قال ابن الصلاح (ص350): (يعني أنه أول من تصدى لذلك وعني به؛ وإلا فالكلام فيه [فيهم] جرحاً وتعديلاً متقدم ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم عن كثير من الصحابة والتابعين فمن بعدهم).
وقال أبو بكر بن مَنْجويه: (وكان من سادات أهل زمانه حفظاً وإتقاناً وورعاً وفَضلاً، وهو أول من فتش بالعراق عن أمْرِ المحدّثين، وجانبَ الضّعفاء والمتروكين، وصارَ عَلَماً يُقْتَدَى به، وتَبِعَهُ عليه بعدَهُ أهلُ العراق).
تنبيه: قال ابن حجر عقبه: (قلت: هذا بعينه كلام ابن حبان في «الثقات» نقله ابن منجويه منه ولم يعزه إليه، لكن عند ابن حبان أن مولده سنة (38) ---).
تكميل وتذييل:
قال الذهبي في (ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل) (ص159 - 162): (فأول من زكى وجرح عند انقراض عصر الصحابة وابن سيرين ونحوهما، حفظ عنهم توثيق أناس وتضعيف آخرين، وسبب قلة الضعفاء في ذلك الزمان قلة متبوعيهم من الضعفاء، إذ أكثر المتبوعين صحابة عدول، وأكثرهم من غير الصحابة، بل عامتهم ثقات صادقون يعون ما يروون وهم كبار التابعين، فيوجد فيهم الواحد بعد الواحد فيه مقال، كالحارث الأعور وعاصم بن ضمرة ونحوهما، نعم فيهم عدة من رؤوس أهل البدع من الخوارج والشيعة والقدرية، نسأل الله العافية كعبد الرحمن بن ملجم والمختار بن أبي عبيد الكذاب ومعبد الجهني؛ ثم كان في المئة الثانية في أوائلها جماعة من الضعفاء من أوساط التابعين وصغارهم ممن تكلم فيهم من قبل حفظهم أو لبدعة فيهم، كعطية العوفي وفرقد السبخي وجابر الجعفي وأبي هارون العبدي، فلما كان عند انقراض عامة التابعين في حدود الخمسين ومئة تكلم طائفة من الجهابذة في التوثيق والتضعيف، فقال أبو حنيفة: ما رأيت أكذب من جابر الجعفي، وضعف الاعمش جماعة ووثق آخرين وانتقد الرجال شعبة ومالك----). انتهى.
هذا، وقد عقد ابن أبي حاتم في (تقدمة الجرح والتعديل) (1/ 132 - 156) باباً أسماه (ما ذكر من علم شعبة بناقلة الآثار وكلامه فيهم على حروف الهجاء)؛ فأورد فيه جملة طيبة من كلام هذا الإمام في الرواة؛ وهو دال على ما اشتهر من إمامته في هذا الفن، وسبقِه العلماء إلى التبحر فيه.
&&&&&
(6)
اشتهاره بأنه لا يروي إلا عن ثقة
كان شعبة عالماً بالحديث وكان ينتقي الرجال، وكان متفوقاً بهذه المسألة على الإمام الكبير سفيان الثوري رحمه الله تعالى.
قال الخطيب: قرأت في أصل كتاب محمد بن أحمد بن رزق حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل إجازة قال سمعت أبي يقول كان شعبة امة وحده في هذا الشأن، يعني في الرجال، وبصره بالحديث، وتثبته، وتنقيته للرجال.
وأخرج الخطيب من طريق يعقوب بن سفيان: حدثنا الفضل يعنى بن زياد قال: سئل أحمد بن محمد بن حنبل شعبة أحب إليك حديثاً أو سفيان؟ فقال: شعبة أنبل رجالاً وأنسق حديثاً.
وأخرج الخطيب عن حماد بن مسعدة قال: قيل لابن عون: مالك لا تحدث عن فلان؟ قال: لأن أبا بسطام شعبة تركه.
وقال المزي في ترجمته من (تهذيب الكمال): (قال أبو طالب، عن أحمد بن حنبل: شُعبة أثبتُ في الحَكَم من الأعمش وأعلم بحديث الحَكَم، ولولا شُعبة ذَهب حديث الحَكَم، وشُعبةُ أحسنُ حديثاً من الثّوريّ، لم يكن في زمن شُعبة مثله في الحديث، ولا أحسنَ حديثاً منه قُسِمَ له من هذا حظٌ؛ وروَى عن ثلاثين رجلاً من أهل الكوفةِ لم يرو عنهم سُفيان).
قال المزي: (قال عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه: كان شُعبة أُمةً وحده في هذا الشأن، يعني في الرّجال وبصره بالحديث وتَثَبّته وتنقيته للرجال).
وقال ابن أبي حاتم (1/ 172): (نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي، يعنى بن المديني، قال: سمعت يحيى، يعني ابن سعيد القطان، يقول: أتى شعبةُ المنهالَ بن عمرو فسمع صوتاً فتركه؛ سمعت أبى يقول: يعني قراءة بألحان، فترك الكتابة عنه لأجل ذلك).
&&&&&
(7)
انتقاؤه للأحاديث فضلاً عن الرجال
لم يكن شعبة ينتقي الرجال فقط، بل كان ينتقي أحاديثهم أيضاً، قال ابن حجر في (فتح الباري) (11/ 197) في معرض كلامه على بعض الأحاديث:
(وأشار الإسماعيلي إلى أن في السند علة أخرى فقال: سمعت بعض الحفاظ يقول: إن أبا إسحاق لم يسمع هذا الحديث من أبي بردة؛ وإنما سمعه من سعيد بن أبي بردة عن أبيه.
¥(11/322)
قلت: وهذا تعليل غير قادح، فإن شعبة كان لا يروي عن أحد من المدلسين إلا ما يتحقق انه سمعه من شيخه)؛ وذكر نحو هذا في بضعة مواضع من (الفتح).
&&&&&
(8)
محاولته منع الضعفاء من الرواة من التحديث
لم يكن شعبة رحمه الله ليقنع بالنقد النظري للرواة وأحاديثهم، وحده، ولا بالاقتصار على الرواية عن الثقات عنده، [أو بالاقتصار على رواية ما صح عنده من أحاديث الثقات ومن قاربهم]، وحده، ولا بمجموع هذين الأمرين وحدهما؛ بل كان ناقداً يباشر النقد عملياً، كان يجيءُ إلى الرجلِ الذي لا يصلح للتحديث، فيمنعه، ويقول له: لا تحدّث وإلا استعديتُ عليك السلطانَ.
قال ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل) (1/ 127): (حدثني أبي نا حرملة بن يحيى قال سمعت الشافعي يقول: لولا شعبة ما عرف الحديث بالعراق كان يجئ إلى الرجل [قال الذهبي في "السير" موضحاً المراد: (يعني الذي ليس أهلاً للحديث)] فيقول: لا تحدث، وإلا استعديت عليك السلطان).
قلت: كان السلطان فيه بقية من خير؛ ولو تم هذا الأمر لشعبة ومُنع أكثر الضعفاء عن التحديث لحصل خير كثير وقطع شر مستطير.
&&&&
(9)
تجرده للحق وعدم محاباته لأحد
مما عرف به الإمام شعبة رحمه الله تجرده للحق وقوته في هذا الشأن وعدم محاباته فيه أحداً من الناس كائناً من يكون، قال الآجري في (سؤالات أبي داود) (487):
(وسمعت أبا داود يقول: قال شعبة: لو حابيت أحداً حابيت هشاماً بن حسان، وكان قريبَه)؛ وانظر ترجمة هشام في الميزان.
وقال ابن حبان في (المجروحين) (1/ 96): (أخبرنا الحسن بن سفيان قال سمعت معاذ بن شعبة يقول قال أبو داود: جاء عباد بن صهيب إلى شعبة فقال: إن لي إليك حاجة، فقال: ما هي؟ قال: تكف عن أبان بن أبي عياش، فقال: أنظرني ثلاثة أيام، ثم جاء بعد الثالث فقال: نظرت فيما قلتَ فرأيت أنه لا يحل السكوت عنه.
سمعت محمد بن عبد الرحمن يقول سمعت الحسين بن الفرج يقول عن سليمان بن حرب عن حماد بن زيد قال: جاءني أبان بن أبي عياش، فقال: أحب أن تكلم شعبة أن يكف عني قال: فكلمته فكف عنه أياماً، فأتاني في بعض الليل فقال: إنك سألتني أن أكف عن أبان، وإنه لا يحل الكف عنه، فإنه يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم----).
&&&&&
(10)
مناقشة اشتهاره بالتشدد
لقد اشتهر شعبة بتشدده في النقد، ولا سيما عند المتأخرين: روى أبو زرعة في (الضعفاء) (ص618) عن ابن المبارك قال: (ما رأيت رجلاً أطعن في الرجال من شعبة).
وكان شعبة قد ترك جملة من الرواة في عصره فلم يرو عنهم شيئاً لأمور قد يكونون معذورين فيها عند غيره من النقاد، قال المعلمي: (وكانوا كثيراً ما يبالغون في الاحتياط، حتى قيل لشعبة: لم تركتَ حديث فلان؟ قال: رأيته يركض على برذون؛ وقال جرير: رأيت سماك بن حرب يبول قائماً، فلم أكتب عنه؛ وقيل للحكم بن عتيبة: لِم لم تروِ عن زاذان؟ قال: كان كثير الكلام).
ونقل الذهبي في (السير) عن ورقاء قال: (قلت لشعبة: لمَ تركت حديث ابي الزبير؟ قال: رأيته يزن، فاسترجح في الميزان، فتركته).
وروى الخطيب في (الجامع) (2/ 295) عن أبي العباس المبرد قال: أخبرنا يزيد بن محمد بن المهلب المهلبي قال: حدثني الأصمعي قال: سمعت شعبة يقول: (ما أعلم أحداً فتش الحديث كتفتيشي؛ وقفت على أن ثلاثة أرباعه كذب).
قال أبو العباس: فحدثت به إسماعيل بن إسحاق القاضي فقال: لا ينبغي أن يكون في الحلال والحرام، فقلت: أجل، لأن الله تعالى يقول: (وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) [سورة فصلت – الآية 42]. انتهى.
قلت: هذه الحكاية قد توهم أن شعبة كان غاية في الشدة في نقد الرواة وأحاديثهم، ولكني لا أرى فيها دلالة على تشدد كثير أو قليل، بل معناها التمكن التام من نقد الأحاديث واستقصاء الروايات والمعرفة الدقيقة بها وكثرةُ ما كان شائعاً في ذلك الزمن من الطرق والأسانيد التالفة الساقطة؛ وانظر (تهذيب الكمال) (26/ 407).
وقال ابن الصلاح في (المقدمة) (ص39 - 40): (حكى أبو عبد الله الحافظ أنه سمع محمد بن سعد الباوردي بمصر يقول: كان من مذهب أبي عبد الرحمن النسائي أن يخرج عن كل من لم يجمع على تركه----).
¥(11/323)
فقال العراقي فيما نقله عنه السيوطي في (زهر الربى) (1/ 10): (هذا مذهب متسع)؛ وقال ابن حجر في (النكت) (1/ 482): (وما حكاه ابن الصلاح عن الباوردي أن النسائي يخرج أحاديث من لم يجمع على تركه فإنما أراد بذلك إجماعاً خاصاً، وذلك أن كل طبقة من نقاد الرجال لا تخلو من متشدد ومتوسط، فمن الأولى شعبة وسفيان الثوري، وشعبة أشد منه؛ ومن الثانية يحيى القطان وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى أشد من عبد الرحمن؛ ومن الثالثة يحيى بن معين وأحمد، ويحيى أشد من أحمد؛ ومن الرابعة أبو حاتم والبخاري، وأبو حاتم أشد من البخاري، وقال النسائي: "لا يترك الرجل عندي حتى يجتمع الجميع على تركه"؛ فأما إذا وثقه ابن مهدي وضعفه يحيى القطان مثلاً فإنه لا يترك لما عرف من تشديد يحيى ومن هو مثله في النقد).
ومما قد يعُدّ تشدداً من شعبة ما رواه الخطيب في (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع) (2/ 90) عن الأصمعي قال: كان رجل يتهم في الحديث، فقيل لشعبة: ألا تحدث عن فلان؟ فقال: لأن أزني أحب إلي من أن أحدث عن فلان؛ قال شعبة: من حدث عن رجل وهو يرى أنه يكذب فهو أحد الكاذبين)؛ ولكني لا أرى هذا تشدداً، بل هو عين الاعتدال وأكمله، يدل على ذلك مطابقته لمعنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين).
&&&&&
(11)
وقوع الوهم منه في الأسماء أحياناً رغم إمامته وحفظه وتثبته
اشتهر عند أهل الحديث أن شعبة كان يخطئ في الأسماء؛
وأخرج الخطيب عن الآجري قال: سمعت أبا داود قال: لما مات شعبة قال سفيان: مات الحديث؛ قلت له: هو أحسن حديثاً من سفيان؟ فقال: ليس في الدنيا أحسن حديثاً من شعبة، ومالك على القلة، والزهري أحسن الناس حديثاً؛ وشعبة يخطئ فيما لا يضره ولا يعاب عليه يعني في الأسماء.
وقال العجلي في الثقات – كما في ترتيبها 728 - : (شعبة بن الحجاج يكنى أبا بسطام واسطي سكن البصرة ثقة في الحديث تقي، وكان يخطىء في بعض الأسماء)؛ وفي موضع: (ثبت نقي الحديث كان يخطىء في أسماء الرجال قليلاً).
وروى الخطيب عن أبي بكر الأثرم قال: سمعت أبا عبد الله يقول: كان شعبة يحفظ، لم يكتب إلا شيئاً قليلاً، وربما وهم في الشيء.
وقال الذهبي في (السير): (قال أحمد بن حنبل: كان غلط شعبة في الأسماء).
ونقل المزي في (تهذيب الكمال) في ترجمة عبد الله بن يزيد النخعي الكوفي - وهو من شيوخ شعبة - عن عبد الله بن أحمد عن أبيه أن شعبة يخطئ في هذا، يقول: عبد الله بن يزيد؛ وإنما هو سلم [تصحفت في بعض الكتب إلى مسلم] بن عبد الرحمن النخعي).
وبين الخطيب في (موضح أوهام الجمع والتفريق) (2/ 59 - 60) في ترجمة خالد بن علقمة الهمداني الكوفي أن شعبة كان يخطئ في اسمه ونسبه، فيسميه مالك بن عرفطة، وهو من شيوخ شعبة.
وقال ابن حجر في (التهذيب): (وأما ما تقدم من أنه كان يخطىء في الأسماء فقد قال الدارقطني في «العلل»: كان شعبة يخطىء في أسماء الرجال كثيراً لتشاغله بحفظ المتون).
قلت: في قول الدارقطني (كثيراً) نظر، كما لا يخفى عند التأمل، بل كان يخطئ قليلاً، كما قال العجلي وأبو داود؛ بل الذي أظنه هو أن شعبة أخطأ في أسماء قليلة صحفها، لم يهم في تعيين راو، ولا سمى راوياً بإسم راو آخر، بل صحف تصحيفاً قريباً في أسماء عدد قليل من المقلين من الرواة، وأكثر ذلك في أصحاب الأسماء الغريبة أو القليلة الشيوع؛ وذلك لشدة وثوقه بحافظته وعدم الكتابة من جهة، ولكثرة مبالغته في الاعتناء بضبط السند عموماً، وضبط تفاصيل المتن، من جهة أخرى، والمبالغة في النظر إلى أحوال الرواة، من جهة ثالثة؛ يضاف إلى ذلك كله قلةُ أسماء الرواة الذين ارتضاهم فروى عنهم، فهذه القلة جعلته مطمئناً إلى حفظه للأسماء، ولم تؤدِّ به إلى الشعور بالحاجة إلى الاحتياط التام والمبالغة في تحفظ الأسماء، فوقع شيء من أوهام؛ وذلك بخلاف من خشي الوهم بسبب نقص حفظه وكثرة الأسماء التي أخرج لها، كما في عصر الإمام أحمد ومن جاء بعده؛ والرواة لم يزالوا في ازدياد.
¥(11/324)
وأنا أرى أن هذا الأمر إنما اشتهر وبولغ فيه، لأنه من مثل شعبة غريب بل عجيب، فذكره أولاً بعض النقاد، ثم تتابع جماعة منهم على ذكره، فظن بعض من لا يعنى بتحقيق المسائل أن شعبة يكثر منه ذلك؛ وهذه الكثرة المدعاة خلاف مقتضى إمامة شعبة وكمال تثبته وإتقانه.
ولعل الدارقطني أراد بالكثرة التعبير عن كون الخطأ ليس من القدر النادر الذي يقع فيه كل ثقة، بل هو أكثر من ذلك، وأنه – على قلته - يُستكثر من شعبة وأمثاله من الأئمة الحفاظ الأثبات؛ كتلميذ شعبة وخِرّيجه عبد الرحمن بن مهدي.
وقال أحد فضلاء الملتقى، ويكتب فيه بإسم (يحيى القطان) تحت هذا العنوان: (أثر التَّشابه بين الخطأ والصواب في الرسم) ما نصه:
(يُعدّ التشابه في رسم الخطأ والصواب من أعْقَد الأمور، ولا يكاد يقف عليه إلا الأفذاذ؛ ومع هذا فالخطأ في مثله مما يُحْتَمل من صاحبه؛ للاشتباه المشار إليه؛ ولذا احتملوا أخطاء مثل شعبة الإمام رحمة الله عليه في أسماء الرواة، ولم يسقط شعبة بأخطائه، ولا نزلتْ منزلته بما جرى له.
بل ولم يُشَنَّع عليه ويُهَوَّل به في مثل هذا؛ لأنَّه مما لا يكاد يسلم منه أحد إلا من عصمهم الله عز وجل؛ للاشتباه فيه بين الخطأ والصواب.
وتتجسَّد قضيتنا مشروحة واضحة في هذا السياق البديع الذي رصدَهُ لنا البرذعيُّ حين قال في (سؤالاته لأبي زرعة الرازي رحمه الله تعالى) (2/ 326 – أبو زرعة وجهوده للهاشمي): (وشهدتُ أبا زرعة ذكر عبد الرحمن بن مهدي ومدحه، وأطنبَ في مَدْحِه، وقال: وَهِمَ في غير شيء، قال: عن شهاب بن شريفة، وإنما هو: شهاب بن شُرْنُفة؛ وقال: عن سماك عن عبد الله بن ظالم، وإنما هو: مالك بن ظالم؛ وقال: عن هشام عن الحجاج عن عائد بن بطة، وإنما هو: ابن نضلة عن عليٍّ في الحدود؛ وقال: عن قيس بن جبير، وإنما هو: قيس بن حبتر----). ا. هـ.
فأنت ترى ما ذكره أبو زرعة رحمة الله عليه من أوهام ابن مهدي في مثل هذه الحروف المتشابهة في الرسم، عدا (عبد الله بن ظالم) و (مالك بن ظالم)؛ ومع هذا فهذا المثال قد يكون مما اختلف فيه قول ابن مهدي مع أبي زرعة، فقد اختلف الناس في الصواب فيه، وصوَّب الفلاس الوجهين: (عبد الله) و (مالك)، وقيل: بل هو (مالك بن عبد الله بن ظالم).
فهذا مما اختلف الناس فيه، فيخرج عن صراطنا الذي قصدنا له من بيان الأخطاء الناتجة عن تشابه الرسم.
ومع اعتراف أبي زرعة رحمة الله عليه بخطأِ ابن مهدي في هذه الأمثلة المذكورة، وتغييره: (حبتر) إلى (جبير) و (نضلة) إلى (بطة) و (شرنفة) إلى (شريفة)؛ إلا أن أبا زرعة رحمة الله عليه قد مدح ابن مهدي، بل وأطنب في مدحه رحمه الله).
انتهى ما أردت نقله هنا، وقد لا يوافق الكاتب الفاضل على ما قد يفهم من كلامه بأن سبب خطأ شعبة في الأسماء أحياناً هو الكتابة.
&&&&&
(12)
الإشارة إلى شدة بغضه للتدليس ونفرته منه
وبيان كيفية تحمله من المدلسين من شيوخه
كان شعبة شديد الكراهية للتدليس بعيد النفرة منه، وله في ذلك كلمات مأثورة وأخبار مشهورة؛ وقد أفرد ابن أبي حاتم لهذه المسألة في (التقدمة) (1/ 173) باباً سماه (باب ما ذكر من شدة قول شعبة في التدليس وكراهيته له)؛ وذكر تحته طائفة من الآثار الداخلة في معناه.
وكان شعبة من تلك الطائفة القليلة من الأئمة الذين لا يحدثون – أو في الأقل لا يكادون يحدثون - عن شيوخهم إلا بما تحققوا سماعه لأولئك الشيوخ ممن فوقهم؛ ولا يكتبون من أحاديث المدلسين من شيوخهم إلا ما صرحوا فيه بالسماع.
قال ابن أبي حاتم في (تقدمة الجرح والتعديل) (1/ 162): (نا صالح بن أحمد نا علي قال: سمعت يحيى يقول: كل شيء يحدث به شعبة عن رجل فلا تحتاج أن تقول عن ذاك الرجل إنه سمع فلاناً؛ قد كفاك أمرَه).
وانظر في هذا الباب المبحث النفيس الذي كتبه الفاضل أخونا العاصمي حفظه الله، وترى بحثه هذا في رابط وضعته بذيل هذه المقالة.
&&&&&
(13)
زهده وورعه واجتهاده في العبادة
كان شعبة – مع كثرة علمه وكثرة انشغاله بالنقد الحديثي - عابداً مجتهداً زاهداً ورعاً متقشفاً.
وقد عقد ابن أبي حاتم في (تقدمة الجرح والتعديل) (1/ 172) باباً أسماه (ما ذكر من عبادة شعبة وزهده وورعه) قال فيه:
(حدثني أبى نا أبو المظفر عبد السلام بن مطهر قال: ما رأيت في الفقهاء مثل شعبة ايبس ولا امعن في العبادة منه.
¥(11/325)
حدثني محمد بن يحيى نا حفص بن عمر المهرقانى قال: سمعت عفان يقول: كان شعبة من العباد.
حدثني أبي نا علي بن ميسرة نا يحيى بن أبي الخصيب عن سفيان بن عيينة قال: كتب إليَّ شعبة بن الحجاج: أما بعد فقد ذهب الأسنان والأشكال.
نا محمد بن يحيى أنا مسدد قال سمعت يحيى يعنى بن سعيد يقول: ما رأيت أشكر من شعبة).
وأخرج الخطيب عن أبي سعيد السكري قال: سمعت يحيى بن معين يقول مراراً: شعبة إمام المتقين.
وأخرج الخطيب عن مسلم بن إبراهيم قال: ما دخلت على شعبة في وقت صلاة قط إلا رايته قائماً يصلي.
وأخرج عن عَمْرو بنُ عليّ الفلاس قال: سمِعتُ أبا بحر البَكْراوي يقول: ما رأيتُ أعبدَ للّهِ من شُعبة، لقد عبدَ الله حتى جَفّ جِلْدُه على ظهره ليسَ بينهما لحمٌ.
وأخرج الخطيب عن عبد الرحمن بن مهدي قال: ما رأيتُ أعقلَ من مالك بن أنس، ولا أشدّ تَقَشّفاً من شُعبة، ولا أنصحَ للأُمة من عبد الله بن المبارك.
وقال الذهبي في ترجمة شعبة من (السير): (ابن مهدي: سمعت شعبة يقول: إن هذا الحديث يصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة وعن صلة الرحم فهل أنتم منتهون.
قال أبو قطن: سمعت شعبة بن الحجاج يقول: ما شيء أخوف عندي من أن يدخلني النار، من الحديث.
وعنه قال: وددت أني وقاد حمام، وأني لم أعرف الحديث.
قلت: كل من حاقق نفسه في صحة نيته في طلب العلم يخاف من مثل هذا، ويود أن ينجو كفافاً.
قال عفان: كان شعبة من العباد.
قال سعد بن شعبة: أوصى أبي إذا مات أن أغسل كتبه فغسلتها.
قلت: وهذا قد فعله غير واحد، بالغسل، وبالحرق، وبالدفن، خوفاً من أن تقع في يد إنسان واه، يزيد فيها، أو يغيّرها). انتهى كلام الذهبي.
وقال الذهبي في (السير) أيضاً: (قال أبو قَطن: كانت ثياب شعبة كالتراب، وكان كثير الصلاة سخياً).
ومن استزاد في هذا الباب، بل وغيره من أبواب بحثنا هذا، فليرجع إلى ترجمة الإمام شعبة من (حلية الأولياء) (7/ 144 - 209).
&&&&&
(14)
عظم شفقته ورحمته بالضعفة والمساكين
أخرج الخطيب عن يحيى بن سعيد قال: ما رأيت أحداً أشد حباً للمساكين من شعبة؛ وكان يقول: إذا كان في بيتي دقيق وقصب، فلا أبالي ما فاتنى.
وأخرج عن يحيى بن معين قال: قال يحيى بن سعيد: كان شعبة من أرق الناس كان ربما مر به السائل فيدخل في بيته فيعطيه ما أمكنه.
وأخرج عن عباس بن محمد [الدوري] قال: قال يحيى بن معين: كان شعبة رجل صدق، وكان رحيماً.
وأخرج عن النضر بن شميل قال: ما رأيت أرحم بمسكين من شعبة؛ وكان إذا رأى المسكين لا يزال ينظر إليه حتى يغيب عن وجهه.
وأخرج عن مسلم بن إبراهيم قال: كان شعبة إذا قام في مجلسه سائل لا يحدِّث حتى يُعطَى؛ فقام يوماً سائل ثم جلس! فقال: ما شأنه؟ فقالوا: ضمن عبد الرحمن بن مهدي أن يُعطيَه درهماً.
وأخرج عن مسلم بن إبراهيم قال: كان [يعني شعبة] أبا الفقراء وأمهم؛ وسمعته يقول: والله لولا الفقراء ما جلست لكم.
[قلت: يعني أن الفقراء يأتون إلى المجلس فيعطيهم الحاضرون بعض حاجاتهم؛ أو أنه يحدث لأجل الفقراء من الطلبة؛ والأول هو الأقرب].
ثم وجدت هذا المعنى مصرحاً به في الأثرين التاليين:
عن مسلم بن إبراهيم قال: سمعت شعبة يقول: (لولا المساكين ما حدثت؛ فاني أحدث ليعطوا).
وعن عفان قال: (كان شعبة كثيراً ما يقول: لولا حوائج لي ما حدثتكم؛ وكان يسأل لنسوة ضعاف).
أخرجهما أبو نعيم في (الحلية) (7/ 157).
وقال البغوي – فيما نقله عنه الذهبي في (السير): (حدثنا علي بن سهل حدثنا عفان سمعت شعبة يقول: لولا حوائج لنا إليكم، ما جلست لكم؛ قال عفان: كان حوائجه: يسأل لجيرانه الفقراء).
