المستعان.
شيخنا / زكرياء
ليتكم غيرتم العنوان، والذي تقشعر الجلود منه عند قراءته.
والله لو قالها من قالها .... لما رضيناها، وما قبلناها.
أستغفر الله وأتوب إليه.
ـ[العاصمي]ــــــــ[01 - 02 - 07, 06:21 م]ـ
طلق بن حبيب وهو من أتباع التابعين متوفى سنة 240
جزاك الله خيرا أخي الكريم أبا عمرو ...
ولو لا أن صندوق رسائلي قد امتلأ؛ لكتبت إليك لتنبيهك على أن طلق بن حبيب من التابعين، وقد أدرك طائفة من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ...
وهو من أهل القرن الأول، ولم يَبْقَ قط إلى القرن الثالث ...
ولو عاش إلى سنة 240؛ لأدركه خَلْقٌ من طبقة مُطَيَّن والنسوي وأبي القاسم البغوي والساجي وابن صاعد ...
وهذا ما لم يكن البتة.
ولا يقولن قائل: ألا فرّغتَصندوق رسائلك؟ لأن رسائل أحبابي عزيزة علي، يعزّ علي حذف شيء منها؛ فليعذرني من لم أستطع الكتابة إليه من إخواني ...
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[01 - 02 - 07, 06:48 م]ـ
ولا يقولن قائل: ألا فرّغتَصندوق رسائلك؟ لأن رسائل أحبابي عزيزة علي، يعزّ علي حذف شيء منها؛ فليعذرني من لم أستطع الكتابة إليه من إخواني ...
بارك الله فيكم.
في أسفل اليسار من الصفحة الرئيسية لاستعراض الرسائل الخاصة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/private.php
تجد:
تنزيل كافة الرسائل على شكل:
إكس إم إل | CSV | نص
فاضغط: نص، وستنزل جميع الرسائل الصادرة والواردة على الجهاز بشكل ملف (مفكرة).
ومن ثم، فالرسائل أصبحت محفوظة في الجهاز، ولا ضير من حذفها من صندوق الرسائل في الملتقى.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 - 02 - 07, 06:48 م]ـ
مرحبا وأهلا بعودة شيخنا الفاضل (العاصمي)
لقد أسعدتنا وشرفتنا وأذهبت عنا الهم!
ويمكنك يا سيدي الفاضل أن تحفظ جميع الرسائل على الحاسب، إذ تجد في أسفل الصفحة أزرارا مخصصة لذلك معنونة بـ (تنزيل كافة الرسائل على شكل:)
وكذلك يمكنك يا شيخنا الكريم أن ترسل رسالة بغير أن تفرغ صندوق رسائلك، وذلك بحذف علامة الموافقة على الاختيار الموجود بأسفل وهو (حفظ نسخة من هذه الرسالة في مجلد العناصر المرسلة)
وفقك الله وسدد خطاك ونفعنا بعلمك
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 - 02 - 07, 06:50 م]ـ
يبدو أننا كتبنا في وقت واحد (ابتسامة)
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[01 - 02 - 07, 08:03 م]ـ
لا بد من تغيير العنوان، فبعض الناس يقرأ العنوان فقط وتعلق في قلبه وربما نشرها!!!
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[01 - 02 - 07, 09:34 م]ـ
لم أشك يوما في سلامة اعتقادِ أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فهم ورثة النبي صلى الله عليه وسلم، وهم نقلة الدين .. رضي الله عنهم وأرضاهم ....
فلله دركم جزاءً لدفاعكم عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ....
وليت المشرقين يغيرون عنوان الموضوع كما رغب الإخوة.
¥(15/198)
ـ[آل عامر]ــــــــ[01 - 02 - 07, 11:26 م]ـ
الله اكبر ماأروع أهل هذا المنتدى المبارك
ناصح لأخيه ....
ومتقبل للنصيحة بصدر رحب ...
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[02 - 02 - 07, 01:07 ص]ـ
أخي العاصمي جزاك الله خيرا نعم طلق من التابعين وهذا سهو مني وقد كتبت هذه الفائدة أثناء إقامة الصلاة وكنت على عجل ولم أرجع إلى الموضوع إلا الآن فبارك الله فيك وجزاك الله خيرا.
ـ[صخر]ــــــــ[02 - 02 - 07, 03:50 ص]ـ
هلا غيرتم العنوان؟
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[02 - 02 - 07, 07:12 م]ـ
هلا غيرتم العنوان؟
أرجو من المشرفين أن يغيروا العنوان .....
ملاحظة: عنواني الذي كتبته ليس هو المثبت أعلاه، وإنما هو قريب منه.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[02 - 02 - 07, 07:40 م]ـ
جزى الله المشرفين خيرَ الجزاء على تعديلهم لعنوان الموضوع.(15/199)
عن شرح الشيخ الراجحي على صحيح مسلم
ـ[حسن البركاتي]ــــــــ[01 - 02 - 07, 03:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هل أكمل الشيخ عبدالعزيز الراجحي حفظه الله شرح صحيح مسلم حيث أنه حسب علمي قد وصل إلى كتاب الحدود؟
ـ[محمد العامر]ــــــــ[06 - 02 - 07, 05:25 م]ـ
نعم أكمله، والشيخ حفظه الله قد انتهى من شرح الصحيحين وبدأ بالسنن الأربعة، وتجد هذه الدروس في موقع الشيخ.
ـ[حسن البركاتي]ــــــــ[06 - 02 - 07, 10:04 م]ـ
جزاك الله خيرا(15/200)
دراسة في التصحيف والتحريف
ـ[ماهر]ــــــــ[01 - 02 - 07, 08:57 م]ـ
دراسة في التصحيف والتحريف
التصحيف والتحريف من الأمور الطارئة الَّتِيْ تقع في الْحَدِيْث سنداً أو متناً عِنْدَ بعض الرُّوَاة، وَهُوَ من الأمور المؤدية إلى الاختلاف في الْحَدِيْث الذي هو رأس علم العلل. فيحصل لبعض الرُّوَاة أوهام تقع في السند أَوْ في الْمَتْن بتغيير النقط أو الشكل أو الحروف.
وهذا النوع من الخطأ يسمى عِنْدَ الْمُحَدِّثِيْنَ بـ (التصحيف والتحريف).
والتصحيف هُوَ: تغيير في نقط الحروف أو حركاتها مع بقاء صورة الخط (1).
والتحريف: هُوَ العدول بالشيء عن جهته، وحرَّف الكلام تحريفاً عدل بِهِ عن جهته، وَقَدْ يَكُوْن بالزيادة فِيْهِ، أو النقص مِنْهُ، وَقَدْ يَكُوْن بتبديل بعض كلماته، وَقَدْ يَكُوْن بجعله عَلَى غَيْر المراد مِنْهُ؛ فالتحريف أعم من التصحيف (2).
ولابد من الإشارة إلى أن المتقدمين كانوا يطلقون المصحف والمحرف جميعاً عَلَى شيء واحد، ولكن الحافظ ابن حجر جعلهما شيئين وخالف بينهما، فَقَدْ قَالَ: ((إن كانت المخالفة بتغيير حرف أو حروف مع بقاء صورة الخط في السياق فإن كَانَ ذَلِكَ بالنسبة إلى النقط فالمصحف، وإن كَانَ بالنسبة إلى الشكل فالمحرّف)) (3).
وعلى هَذَا فالتصحيف هُوَ الَّذِيْ يَكُوْن في النقط؛ أي في الحروف المتشابهة الَّتِيْ تختلف في قراءتها مثل: الباء والتاء والثاء، والجيم والحاء المهملة والخاء المعجمة، والدال المهملة والذال المعجمة، والراء والزاي.
ومعرفة هَذَا الفن من فنون علم الْحَدِيْث لَهُ أهمية كبيرة (4)؛ وذلك لما فِيْهِ من
تنقية الأحاديث النبوية مِمَّا شابها في بعض الألفاظ سواء كَانَ في متونها أم في رجال أسانيدها.
وعندما كثر التصحيف والتحريف بَيْنَ الناس شرع الحفاظ من أهل الْحَدِيْث بتصنيف كتب: (التصحيف والتحريف) وكتب (المؤتلف والمختلف) (5)، وهذا الفن فن جليل لما يحتاج إِلَيْهِ من الدقة والفهم واليقظة، وَلَمْ ينهض بِهِ إلا الحفاظ الحاذقون قَالَ ابن الصَّلاَحِ: ((هَذَا فن جليل إنما ينهض بأعبائه الحذاق من الحفاظ)) (6).
والسبب في وقوع التصحيف والإكثار مِنْهُ إنما يحصل غالباً للآخذ من الصحف وبطون الكتب، دون تلق للحديث عن أستاذ من ذوي الاختصاص؛ لِذَلِكَ حذر أئمة الْحَدِيْث من عمل هَذَا شأنه، قَالَ سعيد بن عَبْد العزيز التنوخي (7): ((لا تحملوا العلم عن صحفي، ولا تأخذوا القرآن من مصحفي)) (8).
أقسام التصحيف
للتصحيف بحسب وجوده وتفرعه أقسام. ينقسم إِلَيْهَا وَهِيَ ستة أنواع:
القسم الأول: التصحيف في الإسناد:
مثاله: حَدِيْث شعبة، عن العوام بن مراجم (9)، عن أبي عثمان النهدي (10)، عن عثمان بن عفان، قَالَ: قَالَ رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم: ((لتؤدنَّ الحقوق إلى أهلها…الْحَدِيْث)) (11).
وَقَدْ صحف فِيْهِ يحيى بن معين، فَقَالَ: ((ابن مزاحم)) – بالزاي والحاء – وصوابه: ((ابن مراجم)) – بالراء المهملة والجيم – (12).
ومنه ما رواه الإمام أحمد (13)، من طريق شعبة، قَالَ: حَدَّثَنَا مالك بن عرفطة – قَالَ (14): وإنما هُوَ خالد بن علقمة – قَالَ: سَمِعْتُ عَبْد خير يحدّث، عن عائشة، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: ((أنه نهى عن: الدباء (15)، والحنتم (16)، والمزفت (17))).
وَقَدْ أخطأ الإمام شعبة بن الحجاج فصحف في هَذَا الاسم فَقَالَ: ((مالك بن عرفطة))، وصوابه: ((خالد بن علقمة)) كَمَا نبه عَلَى ذَلِكَ الإمام أحمد –كَمَا سبق– (18) وَقَدْ رَوَاهُ أبو عوانة، عن شعبة، فأخطأ فِيْهِ كذلك فِيْمَا أخرجه الْخَطِيْب في موضح أوهام الجمع والتفريق (19).
ثُمَّ رجع إلى الصواب فِيْمَا أخرجه عَنْهُ الْخَطِيْب في " تاريخ بغداد " (20) وَقَالَ: ((عن شعبة، عن خالد بن علقمة، عن عَبْد خير، بِهِ)).
القسم الثاني: التصحيف في الْمَتْن:
ومثاله حَدِيْث أنس مرفوعاً: ((ثُمَّ يخرج من النار من قَالَ: لا إله إلا الله، وَكَانَ في قلبه من الخير ما يزن ذرة)) (21).
قَالَ ابن الصَّلاَحِ: ((قَالَ فِيْهِ شعبة: ((ذُرَةً)) – بالضم والتخفيف – ونسب فِيْهِ إلى التصحيف)) (22)
¥(15/201)
ومثّل ابن الصَّلاَحِ لتصحيف الْمَتْن بمثال آخر فَقَالَ: ((وفي حَدِيْث أبي ذر: ((تعين الصانع))، قَالَ فِيْهِ هشام بن عروة – بالضاء المعجمة – وَهُوَ تصحيفٌ، والصواب ما رواه الزهري: ((الصانع)) – بالصاد المهملة – (23) ضد الأخرق (24))) (25).
القسم الثالث: تصحيف البصر:
وَهُوَ سوء القراءة بسبب تشابه الحروف والكلمات وهذا يحصل في الأعم لِمَنْ يأخذ من الصحف دون تلقٍ.
مثاله: ما رواه ابن لهيعة عن كتاب موسى بن عقبة إِلَيْهِ بإسناده عن زيد بن ثابت: ((أن رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم احتجم في المسجد)) قَالَ ابن الصَّلاَحِ: ((إنما هُوَ بالراء: ((احتجر في المسجد بخص أو حصير حجرة يصلي فِيْهَا)) (26) فصحّفه ابن لهيعة؛ لكونه أخذه من كتاب بغير سَمَاع)) (27).
وَقَالَ الإمام مُسْلِم: ((هَذِهِ رِوَايَة فاسدة من كُلّ جهة. فاحشٌ خطؤها في الْمَتْن والإسناد، وابن لهيعة المصحف في متنه، المغفل في إسناده)) (28).
وَقَدْ وصف السخاوي تصحيف البصر بأنه الأكثر (29).
القسم الرابع: تصحيف السمع:
ويحدث بسبب تشابه مخارج الكلمات في النطق فيختلط الأمر عَلَى السامع فيقع في التصحيف أَوْ التحريف.
نحو حَدِيْث لـ: ((عاصم الأحول))، رَوَاهُ بعضهم فَقَالَ: ((عن واصل الأحدب)) وَقَدْ ذَكَرَ الإمام الدَّارَقُطْنِيّ أنَّهُ من تصحيف السمع لا من تصحيف البصر قَالَ ابن الصَّلاَحِ: ((كأنه ذهب – والله أعلم – إلى أن ذَلِكَ مِمَّا لا يشتبه من حَيْثُ الكتابة، وإنما أخطأ فِيْهِ سمع من رَوَاهُ)) (30).
القسم الخامس: تصحيف اللفظ
ومثاله ما ورد عن الدَّارَقُطْنِيّ: أن أبا بكر الصولي (31) أملى في الجامع حَدِيْث أبي أيوب: ((من صام رمضان وأتبعه ستّاً من شوال)) (32)، فَقَالَ فِيْهِ: ((شيئاً)) – بالشين والياء – (33).
قَالَ ابن الصَّلاَحِ: ((تصحيف اللفظ وَهُوَ الأكثر)) (34).
القسم السادس: تصحيف المعنى دون اللفظ:
مثاله: قَوْل مُحَمَّد بن المثنى (35): ((نحن قوم لنا شرف، نحن من عَنَزة)) (36) قَالَ ابن الصَّلاَحِ: ((يريد ما روي: ((أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم صلى إلى عنزة)) (37) فتوهم أنه صلى إلى قبيلتهم، وإنما العنزة هاهنا حربة نصبت بَيْنَ يديه فصلى إليها)) (38).
.................................................. ....................
(1) تصحيفات الْمُحَدِّثِيْنَ 1/ 39.
(2) تصحيفات الْمُحَدِّثِيْنَ 1/ 39.
(3) نُزهة النظر: 127، وانظر: تدريب الرَّاوِي 2/ 195، وألفية السيوطي: 203، وتوضيح الأفكار 2/ 419 مع حاشية محيي الدين عَبْد الحميد.
وَقَالَ الدكتور موفق بن عَبْد الله في كتابه " توثيق النصوص ": 166: ((وسبق الحافظ ابن حجر في هَذَا التفريق الإمام العسكري في كتابه " شرح ما يقع فِيْهِ التصحيف والتحريف ")).
(4) ولأهمية هَذَا الفن من فنون علم الْحَدِيْث فَقَدْ صنف فِيْهِ العلماء عدة كَتَبَ مِنْهَا:
تصحيف العلماء: لأبي مُحَمَّد عَبْد الله بن مُسْلِم بن قتيبة الدينوري (ت 276 ه).
التنبيه عَلَى حدوث التصحيف: لحمزة بن الحسن الأصفهاني (ت 360 ه)، وَهُوَ مطبوع.
التنبيهات عَلَى أغاليط الرُّوَاة: لأبي نعيم علي بن حمزة البصري (ت 375 ه).
شرح ما يقع فِيْهِ التصحيف والتحريف: لأبي أحمد الحسن بن عَبْد الله العسكري (ت 382 ه).
تصحيفات الْمُحَدِّثِيْنَ: لأبي أحمد الحسن بن عَبْد الله العسكري، وَهُوَ مطبوع.
تصحيفات الْمُحَدِّثِيْنَ: للإمام الحافظ أبي الحسن علي بن عمر الدَّارَقُطْنِيّ (ت 385 ه).
إصلاح خطأ الْمُحَدِّثِيْنَ: لأبي سليمان حمد بن مُحَمَّد الخطابي (ت 388 ه).
الرد عَلَى حمزة في حدوث التصحيف: لإسحاق بن أحمد بن شبيب (ت 405 ه).
متفق التصحيف: لأبي علي الحسن بن رشيق القيرواني (ت 456 ه).
تلخيص المتشابه في الرسم، وحماية ما أشكل مِنْهُ عن بوادر التصحيف والوهم: للخطيب البغدادي (ت 463 ه).
تالي التلخيص: لأبي بكر أحمد بن علي الْخَطِيْب (ت 463 ه).
مشارق الأنوار عَلَى صَحِيْح الآثار: لأبي الفضل عياض بن موسى اليحصبي (ت 544 ه).
¥(15/202)
ما يؤمن فِيْهِ التصحيف من رجال الأندلس: لأبي الوليد يوسف بن عَبْد العزيز المعروف بابن الدباغ (ت 546 ه).
مطالع الأنوار: لأبي إسحاق إِبْرَاهِيْم بن يوسف بن إِبْرَاهِيْم المعروف بابن قرقول (ت 569 ه).
التصحيف والتحريف: لأبي الفتح عثمان بن عيسى الموصلي (ت 600 ه).
تصحيح التصحيف وتحرير التحريف: لخليل بن أيبك الصفدي (ت 764 ه).
تحبير الموشين فِيْمَا يقال لَهُ بالسين والشين: للفيروزآبادي (ت 817 ه).
التطريف في التصحيف لأبي الفضل السيوطي (ت 911 ه).
التنبيه عَلَى غلط الجاهل والتنبيه: لابن كمال باشا (ت 940 ه).
وَقَدْ ساق هَذِهِ الكتب ورتبها الدكتور موفق بن عَبْد الله في كتابه " توثيق النصوص ": 174 - 178.
(5) الْمُؤْتَلِف لغة: اسم فاعل من الائتلاف بمعنى الاجتماع والتلاقي، وَهُوَ ضد النفرة، قَالَ ابن فارس: الهمزة واللام والفاء أصل واحد يدل عَلَى انضمام الشيء إلى الشيء، والأشياء الكثيرة أَيْضاً. مقاييس اللغة 1/ 131 (ألف)، وانظر: شرح علي القاري عَلَى النخبة:224، وتيسر مصطلح الْحَدِيْث: 208.
والمختلف لغة: اسم فاعل من الاختلاف، وَهُوَ ضد الاتفاق، يقال: تخالف الأمران، واختلفا إذا لَمْ يتفقا. وكل ما لَمْ يتساوَ فَقَدْ تخالف واختلف. لسان العرب 9/ 91 (خلف)، وانظر: شرح علي القاري عَلَى النخبة: 224، وتيسر مصطلح الْحَدِيْث: 208.
والمؤتلف والمختلف في اصطلاح الْمُحَدِّثِيْنَ: هُوَ ما يتفق في الخط دون اللفظ. فتح المغيث 3/ 213.
وَهُوَ فن مهم للغاية، وفيه عدة مؤلفات سردها الدكتور موفق في كتابه " توثيق النصوص ": 183 - 194 فبلغ بِهَا ستين.
(6) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 252، وطبعتنا: 448.
(7) هُوَ سعيد بن عَبْد العزيز التنوخي الدمشقي: ثقة إمام، لكنه اختلط في آخر أمره، توفي سنة (167ه)، وَقِيْلَ: (163 ه)، وَقِيْلَ: (164ه).
سير أعلام النبلاء 8/ 32، والكاشف 1/ 440 (1926)، والتقريب (2358).
(8) الجرح والتعديل 2/ 31، وتصحيفات الْمُحَدِّثِيْنَ 1/ 71، وشرح ما يقع فِيْهِ التصحيف: 13، والتمهيد 1/ 46، وفتح المغيث 2/ 232.
(9) انظر: الإكمال 7/ 186.
(10) بفتح النون وسكون الهاء. التقريب (4017).
(11) أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ في العلل 3/ 64 - 65 س287، وفي المؤتلف والمختلف 3/ 2078 - 2079.
(12) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 252، وطبعتنا: 448.
(13) في مسنده 6/ 244، وكذلك أخرجه الطيالسي (1538)، وإسحاق بن راهويه (1229) و (1249).
(14) القائل هُوَ: عبد الله بن الإمام أحمد راوي المسند عن أبيه.
(15) الدباء: القرع، واحدها دُباءة، كانوا ينتبذون فِيْهَا فتسرع الشدة في الشراب، وتحريم الانتباذ في هَذِهِ الظروف كَانَ في صدر الإِسْلاَم ثُمَّ نسخ، وَهُوَ المذهب، وذهب الإمام مالك وأحمد إلى بقاء التحريم. النهاية 2/ 96.
(16) الحنتم: جرار مدهونة خضر كانت تحمل الخمر فِيْهَا إلى الْمَدِيْنَة، ثُمَّ اتسع فِيْهَا فقيل للخزف كله حنتم، واحدها حنتمة؛ وإنما نهي عن الانتباذ فِيْهَا لأنها تسرع الشدة فِيْهَا لأجل دهنها. وَقِيْلَ: لأنها كانت تعمل من طين يعجن بالدم والشعر فنهي عَنْهَا من عملها.والأول أوجه.النهاية 1/ 448.
(17) المزفت: هُوَ الإناء الَّذِيْ طلي بالزفت، وَهُوَ نوع من القار ثُمَّ انتبذ فِيْهِ. النهاية 2/ 304.
(18) وكذا نبه عَلَى هَذَا الوهم في " علله " برواية ابنه 2/ 33 - 34.
(19) 2/ 61.
(20) تاريخ بغداد 7/ 400.
(21) أخرجه أحمد 3/ 116 و173 و276، وعبد بن حميد (1173)، والبخاري 1/ 17 (44) و 9/ 149 (7410)، ومسلم 1/ 125 (193) (325)، وابن ماجه (4312)، والترمذي (2593).
(22) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 253، وفي طبعتنا: 450.
(23) قَالَ الحافظ العراقي في شرح التبصرة:2/ 296، وطبعتنا 2/ 423: ((وكقول هشام بن عروة في حَدِيْث أبي ذر: ((تعين ضايعاً)) بالضاد المعجمة، والياء آخر الحروف، والصواب بالمهملة والنون))، ومثله في تدريب الرَّاوِي 2/ 114.
¥(15/203)
وهذا جزء من حَدِيْث أخرجه البخاري 3/ 188 (2518)، ومسلم 1/ 62 (84) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي مُراوح، عن أبي ذر، قَالَ: قلت: يا رَسُوْل الله … وفيهما: ((تعين صانعاً))، وعند مُسْلِم أَيْضاً بلفظ: ((فتعين الصانع))، هكذا في الأصول المطبوعة لـ " الصحيحين ": ((صانعاً) – بالصاد المهملة والنون – ومثل ذَلِكَ في مسند الحميدي (131)، ومسند الإمام أحمد 5/ 150 و5/ 171، وفي فتح الباري 5/ 148: ((ضائعاً))، وفي عمدة القارئ 13/ 79: ((ضايعاً)). وانظر تفصيل ذَلِكَ في شرح مُسْلِم للنووي 1/ 271، وفتح الباري 5/ 149، وعمدة القاري 13/ 80.
(24) الأخرق: هُوَ الَّذِيْ ليس بصانع ولا يحسن العمل، يقال: رجل أخرق: لا صنعة لَهُ، والجمع خرق – بضم ثُمَّ سكون – وامرأة خرقاء، كذلك. انظر: فتح الباري 5/ 149.
(25) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 254، وفي طبعتنا: 45.
(26) أخرجه البخاري 8/ 34 (6113)، ومسلم 2/ 188 (781)، وفي التمييز (57)، وأخرجه البخاري أَيْضاً 1/ 186 (731) و 9/ 117 (7290)، ومسلم 2/ 188 (781) بلفظ: ((اتخذ حجرة)).
(27) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 449.
(28) التمييز: 140.
(29) فتح المغيث 3/ 71.
(30) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 256، وفي طبعتنا: 453.
(31) هُوَ محمد بن يحيى بن عَبْد الله بن العباس بن محمد بن صول، أبو بكر المعروف بالصولي، كَانَ أحد العلماء بفنون الآداب، حسن الْمَعْرِفَة بأخبار الملوك وأيام الخلفاء، ومآثر الأشراف، وطبقات الشعراء، توفي سنة خمس وثلاثين وثلاث مئة .. انظر: تاريخ بغداد 3/ 427، ومعجم الأدباء 19/ 109، والسير 15/ 301.
والصولي: بضم الصاد المهملة، وفي آخرها اللام، هَذِهِ النسبة إلى صول، وهم اسم لبعض أجداده. الأنساب 3/ 572.
(32) حَدِيْث أبي أيوب: أخرجه الطيالسي (594)، وعبد الرزاق (7918)، والحميدي (381) و (382)، وابن أبي شيبة (9723)، وأحمد 5/ 417 و419، وعبد بن حميد (228)، والدارمي (1761)، ومسلم 3/ 169 (1164)، وأبو داود (2433)، وابن ماجه (1716)، والترمذي (759)، والطحاوي في شرح المشكل (2337) و (2338)، وابن حبان (3634)، والبيهقي 4/ 392، والبغوي (1780).
(33) تاريخ بغداد 3/ 431، ومعرفة أنواع علم الْحَدِيْث: 255، وفي طبعتنا: 452.
(34) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 256، وفي طبعتنا: 453.
(35) هُوَ مُحَمَّد بن المثنى بن عبيد العنَزي –بفتح النون والزاي– أبو موسى البصري المعروف بالزمن: ثقة ثبت توفي (252ه). تهذيب الكمال 5/ 493 (6170)، والكاشف 2/ 214 (5134)، والتقريب (6264).
(36) بفتح العين المهملة والنون. انظر: الأنساب 4/ 221، وتاج العروس 15/ 248.
(37) هَذِهِ إشارة إلى حَدِيْث ورد عن جَمَاعَة من الصَّحَابَة. انظر مثلاً: مسند الإمام أحمد 4/ 308، وصحيح البخاري 2/ 25 (973)، وصحيح مُسْلِم 2/ 55 (501) (246)، وابن ماجه (1304).
(38) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 254 - 255، وفي طبعتنا: 451، وانظر في معنى العنزة: الصحاح 3/ 887، وتاج العروس 15/ 247.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[01 - 02 - 07, 10:33 م]ـ
بحث شيخنا ماهر على ملف وورد ... جزاه الله عنا كل خير
ـ[ماهر]ــــــــ[11 - 07 - 07, 07:04 ص]ـ
جزاك الله كل خير وزادك الله من فضله ونفع الله بك
ـ[علي صالح]ــــــــ[11 - 07 - 07, 05:38 م]ـ
جزاك الله كل خير وزادك الله من فضله ونفع الله بك
ـ[ماهر]ــــــــ[25 - 12 - 07, 07:28 م]ـ
وأنتم جزاكم الله كل خير ونفع بكم وزادكم من فضله.(15/204)
ما أسماء المحدثين الذين إذا حكموا على حديث بصحة وضعف كان قولهم ذي بال؟
ـ[عبداللطيف السعيد]ــــــــ[02 - 02 - 07, 01:32 م]ـ
مقدمة:
كما هو معلوم عند الكثير من أهل العلم صعوبة أن يكون الإنسان قادرا على تخريج حديث بنفسه لمعرفة صحته من سقمه
ففي ظل تلك الصعوبة سيجد الكثير _وأنا منهم_ الاكتفاء بتصحيح كبار المحدثين للحديث من أمثال الإمام أحمد وابن تيمية والذهبي و الألباني الأرناؤوط أحمد شاكر ... ونحوهم كثير
بل لنا عزاء حتى في كبار العلماء فعلى سبيل المثال قرأت في الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ارتضاه بتصحيح العراقي، فهذا يدل أن العلماء الكبار يأخذون بالحكم المجمل النهائي لكبار المحدثين
وسؤالي:
من هم المحدثون الذين إذا حكموا على حديث بصحة أو بضعف فإن لحكمهم وزنا وشأنا؟
أرجو التسمية ولو على سبيل التقريب وذلك لمسيس الحاجة للجواب
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[02 - 02 - 07, 02:13 م]ـ
في اي عصر تريد؟
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[02 - 02 - 07, 05:09 م]ـ
هل تقصد حديث ((كل امر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو اقطع))
اذا كان هو فقد ضعفه ابن حجر والألباني
وحسنه السيوطي والنووي والعجلوني
وحسب ما اعرفة ان الحديث حسنوه لتعدد طرقة
لاكن الظاهر أن اسانيده لا تخلو من علل قويه ((هذا والله اعلم))
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[04 - 02 - 07, 11:15 ص]ـ
هل تقصد حديث ((كل امر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو اقطع))
اذا كان هو فقد ضعفه ابن حجر والألباني
وحسنه السيوطي والنووي والعجلوني
وحسب ما اعرفة ان الحديث حسنوه لتعدد طرقة
لاكن الظاهر أن اسانيده لا تخلو من علل قويه ((هذا والله اعلم))
يا أخي!
