عذرا على التقصير فى تخريج الحديث فمن خلال المراجعة وجدت أن للحديث طريقا عند الحاكم فى المستدرك كالاتي:
- حدثني بكير بن محمد الحداد الصوفي، بمكة، ثنا الحسن بن علي بن شبيب المعمري، ثنا عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة الباهلي، ثنا أبي، عن الزبير بن سعيد القرشي، قال: كنا جلوسا عند سعيد بن المسيب فمر بنا علي بن الحسين، ولم أر هاشميا قط كان أعبد لله منه، فقام إليه سعيد بن المسيب وقمنا معه، فسلمنا عليه فرد علينا، فقال له سعيد: يا أبا محمد، أخبرنا عن فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، قال: نعم، حدثني أبي، قال: سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقول: لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم كفنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قميصه وصلى عليها، وكبر عليها سبعين تكبيرة، ونزل في قبرها فجعل يومي في نواحي القبر، كأنه يوسعه ويسوي عليها وخرج من قبرها وعيناه تذرفان، وحثا في قبرها فلما ذهب، قال له عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا رسول الله، رأيتك فعلت على هذه المرأة شيئا لم تفعله على أحد، فقال: «يا عمر، إن هذه المرأة كانت أمي التي ولدتني، إن أبا طالب كان يصنع الصنيع، وتكون له المأدبة، وكان يجمعنا على طعامه، فكانت هذه المرأة تفضل منه كله نصيبا فأعود فيه، وإن جبريل عليه السلام أخبرني عن ربي عز وجل أنها من أهل الجنة، وأخبرني جبريل عليه السلام أن الله تعالى أمر سبعين ألفا من الملائكة يصلون عليها»
وهذا السند ضعيف جدا .. ففى اسناده
1عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة
قال الحافظ ابن حجر فى لسان الميزان: عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة الباهلي: عن سلام بن أبي مطيع وسعيد بن عبد الرحمن وصدقة بن المثنى الكعبي قال أبو حاتم كان يكذب فضرب على حديثه وقال الدارقطني متروك يضع الحديث قلت: مر له حديث في بشر بن حرب انتهى. وقال أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة ضعيف الحديث جداً.
وقال ابن أبى حاتم فى الجرح والتعديل
1260 - عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة الباهلى روى عن سلام بن ابي مطيع روى عنه محمد بن مسلم.
نا عبد الرحمن قال سألت ابي عنه فقال: كتبت عنه بالبصرة وكان يكذب فضربت على حديثه.
قلت فان ابن مسلم يحدث عنه قال: الله المستعان على ذلك.
كما أن فى إسناده أيضا
2_الزبير بن سعيد القرشى ضعفه أحمد بن حنبل وابن معين وابن المدينى والنسائي والساجي كما فى التهذيب وقال ابن حجر فى التقريب لين الحديث
:بقيت نقطة أشار إليها الأخ الفاضل أبو عمر
وقد تكرم مشكورا بالرد عليها الفاضل عبد الله الخليفي
وأحب أن أذكر كلام العلامة الالباني عليه رحمة الله فى سلسلة الأحاديث الضعيفة معلقا على هذه اللفظة التى تخالف العقيدة
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (1/ 79):ضعيف.
رواه الطبراني في " الكبير " (24/ 351 ـ 352) و " الأوسط " (1/ 152 ـ 153
ـ الرياض)، و من طريقه أبو نعيم في " حلية الأولياء " (3/ 121): حدثنا
أحمد بن حماد بن زغبة قال روح بن صلاح قال: حدثنا سفيان الثوري عن عاصم الأحول
و من طريقه أبو نعيم في " حلية الأولياء " (3/ 121) عن أنس بن مالك
قال: لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي رضي الله عنهما ... دعا أسامه بن
زيد و أبا أيوب الأنصاري و عمر بن الخطاب و غلاما أسود يحفرون ... فلما فرغ،
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضطجع فيه فقال ... فذكره، و قال
الطبراني: تفرد به روح بن صلاح.
قلت: قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " (9/ 257): و فيه روح بن صلاح وثقه
ابن حبان و الحاكم و فيه ضعف، و بقية رجاله رجال الصحيح.
و في قوله: و بقية رجاله رجال الصحيح نظر رجيح، ذلك لأن زغبة هذا ليس من رجال
الصحيح، بل لم يرو له إلا النسائي، أقول هذا مع العلم أنه في نفسه ثقة.
بقي النظر في حال روح بن صلاح و قد تفرد به كما قال الطبراني، فقد وثقه ابن
حبان و الحاكم كما ذكر الهيثمي، و لكن قد ضعفه من قولهم أرجح من قولهما
لأمرين: الأول: أنه جرح و الجرح مقدم على التعديل بشرطه.
و الآخر: أن ابن حبان متساهل في التوثيق فإنه كثيرا ما يوثق المجهولين حتى
الذين يصرح هو نفسه أنه لا يدري من هو و لا من أبوه؟ كما نقل ذلك ابن
¥(12/119)
عبد الهادي في " الصارم المنكي " و مثله في التساهل الحاكم كما لا يخفى على
المتضلع بعلم التراجم و الرجال فقولهما عند التعارض لا يقام له وزن حتى و لو
كان الجرح مبهما لم يذكر له سبب، فكيف مع بيانه كما هو الحال في ابن صلاح
هذا؟! فقد ضعفه ابن عدي (3/ 1005)، و قال ابن يونس: رويت عنه مناكير،
و قال الدارقطني: ضعيف في الحديث، و قال ابن ماكولا: ضعفوه، و قال ابن عدي
بعد أن خرج له حديثين: و في بعض حديثه نكرة.
فأنت ترى أئمة الجرح قد اتفقت عباراتهم على تضعيف هذا الرجل، و بينوا أن السبب
روايته المناكير، فمثله إذا تفرد بالحديث يكون منكرا لا يحتج به، فلا يغتر
بعد هذا بتوثيق من سبق ذكره إلا جاهل أو مغرض.
و مما تقدم يتبين للمنصف أن الشيخ زاهدا الكوثري ما أنصف العلم حين تكلم على
هذا الحديث محاولا تقويته حيث اقتصر على ذكر التوثيق السابق في روح بن صلاح دون
أن يشير أقل إشارة إلى أن هناك تضعيفا له ممن هم أكثر و أوثق ممن وثقه! انظر
(ص 379) من " مقالات الكوثرى " نفسه!
و من عجيب أمر هذا الرجل أنه مع سعة علمه يغلب عليه الهوي و التعصب للمذهب ضد
أنصار السنة و أتباع الحديث الذين يرميهم ظلما بالحشوية فتراه هنا يميل إلى
تقوية هذا الحديث معتمدا على توثيق ابن حبان ما دام هذا الحديث يعارض ما عليه
أنصار السنة!
فإذا كان الحديث عليه لا له فتراه يرده و إن كان ابن حبان صححه أو وثق رواته!
فانظر إليه مثلا يقول في حديث مضيه صلى الله عليه وسلم في صلاته بعد خلع النعل
النجسة و قد أخرجه ابن حبان و الحاكم في " صحيحيهما " قال:
و تساهل الحاكم و ابن حبان في التصحيح مشهور!! (انظر ص 185) من
" مقالاته ".
و الحديث صحيح كما بينته في " صحيح أبي داود " و إعلاله بتساهل المذكورين تدليس
خبيث، لأنه ليس فيه من لم يوثقه غيرهما، بل رجاله كلهم رجال مسلم.
و انظر إليه في كلامه على حديث الأوعال و تضعيفه إياه و هو في ذلك مصيب تراه
يعتمد في ذلك على أن راويه عبد الله بن عميرة مجهول، ثم يستدرك في التعليق
فيقول (ص 309): نعم ذكره ابن حبان في الثقات، لكن طريقته في ذلك أن يذكر في
الثقات من لم يطلع على جرح فيه، فلا يخرجه ذلك عن حد الجهالة عند الآخرين،
و قد رد ابن حجر شذوذ ابن حبان هذا في " لسان الميزان ".
قلت: فقد ثبت بهذه النقول عن الكوثري أن من مذهبه عدم الاعتماد على توثيق ابن
حبان و الحاكم لتساهلهما في ذلك، فكيف ساغ له أن يصحح الحديث الذي نحن في صدد
الكلام عليه لمجرد توثيقهما لراويه روح بن صلاح، و لاسيما أنه قد صرح غيرهما
ممن هو أعلم منهما بالرجال بتضعيفه؟! اللهم لولا العصبية المذهبية لم يقع في
مثل هذه الخطيئة، فلا تجعل اللهم تعصبنا إلا للحق حيثما كان.(12/120)
لماذا اختلفت رواية البخاري في صحيحه من طريق شيخه الحميدي عما هو في مسنده؟
ـ[أبومحمد الحربي]ــــــــ[21 - 02 - 06, 02:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وقعت وأنا اتجول صفحات أحد المنتديات ذات السمة العقائدية على مقال لرافضي خبيث يتقطر مقاله حقداً على أهل السنة والجماعة و على أئمتهم العظام رحمهم الله فقد عنون مقاله بأسلوب
استفزازي " عينة من تحريفات و تدليسات البخاري " وقد ذكر شبهة استوقفتي قليلاً في الرد عليها ولعل ذلك أنه بضاعتي في علم الحديث مزاجة، لكنها عندكم بإذن الله أوهى من بيت العنكبوت
وسأذكر بنصها كما أوردها في مقاله:-
(( ... أود أن أعرض عينة و مثال واحد من جملة التحريفات و التدليسات في صحيح البخاري المقدس
روى الحميدي في مسنده:
حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار قال: أخبرني طاووس سمع ابن عباس يقول: بلغ عمربن الخطاب أن سَمُرة باع خمراً، فقال: قاتل الله سَمُرة، ألم يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله اليهود حُرّمت عليهم الشحوم فجَمَلوها فباعوها
روي البخاري في صحيحه
حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار قال أخبرني طاوس أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقول بلغ عمر بن الخطاب أن فلانا باع خمرا فقال قاتل الله فلانا ألم يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قاتل الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها
فنلاحظ هنا بأن البخاري لم يكن أميناً في نقله عن أستاذه الحميدي في نقل الرواية حيث دلس بأستبدال أسم الصحابي سمرة الذي باع الخمر بكلمة فلان و حرف في حديث رسول الله بأستبدال كلمة لعن بكلمة قاتل ... )) أ. هـ
وقد اطلعت على فتح البارئ فلم اجد ما يشفي الغليل بخصوص دحض هذه الشبهة، إلا أنه ذكر
أن مسلماً وابن ماجة والبيهقي أوردوا هذا الحديث بذكر اسم الصحابي وهو سمرة بن جندب رضي الله عنه خلافاً لما أورده البخاري بإبهامه، لكن مربط الفرس في الشبهة هو في كون البخاري روى هذا الحديث عن شيخه الحميدي بنفس السند و المتن الذي هو في مسند الحميدي مع وجود الاختلاف كما هو موضح في المقطع أعلاه
وقد أحال إلى عدة روابط حتى يتم التأكد من مصدقيته كما يزعم عليه من الله ما يستحق
فيا أهل الحديث هبوا لدحض هذه الشبهة ونافحوا عن عرض الإمام لبخاري خادم السنة النبوية عليه رحائم الله المتتابعة
انا في انتظاركم على أحر من الجمر
لنقل ردودكم إلى ذاك المنتدى
ولكم مني اخلص التحايا
ـ[أبومحمد الحربي]ــــــــ[21 - 02 - 06, 04:45 م]ـ
للرفع .. رفع الله قدر الإمام البخاري ومحبيه
ـ[أبومحمد الحربي]ــــــــ[21 - 02 - 06, 05:44 م]ـ
هل من مجيب؟؟؟
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[21 - 02 - 06, 06:01 م]ـ
الشافعي في مسنده، وعبد الرزاق في مصنفه، وابن الجارود في منتقاه = كلهم لم يذكروا اسم الصحابي، بل قالوا: "رجلاً"، "فلانًا"، فهل هم مدلسون في ذلك؟!
إن صار هؤلاء والبخاريُّ مدلسين، فكل الناس مدلسٌ، والله المستعان!
أما لفظ "قاتل ... "، و "لعن ... "، فالأمر من وجوه:
1 - إن كانون يعيبون على البخاري أنه لم يرو الحديث بلفظ: "لعن ... "، فقد رواه في موضع آخر من صحيحه عن ابن المديني بلفظ: "لعن ... ".
2 - ثم إن الاختلاف في هذا يكون على الحميدي:
- فرواه البخاريُّ عنه بلفظ: "قاتل ... "،
- ورواه بشر بن موسى الأسدي - راوي مسند الحميدي - عنه بلفظ: "لعن ... ".
3 - ثم ما الفرق الواضح بين "قاتل الله ... "، و "لعن الله ... "، حتى يوصم من غاير بينهما بالتدليس؟!
بل قد يكون "قاتل الله ... " أبلغ في النكاية من "لعن الله ... ".
إن كان قولي صوابًا، ووافقه أولو العلم والفضل في الملتقى، فخذه، وإلا فاطَّرحه - رعاك الله -، والله أعلم.
ملاحظة: النصيحة الموجهة لمن لم يؤصل نفسه تأصيلاً جيدًا في العقيدة والحديث ونحوهما من علوم الشريعة = أن لا يدخل في منتديات ومواطن تُثار فيها الشبهات، فإنه إن سلم مرةً ومرة، فليخفْ على نفسه أن لا يسلم كلَّ مرة!
ـ[أبومحمد الحربي]ــــــــ[21 - 02 - 06, 06:06 م]ـ
بارك الله فيك ولاعدمناك
لكن هل من مزيد ...
ـ[الشافعي]ــــــــ[21 - 02 - 06, 11:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم الرافضة من أجهل الناس بعلم الرواية. . ولذلك لا يدركون مثل هذه الأمور
فهم يظنون مسند الحميدي كان مطبوعاً بصف واحد موجود في المكتبات. . ذهب البخاري فاشتراه أو
استعاره من المكتبة فتح على الحديث نقله وعدل في بعض ألفاظه!!!! والواقع أن المقارنة لا ينبغي أن
تكون بين مسند الحميدي وبين رواية البخاري عن الحميدي كما يظن الرافضي الجاهل
بل المقارنة بين رواية بشر بن موسى عن الحميدي، ورواية البخاري عن الحميدي، فلكل سماعه من
شيخه، واختلاف الرواة عن شيخ لهم أمر منتشر ذائع معروف مشهور، زيادة على ذلك فإن الاختلاف
الموجود في هذا الحديث بالذات مما لا يتوقف عنده ولا يذكر، بل تجد في روايات الكتاب الواحد أكثر من
ذلك.
ومن السهل جداً أن أعزو ذلك إلى كون الحميدي حدث بكتابه مرة في مجلس سمعه منه فيه بشر
بن موسى فذكر اللفظ الموجود فيما بين أيدينا من المسند، وحدث في مجلس آخر حضره البخاري
فأبهم الحميدي اسم الصحابي المذكور في القصة لحكمة رآها -وهذا مما يجوز للراوي- فإنه لم
يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يوهم السامع غير الحق فإن من البداهة أن عمر
لم يقل: قاتل الله فلاناً هكذا! وكذا قل فيما سواها.
الموضوع يسير لا يستغلق إلا على رافضي جاهل مغرض نسأل الله السلامة.
والله تعالى أعلم
¥(12/121)
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[22 - 02 - 06, 05:08 ص]ـ
الشافعي في مسنده، وعبد الرزاق في مصنفه، وابن الجارود في منتقاه = كلهم لم يذكروا اسم الصحابي، بل قالوا: "رجلاً"، "فلانًا"، فهل هم مدلسون في ذلك؟!
إن صار هؤلاء والبخاريُّ مدلسين، فكل الناس مدلسٌ، والله المستعان!!
بورك فيك
وأنت يا صاحب الموضوع, لو كان لديك أدنى إحساس بالمسؤلية, لما طرحت هذا الموضوع بحجة الرد على الرافضة من خلال اشهار سفسطتهم وتهريجهم, فتخيل لو أن ((الشافعي)) و ((محمد بن عبد الله)) لم يردا هنا, فهل تأمن على بعض من يقرأ الموضوع. وبما أنك طرحته, فحسناً أنك طرحته هنا, واحذر من تكراره في منتديات اخرى. ومعذرة.
أخي الشافعي عندما يرتفع منسوب ارتباط بالأمة بحقيقة ماورثته, ويتشكل على هذا الإرث الوعي العام, فالأمر يسير, ولكن في الأوضاع الراهنة فالأمر ليس كذلك.
ـ[أبومحمد الحربي]ــــــــ[22 - 02 - 06, 06:46 ص]ـ
شكر الله لك أخي الشافعي على توضيح هذه النقطة المهمة
أخي العتيبي / أنا مقدر غيرتك على العقيدة، ولم أنشرالموضوع إلا في هذا المنتدى المبارك
لكون أكثر رواده من الدارسين والمتخصصين في علم الحديث الشريف، وأنا بذلك اقتفي آثر الآية الكريمة التي تحث على سؤال أهل الذكر
والله هو العالم بسرائر الأنفس
أن غرضي جمع أكبر عدد من النقاط في الرد على مثل هذه الشبهة، لا من أجل ردع الرافضي فحسب،
بل لإماطة اللثام عن تلبيساته للقراء ممن يرتادون الموقع، مادام أن المجال الرد مهئ فيه، فلما لا؟؟!!
وَ غاية الرجاء ومنتهاه أن يغفر الله بها الخطايا، وأن يُثقِّل بها الميزان.
وما أردت إلا الإصلاح ما استطعت،وما توفيقي إلا بالله العلي العظيم
ـ[أبومحمد الحربي]ــــــــ[22 - 02 - 06, 06:56 ص]ـ
في انتظار المزيد .. (بوركتم)
ـ[أحمد عبد الغفار]ــــــــ[22 - 02 - 06, 11:28 ص]ـ
المشاركة الأصلية بواسطة محمد بن عبد الله
2 - ثم إن الاختلاف في هذا يكون على الحميدي:
- فرواه البخاريُّ عنه بلفظ: "قاتل ... "،
- ورواه بشر بن موسى الأسدي - راوي مسند الحميدي - عنه بلفظ: "لعن ... "
بنظرة سريعة شيخنا الكريم وجدت مدار السند على سفيان بن عيينة وليس على الحميدي، وحدث به في أكثر من موضع بالإبهام، وفي مواضع أخرى بالتصريح، وكذلك فعل الحميدي كما سمعه من شيخه، فكتبه في مسنده بالتصريح، وحدث به من صدره بالإبهام، وكذلك سمعه الإمام البخاري منه
وكما ذكرتم فضيلتكم فالإمام الحميدي صاحب رواية واسعة
أرجو التصحيح لو كنت مخطئا
رفع الله أقداركم
ـ[أحمد عبد الغفار]ــــــــ[22 - 02 - 06, 11:31 ص]ـ
ننتظر المزيد من مشايخنا الأفاضل
ـ[أبومحمد الحربي]ــــــــ[22 - 02 - 06, 05:52 م]ـ
بارك الله فيك
وانا معكم من المنتظرين ...
ـ[أبو عمر الطباطبي]ــــــــ[23 - 02 - 06, 02:43 م]ـ
الأخوة الكرام أحمد عبد الغفار و الشافعي ومحمد عبد الله وبقية الأخوة شكر الله لكم وجزاكم الله خيرا
البخاري رحمه الله تعالى أخرج الحديث من طريق الحميدي حدثنا سفيان، وأبهم فيه اسم سمرة وجاء لفظه:قاتل
بينما الحميدي قال حدثنا شفيان، وذكر اسم سمرة وجاء لفظه:لعن
وقد اخرج النسائي الحديث من طريق سفيان أيضا وذكر اسم سمرة، وجاء لفظه:قاتل أي أنه وافق البخاري في لفظ:قاتل وخالفه في ذكر اسم سمرة
وفي مصنف عبد الرزاق كرواية النسائي
ورواه الشافعي في مسنده من طريق سفيان وسنده سواء بسواء أبهم فيه اسم سمرة وجاء لفظه قاتل، كرواية البخاري رحمه الله تعالى
وكذلك رواه ابن الجارود في المنتقى كرواية الشافعي سندا ومتنا
وهذا يعني أن سفيان رواه مرة كرواية الحميدي في مسندة ومرة كرواية الشافعي في مسنده وأن الحميدي قد سمع منه اللفظين
وأن البخاري سمع من الحميدي اللفظ الذي جاء في رواية الشافعي
على أنا نقول إن إبهام الراوي أمر جائز إذا لم يتعلق بذلك حكم شرعي
وإذا نظرنا إلى جواز الرواية بالمعنى من عالم باللغة لم يكن لهذا الاعتراض أي قيمة علمية
علما بأن الحديث مروي من طرق أخرى غير طريق سفيان وعن صحابة أخر غير ابن عباس كجابر وأبي هريرة وقد جاء اللفظ عندهم بقوله قاتل
فقاتل الله أعداء الله ورسوله وأصحابه وأهل العلم بدينه وشرعه
ـ[أحمد عبد الغفار]ــــــــ[25 - 02 - 06, 02:41 م]ـ
المشاركة الأصلية بواسطة أبي عمر الطباطبي
فقاتل الله أعداء الله ورسوله وأصحابه وأهل العلم بدينه وشرعه
آمين آمين،
جزاكم الله خيرا أبا عمر
ـ[أبومحمد الحربي]ــــــــ[25 - 02 - 06, 06:12 م]ـ
اشكركم لإثراء الموضوع
كفيتم وَ وفيتم .. لا عدمناكم
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[26 - 02 - 06, 07:50 ص]ـ
أخي العتيبي / أنا مقدر غيرتك على العقيدة، ولم أنشرالموضوع إلا في هذا المنتدى المبارك
لكون أكثر رواده من الدارسين والمتخصصين في علم الحديث الشريف، وأنا بذلك اقتفي آثر الآية الكريمة التي تحث على سؤال أهل الذكر
دعنا نمارس أكبر قدر من الذكاء والعقل, رغم أن جزء من العقل يقنع, هل تعتقد ان الرافضة وصلوا الى هذا الإنجاز ومعرفة تلك الغوامض من انفسهم, أم تلاعبهم بطرح اللون الاحمر.(12/122)
اين اجد ما ذكره الاستاذ الصياح
ـ[ابو الاشبال الحسني]ــــــــ[23 - 02 - 06, 02:27 ص]ـ
Question حياكم الله
اين اجد الاثر الدى دكره الاستاد الصياح عن على بن المدينى فى عدم
المقرنة ببن طبقات الحفاظ
وجزاكم الله خيرا
ـ[نياف]ــــــــ[23 - 02 - 06, 06:29 ص]ـ
للفائدة
الشيخ علي الصياح يكتب في هذا المنتدى
http://forum.islamacademy.net/forumdisplay.php?f=28
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[24 - 02 - 06, 12:35 ص]ـ
هل تستطيع نقل كلام الشيخ؟
ـ[ابو الاشبال الحسني]ــــــــ[24 - 02 - 06, 03:08 ص]ـ
الاخ نياف وفقه الله بارك الله فيك
الاخ ابو المقداد كلام الاستاذ الصياح موجود في اجابة السؤال رقم 7
وجزاك الله عني خيرا
ـ[ابن القاضي الأثري]ــــــــ[24 - 02 - 06, 09:57 ص]ـ
باركم الله فيكم(12/123)
الألباني و رأيه في مالك الدار
ـ[رفيع شفيع]ــــــــ[24 - 02 - 06, 12:10 ص]ـ
المشهور أن الشيخ في كتابه التوسل قال إن مالك الدار مجهول واستأنس بقول المنذري و الهيثمي
ثم في صحيح الترغيب (1/ 551 #962) رد على المنذري و الهيثمي قولهما فيه و حسن أثرا لمالك الدار - والظاهر أنه حسنه لذاته - فهل تغير رأي الشيخ فيه؟
فإن كان كذالك فماذا نقول في حديث مالك الدار في التوسل؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 02 - 06, 02:55 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=80224#post80224
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=193637#post193637(12/124)
ثناء العلماء والباحثين على العلامة المعلمي وعلى جهوده في بيان السنة ونصرتها
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[25 - 02 - 06, 09:24 م]ـ
ثناء العلماء والباحثين
على العلامة المعلمي
وعلى جهوده في بيان السنة ونصرتها
أثنى على العلامة المعلمي رحمه الله طائفة كبيرة من العلماء والباحثين، وهو – في الحقيقة – فوق ثناء كثير من هؤلاء الأفاضل، بكثير، ولقد حاولت أن أجمع ما وقفت عليه من ذلك في هذا الموضع، منتظراً من إخواننا استدراك ما يفوتني.
ولقد آثرت إفراد هذا الموضوع عن أصله الموسوم بـ (إمام عصره في الجرح والتعديل العلامة المعلمي اليماني، رحمه الله)، لأن الأصل قد طال، وأنا أرغب في إبراز هذا الثناء من العلماء والطلاب الفضلاء على إمام كبير وعالم عامل آثر أن يحيا تقياً خفيا، وأن لا يدخر من طاقته في نصرة الحق شيئا ...
1 - وصفه الشيخ العلامة المحقق أحمد محمد شاكر بـ (العلامة) في حاشيته على تفسير الطبري (1/ 33) فقال: (وقد حقق مصححه [يريد التاريخ الكبير للبخاري] العلامة الشيخ عبد الرحمن بن يحيى اليماني---).
2 - قال العلامة محمد بهجة البيطار رحمه الله – كما في مجلة المجمع العلمي العربي ع42 ص576 - : (الشيخ الجليل عبد الرحمن المعلمي، أمين مكتبة الحرم المكي الشريف، الذي اشتهر بجده ونشاطه، ولم يتفق لي أن دخلت المكتبة بمكة المكرمة مرّة إلا ورأيته محافظاً على الوقت مكباً على العلم، رحمه الله تعالى
هكذا هكذا وإلا فلا****طرق الجد غير طرق المحال).
3 - قال السلطان محيي الدين في (علماء العربية ومساهماتهم في الأدب العربي في عهد الأصفجاهية) (ص427):
(هو نادرة الزمان
علّامة الأوان
والأستاذ الناقد
والباحث المحقق
الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني---.
كان من أجلّ العلماء الربّانيين، وفضلاء اليمن الكبار---.
كان بارعاً في جميع العلوم والفنون.
وتمهّر في علم الأنساب والرجال.
ونبغ في تصحيح الكتب والتعليق عليها.
وله براعة في البحث والتحقيق و (التمييز) بين الخطأ والصواب.
وكان واسع الاطلاع على تاريخ الرجال ووقائعهم---.
صحح كثيراً من المخطوطات القيّمة.
وعلّق عليها التعليقات البسيطة والتقديمات النافعة، كثيرة الفوائد العلمية والتاريخية---).
4 - أثنى عليه العلامة الداعية محب الدين الخطيب في مقدمته لكتاب (كشف المخدّرات والرياض المزهرات شرح أخصر المختصرات) (ص10) إذ قال:
(وقام بذلك [يعني كتابة نسخة من أصل الكتاب المخطوط] حضرة العالم المحقق الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي الذي عَرف الناس فضله بما صدر عنه من تصحيح كثير من الكتب الإسلامية---).
وقال في المقدمة أيضاً: (وهذا الذي نبه عليه حضرة العالم الجليل الشيخ عبد الرحمن المعلمي [أي مما وقع في الأصل من الاشتباه والتصحيف والتحريف] وقد ذكر أن التنبيه عليه ضئيل الفائدة، أعرضنا عنه عند الطبع، لأنه من سقطات قلم ناسخ الأصل، وهو أعجمي، كما علمتَ؛ وأبقينا ما في التنبيه عليه فائدة علمية؛ والحق أن الأستاذ المعلمي خدم هذا الشرح بصبر وبصيرة---).
5 - قال أبو تراب الظاهري في مقال منشور في جريدة (المدينة) شهر صفر سنة 1386هـ، كما في مقدمة الزيادي (ص65): (هو علم من الأعلام البارزين، كان عبداً أوّاهاً ورعاً زاهداً تقياً، لم يكن يدنس ثوبه برذيلة، ولا اخترام مروءته).
وقال أيضاً: (وكان نحوياً بارعاً وعروضياً، وذا معرفة باللغة وغريبها، حفظ الألفية وبعض المتون في الأصول والفقه، ولقي الأكابر).
6 - قال الشيخ محمد بن عبد الله المعلمي مخاطباً العلامة عبد الرحمن المعلمي في رسالة بعث بها إليه، وما أظنه يرتضي هذا الثناء:
(---كوكب الأدباء وتاج النجباء، من تسنّم متن المعالي، وناطح بهمّته كل عال، سليل الأكارم، وجيه الهدى، الآخذ بمجامع القلوب--- الشيخ العلامة القاضي عبد الرحمن بن يحيى المعلمي، أدام الله معاليه، وخلّد لتاليه، وحفظ ذاته من كل سوء، وصرف عنه الشرور---).
7 - قال العلامة الألباني في حاشيته على (التنكيل) (1/ 451) معلقاً على تحقيق المعلمي في أحوال توثيقات ابن حبان في كتابه (الثقات):
(هذا تفصيل دقيق يدل على معرفة المؤلف – رحمه الله تعالى - وتمكنه من علم الجرح والتعديل؛ وهو مما لم أره لغيره، جزاه الله خيراً).
******
¥(12/125)
هذا وستأتيك بإذن الله أقوال أخرى كثيرة لعلماء وباحثين حاذقين فيها ثناء عظيم على هذا العالم الإمام، رحمه الله.
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[25 - 02 - 06, 09:57 م]ـ
"
8 - قال الشيخ العلامة المحقق بكر أبو زيد في (براءة أهل السنة من الوقيعة في علماء الأمة): (---وكان الأول "صريع أهل السنة " قد فُرغ منه--- لا سيما بعد صدور كتابي (التنكيل---) و (طليعته)، لذهبي العصر العلامة المعلمي).
وذكر العلامة بكر أبو زيد أيضاً في (التأصيل لأصول التخريج وقواعد الجرح والتعديل) (ص27) من تدور عليهم التحقيقات والتقييدات من المتقدمين والمتأخرين، حتى بلغ الحافظ السخاوي، ثم ذكر آخرهم، وهو "ذهبي العصر العلّامة المحقق الشيخ عبد الرحمن بن يحيى اليماني"؛ وعلق على ذلك في الحاشية قولَه:
(تحقيقات هذا الحَبر نقش في حجر، ينافس الكبار كالحافظ ابن حجر، فرحم الله الجميع، ويكفيه فخراً كتابه "التنكيل").
9 - قال العلامة حمّاد بن محمد الأنصاري رحمه الله تعالى (ت1418): (إن الشيخ عبد الرحمن المعلمي عنده باع طويل في علم الرجال جرحاً وتعديلاً وضبطاً---[و] عنده مشاركة جيدة في المتون تضعيفاً وتصحيحاً، كما أنه ملمّ إلماماً جيداً بالعقيدة السلفية).
انظر (المعلمي وجهوده في السنة) لهدى بالي (ص34) أو مقدمة ماجد الزيادي لكتاب المعلمي (عمارة القبور) (ص65)، أو (النكت الجياد) لأنس الصبيحي (1/ 38)، أو مقدمة كتاب المعلمي (فوائد من كتاب العلل) (ص19)، أو مقدمة تحقيق (رفع الاشتباه) (ص15).
10 - قال الدكتور عبد الوهاب عبد اللطيف الأستاذ بكلية الشريعة بالأزهر سابقاً، في مقدمته لكتاب (الفوائد المجموعة) (ص14 - 15):
(محقق الكتاب: الأستاذ الشيخ عبد الرحمن اليماني، لا يجهل علمه باحث في علوم الحديث.
وله مِنّة على الباحثين بما يحققه من الكتب الحديثية التي نشرت في الهند.
وهو ذو باع طويل في علم رجال الأثر.
وقد اجتهد في تحقيق هذا الكتاب ونقد رواياته ورواته، معتمداً على أوثق المصادر، حتى إنه صحح كثيراً من أغاليط المؤلفات في هذا الفن؛ وهو بذلك جدير.
وكان في علمه [من المحتمل أنها مصحفة عن عمله] أميناً رزيناً، إذا لم يعلم يقول في الراوي المجهول: (لم أجده – لا أعرفه)، وفيمن لم يتبين له أمره: (لم يتبين لي حاله)، بعبارة ضابطة محققة.
وذكر المحقق في مقدمة الكتاب منهجه، وأنه إذا قورن بالعلماء المتأخرين ظنّ أنه مشدد، وقد يكون ذلك، وأنه سلك مسلكاً لا يعتمد فيه كل الاعتماد على قواعد هذا الفن المدونة في كتب المصطلح، لأنها غير كافية في الحكم، كما يظهر لمن مارس صنيع علماء الجرح والتعديل وتتبع أقوالهم وتطبيقها على جزئياتها).
11 - أثنى على العلامة المعلمي الشيخُ عبد القدير محمد الصديقي القادري صدر شعبة الدينيات وشيخ كلية الحديث في الجامعة العثمانية بـ (حيدر آباد الدكن) وذلك في إجازة منه للشيخ المعلمي، قال فيها بعد البسملة والحمد لله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم:
(إن الأخ الفاضل والعالم العامل الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي العُتمي اليماني قرأ علي من ابتداء (صحيح البخاري) و (صحيح مسلم)، واستجازني ما رويته عن أساتذتي، ووجدته طاهر الأخلاق طيب الأعراق، حسن الرواية [لعلها الرويّة] جيد الملكة في العلوم الدينية، ثقة عدلاُ، أهلاً للرواية بالشروط المعتبرة عند أهل الحديث، فأجزته برواية (صحيح البخاري) و (صحيح مسلم) و (جامع الترمذي) و (سنن أبي داود) و (ابن ماجه) و (النسائي) و (الموطأ) لمالك، رضي الله عنهم.
حرر بتاريخ 13 من ذي القعدة سنة 1346هـ).
12 - قال الدكتور منصور السماري في كتابه (الشيخ عبد الرحمن المعلمي وجهوده في السنة ورجالها) (ص13): (ومما يدل على منزلته، رحمه الله، عند أهل العلم: أنني ما لقيت أحداً منهم وعلم موضوع بحثي – وكان ممن قرأ للمعلمي بعض ما ألفه أو حققه – إلا أثنى على الشيخ، رحمه الله).
ويتبع بإذن الله تعالى وتوفيقه ...
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[25 - 02 - 06, 10:21 م]ـ
"
13 - قال العلامة محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية، في عصره، رحمه الله، في تقريظه كتاب المعلمي (جواز تأخير مقام إبراهيم عليه السلام) (ص21):
¥(12/126)
(فقد قُرئت عليَّ هذه الرسالة التي ألّفها الأستاذ عبد الرحمن المعلمي اليماني، بشأن مقام إبراهيم، وتنحيته عن مكانه الحالي، فيما إذا أريد توسيع المطاف، فوجدتها رسالة بديعة، وقد أتى فيها بعين الصواب في هذه المسألة----).
وقال أيضاً في كتابه (نصيحة الإخوان ببيان بعض ما في "نقض المباني" لابن حمدان، من الخبط والخلط والجهل والبهتان): (وأما اللوازم القبيحة التي زعم صاحب النقض أن لا مفر للمعلمي منها، ولا محيد عنها، فلا نرى أنها تلزم المعلمي، لا مجرد حسن الظن به فقط، باعتباره عالماً خدم الأحاديث النبوية وما يتعلق بها---).
وقال أيضاً في رسالة كتبها سنة 1377 [أي قبل موت الشيخ المعلّميّ بتسع سنين]: (اطّلعت على الرسالة التي ألّفها المعلّميّ في شأن "مقام إبراهيم" ... وقد قرأتها، فوجدناها رسالة حسنة ونفيسة في بابها؛ فينبغي أن تطبع ويعمّ نشرها).
كذا في (فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم) (13/ 127).
14 - أثنى عليه الشيخ محمد حامد الفقي في تقريظه للكتاب السابق، فقال: (كتب أخونا المحقق الشيخ عبد الرحمن المعلمي اليماني هذه الرسالة القيمة---).
15 - أثنى عليه الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود رئيس المحاكم الشرعية والشؤون الدينية بدولة قطر، وذلك في أوائل رسالته (تحقيق المقال في جواز تحويل المقام لضرورة توسعة المطاف بالبيت الحرام، وفيه الرد على نقض البنيان لمؤلفه سليمان بن حمدان)، يعني صاحب (نقض المباني من فتوى اليماني، وتحقيق المرام فيما يتعلق بالمقام)، فقد قال الشيخ عبد الله في الفصل الأول من رسالته المذكورة، وهو يدافع عن العلامة المعلمي رحمه الله:
(رُبَّ صاحبِ عزيمةٍ قوية، وطريقة قويمة، ينهض بجده وجهده إلى خدمة أمته، ومنفعة أهل ملته، بتقديم تأليف لطيف، كرسالة (المقام)، المحققة بالآثار الصحيحة والحِكم الصريحة، التي يقبلها الذوقُ السليم، وتوافق أصولَ الدين القويم، فما يخطو بعض خطوات حتى يتصدى له السعاة المماحلون، فينصبون في طريقه العواثير، ويخدّون له الأخاديد، ويأتون إليه من كل فج عميق، ليقطعوا عليه الطريق، ويُلجئوه إلى الحرج والضيق---).
16 - قال الدكتور بشار عواد معروف في تعليقه على (تهذيب الكمال) (8/ 387) بعد أن تعقّب على المعلمي شيئاً:
(فتأمل ذلك فهو ذهول منه، وهو محقق بارع متقن رحمه الله تعالى، وجزاه خيراً).
"
ويُتْبَع بإذن الله تعالى ....
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[26 - 02 - 06, 04:12 ص]ـ
"
17 - قال الشيخ الفاضل المحقق الدكتور حمزة المليباري في (الموازنة بين المتقدمين والمتأخرين في تصحيح الأحاديث وتعليلها) (ص31 - 32):
(وما أروع الشيخ عبد الرحمن المعلمي – رحمه الله تعالى – وهو من القلائل الذي فهموا دقة منهج المحدثين في تعليلهم وتصحيحهم للأحاديث، إذ يقول: " إذا استنكر الأئمة المحققون المتن وكان ظاهر السند الصحة فإنهم يتطلبون له علة، فإذا لم يجدوا علة قادحة مطلقاً حيث وقعت أعلوه بعلة ليست بقادحة مطلقاً، ولكنهم يرونها كافية للقدح في ذلك المنكر، فمن ذلك إعلاله بأن راويه لم يصرح بالسماع؛ هذا مع أن الراوي غير مدلس؛ أعلّ البخاري بذلك خبراً رواه عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن عكرمة، تراه في ترجمة عمرو من {التهذيب} ".
" ونحو ذلك كلامه في عمرو بن دينار في القضاء بالشاهد واليمين؛ ونحوه أيضاً كلام شيخه علي بن المديني في حديث " خلق الله التربة يوم السبت ... "، كما تراه في {الأسماء والصفات} للبيهقي؛ وكذلك أعلّ أبو حاتم خبراً رواه الليث بن سعد بن سعيد المقبري، كما تراه في {علل ابن أبي حاتم} 2/ 353 ".
" ومن ذلك إشارة البخاري إلى إعلال حديث الجمع بين الصلاتين بأن قتيبة لما كتبه عن الليث كان معه خالد المدائني وكان خالد يدخل على الشيوخ، يراجع {معرفة علوم الحديث} للحاكم ص 120 ".
" ومن ذلك الإعلال بالحمل على الخطأ وإن لم يتبين وجهه، كإعلالهم حديث عبد الملك بن أبي سليمان في الشفعة.
ومن ذلك إعلالهم بظن أن الحديث أدخل على الشيخ، كما ترى في {لسان الميزان} في ترجمة الفضل بن الحباب وغيرها ".
¥(12/127)
" وحجتهم في هذا أن عدم القدح بتلك العلة مطلقاً إنما بُني على أن دخول الخلل من جهتها نادر، فإذا اتفق أن يكون المتن منكراً يغلب على ظن الناقد بطلانه، فقد يحقق وجود الخلل، وإذا لم يوجد سبب له إلا تلك العلة فالظاهر أنها هي السبب، وأن هذا من ذلك النادر الذي يجيء الخلل فيه من جهتها ".
" وبهذا يتبين أن ما وقع ممن دونهم من التعقب بأن تلك العلة غير قادحة، وأنهم قد صححوا ما لا يحصى من الأحاديث مع وجودها فيها، إنما هو غفلة عما تقدم من الفرق، اللهم إلا أن يثبت المتعقب أن الخبر غير منكر ".
" القواعد المقررة في مصطلح الحديث منها ما يذكر فيه خلاف ولا يحقق الحق فيه تحقيقاً واضحاً، وكثيراً ما يختلف الترجيح باختلاف العوارض التي تختلف في الجزيئات كثيراً، وإدراك الحق في ذلك يحتاج إلى ممارسة طويلة لكتب الحديث والرجال والعلل مع حسن الفهم وصلاح النية ".ا هـ (1)
وهذا كلام جد نفيس ينم عن فهمه الصحيح لمنهج النقاد من خلال الممارسة، ولذا نقلته بحروفه، وقليلاً ما نلمس مثل هذا التحقيق في بحوث المعاصرين، وجزاه الله عنا خير الجزاء).
انتهى كلام الدكتور حمزة.
18 - قال الدكتور محمود محمد الطناحي رحمه الله، في كتابه (مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي مع محاضرة عن التصحيف والتحريف) في حديث له عن دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن، بالهند، (ص203):
(والقائمون على تصحيح الكتب في هذه الدائرة يعملون في إخلاص واحتساب وصمت؛ ومن أشهرهم وأعلاهم قدراً: الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني).
ثم كتب له الطناحي ترجمة، ثم قال في أواخرها:
(وكان الشيخ فيما وُصف لنا متواضعاً رقيق الحال؛ حدثني الأستاذ فؤاد السيد – أمين المخطوطات بدار الكتب المصرية – رحمه الله، قال: (كنتُ في أثناء الحج أتردد على مكتبة الحرم المكي لرؤية المخطوطات، وزيارة مدير المكتبة الشيخ سليمان الصنيع؛ وكان بين الحين والآخر يأتي إلينا رجل رقيق الحال، يسقينا ماء زمزم؛ وبعد يومين طلبتُ من الشيخ الصنيع رؤية الشيخ عبد الرحمن المعلمي، فقال: ألم تره بعدُ؟! أليس يسقيك كل يوم من ماء زمزم؟
يقول الأستاذ فؤاد: فتعجبت من تواضعه ورقة حاله، مع ما أعرفه من علمه الواسع الغزير). انتهى.
قال الصبيحي (1/ 43): (وقد حكى الزيادي قصة مشابهة، لكن للشيخ أحمد شاكر، بدلاً من فؤاد السيد؛ إلا أن الزيادي لم يذكر من حكاها له، ولا مِن أين نقلها؛ وفي آخرها: (وما هي إلا دقائق حتى أخذ الشيخ أحمد شاكر في البكاء). انتهى.
وانظر هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24151&highlight=%CA%E6%C7%D6%DA+%C7%E1%E3%DA%E1%E3%ED
"
يتبع إن شاء الله ...........
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[27 - 02 - 06, 11:26 م]ـ
"
19 - قال أحد فضلاء هذا الملتقى، وهو الشيخ ((أبو تيمية إبراهيم))، بعد كلام له، ما صورَتُه:
(و الحقيقة أن الإمام المعلمي لم يوف حقه في الدراسات المعاصرة، رغم صدور بعض الكتابات الجيدة عنه .... إلا أن الحاجة إلى مزيد من الكتابات المعمقة التي تجلِّي شخصية هذا الإمام العلمية و العملية ملحة، و لا تزال قائمة ...
و إني - و الله - لأتقرب إلى الله بحب هذا الإمام العلم ..
الذي هو - بحقٍّ - أحد أفراد هذا الزمان؛ بل من مفاخر هذا الزمان ...
فاللهم ارحم عبدك عبد الرحمن المعلمي و أسكنه فسيح جناتك ...
آمين .. )
وكلامه هذا في المشاركة الثالثة من موضوع هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=408326#post408326
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[27 - 02 - 06, 11:52 م]ـ
"
20 - وقال فاضل آخر من أهل الملتقى، وهو الشيخ ((زياد العضيلة)) في وصف بعض رسائل العلامة المعلمي، وهي رسالة (سنة الجمعة القبلية) - كما في الرابط الموضوع في آخر مشاركتي هذه -:
(وبعد فهذه رسالة نفيسه للعلامة المعلمي رحمه الله لم تطبع من قبل----.
وأريد ان اشكر الاخ--- الذي اتحفني بهذه المخطوطة مع بقية المخطوطات النفيسة التى تعود لذهبي العصر المعلمي رحمه الله تعالى.
أما الرسالة فهي رسالة صغيرة الحجم كثيرة الفوائد----).
ثم قال في بعض مشاركات الرابط المشار إليه:
(وأما هذه الرسالة فكما هو واضح ان الشيخ لم يتكلم على السنة القبلية فحسب بل ايضا اعقبه الكلام على وقت الجمعه وتحقيقه وكذلك على الكثير من المسائل , وفي آخر الرسالة سوف يتكلم الشيخ عن سبب تسمية يوم الجمعه بالجمعه في بحث بديع لا يخرج الا من امثال العلامة المعلمي رحمه الله).
"
الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=54771
:
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[27 - 02 - 06, 11:59 م]ـ
"
21 - وهذا فاضل آخر يُثني على العلّامة المعلمي رحمه الله، وهو الأخ الشيخ ((أبو حاتم الشريف))، فقد قال:
(في الحقيقة قد يسر الله لي قراءة كتاب التنكيل للعلامة المعلمي رحمه الله عام 1414 تقريباً
ورأيت أن الكتاب يحوي على كم هائل من الفوائد الحديثية في الجرح والتعديل وعلم المصطلح وغيرها من العلوم وقد أحسن صنعاً العلامة الألباني رحمه الله في إخراج هذا السفر العظيم وأنا أنصح كل من يريد التضلع في علم الحديث بكافة أقسامه فعليه الرجوع لكتاب التنكيل فسوف يستفيد منه كثيراً خاصة وأن المعلمي رحمه الله لم يكن مقلداً لابن حجر أو غيره بل يخالفه أحياناً مدعوماً بالدليل وهذه ميزة الكتاب أنك تجد فيه أشياء جديدة لم يذكرها ابن حجر فضلاً عن تلامذته أو تلاميذ تلامذته
مما يعطي الكتاب قيمة علمية جيدة
وكان الناظر في الكتاب قديماً يظن أن الكتاب كتاب عقائدي فقط وليس فيه فوائد حديثية ولو جرد المعلمي الفوائد الحديثية من كتاب التنكيل لاشتهر المعلمي فوق الشهرة التي نالها من تحقيقه لكتب السنة
وعلى كل حال فالمعلمي رحمه الله من علماء الحديث المبرزين في عصرنا الحاضر فجزاه الله خيراً على ماقدم في خدمة السنة النبوية).
ورد كلامه هذا في الرابط التالي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28596
"
¥(12/128)
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[28 - 02 - 06, 12:09 ص]ـ
"
22 - قال الدكتور حاكم بن عبيسان المطيري في مقدمة (البناء على القبور) للمعلمي:
(فهذه رسالة لطيفة المبنى جليلة المعنى، من تأليف العلامة المحقق والفقيه المحدث شيخ الإسلام القاضي عبد الرحمن بن يحيى المعلمي----.
ولقد بان في رسالته هذه - كما هو شأن جميع مؤلفاته - أدبُه الجمُّ، وظهر علمُه الخِضمُّ، فلا ينفك من اطلع عليها إلا أن يردد المثل السائر (كم ترك الأول للآخر)، وأن يتذكر قول ابن مالك في مقدمة (التسهيل): (وإذا كانت العلوم منحاً إلهية، ومواهب اختصاصية، فغير مستبعد أن يدخر لبعض المتأخرين ما عسر على كثير من المتقدمين، أعاذنا الله من حسد يسد باب الإنصاف، ويصدّ عن جميل الأوصاف).
ولو قلتُ: إنه لم يصنَّف في هذا الباب مثل هذا الكتاب لما جاوزتُ حدّ الصواب).
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[28 - 02 - 06, 12:35 ص]ـ
"
23 - وقال أبو أسامة إسلام بن محمود بن محمد النجار في خطبة كتابه (بلوغ الأماني من كلام المعلمي اليماني: فوائد وقواعد في الجرح والتعديل وعلوم الحديث):
(وقد جاء ((المعلمي)) رحمه الله في فترة كانت الأمة فيها في سبات عميق وبعد عن النبعين الصافيين، الكتاب والسنة، سوى طائفة قليلة غريبة بين الناس قائمة بأمر الله مصداقاً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك)).
وسوى أفراد قد عرفوا الحق وتعلموا العلم وأحسوا بفضله وأهميته للأمة فنذروا حياتهم لنشره وبيانه وبقريبه إلى الخلق حرصاً على هدايتهم وطلباً لما فيه صلاحهم.
وقد كان ((المعلمي)) رحمه الله أحد أولئك الأشاوس الأكابر الذين عملوا على هداية الامة ونشر العلم الصحيح ووقفوا لجيوش الباطل وكسروا هجماته وصولاته على جموع أهل السنة والحديث.
وكان من أولئك الذين يعملون في صمت لإحياء منهج أهل السنة والجماعة أصحاب الحديث السلف الصالحين، يكتم آلامه وآلام أمته، ويبث أماله ليحي روح السنة والتوحيد والإتباع في أمته، حتى مضى في صمت صابراً مرابطاً محتسباً، فرحمه الله.
وكلما طاف ذكر ((المعلمي)) بخاطري تذكرت حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي)).
وأما الجانب الآخر الذي برز من خلاله ((المعلمي)): فهو جهاده وتصديه لأهل البدع، فقد كان من المجاهدين المنافحين عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فكشف الله به عوار أهل البدع المخالفين للسنة، ورد به حقد الزنادقة المعادين لشرعه).
ثم قال تحت هذا العنوان (الأسباب التي دعت إلى كتابة هذا البحث):
(فمن باب الوفاء لعلم من أعلام أهل الحديث وإظهارا لجهوده في نشر السنة ونصرتها والذب عنها وحرب البدعة وأهلها.
كذلك إظهار لمنهج أهل الحديث الذي كان المعلمي أحد رجاله ودعاته الذين حرصوا على نشره والذب عنه.
أولئك القوم يحيَ القلبُ إن ذكروا ... ويذكر الله إنْ ذكراهمو تردُ
أئمة النقل والتفسير ليس لهم** سوى الكتاب ونص المصطفى سندُ
أحبار ملته أنصار سنته******** ***** لا يعدلون بها ما قاله أحدُ
أعلامها نشروا أحكامها نصروا****** أعداءها كسروا نقالها نقدوا
[من نظم الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله في منظومته (الجوهرة الفريدة)]).
**************
ثم قال:
(وقد توسعت في ترجمته وحرصت على إبراز شخصيته وخلقه حتى يتأثر بها المشتغلون بالحديث في هذه الأزمنة؛ فإن عدم التأثر بالحديث شكوى قديمة وعلة عليلة قد جد في علاجها أسلافنا المتقدمون، وما زال يشكو منها خلفهم الصالحون.
ومن آثار هذه العلة ومن ظواهر هذا المرض: ضعف الإيمان، وسوء الخلق وضعف التعبد، وجفاء الطبع، وعدم الإنكسار لذي الجلال والإكرام، والتكبر على الخلق والتشاغل بحظوظ النفس، والتكثر، مما هو عدة أهل الفخر والتباهي، لا من خلق أهل التقوى والزهد ممن يؤثرون الآخرة الباقية على الفانية الزائلة-----). انتهى.
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[28 - 02 - 06, 12:53 ص]ـ
"
24 - وقال الشيخ الألباني، رحمه الله، في (صحيح الأدب المفرد) (ص9) - معلقاً على كلام للعلّامة الإمام المعلمي رحمه الله تعالى - ما لفظه:
¥(12/129)
(هذا كلام جيد متين، من رجل خبير بهذا العلم الشريف، يعرف قدر كتب السنة وفضلها، وتأثيرها في توحيد الأمة إلى [كذا] ما يسعدها في دنياها وأخراها، وأن العمل بما فيها من الأحكام والآداب الصحيحة هو الدواء الوحيد لما أصابها من الذل والهوان---).
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[28 - 02 - 06, 06:31 ص]ـ
"
25 - ووصفه المؤرخ الكبير الزركلي رحمه الله في (أعلامه) بأنه فقيه من العلماء، ونقل أنه لُقِّبَ بـ (شيخ الإسلام).
ورد ذلك في ترجمة المعلمي من (الأعلام)، ودونك الترجمة كاملة:
(المعلمي) (1313 - 1386 ه = 1895 - 1966 م) عبد الرحمن بن يحيى بن علي بن محمد المعلمي العتمي:
فقيه من العلماء. نسبته إلى (بني المعلم) من بلاد عتمة، باليمن.
ولد ونشأ في عتمة، وتردد إلى بلاد الحجرية (وراء تعز) وتعلم بها.
وسافر إلى جيزان (سنة 1329) في إمارة محمد بن علي الادريسي، بعسير، وتولى رئاسة القضاة ولقب بشيخ الاسلام.
وبعد موت الادريسي (1341هـ) سافر إلى الهند وعمل في دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد، مصححاً كتب الحديث والتاريخ (حوالي سنة 1345) زهاء ربع قرن.
وعاد إلى مكة (1371) فعين أميناً لمكتبة الحرم المكي (1372) إلى أن شوهد فيها منكباً على بعض الكتب وقد فارق الحياة؛ وقيل: بل توفي على سريره؛ ودفن بمكة.
له تصانيف منها (طليعة التنكيل - ط) وهو مقدمة كتابه (التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل - ط) في مجلدين و (الأنوار الكاشفة - ط) في الرد على كتاب (أضواء على السنة) لمحمود أبي رية، و (محاضرة - ط) في كتب الرجال، وكتاب (العبادة) مجلد كبير، ورسائل في تحقيق بعض المسائل، ما زالت مخطوطة، بينها (ديوان شعره).
وحقق كثيراً من كتب الامهات، منها أربع مجلدات من كتاب (الاكمال) لابن ماكولا، وأربع مجلدات من (الانساب) للسمعاني (1).
_____________________________
(1) مادة الترجمة استفدتها من المترجم له في إحدى زياراتي لمكتبة الحرم بمكة. وانظر مجلة العرب 1: 245 ومجلة المجمع العلمي العربي 42: 574 ومجلة الحج: 16 ربيع الثاني و 11 جمادى الأولى 1386 بقلم أحد أقربائه.
"
انتهت الترجمة.
تنبيه: الصحيح أنه حقق من كل من (الأنساب) و (الإكمال) ستة مجلدات، لا أربعة فقط.
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[28 - 02 - 06, 06:49 ص]ـ
"
26 - وأثنى عليه فضيلة الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة رحمه الله تعالى، فقد قال في أول تذييله على كتاب العلامة المعلمي (القائد إلى تصحيح العقائد) ما نصُّه:
(فرغت من قراءة كتاب (العقائد إلى تصحيح العقائد) للعلامة المحقق الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي العتمي، فإذا هو كتاب من أجود ما كتب في بابه في مناقشة المتكلمين والمتفلسفة الذي انحرفوا بتطرفهم وتعمقهم في النظر والأقيسة والمباحث، حتى خرجوا عن صراط الله المستقيم الذي سار عليه الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين من إثبات صفات الكمال لله تعالى، من علوه سبحانه وتعالى على خلقه علواً حقيقياً يشار إليه في السماء عند الدعاء إشارة حقيقية، وأن القرآن كلامه حقاً حروفه ومعانيه كيفما قرئ أو كتب، وأن الإيمان يزيد وينقص حقيقة، يزيد بالطاعات، وينقص بالمعاصي، وأن الأعمال جزء من الإيمان، لا يتحقق الإيمان إلا بالتصديق والقول والعمل.
حقق العلامة المؤلف هذه المطالب بالأدلة الفطرية والنقلية من الكتاب والسنة على طريقة السلف الصالح من الصحابة وأكابر التابعين؛ وناقش من خالف ذلك من الفلاسفة كابن سينا ورؤساء علم الكلام كالرازي والغزالي والعضد والسعد؛ فأثبت بذلك ما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية في كتبه المحققة الشافية الكافية بأوضح حجة وأقوى برهان – أن طريقة السلف في الإيمان بصفات الله تعالى أعلم وأحكم وأسلم، وأن طريقة الخلف من فلاسفة ومتكلمين أجهل وأظلم وأودى وأهلك.
¥(12/130)
قرأت الكتاب فأعجبت به أيما إعجاب، لصبر العلامة على معاناة مطالعة نظريات المتكلمين خصوصاً من جاء منهم بعد من ناقشهم شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الإمام ابن القيم، كالعضد والسعد، ثم رده عليهم بالأسلوب الفطري والنقول الشرعية التي يؤمن بها كل من لم تفسد عقيلته بخيالات الفلاسفة والمتكلمين؛ فسد بذلك فراغاً كان على كل سني سلفي سده بعد شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله تعالى، وأدى عنا ديناً كنا مطالبين بقضائه، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وحشرنا وإياه في زمرة الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. آمين).
انتهى.
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[28 - 02 - 06, 07:15 ص]ـ
"
27 - وأثنى عليه عامة رواد وزوار مكتبة الحرم المكي، كما ورد في ترجمته التي كتبها عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المعلمي، وهي منقولة في مقدمات (التنكيل).
فمما جاء في الترجمة ما يلي:
(ثم ارتحل إلى (جيزان) سنة 1329 والتحق بها في خدمة السيد محمد الإدريسي أمير (عسير) حينذاك، فولاه رئاسة القضاة، ولما ظهر له من ورعه وعلمه وزهده وعدله لقبه بـ (شيخ الإسلام).
وكان إلى جانب القضاء يشتغل بالتدريس، ومكث مع السيد محمد الإدريسي حتى توفي الإدريسي سنة 1341ه* فارتحل إلى (عدن) ومكث فيها سنة مشتغلاً بالتدريس والوعظ. وبعد ذلك ارتحل إلى (الهند) وعين في دائرة المعارف العثمانية بـ (حيدر أباد الدكن) مصححاً لكتب الحديث وما يتعلق به وغيرها من الكتب في الأدب والتاريخ.
وبقي بها مدة ثم سافر منها إلى مكة المكرمة، ووصل إليها في عام 1371ه*.
وفي عام 1372ه* في شهر ربيع الأول منه بالذات عين أميناً لمكتبة الحرم المكي الشريف حيث بقي بها يعمل بكل جد وإخلاص في خدمة رواد المكتبة من المدرسين وطلاب العلم حتى أصبح موضع الثناء العاطر من جميع رواد المكتبة على جميع طبقاتهم بالإضافة إلى استمراره في تصحيح الكتب وتحقيقها لتطبع في دائرة المعارف العثمانية بالهند، حتى وافاه الأجل المحتوم صبيحة يوم الخميس السادس من شهر صفر عام ألف وثلاثمئة [وستة وثمانين] من الهجرة، بعد أن أدى صلاة الفجر في المسجد الحرام وعاد إلى مكتبة الحرم حيث كان يقيم؛ وتوفي على سريره. رحمه الله).
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[28 - 02 - 06, 07:26 ص]ـ
"
28 - وقال الشيخ الألباني في مقدمته لكتاب (التكيل):
(أما بعد: فإني أقد اليوم إلى القراءِ الكرام كتاب ((التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل)) تأليف العلامة المحقق الشيخ عبد الرحمن بن يحيى بن علي اليماني رحمه الله تعالى، بين فيه بالأدلة القاطعة والبراهين الساطعة-----إلى غير ذلك من الأمور التي ستتجلى للقارئ الكريم--- في هذا الكتاب العظيم، بأسلوب علمي متين، لا وهن فيه، ولا خروج عن أدب المناظرة، وطريق المجادلة بالتي هي أحسن، بروح علمية عالية، وصبر على البحث والتحقيق كاد يبلغ الغاية، إن لم أقل: بلغها؛ كل ذلك انتصاراً للحق، وقمعاً للباطل، لا تعصباً للمشايخ والمذهب، فرحم الله المؤلف، وجزاه عن المسلمين خيراً).
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[28 - 02 - 06, 07:37 ص]ـ
"
29 - وقال صاحب (بلوغ الأماني من كلام المعلمي اليماني) (ص17) تحت هذه الترجمة (مكانته العلمية وثناء العلماء عليه):
(أثنى على الشيخ رحمه الله عددٌ كبير من معاصريه من أهل العلم والفضل، وشهدوا له برسوخ القدم في علوم الحديث وضربِه بقصب السبق في خدمة السنة النبوية وإحياء كتب الرجال والتواريخ وغيرها.
وقد وصفه غير واحد من أهل العلم: بـ ((العلامة المحقق))، و ((العالم العامل))، و ((خادم الأحاديث النبوية))، وبأنه ((ثقة عدل)) ---------------------).
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[28 - 02 - 06, 07:49 ص]ـ
"
30 - وأثنى على الإمام المعلمي ثناءً طيباً عاطراً الشيخُ أبو أنس إبراهيم بن سعيد الصبيحي في أوائل كتابه الحفيل (النكت الجياد المنتخبة من كلام شيخ النقاد ذهبي العصر العلامة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني).
ولكن كلامه فيه طول، فأرجأت نقلَه إلى وقت آخر أفرغ فيه له، بإذن الله تعالى وتوفيقه.
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[28 - 02 - 06, 08:07 ص]ـ
"
31 - أثنى عليه إخوانه وزملاؤه رفقاء دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد - الدكن، وهم من أعرف الناس به؛ تجد بعض ذلك في كلماتهم التي يختمون بها تصحيح أو تحقيق الكتب، أو الأسفار، التي قاموا بنشرها.
قال أبو أنس الصبيحي في (النكت الجياد) (1/ 38):
(ولقد دأب مدير دائرة المعارف: السيد هاشم الندوي، بوصف الشيخ المعلمي في خاتمة بعض الأجزاء التي صححها، بقوله: "وقد اعتنى بتصحيح هذا الكتاب وتعليق الحواشي المفيدة الأستاذُ الفاضل مولانا الشيخ عبد الرحمن بن يحيى اليماني، ولله درُّه؛ قد اجتهد في تصحيح الأسماء والأنساب والمشتبهات، واستوعب النظر في الاختلافات، من حيث علم الرجال؛ ونقد الروايات، من جهة الجرح والتعديل----.
وساعده ---- وأنا الحقير الكاتب في المقابلة والتصحيح".
انظر على سبيل المثال: خاتمة طبع الجزء السابع من (التاريخ الكبير) (ص443)، وكذا (ص401) من الجزء الثاني.
وجاء في خاتمة طبع (الكنى) للبخاري (ص94) من آخر الجزء الثامن:
"البحث عن كتاب {الكنى} للإمام البخاري، بقلم الأستاذ الفاضل الناقد في الرجال، الشيخ عبد الرحمن بن يحيى اليماني، دام فضله").
انتهى.
قلت: وأما المعلمي رحمه الله فقد اعتاد في مقدمات تحقيقاته أو خواتيمها أنه إذا ذكر هناك اسمه مع اسم بعض هؤلاء المشاركين له في العمل أن يذكر نفسه - أي بعد ذكر أسمائهم - بقوله (وخادمهم الحقير عبد الرحمن بن يحيى---).
"
¥(12/131)
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[01 - 03 - 06, 11:49 ص]ـ
"
24 - وقال الشيخ الألباني، رحمه الله، في (صحيح الأدب المفرد) (ص9) - معلقاً على كلام للعلّامة الإمام المعلمي رحمه الله تعالى - ما لفظه:
(هذا كلام جيد متين، من رجل خبير بهذا العلم الشريف، يعرف قدر كتب السنة وفضلها، وتأثيرها في توحيد الأمة إلى [كذا] ما يسعدها في دنياها وأخراها، وأن العمل بما فيها من الأحكام والآداب الصحيحة هو الدواء الوحيد لما أصابها من الذل والهوان---).
"
رحمهما الله
تستحق التكرار
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[01 - 03 - 06, 02:22 م]ـ
"
32 - وأنشد رضا معطي، الأبيات التالية، التي أوردها ماجد بن عبد العزيز الزيادي في أول كتابه (مجموع فيه---):
ما أنجبت (صنعاءُ) بعدَك عالماً*****وسلوا العلومَ تردُّ بالتبجيلِ
كتباً تركتَ لنا فكانت مرجعاً ... تُغري الحصيفَ بوافر التعليلِ
ما أنصفوكَ وأينَ مثلك بينهم؟ *****ليجولَ بين جواهر التنزيلِ
ونصرتَ معتقَداً رواه محدثٌ*****مَن مثْلهم في حَلْبة التفضيل
ودفعتَ أوهاماً تقادمَ عهدُها**ودككتَ حِصنَ الجهم بالتنكيلِ"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[01 - 03 - 06, 02:46 م]ـ
"
33 - وقال محققو (فتح الباري) لابن رجب في أوائل مقدمتهم للكتاب (1/ 5 - 6) - وهم يذكرون جهودهم في تصحيح الكتاب - ما نصه:
(--- ولعل مما يشفع لنا طول البحث والتفتيش الذي عانيناه في مواطن كثيرة جداً؛ فإمّا أن نصل إلى ما يُذهِب العناء وتعب البحث، أو أن نعود بخفي حنين؛ وفي هذا يقول الشيخ العلامة المعلمي رحمة الله عليه في تعليقه على (الإكمال) (6/ 331) بعد تحريره لنسبةٍ طوّل النفَس فيها، فأجاد، كعادته، فقال رحمه الله:
"حسبي أن يكون ما أثبتُّه نموذجاً لما يقاسيه المعنيّون بتحقيق الكتب، وأنَّ أحدهم ليتعب نحو هذا التعب، في مواضع كثيرة جداً، ولكنه في الغالب ينتهي إلى أحد أمرين:
إما عدم الظفر بشيء، فيكتفي بالسكوت، أو بأن يقول: (كذا)، أو نحوها. ولا يرى موجِباً لذكر ما عاناه في البحث والتنقيب.
وإما الظفر بنتيجة حاسمة، فيقدمها للقراء لقمة سائغة، ولا يُهمّه أن يشرح ما قاساه حتى حصل عليها.
والله المستعان ").
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[01 - 03 - 06, 03:35 م]ـ
"
34 - وقال منصور السماري في مقدمته لطبعة نسخة (المنار المنيف) التي صححها العلامة المعلمي رحمه الله (ص6)، بعد أن أورد ذكرَ طبعات الكتاب:
(وقد تتبعتُ تلك الطبعات؛ فأما ما طُبع منها بإسم (المنار)، فهي التي طالعها المعلمي - رحمه الله - وأثبت عليها تصحيحاته.
وأما باقي الطبعات فلم يصحَّح فيها كثير من الأخطاء التي استدركها المعلمي، رحمه الله؛ وذلك يرجع إلى أسباب منها:
1 - أنَّ في الأصل المخطوط الفريد تحريفاً غير قليل.
2 - دقة المعلمي، رحمه الله، وتبحره في تحقيق الكتب، مما أظهر الخلل في تحقيق الآخرين.
"
ـ[أبو عبد الله الساحلي]ــــــــ[02 - 03 - 06, 04:46 م]ـ
ذكر هذا العلامة من قبل الأخوة المشاركين يبعث على التفاؤل والتبشير بالخير وبرأيي أن هذا الأمر بادرة تجديد ومنطلق نهج جديد في إحياء تراث فريد من نوعه هو تراث السلف القديم.
ـ[عادل محمد]ــــــــ[03 - 03 - 06, 02:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الشيخ عبد الله البسام رحمه الله في كتابه توضيح الأحكام ص148 عند شرحه حديث الذباب: (طعن بعض الزنادقة في هذا الحديث، بل تعداه الطعن الى الطعن في أبي هريرة -رضي الله عنه-ومن هؤلاء (محمود أبو رية) في كتابه الذي أسماه (أضواء على السنة المحمدية) ورد عليه الشيخ العلامة: عبد الرحمن بن يحي المعلمي في كتابه (الأنوار الكاشفة) ا. ه
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[04 - 03 - 06, 08:17 م]ـ
"
ذكر هذا العلامة من قبل الأخوة المشاركين يبعث على التفاؤل والتبشير بالخير وبرأيي أن هذا الأمر بادرة تجديد ومنطلق نهج جديد في إحياء تراث فريد من نوعه هو تراث السلف القديم.
بارك الله فيك، أبا عبد الله، وهل يوجد في الدنيا تراث خير من تراث السلف، رحمهم الله؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الشيخ عبد الله البسام رحمه الله في كتابه توضيح الأحكام ص148 عند شرحه حديث الذباب: (طعن بعض الزنادقة في هذا الحديث، بل تعداه الطعن الى الطعن في أبي هريرة -رضي الله عنه-ومن هؤلاء (محمود أبو رية) في كتابه الذي أسماه (أضواء على السنة المحمدية) ورد عليه الشيخ العلامة: عبد الرحمن بن يحي المعلمي في كتابه (الأنوار الكاشفة) ا. ه
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً، أخي الحبيب عادل، وليكن رقم مشاركتك هذه هو (35) ..
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
36 - وهذا ثناء آخر على العلامة المعلمي، من أخينا الفاضل (العاصمي)، وقد اقتبسته من المشاركة (31) من موضوع الرابط الموضوع بذيل مشاركتي هذه:
قال العاصمي في حق العلامة المعلمي:
(((وتنظر بعض رسائله النفيسة التي كتب بها إلى السلفيّ السريّ السخيّ محمد آل نصيف - رحمه الله وسائر أئمة السنة - في كتاب " محمد نصيف: حياته وآثاره " ص430، 472، 541 - 542 ...
وتالله إنّ فيها لعبقا يضوع، وأريجا يفوح، وأدبا بترقرق، وإذا ما وازنته بما آل إليه أمرنا الآن؛ يطول أسفي على ما بلينا به من التشتت والتشرذم، وقطع ما أمر الله به أن يوصل، وقلّة المبالاة ...
وقد اجتمعت عندي نسخ عن الرسائل المتبادلة بين العلماء أمر عظيم، ولو لا أنّه يطول عليّ نسخها ونقلها؛ لأتحفت بها إخواني وأطرفتهم في موضوع خاص؛ عسى أن نترسم خطاهم، ونسلك سبيلهم ...
فتشبّهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح
__________________
أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا ***** وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدّوا
أقلّوا عليهم لا أبا لأبيكم ***** من اللّوم أو سدّوا المكان الذي سدّوا)))
انتهى كلام الفاضل العاصمي، وأرجو أن لا يعتب عليَّ في نقلي هنا عنه.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=71858
"
¥(12/132)
ـ[ضعيف]ــــــــ[05 - 03 - 06, 07:26 ص]ـ
لقد استفدنا كثيرا بارك الله في الاخوة الكرام0
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[07 - 03 - 06, 12:44 ص]ـ
"
بارك الله فيك أخي الفاضل.
*****************************************
37 - وأثنى على العلامة المعلمي ثناءً مهماً العلامة المحدث المحقق الشيخ عبد الله السعد حفظه الله تعالى، ونفع بعلمه وإنصافه المسلمين.
قال الشيخ عبد الله السعد في بعض أشرطته راداً على من اتهمه بأنه لا يقبل كلام أهل العلم ممن جاء بعد الدارقطني! ما لفظه:
(لا يخفى أني كثيراً ما أوصي بالرجوع، مثلاً، إلى كلام الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى، في علم الحديث.
وقبل ذلك، كثيراً ما أوصي بكلام الإمام ابن تيمية، سواء كان في الاعتقاد، أو كان ذلك في الفقه، أو كان في علم الحديث، أو غير ذلك من علوم الشريعة.
وكذلك، أيضاً، تلميذه شمس الدين ابن القيم.
رحمة الله على الجميع.
و ... ، بل أنا أوصي كثيراً بالرجوع إلى كتب العلامة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي رحمه الله تعالى؛ ولا شك أنه ممن تأخر، بل ومن المعاصرين، وتوفي في عام 1386، رحمة الله عليه؛ فأنا كثيراً ما أوصي بالرجوع إلى كلامه----).
"
وهذا الكلام نقلته من أول شريط مذكور تحت هذا الرابط:
http://audio.ma3ali.net/droos.php?uid=6#
"
ـ[عمر التميمي]ــــــــ[07 - 03 - 06, 01:01 ص]ـ
جزاك الله خيرا
والشخ العلامة المعلمي لا يشق له غبار في علم الرجال فرحمه الله رحمة واسعة آمين
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[07 - 03 - 06, 02:38 ص]ـ
"
جزاك الله خيراً أخي الفاضل.
**********************************************
ولعله من المطلوب هنا أن أنبه إلى أن جمع الثناء على هذا الإمام المحقق والعالم العامل، إنما يهدف إلى مقاصد كثيرة طيبة، نافعة بإذن الله، يعرفها من يعرفها ويجهلها غيرُه؛ والله المستعان.
ولذلك فأنا أحثكم - أيها الفضلاء - على المشاركة هنا بما ينفع، ومن الله التوفيق.
"(12/133)
ممكن تساعدوني اخواني الاعضاء في معرفة من هم أمراء الحديث
ـ[العيناوية]ــــــــ[26 - 02 - 06, 08:56 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ممكن تساعدوني اخواني الاعضاء في معرفة من هم أمراء الحديث
ابي الاجابة اليوم باسرع وقت
مع الشكر الجزيل
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[26 - 02 - 06, 10:06 ص]ـ
الكلام هنا عن من لقب بأمير الحديث ... كمرتبة تعديل؟
أم كان أمير من الأمراء واشتغل بالحديث؟
أم كان اسمه أمير من المحدثين؟
أشكل على السؤال؟
ـ[العيناوية]ــــــــ[26 - 02 - 06, 10:45 ص]ـ
أخواني مشكورين على الرد بس أنا أبي أمراء الحديث كلهم تقريبا فوق العشرين بسرعة
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[26 - 02 - 06, 11:25 ص]ـ
1. شعبة بن الحجاج.
2. محمد بن يحى الذهلي.
3. سفيان الثوري.
4. محمد بن اسحاق.
5. الواقدي.
6. محمد بن يحى النيسابوري.
7. يحى بن معين.
8. هشام الدستوائي.
9. الدار قطني.
10. أبو نعيم.
11. مالك بن أنس.
12. اكتم علي بن إسحاق.
13. بن المبارك.
14. أبو بكر بن زياد.
15. تقي الدين أبو محمد المقدسي
كل من ذكرت وصفه أحد الحفاظ ب ((أمير المؤمنين في الحديث)).
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[26 - 02 - 06, 11:59 ص]ـ
ذكر الشيخ أبو لقمان السلفي في كتابه ((اهتمام المحدثين بنقد الحديث)) ص 91 رسماً بيانيا للأئمة النقد ... ولعل هؤلاء هم أحق الناس بلقب أمير المؤمنين وهم:
1. قتادة بن دعامة السدوسي.
2. محمد بن مسلم الزهري.
3. يزيد بن عبد الله الليثي.
4. يحى بن أبي كثير.
5. سليمان بن مهران الكوفي.
6. أيوب السختياني.
7. محمد بن عجلان القرشي.
8. محمد بن اسحاق المدني.
9. معمر بن راشد الأزدي.
10. مسعر بن كدام الكوفي.
11. همام بن يحى العوذى.
12. مالك بن أنس.
13. عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي.
14. الأوزاعي.
15. سفيان الثوري.
16. شعبة بن الحجاج.
17. الليث البصري.
18. عبد الله بن المبارك.
19. اسماعيل بن ابراهيم البصري.
20. سفيان بن عيينة الكوفي.
21. حماد بن زيد الأزدي البصري.
22. الفضيل بن عياض.
23. أبو اسحاق الفزازي.
24. جعفر بن سليمان الضبعي.
25. داود بن عبد الرحمن العطار
26. سليمان بن داود الطيالسي.
27. يزيد بن هارون السلمي.
28. عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميدي.
29. معاوية بن عمرو الأزدي.
30. محمد بن ادريس الشافعي.
31. عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي.
32. يحى بن سعيد القطان.
33. عبد الرحمن بن مهدي البصري.
34. الضحاك بن مخلد.
35. روح بن عبادة
36. وكيع بن الجراح.
37. محمد بن يوسف بن واقد الفريابي.
38. يحى بن آدم بن سليمان الكوفي.
39. أبو نعيم عبد الحمن بن هانيء.
40. عبد الله بن يوسف الكلائي.
41. معن بن عيسى المدني.
42. عبد الرحمن بن القاسم العتقي.
43. أحمد بن حنبل.
44. علي بن المديني.
45. يحى بن معين.
46. اسحق بن راهوية.
47. الحميدي عبد الله بن الزبير.
48. عفان بن مسلم بن عبد الله الباهلي.
49. محمد بن كثير العبدي.
50. قتبة بن سعيد الثقفي.
51. مسدد بن مسرهد البصري.
52. عبد الله بن محمد بن أبي شيبة.
53. عثمان بن محمد العبسي.
54. يحى بن يحى بن بكير التميمي.
55. أبو عبيد القاسم بن سلام.
56. أبو خثيمة زهير النسائي.
57. عبيد الله بن عمر القواريري.
58. عمرو بن علي الفلاس.
59. محمد بن المثنى ابن عبيد العنزي
60. محمد بن بشار بن عثمان العبدي.
61. أبو ثور ابراهيم الكلبي.
62. سوار بن عبد الله أبو عبد الله البصري.
63. محمد بن عقبة الشيباني.
64. محمد بن يحى الذهلي الحافظ أبو عبد الله النيسابوري.
65. محمد بن ادريس الرازي.
66. البخاري.
67. مسلم.
68. أبو داود.
69. ابن ماجة.
70. يحيى بن يحيى أبو زكريا النيسابوري.
ـ[العيناوية]ــــــــ[26 - 02 - 06, 02:04 م]ـ
مشكورين أخواني على المشاركة
ألحين أبي أعرف 70 واحد الي ذكرهم أخوي بلال صح كلهم
الدكتور قال لنا بضعه وعشرين يعني من 23 الى9 2
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 02 - 06, 02:33 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=40876#post40876
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=65571#post65571
ـ[العيناوية]ــــــــ[26 - 02 - 06, 02:43 م]ـ
مشكور اخوي عبدالرحمن جزاك الله الف خير
اخواني الاعضاء عطوني رايكم انا انتظر
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[26 - 02 - 06, 10:24 م]ـ
إذا نظرنا إلى المعنى الإصطلاحى لأمير المؤمنين فى الحديث وهو "الذى حوى جميع الأحاديث فلم يفوته إلا القليل"
فإنه لا ينطبق على كثير مما ذكر
وشعبة والثورى وابن مهدى والقطان والبخارى وابن المدينى وابن حنبل والدارقطنى وابن حجر
لاينبغى أن يكون فيهم خلاف
والله أعلم
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[04 - 03 - 06, 09:12 ص]ـ
ذكر الشيخ أبو لقمان السلفي في كتابه ((اهتمام المحدثين بنقد الحديث)) ص 91 رسماً بيانيا للأئمة النقد ... ولعل هؤلاء هم أحق الناس بلقب أمير المؤمنين وهم:
؟
أين أجد هذا الكتاب؟؟
¥(12/134)
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[04 - 03 - 06, 09:24 ص]ـ
صدر عن دار الداعي بالرياض 1420هـ، 1999م.(12/135)
أبو زرعة الدمشقي ((شيخ الشباب))
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[26 - 02 - 06, 11:28 ص]ـ
((شيخ الشباب))
أبو زُرْعَة الدِّمَشقي
199؟؟ -281 هـ
استهلال
«تاريخ أبي زرعة الدمشقي» حدثنا أبو زرعة ((تـ 281 هـ)) قال: قال أحمد بن حنبل ((تـ 241 هـ)) عن موسى بن داود ((الضَّبِّي، تـ 217 هـ)) قال: سمعت مالك بن أنس ((تـ 179 هـ)) يقول: «كانت بدر لسنة ونصف من مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وأحد بعدها بسنة، والخندق سنة أربع، وبني المصطلق سنة خمس، وخيبر سنة ست، والحديبية في سنة خيبر، والفتح في سنة ثمان، وقريظة سنة الخندق» , قال أبو زرعة: فقلت لعبد الرحمن بن إبراهيم: أي سنة كانت حنين ? قال: سنة ثمان. قلت: فأي سنة كانت تبوك ? قال: سنة عشر.
«سنن الدارقطني» نا محمد ابن إسماعيل ((بن إسحاق بن بحر, أبو عبد الله)) الفارسي ((248 - 335 هـ)) ثنا أبو زرعة الدمشقي ((تـ 281 هـ)) نا يحيى ابن صالح ((الوُحَاظِي، 137 - 222 هـ)) نا سليمان ابن بلال ((تـ 177 هـ)) عن عبد الرحمن ((بن حبيب)) ابن أردك ((تـ؟؟ هـ)) سمع عطاء ((بن أبي رباح تـ 114 هـ)) يقول: أخبرني يوسف ابن ماهك ((تـ 103 هـ)) أنه سمع أبا هريرة ((رضي الله عنه تـ 59 هـ)) يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثَلاَثٌ جِدُهُنَّ جِدُّ, وَهزْلُهُنَّ جِدُّ, النِّكَاحُ وَالطَّلاَقُ وَالرَّجْعَةُ» رواه أيضاً أبو داود عن القَعْنَبِيِّ، عن عبد العزيز بن محمد الدَّراورديِّ عن ابن أردك ... ، ورواه التِّرمذيُّ وابنُ ماجةَ من حديث قتيبة بن سعيد عن حاتم بن إسماعيل، عن ابن أردك، قال ابو عيسى التِّرمذيّ: هَذَا حدِيثٌ حسنٌ غَرِيبٌ، والْعَمَلُ عَلى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النبيِّ وَغَيْرِهِمْ, وقال الألباني: حسن
الاسم كاملا
عبد الرحمن بنُ عَمْروِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ صَفْوَانَ بنِ عَمْرو النَّصْرِي، أبو زُرْعَة الدِّمَشْقِي
السكن
الشام
نبذة متاحة من سيرته
الشيخ الشامي، الإمام الصدوق، المؤرخ المحدث, أبو زرعة .................. يتبع
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[28 - 02 - 06, 03:05 ص]ـ
نبذة متاحة من سيرته
الشيخ الشامي، الإمام الصدوق، المؤرخ المحدث, أبو زرعة الدمشقي، ولد قبل المائتين وجمع العلم وصنف التصانيف، وذاكر الحفاظ، وتميز، وتقدم على أقرانه، لمعرفته وعلو سنده. سمع من المتقدمين أبا مسهر الغساني وأبا نعيم, الفضل بن دكين, وطبقتهما، وسمع أيضا الكبار بعدهم, كأحمد ابن حنبل, ويحيى بن معين, وغيرهم, حتى أصبح محدث الشام في زمانه وشيخها المقدم, فكانت لطلب العلم منه, تشد الرحال على أسنمة الإبل وتضرب آباطها. فمن العراق وخراسان, جاءه أبو داود صاحب السنن وأبو حاتم الرازي وابنه, والمحدث المؤرخ يعقوب بن سفيان, والإمام الكبير أبو بكر الخلال, ومن مصر المحدث الفقيه الشهير أبو جعفر الطحاوي, ومن أهل الشام, أبو القاسم الطبراني, وابن جوصا وغيرهم.
كتب وهو صغير عن الإمام المحتج به وبنقله, أبي مسهر الغساني رحمه الله, وقال عنه أحمد بن أبي الحواري بعد ذاك, هو شيخ الشباب. ولما قدم علماء أهل الري إلى دمشق، أعجبهم علم أبي زرعة الدمشقي، فكنوا به صاحبهم المحدث الحافظ الناقد الكبير الشهير الإمام عبيد الله بن عبد الكريم المعروف بـ أبي زرعة الرازي.
قال أبو زرعة الدمشقي: قدم علينا رجلان من نبلاء الناس، أحدهما وأرحلهما يعقوب بن سفيان أبو يوسف، يعجز أهل العراق أن يروا مثله رجلا. وذكر الثاني: يريد حرب بن إسماعيل، فقال: هو من الكتاب عني. وكان أبو يوسف يجيئني في التاريخ، ينتخب منه، وكان نبيلا جليل القدر. فبينا أنا قاعد في المسجد إذ جاءني رجل من أهل خراسان، فقعد إلى جنبي، فقال: أنت أبو زرعة قلت: نعم، فجعل يسألني عن هذه الدقائق، فقلت له: من أين جمعت هذه فقال: هذه كتبناها عن أبي يوسف يعقوب بن سفيان.
¥(12/136)
وقد ذكره الإمام أبو يعلى الحنبلي في «طبقات الحنابلة»: قال أبو بكر الخلال عن أبي زرعة الدمشقي: إمام في زمانه, رفيع القدر, حافظ, عالم بالحديث والرجال, وصنف من حديث الشام مالم يصنفه أحد , وحدثنا عن أبي مسهر وغيره من شيوخ الشام والحجاز والعراق, وجمع كتابا لنفسه في التاريخ وعلل الرجال, سمعناه منه, وسمعنا منه حديثا كثيرا, وكان عالما بأحمد بن حنبل ويحيى بن معين, وسمع منهما سماعا كثيرا وسمع من أبي عبد الله ((أحمد بن حنبل)) خاصة مسائل مشبعة محكمة سمعتها منه, وقال لي اكتب اسمك على الجزء, فكتبت اسمي بخطي على ظهر جزء المسائل واسم أبي ومن لي ببغداد وخرجت إلى مصر.
قال أحمد ابن عاصم الأقرع: سمعت أبا زرعة الدمشقي يقول: قدمت العراق, فسألني أحمد ابن حنبل: من خلفت بمصر؟ قلت: أحمد ابن صالح. فسر بذكره وذكر خيرا ودعا له الله.
وقد تلقى في شبابه أيضاً الكثير من العلم عن إمام الجرح والتعديل الأكبر, يحيى بن معين, وحضر كثيرا من مجالسه, وننقل من بعض تلك الجلسات مايلي: فعن أبي زرعة الدمشقي، قال: سمعت أبا مسهر يسأل يحيى ابن معين في سنة 214 عن سنه، فقال أنا ابن خمس وستين سنة، قلت له فمن أسن أنت أو أحمد ابن حنبل؟ قال أنا. وقال أبو زرعة الدمشقي: سألني يحيى ابن معين: عن محمد ابن عائذ: فقال: كيف صاحبكم ابن عائذ؟ قلت: بخير يا أبا زكريا. أترى ان نكتب عنه، وهو يعمل على الخراج؟ قال: نعم. ومثل هذا كثير.
وله رحمه الله «تاريخ» مفيد في مجلد، يعتبر أحد أقدم كتب التاريخ, وأنظفها, قد تجده في المكتبات, وقد اقتنيته من مكتبة المتنبي بالدمام, أو على شبكة الإنترنت, وتستطيع تحميله الآن على جهازك, من موقع المشكاة الإسلامية أو موقع صيد الفوائد , وفي كل الأحوال فإنك قد تجد جميع محتوى هذا المجلد متناثرا في أسفار التاريخ المعروفة التالية له كتاريخ دمشق لابن عساكر.
ومما تحفظه كتب التاريخ تلك حول أحد المحن التي تعرض لها, ماذكره أبو القاسم بن عساكر: قرأت في كتاب أبي الحسين الرازي, قال: سمعت جماعة قالوا: لما اتصل الخبر بأبي أحمد الواثق العباسي، أن أحمد بن طولون قد خلعه بدمشق، أمر بلعن أحمد بن طولون على المنابر، فلما بلغ ابن طولون الخبر، أمر بلعن الموفق العباسي على المنابر بمصر والشام، وكان محمد بن عثمان القاضي ممن خلع الموفق من ولاية العهد ولعنه، ووقف عند المنبر بدمشق، ولعنه، وقال: نحن أهل الشام، نحن أهل صفين، وقد كان فينا من حضر الجمل، ونحن القائمون بمن عاند أهل الشام، وأنا أشهدكم أني قد خلعت أبا أحمق, يعني أبا أحمد الواثق, كما يخلع الخاتم من الإصبع، فالعنوه، لعنه الله. فلما رجع أحمد بن الموفق من وقعة الطواحين إلى دمشق، من محاربة خمارويه بن أحمد بن طولون, يعني بعد موت أبيه أحمد بن طولون, وذلك في سنة 271 هـ. قال لأبي عبد الله الواسطي: انظر ما انتهى إليك ممن كان يبغضنا فليحمل. فحمل يزيد بن عبد الصمد، وأبو زرعة الدمشقي، والقاضي محمد بن عثمان، حتى صاروا بهم مقيدين إلى أنطاكية، فبينا أحمد بن أبي الموفق--أصبح الخليفة العباسي بعد ذلك وتلقب بـ المعتضد ــ يسير يوما، إذ بصر بمحامل هؤلاء، فقال للواسطي: من هؤلاء؟ قال: أهل دمشق. قال: وفي الأحياء هم؟ إذا نزلت فاذكرني بهم. قال أبو زرعة الدمشقي: فلما نزل، أحضرنا بعد أن فكت القيود، وأوقفنا مذعورين، فقال: أيكم القائل: قد نزعت أبا أحمق؟ قال: فربت ألسنتنا حتى خيل إلينا أننا مقتولون، فأما أنا: فأبلست، وأما ابن عبد الصمد: فخرس، وكان تمتاما، وكان محمد بن عثمان القاضي أحدثنا سنا، فقال: أصلح الله الأمير، فالتفت إليه الواسطي: فقال: أمسك حتى يتكلم أكبر منك. ثم عطف علينا، وقال: ماذا عندكم؟ فقلنا: أصلحك الله هذا رجل متكلم يتكلم عنا، قال: تكلم, فقال: والله ما فينا هاشمي صريح، ولا قرشي صحيح، ولا عربي فصيح، ولكنا قوم ملكنا حتى قهرنا. وروى أحاديث كثيرة عن النبي في السمع والطاعة، في المنشط والمكره، وأحاديث في العفو والإحسان، وكان هو الذي تكلم بالكلمة التي نطالب بخزيها، ثم قال: أصلح الله الأمير، وأشهدك أن نسواني طوالق، وعبيدي أحرار، ومالي حرام إن كان في هؤلاء القوم أحد قال هذه الكلمة، ووراءنا عيال وحرم، وقد تسامع الناس بهلاكنا، وقد قدرت، وإنما العفو بعد المقدرة. فقال للواسطي: يا أبا عبد الله أطلقهم، لا كثر الله في الناس مثلهم. فأطلقنا، فاشتغلت أنا ويزيد بن عبد الصمد عند عثمان بن خرزاذ في نزه أنطاكية وطيبها وحماماتها، وذهب محمد بن عثمان القاضي إلى حمص.
وقد توفي رحمه الله سنة 281 هـ وومن توفي معه في هذا العام أيضا من الكبار, الحافظ الإخباري غزير المصنفات, أبو بكر ابن أبي الدنيا القرشي.
ثناء العلماء عليه
أبو زرعة الدمشقي: أعجب أبو مسهر بمجالستي إياه صغيرا
أحمد بن أبي الحواري: هو شيخ الشباب
ابو حاتم الرازي: صدوق
ابن أبي حاتم الرازي: كان ..... يتبع
¥(12/137)
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[28 - 02 - 06, 05:32 م]ـ
ثناء العلماء عليه
أبو زرعة الدمشقي: أعجب أبو مسهر بمجالستي إياه صغيرا
أحمد بن أبي الحواري: هو شيخ الشباب
ابو حاتم الرازي: صدوق
ابن أبي حاتم الرازي: كان أبو زرعة الدمشقي رفيق أبي، كتبت عنه أنا وأبي، وكان ثقة صدوقا
أبو بكر الخلال: إمام في زمانه رفيع القدر حافظ عالم بالحديث والرجال وصنف من حديث الشام مالم يصنفه أحد
ابن عدي: يزيد بن عبد الصمد وأبو زرعة الدمشقيان كان أحمد بن عمير ((ابن جوصا)) منهما يسأل حديثه وخاصة حديث دمشق
ابن حبان: ن أهل دمشق يروى عن أبى نعيم وأهل العراق, وكان من علماء أهل بلده بالحديث والجمع له
الخليلي: كان من الحفاظ الأثبات
ابن عساكر: الحافظ الكبير الشهير بين أهل العلم
أبو الحجاج المزي: أبو زرعة الدمشقي الحافظ شيخ الشام في وقته
الذهبي: الإمام أبو زرعة الدمشقي الحافظ، كان محدث الشام في زمانه -- الشيخ، الإمام، الصادق
ابن حجر العسقلاني: أبو زرعة الدمشقي، ثقة حافظ مصنف، من الحادية عشرة -- الحافظ الكبير
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[28 - 02 - 06, 05:37 م]ـ
ممن روى عنهم من المشاهير
أبي نعيم الفضل بن دكين----عفان بن مسلم----أبي مسهر الغساني----أحمد بن حنبل----يحيى بن معين----سليمان بن حرب----أبي اليمان الحكم بن نافع----أبي بكر الحميدي----أبي غسان النهدي----دحيم----وغيرهم
روى عنه من المشاهير
أبو داود السجستياني----يعقوب الفسوي----أبو الحسن بن جوصا----يحيى بن صاعد----أبو جعفر الطحاوي----أبو القاسم الطبراني----وسواهم
روى له أبو داود في سننه ((كان معاصرا للستة أو تاليا لهم))
رحمه الله رحمة واسعة وأجزل له المثوبة
انتهى(12/138)
كم هي عدد أحاديث سنن الدارقطني؟
ـ[أبو أمينة]ــــــــ[26 - 02 - 06, 01:33 م]ـ
إخواني: أرجو منكم أن تذكروا لنا عدد أحاديث سنن الدارقطني الواردة في السنن مع ذكر الطبعات
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 02 - 06, 02:43 م]ـ
عدد الأحاديث في طبعة الرسالة 4836
الطبعة الأولى 1424
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[26 - 02 - 06, 04:41 م]ـ
طبعة اليماني القديمة، رقم أحاديثها ابتداء من كل باب.
ـ[أبو أمينة]ــــــــ[26 - 02 - 06, 06:59 م]ـ
بارك الله فيكما هل من مزيد بالنسبة للطبعات الأخرى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
قال الشافعي رضي الله عنه: " من تعلم علما فليدقق لكيلا يضيع دقيق العلم "
المؤتلف والمختلف ص: 60
ـ[أبو أمينة]ــــــــ[26 - 02 - 06, 07:07 م]ـ
بارك الله فيكما هل من مزيد بالنسبة للطبعات الأخرى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
قال الشافعي رضي الله عنه: " من تعلم علما فليدقق لكيلا يضيع دقيق العلم "
المؤتلف والمختلف ص: 60
ـ[أبو أمينة]ــــــــ[27 - 02 - 06, 01:42 م]ـ
سنن الدارقطني: تأليف الإمام الحافظ علي بن عمر الدارقطني (ت385هـ) الطبعة الأولى (1417هـ/1996م) علق عليه وخرج أحاديثه مجدي بن منصور بن سيد الشورى/ دار الكتب العلمية/مجلدين عدد أحاديثها (4790) حديثا
ـ[أبو أمينة]ــــــــ[27 - 02 - 06, 01:43 م]ـ
لما هذا الاختلاف في العدد؟ هل من مجيب؟(12/139)
نصيحة مهمة لطلاب الحديث للشيخ محمد عمرو عبداللطيف
ـ[أبو أحمد البتلميتي]ــــــــ[27 - 02 - 06, 08:57 م]ـ
السلام عليم ورحمة الله
قال الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف في "تبييض الصحيفة" (ج 1ص110 - 111): .... فنصيحتي لطلبة علم الحديث والباحثين فيه ألاَّ يزهدوا في مصنفات الحكيم الترمذي وأشباهه كالحارث بن أسد المحاسبي وابن أبي الدنيا والخرائطي فإنها – وإن كان فيها واهيات ومناكير – لا تخلو من درر غالية وآثار حسان يندر وجودها في غيرها – وليس أدل على ذلك من هذا الأثر الذي يظنه البعض حديثا نبويا (يعني أثر: ما فضلكم أبو بكر بفضل صوم ولا صلاة ولكن بشيء وقر في قلبه)، بل ويجزمون بنسبته إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهو لا يعرف له أصل عنه ... اهـ
أقول: إلى المحبين لعلم الحديث أهدي هذا الإسناد الغالي الذي قد لا يوجد في غير هذا الموضع:
قال الحكيم الترمذي في المنهيات (ص 58): حدثنا عمر بن أبي عمر، حدثنا قيس بن حفص الدارمي، حدثني عبد الله بن رؤبة بن العجّاج، عن أبيه، عن جده، قال: قال لي أبو هريرة رضي الله عنه: يا عجّاج شَبِّبْ بالعِراص والدِّمَن، وإياك وأعراضَ المسلمين.اهـ (العِراص جمع عرصة وهي كل كل بقعة بين الدور واسعة ليس فيها بناء، والدِّمن جمع دِمنة وهي البقعة التي سوَّدها أهلها وبالت فيه وبعرت ماشيتهم).
لقد بحثت عن هذا الاسناد في مئات كتب الحديث فلم أجده مصداقا لقول الشيخ فمؤلف هذا الكتاب محمد بن علي الحكيم الترمذي مطعون عليه في العقيدة ومع ذلك لم يترك أئمة الحديث الاستفادة من أسانيده النادرة.
ـ[العكاشى]ــــــــ[28 - 02 - 06, 12:04 ص]ـ
بارك الله فيك
ونفع الله بعلم الشيخ
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[28 - 02 - 06, 01:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا و توقيعك جميل فلم لا تكمله للاخوة
كن للاله ناصرا ... و انكر المناكرا
وكن مع الحق الذي ... يرضاه منك دائرا
و اسلك سبيل المصطفى ... و مت عليه سائرا
فما كفى اولنا ... اليس يكفي الاخرا
فهذه من ابيات العلماء السلفيين في شنقيط
ـ[أحمد عبد الغفار]ــــــــ[28 - 02 - 06, 10:19 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أبا أحمد
وهذا ما ننصح به دائما إخواننا من طلبة العلم وخاصة أهل الحديث وأتباع الآثار النبوية، فمهما اتضع شأن أحد ممن اشتهر بالعلم، حتى وإن لم يكن العلم الذي اشتهر به مما لم نؤمر بأخذه - كعلوم التصوف والأحوال والمقامات وغيرها- إن صح أن نطلق عليها أنها علم - فقد تجد سمينا على الإبالة
طبعا لا يتسنى ذلك لكل أحد،وإنما ممن عرف بعلمه، واستطاعته رد الشبهة وتبيين الخطأ
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[28 - 02 - 06, 04:39 م]ـ
ما فضلكم أبو بكر بمزيد كذا وكذا ولكن بشيء وقر في قلبه
الراوي: - - خلاصة الدرجة: لم نجد مخرجه - المحدث: السخاوي - المصدر: الأجوبة المرضية - الصفحة أو الرقم: 3/ 1147
ـ[العاصمي]ــــــــ[28 - 02 - 06, 06:09 م]ـ
أخي الفاضل أبا المقداد، بارك الله فيك، وجزاك خيرا.
نعم، قال السخاوي في " الأجوبة المَرضيّة " 3/ 1147 خلال جوابه على السؤال (324): " ... كذا قال بكر المزني - مما (1) ذكره الغزالي في " الإحياء "، ولم نجد مخرجه في المرفوع - ... ".
وأصل كلامه هذا لشيخ شيوخه العراقي في " المغني ... ".
وقد قال محمد بن علي الترمذي الصوفي في " نوادر الأصول " (123): " حدثنا المُوَملُ (2) بن هشام اليشكري، قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، عن غالب القطان، عن بكر بن عبد الله المزني، قال: لم يَفضُل أبو بكر الناس بكثرة صوم ولا صلاة، إنما فَضَلهم بشيء كان في قلبه ".
تُنظر المشاركة الثامنة من الرابط التالي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27407&highlight=%E4%E6%C7%CF%D1
وقد غلط أحد أفاضل العلماء؛ فعزا هذا الأثر المقطوع عن التابعي الجليل بكر المزني - رحمه الله تعالى - إلى المُقري المُجَوّد أبي بكر بن عيّاش رحمه الله تعالى ...
------------------------------------------------
(1) كذا في المطبوع، ووجهُه ظاهر، ويَحتمل أنّ أصله: " فيما "، والله أعلم.
(2) يجوز رسم الاسم بالتسهيل، وبتحقيق الهمزة.
ـ[أبو أحمد البتلميتي]ــــــــ[28 - 09 - 06, 05:32 م]ـ
وهذان إسنادان نادران:
قال القشيري في الرسالة (ص194) باب الورع: أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، قال: حدثنا محمد بن سليمان الزاهد قال أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة، قال: حدثنا أحمد بن أبي طاهر الخراساني. قال: حدثنا يحيى بن العيزار قال: حدثنا محمد بن يوسف الفريابيِّ، عن سفيان، عن الأجلح، عن عبد الله بن بريدة، عن أبي الأسود الدؤلي، عن أبى ذرِّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ". وقد عزاه السيوطي في الجامع الصغير (5911 ـ صحيحه) للشيرازي في الألقاب.
قلت: أورد الشيخ أبو إسحاق الحويني في "شفاء الزمين في تخريج كتاب الأربعين" (ص51ـ 53) في تخريج حديث: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه , حديث أبي ذر من رواية ابن عبد البر (9/ 199) من طريق إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني قال: حدثني أبي عن جدي عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله ما كانت صحف إبراهيم عليه السلام؟ قال: كانت أمثالا كلها .. فذكر الحديث: وكان فيها: وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه مقبلا على شأنه حافظا للسانه ومن حسب كلامه من عمله قلَّ كلامه إلا فيما يعنيه ,
قلت: فلم يذكر هذا الإسناد المطابق متنه للحديث المذكور , فلعله لم يهتد إليه رضي الله عنه.
تنبيه: ينبغي أن يُعلم أن هذه الأسانيد لا يلزم أن تكون صحيحة، بل الغالب على الأفراد والغرائب الضعف كما هو معلوم.
¥(12/140)
ـ[أبو أحمد البتلميتي]ــــــــ[28 - 09 - 06, 05:34 م]ـ
عذرا، لم أذكر لكم الإسناد الثاني فنظرة إلى ميسرة،وعسى أن يكون قريبا.
ـ[أبو إلياس السلفي]ــــــــ[29 - 09 - 06, 03:55 م]ـ
بارك الله فيك
ونفع الله بعلم الشيخ
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - 10 - 06, 02:12 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وأقترح تغيير العنوان إلى ما هو أليق بالموضوع، كأن يكون (فائدة مهمة في الاستفادة بأسانيد نوادر المصنفات) أو نحو ذلك.
ـ[عبد المتين]ــــــــ[05 - 10 - 06, 03:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا ... اللهم إحفظ الشيخ محمد عمرو عبداللطيف ... آمين
لا تحرمونا من كل جديد يصدره الشيخ ... أثابكم الله.
ـ[عمر بن نوح الدمري]ــــــــ[09 - 11 - 06, 11:30 ص]ـ
يا إخوانى الفضلاء هل للشيخ محمد عمرو عبد اللطيف -حفظه الله - مجالس أسبو عية؟
الدال على الخير كفاعله بارك الله فيكم.
ـ[أبو أحمد البتلميتي]ــــــــ[19 - 12 - 06, 01:09 م]ـ
وهاكم الإسناد الثاني: قال الثعلبي في العرائس (ص158): أخبرنا الحسين بن محمد بن فنجويه أخبرنا عبيد الله بن [محمد] بن شنَبَة [1] أخبرنا أبو نعيم عبد الرحمن بن قريش [2] أخبرنا محمد بن عمرو بن الحكم الهروي [3] أخبرنا مالك بن سليمان الهروي أخبرنا عبيد الله بن عمر العمري عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تُلَقِّنُوا الناسَ الكَذِبَ فيكذبوا فإن بني يعقوب لم يعلموا أن الذئب يأكل الإنسان حتى لَقَّنَهُمْ أبوهم , فلما لَقَّنَهُمْ وقال: إني أخاف أن يأكله الذئب قالوا: أكله الذئب. [4]
[1] قال السمعاني في الأنساب: وابن شنبة شيخ لابن فنجويه أكثر عنه في تصانيفه. وقال الحافظ في التبصير: وعبيد الله بن محمد بن شنبة القاضي، روى عنه ابن فنجويه. وقيل هذا بسكون النون.
[2] هو عبد الرحمن بن قريش بن فهير بن خزيمة أبو نعيم الهروي مترجم في تاريخ بغداد وقال: وفي حديثه غرائب وأفراد ولم أسمع فيه إلا خيرا.
[3] هو محمد بن عمرو بن الحكم يعرف بابن عمرويه أبو عبد الله الهروي مترجم في تاريخ بغداد وقال: وكان ثقة.
[4] ذكره السيوطي في الدر المنثور (4/ 510) وعزاه إلى أبي الشيخ وابن مردويه والسلفي في الطيوريات.قلت: وليس في المطبوع من الطيوريات.(12/141)
فائدة حديثية مهمّة، من كتاب (العبادة) للمعلمي
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[27 - 02 - 06, 09:47 م]ـ
انتقاد العلّامة المعلمي
طريقة معظم المتأخرين في نقدهم الأحاديث
وفي احتجاجهم بها أو ردِّهم لها
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على صدر الرواة وبدر الثقات الأرفع الأكرم، أوثق من روى، وأعدل من حكَم، وأهدى من دعا، وأحكمِ من علّم، وأحرص من أوصى، وأصدق من تكلّم، من به الأنبياءَ خَتم، نبيِّنا محمدٍ، وعلى سائر النبيين والصحب والآل وأتباعهم الصادقين، ممن تأخّر أو تقدّم؛ وبعد ...
قال العلّامة المعلمي رحمه الله تعالى في (رفع الاشتباه عن معنى العبادة والإله وتحقيق معنى التوحيد والشرك بالله) (ص155) وما بعدها/ المكتبة العصرية/:
(وكثيراَ ما يحتج أهل زماننا، وما قرب منه، بآيات من كتاب الله تعالى ويفسرونها برأيهم بما لم ينقل عن السلف ولا تساعده العربية ولا البلاغة القرآنية.
وقد عظم البلاء بذلك حتى أنك لتجد العجمي الذي لا يعرف من العربية إلا بعض المفردات ولا يستطيع أن يكتب سطرين أو ثلاثة بدون لحن، وهو يفسر القرآن برأيه.
وهكذا يصنعون بالأحاديث الثابتة؛ مع أنهم يشددون النكير على مخالفهم إذا احتج عليهم بآية أو حديث وأوضح تفسيرها بالحجج الصحيحة ونقل عن تفسير السلف ما يوافق قوله أو يشهد له؛ ويقولون: إن الفهم من الكتاب والسنة خاص بالمجتهدين.
فإما إذا خالف أحد قول إنسان يعتقدون فيه الإمامة أو الولاية، فأنهم يكفّرونه، أو يضللونه ويشددون عليه النكير، ويقولون: انظروا إلى هذا الضال المضل يزعم أنه فهم من الكتاب والسنة ما لم يفهمه الإمام فلان، أو الشيخ فلان، أو نحو ذلك.
ومن البلاء العظيم أن هؤلاء الجهال هم في نظر العامة هم الرؤساء في الدين، وذلك مصداق حديث (الصحيحين) عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبقِ عالماً اتخذ الناس رؤساء جهالاً فسُئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلّوا).
نعم، قد بقي في الناس أفراد من العلماء مصداقاً لحديث (الصحيحين) (لا تزال طائفة من أمتي قائمة على الحق)، وهو مبيّن لحديث ابن عمرو، والله أعلم.
ولكن يكاد يكون وجود أولئك الأفراد كعدمهم، لأنهم غرباء، لا ترى العامة إلا أنهم مبتدعون ضُلّال؛ والرياسة الدينية بيد غيرهم.
والمقصود ههنا النصيحة للمسلمين أن لا يغتر أحد منهم بأحد ممن يحتج بالكتاب والسنة على الأمور المشتبهة؛ وعليه أن ينظر لنفسه، إن كان أهلاً، أو يطلب العلم لتصير له أهلية، أو يعمل بالاحتياط فإنه لا عُسْرَ فيه؛ والله أعلم.
فصل
وكثيراً ما يحتجون بالأحاديث الموضوعة والضعيفة، وكذلك بالآثار المكذوبة عن السلف، أو التي لم تصح.
فمنهم من يكتفي بذكر الحديث أو الأثر ونقلِه عن كتاب معروف، ولا يبين حاله من صحة وعدمها، إما لجهله بهذا العلم الجليل، وهو معرفة علوم الحديث، وإما لأنه لما رأى ذلك الحديث أو الأثر موافقاً لهواه اعتقد صحته؛ وإما لغير ذلك.
ومنهم من يحكي عن بعض المتأخرين، كالسبكي وابن حجر وابن الهمام والسيوطي ونحوهم، أنهم صححوا ذلك الحديث أو الأثر، أو حسنوه؛ ويكون جهابذة العلم من السلف قد ضعفوا ذلك الحديث أو حكموا بوضعه، وهم أجل وأكمل من المتأخرين، وإن كان بعض المتأخرين أولي علم وفضل وتبحر؛ ولكننا رأيناهم يتساهلون في التصحيح والتحسين، ويراعون فيهما بعض أصول الفن ويغفلون عما يعارضها من الأصول الأخرى؛ وفوق ذلك أن السلف كانوا أبعد عن الهوى.
ومن هنا قال ابن الصلاح: " إن باب التصحيح والتحسين قد انسد، ولم يبق فيهما إلا النقل عن السلف".
وهذا القول [يعني قول ابن الصلاح] خطأ، ولكنه يعين على ما نريده؛ وهو وجوب الاحتياط فيما يصححه المتأخرون أو يحسنوه.
وهكذا جماعة من المتقدمين لا يغتر تصحيحهم؛ كالحاكم، وابن حبان، بل والترمذي، ولا سيما تحسينه.
¥(12/142)
وهؤلاء أئمة كبار؛ ولكن الحاكم كان همه في كثرة الجمع، ليرد على من قال من المبتدعة: إنه لم يصح عند أهل الحديث إلا ما في (صحيحي البخاري ومسلم)، كما ذكره في مقدمة (مستدركه)، فجمع ولم يحقق ولم ينتقد، وكان عزمه أن ينظر في الكتاب مرة أخرى ليخرج منه ما ليس من شرطه، ولكنه لم يتمكن من ذلك، كما ذكره السخاوي في (فتح المغيث).
وقد انتقد أحاديثه الذهبي وابن دقيق العيد، وطبع كتاب الذهبي مع (المستدرك) ولكني وجدته يتسامح أيضاً، فكثيراً ما يكون في الحديث رجل مدلس ولم يصرح بالسماع؛ أو رجل اختلط بأخرة، وإنما أخرج له الشيخان في (صحيحيهما) عمن سمع منه قبل اختلاطه؛ أو رجل ضعيف قد انتقد الأئمة مسلماً أو البخاريَّ في الرواية له في (الصحيح).
ومع هذا يسكت الذهبي عن بيان ذلك.
وهكذا يسكت عن علل أخرى تكون في الأحاديث؛ والله المستعان.
وأما ابن حبان؛ فمن أصله - كما نبه عليه في كتابه (الثقات) - أن المجهول إذا روى عن ثقة وروى عنه ثقة، ولم يكن حديثه منكراً؛ فهو ثقة، يذكره في (ثقاته)، ويخرج حديثه في (صحيحه) [في الأصل (صحاحه)]، ووافقه على هذا شيخه ابن خزيمة، إلا أنه [أي ابن خزيمة] أشد احتياطاً منه.
وكذلك الدارقطني.
ويظهر لي أن العجلي صاحب (الثقات) كذلك.
وهذا [يعني مذهب ابن حبان ومن وافقه] قول واه مخالف لما عليه جمهور الأئمة [كذا، ولعل الصحيح هو (العلماء) أو (النقاد) أو (أهل الحديث) أو نحو ذلك، بدل الأئمة]، والأئمة المجتهدون وجهابذة الفن.
والنظر الصحيح يأباه.
وأما الترمذي فله اصطلاح في التحسين والتصحيح؛ وهو أن الحديث إذا روي من طريقين ضعيفين يسميه حسناً، والأئمة المجتهدون وغيرهم من الجهابذة لا يعملون بهذا الإطلاق، بل يشترطون أن تحصل من تعدد الطرق - مع قوة رواتها - غلبةُ ظن للمجتهد بثبوت الحديث.
فإن لم تحصل هذه الغلبة فلا أثر لتعدد الطرق، وإن كثرت.
والمتأخرون يعرفون هذا الشرط، ولكنهم كثيراً ما يتغافلون عنه، وربما توهم أحدهم أنه قد حصلت له غلبة ظن؛ وإنما حصلت له [أي غلبة الظن] من جهة موافقة ذلك الحديث لمذهبه أو لمقصوده؛ والله المستعان).
بل إن في (الصحيحين) أو أحدهما أحاديث قد انتقدها الحفاظ، مثل حديث البخاري {حدثنا محمد بن عثمان حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال حدثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن عطاء عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب؛ وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه؛ وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أُحِبَّه؛ فإذا أحببُته كنتُ سمعَه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها؛ وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه؛ وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مَساءته "}.
فهذا الحديث قد تكلم فيه الذهبي في (الميزان) في ترجمة خالد بن مخلد؛ وخالد بن مخلد قال فيه الإمام أحمد: له أحاديث مناكير؛ وقال ابن سعد: كان متشيعاً منكر الحديث في التشيع مفرطاً، وكتبوا عنه للضرورة [قلت: أي كتبوا عنه غرائبه التي لم يجدوها عند غيره، لحاجتهم إلى معرفتها، فكتابتها تفيد تحصيلها ومعرفتها، وذلك إذا انتهى التحقيق إلى قبولها ولو في الجملة، وهو بناء على عدم الجزم بحاله وعلى احتمال أن يظهر أنه قوي الحديث مقبوله؛ أو تفيد تحقيق أو تأكيد ضعفه، وذلك فيما إذا قامت القرائن على ترجيح ضعفه؛ فهذا القول من ابن سعد قريب من قول أبي حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به].
وقال صالح جزرة: كان ثقة في الحديث، إلا أنه كان متهماً بالغلو.
وقال ابن أعيُن: قلت له: عندك أحاديث في مناقب الصحابة؟ قال: قل لي: في المثالب، أو المثاقب!
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به؛ وذكره الساجي والعقيلي في الضعفاء؛ وقال ابن معين: ما به بأس.
¥(12/143)
وحاصل القول فيه: أنه صدوق يهم ويخطئ، ويأتي بالمناكير، ولا سيما في التشيع، فإنه كان غالياً [في المطبوعة غالباً] فيه؛ ومثل هذا يُتوقف عما انفرد به، ويردّ ما انفرد به مما [في المطبوعة بما] فيه تهمة تأييد لمذهبه؛ وقد تفرد بهذا الحديث كما ذكره الذهبي وكذا الحافظ ابن حجر في مقدمة "الفتح"؛ وفي هذا الحديث تهمة تأييد مذهب غلاة الرافضة في الاتحاد والحلول، وإن لم ينقل مثل ذلك عن خالد؛ وقد أسندت إلى هذا الحديث بدع وضلالات تصطك منها المسامع؛ والله المستعان.
وفي سنده أيضاً شريك بن عبد الله بن أبي نمر، وحاصل كلامهم فيه أنه صدوق يخطئ.
وقال الحافظ في (الفتح) بعد أن نقل كلام الذهبي [أي في الحديث وراويه خالد] والكلام في شريك: (ولكن للحديث طرق أخرى يدل مجموعها على أن له أصلاً) (فتح الباري) ج11 ص270.
ثم ذكر الحافظ تلك الطرق، وعامتها ضعاف؛ إلا أنه ذكر أن الطبراني أخرجه من طريق يعقوب بن مجاهد عن عروة عن عائشة، وأن الطبراني أخرجه عن حذيفة مختصراً، قال: وسنده حسن غريب.
أقول: أما رواية حذيفة، فمع الغرابة، هو [يعني الحديث] مختصر؛ وكأنه ليس فيه تلك الألفاظ المنكرة؛ وينبغي [أي مع ذلك] النظر في سنده [أي فلا يكفي الاعتماد على تحسين الحافظ] فإن الحافظ ربما تسامح في التحسين.
وكذا ينبغي النظر في سند الطبراني إلى يعقوب بن مجاهد، فأخشى أن يكون فيه وهم، والمشهور رواية عبد الواحد بن ميمون عن عروة، وعبد الواحد متروك الحديث.
وبالجملة فاقتصار الحافظ على قوله (إن تلك الطرق يدل مجموعها على أن له أصلاً) ظاهر في أنه ليس في شيء منها ما يصلح للحجة، ودلالة مجموعها على أن له أصلاً لا يكفي [في] إثبات هذه الألفاظ المنكرة.
ولا يدل إيراد هذه الألفاظ [على] ما يزعم الملحدون [يعني المشبهة المجسمة، أو الطاعنين في الإسلام أو في السنة أو في (صحيح البخاري) بمثل هذا الحديث].
[فإن قيل]: لِم ذكر [البخاري] هذا الحديث في (صحيحه)؟ وهذا من المهمات [كذا، ولعل الصواب (وغيرَ هذا من المشتبهات) أو نحو ذلك]، [قيل: إنما رواه وأراد به معنى صحيحاً] فإن كثيراً من الأئمة قد يقبل الحديث لأنه يحمله [في الأصل يتحمله] على معنى له شواهد وعواضد، بمعونتها يستحق [في الأصل ليستحق] القبول، فيجيء بعض الناس [فـ] يحتج بالحديث على معنى منكر، قائلاً: قد قَبِله فلان من الأئمة! فليتنبَّه لهذا.
ومما ينبغي التنبه له أيضاً أن الشيخين – أو أحدهما – قد يوردان في (الصحيح) حديثاً ليس بحجة في نفسه، وإنما يوردانه لأنه شاهد لحديث آخر ثابت؛ ثم قد يكون في هذا الحديث - الذي ذكراه شاهداً - زيادةٌ لا شاهدَ لها؛ فيجيء مِن بعدهما [في الأصل (بعدها)] مَن يحتج به بالنسبة لتلك الزيادة؛ وربما حمل [أي ذلك المحتجُّ] الحديثَ على معنى آخر غير المعنى الذي فهمه صاحب (الصحيح) و [الذي] بنى [أي صاحب الصحيح] عليه أنه شاهد للحديث الآخر.
***********************************
ومن أهل زماننا وما قرب منه من يترقى فيذكر الراوي وبعض ما قيل فيه من جرح أو تعديل، ولكن كثيراً منهم أو أكثرهم يكون زمامه بيد الهوى، فإن كان الحديث موافقاً له نقل ما قيل في الرجل من الثناء وأعرض عما قيل فيه من الجرح؛ وإن كان مخالفاً لهواه نقل ما قيل فيه من الجرح وسكت عن الثناء؛ وأكثرهم ليس عندهم من التبحر في العلم وممارسة الفن ما يؤهلهم للترجيح ومعرفة العلل.
وأعظم ما عند أحدهم أن يتمسك بظاهر قاعدة من قواعد الفن؛ فإن كان الحديث موافقاً تمسك بقولهم: إن الجرح لا يقبل إلا مفسراًً، أو: إن كلام الأقران بعضهم في بعض لا يلتفت إليه، أو إن المتصلب في مذهب يجب التأني في قبول كلامه في أهل المذهب الآخر؛ أو نحو ذلك.
وإن كان مخالفاً له تمسك بقولهم: الجرح مقدم على التعديل، ونحوها.
¥(12/144)
فأما جهلهم بالعلل فحدث عنه ولا حرج؛ وغاية أحدهم أن ينقل عن بعض أهل العلم تعليل الحديث، أو يتنبه هو للعلة، إن تنبه؛ ثم يعمل في ذلك عمله في الجرح والتعديل، فإن كان الحديث موافقاً له تمسك بقولهم: المثبت مقدم على النافي، أو: زيادة الثقة مقبولة، أو: إن من الأئمة من يقبل المرسل والمنقطع مطلقاً، أو: إن تصحيح بعض العلماء للحديث يدلُّ أَنَّهُ علِمَ أن المدلس قد سمع الحديث ممن عنعنه عنه، أو يدل أن الراوي سمع هذا الحديث من شيخه قبل الاختلاط.
وإن كان مخالفاً له قال: إن النافي كان أحفظ من المثبِت، والساكتين جماعة والذي زاد واحد؛ وأعَلَّ بالإرسال والانقطاع وبعنعنة المدلس واختلاط الشيخ، ولم يعرّج على ما يخالف ذلك، أو أشار إليه [يعني إلى المخالف] ونقل ردَّه عن بعض العلماء، وهكذا.
وهذه القواعد منها ما هو ضعيف ومنها ما ليس بكلي ومنها المختلف فيه.
والعالم المتبحر الممارس (1) [يحقق القواعد ويُعمل كل قاعدة في الموضع اللائق بها وإنما يُعملها بالقدر الذي يقتضيه الحال، من غير إسراف ولا تفريط، مع مراعاة كل تعلقات القواعد الأخرى وتأثيراتها، ومع العدل والتثبت والتأني؛ والله الموفق والمستعان].
وبالجملة فمن أراد الاحتجاج بالحديث لا يستغني عن النظر في إسناده، بعد أن يكون له من المعرفة ما يؤهله لهذا الأمر؛ وإلا أوشك أن يضل أو يُضل؛ والله الموفق (2).
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
(1) انتهت هنا صورة آخر صفحة من الصفحات الست التي صورها محقق الكتاب في مقدمته، وأحسبها آخر صفحة وجدت من صفحات القسم الأول من مخطوطة الكتاب؛ ولقد اجتهدت في إكمال معنى العبارة بما أراه أقرب إلى مقصود المؤلف، ووضعت التكملة بين حاصرتين؛ وانظر التنبيه الثاني، الآتي قريباً.
(2) هذه الجملة الأخيرة المكتوبة باللون الأحمر كانت خاتمة القسم المطبوع، فأخرتها أنا هنا إلى هذا الموضع، لتكون خاتمة المبحث كله، فهذا تصرف مني، فليعلم ذلك.
"
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
تنبيهان:
التنبيه الأول:
كل ما هو موضوع بين حاصرتين مربعتين، فزيادة مني، والزيادات أنواع:
النوع الأول: يقتصيه السياق.
النوع الثاني: يقتضيه الإيضاح أو رفع الإشكال ودفع الاشتباه.
النوع الثالث: تنبيه على تصحيف ونحوه، وهذا النوع الثالث يليق أن يوضع في هامش المقالة، ولكني آثرت وضعه في المتن مع تمييزه عن الأصل.
التنبيه الثاني:
القسم الأخير من الفصل، وهو المكتوب بخط مكبّر، سقط من مطبوعة الكتاب! وإنما نقلته من صورة لهذا القسم، وضعها محققه في مقدمته (ص28 - 29)؛ فإنه صوّر في مقدمة الكتاب ست صفحات من مخطوطته، وهي الأربعة الأولى، والأخيرتان؛ وهذا القسم الذي استدركته هو الصفحة الأخيرة وأكثر التي قبلها؛ والحمد لله.
"
"
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 02 - 06, 12:03 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ويستفاد كذلك من هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7347
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[28 - 02 - 06, 10:29 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
بالنسبة لحديث الولى
أليس قد ثبت عن البخارى أنه قال لا أروى إلا عمن عرفت صحيح حديثه من سقيمه أو كما قال
فهذا يدل على أن بن مخلد أصاب فى هذا الحديث بعينه وصدق فيه
لا سيما وأن بن مخلد من شيوخ البخارى
وينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=350
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[28 - 02 - 06, 01:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ويستفاد كذلك من هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7347
وفيك يا شيخنا الفاضل بارك الله.
وموضوع الرابط الذي تكرمتَ بوضعه هنا، كنتُ - في الحقيقة - قد قرأتُه، وكنتُ أنوي الإشارة إليه والتنبيه عليه، أعني في موضوعي هذا، ولكن فاتني ذلك، أثناء كتابة الموضوع وإعداده للنشر في الملتقى.
فجزى الله كاتبه ومن شارك فيه خير الجزاء، وهو صاحب الفضل، فإن الفضل لمن سبق.
"
ـ[ماهر]ــــــــ[11 - 05 - 07, 10:34 م]ـ
أخي الكريم محمد خلف سلامة، الحقيقة أنت تأتي بعجائب الدرر والفوائد والعوائد النافعة الماتعة، أسأل الله أن يبارك لك في وقتك وعلمك وعملك.
وأشكرك الشيخ عبد الرحمن الفقيه أبا عمر على متابعاته العلمية الجادة.
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[13 - 05 - 07, 10:22 ص]ـ
بارك الله فيك وحفظك الله من كل سوء.(12/145)
فائدة حديثية مهمة، من كتاب (الأنوار الكاشفة) للمعلمي
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[28 - 02 - 06, 02:40 م]ـ
"
طالعت موضوع الرابط الذي وضعته بذيل هذه المشاركة، مطالعة سريعة، فوجدت أنه قد تكرر نقل قول المعلمي رحمه الله في (الأنوار الكاشفة) (ص29): (عادة مسلم أن يرتب روايات الحديث بحسب قوتها: يقدم الأصح فالأصح).
ولكن ثَمّ عبارة أخرى للمعلمي قد تكون أصرح من هذه العبارة وأكمل، وأولى بالاستناد إليها في بيان مذهب المعلمي في هذه القضية، وإلا فهي - في الأقل - تأكيد لمذهبه هذا، وأظن أن تلك العبارة لم تنقل في مشاركات الرابط، فرغبتُ في كتابتها هنا.
وهذه العبارة هي قوله في (الأنوار الكاشفة) أيضاً (ص230 - 231) ما لفظه:
(قال [أبو رية]: "وروى مسلم عن أنس بن مالك أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال: متى تقوم الساعة؟ قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم هنيهة، ثم نظر إلى غلام بن يديه من أزدشنوءة فقال: إن عُمِّر هذا لم يدركه الهرم حتى تقوم الساعة، قال أنس: ذاك الغلام من أترابي يومئذ----".
أقول: من عادة مسلم في (صحيحه) أنه عند سياق الروايات المتفقة في الجملة يقدم الأصح فالأصح [قال في الهامش: قد مر مثال لهذا ص18، يعني (ص29) من المطبوعة]، فقد يقع في الرواية المؤخرة إجمال أو خطأ تبينه الرواية المقدمة.
في ذاك الموضع قدم حديث عائشة {كان الأعراب إذا قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوه عن الساعة: متى الساعة؟ فنظر إلى أحداث إنسان منهم فقال: إن يعش هذا لم يدركه الهرم قامت عليكم ساعتكم}.
وهذا في صحيح البخاري بلفظ (كان رجال من الأعراب جفاة يأتون النبي صلى الله عليه وسلم فيسألونه: متى الساعة؟ فكان ينظر إلى أصغرهم فيقول: إن يعش هذا لا يدركه الهرم حتى تقوم عليكم ساعتكم. قال هشام: يعني موتهم}.
ثم ذكر مسلم حديث أنس بلفظ (إن يعش هذا الغلام فعسى أن لا يدركه الهرم حتى تقوم الساعة) ثم ذكره باللفظ الذي حكاه أبو رية، وراجع فتح الباري 313:11).
انتهى كلام العلامة المعلمي رحمه الله، وهو يريد أن يبين أن الرواية الأولى الموافقة لرواية الإمام البخاري هي الرواية الصحيحة، وأن الروايتين اللتين بعدها كانتا مخالفتين لها في بعض معناها، وفيكون موضع المخالفة منهما شاذاً، وذلك هو الذي أراد الإمام مسلم التنبيه عليه، بهذا الترتيب، وأما أصل هاتين الروايتين فهو شاهد لحديث الباب، أعني الرواية المقدمة فيه.
***********************
وأرى أن أنقل - إكمالاً للمسألة - كلامه في الموضع الأول كاملاً:
قال رحمه الله (ص28 - 29):
(وذكر [أبو رية] قصة التأبير، فدونك تحقيقها:
أخرج مسلم في (صحيحه) من حديث طلحة قال: {مررت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم على رءوس النخل فقال: ما يصنع هؤلاء؟ فقالوا: يلقحونه، يجعلون الذكر في الأنثى فيلقح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أظن يغني ذلك شيئاً.
قال: فأُخبروا بذلك فتركوه، فأُخبر رسول الله صلى ا لله عليه وسلم بذلك، فقال: إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه، فإني إنما ظننت ظناً، فلا تؤاخذوني بالظن، ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئاً فخذوا به فإني لن أكذب على الله عز وجل}.
ثم أخرجه عن رافع بن خديج وفيه {فقال: لعلكم لو لم تفعلوا كان خيراً، فتركوه فنقضت---- فقال: إنما أنا بشر، إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به، وإذا أمرتكم بشيء من رأيي فإنما أنا بشر}. قال عكرمة: أو نحو هذا.
ثم أخرجه عن حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، وعن ثابت عن أنس؛ وفيه {فقال: لو لم تفلعوا لصلح}؛ وقال في آخره: {أنتم أعلم بأمر دنياكم}.
عادة مسلم أن يرتب روايات الحديث بحسب قوتها: يقدم الأصح فالأصح.
قوله صلى الله عليه وسلم في حديث طلحة {ما أظن يغني ذلك شيئاً} إخبار عن ظنه، وكذلك كان ظنه، فالخبر صِدْقٌ قطعاً، وخطأ الظن ليس كذباً.
وفي معناه قوله في حديث رافع {لعلكم .... }.
وذلك كما أشار إليه مسلم [يعني بواسطة الترتيب] أصح مما في رواية حماد، لأن حماداً كان يخطئ.
وقوله في حديث طلحة {فإني لن أكذب على الله} فيه دليل على امتناع أن يكذب على الله خطأ، لأن السياق في احتمال الخطأ، وامتناعه عمداً معلوم من باب أولى، بل كان معلوماً عندهم قطعاً).
انتهى كلام المعلمي، المتعلق بهذه المسألة، وجاء عقبه، أي في (الأنوار) كلام على حديث له تعلق بمقصد الحديث المذكور، وهو قول المعلمي (ص29):
(ونقل [أبو رية] عن شفاء عياض قال: "وفي حديث ابن عباس في الخرص: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إنما أنا بشر، فما حدثتكم عن الله فهو حق، وما قلت فيه من قِبل نفسي فإنما أنا بشر أخطئ، وأصيب}.
أقول: ذكر شارح الشفاء أن البزار أخرجه بسند حسن، وتحسين المتأخرين فيه نظر، فإن صح فكأنهم مروا بشجر مثمر فخرصوه يجربون حدسهم، وخرصها النبي صلى الله عليه وسلم فجاءت على خلاف خرصه.
ومعلوم أن الخرص حزر وتخمين، فكأن الخارص يقول: أظن كذا. وقد مر حكمه. والله أعلم).
انتهى.
تنبيه:
تقدم في عبارتي المعلمي المشار إليهما أن ما وقع في (صحيح مسلم) من الألفاظ المخالفة لألفاظ روايات أقوى منها سنداً، والجمع غير ممكن، أو غير صحيح، ففي تلك الحالة يكون مسلم قد أشار إلى شذوذ تلك الألفاظ، بتأخير رواياتها في الترتيب، عن الرواية الأصح.
هذا بالنسبة للمخالفات، وبقي أمر آخر يتعلق بالزيادات، قال المعلمي في (رفع الاشتباه):
(ومما ينبغي التنبه له أيضاً أن الشيخين – أو أحدهما – قد يوردان في (الصحيح) حديثاً ليس بحجة في نفسه، وإنما يوردانه لأنه شاهد لحديث آخر ثابت؛ ثم قد يكون في هذا الحديث - الذي ذكراه شاهداً - زيادةٌ لا شاهدَ لها؛ فيجيء مِن بعدهما [في الأصل (بعدها)] مَن يحتج به بالنسبة لتلك الزيادة؛ وربما حمل [أي ذلك المحتجُّ] الحديثَ على معنى آخر غير المعنى الذي فهمه صاحب (الصحيح) و [الذي] بنى [أي صاحب الصحيح] عليه أنه شاهد للحديث الآخر).
"
.
وهذا هو الرابط الذي تقدمتْ إشارتي إليه:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5857
"
¥(12/146)
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[06 - 03 - 06, 09:54 م]ـ
"
انظر هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26277&highlight=%DA%E3%D1%E6
"
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[12 - 12 - 09, 02:46 م]ـ
بارك الله فيكم(12/147)
كتاب الحاكم وكتاب ابن شاهين
ـ[الخالدية]ــــــــ[28 - 02 - 06, 03:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماهي الكتب التي تكلمت عن منهج الحاكم في المستدرك
وابن شاهين في كتابه المختلف فيهم
وجزاكم الله خيراً
ـ[الخالدية]ــــــــ[01 - 03 - 06, 08:11 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
لأحد يعرف عنهما شيء
الشكوى لله
ـ[رمضان عوف]ــــــــ[01 - 03 - 06, 09:42 ص]ـ
الأخ الفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا بحثت في الملتقى الحبيب دقيقة واحدة عن الحاكم ومستدركه، أو منهج الحاكم فإنك ستجد مايسرك ودعواتك لي(12/148)
فهرس خاص لكلمات الجرح والتعديل؟؟؟
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[28 - 02 - 06, 05:29 م]ـ
أود أن أقترح على المشايخ أهل الفضل ... وعلى اخواني من طلاب العلم ... بارك الله في الجميع ... أن يجمع كل ما قيل من كلمات جرح وتعديل ... وتبين منزلة كل مرتبة وما تعني ... فما أحوج المبتديء ((أمثالي)) الى هذا.
بحيث يفرد موضوع مستقل الى الكلمات التي تشابه حرفها الأول مع بعضها.
وهناك اقتراح آخر ... أن تكون هناك تطبيقات عملية على بعض الرواة, الذين اختلف الحفاظ في الحكم عليهم بين التجريح والتعديل ... فيذكر اسم الراوي المختلف عليه ... والآراء .... مع الترجيح ... وما سبب الترجيح ... أسأل الله أن يجعل في هذه الاقتراحات بركة وقبول بين أهل الفضل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[28 - 02 - 06, 07:47 م]ـ
هل ترون بارك الله فيكم لو شرعت بهذا أن يكون مشروع طيب؟
ـ[معاذ جمال]ــــــــ[28 - 02 - 06, 08:26 م]ـ
سر على بركة الله اخي الفاضل و لعلنا نمدك بي العون, إن شاء الله
ـ[معاذ جمال]ــــــــ[28 - 02 - 06, 08:28 م]ـ
سر على بركة الله أخي الفاضل و لعلنا نمدك بيد العون إن شاء الله
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[28 - 02 - 06, 08:29 م]ـ
لا يمكن الحصر، والمبتدئ بحاجة لفهم بعض الألفاظ المبهمة، لا كل الألفاظ، ومن أراد أكثر الألفاظ فليرجع إلى كتاب شفاء العليل لأبي الحسن مصطفى إسماعيل المصري ثم المأربي.
وأما من أراد الفهم فليبتدئ بما ذكره الجديع في تحرير علوم الحديث ثم يثني بكتاب سعدي الهاشمي.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[28 - 02 - 06, 08:30 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الكريم معاذ ... وسأشرع بذلك اليوم أو غداً ... بارك الله فيك
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[28 - 02 - 06, 08:32 م]ـ
وأما إذا فعل ذلك المبتدئ نفسه فسيشوش.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[28 - 02 - 06, 08:35 م]ـ
شيخ أبو المنهال ... القصد من هذا ... أن نجمع الأقوال ... وجل المصطلحات ... وما يزيد على هذا ... فلعل ألأفضال أمثالكم يفيدونا بما نجهل.
وأنا في هذا لن أسلك مسلك الاجتهاد ... بل أعتمد على هذا بما أمدني الله به من آراء العلماء في هذه الباب ... فأذكر كل من صرح باللفظ المعين من أئمة العلم ... وتفسير هذا اللفظ من كلامه أو كلام أهل العلم مع بيان مرتبة كل عالم من هؤلاء العلماء ... معتمداً في ذلك رسالة الامام الذهبي.
ليعرف مرتبة المفسر ... ومكانته العلمية.
ولعل المشايخ أهل الفضل يمدونا بالنصيحة .... والله الموفق.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[28 - 02 - 06, 08:42 م]ـ
لعلكم تذكرون قول علي بن المديني: " إذا رأيت الحدث أول ما يكتب الحديث يجمع حديث ...... ".
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[28 - 02 - 06, 08:45 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=41457&highlight=%C5%D3%E4%C7%CF%E5+%E4%D9%D1
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=41170&highlight=%C8%C3%D3%20 هنا
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[28 - 02 - 06, 11:36 م]ـ
جزاكم الله خيراً على النصيحة(12/149)
عبيد الله بن عمر القواريري
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[28 - 02 - 06, 05:56 م]ـ
عُبَيْد الله بن عُمَر القَوَارِيرِيْ
151 - 235 هـ
استهلال
«سنن الدارمي» أخبرنا عبيد الله بن عمر القواريري ((تـ 235 هـ)) ثنا يحيى بن سعيد ((القطان 120 - 198هـ)) عن عبيد الله ((بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب تـ 147 هـ)) حدثني نافع ((أبو عبد الله المدني تـ 117 هـ)) عن ((عبد الله)) ابن عمر ((رضي الله عنه تـ 74 هـ)) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المؤمن يأكل في معي والكافر يأكل في سبعة أمعاء» تعليق: إسناده هنا قوي جداً ومتين وهو حديث متواتر وقد رواه الستة سوى أبي داود ورواه الإمام أحمد عن يحيى القطان بالإسناد السابق, وقد روي عن نحو 15 صحابياً كما ذكر الكتاني وقفت بنفسي على 13 منهم.
«صحيح البخاري» حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري ((تـ 235 هـ)) قال: حدثنا خالد بن الحارث ((التميمي الهجيمي 120 - 186 هـ)) قال: حدثنا عبيد الله ((تـ 147 هـ)) عن نافع ((تـ 117 هـ)) عن بن عمر ((تـ 74 هـ)) رضي الله عنهما قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب قائما، ثم يقعد، ثم يقوم، كما تفعلون الآن»
«سنن أبي داود» حدثنا عبيد اللّه بن عمر بن ميسرة ((تـ 235 هـ)) ثنا عبد اللّه بن يزيد المقرىء ((أبو عبد الرحمن المكي 116 - 213 هـ)) ثنا حيوة بن شريح ((بن صفوان بن مالك التجيبي, أبو زرعة المصري تـ 158هـ)) قال: سمعت عقبة بن مسلم ((التجيبي, أبو محمد المصري تـ 120 هـ)) يقول: حدثني أبو عبد الرحمن الحُبُلِيُّ ((عبد الله بن يزيد المعافري تـ 100 هـ)) عن الصنابحي ((أبو عبد الله, عبد الرحمن بن عسيلة المرادي تـ 75؟ هـ)) عن معاذ بن جبل ((الأنصاري الخزرجي رضي الله عنه تـ 18 هـ)) أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أخذ بيده وقال: «يامعاذ، واللّه إنِّي لأحبك واللّه إنِّي لأحبك» فقال: «أوصيك يا معاذ لاتدعن في دبر كلِّ صلاةٍ أن تقول: اللهمَّ أعنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك» وأوصى بذلك معاذٌ الصنابحيَّ، وأوصى به الصنابحيُّ أبا عبد الرحمن.
«الشريعة لـ أبو بكر الآجري» حدثنا الفريابي ((محمد بن جعفر تـ 301 هـ)) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري ((تـ 235 هـ)) قال: حدثنا حماد بن زيد ((98 - 179 هـ)) قال: حدثنا أيوب ((السختياني 66 - 131 هـ)) عن غيلان بن جرير ((المعولي الأزدي تـ 129 هـ)) عن زياد بن رباح القيسي ((تـ 90؟؟ هـ)) عن أبي هريرة ((تـ 57 هـ)) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات, فميتته جاهلية»
«صحيح مسلم» حدثني عبيد الله بن عمر القواريري ((تـ 235 هـ)) حدثنا يزيد بن زريع ((تـ 182 هـ)) عن عمر بن محمد ((بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب تـ 147 هـ)) عن أبيه ((محمد بن زيد تـ الثالثة 110؟ هـ)) قال: سمعت ابن عمر ((تـ 74 هـ)) يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه سيورثه»
الاسم كاملا
عبيد الله بن عمر بن ميسرة الجشمي القواريري, أبو سعيد, من الموالي
السكن
البصرة-بغداد
يتبع
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[01 - 03 - 06, 10:23 ص]ـ
تمييز
يوجد تحت اسم عبيد الله بن عمر بعض الأسماء الشهيرة في تاريخنا وهم حسب الترتيب الزمني:
((1)) عبيد الله بن عمر بن الخطاب, قاتل الهرمزان صاحب تستر, توهما أنه أعان على قتل أبيه مع أبي لؤلؤة المجوسي, ومات في وقعة صفين سنة 37 هـ في صف معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما.
((2)) الإمام أبي عبد الرحمن, عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب وشهرته تغني عن ترجمته, تـ 147 هـ
((3)) أبو سعيد, عبيد الله بن عمر بن ميسرة القواريري, تـ 235 هـ
((4)) أبو القاسم, عبيد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين الواعظ, 351 - 440 هـ, أحد شيوخ أبو بكر الخطيب الذين أكثر من الرواية عنهم, ووالده هو الإمام الشهير أبو حفص ابن شاهين 297 - 385 هـ والذي صنف نحوا من 330 مصنف. و هناك غيرهم من المغمورين, ولكن هؤلاء الأربعة هم الأشهر.
الاسم كاملا
عبيد الله بن عمر بن ميسرة الجشمي القواريري, أبو سعيد, من الموالي
السكن
البصرة-بغداد
نبذة متاحة من سيرته
¥(12/150)
هو أبو سعيد القواريري البصري الحافظ الشهير, مولى بني جشم وأحد كبار ائمة العلم ببغداد, بعد أن استقر ................. يتبع
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[01 - 03 - 06, 12:26 م]ـ
نبذة متاحة من سيرته
هو أبو سعيد القواريري البصري الحافظ الشهير, مولى بني جشم وأحد كبار ائمة العلم ببغداد, بعد أن استقر هناك ونشر بها علما كبيرا. وقبل ذلك كان بالبصرة وقد كتب الحديث عن حماد بن زيد وهشيم بن بشير وغيرهما بالبصرة, وأكثر بعد ذلك من مجالسة يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي, وبين ذلك أخذ عن الفضيل بن عياض وسفيان ابن عيينة وعبد الواحد بن زياد وغيرهم. قال العلامة المحدث، إمام النحو، ثعلب البغدادي, أبو العباس أحمد بن يحيى الشيباني, صاحب «الفصيح»: سمعت من القواريري مائة ألف حديث, وقبل ذلك قال القواريري عن نفسه: أملى علي عبد الرحمن بن مهدي عشرين ألف حديث حفظا. وقال كنت أمر بزائدة بن أبي الرقاد وهو ملقى على بابه وكتبت عنه حديثه وكان عنده درج كتبت كل شئ كان عنده. وقال: كنت أمر بناصح بن العلاء البصري فيحدثني فإذا سألته الزيادة قال ليس عندي غير ذا وكان ضريرا. وقال عن زائدة بن أبي الرفاد الباهلي أبو معاذ البصري الصيرفي صاحب الحلي صديق حماد بن زيد: لم يكن به بأس وكتبت كل شيء عنده. قال أبو عبد الله الحاكم: أول من صنف المسند على تراجم الرجال في الإسلام عبيد الله بن موسى العبسي، وأبو داود الطيالسي، وبعدهما أحمد ابن حنبل وإسحاق بن راهوية وأبو خيثمة والقواريري.
مع حماد بن زيد: قال القواريري: كنا عند حماد بن زيد وجاءه نعي مالك بن أنس، فقال: رحم الله أبا عبد الله، كان من الدين بمكان. وقال أيضا مارأيت أبا الربيع الزهراني عند حماد بن زيد قط ((تعليق:!!!)) وقال القواريري حدثنا حماد بن زيد قال كنت خلف أبي رديفا على حمار في جنازة الحسن البصري. وقال ابن أبي خيثمة: سأل إنسان عبيد الله بن عمر: أكان حماد أميا؟ قال: أنا رأيته وأتيته في يوم مطير فرأيته يكتب ثم ينفخ فيه ليجف.
مع هشيم بن بشير: قال عبد الله بن أحمد بن حنبل, سمعت أبي يقول هذه مسائل عبيد الله القواريري لهشيم المقرونة بغيرة عن إبراهيم ويونس عن الحسن وعبد الملك عن عطاء وكانت له شفاعة إلى هشيم فكان يسأل. وقال القواريري: كتب وكيع بن الجراح إلى هشيم بن بشير, بلغني أنك تفسد أحاديثك بهذه التي تدلسها, فكتب إليه: بسم الله الرحمن الرحيم, كان استاذاك يفعلانه, يقصد الإمامين الجليلين الأعمش والثوري. ونقول هو تدليس يختفي ولايكاد يذكر وسط ماتركوه خلفهم من ثراء علمي, وميزته الأئمة النقاد الجهابذة. فضلا عن ان هذا التدليس له أحيانا مبرراته المقبولة, واولئك الأجلاء أكثر ورعا وفهما ممن تلاهم.
مع عبد الوارث بن سعيد: قال القواريري كان يحيى بن سعيد يثبته, فإذا خالفه أحد من أصحابه, قال: القول ماقال عبد الوارث. وقال القواريري: ذهبت أنا وعفان بن مسلم إلى عبد الوارث بن سعيد فقال أيش تريدون, فقال له عفان أخرج حديث بن جحادة, فأملأه من كتابه حدثنا محمد بن جحادة قال حدثني وائل بن علقمة عن أبيه وائل بن حجر, فقال له عفان كيف يكون هذا؟ حدثنا به همام فلم يقل هكذا. فضرب عبد الوارث الكتاب بالأرض وقال أخرج إليهم كتابي ويقولون أخطأت.
مع يحيى بن سعيد القطان: قال الإمام المحدث الناقد أبو حفص الفلاس: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول لعبيد الله القواريرى: إلى أين .. .. .. .. يتبع(12/151)
اريد منكم ان ترشدوني الى موضووع رسالة دكتوراة ... وذلك في قسم السنة وعلوم الحديث
ـ[أبو زاهر]ــــــــ[01 - 03 - 06, 05:45 ص]ـ
السلام عليكم ...
اخواني الكرام ... اريد منكم ان ترشدوني الى موضووع رسالة دكتوراة ... وذلك في قسم السنة وعلووم الحديث ... واتمنى ان يكون البحث تحقيق مخطوط قيم ... ولكم من الله المثوبة والاجر
ولكم مني الدعء والتقدير ...
ارجو الاسراع في افادتي ...
ـ[أبو أمينة]ــــــــ[01 - 03 - 06, 04:14 م]ـ
السلام عليكم:
1 - الأحاديث التي إختلف أبو حاتم الرازي وأبوزرعة في تعليلها من خلال كتاب العلل
ـ[محمد أبو عمران]ــــــــ[02 - 03 - 06, 12:42 م]ـ
السلام عليكم ...
اخواني الكرام ... اريد منكم ان ترشدوني الى موضووع رسالة دكتوراة ... وذلك في قسم السنة وعلووم الحديث ... واتمنى ان يكون البحث تحقيق مخطوط قيم ... ولكم من الله المثوبة والاجر
ولكم مني الدعء والتقدير ...
ارجو الاسراع في افادتي ...
عليك أخي الكريم بتخريج الأحاديث الضعيفة والموضوعة الواردة في الجامع لأحكام القرآن الكريم لأبي عبد الله القرطبي، إن لم يكن كله فأجزاء منه تفي بالغرض، وفقك الله
ـ[أبو ثغر]ــــــــ[02 - 03 - 06, 10:34 م]ـ
رواية الحديث بالمعنى
وأثره على المتن , اختلاف الفقهاء , مجال العقيدة , أصول الفقه , اللغة العربية ,
ويمكن تسميته رواية الحديث بالمعنى وأثره في الحديث النبوي /عند علماء المسلمين/في اختلاف المسلمين.
وللمسألة جوانب عدة إن أردت الاستزادة
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[09 - 03 - 06, 04:55 ص]ـ
حديث عمرو بن شعيب عن غير أبيه
ابحث هل تكمل رسالة؟؟(12/152)
من يعرف أسانيد الدارقطني؟
ـ[أبو أمينة]ــــــــ[01 - 03 - 06, 05:37 م]ـ
أبحث عن أسانيد الدارقطني لكتب السنة المشهورة. وقفت من ذلك على سنده لسنن أبي داود , وسنن النسائي , ومسند الإمام أحمد , مصنف بن أبي شيبة , ومصنف عبد الرزاق , وتعذر علي معرفة أسانيده للصحيحين , وباقي السنن فهل من مشمر(12/153)
ماهو شرط الصحيح في مسند الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه
ـ[أبو البراء الجبرتي]ــــــــ[02 - 03 - 06, 03:21 ص]ـ
يا أهل الحديث أشهد الله سبحانه وتعالى أني أحِبكم فيه، أما بعد فياليت لو أجبتموني على تساؤلي وجزاكم الله خيرا.
يقول بن القيم رحمه الله تعالى في نونيته:
فصل
في صفوف أهل الجنة
هذا وان صفوفهم عشرون مع ... مائة وهذي الأمة الثلثان
يرويه عنه بريدة إسناده ... سرط الصحيح بمسند الشيباني
وله شواهد من حديث أبي هريـ ... ـرة وابن مسعود وحبر زمان
أعني ابن عباس وفي إسناده ... رجل ضعيف غير ذي اتقان
ولقد أتانا في الصحيح بأنهم ... شطر وما اللفظان مختلفان
إذ قال أرجو تكونوا شطرهم ... هذا رجاء منه للرحمن
أعطاه رب العرش ما يرجو وزا ... د من العطاء فعال ذي الاحسان
لهاذا خطر السؤال عليّ ...
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[02 - 03 - 06, 02:33 م]ـ
سأذكر لك من هذا قبس ... ولكن الصبر ... أمهلني ساعة وسأرفع لك ما يبين ما سألت عنه ان شاء الله تعالى.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[02 - 03 - 06, 03:23 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبا البراء.
ومعنى كلام الإمام ابن القيم - رحمه الله - في " نونيته ":
هذا وان صفوفهم عشرون مع ... مائة وهذي الأمة الثلثان
يرويه عنه بريدة إسناده ... شرط الصحيح بمسند الشيباني
فهذا - والله أعلم - يعني:
أنه روى بريدة بن الحصيب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - حديثاً فيه عدد صفوف الجنة: " مائة وعشرون صفاً "، وهذا الحديث على شرط الصحيح.
وهذا ما قلتُه أول ما قرأتُ الكلام - والحمد لله على توفيقه -!.
ثم رجعت لـ " شرح قصيدة ابن القيم " - في الموسوعة -، فوجدت الشارح ذكر أن بريدة بن الحصيب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - روى الحديث عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال:
«أهل الجنة عشرون ومائة صف، هذه الأمة من ذلك ثمانون صفاً».
رواه الإمام أحمد في " مسنده " (5/ 355) عن عبد الصمد، ثنا عبد العزيز بن مسلم، ثنا ضرار - يعني: ابن مرة - أبو سنان الشيباني، عن محارب بن دثار، عن ابن بريدة عن أبيه 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - به.
قلتُ: وهذا على شرط الصحيح، أي: صحيح مسلم، فإن رجاله ثقات - غير عبد الصمد، قال عنه الحافظ: " صدوق " - رجال الشيخين غير ضرار بن مرة - وهو ثقة -، فإن البخاري روى له في " الأدب المفرد "، وليس في الصحيح.
وهذا والله أعلم.
ـ[أبو البراء الجبرتي]ــــــــ[02 - 03 - 06, 03:46 م]ـ
أخي رمضان جزاك الله خيراً على الشرح الممتع للقصيدة، لكنك لم تجب على سؤالي وهو: ماشرط الصحيح في مسند أحمد، من المعلوم أن للبخاري شرط أقوى من شرط مسلم في صحيحه لأنه يشترط الإلتقاء، لكن ما هو شرط الصحيح في المسند، في انتظار ردك أخي بلال .. وجزاكم الله خيرا
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[02 - 03 - 06, 04:38 م]ـ
أعتقد أني لم أفهم السؤال بالشكل الصحيح ... فأنت تريد شروط الحديث الصحيح عند الامام أحمد ... وأنا اعتقدت أنك تريد أن تعرف شرط الامام أحمد في مسنده ... فجوابك للأسف ليس معي الآن ولكن ... هذا ملف مفيد في بابه ... فلعلكم تستفيدون منه ... والله أعلم
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[02 - 03 - 06, 04:57 م]ـ
وجدت في كتاب ((نقض قواعد في علوم الحديث)) للعلامة أبي محمد بديع الدين السندي (ص 310) ما نصه:
((مذهب احمد في الرجال كمذهب الحنفية))
قوله: قال الحافظ في ((التهذيب)): قال يعقوب قال لي أحمد: مذهبي في الرجال أني لا أترك حديث محدث حتى يجتمع أهل مصر على ترك حديثه.
انتهى النقل
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[02 - 03 - 06, 05:11 م]ـ
وجدت في كتاب ((نقض قواعد في علوم الحديث)) للعلامة أبي محمد بديع الدين السندي (ص 310) ما نصه:
((مذهب احمد في الرجال كمذهب الحنفية))
قوله: قال الحافظ في ((التهذيب)): قال يعقوب قال لي أحمد: مذهبي في الرجال أني لا أترك حديث محدث حتى يجتمع أهل مصر على ترك حديثه.
انتهى النقل
اخي المفيد الحبيب صاحب المشاركات النافعة\ بلال خنفر
لعل المقصود احمد اخر
احمد بن صالح المصري المشهور بابي جعفر الطبري
والشاهد هنا, ان هذا قول شهير عنه رحمه الله, وهو معاصر لأحمد بن حنبل والتقاه ويعتبر احمد بن حنبل مصر كما قال ابن حبان
ومن استقرأ أقوال الإمام احمد بن حنبل ومنهجه , علم ان ماقاله الحافظ لاينطبق عليه, بل لم يرو عن اخرين روى لهم بعض الستة, امتناعا عن التحديث عنهم
هناك العبارة الرائجة لدى بعض كبار الأئمة بما معناه ان مسند احمد يخلو من الموضوعات او ان رجاله رجال الصحيح والضعيف فيه نادر, ولكنني لست متيقناً وفقهياً فالاستدلال بالحديث الضعيف لدى الإمام احمد مقدم على اراء الرجال والقياس
وبارك الله فيكم
ـ[أبو البراء الجبرتي]ــــــــ[02 - 03 - 06, 05:32 م]ـ
فأنت تريد شروط الحديث الصحيح عند الامام أحمد ... وأنا اعتقدت أنك تريد أن تعرف شرط الامام أحمد في مسنده
جزاك الله خيراً أخي الكريم، كنت قد قرأت أن الإمام اشترط أن لايروي عن المعروفين بالكذب في مسنده، ولكنني أردت معرفة شروط الحديث الصحيح عند الإمام، وهل يشترط المعاصرة كمسلم أم الإلتقاء كالبخاري والله أعلم ...
¥(12/154)
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[02 - 03 - 06, 05:36 م]ـ
صدقت بارك الله فيك ونفع بك:
ذكر المزي هذا الكلام في ترجمة عبد الله بن لهيعة ... حيث قال في الترجمة:
قال يعقوب: و كنت كتبت عن ابن رمح كتابا عن ابن لهيعة و كان فيه نحو ما وصف
أحمد بن صالح، فقال: هذا وقع على رجل ضبط إملاء ابن لهيعة. فقلت له: فى حديث ابن لهيعة؟ فقال: لم تعرف مذهبى فى الرجال إنى أذهب إلى أنه لا يترك حديث محدث حتى يجتمع أهل مصره على ترك حديثه.
أحسنت ... ((والوهم الذي حدث مني)) ... وحدث هذا الوهم لما ذكر العلامة بعد ما ذكرت في المشاركة السابقة حيث قال:
قوله: قال الحافظ في ((التهذيب)): قال يعقوب قال لي أحمد: مذهبي في الرجال أني لا أترك حديث محدث حتى يجتمع أهل مصر على ترك حديثه.
قلت: وهذا مذهب الحنفية كما قدمنا.
أقول: لكم أنتم أن تقدمون القياس على الواحد بخلاف أحمد, فانه يقدم الحديث الضعيف على القياس والرأي فشتان ما بينهما.
ثم المراد منه أنه لا يترك من أن يخرج له في المسند, لا أنه يحتج بمثله.
انتهى النقل.
أقول: ذكر المسند جعلني مباشرة أفكر في الامام أحمد.
والذي جعل الأمر عندي شبه يقين ... الكلام الذي بعده ... وفيه تكلم ابن تيمية رحمه الله تعالى عن الامام أحمد أيضاً وتكلم فيه عن شرطه في المسند.
والله الهادي
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[02 - 03 - 06, 07:18 م]ـ
أخي العتيبي بارك الله فيه ونفع به ... أنا الآن في حيرة ... طالعت كتاب التهانوي ((قواعد التحديث)) ... فوجدت التهانوي ذكر في صفحة 353 عنواناً كبيراً باسم:
مذهب أحمد في الرجال كمذهب الحنفية, وشرطه في ((المسند)) , وزيادات ابنه والقطيعي, وطريقة المحدثين القدامى في مصنفاتهم لا يروون عن كذابين, وقيمة رواية ابن المذهب والقطيعي
انتهى العنوان
ومن ثم ساق ما قلته ... فهل هذا وهم من التهانوي ... ووهم من السندي أم ماذا؟
السياق يلزم بكون المذكور هو الامام أحمد ((أقصد السياق في كتاب قواعد التحديث)).
أما في ترجمة عبد الله بن لهيعة ... فلعله كما ذكرت ... هو احمد بن صالح.
فهل كان هذا تدليسا من التهانوي لم يتنبه له السندي أم ماذا؟
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[04 - 03 - 06, 02:32 ص]ـ
لا أستطيع أن أقول شيئاً وأنا أجهل التهانوي وأجهل كتابه, ولتكن فائدة لي, سأبحث عن هذا الكتاب.
وردي السابق كان أقرب للخاطرة لما خطر على بالي اثناء قراءة ردك وخصوصا شهرة عبارة احمد بن صالح.
وخطر على بالي امر اخر, تفاديت كتابته, لكي لايساء الفهم, حول شرط الحنفية ومقارنته بشرط احمد, يا اخي احمد اقل ماقيل عنه--او بالاحرى محصلة ماقيل عن منهجه -- انه معتدل يميل الى التشدد في رجاله وتنقيتهم, وامام الرأي الأكبر لعلك تعرف مقدار بضاعته.
وان كان لنصيحتي قدر كاف اقول إن كان التهانوي حنفياً, فكن حذراً, ولاتكاد تجد بينهم من القدماء سوى بعض تلاميذ ابي حنيفة ومن المتأخرين كشارح الطحاوية وقلة غيره-- من يكون متجردا للحق, وحتى لو كان الانسان-اي انسان-متجردا للحق فلن يسلم من الخطأ, وليس شرطاً ان يكون التهانوي مدلساً لكي يخطئ, والاهم من كل هذا, لست انا شخصيا ممن تاخذ قوله, والعلم ليس بالخواطر, وانا اتابع هذا الموضوع بجدية, حول تصحيح احمد, بعيدا عن الحنفية, وانت افدت واجدت بذكر قول احدهم, وهذا مهم جداً, واعتبر ردي السابق استفزازا لاخراج الدرر, فعصير جوز الهند لاتحصل عليه الا بعد الطرق.
حفظكم الله ورعاكم
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[04 - 03 - 06, 01:21 م]ـ
أخي الكريم أبا البراء ..
بيّن لك الأخ (رمضان) أنه ليس المقصود: أن لأحمد شرطٌ في التصحيح في مسندِهِ.
يقول ابن القيم:
يرويه عنه بريدة إسناده ... شرط الصحيح بمسند الشيباني
فالمعنى:
أن بريدة - رضي الله عنه - يروي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، في حديثٍ إسنادُهُ شرطَ الصحيح، أي: على شرط الصحيح، وذلك الحديث تجده بمسند الإمام أحمد، أي: أخرجه الإمام أحمد.
فليس المقصود أن للإمام أحمد شرطًا في التصحيح في المسند.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[04 - 03 - 06, 04:58 م]ـ
جزاكم الله خيراً على التنبيه الأخ الكبير محمد عبدالله ... ألا تعلم بارك الله فيك من تكلم في شرط الامام أحمد ... فلعلكم وأهل العلم الأفاضل يفيدونا في هذه المسألة ... وجزاكم الله خيراً
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[04 - 03 - 06, 05:05 م]ـ
بالنسبة لأخوانا الكريم محمد العتيبي حفظه الله ... فأقول: هو كما قلت بارك الله فيك ... فالتهانوي حنفي المذهب ... ولعلك بارك الله فيك تبحث عن كتاب ((نقض قواعد في علوم الحديث)) للعلامة السندي رحم الله الجميع, فهو أفضل وأجمع.
وكتاب التهانوي وحده غير مفيد ... الا لمطالعة آراء المخالف فقط ... وبالمجموع تحصل الفائدة.
بارك الله في الجميع
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(12/155)
هل هذا الكلام عن الصحيحين صحيح؟
ـ[طارق أبو عبد الله]ــــــــ[03 - 03 - 06, 10:01 ص]ـ
ذكر في موسوعة ويكيبديا في مدخل الحديث النبوي هذا الكلام عن الصحيحين:
"
الصحيحين وفيهما أخطاء عديدة
(ليست أخطاء ولكن يذكر البخارى ومسلم رحمهما الله مما ليس من شرطهما في الإستشهاد والمتابعات وقد يكون في هذين الأخيرين من الضعف بمكان. كما حققه أهل الحديث حيث لا يشترطون الصحة في الإستشهاد والمتابعات فتنبه)
"
فمن كان يرى أنه خطأ فليحرره في الموسوعة في هذا الرابط:
http://ar.wikipedia.org/wiki/ حديث_نبوي#. D8.A7.D9.84.D8.B5.D8.AD.D9.8A.D8.AD.D9. 8A.D9.86_.D9.88.D9.81.D9.8A.D9.87.D9.85.D8.A7_.D8. A3.D8.AE.D8.B7.D8.A7.D8.A1_.D8.B9.D8.AF.D9.8A.D8.A F.D8.A9
ـ[الشافعي]ــــــــ[04 - 03 - 06, 02:31 ص]ـ
تم تعديل هذه الفقرة
لكن الصفحة كلها تحتاج إلى إعادة نظر، فلو يقوم بذلك بعض أهل العلم هو خير
من أن تترك يعبث بها من لا يحسن
وهذه الموسوعة يطلع عليها الناس بشكل متزايد، وربما تفرض نفسها يوماً ما
والله تعالى أعلم(12/156)
فهرس مجلة الشريعة الكويتية الحديثي
ـ[إبراهيم السعوي]ــــــــ[03 - 03 - 06, 02:03 م]ـ
مجلة الشريعة الكويتية من أجمل المجلات العلمية التي تعتني بالبحوث المحكمة، مع سعر مناسب، ومن الأماكن التي توجد فيها هذه المجلة في مدينة بريدة " مكتبة إصداء المجتمع " بسعر لا يتجاوز فيما أظن " 215" ريال، ولتي صدر منها (58) عداداً.ولقد جمعت هنا البحوث التي لها علاقة بهذا المنتدى المبارك، فدونك هذه البحوث.
عنوان البحث "] الباحث المجلد
البخاري وفقه التراجم في الصحيح د/ نور الدين عتر 4
دفاع عن حديث خلق الله التربة سعد المرصيفي 19
أحاديث الختان سعد المرصيفي 20
صور من افتراءات المستشرق على الحديث د/ عزية طه 21
الذبيح من هو؟ صديق أبو الحسن 21
وقفات مع قواعد أحمد شاكر في تحقيق المسند د / نهاد عبيد 23
الأدلة القاطعة على أن الضعيف عند من قبل الترمذي لا يمثل الحسن د/ عبد الرزاق هرماس 27 فيه كلام نفيس عن الضعيف عن أحمد
الحديث الحسن وحجيته د/ عبد العزيز الجاسم 29
البدعة وأثرها في الجرح والتعديل د/ بدر الماص 31
مناهج المحديثين في رواية الحديث بالمعنى الشايجي، والسيد نوح 34
التصحيح والتحسين في الأعصار المتأخرة د/ عبدالرزاق الشايجي 35
معجم المصطلحات الحديثية مجموعة من الدكاترة 36
الحسد والعين في ضوء الكتاب والسنة زياد الدغامين 37
جزء أبي عروبة الحراني وليد الكندري 38
جزء لأبي عروبة الحراني د/ عبدالرزاق الشايجي 42
التصحيح على شرط الشيخين عناية الله إبلاغ 43
عمدة القارئ والسامع في ختم الصحيح للسخاوي مبارك الهاجري 44
الاستخراج في كتب المصطلح اللميباري 45
حجية المرسل عند أهل الأصول والحديث صابر عثمان 46
أبي حفص الفلاس محدثاً وناقداً موفق عبد القادر 46
جزء فيه من حديث أبي عمرو الدارج عبد الله السوالمة 47
وطء المرأة في الموضع الممنوع د/ طارق الطوارئ 47
الكرماني وشرح للصحيح د/ محمد بن رستم 47
أحمد شاكر ومنهجه في مسند أحمد د/ عاطف فؤاد 48
زيادة الثقة في كتب مصطلح الحديث اللميباري 50
الضوابط المنهجية للاستدلال بالأحاديث النبوية حسن الدوسي 50
التفاؤل والتشاؤم في الحديث أمين القضاة 52
المدرج في الحديث ونماذجه محمد الرعود 53
الحديث المنكر نهاد عبيد 58
ـ[محمدالقحطاني]ــــــــ[03 - 03 - 06, 05:01 م]ـ
جزاك الله خير والعناوين تدل على الخير الكثير
شكر الله لك بس مافيه عنوان غير بريده
ـ[ضعيف]ــــــــ[08 - 03 - 06, 08:18 ص]ـ
جزاكم اللله خيرا على هذه الفوائد وكيف احصل على هذه المقالات0
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[08 - 03 - 06, 12:22 م]ـ
الأخوة أعضاء المنتدى الكرام
هذه دعوة أوجهها لمناسبة هذا الخبر، والدعوة تتمثل في كيفية الإفادة من المجلات العلمية المختصة التي تصدر في الوطن العربي او العالم الإسلامي، فهي لا تتعدى هذا القطر أو ذاك، فهل من وسيلة تقترحونها لتعميم فائدتها، وفيما يتعلق بإدارة المنتدى هل بإمكانها تخصيص حيز من المنتدى لنشر هذه الموضوعات على ملفات وورد او ملفات المسح الضوئي، نرجو الدعم من السادة أعضاء المنتدى خدمة للعلم.
ـ[فواز الجهني]ــــــــ[14 - 03 - 06, 07:45 م]ـ
بارك الله في جهودكم
وبعض هذه الأبحاث مطبوعة استقلالا
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[15 - 03 - 06, 06:36 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي إبراهيم السعوي، ولي سؤال للإخوة الكرام جميعا:
هل توجد هذه المجلة على ( cd) وما هي المجلات الموجودة كنسخ الكترونية غير مجلة البيان والمنار والجندي المسلم ورابطة العالم الإسلامي؟
ـ[إبراهيم السعوي]ــــــــ[17 - 03 - 06, 01:22 م]ـ
أشكر الأخوة على مرورهم:
ولمزيد عن هذه المباحث، وغيرها انظر
رابط هذه المجلة المباركة على هذه الرابط http://pubcouncil.kuniv.edu.kw/jsis/arabic/default.asp(12/157)
ما مفهوه توثيق الحافظ الذهبي
ـ[رمضان عوف]ــــــــ[04 - 03 - 06, 11:26 ص]ـ
أخرج الحاكم في المستدرك (4/ 391) حدثنا أبو [نصر] أحمد بن سهل الفقيه ببخارى ثنا إسحاق بن أحمد [أبو] صفوان البخاري ثنا يحيى بن جعفر البخاري ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: إن الرؤيا تقع على ما تعبر و مثل ذلك رجل رفع رجله فهو ينتظر فهو متى يضعها فإذا رأى أحدكم رؤيا فلا يحدث بها إلا ناصحا أو عالما
هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه
قلت: شيخ الحاكم ثقة كما في الإرشاد للخليلي (ص 385) وجاء في المطبوع أبو حفص والصواب أبو نصر
أما إسحاق بن أحمد أبو صفوان فقد ترجم له الحافظ الذهبي في السير (13/ 35 - 36): وكان يقول: سئل المقرئ، فقيل له: إن رجلا ببخارى يقال له: أحمد بن حفص، يقول: الايمان قول. فقال: مرجئ.
وكنت قدامه، فقتل: وأنا أقول ذلك، فأخذ برأسي، ونطحني برأسه نطحة، وقال: أنت مرجئ يا خراساني.
ورغم ذلك قال عنه في أول ترجمته (الامام، الثقة، أبو صفوان)
فما مفهوم توثيق الذهبي له
ـ[رمضان عوف]ــــــــ[04 - 03 - 06, 08:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يرجى توضيح منهج الثقة عند المتقدمين والمتأخرين
لماذا حدث تساهل بين منهج المتأخرين في الرواة
هل يفهم أن كل راو لايعلم فيه جرحا يصير ثقة بشرط أن لايكون غير مغفل وكتابه صحيحا وكذلك سماعة
ألا يفهم من مقالة الحافظ الذهبي رحمه الله أن اختلاف غرض التوثيق هو الذي أدى إلى التساهل فقديما كان غرضهم الاحتجاج ثم بعد القرن الثالث صار الغرض هو بقاء سلسلة الإسناد فقط كرامة لهذه الأمة
من عنده زيادة توضيح فليحقق والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[أبو إسلام عبد ربه]ــــــــ[05 - 03 - 06, 10:31 م]ـ
انظر في كتب المصطلح عن الرواية عن المبتدعة
فهل يتعارض التوثيق مع بدعة الإرجاء؟
ـ[رمضان عوف]ــــــــ[06 - 03 - 06, 11:12 ص]ـ
الأخ الفاضل
لعلك ماقرأت جيدا ما بينت فلا أنتظر الإحالة وأنتظر التوضيح وجزاك الله خيرا
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 - 03 - 06, 07:46 م]ـ
سببين للتساهل عند المتأخرين:
1 - تقصيرهم (بالنسبة للمتقدمين) في البحث والتدقيق أدى لميلهم لأحكام وقواعد إجمالية ليس فيها تفصيل أهل الحديث.
2 - تأثرهم بعلم الكلام، وهو السبب الأساسي الذي أدى للخلل.
والله أعلم.
ـ[رمضان عوف]ــــــــ[06 - 03 - 06, 08:08 م]ـ
الأخ الفاضل محمد الأمين جزاك الله خيرا
ولي طلب تفصيل فقد عهدنا منك ذلك وهو رجاء وليس بطلب(12/158)
من يعلمني؟؟ كنت ادرس المصطلح ولكننا منعنا فهل من اخ يساعدني في اكمال ما بدات
ـ[ابو الوليد الناصري]ــــــــ[04 - 03 - 06, 03:12 م]ـ
كنت ادرس المصطلح ولكننا منعنا
فهل من اخ يساعدني في اكمال ما بدات
ـ[المعتزة بدينها]ــــــــ[04 - 03 - 06, 05:09 م]ـ
السلام عليكم اخي الكريم
وانا مثلك اخي الكريم
هنا في بريطانيا لا اجد من يعلمني علم الحديث
اتمنى ان اتبحر فيه حتى اتمكن من فهم باقي العلوم وخاصة في مسائل العقيدة
وعلم الحديث وعلم الرجال يساعد على ذلك
فلا تبخلوا علي ان تعلموني ماعلمكم الله
ولقد سجلت في هذا المنتدى اليوم واتمنى ان اجد فيه خير عظيم حيث اكره المنتديات لكن ما ان ابحث في جوجول على شئ ما تاتي صفحة هذا الموقع فقررت ان اسجل نفسي لعلي اجد شيخ او طالب علم يعلمني مما علمهم الله
انا الان ادرس من كتاب الدكتور محمود الطحان وهو كتاب مختصر جدا جيد للمبتدئين مثلي
وبارك الله فيك
بالتوفيق
والسلام عليكم
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[04 - 03 - 06, 07:13 م]ـ
منهج القراءة والتعلم لكتب الحديث والمصطلح
أول ما يلزم طالب الحديث: هو إدمان النظر في الصحيحين (صحيح البخاري وصحيح مسلم)، بل ينبغي أن يضع الطالب لنفسه مقداراً معيناً من الصحيحين يقرؤه كل يوم، ليختم الصحيحين قراءة في كل سنة مرة في أقل تقدير، ويستمر على ذلك أربع سنوات مثلاً، خلال دراسته الجامعية أو الثانوية؛ فلا يتخرج إلا وقد قرأ الصحيحين عدة مرات، ليكون مستحضراً غالب متون الصحيحين.
ثم ينتقل بعد ذلك إلى بقية الكتب التي اشترطت الصحة، كصحيح ابن خزيمة، وصحيح ابن حبان، ثم يقرأ الموطأ ومنتقى ابن الجارود.
ويتمم هذه بسنن أبي داود والنسائي، وجامع الترمذي، وسنن الدارمي، وسنن الدارقطني، والسنن الكبرى للبيهقي.
فيقرأ الطالب هذه الكتب، بعناية وتدقيق، ويكثر من القراءة فيها، وخاصة التي اشترطت الصحة، وعلى رأسها الصحيحان.
فإن كان طالب العلم هذا ممن أوتي موهبة الحفظ، فليجمع عزمه على ما يستطيعه من هذه الكتب. ويمكنه أن يبدأ بحفظ (الأربعين النووية) وما ألحقه ابن رجب بها لتمام خمسين حديثاً، ثم ينتقل إلى ((عمدة الأحكام)) لعبدالغني بن عبدالواحد المقدسي، ثم إلى ((بلوغ المرام)) لابن حجر، أو ((اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان)) لمحمد فؤاد عبدالباقي، ثم إلى الصحيحين؛ ثم ما شاء مما يوفقه الله تعالى إليه من الكتب. وأنصحه أن ألا يضيف إلى محفوظه إلا ما حكم عليه بالصحة والقبول من إمام معتبر، إلا بعد أن يستوعب ذلك.
ويمكن طالب الحديث أن يكمل قراءته لكتب السنة بقراءة شروح مختصرة لكتب الحديث، مثل ((أعلام الحديث)) في شرح صحيح البخاري للخطابي، وشرح النووي لصحيح مسلم، وشرح الطيبي لمشكاة المصابيح، وفيض القدير للمناوي. وأسهل من ذلك كله، أن يضع الطالب بجواره أثناء قراءته لكتب السنة كتاب ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير، لأنه كتاب يعنى بتفسير الكلمات الغريبة لغوياً الواردة في الأحاديث والآثار؛ ليستطيع من خلال ذلك أن يفهم المعنى العام للحديث، وأن لا يروي ما لا يدري. فإن أراد التوسع: فعليه بمثل ((التمهيد)) لابن عبدالبر، و ((طرح التثريب)) للعراقي، و ((فتح الباري)) لابن حجر.
أما بالنسبة لكتب علوم الحديث والمصطلح: فإن كان الطالب صغير السن (في مثل المرحلة الدراسية المتوسطة) فيبدأ بالبيقونية أو ((نخبة الفكر)) لابن حجر، مع شرح ميسر لها؛ وإن كان في المرحلة الثانوية أو بداية الجامعة فيبدأ بـ ((نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر)) لابن حجر، أو ((الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث لابن كثير)) لأحمد محمد شاكر. ثم ينتقل إلى كتاب ابن الصلاح في علوم الحديث، ويضم إليه شروحه كـ (التقييد والإيضاح) للعراقي و ((النكت على كتاب ابن الصلاح)) لابن حجر، ويتلو ذلك كتاب ((الموقظة)) للذهبي. ثم ينتقل إلى الكتب الموسعة في علوم الحديث، مثل ((شرح التبصرة والتذكرة)). ثم يدرس بعمق كتاب ((الكفاية)) للخطيب، و ((معرفة علوم الحديث)) للحاكم، و ((شرح علل الترمذى)) لابن رجب، ومقدمة ((التمهيد)) لابن عبدالبر، ومقدمة ((الإرشاد)) للخليلي. ثم ينتهي بالتفقه في كلام الشافعي في ((الرسالة))، ومسلم في مقدمة ((الصحيح))، وأبي داود في ((رسالته إلى أهل مكة))، ونحوها.
¥(12/159)
وبعد تعلمه لـ ((نزهة النظر)) أو ما ذكرناه في درجتها، وأثناء قراءته لكتاب ابن صلاح، عليه أن يكثر مطالعة كتب التخريج، مثل ((نصب الراية)) للزيلعي، و ((البدر المنير)) لابن الملقن، و ((التلخيص الحبير)) لابن حجر، و ((تنقيح التحقيق)) لابن عبد الهادي، والسلسلتين و ((إرواء الغليل)) للعلامة الألباني. ويحاول خلال هذه القراءة أن يوازن بين ما عرفه من كتب المصطلح وما يقرؤه في كتب التخريج تلك، ليرى نظرياً طريقة التطبيق العملي لتلك القواعد ومعاني المصطلحات.
وإذا ما توسع في قراءة كتب التخريج السابقة، ويدرس كتاباً من الكتب الحديثة في أصول التخريج، مثل ((أصول التخريج ودراسة الأسانيد)) للدكتور محمود الطحان. ثم يدرس كتاباً أو أكثر في علم الجرح والتعديل، مثل ((الرفع والتكميل)) للكنوي. ويدرس أيضاً كتاباً من الكتب التي تعرف بمصادر السنة، كـ ((الرسالة المستطرفة)) للكتاني، و ((بحوث في تاريخ السنة النبوية)) للدكتور أكرم ضياء العمري أو ((مقدمة تحفة الأحوذي)) للمباركفوري.
ثم يبدأ بالتخريج ودراسة الأسانيد بنفسه، وكلما بكر في ذلك (ولو من أوائل طلبه) كان ذلك أعظم فائدة وأكبر عائدة؛ لأن ذلك يجعله يطبق القواعد فلا ينساها، ويتعرف على مصادر السنة ومناهجها، ويتمرن في ساحات هذا العلم. والغرض من هذا التخريج – كما سبق – هو الممارسة للتعلم، لا للتأليف وهو أمر مهم جداً.
وأثناء قيامه بالتخريج، عليه أيضاً أن يخص علم الجرح والتعديل التطبيقي بمزيد عناية كذلك؛ وذلك بقراءة كتبه الكبار، مثل: ((تهذيب التهذيب)) لابن حجر، و ((ميزان الاعتدال)) للذهبي؛ وكتبه الأصول، مثل: ((الجرح والتعديل)) لابن أبي حاتم، و ((الضعفاء)) للعقيلي، و ((المجروحين)) لابن حبان، و ((الكامل)) لابن عدي، وكتبه التي هي أصول الأصول، مثل: تواريخ يحيى بن معين وسؤالاته هو والإمام أحمد، و ((التاريخ الكبير)) للبخاري، ونحوها. وهو خلال قراءته هذه يحاول أن يوازن بين استخدام الأئمة لألفاظ الجرح والتعديل، وما ذكر عن مراتب هذه الألفاظ في كتب المصطلح. وإن مر به أحد الرواة الذين كثر الاختلاف فيهم، فعليه أن يطيل في دراسته، فإن هؤلاء الرواة مادة خصبة للدراسة والاستفادة.
وما يزال الطالب في الترقي العلمي في قراءة كتب علوم الحديث، فلا يدع منها شاردة ولا واردة، وفي التوسع في التخريج، وفي تمحيص علم الجرح والتعديل؛ حتى يصل إلى منزلة يصبح قادراً فيها على دراسة كتب العلل، مثل: ((العلل)) لابن المديني، والترمذي، وابن أبي حاتم، وأجلها (علل الأحاديث) للدارقطني. فيقرأ الطالب هذه الكتب قراءة تدقيق شديد، وتفقه عميق؛ ليدري بعضاً من أساليب الأئمة في عرض علل الأحاديث، وطرائق اكتشاف تلك العلل، وقواعد الحكم على الأحاديث.
فإذا وصل طالب الحديث إلى هذه المرحلة، فلابد أن رأسه قد امتلأ بالمشاريع العلمية والبحوث الحديثية، التي تزيده تعمقاً في علم الحديث. فليبدأ (على بركة الله) مشوار العلم الطويل، منتفعاً ونافعاً مستفيداً مفيداً.
فإن بلغ طالب الحديث هذه الرتبة، وأسبغ الله عليه نعم توفيقه وتسديده، ومد عليه عمره في عافية، وطالت ممارسته لهذا العلم؛ فإنها بشرى ولا ينسى سماع أشرطة العلم لاسيما أشرطة الشيخ عبد الله السعد، وأشرطة الشيخ عبد الكريم الخضير.
وأنبه – أخيراً – أن هذه المنهج التعليمي إنما نطرحه للطالب الذي لم يجد من يوجهه. أما من وجد عالماً ربانيا يعتني به توجيهاً وتعليماً، فعليه أن يقبل عليه بكليته، وأن يلزم عتبة داره؛ فهو على خير عظيم، وعلى معارج العلم يترقى، ما دام جاثياً في حلقة ذلك العالم، والله أعلم.
انتهي من كلام الشريف حاتم بن عارف العوني سلمه الله بتصرف يسير
الاخوة الأفاضل أبو الوليد والمعتزة بدينها ... هذه نصيحة شيخنا الدكتور ماهر ياسين الفحل نفعنا الله بعلمه مع تصرف يسير ... نسأل الله تعالى أن ينفعكم بها
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[المعتزة بدينها]ــــــــ[04 - 03 - 06, 07:45 م]ـ
بارك الله فيكم
الحمدالله سوف ان شاءالله اعمل مابوسعي ان شاءالله لنيل العلم
وحينما حفظ القران الكريم شئ عظيم ومنزلة عظيمة لكنه ليس بشرط ان لا اسعى الى طلب العلوم الاخرى حتى انهي من حفظ القران, المسالة ليست بالحفظ ولكن تطبيق ما نحفظ ومانقرا
لكن جزا الله من نصحنى ان احفظ القران اولا ... من ثم اطلب العلوم الاخرى .. لكن لا استطيع العمل بنصيحتهم لكن استطيع ان شاءالله ان اطبق القران في حياتي واعيش مع آيات الله واحفظ منه مااستطيع
فهناك من يقرا القران ولكن سبحان الله عقائدهم ضالة ولا يطبقون من آيات الله حرف
فاناس كثير اليوم عافانا الله واياكم منهم وقع في الارجاء ومنهم من وقع في الغلو فاسال الله ان لانكون من اصحاب الغلو واصحاب التفريط لا افراط ولا تفريط ان شاءالله
اللهم اعز هذا الدين وانصر المسلمين يارب
اللهم احينا على التوحيد وامتنا اللهم على التوحيد انك اللهم سميع مجيب
بارك الله فيكم
اختكم
المعزة بدينها
¥(12/160)
ـ[أبو إسلام عبد ربه]ــــــــ[05 - 03 - 06, 10:36 م]ـ
هناك كتب لمعاصرين على النت تشرح مسائل هذا العلم
وهناك موقع الشيخ أبي إسحاق الحويني , وهو من علماء الحديث بمصر , وقد سافر إلى الشيخ الألباني وصحبه وتتلمذ على يديه , وله مؤلفات في هذا المجال , فلينظر موقعه
كذلك الشيخ طارق عوض له شرائط خاصة بهذا العلم وموضوعاته , أظنها على موقع "الإسلام اليوم " islamonline
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[06 - 03 - 06, 11:34 ص]ـ
ابداء بهذا الشرح ... على هذا الرابط:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=811
ثم هذا الشرح:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2328
ثم هذا الشرح:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=487
ثم هذا الشرح:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1503
ثم هذا الشرح:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1927
ولا تعجل على نفسك واصبر على أخذ العلم ... مع تقييد الفوائد ... وكل زيادة تزيدها على ما عندك ... تقيدها مع اسم الشيخ الذي أفادك هذه الفائدة.
ومع هذه الشروح ... اسمع أحد شروح الحديث ... وأفضل هذه الشروح المتوفرة على الشبكة ... هذا الشرح فابداء به:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=groups&scholar_id=461&group_id=90
مع هذا الشرح الفقهي:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=groups&scholar_id=63&group_id=19
وليكن هناك جدول زمني ... يوم يكون فيه للمصطلح ... ويوم يكون فيه شرح حديثي ... ويم للشرح الفقهي.
ولو أردت بارك الله فيك ... فيكون لنا مجلس كل ثلاث أيام على المنتدى الشرعي العام ... نتذاكر فيه ما حصلت من علم.
*****لا تخلط ... ولا تستعجل ... واعلم بارك الله فيك أن العلم جزئيات ... فكل جزئية تختمها بالشكل الصحيح, تحفظ هذه الجزئية نفسها وتسهل ما بعدها ... فاصبر في البداية ... يفتح الله عليك ان شاء******
والله المستعان
ـ[المعتزة بدينها]ــــــــ[06 - 03 - 06, 12:16 م]ـ
بارك الله فيكم اخوتي
وحياكم الله
طيب انا ان شاءالله سوف ابدا بكتاب للدكتور محمود الطحان لما فيه من تيسير مفيد ان شاءالله وحينما تصعب علي فهم مسالة ان شاءالله
هل لي بسؤالكم هنا؟؟
وايضا هل جميع الاخوة ماشاءالله طلبة في الحديث وهل هناك شيوخ مشرفين
بارك الله فيكم
حبذا من يتابعني في هذا العلم ويشجعنني على الاستمرار
لانه جدا صعب ان ادرس من نفسي ولنفسي
اتمنى جدا ان اتلقى العلم على يد شيخ من الاساتذة هذا العلم لكن صعب علي حيث انني في لندن ولدي هنا مشاغل ومسؤوليات لكن كما قال تعال "اتقوا الله يعلمكم الله"
وبارك الله فيكم
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[06 - 03 - 06, 12:50 م]ـ
أولاً أختنا الفاضلة هناك خطأ في الآية والصواب: ? .. وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ .. ? ..
ثانيًا اطرحي ما شئتِ؛ فالملتقى -حماه الله- عامر بالعلماء وطلبة العلم، لم نرَ له مثيلاً على الشبكة ..
ـ[المعتزة بدينها]ــــــــ[06 - 03 - 06, 02:58 م]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم
حمدلله انك صححت لي الاية جزاك الله عنا كل الخير
نعم سوف ادرس اليلة ان شاءالله بعد العمل من ثم ان كان لدي اي سؤال سوف اسئلكم باذنه تعالى
هل تعلمون اذا كان هناك كلية للعلم الحديث لكن مراسلة يعني انا اقدم من هنا من لندن
وادرس في الخليج؟؟؟
افيدونا بارك الله فيكم
اتصلت على جامعة المدينة هداهم الله اصلا ماعندهم كلية للبنات وثانية السعودية كلها ماعندها مراسلة
افيدوني جزاكم الله خير
ـ[أم حنان]ــــــــ[06 - 03 - 06, 05:20 م]ـ
بارك الله فيك أختى ورزقك العلم النافع ...... هناك مواقع تفيدك:أكاديمية حفاظ الوحيين ....... الأكاديمية الإسلامية ....... معهد الفرقان للعلوم الشرعية .... وفقك الله.