وأخرج عن عمرو بن حَكّام قال: أتى شعبةَ شيخٌ من جيرانه محتاجٌ، فسأله فقال له شعبة: لم سألتنى؟! عندي شيء؟! قال: فذهب الشيخ لينصرف؛ فقال له شعبة: اذهب فخذ حماري فهو لك؛ فقال: لا أريد حمارك؛ قال: اذهب فخذه؛ قال: فذهب فأخذه، فمر به على مجالس أصحابنا بني جَبَلةَ فاشتراه بعضهم بخمسة دراهم فأهداه إلى شعبة.
وأخرج عن حجاج قال: ركب شعبة يوماً حماراً له، فلقيه سليمان بن المغيرة، فشكا له الفقر والحاجة، فقال: والله ما أملك غير هذا الحمار؛ ثم نزل عنه ودفعه إليه.
وأخرج عن يعقوب بن سفيان قال: سمعت سليمان بن حرب يقول: لو نظرت إلى ثياب شعبة لم تكن تسوى عشرة دراهم، إزاره ورداءه وقمصيه؛ وكان شيخاً كثير الصدقة.
¥(11/326)
وأخرج عن عمرو بن حكام وعبد الله بن عثمان قالا: بيع حمار شعبة بعد موته وسرجه ولجامه وثياب بدنه وخفه ونعله بستة عشر درهماً.
وقال الخطيب: أخبرنا السراج أخبرنا أبو منصور الضبعي حدثنا أبو عمرو أحمد بن محمد يعنى الحيري حدثنا أبي قال: سمعت محمد بن معاوية، وسليمان بن حرب إلى جنبه يقول: خرج الليث بن سعد يوماً، فقوَّموا ثيابه ودابته وخاتمه وما كان عليه، ثمانية عشر ألف درهم، إلى عشرين ألفاً؛ فقال سليمان بن حرب: خرج شعبة يوماً فقوَّموا حماره وسرجه ولجامه ثمانية عشر درهماً إلى عشرين درهماً.
وأخرج عن قُراد أبي نوح قال: رأى عليَّ شعبةُ قميصاً، فقال: بكم أخذت هذا؟ قلت: بثمانية دراهم؛ قال لي: ويحك أما تتقي الله تلبس قميصاً بثمانية دراهم؟! ألا اشتريت قميصاً بأربعة دراهم وتصدقت بأربعة [قلت: إنا مع قومٍ نَتَجَمّل لهم؛ قالَ: أيش تتجمل لهم]؟! {{هذه الزيادة من (تهذيب الكمال)}}.
تنبيه: إنما أسهبت بعض الشيء في ذكر هذه المناقب لأن فيها دلالة بينة على ورع صاحبها وبرهاناً على أن شعبة وتلامذته وهؤلاء الأئمة إنما تكلموا في الرواة إرادة لوجه الله وذباً عن دينه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
&&&&&
(15)
علمه بالشعر والنحو
كان شعبة صاحب شعر وعالماً بالعربية؛ وكان يحث على تعلم العربية.
قال أبو نعيم في (الحلية) (7/ 154): (حدثنا سليمان بن أحمد [هو الطبراني] ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني نصر بن علي قال: أخبرني أبي ثنا شعبة قال: كان قتادة يسألني عن الشعر، فقلت: أنشدك بيتاً وتحدثني حديثاً).
ثم أخرج عن أبي داود [الطيالسي] قال: سمعت شعبة يقول: لولا الشعر لجئتكم بالشعبي.
قال الذهبي في (السير): يعني أنه كان في حياة الشعبي مقبلاً على طلب الشعر).
وقال ابن حجر في (تهذيب التهذيب): (قال ابن معين: كان شعبة صاحب نحو وشعر).
وقال ابن حجر: (قال بدل بن المحبر سمعت شعبة يقول: تعلموا العربية فإنها تزيد في العقل).
وروى الخطيب عن نصر بن علي قال: قال الأصمعي: (لم نر أحداً قط أعلم بالشعر من شعبة).
قلت: مثل هذه الشهادة من مثل الأصمعي راوِيَةِ اللغة والشعر والأدب، شهادة عجيبة لا ينالها إلا رجل ذو حفظ عجيب وذكاءٍ يتوقد وتعب تام وتدقيق كامل؛ فالحمد لله الذي صرف شعبة إلى الحديث ففاز به أهل الحديث دون سواهم!
&&&&&
(16)
قوة وسعة علمه بالأسانيد من حيث اتصالها وانقطاعها
اشتهر شعبة بأنه يحقق، ويدقق، في مسائل التدليس؛ ولكن اعتناءه في باب الاتصال والانقطاع لم يكن مقصوراً على هذا الجانب، بل كان يحرص على تمييز متصل الروايات من مرسلها؛ وقد ورد له في ذلك كلام غير قليل، منه ما هو في تأصيل هذه المسألة، وهو الأقل، ومنه ما هو في فروعها، وهو الأكثر؛ وقد عقد ابن أبي حاتم في ترجمة شعبة في (التقدمة) (1/ 129 - 131) باباً أسماه (باب ما ذكر من معرفة شعبة بمراسيل الآثار)؛ وأورد تحته جملة من أحكامه على الأسانيد من حيث الاتصال والانقطاع.
وقال ابن أبي حاتم (1/ 127): (نا صالح بن احمد نا على قال سمعت يحيى يعنى بن سعيد القطان قال: قال شعبة: لم يسمع قتادة من أبى العالية إلا ثلاثة أشياء، قلت: ليحيى: عدها؛ قال: قول علي رضي الله عنه "القضاه ثلاثة "، وحديث "لا صلاه بعد العصر"، وحديث يونس بن متى).
قال ابن أبي حاتم عقبه: (بلغ من علم شعبة بقتادة أن عرف ما سمع من أبى العالية وما لم يسمع).
&&&&&
(17)
علمه بعلل الأحاديث، وقوة تمييزه لصحيحها من سقيمها
عقد ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل) (1/ 157 - 158) باباً سمّاه (باب ما ذكر من معرفة شعبة بعلل الحديث صحيحه وسقيمه)، فذكر أمثلة من ذلك؛ وهذا أمر لا يحتاج إلى برهان ولا تذكير؛ ولكنني أحببت أن أذْكره إكمالاً لجوانب البحث.
&&&&&
(18)
ذكر بعض الآثار الدالة على أنه كان يتكلم في الرواة وأحاديثهم تديناً واحتساباً
عقد ابن أبي حاتم في (تقدمة الجرح والتعديل) (1/ 171 وما بعدها) باباً اسمه (ما ذكر في كلام شعبة في ناقلة الآثار أن ذلك كان حسبة منه)؛ أورد فيه جملة من تلك الآثار؛ وهذا بعضها:
¥(11/327)
قال (1/ 171): (نا صالح بن أحمد نا علي يعني ابن المديني قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدى نا حماد بن زيد قال: كلمنا شعبة أنا وعباد بن عباد وجرير بن حازم في رجل، قلنا: لو كففتَ عنه؛ قال: فكأنه لان وأجابنا؛ قال: فذهبت يوماً أريد الجعة، فإذا شعبة ينادينى من خلفى، فقال: ذاك الذي قلتم لي فيه يسعني).
وقال ابن أبي حاتم (1/ 171): (نا صالح بن أحمد نا علي قال سمعت عبد الرحمن [هو ابن مهدي] يقول: كان شعبة يتكلم في هذا حسبة).
وهذا الأثر أخرجه ابن أبي حاتم أيضاً (2/ 21)؛ وأخرجه أيضاً ابن عدي في (الكامل) (2/ 284 - 285)، في ترجمة الحسن بن عمارة، من غير أن يصرح بتعيين المراد بالأثر؛ ولكن الباجي ذكر في (التعديل والتجريح) (1/ 182) أن المراد بهذه القصة هو أبان بن أبي عياش!
وأبان ورد ذكره في كتاب ابن أبي حاتم (1/ 171) في الرواية التالية:
(نا محمد بن مسلم قال: حدثني بعض أصحاب حماد بن زيد عن حماد بن زيد قال: أتيت أنا وعباد بن عباد إلى شعبة بن الحجاج، فسألناه أن يكف عن أبان بن أبى عياش ويسكت عنه، فلما كان من الغد خرجنا إلى مسجد الجامع، فبصر بنا فنادانا، فقال: يا أبا معاوية نظرت فيما كلمتموني، فوجدت لا يسعني السكوت.
قال حماد: وكان شعبة يتكلم في هذا حسبة).
وقال ابن أبي حاتم (1/ 171): (نا أحمد بن سنان قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: لولا أن شعبة أراد الله عز وجل ما ارتفع هكذا).
ثم قال ابن أبي حاتم: (يعنى بكلامه في رواة العلم).
وقال (1/ 171): (نا أحمد بن سنان الواسطي قال: قلت لعبد الرحمن بن مهدي: لم تركت حديث حكيم بن جبير؟ فقال: حدثني يحيى القطان قال: سألت شعبة عن حديث من حديث حكيم بن جبير، فقال: أخاف النار).
قال ابن أبي حاتم: (فقد دل أن كلام شعبة في الرجال حسبة يتدين به، وأن صورة حكيم بن جبير عنده صورة من لا يسع قبولُ خبره ولا حمْلُ العلم عنه، فيلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقله).
&&&&&
(19)
باب ما ذكر من طهارة خلق شعبة وسخائه
عقد ابن أبي حاتم في (تقدمة الجرح والتعديل) (1/ 173) باباً بهذا العنوان قال تحته:
(نا أبي نا أحمد بن إبراهيم الدورقي نا أبو النضر قال: كان شعبة إذا ركب مع قوم في زورق دفع كرى الزورق عن كلهم).
وقال يحيى بن سعيد، كما في (السير): (قال لي شعبة: (كل من كتبت عنه حديثاً فأنا له عبد).
&&&&&
(20)
باب ما ذكر من حرص شعبة على طلب العلم
عقد ابن أبي حاتم في (التقدمة) (1/ 174) باباً هذا عنوانه، قال فيه:
(نا أحمد بن سنان قال سمعت يزيد بن هارون يقول: لما حدثنا شعبة بحديث المقدام أبى كريمة في حق الضيف، قال: أحد سمعه من حريز بن عثمان؟ قلت: أنا؛ قال: حدثني به؛ قلت: لا أحفظه؛ قال: صحفيون! فضحك يزيد)؛ [أي عند تحديثه بهذا الأثر، وليس عند سماعه لكلمة شعبة].
نا أبي نا محمود بن غيلان عن عبد الصمد بن عبد الوارث أو غيره قال سمعت شعبة يقول أتيت طلحة بن مصرف مئة مرة أو خمسين مرة فإن بلغكم أني حدثت هذا الحديث إني كذاب؛ والحديث هو حديث طلحة عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم في الذكر.
ذكره أبى رحمه الله نا القاسم بن محمد المروزي نا عبدان يعنى عبد الله بن عثمان بن جبلة بن أبى رواد قال أخبرني أبي قال: سمعت شعبة يقول: وأي شيء ألذ من أن تخلو بشيخ قد لقي الناس فأنت تستثيره وتستخرج منه علماً؟!).
"
وانظر موضوع هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=71149
"
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[03 - 02 - 06, 06:36 م]ـ
تجرده للحق وعدم محاباته لأحد [/ FONT][/SIZE][/COLOR]
مما عرف به الإمام شعبة رحمه الله تجرده للحق وقوته في هذا الشأن وعدم محاباته فيه أحداً من الناس كائناً من يكون، قال الآجري في (سؤالات أبي داود) (487):
(وسمعت أبا داود يقول: قال شعبة: لو حابيت أحداً حابيت هشاماً بن حسان، وكان قريبَه)؛ وانظر ترجمة هشام في الميزان.
وقال ابن حبان في (المجروحين) (1/ 96): (أخبرنا الحسن بن سفيان قال سمعت معاذ بن شعبة يقول قال أبو داود: جاء عباد بن صهيب إلى شعبة فقال: إن لي إليك حاجة، فقال: ما هي؟ قال: تكف عن أبان بن أبي عياش، فقال: أنظرني ثلاثة أيام، ثم جاء بعد الثالث فقال: نظرت فيما قلتَ فرأيت أنه لا يحل السكوت عنه.
سمعت محمد بن عبد الرحمن يقول سمعت الحسين بن الفرج يقول عن سليمان بن حرب عن حماد بن زيد قال: جاءني أبان بن أبي عياش، فقال: أحب أن تكلم شعبة أن يكف عني قال: فكلمته فكف عنه أياماً، فأتاني في بعض الليل فقال: إنك سألتني أن أكف عن أبان، وإنه لا يحل الكف عنه، فإنه يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم----).
[ COLOR="red"][SIZE="6"][FONT="Arial"]&&&&&
جزاك الله خيراً على هذا البحث النافع الماتع
و أود إضافة فائدة حول إنصاف شعبة وعدم محاباته لأحد
وهي قوله في ابنه سعد ((سميت ابني سعداً فما سعد ولا أفلح))
¥(11/328)
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[04 - 02 - 06, 07:41 م]ـ
بارك الله فيك اخي الفاضل,
موضوع يلامس الوجدان, والقلب يحب أمير المحدثين كثيراً كثيراً
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[05 - 02 - 06, 12:18 م]ـ
"
وفيك - يا أخي الفاضل النبيل محمد سفر - بارك الله.
وهذا رابط يكمل الموضوع أو يناسبه:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24167&highlight=%D4%DA%C8%C9
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[05 - 02 - 06, 12:22 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذا البحث النافع الماتع
وأنت جزاك الله خيراً، وبارك الله فيك.
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[05 - 02 - 06, 12:33 م]ـ
"
وهذا رابط تحته بحث، بل بحوث نفيسة جداً، في قضية خطأ شعبة في الأسماء؛ وما قرأتُه إلا الآن، فسارعت إلى وضعه هنا، رجاء أن ينتفع به من يحتاجه ممن لم يسبق له أن وقف عليه:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=58560&highlight=%D4%DA%C8%C9
".
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[05 - 02 - 06, 01:36 م]ـ
"
وهذا موضوع فيه بيان لحرص شعبة على أن لا يروي من الأحاديث إلا ما ثبت لقاء شيوخ شيوخه، فيها، بشيوخهم:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?goto=newpost&t=4780
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[05 - 02 - 06, 05:20 م]ـ
"
وهذا موضوع له تعلق بما نحن فيه، ولكنه ناقص:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38554&highlight=%D4%DA%C8%C9
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[09 - 02 - 06, 01:16 ص]ـ
"
"
وللدكتور مكي حسين حمدان الكبيسي، رئيس قسم الدراسات العليا في كلية الإمام أبي حنيفة، ببغداد، رسالة علمية (ماجستير)، بعنوان (الإمام شعبة ين الحجاج ومكانته بين علماء الجرح والتعديل)، نوقشت في جامعة بغداد، سنة 1988م.
"
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[09 - 02 - 06, 04:06 ص]ـ
"
"
وللدكتور مكي حسين حمدان الكبيسي، رئيس قسم الدراسات العليا في كلية الإمام أبي حنيفة، ببغداد، رسالة علمية (ماجستير)، بعنوان (الإمام شعبة ين الحجاج ومكانته بين علماء الجرح والتعديل)، نوقشت في جامعة بغداد، سنة 1988م.
"
ابكي دماً على بعض الفوائد التي مرت بي فيما سلف ولم اتيقظ لكتابتها والاحتفاظ بها, لذا ألجأ قسراً لظنوني
فيقيناً قد قرأت قبل سنتين أو ثلاث تقريباً, في مكتبة جامعة الملك فهد كتابا بعنوان ((شعبة بن الحجاج)) ولكن أظناً أظن أن مؤلفه, دكتور سعودي اسمه عبد الملك قاضي أو نحو هذا الاسم, ولعل الأخوة يؤكدونه.(11/329)
اقتراح يا أصحاب الفضيلة
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[02 - 02 - 06, 02:41 م]ـ
أقترح للأصحاب الفضيلة المشايخ وطلاب العلم ... أن يجعل في هذا المنتدى روابط للكتب المفيدة في المصطلح مع بيان مرتبة كل كتاب ومزاياه والمآخذ عليه ... فتكون بمثابة فهرس لطلاب العلم.
فيعلم طالب العلم الكتب التي تكلمت في مصطلح الحديث مع بيان مرتبة كل كتاب والمآخذ عليه وما يقرأ بعده من كتب ... وما أفضل الشروح على الكتاب الموجوده هنا على الشبكة ... لتكون معينة لهم علىطلب العلم؟؟
مع التنبيه أن هذا النمط سيكون لكل ما يخص الحديث من علوم ... ككتب الرجال والمصطلح والحديث ... وغيرها.
فما الرأي بارك الله فيكم
ـ[رفيق الخير]ــــــــ[02 - 02 - 06, 11:53 م]ـ
فكرة جيدة. . . وإن كنا نرجو منك أن تُكْمل مسيرتك بكيفية عمل ذلك؟؟ حتى يكون الاقتراح واضح في الأذهان فنعرف:
من يبدأ؟
ومن أين يبدأ؟
وكيف يبدأ؟
فالرجاء الإجابة على هذه الأسئلة:
1 - هل يوجد لجنة علمية في المنتدى سوف تقوم بالحكم على كتب التراث والمصطلح ووضع منهج لطالب العلم في ذلك؟
2 - هل سيكون هذا الفهرس خاص بعلم الحديث فقط أم في سائر العلوم الشرعية؟
3 - الفهرس سيكون لطالب العلم المبتدئ أم يشمل جميع المستويات؟
4 - هل سيكون النقد على هذه الكتب وبيان مزاياها والمآخذ عليه يشمل جميع كتب الحديث من المتقدمين والمتأخرين؟
أما عن فكرة الرابط للكتب المفيدة فاعتقد أنه موجود بالفعل ولكن يحتاج إلى مزيد من التنظيم فكلما أضيف في المنتدى كتاب إلكتروني جديد بادر المنتدى بالإعلان عنه فجزاهم الله خيرا وجزاك يا أخي "بلال" على انشغال البال بخدمة الإخوان.
أخوكم رفيق الخير(11/330)
إمعانٌ في التأصيل والتقعيد لمعاني التسهيل والتشديد
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[02 - 02 - 06, 05:10 م]ـ
"
"
الحمد لله.
هذه قواعد وضوابط في مسائل التشدُّد والتسَهُّل عند النقاد.
1 - إن شأن النقد في الروايات مبني على الاحتياط والتشدد، ومعنى هذا أن المتساهلين من المحدثين والنقاد، أبعدُ عن المطلوب، من المتشددين منهم؛ قال المعلمي في (التنكيل) (ص218 - 219):
(لا يلزم من التسامح في الشاهد [أي الذي يحتمل أن يكون كذاباً في حديث الناس، بسبب ابتلاء أكثر الناس بذلك] أن يُتسامح في الراوي الذي هو كذلك لوجوه:
الأول: أن الرواية أقرب إلى حديث الناس من الشهادة، فإن الشهادة تترتب على خصومة، ويحتاج الشاهد إلى حضور مجلس الحكم ويأتي باللفظ الخاص الذي لا يحتاج إليه في حديث الناس ويتعرض للجرح فوراً [أي وهذه المطالب ليست مرادة في الرواية كما أنها ليست مرادة في حديث الناس]، فمن جربت عليه كذبة في حديث الناس لا يترتب عليها ضرر: فخوفُ أن يجره تساهله في ذلك إلى التساهل في الرواية أشدُّ مِن خوفِ أن يجره إلى شهادة الزور.
الثاني: أن عماد الرواية الصدق، ومعقول أن يشدد فيها [أي في الرواية] فيما يتعلق به [يعني بعماد الرواية] ما لم يشدد في الشهادة؛ وقد خُفف في الرواية في غير ذلك ما لم يخفف في الشهادة، تقوم الحجة بخبر الثقة ولو واحداً أو عبداً أو امرأة أو جالبَ منفعةٍ، إلى نفسه أو أصله أو فرعه، أو ضررٍ على عدوه – كما يأتي – بخلاف الشهادة.
فلا يليق بعد ذلك [يعني التخفيف] أن يخفف في الرواية فيما يمس عمادها.
[أي أن التخفيف الحاصل في الرواية فيما لا يتعلق بالصدق تعلقاً معتبراً لا بد أن يقابله تشديد، أو عدم تخفيف، فيما يتعلق بالصدق تعلقاً مباشراً أو بيناً معتبراً].
الثالث: أن الضرر الذي يترتب على الكذب في الرواية أشد جداً من الضرر الذي يترتب على شهادة الزور، فينبغي أن يكون الاحتياط للرواية آكد؛ وقد أجاز الحنفية قبول شهادة الفاسق دون روايته.
والتخفيف في الرواية، بما تقدم من قيام الحجة بخبر الرجل الواحد وغير ذلك، لا ينافي كونها أولى بالاحتياط، لأن لذلك التخفيف حِكماً أخرى، بل ذلك يقتضي أن لا يخفف فيها فيما عدا ذلك، فتزداد تخفيفاً على تخفيف.
الرابع: أن الرواية يختص لها قوم محصورون ينشأون على العلم والدين والتحرز عن الكذب، والشهادة يُحتاج فيها إلى جميع الناس، لأن المعاملات والحوادث التي يُحتاج إلى الشهادة عليها تتفق لكل أحد، ولا يحضرها غالباً الا أوساط الناس وعامتهم، الذين ينشأون على التساهل؛ ومعقول أنه لو ردت شهادة كل من جربت عليه كذبةٌ لضاعت حقوق كثيرة جداً.
ولا كذلك الرواية؛ نعم الفلتة والهفوة التي لا ضرر فيها ويعقبها الندم وما يقع من الانسان في أوائل عمره ثم يقلع عنه ويتوب منه، وما يدفع به ضرر شديد ولا ضرر فيه، وصاحبه مع ذلك مستوحش منه، ربما يغتفر والله أعلم).
انتهى هذا الكلام البديع والتحقيق النفيس.
ومن أراد تفصيل أنواع الفروق بين الشهادة والرواية، زيادة على ما ذكره العلامة المعلمي، فليراجعها في (تدريب الراوي) للسيوطي، فقد قال (1/ 331 - 334):
(فائدة: من الأمور المهمة تحرير الفرق بين الرواية والشهادة وقد خاض فيه المتأخرون، وغاية ما فرقوا به الاختلافُ في بعض الأحكام كاشتراط العدد وغيره، وذلك لا يوجب تخالفاً في الحقيقة؛ قال القرافي: أقمت مدة أطلب الفرق بينهما حتى ظفرت به في كلام المازري، فقال: الرواية هي الإخبار عن عامٍّ لا ترافع فيه إلى الحكام، وخلافه الشهادة.
وأما الأحكام التي يفترقان فيها فكثيرة لم أر من تعرض لجمعها وأنا أذكر منها ما تيسر)؛ ثم ذكر واحداً وعشرين فرقاً).
2 - المتساهلون في الحديث أقسام:
القسم الأول: النقاد الذين يتكلمون على الأحاديث ورواتها من حيث القوة والضعف، وهم المقصودون أصالة بالبحوث الحديثية التي تعنى بمناهج النقاد، ومنه هذا البحث.
والثاني: الفقهاء والمفسرون وسائر العلماء الذين يحتجون بالأحاديث؛ وهؤلاء ليسوا على شرط البحث، وإن كان الاحتجاج بالحديث الضعيف يلزم منه غالباً عند من يحتج به ثبوته لديه.
¥(11/331)
والثالث: الوعاظ والخطباء والدعاة ونحوهم، وأكثر هؤلاء قد فحش تساهلهم في إيراد الواهيات والموضوعات والاحتجاج بها أو الاستئناس بها، وليس هذا القسم على شرطنا أيضاً، وذلك لكثرتهم وعدم انحصارهم ولغلبة هذا الداء المذكور عليهم، ولأن المعني بالدراسات العلمية في الغالب إنما هم أهل العلم المعتبرة أقوالهم أو المنظور إليهم في ذلك العلم دون سواهم.
والرابع: العامة الذين اشتهر على ألسنتهم كثير من الأحاديث الباطلة والمختلقة، وواضح أن هذا الصنف لا يمكن أن يكون ذكر أفراده من شرط هذا البحث.
والخامس: تساهل الرواة الذين يروون ما ثبت وما لم يثبت، وهذا كثير جداً بل هو الغالب على أكثر الرواة، ولا دخل لهم في هذا البحث أيضاً.
وتلخيص هذا التقسيم أن يقال:
التساهل أنواع منه التساهل في الرواية، والتساهل في نسبة الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو إلى غيره ممن تنتهي إليهم الأخبار المروية، وهذان النوعان متقاربان؛ ومنه التساهل في الاحتجاج بالأحاديث، ومنه التساهل في نقدها ونقد رواتها، وهذا هو موضوع هذا الكتاب.
3 - تساهل النقاد نوعان:
الأول: تساهل في القواعد أو المعاني وهو الذي يعنينا هنا.
الثاني: تساهل في المصطلحات أو الألفاظ، وهذا تجوز وتوسع باستعمال المصطلح بمعنى غير معناه الذي استعمله به الجمهور.
وهذا النوع الثاني جائز ولا يشاح فاعله إذا بين مراده بذلك المصطلح؛ وكذلك لا يطلق عليه وصف التساهل، ولكنه يسمى متساهلاً مع التقييد، كأن يقال مثلاً: ابن حبان يتساهل في كلمة (صحيح) فيطلقها على الحديث الحسن كما يطلقها على الحديث الصحيح.
والتشدد نوعان أيضاً كالتساهل.
ولا بد هنا من التنبيه على مسألة، وهي أننا إذا رأينا واحداً من النقاد يستعمل لفظة (صدوق) مثلاً في مرات كثيرة على من هو عند التحقيق ثقة، أو على من هو عند التحقيق لا يرتقي إلى رتبة الصدوق، فإن هذا لا يلزم منه أنه متساهل في استعمال لفظة (صدوق) وأنه يستعملها أحياناً بمعنى (ثقة) فإنه يحتمل أن يكون مضطرباً في قواعده في النقد أو في أحواله في التساهل والتشدد والاعتدال، أو أنه متفاوت الأمر في سعة اطلاعه على أحوال الرواة وما قيل فيهم؛ والحاصل أنه لا يصح تعيين أحد هذه الاحتمالات إلا بقرينة صحيحة كافية.
4 - إن التساهل والتشدد الواقعين من بعض المحدثين غير قادح في علماء هذا الفن؛ وغير مانع من كونهم أئمة فيه، قال الذهبي في (الموقظة) (ص84): (وقد يكون نفَس الإمام فيما وافق مذهبه أو في حال شيخه ألطفَ منه فيما كان بخلاف ذلك؛ والعصمة للأنبياء والصديقين وحكام القسط [يريد العصمة من مثل ذلك الميل، لا العصمة المطلقة فإنها للأنبياء خاصة]، ولكن هذا الدين مؤيد محفوظ من الله تعالى لم يجتمع علماؤه على ضلالة لا عمداً ولا خطأً؛ فلا يجتمع اثنان على توثيق ضعيف ولا على تضعيف ثقة، وإنما يقع اختلافهم في مراتب القوة أو مراتب الضعف).