الأخ عبد اللطيف ما قصد هذا الحديث سلمك الله.
واقرأ العنوان جيدا ...
والصواب في العنوان: ( .. كان قولهم ذا بال)
ـ[عبد]ــــــــ[04 - 02 - 07, 02:12 م]ـ
سرد الأسماء لا يكفي للأئمة فهناك المتشدد كالقطان وهناك المعتدل كأحمد وهناك من هو بين المتشدد والمعتدل كيحي بن معين وهناك من نُسب إلى شيء من التساهل كابن حبان. لذلك إذا كنت ستعتمد على أقوال الأئمة في التصحيح والتضعيف فاحرص على أقوال المعتدلين ومع ذلك فإن أقوال المعتدلين أكثر ما تكون في الجرح والتعديل أي في الرجال أكثر من كونها في صحة الحديث من عدمه مع أن لهم عبارات موهمة مثل (هذا أصح شيء في هذا الباب) أو قولهم (ما أحسن هذا الحديث) وهذا يخرج منهم على قصد المقارنة والنسبة لما هو أضعف منها وهي أقل ضعفاً. وهكذا.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[04 - 02 - 07, 09:32 م]ـ
السؤال: هل يكتفي طالب العلم بتصحيح أو تضعيف الحفاظ السابقين قبله؟
الجواب: [يشبه التقليد في الفقه، يكفي لطالب العلم أن يسمع رأيا لإمام من الأئمة المتبوعين – لا أعني طبعا الأربعة فقط، فهم أكثر بفضل الله عزوجل –
ويعمل به، نقول: لا يمكن كل طلاب العلم أن يكونوا في نسبة واحدة من التمكن في معرفة الحق مما اختلف فيه الناس، فحسب طالب العلم أن يحقق الآية الكريمة (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) فإذا كان هناك من أهل الذكر من الأحياء يسأله ويتبنى جوابه، أو ليس هناك عالم حي يسأله، فيعلم بأن أحد العلماء المتبعين له رأي كذا فيتبعه، فهو سالم من المؤاخذة، ولو كان الرأي الذي تبناه من ذاك العالم خطأ في واقع الأمر، لأنه قام بما يجب عليه في الآية السابقة، (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)، لكن هذا مشروط بشرط واحد ألا يتبين له بأن هذا الرأي خطأ، وهذا البيان قد يكون ببحث شخصي منه إذا كان عنده استعداد، أو بدلالة عالم آخر يثق به وبعلمه.
المهم يجوز لطالب العلم أن يقلد العالم إذا لم يتبين له خطأه، ولم يستطع هو أن يتبين أصوابا كان أم خطأ.
كذلك تماما الجواب عن السؤال بالنسبة لطالب العلم، يجد إماما منْ أئمة المسلمين وحافظا من حفاظهم يصحح حديثا أو يضعف آخر، فهذا يكفيه أن يتبع هذا المصحح أو المضعف إلا بشرط كما ذكرنا في المسألة الفقهية، إلا بشرطين: الشرط الأول: ألاّ يعلم خطأه، لأن المقصود بهذا الشرط سواء في الحديث أو في الفقه ألا يتبع هواه، يقول: فلان أفتاني وانتهى الأمر وفي نفسه ما فيه! والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: [استفت قلبك ولو أفتاك المفتون]، هذا هو الشرط الأول: ألاّ يكون عالما بأن هذا الرأي سواء في تصحيح حديث أو تضعيفه، أو في إباحة شيء أو تحريمه، لا يعلم أنه خطأ.
والشرط الثاني: ألاّ يستطيع هو التحقيق في صحة هذا الحديث أو ضعفه، هذا أمر جائز لأننا لا نستطيع نكلف الناس كلهم أن يصيروا مجتهدين وعلماء.
السائل: طيب: متى يعلم المرء من نفسه متى يستطيع أن ... ؟
الشيخ: هذا سؤال مهم، يعلم ذلك حينما يعرض بحوثه وأقواله الشخصية على أهل العلم القدامى المسطرة أقوالهم في كتبهم، فيجد أن الغالب عليه أنهم يوافقهم هذا من جهة، ومن جهة أخرى يجد أهل العلم يقدرون علمه واجتهاده، ولا يعتبرونه – كما قلنا آنفا – بعدُ لم يتأهل لأن ينصب نفسه منصب المصحح والمضعف، يعني ينبغي أن يكون الإنسان بعيدا عن أن يغتر بعلمه، وكثير من طبيعة الإنسان ألاّ يرى عيبه، ويرى عيوب الناس، ولذلك يجب أن يستعين بغيره، ممن هم عنده من أهل العلم، فيرى عيبه بواسطتهم كما أشار عليه الصلاة والسلام بقوله في الحديث المعروف (المؤمن مرآة أخيه)، فالمؤمن حقا هو يرى أخطاءه وعيوبه بواسطة غيره، فينبغي أن يستعين بأهل العلم ليعرف هل هو صار أهلا للبحث والاجتهاد، سواء في التصحيح والتضعيف
في العلم، أو في الإفتاء في المسائل الفقهية]
السؤال: إذا صحح أحد المحدثين السابقين حديثا وضعفه الشيخ الألباني، ولكننا لم نحصل على المصدر الذي عزا إليه الشيخ كأن يكون مخطوطا، ولم يتوسع الشيخ في التخريج، فما موقف طالب العلم؟
الجواب:
[أظن سبق شيء من الجواب، ولكن لابد من جواب جديد.
إذا كان هذا الطالب يستطيع التمييز والتتبع يعتمد ما وصل إليه بحثه واجتهاده، أما إن كان ليس أهلا لذلك، فهو يعتمد على من ثقته به أكثر من الآخر].
الشيخ العلامة المحدث الألباني. " سلسلة الهدى والنور " شريط " 189 ".
¥(15/205)
ـ[أبو يوسف السوفي]ــــــــ[04 - 02 - 07, 11:18 م]ـ
مع ما ذكر الأخ عبد من تجنب تجريح من عرف تشدده في الجرح كابن القطان أو المتساهل كابن حبان يجب تجنب أمور أخرى قد تحدث أحيانا عند بعض المعتدلين من الجرح الذي يقبل كتجريح الأقران فهو لا يقبل ولو كان من معتدل والجرح غير المفسر إذا وجد معدل للراوي ... وغيرها من القواعد التي يلزم الذي يريد أن يعرف أحوال الرجال جرحا وتعديلا الإطلاع عليها، ومع ذلك فهناك رجال قد اشتهرت عدالتهم وعرف ضبطهم وإتقانهم ويجد الباحث شبه إجماع في توثبقهم قد يصل إلى ذلك حتى غير المتبحر في هذا الشأن والله تعالى أعلم.
ومن المحدثين الذين عرفوا بالإعتدال في الجرح والتعديل: أمير المؤمنين البخاري، علي بن المديني، الإمام أحمد وغيرهم ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مررت على المروءة وهي تبكي * * * فقلت على ما تنتحب الفتاة
فقالت كيف لا أبكي وأهلي * * * جميعا دون كل الخلق ماتوا
ـ[عارف الصاعد]ــــــــ[06 - 02 - 07, 12:54 ص]ـ
بعد التحية للجميع، والأخ عبد بالأخص:
لعل هناك أمر ينبغي إيضاحه ألا وهو أن هناك من يحكم على الحديث من خلال سنده في هذا الحديث - ربما - ولم يصله سند آخر لهذا الحديث وهذا متصور في الطبقة الأولى من المحدثين والذين ربما أسميهم في اصطلاحي (رجال من السند) فهؤلاء ينظر لتصحيحهم وتضعيفهم من منظار أضيق.
وأما المحققون أو ما أسميهم (دارسو السند) فهولاء يجمعون عدداً كبيراً من الطرق - كلٌ بحسبه - وقد يضعفون الحديث من طريق فيه أحد (الرجال من السند) لكنهم يصححونه من طريق آخر فيه (رجل من السند) آخر. وهؤالء في نظري هم الذين ينبغي أن يُعتنى بحكمهم على الحديث.
الموضوع بحاجة للبسط لكن هذه لمن يكتفي بالإيجاز - ويفهمه -!.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[14 - 02 - 07, 03:48 ص]ـ
المحدثون ينقسمون الى ثلاثة اقسام:
1 - المتساهلون مثاله الحاكم
2 - المتوسطون مثاله الإمام احمد والبخاري
3 - المتشددون مثاله يحي بن سعيد القطان
وانت عليك بعتماد قول المتوسطين خصوصا إذا كانوا من أعلام هذا الفن.
ـ[عبداللطيف السعيد]ــــــــ[23 - 03 - 07, 01:39 م]ـ
أولا: جزاكم الله كل خير على تلك الأجوبة، وأبشروا والله بزيادة العلم طالما حرصتم على نشره.
ثانيا: الحمد لله أن فتوى الألباني قريبة من فتوى اللجنة الدائمة التي تنص على أن الشخص الذي لا يملك أدوات الاجتهاد والبحث .. يجوز له تقليد من يثق في علمه وتقواه، وهذا متفق تماما مع مبدأ "لكل علم أهل اختصاصٍ يرجع إليهم فيه"، وهذا يجعل السؤال عن "أسماء المحدثين المعتبرين" سؤالا مهما.
ثالثا: "تصنيف المحدثين المتقدمين إلى الثلاثة الأقسام المذكورة:متساهل ومتشدد ومعتدل ... "
حكم بهذا التصنيف بعض أهل العلم جزاهم الله عنا كل خير
وهذا يعني أن أهل العلم المعاصرين بإمكانهم ايضا تصنيف المحدثين المتأخرين إلى تلك الأقسام الثلاثة
فإذا كان ذلك كذلك فالسؤال:
ممن يُصنف هؤلاء العلماء:
الحميد العلوان الحويني حاتم الشريف أحمد شاكر الأرناؤوط الألباني
وغيرهم كثير ممن لا تحضرني أسماؤهم
؟؟؟؟
أنا وغيري _من المقلدين الذين لا يملكون أدوات الاجتهاد في علم المصطلح_
بحاجة إلى أجوبة تلك الأسئلة حتى ننتقل من الكلام النظري إلى التطبيقي فنعمل بدين الله سبحانه.
فاعذروني على تلك الأسئلة
اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام
ـ[يحيى القضاة]ــــــــ[24 - 03 - 07, 07:16 ص]ـ
الاخوة الكرام في ملتقى اهل الحديث:
هناك احتمالات عديده عند النظر في تصحيح وتضعيف حديث:
1.ان يجمع النقاد سابقا ولاحقا على تصحيح او تضعيف حديث .....
وهنا من الصعب ان ننقض حكمهم وان كان من الممكن ذلك ولكن بالدليل على صحة ما يذهب اليه الناقد.
2.ان يختلف النقاد في تصحيحه او تضعيفه، وهنا يكون الحكم فيه لمن صححه بدليل لم يقوى على رده احد، او يكون الحكم لمن ضعفه احد النقاد بعلة بحيث لا ترتفع هذه العلة فيبقى الحديث على ضعفه مالم ترتفع علة الحديث.
3.اذا تساوى الطرفين في الحجة،فان هذا الحديث سيقى محل اجتهاد،فيه مجال محتمل في القبول او الرد.
وفي الختام:
ـ[أبو عبد الرحمن بن عبد الفتاح]ــــــــ[06 - 05 - 07, 10:13 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اسمحوا لى بالتوضيح لقد فهمت ان الاخ عبد اللطيف يقصد العلماء المعاصرين
فهل من اجابة؟
ـ[عبداللطيف السعيد]ــــــــ[08 - 08 - 07, 02:24 ص]ـ
أخي الغالي يحيى القضاة
أنا لا أتكلم عن أشخاص لديهم أدوات الإجتهاد ولكني أتكلم عمن يشبهون حالتي من المقلدين فمن من العلماء المعاصرين الذي يوصف بأنه معتدل فيمكننا الأخذ بقوله
وهذا السؤال فرع من سؤالي السابق:
ثالثا: "تصنيف المحدثين المتقدمين إلى الثلاثة الأقسام المذكورة:متساهل ومتشدد ومعتدل ... "
حكم بهذا التصنيف بعض أهل العلم جزاهم الله عنا كل خير
وهذا يعني أن أهل العلم المعاصرين بإمكانهم ايضا تصنيف المحدثين المتأخرين إلى تلك الأقسام الثلاثة
فإذا كان ذلك كذلك فالسؤال:
ممن يُصنف هؤلاء العلماء:
الحميد العلوان الحويني حاتم الشريف أحمد شاكر الأرناؤوط الألباني
وغيرهم كثير ممن لا تحضرني أسماؤهم
؟؟؟؟
أنا وغيري _من المقلدين الذين لا يملكون أدوات الاجتهاد في علم المصطلح_
بحاجة إلى أجوبة تلك الأسئلة حتى ننتقل من الكلام النظري إلى التطبيقي فنعمل بدين الله سبحانه
--------
الأخ الموفق أبو عبد الرحمن بن عبد الفتاح
صدقت أخي الكريم فلعل الأهم لنا الآن هو تسمية العلماء المعتدلين المعاصرين
¥(15/206)
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[24 - 05 - 08, 02:05 م]ـ
يا أخي جل من ذكرتهم عندهم الآلة في هذا الفن.
لكن لا يوجد بشر معصوم من الخطأ.(15/207)
سؤالات لأهل الحديث نرجو الإفادة
ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[03 - 02 - 07, 02:18 م]ـ
أقول: لدي بعض الأسئلة في مصطلح الحديث و متعلقاته.
قال أحدهم: و عنه أحمد روى (و لا يروي أحمد إلا عن ثقة).
السؤال الأول: هل هذه المقولة على إطلاقها أن الإمام أحمد لا يروي إلا عن ثقة؟ و هي جاءت بخصوص إبراهيم بن مهدي المصيصي.
قال أحدهم: عثمان بن (عمرو) أم (عمر) بن عثمان بن سليمان بن أبي حثمة.
السؤال الثاني: أيهما الصواب عمرو أم عمر؟
قال أحدهم: حسان عبد المنان تكلام فيه الشيخ الألباني كلاما طويلا.
السؤال الثالث: هل يرجع في المراجع إلى كتبه، أم هذا مما يشين البحث الحديثي؟ أم ليس في الأمر بأس؟ و خاصة و أن الباحث لديه مراجع أخرى.
ـ[محمد عمرو]ــــــــ[12 - 02 - 07, 02:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
حيا الله الاخ الكريم السائل
ينبغي التنبه أن بعض تقريرات الائمة تخرج مخرج الغالب وهذا لا ينفي قبول القاعدة بالجملة. فنقول أحمد لايروي الا عن ثقة نعم لكن قد يجد الباحث رواية للامام أحمد عن ضعيف كما قال ابن معين (جن احمد يروي عن فلان) وذكره وهو راوي ضعيف. فلكل قاعدة اسثثناء لكن بالجملة نعم.
بالنسبة لحسان عبد المنان فعليك بكتاب - النصيحة - للشيخ الامام الالباني ففيه نصيحة لك.(15/208)
سؤالات أهل الحديث نرجو الإفادة
ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[03 - 02 - 07, 02:21 م]ـ
أقول: لدي بعض الأسئلة في مصطلح الحديث و متعلقاته.
قال أحدهم: و عنه أحمد روى (و لا يروي أحمد إلا عن ثقة).
السؤال الأول: هل هذه المقولة على إطلاقها أن الإمام أحمد لا يروي إلا عن ثقة؟ و هي جاءت بخصوص إبراهيم بن مهدي المصيصي.
قال أحدهم: عثمان بن (عمرو) أم (عمر) بن عثمان بن سليمان بن أبي حثمة.
السؤال الثاني: أيهما الصواب عمرو أم عمر؟
قال أحدهم: حسان عبد المنان تكلام فيه الشيخ الألباني كلاما طويلا.
السؤال الثالث: هل يرجع في المراجع إلى كتبه، أم هذا مما يشين البحث الحديثي؟ أم ليس في الأمر بأس؟ و خاصة و أن الباحث لديه مراجع أخرى.
ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[03 - 02 - 07, 06:17 م]ـ
سبحان الله و بحمده، سبحان الله العظيم،،،،
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[03 - 02 - 07, 07:41 م]ـ
السؤال الأول: هل هذه المقولة على إطلاقها أن الإمام أحمد لا يروي إلا عن ثقة؟ و هي جاءت بخصوص إبراهيم بن مهدي المصيصي.
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=87281&highlight=%ED%D1%E6%EC+%C5%E1%C7+%CB%DE%C9
قال أحدهم: حسان عبد المنان تكلام فيه الشيخ الألباني كلاما طويلا.
السؤال الثالث: هل يرجع في المراجع إلى كتبه، أم هذا مما يشين البحث الحديثي؟ أم ليس في الأمر بأس؟ و خاصة و أن الباحث لديه مراجع أخرى. [/ QUOTE]
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6719&highlight=%CD%D3%C7%E4+%DA%C8%CF+%C7%E1%E3%E4%C7%E 4
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17965&highlight=%CD%D3%C7%E4+%DA%C8%CF+%C7%E1%E3%E4%C7%E 4
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=37775&highlight=%CD%D3%C7%E4+%DA%C8%CF+%C7%E1%E3%E4%C7%E 4
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[03 - 02 - 07, 07:49 م]ـ
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14003&highlight=%CD%D3%C7%E4+%DA%C8%CF+%C7%E1%E3%E4%C7%E 4
ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[04 - 02 - 07, 09:22 ص]ـ
أخي الكريم شكرا على الإحالات:
1 ـ هذه المقولة مشهورة متداولة بل قالها أحمد عن نفسه. و هي كما ذكر لا تنخرم إلا في النادر و النادر لا حكم له.
2 ـ عثمان بن عمر أو بن عمرو؟!!!
3 ـ حسان بن عبد المنان هداه الله، لا يرجع إلى كتبه و خاصة إن كان لدى الباحث مراجع أخرى.
الرجاء الإجابة عن السؤال الثاني مع الشكر
ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[04 - 02 - 07, 09:36 ص]ـ
أخي الكريم شكرا على الإحالات:
1 ـ هذه المقولة مشهورة متداولة بل قالها أحمد عن نفسه. و هي كما ذكر لا تنخرم إلا في النادر و النادر لا حكم له.
2 ـ عثمان بن عمر أو بن عمرو؟!!!
3 ـ حسان بن عبد المنان هداه الله، لا يرجع إلى كتبه و خاصة إن كان لدى الباحث مراجع أخرى.
الرجاء الإجابة عن السؤال الثاني مع الشكر(15/209)
كلام لم أفهمه للمعلمي في التنكيل
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[03 - 02 - 07, 05:32 م]ـ
قال المعلمي: التحقيق أن كلاً من التعديل والجرح الذي لم يبن سببه يحتمل وقوع الخلل فيه، والذي ينبغي أن يؤخذ به منهما هو ما كان احتمال الخلل قيه أبعد من احتماله في الآخر، وهذا يختلف ويتفاوت باختلاف الوقائع، والناظر في زماننا لا يكاد يتبين له الفضل في ذلك إلا بالاستدلال بصنيع الأئمة كما إذا وجدنا البخاري ومسلماً قد احتجا أو أحدهما براو سبق ممن قبلهما فيه جرح غير مفسر، فإنه يظهر لنا رجحان التعديل غالباً، وقس على هذا.
-------------------------------------------------------------
لم أفهم كلامه أرجو منكم تبيينه وجزاكم الله خير
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[03 - 02 - 07, 07:13 م]ـ
جزاك الله خيرا
يعنى أن قاعدة الجرح مقدم على التعديل ليست على إطلاقها
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - 02 - 07, 07:48 م]ـ
للتنبيه فقط
قال المعلمي: التحقيق أن كلاً من التعديل والجرح الذي لم يبين سببه يحتمل وقوع الخلل فيه، والذي ينبغي أن يؤخذ به منهما هو ما كان احتمال الخلل فيه أبعد من احتماله في الآخر، وهذا يختلف ويتفاوت باختلاف الوقائع، والناظر في زماننا لا يكاد يتبين له الفصل في ذلك إلا بالاستدلال بصنيع الأئمة كما إذا وجدنا البخاري ومسلماً قد احتجا أو أحدهما براو سبق ممن قبلهما فيه جرح غير مفسر، فإنه يظهر لنا رجحان التعديل غالباً، وقس على هذا.
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[03 - 02 - 07, 09:19 م]ـ
جزاك الله خيرا
لعلك تفيدنا بما ظهر لك من فسر هذا الكلام شيخنا العوضى
فأنا لم أشرح كلام المعلمى وإنما أشرت لبعض الفوائد المستنبطة من كلامه والله أعلم
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[03 - 02 - 07, 10:15 م]ـ
والذي ينبغي أن يؤخذ به منهما هو ما كان احتمال الخلل قيه أبعد من احتماله في الآخر،
لم أفهم كلامه أرجو منكم تبيينه وجزاكم الله خير
وهذا هو أشكل شيء فيه
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[03 - 02 - 07, 11:16 م]ـ
((التحقيق أن كلاً من التعديل والجرح الذي لم يبن سببه يحتمل وقوع الخلل فيه، والذي ينبغي أن يؤخذ به منهما هو ما كان احتمال الخلل قيه أبعد من احتماله في الآخر))
يتكلم بارك الله فيك عن الجرح والتعديل الذي لم يذكر سببه
يعني أن هذا الجرح او التعديل ممكن ان يكون خطاء ((خلل))
لذلك الذي ينبغي الخذ به في هذه الحالة ما هو ابعد عن الخطاء
وبعد ذلك ذكر كلامه ((وهذا يختلف ويتفاوت باختلاف الوقائع ....... الخ))
____________________________________________
اخ امجد الفلسطيني ((استاذنا ابو مالك صحح اخطاء في النص ليس الا ككلمة ((يبن، يبين))
و ((الفضل، الفصل))
هذا والله العلم
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[04 - 02 - 07, 07:52 ص]ـ
وكيف أعرف أنه بعيد عن الخلل
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[04 - 02 - 07, 09:12 ص]ـ
وكيف أعرف أنه بعيد عن الخلل
في الجرح والتعديل تجد الناس انقسمت الى ثلاث أقسام:
1. متشدد.
2. متساهل.
3. معتدل.
وما يظهر من النص ان بعض الأحكام الاجمالية الغير مفصلة على راوي معين قد تكون مجانبة للصواب, وذلك لما يوصف به صاحب الحكم من التشدد.
ولذلك يلزم من الباحث ان لا يتوقف عند حكم واحد من أحكام أئمة الجرح والتعديل, وبخاصة أحكام الجرح الغير مفصلة, لأن بعض الأئمة قد يجرحون الراوي بما لا يجرح الراوي به, وبخاصة اذا كان الامام قد عرف منه التشدد في الأحكام.
فكون امام يطعن في رجل من رجال الصحاح, فهذا لا يعد جرحاً مقبولاً الا اذا فسر.
هذا ما تبين لي من كلام الامام, بارك الله في استاذنا أمجد على فوائده وحرصه على افادة اخوانه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[محمد خالد العلوي]ــــــــ[08 - 02 - 07, 12:27 ص]ـ
أخي ممكن تذكر أولاً المصدر أي رقم المجلد والصفحة وشكراً لك(15/210)
هل أجد كتاب الجرح و التعديل لابن أبي حاتم؟
ـ[ابن صادق المصري]ــــــــ[03 - 02 - 07, 07:32 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
أبحث عن بعض الكتب و هي:
الجرح و التعديل لابن أبي حاتم , تاريخ بغداد للخطيب البغدادي , و أين أجد أقوال الإمام أبي زرعة في الرواة؟
و جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو إسحاق المالكي]ــــــــ[04 - 02 - 07, 01:20 م]ـ
كتاب الجرح والتعديل وتاريخ بغداد تجدهما في غالب المكتبات، وقد طبع مؤخرا كتاب تاريخ بغداد بتحقيق بشار عواد معروف في دار الغرب الإسلامي. وكتاب الجرح والتعديل حقق غالب أجزائه المعلمي اليماني، وطبع في الهند، وطبع تصويرا في دار الكتب العلمية.
أما عن مكان وجود أقوال أبي زرعة الرازي، فتجدها فيما يلي: كتب ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل، المراسيل، العلل. وسؤالات البرذعي لأبي زرعة الرازي، وقد طبع الكتاب الأخير ضمن دراسة لجهود أبي زرعة في الحديث الشريف، فانظره فهو مفيد. وكأني أذكر أنه قد طبع مع هذا الكتاب كتاب الضعفاء لأبي زرعة، فتأكد إن كان موجودا فيه.
وانظر كذلك كتاب تاريخ دمشق، وتاريخ بغداد.
ورأيت من مدة كتابين مفيدين: أولهما: المستخرج من كتاب العلل لابن أبي حاتم (استخرج صاحبه الرواة المتكلم فيهم في الكتاب). والثاني: المستخرج من الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (استخرج صاحبه الأحكام على الرواة التي ذكرت في غير موضعها. أي المذكورة في خبايا الزوايا).
ـ[أبو إسحاق المالكي]ــــــــ[04 - 02 - 07, 01:38 م]ـ
كتاب الجرح والتعديل وتاريخ بغداد تجدهما في غالب المكتبات، وقد طبع مؤخرا كتاب تاريخ بغداد بتحقيق بشار عواد معروف في دار الغرب الإسلامي. وكتاب الجرح والتعديل حقق غالب أجزائه المعلمي اليماني، وطبع في الهند، وطبع تصويرا في دار الكتب العلمية.
أما عن مكان وجود أقوال أبي زرعة الرازي، فتجدها فيما يلي: كتب ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل، المراسيل، العلل. وسؤالات البرذعي لأبي زرعة الرازي، وقد طبع الكتاب الأخير ضمن دراسة لجهود أبي زرعة في الحديث الشريف، فانظره فهو مفيد. وكأني أذكر أنه قد طبع مع هذا الكتاب كتاب الضعفاء لأبي زرعة، فتأكد إن كان موجودا فيه.
وانظر كذلك كتاب تاريخ دمشق، وتاريخ بغداد.
ورأيت من مدة كتابين مفيدين: أولهما: المستخرج من كتاب العلل لابن أبي حاتم (استخرج صاحبه الرواة المتكلم فيهم في الكتاب). والثاني: المستخرج من الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (استخرج صاحبه الأحكام على الرواة التي ذكرت في غير موضعها. أي المذكورة في خبايا الزوايا).