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[06 - 03 - 06, 05:54 م]ـ
عليكِ أختنا الفاضلة بالأكاديمية الإسلامية: http://www.islamacademy.net وهي مجانية على ما أظن، وبإشراف الشيخ صالح آل الشيخ على ما أظن أيضًا ..
أو عليك بالجامعة الأمريكية المفتوحة: http://www.aou.edu/ وهي معترف بها من الأزهر، لكن مصاريفها مرتفعة ..
أو لو لم يعجبكِ النظام الأكاديمي فاستمعي لشرح ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=74) العلامة ابن العثيمين على حلية طالب العلم ( http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=bk&lang=1&id=326)، وفيه منهج متكامل لطالب العلم، أو عليكِ بمنطلقات طالب العلم ( http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=bk&lang=1&id=215) ففيه منهج متكامل أيضًا ..
ـ[المعتزة بدينها]ــــــــ[06 - 03 - 06, 06:08 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا وسدد الله خطاكم وجعل الجنة مثوانا ومثواكم اللهم امين
هل اي من الاخوة او الاخوات مسجل في الاكاديمية الاسلامية
ومن يقترح علي ان اسجل بها؟؟؟
بارك الله فيكم
¥(12/161)
ـ[ابو الوليد الناصري]ــــــــ[06 - 03 - 06, 06:16 م]ـ
بارك الله ف الجميع
وجزاكم الله عني كل خير
وابشركم
ان المشاكل بفضل الله وكرمه قد انتهت وسنستأنف الدراسه ان شاء الله
جزاكم الله كل خير
ـ[أم حنان]ــــــــ[07 - 03 - 06, 08:39 م]ـ
أختى المعتزة بدينها ...... بارك الله فيك أقترح عليك التسجيل فى الأكاديمية الأسلامية مع العلم أن الطلبة فيها على وشك دخول الإختبارات هذه الأيام وقد استفدت منها كثيرا ولا تترددى فى التسجيل فيها .... وفقك الله لما يحبه ويرضاه.
ـ[أبوالمقدادالمنبجي]ــــــــ[07 - 03 - 06, 10:12 م]ـ
وهذا موقع الجامعة العالمية وهو من أجمل المواقع في بابه ومفيد للاخوة في الخارج كثيرا http://www.mediu.org/ نسأل الله أن ينفعكم به وينفع بكم
ـ[المعتزة بدينها]ــــــــ[08 - 03 - 06, 04:25 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا على حسن تعاونكم معي
لقد بالفعل سجلت في الاكاديمة فقط في مادة واحد وهي المستوى الاول للمصطلح الحديث
لكن لم يبدا الفصل بعد والله اعلم
جزيتم خيرا اجد خير عظيم في مؤلفات الدكتور محمود الطحان في مصطلح الحديث لما فيها تفصيل مفيد وبسيط للمبتئدين مثلي
جزيتم خيرا
اختي افنان هل تدرسين مصطلح الحديث وكيف هي العلاقة بين الطالب والاستاذ
بوركتم جميعا
ـ[أم حنان]ــــــــ[08 - 03 - 06, 02:41 م]ـ
وفقك الله أختى المعتزة بدينها إذا كنت سجلت الان فانتبهى الى أن موعد اختبارات مواد الإنتساب قد بدأ واليوم اختبار مادة علوم الحديث .... فأنصحك بإلغاء هذه المادة أو تأجيلها إلى الفصل القادم ..... والرجاء قراءة قوانين التسجيل فى الصفحة الرئيسية مع العلم أن اختبار مواد الفصل الثالث الحالى تبدأ 19صفر فأن استطعت اختيار مواد من الفصل الثالث الحالى ودخول الاختبار بعد 10 أيام فافعلى (وانتبهى انه إذا كانت المادة فيها مستوى ثانى فلا تستطيعين التسجيل الا بعد اجتياز المستوى الاول) وإذا لم تستطيعى فانتظرى إلى الفصل القادم ... وفقك الله.
ـ[المعتزة بدينها]ــــــــ[08 - 03 - 06, 03:51 م]ـ
بارك الله فيك والله ضحكتيني اضحك الله سنك بالفعل وجدت ان هناك امتحان لكن العجيب ايش وديت اني امسح المادة لكن مالقيت المادة في الملف مع انه مذكور اني مسجله في المادة
خير ان شاءالله
ارسل ايميل للادراة
انت مسجلة في اي المواد وهل درست المستوى الاول في مصطلح الحديث
حياكم الله
ـ[أبوعمير الحلبي]ــــــــ[08 - 03 - 06, 03:54 م]ـ
الأكاديمية الأسلامية.
الإسلامية
ـ[أم حنان]ــــــــ[08 - 03 - 06, 08:07 م]ـ
بارك الله فيك أختى ........ أنا سجلت فى مادة مصطلح الحديث ثم أجلتها بسبب ظروف صحية ألمت بى والمادة دسمة فهى شرح نخبة الفكر وقد كان شرح الشيخ ممتعا ...... والمواد التى درستها العقيدةوالتوحيد والتفسير وغيرها ..... وفى نظرى مصطلح الحديث مهم ولكن الأهم منه هو العقيدة والتوحيد ...... وفقك الله.
ـ[المعتزة بدينها]ــــــــ[08 - 03 - 06, 08:42 م]ـ
بارك الله فيك اخيتي
نعم اهم منه العقيدة والتوحيد
لكن الحمدالله انا درست العقيدة والتوحيد ودائما اقرا فيها اجمل مادة لي هي التوحيد لاني الحمدالله احتاج الى التوحيد لك ان شاءالله اكون على علم بلا اله الا الله وان محمد رسول الله
المكان الذي انا فيه كثير من الاخوة والاخوات وقع في عقيدة الارجاء ودائما الدعاة هنا في نقاشات معهم نسال الله السلامة والعافيه وهناك كتب رائعه في الرد على الارجاء المعاصر اليوم نعيش في وقت اخيتي ظن البعض ان ليس هناك كتاب ردة وان مهما المرء عمل من اعمال كفرية قولية كانت ام فعلية لا تخرجه من الملة كونه لم يقر انه كافر .. اشترطوا الجحود والقصد في الكفر للتكفير ونسيوا ان احكام الدنيا تجري على الظاهر اما بقول مكفر او بفعل مكفر وهناك كفر مطلق وكفر محتمل الدلالة لا يكفر صاحبه الا بعد النظر في القرائن والعرف الخ وايضا هناك مسائل يعذر بها المرء في جهله في فروع العقيدة كان يجهل المرء مثلا اسماء بعض الملائكة او بعض الانبياء جهل منه لا انكار منه الخ فكما انه شئ عظيم اخراج مرء من الاسلام من غير دليل ولا برهان اعظم ان ندخل انسان في الاسلام وهو اصلا كافر .... العقيدة وعلومها بحر عظيم لكنها مادة جدا مشوقة وانا اخترت ان ادرس مصطلح الحديث لهدف معين وهي ان اسس اصولي واكون على قواعد طيبة تعينني على فهم الاستدلالات واخراج النصوص ومعرفه مايستدل بها بين مايرد الى آخره
بارك الله فيك اخيتي ووفقنا الله الى الخير المبين وجعلنا على الحق المبين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة(12/162)
ماهي طريقة صحيح مسلم وصحيح بخاري في رواية الحديث
ـ[المعتزة بدينها]ــــــــ[04 - 03 - 06, 04:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
انا جديدة في المنتدى
احب ان اطلب العلم في علم الحديث
ليس لدي معلم ولكن اقرا في الكتب
اتمنى ان كان هناك شيخ في المنتدى هنا يتابعني او يرشدني ان شاءالله
سؤالي الاول:
هو ماهي طريقة صحيح مسلم وصحيح بخاري في رواية الحديث
يعني ماهي الشروط او الضوابط التي يعتمدونها في الاسناد
وبالنسبه لسويد بن سعيد الذي روا له مسلم في حديث الجنهميون هل هناك بحث في هذا الموضوع
الرجاء الافادة ولكم مني جزيل الشكر
اختكم في الله
من لندن
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[05 - 03 - 06, 12:32 م]ـ
شروطهم فى الإسناد هو شرط الصحيح
أن يروى الحديث عن العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ (وهو مخالفة الثقة من هو أوثق منه أو أكثر عددا) ولا علة قادحة
وارجعى إلى مقدمة فتح البارى وشرح النووى على مسلم
ـ[المعتزة بدينها]ــــــــ[05 - 03 - 06, 08:37 م]ـ
بارك الله فيكم(12/163)
حول عبقرية علماء الحديث
ـ[أبو المهاجر المصري]ــــــــ[05 - 03 - 06, 01:39 ص]ـ
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد
فمن المسائل التي استرعت انتباهي، عند قراءة كتاب "العواصم من القواصم"، نسبة كتاب "الإمامة والسياسة" لابن قتيبة، رحمه الله، وفيها من النظر ما فيها، لما في الكتاب من تعد في القول، لا يتصور من مثل ابن قتيبة، وهو من هو في سلامة الاعتقاد وتحري السنة، ولعل هذه النسبة هي التي حملت ابن العربي، رحمه الله، على وسم ابن قتيبة، رحمه الله، بالجهل إذ يقول: (ومن أشد شيء على الناس جاهل عاقل أو مبتدع محتال، فأما الجاهل فهو ابن قتيبة، فلم يبق ولم يذر للصحابة رسما في كتاب "الإمامة والسياسة" إن صح عنه جميع ما فيه)، فعلق ابن العربي، رحمه الله، الوصف بصحة النسبة لابن قتيبة، رحمه الله، وهذا من إنصافه وعدله، رحمه الله، وعن هذه النسبة يقول الشيخ محب الدين الخطيب رحمه الله: (لم يصح عنه، أي ابن قتيبة رحمه الله، شيء مما فيه، ولو صحت نسبة هذا الكتاب للإمام الحجة الثبت أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة لكان كما قال ابن العربي، لأن كتاب الإمامة والسياسة مشحون بالجهل والغباوة والركة والكذب والتزوير)، وابن قتيبة هو من هو في الفصاحة والبيان فلا يتصور من مثله ركة في اللفظ.
ويدلل الشيخ، رحمه الله، على قوله: بأن مؤلف الإمامة والسياسة يروي كثيرا عن اثنين من كبار علماء مصر، وابن قتيبة لم يدخل مصر ولا أخذ عن هذين العالمين، فدل ذلك على أن الكتاب مدسوس عليه.
وهذا ما يمهد لموضوع هذه المشاركة، فما استدل به الشيخ، رحمه الله، هو منهج نقاد الحديث المتقدمين، فإنهم يلجئون لتاريخ الراوي، ومعرفة من لقيه، ومن سمع منه من مشايخه، وأين ومتى لقيهم، وكم كان عمره حين اللقاء، لأنه قد يلقاهم وهو غير مدرك، فلا يقال بأنه سمع فلانا، وإنما يقال: "حضر مجلس فلان"، وهل ثبت فعلا أنه ولد قبل وفاتهم، لأنه ثبت أن بعض الكذابين قد ادعى السماع من مشايخ قد ماتوا قبل أن يولد أصلا!!!!!، وادعى البعض الآخر السماع منهم في بلاد لم يدخلوها أصلا لا طلبة ولا شيوخا، أو دخلوها ولكن التاريخ الذي يدعون فيه سماعهم منهم، قد ثبت، يقينا، أنهم كانوا غير حاضرين فيه في تلك البلاد، أو كانوا ممنوعين من حضور مجالس العلم، وبهذا الأصل:
قال الأئمة المتقدمون بأن رواية الحسن البصري، رحمه الله، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، مرسلة، أي منقطعة، رغم أن الحسن قد عاصر أبا هريرة، وبلغ سنا يمكنه من السماع والحمل، في حياة أبي هريرة، بل وثبت أن أبا هريرة، دخل البصرة، فكيف تكون الرواية منقطعة، وقد تضافرت الأدلة على إثبات اتصالها؟!!، والجواب على ذلك، كما ذكر أئمة الحديث: أن الحسن البصري لم يكن موجودا في البصرة وقت دخول أبي هريرة إليها، فلم يلتق به ليسمع منه.
وبهذا الأصل، أيضا، رد المؤرخون فرية ابن بطوطة على شيخ الإسلام، رحمه الله، لما رماه بالتجسيم، وقال بأن ابن تيمية يقول: إن الله ينزل في ثلث الليل الآخر كما أنزل من على هذا المنبر ونزل درجة، ومعلوم ما في هذا الهراء من مخالفة لمذهب أهل السنة والجماعة الذين يثبتون صفة النزول لله، عز وجل، على الوجه الذي يليق بجلاله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، فقد ثبت أن شيخ الإسلام، رحمه الله، كان مسجونا في قلعة دمشق في نفس الوقت الذي افترى فيه ابن بطوطة هذه الفرية، فبالله عليك يا ابن بطوطة كيف حضرت هذا المجلس وسمعت شيخ الإسلام يقول ما افتريته عليه، أتراهم أطلقوه ليحضر هذا المجلس بعينه لتسمع منه هذا القول ثم يعيدوه مرة أخرى إلى سجنه؟!!!!!.
وكذا يهتم النقاد بمعرفة تلاميذ كل شيخ، ودرجة إتقان كل واحد منهم في حمل وأداء ما سمعه منه، ومعرفة درجة إتقان الراوي نفسه في أحاديث شيوخه، فقد يكون الراوي ثقة ثبتا في مجمل حاله، ولكن حديثه عن شيخ معين أو أهل بلد معين، أو حديث أهل بلد معين عنه، فيه اضطراب.
¥(12/164)
كرواية همام بن يحيى عن قتادة، فهمام ثقة، ولكن روايته عن قتادة متكلم فيها، فلا تصمد لرواية الثقات الأثبات عن قتادة، في حال التعارض، كرواية سعيد بن أبي عروبة وشعبة بن الحجاج وهشام الدستوائي عن قتادة، وهم أثبت الناس في قتادة، رحمه الله.
ورواية داود بن الحصين عن عكرمة، فداود مستقيم الحديث، كما ذكر ذلك أبو داود، صاحب السنن، رحمه الله، ولكن أحاديثه عن عكرمة مناكير، كما حكى ذلك علي بن المديني وأبو داود.
ورواية إسماعيل بن عياش عن الحجازيين، فهو ثقة في أحاديث الشاميين، ضعيف في أحاديث الحجازيين.
وحديث البصريين عن معمر بن راشد البصري، فهو بصري المولد، ولكنه سكن اليمن، ولما سافر إلى البصرة، نسي كتبه في اليمن، فحصل فيما حمله عنه أهل البصرة بعض الوهم.
وعلى العكس، قد يكون الراوي متكلما في حفظه، ومع ذلك يوثق في روايته عن شيخ معين، لاختصاصه بملازمته:
كأن يكون حفيدا له، كما في رواية إسرائيل عن جده أبي إسحاق السبيعي، عمرو بن عبد الله، وقد صرح هو نفسه بذلك، فقال بأنه يحفظ حديث جده كما يحفظ سورة الحمد، أو كلمة نحوها، وعلى هذا اعتمد الإمام البخاري، رحمه الله، في ترجيحه وصل حديث: (لا نكاح إلا بولي)، من رواية إسرائيل، على إرساله من رواية شعبة وسفيان الثوري عن أبي إسحاق، وهما من هما في الحفظ والإتقان، لاختصاص إسرائيل بأحاديث جده، كما تقدم، فلا يضره مخالفة شعبة وسفيان له، رغم عظم شأنهما، وتقدمهما عليه، في الجملة، في الحفظ والإتقان، ناهيك عن توافر قرائن أخرى، حملت البخاري، رحمه الله، على ترجيح رواية إسرائيل، منها متابعة 10 من الرواة له ..... الخ، مما يطلب تفصيلا في كتب المصطلح، وإلى هذه المسألة أشار العراقي، رحمه الله، في ألفيته، بقوله:
ونسب الأول للنظار ******* أن صححوه وقضى البخاري
بوصل لا نكاح إلا بولي ******* من كون من أرسله كالجبل
ومحل الشاهد ابتداء من قوله: "وقضى البخاري"، فقد قضى بوصل هذا الحديث، مع كون من أرسله، (أي رواه منقطعا، بالمعنى العام للإرسال)، في الحفظ والإتقان كالجبل، فشعبة وسفيان، كما تقدم من جبال الحفظ والإتقان، والله أعلم.
أو يكون الشيخ زوجا لأمه، كما في رواية حماد بن سلمة، وقد وقع له بعض الوهم إلا أنه ثقة في مجمل أمره، عن ثابت البناني، فحماد ربيب ثابت، نشأ في حجره، فسمع منه وأتقن حديثه، ولذا احتج به مسلم في ثابت فقط، وكما في رواية محمد بن جعفر، الشهير بـ "غندر"، أي المشاغب عن زوج أمه شعبة بن الحجاج، فغندر، متكلم في حفظه، دون كتابه، ومع ذلك فهو مقدم في شعبة على غيره لأنه لازمه أكثر من غيره.
أو يكون غير قريب له، ولكنه من الملازمين له، كما في رواية أبي بكر الحميدي، صاحب المسند، عن شيخه سفيان بن عيينة، فهو أثبت الناس في سفيان، وكذا سفيان أثبت الناس في شيخه عمرو بن دينار.
أو يكون الراي ضعيفا، ولكن الإمام الناقد ينتخب من أحاديثه ما صح، وعليه يحمل صنيع كثير من الأئمة المتقدمين:
فالبخاري، رحمه الله، ينتخب من أحاديث شيخه إسماعيل بن أبي أويس، رحمه الله، ما صح، حتى كان إسماعيل يفخر بذلك، ويحدث بهذه الأحاديث الجياد التى انتخبها البخاري، رحمه الله عليه.
واحتج البخاري، رحمه الله، بعمرو بن مرزوق، رحمه الله، وهو ثقة صالح في نفسه متكلم في حفظه، لأنه شغل بالغزو عن الحفظ والإتقان، فانتقى صحيح حديثه دون سقيمه.
واحتج، أيضا، بخالد بن مخلد القطواني، رحمه الله، وهو صدوق، متكلم في حفظه، في سليمان بن بلال المدني، رحمه الله، وفي شيوخه المدنيين، فقط، لأنه متقن فيهما دون ما سواهما.
فالبخاري، كغيره من النقاد، ينتقي من أحاديث الشيخ الضعيف أو الصدوق المتكلم في حفظه ما صح منها، ولا شك أن هذا عمل يتطلب إحاطة كاملة بطرق ومخارج الروايات، وهو أمر تميز به المتقدمون دون المتأخرين.
¥(12/165)
وانتخب مسلم، رحمه الله، على عدد من الشيوخ المتكلم فيهم، كأسباط بن نصر وسويد بن سعيد وقطن بن نسير وأحمد بن عيسى المصري، وذكر أنه لم يرو عنهم إلا ما وافقوا فيه، الثقات الأثبات، ليعلو بسنده، فالحديث عندهم بسند عال، وعند غيرهم من الثقات بسند نازل، فيرويه عنهم لعلمه أنه صحيح في نفس الأمر، فما المانع أن يعلو بسنده طالما تأكدت عنده صحة الرواية من طريق أخرى؟.
وإلى هذا أشار الحافظ العراقي، رحمه الله، في ألفيته، بقوله:
ففي البخاري احتجاجا عكرمة ******* مع ابن مرزوق وغير ترجمة
واحتج مسلم بمن قد ضعفا ******* نحو سويد إذ بجرح ما اكتفى
والمقصود بـ: "عكرمة"، في البيت الأول: عكرمة مولى ابن عباس، رضي الله عنهما، وهو ممن تفرد البخاري، رحمه الله، بالرواية عنهم، دون مسلم، وهو ثقة ثبت، ولكنه رمي ببدعة الخروج، (أي انتحال مذهب الخوارج)، لكلمات صدرت منه لما رحل إلى بلاد البربر، موطن آبائه، وكانت هذه البدعة منتشرة بينهم، لظلم وقع عليهم من ولاة الدولة الأموية، والراجح براءته، رحمه الله، مما نسب إليه، من القول بالخروج، بل إن رحلته لبلاد البربر، ما كانت إلا لنشر السنة بين أهلها، فرحل داعيا إلى الله، عز وجل، ناشرا لدينه بين أهله وعشيرته، والله أعلم.
وأما ابن مرزوق، فهو: عمرو بن مرزوق، وسبقت الإشارة إليه.
وأما سويد في البيت الثاني فهو: سويد بن سعيد، وسبقت الإشارة إليه أيضا.
وممن أكد على هذا الأمر:
شيخ الإسلام ابن القيم، رحمه الله، حيث أشار لمنهجين متضادين في هذا الشأن يظهر بالمقارنة بينهما وبين منهج المتقدمين، الفرق بين نقد الأوائل ونقد من تلاهم من المتأخرين، وهما:
منهج الحاكم، رحمه الله، حيث استدرك على الشيخين، كل أحاديث الرواة الذين خرجا لهم، فيأتي لأحاديث سويد بن سعيد، على سبيل المثال، فيجد مسلما، رحمه الله، قد انتقى منها أحاديث، وأعرض عن أحاديث، فيعتبر ذلك من التفريق بين المتماثلات، إذ كيف يخرج بعضها دون بعض، والشيخ الذي يرويها واحد؟، فيلزم مسلما بتخريج كل أحاديث سويد بن سعيد، رغم أن مسلما، رحمه الله، لم يشترط الاستيعاب، كما نص هو نفسه على ذلك، ولم يفعل ذلك تفريقا بين المتماثلات، وإنما فعله انتقاء، فما كل أحاديث سويد صحيحة حتى يحتج بها، فما من راو، وإن كان في أعلى درجات الضبط والإتقان، إلا وله أوهام، فهل يعني هذا تخريج ما وهم فيه؟، فما بالك إذا كان الراوي متكلما فيه أصلا، لا شك أن أوهامه ستكون أكثر، ولذا فإن الناقد يحتاط في الرواية عنه ما لا يحتاط في الرواية عن غيره، وهذا ما فعله مسلم، رحمه الله، وهو بلا شك دليل واضح على براعة الأوائل وإحاطتهم بالطرق والمخارج وتمييزهم الصحيح من الخطأ.
ومنهج ابن حزم، رحمه الله، الذي سلك مسلكا مضادا لمسلك الحاكم، رحمه الله، حيث ألزم الشيخين بإعلال أحاديث من رووا عنهم من الضعفاء، لأن الضعيف لا يحتج به، فلم تخرج بعض أحاديثه دون بعض، أليس هذا، أيضا من التفريق بين المتماثلات؟، فابن حزم، يرى أن حال الراوي لا يتجزأ، فإما أن يكون صادقا ضابطا في كل ما رواه، فيقبل كله، وإما العكس، وهذا خلاف الواقع المشاهد، فإن الراوي المتكلم فيه قد يصيب في أحاديث فيحتج الناقد بروايته لها، إن تأكد من صحتها، بأن يتابعه عليها جمع من الثقات، كما هو حال من خرج لهم مسلم من الضعفاء، وقد يخطئ، فلا يقبل ما أخطأ فيه، وعليه فلا تثريب على الشيخين فيما خرجا من أحاديث من تكلم فيهم، وفيما أعرضا عنه، بل إن الراوي قد يحتج به في باب من أبواب العلم دون بقية الأبواب، فيقال مثلا: فلان روايته في باب الصلاة مقدمة على رواية غيره، وإن كان ضعيفا في باب الزكاة أو الصيام أو الحج أو ........ الخ، والله أعلم.
وابن القيم، رحمه الله، يؤكد على حقيقة أخرى في غاية الأهمية، وهي موضع رواية الشيخين عن هذا الراوي، هل هي في الأصول المحتج بها، أم في الشواهد والمتابعات والمعلقات، التي يخف شرط المصنف فيها، فيقبل فيها ما لا يقبل في الأصول، أم في موضع من الكتاب، خف شرط المؤلف فيه.
¥(12/166)
كما في رواية البخاري، رحمه الله، لحديث مطر الوراق، رحمه الله، تعليقا بصيغة الجزم، (أي جازما بصحته إلى مطر، رحمه الله، دون بقية السند)، فلا يقال هنا بأن مطر الوراق، من رجال الصحيح، لأن البخاري لم يخرج له في الأصول التي يحتج بها.
وكما في رواية مسلم، رحمه الله، لحديث سفيان بن حسين، وهو متكلم فيه، فقد روى عنه مسلم، في مقدمة كتابه الصحيح، لا في أصل الكتاب، ومعلوم أن شرط مسلم، رحمه الله، في المقدمة، ليس كشرطه في أصل الصحيح، فشرطه في الأول أخف من شرطه في الآخر.
وكما في رواية البخاري، رحمه الله، لبعض أحاديث الفضائل والسير، عن رواة يعتبر حديثهم من الحسن لغيره، وهو دون شرطه، لأن أبواب الفضائل والسير مما يتسامح فيه ما لم يكن الحديث موضوعا أو شديد الضعف، والله أعلم.
وممن أكد على ذلك أيضا، الحافظ أبو الحجاج المزي، رحمه الله، صاحب "تحفة الأشراف"، حيث أشار إلى أن رواية البخاري ومسلم عن راو ما، لا يلزم منها صحة كل أحاديث هذا الراوي، وإنما غاية ما يقال: أن ما خرجه الشيخان من حديثه، صحيح، وما عداه، ينظر فيه قبل الحكم عليه بصحة أو ضعف، والله أعلم.
ويهتم المحدثون النقاد بدقائق الأمور، حتى أحصوا عدة ما رواه الراوي عن شيخه، فنجد، على سبيل المثال، الحافظ أبا الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي، رحمه الله، المتوفى سنة 742 هـ، صاحب "تحفة الأشراف"، وهو كتاب في الأطراف، يقول بأن: عدة ما روى قتادة بن دعامة السدوسي البصري، رحمه الله، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه، وهو أثبت الناس فيه: 314 حديثا.
وكمثال آخر: نجد النقاد يرتبون الرواة عن ابن عمر، رضي الله عنهما، فيقولون: روى نافع عن ابن عمر: 1000 حديث، ويليه سالم: 300 حديث، فعبد الله بن دينار: 142 حديثا.
ويهتمون بمعرفة عدد الأحاديث التي أخطأ فيها كل راو، فيقولون: فلان، أحاديثه كلها صواب إلا حديث كذا وحديث كذا:
كما قالوا في مراسيل إبراهيم النخعي رحمه الله: بأنها كلها صواب ما عدا اثنين، (والرقم يحتاج إلى تحقيق)، والله أعلم.
بل ويهتمون بحفظ الأحاديث المكذوبة، لئلا تختلط بالأحاديث الصحيحة، كما أثر ذلك عن إمام الجرح والتعديل يحيى ابن معين، رحمه الله، المتوفى سنة 233 هـ.
ولا يكتفون بسماع الحديث من طريق واحد، بل ينشدون طرقه كما تنشد الضالة، ومن ذلك قول ابن معين، رحمه الله، بأنه ربما سمع الحديث من 30 طريقا، حتى يعرف مخرجه، ويقارن بين طرقه، وهذا هو منهج أئمة العلل، من النقاد المتقدمين، الذين يجمعون طرق الأحاديث المعللة، للمقارنة بينها ومعرفة المخطئ في الرواية.
ويهتمون، أيضا، بدراسة مرويات كل راو على حدة، مع مقارنتها بأحاديث الثقات الحفاظ من طبقته، ليصدروا حكما عاما على روايته، دون التعرض لتفاصيل كل مروية، ومن ذلك قول يحيى بن معين، رحمه الله، لراو سأله كيف عرف أنه ثقة، وأظن السائل إسماعيل بن علية، رحمه الله، قوله: عرضنا أحاديثك على أحاديث الثقات فوافقتها، وهذا أيضا من معالم النقد عند الأئمة المتقدمين فأحكامهم على الرجال نابعة من سبر مروياتهم، خلاف المتأخرين الذين عكسوا الأمر، فأصبح الحكم على الرواية عندهم نابعا من الحكم على الراوي، بأنه ثقة أو صدوق ........ الخ.
ويهتمون بدقائق الأسانيد، فتراهم يهتمون بجمع طرق الأحاديث لمعرفة أعيان المبهمين، في سند أو متن ما، والمبهم هو: من لم تعرف عينه، كأن يأتي في سند ما عبارة: عن رجل، أو عن جماعة من أصحابنا ......... الخ، فيبحث الناقد عن طرق اخرى للحديث ورد فيها اسم هذا المبهم، أو يرد في متن، كأن يقال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله .......... ، فيبحثون عن طرق أخرى ورد فيها اسم هذا الرجل، وكذا بالنسبة للمهملين، وهم من ذكروا دون ذكر أنسابهم، كأن يقال: عن محمد، فيبحث الناقد ليعرف من محمد هذا، ويختلف حال المبهم قبولا وردا، تبعا لطبقته، فالمبهم في طبقة متقدمة كطبقة التابعين، يستأنس بروايته، لأن العدالة غالبة على جيل التابعين، والكذب فيهم قليل.
¥(12/167)
ويهتمون بمعرفة الأحاديث التي تفرد بها كل راو، فيقولون على سبيل المثال: هذا الحديث من مفاريد فلان، أو: لم يرو هذا الحديث عن فلان إلا فلان، أو لم يروه ثقة إلا فلان، أو لم يروه عنه إلا أهل البصرة، أو تفرد به فلان عن أهل البصرة، أو تفرد به الحجازيون عن البصريين ........... الخ، وإلى هذا أشار الحافظ العراقي، رحمه الله، في ألفيته بقوله:
والفرد ما قيدته ******* بثقة أو بلد ذكرته
أو عن فلان نحو قول القائل ******* لم يرو عن بكر إلا وائل
لم يروه ثقة إلا ضمرة ******* لم يروه إلا أهل البصرة
ووصل اهتمام النقاد بهذا الأمر لحد تأليف كتب مخصوصة لبيان الأفراد، أي الأحاديث التي تفرد بها راو أو أهل بلد، ككتاب "الأفراد" للدارقطني رحمه الله.
ويكون حكمهم على الحديث تبعا لحال المتفرد، هل هو في الضبط والإتقان، بمنزلة تسوغ قبول تفرده؟، وما هي طبقته في الرواية، هل هي طبقة متقدمة كطبقة التابعين، تسوغ التفرد، لأن التوسع في الرواية، لم يحدث في عصرهم، كما حدث في عصور من تلاهم، وعليه فلا عجب أن يتفرد راو منهم بحديث ما، أم أنه جاء في طبقة متأخرة يستحيل فيها وقوع التفرد؟
ويهتمون بتحديد جهة خطأ كل راو، فحماد بن سلمة، رحمه الله، على سبيل المثال: يخطأ إذا جمع شيوخه، فروى الحديث عن فلان وفلان وفلان، ويصيب إذا رواه عن كل واحد منهم منفردا، كما أشار إلى ذلك أبو يعلى الخليلي، رحمه الله، في الإرشاد.
ويهتمون برصد التغيرات التي طرأت على حفظ الراوي وضبطه، فقد يكون الراوي في بادئ أمره، ضابطا متقنا، ثم يطرأ على حفظه التغير.
والتغير إما أن يكون خفيفا لا يؤثر، فيقال عن صاحبه بأنه: تغير ولم يختلط.
وقد يكون فاحشا، فيقال عن صاحبه بأنه: اختلط، وعليه لا يقبل ما حدث به بعد الاختلاط، ولا تقبل رواية من حدث عنه بعد اختلاطه، أو لم يعلم أحدث عنه قبل أم بعد الاختلاط.
وقد يحصل له التغير الفاحش عند الموت، فلا يؤثر في روايته، لأنه لا يروي غالبا عند احتضاره.
وقد يختلط الراوي ولكنه لا يحدث بعد اختلاطه، أو يمنعه أهله من الرواية صيانة له، كما هو حال جرير بن حازم، رحمه الله، إن لم تخني الذاكرة.
وليس الأمر على إطلاقه فقد يكون الراوي عن الشيخ المختلط خبيرا بحديثه، فيعلم صوابه من خطئه فتقبل روايته عنه مطلقا، وإن كانت بعد الاختلاط، كما في رواية وكيع عن سعيد بن أبي عروبة، فقد انتقى صحيح حديثه، بعد اختلاطه، والله أعلم.
ويرصدون أيضا، ما يصاحب هذا الاختلاط من تلقين، (وهو أن يلقن الراوي شيخه حديثا ليس من حديثه، على أنه من حديثه ليغرر به، فيدخل عليه أحاديث منكرة)، كما حدث مع سماك بن حرب وعبد الرزاق الصنعاني، رحمهما الله، فيحتاط لذلك، برد ما يستنكر من رواياتهم، وكثيرا ما تكون مما لقنوه، (من التلقين)، من بعض الضعفاء والهلكى، والله أعلم.
على أن الأمر ليس على إطلاقه، فقد يكون الملقن ثقة، فيلجأ الراوي حين كبره وضعف ذاكرته، لملقن أمين، يلقنه الحديث، ليسمعه طلابه، لأن ذاكرته قد ضعفت، كما حكي عن عبد الله بن أبي داود، رحمه الله، حيث كان ابنه يجلس عند أصل المنبر، ليلقن أباه ما يحدث به من أحاديث، والله أعلم.
ولا شك أن رصد هذه الظواهر الدقيقة في حياة كل راو مما يحسب لنقاد الرجال الجهابذة الذين اهتموا بمعرفة أدق التفاصيل في حياة كل راو، والله أعلم.
ويهتمون، أيضا، ببيان، المسالك الخفية التي تدرك بها علل الأحاديث، فيقولون، على سبيل المثال: فلان سلك الجادة، فوهم، أي سلك الطريقة المسلوكة عن شيخ ما، كعادته في الرواية عنه، كمن يروي عن حماد بن سلة عن ثابت البناني عن أنس، فهي جادة مسلوكة، لأن هذا السند سند مشهور تدور عليه روايات كثيرة، لمزيد اختصاص حماد، بزوج أمه، ثابت، كما تقدم، فيأتي الراوي في حديث لم يروه ثابت عن أنس، وإنما رواه عن صحابي آخر، فيجعله عن أنس عملا بالجادة المسلوكة، فيخطأ ويصيب من حاد عن هذه الجادة فأتى بالصحابي الآخر، لأنه يكون في هذه الحالة كمن أتى بأمر جديد، غير معهود، فمعه زيادة علم عن الأول، الذي جاء بالطريق المعهودة، فتقبل زيادته، ويحكم بخطأ الراوي الأول، وهذا من دقة النقاد، رحمهم الله
¥(12/168)
، لأن هذه الطريقة يلزم لها أمران:
أولا: تعيين مخارج الأحاديث، التي تدور عليها، في كل بلد، فيلزم معرفة الطريق التي تدور عليها أحاديث أهل البصرة والكوفة والشام ومكة والمدينة ومصر ......... الخ.
وثانيا: المقارنة بين الرواية المعهودة وغير المعهودة لتحديد أيهما يقبل وأيهما يرد، والله أعلم.
ويهتمون بإيراد الشواهد والمتابعات التي تشهد لرواية ما، وهل هي متابعات تامة للراوي على شيخه المباشر، كأن يروي محمد بن سيرين، رحمه الله، حديثا عن أبي هريرة، رضي الله عنه، فيأتي راو آخر، كأبي صالح، ذكوان السمان، رحمه الله، فيرويه عن أبي هريرة، أيضا، فتكون متابعته تامة لمحمد بن سيرين، أو قاصرة، كأن يروي أيوب بن أبي تميمة، رحمه الله، نفس الحديث عن محمد بن سيرين، فيقال بأن أبا صالح ذكوان السمان، بروايته الحديث عن الراوي الأعلى، أبي هريرة، رضي الله عنه، قد تابع أيوبا متابعة قاصرة، لأنه لم يتابعه على شيخه المباشر، محمد بن سيرين وإنما تابعه على شيخه الأعلى، أبي هريرة رضي الله عنه.
ويفرعون على هذه المسألة، تقسيما للروايات، فمنها الصحيح والحسن، الذي يحتج به ابتداء، ومنها الضعيف الذي يصلح للشواهد والمتابعات، فضعفه محتمل، يصلح للاعتبار والاعتضاد، برواية مثله أو أعلى منه، من باب أولى، كأن يكون راويه ثقة ولكنه ضعيف الحفظ، بشرط ألا يكون حفظه سيئا جدا، فمثل هذا قد يقبل حديثه إذا ما اعتضد بمتابع يصلح للاعتضاد.
وأما إذا كان الضعف شديدا، كأن يكون في سند الحديث سيء الحفظ جدا، أو متهم بالكذب، أو يكون المتابع أو الشاهد شاذا، لا يقوى ولا يتقوى به، فإنه يكون لاغيا، فيكون كلا رواية، فكأنه لم يرد أصلا، وإلى هذا أشار الحافظ العراقي، رحمه الله، في ألفيته بقوله:
فإن يقل يحتج بالضعيف ******* فقل إذا كان من الموصوف
رواته بسوء حفظ يجبر ******* بكونه من غير وجه يذكر
وإن يكن لكذب أو شذا ******* أو قوي الضعف فلم يجبر ذا
ولا شك أن هذا التقسيم إلى ضعيف يحتج به وضعيف لا يحتج به، يلزم له إحاطة كبيرة بطرق الأحاديث، ومخارجها، وأحوال رواتها، حتى ينظر أتصلح الطريق للمتابعة أم لا، وهذا مما انفرد به النقاد الأوائل عن المتأخرين، فإن الأولين عندهم من الإحاطة بهذا الأمر، ما ليس عند المتأخرين، فكثير من المتأخرين يحسن الحديث بمجرد ورود طريق أخرى له، فيعتبرها شاهدا، رغم أن الطريق الأخرى قد تكون معللة لا تصلح للتقوية أومتحدة المخرج مع الرواية الأولى، بحيث يحدث التلاقي بين الروايتين في راو معين، فيؤول الأمر لرواية واحدة، فكأنهم يقوون الرواية بنفسها، ومن هنا رد النقاد أحاديث كثيرة لها طرق كثيرة، فقد يرد الحديث من تسعين وجها، فيغتر البعض ويرى أن كثرة الطرق تدل على صحته، بينما يعمل الناقد المطلع فكره في هذه الطرق فيفندها طريقا طريقا ويحكم بضعف هذا الحديث رغم تعدد طرقه.
بل إن المصنف، قد يخرج الرواية المعللة، ثم يتبعها بالرواية الصحيحة، كما هو حال أحمد، رحمه الله، في مسنده، وإن لم يكن أمرا مطردا عنده، وكما هو حال مسلم، رحمه الله، في صحيحه، حيث يورد الروايات الصحيحة العالية الإسناد، في صدر الباب، ثم يتبعها بالروايات النازلة في الإسناد، فيصدر الباب بأعلى إسناد، ثم يتدرج، ثم يتبعها، في بعض أبواب الصحيح بالروايات المتكلم فيها، لينبه على خطئها، فيأتي الناظر، فيظن للوهلة الأولى، أن كل طريق مقو للآخر، وعليه فالحديث صحيح بمجموع طرقه، رغم أن المصنف ما فعل ذلك إلا لينبه على علة في إحدى الطرق، فكيف تعضد بها باقي الطرق، وهي معلولة في ذاتها، لا تصلح لأن تتقوى أو يتقوى بها؟
ولا شك أن هذا الجهد العظيم، في تتبع طرق الأحاديث ومعرفة الصواب بل والخطأ منها، مما يؤكد تفرد هذه الأمة بمزية الإسناد، فلم يأت الأمر من فراغ، والله أعلم.
¥(12/169)
وعن منهج النقاد في بيان علل الأحاديث، فحدث ولا حرج، فقد قعد الأوائل قواعد راسخة لهذا العلم الجليل، الذي لا يقدر عليه إلا فحول الرجال، فمن إعلال للاتصال بالإرسال، وللرفع، إلى النبي صلى الله عليه وسلم، بالوقف على صحابي أو تابعي، ومن تقسيم للعلة إلى علة إسناد وعلة متن، وعلة قادحة وعلة غير قادحة، إلى بيان اصطلاحات بعض الأئمة في إطلاق وصف العلة، كما أطلقه الترمذي، رحمه الله، على الحديث المنسوخ، وإن كان الأمر يحتاج إلى استقراء، كما أشار إلى ذلك الشيخ أحمد شاكر، رحمه الله، في "الباعث الحثيث"، فليس الأمر على إطلاقه، وعل الترمذي، رحمه الله، أراد بذلك أنه معلل بمعنى أنه لا يعمل به، وإن كان صحيحا في نفس الأمر، لورود ناسخه، وإلى هذا أشار العراقي، رحمه الله، في الألفية بقوله:
والنسخ سمى الترمذي علة ******* فإن يرد في عمل فاجنح له
أي فمل إلى رأيه، لأن النسخ علة في العمل بالحديث، فلا يشرع التعبد بمنسوخ، سواء أكان من شرعنا أم من شرع من سبقنا، كما قد تقرر في علم الأصول، والله أعلم.
ويهتم النقاد ببيان التدليس وأنواعه، وكيفية التعامل مع المدلسين، فمنهم من يسقط الواسطة بينه وبين شيخه ليعلو في السند، فلا تقبل روايته إلا إذا صرح بالتحديث، ومنهم من يأتي بما هو أشد وأنكى، فيحذف الواسطة الضعيفة بين شيخه وشيخ شيخه، ويصرح بالتحديث عن شيخه، فيغتر الناظر للوهلة الأولى، ويقول: هذا مدلس ولكنه قد صرح بالتحديث، فلا مانع من قبول روايته، مع أنه في الحقيقة قد أسقط، ولكنه لم يسقط واسطة بينه وبين شيخه، وإنما أسقط واسطة، غالبا ما تكون ضعيفة، بين شيخه وشيخ شيخه، وهذا هو مكمن الخطورة في هذا التدليس الذي يعرف بـ: "تدليس التسوية"، لأن إسقاط الضعيف يعني تسوية سند متهالك وتجويده فيقبله الناظر غير البصير، بينما يتوقف الناقد البصير عن قبوله حتى يصرح الراوي بالتحديث بينه وبين شيخه، وبين شيخه وشيخ شيخه، كما في رواية الوليد بن مسلم، رحمه الله، عن الأعمش، رحمه الله، في قول، أو يصرح بالتحديث في كل طبقات السند احتياطا في قول آخر.
ومنهم من يعمد إلى شيخه فيكنيه أو يلقبه بلقب غير معروف، ليوهم أنه راو آخر، لئلا ترد روايته عن هذا الراوي لأنه ضعيف، أو ليوهم كثرة شيوخه، كالخطيب البغدادي، رحمه الله، وهو ما يعرف بـ: "تدليس الشيوخ"، لذا لجأ النقاد إلى معرفة الألقاب والكنى، تفصيلا، بل وأفردوا لها مصنفات خاصة، واهتموا بدراسة الطبقات لمعرفة شيوخ كل راو، وتلاميذه الذين يروون عنه.
وقد يقبل المحدثون عنعنة المدلس، (وهي غير مقبولة إن لم يصرح بالتحديث في طريق أخرى لاحتمال عدم سماعه من شيخه مباشرة، وإنما بواسطة أسقطها لغرض ما، كما تقرر في علم المصطلح)، قد يقبلونها إذا كانت عن شيخ ملازم له، كما في:
رواية الأعمش عن شيوخه الذين لازمهم كأبي صالح ذكوان السمان، وأبي وائل، كما قرر ذلك الذهبي، رحمه الله.
وكما في رواية حميد الطويل عن أنس، رضي الله عنه، فمدار الأمر على القرائن المحتفة بكل مروية.
وكما في رواية الليث بن سعد، رحمه الله، عن أبي الزبير، رحمه الله، فأبو الزبير، رحمه الله، ثقة ولكنه مدلس، ولذا طلب منه الليث أن يعلمه بالأحاديث التي سمعها مباشرة من شيوخه، دون ما رواه بالعنعنة، وعليه فرواية الليث عن أبي الزبير ليست كرواية غيره عنه، فهي مقبولة مطلقا، خلاف رواية غيره عنه فهي مما يلزم النظر فيه إن جاءت معنعنة، لأن أبا الزبير، رحمه الله، كما سبق، مدلس، والله أعلم.
وقد يعل الناقد الحديث بعنعنة مدلس لم يصرح بالتحديث، فيأتي ناقد آخر بطريق أخرى جاء فيها تصريح هذا المعنعن بالتحديث، كما في حديث أعله ابن حزم والألباني، رحمهما الله، مع كونه في صحيح مسلم، وأظنه في أحكام الأضحية، (ولا أدري موضعه في الصحيح بالضبط)، لأن أبا الزبير، رحمه الله، وهو مدلس لم يصرح بالتحديث، فوجد له طريق أخرى صرح فيها أبو الزبير بالتحديث، عند أبي بكر البرقاني، رحمه الله، في مستخرجه، فسقط احتجاج ابن حزم والألباني، رحمهما الله، فنقاد الحديث يهتمون اهتماما بالغا، كما تقدم، بجمع طرق الحديث، والتمييز بين صيغ الأداء، فليس قول
¥(12/170)
الراوي: حدثنا، (وهي تستخدم للفظ الشيخ)، كقوله: أخبرنا: (وهي تستخدم للفظ الراوي عن الشيخ)، وليس قوله: حدثني، أي منفردا، كحدثنا، أي جماعة، وأخبرنا، من لفظ راو يقرأ على الشيخ مرويه في جماعة، كأخبرني، من لفظ الراوي الذي يقرأ على شيخه منفردا، بل تصل دقة الوصف لأبعد من ذلك، فربما قال الراوي: قرأ على فلان وأنا أسمع، لأنه كان يسمع من وراء حاجز أو جدار، كما أثر ذلك عن النسائي، صاحب السنن، المتوفى سنة 303 هـ، لما منعه الحارث بن مسكين، رحمه الله، من حضور مجلسه، فجلس خلف الجدار يسمع حديثه، فالله دره ما أشد حرصه على الطلب، ولو أهينت نفسه في ذات الله عز وجل.
وربما وصف الراوي حال الشيخ، عند السؤال، وكيف أنه لم يكن هو السائل، وإنما سأله فلان وهو يسمع، كما في رواية مسلم من طريق ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع عبد الرحمن بن أيمن مولى عروة يسأل ابن عمر، وأبو الزبير يسمع: كيف ترى في الرجل طلق امرأته ........ ، فأبو الزبير الراوي يصور الرواية بمنتهى الدقة، وكأن سامعها، يحضر معه مجلس ابن عمر، رضي الله عنهما، فيقول بأن عبد الرحمن بن أيمن سأل ابن عمر، رضي الله عنهما، عن كذا وكذا وهو يسمع تحاورهما.
وليس قولهم: "أنبأنا"، أو "أنبأني"، كقولهم: "نبئت" بالبناء للمجهول، فالأولى تدل على الاتصال، خلاف الثانية، فالراوي يقول: نبئت أن فلانا قال كذا وكذا، فمن نبأك يا ترى بهذا الخبر عن ذلك الشيخ الذي تروي عنه؟.
ويهتم نقاد الحديث بصيغ الرواية تضعيفا وتصحيحا، فيرون ما ضعف أو شك في صحته بصيغة تدل على التضعيف كـ: "يروى"، بالبناء للمجهول، ويرون ما صح عندهم بصيغة تدل على الجزم كـ "قال"، أو "حدثنا" ...... الخ، ويعدون رواية ما ثبتت صحته بصيغة تدل على التمريض، أمرا مستنكرا، لأنه قد يحمل بعض السامعين على الشك في صحة الأحاديث الثابتة، الصحيحة في نفس الأمر.
وإلى هذا أشار العراقي، رحمه الله، في ألفيته بقوله:
وإن ترد نقلا لوه أو لما ******* يشك فيه لا باسنادهما
فائت بتمريض كـ "يروى" واجزم ******* بنقل ما صح كـ: "قال" فاعلم.
ويهتم النقاد ذلك، بصيغ التحديث التي تشعر بوصف ما، يبين حال الراوي عند سماعه الحديث من شيخه، كأن يكون مشغولا حين الرواية بالنسخ، أي كتابة ما يمليه الشيخ من أحاديث، فمن العلماء من عد هذا قادحا في السماع، وعليه فإن الراوي لا يقول: حدثنا فلان، وإنما يقول: حضرت مجلس فلان، لأنه حضر بجسده وانشغل فكره بالنسخ، وليس الأمر على إطلاقه، فالدارقطني، رحمه الله، على سبيل المثال، قصة طريفة، في هذا الشأن، تبين مدى ضبطه لأحاديث شيوخه، رغم أنه كان يكتب والشيخ يحدث، ولكنه جمع الأمرين معا، الحفظ والنسخ وليس هذا لكل أحد، والله أعلم.
وكذا الطفل الصغير، فإنه لا يحكم له بالسماع إلا إذا كان مميزا، ولذا تجد الراوي يقول: حضرت مجلس فلان، ولا يقول: سمعت فلانا، لأنه حضر مجلسه في سن صغيرة، فلم يسمع منه حقيقة، وإنما حضر بجسده دون عقله، وإلى هذا المعنى أشار الحافظ العراقي، رحمه الله، في ألفيته بقوله:
وقيل من بين الحمار والبقر ******* فرق سامع ومن لا فحضر
ومعنى البيت: أن من لديه القدرة على التفريق بين الحمار والبقر، قد حصل له نوع تمييز يؤهله للسماع الحقيقي من الشيخ، ومن لم يفرق بينهما، فلا تمييز معتبر له، فيقال عنه بأنه: حضر مجلس فلان، ولا يقال عنه إنه حدث عن فلان، وهذا قول الحمال، رحمه الله، ولا شك أن هذا مما يتطلب إحاطة كبيرة بتواريخ الرجال ومعرفة أعمارهم عند السماع، وأعمار شيوخهم، ومتى ولدوا ومتى ماتوا ومتى بدءوا الطلب ...... الخ، والله أعلم.
ويهتم النقاد، أيضا، برواية الحديث عن شيخ ما، كما هي، وإن كانت خاطئة في نفس الأمر، والصواب خلافها، ولكن المحفوظ عن هذا الشيخ هو الخطأ، فإن عدله معدل، فقد أخطأ على الشيخ حيث روى ما أخطأ فيه الشيخ على جهة الصواب لا الخطأ، فأي دقة تعدل هذه الدقة؟!!!.
¥(12/171)
وإذا ورد الحديث عن شيخين، عن أحدهما مرسلا، وعن الآخر مسندا، كأن يكون عن هشام بن عروة مرسلا، وعن مالك متصلا، فأتى راو فرواه، عن هشام متصلا، وعن مالك مرسلا، فإنه وهم عند نقاد الحديث، مع أن الحديث هو هو، ولكن دقة نقاد الحديث تأبى أن يمر هذا الخطأ دون التنبيه عليه.
ولهم في رواية الحديث بالمعنى، تفصيل، لا يتسع المجال لذكره، ملخصه أن رواية الحديث بالمعنى، تقبل من الصحابة، رضوان الله عليهم، ومن تلاهم من الطبقات المتقدمة، حيث الاحتجاج بلغتهم مقبول، فلم تسر العجمة للألسنة بعد، فضلا عن تحرزهم في نقل الحديث بألفاظه، إن تمكنوا، فإن لم يكن الأمر كذلك، فإن فصاحتهم تجعل الناظر يطمئن لتصرفهم في ألفاظ الحديث، إن لم يكن مما يتعبد بلفظه أو من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم، فلا مجال للتصرف فيها أيا كان الناقل، خلاف من تلاهم من الطبقات المتأخرة، ممن فشا فيهم اللحن، وسرت العجمة إلى ألسنتهم، فهم ممنوعون من رواية الحديث بالمعنى، إلا لضرورة ملجئة، كفتوى أو استدلال على مسألة لا يحضرهم دليلها بلفظه، وأما روايته بالمعنى، (بمعنى قبوله مطلقا وكتابته بألفاظهم التي تصرفوا فيها)، فهي غير مقبولة، فضلا عن كونهم لا يروون إلا ما ثبت لفظه عندهم، فهم يتحرزون في الرواية بالمعنى أكثر ممن سبقهم، لسراية العجمة، وفشو اللحن، كما تقدم، والأحاديث قد جمعت في عصرهم في مصنفات معتمدة فعلام الرواية بالمعنى وقد دونت الأحاديث، وعرفت ألفاظها، بل وميز النقاد الزيادات في كل طريق جاء منه الحديث، وحكموا عليها قبولا أو ردا، والله أعلم.
ويحتاط كثير من النقاد في مسألة الرواية، فتراهم، لا يحدثون إلا من كتبهم المضبوطة المصححة المعتمدة، ولو كانوا حفاظا، كما أثر عن أحمد، رحمه الله، حيث كان لا يحدث إلا من كتابه، وإن كان في مجلس مذاكرة، وهو مما يتسامح فيه، وأراد أحد الرواة أن يسمع منه حديثا أمر بإحضار كتبه حتى يسمع الراوي الحديث منها، زيادة في الاحتياط، والنقاد يعنون كثيرا بمسألة حفظ الكتب وضبطها، فلا يقبل أي كتاب، وإنما يقبل كتاب من كتب عن شيخه ثم قابل عليه، أي راجع الحديث من لفظه، أو على أصل صحيح معتمد، ثم حفظ كتابه فلم يعره لأحد، ولم يفرط فيه، ولم يتخذ وراقا غير مأمون، يدس عليه ما ليس من كتابه، كما حصل مع سفيان بن وكيع، رحمه الله، حتى ترك الناس الرواية عنه لأجل ذلك، أو كما حصل مع عبد الله بن صالح، رحمه الله، كاتب الليث، حيث دس عليه جاره كتبا ليست من كتبه لتشابه خطهما فكان يكتب كتبا ويدسها على ابن صالح، فتفطن النقاد لذلك، وهذا مما يبرز مدى دقة وأمانة المحدثين في تحمل وتأدية الحديث كما سمعوه دون تصرف بزيادة أو نقصان، والله أعلم.
ويهتم المحدثون بمعرفة أصح الأسانيد، إما مطلقا، في قول، أو إلى صحابي معين، على القول الراجح، فلا يحكم لسند ما بأنه الأصح مطلقا، فتراهم يقولون على سبيل المثال:
أصح الأسانيد إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه: إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي بكر.
وأصح الأسانيد إلى جابر رضي الله عنه: الحميدي عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر.
وأصح الأسانيد إلى ابن عمر رضي الله عنهما: مالك عن نافع عن ابن عمر.
وأصح الأسانيد إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ابن سيرين عن عبيدة السلماني عن علي، في قول.
وأصح الأسانيد إلى ابن مسعود رضي الله عنه: الأعمش عن إبراهيم النخعي عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود، في قول.
وهكذا ......
بل ويهتمون بذكر أوهى الأسانيد، فتراهم يقولون على سبيل المثال:
أوهى الأسانيد إلى ابي بكر الصديق:
صَدَقَة الدَّقِيقي، عن فَرْقَدٍ السَّبَخي، عن مُرَّةَ الطَّيَب، عن أبي بكْر.
وأوهى الأسانيد إلى ابن عباس رضي الله عنهما:
وجُوَيْبِر، عن الضحاك، عن ابن عباس، وهكذا ........
ويهتمون بتقعيد قواعد يسهل بها معرفة الرواة المهملين في الأسانيد، (ومعنى مهمل أي لم يذكر اسم أبيه في السند، كما تقدم)، فعلى سبيل المثال يقولون:
كل ما جاء فيه أبو الربيع الزهراني عن حماد مجردا، فهو: حماد بن زيد لا حماد بن سلمة لاختصاص أبي الربيع بالأول دون الثاني.
¥(12/172)
ويقولون: كل ما رواه أحمد، رحمه الله، عن سفيان، مباشرة، فإنما هو عن سفيان بن عيينة، رحمه الله، فهو شيخ مباشر له، وكل ما رواه عن سفيان بواسطة، فهو سفيان الثوري، رحمه الله، لأنه من شيوخ شيوخه.
ويقولون: كل ما يرويه وكيع عن سفيان، فهو: سفيان الثوري، رحمه الله، كما نص على ذلك الذهبي، رحمه الله، في السير.
ويهتمون، أيضا، باثبات اللقي والسماع من الراوي لشيخه، فيقولون على سبيل المثال:
رأى فلان فلانا ولكنه لم يسمع منه.
كما قيل في رواية عطاء عن ابن عمر رضي الله عنهما، فعطاء، رحمه الله، لقي ابن عمر، ولكنه لم يسمع منه، كما حكى العلائي، رحمه الله، في جامع التحصيل.
والأعمش، رحمه الله، رأى أنسا، رضي الله عنه، وهو يخضب، ورآه وهو يصلي ولم يسمع منه شيئا.
ويقولون أيضا: لقي فلان فلانا وتحدثا، ولكنه لم يسمع منه شيئا من الحديث، بل كان حديثهم في الفقه أو في أي أمر آخر سوى الرواية.
ويقولون: لقي فلان فلانا وسمع منه، ولكنه لم يسمع منه هذا الحديث بعينه، فروايته لهذا الحديث بعينه مرسلة.
ويهتمون بتمحيص الروايات عن كل ما ليس منها، فيهتمون بتمييز المدرجات في الأسانيد والمتون، فيقولون هذا اللفظ، من قول فلان الراوي، وليس من أصل الحديث، كما في قول الزهري، رحمه الله، في حديث بدء الوحي: (والتحنث هو التعبد)، فهو من كلام الزهري، رحمه الله، ليفسر به معنى التحنث، ولهم في الإدراج مباحث يضيق المقام عن ذكرها، ولهم في تتبعه نوادر يحار معها المرء من دقتهم في تتبع الأخطاء، فنجدهم على سبيل المثال، يمثلون للإدراج غير المتعمد، أو الوضع غير المتعمد، (أي وضع حديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير تعمد لذلك)، يمثلون له بحادثة شريك بن عبد الله النخعي، رحمه الله، وثابت بن موسى الزاهد، لما دخل عليه ثابت، وكان زاهدا عابدا، مع غفلة وضعف في ضبطه، فلما رأى عليه أمارات الصلاح، أحب أن يداعبه فقال له: "من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار"، وكان قد انتهى من إملاء سند لرواية، ثم قال هذا القول بعده مباشرة، لما دخل ثابت، فظن ثابت، رحمه الله، أن هذا الكلام هو متن ذلك السند، فرواه عن شريك، مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والحق أنه موقوف على شريك لأنه من كلامه، وهذه دقة متناهية في رصد تاريخ كل مروية، وما احتف بها من قرائن لئلا يدخل في السنة ما ليس منها، والله أعلم.
ومن حادثة شريك وثابت، يتبين لنا أنه ليس كل ثقة في نفسه، يقبل حديثه، فقد يكون ثقة في نفسه، ضعيفا في الرواية، وعلى هذا النهج سار النقاد الأوائل، فعنوا بتمييز حال الراوي في دينه وعبادته، وحاله في روايته، وعليه يمكن تفسير التناقض، الذي يبدوا للوهلة الأولى، في أحكامهم، فتجد، على سبيل المثال، أبا حاتم، رحمه الله، وهو من أئمة هذا الفن، على تشدد فيه يقول في راو ما، كالربيع بن صبيح أو الحارث بن عبيد: "ثقة في نفسه متكلم في حفظه"، أو "ثقة يكتب حديثه ولا يحتج به"، أو "ثقة لا يحتج بحديثه" ........ الخ، فالنقاد لا يحابون أحدا، كائنا من كان، فعلي بن المديني، رحمه الله، يضعف أباه، وأبو داود، رحمه الله، يتهم ابنه، على تفصيل ليس هذا موضعه، فلا مداهنة في دين الله، فرحم الله أئمة الحديث وأجزل لهم المثوبة.
وتراهم يهتمون بعقد المقارنة بين الرواة من حيث العدالة والضبط، فأحمد، رحمه الله، على سبيل المثال، يقول عن شيخه هشيم بن بشير، رحمه الله، وهو ثقة مدلس من رجال الصحيح، يقول عنه: ثقة، في موضع، وفي موضع آخر يقول عنه: شيخ، والشيخ أدنى مرتبة من الثقة، فيظن الناظر لأول وهلة، أن هذا اضطراب في قول أحمد، رحمه الله، في شيخه، والواقع خلاف ذلك، فأحمد، رحمه الله، يوثق هشيما ويحتج به، ولكنه لا يعتبره في أعلى مراتب الاحتجاج، فإذا ما قورن، على سبيل المثال، بجبل من جبال الحفظ، كشعبة، رحمه الله، فإنه لا يوصف بأنه ثقة، بمعنى أعلى درجات الثقة، وإنما يوصف بوصف يدل على التوثيق ولكنه أدنى من التوثيق المطلق، كشيخ وصدوق ....... الخ.
¥(12/173)
ويحيى بن معين، رحمه الله، ينص على أن من قال فيه: لا بأس به، فهو ثقة، وإلى هذا أشار العراقي، رحمه الله، في ألفيته بقوله:
وابن معين قال من أقول فيه لا ******* بأس به فثقة ونقلا
رغم ما في هذا اللفظ من إشارة خفية قادحة في الراوي الموثق، والجواب أنه ما أراد بذلك توثيقه مطلقا وإنما أراد الإشارة إلى ضبطه وإن كان هناك من هو أضبط منه ...... الخ من الأمثلة التي يظهر منها تحري النقاد في أحكامهم على الرواة.
ونجد النقاد يهتمون بمسألة الاحتجاج بالحديث تبعا لدرجته، فيحتجون بالصحيح والحسن، بالاتفاق، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، وأما الحسن لغيره، وهو مجموع روايات ضعيفة تصلح للاعتبار، فقد اختلفت فيه أقوالهم، فمنهم من يقبله ويحتج به ابتداء، ومنهم من يقبله ولا يحتج به وإنما يستشهد به في فضائل الأعمال فينزله منزلة الضعيف الذي يصلح للاعتبار دون الاستشهاد، كابن القطان الفاسي رحمه الله.
وأما المرسل، (وهو الحديث الذي سقط من آخر إسناده من بعد التابعي، فلا يدرى الساقط أصحابي هو لا يضر إسقاطه، لأنه عدل مطلقا، أم تابعي يلزم معرفة عينه وإثبات عدالته قبل قبول حديثه)، فالجمهور على رده، كما حكى ذلك ابن عبد البر، رحمه الله، في التمهيد، ومسلم، رحمه الله في مقدمة صحيحه، وإلى ذلك يشير العراقي، رحمه الله، في ألفيته بقوله:
ورده جماهر النقاد ******* للجهل بالساقط في الإسناد
وصاحب التمهيد عنهم نقله ******* ومسلم صدر الكتاب أصله
ورغم ذلك، فإن هذا الحكم ليس مطردا، فالأحناف والمالكية، رحمهم الله، يحتجون بالمرسل، كما يظهر من صنيع مالك، رحمه الله، في موطأه، ولكن يرد على ذلك علو منزلة مراسيل مالك، حتى قدمها بعض العلماء على مراسيل من سبقه من التابعين، رغم علو طبقتهم على طبقته، فهو من طبقة تابعي التابعين، ولكن شدة تحريه في الرواية، جعلت العلماء يقدمون مراسيله على مراسيلهم، ولعل هذا هو السبب في احتجاج المالكية بالمرسل، فليس أي مرسل عندهم يصلح للاحتجاج.
وإلى هذا أشار العراقي، رحمه الله، في ألفيته، بقوله:
واحتج مالك كذا النعمان ******* وتابعوهما به ودانوا
والنعمان، هو الإمام الأعظم، أبو حنيفة، النعمان بن ثابت رحمه الله.
وأما الحنابلة، رحمهم الله، فإمامهم أحمد، رحمه الله، يقدم الضعيف، والمرسل من أنواعه، على الرأي إن لم يجد في الباب غيره، واشتهر عنه ذلك، إذ يقول: ضعيف الحديث أحب إلي من آراء الرجال، وتابعه عليه أبو داود، صاحب السنن، رحمه الله، وإلى ذلك أشار العراقي، رحمه الله، في ألفيته، بقوله:
كان أبو داود أقوى ما وجد ******* يرويه والضعيف حيث لا يجد
في الباب غيره فذاك عنده ******* من رأي أقوى قاله ابن منده
وللمسألة تفصيل معروف، في كتب الحنابلة، رحمهم الله، فليست مطردة، وإنما تخضع لعدة اعتبارات، فأحمد، رحمه الله، على سبيل المثال، وهو حامل لواء النقل، يقدم الموقوف على الصحابي، إن صح سنده إليه، على المرفوع الضعيف، ومنه ما أرسله التابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، رغم أن الأول ليس من قول النبي صلى الله عليه وسلم يقينا، خلاف الثاني، فإنه وإن كان ضعيفا إلا أنه قد يكون من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، والمسألة كما تقدم تخضع للقرائن والمرجحات التي لا يدركها إلا النقاد الجهابذة، فلهم في كل مروية نظر وترجيح، والله أعلم.
وأما الشافعية، رحمهم الله، فإمامهم، وهو من هو، في نصر السنة ورفع لواءها، حتى دعي بـ: "ناصر السنة"، لما أتى بغداد، وكانت الكلمة فيها لأهل الرأي، فإنه يقبل المرسل وفق شروط دقيقة، نص عليها، تدل على تحرزه واحتياطه في قبوله.
¥(12/174)
فهو لا يقبل إلا مرسل كبار التابعين، واشتهر عنه إطلاق القول بقبول مراسيل سعيد بن المسيب، رحمه الله، لأنها فتشت فوجدت صحاحا، ولكن هذا القول كما ذكر البيهقي، رحمه الله، ليس على إطلاقه، بل يخضع للقرائن والمرجحات، فقد ثبت أن الشافعي، رحمه الله، قبل مراسيلا لغير سعيد، رحمه الله، لما ترجح عنده صحتها، ورد بعض مراسيله لما ترجح عنده إعلالها، فالمسألة كما سبق، تخضع للقرائن والمرجحات، وليست قواعد مطردة يمكن لأي أحد أن يطبقها مباشرة، فليس ذلك إلا للأئمة النقاد، وغالبهم من المتقدمين، وهذا مما يدل على علو منزلتهم في نقد الروايات سندا ومتنا.
وهو لا يقبل إلا مرسل الثقة، لأنه لا يسقط إلا ثقة مثله، وليس الأمر، أيضا، على إطلاقه، وإنما يخضع للقرائن والمرجحات، فقد ثبت أن بعض الثقات رووا عن بعض الضعفاء، فروى مالك، رحمه الله، على سبيل المثال، عن عبد الكريم بن أبي المخارق، وهو ضعيف، بل إن الشافعي نفسه روى عن بعض الضعفاء، ولا يلزم من ذلك قدح فيهما، لأن العالم في مرحلة الطلب يسمع من كل المشايخ، فإذا تصدر فإنه لا يحدث إلا بما ثبتت عنده صحته، وإن كان غير صحيح في نفس الأمر.
وهو لا يقبل إلا ما وافق فيه الثقة المرسل بقية الثقات، وإن خالفهم فبالنقص لا بالزيادة، لأن هذا النقص يدل على تحريه، فهو لا يستجيز نقل أي زيادة إن شك في صحتها، وإنما ينقل ما هو صحيح عنده فقط.
ومع هذا كله فإنه لا يقبل المرسل إلا إن اعتضد بـ:
مرسل آخر، بحيث لا يتحد مخرجهما، فلا يكون شيخ المرسل، بكسر السين، الأول هو نفسه شيخ المرسل الثاني، لأن هذا يعني أن هذه الرواية رواية واحدة، فكيف تقوى الرواية بنفسها، ولا يحدث الإلتقاء بينهما في أي طبقة تعلو طبقة الشيخ المباشر، كشيخ الشيخ، أو ما علاه، لأن هذا يعني أيضا اتحاد المخرج، ويرد الطريقين إلى طريق واحد، فكيف يقوى طريق بنفسه، ولا شك أن هذا عمل يتطلب إحاطة بطرق الروايات ومخارجها حتى يسهل على الناقد تمييز الطريق الصالحة للاعتضاد، فليس كل طريق يصلح للاعتضاد، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، فمن الطرق ما يصلح، ومنها ما يزيد الحديث وهنا على وهن، كأن يكون في سندها كذاب أو متهم بالكذب أو شديد الضعف، فأنى لغير النقاد الغوص في هذه المعاني الدقيقة؟!!!!!.
أو اعتضد بحديث آخر مسند إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا شك أن قبوله، في هذه الحالة، يكون من باب أولى، فإنه إن اعتضد بالأدنى، (وهو المرسل)، فاعتضاده بالأعلى، (وهو المسند)، أولى.
أو اعتضد بموقوف على صحابي، فلأقوال الصحابة، رضوان الله عليهم، من الاعتبار، ما ليس لغيرها.
او اعتضد بإجماع أهل العلم على العمل بما دل عليه، والإجماع من أصول الاستدلال المجمع عليها، بل إن البعض قدمه على نص الكتاب والسنة، لأنه قطعي الدلالة، بينما نصوص الكتاب، وإن كانت قطعية الثبوت إلا أن دلالتها قد تكون ظنية، وكذا السنة، غالبها ظني الثبوت، وما قطع بصحة نقله منها، منه ما هو ظني الدلالة، وإن كان الأمر يرجع أولا وآخرا إلى النص الشرعي، لأن هذا الإجماع لابد له من مستند من نص كتاب أو سنة، فتقديمه، في حقيقة الأمر، إنما هو تقديم لمستنده، والله أعلم.
وليس كل مرسل مقبولا، فمراسيل صغار التابعين كأبي العالية والزهري، رحمهما الله، مردودة، لأن الغالب عليها أنها شديدة الضعف، والله أعلم.
والغرض من بسط هذه المسألة، بيان تمكن النقاد، رحمهم الله، من أدوات الاجتهاد والترجيح في هذا الشأن، فإن شروط قبول المرسل لا يجيد تطبيقها إلا العالم بالقرائن والمرجحات، المحيط بطرق الروايات ومخارجها، وليس هذا لغير الناقد، كما تقدم، والله أعلم.
¥(12/175)
ويهتمون بتمييز الأحاديث عن الإسرائيليات، فنجدهم، على سبيل المثال، يتحفظون في قبول ما لا يدرك بالرأي، إن كان راويه ممن اشتهر بالأخذ عن أهل الكتاب، ولم يصرح بنسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولو كان صحابيا، كعبد الله بن عمرو، رضي الله عنهما، فقد أصاب زاملتين من كتب أهل الكتاب يوم اليرموك، فكان يحدث منهما، (ومما حدث به منهما، حديث الريح التي أهلكت عاد فقد مال ابن كثير، رحمه الله، في تفسيره، إلى إنكار رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال بأن الأقرب أن يكون موقوفا على عبد الله بن عمرو، رضي الله عنهما، وربما كان من هاتين الزاملتين، والله أعلم)، وليس معنى هذا أنه كان يستجيز الكذب في الرواية، حاشاه، رضي الله عنه، وإنما كان يرويها دون أن ينسب شيئا منها للرسول صلى الله عليه وسلم، فهي مما يستأنس به، وروايتها شيء، والاحتجاج بها، شيء آخر، كما أشار إلى ذلك الشيخ أحمد شاكر رحمه الله.
وتراهم يهتمون بتقعيد قواعد الرواية عن المبتدع، ويفردون لها مباحث مطولة، لا يتسع المجال لذكرها، وخلاصتها أن مدار المسألة عندهم على أمرين:
أن لا تكون بدعة الراوي مكفرة، كفرا صراحا لا تأويل فيه، كأن يكون منكرا لمعلوم من الدين بالضرورة، أو تقام عليه الحجة فيما أنكره فيصر ويعاند، ويكون ما أنكره مما يخرج الإنسان بإنكاره من دائرة الإسلام، وإلى هذا المعنى أشار الحافظ ابن حجر، رحمه الله، فليس كل صاحب بدعة، وإن غلظت كافرا بإطلاق، وإن كان لازم قوله كفرا، لأنه قد يكون متأولا تأولا يرفع عنه حكم الكفر وإن لم يرفع عنه إثم بدعته، كما سبقت الإشارة إلى ذلك.
وأن يكون صادقا في نفسه، ولو كان رأسا في بدعته، وفي هذا الأمر، خلاف كبير، لا يتسع المجال لذكره، وواقع الحال يؤيد الرواية عن كل من كان صادقا في نفسه، غير خارج عن أهل القبلة، كما في صحيح البخاري، حيث أخرج البخاري لعمران بن حطان الخارجي، وهو رأس في بدعة الخروج، بل إنه مدح عبد الرحمن بن ملجم، قاتل علي، رضي الله عنه، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، فلم تمنعه بدعته المغلظة من الرواية عنه لما ثبت له صدقه، فالخوارج، كما قد علم، من أصدق الناس حديثا، وهذا من إنصاف أئمة الحديث، في التعامل مع خصوم أهل السنة والجماعة، فلم يهدروا رواياتهم، وإنما انتقوا منها الصحيح، والله أعلم.
وعن جهودهم في مكافحة الوضع، فحدث ولا حرج، فمن معايير تعرف بها الأحاديث المكذوبة، سندا ومتنا، إلى تقسيم بديع لأصناف الوضاعين، وكيفية التعامل مع رواياتهم المكذوبة، فمنهم:
الذي يكذب في الحديث صراحة، وهو الوضاع بلا خلاف.
ومنهم من يتساهل في رواية ما علم أنه مكذوب، فيدخل في الوعيد وإن لم يكذب بلسانه.
ومنهم من يحدث بالخطأ، فإذا ما روجع وبين له خطؤه، أصر وعاند.
ومنهم من يسرق السماع فيدعي سماع ما لم يسمع، وإن كان صحيحا في نفس الأمر من طريق غيره، ليرغب الناس في حديثه، وهو المسمى بـ: "سارق الحديث".
ومنهم من يكذب في غير الحديث، وهو: "المتروك"، وروايته متروكة احتياطا، وإن لم يثبت كذبه في الحديث، لأن كذبه يدل على قلة خشيته فلا يؤمن كذبه على الرسول صلى الله عليه وسلم.
ومنهم من يضع المتن من نفسه ابتداء، فيأتي بكلام من عنده ويركب له إسنادا.
ومنهم من يأتي لكلام بعض الحكماء والفلاسفة فيركب له إسنادا.
ومنهم من يزيد في حديث صحيح لفظة ليست منه ....... الخ.
ولكل نوع حكم، مفصل في كتب هذا الفن، وهو مما يدل على دقة القوم في إصدار أحكامهم على الرواة، فهي أمانة وأي أمانة، والله أعلم.
إلى تصنيف يختص بالموضوعات دون غيرها، ككتاب: "الموضوعات" لابن الجوزي، رحمه الله، وهو من أشهر وأجمع ما صنف في هذا الشأن، على توسع حصل منه، رحمه الله، حيث أدخل كثيرا من الأحاديث الضعيفة التي لم تصل لحد الوضع، وبعض الأحاديث الحسنة والصحيحة، في كتابه، بل وأدخل أحاديث من صحيح مسلم!!!!!.
وإذا نظرنا في جهود أئمة الحديث في التصنيف، فحدث ولا حرج:
¥(12/176)
فمن جوامع، وهي الكتب المرتبة على الأبواب التي تشمل الدين كله عقائد وعبادات وأخلاقا، وقد اصطلحوا على أن أبواب الدين ثمانية: العقائد والأحكام والسير والآداب والتفسير والفتن وأشراط الساعة والمناقب، ومنها جامع عبد الرزاق الصنعاني وجامع سفيان الثوري، وجامع سفيان بن عيينة، وجامع معمر بن راشد البصري، ولكن أصحها وأشهرها على الإطلاق: الصحيحان، البخاري ومسلم.
وسنن، اهتم أصحابها بترتيبها على الأبواب الفقهية، فضمنوها أدلة مسائل الفقه، ومنها سنن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، رحمه الله، وسنن أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني، رحمه الله، وقد اشترط ذكر الأحاديث الغريبة التي يستدل بها الفقهاء، فكتابه مظنة الغرائب، وسنن البيهقي، رحمه الله، مجدد المائة الخامسة، ولعل أشهرها على الإطلاق كتب أصحاب السنن: أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة، وأعلاها شرطا: سنن النسائي الصغرى المعروفة بـ " "المجتبى"، وأدناها: سنن ابن ماجة.
ومستدركات يستدرك أصحابها، على أصحاب كتب سابقة، فيلزمونهم بتخريج أحاديث على شرطهم قد فاتتهم، ولعل أشهرها على الإطلاق مستدرك الحاكم، رحمه الله، على وهم حصل له في استدراك أحاديث كثيرة على الشيخين لا تلزمهما، لأنها ليست على شرطهما، فقد اشترطا أعلى درجات الصحة، فضلا عن أنهما لم يشترطا استيعاب الصحيح، كما نصا على ذلك، وقد تتبع الذهبي، رحمه الله، أحكام أبي عبد الله الحاكم في المستدرك، في التلخيص، وهو يحتاج لنوع تحرير، كما نص على ذلك الذهبي نفسه، والله أعلم.
ومستخرجات، يخرج صاحبها أحاديث كتاب ما من كتب الأحاديث، بأسانيد خاصة به، من غير طريق صاحب الكتاب الأصلي، ليعلو بإسناده على إسناد صاحب المصنف الأصلي، ولعل أشهرها ما استخرج على الصحيحين، فللفرع حكم أصله، ومنها: مستخرج أبي نعيم الأصبهاني، رحمه الله، على الصحيحين، ومستخرج أبي بكر البرقاني، رحمه الله، ومستخرج ابن الأخرم رحمه الله.
وموطأت، يرتبها أصحابها على الأبواب الفقهية، مع اشتمالها على الأحاديث المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والموقوفة على الصحابة، رضوان الله عليهم، والمقطوعة على التابعين، بل وربما ضمنها أصاحبها اختياراتهم الفقهية، كما فعل مالك، رحمه الله، وإذا ذكر الأئمة فمالك النجم، وإذا ذكرت الموطأت، فموطأه صاحب السبق.
ومصنفات تشبه الموطأت إلى حد كبير، وإن اختلفت التسمية فهي تشمل المرفوعات والموقوفات والمقطوعات، ومنها مصنف ابن أبي شيبة، رحمه الله، ومصنف حماد بن سلمة، رحمه الله، ولعل أشهرها على الإطلاق: مصنف بقي بن مخلد، رحمه الله، وهو ديوان عظيم من دواوين السنة، جمع فيه بقي، رحمه الله، بين التصنيف على المسانيد والأبواب الفقهية في نفس الوقت، فيأتي بأحاديث كل صحابي في مسند خاص به مرتبة على الأبواب الفقهية.
ومسانيد يعنى أصحابها بسرد الأحاديث مرتبة على أسماء رواتها من الصحابة، رضوان الله عليهم، دون مراعاة لترتيب الأبواب الفقهية، وأشهرها بطبيعة الحال: مسند الإمام أحمد، رحمه الله، وهو من أكبر كتب الحديث، إن لم يكن أكبرها ففيه بالمكرر 40000 حديث، وبغير المكرر 30000.
وكتب أطراف، تعنى بعزو الأحاديث إلى مصادرها الأصلية، أي الكتب الأصلية التي رويت فيها بالإسناد، معتمدة على طرف الحديث الدال عليه، فلا يلتزم صاحبها ذكر المتن كاملا، بل يذكر طرفا منه، فيقول على سبيل المثال: (إنما الأعمال بالنيات .................... )، الحديث، فهي فهارس يرجع إليها، لعزو الأحاديث إلى مصادرها الأصلية، ولا تؤخذ منها صناعة متون، ولعل أشهرها على الإطلاق: تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف، للحافظ أبي الحجاج المزي، رحمه الله، وإتحاف المهرة بأطراف العشرة، للحافظ، ابن حجر، رحمه الله.
¥(12/177)
ومعاجم، أشبه ما تكون بكتب التراجم التي تعنى بذكر كل المرويات المتعلقة بصاحب الترجمة، فيذكر صاحب المعجم الأحاديث التي رواها صاحب الترجمة بأسانيدها، ولعل أشهرها على الإطلاق معاجم الطبراني، رحمه الله: الكبير والأوسط والصغير، وأهمها: الأوسط، فقد ضمنه الطبراني غرائب الأحاديث التي رواها عن شيوخه، ومعاجم الطبراني، إجمالا مظنة الغرابة والتفرد.
وكتب خصصت للموضوعات، وسبقت الإشارة إليها عند الكلام على جهود أئمة الحديث في مكافحة الوضع، وأبرزها، كما تقدم، موضوعات أبي الفرج ابن الجوزي الحنبلي، رحمه الله، وموضوعات الجوزقاني، رحمه الله، واللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة، لجلال الدين السيوطي، وتنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة، لابن عراق، رحمه الله، والفوائد المجموعة لمجدد المائة 13، الشوكاني، رحمه الله.
وكتب أخرى خصصت للأحاديث المشتهرة على الألسنة، بغض النظر عن درجتها، فقد تكون صحيحة أو حسنة أو ضعيفة أو حتى موضوعة، ومن أبرزها:
اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة للحافظ ابن حجر، رحمه الله، والمقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة، للحافظ السخاوي، رحمه الله، تلميذ ابن حجر، والدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة، للحافظ السيوطي، رحمه الله.
ومجامع عني أصحابها بجمع أحاديث عدة كتب أصلية، مرتبة على الأبواب الفقهية، مع حذف أسانيدها، فهي مصادر غير أصلية، وأبرزها:
جامع الأصول لابن الأثير، رحمه الله، وقد جمع فيه أحاديث الصحيحين والسنن، ما عدا ابن ماجة، والموطأ، أي أنه أدخل الموطأ عوضا عن سنن ابن ماجة، والجمع بين الأصول الستة، أي الصحيحين والسنن الأربعة، لأبي الحسن رزين بن معاوية الأندلسي رحمه الله.
ومجامع، كالسابقة، ولكنها رتبت على حروف المعجم، ولعل أشهرها على الإطلاق: الجامع الكبير والجامع الصغير للحافظ السيوطي رحمه الله.
وكتب زوائد، عني أصحابها، بجمع ما زاد في بعض الكتب من الأحاديث عن أحاديث كتب أخرى، دون إيراد الأحاديث المشتركة، وأبرزها:
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، وهو المعروف بـ: "المجمع"، للحافظ الهيثمي، رحمه الله، وقد جمع فيه زوائد مسند أحمد، ومسند البزار، ومسند أبي يعلى، ومعاجم الطبراني الكبير والأوسط والصغير، على الصحيحين.
وكتب تخريج، عني أصحابها، بعزو أحاديث مصنف إلى مصادره الأصلية من كتب السنة مع بيان درجتها عند الحاجة، وغالبا ما تكون الكتب المخرجة كتبا في الفقه، يعنى مخرجها بتخريج الأحاديث التي استدل بها المصنف على مسائل كتابه، ومن أبرزها: نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية للمرغيناني، الحنفي، رحمه الله، ألفه الحافظ الزيلعي الحنفي، رحمه الله، وكتاب الهداية من أهم كتب الأحناف، رحمهم الله، والتلخيص الحبير في تخريج أحاديث شرح الوجيز الكبير للرافعي، الشافعي، رحمه الله، ألفه الحافظ ابن حجر، الشافعي، رحمه الله، وغالبا ما يكون المخرج لكتاب فقهي على نفس مذهب صاحب الكتاب الأصلي، وليس الأمر على إطلاقه، فالحافظ، رحمه الله، على سبيل المثال، شافعي المذهب، كما تقدم، ومع ذلك خرج أحاديث الهداية، وهو كما تقدم، من دواوين الفقه الحنفي، والله أعلم.
وأجزاء حديثية، عني أصحابها:
بجمع الأحاديث المروية عن صحابي أو تابعي أو ........ ، مثل جزء حديث أبي بكر، وجزء أحاديث مالك، وجزء ما رواه أبو حنيفة ........ الخ.
أو أحاديث باب واحد، كجزء رفع اليدين في الصلاة وجزء القراءة خلف الإمام، وكلاهما لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله، وقيل بأنه جمعهما للرد على أهل الرأي في هاتين المسألتين، والله أعلم.
¥(12/178)
وكتب مشيخات، تسمى أيضا: الأثبات والبرامج والفهارس، وهي كتب يجمع فيها المحدثون أسماء شيوخهم وما رووه عنهم من الأحاديث أو تلقوه عنهم من الكتب، وغالبا ما تكون أحاديث غرائب، لأن الراوي، في عصور الرواية المتأخرة، لا يعنى بسماع الأحاديث التي اشتهرت وعرفت مخارجها، كحديث: "إنما الأعمال بالنيات"، وإنما يعنى بسماع ما لم يسمعه من قبل، وهو عند هذا الشيخ بعينه دون سواه، كما أشار إلى ذلك الشيخ الدكتور سعد الحميد، حفظه الله، والله أعلم.
إلى كتب علل، عني أصحابها بإيراد الأحاديث المعللة، مع بيان وجه إعلالها، إما صراحة، وإما بإيراد طرق الحديث، فينبه على العلل بإيراد الطرق، وهذا مما لا يحسنه كل أحد، وإنما المعول فيه على الأئمة المتقدمين، الذين استوعبوا طرق الأحاديث رواية ودراية، ومن شاء فليطالع علل الدارقطني، رحمه الله، وهي أكبر كتب العلل وأكثرها فائدة، أو علل ابن أبي حاتم، التي نبه فيها على علل ما أورده فيها بطريقة تخفى على كثير من طلبة العلم، فلا يعرفها إلا من مارس علم العلل وأكثر النظر في كتبه وأقوال أهل العلم فيه، والله أعلم.
وأما رحلات علماء الحديث لجمع السنة وتدوينها، فهو مما يثير الدهشة والإعجاب:
فأبو أيوب الأنصاري، رضي الله عنه، يرحل من الحجاز إلى مصر، ليسمع حديثا واحدا من عقبة بن عامر رضي الله عنه.
وجابر بن عبد الله، رضي الله عنه، يرحل من الحجاز إلى الشام، ليسمع حديثا واحدا من عبد الله بن أنيس رضي الله عنه.
وسعيد بن جبير، رحمه الله، يرحل إلى عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما، ليسأله عن تفسير آية.
والحسن البصري، رحمه الله، يرحل من البصرة إلى الكوفة، ليسأل كعب بن عجرة عما افتدى به لما حلق رأسه في الحديبية، وهذا مئنة من فقهه، لأن صاحب القصة، مقدم على من سواه، عند حدوث التعارض، كما قد علم في الأصول.
وشعبة، رحمه الله، يرحل من العراق إلى مكة والمدينة، ثم يعود إلى البصرة، متتبعا حديثا واحدا تبين له في نهاية الأمر أنه غير صحيح.
ويحيى بن معين، رحمه الله، ينفق ألف ألف درهم وخمسون ألف درهم، في طلب الحديث.
وأبو حاتم الرازي، رحمه الله، يبيع ثياب بدنه شيئا بعد شيء لما انقطعت نفقته في إحدى رحلاته لطلب الحديث.
وابن منده، رحمه الله، يرحل في طلب الحديث 45 سنة.
وأبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي، رحمه الله، يبول الدم في طلب الحديث مرتين، مرة ببغداد ومرة بمكة، وكان يمشي في الحر ويحمل كتبه على ظهره وما ركب دابة قط.
ومن شاء الاستزادة فليراجع المصنفات التي عنيت بالرحلة في طلب الحديث، كالرحلة في طلب الحديث للخطيب البغدادي، رحمه الله، وتذكرة الحفاظ، للقرطبي، رحمه الله، ومبحث الرحلة في طلب الحديث، في كتب المصطلح، ككتاب علوم الحديث لأبي عبد الله الحاكم، رحمه الله، ومن الكتب المعاصرة: كتاب صفحات من صبر العلماء للشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله.
وهذا مما يثبت دقة النقاد، رحمهم الله، في سبر المرويات، قبل قبولها، وفيه أبلغ رد على مزاعم المشككين في نقل السنة النبوية من المستشرقين وأذنابهم من بني جلدتنا، والله أعلم.
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[06 - 03 - 06, 08:16 م]ـ
"
جزاك الله خيراً، وبارك الله فيك.
وهذا رابط لموضوع في باب عبقرية المحدثين:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29310&highlight=%D8%C7%D1%DE
"(12/179)
ممكن جواب # دوس قبيلة أبي هريرة رضى الله عنه " ما الاسم المعاصر لهذه القبيلة
ـ[محمد الثويني]ــــــــ[05 - 03 - 06, 10:48 م]ـ
سلام عليكم ورحمة الله
صراحة عندي سؤال احترت فيه
واتمنى ان اجد الاجابة عندكم
# دوس قبيلة أبي هريرة رضى الله عنه " ما الاسم المعاصر لهذه القبيلة
وجزيتم خيرا والله محتاج الجواب با سرع وقت
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 03 - 06, 10:58 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
دوس هي إحدى قبائل زهران، ولازالت إلى الآن تسمى دوسا.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 03 - 06, 11:09 م]ـ
بقلم الاستاذ المؤرخ /
علي بن محمد بن سدران الزهراني
أبو هريرة من دوس، وبلاد دوس هي بلاد أبي هريرة رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرية أبي هريرة هي قرية الجبور من بلاد دوس وتبعد عن وادي ثروق حوالي عشرة ك م شمالاً. وقد قربنا من موقع دار أبي هريرة رضي الله عنه ولم نصل إلى المكان فقد كانت في الطريق وعورة. ودوس تنقسم إلى أربعة قبائل هي " 1 " دوس بني فهم وشيخها سعد الداموك بن راشد " 2 " دوس بني علي وشيخها عبد ربه بن فرحه " 3 " ودوس بني منهب وبالطفيل وشيخها مفرح بن حضران " 4 " ودوس العياش وشيخها يحيى ابن أحمد وقد قابلنا هؤلاء المشايخ في شفا ثروق وفيها أمارتان " 1 " إمارة دوس، " 2 " إمارة برحرح، وبلاد دوس من أرفع أماكن المنطقة وأعلاها حيث ترتفع عن سطح البحر 5200 م.
منقول ويحتاج لبحث حول تحديد القرية والمنزل!(12/180)
جهود مركز جمعة الماجد في خدمة الحديث النبوي
ـ[أنس صبري]ــــــــ[06 - 03 - 06, 08:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أضع لأخوتي هنا بحث ألقيته في ندوة الحديث الشريف وتحديات العصر التي أقيمت في دبي في الفترة الواقعة من 28 - 30/ 3/2005م في كلية الدراسات العربية والإسلامية وقد كان أحد البحوث التي أجيزت وطبع ضمن بحوث الندوة 26 في ثلاث مجلدات عن الكلية وبعد استأذان رئيس الندوة شيخنا الدكتور حمزة المليباري أضع ذلك البحث خدمة لأخواني أهل الحديث للتعرف على ما يحتويه المركز من كنوز دفينة
جهود
مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث
في
خدمة الحديث النبوي
إعداد
الدكتور/ أنس صلاح الدين حسن صبري
قسم المخطوطات – مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي يهيىء دائما أمة من الناس تأخذ على عاتقها أن ترد الخير والحق إلى أهله، بعد أن امتلأت نفوسها بحب العدل والإنسان وببذل الخير مهما كلفها ذلك من تضحيات بالوقت والجهد والراحة والإستجمام والمال، فترى نفسها وتحقق ذاتها عندما تستنشق نسمات الصحوة، التي أخذت تهب بين الفينة والفينة، طارقة أبواب العلم التي أغلقتها حوادث الأيام والدهور، علها تجد من يلبي نداءها، فينضم إلى قافلة المحققين وناشري العلم، التي بدأت طلائع روادها تنطلق بسيرها، حاملة شعاعا، بل بصيصا من شعاع، كان في سالف الأزمان والعهود شعلا تضيء أنحاء المعمورة، تتهافت عليه الأمم الأخرى كما الفراش على الضوء، ولكنها بدلا من أن تتأثر سلبا بحرارته، نجدها تعود متسلحة بقوى فكرية، تنير الدروب المعتمة، وتوقظ النفوس من إغفائها في سراديب الجهل، وتتفاعل معه، كما المواد الكيماوية حين يخلط العالم بعض موادها ببعض، منتجة مادة جديدة تفيد البشرية، واضعا لبنة جديدة في بناء صرح الحضارة العالمية.
كذلك كانت أمتنا يوم كان العالم يدين لها بالطاعة، وينظر إلى ما كانت تقدمه إليه نظرة الظامىء الذي أدركه العطش وهو سائر في صحراء الحياة، فيقع على منهل عذب قراح يمده بعناصر وجوده.
لقد قدمت أمتنا على مائدتها لكل المدعوين الجادين، والعلماء العاملين، من كل الأمم التي كان لها اتصال بها، من كل أصناف العلوم المختلفة، التي كانت معروفة
آنذاك، فاكلوا وشبعوا حتى اتخموا، وتفاعل ما أخذوه مع ما يملكون من تراث فكري، مكونا فكرا جديدا لحياة تزهو بما تهبه للبشرية.
وتخلت أمتنا في غفلة من الزمن، حيث شغلها حب الدنيا، عن العطاء، كما تخلت عن الأخذ، وتراجعت قهرا، وفقدت الكثير من تراثها الذي خطه علماؤها، والنساخ من أبنائها، وتناهبته الأمم، وكأنه حق فينا قول رسولنا الكريم: " تداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها" ()، واحتضنته مكتبات العالم كما الأم تحضن وليدها، وصارت كل مكتبة تعتز بموجوداتها من المخطوطات العربية، في العلوم المختلفة وتضن بها على أصحابها الأصليين بل تخفيها عن ناظريهم، وأصبحت تعده من تراثها هي، وتنسبه لنفسها.
فقدت أمتنا أهم ذخائرها من التراث المخطوط وسُلبته كما الطفل يسلب، فيتبناه السالب، وتراثنا المخطوط والمسلوب تعج به المكتبات العامة والخاصة في بقاع الأرض من مشرقها ومغربها، وعندما يذهب أهله ليروه، يُحجب عنهم، ويمنعون من تكحيل أعينهم بمشاهدته إلا بشق الأنفس، وبالتضحية بالمال الكثير، يدفعه من يستطيع لمن لا يستحق.
تلك مشكلتنا مع تراثنا. حتى قيض الله لهذا التراث رجلا يرى سعادته ترفرف عليه ظلالها حين يتمكن من تصوير نسخة من هذا المخطوط أو ذاك، من مكتبة مشيدة في جادة مهجورة، أو مجهولة، أو لا يمكن الوصول إليها إلا بشق الأنفس.
أخذ هذا الرجل عهدا على نفسه أن ييسر السبل أمام الباحثين اللاهثين وراء نسخة مخطوطة، يرغبون في أن تأخذ سبيلها إلى الحياة، فتخرج من رحم المجهول، فترى النور، وتنطلق أنوارها بعد ذلك، جالية عقولا غطاها غبار الجهل، وربط عليها الجوع والعطش إلى العلم بعقاله المعقود بعقد لا يتمكن من حلها إلا من هداه الله، أو كتب له الخروج من المتاهة التي أفقدته بصره وبصيرته.
¥(12/181)
وعودا على بدء، فقد أحس الرجل الخير بحدسه أن الله وهبه المال ووضعه بين يديه، لينفقه في مجال الخير، ينتفع به أبناء الأمة كلها، وتلك هي زكاته، فانطلق يشيد ويبني، ويؤسس، فكانت اللبنة الأولى المدارس الأهلية الخيرية، ثم كلية الدراسات العربية والإسلامية، ولم يقف طموحه عند هذا الحد، ورأى أن من واجبه تسهيل سبل الحصول على نسخ المخطوطات للباحثين عنها، ولا يتمكنون من الوصول إليها، فأقام صرح مركز الثقافة والتراث بدبي، ليكون النبع الذي يرده العلماء والأدباء من هذه الأمة، يمدهم بما يحتاجون إليه من كتب ومخطوطات ومعلومات.
ومن أجل الحصول على المخطوطات، أصلية كانت أم نسخاً مصورة، حبب الله إليه السفر للبحث عنها في مظانها، دون كلل، ما أن يحط رحاله من رحلة إلى بلد حتى يعود إليه هاجس السفر إلى مكان آخر.
وهكذا انطلق جمعة الماجد في رحلاته إلى انحاء الدنيا، سابراً أغوار المكتبات أينما وجدت، بحثا عما فقدناه، عله يعود بصيد ثمين، يقدمه على مائدته العامرة، لمن يعيد لهذا الصيد الحياة، فلم يترك مكانا يحدوه إليه الأمل في العثور على ضالة شاردة، مختفية، بل مخفاة فيه، فسارت قافلته إلى الجمهوريات الإسلامية، التي أفلتت من عقال الشيوعية، مثل أذربيجان، وأوزبكستان، كما حط رحله في روسيا نفسها، في مكتبة كلية الدراسات الشرقية، في جامعة سانت بطرسبورغ، وفي مكتبة معهد الاستشراق فيها، ووصلت قافلته إلى المدن المغربية، الدار البيضاء، والرباط، وسلا، وأقليم بني ملال وغيرها، ومنها إلى إيران، وليبيا، وتونس، وغيرها من البلدان، وما زالت البلدان تترى.
وتعود القافلة من كل رحلة تحمل صوراً على ميكروفيلم لنسخ من مخطوطاتنا، وكلها نسخ قيمة بما تحويه من علوم نحن الآن بأمس الحاجة إليها، وتكمن أهميتها بكون بعضٍ منها نسخاً نادرة، إما لأنها كتبت بيد مصنفها، وإما عليها قراءة وسماع طالب علم على مؤلفها، ووثق السماع والقراءة بخط المؤلف، وإما ان تكون كتبت ومؤلفها حيّ أو بعد وفاته بقليل، إلى غير ذلك من الأمور التي تكسب المخطوط قيمة.
ومن منطلق الاحساس بجهود علمائنا وسلفنا الصالح العظيمة يرسم لنا مؤسس المركز أحد الأسباب التي حدت به لتأسيسه، فيقول " إن الباحث الذي قضى أكثر من نصف عمره لتأليف كتاب، وجاب مشارق الأرض ومغاربها، وتعرض للمشاق
والعقبات، ألا يستحق الآن، ونحن بهذه القوة والصحة والمال، أن نسعى جاهدين للمحافظة على هذا التراث القيم العظيم، الذي يمثل نتاج أولئك الباحثين، خدمة لهم ولأهل العلم".
وهذا كلام سطره يراع من أحس بمثل معاناة أبي عبيد القاسم بن سلام وهو يصف عمله في كتابه غريب الحديث " كنت في تصنيف هذا الكتاب أربعين سنة، وربما كنت أستفيد الفائدة من أفواه الرجال، فاضعها في موضعها من الكتاب، فأبيت ساهرا فرحا مني بتلك الفائدة، وأحدكم يجيئني فيقيم عندي أربعة أشهر أو خمسة أشهر، فيقول: قد أقمت الكثير" ().
وقد آن لنا الولوج إلى المركز لنقف على ما تحتويه شجرة أبي خالد العلمية من أصناف ثمار تفتح شهية الباحث، ويسيل لعابه عند النظر إليها.
التعريف بالمركز
المركز هيئة علمية ذات نفع عام تعنى بالثقافة والتراث، أنشىء بتمويل مؤسسه السيد جمعة الماجد وجهوده، وتعود البداية في نشوء فكرة المركز إلى العام 1988م، حيث بدأ العمل على اقتناء الأوعية الثقافية بأشكالها المتنوعة والمتعددة، ومن ثم حفظها وفهرستها وتصنيفها، ومن ثم أخذ الترخيص الرسمي في نيسان 1991م. وفي سنة 1993م بدأت مرحلة الخدمات المكتبية للباحثين وطلاب الجامعات، وبدأت معها أنشطة المركز المتنوعة من دورات تدريبية وندوات علمية ومعارض وكتب وغير ذلك.
أهداف المركز
لقد أنشى المركز لتحقيق جملة من الأهداف التي تخدم الثقافة العربية والإسلامية المتمثلة فيما يأتي:
• الاهتمام بالفكر والثقافة والتراث العربي والإسلامي، وتيسير السبل لدراسته وتحقيقه، وإظهاره والتعريف به، والإفادة من المبادىء الرفيعة التي يتضمنها.
• جمع الأوعية الثقافية القيمة من الثقافة العالمية والإسلامية وحفظها في مكتبة مرجعية؛ لتيسير سبل الانتفاع بها لكل راغب.
¥(12/182)
• تشجيع البحث في حقول الثقافة كافة، والفكر الإنساني وبخاصة الدراسات والبحوث المتعلقة بدولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج العربي عامة.
• السعي في جمع التراث العربي الإسلامي المخطوط بروافده المتعددة سواء كانت مخطوطات أصلية، أم مصورات ميكروفليمية، أم وثائق تاريخية.
• الإسهام في نشر المؤلفات العلمية وإجراء الدراسات والبحوث التي تخدم الثقافة العربية الإسلامية.
• التعاون العلمي وتبادل الخبرات مع الهيئات الثقافية ومراكز البحث داخل الدولة وخارجها، وتنظيم الندوات والملتقيات العلمية والمعارض.
المخطوطات
يعد قسم المخطوطات قلب المركز النابض لما أولاه ويوليه مؤسس المركز من رعاية خاصة به، ومن إشراف ومتابعة شخصية منه، مما جعله الرئه التي يتنفس منها الباحثون عندما يجدون بغيتهم من خلال الكم الهائل من المخطوطات، التي يحتفظ بها القسم على وسائط متعددة وبأشكال متنوعة.
وهذه الوسائط والأشكال من مخطوط أصلي أو مصورة ورقية أو ميكروفلم أو قرص مدمج أومرن تمثل ما تم جمعه إلى الآن إشعاعا حضاريا يصل الأمة بماضيها المشرق، ولا يزال هذا الإشعاع يزداد سطوعا مع كل رحلة تعود من أصقاع الأرض محملة بكنوز من تراث الأمة، بعد أن تم إزالة الغبار عنه، وإذا أردنا أن نعطي رقما تقريبيا لما يحويه المركز من مخطوط بجميع وسائل الحفظ لأمكننا القول إنّ العدد ناف عن السبعين ألفا من المخطوطات.
أما إذا اردنا التفصيل فمن الصعوبة بمكان أن نخرج بأرقام دقيقة، نظرا للزيادة المضطردة، ولما تم فهرسته وما بقي في انتظار الكشف عن خبايا التعريف به بعد أن تم تكشيفه وتحديد ما يحتويه، ويكفي في هذا المقام أن نستعيض عن ذلك بنسب تتناول هذه الوسائط المتعددة فيما يخص بحثنا وموضوعنا في الحديث النبوي إلى ما تم فهرسته.
فإذا بدأنا بالمخطوطات الأصلية المتعلقة بالحديث النبوي نجد أن نسبتها تصل إلى 7% من هذه المخطوطات، وإذا عرجنا على ما وجد في محتويات الخزائن الخاصة للعلماء الذين سنتكلم عن المحدثين منهم في محور خاص، نرى النسبة قد وصلت إلى 22%، أما إذا وقفنا عند الكم الأكبر، وهو الموجود على ميكروفيليم، فنجد أن النسبة تبلغ 10%، ولنختم موضوع النسب بذكر الثمرة، وهي المستفيدون من مقتنيات المركز من مخطوطات في الحديث، لنقيس من خلالها حجم ما قدمه المركز من جهد وخدمة لأهله، فقد وصلت هذه النسبة إلى 19%، أي إنّ خمس المستفيدين من مخطوطات المركز هم من أهل الحديث.
أما عن مدى تعاون المركز مع أهل العلم فيكفينا هنا ان نروى على مسامعكم ما قصه مؤسس المركز على أحد أصدقائه عن زيارة العالم والمحقق الكبير الأستاذ محمود شاكر، وكيف التقاه في مؤتمر في المملكة الاردنية الهاشمية، ودعاه لرؤية مركزه في دولة الامارات في دبي، وقد لبى الاستاذ محمود شاكر هذه الدعوة، وكيف أعجب بالمركز عندما زاره، وطلب بعدها الاستاذ شاكر من السيد جمعة كتابين كان يبحث عنهما منذ أربعين سنة، وقد كتب السيد جمعة اسم الكتابين على ورقة، ودفعها إلى أحد السكرتارية، وبعد ربع ساعة كان بين يدي الاستاذ محمود شاكر، وكان كوب الشاي الساخن أمام شاكر، فترك الشاي واهتم بالكتابين وهو يتعجب، فطلب من السيد جمعة أن يوفر له نسخة من الكتابين، فقال له السيد جمعة: انت قلت ستبقى عندنا يوماً واحداً، فرد عليه شاكر علشان الكتابين أبقى اسبوعا حتى أهضمهما، وفي اليوم التالي فاذا بالكتابين بين يدي شاكر بصورتهما الجديدة، فاستغرب شاكر لهذه السرعة والإنجاز، وفرح وسرّ وظل في دبي يرتشف مما في هذه المكتبة الكبيرة أسبوعا كاملا.
أما نفائس المخطوطات الأصلية فيمكننا الإشارة إلى مخطوطة كتاب الشمائل، نسخت في سنة 554 هـ، ونسخة من الموطأ نسخت في سنة 588هـ، ونسخة من كتاب سنن ابن ماجه تاريخ نسخها 612هـ، ونسخة من كتاب حسن الظن بالله لابن أبي الدنيا نسخت عام 634هـ، ونسخة من منتخب تأويل مختلف الحديث منسوخة في سنة 763هـ، ومن بهجة النفوس مختصر البخاري، لابن أبي جمرة تاريخ نسخه 764هـ، ونسخة من رياض الصالحين للنووي تاريخها سنة 791هـ.
¥(12/183)
أما المخطوطات المصورة فيمكننا إبراز نفائسها بالإشارة إلى أن المخطوطات المؤرخة قبل أكثر من ألف عام، التي انتهى المركز من حصرها من خلال ما تحتويه مكتبته الخاصة بفهارس المخطوطات في العالم التي تحتوي 1880 فهرسا تقع في 1344
مجلدا، موزعة على 52 دولة عربية وأجنبية، فوصل الرقم بعد دراستها واستبعاد الأخطاء التي تم الوقوف عليها إلى 160 مخطوطة، يوجد في المركز منها 66 مخطوطة
مصورة، مع الإشارة إلى أن حوالي 50% من هذا المقتنى بحوزة المركز من مخطوطات الحديث النبوي.
المكتبة العامة
إن ما يميز أي مركز إشعاع علمي هو مكتبته العامة، ومدى غناها بأنواع العلوم كافة، ولقد حرص المركز على تزويد صرحه العلمي بكل ما يجدُّ في عالم الكتب، إذ وصل عدد مقتنياتها إلى بضع مئات من الآلاف، ويكفينا الإشارة إلى أن نسبة الكتب المتعلقة بالحديث النبوي قرابة 8 %، لنعلم مدى حرص المركز على توفير مراجع هذا الرافد الأصيل من أصول الدين خدمة لهذا العلم وأهله، وبسبب زيادة مقتنيات المكتبة بصورة مضطردة استخرجنا احصائية تقريبية مما تم فهرسته وتصنيفه.
المكتبات الخاصة
أظهر المركز عناية فائقة واهتماما بالغا باقتناء المكتبات الخاصة، التي تعود إلى مجموعة من العلماء والأدباء والمفكرين، وكان لأهل الحديث نصيب تمثل في مجموعة من أعلامه نذكر منهم: العلامة الشيخ المحدث الحافظ أبو شعيب الدكالي المغربي، والعلامة الشيخ المحدث المدقق عبد الفتاح أبو غدة الشامي، والعلامة الشيخ المحقق السيد أحمد صقر المصري.
ومما لا يخفى على أحد ما تمثله المكتبات الخاصة من تجسيد وتظهره من جوانب في شخصية هؤلاء الأعلام، فبين العالم والكتاب علاقة روحية يصب فيه الكثير من أحاسيسه ومشاعره وفكره، يظهر ذلك من خلال تعليقاته على الكتاب وتعامله معه، ويربطنا بطريقة وجدانية مع هذا العالم، ولذلك ارتأى المركز أن يبقي كل واحدة من المكتبات الخاصة التي نافت على الستين مكتبة بالآفها من الكتب محتفظة برونقها وترتيبها تخليداً لاسم صاحبها وشاهدا على علمه، واعترافاً بفضله وإسهامه في جوانب هذا العلم الذي برز فيه، لتعكس لنا جوانب من شخصيته واهتماماته وطريقة تفكيره حتى من خلال ترتيب مكتبته.
الرسائل الجامعية
مما لاشك فيه أن أهمية الرسائل الجامعية في البحث العلمي لا تخفى على أحد بوصفها خلاصة فكر الباحث، ومصدراً ثرياً بالمراجع التي حشدها وأفاد منها في بحثه، ومن هذا المنطلق قام المركز بجمع عدد كبير من الرسائل الجامعية لدرجتي الماجستير والدكتوراه على وسائط متعددة، وبطرق متعددة أيضا، منها عن طريق الشراء أو الإهداء، فاقتنى منها على سبيل المثال 11 ألفا على الميكروفلم والميكروفيش، وأكثر من ثلاثة الآف رسالة ورقية، شكلت الرسائل المتعلقة بالحديث نسبة عالية حيث بلغت
قرابة 8 %.
ولقد اهتم المركز بابراز الرسائل الجامعية التي تُناقش في العالم الإسلامي ومتابعة أخبارها، فأفرد زاوية ثابتة في مجلته أفاق الثافة والتراث عن أخبار هذه الرسائل، وبخاصة في الأعداد الأولى للمجلة، وتكاد لا تجد عددا فيه هذه الزاوية يخلو من رسائل حديثية.
الدوريات
تعد الدوريات من المصادر المهمة التي تخدم الباحثين، لما تحتويه من عصارة فكر الأساتذة مدرسي الجامعات، ولذلك كان مما حرص عليه المركز أن يضم بين جنباته عددا لابأس به من هذه الدوريات البحثية إلى جانب الدوريات الأخرى التي تتناول جوانب الفكر الإنساني.
وقد كان من الطبيعي وجود الأبحاث الحديثية ضمن هذه الدوريات البحثية، نظرا لمكانة الحديث الشريف، منها ماحمل اسم الحديث صراحة مثل مجلة دار الحديث الحسنية في المغرب أوكانت أبحاثها مركزة عليه مثل مجلة مركز بحوث السنة والسيرة في قطر، ومجلة السنة النبوية المحمدية في الجزائر، أو دوريات كليات الشريعة المتعددة في أنحاء العالم العربي والإسلامي، والتي أخذت الأبحاث الحديثية جانبا هاما وموقعا متميزا فيها، فلا يكاد يخلو عدد من هذه الدوريات إلا ويضم بين جنباته بحثا حديثيا أو أكثر مثل: مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض، ومجلة الجامعة الإسلامية في المدينة، ومجلة جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية في الجزائر، وحولية كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في
¥(12/184)
الدوحة، أو دوريات الجامعات التي تضم بين أركانها كليات للشريعة مثل جامعات: الأردنية، وإربد، وجرش والبلقاء في الأردن مثلا، وغيرها من البلدان العربية، أو المجلات التي تحمل طابع السنة والحفاظ عليها مثل: مجلة الحكمة وغيرها.
السمعيات والبصريات
يمتلك المركز ضمن أوعيته الثقافية مكتبة متميزة من أفلام الفيديو والكاسيت وقرص مدمج موضوعة لخدمة الباحثين، لتكتمل لديهم منظومة التوثيق، وتشمل هذه المكتبة مجموعة كبيرة من: الرسائل الجامعية، والندوات العلمية، والمؤتمرات، وورشات العمل، والبرامج التلفازية، واللقاءات الصحفية، وحتى برامج الرسوم المتحركة.
وتصل نسبة موضوعات الحديث ضمن هذا التنوع الهائل والمجالات المتعددة لهذه المكتبة إلى 5% من أكثر من 8500 مادة، هي حصيلة ما تم إدراجه حتى كتابة هذا البحث.
مجلة آفاق الثقافة والتراث
إذا أردنا إلقاء نظرة إلى الأبحاث الحديثية الموجودة في مجلة آفاق الثقافة والتراث المعبرة عن رسالة المركز، فاننا نرى أبحاثا تناولت موضوعات حديثية متنوعة، فالحديث من أبرز معالم تراث هذه الأمة، ولأن الأمة لا تبرز من كبوتها إلا بإبراز جهود قدواتها، أخذت الموضوعات التي تتعلق بالبخاري وصحيحه جانبا مهما في هذه البحوث، نرى ذلك من استعراض سريع لأبرز الأبحاث المتعلقة بالحديث، التي نشرت بالمجلة، وذلك حسب الترتيب الزمني للنشر وهذه الأبحاث هي:
1 - المشيخة للفخر ابن البخاري، علي بن أحمد بن عبد الواحد، ت 690هـ/ تعريف أ. عبد القيوم محمد شفيع.
* المخطوطات النادرة – العدد الأول / محرم 1414هـ، يونيو 1993م ص 103 - 110
2 - نموذج من إجازات العلماء في أوائل القرن الرابع عشر، إجازة بخط الشيخ عبد الرزاق بن حسن البيطار ت 1335هـ أجاز بها علي بن نعمان الألوسي البغدادي ت 1340هـ المؤرخة في سنة 1333هـ/ عرض وتقديم نزار أباظة، من الوثائق الأصلية بالمركز.
* وثيقة تاريخية – العدد 3 / رجب 1414هـ - كانون الأول 1993م ص 33 - 38
3 - ابن خلفون الأونبي من أعلام الحديث بالأندلس / عبد العزيز الساوري – الرباط
* تراجم – العدد 14 / ربيع الثاني 1417هـ، أيلول 1996م ص 72 - 89.
4 - من نوادر المخطوطات العربية كتاب التنبيه على الأوهام الواقعة في المسندين الصحيحين للجياني/ د. محمد أبو الفضل – جامعة القرويين فاس.
* التعريف بالمخطوطات – العدد 24 / رمضان 1419هـ، كانون الثاني 1999م ص 139 - 151
5 - أجوبة ابن حزم على مواضع من البخاري / أ. محمد بن زين العابدين رستم - المغرب
* مقالات – العدد 33 / محرم 1422هـ، نيسان 2001م ص 26 - 31
6 - الزيادات في كتاب الجود والسخاء، للطبراني / أ. د عامر حسن صبري - جامعة الإمارات العين.
* تحقيق المخطوطات – العدد 35 / رجب 1422هـ، أكتوبر 2001م ص 155 - 193
7 - تعليقات أبي علي الصدفي على نسخته المخطوطة من الجامع الصحيح / د. محمد زين العابدين رستم.
* من نوادر المخطوطات – العدد 39 / رجب 1423هـ، أكتوبر 2002م ص 152 - 162
8 - تحفة أهل الحديث في إيصال إجازة القديم بالحديث، لابن العمادية / أ. د عامر حسن صبري - جامعة الإمارات العين
* نصوص محققة – العدد 31 / رجب 1421هـ، أكتوبر 2000م ص 157 - 192
إصدارات المركز
إن مطبوعات أي مركز ثقافي تعطي صورة عن توجهات ذلك المركز وتبين اهتماماته وتنوع موضوعاته ومدى إسهامه في إثراء الحركة الثقافية، ومن هنا نجد أن تكامل هذا التنوع نابع من أن التراث من الأوعية التي تجمع تحتها الكثير من الموضوعات، ولان اهتمامنا ينصب في هذا المقام على الحديث واصداراته، رأينا أن نعرض لهذه الاصدارات من خلال كلام مؤلفيها أو محققيها لتظهر لنا مدى أهميتها، ولماذا اختارها المركز دون غيرها لتكمل منظومته من كتب التراث.
¥(12/185)
ولأن أهم ركائز تناول كتب التراث هو إخراجها إلى النور محققة تحقيقا علميا - وهذا هو الأمل المرجو - نرى لجنة التحقيق والنشر في المركز تفصح عن هدفها ذلك في تصديرها لاتحاف المسلم للنبهاني فتقول: " أخذ مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي على عاتقه ومنذ قيامه أن يسهم في خدمة التراث بما يقدر عليه من خلال أقسامه المتعددة خدمة للعلم والباحثين؛ ذلك أنه كثر في السنوات الأخيرة نشر الكتب التراثية على أيدي غير المتخصصين، الذين لم يلتزموا في تحقيقهم اسلوبا علميا منهجيا، فظهرت في الأسواق طبعات سقيمة لأسفار جليلة المضمون، تطاول أعمال المجلين من المحققين، أدت إلى اختلاط الغث بالسمين وأساءت للمكتبة العربية.
ومن هنا كلف المركز لجنة من الأساتذة الخبراء، أوكل إليها الإشراف على شؤون التحقيق والنظر فيما يقدمه المحققون الأكفياء من أعمال وتقديم الصالح منها للنشر" ()
وقد كان نصيب كتب الحديث كبيرا ومهما، إذ خرج من سلسلة الاصدارات تسعة كتب في الحديث من تسعة وستين كتابا هي ثمرة ما صدر حتى الآن في أربعة عشر
عاما، وهذه هي الاصدارات على حسب الترتيب الزمني لصدورها:
1 - مشيخة أبي المواهب الحنبلي محمد بن عبد الباقي الحنبلي البعلي الدمشقي (1044 - 1126) هـ تحقيق: محمد مطيع الحافظ، الطبعة الأولى 1990م عن دار الفكر في 107ص مزودة بفهارس علمية في 45ص، ولندع المحقق يحدثنا عن الكتاب فيقول: " ومشيخة أبي المواهب هذه صورة توضح لنا ثقافة العصر، وتبين المنهاج العلمي الذي يتبعه طالب العلم في تحصيله، وتذكر الكتب التي يقرئها العلماء لطلابهم في مجالسهم العامة والخاصة.
ثم إنها تعرفنا الكتب الوفيرة التي تلقاها أبو المواهب عن شيوخه قراءة فهم وإتقان، وإذ ذاك ندرك مكانة أبي المواهب الذي استطاع أن يجمع ويحصل ويتقن هذه الكتب، ثم يعمل بما فيها، ثم يعلمها للناس، فيخرج جيلا من العلماء يتابعون السير على طريق العلم يحملون مشاعله النيرة الهادية" ()
2 - إتحاف المسلم بما في الترغيب والترهيب من أحاديث البخاري ومسلم، للشيخ يوسف بن إسماعيل النبهاني (1265 - 1350هـ) قرأه وضبط نصوصه مأمون الصاغرجي، وقدم له عبد القادر الأرناؤوط، الطبعة الأولى 1991م عن دار الفكر، في 585 ص مزودة بفهارس في 60ص، ولنستمع للمحقق يحدثنا عن عمله فيقول: " وبعد فهذا مختصر في الترغيب والترهيب، اختاره النبهاني – رحمه الله – من أصح الأحاديث الصحيحة في بابته، مما أورده الحافظ المنذري في كتابه الترغيب والترهيب، واقتصر فيه على ما رواه البخاري ومسلم – أو أحدهما في صحيحيهما، فقمت بشرحه شرحا وافيا شافيا يقرب معناه، ويعين على فهم مرماه، ليفيد منه القراء على اختلاف طبقاتهم وثقافاتهم، شاديهم وعالمهم، يكون للشادي نبراسا، وللعالم عونا وذكرى؛ وعولت في هذا الشرح على العلماء الثقات ... وقدمت لهذا الشرح كلمة بينت فيها معنى الترغيب والترهيب لغة واصطلاحاً، وأظهرت ما اشتمل عليه نهج الإسلام من أسلوب الترغيب والترهيب في القرآن والحديث، ومدى تأثير هذا النهج في تقويم النفس المؤمنة .. " ()
3 - كشف المغطى في فضل الموطا، للحافظ ابن عساكر ت 471هـ، تحقيق محمد مطيع الحافظ، الطبعة الأولى 1992م عن دار الفكر في 79ص و43ص فهارس علمية، ولنقف على ما وصف به المحقق كتابه وعمله إذ يقول: " وفضائل الموطأ قد تعز على الحصر، فبدت للعلماء المهتمين بالحديث الشريف وعلومه، فسودوا فيها الصفحات ووضعوا المؤلفات، ولعل أشهرها كتاب كشف المغطى في فضل الموطا، للحافظ ابن عساكر، وقد جمعه كعادته بالتلقي عن شيوخه مع السند إلى أصحاب الأخبار، وهذا ما يتميز به ابن عساكر في كتابه الذي غدا منهلا لكل من ترجم للإمام مالك، وتكلم عن كتابه الموطا.
فعمدت إلى إخراجه ضاما إليه مقدمة في ترجمة الإمام مالك رضي الله ومؤلفاته، ومعرفاً بروايات الموطأ وأصحابها، ونسخه وشروحه، وترجمة ابن عساكر، وما يتعلق بمنهج التحقيق" ()
4 - الاخلاص والنية، لابن أبي الدنيا، أبي بكر عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي (208 - 281هـ)، حققه وعلق عليه إياد خالد الطباع، الطبعة الأولى 1992م، عن دار البشائر في 76ص و16ص فهارس، ولنبقى مع محققه وهو يصف
¥(12/186)
كتابه: " فهذا جزء نفيس من مصنفات ابن أبي الدنيا، جزء مجهول المكان، أخفاه الزمان، لم يظفر به من العلماء إلا النادر، موضوعه يترجم عنوانه: الإخلاص والنية. ومؤلفه حافظ مسند مشهور، سمع وتلقى، وعلم وعمل، ثم أراد تبليغ ما سمعه، ونشر ما وعاه .. وكان حقا عليّ وقد منّ الله عليّ بالعثور عليه، أن أخدمه وأقدمه للقراء، فحققته، وعلقت عليه بما يسر الله، وقدمت للكتاب بتمهيد ذكرت فيه ترجمة موجزة للمؤلف، ونتفا من أخباره، ثم بينت حال الكتاب، من حيث توثيقه وعنوانه ونسخته ومنهج التحقيق" ()
5 - الأربعين البلدانية عن أربعين من أربعين لأربعين في أربعين، للحافظ ابن عساكر ت 571هـ، تحقيق محمد مطيع الحافظ، الطبعة الأولى 1992م عن دار الفكر، في 168ص و57ص فهارس فنية، أعدها رياض عبد الحميد مراد، ولنقف هنيهة مع محققه وهو يصف الكتاب والعمل، فيقول: " لا يخفى ما للحافظ ابن عساكر من شهرة واسعة بفضل مكانته الرفيعة، وتآليفه العظيمة، وطول باعه في العلم .. وكتابه الأربعين البلدانية هذا يدل على تمكن الرجل وسعة علمه، فقد جمع فيه أربعين حديثا عن أربعين شيخا من أربعين بلدة، لأربعين صحابيا، في أربعين موضوعا.
وقد بدأ كتابه بمقدمة قيمة جعلها في موضوع فضل جمع أربعين حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم، شفعها ببيان طرق الحديث ودرجته مع ذكر أشهر من سبقه إلى الاهتمام بجمع الأربعينيات. ثم بدأ الكتاب بالمنهج الذي رسمه في مقدمته.
ولهذا فالكتاب طريف في فكرته من جهة تنوع أحاديثه، مسبوق إلى مثله من ناحية اهتمامه بالأربعين من الأحاديث. وهو إلى ذلك يدل على سعة علم ابن عساكر، خرجه في منهجية تفيد في علم الحديث وعلم التاريخ، وتعطي صورة عن حرص علماء السلف على العلم وعلى الرحلة ولقاء الشيوخ" ()
6 - البلغة في أحاديث الأحكام مما اتفق عليه الشيخان على ترتيب أبواب المنهاج، للإمام النووي، لسراج الدين ابن النحوي (723 - 804هـ) حققه وخرج أحاديثه محيي الدين نجيب، الطبعة الأولى 1994م، عن دار البشائر في 188ص و30ص فهارس، ولنستمع إلى مؤلفه وهو يعرف بكتابه، فيقول: " فهذه بلغة في أحاديث الأحكام مما اتفق عليه الإمامان: محمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج، مرتبة على أبواب المنهاج للعلامة محيي الدين النووي، انتخبتها من تأليفي: تحفة المحتاج إلى أدلة المنهاج، التي لا يستغنى عنها، مع زيادات يسيرة مهمة، ليسهل حفظها في أيسر مدة، وتكون للطالب اعتمادا وعدة، وربما ذكرت أحاديث يسيرة من أفراد الصحيحين وغيرهما، لأني لم أجد في ذلك الباب ما يستدل به غيره، وإلى الله أرغب في النفع بها، إنه بيده والقادر عليه، وهو حسبي ونعم الوكيل" ()
7 - رواة محمد بن إسحاق بن يسار في المغازي والسير وسائر المرويات، تصنيف مطاع الطرابيشي، الطبعة الأولى 1994م، عن دار الفكر في 534ص و30ص فهارس، ولكني هنا سأكتفي بنقل بعض نتائج البحث لعدم وجود جميع المقدمات التي وعد بها الباحث، بخاصة التي وصف بها عمله، إذ يقول: " اجتمع بالبحث لدينا مئة وواحد وثلاثون رجلا رووا عن محمد بن إسحاق. إذا طرحنا منهم المجهولين وهم خمسة عشر رجلا فالباقي 116 رجلٍ نصفهم تقريبا رواة المغازي، والنصف الآخر سائر الرواة، والسؤال المطروح هو كم عدد نسخ المغازي التي حملها الجميع عنه؟ الحق أنه لا سبيل إلى إعطاء رقم دقيق بعينه يمثل إحصاءً دقيقا بعدد النسخ .. قد يصح أن نقول إن المبلغ الإجمالي لنسخ المغازي التي حملها أصحاب ابن إسحاق عنه يقدر بنحو مئة نسخة " ()
8 - ظفر الأماني في مختصر الجرجاني، للإمام أبي الحسنات اللكنوي (1264 - 1304هـ)، حققه وخرج نصوصه وعلق عليه الدكتور تقي الدين الندوي، الطبعة الأولى 1995م، عن دار القلم - الإمارات، في 528 ص و42ص فهارس، ولنسمع اللكنوي يوضح لنا السبب الذي دفعه لتأليفه فيقول: " إن أجل ما صنف في علم أصول الحديث من المختصرات المختصر المنسوب إلى .. السيد علي الشريف الجرجاني .. ورأيت الناس في هذا الزمان قد اشتغلوا بدرسه وتدريسه، ولم أر له شرحا يكفي لحل جليه وخفيه، فألهمني الله تعالى أن أكتب له شرحا حاويا لأصول المطالب وافيا بتحقيق المآرب مسميا له بظفر الأماني في مختصر الجرجاني، وذلك حين قراءة بعض
¥(12/187)
المترددين إلي، المختصر المذكور عليّ " ()
9 - بيت المقدس في الحديث النبوي الشريف، للدكتور سعيد بن عبد الرحمن بن موسى القزقي، عن مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث – دبي في 259 ص و50 ص فهارس، ولنقف مع المؤلف في ختام بحثه وهو يستصرخ المسلمين مبينا ما دفعه لمثل هذا العمل إذ يقول: " اعلموا أيها المسلمون أن الأقصى في خطر، يوشك أن يضيع من بين أيدينا، وأيقنوا أيها الأخوة المؤمنون أن التفريط ببيت المقدس مسؤولية جسيمة، إضافة إلى أنها ثلمة في دين المسلم، بل كفر بالنص القرآني، الذي ربط بيت المقدس بالمسجد الحرام بمكة المكرمة رباطا عقديا، رباطا ربانيا، لا ينفك ما دامت السماوات والأرض، والتفريط ببيت المقدس جحود بالأحاديث النبوية الشريفة، المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي، التي بينت مكانة بيت المقدس، وقدسيته العظيمة للقيام بالواجب الملقى على عاتقنا، وللمحافظة عليه.
إننا - أيها المسلمون – أمام واجب عظيم، ومسؤولية كبيرة، وتحد رهيب، وعلينا أن نشحذ الهمم، ونعقد العزم، ونخلص النية، ونهيىء أنفسنا للبذل والعطاء والتضحية والجهاد؛ لتحرير المسجد الأقصى". ()
الزيارات
بسبب المكانة التي اكتسبها المركز والسمعة التي تحلى بها في الأوساط العلمية كان من الطبيعي أن تأتيه الوفود من كل حدب وصوب، لتروي ظمأها من حب المعرفة والاطلاع على محتوياته، فزار المركز جمهرة من العلماء والمسؤولين وصناع القرار من كل أنحاء العالم، وكان من الطبيعي أن يتصدر علماء الحديث مقدمة هؤلاء الزوار، نظرا لمنزلة الحديث وما يحتويه المركز من مقتنيات تهم أهله من بقاع العالم العربي والإسلامي كافة، نذكر منهم على سبيل المثال من المغرب الشقيق: الأستاذ الدكتور فاروق النبهان – مدير دار الحديث الحسنية / تاريخ الزيارة 5/ 2/1995م، والأستاذ الدكتور يوسف الكتاني – رئيس جمعية الإمام البخاري، أستاذ علم الحديث في جامعة القرويين - المغرب / تاريخ الزيارة 2003م.
ومن الهند أبو بكر أحمد – الأمين العام لجامعة مركز الثقافة السنية – كيرلا الهند، ولجمعية علماء أهل السنة والجماعة بعموم الهند/ تاريخ الزيارة 1/ 10/2000م، والدكتور حمزة عبد الله المليباري – المعاون العلمي لعميد كلية الدراسات العربية والإسلامية – دبي، وأستاذ الحديث فيها / تاريخ الزيارة 15/ 10/2000م.
ومن السعودية الدكتور عبد الباري بن حماد الأنصاري – مدير مكتبة الشيخ حماد الأنصاري، أستاذ علوم الحديث في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة / تاريخ الزيارة 14/ 7/2003م.
وكذلك زار المركز الأعضاء المشاركون في الندوة العلمية الدولية الأولى - حول علوم الحديث واقع وآفاق /تاريخ الزيارة إبريل 2003م.
الاتفاقيات الثقافية
دأب المركز منذ نشأته على توثيق عرى التعاون والتفاعل مع العديد من الهيئات والمراكز الثقافية والعلمية المماثلة، ولأجل ذلك عقد الاتفاقات الثقافية، واللقاءات الكثيرة والزيارات المتبادلة وصلت إلى أكثر من سبعين اتفاقية، في جوانب متعددة تهم التراث والتعاون المشترك في نشره وتزويد الباحثين بالمراجع التي تفيد بحثهم من مطبوع ومخطوط، غير أن المركز لم ينس أهل الحديث بخدمة تميزهم متمثلا قول الشاعر:
أهل الحديث وهم أهل النبي وإن لم يصحبوه أنفاسه صحبوا
فكان من بنود الاتفاقية مع الادارة الدينية في طشقند قيام مركز جمعة الماجد بإرسال مدرس أو أكثر على نفقة المركز للتدريس في معهد الإمام البخاري هناك، مع العلم أن هذه الاتفاقية كانت في عام 1992م في السنوات الأولى من عمر المركز.
الخاتمة
في ختام هذه الجولة في ربوع المركز، لا بد لي من أن أسجل ما توصلت إليه من نتائج وتوصيات في لمحات سريعة موجزة، وذلك على النحو الآتي:
1 - تطابق أهداف المركز مع منجزاته، فالاهتمام بالفكر والثقافة ظاهر في مجال نشاطاته المتعددة، وجمع التراث وصل إلى مراحل متقدمة، وتشجيع البحث ملموس من خلال الإسهام في نشره وخدمة باحثيه.
2 - احتواء المركز على رصيد ضخم من المخطوطات، تثير همة الباحثين وتدعوهم إلى التشمير عن ساعد الجد لإخراج هذه الكنوز إلى النور.
3 - مدى الخدمة المتميزة والإمكانات المتاحة أمام المستفيدين، وحسن التعامل مع الباحثين وتوفير السبل أمامهم من مؤسس المركز إلى أصغر موظفيه.
4 - الحرص على متابعة كل جديد يفيد الباحث، وتوفير أحدث الوسائل لتسهيل سبل الاستفادة العلمية من مقتنيات المركز.
أما أهم التوصيات التي أدعو إليها فهي على شقين يتناول الأول منهما المركز ومؤسسه، وذلك بالشد على يديه شكرا على الأيادي البيضاء التي يقدمها خدمة للعلم وأهله ودعوته إلى الاستمرار في أداء تلك الرسالة، بخاصة فيما يتعلق بالحديث النبوي، للوصول إلى ما يقرب من الكمال تتناسب مع مكانة هذا العلم وعدم الالتفات للمعوقات.
أما الشق الثاني فهو دعوة لطالبي العلم والمعرفة إدمان التردد على مرافق المركز للنهل من نبع معينها الدافق، والارتشاف من إمكاناتها حتى الارتواء.
ولا يسعني والقلم يحط رحاله إلا أن أخط أسمى باقات الشكر إلى كل العاملين في المركز لما أبدوه من تعاون وتفاهم وتوفير لما احتجت إليه في إعداد هذا البحث.
* ملاحظة: البحث في صورته الأولى وقبل إجراء التعديلات والأضافات التي تطلبها التحكيم.
¥(12/188)
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[06 - 03 - 06, 09:09 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
دكتور أنس على هذا العرض الشامل
والمعلومات الطيبة لمركز جمعه الماجد
وبارك الله فيكم
ـ[أنس صبري]ــــــــ[06 - 03 - 06, 11:47 ص]ـ
وجزاك خيرا أخي إبراهيم على جهودك الطيبة
ـ[ضعيف]ــــــــ[06 - 03 - 06, 12:13 م]ـ
لكن الانتاج ضعيف كما ونوعا بالنسبة للصورة المشرقة التي نقلتها عن هذا المركز العلمي الفريد المفيد
ـ[أنس صبري]ــــــــ[06 - 03 - 06, 12:24 م]ـ
أخي ضعيف أشكرك على رأيك وإن كنت أوافقك نوعا ما على ضعف الكم لا النوع وسببه ضعف الأعمال المقدمة للنشر في المقام الأول ولرسالة المركز ثانيا المتمثلة بخدمة الباحثين لا النشر في المقام الأول وهي جمع المادة البحثية فالمركز يبحث عن الأعمال العلمية الجادة الرصينة وجميع ما يصله يحكم وهذه دعوة لأهل الحديث للكتابة في مجلته فثمانية أبحاث في مجلة وصلت إلى اثنين وخمسين عددا في كل عدد حوالي عشرة مقالات ومخطوط محقق عدد قليل جدا
ـ[ضعيف]ــــــــ[06 - 03 - 06, 12:41 م]ـ
شكرا للاستاذ أنس على سرعة استجابته0
ويمكن لمركزكم الهائل أن يفعل مافعلته دار البحوث ويفتح مصراعيه لطبع الرسائل الحامعية
فان هذه الدار لاسباب كثيرة هي دار نشر الرسائل الجامعية بحلة ممتازة ويمكن أن تنافسوهم وتتقدموا عليهم في نشر الرسائل الجامعية00مع الاستعانة بالباحثين الجيدين أمثال الدكتور حمزة المليباري والدكتورالدريس0
ـ[ضعيف]ــــــــ[06 - 03 - 06, 12:44 م]ـ
وكذلك تكليف الباحثين بالبحث عن رسائل صالحة للنشر 0
ـ[أنس صبري]ــــــــ[06 - 03 - 06, 01:55 م]ـ
وها هي القائمة الكاملة لأصدارات مركز جمعة الماجد: قائمة بمطبوعات مركز جمعة الماجد
دبي – الإمارات العربية المتحدة
1 الصبر مطية النجاح / ابن ظهير الإربلي؛ جمع عبد القادر المبارك، 1990 - 64 ص؛ 12×16 سم.
2 مشيخة أبي المواهب الحنبلي/ محمد عبد الباقي الحنبلي، تحقيق محمد مطيع الحافظ 1990 - 95 ص 17×24 سم.
3 الحدود الأنيقة والتعريفات الدقيقة / زكريا الأنصاري؛ تحقيق مازن المبارك،1991 - 95 ص 17×24 سم.
4 إتحاف المسلم بما في الترغيب والترهيب من أحاديث البخاري ومسلم/ تصنيف يوسف النبهاني؛ ضبط و تعليق، مأمون الصاغرجي، 1991 - 647 ص؛17×24 سم.
5 الإعلام بوفيات الأعلام/ محمد الذهبي؛ تحقيق رياض مراد، عبد الجبار زكار، 1991 - 556 ص؛ 17×24 سم.
6 ظاءات القرآن الكريم / نظم أحمد المقري، شرح إسماعيل التجيبي، الفرق بين الظاء والضاد/ سعد الزنجاني، تحقيق: محمد سعيد المولوي1991 - 208 ص؛ 17×24 سم.
7 دور الكتب العربية العامة وشبه العامة لبلاد العراق والشام ومصر في العصر الوسيط/ يوسف العش؛ ترجمة نزار أباظة، محمد الصباغ، 1991 - 438 ص؛17×24 سم.
8 الحركة اللغوية في الوطن العربي منذ نهاية الحرب العالمية الأولى– 1975/ شكري فيصل، 1991،240 ص 17×24 سم.
9 تاج التراجم في من صنف من الحنفية / قاسم بن قطلوبغا؛ تحقيق إبراهيم صالح، 1992 - 419 ص؛ 17×24 سم.
10 نقد الطالب لزغل المناصب / محمد بن طولون؛ تحقيق محمد دهمان، 1992 - 211 ص؛ 17×24 سم.
11 كتاب الأربعين البلدانية / علي بن عساكر؛ تحقيق مطيع الحافظ، 1992.- 248 ص؛ 17×24 سم.
12 الإخلاص والنية/ ابن أبي الدنيا؛ تحقيق إياد الطباع، 1992م، 96 ص؛ 17×24 سم.
13 شرح حماسة أبي تمام/ الأعلم الشنتمري؛ تحقيق علي حمودان، 1992 - 2ج؛17×24 سم.
14 شرح أبيات إصلاح المنطق/ يوسف السيرافي النحوي؛ تحقيق ياسين السواس، 1992م- 768 ص؛17×24 سم.
15 كشف المغطى في فضل الموطا / علي بن عساكر؛ تحقيق مطيع الحافظ، 1992 - 125 ص؛ 17×24 سم.
16 مقدمة فهم الجذور / محمد سعيد البوطي، 1992م، 195ص؛ 17×24 سم. (باللغة الإنكليزية).
17 الدوريات العربية: لمحات من تاريخها ومنتخبات من نوادرها/ إدارة البحث العلمي،1993م- 268 ص؛ 17×24سم.
18 الملا علي القاري فهرس مؤلفاته وما كتب عنه/ محمد عبد الرحمن الشماع 1993م- 28 ص؛ 27×21 سم.
19 النشاط الثقافي في دولة الإمارات العربية المتحدة: عام 1992م- إدارة البحث العلمي، 1993م-244 ص؛ 17×24سم.
20 المنتخب من مقتنيات معهد المخطوطات في باكو / عبد الرحمن فرفور، 1993م- 143 ص؛ 17×24 سم.
¥(12/189)
21 النشاط الثقافي في دولة الإمارات العربية المتحدة: عام 1993م- إدارة البحث العلمي، 1994م-395 ص؛ 17×24سم.
22 رواة محمد بن إسحاق بن يسار في المغازي والسير وسائر المرويات / تصنيف مطاع الطرابيشي، 1994م- 568 ص؛ 17×24سم.
23 الإيجاز في آيات الإعجاز/ محمد أبي اليسر عابدين؛ تحقيق محمد كريم راجح، 1994م- 237ص؛17×24سم.
24 البلغة في أحاديث الأحكام مما اتفق عليه الشيخان / ابن النحوي؛ تحقيق محيي الدين نجيب، 1994م-218 ص؛ 17×24سم.
25 كتاب الحيطان / المرجى الثقفي؛ تحقيق محمد خير رمضان يوسف، 1994م- 208 ص؛17×24سم.
26 العلامة جمال الدين القاسمي: حياته وآثاره/ محمد رياض المالح، 1994م- 28 ص؛27×21 سم.
27 الإمام شمس الدين ابن الجزري: فهرس مؤلفاته ومن ترجم له/ مطيع الحافظ، 1994م- 54 ص؛ 27×21 سم.
28 نهاية المراد شرح هدية ابن العماد / عبد الغني النابلسي؛ تحقيق عبد الرزاق الحلبي، 1994م- 837 ص؛ 17×24سم.
29 هداية المرتاب وغاية الحفاظ والطلاب في تبيين متشابه الكتاب/ السخاوي؛ تحقيق عبد القادر الحسيني، 1994م، 192ص؛ 17×24سم.
30 حرية الإنسان / محمد سعيد رمضان البوطي، 1994م، 136ص؛ 17×24سم. (باللغة بالإنكليزية).
31 ظفر الأماني في مختصر الجرجاني/ محمد عبد الحي اللكنوي؛ تحقيق. تقي الدين الندوي، 1995م- 576 ص؛ 17×24سم.
32 المنح الرحمانية في الدولة العثمانية؛ اللطائف الربانية على المنح الرحمانية، محمد البكري الصديقي؛ تحقيق ليلى الصباغ، 1995م-577 ص؛17×24سم.
33 الزيادات على كتاب إصلاح لحن العامة بالأندلس / محمد بن حسن الإشبيلي؛ دراسة وتحقيق عبد العزيز الساوري، 1995م- 55ص؛ 17×24سم.
34 مختصر تاريخ أذربيجان / محمود إسماعيل؛ ترجمة رفيق عليوف، 1995م- 88 ص؛ 17×24سم.
35 المنتقى من مخطوطات معهد البيروني / عبد الرحمن فرفور، مطيع الحافظ، 1995م- 180 ص؛ 17×24سم.
36 اللباب في علل البناء والإعراب / العكبري؛ تحقيق. غازي طليمات، عبد الإله نبهان 1995م- 1188ص. ج2؛ 17×24سم.
37 مشكلة المياه وحلولها في التراث الإسلامي/ خالد عزب، 1995م- 89 ص؛ 17×24سم.
38 من نوادر الكتب العربية في بدايات الطباعة / عبد الرحمن فرفور، 1995م-56 ص؛ 27×21 سم.
39 النشاط الثقافي في دولة الإمارات العربية المتحدة: عام 1994م- إدارة البحث العلمي،1995م-310 ص؛ 17×24سم.
40 دراسات في التاريخ الحضاري للإسلام في البلقان/ محمد الأرناؤوط، 1996م- 166ص؛17×24سم.
41 شعر أبي البركات ابن الحاج البلفيقي / جمع وتحقيق عبد الحميد الهرامة، 1996م- 96 ص؛ 17×24سم.
42 ندوة تاريخ الطباعة العربية حتى انتهاء القرن التاسع عشر: المركز من 22 - 23 أكتوبر: 1995م- 510 ص؛ 17×24سم.
43 دليل أوائل المطبوعات العربية في العالم حتى نهاية القرن التاسع عشر: وراقية أوائل المطبوعات العربية في الأمريكتين / فوزي تادرس، 1996م- 200ص؛ 17×24سم.
44 المنتقى من مخطوطات جامعة بطرسبرغ / خالد الريان، عبد القادر أحمد، 1996م- 516 ص؛ 17×24سم.
45 ندوة كتابات الرحالة والمبعوثين عن منطقة الخليج العربي عبر العصور: 8 – 10 أبريل، 1996م- 458 ص.؛ 17×24سم.
46 الموسم الثقافي الأول: 1995م/ إدارة البحث العلمي والنشاط الثقافي، 1996م- 178 ص؛ 17×24سم.
47 النشاط الثقافي في دولة الإمارات العربية المتحدة: عام 1995م- إدارة البحث العلمي،1996م- 568 ص. 17×24سم.
48 شعر عبد الله بن همام السلولي / جمع وتحقيق وليد محمد السراقبي، 1996م- 158 ص؛ 17×24سم.
49 الفكر الإداري في الإسلام / محمد ناشد، 1997م- 544 ص؛ 17×24سم.
50 مكانة الفلك والتنجيم في تراثنا العلمي / عبد الأمير المؤمن، 1997م- 394 ص؛ 17×24سم.
51 النشاط الثقافي في دولة الإمارات العربية المتحدة: عام 1996م- إدارة البحث العلمي،1997م- 547 ص؛ 17×24سم.
52 سعيد بن جودي السعدي الإلبيري الأندلسي سيرته ومجموع شعره / محمد رضوان الداية، 1997م-124 ص؛ 17×24سم.
53 المذكر والمؤنث / السجستاني؛ تحقيق حاتم الضامن، 1997م، 342 ص؛ 17×24سم.
54 المقترح في المصطلح في صيد الطير/ محمد بن ودعة تحقيق إبراهيم السامرائي، 1997م، 91 ص، 17×24سم.
55 أعيان العصر وأعوان النصر / صلاح الدين الصفدي خليل بن أيبك؛ تحقيق علي أبو زيد وآخرين، تقديم مازن مبارك 1998م، 6مج؛ 17×24سم.
¥(12/190)
56 ندوة صناعة المخطوط العربي والإسلامي (الأولى) 1997م/ مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، ط1، 1999، 696ص؛ 17×24سم.
57 المدينة والسلطة في الإسلام: نموذج الجزائر في العهد العثماني/ مصطفى حموش- مركز جمعة الماجد: دبي، 1999م- 320ص، 17×24سم.
58 معجم الشعراء من تاريخ مدينة دمشق: جمع وتحقيق حسام الدين فرفوروآخرين- مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث: دبي، 1999 - 2000م- 2ج × 2 مج، 17×24سم.
59 مقاصد الشريعة بالتصرفات المالية / عز الدين بن زغيبة؛ تقديم: نور الدين صغيري- مركز جمعة الماجد: دبي، 2001م- 400 ص؛ 17×24سم.
60 دورة صناعة المخطوط العربي الإسلامي من الترميم إلى التجليد (الدورة الثانية) 1999م– ط1 سنة 2002م– 528 ص، قياس 17×24سم.
61 مجالس القضاة والحكام والتنبيه والإعلام: تأليف أبو عبد الله المكناسي, تحقيق الدكتور نعيم عبد العزيز سالم الكثيري – ط1 سنة 2002م، ج 2، ص 976 – قياس 17×24
62 الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل: أبو جعفر محمد بن سعدان الكوفي الضرير (ت: 231 هـ) , تحقيق الأستاذ أبو بكر محمد خليل الزروق، راجعه وقدم له الدكتور عز الدين بن زغيبة، ط1 سنة 2002م, ص 260 – قياس 17×24
63 رسالة في السياسة الشرعية: تأليف محمد بن حسين بيرم المشهور ببيرم الأول (ت: 1214هـ) , تحقيق الأستاذ محمد صالح العسلي، راجعه وقدم له الدكتور عز الدين بن زغيبة، ط1 سنة 2002م – ص 219 – قياس 17×24
64 بيت المقدس في الحديث النبوي الشريف/ تأليف: الدكتور سعيد ابن عبد الرحمن بن موسى القزقي – مراجعة وتقديم قسم الدراسات والنشر – ط1 سنة 2003م– قياس17×24
65 جمهرة مقالات الأستاذ محمود محمد شاكر: جمعها وقرأها وقدم لها: الدكتور عادل سليمان جمال، ط1 سنة 2003م، 1274ص ج2، قياس 17×24
66 كتاب الإغفال: لأبي علي الفارسي/ تحقيق وتعليق الدكتور عبد الله بن عمر الحاج إبراهيم – بالاشتراك مع المجمع الثقافي أبوظبي ط1سنة 2004م، ج 2، 1059ص - قياس 17×24
67 التفسير الواضح الميسر – محمد علي الصابوني، ط1 سنة 2004م، ج 2، 1639 ص – قياس 17×24
68 وصف البيت الحرام في الأدب الجاهلي / الدكتورة سعاد محجوب، بالاشتراك مع المجمع الثقافي أبوظبي – ط1, سنة 2004 م، 393 ص – قياس 14 × 21سم.
69 التوثيق لدى فقهاء المذهب المالكي/ الدكتور عبد اللطيف الشيخ، بالاشتراك مع المجمع الثقافي أبوظبي – ط1, سنة 2004م, ج2 - 1مج، 893 ص – قياس: 17 × 24 سم.
70 فتاوى الشيخ الإمام محمد الطاهر بن عاشور، جمع وتحقيق الدكتور محمد بن إبراهيم بوزغيبة 2004م، 495 ص قياس 17×24سم
71 مرويات شمر بن حمدويه اللغوية المتوفى 255هـ، جمع وتحقيق ودراسة: حازم سعيد يونس البياتي 2004م، 1073ص قياس 17×24سم.
72 الحصان العربي في روسيا تأليف يفيم ريزيفان، بالاشتراك مع معهد الدراسات الشرقية - المجمع العلمي الروسي سنة 2005م، 619ص، قياس 17×24سم.
73 حياة تيموتشجين (جنكيزخان) الذي فكر في السيطرة على العالم الشخصية والعصر تأليف: ي. إ. كيتسانوف بالاشتراك مع معهد الدراسات الشرقية - المجمع العلمي الروسي، سنة 2005م، 406 ص، قياس 17×24سم
74 الأنكشاريون في الأمبروطورية العثمانية تأليف إيرينا بتروسيان بالاشتراك مع معهد الدراسات الشرقية - المجمع العلمي الروسي سنة 2006م 243ص، قياس 17+24سم
ـ[ضعيف]ــــــــ[07 - 03 - 06, 07:02 ص]ـ
جهد طيب تشكرون عليه ومازلت عند وجهت نظري من ضرورة فتح باب لنشر الاطروحات العلمية وهي كثيرة ومتنوعة 0
ودار البحوث في دبي كانت ذكية فانها رأت ضعف المستوى العلمي للباحثين أو اشتغالهم بالمعاش فاتجهت الى معين لا ينضب وبهر جار وهو الاطروحات واظنها تعطي مكافأة علمية مجزأة0
أمر آخر لماذا لايفتح مركزكم العلمي فروعا أخرى في غير الخليج؟
ـ[أنس صبري]ــــــــ[07 - 03 - 06, 12:25 م]ـ
أخي ضعيف لك الحق في التمسك بوجهة نظرك ولكن اعلمك أن ثمانية أصدارات لنا هي في الأصل رسائل جامعية خصوصا من الإصدارات الحديثة والكثير مما يرد عينا للتحكيم رسائل جامعية ولكن بعضها يفتقر للمستوى وبعضها لا يناسب توجهات المركز وكما اسلفت لك النشر ليس هو رسالتنا في الأساس بل توفير المادة العلمية للباحثين سواء أكانت مخطوطة أو مطبوعة أما بشأن فتح فروع للمركز في غير الخليج فقد افتتحنا فرعا في مدينة حيدر أباد في الهند وقد نفتح غيره في مناطق أخرى حسب الحاجة ومدى ما يخدم رسالة المركز
ـ[ضعيف]ــــــــ[07 - 03 - 06, 12:41 م]ـ
ماهي شروط نشر الرسائل الجامعية عندكم مقارنة بدار البحوث بدبي؟
ـ[ضعيف]ــــــــ[11 - 03 - 06, 07:25 ص]ـ
لم يجبنا الاخ أنس عسى أن يكون بخير0
ـ[أنس صبري]ــــــــ[12 - 03 - 06, 08:28 ص]ـ
أخي ضعيف الحمد لله أنا بخير ولكن شغلت في الأيام الماضية وشروط النشر موجودة على شكل صورة سكنر ولا أعرف كيف أرفقها لك
ـ[ضعيف]ــــــــ[12 - 03 - 06, 10:39 ص]ـ
لخص لي منه ما تستطيعه مع المقارنةالتي طلبتها جزيت خيرا0
¥(12/191)
ـ[أنس صبري]ــــــــ[13 - 03 - 06, 09:15 ص]ـ
أخي ضعيف هذه هي شروط النشر مرفقة ولكن المقارنة لا تجوز لي حتى لا اتهم بالانحياز
ـ[ضعيف]ــــــــ[13 - 03 - 06, 09:48 ص]ـ
اقرأ الخاص أخي الباحث المفيد أنس صبري0
ـ[ضعيف]ــــــــ[19 - 03 - 06, 10:50 ص]ـ
أخبرنا يا أستاذ أنس:
هل أعلن المركز عندكم عن مشاريع علمية سيقوم [خراجها0
ـ[ضعيف]ــــــــ[21 - 03 - 06, 11:33 ص]ـ
الخلاصة عندي أن المركز عندكم ضعيف علميا من حيث الانتاج الحديثي كما وكيفا 0(12/192)
قاعدة للدارقطني في اختلاف الثقات
ـ[إبراهيم السعوي]ــــــــ[06 - 03 - 06, 07:09 م]ـ
• قاعدة للدارقطني في اختلاف الثقات:
سئل عن الحديث إذا اختلف فيه الثقات مثل أن يروي الثوري حديثا ويخالفه فيه مالك والطريق إلى كل واحد منهما صحيح؟ فقال: ينظر ما اجتمع عليه ثقتان يحكم بصحته أو جاء بلفظة زائدة مثبتة يقبل منه تلك الزيادة، ويحكم لأكثرهم حفظاً وييبنى على من دونه. سؤالات أبي عبدالرحمن السلمي (ص 145).
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 - 03 - 06, 08:02 م]ـ
جزاك الله خيراً. ولعل هذا ليس خاصاً بالإمام الدارقطني، والله أعلم.(12/193)
كم نسبة الكتب الستة إلى السنة ... كما و كيفا
ـ[أبو محمد السمكري]ــــــــ[07 - 03 - 06, 02:17 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
احمد الله أن شجلت معكم في هذا المنتدى الكريم و أسال الله أن ينفعني بوجودي وسطكم
كنت اود ان أعرف إذا حفظ طالب العلم الكتب الستة فكم يكون حصل من السنة الموجودة من ناحية العدد و الوزن
أقصد طبعا بالعدد حذف المتكرر ... يعني لو اكتفى بالكتب الست كم يكون فاته في الكتب الاخرى بالعدد
و هل الكتب الست استوعبت أهم الاحاديث أم أن كلها سواء في الأهمية
جزاكم الله خيرا
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[07 - 03 - 06, 03:26 ص]ـ
لعل هذا الرابط يخدم الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70549&highlight=%DA%CF%CF+%C7%E1%C3%CD%C7%CF%ED%CB+%C7%E 1%D5%CD%ED%CD%C9
ـ[أبو عبد الله الساحلي]ــــــــ[12 - 03 - 06, 06:54 م]ـ
كان شيخنا الشيخ عبد القادر الأرناؤط يقول إن الكتب الستة حوت مجمل السنة واصول الحديث وهي الكتب التي عليها مدار الإسلام ولا يفوتها من مجمل السنة إلا القليل(12/194)
كيف الجمع بين هاذين
ـ[ابو عبد الله الجهني]ــــــــ[07 - 03 - 06, 06:40 ص]ـ
قوله صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس آمركم بأربع وانهاكم عن اربع ثم أمرهم بأكثر من اربع
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[07 - 03 - 06, 10:36 ص]ـ
ذكر الحبر الفهامة شيخ الإسلام ابن حجر رحمة الله عليه عند هذا الحديث عدة توجيهات لإشكالك منها:
1 - أن (قوله وأن تعطوا معطوف على بأربع أي آمركم بأربع وبأن تعطوا ويدل عليه العدول عن سياق الأربع والإتيان بأن والفعل مع توجه الخطاب إليهم)
2 - واجاب بجواب آخر فقال: (قال ابن التين:لا يمتنع الزيادة إذا حصل الوفاء بوعد الأربع, قلت: ويدل على ذلك لفظ رواية مسلم من حديث أبي سعيد الخدري في هذه القصة: (اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وصوموا رمضان وأعطوا الخمس من الغنائم) قال القاضي ويحتمل أنه عد الصلاة والزكاة واحدة لأنها قرينتها في كتاب الله وتكون الرابعة أداء الخمس ,أو أنه لم يعد الخمس لأنه داخل في عموم إيتاء الزكاة والجامع بينهما أنه إخراج مال معين في حال دون حال) وبسط أجوبة غير هذين يحسن الرجوع لها ...(12/195)
ماهى اسباب التصحيف والتحريف؟؟
ـ[تائبة الى الله]ــــــــ[07 - 03 - 06, 09:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا لكل ماتقدمونه فى المنتدى وتقومون به من مجهود لخدمة طالب العلم
ولى سؤال فى علم مصطلح الحديث ........ وأسأل الله تعالى ان اجد الإجابة عندكم للأهمية
والسؤال هو:
ما هى اسباب التصحيف والتحريف؟؟
وإن كان هناك مواقع او كتب تتكلم عن الموضوع لتحميلها فجزاكم الله خيرا
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[07 - 03 - 06, 01:45 م]ـ
الحمد لله
أول أسباب التصحيف والتحريف أختي تائبة: هو الاعتماد على الكتب وليس على الرواية والكتب لم يكن بها إعجام للحروف مع تشابه بعض الحروف مع بعض في الحروف غير المنقوطه وكل هذا جعل القارئ الذي ليس معه رواية يقرأها بطريقة غير صحيحة
فيصحف ويحرف.
والتصحيف هو تبديل قراءة الحروف المعجمة بحروف مهملة أو العكس مثل: الحنين والجنين
والتحريف هو تبادل قراءة الحروف المتشابهة غير المنقوطة مثل الهاء والحاء مهموم ومحموم
وقد يقبح التصحيف جدا حسب حجم التغير
وسب آخر من أسباب التصحيف هو استئناس بعض العلماء لمعنى الكلمة المصحفة كقول الشاعر: ما أحلى العناق والنوم والمشرب البارد في ظل الدوم
والدوم شجر مثمر
والصواب: في الظل الدوم يعني الدائم فاستأنيس الأصمعي على ما اذكر المعنى فطار
وقد بين الكثير من هذا أبو سعيد العسكري في كتابه شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف فعليك به
وفقك الله
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[07 - 03 - 06, 01:54 م]ـ
أختي تائبة
عليك بهذا الرابط أيضا وسأرجع لك ان شاء الله:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24402
موفقة ان شا الله
ـ[أبو أمينة]ــــــــ[07 - 03 - 06, 06:48 م]ـ
وأما في مجال الحديث فقد كتب الدارقطني كتابا سماه " تصحيف المحدثين " وقد ذكر أخي العاصمي أن هذا الكتاب ضاع ونقل عن غيره "انه لم تبق منه إلا أوراق قليلة ", ووعد أن يجمع شيئا منه , وأردنا أن نحاول كما حاول , ولكننا في انتظار ما وعد , والله المُوفِقُ
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[08 - 03 - 06, 02:39 ص]ـ
وقد أرود ابن الجوزي شيئاً من تصحيفات المحدثين في كتاب الحمقى والمغفلين, وقد نقل عن كتاب ابو سعيد العسكري بعضاً منه.
مثال:
روى عن فلان عن فلان عن رسول الله عن الله عن رجل: ......
الصواب: روى فلان عن فلان عن رسول الله عن الله عز وجل: ...
عز: عن
وجل: رجل
تشابه رسم الكلمات أظنه السبب الأول, لمن يعتمد على الكتب وليس السماع.
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[09 - 03 - 06, 01:03 ص]ـ
أختي الكريمة تائبة
من المصنفات الكثيرة في التصحيف ولاتحريف أذكر لك ماأذكره الآن وهو:
شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف لأبي هلال العسكري
تصحيفات المحدثين له أيضا
تصحيح التصحيف وتحرير التحريف للصفدي
التطريف في التصحيف وه رسالة للسيوطي
وقد كتب أستاذنا الدكتور رمضان عبد التواب دراسة ممتعة في ذلك أظن نشرتها مكتبة الخانجي بمصر بعنوان التحيف وأثره ....
ورأيت رسالة صغير ة للدكتورة فاطمة إبراهيم عنوانها التصحيف والتحريف دراسة في التغير الدلالي نشر مجلس النشر العلمي - جامعة الكويت
وفقك الله تعالى
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[10 - 03 - 06, 01:35 م]ـ
مثال: من أثار التصحيف على المعاصرين
هناك كتاب اسمه السنة لابن ابي عاصم--القرن الثالث الهجري- حققه الإمام الألباني
بسبب الخطأ في حرف وحيد في اسم الراوي ((عبيد الله)) كتبت ((عبدالله)) وزياد كتبت ((زيد)) قال الإمام الألباني لم أعرفه,
عبيد الله بن أبي زيد ((الصواب: عبيد الله بن أبي زياد)) -- من رجال التهذيب وذكره ابن سعد
----------------
محمد القاضي: لو نطقت بغلتي, لقالت إنها سنية -- أأمل أن تعيد النظر في هذا التوقيع حتى وإن كان قائله أبو معمر القطيعي
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[10 - 03 - 06, 02:19 م]ـ
من الأسباب لوجود التصحيف خلا الأخذ عن الكتب والصُحف، الخلل في السمع أو البصر، ومن تتبع كتب التصحيف وطرائف المصحفين علم أن قسماً لا بأس به من هذا النوع يرجع لثقل السمع، أو لخفة النظر، والله أعلم.
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[10 - 03 - 06, 03:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فاني اريد ان الفت انتباه اخوتي الى التفريق بين السميين ابي احمد الحسن بن عبدالله بن سعيد وابي هلال الحسن بن عبدالله بن سهل العسكريين رحمهما الله فالاول هو صاحب كتابي تصحيفات المحدثين وشرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف وهو متقدم على ابي هلال وشيخ له.
وذكر ياقوت ان من اهل العلم من ذكر ان ابا هلال ابن اخت ابي احمد.
وقد نبه على التفريق وحذر من الاشتباه بينهما الحافظ ابوطاهر السلفي في جزء كتبه في سيرة العسكريين ابي احمد وابي هلال تجده في معجم الادباء لياقوت وبالله التوفيق.
¥(12/196)
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[13 - 03 - 06, 10:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فاني اريد ان الفت انتباه اخوتي الى التفريق بين السميين ابي احمد الحسن بن عبدالله بن سعيد وابي هلال الحسن بن عبدالله بن سهل العسكريين رحمهما الله فالاول هو صاحب كتابي تصحيفات المحدثين وشرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف وهو متقدم على ابي هلال وشيخ له.
وذكر ياقوت ان من اهل العلم من ذكر ان ابا هلال ابن اخت ابي احمد.
وقد نبه على التفريق وحذر من الاشتباه بينهما الحافظ ابوطاهر السلفي في جزء كتبه في سيرة العسكريين ابي احمد وابي هلال تجده في معجم الادباء لياقوت وبالله التوفيق.
صحيح
جزاك الله خيرا أخي عبد الكريم
أنا سهوت وسبق قلمي
بار كالله فيك
==
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[15 - 03 - 06, 04:52 م]ـ
ما هى اسباب التصحيف والتحريف؟؟
تقدمت إجابة طائفة من الأفاضل، فجزاهم الله خيراً، ولا أريد أن أستدرك عليهم شيئاً، ولكن هذه إضافة يسيرة لعلها تكون مفتاحاً لدراسة هذا الموضوع، وأساساً لها.
أسباب التصحيف ستة لا سابع لها:
الأول: خطأ في قراءة المكتوب، بسبب رداءة الخط، أو غرابته، أو ضعف البصر، أو العجلة في القراءة، أو غير ذلك.
الثاني: خطأ في كتابة ما يراد كتابته، سواء كان من حفظ أو كتاب أو إملاء الغير، سواء كان ذلك من سبق القلم كما يقولون، أو من غيره.
الثالث: خطأ في التلفظ، وأكثره من باب سبق اللسان.
الرابع: خطأ في السمع، أي سمع التلميذ، بسبب بعد الشيخ أو المملي أو ضعف صوته أو ضعف أدائه، أو سرعة كلامه أو مؤثر خارجي أو غير ذلك.
الخامس: تغير اللفظة في الكتاب، بعد أن كانت مكتوبة على الصواب، بسبب من الأسباب.
السادس: تغير اللفظة في الحفظ، بعد أن كانت محفوظة على الصواب، بسبب من الأسباب أيضاً.
وقد يكون بعض ذلك متعمداً.
هذه أسباب التصحيف، محصورةً في هذا التقسيم، وإذا تأملت الواقع وجدت كل سبب آخر يخطر ببالك راجعاً إلى واحد من هذه الستة أو أكثر، ولا بد.
ثم إن كل واحد من هذه الأسباب الستة له أسبابه المؤدية إليه والموقِعة فيه، وقد تقدمت أمثلة من تلك الأسباب الأولى ...
والله أعلى وأعلم.
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[15 - 03 - 06, 05:02 م]ـ
وللاخ جمال اسطيري من المغرب دراسة موسعة حول هذا الموضوع اطلعت عليه قديما لعله سمى كتابه ب (التصحيف) ينظر هذا الكتاب فهو مفيد في بابه وان استطاع احد من الاخوة ان يلخصه هنا كان احسن ويستدرك عليه في جملة ما يستدرك به ان كان قابلا للاستدراك.
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[15 - 03 - 06, 10:54 م]ـ
أثناء قراءة رد محمد خلف سلامة, تذكرت كتاب البطليوسي, حيث أورد كجزء من علل الحديث, التصحيف والتحريف. في صفحتين أوثلاثاً. أظن اسم الكتاب ((أسباب الاختلاف)) وهو كتاب جيد سيء, حيث أنه من الذين يوقرون أهل الحديث ولكنه أحياناً يتبع المعتزلة في تأويلاتهم المعروفة.
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[16 - 03 - 06, 02:31 م]ـ
الجمع بين كلمة جيد سيئ تكون من وجه عام او وجه مخصوص وضح اخانا الحبيب ... فجيد ضد سيء ولكن الجمع بينهما من وجه مخصوص جائز.
او يكون الكتاب جيد والمؤلف سيء او الكتاب جيد في الجملة ويعتريه او يشوبه عقيدة اعتزالية بهذا الاعتبار يمكن الجمع بينهما والله اعلم او انه جيد في مادته سيء في مواد اخرى والله اعلم وضح لنا اخانا الكريم بارك الله فيك ما هو المقصودك بجيد سيء.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[16 - 03 - 06, 02:41 م]ـ
الحمد لله
يراجع هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=67854&highlight=%E3%CF%CE%E1+%CA%C7%D1%ED%CE+%C7%E1%CA%D 1%C7%CB+%C7%E1%D8%E4%C7%CD%ED
في آخر الكتاب، توجد محاضرة عن التصحيف والتحريف للدكتور الطناحي، مفيدة ومختصرة.
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[17 - 03 - 06, 09:44 م]ـ
من لديه أمثلة من آثار التصحيف والتحريف على العقائد؟
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[19 - 03 - 06, 03:58 ص]ـ
الجمع بين كلمة جيد سيئ تكون من وجه عام او وجه مخصوص وضح اخانا الحبيب ... فجيد ضد سيء ولكن الجمع بينهما من وجه مخصوص جائز.
او يكون الكتاب جيد والمؤلف سيء او الكتاب جيد في الجملة ويعتريه او يشوبه عقيدة اعتزالية بهذا الاعتبار يمكن الجمع بينهما والله اعلم او انه جيد في مادته سيء في مواد اخرى والله اعلم وضح لنا اخانا الكريم بارك الله فيك ما هو المقصودك بجيد سيء.
معذرة أيها الشيخ الفاضل,
للتو انتبه للرد, وقد وضحته في ردي, وتقريباً ردك يحمل نفس المضمون, وجمع الضدين في أمر واحد, له مايدعمه في القرآن الكريم, ثم لايموت فيها ولايحيى
إن كان الكلام على الكتاب فهو جيد في مواد دون مواد أخرى,
وإن كان الكلام عن البطليوسي, فكتابه مرآة له, كما هذه الأسطر مرآة لنا
والمؤكد, أن الظلم ظلمات يوم القيامة, والاقتراب من العدل والانصاف يتطلب مزيد بحث, ولكن الكتاب كما ذكرت ينبئ عن صاحبه أنه ذو عقل وافر, ولكن بعض الأسطر, لمن يجهل الاختلافات العقائدية الدقيقة, مخالفة لمنهج السلف, ومعروف أهلها. باختصار: هذا الرجل كوكتيل عقيدة
¥(12/197)
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[21 - 03 - 06, 05:39 م]ـ
حياك الله اخي المفضال وشكر الله لك على جوابك (محمد سفر العتيبي) فانا كنت في امس الحاجة اليه وخصوصا من اخ واسع الدراية مثلك.
ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[21 - 03 - 06, 06:07 م]ـ
ماذا يقول مخطوطاتي مثلي بعد ما تقدم من الافاضل؟!
مركز الملك فيصل لديه عدد من الرسائل الجامعية التي تناولت موضوع التصحيف، و كذلك عدد من المخطوطات مثل:
ـ التنبيه على وقوع التصحيف لحمزة الاصفهاني.
ـ التنبيه على الألفاظ التي وقع في نقلها و ضبطها تصحيف في كتاب الغريبين لأبي الفضل السلامي.
أقول:
ـ أكثر التصحيف يحدث في الكتاب الذي يكتبه العالم نفسه، ثم يأتي بعده إذا كتبه أحد النساخ رخيصي الثمن ثم طلاب العلم ...
و هناك شيء بغير قصد و هناك شيء بقصد و هما التصحيف و التحريف.
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[26 - 03 - 06, 07:30 ص]ـ
ومن آثار التصحيف على المفاهيم:
من مات مريضاً مات شهيداً
من مات مرابطاً مات شهيداً
راجع ماذكره أحمد حولها أو الإمام الدارقطني وغيرهم؟؟ الأولى تصحيف, ولكن طالما استشهد به كثير من الصالحين المصنفين.
ـ[العسكري]ــــــــ[29 - 03 - 06, 08:38 ص]ـ
ومن التصحيف والتحريف سبيل
لإطفاء نور الله وطمس السنة
" يحرفون الكلم عن موضعه "(12/198)
تدريس القرآن للنساء وهن متحجبات
ـ[حسن جابر]ــــــــ[07 - 03 - 06, 09:51 ص]ـ
الحمد لله رب العاليمن والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أيها الأحبة الكرام تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
أنا أعمل مدرسا في المدراس الأهلية في الصومال ولكنني من حسن الحظ أخذنوني مدرسا في قسم النساء ولذلك أقوم بتدريس القرآن لهن وربما أطلب منهن في بعض الأحيان أن تصصحح النطق.
إذا أود بحثا في حكم تدريس القرآن للنساء وهن متحجبات بدون حائل
جزاكم الله خيرا Question(12/199)
أيهما شيخ البزار؟
ـ[أم أحمد الحافظ]ــــــــ[07 - 03 - 06, 05:43 م]ـ
من هو محمد بن عبد الله المخرمي الذي يروي عنه البزار في مسنده:
1. هل هو محمد بن عبد الله بن عمار أبو جعفر المخرمي (ت 242)،
2. أو محمد بن عبد الله بن المبارك أبو جعفر المخرمي (ت 254)؟
وما الدليل؟
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[07 - 03 - 06, 06:04 م]ـ
لعله الثاني (محمد بن عبد الله بن المبارك القرشي المخرمي، أبو جعفر البغدادي المدائني الحافظ، قاضي حلوان).
لأن له شيوخًا في مسند البزار ذكرهم المزّي لمّا ترجمَهُ في عداد شيوخه، ولم يذكرهم في عداد شيوخ الأول.
مثل: الأسود بن عامر، ويحيى بن آدم، ويحيى بن إسحاق، ويونس بن محمد.
على أن المزّي لم يشترط الاستقصاء، إلا أن هذه قرينة قوية.
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[08 - 03 - 06, 02:01 ص]ـ
ورغم أن اسم ((محمد بن عبدالله)) هو اسم نبينا صلى الله عليه وسلم
واسم العضو محمد بن عبد الله
ولكن تمييز هذا الاسم متعب جداً, في علم الحديث, ويتطلب بحثاً عميقاً لكثرة الرجال بهذا الاسم
بعض الطرق المحتملة وصولاً لجواب السائل: ((اكتبها كخاطرة فـ خذ وخل))
1) كما في الرد أعلاه
2) افترض أن السائل قبل سؤاله, يعرف مولد ووفاة البزار ونبذة كافية من ترجمته.
3) بعد ذلك افترض أن السائل عرف اسماء شيوخ البزار من خلال مسنده, أو من خلال وجوده في مصنفات أخرى أتت بعده
4) بعد هذا, افترض أنه جرد اسماء محمد بن عبد الله منذ منتصف القرن الثاني الهجري الثاني وحتى النصف الأول أو بعده قليلاً للقرن الثالث الهجري: أي من سنة 160 - 260
5) ولأن المسؤل عنه هنا باسم ثلاثي واختلف اسم الجد+اسم القبيلة, فلاينسى احتمال الخطأ, رغم أنه ظاهرياً من هذا الموضوع احتمال بعيد لامستبعد, و لكن لاينبغي تجاهل هذا الاحتمال.
6) ابحث عن أي أثر للبزار عن محمد بن عبدالله في مسنده وجردها جميعاً-- ثم ابحث في مصنفات من تبعه عن تلك الاثار عينها, مستدرك الحاكم, مؤلفات الخطيب على سبيل المثال لا الحصر, لأنه قد يكون رواه عن محمد بن عبد الله آخرين, فقد تجد تفصيلا اكثر
7) عوداً لـ ((1)) أعني تهذيب الكمال ومشتقاته ((بغض مصنفات الذهبي وابن حجر ذات العلاقة)) ابحث في شيوخ محمد بن عبد الله نفسه, بدلاً من البحث في شيوخ البزار, وقارن تلك الاسماء بشيوخه في مسند البزار.
8) ربما هناك وغيرها
اعلم انها طريقة متعبة, ولكن تحري الدقة بالنسبة لي لايمكن ان يكون اقل من هذا, لكي لانقع في الفخ الذي يقع فيه صبية تقريب التهذيب, لاكثرهم الله
حفظكم الله ورعاكم
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[11 - 03 - 06, 01:01 م]ـ
معذرة أم أحمد احافظ, استفسارك أسهل من تعليقي السابق, ولم أقرأه بتمعن
الجواب باختصار: محمد بن عبد الله بن المبارك,
وهو فضلاً عن الموصلي ((ابن عمار)) قد ترجمت لهم فيما مضى, لدواعي الفائدة الشخصية.
وفضلاً عن ماذكره الأخ محمد بن عبد الله فإن البزار روى عنه عن محمد ابو اسماعيل, والخطيب البغدادي ذكر ان محمد ابن المبارك من الرواة عن محمد ابو اسماعيل ((وهو: محمد بن صالح الواسطي نسبة لواسط))
وفي سنن النسائي, مثلاً, فإن بعض شيوخ محمد بن عبد الله بن المبارك, الذين روى عنهم هم نفس الشيوخ في مسند البزار.
وهناك قرائن اخرى كلها تهتف أن المقصود هو ابن المبارك,
وللتوضيح والفائدة الشخصية لي ولمن يقرأ الموضوع, وطمعاً في مشاركات نافعة من الاخوة في هذا الموضوع, فإن ابن عمار من ائمة العلم من اهل الموصل فهو امتداد لأمثال القدوة المعافى بن عمران ومعتد به كناقد ولم يتكلم فيه سوى ابو يعلى الموصلى, ولكن لموقف شخصي دنيوي اكثر من كونه طعناً في علمه بدلالة رواية ابي يعلى عنه في مسنده
وطبعاً محمد بن عبد الله بن المبارك غني عن التعريف
والله تعالى اجل واعلم
ـ[أم أحمد الحافظ]ــــــــ[11 - 03 - 06, 09:29 م]ـ
جزاكم الله تعالى خيراً(12/200)
الإخوة الكرام: مامعنى هذه القاعدة: ((كل عاصم متكلم فيه))
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[07 - 03 - 06, 06:10 م]ـ
الأخوة الكرام: مامعنى هذه القاعدة: ((كل عاصم متكلم فيه)) علماً أن عاصماً (عاصم بن سليمان الأحول) من رجال الصحيح.فهل هذه القاعدة صحيحة أم لا؟
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[08 - 03 - 06, 01:02 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله
قال الحافظ ابن رجب في شرح علل الترمذي_ عليهما رحمة الله_2\ 778:
قاعدة:
قال إسماعيل بن علية: ((من كان اسمه عاصم ففي حفظه شئ)). ذكره ابن عدي في كتابه.
وحكى المروذي عن يحيى بن معين قال: ((كل عاصم في الدنيا ضعيف)).
ولم يوافق أحمد على ذلك، فإن عاصم بن سليمان الأحول عنده ثقة، وذكر له أن ابن معين تكلم فيه، فعجب.
وعاصم بن بهدلة: ثقة، إلا أن في حفظه اضطراباً.
وعاصم بن عمر بن قتادة: ثقة أيضاً متفق على حديثه كعاصم الأحول.
وعاصم بن كليب ثقة، وقد وثقه ابن معين أيضاً.
وعاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، ثقة متفق على حديثه، وممن وثقه ابن معين أيضاً.
وأما عاصم بن عمر بن الخطاب فأجل من أن يقال فيه ثقة.
وفوق هؤلاء من اسمه عاصم من الصحابة، وهم جماعة، ولم يرد ابن معين دخولهم في كلامه قطعاً. اه
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[16 - 03 - 06, 02:12 م]ـ
الأخ: عبد الكريم عرفنا
أن القاعدة ليست مطردة فماذا نقول اذن فيها؟
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[16 - 03 - 06, 02:14 م]ـ
الأخ:عبد الكريم عرفنا أن القاعدة ليست مطردة،اذن فماذا نقول فيها؟
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[16 - 03 - 06, 03:05 م]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم وبعد:
ف"كل" و"من" من صيغ العموم وبالتالي ففي هذا التعميم نظر.
وربما ان من اطلق هذه العبارة اراد التغليب لا التعميم والله اعلم.
والقواعد في جملتها احكام اغلبية غير مطرده لكن الاشكال هنا في صيغة القاعده حيث اتت بصيغة العموم وهذا محل الاشكال وبالله التوفيق.
ـ[العدناني]ــــــــ[18 - 03 - 06, 11:05 م]ـ
كل عاصم متكلم فيه
هذه قاعدة عظيمة من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة وقد خالف هذه القاعدة
الشيعة حيث قالوا بعصمت الآمة وهذه القاعدة بهذه الصيغة هي خاصة بأصحاب الجرح
والتعديل
وللقاعدة صيغة عامة تجدها مبسوطة في كتب العقيدةبلفظ (أهل السنة لايعصمون ولا يأثمون)
ـ[أبوخليفة]ــــــــ[22 - 03 - 06, 07:50 ص]ـ
قال ابن الملقن [البدر المنير (4/ 8)]:
"وهنا فائدة حديثية، وهي أن العواصم في حفظهم شيء. قال ابن الجوزي في الضعفاء:
"قال ابن علية: من كان اسمه عاصما كان في حفظه شيء.
وقال يحيى بن سعيد: ما وجدت رجلا اسمه عاصم إلا وجدته رديء الحفظ.
وقال يحيى بن معين: كل عاصم فيه ضعف" [راجع الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 71)]
وأنكر ابن حبان على من أطلق الضعف على العواصم، فقال في تاريخ الثقات:
قد وهم من أطلق الضعف على العواصم كلهم حيث قال: ما في الدنيا عاصم إلا وهو ضعيف، من غير دلالة تثبت على صحة ما قاله"
اهـ كلام ابن الملقن -رحمه الله-
قلت: وأما إقحام العدناني مسألة العصمة التي يتكلم فيها الشيعة فلا أرى له وجها هنا، والله أعلم.(12/201)
من يدلنا على درجة هذا الحديث
ـ[أبو إياس]ــــــــ[07 - 03 - 06, 06:16 م]ـ
السلام عليكم أهل الحديث
من من الاخوة الكرام يدلنا على درجة هذا الحديث عند المحدثين
قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " الاسلام يعلو ولا يعلى عليه" و هو عند البيهقي في السنن كتاب اللقطة و كذا عند الدارقطني
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[07 - 03 - 06, 06:28 م]ـ
http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-008.htm
ـ[أبو إياس]ــــــــ[07 - 03 - 06, 07:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخانا أبا المنهال الأبيضي على مجهودك و نسأل الله أن يثيبك عليه إنه ولي ذلك و القادر عليه(12/202)
من وضع تراجم الأبواب في صحيح مسلم؟
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[08 - 03 - 06, 01:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الإخوة الكرام
حاولت قبل مدة التوصل إلى ذلك من خلال نسخ الصحيح والشروح التي معنا ولم يتيسر لي ذلك، ثم إنني قرأت ليلة أمس في شرح النووي في باب النهي عن بناء المساجد على القبور واتخاذ الصور فيها، قول النووي رحمه الله: "أحاديث الباب ظاهرة الدلالة فيما ترجمنا له " اهـ (1). فيظهر من ذلك أن النووي هو الذي كتب التراجم وليس الإمام مسلم.
والله يحفظكم
والسلام
(1) شرح النووي على صحيح مسلم ج5 ص 11 ط د الكتاب العربي1407 هـ
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[08 - 03 - 06, 01:14 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5915(12/203)
امتصاص النكت والفوائد وتبيين القواعد من كتاب علل الحديث لابن ابي حاتم.
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[08 - 03 - 06, 04:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله احبائي في الله طلبة الحديث:
ازف البشرى اليكم بهذا العمل المتواضع البسيط ارجو من فضيلتكم المتابعة والتقويم فان فيكم من هو خير مني وازكى واعلم الا وهو:
كتاب امتصاص النكت والفوائد وتبيين القواعد من كتاب علل الحديث لشيخ الاسلام الحافظ ابن ابي حاتم الرازي.
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[08 - 03 - 06, 04:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله احبائي الكرام طلبة الحديث وفقنا الله واياكم لطاعته:
ازف اليكم البشرى بهذا الكتاب ارجوا من الله الكريم والتوفيق والسداد في اتمامه في هذا الملتقى الذي هو خير من الف مجلة.
عسى ان يكون فريدا في بابه نافعا نفعا عظيم امين نرجوا منكم صالح الدعاء اخواننا طلبة العلم.
__الفهرس النظير المنطقي الدقة الزعيم الدليل لانواع علوم شيخ الاسلام الحافظ ابن ابي حاتم الرازي ونقولاته__
تنبيه: كتبي المبثوتة في الملتقى غير مرتبة وبعض اسرارها غير مذكورة لحكمة يعلمها الله سبحانه وتعالى ...
محبكم في الله ابو عبد الله فيصل بن محمد بن العربي السلفي المغربي.
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[08 - 03 - 06, 05:22 م]ـ
قصدت اخواني في الله من هذا المبحث ان يكون ناقدا لمن يزعم انه ليس في العلماء القدامى من يعرف المصطلحات الحديثية او يحكم بتداخل الانواع نتيجة ذلك (فيظن انها خصيصة المتاخرين وليس كذلك) والمقصد الاسنى لمن اراد ان يثري بحوثه بالامثلة فقد كان كتاب العلل للحافظ ابن حجر العسقلاني مادة خصبة لاثراء كتبه ومباحثه بالامثلة وخصوصا في كتابه النكت على ابن الصلاح ونزهة النظر في توضيح نخبة الفكر وهذا الكتاب__ (فهرس الانواع والاسامي الحديثية لعلل الحديث لشيخ الاسلام الحافظ ابن ابي حاتم الرازي) __ جزء من كتاب__ (الفهرس النظير المنطقي الدقة الزعيم الدليل لانواع علوم شيخ الاسلام الحافظ ابن ابي حاتم) __فمن وجد خطئا او عيبا من الاخوة الافاضل فليقومه وليصحح تلك مسؤوليته.
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[11 - 03 - 06, 09:06 م]ـ
هذه مواضيع مختلفة لما ادرجتموها في صفحة واحدة ما السبب بارك الله فيكم.
اذا اردنا الكتابة في احدها كيف نصنع.
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[11 - 03 - 06, 09:07 م]ـ
وان لم تعجبكم فالتحذفوها بارك الله فيكم ووفقنا واياكم لطاعته.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[11 - 03 - 06, 09:13 م]ـ
الشيخ الكريم ..
لمَ لا تبدؤون بأحدها، حتى لا تكثر المواضيع عليكم؟
بارك الله فيكم.
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[11 - 03 - 06, 09:47 م]ـ
سيقع الاختيار ان شاء الله تعالى على:
(كتاب امتصاص النكت والفوائد وتبيين القواعد من كتاب علل الحديث لشيخ الاسلام الحافظ ابن ابي حاتم الرازي.)
لانه هو الذي بقي في الواجهة ولعله انفع لطلبة هذا العلم.
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[12 - 03 - 06, 05:27 م]ـ
ــــالحلقة الاولى ـــــ
الباب الاول:
ــــ بيان علل اخبار رويت في الطهارة ــــ
وهذا الباب فيه ثلاث وثمانون خبرا قابلا للاستنباط والتنكيت مع تبين فوائده وقواعده.
الخبر الاول وهو (برقم3) في الاصل:
قال شيخ الاسلام الحافظ ابن ابي حاتم الرازي:
سالت ابا زرعة عن حديث رواه ابو بكر بن ابي شيبة عن ابي داود عن محمد بن الجعد عن قتادة عن ابن سرين وصالح ابي الخليل انهما قالا في التيمم الوجه والكفين هكذا قال وانما هو حماد بن الجعد قلت فالوهم من ابن ابي شيبة. قال حدثنا بحديث من كتاب في كتاب الفرائض عن ابي داود فقال حماد بن الجعد وقال في كتاب الوضوء محمد بن الجعد فيحتمل ان يكون اسمه محمد وحماد جميعا.
قال شيخنا فيه بما فيه الكتاب.
قال ابو عبد الله فيصل السلفي: والحافظ ابن ابي شيبة من الحفاظ الكبار وتحميله الخطا دليل على انه لا احد يسلم من الخطا وقد اخطا ائمة كبار واجل قدرا منه وفي هذا الرد على قاعدة الامام ابن حزم في الثقة.
تنبيه:ما قلت فيه قال شيخنا فالمراد به ابو الحسن مصطفى بن اسماعيل السليماني (صاحب كتاب اتحاف النبيل وشفاء العليل) ولم انقل جميع استنباطاته وفوائده وهذا نقلته من خط يده من نسخته بمكتبته بدار الحديث.
الخبر الثاني وهو (برقم 6) في الاصل:
¥(12/204)
سالت ابي وابا زرعة عن حديث رواه حماد بن سلمة عن ابن ابي عتيق عن ابيه عن ابي بكر الصديق رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال السواك مطهرة للفم مرضاة للرب.
قالا هذا خطا انما هو ابن ابي عتيق عن ابيه عن عائشة. قال ابو زرعة اخطا فيه حماد وقال ابي الخطا من حماد او ابن ابي عتيق.
قال ابو عبد الله فيصل السلفي المغربي:
يعني محتمل وليس هناك قرينة تدل على ما قاله ابو زرعة الرازي فتحديد الخطا يحتاج الى قرائن قوية ثابثة في نفس الناقد والخطا الصوري غير الخطا التاصيلي فالثاني يحتاج الى علم دقيق واسع جم باصول الرواة ومروياتهم ودقائق وطرق علم النقد والسعة في الالمام بالقرائن.
الخبر الثالث وهو (برقم 7) في الاصل:
وسالت ابا زرعة عن حديث رواه محمد بن ابي بكر المقدمي عن محمد بن عبد الرحمن الطفاوي عن الاعمش عن ابي وائل عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال هذا وضوء من لم يحدث. قال ابو زرعة هذا خطا انما هو الاعمش عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قلت لابي زرعة الوهم ممن هو قال من الطفاوي قلت ما حال الطفاوي قال (صدوق الا نه يهم احيانا).
قال ابو عبد الله فيصل السلفي المغربي:
فيه دقة نظر ابي زرعة الرازي وحرص الحافظ ابن ابي حاتم على الاستفادة من النقاد واهمية ارائهم السديدة لدى طلبة العلم الافذاذ وايضا هذه فائدة عزيزة نفيسة.
وهي استنباط الحكم وتقويته من خلال اعتبار حال الراوي وهذه قرينة قوية جدا في تحديد (الغلط والخطا والوهم) وهذا النص نقله اعني (صدوق الا انه يهم احيانا) الحافظ في التهذيب (ج9ص309) كما قال شيخنا.