5 - من تسرع أو وهم أو أثر فيه الغضب أو الرضا فوثق الضعيف، فإنه لا يسمى بسبب ذلك متساهلاً، وإن تكرر منه ذلك، إلا إذا كثر كثرة دالة على ميله إلى توثيق أو تقوية الضعفاء، أو دالة على استناده إلى قواعد متساهلة؛ وقُلْ نظير ذلك في التشدد.
والحاصل أنه لا يسمى متشدداً أو متساهلاً إلا من كان ذلك ديدناً وصفة لازمة له، ولو في طائفة معينة من الرواة، كالتابعين مثلاً أو الناصبة أو أهل الرأي، أو في كتاب معين من كتبه دون سائرها.
6 - المراد بالتشدد عند النقاد نقلهم الراوي من رتبة يستحقها في التعديل أو التجريح إلى ما هو دونها أو أسوأ وأشد منها، وضده التساهل؛ وكذلك التشدد والتساهل في نقد الأحاديث.
7 - قد يطلق بعض النقاد وصف الراوي أو الناقد بالتشدد وهو لا يريد أكثر من نفي التساهل عنه، فليتنبه لهذا الاحتمال.
"
يُتبع بإذن الله تعالى.
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[04 - 02 - 06, 02:53 م]ـ
"
¥(11/332)
8 - يجب على المشتغل بتخريج الأحاديث ونقدها ونقد رواتها أن يجتنب – ما وسعه ذلك - التشددَّ والتساهل ويتحرى الوسطية والإنصاف؛ فهذا هو مقتضى حق النصيحة لله ولرسوله ولعامة المسلمين، قال الحافظ ابن حجر في (نزهة النظر) (ص113): (ليحذر المتكلم في هذا الفن من التساهل في الجرح والتعديل، فإنه إن عدّل بغير تثبت كان كالمثبت حكماً ليس بثابت فيخشى عليه أن يدخل في زمرة من روى حديثاً وهو يظن أنه كذب؛ وإن جرّح بغير تحرز أقدم على الطعن في مسلم بريء من ذلك ووسمه بميسم سوء يبقى عليه عاره أبداً).
9 - من ثبت من النقاد الثقات أنه متساهل في نقده فليعلم أن تساهله لا دخل له في الأحكام التي يرويها عن غيره، ولا في ما يذكره من تفسير لأحكامه، أو لأحكام الآخرين إذا كانت تلك الأحكام لا تحتمل وجوهاً من المعاني والتفاسير، ولا ما يذكره من أدلة على صحة أحكامه أو أحكام غيره عنده، ولا في أحكامه التي يقولها من عند نفسه في غير مظان تساهله، وإنما ينحصر أثر ذلك في أمرين:
الأول: نفس أحكامه التي يقولها من عند نفسه في مظان تساهله، لأنه وإن كان يقولها بناء على ما علمه أو بلغه من حال الرواة فإنها تحتمل احتمالاً قوياً أن تكون مصطبغة بذلك الوصف، مشربة إياه.
والثاني: ما يذكره من إيضاح وتفسير لأقوال العلماء في الرواة وأحكامهم عليهم، إذا كان ذلك الإيضاح أو التفسير مما يعتريه الاختلاف والاجتهاد ويدخل في أبواب الاحتمالات والظنون.
ومثل ذلك يقال في قضية التشدد.
10 - إن وصفهم الناقد بأنه متساهل أو مشدد فإنما ذلك بالنظر إلى جملة أحكامه وغالب أحواله عندهم، وإن كنت أنا أرى أن الغالب على الموصوفين بالتشدد هو الاعتدال في نقد الرواة، بل الاستقراء يؤيد ذلك أيضاً، والله أعلم.
وقال أبو الحسن المأربي في (إتحاف النبيل) (1/ 44 - 45): (ولا بد أن يعلم أن كلام المتشدد والمتساهل لا يهدر بالمرة إذا انفرد بالكلام على الراوي، والمتأمل في صنيع الحافظين الذهبي وابن حجر يجد اعتمادهما كلام المتشدد أكثر من اعتمادهما كلام المتساهل؛ لكن يرد كلام المتشدد أو المتساهل إذا عارضه معتدل ولم يظهر للمتشدد دليل). انتهى.
قلت: لعل المراد هنا أصحاب التساهل الكثير كالعجلي وابن حبان والحاكم؛ وعلى كل حال فالكلام صحيح حتى على إطلاقه، فإن مخالفة أو إهدار الذهبي وابن حجر لكلام الأئمة الذين وصفاهم بالتشدد، كيحيى بن سعيد القطان وأبي حاتم والنسائي، أقل بكثير جداً منه في حق كلام الموصوفين عندهم بالتساهل كالعجلي والترمذي وابن حبان والحاكم وابن خلفون.
وقال الدكتور قاسم علي سعد في (مباحث في علم الجرح والتعديل) (ص133):
(لا يقتضي الوصف بالاعتدال أن يكون كلام الجارح والمعدل كله منصفا معتدلا، بل يقصد الغالب، وذلك لأن كثيرا من المعتدلين قد يتشددون أو يتساهلون أحيانا، كما أن بعض المتساهلين قد يتعنتون وبعض المتشددين قد يتسمحون).
11 - التساهل في رواية الحديث الضعيف أو نشره بين الناس أو العمل به أمر عظيم خطره سيئة عاقبته؛ وإليك كلام المعلمي رحمه الله، وقد بين فيه كيف بدأ التساهل بالعمل في الأحاديث الضعيفة، وما هو المخرج من ذلك؟
تكلم المعلمي في (الأنوار الكاشفة) (ص87 - 88) على ما ينسب إلى بعض الأئمة من التساهل فقال: (معنى التساهل في عبارات الأئمة هو التساهل بالرواية، كان من الأئمة من إذا سمع الحديث لم يروه حتى يتبين له أنه صحيح، أو قريب من الصحيح، أو يوشك أن يصح إذا وجد ما يعضده؛ فإذا كان دون ذلك لم يروه البتة.
ومنهم من إذا وجد الحديث غير شديد الضعف وليس فيه حكم ولا سنة، إنما هو في فضيلة عمل متفق عليه، كالمحافظة على الصلوات في جماعة ونحو ذلك، لم يمتنع من روايته.
¥(11/333)
فهذا هو المراد بالتساهل في عباراتهم؛ غير أن بعض من جاء بعدهم فَهم منها التساهل فيما يَرِد في فضيلة لأمر خاص قد ثبت شرعه في الجملة كقيام ليلة معينة، فإنها داخلة في جملة ما ثبت من شرع قيام الليل؛ فبني على هذا جواز أو استحباب العمل بالضعيف، وقد بين الشاطبي في الاعتصام خطأ هذا الفهم؛ ولي في ذلك رسالة لا تزال مسودة؛ على أن جماعة من المحدثين جاوزوا في مجاميعهم ذاك الحد، فأثبتوا فيها كل حديث سمعوه ولم يتبين لهم عند كتابته أنه باطل؛ وأفرط آخرون فجمعوا كل ما سمعوا معتذرين بأنهم لم يلتزموا إلا أن يكتبوا ما سمعوه ويكتبوا سنده، وعلى الناس أن لا يثقوا بشيء من ذلك حتى يعرضوه على أهل المعرفة بالحديث ورجاله.
ثم جاء المتأخرون فزادوا الطين بلة بحذف الأسانيد.
والخلاص من هذا أسهل [كذا، ولعلها سهل] وهو: أن تبين للناس الحقيقة، ويرجع إلى أهل العلم والتقوى والمعرفة؛ لكن المصيبة حق المصيبة إعراض الناس عن هذا العلم العظيم، ولم يبق إلا أفراد يُلمون بشيء من ظواهره؛ ومع ذلك فالناس لا يرجعون إليهم؛ بل في الناس من يمقتهم ويبغضهم ويعاديهم ويتفنن في سبهم عند كل مناسبة ويدعي لنفسه ما يدعي، ولا ميزان عنده إلا هواه لا غير، وما يخالف هواه لا يبالي به ولو كان في الصحيحين عن جماعة من الصحابة، ويحتج بما يحلو له من الروايات في أي كتاب وجد، وفيما يحتج به الواهي والساقط والموضوع، كما ترى التنبيه عليه في مواضع من كتابي هذا؛ والله المستعان).
12 - التساهل عند المتأخرين أكثر منه عند المتقدمين، في الجملة، قال الذهبي في (الموقظة) (ص78 - 79): (وقد اشتهر عند طوائف من المتأخرين إطلاق اسم الثقة على من لم يجرح مع ارتفاع الجهالة عنه، وهذا يسمى مستوراً ويسمى محله الصدق ويقال فيه: شيخ---).
وقال الذهبي في (السير) و (التذكرة) في ترجمة الحافظ أبي عبد الله ابن منده:
(قال أبو عبد الله ابن أبي ذهل سمعت أبا عبد الله ابن منده يقول: لا يخرج الصحيح إلا من ينزل في الإسناد أو يكذب)؛ قال الذهبي: (يعني أن المشايخ المتأخرين لا يبلغون في الإتقان رتبة الصحة، فيقع في الكذب الحافظ إن خرج عنهم وسماه صحيحاً، أو يروي الحديث بنزول درجة ودرجتين). انتهى، بلفظ (السير).
وقال السخاوي في (الإعلان بالتوبيخ) (ص353) بعد أن ذكر كثيراً من النقاد من عصر الصحابة إلى عصره: (والأقدمون أقرب إلى الاستقامة وأبعد عن الملامة ممن تأخر وما خفي أكثر).
قد يقال: هذا تساهل الرواة، وأصل الكلام على تساهل النقاد، فما دخل هذا الكلام؟ والجواب: أن هذا التساهل من الرواة يؤخذ منه أنه قد وقع تساهل من النقاد في توثيق من وثقوه منهم، ولا بد.
وقال المعلمي في (الأنوار الكاشفة) (ص29): (---أقول: ذكر شارح الشفاء أن البزار أخرجه بسند حسن، وتحسين المتأخرين فيه نظر).
وقال ابن حجر في (مقدمة الفتح) (ص621): (كان المتقدمون يتحرزون عن الشيء اليسير من التساهل---).
أقول: وكذلك كان ينبغي أن يفعل الذين جاءوا من بعدهم، وما كان عليه السلف هو الاعتدال حقاً وإن أسماه بعض المتأخرين تشدداً، فإنما هو تشدد بالنسبة للمتأخرين وما هم عليه من تساهل؛ ولكن المتأخرين لم يسلكوا مسلك المتقدمين من الاعتدال في باب رواية الأحاديث ونقدها، لأنهم كثرت عليهم المرويات وطالت عليهم الأسانيد وتشعبت عليهم الطرق وازدحمت عليهم الكتب وتنوعت عليهم العلوم وزادت المشاغل وضعفت الهمم وانتشر الرأي وكثر التهاون، ودخل في صناعة الحديث من ليس من أهلها وتكلم على الأحاديث من كان عليه أن يسكت، واشتهر بين الناس كثير من الأحاديث الواهية والساقطة وتعصبوا لها ودافعوا عنها وجاراهم بعض الفقهاء وغيرهم فحصل التساهل ووقع ضرره ونشأ عنه جهل وبدع وضلالات والله المستعان.
13 - إن قيل: كيف حصل التساهل؟ ولمَ تساهل أكثر الأئمة في رواية الأحاديث الضعيفة، كالإمام أحمد والبخاري خارج الصحيح وغيرهما؟
فالجواب أن علماء السلف من الصحابة والتابعين، لم يكونوا يرتضون – في الجملة – أن يحدثوا بأي حديث يرونه لا يصح، لأنهم يرون ذلك خيانة للأمانة وغشاً للأمة، ثم استمر على هذه الطريقة طائفة من علماء الحديث، ولكن لما اتسعت مدرسة الإسناد وتباعدت أطرافها وصار من غاياتها حفظ المروي في الجملة تخفف بعض الأئمة من بعض تلك الشروط القديمة، فمنهم من اكتفى بأن لا يروي إلا عن ثقة عنده، ومنهم من جمع مسنداً كالإمام أحمد فاكتفى بأن لا يدخل فيه حديثاً مكذوباً وهو يعلم أنه مكذوب، واشترط في شيوخه الذين يروي عنهم أحاديث ذلك المسند القوة في الجملة.
والذي سوغ هذا القدر من التساهل، هو اشتهار انقسام الأحاديث إلى ثابتة وغير ثابتة، واشتهار أن الحديث لا يصح اعتماده إلا بعد أن يثبت إسناده؛ ومن أسند لك فقد أحالك.
وهكذا توسط عدد من الأئمة، فلم يرووا للمتروكين عندهم، ونحوهم، ولم يرووا الأحاديث التي ثبت عندهم بطلانها، ورووا ما يصح وما يحتمل أن يصح، أو ما قد يصلح للاستشهاد به، كما بينه العلامة المعلمي، في كلامه السابق، رحمه الله.
"
يتبع، إن شاء الله تعالى-----
"
¥(11/334)
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[06 - 02 - 06, 06:07 م]ـ
"
14 - من النقاد من يتساهل في أمر ويشدد في غيره، مثل أن يتساهل في روايات المدلسين ويتشدد في روايات أهل البدع؛ فلتساهله وتشدده ضوابط في الجملة، ومنهم من يتساهل في راو ويتشدد في غيره، من غير أن يسهل عليك الوقوف على ضابط لتساهله أو تشدده؛ فليس معنى وصف الراوي بالتساهل أنه لا يوجد عنده تشدد ما، وليس معنى وصفه بالاعتدال انتفاء وقوع التشدد والتساهل منه انتفاء تاماً.
فلعله ما من ناقد إلا ووقع منه تساهل وتشدد واعتدال؛ ولا شك أن الاعتدال لا بد أن يكون هو الغالب على حال الناقد ليكون معتمداً في الجملة، سواء كان معدوداً من المعتدلين أو المتساهلين أو المتشددين؛ وأما من غلبت مواطن تساهله على مواطن اعتداله، فليس يصح أن يعتمد، إلا إذا علمت مظان تساهله من مظان اعتداله، فإنه يكون معتمداً في مظان اعتداله دون مظان تساهله.
ومثل ذلك يقال في التشدد.
15 - من النقاد من يتساهل في طبقة دون غيرها؛ فمنهم من يتساهل في المتقدمين كالتابعين وأتباعهم؛ وهذا كثير، وله سببه؛ فالكذب في التابعين قليل، والتثبت غالب والتقوى متوافرة، في الجملة، والروايات قليلة وملكة الحفظ غالبة على الناس، وشهوة التحديث ضعيفة.
هذا من جهة، ومن جهة ثانية فإن الكلام في الرواة تجريحاً وتعديلاً قليل جداً، فرأى بعض النقاد أنه مضطر في نقدهم إلى الاعتماد على معاني متون أحاديثهم، وكونهم مستورين، ولم يطعن فيهم أو في رواياتهم أحد من المتقدمين.
وكذلك قد يتشدد الناقد ويتساهل في طبقة واحدة أو طائفة واحدة من الرواة، كابن حزم، يتشدد على ضعفاء المدلسين ويتسهل على ثقاتهم.
16 - من مظان التساهل والتشدد كتب الدفاع وكتب الردود، ولذا حصل من التساهل في كتاب الذهبي (من تكلم فيه وهو موثق) وكتاب ابن حجر (القول المسدد في الذب عن المسند) والفصل التاسع من كتابه (هدي الساري) ما لم يحصل من ذلك في غير هذه الكتب من كتبهما.
وكذلك وقع من التشدد والتساهل في كتاب (الجوهر النقي في الرد على البيهقي) لابن التركماني ما لا يخفى.
وحتى الكتب القريبة في موضوعها وطريقتها من كتب المناقب وقع فيها نصيب من إغفال جانب من التجريح والاعتناء بإبراز جوانب الثناء والتوثيق، ومن هذا النوع كتاب (تذكرة الحفاظ) للحافظ الذهبي.
وأما ما حصل من التساهل والتشدد في (تأنيب الخطيب) فأمر فاحش بل هو بوصف التلاعب أولى منه بأن يسمى تساهلاً وتشدداً، كما حقق ذلك مفصلاً العلامة ذهبي العصر - بل بخاريُّه – العلامة الإمام المعلمي اليماني رحمه الله تعالى.
17 - ليس معنى التساهل عند النقاد التهاونَ والتلاعبَ وتغييرَ الحقائق عمداً، وإنما معناه أن يمشي الناقد على قاعدة تثمر أحكاماً فرعية واقعة دون حد الاعتدال.
ولما فهم بعض الباحثين أن المراد بالتساهل هو المعنى الأول المغلوط فيه نفوا وجود التساهل عند أحد من العلماء الثقات، فضلاً عن الأئمة.
ومثل ذلك يقال في التشدد.
18 - تساهل الرواة كان له أثر كبير في تساهل كثير من النقاد، ولذلك كان المتأخرون من النقاد أكثر تساهلاً من المتقدمين منهم، بسبب شدة تساهل المتأخرين في الرواية.
19 - المتأخرون أكثر تساهلاً من المتقدمين؛ وأكثر تساهل وقع عند النقاد، إنما وقع في نقد الأحاديث؛ حكموا على كثير من الموضوعات بأنها ضعيفة أو ضعيفة جداً، وعلى كثير من الشديدة الضعف بمطلق الضعف، ثم حسنوا أو صححوا كثيراً من الأحاديث الضعيفة إما بمجموع الطرق، وإما بعدم الالتفات إلى ما ذكره لها علماء العلل من العلل القادحة الخفية أو التي فيها نوع خفاء.
20 - أول من أعرفه دعا إلى الاعتدال في هذا العصر هو العلامة المعلمي اليماني رحمه الله؛ وهو الذي طرق بل فتح باب اسئناف الاجتهاد في نقد الحديث.
21 - كثير من الدراسات الحديثة اتخذت من كتاب (تقريب التهذيب) ميزاناً تقايس به مقدار بعد الناقد أو قربه من طبقة الاعتدال والتوسط والإنصاف، وهذا الميزان، أعني (تقريب التهذيب) ليس في الحقيقة بميزان اعتدال منضبط، ولا يكاد؛ فلا بد لمعرفة ذلك من استقراء تام وتتبع عام، وتأصيل صحيح متين.
¥(11/335)
22 - إذا اقتضى تفسير مصطلح لإمام من الأئمة وصفَ ذلك الإمام بالتساهل الفاحش الذي لا يليق بمثله فإن ذلك التفسير غلط، بل لا بد أن يكون غلطاً، وأكبر مثال على هذه المسألة تفسير المتأخرين لكلمة (حسن) عند الترمذي بأنها تعني ثبوت الحديث وصلاحيته للاحتجاج؛ وقد ثبت عند المحدثين - بتخريج أحاديث الترمذي التي حسنها - أن غالبها ضعاف، ومقتضى ذلك إما تساهل الترمذي تساهلاً فاحشاً، أو كونه جاهلاً بعلم النقد، وكلا المقتضيين باطل، فما اقتضاهما باطل حتماً، بل الترمذي إمام من أئمة الفن وعالم من علماء العلل، نعم قد يكون عنده شيء من تساهل، ولكن أن يكون من ذوي التساهل الفاحش فهذا ما لا يقوله منصف عارف.
إذن لا بد من تفسير هذا المصطلح من الترمذي بمعنى – أو معانٍ - يدل عليها الاستقراء ولا تنافي المسلمات الثابتة والأصول المقررة مثل كون الترمذي عالماً كبيراً من علماء هذا الفن وناقداً معتمداً، بين النقاد، في الجملة.
23 - ليس كل مخالفة تقع من الناقد المتشدد، لغيره من النقاد الموصوفين بالاعتدال، يكون القول الراجح فيها قولهم دون قوله، إذ لا يكفي وصفه بالتشدد قرينة على ترجيح قول مخالفيه، بل لا بد من النظر في كل القرائن الأخرى المحيطة بالمسألة؛ مقدار معرفة كل واحد من أولئك النقاد بذلك الراوي، ومعرفة مراتبهم في الاجتهاد والتقليد، واحتمال تقليد بعضهم بعضاً، وعددهم، ومنازلهم بين النقاد، ومقدار ما ذكروه لذلك الحكْم من تفصيل وتفسير، وغير ذلك مما له دخل في قضية الموازنة والترجيح بين قول ذلك الناقد الموصوف بالتشدد وقول مخالفه أو مخالفيه.
24 - من كان يتشدد أحياناً ويتسهل أحياناً أخرى ولا يعرف لتشدده وتسهله ضوابط تضبطهما فإن الفائدة من ذكره في المتشددين أو في المتساهلين قليلة إذ هي منحصرة فيما إذا خالفه من هم أكثر منه أو أعدل أو أعلم، فإنه يقال حينئذ لعله تسهل أو لعله تشدد، فيرجح حينئذ قول مخالفه رجحاناً ابتدائياًًًً، ولكن هذا الترجيح أظنه صعباً جداً، ثم إن النقاد من هذا النوع كثيرون جداً والاعتدال المطلق عزيز نادر، ولهذين السببين لم أُدخل هذا الصنف من النقاد في بحثي الذي ذكرت فيه الموصوفين بالتشدد والتساهل، والذي كنت كتبت أصل هذه المقالة مقدمة له.
25 - يرى كثير من المشتغلين بغير علم الحديث أو ممن اشتغلوا به ولم يسلكوا به طريقة أهله أن علماء الجرح والتعديل أصحاب تشدد وتعنت في النقد، وأنهم طعنوا بسبب ذلك في كثير من المحدثين والفقهاء والمؤرخين والأخباريين واللغويين وغيرهم من المشاهير الذين حقهم التوثيق.
وهذا ظن باطل، فإن أمر القوم أساسه العدل وقوامه الإنصاف، ومن ذا الذي يعدل من الناس إن لم يعدل علماء الحديث ونقاد الأثر؛ وهل عرفت الدنيا عدلاً كعدل المحدثين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟
ومما يجري مجرى هذه التهمة ما زعمه الكوثري إذ قال في تعليقه على شروط الأئمة الخمسة للحازمي (ص33): (وفي كثير من الكتب المؤلفة في ذلك [يعني الجرح والتعديل] غلو واسراف بالغ).
قلت: ما أبعد هذا الوصف عن تلك الكتب، وإنما الغلو والاسراف البالغ واقع في قوله هذا وفي أقوال له كثيرة مبثوثة في بطون مؤلفاته وفي حواشيه على كتب الناس؛ وحق لأهل الحديث أن يتمثل متمثلهم في مثل هذا المقام بقول من قال:
ما أبعد العيب والنقصان عن شرفي****أنا الثريا وذانِ الشيب والهرمُ
وقال بعض الباحثين المعاصرين في رد له على بعض بحوث الشيخ عبد الفتاح ابو غدة: «إن العلامة الشيخ محمد زاهد الكوثري في كتابه (تأنيب الخطيب) قد جعل البخاري وأبا حاتم وأبا زرعة والعقيلي وابن حبان وابن عدي والدارقطني وعشرات النقاد الآخرين جعلهم كلهم متعصبين على أبي حنيفة ومتعنتين في الجرح والتعديل، وما ذلك إلا لاجتماعهم على تضعيف أبي حنيفة رحمه الله في رواية الحديث.
وفضيلة الباحث حفظه الله جعل [يعني في تعليقه على الرفع والتكميل] الحافظ ابن عدي صاحب دعوى باطلة لأنه قال عن [الأصح: في] أبي حنيفة: لا يصح في جملة ما روى إلا بضعة عشر حديثاً؛ وراح يستدل على رده تلك الدعوى الباطلة بأدلة أوهى من خيوط العناكب، من أبرزها أن أبا حنيفة له سبعة عشر مسنداً!
¥(11/336)
مع أن فضيلته يعد ابن عدي فيمن صنف مسنداً لأبي حنيفة؟! وقال: (في عد ابن عدي من المعتدلين نظر طويل! إذ هو من المتعنتين على الحنفية وغيرهم)!!
وكان النسائي متعنتاً لأنه جرح أبا حنيفة، وأتحفنا بنقول عن تعنت أبي حاتم والنسائي وابن معين ويحيى القطان وابن القطان الفاسي وابن حبان، بل وتبكيت الذهبي لابن القطان شديداً.
وثمة طاقة أخرى من أشواك التعنت عند الجوزجاني وابن خراش وابن عقدة والذهبي نفسه.
وهناك ابن الجوزي وعمر بن بدر الموصلي والرضي الصاغاني وابن تيمية الحراني---.
هذه بعض مقتطفات لفضيلة الباحث أحببت لفت نظر القارئ إليها سريعاً حتى يتأكد أن وصف الباحث أحد الحفاظ بالتعنت لا يعني أن ذلك الحافظ متعنت وإنما يعني أحد أمرين:
الأول: أن يكون هذا الحافظ مخالفاً لما قرره الباحث أو يريد تقريره من مذهب أو منهج.
الثاني: أن يكون هذا الحافظ قد جرح أبا حنيفة أو انتقد على الحنفية بعض مذهبهم.
نعم قد يكون عند بعض الحفاظ تشدد في نظرتهم إلى بعض الرواة ولكن هذا ليس ناتجاً عن التعنت، وإنما هو نتيجة طبيعية لمنهج كل إمام من النقاد في الجرح والتعديل، فبعض النقاد يتشدد مع المبتدعة لأن من منهجه التضييق عليهم، وبعضهم يتشدد مع سيء الحفظ لأنه يرى الحيطة في الدين أولى.
أما دعوى التشدد والتساهل هذه فمردودة من جذورها على ما أوضحته في غير هذا الكتاب مطولاً» انتهى كلامه بلفظه.
وأقول: أما دعوى رد دعوى التشدد أصلاً ففيها نظر وتوقف، ولكنها ليست ببعيدة عن الحق، وإن كان قد ثبت ذلك عن بعض الأئمة مثل أبي نعيم وعفان، وهو نفسه قد قال كما تقدم قبل قليل: (فبعض النقاد يتشدد مع المبتدعة لأن من منهجه التضييق عليهم، وبعضهم يتشدد مع سيء الحفظ لأنه يرى الحيطة في الدين أولى)، أليس هذا إثباتاً لوقوع التشدد؛ بلى، فما ذكره هذا الباحث من هذه الأمثلة هو التشدد الذي يذكره المحدثون.
وأما رد دعوى التساهل عن الذين عرفوا به واشتهر عنهم فدعوى مردودة غير مقبولة وساقطة غير قائمة فقد ثبت ذلك بوضوح عند العجلي والطبري وابن حبان والترمذي والحاكم ثم المنذري والضياء المقدسي والهيثمي والسيوطي وغيرهم.