ـ[ابن صادق المصري]ــــــــ[05 - 02 - 07, 03:20 م]ـ
كتاب الجرح والتعديل وتاريخ بغداد تجدهما في غالب المكتبات، وقد طبع مؤخرا كتاب تاريخ بغداد بتحقيق بشار عواد معروف في دار الغرب الإسلامي. وكتاب الجرح والتعديل حقق غالب أجزائه المعلمي اليماني، وطبع في الهند، وطبع تصويرا في دار الكتب العلمية.
أما عن مكان وجود أقوال أبي زرعة الرازي، فتجدها فيما يلي: كتب ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل، المراسيل، العلل. وسؤالات البرذعي لأبي زرعة الرازي، وقد طبع الكتاب الأخير ضمن دراسة لجهود أبي زرعة في الحديث الشريف، فانظره فهو مفيد. وكأني أذكر أنه قد طبع مع هذا الكتاب كتاب الضعفاء لأبي زرعة، فتأكد إن كان موجودا فيه.
وانظر كذلك كتاب تاريخ دمشق، وتاريخ بغداد.
ورأيت من مدة كتابين مفيدين: أولهما: المستخرج من كتاب العلل لابن أبي حاتم (استخرج صاحبه الرواة المتكلم فيهم في الكتاب). والثاني: المستخرج من الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (استخرج صاحبه الأحكام على الرواة التي ذكرت في غير موضعها. أي المذكورة في خبايا الزوايا).
جزاك الله خيرا
ـ[كريم البحيرى]ــــــــ[25 - 02 - 07, 03:16 م]ـ
السلام عليكم
اخى عمرو ان كنت من مصر ستجد كتاب الجرح والتعديل فى مكتبة الفاروق(15/211)
هل صحيح أن تدليس الوليد بن مسلم خاص بروايته عن الأوزاعي؟
ـ[محمد عمرو]ــــــــ[04 - 02 - 07, 11:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ذهب المقدم لرسالة التدليس عند المتقدمين وكذلك صاحب الرسالة الى أن تدليس الوليد بن مسلم خاص بروايته عن الأوزاعي فهل هذا الكلام صحيح وحياكم الله.
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[05 - 02 - 07, 03:57 ص]ـ
هل دلَّس الوليد بن مسلم تدليسَ تسويةٍ عن غير الأوزاعي؟؟
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=67390&highlight=%CA%CF%E1%ED%D3+%C7%E1%E6%E1%ED%CF
ـ[شمام الورداني]ــــــــ[10 - 02 - 07, 07:59 ص]ـ
تدليس الوليد بن مسلم ليس خاصا بالاوزاعي والعمل على ذلك.
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[10 - 02 - 07, 09:29 ص]ـ
و قال الحميدى: قال لنا الوليد بن مسلم: إن تركتمونى حدثتكم عن ثقات شيوخنا، و إن أبيتم فاسألوا نحدثكم بما تسألون.
و قال دحيم: حدثنا الوليد، قال: كان الأوزاعى إذا حدثنا يقول: حدثنى يحيى، قال: حدثنا فلان، قال: حدثنا فلان حتى ينتهى. قال الوليد: فربما حدثت كما حدثنى، و ربما قلت عن عن عن و تحققنا من الأخبار.
و قال أبو بكر الإسماعيلى: سمعت من يحكى عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أحمد، و سئل عن الوليد بن مسلم، فقال: كان رفاعا.
[تهذيب الكمال للمزي]
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[11 - 02 - 07, 12:55 ص]ـ
تدليس الوليد بن مسلم ليس خاصا بالاوزاعي والعمل على ذلك.
جزاك الله خيرا
ممكن تذكر لنا حديثا دلسه الوليد تدليس تسوية عن غير الأوزاعى؟؟
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[11 - 02 - 07, 01:00 ص]ـ
قال صالح بن محمد الاسدي الحافظ: سمعت الهيثم بن خارجة يقول: قلت للوليد بن مسلم: قد أفسدت حديث الاوزاعي.
قال: كيف؟ قلت: تروي عن الاوزاعي، عن نافع وعن الاوزاعي، عن الزهري، وعن الاوزاعي، عن يحيى بن سعيد، وغيرك يدخل بين الاوزاعي وبين نافع عبدالله بن عامر الاسلمي، وبينه وبين الزهري إبراهيم بن مرة وقرة وغيرهما، فما يحملك على هذا؟ قال: أنبل الاوزاعي أن يروي عن مثل هؤلاء.
قلت: فإذا روى الاوزاعي عن هؤلاء، وهؤلاء ضعفاء، أحاديث مناكير، فأسقطتهم أنت، وصيرتها من رواية الاوزاعي عن الثقات، ضعف الاوزاعي.
فلم يلتفت إلى قولي.
قد يستدل بهذا على أن تدليس الوليد تدليس التسوية خاص عن الأوزاعى بأن يقال
لو كان الوليد يفعله مع غير الأوزاعى ويفسد حديثه فلماذا لم يذكره الهيثم عندما أنكر على الوليد فعله؟؟
والله أعلم
ـ[محمد عمرو]ــــــــ[12 - 02 - 07, 12:07 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
مع فائق احترامي لأخي أمجد.
لعلك تلاحظ تخريجات الشيخ ناصر في الضعيفة فقد ضعف أكثر من مرة رواية الوليد عن غير الاوزاعي بالتدليس.
فالأظهر أن نقول الوليد مدلس عن غير الأوزاعي ولكن هو أظهر في الأوزاعي.
وعجبت لنقلك. فهل نشترط على الهيثم أن ينقل كل جزئية خاصة عن الوليد اذ تحدث عنه أم أن النقول تؤخد من مجموع أقوال
أئمة كل واحد تجده ينص على شئ معين في الراوي وقد يكفينا امام جملة وتفصيلا حال الراوي المبحوث عنه. فما ذكرته ليس شرطا أخي الحبيب ولا يوجد لك تعقب على الأخ الورداني.
وقد اتصلت بفضيلة الشيخ مشهور سلمان وسألته هذا السؤال فأجابني بأن الوليد يدلس عن غير الأوزاعي.
في الحقيقة تشرفت بمعرفتك وقد لاحظت أنك صاحب لسان عف في النقاشات.
وسلامي الحار للاخ شمام الورداني.
وهناك جزئية أخرى نسيت ذكرهاو هي أن الاستاذ السعد ذكر أن تدليس عطية العوفي خاص بمرويات التفسيرفقط عن أبو سعيد الكلبي ونقل كلاما عن ابن رجب في شرح العلل (471).
ولن نقف عند هذا الكلام طويلا فهو متعقب من وجوه ظاهرة لاتخفى على الاخوة الافاضل وسألت الشيخ مشهور عن هذا فأجاب بأن هذا ليس بصحيح ... ولعل الله ييسر أن أرفق المكالمة في هذا المنتدى.
وحياكم الله.
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[12 - 02 - 07, 12:51 ص]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك
والمسألة موضع اجتهاد وقابلة للأخذ والرد
قلتَ:
لعلك تلاحظ تخريجات الشيخ ناصر في الضعيفة فقد ضعف أكثر من مرة رواية الوليد عن غير الاوزاعي بالتدليس. [/ quote]
وقد اتصلت بفضيلة الشيخ مشهور سلمان وسألته هذا السؤال فأجابني بأن الوليد يدلس عن غير الأوزاعي.
وسألت الشيخ مشهور عن هذا فأجاب بأن هذا ليس بصحيح ...
قال أبو العباس رحمه الله:"كلام أهل العلم يحتج له لابه"
وهذا لا يخفى عليك ولكن للتذكير
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[12 - 02 - 07, 01:17 ص]ـ
وعجبت لنقلك. فهل نشترط على الهيثم أن ينقل كل جزئية خاصة عن الوليد اذ تحدث عنه أم أن النقول تؤخد من مجموع أقوال
أئمة كل واحد تجده ينص على شئ معين في الراوي وقد يكفينا امام جملة وتفصيلا حال الراوي المبحوث عنه. فما ذكرته ليس شرطا أخي الحبيب ولا يوجد لك تعقب على الأخ الورداني.
جزاك الله خيرا
قد يحتج للمسألة بمجموع الأدلة لا بأفرادها
فأنا ذكرت قصة الهيثم لا لأحتج بها بمفردها على هذه المسألة بل مع ماذكرة الشيخ السعد والفهد
وقد استدلوا على ما ذهبو إليه بـ:
1_ لم يذكر أحد من الأئمة أنه يدلس عن غيره
2_أن تدليس التسوية لم يثبت عنه إلا في حديث الأوزاعي خاصة فمن ادعى أنه ثبت فى غيره فليثبت ذلك
والله أعلم
¥(15/212)
ـ[محمد عمرو]ــــــــ[12 - 02 - 07, 01:59 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
عندما أقرأ تدخلاتك و اجابتك على كلام الاخوة أتذكر المثل التالي (قليل من الادب خير من كثير من العلم) ففعلا أنت نسخة للكاتب النمودجي
الذي يحرر كتاباته بأدب رفيع فلله ذرك.
لو سمحت أخي أعتقد أن الممارسة التطبيقية تبرز لنا الكثير من الأمور التي قد نعتقد صحتها نظريا وهي لا تعدو ان تكون (دعوى أو رأي) وهذه من تلك.
في رأيي أن الأستاذ السعد لم يوفق في كلامه لا عن الأوزاعي ولا عن عطية العوفي. وسأحاول ابراز ذلك بأمثلة ان شاء الله. فحياك الله(15/213)
هل مراسيل الحسن البصري مقبولة ولماذا؟
ـ[أبو الهدى صديق]ــــــــ[05 - 02 - 07, 08:13 م]ـ
هل مراسيل الحسن البصري مقبولة ولماذا
ـ[آل عامر]ــــــــ[05 - 02 - 07, 09:22 م]ـ
راجع اخي الكريم كتاب المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس، وهو دراسة نظرية، وتطبيقية على مرويات الحسن البصري، تأليف / الشريف حاتم العوني حفظه الله.
وسوف تجد بغيتك وزياده.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[05 - 02 - 07, 09:25 م]ـ
راجع اخي الكريم كتاب المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس، وهو دراسة نظرية، وتطبيقية على مرويات الحسن البصري، تأليف / الشريف حاتم العوني حفظه الله.
وسوف تجد بغيتك وزياده.
http://www.almaknaz.com/show.php?cat=12&book=80
ـ[طالبة سنة]ــــــــ[08 - 02 - 07, 02:05 ص]ـ
أذكر أن أحد أساتذة الحديث ذكر أنه حقق هذا القول في رسالته الدكتوراة:
مدرسة الحديث في البصرة
د. أمين القضاة
لكنني لم أطلع على رسالته.(15/214)
دراسة تطبيقية تعليلية
ـ[ماهر]ــــــــ[06 - 02 - 07, 07:15 م]ـ
1002 - أَخْبَرَنَا الشَّافِعِيُّ *، عَنْ دَاوُدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَانِ الْعَطَّارِ
وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بنِ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: دَارَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ يَوْمَ النَّحْرِ فَأَمَرَهَا أَنْ تُعَجِّلَ الإِفَاضَةَ مِنْ جَمْعٍ حَتَّى تَأَتِيَ مَكَّةَ فَتُصَلِّيَ بِهَا الصُّبْحَ وَكَانَ يَوْمَهَا فَأَحَبَّ أَنْ تُوَافِقَهُ.
أَخْبَرَنِي مَنْ أَثِقُ مِنَ المَشْرِقِيِّينَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ.*
هذان الحديثان من مسند الشافعي فيهما مسائل:
الأولى: إن تصدير الإمام الشافعي -يرحمه الله- بالحديث المرسل، ثم سياقه الحديث موصولاً مبنيٌّ على مذهبه في تقوية المرسل بالموصول (انظر: مناقب الشافعي للبيهقي 2/ 31، وإرشاد طلاب الحقائق 1/ 176)؛ ولكن الحال هنا ليس كذلك، فالحديث مداره واحد، وهو هشام ورواية الوصل لا تقوي الرواية المرسلة؛ إذ إن المرسلة محفوظة والموصولة شاذة.
الثانية: إن الإمام الشافعي عند سياقته للحديث موصولاً بالحديث الآتي صدّره بقوله:
((أخبرني من أثق به)) فعدّله على الإبهام، ولم يذكر من أخبره. قال البيهقي في السنن الكبرى 5/ 133: ((كأن الشافعي -يرحمه الله- أخذه من أبي معاوية الضرير، وقد رواه أبو معاوية موصولاً)).
قال ماهر: لا شك في أن الشافعي إنما أخذه من أبي معاوية، فهو الذي تفرد بوصله هكذا، وقد ذكر العلماء الحمل عليه فيه وقد شرح الطحاوي استنباط الشافعي من حديث أبي معاوية فقال: ((فاحتج الشافعي كما حكى لنا المزني عنه بهذا الحديث، وقال: فيه ما قد دل على أنه صلى الله عليه وسلم قد أباحها أن تنفر من جمعٍ، قبل طلوع الفجر؛ لأنه لا يمكن أن يكون ذلك منها مع موافاتها مكة ضحىً إلا وقد خرجت من جمع قبل طلوع الفجر؛ لبعد ما بين مكة وجمع، وفي ذلك ما قد دل على أنها قد كانت رمت الجمرة قبل طلوع الفجر.
قال أبو جعفر: وهذا قول لم نعلم أحداً من أهلِ العلم سواه قاله، ولا ذهب إليه، فكلهم على خلافه فيه، وعلى أنه ليس لأحد من الحاج أن يرمي جمرة العقبة في الليل قبل طلوع الفجر، فتأملنا هذا الحديث، فوجدناه إنما دار بهذا المعنى على أبي معاوية. ووجدنا أبا معاوية قد اضطرب فيه …)) شرح المشكل 9/ 138 - 139 ثم دلل على ذلك.
الثالثة: قول الطحاوي في أن الشافعي هو الوحيد القائل بذلك تساهل كبير منه رحمه الله فقد قال بمثل قوله: عطاء وابن أبي ليلى، وعكرمة بن خالد، وأحمد في أرجح الروايتين عنه (الهداية للكلوذاني، ل 101، والحاوي الكبير 5/ 248، والوسيط 2/ 1267، والتهذيب 3/ 267،
والمقنع: 68، والمغني 3/ 449 - 450، وروضة الطالبين 3/ 103، والمحرر 1/ 247، والشرح الكبير 3/ 452).
الرابعة: إن هذا الحديث مضطرب المتن، وقد اضطرب فيه على أبي معاوية، ثم إن الحديث معل بالإرسال، والصواب فيه الإرسال، والوصل فيه خطأ أخطأ فيه أبو معاوية، وسأتكلم على اضطراب متنه، ثم أشرح كيف أنه معل بالإرسال.
فأبو معاوية رواه عنه عدة من الرواة، وقد تغير متن الحديث عند كل راوٍ من الرواة عن أبي معاوية فالحمل عليه إذن، وبيان ذلك فيما سيأتي:
الخامسة: روى الحديث أسد بن موسى (وهو صدوق يغرب. التقريب (399)) عن أبي معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة، قالت: أمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن توافي معه صلاة الصبح بمكة. (هذه الرواية أخرجها الطحاوي في شرح المعاني 1/ 219 وفي شرح المشكل، له (3518) والبيهقي في معرفة السنن (3060)).
وروى الحديث أبو كريب (وهو ثقة حافظ. التقريب (6204)) عن أبي معاوية، عن هشام، عن أبيه، عن زينب، عن أم سلمة، قالت: أمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن توافي مكة صلاة الصبح يوم النحر. (هذه الرواية عند ابن عبد البر في الاستذكار 3/ 594).
¥(15/215)
ورواه عبد الله بن جعفر الرقي (وهو مقبول. التقريب (3254)) عن أبي معاوية عن هشام ابن عروة، عن أبيه، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها أن توافي معه يوم النحر بمكة (هذه الرواية أخرجها الطبراني في الكبير 23/ 799).
ورواه أبو خيثمة: زهير بن حرب (وهو ثقة ثبت. التقريب (2042)) عن أبي معاوية، قال: حدثنا هشام بن عروه، عن أبيه، عن زينب بنت أم سلمة، عن أم سلمة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرها أن توافي صلاة الصبح يوم النحر بمكة. (هذه الرواية أخرجها أبو يعلى (7000)).
ورواه محمد بن عمرو السوسي (الثقات 9/ 136) عن أبي معاوية، عن هشام، عن أبيه، عن زينب، عن أم سلمة: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها أن توافي الضحى بمكة يوم النحر. (هذه الرواية أخرجها الطحاوي في شرح المشكل (3517) و (3518)، وفي شرح المعاني 2/ 319).
وهناك روايات أخرى فصلتُّ الكلام عنها في كتابي: ((أثر اختلاف الأسانيد والمتون في اختلاف الفقها)): 338 - 349.
السادسة: هكذا اضطرب فيه أبو معاوية، واختلف الرواة عنه فيه. قال ابن التركماني في الجوهر النقي 5/ 132: ((مضطرب سنداً ومتناً)).
قال ماهر: أنا أوافق ابن التركماني في حكمه على اضطراب متنه. أما الحكم على الاضطراب في السند، فهو تجوز منه -يرحمه الله- إذ لا يحكم بالاضطراب إلا عند عدم إمكان الترجيح واستواء الوجوه، والأمر هنا ليس كذلك فأبو معاوية مخطيءٌ بوصله، والقول فيه قول من أرسله.
السابعة: أما إعلاله بالإرسال، فهو كما يأتي.
فقد رواه سفيان بن عينية (وهو ثقة فقيه حافظ إمام حجة تقريب (2451)) عن هشام ابن عروة، عن أبيه، عن أم سلمة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرها أن تصلي الفجر بمكة يوم النحر.
(هذه الرواية أخرجها الطحاوي في شرح المشكل (3520)، والسند نفسه وقع في معجم الطبراني الكبير 23/ (982): ((أن تصلي الصبح بمكة من غير ذكر يوم النحر، ونقل ابن
عبد البر في الاستذكار 5/ 593 قول سفيان بعدم جواز الرمي قبل طلوع الشمس))).
ورواه وكيع بن الجراح (وهو ثقة حافظ عابد، تقريب (7414)) عن هشام، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أم سلمة أن توافيه صلاة الصبح بمنىً (هذه الرواية أخرجها ابن أبي شيبة
(13754)، وقد نقل ابن القيم الجوزية في زاد المعاد 2/ 249: ((وإنما قال وكيع: توافي منى، وأصاب في قوله: توافي، كما قال أصحابه، وأخطأ في قوله: منى)).
ورواه حماد بن سلمة (وهو ثقة تغير حفظه بأخره، تقريب (1499)) عن هشام بن عروة، عن أبيه: أن يوم أم سلمة دار إلى يوم النحر، فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم فرمت الجمرة، وصلت الفجر بمكة. (هذه الرواية عند الطحاوي في شرح المشكل (3521) و (3522)، وفي شرح المعاني 2/ 218).
ورواه داود بن عبد الرحمان العطار (وهو ثقة. التقريب (1798)) وعبد العزيز الدراوردي
(وهو صدوق. التقريب (4119)) مقرونين عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: دار
رسول الله كما هو حديث الباب عن الشافعي هنا.
فهؤلاء ثقات تلامذة هشام: (سفيان ووكيع وحماد وداود وعبد العزيز) خمستهم رووه عن هشام، عن أبيه مرسلاً، وروايتهم أصح؛ فهم أكثر عدداً، والعدد أولى بالحفظ، وقد نص إمام المعللين وشيخ المجرحين والمعدلين أبو الحسن الدارقطني على ترجيح الرواية المرسله (علله 5/ 1 الورقة 123) ونقل الأثرم عن الإمام أحمد أنه قال: ((لم يسنده غيره –يعني: أبا معاوية- وهو خطأ)) (شرح مشكل الآثار 9/ 140، وشرح معاني الآثار 2/ 221، وزاد المعاد 2/ 249).
والذي دفعني إلى هذا التفصيل قول الدكتور رفعت فوزي عند تحقيقه للأم 3/ 553: ((إن الوصل زيادة ثقة وزيادة الثقة مقبوله …))!!! والقول بإطلاق قبول زيادة الثقة قول ضعيف مرذول يخالف صنيع المتقدمين من المحدثين، وقد فصلت الكلام عنه في مقدمتي لمسند الإمام الشافعي.
أخْرَجَهُ البَيهَقِيّ 5/ 133 وفي المعرفة، له (3040) مِنْ طَرِيق الشَّافِعِيّ.
وأخْرَجَهُ ابن أَبِي شَيْبَةَ (13136) ط الحوت، والبُخَارِيّ 2/ 189 (1626)، والنَّسائِي 5/ 223 وفِي الكُبْرَى (3904)، والطَّحَاويّ فِي شَرْح مَعَانِي الآثار 2/ 218 بمثله.
وأخْرَجَهُ ابن أَبِي شَيْبَةَ (13754) ط الحوت إلا أن فِيهِ: ((أن توافِيه صَلاة الصبح بمِنىً)).
انظر: التَّلْخِيص الحَبِير 2/ 276 - 277، ونصب الرَّايَة 3/ 73.
الأم 2/ 213، وطبعة الوفاء 3/ 553 - 554.
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[06 - 02 - 07, 07:44 م]ـ
يبدو انك يا شيخنا انك محب لمسند الشافعى
ـ[ماهر]ــــــــ[06 - 02 - 07, 07:56 م]ـ
كيف لا ووالدي شافعي.
وقضيت مع مسند الشافعي أجمل الأيام.
ودرستُ الفقه الشافعي.
وأنا الآن أُدرِسُ الفقه الشافعي والفقه الحنبلي.
وفقكم الله وزادكم من فضله.
¥(15/216)
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[06 - 02 - 07, 08:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد له تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد شيخنا الكريم: د. ماهر، أتمنى أن تشرح لي ما معنى "دراسة تطبيقية" إذا تفضلت.
وأشكرك على مواضيعك المهمة.
ـ[ماهر]ــــــــ[06 - 02 - 07, 09:19 م]ـ
مرحباً بك أخي الكريم، وجزاك الله كل خير ونفع بك.
الحقيقة إني أجد كثيراً من الأخوة يدرس علم الحديث دراسة تنظيرية بحتة دون أن يطبق هذه القواعد والمسائل دراسة تطبيقية بحيث يعمل قواعد أهل العلم عند التخريج والتعليل والحكم، وعلم الحديث من أهم العلوم التي يحتاج طالب الحديث من أجل أن يرسخ نفسه في هذا الفن هو أن يكثر من التخريج والجمع والنظر والموازنة والمقارنة؛ بل إننا نجد الحافظ ابن الصلاح في كثير من القضايا يقول: ((هذه الأمور تدرك بالمباشرة)).
بل نجد ذلك جلياً من خلال نصيحة الذهبي للمحدث إذ قال في تذكرة الحافظ 1/ 4: ((فحق على المحدث أن يتورع في ما يؤديه وأن يسأل أهل المعرفة والورع ليعينوه على إيضاح مروياته ولا سبيل إلى أن يصير العارف الذي يزكي نقلة الأخبار ويجرحهم جهبذاً إلا بإدمان الطلب والفحص عن هذا الشأن وكثرة المذاكرة والسهر والتيقظ والفهم مع التقوى والدين المتين والإنصاف والتردد إلى مجالس العلماء والتحري والإتقان وإلا تفعل:
فَدعْ عَنْكَ الكتابةَ لستَ مِنها ولو سودتَ وجهكَ بالمدادِ
قال الله تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) فإن آنست يا هذا من نفسك فهماً وصدقاً وديناً وورعاً وإلا فلا تتعن، وإن غلب عليك الهوى والعصبية لرأي ولمذهب فبالله لا تتعب، وإن عرفت أنك مخلط مخبط مهمل لحدود الله فأرحنا منك فبعد قليل ينكشف البهرج وينكب الزغل ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، فقد نصحتك فعلم الحديث صلف فأين علم الحديث؟ وأين أهله؟ كدت أن لا أراهم إلا في كتاب أو تحت تراب)).
ختاماً: أسأل الله أن يوفقك ويزيدك علماً وفضلاً.
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[07 - 02 - 07, 05:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
شيخنا الكريم: د. ماهر، جزاك الله خيرا، وزادك الله علما وفضلا وبارك فيك، وجعلك ممن طال عمره وحسن عمله وحفظك وأهلك أجمعين ... اللهم آمين.
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[09 - 02 - 07, 03:33 م]ـ
شيخنا الجليل جزيتم خيرا على هذا الشرح الممتع المفيد جدا ..
وإعجابكم بالإمام الدارقطني يدل أنكم من زمرته في الفهم الثاقب للعلل زادكم الله من فضله وعلمه
وهنا .. ملاحظة لو تكرمتم ..
قلتم أحسن الله إليكم: قول الطحاوي في أن الشافعي هو الوحيد القائل بذلك تساهل كبير منه رحمه الله فقد قال بمثل قوله: عطاء وابن أبي ليلى، وعكرمة بن خالد، وأحمد في أرجح الروايتين عنه
و الطحاوي-والله أعلم- ليس ممن اطلع على أقوال أحمد ..
فربما كان حذف اسم أحمد في معرض تعقّبه والرد عليه أولى .. لأن المؤاخذة على الطحاوي إغفاله من من سبقه أو عاصره ممن اشتهرت أقوالهم
فما قولكم؟
ـ[ماهر]ــــــــ[09 - 02 - 07, 07:03 م]ـ
أجزل الله لكم الثواب وأدخلكم الجنة بغير حساب وجمعنا وإياكم ووالدينا في الفردوس الأعلى.
وجزاك الله خيراً على دررك وفوائدك وعوائدك.
أسأل الله أن ينفع بك وأن يجعلك من كبار أهل العلم الربانيين، وأن يزيدك من فضله.(15/217)
أسأل عن خدمات أهل العلم لصحيح الجامع ..
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[07 - 02 - 07, 02:13 ص]ـ
الحمد لله مولانا، والصلاة والسلام على مصطفانا، وبعدُ:
إخواني الكرام ..
هل من خدمات مطبوعة على صحيح الجامع؟
وأين أجد (ترتيب أحاديث الجامع الصغير وزيادته) لعوني نعيم؟
أرجو إفادتي ..
وجزاكم الله خيراً ..
ـ[أبو عبدالله المزني]ــــــــ[07 - 02 - 07, 12:28 م]ـ
وأنا أضم صوتي معك ..... فمن يفيدنا
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[09 - 02 - 07, 03:17 م]ـ
للرفع ..
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[17 - 02 - 07, 12:53 ص]ـ
للرفع ..
ـ[سليمان أحمد]ــــــــ[17 - 02 - 07, 07:12 ص]ـ
أخي الكريم قام شيخنا عصام موسى هادي بترتيب صحيح الجامع الصغير وزيادته وأضاف إليه آخر أحكام الإمام الألباني رحمه الله والكتاب طبع في مجلدين باسم السراج المنير في ترتيب أحاديث صحيح الجامع الصغير طبع دار الدليل الأثرية في السعودية والريان في لبنان
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[18 - 02 - 07, 12:49 ص]ـ
جزاكم اله خيراً أخي وبارك الله فيكم ..
ـ[عبد الله الشافعي]ــــــــ[18 - 02 - 07, 04:55 ص]ـ
أخى الكريم أشهر خدمة للجامع الصغير هى شرحه (فيض القدير) للعلامة المناوى رحمه الله تعالى
وقد شرحه شرحا موسعا رواية ودراية
وهناك كتاب (المداوى) لاحمد الصديق الغمارى تعقب فيه بعض كلام المناوى من الناحية الحديثية كزيادة طرق للحديث لم يذكرها الشارح وبعض الأوهام الخ
وأما عن ترتيب الكتاب فقد سبق الشيخ عصام موسى مشروع للشيخ على الحلبى وبعض تلامذة الشيخ الالبانى رحمه الله واظنه لم يكتمل او لم يلق قبولا فالله اعلم
والسيوطى نفسه رتب الاحاديث فى الجامع الكبير فهو كما تعرف مرتب بخلاف الصغير المعجمى
هذا فيما اعلم ولعل الاخوة تفيدنا اكثر جزاهم الله خيرا
ـ[عبد الله الشافعي]ــــــــ[18 - 02 - 07, 05:07 ص]ـ
فقد حذر منه أشد التحذير شيخنا الألباني عليه الرحمات وقال ردا على عبد الله بن الصديق الذي أثنى على الكتاب من أراد أن يعرف نوعا جديدا من التلبيس فعليه بهذا الكتاب ونصح أن يتفرغ طالب علم قوي في الحديث للرد عليه وأن يسميه مثلا الكاوي للمداوي.