قاعدة: الصدوق كما هو مقرر في المصطلح قليل الضبط فالوهم جائز في حديثه بخلاف الثقة المتقن فانه يتنازع في ذلك اي توهيمه كما يقع (ليحي بن سعيد القطان و سفيان الثوري). فان هؤلاء الحفاظ الجبال مما يتنازع في توهيمهم بين النقاد.
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[12 - 03 - 06, 05:36 م]ـ
هناك عضو في الملتقى جديد حتى هو يحمل اسم (ابو عبد الله السلفي) والفرق بيني وبينه انه هو يثبت الهمزة فوق الالف وانا اسقطها هذه عضوية الاشتراك لكلا الطرفين وغالبا ما ابين اسمي وبلدي عند الكتابة فالاسم هو فيصل والبلاد المغرب.
فيكون اشتراك الاخ الكريم هكذا (أبو عبد الله السلفي) باثبات الهمزة فوق الالف.
ويكون اشتراك هذا العبد الفقير الى عفو ربه عامله الله بلطفه وكرمه هكذا (ابو عبد الله السلفي)
باسقاط الهمزة وكل هذا لاجل ان لا يقع اللبس والله المستعان.
مرحبا باخينا الجديد ابا عبد الله زادك الله علما وتوفيقا.
ـ[رمضان عوف]ــــــــ[12 - 03 - 06, 07:11 م]ـ
الأخ عبدالله السلفي جزاك الله خيرا
ولي عنك رجاء حتى يكون بحثك إن شاء الله مفيد لو أنك طرحت هذه النكت وذكرت ولو تلميح فقط على كل نكتة بما جاء عند منهج الأئمة المتأخرين من هذه النكتة المطروحة ولعلك تنظر في الملتقى في مبحث أطرح فيه من مسائل العلل التي تذكرها تحت عنوان من يعلق وكذلك تحت عنوان حديث حيرني حتى تعم الفائدة الله الموفق
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[12 - 03 - 06, 09:37 م]ـ
اخي الحبيب (رمضان عوف) فليس من شرطي ما ذكرت فقد قيدت البحث بكتاب العلل لابن ابي حاتم ويظهر هذا من خلال تسمية الموضوع بالامتصاص فانت تامل العنوان اخي المبارك بارك الله فيك واكرمنا واياك بحسن الخاتمة والله اعلم.
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[12 - 03 - 06, 09:48 م]ـ
واقتراحك اخي الفاضل انما يصح عند من يضع حاشية للكتاب وتعليقا عليه ونسال الله ان يوفقا اخا للقيام بذلك.
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[13 - 03 - 06, 03:42 ص]ـ
ــــــــالحلقة الثانيةـ
الخبر الرابع وهو (برقم 8) في الاصل:
وسالت ابي وابا زرعة عن حديث رواه ابن فضيل عن حصين عن الشعبي عن عروة بن المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم في المسح على الخفين. ورواه ابن عيينة عن حصين عن الشعبي عن عروة بن المغيرة عن ابيه عن النبي صلى الله عليه وسلم. ورواه زائدة بن قدامة عن حصين عن سعد بن عبيدة سمع المغيرة بن شعبة. وقال غيره عن حصين عن ابي سفيان عن المغيرة بن شعبة. ورواه عنتر عن حصين عن الشعبي وسعد بن عبيدة عن المغيرة بلا عروة. قال ابي وليس لابي سفيان معنى.
¥(12/205)
قال ابي ورواه هشيم عن حصين عن سالم بن ابي الجعد وابي سفيان سمع المغيرة بن شعبة قلت لابي زرعة ايهما فايهما الصحيح عندك انا الى حديث الشعبي بلا عروة اميل اذا كان للشعبي اصل في المسح.
قال شيخنا سياتي بنحوه ص (30 برقم 54).
قال شيخنا فيه اعتبار ما في الباب لا مجرد اسناد حديث ما.
قال ابو عبد الله فيصل السلفي: عرض الروايات والوجوه يبين النقص من الزيادة في الاسناد وهو صنيع الحافظ ابن ابي حاتم في بعض الاحايين في كتابه هذا العلل.
الخبر الخامس وهو (برقم 9) في الاصل:
وسالت ابي وابا زرعة عن حديث رواه سفيان الثوري وشعبة بن الحجاج وجرير بن حازم وابو معاوية الضرير ويحيى القطان وابن عيينة وجماعة عن الاعمش عن ابي وائل عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم في المسح على الخفين. ورواه احمد بن يونس عن ابي بكر بن عياش عن الاعمش وعاصم عن ابي وائل عن المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم فايهما الصحيح من حديث الاعمش. قال ابي الصحيح حديث هؤلاء النفر عن الاعمش عن ابي وائل عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهم في هذا الحديث ابو بكر ابن عياش انما اراد الاعمش عن مسلم بن صبيح عن مسروق عن المغيرة قيل يميز حديث ابي وائل من حديث مسلم.
قلت لابي زرعة فايهما الصحيح قال اخطا ابو بكر ابن عياش في هذا الصحيح من حديث الاعمش عن ابي وائل عن حذيفة. ورواه منصور عن ابي وائل عن حذيفة ولم يذكر المسح وذكر النبي صلى الله عليه وسلم. قال وانما قلت فالاعمش قال الاعمش ربما دلس قلت لابي وابي زرعة حديث الاعمش عن ابي وائل عن حذيفة اصح او حديث عاصم عن ابي وائل عن المغيرة قال ابي الاعمش احفظ من عاصم. قال ابو زرعة: الصحيح حديث عاصم عن ابي وائل عن المغيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قول ابي حاتم الرازي في الاخير الاعمش احفظ من عاصم قال شيخنا فيه الترجيح للحفظ.
قال ابو عبد الله السلفي هذا الخبر غني بالنكت والفوائد والقواعد: فقول ابي حاتم الصحيح حديث هؤلاء النفر عن الاعمش ... فيه الترجيح لرواية الاكثر والاحفظ.
وقوله (ابو حاتم):وهم في هذا الحديث ابو بكر ابن عياش انما (اراد) الاعمش عن مسلم بن صبيح عن مسروق عن المغيرة ... فيه بيان قدرة الناقد على ادراك حقيقة رواية الراوي مع بيان التي وهم فيها وهذا متعسر علينا نحن فلله درهم.
وفيه جواز السؤال من غير عالم لادراك حقيقة الصواب.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[13 - 03 - 06, 09:46 م]ـ
جزاك الله خيراً على ما تبذله.
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[13 - 03 - 06, 09:50 م]ـ
ـــــــــ تتمة الحلقة الثانيةـ
قوله: قال ابي الاعمش احفظ من عاصم. قال ابو زرعة: الصحيح حديث عاصم عن ابي وائل عن المغيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال ابو عبد الله السلفي: لماذا الحافظ ابا زرعة خالف الحافظ ابا حاتم مع ان الاعمش احفظ من عاصم بن ابي النجود الاسدي ومنهم من بين انه من نظارئه وابو زرعة نفسه يرى انه ثقة وابو حاتم يتعقبه ويقول: (ليس محله هذا أن يقال إنه ثقة وقد تكلم فيه ابن علية فقال: كان كل من كان اسمه عاصم سيء الحفظ. قال: وذكره أبي فقال: محله عندي محل الصدق صالح الحديث ولم يكن بذاك الحافظ).
والقاعدة هي تقديم رواية الاحفظ والاكثر ما هي النكتة في ذلك.
لا شك ان الاعمش احفظ من عاصم وعاصم ممن يتنازع فيه لكن الذي يتبين ان سبب الاختلاف بين الامامين اعتبار قرينة ظهرت للحافظ ابازرعة وان كانت قوية دل هذا على التفوق في العلم والمهارة فيه واتقانه وهذا فيه صحة من يقول ان علم العلل والحديث ليس كالحساب.
الخبر السادس وهو (برقم 10) في الاصل:
سالت ابي وابا زرعة عن حديث رواه ابن المبارك عن عوف وهشام عن محمد بن سيرين قال أخبرنا عمرو بن وهب أن المغيرة بن شعبة حدثه عن النبى فى المسح على الخفين فقال أبى رواه أيوب السختيانى من رواية حماد بن زيد عن أيوب عن محمد عن ابي عبد الله عن عمرو بن وهب عن المغيرة عن النبى. قال ابو زرعة رواه بعض اصحاب ابن عون عن ابن عون عن محمد عن عمرو بن وهب عن رجل عن آخر عن المغيرة عن النبى صلى الله عليه وسلم قلت لابي زرعة أيهما الصحيح فال عمرو عن رجل عن آخر عن المغيرة.
قال شيخنا فيه ان الابهام عن السؤال لا يلزم منه الابهام في الواقع بدليل ترجيح ابي زرعة لهذه الطريق.
قال ابو عبد الله فيصل السلفي: قوله: (بعض اصحاب ابن عون عن ابن عون عن محمد عن عمرو بن وهب ... فاسقط ذكر ابي عبد الله المثبت في رواية ايوب السختياني بين محمد بن سيرين وعمرو بن وهب فجعله محمد عن ابي عبد الله عن عمرو بن وهب عن المغيرة عن النبى. فكانت رواية ايوب المرجوحة عند ابي زرعة وهما).
الخبر السابع وهو (برقم 11) في الاصل:
سألت أبى وأبا زرعة عن حديث رواه حسن بن صالح عن عاصم بن عبيد الله عن سالم عن أبيه عن عمر عن النبى فى المسح على الخفين. ورواه ابن فضيل وجرير وعبد الرحيم بن سليمان فقالوا عن يزيد بن أبى زياد عن عاصم عن ابيه عن عمر عن النبى. ورواه خالد الواسطى عن يزيد بن عاصم عن أبيه أو عن عمه عن عمر. فأيهما الصحيح قالا عاصم مضطرب الحديث والحسن بن صالح أحفظ من يزيد بن أبى زياد ومن شريك وهو أشبه. وقال ابو زرعة وحديث حسن بن صالح أصح ولا يبعد أن يكون الاضطراب من عاصم. قال أبو زرعة ورواه شريك فقال عن عاصم عن عاصم عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن عمر. ومنهم من يقول شريك عن عاصم بن عبيد الله عن أبيه عن عمر. ومنهم يقول شريك عن عاصم عن سالم عن ابيه عن عمر قال ابو زرعة فاما من حديث يزيد بن ابى زياد فعمر بن عاصم عن أبيه أو عمه عن عمر عن النبى صلى الله عليه وسلم أشبه.
قال شيخنا فيه الترجيح بين الرواة وان كان الاختلاف على ضعيف.
قال ابو عبد الله السلفي: قوله (ولا يبعد أن يكون الاضطراب من عاصم). فيه ان بعض الاحاديث لا يمكن الجزم فيها حتى عند النقاد المتقدمين وهذا قاسم مشترك بين الحفاظ المتقدمين والمتاخرين.
¥(12/206)
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[14 - 03 - 06, 12:07 ص]ـ
ــــــــــالحلقلة الثالثةـ
الخبر الثامن وهو (برقم 12) في الاصل:
سألت أبى وأبا زرعة عن حديث رواه سفيان الثورى وشريك عن الاعمش عن الحكم بن عتيبة عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن بلال عن النبى صلى الله عليه وعلى اله وسلم فى المسح على الخفين. قالا ورواه أيضا عيسى بن يونس وأبو معاويه وابن نمير عن الاعمش عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن كعب بن عجرة عن بلال عن النبى صلى الله عليه وعلى اله وسلم. ورواه زائدة عن الاعمش عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن البراء عن بلال عن النبى صلى الله عليه وعلى اله وسلم. قلت لهما فأي هذا الصحيح. قال أبى الصحيح من حديث الاعمش عن الحكم عن ابن أبى ليلى عن بلال بلا كعب. قلت لابى فمن غير حديث الاعمش. قال الصحيح ما يقول شعبة وأبان ابن تغلب وزيد بن أبى أنيسة أيضا عن الحكم عن ابن أبى ليلى عن بلال بلا كعب.وقال أبى (الثورى وشعبة أحفظهم). قلت لابى فان ليث بن أبي سليم يحديث فيضطرب يحدث عنه يحيى بن يعلى عن الحكم عن ابن ابى ليلى عن كعب بن عجرة عن بلال عن النبى صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وعن أبى بكر وعمر في المسح. ورواه معتمر عن ليث عن الحكم وحبيب بن أبى ثابت عن شريح بن هانيء عن بلال عن النبى صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وقال أبو زرعة ليث (لايشتغل به فى حديثه مثل ذى كثير هو مضطرب الحديث) قلت لابي زرعة أليس شعبة وأبان بن تغلب وزيد بن أبي انيسة يقولون عن الحكم عن ابن ابي ليلى عن بلال بلا كعب قال أبو زرعة الاعمش حافظ وأبو معاوية وعيسى بن يونس وابن نمير وهؤلاء قد حفظوا عنه. ومن غير حديث الأعمش فالصحيح عن ابن ابي ليلى عن بلال بلا كعب ورواه منصور وشعبة وزيد بن أبي أنيسة وغير واحد. إنما قلت من حديث الأعمش.
قوله: (قال الصحيح ما يقول شعبة وأبان ابن تغلب وزيد بن أبى أنيسة أيضا عن الحكم عن ابن أبى ليلى عن بلال بلا كعب.وقال أبى (الثورى وشعبة أحفظهم).).
قال شيخنا فيه الترجيح للحفظ.
قوله: (قال أبو زرعة الاعمش حافظ وأبو معاوية وعيسى بن يونس وابن نمير وهؤلاء قد حفظوا عنه).
قال شيخنا فيه ان الحافظ اذا اختلف عليه الحفاظ ممكن حمله على اكثر من وجه.
قال ابو عبد الله السلفي: هذا النص مليء بالنكت والفوائد والقواعد اهمها ما بينه شيخنا وفيه استنباط معنى الحديث المضطرب ومتى يوصف الراوي بالاضطراب.
قلت:يرويه سفيان الثوري وشريك عن الاعمش بلا كعب. هذا وجه وهم حافظان والاعمش حافظ.
ويرويه عيسى بن يونس وأبو معاويه وابن نمير عن الاعمش باثبات كعب وهؤلاء حفاظ يقول ابو زعة الاعمش حافظ وأبو معاوية وعيسى بن يونس وابن نمير وهؤلاء قد حفظوا عنه.
وسؤال ابن ابي حاتم لا زال قائما لكلا الناقدين من غير حديث الاعمش.
ويرويه زائدة عن الاعمش بجعل البراء مكان كعب بن عجرة.
ورواية ليث لا يشتغل بها وقد بين العلة في ذلك وهي الاضطراب (حيث قال لايشتغل به فى حديثه مثل ذى كثير هو مضطرب الحديث) ومن هذا يتبين معناه كما في المصطلح.
فابو حاتم يرجح رواية الثوري وشعبة للحفظ ولم يتطرق لمن غير حديث الاعمش لكونه دقيق غامض.
والحافظ ابا زرعة يصحح الوجوه كلها عن الاعمش وسؤاله من غير حديث الاعمش لا يلزم الحافظ ابا زرعة لكونه يصحح الوجوه.
وهذا الذي اميل اليه فلله در ابي زرعة الحافظ الناقد.
لذلك قال شيخنا فيه ان الحافظ اذا اختلف عليه الحفاظ ممكن حمله على اكثر من وجه.
وقد وضح هذا الحافظ ابا زرعة حين قال: (الاعمش حافظ وأبو معاوية وعيسى بن يونس وابن نمير وهؤلاء قد حفظوا عنه).
قوله: (مثل ذى كثير) يعني مثل هذا في حديثه كثير.
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[15 - 03 - 06, 09:04 م]ـ
ــــــــــ تتمة الحلقة الثالثةـ
فصل يبين توضيحا ويحقق ما تقرر
قال العلامة المعلمي اليماني النقاد في كتابه النفيس الرائع (عمارة القبور):
ــــالحكم في الاختلاف ـــــ
الاصل الثابت المقرر انه اذا وقع الاختلاف مع الاشتراك في عدم الضعف يفزع الى الجمع فان امكن فالكل صحيح وان لم يمكن التجئ الى الترجيح فان امكن فالارجح هو الصحيح والا ثبت الاضطراب فليعتبر الاختلاف في هذا الحديث بهذا الاصل ... (ص169) المكتبة المكية.
¥(12/207)
وهذه قاعد اصيلة نفيسة من امام مستقرئ نقاد تحقق ما تقرر من قبل والعثور على مثلها كنز عظيم.
وقد حقق هذا المعنى شيخ الاسلام ابن تيمية في كتابه الاعظم والحكم العدل بين الشرع والعقل الا وهو (درء تعارض العقل والنقل) (ج1ص144) وابن القيم في (اعلام الموقعين) (ج2 ص294) وقبلهما الامام الناصر الشافعي طيب الله ثراه في (الرسالة) التي اندهش عبد الرحمن بن مهدي منها (ص342).
الخبر التاسع وهو (برقم 22) في الاصل:
سألت ابي وأبا زرعة عن حديث رواه الثوري عن أبي هاشم عن سعيد بن جبير أنه سئل عن النجاسة تصيب الثوب قال اقرأ على آية في غسل الثياب فقلت لهما من أبو هاشم هذا قال أبي هو اسماعيل ابن كثير المكي (وهو ثقة) وليس هو أبو هاشم الرماني قال أبو زرعة الذي عندي أنه الرماني قلت رواه محمد بن كثير فقال اسماعيل بن كثير قال إن حفظ ابن كثير فهو كما يقول.
قال ابو عبد الله السلفي: فيه التباس اسم الراوي وعدم تمييزه حتى عند المتقدمين مع جلالة قدرهم وسعة حفظهم.
فائدة علمية اصيلة: الذي يتبين لي اصالة ان الحافظ ابي حاتم الرازي ادق في الحكم في هذا الحديث من الحافظ ابي زرعة والبخاري ادق منهما واقعد بالصناعة كما شهد بذلك الامام الترمذي لانه امتص هذا الفن من الامام ابي الحسن علي بن المديني والامام ابن المديني لا يضاهيه احمد في هذا الشان خلافا لما حققه الحافظ ابن رجب في شرح العلل.
الخبر العاشر وهو (برقم 24) في الاصل:
سألت أبي عن حديث رواه شادان عن أبي بكر بن عياش عن عبد الملك عن عطاء عن صفوان بن يعلي عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال (ان الله حيي ستير فاذا اغتسل أحدكم فليستتر) قلت لأبي وقد رأيت عن أحمد بن يونس عن أبي بكر عن عبد الملك عن عطاء عن النبي مرسل قلت لأبي هذا المتصل محفوظ قال ليس بذاك.
قال ابو عبد الله السلفي: فيه ذكر المتصل وهو نوع من انواع الاسناد ومن اقدم من بين معناه من اوجه كثيرة الخطيب في (الكفاية بمعرفة اصول الرواية) والكتاب المفرد (معرفة المزيد في متصل الاسانيد) وهذا الكتاب استفاد منه الحافظ ابن رجب في شرح العلل كثيرا.
الخبر الحادي عشر وهو (برقم 25) في الاصل:
سألت أبي عن حديث رواه الليث بن سعد عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم: (أكل لحم شاة ثم صلى ولم يتوض). ورواه معن عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء عن ابي رافع عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فقال أبي جميعا صحيحين حدثنا ابراهيم بن المنذر عن معن بن عيسى عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء عن أبي رافع وابن عباس عن النبي جمعهما.
قال ابو عبد الله السلفي: قال شيخنا فيه ان الراوي اذا جمع قوله وقول مخالفه من وجه ثالث دل على انه حفظ ما عنده وزيادة.
وهذه دقة في المنتهى من الاستنباط والتدقيق سبحان الله كان شيخنا المعيا حقا نسال الله توفيقه ونصره.
لم يدع لي الشيخ ما استنبط منه.
الخبر الثاني عشر وهو (برقم 26) في الاصل:
سألت أبي عن حديث رواه معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن أبي قلابة عن خالد بن اللجلاج عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم (رأيت ربي عز وجل وذكر الحديث في اسباغ الوضوء) ونحوه قال أبي هذا رواه الوليد بن مسلم وصدقه عن ابن جابر قال كنا مع مكحول فمر به خالد بن اللجلاج فقال مكحول يا أبا ابراهيم حدثنا فقال حدثني ابن عايش الحضرمي عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. قال أبي وهذا أشبه وقتادة يقال لم يسمع من أبي قلابة الا أحرفا فإنه وقع اليه كتاب من كتب أبي قلابة فلم يميزوا بين عبد الرحمن بن عايش وبين ابن عباس. قال أبي وروى هذا الحديث جهضم بن عبد الله اليمامي وموسى بن خلف العمى عن يحيي بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن جده ممطور عن أبي عبد الرحمن السكسكي عن ملك بن يخامر عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. قال أبي وهذا أشبه من حديث ابن جبر.
قال شيخنا فيه الترجيح بين حديثين مخرجهما مختلف.
وهذه فائدة نفيسة وقاعدة مليحة ونكتة طريفة قل من يتنبه لها من اهل العصر.
الخبر الثالث عشر وهو (برقم 32) في الاصل:
¥(12/208)
سألت ابي وأبا زرعة عن حديث رواه عثمان بن ابي شيبة عن شريك عن الأعمش عن أبي سفيان عن حذيفة عن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم أنه قال (إذا قام أحدكم من الليل فليستاك) فقالا هذا وهم أنما هو الأعمش عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي موقوف أنه كان يقول قلت لهما فالوهم ممن هو. قالا يحتمل أن يكون من أحدهما. قلت يعنيان إما من عثمان وإما من شريك.
قال شيخنا فيه ان السند اذا كان فيه ضعيفان يحتمل ان الوهم من احدها.
قال ابو عبد الله السلفي: فيتعذر الجزم حينئذ وورود الاحتمال في ذهن الناقد له اسباب سياتي تفصيلها ان شاء الله.
الخبر الرابع عشر وهو (برقم 34) في الاصل:
سألت ابي عن اختلاف حديث عمار بن ياسر في التيمم. وما الصحيح منها فقال رواه الثوري عن سلمة عن ابي مالك الغفاري عن عبد الرحمن بن ابزى عن عمار عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في التيمم. ورواه شعبة عن الحكم عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن ابزي عن ابيه عن عمار عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. ورواه شعبة عن سلمة عن ذر عن ابن عبد الرحمن بن ابزي عن ابيه عن عمار عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. ورواه حصين عن ابي مالك قال سمعت عمارا يذكر التيمم موقوف. قال أبي الثورى احفظ من شعبة قلت لأبي فحديث حصين عن ابي مالك قال الثورى احفظ ويحتمل ان يكون سمع أبو مالك من عمار كلاما غير مرفوع ويسمع مرفوعا من عبد الرحمن بن ابزي عن عمار عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم القصة. قلت فأبو مالك سمع من عمار شيئا قال ما ادرى ما اقول لك قد روى شعبة عن حصين عن ابي مالك سمعت عمارا ولو لم يعلم شعبة أنه سمع من عمار ما كان شعبة يرويه وسلمة احفظ من حصين قلت ما تنكر ان يكون سمع من عمار وقد سمع من ابن عباس قال بين موت ابن عباس وبين موت عمار قريب من عشرين سنة.
قال شيخنا فيه تحري شعبة لمعرفة السماع بالمقارنة مع التاريخ.
قال ابو عبد الله فيصل السلفي: فيه تطرق الاحتمال مع الحفظ كيف ذلك اذا كان الراويين ثقتين ثبتين مع كون احدهما احفظ من الاخر فانه مما يتبين من خلال هذا النص عدم جزم الامام وتطرق الاحتمال.
وفيه تقديم رواية الثوري عند ابي حاتم على شعبة وقد صرح بذلك كما في كتابه الفذ (الجرح والتعديل) وهذا يكاد يكون كلمة اجماع بين النقاد.
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[16 - 03 - 06, 02:58 ص]ـ
ـــــــــالحلقة الرابعة ــــــــــــ
فصل في توضيح الاستثناء
تنبيه: قاعدة تقديم او ترجيح رواية الاحفظ و الاكثر ليست على اطلاقها بمعنى (ليست مطردة) يجب التنبه لهذا والتفطن له بارك الله فيكم.
وسيمر علينا الامثلة التي تفيد ترجيح رواية الاحفظ والاكثرـ (ولن يتم اهمالها سنقف معها وقفة وان تكرر الموقف معها) ـــ لكن لها حالات معينة يجب التفطن لها واخذها بعين الاعتبار.
الخبر الخامس عشر وهو (برقم 38) في الاصل:
سألت ابي عن حديث رواه عبيدة الضبي عن عبد الله بن عبد الله الرازي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ذي الغرة الطائي عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم (في الوضوء من لحم الابل قال توضأوا). ورواه جابر الجعفي عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن أبي ليلى عن سليك العطفاني عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وحدثنا سعدويه قال حدثنا عباد بن العوام عن الحجاج بن أرطاة عن عبد الله عن ابن أبي ليلى عن أسيد بن حضير عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. قلت لأبي فأيهما الصحيح. قال ما رواه الأعمش عن عبد الله بن عبد الله الرازي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. والأعمش أحفظ.
قال شيخنا فيه الترجيح للحفظ وفيه الترجيح بما لم يرد في السؤال.
الخبر السادس عشر وهو (برقم 39) في الاصل:
سألت أبا زرعة عن حديث رواه يحيي بن زكريا بن أبي زائده وأبو داود عن شعبة عن حبيب بن زيد عن عباد بن تميم عن عمه عبد الله بن زيد عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم (أنه أتي باناء فيه ماء قدر ثلثى المد فتوضأ به). ورواه غندر عن شعبة عن حبيب بن زيد عن عباد بن تميم عن جدته أم عمارة عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فقال أبو زرعة الصحيح عندي حديث غندر.
¥(12/209)
قال ابو عبد الله السلفي: فيه ان ابا زرعة يقوي رواية غندر وحده وهذا يدل انه اتقن لحديث هؤلاء في شعبة.
الخبر السابع عشر وهو (برقم 40) في الاصل:
سألت ابي وأبا زرعة عن حديث رواه علي بن عاصم عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم (في المجدور والمريض إذا خاف على نفسه تيمم). قال أبو زرعة ورواه جرير ايضا فقال عن عطاء عن سعيد عن ابن عباس رفعه في المجدور. قال أبي هذا خطأ أخطأ فيه علي بن عاصم. ورواه أبو عوانة وورقاء وغيرهما عن عطاء بن السائب عن سعيد عن ابن عباس موقوف وهو الصحيح.
قال ابو عبد الله فيصل السلفي: فيه ان المتابعة لا تنفع المخطئ فالخطا دائما خطا اذا تبين.
الخبر الثامن عشر وهو (برقم 41) في الاصل:
سألت ابي وأبا زرعة عن حديث رواه شيبان النحوي عن قتادة عن الحسن عن أمه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. (كان يتوضأ بالمد). قال أبي هذا خطأ إنما هو قتادة عن صفية بنت شيبة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وهذا أشبه. قال أبو زرعة من حديث قتادة حديث صفية بنت شيبة عن عائشة صحيح. ورواه يونس بن عبيد عن الحسن عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وهذا عندى أشبه.
قال شيخنا فيه الترجيح في المخرج المتحد ثم الترجيح في الجملة.
الخبر التاسع عشر وهو (برقم 42) في الاصل:
سألت ابي وأبا زرعة عن حديث رواه حبان بن هلال وحرمي وابراهيم بن الحجاج عن حماد بن سلمة عن ثمامة بن أنس عن أنس أن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال (استنزهوا من البول فان عامة عذاب القبر من البول). قال أبو محمد قال ابي حدثنا أبو سلمة عن حماد عن ثمامة عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. مرسل وهذا أشبه عندي. وقال ابو زرعة المحفوظ عن حماد عن ثمامة عن انس وقصر وأبو سلمة.
قال شيخنا فيه وصف من ارسل بالتقصير اذا كان المسند ثابت.
قال ابو عبد الله السلفي: فيه اختلاف الامامين في نقد الحديث بسبب الزيادة في العلم مع الموافقة في اصل النقد.
الخبر الموفى عشرون وهو (برقم 43) في الاصل:
سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه حماد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر او غيره أن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال (ان الذي يشرب في آنية الفضة انما يجرجر في بطنه نار جهنم). قالا هذا خطأ إنما هو عن نافع عن زيد بن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. قلت لأبي ولأبي زرعة الوهم ممن هو.فقالا من حماد.
قال ابو عبد الله السلفي: فيه تعيين الوهم ان امكن ذلك فانما الخطا يجيئ من ضعيف او ثقة اذا خالف ولا يطرد ذلك في عامة الاحاديث كما سيتضح في الحلقات الاخرى ان شاء الله تعالى.
الخبر الواحد و العشرون وهو (برقم 44) في الاصل:
سألت ابي وأبا زرعة عن حديث رواه حماد بن سلمة عن أبي جهضم عن عبيد الله بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن ابن عباس قال (لم يعهد الينا رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم شيئا لم يعهده إلى الناس إلا ثلاثة أمرنا ان نسبغ الوضوء ... ). فقال أبي انما هو عبد الله بن عبيد الله بن عباس أخطأ فيه حماد وقالا جميعا رواه حماد بن زيد وعبدالوارث ومرجا بن رجاء فقالوا كلهم عن أبي جهضم عن عبد الله بن عبيد الله وهو الصحيح.
قال ابو عبد الله السلفي: فيه الحكم للكثرة وتعيين الخطا وهذا من القواعد المفيدة فان الكثرة تعين على معرفة الخطا ممن ان كانت النكارة ظاهرة.
ونوع الخطا في الاسم قلب الراوي للاسم وفي هذا نكتة وهي ان مراقبة الناقد تكون دقيقة جدا ليس تركيزهم على المتن فحسب كما هو صنيع الفقهاء والاصوليين.
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[22 - 03 - 06, 06:53 م]ـ
جهد طيب ومبارك جزاك الله خيرا
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[10 - 04 - 06, 06:32 ص]ـ
ــــــــــــ الحلقة الخامسة ــــــــــــــ
الخبر الثاني والعشرون وهو (برقم 45) في الاصل:
¥(12/210)
سألت أبي وأبا زُرْعَةَ عَنْ حَدِيثٍ؛ رَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الفَيْضِ بْنِ أَبِي حَثَمَةَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْخَلاءِ، قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي وَأَذْهَبَ عَنِّي الأَذَى. فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهِمَ شُعْبَةُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ. ورواه الثَّوْرِيُّ، فَقَالَ: عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ عُبَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، وَهَذَا الصَّحِيحُ، وَكَانَ أَكْثَرُ وَهْمِ شُعْبَةَ فِي أَسْمَاءِ الرِّجَالِ. وقال ابي: كَذَا قَالَ سُفْيَانُ، وَكَذَا قَالَ شُعْبَةُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَيُّهُمَا الصَّحِيحُ، وَالثَّوْرِيُّ أَحْفَظُ، وَشُعْبَةُ رُبَّمَا أَخْطَأَ فِي أَسْمَاءِ الرِّجَالِ، وَلا يُدْرَى هَذَا مِنْهُ أَمْ لا.
قال شيخنا حفظه الله لا يلزم من الخطا في الاسماء ان يكون من شعبة مع اشتهاره بذلك.
قال ابو عبد الله السلفي: والامام احمد يقول كان غلط شعبة في اسماء الرجال كما بين ابن ابي حاتم في الجرح والتعديل.
والحافظ ابا زرعة يجزم بغلطه حين يخالف الثوري وقد صرح بكونه يخطئ في اسماء الرجال ولكن الحافظ ابا حاتم لم يعتبر ذلك في هذا الحديث بعنيه مع تردده فدل ذلك على اعتبار قاعدة القرائن
ان كل حديث يمشى بحسب القرائن المحيطة به فعلم الحديث ليس كعلوم الالة لذلك ضل فيه اقوام حين قاسوه بعلوم الالة كالنحو والصرف وغيرها.
قال ابو عبد الله السلفي: فيه اختلاف الامامين في النقد والعلم مع المعرفة بمنزلة الامام شعبة بن الحجاج في اسماء الرجال يغلط فيها احيانا وكون سفيان الثوري احفظ منه وقد بينت في كتابي (قاعدة في تحقبق حديث الربا) اجماع النقاد الجهابذة على ذلك مع هذا لم يعتبر الحافظ ابا حاتم هذا الاصل ومال الى التردد وقوله الله اعلم ايهما الصحيح لكون الحافظ ابا حاتم الرازي يحتاج الى قرينة اخرى تبين وهم شعبة والا من الصعب الجزم بذلك بخلاف الحافظ ابا زرعة اكتفى بقرينتين وهي كون الثوري احفظ من شعبة وشهادته بنفسه انه اذا خالفه الثوري فالحديث حديث الثوري وكذلك اخذ يحيى بن سعيد القطان بقول الثوري عند الاختلاف والقرينة الاخرى اشتهاره بالوهم في اسماء الرجال احيانا فطلب الحافظ ابي حاتم الرازي لقرينة اخرى لدليل على صعوبة توهيم امثال هؤلاء الجبال.
والله المستعان في اقوام خاضوا في علم الحديث بغير علم.
الخبر الثالث والعشرون وهو (برقم 47) في الاصل:
وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ؛ رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَن سنان بْن ربيعة، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، كَانَ إِذَا توضأ غسل ما فِي عينيه بأصبعيه.قَالَ أَبِي: روى حَمَّاد بْن زَيْدٍ، عَن سنان، عَن شهر، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وحماد بْن زيد أحفظ وأثبت من حَمَّاد بْن سَلَمَةَ، وسنان بْن ربيعة أَبُو ربيعة، مضطرب الحديث.
قال شيخنا فيه الترجيح على ضعيف.
قال ابو عبد الله فيصل السلفي قد سبق التنبيه على مثل هذا في الخبر السابع. و الاضراب نوع من انواع علوم الحديث يوصف به الراوي والحديث.
الخبر الرابع والعشرون وهو (برقم 48) في الاصل:
وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ؛ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ.قَالَ أَبِي: وَهُوَ وَالِدُ كَثِيرِ بْنِ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ، وَكُنْيَتُهُ: أَبُو النَّضْرِ وَلَيْسَ بِالْعَنْبَرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: تَوَضَّؤُوا مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ، وَلا تَوَضَّؤُوا مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ.قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: كُنْتُ أُنْكِرُ هَذَا الْحَدِيثَ لِتَفَرُّدِهِ، فَوَجَدْتُ لَهُ أَصْلا، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُصَفَّى، عَنْ بَقِيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي فُلانٌ، سَمَّاهُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُحَارِبٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِنَحْوِهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي يَعْقُوبُ، عَنْ
¥(12/211)
أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ الثَّقَفِيُّ: أَنَّهُ سَمِعَ مُحَارِبَ بْنَ دِثَارٍ، يَذْكُرُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ بِنَحْوِ هَذَا، وَلَمْ يَرْفَعْهُ.قَالَ أَبِي: حَدِيثُ ابْنِ إِسْحَاقَ أَشْبَهُ مَوْقُوفٌ.
قال شيخنا: فيه انكار العلماء ثم تراجعهم وفيه تسمية الشاهد اصلا وفيه الحكم بالوقف مع قوله عن المرفوع له اصل.
قال ابو عبد الله فيصل السلفي: فيه تقرير اصل من اصول مصطلح الحديث النوع الخامس عشر في المقدمة للحافظ ابن الصلاح معرفة الاعتبار والمتابعات والشواهد وللامام ابي الحسن علي بن المديني كتابا في هذا المعنى سماه (ذكر من لا يحتج بحديثه ولا يسقط) بينه الحاكم في (معرفة علوم الحديث) في باب النوع العشرين من علم الحديث يقصد به فقه الحديث وقد بوب لهذا النوع من انواع علوم الحديث في المقدمة بتفصيل دقيق وبيان عميق او بنوعية خاصة حيث قال ذكر النوع الحادي والخمسين علوم الحديث قال هذا النوع من هذه العلوم معرفة جماعة من الرواة التابعين فمن بعدهم لم يحتج بحديثهم في الصحيح ولم يسقطوا. قد ذكرت فيما تقدم من ذكر مصنفات علي بن المديني رحمه الله كتابا مترجما بهذه الصفة غير اني لم ار الكتاب قط ولم اقف عليه وهذا علم حسن فانا في رواة الاخبار جماعة بهذه الصفة ثم بين الامثلة في ذلك.
قال ابو عبد الله السلفي: وهذا المصنف للامام النقاد ابو الحسن علي بن المديني لم ينفرد بذكره الحاكم (المعلم الاول) بل قد بينه الخطيب البغدادي في الجامع لآداب الراوي واخلاق السامع.
وقد ذكرت هذا المعنى للشيخ العلامة العالم الجليل احمد بن محرز المحرزي في جلسة ففهم منه انه بمعنى يصلح في الشواهد والمتابعات فصح ما اصله الحافظ ابن الصلاح رحمه الله تعالى.
الخبر الخامس والعشرون وهو (برقم 51) في الاصل:
وَسَمِعْتُ أَبِي ذَكَرَ حَدِيثًا: رَوَاهُ عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَتْ لَهُ خِرْقَةٌ، يَتَمَسَّحُ بِهَا.فَقَالَ أَبِي: رَأَيْتُ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ كَانَ لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ خِرْقَةٌ وَمَوْقُوفٌ أَشْبَهُ، وَلا يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مُسْنَدًا.
قال ابو عبد الله فيصل السلفي المغربي: فيه تسمية المرفوع مسندا وبهذا قال الحاكم ابو عبد الله الحافظ وتبعه على ذلك الحافظ ابن عبد البر وقد بين هذا الحافظ ابن الصلاح في المقدمة.
الخبر السادس والعشرون وهو (برقم 52) في الاصل:
وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ؛ رَوَاهُ زهير، عَن حميد الطويل، عَنْ أَبِي رجاء، عَن عمه أَبِي إدريس، عَن بلال، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فِي المسح عَلَى الخفين والْخِمَار. فَقَالَ أَبِي: هَذَا خَطَأٌ، إِنَّمَا هُوَ حميد، عَنْ أَبِي رجاء مولى أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي إدريس، عَن بلال، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ لأَبِي: الخطأُ مِمَّن هُوَ؟ قَالَ: لا يُدرى.
قال شيخنا: فيه عدم تحديد مصدر الخطا أحيانا.
قال ابو عبد الله السلفي: فالعلم بالغلط او الخطا او الوهم شيء والعلم بمصدره شيء اخر فقد يتعذر العلم بمصدره حتى عند الجهابذة النقاد وهذا قاسم مشترك بين الحفاظ المتقدمين والمتاخرين وان برع الاولون في ذلك اما العلم بعموم الخطا لا يحتاجه كبير علم كما يحتاجه الاول انما هو عرض الروايات وضرب بعضها مع بعض كما بين ذلك عبد الله بن المبارك واحمد بن حنبل علي بن المديني ويحيى بن معين وغيرهم وقد توسعت في بيان ذلك في مقدمة رسالتي (هذا بيان مفصل لحال حديث يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله).
الخبر السابع والعشرون وهو (برقم 54) في الاصل:
¥(12/212)
وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ؛ رَوَاهُ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ يُكَفِّرُ الْخَطَايَا وَيَزِيدُ فِي الْحَسَنَاتِ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي إِسْبَاغِ الْوُضُوءِ فِي الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةِ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَفِيهِ: وَإِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاعْدِلُوا صُفُوفَكُمْ، وَسُدُّوا الْفُرَجَ، وَإِذَا قَالَ الإِمَامُ: سَمِعَ اللَّه لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، وَخَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ الْمُقَدَّمُ وَفِيهِ: يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ إِذَا سَجَدَ الرِّجَالُ فَاحْفَظْنَ أَبْصَارَكُنَّ.قَالَ أَبِي: هَذَا وَهْمٌ، إِنَّمَا هُوَ الثَّوْرِيُّ، عَنِ ابْنِ عُقَيْلٍ، وَلَيْسَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ مَعْنَى، رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ عُقَيْلٍ، زُهَيْرٌ، وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو.
قال شيخنا هذا يدل على ان الصواب بغير هذا الاسم وقد سبق نحوه من صفحة (13) برقم (8).
الخبر الثامن والعشرون وهو (برقم 56) في الاصل:
سألتُ أبي، عن حديثٍ، رواه سعيد بن بشير، عن مُحمد بن عبد الرحمان عن الأعمش عن يحيي بن الخزاز، عن علي قال كنت رجلا مذاء فاستحييت أن اسأل النبي (فأمرت المقداد بن الأسود فسأل النبي). قال أبي: هذا خطأ بهذا الاسناد، إنما هو: الأعمش عن منذر الثوري، عن ابن الحنفية عن علي. قلتُ لأَبي: من محمد بن عبد الرحمان هذا قال: لا أعرفه ولا أعرف أحدا يقال له محمد بن عبد الرحمان يُحَدِّثُ عن الأعمش ومحمد بن عبد الرحمان الكوفي هو ابن أبي ليلى ولا أعلم ابن أبي ليلى روى عن الأعمش شيئًا.
قال شيخنا: فيه الحكم بالعلة لدليل خارجي وهو عدم معرفة راو بهذا الاسم يروي عن الشيخ الفلاني.
قال ابو عبد الله السلفي: فليس الامر قاصرا على مخرج الحديث او مدار الحديث بل لا بد من التفطن لهذا والا وقع الزلل نسال الله المعافاة.
الخبر التاسع و العشرون وهو (برقم 60) في الاصل:
وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ؛ رَوَاهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَن حسان بْن بلال، عَن عمار، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي تَخليل اللحية. قَالَ أَبِي: لم يحدث بِهَذَا أحدٌ سوى ابن عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ قلت: هُوَ صحيح؟ قَالَ: لو كَانَ صحيحًا لكان فِي مصنفات ابن أَبِي عَروبة، ولم يذكر ابن عُيَيْنَةَ فِي هَذَا الحديث الخبر وَهَذَا أَيْضًا مما يوهنه.
قال شيخنا: فتامل بماذا وهم ابن عيينة الامام.
قال ابو عبد الله السلفي: وهو الرجوع الى الكتاب الاصل. وفيه ايضا تقسيم الضبط الى ضبطين ضبط الصدر وضبط الكتاب وقد صرح بهذا الامام يحيى بن معين كما في سؤلات عثمان بن سعيد الدارمي واعتبار ضبط الكتاب على الصدر لدى الحافظ ابا حاتم الرازي وهو المذهب الصحيح وقل ان يتعارضان.
الخبر الثلاثون وهو (برقم 61) في الاصل:
وَسَأَلْتُ أَبِي، وَأَبَا زُرْعَةَ، عَنْ حَدِيثٍ؛ رَوَاهُ صالِح بْن كَيْسَانَ، وعبد الرَّحْمَن بْن إِسْحَاقَ، عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَن عمار، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي التيمم.قَالا: هَذَا خَطَأٌ، رَوَاهُ مالك، وابن عُيَيْنَةَ، عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَن عمار، وَهُوَ الصَّحِيحُ، وهما أحفظ.قلت: قد رَوَاهُ يونس، وعُقيل، وابن أَبِي ذِئْبٍ، عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَن عمار عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وهُمْ أصحاب الكتب.فَقَالا: مالك صاحبُ كتابٍ وصاحبُ حفظ.
قال شيخنا: فتامل كيف قدم صاحب الحفظ والكتاب على صاحب الكتاب وكيف استدل السائل بقوة رواية صاحب الكتاب.
قال ابو عبد الله السلفي: لان تطرق الوهم لهذا النوع يندر والذي يجمع بينهما ليس كمن ينفرد باحدهما.
الخبر الواحد والثلاثون وهو (برقم 62) في الاصل:
¥(12/213)
وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ؛ رَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَأَبُو قرة، موسى بن طارق، عَنِ ابْنِ جريج، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَن بسرة، وزيد بْن خَالِدٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فِي مسِّ الذكر.قَالَ أَبِي: أخشى أن يكون ابن جريج أخذ هَذَا الحديث من إِبْرَاهِيم بْن أَبِي يَحْيَى، لأن أبا جَعْفَر، حَدَّثَنَا، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بْن أَبِي يَحْيَى، يَقُولُ: جاءني ابن جريج بكتب مثل هَذَا، خفض يده اليسرى، ورفع اليمنى مقدار بضعة عشر جزءًا، فقال: أروي هَذَا عنك؟ فَقَالَ: نعم.
قال شيخنا: فتامل فائدة الاطلاع على ترجمة الراوي ولا شك ان الذي حمله على ذلك عدم صحة الحديث عنده ولو بهذا الاسناد على الاقل.
الخبر الثاني والثلاثون وهو (برقم 63) في الاصل:
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ سَمِعْتُ أَبِي، وَذَكَرَ حَدِيثَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، وَكَانَتْ خَالَتَهُ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَيْهَا فَسَقَتْنِي شَرْبَةً مِنْ سَوِيقٍ، فَقَالَتْ يَابْنَ أَخِي، تَوَضَّأْ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَنَا أَنْ نَتَوَضَّأَ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ.قَالَ أَبِي: هَذَا خَطَأٌ، إِنَّمَا هُوَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الأَخْنَسِ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، دَخَلَ لابْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونِ حَدِيثٌ فِي حَدِيثٍ.
قال شيخنا: هذا دليل على سعة العلم والاطلاع.
قال ابو عبد الله السلفي: ودخول حديث في حديث او اسناد في اسناد هذا من دقائق علم العلل ونوع من انواعها ولادراكه طرق وقرائن غامضة جدا قد فصل القول فيها الخطيب البغدادي في كتاب معرفة المزيد في متصل الاسانيد كما يبين لنا ذلك الحافظ ابن رجب الحنبلي في شرحه على العلل الصغير للترمذي.
ـ[صخر]ــــــــ[11 - 04 - 06, 02:57 ص]ـ
واصل بارك الله فيك
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[26 - 04 - 07, 03:13 ص]ـ
واصل جزاك الله خيرا(12/214)
لدي فكرة رسالة ماجستير حول جهود العلامة المعلمي اليماني في الدفاع عن السنة النبوية
ـ[محمد الشميري]ــــــــ[08 - 03 - 06, 08:54 م]ـ
إخواني الفضلاء
وأخص منهم فضيلة الشيخ محمد خلف سلامة والذي قرأت كتاباته حول المعلمي منذو القديم في مجلة الحكمة التي كانت تصدر في بريطانيا، لدي فكرة رسالة ماجستير حول جهود العلامة المعلمي اليماني في الدفاع عن السنة النبوية، من عنده أي معلومات فليضعها هنا أو يراسلني على هذا البريد
abu-abdullah123@maktoob.com
ـ[فواز الجهني]ــــــــ[14 - 03 - 06, 07:43 م]ـ
يوجد رسالة للشيخ منصور السماري بعنوان (الشيخ عبدالرحمن المعلمي وجهوده في السنة ورجالها) في الجامعة الإسلامية في المدينة النبوية وهي مطبوعة
ـ[عبدالله بن حسين الراجحي]ــــــــ[15 - 03 - 06, 02:13 م]ـ
وكذلك رسالة ماجستير للباحثه هدى بالي في جامعة أم القرى حول الشيخ عبدالرحمن المعلمي
لا يحضرني اسمها الآن ..
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[15 - 03 - 06, 02:40 م]ـ
"
العلامة المعلمي له جهود جليلة في خدمة الحديث والسنة بل في خدمة عامة العلوم الإسلامية؛ وآثاره بحمد الله كثيرة، منها مطبوع ومخطوط؛ وما كُتب عنه يعدّ قليلاً بالنسبة إلى المطلوب، ومعنى ذلك أنه يتهيأ للدارس أن يختار أكثر من موضوع للدراسة المتعلقة بجهود المعلمي.
وهذه بعض الموضوعات التي أقترحها، كتبتها - على عجل - ولكني، بحمد الله، أعلم أنها مهمة ونافعة ومناسبة، وأظن أن من طالع كتب المعلمي يوافقني على أكثر هذه الموضوعات المقترحات.
وهي ليست مختصة بعلم الحديث، بل تعم أكثر من علم، والله الموفق.
1 - جهود العلامة المعلمي في مصطلح الحديث
2 - جهود العلامة المعلمي في علم العلل ومنهجه في التعليل
3 - المعلمي اليماني ومنهجه في التجريح والتعديل
4 - الاجتهاد والتجديد في النقد الحديثي عند العلامة المعلمي
5 - أصول الفقه وقواعده عند المعلمي
6 - منهج المعلمي في تصحيح الكتب وتحقيقها والتعليق عليها
7 - ما فسره المعلمي من آيات الكتاب الحكيم جمع وترتيب
8 - أهم الأصول التي قررها المعلمي في كتبه
9 - أصول الاعتقاد والرد على المخالفين عند المعلمي
10 - اختيارات العلامة المعلمي الفقهية
ـ[نجيب أبو عبد الرحمن]ــــــــ[18 - 03 - 06, 11:45 م]ـ
رحم الله للمعلمي وعفا عنه
ـ[ضعيف]ــــــــ[21 - 03 - 06, 12:34 م]ـ
المعلمي له أخطاء كثيرة جدا في التنكيل وغيرة وكفانا مدحا وغلوا في من يخطيء ويصيب 0
ـ[نجيب أبو عبد الرحمن]ــــــــ[21 - 03 - 06, 01:33 م]ـ
أولا من أنا وأنت حتى نحكم على هذا الامام بكثرة أخطائه ثم أين الغلو ياضعيف ثم لم أفهم عبارتك ياضعيف في من يخطئ ويصيب هل تعلم أحدا غير المعصوم صلى الله عليه وسلم يصيب ولا يخطئ
فرجاءا ياضعيف اعرف لأهل القدر قدرهم فإنه لا يعرفه إلا أولوا الفضل والقدر
أرجو أن تتقبلها ياضعيف
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[21 - 03 - 06, 01:53 م]ـ
أولا من أنا وأنت حتى نحكم على هذا الامام بكثرة أخطائه ثم أين الغلو ياضعيف ثم لم أفهم عبارتك ياضعيف في من يخطئ ويصيب هل تعلم أحدا غير المعصوم صلى الله عليه وسلم يصيب ولا يخطئ
فرجاءا ياضعيف اعرف لأهل القدر قدرهم فإنه لا يعرفه إلا أولوا الفضل والقدر
أرجو أن تتقبلها ياضعيف
الأخ نجيب بارك الله فيك هذا المدعو ضعيف قال عن الشيخ مقبل الوادعي (متطرف) فماذا ننتظر من امثاله؟؟؟؟ كان بودي ان اضع لك رابط مقولته هذه لكن الرابط حذف للأسف
ـ[نجيب أبو عبد الرحمن]ــــــــ[21 - 03 - 06, 01:58 م]ـ
جزاك الله خيرا يامقدسي(12/215)
مارأيكم في قول القائل [لم يأت مثله ولن ياتي مثله]
ـ[ابو عبد الله الجهني]ــــــــ[08 - 03 - 06, 10:24 م]ـ
شيخ الإسلام ابن تيمية لم يأتي مثله ولن ياتي مثله وهل قالها ابن القيم
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[08 - 03 - 06, 11:51 م]ـ
أقول لك أخي الكريم ... من أخ محب لك ... اشتغل بفقه الامام خير لك من الاشتغال بمرتبة الامام ... وهل سيكون أو كان مثل شيخ الاسلام.
فلسنا نحن من نرتب الأئمة ونقسم سلفنا الى مراتب ... ففاقد الشيء لا يعطيه.
ومن ادعى أن شيخ الاسلام لم يأتي ولن يأتي مثله ... فقد ادعى أن شيخ الاسلام معصوم ... فكل يؤخذ من كلامه ويرد ... الا الكتاب والسنة ... وما خالف الكتاب والسنة فهو رد ... وادعاء أن شيخ الاسلام قد أصاب في كل مسألة فهذا كلام فيه نظر.
والله أعلم
ـ[الزقاق]ــــــــ[10 - 03 - 06, 04:28 م]ـ
وقد يقال للخروج من الاختلاف انه لا يوجد لاي شيء مهما كان مثل لانه منفرد باجتماع امور فلذا لا يحنث من قال عند طربه لشعر والله ما سمعت مثله وقفت على هذا الكلام في بعض الكتب و نصائح الاخوةمفيدة ان شاء الله
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 03 - 06, 08:52 ص]ـ
شيخ الإسلام ابن تيمية لم يأتي مثله ولن ياتي مثله وهل قالها ابن القيم
لم يقلها ابن القيم رحمه الله، ومن نسبها إليه فعليه بذكر موضعها من كتبه.(12/216)
والبخاري رواه في سائر المواضع على الصواب ليبين غلط هذا الراوي كما جرت عادته بمثل ذلك
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[09 - 03 - 06, 01:31 م]ـ
"
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (منهاج السنة النبوية) (5/ 101) في حديث رواه البخاري وفيه غلط: (والبخاري رواه في سائر المواضع على الصواب ليبين غلط هذا الراوي كما جرت عادته بمثل ذلك).
وهذا تنبيه مهم، وفائدة عزيزة، وإليك بيان ذلك وتفصيله:
قال البخاري في (صحيحه) (4/ 1835 - 1836) في "باب قوله وتقول هل من مزيد":
(((
4567 - حدثنا عبد الله بن أبي الأسود حدثنا حرمي بن عمارة حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يلقى في النار وتقول: هل من مزيد؟ حتى يضع قدمه فتقول: قط قط).
4568 - حدثنا محمد بن موسى القطان حدثنا أبو سفيان الحميري سعيد بن يحيى بن مهدي حدثنا عوف عن محمد عن أبي هريرة رفعه، وأكثر ما كان يوقفه أبو سفيان: (يقال لجهنم: هل امتلأت؟ وتقول: هل من مزيد؟ فيضع الرب تبارك وتعالى قدمه عليها فتقول: قط قط).
4569 - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تحاجت الجنة والنار فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين؛ وقالت الجنة: ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم؟ قال الله تبارك وتعالى للجنة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار: إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منهما ملؤها؛ فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله فتقول: قط قط قط، فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض، ولا يظلم الله عز وجل من خلقه أحداً؛ وأما الجنة فإن الله عز وجل ينشئ لها خلقاً).
)))
وقال البخاري في (صحيحه) (6/ 2453) في "باب الحلف بعزة الله وصفاته وكلماته ":
(6284 - حدثنا آدم حدثنا شيبان حدثنا قتادة عن أنس بن مالك قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تزال جهنم تقول: هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فتقول: قط قط وعزتك، ويزوى بعضها إلى بعض. رواه شعبة عن قتادة).
وقال البخاري في (صحيحه) في "باب ما جاء في قول الله تعالى إن رحمة الله قريب من المحسنين":
(7011 - حدثنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح بن كيسان عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اختصمت الجنة والنار إلى ربهما فقالت الجنة: يا رب ما لها لا يدخلها إلا ضعفاء الناس وسقطهم وقالت النار: - يعني - أوثرت بالمتكبرين فقال الله تعالى للجنة أنت رحمتي وقال للنار: أنت عذابي أصيب بك من أشاء ولكل واحدة منكما ملؤها؛ قال: فأما الجنة فإن الله لا يظلم من خلقه أحداً، وإنه ينشىء للنار من يشاء فيلقون فيها فتقول: هل من مزيد؟ ثلاثاً، حتى يضع فيها قدمه فتمتلىء ويرد بعضها إلى بعض وتقول: قط قط قط).
*********************************
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (منهاج السنة النبوية) (5/ 99 - 103) بعد كلام ذكره، في مصير الأطفال يوم القيامة:
(ولهذا كان الصواب في الأصل الثاني قول من يقول: إن الله لا يعذب في الآخرة إلا من عصاه بترك المأمور أو فعل المحظور؛ والمعتزلة في هذا وافقوا الجماعة بخلاف الجهمية ومن اتبعهم من الأشعرية وغيرهم، فإنهم قالوا: بل يعذب من لا ذنب له أو نحو ذلك.
ثم هؤلاء يحتجون على المعتزلة في نفس الإيجاب والتحريم العقلي بقوله تعالى (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) [سورة الإسراء 15] وهو حجة عليهم أيضاً في نفي العذاب مطلقاً إلا بعد إرسال الرسل؛ وهم يجوزون التعذيب قبل إرسال الرسل فأولئك يقولون: يعذب من لم يبعث إليه رسولاً لأنه فعل القبائح العقلية وهؤلاء يقولون: بل يعذب من لم يفعل قبيحاً قط كالأطفال وهذا مخالف للكتاب والسنة والعقل أيضاً.
قال تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) [سورة الإسراء 15].
¥(12/217)
وقال تعالى عن النار: (كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ {8} قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ {9}) [سورة الملك 8 - 9]، فقد أخبر سبحانه وتعالى بصيغة العموم أنه كلما ألقي فيها فوج سألهم الخزنة، هل جاءهم نذير؟ فيعترفون بأنهم قد جاءهم نذير فلم يبق فوج يدخل النار إلا وقد جاءهم نذير فمن لم يأته نذير لم يدخل النار.
وقال تعالى لإبليس: (لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين) [سورة ص 85]، فقد أقسم سبحانه أنه يملؤها من إبليس وأتباعه، وإنما أتباعه من أطاعه فمن لم يعمل ذنباً لم يطعه، فلا يكون ممن تملأ به النار.
وإذا ملئت بأتباعه لم يكن لغيرهم فيها موضع.
وقد ثبت في (الصحيحين) من حديث أبي هريرة وأنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال يلقى في النار وتقول: هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه؛ وفي رواية "فيضع قدمه عليها "، فتقول: قط قط، وينزوى بعضها إلى بعض؛ (أي تقول حسبي حسبي)؛ وأما الجنة فيبقى فيها فضل فينشىء الله لها خلقاً فيسكنهم فضول الجنة.
هكذا روي في الصحاح من غير وجه؛ ووقع في بعض طرق البخاري غلط قال فيه: "وأما النار فيبقى فيها فضل"؛ والبخاري رواه في سائر المواضع على الصواب ليبين غلط هذا الراوي كما جرت عادته بمثل ذلك: إذا وقع من بعض الرواة غلط في لفظٍ ذكرَ ألفاظ سائر الرواة التي يعلم بها الصواب.
وما علمت وقع فيه غلط إلا وقد بين فيه الصواب؛ بخلاف مسلم فإنه وقع في (صحيحه) عدة أحاديث غلط أنكرها جماعة من الحفاظ على مسلم.
والبخاري قد أنكر عليه بعض الناس تخريج أحاديث لكن الصواب فيها مع البخاري.
والذي أنكر على الشيخين أحاديث قليلة جداً؛ وأما سائر متونهما فمما اتفق علماء المحدثين على صحتها وتصديقها وتلقيها بالقبول لا يستريبون في ذلك.
وقد قال تعالى: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ {130} ذَلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ {131}) [سورة الأنعام 130 – 131].
فقد خاطب الجن والإنس واعترف المخاطبون بأنهم جاءتهم رسل يقصون عليهم آياته وينذرونهم لقاء يوم القيامة، ثم قال: (ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون)، أي هذا بهذا السبب؛ فعُلم أنه لا يعذب من كان غافلاً ما لم يأته نذير فكيف الطفل الذي لا عقل له----) إلى آخر كلامه رحمه الله.
وراجع (مجموع الفتاوى) (16/ 46 - 47).
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى في (حادي الأرواح) (ص278) عقب ذكرِه بعض الأحاديث الصحيحة المتقدمة:
(وأما اللفظ الذي وقع في (صحيح البخاري) في حديث أبي هريرة وأنه ينشئ للنار من يشاء فيلقى فيها فتقول: هل من مزيد؟ فغلطٌ من بعض الرواة، انقلب عليه لفظه؛ والروايات الصحيحة ونص القران يرده، فإن الله سبحانه أخبر أنه يملأ جهنم من إبليس وأتباعه، وأنه [في الأصل فإنه] لا يعذب إلا من قامت عليه حجته وكذَّب رسله، قال تعالى: (كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ {8} قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ) [الملك 8 - 9] ولا يظلم الله أحداً من خلقه).
وقال ابن القيم أيضاً في (أحكام أهل الذمة) (2/ 1104 - 1108):
(واحتجوا بما روى البخاري في (صحيحه) في احتجاج الجنة والنار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وأما النار فينشئ الله لها خلقاً يسكنهم إياها)؛ قالوا: فهؤلاء يُنشؤون للنار بغير عمل، فلأن يدخلها من ولد في الدنيا بين كافرين أولى؛ قال شيخنا: وهذه حجة باطلة فإن هذه اللفظة وقعت غلطاً من بعض الرواة وبينها البخاري رحمه الله تعالى في الحديث الآخر الذي هو الصواب فقال في "صحيحه").
ثم ذكر ابن القيم ذلك الحديث، وفيه لفظة " الجنة " مكان "النار"، في العبارة المتقدمة، ثم قال:
(هذا هو الذي قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا ريب، وهو الذي ذكره [أي البخاري] في "التفسير" [من صحيحه]؛ وقال في "باب ما جاء في قول الله عز وجل إن رحمة الله قريب من المحسنين"----[وذكر ابن القيم الرواية الشاذة ثم قال:] فهذا غير محفوظ وهو مما انقلب لفظه على بعض الرواة قطعا كما انقلب على بعضهم "إن بلالاً يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم"، فجعلوه "إن ابن أم مكتوم يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن بلال"؛ وله نظائر من الأحاديث المقلوبة من المتن.
وحديث الأعرج عن أبي هريرة هذا لم يحفظ كما ينبغي وسياقه يدل على أن راويه لم يقم متنه بخلاف حديث همام عن أبي هريرة).
وقال ابن القيم أيضاً في (طريق الهجرتين) (ص576) في معرض رده لبعض المذاهب المخالفة للصحيح في بعض المسائل:
(واحتجوا [يعني أصحاب المذهب المشار إليه] أيضاً بما روى البخاري في (صحيحه) في حديث احتجاج الجنة والنار عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: وأما النار فينشىء الله لها خلقاً يسكنهم إياها "؛ قالوا: فهؤلاء يُنشأون للنار بغير عمل، فَلَأَن يدخلها من ولد في الدنيا بين كافرين أولى.
وهذه حجة باطلة فإن هذه اللفظة وقعت غلطاً من بعض الرواة وبينها البخاري في الحديث الآخر وهو الصواب، فقال في "صحيحه"---)، ثم ذكر نحو ما ذكره في "أحكام أهل الذمة ".
وقال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري) (13/ 437) بعد كلام له في ذكر احتجاج بعض الفرق بهذا الحديث على بعض عقائدهم:
(وليس في الحديث حجة للاختلاف في لفظه ولقبوله التأويل؛ وقد قال جماعة من الأئمة: إن هذا الموضع مقلوب؛ وجزم ابن القيم بأنه غلط واحتج بأن الله تعالى أخبر بأن جهنم تمتلىء من إبليس وأتباعه؛ وكذا أنكر الرواية شيخنا البلقيني واحتج بقوله "ولا يظلم ربك أحدا " ----).
"
¥(12/218)
ـ[عائشة الأنصارية]ــــــــ[09 - 03 - 06, 03:06 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل على هذه الفوائد العظيمةوبارك الله فيك و في علمك
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[11 - 03 - 06, 07:31 ص]ـ
"
جزاكِ الله خيراً.
**************************************
وقال الحافظ ابن كثير في تفسير قوله تعالى (مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً {15}) من سورة (الإسراء):
(يخبر تعالى أن من اهتدى واتبع الحق واقتفى أثر النبوة فإنما يحصل عاقبة ذلك الحميدة لنفسه؛ ومن ضل أي عن الحق وزاغ عن سبيل الرشاد فإنما يجني على نفسه؛ وإنما يعود وبال ذلك عليه.
ثم قال: ولا تزر وازرة وزر أخرى أي لا يحمل أحدٌ ذنبَ أحد، ولا يجني جانٍ إلا على نفسه، كما قال تعالى: (وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ) [فاطر 18].
ولا منافاة بين هذا وبين قوله (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ) [العنكبوت 13]، وقوله (وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ) [النحل 25].
فإن الدعاة عليهم إثم ضلالتهم في أنفسهم وإثمٌ آخر بسبب ما أضلوا، من غير أن ينقص من أوزار أولئك، ولا يحمل عنهم شيئاً [كذا بالنصب].
وهذا من عدل الله ورحمته بعباده.
وكذا قوله تعالى (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) إخبار عن عدله تعالى وأنه لا يعذب أحداً ألا بعد قيام الحجة عليه بإرسال الرسول إليه، كما قال تعالى (كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ {8} قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ {9}) [الملك 8 - 9]، وكذا قوله (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ {71}) [الزمر 71] وقال تعالى: (وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ {37}) [فاطر 37]، إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن الله تعالى لا يدخل أحداً النار إلا بعد إرسال الرسول إليه.
ومن ثَمَّ طعن جماعة من العلماء في اللفظة التي جاءت مقحمة في "صحيح البخاري" عند قوله تعالى (إن رحمة الله قريب من المحسنين)، [فساق ابن كثير رواية البخاري الشاذة المذكورة، ثم قال]:
(فهذا إنما جاء في الجنة لأنها دار فضل؛ وأما النار فإنها دار عدل لا يدخلها أحد إلا بعد الإعذار إليه وقيام الحجة عليه.
وقد تكلم جماعة من الحفاظ في هذه اللفظة وقالوا: لعله انقلب على الراوي بدليل ما أخرجاه في الصحيحين واللفظ للبخاري)؛ [ثم ساق الرواية المحفوظة].
"(12/219)
قد صنف بعضهم اللباب في تخريج قول الترمذي وفي الباب
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[09 - 03 - 06, 05:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الافاضل قد صنف بعضهم كتاب (اللباب في تخريج قول الترمذي وفي الباب) وهو حسن حيدر من صنعاء وقد اخبرني بعض الطلبة بدار الحديث ببكستان ان جماعة من محدثي الهند لديهم تصنيف حول هذا المعنى فمن كان لديه افادة فاليتحفني (المرجوا اثراء هذا الموضوع بما لديكم) فقد كنت افكر في هذا قديما حتى علمت بكتاب حسن حيدر من كان عنده علم في هذا فاليتحفنا به بارك الله فيه ولعلي اتذكر ان اول من سبق لافراد هذا المعنى بالتصنيف الحافظ العراقي ولكن كتاب الحافظ العراقي في حيز المفقود.
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[09 - 03 - 06, 05:52 م]ـ
اخبرني بكتاب حسن حيدر محمد صبحي حسن حلاق (وقد كان يهدف الى نفس الموضوع) المتخصص بتحقيق كتب الشوكاني والصنعاني.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[09 - 03 - 06, 06:08 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=71402
ـ[ابن السائح]ــــــــ[09 - 03 - 06, 06:09 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19773&highlight=%C7%E1%E4%DE%C7%C8
ـ[محمد خليل أبراهيم]ــــــــ[16 - 03 - 06, 10:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أخى الحبيب ان هذا الكتاب مؤلفه هو بن حجر العسقلانى رحمه الله كما قال الشيخ احمد شاكر
رحمه الله وقال ولكن لم اقف عليه واثبت هذة المقوله الشيخ على حشيش حفظة الله
فى علم المصطلح التطبيقى
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[17 - 03 - 06, 01:03 ص]ـ
من كان عنده هذا الكتاب (اللباب في تخريج قول الترمذي وفي الباب) كما بين الاخ انه للحافظ ابن حجر فليراسلنا به حفظه المولى جل وعلا.(12/220)
طلب مساعده عن رسالة مسلم والدار قطنى للقبي ..
ـ[ابوعامر الحربي]ــــــــ[09 - 03 - 06, 09:40 م]ـ
http://www.almeshkat.com/vb/images/slam.gif
http://www.almeshkat.com/vb/images/bism.gif
اخوانى بارك الله فيكم ,,
نرجو الافاده والمساعده حفظكم الله. وهو ان هناك.
.
رسالة عن مسلم والدارقطنى .. مقارنه بين مسلم وغيره فى كل كتب مسلم ... رسالة للقبي على مسلم ...
ننتظر منكم اخوانى المساعده والافاده,,
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه,,
ـ[ابوعامر الحربي]ــــــــ[11 - 03 - 06, 09:52 م]ـ
http://www.streetbasket.info/salam.gif
لازلنا اخوانى بانتظار من يستطيع المساعده بارك الله فيكم,,
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 03 - 06, 08:47 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لعلك حفظك الله توضح ماهو المطلوب تماما، هل تريد بعض المعلومات المتعلقة بالإمام مسلم بن الحجاج أم تريد غير ذلك، فليتك توضح الأمر أكثر.(12/221)
سؤال بشأن دراسة مناهج أئمة الجرح والتعديل
ـ[أم أحمد الحافظ]ــــــــ[09 - 03 - 06, 09:59 م]ـ
قام الباحث قاسم سعد في رسالته التي أعدها للدكتوراه:" منهج النسائي في البحث والتعديل وجمع أقواله في الرواة" بحصر التراجم التي حكم عليها الإمام النسائي بقدح أو تزكية فبلغت (2683) ترجمة، ثم درس أحكام الإمام النسائي في ثلث هذه التراجم واستخلص منها منهج هذا الإمام في الجرح والتعديل.
والسؤال الذي أرغب أن يجيبني عليه فضلاء هذا الملتقى هو:
هل يمكن استنباط منهج إمام من الأئمة النقاد بدراسة بعض أقواله وأحكامه؟ وإن كان لهذه الطريقة من عيوب فما هي عيوبها؟ وما نسبة الخطأ فيها؟
ملاحظة: سؤالي استفهامي لا إنكاري، وذلك أنني على مشارف إعداد رسالة ماجستير عن منهج أحد الأئمة، وقد قمت بحصر تراجمه فبلغت ما ينوف على 4000 ترجمة، والوقت المخصص لإعداد رسالة الماجستير لا يكفي لدراستها كلها.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[09 - 03 - 06, 10:41 م]ـ
للفائدة ..
كيف تستخرج منهج إمام من أئمة نقد الأخبار وتعليلها ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=30042)
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[10 - 03 - 06, 02:15 م]ـ
ملحوظة بسيطة للأخوة الذين يلجون هذا الباب، وهو مناهج العلماء في مصنفاتهم، وهي أن البعض يحلو له أن يقول أن لكل عالم منهج متفرد لا يشاركه فيه غيره، ولهذا فلا يصح أن نقول منهج علماء الجرح والتعديل في الحكم على الرجال، أو منهج المحدثين في الحكم على الأحاديث، وإنما مناهج العلماء لأن لكل عالم منهجاً، وهذا أمر خطير يُراد منه جعل العلم خاضعاً لفلان أةو فلان، والصواب أنه وإن وجد تباين واختلاف عند بعض العلماء وهذا أمر طبيعي فإنه في مسائل أو جزئيات، ولا يجوز بحال أن نجعل هذا التنوع والاختلاف في تناول الجزئيات أو الحكم على الرجال سبباً للقول بأن منهج هذا العالم يُخالف كلياً منهج ذاك، فهذا يقود لنقض العلم، والقول بأن جهد هؤىء العلماء يعود لأمور خاصة فليس هناك علو للرواة لأن منهج فلان غير منهج الآخر، وليس هناك قواعد للتصحيح والتضعيف لأن منطلقات هذا العالم اتختلف عن منطلقات غيره، وهكذا في عبث لا يُراد منه وجه الله تعالى، وإ شاء الله سأزيد هذا الموضوع بمزيد بحث، وتأصيل، والله الموفق.
ـ[أم أحمد الحافظ]ــــــــ[10 - 03 - 06, 03:21 م]ـ
أخي الكريم:
جزاك الله خيراً على هذه الملاحظة القيمة.
وأود أن أطمئنك أنني لست ـ بحمد الله تعالى ـ من هؤلاء الذين يدّعون أن لكل عالم منهجاً يخالف كلياً منهج غيره, وإنما أرمي من خلال البحث الذي اخترته إلى بيان المسائل الجزئية التي يختلف فيها هذا الناقد عن ذاك، ولهذا أهمية بالغة لا تخفى على من يمارس هذا الفن.
وعلى كل حال: ما يزال سؤالي الأول قائماً.
ـ[أم أحمد الحافظ]ــــــــ[15 - 03 - 06, 11:45 م]ـ
للرفع رفع الله تعالى قدركم(12/222)
ايها الاخوة ما موقف الامام الشوكاني من السنة
ـ[الشعفاطي]ــــــــ[09 - 03 - 06, 10:51 م]ـ
نرجو الاجابة باختصار
جزاكم الله خيرا
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[09 - 03 - 06, 11:10 م]ـ
ذكر الامام الشوكاني في كتابه القيم ((ارشاد الفحول الى تحقيق الحق من علم الأصول)) في باب ((مباحث السنة - البحث الثاني)) ما نصه:
لبحث الثاني
اعلم أنه قد اتفق من يعتد به من أهل العلم على أن السنة المظهرة مستقلة بتشريع الأحكام وأنها كالقرآن في تحليل الحلال وتحريم الحرام وقد ثبت عنه صضص أنه قال: [ألا وأني أوتيت القرآن ومثله معه] أي أوتيت القرآن وأوتيت مثله من السنة التي لم ينطق بها القرآن وذلك كتحريم لحوم الحمر الأهلية وتحريم كل ذي ناب من السباع ومخلب من الطير وغير ذلك مما لم يأت عليه الحصر وأما ما يروى من طريق ثوبان في الأمر بعرض الأحاديث على القرآن فقال يحيى بن معين أنه موضع وضعته الزنادقة وقال الشافعي ما رواه أحد عمن يثبت حديثه في شيء صغير ولا كبير وقال ابن عبد البر في كتاب الله جامع العلم: قال عبد الرحمن بن مهدي: الزنادقة والخوارج وضعوا حديث ما أتاكم عني فاعرضوه على كتاب فإن وافق كتاب الله فأنا قلته وإن خالف فلم أقله وقد عارض حديث العرض قوم فقال: وعرضنا هذا الحديث الموضوع على كتاب الله فخالفه لأنا وجدنا في كتاب الله {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} ووجدنا فيه {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} ووجدنا فيه {من يطع الرسول فقد أطاع الله} قال الأوزاعي: الكتاب أحوج إلى السنة من السنة إلى الكتاب قال ابن عبد البر: إنها تقضي عليه وتبين المراد منه وقال يحيى بن أبي كثير: السنة قاضية على الكتاب والحاصل أن ثبوت حجية السنة المطهرة واستقلالها بتشريع الأحكام ضرورة دينية ولا يخالف في ذلك إلا من لا حظ له في دين الإسلام.
أرجوا أن في ما ذكرت كفاية ... وطابق المطلوب
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[10 - 03 - 06, 01:57 م]ـ
باختصار: من ائمتها في زمانه وهو من أجل أهل زمانه واعلمهم
ـ[الشعفاطي]ــــــــ[10 - 03 - 06, 05:37 م]ـ
اردت من سؤالي ايضا ما موقفه من اهل السنة والمذهب الجعفري
لاني وانا اقرا نيل الاوطار اكاد لا اراه يقول لاي من الصحابة رضي الله عنه
انا احسن الظن في الشيخ لكن لا افهم موقفه هذا من الصحابة
فهل هذا تسرع مني في الحكم؟
والله من وراء القصد
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[10 - 03 - 06, 06:15 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=9473&highlight=%C5%D1%D4%C7%CF+%C7%E1%DB%C8%ED
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[10 - 03 - 06, 06:20 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22003&highlight=%C7%E1%D4%E6%DF%C7%E4%ED
ـ[المقدادي]ــــــــ[10 - 03 - 06, 06:36 م]ـ
الامام الرباني محمد بن علي الشوكاني من الائمة الفحول القلائل الذين صدحوا بالحق في بيئة متعصبة هي البيئة الزيدية و صبر على اذاهم و من يطلع على رسالته التحف في مذاهب السلف يجد نفسه امام امام سلفي العقيدة سني النزعة(12/223)
نماذج من أهل العلم في الجرح والتعديل
ـ[المعتزة بدينها]ــــــــ[10 - 03 - 06, 03:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الاخوة الافاضل حياكم الله جميعا وجزاكم الله كل الخير على مد يد العون لي
لقد قرات في الالفاظ لكل من
- ابن ابي حاتم
- الذهبي
- الحافظ العراقي
- يحيى بن المعين
في مراتب الجرح والتعديل
اريد خمس اسماء من الرواة في حرف الألف في كتب العلماء المذكور اسمائهم اعلاه
يعني في كتاب الجرح والتعديل لابن ابي الحاتم
ميزان الاعتدال للذهبي
وبارك الله فيكم
اتمنى ان يكون السؤال واضحا
اريد ان اعمل مقارنه في الالفاظ في الجرح والتعديل للنفس الرواة لكل من العلماء المذكور اسمائهم اعلاه
بارك الله فيكم
اختكم
المعتزة بدينها
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[10 - 03 - 06, 06:58 م]ـ
ولماذا لاتفتحين كتاب الجرح والتعديل والميزان والذيل على الميزان وتاريخ يحى بن معين وتستخرجين ذلك بنفسك وتعتمدين عليها
وإلا فلن تتعلمى هذا العلم ولن تتقنيه
الإخوة يستطيعون الإجابة لكن الأولى أن تفعلى ذلك بنفسك
لأن هذا العلم لايتقن إلا بكثرة الممارسة
والتدرب على مثل هذه الكتب والله أعلم
ـ[المعتزة بدينها]ــــــــ[10 - 03 - 06, 07:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
لان اخي لا املك هذه الكتب
اتمنى ان لا احد فهم انني كنت اود الاعتماد عليهم لا
الحمدالله سوف املك هذه الكتب قريبا ان شاءالله حيث لا استطيع قراءة الكتب من الجهاز ولا املك طابعة
خير ان شاءالله اخي الكريم
بارك الله فيك على النصيحة واسفة على الازعاج
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[10 - 03 - 06, 09:44 م]ـ
في كتاب ((التنكيل)) للعلامة المعلمي رحمه الله تعالى قسم كامل ... ذكر فيه الشيخ رحمه الله 300 ترجمة ذكرها الكوثري في كتابه ((التأنيب)) وضعفهم ... فرد عليه الشيخ رحمه الله هذا التضعيف.
فذكر الشيخ رحمه الله تعالى كل رجل من الرجال الذين ترجم لهم وضعفهم الكوثري ... وبين أوجه التضعيف ... ووهم الكوثري في هذه الأوجه.
فأنصح أختي الكريمة للرجوع الى هذا الكتاب وادمان النظر مع التدقيق في هذا الكتاب, فمن طالع الكتاب وفهم كلام العلامة المعلمي ... حصل فوائد كثيرة في باب علم الرجال والحكم عليهم, من غير افراط أو تفريط.
والله أعلم
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[12 - 03 - 06, 09:57 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا
وليس هناك أى إزعاج وأرجو أن لا أكون قد أزعجتك أنا أيضا
كل الذى أردته تذكيرك _ وأنت تعلمين ذلك _ بالطريقة السليمة فى تعلم هذا الفن لظنى أنك تمتلكين ما ذكر من الكتب
ونحن هنا فى هذا الملتقى المبارك طلبة علم يخدم بعضنا بعضا
والسلام عليكم
ـ[المعتزة بدينها]ــــــــ[12 - 03 - 06, 11:48 ص]ـ
واياك اخي الكريم
لا على الاطلاق بوركت على النصيحة اصلا مايعجبني في علم الحديث والرجال هي انها عملية اكثر ماتكون نظرية فجز اك الله الف خير ولم يحدث اي ازعاج
كما قلت لا املك الكتب وان كنت املكها لما سئلت ذلك السؤال حيث ان الاعتماد على النفس فضيلة وهذا ماعتمد عليه
بارك الله فيك وزادك من علمه(12/224)
فوائد في أنواع التدليس وأحكامه
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[10 - 03 - 06, 08:31 م]ـ
بسم الله والحمد لله
مسألة التدليس وما يتعلق بها: من أمهات ومهمات مسائل الحديث؛ وقد حصل فيها غير قليل من النزاع والاختلاف بين العلماء، في فروعها وأصولها.
والتدليس مشتق من الدَّلَسِ، وهو في أصل معناه الظلام، ثم استعمل التدليس في اللغة بمعنى إخفاء العيب في المبيع ونحوه؛ وإنما استعملت هذه اللفظة في مصطلح المحدثين بالمعنى الآتي شرحه، لأن المدلس – مهما كان نوع التدليس – كأنه قد أظلم شيئاً من أمر الحديث على الناظر بتغطية وجه الصواب فيه كما يتضح مما يأتي؛ فإن التدليس أقسام عديدة مرجعها إلى أربعة أصول، أو أربعة أغراض؛ وتتبين تفاصيل ذلك كله بشرح أنواع التدليس فدونك أنواعه.
النوع الأول
تدليس الإسناد
وهو المراد بالتدليس عند الإطلاق، وهو أهم صوره وأشهرها وأكثرها وجوداً.
وهو أن يروي غير الصحابي عمن سمع منه - أو عمن حصل له من اللقاء به ما يظن معه حصول السماع - ما لم يسمعه منه من حديثه، حاذفاً الواسطة، قاصداً إيهام السماع بإحدى طرق الإيهام الآتي ذكرها.
وهو بتعبير آخر: أن يروي الشيخ حديثاً فيسمعه بعض تلامذته عنه، لا منه، أي يسمعه بواسطة وليس من الشيخ مباشرة، ثم بعد ذلك يرويه عن ذلك الشيخ موهماً سماعه إياه منه بحذف الواسطة والتعبير بإحدى الطرق الموهمة للسماع.
وهذا النوع من التدليس فيه إخفاء الانقطاع؛ ويسمى أيضاً تدليس الإرسال.
طرق الإيهام
يتم للراوي المدلِّس إيهام سماعه الحديث ممن فوقه من شيوخه، خلافاً للواقع، بإحدى أربع طرق:
الطريقة الأولى
وهي الأغلب الأشهر بين سائر طرق الإيهام؛ وهي استعمال الصيغة المحتملة للسماع ولعدمه - وتسمى أيضاً الصيغة الموهمة للسماع، أو الصيغ الموهمة - مثل (قال) و (ذكر) و (حدث)؛ بدل الصيغة الصريحة في الانقطاع مثل (حُدِّثت) و (أًخْبرت) و (قيل لي) ونحوها.
والمدلس لا يستعمل عند إرادته التدليس صيغ الانقطاع هذه لأنه لا يتم بها مقصوده. وأيضاً لا يستعمل صيغ صريحة في السماع لأنه حينئذ يكون كاذباً لا مدلساً، والفرض هنا أنه ثقة.
الطريقة الثانية
حذف صيغة الأداء أصلاً كما كان ابن عيينة يقول: (عمرو بن دينار سمع جابراً رضي الله عنه) ونحو ذلك. انظر (النكت لابن حجر) (2/ 617).
وهذا الصنيع يليق أن يسمى التدليس بحذف الصيغة.
ومنه صنيع هشيم في حديثه الذي رواه عنه عبد الله بن أحمد في (العلل) (2229) قال: حدثني أبي قال حدثنا هشيم قال: إما المغيرة وإما الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم: لم ير بأساً بمصافحة المرأة التي قد خلت من وراء الثوب؛ سمعت أبي يقول: لم يسمعه هشيم من مغيرة ولا من الحسن بن عبيد الله.
الطريقة الثالثة
تدليس العطف
وهو ثلاثة أنواع:
النوع الأول: عطف اسم راو على اسم راو قبله مع نية القطع:
وهو أن يروي عن شيخين من شيوخه ما سمعاه من شيخ اشتركا فيه، ويكون المدلس قد سمع ذلك المروي من أحدهما دون الآخر، فيصرح عن الأول بالسماع ويعطف الثاني عليه، فيوهم أنه حدث عنه بالسماع أيضاً؛ وهو إنما حدث بالسماع عن الأول ثم نوى القطع فقال: (وفلان)، أي: وحدث فلانٌ.
مثاله ما روى الحاكم في (معرفة علوم الحديث) ص131 قال: (وفيما حدثونا أن جماعة من أصحاب هشيم اجتمعوا يوماً على أن لا يأخذوا منه التدليس ففطن لذلك فكان يقول في كل حديث يذكره: حدثنا حسين ومغيرة عن إبراهيم، فلما فرغ قال لهم: هل دلست لكم اليوم؟ فقالوا: لا، فقال: لم أسمع من مغيرة حرفاً مما قلته، إنما قلت حدثني حصين، ومغيرة غير مسموع لي) ا. هـ.
ولكن هذه القصة ذكرها الحاكم بغير سند، ويظهر أنها لم تُرو مسندة، فعلى هذا لا تصح.
النوع الثاني: عطف جملة سياق حديث على جملة سياق حديث قبله:
ورد نحو ذلك فيما يظهر في صنيع هشيم في حديثه التالي:
قال عبد الله بن أحمد في العلل (2191): (حدثني أبي قال: حدثنا هشيم قال أخبرنا الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل يوم خيبر للفرس سهمين وللرجل سهماً)؛ ثم قال (2192): (حدثني أبي قال: حدثنا هشيم قال: وعبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك سمعت أبي يقول: لم يسمعه هشيم من عبيد الله).
¥(12/225)
فهشيم ساق حديثاً لشيخه الكلبي بقوله (حدثنا)، ثم عطف عليه حديثاً لشيخه عبيد الله ولكن لم يبدأه بأي صيغة؛ فهو أراد بهذا العطف عطف جملة على جملة، أي (وحدث عبيد الله) إلى آخره، لا عطف فاعل على فاعل، أعني لم يعطف عبيد الله على الكلبي.
النوع الثالث: أن ينفي السماع من الأول ثم يذكر الثاني من غير صيغة أداء ويوهم أنه سمع منه بخلاف الأول.
وقد ادعى بعضهم أن أبا إسحاق السبيعي فعله.
قال البخاري في (صحيحه) (152): حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: لَيْسَ أَبُو عُبَيْدَةَ ذَكَرَهُ، وَلَكِنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ: (أَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْغَائِطَ فَأَمَرَنِي أَنْ آتِيَهُ بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ فَوَجَدْتُ حَجَرَيْنِ وَالْتَمَسْتُ الثَّالِثَ فَلَمْ أَجِدْهُ فَأَخَذْتُ رَوْثَةً فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَأَخَذَ الْحَجَرَيْنِ وَأَلْقَى الرَّوْثَةَ وَقَالَ: هَذَا رِكْسٌ؛ وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ).
قال الحاكم في (معرفة علوم الحديث) ص135: (قال علي: وكان زهير وإسرائيل يقولان عن أبي إسحاق أنه كان يقول: ليس أبو عبيدة حدثنا ولكن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الاستنجاء بالأحجار الثلاثة، قال ابن الشاذكوني: ما سمعت بتدليس قط أعجب من هذا ولا أخفى، قال: أبو عبيدة لم يحدثني، ولكن عبد الرحمن عن فلان عن فلان، ولم يقل حدثني؛ فجاز الحديث وسار).
ولكن ابن حجر بين في (هدي الساري) أن هذا ليس بتدليس، وكذلك فعل في شرح الحديث في (الفتح) فقال (1/ 256 - 258):
(قوله {ليس أبو عبيدة} أي ابن عبد الله بن مسعود؛ وقوله (ذكره) أي لي (ولكن عبد الرحمن بن الأسود) أي هو الذي ذكره لي بدليل قوله في الرواية الآتية المعلقة (حدثني عبد الرحمن).
وإنما عدل أبو إسحاق عن الرواية عن أبي عبيدة إلى الرواية عن عبد الرحمن مع أن رواية أبي عبيدة أعلى له لكون أبي عبيدة لم يسمع من أبيه على الصحيح فتكون منقطعة بخلاف رواية عبد الرحمن فإنها موصولة.
ورواية أبي إسحاق لهذا الحديث عن أبي عبيدة عن أبيه عبد الله بن مسعود عند الترمذي وغيره من طريق إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق.
فمراد أبي إسحاق هنا بقوله (ليس أبو عبيدة ذكره) أي لست أرويه الآن عن أبي عبيدة وإنما أرويه عن عبد الرحمن -----.
قوله (وقال إبراهيم بن يوسف عن أبيه) يعني يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي عن أبي إسحاق وهو جده قال (حدثني عبد الرحمن) يعني بن الأسود بن يزيد بالإسناد المذكور أولاً.
وأراد البخاري بهذا التعليق الرد على من زعم أن أبا إسحاق دلس هذا الخبر كما حُكِي ذلك عن سليمان الشاذكوني حيث قال: لم يسمع في التدليس بأخفى من هذا، قال: ليس أبو عبيدة ذكره، ولكن عبد الرحمن، ولم يقل: ذكره لي، انتهى.
وقد استدل الإسماعيلي أيضاً على صحة سماع أبي إسحاق لهذا الحديث من عبد الرحمن يكون يحيى القطان رواه عن زهير فقال بعد أن أخرجه من طريقه: والقطان لا يرضى أن يأخذ عن زهير ما ليس بسماع لأبي إسحاق وكأنه عرف ذلك بالاستقراء من صنيع القطان، أو بالتصريح من قوله؛ فانزاحت عن هذه الطريق علة التدليس). انتهى كلام ابن حجر.
الطريقة الرابعة
مثالها ما كان يفعله عمر بن علي بن عطاء بن مقدم المقدمي؛ قال ابن سعد في (الطبقات) 7/ 291 فيه: (وكان يدلس تدليساً شديداً وكان يقول: " سمعتُ " و "حدثنا "، ثم يسكت ثم يقول: "هشام بن عروة، الأعمش") ا. هـ.
وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي ذكر عمر بن علي فأثنى عليه خيراً، وقال: (كان يدلس، سمعته يقول: حجاج سمعته، يعني: حدثنا آخر، قال أبي: هكذا كان يدلس) ا. هـ من (تهذيب الكمال).
وهذا النص موجود في (سؤالات عبد الله بن أحمد لأبيه) (3/ 14) ولكن أخطأ المحقق في قراءة النص ففصل أول الكلام عن آخره؛ نبه عليه الشيخ عبد الله السعد.
ووهم ابن حجر إذ قال في (النكت) (2/ 617) في شرح معنى تدليس القطع أو السكوت: (مثاله ما رويناه في الكامل لأبي أحمد ابن عدي وغيره عن عمر بن عبيد الطنافسي أنه كان يقول: (حدثنا)، ثم يسكت ينوي القطع، ثم يقول: هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها).
فذكر عمر بن عبيد الطنافسي بدل عمر بن علي المقدمي؛ وأظنه لا يُعلم أحدٌ وصف الطنافسي بالتدليس غير الحافظ ابن حجر في (النكت)، بل لم يذكره ابن حجر نفسه في (طبقات المدلسين)، ولا وصفه بالتدليس في (التهذيب) ولا (التقريب)، ولكنه قال في ترجمة عمر بن علي المقدمي من (التقريب): (ثقة وكان يدلس شديداً).
فهذا كله يدل على وهمه في وصفه إياه بالتدليس.
يتبع بإذن الله وتوفيقه ...............................
¥(12/226)
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[10 - 03 - 06, 09:27 م]ـ
"
انتفاء التدليس عن الصحابة
التدليس منتفٍ عن الصحابة كلهم رضي الله عنهم، وقد حقق هذا المعنى العلامة المعلمي رحمه الله في (الأنوار الكاشفة) فقال (ص159–161):
(قال الخطيب في (الكفاية) (ص357): (تدليس الحديث الذي لم يسمعه الراوي ممن دلسه عنه بروايته إياه على وجه يوهم أنه سمعه منه).
ومثال هذا أن قتادة كان سمع من أنس، ثم سمع من غيره عن أنس ما لم يسمعه هو من أنس، فربما روى بعض ذلك بقوله (قال أنس …) ونحو ذلك. ثم ذكر الخطيب (ص358) ما يؤخذ على المدلس، وهاك تلخيصه بتصرف:
أولاً: إيهامه السماع ممن لم يسمع منه.
ثانياً: إنما لم يبين لعلمه أن الواسطة غير مرضي.
ثالثاً: الأنفة من الرواية عمن حدثه.
رابعاً: إيهام علو الإسناد.
خامساً: عدوله عن الكشف إلى الاحتمال.
أقول [القائل المعلمي]: هذه الأمور منتفية فيما كان يقع من الصحابة رضي الله عنهم من قول أحدهم فيما سمعه من صحابي آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم: "قال النبي صلى الله عليه وسلم".
أما الأول: فلأن الإيهام إنما نشأ منذ عُني الناس بالإسناد، وذلك عقب حدوث الفتنة، وفي مقدمة "صحيح مسلم" عن ابن سيرين قال: "لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت الفتنة قالوا: سموا لنا رجالكم …)؛ فمن حينئذ التزم أهل العلم الإسناد فأصبح هو الغالب حتى استقر في النفوس، وصار المتبادر من قول من قد ثبت لقاؤه لحذيفة "قال حذيفة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول … " أو نحو ذلك: أنه أسند، ومعنى الإسناد أنه ذكر من سمع منه، فيفهم من ذاك القول أنه سمع من حذيفة، فلو قال قائل مثل ذلك مع أنه لم يسمع ذاك الخبر من حذيفة وإنما سمعه ممن أخبر به عن حذيفة كان موهماً خلاف الواقع.
وهذا العرف لم يكن مستقراً في حق الصحابة، لا قبل الفتنة ولا بعدها، بل عُرفهم المعروف عنهم أنهم كانوا يأخذون من النبي صلى الله عليه وسلم بلا واسطة، ويأخذ بعضهم بواسطة بعض، فإذا قال أحدهم: (قال النبي صلى الله عليه وسلم …) كان محتملاً أن يكون سمع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يكون سمعه من صحابي آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فلم يكن في ذلك إيهام.
وأما الثاني فلم يكن ثم احتمال لأن يكون الواسطة غير مرضي، لأنهم لم يكن أحد منهم يرسل إلا ما سمعه من صحابي آخر - يثق به وثوقه بنفسه - عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولم يكن أحد منهم يرسل ما سمعه من صبي أو من مغفل أو قريب العهد بالإسلام أو من مغموص بالنفاق أو من تابعي.
وأما الثالث فلم يكن من شأنهم رضي الله عنهم.
وأما الرابع فتبع للأول.
وأما الخامس فلا ضرر في الاحتمال مع الوثوق بأنه إن كان هناك واسطة فهو صحابي آخر) انتهى كلام المعلمي رحمه الله.
وسبقه إلى نفي التدليس عن الصحابة بكلام جليل العلامة المحقق ابن رشيد السبتي رحمه الله في (السَّنَن الأبْيَن والمورد الأمعن في المحاكمة بين الإمامين في السند المعنعن) (ص63– 65) فقال:
(فإن قيل: قد وجد الإرسال من الصحابة رضي الله عنهم وممن بعدهم ممن يعلم أو يظن أنه لا يدلس عمن لقيه وسمع منه؟
قلنا: أما حال الصحابة رضي الله عنهم في ذلك الذين وجبت محاشاتهم عن قصد التدليس فتحتمل وجوهاً:
منها أن يكونوا فعلوا ذلك اعتماداً على عدالة جميعهم، فالمخوف في الإرسال قد أمن؛ يدل على ذلك ما قاله أنس بن مالك رضي الله عنه؛ ذكر أبو بكر بن أبي خيثمة في "تاريخه" قال: نا موسى بن إسماعيل وهدبة قالا نا حماد بن سلمة عن حميد أن أنساً حدثهم بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رجل: أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فغضب غضباً شديداً وقال: والله ما كل ما نحدثكم سمعنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ولكن كان يحدث بعضنا بعضاً، ولا يتهم بعضنا بعضاً.
قلت: ولذلك قبل جمهور المحدثين، بل جميع المتقدمين - وإنما خالف في ذلك بعض من تأصل من المحدثين المتأخرين – مراسل الصحابة رضي الله عنهم؛ وعلى القبول محققو الفقهاء والأصليين.
ومنها أن يكونوا أتوا بلفظ (قال) أو (عن)؛ ولفظ (قال) أظهر إذ هو مهيع الكلام قبل أن يغلب العرف في استعمالهما للإتصال.
ومنها أن يكونوا فعلوا ذلك عند حصول قرينة مفهمة للإرسال مع تحقق سلامة أعراضهم وارتفاعهم عن مقاصد المدلسين وأغراضهم.
¥(12/227)
ومنها أن يكونوا أتوا بلفظ مفهم لذلك فاختصره من بعدهم لثقة جميعهم ولعل قول كثير من التابعين عمن يروون عنه من الصحابة (ينمي الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم) أو (يبلغ به النبي عليه السلام) أو (يرفعه)، أو ما أشبه هذا من الألفاظ: عبارة عن ذلك.
وأما من سوى الصحابة فإنما فعل ذلك من فعله منهم بقرينة مفهمة للإرسال في ظنه وإلا عُدَّ مدلساً). انتهى.
انتفاء معنى التدليس
عن بعض أنواع التجوز بصيغة الأداء الصريحة في السماع
يظهر أنه ليس من التدليس استعمال الصيغة الصريحة في السماع بغير معناها الدال على السماع، إذا كانت القرائن كافية لانتفاء السماع؛ ولكن ابن حجر سمى ذلك تدليساً إذ قال في (النكت): (لأنه قد يدلس الصيغة فيرتكب المجاز، كما يقول مثلاً: (حدثنا)، وينوي حدث قومنا أو أهل قريتنا، ونحو ذلك)، إلى آخر كلامه.
وهذه طائفة - أو أمثلة - مما ورد في أحاديث بعض الثقات من استعمال صيغة صريحة في السماع في ما لم يسمعه، تجوزاً - وهو الأرجح - أو تدليساً - وهو الأضعف احتمالاً -:
المثال الأول: حديث مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا وإياكم ندعى بني عبد مناف---)، الحديث.
وأراد بذلك: أنه صلى الله عليه وسلم قال لقومه، وأما هو فلم ير النبي صلى الله عليه وسلم.
المثال الثاني: قال طاووس: (قدم علينا معاذ بن جبل رضي الله عنه اليمن). وطاووس لم يدرك معاذاً رضي الله عنه، وإنما أراد: قدم بلدنا.
المثال الثالث: قال الحسن: (خطبنا عتبة بن غزوان)، يريد أنه خطب أهل البصرة، والحسن لم يكن بالبصرة لما خطب عتبة. ذكر هذه الأمثلة الثلاثة الطحاوي كما في النكت لابن حجر.
الأمثلة الرابع والخامس والسادس والسابع والثامن: قال ابن أبي حاتم في (المراسيل) (97): حدثنا محمد بن أحمد بن البراء قال: قال علي بن المديني: الحسن لم يسمع من ابن عباس وما رآه قط؛ كان الحسن بالمدينة أيام كان ابن عباس بالبصرة، استعمله عليها علي رضي الله عنهما؛ وخرج إلى صفين.
وقال لي في حديث الحسن (خطبنا ابن عباس بالبصرة): إنما هو كقول ثابت: (قدم علينا عمران بن حصين) (7)، ومثل قول مجاهد: (قدم علينا علي)؛ وكقول الحسن أن سراقة بن مالك بن جعشم حدثهم؛ وكقوله (غزا بنا مجاشع بن مسعود).
وقال ابن أبي حاتم في (المراسيل) (100): سمعت أبي رحمه الله يقول: الحسن لم يسمع من ابن عباس؛ وقوله (خطبنا ابن عباس) يعني خطب أهل البصرة.
المثال التاسع: قال ابن أبي حاتم في (المراسيل) (103): حدثنا صالح بن أحمد قال: قال أبي: قال بعضهم عن الحسن (حدثنا أبو هريرة)؛ قال ابن أبي حاتم (8): إنكاراً عليه أنه لم يسمع من أبي هريرة.
وقال في (المراسيل) أيضاً (110): (سمعت أبا زرعة يقول: لم يسمع الحسن من أبي هريرة، ولم يره؛ فقيل له: فمن قال (حدثنا أبو هريرة)؟ قال: يخطىء.
المثال العاشر: قول ثابت البناني: خطبنا ابن عباس رضي الله عنهما؛ ذكر هذا المثال ابن حجر في (النكت على ابن الصلاح).
المثال الحادي عشر: قال في (المراسيل) (272): سمعت أبي يقول: أبو البختري الطائي لم يلق سلمان؛ وأما قول أبي البختري أنهم حاصروا نهاوند، يعني أن المسلمين حاصروا (9).
المثال الثاني عشر: قال في (المراسيل) (197): ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين وسألته، قلت: خليد العصري لقي سلمان؟ قال: لا؛ قلت: إنه يقول (لما ورد علينا)! قال: يعني البصرة.
انتهت الأمثلة.
ولكن خالف في بعض ما تقدم عبد الله بن يوسف الجديع فقال في (تحرير علوم الحديث) (1/ 134):
(قول الراوي: (حدثنا فلان) لا يجوز تأوله على معنى (حدث أهل بلدنا)، فهذا تكلف، ولا شاهد له في الواقع، وذُكر له مثال عن الحسن البصري أنه قال: (حدثنا أبو هريرة)، ولا يصح، إنما هو غلط من بعض الرواة عن الحسن، حسبوه سمع منه، فأبدلوا (عن) بـ (حدثنا) (10).
نعم، توسع بعض الرواة في صيغة (خطبنا فلان)، وعنوا خطب أهل بلدهم، ونحوها؛ أما التحديث والإخبار الصريحين في أمر الرواية فلا).
انتفاء معنى التدليس
عن تعليق المصنفين غير المدلسين الحديث عن شيوخهم
إذا روى مصنف كتاب حديثاً فحذف شيخه فيه وكان شيخ المحذوف من شيوخ المصنف أيضاً ولكن لم يسمع منه هذا الحديث وذكر صيغة محتملة فهل يكون هذا تعليقاً لا تدليس فيه أو يكون تدليساً؟ قال ابن حجر في (نزهة النظر): (الصحيح في هذا التفصيل، فإن عرف بالنص أو الاستقراء أن فاعل ذلك مدلس قضي به وإلا فتعليق). انتهى.
قلت: حاصل هذا الجواب أنه لا يعد بذاته تدليساً ولا يثبت وصف المصنف بالتدليس بمجرد هذا الصنيع.
ومما قد يكون هو القول الفصل في هذا الباب هو أنه إن كان مكثراً من التعليق في كتابه وأن أغلب تلك التعليقات كانت ظاهرة الانقطاع حمل القليل - وهو التعليق إلى شيوخه - على الكثير، فإن الحكم للغالب، ولم يعد ذلك تدليساً؛ وإما إن قلت تعاليقه وكان أكثرها عن شيوخه فهو تدليس. والله أعلم.
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
هوامش:
(7) أورده ابن حجر في (النكت) بلفظ (خطبنا عمران بن حصين).
(8) في بيان صيغة كلام أحمد ومعناه.
(9) وليس هو معهم يومئذ.
(10) وانظر (جامع التحصيل) للعلائي (ص133).
"
¥(12/228)
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[10 - 03 - 06, 10:50 م]ـ
الفرق
بين تدليس الإسناد والإرسال الخفي
المذاهب هنا ثلاثة:
المذهب الأول
أن التدليس هو ما تقدم؛ وأما الإرسال الخفي فهو رواية الراوي بالصيغة المحتملة عمن عاصره وليس من شيوخه.
قال ابن رشيد في (السنن الأبين): وأما المعاصر غير الملاقي إذا أطلق (عن) فالظاهر أنه لا يعد مدلساً، بل هو أبعد عن التدليس لأنه لم يعرف له لقاء ولا سماع بخلاف من علم له لقاء أو سماع).
وقال ابن حجر في (طبقات المدلسين) (ص16) في الإرسال الخفي: (ومنهم من ألحقه بالتدليس، والأولى التفرقة لتتميز الأنواع).
المذهب الثاني
أنه لا فرق بينهما، ونُسبَ هذا، أعني عدم التفريق، إلى المتقدمين من أهل العلم.
ألف الشريف حاتم بن عارف العوني كتاباً أسماه (المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس) قام فيه بدراسة مفصلة لهذا الموضوع؛ ثم إنه لخص أهم نتائجه (1/ 231 - 232) فذكرها بقوله:
أولاً: أن المرسل الخفي ليس مصطلحاً تداوله المحدثون كباقي مصطلحات هذا العلم. وإنما هو اسم أطلقه ابن الصلاح لأحد فصول كتابه، أخذاً من كتاب صنفه فيه الخطيب البغدادي بعنوان (التفصيل لمبهم المراسيل).
ثانياً: أن (المرسل الخفي) إن أغضينا الطرْف عن كونه ليس مصطلحاً، أو قبلناه لا كمصطلح ولكن عنواناً لبعض الانقطاعات فإنه: كل انقطاع خفي، هذا هو (الإرسال الخفي) الذي صنف فيه الخطيب، وأفرده ابن الصلاح في كتابه بنوع خاص، ومن تبعهما.
ثالثاً: أن (رواية الراوي عمن عاصره ولم يسمع منه): (تدليس) من (تدليس الإسناد) هذا هو المصطلح الذي مضى عليه أهلُ العلم) (1).
انتهى كلام الشيخ الدكتور حاتم حفظه الله، وأرى أن في بعضه نظراً؛ فقد روى مئات الرواة آلاف من الروايات التي أرسلوها عمن عاصروهم ولم يدخلهم العلماء في المدلسين، لهذا الأمر، أعني لعدم الإيهام أو عدم تعمده وارتضائه.
ومن تتبع كتب المراسيل والعلل والتخريج والتواريخ كتاريخ البخاري والمطولات من كتب الجرح والتعديل كتهذيب الكمال: علم صحة ذلك.
ولقد ثبت أن أبا زرعة وأبا حاتم كانا لا يسميان الإرسال الخفي تدليساً. انظر (تهذيب التهذيب) (5/ 224 - 225و5/ 226) و (التنكيل) (2/ 89).
المذهب الثالث
التفرقة بينهما بطريقة أخرى، وهي طريقة التفصيل.
وذلك أن الإرسال الخفي يعد تدليساً، أعني يوصف فاعله بأنه مدلس، وتعدُّ عنعنته عن شيوخه عنعنة مدلس، إذا كان في ذلك الإرسال يتعمد إيهام السماع، أو لا يجتنب الإيهام ولا يحترز منه، ويرتضيه مع علمه بوقوعه، أو بقوة احتمال وقوعه.
ومن أسباب إيهام الإرسال الخفي السماع كثرته عن راو بعينه، من غير بيان لحقيقة الحال، أصلاً، أعني كثرة رواية ذلك المرسِل عمن عاصره أو لقيه ولم يسمع منه شيئاً، من غير أن يبين أنه لم يسمع منه (2).
ولعله مما يطابق هذا المذهب أو يقاربه قول ابن حجر في (النزهة): (والفرق بين المدلَّس والمرسَل الخفي دقيق--- وهو أن التدليس يختص بمن روى عمن عرف لقاؤه إياه، فأما إن عاصره ولم يعرف أنه لقيه فهو المرسل الخفي). انتهى.
وهذا المذهب يصلح للجمع بين ما قد يظهر من تناقض بين عبارات بعض الأئمة في تعريف التدليس، كالخطيب في (الكفاية)؛ وانظر ما كتبه الدكتور خالد منصور الدريس في كتابه (موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع) (ص338 - 345) (3).
***************************************
وأخيراً فالذي يظهر أن جمهور العلماء بالحديث قدماء ومتأخرين كانوا يفرقون بين الإرسال الخفي والتدليس، وإن كان المتأخرون يسمون الإرسال الخفي بهذا الاسم، والمتقدمون يسمونه (الإرسال) فقط.
ولكن كان طائفة من النقاد كابن حبان والخليلي يدخلون نوع الإرسال الخفي تحت جنس التدليس.
ولكن هل كان هؤلاء يشترطون في تسميته تدليساً تعمدَ فاعلِه الإيهام أم لا؟ هذا ما ينبغي أن يحرر.
¥(12/229)
وقد قال عبد الله بن يوسف الجديع في تعليقه على (المقنع) (2/ 487 – 488): (ومن الجدير بالتنبيه عليه هنا: أنه وقع في كلام كثير من المتقدمين تسمية هذا النوع [يعني المرسل الخفي] تدليساً، وإنما أرادوا به هذا النوع من الإرسال؛ فمن صنف في التدليس من المتأخرين راعى لفظ التدليس ولم يمعن النظر في حقيقة المراد منه فجاء من جُلُّ بضاعتهم في التحقيق الحديثي دراسة بعض كتب المصطلح من غير خبرة بمناهج أئمة الشأن، فحملوه على التدليس الاصطلاحي، فعللوا الكثير من الأحاديث الصحيحة المتصلة، اعتماداً على وصف التدليس الذي أطلقه بعض المتقدمين من الأئمة، وفاتهم معرفة حقيقة المراد من ذلك الوصف في حق كثير من الرواة خاصة من طبقة التابعين.
لذا فإني أنصح المشتغل بهذا العلم أن لا يقبل وصف الراوي بالتدليس إلا بعد معرفة المراد منه، هل أريد به التدليس الاصطلاحي أم الإرسال الخفي). انتهى.
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
الهوامش:
(1) تتمة كلامه هي:
(رابعاً: أنَّ حصْرَ الحافظ ابن حجر ومن جاء بعده لـ (التدليس) في (رواية الراوي عمن سمع منه ما لم يسمعه منه)، وكذلك تسميته (رواية المعاصر عمن لم يلقه) إرسالاً خفياً، ذلك كله وما تبعه من نتائج: خطأ محْضٌ، مخالف لمصطلح المحدثين.
خامساً: أن حكم الراوي (المدلس) تدليسَ (رواية المعاصر عمن لم يلقه) المكثر من ذلك: أن يُتوقف في صحة سماعه - غالباً - من المعاصر له فلا تقبل عنعنته حينها، حتى يثبت لنا لقاء له مجمل بذلك المعاصر، كأن يصرح بالسماع في أحد أحاديثه عنه.
ولا بد أن يكون لهذا الحكم في الذي عرف بـ (الرواية عن معاصر لم يلقه) شذوذات قد يقبل فيها الأئمة (عنعنته) عن معاصر لم يثبت لنا لقاؤه به، لمسوِّغات خاصة بكل مسألة). انتهى.
(2) ولكن قد يقال: من كان مكثراً عن شيخ فلا بد أن يتداول أهل الحديث صفة مروياته عنه من حيث الاتصال والانقطاع فيبعد أن يبقى إرساله عنه بعدئذ غير معروف عند النقاد.
(3) تنبيه:
قال الذهبي في (تذكرة الحفاظ) (1/ 248 - 250) في هشيم بن بشير: "لا نزاع في أنه كان من الحفاظ الثقات إلا أنه كثير التدليس فقد روى عن جماعة لم يسمع منهم 000 ".
قلت: إن أراد الذهبي أن هشيماً لم يسمع منهم أصلاً فالذهبي هنا قائل بقول من يسمي الإرسال الخفي تدليساً، إلا إن كان هشيم قد أوهم الناس أنه قد سمع من تلك الجماعة في الجملة؛ وأما إن أراد الذهبي أنه لم يسمع منهم بعض ما حدث به عنهم فقوله كقول الجمهور.
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[10 - 03 - 06, 11:18 م]ـ
أسباب تدليس الاسناد
لتدليس الإسناد أسباب دفعت إليه أو أغراض دعت إليه؛ أذكر أهمها فيما يلي:
السبب الأول: إرادة إخفاء الانقطاع وإيهام الإتصال، مع التخلص من ذكر راو مرغوب عن ذكره إما لطعن فيه أو لجهالته أو لصغره أو لنزول السند به أو لأية علة إخرى تجعله مرغوباً في الرواية عنه؛ فيدلسون ترويجاً لتلك الأحاديث بين الرواة وترغيباً لهم في سماعها منه طلباً للشهرة أو الإغراب أو لمعاني أخرى، كنصرة المذهب؛ وذلك بأن يسمع حديثاً من راو ضعيف أو متروك أو متهم أو وضاع يرويه بإسناد صحيح أو مقبول في الجملة فيدلسه ويروي الحديث عن شيخ ذلك الوضاع؛ ولهذا فإن هذا النوع من التدليس يكون أحياناً سبباً لإسقاط صاحبه وذلك إذا وجدت فيه شروط أخرى ليس هذا موضع تفصيل الكلام فيها.
السبب الثاني: إرادة إيهام العلو إما لترغيب الناس بتلك الرواية؛ فالرواة - كما هو معلوم - لهم من الحرص على سماع الأحاديث العالية ما ليس لهم مثله في الأحاديث النازلة؛ وإما للتشبع بذلك العلو المتوهَّم؛ وهذا لا يصح شرعاً قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (من تشبع بما لم يعط كان كلابس ثوبَي زور).
السبب الثالث: إرادة اختصار السند؛ فإن كثيراً من علماء التابعين كان يروي الأحاديث في معرض احتجاجه أو استشهاده أو استئناسه بها في فتوى أو خطبة أو موعظة أو تفسير آية أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر، فكان لا يحرص على سياقة السند كاملاً لأن المقام ليس مقام تحديث كما هو الشأن في أحاديث المحدثين الذين جاءوا بعد التابعين وكانوا يعقدون المجالس المختصة برواية الأحاديث وسردها بأسانيدها. فهؤلاء مقصدهم الأساس السند، وأولئك مقصدهم الأساس المتن؛ وكان يناسبهم في مثل تلك المقامات المذكورة الاختصار، ولذلك كثر في مروياتهم الإرسال، ولا تكاد تجد تابعياً من المكثرين إلا وفي أحاديثه مراسيل قليلة أو كثيرة.
ولهذا كان جماعة منهم إذا سئلوا عن أسانيد أحاديثهم التي أرسلوها أو دلسوها أحالوا على الثقات فلم يكن ذلك قادحاً؛ وفي (تاريخ ابن أبي خيثمة) عن الأعمش قال: قلت لإبراهيم: إذا حدثتني عن عبد الله فأسندْ لي، قال: إذا قلت: (قال عبد الله) فقد سمعته من غير واحد من أصحابه، وإذا قلت: حدثني فلان فقد حدثني فلان.
السبب الرابع: نسيان الراوي أو شكه أو تردده فيمن حدثه؛ وذلك أن يشك الراوي في الذي حدثه ببعض الأحاديث عن شيخه فيدلسها ويرويها عن شيخه من غير أن يذكر الواسطة التي هي شيخه في ذلك الحديث بعينه.
ومن ذلك أن تختلط أحاديث المدلس عن شيخ معين له بأحاديثه عن راو آخر عن ذلك الشيخ نفسه فلا تسمح نفسه بتركها ولا بروايتها على الشك بل يرويها كلها عن شيخه من غير أن يذكر واسطة فيكون قد دلس وهذا في الحقيقة أقرب إلى الكذب منه إلى التدليس.
وانظر تتمة لهذه القضية في الرابط التالي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=72279&highlight=%C7%E1%CA%CF%E1%ED%D3
"
¥(12/230)
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[11 - 03 - 06, 01:13 ص]ـ
النوع الثاني
تدليس التسوية
وأما تدليس التسوية: فهو أن يفعل الراوي مثلما فعل في تدليس الإسناد تماماً سوى أنه لا يفعل ذلك لنفسه بل يفعله لشيخه أو بعض من فوقه؛ أي أنه لا يحذف شيخه بل يحذف بعض من فوقه، فكأن هذا الذي فُعل له ذلك هو الذي دلس وهو في الحقيقة غير مدلس.
أو يقال في تعريف هذا النوع من التدليس: هو أن يحذف الراوي من السند راوياً، غير شيخه الذي سمع ذلك الحديث منه، ويبقى الإسناد بعد حذفه محتملاً للوصف بالاتصال.
أو يقال في تعريفه: هو أن يحذف المدلس راوياً من بين راويين سمع متأخرهما من متقدمهما في الجملة، ولكنه لم يسمع منه تلك الرواية بعينها، ويذكر بينهما صيغة موهمة للسماع، يفعل ذلك متعمداً.
وكان بعض المحدثين يسمي هذا النوع تجويداً لأن المدلس يُبقي جَيِّد رواته. وانظر معنى (التجويد) الآتي بيانه قريباً.
تنبيهات:
الأول: لا وجه للقول بأن من يفعل تدليس التسوية مجروح، ما دام أنه بيَّن أنه أهلٌ لأن يفعله، أو عُرف عنه ذلك فأقرّه؛ وكيف يستقيم أن نفرّق في الحكم، بينه وبين مدلِّس الإسناد، فنطعن في هذا - بسبب تدليسه - دون ذاك؟!
الثاني: من يدلس تدليس التسوية يشترط لقبول روايته - عند من يقبلها - تصريحه بالتحديث ما بينه وبين منتهى الحديث.
الثالث: تدليس التسوية قليل، بل نادر، لعله لم يفعله إلا بضعة من الرواة، ومن أشهرهم به بقية بن الوليد والوليد بن مسلم.
الرابع: يرى بعض العلماء والباحثين أن تدليس التسوية مقصور على حذف شيخ شيخ المدلِّس، لا يتعداه إلى من فوقه؛ وعليه يختلف - بعضَ الشيء - تعريف (تدليس التسوية)، وكذلك أحكامه، كما هو واضح.
*******************
معنى التسوية:
التسوية لها في اصطلاح المحدثين ثلاثة معان:
الأول: تدليس التسوية، وقد تقدم شرحه.
والثاني: التسوية التي ليست بتدليس، وهي حذف المحدث راوياً ممن بين شيخه والصحابي، بحيث لا يكون تدليساً، وذلك بأن يصير السند بعد حذف ذلك الراوي منقطعاً ظاهر الانقطاع، وتسمية هذا النوع تقصيراً أولى من تسميته تسوية، وقَلَّ بين المتقدمين من العلماء من يستعمل التسوية بهذا المعنى.
والثالث: هو تغيير الأسانيد الساقطة أو النازلة بالزيادة والنقص والتبديل ونحو ذلك، بحيث تكون مقبولة أو مرغوباً فيها، وهذا صنيع الكذابين واللاعبين، ومن هذا المعنى وصفهم بعض المجروحين بأنه كان يسوّّي الأسانيد.
فهذه معاني التسوية.
وبعدُ، فإذ بان بهذا الفرقُ بين (التسوية) و (تدليس التسوية)، فمن المناسب أن أكمّل ذلك البيان هنا، بأن أبين معنى مصطلحين آخرين بين كل واحد منهما وتدليس التسوية نوع من العموم والخصوص أو التداخل أو التشابه والتقارب في المعنى، وهما التقصير والتجويد.
أما التقصير: فبيانه أنه كان جماعة من القدماء - ومنهم أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان - يستعملون لفظة (قصّر) للتعبير عن إسقاط الراوي بعض من فوق شيخه في السند بحيث يصير السند بعد ذلك منقطعاً؛ وقد يكون ذلك الإسقاط عمداً مع ضبط فاعله لما سمعه، أو يفعله من أجل شكه فيه وعدم ضبطه له، أو يفعله خطأ؛ وقد يكون الساقط واحداً أو أكثر، ومعلوم أن هذا ليس من التدليس في شيء.
فلفظة "التقصير" إذن مستعملة بالمعنى الثاني المذكور للفظة التسوية.
ومنهم أيضاً من كان يستعمل لفظة (قصَّرَ) للتعبير عن وقف الراوي الحديث الذي رفعه غيره أو رفعه هو في وقت آخر.
وأما التجويد: فيطلق على ذكر الرواية سالمة من العلة الظاهرة خلافاً للروايات الأخرى، ولكن المجوِّد قد يكون متهماً وتعمد التجويد، وقد يكون ضعيفاً وقد يكون ثقة واهماً في تلك الرواية، أي واهماً في جعلها سالمةً من العلة الظاهرة؛ وقد يكون ثقة وروايته هذه محفوظة أي أنه لم يَهِمْ فيها.
ومعنى ذلك أن الرواية المجوَّدة قد تكون منكرة، وقد تكون شاذة، وقد تكون محفوظة.
فالتسوية لا تكون إلا بنقص في السند، لكن التجويد أحياناً يكون بنقص في السند وأحياناً بزيادة فيه، وأحياناً بلا نقص ولا زيادة، وإنما يكون بروايته من طريق سالمة من الضعفاء بخلاف الطرق الأخرى لذلك الحديث.
----------------------------
ومما تقدم يعلم أن تدليس التسوية أحد أقسام التجويد.
أعلَّ الإمام أبو حاتم روايةً للأوزاعي عن عطاء فقال: إن الأوزاعي لم يسمعها من عطاء بل بينهما رجل، وذكر البيهقي أنه جود إسناده الراوي عن الأوزاعي بشر بن بكر فليس مراده من (جوده) أنه جيد، بل يريد أنه رواه موصولاً فبشر ذكر (عبيد بن عمير) بينما هو مقطوع كمارواه الوليد بن مسلم عن الأوزاعي ولم يذكر (عبيد بن عمير) ولهذا قال الإمام الطبراني في الأوسط: (لم يروه عن الأوزاعي - يعني موصولاً - إلا بشر ... ).
تنبيه أو توكيد:
لفظة (يسوي الاسناد) إذا قيلت في معرض ذم الراوي وتوهينه والحمل عليه فمعناها أنه يغير في الأسانيد ويتصرف فيها ويظهرها بمظهر الاستقامة والقبول.
"
¥(12/231)
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[11 - 03 - 06, 01:57 ص]ـ
"
الفرق
بين تسوية الأسانيد وسرقتها
سرقة الحديث هي أن يختلق راو متابعة من عنده تامة أو قاصرة، لبعض ما سمعه أو وقف عليه أو بلغه من الروايات، سواء أصح ذلك المروي أم لم يصح.
وأكثر ما تقع السرقة في الغرائب والعوالي.
ويظهر أنهم أكثر ما كانوا يطلقون هذه الكلمة على ما إذا كان محدث ينفرد بحديث فيجيء السارق ويدعي أنه سمعه أيضاً من شيخ ذلك المحدث.
وأما وضع إسناد كامل لبعض المرويات أي اختلاق شواهد لها فيسمى وضع الإسناد أو تركيب الإسناد، ويسمى أيضاً "سرقة المتون"؛ ويطلق عليه أحياناً اسم السرقة.
إذا عُلم هذا عُلم أن الفرق بين قولهم: (يسوي الأسانيد) وقولهم: (يسرق الأسانيد)، أن السرقة تصرُّفٌ في السند من ابتدائه، وأما التسوية فتصرف في السند من أثنائه؛ المسوي كان عنده أصل السند، والسارق لم يسمع الحديث بذلك السند أصلاً.
*******************************
أسباب
تدليس التسوية
أسبابه هي بعض ما تقدم من أسباب تدليس الإسناد، ومن تأمل ذلك علمه.
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[11 - 03 - 06, 02:24 ص]ـ
النوع الثالث
تدليس الأسماء أو تدليس الشيوخوهو أن يروي الراوي عن الشيخ، فيسميه أو يكنيه أو ينسبه أو يصفه، بما لم يشتهر به، أو بما لم يعرف به أصلاً؛ فإما أن يُجْهَل - بسبب ذلك - الشيخ المراد تعيينه، أو توافق تسميته تسمية غيره من الثقات أو الكبار أو المشاهير فيوهم ذلك أنه المراد.
وهذا كما فُعِل بتسمية (محمد بن سعيد الأسدي الشامي المصلوب)، قيل: قلبوا اسمه على مئة وجه ليخفى، انظر (الضعفاء) للعقيلي (4/ 72) و (الكفاية) للخطيب (ص522).
فينبغي أن يكون الباحث في أحكام الأحاديث ورواتها قادراً على تخمين مظان هذا النوع من التدليس وكيفياته.
وينبغي الاعتناء بمعرفة أسماء الرواة الذين كانوا يتعاطون هذا النوع من التدليس، فإنه يورد ريبة في كل شيخ لأحدهم غير معروف، وكذلك يورد ريبة في روايته عن حافظ ثقة شهير له أصحاب يلازمونه وتفرد عنه بالحديث ذلك المدلس، دونهم، فحينئذ يقوم الاحتمال على أن يكون المسمى بذلك الإسم راوياً آخر غير ذلك الحافظ الشهير، وقد يكون مجروحاً أو مجهولاً، ولكن ذلك المدلس دلس اسمه عمداً، غيَّره ليوافق اسم الحافظ المشهور ليوهم أنه هو شيخه في ذلك الحديث.
ومن الكتب المُساعدة على كشف هذا النوع من التدليس (موضح أوهام الجمع والتفريق) للخطيب البغدادي.
تنبيه:
هذا النوع من التدليس لا علاقة له بالاتصال والانقطاع، فحقه أن يذكر في كتب المصطلح في أبواب أسماء الرواة وكناهم وألقابهم، ولكن جرت عادة المصنفين في هذا الفن بذكر أنواع التدليس مجتمعة في موضوع الاتصال والانقطاع غالباً؛ ولذلك - أو لغيره - يذكرون هذا النوع في أبوابها.
تنبيه آخر:
إذا روى الراوي الحديث عن ثقة ومجروح - أو مجهول - مقرونَين في طبقة فوق شيخه، فأسقط غير الثقة، فهذا ليس من تدليس الإسناد، كما هو واضح.
وهو أيضاً ليس من تدليس الأسماء.
ولكن شرط إخراج هذا الصنيع من التدليس أن يكون فاعله جازماً بأن الرواية التي ساقها هي رواية الثقة أو أن روايتيهما واحدة.
وكان مسلم بن الحجاج رحمه الله عندما يرد في الاسناد راويان مقرونان أحدهما ثقة والآخر مجروح ربما يسقط المجروح من الإسناد ويذكر الثقة ثم يقول: (وآخر)، كناية عن المجروح.
وهذا في الحقيقة ليس تدليساً، ولكنه يشبه تدليس الأسماء.
وعقد الخطيب في (الكفاية) (ص378) باباً أسماه (باب في المحدث يروي حديثاً عن الرجلين أحدهما مجروح هل يجوز للطالب أن يسقط اسم المجروح ويقتصر على حمل الحديث عن الثقة وحده؟)، فقال فيه:
(ولا يستحب للطالب أن يسقط اسم المجروح ويجعل الحديث عن الثقة وحده، خوفاً من أن يكون في حديث المجروح ما ليس في حديث الثقة؛ وربما كان الراوي قد أدخل أحد اللفظين في الآخر أو حمله عليه).
¥(12/232)
ثم قال: (وكان مسلم بن الحجاج في مثل هذا ربما يسقط المجروح من الاسناد ويذكر الثقة ثم يقول: (وآخر) كناية عن المجروح؛ وهذا القول لا فائدة فيه لأنه إن كان ذِكْر الآخر لأجل ما اعتللنا به [يعني عدم جواز اسقاط اسم المجروح] فإن خبر المجهول لا يتعلق به الأحكام وإثبات ذكره [أي بلفظة وآخر] وإسقاطه سواء، إذ ليس بمعروف؛ وان كان عول على معرفته هو به فلمَ ذكره بالكتابة عنه وليس بمحل الأمانة عنده؟ ولا أحسب إلا استجاز إسقاط ذكره والاقتصار على الثقة لأن الظاهر اتفاق الروايتين على أن لفظ الحديث غير مختلف واحتاط مع ذلك بذكر الكناية عنه مع الثقة تورعاً وإن كان لا حاجة إليه، والله أعلم). انتهى كلام الخطيب رحمه الله.
قلت: أظن مسلماً لم يكن يفعل ذلك في طبقة شيوخه، ولكن في الطبقات الأخرى، وممن كان يكني عنه بالصيغة السابقة (ابن لهيعة).
وهذا من حسن صنيع مسلم وكمال أمانته، فإنه لم يستحسن حذفه فيغير سياق الرواية تغييراً كبيراً وقد يكون ضاراً، ولم يستحسن ذكره صريحاً فيظن ظان أنه يحتج به أو يستشهد به؛ وهو إنما علم أن اللفظ للثقة الذي سماه فسماه وذكر المقرون به، بالكناية عنه، فحقق المقصود واحترز مما يحذر.
وليس هذا تدليساً، لأنه لا إيهام فيه؛ ومسلم مشهور بتدقيقه في الألفاظ وتمييزه الاختلاف الواقع بين روايات الحديث الواحد عندما يجمعها في سياق واحد.
وأقول تكميلاً لكلام الخطيب: ومما هو أدعى إلى عدم الإسقاط أن يكون الثقة مدلساً وقد عنعن ففي تلك الحالة يقوم الاحتمال على أنه قد سمعه من ذلك المجروح فدلسه، فتابع أحدهما الآخر فسمعهما الراوي عنهما فقرن بينهما في سياق الإسناد ووحد المتن.
********************************
أضرار تدليس الأسماء
قال ابن دقيق العيد رحمه الله:
(فيه [أي تدليس اسم الشيخ الثقة] مفسدة من جهة أنه قد يخفى فيصير الراوي المدلس مجهولاً لا يُعرف فيسقط العمل بالحديث مع كونه عدلاً في نفس الأمر.
قال ابن حجر في (النكت): وقد نازعته في كونه يصير مجهولاً عند الجميع، لكن من مفسدته أن يوافق ما يدلَّس به شهرة راو ضعيف يمكن ذلك الراوي الأخذ عنه، فيصير الحديث من أجل ذلك ضعيفاً وهو في نفس الأمر صحيح؛ وعكس هذا في حق من يدلس الضعيف ليخفي أمره فينتقل عن رتبة من يُرَدُّ خبره مطلقاً إلى رتبة من يتوقف فيه. فإن صادف شهرة راو ثقة يمكن ذلك الراوي الأخذ عنه فمفسدته أشد؛ كما وقع لعطية العوفي في تكنيته محمد بن السائب الكلبي أبا سعيد، فكان إذا حدث عنه يقول: حدثني أبو سعيد فيوهم أنه أبو سعيد الخدري الصحابي رضي الله عنه لأن عطية كان لقيه وروى عنه؛ وهذا أشد ما بلغنا من مفسدة تدلس الشيوخ.
وأما ما عدا ذلك من تدليس الشيوخ، فليس فيه مفسدة تتعلق بصحة الإسناد وسقمه، بل فيه مفسدة دينية فيما إذا كان مراد المدلس إيهام تكثير الشيوخ لما فيه من التشبع---.
ونظيره في تدليس الإسناد أن يوهم العلو وهو عنده بنزول). انتهى.
********************************
أسباب تدليس الأسماء
من أسباب هذا النوع من التدليس أن يكون الشيخ المدلَّس اسمُه: مجروحاً أو مجهولاً أو صغيراً أو قريباً أو تكون أحاديثه مشهورة متداولة قد سمعها أكثر الحاضرين في مجلس المدلس، أو مجلس غيرِه، أو يكون المدلس مكثراً عن ذلك الراوي فيغير تسميته دفعاً للتكرار.
وبعبارة أخرى: سبب تدليس الإسناد إرادة إخفاء حقيقة الراوي وإيهام أن الحديث لراو آخر غيره؛ إما بسبب صغره أو قربه أو رغبة الناس عن حديثه أو كراهته أو الخوف من ذكره عند من يعاديه أو كذبه أو تركه أو ضعفه، وذلك أن قوماً سمعوا الحديث من ضعفاء لهم أسماء أو كنى مشهورة عرفوا بها فلو صرحوا بأسمائهم المشهورة وكناهم المعلومة لم يُشتغَل بحديثهم فأتوا بالإسم الخامل وبالكنية المجهولة ليبهموا الأمر ولئلا يعرف ذاك الراوي وضعفه فيزهد في حديثهم.
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[11 - 03 - 06, 02:51 ص]ـ
"
النوع الرابع
تدليس البلاد
هذا النوع يشبه تدليس الشيوخ، ومثاله ما إذا قال المصري: (حدثني فلان بالأندلس) وأراد موضعاً بالقرافة؛ أو قال: (بزقاق حلب) وأراد موضعاً بالقاهرة؛ أو قال البغدادي: (حدثني فلان بما وراء النهر) وأراد نهر دجلة، أو قال: (بالرقة) وأراد بستاناً على شاطئ دجلة؛ أو قال الدمشقي: (حدثني فلان بالكرك) وأراد كرك نوح، وهو بالقرب من دمشق.
وحكْمه الكراهة، لأنه يدخل في باب التشبع بغير المُعطى، وإيهام الرحلة في طلب الحديث.
وهم إنما يفعلون تدليس البلاد لإيهام الرحلة أو ليكون البلد المتوهَّم قرينة تُوْهم أن شيخ ذلك المدلس، أو شيخ شيخه، هو أحد مشاهير محدثي ذلك البلد المتوهَّم، مع أنه - في الحقيقة - غيره ولكنه يشاركه في التسمية، دون البلد.
***************************
أسباب
تدليس البلاد
غرض من يفعل هذا النوع من التدليس قد اتضح مما تقدم، وهو إخفاء حقيقة موضع التحمل وإيهام أنه موضع آخر؛ إما لإيهام الرحلة أو إيهام السماع من راو شهير من أهل ذلك البلد المراد توهم السماع فيه أو إيهام قدم السماع أو غير ذلك.
"
¥(12/233)
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[11 - 03 - 06, 03:59 ص]ـ
جزاكم ربي خيرا شيخنا الفاضل
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[11 - 03 - 06, 08:42 ص]ـ
"
بارك الله فيك، يا أبا الحسن ...
**************************
النوع الخامس
تدليس كيفية التحمل
وأشهر أقسامه تدليس الإجازة وتدليس المذاكرة، وهذا شرحهما.
تدليس الاجازة
أما تدليس الإجازة، فهو أن يروي الراوي ما تحمله بالإجازة، بصيغة أداء توهم أنه سمعه من المجيز، أو أنه كتب به إليه، مع أنه إنما سمع منه عبارة الإجازة فقط، أو كتب إليه بالإجازة فقط، وأشار إلى المجاز به، أو عينه، دون أن يكتبه له.
ومن تلك الصيغ المستعملة للإيهام (أخبرني) و (شافهني) و (كتب إليّ).
قال ابن حجر في (طبقات المدلسين) (ص62): (ويلتحق بالتدليس ما يقع من بعض المحدثين من التعبير بالتحديث أو الإخبار عن الإجازة موهماً للسماع ولا يكون سمع من ذلك الشيخ شيئاً).
ونبه عليه أيضاً في (النكت على ابن الصلاح) انظر (2/ 624، 625، 633) منه.
وقال في (النخبة) و (شرحها) (ص172): (--- (وأطلقوا المشافهة في الاجازة المتلفظ بها) تجوزاً، (و) كذا (المكاتبة في الاجازة المكتوب بها)؛ وهو موجود في عبارة كثير من المتأخرين، بخلاف المتقدمين، فإنهم إنما يطلقونها فيما كتب به الشيخ من الحديث، إلى الطالب، سواء أذن له في روايته أم لا، لا فيما إذا كتب إليه بالإجازة فقط).
يعني يقول أحدهم مثلاً: (قال فلان فيما شافهني به: حدثنا فلان) ثم يذكر حديثاً؛ أو يقول: (شافهني فلان قال أخبرني فلان) ثم يذكر حديثاً، مع أن أصل استعمالهم لهذه الكلمة أو أصل معناها في اللغة إنما يقال فيما يسمعه الطالب من شيخه.
وأما ما قاله بشأن المكاتبة فواضح لا يحتاج إلى شرح.
وهذا يسميه بعضهم (تدليس الصيغة)، ولعل تسميته (تدليس صورة التحمل)، أو (تدليس كيفية التحمل) أحسن وأبْيَن.
تكميل: قال ابن الصلاح: (وينبغي فيما شاع استعماله من هذه الألفاظ مخصوصاً بما سمع من غير لفظ الشيخ أن لا يطلق فيما سمع من لفظه لما فيه من الإيهام والإلباس).
وقال العراقي: (إطلاق (أنبأنا) بعد أن اشتهر استعمالها في الإجازة يؤدي إلى أن نظن بما أداه بها أنه إجازة فيسقطه من لا يحتج بها فينبغي أن لا يستعمل في السماع لما حدث من الاصطلاح).
وممن وصف بهذا النوع من التدليس أبو نعيم الأصبهاني، قال ابن حجر في (طبقات المدلسين) (ص82): (كانت له إجازة من أناس أدركهم ولم يلقهم فكان يروي عنهم بصيغة " أخبرنا "، ولا يبين كونها إجازة، لكنه كان إذا حدث عمن سمع منه يقول: "ثنا " سواء ذلك قراءة أو سماعاً، وهو اصطلاح له تبعه عليه بعضهم، وفيه نوع تدليس لمن لا يعرف ذلك).
ومن العلماء من لم يرض بتسمية هذا الصنيع تدليساً؛ قال العلائي عقب ذكره طبقات المدلسين:
(وهذا كله في تدليس الراوي ما لم يتحمله أصلاً بطريق ما؛ فأما تدليس الإجازة والمناولة والوجادة بإطلاق " أخبرنا " فلم يعده أئمة الفن في هذا الباب، كما قيل في رواية أبي اليمان الحكم بن نافع عن شعيب، وروايةِ مخرمة بن بكير بن الأشج عن أبيه، وصالح بن أبي الأخضر عن الزهري، وشبه ذلك؛ بل هو إما محكوم عليه بالانقطاع أو يعد متصلاً؛ ومن هذا القبيل ما ذكره محمد بن طاهر المقدسي عن الحافظ أبي الحسن الدارقطني أنه كان يقول فيما لم يسمع من البغوي: "قرئ على أبي القاسم البغوي حدثكم فلان" ويسوق السند إلى آخره، بخلاف ما هو سماعه فإنه يقول فيه: "قرىء على أبي القاسم وأنا أسمع"، أو "أخبرنا أبو القاسم البغوي قراءةً "، ونحو ذلك؛ فإما أن يكون له من البغوي إجازة شاملة بمروياته كلها فيكون ذلك متصلاً له، أو لا يكون كذلك فيكون وجادة؛ وهو قد تحقق صحة ذلك عنه؛ على أن التدليس في المتأخرين بعد سنة ثلاثمئة يقل جداً قال الحاكم: لا أعرف في المتأخرين من يذكر به إلا أبا بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي).
ونحو تدليس الاجازة تدليس المكاتبة والمناولة.
**************************
حكم من وصف بهذا التدليس
¥(12/234)
إذا كانت صيغة الأداء صريحة في عدم احتمال الواسطة بين الراوي ومن فوقه، فإن كان غير موصوف بتدليس الاجازة ونحوها فتلك الصيغة تعتبر صريحة في السماع؛ ولكن إذا كان الراوي موصوفاً بهذا النوع من التدليس، أو كان من الطبقات التي كثر فيها ذلك وهم المتأخرون، ولم يأت ما يدل على عدم تعاطيه إياه، فينبغي اعتبار احتمالات هذه القضية والنظر في قرائنها وملابساتها؛ فإذا كان الحديث شاذاً أو منكراً أو غريباً غرابة لا يحتملها ظاهر الإسناد فقد يترجح عند الناقد الحمل على هذا النوع من التدليس.
**************************
تدليس المذاكرة
وأما تدليس المذاكرة، فأن يروي ما سمعه بالمذاكرة من غير أن يصرح بأنها مذاكرة، ليس من باب الوهم والنسيان، بل من باب التعمد والتساهل وإخفاء حقيقة كيفية أخذ الحديث.
والمذاكرة: هي أن يتذاكر أهل الحديث فيما بينهم في مجالسهم ببعض الأحاديث، والمعروف أنهم حين ذاك لا يحرصون على الدقة في أداء الرواية، كما يحرصون عليها في مجالس التحديث، أي الأداء، وذلك لعلمهم أن السامع، أي لما يقال في المذاكرة، يعلم من القرائن القائمة في ذلك المقام أن المحدث لم يقصد بذلك الإسماعَ الذي ينبني عليه الرواية والتبليغ، ولذلك منع جماعة من الأئمة الحمل عنهم حال المذاكرة.
وكان من عادة كثير من المحدثين التباهي بالإغراب، يحرص كل منهم على أن يكون عنده من الروايات ما ليس عند الآخرين لتظهر مزيته عليهم، وكانوا يتعنتون شديداً لتحصيل الغرائب ويحرصون على التفرد بها، وكانوا إذا اجتمعوا تذاكروا فيحرص كل واحد منهم على أن يذكر شيئاً يُغْرب به على أصحابه، بأن يكون عنده، دونهم، ولم يكونوا يبالون في سبيل إظهار المزية والغلبة أكان الخبر عن ثقة أو غيره، صحيحاً أو غير صحيح؛ وكانت طريقتهم في المذاكرة أن يشير أحدهم إلى الخبر الذي يرجو أنه ليس عند صاحبه ثم يطالبه بما يدل على أنه قد عرفه، كأن يقول الأول: مالك عن نافع قال 000، فإن عرفه الآخر قال: حدثناه فلان عن فلان عن مالك. وقد يذكر ما يعلم أنه لا يصح أو أنه باطل كأن يقول: (المقبري عن أبي هريرة مرفوعاً: أبغض الكلام إلى الله الفارسية). ومن حدث بما سمعه في المذاكرة كان عليه أن يقول: حدثنا فلان مذاكرة أو في المذاكرة، ولا يطلق ذلك فيقع في نوع من التدليس.
[أصل هذا الكلام للعلامة المعلمي في التنكيل].
**************************
أسباب هذا النوع (الخامس) من التدليس
غرض من يتعاطى هذا النوع من التدليس إخفاء حقيقة كيفية التحمل المرغوب عنها أو المفضولة أو غير المعتمدة عند جماعة، وإيهام كونه - أي التحمل - حاصلاً بكيفية أخرى صحيحة أو فاضلة.
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[11 - 03 - 06, 08:59 ص]ـ
النوع السادس
تدليس المتون
قال أبو المظفر السمعاني في كتابه (قواطع الأدلة) (2/ 323): (وأما من يدلس في المتون فهذا مطرح الحديث مجروح العدالة وهو ممن يحرف الكلم عن مواضعه فكان ملحقا بالكذابين ولم يقبل حديثه).
قال بعض الفضلاء المحققين، وأظنه الشيخ عبد الله السعد: (إذا كان أبو المظفر يقصد تغيير المتن تعمداً من الراوي أو حمل هذا المتن على إسناد آخر فهذا كذب لمن تعمده، ولكن لا يسمى – اصطلاحاً - تدليساً، وأما إذا لم يتعمد فهذا أيضاً لا يسمى تدليساً، وإنما خطأ وسوء حفظ). انتهى.
وقال الزركشي في (النكت على مقدمة ابن الصلاح) (2/ 31 - 32) بعد كلام في التدليس:
(هذا كله في تدليس الرواة وأما تدليس المتون فهو الذي يسميه المحدثون المدرج--- وقد ذكره المصنف في النوع العشرين وكان ذكره هنا أنسب؛ وممن ذكره هنا من الأصوليين الأستاذ أبو منصور البغدادي وأبو المظفر السمعاني--- وكذلك ذكره الماوردي والروياني في الحاوي والبحر في كتاب القضاء فقسما التدليس إلى ما يقع في الإسناد وإلى ما يقع في المتن).
"
هذا آخر أنواع التدليس، وإذا أخرجنا منها النوع الأخير، تكون راجعة إلى أربعة أصول:
إيهام العلو أو الصحة، بحذف راو.
أو إيهام الرحلة أو الغرابة أو الصحة بتسمية راو بغير ما اشتهر به.
أو إيهام مثل ذلك بتسمية مكان السماع باسم بلد بعيد أو مهم.
أو إيهام صحة التحمل، أو جودتِه، بتغيير صيغة الأداء المعبرة عن كيفية التحمل.
***************
ويتبَع بفوائد في أحكام التدليس .... بإذن الله تعالى ....
"
"
¥(12/235)
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[11 - 03 - 06, 01:05 م]ـ
قواعد
وضوابط
وتنبيهات
في التدليس
(1) ضرورة التثبت في قبول وصف الراوي بالتدليس
إذا وصف الراوي بالتدليس فلا بد لاعتماد ذلك الوصف من تحقق صحة ذلك الوصف، فالوهم قد يقع في وصف الرواة بالتدليس من قبل النقاد الواصفين أو من قبل الرواة الناقلين لذلك الوصف أو من قبل النساخ والطابعين للكتب التي يرد فيها الوصف؛ نظير ما يقع في باب التجريح والتعديل.
(2) ضرورة تعيين نوع التدليس المدعى على الراوي
الأصل في إطلاق لفظة التدليس أن يراد بها تدليس الإسناد؛ ولكن قد يراد بها غيره من أنواع التدليس؛ ولذلك ينبغي تحقق المراد؛ ويتم ذلك بجمع أقوالهم المتعلقة بتدليس ذلك الراوي وملاحظة المصطلحات والقرائن والتطبيق على الأصول والقواعد.
وأخشى أن يكون ابن سعد أحد النقاد الذين يطلقون وصف الراوي بالتدليس ويريدون به تدليس الأسماء، وما أنفع أن يدرس منهجه في وصف الرواة بالتدليس.
(3)
التدليس ليس جرحاً في فاعله
قال العلامة المعلمي في (الأنوار الكاشفة) (ص161 - 162) في بيان هذه المسألة:
(وذكر [أبو رية] ص165 ما حكي عن شعبة في ذم التدليس وقال: (ومن الحفاظ من جرح من عرف بهذا التدليس من الرواة، فرد روايته مطلقاً وإن أتى بلفظ الاتصال).
أقول: بعد أن استحكم العرف الذي مر بيانه نشأ أفراد لا يلتزمونه، وهم ضربان:
الضرب الأول: من بين عدم التزامه فصار معروفاً عند أصحابه والآخذين عنه أنه إذا قال: (قال فلان 000) ونحو ذلك وسمى بعض شيوخه احتمل أن يكون سمع الخبر من ذاك الشيخ واحتمل أن يكون سمعه من غيره عنه. فهؤلاء هم المدلسون الثقات. وكان الغالب أنه إذا دلس أحدهم خبراً مرة أسنده على وجهه أخرى. وإذا دلس فسئل بيّن الواقع.
والضرب الثاني من لم يبين بل يتظاهر بالالتزام ومع ذلك يدلس عمداً.
وتدليس هذا الضرب الثاني حاصله إفهام السامع خلاف الواقع، فإن كان المدلس مع ذلك متظاهراً بالثقة كان ذلك حملاً للسامع ومن يأخذ عنه على التدين بذاك الخبر عملاً وإفتاءً وقضاءً.
فأما تدليس الضرب الأول فغايته أن يكون الخبر عند السامع محتملاً للاتصال وعدمه، وما يقال إن فيه إيهام الاتصال إنما هو بالنظر إلى العرف الغالب بين المحدثين، فأما بالنظر إلى عرف المدلس نفسه فما ثم إلا الاحتمال.
فالضرب الثاني هو اللائق بكلمات شعبة ونحوها وبالجرح وإن صرح بالسماع.
فأما الضرب الأول فقد عد منهم ابراهيم النخعي واسماعيل بن أبي خالد وحبيب بن أبي ثابت والحسن البصري والحكم بن عتبة وحميد الطويل وخالد بن معدان وسعيد بن أبي عروبة وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة وسليمان التيمي والأعمش وابن جريج وعبد الملك بن عمير وأبو اسحاق السبيعي وقتادة وابن شهاب والمغيرة بن مقسم وهشيم بن بشير ويحيى بن أبي كثير ويونس بن عبيد؛ وهؤلاء كلهم ثقات أثبات أمناء مأمونون عند شعبة وغيره متفق على توثيقهم والاحتجاج بما صرحوا فيه بالسماع. قال ابن القطان: (إذا صرح المدلس الثقة بالسماع قبل بلا خلاف، وإن عنعن ففيه الخلاف [فتح المغيث للسخاوي ص77]).
فأما الصحابة رضي الله عنهم فلا مدخل لهم في التدليس كما تقدم.
(4) فعلُ الراوي نوعاً من أنواع التدليس
لا يلزم منه أن يفعل سائر أنواعه
وهذه المسألة واضحة، وقد نسب النقاد طائفة من الرواة إلى كل نوع من أنواع التدليس، ولم يقع بين تلك الطوائف من الاشتراك إلا القليل.
"
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[11 - 03 - 06, 03:32 م]ـ
اكمل يا شيخ محمد خلف سلامه
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[12 - 03 - 06, 05:21 م]ـ
(5)
الأصل في الرواة الثقات البراءة من صفة التدليس
إن الأصل في الرواة الثقات السلامة من التدليس؛ فمن وصفه العلماءُ، بالتدليس، فهو المدلِّس، ومن لا فلا؛ وبعبارة أخرى، فإنه لا معنى لأن يُشترَط لنفي التدليس عن الراوي الذي لم يوصَف به، أن يَنصَّ على انتفائه عنه علماءُ العلل وأئمة الحديث.
(6)
حكم من نص على تدليسه بعض النقاد وسكت عنه آخرونقد يردُّ بعضُ العلماء أو الباحثين وصفَ الناقد للراوي بالتدليس بأن النقاد الآخرين الذين بينوا حاله أطلقوا توثيقه ولم يذكروا تدليساً.
وهذا الرد أو التعقب فيه نظر؛ فإن من علم حجة على من لم يعلم؛ وإطلاق التوثيق من قِبل ناقد مع سكوته عن ذكر التدليس لا ينافي إثبات التدليس من قِبل ناقد آخر.
¥(12/236)
وسكوت الناقد عن وصف الراوي بالتدليس أقلُّ دلالةً - بكثير - من سكوته عن تجريحه أو تعديله؛ فإنهم لا يكادون يسكتون في كتب الجرح والتعديل عن بيان حاله في الرواية من جهة نفسه، أعني صفته من حيث العدالة والضبط، ولكنهم كثيراً ما يسكتون عن بيان حال أسانيده من حيث الاتصال والانقطاع، ومن ذلك إرساله وتدليسه؛ ولكن إذا لم يذكروه بالتدليس في كتبهم التي ألفوها في التدليس والمراسيل ولا ذكروه في كتب العلل ولا أعلوا حديثاً بعنعنته؛ فمعنى هذا أنه غير مدلس عند صاحب هذا الكتاب.
ولكن من النقاد من هو دون غيره في العلم والتمييز، فإذا انفرد مثله بوصف أحد الثقات المشاهير بالتدليس، فيحمل كلامه على تدليس الأسماء، أو الإرسال الخفي، أو يكون واهماً في تلك الدعوى، أو مقلداً لمن لا يصح الاعتماد عليه في مثل هذه المسائل، أو غير ذلك من الوجوه؛ ومثال ذلك ما يقع من ابن سعد أحياناً.
(7)
معنى قلة الواصفين للراوي بالتدليس
من لم يصفه بالتدليس إلا الواحد والاثنان من النقاد مع كثرة من بيَّن حاله في الرواية منهم، فإن ذلك دال على قلة تدليسه؛ ولكن ثَمَّ فرقٌ بين قوة ثبوت تدليس من وصفه بالتدليس الأئمةُ العارفون به، وتدليس من وصفه به غيرهم.
(8)
إقرار الراوي بتدليس حديثإذا أقرَّ الراوي بتدليسه لحديث يرويه فهو حديث مدلَّس، كما هو بيِّن؛ ويقوم مقامه في الاعتراف شيخه الذي عنه روى الحديث، أو أحد أقرانه ممن حضر مجلس السماع؛ أو من خالطه من الأئمة النقاد؛ أو غيرهم من المطلعين على شأنه في ذلك الحديث.
(9)
كيف يحصل الإقرار بالتدليسالاعتراف بالتدليس إما أن يكون إقراراً من الراوي بتدليس حديث بعينه، وهذا يكفي لإدخاله في جملة المدلسين، أو يكون إقراراً بوقوع التدليس منه في الجملة، من غير أن يذكر حديثاً دلس فيه، بعينه، وقد يقول كلاماً يُفهم منه أنه يدلس.
وفيما يلي تلخيص لأهم طرق إقرار الراوي بأنه يتعاطى التدليس، أو تصريحه بما يُفهَم منه أنه كذلك:
الطريقة الأولى: أن يُسأل - في حال التحديث بلا تأخير - عن رواية عنعن فيها، فيخبر السائلَ أنه دلَّسها أو أنه لم يسمعها ممن رواها عنه.
ومثال هذا ما كان يفعله شعبة، كثيراً، مع شيخيه قتادة وأبي إسحاق.
الطريقة الثانية: أن يسأل بعد مجلس الأداء بمدة، قد تطول أو تقصر، عن سماعه من شيخ معين إما سؤالاً مقيداً بشيء معين، أو سؤالاً مطلقاً، فيجيب بأنه لم يسمع ذلك الشيء منه، أو يجيب بأنه لم يسمع منه شيئاً أصلاً.
ومثال هذا ما جاء عن أبي الزبير محمد بن مسلم بن تدرس المكي؛ قال الليث: (قدمت على أبي الزبير فدفع إليَّ كتابين وانقلبت بهما، ثم قلت في نفسي: لو عاودته فسألته أسمع هذا كله من جابر؟ فقال: منه ما سمعتُ، ومنه ما حُدثناه عنه)؛ فهذا يعني أنه مدلِّس.
الطريقة الثالثة: أن يقول ما يُعرَف به أنه مدلس، قال أبو بكر بن عياش: (قال لي حبيب بن أبي ثابت: لو أنَّ رجلاً حدثني عنك ما باليتُ أن أرويه عنك)؛ فهذا كافٍ في نسبة حبيب إلى التدليس ووصفهِ به.
(10)
وسائل اكتشاف التدليس في الحديث
إذا وُجد في إسناد الحديث عنعنة راو مدلس، فالحديث يحتمل أن يكون مدلَّساً، ويحتمل أن يكون غير مدلَِّس؛ فإن نصّ العلماء العارفون على أنه مدلَّس فذاك؛ وإلّأ احتاج الباحث إلى دراسة القضية.
وحينئذ فإنَّ أهم السبل المؤدية إلى اكتشاف التدليس في الروايات هي جمع الطرق والأسانيد والتبحر في نقدها ومقارنتها ببعضها، وجمع ما يتعلق بالمسألة من أقوال النقاد والمؤرخين، ولا سيما علماء العلل منهم، وملاحظة القرائن والاحتمالات، بتدقيق النظر وإطالة التأمل.
"
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[12 - 03 - 06, 05:45 م]ـ
- 11 -
الشواهد والمتابعات القاصرة – بل والتامة أيضاً - للمدلس في حديث يرويه معنعناً لا تكفي لدفع تهمة التدليس عنه في ذلك الحديث، ولو كانت تلك المتابعات أو الشواهد صحيحة؛ لأن الشواهد الصحيحة إنما تؤكد حفظ الراوي للمتن، أو لمعناه، وللقطعة المشتركة من السند، وتؤكد إتيانه بذلك على وجهه؛ وأما ما دون ذلك من السند، ومنه عنعنته، فهي باقية على حكمها الأول.
ولكن إذا توبع الراوي عن ذلك المدلس - لا المدلِّس نفسه - متابعةً تامة مع المخالفة في صيغة أداء المدلس، بأن يجعلها أحدهما صريحة في السماع ويجعلها الآخر محتملة، فتلك مسألة أخرى.
¥(12/237)
- 12 -
اعتبار كون الراوي مدلساً يشتد في الأخبار التي يرويها عمن هو مقل عنهم؛ انظر كلام المعلمي في حاشية (الفوائد المجموعة) (ص349) وانظر (النقد الصريح) لعمرو عبد المنعم سليم (ص116).
- 13 -
ذكر الدكتور ناصر الفهد في ختام بحوثه في كتابه (منهج المتقدمين في التدليس) خلاصة تلك البحوث فقال:
1ـ إن أساس منهج المتقدمين في أحكامهم على الحديث في الجملة قائم على الاستقراء الواسع والتتبع والسبر والمقارنة مع طول اشتغال بهذا العلم وحفظه ومذاكرته ومدارسته الأئمة.
2ـ إن التدليس له عدة صور، وكل صورة لها حكم خاص، بل لكل مدلس حكم خاص تقريباً. فهناك من التدليس ما يلحق بالإرسال؛ وهناك من التدليس ما لا ينظر فيه إلى (الصيغة) وذلك مثل (تدليس الشيوخ) و (الأخذ من الصحيفة)؛ وهناك من التدليس ما يكون عاماً؛ وهناك ما هو خاص براوٍ معين؛ وهناك من الروايات ما يؤمن فيها من التدليس، لأنها من رواية المدلس عن شيوخ معينين أو من روايات شيوخ معينين عن المدلس؛ وكل هذا يعرف بدراسة حال المدلس وأقوال الأئمة فيه واعتبار رواياته.
3ـ إن (صيغ التحديث والأداء) يلحقها (التغيير) كثيراً، فالعنعنة في الغالب تكون ممن دون المدلس أو الراوي عموماً، كما أن التصريح بالتحديث أحياناً قد يكون وهماً ممن دون المدلس، فالحكم بالتدليس بناءاً على العنعنة فقط خطأ؛ والحكم بالاتصال بناءاً على وجود طريق فيه التصريح بالتحديث فقط – مع مخالفتها جميع الطرق – خطأ، ومعرفة هذه الأمور تكون باستقراء الروايات مع معرفة حال الرواة بدقة.
4ـ إن طريقة المتقدمين في حكمهم على روايات المدلسين المعنعنة تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: الرد، وهو في حالتين:
الحالة الأولى: أن يكون قام الدليل على أن حديثه هذا بعينه مدلس؛ وهذا يعرف بعدد من الوجوه ذكرتها في الفصل الرابع.
الحالة الثانية: أن لا يعلم وجود التدليس ولكن تكون في الحديث علة فتحمل هذه العلة على احتمال وجود التدليس.
القسم الثاني: القبول، وهو فيما عدا ذلك.
وهذا ما ظهر لي بعد طول بحث وتأمل في طريقة السلف والأئمة في هذا الباب). انتهى.
"
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[12 - 03 - 06, 06:08 م]ـ
جزاك الله خيرا يا اخي الفاضل الكريم على ما تفيد به اخوتك طلبة الحديث حاول تضع هذا البحث في الورد بارك الله فيك لاني اريد منه نسخة اراجع منها فوائد المصطلح.
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[12 - 03 - 06, 06:47 م]ـ
"
بارك الله فيك.
أما وضع هذا الموضوع في ملف وورد، فلعل ذلك يتيسر عند اكتماله، إن شاء الله تعالى ...
***********************************************
(14)
من كان مدلساً ولكنه كان لا يدلس إلا الأحاديث التي سمعها من الثقات في نقده، أو من الثقات في نقد من وصف ذلك المدلسَ بهذا الشرط، أعني كونه لا يروي إلا عن ثقة، فالظاهر أن أحاديثه تقبل معنعنة؛ ولكن يبعد تحقق هذا الشرط في حق أحد من المدلسين.
ثم إنه لو التزم ذلك بعضُهم فهل يقلَّد هو في توثيق من دلَّسهم، أو يقلَّد من ادعى له ذلك الشرط؟
الجواب: لا يستقيم التقليد، وفاقاً لما قالوه في حق من يوثق شيخه ويبهمه فيقول: "حدثني الثقة "، أو يقول "حدثني من لا أتهم".
(15)
إن المدلس إذا لم يثبت سماعه لحديث بعينه من شيخه، وكان الأمر على الاحتمال، ثم تابعه على رواية ذلك الحديث عن ذلك الراوي الذي فوقه: بعضُ الرواة، فلا يصح أن تجعل المتابعة - حينئذ - لذلك المدلِّس، لاحتمال أن تكون للواسطة التي أسقطها بينه وبين شيخه.
بل قد تكون تلك الواسطة المحذوفة ذلك المتابِعَ نفسَه، أعني الراوي الذي كان يُظَن أنه متابع للمدلس، وهو في الحقيقة شيخه المحذوف؛ فإن ثبت مثل ذلك بشأن بعض روايات المدلسين، فحينئذ يكون على ذلك المحذوف مدار الروايتين.
ثم إن تبين أن ذلك الشيخ قد تفرد بالحديث: حُكِم على حديثه ذاك بمقتضى ذلك السند، فإن وُجد أن ذلك الراوي ضعيفٌ ضُعّف الحديث بسببه، فصارت الرواية التي كانت تعدُّ – أول الأمر – متابعةً: دليلاً على ضعف رواية المدلس لا على قوتها.
مثال ذلك:
حديث عمرو بن شعيب، قال: طاف محمد - جده - مع أبيه عبد الله بن عمرو، فلما كان سبعهما، قال محمد لعبد الله حيث يتعوذون: استعذ؛ فقال عبد الله: أعوذ بالله من الشيطان؛ فلما استلم الركن تعوذ بين الركن والباب، وألصق جبهته وصدره بالبيت، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع هذا.
فهذا الحديث رواه ابن جريج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو؛ أخرجه عبد الرزاق في (المصنف) (5/ 75).
وتابع ابنَ جريج في روايته عن عمرو به: المثنى بنُ الصباح، عند أبي داود (1899).
ولكن ابن جريج مدلس، وقد ثبت أنه دلس في هذا الحديث، وثبت أن الواسطة بينه وبين عمرو بن شعيب هو المثنى نفسه، إذ أخرجه، من غير تدليس، عبدُ الرزاق في (المصنف) أيضاً (5/ 74)، فرواه عن ابن جريج عن المثنى عن عمرو بن شعيب به.
وبهذه الرواية يتبين أن رواية ابن جريج عن عمرو، لهذا الحديث، لا تتقوى برواية ابن المثنى عن عمرو للحديث نفسه، أعني التي عند أبي داود؛ بل تبين أنها رواية ساقطة - كرواية أبي داود، وكرواية عبد الرزاق الأخرى المتصلة - لأنها، أعني الرواية المدلَّسة، راجعة إلى رواية المثنى نفسه، وهو متروك.
(16)
ينظر في حال عنعنة المدلس إلى القرائن الأخرى من استقامة الخبر وغرابته ونكارته وشواهده ومتابعاته، وبابه وموضوعه؛ فإذا وجِد في الخبر نكارة أو غرابة أو مخالفة فهذا قرينة على التدليس، ولذلك تجد أن الأئمة أحياناً إذا استنكروا شيئاً ردوه بعدم ذكر السماع، أي ردوه بالعنعنة، ولو كان ذلك المعنعِن قليل التدليس جداً، أو كان مكثراً جداً عن شيخه الذي روى عنه ذلك الحديث، فإنهم في حال استنكار الخبر يتطلبون له علة مناسبة، فإن عدموا علة واضحة أو قوية اكتفوا بتعليله بعلة تقدح أحياناً دون أحيان أخرى، بل ربما ألجأتهم معرفتهم إلى تعليله بعلة يسيرة ليس من عادتهم إعلال الأخبار بمثلها، إذ نكارة الخبر قد تكفي للحمل على تلك العلة وحدها، عند عدم غيرها، رغم وهائها.
"
¥(12/238)
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[12 - 03 - 06, 07:56 م]ـ
بارك الله فيك شيخ محمد ونفع بك وبعلمك ... كل ما كتب قبل هذه المشاركة منسوخ عندي على وورد ومنسق ... فهل أبعثه لك ... حتى أختصر عليك الوقت والجهد؟
والسلام عليكم روحمة الله وبركاته
ـ[أبو عمر]ــــــــ[12 - 03 - 06, 10:34 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[المعتزة بدينها]ــــــــ[13 - 03 - 06, 01:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
بارك الله فيكم احبتي في الله
حبذا لو ترسلون لي هذا الكلام الطيب على ملف ورد حياكم الله وبياكم
وعليكم السلام
ـ[المعتزة بدينها]ــــــــ[13 - 03 - 06, 01:47 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
بارك الله فيكم احبتي في الله
حبذا لو ترسلون لي هذا الكلام الطيب على ملف ورد حياكم الله وبياكم
وعليكم السلام
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[13 - 03 - 06, 12:56 م]ـ
بارك الله فيك شيخ محمد ونفع بك وبعلمك ... كل ما كتب قبل هذه المشاركة منسوخ عندي على وورد ومنسق ... فهل أبعثه لك ... حتى أختصر عليك الوقت والجهد؟
والسلام عليكم روحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أخي الفاضل بلال، جزاك الله خيراً، وأتمنى أن تضع الملف المذكور هنا لينتفع به بعض إخواننا، وعسى أن يكون ذلك الملف هو القسم الأول من الموضوع، بإذن الله، ثم يوضع في نهاية الموضوع ملف آخر فيه بقيته، أعني القسم الثاني، وهو القسم الأخير؛ ومن الله التوفيق والتيسير.
...........
************************************************
جزاك الله خيراً
جزاك الله خيراً، يا أبا عمر، ووفقك الله.
...........
************************************************
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
بارك الله فيكم احبتي في الله
حبذا لو ترسلون لي هذا الكلام الطيب على ملف ورد حياكم الله وبياكم
وعليكم السلام
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أختنا المعتزة بدينها، بارك الله فيكِ، وأسأل الله أن يعزّنا - جميعاً - بطاعته، وأعوذ به من أن يذلنا بمعصيته.
سيحصل المطلوب، بإذن الله، ولكن ربما تأخر ذلك قليلاً.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[13 - 03 - 06, 01:24 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بعلمكم ... هذا هو الملف وأرجوا من الشيخ أن يراجع الملف ... ويتأكد منه.
جزاكم الله خيراً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[المعتزة بدينها]ــــــــ[13 - 03 - 06, 06:03 م]ـ
بارك الله فيكم لقد نزلت الملف لم اصدق ماوجدت فيه من فوائد عظيمة حيث انني جديدة في طلب علم الحديث وادرس حاليا من كتاب تيسير المصطلح للدكتور الطحان وفي موضوع التدليس وانواعه فيه اختصار لا باس فيه للمبتدئين مثلي لكن ماتفضلتم من تفصيل كان جدا رائع وطيب جزيتم الف جزاء
اختكم في الله
ام سمية الأسحاقية
المعتزة بدينها
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[14 - 03 - 06, 04:33 م]ـ
"
جزاكم الله خيراً.
**************************
- 17 - لا يلزم أن يكون التدليس بإسقاط راو واحد بل قد يكون بإسقاط أكثر من راو
معروف أن التدليس قد يقع بإسقاط المدلس أكثر من واسطة بينه وبين شيخه كما قال أحمد بن حنبل في المبارك بن فضالة: كان يرسل [عن] الحسن؛ قيل: يدلس؟ قال: نعم؛ قال: (وحدث يوماً عن الحسن بحديث فوُقِف عليه، قال: حدثنيه بعض أصحاب الحديث عن أبي حرب عن يونس) أي عن الحسن.
وبناء على ما تقدم فإنه قد لا يقنع الناقد الفطن بالوقوف على راو واحد بين الراوي المدلس وشيخه في حديث من الأحاديث، لقيام القرينة على قوة احتمال أن تكون الواسطة بينهما أكثر من راو؛ وهذا أمر مهم يدخل في مسألة أحكام متابعة المدلسين والضعفاء لبعضهم في الروايات، وقد يكون مانعاً من تقوية الحديث بمجموع طريقيه أو طرقه؛ ولن أطيل في بيان ذلك، فإنه أمر لا يكاد يفهمه إلا طالب تدبر أصول هذه المسألة وأمعن فيها؛ أو آخر ارتوى من معين علم أئمة العلل.
- 18 - أنواع أحكام عنعنة المدلس
إن الحديث الذي يعنعنه الراوي الموصوف بالتدليس له أربعة احتمالات:
الأول: أن يحكم للسند بالاتصال حكماً قطعياً بأن ينتفي تدليس الراوي في ذلك الحديث بوروده عنه من طريق أخرى صحيحة يصرح فيها بالسماع.
¥(12/239)
الثاني: أن يحكم للسند بالاتصال حكماً ظنياً كما في حال كون الراوي مقلاً من التدليس طويل الملازمة لشيخه في ذلك الحديث، ولم تدل قرينة على احتمال تدليسه، أعني الاحتمال المعتبر.
الثالث: أن يحكم على السند بالانقطاع حكماً ظنياً وذلك لأسباب منها أن يكون المدلس كثير التدليس وهو مع ذلك قليل الرواية عن شيخه الذي روى عنه ذلك الحديث.
الرابع: أن يحكم على السند بالانقطاع حكماً قطعياً؛ كما في حالة اعتراف المدلس بتدليس ذلك الحديث.
ولعله مما يلتحق بهذا القسم الرابع ما يأتي في الفائدة التالية.
- 19 - ورود روايتين للمدلس إحداهما بالعنعنة والأخرى بالتصريح
إذا روى المدلس حديثاً بالعنعنة ثم تم الوقوف على رواية صحيحة الإسناد إلى المدلس وهو يذكر فيها واسطة بينه وبين من فوقه في الإسناد الأول فإنه حينئذ يُعلم بذلك أن في موضع العنعنة انقطاعاً أي تدليساً؛ قال ابن القطان: (فإذا روى المدلس حديثاً بصيغة محتملة، ثم رواه بواسطة تبين انقطاع الأول عند الجميع)؛ قال ابن حجر في (النكت): وهذا بخلاف غير المدلس، فإن غير المدلس يُحمل غالب ما يقع منه من ذلك على أنه سمعه من الشيخ الأعلى، وثبَّتَه فيه الواسطة.
- 20 - حكم روايات المتثبتين والمحتاطين، عن شيوخهم المدلسين
كان عدد من الأئمة لا يحدثون عن شيوخهم إلا بما تحققوا سماعه لأولئك الشيوخ ممن فوقهم؛ ومنهم من لا يكتب من أحاديث شيخه المدلس إلا ما صرح فيه الشيخ بالسماع؛ وممن كان يفعل ذلك شعبة وتلميذه يحيى بن سعيد القطان؛ وربما فعله سفيان الثوري.
فمن عرف بالتشديد في الأخذ ممن عرف بالتدليس فكان يوقفهم على السماع، فهذا يكون الأصل فيما رواه عن شيوخه المدلسين بعنعنتهم، أن تُحمل تلك العنعنة على الاتصال.
- 21 - طبقات المدلسين
قسم العلائي في (جامع التحصيل) (ص113 - 114) الموصوفين بالتدليس إلى خمس طبقات يحكم على عنعنة كل طبقة بحسبها؛ فقال عقب ذكره أسماء من ظفر بأنهم ذكروا بالتدليس:
(ثم ليعلم بعد ذلك أن هؤلاء كلهم ليسوا على حد واحد بحيث أنه يتوقف في كل ما قال فيه واحد منهم (عن) ولم يصرح بالسماع بل هم على طبقات:
أولها: من لم يوصف بذلك إلا نادراً جداً بحيث أنه لا ينبغي أن يُعد فيهم كيحيى بن سعيد الأنصاري وهشام بن عروة وموسى بن عقبة.
وثانيها: من احتمل الأئمة تدليسه وخرجوا له في الصحيح وإن لم يصرح بالسماع، وذلك إما لإمامته أو لقلة تدليسه في جنب ما روى، أو لأنه لا يدلس إلا عن ثقة؛ وذلك كالزهري وسليمان الأعمش وإبراهيم النخعي وإسماعيل بن أبي خالد وسليمان التيمي وحميد الطويل والحكم بن عتبة ويحيى بن أبي كثير وابن جريج والثوري وابن عيينة وشريك وهشيم؛ ففي الصحيحين وغيرهما لهؤلاء الحديث الكثير مما ليس فيه التصريح بالسماع.
وبعض الأئمة حمل ذلك على أن الشيخين اطلعا على سماع الراوي؟؟ لذلك الحديث الذي أخرجه بلفظ (عن) ونحوها من شيخه، وفيه نظر، بل الظاهر أن ذلك لبعض ما تقدم آنفا من الأسباب؛ قال البخاري: لا أعرف لسفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت ولا عن سلمة بن كهيل ولا عن منصور، وذكر مشايخ كثيرة، لا أعرف لسفيان عن هؤلاء تدليساً، ما أقل تدليسه.
وثالثها: من توقف فيهم جماعة فلم يحتجوا بهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع وقبلهم آخرون مطلقاً كالطبقة التي قبلها، لأحد الأسباب المتقدمة كالحسن وقتادة وأبي إسحاق السبيعي وأبي الزبير المكي وأبي سفيان طلحة بن نافع وعبد الملك بن عمير.
ورابعها: من اتفقوا على أنه لا يحتج بشيء من حديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع لغلبة تدليسهم وكثرته عن الضعفاء والمجهولين كابن إسحاق وبقية وحجاج بن الاطأة وجابر الجعفي والوليد بن مسلم وسويد بن سعيد وأضرابهم ممن تقدم فهؤلاء هم الذين يحكم على ما رووه بلفظ عن بحكم المرسل كما تقدم.
وخامسها: من قد ضعف بأمر آخر غير التدليس فرد حديثهم به لا وجه له إذ لو صرح بالتحديث لم يكن محتجا به كأبي جناب الكلبي وأبي سعد البقال ونحوهما فليعلم ذلك. انتهى كلام العلائي.
¥(12/240)
قسمة الحافظ العلائي هذه أدق وأليق بمذاهب القدماء وتصرفاتهم من قسمة من جاء بعد العلائي كابن حجر وغيره؛ ولكن الحكم على أحد المدلسين بأنه يدخل في طبقة معينة مما تقدم يحتاج إلى مزيد من البحث والتحقيق وكذلك لا يكفي الحكم العام للطبقة الواحدة ليكون حكماً دقيقاً على كل واحد من أفرادها؛ فلا بد من مراعاة ما أمكن مراعاته من قرائن الرواية وحال الراوي فيها ونحو ذلك مما يجعل الحكم أدق، أو مما يوجب الخروج في بعض الروايات عن الحكم الأصلي للطبقة إلى حكم آخر خاص بتلك الرواية؛ فقد قال عبد الله بن يوسف الجديع:
(لكن محاكمة من أطلقت فيه العبارة من أولئك الرواة يحتاج إلى تحرير في حق كل راو مذكور به على سبيل الاستقلال بمنزلة تحرير ألفاظ الجرح والتعديل فيه لما تقدم بيانه من كون إطلاق اسم التدليس على الراوي إنما هو من قبيل الجرح المجمل.
وكثير من المتأخرين من العلماء وطلبة هذا العلم صاروا إلى تقليد ابن حجر فيمن سماهم في (طبقات المدلسين) من تأليفه، وسلموا له مجرد إيراده للراوي فيما اصطلحه (الطبقة الثالثة) وما بعدها لرد حديثه بمجرد العنعنة؛ وفي ذلك قصور ظاهر؛ والتقليد في هذا لا يجوز؛ فإنه علم بناؤه على البحث والنظر، فلا يسوغ لمنتصب له أن يقلّد فيه، فيصير إلى الطعن في الحديث الصحيح بمجرد كون ابن حجر أورد هذا الراوي أو ذاك في كتابه، علماً بأن ابن حجر أورد الأسماء في غاية من الاختصار؛ والمتتبع لكلامه نفسه في تقوية الأحاديث يجده لا يلتزم ما التزمه هؤلاء المقلدون). انتهى.
وكذلك ما تقدم من كلام العلائي مما يتعلق بالإمامة، فيه نظر أيضاً، قال عبد الله بن يوسف الجديع في (تحرير علوم الحديث) (2/ 988): (الإمامة ليست معياراً لقبول حديثه لو كان كثير التدليس، فابن جريج إمام لكن لا تقبل عنعنته لكثرة تدليسه سوى ما يرويه عن عطاء والتفسير عن مجاهد).
- 22 - التدليس النادر
إذا وجد لراو معروف بالثقة والإتقان الحديث أو الأحاديث المنكرة يأتي بها معنعنة، ولم يتعين الحمل على أحد ممن دونه أو فوقه في السند، فقد يكون من وجوه ومقتضيات هذه الحال أن يحمل منه ذلك على التدليس، إذا كان محتملاً في حقه، وإن لم ينص على نعته بالتدليس أحد.
- 23 - الشذوذ والإغراب في وصف بعض الرواة بالتدليس
من وصف بعض الرواة بالتدليس وكان ظاهر ذلك الصنيع منه مستغرَباً لأنه تفرد به على شهرة ذلك الراوي أو دلت القرائن على أنه ليس يعرفه معرفة كافية أو غير ذلك مما يريب في اعتماد ذلك الوصف فينبغي التأمل في عبارته وقرائنها، جيداً، فلعله عنى الإرسال الظاهر أو الإرسال الخفي أو تدليس الأسماء أو تكلم برأيه أو وهم في نقله عن غيره، أو نقله عن ناقد واهم فيه.
- 24 - شذوذ الرواية التي فيها تصريح المدلس بالسماع، أحياناً
إذا ثبتت إلى المدلس المكثر من التدليس روايته لحديث معين بالعنعنة، فرواه عنه كذلك غير واحد من ثقات تلامذته، وتفرد بعض الضعفاء من تلامذته بأن جعل مكان العنعنة تصريحاً بالسماع؛ فهذا التصريح إما أن يحكم عليه بالنكارة على أنه مخالفة لرواية الثقات، أو بالضعف على أنه زيادة تفرد بها وهو ضعيف.
وعلى الاحتمالين فلا يصح – كما هو ظاهر – أن يعتمد على هذه الرواية لإثبات سماع هذا المدلس لهذا الحديث من ذاك الشيخ؛ لأنه لا اعتماد على رواية منكرة ولا ضعيفة.
وليس هذا من باب الاستشهاد حتى يتسامح في إسناده، بل هو من باب الاحتجاج؛ لأن لفظ السماع لم يجيء إلا في تلك الرواية التي جاء بها ذاك الضعيف، فمن أثبت السماع بتلك الرواية، فقد احتج بها وحدها.
ومعلوم أن الإسناد الضعيف لا تقوم به الحجة لإثبات الرواية، فكيف بإثبات السماع، الذي هو من أخص تفاصيلها ويحتاج إلى حفظ وإتقان، وقد يهم فيه الثقة فضلاً عن الضعيف؟!
روى ابن أبي حاتم عن أبيه، قال: (سألت أبا مسهر: هل سمع مكحول من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: سمع من أنس بن مالك؛ فقلت له: سمع من أبي هند الداري؟ فقال: من رواه؟ قلت: حيوة بن شريح، عن أبي صخر، عن مكحول، أنه سمع أبا هند الداري يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم؛ فكأنه لم يلتفت إلى ذلك.
¥(12/241)
فقلت له: واثلة بن الأسقع؟ فقال: من؟ قلت: حدثنا أبو صالح كاتب الليث: حدثني معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن مكحول، قال: دخلت أنا وأبو الأزهر على واثلة بن الأسقع. فقلت: كأنه أومأ برأسه، كأنه قبل ذلك) اهـ.
فكان حكم أبي مسهر بإثبات السماع ونفيه ينبني على حال إسناد الرواية التي جاء فيها ذكر السماع، وأقره على ذلك أبو حاتم وأقرهما عليه ابن أبي حاتم.
- 25 - اختلاف حكم تصريح المدلس الضعيف، بالسماع، عن حكم تصريح المدلس الثقة
من شروط قبول عنعنة وحملها على الاتصال أن يكون المدلس ثقة، لا ضعيفاً؛ فإن المدلس الضعيف إذا روى عن شيخ له وصرح بسماعه منه، فإنه يحتمل أن يكون مخطئاً في ذلك التصريح، وأن الواقع أنه إنما أخذ ذلك الحديث عن ذلك الشيخ بواسطة، ثم أسقطها وهماً، لا تدليساً ولذلك صرح بالسماع بناء على ما توهمه وإلا عُدَّ كاذباً.
ولا غرابة في هذا فالضعيف يخطئ بأكثر من هذا؛ بل لا يُستبعد أنه لم يتحمل ذلك الحديث من طريق هذا الشيخ أصلاً، لا بواسطة ولا بدونها؛ وإنما دخل عليه حديث في حديث.
- 26 - الاحتراز من تدليس صيغة الأداء، أي تدليس نوع التحمل، من قِبل مدلِّس الإسناد المصرِّح بالسماع
لحمل عنعنة المدلس الثقة على الاتصال لا بد من احتراز أن يكون ذلك المصرح بالسماع ممن له في بعض ألفاظ السماع اصطلاح خاص ينافي الاتصال، كأن يكون ممن يرى جواز إطلاق لفظ التحديث في الإجازة أو الوجادة، أو ممن يرى التسامح في هذه الألفاظ، بإطلاقها في موضع السماع وغيره، كما ذكر الإمام أبو بكر الإسماعيلي أن المصريين والشاميين يتسامحون في قولهم: (حدثنا) من غير صحة السماع، منهم: يحيى بن أيوب المصري؛ ونقل عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه أنه قال: كان سجية في جرير بن حازم، يقول: (حدثنا الحسن، قال: حدثنا عمرو بن تغلب)؛ وأبو الأشهب يقول: (عن الحسن قال: بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمرو بن تغلب).
قال الحافظ ابن رجب: (يريد أن قول جرير بن حازم: "حدثنا الحسن حدثنا عمرو بن تغلب" كانت عادة له لا يرجع فيها إلى تحقيق).
وقد ذكر أبو حاتم نحو هذا في أصحاب بقية بن الوليد، أنهم يَرْوُون عنه عن شيوخه ويصرحون بتحديثه عنهم، من غير سماع له منهم.
وكذلك قال يحيى بن سعيد القطان في فِطْر بن خليفة: أنه كان يقول: (حدثنا فلان بحديث)، ثم يدخل بينه وبينه رجلاً آخر، كان ذلك سجيه منه؛ ذكره العقيلي في (الضعفاء).
راجع (الإرشادات في تقوية الأحاديث بالشواهد والمتابعات) للشيخ طارق بن عوض الله.
- 27 - الاحتراز من أوهام المدلس الثقة في التصريح بالسماع
ليس كل ما يرويه المدلِّس الثقة مصرحاً فيه بالسماع يقطع فيه بأنه قد سمعه ممن فوقه، ولكن هذا – أي الحكم بالسماع في مثل هذه الحالة – هو الأصل، والأصل قد يًخرَج عنه أحياناً، وذلك عندما توجد القرينة المقتضية للخروج؛ فهنا قد يرى الناقد من علماء العلل وجهابذة الحديث أنه قد وقع وهم من ذلك المدلس أو - ممن دونه من الثقات - في تصريح المدلس بالسماع، فيحكمون بانقطاعه، وأن صواب الرواية أن تكون بالعنعنة وما كان في معناها.
ولأئمة الحديث في إدراك ذلك طرق متعددة، هي عين طرقهم في إدراك علة الحديث الذي ظاهره الصحة، بل هذا الأمر هو بعض موضوعات علم العلل.
فمن تلك الطرق مخالفة الأوثق، أو الثقات الأكثر عدداً، أو مخالفة اتفاق الأئمة أو ما ثبت بالتاريخ أو غير ذلك.
روى جماعة عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر مرفوعاً: (ليس على المنتهب قطع)، فلم يذكروا سماع ابن جريج من أبي الزبير، بينما ذكره اثنان، وهما:
أبو عاصم؛ أخرج حديثه الدارمي.
وابن المبارك؛ أخرج حديثه النسائي في (الكبرى) من طريق محمد بن حاتم عن سويد بن نصر عنه.
وقد وهَّم الأئمة هذه الرواية التي فيها ذكر التصريح بالسماع، ورأوا أنه غلط. فقال أبو داود: (هذا الحديث؛ لم يسمعه ابن جريج من أبي الزبير؛ وبلغني عن أحمد بن حنبل أنه قال: إنما سمعه ابن جريج من ياسين الزيات).
وقال مثل قول أحمد أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان والنسائي والخليلي، ويدخل فيهم أيضاً أبو داود فإنه هو الذي نقل كلام أحمد وأقره.
- 28 - تفصيل في اختلاف أحكام المدلسين باختلاف أحوالهم
¥(12/242)
ينبغي عند نقد روايات الموصوفين بالتدليس التفريق في الحكم بين المكثر من التدليس والمقل منه، والتفريق بين عنعنة المدلس عمن هو كثير الملازمة له وعنعنته عن غيره؛ والتفريق بين المكثر عن شيخه والمقل عنه؛ وينبغي ملاحظة القرائن والمظان، وحال الرواية من جهة الغرابة والنكارة ونحوهما.
فإذا كان الراوي الموصوف بالتدليس مكثراً جداً من الرواية عن شيخ معين وكان طويل الملازمة له فالأصل في روايته أنها تحمل على الاتصال، لأنه يندر أن يفوته شيء من أحاديثه، فالظاهر أنه سمع جميعها، أو أنه لم يفته منها إلا النادر الذي لا يمنع من قبول عنعناته عن ذلك الشيخ، لأن النادر لا حكم له ولا تبنى عليه القواعد؛ فلا تضر مروياتِه عنه عنعنتُه فيها إلا بقرينة تقتضي إعلال الرواية بتلك العنعنة؛ قال الذهبي في (الميزان) 2/ 224 عن الأعمش: (وهو يدلس وربما دلس عن ضعيف ولا يدري به فمتى قال: حدثنا، فلا كلام، ومتى قال (عن) تطرق إليه احتمال التدليس إلا في شيوخ له أكثر عنهم كإبراهيم وأبي وائل وأبي صالح السمان فإن روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال).
ونحو ما قيل في الملازِم يقال في المكثر من السماع عن شيخه ولو لم يلازمه إذا كان ذلك الإكثار مقارباً لاستيعاب أحاديث ذلك الشيخ؛ ومعلوم أنه ليس المراد بالإكثار هنا كثرة التحديث عن الشيخ؛ وإنما المراد كثرة التحمل منه بلا واسطة.
وكذلك المقل من التدليس الأصل في عنعنته القبول؛ قال البخاري: (ولا أعرف للثوري عن حبيب بن أبي ثابت ولا عن سلمة بن كهيل ولا عن منصور – وذكر مشايخ كثيرة – لا أعرف لسفيان عن هؤلاء تدليساً، ما أقل تدليسه). اهـ من (العلل الكبير) للترمذي (2/ 966).
ولكن مع ذلك يُحتاط في عنعنة هؤلاء الثلاثة (أعني الملازِم، والمكثر عن شيخه، والمقل من التدليس) أكثر مما يحتاط في عنعنة من لم يوصف بتدليس أصلاً.
وأما المكثر من التدليس والمقل عن شيخه وغير الملازم له فالأصل في عنعنتهم الرد.
فإذا نص الحفاظ في حق بعض المدلسين أنه لم يسمع من شيخ معين له إلا القليل كأن يكون سمع منه حديثاً أو حديثين أو نحو ذلك ثم روى عنه أحاديث كثيرة فحينئذٍ يكون الأصل في روايته الانقطاع إلا ما صرح فيه بالسماع أو نص الحفاظ على أنه سمع هذا الخبر بعينه عمن رواه عنه ونحو ذلك.
ولذلك كان من النافع المهم معرفة قدْر ما روى الراوي عن شيخه متصلاً إن أمكن ذلك؛ فإنه إذا روى عنه غير ذلك علمنا أنه إنما تلقاه عنه بواسطة فأسقطها. لكن هذا الطريق يوجب تحرياً شديداً قبل الجزم به.
ومثال على هذا رواية الحسن عن سمرة، ثبت في صحيح البخاري سماعه من سمرة لحديث العقيقة وقد روى نحواً من (164) حديثاً بالمكرر كما في (معجم الطبراني الكبير) (7/ 6800 –6964).
وبعض هذه الأحاديث فيها نكارة، ولا شك أن العلة في ذلك ليست من الحسن لأنه إمام، فعلى هذا تكون العلة من الواسطة بينهما، ودل ذلك على أن القول الراجح في رواية الحسن عن سمرة أن الأصل فيها الانقطاع، والقول بأنه لم يسمع منه إلا حديث العقيقة قول قوي، وقد أخرج عبد الله بن أحمد عن أبيه ثنا هشيم أخبرنا ابن عون قال: (دخلنا على الحسن فأخرج إلينا كتاباً من [لعلها عن] سمرة ... ). ا. هـ من (العلل) (2/ 260)؛ فهذا يؤيد أنها صحيفة ولم تكن سماعاً، والله أعلم.
والحاصل أن الراوي الموصوف بالتدليس إذا كان مكثراً جداً من الرواية عن شيخ معين وكان طويل الملازمة له فالأصل في روايته أنها تحمل على الاتصال؛ وأنه إذا كان مكثراً من التدليس أو مقلاً من السماع عن شيخه أو غير ملازم له فالأصل في عنعنتهم الرد.