فإن قيل: ما وجه التفريق بين التشدد والتساهل حتى مِلتَ إلى نفي التشدد أو ندرته، بخلاف التساهل فقد ذهبتَ إلى وقوعه بكثرة؟ قلتُ: لأن كثيراً من النقاد بابهم السلامة، فيميلون إلى إحسان الظن وتقوية حال الراوي المحتمل أمره للتقوية ويقنعون بالنقد الظاهري دون تكلف التبحر والغوص على دقائق معاني النقد، وكان هذا المسلك هو الأوضح بين مسالك أكثر المتأخرين، بل هو الجادة عندهم، حتى لكأن الأصل عندهم في الرواة العدالة والحفظ وفي الأحاديث الصحة والثبوت، حتى يقوم الدليل على خلاف ذلك.
وعلى كل حال فقد وقع من النقاد تساهل وتشدد، ولكن الاعتدال هو الغالب عليهم، وما وقع منهم في الجملة من التساهل كان في الحقيقة أكثر مما وقع منهم من التشدد، والمحققون المعتدلون من أهل العلم يعرفون – بمجموع ما عندهم من علم محقق - ما وقع من هذا وذاك.
وأما ما وقع في كلام العلماء من وصف يحيى بن سعيد القطان وبعض الأئمة الآخرين بالتشدد في نقد الرواة أو في انتقاء شيوخهم وأنهم تركوا جماعة من الرواة روى عنهم غيرهم من علماء الحديث؛ فهذا كله وما كان في معناه إنما هو - في مراد العلماء المحققين - تشدد يسير جداً، مبني على الاحتياط في أمر الحديث ومتفرع على كمال المعرفة بالرواة وعلل أحاديثهم، وهو إن لم يكن ميزة تَفَوُّقٍ في ذلك الإمام الموصوف بالتشدد فلن يكون بحال مغمزاً فيه أو مطعناً في علمه، ولكن هذا ما لم يفهمه بعض المتأخرين جداً وبعض المعاصرين فراح يدعي قواعد لا قواعد لها، ويطلق كلمات عن صراط العدل ما أعدلها، ويصف هؤلاء الأئمة الفضلاء بما يتعجب منه العقلاء ويمقت سماعه العلماء، ومن هؤلاء اللكنوي غفر الله له - وقلده التهانوي في قواعده – فإنه بالغ جداً وأسرف كثيراً حيث قال في (الرفع والتكميل) (ص176):
¥(11/337)
(ومنها [يعني الأمور المانعة من قبول الجرح] أن يكون الجارح من المتعنتين المشددين فإن هناك جمعاً من أئمة الجرح والتعديل لهم تشدد في هذا الباب فيجرحون الراوي بأدنى جرح ويطلقون عليه ما لا ينبغي إطلاقه عند أولي الألباب [!!!!!]، فمثل هذا الجارح توثيقه معتبر وجرحه لا يعتبر، إلا إذا وافقه غيره ممن ينصف ويعتبر [!!!].
فمنهم أبو حاتم والنسائي وابن معين وابن القطان ويحيى القطان وابن حبان وغيرهم، فإنهم معروفون بالإسراف في الجرح [!!!] والتعنت فيه؛ فليتثبت العاقل [!!!] في الرواة الذين تفردوا بجرحهم وليتفكر فيه).
وأنا لا أحب أن أفصل القول على هذه العبارات التي إن عذرناه في ركتها وبرودتها بسبب عجمته فلن نعذره في بعدها عن الصواب وواضح الدليل، ولا في شدة منافرتها لقواعد هذا العلم الجليل، وهي دالة على حقيقة منزلة قائلها في هذا الفن وأنه من أهل الإسراف في نقد الأئمة.
أوَلم يشعر بالتناقض بين وصفه لهم بالأئمة ثم قوله إن جرحهم غير معتبر، ثم إشارته إلى أنهم لا ينصفون ولا يعتبرون؟!
كيف يكون من هذه صفته إماماً؟!
ومن كان إماماً في علم فكيف لا يؤخذ بقوله الذي لا يخالفه فيه من هو مثله أو فوقه في ذلك العلم؟!
وهل معنى الإمامة إلا ذلك؟!
إن الحق في حق هؤلاء الأئمة الجهابذة الذين وصفوا بالتشدد هو ما قاله فيهم الجهابذة أيضاً وما دل عليه عملهم من أنهم أئمة يحتج بكلام كل منهم ما لم يخالفه غيره ممن هو مثله أو فوقه، سواء انفرد به أم لم ينفرد؛ فإذا اختلفوا رجح بين أقوالهم من جاء بعدهم من النقاد، ثم الله يهدي طالب الحق في هذه المسائل إلى الحق – وهو الغالب – أو إلى ما يقاربه.
وممن وصف الأئمة المتقدمين يالتشدد، أيضاً، العلامة الفاضل أحمد محمد شاكر رحمه الله، وذكرت كلامه، ومعه مناقشته، في غير هذا الموضع.
إن يحيى القطان وغيره من أئمة الجرح والتعديل الذين وصفهم الذهبي أو ابن حجر – في بعض كتبهما وحيث يلجئهما إلى التصريح بذلك في الغالب المقارنة بين المناهج أو الدفاع عن بعض رجال الصحيحين - بالتشدد أو التعنت، هم بلا ريب أعلم أهل الأرض بأحوال الرواة ومروياتهم، وهم أتقى وأورع وأبصر وأفقه من أن يتكلموا في الناس بالهوى والتشهي، أو يبالغوا في الطعن والجرح بغير حجة؛ وقد أثنى أئمة الجرح والتعديل من تلامذتهم وأقرانهم وبعض مشايخهم على علمهم ثناءً كبيراً دالاً على اعتدالهم أو – في الأقل - كافياً لنفي التشدد الكثير عنهم؛ بل إنه ليظهر من بعض عباراتهم أنهم يعدون هذا التشدد اليسير الذي كان عند بعضهم من مناقبهم وكمال علمهم.
وقد ورد من ثناء الأئمة على هؤلاء الأئمة ما يدل على كمال احتفالهم بأقوالهم وكثرة اعتمادهم عليها انفردوا بها أو توبعوا عليها وأنهم حين وصفوا بعضهم بالتشدد ونحوه لم يريدوا بذلك ما ادعاه أو فهمه اللكنوي ولا بعضه.
وانظر في ترجمتي يحيى بن سعيد القطان ويحيى بن معين - وهما ممن تكلم في علمهم اللكنوي!!! - من (سير أعلام النبلاء) و (تذكرة الحفاظ) و (تهذيب الكمال) و (تهذيبه) ما قاله الأئمة في علم هذين الإمامين بالحديث والرجال ليتبين لك وهاء قوله وشدة حكمه.
بل أزيد على هذا الذي تقدم من الرد على اللكنوي ومن قلده فأقول: قد وصف بعض العلماء المتقدمين أو بعض المعاصرين المحققين البارعين بعض هؤلاء - الذين وصفهم اللكنوي بالتشدد - بشيء من تساهل كما يأتي في موضعه إن شاء الله تعالى.
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[17 - 03 - 06, 11:56 م]ـ
"
26 - التساهل في نقد الرواة والتساهل في نقد الأحاديث الأصل فيهما أن يكونا متلازمين، إذا وجد أحدهما عند ناقد بعينه وُجد عنده ثانيهما؛ ولكن ذلك التلازم لا يطّرد، ولا سيما عند المتأخرين، وأوضح مثالين لذلك مسلك الحافظين الكبيرين الذهبي وابن حجر، فتساهلهما في نقد الأحاديث أكثر من تساهلهما في نقد الرجال.
وفي الجملة، فإن كل متساهل في نقد الرجال متساهل في نقد الروايات، وليس كل متساهل في نقد الروايات متساهلاً - بنفس القدر - في نقد الرجال، وإن كان لا بد أن يقع منه تساهلٌ ما في هذا الباب، أيضاً، أعني باب نقد الرجال.
وإذا علم هذا في حق التساهل عُلم نظيرُه في حق التشدد.
¥(11/338)
27 - إذا قال بعض المتأخرين، كالذهبي وابن حجر: "إن فلاناً من النقاد تعنَّتَ في فلان من الرواة "، أو نحو هذا المعنى، فهذا ليس فيه وصف ذلك الناقد بالتعنت، فالمرة الواحدة من التعنت شيء، وصفة التعنت اللازمة - أو الغالبة - شيء آخر، وقد رأيت بعض الباحثين المعاصرين خلط في هاتين المسألتين.
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[18 - 03 - 06, 03:55 ص]ـ
"
28 - سئل أبو الحسن حفظه الله في (إتحاف النبيل) (1/ 90) عن كيفية معرفة المتشددين والمتساهلين؛ فأجاب بما حاصله أن ذلك يعرف بنص العلماء أو بالاستقراء أو بتصريح الناقد بالتزامه قاعدة فيها تساهل أو تشدد كقاعدة ابن حبان في التوثيق وكقاعدة الامام مالك بأن العلم لا يؤخذ الا عمن اشتهر بطلب الحديث وطال اشتغاله به، وقد رد ذلك الحافظ في "لسان الميزان"، ونسب القائلين بهذه القاعدة إلى التعنت.
29 - إن الاعتدال والاصابة في الأحكام هما الغالبان على الأئمة، ومن لم يُعرف بالتساهل الواضح العريض أو بالتشدد الغالب البيِّن، فلا معنى للتوقف في قبول أقواله، بل ولا حاجة إلى التثبت في أحكامه إلا إذا خالفه غيره، أو قامت قرينة أخرى مقتضية للتثبت والتأني؛ ولا يسوغ ترجيح التعديل مطلقاً بأن الجارح كان متشدداً، ولا ترجيح الجرح مطلقاً بأن المعدل كان متساهلاً، وإنما يستدل بكون هذا متشدداً أو ذاك متساهلاً على قوة احتمال الخطأ إذا كان محتملاً.
فأما إذا لزم من اطراح الجرح أو التعديل نسبة من صدر منه ذلك - وهو الناقد الثقة - إلى افتراء الكذب أو تعمد الباطل ومخالفة الحقائق المعروفة عنده أو الغلط الفاحش الذي يندر وقوع مثله من مثله فذلك الاطراح لا يصح، بل هو يحتاج حينئذ إلى بينة أخرى؛ فلا يكفي فيه إثبات أن الناقد كان متساهلاً أو متشدداً؛ وقارن بما في (التنكيل) (ص245).
30 - ثَمَّ فرق ظاهر بين تشدد الراوي - أو تثبته - في انتقاء شيوخه أو رجال كتابه أو أحاديثه، وبين تشدده في التعديل والتجريح؛ وعدم ملاحظة هذا الفرق أوقع طائفة من المتأخرين في وصف بعض المعتدلين - كالنسائي - بالتشدد.
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[18 - 03 - 06, 04:13 ص]ـ
"
31 - من الفروق التي يحسن بيانها في هذا الموضع الفرق بين تساهل الناقد، وتسرعه، ومجازفته، وتعصبه، وضعفه، وقلة تثبته، وكثرة خطئه، فأقول:
التساهل يكون ابتناؤه على القواعد.
والمجازفة مبنية على الاعتداد بالنفس من جهة العلم والمعرفة والاطلاع، أو ناشئة عن الجرأة وقلة المبالاة.
والتسرع مثلها، أو قريب منها؛ وكذلك قلة التثبت.
والتعصب مبني على الهوى، لا على القواعد؛ بل هو في الحقيقة مبني على قواعد متأثرة بالهوى.
وأما كثرة خطأ الناقد فناشئة عن خطأ وخلل في قواعده، أو نقص في اطلاعه، أو تسرع ومجازفة وقلة تثبت في استنباطه لأحكامه.
وأما ضعف الناقد فقد يراد به ضعفه في روايته أي في ضبط ما يرويه، وقد يراد به ضعفه في نفسه أي في عدالته، وقد يراد به ضعفه في أحكامه، أي بكثرة خطئه فيها.
32 - كل واحد من التساهل والتشدد يتفرع عن أحد أمرين:
الأول: قاعدة يخطئ فيها الناقد مثل أن يكون الأصل عنده في التابعين خاصة أو في الرواة عامة – بما فيهم مجاهيل الأعيان – أنهم ثقات إلى أن يقوم الدليل على خلاف ذلك.
الثاني: ميل وهوى لجماعة مخصوصة أو عليهم، مثل أن يكون الناقد متعصباً لأهل مذهبه الفقهي، أو متحاملاً على مخالفيه في المعتقد، ومثال الصنف الأول الدولابي ثم ابن التركماني الحنفيان رحمهما الله، ومثال الصنف الثاني الحافظ الجوزجاني رحمه الله.
فمن عُلم منه مثل هذا التعصب فهو داخل في جملة مسمى المتساهلين أو المتشددين، أي بحسب حاله، وإن لم يصرح أحد من النقاد بأنه متساهل في نقده أو مشدد فيه.
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[18 - 03 - 06, 09:41 ص]ـ
"
33 - يتساهل أكثر المتأخرين في كثير من مسائل وأبواب النقد الحديثي، ومن أخطر وأبرز أنواع تساهلهم ما يلي:
1. التساهل في الحكم على الحديث، قبولاً ورداً، مع أن الأمر شديد وهو أخطر من الإفتاء، ولا يحتمل أي قدر من تساهل أو تهاون.
2. التساهل في تقوية الحديث بكثرة طرقه.
3. التساهل في تقوية الحديث بشواهد المعنى وأحاديث الباب.
4. التساهل في دفع النكارة عن كثير من الأحاديث التي استنكرها العلماء المتقدمون.
5. التساهل في الجمع بين الروايتين اللتين في واحدة منهما شيء من مخالفة أو شذوذٍ أو نكارةٍ.
6. التساهل في تقوية الأحاديث التي تفردت بها كتب التواريخ أو الجرح والتعديل أو أجزاء المتأخرين ونحوها، مع أن في مثل ذلك التفرد دلالات يعرفها أهل العلم بالحديث.
7. التساهل في قبول الغرائب وعامة ما تفرد به ثقة من الرواة، ولو كان حاله مما لا يحتمل ذلك التفرد، أو دلت القرائن على عدم حفظه لذلك المروي.
8. التساهل في قبول زيادات الثقات.
9. التساهل في رد كلام علماء العلل وجبال الحفظ والفهم جهابذة الصناعة الحديثية.
10. التساهل في الاعتماد على نسخٍ بعيدة عن الصحة والإتقان أو حافلة بالسقط والتصحيف والتشويه.
11 - التساهل في الاعتماد على قواعد لبعض المتكلمين وأهل المنطق، أو من تأثر بهم من أهل الرأي والأصوليين والفقهاء، مع مخالفتها لقواعد المحدثين، تلك القواعد الصحيحة المقررة المحررة.
والله المستعان.
"(11/339)
التحذير من قطعة موضوعة من مصنف عبد الرزاق نشرها صوفية الإمارات
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[02 - 02 - 06, 08:21 م]ـ
نُشر مؤخرا مجيليد بعنوان: (الجزء المفقود من الجزء الأول من مصنف عبد الرزاق)
بتحقيق: عيسى مانع الحميري، وتقديم محمود سعيد ممدوح، زعم الأول أنه حصل المخطوط من الهند، وأنه من القرن العاشر، وتابعه الثاني وتواطأ معه على إظهار ثبوت الجزء.
وبعد النظر في الكتاب تبيّن بوضوح أنه كذب صراح على الإمام عبد الرزاق، وأنه موضوع أسانيد ومتون، ولم يخرجه هذان إلا لأن أحد أحاديثه الموضوعة: (أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر)
وغير ذلك من الأسانيد المركبة، والمتون المفتراة، وتبين أن النسخة هندية حديثة معاصرة، وواضع الأحاديث أعجمي أيضا!
وليبشر واضعه بحديث (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)
وإنني في صدد كتابة عاجلة في إظهار بطلان هذا الجزء المفترى، ولكن عجّلتُ بهذا التعريف تحذيرا وتنبيها لإخواني أهل الحديث.
والله المستعان.
وهذا كله موجود على ملف (وورد) بناء على طلب الإخوة لنشره في المنتديات، وفيه الصور كاملة.
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[02 - 02 - 06, 08:44 م]ـ
دفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم وسنّته المطهرة
وكشف تواطؤ عيسى الحميري ومحمود سعيد ممدوح على وضع الحديث
(تفنيد القطعة المكذوبة التي أخرجاها ونسباها لمصنف عبد الرزاق)
بقلم
محمد زياد بن عمر التُّكْلة
عُفي عنه
الكتابة الثانية
مزيدة ومنقحة
13 محرم 1427
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يَهْدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلل فلا هادي له.
وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبدُه ورسوله.
أما بعد:
فإن الله سبحانه وتعالى لما ختم الشرائع برسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأتم نعمته علينا، ورضي الإسلام للناس دينا: لم يترك دينه هملاً، بل حفظ هذا الدين من التحريف والتبديل، فحفظ كلامه المنزل: القرآن الكريم، فلا يُزاد حرفٌ فيه ولا ينقص.
وحفظ سنة نبيّه صلى الله عليه وسلم، فجعل الكذب عليه من أعظم الموبقات، ففي الحديث المتواتر: (من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)، وفي الصحيحين عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن كذبا عليّ ليس ككذب على أحد).
وسخّر الله للسنّة عبر الأزمان نخبة الأمة في الديانة والعلم والعقل، تنفي عنها كذب الكاذبين، بل وأوهام الصادقين، فلا يمكن أن يسري حديثٌ يُنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا يثبت عنه إلا بيّنوه وحذروا منه، عبر قواعد متينة هي غاية ما بلغه العقل البشري من طرق التوثيق والتحقيق.
وما زال أهل الباطل على أنواعه يحاولون الدسّ في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لنصرة أهوائهم الباطلة، أو لدعوة الناس للزندقة، فما أسرع أن ينكشفوا ويفضحهم الله عز وجل، وينقلب إليهم بصرهم خاسئا وهو حسير.
وقال سفيان الثوري: لو همّ رجل أن يكذب في الحديث وهو في جوف بيت لأظهر الله عليه.
وروي معنى ذلك عن عبد الرحمن بن مهدي وابن معين وغيرهما.
وقال سفيان بن عيينة: ما ستر الله عز وجل أحداً يكذب في الحديث.
وثبت عن ابن المبارك رحمه الله أنه سئل: هذه الأحاديث الموضوعة؟ فقال: تعيش لها الجهابذة، ثم قرأ: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).
* * *
واقتداء بمنهج أئمة الحديث في كشف الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم، ودفاعاً عن السُّنّة، ونُصحاً لعموم الأمة؛ كانت كتابة هذه الكلمات، مستعيناً بالله سبحانه، سائلاً إياه الأجر والمثوبة.
* * *
فقد صدر مؤخراً كتابٌ كُتب عليه: "الجزء الأول من المصنف للحافظ الكبير أبي بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني"، بتحقيق عيسى بن عبد الله بن محمد بن مانع الحميري، وتقديم محمود سعيد ممدوح، الطبعة الأولى 1425هـ-2005م، دون ذكر للناشر، في مجيليد في 105 صفحات، منها 44 صفحة لمتن الكتاب.
وبتأمل الكتاب يتبيّن جلياً أنه كتاب مكذوب مفترى؛ أُلصق زوراً وبهتاناً بالحافظ عبد الرزاق رحمه الله، وإنما افتُعل ونُشر لما في متونه من آراء منحرفة وأباطيل مدسوسة، مثل إثبات أولية النور المحمدي، وجملة خرافات أخرى.
¥(11/340)
أما الأسانيد فقد رُكِّبت كيفما اتفق لتبدو كأنها من رواية عبد الرزاق فعلا، ولكن الممارس لكتب الحديث يعلم بطلانها وتركيبها بمجرد النظر، كيف إذا قرن معها المتون المنكرة ذات المخالفات الشرعية والتراكيب الأعجمية؟ ودرس النسخة المزعومة للكتاب؟
وإزاء ذلك فقد وجب كشف هذا الكذب الصراح؛ الذي فيه تشويه صورة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والدسّ في دينه ما ليس منه، والله المستعان.
مع العلم بأن جميع من عرفتُه علم بالكتاب جزم بوضعه، مثل الشيخ سعد الحميّد، والشيخ عبد القدوس محمد نذير، والشيخ خالد الدريس، والشيخ عمر الحفيان، والشيخ بندر الشويقي، والشيخ صالح العصيمي، والشيخ أحمد عاشور، والشيخ سعد السعدان، والشيخ عبد الوهاب الزيد، وغيرهم.
* * *
وقد كنتُ كتبتُ كتابة أولية عن هذا الكتاب المزعوم في ملتقى أهل الحديث على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)، وكانت تلك الكتابة خلال يومين لغرض سرعة تحذير الناس من الكتاب أول نزوله الأسواق، اعتمدت فيها على القرائن المبينة لكذب الكتاب، وقسمتُ الكتابة إلى قسمين رئيسين: نقد المخطوط المزعوم وما يتعلق به، ونقد متون وأسانيد الجزء.
• ثم كانت هذه الكتابة الثانية بعد أن وصلتني معلومات مهمة عن ملابسات خروج الكتاب من أحد القريبين للقائمين عليه، وإفادات وملاحظات أخرى من غيره، فكانت كتابتي هذه مزيدة ومحررة، ناسخة للأولى، وسأبقى أزيد وأنقح فيها -إن شاء الله- ما زادت لديّ المعلومات والفوائد حول الموضوع، وأدعو الغيورين على السُّنّة للمشاركة والمساهمة في الكشف عن هذه الجريمة؛ لا حرمهم الله الأجر والمثوبة.
كما أنني أشكر جميع المشايخ الذين أفادوني ببعض الفوائد المتعلقة بالموضوع، سائلا الله أن يجزيهم الخير على نًصرتهم لسُنّة الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه.
اللهم انصر دينك، وكتابك، وسنة نبيك، وعبادك الصالحين.
وكتبه محمد زياد التكلة
حامداً مصلياً مسلّماً
الرياض، ليلة الأحد 13 المحرم 1427
الكلام على الأصل المخطوط
قصة هذا المخطوط:
إن مصنف عبد الرزاق بن همام الصنعاني -المتوفى سنة (211) رحمه الله تعالى- من أهم وأقدم وأكبر مصادر السنّة النبوية، ويحتوي على عدد كبير من الأحاديث المرفوعة للنبي صلى الله عليه وسلم، وعدد أكبر من الآثار عن الصحابة والتابعين.
وقد طُبع هذا المصنف كاملاً بتحقيق الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي عن عدة نسخ خطية، وهي بمجموعها تكمّل الكتاب إلا قليلا من أوله ووسطه، فيبدأ الكتاب من باب غسل الذراعين من كتاب الطهارة، ويظهر أن السقط أول الكتاب لا يتعدى الورقة أو الورقتين، وفرح أهل العلم عامة، وأهل الحديث خاصة: بظهور هذا الكتاب العظيم للاستفادة منه.
أما غيرهم من أهل الأهواء فكان يهمهم من خروج الكتاب شيء آخر! ألا وهو البحث عن حديث مكذوب عُزي خطأً لمصنف عبد الرزاق، ألا وهو حديث: "أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر" بطوله، فظنّوا -لجهلهم بالسُّنّة وكتبها- أنه يُمكن أن يكون الحديث في المصنّف فعلا! وبالطبع فلم يجدوه فيه!
ولما لاحظوا وجود السقط اليسير في أول المصنف المطبوع، تعلقوا بالأماني وأن يكون حديثهم في القدر الساقط من المصنف! وكأن حديثهم سيكون في أبواب الطهارة وإزالة الحدث! وبحثوا عنه في شتى خزائن المخطوطات العالمية دون جدوى.
• من هنا ارتأى بعض من هانت عليه نفسه من أهل الأهواء أن يستغل وجود النقص، ويكمله بما يناسب هواه! وكان من ذلك: الحديث المكذوب المذكور آنفا، فدسّه وغيره من الأباطيل في الكتاب على أن ذلك من القدر الساقط منه!
ولما فرغ من وضعه أعطاه لمن يروج عنده ذلك الكذب والهوى، ألا وهو عيسى مانع الحميري (1)، فما أسرع أن انطلى عليه وتبنّاه، وكان ذاك الحديث الموضوع هو السبب في إخراج الحميري للكتاب!
-----------------
¥(11/341)
تعليق (1): هذا الرجل جهمي قبوري خرافي جلد، تولى إدارة الأوقاف في دُبَيّ مدة من الزمن، وسخّر جهودها وأموالها في عهده لمحاربة السنّة والعقيدة السلفية الصافية، وجمّع حوله عدداً من أهل الأهواء والبدع في سبيل هذا الغرض، تاركاً ما يراه من فساد أخلاقي متزايد في دبي! وأُلِّفتْ باسمه مجموعة من الرسائل كلها في نصرة الهوى، مثل: "تصحيح المفاهيم العقدية في الصفات الإلهية، أو الفتح المبين في براءة الموحدين من عقائد المشبهين"، و"التأمل في حقيقة التوسل"، و"البدعة أصل من أصول التشريع"!! وغير ذلك، وفي كتبه هجوم مسف على أئمة السنّة وأعلامها قديماً وحديثاً، ثم أُخرج من الأوقاف، وبقي مدرّساً في كلية الإمام مالك، وما زال على محاربته للسنّة، بدليل آخر إنتاجه!
------------------
فقال أول مقدمته (ص5 و6): "فقد كثر الجدل حول صحة حديث جابر، ذلك الحديث الذي ضمنه كثير من أهل السير كتبهم وعزوه إلى مصنف عبد الرزاق مجرداً عن الإسناد، وقد اجتهد ساداتنا أهل العلم .. في البحث عن حديث جابر في مظانه المختلفة".
وذكر أنه كلّف أناساً بالبحث عن تتمة الكتاب في مكتبات تركيا، كما بحث الباحثون في اليمن؛ دون جدوى، ثم قال (ص6 و7): "وقد بات هذا الأمر شغلي الشاغل، أبحث عنه هنا وهناك، مع الدعاء المتواصل في الأيام المباركات، وفي مهابط الرحمات، مع عباد الله الصالحين، وبالأخص عند النبي الكريم، صلى الله عليه وآله وسلم في الروضة المباركة، والمواجهة الشريفة، حتى أتحفنا الله بالعثور على تلك النسخة اليتيمة، أو بالأحرى الجزء الأول والثاني من مصنف عبد الرزاق، على يد أحد الصالحين من بلاد الهند، وهو أخونا في الله الفاضل الدكتور السيد محمد أمين بركاتي قادري حفظه الله".
ثم قال: "ومن توفيق الله عز وجل أننا عثرنا في هذه النسخة على حديث جابر مسنداً .. وتبين لنا بعد ذلك صحة الحديث الذي يرويه عبد الرزاق عن معمر عن ابن المنكدر عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: سألت رسول الله عن أول شيء خلقه الله تعالى، فقال: هو نور نبيك يا جابر .. الحديث.
فثبت لدينا بأن سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أول مخلوق في العالم (!) أي أول روح مخلوقة، وآدم أول شبحية مخلوقة، إذ أن آدم مظهر من مظاهره صلى الله عليه وآله وسلم، ولا بد للجوهر أن يتقدمه مظهر، فكان آدم متقدما بالظهور في عالم التصوير والتدبير، وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مقدما في عالم الأمر والتقدير، لأنه حقيقة الحقائق، وسراج المشارق في كل المغارب! وما حديث جابر إلا تفسير لآية المشكاة ... "! انتهى كلام الحميري.