هذا الكلام فات التنبيه عليه للاهمية بخصوص كتاب المداوى
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[19 - 02 - 07, 12:46 ص]ـ
أخي الكريم عبد الله بارك الله فيكم ..
سؤالي بارك الله فيكم عن خدمة صحيح الجامع لا الجامع نفسه ..
وللفائدة فللمناوي ـ رحمه الله تعالى ـ شرح آخر مختصر اسمه (التيسير شرح الجامع الصغير) ..
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[23 - 02 - 07, 07:30 م]ـ
من أفضل من خدم الكتاب
الشيخ عصام موسى هادي تلميذ الشيخ الألباني رحمه الله
وكتابه هو السراج المنير في ترتيب أحاديث صحيح الجامع الصغير
وهو عمل طيب لا مقارنة بينه وبين الترتيب السابق لصحيح الجامع فقد احتوى العمل السابق على سلبيات عدة مما جعلني شخصيا أعرض عنه رغم جمال فكرته
وقد تفاداها الشيخ كلها ... زد على ذلك انه نقل من خط الشيخ الألباني تراجعاته التي قيدها الشيخ الألباني على نسخته من صحيح الجامع وقد ذكرها في مقدمة الكتاب وليست بالقليلة.
الكتاب مجلدان طبعة مؤسسة الريان بيروت سعره 45 ريال
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[24 - 02 - 07, 02:39 ص]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الكريم ..
ـ[ابو مويهبة]ــــــــ[03 - 05 - 07, 04:33 م]ـ
بارك الله فيك أخى الكريم
لو دللتنى على موقع أجد فيه كتاب التيسير شرح الجامع الصغيرر للمناوي مصورا تصويرا ضوئيا
وجزاك الله خيرا
ـ[خلود الحمادي]ــــــــ[06 - 05 - 07, 02:18 م]ـ
وانا اضم صوتي معكم
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[07 - 05 - 07, 10:04 ص]ـ
أحد مشايخنا شرع في شرحه والان هو في الدرس السادس والأربعين بعد الخمس مئة أو قرب من ذلك ووصل في كتاب الزكاة ولكن الكتاب لا أظن أنه بتلك الأهمية لا الجامع نفسه ولا ما صححه الشيخ الألباني رحمه الله
والله أعلم(15/218)
شيوخي الكرام .. أرجو الرد على تلك الشبهة
ـ[حسام مجدي]ــــــــ[07 - 02 - 07, 04:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم ..
قرأت تلك الشبهة و لقلة باعي في هذا العلم رأيت أن أعرضها عليكم لعلي أظفر بالرد القاصم .. و جزاكم الله سبحانه و تعالى خيرًا ..
2 - 2213 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا أَبْصَرَ يَعْنِي أُحُدًا قَالَ مَا أُحِبُّ أَنَّهُ تَحَوَّلَ لِي ذَهَبًا يَمْكُثُ عِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ فَوْقَ ثَلَاثٍ إِلَّا دِينَارًا أُرْصِدُهُ لِدَيْنٍ ثُمَّ قَالَ إِنَّ الْأَكْثَرِينَ هُمْ الْأَقَلُّونَ إِلَّا مَنْ قَالَ بِالْمَالِ هَكَذَا وَهَكَذَا وَأَشَارَ أَبُو شِهَابٍ بَيْنَ يَدَيْهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَقَالَ مَكَانَكَ وَتَقَدَّمَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَسَمِعْتُ صَوْتًا فَأَرَدْتُ أَنْ آتِيَهُ ثُمَّ ذَكَرْتُ قَوْلَهُ مَكَانَكَ حَتَّى آتِيَكَ فَلَمَّا جَاءَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ الَّذِي سَمِعْتُ أَوْ قَالَ الصَّوْتُ الَّذِي سَمِعْتُ قَالَ وَهَلْ سَمِعْتَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِكَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ قُلْتُ وَإِنْ فَعَلَ كَذَا وَكَذَا قَالَ نَعَمْ. (البخاري)
هنا نجد الغموض في رواية البخاري. فما معنى "كذا وكذا" هنا؟ فالمعنى ناقص تمامًا ولا تصلح الرواية البتة في الخروج منها بفهم بالمرة. في الحقيقة لم يسترح البخاري للعبارة التي سنوردها في صحيح مسلم فقام بحذفها من المتن ووضع بدلًا منها "كذا وكذا". نقرأ الرواية كاملة في حديثين للإمام مسلم:
1654 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو كُرَيْبٍ كُلُّهُمْ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ قَالَ يَحْيَى أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَرَّةِ الْمَدِينَةِ عِشَاءً وَنَحْنُ نَنْظُرُ إِلَى أُحُدٍ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا ذَرٍّ قَالَ قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَا أُحِبُّ أَنَّ أُحُدًا ذَاكَ عِنْدِي ذَهَبٌ أَمْسَى ثَالِثَةً عِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ إِلَّا دِينَارًا أَرْصُدُهُ لِدَيْنٍ إِلَّا أَنْ أَقُولَ بِهِ فِي عِبَادِ اللَّهِ هَكَذَا حَثَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهَكَذَا عَنْ يَمِينِهِ وَهَكَذَا عَنْ شِمَالِهِ قَالَ ثُمَّ مَشَيْنَا فَقَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ قَالَ قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِنَّ الْأَكْثَرِينَ هُمْ الْأَقَلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا مِثْلَ مَا صَنَعَ فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى قَالَ ثُمَّ مَشَيْنَا قَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ كَمَا أَنْتَ حَتَّى آتِيَكَ قَالَ فَانْطَلَقَ حَتَّى تَوَارَى عَنِّي قَالَ سَمِعْتُ لَغَطًا وَسَمِعْتُ صَوْتًا قَالَ فَقُلْتُ لَعَلَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُرِضَ لَهُ قَالَ فَهَمَمْتُ أَنْ أَتَّبِعَهُ قَالَ ثُمَّ ذَكَرْتُ قَوْلَهُ لَا تَبْرَحْ حَتَّى آتِيَكَ قَالَ فَانْتَظَرْتُهُ فَلَمَّا جَاءَ ذَكَرْتُ لَهُ الَّذِي سَمِعْتُ قَالَ فَقَالَ ذَاكَ جِبْرِيلُ أَتَانِي فَقَالَ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِكَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ قَالَ قُلْتُ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ قَالَ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ. (مسلم)
1655 - ... قُُلْتُ وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى قَالَ نَعَمْ قَالَ قُلْتُ وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى قَالَ نَعَمْ وَإِنْ شَرِبَ الْخَمْرَ. (مسلم)
وتتكرر عبارة "كذا وكذا" في رواية أخرى:
¥(15/219)
3 - 4595 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ح وَحَدَّثَنَا عَاصِمٌ عَنْ زِرٍّ قَالَ سَأَلْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ قُلْتُ يَا أَبَا الْمُنْذِرِ إِنَّ أَخَاكَ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا فَقَالَ أُبَيٌّ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي قِيلَ لِي فَقُلْتُ قَالَ فَنَحْنُ نَقُولُ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (البخاري)
لماذا لم يورد البخاري هنا المتن كاملًا؟
لأنه رأى أن هذا الكلام فاسد ولا يجوز في حق صحابي جليل أن يقول ما سنذكره الآن عند كاتب روايات آخر. كما رأى أن ذلك لا يجوز في حق كتاب الله المتواتر والذي منه قراءة ابن مسعود التي وصلتنا متواترة وبها المعوذتان. وهناك روايات أخر تؤكد أن الرسول أنزلت عليه المعوذتان وكان يصلي بهما. أضف إلى ذلك أن الله ذكر في كتابه المجيد أنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وأن الله قد تعهد بحفظ كتابه بنفسه. لذلك لم يطمئن البخاري بالمتن الفاسد وخيرًا فعل رحمه الله. لكن كان عليه إما أن يذكر الرواية كاملة أو أن يتركها كاملة. فأنت لو نقلت اقتباسًا منقوصًا لعاب عليك الناس ذلك محتجين عليك بالأمانة العلمية في النقل.
إلا أن البخاري فعل ذلك ليقدم لنا أدلة قاصمة على أن الروايات eclectic " انتقائية" قد يترك منها كاتب الروايات المتن كاملًا لأنه فاسد في نظره ولا عبرة بالسند، وقد يُسْقِط منه عبارة لا تعجبه لأنها لا تليق عنده ولا عبرة بالسند.
الروايات عمل بشري وليس وحيًّا ولا إلهامًا، ننتقي منها ما يتوافق مع رؤيتنا الإسلامية كما فعل كُتَّاب الروايات أنفسهم من قبلنا. أليس كذلك؟!
انتهت الشبهة
و جزى الله سبحانه و تعالى خيرًا كل من تعاون في الرد ..
و الحمد لله رب العالمين ..
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[07 - 02 - 07, 05:15 م]ـ
هذه ليست شبهة - بارك الله فيك - وإنما هو كلام مضحك لا يصدر إلا من جاهل لا يدري شيئا عن منهج أهل العلم إطلاقا!!
البخاري روى لفظ (وإن زنى وإن سرق) أيضا في عدة مواضع من صحيحه!!! وروى لفظ (كذا وكذا) في موضع واحد، فهذا المتكلم من أجهل الناس وأكذبهم وأوقحهم وجها!!
(البخاري ينتقي ويغير في النصوص عمدا)!! يا سلام، هل هذا كلام رجل رأى صحيح البخاري بعينيه؟!
وما السبب يا فقيه عصره؟ (لأنه فاسد في نظره ولا عبرة بالسند)
البخاري لا عبرة عنده بالسند؟!!! وهو إمام الأسانيد في عصره؟!
(وقد يُسْقِط منه عبارة لا تعجبه لأنها لا تليق عنده)!!
هذا ما لم يكن ولم يحدث قط، ولا يليق نسبة ذلك للبخاري أصلا!!
وهل صارت لصحيح البخاري هذه المكانة العالية عند أهل العلم بسبب أنه ينتقي ويغير ويسقط ما لا يليق؟!!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[07 - 02 - 07, 05:18 م]ـ
والإمام مسلم رحمه الله كذلك، من المعروف عنه شدة عنايته بالمتون والألفاظ والاختلافات الدقيقة فيها بين الرواة!!
ـ[حسام مجدي]ــــــــ[08 - 02 - 07, 03:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين ..
جزاكم الله خيرًا .. كنت أعلم أن الشبهة مضحكة .. هي ليست شبهة بالنسبة لكم بل بالنسبة لمن هم مثلي و مثل كاتب هذه الكلمات .. غير أني أعلم بجهلي و هو لا يعلم بذلك .. أسأل الله سبحانه و تعالى أن يهديه و أسأله تعالى أن يرزقنا العلم ..
و الحمد لله رب العالمين ..
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[08 - 02 - 07, 08:11 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا .. كنت أعلم أن الشبهة مضحكة .. هي ليست شبهة بالنسبة لكم بل بالنسبة لمن هم مثلي و مثل كاتب هذه الكلمات .. غير أني أعلم بجهلي و هو لا يعلم بذلك .. أسأل الله سبحانه و تعالى أن يهديه و أسأله تعالى أن يرزقنا العلم .. و الحمد لله رب العالمين ..
و الذي أعرفه أن عامر بن شراحيل الشعبي قد حدث عن عدد من الصحابة و منهم عبد الله بن مسعود .. هو و مسروق بن الأجدع، عامر بن شراحيل الشعبي، الحسن البصري، ومرّة الهمداني، وعطاء الخرساني، وقتادة بن دعامة السدوسي , وآخرون غيرهم ..
لا تعليق لكن آمين.
بارك الله فيك وزادك علما وسمتا وأدباً
وأعانك على أبي مالك (ابتسامة محب)(15/220)
ماذا تعرف عن إمعان النظر شرح شرح نخبة الفكر؟
ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[07 - 02 - 07, 06:22 م]ـ
أقول: ماذا تعرف عن إمعان النظر شرح شرح نخبة الفكر؟ لمحمد أكرم بن عبد الرحمن السندي،،،،
إن كنت تعرف نرجو الإفادة مع الشكر، و إن كنت لا تعرف و ترغب أن تعرف فلدينا بعض المعلومات عساه تفيد!
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[07 - 02 - 07, 09:05 م]ـ
إمعان النظر في توضيح نخبة الفكر
قد رأيته عندكم في مكتبة الملك عبد العزيز ولكن باسم (إمعان النظر شرح شرح نخبة الفكر) فهو شرح للنزهة , وليس كما ذُكر من أنه توضيح للنخبة.ولا أعلم عن قيمة الشرح العلمية.
المؤلف هو: محمد أكرم بن عبد الرحمن السندي المكي من علماء القرن الحادي عشر
مخطوط بدار الكتب المصرية 184 وبلدية الاسكندرية 2078 وحكيم أوغلي 155 ولاله لي 377 وغيرها
وانظر كشف الظنون 1936
والفهرس الشامل 253
المصدر: جامع الشروح والحواشي 3/ 2016 لعبد الله الحبشي
والله أعلم.
وليتك تفيدنا بارك الله فيك.
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[07 - 02 - 07, 09:50 م]ـ
ياليت أحد الفضلاء يحمله لنا على الشبكة حتى نستفيد منه.
ـ[شمام الورداني]ــــــــ[07 - 02 - 07, 11:20 م]ـ
هو شرح شرح نخبة الفكر وهو مطبوع في مجلد واحد في الباكستان وهو شرح معقولي على شرح النخبة كشرح القاري عليها.
ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[10 - 02 - 07, 11:44 ص]ـ
الأخوة الكرام شكرا لكم.
الأخ الكريم أبو أسامة القحطاني: شكرا على ما تفضلت به، و حبذا توضيح قولك رأيته عندكم في المكتبة! حيث أنني لم أعثر عليه.
المعلومات التي لدي هي أنني حصلت على نسخة مطبوعة صورت أولها و غلافها، بما أنني رأيت في أحد الملتقيات أحد الأخوة يسأل عنها، و سمعت أن قول أحد المشائخ عنها أن مؤلفها من أعيان القرن العاشر!، مما دعاني للكتابة عنها هنا.
الكتاب من تحقيق أبي سعيد غلام مصطفى القاسمي السندي (مدير أكاديمية الشاه ولي الله بحيدر آباد السند ـ باكستان ـ).
قال محققه:
تعريف النسخ الخطية التي اعتمدنا عليها في تحقيق الامعان:
1 ـ نسخة في المكتبة المحمدية للعارف بالله الشيخ البار عبد الكريم القاطن في قرية بير في اللواء اللاكانه السند، قد نسخت في سنت 1118 الهجري.
و هي أقدم نسخ كاتبها من قطان المدينة المنورة، حصلها الشيخ الحاج فقير الله العلوي الشكاربوري السندي، و هذا الأمر مكتوب عليها بخطه و عليها خاتم ابنه أيضا، و قعت تلك النسخة في ملك القاضي عبد الله الجد الكبير لصاجي البار المولى الحاج عبد الكريم البيرائي أفاض الله فيوضه الظاهرة و الباطنة، هذه النسخة لما كانت من أقدم النسخ لهذا الكتاب جعلتها أساسا للتحقيق.
2 ـ النسخة الثانية هي نسخة مكتبة دار الرشاد بير جهنده السند للمولى السيد وهب الله صاحب العلم، منسوخة في أوائل القرن الثاني عشر أيضا، حيث نسخت في سنة 1125 هـ، و وقعت تحت مطالعة محدث بلادنا الشيخ الكبير المخدوم محمد هاشم التتوي و وقعت أيضا تحت مطالعة حفيده العلامة المخدوم محمد ابراهيم التتوي و على الصفحة الظاهرة خط له أيضا و خاتمة، كما ترى صورته هنا في التقدمة، عليها في أوائل الكتاب تعليق من العلامة المخدوم محمد هاشم بخطه و صورته ترى في هذه الصحفات.
3 ـ النسخة الثالثة للمحدث الكبير السيد محب الله صاحب العلم، و هذه النسخة أيضا صحيحة جدا، و قد حصلت لي بعد طبع شي من الكتاب، و لهذا لم أرمز إليها في أوائل صفحات الكتاب، لم ينسخ عليها تاريخ النسخ و لكنها من آثار الكتابة و الأوراق يظن أنها أيضا نسخة قديمة لهذا الكتاب.
تعريف يسير بالمؤلف:
العلامة الإمام القاضي محمد أكرم بن عبد الرحمن النصر بوري السندي، و لد المحدث الكبير في أوائل القرن الحادي عشر الهجري، و أبوه القاضي عبد الرحمن كان من القضاة الحنفيين في بلاده ....
مقدمة المؤلف:
¥(15/221)
أولى ما يزيد يه اتصال الإسناد و احرى ما ينتظم به في سلك كمل العباد حمد من رفع درجات أهل الكمال، و أنالهم نخب الآمال،و أدرج سلسلة المكرمين لديه من التجا إلى بابه و انقطع إليه، و فتح أبواب كرمه و أفضاله على من استند إلى سدة كبرياه و جلاله، .... أما بعد فيقول الفقير .... قد بعثني فرط الشغف بتتبع أصول الأحاديث الشريفة، و الاستطلاع على ضوابطها اللطيفة أن أشرح شرح كتاب نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر لمولانا و سيدنا العلامة العامل و المحدث الكامل خلاصة أهل التحقيق، و زين أهل التدقيق العالم الرباني و المحقق الصمداني الشيخ شهاب الدين أحمد بن حجر العسقلاني تغمده الله بغفرانه، و ألبسه جليل كرامته و رضوانه لكونه مع صغر حجمه و وجازة نظمه مشتملا على فوايد عظيمة، و منافع جسيمة، فشرحته شرحا تصديت فيه لحل مغلقاته، و كشفت الأستار عن معضلاته، و احطت بما فيه من المهمات مع الاهتمام بما تعلق به من الاشكالات و الأجوبة و السباحة في بحار ما يرد عليه من الاعتراضات الصعبة، و أطلت في بعض المواضع في تحقيق القواعد لكونه الباعث الأصلي على تعليق هذه الفوايد و سميته إمعان النظر في توضيح نخبة الفكر. ثم إني و إن كنت قصير الباعة قليل البضاعة لكن ....
يقول إبراهيم اليحيى: ليت المحقق تنبه إلى الآتي:
1 ـ الإطالة في سيرة المؤلف و جمع أكبر قدر من المعلومات.
2 ـ التعليق على قول المؤلف في المقدمة و سميته (إمعان النظر في توضيح نخبة الفكر) لأنه من ظاهر العنوان كأنه يشرح نخبة الفكر مباشرة!، و العنوان على صفحة الغلاف التي اعتمدها المحقق (إمعان النظر شرح شرح نخبة الفكر).
3 ـ قد وضع المحقق كلام ابن حجر أعني النزهة بين أقواس ثم بعد الأقواس يأتي كلام أكرم السندي، لكنه لم ينضبط في كثير من المواضع حيث أنه يغلق الأقواس قبل أن ينتهي كلام ابن حجر و بعد الأقواس يستمر الكلام كأنه للسندي و هو لابن حجر، و العكس أحيانا يدخل في الأقواس كلام السندي و هو قليل.
4 ـ التعليق على نقول المؤلف و ذكر الفائدة منها في المقدمة مثل الفائدة من نقول المؤلف من شرح الملا علي القاري المتوفى 1014 هـ، و أخشى أن يكون هناك نقول آخرى مفيدة!
هذا ما لدي و أنا لم أطالع الكتاب مطالعة فاحصة تبين مدى متانة الشرح، و إنما رجعت إليه من أجل ذكره في المخطوطة التي أعمل عليها قال فيها (و قال الملا أكرم السندي .... ) لذا رجعت إلى ما يهمني و يفيدنا و أحببت أن يستفيد من يبحث عن معلومة من معلومات أكرم السندي و رسالته؛ فكتبت ههنا.
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[12 - 02 - 07, 01:41 ص]ـ
لأني أتردد بين مكتبة الملك فهد ومكتبة الملك عبد العزيز اختلط علي الأمر
فقد رأيتها في مكتبة الملك فهد رحمه الله.
جزاك الله خيراً
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[13 - 02 - 07, 09:46 ص]ـ
كتاب الإمعان كنت قد حققته ونلت عليه درجة الماجستير وأنا أعده للطباعة قريباً بإذن الله وقد حققته على أربع نسخ مخطوطة تحقيقاً علمياً أرجو أن يكون على المستوى المطلوب وفي الكتاب من الفوائد الشيء الكثير.
ـ[ابن العيد]ــــــــ[21 - 02 - 07, 03:43 م]ـ
أرجو أستاذنا الفاضل الأبرش أن يقدم إلينا المعلومات حول الكتاب الذي حققه
نريد التعرف على مخطوطاته و الجامعة التي منحته بالشهادة
أنا في السند أشتاق لأن أعرف عن مخطوطات الكتاب
ـ[ابن العيد]ــــــــ[21 - 02 - 07, 03:46 م]ـ
أرجو أستاذنا الفاضل الأبرش أن يقدم إلينا المعلومات حول الكتاب الذي حققه
نريد التعرف على مخطوطاته و الجامعة التي منحته بالشهادة
أنا في السند أشتاق لأن أعرف عن مخطوطات الكتاب
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[22 - 02 - 07, 11:09 ص]ـ
الأخ الكريم ابن العيد:
جزاك الله خيراً على حسن ظنك بي ولكنني طويلب علم في أحسن حالاتي - حقيقة لا تواضعاً -
الرسالة نوقشت في كلية الدعوة الإسلامية في لبنان اعتمدت في تحقيقها على أربع مخطوطات ليس منها سندي ولا هندي ومرد ذلك أن المؤلف رحمة الله قضى معظم حياته في الحجاز بين مكة والمدينة بعدما جاء إليها مع والده الذي كان قاضي العسكر في الهند.
ومعلوم أن الحجاز كان وما زال ملتقى علماء الأمة من كل حدب وصوب.
المؤلف من أهل القرن الثالث عشر وليس كما ذكر مخرج الكتاب أنه من أهل القرن الحادي عشر.
كما أن مخطوطات الكتاب كثيرة ومنتشرة وأكثرها في تركيا ففيها أكثر من سبع مخطوطات كما أذكر.
وبما أنك في السند فهناك من نفائس المخطوطات الشيء الكثير، وأرجو إن كنت تملك متسعاً من الوقت أن تبحث هناك عن مخطوطة مسند الفردوس وهو كما تعلم - ما زال في عداد المخطوطات - على ما فيه من أهمية، وإن كان عندك أي استفسار فأنا أسر بذلك.
ـ[ابن العيد]ــــــــ[23 - 02 - 07, 06:54 ص]ـ
شكرا لك يا أستاذ بالرد الممتع الجميل
أريد التعرف على أحوال المؤلف أكثر مما ذكر ها الأستاذ إبراهيم ناقلا عن المطبوع
أرجوك أن تكرم ........
أما مسند الفردوس فسأتكلم بعض من أعرفه كي يدلونني عليه , رغم أني رأيت ذات مرة خلال زيارتي لمكتبة في داخل البلاد كتابا مصورا بخط الحافظ ابن حجر كان أو السخاوي ولعله كان تخريجا للمسند ............ ؟
كما أريد أن تطلعني على مايوجد من كتب المؤلف في مكتبات الحجاز والتركيا ومصر غير إمعان النظر؟
¥(15/222)
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[25 - 02 - 07, 12:34 م]ـ
أخي الكريم: المؤلف له كتاب في رجال البخاري وآخر في الرد على الرافضة وثالث في أصول الفقه، لكنني لم أستطع الوقوف على أحد هذه المصنفات ولا عرفت عنها خبراً، بل إن أوسع من ترجم له - وهو الشيخ عبد الحي الحسني - جاءت ترجمته له في ستة أسطر ولم يترجم له أحد ممن ترجم لعلماء الحجاز - بحسب اطلاعي، وقد أعياني البحث حوله ولم أترك باباً من الأبواب إلا وطرقته سواء كان في الحجاز أو السند حتى جاوزت الكتب العربية إلى ما كتب بالأوردو والفارسية دون أي فائدة تذكر.
أما بالنسبة لكتاب الحافظ ابن حجر فهو مطبوع ولكنه لا يغني عن المسند ففيه أسانيد الفردوس ومدار الحكم عليها، وأذكر أن محقق الفردوس ذكر أن نسخة للمسند موجودة في رامبور والعهدة عليه.
ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[26 - 02 - 07, 10:01 ص]ـ
الأخ الكريم محمد سعيد الأبرش: نفع الله به، الرجاء التكرم بإثبات قولكم بأن المؤلف من أعلام القرن الثالث عشر،،،، مع الشكر الجزيل
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[26 - 02 - 07, 12:47 م]ـ
آسف على هذا الخطأ، بل هو من أعلام القرن الثاني عشر، فإن والده القاضي العلامة عبد الرحمن السندي النصربوري توفي سنة 1122هـ، وشكراً على هذا التنبيه.
ـ[أبو البراء البشيري]ــــــــ[12 - 03 - 07, 07:11 ص]ـ
الكتاب حقق أيضاً بجامعة الإمام محمد بن سعود رسالة ماجستير
أما مسند الفردوس فالمعروف أنه محذوف الأسانيد كما هو مطبوع لكن ابن المؤلف جمع الأسانيد، وللحافظ ابن حجر كتاب زهر الفردوس وهو مسند ويحقق حاليا بالجامعة الإسلامية بكلية الحديث
ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[12 - 03 - 07, 07:55 ص]ـ
لا زلت أطلب من الأخ الفاضل محمد سعيد الأبرش أو غيره ـ فضلا ـ إفادتنا عن مدى التيقن في تأريخ المؤلف!، فالمحقق المذكور أعلاه سندي ذكر أن أكرم السندي من مواليد مطلع القرن الحادي عشر ـ و الوهم وارد ـ و الأخ الأبرش ذكر أن والده متوفى 1122 هـ فالبون شاسع!!!، ناهيك عن أن الشيخ عبد الكريم الخضير ذكر أن السندي من أعلام القرن العاشر.
و إن كان الأقرب عندي و الله اعلم هو قول الأبرش إلا أنني متمنيا التثبت مع الشكر،،،،
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[12 - 03 - 07, 08:44 ص]ـ
الأخ الكريم إبراهيم:
المؤلف يقيناً من مواليد القرن الحادي عشر ووفيات القرن الثاني عشر، وقد ترجم العلامة الشيخ عبد الحي الحسني له ولوالده ضمن علماء القرن الثاني عشر كما أن والده استقر في الحجاز سنة 1106هـ كما ذكر في مختصر نشر النور والزهر، فاحتمال كونه من علماء القرن العاشر أو الحادي عشر غير وارد وليس هناك دليل واحد عليه، وربما ما ذكره الشيخ عن سندي آخر فهم كثر أما محمد أكرم فلا ينبغي والله أعلم.
ـ[أبو زاهر]ــــــــ[15 - 03 - 07, 12:15 ص]ـ
السلام عليكم .... محمد سعيد الأبرش أين الأمانة العلمية؟؟؟
كيف تدعي أنك قد حققت كتاب " إمعان النظر .... الخ. في رسالة ماجستير!! وتزعم أنك على وشك طباعتها قريباً؟؟؟!!!!!!!!!