فهذان أصلان مقرران والناقد المتمكن يخرج عنهما بحسب اجتهاده وما يلاحظه من القرائن.
وهذا المذهب هو أرجح المذاهب وأقربها، وعليه دلت عبارات وتصرفات كبار النقاد وعلماء العلل وعليه جرى عمل أكثرهم، فتأمل مثلاً ما جاء في الصحيحين من عنعنة الموصوفين بالتدليس، وكذلك ما جاء من ذلك في صحيح ابن خزيمة وما صححه من ذلك الترمذي في سننه؛ وقال يعقوب بن شيبة السدوسي كما في (الكفاية) (ص362): سألت علي بن المديني عن الرجل يدلس أيكون حجة فيما لم يقل: حدثنا؟ قال: إذا كان الغالب عليه التدليس فلا حتى يقول: حدثنا. وانظر (شرح علل الترمذي) لابن رجب (1/ 353 - 354).
¥(12/243)
وقد قال أبو داود – كما في شرح علل الترمذي (583) -: (سمعت أحمد سئل عن الرجل يعرف بالتدليس في الحديث، يحتج به فيما لم يقل فيه: حدثني أو سمعت؟ قال: لا أدري)؛ فالظاهر من هذا الجواب أن الإمام أحمد لا يحكم على عنعنة المدلس بحكم كلي بل ينظر إلى الملابسات والقرائن وأن الحكم على عنعنة المدلسين لا يصح أن يكون واحداً وإنما هو أحكام متعددة؛ بل الحكم على عنعنة الراوي الواحد قد يختلف من حال إلى حال.
هذا وقد بقي مذهبان آخران في حكم رواية المدلس أعني الثقة الذي يدلس عن الثقة وغيره، [وأما رواية المدلس الضعيف فالأصل فيها الرد صرح أو لم يصرح. وأما رواية المدلس الذي لا يدلس إلا عن ثقة فالأصل فيها القبول صرح أو لم يصرح]؛ وهذان المذهبان هما:
الأول: مذهب الشافعي ومن تبعه كابن حبان والخطيب؛ وعلى ظاهره أكثر المتأخرين والمعاصرين؛ قال الإمام الشافعي في (الرسالة) (ص379–380): (من عرفناه دلس مرة فقد أبان لنا عورته في روايته … فقلنا: لا نقبل من مدلس حديثاً حتى يقول فيه: حدثني أو سمعت). ا. هـ.
فهذا الأقرب أنه عند غرابته أو معارضته لحديث آخر مثله في القوة أو في الحالات التي ينبغي أن يكون فيها الحديث المحتج به في أعلى مراتب القوة؛ ويظهر أن الشافعي نفسه لم يلتزم بطرد ظاهر هذا الأصل في الأحوال كلها، فقد روى لابن جريج على سبيل الاحتجاج أحاديث معنعنة في مواضع من كتبه، ولم يذكر الشافعي أن ابن جريج سمع هذا الخبر ممن حدث عنه، وكذلك روى لأبي الزبير، (انظر الرسالة ص498 و890 و903 و498 و889)، والأمثلة على هذا كثيرة لمن أراد أن يتتبعها.
ووافق الشافعي في مذهبه هذا ابن حبان في مقدمة (صحيحه) (1/ 161) وفي (ثقاته) (1/ 12) وفي (المجروحين) (1/ 92)؛ وقال عقب تقريره في (المجروحين): (وهذا أصل أبي عبد الله الشافعي رحمه الله ومن تبعه من شيوخنا).
قال الخطيب في (الكفاية) (ص51): (وهذا هو الصحيح عندنا).
ويجاب عن قول ابن حبان كما أجيب عن قول الشافعي.
والظاهر أن هذا هو مذهب الإمامين الكبيرين شعبة بن الحجاج وتلميذه يحيى بن سعيد القطان؛ ولكن تشديد شعبة على التدليس وأهله معلوم، والله أعلم.
الثاني: مذهب ابن حزم؛ وهو قبول روايته مطلقاً ما لم يُتيقن فيها أنه أسقط بعض رواتها. وهو أضعف المذاهب وأبعدها عن التحقيق.
قال أبو الحسن ابن القطان: (إذا صرح المدلس قبل بلا خلاف؛ وإذا لم يصرح فقد قبله قوم ما لم يتبين في حديث بعينه أنه لم يسمعه، ورده آخرون ما لم يتبين أنه سمعه).
"
ـ[المعتزة بدينها]ــــــــ[14 - 03 - 06, 04:37 م]ـ
اخي محمد خلف لماذا اضفت هذا الموضوع هل مذكور في الملف الذي نزلته ام هل تقترح علي ان اضيفه عندي؟؟
بارك الله فيك
على فكره هل هذا من شرحك اخي ام اقتباس من كتاب ان كان من كتاب من مؤلفه وبوركت
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[14 - 03 - 06, 05:00 م]ـ
"
لا شك أن هذا القسم غير القسم الذي في الملف المتقدم ....
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[14 - 03 - 06, 05:30 م]ـ
- 27 - الاحتراز من أوهام المدلس الثقة في التصريح بالسماع
ليس كل ما يرويه المدلِّس الثقة مصرحاً فيه بالسماع يقطع فيه بأنه قد سمعه ممن فوقه، ولكن هذا – أي الحكم بالسماع في مثل هذه الحالة – هو الأصل، والأصل قد يًخرَج عنه أحياناً، وذلك عندما توجد القرينة المقتضية للخروج؛ فهنا قد يرى الناقد من علماء العلل وجهابذة الحديث أنه قد وقع وهم من ذلك المدلس أو - ممن دونه من الثقات - في تصريح المدلس بالسماع، فيحكمون بانقطاعه، وأن صواب الرواية أن تكون بالعنعنة وما كان في معناها.
ولأئمة الحديث في إدراك ذلك طرق متعددة، هي عين طرقهم في إدراك علة الحديث الذي ظاهره الصحة، بل هذا الأمر هو بعض موضوعات علم العلل.
فمن تلك الطرق مخالفة الأوثق، أو الثقات الأكثر عدداً، أو مخالفة اتفاق الأئمة أو ما ثبت بالتاريخ أو غير ذلك ......
والحاصل أنه ليس كل ما يرويه المدلس مصرِّحاً فيه بالسماع يكون مقبولاً منه؛ بل الأصل في ذلك أنه لا يقبل منه تصريحه بالسماع إلا إذا ثبت السند إليه؛ ثم إن الأمر بالنسبة لعلماء العلل لا يقف عند هذا الحد، بل قد يتعداه إلى عدم الثقة بذلك التصريح، وإن ورد بإسناد صحيح؛ لا اتهاماً بل توهيماً، سواء تهيأ لهم تعيين الواهم جزماً أو ظناً غالباً، أو لم يتهيأ لهم ذلك.
¥(12/244)
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[14 - 03 - 06, 10:02 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[15 - 03 - 06, 02:13 م]ـ
"
وجزاك.
**************************
هذه الحلقة الأخيرة - حالياً - من هذا الموضوع، أسأل الله أن يتقبله وينفع به، وأعتذر من الإطالة ...
**************************
- 29 -
طريقة علماء العلل في الحكم على عنعنة المدلس الأصل فيها التفصيل؛ فهم في كثير من الأحيان يميزون ما سمعه الراوي من شيخ له بعينه عما لم يسمعه منه، فيحكمون على حديثه عنه بحسب تلك المعرفة التفصيلية، وهذا بخلاف الحكم عند غيرهم ممن يمشي على ظواهر القواعد وقد يجهل تفاصيل المسائل، أو لا بُعنى بالبحث عنها.
علماء العلل الأصل الأول عندهم هو التفصيل، فإن عدموه صاروا إلى القواعد مع ملاحظة القرائن واختلاف الأحوال من راو إلى راو، ومن حديث إلى آخر، ومن مقام إلى غيره؛ ولكن من لم يَسِر على طريقتهم تراه يقدم القواعد ويصبها في قوالب جامدة ويجمد هو عليها؛ وهذا لا يصح.
والحاصل أن طريقة علماء العلل في عنعنة الموصوف بالتدليس هي الحكم على حديثه بحسب أعلى ما عندهم من التفصيل، وأحياناً يكون لديهم معرفة مفصلة بكل حديث من أحاديث ذلك المدلس.
فإن لم يجدوا سبيلاً إلى ذلك صاروا إلى مرتبة أقل تفصيلاً ولكنها تشبه التفصيل وتقاربه، مثل معرفتهم بأن فلان المدلس كان ملازماً لشيخه الفلاني وسمع منه كل ما رواه عنه سوى حديثين، ولكن تلك الحديثين لم يتعينا، ثم يجدون في رواياته عنه حديثاً يستنكرونه أو يستغربونه ويرويه عنه بالعنعنة، فلا يجدون مانعاً بل ولا بداً من حمله على التدليس؛ ومثل أن يعلموا أن يحيى بن سعيد القطان كان لا يكاد يحمل عن شيوخه إلا صحيح حديثهم، فيجعلون هذا قرينة مرجحة للحكم بالاتصال لعنعنة مدلس في حديث رواه عنه تلميذه يحيى.
فإن عدموا هذه الدرجة من التفصيل نزلوا إلى التي دونها، وهي مستندة إلى أصول وخطوط عريضة مختصة بذلك الراوي، مثل كونه مقلاً في تدليسه عن كبار شيوخه، أو مكثراً في تدليسه فيما رواه عن الكوفيين، أو نحو ذلك.
فإن لم يتيسر لهم معرفة ذلك ونحوه من الاستثناءات والضوابط انتهوا إلى ما يبدأ به غيرهم من أهل الإجمال، من المتأخرين وغيرهم، وهو الحكم بالانقطاع على ما يرويه المدلس معنعناً، وبالاتصال على ما يرويه مصرحاً بسماعه.
- 30 -
التدليس والإرسال الخفي أو الظاهر، ليس لواحد منها ضابط كلي باعتبار طبقات الرواة، كأن يقال: فلان كان يدلس عن التابعين ولا يدلس عن الصحابة؛ وقد علم أن الطبقات تتداخل وأن بعض التابعين أقدم وفاة من بعض الصحابة، وأن بعض التابعين أرسل عن بعض التابعين إرسالاً خفياً أو جلياً، في حين كانت رواياته عن شيوخ له من الصحابة متصلة.
وفي الجملة فإن التدليس والإرسال الخفي والإرسال الجلي لا يخصها من يتعاطاها من الرواة بصغير ممن فوقه أو بكبير، هذا هو الغالب.
ولو افترضنا أنهم – أو بعضهم – كانوا يعيّنون من يذكرونه ويسمونه من شيوخهم، ويعينون أيضاً من يدلسونه منهم، فهل حُفظ ذلك كله؟ الظاهر أنه لم يحفظ منه إلا ما ندر؛ وحينئذ فهل يسهل على من بعدهم من النقاد وضع الضوابط الدقيقة المفصلة لمعرفة حدود تدليسهم بحسب طبقات شيوخهم، أو بحسب الأزمنة أو الأمكنة أو غير ذلك؟! هذا ما لا يتيسر بل هو غير ممكن.
فلا معنى إذن للتفصيل الزمني أو الطبقي الذي ذكره بعض الباحثين في شأن شيوخ جماعة من المدلسين.
- 31 -
التدليس أحد أهم وسائل الكذابين ودعاة البدعة والضلالة في تكثير أسانيد الأحاديث المختلقة والواهية وتمشيتها وترويجها؛ فإن قام بعض الدجالين بتركيب متن مرغوب فيه مزور على إسناد معروف، ودعا غيره من أمثاله إلى متابعته عليه؛ ثم قام هو أو غيره بإدخال هذا الحديث على بعض الضعفاء أو المغفلين؛ وقام هو أو غيره أيضاً بتلقينه لمن يقبل التلقين؛ ثم حمله عن هؤلاء الدجالين والهالكين والضعفاء والمغفلين والملقَّنين واحد – أو أكثر من واحد، من الرواة المدلسين، ثم رواه هؤلاء المدلسون مدلَّساً؛ أي رووه عمن رواه عنه أولئك الكذابون ومن تابعهم من الضعفاء والغالطين، فكم طريقاً سيكون لهذا الحديث، وكم سيكون اتساع دائرة انتشاره واشتهاره.
¥(12/245)
ثم إذا أتى – بعد ذلك، أو في أثنائه - مِن الثقات أو المتماسكين مَن يسمعه من أحد هؤلاء المدلِّسين، ثم يؤديه فيغلط فيجعل بدل العنعنة تصريحاً، فإذا الأمر قد صار ظلمات بعضها فوق بعض ولكنها تشبه النور، وكذب مصمت ولكنه مغلَّف بالصدق الموهوم؛ بناء كاد أن يكون محكماً، أسَّسه الكذابون عن سوء قصد وخبث طوية، وأعانهم - أيما إعانة - الضعفاء والمغفَّلون، عن غفلة وحسن نية! بحيث ضمن أولئك الدجالون أن حديثهم المفترى سيقال فيه: إنه بمجموع طرقه حسن في أقل أحواله!! وما أكثر ما قيل في مثل هذا القبيل؛ فيا قرة أعين الكذابين لولا من جعلهم الله لهم بالمرصاد، من أئمة هذا الشأن، الذين لا يثبت أمام مثل هذه المعركة الحديثية سواهم فإنهم فرسان الحديث، ولا يشفي من مثل هذا الداء العضال غيرهم، فإنهم أطباء الرواية؛ ولكن كيف إذا أتى غيرهم من أهل الظواهر فرد عليهم إسقاطهم لتلك الرواية الساقطة أصلاً، وقال: لا يجوز توهيم الثقة بغير دليل؛ ماذا تُرى يقال لمثله؟ لعل السكوت والاسترجاع هو الأولى؛ فإن كان لا بد من مقال فليكن نحو هذا المثل المضروب قديماً: (ويل لعالم أمر من جاهله)، الله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
- 32 -
كل من أسقط من السند راوياً أو أكثر فلا بد أن يكون واحداً مما يلي:
1 - كاذباً.
2 - مدلساً.
3 - ناسياً - سواء كان ثقة أو ضعيف الحفظ.
4 - متعمّداً معْتمداً على القرينة الدالة على الإسقاط كالتاريخ ونحوه؛ وهذا هو الارسال بنوعيه الخفي الظاهر.
ومعرفة ضوابط التفريق بين هذه الأصناف نافعة كثيراً.
- 33 -
الراوي إذا ثبت أنه مدلس وثبتت عدالته لم تضره النكارة في بعض ما يرويه من الأحاديث – بالعنعنة - عن الثقات من شيوخه، لأن الحمل يكون حينئذ على الذين دلسهم أي أسقطهم تدليساً، وهذا بخلاف غير المدلس فإنه إذا روى عن شيوخه أحاديث منكرة بأسانيد مستقيمة وكثر منه ذلك، فإنها تضره، وتكون تبعتها عليه.
- 34 -
إذا كان المدلس يدلِّس عن شيوخ بعينهم، دون سواهم، أو يدلِّس في باب معين دون سواه، أو لا يدلس إلا عن ثقة، فهذا القسم من المدلسين لا يصلح تعميم حكم عنعنة الواحد منهم على جميع مروياته المعنعنة.
ولكن الأمر هنا يبنى على التفصيل، فمثلاً من عُرف بالتدليس لكنه لا يدلس عن بعض شيوخه خاصة، فإنه تستثنى عنعنته عن هؤلاء الشيوخ، مثل عنعنة ابن جريج عن عطاء.
- 35 -
من ظن أن وصف الضعفاء من الرواة المدلسين بالتدليس لا يُحتاج إليه في نقد الأحاديث، بحجة أنهم ضعفاء في أنفسهم، وضعفهم يكفي في رد حديثهم، فقد وهم؛ وذلك لأن عنعنتهم تزيد رواياتهم وهناً؛ ثم إن من كان منهم صالحاً للإعتبار اذا صرح بالسماع، فلن يكون صالحاً له إذا عنعن، ولا سيما إذا كان متابعه في هذه الرواية المعنعنة أحد شيوخه، لاحتمال أن مرجع رواية ذلك المدلس إلى ذلك الشيخ.
هذا من جهة؛ ومن جهة أخرى فإن ذلك الراوي الذي هو ضعيف عند جماعة من النقاد ربما يكون قوياً محتجاً به عند جماعة أخرى، وهؤلاء الذين يحتجون به لا غنى بهم أصلاً عن معرفة كونه مدلساً.
- 36 -
قد يظنُّ ظانٌّ أننا لن نحتاج إلى التمييز بين من لقيهم المدلس ممن روى عنهم، وبين من لم يلقهم منهم، لأننا نرد عنعنته مطلقاً، أي في الحالتين؛ ولكن هذا لا يصح لأمرين:
أولهما: أنه إذا خيف من وقوع الوهم في صيغ أدائه من قِبل بعض من دونه في السند في بعض الروايات عنه بأن يقلب العنعنة إلى تصريح فإن ذلك الوهم يكتشف في حالة العلم بأنه لم يسمع من ذلك الراوي الذي فوقه شيئاً، ومثل هذا نادر الوقوع لا يستحق كثيراً من الاعتناء؛ ولكن الحاجة إلى ذلك التمييز تبقى واقعة من أجل شيء مهم، هو أن ذكر الانقطاع الثابت المتحقق في الإسناد أولى وأقوى في النقد وتعليل الرواية من مجرد الاقتصار على التنبيه على عنعنة الراوي وتدليسه، لأن عنعنة المدلس وإن كان لها حكم الانقطاع، فإنه حكم محتمل مظنون غير مقطوع به بخلاف الانقطاع الذي هو روايته عمن لم يسمع منه شيئاً أو عمن لم يدركه أصلاً، ثم إنه قد وقع مِن تساهل فريق من العلماء في روايات المدلسين بالعنعنة ما لم يقع مثله ولا مثل شطره في روايات الرواة عن غير شيوخهم بلا واسطة يذكرونها. وهذا يقتضي معرفة صفة من فوق المدلس فإن كان من شيوخه أُعلت الرواية بعنعنة ذلك المدلس، وإلا أُعلت بالانقطاع
¥(12/246)
الظاهر إن كان كذلك، فإن لم يكن الانقطاع ظاهراً ولم يعلم أن الذي فوقه من شيوخه أعلت بعنعنته، وبأنها مظنة الإرسال الخفي.
- 37 -
من تحمل تحملاً سيئاً وحدث عن ذلك السماع وهو يظنه جيداً كافياً للرواية عنه تكُلم في سماعه، فإن أتى بما ينكر عليه ضُعف، فإن أوهم أنه سماع حسن فهو مدلس أو متساهل، وأما إن جزم بأنه حسن وهو يعلم الحال ويميز الفرق بين السماعين السيء والجيد فهو كاذب.
- 38 -
التدليس فيه إيهام الاتصال في موضع الانقطاع، كما هو معروف، ولا يكون ذلك إلا بصيغة محتملة، ولكن الصيغة المحتملة لا يلزم أن تتضمن إيهاماً.
- 39 –
من روى عمن اختلط ما تحمله منه حال اختلاطه ولم يبين ذلك، فهل يعدُّ في جملة المدلسين، أي هل يدخل عمله في معنى التدليس وإخفاء العيب؟
الصواب من الجواب أن ذلك الصنيع لا يعدُّ تدليساً إلا إذا كان الراوي قد عُرف عنه أنه لم يسمع من ذلك المختلط إلا قبل اختلاطه، أو كان ذلك الشيخ معروفاً بالثقة غير معروف بأنه اختلط.
وكذلك لا يُعدُّ مدلساً إذا كان ناقداً بارعاً متثبتاً وكان ينتقي من أصول شيخه الذي اختلط ما يَعلم أنه محفوظ عن شيوخ ذلك الشيخ.
- 40 -
من المهم معرفة بدع المدلسين المبتدعة وأهوائهم لأن ما يرويه المدلس بالعنعنة فيما يؤيد بدعته يكون له حكم أسوأ من بقية مروياته؛ قال العلامة المعلمي في حاشية (الفوائد المجموعة) (ص351 - 352) في كلام له على بعض الأحاديث: (وقد قرر ابن حجر في (نخبته) ومقدمة (اللسان) وغيرهما، أن من نوثقه ونقبل خبره من المبتدعة، يختص ذلك بما لا يؤيد بدعته، فأما ما يؤيد بدعته، فلا يقبل منه البتة، وفي هذا بحثٌ، لكنه حق فيما إذا كان مع بدعته مدلساً ولم يصرح بالسماع.
وقد أعل البخاري في (تاريخه الصغير) (ص68) خبراً رواه الأعمش عن سالم، يتعلق بالتشيع، بقوله "والأعمش لا يُدرَى سمع هذا من سالم أم لا؛ قال أبو بكر بن عياش عن الأعمش أنه قال: نستغفر الله من أشياء كنا نرويها على وجه التعجب، اتخذوها ديناً "، ويشتد اعتبار تدليس الأعمش في هذا الخبر خاصة، لأنه عن مجاهد، وفي ترجمة الأعمش من (تهذيب التهذيب) "قال يعقوب بن شيبة في (مسنده): ليس يصح للأعمش عن مجاهد إلا أحاديث يسيرة؛ قلت لعلي بن المديني: كم سمع الأعمش من مجاهد؟ قال: لا يثبت منها إلا ما قال: سمعت، هي نحو من عشرة، وإنما أحاديث مجاهد عنده عن أبي يحيى القتات؛ وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه في أحاديث الأعمش عن مجاهد، قال أبو بكر بن عياش عنه حدثنيه ليث] بن أبي سليم [عن مجاهد)؛ أقول: والقتات وليث ضعيفان، ولعل الواسطة في بعض تلك الأحاديث من هو شر منهما، فقد سمع الأعمش من الكلبي أشياء، يرويها عن أبي صالح باذام، ثم رواها الأعمش عن باذام تدليساً، وسكت عن الكلبي، والكلبي كذاب، ولا سيما فبما يرويه عن أبي صالح، كما مر في التعليق ص 315 - ---). انتهى كلام العلامة المعلمي رحمه الله تعالى.
"
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[15 - 03 - 06, 03:27 م]ـ
بارك الله فيك أخي المفضال / بلال.
فأنت سبَّاقٌ لكل خير، فقد وضعت مشاركات الشيخ الفاضل / محمد خلف في ملف وورد، وقمت بتنسيقها، ولم أتمها انتظارًا لبقية الفوائد، ولكن وجدتك - بارك الله فيك - سبَّاقًا لهذه الفوائد - كما هي عادتك دائمًا -.
فجزى الله الشيخ المبارك / محمد، على هذه الفرائد، وكما تعودناه لا يأتينا إلا بكل جديد.
وجزاك الله خيرًا أخي الكريم / بلال.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[15 - 03 - 06, 10:24 م]ـ
بارك الله فيك أخي المفضال / بلال.
فأنت سبَّاقٌ لكل خير، فقد وضعت مشاركات الشيخ الفاضل / محمد خلف في ملف وورد، وقمت بتنسيقها، ولم أتمها انتظارًا لبقية الفوائد، ولكن وجدتك - بارك الله فيك - سبَّاقًا لهذه الفوائد - كما هي عادتك دائمًا -.
فجزى الله الشيخ المبارك / محمد، على هذه الفرائد، وكما تعودناه لا يأتينا إلا بكل جديد.
وجزاك الله خيرًا أخي الكريم / بلال.
وجزاك الله خيراً أخي الكريم رمضان.
هذا هو الملف النهائي للموضوع ... أسأل الله أن يتقبل هذا العمل من الشيخ الفاضل محمد.
وأرجوا من اخواني الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[17 - 03 - 06, 10:29 م]ـ
"
جزاكما الله خيراً ..
وتحت الرابط الآتي موضوع إذا جُمع بينه وبين ما تقدم هنا نشأ عن ذلك موضوع شامل لأنواع الانقطاع في الأسانيد.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=224316&postcount=11
"
ـ[نجيب أبو عبد الرحمن]ــــــــ[18 - 03 - 06, 11:36 م]ـ
نفع الله بك
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[19 - 03 - 06, 08:54 م]ـ
"
وبِك نفع الله ...
"
ـ[حارث العبدلي]ــــــــ[19 - 03 - 06, 09:38 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[المعتزة بدينها]ــــــــ[20 - 03 - 06, 02:17 ص]ـ
السلام عليكم
جزاك الله اخي محمد
بارك الله فيك على المشاركة الطيبة لقد طبعت الملف وادرس منه الان لك اتعمق في مسالة التدليس وانواعه موضوع ممتع جدا فجازك الله كل خير
اختكم في الله
¥(12/247)
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[13 - 04 - 06, 04:15 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو هاشم]ــــــــ[13 - 04 - 06, 09:39 م]ـ
جزاكم الله خيراً(12/248)
أوهام بعض من روى (مسند الإمام أحمد)
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[11 - 03 - 06, 09:24 ص]ـ
"
قال العلامة المعلمي اليماني رحمه الله، في (الأنوار الكاشفة) (ص185 - 186) في أثناء كلامه على بعض الأحاديث:
(وأحسب هذا خطأً من ابن المذهب راوي المسند عن القطيعي عن عبد الله بن أحمد؛ وفي ترجمته من "الميزان" و "اللسان" قول الذهبي "الظاهر من ابن المذهب أنه شيخ ليس بمتقن، وكذلك شيخه ابن مالك، ومن ثَمَّ وقع في المسند أشياء غير محكمة المتن ولا الإسناد ").
"
أرجو من أصحاب العلم المشاركة في تحقيق هذه القضية.
"
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 03 - 06, 07:08 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ولايخفاك حفظك الله أن من القواعد التي يسير عليها النقاد أنه:
ـ إذا وجدت نكارة في المتن، أو في تركيبة الإسناد فقد يطعن في الإسناد بما لايكون قادحاً بإطلاق.
فالأئمة من مسالكهم في التعليل اعتبار المتن وتركيبة السند. فإذا استنكروا شيئاً من ذلك، فإنهم يتطلبون علة في الإسناد يعلقون الخطأ بها. و في مثل هذا قد يعلون بما لا يصلح التعليل به في كل موضع.
وقد أشار إلى هذا المعنى الشيخ المعلمي ـ رحمه الله ـ (1) فقال: "إذا استنكر الأئمة المحققون المتن، وكان ظاهر السند الصحة، فإنهم يتطلبون له علة، فإذا لم يجدوا علة قادحة مطلقاً حيث وقعت، أعلوه بعلة ليست بقادحة مطلقاً، ولكنهم يرونها كافية للقدح في ذاك المنكر". ثم ذكر لذلك أمثلة، منها:
* إعلال علي بن المديني حديث (خلق الله التربة يوم السبت)، وهو حديث يرويه إسماعيل بن أبي أمية، عن أيوب بن خالد. فقال ابن المديني: "ماأرى إسماعيل بن أمية أخذ هذا إلا من إبراهيم بن أبي يحيى" (2).
* ومن ذلك إعلال أبي حاتم حديث "يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من مضر وبني تميم. فقيل: من هو يارسول الله؟ قال: أويس القرني".
فقد ذكر أبوحاتم لهذا الحديث علتين؛ إحداهما: عدم تصريح الليث بن سعد فيه بالسماع من سعيد المقبري، قال: "يحتمل أن يكون سمعه من غير ثقة، ودلسه" (3). مع أن الليث بن سعد لايعرف بالتدليس.
* ومن ذلك إشارة البخاري إلى إعلال حديث قتيبة بن سعيد، عن الليث بن سعد في جمع التقديم، حيث قال: "قلت لقتيبة بن سعيد: مع من كتبت عن الليث بن سعد حديث يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الطفيل؟ فقال: مع خالد المدائني. قال البخاري: وكان خالد المدائني هذا يدخل الأحاديث على الشيوخ" (4).
* وأعل أبوحاتم حديثاً بعنعنة سفيان بن عيينة (5).
قال المعلمي ـ رحمه الله ـ: "وحجتهم في هذا أن عدم القدح بتلك العلة مطلقاً، إنما بني على أن دخول الخلل من جهتها نادر، فإذا اتفق أن يكون المتن منكراً، يغلب على ظن الناقد بطلانه، فقد تحقق وجود الخلل، وإذا لم يوجد سبب له إلا تلك العلة، فالظاهر أنها هي السبب، وأن هذا من النادر الذي يجيء الخلل فيه من جهتها" (6).
==================
تنبيه: إذا تقرر هذا الأصل، فإن الخلل يجيء من جهتين عندما يرى الناظر كلام الإمام الناقد على الإسناد:
ـ فإما أن يرده بحجة أن ماذكره الإمام غير قادح، ويغفل عن مأخذ التعليل وهو نكارة المتن أو تركيبة الإسناد، وليس مجرد العلة التي علق عليها الإمام الخطأ.
ـ وإما أن يظن الناظر أن ماذكره الإمام قادح في كل إٍسناد مشابه، وكلا الأمرين خطأ، وبعيد عن مراد الإمام الذي يعلل بمثل ذلك.
وهذا الملحظ الأخير، هو سبب توسع الكثيرين في إعلال الأحاديث الصحاح بالعنعنة، و تغير الحفظ، ونحو ذلك.
========================
(1) مقدمة الفوائد المجموعة ص (ح).
(2) الأسماء والصفات للبيهقي (2/ 256).
(3) علل ابن أبي حاتم (2/رقم2579).
(4) السنن الكبرى للبيهقي (3/ 163).
(5) علل ابن أبي حاتم (1/ 32)، وفي النص سقط، لكن تراه بكماله في تهذيب السنن لابن القيم (1/ 110).
(6) مقدمة الفوائد المجموعة ص (ح).
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3690
وقد يشهد لما ذكره المعلمي رحمه الله ما ذكره الإخوة في هذا الرابط حول زيادة (فصدقه)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&postid=52952#post52952
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 03 - 06, 08:19 ص]ـ
فعندما يوجد أشياء في المسند غير محكمة المتن ولا الإسناد فنحمل هذا الأمر على بعض رواة المسند ممن تكلم الحفاظ فيهم، وذلك أن الإمام أحمد رحمه الله من الحفاظ الكبار ويبعد وقوع مثل هذه الأمور منه رحمه الله، فيحمل ذلك الخطأ على أنه من قبل ابن المذهب مثلا.
قال العلامة المعلمي اليماني رحمه الله، في (الأنوار الكاشفة) (ص185 - 186) في أثناء كلامه على بعض الأحاديث:
(وأحسب هذا خطأً من ابن المذهب راوي المسند عن القطيعي عن عبد الله بن أحمد؛ وفي ترجمته من "الميزان" و "اللسان" قول الذهبي "الظاهر من ابن المذهب أنه شيخ ليس بمتقن، وكذلك شيخه ابن مالك، ومن ثَمَّ وقع في المسند أشياء غير محكمة المتن ولا الإسناد ").
"
فالمعلمي رحمه الله ألصق هذا الخطأ بابن المذهب سيرا على منهج المحدثين الذي تقدم ذكره.
¥(12/249)
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[13 - 03 - 06, 05:50 م]ـ
"
جزاك الله خيراً، يا شيخ، وبارك الله فيك ....
"(12/250)
ساعدوني في ايجاد عشر أحاديث معلقه يكون من صحيح الامام البخاري
ـ[العيناوية]ــــــــ[11 - 03 - 06, 11:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني الأعضاء والمشرفين ممكن تساعدوني في ايجاد عشر أحاديث معلقه يكون من صحيح الامام البخاري
اذا ممكن أريدها بأسرع وقت
مع الشكر الجزيل
ـ[رمضان عوف]ــــــــ[11 - 03 - 06, 11:48 ص]ـ
الإخوة الأفاضل
لاداعي من المساعدة لمن عنده علم يدلي به ولكن حذاري فهذه دعوى لقتل روح البحث عندبعض الإخوة فلا داعي للتسرع إلا إذا أبدى السائل عجزه بعد البحث والتنقيب أما أن يطرح السؤال وتنهال الإجابات فهذا أمر خطير وخاصة لمن عندهم رسالة أو غيرها والله الموفق
ـ[رمضان عوف]ــــــــ[11 - 03 - 06, 11:51 ص]ـ
فلو عرف الأخ الفاضل أن هناك مؤلف خاص يسمى " تغليق التعليق " أو لو كلف خاطره واطلع على صحيح البخاري لعرف مايسأل عنه فبرجاء من الإخوة الاهتمام لأن ماجاء سريعا ذهب سريعا والله الموفق
ـ[العيناوية]ــــــــ[25 - 03 - 06, 11:21 ص]ـ
جزاك الله خير أخوي ما قصرت
ـ[العدناني]ــــــــ[26 - 03 - 06, 04:42 م]ـ
سئل الشيخ محمد الشنقيطي في قاعة الإختبار بالجامعة
سؤال فذكر حديث "من كتم علما ألجمه الله بلجام يوم القيامة "
فأجاب إجابة لم تخطر على بال استاذ المادة فكتب الطلاب ماسمعوه من الشيخ
وعندما علم استاذ المادة ورأى الاجابات قرر حذف درجة السؤال ... القصة صحيحة
والحديث أيضا صحيح
ـ[العدناني]ــــــــ[26 - 03 - 06, 04:50 م]ـ
هب أن أخوك ليس عنده لاالتغليق ولاالصحيح
والأصل هو عدم كتمان العلم عن من يحتاجه!!
ـ[رمضان عوف]ــــــــ[26 - 03 - 06, 06:08 م]ـ
الأخ الفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليس المقصد أخي الكريم من ذلك كتمان العلم ولايحتاج تأويل على غير مراده فأنا ولله الحمد لم أبخل يوما من ابداء نصيحة ولكن طالما أن الموضوع عشر أحاديث وليس حديث واحد فإذا طرح قتلت عند الأخ روح البحث وهو موضوع أصلا ليس بالسهل وبديهي أن طالب العلم الذي يسأل مثلا عن المعلقات في البخاري أن يكون عنده فتح الباري فإذا كان هذا هو السؤال فلابد أن يستعد ويبحث ثم بعد ذلك أن يسأل وأظنه لن يجد من يبخل عليه إن شاء الله
وله أن يجتهد ويحصل ثم بعد ذلك يقول لم أجد وقد وضعت يده على مفاتيح الطريق
وأنا في انتظار الرد ولن تجدني إن شاء الله بخيلا
وبرجاء عدم الحساسية المفرطة حتى تقيم الحجة على أخيك بحديث وقصة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[26 - 03 - 06, 07:28 م]ـ
هب أن أخوك ليس عنده لاالتغليق ولاالصحيح
والأصل هو عدم كتمان العلم عن من يحتاجه!!
أما بالنسبة لدعوى عدم توفر الصحيح ... فهي محل نظر, وذلك لتوفر العديد من نسخ الصحيح على الشبكة, ولا تكاد ترى موقع على الشبكة يخلوا من الصحيح بفضل الله.
فهذا سؤال ينتفي عقلاً.
وأما بالنسبة لكتم العلم ... فلا أرى أن هذا داخل في الحديث ... فصاحب العلم في هذا الموضع لم يكتم علمه كي يضل السائل أو بغرض عدم الافادة ... بل من باب الحرص على المتعلم, ولتحفيز المتعلم كي يراجع النصوص والاستفادة من النكت والفوائد التي يتعلمها طالب العلم من خلال المرور على ما يقراء, فيجتمع له الفوائد التي يمر عليها مع المسألة المراد البحث عنها.
وأذكر في هذا الموضع فائدة جميلة للشيخ العلامة عبد الكريم الخضير حفظه الله تعالى حيث قال في ما مفهومه ... أن من مضار التخريج عن طريق الحاسب الالي أن طالب العلم لا يطالع الكتب ... فهو يبحث عن نص واحد لا غير, ويجد ما يريد عن طريق كبسة زر ... وهذا يحرم طالب العلم من الفوائد الموجودة في الكتب ... فكم من مسألة يتعرض لها الانسان يجدها من خلال بحثه عن مسألة أخرى من خلال مطالعة الكتب.
وأذكر أن الامام ابن حبان أو شيخه ابن خزيمة قد رتب صحيحه بطريقة صعبة ... بحيث لا يستطيع طالب العلم أن يستفيد من الكتاب حتى يطالع جميع الكتاب.
وهذا حرص منه رحمه الله تعالى على أن يستفيد طالب العلم من الكتاب ويجمع أكبر قدر ممكن من العلم.
هذا ما يحضرني الآن من جواب
والله تعالى أعلم
ـ[العسكري]ــــــــ[27 - 03 - 06, 06:45 ص]ـ
لكن سؤالى
ما هي حاجتك أخي العيناوي بالضبط
حتى يكون الجواب مضوبطا له قبول عند أهل الفضل وعند الله تعالى
الأمر مريب عندي(12/251)
ما معنى الوجادة في مصطلح الحديث
ـ[جامع السنة النبوية]ــــــــ[12 - 03 - 06, 11:42 ص]ـ
أفيدونا مأجورين
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[12 - 03 - 06, 03:16 م]ـ
ذكر ابن الصلاح في ((المقدمة)) في النوع الرابع والعشرون من علوم الحديث ما نصه:
القسم الثامن - الوجادة:
وهي مصدر ل وجد يجد مولد غير مسموع من العرب. روينا عن (المعافى بن زكريا النهرواني) العلامة في العلوم: أن المولدين فرعوا قولهم (وجادة) فيما أخذ من العلم من صحيفة من غير سماع ولا إجازة ولا مناولة من تفريق العرب بين مصادر (وجد) للتمييز بين المعاني المختلفة يعني قولهم (وجد ضالته وجدنا ومطلوبه وجودا) وفي الغضب (موجدة) وفي الغنى (وجدا) وفي الحب (وجدا)
مثال الوجادة: أن يقف على كتاب شخص فيه أحاديث يرويها بخطه ولم يلقه أو: لقيه ولكن لم يسمع منه ذلك الذي وجده بخطه ولا له منه إجازة ولا نحوها. فله أن يقول (وجدت بخط فلان أو: قرأت بخط فلان أو: في كتاب فلان بخطه: أخبرنا فلان بن فلان) ويذكر شيخه ويسوق سائر الإسناد والمتن. أو: يقول (وجدت أو: قرأت بخط فلان عن فلان) ويذكر الذي حدثه ومن فوقه
هذا الذي استمر عليه العمل قديما وحديثا وهو من باب المنقطع والمرسل غير أنه أخذ شوبا من الاتصال بقوله (وجدت بخط فلان)
(102) وربما دلس بعضهم فذكر الذي وجد خطه وقال فيه (عن فلان أو: قال فلان) وذلك تدليس قبيح إذا كان بحيث يوهم سماعه منه على ما سبق في نوع التدليس
وجازف بعضهم فأطلق فيه (حدثنا وأخبرنا) وانتقد ذلك على فاعله
وإذا وجد حديثا في تأليف شخص وليس بخطه فله أن يقول (ذكر فلان أو: قال فلان: أخبرنا فلان أو: ذكر فلان عن فلان). وهذا منقطع لم يأخذ شوبا من الاتصال
وهذا كله إذا وثق بأنه خط المذكور أو كتابه فإن لم يكن كذلك فليقل (بلغني عن فلان أو: وجدت عن فلان) أو: نحو ذلك من العبارات. أو ليفصح بالمستند فيه بأن يقول ما قاله بعض من تقدم (قرأت في كتاب فلان بخطه وأخبرني فلان أنه بخطه) أو يقول (وجدت في كتاب ظننت أنه بخط فلان أو: في كتاب ذكر كاتبه أنه فلان بن فلان أو في كتاب قيل إنه بخط فلان)
وإذا أراد أن ينقل من كتاب منسوب إلى مصنف فلا يقل (قال فلان كذا وكذا) إلا إذا وثق بصحة النسخة بأن قابلها هو أو ثقة غيره بأصول متعددة كما نبهنا عليه في آخر النوع الأول. وإذا لم يوجد ذلك ونحوه فليقل (بلغني عن فلان أنه ذكر كذا وكذا أو: وجدت في نسخة من الكتاب الفلاني) وما أشبه هذا من العبارات
وقد يتسامح أكثر الناس في هذه الأزمان بإطلاق اللفظ الجازم في ذلك من غير تحر وتثبت فيطالع أحدهم كتابا منسوبا إلى مصنف معين وينقل منه عنه من غير أن يثق بصحة النسخة قائلا (قال فلان كذا وكذا أو: ذكر فلان كذا وكذا)
والصواب ما قدمناه: فإن كان المطالع عالما فطنا بحيث لا يخفى عليه في الغالب مواضع الإسقاط والسقط وما أحيل عن جهته إلى غيرها رجونا أن يجوز له إطلاق اللفظ الجازم فيما يحكيه من ذلك. وإلى هذا - فيما احسب - استروح (103) كثير من المصنفين فيما نقلوه من كتب الناس والعلم عند الله تعالى. هذا كله كلام في كيفية النقل بطريق الوجادة
وأما جواز العمل اعتمادا على ما يوثق به منها: فقد روينا عن بعض المالكية: أن معظم المحدثين والفقهاء من المالكيين وغيرهم لا يرون العمل بذلك
وحكي عن الشافعي وطائفة من نظار أصحابه جواز العمل به
قلت: قطع بعض المحققين من أصحابه في أصول الفقه بوجوب العمل به عند حصول الثقة به. وقال: لو عرض ما ذكرناه على جملة المحدثين لأبوه. وما قطع به هو الذي لا يتجه غيره في الأعصار المتأخرة فإنه لو توقف العمل فيها على الرواية لانسد باب العمل بالمنقول لتعذر شرط الرواية فيها على ما تقدم في النوع الأول والله أعلم
انتهى النقل من ((المقدمة))
والسلام عليكم
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[16 - 03 - 06, 04:12 ص]ـ
للاستزادة تصفح الروابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7534
http://aldahereyah.net/forums/showthread.php?t=497
ـ[جامع السنة النبوية]ــــــــ[18 - 03 - 06, 08:59 م]ـ
جزاكما الله خيرا والأخ بلال .. أنا أقدر لك غاليا كتابة كل هذا الموضوع لأجلي فجازك الله عني كل خير
وأسأل الله أن يجمعنا جميعا في الفردوس الأعلى.
ـ[حسام الدين الكيلاني]ــــــــ[19 - 03 - 06, 05:29 ص]ـ
جزاكم الله كل خير ونفع بكم ...
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[20 - 03 - 06, 12:04 ص]ـ
وقولهم عن الراوي: (جيّد الحديث) كقول الإمام أحمد رحمه الله في زكريا بن أبي زائدة (جيّد الحديث، ثقة) كما في العلل ومعرفة الرجال (363) معناه تعديل واحتجاج وهي تساوي (ثقة) والله أعلم.
ـ[نبيل العمري]ــــــــ[07 - 11 - 09, 02:31 م]ـ
ولكن هل تكفي الوجادة في طلب العلم وكون الرجل عالما يؤخذ عنه العلم , فالوجادة فيما أعلم في الرواية دون أخذ العلم وتعليمه لأن العلم يحتاج مدارسة ومناقشة وطرح الاستشكالات , ولقد زعم بعضهم أنه أخذ العلم بالوجادة وله طلاب.(12/252)
كيف اخرج او كيف ارتب الرواة على الراوى المتفرد مثل الاعمش اذا كان هو الراوى المتفرد
ـ[ابو الاشبال الحسني]ــــــــ[12 - 03 - 06, 07:25 م]ـ
السلام عليكم
كيف اخرج او كيف ارتب الرواة على الراوى المتفرد مثل الاعمش اذا كان هو الراوى المتفرد وله عدة تلاميذ ما هي طريقة ترتيب التلاميذ (حسب طبقاتهم او حسب وجودهم في كتب السنة الصحاح ف .... ) مع ذكرالمصادر ان امكن
والشكرموصول
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 03 - 06, 08:51 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كما تعلم حفظك الله أن مثل هذا الأمر قد لاتجد له ضابطا معينا، فيمكنك ترتيبهم على حسب اختصاصهم بالأعمش مثلا، فتقدم من هو مكثر عنه وأخص به، ثم من يليه وهكذا، وقد تقدمهم على حسب درجتهم في الحفظ، وقد ترتبهم على حسب وفياتهم وغير ذلك.
ـ[ابو الاشبال الحسني]ــــــــ[13 - 03 - 06, 11:42 م]ـ
جزاكم الله خيرا وزادكم توفيقا
ومرةاخرى الشكر موصول(12/253)
ما معنى سرقة الحديث؟
ـ[أبو عمير العرابي]ــــــــ[16 - 03 - 06, 08:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو الإفادة عن معنى سرقة الحديث
وبارك الله فيكم.
ـ[أبو عمير العرابي]ــــــــ[16 - 03 - 06, 09:21 م]ـ
.....................
ـ[ابن السائح]ــــــــ[16 - 03 - 06, 09:39 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
تفضل:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=72825
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=422918&postcount=6
ـ[أبو عمير العرابي]ــــــــ[16 - 03 - 06, 09:42 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل.
ـ[ابن السائح]ــــــــ[16 - 03 - 06, 09:44 م]ـ
وفيك بارك الله أخي الكريم.(12/254)
يا أهل الحديث ساعدوني! رسالة ماجستير في تركيا للدكتور أنبياء يلديرم بعنوانابن خزيمة
ـ[محمد العامر]ــــــــ[16 - 03 - 06, 08:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أرجو إفادتي بأي معلومات عن هذين الكتابين.
1.رسالة ماجستير في تركيا للدكتور أنبياء يلديرم بعنوان " ابن خزيمة وصحيحه "
رسالة ماجستير في الأردن بعنوان " مقولات ابن خزيمة في صحيحه " للدكتور إسماعيل رضوان.
أرجو من الإخوة الكرام والمشايخ الفضلاء مساعدتي في العثور عليهما أو أي معلومات عنهما في أسرع وقت ممكن.
جزاكم الله خيرا
البريد: m_a147@maktoob.com
ـ[احمد العوضي]ــــــــ[17 - 03 - 06, 09:16 ص]ـ
أنبياء يلديرم مشارك بهذا المنتدى ارسل له رسالة على الخاص
ـ[محمد العامر]ــــــــ[17 - 03 - 06, 11:37 م]ـ
ما زال السؤال قائما؟ أرجو الإفادة
ـ[محمد العامر]ــــــــ[18 - 03 - 06, 10:55 ص]ـ
شكر الله لك أخي أحمد على هذا التوجيه.(12/255)
بسط الحصير لفوائد عبدالكريم الخضير
ـ[ابن جبير]ــــــــ[17 - 03 - 06, 12:46 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقالٌ نجمع فيه إن شاء الله تعالى ما وقع من اقوال للشيخ الفاضل بعباراته المنتقاه وبالمعنى احياناً والحصر يعسر 0
1 - صرح في غير ما موضع بأن من عمَّ نفعه لاتفرد ما استدرك عليه إنما ينبه عليه في موضعه - وتلحظ هذا في دروس الشيخ
قال في [تحقيق الرغبة في توضيح النخبه] صـ27ـــ ((بهذا ختم الكلام على كتب المصطلح وهو كلام جيد يحفظ له ولا ضير في النقد لأن هؤلاء وإن كانوا أئمة فإنهم غير معصومين يقع منهم كغيرهم الخطأ، والغالب الصواب، إلا أن إبرازه والاهتمام به بهذا الاسلوب وإظهار الملاحظات بهذه الطريقه قد تزهد الطالب المبتدىء في هذه الكتب التي هي العدة الحقيقة والزاد الوحيد للطالب في بداية الطلب ولكن المؤلف وفقه الله لو اعتنى بهذه الكتب كلٌّ منها على حَدة فحققها ونشرها وعلق عليها وبين رأيه في مسائلها لكان عين الحكمة والصواب، لأن إبراز الأخطاء يزهد في كتب العلم، ولذا لا يرى علمائنا أن تُفرد الملاحظات على تفاسير الأئمة وشروحهم للأحاديث مثل: فتح الباري وشرح النووي على مسلم مما نفعه كبير والضرر فيه نزر يسير قد يغتفر بمقابل ما اشتمل عليه من نفع عظيم)) انتهى
والموضع الآخر: في الدرس الصوتي لشرح النخبة - سلسلة ميراث الانبياء
وثالث: في مقدمة شرح سنن الترمذي - البث الاسلامي ش-1 في 23/ 10/1426هـ
2 - الترمذي [رُمي بالتساهل] ولم يرمى ابن ماجة بذلك لان ابن ماجة لم ينص على الحديث في حكمه 0 نص على تساهله الحافظ الذهبي
- يوصون بجمع نسخ الترمذي لاختلاف الاحكام على الاحاديث في كل نسخة - من شرح سنن الترمذي، طرفه في تعليقه على اختصار علوم الحديث قال /نسخ الترمذي متباينه جداً وهذا التباين قديم تجد عند الشراح فيمن هم في القرن السابع ومن دونهم ينقلون عن الترمذي احكام تخالف مالدينا من نسخ 0 انتهى - والمطلب قائم على جمع هذه النسخ وتحقيقها 0 او كما قال
- إنما يلزم من ذهب في تحليل قول الترمذي [حسن صحيح] وهي بضعة عشر قول جرياً على قاعدة ابن الصلاح في انه يرى انقطاع التصحيح
قال عن سنن الترمذي [من أنفع ما يتمرن عليه الطالب ويتعلم عليه] انتهى - في شرحه على التجريد الصريح في المقدمه بسط القول على عبارة أبي علي النيسابوري في تفضيله صحيح مسلم وذكر توجيه للعباره من كون نفي الصحه لايلزم منه نفي المساواه 0 انتهى
قال العراقي: 22 - أول من صنف في الصحيح محمد وخص بالترجيح
23 - ومسلم بعد وبعض الغرب مع أبي علي فضلوا ذا لو نفع
3 - وتعدد الطرق ليس بشرط لصحة الحديث [ولا مانسب إلى البخاري من قول الكرماني ويرده اول احاديث البخاري في الصحيح - وعرض لهذه المسألة في شرح النخبه صـ51 عند قول الحافظ والثالث: العزيز: وليس شرطاً للصحيح خلافاً لمن زعمه 0
4 - اول من قسم إلى هذه الانواع [يقصد تقسيم الحديث إلى انواعه] الخطابي في معالم السنن والذي سبق إليه هو الحصر وإن كان موجود في كلام المتقدمين عند الترمذي وغيره 0
5 - صحيح او ضعيف / قال: لأن الكلام إما صدق او كذب وإن كان المعتزله عندهم قسم ثالث
6 - في ذكر أصح الاسانيد قال فالمعتمد امساك اطلاق الصحه على كتاب او غيره -في موضع - ولايعني ان ما عند البخاري اصح مما عند مسلم بل الوصف بالصحة اجمالاً 0 انتهى - في موضع اخر: والبخاري ارجح وعليه الجمهور وحجتهم ان الاصحيه ترجع لإتصال الاحاديث والرواه 0
7 - الامة معصومه من التفريط في دينها
8 - فائدة المسخرجات - وجود لفظ زائد عما في الصحيحين - وكذلك العلو - تصريح المدلس بالتحديث - تمييز المهمل من الرواه - ذكرها السخاوي وهي قرابة عشرين لكنها مفقوده
9 - البيهقي يكاد يحيط بأحاديث الأحكام
10 - العلم يكتب له البقاء بالإخلاص
11 - الامام مالك يرى حجية المرسل - والبلاغات وصلها ابن عبدالبر في التمهيد إلا اربعة
12 - البخاري - قال حدثنا هشام بن عمار في خمسة مواضع - وعلى القول بأنه معلق فهو بصيغة الجزم - معلقات البخاري عدتها 1340 - 1341 حديث وكلها موصوله في الصحيح نفسه عدا 159 - 160 وهي قسمان * ما صُدر بصيغة الجزم قال فلان حكى فلان ذكر فلان قالوا هذه صحيحه إلى من علقت عنه وقال مالك عن نافع عن ابن عمر - مطلق عن مالك فيه بين البخاري ومالك * لكن لو قال يروى عن مالك عن نافع عن ابن عمر (صيغة التمريض) فلا يستفاد منها صحة ولاضعف بل منها صحيح وضعيف ضعف منجبر اما مالم ينجبر يبينه ويتعقبه البخاري رحمه الله 0
ـ[ابن جبير]ــــــــ[17 - 03 - 06, 03:07 م]ـ
13 - معلقات مسلم لاداعي لبحثها فكلها موصولة في الصحيح نفسه وهي قليلة اربعة عشر حديث وصلها إلا واحد هو موصول في صحيح البخاري
14 - خبر الآحاد - هذه مسألة هولت من الطرفين وتشبث بذيولها بعض المتبدعة، خبر الآحاد في الاصل يفيد الظن وعليه الاكثر لان الراوي مهما بلغ من الحفظ والاتقان والضبط يقع منه مالك نجم السنن ضبطة عليه بعض الاوهام
- حسين الكرابيسي وداود الظاهري على انه يفيد القطع وأرادوا بذلك قطع الطريق على المبتدعة
- والقول الوسط أنه يفيد القطع اذا احتفت به قرينة لكي تكون في مقابل الاحتمال المرجوح وهذا ما قرره شيخ الاسلام في مواضع من منهاج السنة، وكذا ابن القيم في الصواعق وابن حجز في النخبة
- ومن القرائن ان يكون الحديث في الصحيحين او احدهما كون الامة تلقتهما بالقبول - ومن القرائن تتابع الائمة على نقله فهل يتتابعون على الخطأ مثل مالك عنه الشافعي عنه احمد 0 انتهى
قلت / رأيت كتاب [حجية خبر الاحاد في العقائد والاحكام] تأليف فضيلة الشيخ /ربيع بن هادي المدخلي
15 - التقسيم لمتواتر واحاد لم يكن على عهد السلف؟ نعم ولكن هو موجود في كلام اهل السنة شيخ الاسلام فيما لا احصى ذكره وتقسيم الخبر لمتواتر واحاد وهو من اقوى من تصدى لاهل البدع وقسم ايضاً المتواتر واستدل لذلك
16 - وعندي اجازة من الشيخ حمود التويجري (يرحمه الله) والحرص عليها على سبيل التحصيل والفهم
¥(12/256)
ـ[مكتب الشيخ عبدالكريم]ــــــــ[17 - 03 - 06, 04:46 م]ـ
جزاك الله خيرا وكتب أجرك ونفع بك.
ـ[ابن جبير]ــــــــ[19 - 03 - 06, 12:51 م]ـ
جزاكم الله خيراً
17 - المعتمد عند جمهور العلماء أن شديد الضعف لاينجبر
18 - خف الضبط ولا تقدح في العدالة يقبل الانجبار
19 - قال الشيخ ابو عمرو بن الصلاح: لايلزم من ورود الحديث من طرق متعددة كحديث ((الاذنان من الرأس)) أن يكون حسناً، لأن الضعف يتفاوت، فمنه ما لا يزول بالمتابعات، يعني لايؤثر كونه تابعاً أو متبوعاً، كرواية الكذابين والمتروكين، ومنه ضعف يزول بالمتابعة، كما إذا كان راويه سيىء الحفظ، أو رَوَى الحديثَ مرسلاً، فإن المتابعةَ تنفع حينئذ، ويرفع الحديث عن حضيض الضعف إلى اوج الحسن او الصحة، والله أعلم
قال / وهذه لفتة جميله من ابن كثير لهذا - وهل يرتقي لدرجة واحدة او اكثر؟ المسألة خلافية منهم من يقول لايرفع إلا درجة واحدة الحسن لغيرة وإن كان له شواهد حتى في الصحيحين - اكثر من يمارس تخريج الاحاديث ودراسة الاسانيد يرقيه درجة واحده فقط
لكن هل يرتقي الحديث الضعيف إلى درجة الصحة؟ أقول اذا كان الشاهد في الصحيح ايش المانع لان المقصود الحكم على المتن 0
20 - كلام ابن سيد الناس ان شرط ابي داود كمسلم - فرق كبير بين ما سكت عنه ابوداود ونزل إليه مسلم، فمسلم قد ينزل إلى رواة الطبقة الثانية لمن خف ضبطه ولكن يكون له متابعات وشواهد تصححه وقد وفى الامام بذلك 0
21 - (تتمه للفقرة 2) الجمهور يرون أن الترمذي متساهل في التصحيح والتضعيف وان زعم بعضهم ان تصحيحه معتبر، وقد زاد احمد شاكر ان تصحيحه معتبر وتوثيق لرجاله [هذا كلام ليس بصحيح] فكم من حديث صححه الترمذي وفيه نظر وكم من حديث صححه وفيه انظار 0
- يكون توثيق الترمذي لرجال الاسناد اذا كان الحديث يدور عليه لكن اذا جاء بحديث وقال وفي الباب عن فلان وفلان قال/ معروف طريقة الترمذي التصحيح بالمجموع 0
22 - ماسكت عنه ابو داود فهو حسن يسلكه النووي والمنذري في الترغيب والترهيب لكنه مرجوح
23 - الباب اذا لم تجمع طرقه لم يتبين خطأه
24 - واذا قلنا هذا حديث صحيح الاسناد لايلزم منه صحة المتن لانه قد يكون شاذ او مخالف راجح او منكر او يشتمل على علة
25 - المؤتصل - لغة الشافعي - نص عليها الحاجب - عبر عنها (يقصد الشافعي) في الرسالة والأم
ـ[ابن جبير]ــــــــ[25 - 03 - 06, 07:41 م]ـ
26 - المتأخرون يصدرون الاحكام العامة ويقولون زيادة الثقة مقبولة سواء كان في التقعيد والتنظير او التطبيق - وذكر الحاكم - أن زيادة الثقة مقبولة في المتون والاسانيد - والمتقدمون لايجعلون هذه القاعدة مطرده عندهم فيقبلون تارة ويردون تارة وكذلك الوصل والإرسال والوقف والرفع بل جرياً على قاعدتهم بالنظر في القرائن 0
27 - ابن الصلاح حاول التقريب بين وجهات نظر المتقدمين والمتأخرين في مسألة زيادة الثقة فقسم
* زيادة مخالفة (وهي التي يحكم عليها بالشذوذ)
* زيادة موافقه (لااشكال فيها)
* زيادة لاموافقة ولامخالفة (فيعتبرها كالحديث المستقل)
* زيادة موافقة من وجهة ومخالفة من وجه (هي التي وقع فيها الخلاف)
28 - يرى ابن حجر أن الفرد والغريب مترادفان لغةً واصطلاحاًَ - اللغة لا تساعد فالفرد ما انفرد عن غيره والغريب وان اجتمع مع غيره
29 - المنكر والشاذ عن ابن الصلاح بمعنى واحد ولايشترط كون الراوي ثقة كمالك نجم السنن سمى ابن عثمان عمر وهو عَمرو - بفتح العين - وكلاهما ثقتان لكنه خالف الناس (الشافعي) يرى ان الشذوذ ما توافر فيه امران الثقة مع المخالفه (الحاكم) تفرد الثقة فقط وان لم توجد مخالفة (الخليلي) التفرد مطلقاً 0
*فيقابل الشاذ & المحفوظ
* ويقابل المنكر & المعروف / ما رواه الثقات وان وجدت المخالفه من ضعيف
30 - ابن الصلاح له تفصيل في التفرد مع عدم المخالفة
* اذا كان عدل ضابط (صحيح)
* اذا كان عدل خف ضبطه (فتفرده حسن)
* اذا كان عدل بعد عن الضبط (فشاذ)
31 - في معنى المتابعات والشواهد
(1) المتابع باللفظ والشاهد بالمعني قال وهو لابن الصلاح وتبعه ابن كثير ونقله ابن حجر عن البيهقي وغيره وهو قول من سمعنا من اهل العلم
¥(12/257)
(2) وهو الذي اعتمده المتأخرون وخرجوا الاحاديث على اساسه أن المتابع ما جاء عن نفس الصحابي ولو اختلف اللفظ ولو جاء بالمعني والشاهد ما جاء عن صحابي آخر ولو اتحد اللفظ بغض النظر عن اللفظ
= والامر في هذا سهل لان الغاية من المتابعات والشواهد التقويه بالمتابع سواء اختلف الصحابي او اتحد
32 - يقع في الصحيحين من الرواه من مس بضرب من التجريح الخفيف في باب المتابعات والشواهد دون الاصول
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[05 - 04 - 06, 02:25 ص]ـ
بورك فيك ...
ـ[ابن جبير]ــــــــ[21 - 04 - 06, 03:58 م]ـ
وإياك. نفع الله بكم، فلقد إستفدنا كثيراً من ما تثري به هذا الملتقى جزاكم الله خيراً
وقد تأخر ردي وكذلك إتمام ما أنا بصدد نقله .. فاعتذر للإخوة الأكارم عن ذلك. نفع الله بالجميع
33 - وهي تتمة للفقرة رقم (27) ومتصلة بها /
*4 - الموافقة من وجه والمخالفة من وجه هي التي وقع فيها الخلاف - مثل جُعلت لي الارض مسجداً وطهوراً - وفي الزيادة (وتربتُها طهُوراً)
- التربة كونها جزء من اجزاء الارض هذه الموافقة المخالفة ووجها عند من يخصص التيمم بالتراب بمادونه مما هو على وجه الارض - فالذي يقبلها ويخصص التيمم بالتراب دون غيره مما على وجه الارض كالحنابلة و الشافعية يقولون هذا من باب تقييد المطلق يعنى هل التراب فرد من افراد الارض او وصف من أوصافها اذا قلنا ان فرد من افرادها والتخصيص تقليل افراد العام نقول في مثل هذا الموضع لا يقتضي التخصيص لماذا؟ لان ذكر الخاص بحكم موافق لحكم العام لا يقتضي التخصيص فالذي يقبل هذه الزيادة ويرى انها من باب التخصيص ما عنده مشكلة يتيمم بالتراب وغير التراب إلا أن التراب أولى من غيره فنص عليه للعناية به وإن كان لا يقتضي التخصيص، والذي يقول إن التراب وصف من أوصاف الارض وليس بفرد من افرادها يكون هذا عنده من باب التقييد وعندئذ يحمل المطلق على المقيد في هذه الصورة أو لا؟ متى يحمل المطلق على المقيد إذا اتفقا في الحكم والسبب وهنا متفقان متفقان في الحكم والسبب، لأن للمطلق مع المقيد صور اربع
إما أن يتفقا في الحكم والسبب، وإما أن يتفقا في الحكم والسبب، أو يختلفا في الحكم دون السبب أو العكس فإذا اتفقا في الحكم والسبب حمل المطلق على المقيد اتفاقاً كما هنا وكما في قولة تعالى [حرمة عليكم الميتة والدم] مع قولة تعالى [قل لا اجد فيما يوحى إلى محرماً على طاعم يطعمة إلا ان يكون ميتة او دم مسفوح] يحمل المطلق على المقيد اتفاقاً هنا للإتحاد في الحكم والسبب 0
- إذا اختلفا في الحكم والسبب لا يحمل المطلق على المقيد اجماعاً ونظيرة اليد في اية السرقة وفي اية الوضوء اختلفا في الحكم والسبب فلا يحمل المطلق على المقيد
- إذا اتحدا في الحكم دون السبب مثل الرقبة في كفارة القتل والرقبة في كفارة الظهار يحمل المطلق على المقيد عند الأكثر خلافاً لمن أبى ذلك كالحنفية والعكس إذا اتحدا في السبب دون الحكم كاليد في اية التيمم واية الوضوء والتفصيل عند اهل العلم معروف
34 - طبعت شرح النووي على مسلم اجودها التي بهامش ارشار الساري الطعبة الخامسة فإن وجدت وألا فالسادسة والخامسة نادره جداً لاتكاد توجد 0
35 - الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
إبتدأ المصنف بـ[بسم الله الرحمن الرحيم] إقتداً بالقرأن الكريم حيث أُفتُتِحَ بها وثنى بالحَمدلة كذلك فالقران مُفتَتَحٌ بالبسملة والحمدلة وجاء الحديث -كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو ابتر، والمقصود أن الحديث جاء بالفاظ وطرق متعددة أقواها لفظُ الحَمْدِ كل أَمر ذي بال لا يُبدأ فيه بالحمد لله .... حسنه بعض أهل العلم كابن الصلاح والنووي وبعض العلماء وحكم جمهور العلماء على جميع الفاظه وطرقه بالضعف فلفظ الحَمد مُضعَفٌ عند الأَكثر فما دونه من باب أَولى .. الشيخ الالباني حكم على جميع الفاظ الحديث وطرقه بالضعف (قلت:انظر إرواء الغليل (1/ 29). فإمتثال ما في هذا الخبر وكونه يُورد مثل هذا الخبر ويعمل به في مثل هذا لان هذه فضيلة وليس بحكم شرعي وعندهم الفضائل يتسامح فيها وهذا ذِكر وجمهور أَهل العلم يتسامحون فيه هذا ما قرره النووي ولكن ينبغي أَن يُعتنى بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا جزمنا
¥(12/258)
جميع ما ورد في هذا من لفظ او طريق كله ضعيف فالمعنى أن نبدأ بالبسملة لان ما ورد ضعيف، النبي صلى الله عليه وسلم في رسائله يبدأ بالبسملة وفي خطبه يبدأ بالحمدلة والقران جمع بينهما. بعض من كتب مع الأسف في العقيدة مر علينا للفحص لبيعه في أحد المعارض قال في مطلعه -كانت الكتب التقليديه تبدأ بالبسملة والحمدلة - طيب هل هذا لان الحديث بجميع طريقه والفاظه ضعيف يعني مثل ما يفعل بعضهم يجلس حتى تنتشر الشمس إقتداءً بفعل النبي عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح عنه أنه يجلس إلى أن تنتشر الشمس لكن صلاة الركعتين التي جاء فيها ما جاء صلى الصبح في جماعة وجلس في مصلاه حتى تطلع الشمس صلى ركعتين هذا الحديث ضعيف فله اجر حجة تامة تامة وفي رواية عمرة فهل لا نجلس لان الحديث ضعيف؟ نجلس لان النبي صلى الله عليه وسلم جلس وثبت عنه في الصحيح انه جلس فعملنا بما ثبت لا يعني أنا اعتمدنا على الحديث الضعيف ففعله صلى الله عليه وسلم شاهد للحديث. وبعضهم يَخفي عليه مثل هذا وينساق وراء ... وهو عدم الاشتغال بما لم يثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم يأخذ هذا على إجماله [أي مسألة عدم الاخذ بالحديث الضعيف] وبعض الشباب الطيبين جلس لما انتشرة الشمس ثم قال لزميله تبي نمشي ولا تصلي صلاة العَجايِز ولا يدري أنه توجد صلاة تسمى صلاة الضحى جاءت فيها النصوص يا أخي صلى صلاة ركعتين بنية الضحى اذا ارتفعت الشمس دخل وقت الضحى.
ابن القيم في طريق الهجرتين لما شرح حال الابرار وحال المقربين وضع برنامج يمشي عليه الابرار وبرنامج اخر اشد منه يسير عليه المقربين من الاستيقاظ من النوم إلى أن مجيء النوم الآخر خطه يسيرون عليها لكنه لما شرح حال الابرار ذكر أن الجميع يحضرون إلى صلاة الصبح ويقربون من الامام ويستمعون لقراءته وقرأن الفجر مشهود مؤثر في النفس وبعد ذلك يجلسون في مصلاهم يذكرون الله حتى ترتفع الشمس ثم قال عن الابرار يصلون ركعتين ثم ينصرفون وقال عن المقربين انهم يفعلون هذا الفعل ثم قال إن شاؤو يصلون ركعتين وإن شاؤو انصرفوا دون صلاة هل هذا لان المقربين افضل من الابرار برنامج الابرار اشد والمقربين إن شاؤو صلوا وإن شاؤو أنصرفوا دون صلاة 0 لان الابرار ينصرفون إلى أعمال دنياهم والمقربون ينصرفون من عبادة إلى عبادة ينصرفون إلى بيوتهم يقرؤون يؤلفون يدرسون يعلمون يصلون صلاة الضحى إذا رمضت الفصال صلاة الأوابين، وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم ابا هريرة وأبا الدرداء بصلاة الضحى وحديث يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة ..... ويجزيء من ذلك كله ركعتين يركعُهما من الضحى. صلاة الضحى سنة 0
فالكتاب مثل الرسالة لطلبة العلم فبدأ بالبسملة وذكر الحمدله كون المقدمة خطبة بعضهم ينص عليه يقول خطبة الكتاب التي هي المقدمة فيجمع بينهما لذلك، كيف يتأتي أن نقول نبدأ بالبسملة والحمدلة مع قول هذا ... وما هو مراد بعض الشراح قال الابتداء ببسم الله حقيقي وبالحمد الله نسبي إضافي؟ البداءة ببسم الله حقيقي لانه لم يتقدمها شيء من الكلام هل يؤثر على هذا كون رقم الصفحة فوق البسملة .. لا الرقم ليس بكلام وليس المراد منه الكلام ولا ينطق بها اثناء القرءاه الحمدله إضافي لانها مبدوء بها بالنسبة لما بعدها أما بالنسبة للبسملة فهي متأخرة، ونضيره ذلك ما جاء في صلاة الكسوف والحديث يجر بعضه بعض ولكن لايخلو من فائدة إن شاء الله تعالى، [عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ? فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ ? يُصَلِّى فَأَطَالَ الْقِيَامَ جِدًّا ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ جِدًّا ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَأَطَالَ الْقِيَامَ جِدًّا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ جِدًّا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ ثُمَّ سَجَدَ ثُمَّ قَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ ثُمَّ سَجَدَ ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله .. الحديث] [اخرجه البخاري (2/ 34) ط الاميرية
¥(12/259)
ببولاق، ومسلم واللفظ له – ونقلت من ألفاظ الحديث ما يحصل به المراد وقد ذكر الشيخ جلها ولذلك وضعته بين معكوفتين] فعندنا أَولية حقيقة أيها؟ الاولى عندنا القيام الأول أطاله نحو من سورة البقرة الثاني قياماً طويلاً لكنه دون القيام الأول الثالث قيام طول لكنه دون القيام الأول الرابع قيام طويل إلا أنه دون القيام الأول هذا إذا قلنا أن المراد بالاوليه أوليه حقيقة مطلقة فهذه الثلاثة متساوية لانها كلها تشترك في وصف واحد وهي أنها دون القيام الاول أوليه حقيقة مطلقة فهذا على هذا القول، وأكثر أهل العلم على أنها تدريجية الأول أطولها حقيقةً والثاني هو الاول بالنسبة للثالث فأوليته نسبية إضافية الثالث هو الاول بالنسبة للرابع فأوليته إضافية نسبية 0
36 - (بسم الله الرحمن الرحيم) الباء هذه للتبرك أَوللإستعانة والاسم المجرور بالباء من السِمة او السمُو على خلاف بين البصرين والكوفيين من السمة وهي العلامة كما يقوله البصريون أو من السمو وهو العلو كما يقوله الكوفيون وهل هو عين المسمى او غيرها مسألة يطول شرحها وقد يصعب فهما على بعض الحاضرين والاتفاق على أننا نجمل في كثير من المواضع التي لا يحتاجها المتوسطون من طلبة العلم لان هذا الكتاب مناسب للمتوسطين – والمراد به التبرك بذكر الله جل وعلا ولهذا قال بعضهم إن إقحام الإسم للتفريق بين التيمن واليمين لانه لو لم أقل بسم الله لوقلنا بالله لاشتبه الامر هل نحن نتبرك بذكر الله جل وعلا نعم او نقسم بالله جل وعلا فيختلف الإسلوب هل هو تيمن او يمين فتوصل لدفع هذا الإشكال بإقحام الإسم ولفظ الجلالة (الله) عَلم على الذات اللإهية الذي لم يسم به غيرهُ جل وعلا وما عداه من الاسماء - الرحمن لم يسمى به إلا على طريق المعاندة مع الإضافة كما قالوا عن مسليمة انه رحمان اليمامة وأما من عداه فلم يسم به ولا يطلق لفظ الرحمن بهذا الصيغة إلا على الله جل وعلا ولم يتسمى به احد البتة وهذا الاسم وإن كان علم من الإسماء الحسنى على الله جل وعلا إلا أنه يأتي تابع للفظ الجلالة قُل ادعو الله أو ادعو الرحمن، وهنا يقول بسم الله الرحمن، وأما لفظ الجلالة فلم يأتي تابعاً كما قرر ذلك ابن القيم رحمة الله تعالى إلا ما جاء في أول سورة ابراهيم – ((صراط العزيز الحميد، الله)) وهذا يرد على كلام ابن القيم إلا أن الاصل أن الاسم العلم المتبوع لا التابع هو لفظ الجلالة لذا جاء في الحديث الصحيح (إن للهِ تسعةً وتسعين اسماً مائة إلا واحد) يعني لو طلق رجل إمرأته على أن اسماء الله تسعة وتسعين بناءً على هذا الخبر الصحيح نعم، ثم يأتي احدهم ويقول إن لله مائة اسم يعني إليس الله من الاسماء الحسنى من الاسماء الحسنى لكن هل معدود من التسعة والتسعين ام التسعة التسعين مضافة إليه؟ هاه – نعم – تأكيد مائة إلا واحدً، أو أن المراد بهذا اللفظ الذات اللإهية ومسماة بتسعة وتسعين اسماً بم فيها لفظ الجلالة، يعنى نظير ذلك النبي صلى الله عليه وسلم إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاً، كم يكون تكلم أربعة هل المراد أنه تكلم أربعة ولا ثلاثة مقتضى الاعادة بعد اللفظ الأول يعني بعد اللفظ الأول أعاد فيكون المجموع أربعة ولكن هذا ليس بمراد – المراد تضمين اعاد قال 0
(الله) هو أعرف المعارف على الإطلاق كما قال سيبويه وإن كان غيره من اهل العربية يقولون اعرف المعارف الضمير ويذكر في بعض كتب اهل العلم من الشروح والحواشي أن سيبويه رؤى في المنام وسئل ماذا فعل الله بك قال غَفَر لي لأني قلت الله أعرف المعارف على كلٍ الله الذي خلق المخلوقات هل يمكن أن يجهله أحد نعم – يعني اذا عرفنا أن توحيد الربوبية متفق عليه بين الخلق المشركين والمسلمين وما جحده إلا من جحده عناد مع إستيقان نفسة فكلهم يعترفون بهذا سواء نطقوا به بهذا اللفظ او بما يرادفه من اللغات الأُخرى فهو أعرف المعارف، وهل هو مشتق أو جامد؟ يختلفون في هذا ايضاً فمنهم من يقون إنه مشتق من الإلوهية والأُلوه التي هي المصدر يقال أله يأهل إللاهةً وأُلوهةً وأُلوهيةً إذا تَعبدَ فالله هو المألوه أي المعبود الذي تألههُ القلوب وقيل من الوله وهو الحَيرة وهو الذي تحتار فيه العقول على كل حال القول بأنه مشتق قول لبعض العلماء وأنكر جمعٌ من أهل العلم كونه مشتقاً لماذا؟ لان المشتق لابد له من أصل يُشتقُ منهُ والاصل أن الاصل متقدم على ما أشتق منه ولم يتقدم على هذا اللفظ شيء فالله هو الأول لم يتقدمه شيء ولا يلزم من كون هذا اللفظ مشتق أن يوجد قبل الذات اللإهية شيء أنما هذا اللفظ وِزَانهُ في لغة العرب وِزَانُ المشتقات (الرحمن) فعلان من الرحمة (الرحيم) فعيل منها والرحمن الرحمة العامة الواسعة الشاملة بدلالة زيادة المعنى التي تضمنتها زيادة المبنى فالرحمن فيها زيادة على الرحيم فهي أشمل في المعنى وأما الرحيم فهو بالمؤمنين خاصة (وكانة بالمؤمنين رحيماً) وفي هذا اثبات صفة الرحمة لان هذا اللفظ وإن اختلف في كونه ايه من الفاتحه ومن كل سورة من القران إلا أن الإجماع قائم على أن البسملة بعض آيه من سورة النمل وأنها ليسة بآيه في اول سورة التوبه والخلاف في انها ايه من اول كل سورة او ليسة بآية مطلقاً او هي ايه واحد نزلت للفصل بين السور والمسألة خلافية بين اهل العلم يطول الخلاف الكلام فيها والاستدلال لها. وفي الاسمين العظيمين الكريمين اثبات صفة الرحمة لله جل وعلا والنصوص على ذلك كثيرة جدا كما سيأتي ومن ذلك ما جاء في سورة الفاتحه 0 والجار والمجرو باسم الله متعلق بمحذوف يُقدر متأخراً خاصاً يقدر فعلاً متأخراً خاصاً تقديره المتأخر ليدل على الحَصر فإذا قلت بسم الله الرحمن الرحيم أقرأُ يعنى لا باسم غيره فتقديم المعمول على العامل للدلالة على الحَصر كما في قولة جل وعلا (إياك نَعبُدُ وإياك نَستعين) ويقدر فعل للدلالة على التجدد والتكرر ويقدر خاص لان الخاص ادل على المقصود من العام، لو قلت بسم الله الرحمن الرحيم ابدأ السامع لا يهتدي لأي شيء تبتدأ به هل تبدأ الكتابة هل تبدأ القراءة هل تبدأ الأكل وكلها مقدرات لكن اهل العلم يقولون مثل هذا الكلام 0
¥(12/260)
ـ[أبو أميمة السلفي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 10:04 م]ـ
للرفع
ـ[ابن جبير]ــــــــ[29 - 08 - 06, 01:16 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
وقد قررت التوقف عن إثراء هذه المقالة لأسباب عارضة .. والله المستعان .. فليعذني الإخوة(12/261)
هل كان اسم "محمد" معروفاً قبل نبينا عليه الصلاة والسلام؟
ـ[أحمد بن عبداللطيف]ــــــــ[18 - 03 - 06, 01:40 م]ـ
السلام عليكم.
إخواني الكرام , هذا سؤال تم طرحه من قبل بعض الأشخاص وقد أخبروا بأن اسم محمد كان معروفاً قبل نبينا - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - عند العرب , ومن ذلك محمد بن خزاعي الذكواني , وكذلك الصحابي محمد بن مسلمة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - والذي برز لقتل كعب بن الأشرف بعد إيذائه لنبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في أشعاره .... فهل يتفضل أحد الأخوة الكرام والمتخصصون في دراسة الحديث والتاريخ بإلقاء قليل من الضوء على هذا الموضوع؟ هل حقاً كان اسم "محمد" معروفاً عند العرب قبل تسمية النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بهذا الاسم؟
وجزاكم الله خيراً.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[18 - 03 - 06, 01:53 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال ابن كثير في " البداية والنهاية ":
" .... وكذلك محمد لم يُسمَّ به أحد من العرب ولا غيرهم، إلى أن شاع قبل وجوده وميلاده أن نبيًا يبعث اسمه محمد فسمَّى قوم قليل من العرب أبناءَهم بذلك رجاء أن يكون أحدهم هو، {وَاللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالاتِهِ} (كذا)، وهم:
محمد بن أحيحة بن الجلاح الأوسي، ومحمد بن سلمة الأنصاري، ومحمد بن البراء الكندي، ومحمد بن سفيان بن مجاشع، ومحمد بن حمران الجعفي، ومحمد بن خزاعى السلمي، لا سابع لهم، ويقال: إن أول من سمي محمدًا محمد بن سفيان بن مجاشع، واليمن تقول: بل محمد بن ليحمد من الأزد.
ثم إن الله حمى كل من تسمى به أن يدعي النبوة، أو يدعيها له أحد، أو يظهر عليه سبب يشكل أحدًا في أمره حتى تحققت الشيمتان له - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، لم ينازع فيهما هذا لفظه .... ".
ـ[فواز الجهني]ــــــــ[23 - 03 - 06, 10:06 ص]ـ
قال ابن حجرفي الفتح (6/ 556):
قال عياض:
حمى الله هذه الأسماء أن يسمي بها أحد قبله وإنما تسمى بعض العرب محمدا قرب ميلاده لما سمعوا من الكهان والأحبار أن نبيا سيبعث في ذلك الزمان يسمى محمدا فرجوا أن يكونوا هم فسموا أبناءهم بذلك قال وهم ستة لا سابع لهم كذا قال
وقال السهيلي في الروض:
لا يعرف في العرب من تسمى محمدا قبل النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة محمد بن سفيان ابن مجاشع ومحمد بن أحيحة بن الجلاح ومحمد بن حمران بن ربيعة
وسبق السهيلي إلى هذا القول أبو عبد الله بن خالويه في كتاب (ليس)
وهو حصر مردود وقد جمعت أسماء من تسمى بذلك في جزء مفرد فبلغوا نحو العشرين لكن مع تكرر في بعضهم ووهم في بعض فيتلخص منهم خمسة عشر نفسا
ـ[حسان المكي]ــــــــ[25 - 03 - 06, 04:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد:
فإن أكثر ما اطلعت عليه في كتب السير والتواريخ ممن جمع أسماء من تسمى باسم محمد قبل نبيينا عليه الصلاة والسلام بعد حذف المكرر منها قول الإمام محمد بن يوسف الصالحي الشامي رحمه الله تعالى في كتابه «سبل الهدى والرشاد» (1/ 503) حيث قال:
(والذين سمُّوا محمداً في الجاهلية دون العشرين، وحمى الله تعالى هؤلاء أن يدَّعي أحدٌ منهم النبوة، أو يدعيها أحد له، أو يظهر عليه شيء من سماتها، حتى تحققت لنبينا صلى الله عليه وسلم) وذكرهم ستة عشر: مُحمَّد بنُ أُحَيْحَةَ بنِ الجُلاَحِ بن الحَرِيشِ، ومُحمَّد بنُ أُسَامة بنِ مَالكِ بنِ حُبيب بن العَنْبَر، ومُحمَّد بن البَرّ بن طريف بن عِتْوَارة، ومُحمَّد بنُ الحارث بنِ حُدَيْج بنِ حُوَيْص، ومُحمَّد بن حِرْماز، ومُحمَّد بن حمران بن أبي حمران، ومُحمَّد بن خُزَاعِي، ومُحمَّد بن خَوْلي الهمداني، ومُحمَّد بن سفيان بن مُجَاشع جدُّ جدِّ الفرزدق، ومُحمَّد بن عدِيّ بن ربيعة بن سَوَاد بن جُشَم، ومُحَّمد بن عمر بن مُغْفِل، ومُحمَّد بن اليُحْمِد، ومُحمَّد بن يزيد بن عمرو بن ربيعة، ومُحمَّد الأُسَدِيِّ، ومُحمَّد الفُقَيْمي، ومحمَّد بن عقبة بن أُحَيْحَة بن الجُلاَح الأوسي، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في «فتح الباري» (6/ 556) في الأخير والأول: (لا أدري أهما واحد نسب مرة إلى جده، أم هما اثنان).
وذكرهم القاضي عياض ستة لا سابع لهم فقال رحمه الله تعالى في كتابه «الشفا» (ص287): (هم: محمد بن أحيحة بن الجلاح الأوسي، ومحمد بن مسلمة الأنصاري، ومحمد بن براء البكري، ومحمد بن سفيان بن مجاشع، ومحمد بن حمران الجعفي، ومحمد بن خزاعيّ السُّلَمي).
وذكرهم السهيلي رحمه الله تعالى في كتابه «الروض الأنف» (2/ 95) ثلاثة: (هم: محمد بن سفيان بن مجاشع جد الفرزدق الشاعر، والآخر محمد بن أحيحة بن الحريش، والآخر محمد بن حمران بن ربيعة)
والله ولي التوفيق(12/262)
عندي رسالة علمية {الأحاديث التي ضعفت وتلقاها العلماء بالقبول والتي عليها العمل}
ـ[أبو ريان الزعبي]ــــــــ[19 - 03 - 06, 09:58 م]ـ
السام عليكم ورحمة الله وبركاته. سجلت رسالة ماجستير بعنوان {الأحاديث التي ضعفت وتلقاها العلماء بالقبول, والتي عليها العمل, جمعا ودراسة} دراسة تطبيقية على كتاب الجامع للإمام الترمذي والتمهيد للإمام ابن عبدالبر
فمن عنده أى مساعدة بمبحث في الرسالة أو مرجع أو منهجية فلا يبخل علي.
مأجورا مشكورا.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[19 - 03 - 06, 10:14 م]ـ
وعليكم السلام ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=73653
!(12/263)
الندوة العلمية الثالثة حول (القيم الحضارية في السنة النبوية)
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[20 - 03 - 06, 01:28 ص]ـ
الندوة الدولية العلمية الثالثة
حول
القِيَم الحضارية في السنة النبوية
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[20 - 03 - 06, 05:44 ص]ـ
نشكرك لهذا التنويه، ونتمنى لو أتحفتنا بنتائج المؤتمر أو ببعض البحوث التي ستشارك فيه، جزاك الله خيرا.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[25 - 03 - 06, 03:27 م]ـ
حياك الله أخي الكريم ..
وسأوافيكم بأخبار هذه الندوة بإذن الله ..
وللفائدة فقد صدرت بحوث الندوة السابقة (الحديث الشريف وتحديات العصر) في ثلاثة أجزاء ..
ـ[محمدالنجار]ــــــــ[15 - 04 - 06, 01:53 م]ـ
السلام عليكم
يا اخى بارك الله فيك لو تضع نسخه من نتائج المؤتمر وتوصياته يكون حسنا
كما اقترح لادارة الملتقى تخصيص منتدى لمثل تلك المؤتمرات التى لا يعرف الكثير منا عنها شيئا
والسلام عليكم
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[16 - 04 - 06, 04:41 ص]ـ
بحوث الندوة الأولى: الأبحاث المقدمة لندوة (علوم الحديث واقع وآفاق) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=18174)
يتلوها بإذن الله بحوث الندوة الثانية والتي كانت بعنوان: (الحديث الشريف وتحديات العصر).
ـ[ضفيري عزالدين]ــــــــ[17 - 04 - 06, 06:35 م]ـ
ما معنى مصطلح "القيم الحضارية" .......... مع الدليل و جزاكم الله خيرا.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[24 - 02 - 07, 02:26 ص]ـ
يسر الأمانة العامة لندوة الحديث الشريف في كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي أن تعلن للباحثين والمهتمين عن إقامة الندوة العلمية الدولية الثالثة حول القيم الحضارية في السنة النبوية، والتي ستقام في رحاب الكلية في الفترة من 4 ـ7/ 4/ 1428هـ الموافق 22 ـ25/ 4/ 2007م.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه الغر الميامين.
انطلاقاً من توصيات الندوة السابقة الحاثة على نشر محاسن السنّة النبوية وعلاجاً لواقع المسلمين المتسم بالتخلف والتدهور في كثير من المجالات، بالرغم من الرصيد الضخم، والكم الهائل لنصوص السنّة النبوية التي عالجت أسباب هذا التخلف والتدهور، وأبرزت محاسن الإسلام وصورته المشرقة. فإن الأمانة العامة لندوة الحديث الشريف في كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي تنظم الندوة العلمية الدولية الثالثة بعنوان:
(القيم الحضارية في السنّة النبوية)
أهداف الندوة:
تهدف هذه الندوة إلى:
· تعريف المسلمين وإرشادهم إلى هذه الكنوز الثمينة والمنابع الثرة، التي تتضمن المبادئ العامة، والمنطلقات الأساسية التي تنهض بالأمة وترقى بها.
· دلالة غير المسلمين على مكانة هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ورفعة رسالته من خلال ما تضمنته سيرته العطرة من قيم حضارية عليا.
وأهمية هذا الموضوع غير خافية على كل مسلم غيور على دينه وسنّة نبيه. و نظراً لاتساع هذا الموضوع وتشعبه ارتأينا التركيز على أهم القيم التي لم يتم إبرازها بشكل علمي متخصص ودراستها في ضوء السنّة لتجليتها وتفعيلها في واقع المسلمين ومستقبلهم، ودعوة غيرهم إلى هذا الدين.
إشكال الندوة:
تستجيب هذه الندوة المباركة بإذن الله بمشاركة المتخصصين في السنّة وعلومها إلى هذه التساؤلات:
هل السبب في ما تعيشه الأمة الإسلامية من تدهور وتخلف هو:
ـ جهل كثير من أبناء الأمة الإسلامية بما في الإسلام من قيم حضارية دعا إليها القرآن الكريم وفصلتها السنّة النبوية وأكدت عليها؟
ـ أو هو تقصير الباحثين في عرض هذه الجوانب من السنّة عرضاً منيراً مشرقاً؟
ـ أو السبب في ذلك هو سوء الفهم والتقصير في تناول هذه القضايا وتطبيقها وتفعيلها في واقعنا واستشراف مستقبلنا والتخطيط له؟
وستناقش الندوة إن شاء الله هذه الأفكار وتجيب عن هذه التساؤلات ضمن المحاور الآتية:
القيم الحضارية في السنّة النبوية
المحور الأول:
مفهوم القيم الحضارية في السنة النبوية وخصائصها وآثارها:
1 - مفهوم القيم الحضارية ومظانها الحديثية.
2 - شمولية القيم الحضارية وتكاملها.
3 - تفعيل القيم الحضارية: السبل والمعوقات.
4 - أثر القيم الحضارية في التخطيط المستقبلي.
المحور الثاني:
القيم العلمية والمعرفية في السنّة النبوية:
1 - أصول المنهج العلمي وأساليبه.
¥(12/264)
2 - مقاصد العلم والمعرفة.
3 - التوجيهات النبوية في الإبداع والابتكار.
المحور الثالث:
القيم الاجتماعية في السنّة النبوية:
1 - رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة (المرضى، المعوقين، المسنين).
2 - اهتمام السنّة بترابط المجتمع.
3 - توجيهات السنّة في أدب التخاطب
المحور الرابع:
القيم الاقتصادية في السنّة النبوية:
1 - ركائز التنمية والاستثمار.
2 - ترشيد الإنفاق والاستهلاك.
3 - أخلاقيات العمل الاقتصادي.
المحور الخامس:
قيم الاتصال والإعلام في السنّة النبوية:
1 - مقاصد الخطاب الإعلامي وأخلاقياته.
2 - حرية التعبير وضوابطها.
3 - مراعاة الرأي العام ومجالاته.
شروط المشاركة:
نظراً لواجبنا المشترك تجاه هذه الندوة التي تُعنى بإبراز محاسن سنة نبينا الكريم الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق؛ نرجو من السادة الباحثين أن يشاركوا معنا في التباحث والاقتراح مع التكرم بمراعاة الأمور الآتية:
1 - ألا يكون البحث قد نشر من قبل أو قدم للنشر إلى جهة تحكيمية، وعلى الباحث أن يقدم تعهداً خطياً بذلك.
2 - إرسال ملخص عن فكرة البحث وأهدافه وعناصره بحيث لا يزيد على صفحتين عبر الفاكس أو البريد الإلكتروني وفقاً للموعد المحدد.
3 - أن تكون الأدلة المذكورة موثقة بالتخريج من المصادر الأصلية، ومبيناً درجة قبولها، إذا كانت من غير الصحيحين.
4 - أن يتسم البحث بالجدة والأصالة والعمق والسلامة اللغوية والالتزام بالشروط الأكاديمية المتبعة في الأبحاث العلمية.
5 - عدم استعمال مصطلحات غير عربية إلا في حدود الضرورة مع توضيحها في الحاشية عند أول ذكر لها.
6 - عدم التكلف في الاستدلال بالنص على ما هو بعيد الصلة به وتوضيح وجه الدلالة منه.
7 - أن تثبث المصادر والمراجع مستوفاة في آخر البحث مرتبة على حروف المعجم.
8 - أن ترقم حواشي كل صفحة على حدة.
9 - أن يقدم اسم الكتاب على اسم مؤلفه عند توثيق النصوص في الحواشي، وكذلك في ثبت المصادر والمراجع.
10 - ألا يشار في الحواشي إلى المعلومات المتعلقة بطبعة الكتاب المحال إليه إلا في حال اعتماد الباحث أكثر من طبعة للكتاب الواحد.
11 - ذكر خلاصة نتائج البحث وإضافاته العلمية وتوصياته.
12 - أن يكون حجم الخط في كتابة البحث (16) وأما الحواشي فتكون بحجم (14). على نظام ويندوز بخط ( Traditional Arabic) وأن يتراوح البحث ما بين (20) إلى (40) صفحة.
13 - أن يرفق الباحث مع بحثه سيرة ذاتية له وصورة حديثة و قرصاً مدمجاً يتضمن البحث ( CD). أو يرسل البحث بالبريد الإلكتروني.
14 - في حال اشتمال البحث على جانب في اختصاص غير العلوم الشرعية يفضل اشتراك باحثيْن في إنجاز البحث، كل منهما في اختصاصه.
15 - يلتزم الباحث بإجراء التعديلات التي تطلبها لجنة التحكيم على بحثه.
http://www.islamic-college.co.ae/akhbaarnadwa%20third.htm
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[17 - 03 - 07, 03:59 ص]ـ
برنامج الندوة العلمية الدولية الثالثة للحديث الشريف
الأحد 4/ 4/1428هـ ـ 22/ 4/2007م
الجلسة الافتتاحية
(11:00 ـ 12:50 صباحا)
11:00 افتتاح الجلسة بآيات من الذكر الحكيم.
11:05 ـ 11:15 كلمة رئيس مجلس الأمناء ـ معالي جمعة الماجد.
11:15 ـ 11:30 كلمة الأمين العام لندوة الحديث الشريف الأستاذ الدكتور حمزة عبد الله المليباري.
11:30 ـ 11:45 كلمة الضيوف.
11:45 ـ 12:00 عرض شريط فيديو تعريفي بالكلية.
12:00 ـ 12:15 إلقاء قصيدة بهذه المناسبة.
12:15 ـ 12:30 زيارة المعرض المصاحب للندوة.
12:30 ـ 12:50 حفل شاي.
الجلسة االأولى
الأحد 4/ 4/1428هـ ـ 22/ 4/2007م (5:30 ــ 9:00) مساء
5:30 ـ 5:45 السنّةُ النبويّةُ ونِسْبَتُهَا من الثقافةِ والحضارة الإسلاميّتين ـ أ. د.أبولبابة الطاهر صالح حسين.
5:50 ـ6:05 القيم الحضارية في السنن المكية ـ د. محمد الوثيق.
6:10 ـ 6:25 شمولية القيم الحضارية وتكاملها في السنة النبوية بخصوص معاملة الأعداء وقت الحرب الدكتور أحمد أبو الوفا.
6:25 ـ 7:00 تعقيب ومناقشة.
7:00 ـ 7:35 صلاة المغرب واستراحة.
7:40 ـ 7:55 تفعيل القيم الحضارية في السنة النبوية (السبل والمعوقات) ـ أ. د. عباس محجوب.
8:00 ـ8:15 القيم الحضارية سبل ومعوقات تفعيلها في ضوء السنة النبوية ـ د. سعاد صبيح براك الصبيح.
¥(12/265)
8:20 ـ 8:35 دور السنة النبوية في ترسيخ القيم الحضارية في النفوس ـأحاديث المسجد نموذجًاـ د. مازن حسين حريري
8:35 ـ 9:00 تعقيب ومناقشة.
الجلسة الثانية
الاثنين ـ 5/ 4/1428هـ ـ 23/ 4/2007م (9:00 ـ 12:30) صباحا
9:00 ـ 9:15 المستقبلية في الحديث النبوي ـ الأستاذ إلياس بلكا،.
9:20 ـ 9:35 مقاصد العلم والمعرفة ـ البروفيسور/ الفاتح الحبر عمر أحمد.
9:40 ـ 9:55 العلاقة (التفاعلية) بين المعرفة والسلوك من خلال السنة النبوية المطهرة أ. د. أحمد عثمان رحماني
10:00 ـ 10:30 تعقيب ومناقشة
10:30 ـ 11:00 استراحة
11:00 ـ 11:15 السُّنَّةُ النَّبَوِيَّةُ وَالْقِيَمُ الإِنْسَانِيَّةُ فِي الإِبْدَاعِ الأَدَبِيِّ ـ الدكتور بنعيسى أحمد بويوزان.
11:20 ـ 11:35 أصول التعليم والتربية وقيمتها المعرفية من خلال السنة النبوية. د عبدالفتاح الزنيفي.
11:40 ـ 11:55 قيمة الحوار وأبعادها الحضارية في السنة النبوية ـ د. محمد زرمان
12:00 ـ 12:30 تعقيب ومناقشة
الجلسة الثالثة
الاثنين 5/ 4/1428هـ ـ 23/ 4/2007م ـ (5:30 ـ 9:00) مساء
5:30 ـ 5:45 توجيهات السنة النبوية في أدب التخاطب ـ د. عبد المحسن بن عبد الله التخيفي
5:50 ـ 6:05 القيم الحضارية في نظرة السنة النبوية للإعاقة البشرية ـ د. نجيب بوحنيك ود. سلاف القيقط.
6:10 ـ6:25 رعاية ذوي الحاجات الخاصة في السنة النبوية مستوياتها ومقاصدها د. قطب الريسوني.
6:30 ـ 7:00 تعقيب ومناقشة
7:00 ـ 7:35 صلاة المغرب واستراحة.
7:40 ـ 7:55 رعاية المسنّين في السنّة النبوية ـ قيم أخلاقية وحضارية ـ د. مختار نصيرة
8:00 ـ 8:15 رعاية المسنين ومكافحة الشيخوخة في السنة النبوية النبوية ـ الدكتور عبد السميع الأنيس.
8:20 ـ 8:35 رعاية المسنين في السنة النبوية ـ د. رابح دفرور.
8:35 ـ 9:00 تعقيب ومناقشة.
الجلسة الرابعة
الثلاثاء 6/ 4/1428هـ ـ 24/ 4/2007م (9:00 ـ 12:30) صباحا
9:00 ـ 9:15 الضوابط الشرعية للإنفاق والاستهلاك ي ضوء السنة النبوية ـ د. أسماء أحمد سالم العويس
9:20 ـ 9:35 ترشيد الانفاق في السنة النبوية ـ د. محب الدين بن عبد السبحان.
9:40 ـ 9:55 ترشيد استهلاك الماء بين الواقع والسنة النبوية (الوضوء والغسل نموذجا) ـ الأستاذ الدكتور علاوة عنصر و الدكتورة حكيمة حفيظي.
10:00 ـ 10:30 تعقيب ومناقشة
10:30 ـ 11:00 استراحة
11:00 ـ 11:15 ركائز التنمية و الاستثمار في السنة النبوية ـ الباحث عدنان ربابعة.
11:20 ـ 11:35 ركائز التنمية المستدامة وحماية البيئة في السنة النبوية ـ د. محمد عبد القادر الفقي.
11:40 ـ 11:55 واقعية التوجيهات النبوية الشريفة لحماية البيئة من التدهور ـ أ. د.ميمون باريش
12:00 ـ 12:30 تعقيب ومناقشة.
الجلسة الخامسة
الثلاثاء 6/ 4/1428هـ ـ 24/ 4/2007م (5:30 ـ 9:00) مساء
5:30 ـ 5:45 الإيمان والعمران دراسة فى علاقة الإيمان بالتنمية البشرية كما يصورها الحديث النبوي الشريف د. حسام أحمد قاسم.
5:50 ـ 6:05 الاستثمار الزراعي من خلال السنة النبوية دراسة حديثية تأصيلية. د. نذيرحمادو
6:10 ـ 6:25 (أخلاقيَّات العمل الاقتصادي) د. أحمد مصطفى عفيفي ود. عدنان بن عبد الرزَّاق الحموي العُلَبي.
6:30ـ 7:00 تعقيب ومناقشة.
7:00 ـ 7:35 صلاة المغرب.
7:40 ـ 7:55 اهتمام السنة النبوية بترابط المجتمع الدكتور/ إكرام الله إمداد الحق عبد الرحمن.
8:00 ـ 8:15 حرية التعبير ضوابطها وصورها في السنة النبوية ـ د. عبد الرحمن بن محمد العمراني.
8:20 ـ 8:35 حرية التعبير وضوابطها في السنة النبوية ـ د. مستورة رجا المطيري.
8:35 ـ 9:00 تعقيب ومناقشة.
الجلسة السادسة
الأربعاء 7/ 4/1428هـ 25/ 4/2007م (9:00 ـ 12:30) صباحا
9:00 ـ 9:15 القيم الإعلامية في السنة النبوية وأثرها على حرية التعبير ـ د. الحاج الدوش.
9:20ـ 9:35 الاتصال الجماهيري والرأي العام في السنة النبوية المشرفةبين المبادئ المهيمنة والقلوب المؤلفة الدكتور: أبشر عوض محمد إدريس
9:35 ـ 10:00 تعقيب ومناقشة.
10:00 ـ 10:30 استراحة.
10:30ـ 12:00 ورشة عمل لأصحاب البحوث والمقررين.
الجلسة الختامية
الأربعاء 7/ 4/1428هـ 25/ 4/2007م () مساء
http://www.islamic-college.co.ae/ndwa3pro.htm(12/266)
الإمام النووي ناقداً
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[20 - 03 - 06, 03:44 ص]ـ
"
أبو زكريا يحيى بن شرف النووي (631 - 676هـ)
النووي أحد العلماء الزهاد المصنفين البارعين، ولقد بارك الله في عمره - على قصره -، فكتب فيه التصانيف العجيبة، وبارك أيضاً في علمه، فانتفع به المسلمون انتفاعاً عظيماً، بل عجيباً، أيضاً.
ترجمه المؤرخ الذهبي في (تذكرة الحفاظ) (4/ 1470 - 1474) فقال:
(الإمام الحافظ الأوحد شيخ الاسلام علم الأولياء محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري الحزامي الحوراني الشافعي صاحب التصانيف النافعة-----)؛ وأطال في ذكر فضائله من علم وعبادة وزهد وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر وغيرها، رحمه الله تعالى.
ويظهر أن من أعظم فضائل النووي أنه من أول من توسع في نقد الأحاديث، بين المتأخرين، واقتدى به في ذلك كثير من علماء الحديث والمشاركين فيه.
قال المناوي في (فيض القدير) (1/ 21 - دار الفكر):
(قال الحافظ الزين العراقي في خطبة تخريجه الكبير للإحياء: "عادة المتقدمين السكوت عما أوردوا من الأحاديث في تصانيفهم، وعدم بيان من خرجه وبيان الصحيح من الضعيف إلا نادراً، وإن كانوا من أئمة الحديث، حتى جاء النووي فبين.
وقصْد الأولين أن لايغفل الناس النظر في كل علم في مظنته، ولهذا مشى الرافعي على طريقة الفقهاء، مع أنه أعلم بالحديث من النووي". إلى هنا كلامه).
واعلم أن اعتذار العراقي للمتقدمين فيه نظر، بل لا يكاد يصح.
ولكن النووي متساهل جداً في العمل بالحديث الضعيف فيما يسميه فضائل الأعمال، بل قد دعا إلى ذلك في مقدمات بعض كتبه أو في أثنائها.
ونقل السخاوي في (القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع) (ص195) عن النووي أنه قال: (قال العلماء من المحدثين والفقهاء وغيرهم: يجوز ويستحب العمل في الفضائل والترغيب والترهيب بالحديث الضعيف ما لم يكن موضوعاً؛ وأما الأحكام كالحلال والحرام والبيع والنكاح والطلاق وغير ذلك فلا يعمل فيها إلا بالحديث الصحيح أو الحسن إلا أن يكون في احتياط في شيء من ذلك) (1) ا. هـ.
ولقد وقع خلط عظيم خطير في هذه القضية، وهو الخلط بين فضائل الأعمال الواجبة والمستحبة، التي ثبت وجوبها أو استحبابها بالكتاب أو بالسنة الصحيحة الثابتة، وبين غيرها من الأعمال التي تشبهها ولكن لم يقم دليل على مشروعيتها بتلك الصفات المخصوصة.
وكذلك وقع خلط بين رواية الحديث الضعيف، بشروطه، أعني الحديث، وبشروطها، أعني روايته، للترغيب أو الترهيب في أمر قد ثبت فضله أو ثبتت حرمته، وبين العمل بذلك الحديث والاحتجاج به.
والكلام في هذه القضية يطول، وليس هذا موضع تحقيقه.
وهو - أيضاً - متساهل في تحسين الأحاديث الضعيفة ومتساهل تساهلاً بيّناً في تقديم الوصل في الروايات المختلفة على الإرسال والرفع على الوقف، وفي قبول زيادة الثقة مطلقاً إلا إذا شذت شذوذاً يردها من أجله كل أحد، وهو قلما يلتفت إلى كلام علماء العلل.
وبالجملة فالنووي أحد العلماء الذين شاركوا بقوة في تأسيس – أو تثبيت – أمرين:
أولهما: النقد الحديثي، أي بيان أحوال الأحاديث صحة وضعفاً.
وثانيهما: منهج المتأخرين في النقد، وفي ذلكم المنهج - كما أصبح مشهوراً عند الدارسين المنصفين - مخالفات واضحات لمنهج المتقدمين علماء العلل، وعليهم ينبغي أن يكون المعوَّل؛ والله أعلى وأعلم ...
************************************************** *
(1) ثم نقل السخاوي عن ابن العربي المالكي أنه خالف في ذلك فقال: (إن الحديث الضعيف لا يعمل به مطلقاً).
ثم قال: (وقد سمعت شيخنا [يعني الحافظ ابن حجر] مراراً يقول - وكتبه لي بخطه -: إن شرائط العمل بالضعيف ثلاثة:
الأول: متفق عليه، أن يكون الضعف غير شديد فيخْرج [حديث] من انفرد من الكذابين والمتهمين بالكذب ومن فحش غلطه.
الثاني: ان يكون مندرجاً تحت أصل عام، فيخرج ما يخترع بحيث لا يكون له أصل أصلا.
الثالث: أن لا يعتقد عند العمل به ثبوته لئلا ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقله.
قال: والأخير عن ابن عبد السلام، وعن صاحبه ابن دقيق العيد؛ والأول نقل العلائي الاتفاق عليه).
ـ[ضعيف]ــــــــ[20 - 03 - 06, 08:49 ص]ـ
ألا ترى أن هذا الكلام تكرر من قبل فمن كان عنده الروابط فليضعها مشكورا0
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[20 - 03 - 06, 10:09 ص]ـ
ألا ترى أن هذا الكلام تكرر من قبل فمن كان عنده الروابط فليضعها مشكورا0
لو علمتُ أنه تكرر - بكل تفاصيله - ما كتبتُه، و -------!!!!!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 - 03 - 06, 07:11 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ محمد وواصل إمتاعنا بفوائدك القيمة و ...
راجع الخاص.
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[21 - 03 - 06, 11:32 ص]ـ
"
أبا فهر، أحسن الله إليك، وبارك فيك وفي أمثالك ....
***********************
وهذا رابط فيه تنبيه أراه مهماً، وإن كان مكرراً:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4441&highlight=%C7%E1%D5%E1%C7%CD
"
¥(12/267)
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[21 - 03 - 06, 12:18 م]ـ
"
ومن الدراسات للإمام النووي، محدثاً، هذه الدراسة:
(الإمام النووي وأثره في الحديث وعلومه)
لأحمد عبد العزيز قاسم الحداد – ماجستير - جامعة أم القرى – الدعوة وأصول الدين – الكتاب والسنة – 1409ه.
المشرف: د. عبد العزيز بن عبد الله الحميدي.
لجنة المناقشة: د. منصور بن عون العبدلي , و: د. حسنين محمد.
كذا في كتاب (دليل الرسائل الجامعية في الحديث) برقم (512).
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[21 - 03 - 06, 12:38 م]ـ
"
ومن الدراسات الجامعية المتعلقة بموضوعنا:
الإمام النووي ومنهجه في شرح صحيح مسلم - سعدون إبراهيم العيساوي - ماجستير من جامعة بغداد - العلوم الإسلامية، سنة 1989.
كذا في كتاب الجامع للرسائل والأطاريح في الجامعات العراقية (1388 - 1421هـ / 1967 - 2000م) جمع وإعداد: أ. د. ابتسام مرهون الصفار و الأستاذ وليد بن أحمد الحسين.
"
ـ[أبو عمر]ــــــــ[21 - 03 - 06, 01:16 م]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ محمد: واصل إمتاعنا بفوائدك القيمة
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[21 - 03 - 06, 05:49 م]ـ
"
وأنت فجزاك الله خيراً يا أبا عمر ...
"(12/268)
الرجال اللذين تكلم عليهم البيهقي في تضاعيف السنن الكبرى.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 - 03 - 06, 11:45 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد ...
فقد كنت وقفت على كتاب ((معجم الجرح والتعديل لرجال السنن الكبرى)) والذي صنعه نجم عبد
الرحمن خلف.
ونظرا لندرة الكتاب في الأسواق الآن فقد ارتأيت أن أكتب لكم تراجمه رويدا رويدا بحيث يتسنى لكل منك تدوين حكم البيهقي على نسخته من التهذيب مثلا، ويتسنى لي كذلك المواصلة، وأحب العمل إلى الله أدومه وإن قل.
وطريقتي أني سأضع رقم وأضع أمامه الرواة مرتبين على حروف المعجم ثم حكم البيهقي عليه ثم بين قوسين الإحالة على موضع الكلام في السنن الكبرى ثم أذكر موضع ترجمة الراوي في مشاهير الكتب؛ كي تسجلوا كلام البيهقي في الترجمة.
1 - آدم بن فائد.
- لايحتج به (10/ 155) وترجمته في اللسان.
2 - أبان بن عياش.
- متروك (3/ 41)، (10/ 7).
- ضعيف (3/ 410).
- لايحتج به عن أنس (5/ 303).وترجمته في التهذيب.
3 - إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع.
- ضعيف عند أهل العلم بالحديث. (6/ 181).
- ضعيف (6/ 341).
- لا يحتج به (9/ 128).ترجمته في التاريخ الكبير (1/ 1/271).
يتبع
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[20 - 03 - 06, 07:17 م]ـ
بارك الله فيك أبا فهر، وهذا المعجم مقتطع من رسالة الدكتوراه للأخ الفاضل د. نجم عبد الرحمن خلف، وعنوانها ((الصناعة الحديثية في السنن الكبرى للبيهقي)).
ـ[الدارقطني]ــــــــ[20 - 03 - 06, 10:18 م]ـ
فاتكم كتاب " الدر النقي من كلام البيهقي " في الجرح والتعديل، لجامعه حسين بن قاسم تاجي الكلداري، طبع دار الفتح بالشارقة، فقد أبدع بجمع المادة من كتب البيهقي المطبوعة وهي:
السنن الكبرى وشعب الإيمان ومعرفة السنن والآثار ووالسنن الصغير ودلائل النبوة والمدخل إلى سنن الكبرى ومناقب الشافعي والقراءة خلف الإمام ومعرفة الإعتقاد وأحكام القرآن للإمام الشافعي وإثبات عذاب القبر والآداب والبث والنشور والزهد الكبير والخلافيات والرد على الإنتقاد على الشافعي في اللغة وبيان خطأ من أخطأ على الشافعي والأسماء والصفات والأربعون الصغرى، هذا ما ذكره الشيخ الجامع في مقدمته، وله في المقدمة انتقاد لعمل الدكتور نجم عبدالرحمن يُراجع، والله الموفق.(12/269)
رواية المجهول
ـ[بنعمر لخصاصي]ــــــــ[20 - 03 - 06, 04:58 م]ـ
بسم الله، والحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله. تقبل الله منكم صالح أعمالكم. و بعد، نطلب من فضيلتم كلاما دقيقا في رواية المجهول عند الأحناف، والفروق بين تصورهم و تصور الجمهور. و هل للمالكية مذهب مستقل في الموضوع. و حفظكم الله تعالى. و السلام عليكم.(12/270)
ابحث عن موضوع رسالة
ـ[أبو زاهر]ــــــــ[20 - 03 - 06, 09:16 م]ـ
ارجو مساعدتي في اختيار موضوع رسالة دكتوراة في السنة وعلوم الحديث .........
ارجو الرد بسرعة ولكم جزيل الشكر.
ـ[ابو شيماء الشامي]ــــــــ[24 - 03 - 06, 03:00 م]ـ
وفقك الله
ما هو رأيك في منهج ابن حزم في التصحيح والتضعيف
ـ[عبد الرحمن الناصر]ــــــــ[28 - 03 - 06, 12:16 ص]ـ
توجد رسالة علمية (دكتوراة) بعنوان
القواعد الحديثية من كتاب الإحكام لأصول الأحكام للإمام ابن حزم
للباحث الشيخ الدكتور أحمد أشرف عمر
كلية أصول الدين جامعة الأزهر عام 1421 هـ - 2000م
ـ[ابو شيماء الشامي]ــــــــ[28 - 03 - 06, 04:22 م]ـ
جزاك الله خيرا لم اطلع عليها ولم اسمع بها
ـ[العسكري]ــــــــ[29 - 03 - 06, 08:50 ص]ـ
اكتب في العلل
موضوع ينوء بحملة العصبة أولو القوة
وفقك الله
لكن والحق أقول لك من لا يكثر من الصوم
فدعه يتوجه الي موضوع آخر
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[29 - 03 - 06, 05:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على الحبيب محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
أخي الكريم أبو زاهر:
أنصحك بسماع أشرطة الدكتور الشريف حاتم بن عارف العوني، وخاصة المتعلقة بمناهج كتب السنن، الموجودة في موقع طريق الإسلام فهو يذكر بعض المواضيع المهمة والممتعة التي تحتاج إلى بحث وتنقيب.
ـ[الباحث عبدالله]ــــــــ[30 - 03 - 06, 01:59 ص]ـ
انصحك يا أخي بالتحقيق, تحقيق أحد المخطوطات التي لم ترى النور بعد, فهناك كم هائل من المخطوطات - كما تعلم - تنتظر الدراسة والتحقيق.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[30 - 03 - 06, 02:29 ص]ـ
انصحك يا أخي بالتحقيق, تحقيق أحد المخطوطات التي لم ترى النور بعد, فهناك كم هائل من المخطوطات - كما تعلم - تنتظر الدراسة والتحقيق.
اقتراح جميل ... جزاك الله خيراً.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[30 - 03 - 06, 02:29 ص]ـ
... أرجوا أن تحذف المشاركة ...
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[30 - 03 - 06, 02:29 ص]ـ
... أرجوا أن تحذف المشاركة***(12/271)
سؤالان في المصطلح
ـ[أبو المهاجر المصري]ــــــــ[21 - 03 - 06, 04:37 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
يقول الحافظ العراقي، رحمه الله، في ألفيته، عن تخريج صنيع أبي داود، رحمه الله، في سننه:
وللإمام اليعمري إنما ******* قول أبي داود يحكي مسلما
حيث يقول جملة الصحيح لا ******* توجد عند مالك والنبلا
فاحتاج أن ينزل في الإسناد ******* إلى يزيد بن أبي زياد
حيث يقول ابن سيد الناس، رحمه الله، وهو الإمام اليعمري على حد علمي، يقول بأن أبا داود، رحمه الله، لجأ إلى ما لجأ إليه مسلم، رحمه الله، من الرواية عن بعض الضعفاء، كيزيد بن أبي زياد، ما صح من رواياتهم، لأنه ليس كل الأحاديث الصحيحة توجد عند أمثال مالك، رحمه الله، مكانة وإمامة، فلجئا إلى ذلك لكي يعلوا بإسناديهما، طالما صح الحديث من غير طريق الضعيف الذي يرويان عنه، ثم يقول بعدها:
ونحوه، وإن يكن ذو السبق ******* قد فاته أدرك باسم الصدق
هلا قضى على كتاب مسلم ******* بما قضى عليه بالتحكم
وسؤالي، أيها الكرام، عن شرح البيتين الأخيرين، وهل توجيه الأبيات الأولى صحيح، أم أنه يحتاج لنوع تحرير؟
وسؤالي الثاني:
عن وصف الدارقطني، رحمه الله، بالتدليس، لأنه كان يقول: قرأ على فلان وأنا أسمع، فقد سمعت ذلك، من أحد الشيوخ الكرام عندنا في مصر، إن لم يخطئ سمعي، وسمعته يقول بأن الحافظ، رحمه الله، يسمي هذا النوع: "تدليس الإجازة"، ولست متأكدا من ذلك، ثم ذكر أن الذهبي، رحمه الله، في الموقظة، يفرق بين:
قرأ على فلان: فيدخلها في صور التدليس، إن كان الراوي مدلسا.
وقرأ على فلان من كتابه.
وقرأ على فلان في كتابه.
فما الفرق بين هذه الصيغ، وما ضابط التدليس في صيغ القراءة على الشيخ؟
وأعتذر على الإطالة، وجزاكم الله خيرا.(12/272)
لماذا سار الكليني بالشيعة في طريق شائكٍ مظلم؟؟؟!!!
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[21 - 03 - 06, 09:02 ص]ـ
هذا الموضوع كتبه الاخ عبدالملك بن عبدالرحمن الشافعي في منتدى السرداب والحقيقة انه موضوع شيق ومفيد احببت نقله اليكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
فقد كان غرض الكليني من تأليف كتابه الكافي -كما يظهر من مقدمة الكتاب- أن يقدم للشيعة تراثاً روائياً صحيحاً لإثني عشر إماماً معصوماً، كي يتعبد به الشيعة ويعرفوا به أصول دينهم وفروعه، وهذه المهمة الخطيرة والشاقة دفع ثمن إنجازها عشرين عاماً من عمره حتى جمع لهم التراث الصحيح والمرضي بنظره -وهو ثقة الإسلام عندهم وهذا أحد أعلامهم وهو الشيخ حسن الدمستاني يصف درجته وضبطه لعلم الحديث فيقول: [ثقة الاسلام. وواحد الأعلام، خصوصا " في الحديث فإنه جهينه الأخبار وسابق هذا المضمار، الذي لا يشق له غبار، ولا يعثر له على عثار] ينظر أصول الكافي (1/ 22) - والذي رآه صحيحاً صالحاً للتعبد به بين الخلق وبين خالقهم، وإلا لما قدمه إليهم.
وقبل أن نعرض نص السؤال لهذا الموضوع رأيت من المناسب ذكر ثلاث مقدمات مهمة تعين على فهم النقطة المهمة والحساسة فيه وهي:
1 - معنى الإسناد العالي:
إن الإسناد العالي في مصطلح الحديث هو ما كان عدد رواته أقل ما يمكن، فكلما قل عدد رواته ازداد علواً وقوةً في نظر المحدثين واليك بيان هذه المعلومة، حيث يقول محمد رضا جديدي في كتابه (معجم مصطلحات الرجال والدراية) ص100: [العالي في السند، وقد يقال عالي الإسناد: هو قليل الواسطة مع اتصاله]، ويقول السيد حسن الصدر في كتابه (نهاية الدراية) ص207 عن أنواع الإسناد: [(الثالث: العالي) إذا كان الحديث (قصير السلسلة) يسمى (عالي) السند].
2 - كلما كان الإسناد عالياً كلما ازدادت قوة الحديث في نظر المحدثين:
بعد أن وقفنا على معنى الإسناد العالي وأنه كلما قل عدد الرواة في سند الحديث ازداد علواً وقوةً في نظر المحدثين، والسبب في ذلك هو أن احتمالات ضعف السند تقل بسبب قلة رواته، فيقول السيد حسن الصدر في كتابه (نهاية الدراية) ص207: [قال بعض العلماء: إن الاسناد من خواص هذه الامة. قالوا: وطلب العلو فيه سنة مؤكدة، وهو مما عظمت رغبة المتقدمين والمتأخرين فيه، لأنه أقل كلفا، وأبعد عن الخطأ، وأقرب الى الصحة، لأنه إذا طال السند كثرت مظان التحذير، وإذا قل قلت]، وقال ابن الصلاح في (مقدمة ابن الصلاح) ص156: [قلت العلو يبعد الإسناد من الخلل، لأن كل رجل من رجاله يحتمل أن يقع الخلل من جهته سهوا أو عمدا، ففي قلتهم قلة جهات الخلل، وفي كثرتهم كثرة جهات الخلل، وهذا جلي واضح].
3 - الحصول على الإسناد العالي مطلب عظيم جعل المحدثين يقطعون المفاوز لأجله:
يقول الخطيب البغدادي في كتابه (الكفاية في علم الرواية) ص18عن جهد أئمة الحديث: [فهم أغمار وحملة أسفار قد تحملوا المشاق الشديدة وسافروا إلى البلدان البعيدة، وهان عليهم الدأب والكلال واستوطئوا مركب الحل والارتحال وبذلوا الأنفس والأموال وركبوا المخاوف والاهوال، شعث الرؤوس شحب الألوان، خمص البطون، نواحل الأبدان، يقطعون أوقاتهم بالسير في البلاد طلباً لما علا من الإسناد، لا يريدون شيئا سواه ولا يبتغون إلا إياه]، ويقول السيد حسن الصدر في كتابه (نهاية الدراية) ص207: [قال بعض العلماء: إن الاسناد من خواص هذه الأمة. قالوا: وطلب العلو فيه سنة مؤكدة، وهو مما عظمت رغبة المتقدمين والمتأخرين فيه]، وينقل ابن الصلاح في كتابه (مقدمة ابن الصلاح) ص156: [وقد روينا أن يحيى بن معين رضي الله عنه قيل له في مرضه الذي مات فيه: ما تشتهي؟ قال بيت خالٍ وإسناد عالٍ]، بل حتى المدلسين كان من أسباب تدليس بعضهم -بإسقاط بعض رواة الحديث- أن يوهموا بأنه إسناد عالٍ بتقليل عدد رواته، وفي ذلك يقول الخطيب البغدادي في كتابه (الكفاية في علم الرواية) ص396: [وفيه أيضا أنه إنما لا يذكر من بينه وبين من دلس عنه طلبا لتوهيم علو الإسناد].
وبعد وقوفنا على أهمية علو الإسناد نعود فنقول: إن هناك أكثر من علامة استفهام وتعجب حول مسلك الكليني في جمعه لذلك التراث الروائي في كتابه الكافي، لأن الكليني كان أمامه طريقان:
الطريق الأول:
¥(12/273)
أن ينقل الأحاديث عن أقرب معصوم إليه كي يقل عدد رواة السند ليكتسب الحديث قوة من حيث الصحة-وهو ما يسمى بالإسناد العالي في مصطلح الحديث- فالحديث إذا نقله عن العسكري أو المهدي-وهما آخر أئمة الشيعة المعصومين وأقربهم إلى عصر الكليني- فإنه سيكون بينهما راوٍ واحد لقرب عهده بعصرهم ومعاصرته لنواب المهدي، وبالتالي سيكون علو سنده ظاهراً وأبعد عن النقد والجرح والتعديل
الطريق الثاني:
أن ينقل نفس متون تلك الأحاديث ولكن بسند فيه أربعة أو خمسة رواة بينه وبين المعصوم، كما هو الواقع فيما بينه وبين الصادق الذي نقل جلّ أحاديثه عنه في كتابه الكافي.
وقد كان الطريق الأمثل والمسلك الأقوم في نقل التراث الروائي إلى الشيعة هو الطريق الأول، لا سيما وإن العلم والتراث الروائي الموجود عند المعصوم ينتقل بكامله للمعصوم الذي بعده -كما يعتقده الشيعة- بمعنى أن العلم الذي عند العسكري والمهدي هو نفس العلم والتراث الروائي الذي عند الصادق، ولكن الكليني ارتكب خطأً فادحاً بسلوكه للطريق الثاني وهو من أشد الطرق وعورة وعرضة للنقد والتسقيط، وأثر هذا الخطأ الفادح الذي ارتكبه الكليني قد ظهر في أرض الواقع عند الشيعة من خلالهم طرحهم ولفظهم لثلثي التراث الذي جمعه بحجة ضعف وجهالة رجال السند، كما هو الواقع بتضعيفهم ما يقارب 9485 حديث من أصل 16121 حديث –حسب تحقيق المجلسي في مرآة العقول- وهذا السلوك ليس له سوى تفسيرين:
التفسير الأول:
إما أن الكليني هو السبب في طرح التراث الروائي للمعصومين والذي جمعه في عشرين عاماً، حيث جعله في مهبّ الريح فيكون "كالتي نقضت غزلها"، وكان بإمكانه تلافي ذلك لو نقل نفس هذا التراث عن العسكري أو المهدي كي يسلم من التضعيف -لأن فيه راوياً واحداً كما ذكرنا- وبذلك يكون خطأه قد كلف الشيعة الحرمان من تراث أئمتهم المعصومين بتضعيف وطرح ثلثيه.
التفسير الثاني:
أن السبب ليس في سلوك الكليني بل لأن العسكري والمهدي لا يملكون نفس العلم والتراث الروائي الموجود عند الصادق مما جعله يعرض عنهما ويتجه إلى الصادق بأسانيد شائكة كلها ضعفاء ومجاهيل، ظلمات بعضها فوق بعض.
وبما أن التفسير الثاني يصطدم مع إحدى بديهيات الشيعة في الإمامة والعصمة بأن كل معصوم يرث كل علم المعصوم المتقدم ولا ينقص منه مثقال ذرة، فإن كان علم العسكري والمهدي هو نفسه الموجود عند الصادق -وهذه عقيدة ثابتة عند جميع الشيعة- فمن حقنا ومن حق كل عقلاء الشيعة ومنصفيهم أن يتقدموا بهذا السؤال:
لماذا سار الكليني بالشيعة في هذا الطريق الشائك المظلم، وقطع بهم تلك المفاوز , والذي كان سبباً في جعل ثلثي علم المعصومين ومروياتهم وتراثهم في مهبّ الريح؟؟؟!!!
ـ[نويرجمن]ــــــــ[24 - 03 - 06, 12:21 ص]ـ
لسلوكه هذا المسلك تفسير آخر عند الشيعة سوى التفسيرين.وهو ان العسكري (الإمام الحادي عشر) كما هو واضح من لقبه كان محصورا في عسكر بني العباس قتل مسموما في زمن الخليفة المعتمد العباسي في سنة 260 هـ، وعمره ثمان وعشرون سنة. فإن قلة أحاديثه ترجع إلى أمرين: قصر عمره، وابقائه تحت الرقابة الشديدة. وهكذا كان حال أبيه (الإمام العاشر ,الهادي العسكري قتل مسموما في زمن الخليفة المعتز العباسي في254 هـ) و جده (الإمام التاسع، الجواد قتل مسموما في زمن الخليفة المعتصم العباسي 220 هـ وعمره 25 سنة) ففي هذه الظروف كان من الصعب الوصول اليهم وتلقي الأحاديث منهم.وهذا بخلاف المقطع الذي عاشه الصادق (الإمام السادس، المتوفي 148 هـ وعمره 65 سنة) إذ صادف زمان إنهيار الحكم الأموي وظهور العباسيين، فاشتغال الأمويين باللعباسيين قد أنتج فرصة للصادق في سبيل بث علوم أهل البيت وأحاديثهم، وهذا سر كثرة الروايات عنه وعن ابيه (الإمام الخامس، الباقر المتوفي 114 هـ وعمره 57 سنة) حتى كتبت من مرويات الصادق و الباقر على عهدهما اربعمائة مصنف (الأصول الأربعمئة) وهي التي دون فيها مؤلفها الأحاديث التي سمعوها من الصادق و الباقر مباشرة.فجاء بعضهم ليجعل من هذه الكتب مجموعات و مجامع حديثية حتى وصل الأمر إلى الكليني (المتوفي 329 هـ) فلخص الأصول الأربعمئة و جمع فيه16199 حديثا و هكذا فعل الطوسي (المتوفي 460 هـ) في كتابه تهذيب الاحكام (جمع فيه 13590 حديثا من الأصول الأربعمئة) و
¥(12/274)
الصدوق (المتوفي 381 هـ) جمع 6000 حديثا تقريبا في كتابه " من لا يحضره الفقيه " من هذه الأصول الأربعمئة.و للطوسي كتابا آخر (الاستبصار) جمع فيه 5511 حديثا.
قال ثامر هاشم حبيب العميدي من علماء الشيعة في كتابه " دفاع عن الكافي ج 1 "
"… الكافي هو اول كتاب جمعت فيه الاحاديث بهذه السعة، وهذا الترتيب والتبويب الذي وفر المزيد من جهد العلما في متابعتهم لاحاديث اهل البيت (ع)، حيث كان الفقها في ذلك العصر يعتمدون بالدرجة الاساس على الاصول الاربعمائة، وهي اربعمائة مؤلف لاربعمائة مؤلف من اصحاب الامامين الباقر والصادق (ع). وبعد ظهور الكافي اضمحلت حاجة الشيعة الى تلك الاصول الاربعمائة لوجود مادتها مرتبة مبوبة في ذلك الكتاب …".
ما أوردت هنا هي من البديهيات عند الشيعة والظاهر ان الشيعه حتي في زمن العسكري والهادي والجواد كانوا يعتمدون على تلك الاصول الاربعمائة.و راجع لمزيد من الاطلاع كتاب الاِمام الصادق للشيخ محمد أبي زهرة رحمة الله عليه.
أما جهالة سند الكليني الي الاصول الاربعمائة فهي غير مضرة عندهم. قال المجلسي:
" الظاهر ان الشيخين (الكليني والصدوق) نقلا جميع ما في الكتابين من الاصول الاربعمائة التي كان اعتماد الطائفه عليها كما ذكره الصدوق صريحا ويفهم من كلام ثقة السلام (الكليني) ايضا ... فاذا كان صاحب الكتاب ثقة يكون الخبر صحيحا. لان الظاهر من نقل السند الى كتاب المشهور المتواتر مجرد التيمن والتبرك سيما اذا كان من الجماعة المشهورين كالفضيل بن يسار و محمد بن مسلم رضي الله عنهما. فان الظاهر انه لا يضر جهالة سنديهما ... وكان اتصال السند عنده (الكليني) لمجرد التيمن والتبرك ولئلا يلحق الخبر بحسب الظاهر بالمرسل. فان روى خبرا عن حماد بن عيسى أو صفوان بن يحيى أو محمد بن أبي عمير فالظاهر انه أخذه من كتبهم فلا يضر الجهالة التي تكون في السند الى كتب بمثل محمد بن اسماعيل عن الفضل أو الضعف بمثل سهل بن زياد ... ".
وقال أيضا بعد أن روى حديثا في سنده محمد بن اسماعيل مجهول:
" لكن جهالته لا يقدح في صحة الحديث ... ان الظاهر ان هذا الخبر مأخوذ من كتاب محمد بن أبي عمير كما لا يخفي على من له ادنى تتبع. وكتب ابن أبى عمير كانت اشهر عند المحدثين من اصولنا الاربعة عندنا (الكافي، من لا يحضره الفقيه، تهذيب الاحكام و الاستبصار) بل كانت الاصول المعتبرة الأربعمئة عندهم اظهر من الشمس في رابعة النهار. فكما انا لا نحتاج الى سند لهذه الاصول الاربعة واذا اوردنا سندا فليس الا للتيمن و التبرك والاقتدا بسنة السلف و ربما لم نبال بذكر سند فيه ضعف او جهاله لذلك، فكذا هولاء الأكابر من المؤلفين لذلك كانوا يكتفون بذكر سند واحد الى الكتب المشهورة وان كان فيه ضعيف او مجهول…".
فتضعيفهم ما يقارب 9485 حديث من أصل 16199 إنما هي تضعيف سند الاحاديث بهذا المعنى الذي مر. و ذهب بعضهم إلى أن الكتب الأربعة مقطوع بصحة مضامينها، بمعنى أن الأحاديث الضعيفة فيها والغير معتمدة، تؤيدها بنفس المضمون أحاديث أخرى صحيحة السند، فتكون المضامين مقطوع بصحتها. وذهب جماعة من محدثيهم وعليه أكثر متأخريهم إلى أن كل حديث يخضع للبحث في السند والدلالة…
هذا ما فهمته من خلال قراءة كتبهم و المواقع الإنترنت والله أعلم.
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[24 - 03 - 06, 02:16 ص]ـ
هذا التفسير فيه غرابة شديده وتفسير مضحك وان قال الرافضة بهذا فقد نسفوا قضية العصمة بأيديهم
اولا: من المعروف ان الاثنى عشرية يؤمنون بأن العلوم عند احد الأئمة هي نفسها عند باقي الأئمة فعلم الصادق نفسه علم الهادي نفسه علم العسكري وهكذا وهذا يقود الى سؤال مهم لماذا لم يقوم أئمة الاثنى عشرية بدور الامامة مثلا أن يقوم الحسن العسكري ابتداءاً بتأليف التراث الروائي في كتاب كي تهتدي به الأمة –وهذه أهم غايات وجوده عندكم- فأما يجمعه في كتاب كي يقضي على مشكلة السند والنقل عن المعصوم برواة غير معصومين، أو يلقِّن ذلك التراث لخواصه، كي يوصلوه إلى الشيعة كما فعل الصادق مع خواصه بأن أعطاهم كل التراث الذي يملكه ومن ثم قاموا بنقله للشيعة، وهذا واجب على المعصوم أن يقوم بأعباء الإمامة وإرشاد الأمة فهو من أولويات وجوده في ضوء نظرية اللطف التي اعتمدها الشيعة في تقرير إمامتهم
¥(12/275)
وتثبيتها، وإلا فإن النقل عن الصادق المعصوم برواة غير معصومين -أمثال زرارة وغيره- يكون سائغاً لو انقطعت سلسلة المعصومين بالصادق، ولكن باستمرارها بعده فلا مسوِّغ لنقل التراث برواة غير معصومين وسلسلة المعصومين مستمرة بعد الصادق كي يرشدوا الأمة ويقدموا لها الدين كاملاً قرآناً وسنة عن طريق التراث الروائي الذي يمتلكوه والذي ورَّثه إليهم الصادق بصورة أدق وأكمل وأشمل مما ورثه لزرارة وأمثاله ممن يجوز عليهم الكذب والخطأ والنسيان.
ثانيا: اين ذهب نواب المهدي الذين كانوا ينقلون علوم الامام الى الشيعة فكان بامكان الكليني إما أن يطلب من نواب المهدي-وهم السفراء والواسطة بينه وبين الشيعة- كي يوصلوا مطلبه ومطلب الشيعة إلى المهدي المعصوم فيجمع ما عنده من تراث روائي ويقدمه للكليني وللشيعة عن طريق السفراء، لا سيما وقد كانت تقدم إليه طلبات في مسائل شرعية بسيطة ويستجيب لمطالبهم، بل وحتى مسائل دنيوية بأن يدعوا لهم بتفريج الكربات ومع هذا يستجيب لمطالبهم، فلا شك أن الحاجة لما يمتلكه من تراث روائي في أقصى درجاتها ولا توجد نسبة للمقارنة بينها وبين تلك المسائل البسيطة –الدينية والدنيوية- التي أجاب لما فيها من مطالب، لا سيما وأن الكليني عاش في بغداد وقد أدرك السفراء، فالواجب عليه إما أن يطلب منهم مباشرة تأليف كتاب يهتدي به الشيعة، أو أن يجمعه بجهده الشخصي -كما فعل في كتابه الكافي- ويعرضه عليهم كي يعرف رأي المعصوم فيه إما الإقرار لما فيه أو الإنكار عليه، كما عُرِضت كتب عديدة على المعصومين فأقروا مؤلفيها ومدحوهم، ومنها كتاب عبيد الله بن علي الحلبي الذي عرض على الصادق، وكتاب يونس بن عبد الرحمن والفضل بن شاذان اللذان عرضا على الحسن العسكري.
فكل الظروف كانت مهيأة للكليني كي يحصل على إسناد عالٍ ومع هذا لم ينتهزها، إذ لم يكن بينه وبين المعصوم الثاني عشر إلا السفير، وهذا إسنادٍ في غاية العلو والتوثيق من منظور الشيعة، إذ فيه الكليني وهو ثقة إسلامهم في الحديث ينقل عن السفير وهو نائب المعصوم ومفروغ من وثاقته، ينقل عن المعصوم، ولو سلكه لقدَّم للشيعة تراثاً روائياً صحيحاً ولقضى على مشكلة النظر في الإسناد ورواته التي تسببت في طرح الكثير من التراث الروائي؟!!! وأوقعت الشيعة في خلاف لا ينتهي في التصحيح والتضعيف في الكافي بسبب رواة أسانيده؟!!!(12/276)
أسئله أرجو ان اجد اجابتها
ـ[أحمد علاء]ــــــــ[21 - 03 - 06, 01:33 م]ـ
السلام عليكم ..
انا طالب علم جديد فى علوم لفقه والحديث ..
ولكنى وجدت بعض الاسئله وبحثت كثيرا عن اجابات لها فلم استطع ..
فوددت أن أرجع بالامر لمن هم أكثر منى علما لعلى اجد عندهم الاجابه إن شاء الله ..
1 - من اول من جمع الاحاديث النبويه الصحيحه في مصنف خاص؟ و متي؟
أعتقد أنه الامام مالك فى موطأه ولكن لا أعلم التاريخ
2 - ما هي الشروط الخمسه للحديث الصحيح؟
3 - لماذا سميت سنة 94 هـ بسنة الفقهاء .. ؟ ومن هم الفقهاء؟
أتمنى ألا أكون قد أثقلت عليكم ..
وجزاكم الله خيرا كبيرا ..
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[21 - 03 - 06, 01:52 م]ـ
شروط الحديث الصحيح:
1. أن يكون مسنداً.
2. أن يكون متصل السند.
3. أن يكون من العدول الضابطين.
4. أن لا يكون شاذاً.
5. أن لا يكون معللاً.
ولشرح هذه الشروط بطريقة بسيطه ارجع الى كتاب الشيخ عمر عبد المنعم سليم (تيسير علوم الحديث للمبتدئين) ص14.
أول من جمع في السنة هو الامام الزهري بأمر من الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز (1).
وارجع أيضاً الى نفس الكتاب ص18.
والكتاب بسيط العبارة ... وهو جيد للمبتديء.
وقولك أن الامام مالك هو أول من جمع في الحديث - هي تقال في من احتاط الصحة في مصنفاته- فقال الامام الشافعي _ ما تحت أدبم السماء أصح من موطاء مالك _ وكانت هذه العبارة من الامام الشافعي قبل أن يصنف الامام البخاري والامام مسلم في الصحيح.
وتجد هذا واضح عند الرجوع الى سنة وفاة الامام الشافعي ... فتجد الامام الشافعي توفي سنة 204 والامام البخاري ولد سنة 194 هـ.
أي أن الامام الشافعي توفي وسن الامام البخاري 10 سنوات فقط.
والله تعالى أعلم
_________________
(1) أنبه الى كلمة شاعت بين المسلمين ... وهي ان عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى هو الخليفة الراشد الخامس, وهذا القول فيه نظر, فالحسن رضي الله عنه ومعاوية رضي الله عنه سبقوا الخلفية الراشد عمر بن عيد العزيز ... وهم أولى بكلمة خامس و سادس الخلفاء الراشدين.
ـ[أحمد علاء]ــــــــ[21 - 03 - 06, 02:01 م]ـ
جزاكم الله كل خير أخى بلال ..
أعلم أن امام الزهرى كان اول من جمع الاحاديث النبويه فى عهد الخليفه عمر بن عبد العزيز (رضى الله عنه)
لكن السؤال إختص الاحاديث الصحيحه
من اول من جمع الاحاديث النبويه الصحيحه في مصنف خاص؟ و متي؟
وبالتالى أعتقد أنه الامام مالك ..
جزاكم الله خيرا أخى على الاستجابه السريعه ..
وأرجو أن كان احد الاخوه لديه اجابه لباقى الاجابات أو توضيح إفداتنا به ..
جزاكم الله خيرا ..
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[21 - 03 - 06, 02:07 م]ـ
وجزاكم بالمثل أخي الكريم ... اذا كان السؤال ... من الذي اشترط على نفسه اخراج الصحيح ... فأولهم الامام البخاري.
والامام مالك رحمه الله تعالى لم يشترط الصحة في كتابه.
والله تعالى أعلم
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[21 - 03 - 06, 04:37 م]ـ
وجزاكم بالمثل أخي الكريم ... اذا كان السؤال ... من الذي اشترط على نفسه اخراج الصحيح ... فأولهم الامام البخاري.
والامام مالك رحمه الله تعالى لم يشترط الصحة في كتابه.
والله تعالى أعلم
جزاك الله - أخي الفاضل بلال - خير الجزاء وأوفاه، ولكن قد قال ابن حجر في (النكت) في الإمام مالك وموطئه:
(فكتابه صحيح عنده وعند من تبعه ممن يحتج بالمرسل والموقوف)، وأرى أن ابن حجر مصيب في هذا القول، ومعناه - كما هو ظاهر - أن الإمام مالك كان يشترط الصحة في كتابه، وإن كان في شروطه في الصحة بعض مخالفة يسيرة لشروط الجمهور؛ والله أعلم.
"
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[21 - 03 - 06, 04:44 م]ـ
جزاك الله - أخي الفاضل بلال - خير الجزاء وأوفاه، ولكن قد قال ابن حجر في (النكت) في الإمام مالك وموطئه:
(فكتابه صحيح عنده وعند من تبعه ممن يحتج بالمرسل والموقوف)، وأرى أن ابن حجر مصيب في هذا القول، ومعناه - كما هو ظاهر - أن الإمام مالك كان يشترط الصحة في كتابه، وإن كان في شروطه في الصحة بعض مخالفة يسيرة لشروط الجمهور؛ والله أعلم.
"
بارك الله فيكم شيخ محمد ... أنتم أعلم مني ... وأقول بهذا القول بعد اليوم ان شاء الله.
والمسلم رجاع للحق.
لكم مني دعاء ... والله الموفق
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[21 - 03 - 06, 05:43 م]ـ
¥(12/277)
بارك الله فيكم/////// ... /////// ... وأقول بهذا القول بعد اليوم ان شاء الله.
والمسلم رجاع للحق.
لكم مني دعاء ... والله الموفق
ما شاء الله ...
بارك الله فيك، وزادك هدى وعلماً وأدبا.
وجزاك الله كل خير ....
وما أحوج كثيراً منا إلى مثل هذا الخلق ....
"
ـ[أحمد علاء]ــــــــ[21 - 03 - 06, 06:44 م]ـ
جزاكم الله جميعا خيرا كثيرا ...
هل يوجد لدى إخوتى إجابات لباقى الاسئله؟؟
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[21 - 03 - 06, 07:06 م]ـ
أخي أحمد ... بالنسبة للسؤال الأخير الذي لم يجب عنه ... فجوابه عند ابن كثير رحمه الله تعالى.
ذكر ابن كثير رحمه الله تعالى في كتابه الرائع (البداية والنهاية) في أحداث سنة أربع وتسعين ما نصه:
وقال محمد بن أبي حاتم ثنا عبد الملك بن عبد الله بن خباب قال جيء بسعيد بن جبير إلى الحجاج فقال كتبت إلى مصعب بن الزبير فقال بلى كتبت إلى مصعب قال لا والله لأقتلنك قال إني إذا لسعيد كما سمتني أمي قال فقتله فلم يلبث الحجاج بعده إلا أربعين يوما وكان إذا نام يراه في المنام يأخذ يمجامع ثوبه ويقول يا عدو الله فيم قتلتني فيقول الحجاج مالي ولسعيد بن جبير مالي ولسعيد بن جبير قال ابن خلكان كان سعيد بن جبير بن هشام الأسدي مولى بني والبة كوفيا أحد الأعلام من التابعين وكان اسود اللون وكان لا يكتب على الفتيا فلما عمى ابن عباس كتب فغضب ابن عباس من ذلك وذكر مقتله كنحو ما تقدم وذكر أنه كان في شعبان وأن الحجاج مات بعده في رمضان وقيل قبل بستة أشهر وذكر عن الإمام أحمد أنه قال قتل سعيد بن جبير وما على وجه الأرض أحد إلا وهو محتاج أو قال مفتقر إلى علمه ويقال إن الحجاج لم يسلط بعده على أحد وسيأتي في ترجمة الحجاج أيضا شيء من هذا قال ابن جرير وكان يقال لهذه السنة سنة الفقهاء لأنه مات فيها عامة فقهاء المدينة مات في أولها علي بن الحسين بن زين العابدين ثم عروة بن الزبير ثم سعيد بن المسيب وأبو بكر عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وسعيد بن جبير من أهل مكة وقد ذكرنا تراجم هؤلاء في كتابنا التكميل وسنذكر طرفا صالحا هاهنا إن شاء الله تعالى.
انتهى النقل من الكتاب
والله تعالى أعلم
ـ[أحمد علاء]ــــــــ[21 - 03 - 06, 07:28 م]ـ
جزاكم الله كل خير أخى بلال ..
انا تعبتك معايا:)
ممكن أخر سؤال؟؟
متى كتب موطأ الامام مالك؟؟
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[21 - 03 - 06, 08:34 م]ـ
أخي أحمد ... بحتث عن سنة محددة قد ألف فيها الامام مالك الموطاء فلم أجد.
ولكن قيل في أكثر من كتاب أن الامام مالك قد ألف كتابه في أربعين سنة.
ارجع الى مقدمة شرح الامام السيوطي للموطاء (التنوير) وكتاب (الحطة) ومقدمة (الاستذكار) و (مباحث في السنة المشرفة) لأكرم ضياء العمري ... وغيرها.
وقيل في بعض ما ذكر من المراجع أن أول ما ابتدىء الامام مالك بتأليف الموطاء ... كان يحوي الموطاء أكثر من عشرة آلاف حديث ... فكان يعدل عليه رحمه الله ورضي عنه حتى كان على الصورة التي نراها.
والروايات عن الامام مالك كثيرة ... وتجد أن الروايات تختلف كل واحدة عن الأخرى ... مما يثبت أن الامام مالك كان يعدل عليها ... ومما يدل على أن الامام كان يعدل على كتابه حتى مات.
وكانت وفات الامام سنة 179هـ.
فلو صح اعتقادي ... لكان بدء تصنيف الامام مالك لموطئه سنة 139هـ ولم يفرغ منه حتى مات رحمه الله تعالى أي سنة 179 هـ.
ولعل أهل الفضل يفيدونا ما خفي عنا .... والله تعالى أعلم
ـ[أحمد علاء]ــــــــ[22 - 03 - 06, 06:07 م]ـ
جزاكم الله كل الخير ..(12/278)
تنبيه حول بعض طريقة الإمام ابن القيم في نقد الأحاديث
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[21 - 03 - 06, 03:05 م]ـ
الإمام الرباني ابن القيم
(691 - 751هـ)
ليس المقصود من مثل هذه المباحث ترجمة وافية لنقاد الأحاديث وإنما التنبيه على منازلهم العلمية بين علماء الأمة، وفي ذلك – بلا ريب – بيان، ولو كان مجملاً، لما يشمل منازلهم في علم النقد خاصة؛ هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن في تراجم هؤلاء الأئمة – ولو كانوا من المشاهير – ما يريح النفس ويشرح الصدر ويعرّف المقصرين والقاصرين، من أمثالي، بشديد تقصيرهم وبعيد قصورهم؛ ومن الله العون والتوفيق، فأقول:
ابن القيم رحمه الله تعالى هو العلامة العلم محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز الزرعي الدمشقي شمس الدين ابن قيم المدرسة الجوزية.
أحد أئمة أهل السنة المتأخرين، لا أعني في مكانه، وإنما في زمانه، عالم حبر متبحر، بل إمام بحْر، وداعية كبير، ليس له بعد عصره نظير، ومفسر فطن خطير، وفقيه بكل ما تحمله الكلمة من المعاني، قبل أعصر التحريف والتزوير، ومصنف مبدع حكيم، وزاهد متّبع، وعابد مجتهد عظيم، ووصاف بارع لأدواء القلوب وأدويتها، وطبيب حاذق باحث عن مجهولات أحوال الأنفس في بحارها وأوديتها.
دعا الأمة إلى الهجرتين، ووصف الطريق والزاد، وحدا الأرواح إلى بلاد الأفراح، ففصل المراد وزاد، فرحمه الله تعالى ورضي عنه وأرضاه وبلغه المنى والمراد؛ آمين.
ولابن القيم في كتبه من التنبيهات البديعات والتحقيقات والفوائد العجيبات والاستدراكات المهمات على الكبار ما يعز الوقوف عليه في غيرها؛ ولا سيما في تدبر القرآن وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحسن تصوير مسائل الخلاف، وترجيح الراجح منها وتزييف أدلة المخالفين للحق.
ترجم له كثير من العلماء والدارسين، من أوائلهم الإمامان الذهبي وابن كثير، وترجم له تلميذه الإمام ابن رجب في (ذيل طبقات الحنابلة)، ثم الحافظ ابن حجر، ثم الشوكاني، وآخرون من كبار العلماء المؤرخين.
وله تراجم جيدة كتبها جماعة من محققي كتبه، في مقدماتهم لها، كالذي صنعه الشيخان شعيب وعبد القادر في مقدمة تحقيق (زاد المعاد).
ويظهر أن أفضل وأوسع ترجمة له هي تلك كتبها العلامة بكر أبو زيد حفظه الله، في كتابه (ابن قيم الجوزية حياته وآثاره)، وله كتاب آخر هو (ابن قيم الجوزبة وموارده في كتبه)، بل له في خدمة كتب ابن القيم وعلمه جهود كثيرة وكبيرة قديمة وحديثة نسأل الله أن يُتمها على أكمل وجه وأحسن طريقة.
ترجمه ابن كثير في (البداية والنهاية) (14/ 550 - 551 – طبعة مكتبة الإيمان) فكان مما قاله فيه:
(وسمع الحديث واشتغل بالعلم وبرع في علوم متعددة لا سيما علم التفسير والحديث والأصلين----.
ولما عاد الشيخ تقي الدين ابن تيمية من الديار المصرية في سنة ثنتي عشرة وسبعمئة لازمة إلى أن مات الشيخ فأخذ عنه علماً جماً مع ما سلف له من الاشتغال فصار فريداً في بابه في فنون كثيرة مع كثرة الطلب ليلاً ونهاراً وكثرة الابتهال.
وكان حسن القراءة والخلق كثير التودد، لا يحسد أحداً ولايؤذيه ولا يستعيبه ولا يحقد على أحد.
وكنت من أصحب الناس له وأحب الناس إليه.
ولا أعرف في هذا العالم في زماننا أكثر عبادة منه؛ وكانت له طريقة في الصلاة: يطيلها جداً ويمد ركوعها وسجودها، ويلومه كثير من أصحابه في بعض الأحيان فلا يرجع ولا ينزع عن ذلك رحمه الله.
وله من التصانيف الكبار والصغار شيء كثير.
وكتب بخطه الحسن شيئاً كثيراً.
واقتنى من الكتب ما لا يتهيأ لغيره تحصيل عشره، من كتب السلف والخلف.
وبالجملة كان قليل النظير في مجموعه وأموره وأحواله.
والغالب عليه الخير والأخلاق الصالحة، سامحه الله ورحمه---).
وترجمه تلميذه الإمام الحافظ ابن رجب في (ذيل طبقات الحنابلة) ترجمة جامعة نافعة ماتعة رائعة، فقال:
(محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن جريز الزرعي، ثم الدمشقي الفقيه الأصولي، المفسر النحوي، العارف، شمس الدين أبو عبد الله بن قيم الجوزية، شيخنا----.
وتفقه في المذهب، وبرع وأفتى.
ولازم الشيخ تقي الدين وأخذ عنه.
¥(12/279)
وتفنن في علوم الإِسلام. وكان عارفاً بالتفسير لا يجارى فيه، وبأصول الدين، وإليه فيهما المنتهى. والحديث ومعانيه وفقهه، ودقائق الاستنباط منه، لا يلحق في ذلك، وبالفقه وأصوله وبالعربية، وله فيها اليد الطولى، وتعلم الكلام والنحو وغير ذلك، وكان عالماً بعلم السلوك، وكلام أهل التصوف، وإشاراتهم، ودقائقهم. له في كل فن من هذه الفنون اليد الطولى---.
قلت: وكان رحمه الله ذا عبادة وتهجد، وطول صلاة إلى الغاية القصوى، وتأله ولهج بالذكر، وشفف بالمحبة، والإِنابة والاستغفار، والافتقار إلى الله، والانكسار له، والاطراح بين يديه على عتبة عبوديته، لم أشاهد مثله في ذلك، ولا رأيت أوسع منه علماً، ولا أعرف بمعاني القرآن والسنة وحقائق الإيمان منه، وليس هو المعصوم، ولكن لم أرَ في معناه مثله.
وقد امتحن وأوذي مرات، وحبس مع الشيخ تقي الدين في المرة الأخيرة بالقلعة، منفرداً عنه، ولم يفرج عنه إلا بعد موت الشيخ.
وكان في مدة حبسه مشتغلاً بتلاوة القراَن بالتدبر والتفكر، ففتح عليه من ذلك خير كثير، وحصل له جانب عظيم من الأذواق والمواجيد الصحيحة، وتسلط بسبب ذلك على الكلام في علوم أهل المعارف، والدخول في غوامضهم، وتصانيفه ممتلئة بذلك، وحج مرات كثيرة، وجاور بمكة.
وكان أهل مكة يذكرون عنه من شدة العبادة، وكثرة الطواف أمراً يتعجب منه. ولازمت مجالسه قبل موته أزيد من سنة، وسمعت عليه "قصيدته النونية الطويلة" في السنة، وأشياء من تصانيفه، وغيرها.
وأخذ عنه العلم خلق كثير من حياة شيخه وإلى أن مات، وانتفعوا به، وكان الفضلاء يعظمونه، ويتتلمذون له، كابن عبد الهادي وغيره.
وقال القاضي برهان الدين الزرعي عنه: ما تحت أديم السماء أوسع علماً منه.
ودرس بالصدرية. وأمَّ بالجوزية مدة طويلة. وكتب بخطه ما لا يوصف كثرة.
وصنف تصانيف كثيرة جداً في أنواع العلم. وكان شديد المحبة للعلم، وكتابته ومطالعته وتصنيفه، واقتناء الكتب، واقتنى من الكتب ما لم يحصل لغيره).
انتهى مع شيء من حذف مشارٍ إليه.
وترجمه الحافظ ابن حجر في (الدرر الكامنة) (3/ 243 - 245) فكان مما قاله فيه:
(وكان جرئ الجنان واسع العلم عارفاً بالخلاف ومذاهب السلف وغلب عليه حب ابن تيمية حتى كان لا يخرج عن شيء من أقواله بل ينتصر له في جميع ذلك وهو الذي هذب كتبه ونشر علمه-----.
وكان مغرى بجمع الكتب فحصل منها ما لا يحصر حتى كان أولاده يبيعون منها بعد موته دهراً طويلاً سوى ما اصطفوه منها لأنفسهم.
وكل تصانيفه مرغوب فيها بين الطوائف، وهو طويل النفس فيها يتعانى الإيضاح جهده فيسهب جداً ومعظمها من كلام شيخه يتصرف في ذلك وله في ذلك ملكة قوية ولا يزال يدندن حول مفرداته وينصرها ويحتج لها----).
وقال العلامة الشوكاني في (البدر الطالع) (2/ 143 - 146) في ترجمته:
(--- ابن قيم الجوزية الحنبلي: العلامة الكبير المجتهد المطلق المصنف المشهور.
وبرع في جميع العلوم وفاق الأقران واشتهر في الآفاق وتبحر في معرفة مذاهب السلف، وغلب عليه حب ابن تيمية حتى كان (1) لا يخرج عن شيء من أقواله بل ينتصر له في جميع ذلك، وهو الذي نشر علمه بما صنفه من التصانيف الحسنة المقبولة.
قال الذهبي في (المختص) (2): حبس (3) مدة لإنكار شد الرحل لزيارة قبر الخليل، ثم تصدر للاشتغال ونشر العلم؛ ولكنه معجب برأيه جريء على أمور، انتهى
قلت: بل كان متقيداً بالأدلة الصحيحة معجباً بالعمل بها غير معول على الرأي صادعاً بالحق لا يحابي فيه أحداً ونعمت الجرأة----.
وله من حسن التصرف مع العذوبة الزائدة وحسن السياق ما لا يقدر عليه غالب المصنفين بحيث تعشق الأفهام كلامه وتميل إليه الأذهان وتحبه القلوب؛ وليس له على غير الدليل معول في الغالب، وقد يميل نادراً إلى المذهب (4) الذي نشأ عليه ولكنه لا يتجاسر على الدفع في وجوه الأدلة بالمحامل الباردة كما يفعله غيره من المتمذهبين (5)، بل لا بد له من مستند في ذلك؛ وغالب أبحاثه الإنصاف والميل مع الدليل حيث مال، وعدم التعويل على القيل والقال؛ واذا استوعب الكلام في بحث وطوّل ذيوله أتى بما لم يأت به غيره وساق ما ينشرح له صدر الراغبين في أخذ مذاهبهم عن الدليل؛ وأظنها سرت إليه بركة ملازمته لشيخه ابن تيمية في السراء والضراء والقيام معه في محنه ومواساته بنفسه وطول تردده إليه، فإنه ما زال ملازماً
¥(12/280)
له من سنة "712" إلى تاريخ وفاته المتقدم في ترجمته.
وبالجملة فهو أحد من قام بنشر السنة وجعلها بينه وبين الآراء المحدثة أعظم جُنة فرحمه الله وجزاه عن المسلمين خيراً---).
هذا بعض كلام أهل العلم في هذا الإمام، وبعض شهادتهم له، بعلو المنزلة وقوة الديانة وشدة محبة السنة وكثرة الإنصاف؛ ولكن رغم ذلك كله غمز طريقته في نقد الأحاديث بعضُ المعاصرين، فاتهمه بالتساهل في رواية الحديث الضعيف وتقويته إذا وافق مشربه فقال في حاشيته على (الأجوبة الفاضلة) (ص130 - 132):
(أما ابن القيم فمع جلالة قدره ونباهة ذهنه ويقظته البالغة: فإن المرء ليعجب منه رحمه الله تعالى كيف يروي الحديث الضعيف والمنكر في بعض كتبه كمدارج السالكين من غير أن ينبه عليه! بل تراه إذا روى حديثاً جاء على مشربه المعروف بالغ في تقويته وتمتينه كل المبالغة حتى يخيل للقارئ أن ذلك الحديث من قسم المتواتر، في حين أنه قد يكون حديثاً ضعيفاً أو غريباً أو منكراً، ولكن لما جاء على مشربه جمع له جراميزه وهبَّ لتقويته وتفخيم شأنه بكل ما أوتيه من براعة بيان وقوة لسان).
ثم ذكر مثالاً لذلك؛ ثم ختم كلامه هذا بقوله:
(فصنيع ابن القيم هذا يدعو إلى البحث والفحص عن الأحاديث التي يرويها من هذا النوع ويشيد بها في تآليفه، وهي من كتب يوجد فيها الحديث الضعيف والمنكر والموضوع).
قلت: لهذا الكلام – والحق يقال - بعض الأصل، وله نصيب من الصحة، ولكنه قد بالغ فيه صاحبه وهوّل وتجاوز الحد وأفرط.
بل إنه يظهر لي أن هذا الناقد لم يمدح ابن القيم بما امتدحه به في أول كلامه إلا ليقول إنه سيء القصد مع علمه بالأمور، وحاشاه.
ونحن لا نبرئ ابن القيم، جملة وتفصيلاً، من جميع ما ادعاه عليه هذا المدعي، وإنما نبرئه من مخالفة أصول الدين وما ثبت من نصوص الوحي، وما ظهرت أو ترجحت صحته من أقوال أئمة هذا الشأن والمحققين من أهل العلم، ونبرئه من الجرأة في دين الله ومن التهجم على الأحكام، ونبرئه من سوء القصد وقلب الحقائق والتلاعب بالمسائل العلمية، خلافاً لبعض الناس ممن يبجلهم صاحب هذه الدعوى، بل يظهر أنه هو نفسه لم يسلم من ذلك.
وبعد هذا، فابن القيم ليس بالمعصوم، وهو عالم مجتهد متمكن يقول بما يرى ويحكم بما يظهر له، ويصيب غالباً ويخطئ أحياناً، وهو إنما يقوي الأحاديث الضعيفة أحياناً إذا كان قد سبقه إلى تمتينها أو قبولها بعض الأئمة ولم يظهر له أنها منكرة أو باطلة؛ وأما المناكير والساقطات فليس ابن القيم ممن يقبلها أو يدافع عنها إذا بان له نكارتها أو سقوطها.
وأما إيراده الأحاديث الضعيفة في كتبه ساكتاً عليها فهذه - وإن كان فيها نوع خلل وتقصير - طريقة جمهور العلماء قديماً وحديثاً ولا سيما في كتب الرقائق والوعظ والزهد والتزكية وأكثر كتب ابن القيم هي من هذا الباب، أو هو مدارها.
وفي الجملة فليس ببعيد أن يوصف ابن القيم بشيء من التساهل في تقوية الأحاديث الضعيفة أحياناً، ولكن البعيد أن يوصف بما أراده صاحب الكلام المذكور.
وقد تقدمت شهادة الإمام الشوكاني له إذ قال:
(ولكنه لا يتجاسر على الدفع في وجوه الأدلة بالمحامل الباردة كما يفعله غيره من المتمذهبين، بل لا بد له من مستند في ذلك؛ وغالب أبحاثه الإنصاف والميل مع الدليل حيث مال، وعدم التعويل على القيل والقال).
********************
ومن محاسن النقد عند ابن القيم متابعته لعلماء العلل إذا وقف على كلامهم ولم ير ما خالفه من كلام أمثالهم، ومعرفته بمراتب كتب الحديث، ونظره إلى معنى الحديث على طريقة الأئمة الجامعين بين تعظيم النصوص وحسن انتقادها من جهة الغرابة والنكارة ونحوهما.
قال ابن القيم في (الفروسية) (ص46) في أثناء كلامه على بعض الأحاديث: (أما تصحيح أبي محمد بن حزم له فما أجدره بظاهريته وعدم التفاته إلى العلل والقرائن التي تمنع ثبوت الحديث بتصحيح هذا الحديث وما هو دونه من الشذوذ والنكارة؛ فتصحيحه للأحاديث المعلولة وإنكاره لتعليلها نظير إنكاره للمعاني والمناسبات والأقيسة التي يستوي فيها الأصل والفرع من كل وجه؛ والرجل يصحح ما أجمع أهل الحديث على ضعفه، وهذا بين في كتبه لمن تأمله).
ولو جُمع ما في كتب ابن القيم من كلام له على الأحاديث – تصحيحاً وتعليلاً - ورُتب بحسب الموضوعات لكان من ذلك كتابٌ حافل.
وكذلك أصوله في نقد الأحاديث والرواة لو جمعت من كتبه لكان من ذلك قدر نافع طيب بإذن الله ...
******************************************
(1) لو قال (كاد) لكانت أولى.
(2) في الأصل (المختصر)، وأثبتُّ ما أطنه الصواب، والمراد بـ (المختص) هو (المعجم المختص بالمحدثين).
(3) تحرفت في (البدر الطالع) المطبوع إلى (جلس).
(4) في (البدر الطالع) المطبوع (مذهب) بالتنكير.
(5) في (البدر الطالع) المطبوع (المتهذبين)، وهو خطأ فغيرته.
ـ[سيف 1]ــــــــ[21 - 03 - 06, 05:06 م]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ محمد
¥(12/281)
ـ[ابن السائح]ــــــــ[21 - 03 - 06, 08:52 م]ـ
قلت: وكان رحمه الله ذا عبادة وتهجد، وطول صلاة إلى الغاية القصوى، وتأله ولهج بالذكر، وشفف [لعل أصلها: شغف] بالمحبة
ولو جُمع ما في كتب ابن القيم من كلام له على الأحاديث – تصحيحاً وتعليلاً - ورُتب بحسب الموضوعات لكان من ذلك كتابٌ حافل.
بارك الله فيك.
قد فعل ذلك الشيخ الفاضل جمال السيد في كتابه (ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومها)، وقد طبعته الجامعة الإسلامية بالمدينة في ثلاث مجلدات.
ـ[ابن السائح]ــــــــ[21 - 03 - 06, 11:06 م]ـ
في موقع ثمرات المطابع:
ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومها
تأليف: جمال بن محمد السيد
الناشر: عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة
رقم الطبعة: الأولى
تاريخ الطبعة: 2004
نوع التغليف: مقوى فاخر (فني) كعب مسطح
عدد الأجزاء: 3
اسم السلسلة: إصدارات عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية
الرقم في السلسلة: 61
مقاس الكتاب: 17 × 24 سم
السعر: 90.0 ريال سعودي ($24.00)
التصنيف: / علوم الحديث
نبذة عن الكتاب: يسعى المؤلف من خلال هذا البحث إلى تحقيق هدفين:
· أولهما: بيان مكانة ابن القيم في الحديث وعلومه، وذلك من خلال الكشف عن آرائه وإسهاماته العلمية في هذا الجانب، والقيام بدراستها وتحليلها، ومن ثم مقارنتها بآراء أئمة هذا الشأن، ليعرف مكان ابن القيم – رحمه الله – بينهم.
· ثانيهما: جمع أكبر قدر ممكن من هذه الآراء وتلك الإسهامات من بطون كتبه ومؤلفاته العديدة، وعرضها في ترتيب موضوعي، مما يسهل على طالب هذه الفوائد الوصول إليها.
وقد قام المؤلف من أجل تحقيق ذلك بقراءة وجرد كل ما نشر من مؤلفات لابن القيم رحمه الله، والتي تزيد على ثلاثين كتاباً ما بين كبير في مجلدات وصغير في وريقات.
وقد جعل المؤلف رسالته هذه في مقدمة وثلاثة أبواب وخاتمة.
- أما الباب الأول: فقد خصصه لدراسة شخصية ابن القيم وتكلم فيه عن عصر ابن القيم وحياته وسيرته ومؤلفاته من حيث منهجه في التأليف وخصائصه ومصادره، كما ذكر مؤلفاته وقام بدراسة بعضها.
- الباب الثاني: ويشتمل على آراء ابن القيم ومنهجه في الحديث وعلومه، وفيه أربعة فصول:
o الفصل الأول: آراؤه في علوم الحديث.
o الفصل الثاني: آراؤه ومنهجه في الجرح والتعديل.
o الفصل الثالث: منهجه في تخريج الحديث والحكم عليه.
o الفصل الرابع: منهجه في شرح الحديث، وبيان معانيه واستخراج أحكامه.
- وأما الباب الثالث: ففيه دراسة جملة من الأحاديث المختارة مما تكلم عليه ابن القيم. وقد جمع المؤلف في هذا الباب جملة من الأحاديث التي حكم عليها ابن القيم رحمه الله بتصحيح أو تضعيف أو غير ذلك، وبين عللها، مع دراسة تلك الأحكام في ضوء أقوال الأئمة وأحكامهم على الأحاديث نفسها، ومن ثم بيان إصابة ابن القيم وعدم إصابته فيما حكم به.
وذكر الباحث في الخاتمة: أهم النتائج التي توصل إليها من خلال بحثه حول ابن القيم وعلومه.
ثم ذيل البحث بالفهارس التفصيلية التي لا غنى عنها للمطالع في هذا الكتاب.
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[22 - 03 - 06, 11:12 ص]ـ
"
سيف1
ابن السائح
جزاكما الله خيراً، وبارك الله فيكما .....
"
ـ[ابن السائح]ــــــــ[22 - 03 - 06, 11:28 ص]ـ
وفيك بارك الله، وجزاك خيرًا، ونفعنا بفوائدك.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 04 - 09, 12:27 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[فهد السند]ــــــــ[17 - 04 - 09, 04:08 م]ـ
أحسنتم فضيلة الشيخ محمد خلف سلامة
ولو جُمع ما في كتب ابن القيم من كلام له على الأحاديث – تصحيحاً وتعليلاً - ورُتب بحسب الموضوعات لكان من ذلك كتابٌ حافل.
وكذلك أصوله في نقد الأحاديث والرواة لو جمعت من كتبه لكان من ذلك قدر نافع طيب بإذن الله ...
إن أمر الجمع في العصر الحاضر مع أجهزة الحاسب والكتب الاكترونية والمكتبة الشاملة أصبح أيسر بكثير من السابق
لكن الشأن في السبر والعرض والمقارنة، فذاك الميدان!
ورسالة د. جمال بن محمد السيد عن ابن القيم لاشك في فائدتها
لكنها -بدون مجاملة- لاتعطي وصفا دقيقا وعرضا شافيا عن مكانة هذا الامام الجليل في علم الحديث.(12/282)
ماصحة هذا الحديث وهل طعن فيه أحد من العلماء
ـ[ابو عبد الله الجهني]ــــــــ[21 - 03 - 06, 04:45 م]ـ
الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر
ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[21 - 03 - 06, 05:39 م]ـ
أخي إليك الرابط فقد ورد نفس الموضوع أو قريبا منه قبل كتابتك لاستفهامك بيومين:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=75733&highlight=%C7%E1%CF%E4%ED%C7+%D3%CC%E4+%C7%E1%E3%C 4%E3%E4
و إذا لم يعمل معك الرابط: استخدم محرك البحث الذي هو بجوار حقل (مشاركات جديدة) و اكتب فيه مثلا الدنيا سجن المؤمن سوف يستعرض لك ما كتب،،،،،(12/283)
الشاذ عند الحاكم .... مرة أخرى
ـ[أبو عبد الرحمن الحمصي]ــــــــ[21 - 03 - 06, 05:39 م]ـ
السلام عليكم
هذه مشاركتي الأولي بهذا الاسم الحقيقي
وأرجو أن تكون مشاركة مفيدة وغنية
الموضوع الذي أطرحه سبق الكلام عليه كثيرا، والكثير يظن أنه قد أشبع بحثا وفرغ منه، وهو (الشاذ عند الحاكم)
فقد ذهب كثير ممن كتب في هذا الموضوع: أن الحاكم يطلق الشذوذ على مجرد التفرد، بدليل أنه حكم على أحاديث في البخاري بأنها شاذة
وبعضهم قال: إن الحاكم يطلق الشاذ على ما لا أصل له، لكن أحيانا يستعمله بمعنى التفرد
والذي أراه بعد البحث:
أن الشاذ عند الحاكم كما ذكر هو نوع من المعلل، لا أصل له، يشعر الناقد بغلطه ووهمه، لكن لا يقف على علته.
وهاكم هذا البحث الذي قمت به، راجياً المشاركة والمناقشة من الإخوة الأكارم.
ـ[أبو عبد الرحمن الحمصي]ــــــــ[21 - 03 - 06, 05:46 م]ـ
الشاذ عند الحاكم النيسابوري: قال الحاكم في معرفة علوم الحديث ():
«هذا النوع منه: معرفة الشاذ من الروايات، وهو غير المعلول؛ فإن المعلول ما يوقف على علته أنه دخل حديث في حديث، أو وهم فيه راوٍ، أو أرسله واحدٌ فوصله واهمٌ.
فأما الشاذ: فإنه حديثٌ يتفرد به ثقةٌ من الثقات، وليس للحديث أصل متابع لذلك الثقة».
ثم نقل بعد ذلك تعريف الشافعي ولم يعترض عليه، وإنما شرع بعده مباشرة في التمثيل للحديث الشاذ.
? المثال الأول:
والمثال الأول الذي ذكره هو حديث قتيبة بن سعيد، عن الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الطفيل، عن معاذ بن جبل ? أن النبي ?: «كَانَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ زَيْغِ الشَّمْسِ أَخَّرَ الظُّهْرَ إِلَى أَنْ يَجْمَعَهَا إِلَى الْعَصْرِ، فَيُصَلِّيَهُمَا جَمِيعاً، وَإِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَ زَيْغِ الشَّمْسِ عَجَّلَ الْعَصْرَ إِلَى الظُّهْرِ، وَصَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعاً ثُمَّ سَارَ. وَكَانَ إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ الْمَغْرِبِ أَخَّرَ الْمَغْرِبَ حَتَّى يُصَلِّيَهَا مَعَ الْعِشَاءِ، وَإِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ عَجَّلَ الْعِشَاءَ فَصَلاهَا مَعَ الْمَغْرِبِ» ().
قال الحاكم (): «هذا حديث رواته أئمة ثقات، وهو شاذُّ الإسناد والمتن، لا نعرف له علةً نعلله بها، ولو كان الحديث عند الليث عن أبي الزبير عن أبي الطفيل لعللنا به الحديث، ولو كان عند يزيد بن أبي حبيب عن أبي الزبير لعللنا به، فلما لم نجد له العلتين خرج عن أن يكون معلولاً.
ثم نظرنا فلم نجد ليزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل رواية، ولا وجدنا هذا المتن بهذه السياقة عند أحد من أصحاب أبي الطفيل، ولا عند أحد ممن رواه عن معاذ بن جبل عن أبي الطفيل؛ فقلنا الحديث شاذ.
وقد حدثونا عن أبي العباس الثقفي قال: كان قتيبة بن سعيد يقول لنا: على هذا الحديث علامة أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، وأبي بكر بن أبي شيبة، وأبي خيثمة، حتى عدَّ قتيبةُ أسامي سبعة من أئمة الحديث كتبوا عنه هذا الحديث».
ومعنى وضعِ سبعةٍ من كبار الحفاظ علامةً على هذا الحديث أنهم استغربوه، واستشكلوه من حديثه، وكان موضع استفهام وتعجب، ولم يقبلوه كما قبلوا بقية حديثه، لذا قال الحاكم بعد ذلك:
«فأئمة الحديث إنما سمعوه من قتيبة تعجباً من إسناده ومتنه، ثم لم يبلغنا عن أحد منهم أنه ذكر للحديث علةً».
أي لم يبينوا موضع الخلل الذي فيه، أو مكمن علته، وإلا فهم قد استغربوه وردوه، وعلق الذهبي على عبارة الحاكم هذه (): «قلت: بل رووه في كتبهم واستغربه بعضهم».
ثم قال الحاكم: «فنظرنا فإذا الحديث موضوع، وقتيبة بن سعيد ثقة مأمون».
ثم نقل عن البخاري أنه قال: «قلت لقتيبة بن سعيد: مع مَنْ كتبت عن الليث بن سعد حديث يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل؟
فقال: كتبته مع خالد المدائني. قال البخاري: وكان خالد المدائني يدخل الأحاديث على الشيوخ» ().
فهذا الحديث حكم عليه الحاكم بالشذوذ سنداً ومتناً، مع أنه لم يقف له في أول الأمر على مكمن العلة وموطن الخلل، فأطلق الشذوذ على ما ترجح عنده خطأه وإن لم يبن له سببه.
ومما رجح شذوذ السند أنه لا يعرف ليزيد بن أبي حبيب رواية عن أبي الطفيل إلا في هذا الحديث، ولا يحفظ المحدثون بهذه النسخة سنداً آخر، فهذا من علامة الوهم.
¥(12/284)
ثم إن المتن - وعليه المعول في القول بجمع التقديم – لا يعرفه الحفاظ، ولم يثبت عندهم إلا من حديث قتيبة هنا، وروي من حديث هشام بن سعد عن أبي الزبير عن أبي الطفيل عن معاذ ? ()، وهشام بن متكلم فيه، وخالف أصحاب أبي الزبير كلهم في روايته لهذا المتن ().
ولو كان المتن صحيحاً ثابتاً عن النبي ? لاشتهر بين المحدثين، ولتعدَّدَتْ طرقُه، لا سيما مع توفر الدواعي لنقله، لتعلقه بأمر يحتاج إليه الناس، وهي رخصة جمع التقديم في السفر.
أضف إلى هذا؛ أنه قد ورد من عدة أحاديث جمع الصلاة في غزوة تبوك، وجاءت من رواية أبي الزبير عن أبي الطفيل عن معاذ ?، لكنها وردت في مطلق الجمع، ولم تنص على جمع التقديم، أو على هذا التفصيل الذي جاء به هذا الحديث.
هذه الأمارات كلها جعلت الحاكم وعدد من الحفاظ يستنكرون الحديث ويستغربونه، ويحكمون عليه بالشذوذ، وربما اكتفوا في إعلاله بالإشارة إلى تفرد قتيبة بن سعيد ().
بعد هذا كله توصل البخاري بعمق نظره، وطول باعه، ونور بصيرته في هذا العلم، الذي حباه الله إياه، إلى موضع الخلل، وأصل الوهم في الحديث، وهو أن قتيبة سمع من الليث هذا الحديث مع خالد المدائني، وخالد متهم، كان يدخل الأحاديث على الشيوخ فأدخل هذا المتن، بسند مركب، وجعله من حديث الليث.
فبان بهذا أن السند ملفق، وأن المتن مركب على هذا السند ().
? المثال الثاني:
ومثل الحاكم للشاذ بحديث آخر: رواه محمد بن أحمد المحبوبي، عن أحمد بن سيَّار، عن محمد بن كثير العبدي، عن سفيان الثوري، عن أبي الزبير، عن جابر ? قال: «رأيت رسول الله ? في صلاة الظهر يرفع يديه إذا كبر، وإذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع» ().
قال الحاكم (): «وهذا الحديث شاذُّ الإسنادِ والمتن؛ إذ لم نقفْ له على علة، وليس عند الثوري عن أبي الزبير هذا الحديث، ولا ذَكَرَ أحدٌ في حديث رفع اليدين أنه في صلاة الظهر أو غيرها. ولا نعلم أحداً رواه عن أبي الزبير غير إبراهيم بن طَهمان وحده، تفرد به ()، إلا حديثٌ يحدِّث به سليمانُ بن أحمد الْمَلَطي من حديث زياد بن سوقة وسليمان متروك يضع الحديث.
وقد رأيت جماعة من أصحابنا يذكرون أن علته أن يكون عن محمد بن كثير، عن إبراهيم بن طَهمان، وهذا خطأ فاحش، وليس عند محمد بن كثير عن إبراهيم بن طَهمان حرف».
فالحاكم حكم على هذا الحديث بشذوذه سنداً ومتناً، أما المتن فلا يعرف تقييد رفع اليدين أنه كان في صلاة الظهر، إنما جاءت بهذا السند وحده.
وهذا السند شاذ، لأنه لا يعرف من حديث أبي الزبير عن جابر ?، ونسخة أبي الزبير عن جابر ? نسخة مشهورة ومعروفة بين الحفاظ، والراوي عن أبي الزبير سفيان الثوري، وهو إمام؛ بل أمير المؤمنين في الحديث، ولو كان عند الثوري عن أبي الزبير لرواه أصحاب الثوري وتلامذته وهم كثر.
ولا يعرف الحفاظ هذا الحديث إلا من رواية إبراهيم بن طَهمان عن أبي الزبير، وليس في متنه ذكر صلاة الظهر، وقد تكلم فيه الحفاظ أيضاً ().
فهذا الحديث ليس له أصل عند المحدثين، أي لا يعرفونه، ولا يحفظونه، وقد نقل الحافظ عن بعض الحفاظ أنه جعل علته احتمال الخطأ في الرواية، بأن الحديث يرجع إلى ابن طَهمان، وأن محمد بن كثير أخطأ فجعل سفيان الثوري مكان إبراهيم بن طَهمان، لكن الحاكم ردَّ ذلك لكون محمد بن كثير ليس له رواية عن ابن طَهمان حتى يخلط بينه وبين الثوري.
إذن مقتضى كلام الحاكم أن الحديث مردود، مع أنه لم تعرف علته، أو من أخطأ فيه.
? المثال الثالث:
وأما المثال الثالث فهو ما رواه محمد بن عبد الله الأنصاري، عن أبيه، عن ثُمَامة، عن أنس ? قال: «كَانَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ مِنَ النَّبِيِّ ? بِمَنْزِلَةِ صَاحِبِ الشُّرَطِ مِنَ الأَمِيرِ» ().
قال الحاكم (): «وهذا الحديث شاذ بمرة، فإن رواته ثقات، وليس له أصل عن أنس ?، ولا عن غيره من الصحابة بإسناد آخر».
عدَّ الحاكم هذا الحديث شاذاً، فإنه ليس له أصل عن أنس ?، ولم يأتي عنه إلا من هذا الطريق، ولم يروَ عن غيره من الصحابة}.
فالحاكم حكم عليه بالشذوذ، لأنه لا يعرف من حديث أنس ?، وحديث أنس ? مشهور معروف، وأصحابه من كبار الحفاظ والمحدثين كقتادة، والأعمش، وثابت البُنَاني، والحسن البصري، وحميدٌ الطويل، وغيرهم من الأئمة.
¥(12/285)
فذهب الحاكم إلى شذوذ هذا الحديث، لكونه لا يعرف من حديث أنس، ولم يروه أصحاب أنس ? الحفاظ، وإنما تفرد به محمد بن عبد الله عن أبيه، وعبد الله قد تكلم فيه الحفاظ ().
ولا يعني إخراج البخاري لهذا الحديث أن الحاكم قد حكم عليه بالشذوذ ومع ذلك يرى صحته، إنما هو ذهاب منه إلى تضعيف الحديث، حيث عبر صراحة بقوله: «وليس له أصل عن أنس ?، ولا عن غيره من الصحابة بإسناد آخر»، ومؤدى عبارة: (ليس له أصل) تضعيف الرواية والتشكيك فيها ().
وهذا الذي ذهب إليه الحاكم من تضعيف حديث عبد الله الأنصاري - مع رواية البخاري له - اجتهاد منه خالف فيه البخاريَّ فلم يرَ صحته، وليس هذا رأي الحاكم فقط بل وافقه بعض الحفاظ ()، حتى إن الترمذي عندما روى الحديث لم يحكم عليه بالصحة وإنما قال: «حديث حسن غريب».الأحاديث الشاذة في مستدرك الحاكم:
وقد قمت باستقراء ما أطلق عليه الحاكم في مستدركه أنه شاذ، فوجدته قد استخدم هذا المصطلح سبع مرات فقط، وقد قمت بدراستها لأتبين معنى الشذوذ عند الحاكم بشكل دقيق، وهذه المواضع هي:
? الموضع الأول: قال بعد أخرج حديثاً عن أبي هريرة ?: «هذا حديث صحيح على شرط البخاري .... ولعل متوهماً يتوهم أن هذا متن شاذ، فلينظر في الكتابين ليجد من المتون الشاذة التي ليس لها إلا إسناد واحد ما يتعجب منه ثم ليقس هذا عليها».
فالحاكم هنا يصحح المتن وينفي عنه الشذوذ، وكأن هذا تصريح منه بأن التفرد ليس سبباً للحكم بالشذوذ، وإلا كانت كثير من المتون في الصحيحين شاذة، وليس الأمر كذلك، فهذا نفي من الحاكم أن تكون أفراد الصحيحين شاذة، وليس إثباتاً لشذوذها.
? الموضع الثاني: حديث أبي هريرة ? عن النبي ?: «ثلاثة يهلكون عند الحساب جواد وشجاع وعالم».
قال: «هذا حديث صحيح الإسناد على شرطهما، وهو غريب شاذ، إلا أنه مختصر من الحديث الأول، شاهد له».
فهذا المتن لا يعرف من حديث أبي هريرة ? إلا بهذا الطريق، وهو غريب عنه، لا يعرفه الحفاظ، إنما يعرف الحفاظ حديث أبي هريرة ? الطويل في الثلاثة الذين أول ما توقد النار عليهم، وقد رواه الحاكم قبل هذا.
أما هذا الحديث وإن رُويَ بسند ظاهره الصحة إلا أنه غريب، وغير محفوظ، وقد عد الحاكم هذا الحديث شاذاً لكونه ليس له أصل عن أبي هريرة ?، وهو على شذوذه كأنه اختصارٌ للحديث الأول، شاهد له. ولو عده صحيحاً لم جعله شاهداً للأول بل صححه بنفسه.
? الموضع الثالث: قال الحاكم: «وقد صحت الرواية عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر {: «أنه كان لا يوقِّتُ في المسح على الخفين وقتاً». وقد روي هذا الحديث عن أنس بن مالك ? عن رسول الله ? بإسناد صحيح، رواته عن آخرهم ثقات، إلا أنه شاذ بمرة.
حدثناه أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي، ثنا المقدام بن داود، عن تليد الرعيني، ثنا عبد الغفار بن داود الحراني، ثنا حماد بن سلمة، عن عبيد الله بن أبي بكر، وثابت، عن أنس ? أن رسول الله ?: «قال إذا توضأَ أحدُكم ولبسَ خفيه فليصلِّ فيهما، وليمسحْ عليهما، ثم لا يخلعْهما إن شاءَ إلا من جنابة» ().
هذا إسناد صحيح على شرط مسلم، وعبد الغفار بن داود ثقة، غير أنه ليس عند أهل البصرة عن حماد».
إن الحاكم هنا لا يحكم بصحة الحديث مطلقاً كما اعتمد ذلك بعض من نقل عنه ()، إنما يشير إلى أن ظاهر السند الصحة، لكن الحديث شاذ، أي ليس له أصل، وغير محفوظ عند المحدثين، ويقع في قلب المحدث رده، لكن لم يطلع على علته ().
ومما يرجح رده؛ أن أحداً من أهل البصرة لم يروه عن حماد بن سلمة، وحماد بصري، وحديثه محفوظ مشهور في بلده، وإنما تفرد به عبد الغفار بن داود عن حماد، وعبد الغفار ثقة، وهو حراني وليس بصرياً، فكون التفرد وقع عن حماد، وهو إمام مشهور الحديث، ثم هذا التفرد وقع عنه من راوٍ لم يكثر عنه، ومن خارج بلده، كل هذا أشعر بأن في الحديث خللاً.
وقد أخرج الدراقطني () من حديث أسد بن موسى، عن حماد بن سلمة، عن محمد بن زياد، عن زبيد بن الصلت، عن عمر ? موقوفاً، ثم قال – أي أسد بن موسى -: «وحدثنا حماد بن سلمة، عن عبيد بن أبي بكر، وثابت، عن أنس ?، عن النبي ? مثله». ثم نقل الدارقطني عن ابن صاعد قوله: «وما علمت أحداً جاء به إلا أسد بن موسى».
¥(12/286)
وكأن هذا إقرار من الدارقطني أن أسد بن موسى هو الذي تفرد به، ولا يعرف عن غيره، ثم رواه من طريق مقدام بن داود، عن عبد الغفار، عن حماد بن سلمة بسند آخر ولم يعلق عليه، فهو إشارة إلى تعليله أو أنه من الغرائب.
وهذا الحديث لم يتفرد به عبد الغفار فقط، كما قد يفهم من كلام الحاكم؛ وإنما تفرد به مقدام بن داود عن عبد الغفار بن داود، ومقدام هذا متكلم فيه ()، قد ضعف، ولم يخرج له أحد من الستة، فلا أدري كيف جعل الحاكم هذا السند على شرط مسلم .. !!!
بل إن مقداداً هذا قد طعن فيه الذهبي في تعليقه على المستدرك نفسه، حيث أخرج له الحاكم حديثاً كشاهد لحديث قبله ()، فعلق عليه الذهبي: «لم يتكلم عليه الحاكم، وهو موضوع على سند الصحيحين، ومقدام متكلم فيه، والآفة منه».
قال سبط ابن العجمي (): «فقوله – أي الذهبي -: (والآفة منه)؛ يحتمل أنه وضعه، والله أعلم».
ومقدام ممن يروي عن أسد بن موسى، فلعل الوهم منه، أي إنه قلب حديث أسد الذي تفرد به، فجعله من حديث عبد الغفار، والله أعلم.
فبان بذلك أن الحديث لا أصل له من حديث عبد الغفار عن حماد، إنما هو حديث أسد بن موسى عن حماد.
? الموضع الرابع: رواه الحاكم () عن علي بن محمد بن عقبة، عن محمد بن الحسين، عن الفضل بن دُكين، عن جعفر بن بَرقان، عن ميمون بن مهران، عن ابن عمر {قال: «سئل النبي ? عن الصلاة في السفينة فقال: كيف أصلي في السفينة؟ قال: صلِّ فيها قائماً إلا أن تخاف الغرق».
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، على شرط مسلم ولم يخرجاه، وهو شاذ بمرة».
هذا الحديث أخرجه البزار والدارقطني () من طريق إبراهيم بن محمد التيمي، عن عبد الله بن داود، عن شيخ من ثَقيف، عن جعفر بن بَرقان، عن ميمون بن مهران عن ابن عمر {عن جعفر ?: «أن النبي ? أمره أن يصلي في السفينة قائماً ما لم يخش الغرق».