فأقول: لما عُرف السبب بطل العجب! وهكذا مدخل الاتحاديين، فمحمد صلى الله عليه وسلم (عندهم) هو النور الأولي المخلوق، وهو نور كل شيء؛ ومن ذلك السماوات والأرض، وهو تفسير آية المشكاة (الله نور السماوات والأرض)!! تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيراً.
وحاول الحميري أن يضفي الثقة على نسخته، مادحاً لها أنها أدق من المطبوع، وساق على ذلك بعض الأمثلة.
الحاصل أن المعلومات المذكورة في مقدمته والتي تهمنا عن المخطوط هي ما يلي:
1) أن المخطوط وُجد في الهند على يد أحد مشايخ القادرية (البريلوية) المعاصرين.
2) وأن الحميري تملك هذه النسخة، وأن محمود سعيد ممدوح رآها في خزانته.
3) وأنه كُتب عليها أنها نُسخت ببغداد سنة 938 على يد إسحاق بن عبد الرحمن السليماني.
4) وأن الناسخ متقن، بدليل زعم الحميري أن نسخته أدق من المطبوعة.
5) وأن الحميري قارن بين خطها وخطوط القرن العاشر ودقق وحقق فوجدها مطابقة لها.
6) وأنه لا سماعات ولا إسناد على النسخة.
7) وأن في المخطوط زيادة عشرة أبواب عن المطبوع في أوله، وهي: باب في تخليق نور محمد صلى الله عليه وسلم، وتسعة أبواب في الوضوء.
هذا ما أفاده الحميري عن نسخته، ولكن هناك أشياء كتمها عمداً، وكشفها الله على يد أحد عارفيه، كما سيأتي.
شهادة ذهبية من الشيخ الكَمَداني:
¥(11/342)
الشيخ أديب الكَمَداني أحد المشتغلين بعلم الحديث ومخطوطاته في دمشق، وله رسائل وتحقيقات حديثية، وهو أبرز أصحاب الشيخ فريد الباجي التونسي، انتقل منذ سنوات للعمل باحثاً شرعياً في أوقاف دبي، وإماماً وخطيباً في بعض مساجدها، فكانت له صلة عمل مباشرة مع الحميري قبل أن يُطرد الأخير من رئاسة أوقاف دبي.
وكان وصلني عنه طرفٌ من أخبار المخطوط عبر أحد أصحابه وأصحابنا من طلبة العلم البارزين في دمشق، ثم يسّر الله التحدث معه مطولاً عبر الهاتف من منزل صاحبنا المشار إليه، وكان في المجلس غيرهما من طلبة العلم، وذلك ليلة الجمعة 11 محرم 1427.
فحدثني الشيخ أديب عن المخطوط، وكان مما أخبرني (وروايتي بالمعنى): نظراً لشغف الحميري وولعه الشديد بحديث النور، وسؤاله عن مخطوطات مصنف عبد الرزاق؛ أحب بعض من لا خلاق له من بريلوية الهند أن يُتحفه به، فزوّر المخطوط، وأرسل له مجلدين منه، ولما وصل المخطوط من الهند فرح الحميري به فرحاً شديداً، وأولم لأجله وليمة كبيرة!
وعرض الحميري المخطوط على الكمداني ومحمود سعيد ممدوح، فأصر الأول على أنه مفترى، وقال إنه موضوع حديثاً جداً بالنظر لورقه وخطه، فضلا عن المتون التي فيه بتلك الأسانيد، وقال لي الشيخ أديب: إنني لا أعطي للمخطوط عمراً أكثر من سنتين أو نحو ذلك! وكان الحميري مصراً على استبعاد مسألة الوضع، أما ممدوح فكان يحاول إرضاء الاثنين والتوفيق بينهما!
وقال لي الشيخ أديب إنه طلب من الحميري أن يقوم بفحص المخطوط في مركز جمعة الماجد في دبي لتأكيد حكمه بالتزوير، ونظراً لحداثة كتابة المخطوط فقد طالب الحميري أيضاً أن يطلب ممن أحضر له المخطوط أن يذكر له الأصل المنسوخ منه، فلما سئل أجاب: إن مخطوطه نُسخ من مكتبة في الاتحاد السوفييتي، واحترقت المكتبة في الحرب!! (2) ثم طالبهم بتكملة المصنف الذي أرسلوا منه مجلدين فقط، فلم يردوا عليه! وطلب الشيخ أديب من الحميري صورة من المخطوط فأبى الحميري!
----------------------------
تعليق (2): قارن بين هذا الكلام وبين ما كُتب آخر النسخة المزعومة أنها نُسخت ببغداد سنة 933! وتأمل هذا مع إلحاح الحميري في مقدمته أنها من خطوط القرن العاشر، وكتمانه لأمر نسخة الاتحاد السوفييتي وحداثة النسخ منها!
وهكذا يُكتشف الكاذب من تضارب أقواله!
-----------------------------
وقال الشيخ أديب إن هذا الكلام كان سنة 2001 بتقويم النصارى تقريباً، وبعدها أُخرج الحميري من الأوقاف، فلم يلتق معه بعدها إلا مرتين أو ثلاثة، وأرسل له أخباراً في أن يقوم بتخريج الكتاب له، وقابلها بالرفض، ثم رأى الكتاب مطبوعاً سنة 2005م.
ويرى الشيخ أديب أن الحميري ليس له علاقة مباشرة في تزوير المخطوط، وأنه كان يجهل وضعه ذلك الوقت، بخلاف محمود سعيد ممدوح!
وقلت للشيخ أديب: هل تأذن لي بنقل هذا الكلام عنك، وهل تخشى أن يصيبك حرج في ذلك؟ فقال: أنا مسؤول عن كلامي هذا، ولا مانع من نقله عني، وإن شئت كتبتُ لك إفادتي خطياً، لأن التحرير أضبط في العبارة من المذاكرة.
فهذا ما ذكره لي الشيخ أديب، جزاه الله خيرا على موقفه الشجاع هذا وإفادته وإبرائه لذمته، وأسأل الله أن يسدده ويوفقه لما يحب ويرضى.
هل كان الحميري ومن معه يجهلون حال الكتاب؟
هذا سؤال مهم بعد معرفة ما سبق، وما يلحق من كلام على أسانيد ومتون الكتاب، ووجود جماعة من أهل العلم من أيام السيوطي إلى يومنا صرّحوا أن حديث جابر في النور (على الأقل) لا إسناد له، بل هو كذب مفترى.
لقد حاول الشيخ الكمداني كثيراً ثني الحميري ومن معه عن إخراج الكتاب، وأعلمهم بحاله، ولكن الحميري أبى إلا أن يخرجه، فماذا يسمى هذا؟
نعم، أفاد الشيخ الكمداني أن الحميري كان يجهل حال الكتاب وقت وصوله إليه، فهل استمر ذلك الجهل عند الحميري من ذلك الوقت إلى خروج الكتاب، وهو أربع سنوات على الأقل؟
يظهر لي بجلاء أن الجواب: لا! لماذا؟
لأن الحميري لو كان جاهلا به لأخرجه كما هو، دون مقدمة كلها إصرار متعمد على تمشية الكتاب، ولذكر ما له وما عليه في الكلام على حديث النور، وهو يعلم كلام أسياده الغماريين عن الحديث! لكنه كتم كل ما يشوش عليه أمره، بل ردَّ على من تكلم على حديث النور! ولبّس في ذلك ودلّس.
¥(11/343)
فأقول بصراحة إن الحميري شريك في جريمة وضع الكتاب، لأنه علم أن الكتاب منسوخ حديثاً، وأنه مستنسخ عن نسخة في الاتحاد السوفييتي السابق فيما زُعم، ومع ذلك لم يذكر هذا في مقدمته مطلقا، مع أن الناسخ كتب أنه نسخ الكتاب سنة 933 من الهجرة! وهذا كافٍ لوحده في كشف تزوير النسخة وإسقاطها، وإسقاط من عَلِم بذلك ودلّسه على الناس، بل ذهب الحميري أمراً أبعد من ذلك في سبيل تسوية أمر النسخة، فمع علمه بما سبق أخذ يدلّس ويزعم في مقدمته أن المخطوط من خطوط القرن العاشر فعلا، ويعقد المقارنة الفاشلة بين مخطوطه المزور وغيره من نماذج خطوط ذلك القرن! فمعنى ذلك أنه عالمٌ بأمر النسخة وعيوبها الفاضحة لها، وإلا لما احتاج أن يتستر على تلك العيوب ويكتمها عمداً، ثم يدلّس ويسوّي أمر النسخة.
ولا فرق عند علماء الحديث بين من وضع ابتداء، وبين من سرق هذا الموضوع وروّجه عالماً به، فكلاهما يحكمون بأنه كذاب!
حتى لو لم يكن يعلم الحميري بتزوير الكتاب (وهو عالم!) فواجبه أن يتثبت في نشر الحديث، للأمر النبوي والوعيد الشديد فيه، أما أن يُعرَّى حال الكتاب أمامه ويُعلَّم ويُلَقَّن كيف يفحص المخطوط، ثم يعاكس ذلك كله فهذا الصنيع أخو الكذب والوضع الأصلي، وهو تواطؤ مع الواضع.
إن أمامَنا تسلسل في عملية التدليس والتلبيس بحال الكتاب قبل إخراجه، بدأت من وجوده عند طائفة متهمة وهي البريلوية (3)، وليس في مكتبة معروفة، وفي بلد تتبع فيها مشايخها المعتنين بالحديث نسخ
------------------------------
تعليق (3): ومن شاء أن يعرف مدى انحراف هذه الطائفة فليطالع كتاب البريلوية للشيخ الشهيد -إن شاء الله- إحسان إلهي ظهير، وترجمة رأس طائفتهم أحمد رضا خان البريلوي للعلامة عبد الحي الحسني وابنه مجيزنا أبي الحسن الندوي في نزهة الخواطر (8/ 49 - 52)، فذُكر عنه العجائب في تكفير مخالفيه من أئمة الديوبندية وغيرهم، وغلوه البالغ في جناب المصطفى صلى الله عليه وسلم، حتى سُمّي: (عبد المصطفى)! وكذلك غلوه في القبورية والخرافات!
وقد رأيتُ بنفسي في الهند ما يسميه أتباعه أعياد القبور أو (أعراس القبور!)، وكنت أشاهد الزحام الشديد في القطارات أيامها لزيارة القبور من عوام البريلوية والهندوس معاً! والجميع يتوسل وينذر ويشرك بهذه القبور، وحصل بيني وبين أحد الأطباء الهندوس نقاش هناك حول الإسلام، فقال لي: لا فرق بيننا وبين المسلمين، كثير من مقدساتنا مشترك، وعباداتنا عند القبور واحدة، وعاداتنا متشابهة، وكان كل كلامه منصباً على البريلوية!
ولا عجب أن يكون عوام البريلوية هكذا إذا كان علماؤهم -بل مثل من وصفه الحميري بالشيخ الصالح الفاضل! محمد أمين بركاتي قادري- يكذبون ويفترون على رسول اله صلى الله عليه وسلم!
اللهم اهد ضال المسلمين، وادفع شرور المضلين والمفسدين.
------------------------------
الكتاب منذ زمن أنور الكشميري إلى تلميذه الأعظمي (كما في مقدمة المصنف الحقيقي!)، ثم تملك الحميري الكتاب المزور، وإعلامه بتزوير المخطوط وكذب ما فيه، وثبوت ذلك بعد قليل من السؤال (عبر قصة نسخه من مكتبة احترقت في الاتحاد السوفييتي، بينما كُتب أنه نُسخ سنة 933!)، ومع هذا حاول الحميري جاهداً صرف النظر عن عوار النسخة بأمور لا تنطلي إلا على أمثاله، وطوّل النقول (وغالبها عن الغماريين) في مقدمته (ص36 - 50) في أن غرابة المتون وركاكتها لا تقتضي الوضع والنكارة، بعد ذلك تهيأ للحميري تصحيح موضوعات الجزء، وقد فعل، فصحح؛ واستدل؛ واعتقد؛ ونشر؛ ودعا!!
وما دام أن الحميري ناشر هذا الكذب؛ ومُخرجه للناس؛ والملبّس عليهم بصحته؛ فهو يتحمل تبعته، ويجده في صحيفته إن شاء الله، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
فلا يُستغرب أن كتب الحميري على غلافه الداخلي: "جميع الحقوق محفوظة للمؤلف"، فهل مؤلفه صاحب الحقوق عبد الرزاق أم ... ؟!
• ومن صور تدليس الحميري أن يكتب على غلاف الكتاب الداخلي أنه طُبع سنة 1425هـ ويؤكده بالتاريخ النصراني 2005م، والواقع أن الكتاب طُبع حديثاً آخر سنة 1426، بدليل مقدمة ممدوح المؤرخة في 22 ربيع الآخر سنة 1426!! وتاريخ نزول الكتاب للأسواق!
تواطؤ محمود سعيد ممدوح في الجريمة:
¥(11/344)
إن أعمال الحميري في إخراج الكتاب تذكرنا بالمثل (كاد المريب أن يقول خذوني)، فاحتاج إلى من يتابعه حتى لا ينفرد بالجناية، ولم يجد لهذا الأمر المهين سوى محمود سعيد ممدوح المصري، فكتب هذا مقدمة للكتاب (ص3 - 4)، الشاهد منها هو قوله إن صاحبه الحميري: "تحصّل على القسم المفقود من المصنف، وقد رأيتُه في مكتبته مخطوطاً، وقد وصف الشيخ المخطوط في تحقيقه بما يُثبت الثقة فيه .. فجزاه الله تعالى خيراً وأحسن إليه، وشرح صدره لكل عمل صالح، وهو جهدٌ يُشكر عليه، فلله درّه".
متابعة تامة في إثبات النسبة لعبد الرزاق، وأن المخطوط المزور ثبتت الثقة فيه، وأن عمل الحميري جهدٌ مشكور يُوافقه عليه! ولله درّه!!
من الممكن تصديق أن الحميري جاهل بالحديث ولا أسهل من انطلاء كتاب موضوع عليه، أما محمود سعيد ممدوح؟ فلا وربّي إن مثل ذلك لا يخفى عليه، كيف وهو يقدّس ويغلو في أشياخه الغماريين وآثارهم، وهناك رسالة مستقلة لشيخه عبد الله الغماري في إبطال حديث جابر في النور المحمدي، وأن نسبته لمصنف عبد الرزاق كذب؟!
كان على ممدوح أن ينأى بنفسه عن إسقاط نفسه وترويج هذا الكذب الصراح ونسبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم -فضلا عن عبد الرزاق- مقابل ارتزاق دريهمات من ربِّه في العمل!!
وقد قال الإمام الشافعي -الذي يزعم ممدوح تقليده- عن حديث "من حدّث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين": إذا حدّثت بالحديث فيكون عندك كذبا ثم تحدّث به فأنت أحد الكاذبين في المأثم.
ولا يخفى ممدوح (4) ما هو مأثم الكاذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا صاحبُه الحميري، ولكنه الهوى المُردي والإغراق في الضلال، والعياذ بالله.
نسأل الله أن يعصمنا من الهوى والضلالة، وأن يحفظنا من الموبقات والمهلكات، وأن يرزقنا اتباع السنّة والعمل بها ونصرتها، إنه سميع مجيب.
-----------------------------------
تعليق (4): ونعوذ بالله من الحور بعد الكور، فبعد أن كان محمود سعيد ممدوح متتلمذاً مستفيداً من كتب الإمام الألباني، مُشتغلا بالسنة: بدأ معه الانحراف لغلوه في الغماريين، ثم زاد معه الانحراف، إلى أن صار يتملق لشتى أهل الأهواء، حتى أصبح ظهيراً للقبوريين والخرافيين والشيعة، ومن آخر ذلك هذا المصنف مع سيده الحميري، وكتابه (غاية التبجيل) الذي ألّفه نفاقاً لبعض المنتسبين لآل البيت، وخلص فيه لتفضيل علي بن أبي طالب على أبي بكر وعمر رضي الله عن الجميع! نسأل الله الهداية والعافية.
-----------------------------------
كشف علل المخطوط على ضوء ما ذكره الحميري نفسه:
كنتُ قد بيّنتُ كذب المحطوط عبر القرائن في كتابتي الأولى، وذلك قبل علمي بالمعلومات المفصّلة من الشيخ الكمداني التي فيها النص والتصريح بحاله، ومع ذلك فأرى من الضرورة إثبات القرائن التي ذكرتُها مع بعض التنقيح، لأنني لا آمن من مجرمين مثل الحميري وممدوح أن يكذّبا الشيخ أديب فيما ذكره، ويستخدما شتى ضروب التلبيس والتدليس في دعم جريمتهما، فمن استحل الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتواطأ عليه فلا يُستبعد عليه إطلاقا الكذب على الناس، وقد رأيتُ بعض ذلك من محمود سعيد ممدوح -على الأقل- في بعض حواراته في شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)، فهذه القرائن ذكرتُها على ضوء ما أورده الحميري نفسه في كتابه!
أقول مستعينا بالله:
أولاً:
إن تفرد نسخة الكتاب ما بين قادرية الهند والحميري كافٍ للتشكيك بمصداقية الكتاب، لأن طائفة القادرية هناك (وهي البريلوية) من غلاة الطرقية الذين يعتقدون ويدعون لأولية النور المحمدي، ولما عرضتُ الكتاب على الشيخ المحدّث المحقق عبد القدوس محمد نذير الهندي قال: ما دام الكتاب خرج من عند قادرية الهند فلا شك أنه من عمل أيديهم، فهم يمتحنون الناس في هذه المسألة عندنا، وهي من أسس دعوتهم واعتقادهم، ومن أبرز ما يخالفون فيه، هم وأصحاب الطريقة الجشتية.
قلت: هذا الاعتقاد الردي يشاركهم فيه الحميري، فقد سوّد كتاباً مستقلاً في هذا الشأن أحال عليه في مقدمة الكتاب وتعليقاته المظلمة مراراً، بل صرّح أنه لم يدفعه لإخراج الكتاب إلا هذه المسألة.
ومن العجب تتبعه لهذا الحديث مع تضافر أسياده قبل غيرهم على أنه كذب!
وصدق شعبة إذ قال: لا يجيء الحديث الشاذ إلا من الرجل الشاذ.
¥(11/345)
وإنني أؤيد كلام الشيخ عبد القدوس في أن واضعه هندي معاصر، لما سيأتي.
ثانياً:
إن المخطوط مزور، وليس من كتابات القرن العاشر -وإن كُتب عليه ذلك، وجاهد الحميري لتثبيته- فمن الواضح للعارف أن كاتبه خطاط معاصر هندي، وخطه من جنس خطوط الطبعات الحجرية في القرن الماضي في الهند، وطريقة كتابة الحروف تؤكد ذلك، مثل الياء آخر الكلمة (مثل كلمة الزهري)، وكلمة (الطاؤس)، و (الملئكة)، هذا في الصفحة الأولى التي أوردها الحميري (ص18) ويمكن النظر فيها في النموذج المرفق.
وفي الصفحة الأخيرة التي أوردها الحميري (ص22): تلاحظ كتابة الهاء آخر الكلمة (مثل: مثله، الآية، عليه)، والحاء المقطوعة آخر (نجيح)، والغين المقطوعة آخر (الفراغ)، وهذه هي الطريقة الشائعة في الكتابة عند الهنود، ومن عنده مصحف من تلك المصاحف الباكستانية والهندية التي كانت منتشرة قبل اشتهار نسخة عثمان طه سيشاهد الخط نفسه، وقال لي الشيخ عبد القدوس نذير الهندي لما رأى الخط: هذا خط هندي معاصر. وكذلك قال لي الشيخ عمر بن سليمان الحفيان -وهو درس ماجستير علم المخطوطات في معهد المخطوطات في القاهرة- وغيرهما.
أما الحميري فأراد صرف النظر عن ذلك بالتأكيد أن ذلك الخط هو خط القرن العاشر، وأورد ثلاث نماذج لذلك، ولا يسلّم له ذلك إطلاقا، فالمخطوط كُتب بخط مقارب بين النسخي والثلث، وكاتبه خطاط، وغاية الأمر أن النماذج التي أوردها مكتوبة بخط نسخي وكتبها خطاطون أيضا، فلا غرابة أن تتشابه بعض طريقة الكتابة والخط مقارب على يد خطاطين يمشون على القاعدة، ولكن يرد عليه أن الخط النسخي قد استقرت قواعده على يد حمد الله الأماسي (ت922)، الذي قام بإدخال الإصلاحات النهائية على خطي النسخ والثلث فأضفى عليهما جمالاً باهرًا هو ما نشاهده هذه الأيام، ومع نهاية هذا القرن أصبح الخط مستقرًا، وعليه فإن خطوط القرن العاشر في النسخ والثلث لا تختلف عن خطوطنا نحن اليوم، فلماذا يتحكم الحميري في أن خط المخطوط هو خط القرن العاشر فقط؟
ثم لدينا نماذج كثيرة جدا من خطوط ذلك القرن ليست بالخط النسخي ولا الثلثي أصلا ولا تشبه الخط بتاتاً، فماذا يقول عنها؟
فكان على الحميري أن يكتفي بذكر تاريخ النسخة المثبت بآخرها ويسكت عن دعوى المقارنة ما دام أنه يثق في نسخته، إلا أن علمه بأن فيها ما يريب حمله على ما فعل!
• هذا ما كنتُ سطّرتُه في كتابتي الأولى، أما الآن فقد تبين أن المخطوط حديث النسخ، أفاد الشيخ الكمداني أنه رآه بورق حديث وخط طري! وأنه لما طولب واضعه الهندي بأصل نسخته أفاد أنه استنسخها من مكتبة بالاتحاد السوفييتي، وأنها احترقت! فبطل أمر المخطوط أصلاً، وبان كذب ما جاء فيها أنه نُسخت سنة 933 في بغداد!!
ويأتي مزيد أدلة على أن الواضع هندي عند الكلام على متون الكتاب.
وهذه صورة المخطوط المزعوم:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=35258&d=1139693101
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=35259&d=1139693101
ثالثاً:
أما إتقان الناسخ فادعاء غير صحيح، ولا يصدَّق الحميري في زعمه ونقله بشكل عام؛ وفي هذا خصوصاً، وأمامنا من نسخته -التي زعمها متقنة- صفحتان مصورتان فقط، وأربعون حديثا هي عدد أحاديث المطبوع، وبغض النظر عن مسألة الكذب نجد في الحديث الأول أنه أخطأ في اسم الصحابي الشهير السائب بن يزيد رضي الله عنه، فكتبه ابن زيد، وفي الحديث الثاني قال ابن جريج (من أتباع التابعين): أخبرني البراء الصحابي! فأين الإتقان وهذه البداية؟
ومن أدلة قولي إن الحميري لا يصدّق في نقوله أنه يغيّر ما في المخطوط (المتقن بزعمه) من عنده! ففي الصفحة الأولى من المخطوطة التي أوردها (ص18): (فسجد خمس مرات، فعُبِّدت علينا تلك السجدات)، فكتبها الحميري في المتن (ص53): (خمس مرات، فصارت علينا)، ولم يُشر إلى تغييره! لعله إخفاء لعُجمة التركيب في الأصل! وعلى كل حال فهذه خيانة في التحقيق لم يظهر لنا منها إلا من القدر اليسير الذي أظهره، فكيف بما خفي علينا ولم يورده؟!
وفي حديث جابر في النور (رقم 18) غيّر من أصله المتقن (؟!) وأثبت من نقل قدوته وإمامه محيي الدين بن عربي الحاتمي للحديث!
¥(11/346)
وفي أول الكتاب وضع عنواناً من عنده: كتاب الإيمان! ولا أصل لذلك لا واقعاً ولا عقلاً، فمتى سمع الناس أن مصنفا يذكر (كتاباً) فيه (باب واحد) فقط، وهو باب تخليق نور النبي صلى الله عليه وسلم؟! ثم هذا محله لو كان يفهم في كتاب الشمائل، لا الإيمان!
كما أن الحميري أقل من أن يفهم معنى الإتقان، وهو يقول عن سند ابن جريج أخبرني البراء (ص55): ابن جريج حافظ ثقة، وكان يدلس، وقد صرّح هنا بالإخبار؟!
وله أمثلة أخرى من تعليقاته الصارخة بجهله في العلم، فأنَّى يصدَّق في ما يدّعيه؟ والنسخة إنما هي عنده وليست في مكتبة عامة؟ ورفض تصويرها لمن هو قريب منه، فكيف لأعدائه؟
فضلا أن القدر الضئيل الذي أخرجه من الكتاب مليء بالأخطاء في النص كما يذكر الحميري نفسه في تعليقاته! ولله في خلقه شؤون.
رابعاً:
ومما يدل على عدم الثقة في النسخة أنه لا سند لها ولا سماعات عليها، بخلاف المفترض لكتاب كهذا، مع أن الناسخ لما كتب الكتاب كتبه على الطريقة التي ينبغي فيها وجود سند، لأنه يقول عند كل حديث: عبد الرزاق، عن فلان وفلان، ولو كان نسخاً مجرداً للكتاب لما احتاج أن يذكر عبد الرزاق في كل إسناد.
• كما أن في النسخة تسمية الناسخ إسحاق بن عبد الرحمن السليماني، وأنه كتبه في بغداد سنة 933 من هجرة سيد المرسلين وأكمل الخلق أجمعين صلى الله عليه وسلم في بغداد المحروسة.
فأقول: لم تجر العادة بالنص على التأريخ الهجري إلا في آخر أيام الخلافة العثمانية، لما بدأ ينتشر تأريخ النصارى، وإلا فقد كان المعتاد أن يكتب التاريخ مجردا عن الإضافة للهجرة، ولهذا الموضوع كلام طويل نبّه عليه الشيخ تقي الدين الهلالي رحمه الله، ومن بعده المشايخ: عبد الرحمن الباني، ومحمود شاكر المؤرخ، وبكر أبوزيد حفظهم الله، وغيرهم.
• وكذلك فإن من الغريب أن يُكتب المصنف ببغداد -في ذلك الزمان- وقد اندثر فيها علم الحديث وندر من يطلبه، بل وقد مضى ثلاثة قرون على ذهاب غالب مكتباتها على يد التتار، ومن المؤشرات على غرابة وجود المصنف في بغداد وقتها أن مسنِد بغداد السراج القزويني (ت750) في مشيخته الحافلة لم يذكر المصنَّف ضمن مروياته، وإنما ذكر روايته لسنن عبد الرزاق (ص412) من رواية الطبراني عن الدبري عنه، وهذه غير المصنف، بل هو كتاب من تأليف الطبراني كما في المنتخب من معجم شيوخ السمعاني (1/ 587)، ورواه القزويني بالإجازة لا بالسماع.