نعم انت حققت قسما منها فقط ... اما القسم الثاني فلازال زميلك عبد الله الخلف يشتغل في تحقيقه، ولم ينته بعد ... ولم يناقش .... اليس كذلك؟؟!!!
كان من الواجب عليك الا تدعي لنفسك تحقيق الكتاب ... وكان من المفروووض ان تشير الى شريكك في التحقيق؟؟؟؟
"ولا تبخسوا الناس أشياءهم"، "ولا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى"
ـ[حسان المكي]ــــــــ[16 - 03 - 07, 03:43 م]ـ
للرفع
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[17 - 03 - 07, 12:07 ص]ـ
رويدك يا من تسمي نفسك أبا زاهر وراجع معلوماتك قبل أن تهرف بما لا تعرف
أما أن الأخ عبد الله قد حقق الجزء الثاني فنعم وهذه المعلومة الوحيدة الصحيحة بيد أني لم أدع - كما تقول - أني حققته كاملاً، مع العلم أني كنت قد قاربت على إكماله وحدي وكان الأخ عبد الله قد توقف عن العمل فيه، ولما سمعت أنه استأنف العمل توقفت عن إكماله وعرضت عليه إكماله بسرعة لطباعته وقد حصل، مع العلم بأني من بحثت عن الكتاب الذي لم يكن الأخ عبد الله قد سمع به وأنا من أتيت بالمخطوطات التي لا يعرف من أين ولا كيف حصلت عليها وهو ليس بمنكر لذلك، ولتعلم أن الأخ عبد الله قد انتهى من قسمه ولو لم يناقشه بعد ولتعلم أيضاً أنني أعد الكتاب كاملاً للطبع وهو يعلم ذلك ولو أنك سألته لأجابك ولما سودت بكتابتك ما سودت، وأرجو أن تتعلم معنى الأمانة العلمية قبل أن تتبجح بها.
وقبل كل ذلك وبعده يمكنك أن تسأل الأخ عبد الله إن كان قد حصل على معلومة واحدة عن ترجمة المؤلف زيادة على ما كتبت في مقدمة رسالتي التي أعطيته نسخة منها للاستفادة.
وسلاماً
ـ[ابن العيد]ــــــــ[18 - 03 - 07, 08:38 م]ـ
شكرا لكم جميعا على ما أفدتموني حول الكتاب ومؤلفه
وأخص بالذكر الأخ أبو البراء البشيري و أبوزاهر , رغم أن لكل من الأخ الأبرش والأخ إبراهيم كذلك مساعدة علمية مشكورة
والله يجزلكم مثوبتكم جميعا
¥(15/223)
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[06 - 09 - 09, 02:22 م]ـ
شكرا لكم
ـ[ابن العيد]ــــــــ[10 - 09 - 09, 02:52 م]ـ
هل عندكم جديد حول
إمعان النظر؟
ماذا عن
طباعة الأخ الأبرش؟
ـ[ابو حذيفة الأثري]ــــــــ[04 - 02 - 10, 08:30 م]ـ
ألم يحن الوقت بعد!!!!
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[06 - 04 - 10, 12:32 ص]ـ
اطلبوا ذلك من امير المخطوطات ابويعلى البيضاوى
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[02 - 05 - 10, 04:44 م]ـ
ألم يحن الوقت بعد!!!!
اليك المخطوطة رفع مشهر الشهرى هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=206871
فى اخر المشاركة الاولى غفر الله له ولكم(15/224)
هل هناك أشرطة لشروحات حديثية للشيخ أبو الحسن المصري؟
ـ[محمد عمرو]ــــــــ[08 - 02 - 07, 01:23 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
لو تكرم الاخوة الأفاضل
هل توجد أشرطة حديثية للشيخ أبو الحسن المصري.
لأن الظاهر أنها غير كتوفرة بكثرة على الشبكة ولكم جزيل الشكر.
ـ[محمد بشري]ــــــــ[08 - 02 - 07, 10:55 م]ـ
للشيخ أشرطة سمعية، ومما وقفت عليه شرح الباعث الحثيث في نحو 23 شريط.
وله شرح على علل ابن رجب الحنبلي، وله دورة مختصرة في مصطلح الحديث أقامها في الإمارات في نحو 11 شريط.
والله الموفق.
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[08 - 02 - 07, 11:44 م]ـ
هلا رفعت لنا هذه الأشرطة أخي محمد و لكم الأجر و الثواب , و جزاكم الله خيراً.
ـ[محمد بشري]ــــــــ[09 - 02 - 07, 12:41 ص]ـ
أخي الحبيب، الأشرطة سمعت منها دورة الإمارات وشرح الباعث لكنها لا تتوفر عندي.
وقد يكون في الملتقى بعض طلبته فيرفعون بعض شروحه الصوتية سيما شرح العلل.
ـ[صخر]ــــــــ[09 - 02 - 07, 05:38 ص]ـ
توجد في موقع دارا البر رأيتها منذ سنتين تقريبا ,,ولم يتيسر لي تحميلها.
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[09 - 02 - 07, 02:15 م]ـ
و ما هو موقع دار البر أخي الكريم؟(15/225)
رسالة في تنسيق مصطلح مصطلح
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[08 - 02 - 07, 01:52 م]ـ
أعددت رسالة في مصطلح الحديث وهي عبارة تنسيق لمصطلح الحديث اتبعت فيها طريقة تسهل لطلاب العلم الإلمام بمصطلح الحديث وتضمن عد التداخل في المفاهيم وذلك بعدة اعتبارات
1 - اعتمدت عمل مخطط توضيحي تدفقي ( Flow Chart) لمباحث المصطلح.
2 - المخطط يعتمد عنواوين مباحث المصطلح وعند الإشارة إلى أي موضوع تظهر رسالة شرح على كل مووضع.
3 - اعتمدت على كثيراً من كتب أهل العلم المعتبرة وكذلك على شروحاتهم الصوتية (الشيخ ابن عثيمين رحمه الله) وغيره.
4 - اعتمدت ارقام تسلسلية في المخطط التوضيحي لضمان اتباع التسلسل المنطقي المعرفي للمتصفح.
5 - تم تفريغ المخطط التوضيحي في رسالة حسب التسلسل المنطقي والتقسيمات المتبعة في المخطط التوضيحي.
6 - قمت بجمع الكثير من المباحث والموضعات التي لم أجدها مجموعة في كتاب واحد، وإنما جمعتها من كتب متفرقة.
حسب رأي المتواضع أن هذه الرسالة يمكن ان ينفع الله بها ولكن أحتاج من يشرف عليها من قبل بعض أهل العلم
نأمل التكرم والمساعدة
ـ[محمد يحظيه الشنقيطي]ــــــــ[08 - 02 - 07, 06:16 م]ـ
السلام عليكم
فكرة رائعة نسأل الله تعالى أن يعينكم عليها وييسر لنا الانتفاع بها
وللعلم فإن أحد الإخوة - مسعد الحسيني - أرفق في ملتقى أهل الحديث فلاشا رائعا يمكن الاستفادة منه في هذا الموضوع وهذا رابطه:
http://e.domaindlx.com/Cartoonplayer/mos6ala7.swf
ـ[محمد يحظيه الشنقيطي]ــــــــ[08 - 02 - 07, 06:18 م]ـ
عفوا أقصد ملتقى أهل الأثر فالمعذرة وللكل الشكر جزاهم الله خيرا أجمعين(15/226)
أحدهم يقول بحرق المستدرك للحاكم
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[08 - 02 - 07, 02:28 م]ـ
هذه مقولة صرح بها أحد حملة شهادة الدكتوراه من الشباب في محاضرة بإحدى الجامعات الإسلامية قال فيها للطلبة بالحرف الواحد:
لو كان الأمر بيدي لأمرت بحرق المستدرك للحكام.
أنا لا أريد أن ابين رايي هنا، لكي لا يظن ظان أني أحاول التأثير في الأخرين أو حملهم على تبني وجهة نظري.
ولكن أريد رأي الأخوة أعضاء المنتدى ولا سيما المختصين بالحديث.
عسى أن يقرأ هذا الدكتور (الجديد) الإجابة.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[08 - 02 - 07, 03:23 م]ـ
الحمد لله أن الأمر ليس بيده وأسأل الله ألا يجعله بيده في يوم من الأيام.
ـ[الباحث]ــــــــ[08 - 02 - 07, 03:25 م]ـ
وما الذي جعله يقول هذا الكلام؟؟؟
ما هو الدافع لذلك؟؟؟
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[08 - 02 - 07, 03:29 م]ـ
أحسنت أخي الباحث بسؤالك، وما منعني أن أذكر السبب أولاً رغبتي في الحياد.
السبب كما يقول أنه رودت فيه أحاديث غير صحيحة.
والمفارقة أنه يحمل الدكتوراه في نقد الحديث!
ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[08 - 02 - 07, 03:48 م]ـ
حدادية جديدة لعمر الله!! ..
السبب كما يقول أنه رودت فيه أحاديث غير صحيحة.
والمفارقة أنه يحمل الدكتوراه في نقد الحديث!
فما كان يصنع بدكتوراه في نقد الحديث لو أن سلفه حرّق "الكتب التي ورد فيها أحاديث غير صحيحة" كما نطق لسانه المعوج!!
هداه الله .. هذا يفعله بالمستدرك على الصحيحين .. فما يصنع بالمسانيد، والأجزاء .. مما عج بالضعيف والموضوع؟
لكن لعله تقصّد المستدرك لما فيه من أحاديث فضائل علي وآل البيت الكرام .. مما اختلف حوله أبين الاختلاف ... كحديث الكساء، والغدير، والباب، والطير ... الخ
لكن سلفنا لم يعلمونا "حرق" الكتب (هذه الشاكلة من الكتب الحديثية المسندة أعني)، بل علمونا "حرق" الشبهات بالعلم، والتحقيق .. لا بالـ"التعالم" والتلفيق!
ـ[أبو عبدالرحمن العمري]ــــــــ[08 - 02 - 07, 10:15 م]ـ
مثل هذا الشخص الغريب في جرأته كمثل الذي حرق "فتح الباري" "وشرح صحيح مسلم" للنووي بدعوى ان فيهما مخالفات عقدية نعم فيهما مخالفات عقدية (لكن سلفنا لم يعلمونا "حرق" الكتب ... بل علمونا "حرق" الشبهات بالعلم، والتحقيق .. لا بالـ"التعالم" والتلفيق!)
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[08 - 02 - 07, 10:37 م]ـ
لسيت أحاديث المناقب هي السبب، بل مجمل الكتاب فهو يعتقد أن حمله لصفة المستدرك على الصحيحين باطلة، فقال مقولته.
ولعل الأخوة يستغربون من طرحي هذا السؤال، ولكنه كما يبدو معجب برأيه، وأردت أن تكونوا أيها الأخوة أعضاء المنتدى الحكم، ليسمع مقولتكم، لعله يرعوي.
ـ[الباحث]ــــــــ[08 - 02 - 07, 11:09 م]ـ
يحرق مستدرك الحاكم لأن به أحاديث ضعيفة!
لو كان أهل العلم يفكرون بمثل تفكيره لم يبق لنا من كتب السنة شيء اللهم إلا الصحيحين.
ولوجدناهم جميع ما تبقى من كتب السنة وغيرها.
ولضاعت الكثير من السنن بسبب هذا التفكير العجيب.
المشكلة أن المستدرك يحتوي على الكثير من الأحاديث الصحيحة.
فكيف يحرق المستدرك بما فيه من الأحاديث الصحيحة؟!
أنا أستغرب كيف حصل هذا الشخص على الدكتوراه!
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[09 - 02 - 07, 02:05 ص]ـ
سبحان الله
يقول:
لو كان الأمر بيدي لأمرت بحرق المستدرك للحاكم.
الحمد لله أنّ الأمر ليس بيد هذا وأمثاله
وحتى يكون الأمر بيده
عليه أن يكون "دكتاتور"
كما هو د. ك. "تور".
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[09 - 02 - 07, 03:02 ص]ـ
استمع الى الشيخ الألباني رحمه الله تعالى عندما سُئِلَ عن تصحيح الحاكم, وهل أجاب بوجوب حرق المستدرك أم لا!!!!!!!!
لعل الأخ السائل يأخذ هذا الملف الصوتي ويعرضه على علامة الزمان ... وباقر العلوم ... الدكتور الناقد!!!
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[09 - 02 - 07, 11:03 ص]ـ
ان صح هذا عنه
الافضل ان تعرض كلامه علي احد العلم او ممن لهم جاه في الجامعة
حتي ينصحوه لعله يرجع عن ذلك
مثلا الشيخ عبد المحسن العباد او غيره
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[09 - 02 - 07, 11:55 ص]ـ
لو كانت النصحية تنفع لما طلبت آراءكم.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[09 - 02 - 07, 02:00 م]ـ
نسأل الله له الهداية فليس هذا طريق أهل العلم
لعلها زلَّة لسان أو قالها بسبب موقف خاصٍّ أو محاورة أو غيرها
¥(15/227)
ولو قرأ مقدِّمة الحاكم في مستدركه رحمه الله لاستحى من كلامه هذا:
قال الحاكم رحمه الله: (( ... فإن الله تعالى ذكره أنعم على هذه الأمة باصطفائه بصحبة نبيه صلى الله عليه وعلى آله أخيار خلقه في عصره، وهم الصحابة النجباء، البررة الأتقياء، لزموه في الشدة والرخاء، حتى حفظوا عنه ما شرع لأمته بأمر الله تعالى ذكره، ثم نقلوه إلى أتباعهم، ثم كذلك عصرا بعد عصر إلى عصرنا هذا، وهو هذه الأسانيد المنقولة إلينا بنقل العدل عن العدل، وهي كرامة من الله لهذه الأمة خصهم بها دون سائر الأمم، ثم قيض الله لكل عصر جماعة من علماء الدين، وأئمة المسلمين، يزكون رواة الأخبار ونقلة الآثار ليذبوا به الكذب عن وحي الملك الجبار، فمن هؤلاء الأئمة: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي، وأبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري رضي الله عنهما، صنفا في صحيح الأخبار كتابين مهذبين انتشر ذكرهما في الأقطار، ولم يحكما ولا واحد منهما أنه لم يصح من الحديث غير ما أخرجه، وقد نبغ في عصرنا هذا جماعة من المبتدعة يشمتون برواة الآثار، بأن جميع ما يصح عندكم من الحديث لا يبلغ عشرة آلاف حديث، وهذه الأسانيد المجموعة المشتملة على ألف جزء أو أقل أو أكثر منه كلها سقيمة غير صحيحة، وقد سألني جماعة من أعيان أهل العلم بهذه المدينة وغيرها أن أجمع كتابا يشتمل على الأحاديث المروية بأسانيد يحتج محمد بن إسماعيل، ومسلم بن الحجاج بمثلها، إذ لا سبيل إلى إخراج ما لا علة له، فإنهما رحمهما الله لم يدعيا ذلك لأنفسهما، وقد خرج جماعة من علماء عصرهما ومن بعدهما عليهما أحاديث قد أخرجاها، وهي معلولة، وقد جهدت في الذب عنهما في «المدخل إلى الصحيح» بما رضيه أهل الصنعة، وأنا أستعين الله على إخراج أحاديث رواتها ثقات، قد احتج بمثلها الشيخان رضي الله عنهما أو أحدهما، وهذا شرط الصحيح عند كافة فقهاء أهل الإسلام أن الزيادة في الأسانيد والمتون من الثقات مقبولة، والله المعين على ما قصدته، وهو حسبي ونعم الوكيل. فمن الأحاديث التي مدخلها ... ))
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[09 - 02 - 07, 02:29 م]ـ
بارك الله في الجميع.
وبارك الله في خالد بن عمر لحسن ظنه بالناس.
والله لو وجدت له عذراً، أو حتى بصيص عذر لما طرحت الموضوع هنا، ولكن ضاقت السبل، وأبى الانصياع للحق، فقلت: لعل رؤيته لكتابة الخيرين في هذا الملتقى تردعه.
والله من وراء القصد.
ـ[معاذ جمال]ــــــــ[09 - 02 - 07, 02:33 م]ـ
أرى أن القول بحرقه أولى من القول بحرق المستدرك.
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها و ما بطن
ـ[ابن صادق المصري]ــــــــ[09 - 02 - 07, 03:31 م]ـ
أرى أن القول بحرقه أولى من القول بحرق المستدرك.
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها و ما بطن
آمين. و بارك الله فيك(15/228)
فائدة حول قول الأئمة المتقدمين (إسناده صحيح)
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[08 - 02 - 07, 09:06 م]ـ
هذه فائدة أحببت أن أذكرها للإخوة الطلاب المتخصصين
قد اشتهر القول بأن هناك فرق بين قولهم (إسناده صحيح) و (الحديث صحيح)
فقد يكون الإسناد صحيحا ولكن الحديث ليس كذلك
ولكن سمعت منذ مدة الشيخ تركي الغميز يقول في دورته "مقدمات في علم التخريج ودراسة الأسانيد" أن الأئمة إذا قالوا (إسناده صحيح) فإنهم قد نظروا في شروط الحديث الصحيح الخمسة، فيكون عندهم الحديث صحيحا.
وإطلاق هذا يكثر عند الإمام أحمد والدارقطني
والله أعلم
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[09 - 02 - 07, 12:01 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[ابن صادق المصري]ــــــــ[09 - 02 - 07, 04:18 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
كون الإسناد صحيح لا يلزم أن يكون الحديث صحيحا , لآن من شروط الحديث الصحيح أن لا يكون شاذا ة لا معللا. قال ابن كثير في الباعث الحثيث نقلا عن ابن الصلاح (والحكم بالصحة أو الحسن على الإسناد لا يلزم منه الحكم بذلك على المتن، إذ قد يكون شاذاً أو معللاً.)
و هذا ما نبه عليه الشيخ إبراهيم بن عبد الله اللاحم في شرحه لهذة السلسلة. و قال الشيخ الألباني رحمه الله في تحقيقه لكتاب الآيات البينات في عدم سماع الأموات على مذهب الحنفية السادات قال: (إذ أنه من المقرر في علم مصطلح الحديث أن صحة الإسناد لا يستلزم صحة المتن لعلة فيه خفية أو شذوذ من أحد رواته). فأقوال الشيخين رحمهم الله جاءت بناء على نظرتهم في عمل الأئمة رحمهم الله , و لذلك ما نقلته عن فضيلة الشيخ تركي الغميز أن الأئمة إذا قالوا (إسناده صحيح) فإنهم قد نظروا في شروط الحديث الصحيح الخمسة، فيكون عندهم الحديث صحيحا. فنحتاج إلى نص عن الأئمة في ذلك لأن هذا مخالف لقول الجمهور من المتأخرين و من المعاصرين أيضا و الذي جاء بناء على عمل الأئمة المتقدمين. و الله أعلم.
ـ[أبو إسحاق المالكي]ــــــــ[10 - 02 - 07, 01:22 م]ـ
هذه المسألة تناولها ابن الصلاح في كتابه، ونكت عليها الحافظ ابن حجر، وأنا ناقل في هذا الموضع ما جاء في النكت فهو مفيد:
قوله -أي ابن الصلاح-: ((السابع: قولهم: هذا حديث صحيح الإسناد دون قولهم حديث صحيح، لأنه قد يقال: صحيح الإسناد فلا يصح أي المتن لكونه أي الإسناد شاذاً أو معللاً … قال: غير أن المصنف المعتمد منهم إذا اقتصر على ذلك ولم يقدح فيه، فالظاهر منه الحكم له بأنه صحيح، لأن عدم العلة والقادح هو الأصل)).
قال ابن حجر: لا نسلم أن عدم العلة هو الأصل، إذ لو كان هو الأصل ما اشترط عدمه في شرط الصحيح، فإذا كان قولهم: صحيح الإسناد يحتمل أن يكون مع وجود العلة لم يتحقق عدم العلة، فكيف يحكم له بالصحة.
وقوله: إن المصنف المعتمد إذا اقتصر … الخ يوهم أن التفرقة التي فرقها أولاً مختصة بغير المعتمد وهو كلام ينبو عنه السمع، لأن المعتمد هو قول المعتمد وغير المعتمد لا يعتمد.
والذي يظهر لي أن الصواب التفرقة من يفرق في وصفه الحديث بالصحة بين التقييد والإطلاق وبين من لا يفرق.
فمن عرف من حاله بالاستقراء التفرقة يحكم له بمقتضى ذلك ويحمل إطلاقه على الإسناد والمتن معاً وتقييده على الإسناد فقط ومن عرف من حاله أنه لا يصف الحديث دائماً وغالباً إلا بالتقييد فيحتمل أن يقال في حقه ما قال المصنف آخراً والله أعلم.(15/229)
كيفية معرفة أسباب النزول وصيغه (دراسة حديثية)
ـ[ماهر]ــــــــ[09 - 02 - 07, 12:03 م]ـ
كيفية معرفة أسباب النزول وصيغه (دراسة حديثية)
الطريق إِلَى مَعْرِفَة أسباب النزول هُوَ النقل الصَّحِيْح لَيْسَ غير، ومن هنا يقول الواحدي: ((ولا يحل القول فِي أسباب نزول الكتاب إلا بالرواية والسماع ممن شاهدوا التنزيل ووقف عَلَى الأسباب، وبحث عن العلم وجدَّ فِي الطِّلاب. وَقَد ورد الشرع بالوعيد للجاهل ذي العِثار فِي هذا العِلْم بالنار)) (1).
وقول الصحابي فِي شيء مِنْ هذا العلم مِنَ المرفوع حكماً، وَهُوَ الَّذِي نَصَّ عَلَيْهِ الحافظ أبو عمرو بن الصلاح فَقَالَ: ((ما قيل مِنْ أن تفسير الصحابي حديث مسند فإنما ذَلِكَ فِي تفسير يتعلق بسبب نزول آية يخبر بِهِ الصحابي أو نحو ذَلِكَ)) (2).
وسبقه الحاكم أبو عَبْد الله، فبعد أن ساق حديثاً عن جابر فِي سبب نزول آية قَالَ: ((هذا الحَدِيْث وأشباهه مسندة عن آخرها وليست بموقوفة، فإنَّ الصحابي الَّذي شهد الوحي والتنزيل فأخبر عَن آية من القرآن أَنَّهَا نزلت فِي كَذَا وكذا، فإنه حَدِيث مسند)) (3). وعقب الزَّرْكَشِيّ عَلَى كلام ابن الصَّلاَح قائلاً: ((ما اختاره فِي تفسير الصَّحَابِيّ سبقه إِلَيْهِ الْخَطِيْب وكَذَلِكَ الأستاذ أبو مَنْصُور البغدادي،قَالَ:إذا أخبر الصَّحَابِيُّ عَن سبب وقع فِي عهد النَّبْيّ صلى الله عليه وسلم أو أخبر عَنْ نزول آية فِيهِ فذلك مسند)) (4).
وإن كَانَ سبب النزول مرسلاً أي لَمْ يذكر فِيهِ الصحابي،فاشترط السيوطي لقبوله شرطين بعد صحة سنده:
الأول: أن يكون راويه معروفاً بأنْ لا يروي إلا عن الصحابة.
الثاني: أن يرد لَهُ شاهد مرسل أو متصل ولو ضعيفاً (5).
أما صيغ التعبير عن سبب النزول فقد اختلفت أساليبهم فِي التعبير عَنْهُ فتارة يعبرون بقولهم: ((سبب نزول الآية كذا))، وهذا التعبير نَصٌّ فِي السببية ولا يحتمل غيره (6).
وتارة لا تأتي العبارة صريحة بلفظ السببية، ولكن يؤتى بفاءٍ داخلةٍ عَلَى مادة نزول الآية عقب سرد الحادثة، وحكم هذا التعبير حكم الَّذيْ قبله. وَقَدْ يأتي بصيغة سؤال يسأل عَنْهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فينزل عَلَيْهِ الوحي بجوابه من غَيْر تعبير بلفظ النزول ولا دخول الفاء، غَيْر أن السببية واضحة من المقام. وحكمها حكم ما قبلها. وأخرى لا يؤتى بشيء مِمَّا سبق، بَلْ يقال: نزلت هَذِهِ الآية فِي كَذَا، وهذه العبارة ليست نصاً
فِي السببية، بَلْ تحتمل السببية وتحتمل غيرها وَهُوَ أن هَذَا داخل فِي الآية وإن لَمْ يَكُن السبب، كَمَا يقال: عني بهذه الآية كَذَا (7). وَهِيَ موطن نزاع بَيْنَ الْعُلَمَاء، هَلْ لَهَا حكم الرفع أم لَهَا حكم الوقف (8)؟.
.................................................. ....
(1) أسباب نزول القرآن: طبعتنا96.
(2) مَعْرِفَة أنواع علم الحَدِيْث: 124 طبعتنا.
(3) معرفة علوم الحَدِيْث: 20.
(4) نكت الزَّرْكَشِيّ على ابن الصلاح 1/ 434.
(5) التحبير فِيْ علم التفسير:174.
(6) مناهل العرفان 1/ 114.
(7) مجموعة الفتاوى 13/ 182.
(8) المصدر نفسه.
ـ[طالبة سنة]ــــــــ[09 - 02 - 07, 04:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[09 - 02 - 07, 04:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو طه المصرى]ــــــــ[09 - 03 - 07, 09:01 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ماهر]ــــــــ[09 - 03 - 07, 08:37 م]ـ
وأنتم جزاكم الله خيراً ونفع بكم وزادكم من فضله.
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[11 - 03 - 07, 03:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
جزاكم الله خيرا، وحفظكم بعينه التي لاتنام أنتم وكل من تحبون .. اللهم آمين.
ـ[ماهر]ــــــــ[14 - 10 - 08, 07:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
جزاكم الله خيرا، وحفظكم بعينه التي لاتنام أنتم وكل من تحبون .. اللهم آمين.
أسأل الله أن يحفظكم وينفع بكم ويزيدكم من فضله.(15/230)
قال أبو داود:ذاكرت به إبراهيم وغيره ... من إبراهيم هذا؟؟
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[09 - 02 - 07, 02:54 م]ـ
قال أبوداود فى كتاب الصلاة فى تفريع أبواب السترة
ثنا محمد بن إسماعيل البصرى ثنا معاذ ثنا هشام ...... فذكر حديث فيما يقطع الصلاة ثم قال:
فى نفسى من هذا الحديث شىء كنت ذاكرت به إبراهيم وغيره فلم أر أحدا جاء به عن هشام ولا يعرفه ....... إلخ
فمن إبراهيم هذا الذى ذاكره أبو داود؟؟
نظرت فى العون فلم أجده تطرق له
ثم رأيت فيما يرى النائم أنه إبراهيم بن عبد الرحمن دحيم الشامى الحافظ المشهور
فمن وقف على من عيّن إبراهيم هنا من العلماء؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابن السائح]ــــــــ[09 - 02 - 07, 06:08 م]ـ
لعلك قلبتَ الاسم، ولم تُؤَدِّه كما سمعتَه في المنام:)
(ولعلك لم تعجّل بالمبادرة بتقييد الجواب بعد استيقاظك من النوم:)
فاسم دُحيم: عبد الرحمان بن إبراهيم وليس إبراهيم
إلا إن كان صاحبُك:) يعني ابن دُحيم (إبراهيم) فحينذاك يختلف الأمر (ولكل حادثة حديث)
وإبراهيم يصغُر عن أن يذاكره أبو داود في أسانيد أهل البصرة
على أن عُظْم علم دُحيم (وابنه إبراهيم) بالحديث يدور حول حديث الشاميين
والحديث المذكور من حديث البصريين
ويَحتمل أن أبا داود أراد إبراهيم بن محمد بن عرعرة؛ فقد كان له بعض اشتغال بالحديث
وإن كان ابن معين كثير التعريض به، خاصة فيما ينقله ابن الجنيد في سؤالاته!
وقد قال ابن معين مرة: ثقة معروف بالحديث ---- مشهور بالطلب كيّس الكتاب لكنه يُفسد نفسه؛ يدخل في كل شيء!