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن جعفر بن أبي طالب ? إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، ولا نعلم هذا الكلام يروى عن النبي ? متصلاً من وجه من الوجوه إلا من هذا الوجه، ولا نعلم له إسناداً إلا هذا الإسناد، ولا نعلم أحداً سمَّى الشيخ الذي روى عنه عبد الله بن داود».
فكأن الحديث إنما يعرف عند الحفاظ عن عبد الله بن داود، عن رجل، عن جعفر بن بَرقان، وفيه رجل مجهول لم يسمى، ولو كان صحيحاً من رواية أبي نعيم عن جعفر لعرف ذلك واشتهر، ومع ذلك فظاهر السند الصحة، ولذا حسنه البيهقي.
? الموضع الخامس: روى الحاكم () عن محمد بن محمد بن يوسف، عن عثمان بن سعيد الدارمي، عن الربيع بن نافع الحلبي، عن الهيثم بن حميد، عن أبي معيد حفص بن غيلان، عن طاوس، عن أبي موسى الأشعري ? حديثاً في فضل الجمعة ()، ثم قال:
«هذا حديث شاذ صحيح الإسناد، فإن أبا معيد من ثقات الشاميين الذين يجمع حديثهم، والهيثم بن حميد من أعيان أهل الشام، غير أن الشيخان لم يخرجاه عنهما».
? الموضع السادس: روى الحاكم () من حديث إسحاق بن بشر، عن محمد بن فضيل، عن سالم بن أبي حفصة، عن جُمَيع بنِ عمير الليثي قال: «أتيت عبد الله بن عمر {فسألته عن علي ? فانتهرني ثم قال ..... ».
قال الحاكم: «هذا حديث شاذ، والحمل فيه على جميع بن عمير، وبعده على إسحاق بن بشر».
واضح تماماً من استخدام الحاكم هنا للشاذ أنه يقصد تضعيفه ورده، وأنه لا أصل له يصح، والمتهم فيه جميع بن عمير ()، وإسحاق بن بشر ()، وكلاهما ضعيفان، فأطلق الشاذ هنا على ما تفرد به الضعيف.
? الموضع السابع: روى الحاكم (): من حديث محمد بن حيويه، عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري، عن عبد الرزاق بن همام، عن أبيه، عن مِيناء بن أبي مِيناء مولى عبد الرحمن بن عوف، قال: خذوا عني قبل أن تشاب الأحاديث بالأباطيل سمعت رسول الله ? يقول: «أنا الشجرة، وفاطمة فرعها، وعلي لقاحها، والحسن والحسين ثمرتها، وشيعتنا ورقها، وأصل الشجرة في جنة عدن، وسائر ذلك في سائر الجنة» ().
قال الحاكم: «هذا متن شاذ، وإن كان كذلك فإن إسحاق الدَّبَري صدوق، وعبد الرزاق، وأبوه، وجده ثقات، ومِيناء مولى عبد الرحمن بن عوف، قد أدرك النبي ? وسمع منه، والله أعلم».
¥(12/287)
عدَّ الحاكم هذا الحديث شاذاً، فهذا متن لا أصل له، صرح الحفاظ بوضعه ()، ومع ذلك يشير الحاكم إلى أن رجال السند موثقون، وذهب إلى أن ميناء صحابي فلا مطعن فيه، فالحديث ظاهر سنده القوة، لكنه غير محفوظ، ولا معروف لدى الحفاظ، فهو يشعر ويحكم بشذوذه دون أن تظهر له علة فيه بين خلله.
وقد خالفه الحاكم في ما ذهب إليه المحدثون، فميناء ليس صحابياً بل هو مطعون فيه من طبقة التابعين ولم تثبت له صحبة.
قال الذهبي عن هذا الحديث (): «موضوع، وميناء تابعي ساقط».
وقال ابن حجر في ميناء (): «متروك، ورمي بالرفض، وكذبه أبو حاتم، ووَهِلَ الحاكمُ فجعل له صحبة».
وهذا الحديث رواه الحفاظ من حديث الحسن بن علي الأزدي عن عبد الرزاق، واتهموه به ()، ولم أجد من رواه عن إسحاق الدَّبَري عن عبد الرزاق إلا الحاكم، والراوي عن إسحاق هو محمد بن حيويه، شيخ الحاكم، ومتأخر الطبقة، غير ثقة ()، فلا يعتمد على روايته، فكأن الحديث يرجع إلى رواية الحسن بن علي الأزدي عن عبد الرزاق، لا من رواية إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عنه.
فلعل هذه هي علة إسناده، التي شعر بها الحاكم ولم تظهر له.
خلاصة الشاذ عند الحاكم:
من خلال ما سبق من كلام الحاكم وعمله يمكن أن نستخلص ما يلي:
أولاً: أن الشاذ عند الحاكم نوع أدق من المعلول، فالمعلول عرفنا موضع الخلل الذي فيه، وتبينا علته، أما الشاذ فلم نعرف علته، ولم نصل إلى مكمن الخلل فيه، لكنَّ نسق السند، وسياق المتن، يشعران بأن فيه علة خفية، وأن الحديث فيه وهم أو خطأ، وقد توجد أمارات أخرى ترجح خطأه وإن لم تُكشَفْ لنا علتُه، فهذا الذي يطلق الحاكم وصف الشذوذ.
قال الحافظ ابن حجر (): «وبقي من كلام الحاكم: وينقدح في نفس الناقد أنه غلط، ولا يقدر على إقامة الدليل على هذا، وهذا القيد لا بد منه، وإنما يغاير المعلل من هذه الجهة، وهذا على هذا أدق من المعلل بكثير، فلا يتمكن من الحكم به إلا من مارس الفن غاية الممارسة، وكان في الذروة من الفهم الثاقب، ورسوخ القدم في الصناعة».
وهذا القيد الذي ذكره ابن حجر لم يصرح به الحاكم، وإنما فهمه ابن حجر من سياق كلامه وأمثلته التي عرضها ().
قال الدكتور نور الدين عتر (): «وثمة تحقيق جديد في مراد الحاكم بالشاذ؛ هو أنه نوع دقيق من المعلل، قد أعل بأمر دقيق من التفرد، هو أعمق من ظاهر معنى التفرد، فهو نوع من المعلل ينقدح في نفس الناقد تعليله، وقد تقصر عبارته عن الإفصاح به، لكون علته ليست من نوع العلل المعروفة، كوصل حديث مرسل، أو وهم راوٍ، أو دخول حديث في حديث.
وهذا ما تفيده عبارة الحاكم، وتدل عليه الأمثلة التي ذكرها للشاذ، وهو أن الشاذ نوع من الحديث الفرد، يقع رجاله في السند على نسق فريد لم يعرف في سياق الأحاديث غير سياق الحديث المحكوم عليه بالشذوذ، وكذلك المتن، وذلك يشعر بوقوع خلل في الحديث وإن كنا لا نستطيع بيان هذا الخلل وتعيينه ما هو؟».
ثانياً: أن الشاذ عند الحاكم ضعيف مردود، إذ هو نوع أخص من المعلول، وأسوء حالاً منه، فإذا كان الحديث المعلول ضعيفاً مردوداً، كان الشاذ ضعيفاً مردوداً من بابٍ أولى، وهذا ظاهر من تتبع الأمثلة.
ولا يشكل على هذا أن الحاكم وصف بعض أحاديث الصحيحين بأنها شاذة، فهذا اجتهاد منه في تضعيفها والحكم عليه بالشذوذ، لا أنه يرى أنها شاذة صحيحة.
وهذا خلاف ما قاله الحافظ ابن حجر بأنه يلزم من كلام الحاكم أن يدخل في الصحيح الشاذ وغير الشاذ، حيث قال ():
«والحاصل أن الخليلي يسوي بين الشاذ والفرد المطلق، فيلزم على قوله أن يكون في الشاذ الصحيح وغير الصحيح، فكلامه أعم. وأخص منه كلام الحاكم، لأنه يقول: إنه تفرد الثقة، فيخرج تفرد غير الثقة، فيلزم على قوله أن يكون في الصحيح الشاذ وغير الشاذ».
بل هذا يخالف كلام ابن حجر نفسه الذي سبق نقله، فقد صرح بأن الحاكم إنما يقصد نوعاً خفياً من المعلل، انقدح في نفس الناقد رده، لكن لم تسعفه عبارته، أو لم تتبين علته، والمعلل ضعيف مردود، فكيف يكون الشاذ نوعاً أدق من المعلل، ثم يحكم عليه بالصحة؟؟؟.
وقد صرح البقاعي تلميذ ابن حجر عند نقله لكلام شيخه بأن الشاذ يشارك المعلول في الرد وعدم القبول؛ فقال ():
¥(12/288)
«قال شيخنا: أسقط من قول الحاكم قيداً لا بد منه، وهو أنه قال: وينقدح في نفس الناقد أنه غلط، ولا يقدر على إقامة الدليل على ذلك، ويؤيد هذا قوله: وذكر أنه يغاير المعلل، فظاهره أنه لا يغايره إلا من هذه الجهة، وهو كونه لم يُطلع على علته، وأما الرد فهما مشتركان فيه، ويوضحه قوله: والشاذ لم يوقف فيه على علته كذلك، أي كالمعلل، يعني: بل وقف عليه حدساً».
ثالثاً: قيد الحاكم في تعريفه (الشاذ) بما كان عن ثقة، وأكد ذلك في الأمثلة التي ساقها، ولكن الظاهر أنه هذا قيد أغلبي، أي أن الغالب أنهم يطلقون على أحاديث الثقات الشذوذ، ولكن قد يقع أحياناً إطلاق الشذوذ على أحاديث الضعفاء، وقد فعل الحاكم نفسه في مستدركه في الموضع السابع الذي سبق ()؛ حيث حكم على تفرد: جُميع بن عمير، وإسحاق بن بشر؛ بأنه شاذ مع أنهما ضعيفان.
رابعاً: أن الحاكم لا يسمي مطلق التفرد شذوذاً، إنما سمَّى التفرد الذي لم يجد له أصلاً، وليس له متابعة، ولم يكن معروفاً ولا محفوظاً عند المحدثين، وترجح في نفس الناقد أنه غلط وغير صحيح؛ فهذا الذي يحكم عليه الحاكم بالشذوذ؛ لا مطلق التفرد.
وبالتالي فلا محل للإشكال الذي طرحه ابن الصلاح حيث قال (): «فيشكل بما ينفرد به العدل الحافظ الضابط، كحديث إنما الأعمال بالنيات ... فهذا الذي ذكرناه وغيره من مذاهب أئمة الحديث يبين لك أنه ليس الأمر في ذلك على الإطلاق الذي أتى به الخليلي والحاكم .. ».
فإن الحاكم لا يسمي مطلق التفرد شذوذاً، إنما يطلق الشذوذ على ما تفرد به الثقة وليس له أصل متابع، أي إنه غير محفوظ، ويشعر الحافظ أن فيه علة، لكن لم يقف عليها، فهذا النوع الخاص من التفرد يسميه شاذاً لا أي حالة تفرد. ويدل على ذلك أمور:
1 - أن الحاكم لم يطلق وصف الشذوذ في مستدركه إلا في سبعة مواضع فقط، وهذا يوضح صراحة أنه لا يقصد مطلق التفرد بهذا المصطلح، وإلا فالمستدرك مليء بالأحاديث الأفراد، ومع ذلك لم يسمها شاذة، بل صحح أكثرها وقواه، مما يدل على أن الشاذ هو نوع دقيق من الأفراد المعلة التي لم تعرف علتها كما سبق بيانه.
2 - أن الحاكم يفرق بين الأفراد والشواذ، وقد ذكر في كتابه (معرفة علوم الحديث) نوعاً خاصاً سماه الأفراد، وهو (النوع الخامس والعشرون)، وذكر أقسامه، ومثل لها، كما سبق النقل عنه ()، وذكر قبل الأفراد الأحاديث الغرائب بنوع خاص. وأما الشاذ فقد ذكره في (النوع الثامن والعشرين) بعد ذكره لنوع المعلل مباشرة.
إذاً الحاكم يفرق بين (الغريب) و (الفرد) و (الشاذ) و (المعلل)، ومن ظن أن الحاكم يطلق الشاذ على عموم الأفراد يدعي أنه لا يميز بين (الفرد) و (الشاذ)، وهذا غير صحيح البتة.
3 - أن الحاكم موافق لجمهور أهل السنة من المحدثين الذين لم يشترطوا تعدد الرواية، بل قبلوا أحاديث الآحاد والأفراد، إذا توفرت شروط صحتها وقبولها، خلافاً لبعض أهل البدع الذي اشترطوا التعدد، ولم يقبلوا رواية الواحد ().
وقد صرح الحاكم نفسه بقبول التفرد من الثقة، فقال بعد أن خرج حديثاً في مستدركه ():
«صحيح على شرطهما، فقد احتجا جميعاً بمالك بن سعير، والتفرد من الثقات مقبول».
فكيف يحكم بقبول تفرد الثقة ثم يجعله نوعاً من المعلل، ويصفه بالشذوذ مطلقاً؟؟؟
خامساً: أن الحاكم لم ينتقد تعريف الشافعي، وإنما اكتفى بذكره ثم شرع في التمثيل، وهذا يشير إلى موافقة الشافعي
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[22 - 03 - 06, 01:13 ص]ـ
جزيت خيراً,
بداية طيبة وجهد مشكور,
فهمت من سياق الرد الثاني-الشرح والتمثيل- ومن ثم ما استنتجته استقراءً, أن مقصد الحاكم بالشاذ, أنه مقارب لقول الترمذي قبله بأكثر من 100 سنة: حديث غريب لا نعرفه الا من هذا الوجه!!!
أرجو التوضيح إن ضللت في فهمي ضلالاً بعيداً, وبتوسع إن أمكن
وفقكم الله(12/289)
سؤال مهم موجه لمشايخنا الأفاضل عن هشام بن حجير
ـ[عبد العزيز السعداوي]ــــــــ[22 - 03 - 06, 01:13 ص]ـ
سؤال مهم موجه لمشايخنا الأفاضل عن هشام بن حجير
هشام بن حجير ... ومن هو في مرتبته
هل يحتج بهم
أرجو التفصيل وجزاكم الله خيرا(12/290)
أريد كتابا أو بحثا عن الحديث الحسن
ـ[عبد العزيز السعداوي]ــــــــ[22 - 03 - 06, 01:33 ص]ـ
قرأت للأحد العلماء كلاما عنيفا عن الذين يفرّقون بين مذهب القدماء ومذهب المحدثين في مسألة الحديث الحسن لغيره
أرجو من مشايخنا في منتدى أهل الحديث أن يشرحوا لنا هذا الموضوع شرحا وافيا كما أنني أسأل من له علم بوجود كتاب أو بحث المسألة في هذا الموقع أو غيره أن يرشدنا إليه وجزاكم الله خيرا ,
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[22 - 03 - 06, 05:25 م]ـ
http://www.ahlalthar.com/vb/showthread.php?t=1144
أخي الكريم لعلك تجد ما يشفي صدرك في هذه المسألة في هذا الرابط
ـ[محمد العامر]ــــــــ[23 - 03 - 06, 01:00 م]ـ
أخي عبدالعزيز لعلك تراجع كتاب "الحديث الحسن" لشيخنا الدكتور / خالد بن منصور الدريس، وهو رسالة دكتوراة، وهو من أنفس ما كتب عن الموضوع، ويقع في خمسة مجلدات، فراجعه تجد بغيتك إن شاء الله.
ومن لم يجرب ليس يعرف قدره * فجرب تجد تصديق ما قد ذكرناه
ـ[مسك]ــــــــ[24 - 03 - 06, 10:44 ص]ـ
تفضل:
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=9&book=1413
بحث قيم حول الحديث الحسن الذي هو من اصعب مباحث علم مصطلح الحديث لما فيه من تباين وتفاوت لا يخفي علي المنتسب للعلم في إطلاق هذه اللفظة بين المتقدمين والمتأخرين، وبين المتأخرين في تحسين الحديث الواحد وعدمه، مما أدي إلي دخول الكثير من الأحاديث الضعيفة في مجال الاحتجاج من قبل طائفة من أهل العلم، وعدم دخولها في مجال الاحتجاج في نفس المسألة من قبل طائفة أخري من أهل العلم، مما جعل أغلب المسائل الفقهية تدخل في بند المسائل الخلافية!!.
ولما كان هذا القسم من الحديث عليه مدار كثير من الأحكام الفقهية والأبحاث الأصولية والتفسيرية، قام المؤلف بتوسيع البحث في هذه الرسالة حول هذا الموضوع مبتدئاً بمجموعة من المسائل الحديثية والأصولية والفقهية
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[28 - 03 - 06, 03:17 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم مسك
بارك الله فيك
http://www.ahlalthar.com/vb/showthread.php?t=1144
هذا الرابط فيه النسخة الأحدث من نفس البحث
وزيادات من أقوال المتقدمين في المسألة
بوركتم
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[28 - 03 - 06, 03:43 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(12/291)
كلام غريب للحافظ ابن حجر .. في الشاذ
ـ[عبد المجيد]ــــــــ[22 - 03 - 06, 02:43 ص]ـ
قال الحافظ في متن النخبة: «ثم سوء الحفظ؛ إن كان لازماً فهو الشاذ على رأي، أو طارئاً فالمختلط»
وقال في شرحها: «ثم سوء الحفظ: وهو السبب العاشر من أسباب الطعن، والمراد به من لم يُرَجَّح جانب إصابته على جانب خطئه، وهو على قسمين:
إن كان لازماً للراوي في جميع حالاته فهو الشاذ على رأي بعض أهل الحديث».
فهل أحد تابع ابن حجر على هذا؟
لم أجد من تكلم بهذا غيره، فأرجو ممن لديه فائدة أن يعاجلنا بها
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[22 - 03 - 06, 05:27 م]ـ
أخي الكريم
راجع كتاب المنهج المقترح ففيه فوائد جمة(12/292)
((مسند مسدد)) و ((مسند أحمد بن منيع البغوي)) - أين أجدهما؟؟
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[22 - 03 - 06, 02:46 ص]ـ
1) مسدد بن مسرهد, أكثر شيوخ البخاري الذي روى عنهم في صحيحه, فهو صاحب المرتبة الأولى, قبل ابن راهويه وعبد الله بن يوسف التنيسي وعلي ابن المديني وقتيبة وابي نعيم
له مسند شهير, عدد آثاره--8000 أو 9000 أثر, فهل هذا المسند موجود الآن أم لا؟؟
إن كان الجواب بـ نعم, فكم نسخة محققة موجودة وأين أجدها؟؟
2) مسند أحمد بن منيع, أظن من رجال الستة أو خمسة منهم, روى عنه البخاري بواسطة رغم تأخر وفاته الى سنة 244 أو 242 هـ رغم أن بقية الستة رووا عنه مباشرة دون واسطة, وهذا من طرائف الكتب الستة, وهو جد المفسر الشهير أبي القاسم البغوي--أرجو تصويب أو إثبات هذا--
أقرأ في بعض فهارس مصنفات المعاصرين, مسند أحمد بن منيع, وبالتالي فهمت -ضمناً- أن هذا الكتاب متداول مطبوع.
هل الأمر كذلك؟؟
إن كان, فأين أجده, وكم نسخة محققة منه؟؟
وجزيتم خيراً سلفاً
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[22 - 03 - 06, 07:14 م]ـ
لا أعلم عن وجودهما فضلا عن طبعهما
ولكن يوجد زوائدهما ضمن
المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية للحافظ ابن حجر العسقلاني
وهو مطبوع
وانظر مقدمته التي بتحقيق مجموعة من الدارسين بجامعة الإمام محمد بن سعود
ـ[ابن السائح]ــــــــ[22 - 03 - 06, 07:55 م]ـ
قال ابن حجر في تجريد أسانيد الكتب المشهورة والأجزاء المنثورة (479): وهذا المسند في مجلدة لطيفة، مرتب على أسماء الصحابة.
ثم ذكر أن لمسدد مسندًا آخر كبيرًا يجيء قدر الأول ثلاث مرار، وفيه الكثير من الموقوف والمقطوع.
وقد أغرب مفهرس فهرست ابن حجر إذ ذكر ص643 أنه مخطوط بدار الكتب المصرية - رقم (2440 - حديث).
وأخشى ألا يكون أصاب في إحالته، بل يغلب على ظني أنه غلط، وإن كنت أحب أن يكون مصيبًا!
وتوجد زوائد مسدد وأحمد بن منيع في إتحاف الخيرة المهرة للبوصيري.
تنبيه: أبو القاسم البغوي ليس مفسرًا، ومصنف التفسير: أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي (ت516).
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[23 - 03 - 06, 10:52 م]ـ
جزيتما خيراً, أصدقكما ولكن أملي سيفترض أنني لم أقرأ شيئاً,
لايعقل أن تكون متاحة في القرن التاسع الهجري, ثم تختفي فجأة.
ابن السائح, جزيت خيراً على التصويب, فأبو القاسم البغوي ليس مفسرًا بل محدث مسند مكثر مثل جده لأمه أبو جعفر البغوي أحمد بن منيع, ومصنف التفسير -هل اسمه معالم التنزيل-وشرح السنة وغيرها هو كما تفضلت أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي المتوفى: 516
لاعدمناك أخي والعوائل تلخبط,
هذا اليوم ذهبت مباشرة--كالعادة--الى سورة الاعراف, اية الرحمن على العرش استوى, لكي أعرف قيمته ومنهجه بضربة واحدة, والحمد لله رجل على آثار السلف
ـ[ابن السائح]ــــــــ[23 - 03 - 06, 11:07 م]ـ
لايعقل أن تكون متاحة في القرن التاسع الهجري, ثم تختفي فجأة.
جزاك الله خيرًا أخي العتيبي.
قد كان مسند مسدد موجودًا في بداية القرن العاشر، فقد ذكر يوسف بن حسن بن عبد الهادي ابن المبرد في (فهرس الكتب) أنه كانت منه نسخة آخر كتاب إثبات صفات الرب (صفات رب العالمين) للحافظ ابن المحب، وقد بقي كتاب ابن المحب، لكن لا عين ولا أثر إلى الآن لمسند مسدد، وقد تقدمت الإحالة إلى رقم كتاب بدار الكتب المصرية، فليت إخواننا المصريين، وغيرهم من الباحثين الجادّين، أن يسعوا للتثبت من تلك الإحالة، ومن أُحيل على مليء فليحتل!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - 03 - 06, 02:58 ص]ـ
لايعقل أن تكون متاحة في القرن التاسع الهجري, ثم تختفي فجأة.
لماذا لا يعقل؟!!
السيوطي مثلا متوفى سنة 911هـ وكثيرا ما ينقل عن كتب لا نعرف عنها شيئا
وكثير منها يعد مفقودا كتذكرة ابن هشام، وتذكرة تاج الدين ابن مكتوم القيسي
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[29 - 03 - 06, 03:11 ص]ـ
هذا اليوم ذهبت مباشرة--كالعادة--الى سورة الاعراف, اية الرحمن على العرش استوى, لكي أعرف قيمته ومنهجه بضربة واحدة, والحمد لله رجل على آثار السلف
حقاً, عند العجلة تكثر الحماقات
اتيت لأرد على أبو مالك العوضي, وأراد الله أن أقرأ ردي, فصدمت مما كتبته هنا, فآية ((ثم استوى على العرش)) في سورة الأعراف, أصبحت فجأة ((الرحمن على العرش استوى))!!!!
وعادة أي مفسر لن يتحدث عن الاستواء عن العرش, الا عند الوصول للاية 54 في سورة الأعراف, ولكي تعرف مع من, ((خذ تفسير الكشاف للزمخشري أو ظلال القرآن لقطب أو تفسير ابن جرير الطبري رحمه الله كأمثلة)) وانظر بينك وبين نفسك.
معذرةو وسأعود للتعليق الضروري على رد الفاضل ابو مالك العوضي.
ـ[المقدادي]ــــــــ[29 - 03 - 06, 03:43 ص]ـ
جزاك الله خيرًا أخي العتيبي.
قد كان مسند مسدد موجودًا في بداية القرن العاشر، فقد ذكر يوسف بن حسن بن عبد الهادي ابن المبرد في (فهرس الكتب) أنه كانت منه نسخة آخر كتاب إثبات صفات الرب (صفات رب العالمين) للحافظ ابن المحب، وقد بقي كتاب ابن المحب، لكن لا عين ولا أثر إلى الآن لمسند مسدد، وقد تقدمت الإحالة إلى رقم كتاب بدار الكتب المصرية، فليت إخواننا المصريين، وغيرهم من الباحثين الجادّين، أن يسعوا للتثبت من تلك الإحالة، ومن أُحيل على مليء فليحتل!
اخي الكريم
هل لديك معلومات عن كتاب الحافظ ابن المحب الصامت؟ ... و هل حققه احد و نشره؟
¥(12/293)
ـ[ابن السائح]ــــــــ[29 - 03 - 06, 08:45 ص]ـ
أخي الفاضل، قد اعتنى به الباحث الفاضل عمار تمالت، يسر الله نشره في القريب العاجل.
وهذا الكتاب من أحفل الكتب وأنفسها، لعله يخرج في نحو ثلاث مجلدات، وهو مليء بالفوائد، حافل بالنقول عن الأئمة الفحول.
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[11 - 04 - 06, 04:45 ص]ـ
2) مسند أحمد بن منيع, أظن من رجال الستة أو خمسة منهم, روى عنه البخاري بواسطة رغم تأخر وفاته الى سنة 244 أو 242 هـ رغم أن بقية الستة رووا عنه مباشرة دون واسطة, وهذا من طرائف الكتب الستة, وهو جد المفسر الشهير أبي القاسم البغوي--أرجو تصويب أو إثبات هذا--
أقرأ في بعض فهارس مصنفات المعاصرين, مسند أحمد بن منيع, وبالتالي فهمت -ضمناً- أن هذا الكتاب متداول مطبوع.
لازلت متأكد بأنني قرأتها في أحد فهارس أحد مصنفات المتأخرين. فهل هذا جائز أن يضع في الفهرس اسم كتاب لايوجد بعد أن يعلم المحقق--بطريقة أو بأخرى-- أن هذا الأثر منه؟؟
ـ[أبو صهيب عدلان الجزائري]ــــــــ[13 - 02 - 10, 02:28 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[14 - 02 - 10, 12:26 م]ـ
يحسن التنبيه على أن البخاري لم يرو لأحمد بن منيع إلا حديثاً واحداً في كتاب الطب من الجامع الصحيد عن حسين القباني عنه حديث ابن عباس في الكي
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[15 - 02 - 10, 02:15 ص]ـ
يوجد من مسند أحمد بن منيع جزء لا بأس به في إحدى مكتبات تركيا، وهو ضمن مجموع كبير أظنه بخط السيوطي، وقد طلبت تصويره وإن شاء الله سيصلني قريباً.(12/294)
تنبيه أهل العصر بما جاء في الاضطجاع بعد ركعتي الفجر 1 - 3 / للشيخ عقيل المقطري اليماني
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[22 - 03 - 06, 10:09 م]ـ
تنبيه أهل العصر بما جاء في الاضطجاع بعد ركعتي الفجر 1 - 3 / للشيخ عقيل المقطري اليماني
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد: فإن الاضطجاع بعد ركعتي الفجر من المسائل التي اختلف فيها العلماء على أقوال كثيرة ستراها في صفحات هذا البحث. فمنهم من قال ببدعيتها، ومنهم من قال بأنها سنة .... إلى آخر تلك الأقوال.
فعزمت متوكلاً على الله أن أبحث في هذه المسألة، لاسيما وهي من المسائل الخلافية بين أهل السنة، خصوصاً المعاصرين متوخياً الأدلة الشرعية في ذلك , والنظر في ذلك الخلاف الذي حصل بين أهل العلم , ولقد جمعت بين الأدلة على حسب ما تقتضيه قواعد مصطلح الحديث، وتحريت الحق في ذلك.
ثم إن هذا البحث جمع ما تشتت من الأدلة الشرعية، وأقوال أهل العلم في كتبهم في هذه المسألة , وأصبحت هذه المسألة سهلة المتناول بين المسلمين، وسميت هذه الرسالة ((تنبيه أهل العصر بما جاء في الاضطجاع بعد ركعتي الفجر)).
وجعلتها من مقدمة وعشرة أبواب وفصل وخاتمة ثم قائمة للمراجع وفهرس.
والأبواب هي:
1 - باب حكم الاضطجاع بعد ركعتي الفجر.
2 - فصل في أقوال العلماء في حكم الاضطجاع بعد ركعتي الفجر.
3 - باب بيان شذوذ رواية مالك عن الزهري.
4 - باب الاضطجاع سنة وليس بواجب , وفيه بيان ثبوت صلاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم للركعتين بعد الوتر، والاضطجاع بعد الوتر وبعد الركعتين.
5 - باب الأمر بالاضطجاع بعد ركعتي الفجر، وبيان شذوذ حديث أبي هريرة بالأمر به.
6 - باب المصححون لحديث أبي هريرة.
7 - باب في أدلة المانعين للاضطجاع والقائلين ببدعيته.
8 - باب هل الاضطجاع في المسجد بدعة.
9 - باب الحديث بعد ركعتي الفجر.
10 - باب على أي جنب يضطجع.
11 - باب في الحكمة من جعل الاضطجاع على الشق الأيمن.
هذا ولقد كتب العلامة شمس الحق العظيم آبادي رحمه الله تعالى في كتابه ((إعلام أهل العصر في أحكام ركعتي الفجر)) حول هذا، ولكنه لم يستكمل البحث، ولم يعطِ الموضوع حقه.
فأسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا جميعاً بهذا البحث وأن يجعله سبباً لتبصير المسلمين بهذه السنة وبحكمها، وأن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم. وأسأله عز وجل أن يزيدنا علماً وفهماً، وأن يسدد خطانا، وأن يجعلنا من العاملين بكتابه وبسنة نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، على نهج سلفنا الصالح رضي الله عنهم آمين اللهم آمين.
كتبه / أبو عبد الرحمن عقيل بن محمد بن زيد اليمني والحُجَري المقطري
14 رجب 1407هـ
باب حكم الاضطجاع بعد ركعتي الفجر.
قال الإمام البخاري (1) رحمه الله تعالى باب من انتظر الإقامة:
حدثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب عن الزهري قال: أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا سكت المؤذن بالأولى من صلاة الفجر، قام فركع ركعتين خفيفتين قبل صلاة الفجر، بعد أن يستبين الفجر، ثم اضطجع على شقه الأيمن، حتى يأتيه المؤذن للإقامة.
قلت: والمراد بالأولى الأذان الذي يؤذن به عند دخول الوقت، وهو أول باعتبار الإقامة، وثانٍ باعتبار الأذان الذي قبل الفجر. اهـ قاله الحافظ في ((الفتح)).
وأخرجه في كتاب الوتر (2)، باب ما جاء في الوتر , وفي كتاب التهجد باب طول السجود (3). وفي قيام الليل (4)، باب الضجعة على الشق الأيمن بعد ركعتي الفجر، من طريق أبي الأسود عن عروة عن عائشة , وفي كتاب الدعوات (5)، باب الضجع على الشق الأيمن، من طريق معمر عن الزهري , وأخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين (6)، من طريق عمرو بن الحارث عن الزهري به.
وأخرجه الترمذي في ((جامعه)) (ج2 ص 282)، باب ما جاء في الاضطجاع بعد ركعتي الفجر.
وأخرجه النسائي في ((سننه)) (ج2 ص30)، كتاب الأذان، باب إيذان المؤذنين الأئمة بالصلاة، من طريق ابن أبي ذئب ويونس وعمرو بن الحارث عن الزهري به.
¥(12/295)
وأخرجه ابن ماجة في كتاب الإقامة (ج1 ص 378)، باب ما جاء في الضجعة بعد الوتر وبعد ركعتي الفجر، من طريق عبد الرحمن ابن اسحاق عن الزهري به.
وأخرجه أحمد في ((مسنده)) (ج6 ص 74، 83، 85، 248)، من طريق ابن أبي ذئب والأوزاعي ويونس عن الزهري به.
وأخرجه البيهقي في ((سننه الكبرى)) (ج3 ص44)، من طريق معمر عن الزهري به.
وأخرجه عبد الرزاق في ((مصنفه)) (ج3ص43)، من طريق معمر عن الزهري به , وأخرجه الدارمي (ج1 ص 373)، من طريق ابن أبي ذئب عن الزهري به.
وأخرجه أبو داود الطيالسي في ((مسنده)) (منحة المعبود) (ج1 ص114 - 115)، من طريق عبد الرحمن ابن إسحاق عن الزهري به.
قلت: فمن هذا الحديث يتبين لنا أن الاضطجاع بعد ركعتي الفجر سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
فصل في أقوال العلماء في حكم الاضطجاع بعد ركعتي الفجر
1 - قال الإمام الشوكاني في ((نيل الأوطار)) (ج3 ص25): اختلف في حكم هذا الاضطجاع على ستة أقوال:
الأول: أنه مشروع على سبيل الاستحباب.
الثاني: أن الاضطجاع بعدهما واجب مفترض.
الثالث: أن ذلك مكروه وبدعة.
الرابع: أنه خلاف الأولى.
الخامس: التفرقة بين من يقوم بالليل، فيستحب له ذلك للاستراحة، وبين غيره فلا يشرع له.
السادس: أن الاضطجاع ليس مقصوداً لذاته، وإنما المقصود الفصل بين ركعتي الفجر وبين الفريضة.
قلت: والأول هو الصواب إن شاء الله وذكر غير هذه الستة صاحب ((إعلام أهل العصر)) فراجعه إن شئت.
2 - رجح الصنعاني في ((سبل السلام)) أنها سنة وكذا ابن حجر في ((فتح الباري)) والشوكاني في ((النيل)).
3 - قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في ((المجموع)) (ج3 ص482):
4 - السنة أن يضطجع على شقه الأيمن بعد صلاة سنة الفجر، ولا يترك الاضطجاع ما أمكنه.
قال: وقد نقل القاضي عياض في (شرح مسلم) استحباب الاضطجاع بعد سنة الفجر عن الشافعي وأصحابه، ثم أنكر عليهم، وقال: قال مالك وجمهور العلماء وجماعة من الصحابة: ليس هو سنة، بل سموه بدعة، واستدل بأن أحاديث عائشة في بعضها الاضطجاع قبل ركعتي الفجر، بعد صلاة الليل، وفي بعضها بعد ركعتي الفجر، وفي حديث ابن عباس قبل ركعتي الفجر. فدل على أنها لم تكن مقصودة وهذا الذي قاله مردود بحديث أبي هريرة الصريح في الأمر بها. وكونه صلى الله عليه وعلى آله وسلم اضطجع في بعض الأوقات، أو أكثرها، أو كلها بعد صلاة الليل، لا يمنع أن يضطجع أيضاً بعد ركعتي الفجر، وقد صح اضطجاعه بعدهما، وأمر به، فتعين المصير إليه، ويكون سنة وتركه يجوز جمعاً بين الأدلة.
قلت: أما حديث أبي هريرة في الأمر بالاضطجاع , فسيأتي الكلام عليه إن شاء الله.
رد الشوكاني على القاضي عياض:
ولقد رد الشوكاني في ((نيل الأوطار)) (ج3 ص26) على القاضي عياض عند أن قال: رواية الاضطجاع مرجوحة ــ يعني بعد ركعتي الفجر ــ فتقدم رواية الاضطجاع قبلهما:
ويجاب عن ذلك بأنا لا نسلم أرجحية رواية الاضطجاع بعد صلاة الليل وقبل ركعتي الفجر على رواية الاضطجاع بعدهما بل رواية الاضطجاع بعدهما أرجح , إلى أن ذكر كلام البيهقي بأن مالكاً شذ عن أصحاب الزهرى في ذكر الضجعة بعد صلاة الليل اهـ مختصراً.
4 - وقال ابن قدامة رحمه الله تعالى في كتابه ((المغني)) (ج2 ص127)
ويستحيب أن يضطجع بعد ركعتي الفجر على جنبه الأيمن، إلى أن قال: واتباع النبي في قوله وفعله أولى من إتباع من خالفه كائناً من كان ا. هـ.
5ــ قال ابن القيم في كتابه القيم ((زاد المعاد)) (ج1ص82): وكان صلى الله عليه وعلى آله وسلم يضطجع بعد سنة الفجر على شقه الأيمن. هذا الذي ثبت في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها.
6 ــ قال العلامة أبو الطيب شمس الحق العظيم آبادي في كتابه ((إعلام أهل العصر بأحكام ركعتي الفجر)) (ص53)
ويسن الاضطجاع بعد ركعتي الفجر على جنبه الأيمن سواء كان له تهجد بالليل أم لا. وهذا هو الحق ا. هـ.
قلت: وبه نقول.
باب بيان شذوذ رواية مالك عن الزهرى
قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى في باب صلاة المسافرين من ((صحيحه)):
¥(12/296)
حدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يصلي بالليل إحدى عشرة ركعة، يوتر منها بواحدة، فإذا فرغ منها، اضطجع على شقه الأيمن، حتى يأتيه المؤذن، فيصلي ركعتين خفيفتين.
وأخرجه مالك في ((الموطأ)) (ج1 ص 364) مع (شرح الزرقاني) وأبو داود (ج2 ص 84) والترمذي (ج2 ص 303) والبيهقي في ((سننه الكبرى)) (ج3 ص44) وقال: رواه مسلم عن يحيى بن يحيى، كذا قاله مالك والعدد أولى بالحفظ من الواحد وقد يحتمل أن يكونا محفوظين، فنقل مالك أحدهما، ونقل الباقون الآخر.
قلت: بل شذ مالك كما قال البيهقي أولاً، كيف ومالك لا يرى الاضطجاع بعد ركعتي الفجر؟ وكذلك إذا شك حذف. وأما الاحتمال الآخر ففيه أحاديث أخرى، وستأتي إن شاء الله.
ومالك قد خالف أصحاب الزهري في ذكر الاضطجاع، فهم يذكرون الاضطجاع بعد ركعتي الفجر، وهو يذكره بعد الوتر.
وقد قال الحافظ ابن القيم في ((زاد المعاد)) (ج1 ص 82): وأما حديث عائشة فاختلف على ابن شهاب فيه فقال مالك عنه: فإذا فرغ يعني من قيام الليل، اضطجع على شقه الأيمن، حتى يأتيه المؤذن، فيصلي ركعتين خفيفتين. وهذا صريح أن الضجعة قبل سنة الفجر , وقال غيره عن ابن شهاب: فإذا سكت المؤذن من أذان الفجر، وتبين له الفجر، وجاءه المؤذن، قام فركع ركعتين خفيفتين، ثم اضطجع على شقه الأيمن، قالوا: وإذا اختلف أصحاب ابن شهاب فالقول ما قاله مالك، لأنه أثبتهم فيه وأحفظهم. وقال الآخرون: بل الصواب في هذا مع من خالف مالكاً. وقال أبو بكر الخطيب: روى عن الزهري عن عروة عن عائشة، كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة، يوتر منها بواحدة، فإذا فرغ منها اضطجع على شقه الأيمن، حتى تأتيه المؤذن، فيصلي ركعتين خفيفتين، وخالف مالكاً عقيل ويونس وشعيب وابن أبي ذئب والأوزاعي وغيرهم، فرووا عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يركع الركعتين للفجر، ثم يضطجع على شقه الأيمن، حتى تأتيه المؤذن، فيخرج معه. فذكر مالك أن اضطجاعه كان قبل ركعتي الفجر , ومن حديث الجماعة أنه اضطجع بعدهما، فحكم العلماء أن مالكاً أخطأ وأصحاب غيره. انتهى كلامه.
وقال الحافظ في ((فتح الباري)) (ج3 ص44) وأما ما رواه مسلم من طريق مالك عن الزهري عن عروة عن عائشة: أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم اضطجع بعد ركعتي الفجر وهو المحفوظ ولم يصب من احتج به على ترك استحباب الاضطجاع. ا. هـ.
وقال أبو الطيب شمس الحق العظيم آبادي في رسالته ((إعلام أهل العصر)) (ص59): وما قاله يحيى بن معين، فليس مراده أنه لو كان الاختلاف بحيث أن يكون الإمام مالك في طرف وجمهور أصحاب الزهري في طرف فيقدم رواية مالك على سائر أصحابه، بل مراده أنه إن كان الاختلاف في أصحاب الزهري بحيث إن جماعة من أصحابه في طرف، وجماعة ومالكاً في طرف، فيقدم رواية مالك لأنه إمام ثقة ثبت حافظ جليل فيرجح مالك هذا الطريق على الآخر. اهـ.
وقال الزرقاني رحمه الله تعالى في ((شرحه على موطأ مالك)) (ج1ص 364): هكذا اتفق عليه رواة الموطأ، وأما أصحاب ابن شهاب فرووا هذا الحديث عنه بإسناده، فجعلوا الاضطجاع بعد ركعتي الفجر لا بعد الوتر .... إلى أن قال: وزعم محمد بن يحيى الذهلي وغيره أنه الصواب دون رواية مالك. ورده ابن عبد البر بأنه لا يدفع ما قاله مالك لموضعه من الحفظ والإتقان ولثبوته في ابن شهاب وعلمه بحديثه، وقد قال يحيى بن معين: إذا اختلف أصحاب ابن شهاب فالقول ما قال مالك، فهو أثبتهم فيه وأحفظهم لحديثه. ا. هـ.
قلت: مراد ابن معين هو ما ذكره العلامة شمس الحق العظيم آبادي كما تقدم وإليك أحاديث أصحاب الزهري.
1 - رواية الأوزاعي عن الزهري:
¥(12/297)
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى (ج6 ص85): ثنا محمد بن مصعب قال: ثنا الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا ثوب المؤذن صلى ركعتين خفيفتين ثم اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن فيؤذنه بالصلاة. وقال رحمه الله تعالى (ج6 ص83): ثنا أبو المغيرة ثنا الأوزاعي حدثني الزهري عن عروة عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصلي فيما بين عشاء الآخرة إلى أن يتصدع الفجر إحدى عشرة ركعة، يسلم في كل ركعتين ويوتر بواحدة , ويمكث في سجوده بقدر ما يقرأ أحدكم بخمسين آية فإذا سكت المؤذن قام فركع ركعتين خفيفتين، ثم اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن. وأخرجه أبو داود (ج2ص85).
2 - رواية ابن أبي ذئب عن الزهري:
وقال رحمه الله تعالى (ج6 ص 74): ثنا حسين بن محمد قال: أنا ابن أبي ذئب وأبو النضر عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصلي ما بين صلاة العشاء الآخرة إلى الفجر إحدى عشرة ركعة يسلم في كل اثنتين ويوتر بواحدة، ويسجد في سبحته بقدر ما يقرآ أحدكم بخمسين آية قبل أن يرفع رأسه فإذا سكت المؤذن بالأولى من أذانه قام فركع ركعتين خفيفتين ثم اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن فيخرج معه. وأخرجه أبو داود (ج2 ص85).
3 - رواية يونس عن الزهري:
وقال رحمه الله تعالى (ج6 ص 248): حدثنا عثمان بن عمر قال: أنا يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة، فكانت تلك صلاته يسجد في السجدة من ذلك قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه، ويركع ركعتين قبل الفجر، ثم يضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن.
4 - رواية عمرو بن الحارث عن ابن شهاب:
قال الإمام مسلم رحمه الله (ج1 ص 508): حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصلي فيما بين أن يفرغ من صلاة العشاء (وهي التي يدعو الناس العتمة) إلى الفجر إحدى عشرة ركعة يسلم بين كل ركعتين ويوتر بواحدة، فإذا سكت المؤذن من صلاة الفجر وتبين له الفجر وجاءه المؤذن، قام فركع ركعتين خفيفتين، ثم اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن للإقامة، ورواه أبو داود (ج2ص85)
5 - رواية شعيب عن الزهري:
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى (ج2 ص109): حدثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عروة ابن الزبير أن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا سكت المؤذن بالأولى من صلاة الفجر قام فركع ركعتين خفيفتين قبل صلاة الفجر بعد أن يستبين الفجر، ثم اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن للإقامة)). وتقدم تخريجه.
6 - رواية معمر عن الزهري:
قال البخاري رحمه الله تعالى (ج11 ص 108): حدثنا ابن محمد حدثنا هشام بن يوسف أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصلي من الليل إحدى عشر ركعة فإذا طلع الفجر صلى ركعتين خفيفتين ثم اضطجع على شقه الأيمن حتى يجئ المؤذن فيؤذنه، وأخرج رواية معمر عن الزهري أيضاً البيهقي في ((سننه الكبرى)) (ج3 ص 44) وقال عقبة: أخرجه البخاري في الصحيح من حديث هشام بن يوسف عن معمر وكذلك رواه الأوزاعي وعمرو بن الحارث ويونس بن يزيد وابن أبي ذئب وشعيب بن أبي حمزة عن الزهري، وكذلك قاله أبو الأسود عن عروة عن عائشة، وخالفهم مالك فذكر الاضطجاع بعد الوتر.
قلت: رواية أبي الأسود تقدم أن أشرت إليها أول البحث ولا مانع أن نذكرها إن شاء الله في آخر هذه الروايات.
7 - رواية أبي الموال عن ابن شهاب:
قال أبو داود الطيالسي رحمه الله تعالى في ((مسنده)) (منحة المعبود) (ج1 ص 114 - 115):
حدثنا شعبة عن أبي الموال عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يضطجع بعد ركعتي الفجر.
وأما رواية أبي الأسود عن عروة:
فقد قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى (ج3 ص 43): حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا سعيد بن أبي أيوب قال: حدثني أبو الأسود عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا صلى ركعتي الفجر اضطجع على شقه الأيمن.
قلت: قد وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى (ج6 ص 132 - 133): حدثني يحيى بن غيلان قال: ثنا المفضل يعني ابن فضالة قال: حدثني يزيد بن الهاد أن عروة بن الزبير كان يحدث عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنها كانت تقول: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا طلع الفجر ركع ركعتين خفيفتين ثم اضطجع على جنبه الأيمن , سنده صحيح.
وقال أيضاً رحمه الله (ج1 ص 220): حدثنا سفيان عن عمرو قال: أخبرني كريب عن ابن عباس أنه قال: لما صلى ركعتي الفجر اضطجع حتى نفخ فكنا نقول لعمرو: إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((تنام عيناي ولا ينام قلبي). سنده صحيح.
قلت: وهذا مما يقوي أن رواية مالك شاذة.
للموضوع بقية
--------------------------------------------------------------------------------
1 - (ج2ص109) ((فتح))
2 - (ج2 ص 478)
3 - (ج3)
4 - (ج3 ص7، ص 43)
5 - (ج11 ص 108)
6 - (ج 1 ص508) ((متن))
¥(12/298)
ـ[ابو عبادة]ــــــــ[10 - 03 - 10, 11:52 م]ـ
باب الاضطجاع سنة وليس بواجب
وفيه بيان ثبوت صلاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم للركعتين بعد الوتر والاضطجاع بعد الوتر وبعد الركعتين.
قال البخاري رحمه الله تعالى في كتاب التهجد (ج3 ص43): باب من تحدث بعد الركعتين ولم يضطجع: حدثنا بشر بن الحكم حدثنا سفيان قال حدثني سالم أبو النضر عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان إذا صلى فإن كنت مستيقظة حدثني وإلا اضطجع حتى يؤذن بالصلاة، وأخرجه أيضاً عن علي ابن عبد الله عن سفيان بنحوه (ج3 ص 44).
وأخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين من ((صحيحه)) (متن ج1 ص 511). وأخرجه أيضاً من طريق سفيان عن زياد ابن سعد عن ابن أبي عتاب عن أبي سلمة عن عائشة عن النبي مثله.
وأخرجه أبو داود في ((سننه)) (كتاب الصلاة (ج2 ص48)، وأخرجه ابن خزيمة في ((صحيحه)) (ج2 ص 168). وابن أبي شيبة في ((مصنفة)) (ج2 ص 249)، كلهم من طريق سفيان بن عيينة بهذا السياق.
وكذا البيهقي في ((سننه الكبرى)) (ج 3 ص 45). وقال عقبة ورواه مالك بن أنس خارج الموطأ عن سالم أبي النضر فذكر الحديث عقيب صلاة الليل وذكر الاضطجاع بعد ركعتين قبل ركعتي الفجر ا. هـ.
قلت: وسيأتي إن شاء الله الكلام على الاضطجاع الذي بعد الركعتين بعد صلاة الليل.
وقد أخرج أبو داود في ((سننه)) (ج2 ص48)، كما قال البيهقي آنفاً من طريق مالك عن سالم أبي النضر عن أبي سلمه ابن عبد الرحمن عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا قضى صلاته من آخر الليل نظر فإن كنت مستيقظة حدثني وإن كنت نائمة أيقظني وصلى الركعتين، ثم اضطجع حتى يأتيه المؤذن فيؤذنه بصلاة الصبح فيصلي ركعتين خفيفتين ثم يخرج إلى الصلاة.
وأخرجه أيضاً الدارمي من طريق مالك بنفس سند أبي داود ولفظه: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا صلى الركعتين قبل الفجر فإن كانت له حاجة كلمني بها وإلا خرج إلى الصلاة.
وأخرجه أحمد (ج6ص35) من طريق مالك فذكر الاضطجاع بعد صلاة الليل ولم يذكر ركعتي الفجر.
وكذا أخرجه البيهقي في ((سننه الكبرى)) (ج3 ص 36) وقال عقبة: وهذا بخلاف رواية الجماعة عن أبي سلمة ا. هـ.
قلت: الجماعة منهم ابن أبي عتاب وعمرو بن علقمة وهما يرويانها (أعني الضجعة) بعد الركعتين التي بعد الوتر ولم يذكرا ركعتي الفجر.
وأخرجه عبد الرزاق في ((مصنفه)) (ج3 ص 42) باب الضجعة بعد الوتر وباب النافلة من الليل من رواية سفيان ابن عيينة عن أبي النضر أو محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن عائشة فذكر الاضطجاع بعد الوتر.
قلت: رواية مالك عن أبي النضر شاذة كما نوه إلى ذلك البيهقي آنفاً فهو يذكر الاضطجاع بعد صلاة الوتر أو بعد الركعتين التي بعد الوتر ولا يذكره بعد ركعتي الفجر وقد خالف سفيان بن عيينه فسفيان يرويه عن سالم أبي النضر يذكر الاضطجاع بعد ركعتي الفجر وكذلك يرويه عن زياد بن سعد بذكره كذلك، ولرواية سفيان شاهد من حديث عائشة كما تقدم، ولهذا حكمت على رواية مالك بالشذوذ.
فائدة: قال أبو بكر الحميدي كان سفيان يشك في حديث أبي النضر ويضطرب فيه، وربما شك في حديث زياد ويقول: ((تخلط علىَّ ثم قال غير مرة حديث أبي النضر كذا وحديث زياد كذا وحديث محمد بن عمرو كذا)) ا. هـ انظر ((السنن الكبرى)) للبيهقي (ج 3 ص 44).
قلت: رواية سفيان في هذا الموضع وافقت رواية أصحاب الزهري كما تقدم، والذي ظهر لي من النصوص أنه كان للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ضجعتان الأولى بعد ركعتي الفجر والثانية بعد قيام الليل أو بعد الركعتين التي بعد الوتر والتي ثبتت عنه عليه الصلاة والسلام.
¥(12/299)
فقال الإمام مسلم في ((صحيحه)) (ج1 ص 512):حدثنا محمد بن المثنى العنزي حدثنا محمد بن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن زرارة أن سعد بن هشام بن عامر أراد أن يغزو في سبيل الله فقدم المدينة فأراد أن يبيع عقاراً له بها فيجعله في السلاح والكراع ويجاهد الروم حتى يموت فلما قدم المدينة لقى أناساً من أهل المدينة فنهوه عن ذلك وأخبروه أن رهطاً ستة أرادوا ذلك في حياة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فنهاهم نبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال ((أليس لكم فيَّ أسوة؟)) فلما حدثوه بذلك راجع امرأته وقد كان طلقها وأشهد على رجعتها فأتى ابن عباس فسأله عن وتر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال ابن عباس: ألا أدلك على أعلم أهل الأرض بوتر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: من؟ قال: عائشة فأتها فاسألها ثم ائتني بخبرها .... وفيه: أنبئيني عن وتر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالت: كنا نعد له سواكه وطهوره فيبعثه الله ما شاء أن يبعثه من الليل فيتسوك ويتوضأ ويصلي تسع ركعات لا يجلس فيها إلا في الثامنة فيذكر الله ويحمده ويدعوه ثم ينهض ولا يسلم ثم يقوم فيصلي التاسعة ثم يقعد فيذكر الله ويحمده ويدعوه ثم يسلم تسليماً يسمعنا ثم يصلي ركعتين بعد ما يسلم وهو قاعد .... إلخ الحديث. ورواه أبو داود (ج2 ص 92 - 93) وفيه ثم يضجع جنبه.
قلت: في هذا الحديث إثبات الركعتين التي بعد الوتر وإثبات الاضطجاع بعدهما.
وقال ابن خزيمة رحمه الله تعالى في ((صحيحه)) (ج2 ص 157) باب الرخصة في الصلاة بعد الوتر: نا أبو موسى محمد ابن المثنى ثنا ابن أبي عدي، ثنا هشام و ثنا يعقوب بن إبراهيم سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقلت: كان يصلي ثلاث عشرة ركعة يصلي ثمان ركعات ثم يوتر ثم يصلي ركعتين وهو جالس فإذا أراد أن يركع قام فركع ويصلي ركعتين بين الندائين. سنده صحيح.
وانظر ((فتح الباري)) (ج3 ص42 - 43) حيث قال ابن حجر في شرحه لحديث عائشة، أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلى العشاء، ثم صلى ثمان ركعات، وركعتين جالساً، وركعتين بين الندائين، ولم يكن يدعهما أبداً،: وليس فيه ذكر الوتر وهو في رواية الليث ولفظه ((كان يصلي بثلاث عشرة ركعة تسعاً قائماً وركعتين وهو جالس)).
وأما الضجعة التي بعد الوتر:
فقال البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الوضوء (ج 1 ص 287): حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك عن مخرمة بن سليمان عن كريب مولى ابن عباس أن عبد الله بن عباس أخبره أنه بات ليلة عند ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ــ وهي خالته ــ فاضطجعت في عرض الوسادة، واضطجع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأهله في طولها. فنام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى إذا انتصف الليل، أو قبله بقليل، أو بعده بقليل، استيقظ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فجلس يمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر الآيات الخواتيم من سورة آل عمران، ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ منها فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي قال ابن عباس: فقمت فصنعت مثل ما صنع، ثم ذهبت، فقمت إلى جنبه فوضع يده اليمنى على رأسي، وأخذ بأذني اليمنى يفتلها فصلى ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين ثم أوتر، ثم اضطجع حتى أتاه المؤذن، فقام فصلى ركعتين خفيفتين، ثم خرج فصلى الصبح.
وأخرجه أيضاً (ج1 ص 287)، (ج2 ص 477) , (ج3 ص 71)، (ج8 ص 236 - 237) من طريق مالك عن مخرمة بن سليمان عن كريب مولى ابن عباس عن ابن عباس.
ورواه مسلم (ج1 ص 526 - 527) وذكر الاضطجاع بعد الوتر أيضاً، وأبو داود (ج1 ص100) بذكره كذلك، والنسائي (ج3 ص 210 - 211) حديث رقم (1620)، وابن ماجة (ج1 ص 433) ومالك (ج1 ص 368) مع ((شرح الزرقاني)) وأحمد (ج1 ص 242) جميعاً بذكره كذلك. ورواه أيضاً أحمد (ج1 ص 358) ولم يذكر الاضطجاع بالمرة.
¥(12/300)
وأخرجه ابن خزيمة (ج2 ص157 - 158) من طريق أحمد بن المقدام العجلي نابشر ــ يعني ابن المفضل ــ ثنا أبو سلمه عن أبي نضرة عن ابن عباس قال: زرت خالتي ميمونة، فوافقت ليلة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بسحر طويل، فأسبغ الوضوء، ثم قام يصلي، فقمت فتوضأت، ثم قمت إلى جنبه فلما علم أني أريد الصلاة معه أخذ بيدي فحولني عن يمينه، فأوتر بتسع أو سبع، ثم صلى ركعتين ووضع حنبه حتى سمعت ضفيزه، ثم أقيمت الصلاة فانطلق فصلى)) ومعنى ضفيزه أي غطيطه (انظر لسان العرب). قال أبو بكر: هاتان الركعتان اللتان ذكرهما ابن عباس في هذا الخبر يحتمل أن يكون أراد الركعتين التي كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصليهما بعد الوتر كما أخبرت عائشة، ويحتمل أن يكون أراد بهما ركعتي الفجر اللتين كان يصليهما قبل صلاة الفريضة.
قلت: الأمر كما يقول ابن خزيمة كله محتمل والله أعلم.
قال ابن القيم في ((زاد المعاد)) (ج1 ص 82): ومنهم من أنكر فعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لها وقال الصحيح أن اضطجاعه كان بعد الوتر، وقبل ركعتي الفجر كما هو مصرح به في حديث ابن عباس.
قلت: وقد تقدم الرد عليهم فلله الحمد والمنة.
وقال الحافظ ابن حجر في ((فتح الباري)) (ج3 ص44): تقدم في أول أبواب الوتر في حديث ابن عباس، أن اضطجاعه صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقع بعد الوتر قبل صلاة الفجر، ولا يعارض ذلك حديث عائشة لأن المراد به نومه صلى الله عليه وعلى آله وسلم بين صلاة الليل وصلاة الفجر وغايته أنه تلك الليلة لم يضطجع بين ركعتي الفجر وصلاة الصبح فيستفاد منه عدم الوجوب أيضاً. ا. هـ.
ونقل الشوكاني عن النووي رحمه الله تعالى كما في ((نيل الأوطار)) (ج3 ص26): ويحتمل أن يكون الاضطجاع قبلهما هو نومه صلى الله عليه وعلى آله وسلم بين صلاة الليل وصلاة الفجر. ا. هـ.
قلت: بالنسبة لنومه هذا قال البخاري رحمه الله (ج3 ص 16) باب من نام عند السحر: حدثنا علي بن عبد الله قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا عمرو بن دينار أن عمرو بن أوس أخبره أن عبد الله بن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال له: ((أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام، وأحب الصيام إلى الله صيام داود، وكان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يوماً ويفطر يوماً)).
وأخرجه أيضاً في تسعة عشر موضعاً من ((صحيحه)).
وأخرجه مسلم (ج1 ص 816) وابن ماجة (ج1 ص 546) حديث رقم (1712) وأحمد (ج2 ص 160).
ومما يحتمل نومه أو اضطجاعه صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعد الوتر ما ثبت أيضاً من حديث عائشة في البخاري (ج3 ص 32)، قال رحمه الله: حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة ــ وحدثني سليمان قال: حدثني شعبة ــ عن أبي إسحاق عن الأسود قال: سألت عائشة رضي الله عنها كيف صلاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالليل؟
قالت: كان ينام أوله، ويقوم آخره، فيصلي، ثم يرجع إلى فراشه، فإذا أذن المؤذن وثب، فإن كانت به حاجة اغتسل وإلا توضأ وخرج.
وأخرجه مسلم (ج1 ص 510) والنسائي (ج3 ص 320) وغيرهم وقد تقدم ...
باب الأمر بالاضطجاع بعد ركعتي الفجر وبيان شذوذ حديث أبي هريرة بالأمر به
قال الإمام أبو داود رحمه الله تعالى في كتاب الصلاة (ج2 ص 47) باب الاضطجاع بعدها ــ أي ركعتي الفجر: حدثنا مسدد وأبو كامل وعبيد الله بن عمر عن ميسرة قالوا: حدثنا عبد الواحد حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إذا صلى أحدكم الركعتين قبل الصبح فليضطجع على يمينه)) فقال له مروان بن الحكم: أما يجزئ أحدنا ممشاه إلى المسجد حتى يضطجع على يمينه؟ قال عبيد الله في حديثه: قال: لا قال فبلغ ذلك ابن عمر فقال: أكثر أبو هريرة على نفسه، قال: فقيل لا بن عمر: هل تنكر شيئاً مما يقول؟ قال: لا ولكنه اجترأ وجبنا، قال: فبلغ ذلك أبا هريرة قال: فما ذنبي إن كنت حفظت ونسوا.
¥(12/301)
وأخرجه الترمذي في ((جامعه)) (ج2 ص 281)، باب ما جاء في الاضطجاع بعد ركعتي الفجر، من طريق عبد الواحد بن زياد حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إذا صلى أحدكم ركعتي الفجر فليضطجع على يمينه)).
وقال: حسن صحيح غريب من هذا الوجه.
قلت: قال الشيخ أحمد شاكر: وقال النووي في ((شرح مسلم)): إسناده على شرط الشيخين، وقال في ((رياض لصالحين)):إسناده صحيح، وقال زكريا الأنصاري في ((فتح العلام)): إسناده على شرط الشيخين. قال: وهو كما قالا.
وقال أحمد شاكر أيضاً في ((تعليقه على الترمذي)) (ج2 ص 282): أفرط في هذه المسألة رجلان: ابن حزم، إذ زعم أن هذه الضجعة واجبة، وشرط في صحة صلاة الفجر، وابن تيمية في الرد عليه حتى زعم أن حديث الباب باطل، وليس بصحيح وأن الصحيح الفعل لا الأمر بها لأن ابن حزم يتمسك بلفظ الحديث وظاهره وأن الأمر للوجوب.
قال: وقد قلنا في حواشي ((المحلى)) ما نصه: أفرط ابن حزم في التغالي جداً في هذه المسألة، وقال قولاً لم يسبقه إليه أحد ولا ينصره فيه أي دليل، فالأحاديث الواردة في الاضطجاع بعد ركعتي الفجر ظاهر منها أن المراد بها أن يستريح المصلي بعد طول صلاة الليل لينشط لفريضة الصلاة، ثم لو سلمنا له أن الحديث الذي فيه الأمر بالضجعة يدل على وجوبها: فمن أين يخلص له الوجوب معناه الشرطية وأن من لم يضطجع لم تجزئه صلاة الغداة؟
اللهم غفراً وما كل واجب شرط ثم إن عائشة روت ما يدل على أن هذه الضجعة إنما هي استراحة لانتظار الصلاة فقط وذكر حديث عائشة (( ... فإن كنت مستيقظة حدثني وإلا اضطجع)) قال: وهو صريح في المعنى الذي قلناه أو كالصريح. قلت: لي وقفتان: الأولى عند قوله (أفرط ابن تيمية) فأقول إن كلام ابن تيمية رحمه الله هو التحقيق في هذه المسألة وسيأتي برهان ذلك إن شاء الله تعالى.
والثانية عند قوله: (المراد بها أن يستريح المصلي بعد طول صلاة الليل لينشط). فأقول: هذا تأويل منه رحمه الله تعالى، وكأنه أخذه من تأويل عائشة لذلك. وسيأتي أنه لم يثبت عنها. فهذا التأويل يحتاج إلى دليل.
وقال النووي رحمه الله تعالى في (المجموع) (ج3 ص 482) بعد ذكره لحديث أبي هريرة في الأمر بالاضطجاع: صحيح رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم. ا. هـ.
قلت: رواه أيضاً ابن خزيمة في (صحيحه) (ج2 ص 167)، من طريق عبد الواحد أيضاً، ورواه أحمد أيضاً (ج2 ص 415)، من طريقه , وابن حبان كذلك (موارد الضمآن) (ص161 - 162).
والبيهقي في ((سننه الكبرى)) (ج3 ص 45)، وقال عقبة: وهذا يحتمل المراد به الإباحة، فقد رواه محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي صالح عن أبي هريرة حكاية عن فعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا خبراً عن قوله ثم أسند الحديث. قلت: وأخرج الحديث حكاية عن فعله أيضاً ابن ماجة (ج1 ص 387). وقال البيهقي عقبه: وهذا أولى أن يكون محفوظاً لموافقته سائر الروايات عن عائشة وابن عباس.
قلت: رواية الأعمش تعتبر شاذة كما أشار إليه البيهقي.
قال الشوكاني رحمه الله في ((نيل الأوطار)) (ج3 ص 25) بعد ذكره لكلام البيهقي: (كونه من فعله أولى أن يكون محفوظاً) ونقله عنه أبو الطيب شمس الحق العظيم آبادي كما في رسالته ((إعلام أهل العصر)) والجواب عن هذا الجواب أن وروده من فعله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لا ينافي كونه ورد من قوله فيكون عند أبي هريرة حديثان حديث الأمر به وحديث ثبوته من فعله على أن الكل يفيد ثبوت أصل الشرعية فيرد نفي النافين.
وذكر أبو الطيب أيضاً أن من الأجوبة التي ذكروها أن ابن عمر لما سمع أبا هريرة يروي حديث الأمر به قال أكثر أبو هريرة على نفسه .... الخ.
قلت: هذا الكلام فيما لو ثبت الأمر بالاضطجاع ولكنه قد تفرد به عبد الواحد بن زياد عن الأعمش، وفي روايته عن الأعمش مقال , قال الحافظ في التهذيب: وقال صالح ابن أحمد بن علي بن المديني سمعت يحيى بن سعيد يقول: ما رأيت عبد الواحد بن زياد يطلب حديثاً قط بالبصرة ولا بالكوفة، وكنا نجلس على بابه يوم الجمعة بعد الصلاة أذاكره حديث الأعمش فلا يعرف منه حرفاً. ثم قال: وقال أبو داود: ثقة عمد إلى أحاديث كان يرسلها الأعمش فوصلها.
¥(12/302)
وقال الذهبي في ((ميزان الاعتدال)) مثل هذا الكلام وعد هذا الحديث من مناكيره.
وقال ابن القيم في ((زاد المعاد)) (ج1 ص82): وقال أبو طالب: قلت لأحمد: حدثنا أبو الصلت عن أبي كريب عن أبي سهيل عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أنه اضطجع بعد ركعتي الفجر قال: شعبة لا يرفعه. قلت: فإن لم يضطجع عليه شيء , قال: لا , عائشة ترويه وابن عمر ينكره , وقال الخلال وأنبأنا المروزي أن أبا عبد الله (يعني الإمام أحمد) قال: حديث أبي هريرة ليس بذلك قلت: إن الأعمش يحدث به عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: عبد الواحد وحده يحدث به. ا. هـ.
وقال ابن القيم أيضاً في ((الزاد)) (ج1 ص 82): وذكر الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أنه قال: ((إذا صلى أحدكم الركعتين قبل صلاة الصبح فليضطجع على جنبه الأيمن)) قال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب، وسمعت ابن تيمية يقول: هذا باطل وليس بصحيح، وإنما الصحيح عنه الفعل لا الأمر بها والأمر تفرد به عبد الواحد بن زياد وغلط فيه. ا. هـ.
وقال الصنعاني في ((سبل السلام)) (ج2 ص 7) في الكلام على حديث أبي هريرة: قال ابن تيمية: ليس بصحيح لأنه تفرد به عبد الواحد بن زياد وفي حفظه مقال وقال المصنف (يعني ابن حجر): والحق أن تقوم به الحجة إلا أنه صرف عن الوجوب ما ورد من عدم مداومته صلى الله عليه وعلى آله وسلم على فعلها.
وقال الشوكاني في (نيل الأوطار) (ج3 ص 25): إن حديث أبي هريرة من رواية عبد الواحد بن زياد عن الأعمش، وقد تكلم فيه بسبب ذلك يحيى بن سعيد القطان وأبو داود وذكر الكلام الذي نقلناه من التهذيب والميزان، ثم قال: وهذا من روايته عن الأعمش، وقد رواه الأعمش بصيغة العنعنة وهو مدلس ا. هـ.
قلت: سيأتي عنه أنه يميل إلى تصحيحه والقول بوجوب الاضطجاع استناداً على حديث عبد الواحد هذا، وأما عنعنة الأعمش عن أبي صالح فلا تضر كما قال الذهبي في ((ميزان الاعتدال)).
ولقد جعل السيوطي رحمه الله تعالى حديث عبد الواحد هذا من أمثلة الشاذ في المتن فقال في ((تدريب الراوي)) (ج1 ص 235): ومن أمثلة الشاذ في المتن ما رواه أبو داود والترمذي من حديث عبد الواحد بن زياد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً: ((إذا صلى أحدكم ركعتي الفجر فليضطجع عن يمينه)) قال البيهقي: خالف عبد الواحد العدد الكثير في هذا فإن الناس إنما رووه من فعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا من قوله، وانفرد عبد الواحد من بين ثقات أصحاب الأعمش بهذا اللفظ. ا. هـ كلامه.
تنبيه: قال ابن حزم رحمه الله تعالى في كتابه ((المحلى)) (ج3 ص 196): مسألة: كل من ركع ركعتي الفجر لم تجزه صلاة الصبح إلا بأن يضطجع على شقه الأيمن بين سلامه من ركعتي الفجر وبين تكبيره لصلاة الصبح، وسواء عندنا ترك الضجعة عمداً أو ناسياً وسواء صلاها في وقتها أو صلاها قاضياً لها من نسيان أو عمد نوم. فإن لم يصلِ ركعتي الفجر لم يلزمه أن يضطجع، فإن عجز عن الضجعة على اليمين لخوف أو مرض أو غير ذلك أشار إلى ذلك حسب طاقته فقط.
واستدل بحديث أبي هريرة الذي فيه الأمر بالاضطجاع وهو من طريق عبد الواحد بن زياد عن الأعمش. وتقدم الكلام عليه وبيان علته.
وقال (ص199): وحكم الناسي ههنا كحكم العامد، لأن من نسى عملاً مفترضاً من الصلاة فعليه أن يأتي به لأنه لم يأت بالصلاة كما أمر إلا أن يأتي نص بسقوط ذلك عنه.
وإنما يكون النسيان بخلاف العمد في حكمين: أحدهما سقوط الإثم جملة هنا وفي كل مكان، والثاني من زاد عملاً لا يجوز له ناسياً وكان قد أوفى جميع عمله الذي أمر به فإن هذا قد عمل ما أمر وكان ما زاد بالنسيان لغواً لا حكم له.
فإن أدرك إعادة الصلاة في الوقت لزمه أن يضطجع ويعيد الفريضة وإن لم يقدر على ذلك إلا بعد خروج الوقت لم يقدر على الإعادة لما ذكرنا قبل ولا يجزئه أن يأتي بالضجعة بعد الصلاة لأنه ليس ذلك موضعاً ولا يجزئ عمل شيء في غير مكانه ولا في غير زمانه ولا بخلاف ما أمر به لأن هذا كله هو غير العمل المأمور به على هذه الأحوال وبالله التوفيق. ا. هـ
قلت: رحم الله ابن حزم فهذه هفوة منه وكما قال القائل: ((لكل جواد كبوة ولكل عالم هفوة)) وتقدم كلام الشيخ أحمد شاكر رحمه الله.
وقال ابن القيم في ((زاد المعاد)) (ج1 ص82): وأما ابن حزم ومن تابعه فإنهم يوجبون هذه الضجعة ويبطل ابن حزم صلاة من لم يضطجعها بهذا الحديث (يعني حديث أبي هريرة) وهذا مما تفرد به عن الأمة ورأيت مجلداً لبعض أصحابه (ذكر المناوي ــ بضم الميم ــ صاحب ((فيض القدير)) أن هذا المجلد لابن حزم انظر (ج1 ص 390) قد نصر فيه هذا المذهب إلى أن قال: وقد غلا في هذه الضجعة طائفتان وتوسط فيها طائفة ثالثة فأوجبها جماعة من أهل الظاهر وأبطلوا الصلاة بتركها كابن حزم ومن وافقه وكرهها جماعة من الفقهاء وسموها بدعة.
وتوسط فيها مالك وغيره فلم يروا بها بأساً لمن فعلها راحة وكرهوها لمن فعلها استناناً واستحبها طائفة على الإطلاق. ا. هـ.
قلت: والأخير هو الحق إن شاء الله وهو الذي تدعمه الأدلة، وكما قال القائل ((قطعت جهيزة قول كل خطيب)) فحديث عبد الواحد كما عرفت معل ولا حجة لمن تعلق به فالحمد لله.
وقال ابن حجر رحمه الله في ((فتح الباري)) (ج3 ص 43 – 44) عند ترجمة البخاري ((باب من تحدث بعد الركعتين ولم يضطجع)): وأشار بهذه الترجمة إلى أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يكن يداوم عليها وبذلك احتج الأئمة وحملوا الأمر الوارد بذلك في حديث أبي هريرة عند أبي داود وغيره على الاستحباب وأفرط ابن حزم فقال: يجب على كل أحد وجعله شرطاً لصحة صلاة الصبح ورد عليه العلماء. ا. هـ ملخصاً.
وقال المناوي في ((فيض القدير)) (ج5 ص 148): وأفرط ابن حزم فأخذه بظاهرة فأوجب الاضطجاع على كل أحد وجعله شرطاً لصحة صلاة الصبح. اهـ
يتبع إن شاء الله
¥(12/303)
ـ[ابو عبادة]ــــــــ[10 - 03 - 10, 11:53 م]ـ
3 - 2
باب الاضطجاع سنة وليس بواجب
وفيه بيان ثبوت صلاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم للركعتين بعد الوتر والاضطجاع بعد الوتر وبعد الركعتين.
قال البخاري رحمه الله تعالى في كتاب التهجد (ج3 ص43): باب من تحدث بعد الركعتين ولم يضطجع: حدثنا بشر بن الحكم حدثنا سفيان قال حدثني سالم أبو النضر عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان إذا صلى فإن كنت مستيقظة حدثني وإلا اضطجع حتى يؤذن بالصلاة، وأخرجه أيضاً عن علي ابن عبد الله عن سفيان بنحوه (ج3 ص 44).
وأخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين من ((صحيحه)) (متن ج1 ص 511). وأخرجه أيضاً من طريق سفيان عن زياد ابن سعد عن ابن أبي عتاب عن أبي سلمة عن عائشة عن النبي مثله.
وأخرجه أبو داود في ((سننه)) (كتاب الصلاة (ج2 ص48)، وأخرجه ابن خزيمة في ((صحيحه)) (ج2 ص 168). وابن أبي شيبة في ((مصنفة)) (ج2 ص 249)، كلهم من طريق سفيان بن عيينة بهذا السياق.
وكذا البيهقي في ((سننه الكبرى)) (ج 3 ص 45). وقال عقبة ورواه مالك بن أنس خارج الموطأ عن سالم أبي النضر فذكر الحديث عقيب صلاة الليل وذكر الاضطجاع بعد ركعتين قبل ركعتي الفجر ا. هـ.
قلت: وسيأتي إن شاء الله الكلام على الاضطجاع الذي بعد الركعتين بعد صلاة الليل.
وقد أخرج أبو داود في ((سننه)) (ج2 ص48)، كما قال البيهقي آنفاً من طريق مالك عن سالم أبي النضر عن أبي سلمه ابن عبد الرحمن عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا قضى صلاته من آخر الليل نظر فإن كنت مستيقظة حدثني وإن كنت نائمة أيقظني وصلى الركعتين، ثم اضطجع حتى يأتيه المؤذن فيؤذنه بصلاة الصبح فيصلي ركعتين خفيفتين ثم يخرج إلى الصلاة.
وأخرجه أيضاً الدارمي من طريق مالك بنفس سند أبي داود ولفظه: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا صلى الركعتين قبل الفجر فإن كانت له حاجة كلمني بها وإلا خرج إلى الصلاة.
وأخرجه أحمد (ج6ص35) من طريق مالك فذكر الاضطجاع بعد صلاة الليل ولم يذكر ركعتي الفجر.
وكذا أخرجه البيهقي في ((سننه الكبرى)) (ج3 ص 36) وقال عقبة: وهذا بخلاف رواية الجماعة عن أبي سلمة ا. هـ.
قلت: الجماعة منهم ابن أبي عتاب وعمرو بن علقمة وهما يرويانها (أعني الضجعة) بعد الركعتين التي بعد الوتر ولم يذكرا ركعتي الفجر.
وأخرجه عبد الرزاق في ((مصنفه)) (ج3 ص 42) باب الضجعة بعد الوتر وباب النافلة من الليل من رواية سفيان ابن عيينة عن أبي النضر أو محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن عائشة فذكر الاضطجاع بعد الوتر.
قلت: رواية مالك عن أبي النضر شاذة كما نوه إلى ذلك البيهقي آنفاً فهو يذكر الاضطجاع بعد صلاة الوتر أو بعد الركعتين التي بعد الوتر ولا يذكره بعد ركعتي الفجر وقد خالف سفيان بن عيينه فسفيان يرويه عن سالم أبي النضر يذكر الاضطجاع بعد ركعتي الفجر وكذلك يرويه عن زياد بن سعد بذكره كذلك، ولرواية سفيان شاهد من حديث عائشة كما تقدم، ولهذا حكمت على رواية مالك بالشذوذ.
فائدة: قال أبو بكر الحميدي كان سفيان يشك في حديث أبي النضر ويضطرب فيه، وربما شك في حديث زياد ويقول: ((تخلط علىَّ ثم قال غير مرة حديث أبي النضر كذا وحديث زياد كذا وحديث محمد بن عمرو كذا)) ا. هـ انظر ((السنن الكبرى)) للبيهقي (ج 3 ص 44).
قلت: رواية سفيان في هذا الموضع وافقت رواية أصحاب الزهري كما تقدم، والذي ظهر لي من النصوص أنه كان للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ضجعتان الأولى بعد ركعتي الفجر والثانية بعد قيام الليل أو بعد الركعتين التي بعد الوتر والتي ثبتت عنه عليه الصلاة والسلام.
¥(12/304)
فقال الإمام مسلم في ((صحيحه)) (ج1 ص 512):حدثنا محمد بن المثنى العنزي حدثنا محمد بن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن زرارة أن سعد بن هشام بن عامر أراد أن يغزو في سبيل الله فقدم المدينة فأراد أن يبيع عقاراً له بها فيجعله في السلاح والكراع ويجاهد الروم حتى يموت فلما قدم المدينة لقى أناساً من أهل المدينة فنهوه عن ذلك وأخبروه أن رهطاً ستة أرادوا ذلك في حياة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فنهاهم نبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال ((أليس لكم فيَّ أسوة؟)) فلما حدثوه بذلك راجع امرأته وقد كان طلقها وأشهد على رجعتها فأتى ابن عباس فسأله عن وتر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال ابن عباس: ألا أدلك على أعلم أهل الأرض بوتر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: من؟ قال: عائشة فأتها فاسألها ثم ائتني بخبرها .... وفيه: أنبئيني عن وتر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالت: كنا نعد له سواكه وطهوره فيبعثه الله ما شاء أن يبعثه من الليل فيتسوك ويتوضأ ويصلي تسع ركعات لا يجلس فيها إلا في الثامنة فيذكر الله ويحمده ويدعوه ثم ينهض ولا يسلم ثم يقوم فيصلي التاسعة ثم يقعد فيذكر الله ويحمده ويدعوه ثم يسلم تسليماً يسمعنا ثم يصلي ركعتين بعد ما يسلم وهو قاعد .... إلخ الحديث. ورواه أبو داود (ج2 ص 92 - 93) وفيه ثم يضجع جنبه.
قلت: في هذا الحديث إثبات الركعتين التي بعد الوتر وإثبات الاضطجاع بعدهما.
وقال ابن خزيمة رحمه الله تعالى في ((صحيحه)) (ج2 ص 157) باب الرخصة في الصلاة بعد الوتر: نا أبو موسى محمد ابن المثنى ثنا ابن أبي عدي، ثنا هشام و ثنا يعقوب بن إبراهيم سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقلت: كان يصلي ثلاث عشرة ركعة يصلي ثمان ركعات ثم يوتر ثم يصلي ركعتين وهو جالس فإذا أراد أن يركع قام فركع ويصلي ركعتين بين الندائين. سنده صحيح.
وانظر ((فتح الباري)) (ج3 ص42 - 43) حيث قال ابن حجر في شرحه لحديث عائشة، أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلى العشاء، ثم صلى ثمان ركعات، وركعتين جالساً، وركعتين بين الندائين، ولم يكن يدعهما أبداً،: وليس فيه ذكر الوتر وهو في رواية الليث ولفظه ((كان يصلي بثلاث عشرة ركعة تسعاً قائماً وركعتين وهو جالس)).
وأما الضجعة التي بعد الوتر:
فقال البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الوضوء (ج 1 ص 287): حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك عن مخرمة بن سليمان عن كريب مولى ابن عباس أن عبد الله بن عباس أخبره أنه بات ليلة عند ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ــ وهي خالته ــ فاضطجعت في عرض الوسادة، واضطجع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأهله في طولها. فنام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى إذا انتصف الليل، أو قبله بقليل، أو بعده بقليل، استيقظ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فجلس يمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر الآيات الخواتيم من سورة آل عمران، ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ منها فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي قال ابن عباس: فقمت فصنعت مثل ما صنع، ثم ذهبت، فقمت إلى جنبه فوضع يده اليمنى على رأسي، وأخذ بأذني اليمنى يفتلها فصلى ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين ثم أوتر، ثم اضطجع حتى أتاه المؤذن، فقام فصلى ركعتين خفيفتين، ثم خرج فصلى الصبح.
وأخرجه أيضاً (ج1 ص 287)، (ج2 ص 477) , (ج3 ص 71)، (ج8 ص 236 - 237) من طريق مالك عن مخرمة بن سليمان عن كريب مولى ابن عباس عن ابن عباس.
ورواه مسلم (ج1 ص 526 - 527) وذكر الاضطجاع بعد الوتر أيضاً، وأبو داود (ج1 ص100) بذكره كذلك، والنسائي (ج3 ص 210 - 211) حديث رقم (1620)، وابن ماجة (ج1 ص 433) ومالك (ج1 ص 368) مع ((شرح الزرقاني)) وأحمد (ج1 ص 242) جميعاً بذكره كذلك. ورواه أيضاً أحمد (ج1 ص 358) ولم يذكر الاضطجاع بالمرة.
¥(12/305)
وأخرجه ابن خزيمة (ج2 ص157 - 158) من طريق أحمد بن المقدام العجلي نابشر ــ يعني ابن المفضل ــ ثنا أبو سلمه عن أبي نضرة عن ابن عباس قال: زرت خالتي ميمونة، فوافقت ليلة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بسحر طويل، فأسبغ الوضوء، ثم قام يصلي، فقمت فتوضأت، ثم قمت إلى جنبه فلما علم أني أريد الصلاة معه أخذ بيدي فحولني عن يمينه، فأوتر بتسع أو سبع، ثم صلى ركعتين ووضع حنبه حتى سمعت ضفيزه، ثم أقيمت الصلاة فانطلق فصلى)) ومعنى ضفيزه أي غطيطه (انظر لسان العرب). قال أبو بكر: هاتان الركعتان اللتان ذكرهما ابن عباس في هذا الخبر يحتمل أن يكون أراد الركعتين التي كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصليهما بعد الوتر كما أخبرت عائشة، ويحتمل أن يكون أراد بهما ركعتي الفجر اللتين كان يصليهما قبل صلاة الفريضة.
قلت: الأمر كما يقول ابن خزيمة كله محتمل والله أعلم.
قال ابن القيم في ((زاد المعاد)) (ج1 ص 82): ومنهم من أنكر فعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لها وقال الصحيح أن اضطجاعه كان بعد الوتر، وقبل ركعتي الفجر كما هو مصرح به في حديث ابن عباس.
قلت: وقد تقدم الرد عليهم فلله الحمد والمنة.
وقال الحافظ ابن حجر في ((فتح الباري)) (ج3 ص44): تقدم في أول أبواب الوتر في حديث ابن عباس، أن اضطجاعه صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقع بعد الوتر قبل صلاة الفجر، ولا يعارض ذلك حديث عائشة لأن المراد به نومه صلى الله عليه وعلى آله وسلم بين صلاة الليل وصلاة الفجر وغايته أنه تلك الليلة لم يضطجع بين ركعتي الفجر وصلاة الصبح فيستفاد منه عدم الوجوب أيضاً. ا. هـ.
ونقل الشوكاني عن النووي رحمه الله تعالى كما في ((نيل الأوطار)) (ج3 ص26): ويحتمل أن يكون الاضطجاع قبلهما هو نومه صلى الله عليه وعلى آله وسلم بين صلاة الليل وصلاة الفجر. ا. هـ.
قلت: بالنسبة لنومه هذا قال البخاري رحمه الله (ج3 ص 16) باب من نام عند السحر: حدثنا علي بن عبد الله قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا عمرو بن دينار أن عمرو بن أوس أخبره أن عبد الله بن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال له: ((أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام، وأحب الصيام إلى الله صيام داود، وكان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يوماً ويفطر يوماً)).
وأخرجه أيضاً في تسعة عشر موضعاً من ((صحيحه)).
وأخرجه مسلم (ج1 ص 816) وابن ماجة (ج1 ص 546) حديث رقم (1712) وأحمد (ج2 ص 160).
ومما يحتمل نومه أو اضطجاعه صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعد الوتر ما ثبت أيضاً من حديث عائشة في البخاري (ج3 ص 32)، قال رحمه الله: حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة ــ وحدثني سليمان قال: حدثني شعبة ــ عن أبي إسحاق عن الأسود قال: سألت عائشة رضي الله عنها كيف صلاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالليل؟
قالت: كان ينام أوله، ويقوم آخره، فيصلي، ثم يرجع إلى فراشه، فإذا أذن المؤذن وثب، فإن كانت به حاجة اغتسل وإلا توضأ وخرج.
وأخرجه مسلم (ج1 ص 510) والنسائي (ج3 ص 320) وغيرهم وقد تقدم ...
باب الأمر بالاضطجاع بعد ركعتي الفجر وبيان شذوذ حديث أبي هريرة بالأمر به
قال الإمام أبو داود رحمه الله تعالى في كتاب الصلاة (ج2 ص 47) باب الاضطجاع بعدها ــ أي ركعتي الفجر: حدثنا مسدد وأبو كامل وعبيد الله بن عمر عن ميسرة قالوا: حدثنا عبد الواحد حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إذا صلى أحدكم الركعتين قبل الصبح فليضطجع على يمينه)) فقال له مروان بن الحكم: أما يجزئ أحدنا ممشاه إلى المسجد حتى يضطجع على يمينه؟ قال عبيد الله في حديثه: قال: لا قال فبلغ ذلك ابن عمر فقال: أكثر أبو هريرة على نفسه، قال: فقيل لا بن عمر: هل تنكر شيئاً مما يقول؟ قال: لا ولكنه اجترأ وجبنا، قال: فبلغ ذلك أبا هريرة قال: فما ذنبي إن كنت حفظت ونسوا.
¥(12/306)
وأخرجه الترمذي في ((جامعه)) (ج2 ص 281)، باب ما جاء في الاضطجاع بعد ركعتي الفجر، من طريق عبد الواحد بن زياد حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إذا صلى أحدكم ركعتي الفجر فليضطجع على يمينه)).
وقال: حسن صحيح غريب من هذا الوجه.
قلت: قال الشيخ أحمد شاكر: وقال النووي في ((شرح مسلم)): إسناده على شرط الشيخين، وقال في ((رياض لصالحين)):إسناده صحيح، وقال زكريا الأنصاري في ((فتح العلام)): إسناده على شرط الشيخين. قال: وهو كما قالا.
وقال أحمد شاكر أيضاً في ((تعليقه على الترمذي)) (ج2 ص 282): أفرط في هذه المسألة رجلان: ابن حزم، إذ زعم أن هذه الضجعة واجبة، وشرط في صحة صلاة الفجر، وابن تيمية في الرد عليه حتى زعم أن حديث الباب باطل، وليس بصحيح وأن الصحيح الفعل لا الأمر بها لأن ابن حزم يتمسك بلفظ الحديث وظاهره وأن الأمر للوجوب.
قال: وقد قلنا في حواشي ((المحلى)) ما نصه: أفرط ابن حزم في التغالي جداً في هذه المسألة، وقال قولاً لم يسبقه إليه أحد ولا ينصره فيه أي دليل، فالأحاديث الواردة في الاضطجاع بعد ركعتي الفجر ظاهر منها أن المراد بها أن يستريح المصلي بعد طول صلاة الليل لينشط لفريضة الصلاة، ثم لو سلمنا له أن الحديث الذي فيه الأمر بالضجعة يدل على وجوبها: فمن أين يخلص له الوجوب معناه الشرطية وأن من لم يضطجع لم تجزئه صلاة الغداة؟
اللهم غفراً وما كل واجب شرط ثم إن عائشة روت ما يدل على أن هذه الضجعة إنما هي استراحة لانتظار الصلاة فقط وذكر حديث عائشة (( ... فإن كنت مستيقظة حدثني وإلا اضطجع)) قال: وهو صريح في المعنى الذي قلناه أو كالصريح. قلت: لي وقفتان: الأولى عند قوله (أفرط ابن تيمية) فأقول إن كلام ابن تيمية رحمه الله هو التحقيق في هذه المسألة وسيأتي برهان ذلك إن شاء الله تعالى.
والثانية عند قوله: (المراد بها أن يستريح المصلي بعد طول صلاة الليل لينشط). فأقول: هذا تأويل منه رحمه الله تعالى، وكأنه أخذه من تأويل عائشة لذلك. وسيأتي أنه لم يثبت عنها. فهذا التأويل يحتاج إلى دليل.
وقال النووي رحمه الله تعالى في (المجموع) (ج3 ص 482) بعد ذكره لحديث أبي هريرة في الأمر بالاضطجاع: صحيح رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم. ا. هـ.
قلت: رواه أيضاً ابن خزيمة في (صحيحه) (ج2 ص 167)، من طريق عبد الواحد أيضاً، ورواه أحمد أيضاً (ج2 ص 415)، من طريقه , وابن حبان كذلك (موارد الضمآن) (ص161 - 162).
والبيهقي في ((سننه الكبرى)) (ج3 ص 45)، وقال عقبة: وهذا يحتمل المراد به الإباحة، فقد رواه محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي صالح عن أبي هريرة حكاية عن فعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا خبراً عن قوله ثم أسند الحديث. قلت: وأخرج الحديث حكاية عن فعله أيضاً ابن ماجة (ج1 ص 387). وقال البيهقي عقبه: وهذا أولى أن يكون محفوظاً لموافقته سائر الروايات عن عائشة وابن عباس.
قلت: رواية الأعمش تعتبر شاذة كما أشار إليه البيهقي.
قال الشوكاني رحمه الله في ((نيل الأوطار)) (ج3 ص 25) بعد ذكره لكلام البيهقي: (كونه من فعله أولى أن يكون محفوظاً) ونقله عنه أبو الطيب شمس الحق العظيم آبادي كما في رسالته ((إعلام أهل العصر)) والجواب عن هذا الجواب أن وروده من فعله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لا ينافي كونه ورد من قوله فيكون عند أبي هريرة حديثان حديث الأمر به وحديث ثبوته من فعله على أن الكل يفيد ثبوت أصل الشرعية فيرد نفي النافين.
وذكر أبو الطيب أيضاً أن من الأجوبة التي ذكروها أن ابن عمر لما سمع أبا هريرة يروي حديث الأمر به قال أكثر أبو هريرة على نفسه .... الخ.
قلت: هذا الكلام فيما لو ثبت الأمر بالاضطجاع ولكنه قد تفرد به عبد الواحد بن زياد عن الأعمش، وفي روايته عن الأعمش مقال , قال الحافظ في التهذيب: وقال صالح ابن أحمد بن علي بن المديني سمعت يحيى بن سعيد يقول: ما رأيت عبد الواحد بن زياد يطلب حديثاً قط بالبصرة ولا بالكوفة، وكنا نجلس على بابه يوم الجمعة بعد الصلاة أذاكره حديث الأعمش فلا يعرف منه حرفاً. ثم قال: وقال أبو داود: ثقة عمد إلى أحاديث كان يرسلها الأعمش فوصلها.
¥(12/307)
وقال الذهبي في ((ميزان الاعتدال)) مثل هذا الكلام وعد هذا الحديث من مناكيره.
وقال ابن القيم في ((زاد المعاد)) (ج1 ص82): وقال أبو طالب: قلت لأحمد: حدثنا أبو الصلت عن أبي كريب عن أبي سهيل عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أنه اضطجع بعد ركعتي الفجر قال: شعبة لا يرفعه. قلت: فإن لم يضطجع عليه شيء , قال: لا , عائشة ترويه وابن عمر ينكره , وقال الخلال وأنبأنا المروزي أن أبا عبد الله (يعني الإمام أحمد) قال: حديث أبي هريرة ليس بذلك قلت: إن الأعمش يحدث به عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: عبد الواحد وحده يحدث به. ا. هـ.
وقال ابن القيم أيضاً في ((الزاد)) (ج1 ص 82): وذكر الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أنه قال: ((إذا صلى أحدكم الركعتين قبل صلاة الصبح فليضطجع على جنبه الأيمن)) قال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب، وسمعت ابن تيمية يقول: هذا باطل وليس بصحيح، وإنما الصحيح عنه الفعل لا الأمر بها والأمر تفرد به عبد الواحد بن زياد وغلط فيه. ا. هـ.
وقال الصنعاني في ((سبل السلام)) (ج2 ص 7) في الكلام على حديث أبي هريرة: قال ابن تيمية: ليس بصحيح لأنه تفرد به عبد الواحد بن زياد وفي حفظه مقال وقال المصنف (يعني ابن حجر): والحق أن تقوم به الحجة إلا أنه صرف عن الوجوب ما ورد من عدم مداومته صلى الله عليه وعلى آله وسلم على فعلها.
وقال الشوكاني في (نيل الأوطار) (ج3 ص 25): إن حديث أبي هريرة من رواية عبد الواحد بن زياد عن الأعمش، وقد تكلم فيه بسبب ذلك يحيى بن سعيد القطان وأبو داود وذكر الكلام الذي نقلناه من التهذيب والميزان، ثم قال: وهذا من روايته عن الأعمش، وقد رواه الأعمش بصيغة العنعنة وهو مدلس ا. هـ.
قلت: سيأتي عنه أنه يميل إلى تصحيحه والقول بوجوب الاضطجاع استناداً على حديث عبد الواحد هذا، وأما عنعنة الأعمش عن أبي صالح فلا تضر كما قال الذهبي في ((ميزان الاعتدال)).
ولقد جعل السيوطي رحمه الله تعالى حديث عبد الواحد هذا من أمثلة الشاذ في المتن فقال في ((تدريب الراوي)) (ج1 ص 235): ومن أمثلة الشاذ في المتن ما رواه أبو داود والترمذي من حديث عبد الواحد بن زياد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً: ((إذا صلى أحدكم ركعتي الفجر فليضطجع عن يمينه)) قال البيهقي: خالف عبد الواحد العدد الكثير في هذا فإن الناس إنما رووه من فعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا من قوله، وانفرد عبد الواحد من بين ثقات أصحاب الأعمش بهذا اللفظ. ا. هـ كلامه.
تنبيه: قال ابن حزم رحمه الله تعالى في كتابه ((المحلى)) (ج3 ص 196): مسألة: كل من ركع ركعتي الفجر لم تجزه صلاة الصبح إلا بأن يضطجع على شقه الأيمن بين سلامه من ركعتي الفجر وبين تكبيره لصلاة الصبح، وسواء عندنا ترك الضجعة عمداً أو ناسياً وسواء صلاها في وقتها أو صلاها قاضياً لها من نسيان أو عمد نوم. فإن لم يصلِ ركعتي الفجر لم يلزمه أن يضطجع، فإن عجز عن الضجعة على اليمين لخوف أو مرض أو غير ذلك أشار إلى ذلك حسب طاقته فقط.
واستدل بحديث أبي هريرة الذي فيه الأمر بالاضطجاع وهو من طريق عبد الواحد بن زياد عن الأعمش. وتقدم الكلام عليه وبيان علته.
وقال (ص199): وحكم الناسي ههنا كحكم العامد، لأن من نسى عملاً مفترضاً من الصلاة فعليه أن يأتي به لأنه لم يأت بالصلاة كما أمر إلا أن يأتي نص بسقوط ذلك عنه.
وإنما يكون النسيان بخلاف العمد في حكمين: أحدهما سقوط الإثم جملة هنا وفي كل مكان، والثاني من زاد عملاً لا يجوز له ناسياً وكان قد أوفى جميع عمله الذي أمر به فإن هذا قد عمل ما أمر وكان ما زاد بالنسيان لغواً لا حكم له.
فإن أدرك إعادة الصلاة في الوقت لزمه أن يضطجع ويعيد الفريضة وإن لم يقدر على ذلك إلا بعد خروج الوقت لم يقدر على الإعادة لما ذكرنا قبل ولا يجزئه أن يأتي بالضجعة بعد الصلاة لأنه ليس ذلك موضعاً ولا يجزئ عمل شيء في غير مكانه ولا في غير زمانه ولا بخلاف ما أمر به لأن هذا كله هو غير العمل المأمور به على هذه الأحوال وبالله التوفيق. ا. هـ
قلت: رحم الله ابن حزم فهذه هفوة منه وكما قال القائل: ((لكل جواد كبوة ولكل عالم هفوة)) وتقدم كلام الشيخ أحمد شاكر رحمه الله.
وقال ابن القيم في ((زاد المعاد)) (ج1 ص82): وأما ابن حزم ومن تابعه فإنهم يوجبون هذه الضجعة ويبطل ابن حزم صلاة من لم يضطجعها بهذا الحديث (يعني حديث أبي هريرة) وهذا مما تفرد به عن الأمة ورأيت مجلداً لبعض أصحابه (ذكر المناوي ــ بضم الميم ــ صاحب ((فيض القدير)) أن هذا المجلد لابن حزم انظر (ج1 ص 390) قد نصر فيه هذا المذهب إلى أن قال: وقد غلا في هذه الضجعة طائفتان وتوسط فيها طائفة ثالثة فأوجبها جماعة من أهل الظاهر وأبطلوا الصلاة بتركها كابن حزم ومن وافقه وكرهها جماعة من الفقهاء وسموها بدعة.
وتوسط فيها مالك وغيره فلم يروا بها بأساً لمن فعلها راحة وكرهوها لمن فعلها استناناً واستحبها طائفة على الإطلاق. ا. هـ.
قلت: والأخير هو الحق إن شاء الله وهو الذي تدعمه الأدلة، وكما قال القائل ((قطعت جهيزة قول كل خطيب)) فحديث عبد الواحد كما عرفت معل ولا حجة لمن تعلق به فالحمد لله.
وقال ابن حجر رحمه الله في ((فتح الباري)) (ج3 ص 43 – 44) عند ترجمة البخاري ((باب من تحدث بعد الركعتين ولم يضطجع)): وأشار بهذه الترجمة إلى أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يكن يداوم عليها وبذلك احتج الأئمة وحملوا الأمر الوارد بذلك في حديث أبي هريرة عند أبي داود وغيره على الاستحباب وأفرط ابن حزم فقال: يجب على كل أحد وجعله شرطاً لصحة صلاة الصبح ورد عليه العلماء. ا. هـ ملخصاً.
وقال المناوي في ((فيض القدير)) (ج5 ص 148): وأفرط ابن حزم فأخذه بظاهرة فأوجب الاضطجاع على كل أحد وجعله شرطاً لصحة صلاة الصبح. اهـ
يتبع إن شاء الله
¥(12/308)
ـ[أبومالك عدنان المقطري]ــــــــ[11 - 03 - 10, 08:41 م]ـ
يارك الله فيك أخي السعيدي ,وفي شيخنا المقطري ـ حفظه الله ـ
ـ[ابو عبادة]ــــــــ[16 - 03 - 10, 12:21 ص]ـ
باب المصححون لحديث أبي هريرة في الأمر بالاضطجاع
تقدم أن صححه الترمذي والنووي وزكريا الأنصاري صاحب ((فتح العلام)) وتبعهما الشيخ أحمد شاكر وأيضاً ابن حزم كما سبق، وممن صحح هذا الحديث ابن خزيمة وابن حبان حيث أخرجاه في صحيحيهما وهما ممن اشترط الصحة.
ابن حجر في ((فتح الباري)) (ج3 ص 44) فقال: والحق أنه تقوم به الحجة.
قال الشوكاني رحمه الله تعالى في ((نيل الأوطار)) (ج3 ص 26): إذا عرفت الكلام في الاضطجاع تبين لك مشروعيته وعلمت بما أسلفنا لك من أن تركه صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يعارض الأمر للأمة الخاص بهم ولاح لك قوة القول بالوجوب.
قال العلامة ابن قدامة في كتابه ((المغني)) (ج2 ص 127): ولنا ما روى أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إذا صلى أحدكم ركعتي الفجر فليضطجع على شقه الأيمن)).
ونقل العلامة أبو الطيب شمس الحق العظيم آبادي في رسالته ((إعلام أهل العصر)) تصحيح حديث عبد الواحد هذا بل وصححه (ص62).
وصححه الألباني حفظه الله تعالى (صحيح الجامع) برقم (655).
ورمز له السيوطي في ((الجامع الصغير)) بالصحة وقد نقلنا عنه من ((التدريب)) أنه جعله من أمثلة الشاذ،.وهذا وهم منه وتبعه على تصحيحه المناوي في شرحه ((فيض القدير)) (ج5 ص 148) حيث قال عند حديث عائشة ((كان إذا صلى ركعتي الفجر اضطجع على شقه الأيمن)) وعليه حمل الأمر به في خبر أبي داود.
قلت: وقد سبق أن بينا أنه من طريق عبد الواحد بن زياد عن الأعمش وهو شاذ. بل وعد من مناكيره.
باب في أدلة المانعين للاضطجاع والقائلين ببدعيته
أخرج الإمام عبد الرزاق الصنعاني في ((مصنفه)) (ج3 ص 43) عن ابن جريج قال: حدثني من أصدق أن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا طلع الفجر يصلي ركعتين خفيفتين، ثم يضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن فيؤذنه بالصلاة، لم يضطجع لسنة ولكنه كان يدأب ليله فيستريح قال: فكان ابن عمر يحصبهم إذا رآهم يضطجعون على أيمانهم.
قلت: في سنده راوٍ لم يسمَّ كما قاله الحافظ في الفتح (ج3 ص 44) ونقله عنه الشوكاني في نيل الأوطار، وكذلك هذا الكلام من عائشة ظن وتخمين وليس بحجة بل قد روت فعله وإثباتها يقدم على تأويلها.
قال الإمام أبو بكر بن أبي شيبة رحمه الله تعالى في ((مصنفه)) (ج2 ص 248): حدثنا وكيع قال: حدثنا شعبة عن محمد بن المنكدر عن سعيد بن المسيب قال: رأى عمر رجلاً اضطجع بعد الركعتين فقال: احصبوه أو ألا حصبتموه
قلت: سعيد بن المسيب مختلف في سماعه من عمر وقد ولد لسنتين خلتا من خلافة عمر وصح كما في تهذيب التهذيب بسند صحيح من طريق البخاري أن سعيداً قال: إني لأذكر يوم نعى عمر بن الخطاب النعمان بن مقرن على المنبر وفي التهذيب أيضاً أنه سمع من عمر خطبة في شأن الرجم قال الحافظ ابن حجر: إن سندها على شرط الإمام مسلم فالظاهر أنه سمع منه هذه الخطبة وبقية رواياته مراسيل والمرسل من قسم الضعيف، وهذا الأثر من مراسيله، وانظر كذلك جامع التحصيل.
وقال أبو بكر بن أبي شيبة في ((مصنفه)) (ج2 ص 248): حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن حماد عن إبراهيم قال: قال عبد الله: ما بال الرجل إذا صلى الركعتين يتمعك كما تتمعك الدابة والحمار؟ إذا سلم فقد فصل.
قلت: هذا الأثر منقطع، إبراهيم لم يسمع من عبد الله.
وقال أيضاً رحمه الله تعالى (ج2 ص 249): حدثنا وكيع قال: حدثنا مسعر عن زيد العمى عن أبي الصديق الناجي قال: رأى ابن عمر قوماً اضطجعوا بعد ركعتي الفجر فأرسل إليهم فنهاهم، فقالوا: نريد بذلك السنة، فقال ابن عمر: ارجع إليهم فأخبرهم أنها بدعة، وأخرجه أيضاً البيهقي في ((سننه الكبرى)) (ج3 ص 46) من طريق زيد العمى به.
قلت: هذا الأثر ضعيف في سنده زيد العمى.
وقال: حدثنا هشيم قال: حدثنا حصين ومغيرة عن إبراهيم قال عبد الله: ما هذا التمرغ بعد ركعتي الفجر كتمرغ الحمار.
قلت: هذا الأثر منقطع: إبراهيم لم يسمع من ابن مسعود.
¥(12/309)
نكتة: هشيم معروف بتدليس العطف، قال له أصحابه ذات يوم نريد أن تحدثنا اليوم شيئاً لا يكون فيه تدليس فقال: خذوا ثم أملى عليهم مجلساً يقول في كل حديث منه حدثنا حصين ومغيرة عن إبراهيم ثم يسوق السند والمتن فلما فرغ قال: هل دلست لكم اليوم شيئاً؟ قالوا: لا قال: بلى كل ما قلت فيه وفلان فإني لم أسمعه منه. ا. هـ انظر ((تدريب الراوي)) (ج1 ص 226) وكذا في ((النكت)) للحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى.
فهذه الآثار كما عرفت لم تثبت وراجع أيضاً ((مجمع الزوائد للهيثمي)) (ج2 ص 219)، ولو ثبت عنهم فليسوا بحجة وأيضاً لعله لم يبلغهم فعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهذا الاحتمال الأخير ذكره الحافظ في ((الفتح)) (ج3 ص 45) عندما ذكر قول إبراهيم النخعي: ((هي ضجعة الشيطان)).
باب هل الاضطجاع في المسجد بدعة
قال المحدث أبو الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي في رسالته ((إعلام أهل العصر)) (ص 71) في رده على من قال: تستحب في البيت دون المسجد، وهذا الاستحباب مروي عن بعض السلف كما في ((فتح الباري)) (ج3 ص 44): لا شك أن الضجعة في البيت أولى وأفضل كما أن أداء السنن في البيت أكمل، لكن هذا لا يستلزم، أن الضجعة في المسجد لا تفضي إلى درجة الاستحباب، بل هي تابعة لركعتي الصبح، إن ركعهما في البيت اضطجع هنا، وإن ركعهما في المسجد اضطجع فيه، وإن خالف لا يضره، لأنه ليس فيها تحديد بموضع دون موضع، بل تحصل السنة بإتيان الفعل سواء كان في البيت أو المسجد وإن كان في البيت أفضل وأكمل.
قلت: وهو الحق إن شاء الله تعالى فإن المانعين أو القائلين ببدعيتها لا دليل لهم اللهم إلا الآثار التي سبق ذكرها وبيان حالها وإنما لا تصح فأقول كما قال القائل: ((ثبت عرشك ثم انقش)).
باب الحديث بعد ركعتي الفجر
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى (ج3 ص 43): باب من تحدث بعد الركعتين ولم يضطجع: حدثنا بشر بن الحكم حدثنا سفيان قال: حدثني سالم أبو النضر عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان إذا صلى، فإن كنت مستيقظة حدثني، وإلاَّ اضطجع حتى يؤذن بالصلاة.
وتقدم تخريجه في أول باب الاضطجاع سنة وليس بواجب.
وأخرجه أيضاً (ج3 ص44) في باب الحديث بعد ركعتي الفجر من طريق علي بن عبد الله المديني عن سفيان نحوه.
فمن هذا الحديث يؤخذ جواز التحدث بعد ركعتي الفجر سواء كان كلاماً عادياً أو قراءة قرآن، وسواء كان الكلام في البيت أو في الطريق أو في المسجد، وأما ما أخرجه ابن أبي شيبة في ((مصنفه)) (ج2 ص 249) فقال: حدثنا عبد الله ابن نمير عن حجاج عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة قال: ما من أحد أكره إليه الكلام بعد ركعتي الفجر حتى يصلي الغداة من ابن مسعود.
وقال أيضاً: حدثنا وكيع قال: حدثنا المسعودي عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة قال: كان عبد الله يعز عليه أن يسمع متكلماً بعد الفجر يعني بعد الركعتين إلا بالقرآن أو بذكر الله حتى يصلي. وأخرجه الطبراني في ((معجمه الكبير)) (ج9 ص 329) من طريق أبي عبيدة أيضاً.
وقال الطبراني في ((معجمه الكبير)) (ج9 ص 329): حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا حجاج بن المنهال ثنا حماد بن سلمة عن الحجاج عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة قال: لم تكن ساعة من الساعات أشد على ابن مسعود أن يسمع فيها متكلماً من لدن انشقاق الفجر إلى طلوع الشمس.
قلت: هذه الآثار منقطعة، أبو عبيدة لم يسمع من ابن مسعود وفي الأثر الأخير حجاج بن أرطأة وهو كثير التدليس وقد عنعن، قال الحافظ في ((الفتح)) (ج3 ص 45): ولا يثبت.
وقال الطبراني في ((معجمه الكبير)) (ج9 ص 330): حدثنا إسحاق ابن إبراهيم عن عبد الرزاق عن ابن التيمي عن ليث عن مجاهد قال: مر ابن مسعود برجلين يتكلمان بعد طلوع الفجر فقال: يا هذان إما أن تصليا وإما أن تسكتا.
قلت: ليث هو ابن أبي سليم وهو مختلط ومجاهد هو ابن جبر ولم يسمع من ابن مسعود كما في جامع التحصيل فالأثر منقطع.
وقال أيضاً (ج9ص330): حدثنا إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء قال: خرج ابن مسعود على قوم يتحدثون بعد الفجر فنهاهم عن الحديث وقال: إنما جئتم للصلاة فإما أن تصلوا وإما أن تسكتوا.
¥(12/310)
قلت: قال الهيثمي في مجمع الزوائد (ج2ص 219): رواه الطبراني في الكبير وعطاء لم يسمع من ابن مسعود وبقية رجالة ثقات.
وقال الطبراني أيضاً (ج9 ص330): حدثنا إسحاق عن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن ابن مسعود كان يكره الكلام إذا صلى ركعتي الفجر.
قلت: الأثر أيضاً منقطع قتادة لم يسمع من ابن مسعود.
باب على أي جنب يضطجع
الأحاديث الواردة في هذا الباب كما سبقت تدل على أن الاضطجاع يكون على الشق الأيمن.
وقد قال الحافظ ابن حجر في ((فتح الباري)) (ج3 ص44): ومن ذهب إلى أن المراد به الفصل لا يتقيد بالأيمن ومن أطلق، قال يختص ذلك بالقادر، وأما غيره فهل يسقط الطلب أو يوميء بالاضطجاع أو يضطجع على الأيسر؟ لم أقف فيه على نقل إلا أن ابن حزم قال: يومئ ولا يضطجع على الأيسر أصلاً ا. هـ.
انظر أيضاً ((المحلى)) لابن حزم (ج3 ص 196) و ((نيل الأوطار)) للشوكاني (ج3 ص 27).
حيث مال إلى ما ذهب إليه ابن حزم وهو أنه يضطجع على شقه الأيمن ولا يحصل المشروع إلا به قال ولا شك في ذلك مع القدرة. وأما مع التعذر فهل يحصل المشروع بالاضطجاع على الأيسر؟ بل يشير إلى الاضطجاع على الشق الأيمن قال: وجزم به ابن حزم وهو الظاهر.
قال أبو عبد الرحمن: وهو الحق إن شاء الله.
باب في الحكمة في جعل الاضطجاع على الشق الأيمن
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في ((زاد المعاد)) (ج1 ص 83): وفي اضطجاعه على شقه الأيمن سر وهو أن القلب معلق في الجانب الأيسر فإذا نام الرجل على الجنب الأيسر استثقل نوماً، لأنه يكون في دعة واستراحة فيثقل نومه، فإذا نام على شقه الأيمن فإنه يقلق ولا يستغرق في النوم لقلق القلب وطلبه مستقره وميله إليه، ولهذا استحب الأطباء النوم على الجانب الأيسر لكمال الراحة وطيب المنام، وصاحب الشرع يستحب النوم على الجانب الأيمن لئلا يثقل في نومه فينام عن قيام الليل فالنوم على الجانب الأيمن أنفع للقلب وعل الجانب الأيسر أنفع للبدن. والله أعلم.
قلت: وذكر الحافظ ابن حجر في ((الفتح)) (ج3 ص 43) نحو هذا، وكذا المناوى في ((فيض القدير)) (ج 1 ص390) وزاد: ولأنه كان يحب التيامن في شأنه كله , والشوكاني في ((النيل)).
خاتمة
وبعد ما قرأت هذا البحث تبين لك مشروعية الاضطجاع على الشق الأيمن بعد ركعتي الفجر ونلخص هنا هذا البحث كما يلي:
1 - أن الاضطجاع بعد ركعتي الفجر مشروع.
2 - أن هذا الاضطجاع سنة وليس بواجب.
3 - شذوذ رواية مالك عن الزهري في رواية الاضطجاع بعد الوتر وهم يرونها بعد ركعتي الفجر.
4 - أنه كان للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ضجعتان. الأولى بعد قيام الليل، الثانية بعد ركعتي الفجر، كما في حديث ابن عباس أو بعد الركعتين التي بعد قيام الليل كما في حديث عائشة لأنه كان يصليها أحياناً.
5 - أن الأمر بالاضطجاع شاذ غير ثابت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بل هو من رواية عبد الواحد بن زياد عن الأعمش وفيها مقال.
6 - أن الاضطجاع تابع لركعتي الفجر فإن صليت في البيت فيضطجع في البيت، وإن صليت في المسجد كانت فيه، وليست بدعة.
7 - أن الاضطجاع يكون على الشق الأيمن، وإن لم يستطع فيوميء إيماء.
8 - أن الكلام بعد ركعتي الفجر مباح، ولا دليل لمن منع ذلك.
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
كتبه / أبو عبد الرحمن عقيل بن محمدبن زيد
اليمني الحُجَري المقطري
ـ[ابو عبادة]ــــــــ[16 - 03 - 10, 12:23 ص]ـ
باب المصححون لحديث أبي هريرة في الأمر بالاضطجاع
تقدم أن صححه الترمذي والنووي وزكريا الأنصاري صاحب ((فتح العلام)) وتبعهما الشيخ أحمد شاكر وأيضاً ابن حزم كما سبق، وممن صحح هذا الحديث ابن خزيمة وابن حبان حيث أخرجاه في صحيحيهما وهما ممن اشترط الصحة.
ابن حجر في ((فتح الباري)) (ج3 ص 44) فقال: والحق أنه تقوم به الحجة.
قال الشوكاني رحمه الله تعالى في ((نيل الأوطار)) (ج3 ص 26): إذا عرفت الكلام في الاضطجاع تبين لك مشروعيته وعلمت بما أسلفنا لك من أن تركه صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يعارض الأمر للأمة الخاص بهم ولاح لك قوة القول بالوجوب.
¥(12/311)
قال العلامة ابن قدامة في كتابه ((المغني)) (ج2 ص 127): ولنا ما روى أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إذا صلى أحدكم ركعتي الفجر فليضطجع على شقه الأيمن)).
ونقل العلامة أبو الطيب شمس الحق العظيم آبادي في رسالته ((إعلام أهل العصر)) تصحيح حديث عبد الواحد هذا بل وصححه (ص62).
وصححه الألباني حفظه الله تعالى (صحيح الجامع) برقم (655).
ورمز له السيوطي في ((الجامع الصغير)) بالصحة وقد نقلنا عنه من ((التدريب)) أنه جعله من أمثلة الشاذ،.وهذا وهم منه وتبعه على تصحيحه المناوي في شرحه ((فيض القدير)) (ج5 ص 148) حيث قال عند حديث عائشة ((كان إذا صلى ركعتي الفجر اضطجع على شقه الأيمن)) وعليه حمل الأمر به في خبر أبي داود.
قلت: وقد سبق أن بينا أنه من طريق عبد الواحد بن زياد عن الأعمش وهو شاذ. بل وعد من مناكيره.
باب في أدلة المانعين للاضطجاع والقائلين ببدعيته
أخرج الإمام عبد الرزاق الصنعاني في ((مصنفه)) (ج3 ص 43) عن ابن جريج قال: حدثني من أصدق أن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا طلع الفجر يصلي ركعتين خفيفتين، ثم يضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن فيؤذنه بالصلاة، لم يضطجع لسنة ولكنه كان يدأب ليله فيستريح قال: فكان ابن عمر يحصبهم إذا رآهم يضطجعون على أيمانهم.
قلت: في سنده راوٍ لم يسمَّ كما قاله الحافظ في الفتح (ج3 ص 44) ونقله عنه الشوكاني في نيل الأوطار، وكذلك هذا الكلام من عائشة ظن وتخمين وليس بحجة بل قد روت فعله وإثباتها يقدم على تأويلها.
قال الإمام أبو بكر بن أبي شيبة رحمه الله تعالى في ((مصنفه)) (ج2 ص 248): حدثنا وكيع قال: حدثنا شعبة عن محمد بن المنكدر عن سعيد بن المسيب قال: رأى عمر رجلاً اضطجع بعد الركعتين فقال: احصبوه أو ألا حصبتموه
قلت: سعيد بن المسيب مختلف في سماعه من عمر وقد ولد لسنتين خلتا من خلافة عمر وصح كما في تهذيب التهذيب بسند صحيح من طريق البخاري أن سعيداً قال: إني لأذكر يوم نعى عمر بن الخطاب النعمان بن مقرن على المنبر وفي التهذيب أيضاً أنه سمع من عمر خطبة في شأن الرجم قال الحافظ ابن حجر: إن سندها على شرط الإمام مسلم فالظاهر أنه سمع منه هذه الخطبة وبقية رواياته مراسيل والمرسل من قسم الضعيف، وهذا الأثر من مراسيله، وانظر كذلك جامع التحصيل.
وقال أبو بكر بن أبي شيبة في ((مصنفه)) (ج2 ص 248): حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن حماد عن إبراهيم قال: قال عبد الله: ما بال الرجل إذا صلى الركعتين يتمعك كما تتمعك الدابة والحمار؟ إذا سلم فقد فصل.
قلت: هذا الأثر منقطع، إبراهيم لم يسمع من عبد الله.
وقال أيضاً رحمه الله تعالى (ج2 ص 249): حدثنا وكيع قال: حدثنا مسعر عن زيد العمى عن أبي الصديق الناجي قال: رأى ابن عمر قوماً اضطجعوا بعد ركعتي الفجر فأرسل إليهم فنهاهم، فقالوا: نريد بذلك السنة، فقال ابن عمر: ارجع إليهم فأخبرهم أنها بدعة، وأخرجه أيضاً البيهقي في ((سننه الكبرى)) (ج3 ص 46) من طريق زيد العمى به.
قلت: هذا الأثر ضعيف في سنده زيد العمى.
وقال: حدثنا هشيم قال: حدثنا حصين ومغيرة عن إبراهيم قال عبد الله: ما هذا التمرغ بعد ركعتي الفجر كتمرغ الحمار.
قلت: هذا الأثر منقطع: إبراهيم لم يسمع من ابن مسعود.
نكتة: هشيم معروف بتدليس العطف، قال له أصحابه ذات يوم نريد أن تحدثنا اليوم شيئاً لا يكون فيه تدليس فقال: خذوا ثم أملى عليهم مجلساً يقول في كل حديث منه حدثنا حصين ومغيرة عن إبراهيم ثم يسوق السند والمتن فلما فرغ قال: هل دلست لكم اليوم شيئاً؟ قالوا: لا قال: بلى كل ما قلت فيه وفلان فإني لم أسمعه منه. ا. هـ انظر ((تدريب الراوي)) (ج1 ص 226) وكذا في ((النكت)) للحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى.
فهذه الآثار كما عرفت لم تثبت وراجع أيضاً ((مجمع الزوائد للهيثمي)) (ج2 ص 219)، ولو ثبت عنهم فليسوا بحجة وأيضاً لعله لم يبلغهم فعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهذا الاحتمال الأخير ذكره الحافظ في ((الفتح)) (ج3 ص 45) عندما ذكر قول إبراهيم النخعي: ((هي ضجعة الشيطان)).
باب هل الاضطجاع في المسجد بدعة
¥(12/312)
قال المحدث أبو الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي في رسالته ((إعلام أهل العصر)) (ص 71) في رده على من قال: تستحب في البيت دون المسجد، وهذا الاستحباب مروي عن بعض السلف كما في ((فتح الباري)) (ج3 ص 44): لا شك أن الضجعة في البيت أولى وأفضل كما أن أداء السنن في البيت أكمل، لكن هذا لا يستلزم، أن الضجعة في المسجد لا تفضي إلى درجة الاستحباب، بل هي تابعة لركعتي الصبح، إن ركعهما في البيت اضطجع هنا، وإن ركعهما في المسجد اضطجع فيه، وإن خالف لا يضره، لأنه ليس فيها تحديد بموضع دون موضع، بل تحصل السنة بإتيان الفعل سواء كان في البيت أو المسجد وإن كان في البيت أفضل وأكمل.
قلت: وهو الحق إن شاء الله تعالى فإن المانعين أو القائلين ببدعيتها لا دليل لهم اللهم إلا الآثار التي سبق ذكرها وبيان حالها وإنما لا تصح فأقول كما قال القائل: ((ثبت عرشك ثم انقش)).
باب الحديث بعد ركعتي الفجر
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى (ج3 ص 43): باب من تحدث بعد الركعتين ولم يضطجع: حدثنا بشر بن الحكم حدثنا سفيان قال: حدثني سالم أبو النضر عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان إذا صلى، فإن كنت مستيقظة حدثني، وإلاَّ اضطجع حتى يؤذن بالصلاة.
وتقدم تخريجه في أول باب الاضطجاع سنة وليس بواجب.
وأخرجه أيضاً (ج3 ص44) في باب الحديث بعد ركعتي الفجر من طريق علي بن عبد الله المديني عن سفيان نحوه.
فمن هذا الحديث يؤخذ جواز التحدث بعد ركعتي الفجر سواء كان كلاماً عادياً أو قراءة قرآن، وسواء كان الكلام في البيت أو في الطريق أو في المسجد، وأما ما أخرجه ابن أبي شيبة في ((مصنفه)) (ج2 ص 249) فقال: حدثنا عبد الله ابن نمير عن حجاج عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة قال: ما من أحد أكره إليه الكلام بعد ركعتي الفجر حتى يصلي الغداة من ابن مسعود.
وقال أيضاً: حدثنا وكيع قال: حدثنا المسعودي عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة قال: كان عبد الله يعز عليه أن يسمع متكلماً بعد الفجر يعني بعد الركعتين إلا بالقرآن أو بذكر الله حتى يصلي. وأخرجه الطبراني في ((معجمه الكبير)) (ج9 ص 329) من طريق أبي عبيدة أيضاً.
وقال الطبراني في ((معجمه الكبير)) (ج9 ص 329): حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا حجاج بن المنهال ثنا حماد بن سلمة عن الحجاج عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة قال: لم تكن ساعة من الساعات أشد على ابن مسعود أن يسمع فيها متكلماً من لدن انشقاق الفجر إلى طلوع الشمس.
قلت: هذه الآثار منقطعة، أبو عبيدة لم يسمع من ابن مسعود وفي الأثر الأخير حجاج بن أرطأة وهو كثير التدليس وقد عنعن، قال الحافظ في ((الفتح)) (ج3 ص 45): ولا يثبت.
وقال الطبراني في ((معجمه الكبير)) (ج9 ص 330): حدثنا إسحاق ابن إبراهيم عن عبد الرزاق عن ابن التيمي عن ليث عن مجاهد قال: مر ابن مسعود برجلين يتكلمان بعد طلوع الفجر فقال: يا هذان إما أن تصليا وإما أن تسكتا.
قلت: ليث هو ابن أبي سليم وهو مختلط ومجاهد هو ابن جبر ولم يسمع من ابن مسعود كما في جامع التحصيل فالأثر منقطع.
وقال أيضاً (ج9ص330): حدثنا إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء قال: خرج ابن مسعود على قوم يتحدثون بعد الفجر فنهاهم عن الحديث وقال: إنما جئتم للصلاة فإما أن تصلوا وإما أن تسكتوا.
قلت: قال الهيثمي في مجمع الزوائد (ج2ص 219): رواه الطبراني في الكبير وعطاء لم يسمع من ابن مسعود وبقية رجالة ثقات.
وقال الطبراني أيضاً (ج9 ص330): حدثنا إسحاق عن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن ابن مسعود كان يكره الكلام إذا صلى ركعتي الفجر.
قلت: الأثر أيضاً منقطع قتادة لم يسمع من ابن مسعود.
باب على أي جنب يضطجع
الأحاديث الواردة في هذا الباب كما سبقت تدل على أن الاضطجاع يكون على الشق الأيمن.
وقد قال الحافظ ابن حجر في ((فتح الباري)) (ج3 ص44): ومن ذهب إلى أن المراد به الفصل لا يتقيد بالأيمن ومن أطلق، قال يختص ذلك بالقادر، وأما غيره فهل يسقط الطلب أو يوميء بالاضطجاع أو يضطجع على الأيسر؟ لم أقف فيه على نقل إلا أن ابن حزم قال: يومئ ولا يضطجع على الأيسر أصلاً ا. هـ.
انظر أيضاً ((المحلى)) لابن حزم (ج3 ص 196) و ((نيل الأوطار)) للشوكاني (ج3 ص 27).
¥(12/313)
حيث مال إلى ما ذهب إليه ابن حزم وهو أنه يضطجع على شقه الأيمن ولا يحصل المشروع إلا به قال ولا شك في ذلك مع القدرة. وأما مع التعذر فهل يحصل المشروع بالاضطجاع على الأيسر؟ بل يشير إلى الاضطجاع على الشق الأيمن قال: وجزم به ابن حزم وهو الظاهر.
قال أبو عبد الرحمن: وهو الحق إن شاء الله.
باب في الحكمة في جعل الاضطجاع على الشق الأيمن
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في ((زاد المعاد)) (ج1 ص 83): وفي اضطجاعه على شقه الأيمن سر وهو أن القلب معلق في الجانب الأيسر فإذا نام الرجل على الجنب الأيسر استثقل نوماً، لأنه يكون في دعة واستراحة فيثقل نومه، فإذا نام على شقه الأيمن فإنه يقلق ولا يستغرق في النوم لقلق القلب وطلبه مستقره وميله إليه، ولهذا استحب الأطباء النوم على الجانب الأيسر لكمال الراحة وطيب المنام، وصاحب الشرع يستحب النوم على الجانب الأيمن لئلا يثقل في نومه فينام عن قيام الليل فالنوم على الجانب الأيمن أنفع للقلب وعل الجانب الأيسر أنفع للبدن. والله أعلم.
قلت: وذكر الحافظ ابن حجر في ((الفتح)) (ج3 ص 43) نحو هذا، وكذا المناوى في ((فيض القدير)) (ج 1 ص390) وزاد: ولأنه كان يحب التيامن في شأنه كله , والشوكاني في ((النيل)).
خاتمة
وبعد ما قرأت هذا البحث تبين لك مشروعية الاضطجاع على الشق الأيمن بعد ركعتي الفجر ونلخص هنا هذا البحث كما يلي:
1 - أن الاضطجاع بعد ركعتي الفجر مشروع.
2 - أن هذا الاضطجاع سنة وليس بواجب.
3 - شذوذ رواية مالك عن الزهري في رواية الاضطجاع بعد الوتر وهم يرونها بعد ركعتي الفجر.
4 - أنه كان للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ضجعتان. الأولى بعد قيام الليل، الثانية بعد ركعتي الفجر، كما في حديث ابن عباس أو بعد الركعتين التي بعد قيام الليل كما في حديث عائشة لأنه كان يصليها أحياناً.
5 - أن الأمر بالاضطجاع شاذ غير ثابت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بل هو من رواية عبد الواحد بن زياد عن الأعمش وفيها مقال.
6 - أن الاضطجاع تابع لركعتي الفجر فإن صليت في البيت فيضطجع في البيت، وإن صليت في المسجد كانت فيه، وليست بدعة.
7 - أن الاضطجاع يكون على الشق الأيمن، وإن لم يستطع فيوميء إيماء.
8 - أن الكلام بعد ركعتي الفجر مباح، ولا دليل لمن منع ذلك.
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
كتبه / أبو عبد الرحمن عقيل بن محمدبن زيد اليمني الحُجَري المقطري(12/314)
استشكال من كلام العلامة محمد الأمين فى المذكرة فى معرض كلامه عن زيادة الثقة
ـ[أبو عيسى الحنبلى]ــــــــ[22 - 03 - 06, 11:54 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحكه الله تعالى فى المذكرة فى معرض كلامه عن زيادة الثقة (واعلم أن التحقيق في هذه المسئلة
أن فيها تفصيلا لأنها طرفان ووسط طرف لاتقبل فيه الزيادة على التحقيق وهو ما إذا كانت الزيادة مخالفة لرواية الثقات الضابطين لأنها يحكم عليها بالشذوذ فترد , وطرف (وهومحل
الاستشكال) تقبل فيه الزيادة بلا خلاف وهو ما إذا تفرد ثقة بجملة حديث لا تعرض فيه لما رواه بمخالفة أصلا وممن حكى الإجماع على ذلك الخطيب!
قلت: والأشكال أني قد اطلعت على خلاف في تفرد الثقة بجملة حديث ومن ذلك:
1 - قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في شرحه للعلل (قال إسحاق بن هانئ:قال لي ابو عبد الله {يعني أحمد بن حنبل} قال لي يحي
بن سعيد: لاأعلم عبيد الله يعن بن عمر أخطأ إلا في حديث واحد عن ابن عمر أن النبي صلي الله عليه وسلم قال "لا تسافر المرأة فوق ثل
ثلاثة أيام ..... " قال البو عبد الله فأنكره يحيى بن سعيد عليه!
قال أبو عبد الله فقال لى يحيى " فوجدته قد حدث به العمري الصغير عن نافع عن ابن عمرمثله"
" وقال ابو عبدالله فلما بلغه عن العمرى صححه "
ْ {قال بن رجب وهذا الكلام يدل على النكارة عن يحيى لا تزول إلا بمعرفة الحديث من وجه أخر ثم قال وكلام أحمد قريب من هذا
} قلت ومما يؤيد كلام ابن رجب أن عبيد الله ثقة والله أعلم وقد تفرد بالحديث.
ثم قال واما تصرف الشيخين والأكثرين فيدل على خلاف ذلك .......... ألخ كلامه رحمه الله.
قلت ما ورد عن يحيى بن سعيد القطان يدل على أن المسئلة ليست محل اتفاق كما قال الشيخ الشنقيطى وكذا كما قال الخطيب
2 - قال الشيخ محمد محي الدين عبد الحميد في شرحه على الألفية (وللعلماء في بيان معنى الشاذ اصطلاحا أربع عبارات {
وذكر منها مذهب الجمهور الشار إليه في كلام ابن رجب ثم قال} والعبارة الثانية قولهم: " هو ما تفرد بروايته واحد سواء أكان ثقة أم لا خالف غيره أم لا .........
.. ثم قال وهذه عبارة الخليل أ. ه
قلت:وكلام الخليل فى مقدمة الإرشاد ليس كذلك بل كان كلامه على تفرد الشيوخ ومعلوم أن الشيوخ فى اصطلاح هذا الفن أقل درجة من الثقات فقال الخليل
(والذى عليه الحفاظ \ الشاذ ما ليس إلا إسناد واحد يشذ بذلك شيخ ثقة كان أو غير ثقة فما كان عن غير ثقة فمتروك لا يقبل وما كان عن ثقة فيتوقف فيهولا يحتج به
قلت ولعل كلام الخليل يدل على مذهب ثالث فى المسألة .......
ثم قال الشيخ والعبارة الثالثة: قول الحاكم "هو ما تفرد به ثقة وينقدح فى نفس النا قد أنه غلط ولا يقدر على إقامة الدليل على ذلك "
وقال الشيح طارق فى التحقيق على شرح الشيخ محي الدين "معرفة علوم الحديث" قلت أي كلام الحاكم من هذا الكتاب ولم أقف عليه والله(12/315)
أسئلة متعلقة بعلم الحديث ..
ـ[أبو أيوب الجهني]ــــــــ[23 - 03 - 06, 08:54 ص]ـ
لدي بعض الأسئلة:
1 - لدي 3 كتب عن بلوغ المرام الأول: ما في الصحيحين أو أحدهما , والثاني: ما في سنن أبي داود , والثالث: ما في بقية الكتب الستة أو غيرها , وأنا أريد أن أحفظ أحاديث بلوغ المرام بهذه الطريقة ابتداء بما جاء في الصحيحين في بلوغ المرام ثم بما في سنن أبي داود وهكذا .. فهل تعد هذه طريقة ناجعة؟
2 - تواجهني صعوبة شديدة في الأسانيد وأسماء الرواة عند قرائتي لبعض الأحاديث فهل يلزمني حفظ هذه الأسانيد أم يكفي حفظ الراوي من الصحابة - (المتن) - ونص الحديث وأكتفي بدراسة الإسناد وحال الراوي من كتب الرجال لأجل معرفة الصحيح من الضعيف؟
ـ[ابوعلي النوحي]ــــــــ[23 - 03 - 06, 09:35 ص]ـ
راجع هذا الرابط
http://www.google.com/search?hl=ar&domains=www.ahlalhdeeth.com&q=%22%D8%AA%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%A8+%D8%A8%D9%84%D 9%88%D8%BA+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%85+%D 9%84%D9%84%D8%AD%D9%81%D8%A7%D8%B8%22&sitesearch=www.ahlalhdeeth.com
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[23 - 03 - 06, 10:28 ص]ـ
لدي بعض الأسئلة:
1 - لدي 3 كتب عن بلوغ المرام الأول: ما في الصحيحين أو أحدهما , والثاني: ما في سنن أبي داود , والثالث: ما في بقية الكتب الستة أو غيرها , وأنا أريد أن أحفظ أحاديث بلوغ المرام بهذه الطريقة ابتداء بما جاء في الصحيحين في بلوغ المرام ثم بما في سنن أبي داود وهكذا .. فهل تعد هذه طريقة ناجعة؟
هل انتهيت من عمدة الأحكام؟
ـ[ابو صهيب العنزي]ــــــــ[03 - 04 - 06, 12:24 ص]ـ
كما قال مشايخنا , عليك بالتدرج في الحفظ فأولا الاربعين النووية ولا بأس ان تحفظ معها زوائد ابن رجب و من ثم عمدة الاحكام لأنها قصير (430) حديث و من ثم البلوغ او المحرر .. وو فقك الباري و جعلنا و اياك من اهل الحديث.(12/316)
جهود العلماء المسلمين في شرح كتب الحديث بين القرن 14 الهجري حتى أوائل القرن 15 الهجري
ـ[محمد حافظ سوروني]ــــــــ[23 - 03 - 06, 11:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين،
إخواني الكرام،
فقد سألت منذ فترة في هذا الملتقى عن جهود العلماء المسلمين في شرح كتب الحديث بين القرن 14 الهجري حتى أوائل القرن 15 الهجري، ولكن لم أجد أحداً يجيبني، فبذلت جهدي في جمع هذه المعلومات من هنا وهناك لحاجتي الماسة إلي معرفتها، وكنت أريد أن أقدم بحثاً يتعلق بهذا الموضوع. وها أنا أعرضه إلى المشايخ والأساتذة المحققين لإجراء أي تعديلات أو تصحيحات أو استدراكات حتى يكون البحث أكمل وأتم. وجزاكم الله خيراً. فأقول:
جهود العلماء المسلمين في شرح كتب الحديث بين القرن الرابع عشر الهجري حتى أوائل القرن الخامس عشر الهجري
إعداد: محمد حافظ بن سوروني الماليزي
مقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.
ارتكز هذا البحث في جمع ما ألّفه العلماء المتأخرون من شروح كتب الحديث ما بين القرن الرابع عشر الهجري حتى أوائل القرن الخامس عشر الهجري، وذلك ما بين سنة 1301هـ إلى هذا العام 1427هـ على وجه التقريب. وقد تعرض البحث لذكر ما تناولوه بالشرح والتعليق عليه من كتب الحديث للمتقدمين فقط، وأما ما جمعه هؤلاء المتأخرون من الأحاديث وشرحوها في كتب، فلم نتعرض لذكرها، مع العلم بأن عددها كثير جداً خاصة ما صنفه أساتذة الجامعات أو المعاهد كالمقرر الدراسي على طلابهم، وكذلك ما تناوله العلماء والأساتذة بالتحقيق والتخريج والتعليق ما ذكرنا منه شيئاً لعدم استيفائه لمقصد بحثنا. وفي جمع هذه المؤلفات في موضع واحد له غاية الأهمية بمكان، إذ منها معرفة مدى اهتمام العلماء المتأخرين بتلك الكتب الحديثية، واعتراف ذوي الفضل والإحسان وجهودهم في تبيين وتوضيح معاني السنة النبوية للمسلمين، وإبقاء لمآثرهم حتى لا تذهب بالضياع مع مرور الأزمنة، وإعطاء بعض التصور لجهود العلماء في شرح كتب الحديث في الفترة المذكورة، وغير ذلك من الفوائد. وقد رتبنا مضمون البحث على حسب البلدان، فنبدأ بالمغرب، فمصر، فالشام، فالسعودية، فدول الخليج، فالقارة الهندية، أي الهند والباكستان، ثم جنوب شرقي آسيا، أي ماليزيا وإندونيسيا، ويلاحظ في هذا الترتيب ابتداء من المغرب وانتهاء إلى المشرق. وذكرنا أولاً اسم المؤلف مرتباً على سنين الوفاة، ثم أتبعنا بذكر كتاب شرحه أو كتب شروحه. ولا ندعي في هذا البحث الاستيعاب والاستقصاء، لأن حصر ذلك لأمر عسير وعزيز وقوعه، كما نعتقد بأنه ما زال هناك شروح كتب الحديث في غير ما ذكرنا من البلاد، فنشكر لمن زادنا بالمزيد أو نبهنا بالخطأ الواقع في هذا البحث.
وإن من أهم الأهداف والغايات في دراسة الحديث النبوي الشريف هو فقه كلام رسول الله ?، وهو الرسول الموحى إليه المؤيد من قبل الله تعالى، الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، إذ به نفذ شرع الله على وجهه الصحيح واستقامت أمور الحياة الإنسانية دينية ودنيوية. وقد برع في ذلك سلفنا الصالح، فبينوا وشرحوا مراد أحاديث رسول الله ? للمسلمين، ولكن مع ذلك لم يدونوا ما شرحوا وما استنبطوا منها في كتب خاصة حتى جاء القرن الثالث الهجري، وهو عصر ازدهرت فيه حركة التأليف والتدوين بنطاق واسع خاصة في الحديث الشريف، فظهرت مؤلفات في إيضاح وشرح بعض الأحاديث المشكلة أو المختلفة فيها ككتاب "اختلاف الحديث" للإمام الشافعي (ت 204هـ) وكتاب "تأويل مختلف الحديث" لابن قتيبة الدينوري (ت 276هـ)، كما ظهرت فيه مؤلفات في بيان غريب الحديث، وقيل: أول من صنفه النضر بن شميل المازني (ت 203هـ)، وقيل: أبو عبيدة معمر بن المثنى (ت 210هـ). ومن أهم انتاج العلماء في هذا القرن أيضاً ظهور أمهات الكتب الحديثية الكبرى وفي مقدمتها الكتب الستة وهي: صحيح البخاري وصحيح مسلم وسنن أبي داود وسنن النسائي وسنن الترمذي وسنن ابن ماجه، فتناول العلماء من بعد على ما دونوه رواية ودراية حتي مست الحاجة إلى تأليف الشروح على أحاديث تلك الكتب لضعف الأفهام وقصور الأنظار وخمول الأذهان.
¥(12/317)
وقد اشتهر كثير من المتقدمين بشروحهم على كتب الحديث ما بين القرن الرابع الهجري إلى القرن الثالث عشر الهجري، كالإمام أبو سليمان الخطابي (ت 338هـ) صاحب "معالم السنن" في شرح سنن أبي داود، والحافظ ابن عبد البر (ت 463هـ) صاحب "الاستذكار في شرح مذاهب الأمصار مما رسمه مالك في موطئه من الرأي والآثار"، والإمام محيي الدين النووي (ت 676هـ) صاحب "المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج"، والحافظ ابن حجر العسقلاني (ت 852هـ) صاحب "فتح الباري شرح صحيح البخاري"، والقاضي بدر الدين العيني (ت 855هـ) صاحب "عمدة القاري شرح صحيح البخاري"، والعلامة عبد الرؤوف المناوي (ت 1031هـ) صاحب "فيض القدير شرح الجامع الصغير للسيوطي"، والإمام محمد بن علي الشوكاني (ت 1250هـ) صاحب "نيل الأوطار من أسرار منتقى الأخبار"، وغير ذلك من الشرَّاح القدماء الكبار.
ثم جاء القرن الرابع عشر الهجري، ولم يكن هذا القرن وبعده أقلّ حظاً من القرون المتقدمة في العناية بالحديث النبوي وعلومه، مع اضطراب الأوضاع السياسية وضعف الأوساط الاجتماعية في كثير من دول المسلمين. فقد عرف فيهما نوابغ من المشتغلين بالسنة وعلومها والدفاع عنها والتأليف والتصنيف فيها. وسنذكر الآن ما تناوله علماء القرن الرابع عشر وأوائل القرن الخامس عشر الهجري بالشرح والتعليق عليه من كتب الحديث كما يلي:
المغرب
قد نالت كتب المحدثين المتقدمين العظام رحمهم الله تعالى عناية مقبولة من المشتغلين بالحديث من علماء المغرب شرحاً وتعليقاً وتحشية، فمن هؤلاء العلماء المبرزين الذين صنفوا شروحاً على كتب الحديث، وهم:
1 - العلامة الشيخ محمد بن محمد سالم المجلسي الشنجيطي (ت 1302هـ)، له "النهر الجاري في شرح صحيح البخاري"، يوجد عند أسرة المؤلف بالعيون، وهو في سبعة أسفار.
2 - العلامة الشيخ محمد بن المدني جنُّون الفاسي (ت 1302هـ)، له "التعليق الفاتح على موطأ مالك"، طبع على الحجر بفاس سنة 1311هـ، وتكميل "حاشية ابن زِكري على صحيح البخاري" (ابن زكري هو محمد بن عبد الرحمن بن زكري، ت 1144هـ)، كمّل بعض الأجزاء: الثالث والرابع والخامس، طبع بفاس على الحجر سنة 1328هـ مع الحاشية المذكورة والتكميلات الأخرى.
3 - العلامة الشيخ علي بن سليمان الدِّمْنتي البَجَمْعَوِي (ت 1306هـ)، له اختصارات لحواشي الإمام السيوطي على الكتب الستة، وهي: "درجات مرقاة الصعود إلى سنن أبي داود"، طبع بمصر قديماً، اختصر فيه حاشية السيوطي على السنن المذكورة، و"رَوح التوشيح على الجامع الصحيح" للبخاري، طبع بمصر سنة 1298هـ، اختصر حاشية السيوطي على صحيح البخاري، و"عرْف زهر الرُّبى على المجتبى للنسائي"، طبع بمصر سنة 1299هـ، اختصر حاشية السيوطي على سنن النسائي، و"نقع قوت المغتذي على جامع الترمذي"، طبع بمصر سنة 1298هـ، اختصر حاشية السيوطي على الجامع المذكور، و"نور مصباح الزجاجة على سنن ابن ماجه"، طبع بمصر سنة 1299هـ، اختصر حاشية السيوطي على السنن المذكورة، و"وَشْي الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج"، طبع في مصر سنة 1299هـ، اختصر حاشية السيوطي على صحيح مسلم.
4 - الشيخ إبراهيم التادلي (ت 1311هـ)، له "شرح الشمائل المحمدية" للترمذي، مخطوط.
5 - الشيخ أحمد بن الطالب بن سُودة المُرّي الفاسي (ت 1321هـ)، له "حاشية على صحيح البخاري"، مخطوط، أودعها نفائس وتحقيقات قل نظيرها، و"شرح الشمائل المحمدية" للترمذي.
6 - العلامة المحدث الشيخ جعفر بن إدريس الكتاني (ت 1323هـ)، له حواش على صحيح البخاري وصحيح مسلم وسنن أبي داود وجامع الترمذي والموطأ، ولكن هذه الحواشي لم تتم. قال في "فهرس الفهارس" عن حاشيته على صحيح البخاري: "لو تمت لكانت آية في بابها، ملأها فقهاً محرراً".
7 - الشيخ أحمد بن الشيخ محمد الحافظ (ت 1325هـ)، له "شرح الشمائل المحمدية" للترمذي.
8 - الشيخ محمد مصطفى بن محمد فاضل ماء العينين الشنجيطي (ت 1328هـ)، له "شرح راموز الحديث للإسلامبولي"، طبع على الحجر بفاس. وكتاب "راموز الحديث" رتبت أحاديثه على حروف المعجم مع الرمز للمخرجين، كما فعل السيوطي في "الجامع الكبير".
¥(12/318)
9 - الشيخ محمد يحيى بن محمد المختار الوُلاتي (ت 1330هـ)، له "سُلَّم الفقه والدراية على جمع النهاية لابن أبي جمرة"، مخطوط. وكتاب "جمع النهاية" لابن أبي جمرة هو شرح على مختصر صحيح البخاري. وله أيضاً "نور الحق شرح صحيح البخاري".
10 - الشيخ أحمد بن قاسم جُسُّوس الرباطي (ت 1331هـ)، له "تعليق على الموطأ".
10 - الشيخ محمد فتحا بن أبي القاسم القادري الفاسي (ت 1331هـ)، له "حاشية على شرح الشيخ جسوس على الشمائل"، و"حاشية على الأربعين النووية".
11 - العلامة الشيخ محمد التهامي بن المدني جنُّون الفاسي (ت 1331هـ)، له "إرشاد القاري لصحيح البخاري"، طبع على الحجر بفاس سنة 1328هـ، مع حاشية ابن زِكري وتكميلاتها الأخرى، وهو تكميل للجزء الرابع من حاشية ابن زِكري المذكورة، وله أيضاً "أقرب المسالك إلى موطأ مالك"، تعليق مختصر، طبع بالمغرب سنة 1988م، و"الملم بشرح ألفاظ صحيح مسلم".
12 - الشيخ محمد بن إبراهيم بن الحفيد السباعي المراكشي (ت 1332هـ)، له "شرح كبير على الأربعين النووية"، في مجلدين.
13 - الشيخ عبد السلام بن أحمد العمراني الفاسي (ت 1332هـ)، له "روض الأزهار في شمائل النبي المختار" ?، وهو شرح "شمائل الترمذي".
14 - الشيخ عبد الكبير بن محمد الكتاني الفاسي (ت 1333هـ)، له "حاشية على صحيح البخاري"، وحواش على "شمائل الترمذي".
15 - الشيخ محمد بن إدريس القادري الفاسي (ت 1350هـ)، له "عرف العنبر الومذي بشرح جامع الترمذي"، لم يتم.
16 - العلامة الشيخ محمد الخضر الجكني الشنجيطي (ت 1354هـ)، له "كوثرالمعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري"، طبع بعضه بمصر قديماً، ثم طبع في الأردن سنة 1408هـ.
17 - الشيخ المكي محمد بن علي البُطَّاوُري الرباطي (ت 1355هـ)، له "تقييد على الموطأ".
18 - الشيخ عبد الحفيظ بن الحسن العلوي السلطان (ت 1356هـ)، له تكميل "حاشية ابن زكري على صحيح البخاري"، كمّل الجزء الثالث، طبع بفاس على الحجر سنة 1328هـ مع التكميلات الأخرى.
19 - الشيخ محمد بن أحمد بن قَدُّور العبدي الآسفي (ت 1357هـ)، له "المصباح المنير على الجامع الصغير" للسيوطي، لم يتم.
20 - العلامة الشيخ محمد حبيب الله بن عبد الله الجكني الشنجيطي (ت 1363هـ)، له "فتح القدير المالك في شرح موطأ مالك"، وله أيضاً "دليل السالك إلى موطأ الإمام مالك" – منظومة شعرية، طبعت ضمن مجموعة ثلاث رسائل علمية بدار إحياء الكتب العربية بالقاهرة سنة 1340هـ -، و"إضاءة الحالك، شرح دليل السالك إلى موطأ مالك"، طبعا في مصر سنة 1354هـ. وله أيضاً "زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم"، جمع فيه 2296 حديثاً من الصحيحَيْن، ثم شرحه في "فتح المنعم ببيان ما احتيج لبيانه من زاد المسلم"، طبعا معاً بمصر سنة 1387هـ.
21 - الشيخ أبو الشتاء بن الحسن الصنهاجي الفاسي (ت 1365هـ)، له "شرح الشمائل المحمدية" للترمذي.
22 - الشيخ محمد بن أحمد بن الشريف العلوي الإسماعيلي (ت 1367هـ)، له "تعليق على صحيح البخاري"، و"تعليق على الموطأ"، و"تقريرات على شرح الأربعين النووية لابن دقيق العيد".
23 - الشيخ أحمد بن محمد العمراني الفاسي (ت 1370هـ)، له "تعليق على الترغيب والترهيب" للحافظ المنذري.
24 - العلامة الكبير الشيخ محمد بن الحسن الحجوي المغربي (ت 1376هـ بالرباط)، ذكر في آخر كتابه "مختصر العروة الوثقى" أسماء تواليفه التي زادت على 99 مؤلفاً بين مطول ومختصر ومطبوع ومخطوط، فذكر من بينها: "حواش على صحيح البخاري"، قيدها عليه عند الطلب وعند إلقاء الدروس وفيها انتقادات على شرَّاحه كالحافظ ابن حجر وغيره، و"حواش أخرى على هامش سنن أبي داود".
25 - الشيخ عباس بن إبراهيم التعارجي المراكشي (ت 1378هـ)، له "حاشية على صحيح مسلم".
26 - العلامة الشيخ محمد عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني الفاسي (ت 1382هـ)، له "شرح على صحيح البخاري"، ذكر أنه التزم فيه عدم تكرار ما سُبق إليه. و"تعليق على جامع الترمذي" و"شرح الأربعين النووية"، ولكن لم يتم، و"شرح الشمائل المحمدية"، مخطوط.
¥(12/319)
27 - الشيخ أحمد بن جعفر الكتاني، له "شرح على صحيح البخاري"، لم يتم. قال فيه نجله العلامة المجاهد محمد إبراهيم الكتاني رحمهما الله تعالى: "المنهج المليح في حل مقفل الصحيح، المجلد الأول في 31 كراساً من القالب الرباعي، المجلد الثاني: كمل منه 16 كراساً بخط دقيق، حتى تكاد صفحاته تمتليء عن آخرها، وأوله: باب التهجد بالليل، وفي أواسط آخر ورقة منه ابتداء الكلام على الوكالة". والكراسة هي نحو 16 ورقة.
28 - الشيخ الطاهر بن الحسن الكتاني، له "شرح على صحيح البخاري".
29 - الدكتور يوسف بن إبراهيم الكتاني، له "مفردات صحيح البخاري"، وهو كالحاشية أو الطرر عليه، طبعتها وزارة الأوقاف المغربية في مجلد ضخم جداً.
مصر
كانت مصر منذ قديم الزمان يوجد فيها بالتوفر كثير من العلماء البارزين خاصة من علماء الأزهر الشريف. وإن كانت لهم جهود لا تنكر في نشر العلوم الإسلامية في العقود الأخيرة، ولكنهم لم يتجهوا إلى تأليف شروح كتب الحديث إلا قليل منهم. فمن هؤلاء:
1 - الشيخ حسن العدوي الحمزاوي المالكي (ت 1303هـ بالقاهرة)، له "النور الساري من فيض صحيح البخاري"، في خمسة مجلدات، وقد أشار الزركلي أنه مطبوع. طبع المطبعة المصرية بالقاهرة سنة 1279هـ، وهو شرح على صحيح البخاري.
2 - الشيخ محمد بن عبد الله الجرداني الدمياطي الشافعي (ت 1331هـ)، له " الجواهر اللؤلؤية في شرح الأربعين النووية "، مطبوع باعتناء الشيخ يوسف بن علي بديوي، نشر اليمامة للطباعة والنشر والتوزيع في دمشق، الطبعة الأولى سنة 1417هـ في مجلد، طبعته مكتبة القاهرة في مصر.
3 - العلامة الشيخ محمود خطاب السبكي (ت 1352هـ بالقاهرة)، مؤسس الجمعية الشرعية بمصر. له "المنهل العذب المورود في شرح سنن أبي داود"، لم يكمله، ووصل فيه إلى باب الهدي، في 10 أجزاء، طبعته مطبعة الاستقامة بالقاهرة سنة 1351 - 1353هـ. ثم أتمه نجله الشيخ أمين محمود خطاب السبكي (ت 1393هـ) في "فتح الملك المعبود" في 4 أجزاء، طبعته مطبعة الاستقامة بالقاهرة سنة 1356 - 1359هـ.
4 - الشيخ أحمد عبد الجواد الدومي، له "الاتحافات الربانية" وهو اختصار وشرح شمائل الترمذي، طبعته مطبعة الاستقامة بالقاهرة.
5 - الشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري المالكي (ت 1348هـ)، له "شرح على مختصر صحيح البخاري لابن أبي جمرة"، و"مختصر الشمائل، مع الضبط والشرح" و"شرح الأربعين حديثاً النووية" - نشرته مكتبة القاهرة بمصر بدون تاريخ -، و"مختصر الصحيح والحسن من الجامع الصغير، مع الضبط والشرح".
6 - العلامة الأستاذ الدكتور محمد بن محمد أبو شهبة، من علماء الأزهر المشتغلين بالحديث وعلومه (1914 - م). له "شرح صحيح البخاري"، وهو من دروسه التي ألقاها من خلال إذاعة المملكة العربية السعودية في أخريات حياته إبان إعارته لجامعة أم القرى بمكة المكرمة بعد سنة 1974م. ويعقد أبناؤه العزم لإخراج هذا السفر العظيم الذي قد يصل إلى أكثر من 13 مجلداً. وله "شرح المختار من صحيح مسلم" في 3 أجزاء صغيرة، طبعت قديماً.
7 - العلامة العارف السيد محمد خليل الخطيب النيدي الولادة، الطنطاوي الوفاة، (1909 - 1986م) من مشايخ الطريق الكبار في مصر، له اشتغال بالحديث الشريف على خلاف عادة كثير مشايخ الطريق بمصر في عصره. له "شرح الشمائل المحمدية"، في 292 صفحة، طبع بمطابع الوفاء بالمنصورة سنة 1991م طبعة محدودة، و"تقريب صحيح الترمذي وشرحه"، وهو يماثل دراسة متأنية تليق بهذا الجامع، مخطوط ولم يطبع، و"الأحاديث المختارة من صحيح البخاري وشرحها"، في 5 أجزاء، لم يطبع أيضاً.
8 - الدكتور موسى شاهين لاشين، وهو من المتخصصين في الحديث في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر الشريف. ألف شرحاً كبيراً على صحيح مسلم سماه "فتح المنعم شرح صحيح مسلم"، وقد مكث في تأليفه عشرين سنة، والكتاب مطبوع لدى دار الشروق. وقد أثنى عليه الشيخ الأحمدي أبو النور، المدرس بكلية الشريعة بالرياض وحرّص طلبته على اقتناءه. وللدكتور موسى أيضاً "المنهل الحديث من صحيح البخاري"، طبع الفجر الجديد بالقاهرة، دون تاريخ في 4 أجزاء. طبع حديثاً كتاب "تيسير صحيح البخاري"، في ثلاث مجلدات وهو عبارة عن تعليقات ونكت مختصرة.
¥(12/320)
9 - الشيخ صفاء الضوي أحمد العدوي، له شرح لسنن ابن ماجه وهو المسمى "مصباح الزجاجة"، كثر فيه النقل من كتب الشروح المشهورة.
10 - الشيخ محمد تاتاي، له "إيضاح المعاني الخفية في الأربعين النووية"، قامت بنشره دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع في المنصورة بمصر، الطبعة الأولى سنة 1414هـ، في مجلد والثانية سنة 1418هـ.
11 - الحسيني عبد المجيد هاشم، له "شرح رياض الصالحين"، طبع دار الكتب الحديثة بالقاهرة سنة 1390هـ، في مجلدين.
الشام
بلاد الشام هي السورية والأردن وفلسطين ولبنان الآن. ومع كثرة علمائها والتآليف في مختلف الفنون، لم نجد فيها كثيراً من مؤلفات حديثية. وكانت دمشق تعتبر من أهم مراكز العلم من بين هذه البلاد، ولكن لم تكن سوق التأليف في القرن الرابع عشر الهجري مزدهرة بين علماءها، وذلك أن معظم العلماء توجهوا إلى مضمار التعليم والتوجيه، بغية تعميم الثقافة الإسلامية في مواجهة مدارس التبشير التي بدأت تشق طريقها في العالم الإسلامي في القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين. وكان أكثر مؤلفاتهم الحديثية تنقسم إلى ثلاثة أقسام: الأثبات والمشيخات، والمجموعات الحديثية، وكتب في المصطلح وعلومه. ومع ذلك لقد نالت كتب المحدثين المتقدمين العظام رحمهم الله تعالى عناية مقبولة من المشتغلين بالحديث من علماء دمشق وغيرها من بلاد الشام شرحاً وتعليقاً وتحشية، منهم:
1 ـ الشيخ عبد الله بن درويش الركابي السكري الدمشقي (م 1230 - ت 1329هـ)، وله "نعمة الباري شرح صحيح البخاري"، وقد قرأه في درسه بين العشائين في مسجد بني أمية بدمشق.
2 ـ الشيخ عبد الحكيم بن محمد نور الأفغاني الحنفي، نزيل دمشق (م 1250 - ت 1326هـ)، ترك عدداً من المؤلفات الدّالة على سعة علمه، ومن أشهرها "كنوز الحقائق شرح كنز الدقائق" للمناوي، الذي كتب له من القبول والانتشار ما لم يكتب لغيره من شروح الكنز، حتى طُبع في مختلف البلاد الإسلامية كتركيا ومصر والهند وباكستان، إضافة إلى بعض المؤلفات في الحديث وعلومه. وله "حاشية على صحيح البخاري".
3 ـ محدث الديار الشامية الشيخ محمد بدر الدين بن يوسف الحسني البيباني المغربي ثم الدِّمشقي، المعروف بالمحدِّث الأكبر (م 1267 - ت 1354هـ) وهو آخر من تصدر لتدريس الحديث تحت قبة النسر بالجامع الأموي، وقد كان له فضل كبير في النهضة العلمية والدينية في بلاد الشام. له "شرح على صحيح البخاري" و"شرح الشمائل المحمدية" للترمذي.
4ـ الشيخ محب الدين الخطيب (ت 1389هـ)، له "توضيح الجامع الصحيح"، وهو شرح لطيف مختصر على صحيح البخاري، مطبوع.
5 - الشيخ محمد منير عبده آغا الدمشقي، نزيل القاهرة، له "العطر الشذي في حل ألفاظ الترمذي"، ترجم فيه للرواة بعبارة مختصرة، وحل الكلمات الغريبة لغة، وقدم بمقدمة عرَّف فيها بجامع الترمذي ومزاياه. مطبوع بمصر عام 1347هـ.
6 ـ الشيخ عبد القادر بدران الدمشقي الدومي (ت 1346هـ)، له "شرح سنن النسائي"، وله أيضاً "شرح الأربعين المنذرية في صنع المعروف"، و"موارد الأفهام على سلسبيل عمدة الأحكام" للمقدسي، وهو مخطوط.
7 ـ الشيخ إبراهيم اليعقوبي، له "شرح بلوغ المرام" للحافظ ابن حجر، لم يتمه، وهو مخطوط في مكتبه.
8 ـ الشيخ محمود الموقع (ت 1321هـ)، له "الفتح الأيمن المقبول والشرح المهدي لأشرف رسول" ?، وهو شرح الشمائل المحمدية للترمذي.
9 ـ الشيخ محمد جمال الدين القاسمي الحسيني الشافعي الدمشقي (م 1283 - ت 1332هـ) وله 49 سنة، مخلفاً من الكتب أكثر من 70 كتاباً، له "شمس الجمال على منتخب كنز العمال"، وله أيضاً "المسند الأحمد على مسند الإمام أحمد"، و"الفضل المبين على عقد الجوهر الثمين"، وهو شرح على الأربعين العجلونية للشيخ إسماعيل العجلوني، جميعها من أربعين كتاباً من كتب الحديث بأسانيدها، وقد اعتاد علماء الرواية رواية هذه الأربعين عن شيوخهم، وأخذ الإجازة برواية الكتب التي جمعت هذه الأربعين منها، وقد شرحها الشيخ القاسمي، فعني بإيضاح ما يحتاج إليه من بيان أو ترجمة لصاحب الكتاب أو علم وضبط لأسماء الرواة، وتعريف بالكتب، وتصحيح أوهام وقعت للمصنفين، مع فوائد ولطاف مجموعة، مطبوع بتحقيق الأستاذ عاصم بهجة البيطار.
¥(12/321)
10 - الشيخ عبد الوهاب بن مصطفى بن محمد الكفردا علي الحلبي الشهير بابن طلس (ت 1355هـ)، له "البرود الطلسية في شرح الأربعين النووية"، مخطوط.
11و12 - العالمان الدكتور مصطفى ديب البغا، والدكتور محيي الدين مستو، لهما "الوافي في شرح الأربعين النووية"، وهو في مجلد لطيف، يتميز بشموليته ووضوح عباراته، شرحاها بأسلوب جديد وذوق عصري، وهو من أشهر شروح الأربعين النووية في العصر الحاضر حتى تكررت طباعته أكثر من عشرة مرة. ولهما أيضاً "نزهة المتقين شرح رياض الصالحين" بالاشتراك مع السادة الشيوخ مصطفى سعيد الخن، وأمين لطفي، وعلي الشربجي، وهو شرح وسط روعي فيه تسهيل العبارة وتوضيحها مع التعريف بالرواة من الصحابة، وقد نال هذا الشرح قبولاً متزايداً لدى أوساط المثقفين حتى زادت طبعاته على الثلاثين عداً. وللشيخ محيي الدين مستو " شرح الألفاظ الغريبة في الأربعين النووية "، طبع في مؤسسة الرسالة سنة 1397هـ.وللدكتور مصطفى ديب البغا "منحة الباري في خدمة صحيح البخاري" وهو تحقيق مع تعليقات مختصرة عليه.
13 - العلامة الشيخ محمد صالح الفرفور (ت 1407هـ)، من تلاميذ المحدث الأكبر بدر الدين الحسني، له "من مشكاة النبوة شرح الأربعين النووية"، وهو شرح مبسط جامع للأربعين النووية، مطبوع، نشرته جمعية الفتح الإسلامي في دمشق.
14 ـ الدكتور نور الدين عتر، له "إعلام الأنام شرح بلوغ المرام"، شرح فيه بمنهج علمي تحليلي دقيق كتاب "بلوغ المرام من أدلة الأحكام" للحافظ ابن حجر. وتناول في شرحه تحليل الأسانيد، وعني ببيان وجه الاستدلال في كل مسألة مستنبطة من الأحاديث المشروحة، وبين مذاهب الفقهاء وكيف تعامل كل مذهب مع الحديث، طبع منه حتى الآن ثلاثة مجلدات ضخام. والمرجو أن يبلغ ستة مجلدات.
15 - الشيخ محمد ناصر الدين الألباني (1332 - 1420هـ)، من علماء الحديث الشريف المعروفين وصاحب المؤلفات الكثيرة البالغة 221 مؤلفاً ما بين كبير وصغير، له "التعليق الرغيب على الترغيب والترهيب للحافظ المنذري"، وقد أشار مترجموه بأنه مخطوط.
16 - الشيخ محمود بن عبد القادر الأرناؤوط، وكان والده العلامة الشيخ عبد القادر من كبار المحققين. له " شرح الأربعين النووية في الأحاديث الصحيحة النبوية "، وقد راجعه والده المحقق الشيخ عبد القادر المذكور، كما راجع وأشرف على كثير من تحقيقاته. وهو شرح مختصر، نشرته دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع في بيروت الطبعة الثانية سنة 1411هـ.
17 - الشيخ سميح عباس، له "أوصاف النبي r" وهو شرح واختصار شمائل الترمذي، طبعته دار الجيل ببيروت بدون تاريخ.
18 - الشيخ عبد الخالق مسعود، له " المختار في شرح الأربعين النووية "، نشرته مكتبة المنار في الأردن سنة 1403هـ.
19 - الشيخ محمد أديب الحمود، له "المختار من شرح الأربعين النووية" نشرته مكتبة المنار في الأردن سنة 1403هـ.
20 - الشيخ خالد البيطار، له " البيان في شرح الأربعين النووية "، نشرته مكتبة المنار في الأردن سنة 1407هـ.
21 - الدكتور محمد بكار زكريا، له " شرح الأربعين النووية "، نشر دار البشائر الإسلامية في بيروت الطبعة الثانية 1414هـ.
22 - الشيخ عبد العزيز عز الدين السيروان، له " شرح الأربعين حديثاً النووية وملحقاته: الإشارات إلى ضبط الألفاظ المشكلات " تحقيق ودراسة، نشر دار قتيبة في بيروت الطبعة الأولى سنة 1411هـ.
23 - الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح البسام، له "تيسير العلام شرح عمدة الأحكام"، طبع عدة مرات أولها سنة 1380هـ بمطبعة المدني بالقاهرة، في مجلدين. وله "توضيح الأحكام من بلوغ المرام"، نشرته دار القبلة للثقافة الإسلامية بجدة وهيئة الإغاثة الإسلامية بجدة، الطبعة الأولى سنة 1413هـ في ست مجلدات، ثم طبعه المؤلف ثانية سنة 1414هـ طبعة مصححة ومحققة وفيها زيادات هامة أشار إليها المؤلف في المقدمة.
24 - الشيخ مصطفى بن عبد القادر عطا، له "شرح عمدة الأحكام"، ولم يسمه باسم خاص، نشرته دار الكتب العلمية في بيروت سنة 1406هـ في مجلد.
25 - الدكتور خليل إبراهيم ملاّ خاطر، له "شرح الأربعين النووية"، ترجمه إلى اللغة الملايوية الأستاذ أحمد خيري اللطيفي، طبع الهداية فبليشرس بكوالا لمبور.
¥(12/322)
26 - الأستاذ عبد الوهاب بن رشيد بن صالح أبو صفية، له "شرح الأربعين النووية في ثوب جديد"، شرحها شرحاً لغوياً كاملاً، وفيه توجيهات وتحقيقات تربوية وعلمية وسلوكية وفقهية وأصولية. الطبعة الثانية نشر دار البشير سنة 1413هـ.
27 - الدكتور صبحي الصالح، له "منهل الواردين شرح رياض الصالحين"، طبع دار العلم للملايين ببيروت سنة 1390هـ في مجلدين.
28 - الشيخ يحيى بن محمد بن محمد بن عبد الله الأرياني (ت 1342هـ)، له "هداية المستبصرين بشرح عدة الحصن الحصين للجزري"، طبع مطبعة العلم بدمشق سنة 1397هـ.
السعودية
قد ظهر في السعودية في العصور المتأخرة كثير من العلماء المشتغلين بالحديث الشريف، خاصة في الحجاز، أي مكة المكرمة والمدينة المنورة - على صاحبها الصلاة والسلام -، فمنهم:
1 - العلامة الشيخ محمد فالح بن محمد الظاهري المهنوي الحسيني (ت 1328 هـ بالمدينة)، من مفاخر المدينة المنورة، له حواش على صحيح البخاري والموطأ.
2 - الشيخ محمد المختار بن محمد سيد الأمين بن حبيب الله بن مزيد الجكني الشنقيطي (ت 1405 هـ)، له "شرح سنن النسائي"، أخبر أحد الفضلاء أن نجله الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي، أستاذ في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة قد تفرغ لإخراج كتاب والده المذكور.
3 - الشيخ عبد الله بن صالح المحسن، المدرس بالجامعة الإسلامية في المدينة النبوية،له شرح الأربعين النووية وشرح الأحاديث الثمانية التي زادها الحافظ ابن رجب واسمه "الشرح الموجز المفيد"، وهو شرح على طريقة المتأخرين من ذكر الحديث ثم مفرداته ثم الفوائد المستنبطة منه ثم الشرح الإجمالي، طبع في مطبعة السعادة في مصر، الطبعة الثانية سنة 1390هـ.
3 - العلامة الشيخ محمد بن صالح بن محمد العثيمين (م 1347 - ت 1421هـ)، عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، وأستاذ بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم، وإمام وخطيب الجامع الكبير بمدينة عنيزة، وقد حاز على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام للعام الهجري 1414 هـ. له "تنبيه الأفهام بشرح عمدة الأحكام"، طبعته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض عدة مرات. و"فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام"، اعتنى به وخرج أحاديثه وفهرسه أحمد وسامي ابنا محمد بن حسن الخليل، نشر دار المسلم للنشر والتوزيع في الرياض الطبعة الأولى سنة 1416هـ صدر منه الجزء الأول، وهو شرح لمقدمة المؤلف، وكتاب الطهارة فقط.و"شرح رياض الصالحين" للإمام النووي، و"شرح الأربعين النووية" للنووي أيضاً، طبعته دار الثريا بإشراف من مؤسسة الشيخ ابن عثيمين الخيرية عام 1424هـ، ويمكن أن تطلع أو تحميل هذين الشرحين من موقعه بهذا الرابط: http://www.ibnothaimeen.com/all/eBook-o.shtml.
4- العلامة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر، له "فتح القوي المتين في شرح الأربعين وتتمَّة الخمسين للنووي وابن رجب"، وقد استفاد في هذا الشرح من شروح النووي وابن دقيق العيد وابن رجب وابن عثيمين للأربعين، ومن فتح الباري لابن حجر، ويمكن تحميل الكتاب من هذا الرابط:
http://www.alathar.net/modules/ebook/index.php?page=shbo&boid=21، وله أيضاً "شرح سنن النسائي"، و"عشرون حديثاً من صحيح البخاري: دراسة أسانيدها وشرح متونها"، طبعته المطبعة السلفية سنة 1979م، و"عشرون حديثاً من صحيح مسلم: دراسة أسانيدها وشرح متونها"، طبعته الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سنة 1989م.
5 - الشيخ إسماعيل بن محمد الأنصاري (ت 1317هـ)، الباحث في دار الإفتاء بالمملكة العربية السعودية، له "التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثاً النووية"، ومعها "شرح الأحاديث التي زادها ابن رجب الحنبلي"، نشرته المكتبة السلفية بمصر سنة 1380هـ، ثم طبعته مكتبة الإمام الشافعي بالرياض، الطبعة الأولى، 1415هـ/1995م. وله "الإلمام بشرح عمدة الأحكام"، طبع دار الثقافة الإسلامية بالرياض سنة 1381هـ في مجلدين.
6 - العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز، مفتي المملكة العربية السعودية السابق، له "حاشية على بلوغ المرام"، وقد اعتنى بإخراجها الشيخ عبد العزيز القاسم القاضي.
¥(12/323)
7 - معالي الشيخ العلامة صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، له "شرح الأربعين النووية"، وذلك ضمن أحد الدورات العلمية التي تقام بجامع شيخ الإسلام ابن تيميّة، وقد فرغ المسؤولون عن هذه الدورة هذه الدروس ووضعوها في موقع الجامع http://www.taimiah.com، وجعلوا كل حديث في ملف مستقل. ويمكن تحميل الكتاب بكامله من هذا الرابط:
8 - الشيخ سليمان بن محمد اللهيميد، من رفحاء بالسعودية، وله موقع على الإنترنت بعنوان: www.almotaqeen.net، له "شرح الأربعين النووية" للإمام النووي، ويمكن تحميل الكتاب من هذا الرابط: http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=22&book=1899
9- الشيخ المحدث محمد بن علي بن آدم بن موسى الأثيوبي الولّوي، المدرّس في دار الحديث الخيرية بمكة المكرمة، له شرح على سنن النسائي المسمى "ذخيرة العقبى في شرح المجتبى"، ويقع في أربعين مجلداً، أبان فيه عن علم غزير واطلاع واسع وقد طبع منه بضع عشر مجلد، وشرح سنن ابن ماجه المسمى "مشارق الأنوار الوهّاجة ومطالع الأسرار البهّاجة"، ولا يزال في صدد إكماله ولو أُكمِل لوقع في عشرات المجلدات، و"قرة عين المحتاج شرح مقدمة صحيح مسلم بن الحجاج" في مجلدين، مطبوع بدار ابن الجوزي.
10 - الشيخ عوض بن رده الساعدي، له "المبادئ التربوية المستنبطة من الأربعين النووية "، وهو رسالة ماجستير مقدمة إلى جامعة أم القرى بمكة المكرمة سنة 1408هـ.
11 - الشيخ الدكتور فيصل بن عبد العزيز المبارك (ت 1376هـ)، له "محاسن الدين على متن الأربعين"، و"خلاصة الكلام على عمدة الأحكام"، طبع في مجلد أكثر من مرة، أولها بشركة ومكتبة مصطفى البابي الحلبي بالقاهرة سنة 1369هـ. وله "مختصر الكلام على بلوغ المرام" بمطبعة مصطفى البابي الحلبي، ونشرته المكتبة الأهلية في الرياض ضمن المجموعة الجليلة، وهي عبارة عن ثلاثة كتب للمؤلف المذكور، وهذا الشرح أولها، وطبعت هذه المجموعة بعد ذلك عدة مرات كما نشرت هذا الشرح مفرداً دار إشبيليا في الرياض سنة 1419هـ.
12 - الأستاذ محمد بن رياض الأحمد السلفي الأثري، له "تيسير رب البرية في شرح الأربعين النووية"، وهو عبارة عن جمع لكلام العلماء.
13 - الشيخ نبيل بن هاشم الغمري آل علوي، له "فتح المنان بشرح مسند الدارمي"، وهو كتاب نفيس، أكثر المؤلف فيه من النقول وتوسع في الكلام على الرواة والتخريج وضبط النص ضبطاً جيداً، طبعته دار البشائر الإسلامية ببيروت، بتقديم العلامة السيد محمد علوي المالكي المكي.
14 - الشيخ عقيل بن سالم الشمري، له "تعليقات تربوية على الأربعين النووية"، لتحميل الكتاب من الإنترنيت راجع هذا الرابط: http://www.almoslim.net/documents/commentt.doc.
15- الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن الراجحي، أستاذ بكلية أصول الدين قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة، بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، له "تعليقات على صحيح البخاري" و"تعليقات على صحيح مسلم"، ويمكن أن تقرأهما وتطلع عليهما في موقعه بهذا الرابط: http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=Comments، وله أيضاً "شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري"، موجود في موقعه كذلك.
16 - الشيخ أحمد بن يحيى النجمي، له "تأسيس الأحكام على ما صحّ عن خير الأنام بشرح أحاديث عمدة الأحكام"، صدر منه الجزء الأول سنة 1400هـ في 152 صفحة، قام بطبعه النادي الأدبي في جيزان.
17و18 - الشيخ حسن بن سليمان النوري والشيخ السيد علوي بن عباس المالكي الحسني (ت 1391هـ) رحمه الله تعالى، لهما "نيل المرام شرح عمدة الأحكام"، نشر مكتبة الاقتصاد في مكة المكرمة الطبعة الثانية سنة 1381هـ. ولهما أيضاً كتاب "إبانة الأحكام شرح بلوغ المرام".
19 - الشيخ عبد القادر شيبة الحمد، له "فقه الإسلام شرح بلوغ المرام"، طبع في مطابع الرشيد في المدينة النبوية في عشرة أجزاء، سنة 1401هـ.
20 - الشيخ محمد أحمد الداه الشنقيطي، له "فتح الوهاب شرح على بلوغ المرام" نشرته دار الفكر في بيروت سنة 1404هـ.
¥(12/324)
21 - الأستاذ حمزة محمد قاسم، له "منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري"، راجعه الشيخ عبد القادر الأرناؤوط، وعنى بتصحيحه ونشره بشير محمد عيون، طبع بمكتبة دار البيان بدمشق، ومكتبة المؤيد بالطائف سنة 1410هـ.
دول الخليج
فمن علماء هذه الدول الذين صنفوا شروحاً على كتب الحديث، وهم:
1 - الشيخ قاسم القيسي، له " النزهة البهية في شرح أحاديث الأربعين النووية "، نشرته جمعية الآداب الإسلامية في بغداد سنة 1372هـ.
2 - الشيخ محمد بن ياسين بن عبد الله من علماء الموصل، له "نيل المرام شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام" طبع في مطبعة الزهراء الحديثة في الموصل سنة 1983م في خمسة أجزاء، كما نشرته مكتبة بسام في الموصل سنة 1405هـ، وكذا المكتبة التجارية في مكة المكرمة سنة 1412هـ.
3 - الشيخ ناظم بن محمد سلطان، له "قواعد وفوائد من الأربعين النووية"، طبعته الدار السلفية في تونس الطبعة الأولى سنة 1408هـ، كما طبعته ثانية دار الهجرة للنشر والتوزيع سنة 1410هـ.
القارة الهندية
كانت جهود علماء شبه القارة الهندية الباكستانية في خدمة كتب الحديث الشريف في العصور المتأخرة معروفة لدى الناظرين والباحثين، فلهم جهود كثيرة ومساعي كبيرة في خدمته من غير نكير. وكانت القارة الهندية من أخصب البلاد نمواً بالحديث الشريف في القرون المتأخرة. وقد نشأ فيها كثير من المدارس والمعاهد التي تدرس فيها الكتب الستة وغيرها من كتب الحديث. فظهر فيها كثير من المحدثين والحفاظ الذين يشتغلون بفنون الحديث بين التدريس والبحث والشرح والتأليف. وكان فضل ذلك يرجع إلى جهود الإمام المحدث الكبير الشيخ شاه ولي الله الدهلوي (ت 1176هـ) في إحياء السنة النبوية ونشرها في هذه القارة. ومن علماءها المبرزين الذين صنفوا شروحاً على كتب لحديث:
1 - الإمام أبو الحسنات عبد الحي بن عبد الحليم الأنصاري اللكنوي (م 1264 - ت 1304هـ)، صاحب المصنفات الباهرة التي بلغت 120 كتاباً. له شرح على كتاب الموطأ سماه بـ"التعليق الممجد على موطأ الإمام محمد"، وقد طبع الكتاب على الحجر أكثر من مرة في الهند بالخط الفارسي، طبع أولاً في المطبع المصطفائي سنة 1297هـ بلكنو، أي في حياة مؤلفه رحمه الله، ثم أعيد طباعته في نفس المطبعة سنة 1306هـ، ثم طبع في المطبع اليوسفي سنة 1346هـ بلكنو، وطبع أخيراً سنة 1412هـ بدار القلم دمشق بتحقيق الدكتور تقي الدين الندوي. وقد اختار اللكنوي للتعليق والشرح نسخة الإمام محمد لسببين، أولاً: لأن نسخة الإمام يحيى الأندلسي شرحها جمع من المتقدمين والمتأخرين ونسخة الإمام محمد لم يشرحها إلا العلامة بيرى زاده والشيخ علي القاري. وثانياً: نسخة الإمام محمد مرجحة لعدة وجوه لديه. وتميز الكتاب بكثرة الفوائد التي يحتاج إليها العلماء وطلبة العلم من توضيح لمعاني الحديث وحل مشكلاته وذكر مذاهب الأئمة المختلفة مع الإشارة إلى دلائلها والترجيح وضبط الألفاظ الغريبة وأسماء الرجال وترجمة الرواة وما يتعلق بذلك من التوثيق والتضعيف وغير ذلك من الفوائد الجمة. وقال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله: "إن خلو مكتبة العالم منه حرمان كبير".
2 - العلامة الشيخ محمد حسن بن ظهور الحسن الحنفي السنبهلي (ت 1305هـ)، له "حاشية تنسيق النظام على مسند الإمام أبي حنيفة".
3 - العلامة السيد أبو الطيب صديق حسن خان بن علي الحسيني البخاري القنوجي (ت 1307هـ)، أمير بهوفال بالهند. له "عون الباري في حل أدلة البخاري" وهو شرح على مختصر البخاري المسمى بـ"التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح" للشيخ حسين بن مبارك (أو للشيخ أحمد بن أحمد الشرجي، ت 893هـ)، في مجلدين. وله أيضاً "السراج الوهّاج في كشف مطالب مختصر صحيح مسلم بن الحجاج" للمنذري، والكتاب مطبوع في مجلدين وعدد صفحاته 1409 صفحة. طبع المطبع الصديقي ببهوبال سنة 1301هـ، وله "مسك الختام شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام" باللغة الفارسية، وهو من أحسن الكتب التي ألفها، كما قال عن نفسه في كتابه "إتحاف النبلاء المتقين بإحياء مآثر الفقهاء والمحدثين" وهو باللغة الفارسية أيضاً.و"فتح العلام لشرح بلوغ المرام"، طبع المطبعة الميرية ببولاق سنة 1302هـ في مجلد ضخم.
¥(12/325)
4 - العلامة الشيخ فخر الحسن بن عبد الرحمن الحنفي الكنكوهي (ت 1315هـ). له "التعليق المحمود على سنن أبي داود"، طبع بالهند، و"حاشية مختصرة على سنن ابن ماجه".
5 - الشيخ أبو عبد الرحمن محمد الفنجابي الدهلوي (ت 1315هـ)، له "تعليقات على سنن النسائي"، ولم يتمها، وقد وصل فيها إلى كتاب عِشْرَةُ النساء، فأتمها الشيخ أبو يحيى محمد كفاية الله الشاهجهانفوري (ت 1338هـ).
6 - العلامة الشيخ رشيد أحمد بن هدايت أحمد الكنكوهي (ت 1323هـ)، شيخ المحدثين في زمانه. جمع تلميذه الشيخ محمد يحيى بن إسماعيل الكاندهلوي (ت 1334هـ) أماليه على صحيح البخاري وجامع الترمذي، ثم رتبها، فظهر منه كتابان عظيمان سماهما "لامع الدراري على جامع البخاري" و"الكوكب الدري على جامع الترمذي". ثم هذبهما وعلق عليهما ونشرهما ابنه المحدث الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي. طبع "لامع الدراري" في ثلاث مجلدات كبار بالهند، ثم طبع في القاهرة في عشرة أجزاء.
7 - الشيخ حافظ أبو الحسن السيالكوتي (ت 1325هـ)، له "فيض الباري ترجمة وشرح صحيح البخاري"، وهو كامل في 30 جزء باللغة الأردية.
8 - الشيخ المحدث القاضي حسين بن محسن الأنصاري اليماني (ت 1327هـ)، له "تعليقات على سنن أبي داود"، وتعليقة لطيفة على سنن النسائي.
9 - العلامة الشيخ أبو الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي (ت 1329هـ). له "غاية المقصود في حل سنن أبي داود"، وهو شرح كبير ومن أحسن الشروح على سنن أبي داود، وقد احتوى على مباحث الكتاب والمتون والأسانيد وفوائد كثيرة، ولكن لم يتمه ولم يطبع منه إلا الجزء الأول بالهند قديماً، ثم طبع المتبقي إلى بداية كتاب الصلاة في ثلاث مجلدات، وتوجد منه النسخة الخطية في مكتبة خدابخش بمدينة بتنة بالهند. ثم اختصره تلميذه الشيخ أبو عبد الرحمن شرف الحق الشهير بمحمد أشرف العظيم آبادي وسماه: "عون المعبود شرح سنن أبي داود"، وكان الشيخ محمد أشرف لخصه تحت إشراف الشيخ أبي الطيب، طبع في الهند سنة 1322هـ في أربعة مجلدات كبيرة، وهو أكثرهما تداولاً بين الناس الآن. وللشيخ أبي الطيب شمس الحق أيضاً "التعليق المغني على سنن الدارقطني"، و"فضل الباري شرح ثلاثيات البخاري" و"النجم الوهّاج في شرح مقدمة صحيح مسلم بن الحجاج" و"هدية اللوذعي بنكات الترمذي" و"تعليقات على سنن النسائي"، وهذا الكتاب الأخير مفقود.
10 – الشيخ أبو الخير نور الحسن بن صديق بن حسن خان (ت 1336هـ)، له "فتح العلام لشرح بلوغ المرام"، جله من سبل السلام للصنعاني، وزاد زيادات من غيره ولا سيما في المجلد الثاني. طبع في المطبعة الأميرية في بولاق بمصر الطبعة الأولى سنة 1302هـ، وصورته دار صادر في بيروت بعد ذلك دون تاريخ.وذكر الشيخ صفي الرحمن المباركفوري في مقدمة "إتحاف الكرام" أنه ينسب إلى ابنه المذكور، والصحيح أنه لصديق بن حسن نفسه، بينما نسبه الدهلوي في حاشيته على البلوغ إلى الابن، فالله أعلم.
10 - الشيخ الحافظ عبد الله بن عبد الرحيم الغازيفوري (ت 1337هـ)، له "البحر الموّاج في شرح مقدمة الصحيح لمسلم بن الحجاج"، وتوجد منه نسخة خطية بمكتبة خدابخش في بتنه بالهند وتقع في 47 صفحة.
11 - الشيخ أمير علي اللكنوي (ت 1337هـ)، له شرح صحيح البخاري.
12 - الشيخ أحمد بن حسن الدهلوي (ت 1338هـ)، له "حاشية على بلوغ المرام" طبعت سنة 1325هـ على الحجر في الهند، ثم قام المكتب الإسلامي بطبعها ثانية سنة 1394هـ في مجلد.
12 - العلامة الشيخ محمود الحسن بن ذو الفقار علي الحنفي الديوبندي المعروف بشيخ الهند (ت 1339هـ)، له "تعليقات على سنن أبي داود" و"تقرير على سنن الترمذي"، رتبه أحد تلاميذه.
13 - الشيخ السيد عبد الحي بن السيد فخر الدين الحسني البريلوي (ت 1341هـ)، مؤلف "نزهة الخواطر" ووالد العلامة الداعية الكبير السيد أبو الحسن علي الحسني الندوي، له "تعليقات على سنن أبي داود"، ولكنها لم تتم.
14 - الشيخ المحدث عبد الواحد، والشيخ المحدث عبد الرحيم (1342هـ) ابنا الإمام عبد الله الغزنوي، لهما ترجمة وشرح صحيح البخاري باللغة الأردية.
¥(12/326)
15 - العلامة الكبير الشيخ خليل أحمد بن مجيد علي السهارنفوري (ت 1346هـ)، له "بذل المجهود في حل سنن أبي داود"، وهو سفر ضخم وشرح واف لسنن أبي داود، يتضمن بحوثاً قيمة في علم الحديث وشرحه والكلام على الرواة، مع الاهتمام بأقوال الإمام أبي داود وكلامه فيهم، واهتم المؤلف أيضاً بتخريج التعليقات والفحص عنها في كتب أخرى، وتطبيق الروايات بالترجمة، كما أنه حكم فيما اختلف الشراح وتكلم فيه بكلام فصل من غير تردد. وقد علق على الكتاب بفوائد مهمة تلميذه الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي، ونشرت هذه التعليقات على الهوامش. وطبع الكتاب أولاً بمطبعة ندوة العلماء بالهند سنة 1972م في 5 مجلدات كبار، ثم أعيد طبعه بمطبعة السعادة بالقاهرة سنة 1393هـ/1973م في 20 مجلداً مع التعليقات.