فإذا كان هذا حال المصنف ببغداد في القرن الثامن وفيها بقية اشتغال بالحديث، فكيف بالقرن العاشر؟
وغالب كتب السنة المتخصصة التي وصلتنا إنما نُسخت قبل ذلك الوقت، ولم تعد تُنسخ إلا نادراً.
• ثم هنا تساؤلات عن الناسخ، وأين ترجمته، وما حاله؟ كل ذلك لم نجد له جوابا إلا أنه غير متقن! ولو وجد الحميري ترجمة له لأتى بها، فإنه كان في أمس الحاجة إلى ذلك!
• ولنا وقفة في كون ناسخ هذا الكتاب المتخصص خطاطا! فالخطاطون كانوا يكتبون المصاحف ودواوين الشعر وكتب الأدب التي لها طابع شعبي ويهتم باقتنائها الأمراء والأغنياء عمومًا، لذا قد نجد نسخا مخطوطة من صحيح البخاري أو مسلم كتبها الخطاطون ومعروف اهتمام عامة الناس بالصحيحين، بل قد تُقتنى للبركة، أما كتب العلم المتخصصة مثل كتب أصول الفقه والحديث فلم يكن يكتبها إلا طلبة العلم، ولهم طريقة في الكتابة تختلف عن طريقة الخطاطين والوراقين، فقد كان «الخط يوصف بالجودة إذا خرج عن نمط الوراقين» [أدب الكتاب ص50]، وكذلك كانت نُسخ الخطاطين والوراقين تمتاز بأحجامها وتباعد أسطرها وكلماتها، بخلاف النسخ التي كتبها طلبة العلم والعلماء؛ إذ يُحرَص على تراكب الكلمات وتراص السطور كي لا يستطيع أحد أن يدس كلمة أو يعبث بالمخطوط (نحو علم مخطوطات عربي ص69).
إذا تقرر هذا نقول: إن هذا المخطوط كتبه خطاط بلا شك، وليس هو من المخطوطات التي يحرص الخطاطون والوراقون على استنساخها، بل ينسخها أهل الحديث المعنيون بها ولهم نمط في الخط طريقة في الكتابة يختلف عن غيرهم، وكل هذه الأمور لا نلحظها في هذه النسخة المُدعاة.
• وقد يقول قائل: ما ذكرتموه صحيح، ولكن ألا يمكن أن تكتب بعض المخطوطات على خلاف الأصول التي ذكرتموها؟
¥(11/347)
نقول: ممكن أن يقع الاستثناء في أمر أو أمرين، أما هنا فقد تضافرت أمور كثيرة من شأنها أن تضعف الثقة بهذا المخطوط المزعوم، وهي:
1 - كتابة قيد الفراغ.
2 - طريقة الكتابة.
3 - نمط الخط.
4 - جهالة الناسخ المزعوم (إن كان له وجود أصلاً).
5 - تفرد بتأدية هذا المخطوط المزعوم إلينا رجل ينتسب إلى طائفة هندية منحرفة أشد الانحراف في مسألة الغلو بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولا يخفى أن جل الأحاديث المنقولة فيه مما يؤيد بدعته وغلوه، والراوي عنه (الحميري) حاله قريب منه، فالإسناد مسلسل بِـ .....
6 - أسانيد الأحاديث ومتونها، وتأتي.
فكل هذه قرائن تزيد من وهن الكتاب الخالي أصلا من أدنى مقومات التوثيق، وقضية التأريخ الهجري تجعلني اطمئن أكثر أنه وُضع في عصرنا الحالي (5).
----------------------------------
تعليق (5): هذا ما كنتُ كتبتُه أولاً، ثم تبيّن صدق حدسي بعد شهادة الشيخ الكمداني وفقه الله، وتبيّن أن النسخ المدعى كان ما بين الهند والاتحاد السوفييتي! ولا شأن لبغداد بذلك، ولا القرن العاشر!
-----------------------------------
خامساً:
بدأ الكتاب في هذه النسخة الموضوعة هكذا: باب في تخليق نور محمد صلى الله عليه وسلم، وأضاف الحميري قبله (كتاب الإيمان) من عنده، ثم بدأ كتاب الطهارة، فهل واقع مصنف عبد الرزاق كذلك في التبويبات؟
إن المعلومات التي لدينا تشير إلى أن الباب الأول مفترى جملة وتفصيلاً، فالظاهر أن المصنَّف (الحقيقي) يبتدئ بكتاب الطهارة، فقد نص في كشف الظنون أن الكتاب مرتب على أبواب كتب الفقه، وهي تبدأ بالطهارة، ولما نقل ابن خير الإشبيلي في فهرسته (ص129) عن الحافظ أبي علي الغساني تسمية أبواب المصنف في رواية ابن الأعرابي عن الدبري للكتاب بدأ بكتاب الطهارة، وسرد أبواب الكتاب، وليس فيها كتاب الإيمان ولا ما يمكن أن يدخل تحته باب تخليق نور النبي صلى الله عليه وسلم، ولم أجد أحداً عزا هذين الباب أو الكتاب لعبد الرزاق على مدى الزمن.
سادساً:
صدّر الحميري الكتاب بقوله: "إسنادي إلى مصنف الإمام عبد الرزاق الصنعاني".
وساق سنده بالإجازة، وتصرفه هذا فيه إيهام من لا يعرف الشأن بأن الكتاب الذي بين أيدينا متصل السند، وفيه تغرير بثبوته، وليس كذلك! ولا سيما أن الكتاب موجه في الغالب إلى أمثال الحميري من عوام مشايخ الطرق الذين لا شأن لهم ولا بصر في الحديث.
ومع ذلك فقد وقع الحميري في عدد من الأخطاء والملاحظات في سنده، تدل على جهله حتى في هذا الرسم!
فقد ساق السند من طريق مجيزنا الشيخ عبدالفتاح أبوغدة رحمه الله عن الكوثري، عن عبد الحي الكتاني.
وهذا الحميري لعله يجهل أن شيحه يروي عن عبد الحي الكتاني بلا واسطة! لكنه الغرام بالكوثري إمامه في التلبيس والتدليس ومحاربة السنة!
ومن المشين أن يروي الكتاب عن الشيخ أبي غدة وهو ممن يرى وضع حديث النور! ورفض إخراج الأربعين العجلونية لوروده فيه!
كما روى الحميري عن مجيزنا الشيخ عبد العزيز بن الصديق رحمه الله ونسبَه حُسينياً! وهو حسني! عن عبد الحي بن عبد الكريم (!) الكتاني، وهو ابن عبد الكبير.
وجعل الرواية عن عبد الله بن سالم البصري على (كذا) الزيادي، وهو يريد: علي الزيادي، وبينهما مفاوز! وعليه فسند الحميري ضعيف لانقطاعه! فضلاً عن أوهام صاحبه.
وحرّف عبد الوهاب بن منده إلى ابن منك!
وجعل ابن منده (أو ابن منك في رواية الحميري!) يروي المصنف عن محمد بن عمر الكوكبي عن الطبراني، وهذا غير دقيق، فقد رواه ابن منده عن الكوكبي، وعن أبي بكر محمد بن محمد بن الحسن الفقيه، وعن أبي عثمان سهل بن محمد، سماعاً على ثلاثتهم ملفقاً، عن الطبراني.
أما مسألة تفصيل السماع من الإجازة، ومسألة تحديد روايات قطع محددة من المصنف لم تقع من رواية الدبري عن عبد الرزاق فهذه أمور لا يكلّف بها من هو في مستوى الحميري بالرواية، والله أعلم.
وإزاء عدم ثبوت هذا الجزء المنسوب لمصنف عبد الرزاق، وتفرد الحميري بروايته فينبغي أن يطلق عليه (مصنف الحميري)، والله أعلم.
* * *
وبعد الكلام على المخطوط المزعوم يأتي الكلام على أسانيد ومتون النسخة، والله المستعان، وعليه التكلان.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 02 - 06, 08:47 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك، وليبشر واضعه بحديث (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)
¥(11/348)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=71044
ـ[المقدادي]ــــــــ[02 - 02 - 06, 08:50 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الكريم و بإنتظار ما ستكتبونه حول هذا الكتاب الموضوع
و هذه مصيبة هؤلاء القوم التدليس و التلبيس!!!
عافانا الله وإياكم
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[02 - 02 - 06, 08:56 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الشيخ عبد الرحمن الفقيه على تثبيت الموضوع ..
الكلام على وضع متون وأسانيد النسخة
إن صاحب الحديث المتأمل في النسخة يراها جميعها ما بين إسناد مركب أو متن موضوع.
والواضع المجرم لم يأخذ في حسبانه مسألة هل تجيء الأسانيد كما ذكر؟ ولا مسألة التخريج والمتابعة، وفاته أنه لا يمكن أن يُروى حديث عن الزهري مالك ومعمر وأمثالهم؛ دون أن يكون مسطوراً معروفا في كتب السنة الأخرى، فضلا أن يتفرد عبد الرزاق في القرن الثالث بحديث فرد لا يرويه غيره، فضلا أن حديث عبد الرزاق منتشر مشتهر في الكتب، واستوعب حديثه أمثال الإمام أحمد والطبراني وغيرهما، وما علم أن الحافظ الثقة عبد الرزاق -أو غيره- لو كانت هذه الأسانيد والأحاديث من مروياته حقاً لحكم عليه الحفاظ بالكذب لا الثقة! وأن حديث النور لوحده لو ثبت عن عبد الرزاق لأسقط حديثه كله!
فركّب هذا الوضاع الجاهل الأسانيد كيفما اتفق، واكتفى بمجرد ظن المعاصرة، فكان كشف كذبه سهلا ميسورا ولله الحمد.
هذا عن الأحاديث المروية متونها، أما ما كان غيرها فقد تبيّن أن واضع النسخة أخذ ستة مواضع من الصلوات والأحزاب التي أوردها الجزولي في كتابه دلائل الخيرات، ووضع لها أسانيد عن الصحابة والتابعين وأتباعهم! ويأتي تفصيل ذلك.
وجاء الحميري ليتابع الواضع في كل مفترياته عمداً! ولم ينبه على شيء من ذلك لئلا يُفسد عليه نشوته ومقصوده بإخراج مصنفه المكذوب.
ولن أتتبع جميع أحاديث الكتاب الأربعين، لأنها كلها مركبة: إما الإسناد أو المتن، ولكن أكتفي بالأمثلة الواضحة على الوضع والكذب، وهي تدل على البقية من أخواتها.
اختلاق المتون:
وقبل الكلام عليها ينبغي التذكير أن هذا الحميري قد سوّد في مقدمته الصفحات مؤكدا أن النكارة والركاكة في المتن لا تقتضي وضع الحديث -لعلمه أن أحاديث نسخته كذلك! - محاولاً توعير الطريق على من سينقده ومصنَّفه الموضوع، وختم مقدمته بقوله (ص50): "فتحصل لنا أن الحكم على بعض الألفاظ بالنكارة صعبٌ للغاية، ولا يتأتى إلا للبزل من الرجال، فالصواب أن من استشكل لفظة فلا يسارع بإعلان النكارة، بل يتوقف ويسأل الله فإن فوق كل ذي علم عليم".
ويُجاب باختصار: ليس هذا عشك فادرجي! وليس جهلة الطرقية حجة ولا حكاما على أهل الحديث، ولو تُرك الأمر على ذوقهم وحسّهم للنكارة لما بقي حديث موضوع يوافقهم إلا صححوه! وأمامنا شواهد حية على ذلك في هذا الكتاب قبل غيره.
• وأولها الحديث الأول في النسخة: وهو عن معمر، عن الزهري، عن السائب بن يزيد، وهذه صورته من الكتاب:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=35261&d=1139693101
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=35262&d=1139693101
قلت: لا شك أن المسلم العاقل يندهش عند رؤية هذا الهذيان والسُّخف منسوباً للنبي صلى الله عليه وسلم، نعم، لم تأت النسبة مرفوعة صراحة في الكتاب، لكنها مرفوعة حُكْماً، لذكر النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الأربعة فيها، فلا يُقال إنها من الإسرائيليات، والصواب إنها من الهنديات! فالمتن بخيالاتهم وأدبياتهم أشبه، والركاكة والتراكيب الأعجمية واضحة جداً في المتن، وهذا الواضع الجاهل ما عرف كيبف يستر تأخره، وإلا لغيّر تسمية المهن المتأخرة، مثل الرمّاح، والسيّاف، والجلاد، والطرّاز!
وبالطبع فلم يعلّق عليه الحميري حرفاً واحداً، كذلك لم يخرّجه، لماذا؟ لأنه لا يمكن لبشر تخريج هذا الهراء أصلا! حتى من كتب الموضوعات في الحديث! ولو أراد لما وجد شاهداً إلا حديث عرق الخيل الذي لا يجهله الحميري الكوثري!
وقد وجدت الإشارة إلى مطلع هذا الحديث في بعض كتب الرافضة المتأخرة دون إسناد ولا ادعاء أنه حديث!
فهذا مثال لما يجب أن لا يَحكم بنكارته إلا البزل من الرجال؛ كما يقول الحميري! وهذا أول ما في النسخة التي أثبت هو ومتابعُه محمود سعيد ممدوح ثقتها!
¥(11/349)
• وهذا الحديث الرابع (ص56) هكذا: عبد الرزاق، عن ابن جريج، قال: أخبرني نافع، أن ابن عباس قال: لم يكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ظل، ولم يقم مع شمس قط إلا غلب ضوؤه [في المطبوع: ضوءه، وهو يعكس المعنى!] ضوء الشمس، ولم يقم مع سراج قط إلا غلب ضوؤه [في المطبوع: ضوءه أيضا!] ضوء السراج.
قلت: هذا المتن ليس له أصل مرفوعاً، وإنما يذكره المتوسعون في كتب السيرة والخصائص المتأخرة التي يجمع مؤلفوها بين الثابت وما لا يثبت والموضوع وما لا أصل له!
وهذا السيوطي على سعة اطلاعه لم يجد له مخرجاً في الخصائص الكبرى (1/ 122 العلمية) سوى أن قال: أخرج الحكيم الترمذي من طريق عبد الرحمن بن قيس الزعفراني، عن عبد الملك بن عبد الله بن الوليد، عن ذكوان، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يرى له ظل في شمس ولا قمر ولا أثر قضاء حاجة.
فهذا غاية ما أُسند في الباب، وهو كعدمه، ففيه على إرساله عبد الرحمن الزعفراني، وقد كذّبه ابن مهدي وأبوزرعة وصالح جزرة، وتركه بقية الحفاظ، وشيخه لم أميّزه، وكذا ذكوان، فضلا عن جهالة الوسائط بين الحكيم الترمذي والزعفراني! بل يكفي أن الحكيم تفرد به ليكون غير ثابت حتى على مذهب السيوطي (كما في خطبة الجامع الكبير)، على تساهله المعروف في التضعيف!
فهذا أعلى ما في الباب، ثم يجيء في آخر الزمان من يضع له هذا الإسناد المرفوع الذي ظاهره السلامة؟!
وإنما قلت: ظاهره السلامة لأنه لم تثبت لنافع مولى ابن عمر رواية عن ابن عباس من وجه صحيح، بل ذلك من جملة التركيبات الإسنادية التي تميز بها مصنف الحميري.
أما الحميري هذا فما صدّق أن صحح إسناد كتابه الموضوع حتى بدأ يرد على (البزل من الرجال) ويفوح من فمه ما لا يُقال، فقال (ص57): "فتضعيف الألباني للرواية ليس بجيد، وتعليل الهراس تعليل ساقط يؤدي بالمرء إلى الكفر والعياذ بالله، عافنا (كذا) الله من سوء السرائر وظلمة الضمائر".
قلت: الذي قد يؤدي بالمرء إلى الكفر هو تعمد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والإصرار على ترويجه ودسّه بين الناس مع العلم به، عافانا الله من سوء السرائر وظلمة الضمائر!
علماً أن الحميري عزاه لموضع آخر في الخصائص الكبرى حيث لم يُبرز السيوطي إسناد الحكيم الترمذي، ولعل ذاك لئلا تظهر علل الإسناد! وهكذا يكون التدليس!
من التراكيب الأعجمية والمتأخرة، وهي داخلة في اختلاق المتون:
• الحديث رقم (7) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أحسن الناس وجها وأنورهم لوناً.
هذه الصيغة ليست عربية! فاسألوا عنها بريلوية الهند!
• ومثلها الحديث رقم (9) عن سالم بن عبد الله عن أم معبد أنها وصفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كان أحلى الناس وأجمله من بعيد، وأجهر الناس، وأحسنه من قريب.
علما أن الوضاع لم ينتبه -وكذا من روّج له- إلى أن رواية سالم عن أم معبد تركيب لا يصح، بل لم يدرك سالم أم معبد أصلا.
وحديث أم معبد لا يُروى بهذا الإسناد، ومتن روايته المطولة: "أجمل الناس"، كما يعبّر العرب.
• وفي رقم (10) عن ابن جريج قال: كان البراء يكثر من قول: اللهم صلِّ على محمد وعلى آله بحر أنوارك ومعدن أسرارك!
من الظاهر أن ثقافة الواضع متأثرة بالأحزاب والأوراد الصوفية المتأخرة، فهذا الحديث وما بعده أخذه الواضع من دلائل الخيرات للجزولي، كما سيأتي!
كما أن الصلاة على الآل غريبة عن الصحابة والصدر الأول خارج جلسة التشهد!
• وفي رقم (11): عن الحسن أنه قال: من يُكثر من قول "اللهم صلِّ على من تفتّقت من نوره الأزهار" زاد ماء وجهه!
لا شك أن واضعه الرقيع كان بحاجة إلى زيادة ماء وجهه فاخترع هذا الأثر!
• وفي رقم (12): عبد الرزاق أخبرني ابن عيينة عن مالك أنه كان يقول دائماً: اللهم صل على سيدنا محمد السابق للخلق نوره.
يلاحظ أن الواضع بدأ يندمج أكثر مع ثقافته في الأحزاب والأوراد، وتعبير (يقول دائما) و (سيدنا) غريبان عن الصدر الأول! أما قوله السابق للخلق نوره فهو تأييد للباطل الذي من أجله وُضع الكتاب وأُخرج!
¥(11/350)
• وفي رقم (13) عن سليمان بن يسار، قال: علمني أبوقلابة أن أقول بعد كل صلاة سبع مرات: اللهم صل على أفضل من طاب منه البخار (كذا في المخطوط المتقن! وصوبها الحميري إلى: النُّجار)، وسما به الفخار، واستنارت بنور جبينه الأقمار، وتضاءلت عند جنود (كذا، وجعلها الحميري: جود) يمينه الغمائم والبحار.
تركيبة تنادي على نفسها بالوضع!
• ومثلها رقم (14) عن ابن جريج: قال: قال لي زياد: لا تنس أن تقول بالغدوة والآصال: اللهم صلِّ على من منه انشقت الأنهار (؟!)، وانفلقت الأنوار، وفيه ارتقت الحقائق، وتنزلت علوم آدم.
كأن زياد بن سعد هنا من فلاسفة الطرقية!
• وفي رقم (15) معمر عن ابن أبي زائدة عن ابن عون، قال: علمني شيخي أن أقول ليل نهار: اللهم صل على من خلقت من نوره كل شيء!
فضلا عن المعنى الفاسد الذي اخترع الكتاب لأجله ونُشر: فالواضع يظن ابن عون من قادرية الهند حتى يعبّر قائلا علمّني شيخي! ثم تأمل في عبارة (أقول ليل نهار) وانظر إن كنت تجد مثله في الصدر الأول!
وزعم الحميري في تعليقه أن ابن أبي زائدة هو يحيى -هكذا خبط عشواء- بينما الذي يروي عنه معمر هو زكريا والد يحيى!
• وفي رقم (16) عن سالم أنه قال: علمني سعيد بن أبي سعيد أن أقول دوماً: اللهم صل على كاشف الغمة، ومجلي الظلمة، ومولي النعمة، ومولي الرحمة.
لا جديد: سجعات المتأخرين! وطريقة طرقية العجم في التعليم: علمني أن أقول دوماً!
وغني عن الذكر أن الآثار من (10) إلى (16) لا أصل لها عن أصحابها، بل هي من تفردات مصنف الحميري الموضوع.
• وهنا مثال طريف بسند نظيف، بل قيل فيه إنه أصح الأسانيد! ففي رقم (17): معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه أنه قال: رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم بعيني هاتين، وكان نورا كله، بل نورا من نور الله، من رآه بديهة هابه، ومن رآه مراراً أحبه أشد استحباب!
وهذا الهندي واضع الحديث أثَّرت عليه عجمته، وكأن لم يقرأ في القرآن العربي المبين: (والذين آمنوا أشدُّ حباً لله)!
أما الحميري فقال: إسناده صحيح!
حديث النور المحمدي
نأتي لموضع الشاهد الذي لأجله أتعب الوضاع نفسه وعرّضها لمقعد النار، وهو رقم (18): عن معمر، عن ابن المنكدر، عن جابر، قال: سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أول شيء خلقه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=35263&d=1139693101
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=35264&d=1139693101
وهذا حديث باطل لا أصل له، لعن الله واضعه، وفيه ما هو مصادم لعدة نصوص صريحة في القرآن الكريم والسنة الصحيحة في الخلق وغيره، وليس في شيء من كتب الإسلام مسنداً.
• وكان مبتدأ أمر الحديث عند متقدمي الإسماعيلية الباطنية، ففي كتبهم القديمة الكثير من الأحاديث المكذوبة في أن النبي صلى الله عليه وسلم وعليًّا من نور الله، وأن الشيعة (يقصدون أنفسهم) منهما. (انظر أصول الإسماعيلية للدكتور سليمان بن عبد الله السلومي 2/ 459)
وممن ذكر أصل الحديث قريباً منه علي بن محمد بن الوليد الإسماعيلي الباطني (ت612) في كتابه"تاج العقائد" (ص54 كما في رسالة العطايا) ولكن بلفظ آخر وهو: "إن الله تعالى خلقني وعليّ نوراً بين يدي العرش، نسبح الله ونقدسه قبل أن يخلق آدم بألفي عام، فلما خلق آدم أسكننا في صلبه، ثم نقلنا من صلب طيب إلى باطن طاهر، لا تحتك فينا عاهة، حتى أسكننا صلب إبراهيم، ثم نقلنا من الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام الزكية، لا يمسنا عار الجاهلية، حتى أسكننا صلب عبد المطلب، ثم افترق النور من عبد المطلب ثلاثاً، ثلثان في عبد الله، وثلث في أبي طالب، فخرجتُ من ظهر عبد الله، وخرج عليٌّ من ظهر أبي طالب، ثم اجتمع النور مني ومن علي في فاطمة، فخرج منها الحسن والحسين، فهما نوران من نور رب العالمين"!
¥(11/351)
• ثم تلقف حديثَ الباطنية هذا: ابنُ عربي الحاتمي الأندلسي صاحب وحدة الوجود (ت638) -وهو باطني النظر في الاعتقادات كما قال تلميذه وبلديُّه الحافظ ابن مُسدي- وأورده بلفظه المطول في تلقيح الأذهان (كما في إرشاد الحائر، وخرّجه الحميري من مخطوطة التلقيح 128/أ) وفي الفتوحات المكية (1/ 119 كما في رسالة العطايا)، قال عبد الله الغماري في إصلاح أبيات البردة (75): "وأول من شهر هذا الحديث ابنُ العربي الحاتمي، فلا أدري عمّن تلقّاه! وهو ثقة (6)، فلا بدَّ أن أحد المتصوفة المتزهدين وضعه".
---------------------------
تعليق (6): كذا قال الغماري! ولا أدري من أين جاء بالتوثيق؟! فقد ترك الأئمةُ الرواية عن ابن عربي (كما ذكرتُ في كتابي فتح الجليل ص391)، وثبت أن سلطان العلماء العز ابن عبد السلام كذّبه، كما كذّبه جماعة من العلماء في ادعائه الإذن من رسول الله صلى الله عليه وسلم في إخراج كتابه (سرد فتاويهم التقي الفاسي)، وثبت كذب ابن عربي في ادعاء الرواية عن بعض شيوخه، مثل أبي الخير الطالقاني، واتُّهم في غيره، كأبي الحسن بن هُذيل، وعبد الحق بن عبدالرحمن الأزدي، والحافظ السِّلَفي، بل أبعد ابن عربي فادعى الإجازة من ابن عساكر -وقد توفي سنة 571 قبل السِّلفي- ومعلوم أن هذا متشدد في الإجازة، ولم نقف من إجازاته إلا على النادر جدا، وغالب مؤلفاته تُروى عنه بالسماع، ولذلك لم يُذكر أنه أجاز أهل عصره، وابن عربي ما رحل من الأندلس للمشرق إلا سنة 598 كما ذكر ابن النجار، فأنّى أخذ منه؟ ولهذا وغيره تُرجم ابن عربي في الميزان، واللسان.
ثم حديث النور هذا لم يُسبق إلى سياقه، وفيه اصطلاحات صوفية كما قال الغماري، فالظاهر أن ابن عربي علته دون غيره.
---------------------------
• ثم سرى الحديث في كتب التصوف والتشيع والسيرة المتأخرة دون إسناد طبعاً! وغاية الأمر أن أحد المتأخرين ممن لا تحقيق له في الحديث نسبه من رواية عبد الرزاق خطأ (على أحسن الظن)، وأقدم من وقفتُ عليه عزاه له: القسطلاني في المواهب اللدنية (1/ 46) -بينما ذكر الغماري أن السيوطي عزاه له في الخصائص، ولم أهتد له فيه- وسواء كان هذا أو ذاك، فهما توفيا في القرن العاشر، ولم يذكرا إسناد عبد الرزاق.
ثم جاء العجلوني في القرن الثاني عشر وعزاه في كشف الخفاء (1/ 311) وفي الأوائل الأربعين (19) لعبد الرزاق، ونصَّ في الأربعين أنه لم يقف على إسناده تبعاً للقسطلاني؛ الذي ذكره بلا سند.
ثم تناقل المتأخرون هذا العزو بعضهم من بعض دون نظر ولا تحقيق؛ حتى وصل الأمر إلى أسافل المجرمين فأحبوا أن يلفقوا جزءً يدسُّوه فيه وينسبوه للمصنف! فكان ذلك قصة ظهور مصنف الحميري هذا، والعياذ بالله.
علماً بأن بعض غلاة الطرقية سبقوا إخوانهم البريلوية في محاولة الخروج من هذا المأزق، فوضع أحد الشناقطة له إسناداً كما سيأتي! وجاء المدعو محمد البرهاني فعزاه في تبرئة الذمة (ص9 كما في رسالة العطايا) إلى عبد الرزاق في كتابه جنة الخلد!! ولا وجود لهذا الكتاب أصلاً!