وقد روى ابن عرعرة حديثًا عن معاذ بن هشام الدستوائي عن أبيه فأنكره عليه الإمام أحمد وشنّع عليه
ودافع الخطيب عن ابن عرعرة
والظاهر أنه كان لابن عرعرة بعض اعتناء بحديث شيخه ابن الدستوائي
والله أعلم
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[09 - 02 - 07, 11:18 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك
كونه إبراهيم بن عرعرة محتمل لأن له بعض اعتناء بحديث معاذ بن هشام راوى هذا الحديث كما يعلم من ترجمته
لكن يشكل عليه أن المزى لم يذكره فى شيوخ أبى داود وعادة المزى استقصاء شيوخ المترجم له وكذلك لم يذكر أبا داود فى تلامذة إبراهيم بن عرعرة
وقد بحثت بحثا سريعا فى السنن لأبى داود فلم أجد لابراهيم بن عرعرة ذكر
وليس عندى تسمية شيوخ أبى داود للجيّانى لأنظر فيه
ويحتمل عندى أن يكون إبراهيم بن موسى الرازى الحافظ المشهور فإنه أشهر من ابن عرعرة بل هو أشهر من باقى شيوخ أبى داود ممن اسمه إبراهيم
قال الخليلى عنه يقارن بأحمد ويحى وهذه منزلة عظيمة
وكتب عنه أبوزرعة مائة ألف حديث
وأكثر عنه أبو داود فى السنن
فالله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - 02 - 07, 12:42 ص]ـ
وفقكم الله ونفع بكم
ومعذرة على التقدم بين يدي مشايخي الكرام
ولكن يبدو لي بنظري القاصر أن احتمال كونه دحيما أو ابن موسى الرازي فيه بعد؛ لأن هذين من شيوخ أبي داود المتقدمين، ومعلوم أن المذاكرة تكون بين الأقران لا بين الشيخ وتلميذه، ولو كان أبو داود يقصد أحدا من شيوخه لقال: (سألت) ولم يقل (ذاكرت).
ويظهر لي بنظري القاصر أن أبا داود يقصد العلامة المتفنن (إبراهيم الحربي) المتوفى سنة 285 فهو قرين أبي داود في الطلب، وهو مشهور باسمه مما يسيغ ذكر أبي داود له باسمه المجرد، بخلاف من سبق ذكرهم.
والله تعالى أعلم.
ـ[ابن السائح]ــــــــ[10 - 02 - 07, 01:17 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بفوائدكم
أما تطريق احتمال إرادته إبراهيمَ بن موسى فلا يظهر لي وجاهته؛ لأنه لا يظهر له اعتناء كبير بحديث أهل البصرة، ولم أر من ذكر له رواية عن معاذ بن هشام
نعم؛ قد روى عن بعض البصريين، لكنني لم أرَه أكثر عنهم
أما ابن عرعرة فبصريٌّ له اعتناءٌ بحديث البصريين عامة وبحديث معاذ خاصة
وأبو داود لم يستوعب جميع شيوخه في السنن
وقد كان في ابن عرعرة بعض خِفّة لعلها كانت سببَ إعراض أبي داود عن تخريجه حديثَه في السنن
وقد يرضى أبو داود نقدَ رجل أو توجيهَه، لكنه يرغب عن إشهار روايته
أما المذاكرة؛ فليست خاصة بالأقران، بل تقع أيضًا بين الأشياخ وتلاميذهم، وذلك مما شرّف كثيرًا من التلاميذ وجعل شيوخهم يكتبون عنهم؛ كما كتب الإمام أحمد حديثًا عن تلميذه أبي داود، وكتب البخاري حديثين عن خِرِّيجه الترمذي، وكتب الشيخان البخاري ومسلم عن تلميذيهما ابن خزيمة والسرّاج --- في أمثلة لا تعزب عن الباحث، كثيرٌ منها مسطور في نوع كتابة الأكابر عن الأصاغر
والمقصود أن المذاكرة كانت تقع بين الأشياخ وتلاميذهم، ولا بِدْع في ذلك ولا غرابة، وما زلنا إلى اليوم نذاكر أشياخنا في المنتديات، ولو شئتُ لسمَّيْتُ، لكنني لا أريد إحراج شيوخي:)
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[10 - 02 - 07, 02:46 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا
انا اميل الى انه ابو ثور والله اعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - 02 - 07, 06:47 ص]ـ
العجيب أن شروح السنن تجاوزت هذه المسألة فلم يتعرض لها أحد:
- معالم السنن - عون المعبود - بذل المجهود - المنهل العذب المورود
هل هناك شروح أخرى؟
¥(15/231)
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[19 - 02 - 07, 03:32 م]ـ
شرح ابن رسلان أفضل الشروح وهو موسع لكنه ليس مطبوعا وحقق فى رسائل علمية
فى الجامعة الإسلامية أو جامعة الإمام وأظن أن بعض أعضاء الملتقى يستطيع أن ينقل منه لأنه قد مرّ عليّ فى الملتقى من نقل منه نسيت موضعه الآن
ـ[العدناني]ــــــــ[19 - 02 - 07, 05:38 م]ـ
- إبراهيم بن موسى الرازي
- إبراهيم بن خالد
- إبراهيم بن سعيد
- إبراهيم بن مخلد الطالقاني
- إبراهيم بن الحسن الخثعمي
- إبراهيم بن مهدي
- إبراهيم بن الحسن المصيصي
- إبراهيم بن محمد التيمي
- إبراهيم بن العلاء الزبيدي
- إبراهيم بن حمزة الزبيري
- إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني
- إبراهيم بن المتمر العصفري
- إبراهيم بن خالد الكلبي أبو ثور
- إبراهيم بن مروان
- إبراهيم بن زياد بن سبلان
ولعل الأقرب أنه إبراهيم بن موسى الرازي لسببين:
1) أكثر من روى عنه اطلاقا
2) قال في بعض الروايات في السنن "هذا لفظ إبراهيم"وواضح جدا أن المقصود هو إبراهيم بن موسى الرازي وهي قوله
حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي أخبرنا
ح وحدثنا مسدد حدثنا عيسى _وهذا لفظ إبراهيم _عن ثور عن راشد بن سعد عن عبد الله بن عامر بن لحي عن عبد الله بن قرط عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر
ـــــــــــــ
قال ابن عثيمين: ايجاب ماليس بواجب كتحريم ماليس بمحرم بل هو أشد لأن فيه اشغال ذمة
ـ[العدناني]ــــــــ[19 - 02 - 07, 06:24 م]ـ
بالنسبة للخديث السابق فهو في كتاب المناسك باب في الهدي إذا عطب قبل أن يبلغ برقم1765
الحديث الثاني في كتاب الأدب باب في نقل الحديث برقم 4870
قال أبو داود حدثنا محمد بن العلاء وإبراهيم بن موسى الرازي قالا: حدثنا أبو أسامة _فال إبراهيم: ابن حمزة بن عبدالله العمري _ عن عبد الرحمن بن سعد قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة: الرجل يفضي إلى امرأته ... الحديث"
والله أعلم
ــــــــــــــــ
قال بن عثيمين: ايجاب ماليس بواجب كتحريم ماليس بمحرم بل هو أشد لأن في اشغال ذمة
ـ[العدناني]ــــــــ[19 - 02 - 07, 10:17 م]ـ
أيضا من شيوخ أبي داود
- إبراهيم بن حمزة بن أبي يحي الموصلي
- إبراهيم بن بشار
- إبراهيم بن أبي معاوية
- إبراهيم بن المتمر خطأ والصواب - إبراهيم بن المستمر العصفري
- إبراهيم بن الحسن الخثعمي هو - إبراهيم بن الحسن المصيصي هذا هو الأقرب
يتبع
ـ[العدناني]ــــــــ[19 - 02 - 07, 11:01 م]ـ
الحديث الثالث:
باب وقت قيام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من الليل الحديث برقم 1317
حدثنا إبراهيم بن موسى حدثناأبو الأحوص
ح وحدثنا هناد عن أبي الأحوص - وهذا حديث إبراهيم _ عن أشعث ...
الحديث الرابع:
باب تفريع أبواب الوتر باب مايقرأ في الوتر برقم 1423
حدثنا عثمان بن أبي شيبةحدثنا أبو حفص الأبار
ح وحدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا محمد بن أنس _ وهذا لفظه _عن الأعمش ...
باب المزارعة الحديث رقم 3392
حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي أخبرنا عيسى حدثنا الأوزاعي
وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث كلاهما عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن _ واللفظ للأوزاعي _ وذكر الحديث في كراء الأرض ثم قال: وحديث إبراهيم أتم
وهناك سبب ثالث وهو تقديم روابة إبراهيم بن موسى على بقية الروايات في الباب الواحد
فيذكر طريق إبراهيم بن موسى ويقول في الطريق الآخر بمعنى حديث إبراهيم بن موسى
قال أبو داود حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي حدثناعيسى حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر وذكر الحديث
ثم قال في الذي يليه
حدثنا مخلد حدثنا يزيد أخبرني يحي عن نافع عن ابن عمر عن النبي بمعنى حديث إبراهيم بن موسى ,,,,
وقوله سابقا واللفظ للأوزاعي أيضا تقديم لطريق الرازي
وهذا يدلك على تقديم أبي داود لشيخه الرازي وتقديمه له يدل أيضا على أنه هو المقصود
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[25 - 02 - 07, 03:14 ص]ـ
نظرت فى شرح العينى الحنفى فوجته لم يتطرق لذلك
ونقل عن ابن القطان أن معاذ هو ابن فضالة وأقره وهو خطأ ظاهر بل هو بن هشام الدستوائى كما يعلم من رواية البيهقى
وكذلك ابن القيم لم يتطرق له
سبحان الله
ـ[العدناني]ــــــــ[26 - 02 - 07, 12:01 ص]ـ
الأخ أمجد
لعلك تنقل لنا رواية البيهقي,,,
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[26 - 02 - 07, 03:21 م]ـ
قال البيهقى فى الكبرى (2/ 275)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وابو سعيد بن ابى عمر وقالا ثنا أبو العباس هو الاصم ثنا العباس هو ابن محمد الدوري ثنا على بن بحر القطان ثنا معاذ بن هشام حدثنى ابى عن يحيى بن ابى كثير عن عكرمة مولى ابن عباس عن عبد الله بن عباس
رضى الله عنهما قال احسبه اسند ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال يقطع الصلوة الكلب والحمار والمرأة الحائض واليهودى والنصراني والمجوسي والخنزير قال ويكفيك إذا كانوا منك على قدر رمية بحجر لم يقطعوا صلاتك
¥(15/232)
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[26 - 02 - 07, 03:23 م]ـ
قال البيهقى فى الكبرى (2/ 275)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وابو سعيد بن ابى عمر وقالا ثنا أبو العباس هو الاصم ثنا العباس هو ابن محمد الدوري ثنا على بن بحر القطان ثنا معاذ بن هشام حدثنى ابى عن يحيى بن ابى كثير عن عكرمة مولى ابن عباس عن عبد الله بن عباس
رضى الله عنهما قال احسبه اسند ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال يقطع الصلوة الكلب والحمار والمرأة الحائض واليهودى والنصراني والمجوسي والخنزير قال ويكفيك إذا كانوا منك على قدر رمية بحجر لم يقطعوا صلاتك(15/233)
مالمراد من كلمة الحجاب في هذا الحديث
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[09 - 02 - 07, 03:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
مالمراد من هذه الكلمة في حيدثه صلى الله عليه و سلم
((كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه بإصبعه حين يولد غير عيسى بن مريم ذهب يطعن فطعن في الحجاب))
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[10 - 02 - 07, 07:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
المراد بالحجاب هنا المشيمة كما ذكر الحافظ ابن حجر وغيره، وقيل الحجاب الثوب الذي يلف فيه المولود.
ينظر: فتح الباري (6/ 470) عمدة القاري للعيني (15/ 176) فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي (5/ 16)
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[11 - 02 - 07, 02:40 ص]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك أيها الفاضل
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[23 - 02 - 07, 04:34 ص]ـ
جزاك الله خيراً
أيها الشيخ المفضال الحازم
أبو حازم
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[12 - 03 - 07, 01:03 م]ـ
السلام عليكم
حياكم الله و بياكم و نفع بكم
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[12 - 10 - 07, 02:57 ص]ـ
للفائدة
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[01 - 01 - 08, 02:54 م]ـ
.....
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[07 - 01 - 08, 02:16 ص]ـ
الحمد لله وبعد: فقد ورد تفسير كلمة الحجاب بغير ما نقله الإخوة عن الحافظين (ابن حجر و العيني)،فقد روىالطبري في تفسيره حديثا من طريق يونس بن بكير، قال حدثنا محمد بن اسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن ابي هريرة قال: قال رسول الله ــصلى الله عليه وآله وسلم: (كل مولود من ولد آدم له طعنة من الشيطان، ..... إلامريم وولدها، فإن أمها حين وضعتها قالت: (إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم) فضرب دونهما حجاب، فطعن في الحجاب.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[20 - 05 - 08, 06:33 م]ـ
سلمكم الله
وعافاكم
و سددكم و نفع بكم
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[24 - 05 - 08, 09:40 ص]ـ
بارك الله فيكم
تفسير الحجاب بالمشيمة فيه نظر
وذلك ان المشيمة داخل البطن والطعن الوارد في الحديث انما هو بعد الوضع مباشرة وقد جاء في
صحيح مسلم التصريح بذلك فرواه من طريق سهيل بن ابي صالح عن ابيه عن ابي هريرة بلفظ
== صياح المولود حين يقع نزغة من الشيطان ==
ولأن المولود عادة لا يصيح في بطن أمه!! وانما يقع البكاء بعد الوضع مباشرة
اما من قال == في الثوب الذي يلف فيه ==
ففيه نظر ايضا وهو ظاهر البطلان اذ ان المولود يبكي بعد الوقوع مباشرة وقبل اللف
وقوله في رواية الطبري
==فضرب دونهما حجاب == دليل ان الحجاب من عند الله لا من فعل البشر
فتأمل
أما ماذكره اخونا عبدالرشيد فليس فيه ما يفسر به الحجاب
والله اعلم بالمراد
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[13 - 08 - 08, 02:15 م]ـ
للمزيد
ـ[مسلمه مصريه]ــــــــ[13 - 08 - 08, 02:29 م]ـ
تفسير الحجاب بالمشيمة فيه نظر
وذلك ان المشيمة داخل البطن والطعن الوارد في الحديث انما هو بعد الوضع مباشرة وقد جاء في
صحيح مسلم التصريح بذلك فرواه من طريق سهيل بن ابي صالح عن ابيه عن ابي هريرة بلفظ
== صياح المولود حين يقع نزغة من الشيطان ==
ولأن المولود عادة لا يصيح في بطن أمه!! وانما يقع البكاء بعد الوضع مباشرة
اما من قال == في الثوب الذي يلف فيه ==
ففيه نظر ايضا وهو ظاهر البطلان اذ ان المولود يبكي بعد الوقوع مباشرة وقبل اللف
وقوله في رواية الطبري
==فضرب دونهما حجاب == دليل ان الحجاب من عند الله لا من فعل البشر
فتأمل
أما ماذكره اخونا عبدالرشيد فليس فيه ما يفسر به الحجاب
والله اعلم بالمراد
عفوا و لكن ما تفضل به الأخ الهلالي عبد الرشيد هو نفس ما أشرتم إليه في رواية الطبري فتأمل:
فقد ورد تفسير كلمة الحجاب بغير ما نقله الإخوة عن الحافظين (ابن حجر و العيني)،فقد روىالطبري في تفسيره حديثا من طريق يونس بن بكير، قال حدثنا محمد بن اسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن ابي هريرة قال: قال رسول الله ــصلى الله عليه وآله وسلم: (كل مولود من ولد آدم له طعنة من الشيطان، ..... إلامريم وولدها، فإن أمها حين وضعتها قالت: (إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم) فضرب دونهما حجاب، فطعن في الحجاب.
ومراد العبارة ظاهر لا يحتاج إلى تأويل.
و الله أعلم.(15/234)
ما هو الحد الكافي لغير المتخصص؟
ـ[أبو زرعة الجزيري]ــــــــ[09 - 02 - 07, 03:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الكرام لا يخفى عليكم أهمية التخصص في العلم الشرعي وخاصة في هذه الزمن الذي قلت فية بركة الوقت وقل فيه العلماء
وسؤالي ما هو الحد في دراسة مصطلح الحديث لغير المتخصص فيه؟
وهل يختلف هذا الحد باختلاف التخصص؟ فمثلا المتخصص في الفقه له حد غير حد المتخصص في الاعتقاد وحد المتخصص في الاعتقاد غير حد المتخصص في اللغة وعلومها. يعني هل الأمر نسبي بحسب التخصص؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبوصالح]ــــــــ[09 - 02 - 07, 04:03 م]ـ
وفقك الله
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[09 - 02 - 07, 07:11 م]ـ
الحد الكافي - والله أعلم - هو ما يُعين الباحث المتخصص في تخصصه, ويعطيه تصوراً اجمالي عن علوم الشريعة.
فمبحث الحديث المتواتر والآحاد مفيد للباحث المتخصص في العقيدة, ومثل هذا المبحث لا يدخل في الدراسات الفقهية.
ومع ذلك ... تصور مثل هذه المسألة بشكل كلي مفيد للباحث, ويتعمق بها من أراد أن يثبتها ويناظر من يرى بطلانها - ومثل هذا مفيد للباحث المتخصص في العقيدة.
والله تعالى أعلم.
ـ[محمد بشري]ــــــــ[09 - 02 - 07, 09:24 م]ـ
أخي الحبيب أتصور أن هذا الحد يختلف بحسب مراد الباحث:
فإن كان مقصده مجرد الإصطلاح حتى يفهم مراد أهل هذا الفن باصطلاحاتهم، فهذا يكفيه كتاب تيسير مصطلح الحديث للطحان، وبشكل أوسع منه منهج النقد عند المحدثين للدكتور عتر، ويكفيه من كتب أئمة هذا الشأن مقدمة ابن الصلاح أو اختصارها لابن كثير.
-أما إن كان الباحث غير متخصص (كأكثرنا) لكنه يشتغله بالتحقيق، فهذا وفقك الله لابد له من معرفة طرق التخريج، وينقل أحكام الأيمة على الحديث قبولا وردا ..... ولا يتسرع بتخطئة العلماء كشأن أكثر الشباب المشتغل بالتحقيق في أيامنا هذه.
ـ[ماهر]ــــــــ[09 - 02 - 07, 09:50 م]ـ
1 - معرفة أنواع علم الحديث لابن الصلاح بتحقيقنا.
2 - شرح التبصرة والتذكرة للعراقي بتحقيقنا.
3 - النكت على كتاب ابن الصلاح بتحقيقنا.
4 - شرح علل الترمذي لابن رجب، وأفضلها طبعة الدكتور نور الدين عتر.
5 - النكت الوفية للبقاعي بتحقيقنا.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[10 - 02 - 07, 11:42 م]ـ
الحمد لله وحده ..
نعم أخي الحبيب، الحد نسبي يتغير بتغيّر العلم المراد التخصص فيه ..
لكن الغاية من أي علم كانٍ، تتطلب الغاية من الحديث ولا بدّ ..
بمعنى أنك كلما ترقيت في علمك الذي تريد التخصص فيه، كلما كنت محتاجًا إلى الترقي في معرفتك بالحديث.
فإذا أردت أن تكون مجتهدًا في الفقه ولو منتسبًا؛ فيجب أن يكون لك استقلال بالنظر في التصحيح والتضعيف.
وكذلك لو أردت أن تكون مجتهدًا في اللغة ولو منتسبًا.
فإن أداة الاجتهاد لا تكمل إلا بالاستقالا بالتصحيح والتضعيف، وهذا يلزم منه أن يكون إلمامك شاملاً بالمصطلح لأنها أداة ذلك.
لكن الأمر في البداية يختلف ..
فالمبتدئ في الفقه لا يحتاج من الحديث سوى أن يفهم كلام المحدّثين ومصطلحهم إذا ما عرض له، فيفهم كلام من يصحح الحديث أو يضعفه مقرونًا بسبب الضعف.
وهذا يحصل بمجرّد معرفة معنى اللغة المخصوصة عند أهل الفن كبداية.
وعند الترقّي في دراسة الفقه ينبغي أن تترقى في دراسة الحديث وهكذا ..
وبالجملة فكل العلوم الشرعية تفتقر إلى مصطلح الحديث .. وينبغي لطالب العلم أن يحصّل في كل كل مرحلة ما يناسبها ..(15/235)
صحيح البرقاني
ـ[أبو محمد البرقاوي]ــــــــ[09 - 02 - 07, 05:37 م]ـ
هل طبع صحيح البرقاني
وهل كتاب التخريج لصحيح الحديث مخطوط في الجامعة الاسلامية برقم1460 هو هذا الصحيح وجزاكم الله خير(15/236)
ما هو أفضل كتاب في الجمع بين الصحيحين؟
ـ[أبو يحيى المستور]ــــــــ[09 - 02 - 07, 06:18 م]ـ
للأهمية العظمى، ما هو أفضل كتاب في الجمع بين الصحيحين؟
مع بيان السبب؟ و الطبعة.
جزاكم الله خير الجزاء
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[12 - 02 - 07, 09:54 ص]ـ
في نظري أفضل كتابين جمعا بين الصحيحين
1) الجمع بين الصحيحين لعبدالحق الأشبيلي ط. دار المحقق،وقد اعتمد لفظ مسلم
2) الجمع بين الصحيحين للشيخ:يحيى اليحيى، طبعة خاصة لا تُباع، وهو جمع دقيق،اعتمد لفظ البخاري،وذكر زيادات مسلم في الحاشية،وأفرد جزء 5 في مفردات البخاري،والسادس في مفردات مسلم ـ جزاه الله خير الجزاء، ونفع به ــ
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[12 - 02 - 07, 01:53 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ إبراهيم
ما رأيك بجمع الحميدى؟؟
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[12 - 02 - 07, 03:41 م]ـ
الشيخ: أمجد الفلسطيني ـ حفظك الله ورعاك ــ
وجزاك ربي خير الجزاء ــ
ماالمسئول بأعلم من السائل!
لكن لا يخفاك أن أهل العلم ذكروا أمرين اثنين عن جمع الحُميدي:
1) رتب كتابه على المسانيد، بخلاف ترتيب صاحبي الصحيح على الأبواب.
2) قالوا: ربما أضاف زيادة من المستخرجات ولم يُميز، وهذا قليل،
وفيه بحث
يُنظر:فتح المغيث ط. المنهاج 1/ 72ـ73
وفي حاشيته بعض النقول المعزوة إلى مصادرها
النكت لابن حجر 1/ 300، شرح التبصرة تحقيق د. ماهر الفحل 1/ 124
* في ألفية العراقي: # وليت إذ زاد الحميدي ميزا
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[12 - 02 - 07, 04:50 م]ـ
لا يخلو كتاب من فائدة ولا كتاب من نقد
ولا يخلو كتاب من الكتب التي جمعت بين الصحيحين من ميزة تميزه عن غيره
ومن أنفعها ـ حسب التجربة ـ الجامع بين الصحيحين لصالح الشامي.
دونك بعض الروابط للفائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29575&highlight=%C7%E1%D5%CD%ED%CD%ED%E4
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=73052&highlight=%C7%E1%D5%CD%ED%CD%ED%E4
ـ[عبدالله الطيب]ــــــــ[17 - 02 - 07, 07:59 ص]ـ
وما رأي الإخوة في كتاب الللؤلؤ والمرجان؟؟؟؟(15/237)
أحاديثٌ تُشكلُ عليّ.
ـ[عارف الصاعد]ــــــــ[10 - 02 - 07, 12:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فمن خلال قراءتي في الصحيحين وغيرهما كانت تواجهني بعض الإشكالات _ كذا أسميها _ في بعض النصوص _ كما سأضرب لكم مثالاً _.
وقد يقول البعض راجع في ذلك أقوال أهل العلم، أو شراح الحديث. لكني سأقول راجعتها بما لدي من مراجع ومن قدرة. لا زال الإشكال ولازال.
فمن هذه الإشكالات وهي كثيرة جداً لكن سأضرب أمثلة:
في صحيح مسلم كتاب الحج باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم والذي ورد برواية جابر بن عبد الله وفيه قال (( ....... فصلى بمكة الظهر يوم النحر ........... )).
ثم جاء في حديث ابن عمر بعده بقليل في باب استحباب طواف الإفاضة يوم النحر قوله ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفاض يوم النحر ثم رجع فصلى الظهر بمنى))
فترى الإختلاف التام بين الروايتين.
ومثال آخر:
ما جاء عند البخاري في صحيحه في باب حديث الإفك: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من يعذرني في رجل بلغني أذاه في أهلي)) فقام سعد بن معاذ أخو بني عبد الأشهل، فقال ((أنا أعذرك منه يارسول الله ............ الحديث))
والإشكال أن سعد توفي بعد غزوة الأحزاب أي سنة خمس عندما حكم على بني قريظة، وحادثة الإفك وقعت في غزروة المريسيع سنة ست.
وأردف بمثال آخر:
في الصحيحين حديث الإسراء _ بلفظ مسلم كتاب الإيمان باب الإسراء _: ((أنه أُسري بالنبي صلى الله عليه وسلم من مسجد الكعبة أنه جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه وهو نائم في المسجد الحرام ......... )).
والإشكال أن الإسراء كان بعهد البعثة كما هو المعلوم عند عامة المحدثين والمؤرخين.
وغير ذلك مما يطول بي المقام في ذكره حتى لقد استجمع عندي من مثلها ما يفوق الخمسين إشكالاً ومثالاً.
على أني أدين الله بصحة هذه الكتب وجلالة أصحابها وما هم عليه من الصلاح والأمانة، وأنا شغوف ومولع بهذه الكتب.
لكن طالب العلم يريد الإستيضاح عمّا أشكل عليه. وذلك بطرحها على موائد طلاب العلم أمثال أهل المنتدى.
أخوكم / عارف بن حيلول الصاعد
ـ[أبو ذر المغربي]ــــــــ[10 - 02 - 07, 09:13 م]ـ
إرجع أخي في الله إلى الكتب والمؤلفات في الجمع بين الأحاديث التي ظاهرها التعارض، وهي ي حقيقة الأم ليس تعارضا، إذ يستحيل أن يكون هناك تعارض في النصوص الشرعية الصحيحة الثابثة، وإنما يظهر لنا التعارض نظرا لفكرنا وملكتنا الضعيفة، نسأل الله أن يفقهنا في دينه ويفتح علينا من بركاته، آمين آمين آمين. والله أجل وأعلم
ـ[عارف الصاعد]ــــــــ[11 - 02 - 07, 12:29 ص]ـ
وفقك الله أخي أبا ذر
وأفيدك أني بحثتها _ كما ذكرت أنا سابقاً _.
ثم هي ليست ضمن الكتب التي أرشدتني إليها.
ولم أذكر أن بينها تعارض كما هو نصي السابق، بل قلتُ أنها أشكلت عليّ.
ولم أعرضها هنا إلا استئناساً بكلام وآراء إخواني من طلبة العلم أمثالك.
وأعيد شكر لك.
أخوك / عارف
ـ[العدناني]ــــــــ[23 - 03 - 07, 09:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فمن خلال قراءتي في الصحيحين وغيرهما كانت تواجهني بعض الإشكالات _ كذا أسميها _ في بعض النصوص _ كما سأضرب لكم مثالاً _.
وقد يقول البعض راجع في ذلك أقوال أهل العلم، أو شراح الحديث. لكني سأقول راجعتها بما لدي من مراجع ومن قدرة. لا زال الإشكال ولازال.