16 - الشيخ بركات أحمد بن دائم على الحنفي الطوكي (ت1347هـ)، له "حاشية على جامع الترمذي".
17 - محدث الهند الإمام محمد أنور بن معظم شاه الكشميري الحنفي (م 1292 - ت 1352هـ)، من كبار العلماء في دار العلوم بديوبند، ومؤسس الجامعة الإسلامية والمجلس العلمي بداهبيل في مقاطعة كجرات. له "فيض الباري بشرح صحيح البخاري"، في أربعة مجلدات كبار، ونشر تحت إشراف المجلس العلمي بدابهيل بالهند سنة 1357هـ، وهو من أماليه التي جمعها تلميذه الشيخ الجليل بدر عالم الميرتهي (ت 1385هـ) وكتب عليه "حاشية البدر الساري إلى فيض الباري"، وهناك أمالي أخرى غير "فيض الباري" المسماة بـ"أنوار الباري في شرح صحيح البخاري" جمعها الشيخ أحمد رضا البجنوري. وله "العرف الشذى على جامع الترمذي" في 488 صفحة، جمعه أحد تلاميذه الشيخ محمد جراغ/شراغ (ت 1390هـ) من أماليه أيضاً، وله أيضاً "أمالي على سنن أبي داود"، طبع منه جزء واحد، و"أمالي على صحيح مسلم"، قيدها تلميذه الشيخ مناظر أحسن الكيلاني.
18 - العلامة الشيخ أبو العلا محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري (ت 1353هـ). له "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي"، وهو أكثر شروح الترمذي متداولاً بين الناس بعد "عارضة الأحوذي" للقاضي ابن العربي المالكي.
19 - الشيخ الميرزا حيرت الدهلوي (ت 1928م)، له "حل صحيح البخاري".
20 - الشيخ أبو العتيق عبد الهادي النجيب آبادي، من تلاميذ الإمام الكشميري، له "أنوار المحمود على سنن أبي داود". والكتاب التقاط من أمالي شيخ الهند مولانا محمود الحسن الديوبندي وأمالي الإمام الكشميري وضم إليها فوائد اقتبسها من "بذل المجهود" لمولانا الشيخ خليل أحمد السهارنفوري ومن درس العلامة شبير أحمد العثماني لكتاب صحيح مسلم، ولكن قال فيه الدكتور تقي الدين الندوي: "وفيه أخطاء كثيرة".
21 - الشيخ صفي الرحمن المباركفوري، صاحب "الرحيق المختوم"، له "منة المنعم في شرح صحيح مسلم"، أو "الابتهاج في شرح مسلم بن الحجاج". وله "إتحاف الكرام تعليق على بلوغ المرام"، طبع في المطبعة السلفية في بنارس في الهند الطبعة الأولى سنة 1403هـ في مجلد، كما نشرته دار السلام في الرياض سنة 1412هـ.
22 - الشيخ أبو عبد الله محمد بن يوسف السورتي (ت 1361هـ)، له "شرح سنن ابن ماجه".
23 - الشيخ محمد بن عبد الله العلوي المعروف بجيون بن نور الدين الهزاروي (ت 1366هـ)، له "عون الودود في شرح سنن أبي داود"، طبع بلكهنؤ سنة 1318هـ في مجلدين، و"مفتاح الحاجة شرح سنن ابن ماجه".
24 - الشيخ عبد التواب الملتاني (ت 1366هـ)، له "تعليق على عون المعبود شرح سنن أبي داود" و"تعليق على المصنف لابن أبي شيبة".
25 - الشيخ عبد الصمد الحسين آبادي الأعظمي (ت 1367هـ)، له "شرح سنن ابن ماجه"، لم يتمه.
26 - الشيخ المحدث محمد أبو القاسم البنارسي (ت 1369هـ)، له "الكوثر الجاري في حل مشكلات البخاري".
¥(12/327)
27 - العلامة المحقق الشيخ شبير أحمد العثماني الديوبندي (ت 1369هـ)، له "فتح الملهم لشرح صحيح مسلم"، ولكن وافته المنية قبل أن يكمله، وطبع منه 3 أجزاء كبار، بلغ فيه إلى كتاب النكاح، ثم أتمه حفيده الشيخ محمد تقي بن محمد شفيع الحنفي العثماني الديوبندي. قال العلامة الشيخ محمد زاهد الكوثري في وصفه: " .. وبعد المقدمة البالغة مائة صفحة، يلقي الباحث شرح مقدمة صحيح مسلم شرحاً ينشرح له صدر الفاحص، حيث لم يدع الشارح الجهبذ موضع إشكال منها أصلاً، بل أبان ما لها وما عليها بكل إنصاف، ثم شرح الأحاديث في الأبواب بغاية من الاتزان، فلم يترك بحثاً فقهياً من غير تمحيصه، بل سرد أدلة المذاهب في المسائل وقارن بينها، وقوى القوي ووهن الواهي بكل نصفة، وكذلك لم يمهل الشارح المفضال أمراً يتعلق بالحديث في الأبواب كلها، بل وفاه حقه من التحقيق والتوضيح".ا. هـ وللشيخ شبير أحمد أيضاً "فضل الباري على صحيح البخاري"، وهو شرح وجيز.
28 - الشيخ محمد إبراهيم مير السيالكوتي (ت 1376هـ)، له "عون الباري لحل عويصات البخاري".
29 - العلامة الشيخ إشفاق الرحمن الكاندهلوي (ت 1377هـ)، له حواشي آتية: "حاشية على سنن أبي داود" و"الطيب الشذى على جامع الترمذي" و"حاشية على سنن النسائي" و"كشف المغطّى حاشية على الموطأ".
30 - العلامة الشيخ حسين أحمد المدني (ت 1377هـ)، له "شرح على جامع الترمذي".
31 - العلامة المفتي الشيخ عبد اللطيف بن إسحاق الحنفي السنبهلي (ت 1379هـ)، له "شرح اللطيف، شرح على جامع الترمذي" في عدة مجلدات كبار، لم يطبع.
32 - الشيخ أبو سعيد شرف الدين الدهلوي (1381هـ)، له "شرح سنن ابن ماجه"، وهو مخطوط، شرح بعض الأبواب منه.
33 - العلامة الداعية الشيخ محمد يوسف بن الشيخ محمد إلياس الكاندهلوي (ت 1384هـ)، صاحب "حياة الصحابة" وأمير جماعة الدعوة والتبليغ الثاني بعد والده، له "أماني الأحبار في شرح معاني الآثار" للطحاوي.
34 - الشيخ عبد الستار بن عبد الوهاب الدهلوي (ت 1386هـ/1966م)، له "نصرة الباري شرح صحيح البخاري" وقد أنجز الجزء الأكبر منه، ثم توفي ولم يتمه، فأتمه بعد ذلك الشيخ كرم الجليلي.
35 - الشيخ خير محمد بن إلهي بخش الجالندهري (ت 1390هـ)، له شرح مختصر لصحيح البخاري.
36 - الشيخ المفتي أحمد يار خان نعيمي (ت1391هـ)، له "نعيم الباري في انشراح صحيح البخاري".
37 - العلامة الشيخ محمد إدريس بن محمد إسماعيل الكاندهلوي (ت 1394هـ/1974م بلاهور)، له "التعليق الصبيح على مشكاة المصابيح" للخطيب التبريزي، طبع حديثاً في 7 أجزاء بدار إحياء التراث العربي ببيروت سنة 2004م باعتناء الشيخ محمد عوض مرعب، وله أيضاً "تحفة القاري بحل مشكلات البخاري"، في 20 جزء، طبع منه الثلاثة الأول والجزء الأخير، ومخطوطة البقية محفوظة.
38 - العلامة الجليل الشيخ محمد يوسف البنّوري الديوبندي (ت 1397هـ)، له "معارف السنن شرح جامع الترمذي"، لم يكمله وصدر منه 6 أجزاء، وصل فيه إلى نهاية أبواب الحج، طبع في كراتشي بالباكستان.
39 - الشيخ فضل الله الحيدر آبادي (ت 1399هـ)، له "فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد" للإمام البخاري، طبع بالمطبعة السلفية بالقاهرة سنة 1378هـ.
40 - الشيخ عبد الجليل السامرودي (ت 1973م)، له تعليقات آتية: "التعليق على صحيح مسلم" و"التعليق على سنن أبي داود" و"التعليق على سنن النسائي" و"التعليق على سنن الدارمي".
41 - الشيخ عبد السلام البستوي (ت 1974م)، له "شرح سنن ابن ماجه"، ولكنه مفقود، و"كشف الملهم ترجمة وشرح مقدمة صحيح مسلم" باللغة الأردية، 54 صفحة، وطبع في الهند.
42 - المفتي الشيخ محمد عاشق إلهي البرني الميرتهي، ثم المدني، له كتب صنفها منذ عنفوان شبابه، وهو حافظ للكتاب والسنة، ذو اشتغال كبير بمتون الحديث وشروحه. له "مجاني الآثار شرح معاني الآثار" للطحاوي.
43 - الشيخ عبد الرحمن بن سيد أمير المرواني (ت 1975م)، له "الكوثر الجاري على رياض البخاري".
44 - الشيخ إقبال أحمد العمري (ت 1978م)، له "سبحة الباري في درر صحيح البخاري"، وهو مخطوط، وهذا الكتاب عبارة عن المعجم للألفاظ الواردة في صحيح البخاري مع شرحها.
¥(12/328)
45 - شيخ الحديث بالهند مولانا الشيخ محمد زكريا بن محمد يحيى الكاندهلوي، ثم المدني (ت 1402هـ)، نزيل المدينة المنورة ودفين البقيع الغرقد، له "أوجز المسالك إلى موطأ الإمام مالك" في 15 مجلداً، وشرح على الشمائل المحمدية للترمذي باللغة الأردية سماه "خصائل نبوي شرح شمائل ترمذي"، ترجمه إلى الإنجليزية الأستاذ محمد عبد الرحمن إبراهيم.
46 - الشيخ محمد الجوندلوي (ت 1405هـ)، له أمالي على صحيح البخاري باسم "دروس البخاري"، وقد طبع منه مجلدان.
47 - الشيخ عطاء الله حنيف البهوجياني (ت 1409هـ)، له "التعليقات السلفية حاشية على سنن النسائي"، وقد طبع الكتاب طبعة حجربة عام 1376هـ في مجلد واحد كبير، ثم طبع الكتاب حديثاً طبعة محققة مخرجة في خمس مجلدات طباعة أنيقة سنة 1422هـ، في المكتبة السلفية بلاهور، باكستان. وتتضمن الحواشي الأربعة، وهي: تعليق السندي، وزهر الربى للسيوطي، والحواشي الجديدة للشيخ محمد الفنجابي الدهلوي مع تكملة الشيخ محمد كفاية الله الشاهجهانفوري، وتعليقة لطيفة للشيخ حسين بن محسن الأنصاري اليمني (ت 1327هـ). وللشيخ عطاء الله أيضاً "فيض الودود تعليقات على سنن أبي داود"، ولم يتمه.
48 - الشيخ محب الله شاه الراشدي السندي (ت 1415هـ)، له "التعليق النجيح على الجامع الصحيح" للبخاري.
49 - الشيخ محمد على جان باز، له "إنجاز الحاجة شرح سنن ابن ماجه"، وهو من أحدث شروح السنن، طبع عام 1421هـ، وقد شرح المؤلف أحاديث السنن فيه بإسهاب مع تخريج الأحاديث وتراجم الرواة وتحقيق الأقوال. وقد طبع منه مجلدان حتى الآن، والبقية تتبعها، إن شاء الله تعالى.
جنوب شرقي آسيا
كانت هذه الجهة من أقل الجهات اعتناء بالحديث الشريف لغلب على أهلها الفقه والتصوف، ولكن لا يخلو بذلك ممن يعتني بالحديث ويصرف نظره إليه على قلتهم. مع الجدير بالذكر كان معظم العلماء في هذه البلاد قد توجهوا إلى مضمار التدريس والتعليم والوعظ والدعوة إلى الله وبذلوا وسعهم لمحو الأمية والجهالة بين أبناءها، فلعل ذلك هو السر في إقلالهم من التأليف والتصنيف في الحديث وعلومه وتوجههم إلى التفقيه والتوجيه. فكانت من ثمرات جهودهم، نجد بفضل الله تعالى عدداً لا بأس به من المشتغلين بالحديث اليوم من مشايخ وأساتذة الجامعات والمعاهد الدينية. فمن العلماء الذين صنفوا شروحاً على كتب الحديث، وهم:
1 - الشيخ وان علي بن عبد الرحمن كوتن الكلنتاني، له "الجوهر الموهوب ومنبهات القلوب" وهو شرح لباب الحديث للسيوطي، انتهى تصنيفه سنة 1306هـ.
1 - العلامة الشيخ محمد نووي بن عمر البنتني (ت 1314هـ/1897م بمكة المكرمة)، ألف كثيراً من التصانيف المفيدة، وقيل: بلغت مصنفاته مائة كتاباً. له "تنقيح القول الحثيث بشرح لباب الحديث" للسيوطي. وذكر الشيخ البنتني في مقدمته السبب الباعث على تأليفه فقال: "فإن هذا الكتاب – أي لباب الحديث – كثير التحريف والتصريف لعدم الشرح عليه، ومع ذلك كثر تداول الناس من أهل الجاوه عليه، وإني لم أجد نسخة صحيحة فيه، ولم أقدر على تصحيحه واستيفاء مراده لقصوري إلا أن بعض الشر أهون من بعض".ا. هـ وقد نقل الكتاب إلى اللغة الملايوية الإندونيسية الأستاذ زيد حسين الحامد. وله أيضاً "نصائح العباد شرح المنبهات على الإستعداد ليوم المعاد" المنسوب إلى الحافظ ابن حجر العسقلاني.
2 - الشيخ محمد إدريس بن عبد الرؤوف المربوي (1313 - 1410هـ/1892 - 1989م)، وقد حاز فضيلته على جائزة "مع الهجرة" الأولى للعام الهجري 1408 هـ، وهو أول من حاز هذه الجائزة بعد إنشائها بماليزيا. وله "بحر الماذي لشرح مختصر صحيح الترمذي" في 22 جزءاً. وهو من أكبر الشروح على كتب الحديث باللغة الملايوية. وقد طبع الكتاب طبعته الأولى في مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر سنة 1379هـ/1960م بإشراف مؤلفه نفسه. وله ايضاً "كتاب إيداغن كورو: صحيح البخاري ومسلم" في مجلدين، طبع طبعة ثانية سنة 1355هـ بمصر، وترجمة "بلوغ المرام" مع التعليقات، مطبوع بمصر.
¥(12/329)
3 - الأستاذ الجليل مصطفى بن عبد الرحمن (ت 1968م)، له شرح الأربعين النووية للإمام النووي باسم "حديث 40: ترجمهن دان شرحن"، وقد طبع الكتاب طبعته الأولى في مكتبة الراوي سنة 1966م. و"ترجمهن مختصر ابن أبي جمرة" وهو ترجمة ملايوية لمختصر صحيح البخاري للإمام ابن أبي جمرة، وفيه تعليقات للمؤلف.
4 - الأستاذ الفاضل عبد الحليم الهادي (ت 1981م)، مدير دائرة المعارف الوطنية السابق وتلميذ العلامة المفتي الشيخ عبد الله فاهم، مفتي فينغ سابقاً. له "إلهام الباري شرح صحيح البخاري"، ولكن لم يكمله، ووصل فيه إلى كتاب الجنائز. وله أيضاً "شرح صحيح مسلم" وربما لم يكمله، و"تجذيب أطراف الحديث بشرح ما في كتاب مختار الأحاديث للشيخ محمد الهاشمي"، طبع سنة 1957م، ولكن كتاب مختار الأحاديث فيه كثير من الأحاديث الموضوعة والواهية.
5 - الأستاذ عصبيرين يعقوب، له "شرح حديث أمفت فولوه" وهو شرح الأربعين النووية.
6 - الشيخ مختار بن أحمد بن محمد زين الكلنتاني، له "كنز الأمين في شرح الأربعين" للنووي.
7 - الأستاذ فوزي أوغ، له "حديث أمفت فولوه" مع الشرح.
8 - الشيخ السيد أحمد سميط، مفتي سنغافورا، له "كلية صبح" وهو شرح الأربعين النووية.
9 - الأستاذ أحمد حسن بندوغ الإندونيسي (1887 - 1958)، له ترجمة "بلوغ المرام" مع التعليقات.
خاتمة
هذا هو ما وقفت عليه من شروح كتب الحديث لعلمائنا في القرن الرابع عشر الهجري وأوائل هذا القرن. وهي بعض جهود علماء المغرب ومصر والشام والسعودية ودول الخليج والهند وباكستان وأرخبيل الملايو في خدمة الحديث النبوي، ونعتقد بأنه ما زال هناك الكمّ الهائل من المصنفات في شرح كتب الحديث وخاصة على الكتب المتداولة، مثل "الشمائل المحمدية" للترمذي، و"بلوغ المرام" للحافظ ابن حجر، و"رياض الصالحين" و"الأربعين النووية" للنووي، وغيرها، سواء كان ما ألف باللغة العربية أو اللغات المحلية. فرحمهم الله تعالى جميعاً رحمة واسعة، وأسكنهم فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، آمين.
وأخيراً أسأل الله تعالى أن يرزقني الإخلاص والتوفيق، إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير.
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[24 - 03 - 06, 04:20 ص]ـ
سلمت بنانك أخي محمد حافظ على هذا الجهد المميز
وجزاك الله خيرا
واقترح على الإخوة المشرفين تثبيت الموضوع للأهمية وللإضافة بشأنه
وأقول: وبالنسبة لخدمات الهنود في علم الحديث يستفاد من
مقدمة انجاز الحاجة بشرح سنن ابن ماجه
للعلامة المحدث محمد على جانباز حفظه الله
وجهود مخلصة للدكتور عبدالرحمن الفريوائي
ومن بحث الدكتور سهيل بن عبدالغفار حسن المقدم لجامعة الشارقة
ومن بحوث ندوة الشارقة
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[24 - 03 - 06, 10:10 ص]ـ
بارك الله فيك على هذه الخدمة القيمة.
ـ[محمد حافظ سوروني]ــــــــ[24 - 03 - 06, 11:08 ص]ـ
وجزاك الله خيراً يا دكتور مسدد
استدراك:
وقد فاتني أن أذكر الشيخ المسند محمد ياسين الفاداني الإندونيسي، ثم المكي (ت 1410هـ)، له شرح على سنن أبي داود سماه "الدر المنضود"، وقيل: أنه في 20 مجلداً. وفي الطبعة الجديدة من كتاب " تشنيف الأسماع بشيوخ الإجازة والسماع " في ترجمة الشيخ الفاداني ذكر فيها الشيخ محمود سعيد ممدوح بأن هذا الشرح وشرحه الموسع على لمع أبي إسحاق الشيرازي قد ضاعا، وقال: وقد رأيت بعضاً منهما في مكتبته.
(قلت: الفاداني نسبة إلى فادان – padang – في سومطرا بإندونيسيا)
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[24 - 03 - 06, 09:00 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الجهد الكبير، وإن كانت ثمة استدراكات كثيرة نضعها مستقبلا بإذنه تعالى ...
ـ[الباحث عبدالله]ــــــــ[24 - 03 - 06, 10:47 م]ـ
جزاك الله خير يا أخي على هذا الجمع القيم, والمفيد
ـ[الباحث عبدالله]ــــــــ[24 - 03 - 06, 11:21 م]ـ
لدي إضافة بسيطه
وهو أن الشيخ ((سلمان بن فهد العودة)) من السعوديه شرح بلوغ المرام وخرج من الشرح أربع مجلدات وهي في الطهارة
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[25 - 03 - 06, 04:30 م]ـ
مما يضاف إلى ذلك من كتب الشرفاء الكتانيين:
أ- شيخ الإسلام جعفر بن إدريس الكتاني: ت1323:
1 - حواش على صحيح البخاري. لم تتم.
2 - حواش على صحيح مسلم، لم تتم.
3 - حاشية على سنن الترمذي.
ب- حجة الإسلام محمد بن عبد الكبير الكتاني: ت1327:
1 - شرح صحيح البخاري. لم يتم.
2 - مقدمة لشمائل الترمذي.
ج- جبل السنة والدين عبد الكبير بن محمد الكتاني: ت1333:
1 - تعليق على شمائل الترمذي.
2 - حاشية على مواضع من صحيح البخاري.
د- الإمام الجامع أحمد بن جعفر الكتاني: ت1340:
1 - أعذب المناهل على الشمائل. شرح لها.
2 - المنهج المليح في شرح مقفل الصحيح. شرح لصحيح البخاري، لم يتم.
هـ - شيخ الإسلام محمد بن جعفر الكتاني: ت1345:
1 - إملاءات على شرح سنن النسائي. لدى ورثة الشخ محمود ياسين الدمشقي.
2 - شرح مسند الإمام أحمد. جمع تلامذته من إملاءاته نحو الخمسة مجلدات. ثلاثة عند ورثة الشيخ محمود الياسين، وواحد عند ورثة الشيخ العابد الفاسي، وواحد عند ورثة الشيخ محمد إبراهيم بن أحمد بن جعفر الكتاني.
و- الإمام الخطيب محمد الطاهر بن الحسن الكتاني: ت1347:
1 - حاشية على أوائل صحيح البخاري.
2 - حاشية على أوائل صحيح مسلم.
ز- حافظ الإسلام عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني: ت1382:
1 - تعليق على جامع الترمذي.
2 - جلاء النقاب عن أحاديث الشهاب. أي القضاعي.
3 - شرح الأربعين النووية.
4 - الفيض الجاري على ثلاثيات البخاري.
5 - المورد الهائل على كتاب "الشمائل".
6 - النور الساري على صحيح البخاري. التزم فيه عدم تكرار ما قيل في الشروح السابقة.
ح - محدث الحرمين الشريفين الإمام محمد المنتصر بالله بن محمد الزمزمي الكتاني: ت1419:
1 - شرح مسند الإمام أحمد. أتم منه نحو ستة عشر مجلدا.
2 - شرح موطأ الإمام مالك. صوتي، أتم منه الخمس، في نحو مائة شريط.
ط- الأستاذ الدكتور يوسف بن إبراهيم بن محمد بن عبد الكبير الكتاني:
1 - حاشية على البخاري، بعنوان "مفردات صحيح البخاري" ...
¥(12/330)
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[26 - 03 - 06, 12:35 م]ـ
ومما يضاف ايضا الافهام شرح بلوغ المرام للشيخ عبدالعزيز الراجحي
ـ[أبو هاشم]ــــــــ[26 - 03 - 06, 02:27 م]ـ
جزاكم الله خيراًَ على هذا
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[26 - 03 - 06, 03:15 م]ـ
وهناك شرح تحليلي لاثني عشر حديثا
للدكتور عاصم بن عبدالله القريوتي
ينظر لها هذا الرابط
http://www.tarhuni.com/dawra1.htm
ـ[صلاح الدين عبد الهادي]ــــــــ[26 - 03 - 06, 03:43 م]ـ
أين علماء اليمن وباقي الجزيرة العربية.
ـ[العجيل]ــــــــ[29 - 03 - 06, 03:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
لم تدكر اخي:
العلامة المعروف: الشيخ احمد زروق، المدفون بمصراته بليبيا.
فقد شرح صحيح البخاري.
وطبع بتقديم شيخ الازهر عبد الحليم محمود ولكنه لم يخدم الخدمة الصحيحة.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[29 - 03 - 06, 09:12 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
يبدو أنك لم تقرأ عنوان الموضوع أخي الفاضل ... فبين الشيخ زروق وما يبحث فيه صاحب الموضوع قرون عديدة ... ودونك ما رأيت من تقصير في خدمة شرح الشيخ زروق للصحيح فسدّه مشكورا مبرورا.
ولو ذكرتَ شرح الشيخ عبد الرحمن البوصيري الغدامسي أصلا الطرابلسي موطنا المتوفي 1355 هـ تقريبا، 1935م على جزء كبير من أحاديث الجامع الصغير للسيوطي ... ؛ كان أحسن.
ـ[محمد دروش]ــــــــ[30 - 03 - 06, 07:25 م]ـ
أنا أبحث كتب المسانيد و كتب الزهد و كتب الأحاديث صغيرا للحجم مثلا: المسند للإمام أوزاعى
من أين ممكن أن أجدهم؟
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[03 - 04 - 06, 05:31 م]ـ
بارك الله فيك اخي المسند على ما قدمته لنا من معلومات طيبة، يستفاد منها، فاحسن الله الينا
و اليكم، و قد قمت بعرض ما قدمتموه على احد مشايخنا بارك الله عليهم و هو من لازم و ناصر
العلامة المحدث الالباني رحمه الله اربعين عاما، الا و هو فضيلة الشيخ محمد ابراهيم شقره يحفظه
الله تعالى، و قد اثنى عليه ثناء طيبا، لكن ثمة هناك عدة ملاحظات ادلى بها فيما بعد ان شاء الله
تعالى، فاكرر شكري للاخ على جهده الطيب و بارك الله علينا و عليه، و الله اسال ان يعيننا على
مرضاته، و اساله تعالى ان يعلمنا ما ينفعا، و ان ينفعنا بما علمنا انه سميع مجيب.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
المحب لاهل الاثر محمود بن غسان ال غنام العقابي
ـ[أبو هاشم الحسني]ــــــــ[08 - 04 - 06, 05:58 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[محمدالنجار]ــــــــ[10 - 04 - 06, 03:37 م]ـ
السلام عليكم
جهد طيب هذا الذى بذل ولكن استدراك الاخ حمزه والاخ ابو دانيه موجوده داخل البحث
ونود ان نذكر بكتب اخرى فى هذا الموضوع منها
شرح كتاب التوحيد للبخارى شرحه الشيخ ابو اسحاق الحوينى وله ايضا بذل الاحسان فى تقريب سنن النسائى ابو عبد الرحمن
والشيخ عائض القرنى له ترجمان السنه وان كان نهج فيه نهجا جديدا الا انه كتاب ماتع فى فقه الاحاديث واستدلالاتها والسلام عليكم
ـ[محمد الحارثي]ــــــــ[13 - 01 - 07, 05:42 م]ـ
أسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء، ما أجمل مجالسة العلماء ومذاكرتهم، لا حرمكم الله الأجر، ولك أخي محمد حافظ خالص الشكر
ـ[العوضي]ــــــــ[23 - 01 - 09, 06:24 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله جهد طيب تشكر عليه - حفظك الله -
ـ[ابن العيد]ــــــــ[25 - 01 - 09, 08:25 م]ـ
بارك الله فيك يا أخي فالفكرة غالية و غالية
جزاك الله خيرا
نعم
تنبيه بالنسبة إلى فتح الملهم بشرح صحيح الإمام مسلم للعلامة شبير أحمد العثماني [شيخ الإسلام لجمهورية باكستان الإسلامية]
أن الشيخ العلامة المفتي محمدتقي بن محمد شفيع العثماني حفظه الله تعالى الذي قام بتكملة الشرح هو ليس من أحفاد الشيخ شبير أحمد العثماني
بل والده كما ذكرت المفتي العام للجمهورية العلامة محمدشفيع بن العلامة محمد ياسين الديوبندي من مشايخ دارالعلوم بديوبند
ـ[ابن العيد]ــــــــ[25 - 01 - 09, 08:31 م]ـ
وممن قام بشرح صحيح الإمام البخاري بالإسهاب وطول النفس من مشايخ العصر
فضيلة الشيخ العلامة سليم الله خان الموقر من أكابر علماء جمهورية باكستان الإسلامية وشيخهم الأكبر
فقد قام فضيلته بشرحه مفصلا موضحا محيطا
باللغة الاردية
باسم
كشف الباري عما في صحيح البخاري
وصدر منه حتى الان اثنا عشر مجلدا و يقدر له أنه يكون في أكثر من عشرين مجلدا
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[02 - 02 - 09, 12:16 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا يا شيخ محمد، وبارك فيكم، ونفع بكم.
بحث رائع ما شاء الله.
وأضيفوا إلى علماء شرح فضيلة الدكتور محمد يسري إبراهيم للأربعين النووية، فلعله أجمع شرح موجود للأربعين النووية.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[02 - 02 - 09, 12:23 ص]ـ
أيضًا هناك كتاب الهداية الربانية شرح الأربعين النووية للشيخ عبد الخالق حسن الشريف وهو من علماء مصر.
وهناك تعليق الدكتور سلمان العودة على مختصر صحيح مسلم.
¥(12/331)
ـ[ابن العيد]ــــــــ[25 - 04 - 09, 06:10 ص]ـ
وممن قام بشرح صحيح الإمام البخاري واستفاد منه كل من جاء بعده في الهند و الدول المجاورة
الإمام العلامة أحمد على السهارنبوري تلميذ الشيخ محمد إسحاق الدهلوي و أتمه تلميذ الشيخ السهارنبوري الإمام حجة الإسلام محمد قاسم النانوتوي مؤسس دار العلوم ديوبند [كلاهما توفيا سنة 1297 من الهجرة]
وهذا الشرح يوجد على حاشية صحيح البخاري
وكذا قام الشيخ أحمد على شيخ مشايخ الهند بحاشية الموطأ للإمام مالك
ـ[زهيره فؤاد قروط]ــــــــ[19 - 03 - 10, 11:03 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هالموضوع تم مساعدتي كثيرا فيما ابحث عن شرح الحديث من عصر النبي صلى الله عليه وسلم الى يومنا بارك الله فيكم افيدونا اكثر بالموضوع
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[11 - 04 - 10, 10:57 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
يبدو أنك لم تقرأ عنوان الموضوع أخي الفاضل ... فبين الشيخ زروق وما يبحث فيه صاحب الموضوع قرون عديدة ... ودونك ما رأيت من تقصير في خدمة شرح الشيخ زروق للصحيح فسدّه مشكورا مبرورا.
ولو ذكرتَ شرح الشيخ عبد الرحمن البوصيري الغدامسي أصلا الطرابلسي موطنا المتوفي 1355 هـ تقريبا، 1935م على جزء كبير من أحاديث الجامع الصغير للسيوطي ... ؛ كان أحسن.
من هو الشيخ زروف اليس هو شارح الرسالة المالكى
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[12 - 04 - 10, 12:54 ص]ـ
23 - الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح البسام، له "تيسير العلام شرح عمدة الأحكام"، طبع عدة مرات أولها سنة 1380هـ بمطبعة المدني بالقاهرة، في مجلدين. وله "توضيح الأحكام من بلوغ المرام"، نشرته دار القبلة للثقافة الإسلامية بجدة وهيئة الإغاثة الإسلامية بجدة، الطبعة الأولى سنة 1413هـ في ست مجلدات، ثم طبعه المؤلف ثانية سنة 1414هـ طبعة مصححة ومحققة وفيها زيادات هامة أشار إليها المؤلف في المقدمة.
الشيخ رحمه الله من علماء السعودية لا من علماء الشام
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[13 - 04 - 10, 12:44 ص]ـ
بارك الله فيكم على هذا الموضوع النافع لطلاب العلم
ـ[أبو أبي ملا خاطر]ــــــــ[26 - 07 - 10, 01:55 م]ـ
25 - الدكتور خليل إبراهيم ملاّ خاطر، له "شرح الأربعين النووية"، ترجمه إلى اللغة الملايوية الأستاذ أحمد خيري اللطيفي، طبع الهداية فبليشرس بكوالا لمبور.
أخي الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم أعلم إطلاقاً أن للسيد الوالد حفظه الله تعالى كتاباً شرح فيه الأربعين النووية
لذا بما أنكم قمت مشكورين بجمع هذه الجهود النيرة فلعلكم اطلعتم على هذه النسخة للأستاذ خيري اللطيفي، فلعلكم تتحفونا بها.
وسأقوم بسؤال السيد الوالد حفظه الله تعالى وأخبركم إن كان ثمة خطأ في كلامي هذا.
ثم إنني الآن في ماليزيا ومن السهل الحصول على نسخة السيد اللطيفي، فهلا ذكرتم لي مكان بيعها ونشرها.
وهذا رقمي إن أردتم مساعدتي: 0060179624724
وإن مما أعلمه من شروحات حديثية للسيد الوالد فهي كالتالي:
1. شرح أربعين حديثاً مما في الصحيحين (تحت الطبع).
2. شرح أربعين باباً من سنن الترمذي ـ قسم العبادات ـ (تحت الطبع).
ثم إن أردتم الاستزادة، فهذه قائمة بأسماء كتب السيد الوالد حفظه الله تعالى وحفظكم، وقد تجدون فيها بغيتكم:
أ ـ المدرسة المدنية:
1ـ الخصائص التي انفرد بها صلى الله عليه وآله وسلَّم عن سائر الأنبياء عليهم السلام (تحت الطبع).
2ـ عظيم قدره صلى الله عليه وآله وسلَّم ورفعة مكانته عند ربه عز وجل، الطبعة الحادية عشرة، وترجم لكثير من اللغات.
3ـ شمائل الرسول الأمين صلى الله عليه وآله وسلَّم (تحت الطبع).
4ـ سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلَّم ـ العهد المكي ـ كما وردت في كتب السنة (تحت الطبع).
5ـ الإشارة، للحافظ مغلطاي (تحقيق).
6ـ فضائل النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلَّم كما وردت في القرآن العظيم (تحت الطبع).
7ـ الأمانة العظمى ونبيها صلى الله عليه وآله وسلَّم، نشر دار القبلة. الطبعة الثانية، وقد ترجم لبعض اللغات.
8ـ الشوق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم من الجذع إلى ثوبان (تحت الطبع).
9ـ مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم في رمضان (تحت الطبع).
¥(12/332)
10ـ الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم. مكانتها، أحاديثها، مواطنها، حكمها، فوائدها، وثمراتها (تحت الطبع).
11ـ الحسن بن علي رضي الله عنهما؛ الخليفة الراشد الخامس (فقد أثناء نقل الشيخ لمكتبته).
12ـ فضائل الصحابة الكرام رضي الله عنهم، نشر دار القبلة. وقد ترجم لبعض اللغات.
13ـ فضائل المدينة المنورة، الطبعة الخامسة. وقد ترجم لبعض اللغات.
14ـ مختصر فضائل المدينة المنورة، الطبعة الخامسة. نشر دار القبلة ومؤسسة علوم القرآن.
15ـ فضائل مكة المكرمة (تحت الطبع).
16ـ مكانة الحرمين الشريفين، نشر دار القبلة، ومؤسسة علوم القرآن. وقد ترجم لبعض اللغات.
17ـ أمية النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلَّم، نشر دار القبلة. وقد ترجم لبعض اللغات.
18ـ مكانة النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلَّم بين الأنبياء عليهم السلام. الطبعة الثانية.
19ـ الشفاعة، والرد على منكريها (تحت الطبع).
20ـ ساكن المدينة المنورة، منزلته ومسؤوليته. طبعة ثالثة. نشر دار القبلة، ومؤسسة علوم القرآن
21ـ مختصر فضائل مكة المكرمة (تحت الطبع).
22ـ ساكن مكة المكرمة، منزلته ومسؤوليته، دار القبلة، ومؤسسة علوم القرآن. طبعة ثانية.
23ـ الآيات المنيفة في الأعضاء الشريفة (تحت الطبع).
24ـ الرحمة المهداة صلى الله عليه وآله وسلَّم، نشر دار القبلة. وقد ترجم لبعض اللغات.
25ـ الآيات الربانية في السيرة النبوية (حلقات، وبعضها تحت الطبع).
26ـ الحب المتبادل (بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم والمدينة المنورة)، نشر دار القبلة. طبعة ثالثة.
27ـ فضائل بلاد الشام (تحت الطبع).
28ـ رحمة النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلَّم بالكفار، نشر دار القبلة. وقد ترجم لبعض اللغات.
29ـ واجب الأمة نحو نبيّ الرحمة صلى الله عليه وآله وسلَّم، نشر دار القبلة.
30ـ مناقب الأصحاب كما وردت في آي الكتاب (تحت الطبع).
31ـ دلائل النبوة في غزوة الخندق، نشر دار القبلة.
32ـ مكانة الصحابة، وأثرهم في حفظ السنة، وواجب الأمة نحوهم (تحت الطبع).وهو في مجلدين.
33ـ بنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم أربع، لا كما يزعم الشانئ الحقود، نشر دار القبلة.
34 ـ دلائل النبوة، وهو في مجلدين كبار (تحت الطبع).
ب ـ مدرسة الإمام الشافعي رحمه الله تعالى:
35ـ الإمام الشافعي وأثره في الحديث وعلومه (تحت الطبع).
36ـ مسألة الاحتجاج بالشافعي فيما أسند إليه، والرد على الطاعنين بعظم جهلهم عليه، للخطيب البغدادي رحمه الله تعالى (تحقيق) طبعة ثانية.
37ـ بيان خطأ من أخطأ على الشافعي، للإمام البيهقي (تحقيق) نشرتهما رئاسة الإفتاء بالرياض
38ـ حجية الحديث المرسل عند الإمام الشافعي. طبعة ثانية، دار القبلة.
39ـ مناقب الإمام الشافعي، لابن الأثير، من كتابه الشافي، نشر دار القبلة ومؤسسة علوم القرآن
40ـ الشافي في شرح مسند الشافعي، لابن الأثير (تحقيق، تحت الطبع).
41ـ ثلاثيات الإمام الشافعي، نشر دار القبلة، ومؤسسة علوم القرآن.
42ـ السنن للإمام الشافعي، نشر دار القبلة، ومؤسسة علوم القرآن.
43، 44 ـ المسند للإمام الشافعي، ومعه شافي العي، للحافظ السيوطي (تحقيق).
45ـ الإمام الشافعي وعلم مختلف الحديث، ستعاد طباعته إن شاء الله تعالى.
46ـ مناقب الإمام الشافعي، للحافظ ابن كثير، نشر مكتبة الإمام الشافعي بالرياض.
47ـ مناقب الإمام الشافعي، للآبري (تحقيق).
48ـ تخريج أحاديث الأم، للإمام البيهقي (تحقيق).
ج ـ علوم الحديث رواية:
49ـ مجموع الحديث، للشيخ محمد بن عبد الوهاب (تحقيق) بالاشتراك مع الأخ الأستاذ الدكتور محمود طحان، نشر جامعة الإمام، بالرياض.
50ـ سبل السلام، تعليق وتصحيح ـ بالاشتراك، طبعة رابعة، نشر جامعة الإمام.
51ـ شرح أربعين حديثاً مما في الصحيحين (تحت الطبع).
52ـ سلسلة الذهب (الشافعي، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما) جمع، وتخريج، وتعليق. نشر دار القبلة، بجدة.
53ـ صحيفة (أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه) جمع، وتخريج، وتعليق، دار القبلة.
54ـ شرح أربعين باباً من سنن الترمذي ـ قسم العبادات ـ (تحت الطبع).
د ـ علوم الحديث دراية:
¥(12/333)
55ـ بدعة دعوى الاعتماد على الكتاب دون السنة. نشر دار القبلة، ومؤسسة علوم القرآن.
56ـ مكانة الصحيحين، طبعة ثانية، نشر دار القبلة.والثالثة تحت الطبع
57ـ السنة النبوية وحي (تحت الطبع).وهو في ثلاث مجلدات.
58ـ مختصر السنة النبوية وحي، نشر دار القبلة. طبعة ثانية.
59ـ شبهات حول السنة ودحضها، نشر دار القبلة. وقد ترجم لبعض اللغات.
60ـ نشأة علوم الحديث (تحت الطبع).
* المبسوط في علوم الحديث، وطبع منه:
61ـ الحديث المتواتر.
62ـ الحديث الآحاد. الحلقة الأولى.
63ـ الحديث المعلل، طبعة ثانية، نشرتها كلها دار الوفاء، بجدة.
64ـ مقدمة شرح صحيح مسلم، للإمام النووي، شرح وتعليق، نشر دار المدينة المنورة. بالمدينة المنورة
65ـ الإسناد من الدين، والرد على الطاعنين فيه (تحت الطبع).
66ـ الإمام البخاري وصحيحه والرد على الطاعنين فيهما (تحت الطبع).
67ـ مختصر علوم الحديث (تحت الطبع).
68ـ خطورة مساواة الحديث الضعيف بالموضوع، نشر دار القبلة، جدة.
69ـ تدوين السنة من العهد النبوي إلى زمن التابعين (تحت الطبع).
70ـ الإمام البخاري والرواية عن أئمة آل البيت. نشر دار القبلة.
هـ ـ الأجزاء الحديثية:
71ـ الإصابة في صحة حديث الذبابة، دار القبلة. والثانية تحت الطبع.
72ـ مشروعية صيام ست من شوال، نشر دار القبلة، ومؤسسة علوم القرآن.
73ـ تحريم نكاح المتعة (تحت الطبع).
و ـ الحديث الموضوعي:
74ـ من صفات المؤمنين في ضوء السنة النبوية (تحت الطبع).
75ـ الجهاد في ضوء السنة النبوية (تحت الطبع).
76ـ تحريم الخمر والمسكرات في ضوء السنة النبوية (تحت الطبع).
77ـ تنبيه الذات بهادم اللذات (الموت والقبر في ضوء السنة النبوية)، (تحت الطبع).
78ـ علاج الإسلام لمشكلة البطالة في ضوء السنة النبوية (تحت الطبع).
79ـ صلة الأرحام في ضوء السنة النبوية (تحت الطبع).
80ـ الرفق بالحيوان في ضوء السنة النبوية (تحت الطبع).
ز ـ بين الإنسان والجماد:
81ـ الإدراك عند الجمادات (تحت الطبع).
82ـ معرفة الله عز وجل بين الإنسان والجماد (تحت الطبع).
83ـ شوق الجمادات واستجابتها له صلى الله عليه وآله وسلَّم (تحت الطبع).
84ـ محبة النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم وطاعته بين الإنسان والجماد، ط ثالثة، دار القبلة.
ح ـ بحوث مهمة في الكتاب والسنة:
85ـ حقوق الوالدين (القسم الأول: وهو بر الوالدين) نشر دار القبلة.
86ـ حقوق الزوجين (تحت الطبع).
87ـ المرأة في القرآن (تحت الطبع).
88ـ الإحسان في القرآن (تحت الطبع).
89ـ زواج السيدة عائشة رضي الله عنها ومشروعية الزواج المبكر، نشر دار القبلة. والثانية تحت الطبع
90ـ النظافة بين العلم والإيمان.
91ـ العلوم والإيمان، نشر دار القبلة، ومؤسسة علوم القرآن.
92ـ خمس محاضرات في مناهج المفسرين (تحت الطبع).
93ـ عناية الإسلام بالبيئة (تحت الطبع).
94ـ بناء الأسرة الكريمة في ضوء السنة النبوية الشريفة (تحت الطبع).
ط ـ الفتن وأشراط الساعة:
95ـ العداوة بين الإنسان والشيطان وأثر ذلك على الجريمة (تحت الطبع).
96ـ كيف أرسى الإسلام قواعد الأمن في الأرض (فقد أثناء نقل الشيخ لمكتبته).
97ـ أشراط الساعة. (تحت الطبع).
98ـ مختصر أشراط الساعة، نشر دار القبلة.
99ـ أخبار الدجال (فقد أثناء نقل الشيخ لمكتبته).
100ـ الردة قديمها وحديثها.
101ـ الردة قديمها وحديثها (المحاضرة).
102ـ المسيح عليه السلام، قطعية رفعه، وتواتر نزوله (فقد أثناء نقل الشيخ لمكتبته).
103 ـ الفتن والملاحم. تحت الطبع، وهو في مجلدين كبار.
104ـ الترابي والمفاهيم الخاطئة (تحت الطبع).
* هناك بحوث وكتب أخرى لم تدرج ضمن القائمة، لكنها قليلة.
* عبارة (تحت الطبع) تعني أنه مكتوب بخط اليد وبقي إدخاله في الحاسب، أو أنه مدخل في جهاز الحاسب وبقي إخراجه وتنقيحه.
ـ[العوضي]ــــــــ[26 - 07 - 10, 05:47 م]ـ
موضوع جميل ... بارك الله فيك أخي الكريم ...
وشكراً للأخ / محمد أبوبكر على هذه المداخلة ...
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[27 - 07 - 10, 12:12 ص]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله(12/334)
سؤال مرة أخرى لأهل الحديث
ـ[محمد العامر]ــــــــ[23 - 03 - 06, 01:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من يدلني على رسالة للدكتور إسماعيل سعيد رضوان بعنوان "مقولات ابن خزيمة في صحيحه" وهي رسالة ماجستير في الجامعة الأردنية.
أرجو ممن يعرف أي معلومات عن هذه الرسالة وهل هي مطبوعة؟ أو عن محتوياتها: فليدلني عليها جزاه الله خيرا
ـ[محمد العامر]ــــــــ[23 - 03 - 06, 11:09 م]ـ
نداء خاص إلى الأخ أنس صبري أن يفيدنا في هذا الموضوع. أثابه الله
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[30 - 03 - 06, 11:39 ص]ـ
جزاك الله خيرا
العنوان: مقولات ابن خزيمة فى صحيحه
إعداد الطالب: إسماعيل سعيد محمد رضوان
إشراف: الدكتور محمد عبدالله عويضة
الأردن 1411هـ - 1990م
الفصل الأول: ابن خزيمة وصحيحه ترجم له الباحث ثم تكلم عن صحيحه ومنهجه فيه وشرطه فيه ثم منزلته ومكانته بين كتب السنة
الفصل الثانى: مقولات ابن خزيمة فى الرجال تعريفا وجرحا وتعديلا
الفصل الثالث: مقولات ابن خزيمة فى النقد الحديثى والعلل والتصحيح والتضعيف وعلل المتون ومصطلحات ابن خزيمة وتفسيرها
الرابع: مقولاته فى مختلف الحديث
الخامس: مقولاته اللغوية والفقهية
ثم الخاتمة
ودمتم
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[30 - 03 - 06, 11:40 ص]ـ
موجودة فى مكتبة الجامعة الإسلامية فى غزة والباحث فلسطينى
ـ[محمد العامر]ــــــــ[02 - 04 - 06, 08:11 ص]ـ
أخي أمجد الفلسطيني
جزاك الله خيرا على هذه الإفادة، وانظر الرسالة على الخاص بارك الله فيك(12/335)
اريدبحثا عن أنوا ع صيغ التمريض
ـ[سعيد نحلية]ــــــــ[23 - 03 - 06, 05:04 م]ـ
اخواني ألأعزاء اطلب منكم بحثا يشتمل علي انواع صيغ التمريض في علم الحديث وجزا كم الله خير Question
ـ[سعيد نحلية]ــــــــ[17 - 04 - 06, 02:12 ص]ـ
اين انتم يا أهل احديث Question(12/336)
صيفة العنعنة في التحديث
ـ[أبو جابر المغربي]ــــــــ[23 - 03 - 06, 08:51 م]ـ
من قال من العلماء أن العنعنة هي من صيغ التمريض؟
بارك الله فيكم
ـ[أبو جابر المغربي]ــــــــ[21 - 04 - 06, 02:47 م]ـ
هل من مجيب و مفيد يا إخوة(12/337)
أثر الخلاف في حال ابن لهيعة في اختلاف الفقهاء
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[24 - 03 - 06, 09:07 م]ـ
الحمد لله أحق الحمد وأوفاه والصلاة والسلام على محمد بن عبدالله وآله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فإن معرفة أسباب اختلاف العلماء من العلوم الجليلة التي تحتاج إلى توسع واهتمام، وقد كثرت التآليف في هذا الفن، ومن الدراسات الجادة بحث أثر علل الحديث في اختلاف الفقهاء للفحل، وأثر اللغة العربية في اختلاف الفقهاء، وغيرها.
ومن المجالات التي أرى أنها تحتاج إلى دراسة واهتمام بيان الرواه الذين حصل فيهم اختلاف وأثر ذلك في الاختلاف الفقهي، ومن الأمور المهمة للمجتهد أن يحرر الراجح في حال أولائك الرواة، ثم يطرد ترجيحه في كل مروياته حتى لا يقع في التناقض.
وأنا أعلم علم اليقين أنني كما قيل:" ليس هذا بعشك فادرجي"، ولكن خلو الساحة من باحث لهذا الموضوع جعلنا أطرح بضاعتي المزجاة، وما أنا هنا إلا كناقل التمر إلى هجر، ولكن لعلي أجد من الإخوة مداخلات تثري الموضوع ومناقشات هادئة موصلة إلى الحق.
وقد اخترت ابن لهيعة نموذجا للدراسة المزمعة في بقية رواة الأحاديث التي لها أثر في اختلاف الفقهاء، ومن الله أستمد العون.
اسمه:
عَبْدُ اللَّهِ بنُ لَهِيْعَةَ بنِ عُقْبَةَ بنِ فُرْعَانَ بنِ رَبِيْعَةَ بنِ ثَوْبَان الحَضْرَمِي الأُعْدُوْلِي، ويقال: الغَافِقِي من أنفسهم، أبو عبد الرحم?ن، المِصْرِي الفَقيه قَاضِي مِصْرَ. ذكر ابن حبان في المجروحين أنه ولد بمصر سنة 96هـ. وفي المعرفة والتاريخ أنه توفي سنة 174هـ.
أبرز شيوخه:
روى عن: أحمد بن خازم المَعَافريِّ، وإسحاق بن عبد الله بن أبي فَرْوَة، وبكر بن سَوَادة الجُذَاميِّ، وبكر بن عَمرو المَعَافريِّ، وبُكَير بن عبد الله بن الأشَج (د)، وجعفر بن ربيعة (د ق)، والحارث بن يزيد الحَضْرميِّ (د)، وحَبّان بن واسع الأنصاريِّ، والحجاج بن شَدَّاد الصَّنْعانيِّ (د)، والحسن بن ثَوْبان (ق)، وحفص بن هاشم بن عُتبة بن أبي وقاص (د)، وأبي صخر حميد بن زياد المَدَنيِّ، وأبي هانىء حميد بن هانىء الخَوْلانيِّ (د ق)، وحُيَيّ بن عبد الله المَعَافريِّ (ق)، وخالد بن أبي عِمران، وخالد بن يزيد المِصْريِّ (د ق)، ودَرَّاج أبي السَّمْح (ت)، وزَبَّان بن خالد، وزَبَّان بن فائد (ق)، والزُّبير بن سُلَيم (ق)، وسالم أبي النَّضْر، وسَلَمة بن عبد الله بن الحُصَين بن وَحْوَح الأنصاريِّ، وسُلَيمان بن زياد (تم ق)، وشُرَحْبيل بن شَريك المَعَافريِّ، وصالح بن أبي عَرِيب، والضَّحاك بن أيمن (ق)، وعامر بن يحيى المَعَافريِّ (ت)، وعبد الله بن أبي بكر بن حَزْم (د)، وعبد الله بن أبي مُلَيكة، وعبد الله بن هُبَيرة (السَّبَئيِّ) (د ق)، وعبد ربه بن سعيد الأنصاريِّ (ق)، وعبد الرَّحم?ن بن زياد بن أَنْعَم الأفريقيِّ (ق)، وعبد الرَّحم?ن بن هُرْمُز الأعرج (ق)، وعُبَيْد الله بن أبي جعفر (د ت ق)، وعُبَيْد الله بن المغيرة بن مُعَيْقيب (ت ق)، وعثمان بن نُعَيم الرُّعَينيِّ، وعَطاء بن دينار (د ت)، وعطاء بن أبي رَباح، وعُقَيل بن خالد (د ق)، وعِكْرمة مولى ابن عباس، وعَمَّار بن سَعْد السَّلْهَميِّ (ق)، وعُمارة بن غَزِيَّة الأنصاريِّ، وعَمرو بن جابر الحَضْرميِّ (ق)، وعَمرو بن دينار، وعَمرو بن شعيب (ت)، وعَيَّاش بن عَبَّاس القِتْبانيِّ (ت)، وعيسى بن عبد الرَّحم?ن بن فَرْوة الزُّرَقيِّ (ق)، وقرَّة بن عبد الرَّحم?ن بن حَيْوَئيل (ق)، وقيس بن الحجاج (ت ق)، وكَعْب بن عَلْقَمة (د)، ومحمد بن زيد بن المهاجر بن قُنْفُذ (ق)، ومحمد بن عبد الله بن مالك الدار، وأبي الأسود محمد بن عبد الرَّحم?ن بن نوفل (د تق)، ومحمد بن عَجْلان (ق)، ومحمد بن المُنْكَدِر، ومِشْرَح بن هَاعَان المَعَافريِّ (د ت)، وموسى بن أيوب الغَافقيِّ (ق)، وموسى بن جُبير (د)، وموسى بن وَرْدان (ق)، ويزيد بن أبي حبيب (م ت ق)، ويزيد بن عَمرو المَعَافريِّ (د ت ق)، وأبي الزُّبير المكيِّ (ت ق)، وأبي عُشَّانة المَعَافريِّ، وأبي قَبِيل المَعَافريِّ (قد فق)، وأبي وَهْب الجَيْشانيِّ (ت ق)، وأبي يونس مولى أبي هُريرة (ت).
¥(12/338)
روى عنه: ابن ابنه أحمد بن عيسى بن عبد الله بن لَهِيعة، وإسحاق بن عيسى بن الطَّباع (ق)، وأسد بن موسى، وأشهب بن عبد العزيز، وبشر بن عُمر الزَّهْرانيُّ (ق)، وحجاج بن سُلَيمان الرُّعَينيُّ، وحَسَّان بن عبد الله الواسطيُّ (ق)، والحسن بن موسى الأشيب (ت)، وروح بن صلاح، وزيد بن الحُباب، وسعيد بن شُرَحْبيل (ق)، وسعيد بن كثير بن عَفير، وسعيد بن أبي مريم (ق)، وسفيان الثَّوريُّ ومات قبله وشُعبة بن الحجاج كذلك، وأبو صالح عبد الله بن صالح المِصْريُّ (ق)، وعبد الله بن المبارك وربما نسبَهُ إلى جده، وعبد الله بن مَسْلَمة القَعْنَبيُّ، وعبد الله بن وَهْب (م د ق)، وعبد الله بن يزيد المُقرىء (د)، وعبد الرَّحم?ن بن عَمرو الأوزاعيُّ ومات قبله وأبو صالح عبد الغفار بن داود الحَرَّانيُّ (ق)، وعثمان بن الحكم الجُذَاميُّ، وعثمان بن صالح السَّهْميُّ (ق)، وعَمرو بن الحارث المصريُّ ومات قبله وعَمرو بن خالد الحَرَّاني (ق)، وعَمرو بن هاشم البَيْرُوتيُّ (ق)، وفَضَالة بن إبراهيم النسائيُّ، وقُتيبة بن سعيد (د ت)، وكامل بن طلحة الجَحْدَريُّ، وابن أخيه لَهِيعة بن عيسى بن لَهِيعة، والليث بن سَعْد وهو من أقرانه ومُجَّاعة بن ثابت، ومحمد بن الحارث المِصْريُّ صُدرة، ومحمد بن حَمير السُّلَيْحي الحِمْصيُّ (ق)، ومحمد بن رُمْح التُّجِيبيُّ (ق)، ومحمد بن كثير بن مَرْوان الفِهْريُّ، ومحمد بن معاوية النَّيسابوريُّ، ومروان بن محمد الطَّاطَريُّ الدِّمشقيُّ (ق)، ومنصور بن عَمَّار، وأبو الأسود النَّضْر بن عبد الجبار (ق)، والوليد بن مزيد البَيْروتيُّ، والوليد بن مُسلم (ت ق)، ويحيى بن إسحاق السَّيلحِيني، ويحيى بن عبد الله بن بكير (ق).
قال روح بن صلاح: لقي ابنُ لهيعة اثنين وسبعين تابعياً، ولقي اللَّيثُ بنُ سَعْد اثني عَشَر تابعياً
روايته في الكتب الستة:
روايته في سنن الترمذي وأبي داود وابن ماجه وروى له مسلم مقرونا بغيره.
وروى البخاريُّ في «الفتن» من «صحيحه» عن المقرىء، عن حيوة، وغيرِه، عن أبي الأسود: «قُطع على? أهلِ المدينةِ بَعثٌ فاكتتبت فيه فبلغ عكرمة» الحديث. وفي تفسير سورة البقرة: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة} (1) (1).
وزاد عثمان بن صالح، عن ابن وهب، قال: أخبرني فلان وحيوة بن شريح، عن بكر بن عَمرو، عن بُكَير بن الأشج، عن نافع، عن ابن عُمر حديث «بُني الإسلامُ على خَمْس»، وفي «الاعتصام» عن سعيد بن تَلِيد، عن ابن وَهْب، عن عبد الرَّحم?ن بن شُرَيح وغيره، عن أبي الأسود، عن عروة، عن عبد الله بن عَمرو «إنَّ الله لا ينزع العلم»، وفي تفسير سورة النساء، وفي آخر الطلاق، وفي غير موضع فقال أبو عبد الله بن يربوع الإشبيليُّ: أنه ابن لهيعة في هذه المواضع كلها.
وروى النَّسائيُّ أحاديث كثيرة من روايية ابن وَهْب وغيره يقول فيها عن عَمرو بن الحارث، وذكر آخر: وعن فلان، وذكر آخر، ونحو ذلك. وجاء كثير من ذلك مُبَيّناً في رواية غيره أنه ابن لَهِيعة.
يتبع إن شاء الله مبحث آراء أهل العلم في توثيقه ..
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[24 - 03 - 06, 09:09 م]ـ
مراجع ما سبق هي:
تهذيب الكمال 15/ (3513)، المجروحين 2/ 11، المعرفة والتاريخ 1/ 165 ..
ولا أدري لماذا لا تخرج في المشاركة، بينما هي موجود في الملف الأصلي.
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[24 - 03 - 06, 10:30 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[برعدي الحوات]ــــــــ[25 - 03 - 06, 02:00 ص]ـ
أخي الكريم عبد العزيز بن سعد: لك الشكر الجزيل على هذا العمل، لأنك في بحثك ركزت عن راو للحديث اختلف فيه علماء الحديث جرحاً وتعديلاً، وما دام أن هناك اختلاف في شأنه، فلا بد أن يكون من يبن العلماء من هو متساهل، والبعض الآخر متشدد في تجريحه وتعديله، وأمثال هذه المواضيع جديرة بالدراسة والاهتمام.
ومعلوم أن علماء الحديث كادوا أن يتفقوا على أن الراوي إذا اجتمع فيه جرح وتعديل، قدم في حقه الجرح، أما إذا كان الجرح بوحده فلا يقبل إلا مفسراً.
وبروجوعكم إن شاء الله إلى آراء العلماء فيه ستجدون كلاما كثيرا في حقه.
ومن ثم فإني أوافيكم وجميع الأصدقاء الباحثين في الحديث وعلومه بالتفصيل التالي ليعلم الجميع حال ابن لهيعة في ميزان الجرح والتعديل: قال البخاري: حدثنا محمد، ثنا الحميدي عن يحيى بن سعيد أنه لا يراه شيئا، وقال ابن مهدي: لا أحمل عنه شيئا، وقال ابن خزيمة في صحيحه: وابن لهيعة لست ممن أخرج حديثه في هذا الكتاب إذا انفرد، وإنما أخرجته لأن معه جابر بن اسماعيل، وقال ابن معين: كان ضعيفا لايحتج بحديثه، كان من شاء يقول له: حدثنا، وقال الجوزجاني: لا يوقف على حديثه، ولا ينبغي أن يحتج به، ولا يغتر بروايته، وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي وأبا زرعة عن الإفريقي، وابن لهيعة أيهما أحب إليكما؟ فقالا: جميعا ضعيفان، بين الإفريقي وابن لهيعة كثير، أما ابن لهيعة فأمره مضطرب، يكتب حديثه على الاعتبار، وزاد قائلا: قلت لأبي: إذا كان من يروي عن ابن لهيعة مثل ابن المبارك وابن وهب يحتج به؟ قال: لا، وقال النسائي: ضعيف، وقال ابن شاهين: عبد الله بن لهيعة ليس بشيء. (انظر من كلام يحيى بن معين في الرجال، ص: 108، تر: 342، الضعفاء الصغير تر: 190، التاريخ الكبير م/5ج3/ق1/ 182 - 183، تر: 574 كلاهما للبخاري، أحوال الرجال للجوزجاني، ص:155،تر: 274، الضعفاء والمتروكين للنسائي تر: 346، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم م5/ج2/ق2/ 145،تر: 682، تاريخ أسماء الضعفاء والكذابين لابن شاهين، ص: 118، تر: 332، الضعفاء لابن الجوزي 2/ 136، تر: 2096 الميزان 2/ 475،483، تر: 4530، تهذيب التهذيب 4/ 449 - 454، تر: 3655، تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس، ص: 142، تر: 140 لابن حجر).
¥(12/339)
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[25 - 03 - 06, 03:23 م]ـ
أخي الشيخ عامر، شكرا الله لك لطفك، وجزاك خيرا
الأخ الكريم: الحوات: بارك الله فيك على ما نقلت.
وأعود إلى الموضوع بطريقة مفصلة ليسهل علينا الحكم عليه. وأعتذر عن ذكر الهوامش، فإلى الآن لا أعرف طريقة لنقلها، ولكنها ميسورة بحمد الله.
ذكر من جرحه:
1 - يحيى بن سعيد: قال البخاري، عن الحُمَيديِّ: كان يحيى بن سعيد لا يراهُ شيئا ً.
2 - قتيبة بن سعيد، حيث أنه قال: كان رشدين بن سعد وابن لهيعة لا يباليان ما دفع إليهما فيقرآنه.
3 - عبد الرَّحم?ن بن مَهْدي فقد قال عليّ بن المديني: سمعتُ عبد الرَّحم?ن بن مَهْدي، وقيل له: تَحْمِلُ عن عبد الله بن يزيد القَصِير، عن ابن لَهِيعة؟ فقال عبد الرَّحم?ن: لا أحمل عن ابن لَهِيعة قليلاً ولا كثيراً، ثم قال عبد الرَّحم?ن: كتبَ إليَّ ابنُ لَهِيعة كتاباً فيه: حدثنا عَمرو بن شُعَيب. قال عبد الرَّحم?ن: فقرأته على ابن المبارك، فأخرجَه إليَّ ابن المبارك من كتابه عن ابن لَهِيعة، قال: أخبرني إسحاق بن أبي فَرْوَة، عن عَمرو بن شُعَيب. وفي المراسيل لابن أبي حاتم: قال أبو حاتم: لم يسمع من عمرو بن شعيب شيئا.
وقال محمد بن المثنى: ما سمعت عبد الرحم?ن يُحَدِّثُ عن ابن لهيعة شيئاً قَطُّ.
4 - أحمد بن حنبل: قال حنبل بن إسحاق: سمعتُ أبا عبد الله، يقول: ما حديث ابن لهيعة بحُجَّة، وإني لأكتب كثيراً مما أكتبُ أعتبرُ به وهو يُقَوي بعضُه ببعض.
5 - يحي بن معين: فقد سأله الدارمي عن ابن لهيعة فقال: ابن لهيعة ضعيف الحديث، وقال بعبارة أصرح: ابن لهيعة ليس بشيء تغير أو لم يتغير.
6 - ابن سعد، حيث أنه قال: كان ضعيفا، ومن سمع منه أول أمره أحسن حالا في روايته ممن سمع منه بآخره.
7 - الترمذي، فقد قال في جامعه: ابن لهيعة ضعيف عند أهل الحديث، ضعفه يحيى بن سعيد القطان وغيره من قبل حفظه.
8 - النسائي، فقد قال عنه: ضعيف. فلم يفصل في حاله.
9 - أبو حاتم، ضعفه في الجرح والتعديل ولم يفصل.
10 - الجوزجاني، فقد قال: لا نور على حديثه ولا ينبغي أن يحتج به.
11 - ابن خزيمة، فقد قال في صحيحه: ابن لهيعة ليس ممن أُخرج له في هذا الكتاب إذا انفرد برواية.
12 - إضافة إلى ابن عبدالبر وابن حزم وابن الجوزي، ووكيع وأبو أحمد الحاكم.ورجحه الشيخ ابن باز رحمه الله.
سبب وجود الضعف والخطأ في رواياته:
1 - قال يعقوب بن سفيان، عن سعيد بن أبي مريم: كان حيوة بن شُرَيح أوصَى إلى وَصِيَ، وصارت كُتُبه عند الوصي وكان ممن لا يتقي اللَّهَ، يذهبُ فيكتبُ من كُتُبِ حَيْوَة الشيوخَ الذينَ قد شاركَهُ ابنُ لهيعة فيهم، ثم يَحْمِل إليه، فيقرأ عليهم.
2 - قال: وحضرت ابنَ لهيعة، وقد جاءهُ قومٌ من أصحابِنا كانوا حَجّوا، وقَدِموا، فأتوا ابنَ لهيعة مُسلِّمين عليه، فقال: هل كتبتُم حديثاً طَرِيفاً؟ قال: فجعلوا يُذاكِرونه بما كتبوا، حتى قال بعضُهم: حدثنا القاسم العُمَرِيُّ، عن عَمرو بن شُعيب، عن أبيه، عن جَدِّه، عن النبي، قال: «إذا رأيتُمُ الحريقَ فَكَبَّرُوا، فإن التَّكْبيرَ يطفِئه»، قال ابنُ لهيعة: هذا حديثٌ طَرِيفٌ، كيف حدثتم. قال: فَحَدَّثَهُ، فوضعوا في حديث عَمرو بن شعيب، وكان كلما مَرُّوا به، قال: حدثنا به صاحبُنا فلان. قال: فلما طالَ ذلك نسيَ الشيخُ فكانَ يُقرأ عليه فيُخبره ويُحدِّث به في جملةِ حدِيثه، عن عَمرو بن شعيب.
وقال ميمون بن الأصبغ: سمعتُ ابن أبي مريم، يقول: حدثنا القاسم بن عبد الله بن عُمر، عن عَمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أنَّ النبيَّ، قال: «إذا رأيتُمُ الحَريق فَكَبِّروا فإنه يطفئه». قال ابن أبي مريم: هذا الحديث سمِعَهُ ابنُ لهيعة من زياد بن يُونُس الحَضْرَمي رجلٍ كان يسمَع معنا الحديث عن القاسم بن عبد الله بن عُمر، فكان ابنُ لهيعة يَسْتَحسِنه، ثم إنه بَعْدُ قال: إنه يرويه عن عَمرو بن شعيب.
ابن لهيعة يثبت السماع فينظر في سنده:
وقال يحيى بن بُكَير: قيل لابنِ لَهِيعة: إنَّ ابنَ وَهْبٍ يزعم أنَّكَ لم تسمع هذه الأحاديث من عَمرو بن شعيب، فضاقَ ابنُ لهيعة، وقال: ما يُدري ابنَ وَهْبٍ، سمعتُ هذه الأحاديث من عَمرو بن شعيب، قبل أن يلتقي أبواه.
التدليس:
¥(12/340)
قال أبو جعفر العُقيلي، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن عليّ، قال: سمعت أبا عبد الله يعني أحمد بن حنبل وذكر ابنَ لهيعة، فقال: كان كَتَبَ عن المثنى بن الصَّبّاح، عن عَمرو بن شُعَيب وكان بَعْدُ يُحَدِّثُ بها عن عَمرو بن شُعيب نفسِه، وكان ليث أكبر منه بسنتين. فهذا يثبت أنه مدلس.
الاختلاط بسبب احتراق كتبه:
قال أبو الحسن المَيْمُونيُّ، عن أحمد بن حبنل، عن إسحاق بن عيسى: احترقت كُتُب ابن لَهيعة سنة تسع وستين ولقيتُهُ سنةَ أربع وستين، وماتَ سنة أربع وسبعين، أو ثلاث وسبعين.
وقال البخاري، عن يحيى بن بُكَير: احترقَ منزلُ ابن لهيعة وكُتُبُه في سنة سبعين ومئة.
وقال يحيى بن عُثمان بن صالح السَّهْمي: سألت أبي متى احترقت دارُ ابن لهيعة؟ فقال: في سنة سبعين ومئة. قلتُ: واحترقت كُتُبه كما تزعمُ العامة «؟ فقال: معاذ الله ما كتبتُ كتاب عُمارة بن غَزِيَّة إلا من أصلِ كتاب ابن لهيعة بعد احتراقِ داره غيرَ أن بعضَ ما كان يقرأ منه احترقَ. وبقيت أصوله بحالها.
وقال إبراهيم بن عبد الله بن الجُنَيْد: سمعتُ يحيى بن مَعِين يُسأل عن رِشْدين بن سَعْد، قال: ليسَ بشيء، وابنُ لَهِيعة أمثلُ من رِشْدين، وقد كَتَبتُ حديثَ ابنِ لَهِيعة. قلت ليحيى بن مَعِين: ابنُ لهيعة ورِشْدين سواء؟ قال: لا، ابنُ لهيعة أحبُّ إليَّ من رِشْدين، رِشْدين ليسَ بشيء. ثم قال لي يحيى بن معين: قال أهلُ مِصْرَ ما احترقَ لابن لهيعة كتابٌ قَطُّ، وما زال ابنُ وَهْب يكتبُ عنه حتى ماتَ. قال يحيى: وكان أبو الأسود النَّضْر بنُ عبد الجبار راويةً عنه، وكان شيخَ صِدْقٍ، وكانَ ابنُ أبي مريم سيىءَ الرأي في ابن لَهِيعة فلما كَتَبوها عنه وسألوه عنها سكتَ عن ابن لَهِيعة. قلت ليحيى: فسماعُ القُدماء والآخرين من ابن لهيعة سواء؟ قال: نعم سواءٌ واحد.
وقال أبو عُبَيد الآجري، عن أبي داود: قال ابن أبي مَرْيَم: لم تحترقْ كُتُب ابن لهيعة ولا كتاب، إنما أرادوا أن يقفوا عليه أمير فأرسل إليه أمير بخمس مئة دينار. فمن أثبت الاختلاط ذهب إلى التفريق بين من روى منه قبل الاختلاط ومن روى بعده. قال أبو داود: سعتُ قتيبةَ يقول: كُنا لا نكتبُ حديثَ ابن لهيعة إلاَّ من كُتُب ابن أخيه أو كُتُب ابن وَهْب إلا ما كان من حَدِيث الأعْرَج.
وقال جعفر بن محمد الفِريابي: سمعتُ بعض أصحابنا يذكر أنه سَمِعَ قُتيبة يقول: قال لي أحمد بن حنبل: أحاديثُكَ عن ابنِ لهيعة صِحاحٌ. قال: قلت: لأنَّا كُنَّا نكتب من كتاب عبد الله بن وَهْب ثم نسمعُه من ابن لهيعة.
الاختلاط بسبب آخر:
وقال يعقوب بن سُفيان: سمعتُ أبا جعفر أحمد بن صالح، وكان من أخيار الثُّبُوتيين يُثني عليه. وقال لي: كنتُ أكتبُ حديثَ أبي الأسْوَد يعني النَّضْر بن عبد الجبار في الرق فاستفهمتهُ، فقال لي: كنتُ أكتبُه عن المصريين وغيرهم ممن يُخالِجُني أمرهم، فإذا ثبت لي حَوَّلتُهُ في الرِّق وكتبتُ حديث أبي الأسْود وما أحسنَ حديثه، عن ابن لهيعة. قال: فقلت له: يقولون: سماعٌ قديمٌ وسماعٌ حديثٌ. فقال لي: ليس من هذا شيء. ابنُ لهيعة صحيحُ الكِتاب، كان أخرَج كُتُبَهُ فأمْلَى على الناسِ حتى كَتَبُوا حديثَه إملاءً، فمن ضَبَطَ كان حديثُهُ حَسَناً صَحِيحاً إلا أنه كان يَحضُر من يَضْبِطُ ويُحْسِن، ويحضر قومٌ يكتبونَ ولا يَضْبطون ولا يُصَحِّحُون، وآخرون نَظَّارة وآخرون سَمِعوا مع آخرين، ثم لم يُخْرِج ابنُ لهيعة بعدَ ذلك كتاباً، ولم يُرَ له كتابٌ، وكان من أرادَ السَّماعَ منه ذهبَ فاستنسَخَ ممن كَتَبَ عنه وجاءَه فقرأه عليه، فَمَن وَقَعَ على نُسخةٍ صحيحة فحديثُهُ صحيحٌ ومَن كَتَبَ من نُسخةٍ لم تُضْبَط جاءَ فيه خللٌ كثيرٌ ثم ذهب قومٌ، فكُلُّ مَن روى عنه، عن عطاء بن أبي رباح فإنه سَمِعَ من عطاء، وروى عن رجل، عن عطاء، وعن رجلين، عن عطاء، وعن ثلاثة، عن عطاء تركوا من بينه وبين عطاء وجَعَلوه عن عطاء.
¥(12/341)
وقال يعقوب بن سفيان في موضع آخر: سمعتُ أحمد بن صالح يقول: كتبتُ حديثَ ابنِ لَهِيعة عن أبي الأسود في الرِّق، وقال: كنتُ أكتبُ عن أصحابنا في القَرَاطيس وأستخيرُ اللَّهَ فيه. فكتبتُ حديثَ ابنِ لَهِيْعة عن النَّضْر في الرِّق. قال يعقوب: فذكرتُ له سَماعَ القَدِيم وسماعَ الحديثِ، فقال: كانَ ابنُ لَهِيعة طَلاَّباً للعِلْمِ، صحيحَ الكتاب، وكان أملى عليهم حديثَه من كِتابه، فربما يكتبُ عنه قومٌ يَعْقِلون الحديثَ وآخرون لا يَضْبِطونَ، وقوم حَضَروا فلم يَكْتُبوا بعدَ سماعِهم، فوقعَ عِلْمُهُ على هذا إلى الناسِ، ثم لم يُخرِج كُتُبَه، وكانَ يقرأ من كُتُب الناسِ، فوقَعَ حديثُهُ إلى النَّاسِ على هذا، فمَن كتَب بأخرةٍ من كتابٍ صحيحٍ قرأ عليه في الصِّحَّة، ومَن قرأ من كتابِ مَن كان لا يَضْبِطُ ولا يُصَحِّح كتابَه وقعَ عنده على فساد الأصْلِ. قال: وظننتُ أن أبا الأسْوَد كتبَ من كتابٍ صحيحٍ، فحديثُه صحيحٌ يُشبِهُ حديثَ أهل العِلْم.
المستثنون:
قال ابن وهب لأحد طلابه: إني لست كغيري في ابن لهيعة، فاكتبها-يعني أحاديث ابن لهيعة.
قال نُعَيم بن حماد: سمعتُ ابنَ مَهْدي، يقول: ما اعتد بشيءٍ سمعتُه من حديث ابن لَهِيعة إلا سماعَ ابن المبارك ونحوه، فابن مهدي يقبل رواية ابن المبارك ونحوه عن ابن لهيعه. فيدل على ترجيحه أنه اختلط.
وقال الدراقطني: يعتبر بما يروي عنه العبادلة ابن المبارك والمقرئ وابن وهب.
وقال الفلاس: من كتب عنه قبل احتراق كتبه مثل ابن المبارك والمقرئ فسماعه أصح.
قال أبو زرعة: سماع الأوائل منه والأواخر منه سواء، إلا أن ابن المبارك وابن وهب كانا يتتبعان أصوله وليس ممن يحتج به.
قال ابن حبان: كان أصحابنا يقولون: سماع من سمع منه قبل احتراق كتبه مثل العبادلة: عبدالله بن وهب وابن المبارك وعبدالله بن يزيد المقرئ وعبدالله بن يزيد القعنبي فسماعهم صحيح.
وقال أبو عبدالله الحاكم في المستدرك: عن ابن لهيعة، أحد الأئمة، وإنما نقم عليه اختلاطه في آخر عمره.
وقال عبدالغني بن سعيد الأزدي: إذا روى العبادلة عن ابن لهيعة فهو صحيح، ابن المبارك وابن وهب والمقرئ.
ذكر من وثقه أو أثنى عليه:
ابن لهيعة نفسه:
وقال أبو صالح الحَرَّاني سمعتُ ابنَ لهيعة وسألتُهُ عن حديثٍ ليزيد بن أبي حبيب حَدَّثَنَاه حَمَّاد، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد، فقال: ما تركتُ ليزيدَ حَرْفاً.
أحمد بن حنبل: قال أبو داود: وسمعتُ أحمد بن حنبل يقول: مَن كانَ مثلَ ابنِ لهيعة بمصرَ في كَثْرَة حديثه وضَبْطهِ وإتقانه؟ وحَدَّثَ عنه أحمد بحديث كثير.
وقال حنبل بن إسحاق بن حَنْبَل، عن أحمد بن حنبل: ابنُ لهيعة أجودُ قراءةً لكُتُبه من ابن وَهْب.
وقال النَّسائي، عن سُلَيمان بن الأشعث وهو أبو داود: سمعتُ أحمدَ يقول: مَن كان بمصر يُشبِه ابنَ لهيعة في ضبط الحديث وكَثْرَته وإتقانه؟.
قال: وسمعتُ أحمدَ يقول: ما كان مُحَدِّث مصر إلا ابن لَهِيعة.
مالك:
وقال عثمان بن صالح السَّهْمي، عن إبراهيم بن إسحاق قاضي مصر حليف بني زُهرة: أنا حملتُ رسالةَ اللَّيث بن سَعْد إلى مالك بن أنس، وأخذتُ جوابَها، فكانَ مالكٌ يسألني عن ابن لَهِيعة فأُخبرُهُ بحالِهِ، فجعل مالكٌ يقول لي: فابنُ لهيعة ليسَ بذكر الحَجِّ فسبق إلى قَلْبي أنه يريد مشافهتَه والسَّماع منه.
الثوري:
وقال الحسن بن عليّ الخلال، عن زيد بن الحُبَاب: سمعتُ سُفيان الثَّوريَّ يقول: عندَ ابنِ لَهِيعة الأصولُ وعندنا الفروعُ.
قال: وسمعتُ سفيانَ يقول: حججتُ حججاً لألقى ابنَ لَهِيعة.
ابن مهدي:
وقال عليّ بن عبد الرَّحم?ن بن المُغيرة، عن محمد بن مُعاوية: سمعتُ عبد الرَّحم?ن بن مَهْدي يقول: وَدِدتُ أني سمعتُ من ابنِ لَهِيعة خمس مئة حديث، وأني غُرِمْتُ مُؤدَّى، كأنَّه يعني: ديةً.
عبدالله بن وهب:
وقال أبو الطَّاهر بن السَّرح: سمعتُ ابنَ وَهْب يقول: وسألَهُ رجلٌ عن حديثٍ فَحدَّثَه به فقال له الرجل: مَن حَدَّثَك بهذا يا أبا محمد؟ قال: حدثني به واللَّهِ الصادقُ البارُّ عبد الله بن لَهِيعة.
قال أبو الطاهر: وما سمعتُهُ يَحْلِفُ بمثلِ هذا قَطُّ.
وفي رواية: أنَّ السائِلَ كان إسماعيل بن مَعْبَد أخا عليّ بن مَعْبَد.
ابن عدي،
فإنه قال: وأحاديثه حسان، وما قد ضعفه السلف هو حسن الحديث يكتب حديثه.
الهيثمي،
يحسن حديثه كما في كثير من المواضع من المجمع.
أحمد شاكر،
فقد قال: هو ثقة صحيح الحديث، وقد تكلم فيه كثيرون بغير حجة من جهة حفظه، وقد تتبعنا كثيرا من حديثه وتفهمنا كلام العلماء فيه فترجح لدينا أنه صحيح الحديث.
الألباني:
وهو معروف عنه في غيرما موضع من السلسلة الصحيحة والإرواء.
الباحث الأستاذ حسن مظفر الرزو:
وقال الأستاذ حسن مظفر الرزو: أحاديثه المنقوله عن العبادلة وقتيبة بن سعيد والحسن بن موسى ومحمد ابن رمح وأبي الأسود صحيحة بقيد الحديث الصحيح. ولا يحكم على ضعف بقية أحاديث إلا بدليل قاطع يؤسسه افتقارها إلى شرط من شروط القبول الستة، وبدونها فإن حديثه حسن.
وبعد معرفة أقوال أهل العلم فيه، يحسن بنا أن نذكر الأحاديث التي انفرد بها، واختلف العلماء في العمل بها تبعا لاختلافهم في رواية ابن لهيعة عنه،
ويتبع إن أعان الله ....
¥(12/342)
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[25 - 03 - 06, 11:42 م]ـ
أعانكم الله على إكماله
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[26 - 03 - 06, 01:27 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على هذا البحث؛ لكن!
يحتاج إلى تحرير أكثر، وخاصة عندما ذكرتم من وثقه أو أثنى عليه، فبعضهم وثقه في رواية بعض الرواة لا مطلقاً ... إلخ التفصيل المعروف.
وأحيلك - شيخنا الكريم - إلى دراسة الشيخ الدكتور أحمد معبد في تعليقه على النفح الشذي فقد أطال النفس بما قد لاتجده في مكان آخر،
وكذلك للشيخ العثيم - رحمه الله - دراسة لحال ابن لهيعة. والله أعلم.
ـ[برعدي الحوات]ــــــــ[26 - 03 - 06, 01:47 ص]ـ
شكرا جزيلا على مجهودكم القيم
وللإشارة أخي الفاضل فإن شهادة العلماء المتأخرين والمعاصرين لا يعتد بها في علم الجرح والتعديل ..... وشكراً، وفقكم الله.
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[26 - 03 - 06, 02:57 ص]ـ
بورك فيك ياشيخ عبد العزيز بن سعد, وسدد الله خطاك وأظن هذا البحث يتطلب صبراً وجهداً هائلاً
أبرز شيوخه:
روى عن: وإسحاق بن عبد الله بن أبي فَرْوَة،
روى عنه: ...........
ابن أبي فروة, متهم بالكذب وبوضع الأحاديث. اقتبسته كمثال.
س: هل معرفة حال شيوخه جميعاً يساعد على معرفة ابن لهيعة بدقة, أي مدى عنايته في تمحيص من يروي عنهم؟؟
وأيضاً بحكم الاهتمام الشخصي, كنت أود أن أسأل فيما مضى عن أحد الرواة عن أبن لهيعة, هنا في هذا الملتقى المبارك!! ولكنني آثرت التريث وأن أبذل جهداً كافياً في البحث!! وهذا الرواي ليس في قائمة تلاميذه ((من روى عنه)) أعلاه, حيث أكثر --نوعاً ما - ابن سعد عنه عن ابن لهيعة, في رويات يعرفها العامة, تتعلق بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم أو بعض أصحابه أو بعض التابعين.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[26 - 03 - 06, 08:41 ص]ـ
أخي الكريم أبا زرعة
شكر الله مداخلتك وإحالتك، ولعلي أستفيد منها بعون الله تعالى.
والهدف الرئيس هو جمع الأحاديث التي أعلت = ضعفت بسبب ابن لهيعة، وبحث ما إذا كان للاحتلاف فيها أثر في الأحكام
وما سبق يعتبر مقدمة وليس صلبا في الموضوع، وبملحوظاتكم وإخوانكم من طلبة العلم الجادين نصل إلى الكمال أو شبهه ..
أخي الكريم الحوات، صدقت، وإنما ذكرتهم استئناسا.
أخي محمد بن سفر
الحكم لا يكون إلا من باحث متمكن، وما أنا إلا ناقل لا محرر، وإن كنت أرتاح لقول من يضعفه بإطلاق.
والراوي عن الشيخ لا يؤثر فيه سلبا أو إيجابا، إلا في أحوال مستثناة كشعبة مع المدلسين مثلا.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[26 - 03 - 06, 08:53 ص]ـ
أملي أن توسع دائرة البحث وأنا بالمناسبة لم أجهل عنوانك الجميل ((أثر الخلاف في حال ابن لهيعة في اختلاف الفقهاء)) ولم أجهل مضمونه ومقاصده.
ستأتي لحظة وتجد نفسك قد فرغت من مضمون العنوان, أرجو أن لاتتوقف حينها, فطول التنقيب والبحث قد يبرز بعض النتائج الجديدة الصائبة.
وأتمنى أن أجد بحثاً مماثلاً من آخرين مختصين--بإسهاب قاتل لامزيد عليه وبيان مفصل-- حول الحالات الشبيهة, وإليك بعض الأسماء:
1) الواقدي ((غني عن التعريف))
2) أبو صالح عبد الله بن صالح المصري كاتب الليث ((لديه نسخة طويلة عن معاوية بن صالح)).
3) نعيم بن حماد المروزي
4) ..................
وسيكون هذا آخر رد لي هنا وسأكتفي بالمتابعة لكي لايخرج الموضوع عن لبه. نتابع بشوق ((الأمثلة ضرورية))
ـ[محمدالقحطاني]ــــــــ[26 - 03 - 06, 12:03 م]ـ
جزاك الله خير ووفقك
امضي قدما في بحثك فالمسئله تحتاج مزيد بحث وتحرير وتحبير
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[26 - 03 - 06, 04:20 م]ـ
أخوي الكريمين محمد العتيبي ومحمد القحطاني
شكر الله لكما مداخلتكما، وبخصوص الرواة الآخرين فأنا فاعل إن شاء الله تعالى ما اقترحته لأجل الاستفادة من تعليقاتكم وأمثالكم من طلبة العلم.
وسأذكر الأحاديث التي وجدتها سردا في أبواب الفقه الأكبر وفقه الأحكام والترغيب والفضائل، وكلما وجدت حديثا أضفته، ولا نعدم من الإخوة إضافة أو تصويبا.
الأحاديث التي ضعفت بسبب ابن لهيعة في أبواب العقيدة:
o حديث أبي سعيد مرفوعا:" لو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء ليس لها باب ولا كوة، يخرج عمله للناس كائنا ما كان" رواه أحمد وينظر الآداب الشرعية 2/ 160.
o وحديث عقبة بن عامر مرفوعا:" عجب ربكم لشاب ليس له صبوة" رواه أحمد 4/ 151 وضعفه ابن حجر كما في كشف الخفاء 1/ 286 وينظر البغوي 7/ 36.
o وحديث سهل بن سعد مرفوعا:" لا تسبوا تبعا فإنه كان قد أسلم" رواه أحمد 5/ 340 وهو ضعيف. البغوي 7/ 234.
o وهو علة حديث:" مثل عروة- أي ابن مسعود الثقفي- مثل صاحب ياسين دعا قومه إلى الله فقتلوه" أخرجه الحاكم وضعفه الألباني (1642).
o وحديث أبي هريرة مرفوعا:"إذا قاتل أحدكم فليتجنب الوجه فإنما صورة الإنسان على صورة الرحمن" أخرجه عبدالله بن الإمام أحمد في السنة، وضعفه الألباني في الضعيفة (1175).
الأحاديث التي ضعفت بسبب ابن لهيعة في أبواب الفقه:
o حديث زيد بن حارثة مرفوعا:" علمني جبريل الوضوء وأمرني أن أنضح تحت ثوبي لما يخرج من البول بعد الوضوء" أخرجه ابن ماجه بهذا السياق والبيهقي وأحمد من فعله بدون الأمر.
o وهو مع شيخه عبدالرحمن الإفريقي سبب ضعف حديث:" سبعة لا ينظر الله إليهم: الفاعل والمفعول به والناكح يده وناكح البهيمة ... "رواه ابن أبي الدنيا والخرائطي وضعفه المنذري والألباني في الضعيفة 1/ 319.
الأحاديث التي ضعفت بسبب ابن لهيعة في أبواب الفضائل:
o حديث ابن عباس مرفوعا:" أحسن الناس قراءة من إذا قرأ القرآن يتحزن به ... " رواه الطبراني وضعفه الألباني في الضعيفة (1882).
o وحديث السائب بن يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا رفع يديه ومسح بهما وجهه" أخرجه أبو داود.
o وهو سبب ضعف حديث:" إياك والسرف فإن أكلتين في اليوم إسراف ... " رواه البيهقي في الشعب وضعفه العراقي والمنذري والألباني في الضعيفة 1/ 257.
ولعل الله أن يعين لإضافة المزيد ..
¥(12/343)
ـ[شرف الدين]ــــــــ[27 - 03 - 06, 12:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما شاء الله لا قوة إلا بالله.
بارك الله فيكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أحمد حمزة الدسوقي]ــــــــ[28 - 03 - 06, 09:11 ص]ـ
ما معنى د و دق
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[28 - 03 - 06, 09:58 ص]ـ
ما معنى د و دق
هذه اختصارات يستخدما إمام أهل الأثر في زمنه المزي وغيره اختصارا لاسم المؤلف ومصنفه.
د: سنن ابي داود
قد: كتاب القدر لابي داود
ل: المسائل لابي داود
خد: الناسخ والمنسوخ لابي داود
ق: سنن ابن ماجه
فق: تفسير ابن ماجه
خ: صحيح البخاري
م: صحيح مسلم
بخ: الأدب للبخاري
ر: القراءة خلف الإمام للبخاري
س: سنن النسائي
ت: سنن الترمذي
وهكذا, فالأول الحرف البارز المتميز من اسم الكتاب, والحرف الثاني رمز المصتف ((خ البخاري)) ان كانت حرفينو ولكن الكتب الستة حرف واحدو خ م ت د س ق(12/344)
ما صحة حديث
ـ[ابن أبي عبدالتسميني]ــــــــ[25 - 03 - 06, 01:29 م]ـ
السلام عليكم
22562 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق عن زائدة عن عاصم بن كليب عن أبيه أن رجلا من الأنصار أخبره قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فلما رجعنا لقينا داعي امرأة من قريش فقال يا رسول الله أن فلانة تدعوك ومن معك إلى طعام فانصرف فانصرفنا معه فجلسنا مجالس الغلمان من آبائهم بين أيديهم ثم جيء بالطعام فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ووضع القوم أيديهم ففطن له القوم وهو يلوك لقمته لا يجيزها فرفعوا أيديهم وغفلوا عنا ثم ذكروا فأخذوا بأيدينا فجعل الرجل يضرب اللقمة بيده حتى تسقط ثم أمسكوا بأيدينا ينظرون ما يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلفظها فألقاها فقال أجد لحم شاة أخذت بغير أذن أهلها فقامت المرأة فقالت يا رسول الله إنه كان في نفسي أن أجمعك ومن معك على طعام فأرسلت إلى البقيع فلم أجد شاة تباع وكان عامر بن أبي وقاص ابتاع شاة أمس من البقيع فأرسلت إليه ان ابتغي لي شاة في البقيع فلم توجد فذكر لي أنك اشتريت شاة فأرسل بها إلي فلم يجده الرسول ووجد أهله فدفعوها إلى رسولي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أطعموها الأسارى
ما شرح هذا الحديث لو صح؟
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[26 - 03 - 06, 02:48 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
فَعَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ أَخْبَرَهُ قَالَ:
خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي جَنَازَةٍ، فَلَمَّا رَجَعْنَا لَقِيَنَا دَاعِي امْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ.
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلاَنَةَ تَدْعُوكَ وَمَنْ مَعَكَ إِلَى طَعَامٍ.
فَانْصَرَفَ، فَانْصَرَفْنَا مَعَهُ.
فَجَلَسْنَا مَجَالِسَ الْغِلْمَانِ مِنْ آبَائِهِمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، ثُمَّ جِيءَ بِالطَّعَامِ.
فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ، وَوَضَعَ الْقَوْمُ أَيْدِيَهُمْ.
فَفَطِنَ لَهُ الْقَوْمُ وَهُوَ يَلُوكُ لُقْمَتَهُ لاَ يُجِيزُهَا.
فَرَفَعُوا أَيْدِيَهُمْ وَغَفَلُوا عَنَّا، ثُمَّ ذَكَرُوا فَأَخَذُوا بِأَيْدِينَا، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَضْرِبُ اللُّقْمَةَ بِيَدِهِ حَتَّى تَسْقُطَ، ثُمَّ أَمْسَكُوا بِأَيْدِينَا يَنْظُرُونَ مَا يَصْنَعُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَفَظَهَا فَأَلْقَاهَا، فَقَالَ:
((أَجِدُ لَحْمَ شَاةٍ أُخِذَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ أَهْلِهَا)).
فَقَامَتِ الْمَرْأَةُ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ كَانَ فِي نَفْسِي أَنْ أَجْمَعَكَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى طَعَامٍ، فَأَرْسَلْتُ إِلَى الْبَقِيعِ فَلَمْ أَجِدْ شَاةً تُبَاعُ، وَكَانَ عَامِرُ بْنُ أَبِى وَقَّاصٍ ابْتَاعَ شَاةً أَمْسِ مِنَ الْبَقِيعِ، فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ: أَنِ ابْتُغِىَ لِي شَاةٌ فِي الْبَقِيعِ فَلَمْ تُوجَدْ، فَذُكِرَ لِي أَنَّكَ اشْتَرَيْتَ شَاةً فَأَرْسِلْ بِهَا إِلَيَّ فَلَمْ يَجِدْهُ الرَّسُولُ، وَوَجَدَ أَهْلَهُ، فَدَفَعُوهَا إِلَى رَسُولِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
((أَطْعِمُوهَا الأُسَارَى)).
أخرجه أحمد (5/ 293) عن معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق الفزاري، عن زائدة بن قدامة، عن عاصم به.
قلتُ: هذا إسنادٌ حسنٌ؛ رجاله ثقات وفي عاصم كلام لا ينزل رتبته عن درجة الحسن.
وأخرجه جماعة غير أبي داود من طرق عن عاصم بن كليب به، وبعضهم يرويه مختصراً، والبعض الآخر يرويه مطولاً، وعند بعضهم زيادات ليست عند الآخر.
وقال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير": [إسناده صحيح].
وقال الشيخ الألباني في "احكام الجنائز" (ص182): [وإسناده صحيح].
[شرح الحديث]:
1 - داعي امرأة من قريش: هو من يقوم بتبليغ دعوة تلك المرأة.
2 - فَجَلَسْنَا مَجَالِسَ الْغِلْمَانِ مِنْ آبَائِهِمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ: أي أنَّ راوي هذا القصة كان آنذاك صغيراً فجلس أمام أبيه (على حِجْرِهِ)، وهكذا جلس باقي الغلمان.
¥(12/345)
3 - فَفَطِنَ لَهُ الْقَوْمُ: وفي رواية (ففطن آباؤنا): أي أنَّ الآباء الذين كانوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَهِموا منه أمراً ما.
4 - وَهُوَ يَلُوكُ لُقْمَتَهُ لاَ يُجِيزُهَا: يمضُغ الطعام، ولكن لا يدخله إلى جوفه.
5 - فَرَفَعُوا أَيْدِيَهُمْ: امتنعوا عن تناول الطعام، لما رأوا ذلك من الرسول صلى الله عليه وسلم.
6 - وَغَفَلُوا عَنَّا: أي وغَفَلَ الآباء عن أبنائهم ونسوا أنّهم يأكلون من هذا الطعام.
وقد علمنا قبل ذلك أنَّ راوي الحديث كان غلاماً في ذلك الوقت.
7 - ثُمَّ ذَكَرُوا فَأَخَذُوا بِأَيْدِينَا، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَضْرِبُ اللُّقْمَةَ بِيَدِهِ حَتَّى تَسْقُطَ: أي ثم تذكَّر هؤلاء الآباء أن أبنائهم يأكلون من الطعام، فقاموا بالإمساك بأيدي أبنائهم، وضربوا على أيديهم حتى يسقط الطعام ولا يأكلوا منه.
8 - ثُمَّ أَمْسَكُوا بِأَيْدِينَا يَنْظُرُونَ مَا يَصْنَعُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ثم أمسك الآباء بأيدي أبنائهم، حتى ينظروا ماذا سيصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
9 - ((أَجِدُ لَحْمَ شَاةٍ أُخِذَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ أَهْلِهَا)): أي أن هذا اللحم أُخِذ بطريق غير مشروع، وفي هذا بيان معجزة من معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم.
10 - ابْتَاعَ: اشترى.
11 - فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ: أي فأرسلت هذا المرأة إلى عامر بن أبي وقاص برسالة.
12 - أَنِ ابْتُغِىَ لِي شَاةٌ فِي الْبَقِيعِ فَلَمْ تُوجَدْ: تقول المرأة لعامر في هذه الرسالة أنها قد أرسلت من يشتري لها شاة من البقيع ولكنها لم تجد.
13 - فَذُكِرَ لِي أَنَّكَ اشْتَرَيْتَ شَاةً: وتقول المرأة أيضاً لـ "عامر" في الرسالة أنه قد ذُكر لها أنك قد اشتريت شاةً.
14 - فَأَرْسِلْ بِهَا إِلَيَّ: وفي رواية (أرسل إلى بها بثمنها): أي أنَّ المرأة أرادت أن تشتريها من "عامر بن أبي وقاص" بالثمن الذي اشتراه بها.
15 - فَلَمْ يَجِدْهُ الرَّسُولُ، وَوَجَدَ أَهْلَهُ: أي أن الرسول الذي أرسلته المرأة، لم يجد "عامراً"، ولكنّه وجد "زوجة عامر".
قلتُ: فلما رجع رسول هذه المرأة إليها وأخبرها بذلك، أرسلت إلى "زوجة عامر" فاشترت منها الشاة، ((ولكن بدون إذن عامر)).
16 - الأُسَارَى: جمع "أسير"، ومن المعلوم أن الأسير يكون كافراً.
قَالَ الإمامُ الطحاويّ: [فَتَنَزَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْلِهَا، وَلَمْ يَأْمُرْ بِطَرْحِهَا، بَلْ أَمَرَهُمْ بِالصَّدَقَةِ بِهَا، إذْ أَمَرَهُمْ أَنْ يُطْعِمُوهَا الأَسَارَى.
فَهَذَا حُكْمُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي اللَّحْمِ الْحَلالِ، إذَا غُصِبَ فَاسْتُهْلِكَ]. انتهى.
وَقَالَ الإمامُ الطِّيبِيُّ: [وَهُمْ كُفَّار - أي الأسارى - وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا لَمْ يُوجَد صَاحِب الشَّاة لِيَسْتَحِلُّوا مِنْهُ، وَكَانَ الطَّعَام فِي صَدَد الْفَسَاد، وَلَمْ يَكُنْ بُدّ مِنْ إِطْعَام هَؤُلاءِ فَأَمَرَ بِإِطْعَامِهِمْ]. اِنْتَهَى.
ومعذرةً أخي الحبيب على تقصيري في هذا الشرح، ولكن لعله يفيدك.
ـ[ابن أبي عبدالتسميني]ــــــــ[26 - 03 - 06, 01:36 م]ـ
جميل , جزاكم الله خيرا لكن من أين أخذت الكلام للطحاوي و الطيبي؟
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[26 - 03 - 06, 03:25 م]ـ
كلام الإمام الطحاوي موجود في "شرح معاني الآثار" له.
وكلام الإمام الطيبي موجود في "عون المعبود" للعظيم آبادي.
ـ[أبو رحمه]ــــــــ[26 - 03 - 06, 11:05 م]ـ
أخي: أحمد.
فصل ما بين صحة الإسناد , وصحة الحديث ,
وجزاكم الله خيراً.
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[26 - 03 - 06, 11:30 م]ـ
أخي الحبيب ((أبو رحمه)):
[هذا حديثٌ حسنٌ].
ولا يعرف إلا من طريق عاصم بن كليب، وقد رواه جماعة من الثقات عن عاصم، ولم أجد علّة لحديث عاصم، فيكون حكمي على الإسناد كحكمي على الحديث، وإن كان الأدق أن أحكم على الحديث، والله أعلم.
وقال الشيخ الألباني في "صحيح سنن أبي داود": [صحيح].
وأورده أيضاً في "السلسلة الصحيحة" (754).
ـ[العسكري]ــــــــ[27 - 03 - 06, 06:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال ما زال قائما أخي أحمد أقعده مقعد العز والشرف
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[27 - 03 - 06, 07:19 ص]ـ
هذا آخر ما عندي حول هذا الحديث!!
وأسأل الله السداد والتوفيق.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[العسكري]ــــــــ[29 - 03 - 06, 08:29 ص]ـ
لماذا لا ترد على أخي أحمد(12/346)
تنبيه أهل العصر بما جاء في الاضطجاع بعد ركعتي الفجر 2 - 3 / للشيخ عقيل المقطري اليماني
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[25 - 03 - 06, 01:41 م]ـ
باب الاضطجاع سنة وليس بواجب
وفيه بيان ثبوت صلاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
للركعتين بعد الوتر والاضطجاع بعد الوتر وبعد الركعتين
قال البخاري رحمه الله تعالى في كتاب التهجد (ج3 ص43): باب من تحدث بعد الركعتين ولم يضطجع:
حدثنا بشر بن الحكم حدثنا سفيان قال حدثني سالم أبو النضر عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان إذا صلى فإن كنت مستيقظة حدثني وإلا اضطجع حتى يؤذن بالصلاة، وأخرجه أيضاً عن علي ابن عبد الله عن سفيان بنحوه (ج3 ص 44).
وأخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين من ((صحيحه)) (متن ج1 ص 511). وأخرجه أيضاً من طريق سفيان عن زياد ابن سعد عن ابن أبي عتاب عن أبي سلمة عن عائشة عن النبي مثله.
وأخرجه أبو داود في ((سننه)) (كتاب الصلاة (ج2 ص48)، وأخرجه ابن خزيمة في ((صحيحه)) (ج2 ص 168). وابن أبي شيبة في ((مصنفة)) (ج2 ص 249)، كلهم من طريق سفيان بن عيينة بهذا السياق.
وكذا البيهقي في ((سننه الكبرى)) (ج 3 ص 45). وقال عقبة ورواه مالك بن أنس خارج الموطأ عن سالم أبي النضر فذكر الحديث عقيب صلاة الليل وذكر الاضطجاع بعد ركعتين قبل ركعتي الفجر ا. هـ.
قلت: وسيأتي إن شاء الله الكلام على الاضطجاع الذي بعد الركعتين بعد صلاة الليل.
وقد أخرج أبو داود في ((سننه)) (ج2 ص48)، كما قال البيهقي آنفاً من طريق مالك عن سالم أبي النضر عن أبي سلمه ابن عبد الرحمن عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا قضى صلاته من آخر الليل نظر فإن كنت مستيقظة حدثني وإن كنت نائمة أيقظني وصلى الركعتين، ثم اضطجع حتى يأتيه المؤذن فيؤذنه بصلاة الصبح فيصلي ركعتين خفيفتين ثم يخرج إلى الصلاة.
وأخرجه أيضاً الدارمي من طريق مالك بنفس سند أبي داود ولفظه: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا صلى الركعتين قبل الفجر فإن كانت له حاجة كلمني بها وإلا خرج إلى الصلاة.
وأخرجه أحمد (ج6ص35) من طريق مالك فذكر الاضطجاع بعد صلاة الليل ولم يذكر ركعتي الفجر.
وكذا أخرجه البيهقي في ((سننه الكبرى)) (ج3 ص 36) وقال عقبة: وهذا بخلاف رواية الجماعة عن أبي سلمة ا. هـ.
قلت: الجماعة منهم ابن أبي عتاب وعمرو بن علقمة وهما يرويانها (أعني الضجعة) بعد الركعتين التي بعد الوتر ولم يذكرا ركعتي الفجر.
وأخرجه عبد الرزاق في ((مصنفه)) (ج3 ص 42) باب الضجعة بعد الوتر وباب النافلة من الليل من رواية سفيان ابن عيينة عن أبي النضر أو محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن عائشة فذكر الاضطجاع بعد الوتر.
قلت: رواية مالك عن أبي النضر شاذة كما نوه إلى ذلك البيهقي آنفاً فهو يذكر الاضطجاع بعد صلاة الوتر أو بعد الركعتين التي بعد الوتر ولا يذكره بعد ركعتي الفجر وقد خالف سفيان بن عيينه فسفيان يرويه عن سالم أبي النضر يذكر الاضطجاع بعد ركعتي الفجر وكذلك يرويه عن زياد بن سعد بذكره كذلك، ولرواية سفيان شاهد من حديث عائشة كما تقدم، ولهذا حكمت على رواية مالك بالشذوذ.
فائدة: قال أبو بكر الحميدي كان سفيان يشك في حديث أبي النضر ويضطرب فيه، وربما شك في حديث زياد ويقول: ((تخلط علىَّ ثم قال غير مرة حديث أبي النضر كذا وحديث زياد كذا وحديث محمد بن عمرو كذا)) ا. هـ انظر ((السنن الكبرى)) للبيهقي (ج 3 ص 44).
قلت: رواية سفيان في هذا الموضع وافقت رواية أصحاب الزهري كما تقدم، والذي ظهر لي من النصوص أنه كان للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ضجعتان الأولى بعد ركعتي الفجر والثانية بعد قيام الليل أو بعد الركعتين التي بعد الوتر والتي ثبتت عنه عليه الصلاة والسلام.
فقال الإمام مسلم في ((صحيحه)) (ج1 ص 512):
¥(12/347)
حدثنا محمد بن المثنى العنزي حدثنا محمد بن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن زرارة أن سعد بن هشام بن عامر أراد أن يغزو في سبيل الله فقدم المدينة فأراد أن يبيع عقاراً له بها فيجعله في السلاح والكراع ويجاهد الروم حتى يموت فلما قدم المدينة لقى أناساً من أهل المدينة فنهوه عن ذلك وأخبروه أن رهطاً ستة أرادوا ذلك في حياة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فنهاهم نبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال ((أليس لكم فيَّ أسوة؟)) فلما حدثوه بذلك راجع امرأته وقد كان طلقها وأشهد على رجعتها فأتى ابن عباس فسأله عن وتر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال ابن عباس: ألا أدلك على أعلم أهل الأرض بوتر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: من؟ قال: عائشة فأتها فاسألها ثم ائتني بخبرها .... وفيه: أنبئيني عن وتر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالت: كنا نعد له سواكه وطهوره فيبعثه الله ما شاء أن يبعثه من الليل فيتسوك ويتوضأ ويصلي تسع ركعات لا يجلس فيها إلا في الثامنة فيذكر الله ويحمده ويدعوه ثم ينهض ولا يسلم ثم يقوم فيصلي التاسعة ثم يقعد فيذكر الله ويحمده ويدعوه ثم يسلم تسليماً يسمعنا ثم يصلي ركعتين بعد ما يسلم وهو قاعد .... إلخ الحديث. ورواه أبو داود (ج2 ص 92 - 93) وفيه ثم يضجع جنبه.
قلت: في هذا الحديث إثبات الركعتين التي بعد الوتر وإثبات الاضطجاع بعدهما.
وقال ابن خزيمة رحمه الله تعالى في ((صحيحه)) (ج2 ص 157) باب الرخصة في الصلاة بعد الوتر: نا أبو موسى محمد ابن المثنى ثنا ابن أبي عدي، ثنا هشام و ثنا يعقوب بن إبراهيم سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقلت: كان يصلي ثلاث عشرة ركعة يصلي ثمان ركعات ثم يوتر ثم يصلي ركعتين وهو جالس فإذا أراد أن يركع قام فركع ويصلي ركعتين بين الندائين. سنده صحيح.
وانظر ((فتح الباري)) (ج3 ص42 - 43) حيث قال ابن حجر في شرحه لحديث عائشة، أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلى العشاء، ثم صلى ثمان ركعات، وركعتين جالساً، وركعتين بين الندائين، ولم يكن يدعهما أبداً،: وليس فيه ذكر الوتر وهو في رواية الليث ولفظه ((كان يصلي بثلاث عشرة ركعة تسعاً قائماً وركعتين وهو جالس)).
وأما الضجعة التي بعد الوتر:
فقال البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الوضوء (ج 1 ص 287): حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك عن مخرمة بن سليمان عن كريب مولى ابن عباس أن عبد الله بن عباس أخبره أنه بات ليلة عند ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ــ وهي خالته ــ فاضطجعت في عرض الوسادة، واضطجع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأهله في طولها. فنام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى إذا انتصف الليل، أو قبله بقليل، أو بعده بقليل، استيقظ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فجلس يمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر الآيات الخواتيم من سورة آل عمران، ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ منها فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي قال ابن عباس: فقمت فصنعت مثل ما صنع، ثم ذهبت، فقمت إلى جنبه فوضع يده اليمنى على رأسي، وأخذ بأذني اليمنى يفتلها فصلى ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين ثم أوتر، ثم اضطجع حتى أتاه المؤذن، فقام فصلى ركعتين خفيفتين، ثم خرج فصلى الصبح.
وأخرجه أيضاً (ج1 ص 287)، (ج2 ص 477) , (ج3 ص 71)، (ج8 ص 236 - 237) من طريق مالك عن مخرمة بن سليمان عن كريب مولى ابن عباس عن ابن عباس.
ورواه مسلم (ج1 ص 526 - 527) وذكر الاضطجاع بعد الوتر أيضاً، وأبو داود (ج1 ص100) بذكره كذلك، والنسائي (ج3 ص 210 - 211) حديث رقم (1620)، وابن ماجة (ج1 ص 433) ومالك (ج1 ص 368) مع ((شرح الزرقاني)) وأحمد (ج1 ص 242) جميعاً بذكره كذلك. ورواه أيضاً أحمد (ج1 ص 358) ولم يذكر الاضطجاع بالمرة.
¥(12/348)
وأخرجه ابن خزيمة (ج2 ص157 - 158) من طريق أحمد بن المقدام العجلي نابشر ــ يعني ابن المفضل ــ ثنا أبو سلمه عن أبي نضرة عن ابن عباس قال: زرت خالتي ميمونة، فوافقت ليلة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بسحر طويل، فأسبغ الوضوء، ثم قام يصلي، فقمت فتوضأت، ثم قمت إلى جنبه فلما علم أني أريد الصلاة معه أخذ بيدي فحولني عن يمينه، فأوتر بتسع أو سبع، ثم صلى ركعتين ووضع حنبه حتى سمعت ضفيزه، ثم أقيمت الصلاة فانطلق فصلى)) ومعنى ضفيزه أي غطيطه (انظر لسان العرب). قال أبو بكر: هاتان الركعتان اللتان ذكرهما ابن عباس في هذا الخبر يحتمل أن يكون أراد الركعتين التي كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصليهما بعد الوتر كما أخبرت عائشة، ويحتمل أن يكون أراد بهما ركعتي الفجر اللتين كان يصليهما قبل صلاة الفريضة.
قلت: الأمر كما يقول ابن خزيمة كله محتمل والله أعلم.
قال ابن القيم في ((زاد المعاد)) (ج1 ص 82): ومنهم من أنكر فعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لها وقال الصحيح أن اضطجاعه كان بعد الوتر، وقبل ركعتي الفجر كما هو مصرح به في حديث ابن عباس.
قلت: وقد تقدم الرد عليهم فلله الحمد والمنة.
وقال الحافظ ابن حجر في ((فتح الباري)) (ج3 ص44): تقدم في أول أبواب الوتر في حديث ابن عباس، أن اضطجاعه صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقع بعد الوتر قبل صلاة الفجر، ولا يعارض ذلك حديث عائشة لأن المراد به نومه صلى الله عليه وعلى آله وسلم بين صلاة الليل وصلاة الفجر وغايته أنه تلك الليلة لم يضطجع بين ركعتي الفجر وصلاة الصبح فيستفاد منه عدم الوجوب أيضاً. ا. هـ.
ونقل الشوكاني عن النووي رحمه الله تعالى كما في ((نيل الأوطار)) (ج3 ص26):
ويحتمل أن يكون الاضطجاع قبلهما هو نومه صلى الله عليه وعلى آله وسلم بين صلاة الليل وصلاة الفجر. ا. هـ.
قلت: بالنسبة لنومه هذا قال البخاري رحمه الله (ج3 ص 16) باب من نام عند السحر:
حدثنا علي بن عبد الله قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا عمرو بن دينار أن عمرو بن أوس أخبره أن عبد الله بن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال له: ((أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام، وأحب الصيام إلى الله صيام داود، وكان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يوماً ويفطر يوماً)).
وأخرجه أيضاً في تسعة عشر موضعاً من ((صحيحه)).
وأخرجه مسلم (ج1 ص 816) وابن ماجة (ج1 ص 546) حديث رقم (1712) وأحمد (ج2 ص 160).
ومما يحتمل نومه أو اضطجاعه صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعد الوتر ما ثبت أيضاً من حديث عائشة في البخاري (ج3 ص 32)، قال رحمه الله: حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة ــ وحدثني سليمان قال: حدثني شعبة ــ عن أبي إسحاق عن الأسود قال: سألت عائشة رضي الله عنها كيف صلاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالليل؟
قالت: كان ينام أوله، ويقوم آخره، فيصلي، ثم يرجع إلى فراشه، فإذا أذن المؤذن وثب، فإن كانت به حاجة اغتسل وإلا توضأ وخرج.
وأخرجه مسلم (ج1 ص 510) والنسائي (ج3 ص 320) وغيرهم وقد تقدم ...
باب الأمر بالاضطجاع بعد ركعتي الفجر وبيان شذوذ حديث أبي هريرة بالأمر به
قال الإمام أبو داود رحمه الله تعالى في كتاب الصلاة (ج2 ص 47) باب الاضطجاع بعدها ــ أي ركعتي الفجر:
حدثنا مسدد وأبو كامل وعبيد الله بن عمر عن ميسرة قالوا: حدثنا عبد الواحد حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إذا صلى أحدكم الركعتين قبل الصبح فليضطجع على يمينه)) فقال له مروان بن الحكم: أما يجزئ أحدنا ممشاه إلى المسجد حتى يضطجع على يمينه؟ قال عبيد الله في حديثه: قال: لا قال فبلغ ذلك ابن عمر فقال: أكثر أبو هريرة على نفسه، قال: فقيل لا بن عمر: هل تنكر شيئاً مما يقول؟ قال: لا ولكنه اجترأ وجبنا، قال: فبلغ ذلك أبا هريرة قال: فما ذنبي إن كنت حفظت ونسوا.
¥(12/349)
وأخرجه الترمذي في ((جامعه)) (ج2 ص 281)، باب ما جاء في الاضطجاع بعد ركعتي الفجر، من طريق عبد الواحد بن زياد حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إذا صلى أحدكم ركعتي الفجر فليضطجع على يمينه)).
وقال: حسن صحيح غريب من هذا الوجه.
قلت: قال الشيخ أحمد شاكر: وقال النووي في ((شرح مسلم)): إسناده على شرط الشيخين، وقال في ((رياض لصالحين)):إسناده صحيح، وقال زكريا الأنصاري في ((فتح العلام)): إسناده على شرط الشيخين. قال: وهو كما قالا.
وقال أحمد شاكر أيضاً في ((تعليقه على الترمذي)) (ج2 ص 282): أفرط في هذه المسألة رجلان: ابن حزم، إذ زعم أن هذه الضجعة واجبة، وشرط في صحة صلاة الفجر، وابن تيمية في الرد عليه حتى زعم أن حديث الباب باطل، وليس بصحيح وأن الصحيح الفعل لا الأمر بها لأن ابن حزم يتمسك بلفظ الحديث وظاهره وأن الأمر للوجوب.
قال: وقد قلنا في حواشي ((المحلى)) ما نصه: أفرط ابن حزم في التغالي جداً في هذه المسألة، وقال قولاً لم يسبقه إليه أحد ولا ينصره فيه أي دليل، فالأحاديث الواردة في الاضطجاع بعد ركعتي الفجر ظاهر منها أن المراد بها أن يستريح المصلي بعد طول صلاة الليل لينشط لفريضة الصلاة، ثم لو سلمنا له أن الحديث الذي فيه الأمر بالضجعة يدل على وجوبها: فمن أين يخلص له الوجوب معناه الشرطية وأن من لم يضطجع لم تجزئه صلاة الغداة؟
اللهم غفراً وما كل واجب شرط ثم إن عائشة روت ما يدل على أن هذه الضجعة إنما هي استراحة لانتظار الصلاة فقط وذكر حديث عائشة (( ... فإن كنت مستيقظة حدثني وإلا اضطجع)) قال: وهو صريح في المعنى الذي قلناه أو كالصريح. قلت: لي وقفتان: الأولى عند قوله (أفرط ابن تيمية) فأقول إن كلام ابن تيمية رحمه الله هو التحقيق في هذه المسألة وسيأتي برهان ذلك إن شاء الله تعالى.
والثانية عند قوله: (المراد بها أن يستريح المصلي بعد طول صلاة الليل لينشط). فأقول: هذا تأويل منه رحمه الله تعالى، وكأنه أخذه من تأويل عائشة لذلك. وسيأتي أنه لم يثبت عنها. فهذا التأويل يحتاج إلى دليل.
وقال النووي رحمه الله تعالى في (المجموع) (ج3 ص 482) بعد ذكره لحديث أبي هريرة في الأمر بالاضطجاع: صحيح رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم. ا. هـ.
قلت: رواه أيضاً ابن خزيمة في (صحيحه) (ج2 ص 167)، من طريق عبد الواحد أيضاً، ورواه أحمد أيضاً (ج2 ص 415)، من طريقه , وابن حبان كذلك (موارد الضمآن) (ص161 - 162).
والبيهقي في ((سننه الكبرى)) (ج3 ص 45)، وقال عقبة: وهذا يحتمل المراد به الإباحة، فقد رواه محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي صالح عن أبي هريرة حكاية عن فعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا خبراً عن قوله ثم أسند الحديث. قلت: وأخرج الحديث حكاية عن فعله أيضاً ابن ماجة (ج1 ص 387). وقال البيهقي عقبه: وهذا أولى أن يكون محفوظاً لموافقته سائر الروايات عن عائشة وابن عباس.
قلت: رواية الأعمش تعتبر شاذة كما أشار إليه البيهقي.
قال الشوكاني رحمه الله في ((نيل الأوطار)) (ج3 ص 25) بعد ذكره لكلام البيهقي: (كونه من فعله أولى أن يكون محفوظاً) ونقله عنه أبو الطيب شمس الحق العظيم آبادي كما في رسالته ((إعلام أهل العصر)) والجواب عن هذا الجواب أن وروده من فعله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لا ينافي كونه ورد من قوله فيكون عند أبي هريرة حديثان حديث الأمر به وحديث ثبوته من فعله على أن الكل يفيد ثبوت أصل الشرعية فيرد نفي النافين.
وذكر أبو الطيب أيضاً أن من الأجوبة التي ذكروها أن ابن عمر لما سمع أبا هريرة يروي حديث الأمر به قال أكثر أبو هريرة على نفسة .... إلخ.
قلت: هذا الكلام فيما لو ثبت الأمر بالاضطجاع ولكنه قد تفرد به عبد الواحد بن زياد عن الأعمش، وفي روايته عن الأعمش مقال , قال الحافظ في التهذيب: وقال صالح ابن أحمد بن علي بن المديني سمعت يحيى بن سعيد يقول: ما رأيت عبد الواحد بن زياد يطلب حديثاً قط بالبصرة ولا بالكوفة، وكنا نجلس على بابه يوم الجمعة بعد الصلاة أذاكره حديث الأعمش فلا يعرف منه حرفاً. ثم قال: وقال أبو داود: ثقة عمد إلى أحاديث كان يرسلها الأعمش فوصلها.
¥(12/350)
وقال الذهبي في ((ميزان الاعتدال)) مثل هذا الكلام وعد هذا الحديث من مناكيره.
وقال ابن القيم في ((زاد المعاد)) (ج1 ص82): وقال أبو طالب: قلت لأحمد: حدثنا أبو الصلت عن أبي كريب عن أبي سهيل عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أنه اضطجع بعد ركعتي الفجر قال: شعبة لا يرفعه. قلت: فإن لم يضطجع عليه شيء , قال: لا , عائشة ترويه وابن عمر ينكره , وقال الخلال وأنبأنا المروزي أن أبا عبد الله (يعني الإمام أحمد) قال: حديث أبي هريرة ليس بذلك قلت: إن الأعمش يحدث به عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: عبد الواحد وحده يحدث به. ا. هـ.
وقال ابن القيم أيضاً في ((الزاد)) (ج1 ص 82): وذكر الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أنه قال: ((إذا صلى أحدكم الركعتين قبل صلاة الصبح فليضطجع على جنبه الأيمن)) قال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب، وسمعت ابن تيمية يقول: هذا باطل وليس بصحيح، وإنما الصحيح عنه الفعل لا الأمر بها والأمر تفرد به عبد الواحد بن زياد وغلط فيه. ا. هـ.
وقال الصنعاني في ((سبل السلام)) (ج2 ص 7) في الكلام على حديث أبي هريرة: قال ابن تيمية: ليس بصحيح لأنه تفرد به عبد الواحد بن زياد وفي حفظه مقال وقال المصنف (يعني ابن حجر): والحق أن تقوم به الحجة إلا أنه صرف عن الوجوب ما ورد من عدم مداومته صلى الله عليه وعلى آله وسلم على فعلها.
وقال الشوكاني في (نيل الأوطار) (ج3 ص 25): إن حديث أبي هريرة من رواية عبد الواحد بن زياد عن الأعمش، وقد تكلم فيه بسبب ذلك يحيى بن سعيد القطان وأبو داود وذكر الكلام الذي نقلناه من التهذيب والميزان، ثم قال: وهذا من روايته عن الأعمش، وقد رواه الأعمش بصيغة العنعنة وهو مدلس ا. هـ.
قلت: سيأتي عنه أنه يميل إلى تصحيحه والقول بوجوب الاضطجاع استناداً على حديث عبد الواحد هذا، وأما عنعنة الأعمش عن أبي صالح فلا تضر كما قال الذهبي في ((ميزان الاعتدال)).
ولقد جعل السيوطي رحمه الله تعالى حديث عبد الواحد هذا من أمثلة الشاذ في المتن فقال في ((تدريب الراوي)) (ج1 ص 235): ومن أمثلة الشاذ في المتن ما رواه أبو داود والترمذي من حديث عبد الواحد بن زياد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً: ((إذا صلى أحدكم ركعتي الفجر فليضطجع عن يمينه)) قال البيهقي: خالف عبد الواحد العدد الكثير في هذا فإن الناس إنما رووه من فعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا من قوله، وانفرد عبد الواحد من بين ثقات أصحاب الأعمش بهذا اللفظ. ا. هـ كلامه.
تنبيه: قال ابن حزم رحمه الله تعالى في كتابه ((المحلى)) (ج3 ص 196): مسألة: كل من ركع ركعتي الفجر لم تجزه صلاة الصبح إلا بأن يضطجع على شقه الأيمن بين سلامه من ركعتي الفجر وبين تكبيره لصلاة الصبح، وسواء عندنا ترك الضجعة عمداً أو ناسياً وسواء صلاها في وقتها أو صلاها قاضياً لها من نسيان أو عمد نوم. فإن لم يصلِ ركعتي الفجر لم يلزمه أن يضطجع، فإن عجز عن الضجعة على اليمين لخوف أو مرض أو غير ذلك أشار إلى ذلك حسب طاقته فقط.
واستدل بحديث أبي هريرة الذي فيه الأمر بالاضطجاع وهو من طريق عبد الواحد بن زياد عن الأعمش. وتقدم الكلام عليه وبيان علته.
وقال (ص199): وحكم الناسي ههنا كحكم العامد، لأن من نسى عملاً مفترضاً من الصلاة فعليه أن يأتي به لأنه لم يأت بالصلاة كما أمر إلا أن يأتي نص بسقوط ذلك عنه.
وإنما يكون النسيان بخلاف العمد في حكمين: أحدهما سقوط الإثم جملة هنا وفي كل مكان، والثاني من زاد عملاً لا يجوز له ناسياً وكان قد أوفى جميع عمله الذي أمر به فإن هذا قد عمل ما أمر وكان ما زاد بالنسيان لغواً لا حكم له.
فإن أدرك إعادة الصلاة في الوقت لزمه أن يضطجع ويعيد الفريضة وإن لم يقدر على ذلك إلا بعد خروج الوقت لم يقدر على الإعادة لما ذكرنا قبل ولا يجزئه أن يأتي بالضجعة بعد الصلاة لأنه ليس ذلك موضعاً ولا يجزئ عمل شيء في غير مكانه ولا في غير زمانه ولا بخلاف ما أمر به لأن هذا كله هو غير العمل المأمور به على هذه الأحوال وبالله التوفيق. ا. هـ
قلت: رحم الله ابن حزم فهذه هفوة منه وكما قال القائل: ((لكل جواد كبوة ولكل عالم هفوة)) وتقدم كلام الشيخ أحمد شاكر رحمه الله.
وقال ابن القيم في ((زاد المعاد)) (ج1 ص82): وأما ابن حزم ومن تابعه فإنهم يوجبون هذه الضجعة ويبطل ابن حزم صلاة من لم يضطجعها بهذا الحديث (يعني حديث أبي هريرة) وهذا مما تفرد به عن الأمة ورأيت مجلداً لبعض أصحابه (ذكر المناوي ــ بضم الميم ــ صاحب ((فيض القدير)) أن هذا المجلد لابن حزم انظر (ج1 ص 390) قد نصر فيه هذا المذهب إلى أن قال: وقد غلا في هذه الضجعة طائفتان وتوسط فيها طائفة ثالثة فأوجبها جماعة من أهل الظاهر وأبطلوا الصلاة بتركها كابن حزم ومن وافقه وكرهها جماعة من الفقهاء وسموها بدعة.
وتوسط فيها مالك وغيره فلم يروا بها بأساً لمن فعلها راحة وكرهوها لمن فعلها استناناً واستحبها طائفة على الإطلاق. ا. هـ.
قلت: والأخير هو الحق إن شاء الله وهو الذي تدعمه الأدلة، وكما قال القائل ((قطعت جهيزة قول كل خطيب)) فحديث عبد الواحد كما عرفت معل ولا حجة لمن تعلق به فالحمد لله.
وقال ابن حجر رحمه الله في ((فتح الباري)) (ج3 ص 43 – 44) عند ترجمة البخاري ((باب من تحدث بعد الركعتين ولم يضطجع)): وأشار بهذه الترجمة إلى أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يكن يداوم عليها وبذلك احتج الأئمة وحملوا الأمر الوارد بذلك في حديث أبي هريرة عند أبي داود وغيره على الاستحباب وأفرط ابن حزم فقال: يجب على كل أحد وجعله شرطاً لصحة صلاة الصبح ورد عليه العلماء. ا. هـ ملخصاً.
وقال المناوي في ((فيض القدير)) (ج5 ص 148): وأفرط ابن حزم فأخذه بظاهرة فأوجب الاضطجاع على كل أحد وجعله شرطاً لصحة صلاة الصبح. اهـ.
¥(12/351)
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[28 - 03 - 06, 12:40 م]ـ
جزاكم الله خيرا اخي الكريم
كنت اود ان اقترح عليك ان ترفع هذا البحث كملف مرفق للتحميل وجزاكم الله خيرا
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[28 - 03 - 06, 02:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا اخي الكريم
كنت اود ان اقترح عليك ان ترفع هذا البحث كملف مرفق للتحميل وجزاكم الله خيرا
من باب التعاون على البر والتقوى ... أرفع البحث على ملف
والله الموفق
ـ[أبو عبد الرحمن العامري]ــــــــ[08 - 08 - 07, 08:47 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو العباس السالمي الأثري]ــــــــ[15 - 08 - 07, 12:20 ص]ـ
انظر دراسة هذه المسألة في كتاب (الحافل في فقه النوافل) دراسة حديثية فقهية
ـ[ابو محمد الطائفي]ــــــــ[16 - 08 - 07, 12:13 م]ـ
انظر دراسة هذه المسألة في كتاب (الحافل في فقه النوافل) دراسة حديثية فقهية
اين اجده بارك الله فيك
ـ[أبو العباس السالمي الأثري]ــــــــ[16 - 08 - 07, 05:33 م]ـ
وفيك بارك:
المجلد الأول الذي فيه بغيتك، طبع في مصر؛ طبعة دار الضياء بطنطا، وفيها خمس صفحات بيضاء (أهمال في الطباعة)
وتجده في المملكة العربية السعودية في:
مكتبة الرشد.
مكتبة التدمرية.
وأخبرت أنه يباع في اليمن أيضاً
ـ[أبو عبد الرحمن اليمني]ــــــــ[12 - 03 - 08, 10:14 م]ـ
جزاكم الله خيراً(12/352)
هل فى البخاري أحاديث مرسلة؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[25 - 03 - 06, 06:25 م]ـ
طبعا ذلك فى الأحاديث المسندة المتصلة؟
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[27 - 03 - 06, 11:42 ص]ـ
السلام عليكم
نعم يوجد منها قول الزهرى فى حديث عائشة فى بدأ الوحى
" ثم حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا حزنا غدا منه مرارا .....
وأيضا فى حديث صلح الحديبية قول عكرمة فى قدوم سهل قال فقال النبى صلى الله عليه وسلم لقد سهل أمركم أو نحو هذا
وهنا غيرها ولكنها موصولة من طريق أخرى
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[29 - 03 - 06, 12:43 ص]ـ
معلق الزهري فى التردي من الشواهق لا يصح، وأطال الإمام الألباني فى بيان علله والتغليظ على البوطي لما دلس وقال رواه البخاري ـ مطلقا ـ دون الإشارة إلى كونه معلقا.
والذي ذكرته هنا فى باب التعبير ليس من شرطي، لأنه ليس موصولا، بل هو من بلاغات الزهري ليس موصولا، أو مدرج من كلام الزهري، كما بين ابن حجر في الفتح.
وكان شرطي في السؤال أن يكون الإرسال وبالأحرى الخفي فى أحاديث البخارى المسندة المتصلة.
أشكر لك أخي الحبيب أمجد الفلسطيني التواصل، وللعلم أنا لست موقنا بإجابة سؤالي، فسؤالي سؤال استفهامي حقيقي ـ كما يقول الإنشائيون ـ فأنتظر من يجيبني بنفي أو إثبات.
ـ[محمد عبد الله الطالبي]ــــــــ[30 - 03 - 06, 03:09 م]ـ
يوجد فيه مراسيل غير قليلة وإن شاء الله أجمعها لك(12/353)
ما معنى قول المحدثين:هذا الحديث غريب من هذا الوجه؟ وما مثاله؟
ـ[عبدالواحدختني]ــــــــ[26 - 03 - 06, 09:42 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما معنى قول المحدثين:هذا الحديث غريب من هذا الوجه؟ وما مثاله؟
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[26 - 03 - 06, 09:55 ص]ـ
تفضل هذا الرابط، ففيه فوائد.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=42089&highlight=%DB%D1%ED%C8
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[28 - 03 - 06, 03:13 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الفاضل
الإشكال هنا في التفريق بين الوجه والطريق
راجع هذا الرابط
http://www.ahlalthar.com/vb/showthread.php?t=1144(12/354)
هل كان للإمام البخاري مذهب ينتصر له من المذاهب الأربعه
ـ[أبو صفية]ــــــــ[26 - 03 - 06, 01:34 م]ـ
سؤال أرجوا الإجابة عليه جزاكم الله خير:
هل كان الإمام البخاري رحمه الله ينتصر في بعض أقواله لمذهب معين من المذاهب الأربعة أم أنه كان ينحى منحى أهل الحديث في الإنتصار للحديث الصحيح لا غير؟؟
ـ[أبو هاشم الحسني]ــــــــ[26 - 03 - 06, 01:51 م]ـ
الامام البخاري رحمه الله تعالى كان مجتهداً مطلقاً كما قال بعض العلماء
وأخي الفاضل المذاهب الأربعة لا تنتاقض مع منحى أهل الحديث، فكلهم رضوان الله عليهم من أهل الحديث وأئمته.
ـ[أبو صفية]ــــــــ[26 - 03 - 06, 02:13 م]ـ
إنما أردت بارك الله فيك من قولي ذلك أن استوضح حال هذا الإمام رحمه الله، والفت انتباهك إلى أنه قد وجد من الإئمة كما لا يخفاك قد نصروا أقوال المذهب ولو أخلفوا فيها الدليل من السنة، وإلا فإنه لا شك عندي أن الأئمة الأربعه كانوا من علماء الحديث، ولاكن علمهم في الحديث يتفاوت في الصحة والضعف من حيث المأخذ، وإلا فلما أختفوا في فروع المسائل، إلا من خلال هذا التفاوت. وأنا ولله الحمد لا اتعصب لمذهب بعينه وإنما امضي مع الدليل منها، وهم رحمهم الله دائرون بين أجرٍ وأجرين كما هو معروف من الحديث النبوي، ولا نقول عنهم أنهم تعمدوا الخطأ، ولا أنهم معصومون منه. فالمسألة بارك الله فيك هي إنما استيضاح لا غير. وجزاك الله خير وزادك الله حرصاً وتوفيقاً وتسديدا.
ـ[أبو هاشم الحسني]ــــــــ[26 - 03 - 06, 02:55 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذا التوضيح وإن كنت أختلف معكم في بعض الجزئيات الأصولية والحديثية ... وأظن أن الأمر إذا بسط فسننتهي إلى نفس النتيجة إن شاء الله تعالى.
بارك الله بكم أخي الفاضل، ولمراجعة الأقوال في الامام البخاري رحمه الله تعالى، يمكنك الرجوع إلى الكتب التي كتبت عن فقه تراجمه لتعلم علو كعب هذا الامام في الفقه رحمه الله تعالى.
ـ[أبو صفية]ــــــــ[26 - 03 - 06, 04:36 م]ـ
جزاك الله خير أخي وبارك في عمرك وعلمك ونفع بك .. آمين
ـ[أبو علي الحنبلي]ــــــــ[26 - 03 - 06, 09:38 م]ـ
قال العلامة محمد أنور الكشميري رحمه الله تعالى (1352هـ) في: "فيض الباري على صحيح البخاري" (1/ 58): "واعلم أنَّ البخاري مجتهدٌ لا ريب فيه، وما اشتهر أنه شافعي فلموافقته إياه في المسائل المشهورة، وإلا فموافقته للإمام الأعظم ليس أقل مما وافق فيه الشافعي، وكونه من تلامذة الحميدي لا ينفع؛ لأنه من تلامذة إسحاق بن راهويه أيضاً وهو حنفي، فَعَدّه شافعياً باعتبار الطبقة ليس بأولى مِنْ عَدِّه حنفياً. وأما الترمذي فهو شافعي المذهب لم يُخَالفه صراحة إلا في مسئلة الإِيراد. والنسائي وأبو داود حنبليان صَرَّح به الحافظ ابن تيمية، وزعم آخرون أنهما شافعيان. وأما مسلم وابن ماجه فلا يُعْلَم مذهبهما، وأما أبواب مسلم فليست مما وضعها المصنف رحمه الله تعالى بنفسه ليُسْتَدل منها على مذهبه" أ. هـ.
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[26 - 03 - 06, 09:57 م]ـ
السلام عليكم
الأخ أبو هاشم
ليس كل أئمة المذاهب من أهل الحديث كما تعلم
فمنهم أصحاب الرأي وهم معروفون
للتذكير فقط
ـ[ابن السائح]ــــــــ[26 - 03 - 06, 10:10 م]ـ
على كلام الكشميري ملحوظات، ولم يحرّر النقل عن شيخ الإسلام، وغلط في دعواه أن إسحاق بن راهويه كان حنفيا.
وحول مذهب إسحاق، يُنظر هذا الموضوع: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=64188&highlight=%D1%C7%E5%E6%ED%E5
وفي مجموع فتاوى شيخ الإسلام 20/ 40:
وَسُئِلَ أَيْضًا - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - هَلْ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَأَبُو داود، والترمذي، والنسائي، وَابْنُ ماجه، وَأَبُو داود الطيالسي، والدارمي، وَالْبَزَّارُ، والدارقطني، والبيهقي، وَابْنُ خزيمة، وَأَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ هَلْ كَانَ هَؤُلَاءِ مُجْتَهِدِينَ لَمْ يُقَلِّدُوا أَحَدًا مِنْ الْأَئِمَّةِ، أَمْ كَانُوا مُقَلِّدِينَ؟ وَهَلْ كَانَ مِنْ هَؤُلَاءِ أَحَدٌ يَنْتَسِبُ إلَى مَذْهَبِ أَبِي حَنِيفَةَ؟ .....
فَأَجَابَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. أَمَّا الْبُخَارِيُّ وَأَبُو داود فَإِمَامَانِ فِي الْفِقْهِ مِنْ أَهْلِ الِاجْتِهَادِ.
وَأَمَّا مُسْلِمٌ والترمذي والنسائي وَابْنُ ماجه وَابْنُ خزيمة وَأَبُو يَعْلَى وَالْبَزَّارُ وَنَحْوُهُمْ؛ فَهُمْ عَلَى مَذْهَبِ أَهْلِ الْحَدِيثِ لَيْسُوا مُقَلِّدِينَ لِوَاحِدِ بِعَيْنِهِ مِنْ الْعُلَمَاءِ وَلَا هُمْ مِنْ الْأَئِمَّةِ الْمُجْتَهِدِينَ عَلَى الْإِطْلَاقِ بَلْ هُمْ يَمِيلُونَ إلَى قَوْلِ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ كَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَد وَإِسْحَاقَ وَأَبِي عُبَيْدٍ وَأَمْثَالِهِمْ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ اخْتِصَاصٌ بِبَعْضِ الْأَئِمَّةِ كَاخْتِصَاصِ أَبِي داود وَنَحْوِهِ بِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَهُمْ إلَى مَذَاهِبِ أَهْلِ الْحِجَازِ - كَمَالِكِ وَأَمْثَالِهِ - أَمْيَلُ مِنْهُمْ إلَى مَذَاهِبِ أَهْلِ الْعِرَاقِ - كَأَبِي حَنِيفَةَ وَالثَّوْرِيِّ -.
وكلمة الإيراد مصحّفة عن الإبراد.
¥(12/355)
ـ[أبو علي الحنبلي]ــــــــ[26 - 03 - 06, 11:18 م]ـ
بارك الله بكم أخي ابن السائح. على الفائدة.
ـ[ابن السائح]ــــــــ[26 - 03 - 06, 11:21 م]ـ
وفيك بارك الله أخي أبا علي.
ـ[أبو عيسى الحنبلى]ــــــــ[27 - 03 - 06, 01:02 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
نص السخاوي رحمه الله على أن البخاري من أهل الإجتهاد ومن قال بإنه شافعي أستدل بإن البخاري أخذ الفقه عن الحميدي وهو شافعي كما هو معلوم والأظهر والله أعلم صحة كلام ابن تيمية والسخاوي والله أعلم.
ـ[أبو عيسى الحنبلى]ــــــــ[27 - 03 - 06, 01:08 ص]ـ
أقول والقول بإن إسحاق ابن راهويه حنفي فيه نظر ,فإسحاق مجتهد له مذهب متبع ولكنه أندرس كمذهب الأوزاعى والليث ومن أراد المزيد فالينظر جامع الترمذي ومساءل الكوسج لأحمد وإسحاق وكذلك أبن رجب في رسالته في الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة وكذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[06 - 04 - 06, 06:30 م]ـ
الامام البخاري رحمه الله تعالى كان مجتهدا مطلقا وهذا واضح من تراجم الامام البخاري في جامعه رحمه الله تعالى وله اراء واحكام خالف بها اصحاب المذاهب الاربعه وهذا ان دل يدل على على سعة علمه ومكانته رحمه الله تعالى
ـ[ابن أبي عبدالتسميني]ــــــــ[09 - 11 - 09, 05:42 ص]ـ
وله اراء واحكام خالف بها اصحاب المذاهب الاربعه
السلام عليكم
أين أجد التفصيل في هذه القضية؟
ـ[أحمد سعيد سالم]ــــــــ[09 - 11 - 09, 07:55 ص]ـ
الذي يشكل علي هو: ما فائدة ذكر أن فلانا كان حنبليا أو حنفيا أو غيره, إن كان مجتهدا - كالبخاري - فهو في النهاية سيتبع الدليل سواء كان مع الإمام الشافعي أو إسحاق أو غيرهما.
هل فائدة ذلك فقط الإخبار أنه تتلمذ على المذهب الفلاني؟ أم هناك أسباب أخر؟ أرجو الإضاحة
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[14 - 11 - 09, 06:48 م]ـ
من ليست له أهلية الاجتهاد، فله تقليد واتباع إمام من الأئمة ممن يثق به، فإن كان له النظر في بعض المسائل، فله أن يتمسك بما يراه راجحا من المسائل، ولا يجوز له التلفيق في المسألة.
أما البخاري فقد قال غير واحد من الأئمة: إنه مجتهد مطلق. فإذا وافق قولا من أقوال الأئمة ممن سبقه، فلا يعني ذلك تقليده أو انتصاره لذلك القائل، وقد وقع مثل هذا للشافعي في موافقته لرأي مالك، كما وقع ذلك لأحمد في موافقته شيخه الشافعي. فكل واحد منهم يتبع الصواب، فقد يتفقون وقد يختلفون، وهذا شيء عادي.(12/356)
محاضرة بالرياض عن جهود العلامة أحمد شاكر الحديثية للجمعية العلمية السعودية للسنة
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[26 - 03 - 06, 03:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
محاضرة عن جهود العلامة أحمد شاكر الحديثية
تقبم الجمعية العلمية السعودية للسنة النبوية محاضرة بعنوان:
جهود العلامة أحمد شاكر الحديثية
يلقيها فضيلة الدكتور عمر بن حسن فلاته
وذلك في القاعة الكبرى في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض
يوم الاثنين الموافق 27 / صفر / 1427 هـ عقب صلاة المغرب.
منقول مع الشكر
ـ[ابراهيم النوبي]ــــــــ[03 - 04 - 06, 05:52 ص]ـ
جزك الله خير(12/357)
هل من توضيح لهذه العبارة (ان ما لم يكن بمحل اشتهار تسهيل في شرطه) ومن ذكرها
ـ[ابو الاشبال الحسني]ــــــــ[26 - 03 - 06, 08:05 م]ـ
السلام عليكم
هل من توضيح لهذه العبارة (ان ما لم يكن بمحل اشتهار تسهيل في شرطه) ومن ذكرها من اهل العلم.
وفقكم الله(12/358)
في علم الحديث هل لقب "الحاكم" صحيح؟
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[26 - 03 - 06, 08:20 م]ـ
الحمدلله
يقول البعض بأن لفظ الحاكم في علوم الحديث لا يصح، والصحيح أستبداله بلفظ أمير المؤمنين؟
هل هذا صحيح يا أخوة؟
ـ[حسين الفرضى]ــــــــ[27 - 03 - 06, 12:37 ص]ـ
السلام عليكم أخى أبو فاطمة الأثرى حفظك الله لم نسمع بشيء فى عدم صحة هذا الأسم،بل سمى به أبو عبدالله صاحب المستدرك.ومع ذالك سأبحث وسأفيدك ما استجد .... والسلام
ـ[نجيب أبو عبد الرحمن]ــــــــ[27 - 03 - 06, 12:46 ص]ـ
لا مشاحاة في الاصطلاح
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[27 - 03 - 06, 11:48 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
لفظ الحاكم صحيح وموجود فى كتب المصطلح لكنه يختلف عن أمير المؤمنين فهو فى مرتبة أقل منه
فى عدد الاحاديث حفظا
والحاكم أبو عبد الله صاحب المستدرك وكذا الحاكم الكبيير أبو أحمد صاحب الكنى وشيخ الأول هذه ألقاب لهم لا يقصدون بها المعنى الإصطلاحى فتنبه والله أعلم
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[27 - 03 - 06, 03:16 م]ـ
السلام عليكم أخى أبو فاطمة الأثرى حفظك الله لم نسمع بشيء فى عدم صحة هذا الأسم،بل سمى به أبو عبدالله صاحب المستدرك.ومع ذالك سأبحث وسأفيدك ما استجد .... والسلام
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير خير الجزاء أخي الحبيب، ولكن يقال أن لقب الحاكم يطلق على من أتبع كل سنة من الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا اللقب غير موجود على أرض الواقع أحد حتى على أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[27 - 03 - 06, 03:17 م]ـ
لا مشاحاة في الاصطلاح
بارك الله فيك أخي ... ما معنى المشاحاة، هل تعني التضاد؟
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[27 - 03 - 06, 03:19 م]ـ
جزاكم الله خيرا
لفظ الحاكم صحيح وموجود فى كتب المصطلح لكنه يختلف عن أمير المؤمنين فهو فى مرتبة أقل منه
فى عدد الاحاديث حفظا
والحاكم أبو عبد الله صاحب المستدرك وكذا الحاكم الكبيير أبو أحمد صاحب الكنى وشيخ الأول هذه ألقاب لهم لا يقصدون بها المعنى الإصطلاحى فتنبه والله أعلم
جزاك الله خير أخي(12/359)
حديث بسنده أربعة من الصحابة " ساعدني أخي " ...
ـ[أبا نور الدين الحنبلي]ــــــــ[27 - 03 - 06, 10:59 ص]ـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ...
إنه من يهذه الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ....
وبعد ...
أحبائي الكرام ....
طلب مني شيخي " أنا طويلب علم للتو مبتدئ " أن نبحث عن حديث بسنده اربعة من الصحابة .. وآخر به أربعة من التابعيين متتالين يروي كل واحد منهم ثنا أخيه ...
وما كنت أدري له سبيلاً وما أعرف كيف لمثلي أن يجد مثله ...
علي أية حال الشيخ سامح لنا ان نسأل .. وأنا قلت له أنني سالت اكثر من باحث فلم يعرفه احد ..
صراحة ...
وعشمي علي الله .. غن أكون انا من وجده أولاً بين أقرنائي ...
وعلي الله إخلاص نياتنا ...
فهل منكم من يفرج كربتي ليفرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ...
والله من وراء القصد ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أخوكم / ابا نور الدين ....
ـ[ابن السائح]ــــــــ[27 - 03 - 06, 11:28 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
قال الإمام البخاري رحمه الله (7163): حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ ابْنُ أُخْتِ نَمِرٍ، أَنَّ حُوَيْطِبَ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّى أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ السَّعْدِيِّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ فِي خِلَافَتِهِ فَقَالَ لَه عُمَرُ: أَلَمْ أُحَدَّثْ أَنَّكَ تَلِيَ مِنْ أَعْمَالِ النَّاسِ أَعْمَالاً، فَإِذَا أُعْطِيتَ الْعُمَالَةَ كَرِهْتَهَا.
فَقُلْتُ: بَلَى.
فَقَالَ عُمَرُ: فَمَا تُرِيدُ إِلَى ذَلِكَ؟
قُلْتُ: إِنَّ لِي أَفْرَاسًا وَأَعْبُدًا، وَأَنَا بِخَيْرٍ، وَأُرِيدُ أَنْ تَكُونَ عُمَالَتِي صَدَقَةً عَلَى الْمُسْلِمِينَ.
قَالَ عُمَرُ: لا تَفْعَلْ، فَإِنِّي كُنْتُ أَرَدْتُ الَّذِي أَرَدْتَ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْطِينِي الْعَطَاءَ، فَأَقُولُ: اعْطِهِ أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي، حَتَّى أَعْطَانِي مَرَّةً مَالاً، فَقُلْتُ: اعْطِهِ أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خُذْهُ فَتَمَوَّلْهُ وَتَصَدَّقْ بِهِ، فَمَا جَاءَكَ مِنْ هَذَا الْمَالِ وَأَنْتَ غَيْرُ مُشْرِفٍ ولا سَائِلٍ فَخُذْهُ وَإِلاّ فلا تُتْبِعْهُ نَفْسَكَ.
قال ابن حجر في الفتح 3/ 396 الباب (51) من كتاب الزكاة: السائب فمن فوقه صحابة، ففيه أربعة من الصحابة في نسق.
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[28 - 03 - 06, 05:37 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل ابن السائح,
وهذا الحديث اشتهر لهذا السبب, وهو موجود في غير البخاري ايضاً, كمسند احمد
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[28 - 03 - 06, 03:49 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تفضل هنا:
الألغاز الحديثية ... من يجيب عليها؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6959)
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[28 - 03 - 06, 11:19 م]ـ
للحافظ عبد الغني بن سعيد الأزدي كتاب الرباعي في الحديث، ذكر فيه ثلاثة أحاديث فيها أربعة من الصحابة يروي بعضهم عن بعض، طبع بتحقيق الشيخ علي حسن الحلبي، فراجعه غير مأمور.
ـ[أبا نور الدين الحنبلي]ــــــــ[28 - 03 - 06, 11:23 م]ـ
إخواني الأعزاء ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
طبتم وطاب ممشاكم وتباومتم من الجنة مقعدا ...
وبعد اخوتي ...
فوالله انا عاجز تمام العجز عن أسداء الشكر لكم ولمجهودكم المبارك جعلك الله لكم كل حرف عتقاً وحجاباً من النار ..
ورزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح وزادكم علماً وتقوي وإخلاص ...
إنه مولي ذلك والقادر عليه ...
أكرر شكري وجزاكم الله كل الخير ...
شكراً للأخ / بن السائح والأخ / محمد سفر العتيبي والأخ / خالد بن عمر ...
وأخي أبو عبد الرحمن الطائي وفقني الله لمطالعة الكتاب وجزاك الله خيراً ...
ـ[أبا نور الدين الحنبلي]ــــــــ[01 - 04 - 06, 10:36 م]ـ
جزاكم الله كل الخير أخوتي ... قدمت الحديث لفضيلة الشيخ وقد فرح به وبعض الأخوة بالفعل أتوا بحديث غيره في سنده اربعة من الصحابيات أثنان منهن من امهات المؤمنين ...
فجزاكم الله عني كل الخير ..
جعل الله في ميزان حسناتكم ...
وجمعنا سوياً في مستقر رحمته ... اللهم آمين ....
ـ[عبد الله الكتبي]ــــــــ[13 - 04 - 06, 03:27 ص]ـ
أخي الكريم
نرجو مراجعة محاسن الإصطلاح للبلقيني 623
والفانيد في حلاوة الأسانيد للسيوطي
وفيه حديث يرويه خمسة من الصحابة
وهو لا يصح قطعا، وذلك للعلم فقط
ـ[ابوعلي النوحي]ــــــــ[13 - 04 - 06, 12:10 م]ـ
حديث فيه أربعة تابعيون يروي بعضهم عن بعض
حديث عند مسلم
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ ابْنِ أَبِي عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ الشُّهَدَاءِ الَّذِي يَأْتِي بِشَهَادَتِهِ قَبْلَ أَنْ يُسْأَلَهَا
قال النووي في شرح هذا الحديث:
هذا الحديث فيه أربعة تابعيون يروي بعضهم عن بعض وهم عبد الله وأبوه وعبد الله بن عمرو بن عثمان وبن أبي عمرة وإسم بن أبي عمرة عبد الرحمن بن عمرو بن محصن الأنصاري(12/360)
ماهي الأحاديث التي خالف فيها الإمام مالك عمل أهل المدينة؟
ـ[مختاري]ــــــــ[28 - 03 - 06, 03:43 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الأفاضل
لدي إشكال حول عمل أهل المدينة. فهلا أفدتمونا في الموضوع
وماهي الأحاديث التي خالف فيها الإمام مالك عمل أهل المدينة؟
وما هي الفروق بين هذه المصطلحات
العرف***** العمل ... العادة
أفيدونا بارك الله فيكم
*************************************
اللهم ارزقني علما نافعا وعملا صالحا وزوجة صالحة
----- اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا----
ـ[محمد بشري]ــــــــ[28 - 03 - 06, 04:45 ص]ـ
أخي الكريم أحيلك على مرجعين اسوفيا المسألة من أطرافها:
الأول:المسائل التي بناها الإمام مالك على عمل إهل المدينة: د محمد المدني بوساق 3مج ط دار البحوث الإماراتية
2 - عمل أهل المدينة بين مصطلحات مالك وآراء الأصوليين دأحمد محمد نور سيف نفس ط
بالنسبة للعرف والعادة والعمل، فعليك أخي الكريم ب
-العرف والعادة في رأي الفقهاء لأحمد فهي أبو سنة
-نظرية الأخذ بما جرى به العمل في المغرب في إطار المذهب المالكي ذ عبد السلام العسري،وتجد فيه بغيتك.
كما للأستاذ عمر الجيدي رحمه الله كتابا تناول الموضوع واستوفاه طبعته وزارة الأوقاف المغربية.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[30 - 03 - 06, 08:44 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وفقكم الله.
ثم لو أعدتَ صياغة السؤال - رعاك الله - كان أحسن.(12/361)
حديث في باب الفتن صحيح مسلم - أرجو المساعدة
ـ[أحمد رفعت]ــــــــ[28 - 03 - 06, 09:29 م]ـ
الاخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
منذ فترة قرأت حديثا في باب الفتن - صحيح مسلم:-
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة. قال فأتى النبي صلى الله عليه وسلم قوم من قبل المغرب. عليهم ثياب الصوف. فوافقوه عند أكمة. فإنهم لقيام ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد. قال فقالت لي نفسي: ائتهم فقم بينهم وبينه. لا يغتالونه. قال: ثم قلت: لعله نجي معهم. فأتيتهم فقمت بينهم وبينه. قال فحفظت منه أربع كلمات. أعدهن في يدي. قال " تغزون جزيرة العرب، فيفتحها الله. ثم فارس، فيفتحها الله. ثم تغزون الروم، فيفتحها الله. ثم تغزون الدجال، فيفتحه الله ". قال فقال نافع: يا جابر! لا نرى الدجال يخرج حتى تفتح الروم.
الراوي: نافع بن عتبة بن أبي وقاص - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الرقم: 2900
سكت النووي عن هذا الحديث ومر عليه مرور الكرام، وقد حاولت أن أعثر على توضيح أو شرح له في أي كتاب أو منتدى فلم أجد!! هل يستطيع أحد أن يدلني .. جزاكم الله خيرا.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[29 - 03 - 06, 02:36 ص]ـ
أخي الكريم ابحث في كتب أشراط الساعة والفتن والملاحم ودلائل النبوة إلى أن نأتيك أو يأتيك فضلاء هذا المنتدى المبارك بالفائدة إن شاء الله فهم القوم لا يشقى بهم جليسهم إن شاء الله تعالى.
ـ[أحمد رفعت]ــــــــ[08 - 04 - 06, 05:31 م]ـ
اخوتي في الله
ارجو الافادة لأن الموضوع هام وجد خطير ... جزاكم الله خيرا.
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[09 - 04 - 06, 01:15 ص]ـ
أخي الحبيب:
مما يساعد على فهم هذا الحديث، هو أن تعرف أن الصحابي راوي هذا الحديث قد ((أسلم يوم فتح مكة))، كما هو موجود في ترجمته.
فإخبار النبي في هذا الحديث بغزوة جزيرة العرب ليس المقصود منه فتح مكة كما فهمه بعض أهل العلم.
فيكون المقصود من الحديث أن هذه الفتوحات ستكون قبل الدجال.
وقد ذكر بعضهم أن هذه الفتوحات ستكون على يد ((المهدي المنتظر)) وهذا محتمل، والله أعلم.
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[10 - 04 - 06, 11:07 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أقول لعل غزو جزيرة العرب هي حرب المرتدين الذين حاربهم وغزاهم خالد بن الوليد
في عهد أبي بكر رضي الله عنهم أو أنه الجيش الذي يغزو مكة والمهدي ثم يخسف به
عن بكرة أبيه ولا يبقى منه إلا المخبر عنهم ثم يغزو المهدي وجيشه باقي جزيرة العرب كما في
مجموع الأحاديث التي بينت أن قبل المهدي يكون هرج ومرج لا يدري القاتل لما قتل ولا المقتول
فيما قُتل والله المستعان ثم يغزو باقي الجزيرة ويفتحها الله عليه ثم فارس وغيرها هذا ما أستشفيته
من خلال قراءتي وعهد قديم جدا بالملاحم والفتن وأشراط الساعة.
والله سبحانه أعلم
ـ[مصطفى سامح]ــــــــ[11 - 04 - 06, 06:56 م]ـ
السلام عليكم
لا أعتقد أن غزو جزيرة العرب المقصود به الجيش الذى يخسف به
إذ هذا الجيش أولا يكون ضد المهدى ذاهبا إليه لوأد الأمر فى أوله
و هذا لا يوافق كلام سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم فى الحديث
إذ يقول عليه الصلاة و السلام فيفتحها الله ....
و عليه قد يكون الأمر لبقية جزيرة العرب كما تقدم دون السعودية
وقد يكون داخلا فيها السعودية إلا أن الامر ان كان هكذا فلا بد أن يحل بالسعودية شىء إلا و هو البعد عن الدين الصحيح مما يتطلب تعديلا جوهريا هناك ...
(لتقرير هذا يتطلب البحث عن الطوائف الدينية الموجودة بالسعودية)
أو إنشغال العائلة الحاكمة بالدنيا و تركها هموم أمة الإسلام مما يتطلب تغيير الحكم لمصلحة الأمة
(هذا يتطلب البحث فى الأمور السياسية)
فالأمر لا يتكلم فيه دون دراسة لهذين الأمرين و إلا أصبح هزلا
والله أعلم
ـ[أحمد رفعت]ــــــــ[16 - 04 - 06, 08:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا وفي انتظار مزيد من آرائكم ومساهماتكم
ـ[توبة]ــــــــ[21 - 11 - 09, 08:24 م]ـ
أليس هناك نقل عن أحد من أئمة السلف تطرق فيه إلى شرح الحديث؟
حتى شرح المازري الذي بين يدي لم اجد فيه فائدة تتعلق به.(12/362)
الى كل العلماء شاركوا، منع التصحيح كما قال ابن الصلاح، ومخالفة النووي وغيره له .....
ـ[العجيل]ــــــــ[29 - 03 - 06, 12:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
كما تعرفون فان ابن الصلاح اقفل باب الاجتهاد في التصحيح وقال لانتجاسر، وقد قال النووي والصحيح عندي انه يجوز لم تمكنت معرفته .... الخ
وكذلك العراقي في التقييد، وغيره، والسيوطي في التدريب تكلم في المسالة بشكل واسع وبسط فيها القول وقسمها.
هدا حسب ما اطلعت عليه.
والذي اود ان نتحدث عنه:
1. من تكلم في هدا المسالة من المتقدمين، واين اجد دالك في كتبهم؟؟
2. من تكلم في هده المسالة من المعاصرين وما هي كتبهم واين اجدها؟؟
3. هل المعاصرين لهم دليل في مخالفتهم لابن الصلاح، وهل مشوا مع ما اشترطه النووي وغيره في الجواز؟؟؟
ارجوا من جميع المتخصصين المشاركة.
وارجوا ممكن يكتب كتابة صفته- دكتور-استاذ- الى غير دالك-وفي اي جامعة /للتوثيق العلمي/.
والسلام عليكم ورحمة الله.
mhammadaojil@yahoo.com
ـ[المستشار]ــــــــ[05 - 04 - 06, 05:08 ص]ـ
تفضل هذه الروابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=40810&highlight=%C7%E1%D5%E1%C7%CD+%C7%E1%CA%D5%CD%ED%CD
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26499&highlight=%C7%E1%D5%E1%C7%CD+%C7%E1%CA%D5%CD%ED%CD
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3015&highlight=%C7%E1%D5%E1%C7%CD+%C7%E1%CA%D5%CD%ED%CD(12/363)
منهج ابن حجر في بلوغ المرام والصنعاني في سبل السلام
ـ[العجيل]ــــــــ[29 - 03 - 06, 08:35 م]ـ
السلام عليكم
اطلب منكم افادتي اين اجد منهج ابن حجر في بلوغ المرام.
وكدالك الصنعاني، في الحديث والفقه.
ولكم الشكر
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[14 - 07 - 10, 01:53 ص]ـ
جزاك الله خيراً على السؤال
للرفع
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[14 - 07 - 10, 11:39 ص]ـ
هنا منهج الصنعاني في سبل السلام
http://www.sunnah.org.sa/index.php?view=pages&page_id=673
ـ[أبو عمر الطائي]ــــــــ[18 - 07 - 10, 02:49 م]ـ
راجع مقدمات شروحهما.
وفقك الله.(12/364)
ماالفرق بين التسويه و ويسوي الحديث ليوافق مذهبه
ـ[ام صفية]ــــــــ[30 - 03 - 06, 11:52 م]ـ
نرجوا من الاخوة والاخوات افادتي السؤال هو ما الفرق بين التسوية ويسوي الحديث ليوافق مذهبه
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[31 - 03 - 06, 03:55 م]ـ
أما التسوية، ولعلكم تعنون: تدليس التسوية، فهو أن يروي المدلِّس حديثاً عن ضعيف بين ثقتين فيسقط الضعيف، ويجعل السند بين ثقتين، موهماً جودته، ولذلك قيل له تجويداً، ويقال لهذا المدلس: مجوِّداً.
وأما قولهم: يسوّي الحديثَ على مذهبه، فهو يعني: أنه يضع الحديث ويصنعه بما يوافق المذهب. ومثله: يسوّي الإسناد. وقد بيّنَ معناه الحافظُ سبط ابن العجمي في (الكشف الحثيث/316)، فقال: سفيان بن محمد الفزاري المصِّيصي: عن ابن وهب وغيرِهِ، وعنه أحمد بن الحسين الصوفي وإسحاق الختلي وجماعة. قال ابن عدي: يَسرق الحديثَ ويُسوِّي الأسانيد انتهى فقوله يسوِّي الأسانيد أي يَضَعُها. وَوَضْعُ السَّنَد وَضْعٌ، وقد تقدم أنَّ أمره أخفّ مِنْ وضع المتن والله أعلم. أهـ كلامه رحمه الله
ـ[ام صفية]ــــــــ[01 - 04 - 06, 02:25 ص]ـ
بارك الله فيك كفيت ووفيت جواب يشفي العليل ويروي الغليل شكرا لك اخي
ـ[ام صفية]ــــــــ[01 - 04 - 06, 02:25 ص]ـ
بارك الله فيك كفيت ووفيت جواب يشفي العليل ويروي الغليل شكرا لك اخي(12/365)
هل من مجيب؟ متى نأخذ بالحديث الضعيف؟ ونعمل به؟
ـ[أم الزبير]ــــــــ[31 - 03 - 06, 02:07 ص]ـ
متى نأخذ بالحديث الضعيف؟ ونعمل به؟
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[31 - 03 - 06, 02:43 ص]ـ
السلام عليكم
هذا جواب عن سؤالك من شرح شيخنا العثيمين- رحمة الله عليه - لمتن البيقونية
إذاً فلا تجوز رواية الحديث الضعيف إلا بشرط واحد وهو أن يبين ضعفه للناس، فمثلاً إذا روى حديثاً ضعيفاً قال: رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلّم هذا الحديث وهو ضعيف.
واستنثنى بعض العلماء الأحاديث التي تُروى في الترغيب والترهيب، فأجازوا رواية الضعيف منها لكن بأربعة شروط:
1 ـ أن يكون الحديث في الترغيب والترهيب.
2 ـ ألا يكون الضعيف شديداً، فإن كان شديداً فلا تجوز روايته، ولو كان في الترغيب والترهيب.
3 ـ أن يكون الحديث له أصل صحيح ثابت في الكتاب أو السنة، مثاله: لو جاءنا حديث يرغِّب في بر الوالدين، وحديث آخر يرغب في صلاة الجماعة، وآخر يُرغب في قراءة القرآن وكلها أحاديث ضعيفة، ولكن قد ورد في بر الوالدين، وفي صلاة الجماعة، وفي قراءة القرآن أحاديث صحيحة ثابتة في الكتاب والسنة.
4 ـ ألا يعتقد أن النبي صلى الله عليه وسلّم قاله، لأنه لا يجوز أن يعتقد أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال حديثاً إلا إذا كان قد صح عنه ذلك.
ولكن الذي يظهر لي: أن الحديث الضعيف لا تجوز روايته، إلا مبيناً ضعفه مطلقاً، لاسيما بين العامة، لأن العامة متى ما قلت لهم حديثاً، فإنهم سوف يعتقدون أنه حديث صحيح، وأن النبي صلى الله عليه وسلّم قاله.
ولهذا من القواعد المقررة عندهم هو: أن ما قيل في المحراب فهو صواب وهذه القاعدة مقررة عند العامة، فلو تأتي لهم بأكذب حديث على وجه الأرض لصدقوك، ولهذا فالعامة سيصدقونك حتى لو بينت لهم ضعفه، لاسيما في الترغيب والترهيب، فإن العامي لو سمع أي حديث لَحفِظَهُ دون الانتباه لدرجته وصحته.
والحمد لله فإن في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة الصحيحة، ما يغني عن هذه الأحاديث.
والغريب أن بعض الوضَّاعين الذين يكذبون على رسول الله صلى الله عليه وسلّم وضعوا أحاديث النبي صلى الله عليه وسلّم في حثِّ الناس على التمسك بالسنة، وقالوا: إننا لم نكذب على الرسول صلى الله عليه وسلّم، وإنما كذبنا له، والرسول صلى الله عليه وسلّم يقول: «من كذب علّي فليتبوأ مقعده من النار» أما نحن فقد كذبنا له، وهذا تحريف للكلم عن مواضعه، لأنك نسبت إلى الرسول صلى الله عليه وسلّم ما لم يقله، وهذا هو الكذب عليه صراحة، وفي السنة الصحيحة غنى عما كذبت عليه.
* و إذا أردت مزيدا من التفصيل في موضوع العمل بالحديث الضعيف فعليك بمقدمة صحيح الترغيب والترهيب للإمام الألباني رحمه الله فلن تجد مثله في كتاب آخر.
وفقكم الله لكل خير
ـ[راشد الأثري]ــــــــ[31 - 03 - 06, 03:21 ص]ـ
يا أختي هذا الأمر فيه خلاف بين العلماء , و أنا سأنقل لك بعض كلام الشيخ المحدث سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله في كتابه الإعلام بوجوب التثبت في رواية الحديث و حكم العمل بالحديث الضعيف:
أولا يقول: قال غير واحد من أهل الحديث:لا يقال في الحديث الضعيف: قال و نحوها من صيغ الجزم , بل يقال: يروى و جاء , أو: روي وحكي ... و غير ذلك من الصيغ الموضوعة للحديث الضعيف.
وقال الشيخ سليمان باختصار مني وتصرف ما مضمونه: أن الحديث الضعيف لا يعمل به في الأحكام و العقائد على القول الصحيح الذي عليه جمهور أهل العلم.
و قال الشيخ: قد اختلف العلماء رحمهم الله في حكم العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال على ثلاثة أقوال نذكرها على سبيل الإختصار:
القول الأول: يعمل به مطلقا.
و إلى هذا القول ذهب جمهور العلماء منهم:
أحمد في أحد القولين عنه , و سفيان الثوري , و عزي إلى عبدالله بن المبارك , و عبدالرحمن بن مهدي , و سفيان الثوري , و به يقول بن عبدالبر رحمه الله.
القول الثاني: لا يعمل به مطلقا.
و إلى هذا القول ذهب جمع من أهل العلم منهم:
الإمام مسلم رحمه الله , وابن العربي , و الخطابي , و ابن حزم , و أبو شامة رحمه الله.
و ذكر قولا طويلا لشيخ الإسلام بن تيمية فليراجع.
القول الثالث: لا يعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال إلا بشروط:
1 - أن يكون الضعف غير شديد.
2 - أن يكون الحديث الضعيف مندرجا تحت أصل عام.
3 - أنلا يعتقد عند العمل به ثبوته لئلا ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ملم يقله , بل يعتقد الإحتياط.
و لقد نقلت مانقلت بتصرف ...
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[31 - 03 - 06, 03:22 ص]ـ
حكم الاحتجاج والعمل بالحديث الضعيف للشيخ عبدالكريم الخضير http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7130
ـ[ابو بكر المرعى]ــــــــ[02 - 04 - 06, 12:30 ص]ـ
اختى الغاليه هناك كتاب للعلامه عبدالكريم الخضير حفظه الله واطال بعمره-
اسمه حكم الاحتجاج بالحديث الضعيف هذا ان لم اكن انساه اقرأيه
قد تجدنى حاجتك به
¥(12/366)
ـ[محمدالنجار]ــــــــ[14 - 04 - 06, 12:32 ص]ـ
السلام عليكم
فى مقدمة تمام المنه للشيخ الالبانى اجابة شافيه نأمل مراجعتها
الكتاب فى موقع الشيخ الالبانى وكذا فى صيد الفوائد
والسلام عليكم Question(12/367)
مسائل على مستدرك الحاكم ...
ـ[أبو معاذ الشرهان]ــــــــ[31 - 03 - 06, 02:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أضع بين أيديكم بعض المسائل المهمة تتعلق بكتاب (المستدرك على الصحيحين) للإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري رحمه الله.
من درس الشيخ خالد الهويسين .... حفظه الله .... وسأذكرها على شكل نقاط كما هي طريقة الشيخ خالد وفقه الله ....
1 - اسم مصنفه: هو محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن البيّع النيسابوري، المعروف بالحاكم، يُكنى بأبي عبد الله.
2 - من حيث توثيقه: فهو ثقة رحمه نص عليه الحفاظ على رأسهم الخطيب البغدادي، وكذلك وثقه ابن كثير وقال عنه " الإمام المحدث الحافظ ".
3 - سمي بابن البيّع.
4 - نسب إليه التشيع، أو أكثر من ذلك، والصحيح إن كان فيه فهو فيه شيء يسير جداً لا يقدح في عدالته ـ رحمه الله ـ فهو ثقة إمام محدث.
5 - سمي كتابه (المستدرك على الصحيحين) وهو الفائت على الإمامين البخاري ومسلم فاستدركه، وسمي صحيح الحاكم لكونه صحح الأحاديث التي رواها لا لكونه صحيح.
6 - هل الأحاديث التي صححها الحاكم كلها صحيحة؟ الجواب ليس كذلك بل أكثرها ضعيف عند النقد والبحث.
7 - لا يعني أن فيه أحاديث ضعيفة أنه لا يستفاد منه بل كما قال الذهبي: " هو كتاب مفيد ".
8 - إذا أن نقدر جملة الأحاديث الصحيحة فيه فإننا نقول كما قال الذهبي في السيرة: " ربع الكتاب صحيح وحسن وجيد والباقي ما بين ضعيف وأشد.
9 - هل فيه أحاديث موضوعة؟ الجواب: نعم وهي نحو مائة حديث أو تزيد يُحكم عليها بالوضع.
10 - يقول المصنف بعد تخريج الحديث: " هذا الحديث على شرطهما "، فهل هذا صحيح؟ الجواب: ثلث الكتاب نحو ما قال والباقي ليس بصواب.
11 - قد يقول الحاكم ـ رحمه الله ـ بعد تخريجه للحديث: " لم يخرجه " أو " لم يخرجاه "، وهذا في بعض المواضع ليس بصحيح بل وهم منه بل هو موجود في الصحيحين وغيرهما.
يتبع إن شاء الله ....
ـ[عبد الحميد حسن]ــــــــ[01 - 04 - 06, 10:53 ص]ـ
السلام عليكم
شكراً لك
ـ[أبو معاذ الشرهان]ــــــــ[01 - 04 - 06, 02:51 م]ـ
12 - روى الحاكم عن ألفي شيخ وهذا يدل على سعته في الرواية والطلب والإمامة في هذا الفن.
13 - أحاديث الحاكم في مستدركه نحو ثمانية آلاف وثمانمائة وقليل بحسب اختلاف العدّ.
14 - روى الحاكم في مستدركه شيوخه عما يقارب الألف والتسعمائة والسبع والثلاثين رجل.
15 - رجال الحاكم في مستدركه فيهم الثقة والصدوق والضعيف والمجهول وفيهم من لا يُعرف له ترجمة.
16 - كَتَبَ الحاكم مستدركه عن كبر سنّ فقد أملاه وعمره ثلاث وسبعين سنة.
17 - إذا قال الحافظ: " رواه الحاكم وصححه " الغالب أنه في المستدرك.
18 - أكثر الأوهام الحاصلة للحاكم إذا أطلقوها فهي في المستدرك.
19 - لو قيل: ما هي أسباب الوهم في ذلك منه؟ الجواب: لأمور: قيل: أملاه على كبر السنّ قد يكون حصل له وهم في ذلك، وقيل: قد يحصل الوهم من المملى عليه لأنه أملاه من حفظه، وقيل: حصل له تخليط في كون مسلم لم يخرجه أو البخاري وقد خرجاه فحصل له غفلة أو نسيان في ذلك، فقال: " لم يخرجاه " وقيل غير ذلك.
20 - قال بعض الحفاظ ـ رحمهم الله ـ: " لا تغترّ بتصحيح الحاكم، ولا بتحسين الترمذي،
ولا بتوثيق ابن حبّان ".
21 - ذهب بعض العلماء والحفاظ إلى أن الحديث إذا صححه الحاكم ولم نجد له تصحيحاً ولا تضعيفاً للحفاظ قبله فإننا نحكم على الحديث بأنه حديث حسن، وذكر ذلك الحافظ ابن الصلاح، وهذا القول ليس بصواب على الإطلاق فإن هناك أحاديث صححها الحاكم وهي ضعيفة.
ـ[أبو معاذ الشرهان]ــــــــ[02 - 04 - 06, 10:03 م]ـ
22 - إذا قيل: كيف نستطيع أن نعرف رجال الحاكم لأن رجاله يعوز البحث فيهم فيقال: مما يبحث أو يذكر رجال الحاكم كتب منها: تهذيب الكمال للمزي، وتهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر، وتقريب التقريب للحافظ ابن حجر، والسير، وميزان الاعتدال، والمغني في الضعفاء للذهبي، والتاريخ للذهبي، ولسان الميزان، وغيرها.
23 - الحاكم له كتب غير المستدرك كثيرة، قيل أنه صنف خمسمائة جزء ـ والجزء أقل من المجلد ـ منها: المستدرك، ومنها: المدخل إلى معرفة الصحيح، ومنها: كتاب العلل، ومنها: علوم الحديث، وقيل: أنه أول من صنف في علوم الحديث، ومنها: تاريخ النيسابوريين ويقال تاريخ نيسابور، وغيرها.
24 - أكثر من روى عنه في كتبه الحافظ البيهقي.
25 - يوجد حاكم غيره اسمه: الحاكم، فكيف التفريق بينهما؟ بأمور:
أ-إذا أطلق " رواه الحاكم " فالغالب أنه صاحب المستدرك.
ب-ومنها التفريق بينهما بالكنية فالذي بين أيدينا ـ أي صاحب المستدرك ـ أبي عبد الله، والآخر أبي أحمد.
ج- ومنها أن أبا أحمد الحاكم شيخ لأبي عبد الله الحاكم.
د-ومنها أن أبا أحمد الحاكم إذا قالوا: " رواه الحاكم في كتابه " رواه الحاكم في شعار أصحاب الحديث فالمراد أبي أحمد.
26 ـ جملة ما يقال في الحاكم ـ رحمه الله ـ: أمور:
أ-أنه ثقة
ب-أنه حافظ محدّث.
ج-أن له معرفة بالصناعة الحديثية.
د-أنه حصل له أوهام وأغلاط ولا سيّما في مستدركه قال الذهبي: " فيه غرائب وعجائب ".
ه-لا يعتمد تصحيحه على الإطلاق وإنما يستأنس به.
و-توفي ـ رحمه ـ ما يقارب سنة 405هـ في أول القرن الخامس.
أملاه فضيلة الشيخ: خالد بن عبد العزيز الهويسين
في شهر ذي القعدة لعام 1424هـ
في جامع حي النهضة الغربي
كتبه / علي بن أحمد الشراحيلي ....
هذا ماتيسر ... وأسأل الله عز وجل أن ينفع به ...
¥(12/368)
ـ[أبو معاذ الشرهان]ــــــــ[02 - 04 - 06, 10:11 م]ـ
السلام عليكم
شكراً لك
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
وشكراً لك.
ـ[أبوصالح]ــــــــ[05 - 04 - 06, 04:05 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي أبو معاذ، وجزى الله الشيخ خالد الهويسين خير الجزاء ..
ـ[أبوصالح]ــــــــ[05 - 04 - 06, 05:59 م]ـ
وهذه قواعد وضوابط كنتُ قد قيدتها من كلام الحاكم رحمه الله في مستدركه، إذ أنه رحمه الله كان كثيراً ما يعلق ببعض القواعد التي في غير مظآنها وهي نفيسة جداً:
الإحالة: على نسخة المشكاة.
تفسير معنى كلام محمد بن يعقوب الحافظ في ترك الاحتجاج بصفوان بن عسال:
(20)
لا أعلم خلافا بين أكثر أئمة أهل النقل في عدالة بهز بن حكيم و أنه يجمع حديثه: (142)
حجاج بن قمري شيخ من أهل مصر: ثقة مأمون و لعلهما أعرضا عن إخراجه بأن الثوري أعضله. (152)
لا يحفظ لعبيد الله عن يونس بن عبيد غير حديث الإمارة (166).
إدخال الأصبع في الأذنين والاستدارة في الأذان سنتان مسنونتان (726)
سنة غريبة لا أعرف لها إسنادا (736)
مذهب زائدة أنه لا يحدث إلا عن الثقات (765)
فيه سنة عزيزة وهو أن يقف المأموم حتى يكبر الامام ولا يكبر معه (779)
سجود الصحابة للتلاوة لسجود رسول الله صلى الله عليه وسلم خارج الصلاة سنة عزيزة (808)
لا أعلم في سجدة الشكر أصح من هذا الحديث (810)
الشيخان يشترطان العزيز في جامعيهما (891)
بقية بن الوليد فإنه إذا روى عن المشهورين فإنه مأمون مقبول (1008)
قاعدة في الزجر عن الجمع بلا عذر (1020)
حديث متداول بين الفقهاء (1104)
الزيادة من الثقة أولى من الإرسال (1192)
الاستدلال بصحة الحديث من جريان العمل به (1196)
تعليم الحديث لا يعني الحكم بصحة إسناده (1197)
لا أعلم في توجه المحتضر الى القبلة غير هذا الحديث (1305)
سنة غريبة في إباحة صلاة النساء على الجنائز (1350)
قال شعبة اكتبوا عن الأشراف فإنهم لا يكذبون (1377)
إرسال مالك هو كالكلام في وصله (1481)
الامام مالك محكم في كل مايرويه من الحديث إذ لم يوجد في رواياته إلا الصحيح خصوصاً في حديث أهل المدينة (2267)
نسيان الثقة للحافظ بعد تحديثه له، لا يطعن في صحته (2709)
الصحابي إذا فسّر الاية فإنه مسند عند الشيخان (3317)
إذا كثرت الروايات في الحديث ظهر أن للحديث أصلا (3592)
كان يعجبهم أن يجدوا الفضائل من رواية أحمد بن حنبل رضى الله تعالى عنه (4652)
كلام جميل في أبي هريرة رضي الله عنه وحرصه على الرواية ممن هم دونه حرصاً على الطلب (6176)
بارك الله فيكم
إذا كان هناك من نصحٍ أو إرشاد، فلا تتردد.
ـ[أبو معاذ الشرهان]ــــــــ[06 - 04 - 06, 04:31 م]ـ
جزاك الله خيراً ... أخي أبو صالح
وأسأل الله أن ينفع بكم ....
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[06 - 04 - 06, 06:27 م]ـ
اسأل الله ان لا يحرمكم الاجر كلام طيب ووفقك الشيخ واخواني الكرام الى الخير في الدنيا والاخره(12/369)
عاجل: كتاب الجامع لسفيان بن عيينة أين أجده؟
ـ[مختاري]ــــــــ[31 - 03 - 06, 03:43 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام
من يدلني على كتاب الجامع ل سفيان بن عيينة
هل هو مخطوط أم مطبوع؟ أين أجده
أفيدونا بارك الله فيكم
من له معلومات حول هذا الكتاب أرجوا منه أن يخبرني في أقرب وقت على هذا العنوان
mokhtari_nadori_casa_rif@hotmail.com
*********************************
اللهم ارزقني زوجة صالحة تعينني على أمر الدين والدنيا
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[31 - 03 - 06, 03:10 م]ـ
لا يعلم عنه خبر، ولا يدرى له أثر، إلا في كتب الفهارس!!
هذا مبلغ علمي.(12/370)
لماذا قَطَّعَ الإمام أحمد هذه الجملة من الحديث
ـ[جامع السنة النبوية]ــــــــ[31 - 03 - 06, 04:51 م]ـ
(حم طب)، عَنْ ذِي مِخْمَرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَانَ هَذَا الْأَمْرُ فِي حِمْيَرَ , فَنَزَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُمْ فَجَعَلَهُ فِي قُرَيْشٍ , وَ سَ يَ عُ و دُ إِ لَ يْ هِ مْ " , قال عبد الله بن الإمام أحمد: كَذَا كَانَ فِي كِتَابِ أَبِي مُقَطَّعًا , وَحَيْثُ حَدَّثَنَا بِهِ تَكَلَّمَ عَلَى الِاسْتِوَاءِ.
(مسند احمد): 16873 وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده جيد
صَحِيحُ الْجَامِع: 4463
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[01 - 04 - 06, 05:11 م]ـ
ذكر في مجمع الزوائد ما نصه:
8984 - وعن ذي مخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كان هذا الأمر في حمير فنزعه الله منهم فجعله في قريش وفي وس ي ع و د إ ل ي ه م
قال عبد الله: كذا هو في كتاب أبي مقطع وحيث حدثنا به تكلم به على الاستواء
رواه أحمد والطبراني باختصار الحروف ورجالهم ثقات.
المفهوم من كلام الامام عبد الله ابن الامام أحمد رحمهم الله تعالى: أنه لا يعلم علة التقطيع ... وهو أثبت ما جاء في كتاب أبيه.
والحديث مذكور كتاب ((الفتح الرباني لترتيب مسند الامام أحمد الشيباني)) (23/ 10).
ولم يعلق عليه, فراجعه هناك.
والله تعالى أعلم
ـ[جامع السنة النبوية]ــــــــ[04 - 04 - 06, 08:01 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي بلال
لكنني أرجو من بقية الإخوة أن يساعدوني بإيجاد جواب شاف على هذه المسألة
فقد ذهب وَهَلي عندما قرأت الحديث لأول مرة ورأيت جملة: (وسيعود إليهم) وردت بهذه الصيغة: (و س ي ع و د إ ل ي ه م)
فقلت: لأن الحديث يدل على شيء غيبي سيحدث بعد فترة من الزمان فربما كان الأمر متعلقا بحساب الجُمَل
لكنني عندما رجعت لحساب الجمل وجدت بأن مجموع الحروف الناتج من الجملة رقم كبير تجاوز الألفين ونيف
فلذلك أحببت أن أستفيد منكم لمعرفة معنى تقطيع الإمام أحمد لهذه الجملة بالذات من الحديث دون غيرها , هذا أولًا
وثانيا: ما معنى قول ابنه عبد الله: (وَحَيْثُ حَدَّثَنَا بِهِ تَكَلَّمَ عَلَى الِاسْتِوَاءِ) ,
لأن معرفة معنى كلام الإمام أحمد عن الإستواء قد يكون له مدلول يساهم في معرفة سبب تقطيع هذه الجملة من الحديث
رجاء من كل من يعلم سبب تقطيع الحديث ومعنى تعليق عبد الله بن الإمام أحمد أن يساعدنا
ولكم جزيل الشكر والتقدير
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[04 - 04 - 06, 10:49 م]ـ
وثانيا: ما معنى قول ابنه عبد الله: (وَحَيْثُ حَدَّثَنَا بِهِ تَكَلَّمَ عَلَى الِاسْتِوَاءِ) ,
بيّن معنى هذه الجملة ابن كثير:
البداية والنهاية ج2/ص158
وقال الإمام أحمد حدثنا أبو المغيرة عن جرير حدثني راشد بن سعد المقراي عن أبي حي عن ذي فجر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (كان هذا الأمر في حمير فنزعه الله منهم فجعله في قريش) قال قال عبدالملك: كان هذا في كتاب أبي وحيث حدثنا به تكلم به على الاستواء. يعني: وسيعود اليهم.
انتهى كلام ابن كثير
الاستواء = أي: حدثهم بدون تقطيع، بخلاف الكتاب.
ولا زال سبب التقطيع في الكتاب غامضاً؟
ـ[الألوسي]ــــــــ[08 - 04 - 06, 01:54 ص]ـ
ذكر نشوان الحميري في خلاصة السير الجامعة:
" ثم إنَّ تبعا بشّر حمير بأن الملك سيعود إليه بعد أنْ يصير إلى قريش، ويعيده الله إليها على يدي رجل من ولد قحطان اسمه على ثلاثة أحرف يجمع الله له الأرض ويدعو إلى سبحانه
وذلك عند انقضاء ملك قريش، فإنَّ ملكها ليغرب قبل انقضاء الساعة
وذلك إذا اختلف قريش في ذات بينها، فعند ذلك يخرج عيسى بن مريم
عليه السلام على الحرمين، وعند ذلك يخرج ذلك الرجل من ولد قحطان .. "
ذكر الحروف لم يرد في هذا الخبر الذي لا يُعوّل عليه , لكني أحببت أن أسوقه لاندراجه تحت موضوع ملك قريش وحمير
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[25 - 08 - 09, 03:54 ص]ـ
الجواب عندي:
وجد بظفار في اليمن حجر أسود مكتوب فيه بالقلم الأول وهو المسند:
يوم شيدت ظفار قيل لمن أنت؟؟ فقالت: لحمير الأخيار (قال الجهني: ملك التبابعة وقد انقضى)
ثم سيلت من بعد ذأك؟؟ فقالت: إن ملكي للأحْبُش الأشرار (قال الجهني: ملك الحبشة لليمن وقد انقضى)
ثم سيلت مَنْ بعد ذاك؟؟ فقالت: إن ملكي لفارس الأحرار (قال الجهني: ملك الأبناء لليمن وقد انقضى)
ثم سيلت ما بعد ذاك؟؟ فقالت: إن ملكي إلى قريش التجار (قال الجهني: نبوة وملك محمد صلى الله عليه وهو اليوم)
ثم سيلت ما بعد ذاك؟؟ فقالت: إن ملكي لحمير وصحار (قال الجهني: ملك القحطاني ولم يأتي بعد)
وقليلا ما يلبث القومُ فيها منذ شيدت مشيدها للبوار (قال الجهني: بداية علامات الساعة الكبرى ولم تاتي)
من أسودٍ يلقيهمُ البحر فيها تشعل النار في أعالي الديار (قال الجهني: النار التي تحشر الناس من اليمن ولم تاتي)(12/371)
ما وجه الجمع بين هذه الأحاديث؟
ـ[أحمد محمد الشيوي]ــــــــ[01 - 04 - 06, 12:55 ص]ـ
ما وجه الجمع بين هذه الأحاديث
" آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن: من أنت؟!
فأقول: محمد، فيقول: بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك"
وأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رأى في الدنيا أناسا في الجنة و أناسا في النار كما في أحاديث كثيرة.
فهل عندما يفتح للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - باب الجنة هل يكون في الجنة أحد أم لا؟
وهل الآن في الدنيا أناس في الجنة و أناس في النار أم هذا لبعض الناس والبقية في حياة البرزخ لم يدخلوا الجنة أو النار بعد أم ماذا؟
أرجو ان تجمعوا بين الأدلة وتوضحوا هذه المسألة؟
وجزاكم الله خيرا ...
ـ[أحمد محمد الشيوي]ــــــــ[02 - 04 - 06, 01:21 ص]ـ
للرفع
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[02 - 04 - 06, 11:26 ص]ـ
الظاهر من الأحاديث ... أن الشهداء يدخلون الجنة بأرواحهم ... والرسول عليه الصلاة والسلام أول من يدخل الجنة في الصورة البشرية ... وهو أول من يدخل الجنة بعد الحشر والحساب أيضاً.