• ولما صار الحديث متداولا في كتب السيرة وتلقفه غلاة المتصوفة والاتحادية؛ واعتقدوا ما فيه من الأباطيل: ألّف بعض أهل العلم محذرين من هذا الحديث المكذوب المصادم للنصوص، فمنهم:
الشيخ محمد أحمد بن عبد القادر الشنقيطي المدني في رسالته: تنبيه الحذاق على بطلان ما شاع بين الأنام من حديث النور المنسوب لمصنف عبد الرزاق، وقد طُبعت بتقديم وموافقة سماحة الشيخ ابن باز.
ومنهم الشيخ عبد الله الغُماري -شيخ محمود سعيد ممدوح الذي قدّم لمصنف الحميري- فألّف رسالة بعنوان: مرشد الحائر لبيان وضع حديث جابر، وقال فيه: "وعزْوه إلى رواية عبد الرزاق خطأ، لأنه لا يوجد في مصنفه، ولا جامعه، ولا تفسيره .. وهو حديث موضوع جزمًا، وفيه اصطلاحات المتصوفة، وبعض الشناقطة المعاصرين ركّب له إسنادًا! فذكر أن عبد الرزاق رواه من طريق ابن المنكدر عن جابر! وهذا كذب يأثم عليه. وبالجملة فالحديث منكر موضوع، لا أصل له في شىء من كتب السُّنّة".
وقال عبد الله الغماري في إصلاح أبيات البردة (75): "قال السيوطي في الحاوي: إنه غير ثابت. وهو تساهل قبيح، بل ظاهر الحديث الوضع، واضح النكارة، وفيه نَفَس صوفي، حيثُ يذكر مقام الهيبة ومقام الخشية، إلى آخر مصطلحات الصوفية.
¥(11/352)
والعجيب أن السيوطي عزاه إلى عبد الرزاق، مع أنه لا يوجد في مصنفه ولا تفسيره ولا جامعه، وأعجبُ من هذا أن بعض الشناقطة صدّق هذا العزو المخطئ، فركّب له إسناداً من عبد الرزاق إلى جابر، ويعلم الله أن هذا كله لا أصل له.
فجابرٌ رضي الله عنه بريء من رواية هذا الحديث، وعبد الرزاق لم يسمع به، وأول من شهَّر هذا الحديث ابنُ العربي الحاتمي، فلا أدري عمّن تلقّاه! وهو ثقة، فلا بدَّ أن أحد المتصوفة المتزهدين وَضَعه".
وقال عبد الله الغماري في إرشاد الطالب النجيب إلى ما في المولد النبوي من الأكاذيب (ص9 و10): "بيان الأحاديث المكذوبة، منها وهو أشهرها حديث: أول ما خلق الله نور نبيك من نوره يا جابر، عزاه السيوطي في الخصائص الكبرى لمصنف عبد الرزاق، وقال في الحاوي في سورة المدثر من الفتاوى القرآنية: ليس له إسناد يُعتمد عليه. وهذا تساهل كبير من السيوطي، كنتُ أنزهه عنه.
أما أولاً: فالحديث غير موجود في مصنف عبد الرزاق ولا في شيء من كتب الحديث.
أما ثانياً: فإن الحديث لا إسناد له أصلا.
وأما ثالثاً: فإنه ترك بقية الحديث، وهي مذكورة في تاريخ الخميس للديار بكري، ومن قرأها يجزم بأن الحديث مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وجاء شخص فيلالي من ذرية الشيخ محمد بن ناصر الدرعي، فألف كتاباً سماه: (التوجيه والاعتبار إلى معرفة القدر والمقدار) وموضوعه الكلام على النور المحمدي، أتى فيه بطامة كبرى! حيث قال في أوله: ومن أدلة سبقيته وأصليته حديث الإمام عبد الرزاق في مصنفه الشهير، عن سفيان بن عيينة، عن زيد بن أسلم أحد أعلام المدينة، عن محمد بن المنكدر شيخ الزهري، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال: قلت يا رسول الله، بأبي أنت وأمي أخبرني عن أول شيء خلقه الله قبل الأشياء؟ قال: يا جابر! إن الله تعالى خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره، وذكر بقية الحديث.
وقد تعجبت من وقاحة هذا الشخص وجرأته، حيث صنع هذا الإسناد الصحيح لحديث لا يوجد في مصنف عبد الرزاق ولا غيره من كتب الحديث المسندة! وهذه جرأة غريبة تشبه جرأة الخوارج في وضعهم أحاديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يقول: (من كذب عليّ فليتبوأ مقعده في جهنم). فأجاب: نحن لا نكذب عليه، ولكن نكذب له؟! ولعل هذا الموريتاني يعتقد أنه كذب للنبي صلى الله عليه وسلم"!
فأقول: انظر إلى تضارب الكذابين، فذاك الشنقيطي اختلق له سنداً، وبينما وضع له الهندي صاحب الحميري سنداً آخر إلى ابن المنكدر! وكلا الكاذبين يصح عنه وصف الغماري بالوقاحة والجرأة!!
وللغماري كلام كثير في تكذيب الحديث، منها في رسالته رفع الإشكال (ص45)، وله مقالات وردود متعددة حول الحديث في مجلة الإسلام المصرية سنة 1353، وإنما أطلتُ في نقل أقواله لأنه شيخ محمود سعيد ممدوح، ومقدّس عنده وعند الحميري، والأول يعرف كلامه ربما أكثر من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم! فأنا أتيقن أنه يعلم حال الحديث من شيخه على أقل الأحوال، لكنه كتم ذلك وتواطأ على ترويج الكذب نفاقاً ومداهنة لسيّده الحميري!
كذلك ألّف أبو عمر محمد العطايا رسالة موجزة عن الحديث.
• وأبطله قبلهم السيوطي في الحاوي في الفتاوي (الفتاوى القرآنية، آخر سورة المدثر 2/ 43 دار الكتاب العربي) وفي قوت المغتذي، ونص أنه لا سند له وأنه لا يثبت، ومعلوم سعة اطلاع السيوطي.
وضعّفه الشيخ ابن عجيبة المغربي في شرح الحكم العطائية (كما في تنبيه الحذاق)، وممن نص على بطلانه ووضعه وأنه لا أصل له: محمد رشيد رضا في الفتاوى (2/ 447)، وأحمد الغماري (المقدّس عند الحميري وممدوح) في مقدمة كتابه المغير (6 و7)، والعلامة الشقيري في السنن والمبتدعات (93)، وسماحة الشيخ ابن باز في مقدمته لتنبيه الحذاق، وفي مجموع فتاويه (25/ 130)، ومحدث العصر الإمام الألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 207 و741 المكتب الإسلامي، 1/ 258 و820 المعارف)، وعبد العزيز السدحان في كتابه تحت المجهر (66)، وعداب الحمش في كتاب النور المحمدي، وغيرهم.
بل إن بعض رفقاء الحميري وممدوح في أصول الاعتقاد والخرافة يصرحون بكذب حديث النور، منهم عبد الله الحبشي الهرري، وحسن السقاف، والأخير ألف رسالة مفردة في إبطالها، وهي مطبوعة. (وشهد شاهد من أهله)!
¥(11/353)
كذلك حدثني الشيخ المطلع الثقة أحمد عاشور المكي ثم المدني -حفظه الله- أنه لما أراد أن يقرأ الأربعين العجلونية على مجيزنا الشيخ عبد الله التليدي المغربي (من كبار أصحاب أحمد الغماري) توقف التليدي عند الحديث المنسوب لعبد الرزاق فيه، ورفض قراءتها وغضب، وقال إنه مكذوب.
وأخبرني عن أحد التلاميذ المقربين من مجيزنا الشيخ عبد الفتاح أبوغدة، أنه قال له: سألت الشيخ عبد الفتاح: لماذا حققت الأوائل السنبلية ولم تحقق الأوائل (الأربعين) العجلونية، مع أن تلك شامية من بلدك؟ فقال: أنا لا أخرجها وقد أورد فيها ذاك الحديث الموضوع، يعني حديث جابر.
• ومن العجائب أن يستدل الحميري بكلامٍ لأحمد الغماري (في حديث آخر) في أن أي حديث يُستنكر لا ينبغي أن يُحكم عليه بالوضع لمجرد ركاكة ألفاظه وغرابته، بينما أحمد الغماري ينص في هذا الحديث بالذات أنه موضوع لا يُشك في وضعه، وأنه مشتمل على ألفاظ ركيكة ومعاني منكرة، فهكذا يكون الهوى المعتاد من الحميري وجماعته!
ومن العار أن يروي الحميري مصنفه من طريق الشيخ عبد الفتاح أوغدة، وهو يعتقد بطلانه ووضعه.
ومن باب تبكيت الحميري وأضرابه: فإن هذا المتن لو لم يكن فيه نكارة فالإسناد إليه لا يُسلَّم بصحته، وإن كان رجاله ثقات، فقد قال إمام الشأن البخاري: ما أعجب حديث معمر عن غير الزهري، فإنه لا يكاد يوجد فيه حديث صحيح!
رواه البيهقي في شعب الإيمان (9/ 109 رقم 4477 السلفية)
• وللتنبيه، فقد ذكر بعض الناس لهذا الحديث شاهداً!
وهو ما رواه البيهقي في دلائل النبوة (5/ 483)، فقال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن سِيْماء المقرئ، قدم علينا حاجاً، حدثنا أبوسعيد الخليل بن أحمد بن الخليل القاضي السِّجزي، أنبأنا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي، حدثنا أبو عبيد الله يحيى بن محمد بن السكن، حدثنا حبان بن هلال، حدثنا مبارك بن فضالة، حدثنا عبيد الله بن عمر، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. بلفظ: «لما خلق الله عز وجل آدم خيَّر لأدم بنيه، فجعل يرى فضائل بعضهم على بعض، قرآني نوراً ساطعاً في أسفلهم. فقال: يا رب! من هذا؟ قال: هذا ابنك أحمد، هو الأول، والآخر، وهو أول شافع».
وعزاه السيوطي في الخصائص الكبرى (1/ 67 العلمية) لابن عساكر أيضا.
قلت: إسناده ضعيف.
وفضالة فيه لين على صدقه، ونص ابن المديني أن له مناكير عن عبيد الله، وهو شيخه هنا، وتفرُّد فضالة بالحديث في طبقته ومرتبته وعزة مخرجه يوحي بأن هذا الحديث منها.
وشيخ البيهقي له ذكر في المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور (1249) ولم أجد فيه جرحاً ولا تعديلا.
وبقية رجاله ثقات معروفون.
هذا عن حال الحديث رواية، أما دراية فمعنى الأول والآخر في الحديث يُستدل عليه بما أخرجه البيهقي قبله، وفيه: نحن الآخرون الأولون، نحن آخر الأمم وأول من يحاسب.
فهذا معناه -على فرض ثبوته- لا ما يزعمه غلاة المتصوفة من أولية النور المحمدي! وأين هو من ذاك الحديث المكذوب الطويل ليكون شاهداً له؟!
والله تعالى أعلم.
* * *
هذا؛ وبالإمكان التفصيل أكثر في الكلام على متون مصنف الحميري لو تتبعتها كاملة، ولكن يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق كما أسلفت، وهذا ما ظهر لي خلال مراجعات أيام قلائل، فسبحان من يسّر فضح الكذبة والوضاعين!
من موارد واضع الجزء:
هذه أربع مصادر رئيسية اعتمد عليها الوضاع في تأليف الجزء، ولو تسنى الدراسة المفصلة والتقصي لجميع الأحاديث لظهرت الموارد الأخرى، ولكن حسبنا كشف أهم ما ظهر منها:
أولاً: دلائل الخيرات للجزولي!
اقتطف الواضع منه ستة مواضيع، ثم جعلها آثاراً ذات أسانيد!
• ففي رقم (10): كان البراء يكثر من قول: اللهم صلِّ على محمد وعلى آله بحر أنوارك ومعدن أسرارك.
وهذه الصيغة بحروفها مأخوذة من الدلائل، فصل في كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، الحزب الثاني، يوم الثلاثاء، (ص20)!
• وفي رقم (11) كان الحسن يُكثر من قولك اللهم صلِّ على نت تفتقت من نوره الأزهار!
وهي كذلك بحروفها (ص23) منه!
• وفي رقم (12): اللهم صل على سيدنا محمد السابق للخلق نوره.
وهي في الدلائل، الحزب الثالث، يوم الأربعاء (ص26)!
¥(11/354)
وفي رقم (13) اللهم صل على أفضل من طاب منه النجار، وسما به الفخار، واستنارت بنور جبينه الأقمار، وتضاءلت عند جود يمينه الغمائم والبحار.
وهي في الدلائل أيضا، الحزب السابع، يوم الأحد (ص52)!
• وفي رقم (14): اللهم صل على من منه انشقت الأنهار، وانفلقت الأنوار، وفيه ارتقت الحقائق، وتنزلت علوم آدم.
هكذا في مصنف الحميري المطبوع، وهي في الدلائل، الصلاة المشيشية (ص56) انشقت الأسرار بدل الأنهار، وعنده زيادة وهي: وتنزلت علوم آدم فأعجز الخلائق!
وقد فاتت الناسخ فلم يكنمل عنده السجع!
• وفي رقم (16): اللهم صل على كاشف الغمة، ومجلي الظلمة، ومولي النعمة، ومولي الرحمة.
هكذا في طبعة الحميري، وهي في الدلائل، الاحزب الثاني، يوم الأربعاء، (ص22) بلفظ: ومؤتي الرحمة.
ولعل نسخة الوضاع من دلائل الخيرات ليست جيدة، أو لعل عجمة هذا الوضاع أوقعته في التصحيف!
ومن نافلة القول أن الحميري يعلم بوجود هذه المفتريات في دلائل الخيرات، فتجده يخرّج (؟!) منها ويصحح أخطاء نسخته التي زعم إتقانها، فهل يبقى له عذر في عدم معرفة حال أحاديث مصنفه؟
ثانياً: كتب ابن عربي الصوفي!
أخذ منه حديث أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر، فابن عربي أقدم من عُزي الحديث إليه فيما نعم، دون إسناد طبعاً! وقد ساق نفس اللفظ.
ثالثاً: بعض كتب الشيعة المتأخرة:
يدل عليها الحديث الأول الذي مطلعه: إن الله تعالى خلق شجرة ولها أغصان فسماها شجرة اليقين، ثم خلق نور محمد صلى الله عليه وسلم في حجاب.
فذكر أغا بزرك الطهراني الشيعي في الذريعة إلى تصانيف الشيعة (5/ 163 - 164) من كتبهم: "695: الجنة والنار، لبعض الأصحاب، قال في أوله بعد الحمد المختصر: "إن الله خلق شجرة ولها أربعة أغصان سماها شجرة اليقين، ثم خلق نور محمد صلى الله عليه وآله في الحجاب" رأيتُ النسخة عند الشيخ عبد الكريم العطار آل الشيخ راضي الكاظمي في الكاظمية".
وجاء في مجلة تراثنا الشيعية (3/ 96) ضمن دليل مخطوطات مكتبة الحاج هدايتي في قم بإيران: مجموع فيه عدة رسائل كُتبت في القرنين الحادي عشر والثاني عشر، فذكروا منها: "كتاب خلق الأشياء (حديث – عربي) تأليف: (؟) أبواب قصيرة تجمع الأحاديث المروية في خلق الإنسان والملائكة والجنة والنار والموت وما يتعلق بأحوال الإنسان ما بعد موته، أوله: "الحمد لله رب العالمين .. أما بعد: اعلم أن الله خلق شجرة ولها أربعة أغصان فيقال لها شجرة اليقين".
لاحظ أن كلا المصدرين نقلا صدر الحديث الذي في مصنف الحميري بحروفه، وكلاهما دون إسناد، فجاء الوضاع فتلقفه وركّب له إسناداً نظيفا!
علماً أن هذه حديث جابر المزعوم تناقلته مجموعة من كتب الشيعة بطوله مستدلين به على عقائدهم أيضا!
رابعاً: مصنف ابن أبي شيبة:
احتاج له الوضاع ليأخذ متون أحاديث الطهارة، بينما تبرع من عنده بتركيب الأسانيد، ومشّى الحميري جميع ذلك!
• فالحديث رقم (20) من الطهارة في التسمية للوضوء أخذ متنه وطرف سنده من مصنف ابن أبي شيبة (1/ 2 و3 السلفية) بحروفه، لكن سنده فيه من طريق كثير بن زيد، حدثني ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، عن جده.
فبعد أن أخذ الوضاع المتن من هناك احتاج لتأليف سند لهذا المتن، فجعله عن معمر، عن الزهري، عن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، عن جده.
هكذا فعل الوضاع الجاهل، لعله لعجمته ظن (ابن) بين عبد الرحمن وأبي سعيد الخدري: (عن)، فحذف ربيح بن عبد الرحمن، وجعل الزهري متابعا له، فوقع في خطأ مركّب! ويأتي مزيد تنبيه على ذلك.
• وهكذا الحديث رقم (21) أتى بلفظ ابن أبي شيبة لحديث سعيد بن زيد في التسمية حرفياً، لكن جعل له إسناداً من عنده لأبي هريرة، وهو بالطبع غير الأسانيد المروية عن أبي هريرة في الباب.
• وحديث رقم (22) جاء بلفظ ابن أبي شيبة (1/ 3) لحديث أبي سعيد الخدري في القول عند الفراغ من الوضوء، واخترع سندا من عنده.
وفات الوضاع أن عبد الرزاق رواه في مصنفه الحقيقي في موضعين (1/ 186 و3/ 378) ولكن بسند آخر عن أبي سعيد ولفظ مغاير!
• أما حديث رقم (23) فجاء كذلك بمتن أثر ابن أبي شيبة عن سالم أبي الجعد عن علي في القول عند الفراغ من الوضوء، أما السند فلعب فيه، والنقل حرفي!
علماً أن عبد الرزاق أخرج الأثر بلفظ وسند آخر عن سالم في مصنفه الحقيقي (1/ 186)!
¥(11/355)
• كذلك حديث (24) نقل المتن بحروفه من ابن أبي شيبة (1/ 4) لحديث عقبة بن عامر في الباب نفسه، أما السند فركبه عن الزهري عن عقبة بن عامر، وانشغل الحميري في الحاشية بالكلام عن إدراك الزهري لعقبة من عدمه!
وهكذا مجموعة من أحاديث الطهارة أُخذت متونها من مصنف ابن أبي شيبة حرفيا، مع أن بعضها رواه عبد الرزاق في مصنفه الحقيقي، ولكن بسند ولفظ مغايران! ولو كان الوضاع عنده بعض علم بالسنّة لنَقَل أسانيد عبد الرزاق وألفاظه، بيد أن حبل الكذب قصير! والكاذب يُحرم التوفيق!
الكلام على الأسانيد
أولا: الكذب الصراح فيها:
• من ذلك ما جاء في النسخة رقم (2) من قول ابن جريج: أخبرني البراء -الصحابي!
وهذا كذب، فابن جريج من أتباع التابعين، ومع هذا قال الحميري في تعليقه: ابن جريج حافظ ثقة، وكان يدلس، وقد صرح هنا بالإخبار!!
• ومنها ما جاء رقم (28) قال عبد الرزاق: أخبرني الزهري!
وهذا كذب! فعبد الرزاق لم يدرك الزهري أصلا!
فهذا مما جاء من الكذب البيّن في الأسانيد.
ثانياً: تركيب الأسانيد وتلفيقها:
ليس مجرد الثقة والمعاصرة كافيان في قبول الأسانيد بشكل مضطرد، فهناك تراكيب إسنادية لا تجيء ولا تنتظم ولو توفر فيها الأمران، وهذه التراكيب يدركها المحدّث اليقظ العارف الممارس للحديث وأسانيده، ومن يوفقه الله لاحتذاء حذوه، وبطبيعة الحال لا يدركها الطرقي ولا الخرافي!
فمن ذلك ما قاله أحد أئمة هؤلاء الأيقاظ الحافظ أبوحاتم الرازي: عكرمة عن أنس ليس له نظام. (العلل 1/ 273)
وقال أيضا (1/ 309): الحسن البصري عن سهل بن الحنظلية لا يجيء.
وقال أيضا (2/ 158): هذا حديث باطل ليس له أصل، الزهري عن أبي حازم لا يجيء.
وبالتأكيد فإن من هو في مستوى الواضع -ومن روّج له- لا يمكن له إدراك ذلك، فيكشفه الله ويفضحه كما كشف أسلافه من الكذابين والوضاعين.
• فمنها ما جاء رقم (13) من قول عبد الرزاق: أخبرني يحيى بن أبي زائدة.
وهذا تلفيق، فلم أجده من شيوخ عبد الرزاق في المصنف ولا في تهذيب الكمال!
• وفي رقم (22): أخبرني مالك عن يحيى بن أبي زائدة! فهنا روى عن يحيى بواسطة! ومالك لا يروي عن يحيى! ومثله رقم (34)، أما في رقم (15) فروى عن معمر عن ابن أبي زائدة!
• وفي رقم (10) جعل معمرا يروي عن ابن جريج.
وفي رقم (15) روّاه عن ابن أبي زائدة.
وفي رقم (19) روّاه عن سالم بن عبد الله.
وفي رقم (36) روّاه عن الليث، وكل ذلك كذب، فليسو من شيوخ معمر.
ومن ذلك رقم (19): معمر، عن سالم، عن أبي هريرة.
ففيه تركيبان: رواية معمر عن سالم، ورواية سالم عن أبي هريرة.
إلى غير ذلك من التركيبات التي لا تجيء!
ثالثاً: اختلاق المتابعات:
كثير من أحاديث أبواب الطهارة في نسخة الحميري عبارة عن أحاديث معروفة ولكن وردت بأسانيد لا تُعرف، ومن جهل الواضع ومن معه أنه افتعل لأسانيد هذه المتون متابعات موضوعة.
مثل الحديث رقم (20): وهو عن معمر، عن الزهري، عن أبي سعيد الخدري (كذا في النسخة التي زعم الحميري إتقانها!)، عن أبيه، عن جده أبي سعيد في التسمية عند الوضوء.
وراوي حديث التسمية هو حفيد الخدري، واسمه رُبيح بن عبد الرحمن (وليس رويبح كما قال الحميري!)، وهو معروف بهذا الحديث، وتفرد به عنه كثير بن زيد -كما أفاد الإمام أحمد ونص ابن عدي- فمن أين جاءت متابعة الزهري، وهو لا يروي عن ربيح أصلا؟ فهل جهلها الحفاظ متقدمهم ومتأخرهم وادُّخرت معرفتها للحميري ومحمود سعيد ممدوح؟ ومتابعة من؟ الزهري!
رابعاً: مخالفة الأسانيد للثابت من رواية عبد الرزاق:
تقدم على ذلك مثالان في الكلام على أخذ الوضاع المتون من مصنف ابن أبي شيبة، بينما هي في موجودة مصنف عبد الرزاق الحقيقي بلفظ مغاير، وسند آخر! وهكذا يشاء الله أن لا يدع منفذاً لهذا الوضاع إلا وافتضح! وإلا لجاء بمرويات عبد الرزاق كما هي!
أما تعليقات الحميري على الأحاديث:
¥(11/356)
فإنما تدل على جهله المطبق وتخليطه في السنّة، فتخريجاته لا قيمة لها البتة، يكون المتن في شيء فيخرج شيئا آخر من حديث آخر، لمجرد تشابه في طرف من المتن، أو أن يكون مقارباً لموضوعه، وحسبنا أنه يخرّج بعض الأحاديث من دلائل الخيرات للجزولي! ومن تكلم في غير فنه أتى بالعجائب، ولذلك أكتفي بما سبق نقده من غرائب تعليقاته، فليس هدفي إثبات جهله وخيانته العلمية، فذاك أمر متقرر قبل إخراجه لمصنفه هذا، إنما المقصود إثبات كذب مصنفه برمته، وتحذير الناس مما فيه.
والله من وراء القصد.
الخاتمة
ظهر فيما سبق أن مصنف الحميري بيّن الوضع والتزوير، وأن واضعه مكشوف أنّى اتجه، وأن الحميري استخدم في ترويج هذا الكذب شتى ضروب التدليس والتلبيس والغش والكتمان الخبيث، وتابعه محمود سعيد ممدوح وشكر للحميري صنيعه! وعلمنا أنه حصل التنبيه بحال المصنف قبل إخراج الكتاب، ولكن لا حياة لمن تنادي.
وظهر أن الحميري تواطأ في نشر هذا الكذب المفترى عبر كتم بعض المعلومات التي تكشف حال مخطوطه، وكذب على الناس في أنه من خط القرن العاشر، وهو يعلم أنه ليس كذلك، وتابعه على ذلك محمود سعيد ممدوح، مع علمه بحال الكتاب أيضا!
فتبين بذلك أنه لا يوثق بهما في دينهما ولا علمهما، ومن استحل الكذب ونشره عن النبي صلى الله عليه وسلم فماذا بقي فيه من خير؟ وليس هذا كذباً عادياً من جنس أكثر الأحاديث الموضوعة، بل فيه نسبة الضلالات والخرافات والأهواء الباطلة إلى سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، إضلالا للمسلمين، ومحاربة للسنة وأهلها، وما ذلك عن أصحاب المصنف بغريب.
فعلى الناس الحذر من كل ما أخرج ويُخرج هذان، فقد أسقطا عدالتهما بأنفسهما، وظهر أنهما من شر دعاة الضلالة والهوى، الذين لا يتورعون عن الكذب وترويجه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى من اغتر بهما أن يعرف حال من يتبع، وإلى أي طريق يدعوان.
• وإنه من غرائب الموافقات أن يخرج مصنف الحميري في الوقت الذي يحارب فيه رسولنا الكريم ويُستهزأ بشخصه ودينه، وقبلها جرت محاولات تحريف القرآن الكريم باسم الفرقان الحق وغيره، نعم، إن تزامن ذلك مع محاولة جديدة من نوعها في تحريف السنة والدس فيها بحاجة إلى تأمل وتدبر، ووقفة ونصرة للسنّة، ولعله لذلك تعمّد تزوير تاريخ طبع الكتاب، وما ذلك ببعيد وقد علمنا أن مصنف الحميري كله مزوّر، والله المستعان.
• وليعلم القارئ أنني إن شددت العبارة مع هؤلاء المجرمين فما ذاك إلا لعظم جريمتهم، وردعاً أن يعودوا هم وأمثالهم لاختراع كتب باطلة ونسبتها للأئمة، فضلا عن الكذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله من وراء القصد.
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وكف عنا وعن المسلمين شرور المفسدين، والضالين المضلين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه أفقر العباد
محمد زياد بن عمر التكلة
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[02 - 02 - 06, 11:06 م]ـ
لا تطل علينا
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[03 - 02 - 06, 06:48 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك، وليبشر واضعه بحديث (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) [/ url]
وليبشر الواقفون على نشره كذلك، لأن التثبت في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم واجب، فإلى الله المشتكى من رقة الدين، واتباع الأهواء ...
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[03 - 02 - 06, 11:52 م]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا المبارك /
محمد زياد بن عمر التُّكْلة ....
أسأل الله - جل وعلا - أب يحفظك من كل سوء، وأن يجعلك ناصراً للسنة، ذاباً عن حياضها، قامعاً للبدعة وأهلها.