فمن هذه الإشكالات وهي كثيرة جداً لكن سأضرب أمثلة:
في صحيح مسلم كتاب الحج باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم والذي ورد برواية جابر بن عبد الله وفيه قال (( ....... فصلى بمكة الظهر يوم النحر ........... )).
ثم جاء في حديث ابن عمر بعده بقليل في باب استحباب طواف الإفاضة يوم النحر قوله ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفاض يوم النحر ثم رجع فصلى الظهر بمنى))
فترى الإختلاف التام بين الروايتين.
ومثال آخر:
ما جاء عند البخاري في صحيحه في باب حديث الإفك: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من يعذرني في رجل بلغني أذاه في أهلي)) فقام سعد بن معاذ أخو بني عبد الأشهل، فقال ((أنا أعذرك منه يارسول الله ............ الحديث))
والإشكال أن سعد توفي بعد غزوة الأحزاب أي سنة خمس عندما حكم على بني قريظة، وحادثة الإفك وقعت في غزروة المريسيع سنة ست.
وأردف بمثال آخر:
في الصحيحين حديث الإسراء _ بلفظ مسلم كتاب الإيمان باب الإسراء _: ((أنه أُسري بالنبي صلى الله عليه وسلم من مسجد الكعبة أنه جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه وهو نائم في المسجد الحرام ......... )).
والإشكال أن الإسراء كان بعهد البعثة كما هو المعلوم عند عامة المحدثين والمؤرخين.
وغير ذلك مما يطول بي المقام في ذكره حتى لقد استجمع عندي من مثلها ما يفوق الخمسين إشكالاً ومثالاً.
على أني أدين الله بصحة هذه الكتب وجلالة أصحابها وما هم عليه من الصلاح والأمانة، وأنا شغوف ومولع بهذه الكتب.
لكن طالب العلم يريد الإستيضاح عمّا أشكل عليه. وذلك بطرحها على موائد طلاب العلم أمثال أهل المنتدى.
أخوكم / عارف بن حيلول الصاعد
الأخ الصاعدي هذه الأسئلة تدل على فكر وقاد
فإذا علمت الإجابة فلا تبخل علينا بها؟؟
وأضنك قد تستطيع أن تنقل لنا بعض الإحتمالات الوارة ثم نصحح مانراه الأقرب
والله أعلم
...
¥(15/238)
ـ[أبو الفضل المنزهي]ــــــــ[24 - 03 - 07, 02:15 ص]ـ
السلام عليكم يا أخي فهذا هو الجواب عما أشكل عليك
الإشكال الأول: حديث جابر عند مسلم وهو برقم 1218 وحديث ابن عمر عند مسلم وهو برقم 1308
قال النووي في شرح مسلم" وَأَمَّا قَوْله: (فَصَلَّى بِمَكَّة الظُّهْر) فَقَدْ ذَكَرَ مُسْلِم بَعْد هَذَا فِي أَحَادِيث طَوَاف الْإِفَاضَة مِنْ حَدِيث اِبْن عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفَاضَ يَوْم النَّحْر فَصَلَّى الظُّهْر بِمِنًى. وَوَجْه الْجَمْع بَيْنهمَا أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَافَ لِلْإِفَاضَةِ قَبْل الزَّوَال. ثُمَّ صَلَّى الظُّهْر بِمَكَّة فِي أَوَّل وَقْتهَا، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مِنًى فَصَلَّى بِهَا الظُّهْر مَرَّة أُخْرَى بِأَصْحَابِهِ حِين سَأَلُوهُ ذَلِكَ، فَيَكُون مُتَنَفِّلًا بِالظُّهْرِ الثَّانِيَة الَّتِي بِمِنًى
وقال في المجموع تحت مسالة طواف الإفاضة"فروى جابر صلاته بمكة وابن عمر بمنى وهما صادقان
الإشكال الثاني: حديث الإفك
قال الحافظ في فتح الباري
قَوْله: (فَقَامَ سَعْد بْن مُعَاذ الْأَنْصَارِيّ) كَذَا هُنَا وَفِي رِوَايَة مَعْمَر وَأَكْثَر أَصْحَاب الزُّهْرِيّ، وَوَقَعَ فِي رِوَايَة صَالِح بْن كَيْسَانَ " فَقَامَ سَعْد أَخُو بَنِي عَبْد الْأَشْهَل " وَفِي رِوَايَة فُلَيْحٍ " فَقَامَ سَعْد " وَلَمْ يَنْسُبهُ، وَقَدْ تَعَيَّنَ أَنَّهُ سَعْد بْن مُعَاذ لِمَا وَقَعَ فِي رِوَايَة الْبَاب وَغَيْرهَا. وَأَمَّا قَوْل شَيْخ شُيُوخنَا الْقُطْب الْحَلَبِيّ: وَقَعَ فِي نُسْخَة سَمَاعنَا " فَقَامَ سَعْد بْن مُعَاذ " وَفِي مَوْضِع آخَر " فَقَامَ سَعْد أَخُو بَنِي عَبْد الْأَشْهَل " فَيُحْتَمَل أَنْ يَكُون آخَر غَيْر سَعْد بْن مُعَاذ، فَإِنَّ فِي بَنِي عَبْد الْأَشْهَل جَمَاعَة مِنْ الصَّحَابَة يُسَمَّى كُلّ مِنْهُمْ سَعْدًا، مِنْهُمْ سَعْد بْن زَيْد الْأَشْهَلِيّ شَهِدَ بَدْرًا وَكَانَ عَلَى سَبَايَا قُرَيْظَةَ الَّذِينَ بِيعُوا بِنَجْدٍ، وَلَهُ ذِكْر فِي عِدَّة أَخْبَار مِنْهَا فِي خُطْبَة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَض وَفَاته، قَالَ: فَيُحْتَمَل أَنْ يَكُون هُوَ الْمُتَكَلِّم فِي قِصَّة الْإِفْك. قُلْت: وَحَمَلَهُ عَلَى ذَلِكَ مَا حَكَاهُ عِيَاض وَغَيْره مِنْ الْإِشْكَال فِي ذِكْر سَعْد بْن مُعَاذ فِي هَذِهِ الْقِصَّة، وَاَلَّذِي جَوَّزَهُ مَرْدُود بِالتَّصْرِيحِ بِسَعْدِ بْن مُعَاذ فِي هَذِهِ الرِّوَايَة الثَّالِثَة، فَأَذْكُرُ كَلَام عِيَاض وَمَا تَيَسَّرَ مِنْ الْجَوَاب عَنْهُ، قَالَ عِيَاض: فِي ذِكْر سَعْد بْن مُعَاذ فِي هَذَا الْحَدِيث إِشْكَال لَمْ يَتَكَلَّم النَّاس عَلَيْهِ وَنَبَّهَنَا عَلَيْهِ بَعْض شُيُوخنَا، وَذَلِكَ أَنَّ الْإِفْك كَانَ فِي الْمُرَيْسِيع وَكَانَتْ سَنَة سِتّ فِيمَا ذَكَرَ اِبْن إِسْحَاق؛ وَسَعْد بْن مُعَاذ مَاتَ مِنْ الرَّمْيَة الَّتِي رُمِيَهَا بِالْخَنْدَقِ فَدَعَا اللَّه فَأَبْقَاهُ حَتَّى حَكَمَ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ ثُمَّ اِنْفَجَرَ جُرْحُهُ فَمَاتَ مِنْهَا، وَكَانَ ذَلِكَ سَنَة أَرْبَع عِنْدَ الْجَمِيع إِلَّا مَا زَعَمَ الْوَاقِدِيُّ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ سَنَة خَمْس، قَالَ: وَعَلَى كُلّ تَقْدِير فَلَا يَصِحّ ذِكْر سَعْد بْن مُعَاذ فِي هَذِهِ الْقِصَّة، وَالْأَشْبَه أَنَّهُ غَيْره، وَلِهَذَا لَمْ يَذْكُرهُ اِبْن إِسْحَاق فِي رِوَايَته، وَجَعَلَ الْمُرَاجَعَة أَوَّلًا وَثَانِيًا بَيْنَ أُسَيْدِ بْن حُضَيْرٍ وَبَيْنَ سَعْد بْن عُبَادَةَ، قَالَ: وَقَالَ لِي بَعْض شُيُوخنَا: يَصِحّ أَنْ يَكُون سَعْد مَوْجُودًا فِي الْمُرَيْسِيع بِنَاءً عَلَى الِاخْتِلَاف فِي تَارِيخ غَزْوَة الْمُرَيْسِيع، وَقَدْ حَكَى الْبُخَارِيّ عَنْ مُوسَى بْن عُقْبَةَ أَنَّهَا كَانَتْ سَنَة أَرْبَع، وَكَذَلِكَ الْخَنْدَق كَانَتْ سَنَة أَرْبَع، فَيَصِحّ أَنْ تَكُون الْمُرَيْسِيع قَبْلَهَا لِأَنَّ اِبْن إِسْحَاق جَزَمَ بِأَنَّ الْمُرَيْسِيع كَانَتْ فِي شَعْبَان وَأَنَّ الْخَنْدَق كَانَتْ فِي شَوَّال، فَإِنْ كَانَا مِنْ سَنَة
¥(15/239)
وَاحِدَة اِسْتَقَامَ أَنْ تَكُون الْمُرَيْسِيع قَبْلَ الْخَنْدَق فَلَا يَمْتَنِع أَنْ يَشْهَدَهَا سَعْد بْن مُعَاذ اِنْتَهَى. وَقَدْ قَدَّمْنَا فِي الْمَغَازِي أَنَّ الصَّحِيح فِي النَّقْل عَنْ مُوسَى بْن عُقْبَةَ أَنَّ الْمُرَيْسِيع كَانَتْ سَنَة خَمْس وَأَنَّ الَّذِي نَقَلَهُ عَنْهُ الْبُخَارِيّ مِنْ أَنَّهَا سَنَة أَرْبَع سَبْق قَلَمٍ، نَعَمْ وَالرَّاجِح أَنَّ الْخَنْدَق أَيْضًا كَانَتْ فِي سَنَة خَمْس خِلَافًا لِابْنِ إِسْحَاق فَيَصِحّ الْجَوَاب الْمَذْكُور. وَمِمَّنْ جَزَمَ بِأَنَّ الْمُرَيْسِيع سَنَة خَمْس الطَّبَرِيُّ، لَكِنْ يُعَكِّر عَلَى هَذَا شَيْء لَمْ يَتَعَرَّضُوا لَهُ أَصْلًا، وَذَلِكَ أَنَّ اِبْن عُمَر ذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ مَعَهُمْ فِي غَزْوَة بَنِي الْمُصْطَلِق وَهُوَ الْمُرَيْسِيع كَمَا تَقَدَّمَ مِنْ حَدِيثه فِي الْمَغَازِي، وَثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ أَيْضًا أَنَّهُ عُرِضَ فِي يَوْم أُحُد فَلَمْ يُجِزْهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعُرِضَ فِي الْخَنْدَق فَأَجَازَهُ، فَإِذَا كَانَ أَوَّل مَشَاهِده الْخَنْدَق وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّهُ شَهِدَ الْمُرَيْسِيع لَزِمَ أَنْ تَكُون الْمُرَيْسِيع بَعْدَ الْخَنْدَق فَيَعُود الْإِشْكَال، وَيُمْكِن الْجَوَاب بِأَنَّهُ لَا يَلْزَم مِنْ كَوْن اِبْن عُمَر كَانَ مَعَهُمْ فِي غَزْوَة بَنِي الْمُصْطَلِق أَنْ يَكُون أُجِيزَ فِي الْقِتَال، فَقَدْ يَكُون صَحِبَ أَبَاهُ وَلَمْ يُبَاشِر الْقِتَال كَمَا ثَبَتَ عَنْ جَابِر أَنَّهُ كَانَ يَمْنَح الْمَاء لِأَصْحَابِهِ يَوْمَ بَدْر وَهُوَ لَمْ يَشْهَد بَدْرًا بِاتِّفَاقٍ. وَقَدْ سَلَكَ الْبَيْهَقِيُّ فِي أَصْل الْإِشْكَال جَوَابًا آخَر بِنَاءً عَلَى أَنَّ الْخَنْدَق قَبْلَ الْمُرَيْسِيع فَقَالَ: يَجُوز أَنْ يَكُون جُرْح سَعْد بْن مُعَاذ لَمْ يَنْفَجِر عَقِبَ الْفَرَاغِ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ بَلْ تَأَخَّرَ زَمَانًا ثُمَّ اِنْفَجَرَ بَعْدَ ذَلِكَ وَتَكُون مُرَاجَعَته فِي قِصَّة الْإِفْك فِي أَثْنَاء ذَلِكَ، وَلَعَلَّهُ لَمْ يَشْهَد غَزْوَة الْمُرَيْسِيع لِمَرَضِهِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ مَانِعًا لَهُ أَنْ يُجِيب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قِصَّة الْإِفْك بِمَا أَجَابَهُ، وَأَمَّا دَعْوَى عِيَاض أَنَّ الَّذِينَ تَقَدَّمُوا لَمْ يَتَكَلَّمُوا عَلَى الْإِشْكَال الْمَذْكُور فَمَا أَدْرِي مَنْ الَّذِينَ عَنَاهُمْ، فَقَدْ تَعَرَّضَ لَهُ مِنْ الْقُدَمَاء إِسْمَاعِيل الْقَاضِي فَقَالَ: الْأَوْلَى أَنْ تَكُون الْمُرَيْسِيع قَبْلَ الْخَنْدَق لِلْحَدِيثِ الصَّحِيح عَنْ عَائِشَة، وَاسْتَشْكَلَهُ اِبْن حَزْم لِاعْتِقَادِهِ أَنَّ الْخَنْدَق قَبْلَ الْمُرَيْسِيع، وَتَعَرَّضَ لَهُ اِبْن عَبْد الْبَرّ فَقَالَ: رِوَايَة مَنْ رَوَى أَنَّ سَعْد بْن مُعَاذ رَاجَعَ فِي قِصَّة الْإِفْك سَعْد بْن عُبَادَةَ وَهْم وَخَطَأ، وَإِنَّمَا رَاجَعَ سَعْد بْن عُبَادَةَ أُسَيْدَ بْن حُضَيْرٍ كَمَا ذَكَرَهُ اِبْن إِسْحَاق، وَهُوَ الصَّحِيح فَإِنَّ سَعْد بْن مُعَاذ مَاتَ فِي مُنْصَرَفِهِمْ مِنْ غَزْوَة بَنِي قُرَيْظَةَ لَا يَخْتَلِفُونَ فِي ذَلِكَ، فَلَمْ يُدْرِك الْمُرَيْسِيع وَلَا حَضَرَهَا. وَبَالَغَ اِبْن الْعَرَبِيّ عَلَى عَادَتِهِ فَقَالَ: اِتَّفَقَ الرُّوَاة عَلَى أَنَّ ذِكْر اِبْن مُعَاذ فِي قِصَّة الْإِفْك وَهْم، وَتَبِعَهُ عَلَى هَذَا الْإِطْلَاق الْقُرْطُبِيّ.
الإشكال الثالث:حديث أنس عند البخاري في عدة مواضع منها 3570 و7517
قوله "قبل أن يوحى اليه"انكرها على شريك كل من الخطابي وابن حزم وعبد الحق والقاضي عياض والنووي وقالوا انه تفرد بها عن اصحاب الزهري لكنه توبع عليها تابعه كثير بن خنيس كما ذكر الحافظ في الفتح ثم اوضح الحافظ الرد على هذا الاشكال تحت الحديث 7517 فقال
" حَتَّى أَتَوْهُ لَيْلَة أُخْرَى)
وَلَمْ يُعَيِّنْ الْمُدَّة الَّتِي بَيْن الْمَجِيئَيْنِ فَيُحْمَل عَلَى أَنَّ الْمَجِيء الثَّانِي كَانَ بَعْد أَنْ أُوحِيَ إِلَيْهِ وَحِينَئِذٍ وَقَعَ الْإِسْرَاء وَالْمِعْرَاج وَقَدْ سَبَقَ بَيَان الِاخْتِلَاف فِي ذَلِكَ عِنْد شَرْحه، وَإِذَا كَانَ بَيْن الْمَجِيئَيْنِ مُدَّة فَلَا فَرْق فِي ذَلِكَ بَيْن أَنْ تَكُون تِلْكَ الْمُدَّة لَيْلَة وَاحِدَة أَوْ لَيَالِي كَثِيرَة أَوْ عِدَّة سِنِينَ وَبِهَذَا يَرْتَفِع الْإِشْكَال عَنْ رِوَايَة شَرِيك وَيَحْصُل بِهِ الْوِفَاق أَنَّ الْإِسْرَاء كَانَ فِي الْيَقَظَة بَعْد الْبَعْثَة وَقَبْل الْهِجْرَة وَيَسْقُط تَشْنِيع الْخَطَّابِيّ وَابْن حَزْم وَغَيْرهمَا بِأَنَّ شَرِيكًا خَالَفَ الْإِجْمَاع فِي دَعْوَاهُ أَنَّ الْمِعْرَاج كَانَ قَبْل الْبَعْثَة وَبِاَللَّهِ التَّوْفِيق
هذا على عجالة ولتراجع يا أخي هذه المواضع رزقنا الله الاخلاص في القول والعمل(15/240)
أو كما قال عليه الصلاة والسلام
ـ[ابو أحمد سليمان]ــــــــ[10 - 02 - 07, 03:30 م]ـ
بعد ذكر العلماء لقول عن رسول الله عليه الصلاة والسلام من صحيح البخاري أو مسلم رحمهما الله تعالى، أو من غيرهما، نجد أحدهم يقول: أو كما قال عليه الصلاة والسلام .... فما القصد منها بالضبط؟ .. ومن اول من استعملها؟
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[10 - 02 - 07, 03:58 م]ـ
انس رضي الله عنه كان يقولها
والسبب والله اعلم التحرج في نقل كلام الرسول عليه الصلاة والسلام حرفيا
وليت المشايخ يجيبوك بجواب اسدد من هذا
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[10 - 02 - 07, 06:06 م]ـ
اذا شك العالم أنه روى الحديث بالمعنى فانه يأتي بهذه العبارة بعد الحديث.
ومن الممكن أنه روى الحديث بألفاظه وتمامه ولكن, هو من تمام الورع والديانة, كي لا ينسب الى النبي عليه الصلاة والسلام ما لم يقله, (((حتى ولو كان الاختلاف لفظي في الحديث لا معنوي))).
فجزاهم الله عنا كل خير
ـ[ابو أحمد سليمان]ــــــــ[13 - 02 - 07, 08:50 ص]ـ
بارك الله تعالى في الأخوين الشمري وخنفر وجزاهما خيراً وأجراً عظيماً .. ولكن لم أعرف منهما: من كان أول من استعمل تلك العبارة الاحترازية.
وهل من الواجب استعمالها كلما ذكر المسلم قولاً للرسول عليه الصلاة والسلام؟
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[13 - 02 - 07, 03:24 م]ـ
أما بالنسبة للسؤال الأول, فلا أدري حقيقة ... وذكر الأخ أحمد الشمري أن أنس رضي الله عنه كان يقولها ... مما يدل على أن مثل هذه العبارات كانت تقال في عهدهم رضوان الله عليهم.
وأما بالنسبة للسؤال الثاني, فتقول العبارة اذا شككت في ضبطك للحديث ((ضبط اللفظ)) أي الاتيان بالحديث بجميع كلماته وحروفه على أتم وجه, ولو كان الشك من حيث ضبط المعنى, فلا تصح رواية الحديث أصلاً ... كون الراوي يفسد الراوية ويخرجها عن معناها الأصلي.
فاذا تأكد الراوي من ضبط الحديث, لفظاً ومعنى فلا داعي لذكر هذه اللفظة.
والله تعالى أعلم(15/241)
ماهي ترجمة أبو محمد بن عبد الرحمان بن عمر التجيبي؟
ـ[محمد عمرو]ــــــــ[10 - 02 - 07, 11:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
لو تكرم اخواني الاحباب
بترجمة مختصرة مع بيان درجة هذا الراوي وكذلك ابراهيم بن عبد الرحيم بن دنوقا الجمال؟
ولكم كل الشكر.(15/242)
قال البستوي: لم أعرفه، يتظر من ترجم له. أفيدونا بخصوصهم
ـ[الطيماوي]ــــــــ[11 - 02 - 07, 04:26 ص]ـ
أحبتي الكرام
أنا أعمل على ادخال تراجم كتب الرجال إلى أيقونة تراجم في الشاملة
وحاليا بين يدي كتاب معرفة الثقات للعجلي تحقيق البستوي
وهنالك عدد من التراجم التي قال فيها المحقق:
ينظر من ترجم له أو يقول أحيانا لم أعرفه
وعلى سبيل المثال لا الحصر اصحاب التراجم التالية:
205 - 210 - 223 - 232
وقد بحثت عن هؤلاء وأمثالهم في الكتاب حتى أعياني البحث فلم أعرفهم ولم أجد من ترجم لهم
وأتمنى عليكم أحبتي في الله من عرف منكم شخص من هؤلاء الرواه اللذين يقول فيهم البستوي في تحقيقه للكتاب
" ينظر من ترجم له أو يقول أحيانا لم أعرفه"
أن يخبرني باسمه ومصدر ترجمته
أحبتي في الله
إن أحببت أن أكتب لك قائمة بأرقام تراجم هؤلاء اللذين لم يعرفهم المحقق
ليسهل عليكم الأمر فعلت
أسأل الله أن يجزيكم عن الجنة(15/243)
سؤال عن تبويب ابن خزيمة
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[11 - 02 - 07, 10:48 م]ـ
سؤال:
يكثر الإمام ابن خزيمة رحمه الله في تراجمه بقوله (باب الامر بكذا) أو (باب النهي عن كذا) فهل نقول أن ابن خزيمة يرى وجوب هذا الشيئ او تحريمه أولم يترجح عنده شيئ أم ماذا نقول؛ خاصة أني وجدت بعض التراجم ابتدأها رحمه الله بباب الامر وهي من المسائل المجمع على سنيتها فهل من ضابط لهذا الأمر، وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[13 - 02 - 07, 04:38 م]ـ
للرفع بارك الله فيكم.
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[13 - 02 - 07, 04:51 م]ـ
ليس كل امر يفيد الالزام فهناك اوامر مستحبه
والله اعلم
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[15 - 02 - 07, 08:56 م]ـ
جزاك الله خيرا ياأخي احمد على الرد، وأتشوف الى المزيد.(15/244)
الصحابة الذين أخرج لهم البخاري ومسلم ولم يرو عنهم إلا راوٍ واحد.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[12 - 02 - 07, 12:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و صلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فهذه فائدة التقطتها من سير أعلام النبلاء للإمام الحافظ الذهبي في ترجمتي البخاري ومسلم رحمهما الله فدونكها:
أولاً) من خرج لهم البخاري:
1 - مرداس الاسلمي: عنه قيس بن أبي حازم.
2 - حزن المخزومي: عنه ابنه أبو سعيد المسيب بن حزن.
3 - زاهر بن الاسود: عنه ابنه مجزأة.
4 - عبدالله بن هشام بن زهرة القرشي: عنه حفيده زهرة بن معبد.
5 - عمرو بن تغلب: عنه الحسن البصري.
6 - عبدالله بن ثعلبة بن صعير: عنه الزهري قوله.
7 - سنين أبو جميلة السلمي: عنه الزهري.
8 - أبو سعيد بن المعلى: عنه حفص بن عاصم.
9 - سويد بن النعمان الانصاري شجري: عنه بشير بن يسار.
10 - خولة بنت ثامر: عنها النعمان ابن أبي عياش.
راجع ذلك في (12/ 470) طبعة مؤسسة الرسالة.
ثانياً) من خرج لهم مسلم:
1 - عدي بن عميرة الكندي: عنه قيس ابن أبي حازم.
2 - قطبة بن مالك: عنه زياد بن علاقة.
3 - طارق بن أشيم: عنه ولده أبي مالك الاشجعي.
4 - نبيشة الخير: عنه أبو المليح الهذلي.
ثم قال الذهبي رحمه الله:
ذكرنا هؤلاء نقضا على ما ادعاه الحاكم من أن الشيخين ما خرجا إلا لمن روى عنه اثنان فصاعدا.
راجع في ذلك (12/ 578) طبعة مؤسسة الرسالة.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 - 02 - 07, 02:02 ص]ـ
سبق الحديث عن هذا الموضوع. والنتيجة أنه لم يثبت قط أن البخاري ومسلم قد أخرجا لرجل من الوحدان إلا في الشواهد أو المتابعات.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[12 - 02 - 07, 02:50 م]ـ
جزاك الله خيراً ...
ـ[آل عامر]ــــــــ[12 - 02 - 07, 03:02 م]ـ
اخي محمد بارك الله فيك، ونفع بكم.
هل بالامكان ان تدلنا على الرابط لهذا الموضوع.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 - 02 - 07, 06:57 م]ـ
هذا واحد منها: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=9941
عسى أن يفيد إن شاء الله
ـ[آل عامر]ــــــــ[12 - 02 - 07, 09:19 م]ـ
جزاك الله خيرا، وزادك الله رفعة في الدنيا والأخرة.(15/245)
من انفرد ابن حبان بتوثيقه او تعديله
ـ[سبيعي يوسف]ــــــــ[12 - 02 - 07, 02:55 م]ـ
السلام عليكم لوتكرمتم بارشادي الى المؤلفات حول الروة الدين انفرد ابن حبان بتوثيقهم او تجريحهم
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[13 - 02 - 07, 01:40 ص]ـ
راجع: زوائد رجال ابن حبان على الكتب الستة د. يحيى الشهري في أول المجلد الأول.
وهناك مباحث في كتاب التنكيل للعلامة المعلمي
ـ[سبيعي يوسف]ــــــــ[18 - 02 - 07, 05:40 م]ـ
10. w
ـ[سبيعي يوسف]ــــــــ[18 - 02 - 07, 05:46 م]ـ
اخي الكريم لا املك وشكرا على المساعدة(15/246)
أي التعريفين اوكد للحديث المنكر
ـ[منصف أبو عبدالرحمن]ــــــــ[12 - 02 - 07, 06:30 م]ـ
{السلام عليكم ورحمة الله وبركاته}
حياكم الله أخوتي في الله هذا أول موضوع لي في هذا الملتقى وأبدءه بسؤال للاخوة الكرام جزاهم الله عنا كل خير
عندي تعريفين للحديث المنكر أريد ان أعرف ايها أوكد واصح
الاول: الحديث المنكر هو ماتفرد به الراوي وتعديله لا يحمل التفرد
الثاني: هو مارواه الضعيف مخالف لما رواه الثقة.
ولكم جزيل الشكر
{والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته}
ـ[وقشة]ــــــــ[31 - 05 - 07, 06:00 ص]ـ
المنكر عند المتأخرين:مارواه الضعيف مخالفا لمارواه المقبول
وعند المتقدمين كأحمد المنكر:يطلق على ماتفردبه الثقة
ـ[ابو عبد الرحمن التهامي]ــــــــ[01 - 06 - 07, 10:14 ص]ـ
يا أخي الكريم
لو بحثت في الملتقي لو جدت الكثير عن الحديث المنكر
وانصحك بقراءة ما كتبه الشيخ طارق عوض الله عن الحديث المنكر
في كثير من كتبه.خاصة مقدمة تحقيقه لمختصر العلل للخلال
وأظن ان هناك رساله للشيخ عبد الرحمن السلمي لكني لم اطلع عليها
بارك الله فيك
ـ[عويضة]ــــــــ[01 - 06 - 07, 06:33 م]ـ
السلام عليكم
كلا التعريفين صحيح وقد ذكر هذا ابن كثير في اختصاره لعلوم الحديث لابن الصلاح فقال بعد نعريف الشاذ ما معناه وما خالف به غير الثقة منكر مردود وكذا اذا لم يخالف ز وهناك رسالة في الجامعة الاردنية عن المنكر مع عاطر التحية(15/247)
مالفرق بين راوي يحتج به و راوي يستشهد به
ـ[منصف أبو عبدالرحمن]ــــــــ[12 - 02 - 07, 06:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله اخوتا الايمان
أحب ان أعرف ما الفرق بين راوي يستشهد به وراوي يحتج به؟؟؟
والسلام عليكم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - 02 - 07, 08:09 م]ـ
انظر مقدمة الجرح والتعديل لابن أبي حاتم، ومقدمة المدخل للحاكم.