والله أعلم(12/372)
مساعدة من فضلكم هل يوجد دراسات للمتقدمين عن الحديث المعضل والمنقطع
ـ[الطالبة]ــــــــ[01 - 04 - 06, 06:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
عضوة جديدة أسأل الله لي ولكم النفع والفائدة ...
هل يوجد دراسات للمتقدمين عن الحديث المعضل والمنقطع ..
أرجو تزويدي بأسماء الدراسات إن وجدت ..
وجزاكم الله خيراً.
ـ[الطالبة]ــــــــ[02 - 04 - 06, 12:35 ص]ـ
أرجو الرد ياإخواني وأخواتي بالإيجاب أو الرفض وجزاكم الله خيراً(12/373)
أين أجد ردود أهل العلم في الرد على شبهات المستشرقين ومن نهج نهجهم من أبناء جلدتنا
ـ[بو عبد الهادي]ــــــــ[01 - 04 - 06, 10:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أين أجد ردود أهل العلم في الرد على شبهات المستشرقين ومن نهج نهجهم من أبناء جلدتنا حول السنة النبوية الشريفة, وخاصة رد أحاديث الآحاد وأحاديث الحدود؟!
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبد الرحمن الناصر]ــــــــ[07 - 04 - 06, 02:56 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم
هنا كتاب
دفع شبهات المستشرقين حول السنة
المؤلف أحمد محمد بوقرين
ويمكنك تحميله من هذا الرابط
http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=32&book=1889&PHPSESSID=f2ba1f683561275a7a6d7f72313f7185
وألّف محمد محمد أبو شهبة رحمه الله " دفاع عن السنة وردّ شبه المستشرقين والكتاب المعاصرين "
__________________________________
وانظر هنا
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3653
وفيه بحث مهم يتضمن:
الفصل الأول في ثلاثة مباحث
المبحث الأول في ضرورة اعتماد السنة لسلامة فهم القرآن.
المبحث الثاني في إبراز شيء من دفاع أهل العلم عن السنة.
المبحث الثالث في حكم منكر السنة.
الفصل الثاني في شبه فرقة القرآنيين منكري السنة في شبه القارة الهندية والرد عليها، وهي ثماني شبه.
______________
وانظر هنا ... أيضا
http://www.islamweb.net/ver2/archive/readArt.php?lang=A&id=64508
_____________
وهنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=36380
ـ[كريم أحمد]ــــــــ[11 - 04 - 06, 08:45 ص]ـ
كتاب: السنة و مكانتها في التشريع الإسلامي لمصطفى السباعي , و الله أعلم
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[12 - 04 - 06, 07:46 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أين أجد ردود أهل العلم في الرد على شبهات المستشرقين ومن نهج نهجهم من أبناء جلدتنا حول السنة النبوية الشريفة, وخاصة رد أحاديث الآحاد وأحاديث الحدود؟!
وجزاكم الله خيرا
اللون الأحمر أقدم من المستشرقين, ردها بعض ممنى يسمى الكبار من مايسمى علماء الإسلام في القرن الرابع والخامس والسادس وحتى الآن.
المستشرقون ليس من ابتدع هذا الأمر, بل مقلدون لبعض الطوائف المنحرفة قديماً جداً جداً.
فلنكن أكثر دقة.
ـ[على بن محمد كمال]ــــــــ[28 - 08 - 06, 01:47 ص]ـ
هناك كتاب حجية خبر الأحاد للعلامة الألبانى رحمة الله و كذلك للشيخ ربيع المدخلى و كتاب دفاع عن السنة المطهرة للشيخ على حشيش حفظة الله و لة أيضا كتاب تنزية الداعية عن القصص الواهية.
السنة سفينة نوح من ركبها فقد نجا
ـ[عبدالمجيد الغيث]ــــــــ[29 - 08 - 06, 08:47 م]ـ
وهذا موقع جديد وقد يفيدك في هذا الباب
http://www.acwsinfo.com/
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[30 - 08 - 06, 01:21 ص]ـ
أخبار الآحاد في الحديث النبوي - عبد الله الجبرين
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/262.zip
رد خبر الواحد حقيقته، وحكمه , وأثره في الفقه الإسلامي - ترحيب بن ربيعان الدوسري
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/alwahed.zip
كتابات أعداء الإسلام حول السنة ومناقشتها - عماد السيد الشربيني (هام)
http://www.saaid.net/book/7/1115.zip
رد شبهات حول عصمة النبي في ضوء السنة النبوية الشريفة - عماد السيد الشربيني
http://www.saaid.net/book/7/1114.zip
عدالة الصحابة رضي الله عنهم في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية ودفع الشبهات - عماد السيد الشربيني
http://www.saaid.net/book/7/1113.zip
حجية خبر الآحاد في العقائد والأحكام - ربيع بن هادي المدخلي
http://www.saaid.net/book/3/699.zip
شبهات القرآنيين حول السنة النبوية - محمود محمد مزروعة
http://saaid.net/book/2/590.zip
شبهات القرآنيين - عثمان بن معلم محمود
http://saaid.net/book/2/591.zip
وجوب الأخذ بحديث الآحاد في العقيدة والرد على شبه المخالفين - محمد ناصر الدين الألباني
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=21&book=468
الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام - محمد ناصر الدين الألباني
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=21&book=189
السنة ومكانتها في التشريع - مصطفى السباعي
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=13&book=43
دفاع عن السنة ورد شبه المستشرقين والكتاب المعاصرين - محمد أبو شهبة، ويليه الرد على من ينكر حجية السنة - عبد الغني عبد الخالق
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=20&book=258
ـ[مشعل الحربي]ــــــــ[02 - 09 - 06, 12:49 م]ـ
هناك رسالة داكتوراه من تأليف الدكتور حاكم المطيري استاذ الحديث في جامعة الكويت تحت عنوان ((شبهات المستشرقين حول السنة والرد عليها))
ـ[شتا العربي]ــــــــ[23 - 10 - 09, 12:57 ص]ـ
كتابات أعداء الإسلام حول السنة ومناقشتها - عماد السيد الشربيني (هام)
http://www.saaid.net/book/7/1115.zip
رد شبهات حول عصمة النبي في ضوء السنة النبوية الشريفة - عماد السيد الشربيني
http://www.saaid.net/book/7/1114.zip
عدالة الصحابة رضي الله عنهم في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية ودفع الشبهات - عماد السيد الشربيني
http://www.saaid.net/book/7/1113.zip
السلام عليكم
رجاء التكرم بتوفير الكتاب الأول خاصة مصورا بي دي إف وسائر كتب هذا الدكتور(12/374)
سؤال عن قول ابن دقيق العيد عن اعتراف الراوى بوضع الحديث
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[02 - 04 - 06, 08:25 م]ـ
نقل الشيخ سعد الحميد عن ابن دقيق العيد رحمه الله قوله: أنه إن وجدنا حديثا , إعترف أحد رواته بوضعه , و الراوى هذا معروف بالكذب , فإننا لا نستطيع أن نجزم أن بصحة قول هذا الكذاب لوضعه للحديث , لأنه قد عهد منه الكذب , فلا يستبعد أن يكون كاذبا فى قوله هذا ..
و قال الشيخ أن الذهبى قال عن قول ابن دقيق العيد هذا أنه من السفسطة , كما أنه يستلزم عدم قبول اعتراف الزانى على نفسه إن صرح بذلك لأنه فاسق , فخبره مردود , و هذا خلاف ما قرره الشرع من اعتبار شهادة الزانى على نفسه ..
و قال الشيخ أن بعض من دافع عن ابن دقيق العيد ذكر أنه لم يقصد نفى الجزم أن الحديث موضوع , و لكن نفى الجزم أن الرجل هو واضع الحديث ...
فعندى هنا سؤالين:
الأول: أى القولين يقصد الإمام ابن دقيق العيد بكلامه؟ هل هو نفى الجزم بوضع الحديث أصلا , أم نفى الجزم بأن واضع الحديث هو هذا الوضاع الذى اعترف على نفسه؟
الثانى: هل يسلم للإمام الذهبى اعتراضه المذكور , وقياسه الأمر على اعتراف الزانى؟ ألا يقال أن الفارق واضح بين إعتراف واضع الحديث بوضعه , و بين اعتراف الزانى بالزنا , إذ أنه يصعب جدا أن يعترف الرجل على نفسه بالزنا و هو لم يزنى مع علمه بما سيناله من ضرر (جلد أو رجم) نتيجة لإعترافه بالجريمة , و ليس ثمة نفع يعود عليه من إدعائه هذا الأمر و لم يفعله , بخلاف واضع الحديث , فإنه لهدف أو لآخر قد يريد إسقاط هذا الحديث الذى رواه , فيكذب و يقول أنه من وضعه و لو كان صحيحا ... ؟
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[03 - 04 - 06, 12:22 ص]ـ
أخي خطاب وفقه الله
هذا كلام الذهبي في الموقظة:
(======= وقال شيخنا ابن دقيق العيد: إقرارا الراوي بالوضع، في رده , ليس بقاطع في كونه موضوعاً, لجواز أن يكذب في الإقرار)
و هذا نص كتاب الاقتراح: (وقد ذكر فيه إقرار الراوي بالوضع، وهذا كاف في ردِّه، لكن ليس بقاطع في كونه موضوعا، لجواز أن يكذب في هذا الإقرار بعينه)
قلت_ أي الذهبي _: هذا فيه بعض مافيه , ونحن لو افتتحنا باب التجويز والاحتمال البعيد لوقعنا في الوسوسة والسفسطة
نعم كثيرٌ من الأحاديث التي وُسِمَتْ بالوضع، لا دليلَ على وضعها، كما أنَّ كثيراً من الموضوعاتِ لا نرتابُ في كونها موضوعة) ا. هـ
و هذا توجيه ابن حجر لكلام ابن دقيق العيد وأنه لا إشكال فيه
قال في النكت (2/ 840)
((كلام ابن دقيق ظاهر في أنه لا يستشكل الحكم، لأن الأحكام لا يشترط فيها القطعيات، ولم يقل أحد إنه يقطع بكون الحديث موضوعا بمجرد الإقرار، إلاَّ أن إقرار الواضع بأنه وضع يقتضي موجب الحكم العمل بقوله، وإنما نفى ابن دقيق العيد القطع بكون الحديث موضوعا بمجرد إقرار الراوي بأنه وضعه فقط، فلم يتعرض لتعليل ذلك ولم يعلل بأنه لا يلزم العمل بقوله بعد اعترافه، لأنه لا مانع من العمل بذلك، لأن اعترافه بذلك يوجب ثبوت فسقه؛ وثبوت فسقه لا يمنع العمل بموجب إقراره كالقاتل مثلا إذا اعترف بالقتل عمدا من غير تأويل، فإن ذلك يوجب فسقه ومع ذلك فنقتله عملا بموجب إقراره مع احتمال كونه في باطن الأمر كاذبا في ذلك الإقرار بعينه ... )).
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[03 - 04 - 06, 02:27 ص]ـ
أحسن الله إليك يا شيخ خالد ..
زال الإشكال و لله الحمد ...(12/375)
فائدة نفيسة في تراجم الإمام البخاري لصحيحه
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[03 - 04 - 06, 01:58 م]ـ
فقه البخاري في تراجمه
عبارةٌ تناقلتها ألسنة العلماء والمحدثين كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله (2)، وهذه المقولة أشبه ما تكون بما نقله العلامة المُحدِّث ناصر الدين أحمد بن محمد الإسكندري المعروف بابن المُنيِّر الكبير (1) في كتابه (المتوارى ص: 5) سمعت جدِّي يقول: " كتابان فقههما في تراجمهما: كتاب البخاري في الحديث، وكتاب سيبويه في النحو " ولعلَّ السرَّ في ذلك ما ذكره الحافظ رحمه الله حين قال عن تراجم أبواب الصحيح: ( ..... التي حيَّرت الأفكار، وأدهشت العقول والأبصار. وإنما بلغت هذه الرُّتبة، وفازت بهذه الحظوة لسببٍ عظيم أوجب عظمها، وهو ما رواه أبو أحمد بن عدي عن عبد القدُّوس بن همَّام قال: شهدت عدَّة مشايخ يقولون: " حوَّل البخاري تراجم جامعه - يعني بيَّضها - بين قبر النَّبيِّ ? ومنبره، وكان يُصلِّي لكلِّ ترجمةٍ ركعتين ").
ومن خلال مطالعتي لصحيح البخاري وشرحه فتح الباري وقفتُ على تسعة أبوابٍ كرَّر البخاري ذكرها في صحيحه إما في مواضع متحدة أو مختلفة لا أعلم أنَّ أحداً جمع ذلك من قبل لندرته في الصحيح وخفائه؛ لذا بذلت وسعي في إبراز ما تكرَّر من تراجم وأبواب، وضمَّنتها بعض النقولات القصيرة للحافظ ابن حجر رحمه الله وأردفتها بتعليقات يسيرة.
فدونَك ما وقفتُ عليه، ولا أدَّعي أنني سبرت تراجم الصحيح كلها ولكنَّ هذا جهدُ المقل، وأسأل المولى أن يجدد النَّشاط ويبعث في النفس الهمَّة لإحصاء ما تكرَّر في هذا الصحيح من تبويب طلباً للأجر العميم وخدمةً لهذا السفر العظيم.
وقبل أن أشرع في ذكر ذلك تجدر الإشارة إلى أن الحافظ ابن حجر رحمه الله رمز لهذا الأمر في ثنايا شرحه للأحاديث ذات الأرقام التَّالية: (389، 1658، من 2573 إلى 2579، 5757، 5766، 5770 6362، من 6364 إلى 6366)
1 - التبويب: باب الصلاة إذا قدم من السفر
ورد هذا التبويب في موضعين:
الموضع الأول: كتاب الصلاة (8) باب رقم (59)
الموضع الثاني: كتاب الجهاد والسير (56) باب رقم (198)
- قلتُ: ولم يُشِرِ الحافظُ إلى وقوع التكرار في هذا التَّبويب
2 - التبويب: باب إذا لم يُتِمَّ السُّجُودَ
ورد هذا التبويب في موضعين:
الموضع الأوَّل: كتاب الصَّلاة (8) باب رقم (26)
الموضع الثَّاني: كتاب الأذان (10) باب رقم (132)
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الموضع الأوَّل: " قوله: (باب إذا لم يتم السجود) كذا وقع عند أكثر الرُّواة هذه التَّرجمة وحديث حذيفة فيها والتَّرجمة التي بعدها وحديث ابن بحينة فيها موصولاً ومعلَّقاً، ووقعتا عند الأصيلي قبل (باب الصَّلاة في النِّعال) ولم يقع عند المستملي شيءٌ من ذلك وهو الصَّواب؛ لأنَّ جميع ذلك سيأتي في مكانه اللائق به، وهو أبواب صفة الصَّلاة. ولولا أنَّه ليس من عادة المصنف إعادةُ الترجمةِ وحديثِها معاً لكان يمكن أن يقال مناسبةُ الترجمةِ الأولى لأبواب ستر العورة الإشارةُ إلى أنَّ من ترك شرطاً لا تصحُّ صلاتُه كمن ترك ركناً. ومناسبةُ الترجمةِ الثَّانية الإشارةُ إلى أنَّ المجافاة في السُّجُود لا تستلزم عدم ستر العورة فلا تكون مبطلة للصَّلاة، وفي الجملة إعادةُ هاتين التَّرجمتين هنا وفي أبواب السُّجود الحملُ فيه عندي على النُّسَّاخ بدليل سلامة رواية المستملي من ذلك وهو أحفظهم ".
- قلتُ: يشير الحافظ ابن حجر بهذا الكلام إلى ترجيح رواية المستملي على روايتي السرخسي والكشميهني وعليه فلا تكرار لا للترجمة ولا للحديث كما يرجح عدم ذكر الترجمةِ التي تليها وهي (باب يبدي ضبعيه ويجافي في السُّجود) وحديثِ مالك بن بحينة الموصول والمعلَّق الذي احتوته هذه الترجمة.
- وأما قوله: " ولولا أنَّه ليس من عادة المصنف إعادةُ الترجمةِ وحديثِها معاً " من كلامه السَّابق؛ فإنَّه مشعرٌ بأنَّ تكرارَ البخاري لتراجم صحيحه ليس بعادة له.
3 - التبويب: باب القائلة بعد الجمعة
ورد هذا التبويب في موضعين:
الموضع الأوَّل: كتاب الجمعة (11) باب رقم (41)
الموضع الثَّاني: كتاب الاستئذان (79) باب رقم (39)
- قلتُ: ولم يُشِرِ الحافظُ إلى وقوع التكرار في هذا التَّبويب
¥(12/376)
4 - التبويب: باب التعوذ من عذاب القبر
ورد هذا التبويب في موضعين:
الموضع الأوَّل: كتاب الجنائز (23) باب رقم (87)
الموضع الثَّاني: كتاب الدعوات (80) باب رقم (37)
قال الحافظ رحمه الله في الموضع الثَّاني: قوله: (باب التعوذ من عذاب القبر) تقدَّم الكلام عليه في أواخر كتاب الجنائز.
- قلتُ: وفي كلامه إشارة مقصودة لتكرار التبويب في الموضعين.
5 - التبويب: باب صوم يوم عرفة
ورد هذا التبويب في موضعين:
الموضع الأوَّل: كتاب الحج (25) باب رقم (85)
الموضع الثَّاني: كتاب الصوم (30) باب رقم (65)
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الموضع الأوَّل: " وسيأتي الكلام عليه في كتاب الصيَّام مستوفى إن شاء الله تعالى، وترجم له بنظير هذه الترجمة سواء "
- قلتُ: وفي كلامه إشارة مقصودة لتكرار التبويب في الموضعين.
6 - التبويب: باب قبول الهدية
ورد هذا التبويب في موضعين:
الموضع الأوَّل: كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها (51) باب رقم (6)
الموضع الثَّاني: كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها أيضاً (51) باب رقم (7)
قال ابن حجر رحمه الله في شرحه للموضع الأوَّل: ((كذا ثبت لأبي ذر، وسقطت هذه الترجمة هنا لغيره وهو الصواب.))
وقال في شرحه للموضع الثَّاني: " كذا لأبي ذر وهو تكرار بغير فائدة، وهذه الترجمة بالنسبة الى ترجمة قبول الهدية الصيد من العام بعد الخاص، ووقع عند النسفي (باب من قبل الهدية) ".
7 - التبويب: باب السحر
ورد هذا التبويب في موضعين:
الموضع الأوَّل: كتاب الطِّب (76) باب رقم (47)
الموضع الثَّاني: كتاب الطِّب أيضاً (76) باب رقم (50)
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الموضع الثَّاني: ((كذا وقع هنا للكثير، وسقط لبعضهم، وعليه جرى ابن بطال والإسماعيلي وغيرهما، وهو الصواب لأن الترجمة قد تقدمت بعينها قبل بابين ولا يعهد ذلك للبخاري إلا نادرا عند بعض دون البعض)).
8 - التبويب: باب لا هامة
ورد هذا التبويب في موضعين:
الموضع الأوَّل: كتاب الطِّب (76) باب رقم (45)
الموضع الثَّاني:كتاب الطِّب أيضاً (76) باب رقم (53)
قال الحافظ رحمه الله في الموضع الأوَّل: ((كذا للجميع، وذكر فيه حديث أبي هريرة (لاعدوى ولا طيرة ولاهامة ولاصفر) ثم ترجم بعد سبعة أبواب (باب لاهامة) وذكرفيه الحديث المذكور مطولا وليس فيه (ولا طيرة) وهذا من توارد ما اتفق له أن يترجم للحديث في موضعين بلفظ واحد، وسأذكر شرح الهامة في الموضع الثاني إن شاء الله تعالى، ثم ظهر لي أنه أشار بتكرار هذه الترجمة إلى الخلاف في تفسير الهامة كما سيأتي بيانه)).
وقال رحمه الله تعالى في الموضع الثَّاني: ((ولعل المؤلف ترجم (لا هامة) مرتين بالنظر لهذين التفسيرين والله أعلم)).
- قلتُ: وفي كلامه إشارة مقصودة لتكرار التبويب في الموضعين.
9 - التبويب: باب التَّعوذ من الفتن ورد هذا التبويب في موضعين:
الموضع الأوَّل: كتاب الدعوات (80) باب رقم (35)
الموضع الثَّاني: كتاب الفتن (92) باب رقم (15)
قال الحافظ رحمه الله في الموضع الأوَّل: ((ستأتي هذه الترجمه وحديثها في كتاب الفتن)).
- قلتُ: وفي كلامه إشارة مقصودة لتكرار التبويب في الموضعين.
والله أعلم وأحكم، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّد
كتبه: موسى بن عوض الزُّبيدي
صبيحة يوم السَّبت
21/ 8 / 1426 هـ
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[03 - 04 - 06, 04:04 م]ـ
نسيت أن أضع الحواشي:
(1) ليس الزَّين بن المنيِّر المشهور
(2) هدي السَّاري ص: 9
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[03 - 04 - 06, 07:37 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[04 - 04 - 06, 01:58 ص]ـ
مرحبا بكم في هذه النفيسة
التي زاد من نفاستها وجود أمثالك
آمل منك اسداء توجيهاتك الرشيدة
وآرائك السديدة على هذا المقال
ـ[المسيطير]ــــــــ[18 - 12 - 06, 06:02 ص]ـ
جزاك الله خيرا، وأسأل الله تعالى أن يبارك فيكم، وفي جهودكم.
لاحرمنا الله منكم.
وبانتظار المزيد.
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[18 - 12 - 06, 07:47 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ولكى تتم الفائدة _وهى تامة إن شاء الله _ فليعمل كل واحد منا فكره فى بيان السبب الذى كرر من أجله أبو عبدالله محمد بن إسماعيل هذه الأبواب ووجه إدخالها فى الكتاب الذى أدخلت فيه
ولا يقال هو من صنيع النساخ فالإشتغال به تكلف
لأن الأصل على خلاف ذلك وإنما يلجأ إليه عند العجز عن إبداء وجه المناسبة
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[18 - 12 - 06, 01:07 م]ـ
السلام عليكم
الفائدة على ملف وورد ...
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[19 - 12 - 06, 01:46 ص]ـ
أشكر الشيخ الحبيب: سامي المسيطير على رفع الموضوع.
كما أثني بالشكر للأخوين المباركين (أمجد الفلسطيني، بلال خنفر) على مرورهما وتعقيبهما.
ولكي تتم الفائدة _وهى تامة إن شاء الله _ فليعمل كل واحد منا فكره فى بيان السبب الذى كرر من أجله أبو عبدالله محمد بن إسماعيل هذه الأبواب ووجه إدخالها فى الكتاب الذى أدخلت فيه.
الحافظ ابن حجر رحمه الله كفانا هذا الأمر في الموضعين الثاني (2 - التبويب: باب إذا لم يُتِمَّ السُّجُودَ)، والثامن (8 - التبويب: باب لا هامة)، ولا أقول هذا الكلام تعطيلاً وإلغاءً لإعمال فكرنا ولكن لنسخره في السبعة الباقية.
¥(12/377)
ـ[معمر الشرقي]ــــــــ[27 - 12 - 06, 01:21 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو مسلم الأثري]ــــــــ[08 - 01 - 07, 01:30 ص]ـ
جزاكم الله خيرا واحسن اليكم
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[08 - 01 - 07, 06:55 م]ـ
معمر الشرقي، أبو مسلم الأثري
شاكرٌ لكم المرورَ والدَّعاء
ـ[أبو أسامة ابن سعد]ــــــــ[09 - 01 - 07, 03:45 ص]ـ
جزاك الله خيرا, وسددك.
ـ[أبو إلياس السلفي]ــــــــ[03 - 02 - 07, 05:11 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[الباحث]ــــــــ[04 - 02 - 07, 07:31 ص]ـ
موضوع نفيس نسأل الله الأجر لصاحبه.
بارك الله فيك أخي الفاضل.
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[09 - 02 - 07, 12:04 ص]ـ
إخواني وأحبابي الكرام:
أبو أسامة ابن سعد، محمد حامد الفيومى، الباحث
شاكرٌ لكم المرورَ والدَّعاء
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[12 - 02 - 07, 05:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الى الأخ الفاضل أبو ثابت ... راجع الأخ أمين لتأخذ القرص الذي طلبته مني ... وجزاكم الله خيراً
ـ[منصف أبو عبدالرحمن]ــــــــ[12 - 02 - 07, 06:22 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد المسلم1]ــــــــ[20 - 03 - 07, 12:13 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[20 - 03 - 07, 12:37 م]ـ
الإخوة الكرام الثلاثة:
بلال خنفر، منصف أبو عبدالرحمن، محمد المسلم1
الأخ العزيز بلال وفقه الله للخير
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حسناً عند أول نزلة لي سأتصل بالأخ أمين.
جوزيت خيراً
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[19 - 04 - 07, 06:31 م]ـ
بوركتم
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[24 - 04 - 07, 06:41 ص]ـ
جزاك الله عنا خيرا بهذه الفوائد.
ـ[العويشز]ــــــــ[21 - 01 - 08, 06:13 م]ـ
بارك الله في الإخوة جميعاً على هذه الفوائد
ومن باب المشاركة أنقل لكم كلاماً للسندي في معرفة تراجم الامام البخاي في صحيحه
قال في حاشيته على البخاري يرحمهما الله:
أعلم أن تراجم الصحيح على قسمين:
1/ قسم يذكره لأجل الأستدلال بحديث الباب عليه.
2/ قسم يذكره ليُجعل كالشرح لحديث الباب ويبين به مجمل حديث الباب. مثلاً لكون حديث الباب مطلقاً قد علم تقييده بأحاديث أخر فيأتي بالترجمة مقيدة لا ليستدل عليها بالحديث المطلق بل ليبين أن مجمل الحديث هو المقيد فصارت الترجمة كالشرح للحديث ..
#والشراح جعلوا الأحاديث كلها دلائل لما في الترجمة فأشكل عليهم الأمر في مواضع ولو جعلوا بعض التراجم كالشرح خلصوا عن الاشكال في مواضع،
#وأيضاً كثيراً مايذكر بعد الترجمة آثاراً لأدني خاصية بالباب،وكثير من الشراح يرونها دلائل للترجمة فيأتون بتكلفات باردة لتصحيح الاستدلال بها على الترجمة فان عجزوا عن وجه الاستدلال عدوه اعتراضاً على صاحب الصحيح والاعتراض في الحقيقة متوجه عليهم حيث لم يفهموا المقصود وأيضاً كثيراً مايكون ظاهر الترجمة معنى فيحملون الترجمة عليه والحديث لايوافقه فيعدون ذلك ايراداً على صاحب الصحيح مع أنه قصد معنى يوافقه الحديث قطعاً وقد يكون معنى الترجمة مافهموا لكن تطبيق الحديث يحتاج إلى فضل تدقيق فكثيراً ما يغفلون عنه ويعدونه اعتراضاً، وأنت إذا حفضت وراعيت ماذكرنا لك يسهل عليك مواضع عديدة مما صعبت عليهم ... ا. ه
حاشية السندي على البخاري1/ 5.
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[01 - 02 - 08, 12:56 ص]ـ
ابنَ العنبر، أبا عائش وخويلد
أشكركما على المرور والدعاء
أخي العويشز
أشكرك على هذه الإضافة القيمة
بارك الله فيك وفي تعقيبك
ـ[أبو محمد الرقي]ــــــــ[01 - 02 - 08, 01:37 م]ـ
بارك الله بكم
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[13 - 04 - 08, 09:10 م]ـ
أبا محمد الروقي
أشكرك على هذا الدعاء، ولك مثله مرتين
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[17 - 04 - 08, 02:57 م]ـ
ـ إضافة من أخيكم أبي عبد الله:
ـ جزاك الله خيرا أباثابت على فتح هذا الباب من العلم جعلك الله دوما مفتاح خير مِغلاقَ شرّ، وهذه المسألة قد كُنتُ أَشَرْتُ إليها في نظمي لمنهج الإمام البخاري في صحيحه وهو لا يزال في طور التنقيح والتّعديل لأنني أنجزتُ منه قسطا لا بأس به ولم يَخْلُ من أغلاط في الجانب العروضي. وقدْ قُلتُ فيه:
ـ فلا تَظُنَّ أنَّهُ يُكَرِّرُ ..... تَراجِماً وأَحْمَدٌ يُبَرِّرُ.
ـ مَثِّلْ لَهُ بِبَابِ فَضْلِ العِلْمِ .... جُعِلْتَ قَانِتاً صَحِيحَ الفَهْمِ.
ـ وأقْصِدُ ب أحمَد هنا أحمد بن علي الشهاب ابن حجر. لأنّني قُلتُ في المقدِّمة:
ـ إذَا رأَيْتَنِي ذَكَرْتُ أحْمَدَا ..... فَصَاحِبُ الفَتْحِ أَكُونُ قَاصِداً.
ـ وفي البيت الثاني إشارة إلى ما وقع في الصحيح فأول باب في العلم هو باب فضل العلم والباب الثاني والعشرون من كتاب العلم هو باب فضل العلم.فقال الحافظ ابن حجر في التبويب الثاني 1/ 237: قَوْله: (بَاب فَضْل الْعِلْم) الْفَضْل هُنَا بِمَعْنَى الزِّيَادَة أَيْ مَا فَضَلَ عَنْهُ وَالْفَضْل الَّذِي تَقَدَّمَ فِي أَوَّل كِتَاب الْعِلْم بِمَعْنَى الْفَضِيلَة، فَلَا يُظَنّ أَنَّهُ كَرَّرَهُ.اهـ.
ـ قلتُ وله نظائر يَحسُنُ جَمعُها وطلب التوجيه فيما وقع من ذلك كما تفضّل به الأخ أبو ثابت والأخ أمجد.
ـ ومن أقرب الطرق في ذلك قراءة حواشي مختصر الإمام البخاري للعلامة الألباني رحمه الله فإنّه يعتني ببيان مكررات البخاري مع مافي هذه الحاشية من فوائد يقتنصها الطالب كما قال صانعها رحمه الله في المقدمة. بارك الله في الجميع.
¥(12/378)
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[17 - 04 - 08, 07:16 م]ـ
بارك الله فيكم
و جزاكم خيرا على هذه الفوائد الطيبة.
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[20 - 09 - 08, 02:52 م]ـ
جزاكم الله خيرا
حقيقة من أنفس ما بوب عليه البخاري رحمه الله من الدرر والفقه
قال باب التحميد والتسبيح والتكبير قبل الإهلال عند الركوب على الدابة
1551 حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا أيوب عن أبى قلابة عن أنس - رضى الله عنه - قال صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن معه بالمدينة الظهر أربعا، والعصر بذى الحليفة ركعتين، ثم بات بها حتى أصبح، ثم ركب حتى استوت به على البيداء،
((((حمد الله وسبح وكبر))))
، ثم أهل بحج وعمرة، وأهل الناس بهما، فلما قدمنا أمر الناس فحلوا، حتى كان يوم التروية أهلوا بالحج قال ونحر النبى - صلى الله عليه وسلم - 00 الحديث
قال الحافظ في الفتح
وهذا الحكم - وهو استحباب التسبيح وما ذكر معه قبل الإهلال - قل من تعرض لذكره مع ثبوته، وقيل أراد المصنف الرد على من زعم أنه يكتفى بالتسبيح وغيره عن التلبية، ووجه ذلك أنه صلى الله عليه وسلم أتى بالتسبيح وغيره ثم لم يكتف به حتى لبى.
والله اعلم واحكم
ـ[السيد زكي]ــــــــ[13 - 10 - 08, 09:25 م]ـ
جزاك الله خيرا ابا ثابت وجزي الاخوة الفضلاء علي ماقدمتموه من فوائد جمة ورفع الله قدركم
ـ[أبو عبد الله وعزوز]ــــــــ[19 - 10 - 08, 09:49 م]ـ
أعيا فحول العلم حل رموز * ما أبداه في الأبواب من أسرار
ـ[أبو عبد الرحمن العامري]ــــــــ[18 - 06 - 09, 06:52 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[بشير سليمان]ــــــــ[20 - 06 - 09, 10:16 ص]ـ
قال الإمام النووي: اعلم أن هذه التعاليق إنما يفعله البخاري أن مراده بهذا الكتاب الاحتجاج بمسائل الأبواب، فيؤثر الاختصار.
شرح صحيح البخاري للنووي ص 14(12/379)
الحديث المعضل واصطلاحات العلماء فيه
ـ[الطالبة]ــــــــ[03 - 04 - 06, 02:49 م]ـ
السلام عليكم اعضاء الملتقى ...
عندي بحث ماجستير المعضل عند المحدثين حتى نهاية القرن الرابع ..
فهل هناك كتابات وابحاث عن هذا الموضوع أرجو إ فادتي عاجلاً ..
وجزاكم الله خيراً.
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[03 - 04 - 06, 05:56 م]ـ
بارك الله عليك اخيتي، فاود ان اسال لك من يشتغل في علم الحديث، الا و هو الشيخ حسان
عبد المنان، صاحب المؤلفات الكثيره في علم الحديث، حتي استفيد و تستفيدي ان شاء الله
تعالي.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
المحب لاهل الاثر محمود بن غنام العقابي
ـ[هشام الحلاّف]ــــــــ[03 - 04 - 06, 07:17 م]ـ
لا أعلم، أحداً أفرد الكلام عن مصطلح (معضل)، ولكن هناك من تكلم على هذا المصطلح وأشار إلى وجود معنى آخر له سوى المعنى الذي اشتهر عن المتأخرين وهو الحافظ ابن حجر في النكت.
ولعلك تجمعين أولاً كل النقول عن العلماء الذين أطلقوا هذا المصطلح _ ويمكن الاستفادة من برامج الحاسب _، ثم ادرسي مراد كل إمام على حدة من إستعماله لهذا المصطلح، ثم قارني بين الجميع ..
وإليك هذين الرابطين لعل فيهما ما يفيدك:
استعمالات المتقدمين لمصطلح المعضل ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2849&highlight=%E3%DA%D6%E1)
بيان الألفاظ التي يستعملها أئمة الحديث في حكمهم على الحديث الذي لم يصح ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=9034&highlight=%E3%DA%D6%E1)
ـ[الطالبة]ــــــــ[03 - 04 - 06, 07:19 م]ـ
بارك الله فيك أخ محمود ولاحرمك الله الأجر ......
ـ[هشام الحلاّف]ــــــــ[03 - 04 - 06, 07:24 م]ـ
ثم هل يمكن اطلاعنا على خطة البحث حتى يمكن إفادتك في هذه المسألة بشكل أكبر.
ـ[الطالبة]ــــــــ[03 - 04 - 06, 07:24 م]ـ
جزاك الله خيراً أخ هشام ..
فموضوع بحثي هو المعضل غير الإصطلاحي ومراد المحدثين من إطلاقهم هذا اللفظ وليس المعضل المشهور عند العلماء وهو ما سقط من إسناده راويين على التوالي ..
ـ[الطالبة]ــــــــ[03 - 04 - 06, 07:27 م]ـ
أنا الأن بصدد إعداد هذه الخطة اسأل الله الإعانة فالموضوع بحاجة إلى مزيد من الدقة.
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[03 - 04 - 06, 07:32 م]ـ
وفقكم الله
ـ[عبد الرحمن الناصر]ــــــــ[04 - 04 - 06, 07:10 م]ـ
السلام عليكم
مادام أنك إلى الآن لم تضعي الخطة فلابد أن تكثري من القراءة في كتب المصطلح عن المعضل
ولاسيما كتاب النكت للحافظ ابن حجر فله كلام نفيس في ذلك .... حيث يقول:
النوع الحادي عشر: المعضل
73 - قوله (ص):المعضل اصطلاحاً: ((وهو عبارة عما سقط منه اثنان فصاعداً … إلى آخره)).
قلت: وجدت التعبير بالمعضل في كلام الجماعة من أئمة الحديث فيما لم يسقط منه شئ البتة.
وذكر أمثلة لذلك .... تراجع في كتاب النكت
مع أني أذكر أنني بحثت في كلام المتقدمين عن لفظة معضل فوجدتها قليلة الذكر عندهم ... ولعل تستعينين ببرامج الحاسوب ... الألفية وغيرها
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[04 - 04 - 06, 10:35 م]ـ
جزاكم الله خير
وهل كان المتقدمين من اهل الحديث يساعملون هذا المصطلح؟؟!!
ـ[عبد الرحمن الناصر]ــــــــ[04 - 04 - 06, 11:01 م]ـ
وهل كان المتقدمين من اهل الحديث يستعملون هذا المصطلح؟؟!!
نعم يا أخي ورد استعمالهم له
راجع النكت على ابن الصلاح للحافظ ابن حجر في مبحث المعضل
فإنه أورد في ذلك نقولاً عن بعضهم كالنسائي والذهلي وغيرهما
ـ[الطالبة]ــــــــ[05 - 04 - 06, 10:58 م]ـ
السلام عليكم ....
لقد تتبعت استعمالات المحدثين لهذا المصطلح فوجدت أكثر من خمسين حديثاً وصفوه بالإعضال وكذلك كتب الجرح والتعديل أكثرت من استخدام هذا المصطلح ...
ـ[عبد الرحمن الناصر]ــــــــ[07 - 04 - 06, 02:23 ص]ـ
تتبعت استعمالات المحدثين لهذا المصطلح فوجدت أكثر من خمسين حديثاً وصفوه بالإعضال ...
المواضع هذه هل هي مما كان قبل نهاية القرن الرابع .... أم ماذا ... هذا أولا ...
وثانيا: أقتراح عدم تحديد بحث المعضل بزمن معين ليشمل اصطلاح المتقدمين والمتأخرين مع المقارنة فيما بينها .... ولاشك أن الفائدة ستكون أكبر .... وليشمل خدمة الموضوع من جميع جوانبه
وثالثاً: هل وجد من المتقدمين من استخدم المعضل بالمعنى الاصطلاحي ... ما سقط منه اثنان على التوالى فأكثر ...
وفقك الله ...
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[22 - 04 - 06, 06:18 م]ـ
انت تودين المعضل غير الالصطلاحي ام الاصطلاحي، و كيف يمكننا مساعدتك، باسماء كتب ام بمنهجية البحث ام بماذا، افيدينا بارك الله عليك.(12/380)
من عجائب المحدثين في ضبط الأسماء من التصحيف.
ـ[إبراهيم السعوي]ــــــــ[03 - 04 - 06, 11:08 م]ـ
•
من أعجب الأمثلة في هذا الباب التي تم الوقوف عليها، وتدل على اهتمام علماء هذه الأمة على ضبط أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم
قال عبد الله بن إدريس كتبت حديث أبي الحوراء فخفت أن أصحف فيه، فأقول أبو الجوزاء فكتبت في أسفله " وحور عين ". سؤالات أبي عبدالرحمن السلمي للدارقطني (ص 64)
ـ[بن خلف]ــــــــ[04 - 04 - 06, 02:35 ص]ـ
متى عاش ابن إدريس، أخي؟
ـ[سلمان الكندي]ــــــــ[04 - 04 - 06, 07:58 ص]ـ
لعله: عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبدالرحمن الأَوْدي - بسكون الواو -، أبو محمد الكوفي، ثقة فقيه عابد، من الثامنة، مات سنة اثنتين وتسعين ومئة، وله بضع وسبعون سنة. التقريب (3207).
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[04 - 04 - 06, 10:39 م]ـ
رحم الله اهل الحديث اهل الحق والاتباع لا الابتداع
جزاكم الله خير
ـ[مهدي المشولي]ــــــــ[13 - 11 - 09, 04:57 م]ـ
قال عبد الله بن إدريس كتبت حديث أبي الحوراء فخفت أن أصحف فيه، فأقول أبو الجوزاء فكتبت في أسفله " وحور عين ". سؤالات أبي عبدالرحمن السلمي للدارقطني (ص 64)
جزاكم الله خيراً، هل يمكن أن أحصل على صورة لمخطوط فيه هذا الضبط؟
وهل تبع ابنَ أدريس أحدٌ على هذا الضبط أو أن هذا ضبط خاص في واقعة خاصة ولم يتكرر؟!!(12/381)
تواريخ القرون
ـ[الطالبة]ــــــــ[04 - 04 - 06, 06:15 ص]ـ
السلام عليكم أعضاء المنتدى ..
أرجو الإجابة على سؤالي ..
وهو من أي عام يبتديء القرن الثاني ومتى ينتهي وكذلك القرن الثالث والرابع. أريد بالتحديد؟
وجزاكم الله خيراً ..................
ـ[أبو ذر المغربي]ــــــــ[11 - 02 - 07, 02:18 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
القرن الثاني بيتدئ من 101 هـ إلى 201 هـ، والقرن الثالث يبتدئ من 201 هـ إلى 301 هـ، وهكذا ... والله أجل وأعلم.
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[11 - 02 - 07, 07:00 ص]ـ
أختي السائلة.
هل تريدين ما يقابل تاريخ الهجري من الميلادي، من حيث القرون؟
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[24 - 02 - 07, 11:11 ص]ـ
القرن الثاني بيتدئ من 101 هـ إلى 200 هـ
والقرن الثالث يبتدئ من 201 هـ إلى 300 هـ
وهكذا
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[24 - 02 - 07, 11:19 ص]ـ
القرن الثاني بيتدئ من سنة 101 إلى سنة 200
والقرن الثالث يبتدئ من سنة 201 إلى سنة 300
وهكذا ...(12/382)
ما معنى قول الإمام أحمد في راوٍ: لا أعرفه؟
ـ[أبو أنس الأزهري]ــــــــ[04 - 04 - 06, 07:44 م]ـ
إخواني الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عند بحثي عن قول الإمام أحمد في يزيد بن عبدالله الشيباني؛ مولى الصهباء بنت هبيرة، وجدت حكمه عليه متبايناً؛ ففي "سؤالات أبي داود له" قال:شيخ قديم، ليس به بأس. وفي "العلل" قال ابنه عبدالله: قلت لأبي: وكيعٌ قالَ: حدثني يزيد بن عبد الله؛ مولى الصهباء؟ قال: لا أعرفه.
وقد قمت بجمع روايات وكيع عن يزيد، فوجدتها عند: أحمد في "المسند"، وأبي داود في "السنن"، وابن أبي شيبة في "مصنفه"، والطبراني في"الكبير"، وإسحاق بن راهويه في "مسنده".
فما معنى قول الإمام أحمد في يزيد: لا أعرفه؟
ـ[أبو أنس الأزهري]ــــــــ[05 - 04 - 06, 12:45 م]ـ
أين أنتم يا طلبة العلم؟
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[05 - 04 - 06, 03:21 م]ـ
على عجالة، تفضل:
تفسير ألفاظ الجرح والتعديل بكلام الأئمة المعتمدين هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=438&highlight=%E6%C7%E1%CA%DA%CF%ED%E1) .
ـ[أبو أنس الأزهري]ــــــــ[06 - 04 - 06, 01:29 ص]ـ
جزاك الله خيرًا أخي الكريم على ردِّك، لكني وللأسف لم أجد بُغيتي.
ولازال السؤال مطروحًا ...
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[06 - 04 - 06, 09:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
على هذا الرابط أخي الكريم تجد, موسوعة أقول الامام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى في الجرح والتعديل.
والرابط هو:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24177&highlight=%E3%E6%D3%E6%DA%C9+%C3%DE%E6%C7%E1+%C7%E 1%C5%E3%C7%E3+%C3%CD%E3%CF+%CD%E4%C8%E1
ونصيحتي ... ان تحمل الكتاب الى حاسبك الآلي ... وأن تقف على كل ترجمة قال فيها الامام أحمد (لا أعرفه).
وهذا بسيط ... فما عليك الا استخدام خاصية البحث في برنامج الأوفس وكتابة كلمة (لا أعرفه).
وتخرج لك كل النصوص التي قال فيها الامام لا أعرفه.
لعلك تجد في سياق أجوبة الامام أحمد عند سؤاله عن من قال فيهم (لا أعرفه) ما يفسر معنى هذه الكلمة.
وبحثت شخصياُ عن معنى هذه الكلمة في أكثر من كتاب اعتنى بتفسير ألفاظ الجرح والتعديل فلم أجد ما يفسر هذه العبارة من كلام الامام أحمد رحمه الله تعالى أو من أهل العلم.
ولكن وقفت على أن هذه اللفظة تفيد أقل مراتب التعديل عند الامام من خلال تتبع صاحب رسالة دكتوراه المسماة ب ((منهج الامام أحمد في التعليل وأثره في الجرح والتعديل)).
فلعلك تراجعها هناك.
ولولا ضيق الوقت لتتبعت لك كل هذه الأقوال وأتيتك بها
والله المستعان
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[07 - 04 - 06, 03:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجدت في كتاب ((شفاء العليل)) ص 329 ما نصه:
قول أحدهم: ((فلان لا أعرفه)):
الأصل في هذا اللفظ أن المسئول عنه مجهول عند القائل, ولكن سبق أن ابن معن قال ذلك فيمن لا يعرفه معرفة المشاهير أو لا يعرف حاله, وغير ابن معين يفعل هذا أيضاً فقد يسأل أحدهم عن الراوي فيقول: ((ما أعرفه)) , وهو يعني أنه لا يعرف له صحبة, كما جاء في ((الجرح و التعديل)) ترجمة دغفل بن حنظلة السدوسي النساب قال حرب بن اسماعيل الكرماني لأحمد: ((دغفل له صحبة؟ قال: ما أعرفه, قال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم: يعني لا يعرف له صحبة أم لا)) (3/ 441) , لكن الذي في ((ميزان الاعتدال)) يدل على أنه مجهول, لأنه ذهلي شيباني فكيف لا يعرفه أحمد؟ وكذا في ((تهذيب التهذيب)) سئل أحمد: أله صحبة؟ فقال: ((من أين الصحبة؟)) فالظاهر والله أعلم ما قاله ابن أبي حاتم.
******
انتهى النقل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو أنس الأزهري]ــــــــ[07 - 04 - 06, 04:34 م]ـ
جزاك الله خيرًا أخي بلال، لكني أظن أن معنى قول الإمام أحمد: لا أعرفه، في هذا الراوي هو ما ذكرته أولاً من أن هذا القول يفيد أقل مراتب التعديل عند الإمام، وذلك بدليل ما رواه عنه أبو داود في الراوي ذاته حين قال: شيخ قديم، ليس به بأس.
على أي حال سآخذ بنصيحتك، ولعلني أعرف المراد بهذا القول تحديدًا بإذن الله تعالى، فالله المستعان.
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[07 - 04 - 06, 11:01 م]ـ
اي لا يعرف عدالته
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[08 - 04 - 06, 03:20 م]ـ
في تهذيب التهذيب
949 تمام بن نجيح الأسدي الدمشقي نزيل حلب روى عن الحسن
البصري وعطاء وعمر بن عبد العزيز وكعب بن ذهل وغيرهم
وعنه بشر بن إسماعيل وبقية وإسماعيل بن
عياش وغيرهم قال أحمد ما أعرفه قال حرب سألت
أحمد عنه أظنه قال ما أعرفه يعني ما عرف حقيقة حاله
وفي تعجيل المنفعة
1021 ا مرثد بن عامر الهنائي عن
أبي عمرو الندبي وكلثوم بن جبر وبشر بن حرب
روى عنه يونس بن محمد ومسدد وقتيبة وآخرون قال
أحمد لا أعرفه أي حاله وقد ذكره بن حبان في الثقات
ـ[أبو أنس الأزهري]ــــــــ[08 - 04 - 06, 03:37 م]ـ
جزاك الله خيرًا أبا مسهر ... ما قصَّرت:)(12/383)
هل خالف الإمامُ مسلم طريقته في جامعه؟!
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[05 - 04 - 06, 12:07 ص]ـ
حديثُ قصَّة جمل جابر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ورد في صحيح البخاري في ستَّةٍ وعشرين موضعاً، وليس هذا بغريب على البخاري لمن تأمَّل صنيعه في جامعه الصَّحيح، وورد عند مسلم في صحيحه على غير عادتِه المعروفةِ عنه في أربعةِ مواضع هي:-
1 - كتاب صلاة المسافرين وقصرها (6) رقم الحديث (1656)، وحسب ترقيم التُّحفة كتاب الصَّلاة (3) ورقم الحديث (715).
2 - كتاب الرِّضاع (17) رقم الحديث (3636)، وحسب ترقيم التُّحفة كتاب النِّكاح (8) ورقم الحديث (715).
3 - كتاب المساقاة والمزارعة (22) رقم الحديث (4098)، وحسب ترقيم التُّحفة كتاب البيوع (12) ورقم الحديث (715).
4 - كتاب الإمارة (33) رقم الحديث (4964)، وحسب ترقيم التُّحفة كتاب الجهاد (21)، ورقم الحديث (715) وفي هذا الموضع فقط لم يذكر قصَّة الجمل؛ إِنَّما اكتفى بذكر جزءٍ من الحديث.
فهل خالف الإمامُ مسلم طريقته في جامعه؟!
وهل لهذا الحديث في صحيح مسلم من نظائر؟!
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[05 - 04 - 06, 12:14 ص]ـ
بعد أن كتبتُ المشاركة تذكَّرتُ أَنَّ لشيخنا عبد الرحمن السديس موضوعاً شاملاً عن الإمام مسلم وسأقص منه ما نحتاجه في هذا الموضوع فعذراً عليكم ودونكم ما كتب حفظه الله:
المبحث الثامن:
طريقة المصنف:
تقدم وصف الكتاب، أما طريقته فقد نص عليها في مقدمة صحيحه 1/ 2 وهي:
أنه يعمد إلى ما صح متجنبا التكرار لئلا يكثر، فيشغل عن ضبط القليل، وكذا يشغل عن الاستنباط، ولا يحتاجه عامة الناس بل القليل من الخاصة.
وقال: إنه سيعمد إلى جملة ما أسند من الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنقسمها على ثلاثة أقسام، وثلاث طبقات من الناس على غير تكرار؛ إلا أن يأتي موضع لا يستغنى فيه عن ترداد حديث فيه زيادة معنى، أو إسناد يقع إلى جنب إسناد، لعلةٍ تكون هناك لأن المعنى الزائد في الحديث المحتاج إليه يقوم مقام حديث تامٍ فلا بد من إعادة الحديث ..
أو أن يفصل ذلك المعنى من جملة الحديث على اختصاره إذا أمكن
ـ[الرحيلي]ــــــــ[05 - 04 - 06, 03:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم إرجع إلى شرح مقدمة الإمام مسلم رحمه الله تعالى للشيخ محمد ابن الشيخ العلامة علي بن آدم الإتيوبي الولوي حفظه الله المسمى قرة عين المحتاج في شرح مقدمة صحيح الإمام مسلم بن الحجاج إنشاء الله تجد ما تبحث عنه وزيادة.
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[05 - 04 - 06, 07:39 م]ـ
الكتاب بارك الله فيك عندي من حين صدوره
وكذلك المجلد الأول من شرحه لمسلم المسمى بالبحر الثجَّاج
وكتاب الشيخ حمزة المليباري عبقريَّة الإمام مسلم أيضاً.
وحسب ما تمليه عليَّ الذاكرة فإِنَّه لم يتطرَّق إلى هذه الجزئية.
ولا أخفيك فأنا بعيد جداً عن مكتبتي بحكم الانتقال من المنطقة
الوسطى إلى المنطقة الشمالية ومن حين وصولها لي
سأقلب الكتاب للعثور على ما قاله حفظه الله.
بالمناسبة كتاب الشيخ حمزة أعرته لأحد الزملاء وهو عضو في هذا
الملتقى المبارك باسم (مجاهد الحسين)، آمل منه إعادتَه لي مؤدىً
مضموناً(12/384)
لماذا تكرر المعوذات ثلاثا بعد الفجر والمغرب؟
ـ[أبو عبد الرحمن التهامي]ــــــــ[05 - 04 - 06, 07:01 ص]ـ
ذكر الإمام ابن باز رحمه الله في نشرة (أذكار بعد الصلاة) أن سور (الإخلاص - الفلق - الناس) تكرر ثلاث مرات بعد الفجر والمغرب، والسؤال:
لم أجد دليل هذه النقطة وإنما هي كبقية الفروض تقال مرة واحدة، ولعل الشيخ رحمه الله دمج أذكار الصباح والمساء مع أذكار بعد الصلاة، فهل من توضيح؟
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[12 - 12 - 09, 02:40 م]ـ
ذكر الإمام ابن باز رحمه الله في نشرة (أذكار بعد الصلاة) أن سور (الإخلاص - الفلق - الناس) تكرر ثلاث مرات بعد الفجر والمغرب، والسؤال:
لم أجد دليل هذه النقطة وإنما هي كبقية الفروض تقال مرة واحدة، ولعل الشيخ رحمه الله دمج أذكار الصباح والمساء مع أذكار بعد الصلاة، فهل من توضيح؟
يقرأ: (المعوذات وهي سورة الفلق وسورة الناس) كما في حديث عقبة بن عامر، وأما سورة الاخلاص فالحديث ضعيف بذلك، ولذلك يقتصر على المعوذات.
المجيب السعد.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=110361
ـ[أحمد بن عباس المصري]ــــــــ[12 - 12 - 09, 10:26 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=165513
ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[13 - 12 - 09, 08:01 ص]ـ
الصواب أنها تقرأ مرة واحدة بعد المغرب والفجر كما في دبر كل صلاة، أما قراءتها ثلاثا ففي أذكار المساء والصباح.
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[13 - 12 - 09, 11:14 ص]ـ
الصواب أنها تقرأ مرة واحدة بعد المغرب والفجر كما في دبر كل صلاة، أما قراءتها ثلاثا ففي أذكار المساء والصباح.
لعلك تسمع http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=58261(12/385)
رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا
ـ[أبو عبد الرحمن التهامي]ــــــــ[05 - 04 - 06, 07:03 ص]ـ
هل هناك مستند شرعي للجمع بين لفظتي (نبيا) و (رسولا) في أذكار الصباح والمساء؟ أم أن الأفضل التناوب في قولها بلا جمع؟
ـ[محمد شرف الدين]ــــــــ[25 - 12 - 09, 01:22 ص]ـ
للرفع(12/386)
ومن شر الشيطان وشَرَكِهِ
ـ[أبو عبد الرحمن التهامي]ــــــــ[05 - 04 - 06, 07:06 ص]ـ
هل ثبتت الروايتان في أذكار الصباح والمساء: ..... وأعوذ بك من شر الشيطان و (شِرْكِهِ) (شَرَكِهِ) وما الأكثر والأشهر
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[11 - 04 - 06, 02:16 ص]ـ
http://www.quranway.net/Edaeia/cardtext.asp?cid=13&zid=30
ـ[أبو عمار الودعاني]ــــــــ[12 - 04 - 06, 03:28 م]ـ
وشركه:بكسر الشين وسكون الراء أي ما يدعو إليه من الإشراك بالله ويروى بفتحتين أي مصائده وحبائله التي يفتتن بها الناس.
انظر النهاية 2/ 464
ـ[محمدالنجار]ــــــــ[15 - 04 - 06, 03:14 م]ـ
السلام عليكم ورد الحديث بالفتح
واخره من شر الشيطان وشركه
وورد فى الجامع الكبيربالكسر ونصه
عن ابى مالك الاشعرى قال امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نقول اذا اصبحنا واذا امسينا
اللهم فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة انت رب كل شيء والملائكه يشهدون انك لا الاه الا انت فانا نعوذ بك من شر انفسنا ومن شر الشيطان الرجيم وشركه (بالكسر) وان نقترف على انفسنا سوءا او نجره الى مسلم)
رواه الطبرانى وابوداود رقم4365 جامع الاحاديث الجزء الثانى
فكلاهما ورد ورواية الفتح مشهوره وقد صححها الالبانى ورواية الكسر اخرها زيادة ضعفها الالبانى وهى (وان اقترف سوءا اواجره الى مسلم) والله اعلم Question
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 04 - 06, 01:48 ص]ـ
نفع الله بكم(12/387)
المرجو ترجمة ابن محمود شارح سنن أبي داود
ـ[محمد عبدو]ــــــــ[06 - 04 - 06, 03:56 ص]ـ
إخوتي الكرام من كان يعرف من هو ابن محمود شارح سنن أبي داود فليرسل لي ترجمته إلى العنوان التالي: a.moh78@hotmail.com وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[ابن السائح]ــــــــ[06 - 04 - 06, 01:50 م]ـ
ليس هو ابن محمود
بل هو أبو محمود المقدسي
واسمه أحمد بن محمد بن إبراهيم بن هلال
وهو مترجم في المعجم المختص للذهبي والدرر الكامنة لابن حجر
ـ[ابن السائح]ــــــــ[06 - 04 - 06, 02:34 م]ـ
ذكر السخاوي في بذل المجهود ص72 أن أبا محمود المقدسي كتب على السنن لأبي داود مجلدا لطيفا.
وذكر المعلق أن منه نسخة خطية في مكتبة كارل ماركس بلابيزج برقم: 12 [17]
وأحال على الفهرس الشامل للتراث / الحديث 1/ 255
ـ[محمد عبدو]ــــــــ[07 - 04 - 06, 01:15 ص]ـ
أخي الكريم أشكرك على ردك واهتمامك وجزاك الله بخير
لكن أخي العَلَمُ الذي أبحث عنه هو ابن محمود شارح سنن أبي داود وقد ذكره الحافظ في الفتح والمناوي في فيض القدير أكثر من مرة بقوله قال ابن محمود شارح سنن أبي داود ولكم جزيل الشكر
ـ[ابن السائح]ــــــــ[07 - 04 - 06, 01:55 ص]ـ
بارك الله فيك
لكن المعروف بشرحه قسمًا من السنن لأبي داود: أبو محمود، لا ابن محمود
وممن ذكر شرح أبي محمود: ابن حجر نفسه، قال: شرع في شرح سنن أبي داود
وإذا تأملت في:
أ - ما نقلته لك عن ابن حجر والسخاوي
ب - وتذكّرتَ كثرة ما اعترى نسخ الفتح والفيض من التحريف والتصحيف
ج - وأنه لا يُعلم عَلَم يُعرف بابن محمود شرح السنن
د - وأنهم نصّوا على شرح أبي محمود، وتصحيفُ (أبي) إلى (ابن) قريبٌ محتملٌ منتشرٌ
إذا تأملت مليًّا في هذا كلّه وأنعمت النظر، رجوتُ أن تقنع بما أشرتُ إليه
ـ[عبدالرحمن الصاعدي]ــــــــ[07 - 04 - 06, 02:11 ص]ـ
كمامر بي في عملي في فيض القدير ابن محمود شارح أبي دواد، وقد بحثت في كتب أسماء الكتب، فلم أجد هذا، وأقرب ما خطر في بالي أنه محمود العيني صاحب عمدة القاري فله شرح على سنن أب داود. والله أعلم.
ـ[ابن السائح]ــــــــ[07 - 04 - 06, 02:44 ص]ـ
بل الصواب أنه أبو محمود
ولم يُعهد عن ابن حجر أن ينقل عن العيني، وإنما نقل كلامه في انتقاض الاعتراض لنقض اعتراضاته
ثم لم يُعهد عن ابن حجر والمناوي أن يسمّياه، بل كانت نسبته إلى بلدته عين تاب (عينتاب) أغلب عليه
ويُنظر هنا: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=218675&postcount=3
وتجد هنا الموضوع كاملا: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39415
ـ[محمد عبدو]ــــــــ[08 - 04 - 06, 01:33 ص]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء
هذا التحليل الذي قلت أخي هو الذي خلصت إليه ولما انضممت إلى هذا المنتدى المبارك أردت أن أسأل عَلِّي أجد جواباً آخر.
فجزاكم الله خير الجزاء على هذا الاهتمام وبارك الله فيكم(12/388)
أشد ألفاظ الجرح و التعديل!!
ـ[أبو عبد الرحمن بن الربيع]ــــــــ[06 - 04 - 06, 05:01 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الإخوة طلبة العلم الشرعي الشريف نحبكم في الله
أود أن أسألكم عن أشد ألفاظ الجرح و التعديل التي يوسم بها الوضاعون و المبتدعة
و هل تصل إلى حد السب؟؟
بارك الله فيكم
___________________________________
قال الإمام الشافعي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
أحب الصالحين و لست منهم -------- لعلي أن أنال بهم شفاعة
و أكره من تجارته المعاصي ---------- و لو كنا سواء في البضاعة
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[06 - 04 - 06, 05:14 م]ـ
تفضل أخي الكريم
أغرب لفظ من ألفاظ الجرح. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=71510)
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[06 - 04 - 06, 05:38 م]ـ
أهل البدع وغيرهم واليهود والنصارى الأولى لأن يسلموا من لسان المسلم وأن يعاملهم بالتي هي أحسن ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أتم القدوة وأكما الأسوة فلقد أكرم الكفار حال الحوار معهم ليس ذلة أو خضوعا لهم ولكن لاستمالة قلوبهم للإسلام كما فعل مع عتبة يوم ساومه على الإسلام وأنصت له النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال له: أفرغت يا أبا الوليد.
والسب لم ولن يكون مقصدا شرعيا فالمؤمن ليس بالطعان ولا اللعان كما صح بذلك الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم فجداله لمخالفيه في الحق كما قا الله (بالتي هي أحسن) والفظاظة لا تغني من الحق شيئا قال الله (ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك) والدعوة لا تؤتي أكلها إلا إذا كانت كما أراد الله بقوله (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) ..
بل حتى في حال اعتداء الخصم وسبه لأهل الحق لا ينبغي أن يقابل بمثل فحشه بل يترفع أرباب الحق عن مجاراة السفهاء في غيه كما فعل إمامنا صللى الله عليه وسلم مع اليهود يوم قالوا له (السام عليك).
بقي الجرح والتعديل وما استخدمه العلماء فيه من الألفاظ ...
1 - ليس قدح الأقران بعضهم في بعض من جرح السلف وتعديلهم في شيء فأولئك جرحوا وعدلوا ذبا عن حياض سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ودفاعا عن أن يدخل فيها ما ليس منها أو ينسب للنبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقله أويفعله.
وأولاء في الغالب لا يدفعهم للتهجم والتجريح والسب الا التنافس والتحاسد والتباغض وشتان ما بين المقصدين لمن تأمل وإن ادعوا أنهم يجرحون دفاعا عن السنة فليسوا كذلك بل هذا تلبيس من إبليس عليهم كما قرر ذلك ابن الجوزي رحمه الله بقوله (ومن تلبيس ابليس على أهل الحديث قدح بعضهم في بعض طلبا للتشفي ويخرجون ذلك مخرج الجرح والتعديل الذي استعمله قدماء هذه الأمة للذب عن الشرع والله أعلم بالمقاصد ودليل مقصد خبث هؤلاء سكوتهم عمن أخذوا عنه وما كان القدماء هكذا فقد كان علي بن المديني يحدث عن أبيه وكان ضعيفا ثم يقول وفي حديث الشيخ مافيه) 1/ 143
وعليه فالجرح والتعديل ليس مشاعا لكل أحد بل هي صنعة لا يقوى عليها إلا شدائد الرجال الذين اجتمع فيهم العلم بأحوال الرواة وتنزهزا عن الوقيعة للهوى وأطماع النفس وحظوظها.
ولا يتنافى هذا مع التحذير من ضلال وبدع المبتدعين لكن يُعلم جيدا أن أعراض المسلمين معصومة بلا إله إلا الله وابتداعهم لا يبيح أعراضهم فعليهم ما جنوا واقترفوا وعلينل مناصحتهم وحبهم لإسلامهم ومحبة الهداية لهم والرجوع الى الحق وان أصروا وكابروا وعاندوا نبغضهم لضلالهم وبدعتهم ونحذر منها دون الوقيعة في أعراضهم
والله تعالى أعلم ونسبة العلم إليه أحكم وأسلم
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[06 - 04 - 06, 05:58 م]ـ
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في النخبة:
(ومراتب الجرح وأسوؤها الوصف بأفعل: كأكذب الناس، ثم دجال، أو وضاع، أو كذاب
وأسهلها: لين، أو سيئ الحفظ، أو فيه مقال
ومراتب التعديل، وأرفعها الوصف بأفعل: كأوثق الناس، ثم ماتأكد بصفة أو صفتين، كثقة ثقة، أو ثقة حافظ، وأدناها ما أشعر بالقرب من أسهل التجريح: كشيخ)
ـ[أبو عبد الرحمن بن الربيع]ــــــــ[09 - 04 - 06, 11:36 ص]ـ
بارك الله فيكم مشايخنا الأفاضل
و زادكم علما و حلما
و صدق النبي الأعظم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حين قال:
{يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله}
الراوي: إبراهيم بن عبدالرحمن العذري - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الإمام أحمد - المصدر: لسان الميزان - الصفحة أو الرقم: 1/ 312
و أسأل الله أن يجعلني و إياكم منهم(12/389)
أهل الحديث: ساعدوني ولكم الشكر والعرفان
ـ[أبومالك السنوسي]ــــــــ[06 - 04 - 06, 10:14 م]ـ
أخواني أهل الحديث
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا بحمدالله أحفظ من الأحاديث شئ لابأس به , وعندي رغبة في أن اسلك طريقة البحث في الحديث صحة وضعفا , فهل تدلوني على طريقة فيها التدرج لسلوك هذا الطريق والكتب التي تقرأ فيه وأكن لكم من الشاكرين؟ فهذا موضوع أعاني منه فمن يرشدني.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[07 - 04 - 06, 03:27 م]ـ
على هذا الرابط: http://www.al-eman.com/Voice/search.asp?hid=2&T1=&D1=184&D2=0&NoResult=100&rad2=Spk
تجد مقدمة في الجرح والتعديل, وتجد قواعد في الجرح والتعديل, وتجد أصول دراسة الأسانيد.
وعلى هذا الرابط: http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1391
تجد سلسلة طرق التخريج
أرجوا أن تكون مفيدة لك ... والله تعالى أعلم(12/390)
هل فعلا أن المستشرقين خاضوا في علوم الإسلام باستثناء علم مصطلح الحديث
ـ[ضفيري عزالدين]ــــــــ[07 - 04 - 06, 01:34 ص]ـ
و ما الدليل على ذلك ................. و جزاكم الله خيرا.(12/391)
مختصرات صحيح البخاري
ـ[نوح الحمداني]ــــــــ[07 - 04 - 06, 09:54 م]ـ
هل نطمع أن يكرمنا أحد الفضلاء بذكر أقوال أهل العلم فيها , وفي مؤلفيها , ومنهج كل واحد منهم في طريقة الاختصار.
وجزاكم الله خيرا
ـ[سلمان الكندي]ــــــــ[15 - 04 - 06, 07:56 ص]ـ
راجع كتاب: (إتحاف القاري بمعرفة جهود وأعمال العلماء على صحيح البخاري) تأليف: محمد عصام عرار الحسني، اليمامة للطباعة والنشر. فإنه مفيد جدا لبغيتك.(12/392)
وقفة مع الغماريين. (حول كلامهم على بعض أحاديث الصحيحين)
ـ[ماجد بن محمد المدرس]ــــــــ[07 - 04 - 06, 11:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نسمع – كثيرا - من الغماريين و مريديهم أن الألباني – رحمه الله - يطعن في الصحيحين بل قال لي أحدهم أن قصد الألباني من الطعن في الصحيحين هو الطعن في سنة النبي صلى الله عليه و سلم.
وحقيقة الأمر أن الشيخ – رحمه الله – تكلم في بعض الأحاديث بطريقة علمية، له فيها من- العلماء – سلف.
إذن فالشيخ – رحمه الله – لم يأت بجديد.
فالكلام في بعض أحاديث الصحيحين سبق به الألباني – رحمه الله – كما لا يخفى على كل من له أدنى اطلاع؛ أما من غبي عليه هذا – من سفيه عنيد أو جاهل بليد – فليس لنا على فهمه سبيل و لو تليت عليه التوراة و الإنجيل؛ فلا يكون كلامنا موجها إليه و لا في كلامه – عندنا – شيء يعول عليه.
لكن ماذا يحدث لو أن أحدا ذكر أن في الصحيحين أو أحدهما حديثا باطلا أو موضوعا؟!!!
و الله لو قالها الألباني – رحمه الله – ما سلم منهم.
لكن الموازين انقلبت لما قالها إمامهم!! و كبيرهم!! و نادرة عصرهم!! الشيخ أحمد الغماري!!!!
1 - فقد قال في " المغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير " ص (137 - 138):
". . .و منها أحاديث " الصحيحين "، فإن فيها ما هو مقطوع ببطلانه، فلا تغتر بذلك، ولا تتهيب الحكم عليه بالوضع لما ذكروه من الإجماع على صحة ما فيهما، فإنها دعوى فارغة لا تثبت عند البحث و التمحيص. . ."اهـ
لا أعتقد أن الكلام بحاجة لتعليق فالذكي يفهم بالإشارة ما لا يفهمه البليد بألف عبارة!!!
2 – و قال في " الهداية في تخريج أحاديث البداية " (4\ 198) - بعد أن أورد حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – في الكسوف -:
" و الحديث كذب باطل مقطوع ببطلانه عقلا، و لو أنه في " صحيح مسلم ". . . "!!!
فما قولهم؟!!
3 - و قال شقيقه الأصغر المبتدع عبد الله الغماري في تعليقه على " أخلاق النبي " (ص 53) في حديث طلب أبي سفيان – رضي الله عنه – من النبي – صلى الله عليه و سلم – الزواج بأم حبيبة – رضي الله عنها -:
" هذا الحديث موضوع، لمخالفته الواقع. . "!!
قلت: و قد كتم أنه في " صحيح مسلم "!!!
فهذا هو حال الغماريين و الله المستعان، فعجبا لمن يتهم الألباني بالتعدي ثم يسكت على الجرائم العلمية!! التي فعلها جهابذته!!
لكنه الهوى.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[07 - 04 - 06, 11:53 م]ـ
جزاكم الله خيرا .......
وقديما قالوا في مثل هذا:
رمتني بدائها وانسلت .............
ـ[ماجد بن محمد المدرس]ــــــــ[08 - 04 - 06, 12:00 ص]ـ
و جزاك أخي الكريم خير الجزاء و أوفاه
ـ[عادل البيضاوي]ــــــــ[08 - 04 - 06, 12:15 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أمجد التركماني]ــــــــ[08 - 04 - 06, 05:28 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم , موضوع قيّم للغاية
ـ[أبو عمر الحضرمي]ــــــــ[08 - 04 - 06, 07:57 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيرا في بيان حال هولاء الغماريين وتجرئهم على الصحيحين بجهل وهوى ولا شك أنهم يتباكون ومتعصبيهم على الصحيحين عندما تكلم الشيخ الألباني - رحمه الله - على بعض أحاديثهما وهي قليلة جدا والشيخ رحمه الله فيها متبع لجهابذة النقاد مثل الدارقطني وغيره وكذلك الشيخ - رحمه الله - صححها بمجموع طرقها
لكن لا ينقضي عجبي في دفاعهم المستميت على مجنون أبي حنيفة الكوثري وهو يتكلم على أحاديث الصحيحين بالضعف والنكارة و وتجرأ على الأئمة الكبار والنقاد الأعلام من أهل الحديث والأثر فالله حسيبه، ولقد تصدى له العلم الفذ أبو زرعة زمانه العلامة عبد الرحمن المعلمي رحمه الله في كتابه - التنكيل لما في تأنيب الكوثري من الأباطيل - وبيّن شطط الكوثري وتجرأه على أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أئمة الحديث والأثر فجزى الله المعلمي خير الجزاء
ـ[ماجد بن محمد المدرس]ــــــــ[09 - 04 - 06, 03:10 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيرا
و إياك أخي الكريم
لكن لا ينقضي عجبي في دفاعهم المستميت على مجنون أبي حنيفة الكوثري وهو يتكلم على أحاديث الصحيحين بالضعف والنكارة و وتجرأ على الأئمة الكبار والنقاد الأعلام من أهل الحديث والأثر فالله حسيبه
إنه الجهل و الغباء فكيف إذا أضيف إليهما الهوى و العناد!! هي البلادة إذن!!!
¥(12/393)
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[10 - 04 - 06, 08:03 ص]ـ
وهذه مشاركة مني لما كتبته في رسالتي الدكتوراه (التعارض في الحديث) حول عمل عبد الله الغماري
ثالثاً: كتابات الشَّيخ عبد الله الغُمَاري.
وهو الشَّيخ العلامة عبد الله بن الصِّدِّيق الغماري، ولد بطنجة عام 1327هـ، وتوفي سنة 1412هـ. وله عددٌ من المُصنَّفات في علم الحديث وغيره، شأنه شأن أهل بيته، والده وإخوته.
وما يهمُّني في هذه المناقشه الكتب التَّالية:
1 - الفوائد المقصوده في بيان الأحاديث الشَّاذَّة والمردودة، جمع فيه ثلاثة وأربعين حديثاً، رأى أنَّها شاذَّةً مردودةً (1)!.
2 - فتح المعين بنقد كتاب الأربعين، انتقد فيه كتاب "الأربعين" (2) في دلائل التوحيد (3) " للشَّيخ أبي إسماعيل الهَرَوي.
3 - نهاية الآمال في صحَّة وشرح حديث عرض الأعمال (4)، وقد تعرَّض في هذا الكتاب لجمع طرق حديث:" حياتي خيرٌ لكم ومماتي خيرٌ لكم " والّذي فيه: تعرض الأعمال عليَّ - أي على الرَّسول صلّى الله عليه وسلّم -. فجمع شتات ألفاظ هذا الحديث وألزمها أن تأتلف لتُشكِّل نصَّاً صحيحاً، وإلزامه غير ملزمٍ.
ولن أتناول كل كتاب من هذه الكتب على حدةٍ لأنَّ هذا سيطول المناقشة جدّاً، إضافةً إلى ما ستكون عليه من طولٍ نظراً لمكانة الشَّيخ في الدِّراسات الحديثيَّة المعاصرة، ونظراً لما يمثِّله من امتدادٍ لمنهج عائلته، رأيت أن أجعل مناقشتي معه تأخذ شكل عناوين لموضوعاتٍ منتقَدَةٍ عليه، استشهد من خلالها ببعض النَّماذج، وأهمُّ العناوين الّتي سأناقشها ما يلي:
- تضعيفه الثَّابت. بله المتواتر بحجَّة تعارضه مع نصوص أُخرى.
- تصحيحه الضَّعيف وادِّعاء تعارضه مع أحاديث صحيحةٍ.
- ادِّعاؤه الخطأ في الأحاديث بحجَّة تعارضها مع نصوصٍ قرأنيَّةٍ أو حديثيَّةٍ، وإستعماله للتأويل البعيد في نصوص أُخرى.
أمَّا عن تضعيفه الأحاديث الصَّحيحة الثَّابته فهو كثيرٌ عنده، ولكنِّي سأتناول حديثاً واحداً كونه قد اكتسب صفة التَّواتر نظراً لتعدُّد طرقه وكثرتها، ولكنَّ الشَّيخ قد حكم بضعفه ثمَّ بردِّه اعتمادا على حججٍ مرجوحةٍ واهيةٍ، ومثال هذا النَّوع قوله (5): (عن أبي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مطبوع ضمن مجموعةٍ، من ص 80 - 156، دار الفرقان للنشر والتوزيع - الدار البيضاء.
(2) طبع بعمان-الأردن، مكتبة الإمام النووي سنة 1410 هـ/ 1990 م الطبعة الأولى وحققه حسن السقاف.
(3) طبع سنة 1404 بتحقيق د. علي محمد ناصر الفقيهي.
(4) طبع بيروت - عالم الكتب، الطبعه الثانيه سنة 1405 هـ / 1985.
(5) الفوائد المقصودة: 105 - 108 حديث رقم (12).
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[10 - 04 - 06, 08:04 ص]ـ
هُريرة (6) وابن عبّاس (1)، وعائشة (2)، عن النَّبيِّ - صلّى الله عليه وسلّم - قال:" لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أنْبِيَائِهِم مَسَاجِدَ ".) هذا حديثٌ ثابتٌ في الصَّحيحين وغيرهما من طرقٍ وقد عمل به كثيرٌ من العلماء المتقدِّمين والمتاخِّرين ولم يتفطَّنوا لما فيه من العلل الّتي تقتضي ترك العمل به، وذلك أنَّ القرأن الكريم يعارض هذا الحديث من ثلاثة أوجهٍ:
1 - أخبر الله - تعالى - عن اليهود أنَّهم قالوا: {إنَّ اللهَ فَقِيْرٌ وَنَحْنُ أغْنِيَاءُ} (3) وقالوا: {يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ} (4) وقالوا أيضاً:" إنَّ الله لمّا خلق السَّموات والأرض استراح يوم السَّبت " (5) ونسبوا إليه النَّدم، وغير ذلك من النَّقائص التي لا تليق بالله - تعالى - ولا تجوز في حقِّه فكيف يتَّخذون قبور أنبيائه مساجد؟ هذا غير معقولٍ.
2 - إنَّ اليهود يؤذون الأنبياء، قال تعالى: {يَا أيُّهَا الّذِيْنَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَّرأهُ الله مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللهِ وَجِيْهَاً} (6) وقال سبحانه: {وَإذْ قَالَ مُوسَى يَا قَوْم ِلِم تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أنِّي رَسُولُ اللهِ إلَيْكُمْ} (7).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
(6) أخرجه البُخاريُّ، الصلاة /باب 55: 1/ 112 ومُسلمٌ،المساجد ومواضع الصلاة /النهي عن بناء المساجد على القبور: 1/ 376 رقم (530) وأبو داود،الجنائز / في البناء على القبور:3/ 216 رقم (3227)، والنَّسائيُّ، الجنائز / اتخاذ القبور مساجد:4/ 95 - 96 ومالك في " الموطأ": 113 رقم (321) رواية محمد بن الحسن، والحُميديُّ في " المسند": 2/ 445 رقم (1025) بمعناه، وأحمد في " المسند:2/ 284، 285،366، وغير=
= ذلك وابن حِبَّان كما في " الإحسان ": 6/ 95 رقم (2326)، والبَيْهقي في " السنن الكبرى ":4/ 80 ..
(1) حديث ابن عبّاس رُوي مقروناً مع حديث عائشه وأخرجه: البُخاريُّ،الصلاة /باب 55: 1/ 112، والأنبياء / 50 ما ذكر عن بني إسرائيل: 4/ 144 وغير ذلك، ومُسلمٌ، المساجد /النَّهي عن بناءالمساجد على القبور: 1/ 377 رقم (531) والنَّسائيُّ، المساجد /النهي عن اتخاذ القبور مساجد: 2/ 40 - 41، 4/ 95 وفي " الوفاة ": 34 رقم (14) و35رقم (15) وأحمد في "المسند":1/ 218،6/ 34،229،275،وغير ذلك، والدَّارميُّ في " السنن ": 1/ 326، وأبو عَوانة في " المسند ": 1/ 399.
(2) سبق تخريجه مع حديث إبن عباس.
(3) سورة آل عمران: 181.
(4) سورة المائده: 64.
(5) جاء فيما يُزعم أنَّه الكتاب المقدس: التكوين: 2 وفي اليوم السابع أتم الله عمله الذي قام به، فأستراح فيه من جميع عمله.
(6) سورة الأحزاب: 69.
(7) سورة الصف: 5.
¥(12/394)
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[10 - 04 - 06, 08:06 ص]ـ
هذا مع أنَّ موسى نبيهم الأعظم وصاحب شريعتهم، وآذوا داود - عليه السَّلام - فزعموا أنَّه زنى بامرأة أوريا، وأنَّها حملت منه، ونسبوا إليه شرب الخمر، وأنكروا نبوَّة سليمان - عليه السَّلام - وقالوا: كان ملكاً حكيماً، بنى ملكه على السِّحر، ورموا مريم - عليها السَّلام - ببهتانٍ عظيمٍ كما في القرآن الكريم، كما اتَّهموا عيسى - عليه السَّلام - في نسبه، فكيف تتفق إذايتهم الأنبياء مع اتِّخاذ قبورهم مساجد؟ هذا غيُر معقولٍ.
3 - إنَّ الله - تعالى - أخبر أنَّ اليهود قتلة الأنبياء، فقال سبحانه: {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالمَسْكَنَةُ وَبَاؤوا بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ} (1) وقال أيضاً سبحانه: {أفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أنْفُسَكُمْ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيْقَاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيْقَاً تَقْتُلُونَ} (2) أفادت هذه الآية أنَّ حال اليهود مع الأنبياء دائرٌ بين أمرين: التَّكذيب، والقتل، وقال جلَّ شأنه: {إنَّ الّذِيْنَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الّذِيْنَ يَأْمُرُونَ بِالقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ ألِيْمٍ} (3).
أفادت هذه الآية أنَّ اليهود يقتلون الصَّالحين الّذين على طريقة الأنبياء، وقال سبحانه: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أيْنَمَا ثُقِفُوا إلا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَباؤوا بِغَضبٍ مِنَ الله وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ المَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ الأنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} (4).
وقال عزوجل: {لَقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الّذِيْنَ قَالُوا إنَّ الله فَقِيْرٌ وَنَحْنُ أغْنِيَاء، سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الأنَبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الحَرِيْقِ} (5).
ويلاحظ أنَّ الله عبَّر في هذه الآيات بأنَّ اليهود يقتلون الأنبياء، بالفعل المضارع للإشارة إلى أنَّ قتل الأنبياء كان عادةً لهم تحدث كلَّما جاء نبيٌّ، واستمروا على هذا إلى أن بُعث النَّبيُّ - صلّى الله عليه وسلّم - فحاولوا قتله مرتين:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا مع أنَّ موسى نبيهم الأعظم وصاحب شريعتهم، وآذوا داود - عليه السَّلام - فزعموا أنَّه زنى بامرأة أوريا، وأنَّها حملت منه، ونسبوا إليه شرب الخمر، وأنكروا نبوَّة سليمان - عليه السَّلام - وقالوا: كان ملكاً حكيماً، بنى ملكه على السِّحر، ورموا مريم - عليها السَّلام - ببهتانٍ عظيمٍ كما في القرآن الكريم، كما اتَّهموا عيسى - عليه السَّلام - في نسبه، فكيف تتفق إذايتهم الأنبياء مع اتِّخاذ قبورهم مساجد؟ هذا غيُر معقولٍ.
3 - إنَّ الله - تعالى - أخبر أنَّ اليهود قتلة الأنبياء، فقال سبحانه: {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالمَسْكَنَةُ وَبَاؤوا بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ} (1) وقال أيضاً سبحانه: {أفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أنْفُسَكُمْ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيْقَاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيْقَاً تَقْتُلُونَ} (2) أفادت هذه الآية أنَّ حال اليهود مع الأنبياء دائرٌ بين أمرين: التَّكذيب، والقتل، وقال جلَّ شأنه: {إنَّ الّذِيْنَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الّذِيْنَ يَأْمُرُونَ بِالقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ ألِيْمٍ} (3).
أفادت هذه الآية أنَّ اليهود يقتلون الصَّالحين الّذين على طريقة الأنبياء، وقال سبحانه: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أيْنَمَا ثُقِفُوا إلا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَباؤوا بِغَضبٍ مِنَ الله وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ المَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ الأنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} (4).
وقال عزوجل: {لَقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الّذِيْنَ قَالُوا إنَّ الله فَقِيْرٌ وَنَحْنُ أغْنِيَاء، سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الأنَبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الحَرِيْقِ} (5).
ويلاحظ أنَّ الله عبَّر في هذه الآيات بأنَّ اليهود يقتلون الأنبياء، بالفعل المضارع للإشارة إلى أنَّ قتل الأنبياء كان عادةً لهم تحدث كلَّما جاء نبيٌّ، واستمروا على هذا إلى أن بُعث النَّبيُّ - صلّى الله عليه وسلّم - فحاولوا قتله مرتين:
¥(12/395)
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[10 - 04 - 06, 08:08 ص]ـ
المرَّة الأولى: حيث قدَّموا له كتف شاةٍ مسمومةٍ، وهذا الحديث في الصَّحيحين.
والمرَّة الأخرى: حين ذهب إلى بني النَّضير يستعينهم في ديَّة القتلين، كان بين أهلهما وبين بني النَّضير عقد وحلفٌ، فقال اليهود للنَّبيِّ - صلّى الله عليه وسلّم - نعم أبا القاسم نعينك على ما أحببت ممّا استعنت بنا عليه، اجلس حتّى تُطعم وترجع بحاجتك، فجلس إلى ظلِّ جدارٍ من جُدُر دورهم، فخلا بعضهم إلى بعض وقالوا: إنَّكم لن تجدوا الرَّجل على مثل حاله هذه، فأيُّ رجلٍ يعلو على هذا البيت فيُلقي عليه صخرةً فيُريحنا منه، فانتدب لذلك عمرو بن جِحاشٍ بن كعب أحدهم، فقال: أنا لذلك، فصعد ليُلقي عليه صخرةً ورسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - في نفرٍ من أصحابه فيهم أبو بكر، وعلي - رضي الله عنه - فأتاه الخبر من السَّماء بما أراد القوم، فقام رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - راجعاً إلى المدينة.
فتاريخ اليهود ملطخٌ بدماء من قتلوا من الأنبياء والصَّالحين، ومن نجا من قتلهم لم ينج من تكذيبهم وإذايتهم، فكيف يتَّخذون قبور أنبيائهم مساجد؟ هذا غير معقولٍ).
هذا نصُّ كلام الشَّيخ الغُماري بحروفه وهذه حججه في ردِّ هذا الحديث لتعارضه مع القرآن كما قال.
ولو سلَّمت للشَّيخ ما قاله عن تعارض الحديث مع القرآن - ولا أُسلِّم - فإنَّ الحديث وصل إلى درجة التَّواتر كما أشار إلى ذلك الكتَّاني (1)،وهو المفهوم من صنيع الألباني (2) في تخريجه للحديث، ثمَّ إنَّ دلالة الحديث صريحةٌ ظاهرةٌ، وتلك الآيات الّتي أتى بها على مسألتنا دلالتها مُستنبطةٌ مؤوَّلةٌ، وقواعد الجمع والتَّرجيح تقضي بتقديم الواضح الصَّريج على المستنبط المؤوَّل.
أمَّا عن الحجج الثَّلاث التي أوردها فإنَّها جميعاً تردُّ إلى أمرٍ واحدٍ، وهو أنَّ اليهود بما هم عليه من اعتقاداتٍ فاسدةٍ تنسب إلى الله النَّقص والأمور التي لا تليق، ويؤذون الأنبياء ويقتلونهم فمن غير المعقول أن يبنوا المساجد على قبور الأنبياء.!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
(1) نظم المتناثر: 130 - 131.
(2) انظر كتابه:" تحذير الساجد من إتخاذ القبور مساجد " حيث جمع طرق الحديث
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[10 - 04 - 06, 08:10 ص]ـ
سأكمل لاحقاً نظراً لحصول خلل عندي في الجهاز.
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[10 - 04 - 06, 08:19 ص]ـ
وسأنطلق من ردِّي على كلامه بتساؤلٍ، وهو: هل بناء المساجد على القبور محمدةٌ يُحمد عليها اليهود، كي نقول إنها تتعارض مع أفعالهم هذه واعتقاداتهم؟ وظنِّي أنَّ الشَّيخ قد انطلق من مقدِّمتين إحداهما خطأٌ، حتّى وصل إلى هذه النَّتيجة، والمقدمتان هما: 1 - بناء المساجد على القبور عملٌ جليلٌ يقوم به النَّاس. 2 - اليهود قتلة الأنبياء لا يقومون بأعمالٍ جليلة. إذا فاليهود لا يقومون ببناء المساجد على القبور.
ثمَّ إنَّ طبيعة اليهود تنطوي على قدرٍ كبيرٍ من التَّناقض، وقد بيَّن القرآن الكريم شيئاً من ذلك فحكى عن انقلابهم السَّريع من التَّوحيد الذي اعتنقوه عن استدلالٍ واقتناعٍ إلى الوثنيَّة والكفر وهو ما صوَّره القرآن أحيانا بسردٍ وتطويلٍ، وأحيانا بإيجازٍ فقال تعالى: {وَجَاوَزْنَا ببني إسْرَائِيلَ البَحْرَ فَأَتَوا عَلى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلى أصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إلهاً كَمَا لَهُمْ آلهةٌ قَالَ إنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُون} (1)، بالإضافة إلى ما حكاه القرآن عن أخلاقهم المتناقضة فقال تعالى: {لُعِنَ الّذِيْنَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إسْرَائِيلَ عَلى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيْسَى بنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ ِبَما عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُون? كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} (2)،وقد وضح النَّبِّي - صلّى الله عليه وسلّم - هذا الخلق فقال (3):" إنَّ أوّل ما دخل النَّقص على بني إسرائيل كان الرَّجل يَلقى الرَّجل فيقول: يا هذا اتق الله ودَعْ ما تصنع فإنَّه لا يحل لك، ثمَّ يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده، فلمَّا فعلوا ذلك ضرب الله قلوبَ بعضِهم ببعض " ثم قال: {لُعِنَ الّذِيْنَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إسْرَائِيلَ عَلى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيْسَى بنِ مَرْيَم} إلى قوله فاسقون.
ومن تناقضهم الشَّديد كذلك ما أضافوه لله عزَّوجل من صفاتِ نقصٍ كما ذكر ذلك الشَّيخ من قوله تعالى على لِسانهم {إنَّ اللهَ فَقِيْرٌ وَنَحْنُ أغْنِيَاء} وقالوا: {يَدُ الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
(1) سورة الأعراف: 138.
(2) سورة المائده: 77 - 79.
(3) أخرجه أبو داود،الملاحم /الأمر والنهي: 4/ 121 - 122رقم (4336 من حديث ابن مسعود، كما أخرجه كذلك التِّرْمذيِ، تفسير القرآن/6من سورة المائدة:5/ 252 رقم (3047)، وقال: هذا حديث حسن غريب.
وروي الحديث مرسلاً عن أبي عُبيدة الرَّاوي عن ابن مسعود وأخرجه كذلك التِّرْمِذي: 5/ 252 - 253رقم
(3048)، وابن ماجه، الفتن / 20 الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: 2/ 1327 - 1328.رقم (4006).
¥(12/396)
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[10 - 04 - 06, 08:20 ص]ـ
مَغْلُولَةٌ} ثم نراهم بعد ذلك يقولون كما ذكر القرآن على لسانهم: {نَحْنُ أَبْنَاءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤهُ}.
فلا يمنع بعد ذلك أن يكونوا متناقضين أيضاً من حيث الأنبياء يؤذونهم ويُكذِّبونهم، بل يقتلونهم أيضا ثمَّ يبنون عليهم البِيَع والمساجد، لمحاولة تخفيف ما ارتكبوه وهم يظنُّون أنَّهم يفعلون خيراً. وهم يفعلون الشَّرَّ بعينهِ. ولا يمنع كذلك أن يكون اليهود على أكثر من رأيٍ؛ قسمٌ منهم يرى إيذاء الأنبياء وقتلهم، وقسمٌ آخر يرى المبالغة بتعظيمهم والابتداع لهم ببناء المساجد وغيرها عليهم بعد أن يُقتلوا. فبان بهذا أنَّ كلَّ ما ذكره الشَّيخ لا يصلح أن يكون حجَّةً بنفسه يُعارض أحاديث صحيحة صريحة متواترة.
وهذا الصَّنيع من الشَّيخ لم يأت عبثاً، إنَّما لتأييد مذهب يتبنَّاه، بل يعتنقه هو وبعض أفراد عائلته، من جواز بناء المساجد والقِباب على القُبور خلافاً للسُّنَّة المتواترة، وانتصاراً لمذهب بعض الصُّوفيَّة، فعمله هذا جاء تتميما لعمل أخيه الأكبر أحمد بن الصِّدِّيق الذي تكفَّل بالجانب الفقهي من المسألة في كتابه " إحياء المقبور" (1)، وخصَّص قسماً كبيرًا من الكتاب لأدلة بناء المساجد على القُبور فما أتى بشيءٍ مقبول، وأقوى ما تمسَّك به هو قول الله - تعالى: {وَكَذَلِكَ أعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَأنَّ السَّاعَةّ لا رَيْبَ فِيْهَا إذ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانَاً رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الّذِيْنَ غَلَبُوا عَلَى أمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدَاً} (2).
فقال (3): " الّذين غلبوا على أمرهم هم المؤمنون على الصَّحيح، لأنَّ المسجد إنَّما يبينه المؤمنون، وأمَّا الكافرون فقالوا ابنوا عليهم بنياناً، والدَّليل من هذه الآيه إقرار الله تعالى إيَّاهم على ما قالوا وعدم ردِّه عليهم، فإنَّ الله-تعال -إذا حكى في كتابه عن قومٍ ما لا يرضاه ذكر ما يدلُّ على فساده، ويُنبِّه على بطلانه إمَّا قبله وإمَّا بعده ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
(1) إحياء المقبور من أدلة استحباب بناء المساجد والقباب على القبور، مطبعة دار التأليف - مصر سنة 1368 هـ/ وأنظر: عبد الله الغماري - إتقان الصنعه في تحقيق معنى البدعه - عالم الكتب - بيروت ط الثانيه 1406 هـ / 1986 م.
(2) سورة الكهف: 21.
(3) إحياء المقبور.
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[10 - 04 - 06, 08:21 ص]ـ
وفي هذا نظرٌ إذ قال ابن كثيرٍ (4):" حكى ابن جرير في القاتلين ذلك قولين:
أحدهما: أنَّهم المسلمون منهم، والثَّاني أهل الشِّرك منهم،فالله أعلم
والظَّاهر أنَّ الذين قالوا ذلك هم أصحاب الكلمة والنُّفوذ، ولكن هل هم محمودون أم لا؟ فيه نظر؛لأنَّ النبي-صلى الله عليه وسلم-قال"لعن الله اليهود اتَّخذوا قبور أنبيائهم مساجد
أمَّا عن تصحيح الضَّعيف فما كنت لأتشاغل به في مقامي هذا لولا أنَّ هذا التَّصحيح كان بهدف معارضة هذا الحديث المُصحَّح مع أحاديث أخرى صحيحةٍ ثابتةٍ، للعمل على الجمع بينها لا التَّرجيح كما هو حال الحديثين من حيث تقديم الصَّحيح على الضَّعف، بل الأنكى من ذلك أن ينتهي الشَّيخ إلى ترجيح ما صحَّحه عُنوةً على الصَّحيح أصالةً وهو ما أُنكره عليه، ومثال هذا صنيعه في كتاب " نهاية الآمال" (1) إذ خصَّصه لتصحيح حديث عرض الأعمال، وهذا الحديث رواه ابن مسعودٍ - رضي الله عنه - عن النَّبيِّ - صلّى الله عليه وسلّم - أنَّه قال: " حّيَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ تُحْدِثُونَ وَيُحْدَثُ لَكُمْ، وَوَفَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ تُعْرَضُ عَلَيَّ أعْمَالُكُمْ، فَمَا رَأَيْتُ مِنْ خَيْرٍ حَمَدْتُ اللهَ، وَمَا رَأَيْتُ مِنْ شَرٍّ اسْتَغْفَرْتُ اللهَ لَكُمْ ".
وهذا الحديث أخرجه أبو بكر البَزَّار في " مسنده" (2) وقال: لا نعلمه يُروى عن عبد الله إلاّ بهذا الإسناد.
¥(12/397)
والإسناد فيه عن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روَّاد، فهو وإن أخرج له مُسلمٌ إلاّ أنَّ حاله لا يحتمل التَّفرُّد كما هو الحال في هذا الحديث، إذ ضعَّفه عددٌ من نُقَّاد الرِّجال فقال عنه أبو حاتم (3): ليس بالقوي، يُكتب حديثه، كان الحُميديُّ يتكلَّم فيه، وقال الدَّار قُطني (4): لا يُحتجُّ به أو يُعتبر به، وذكره البُخاريُّ في " الضعفاء " (5)، وقال في موضعٍ آخر: في حديثه بعض الاختلاف ولا يُعرف له خمسة أحاديث صِحاح وقال ابن حِبَّان (6): منكر الحديث جداً يقلب الأخبار ويروي المناكير عن المشاهير فاستحقَّ التَّرك. وذكر عددٌ من العلماء أنَّه كان داعيةً للإرجاء. وفي مقابل هؤلاء وُجد من وثَّقه كيحيي بن معينٍ.
فظهر أنَّ الأكثر على تضعيفه، ثمَّ إنَّ من ضعَّفه قد بيَّن حاله، بل إنَّ البُخاريَّ قد قال إنَّه لا يُعرف له خمسة أحاديث صحاح، ولهذا فما أخرجه له مُسلمٌ قد انتقاه وغربله كما كان البُخاريُّ يغربل أحاديث شيخه إسماعيل بن أبي أويس. ولو جعلنا ضعف عبد المجيد محتملاً، فحاله لا يقبل الانفراد بحالٍ كما قدَّمت، ولهذا فتصحيح الحديث من طريقه ليس سليماً، وبناءً على ذلك حكم العراقيُّ على حديثه بالضَّعف فقال (1): " ورجاله رجال الصَّحيح، إلاَّ أنَّ عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روَّاد وإن أخرج له مُسلمٌ ووثَّقه ابن معينٍ والنَّسائي فقد ضعَّفه كثيرون، ورواه الحارث بن أبي أُسامه في مسنده من حديث أنسٍ بنحوه بإسنادٍ ضعيفٍ.
وقد جهد الشَّيخ في تصحيح هذا الحديث، وهو الشَّيخ النَّاقد الذي ضعَّف أحاديث كثيرةً وحالها أفضل من هذا، بل إنَّه ضعَّف المتواتر ليستقيم مع رأيه، فكان أحرى
ــــــــــــــــــــ
(3) انظر: ابن أبي حاتم - الجرح والتعديل: 6/ 65.
(4) انظر: الذَّهبي - ميزان الإعتدال: 2/ 648.
(5) الضعفاء الصغير: 159 رقم (239).
(6) المجروحين: 2/ 161.
(1) المغني عن حمل الأسفار: 4/ 148 المطبوع بهامش إحياء علوم الدين للغَزَالي.
وقد زعم الشَّيخ أنَّه تراجع عن ذلك في كتابه " طرح التثريب ": 3/ 297 قال: وروى أبو بكر البزَّار في " مسنده " بإسنادٍ جيدٍ عن ابن مسعود ......... " وعزا ذلك لتوسُّع دائرة معارفه ورُسوخ قدمه في العلم، ولكن غاب عن الشَّيخ أنَّ العراقيَّ الوالد لم يكتب من الكتاب إلاّ القليل، والرَّاجح أنَّه لم يصل إلى كتاب الجنائز، ثمَّ إنَّ الإنسان قد يتراجع عن حكمه على حديثٍ إن بان له شيئٌ جديدٌ،أمّا هنا فالإسناد نفسه والطَّريق نفسها فلم التَّراجُع؟؟ ولهذا فحُكم الشَّيخ ليس في مكانه.
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[10 - 04 - 06, 08:23 ص]ـ
به أن يتَّبع شُروط النَّقد السَّليمة ليصل إلى نتائج سليمة، ولكنَّه أخذ يحشد ما توصَّل إليه من طرقٍ وهي ضعيفةٌ كما قال ونقل، ولكنَّه أوهم القارئ أنَّ للحديث طرقاً صحيحةً تعضده عندما ساق رواية بكرٍ المُزَني المرسلة ونقل قول الحافظ ابن عبد الهادي في تصحيحها (2)، وكان من الواجب عليه أن يُنبِّه إلى أنَّ هذه الطَّريق ضعيفةً لأنَّها مرسلةٌ بالرَّغم من صحَّة الإسناد إلى راوي الحديث وهو التَّابعي الجليل بكر بن عبد الله المُزَني.
وبعد ذلك أخذ الشَّيخ يذكر الشَّواهد من الأحاديث والآيات الّتي رأى أنَّها تؤيِّد الحديث، فساق حديثين ضعيفين، بل تالفين، وآياتٍ عامَّةً لا تتفق والغرض الّذي سيقت لأجله.
ولو أنَّ الشَّيخ عبد الله الغُماري قد مال إلى تصحيح هذا الحديث فحسب حسبما أدَّاه إليه اجتهاده - وله ذلك - لما نوزع،ولكنَّه صحَّحه ليُعارض به الحديث الصَّحيح الّذي رواه الشَّيخان في الحوض، وأنَّه يَرِدُ عليه أُناسٌ من الصَّحابة، أو أُمَّته فيُطردون فيقول النَّبيُّ - صلّى الله عليه وسلّم -: "يَا رَب أصْحَابِي، فَيَقُولُ إنَّكَ لا عِلْمَ لَكَ بِمَا أحْدَثُوا بَعْدَكَ، إنَّهُمْ ارْتَدُّوا عَلَى أعْقَابِهِمْ القَهْقَرَى".
فذكر الشَّيخ تعارض هذين الحديثين حيث إنَّ الأوّل الَّذي صحَّحه يدلُّ أنَّ النَّبيَّ - صلّى الله عليه وسلّم - تُعرض عليه أعمال أُمَّته وبالتَّالي فهو يعلم ما أحدثوا،والآخر يبيِّن أنَّه لا يعلم ما أحدثوا ثمَّ أخذ في الجمع بين الحديثين فذكر عدَّة طرق لا داعي لسردها، ثمَّ كأنَّه مال إلى ترجيح الحديث الّذي صحَّحه من جواباته واعتراضاته على شُروح العلماء للحديث الثَّاني، حيث لم يفهموا من قوله ارتدوا على أعقابهم، سوى مخالفة أمر النَّبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم - بالقتال، والفِتن الّتي حصلت ثمَّ قال: فحديث الحوض يعارضه القرآن والإجماع، في حين أنَّ القرآن يُؤيِّد حديث عرض الأعمال، فأيُّ الحديثين أبعد الإشكال؟ وأولى بالقبول؟.
أمَّا عن ادِّعائه الخطأ في الأحاديث فهو كثيرٌ، فأحياناً يدَّعي أنَّ الحديث مرويٌّ بالمعنى أو أنَّه محرَّفٌ، وقد كثر صنيعه من هذا القبيل في كتابه " فتح المعين، بنقد كتاب
ـــــــــــــ
(2) انظر: الصارم المُنكي: 193، دار الكتب العلمية - بيروت، ط الأولى 1405 هـ/ 1985 م.
¥(12/398)
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[10 - 04 - 06, 08:24 ص]ـ
الأربعين ". حيث جعل الحديث من قبيل الرِّواية بالمعنى احتمالاً (1)، ومعروفٌ أنَّ الاحتمال يسقط عند الاستدلال. وقد استدلَّ على أنَّ الرِّواية بالمعنى من تعدُّد الصِّيغ كما صرَّح بذلك أثناء نقده للكتاب المذكور فقال: " ورُوي عن أبي هُريرة عن النَّبيِّ - صلّى الله عليه وسلّم - قال:" ضَحِكَ اللهُ مِنْ رَجُلَيْن قَتَلَ أحَدُهُمَا صَاحِبِهُ ثُمَّ دَخَلا الجَنَّة "، والحديث في الصَّحيحين ولفظه في " صحيح البُخاري:" ضَحِكَ اللهُ إلى رَجُلَيْنِ يَقْتُلُ أحَدُهُمَا الآخَرَ يَدْخُلانِ الجَنَّة، يُقاتِل هَذَا فِي سَبِيْلِ اللهِ فَيُقْتَلُ ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ عَلَى القَاتِلِ فَيُسْتَشْهَدُ " ورواه النَّسائي بلفظ:" إنَّ اللهَ يَعْجَبُ مِنْ رَجُلَيْنِ " فالحديث مرويٌّ بالمعنى!.
فالشَّيخ الغُماري استدلَّ على أنَّ الحديث مرويٌّ بالمعنى لوروده بعدَّة صيغٍ، وهذا استدلالٌ غير موفقٍ، إذ تعدُّد الصِّيغ يعني تعدُّد تلفُّظ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - بهذا الحديث، إذ أنَّه - صلّى الله عليه وسلّم - كان يتحدَّث بالحديثين أكثر من مرَّةٍ، فقد روى أبو داود (2) حديثاً عن عُبيد الله بن زياد أنَّه سأل أبا بُرْزة هل سمع رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يذكر في الحوض شيئاً؟ فقال أبو بُرْزة: نعم،لا مرَّةً ولا ثِنْتين ولا ثلاثاً ولا أربعاً ولا خمساً، فمن كذَّب به فلا سقاه الله منه "، وأخرج ابن أبي عاصم (3) حديثاً عن أبي أُمامة، فقال له رجلٌ: يا أبا أُمامة مِن رأيك أو سمعته من رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -؟ فقال: إني إذاً لجريءٌ، بل سمعته من رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - غير مرَّةٍ ولا مرَّتين ولا ثلاثةٍ.
وروى المُحامِليُّ (1) حديثاً آخر عن أبي أُمامة أيضاً، فقال أبو غالب [الرَّاوي عن أبي أُمامة]: أنت سمعته من رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - أو شيء تقوله برأيك؟
ــــــــــــــــ
(1) قلت: لقد شان المؤلف - رحمه الله- كتابه بما ادَّعاه عليه من ذلك وأكثر منه دون حجَّةٍ أو دليلٍ، وبما ضمَّنه من تأويلاتٍ بعيدةٍ متكلَّفةٍ، وقد زاد المحقِّق شَيْناً على شينٍ بتعليقاته الشَّتائمية الخالية من الأمور العلمية.
(2) السنن،السنة /باب في الحوض: 4/ 238.
(3) السنة: 1/ 34.
(1) الأمالي: 408 تحقيق د. إبراهيم القيسي، المكتبه الإسلامية - عمان - دار ابن القَيِّم - الدمام / السعودية، ط الأولى 1412 هـ / 1991 م.
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[10 - 04 - 06, 08:26 ص]ـ
قال: لو لم أسمعه من رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - إلاّ مرَّةً أو مرَّتين - حتَّى بلغ سبعاً، ما حدَّثت به ".
فمن هذه النُّصوص يتبيَّن لنا أنَّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - لم يكن يتحدَّث بالحديث مرَّةً واحدةً في العُمر، ومن زعم هذا فلا دليل عنده، بل الدَّليل على خلافه كما تشهد له هذه الأحاديث الآنفة الذِّكر، ومن الطَّبِيعيِّ أن لا تكون الصِّيغة موحَّدة، لأنَّ الحديث ليس قُرآناً يجب أن يؤدِّيه الرَّسول - صلّى الله عليه وسلّم - بحروفٍ معيَّنةٍ لا يتجاوزها بنقصٍ أو زيادةٍ، بل هو وحيٌ من الله وإنشاؤه من الرَّسول - صلّى الله عليه وسلّم - وما دام هو القائل للحديث فلا يمنع أن تتغيَّر الصِّيغة إن كانت تؤدِّي نفس المعنى وطبيعة الاُمور تابى علينا أن نجزم باقتصار الرَّسول - صلّى الله عليه وسلّم - على صيغةٍ واحدةٍ عند تكرار التَّلفُّظ بالحديث وهذا يشهد له ما نراه في حياتنا العامَّة إذ أنَّ المرء قد يروي حكايةً عدَّة مرَّاتٍ باختلافٍ في ألفاظها مع المحافظة على جوهرها وفحواها.
إذا عُلم هذا عرفنا أنَّ حُجَّة كلِّ من ادَّعى أنَّ الأحاديث مرويَّةٌ بالمعنى نظراً لاختلاف الصِّيغ فحجَّته داحضةٌ (2).
ومن عجيب أمر الشَّيخ أنَّه حكم على بعض الأحاديث بأنَّها مرويَّةٌ بالمعنى، وأيَّد قول من أسقط الاحتجاج بها نحويّاً ولُغويّاً معتمداً على رأيٍّ مرجوحٍ فقال (3): "وإذا كان أبو حيّان وجماعةٌ منعوا الاستدلال بالحديث في المسائل النَّحويَّة، قالوا: لأنَّ الحديث دخل فيه الرِّواية بالمعنى، فكيف يستجيز المؤلف أن يُثبت صفةً الله - تعالى - بحديث تصرَّف فيه الرُّواة؟ ".
فكما قدَّمت إنَّ هذا الرَّأي من أبي حيَّان وغيره مرجوحٌ، وجمهرة النُّحاة والُّلغويين على خلافه، وقد نقل الدكتور محمد ضاري حمّادي في كتابه القيِّم:" الحديث النَّبوي الشَّريف وأثره في الدِّراسات الُّلغويّة والنَّحويّة" (1) " نُقولاً عن أجيال النَّحْويين والُّلغويين
ــــــــــــــــــــ
(2) ما قدَّمته هنا ينطبق على ما زعمه أبي ريَّة من أنَّ أغلب الأحاديث رُويت بالمعنى والرَّدُّ هنا ردٌّ عليه أيضاً، لئلا اضطر للإعادة.
(3) فتح المعين: 24.
(1) انظر فصل:" الإحتجاج بالحديث خلال العصور": 305 - 371 من الكتاب المذكور، طبع العراق، ط الأولى 1402 هـ/ 1982 م. وانظر كذلك: د. خديجه الحديثي - موقف النُّحاة من الاحتجاج بالحديث الشَّريف: من 191 - 365
¥(12/399)
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[10 - 04 - 06, 08:26 ص]ـ
من كتبهم المطبوعة ابتداءً من القرن الثَّاني إلى القرن الثّالث عشر تدلُّ على استشهادهم بالحديث، بل وعلى بناء القضايا النَّحويّة والُّلغويّة عليه.
وقد كان حريّاً بالشَّيخ - وهو من المحسوبين على المُحدِّثين - أن يؤيِّد وجهة نظر أهل الحديث، وجمهرة النَّحويين على جواز الاستدلال بالحديث النَّبوي الشَّريف لا العكس كما فعل صاحبنا سامحه الله.
وأختم مناقشة الشَّيخ بإيراد بعض تأويلاتٍ له، اعتماداً على أنَّ هذه الأحاديث تعارض العقيدة: فقال عند ذكره لحديث:" إنَّ الله خَلَقَ جَنَّةَ عَدْنٍ بِيَدِهِ" وحديث:" خَلَقَ اللهُ آدَمَ بِيَدِهِ " وقوله تعالى: {يَا إبْلِيْسُ مَا مَنَعَكَ أنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} هذه كلُّها، لا تُثبت اليد صفةً لله، بل هي العناية والتَّخصيص.
وقال أيضًا- بعد إيراده عدداً من الآيات-: " فلو أخذنا بهذه الآيات، أثبتنا له يداً، ويدين، وأيدياً، وهو باطلٌ، فلم يبق إلاّ أن يكون التَّعبير باليد مُؤوّلاً بما يقتضيه أسلوب الكلام، فتارةً يؤوَّل بالقدرة، وتارةً بالِّنعمة، وهكذا ولا بدَّ من التَّأويل ".
وهذا الكلام يرتدُّ على قائله بسؤالٍ من جنس سؤاله، إذ لو أوّلنا اليد واليدين والأيد بالقدرة تارة وبالنِّعمة تارة أُخرى لأثبتنا له نعمتين في سياق الكلام الّذي سيق لأجله، أو قُدُراتٍ وهذا فاسدٌ (2).
ثمَّ لا يخفى أنَّ أهل التَّأويل لم يجتمعوا على معنىً واحدٍ للتَّأويل فقد رأينا كيف أوَّل الشَّيخ هذه الأحاديث والآيات الّتي تدلُّ على شيءٍ واحدٍ بأكثر من أربع تأويلاتٍ ممَّا يدلُّ على فساد التَّأويل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
منشورات وزارة الثقافة - الجمهورية العراقية1981ود. موسى الشَّاعر - النُّحاة والحديث الشَّريف: 1/ 45 - 72، ط الأولى 1400 هـ/ 1980 م.
(2) قال البَيْهقي: وفي ذلك - أي قوله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} - مَنَع من حملها على النِّعمة والقدرة، لأنَّه ليس لتخصيص التَّثنيه في نعم الله ولا في قدرته معنىً يصحُّ، لأنَّ نِعم الله أكثر من أن تُحصى، ولأنَّه خرج مخرج التَّخصيص وتفضيل آدم - عليه السَّلام - على إبليس، وحملهما على القدرة أو النِّعمة يزيل معنى التَّفضيل لاشراكهما فيها.
ـ[أمين فيصل محمد النوبي]ــــــــ[12 - 04 - 06, 10:57 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيرا في بيان حال هولاء الغماريين وتجرئهم على الصحيحين بجهل وهوى ولا شك أنهم يتباكون ومتعصبيهم على الصحيحين عندما تكلم الشيخ الألباني - رحمه الله - على بعض أحاديثهما وهي قليلة جدا والشيخ رحمه الله فيها متبع لجهابذة النقاد مثل الدارقطني وغيره وكذلك الشيخ - رحمه الله - صححها بمجموع طرقها
لكن لا ينقضي عجبي في دفاعهم المستميت على مجنون أبي حنيفة الكوثري وهو يتكلم على أحاديث الصحيحين بالضعف والنكارة و وتجرأ على الأئمة الكبار والنقاد الأعلام من أهل الحديث والأثر فالله حسيبه، ولقد تصدى له العلم الفذ أبو زرعة زمانه العلامة عبد الرحمن المعلمي رحمه الله في كتابه - التنكيل لما في تأنيب الكوثري من الأباطيل - وبيّن شطط الكوثري وتجرأه على أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أئمة الحديث والأثر فجزى الله المعلمي خير الجزاء
نريد ذكرها_أحاديث الصحيحين التي تكلم عليهابالضعف و النكارة_و أيضا تجرآته على العلماء جزاكم الله خيرا و نفع بكم
ـ[ماجد بن محمد المدرس]ــــــــ[15 - 04 - 06, 12:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من تبع هداه
أما بعد
فقد كنت كتبت مقالا في منتدى الدراسات الحديثية بعنوان " وقفة مع الغماريين " بينت فيه بعض (الجرائم العلمية)!!! لسيديهم!! أحمد و عبد الله الغماريين؛ و ذلك بحكمهما – على نحو لم يسبقا إليه – على بعض أحاديث الصحيحين بالوضع!!!
فسارع بعضهم – من باب قول الله – تعالى – " و ترى كثيرا منهم يسارعون في الإثم و العدوان " – بكتابة ما أسماه تزييفا لمقالي في منتدى " التفليس " فسارعت – ممتثلا - قوله تعالى – " فاستبقوا الخيرات " – للرد المختصر – لضيق الوقت – على ما جاء به من التهويش. و الله المستعان.
¥(12/400)
قال الكاتب المجهول الجهول – بعد طلب أحدهم الرد على مقالي -:
". . . ولنُريَنَّهم جهلهم بالأ لباني وبما يقوم به فضلا عن: جهلهم بأعمال وإنجازات حفَّاظ الحديث في أمتنا، فضلا عن: جهالاتهم المركَّبة بالسادة الغمارية رضي الله تعالى عنهم ... "
أقول: ما أسهل الدعوى و الركون إليها، و ما أعسر إقامة الدليل عليها!
و سأبين للقراء – إن شاء الله - في هذا المقال ما غاب عن هذا البليد و أتباعه الجهال!!
ثم قال:
" أولا ً: لن أعقِّب على الهراء الذي ذكره بقوله: (بل قال لي أحدهم أن قصد الألباني من الطعن في الصحيحين هو الطعن في سنة النبي صلى الله عليه و سلم) والذي لا أرى داعيا ً لذِ كره أصلا ً إلا َّ:
... الحَشو!!!!
... والرغبة في لفت الأنظار وشَد الأبصار لِمَا سوف يُسَوِّده مِن جهالات متراكمات ...
زيادة عن: عدَ م تعيينه للقائل!!!
مع بطلان القول في نفسه من القائل مجهول العين!!!! لأنه لم يشق على قلب الألباني واطلع على نيته وغايته ...
ونحن لا نريد التطاول على الناس بالباطل وإلصاق الطَّوام بهم لمجرد المخالفة ... (ولا يجرمنكم شنآن قوم ألا تعدلوا ... ). "
أقول: مسكين هو هذا الرجل!! فهو لا يدري شيئا عن معاني العربية!! نعم! فهو يذكر أنه لن يعقب على كلامي؛ ثم يصفه بالهراء!! و أنه لا يرى – و صدق!! – داعيا لذكره أصلا إلا الحشو و الرغبة في لفت الأنظار. . . إلخ أليس فعلك هذا - أيها المتخاذل – هو عين التعقيب.
فالتعقيب على الكلام هو مناقشته و إبداء الرأي فيه - كما يعرفه صغار طلابنا!! - و هذا الذي فعلت أنت فافهم.
أما عدم تعييني للقائل فلأنه مجهول لا يستحق أن يذكر.
أما قولك البليد ". . . لأنه لم يشق على قلب الألباني واطلع على نيته وغايته ... "
فأقول: عبارة ركيكة تنم عن جهل صاحبها بأسلوب الكتابة العربية!!! فالأحرى به أن يتعلم امتشاق الحسام!! قبل مقارعة الفرسان.
فدع عنك الكتابة لست منها و لو سودت وجهك بالمداد
و أما قولك " ونحن لا نريد التطاول على الناس بالباطل وإلصاق الطَّوام بهم لمجرد المخالفة ... (ولا يجرمنكم شنآن قوم ألا تعدلوا ... ). "
فأقول: دع عنك براءة الحملان هذي فلقد ألصقتم بالرجل - و بغيره من حملة الحق – عظائم الأمور بالكذب و الجهل و قول الزور.
أما عن الخطأ في كتابة الآية فسأعتبره سبق قلم فيكفيك مني هذا – في هذه النقطة! –
ثم قال هذا المعثار:
" ثانيا ً: ولا نريد التعليق على الحشو الذي أدرجه دونما داع إلا للإرهاب ولفت الابصار لموضوعه وهو قوله: (أما من غبي عليه هذا – من سفيه عنيد أو جاهل بليد – فليس لنا على فهمه سبيل و لو تليت عليه التوراة و الإنجيل؛ فلا يكون كلامنا موجها إليه و لا في كلامه – عندنا – شيء يعول عليه)!!!! "
قلت: الرجل مصر على فضح جهله بمعاني العربية!! فليكن!!!
لقد وصف كلامي بأنه حشو أدرجته للإرهاب!! و لفت الأبصار لموضوعي!! و قد ذكر أنه لن يعلق!! أولا يعرف المسكين معنى التعليق؟! فلأعلمه؛ التعليق على الكلام هو تعقبه بنقد أو بيان أو تكميل أو تصحيح أو استنباط كما فعلت أنت قبيل إيرادك لكلامي الذي لا أشك – لحظة – أنك لو قرأته عشر مرات!! ما فهمت سبب إيراده!!!
و. . . موتوا بغيظكم!!
و قال بعدها:
" ثالثا ً: كما لن نتعرض هنا بتفصيل كبير لبيان أن ما اعتذر به للألباني في ما استُشنِع عليه: لا ينطبق على الألباني وليس هو له بعذ ر ٍ بل هو بالسادة الغمارية: أولَى كما سوف يأتي بيانه والتدليل عليه بتفصيل بعد قليل ــ بل لا داعي للاعتذار في تلك المواطن على من خبرالأمر ــ.
وكان اعتذاره في قوله: (تكلم في بعض الأحاديث بطريقة علمية، له فيها من- العلماء – سلف. إذن فالشيخ – رحمه الله – لم يأت بجديد). "
قلت: و أنا أمهلك حتى يأتي بيانه
ثم قال:
" رابعا ً: كما لن أعلق على قلَّة أد به وتطاوله بجهله المركَّب على سيِّده ــ على رغم أنفه ــ وسيدي عبد الله بن الصديق الغماري رضي الله تعالى عنه ووصفه بأنه (مبتدع)!!!! أو في تشدُّ قه وقوله: (قلت: و قد كتم أنه في " صحيح مسلم "!!!). "
قلت: تأكيد لجهله بمعنى التعليق
أما عن و صفي بقلة الأدب فأقول " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " فارعو أيها البليد
¥(12/401)
أما عن و صفي لك بالجهل و البلادة و لشيخك بالبدعة فهذا مما أتقرب إلى ربي به فأقول:
أنا همكم أنا غمكم أنا سقمكم أنا سمكم في السر و الإعلان
أذهبتم نور القران و حسنه من كل قلب واله لهفان
فوحق جبار على العرش استوى من غير تمثيل كقول الجاني
ووحق من ختم الرسالة و الهدى بمحمد فزها به الحرمان
لأقطعن بمعولي أعراضكم ما دام يصحب مهجتي جثماني
ولأهجونكم و أثلب حزبكم حتى تغيب جثتي أكفاني
ولأهتكن بمنطقي أستاركم حتى أبلغ قاصيا أو داني
ولأهجون صغيركم وكبيركم غيظا لمن قد سبني و هجاني
ولأنزلن إليكم بصواعقي ولتحرقن كبودكم نيراني
ولأقطعن بسيف حقي زوركم وليخمدن شواظكم طوفاني
ولأقصدن الله في خذلانكم وليمنعن جميعكم خذلاني
ولأحملن على عتاة طغاتكم حمل الأسود على قطيع الضان
ولأرمينكم بصخر مجانقي حتى يهد عتوكم سلطاني
ولأكتبن إلى البلاد بسبكم فيسير سير البزل بالركبان
ولأدحظن بحجتي شبهاتكم حتى يغطي جهلكم عرفاني
ولأغضبن لقول ربي فيكم غضب النمور و جملة العقبان
ولأضربنكم بصارم مقولي ضربا يزعزع أنفس الشجعان
ولأسعطن من الفضول أنوفكم سعطا يعطس منه كل جبان
أما عن وصفك إياه بسيدي!! فأتركها ليوم القيامة.
و كونه سيدك فهذا ما أعلمه يقينا!!
و من جعل الغراب له دليلا يمر به على جيف الكلاب
و أما وصفي له بالبدعة فأنا أكرره ههنا!!
و أما وصف كلامي بالتشدق فأشكرك على هذا الثناء!! و ما إخالك تفهم!!!
ثم قال المخذول:
" خامسا ً: كما لن أتعرض بنقض تفصيلي لقوله: (لكنه الهوى)!!!! مبينا ً له (من جهالاته) أنَّه بذلك قد وصف حفَّاظ الأمة ممَّن طعن في ذاك الحديث ــ والغريب أن معبوده ابن قيم الجوزية ممَّن طعن فيه!!!!!! ـــ بأنهم: (أهل هوى)!!!!! "
فبحول الله و قوته أقول و به – سبحانه – أصول: أجدني محتاجا لترديد قولي في المقال السابق (أما من غبي عليه هذا – من سفيه عنيد أو جاهل بليد – فليس لنا على فهمه سبيل و لو تليت عليه التوراة و الإنجيل؛ فلا يكون كلامنا موجها إليه و لا في كلامه – عندنا – شيء يعول عليه)!!!!
فعبارتي لا تعود على الحديث، فافهم أيها الـ ... (راع السجع)!!
و أكرر أنه لو قرأ كلامي عشر مرات ما فهم مرادي!! لكنه الجهل و ...
الهوى!!!
أما قوله عن ابن القيم – رحمه الله - أنه معبودي فأدخره ليوم المعاد أيضا!!
و كلام ابن القيم – رحمه الله – لم يخف علي - و الحمد لله – و هو في الزاد (1/ 26) قال: " ... فهذا الحديث غلط ظاهر لا خفاء به ... "
و فرق بين الغلط الظاهر و الوضع!! أيها المتهوك.
فالحفاظ – ومنهم ابن القيم و الألباني – لما تكلموا - باجتهاد هم أهله – لم يأمروا الناس بعدم التهيب من الحكم على أحاديث الصحيحين (بالوضع!!) كما فعل سيدك الغماري الكبير – و ليس كذلك!! – كما تقدم في مقالي السابق، و هذا هو الذي قصدته منه، و هذا الذي عنيته بالجرائم العلمية!! فافهم – و كم هو صعب –
أما قوله:
" وبعد فصل هذه النقاط ولفت نظري إليها بهذا التعقيب الإجمالي ... "
أقول – مستعينا الله -: ها هو يناقض نفسه!! فبعد زعمه عدم الرد و التعقيب – لجهله الذي بيناه – يقول مقالته السابقة؛ ترى من يكتب له؟!
هذا مع بلادة الأسلوب نفسه و خطأ صياغة العبارة!! هل فهمت ما أعني؟ لا أظن!!
قوله:
" ... أتفرغُ الآن للرد على مُجمَل فكرته وآتي عليها من الأساس ... "
أقول: زعم آخر جهول!! فقد بينت فكرتي الأساسية في مقالي الأول لما قلت " لكن ماذا يحدث لو أن أحدا ذكر أن في الصحيحين أو أحدهما حديثا باطلا أو موضوعا؟!!!
و الله لو قالها الألباني – رحمه الله – ما سلم منهم.
لكن الموازين انقلبت لما قالها إمامهم!! و كبيرهم!! و نادرة عصرهم!! الشيخ أحمد الغماري!!!! "،
ثم في مقالي هذا فقلت:
" فالحفاظ – ومنهم ابن القيم و الألباني – لما تكلموا - باجتهاد هم أهله – لم يأمروا الناس بعدم التهيب من الحكم على أحاديث الصحيحين (بالوضع!!) كما فعل سيدك الغماري الكبير – و ليس كذلك!! – كما تقدم في مقالي السابق، و هذا هو الذي قصدته منه، و هذا الذي عنيته بالجرائم العلمية!! فافهم – و كم هو صعب – "
فلا أدري كم سنحتاج إلى تكرارها؟!!
إذن؛ لم يجانبني الصواب لما قلت: " فالذكي يفهم بالإشارة ما لا يفهمه البليد بألف عبارة!!! "
و لم يكن من قبيل الحشو الفارغ!! – أيها الفارغ –
فهل رددت - ردا علميا - على ما نقلته من كلام ساداتك؟!! هل تعرضت أصلا – إن كنت فهمت – للكلام عن الفرق بين التضعيف و الحكم بالوضع؟!!
فكيف تزعم أنك سترد على مجمل فكرتي، و تأتي عليها من الأساس!!
أما الرد: فما لك و له، و انت لست أهله!
و لا يهمني ردك؛ فإني لا أهاب المصارعة وأنا آلف لها. لكني أهوى مقارعة الفرسان، و آنف من مطاردة العبيد و الخصيان؛ و ما ردي عليك إلا لبيان جهلك المديد، و دفاعك البليد!
فإني لم أجدك ندا يستحق المبارزة!!
إني بحمد الله عند قتالكم لمحكم في الحرب ثبت جنان
وإذا ضربت فلا تخيب مضاربي و إذا طعنت فلا يروغ طعاني
و إذا حملت على الكتيبة منكم مزقتها بلوامع البرهان
الشرع و القرآن أكبر عدتي فهما لقطع حجاجكم سيفان
ثقلا على أبدانكم و رؤوسكم فهما لكسر رؤوسكم حجران
إن أنتم سالمتم سولمتم و سلمتم من حيرة الخذلان
و لئن أبيتم و اعتديتم في الهوى فنضالكم في ذمتي و ضماني
أما ما أوردته بعد ذلك فلن أرد عليه – لبعده عن محل النزاع و لجهلك بكلام العلماء – و أحيل القاريء لما كتبه الشيخ الفاضل الحبيب علي بن حسن بن علي بن عبد الحميد الحلبي الأثري – حفظه الله تعالى – في كتابه القيم " دراسات علمية في صحيح مسلم " ردا على الجاهل مولاكم و سيدكم الدكتور!!! محمود!! سعيد!! ممدوح!!
ففيه البيان الشافي لما استشكله كل بليد!! و الرد الوافي لما نافح عنه كل عنيد!!
و الله المستعان.
¥(12/402)
ـ[شمام الورداني]ــــــــ[15 - 04 - 06, 07:19 م]ـ
الأخ الكريم ماجد المدرس:
اسمح لي أخي ان أعقب فأقول بانني راجعت المنتدى المشار إليه وتمعنت في المقال هناك وبعد ذلك تبين لي أن تعقيبكم هذا أهمل اللب والجوهر هناك وهو ما وقع فيه التفصيل ... واهتم ردكم بما لم يعيروه هناك كبير بال ومروا عليه مرور الكرام.
فردكم هذا للأسف الشديد لا أعتبره ردا بقدر ما أعتبره تهربا وراجع آخر مقالك جيدا أخي.
ـ[المقدادي]ــــــــ[15 - 04 - 06, 08:26 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا ماجد المدرس
اما منتدى المفاليس المخذولين فندعو الله لهم بالهداية
اما الاخ شمام الورداني فأقول له:
اين التهرب المذكور في مقال الشيخ ماجد؟
ـ[ابن الحسيني]ــــــــ[16 - 04 - 06, 01:19 ص]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ ماجد ونود المزيد.
ـ[شمام الورداني]ــــــــ[16 - 04 - 06, 09:37 ص]ـ
غريب أمرك يا مقدادي
أكل همنا هو كيل المديح والثناء؟
أقرأت المقال المزعوم الرد عليه في المنتدى المشار إليه؟
ألم تر أن اللب والجوهر: لم يطف حوله إطلاقا الأخ ماجد؟
لم تسلك هذا السبيل؟
ألم تلاحظ أن الأخ ماجد علق على ما أهمله المردود عليه هناك ولم يُعره كبير اهتمام بل علق عليه إجمالا لا تفصيلا؟
بينما ما وقع تفصيله وهو لب الموضوع وجوهره: لم يحُم حوله أبدا الأخ ماجد؟
أمعزة ولو طارت؟
أكل همنا كيل المديح على كل ما يكتب؟
هل قرأت البحث المزعوم الرد عليه؟
إن لم تكن قرأته فمصيبة أن تعقب علي بكلامك ذاك.
وإن قرأته فالمصيبة أكبر ...
ـ[ماجد بن محمد المدرس]ــــــــ[16 - 04 - 06, 11:32 م]ـ
الأخ الورداني ...
أرجو أن تقرأ - أنت - المقال بتمعن!!
فأصل الكلام في مقالي الأول عن حكم الغماريين المذكورين على بعض أحاديث الصحيحين بالوضع!!
و هنا أجدني محتاجا - مرة أخرى - أن أقول: "فلا أدري كم سنحتاج إلى تكرارها؟!! "
لأن الغماري المتهالك الذي رد!! على كلامي لم يعرج على هذا الموضوع أصلا!!
لهذا قلت له:" فهل رددت - ردا علميا - على ما نقلته من كلام ساداتك؟!! هل تعرضت أصلا – إن كنت فهمت – للكلام عن الفرق بين التضعيف و الحكم بالوضع؟!!
فكيف تزعم أنك سترد على مجمل فكرتي، و تأتي عليها من الأساس!! "
فلست ملزما بالرد على كلام خارج عن محل النزاع؛ فأنا أعلم أنه ما أورده إلا للتهويش و الهروب من الكلام على النقطة الأساسية و استدراجي للتفرع، و ليس هذا بخاف علي؛ فإنها ليست أول جولاتي - من فضل ربي علي -
ثم إنني اكتفيت ببيان جهله بأبسط أساليب الردود بل بأبسط أساليب الكتابة العربية!!
فمثله لا يستحق المبارزة.
ثم إني قد أحلت - و قد أحلت على مليء - على من رد على ما طرح من شبهات و هنا أتحف القاريء الكريم برد آخر: ألا و هو رد الأخ طارق عوض الله المسمى " ردع الجاني " و ...
موتوا بغيظكم.
فليس من داع للكتابة و التطويل و قد كفينا.
أما عن شدة أسلوبي و وصفي له بالبلادة و الجهل فهو أقل ما يستحقه من تطاول على ساداته - بحق - أصحاب محمد صلى الله عليه و على آله و سلم
و رضي الله عنهم
و الله المستعان. و أخيرا
جزاك الله خيرا اخي المقدادي
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[16 - 04 - 06, 11:44 م]ـ
أستغرب للأخ الورداني - الجديد الدخول للملتقى - كيف يدافع عن المقال المذكور في الرابط أعلاه، على ما فيه من سوء العبارة وقلة الأدب تجاه الشيخ المدرس حفظه الله، بل وتجاه أئمة الحديث كالشيخ ناصر وغيره، مع فراغه تماما من الناحية العلمية، على أن كاتبه - هداه الله - معروف أنه من رؤوس الحربة في شتم الصحابة الكرام في ذلك الرابط، خاصة معاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهما ...
فكان الواجب عليك - يا ورداني - إن كنت من أهل الغيرة على الدين، أن تنتصر للحق لا للهوى، إلا أن تكون من تلك الطائفة المخذولة فالأمر آخر ....
ـ[المقدادي]ــــــــ[17 - 04 - 06, 12:28 ص]ـ
بارك الله في الشيخين ماجد المدرس و حمزة الكتاني
اما ادعياء منتدى المفاليس - من الذين زاد دخولهم لملتقى اهل الحديث بصورة مريبة!! - فنسأل الله ان يهديهم من الضلال الذي يعيشونه من سب و شتم لاصحاب النبي صلوات الله و سلامه عليه و من انتقاص و تكفير لعلماء اهل السنة و الجماعة
و الله ولي التوفيق
ـ[أبو محمد الشافعي]ــــــــ[17 - 04 - 06, 01:05 ص]ـ
¥(12/403)
جزاك الله خيراً أيها (الأخ_المدرس_).
ـ[شمام الورداني]ــــــــ[17 - 04 - 06, 10:25 ص]ـ
بالنسبة للأخ الكريم ماجد:
لا زلتُ أكرر نفس الكلام، وما تعللتَ به غير وجيه ولا قائم، فقد اهتممتَ بالقشور مما لم يُعيروه اهتماما وتركتَ اللب. وأنا لا أقول هذا دفاعا عن أولئك أو لي بهم معرفة ولكن أقول هذا إنصافا ولا معرفة لي بهم أصلا بل ولا أريدها، فكتب شيخ الإسلام تكفيني.
ثم تعقيبك هذا الذي أوردتَه وتمسكتَ به وتعتبرُه حربة مميتة ... : ليس بذاك، وفيه دعاوى كثيرة وأمور تستحق الأخذ والرد، ولستُ معنيا ببيانها.
أما عن الشيخ حمزة الكتاني: فقد استغربتُ منه مداخلته هذه واهتمامه بالتشنيع عليَّ هنا ونسبتي لمنتدى المفاليس للتنفير مني!!!! ومن العجب أن يتعالى صوفي محترق حفيد أدعياء وحدة الوجود على الورداني السلفي الأثري الحنبلي!!!
وهو مطالب بالبيان والجواب على خبث طويته وطعنه الخفي في شيخ الإسلام ابن تيمية كما هو مبين في موضوع آخر (تنبيه إلى ادعاء خطير لأحمد الغماري) تجاهله وتعامََى عنه!!! ونحن نعلم جيدا من أنتَ يا حمزة ... ومن هم أجدادك وأصولهم الصوفية العقدية الكفرية والشركية وتأتي هنا في موضوع غير مطالب بالجواب فيه وتحاول التشنيع علي َّ!!!! أريد منك أن تجيب على أسئلتي هناك فأسرع ولا تتخاذل وكن صريحا. وأدرج الآن الرد السريع على ما بمداخلتك هنا فأقول:
قلتَ: (أستغرب للأخ الورداني - الجديد الدخول للملتقى - كيف يدافع عن المقال المذكور في الرابط أعلاه). وجوابي: كوني جديد الدخول أو قديمه لا داعي لذكره إلا خبث طويتك ومرماك، ثم كلام فارغ وما بني عليه أفرغ منه. ثم كيف عرفت أنني أدافع عن المقال المذكور يا شيخ حمزة؟!! كيف عرفت ذلك؟ أنا لا أدافع ولا أعارض وإنما بان لي وتجلى ما قلتُه كررتُه للأخ ماجد لا غير. فلا تكذب علي يا حمزة والزم حدك أحسن لك ...
وقول حمزة: (على ما فيه من سوء العبارة وقلة الأدب تجاه الشيخ المدرس حفظه الله بل وتجاه أئمة الحديث كالشيخ ناصر وغيره). جوابه: وأنا ما ذنبي إن كان المفاليس هناك أساءوا العبارة تجاه الأخ الفاضل المدرس أو الشيخ الألباني؟!!
لمَ حشرتني أنا وتحمِّلني تبعة ذلك؟!! كيف تفعل هذا يا حمزة!! تريد أن تقلب عليَّ أهل المنتدى والأخ ماجد وتنفرهم مني!!! وأنا السلفي الأثري الحنبلي أقرب إليهم من كل صوفي خرافي داعية إلى وحدة الوجود والدفن للأموات في الزوايا الكتانية ...
لأخرجن عجرك وبجرك وأبين مخالفتك بالكلية لشيخ الإسلام ودعوته العلمية (والبادي أظلم) (وعلى الظالم تدور الدوائر) ...
ثم قال الظالم خبيث الطوية حمزة: (مع فراغه تماما من الناحية العلمية) وجوابه: أين دليلك على ذلك؟ أظهر لنا بطلانه من الناحية العلمية ... لِمَ لَم تفعل ذلك يا حمزة؟؟؟؟؟؟؟؟
لِمَ لَم تدافع عن الشيخ المحدِّث الألباني كما تدافع على أصولك من أهل الشرك الأكبر والأصغر وأهل البدع؟؟؟؟!!!
وأظن أن السبب هو أن الشيخ المحدِّث الألباني ردَّ على شيخك المنتصر الكتاني وبيَّن ضعفه في الحديث وأنه أقل من الألباني عشرات المرات بدليل سكوت المنتصر ... وكفاك ضحكا على الناس في وصفك للمنتصر بأنه إمام الحرمين مع وجود أمثال الشيوخ الأمين الشنقيطي والشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين والفقيه الكبير عبد الله بن حميد ....
ولا تضحك على قراء الملتقى وتقول بأنني أدافع عن المفاليس أو القراطيس أو سمهم بما يروق لك ...
وقول الشيخ حمزة: (على أن كاتبه - هداه الله - معروف أنه من رؤوس الحربة في شتم الصحابة الكرام في ذلك الرابط، خاصة معاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهما ... ). جوابه: وهذه ما دخلي أنا بها هنا يا شيخ حمزة؟؟؟ أنا ورغم أنف كل رافضي أترضى على كل الصحابة أجمعين وأنا من أهل السنة والجماعة فلا تغلط علينا، أو ربما حصل لك شيء من الرقص في الزاوية الكتانية والتبرك بالقبور التي فيها ...
وهل هناك كبير فرق بين عقيدة المشار إليه وبين عقيدة عائلتك وأجدادك وأعمامك يا حمزة؟؟؟؟!!!
ألم يكونوا على نفس عقيدته وأربوا عليه في عقائد الشرك الكثير الكثير مما سأجليه لك.
وقول الشيخ حمزة: (فكان الواجب عليك - يا ورداني - إن كنت من أهل الغيرة على الدين، أن تنتصر للحق لا للهوى، إلا أن تكون من تلك الطائفة المخذولة فالأمر آخر .... ) وأقول لك يا حمزة بكل صراحة يجب قبل أن تهاجم غيرك وأن تفتري عليه بالظنون والأوهام أن تعلن براءتك من الزوايا الكتانية ووحدة الوجود وادعاء الولاية الختمية ومحاربة السلفيين كالإمام عبد الله بن ادريس السنوسي ومدح الطائفة التجانية وشيخهم الضال الكذاب وأن تنقح (سلوة الأنفاس) من البدع والشركيات والخرافات ...
أرنا رأيك ....... يا رجل
أرنا مذهبك ...... يا من تدعي علينا السلفية.
سنقف أمامك كما وقف شيخ الإسلام ضد الرافضي الاسماعيلي المطهر الحلي.
والله المستعان على كل قبوري ....... صوفي ........ رافضي .........
¥(12/404)
ـ[ماجد بن محمد المدرس]ــــــــ[17 - 04 - 06, 06:16 م]ـ
أخي الكريم الورداني
لا زلت أكرر - حفظك الله - أنني قد أحلت على من رد على هؤلاء المخرفين لعدم تضييع الوقت، خصوصا و قد كفاني غيري، و الأمر معروف مشهور، فلا داعي للإطالة فيه - بارك الله فيك -
و اعلم - سلمك الله - أنه ليس من شيمتي الهروب، و أنا - بحمد الله - ليث في الحروب.
و لو كان الأمر كذلك فما أسهل تلخيص كتاب الشيخ طارق عوض الله - أحسن الله جزاءه - ثم نشر هذا التلخيص على صفحات الملتقى ردا على هؤلاء، و يعلم الله ما منعني من استكمال الرد إلا كثرة المشاريع العلمية التي تلتهم كل وقتي.
و الله المستعان و فضلا راجع الخاص
ـ[المقدادي]ــــــــ[18 - 04 - 06, 03:57 م]ـ
يا اخ ورداني
لماذا كل ردودك في ملتقى اهل الحديث فيها نوع من الحدة و القسوة و كيل الشتائم و الاستهزاء بالاخرين؟؟؟
لماذا الفخر ب: انا الحنبلي و انا الاثري و انا و انا
هل كان سلفنا الصالح هكذا؟؟ أم انك تحاول رشن فتنة في هذا الملتقى؟؟؟
اخي الكريم
اسلوبك لا يخلو من حالتين:
- اما انك تنتسب زورا و بهتانا لاهل الحديث بغية الفتنة و تصفية حسابات شخصية - و أربأ بك ان يكون هذا مقصدك -
أو:
- تريد ان تصلح و لكنك لا تملك الاسلوب السلفي الصحيح في المعاملة و الاخلاق
و على كل فما زلت اظن فيك خيرا
لذا اخي الكريم حاول ان تعدل من اسلوبك في المحاورة
و اسلم لأخيك
ـ[المنشاوي]ــــــــ[18 - 04 - 06, 06:17 م]ـ
جزاكم الله -إخواني - خير الجزاء
و ارجو أن تكون المناصحة - بين أهل السنة - برفق ولين
و دمتم موفقين
ـ[المنشاوي]ــــــــ[18 - 04 - 06, 06:18 م]ـ
جزاك الله شيخنا المدرس خيرا على هذا البيان الجميل
ـ[أمجد التركماني]ــــــــ[18 - 04 - 06, 11:02 م]ـ
ومن العجب أن يتعالى صوفي محترق حفيد أدعياء وحدة الوجود على الورداني السلفي الأثري الحنبلي!!!
لم أقرأ الموضوع كاملاً لكني اصطدمتُ بكلامك أعلاه يا ورداني
هل هذه هي الأخلاق التي تعلمتها من السلفية؟
و الشيخ حمزة و أمثاله من أهل العلم مكانهم محفوظ و إن حصل معهم خلاف فالواجب عليك أيها (السلفي الأثري الحنبلي حامي حمى الدين و حافظ بيضة الإسلام و المسلمين ناصر السنة و قامع البدعة الإمام الورداني) الواجب عليك أن تلتزم بأدب الحوار , إن كانت السلفية ما أنتَ عليه فعلى الإسلام و السلفية السلام , إرجع إلى نفسك أخي الكريم و لا تجعل في الحوارات العلمية لحظوظ النفس نصيباً فوالله الذي خلقني و خلقك إني مشفق عليك , دع عنك هذا الأسلوب المنفر و ما أدراني و ما أدراك أيها المسكين أننا سنموت على الإسلام و السلفية إلا أن يرحمنا الله سبحانه و تعالى (نسأل الله حُسن الخاتمة) , أسأل الله لي و لك الهداية و أنبهك إلى أمر مهم و هو أن ملتقى أهل الحديث يختلف تماماً عن المنتديات الأخرى فهو ملتقى علمي بحت لا مجال فيه للتناحر و لا مجال للتفاخر إلاّ بحق فاتق الله إتق الله إتق الله و كن من أهل الحديث فعلاً
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[19 - 04 - 06, 01:14 ص]ـ
جزيت خيرا يا شيخ أمجد , وبارك الله فيك وزادك علما وفضلا.
ـ[شمام الورداني]ــــــــ[19 - 04 - 06, 08:48 ص]ـ
لا أريد كثرة الكلام، ولا التعقيب على ما تعرضتم له وإنما أكرر هنا ما قلته في موطن آخر. وأرجو التمعن فيه.
ولا تنسوا أن حمزة يستعين بالكثير من الحلوليين القبوريين من آل كتان تحت أسامي مختلفة ليقولب الرأي العام هنا ضد من يعلم حقيقته والدور الذي يلعبه في ملتقى أهل الحديث ...
لا أريد منكم إلا التمعن في هذه المداخلة التي أكرر ذكرها هنا.
واتركوا حمزة والغوا في عرض شمام!!
ملتقى أهل العلم الذي تتحدث عنه أيها الأخ العبدلي أراه أصبح مرتعا لأهل وحدة الوجود والقبوريين وتكيلون لهم المدح والثناء!!!!
ملتقى أهل العلم الذي تتحدث عنه أيها الأخ العبدلي أراه يُمجَّد فيه ويُفخَّم أرباب الرقص والختمية والصوفية المحترقة والقبورية الشركية، ولا تحركون ساكنا!!!!
ملتقى أهل العلم الذي تتحدث عنه أيها الأخ العبدلي أراه يُطعن فيه ويُغمز بخبث ومكر في شيخ الإسلام ابن تيمية ولا تحركون ساكنا!!!!
ملتقى أهل العلم الذي تتحدث عنه يُمجَّد فيه أرباب وحدة الوجود والمحترقة من الصوفيه ويُعطون الألقاب ما جاوز ما نعطيه نحن لرموز الدعوة!!! فأصبح عباد القبور والمحترقة من الصوفية أرباب وحدة الوجود والشطح والرقص من آل كتان: (مشايخ للإسلام) وحفاظا للحديث!!!! فلا يذكر عبد الحي الكتاني إلا بالحافظ!!!! بينما الشيخ الألباني أقصى ما يقال فيه عند ذكره المحدث أو يذكر هنا باسمه لا غير!!!!
لما أردنا أن نلفت أنظاركم لما يكاد للملتقى تركتم ذوي الوجهين وعباد القبور ومن تمرغوا في زوايا وحدة الوجود والقبوريين والشطح والرقص وتوجهتم لشمام الورداني!!!!
ألم تفكروا وتسألوا أنفسكم عن الدور الذي يقوم به حفيد القبوريين وأرباب وحدة الوجود والشطح والرقص حمزة الكتاني في ملتقى أهل الحديث؟
افعلوا ذلك، وراجعوا أنفسكم، فسوف تكتشفون مخططا غريبا وخطيرا وقع الكثير تحت تخديره وفي شباكه ...
¥(12/405)
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[19 - 04 - 06, 08:51 ص]ـ
كلام مكرر ممل وجعجعة.
ـ[شمام الورداني]ــــــــ[19 - 04 - 06, 08:56 ص]ـ
أمرم غريب يا عبدلي!
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[19 - 04 - 06, 09:06 ص]ـ
وأمرك أنت أغرب يا شمام.
نصحك الاخوة فأعرضت , وعدت تكرر كلامك الممجوج.
تكلم بعلم أو اصمت بحلم.
هداك الله وبصرك طريق الحق والانصاف.
ـ[شمام الورداني]ــــــــ[19 - 04 - 06, 12:24 م]ـ
اسمع يا أخ عبدلي:
إن كنتَ أنتَ حمزة الكتاني فأجب على أسئلتي ودعك من اللف والدوران والدفاع عن حمزة والتغطية عليه ...
وإن لم تكن حمزة الكتاني: فاتركك على جانب واترك حمزة الكتاني يتكلم ويجيب على الإسئلة ولا تكن قناعا له وسبيلا لهروبه ...
وكفاك مداخلات لا فائدة من ورائها.
الكلام موجه لحمزة لا لك، فلا تتدخل واترك حمزة يتكلم.
لكن أين هو حمزة الكتاني؟
أين أنت يا حمزة يا كتاني؟
لمَ اختفيت ولم لم تجب على أسئلتي؟
أريدك أن تجيب عنها يا حمزة.
وها أنذا أكررها لك هنا وسأكرر لك الأسئلة الأخرى في الموطن الآخر أيضا فتقدم أنت وأجب عنها ولا تهرب ولا تختفي وكن صريحا.
{{{{{أما عن الشيخ حمزة الكتاني: فقد استغربتُ منه مداخلته هذه واهتمامه بالتشنيع عليَّ هنا ونسبتي لمنتدى المفاليس للتنفير مني!!!! ومن العجب أن يتعالى صوفي محترق حفيد أدعياء وحدة الوجود على الورداني السلفي الأثري الحنبلي!!!
وهو مطالب بالبيان والجواب على خبث طويته وطعنه الخفي في شيخ الإسلام ابن تيمية كما هو مبين في موضوع آخر (تنبيه إلى ادعاء خطير لأحمد الغماري) تجاهله وتعامََى عنه!!! ونحن نعلم جيدا من أنتَ يا حمزة ... ومن هم أجدادك وأصولهم الصوفية العقدية الكفرية والشركية وتأتي هنا في موضوع غير مطالب بالجواب فيه وتحاول التشنيع علي َّ!!!! أريد منك أن تجيب على أسئلتي هناك فأسرع ولا تتخاذل وكن صريحا. وأدرج الآن الرد السريع على ما بمداخلتك هنا فأقول:
لِمَ لَم تدافع عن الشيخ المحدِّث الألباني كما تدافع على أصولك من أهل الشرك الأكبر والأصغر وأهل البدع؟؟؟؟!!!
وأظن أن السبب هو أن الشيخ المحدِّث الألباني ردَّ على شيخك المنتصر الكتاني وبيَّن ضعفه في الحديث وأنه أقل من الألباني عشرات المرات بدليل سكوت المنتصر ... وكفاك ضحكا على الناس في وصفك للمنتصر بأنه إمام الحرمين مع وجود أمثال الشيوخ الأمين الشنقيطي والشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين والفقيه الكبير عبد الله بن حميد .... }}}}}
{{{{{{وهل هناك كبير فرق بين عقيدة المشار إليه وبين عقيدة عائلتك وأجدادك وأعمامك يا حمزة؟؟؟؟!!!
ألم يكونوا على نفس عقيدته وأربوا عليه في عقائد الشرك الكثير الكثير مما سأجليه لك.}}}}}
{{{{{وأقول لك يا حمزة بكل صراحة يجب قبل أن تهاجم غيرك وأن تفتري عليه بالظنون والأوهام أن تعلن براءتك من الزوايا الكتانية ووحدة الوجود وادعاء الولاية الختمية ومحاربة السلفيين كالإمام عبد الله بن ادريس السنوسي ومدح الطائفة التجانية وشيخهم الضال الكذاب وأن تنقح (سلوة الأنفاس) من البدع والشركيات والخرافات ... }}}}}
{{{{{ملتقى أهل العلم الذي تتحدث عنه أيها الأخ العبدلي أراه أصبح مرتعا لأهل وحدة الوجود والقبوريين وتكيلون لهم المدح والثناء!!!!
ملتقى أهل العلم الذي تتحدث عنه أيها الأخ العبدلي أراه يُمجَّد فيه ويُفخَّم أرباب الرقص والختمية والصوفية المحترقة والقبورية الشركية، ولا تحركون ساكنا!!!!
ملتقى أهل العلم الذي تتحدث عنه أيها الأخ العبدلي أراه يُطعن فيه ويُغمز بخبث ومكر في شيخ الإسلام ابن تيمية ولا تحركون ساكنا!!!!
ملتقى أهل العلم الذي تتحدث عنه يُمجَّد فيه أرباب وحدة الوجود والمحترقة من الصوفيه ويُعطون الألقاب ما جاوز ما نعطيه نحن لرموز الدعوة!!! فأصبح عباد القبور والمحترقة من الصوفية أرباب وحدة الوجود والشطح والرقص من آل كتان: (مشايخ للإسلام) وحفاظا للحديث!!!! فلا يذكر عبد الحي الكتاني إلا بالحافظ!!!! بينما الشيخ الألباني أقصى ما يقال فيه عند ذكره المحدث أو يذكر هنا باسمه لا غير!!!!
لما أردنا أن نلفت أنظاركم لما يكاد للملتقى تركتم ذوي الوجهين وعباد القبور ومن تمرغوا في زوايا وحدة الوجود والقبوريين والشطح والرقص وتوجهتم لشمام الورداني!!!!
ألم تفكروا وتسألوا أنفسكم عن الدور الذي يقوم به حفيد القبوريين وأرباب وحدة الوجود والشطح والرقص حمزة الكتاني في ملتقى أهل الحديث؟
افعلوا ذلك، وراجعوا أنفسكم، فسوف تكتشفون مخططا غريبا وخطيرا وقع الكثير تحت تخديره وفي شباكه ... }}}}}
ـ[المقدادي]ــــــــ[19 - 04 - 06, 03:56 م]ـ
الاخ الشيخ الفاضل شمام الورداني - حفظه الله و رعاه -
نحتاج الى جهودكم العلمية في هذا الموضوع لتبيان حقيقة الغماريين و اذنابهم من القبورية الذين يتطاولون على الامام المحدث الالباني رحمه الله - كما هو الحاصل في منتدى المفاليس كما لا يخفى عليكم -
و لذا نود منكم المساعدة اخي الحبيب في الدفاع عن العلامة المحدث الالباني من تهوكات الغماريين و اذنابهم
وايضا ياحبذا ان تشاركنا بما تعلمه من قبورية و زندقة للغماريين و سوء ادبهم مع العلماء عبر هذا الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25315&highlight=%C7%E1%DB%E3%C7%D1%ED+%C7%E1%D3%E1%DD%ED %C9
و كما ترى اخي الحبيب فقد بلغ السيل الزبى , فأصبح هؤلاء الغماريين يطعنون ويغمزوزن بخبث ومكر في شيخ الإسلام ابن تيمية و الالباني , فيجب رد عدوانهم و بغيهم.
و ان شاءالله سنفتح ملفات هؤلاء الغماريين الذين شتموا و افتروا على علماء السنة كشيخ الاسلام ابن تيمية و الامام الالباني , لذا نرجو التفاعل معنا اخي الحبيب الاثري السلفي الورداني بعلمكم و عملكم
و اسلم لإخيك
¥(12/406)
ـ[شمام الورداني]ــــــــ[19 - 04 - 06, 05:17 م]ـ
الأخ الفاضل المقدادي:
لا اعلم ما الذي ترمي إليه من عدم ترك أو دعوة حمزة الكتاني للإجابة عن الأسئلة المطروحة عليه.
كما لا أعلم لم لا تريدون الالتفات إلى الدور الخطير الذي يقوم به هنا وهو سليل القبوريين وأهل وحدة الوجود.
وتوجيهكم لي للاهتمام بالرد على ضلالات وبدعيات الغماريين ليس إلا، وكأن ضلالات الغماريين لا يشاركهم فيها أهل كتان؟
مع أن أهل كتان أغرق في تلك الضلالات والكفريات والشركيات من الغماريين، والغماريون معلومون لنا بضلالاتهم وشركياتهم ولكن أهل كتان ليس كذلك.
ثم إن حمزة الكتاني يلمع صورتهم هنا ويظننا دراويش صوفية.
على أن الرابط الذي أوردته قد طالعته كله وأشكر الأخ الأنصاري على ما أورده به من فوائد كثيرة وأرجو منه أن لا يبخل بالمزيد.
وأنا اعذرني فليس بحوزتي كبير شيء مما يتعلق بالغماريين إلا رسائل تحصلت عليها صدفة أثناء زيارة لأحد الإخوة في (ميتشيغان)، ولكنني وجدت عنده كتبا عديدة للكتانيين مطبوعا ومخطوطا (نسخ مصورة).
لذا فأرجو معذرتي في ما طلبته مني وإن كان الأخ خالد قد أجاد وافاد بحق في ذاك الباب.
والمطلوب القيام به هنا هو بيان حال الدور الذي يقوم به حمزة الكتاني وتعريف الناس بحال الكتانيين.
ـ[ماجد بن محمد المدرس]ــــــــ[20 - 04 - 06, 01:51 ص]ـ
أخي الكريم الشيخ الورداني - سلمه الله -
ما ذكرته عن الكتانيين حق لا يختلف فيه اثنان و المطلوب من الشيخ حمزة الكتاني - وفقه الله - أن يبين لنا موقفه مما هو معروف عن الكتانيين من انحرافات عن منهج السلف - رضي الله عنهم -
و الحقيقة أن الشيخ حمزة له مشاركات تثير العديد من علامات الاستفهام فوجب عليه البيان لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم. أليس كذلك يا شيخ حمزة؟!!
ـ[ابو الفضل التمسماني]ــــــــ[20 - 04 - 06, 02:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وءاله وصحبه
راينا هذه الهجمة الشرسة المنظمة المعلنة على الشريف حمزة الكتاني حفظه الله ورعاه وكانه مسؤل عن كل ما كتبه ءال الكتاني الذين امتد انتاجهم العلمي والفكري سنين طويلة وهم من مدارس ومذاهب مختلفة افتراه يكون مسؤلا عن كل ما كتبه احد من ءال بيته هل السبب في ذلك انه ينشر تراثهم ويخدم علومهم اما هذا فلانه واجب عليه وعلينا لكونهم ءاباءنا في الدين والعلم اما ءال بيته المتاخرون فما عرفتهم وعرفهم بلدي المغرب واهله بل والمشرق الاسلامي الا بانهم ممن خدم الحديث النبوي الشريف واحياه وجدد نشاطه عملا وتدريسا واقراءا ووو ........ ولا يحتاج الى ان انبه الى مكانتهم وفضلهم وعلوهم وهم في الاخير بشر يصيب ويخطئ مع علم وصدق واخلاص نحسبهم كذلك والله حسيبهم فان كنت طالب حق وهدى فخذ ما صفى واعفى عما بدر من خطا وغفلة والله يصلحنا ويهدينا ويوفقنا لما فيه الخير والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته
ـ[برعدي الحوات]ــــــــ[20 - 04 - 06, 03:02 م]ـ
ياشيخ الورداني حفظكم الله ..... ما فهمت شيئاً من مداخلتكم التي كنا نتوقع الإفادة منها، حيث وجدنا أنفسنا نقرأ السب والشتم بجميع أشكاله، والله حرام عليك ياشيخ الورداني، لأن ردك على الأستاذ حمزة الكتاني حز في نفوس كل الأصدقاء بملتقى أهل الحديث ...... ما هكذا تكون الردود العلمية ..... فنرجوك أن تغير من أسلوبك حتى تكون عند حسن ظن جميع الإخوة.
أما ابن تيمية الذي تدافع عنه فهو عالم المشرق والمغرب، وهو المحدث وهو الحافظ، وهو المفسر .... إلخ، والشيخ ناصر الدين الألباني هو المحدث والحافظ أيضاً، وهو خير خلف لخير سلف، وكلاهما رحمهما الله ليسا في حاجة إلى بيان حالهما في العلم والحفظ.
أما الموتى فالمرجو منك أن تذكرهم بخير، وهذا بإمكانك ياشخ الورداني.
ووجودنا في هذا الملتقى هو الإفادة والاستفادة العلمية خدمة لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ومن ثم فلا حق لنا أن نحاسب أحدا على عقيدته ....... ولكن لنا الحق أن ننتقد إنتاجاتهم العلمية بأدب واحترام، سواء كان المؤلف غمارياً، أو حضرمياً، .... إلخ
¥(12/407)
وأرجوك أن تأتينا بجديد يفيدنا -ولك الشكر الجزيل- على مستوى البحث العلمي، ولا داعي للقلق والهرج والمرج الذي لا طائل منه إلا الحقد والغضب .... ابتسم في وجه أصدقاء الملتقى، (فالابتسامة كما رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلمه في وجه أخيك صدقة) أو كما قال ..... وشكرا جزيلاً
ـ[شمام الورداني]ــــــــ[20 - 04 - 06, 08:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وءاله وصحبه
راينا هذه الهجمة الشرسة المنظمة المعلنة على الشريف حمزة الكتاني حفظه الله ورعاه وكانه مسؤل عن كل ما كتبه ءال الكتاني الذين امتد انتاجهم العلمي والفكري سنين طويلة وهم من مدارس ومذاهب مختلفة افتراه يكون مسؤلا عن كل ما كتبه احد من ءال بيته هل السبب في ذلك انه ينشر تراثهم ويخدم علومهم اما هذا فلانه واجب عليه وعلينا لكونهم ءاباءنا في الدين والعلم اما ءال بيته المتاخرون فما عرفتهم وعرفهم بلدي المغرب واهله بل والمشرق الاسلامي الا بانهم ممن خدم الحديث النبوي الشريف واحياه وجدد نشاطه عملا وتدريسا واقراءا ووو ........ ولا يحتاج الى ان انبه الى مكانتهم وفضلهم وعلوهم وهم في الاخير بشر يصيب ويخطئ مع علم وصدق واخلاص نحسبهم كذلك والله حسيبهم فان كنت طالب حق وهدى فخذ ما صفى واعفى عما بدر من خطا وغفلة والله يصلحنا ويهدينا ويوفقنا لما فيه الخير والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أخي التمسماني
لا ينطلي علينا قولك بأن آل كتان (من مدارس ومذاهب مختلفة)!! فما علمناهم عن بكرة أبيهم إلا مبتدعة أشاعرة ومن عباد القبور وأهل وحدة وجود وشركيات وضلالات ... ولا تلبس علينا، ولا ينطلي كلامك هذا على مُلمٍّ بحال آل كتان ... وإن عاندتَ لأرينك ذلك رأي العين عن أكابرهم واحدا واحدا ...
والمشكل ليس هو يا أخ تمسماني في (تحميلنا لحمزة لمسؤولية ضلالات عباد القبور ووحدة الوجود من أجداده) كما يحلو لك أن تلبس وتوحي!! بل المشكل في نشر كتبهم وطباعتها وتوزيعها وهي مليئة بالشركيات والضلالات ثم محاولته تلميع صورتهم في ملتقى التوحيد!!
لذا كن كيسا فطنا واعرف ما يسطِّره ويقوم به حمزة هنا ...
والغريب الداعي للعجب أنني ظننتُ أن يتيقظ الإخوة لما نقوله ويتمعنوا فيه ويقارنوا ... ولكنني لا أجد إلا أصوات من ينافح ويدافع عن حمزة الكتاني على حساب التوحيد والعقيدة!!! وهذا يعني أن لحمزة في المنتدى أنصار وأتباع وأنه قد فرَّخ وباض ...
ثم إن لحمزة مداخلات كلها سموم ولها أهداف بعيدة وخطيرة ...
وهو عندما يريد أن يلمِّع المبتدعة ويتظاهر بالإنصاف والوسطية يقول بأنه يخالف ذاك المبتدع في أشياء ـ ولا يُعيِّنها ما هي ـ!!!
أي أيها الإخوة الكرام: (مدح وتنويه وتلميع) حمزة الكتاني (لأرباب البدع والشركيات والضلالات) (صريح وبيِّن وظاهر وجلي)!!! بينما: ما يزعمه (من مخالفة منه لهم): (مُبهَم وغير معيَّن ولا معلوم)!!!!!
لا والأغرب هو التالي:
تمعَّنوا جيدا أخوتي الأحبة:
فحمزة الكتاني يسلك السبيل السابق كما شرحناه وبينا ما وراءه ...
ويستحيل أن يسلك حمزة السبيل الثاني!!! وهو التالي:
أن (يبتدأ فيُعلن ضلالات وشركيات وبدعيات) (من يريد تلميع صورته والتنويه بذكره وعلمه وفهمه وكثرة اطلاعه ... ) ثم بعد ذلك: يقول بأن (له حسنات ... )!!!
أبدا: حمزة الكتاني لا يسلك هذا السبيل!!!
بل يسلك الأول كما بيناه: (مدح وتنويه وتلميع صريح وبين وظاهر) ثم: (استثناء مُبهَم وغير معيَّن) و (في ثلاث كلمات أو أربع)!!!!!! بينما (التنويه والمدح): في (أسطر بل فقرات)!!!
وقولك أخي التمسماني: (هل السبب في ذلك انه ينشر تراثهم ويخدم علومهم اما هذا فلانه واجب عليه وعلينا لكونهم ءاباءنا في الدين والعلم)، أخبرني ما الذي ينشره حمزة من علومهم؟ وهل تعلم ماذا يوجد في ما ينشره حمزة الكتاني من علومهم وكتبهم؟ إن كنت لا تعلم ذلك: نعلمك نحن بذلك وننقل لك من الشركيات والضلالات والبدعيات التي نشرها حمزة الكتاني من علومهم!!! أي أنه يضل عباد الله تعالى ويفسد عليهم توحيدهم!!! أتريد أن ننقل لك البعض من ذلك مما نشره حمزة؟ أنا تحت أمرك سيدي لو كنت حقا تهتم بالتوحيد وبعدم إضلال عباد الله تعالى أكثر من اهتمامك بالدفاع عن حمزة الكتاني وتبرير ما يقوم به مما لا
¥(12/408)
يجوز شرعا ...
أما قولك بأنه (واجب عليه نشر كتب آل كتان) مع ما بيَّنتُه لك من حال علومهم وما ينشره حمزة: فأترك الحكم فيه للقراء الأحبة!!!
أما قولك أخي التمسماني: (اما ءال بيته المتاخرون فما عرفتهم وعرفهم بلدي المغرب واهله بل والمشرق الاسلامي الا بانهم ممن خدم الحديث النبوي الشريف واحياه وجدد نشاطه عملا وتدريسا واقراءا ووو ........ ولا يحتاج الى ان انبه الى مكانتهم وفضلهم وعلوهم وهم في الاخير بشر يصيب ويخطئ مع علم وصدق واخلاص نحسبهم كذلك والله حسيبهم فان كنت طالب حق وهدى فخذ ما صفى واعفى عما بدر من خطا وغفلة) فما كنت أتصور أن تقول هذا الكلام!!!
وهو: يشهد الله تعالى ما أردتَ به وجه الله تعالى، بل تكريس للضلال وما يقوم به حمزة من تشويه عقيدة المسلمين بنشره لشركيات وبدعيات وضلالات!!!
أخي التمسماني ما قام به آل كتان مما عدَّدتَه: لن يصل إلى قطرة واحدة مما قام به حفاظ الأمة ابن حجر العسقلاني والنووي والقرطبي و ... ومع ذلك: لم نحابهم على حساب ديننا وتوحيدنا وعقيدتنا ... وبينا ما وقعوا فيه من هنات وأخطاء ... وأعلناها من باب النصيحة في الدين وحماية لعقيدة عوام المسلمين ... ولم نكتف بما تأمرنا أنت به هنا (فخذ ما صفى واعفى عما بدر من خطأ وغفلة)!!!
لكل ذا أخي التمسماني: اتق الله تعالى وراقب المولى عز وجل ولا تحابينَّ على التوحيد والعقيدة والحق أحدا.
وأكرر ثم أكرر: لا أريد تعقيبا ممن يدافع عن حمزة ...
بل أريد من حمزة أن يجيب عما ألقيته عليه من أسئلة لم يجب عنها!!! أتعلمون لماذا أيها الإخوة؟ الأمر أكبر مما يخطر ببالكم والله ...
بل أرجو من الإخوة أن يتمعنوا جيدا في تجاهل حمزة لطلبنا ... واتكاله وفرحه بمداخلات شلَّته التي كوَّنها ويستنصر بها على مَن يعلم حقيقة حاله والدور الغريب الذي يقوم به في ملتقى التوحيد ...
والحمد لله تعالى لقد تفطن للأمر بعض الأفاضل من الإخوة كما أمَّلته.
أما مداخلة الأخ برعدي الحوات:
فلم أجد فيها ما يستحق التعليق والله، بل هي مداخلة ما أريد بها وجه الله تعالى ولا نفع المسلمين بل تكريس للجهل والبدع والشركيات والضلالات ونشرها وتوزيعها!!!
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[21 - 04 - 06, 01:33 ص]ـ
ونكرر ثم نكرر: كلام ممل وجعجعة.
ـ[أمجد التركماني]ــــــــ[21 - 04 - 06, 02:30 ص]ـ
يا شيخي العزيز (أبو الوفا العبدلي) ألم تسمع قول الشاعر:
إنّ الزرازير لمّا طار طائرها
توهمت أنها صارت شواهينا
شمام الورداني إذا كان عذرك في تعاملك الفج مع الشيخ حمزة كونه (كتانياً)!!! فما عذرك في أسلوبك اللا أخلاقي مع الشيخ (أبو الوفا العبدلي) حين قلت:
اسمع يا أخ عبدلي:
إن كنتَ أنتَ حمزة الكتاني فأجب على أسئلتي ودعك من اللف والدوران والدفاع عن حمزة والتغطية عليه ...
وإن لم تكن حمزة الكتاني: فاتركك على جانب واترك حمزة الكتاني يتكلم ويجيب على الإسئلة ولا تكن قناعا له وسبيلا لهروبه ...
وكفاك مداخلات لا فائدة من ورائها.
الكلام موجه لحمزة لا لك، فلا تتدخل واترك حمزة يتكلم.
يا أخ ورداني حتى التوحيد الذي تظن أنك تدافع عنه حتى التوحيد لو عرض بهذا الأسلوب الفج لرُفض ألم تقرأ قول الله تعالى:
((اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)))
ـ[أمجد التركماني]ــــــــ[21 - 04 - 06, 02:31 ص]ـ
قال الله تعالى:
((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ))
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[21 - 04 - 06, 08:47 ص]ـ
جزيت خيرا يا شيخ أمجد.
ـ[برعدي الحوات]ــــــــ[21 - 04 - 06, 11:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
...... حفظكم الله ياشيخ شمام الورداني على ما تفعلون في ردودكم على كل الإخوة من هنا وهناك .... ولا تظن الخير بأحد انطلاقاً من ردودك، حسبك الله ونعم الوكيل ...
أما مداخلتي ياشيخ الورداني حفظكم الله ليست في حاجة إلى تعليقكم عليها، كما أنني أيضاً لست في حاجة إلى الدخول معكم في المساجلات الغير المفيدة على المستوى العلمي، ..... بل هدفي هو البحث على المفيد في مجال الدراسات الحديثية ...... والأمر أمرك.
ومن ثم فإننا لا نعمل على تكريس الجهل والبدع والشركيات والضلال كما زعمتم ياشيخ الورداني، ومثل هذا الكلام لا يصدر من شيخ فاضل مثلكم، لكونكم تطعنون في عقيدة المسلمين بدون حجة ولا دليل، بل تصنفون الناس من أقلامهم، ...... حسبنا الله ونعم الوكيل.
أما حمزة الكتاني والله لا نعرفه، بل تعرّفنا على اسمه في الملتقى كم عرفنا اسمكم بنفس الملتقى أيضاً ....... أما إن كانت لكم معه حسابات شخصية فنرجوك أن تترك الآخرين من السب والشتم، والأوصاف الغير المحمودة، وتتركَ عقيدتهم ...........
والذي يهمني شخصياً أن تزودونا بمداخلاتكم العلمية التي نحن في حاجة إليها، ولا تضيع الوقت في الرد على كل من كاتبكم، أو لا حظ عليكم ...... أُصِبنا بالضيق والحرج ياشيخ، ولا داعي لردكم، ونرجوكم أن تفيدونا ببحوثكم في مجال الحديث وعلومه ليس إلاَّ ...... ولا تجرح أحداً، والله شهيد على ما تفعل، ..... ابتسم، ولا تقلق، ..... مهلا بالإخوة في الملتقى. حفظكم الله ياشيخ الورداني.
¥(12/409)
ـ[شمام الورداني]ــــــــ[21 - 04 - 06, 02:50 م]ـ
للأسف الشديد كل ما كتبتموه أيها الإخوة الكرام: لا فائدة منه، وهو منكم كما هو ظاهر وجلي: دفاع عن حمزة!!! وإغلاق الباب لكي يجد مهربا ولا يجيب!!! ومحاولة منكم لطمس الأنظار عن الدور المريب الذي يقوم به حمزة الكتاني!!!
لذا: مداخلاتكم هذه لا فائدة منها ترجى، وكلامي غير موجه لمَن هم وحمزة الكتاني (أوجه لعُملة واحدة)!!!
وأكرر كلامي الذي تجاهلتموه وقفزتم من فوقه لتكريسكم جهود حمزة الضلالية في ملتقى أهل الحديث.
أخي التمسماني
لا ينطلي علينا قولك بأن آل كتان (من مدارس ومذاهب مختلفة)!! فما علمناهم عن بكرة أبيهم إلا مبتدعة أشاعرة ومن عباد القبور وأهل وحدة وجود وشركيات وضلالات ... ولا تلبس علينا، ولا ينطلي كلامك هذا على مُلمٍّ بحال آل كتان ... وإن عاندتَ لأرينك ذلك رأي العين عن أكابرهم واحدا واحدا ...
والمشكل ليس هو يا أخ تمسماني في (تحميلنا لحمزة لمسؤولية ضلالات عباد القبور ووحدة الوجود من أجداده) كما يحلو لك أن تلبس وتوحي!! بل المشكل في نشر كتبهم وطباعتها وتوزيعها وهي مليئة بالشركيات والضلالات ثم محاولته تلميع صورتهم في ملتقى التوحيد!!
لذا كن كيسا فطنا واعرف ما يسطِّره ويقوم به حمزة هنا ...
والغريب الداعي للعجب أنني ظننتُ أن يتيقظ الإخوة لما نقوله ويتمعنوا فيه ويقارنوا ... ولكنني لا أجد إلا أصوات من ينافح ويدافع عن حمزة الكتاني على حساب التوحيد والعقيدة!!! وهذا يعني أن لحمزة في المنتدى أنصار وأتباع وأنه قد فرَّخ وباض ...
ثم إن لحمزة مداخلات كلها سموم ولها أهداف بعيدة وخطيرة ...
وهو عندما يريد أن يلمِّع المبتدعة ويتظاهر بالإنصاف والوسطية يقول بأنه يخالف ذاك المبتدع في أشياء ـ ولا يُعيِّنها ما هي ـ!!!
أي أيها الإخوة الكرام: (مدح وتنويه وتلميع) حمزة الكتاني (لأرباب البدع والشركيات والضلالات) (صريح وبيِّن وظاهر وجلي)!!! بينما: ما يزعمه (من مخالفة منه لهم): (مُبهَم وغير معيَّن ولا معلوم)!!!!!
لا والأغرب هو التالي:
تمعَّنوا جيدا أخوتي الأحبة:
فحمزة الكتاني يسلك السبيل السابق كما شرحناه وبينا ما وراءه ...
ويستحيل أن يسلك حمزة السبيل الثاني!!! وهو التالي:
أن (يبتدأ فيُعلن ضلالات وشركيات وبدعيات) (من يريد تلميع صورته والتنويه بذكره وعلمه وفهمه وكثرة اطلاعه ... ) ثم بعد ذلك: يقول بأن (له حسنات ... )!!!
أبدا: حمزة الكتاني لا يسلك هذا السبيل!!!
بل يسلك الأول كما بيناه: (مدح وتنويه وتلميع صريح وبين وظاهر) ثم: (استثناء مُبهَم وغير معيَّن) و (في ثلاث كلمات أو أربع)!!!!!! بينما (التنويه والمدح): في (أسطر بل فقرات)!!!
وقولك أخي التمسماني: (هل السبب في ذلك انه ينشر تراثهم ويخدم علومهم اما هذا فلانه واجب عليه وعلينا لكونهم ءاباءنا في الدين والعلم)، أخبرني ما الذي ينشره حمزة من علومهم؟ وهل تعلم ماذا يوجد في ما ينشره حمزة الكتاني من علومهم وكتبهم؟ إن كنت لا تعلم ذلك: نعلمك نحن بذلك وننقل لك من الشركيات والضلالات والبدعيات التي نشرها حمزة الكتاني من علومهم!!! أي أنه يضل عباد الله تعالى ويفسد عليهم توحيدهم!!! أتريد أن ننقل لك البعض من ذلك مما نشره حمزة؟ أنا تحت أمرك سيدي لو كنت حقا تهتم بالتوحيد وبعدم إضلال عباد الله تعالى أكثر من اهتمامك بالدفاع عن حمزة الكتاني وتبرير ما يقوم به مما لا يجوز شرعا ...
أما قولك بأنه (واجب عليه نشر كتب آل كتان) مع ما بيَّنتُه لك من حال علومهم وما ينشره حمزة: فأترك الحكم فيه للقراء الأحبة!!!
أما قولك أخي التمسماني: (اما ءال بيته المتاخرون فما عرفتهم وعرفهم بلدي المغرب واهله بل والمشرق الاسلامي الا بانهم ممن خدم الحديث النبوي الشريف واحياه وجدد نشاطه عملا وتدريسا واقراءا ووو ........ ولا يحتاج الى ان انبه الى مكانتهم وفضلهم وعلوهم وهم في الاخير بشر يصيب ويخطئ مع علم وصدق واخلاص نحسبهم كذلك والله حسيبهم فان كنت طالب حق وهدى فخذ ما صفى واعفى عما بدر من خطا وغفلة) فما كنت أتصور أن تقول هذا الكلام!!!
وهو: يشهد الله تعالى ما أردتَ به وجه الله تعالى، بل تكريس للضلال وما يقوم به حمزة من تشويه عقيدة المسلمين بنشره لشركيات وبدعيات وضلالات!!!
أخي التمسماني ما قام به آل كتان مما عدَّدتَه: لن يصل إلى قطرة واحدة مما قام به حفاظ الأمة ابن حجر العسقلاني والنووي والقرطبي و ... ومع ذلك: لم نحابهم على حساب ديننا وتوحيدنا وعقيدتنا ... وبينا ما وقعوا فيه من هنات وأخطاء ... وأعلناها من باب النصيحة في الدين وحماية لعقيدة عوام المسلمين ... ولم نكتف بما تأمرنا أنت به هنا (فخذ ما صفى واعفى عما بدر من خطأ وغفلة)!!!
لكل ذا أخي التمسماني: اتق الله تعالى وراقب المولى عز وجل ولا تحابينَّ على التوحيد والعقيدة والحق أحدا.
وأكرر ثم أكرر: لا أريد تعقيبا ممن يدافع عن حمزة ...
بل أريد من حمزة أن يجيب عما ألقيته عليه من أسئلة لم يجب عنها!!! أتعلمون لماذا أيها الإخوة؟ الأمر أكبر مما يخطر ببالكم والله ...
بل أرجو من الإخوة أن يتمعنوا جيدا في تجاهل حمزة لطلبنا ... واتكاله وفرحه بمداخلات شلَّته التي كوَّنها ويستنصر بها على مَن يعلم حقيقة حاله والدور الغريب الذي يقوم به في ملتقى التوحيد ...
والحمد لله تعالى لقد تفطن للأمر بعض الأفاضل من الإخوة كما أمَّلته.
أما مداخلة الأخ برعدي الحوات:
فلم أجد فيها ما يستحق التعليق والله، بل هي مداخلة ما أريد بها وجه الله تعالى ولا نفع المسلمين بل تكريس للجهل والبدع والشركيات والضلالات ونشرها وتوزيعها!!!
¥(12/410)
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[21 - 04 - 06, 06:36 م]ـ
أهنئك يا شمام على استطاعتك إيقاف الموضوع المتعلق بجناية الغمارية على الصحيحين، وقلبه نحونا، فأنت خير سفير لمنتدى "النفيس" عندنا هنا ...
كما أنك بارع في الكذب، وقلب الحقائق، ووصم أئمتنا أئمة الإسلام الذين ندر أن جاءت الأمة بمثلهم بما تكذب به من وصف الحلول والاتحاد، والقبورية، وحاشاهم من ذلك ...
كما أبارك لك براعتك النادرة في تزويقك على القراء ومحاولتك إلباسي بلبوس غير صحيح، أولا، وكاذب ثانيا، وإلزامي بما لست ملزما به ثالثا ...
وأحمد فيك إلزامي بغير ما أكتبه على صفحات هذا الملتقى، وهي أمور ربما غير موجودة إلا في ذهنك النقي، على أنني في ملتقى "أهل الحديث" ملزم وفقط بما أكتبه في "الملتقى"، وغير ملزم بما أكتبه أنا خارج الملتقى، وقد كان بيني وبين بعض مشرفيه التزام بالأدب المتبادل، وأن لا يكتب أحدنا ما يؤذي الآخر ..
ولذلك؛ فإنني كذلك أحمد عمل إدارة "ملتقى أهل الحديث" التي تنازلت عن كل مبادئها وأخلاقها، لتدع الباب مفتوحا أمام أمثالك يا "شمام" من الفتانين والوقحين، وأهل الأهواء والكذب والدجل، والتطفل على الموائد لإفساد المواضيع بالهذيان وشبهه ..
مبارك عليك يا إدارة الملتقى على التزامك أدب ومنهج أهل الحديث، وتلذذك بما فيه هذا الغر الجاهل السفيه، من تضييع أوقات نفيسة، لعلماء وأساتذة ومؤلفين، في توزيع هذره، وإفساد موضوعاتهم، هنيئا لك، والمؤمنون على شروطهم إن كنتم مؤمنين ..
والحاصل يا شمام، إذا أردت أن تجاب على أسئلتك، فضعها مرقمة، موثقة، خالية من الحشو، ثم حلها علي، فأجيبك عنها واحدة واحدة، أما أسلوبك من الشتم والكذب والتهور، فارجع لمرسليك من سفهاء منتدى "الخسيس"، ومن أغمار تلامذة الغمارية، وحثالات المنتسبين دعوى للكوثري، وشتمة الصحابة من غيرهم، فهم أولى بالتضامن معك، والعيش عيشتك ... والسلام ..
ـ[شمام الورداني]ــــــــ[21 - 04 - 06, 08:29 م]ـ
حمزة الكتاني
قولك: (أهنئك يا شمام على استطاعتك إيقاف الموضوع المتعلق بجناية الغمارية على الصحيحين، وقلبه نحونا، فأنت خير سفير لمنتدى "النفيس" عندنا هنا ... )
جوابه: كفاك تهربا وتعللا وتشكيا وبهتانا، فلا أنا أوقفتُ الموضوع المشار إليه كما تزعم، ولا أنا سفير للمفاليس الذين ترميني بهم لتنفِّر رواد الملتقى عاطفة عني!!!
فالمفاليس الذين لم تقدر على نشر ترهات وضلالات أجدادك عندهم وتضخيم آل كتان كذبا عندهم في تصويرهم بأنهم شيوخ الإسلام وحفاظا و ... إلخ مزاعمك: جعلك تتصور أنك تنجح في ملتقانا على ترويج ما لم يرُج عندهم على قبوريتهم وجهلهم وشركياتهم!!!
فإن لم ينجح مشروعك معهم: فأحرى أن لا ينجح عندنا وأولى.
وأنا أول متبرئ من المفاليس الذين تدندن حولهم!!! ثم إن كتنوا كما تحاول الإيحاء لنا هنا: فلمَ لم نر لك مواضيعا تندد بشركياتهم وقبوريتهم وتصوفهم الإلحادي الحلولي؟؟؟!!
ولا نريد تهريجا يا حمزة ...
وقولك: (كما أنك بارع في الكذب، وقلب الحقائق، ووصم أئمتنا أئمة الإسلام الذين ندر أن جاءت الأمة بمثلهم بما تكذب به من وصف الحلول والاتحاد، والقبورية، وحاشاهم من ذلك ... )
وجوابه أقسم بالله تعالى أنك أنت الكاذب المراوغ والقالب للحقائق، أتظن هذه المزاعم تنطلي علينا أو على الإخوة يا حمزة؟
ماذا تريد قوله؟
أن أجدادك ليسوا قبوريين صوفية محترقة أهل وحدة وجود وأنه ليس لهم ضلالات وشركيات؟!!
سوف أعريك وأريك من الكاذب يا حمزة ومن القالب للحقائق ومِن كتب أجدادك بل ومما نشرتَه أنت من كتبهم أيضا ...
(حاشاهم)!!! تقول؟
ما أسهل قولها، وأصعب تقريرها والتدليل عليها يا حمزة ...
وقولك: (كما أبارك لك براعتك النادرة في تزويقك على القراء ومحاولتك إلباسي بلبوس غير صحيح، أولا، وكاذب ثانيا، وإلزامي بما لست ملزما به ثالثا ... )
جوابه: دعك من هراء القول: (أباركك)!!! و (براعتك)!!! و (تزويقك)!!!
بل أقسم بالله العظيم أنك كاذب في كل ما قلته هنا. وذاك هو لبوسك، وسوف ندلل عليه أولا، وبه يظهر أننا غير كاذبين ثانيا، وأن القصية (ليس لازم وإلزام) كما توحي يا حمزة بمكر وخبث بل هو منطوق وصريح ما كتبته يديك في ملتقانا كما أبنا وكما هو بين مما نشرت من كتب أجدادك ...
فكفاك تهريجا مرة أخرى.
¥(12/411)
وقولك: (وأحمد فيك إلزامي بغير ما أكتبه على صفحات هذا الملتقى، وهي أمور ربما غير موجودة إلا في ذهنك النقي)
جوابه: لا والله ما افترينا عليك ولا كذبنا، بل دللنا على ما قلناه،وأرجو من الإخوة أن يراجعوا مداخلاتي ويتمعنوا فيها وليلاحظوا مداخلات حمزة وسوف يرون بأنفسهم من الكاذب المراوغ ...
وقولك: (على أنني في ملتقى "أهل الحديث" ملزم وفقط بما أكتبه في "الملتقى"، وغير ملزم بما أكتبه أنا خارج الملتقى)
وحوابه: وحتى لو سلمنا لك ذلك وأغلقنا أعيننا عن واقعك خارج الملتقى فيما تُشِيعه وتنشره من ضلالات وخرافات وشركيات!!! لو سلمنا لك هذا: فقد أبنَّا وجلَّينا سُمومك في ملتقى أهل الحديث وتمعن جيدا في مداخلاتنا وافتح بصرك جيدا ...
وكفاك تهريجا مرة ثالثة.
وقولك: (وقد كان بيني وبين بعض مشرفيه التزام بالأدب المتبادل، وأن لا يكتب أحدنا ما يؤذي الآخر .. )
وجوابه: هذا كلام فارغ ولا تعلق له بموضوعنا ... والقضية ليست (إيذاء أحدنا للآخر) يا حمزة، بل هي تلميع وإشادة بدعاة الوحدة والحلول والتصوف المحترق والضلالات والشركيات ...
لذا لا تستطرد ولا تدخل كلاما لا داعي له هنا.
وكفاك تهريجا مرة رابعة.
وقولك مع التلوين باللون الأحمر (!!!!!!!!!!!!!!): (ولذلك؛ فإنني كذلك أحمد عمل إدارة "ملتقى أهل الحديث" التي تنازلت عن كل مبادئها وأخلاقها، لتدع الباب مفتوحا أمام أمثالك يا "شمام" من الفتانين والوقحين، وأهل الأهواء والكذب والدجل، والتطفل على الموائد لإفساد المواضيع بالهذيان وشبهه .. )
جوابه: هذا منك يا حمزة طعن في إدارة ملتقى أهل الحديث لو تدري بزعمك أنها تخلَّت عن أخلاقها ومبادئها من جهة!!!
ثم هو استعداء لها على شمام الذي عجزت عن مجاراته والإجابة عن أسئلته وتتعلَّل كما سيجيء في كلامك بتعلات تافهة للتهرب من جهة ثانية!!!
وطعن فينا لأننا فهمنا الدور المريب الذي تقوم به أنت هنا وشلَّتك وسب منك لنا من أجل ذلك بأننا (فتانين) (وقحين) و (أهل أهواء وكذب ودجل) ثم (تطفل) من جهة ثالثة!!!
سبحان الله تعالى كل ذا ترميني به يا قليل الحياء يا حمزة؟!! ولمَ؟ لأنني لا أريد الإشادة بأهل البدع وتلميعهم هنا وبيان مكرك وسمومك في مداخلاتك؟!!
فليكن كما تشاء، ولن يهدأ لنا بال ما دمنا قد اكتشفنا ما ترمي إليه أنت وشلَّتك.
أنا لم أرمك بما رميتني به يا حمزة ...