والأمر باختصار أن الراوي الذي يحتج به هو من بلغ الغاية في الضبط والإتقان بحيث لا يبالي الناقد بمن خالفه في الغالب، ويعبر ابن حبان عن ذلك بنحو قوله (وفلان يساوي مائتين من فلان).
وأما الراوي الذي يستشهد به فهو ما كان في حفظه شيء، ولم يخرج مع ذلك عن كتابة حديثه بحيث يعتبر به في الشواهد والمتابعات، ويعبر عنه أبو حاتم بنحو قوله (ثقة ولا يحتج به).
والله أعلم
ـ[منصف أبو عبدالرحمن]ــــــــ[12 - 02 - 07, 09:23 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخونا أبو مالك العوضي(15/248)
ما هى الاحاديث التى انفرد بها الامام مسلم فى صحيحه عن الامام البخارى؟
ـ[ابن عبدالباقى السلفى]ــــــــ[12 - 02 - 07, 11:39 م]ـ
ما هى الاحاديث التى انفرد بها الامام مسلم فى صحيحه عن الامام البخارى؟
وهل هناك مصنف قد جمع ذلك؟
وهل يعد الاختلاف فى الفاظ الحديث من قبيل التفرد؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[13 - 02 - 07, 01:36 ص]ـ
أخي ابن عبدالباقي ــ رزقني الله وإياك العلم النافع والعمل الصالح ــ
هناك كتابان فيما أعلم:/
1) إرشاد القاري إلى ما انفرد به مسلم عن البخاري للشيخ: عبدالله العبيلان،الطبعة الجديدة في مجلدين ط. غراس
2) المجلد السادس من كتاب "الجمع بين الصحيحين " للشيخ: يحيى اليحيى، وهو أدق من الأول،لكن الكتاب لايباع، وإنما طُبع طبعة خاصة
ـ[ابن عبدالباقى السلفى]ــــــــ[13 - 02 - 07, 03:32 ص]ـ
جزاك الله خيرا(15/249)
ساعدوني جزاكم الله خير
ـ[أبو عروة]ــــــــ[12 - 02 - 07, 11:46 م]ـ
بين النووي وابن حجر معاني الدباء والحنتم والمزفت والنقير في الحديث الذي رواه ابن عباس في الصحيحين ان وفد عبدالقيس أتوا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقال من الوفد00000000الخ مع ذلك أشكل علي معناها أود من شخص يوضحها لي جزاه الله خير توضيح أفهمه فأنا في أشد الحاجة لذلك اللهم يارب من دخل يساعدني أجاب أم لم يجب يارب وفقه لكل خير رب اشرح صدره ويسر أمره واحفظه من كل سوء وألن له الحديث كما لينت الحديد لداوود يارب العالمين
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[13 - 02 - 07, 12:28 ص]ـ
راجع المرفقات ... وجزاكم الله خيرا
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[13 - 02 - 07, 12:32 ص]ـ
راجع المرفقات ... وجزاكم الله خيرا
وللفائدة ... اذا أشكلت عليك كلمة أو لفظ في حديث النبي عليه الصلاة والسلام ... فهناك مصنفات في هذا الباب تسمى ... غريب الحديث.
http://www.almeshkat.com/books/search.php?do=title&u=%DB%D1%ED%C8+%C7%E1%CD%CF%ED%CB
والله تعالى أعلم
ـ[هدى]ــــــــ[13 - 02 - 07, 12:33 ص]ـ
الحديث (و أنهاكم عن الدُّبَّاءِ والحَنْتَمِ والنَّقِيرِ والمُقيَّرِ) صحيح مسلم، كتاب الإيمان
قال الهروي في كتاب الغريبين، باب الدال مع الباء 1/ق1أ
الدباء: القرعة، كانت ينتبذ فيها وتُضرَّى.
أي يعتق فيها الشراب وتسرع إليه الشدة (القاموس 4/ 335)
الحنتم: جِرار خُضر كانت يحمل فيها الى المدينة الخمر
(انظر غريب الحديث لأبو عبيد الأزدي 2/ 181)
وقيل الحنتم: جِرار مقيّرة بالزّفت. وقيل الحناتم قلال يُجاء بها من من مصر مقيّرات الأجواف
وقال بعض أهل العلم: الحنتم: ما طُلي من الفخار بالحنتم المعمول من الزجاج وغيره، وهو يعجّل الشدة في الشراب.
وقيل جرار حمر طويلة آذانها وضيقة أفواهها يُساق فيها الخمر.
وعن عائشة -رضي الله عنها- هي جرار حُمر أعناقها في جنوبها يُجلب فيها الخمر من مصر (فتح الباري10/ 62)
النقير: أصلها النخلة ينقر جوفها ثم يشدخ -يكسر- فيه الرُّطَب والبُسر، يدعونه حتى يهدر ثم يموت. (أبو عبيد في غريب الحديث 2/ 181).
وفي صحيح مسلم، كتاب الإيمان باب 1، 6/ 49/ 26،و الفتح 1/ 135
النقير: جذع ينقر فيقذفون فيه القطيعاء -نوع من التمر-.
المقيّر: ماطُلي بالقار وهو الزّفت (القاموس المحيط 2/ 124، فتح الباري 1/ 134)
والجِرار المزفّته تعين على شدّة ما يلقى فيها وينبُذُ لأجل الزفت
والله أعلم
نقلته من (كتاب الإيمان من إكمال المعلم بفوائد صحيح مسلم) للقاضي عياض اليحصبي، تحقيق الدكتور الحسين شواط.
ـ[سل بابكر]ــــــــ[13 - 02 - 07, 12:57 ص]ـ
سل بابكر
إذا خلاصة القول أن هذه الأشياء كلها أسماء أوان كانت الجاهلية تستعملها لتخمير الخمر(15/250)
ما أفضل طبعة لكتاب الفصلل في الملل و النحل؟
ـ[أبو عبدالله العنزي]ــــــــ[13 - 02 - 07, 12:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد أفضل طبعة للكتاب و ان كانت نادرة و أريد أفضل طبعة متوفرة في السوق أيضا.
ـ[الباحث]ــــــــ[13 - 02 - 07, 01:17 م]ـ
طبعة دار الجيل.
ـ[أبو عبدالله العنزي]ــــــــ[13 - 02 - 07, 01:19 م]ـ
جزاك الله خيرا.
لكن دخلت موقع دار الجيل ولم أجد كتاب الفصل فلم يطبعوا من كتب ابن حزم كما هو في موقعهم الا الكتب التالية:
http://www.daraljil.com/cgi-bin/daraljil.storefront/45d190a30062699a273f4284ebaf071c/Catalog/1022
ـ[الباحث]ــــــــ[13 - 02 - 07, 01:24 م]ـ
أذكر أني رأيتها بالأمس عند أحد الأخوة.
ـ[أبو عبدالله العنزي]ــــــــ[13 - 02 - 07, 01:24 م]ـ
جزاك الله خيرا سأسأل عنها إذا بارك الله فيك.
ـ[أبو عمر الكندي]ــــــــ[13 - 02 - 07, 01:38 م]ـ
الطبعة التي طبعت في مكتبة عكاظ بحقيق: محمد إبراهيم نصر وعبد الرحمن عميرة ..
ولكن إن لم تجدها ... فعليك بطبعة دار الجيل، والتي هي نسخة عن طبعة عكاظ، في خمس مجلدات كبار وبتحقيق الشيخين محمد إبراهيم نصر وعبد الرحمن عميرة، سنة 1405 هـ
ـ[أبو عمر الكندي]ــــــــ[13 - 02 - 07, 01:44 م]ـ
جزاك الله خيرا.
لكن دخلت موقع دار الجيل ولم أجد كتاب الفصل فلم يطبعوا من كتب ابن حزم كما هو في موقعهم الا الكتب التالية:
http://www.daraljil.com/cgi-bin/daraljil.storefront/45d190a30062699a273f4284ebaf071c/Catalog/1022
كتاب الفِصَل من مطبوعات دار الجيل ... جزاك الله خيرا
هي موجودة عندي، وربما لم تجدها في الموقع لأ ن الكتاب طبع قديما كما ذكرت سنة 1405 هـ
ـ[أبو عبدالله العنزي]ــــــــ[13 - 02 - 07, 03:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا ..
طيب ماذا عن الطبعة القديمة التي على هامشها الملل و النحل للشهرستاني؟
ـ[الديولي]ــــــــ[17 - 02 - 07, 12:14 ص]ـ
السلام عليكم
كتب إبن حزم قال عنها الدكتور أحمد طاهر النقيب في كتابه منهج المدرسة الظاهرية في تفسير النصوص الدينية ص25، عن محققي كتب إبن حزم ...... وبذلك تفلتت الأخطاء كثيرا في هذه النصوص ناهيك عن الأخطاء اللغوية والتصحيفات المخلة بالمعنى ....... وفي هذا المقام لم يطمئن الباحث إلى جهد المحققين في خدمة النص باستثناء العلامة أحمد شاكر في المحلى فقد كانت الأخطاء كثيرة والقصور شديد، من ذلك يروي ابن حزم عن المهلب الأسدي فيجعله المحقق المهلب بن أبي صفرة، .... أيضا يروي ابن حزم عن عبدالرحمن بن عبدالله بن خالد فيزعم المحقق أنه سمع من عمرو بن شعيب وهو متوفي سنة 118 فكيف يكون هذا السماع!
ثم مثل المؤلف في الحاشية عن التصحيفات الكثيرة في كتاب الفصل المطبوع
ـ[أبو عبدالله العنزي]ــــــــ[17 - 02 - 07, 12:33 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم على هذا النقل الطيب ..
الحمد لله وجدت طبعة دار الجيل بعد عناء طويل , و هي آخر نسخة وجدتها و باعنيها بثمن فيه غلاء و الله المستعان.(15/251)
أسأل عن إختيارات أصحاب الكتب الستة.
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[15 - 02 - 07, 10:03 م]ـ
إخواني الإعزاء الأكارم الشرفاء:
هل هناك رسالة ممكن أحملها تتحدث عن إختيارات أحد أصحاب الكتب السته ـ أعني الفقهية ـ من خلال كتبهم المشهورة.
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[18 - 03 - 07, 11:33 م]ـ
للرفع(15/252)
قول: (إنك لا تخلف الميعاد)،هل تصح؟
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[16 - 02 - 07, 03:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود الاستفسار عن قول (إنك لا تخلف الميعاد) في نهاية الدعاء بعد الأذان،هل يصح؟
فقد راجعت موقع الدررالسنية ووجدت أن الألباني رحمه الله يذكر أنها زيادة شاذة لا تصح من روايتي جابر بن عبدالله وعبدالله بن مسعود رضي الله عنهما عند البخاري.
ولكنه أورد الدعاء من كتاب زاد المعاد لابن قيم وصححه بما فيه (إنك لا تخلف الميعاد) فما الصحيح في هذا؟!
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[16 - 02 - 07, 04:54 م]ـ
حسن وجود إسناد هذه الزيادة الشيخ ابن باز رحمه الله
وقال:" فالمشروع للمسلم أن يصلي على النبي عليه الصلاة والسلام، ثم يقول: ((اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، إنك لا تخلف الميعاد))، هذا مشروع لكل مسلم وكل مسلمة بعد الأذان، "
وقال:زاد البيهقي في آخره:" ((إنك لا تخلف الميعاد)) بسند حسن "
http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=2410
وانظر حاشية الشيخ على بلوغ المرام 1/ 171
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[16 - 02 - 07, 05:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا
تقدم الكلام على هذه الزيادة فى الملتقى بالتفصيل
ولا شك أنها شاذة لا تصح للمخالفة والتفرد ولم تصح نسبتها للبخارى فى الصحيح لأن الكشميهنى له أوهام وتفردات أنظر هنا
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28129&highlight=%C5%E4%DF+%CA%CE%E1%DD+%C7%E1%E3%ED%DA%C 7%CF
وهنا
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=10307&highlight=%C5%E4%DF+%CA%CE%E1%DD+%C7%E1%E3%ED%DA%C 7%CF
وهنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7680&highlight=%C7%E1%E3%ED%DA%C7%CF
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[17 - 02 - 07, 02:59 م]ـ
سألت شيخنا الفاضل العالم محمد بن أحمد الخنين فذكر أنها زيادة شاذة.
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[18 - 02 - 07, 07:46 ص]ـ
جزاكم الله خيراً(15/253)
أريد موضوع لرسالة ماجستير
ـ[أبو زرعة الأندلسي]ــــــــ[16 - 02 - 07, 07:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته أما بعد
أرجوا من الإخوة الأفاضل أن يقترحوا علي عنوان رسالة ماجستير في الإمام النسائي رحمة الله عليه
وجزاكم الله خيرا
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[16 - 02 - 07, 11:54 م]ـ
1 - منهج الإمام النسائي في سننه.
2 - الأحاديث المعلة في سنن النسائي.
3 - زوائد الإمام النسائي على كتب السنن (يدخل فيها الصحيحين).
4 - رجال سنن النسائي.
5 - الإمام النسائي ومنهجه في الجرح والتعديل.
ـ[أبو زرعة الأندلسي]ــــــــ[17 - 02 - 07, 12:57 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي نايف أبو محمد بارك الله فيك على اقتراحاتك ولكن أظن أن هذه الإقتراحات قد درست كرسائل جامعية
الذي أنا متأكد منه
- زوائد الإمام النسائي درست في الجامعة الإسلامية بالمدينة شرفها الله
- الإمام النسائي ومنهجه في الجرح والتعديل رأيت رسالة بهذا الموضوع
-رجال سنن النسائي أظن أن معد رسالة الإمام النسائي ومنهجه في الجرح والتعديل قد درس رجال الإمام النسائي
-منهج الإمام النسائي فهناك كثير من التأليف حول منهجه ليس دراسة خاصة ولكن تجدها متفرقة مثل كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى لمحمد بن علي بن آدم الاتيوبي الولوي
-أما الأحاديث المعلة في سنن النسائي فإنني في خضم البحث هل هناك من قام بدراسة هذا الموضوع
وأخيرا كان الله في حاجتك كما كنت في حاجتي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبدالسلام]ــــــــ[17 - 02 - 07, 02:07 م]ـ
ما رأيك بدراسة تبويب النسائي وفقهه؟
ـ[عبدالسلام]ــــــــ[17 - 02 - 07, 02:09 م]ـ
ما رأيك بدراسة تبويب النسائي وفقهه؟
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[17 - 02 - 07, 02:43 م]ـ
أو الرجال الذي وثقهم الإمام النسائي. وكذلك الرجال الذي ضعفهم.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[17 - 02 - 07, 11:46 م]ـ
الإمام النسائي ومنهجه في عمل اليوم واليلة.
الاحاديث المعلة في عمل اليوم واليلة.
ـ[أبو عبدالله البقمي]ــــــــ[19 - 02 - 07, 02:43 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
دراسة سنن النسائي دراسة تثبت من خلالها أنه أصح الكتب بعد الصحيحين دراسة مقارنة مع باقي الكتب الستة.
ـ[أبو الأنفال الرقي]ــــــــ[22 - 02 - 07, 01:48 م]ـ
ما رأيك برسالة (الإمام النسائي مصلحا)
ـ[أبو أروى]ــــــــ[22 - 02 - 07, 02:23 م]ـ
علك أخي الكريم تحول نظرك إلى إخراج المخطوطات فربما يكون ذلك أرجى للفائدة والله تعالى أعلم
ـ[أبو زرعة الأندلسي]ــــــــ[23 - 02 - 07, 10:45 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فأولا جزى الله خيرا كل من أعانني في هذا الموضوع من نايف أبو محمد إلى أبو أروى ولقد وقع في نفسي موقعا حسنا ما اقترحه الأخ أبو عبد البقمي
وأود أن تدلني على كل رسائل المتعلقة بالإمام النسائي في ملتقى أهل الحديث
وجزاكم الله خيرا
abou_zor3a@hotmail.com
ـ[أبو زرعة الأندلسي]ــــــــ[09 - 03 - 07, 07:38 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طلب آخر بارك الله فيكم من يعينوني قي تقديم خطة بحث في ما يخص تبيين أن سنن النسائي أصح الكتب بعد الصحيحين مقارنة بباقي السنن
جزى الله كل من أعانني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو زرعة الأندلسي]ــــــــ[09 - 03 - 07, 07:46 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلا على رسول الله أما بعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجو الإعانة في خطة للبحث في تبيين أن سنن النسائي هو أصح الكتب بعد الصحيحين ومقارنته مع باقي السنن
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو مسعود المديوني]ــــــــ[15 - 03 - 07, 01:35 م]ـ
الحمد لله وصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبارك.
اما بعد: اخي الفاضل وفقك الله تعالى لما يحبه ويرضاه ويكون سببا لسعادتك, هذا ومهما يكن فإنه لا بد أن تتصور بنفسك الموضوع الذي استقرت بفسك على اختياره تصورا مجملا ثم شاملا لأجزاء البحث ومسائله, بحيث تجمع كل ذلك في مسودة:
- تقرر فيها المسائل العليقة بالموضوع كالترجمة وخصائص الإمام ثم مميزات كتابه ومنهجه وبيان شرطه ليكون المحطة الأولى في الدخول إلى الفصل الموالي ليتم من خلاه البيان التفصيلي لما احتواه المصنف من منهج في التأليف من جهة الهيكل العام في وضع الابواب والكتب وسياقة الاحاديث فيها وغير ذلك.
- واعلم اخي الفاضل ان تحول في بحثك هذا التماس مواطن الجدة والحداثة في كافة محطات البحث من جهة الطرح والمناقشة لما تكتبه أو تراه رأيا صائبا عندك من خلال ما وصلت إليه من ممارستك لخطوات البحث وكن رجل حجة ودليل على ما تكتب من نقد او رد او ترجيح ...
- كما انصحك اخي الفاضل النجيب أن تتجنب السرعة العجلة في هذه المسائل لنها محسوم املاها بالنسبة عند من سبقنا ولكن كن على يقين من انك ستأتي على ثمار طيبة إن أنت كنت في منتهى الموضوعية (وأرجوا أن نفهم عن بعضنا) لأنك قد تكتب شيئا ثم ترى غيره أولى منه لأنك وجدت مصدرا أو مرجعا هاما في خلاف أو أكثر بيانا لما قررته في صلب الرسالة, وفائته تفادى التهور يوم المناقشة أمام اعضاء اللجنة المناقشة وحينها انت بين امرين إما انك لم تطلع على ما كتب من جهلت قوله أو أنك اطاعت عليه وأبيت ذكره وكلاهما مر على الباحث النجيب مثلك.
- حاول ان تصدر البحث بطليعة هامة من الكتب التي تعينك في لم شمل أجزاء البحث ومن ثمة ستقف بنفسك على أهم خطوات البحث. لأن جريدة المصادر والمراجع لها دور مبارك عليك في رصد المعلومات والمسائل العلمية وتوجيه نظرت الكاتبين , ومن خلالها تكن عندك جدولة للمدارس المعاصرة خاصة في البحث في علوم الحديث وقد علمت القول فانتبه.
- اخي الفاضل أرجو أن تعتمد على ذاتك في بناء صرح الرسالة ولا تنسى ان تستير الله تعالى في امرك كله ولا تنسانا من جنسادعيتك الصالحة واستسمحك في كل ما متبته وأرجو أن تعذرني فيما بان لك خطؤه.
والسلام عليكم.
-------------------
{ربنا لا تواخذنا إن نسينا أو أخطأنا}(15/254)
ما الفرق بين الحديث الذي لم يعرف إلا بإسناد واحد وحديث الآحاد؟
ـ[عبد]ــــــــ[16 - 02 - 07, 11:54 م]ـ
لأنه ينبني على ذلك مسألة سأذكرها في محلها. وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - 02 - 07, 12:38 ص]ـ
إن قلنا إن الأحاديث قسمان: متواتر وآحاد، فالآحاد عندهم كل ما لم يتواتر، سواء كان بسند واحد أو بعدة أسانيد
أما إن قلنا: إنها ثلاثة أقسام: آحاد ومتواتر ومستفيض، فيكون الآحاد ما لم يشتهر، سواء كان بسند واحد أو بعدة أسانيد أيضا.
والأول هو المشهور، وأن المستفيض قسم من الآحاد.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[17 - 02 - 07, 01:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المشهور: هو ما رواه أكثر من اثنين, كما في ((شرح النخبة)) لابن حجر (1).
الغريب: ما تفرد به واحد (2).
العزيز: ما رواه اثنان أو ثلاثة عن شيخهم (3).
____________
(1) الباعث مع تعليقات الامام الألباني (2/ 455).
(2) المصدر السابق (2/ 460).
(3) المصدر السابق.
الآحاد يشمل الأصناف الثلاثة التي سبق ذكرها.
... اذا ذكر الحديث من طريق واحد = الغريب.
بمعنى أن حديث الآحاد يحوي عدة أصناف, منها الغريب والذي يروى من طريق واحد فقط (في أحد طبقاته على حد أدنى).
والله تعالى أعلم
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[17 - 02 - 07, 10:21 ص]ـ
وفقكم الله وبعد:
فبينهما عموم وخصوص مطلق
فكل ما لم يعرف الا من طريق واحده فهو آحاد ولا ينعكس
ـ[عبد]ــــــــ[18 - 02 - 07, 04:19 م]ـ
جزاكم الله خيرا. وجواب عبدالكريم قليل ولكنه تضمن ما أريد، ولكن هل هذا هو مراد الترمذي إذا قال ((لا يعرف إلا بهذا الإسناد))، أي هل يريد أنه من أنواع الآحاد؟ وتعلمون اختلاف أهل العلم في معرفة المراد بقوله ((حديث حسن صحيح)) مما يجعلني أتوقف كثيرا قبل تفسير مصطلحاته!.
أما المسألة التي أود طرحها: إذا تعارض حديث متواتر مع آحاد ولم يمكن الجمع او النسخ فهل نترك الآحاد، كما أنا نسقط الحسن المعارض بالصحيح؟(15/255)
(مقدِّمات في علم مختلف الحديث)
ـ[العويشز]ــــــــ[17 - 02 - 07, 04:48 م]ـ
الحمد لله أحق حمداً وأوفاه، والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله خير خلقه ومصطفاه، وعلى آله وصحبه ومن سلك طريقه، واتبع سنته، واهتدى بهداه إلى يوم نلقاه.
أما بعد:
فهذه مقدمات في علم مختلف الحديث تشتمل على:
(تعريف علم مختلف الحديث، ومشكله والفَرْقُ بينهما،و أهميّة علم مختلف الحديث، والمؤلفات فيه، وبيان حقيقة الاختلاف الحقيقي، والظاهري،وأسبابه. وترتيب مسالك أهل العلم في دفع مختلف الحديث).
أسأل الله تعالى أن ينفع بها كاتبها ومن قرأ وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيداً.
• أولاً:تعريف مختلف الحديث:
مختلف الحديث لغةً:
المختلِف والمختلَف بكسر اللام وفتحها، فعلى الأول يكون اسم فاعل، وعلى الثاني يكون اسم مفعول، وهو من اختلف الأمران إذا لم يتفقا، وكل مالم يتساو فقد تخالف واختلف، ومنه قول الله تعالى {يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ} (1) وقوله تعالى: {وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ} (2) أي: في حال اختلاف أُكُلِه (3).والخاء واللام والفاء تدور معانيها على ثلاثة أصول:
أحدها: (خَلَف): وهو أن يجئ شيء بعد شيء يقوم مقامه.
والثاني: (خَلْف) وهو غير قُدَّام.
والثالث: (خَلَف) وهو التغير (4).
وأما في الاصطلاح:
فمن ضبط كلمة (مختلف) على وزن اسم فاعل (مُختلِف) بكسر اللام، عرفه بأنه: الحديث الذي عارضه - ظاهراً - مثله (5).
ومن ضبطها بفتح اللام (مُختلَف) على وزن اسم مفعول قال في تعريفه: أَنْ يأْتي حديثان مُتَضادَّان في المعنى ظاهراً (6).
وعليه فيكون المراد بالتعريف على الضبط الأول الحديث نفسه. والمراد بالتعريف على الضبط الثاني نفس التضاد والتعارض والاختلاف.
• ثانياً: مشكل الحديث:
المُشكل في اللغة: المُختلط والمُلتبس، يقال: (أشكل الأمر: التبس) (7) و (أشكل عليّ الأمر، إذا أختلط. وأشكلت عليًّ الأخبار وأحلكت: بمعنى واحد) (8)
وأما في اصطلاح أهل الحديث فيمكن تعريفه بأنه: الحديث الذي لم يظهر المراد منه لمعارضته مع دليل آخر صحيح (9).
• ثالثاً: الفرق بين مختلف الحديث ومشكله:
عند التأمل في تعريف مختلف الحديث ومشكله يظهر لنا الفرق بينهما، وأوضح ذلك من خلال ما يلي:
1 - الفرق اللغوي:
أ*- فالمختلف لغة مشتق من الاختلاف.
ب*- بينما المشكل لغة مشتق من الإشكال، وهو الالتباس.
2 - الفرق في السبب:
أ*- فالمختلف سببه معارضة حديث لحديث ظاهراً.
ب*- بينما مشكل الحديث سبب الإشكال فيه قد يكون التعارض الظاهري بين آية و حديث، وقد يكون سببه التعارض الظاهري بين حديثين أو أكثر، وقد يكون سببه معارضة الحديث للإجماع، وقد يكون سببه معارضة الحديث للقياس، وقد يكون سببه مناقضة الحديث للعقل، وقد يكون سببه غموضاً في دلالة لفظ الحديث على المعنى لسبب في اللفظ، فيكون مفتقر إلى قرينة خارجية تزيل خفاءه كالألفاظ المشتركة.
3 - الفرق في الحكم:
أ*- فالمختلف حكمه محاولة المجتهد التوفيق بين الأحاديث المختلفة بإعمال القواعد المقررة عند أهل العلم في ذلك.
ب*- وأما المشكل فحكمه النظر والتأمل في المعاني المحتملة للفظ وضبطها، والبحث عن القرائن التي تبين المراد من تلك المعاني (10).
• رابعاً: أهمية علم مختلف الحديث، والمؤلفات فيه:
علم مختلف الحديث له أهمية كبيرة، أُبرزها من خلال الأمور التالية:
1) أنَّ فهم الحديث النبويّ الشريف فهماً سليماً، واستنباط الأحكام الشرعية من السنة النبويّة على- صاحبها أفضل الصلاة و أتم التسليم - استنباطاً صحيحاً لا يتم إلا بمعرفة مختلف الحديث. وما من عالم إلا وهو مضطرٌ إليه ومفتقر لمعرفته. ولذا فقد تنوعت عبارات الأئمة في بيان مكانة مختلف الحديث وعظيم منزلته. ومن ذلك قول ابن حزم الظاهري (11) رحمه الله تعالى: "وهذا من أدق ما يمكن أن يعترض أهل العلم من تأليف النصوص وأغمضه وأصعبه" (12).وقال أبو زكريا النووي (13) رحمه الله تعالى: " هذا فنٌ من أهمِّ الأنواع، ويضطرُّ إلى معرفته جميع العلماء من الطوائف " (14). وقال ابن تيمية (15) رحمه الله تعالى: " فإن تعارض دلالات الأقوال وترجيح بعضها على بعض بحر خضم" (16).
¥(15/256)