أعندما تُفضَح يا حمزة لا تعرف ما يخرج من فمك وما تخطه يمينك؟ اظهر على حقيقتك يا حمزة. ولن تر مني إلا مقابلتك بما ترميني به من الكذب لا غير، أما باقي قاموس شتائمك: فلن أقدر على مجاراتك فيها والله، بل باعك فيها طويل وطويل ثم طويل ...
وقولك: (مبارك عليك يا إدارة الملتقى على التزامك أدب ومنهج أهل الحديث، وتلذذك بما فيه هذا الغر الجاهل السفيه، من تضييع أوقات نفيسة، لعلماء وأساتذة ومؤلفين، في توزيع هذره، وإفساد موضوعاتهم، هنيئا لك، والمؤمنون على شروطهم إن كنتم مؤمنين .. )
جوابه: سبحان الله يا حمزة!!!
أتتجاهلني أنا وكل ما طلبتُه منك وكررتُه ــ وأنت تتعامى عنه عمدا ــ هو الإجابة عن أسئلة عينتها لك وهي جليَّة وظاهرة ... أتتركني أنا (شمام) وتتوجَّه بالتقريع والتطاول على إدارة الملتقى؟!!!!!
ما أقل أدبك يا حمزة ...
وما أظلمك يا حمزة ...
وما أجهلك بأدب الحوار ومن هو محاورك يا حمزة ...
وما أعماك عما هو أمامك!!! وتطاولك على من هو بعيد عنك ولم يطلك بسوء!!!
ما هذا يا حمزة هل جننتَ؟
وقولك: (والحاصل يا شمام، إذا أردت أن تجاب على أسئلتك، فضعها مرقمة، موثقة، خالية من الحشو، ثم حلها علي، فأجيبك عنها واحدة واحدة، أما أسلوبك من الشتم والكذب والتهور، فارجع لمرسليك من سفهاء منتدى "الخسيس"، ومن أغمار تلامذة الغمارية، وحثالات المنتسبين دعوى للكوثري، وشتمة الصحابة من غيرهم، فهم أولى بالتضامن معك، والعيش عيشتك ... والسلام .. )
وجوابه: كفاك هراء، واخجل من نفسك، ولست طفلا ولا صبيا حتى تهذي بهذا الكلام!!!
أتشترطُ شروطا للجواب؟؟؟؟؟؟
ما سمعنا بهذا في الأولين!!!
تُلقي ضلالات وتفاهات وسموم ... ولمَّا عيناها لك وشرحناها تتحامق وتدعي أنها غير معلومة ... وتشترط شروطا؟؟؟
ألَم ترها؟ أليست جلية أمام ناظريك؟
ودعك من هراء رقِّمها و ... وأجب عنها ولا تتهرب ... ولا تختلق تعلات فاسدة ... فهذا لا ينطلي علينا ولا على أهل الملتقى.
وكفاك تهريجا مرة خامسة.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 - 04 - 06, 08:40 م]ـ
ودعك من هراء رقِّمها و ... وأجب عنها ولا تتهرب ... ولا تختلق تعلات فاسدة ... فهذا لا ينطلي علينا ولا على أهل الملتقى. .
اعذرني يا شمام ... فبهذا الأسلوب وبهذه الطريقة .... أنا بريء منك ... وأظن أن الملتقى: إدارة وأعضاء هم أيضا برآء منك ...
ـ[أحمد السيد سعد]ــــــــ[21 - 04 - 06, 09:30 م]ـ
أخوانى الكرام
أنا أوافق أخى الكريم أبو فهر السلفى حفظه الله
فلما هذا الخلاف والفرقه
إلى متى هذه الفرقه إيلاما
وهذه الدجه الكبرى علامه
كل جماعة لها إمام
لكن الجميع بل إمام
¥(12/412)
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[21 - 04 - 06, 10:30 م]ـ
على ادارة الملتقى أن تضع حدا لاسفاف هذا المدعو (شمام) , فنحن في ملتقى أهل الحديث ولسنا في سوق الخضار.
ـ[أمجد التركماني]ــــــــ[21 - 04 - 06, 10:36 م]ـ
و كلُّ امرئ يوماً سيفنى
و يُبقِ الدهرُ ما كتبت يداهُ
فلا تكتب بخطك غير شيءٍ
يَسُرُّك في القيامة أن تراهُ(12/413)
نصيحة في أهمّية هذا الموضوع للبحث في الماجستير
ـ[أبو عبد العزيز الجزائري]ــــــــ[08 - 04 - 06, 12:05 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أستأذن الفضلاء الكرام في استنصاحهم واستطلاع آرائهم حول:
1/ أهمّية هذا الموضوع
2/ ومدى صلاحيته
ليكون موضوع دراسة لنيل درجة الماجستير:
" فوائد المستخرجات بين النظرية والتطبيق ".
والاقتراح أن يشمل هذا البحث بابين:
- الأوّل: القسم النظري
وفيه بيان تعريف المستخرجات، أمثلتها، أهمّيتها وفوائدها، المؤّلفات فيها، ... ، وبيان أنّ من أهمّ فوائد المستخرجات زوائدها على الأصل (المستخرج عليه).
- الثاني: القسم التطبيقي
ويكون فيه: جمع ودراسة زوائد مستخرج مُعَيَّن على كتاب مخصوص.
وهذه الدراسة هي في حقيقتها دراسة نقدية لأهمّية المستخرجات.
وسبب اقتراح هذا الموضوع هو أنّنا نجد في كتب المصطلح ذكرا لها، وبيانا لأهمّيتها، واعتناء العلماء بها، إلاّ أنّني، وبعد تصفّح العديد من كتب التخريج، بدا لي أنّ المهتمّين بالحديث في أيّامنا خاصّة لا يعرجون كثيرا نحو هذه الكتب، فتراهم ينسبون الأحاديث إلى كتب العلل وكتب التراجم وغيرها، وقد لا يذكرون إلاّ نادرا المستخرجات، فلم أعلم أهذا راجع إلى عدم توفّر هذه الكتب لديهم، أمّ أنّهم استغنوا بغيرها عنها، فإن كانت الأخيرة: فهل هذا الاستغناء سديد أم لا (إذا تحقّقت فعلا الفوائد المنسوبة إليها)؟
فالغرض من ذلك كلّه هو بحث ميداني تطبيقي في الموضوع، وذلك بما يلي:
- جمع سائر زيادات المستخرج على أصله، سواء كانت في السند أو في المتن.
- دراسة مدى صحّة تلكم الزيادات.
- دراسة أهمّيتها.
والنقطة الأخيرة هذه هي فائدة هذا البحث الأساسية، فإنّنا بها نعلم ما مدى صحّة أهمّية المستخرجات، وبها نحثّ الباحثين وناشري الكتب على الاعتناء بها أو العزوف عنها.
ملاحظات:
- في الحقيقة تفكيري في الموضوع كان بعد بحث إحدى الطالبات عندنا موضوع لدراسة الماجستير، وتلكم الأخت تميل إلى علوم الحديث، فأردت التأكّد من صلاحيته لهذه الدراسة الأكاديمية، لإرشادها إليه.
- بقي في نفسي شيء حول مستوى الموضوع، إذ لا أدري أهو بحث في متناول طالب لنيل درجة الماجستير أو هو أعلى درجة منه (وهذا بالنظر إلى طول البحث عن الزوائد على كتاب البخاري مثلا، ثمّ الحكم على الإسناد والمتن صحة وضعفا ... )، إلاّ أن يقسّم البحث هذا على أكثر من طالب، كما هو معهود في الأبحاث الطوال.
- لا يخفى أنّ هذا البحث طريقه الاستقراء التامّ، لكن هذا التمام نسبي، أعني أنّه استقراء تامّ بخصوص مستخرج معلوم على كتاب محدّد، لكن لا يمكن الحكم به على سائر المستخرجات، فهو إذن من هذه الحيثية استقراء ناقص، لذا، إن ظهرت أهمّية الموضوع يمكن توسيع البحث فيه إلى سائر المستخرجات، ويقسّم كلّ منها على طالب أو طلبة.
- فائدة: تكلّمت مع أحد فضلاء شيوخي في مسألة معيّنة، فقال لي (وهذا معنى كلامه):
(إذا عزى حافظ من أمثال ابن عبد البرّ حديثا لابن ماجه، ثمّ بحثنا فلم نجده فيه، فهذا لا يكفي للحكم عليه بالوهم، إذ قد تكون النسخة المطبوعة ناقصة، كما يعلم هذا بالممارسة، خصوصا إن وجدنا حافظا من أمثال المزّي يعزو ذاك الحديث لابن ماجه في كتابه "تحفة الأشراف" ... )
كان حديث شيخي أبي محمّد قبل تفكيري في الموضوع المعروض للكرام، وبعد التفكير فيه استرجعت كلامه في ذهني، وبدت لي فائدة نظرية للمستخرجات، لعلّها والله أعلم لا تخلو من أهمّية، وهي أنّه يمكن من خلال "المستخرج" معرفة أو احتمال وجود سقط في كتاب مستخرج عليه.
أردت أن لا أُخلِي تدخّلي هذا من هذه الفائدة.
هذا عرض مختصر وسريع للموضوع، أستسمح على الإطالة، وقلّة البضاعة، وجزى الله خيرا من أعطى للموضوع حقّه اللائق به.
بارك الله في الجميع، وسدّد خطى الكلّ، ورحمنا أجمعين أبتعين أبصعين أكتعين! آمين.
أخوكم
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[08 - 04 - 06, 10:07 ص]ـ
للفائدة هناك بحث جيد عن المستخرجات وفوائدها للدكتور موفق عبدالقادر في مجلة جامعة أم القرى
وحققت عدة رسائل جامعية في المستخرجات في الجامعة الإسلامية بالمدبنة
ـ[أبو عبد العزيز الجزائري]ــــــــ[08 - 04 - 06, 07:29 م]ـ
أجزل الله لكم المثوبة على إفاداتكم، وسأحاول الوصول عبر النت إلى بعض ما ذكرتم إن تيسّر لي.(12/414)
حديث: خذها وأنا الفتى الفارسي
ـ[محمد السوقي]ــــــــ[08 - 04 - 06, 12:15 م]ـ
ماصحة هذا الحديث (: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا فضربت رجلامن المشركين
فقلت: خذها مني وأنا الغلام الفارسي! فالتفت إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال (فهلا قلت
خذها مني و أنا الغلام الانصاري)
فقد قرأت أن البعض أعله بعنعنة ابن إسحاق فهل هي كافية في إعلال الحديث أم له علل أخرى.(12/415)
أي الروايات نقدم للإمام أحمد؟!!
ـ[أبو أنس الأزهري]ــــــــ[08 - 04 - 06, 03:33 م]ـ
للإمام أحمد في يزيد بن خصيفة الكندي ثلاث روايات:
1 - قال عبد الله بن أحمد: قال أبي: يزيد بن خصيفة، ما أعلم إلا خيرًا.
2 - وقال أبو بكر الأثرم: سألت أبا عبد الله، عن يزيد بن خصيفة. فقال: ثقة.
3 - وقال أبو عبيد الآجري، عن أبي داود: قال أحمد: منكر الحديث.
"موسوعة أقوال الإمام أحمد".
فيطهر من الروايتين الأولى والثانية الاتفاق في الحكم، لكن الرواية الثالثة تناقض سابقتيها كليًّا، فأس الروايات نقدم؟؟!!
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[15 - 09 - 06, 07:51 م]ـ
3 - وقال أبو عبيد الآجري، عن أبي داود: قال أحمد: منكر الحديث.
"موسوعة أقوال الإمام أحمد".
!!
انتقد الحفاظ بعض ما رواه الآجري عن أبي داود لا سيما إذا خالف.
انظر هذا الرابط ففيه بحث قيم للشيخ / عبد الرحمن الفقيه يبين فيه تخاليط الآجري في بعض ما ينقله عن أبي داود فجزاه الله خيرا.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=30245&highlight=%C7%E1%C3%CC%D1%ED(12/416)
تدوين الحديث النبوي الشريف
ـ[عبدالله بن جاسم]ــــــــ[08 - 04 - 06, 05:07 م]ـ
تدوين الحديث النبوي الشريف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله
هذا بحث وجيز في تدوين الحديث النبوي الشريف تناواته في الفردات الاتية،
المفردات
1 - الكتابة عند العرب قبل الإسلام
2 - أمية هذه الأمة
3 - الكتابة في العصر النبوي
4 - ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكتابة:
أ- كراهة الكتابة ب- إباحة الكتابة
ج- الجمع بين النصوص
5 - الصحابة والكتابة:
أ- المجيزون ب- المانعون
6 - كتابة الحديث في عصر التابعين:
أ- تعريف التابعي ب-ابتداء عصر التابعين
ج- مصادر لمعرفة التابعين د- مقدمات التدوين
هـ- التدوين الرسمي و- بعض المصنفات في ذلك العصر
ك- المجيزون والمانعون للكتابة
7 - رواية الحديث بالمعنى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - الكتابة عند العرب قبل الإسلام:
عرف العرب الكتابة قبل الإسلام، فكانوا يؤرخون أهم حوادثهم على الحجارة، ويعود ذلك إلى القرن الثالث الميلادي، كما عرف الكتاتيب في الجاهلية، يتعلم فيها الصبيان الكتابة والشعر وأيام العرب، ويشرف عليها معلمون ذوو مكانة رفيعة، أمثال أبي سفيان وبشر بن مالك السكوني 0
وقد أطلق العرب اسم الكامل على من كتب وأحسن الرماية، وأجاد السباحة 0
ومع ذلك كله، كان العرب يعتمدون على حافظتهم القوية التي وهبها الرب تبارك وتعالى، فاحدهم يحفظ القصيدة الطويلة أو الكلمة البليغة لمجرد سماعها مرة واحدة 0
إن وجود الكاتبين، لا يدعونا إلى المغالاة في شانهم، إذ يصح أن نصف العرب بجهل الكتابة وعدم التمرس بها، لندرة أدواتها المتيسرة لديهم، وتعويلهم على الذاكرة في حفظ آثارهم ورواية آدابهم 0ولعل السبب في إعراضهم عن الكتابة هو عدم احتياجهم إليها في حياتهم اليومية 0
أما ابرز المدارس فكانت في مكة والطائف والمدينة والانبار والحيرة ودومة الجندل 0
وكانت القبائل أحيانا , إن لم يكن دائما، تقيد أشعار شعرائها , بل كان بعضها تسجل كل ما يتصل بالقبيلة من أخبار حروبها وأيامها وذكر مفاخرها وآثارها وشعر شعرائها وحكم بلغائها 0
والظاهرة التي تستدعي الانتباه وجود عدد من النساء الكاتبات منهن أم المؤمنين حفصة وأم كلثوم بنت عقبة والشفاء بنت عبد الله القرشية وعائشة بنت سعد وكريمة بنت المقداد 0
2 - أمية هذه الأمة:
وقد دل على ذلك نصوص من القران الكريم والسنة النبوية المطهرة، فمنها وصفه تبارك وتعالى لهذه الأمة بالأمية: " هو الذي بعث في الأميين رسولا" منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، وان كانوا من قبل في ضلال مبين " (سورة الجمعة:2) 0
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: " الأميون هم العرب، وتخصيص الأميين بالذكر لا ينفي من عداهم، ولكن المنة عليهم ابلغ وأكثر " 0
ووصف الله تبارك وتعالى نبي هذه الأمة بالأمية فقال: " الذين يتبعون الرسول النبي الأمي " 0 (سورة الأعراف: 157) 0
قال الحافظ ابن كثير: " وهذه صفة محمد? في كتب الأنبياء بشروا أممهم ببعثه وأمروهم بمتابعته، ولم تزل صفاته موجودة في كتبهم يعرفها علماؤهم وأحبارهم " 0
وقال تبارك وتعالى في صفة محمد?: " فامنوا بالله ورسوله النبي الأمي "0 (سورة الأعراف: 158) 0
قال ابن كثير- رحمه الله تعالى – في تفسير هذه الآية:" النبي الأمي أي الذي وعدتم به، وبشرتم به في الكتب المتقدمة، فانه منعوت بذلك في كتبهم ولهذا قال: " النبي الأمي " 0
أما السنة النبوية المطهرة فأدلة كثيرة نذكر منها دليلا واحدا:
قوله?: " إنا امة أمية، لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا ... " الحديث يعني: الشهر مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين يوما" 0
قال العلامة ابن الأثير: " الأمة: الجيل من الناس، والأمية التي لا تكتب ولا تقرأ. وقيل هو منسوب إلى الأم، أي: إنها على اصل ولادتها، لم تتعلم الكتاب " 0وما ذكرناه هو ما فهمه جمهور المفسرين، وما عليه علماء الأمة إلى يومنا هذا 0
¥(12/417)
إلا إن بعض الكاتبين العرب وبعض المستشرقين تأولوا الآية الكريمة: " هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم .... " بان المقصود منه ليس الأمية الكتابية ولا العلمية، وإنما يعني الدينية، إي انه لم يكن لهم من قبل القران الكريم كتاب ديني، ومن هنا كانوا أميين دينيا، ولم يكونوا مثل أهل الكتاب من اليهود والنصارى 0
الرد على هذا الرأي:
وحمل هذا الفظ على هذا المعنى من غير قرينة لا مسوغ له , لأنه يقتضي التفريق بين تفسير الأميين وهم العرب جهلة الشريعة , وتفسيرها وصف الرسول من الأمية , بأنه الذي لا يعرف الكتابة والقراءة , ولا داعي لهذا التفريق في المعنى , والأصل فيه عدم معرفة القراءة والكتابة 0
والذي حملهم على هذا التأويل , ما جاء في بعض روايات الطبري في تأويل الآية: " ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني ". (سورة البقرة:78) فزعموا أن الرسول ? كان كاتبا" قارئا , وان وصفه بالأمية كوصف العرب بها لا ينافي معرفة القراءة والكتاب , وهذه الرواية أسندها الطبري في تفسيره فقال: ثنا أبو كريب، ثنا عثمان بن سعيد، عن بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس في قوله تعالى: " ومنهم أميون " قال: الأميون قوم لم يصدقوا رسولا أرسله الله ولا كتابا انزله الله فكتبوا كتابا بأيديهم ثم قالوا لقوم سفلة جهال هذا من عند الله , وقال: قد اخبر أنهم يكتبون بأيديهم ثم سماهم أميين لجحودهم كتب الله ورسله ".
ثم رده الإمام الطبري بقوله:" وهذا التأويل تأويل على خلاف ما يعرف من كلام العرب المستفيض بينهم، وذلك أن الأمي عند العرب الذي لا يكتب " 0
قال الحافظ ابن كثير: " ثم في صحة هذا عن ابن عباس بهذا الإسناد نظر " 0
قلت: علته بشر بن عمارة الخثعمي الكوفي , قال أبو حاتم: ليس بالقوي في الحديث 0 وقال ابن حبان البستي: شيخ ... كان يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد , ولم يكن يعلم الحديث وصناعته 0 وضعفه الحافظ ابن حجر في التقريب 0
3 - الكتابة في العصر النبوي:
نزل القران الكريم , وفيه آيات كثيرة تبين فضل العلم والعلماء , وكان أول ما نزل من القران الكريم " أقرأ " , وذكرت أدوات العلم , كالقلم , والصحف , والقراطيس , والمداد ونحوها فيه.كما حض رسول الله ? على العلم والتعلم في أحاديث كثيرة جدا" , وما حادثة فداء الأسرى مقابل تعليم صبيان المسلمين القراءة والكتابة عنك ببعيد 0
وكان المسجد هو دار تعليم الصبيان الكتابة والقراءة , وإقراء القران الكريم مما كان هذا سببا" طبيعيا" لازدياد المتعلمين , حتى بلغ كتاب الوحي نحوا من أربعين كاتبا بالإضافة إلى كتاب الرسائل والصدقات والمداينات والمعاملات , ويكتبون باللغات المختلفة 0
ولم يقتصر التعليم على الرجال , بل تعداه إلى الإناث كما في قوله ? لحفصة: " ألا تعلمين هذه – يعني الشفاء بنت عبد الله – رقية النملة كما علمتيها الكتابة؟ ". والنملة: قروح تخرج في الجنبين , وقد تخرج في غير الجنب , ترقى فتذهب بإذن الله تعالى 0
وقد كانت عناية الصحابة بالقران بالغة , حفظ ومذاكرة , وتدوينا" ولم يكن الأمر كذلك مع السنة , التزاما" للتوجيه النبوي , ولا علاقة لندرة وسائل الكتابة , أو ندرة الكتاب , أو سوء الكتابة , بعدم تدوين الحديث , لأنها لو كانت كذلك لأثرت على تدوين القران , بالإضافة الى ما ذكرنا من انشغال الصحابة بحفظ القران لا يتيح له كتابة الحديث مع انه يسمعه من رسول الله ? ويعمل به ولا يجد الحاجة إلى تقييده 0
وبالرغم من ذلك كله , نرى طائفة من الصحابة كتبوا عن رسول الله ? شيئا من حديثه , من ذلك ما كتبه عبد الله بن عمرو بن العاص ت 65 هـ وقد ضمنها الإمام احمد في مسنده , قال ابن الأثير المؤرخ: وهي تضم نحو ألف حديث " 0 ويطلق على هذه الوثيقة اسم " الصحيفة الصادقة " ولها أهمية عظيمة , لأنها وثيقة علمية تاريخية , تثبت كتابة الحديث النبوي الشريف بين يدي رسول الله ? وبإذنه 0
ومن بين الصحف التي كتبت في العهد النبوي " الصحيفة الصحيحة " وهي بتمامها في مسند الإمام احمد , وكثير من أحاديثها في صحيح البخاري في أبواب مختلفة , وعدد أحاديثها 138 حديثا" , قال الحافظ ابن حجر: " فجالس – إي همام – أبا هريرة فسمع منه أحاديث وهي نحو من أربعين ومائة حديث بإسناد واحد " 0
¥(12/418)
ولهذه الصحيفة أهمية تاريخية في تدوين الحديث الشريف لأنها حجة قاطعة ودليل ساطع على أن الحديث النبوي كان قد دون في عصر مبكر وتصحيح الخطأ الشائع أن الحديث لم يدون إلا في أوائل القرن الثاني الهجري 0
4 - ما روي عن رسول الله ? في الكتابة:
أ - ما روي من كراهة الكتابة:
المقصود بالكراهة التحريم كما صرح به جماعة منهم ابن النفيس 0 وقد استدل المانعون من الكتابة بأدلة منها:
1 - حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه , وله طريقان:
أ- الطريق الأولى: همام، عن زيد بن اسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله ? قال: " لا تكتبوا عني , ومن كتب عني غير القران فليمحه , وحدثوا عني ولا حرج , ومن كذب علي – قال همام: احسبه قال: متعمدا - , فليتبوأ مقعده من النار " 0
وسيأتي أن الإمام البخاري وغيره أعله بالوقف فلم يقبل منه 0
ب - الطريق الثانية: عبد الرحمن بن زيد بن اسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد قال: " استأذنا النبي? في الكتابة فلم يأذن لنا " 0
وهذه الراوية ضعيفة , للإجماع على ضعف راويها عبد الرحمن وقد ضعفه ابن معين والمديني والنسائي واحمد الشافعي ومالك وابن حبان وغيرهم 0 فهذه الرواية منكرة , ولا تصح إلا من طريق الأول.
2 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
عبد الرحمن بن زيد بن اسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال: بلغ رسول الله ? أن ناسا قد كتبوا حديثه، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه , ثم قال: " ما هذه الكتب التي بلغني أنكم قد كتبتم , إنما أنا بشر , من كان عنده منها شيء فليأت به فجمعناها فأخرجت، فقلنا يا رسول الله: نتحدث عنك؟ قال: تحدثوا عني ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا ... " 0
قال الحافظ الذهبي: " هذه الرواية منكرة ". وسبق الكلام في عبد الرحمن 0
3 - حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه، وله طريقان:
أ – عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال: دخل زيد بن ثابت على معاوية فسأله عن حديث , فأمر إنسانا أن يكتبه فقال له زيد: إن رسول الله ? أمر أن لا نكتب شيئا من حديثه فمحاه ". وهذه الطريق ضعيفة , المطلب لم يسمع من زيد , فالحديث منقطع , والراوي عن المطلب , كثير بن زيد فيه مقال 0
ب- عن الشعبي: أن مروان اجلس لزيد بن ثابت رجلا وراء الستر، ثم دعاه فجلس يسأله ويكتبون فنظر إليهم زيد، فقال: يا مروان , عذرا , إنما أقول برأيي " 0 وهذا يحتمل أن خما كتب عن زيد آرائه الشخصية وكرهها زيد , وهو لا يدل على كراهيته لكتابة الحديث 0
ولو انه من الصعب أن نقبل حتى هذا التوجيه لان هناك ما يثبت انه كتب أحاديث رسول الله ? كما كتب آراءه , ومنها ما كتبه إلى عمر بن الخطاب في مسالة الجد، كما انه أول من صنف في الفرائض 0
4 - حديث يحيى بن جعدة:
إلا أن حديثه مرسل , قال الحافظ:" ثقة , وقد أرسل عن ابن مسعود ونحوه , من الثالثة ". والثالثة: هي الطبقة الوسطى من التابعين كما نص على ذلك في فاتحة تقريبه. وعلى ذلك فالحديث مرسل، والمرسل ليس بحجة 0
5 – حديث ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم:.
ب- ما روي من إباحة الكتابة: وفي ذلك أحاديث كثيرة جدا , نقتصر منها على ثلاثة أحاديث:
أ - قوله? لعبد الله بن عمرو بن العاص: " اكتب فو الذي نفسي بيده، ما خرج منه إلا حق " 0
ب - قوله? في فتح مكة: " اكتبوا لأبي شاه " 0 وهو دليل صريح على جواز الكتابة 0
ج- قوله? في مرض موته: " ائتوني بكتف اكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده " 0
ج- الجمع بين نصوص الكراهة والإباحة:
وللعلماء في ذلك وجوه أربعة هي:
الأول: إن حديث أبي سعيد موقوف عليه، فلا يصلح للاحتجاج به، وهو قول الإمامين البخاري وأبي حاتم الرازي. إلا إننا لا نسلم بهذا، لأنه ثبت عند مسلم في صحيحه0
الثاني: إن النهي عن الكتابة كان في أول الإسلام مخافة اختلاط الحديث بالقران، فلما كثر عدد المسلمين، وعرفوا القران الكريم معرفة رافعة للجهالة، وميزوه من الحديث زال هذا الخوف عنهم فنسخ الحكم الذي كان مترتبا عليه وصار إلى الجواز، وهو ما اختاره الحافظان ابن شاهين وابن الجوزي، والعلامة احمد محمد شاكر، وجعله ابن قتيبة والرامهرزي احد وجوه الجمع0
¥(12/419)
الثالث: إن النهي في حق من وثق بحفظه، وخيف اتكاله على الكتابة، والإذن في حق من لا يوثق في حفظه كابي شاه0
الرابع: إن يكون النهي عاما، وخص بالسماح من كان كاتبا مجيدا لا يخطئ في كتابته ولا يخشى عليه الغلط كعبد الله بن عمرو الذي امن عليه كل هذا فأذن له، وهو الوجه الثاني عند ابن قتيبة والرامهرزي0وحديث أبي شاه إذن عام وإباحة مطلقة للكتابة، ويؤيده ما سيأتي من تدوين الصحابة، والله اعلم 0
5 - الصحابة والكتابة:
كان من نتيجة الآثار الواردة في هذا الباب بين الجواز والمنع أن اختلف الصحابة إلى رأيين، رأي يكره الكتابة تبعا للنص الوارد فيه، ورأي يرى إباحة ذلك، تبعا للنصوص الكثيرة الدالة على ذلك0
أ - المجيزون: وقد فعله أو أمر به أو فعل بين يديه ولم ينكره خلائق من الصحابة هم:
1 0 أبو امامة الباهلي صدي بن عجلان (10ق. هـ -81هـ): نقل الخطيب البغدادي بإسناده عن الحسن بن جابر انه سال عن كتاب العلم، فقال: " لا باس بذلك " 0 قلت: قال الحافظ في التقريب عن الحسن بن جابر: " مقبول " 0 يعني عند المتابعة والا فلين 0
02 أبو أيوب الأنصاري (ت 52هـ):كتب إلى ابن أخيه بعض الأحاديث النبوية 0
3 0 أبو بكر الصديق (50ق. هـ -13هـ): كتب كتابا إلى انس بن مالك – وكان عامله على البحرين – فيه فرائض الصدقة التي فرضها رسول الله ? على المسلمين ويبدو انه كان نسخة من كتابه? في الصدقات 0 وأرسل خطابا إلى عمرو بن العاص فيه أحاديث 0
4 0 أبو بكرة الثقفي نفيع بن مسروح (ت51هـ):كتب إلى ابنه وكان قاضيا بسجستان ضمنه بعض الأحاديث المتعلقة بالقضاء 0
5 0 أبو رافع مولى رسول الله? (ت قبل 40هـ): قال أبو بكر بن عبد الرحمن بن هشام دفع إلي أبو رافع كتابا فيه استفتاح الصلاة 0وكتب عنه ابن عباس 0
6 0 أبو سعيد الخدري (ت74هـ): قال: " ما كنا نكتب شيئا غير القران والتشهد " , وقال في فتيا ابن عباس في الصرف – وهو نوع من المعاملات الربوية -: " إما إنا سنكتب إليه فلن يفتيكموه " 0
7 0 أبو شاه – رجل من اليمن: قوله?: " اكتبوا لأبي شاه " 0
8 0 أبو موسى الأشعري (ت 42هـ): كتب إلى عبد الله بن عباس وهو في البصرة كتابا , إلا أن في إسناده مجهولا 0
9 0 أبو هريرة (19ق هـ -59 هـ): كتب عنه أبو صالح السمان سهيل بن صالح , وبشير بن نهيك وأذن له أن يرويه عنه 0 قلت: وإسناده صحيح 0
10 0أبي بن كعب (ت22هـ):كتب عنه أبو العالية رفيع بن مهران نسخة كبيرة في التفسير 0
11 0 أسماء بنت عميس (ت بعد 40هـ): عندها صحيفة فيها أحاديث رسول الله ? 0
12 0 أسيد بن حضير الأنصاري:كتب بعض الأحاديث النبوية وقضاء أبي بكر وعمر وعثمان وأرسله إلى مروان 0
13 0 أبو هند الداري , كتب عنه مكحول 0
14 0 انس بن مالك (10 ق هـ- 93هـ): ممن كتب عنه انس بن سيرين , وكان عند ثمامة بن عبيد الله بن انس كتاب الصدقات عن انس , وكتب عنه حميد الطويل وآخرون 0
15 0 البراء بن عازب (72 هـ): قال وكيع: "ثنا أبي بن عبد الله عن حنش قال: رايتهم يكتبون على اكفهم بالقصب عند البراء " 0
16 0 جابر بن سمرة (74 هـ): كتب أحاديث وأرسلها إلى عامر بن سعد بن أبي وقاص 0
17 0 جابر بن عبد الله بن عمرو الأنصاري (16 ق هـ- 78 هـ): له منسك صغير في الحج , كتب عنه أبو سفيان الواسطي , وقد اثبت له البخاري سماعا عن جابر. وكتب عنه أبو عثمان الجعد بن دينار , والحسن البصري , قال الإمام أبو حاتم: الحسن عن جابر كتاب , مع انه أدرك جابرا 0
18 0 جرير بن عبد الله البجلي (0 - 54هـ): كتب حديثا وأرسله إلى معاوية رضي الله عنه 0
19 0 الحسن بن علي (3 - 50هـ): كان يوصي بكتابة الأحاديث النبوية لمن لا يحفظ 0
20 0 رافع بن خديج (12ق هـ- 74هـ): كانت عنده أحاديث النبي ? مكتوبة على ادم 0
21 0 زيد بن أرقم (66هـ):كتب أحاديث وأرسلها إلى انس بن مالك 0
22 0 زيد بن ثابت (45 هـ): أول من صنف في الفرائض كتابا , كتب عنه أبو قلابة وكثير بن الصلت 0
23 0 سبيعة الاسلمية: كتبت إلى بعض التابعين , وكتب عنها عبد الله بن عتبة 0
24 0 سعد بن عبادة الأنصاري (15 هـ): كانت له كتب , روى عنها بعض أفراد أسرته 0
25 0 سمان الفارسي (32هـ): كتب إلى أبي الدرداء بعض الأحاديث , وفيه راو مجهول 0
¥(12/420)
26 0 السائب بن يزيد (2 - 92هـ): كتب عنه تلميذه يحيى بن سعيد أحاديث أرسلها إلى ابن لهيعة 0
27 0 سمرة بن جندب (59 هـ):
له رسالة إلى ابنه فيها علم كثير , كما قال محمد بن سيرين , وهو ممن روى عنه , وللحسن البصري نسخة كبيرة عنه.
28 0 سهل بن سعد الأنصاري (9 ق هـ-91هـ):جمع أحاديث أبو حازم , رواها عنه ابنه 0
29 0 شداد بن اوس (17 ق هـ-58هـ):أملى أحاديث بعض الشباب.
30 0 شمغون الازدي الأنصاري أبو ريحانة نزيل دمشق:كانت له صحف 0
31 0 الضحاك بن سفيان الكلابي: كتب إليه رسول الله? أن يورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها , وقد كتب الضحاك إلى عمر في قضاء رسول الله ? 0
32 0 الضحاك بن قيس الكلابي (قتل سنة 64هـ او 65هـ):كتب رسالة إلى قيس بن الهيثم ضمنها بعض الاحاديث 0
33 0 أم المؤمنين عائشة (ت 58هـ):كتب عنها عروة بن الزبير , ومعاوية بن أبي سفيان 0
34 0 عبد الله بن أبي أوفى (86هـ): كتب عنه سالم بن أبي أمية التيمي وغيره 0
35 0 عبد الله بن الزبير (2 - 73هـ): كتب إلى قاضيه عبد الله بن عتبة بن مسعود , وذكر فيه حديثا من أحاديث رسول الله? 0
36 0 عبد الله بن عباس (3 ق هـ- 68هـ):كتب عن أبي رافع شيئا من فعل رسول الله? وكتب عنه ابن أبي مليكة 0
37 0 عبد الله بن عمر بن الخطاب (10 ق هـ- 74 هـ):كان يكتب الأحاديث في رسائله، كتب عنه سعيد بن جبير 0
38 0 عبد الله بن عمرو بن العاص (27 ق هـ- 63هـ): كان يملي الأحاديث على طلابه , وكتابته عن رسول الله? مشهورة , كتب عنه خلائق منهم أبو سبرة , وشعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو 0
39 0 عبد الله بن مسعود الهذلي (32هـ):اخرج ابن عبد البر بسنده عن معن قال: اخرج لي عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود كتابا وحلف لي انه خط أبيه بيده 0
40 0عتبان بن مالك الأنصاري:كتب عنه انس بن مالك 0
41 0علي بن أبي طالب (23 ق هـ - 40هـ):كتب صحيفة عن رسول الله r ووضعها في قراب سيفه , كتب عنه أبو الطفيل وإبراهيم التيمي وطارق بن شهاب وغيرهم 0
42 0 عمر بن الخطاب (40 ق هـ- 23 هـ): كتب الأحاديث النبوية في الرسائل , وممن كتب إليه أبا عبيدة 0
43 0 عمرو بن حزم الأنصاري (بعد 50 هـ): كتب له النبي r لما استعمله على نجران، وجمع بعض مكاتيب رسول الله r في شكل كتاب رواه ابنه عنه 0
44 0 فاطمة الزهراء (11 هـ): كتبت وصيتها , وفيها بعض الأحاديث النبوية 0
45 0 فاطمة بنت قيس: (توفيت في خلافة معاوية): كتب بعض أحاديثها أبو سلمة بإخبار منها 0
46 0 محمد بن مسلمة الأنصاري (31 ق هـ-46 هـ): كان في قراب سيفه صحيفة 0
47 0 معاذ بن جبل (20 ق هـ - 18 هـ): أرسله رسول الله r إلى اليمن , وكتب له كتابا في الصدقات وغير ذلك وكانت عند ابن عائد كتب معاذ بن جبل 0
48 0 معاوية بن أبي سفيان (60هـ): كتب إلى أم المؤمنين عائشة والى المغيرة أن يكتبا له بعض الأحاديث النبوية فكتبا له , وكتب هو إلى مروان كتابا فيه بعض الأحاديث 0
49 0 المغيرة بن شعبة (50هـ): قال كاتبه وراد: أملى علي المغيرة 0
50 0أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث الهلالية (51هـ): كتب عنها مولاها عطاء بن يسار.
51 0النعمان بن بشير (2 - 65 هـ): كتب إلى قيس بن الهيثم خطابا فيه أحاديث 0
52 0 واثلة بن الاسقع (22 ق هـ - 83 هـ): كان يملي الأحاديث على تلاميذه.
53 0 أم هانئ فاختة بنت أبي طالب (توفيت في خلافة معاوية): أمرت عبد الله بن عباس أن يكتب لأبي صالح مولاه كتاب عتقه 0
54 0 وائل بن حجر (مات في أواخر خلافة معاوية): ناوله رسول الله r كتابا فيه أحكام الصلاة والصوم والربا والخمر وغير ذلك لما أراد الرجوع إلى حضرموت.
55 0 أبو الدرداء (مات في خلافة عثمان): كتب إلى سلمان الفارسي منها: " أما بعد ,يا أخي فاغتنم صحتك قبل سقمك , وفراغك قبل أن ينزل من البلاء ما لا يستطيع احد من الناس رده , ويا أخي اغتنم دعوة المؤمن المبتلى , ويا أخي ليكن المسجد بيتك , فاني سمعت رسول الله r يقول: " المسجد بيت كل تقي " 0
المانعون:
وقد كره كتابة العلم طائفة من الصحابة رضي الله عنهم , منهم:
¥(12/421)
1 0 أبو سعيد الخدري (ت 63 هـ) وقيل غير ذلك:اخرج الرامهرزي وغيره بالإسناد عن أبي نضرة قال: قلنا لأبي سعيد لو كتبتم لنا , فانا لا نحفظ. قال: لا نكتبكم , ولا نجعلها مصاحف كان رسول الله r: يحدثنا فنحفظ , فاحفظوا عنا كما حفظنا عن نبيكم r 0
2 0 عبد الله بن مسعود (ت 32 هـ): انه كره كتاب العلم , ونقل الخطيب أن ولده خالفه في حديث فقال: وما علمك؟ قال: كتبته , قال: فهلم الصحيفة , فجاء بها فمحاها 0
3 0عبد الله بن عمر بن الخطاب (ت 73 هـ): روى الرامهرزي وغيره بإسناده عن سعيد بن جبير قال: كنا إذا اختلفنا في الشيء كتبته حتى ألقى به ابن عمر , ولو يعلم بالصحيفة معي لكان الفيصل بيني وبينه 0
4 0أبو موسى الأشعري (ت 50 هـ): فقد رأى ابنه يكتب فمحاه 0
5 0 أبو هريرة (ت 57 هـ):اخرج الخطيب عن أبي كثير قال: سمعت أبا هريرة يقول: " لا يكتم ولا يكتب " 0
6 0عبد الله بن عباس (68 هـ): قال: إنا لا نكتب العلم 0
7 0 عمر بن الخطاب (23 هـ): فعن عروة بن الزبير: أراد عمر أن يكتب السنن فاستخار الله شهرا ثم أصبح وقد عزم له فقال: ذكرت قوما كتبوا كتابا, فاقبلوا عليه , وتركوا كتاب الله 0 وله طريق أخرى عن يحيى بن جعدة قال: أراد عمر أن يكتب السنة , ثم كتب في الناس , من كان عند شيء فليمحه 0 وله طريق ثالثة عن القاسم بن محمد عنه 0
8 0أبو بكر الصديق (13 هـ): انه كتب خمسمائة حديث فبات ليلته يتقلب فلما أصبح احرقها 0
والملاحظ على هذه الآثار , أننا وان سلمنا بصحة بعضها نرى أن كل من نقل عنه كراهية ذلك , نقل أيضا عنه عكسه وهو فعله لذلك. والبعض منهم ينبه على أهمية الحفظ , ويخشى من اختلاط الحديث بالقران , فيتخذه الناس قرانا , فينشغلوا به عن حفظ القران الكريم وكتبه ومذاكرته ومدارسته.
6 - كتابة الحديث في عصر التابعين:
وفيه مسائل:
أ -تعريف التابعي:
1 - هو من لقي واحد من الصحابة فأكثر , وان لم يصحبه ومات مؤمنا , وهو اختيار الإمام الحاكم , وعليه أكثر المحدثين 0
2 - أو: هو من صحب الصحابي , وبه قال الخطيب واختاره الحافظ ابن كثير 0
3 - واشترط ابن حبان: أن يكون رآه في سن من يحفظ عنه أي أن يكون مميزا , فان كان صغيرا لم يحفظ عنه فلا عبرة برؤيته , قال الحافظ العراقي في شرح ألفيته: " وما اختاره ابن حبان له وجه , كما اشترط في الصحابي رؤيته وهو مميز , قال: وقد أشار النبي r إلى الصحابة والتابعين بقوله:" طوبى لمن راني وامن بي , وطوبى لمن رأى من راني " الحديث فاكتفى فيهما بمجرد الرؤية " 0
ب - متى يبتدأ عصر التابعين؟
يبتدأ عصر التابعي سنة 11 هـ بوفاته r , وينتهي بوفاة آخر الصحابة واثلة بن الاسقع سنة 110 هـ. ومن عاصر النبي r وامن به ولم يلقه فأولئك المخضرمون0
ج- معرفة مصادر التابعين:
من مظانهم المذكورين فيها على التوالي: الطبقات لمسلم , لابن سعد , وخليفة بن خياط , وأبي بكر بن الرقي , وأبي الحسن بن سميع , بل أفردهم أبو حاتم الرازي وأبو القاسم بن منده بالتأليف. وغير هؤلاء 0
د- مقدمات التدوين:
تلقى التابعون علومهم على يد الصحابة وخالطوهم وحملوا حديث رسول الله r , وعرفوا متى كره هؤلاء كتابة الحديث ومتى أباحوها , وساروا على آثار الصحابة في كراهة الكتابة ما دامت أسباب الكراهة قائمة، وأول من امر بتدوين الحديث أمير مصر عبد العزيز بن مروان (ت 85 هـ) كما في طبقات ابن سعد انه امر كثير بن مرة الحضرمي احد أعلام التابعين أن يكتب له بما سمع من أصحاب رسول الله r من أحاديثهم , والراجح أن هذا الطلب كان سنة 75 هـ على ابعد تقدير 0
هـ- التدوين الرسمي:
وقام به الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز , فكتب إلى أهل المدينة " انظروا إلى حديث رسول الله r فاكتبوه , فاني خفت دروس العلم وذهاب أهله " 0 ووصل كتابه إلى عامله في المدينة النبوية أبي بكر محمد بن عمرو بن حزم (ت117 هـ) , الذي امر محمد بن مسلم بن شهاب الزهري (ت 124 هـ) وغيره بجمع السنن 0 كما امر الخليفة الراشد , أمراء الآفاق بتشجيع أهل العلم على دراسة السنة وإحياءها وكان من كتبه: " أما بعد , فأمروا أهل العلم أن ينتشروا في مساجدهم , فان السنة كانت قد اميتت " 0
¥(12/422)
وقد جعل لهم رواتب تسد حاجتهم ليتفرغوا للعلم والانقطاع لنشره , فكتب لوالي حمص: " مر لأهل الصلاح من بيت المال ما يقيتهم لئلا يشغلهم شيء عن تلاوة القران , وما حملوا من الحديث" ولم تخل عمليات جمع السنة من المناقشة والمناظرة في بعضها 0 وقد توفي عمر بن عبد العزيز قبل إنجاز عمله هذا , الذي كان يفخر به فيقول: " لم يدون هذا العلم احد قبل تدويني " 0 قال الحافظ السيوطي في ألفيته في الحديث:
أول جامع الحديث والأثر ابن شهاب آمرا له عمر
و- بعض المصنفات في ذلك العصر:
ممن ألف في ذلك العصر أبان بن عثمان بن عفان (ت 105 هـ) وابن جريج (ت 150 هـ) بمكة , ومالك بن انس (ت 179 هـ) وعامر بن شراحيل الشعبي (ت 103 هـ) وغيرهم 0
ك- المجيزون والمانعون للكتابة:
1 - المانعون: منهم عَبيدة بن عمرو السلماني في المرادي (72 هـ) وإبراهيم بن يزيد التيمي (92 هـ) وإبراهيم بن يزيد النخعي (96 هـ) وجابر بن زيد (93 هـ). وسبب كراهة هؤلاء هو عدم وجود ضرورة ملجئة إلى الكتابة بل ما تزال أخبار الكراهة شائعة عندهم , بالإضافة إلى اشتهار آراءهم الشخصية فخشوا أن تكتب آراءهم مع تلك الأحاديث النبوية 0
2 - المجيزون:
وقد أباحه مطلقا طائفة منهم عطاء بن أبي رباح (114 هـ) وقتادة بن دعامة السدوسي (118 هـ) وكان الشعبي يقول: " الكتاب قيد العلم " وقد كان له كتب في الفرائض والجراحات.ومن أقواله في الحض على كتابة العلم: " إذا سمعتم مني شيئا فاكتبوه ولو في الحائط ".وأجاز البعض كتابة الأحاديث النبوية وكره كتابة الآراء الشخصية وهو رأي سعيد بن جبير ونقل عن شيخه ابن عباس الكراهة والإباحة فحملتا على ما ذكرنا. وأجاز بعض آخر كتابة الحديث حتى يحفظه فإذا حفظه محاه منهم سفيان الثوري (161 هـ) وحماد بن سلمة (167 هـ) وخالد الحذاء (141 هـ) ومحمد بن سيرين (110 هـ) 0ثم ما لبث التياران أن توحدا والحت الحاجة القاهرة إلى الكتابة إلى هؤلاء المانعين بان يجاروا التيار العام , ويعتمدوا في حفظ السنة على الحفظ والكتابة معا 0
قال الحافظ ابن الصلاح:" ثم انه زال الخلاف واجمع المسلمون على تسويغ ذلك وإباحته , ولولا تدوينه في الكتب لدرس في الاعصر الآخرة " 0
ولم تكن ظاهرة الاختلاف هذه ناشئة عن انقسام العلماء إلى حزبين او مدرستين، احداهما: تبيح الكتابة , والأخرى: تمنعها بل نشأت من تلك الأسباب التي بيناها فإذا زالت أسباب المنع , أباح العلماء الكتابة , وإذا قامت عاد أكثرهم فمنع الكتابة وإذا ما خيف من الاتكال على الكتاب وإهمال الحفظ على أصوات ثانية تطالب بالاعتماد على الذاكرة , حتى أجمعت الأمة على الكتابة التي أصبحت من ضروريات حفظ الحديث لا يمكن الاستغناء عنها 0
6 - رواية الحديث بالمعنى
اعلم أن الخلاف في جواز نقل الحديث بالمعنى إنما هو في غير المتعبد بلفظه , أما ما تعبد بلفظه كالآذان والإقامة والتشهد والتكبير في الصلاة ونحو ذلك فلا يجوز نقله بالمعنى لأنه متعبد بلفظه0 وقال بعض أهل العلم: وكذلك جوامع الكلم التي اوتيها r , فلا يجوز نقلها بالمعنى إذ لا يقدر غيره على الإتيان بمثلها , ومثال ذلك قوله r : " الخراج بالضمان " و " البينة على المدعي " و " لا ضرر ولا ضرار " ونحو ذلك. وجوز الإمام مالك الرواية بالمعنى في الآثار الموقوفة ومنعه في المرفوعة ورعا منه واحتياطا 0
أما جمهور العلماء فيرى جواز الرواية بالمعنى إذا توفرت شروطها , ويعد الإمام الشافعي في " الرسالة المحمدية " أول من ضبط هذه المسالة علميا , ولم يسبقه إلى ذلك احد , فذكر في صفة المحدث انه يسوغ له أن يأتي بالمعنى دون اللفظ إذا كان عالما بلغات العرب ووجوه خطابها , بصيرا بالمعاني والفقه , عالما بما يحيل المعنى وما لا يحيله , فانه إذا كان بهذه الصفة جاز له نقل اللفظ , فانه يحترز بالفهم عن تغيير المعاني وإزالة إحكامها , ومن لم يكن بهذه الصفة كان أداء اللفظ لازما , والعدول عن هيئة ما يسمعه عليه , ومن الحجة لمن ذهب إلى هذا المذهب أن الله تعالى قد قص من أنباء ما قد سبق قصصا كرر ذكر بعضها في مواضع بألفاظ مختلفة والمعنى واحد , ونقلها من ألسنتهم إلى اللسان العربي وهو مخالف لها في التقديم والتأخير , والحذف والإلغاء , والزيادة والنقصان وغير ذلك 0
قال القاضي أبو بكر بن العربي: " ... إن هذا الخلاف إنما يكون في عصر الصحابة ومنهم , وأما من سواهم فلا يجوز لهم تبديل اللفظ بالمعنى وان استوفى ذلك المعنى " والصحابة قد اجتمع فيهم أمران: الفصاحة والبلاغة جبلة ومشاهدة أقوال النبي r وأفعاله , فأفادتهم المشاهدة عقل المعنى جملة واستيفاء المقصود كله 0
قال العلامة المحدث احمد محمد شاكر - رحمه الله -: " إن هذا الخلاف لا طائل تحته الآن فقد استقر القول في العصور الأخيرة على منع الرواية بالمعنى عملا , وان اخذ بعض العلماء بالجواز نظرا , قال القاضي: " ينبغي سد باب الرواية بالمعنى لئلا يتسلط من لا يحسن ممن يظن انه يحسن كما وقع للرواة قديما وحديثا ". وهذا ما تمنى الحافظ ابن كثير وقوعه في الصدر الأول فقال: " وكان ينبغي أن يكون هذا (المذهب) هو الواقع ولكن لم يتفق ذلك " 0
تنبيهات: -
1 - الخلاف إنما كان في عصر الرواية قبل تدوين الحديث , أما بعد تدوين الحديث في المصنفات والكتب فقد زال الخلاف ووجب إتباع اللفظ لزوال الحاجة إلى قبول الرواية بالمعنى.
2 - ينبغي لمن يروي حديثا بالمعنى أن يراعي جانب الاحتياط وذلك بان يتبعه عبارة أو كما قال، أو نحو هذا، وما أشبه ذلك من الألفاظ وقد فعله طائفة من السلف كابن مسعود وانس وغيرهم.
3 - إنما تكلمنا عن " الرواية بالمعنى " وذلك لصلتها بقضية التدوين من جهة اختلاف ألفاظ الروايات , وان ذلك محمول على الرواية بالمعنى , والله الموفق 0
¥(12/423)
ـ[أبو ثغر]ــــــــ[09 - 04 - 06, 11:59 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وثمة موضوع مشابه كان في هذا المنتدى المبارك
ـ[سلمان الكندي]ــــــــ[09 - 04 - 06, 02:14 م]ـ
الأخ الفاضل عبد الله بن جاسم:
لم تبين لنا من أين نقلت هذه المعلومات، ومن كتاب من اختصرت؟ وعجبت أنك لم تكتب ولو مصدرا واحدا، وما دمتُ مطلعا على كتابة هذا الموضوع فهل بالإمكان أن تكتب لنا الكتب التي ألفت في هذا الموضوع؟ ولو بالاختصار.
ـ[عبدالله بن جاسم]ــــــــ[13 - 11 - 06, 05:11 م]ـ
سيعاد تحميل الموضوع مرة اخرى مع مصادره فانتظره0(12/424)
كتاب تخريج الأحاديث والآثار الواقعية في الكشاف الزمخرشية [رسالة دكتوراة] اين اجدها
ـ[أبوحاتم السلفي]ــــــــ[09 - 04 - 06, 10:49 م]ـ
قرأت في موقع الاسلام اليوم عن رسالة دكتوراه للدكتور د. علي بن عمر بن أحمد با دحدح بعنوان كتاب تخريج الأحاديث والآثار الواقعية في الكشاف الزمخرشية
على هذا الرابط
http://www.islamtoday.net/questions/show_ResearchScholar_*******.cfm?Res_ID=314
فهل أجد من يساعدني في الحصول على نسخه الكترونيه منها أو أين يباع البحث في مكتبات مدينة جده
وجزاكم الله خير(12/425)
سؤال: كيف أجمع بين حفظ الأحاديث وضبط الشروح؟
ـ[مصطفي حسان]ــــــــ[10 - 04 - 06, 11:33 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المشايخ والإخوة الكرام
كنت قد قرأت منهجا لأحد كبار العلماء
فوجدته لما تكلم عن حفظ الأحاديث قال ما معناه أن الطالب يبدأ مثلا بحفظ الأربعين النووية ثم يضبط شرحها ثم ينتقل إلي عمدة الأحكام ويضبط شرحها ثم بلوغ المرام ويضبط شرحها
قال: ثم يستطيع بعد ذلك أن ينتقل إلي الكتب الستة
ووجدت أن تطبيق هذا المنهج يؤخر حفظ الكتب الستة كثيرا حتي يتم حفظ هذه الكتب السابقة ويضبط شرحها
فأرجو أن تبينوا لي كيفية الجمع بين الحفظ و ضبط الشروح
وفي نفس الوقت أستطيع الانطلاق في الحفظ
وجزاكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[على بن محمد كمال]ــــــــ[28 - 08 - 06, 01:52 ص]ـ
أليك هاتف أنصار السنة لتعرف مواعيد المكتبة 3915456 - 3915576
بحفظ هذة المتون مع شروحها ستكون حفظت كم لا بأس بة من الأحاديث منها كم كبير من الصحيحين.
ـ[أبو عبد الله المليباري]ــــــــ[29 - 08 - 06, 03:53 م]ـ
نعم، هذا هو منهج الشيخ الخضير. أن تضبط الحفظ مع الشرح بطريقة معينة شرحها الشيخ، وقال: ولو استغرق هذا العمل أكثر من 10 سنوات.
على كل حال، فإن على صغار الطلبة أن يهتموا بالحفظ لأن الحفظ له عمر. فبون كبير بين الحفظ في الصغر والحفظ في الكبر، وعلى الطالب أن يعطي وقتا كبيرا لحفظ السنة بعد حفظ القرآن، ولا ينشغل بالمتون عن السنة، فإن المتون مهما عظمت أهميتها إلا أنه لا بد أن يعرف أن السنة حديث من كلامه وفعله حجة.
ـ[مصطفي حسان]ــــــــ[29 - 08 - 06, 05:47 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ولكن ما هي طريقة الشيخ الخضير المعينة التي شرحها؟(12/426)
ماهي الطريقة لفهم موطأ الإمام مالك؟
ـ[خالد السبهان]ــــــــ[11 - 04 - 06, 04:03 ص]ـ
هذا سؤال أطرحه على مشائخنا الكرام في الملتقى المبارك قبل بدايتي في قراءة موطأ الإمام مالك ثم بعد ذلك حفظه إن شاء الله تعالى
والسؤال هو: ماهو السبيل لفهم الموطأ؟ يعني هل يوجد مصطلحات خاصة ذكرها الإمام مالك كما فعل الترمذي في سننه؟ وماذا يقصد بمراسيل الإمام مالك وأرجوا أن توضحوها لنا بارك الله فيكم وفي علمكم.
يعني اي شئ تنصحونا بمعرفته قبل الشروع في قراءة الموطأ وحفظ بعض أحاديثه إلى أن نحفظه كاملا بإذن الله تعالى
محبكم أبوعبدالرحمن خالد الأثري
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[11 - 04 - 06, 04:07 ص]ـ
التمهيد لابن عبد البر
احفظ الموطأ واقرأ التمهيد تزامناً
ـ[خالد السبهان]ــــــــ[11 - 04 - 06, 06:05 ص]ـ
وما أفضل شروح الموطأ (كتب وليس أشرطة)؟
ـ[خالد السبهان]ــــــــ[11 - 04 - 06, 06:19 ص]ـ
أنا آسف لم أنتبه لقولك شيخنا محمد العتيبي
التمهيد لابن عبد البر جزاك الله خير
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[11 - 04 - 06, 11:22 م]ـ
التمهيد لابن عبد البر
احفظ الموطأ واقرأ التمهيد تزامناً
التمهيد أجل ... والاستذكار أسهل من حيث المطالعة ... كما ذكر ذلك العلامة عبدالكريم الخضير حفظه الله تعالى.
وكلاهما لابن عبد البر رحمه الله تعالى
ـ[خالد السبهان]ــــــــ[12 - 04 - 06, 12:03 ص]ـ
نعم صحيح شيخنا بلال فإني وجدت آن التمهيد صعب ولا يصلح لطالب مبتدئ مثلي
وماهو الإستذكار هل هو كذلك شرح للموطأ؟
وإن كان عند الإخوة أي معلومات عن منهج الإمام مالك في الموطأ فليخبرونا بها وجزاهم الله خير
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[12 - 04 - 06, 12:26 ص]ـ
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=22&book=473
نعم أخي الكريم السلفي ... هو شرح للموطاء ... وهذا الشرح لابن عبد البر رحمه الله تعالى, صاحب التمهيد.
وتجده على الرابط أعلاه.
أخوك في الله
طويلب العلم
بلال
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[12 - 04 - 06, 12:56 ص]ـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1441
ـ[خالد السبهان]ــــــــ[12 - 04 - 06, 01:23 ص]ـ
جزاك الله خير شيخنا بلال أسأل الله أن يبارك لكم في علمكم
ولكن لي سؤال ليس له علاقة بالموضوع وهو عن كتاب السيوطي تنوير الحوالك ... هل هو شرح أم تعليق وهل هو جيد للمبتدئين؟
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[12 - 04 - 06, 01:45 ص]ـ
أخي الفاضل أبو عبد الرحمن حفظه الله تعالى ورفع قدره, أولاً أخي الكريم أنا أخوك في الله ... أطلب العلم لا أكثر.
وأنقل لك هذا الكلام المفيد في هذا الباب:
1. موطأ الامام مالك:
*موطأ تعني الممهد المسهل, فكان تصنيف الكتاب على حسب أبواب وأقسام ليسهل على الفقيه الوقوف على الأحاديث, وكان الداعي لمثل هذا التبويب والتقسيم الضعف الملاحظ في الحفظ في هذه الطبقة من التابعين وعدم ضبط الاحاديث ضبط صدر, فلو رجع الناس الى المصنفات الحديثية التي نشأت عن سرد الحفاظ لكان استخراج الأحاديث الموجودة في الباب الواحد صعبا, وهذا النوع من التبويب يدل على وجود نوع من الاطمئنان في هذه الطبقة من التابعين, وذلك لتطور أسلوب الكتابة في السنة, فلما كان عهد التابعين كان أكثر الحرص على التدوين ولم يكن الجهد منصبا على حسن الترتيب والتصنيف لما كان في هذه الطبقة من الحرص على تجميع السنة وحفظها تدوينا وصدرا.
وقد قال فيه الامام الشافعي (لا أعرف كتابا أصح من كتاب مالك بن أنس) وقد قال هذا الشافعي رحمه الله قبل وجود صحيحا البخاري ومسلم ولكن الموطاء مع هذا كتاب جليل وكل ما اتصل اسناده في هذا الكتاب فهو صحيح والعلل التي في بعض أحاديث هذا الكتاب وهي عدم الاتصال والا فالاحاديث في هذا الكتاب هي من أنقى الأحاديث ولذلك اعتنى كثير من أهل العلم في الأحاديث المسندة المتصلة في هذا الكتاب وأفردوها بالذكر وأكثر المراسيل في هذا الكتاب قد صحة من وجوه أخرى واتصلت من وجوه أخرى ويبقى بعض هذه الاحاديث لم يتصل أو حتى التي وصلت ما زال فيها علل تقدح في صحة تلك المراسيل ومن مزايا الكتاب أن كل من روى عنه مالك في الكتاب فهو ثقة عنه وهي قاعدة صحيحة اعتمدها عامة أهل العلم, فمجرد وجود الراوي عند مالك فهو ثقة (عند مالك) فقد يكون ثقة عند مالك ضعيف عند غيره وروي عن مالك أنه كان يسأل في
¥(12/427)
الرجل فيقول (اذا رأيته في كتابي فهو ثقة) , وأعتمد هذا الكثير من الأئمة كالامام احمد ويحى بن معين وغيرهم.
هذا الكتاب عالي السند جدا فالامام مالك من أتباع التابعين فيروي أحاديث كثيرة فيه ثنائية () مثل نافع عن ابن عمر وسالم عن بن ابن عمر والزهري عن ابن أنس ويوجد فيه ثلاثيات مثل الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة وغيرها, وكان السند ثنائيا أو ثلاثيا هذا يبين علو السند وسهولة الحكم على الأحاديث في هذا الكتاب الجليل.
اعتني فيه جمع من أهل العلم وهناك الكثير من روو الكتاب عن الامام مالك رحمهم الله أجمعين وكل رواية تتميز بمزايا مختلفة.
وذكر أن الموطاء للامام مالك كان كبير الحجم وما زال ينقص منه مع الزمن, كل ما شك في حديث أنقصه من الكتاب وحذفه لورعه وتثبته رحمه الله تعالى, وبعض العلماء يشكك في الرواية والظاهر أنها لا تصح, وذلك للأن احدى أكبر الروياة للموطاء عن مالك وهي رواية أبو مصعب الزهري هي من رواية آخر الرواة عن مالك وهذا قول الخليلي وغيره وهذه الرواية تزيد على رواية الليثي بثمانين حديث وأثر فهذا يدل على نقض القصة التي جاءت في تلك القصة, ونص على أن هذه الرواية ابن حزم وغيره مما عرف بعنايته ومعرفته بالموطاء.
ومن أوسع الروايات في كلام الامام مالك رواية ابن زياد شباطون وطبع جزء من الرواية وفيها كلام طويل للامام مالك رحمه الله تعالى وبيان فقه الاحاديث زيادة عن رواية الليثي بكثير وأشهر الروايات عن مالك الا وهي رواية يحى بن يحى الليثي والتي عليها أكثر الشروح.
ومن اشهر الشروح لكتاب الموطاء للامام مالك:
1. التمهيد لابن عبدالبر (وهو من أجل كتب الاسلام على الاطلاق) , ولكنه اقتصر على شرح الاحاديث المرفوعة, فلم يشرح ما كان موقوفا على الصحابة ولم يشرح كلام الامام مالك فيث هذا الكتاب, ورتب هذا الكتاب حسب شيوخ مالك.
2. الاستذكار لابن عبدالبر, وفي هذا الكتاب شرح ابن عبدالبر هذا الكتاب كاملا على نسقه ولم يغير فيه شيء.
3. المنتقى لابي الوليد الباجي.
4. القبس للأبي بكر بن العربي المالكي صاحب احكام القرآن, وشرحه نفيس أيضا.
*وخدم الكتاب أيضا من طرق أخرى حيث جمع شيوخ مالك في كتاب وجمعة موريات الموطاء في كتب متعددة, وخدم أيضا غريب الموطاء, وما ذلك الا لجلالة الكتاب وأهميته, واعتنى بعض أهل العلم بالكتاب وذلك بحصر الاسانيد المسندة المتصلة ومن ذلك كتاب الملخص () للأبي حسن القادسي, وهو كتاب مطبوع وهو اختصار لكتاب مالك من رواية بن القاسم عن مالك, وهناك الكتاب المسند من الموطاء للجوهري الغافقي الكتاب بجمع الروايات المسندة في الموطاء وهناك من جمع تلامذة مالك كالامام البغدادي ومنهم من جمع رواة الموطاء خاصة وهو ابن ناصر الدين.
* وفي هذا العصر بدأ التصنيف على طريقة الامام مالك هذه فكان تصنيف الجوامع الختصرة, مثل جامع معمر وغيرها مع العلم أن جامع معمر أكبر حجما من موطاء الامام مالك وجامع سفيان وجامع ابن وهب, هذه الكتب كلها تعتني بالاحاديث المرفوعة والموقوفة ولا تميز الصحيح من الضعيف, فهي تعتني بالجمع والتبويب فقط, ونلاحظ من هذه المصنفات المقرونة في طبقة الموطاء أنها على الغالب لا تعتني بالصحيح والضعيف ولا تميز, وذلك لما كان في صدور العلماء الى ذلك الحين من الخوف والخشية من تفلت شيء من السنة وعدم تقييده, فكان جهدهم الاكبر منصب على تدوين السنة, مع العلم أن هؤلاء العلماء على معرفة بالصحيح والضعيف, ولكن لما في الوقت من تأخر وحب الأتباع من التثبت في الرواية والحصول على الاسناد العالي, فكان الهم الأكبر منصب كما ذكرنا على تقييد وجمع السنة النبوية, هذا الجمع بداء يزيد ويتضخم في هذه أواخر هذا الجيل والدليل على ذلك كتاب عبدالرزاق المشهور باسم (المصنف لابن عبدالرزاق) وهو كتاب ضخم ومع حجمه فهو لا يوزن ولا يقارن بموطاء الامام مالك أو الصحاح, وعمل عبدالرزاق في مصنفه هو أخذ هذه المصنفات وحواها ومنها جامع معمر الذي يرويه أيضا ويجمع في مصنفه الأحاديث الواردة في الباب الواحد مع بعضها البعض.
تنبه العلماء في أواخر هذا الجيل الى أن هناك نوع من المرويات لا بد من العناية به عناية شديدة الا وهو المرفوع الى النبي (ص).
وكان ذلك هو المسبب لنشوء نوع جديد من طرق التصنيف الا وهو الكتب المسندة أو (المسانيد).
******
أما بالنسبة الى سؤالك بارك الله فيكم عن شرح الامام السيوطي رحمه الله تعالى, فهذا أتركه الى أهل العلم والفضل ... ولكن لا شك أن كل كتاب لا يخلو من فائدة.
ورأيي أخي في الله ... لا بد من شرح صوتي مقرون بالكتاب ... مع مراجعة الشروح المتوفرة.
فهذا أجمع واضبط.
وأنفس هذه الشروح على الشبكة ... شرح العلامة عبد الكريم الخضير ... وشرح العلامة عطية سالم.
وشرح الشيخ الخضير متين ... وكل شروح الشيخ مهمة جداً ... لكثرت استطراداته حفظه الله.
والله تعالى أعلم
¥(12/428)
ـ[محمد بشري]ــــــــ[12 - 04 - 06, 02:09 ص]ـ
وأنصحك أخي الكريم بمنتقى الباجي،فهو من أنفس الشروح الفقهية على الموطأ.
ـ[خالد السبهان]ــــــــ[12 - 04 - 06, 03:47 ص]ـ
جزاكم الله خير يا إخوان
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[12 - 04 - 06, 04:02 ص]ـ
قرأت ردك الثالث أخي أبو عبد الرحمن السلفي في حينه, ونعتي ((بشيخنا)) وقبل كتابة ردي الأول لم أتفطن لكلمة ((مشائخنا الكرام)) في رأس الموضوع, وهذا مما صد النفس عن الرد.
لست شيخاً أخي, وما أقوله ليس إلا رأيي الشخصي, فلاتذكر الموطأ الا وتذكر التمهيد, هناك تلازم في الذاكرة.
نصيحتي كما هي, وأنت ذكرت أنك مبتدئ, لذا لاتشتت نفسك, وأنت بعون الله وقوته ستفهم الموطأ ومحتواه ومنهج صاحبه, تلقائياً, فقط إسأل الله التوفيق والسداد والعصمة من الضلال وأن لايكلك إلى نفسك طرفة عين,
بطبيعة الحال, قد تواجه في البدء مايستشكل عليك, لاتتوقف عندها كثيراً, بما أنك مبتدئ, وأكثر هذه الأمور ستزول إذا شارفت على النهاية,
احفظ الموطاً بحرص وأقرأ التمهيد قراءة مرة أو مرتين, فهو شرح للموطأ, فمثلاً الحديث الأول في الموطأ, ستحفظه وستعرف رجاله, لاتذهب للحديث الثانيحتى تقرأ التمهيد حول هذا الحديث الأول, وهكذا.
والأهم من كل هذا, ان هذا مجرد رأيي شخصي, ولو لم أرى بداهته لما ذكرته. والله اعلم
وفقك الله وزادك علماً وفهماً وفقهاً
ـ[خالد السبهان]ــــــــ[12 - 04 - 06, 04:31 ص]ـ
جزاك الله خير أخي محمد العتيبي
لكن مايحتاج كل هذا بشأن كلمة شيخنا ... فهي قد لا تعني أن المخاطب عالم أو غيره وإنما تعود بعض الناس أن يقولوا لمن هو أعلم منهم شيخنا وهذا منتشر فلا غرابة في هذه المسألة
ـ[خالد السبهان]ــــــــ[13 - 04 - 06, 02:42 ص]ـ
أنا أعرف أني ربما أكثرت من الأسئلة وأنا أعتذر
ولكني لا أحب أن أفعل شئ قبل إستشارة الإخوان في الملتقى
وهو أليس من الأفضل قراءة مختصر التمهيد للقرشي لفهم محتويات التمهيد ثم بعد ذلك التمهيد ليكون أسهل؟
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[13 - 04 - 06, 10:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزا الله أخي العتيبي خيراً ونفع به, ولكن ... بالنسبة لنصيحة أخي الفاضل العتيبي أرى انها تكون لطالب العلم المتوسط على الأقل ... فالتمهيد بلا شك كتاب جليل ... عظيم النفع, لا يستغني عنه طالب علم.
ولكن في بداية الطلب لا بد لطالب العلم أن يعتني ما يكون أشبه بالمختصر من الكتب, وما يكون أشبه بالحاشية من الشروح.
ولو كنت ناصح أخي الفاضل, لنصحته بأن يقرأ الكتب الستة مقرونة بأحكام أهل العلم حتى يتنبه الى ما يصح منها وما لا يصح, مع وجود كتاب في ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير.
فاذا تم لك ذلك ... بحيث تستحضر هذه الأحاديث وتميزه صحيحها من ضعيفها ... بعد ذلك تقرأ في الحواشي المختصرة ... حتى لا تمل من القرائة ... ومن ثم تقرأ في المطولات ... الأولى فالأولى.
ونصيحتي هذه قد ذكرتها لامور:
1. أن طالب العلم في البداية يرجو أن يرى ثمرة العلم في أقرب فرصة ممكنة, ومع المطولات تقصر الهمة (خاصة اذا كانت صعبة المذاكرة كالتمهيد) , فيرى طالب العلم نفسه بعد فترة طويلة نسبياً من المذاكرة, ولم يحصل مراده من هذه المذاكرة الصعبة ... فتفتر نفسه, ولا يجد فيها ما كان يجد من الحماس, فنرى نتيجة عكسية ... والله المستعان.
2. طلب العلم يحتاج الى تدرج ... وهذا معروف عند الخلف والسلف ... فتجد طالب علم الحديث يحفظ الأربعين ويزيد عليها ما جاء في الخمسين ومن ثم العمدة ومن ثم البلوغ ... الخ.
وتجد طالب علم العقيدة يبداء في الأصول الثلاثة مثلاً ومن ثم الستة ... الخ.
الى غير ذلك في كل فن وعلم من علوم الشريعة ... فالعلم تراكمي (بمعنى يبنى بعضه على بعض) , فاذا كان هذا العلم تشربه طالب العلم على مهل ... كان هذا العلم كالجبل لا تحركه الرياح.
*****
فنصيحتي لأخي أبو عبد الرحمن ... أن يراجع كتب الحديث ويحاول استحضارها (لا حفظها) بحيث لو أراد أن يأتي بالمعنى منضبط لجاء به ... مع استحضار مكانه من الكتب الستة في المرحلة الاولى.
مع الحكم على هذا الحديث., وبيان غريب ألفاظه لو كان ذلك موجود.
فلو تم له هذا, لكانت اطلاعه على الشروح ... مطولة أو قصيرة سهلاً.
*****
ولو أردت أن تطالع شرح مطولاً للموطاء فعليك بالاستذكار أولاً ومن ثم التمهيد.
والسبب هو:
1. التمهيد لابن عبدالبر , رتب هذا الكتاب حسب شيوخ مالك. (فهو كالمعجم وهذا صعب لمن أراد معرفة شرح حديث في باب معين)
2. الاستذكار لابن عبدالبر, وفي هذا الكتاب شرح ابن عبدالبر هذا الكتاب كاملا على نسقه ولم يغير فيه شيء (مما يجعل هذا الكتاب أسهل في التعامل).
*****
هذا والله تعالى أعلى وأعلم
ـ[خالد السبهان]ــــــــ[13 - 04 - 06, 01:46 م]ـ
جزاكم الله خير أخي بلال
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[13 - 04 - 06, 01:58 م]ـ
أخي أبو عبد الرحمن حفظه الله ... سألت اليوم واحد من أهل العلم ... وقال لي كتاب تنوير الحوالك للامام السيوطي كتاب مفيد وهو جيد لطالب العلم المبتديء.
والله تعالى أعلم
¥(12/429)
ـ[خالد السبهان]ــــــــ[13 - 04 - 06, 02:48 م]ـ
نعم اخي بلال فقد قرأت بعضه .. ولكنه مختصر جدا كما قال الشيخ عبدالكريم الخضير في شرحه للموطأ, حتى أنه كأنه فقد تعليق على بعض الأحاديث.
ولكن ولله الحمد فقد أخذنا بنصيحتك أخي بلال في الإستذكار مع الشرح الصوتي للشيخ الخضير ثم بعد ذلك نصيحة أخي محمد العتيبي في التمهيد.
وشرح الزرقاني من الشروح المتوسطه فليس موسع كالتمهيد ولا مختصر كتنوير الحوالك.
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[20 - 08 - 09, 11:38 ص]ـ
الشيخ ابا محمد الحمادي له عناية بالموطأ وشروحات ابن عبدالبر وهو من الكتاب هنا فليتحفنا.
ـ[البرايجي السوفي]ــــــــ[21 - 08 - 09, 10:45 م]ـ
السلام عليكم الموطأ من اكثر الكتب بركة وقبولا عند المسلمين، أما الاستذكار فهو شرح ماتع للمو طأ، إذ يأتي بأسانيد الحديث ويتكلم فيه من جهة الرواية، ثم غريب الحديث، ثم فقه الحديث أوالباب، وذلك بإيراد الاقوال داخل المذهب ثم خارج المذهب ثم الترجيح وهذا الاخير غير مطرد.
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[21 - 08 - 09, 11:35 م]ـ
من لم يدرس فقه الامام مالك تأصيلا وتحصيلا لم يفهم الموطا وقد كان الائمة المالكية يصون بتقديم دراسة امهات الكتب كالمدونة والبيان والتحصيل و غيرها ثم لينظر الطالب بعد ذلك في الموطا .... ان اراد فقه المالكيين طبعا
نفع الله بكم
ـ[ابو اية السكندرى]ــــــــ[22 - 08 - 09, 03:43 م]ـ
اللهم ارزقنا الفهم اللهم ارزقنا العلم اللهم ارزقنا الصبر على الطلب
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[22 - 08 - 09, 06:33 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اشكر الاخوة في هذا الموقع المبارك على قبولي بينهم.
بالنسبة للموطأ فهناك شروح نفيسة يمكن لطالب العلم أن يرجع إليها.
من هذه الشروح التمهيد و الاستذكار لمحدث المغرب ابن عبد البر رحمه الله كما ذكر الاخوة الكرام يمتاز هذا الشرح بالصناعة الحديثية و الفقهية فهو يذكر مذاهب غير المالكية.
هناك كذلك شرح المنتقى للباجي، يمتاز هذا الشرح بكثرة الفروع الفقهية في مذهب المالكية.
هناك شرح الزرقاني و هو شرح قوي جمع خلاصة الشراح قبله.
هناك طريقة يمكن أن يعتمدها كذلك طالب العلم و هو النظر في الحديث فإن وجد الحديث في صحيح البخاري يرجع للفتح فينظر فيه و ان وجده في صحيح مسلم يرجع لشرح النووي و شرح القاضي عياض و ان وجده في سنن أبي داود رجع لعون المعبود و ان وجده في سنن الترميذي يرجع لتحفة الأحودي و في النساي يرجه لذخيرة العقبي.
كما لا ينسى الشروح حول بلوغ المرام و العمدة و نيل الأوطار فهناك يجد الكثير من احاديث الموطأ.
لمن استصعبت عليه دراسة التمهيد يمكنه الاستعانة بمجموعة شروح الموطأ فهي مرتبة حول المواضيع الفقهية و جمعت الشروح الثلاثة التمهيد و الاستذكار و القبس و الله أعلم
ـ[البرايجي السوفي]ــــــــ[24 - 08 - 09, 09:34 م]ـ
أخي خالد عليك بشرح الزرقاني فهو شرح مختصر سهل ثم انتقل الى الاستذكار(12/430)
ما معنى قول علي بن المدني هذا الباب إن لم تجمع طرقه يتبين خطؤه.
ـ[عبدالواحدختني]ــــــــ[11 - 04 - 06, 07:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما معنى قول علي بن المدني التالي: الباب إن لم تجمع طرقه يتبين خطؤه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو أنس الأزهري]ــــــــ[11 - 04 - 06, 09:37 م]ـ
صواب القول أخي الحبيب: "البَابُ إِذَا لَمْ تُجْمَعْ طُرُقُهُ لَمْ يَتَبَيَّنْ خَطَؤُهُ"
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[11 - 04 - 06, 10:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر صاحب كتاب ((الشذا الفياح)) ما نصه:
قال الخطيب أبو بكر السبيل الى معرفة علة الحديث أن يجمع بين طرقه وينظر في اختلاف رواته ويعتبر بمكانهم من الحفظ ومنزلتهم في الإتقان والضبط
وروي عن علي ابن المديني قال الباب إذا لم تجمع طرقه لم يتبين خطؤه
******
أقول:
فالقصد هو ... أن الحديث الواحد لا طريق الى معرفة ما يصح من متنه الا بجمع كل الروايات ... فاذا اتفقت جميع هذه الروايات ... فهذا حسن.
وان كان هناك اختلاف وهذا الاختلاف لا يقبل ... فهذا يقودنا الى ترجيح بعض الرويات على البعض الآخر ... وهذا الترجيح له طرق كثيرة ... والكلام في هذا مبسوط في كتب المصطلح ... ((باب العلل)).
والله تعالى أعلم
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[12 - 04 - 06, 07:13 ص]ـ
علي بن المديني رحمه الله
مقصده ظاهر جداً, وينبع من فطائرنا
إذا لم تجمع الطرق-إذا كانت طرقه كثيرة- غالباً ستنخدع دون أن تدرك.
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[12 - 04 - 06, 10:51 ص]ـ
يقول الدكتور حمزة المليباري في كتاب الحديث المعلول - قواعد وضوابط
وإذا كانت العلل تدرك بالمخالفة والتفرد إلا أن ذلك متوقف على تتبع الناقد القرائن التي تنضم إليهما، وقدرته على تحديد نوعيتها التي لا تنضبط عادة بقواعد محددة، وفهمه ما تشير إليه من دقائق الأمور، مما يجعل علم العلل من أدق العلوم تطبيقا، وأصعبها معالجة. ومن هنا تبرز الأهمية لمعرفة نقطتي المخالفة والتفرد في ضوء منهج نقاد الحديث، وقد سبق أن الحكم على الأحاديث - تصحيحا أو تعليلا - لا يمكن إلا بعد معرفة هاتين النقطتين، وفهم مقتضى ما يحف بهما من القرائن. وإن كان الوقوف على تفرد الراوي ومخالفته لغيره ممكنا بالنسبة إلينا نحن المعاصرين عن طريق جمع الروايات والمقارنة بينها إلا أن معالجتهما تتوقف على قدر كبير من الفهم والخلفية العلمية الواسعة.
وبذلك يفسر قول ابن معين:''لو لم نكتب الحديث من ثلاثين وجها ما عقلناه ''، وقول الإمام أحمد: ''الحديث إذا لم تجمع طرقه لم تفهمه، والحديث يفسر بعضه بعضا''. وقول ابن المديني:''الباب إذا لم تجمع طرقه لم يتبين خطؤه (1).وعليه فإن مسألتي التفرد والمخالفة من أهم دلائل العلة، حين تنضم إليهما القرائن تنبه العارف بهذا الشأن أن ذلك التفرد أو المخالفة هو نتيجة خطأ ووهم من الراوي، ولذا تكون هاتان المسألتان بحاجة إلى مزيد من الشرح حتى يزول عنهما الغموض، فإنه إذا لم يعرف الباحث عناية النقاد بمعرفة تفرد الراوي ومخالفته، وأهمل تفاصيلهم فيهما، يكون قد أبعد النجعة، وبالتالي يصعب عليه الوقوف على حقيقة منهجهم في التصحيح والتضعيف، وفهم ما تضمنته مصطلحاتهم في ذلك من الأبعاد النقدية، كالتفرد والمنكر والغريب وزيادة الثقة، كما يأتي بيانها في مسألة المخالفة إن شاء الله.
__________
(1) - نقله عنهم الخطيب البغدادي في كتابه الجامع لأخلاق الراوي 2/ 212.
وفي منهج البخاري في صحيحه لأبي بكر كافي
... ولا يمكن الوصول إلى العلة والكشف عنها إلا بجمع طرق الحديث المختلفة في سياق واحد، والنظر في كل راو من طبقات الإسناد هل تفرد أم خالف، قال الخطيب - رحمه الله -:
... "السبيل إلى معرفة علة الحديث أن يجمع بين طرقه، وينظر في اختلاف رواته ويعتبر بمكانهم في الحفظ ومنزلتهم في الإتقان والضبط" (1).
... والناظر في كتب العلل يلاحظ اشتمالها على ذكر طرق الحديث المختلفة، والمقارنة بينها وذكر اختلاف الرواة فيما بينهم.
... وقد اهتم الأئمة النقاد بهذه المسألة وأصبحت من أهم معايير نقد الحديث والحكم على الرجال عندهم، قال الإمام مسلم - رحمه الله -:
¥(12/431)
.. " وعلامة المنكر في حديث المحدث، إذا ما عرضت روايته للحديث على رواية غيره من أهل الحفظ والرضى، خالفت روايته روايتهم أو لم تكد توافقها، فإذا كان الأغلب من حديثه كذلك كان مهجور الحديث غير مقبوله، ولا مستعمله" (2).
... وقال أيضاً: "فبجمع هذه الروايات، ومقابلة بعضها ببعض يتميز صحيحها من سقيمها، ويتبين رواة ضعاف الأخبار من أضداد هم من الحفاظ، ولذلك أضعف أهل المعرفة بالحديث عمر بن عبد الله بن أبي خثعم وأشباههم من نقلة الأخبار لروايتهم الأحاديث المستنكرة التي تخالف روايات الثقات المعروفين من الحفاظ" (3).
... لهذا يحرص علماء الحديث ونقاده على استيعاب طرق الحديث ورواياته من أجل الوقوف على الأخطاء التي فيها والأوهام.
... قال ابن معين: "لو لم نكتب الحديث من ثلاثين وجهاً ما عقلناه" (4).
... وقال أحمد: "الحديث إذا لم تجمع طرقه لم تهمه، والحديث يفسر بعضه بعضاً" (5).
... وقال ابن المديني: "الباب إذا لم تجمع طرقه لم يتبين خطؤه" (6).
__________
(1) ... المصدر نفسه.
(2) ... مقدمة صحيح مسلم ص7.
(3) ... التمييز ص162.
(4) ... الخطيب البغدادي: الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع ج2 ص212.
(5) ... المصدر نفسه.
(6) ... المصدر نفسه.
وفي ندوة السنة النبوية عن الموسوعة الحديثية
والحاجة إلى تجميع شامل للأحاديث، ومتابعاتها، وشواهدها. وتجميع شامل للرواة، ومروياتهم، وما قيل في كل منهم؛ مطمح قديم.
قال ابن معين (233ه): " لو لم نكتب الحديث خمسين مرة، ما عرفناه" (1).
وقال ابن المديني (234ه): "الباب إذا لم تجمع طرقه، لم يتبين خطؤه" (2).
__________
(1) تذكرة الذهبي 430).
(2) مقدمة ابن الصلاح 195).
وقال إبراهيم بن سعيد الجوهري (244ه): "كل حديث لا يكون عندي منه مئة وجه؛ فأنا فيه يتيم" (1).
وقال أبو حاتم الرازي (277ه): "لو لم يُكتب الحديث من ستين وجهاً، ما عقلناه" (2).
وقال الخطيب البغدادي (463ه): "قَلَّ من يتمهر في علم الحديث. ويقف على غوامضه. ويستثير الخفي من فوائده؛ إلا من: جمع متفرقه. وألف مشتتَه، وضم بعضه إلى بعضه، واشتغل بتصنيف أبوابه، وترتيب أصنافه" (3).
وقال ابن حجر العسقلاني (852ه): "ولقد كان استيعاب الأحاديث سهلاً لو أراد الله تعالى ذلك، بأن يجمع الأول منهم ما وصل إليه، ثم يذكر من بعده ما اطلع عليه مما فاته من حديث مستقل، أو زيادة في الأحاديث التي ذكرها، فيكون كالدليل عليه. وكذا من بعده، فلا يمضي كثير من الزمان إلا وقد استوعبت، وصارت كالمصنف الواحد. ولعمري لقد كان هذا في غاية الحسن" ( ...... ).
وكتب السيوطي (911ه) على ظهر جامعه الكبير: "هذه تذكرة مباركة بأسماء الكتب التي أنهيت مطالعتها على هذا التأليف، خشية أن تهجم المنية قبل تمامه، على الوجه الذي قصدته، فيقيض الله تعالى من يذيّل عليه. فإذا عرف ما أنهيت مطالعته، استغنى عن مراجعته. ونظر ما سواه من كتب السنة" (جمع الجوامع).
قلت: وذكر واحداً وثمانين مصنفاً حديثياً.
ولجمع الطرق، والروايات فوائد يدركها علماء هذا الشأن، ومن أقربها تحقيق المعنى الصحيح للحديث، وتقوية أسانيده بانضمام بعضها إلى بعض، كما أنه سيفضي إلى الحكم الشرعي الصحيح.
ولا يخلو مصنف من فوائد ينفرد بها، ويختص، بما لا غنى للباحثين عنها. وقد تكون زيادة كلمة، أو بيان غامض مبهم. أضف إلى ما سبق؛ أن هذه المصنفات ما بين مطبوع، ومخطوط. بعضها في متناول الباحث، والبعض الآخر بعيد عنه، ولا يتيسر الحصول عليه.
__________
(1) تذكرة الذهبي 516).
(2) فتح المغيث للسخاوي 2: 327).
وفي مبحث التعريف بعلم علل الحديث لهشام الحلاف
الفصل الثاني: طرق معرفة العلة.
لما كانت العلة سبباً خفياً غامضاً كان لا بد من وجود طرق ترشد إلى وجودها، ووسائل تعين على الوقوف عليها، ومن خلال كلام العلماء في هذا العلم وممارستي له تبين لي أنه لا بد من عدة خطوات حتى يمكن معرفة سلامة الحديث من العلة أو وجودها فيه.
وإليك هذه الخطوات:
أولاً: جمع طرق الحديث:
وقد كان المحدثون يهتمون بذلك ويؤكدون عليه:
قال أحمد: (الحديث إذا لم تُجمع طرقه لم تفهمه، والحديث يفسر بعضه بعضاً).
وقال علي بن المديني: (الباب إذا لم تُجمع طرقه لم يتبين خطؤه).
¥(12/432)
وقال عبدالله بن المبارك: (إذا أردت أن يصح لك الحديث فاضرب بعضه ببعض).
ولهذا قال يحيى بن معين: (اكتب الحديث خمسين مرة، فإن له آفات كثيرة).
وقال أيضاً: (لو لم نكتب الحديث من ثلاثين وجهاً ما عقلناه).
وقال أيضاً: (لو لم نكتب الحديث من مائة وجه ما وقعنا على الصواب).
وقال أبوحاتم الرازي: (لو لم يُكتب الحديث من ستين وجهاً ما عقلناه).
وكان بعض الحفاظ يقول: (إن لم يكن الحديث عندي من مائة طريق فأنا فيه يتيم).
وللمحدثين في ذلك الأخبار الكثيرة، ومن ذلك:
قال ابن حبان: (سمعت محمد بن إبراهيم بن أبي شيخ الملطي يقول: جاء يحيى بن معين إلى عفان ليسمع منه كتب حماد بن سلمة، فقال له: سمعتها من أحد؟ قال: نعم، حدثني سبعة عشر نفساً عن حماد بن سلمة، فقال: والله لا حدثتك. فقال: إنما هو درهم وانحدر إلى البصرة وأسمع من التبوذكي، فقال: شأنك. فانحدر إلى البصرة وجاء إلى موسى بن إسماعيل، فقال له موسى: لم تسمع هذه الكتب من أحد؟! قال: سمعتها على الوجه من سبعة عشر نفساً وأنت الثامن عشر!. فقال: وماذا تصنع بهذا؟ فقال: إن حماد بن سلمة كان يخطئ، فأردت أن أميز خطأه من خطأ غيره، فإذا رأيت أصحابه قد اجتمعوا على شيء علمت أن الخطأ من حماد نفسه، وإذا اجتمعوا على شيء عنه وقال واحد منهم بخلافه، علمت أن الخطأ منه لا من حماد، فأميز بين ما أخطأ هو بنفسه وبين ما أخطئ عليه).
ثانياً: الموازنة بين الطرق:
وفي هذه الخطوة يتم المقارنة بين طرق الحديث بعد جمعها، فإن اتفقت الطرق ولم يوجد بينها اختلاف علمنا حينئذ سلامة الحديث من العلة.
قال ابن حجر: (السبيل إلى معرفة سلامة الحديث من العلة كما نقله المصنف (أي ابن الصلاح) عن الخطيب: أن يُجمع طرقه، فإن اتفقت رواته واستووا ظهرت سلامته، وإن اختلفوا أمكن ظهور العلة، فمدار التعليل في الحقيقة على بيان الاختلاف).
قلت: وإن وجد اختلاف بين هذه الطرق (كالاختلاف بين الوصل والإرسال والوقف والرفع ونحوه) فلابد حينئذ من تحديد الراوي الذي اختلف عليه ومعرفة الأوجه التي رويت عنه، ثم يكون الترجيح بين هذه الطرق بقرائن كثيرة لا يمكن حصرها.
قال العلائي: (ووجوه الترجيح كثيرة لا تنحصر، ولا ضابط لها بالنسبة إلى جميع الأحاديث، بل كل حديث يقوم به ترجيح خاص، وإنما ينهض بذلك الممارس الفطن، الذي أكثر من الطرق والروايات، ولهذا لم يحكم المتقدمون في هذا المقام بحكم كلي يشمل القاعدة، بل يختلف نظرهم بحسب ما يقوم عندهم في كل حديث بمفرده، والله أعلم).
وقال ابن الصلاح: (ويستعان على إدراكها بتفرد الراوي وبمخالفة غيره له، مع قرائن تنضم إلى ذلك تنبه العارف بهذا الشأن على إرسال في الموصول، أو وقف في المرفوع، أو دخول حديث في حديث، أو وهم واهم بغير ذلك، بحيث يغلب على ظنه ذلك، فيحكم به أو يتردد فيتوقف فيه، وكل ذلك مانع من الحكم بصحة ما وجد ذلك فيه).
وهناك أحاديث ليس فيها اختلاف في طرقها، وإنما تدرك علتها بأمور أخرى:
قال ابن رجب: (حذاق النقاد من الحفاظ لكثرة ممارستهم للحديث ومعرفتهم بالرجال وأحاديث كل واحد منهم، لهم فهم خاص يفهمون به أن هذا الحديث يشبه حديث فلان، ولا يشبه حديث فلان، فيعللون الأحاديث بذلك. وهذا مما لا يعبر عنه بعبارة تحصره، وإنما يرجع فيه إلى أهله، إلى مجرد الفهم والمعرفة التي خصوا بها عن سائر أهل العلم).
ـ[حبيب الدين الحسني]ــــــــ[16 - 11 - 08, 05:33 م]ـ
أخي حامد: هل يمكن أن توثق لنا الكلام الذي نقلته من كتاب الدكتور حمزة المليباري مع الطبعة وتاريخها ولك جزيل الشكر ,(12/433)
العيوب المنهجيةفي كتابات المستشرق شاخت المتعلقة بالسنة النبوية لخالد الدريس
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[12 - 04 - 06, 09:57 ص]ـ
لعيوب المنهجية
في كتابات المستشرق شاخت
المتعلقة بالسنة النبوية
تأليف
د / خالد بن منصور بن عبدالله الدريس
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل، فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد.
فإن "الاستشراق " يعد من أخطر الحركات الفكرية التي تحرص على بث الشبهات، والافتراءات حول مصادر التلقي الأصلية عند المسلمين، وفي سبيل ذلك يقوم المستشرقون، ومن يقف وراءهم بتجنيد طاقات بشرية، واقتصادية، وتقنية؛ ليحققوا الغايات التي يسعون إليها.
ويكاد يتفق أساتذة الاستشراق على أن أهم الكتابات الاستشراقية في السنة النبوية المطهرة؛ تمت على يدي رجلين هما: جولد زيهر، وجوزيف شاخت، ولذا اخترت أن يكون هذا البحث عن الثاني منهما، لعدة اعتبارات سيتم إيضاحها فيما يلي.
أهمية البحث
تكمن أهمية هذا البحث في النقطتين التاليتين:
1 - إن أبرز ما يتشدق به المستشرقون هو تمسكهم بالمنهج العلمي الدقيق في بحوثهم، وعليه يكون أفضل رد عليهم - في نظري - هو بيان تجاوزهم لأصول المنهج العلمي المتعارف عليها عالمياً، سواءً عند المسلمين أو عند غيرهم، مع إبراز ذلك بصورة جلية ومحورية. ولذا جعلت بحثي إجابة عن سؤال محدد هو: ما العيوب المنهجية التي خالف فيها المستشرق "جوزيف شاخت " أصول المنهج العلمي وقواعده في كتاباته المتعلقة بالسنة النبوية؟
2 - إن " شاخت " عند متأخري المستشرقين يعد أبرز من كتب في الهجوم على السنة النبوية وحجيتها، ويرون أنه قدَّم نظرية متناسقة وشاملة في ذلك، كما ستأتي بعض نصوصهم المبينة لذلك في ترجمته إن شاء الله.
هدف البحث
يهدف البحث إلى تحقيق أمرين هما:
- التركيز على أبرز عيوب المنهج العلمي التي وقع فيها " شاخت " في كتاباته حول السنة النبوية، مع بيان خطورة هذه الأخطاء لدى أساتذة المنهجية، مصحوبة بذكر بعض الأمثلة من كلام " شاخت "؛ لكي تبدو عيوب منهجه واضحة للعيان.
2 - إيضاح أن تلك العيوب مؤثرة في سلامة النتائج التي توصل إليها "شاخت "، مما يجعل أحكامه وآراءه التي أطلقها حول السنة النبوية؛ من غير الممكن -وفق أصول المنهج العلمي الدقيق- أن تكون مقبولةً أو مسلماً بها، حتى عند غير المسلمين، ولكي يعلم أيضاً أن سبب رفض المسلمين لمثل هذه الآراء ليس لمجرد أنها مخالفة لمعتقداتهم فقط؛ وإنما لكونها أيضاً مبنية على منهج فاسد مليء بالعيوب الخطيرة.
ويجدر التنبيه هنا أنني حرصت عند الكلام على أي عيب منهجي على ذكر كلام المختصين في المنهج العلمي من الغربيين، أو من بعض المختصين العرب الذين كتبوا في المنهجية معتمدين بصفة أساسية على المصادر الغربية، وغرضي من هذا إثبات أن الأصول المنهجية التي انتهكها " شاخت " متفق عليها عالمياً.
الفصل الأول: التعريف بشاخت وبأهم آرائه في السنة
ويشتمل على مبحثين:
المبحث الأول: تعريف بالمستشرق " شاخت ".
المبحث الثاني: عرض موجز لأهم آرائه حول السنة النبوية.
المبحث الأول: تعريف بالمستشرق " شاخت "
يلحظ أي باحث لا يجيد إلا اللغة العربية أن المستشرق " شاخت " ليس له ترجمة تتناسب مع مكانته الاستشراقية، ومما يثير الاستغراب أن بعض الكتب التي اعتنت بتراجم المستشرقين ككتاب " الأعلام " لخير الدين الزركلي لم تذكر عنه أي شيء، بينما ذكرت تلك الكتب تراجم لمستشرقين هم أقل شأناً منه، ويزداد العجب أكثر حين نعلم أن الدكتور محمد مصطفى الأعظمي، وهو أبرز عالم مسلم رد على كتابات " شاخت " في السنة النبوية لم يعط تعريفاً به، مع أنه لم يكتب بحوثه إلا بعد وفاة شاخت ببضع سنين.
هذا الأمر كان حافزاً لي كي أبحث عن ترجمة مطولة بعض الشيء لحياة شاخت، فيسَّر الله عز وجل لي الوقوف على بعض المقالات، فاجتهدت أن أصوغ منها ترجمة وافية بعض الشيء لهذا المستشرق الذي ترك أثراً خطيراً في الدراسات الاستشراقية.
نشأته
¥(12/434)
ولد جوزيف (يوسف) شاخت، في راتيبور في الخامس عشر من مارس سنة 1902م، وتقع هذه البلدة في إقليم شيلزبان الألماني، أما الآن فهي تخضع للسيطرة البولندية (1).
التحق في تلك البلدة بالثانوية الألمانية، وفيها بدأت تظهر اهتماماته الأولى باللغات الشرقية، حيث كان الحاخامات اليهود يلقون دروساً في تلك المدارس في المحاضرات المخصصة للدراسات الدينية، وكانوا يعلمون اللغة العبرية لأولاد اليهود، ويؤكد برنارد لويس (2) أن " شاخت " لم يكن يهودياً، ولكنه حضر تلك الدروس رغبة منه في زيادة معارفه.
ونفي يهودية " شاخت " أكدها أيضاً " روبير برونشفيج " حيث ذكر أن " شاخت " كان يكره النازية الألمانية مع أنه ما كان له أن يخشاها بحكم أصوله (3).
والمشهور عند عدد من الباحثين العرب أنه كان يهودياً، هذا ما جزم به الدكتور مصطفى السباعي، والدكتورأكرم ضياء العمري وآخرون غيرهما (4)، ولكن يبدو أن الواقع كما ذكره " برنارد لويس " و " برونشفيج " فهما من المقربين لشاخت، وليس هناك حاجة ملحة تدعوهم لإنكار يهوديته، والذي يظهر لي أن أسباب الوهم لدى السباعي والعمري وغيرهما من القائلين بأن ديانة " شاخت " هي اليهودية ربما ترجع للأمور التالية:
__________
(1) انظر مقال برنارد لويس بعنوان " جوزيف شاخت " (ص 622)، ومقال روبير برونشفيج بعنوان "يوسف شاخت حياته وآثاره" (ص 630).
(2) مقال لويس السابق (ص 622).
(3) مقال برونشفيج السابق (ص 632).
(4) انظر كتاب السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي للسباعي (ص 15)، وموقف الاستشراق من السيرة والسنة النبوية للعمري (ص 37).
1 - يكثر في اللغة العبرية استعمال حرف الخاء وهو في اسم "شاخت"، مما يوحي بأن أصل الاسم يعود للعبرية التي هي لغة اليهود، ومن المعروف أن اللغة الألمانية أيضاً تستعمل حرف " الخاء " في أبجديتها، مما ينفي وجاهة هذا الربط بين الاسم واللغة العبرية.
2 - كان " شاخت " من أشد المعجبين بالمستشرق المجري "جولد زيهر" وهو يهودي معروف يعد من أساطين الاستشراق، وقد سار " شاخت " على خطاه في بحوثه حول السنة النبوية، بل كان أكثر شراسة وقسوة منه على التراث الإسلامي، فلعل هذا ما أوحى لبعض الباحثين العرب بأن الرجل يهودي أيضاً لطبيعة آرائه الحاقدة على المسلمين ودينهم.
3 - ليس ثمة ترجمة ضافية لشاخت في المصادر العربية المتاحة، مما أسهم في التمكين لذلك الخطأ وساعد على انتشاره وشهرته.
وبهذا يعلم أنه ألماني المنشأ واللغة، ولم يكن يهودياً كما أكد أحد تلامذته اليهود أعني " برنارد لويس " (1)، وأحد أصدقائه المقربين منه " روبير برونشفيج " (2)، وبالنظر إلى أن الديانة الأكثر انتشاراً في ألمانيا هي النصرانية، فالغالب أن يكون " شاخت " نشأ في أسرة تدين بهذه الديانة.
__________
(1) برنارد لويس مستشرق له شهرة عالمية يحمل الجنسية الأمريكية، وهو يهودي صهيوني من أكثر المستشرقين المعاصرين حقداً وكراهية للعرب والمسلمين، وحماساً ودعماً لما يسمى بدولة " إسرائيل "، ولا يزال على قيد الحياة، فقد قرأت بعض أفكاره وتصريحاته مؤخراً في الصحف خلال حرب أمريكا على العراق. وللمزيد حول آرائه وترجمته انظر الدراسة الجيدة التي كتبها الدكتور مازن المطبقاني عنه في أطروحته للدكتوراه المنشورة بعنوان: " الاستشراق والاتجاهات الفكرية في التاريخ الإسلامي دراسة تطبيقية على كتابات برنارد لويس ".
(2) مقال برونشفيج السابق (ص 630، 633).
وقد أقام في ألمانيا حتى تجاوز الثلاثين من عمره، ثم هاجر إلى بريطانيا بسبب كراهيته للنظام النازي الذي كان يحكم ألمانيا قبيل الحرب العالمية الثانية، وفي ذلك يقول برونشفيج: ((ثم كانت الحرب العالمية الثانية، فالتحق "شاخت" بإنجلترا التي كان في أحلك الظروف يسمع منها عبر الإذاعة البريطانية، صوت الحرية مخاطباً مواطنيه الألمان - إذ لم يكن قد تخلى بعد عن جنسيته الألمانية -، وكان شاخت يمقت النازية مع أنه ما كان له أن يخشاها بحكم أصوله، لكنه كان يعارض كل نبذ، وكل اضطهاد وتزوج امرأة إنجليزية مثقفة وما انفكت أن أصبحت الرفيقة المتفهمة له، والمتفانية التفاني الكامل في خدمته، وبعد الحرب حصل عام 1947م على الجنسية الإنجليزية التي لم يتخل عنها قط)) (1).
¥(12/435)
وقد انتقل في آخر حياته إلى الولايات المتحدة الأمريكية منذ سنة 1957م، وأقام فيها حتى آخر حياته.
تكوينه العلمي
تقدم أنه درس في الثانوية الألمانية، وحين التحق بجامعتي برسلو، ولايبتزج درس فقه اللغة اللاتينية، والإغريقية، وعلم اللاهوت، واللغات الشرقية.
وكان يكتب بحوثه بثلاث لغات هي: الألمانية، والإنجليزية، والفرنسية، مما يدل على إجادته لها (2)، وكان يحسن اللغة العربية والتركية (3)، وتقدَّم أنه تعلَّم اللغة العبرية.
ولما كانت الرحلات العلمية تؤثر في التكوين العلمي لأي باحث، فإن "شاخت" حرص عليها، فقام بزيارة الشرق الأوسط عدة مرات، وكذلك شمال إفريقيا وغربها (4).
__________
(1) من مقال برونشفيج السابق (ص 631 - 632).
(2) السابق (ص 635).
(3) السابق (ص 631).
(4) السابق (ص 631، 633)، ومقال برنارد لويس (ص 623).
ويظهر من إنتاجه العلمي أن أول كتاب نشره، كان تحقيقاً لكتاب في الحيل الفقهية وعنوانه " الحيل والمخارج " للخصاف، وقد كتب له مقدمة، وعلق على عدة مواطن منه (1)، وكان تاريخ نشره في 1923م، ولهذا يقول برنارد لويس: ((كان الفقه الإسلامي هو الحقل الدراسي الأول الذي انصرف إليه " شاخت " بكل همته، وبقي واحداً من أهم اهتماماته الأساسية حتى قضى نحبه)) (2).
ويبدو أنه كان معجباً، في وقت مبكر من شبابه بالمستشرق المشهور "جولد زيهر"، ولذا فقد قام بإكمال بحوثه حول السنة النبوية، ولاسيما فيما يتعلق بالأسانيد (3).
مناصبه العلمية
أول منصب شغله " شاخت " كان أستاذاً في جامعة فرايبورج عام 1925م، وفي سنة 1932م دعي لشغل كرسي اللغات الشرقية في جامعة كونجسبرج، وفي عام 1930م عمل أستاذاً زائراً في الجامعة المصرية بالقاهرة، ثم عاد إليها في سنة 1934م وعمل بها حتى سنة 1939م.
وبعد نشوب الحرب العالمية الثانية انتقل إلى إنجلترا حيث عمل في هيئة الإذاعة البريطانية طوال سنوات الحرب، وفي عام 1946م عين في وظيفة تعليمية في جامعة أكسفورد برتبة محاضر، وفي سنة 1948م عين أستاذاً مساعداً في الدراسات الإسلامية.
ثم عمل أستاذاً زائراً في جامعة الجزائر في سنة 1952م، وفي سنة 1954م غادر إنجلترا إلى هولندا ليشغل كرسي اللغة العربية في جامعتها الشهيرة لايدن، ثم انتقل إلى جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأمريكية من سنة 1957م إلى 1969م حيث هلك هناك، بالإضافة إلى أنه كان عضواً في المجمع العلمي في دمشق، وغيره من المجامع (4).
أخلاقه
__________
(1) المستشرقون (2/ 469)، ومقال برنارد لويس (ص 624).
(2) مقال برنارد لويس (ص 624).
(3) السابق (ص 626)، ومقال برونشفيج (ص 632).
(4) السابق (ص 623)، ومقال برونشفيج (ص 630، 631، 633، 635)، المستشرقون (2/ 469).
وصفه " برنارد لويس " بأنه كان عنيداً، متصلباً لدرجة أنه حين غادر ألمانيا لم يعد إليها أبداً، بل ولم يكتب بلغته الأم بعد ذلك، وكان التعامل معه صعباً؛ لأنه كان لا يحسن ممارسة الرياء الاجتماعي، وكانت قسمات وجهه متجهمة (1).
وقد أثنى عليه أصحابه من المستشرقين بأنه كان لطيفاً ودمثاً ونزيهاً وأميناً (2)، ولكننا نشك في دقة هذا الكلام المتعلق بالأمانة والنزاهة؛ لأمرين:
أحدهما: أن المطلع على بحوث هذا الرجل المتعلقة بالسنة النبوية، والفقه الإسلامي يلحظ وبجلاء حقده البالغ، وكراهيته الشديدة للمسلمين وتراثهم، ويدل على ذلك أنه يتهم كل علماء الحديث ورواته الثقات بالكذب والتزوير والوضع على الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
ثانيهما: أن الدكتور نجم خلف ذكر أن أحد مشايخ المغرب واسمه مصطفى المغربي حدَّثه في مدينة الرباط سنة 1403 ه أن المستشرق "شاخت" قد استعار منه، ومن غيره بعض المخطوطات أثناء إقامته في المغرب، ثم استولى عليها ولم يعدها، رغم المكاتبات والشفاعات، بل أنكرها في النهاية (3).
مكانته العلمية عند المستشرقين
إن الكلام على مكانة هذا الرجل عند المستشرقين، لا يُراد به مدحه أو الثناء عليه، ولكن بيان مدى مكانة أحكامه وأقواله لدى المهتمين بالدراسات الإسلامية عند غير المسلمين، وحتى تتبين لنا الخطورة التي تمثلها الآراء التي يبثها في أوساط المستشرقين، وفيما يلي بعض النصوص الدالة على ذلك:
يقول سافوري: ((من أكبر علماء الشريعة الإسلامية في العالم)) (4).
__________
¥(12/436)
(1) مقال برنارد لويس (ص 628 - 629).
(2) السابق (ص 629)، ومقال برونشفيج (ص 632).
(3) نقد المتن بين صناعة المحدثين ومطاعن المستشرقين (ص 10).
(4) موقف الاستشراق من السيرة والسنة النبوية (ص 38).
ويقول السير هاملتون جيب: ((سيصبح كتاب "أصول الفقه المحمدي" أساساً لجميع الدراسات المستقبلية في الحضارة الإسلامية والفقه الإسلامي، ولو عند الغربيين على الأقل)) (1).
ويقول كولسون أستاذ الفقه الإسلامي في جامعة لندن: ((إن "شاخت" صاغ نظرية عن أصول الشريعة الإسلامية غير قابلة للدحض)) (2).
ويقول الدكتور محمد مصطفى الأعظمي: ((أما المنزلة التي وصل إليها البروفسور " شاخت "، فلم يصل إليها من قبل أي مستشرق في هذا المجال)) (3).
ويقول أيضاً: ((وصار كتابه - يعني أصول الفقه المحمدي - منذ ذلك الحين " إنجيلاً ثانياً " لعالم الاستشراق، وفاق " شاخت " سلفه "جولد زيهر" حيث غيَّر نظرته التشكيكية في صحة الأحاديث، إلى نظرة متيقنة في عدم صحتها، ولقد ترك كتابه هذا أثراً عميقاً في تفكير دارسي الحضارة الإسلامية ... وكافة الباحثين في الغرب، أثنوا عليه ثناء عاطراً)) (4).
ويقول الصديق بشير نصر: ((وليس من قبيل المبالغة إذا قلت: إن كل من كتب بعده من المستشرقين في هذا الحقل المعرفي هم عيال عليه، وحسبك أنه لا تكاد توجد جامعة من جامعات الغرب لها اعتناء بالدراسات الإسلامية، إلا ونجد هذا الكتاب مقرراً على طلابها)) (5).
ويؤكد برونشفيج أن أغلب العلماء في الغرب قبلوا ووافقوا على نظرية "شاخت" في الحديث النبوي؛ لما تتضمنه من تحليلات ونظام نقدي وتفسيري (6).
إنتاجه العلمي
__________
(1) أصول الفقه المحمدي لجوزيف شاخت في كتابات الغربيين (ص 646).
(2) مناهج المستشرقين (1/ 68).
(3) السابق (1/ 67).
(4) دراسات في الحديث النبوي - المقدمة (ص ي، ك).
(5) أصول الفقه المحمدي في كتابات الغربيين (ص 646).
(6) مقال برونشفيج (ص 632).
يعد " شاخت " من المستشرقين الغزيري الإنتاج، ويظهر هذا جلياً لمن يدقق في القائمة التي جمعها روبير برونشفيج (1)، والسرد الذي قام به نجيب العقيقي (2)، ولعل أبرز كتبه هي: أصول الفقه المحمدي، ومدخل إلى الفقه الإسلامي، وتحريره لبعض مواد دائرة المعارف الإسلامية في طبعتيها القديمة والجديدة، وأما مقالاته وبحوثه المنشورة في المجلات العلمية فهي كثيرة جداً كما يظهر من عرض برونشفيج، والعقيقي.
ويعد كتابه " أصول الفقه المحمدي " أشهر كتبه، وقد قام الأستاذ الصديق بشير نصر بترجمة بعض فصوله، ونشرها في مجلة كلية الدعوة الإسلامية بليبيا.
وفاته
هلك " شاخت " في غرة شهر أغسطس سنة 1969م في مدينة إنجلوود بولاية نيوجرسي في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد كان يتأهب للانتقال إلى منزل آخر لقرب موعد تقاعده، وقد وافته المنية حيث كان منهمكاً في مراجعة كتاب " تراث الإسلام "، وهو من تأليف عدد من الباحثين (3).
المبحث الثاني: عرض موجز لأهم آرائه في السنة النبوية
تتلخص أهم آراء المستشرق " جوزيف شاخت " في السنة النبوية في النقاط التالية:
1 - إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يكن مهتماً ببيان أمور الشريعة -القانون-، كالقضايا المتعلقة بالمعاملات المالية والأحوال الشخصية والقضاء، وفي ذلك يقول: ((في الجزء الأكبر من القرن الأول لم يكن للفقه الإسلامي - في معناه الاصطلاحي - وجود كما كان في عهد النبي، والقانون - أي الشريعة - من حيث هي هكذا كانت تقع خارجة عن نطاق الدين ... فقد كانت مسألة القانون تمثل عملية لا مبالاة بالنسبة للمسلمين)) (4).
__________
(1) السابق (ص 635 - 644).
(2) المستشرقون (2/ 469 - 471).
(3) السابق (ص 634)، ومقال لويس (ص 624).
(4) المستشرق شاخت والسنة النبوية (1/ 69).
2 - إن مفهوم السنة قديماً عند المدارس الفقهية القديمة، يعني الأمر المجتمع عليه، أو بمعنى آخر التطبيقات المثالية للجماعة، ويؤدي التسليم بهذه الحقيقة إلى أن مصطلح " السنة " لا علاقة له بأقوال الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأفعاله، وقد بنت المدارس الفقهية القديمة مفهومها للسنة وفقاً للمعنى القديم (1).
¥(12/437)
3 - لم يكن الاحتجاج بالأحاديث ذات الأسانيد المتصلة إلى رسول - صلى الله عليه وسلم - معروفاً عند المدارس الفقهية في القرنين الأول والثاني الهجريين، وإنما بدأ هذا الأمر مع نشأة حزب معارض يقوده الإمام الشافعي يرى ضرورة إسناد الاستدلالات الفقهية إلى أقوال الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو أفعاله، مما أدى إلى ظهور أحاديث تفصيلية مكذوبة عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - من أجل إيجاد مصدر تشريعي لآراء الحزب الفقهية، إلا أن المدارس القديمة حاولت أن تقاوم هذا الحزب المعارض الجديد، ولكنها رأت أن ذلك أصبح صعباً؛ للقبول العام الذي وجده في الأوساط العامة، مما أدى حسب رأي " شاخت " أن تلك المدارس شاركت أيضاً في الكذب والوضع على الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - حتى تضمن الانتصار في المناظرات العنيفة مع الخصوم والمخالفين (2).
4 - بدأ الإسناد عند المسلمين بالظهور في أوائل القرن الثاني، أو أواخر نهاية القرن الأول الهجري (3).
__________
(1) أصول الفقه المحمدي للمستشرق شاخت دراسة نقدية (ص 10).
(2) أصول الفقه المحمدي في كتابات الغربيين (ص650، 651، 652، 659، 661)، وأصول الفقه المحمدي للمستشرق شاخت دراسة نقدية (ص 11).
(3) أصول الفقه المحمدي للمستشرق شاخت دراسة نقدية (ص 288).
5 - نتيجة لما تقدم يرى " شاخت " أنه قد أصبح من عادة العلماء - وبدون استثناء كما يظهر من عباراته - خلال القرنين الثاني والثالث الهجريين أن ينسبوا عباراتهم إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - بذكر أسانيد اعتباطية تفتقر للتسويغ المنطقي الذي يدل على التنظيم والعناية (1).
6 - تم تطوير الأسانيد بشكل تدريجي من خلال التزوير والوضع. لقد كانت الأسانيد المتقدمة غير مكتملة (يعني: فيها إرسال، أو موقوفة، أو مقطوعة، أو منقطعة)، لكن تم ملء كل الفراغات في وقت تدوين المصنفات المشهورة التي تسمى بالمجموعات التقليدية كالكتب الستة ومسند أحمد وأمثالها (2).
7 - الأسانيد العائلية مثل عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وبهز ابن حكيم عن أبيه عن جده، كلها مختلقة سنداً ومتناً (3).
8 - كل حديث في إسناده راو مشترك (يعني الراوي الذي عليه مدار السند)، يدل أن ذلك الراوي هو الذي اختلق سند ذلك الحديث (4).
9 - ابتكر " شاخت " قاعدة؛ ليستدل بها على أن كثيراً من الأحاديث لم تكن إبان فترة الإسلام الأولى، ونص هذه القاعدة: "السكوت عن الحديث في موطن الاحتجاج دليل على عدم وجوده"، ويوضح رأيه بجلاء في هذا النص حيث يقول: ((إن أفضل سبيل لإثبات عدم وجود حديث ما في وقت من الأوقات، يكون بإثبات أن ذلك الحديث لم يستخدم دليلاً شرعياً في حجاج - يعني في مسألة خلافية - في الوقت الذي يكون الاستدلال به أمراً لازماً، هذا إذا كان الحديث نفسه موجوداً)) (5).
__________
(1) السابق (ص 289).
(2) السابق.
(3) السابق.
(4) السابق.
(5) توثيق الأحاديث النبوية نقد قاعدة شاخت (ص 697).
10 - النتيجة النهائية التي هي خلاصة آراء " شاخت " في السنة النبوية أنه لا يمكن الحكم بصحة أي حديث من أحاديث الأحكام المروية بالسند إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفي ذلك يقول: ((من العسير أن يُعد أي من هذه الأحاديث صحيحاً فيما يتعلق بمسائل التشريع الديني)) (1).
وفي ذلك يقول الأعظمي: ((وخلاصة ما وصل إليه من نتائج أنه ليس هناك حديث واحد صحيح، وخاصة الأحاديث الفقهية)) (2).
إن مجمل آراء هذا الرجل في السنة النبوية تؤكد حقيقة واحدة هي أن مجموع الأحاديث المروية عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما هي في واقع الأمر إلا نتاج تزييف ديني واسع النطاق (3)، وعليه فإن علماء المسلمين من فقهاء ومحدثين - من وجهة نظره الفاسدة - إنما هم مجموعة من الكذابين.
__________
(1) السابق.
(2) دراسات في الحديث النبوي (ص ي).
(3) توثيق الأحاديث النبوية نقد قاعدة شاخت (ص 695).
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[12 - 04 - 06, 10:12 ص]ـ
الفصل الثاني: عيوب المنهج العلمي عند " شاخت "
ويشتمل على المباحث التالية:
المبحث الأول: التحيز العنصري في المسلمات الأولية.
المبحث الثاني: الانتقائية في اختيار المصادر.
المبحث الثالث: الشك غير المنهجي.
المبحث الرابع: إهمال الأدلة المضادة.
المبحث الخامس: التفسير المتعسف للنصوص.
¥(12/438)
المبحث السادس: التعميم الفاسد.
المبحث الأول: التحيز العنصري في المسلمات الأولية
لا يخلو أي بحث علمي من مسلمات أولية أو ما يسمى بالأفكار القبلية، لا يتكلم عليها الباحث ولا يصرح بها، ولكنه ينطلق منها في معالجة القضايا التي يتطرق لها في بحثه (1)، والملاحظ أن " شاخت " كان في المسلمات الأولية في كتاباته عن السنة النبوية واقعاً تحت تأثير تحيز عنصري ضد العرب والمسلمين، وهو وإن لم يصرح بمسلماته بصورة جلية وواضحة
-لغايات لا تخفى على اللبيب-، إلا أن ذلك يظهر بجلاء في حكمه القاطع والجازم على صفوة الأمة وأوثق علمائها بأنهم من الكذابين، وأنهم اختلقوا الأسانيد ونسبوها زوراً وافتراءً لرسولهم - صلى الله عليه وسلم -.
ونتيجة لهذه المسلَّمة القاطعة التي تجذرت في وعيه، أشار إلى أن الأسانيد في كتب السنة، والتي تدل على اتصال الإسناد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لا قيمة لها، ((بل هي كذب محض؛ لأن الأحاديث النبوية بكاملها لم توجد إلا في القرنين الثاني والثالث، فكيف يمكن أن نتصور وجود الأسانيد قبل وجود المتون؟ بل لا بد أن توجد المتون من قبل ثم تظهر الأسانيد لا العكس)) (2)، ويقول في تقرير هذا الأمر: ((إن أكبر جزء من أسانيد الأحاديث اعتباطي ... وأي حزب يريد نسبة آرائه إلى المتقدمين، كان يختار تلك الشخصيات ويضعها في الإسناد)) (3)، وقد نقلنا عنه آنفاً أنه لا يعتقد بوجود أي حديث صحيح من أحاديث الأحكام المروية بالسند المتصل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
__________
(1) أوسع من رأيته تكلم على خطورة الأفكار القبلية الضمنية التي لا يصرح بها، وأثرها السيئ في صحة الأفكار والنظريات العلمية هو الدكتور ريمون بودون رئيس قسم العلوم الإنسانية في جامعة السوربون بباريس في كتابه " فن إقناع الذات بأفكار هشة ومشكوك فيها وخاطئة " (ص 117 - 196).
(2) المستشرق شاخت والسنة النبوية (1/ 83).
(3) السابق.
وهذا الرأي القطعي - في نظره - يدل دلالة واضحة على أنه مبني على مسلمة أولية راسخة عنده، وهي أن علماء المسلمين قوم كذبة، كانوا يستبيحون الكذب ويستحلونه في أمور دينهم ولا يتورعون عنه، بل يفهم من كلامه أنهم مجمعون على ذلك، ومتواطئون عليه، ولو لم يكونوا كذلك في نظر "شاخت"؛ لما قرر نتيجته السابقة بعمومية وإطلاق ومن دون أي استثناءات أو قيود.
وسنناقش هذه المسلمة بما فيها من تحيز عنصري بغيض، مما يدل على أن الرجل واقع تحت تأثير الأفكار السابقة عن المسلمين الكامنة في عقلية عوام الغربيين.
ولكن قبل ذلك لابد من الإشارة إلى أن أهم صفة يجب أن يتحلى بها الباحث العلمي هي الإنصاف والعدل حتى مع خصومه ومخالفيه، والتي يعبر عنها المتخصصون في المنهج العلمي بالموضوعية. ويقرر أولئك العلماء أن أشد نواقض الموضوعية وقوادحها؛ التحيز ضد قومية أو فكرة أو مبدأ أو شخص أو مذهب .. إلخ.
ويحذر المختصون في المنهج العلمي أي باحث من الوقوع في التحيز أو التعصب العنصري؛ لأن ذلك يتعارض مع مبدأ الموضوعية، وسأورد فيما يلي نصوصاً منتقاة لبعض المختصين تؤكد هذه الحقيقة التي أصبحت إحدى مسلمات المنهج العلمي بصورة مطلقة.
يقول روبرت ثاولس: ((من الأمور التي تجعلنا ميالين إلى التفكير الأعوج، تحيزاتنا التي هي: طرق في التفكير تقررها سلفاً قوى ودوافع انفعالية شديدة، كالتي يكون مصدرها منافعنا الذاتية الخاصة، أو ارتباطاتنا الاجتماعية)) (1). ويقول: ((إننا نكون تحت تأثير الهوى والتحيز في آرائنا ميالين إلى تصديق ما نرغب في تصديقه، أو ما نحتاج إليه أن يكون صحيحاً، وإلى إنكار ما نرغب في إنكاره، أو ما نحتاجه أن يكون باطلاً)) (2).
__________
(1) التفكير المستقيم والتفكير الأعوج (ص 183).
(2) السابق (ص 187).
ويقول فؤاد زكريا في كلام له عن التعصب - الذي هو وجه من وجوه التحيز والعنصرية - بوصفه أحد أهم عقبات التفكير العلمي،: ((التعصب هو اعتقاد باطل بأن المرء يحتكر لنفسه الحقيقة أو الفضيلة، وبأن غيره يفتقرون إليها، ومن ثم فهم دائماً مخطئون ... فحين أكون متعصباً لا أكتفي بأن أنطوي على ذاتي وأنسب إليها كل الفضائل، بل ينبغي أيضاً أن أستبعد فضائل الآخرين وأنكرها وأهاجمها)) (1).
¥(12/439)
وفي نص آخر كأنه يتكلم فيه على " شاخت " يشير فؤاد زكريا أن التعصب بكل أنواعه، كالتعصب العنصري، والتعصب القومي المتطرف وغيرها؛ كلها تشترك في سمة واحدة هي: ((الانحياز إلى موقف الجماعة التي ننتمي إليها دون اختيار، ودون تفكير، والاستعلاء على الآخرين، والاعتقاد بأنهم " أحط ")) (2).
ثم يعدد مضار التعصب على روح المنهج العلمي فيقول: ((وأعظم الأخطار التي يجلبها التعصب على العلم، هو أنه يجعل الحقيقة ذاتية، ومتعددة، ومتناقضة، وهو ما يتعارض كلية وطبيعة الحقيقة العلمية ... كما ينطوي التعصب على تفكير أسطوري - خرافي - يتسم بطابع وهمي مختلق، وهو بطبيعته يشجع التفكير غير العقلي؛ لأنه هو الدعامة الوحيدة لموقفه، ومن هنا كان أساس النازية هو " أسطورة " الجنس الآري المتفوق، وكان أساس التفرقة العنصرية هو " أسطورة " الجنس الزنجي المنحط، إلى غير ذلك من الأساطير التي يستند إليها كل شكل من أشكال التعصب)) (3).
ويقول أحد المختصين في منهجية البحث التاريخي: ((إذا وقع الباحث في أسر التعصب، كان من السهل وصمه بالذاتية التي هي نقيض الموضوعية والعلم)) (4).
__________
(1) التفكير العلمي (ص 96).
(2) السابق (ص 99).
(3) السابق (ص 99، 101) بتصرف يسير.
(4) البحث في التاريخ قضايا المنهج والإشكالات (ص 20).
إن نظرة سريعة إلى الكتب التي تكلمت على المنهجية العلمية وشروطها؛ تعطينا حكماً عاماً بأن الباحث المتحيز لا يمكن أن تكون نتائج بحثه علمية بأي حال من الأحوال (1).
وبعد أن ألممنا بموقف المختصين في منهجية البحث العلمي من التحيز والعنصرية، فلننظر ماذا فعل " شاخت "؟
لقد سلب من المسلمين أهم أخلاقهم الفاضلة، فنظر إليهم على أنهم مجموعة من الكذابين، فإن لم يكن هذا التعميم الذي أطلقه " شاخت " على علماء الدين المسلمين يعد تحيزاً عنصرياً وتعصباً مقيتاً، فليس في الدنيا من التعصب أو التحيز ما يستحق هذا الوصف.
إننا حين نقول: إن " شاخت " كان واقعاً تحت تأثير أفكار سابقة عنصرية تضمر احتقاراً للعرب والمسلمين وكراهية لهم، فإن شاهدنا على ذلك أحكام الرجل نفسه ونتائجه التي أعلنها، ويؤيد ذلك ما نعرفه من نصوص لبعض الغربيين أنفسهم من أن المستشرقين حين يبحثون في الإسلام والمسلمين، فإنهم يقومون بذلك من خلال ما ترسب في مخيلتهم الجماعية من صورة أسطورية خرافية مشوهة عن المسلمين، يقول الأستاذ محمد أسد - وهو في الأصل يهودي نمساوي قبل أن يسلم - مبيناً موقف الأوربيين من أهل الكتاب، والمستشرقين بصفة خاصة من الإسلام والمسلمين: ((يعتقد الأوربيون أن تفوقهم العنصري على سائر البشر أمر واقع، ثم إن احتقارهم إلى حد بعيد أو قريب لكل ما ليس أوروبياً من أجناس الناس وشعوبهم قد أصبح إحدى الميزات البارزة في المدنية الغربية.
__________
(1) انظر المنهج لإحكام قيادة العقل لديكارت (ص 36)، والمنطق وفلسفة العلوم (ص 58 - 59)، وأصول البحث العلمي (ص 58، 59، 61)، وفلسفة العلوم الميثودولوجيا (ص 99)، والمدخل إلى البحث في العلوم السلوكية (ص 297)، ومنهج البحث التاريخي (ص 19)، والمدخل إلى مناهج البحث العلمي (ص26 - 27).
على أن هذا وحده لا يكفي لإظهار ما يكنُّه الأوربيون نحو الإسلام خاصة، وهنا - نعني فيما يتعلق بالإسلام - لا تجد موقف الأوروبي موقف كره في غير مبالاة فحسب كما هي الحال في موقفه من سائر الأديان والثقافات، بل كره عميق الجذور يقوم في الأكثر على صدود من التعصب الشديد، وهذا الكره ليس عقلياً فحسب، ولكنه يصطبغ أيضاً بصبغة عاطفية قوية. قد لا تقبل أوروبا تعاليم الفلسفة البوذية أو الهندوكية، ولكنها تحتفظ دائماً فيما يتعلق بهذين المذهبين بموقف عقلي متزن، ومبني على التفكير، إلا أنها حالما تتجه إلى الإسلام يختل التوازن ويأخذ الميل العاطفي بالتسرب، حتى إن أبرز المستشرقين الأوروبيين جعلوا من أنفسهم فريسة التحزب غير العلمي في كتاباتهم عن الإسلام، ويظهر في جميع بحوثهم كما لو أن الإسلام لا يمكن أن يعالج على أنه موضوع بحث في البحث العلمي، بل على أنه متهم يقف أمام قضاته)) (1).
¥(12/440)
هذا النص النفيس يمثل شهادة مهمة لأن الأستاذ محمد أسد ينقل واقعاً خبره وعرفه قبل إسلامه، حيث نشأ وتربى في " النمسا " ذات الثقافة الألمانية، وقد تقدم معنا أن " شاخت " نشأ في ألمانيا أيضاً، أضف إلى أنهما ولدا في بدايات القرن العشرين الميلادي، مما يجعل النص الآنف في غاية الأهمية، ولاسيما أنه يوضح لنا بصورة جلية الرؤية المتحيزة للجيل الذي نشأ فيه "شاخت "، وغيره من الأوربيين تجاه الإسلام والمسلمين.
__________
(1) الإسلام على مفترق الطرق (ص 52 - 53).
ويؤكد الأمر بصورة جلية لاتقل أهمية عما سبق قول "انجمار كارلسون" (1)، وهو أحد أبرز المفكرين الاستراتيجيين في أوربا: ((نحن نفتقد الإمكانات الموضوعية للنظر إلى الأصولية الإسلامية نظرة معقولة، وتناولها بأسلوب نقدي طبيعي، ولذا نعتبر الغرب الحديث مرادفاً للعقل، بينما نرى في الشرق عالماً متخلفاً يمشي على حافة الجنون، ويستحيل عليه مشاركتنا في الحوار والسجال على قدم المساواة ... إن صورة المسلم مطبوعة في وعينا على هذا النحو المخيف ... )) (2).
ويشير باحث غربي آخر اسمه " جيمس وولتز " في دراسة له عن مواقف الغربيين من المسلمين قبل الحروب الصليبية أن أوربا عاشت حالة من عدم المبالاة تجاه الإسلام والمسلمين مدة من الزمن، ثم تحول ذلك الموقف إلى نوع من العداء السياسي ما بين (710 - 1100 م)، ثم تحول إلى عداء ديني مع مواجهة عسكرية في بعض المراحل، ثم يقرر هذا الباحث بعد ذلك: إن المترسخ في أذهان الأوروبيين عن الإسلام هو صورة قاتمة، وذلك بسبب العداء الذي ذكاه موقف الباباوات من الإسلام منذ اندلاع الحروب الصليبية، وإلى أيام استعمار الغرب للعالم الإسلامي الذي لم ينته إلا منذ بضعة عقود (3).
إن مضمون النصوص السالفة أصبح اليوم حقيقة علمية أكدها عدد من المتخصصين في الاستشراق (4)، وفي ذلك دلالة على ضخامة حجم التشويه المتعمد، في تصورات الغربيين، وبخاصة المستشرقون منهم عن الإسلام.
__________
(1) يعمل الآن سفيراً في وزارة الخارجية السويدية.
(2) الإسلام وأوربا تعايش أم مجابهة؟ (ص 27).
(3) انظر كتاب صورة العرب في عقول الأمريكيين (ص22 - 23).
(4) انظر المستشرقون الناطقون بالإنجليزية (ص 94 - 96)، رؤية إسلامية للاستشراق (ص 100 - 101)، الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري (ص 138 - 144)، عبدالرحمن بدوي فيلسوف الوجودية الهارب إلى الإسلام (ص 30).
إن مُسلّمة " شاخت " التي بنى عليها نظريته في السنة النبوية، والدالة على أن علماء الحديث والفقه من المسلمين كانوا لا يتورعون عن الكذب في نسبة أقوال لرسولهم - صلى الله عليه وسلم -؛ لا يمكن للعقل أن يقبلها؛ لأنها خرافية وخيالية إلى حد بعيد للأسباب التالية:
1 - هذه المسلَّمة مصادمة للطبيعة البشرية؛ وذلك لأن الصدق هو الأصل في معاملات البشر، ولذا فهو سهل وطبيعي، وراسخ الأركان، وأما الكذب فمهزوز مزعزع، معرض للهجوم باستمرار، ولا قوة فيه ولا خير، وهو قرين لكثير من الأمراض الاجتماعية كالسرقة والخوف والجبن والذل (1)، وهو مضاد لروح التعاون الجماعي التي هي أساس قيام أي مجتمع.
و لا يمكن لمجتمع مهما بلغ انحرافه أن يتواطأ كل من فيه من رجال ونساء، ولأجيال متعاقبة، وفي بلدان مختلفة، ومن أقاليم متعددة على الكذب على زعيمهم وقدوتهم، وقائدهم الذي يحبونه ويحترمونه.
ومما يدل على أن مُسلّمة " شاخت " غير مقبولة عقلاً أن أحد مشاهير الغربيين، ويدعى " توماس كارليل " كتب مخاطباً قومه عاتباً عليهم في زعمهم أن المسلمين كذبة، فقال: ((لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد متمدن من أبناء هذا العصر أن يصغي إلى ما يُظن من أن دين الإسلام كذب، وأن محمداً خداع ومزور، وآن لنا أن نحارب ما يشاع من مثل هذه الأقوال السخيفة المخجلة ... أفكان أحدكم يظن أن هذه الرسالة التي عاش بها ومات عليها الملايين الفائتة الحصر أكذوبة وخدعة؟! أما أنا فلا أستطيع أن أرى هذا الرأي أبداً، ولو أن الكذب والغش يروجان عند خلق الله هذا الرواج، ويصادفان منهم مثل ذلك التصديق والقبول، فما الناس إلا بُله ومجانين، وما الحياة إلا سخف وعبث) (2).
ولاحظ هنا أن " كارليل" وصف مَنْ يقول بمثل قول " شاخت " بالعار والسخف المخجل والعبث.
__________
¥(12/441)
(1) انظر الأخلاق النظرية (ص 192 - 194)، وأسس الصحة النفسية (ص 350).
(2) الأبطال (ص 58).
2 - إن القرآن وهو كتاب المسلمين المقدس يقف من الكذب موقفاً شديداً جداً، حيث يجعل من كذب في الدين مستحقاً للإثم المبين المبين قال تعالى {انظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُّبِينًا} (50) سورة النساء، وأن الكاذب لا يفلح قال تعالى {وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ} (103) سورة المائدة، وأن الكاذب لا يفلح قال تعالى {قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ} (69) سورة يونس، وأنه من أظلم الظلم قال تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}
(الأنعام: 144).
والخالق عز وجل هو القائل {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (7) سورة الحشر،، فاتباع السنة من دين الله، فالكذب فيها كذب على الله، فموانع الكذب على الرسول - صلى الله عليه وسلم - عند المسلمين قوية؛ لأنها تستند إلى نصوص قرآنية كثيرة جداً.
3 - إن الواقع التاريخي للمسلمين في فتوحاتهم ومعاملتهم مع أهل الأديان الأخرى يدل على تحلِّيهم بخصال الصدق والعدل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذه الأمور لا تتسق مع أخلاق الكذابين، وفي ذلك يقول الفيلسوف الألماني " كانت ": ((من نسيج الإنسان الفاسد لم يُصنع أي شيء مستقيم أبداً)) (1).
ويقول المستشرق " مونتجمري وات " مستدلاً بالتاريخ الأخلاقي، بوصفه حجة قوية على إخلاص محمد - صلى الله عليه وسلم - وصدقه: ((إن الاعتقاد في إخلاص محمد تسنده حجة قوية، فاستعداده لأن يتحمل الأذى في سبيل معتقداته، والمستوى الأخلاقي الرفيع الذي اتصف به الرجال الذين آمنوا به واتخذوه إماماً، وعظمة المنجزات التي انتهى إليها، كل هذا ينم عن استقامته)) (2).
__________
(1) الأعمال الكاملة لكانت (8/ 23) ط برلين، نقلاً عن كتاب نسيج الإنسان الفاسد (ص 5).
(2) الوحي الإسلامي في العالم الحديث، نقلاً عن مناهج المستشرقين (1/ 210).
فكيف يريدنا " شاخت " أن نصدق أن أولئك العلماء الذين لم يُطعن عليهم في نزاهتهم الدينية، وتقواهم، ووفائهم بالعهود، وصدق تدينهم، كانوا يسكتون على كذب بعضهم البعض، ولماذا لا نجد في كتب الجرح والتعديل أو التاريخ والسير وصفهم لبعضهم البعض بالوضع والكذب، إذا كانت الحال كما يزعم " شاخت "؟
4 - إذا كان المحدثون والفقهاء تعمدوا الوضع والكذب على الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فلماذا إذن اهتموا بنقد الأحاديث؟، ولماذا تعبوا كل هذا التعب في نقد الراوة والتصنيف في علم الجرح والتعديل والعلل، مادام كله كذباً؟!
5 - لو كان الأمر كما يزعم " شاخت " أن علماء المسلمين كانوا إذا احتاجوا في مسألة إلى دليل وضعوا سنداً لأحد آراء الفقهاء، ونسبوه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلماذا لم يضعوا حديثاً بإسناد صحيح في حجية القياس، وهو المصدر الرابع من مصادر التشريع الإسلامي، مع أن الحاجة ماسة لوجود مثل ذلك الحديث بديلاً لحديث معاذ رضي الله (1) عنه الذي ضعفه كثير من المحدثين؟
ولماذا لم يستطع الخليفة المأمون مع كل ما أوتي من قوة ونفوذ وسلطة واسعة أن يأتي بحديث واحد موضوع في مسألة خلق القرآن مع تحدي الإمام أحمد له وللمعتزلة بذلك؟
((إن الحقيقة التي تتحدث عن نفسها هنا هي أنه لم يكن من الممكن أن يوضع حديث على رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ويمر من غير ملاحظة العلماء له)) (2).
إن تحيز " شاخت " واستسلامه الكامل للتعصب العنصري ضد المسلمين، أوقعه في مصادمة لأهم أصل من أصول المنهجي العلمي وهو الموضوعية.
المبحث الثاني: الانتقائية في اختيار المصادر
__________
(1) انظر تخريجاً مطولاً لهذا الحديث مع كلام بعض علماء الحديث في تضعيفه عند الشيخ الألباني في كتابه سلسلة الأحاديث الضعيفة (2/ 273 - 286) رقم الحديث [881].
(2) أصول الفقه المحمدي للمستشرق شاخت دراسة نقدية (ص 12).
¥(12/442)
من أخطر العيوب المنهجية في البحث العلمي، أن يتوصل الباحث إلى نتائج محددة عامة تكون مبنية على معلومات مستقاة من مصادر غير متخصصة في موضوع بحثه.
وهذا ما وقع فيه " شاخت " فقد توصل لنتائجه في السنة النبوية، معتمداً في ذلك على مصادر فقهية، وليست حديثيه، بل أكثر من ذلك أنني لم أجد في مصادره أي كتاب في علم مصطلح الحديث، أو الجرح والتعديل، أو العلل، أو التخريج، ومن يتجاهل هذه المصادر الأصلية في علم الحديث، كيف يمكن لنا بمقاييس المنهج العلمي أن نثق بنتائجه.
ولإيضاح أهمية استيعاب المصادر الأصلية المتخصصة في البحث العلمي عند أساتذة المنهجية، ننقل بعض المقتطفات من كلامهم حول ذلك، ومنها هذا النص لشارل فيكتور لانجلوا - مؤلف أحد أهم كتب منهج البحث في علم التاريخ المعتمدة في الجامعات الغربية - الذي يقول فيه: ((إذا تراءى لي أن أعالج نقطة تاريخية، أياً كانت، فإني أتلمس الموضع أو المواضع التي ترقد فيها الوثائق الضرورية لمعالجتها ... ومن البين أن هذا العمل إذا لم يزاول مزاولة سليمة، أعني أنه إذا لم يعرف المرء قبل البدء في عمل تاريخي، كيف يحيط نفسه بكل المعلومات الميسرة له، فإنه يزيد بسهولة من مزالق خطر العمل على أساس وثائق غير كافية وهي مزالق وفيرة العدد مهما بذل من جهد.
وكم من عمل من أعمال التاريخ عولج وفقاً لقواعد أدق المناهج قد أفسده، بل قضى عليه قضاء مبرماً، أمرٌ مادي بسيط هو أن المؤلف لم يقف على وثائق كان من شأنها أن توضح تلك التي كانت في متناول يده - واقتصر عليها-، وأن تكملها أو تنقضها)) (1).
__________
(1) المدخل إلى الدراسات التاريخية، مطبوع ضمن كتاب النقد التاريخي (ص 5 - 6) والكتاب اشترك في تأليفه لانجلوا وزميله سينوبوس، والفصل الأول إلى السادس من كتابة لا نجلوا.
ويقول الدكتور أحمد شلبي: ((ومن أهم ما يجب أن يلاحظ في المراجع تخصصها في النقطة التي يُبحث فيها، فإذا كان البحث مثلاً في التاريخ فمراجعه الأصلية العامة هي كتب التاريخ)) (1).
ويؤكد الدكتور صالح العساف أن معيار العلمية في مناهج البحث التي تدرس الظاهرة الإنسانية كما أشار كثير من علماء المنهجية هي: الدقة، إبراز الأدلة، واتباع المنهج العلمي بخطواته المختلفة، ومنها: ((جمع المعلومات عن المشكلة، متوخياً في ذلك البحث عن أصدق المصادر تأليفاً ومحتوى)) (2).
ويتفق أساتذة المنهجية، على أن من أهم واجبات الباحث، إن لم يكن من أولها، أن يحيط إحاطة تامة بمصادر بحثه الأصلية التي تكون شديدة الصلة به، ويؤكدون أن الاعتماد على مصادر ثانوية أو غير متخصصة يضر بالبحث ونتائجه (3).
إن آراء " شاخت " وأحكامه القطعية التي صرح بها حول السنة النبوية، لم يُراع فيها هذا الأصل المهم من أصول المنهجية في البحث العلمي.
وفي ذلك يقول الدكتور الأعظمي: ((لقد كان لسوء اختيار المستشرقين مواد دراسة الأسانيد أكبر الأثر في وقوعهم في أخطار جسيمة، نجمت عن سوء ذلك الاختيار في انتقاء المواد لهذه الدراسة ... وبالتالي وصلوا إلى نتائج خاطئة؛ لاختيارهم مواد غير مناسبة للبحث والتنقيب عما يريدون.
__________
(1) كيف تكتب بحثاً أو رسالة (ص 61) بتصرف يسير.
(2) المدخل إلى البحث في العلوم السلوكية (ص 297).
(3) البحث الأدبي (ص296، 297)، مناهج البحث العلمي (ص 184 - 185)، منهج البحث في الأدب واللغة (64 - 65)، مزالق في طريق البحث اللغوي والأدبي (ص 25).
لقد قام البروفسور " شاخت " بدراسة كتاب الموطأ للإمام مالك، والموطأ للإمام محمد الشيباني، وكتاب الأم للإمام الشافعي، وغني عن القول: أن هذه الكتب أقرب ما تكون إلى الفقه من كتب الحديث، وعلى الرغم من ذلك فقد عمم نتيجته التي توصل إليها في دراسته لتلك الكتب، وفرضها على كتب الحديث كافة، وكأنه ليست هناك كتب خاصة بالأحاديث النبوية، وكأنه ليس هناك فرق بين طبيعة كتب الفقه وكتب الحديث)) (1).
¥(12/443)
والخطأ المنهجي الذي وقع فيه " شاخت " هو أنه انتقى المراجع التي يمكن أن يجد فيها ما يؤيد بحثه؛ ذلك لأن الكتب الأخرى غير كتب الحديث، لا يهتم أصحابها بسياق السند كاملاً، ويؤكد ذلك قول الشافعي رحمه الله تعالى: ((وكل حديث كتبته منقطعاً فقد سمعته متصلاً أو مشهوراً عمَّن رُوِي عنه بنقل عامة من أهل العلم يعرفونه عن عامة، ولكن كرهت وضع حديث لا أتقنه حفظاً، فاختصرت خوف طول الكتاب، فأتيت ببعض ما فيه الكفاية دون تَقَصِّي العلم في كل أمره)) (2).
ويقول أبو يوسف القاضي في رده على الأوزاعي: ((ولولا طول الكتاب؛ لأسندت لك الحديث)) (3).
ويرى الدكتور الأعظمي أن من الظواهر التي تختص بها كتب الفقه من حيث الاستشهاد بالأحاديث:
1 - حذف جزء من الإسناد، والاكتفاء بأقل قدر ممكن من المتن الذي يدل على المقصود، وذلك تجنباً للتطويل.
2 - حذف الإسناد بكامله، والنقل مباشرة من المصدر الأعلى للراوية.
3 - استعمال كلمة السنة أو إحدى مرادفاتها للدلالة على أفعال الرسول - صلى الله عليه وسلم -، بدون ذكر حديث أو إسناد؛ لأن الحديث كان معروفاً ومشهوراً في الأوساط العلمية.
__________
(1) دراسات في الحديث النبوي (2/ 397 - 398).
(2) الرسالة (ص 431).
(3) الرد على سير الأوزاعي (ص 31).
4 - ذكر طريق واحد فقط من الإسناد من عدة طرق متوافرة (1).
وبإدراك هذه الفروق يتحقق لكل صاحب نظر صحيح أن " شاخت " قد ارتكب خطأ علمياً جسيماً بإجرائه لدراسته عن الأحاديث النبوية من خلال الكتب الفقهية، وبحسب أصول المنهج العلمي الصحيح، فإنَّ أيَّ دراسة أو نتيجة يصل إليها الباحث في الأحاديث النبوية أو الأسانيد في غير مصادرها الأصلية ذات الاختصاص المباشر، ونعني بها كتب الحديث بمختلف أنواعها رواية ودراية، محكوم عليها بالإخفاق ومجانبة الحقيقة؛ لأنها لن توصل إلى النتيجة السليمة والمنطقية بل ستكون مخالفة للواقع (2).
ثم هناك أمر آخر يظهر منه عدم مصداقية " شاخت " في انتقائه لمصادره، ذلكم هو أنه يعتمد كتابات الإمام الشافعي اعتماداً كلياً، مع أنه في نظره متهم بأنه كثيراً ما يحرف في أصول مخالفيه ومبادئهم، ويسوق على ذلك أكثر من ثلاثين مثالاً، ويطعن عليه بأنه يزيد من عنده في كلام خصومه ويسوق على ذلك عدة أمثلة (3).
والسؤال: إذا كان الإمام الشافعي غير موضوعي عند "شاخت " فهل يجوز في معايير المنهج العلمي أن يعتمد عليه؟ وما المعايير التي تجعله يقبل كلامه أحياناً، ويرفضه أحياناً بدون أي مسوِّغ منطقي؟.
المبحث الثالث: الشك غير المنهجي
يعطي أساتذة المنهجية الشك المنهجي مكانة مهمة، عبّر عنها أحدهم بقوله: ((في كل علم ينبغي أن تكون نقطة البدء هي الشك المنهجي. فكل ما لم يثبت بعد، ينبغي أن يظل مؤقتاً موضوعاً للشك، ولتوكيد قضية ما ينبغي تقديم الأسباب التي تبرر الاعتقاد بأنها صحيحة صادقة)) (4).
__________
(1) دراسات في الحديث النبوي (2/ 404)، أصول الفقه المحمدي للمستشرق شاخت دراسة نقدية (ص 321)، وقد ساق عدة شواهد تطبيقية على ذلك.
(2) دراسات في الحديث النبوي (2/ 405).
(3) المستشرق شاخت والسنة النبوية (ص 89).
(4) المدخل إلى الدراسات التاريخية (ص 122).
وقد عرف مجمع اللغة العربية الشك المنهجي بأنه: ((مرحلة أساسية من مراحل منهج البحث في الفلسفة، وقوامها تمحيص المعاني والأحكام تمحيصاً تاماً بحيث لا يُقبل منها إلا ما ثبت يقينه، ومن أبرز من قال به الغزالي ثم ديكارت. فعلى الباحث أن يحرر نفسه من الأفكار الخاطئة " بالشك "، وأن يتروَّى فيما يعرض له، فلا يتسرع في حكمه)) (1).
وفي تعريف آخر للأستاذ جبور عبدالنور: ((هو موقف يتميز عن الشك الارتيابي بأنه وقتي، ويُسلِّم بالمقدرة على بلوغ حقائق أكيدة شرط التمكن من التدليل عليها)) (2).
ولنا أن نتساءل بعد أن عرفنا ما هو الشك المنهجي: متى يكون الشك في معايير البحث العلمي غير منهجي؟
¥(12/444)
والجواب الصحيح عن هذا السؤال: بأنه يكون كذلك إذا كان الشك فيه إفراط وإنكار ونفي من دون بينة أو قرينة مقبولة، ولذا نجد أن أساتذة المنهجية الذين حثوا على الشك المنهجي، قد حذروا منه أيضاً، ومن هؤلاء "لانجلوا" فقد حذر المؤرخين من الإفراط في الشك، ناصحاً لهم بعد أن شدد على أهميته، فقال: ((ينبغي ألا نسيء استعماله، فإن الإفراط في الشك والاتهام في هذه الأمور، يكاد يكون له نفس النتائج الضارة؛ للإفراط في الثقة والاعتقاد)) (3).
ويقول الدكتور علي جواد الطاهر: ((الشك ضروري على أن يكون علمياً، وفي حدود الحقيقة، وأن يقع في السلب والإيجاب، وفيما لنا، وما علينا. أما الشك المرضي أو الشك الذي تدفعك إليه نزوة في مخالفة المألوف ... فهو خارج حدودنا، وليس من وكدنا)) (4).
__________
(1) المعجم الفلسفي (ص 103).
(2) المعجم الأدبي (ص 154).
(3) المدخل إلى الدراسات التاريخية (ص 75).
(4) منهج البحث الأدبي (ص46).
والذي وقع فيه " شاخت " هو أنه رفض القبول ببعض الأمور المتعلقة بالسنة النبوية ورواتها، بناءً على شك لا يستند إلى دليل أو قرينة مقبولة علمياً، ومن صنيعه في ذلك زعمه بأن كافة كتب التراجم التي تبحث في ترجمة موسى بن عقبة غير موثوق بها، والسبب - في نظره - يرجع إلى أنه قد زِيدَ في أسماء شيوخ موسى، وكذلك في أسماء تلامذته بعد أن كثرت الأحاديث الموضوعة وأسانيدها المختلقة، ويحيل " شاخت " القراء إلى أن يقوموا بموازنة بين ترجمة موسى بن عقبة في " طبقات ابن سعد "، و" التاريخ الكبير للبخاري "، وهما من أقدم المصادر، وما كتب عنه في المصادر المتأخرة ليتبين لهم الفرق، إذ المصادر القديمة مقتضبة بعكس المصادر المتأخرة، والخلاصة التي يخرج بها القارئ من كلام " شاخت " أن كتب التراجم كلها ليست جديرة بالثقة (1).
وقد تولى الدكتور الأعظمي (2) تفنيد هذا الرأي بأسلوب علمي رصين، حيث بيَّن أن محاولة زرع الشك في قلوب الباحثين حول قيمة كتب التراجم استناداً إلى التراجم المقتضبة لموسى بن عقبة لا يستند إلى أي دليل علمي؛ لأنه لا أحد من أولئك العلماء زعم أنه سيحاول استقصاء كافة المعلومات عن كل شخص يترجم له.
ثم ساق الأعظمي مثالاً وازن فيه ترجمة شعبة بن الحجاج في ثلاثة مصادر من كتب التراجم هي: " الطبقات " لابن سعد (ت 230 ه)، وكتاب "العلل ومعرفة الرجال" للإمام أحمد (ت 241 ه)، وكتاب "التاريخ الكبير" للبخاري (ت 256 ه).
__________
(1) كلام " شاخت " عن موسى بن عقبة نشره في إحدى المجلات الاستشراقية اسمها " Acra Orientalia " مجلد 21 سنة 1953م (ص 288 - 300)، وقد لخصه الدكتور الأعظمي في كتابه دراسات في الحديث النبوي (2/ 386 - 387).
(2) دراسات في الحديث النبوي (2/ 388 - 390).
فكانت النتيجة أن ابن سعد (1) ترجم له في تسعة أسطر ولم يذكر من شيوخه أو تلاميذه أحداً، أما البخاري (2) فترجم له في ثمانية أسطر ذاكراً اثنين من شيوخه، وكذلك تلامذته لم يذكر إلا اثنين فقط، أما الإمام أحمد (3) الذي توفي بعد ابن سعد، وقبل البخاري فيذكر لشعبة مائة وخمسين شيخاً.
وطبقاً لنظرية " شاخت " لنا أن نتساءل: إذا كانت الأحاديث الموضوعة والأسانيد المختلقة كانت وراء تكاثر أسماء شيوخ شعبة في مدة أحد عشر عاماً، هي الفاصل الزمني بين وفاتي ابن سعد وابن حنبل، بحيث ارتفع العدد من الصفر عند الأول إلى مائة وخمسين عند الثاني، فما الطريقة التي استعملها البخاري بحيث تمكن من إرجاع ذلك العدد الكبير إلى اثنين فقط، وبعد مضي خمسة عشر عاماً أخرى؟
وكيف تقلصت القائمة عند البخاري عن قائمة ابن حنبل، وكان من المفروض بناءً على نظرية " شاخت " أن تنمو أكثر فأكثر؟
ومثال آخر على استعمال هذا المستشرق للشك بصورة غير علمية ألبتة: وهي طعنه في " سلسلة الذهب " عند المحدثين أعني حديث مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما، فقد شكك في ثبوت سماع مالك من نافع مولى ابن عمر، وهذه نص عبارته المترجمة: (بما أن نافعاً مات في سنة 117 ه أو قريباً منها، ومات مالك في سنة 179ه، فعلاقتهما ممكنة الوقوع عندما كان مالك فتى. بل ربما كان موضع شك أيضاً ما إذا لم يأخذ مالك - الذي يتهمه الشافعي في موضع آخر بالتدليس - مروياته من أحاديث مدونة يزعم مجيئها عن نافع) ثم يذكر في الحاشية: ((ليس هناك تاريخ
¥(12/445)
موثوق معروف لميلاد مالك)) (4).
__________
(1) الطبقات الكبرى (7/ 280 - 281).
(2) التاريخ الكبير (4/ 244 - 245).
(3) العلل ومعرفة الرجال (1/ 472 - 475).
(4) هذا النص من كتاب أصول الفقه المحمدي لشاخت (ص 176 - 177)، نقلاً عن " أصول الفقه المحمدي للمستشرق شاخت دراسة نقدية " (ص 299 - 300).
وقد نص جمهور العلماء على أن مالكاً رحمه الله قد ولد سنة 93ه وهذا أصح الأقوال، وذهب البعض إلى أن ولادته كانت سنة 90، وقيل 94، وقيل 95، وقيل 96، وقيل 97 ه (1). فعلى الرأي الراجح يكون عمره حين مات نافع في الرابعة والعشرين، وعلى أبعد الأقوال يكون عمره في العشرين، ومالك كنافع كلاهما من أهل المدينة، فهل يمتنع في العقل أن يكون تتلمذ عليه وسمع منه، أليس في زمننا أناس كثر يتخرجون في الجامعة وهم في الثانية والعشرين من عمرهم أو أقل؟!
إن المثالين اللذين ذكرتهما عن استعمال " شاخت " للشك غير المنهجي هما غيض من فيض شكوك تفتقر لمقومات الشروط المعتبرة في الشك المنهجي، ولكن المقام لا يحتمل الاسترسال في ذكر الشواهد والرد عليها.
__________
(1) ترتيب المدارك (1/ 110).
ولابد هنا من التذكير بأن المنهج العلمي الصحيح لا يقر الخلط بين الشك المنهجي والرفض العلمي المبني على دليل؛ لأن الشك يكون مشروعاً ومطلوباً في البحث العلمي بوصفه خطوة أولى هدفها هو التثبت في الأمر، ولا يحق للباحث أن يرفض كل -أو بعض- ما يدَّعيه مخالفه من أدلة تدعم رأيه لا لشيء إلا؛ لأنها تؤيد رأيه، ذلك لأن للمخالف أيضاً أن يعامله بالمثل فيقول له: إنما رفضت دليلي؛ لأن قبوله يضعف رأيك، ونصرت غيره؛ لأنه يؤيد وجهة نظرك، فلابد للشك حتى يكون علمياً من معايير موضوعية علمية بعيدة عن الذاتية والتحيز (1).
__________
1) من طرائف ما وقفت عليه أن تلميذ المستشرقين المخلص " طه حسين " الذي توسع في تطبيق الشك في دراساته الأدبية، وجدته ينعى على المستشرقين سوء استعمالهم للشك حين تكون بحوثهم تتعلق بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وسيرته، بينما موقفهم من شعر أمية بن الصلت موقف المتيقن المطمئن مع أن أخباره ليست أدنى إلى الصدق ولا أبلغ في الصحة من أخبار السيرة النبوية، ثم يتساءل بتعجب: فما سر هذا الاطمئنان الغريب إلى نحو من الأخبار دون الآخر؟ أيكون المستشرقون أنفسهم لم يبرؤوا من هذا التعصب الذي يرمون به الباحثين من أصحاب الديانات. انظر في الأدب الجاهلي (ص 143).
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[12 - 04 - 06, 10:30 ص]ـ
المبحث الرابع: إهمال الأدلة المضادة
من أسوأ العيوب المنهجية، وأشدها خطورة على نتائج أي بحث علمي، هي أن يتجاهل الباحث الأدلة المضادة - يعني المخالفة - لرأيه سواءً أكان ذلك بسبب إهماله أم تحيزه أم لأي سبب آخر، ويصف أحد المفكرين الغربيين العالم أو الباحث الذي يخفي الأدلة التي لا تؤيد نظريته بأنه يعد في عالم العلم ((مثل المالي الغشاش، أو المحاسب الذي يزيف في دفاتره في عالم المال)) (1).
__________
(1) الأخلاق النظرية (ص 190 - 191).
ويذكر أحد أساتذة المنهجية أن من أهم العوائق التي تحول بين الباحث، والوصول إلى الحقيقة: تجاهل الأدلة المضادة، وعليه فإن الدليل المضادَّ يجب أن يُعطى وزن الدليل المؤيد نفسه، حتى لو كان في ذلك تغيير لمنطلقات البحث الأساسية؛ لأن هدف الباحث الأول هو الوصول إلى الحقيقة (1).
ويؤكد آخر بأنه ينبغي للعالم أن يكون كالقاضي النزيه الذي يسعى وراء الأدلة التي تنفي آراءه أكثر من تلك التي تؤيدها (2).
ولبيان خطورة الأدلة المضادة على نتائج أي بحث علمي، سنقتطف هذين النصين، أحدهما للدكتور توفيق الطويل يقول فيه: ((إن الأمثلة الإيجابية - أي التي تؤيد صحة فرض من الفروض - لا تكفي لإثبات صدقه؛ لأن الشواهد السلبية التي تنفي صحته أهم في مجال الاختبار والتمحيص من الشواهد المؤيدة له، بل إن مثالاً واحداً يتنافى مع الفرض يكفي لهدمه، وبيان فساده بإلغاء عدد الشواهد المؤيدة لصدقه)) (3).
والآخر لأحد رواد علماء المنهجية في العصر الحديث وهو فان دالين (4)، يقول فيه: ((وبصرف النظر عن مقدار الأدلة التي أمكن التوصل إليها لتأييد فرض من الفروض، فإن بنداً واحداً يحمل دليلاً معارضاً، يمكن أن يثبت بطلان ذلك الفرض)) (5).
¥(12/446)
بعد أن قررنا هذا الأمر من الكتب المختصة، يأتي الآن دور النظر في مخالفات " شاخت " لهذا الأصل الخطير من أصول المنهجية العلمية مع ذكر بعض الأمثلة.
__________
(1) كيف تكتب بحثاً (ص 31 - 32).
(2) فلسفة العلوم (ص94).
(3) مسائل فلسفية (ص 109 - 110).
(4) يقول الدكتور صالح العساف في كتابه المدخل إلى البحث في العلوم السلوكية (ص 284): (فان دالين هو من رواد علماء المنهجية، ويعد كتابه " مناهج البحث في التربية وعلم النفس " مرجعاً أساسياً لكثير ممن كتب في المنهجية فيما بعده).
(5) مناهج البحث في التربية وعلم النفس (ص 229).
سبق معنا أنَّ " شاخت " يرى أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يكن مبالياً بأمور الشريعة - أي القانون كما ورد في تعبيراته - ولهذا فلم تكن سلطته في المدينة النبوية لمَّا هاجر إليها سلطة تشريعية (1).
إن " شاخت " أهمل هنا الأدلة المعارضة، وهي الأدلة القرآنية التي تذكر بجلاء وجوب اتِّباع النبي - صلى الله عليه وسلم - في كل شيء، ومن ذلك مثلاً:
قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} (59) سورة النساء
وقوله تعالى {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} (65) سورة النساء
.
وقوله تعالى {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا} (105) سورة النساء.
وقوله تعالى {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (7) سورة الحشر
وقوله تعالى {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} (36) سورة الأحزاب
إن تدبُّر هذه الآيات يعطينا نتيجة مخالفة كلياً لرأي " شاخت " الآنف، تدحض خيالاته بصورة أكيدة.
__________
(1) أصول الفقه المحمدي للمستشرق شاخت دراسة نقدية (ص30 - 31).
ولفداحة هذا الخطأ المنهجي، تخلى بعض المستشرقين (1) عن رأي "شاخت" السابق، وعارضوه فيما توصل إليه من نفي السلطة التشريعية عن المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، ومن هؤلاء تلميذه المستشرق " كولسون " الذي صرح بمعارضته لرأي أستاذه مستدلاً على رأيه بقوله: ((إن القرآن كان قد أثار قضايا اهتم بها المجتمع الإسلامي اهتماماً مباشراً بطبيعة الحال، ولا بد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نفسه اضطر لتناولها بحكم سلطته السياسية والتشريعية في المدينة ... وحينما يجحد - يعني " شاخت " - صحة كل حكم منسوب في الواقع للنبي - صلى الله عليه وسلم - فإن فجوة ستنشأ - أو تختلق بالأحرى - في تصور تطور التشريع الإسلامي في المجتمع المسلم الباكر، ومن منطلق واقعي، بأخذ الظروف التاريخية السائدة آنذاك في الحسبان، فإنه يبدو من الصعب التسليم بهذا الفهم المؤدِّي لمثل هذه الفجوة ... واقتراحي هو أن مادة أحاديث كثيرة
-وبخاصة تلك التي تتناول مشكلات يتكرر ظهورها وتثيرها التشريعات القرآنية- قد تعبر حقيقة في أقل تقدير عما يقترب من حكم النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي حفظه النقل الشفهي العام في أول الأمر)) (2).
لا يمكن لأحد أن يزعم أن " شاخت " لم يكن مطلعاً على القرآن، وملماً بكلياته العامة ومبادئه الأساسية، ولذا كان تجاهله لنصوص القرآن في تقرير تلك المسألة خطأ منهجياً مرفوضاً حتى مِنْ قِبَلِ معجبيه ومؤيديه كما رأينا.
ومن أمثلة تجاهل هذا المستشرق للأدلة المضادة لآرائه، قاعدته التي ذكرناها فيما تقدم وفحواها: ((السكوت عن الحديث في موطن الاحتجاج دليل على عدم وجوده)) (3).
__________
¥(12/447)
(1) انظر نصوصاً مختصرة عن بعضهم في أصول الفقه المحمدي للمستشرق شاخت دراسة نقدية (ص 33 - 34)، والمستشرق شاخت والسنة النبوية (ص 78 - 79).
(2) في تاريخ التشريع الإسلامي (ص 94).
(3) توثيق الأحاديث النبوية نقد قاعدة شاخت (ص 697).
وقد أهمل الأدلة المضادة لهذه القاعدة بصورة فاضحة جداً، مع أنه يتكلم على قاعدة عامة يستعملها لبيان الأحاديث الموضوعة والمكذوبة في زعمه، وقد تولى الدكتور ظفر إسحاق الأنصاري (1) مناقشة هذه القاعدة بأسلوب علمي رفيع جداً، وسأقوم بتلخيص كلامه مبرزاً جانب تجاهل الأدلة المضادة.
يرى الدكتور ظفر أنه من غير الممكن ادعاء صحة حجة شاخت إلا إذا كوَّنَّا الافتراضات التالية:
1 - كلما ذكرت الأحكام الشرعية في القرنين الأول والثاني، ذكرت معها أدلتها المؤيدة، ولا سيما الأحاديث.
2 - إن الأحاديث المعروفة لأحد الفقهاء أو المحدثين ينبغي أن تُعرف بالضرورة عند كل فقهاء عصره ومحدثيه.
3 - إن كل الأحاديث المتداولة في فترة زمنية معينة كانت مدونة ومعروفة على نطاق واسع، ومن ثم حفظت بحيث إذا لم نُوفق في إيجاد حديث ما ضمن أعمال عالم معروف، فإن ذلك يعني عدم وجوده في عصره، أو عدم وجوده في بلده أو في أي مكان آخر من العالم الإسلامي.
هذه الافتراضات وإن لم يصرح بها " شاخت "، إلا أنها لازمة لقاعدته المذكورة آنفاً وهي الأسس الداعمة لتكوينها التي لولاها لانهارت. ولا يشك العارف بتاريخ التشريع الإسلامي فقهاً وحديثاً في عدم صحة هذه الافتراضات، بل إن الأدلة تنقضها، وأحسن طريقة لمعرفة سلامة قاعدة "شاخت" هي أن نقوم بما يمكن تسميته " بالاستدلال العكسي " الذي سيظهر من خلاله إهمال هذا المستشرق للأدلة المضادة.
إن الطريقة التي طبق بها " شاخت " قاعدته السابقة كانت تعتمد على أن الحديث الذي يُذكر في مصدر متأخر، وليس في مصدر متقدم عليه زمناً يدل على أنه قد تم اختلاقه ووضعه في الفترة الزمنية الواقعة بعد حياة المؤلف الذي لم يذكره.
__________
(1) السابق (ص 694 - 706).
و" الاستدلال العكسي " لقاعدة " شاخت " يكمن في الإجابة عن تساؤل مهم مفاده: هل يمكن أن توجد أحاديث نبوية في مصدر متقدم ثم لا توجد في مصدر متأخر؟ فإن ثبت وجود ذلك انهارت قاعدة " شاخت "، وإن لم يثبت شيء من ذلك كانت قاعدته صحيحة، وكان من الواجب عليه أن يتحقق من صحة هذه القاعدة ببيان سلامتها من الأدلة المضادة، وهنا يجب علينا استحضار كلام أساتذة المنهجية المتقدم الذي يؤكد أن وجود شاهد واحد مخالف للفرض العلمي يكون كافياً في نقضه.
ولقد تمكن الدكتور ظفر الأنصاري من بيان أن عدداً كبيراً من الأحاديث الموجودة ضمن المصنفات الأولى، لم تكن ضمن مصنفات الفترة الزمنية اللاحقة لها بغض النظر عن المصنفات المعاصرة، وهذا مما يؤكد أن فقهاء ذلك العصر - في القرنين الأول والثاني الهجريين - كان من عاداتهم عدم الالتزام بذكر كل الأحاديث التي يعلمونها، بما في ذلك الأحاديث التي تدعم أحكامهم الفقهية.
ولبيان ذلك قام الدكتور ظفر الأنصاري بإجراء موازنة بين كتابي " آثار أبي يوسف القاضي "، وكتاب " الآثار لمحمد بن الحسن الشيباني " موضحاً بالأمثلة أن عدداً كبيراً من الأحاديث المدونة في الكتاب الأول ليست في الثاني، على الرغم من أن محمد بن الحسن الشيباني كان أصغر سناً من أبي يوسف الذي كان في الواقع شيخه أيضاً، وفضلاً عن ذلك فقد دوّن الشيباني كتب أبي يوسف، وألف هو نفسه كتباً، وهي إما أنها كانت مبنية على مؤلفات أبي يوسف أو مشابهة لها من حيث الموضوع، وبإثبات وجود عدد كبير من الأحاديث التي يذكرها أبو يوسف القاضي، وليست في مؤلفات الشيباني المشابهة، فإن ذلك يقوض صلاحية تلك الافتراضات المذكورة آنفاً، وهي وحدها التي تثبت صحة قاعدة " شاخت ".
¥(12/448)
كما قام الدكتور ظفر الأنصاري أيضاً بإجراء موازنة بين " الموطأ " للإمام مالك برواية يحيى بن يحيى الليثي، و" الموطأ " برواية محمد بن الحسن الشيباني على اعتبار أن موطأ الشيباني هو المتأخر، وموطأ مالك برواية الليثي هو المتقدم، وذلك التزاماً بطريقة " شاخت " نفسه؛ لأنه يعامل " الموطأ " برواية الشيباني على أنه المصنف المتأخر بالنظر إلى وفاته، و" الموطأ " برواية الليثي هو المتقدم بالنظر إلى وفاة مالك. ثم وضح بالأمثلة أن عدداً كبيراً من الأحاديث الموجودة في موطأ مالك، ليست في موطأ الشيباني على الرغم أنه كان الأصغر سناً، بل أكثر من ذلك وجد بعض الأمثلة التي توجد في موطأ مالك، وهي مؤيدة لبعض أحكام المذهب الحنفي الذي ينتمي له محمد بن الحسن الشيباني، وليست في روايته للموطأ.
ثم ختم الدكتور ظفر الأنصاري بحثه بقوله: ((إن هذا يبين أنه على الرغم من عدم وجود سبب للاعتقاد بأن الشيباني لم يكن عارفاً بهذه الأحاديث، فإن مصنفه لم يسجلها، وهي حقيقة تبطل الافتراض الذي يقوم عليه منهج " شاخت " في محاولته لإثبات نشوء الأحاديث.
وبهذا الصدد فإن الاحتمالات التالية التي يبدو كل واحد منها مقنعاً قد تم تجاهلها كلية:
1 - أن الشخص المعني ربما يكون قد سمع الحديث ثم نسيه.
2 - أنه ربما يكون سمع الحديث، ولم يره صحيحاً.
3 - أنه ربما يكون قد علم بحديث ما، ولكن ... لم تصلنا كل الأحاديث المعروفة عند الفقهاء ...
إن تجاهل كل هذه الاعتبارات، وكثيراً من البراهين المضادة، والإصرار على شك مفرط، لا يمكن أن يعد من شيم المؤرخين الحصيفي الرأي)) (1).
__________
(1) توثيق الأحاديث النبوية نقد قاعدة شاخت (ص 705 - 706).
وبقي أن نلفت الأنظار إلى أن مجرد الاعتماد على سكوت المصادر في نفي صحة المعلومات التي تثبتها مصادر أخرى، لا يعد عملاً مقبولاً علمياً عند أساتذة المنهجية الغربيين المتخصصين في التاريخ من أمثال " وودي " الذي يقول: ((لا تحكم على المؤلف بأنه يجهل أحداثاً معينة بالضرورة؛ لأنه أغفل ذكرها، ولا تظن للسبب نفسه أن تلك الحوادث لم تقع فعلاً)) (1).
وفيما تقدم تجلية لتهافت منهجية " شاخت " الذي يبدو أن من أساسيات طريقته في البحوث التي يجريها حول السنة النبوية، تجاهل إن لم يكن "حجب" الأدلة المضادة التي تخالف أحكامه التعسفية الجائرة.
المبحث الخامس: التفسير المتعسف للنصوص
يمكن لأي باحث مبتدئ في قضايا التاريخ أن يقع في سوء فهم لبعض العبارات أو المصطلحات الموجودة في النصوص القديمة، ولكن أساتذة المنهجية وضعوا قواعد في فهم العبارات، أوجبوا على كل باحث في التاريخ أن يراعيها، يقول: "لانجلوا" ((ينبغي أن نتعلم كيف نقاوم الغريزة التي تدفعنا إلى تفسير كل عبارات النص بالمعنى الكلاسيكي أو المعنى العادي ...
ويقضي المنهج بتعيين المعنى الخاص للكلمات في الوثيقة، ويقوم على بعض مبادئ بسيطة جداً:
1 - إن اللغة في تطور مستمر من شأنه أن يفسدها، ولكل عصر لغته الخاصة التي ينبغي النظر إليها على أنها نظام خاص من الرموز والعلامات، وعلى هذا فإنه لفهم وثيقة ما، ينبغي معرفة لغة العصر، أعني معنى الألفاظ والصيغ في العصر التي كتبت فيه الوثيقة. ومعنى اللفظ يتعين بجمع المواضع التي استعمل فيها ...
2 - والاستعمال اللغوي يمكن أن يختلف من إقليم إلى آخر، ولهذا ينبغي معرفة لغة الإقليم الذي كتبت فيه الوثيقة، أعني المعاني الخاصة المستعملة بها الألفاظ في الأقاليم المختلفة.
3 - ولكل مؤلف طريقته الخاصة في الكتابة، ولهذا يجب أن ندرس لغة المؤلف، والمعنى الخاص الذي استعمل به الكلمات ...
__________
(1) مناهج البحث في التربية وعلم النفس (ص 275).
4 - ويختلف معنى التعبير بحسب الموضع الذي يوجد فيه، ولهذا ينبغي ألاّ تفسر كل كلمة وكل جملة، مفردة بل بحسب المعنى العام (السياق)، وقاعدة السياق هذه قاعدة أساسية في التفسير، وتقضي بأنه قبل أن أستعمل جملة من نص أن أقرأ النص كله أولاً ...
وهذه القواعد لو طبقت بدقة تؤلف منهجاً دقيقاً في التفسير، لا يكاد يترك مجالاً للخطأ) (1).
¥(12/449)
إن طبيعة كتابات " شاخت " المتعلقة بالسنة النبوية تنتمي إلى نوعية البحوث التاريخية بحسب المقاييس الغربية، كما أن النص الذي نقلناه آنفاً هو لمؤرخ فرنسي توفي سنة 1929م، وقد صدر كتابه الذي نقلنا منه في سنة 1898م (2)، وهو معتمد على مراجع ألمانية منها كتاب " متن في المنهج التاريخي " لأرنست مانهايم، فلذلك أستبعد أن يكون " شاخت " - الذي هو من أصل ألماني ويكتب باللغة الفرنسية كما ورد معنا في ترجمته -، لم يطلع على القواعد المذكورة آنفاً في أحد المراجع، إلا أن يكون كتب بحوثه التاريخية من دون أن يتعلم منهج البحث التاريخي!.
__________
(1) المدخل إلى الدراسات التاريخية (ص 114 - 116).
(2) انظر مقدمة عبدالرحمن بدوي لهذا الكتاب في " النقد التاريخي " (ص 9).
لقد خالف " شاخت " تلك القواعد في عدد من كتاباته، ومن ذلك مثلاً أنه فسر كلمة " الفتنة " التي وردت في كلام ابن سيرين الذي يقول فيه: ((لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت " الفتنة "، قالوا: سمُّوا لنا رجالكم، فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم، وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم)) (1)، بقوله: ((الفتنة التي بدأت بمقتل الوليد بن يزيد " ت 126 ه "، على مقربة من نهاية الدولة الأموية، كان تاريخاً مصطلحاً عليه، لاعتباره نهاية الأيام الجميلة القديمة ... وبما أن تاريخ وفاة ابن سيرين هو 110 ه، لذلك لا بد أن نعد نسبة هذا الكلام إلى ابن سيرين غير صحيحة، والأثر موضوع. وعلى كل فليس هناك ما يدعو إلى أن نقبل أن بداية الإسناد تسبق في وجودها بداية القرن الثاني الهجري)) (2).
وبناء على مقتضى القواعد التي تقدم ذكرها في منهجية الفهم من النصوص التاريخية، سنرى أن تفسير " شاخت " متعسف جداً لما يلي:
1 - من المعلوم أن ابن سيرين ولد عام 33 ه، وتوفي عام 110 ه، وله من العمر 77 سنة (3)، فالزعم أن معنى الفتنة يقصد بها مقتل الوليد بن يزيد سنة 126 ه، مصادم لتاريخ وفاة ابن سيرين.
2 - بالنظر في مصطلح الفتنة عند ابن سيرين وجدناه يطلقها على ما جرى بين صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قتال بسبب مقتل عثمان رضي الله عنه، ففي نص صحيح السند عن ابن سيرين نفسه يقول فيه: ((هاجت الفتنة وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرة آلاف، فما خف لها منهم مائة)) (4).
__________
(1) أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه (1/ 15).
(2) نقلاً عن دراسات في الحديث النبوي (2/ 394 - 395).
(3) انظر تهذيب الكمال (25/ 353 - 354).
(4) العلل ومعرفة الرجال لأحمد (2/ 466).
ومن المعروف أنه يستحيل أن يكون هذا العدد الكبير من الصحابة على قيد الحياة سنة 126 ه حين مات الوليد بن يزيد، مما يرجح أن المقصود هو ما حدث من قتال بين معسكري علي ومعاوية رضي الله عنهما بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وفي نص آخر عن ابن سيرين قال: ((عن عبيدة السلماني قال: سمعت علياً يقول: اجتمع رأيي ورأي عمر في أمهات الأولاد ألا يبعن. قال: ثم رأيت بعد أن يبعن.
قال عبيدة: فقلت له: فرأيك ورأي عمر في الجماعة أحب إلي من رأيك وحدك في الفرقة. أو قال في الفتنة. قال فضحك علي)) (1). ففي هذا النص دلالة واضحة على أن مصطلح الفتنة في هذه الرواية التي جاءت من طريق ابن سيرين نفسه المراد بها قتال علي رضي الله عنه لخصومه.
وفي نص آخر أيضاً قال ابن سيرين: ((قال: قال رجل: ما منا أحد أدركته الفتنة إلا لو شئت لقلت فيه، غير ابن عمر)) (2). ومن المعروف أن ابن عمر رضي الله عنهما قد اعتزل الحرب بين علي ومعاوية رضي الله عنهما، فلم يشارك مع أحدهما ضد الآخر.
3 - النظر في سياق النص يعطينا دلالة واضحة على أن ابن سيرين يتحدث عن عادة ظهرت قبل أيامه، لذلك يستعمل ضمير الغائب في النص كله: " كانوا لا يسألون … قالوا: سموا لنا … "، ولم يستعمل ضمير المتكلم، فعدوله عن استعماله إلى ضمير الغائب مع صيغة الماضي يشير في الواقع إلى أن هذا الاتجاه سابق له، ومتقدم عليه (3).
__________
(1) المصنف لعبدالرزاق (7/ 291).
(2) السنن لسعيد بن منصور (2/ 399).
(3) دراسات في الحديث النبوي (2/ 396).
¥(12/450)
ومثال آخر على تعسف " شاخت " وتحكمه في فهم النصوص التاريخية وتفسيرها، فقد علق على حديث أخرجه موسى بن عقبة في مغازيه، ونص الحديث كما يلي: ((حدثني عبدالله بن الفضل أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: حزنت على من أصيب بالحرة من قومي، فكتب إلي زيد بن أرقم، وبلغه شدة حزني، يذكر أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار " وشك ابن الفضل في أبناء أبناء الأنصار)) (1).
فقال: ((يمدح هذا الحديث حزب الأنصار، الذي كان موالياً للحكام، وفي صف العباسيين، وعلى هذا الأساس لا تصح نسبة هذه الأحاديث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -)) (2).
وقد فَنَّد الأعظمي (3) هذا الفهم العجيب من " شاخت " بما ملخصه:
1 - لا نجد كلمة واحدة في هذا الحديث في مدح الأنصار كما يظهر من سياق الحديث وعباراته، وإنما يوجد فيه استغفار للأنصار ودعاء لهم، والله سبحانه وتعالى هو الذي أمر نبيه بالاستغفار، قال تعالى {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (159) سورة آل عمران
2 - أثنى الله عز وجل على الأنصار في غير ما موضع في كتابه الكريم، كقوله تعالى {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (100) سورة التوبة
فالقرآن يعطي الأنصار أكثر مما أُعطوا في الحديث الآنف، فإذا كان قد اخترع في منتصف القرن الثاني أو بعده لمصلحة الأنصار الموالين للعباسيين والمعادين للعلويين، فلا ندري من الذي اخترعه واخترع معه تلك الآية وما يشبهها من آيات تثني على الأنصار وتعطيهم منزلة تفوق ما ورد في الحديث.
__________
(1) أحاديث منتخبة من مغازي موسى بن عقبة (ص 78) رقم الحديث [10].
(2) بحث لشاخت بعنوان " على كتاب المغازي لموسى بن عقبة "، نقلاً عن ترجمة الأعظمي في كتابه منهج النقد (ص 137).
(3) منهج النقد عند المحدثين (ص 141 - 142).
3 - مما يؤكد أنَّ الحديث لا يفهم منه أنه ضد العلويين أننا نجد الشيعة قد أخرجوه في كتبهم كالمجلسي في ((بحار الأنوار)) وغيره من كتبهم، ولو كانوا يشتمون منه أنه موجه ضد العلويين لما نقلوه في كتبهم.
وبما تقدم يعلم تجاهل " شاخت " لعبارات النص وسياقه، مما يؤكد تعسفه في فهم النصوص وتفسيرها.
المبحث السادس: التعميم الفاسد
من مسلَّمات المنهج العلمي أن التعميم بدون استقراء وأدلة كافية يعد مزلة قدم تفقد الثقة بالباحث الذي يقع منه ذلك، يقول " لانسون ": ((إن اليقين يأخذ في التناقص كلما أخذ التعميم في التزايد، وهذه حقيقة تصدق على كل العلوم)) (1).
وفي نص آخر له يقول: ((نأخذ من المناهج العلمية: الحذر … وأن نكون أقل استسلاماً لأهوائنا، وأقل تسرعاً إلى الجزم)) (2).
ويقول الدكتور شوقي ضيف: ((ينبغي الاستقراء الكامل … حتى لا يقع الباحث في تعميمات وأحكام خاطئة)) (3).
والملاحظ على " شاخت " أنه كان يعمم في كثير من الأحيان في بحوثه معتمداً على نص أو نصوص قليلة جداً، ومن ذلك مثلاً زعمه بأن الفقهاء في مدرستي المدينة والعراق كانوا يقدمون قول الصحابي على السنة النبوية، ولننظر كيف يستدل على هذا التعميم الفاسد؟ يقول: ((إن موقف العراقيين وأهل المدينة من أحاديث الأحكام موقف متماثل، وهو يختلف جوهرياً عن موقف الشافعي، وفي كتاب " اختلاف الحديث " (ص 30) نجد أن العراقيين وأهل المدينة جميعهم يهملون الأحاديث النبوية، ويقدمون عليها ما يستنبطونه من القواعد أو أقوال الصحابة)) (4).
__________
(1) منهج البحث في الأدب واللغة (ص 85).
(2) نقلا عن منهج البحث الأدبي (ص 24).
(3) البحث الأدبي (ص 40) بتصرف يسير، وانظر أيضاً تشديده على أهمية الاستقصاء الدقيق للنصوص في (ص 37، 38، 44).
(4) أصول الفقه المحمدي (ص 671) ترجمة الصديق بشير.
¥(12/451)
ثم يذكر بضعة نصوص عن الإمام الشافعي يخالف فيها أتباع الإمام مالك، ويضيف إليها نصين استعمل فيهما الإمام مالك الاحتجاج بفهم بعض الصحابة، فيقفز " شاخت " فجأة إلى التعميم فيقرر بكل طمأنينة: ((وإجمالاً يمكننا القول بأن أهل المدينة يفضلون أقوال الصحابة على الأحاديث النبوية)) (1).
وأما ما يتعلق بالمدرسة الفقهية في العراق، فيقول: " شاخت ": ((إن رأي العراقيين في حجية الحديث النبوي قد تدنّت بلا ريب، إلى مرتبة أدنى بفعل الأهمية التي أعطاها العراقيون لأقوال الصحابة نظرياً وعملياً، ونحن نرى بوضوح التعبير عن هذا المبدأ في مواضع عديدة، ومن ذلك ما جاء في كتاب "اختلاف العراقيين" (الأم 7/ 110): " وهم يزعمون أنهم لا يخالفون الواحد من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - "، ومن ذلك أيضاً (7/ 135): " وقد زعم الذي قال فيه قيمة - يعني أبا حنيفة - أنه لا يخالف واحداً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"، ويخاطب الشافعي محمد بن الحسن الشيباني قائلاً (7/ 286): " وأصل ما تذهبون إليه ألا تخالفوا الواحد من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا لم يعلم أن أحداً من الصحابة خالف في ذلك ")) (2).
ثم يصل " شاخت " بناء على النصوص الثلاثة السابقة المنقولة من حوارات الإمام الشافعي مع مخالفيه؛ ليقرر لنا هذا التعميم الآتي: ((فليس من الغريب إذن أن تُقدّم أقوال الصحابة على أحاديث النبي، وأن يذكر كلاهما في مستوى واحد من الحجية، وأن تفسّر أحاديث النبي بأقوال الصحابة)) (3).
__________
(1) السابق (ص 675).
(2) السابق (ص 680 - 681).
(3) السابق (ص 681).
وهذا العيب المنهجي لاحظه بصورة جلية الدكتور محمد مصطفى الأعظمي، فقال موضحاً لهذا الخلل في كتابات هذا المستشرق: ((أما البروفسور " شاخت " فله منهج لا يمت إلى ميدان العلم بصلة. ففي بحثه عن موقف تلك المدارس الفقهية من أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يقبل كلام أصحاب تلك المدارس بأنهم ملزمون بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا يقبل كلام خصوم تلك المدارس الفقهية بحيث إنهم ينقلون اتفاق أصحاب تلك المدارس على هيمنة سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. كما أنه يتجاهل 99? من القضايا التي تدل على أخذهم بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
ويأخذ اعتراضات الخصوم بأن صاحب مدرسة ما خالف السنة النبوية في المسألة الفلانية، فيأخذ هذه الجزئية الضئيلة التي لا تمثل 1?، وهي اعتراض من قبل الخصوم ثم يعمم النتيجة، فيحولها إلى مائة في المائة.
ومن ناحية أخرى يلتقط " شاخت " بعض الأمثلة - ولتكن صحيحة ودالة على مطلبه - من مالك، ثم يعمم تلك النتيجة على المدنيين كافة، وكأنه لم يكن في المدينة غير مالك، وكأنه لم يكن هناك اختلاف بين علماء المدينة في مسألة ما.
وفي قضية العراق المسألة أغرب، إذ يأخذ بعض الأمثلة من مدرسة الأحناف، ثم لا يعمم على الكوفة فقط، بل يعمم على العراق بأكملها، وهكذا يفعل مع الأوزاعي)) (1).
__________
(1) المستشرق شاخت والسنة النبوية (1/ 88).
وفي موضع آخر يستدل " شاخت " على نظريته في تحديد معيار لمعرفة تاريخ اختلاق الحديث بأنه الراوي المشترك - أي الراوي الذي عليه مدار الإسناد - بحديث واحد فقط، ويقرر هذا التعميم الخطير جداً بقوله: ((إن وجود رابط مهم مشترك في كل أو أكثر الأسانيد لحديث معين هو إشارة قوية تدعم كون الحديث وجد في وقت ذلك الناشر الأصلي (1) ... يوجد مثال نموذجي لظاهرة الراوي المشترك ... )) (2). ثم ساق حديثاً واحداً فقط من رواية عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن المطلب عن جابر رضي الله عنه مرفوعاً: ((لحم الصيد حلال لكم في الإحرام، ما لم تصيدوه)) (3)؛ ليؤكد نظريته العامة عن الوضع في السنة النبوية!
¥(12/452)