بارك الله فيك وعليك ....
ـ[العاصمي]ــــــــ[03 - 02 - 06, 11:56 م]ـ
جزاك الله خيرا، وبارك فيك.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[03 - 02 - 06, 11:59 م]ـ
شيخنا المبارك / محمد ...
وإني أحبكم في الله.
((تنبيه من المشرف:
يمكنك استخدام الرسائل الخاصة).
ـ[أبي الحسن]ــــــــ[04 - 02 - 06, 12:36 ص]ـ
نُشر مؤخرا مجيليد بعنوان: (الجزء المفقود من الجزء الأول من مصنف عبد الرزاق)
بتحقيق: عيسى مانع الحميري، وتقديم محمود سعيد ممدوح، زعم الأول أنه حصل المخطوط من الهند، وأنه من القرن العاشر، وتابعه الثاني وتواطأ معه على إظهار ثبوت الجزء.
وبعد النظر في الكتاب تبيّن بوضوح أنه كذب صراح على الإمام عبد الرزاق، وأنه موضوع أسانيد ومتون، ولم يخرجه هذان إلا لأن أحد أحاديثه الموضوعة: (أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر)
وغير ذلك من الأسانيد المركبة، والمتون المفتراة، وتبين أن النسخة هندية حديثة معاصرة، وواضع الأحاديث أعجمي أيضا!
وليبشر واضعه بحديث (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)
وإنني في صدد كتابة عاجلة في إظهار بطلان هذا الجزء المفترى، ولكن عجّلتُ بهذا التعريف تحذيرا وتنبيها لإخواني أهل الحديث.
والله المستعان.
ما صحة هذا الحديث؟
----------------
دلائل النبوة للامام البيهقي
تحقيق
د. عبد المعطي قلعجي
دار الكتب العلمية
بيروت _ لبنان
الطبعة الأولى
1405ه
(5/ 483)
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن سيماء المقرئ قدم علينا حاجاً حدثنا أبو سعيد الخليل بن أحمد بن الخليل القاضي السجزي أنبأنا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي حدثنا أبو عبيد الله يحيى بن محمد بن السكن حدثنا حبان بن هلال حدثنا مبارك بن فضالة حدثنا عبيد الله بن عمر عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة عن النبي قال
لما خلق الله عز وجل آدم خير لآدم بنيه فجعل يرى فضائل بعضهم على بعض قال فرآني نوراً ساطعاً في أسفلهم فقال يا رب من هذا ? قال هذا ابنك أحمد هو الأول والآخر وهو أول شافع
--------------
شكرا
¥(11/357)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[04 - 02 - 06, 02:25 م]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم
لم تظهر الصورتان في الموضوع أعلاه لذلك سأرفقهما بهذه المشاركة.
أخي أبا الحسن وفقك الله
يأتيك الجواب على الحديث بعد استكمال الموضوع إن شاء الله
ـ[السنافي]ــــــــ[04 - 02 - 06, 08:34 م]ـ
جزاك الله خيراً .. أخي التكلة.
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[05 - 02 - 06, 02:06 ص]ـ
جزى الله جميع الإخوة المشاركين خيرا، وأعدهم أنني سأعرض ما كتبتُ على جملة من مشايخ الحديث وطلبته البارزين، وبعد التنقيح والتصحيح سأضع هذا الموضوع هنا على شكل ملف وورد وبي دي إف لتسري إفادته.
وأعتذر عن عدم وجود تنسيقات في القسم الأول، ولا ظهور صورة المخطوط، لأنني لم أشرف على تنزيله في الملتقى بنفسي، بل وكلته لأحد الأفاضل الذي قام بذلك نيابة عني، فجزاه الله خيرا.
وأرجو من كان عنده مزيد فائدة في إبطال مصنف الحميري أن لا يبخل علينا، وأن يحتسب في نصرة السنة.
وأشكر جميع من أفادني في بعض جزئيات الموضوع، ولا سيما الشيخين عمر الحفيان، وبندر الشويقي، جزاهما الله خيرا.
ـ[أبو صهيب]ــــــــ[05 - 02 - 06, 11:45 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخانا أباعمر محمد زياد التكلة ووفقك للمزيد في الدفاع عن سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
وإن أعجب فلا ينقضي العجب من هؤلاء كيف يدعون حب النبي صلى الله عليه وسلم ثم يكذبون عليه ويفترون الكذب ويؤلفون له الأسانيد كيف تسود أقلامهم هذا الافتراء في وقت يتعرض فيه خير البشر للسب والإساءة من إخوان القردة والخنازير أليس هذا وقوفا في صف أعداء الله ورسوله
لقد أصبح الكذب عند هؤلاء رزقا يترزقون منه قال تعالى: وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون.
ـ[أبو عزان]ــــــــ[05 - 02 - 06, 05:57 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه المعلومات القيمة، والشكر الجزيل لطارح الموضوع على ما اتحفنا به من أدله وحقائق رائعة
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[05 - 02 - 06, 06:16 م]ـ
أما الحديث الذي سأل عنه الأخ أبو الحسن،
فقال البيهقي في دلائل النبوة (5/ 483): أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن سِيْماء المقرئ، قدم علينا حاجاً، حدثنا أبوسعيد الخليل بن أحمد بن الخليل القاضي السِّجزي، أنبأنا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي، حدثنا أبو عبيد الله يحيى بن محمد بن السكن، حدثنا حبان بن هلال، حدثنا مبارك بن فضالة، حدثنا عبيد الله بن عمر، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. بلفظ: «لما خلق الله عز وجل آدم خيَّر لأدم بنيه، فجعل يرى فضائل بعضهم على بعض، قرآني نوراً ساطعاً في أسفلهم. فقال: يا رب! من هذا؟ قال: هذا ابنك أحمد، هو الأول، والآخر، وهو أول شافع».
وعزاه السيوطي في الخصائص الكبرى (1/ 67 العلمية) لابن عساكر أيضا.
قلت: إسناده ضعيف.
وفضالة فيه لين على صدقه، ونص ابن المديني أن له مناكير عن عبيد الله، وهو شيخه هنا، وتفرُّد فضالة بالحديث في طبقته ومرتبته وعزة مخرجه يوحي بأن هذا الحديث منها.
وشيخ البيهقي له ذكر في المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور (1249) ولم أجد فيه جرحاً ولا تعديلا.
وبقية رجاله ثقات معروفون.
أما معنى الأول والآخر في الحديث فيستدل عليه بما أخرجه البيهقي قبله، وفيه: نحن الآخرون الأولون، نحن آخر الأمم وأول من يحاسب.
فهذا معناه -على فرض ثبوته- لا ما يزعمه غلاة المتصوفة من أولية النور المحمدي!
والله تعالى أعلم
ـ[أبو سلمان المغربي]ــــــــ[05 - 02 - 06, 06:48 م]ـ
جزاك الله أخانا الشيخ زياد وجعل المجهود الذي بذلته في ميزان حسناتك ونسأل الله تعالى أن يعلي قدرك ويجعلك شوكة في حلق الوضاعين.
ـ[نعيم بن حماد]ــــــــ[05 - 02 - 06, 07:08 م]ـ
قطعت جهيزة قول كل خطيب
أجدتَ وأفدتَ أبا عمر، فجزاك الله خير الجزاء
وسود الله وجوه الثلاثي الضال القادري والحميري
والمذموم، ونعوذ بالله من الضلالة بعد الهدى.
ـ[أبو وئام]ــــــــ[05 - 02 - 06, 07:16 م]ـ
الحمد لله
فما زال هناك من يدافع عن هذا الدين
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[05 - 02 - 06, 08:43 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على هذا البيان شيخنا محمد, جعله الله في ميزان حسناتكم
وليتك رعاك الله تذكر بعض من عزا حديث جابر - المزعوم - إلى المصنف من المتأخرين.
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[05 - 02 - 06, 11:55 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
نسال الله أن يجعله في ميزان حسناتك
================
أبو عثمان
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[06 - 02 - 06, 06:26 ص]ـ
إلى كل الإخوة الأفاضل الذين شاركوا في الموضوع:
جزاكم الله جميعا خير الجزاء على مشاركتكم وتأييدكم وتشجيعكم.
وجعلني وإياكم ممن يعمل بالسنة ويتجرد لها وينصرها.
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[06 - 02 - 06, 08:03 ص]ـ
نُشر مؤخرا مجيليد بعنوان: (الجزء المفقود من الجزء الأول من مصنف عبد الرزاق)
بتحقيق: عيسى مانع الحميري، وتقديم محمود سعيد ممدوح، زعم الأول أنه حصل المخطوط من الهند، وأنه من القرن العاشر، وتابعه الثاني وتواطأ معه على إظهار ثبوت الجزء ..
لقد قرأت بعض محتوياته قبل سنتين أو ثلاثا, في احد مواقع الرافضة على ما اظن, بعد ان وصلتني رسالة في البريد, عنوانها غمز في عمر بن الخطاب. كاد أن يشيب منها الرأس. هؤلاء سفلة.
لاتعجب أخي فقد سجل التاريخ على البشرية انها كذبت على الله عز وجل, فكيف بالكذب على بشر كـ عبدالرزاق
¥(11/358)
ـ[العوضي]ــــــــ[06 - 02 - 06, 11:16 ص]ـ
الحمد لله الذي جعل في الأمة من يرد كيد المخالفين ويبين جهلهم , أسأل الله أن يخلص بلادنا من أمثال هؤلاء
وهذا كتاب (تنبيه الحذاق على بطلان ما شاع بين الأنام من حديث النور المنسوب لمصنف عبد الرزاق) تجده على الرابط
http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=1013
والله الموفق
ـ[أبو مصعب البكري]ــــــــ[06 - 02 - 06, 02:41 م]ـ
الأخ الفاضل محمد زياد التطلة يحفظ الله
الأخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزى الله الشيخ زياد على دفاعه عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخي الكريم الشيخ زياد نحن في موقع ومنتدى الصوفية.
http://www.alsoufia.com/
http://www.alsoufia.org/vb/forumdisplay.php?f=4
نحن نهم بجمع الكتب والمقالات التي تكتب في شأن التصوف والصوفية وتبين للناس انحرافهم.
الرجاء منك أن تضع مجموع ما كتبت في ملف واحد ترضاه.
ونحن بدورنا نعينك على نشره وإتمام فائدته.
أسأل الله العظيم لي ولك مرافقة من قمت للدفاع عن سنته وحديثه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
للمواصلة الرجاء عبر الرسائل الخاصة
ـ[العوضي]ــــــــ[06 - 02 - 06, 06:53 م]ـ
سؤال عن تخريج حديثين في أن أول ما خلق الله النور المحمدي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6670&highlight=%DD%E6%DE%E5+%E5%E6%C7%C1
كلام للشيخ علي حشيش
http://islamselect.com/conts/new1/11_1425/21_30/5999.htm
فتوى للشيخ الفقيه في الشبكة الإسلامية
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Option=FatwaId&Id=7389
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 06:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا أيها الإخوة الكرام.
وطلبك أخي البكري قيد التنفيذ إن شاء الله، أمهلني أياما فقط، لأنه بمذاكرة الإخوة الطلبة والسادة المشايخ يتضح لي المزيد في إبطال مصنف الحميري.
فمن ذلك أن بعض رفقاء درب الحميري وممدوح يصرحون بكذب حديث النور، منهم عبد الله الحبشي الهرري، وحسن السقاف، والأخير ألف رسالة مفردة في إبطالها، وهي مطبوعة. وشهد شاهد من أهله!
كذلك حدثني الشيخ المطلع الثقة أحمد عاشور حفظه الله أنه لما أراد أن يقرأ الأربعين العجلونية على مجيزنا الشيخ عبد الله التليدي المغربي (من كبار أصحاب أحمد الغماري) توقف التليدي عند الحديث المنسوب لعبد الرزاق فيه، ورفض قراءتها وغضب، وقال إنه مكذوب.
وأخبرني عن أحد التلاميذ المقربين من الشيخ عبد الفتاح أبوغدة، أنه قال له: سألت الشيخ عبد الفتاح: لماذا حققت الأوائل السنبلية ولم تحقق الأوائل (الأربعين) العجلونية، مع أن تلك شامية من بلدك؟ فقال: أنا لا أخرجها وقد أورد فيها ذاك الحديث الموضوع، يعني حديث جابر.
وأطلعني على مقالات قديمة وردود كتبها الشيخ عبد الله الغماري في إبطال الحديث، ولعلها تُنشر إن شاء الله.
وزودني برسالة مهمة للشيخ الغماري المذكور اسمها: إرشاد الطالب النجيب إلى ما في المولد النبوي من الأكاذيب) وكذّب فيها الحديث وأمثاله وهي نفيسة، ولعل الإخوة يُدركون لماذا لا تشتهر مثل هذه الرسائل بين المدعين الولاء للغماري (مثل ممدوح والحيري)، فإنهم لا ينتقون من تراثه وينشرون إلا ما وافق أهواءهم.
وأفادني غيره أن مجموعة من متون مصنف الحميري إنما أُخذت من دلائل الخيرات للجزولي كما هي!! وقد لمّحتُ إلى ذلك ضمن الرد.
كما أفادني أن هناك بضعة أحاديث أُخذت من مصنف ابن أبي شيبة سندا ومتنا! مع تأخره عن عبد الرزاق في الطبقة، واختلاف مشيخته!
علما أن الغماري في (إرشاد الطالب) ردّ على أحد غلاة المتصوفة، الذي ألّف رسالة بعنوان (التوجيه والاعتبار إلى معرفة القدر والمقدار، فذكر أن صاحب التوجيه لما عزاه إلى عبد الرزاق جعل سنده: عن سفيان بن عيينة، عن زيد بن أسلم، عن محمد بن المنكدر، عن جابر!!
فقال الغماري: فقد تعجبت من وقاحة هذا الشخص وجرأته، حيث صنع هذا الإسناد الصحيح لحديث لا يوجد في مصنف عبد الرزاق ولا غيره من كتب الحديث المسندة .. !!
فأقول: انظر إلى تضارب الكذابين، فذاك اختلق له سنداً، وبينما صاحب الحميري ومدوح وضع له سندا آخر إلى ابن المنكدر! وكلا الكاذبين يصح عنه وصف الغماري بالوقاحة والجرأة!!
ومن مواضع تكذيب الغماري -شيخ ممدوح- للحديث في رفع الإشكال (ص45) فلعل الإنسان يزيد مثل هذه الفوائد في الرد هذه الأيام، ويُخرجه مبيضة، إذ أنني أعتبر ما كتبته كتابلة سريعة لغرض التنبيه لا التقصي!
والله المستعان.
قال تعالى ((يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ))
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[07 - 02 - 06, 10:09 م]ـ
بارك الله فيك
ولعلك تسمح لنا بنقل الموضوع لبعض المنتديات
==============
أبو عثمان
¥(11/359)
ـ[العوضي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 10:38 م]ـ
أخي الكريم (التكلة) إذا قرأت الكتاب الحميري (التأمل في حقيقة التوسل) لضحكت وبكيت في نفس الوقت , تضحك على جهله و تبكي على كيفية تلبيسه على الناس
فمن محتويات الكتاب (الشيخ محمد بن عبدالوهاب يرى بجواز التوسل) (الرد على كتاب التوسل والوسيلة لابن تيمية) (الرد على ابن باز)
ويقول في موضع (هذا من كيس الشيخ ابن باز) وغيره من هذا الكلام المسموم
والحمد لله أنه طرد من رئاسة الأوقاف ولكنه لا زال على إدارة مدرسة الإمام مالك رحمه الله - والإمام بريء من أمثال الحميري وغيره -
وله كتاب آخر اسمه (البدعة أصل من أصول التشريع) والكتاب يقرأ من عنوانه
والله الموفق والهادي إلى سبيل الرشاد
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 11:59 م]ـ
وإنِّي لعَمرُ اللَّهِ إنْ جَدَّ ما أرى ... لَتَلْتَبِسَنْ أسيافنا بالأماثلِ
بكفِّ امرئٍ مثلِ الشِّهابِ سَمَيْدَع ... أخي ثِقَة ٍ حامي الحقيقة ِ باسلِ
بارك الله فيكم
ـ[أبوعاصم الكرطوس]ــــــــ[08 - 02 - 06, 02:10 ص]ـ
سدد الله خطاكم وبارك في جهودكم في الدفاع عن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[08 - 02 - 06, 09:52 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل محمد زياد التكلة وبارك فيك وفي علمك وجعله في ميزان حسناتكم
والله أثلجت صدورنا وعلمنا أن الكذابين يعيش لهم الجهابذة وأن الله حافظ لدينه فنفع الله بكم وسددكم.
أما هذا الضال عيسى بن عبد الله مانع الحميري صاحب كتب في الضلالات ومن كتبه الضالة المضلة
"تصحيح (تخريب) المفاهيم العقدية في الصفات الإلهية أو الفتح المبين في براءة الموحدين من عقائد المشبهين (يقصد الموحدين) ".
فهو كتاب حشى فيه ضلالاته وطعن على علماء أهل السنة ونصر مذهب التعطيل والتفويض وحط على شيخ الإسلام عامله الله بما يستحق وكلامه فيه بجهل عميق جداً فاق أقرانه في جهلهم وضلالاهم وزاد كثيراً عنهم.
والعجب من دار السلام (القاهرة) كيف طبعت له هذا الكتاب الضال المضل ولكنها التجارة!!!
ولي سؤال هل يوجد من رد على هذا الكتاب من أهل العلم؟
ودمتم بفضل ونعمة
ـ[أبو مصعب البكري]ــــــــ[08 - 02 - 06, 11:41 ص]ـ
جزاكم الله كل الخير أخي الفاضل الشيخ محمد زياد التكلة
رسالة الغماري ((مرشد الحائر لبيان وضع حديث جابر)) تجدها في مكتبة موقعنا على هذا الرابط
http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=853
ـ[أحمد العاني]ــــــــ[08 - 02 - 06, 12:08 م]ـ
الشيخ التكلة - حفظه الله - هلا قمت بوضع البحث في ملف بصيغة وورد لتسهل قراءته؟
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[08 - 02 - 06, 02:00 م]ـ
أحسن الله إليكم جميعا وغفر لكم ..
والله يا إخواني إن الإنسان ليسأل الله الثبات، ويعوذ بالله من الحور بعد الكور، ويعتصم بالسنة، فما كان ممدوح بهذا التردي، ولا الحميري (على ضلالهما القديم)، وكم من أهل الأهواء من تبدأ به البدعة صغيرة ثم تكبر .. إلى درجة استحلال الكذب وترويجه على سيد الخلق صلوات ربي وسلامه عليه.
فهذا ممدوح كان ممن تتلمذ على كتب الشيخ الألباني وأثنى عليه، ثم بدأ الاشتغال بالحديث، ثم بدأ معه الانحراف شيئا فشيئا حتى وصل به الحال إلا ما لم يكن يُتوقع منه، مثل تأليف كتاب كامل فيه أن علي أفضل من أبي بكر وعمر -رضي الله عن الجميع-، ثم تثبيت ما يعلم كذبه وافتراؤه على النبي صلى الله عليه وسلم، ألا وهو مصنف الحميري؟! وفي كلا الكتابين يظهر تملقه ونفاقه لبعض أصحاب المناصب والطوائف على حساب دينه؟
إن من أسباب الهلاك الوقيعة في أئمة السنّة والأثر، وديدن هذين الوقيعة في شيخ الإسلام ابن تيمية، وإمامَي العصر: ابن باز والألباني، وفي الحديث الصحيح: (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب)، فإن لم يكن أئمة السنّة والهدى هم الأولياء؛ فمن يكونون؟
(ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا)
ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[08 - 02 - 06, 04:46 م]ـ
أجزل الله لك الأجر والمثوبة شيخنا الفاضل على ذبك عن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[09 - 02 - 06, 07:39 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا وكتب لكم أجر الذابّين عن سنة النبي محمّد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[10 - 02 - 06, 06:23 م]ـ
مسألة أولوية النور المحمدي من مسائل الإعتقاد!
والخبر المنسوب لمصنف عبد الرزاق خبر آحادي!
فهل يأخذ الحميري ومن وافقه بأخبار الآحاد في مسائل الإعتقاد؟!
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[10 - 02 - 06, 09:52 م]ـ
شيخنا الفاضل
الصور اختفت من الجزء الثاني من الرد
فلعلك ترفعها على الملتقى حتى يراها من لم يرها
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[12 - 02 - 06, 12:58 ص]ـ
وشكر لجميع الإخوة الذين شاركوا في الرد ..
ـ[المقدادي]ــــــــ[12 - 02 - 06, 05:12 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا محمد زياد التكلة على فضحك لهؤلاء الادعياء المجرمين الاثمين جراء ما فعلته ايديهم من الكذب على نبينا محمد صلى الله عليه و سلم
و الحمدلله انه مازال في هذه الامة من ينفي عنها تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين
و قد صدق حبيبي المصطفى صلوات الباري و سلامه عليه حين قال:
((يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين))
¥(11/360)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[13 - 02 - 06, 10:40 ص]ـ
وفي الختام فإنني أشكر جميع من شارك وأيّد في هذا الموضوع على تفاعله ونُصرته وإفادته.
وأشكر إدارة الملتقى شكرا خاصا على تثبيت هذا الموضوع منذ بدايته، وإعادة تنسيقه، مما أسهم في الانتفاع به، لا حرمهم الله الأجر، وجزى الله الجميع خيراً.
ولعل الإخوة الكرام ينشطون في نشر الموضوع في المنتديات وبين المهتمين، سواء بنقله كاملا، أو بالرابط، أو بملف الوورد، كلٌّ بما يتيسر له، فمن الواجب الدفاع عن السنّة قبل أن ينتشر مصنف الحميري ويغتر الناس به ويضلون، وليعلم النس حقيقة هؤلاء المجرمين.
والله من وراء القصد.
ـ[السنافي]ــــــــ[13 - 02 - 06, 01:12 م]ـ
أخي التكلة ... كفيتَ و وفّيتَ، فجزاك الله سبحانه خير ما يجزي به عباده الصالحين المصلحين.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[13 - 02 - 06, 06:23 م]ـ
لله درك ما أحد قلمك يشهد الله أنك أثلجت صدري، فمثلك مجاهد في زمرة المجاهدين، ولا نزكيك على الله، ثبتك الله يا شيخ، والله أني أحبك في الله، الله يجزيك عننا خيرا الجزاء
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[14 - 02 - 06, 12:05 ص]ـ
جزى الله إدارة الموقع خيرا على حسن تجاوبهم وجودة تنسيقهم للموضوع.
أخوي السنافي وأبا عبد الرحمن، هذا من فضل الله وحده وتوفيقه، وأشكركما وسائر الإخوة على التجاوب البناء، وأحبك الله أخي أبا عبد الرحمن الذي أحببتني فيه.
-----------------------
تنبيهات:
1) أخبرني بعض الإخوة أن بعض من ليس الحديث شأنه: اعترض على أصل فكرة الرد قائلا: ما المشكلة في إخراج هذا الكتاب الموضوع، وهناك كتب كثيرة مليئة بالموضوعات لكنها من مصادر السنّة النبوية ولها اعتبارها ومكانتها عند أهل العلم.
والجواب: أن هذا قياس مع الفارق، فتلك الكتب (حقيقية) وما فيها من أسانيد (حقيقي) ألفها علماء ومحدثون قدماء (حقيقيون) حتى لو كان رجال أسانيها ضعفاء وكذابين، أو كانت أحاديثها مناكير وواهيات، فهي مصادر تخريج تتفاوت بين بعضها نظافة وصحّة.
أما مصنف الحميري فهو كتاب مكذوب بالكلية، وأسانيده مفتعلة، ومؤلفه هندي معاصر، فأين هذا من كتب الحديث الأصلية؟ إنما هذا من جنس مسند الربيع بن حبيب الأباضي، وكتب الرافضة المسندة التي وُضعت ورُكِّبت بعد القرن الثامن الهجري مضاهاة لمصادر الحديث الأصلية، على أن جميعها أقدم عمراً من مصنف الحميري الطازج!
ولعلي لا أحتاج لعقد مقارنة أكثر من ذلك!
ثانياً: أحب بعض الإخوة الكرام أن يحصل توسع في نقد المتون الموضوعة، مثل الحديث الأول، وفيه أن شجرة اليقين خُلقت قبل النور المحمدي، فأفسد الكذاب على نفسه الاستدلال بحديث النور!
وأرادوا التوسع في بيان مصادمة هذه المتون للآيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة.
فأقول: كان قصدي هدم مصنف الحميري بالكلية، وأحلت على الرسائل التي ردت على حديث النور، وخشيت أن يطول الموضوع أكثر لو ركّزتُ على هذا الأمر، فهذه وجهة نظري.
ثالثاً: أخبرني بعض الفضلاء في الشام والمغرب أنه كان لهذا التحذير صدى طيب بين المشايخ عندهم، وبعضهم أنكر هذه الجريمة غاية الإنكار، مثل الشيخ عبد الله التليدي، والشيخ الحسن الغماري، حتى بعض مشايخ الصوفية -من مشايخ ممدوح- استنكر إخراج الكتاب المكذوب، فالحمد لله على توفيقه.
ـ[حسام دمشقي الحسني الشريف]ــــــــ[14 - 02 - 06, 06:14 م]ـ
حذفت المشاركة
ونحذر المشترك من إطراء أهل البدع في الملتقى
حرر من قبل ## المشرف ##
ـ[أبو عزان]ــــــــ[16 - 02 - 06, 11:07 ص]ـ
أخي العزيز محمد زياد التكلة
أنت ذكرت ما يلي:
((((((((أما مصنف الحميري فهو كتاب مكذوب بالكلية، وأسانيده مفتعلة، ومؤلفه هندي معاصر، فأين هذا من كتب الحديث الأصلية؟ إنما هذا من جنس مسند الربيع بن حبيب الأباضي، وكتب الرافضة المسندة التي وُضعت ورُكِّبت بعد القرن الثامن الهجري مضاهاة لمصادر الحديث الأصلية، على أن جميعها أقدم عمراً من مصنف الحميري الطازج!)))))))))).
متى تم وضع مسند الربيع بن حبيب الأباضي؟
وما ردك على من يقول أن الربيع بن حبيب صحيح أنه موجود!!!؟؟ ولكن المسند الذي نسب إليه منحول؟؟
وشكرا جزيلا لك
ـ[المقدادي]ــــــــ[16 - 02 - 06, 01:14 م]ـ
أخي العزيز محمد زياد التكلة
أنت ذكرت ما يلي:
((((((((أما مصنف الحميري فهو كتاب مكذوب بالكلية، وأسانيده مفتعلة، ومؤلفه هندي معاصر، فأين هذا من كتب الحديث الأصلية؟ إنما هذا من جنس مسند الربيع بن حبيب الأباضي، وكتب الرافضة المسندة التي وُضعت ورُكِّبت بعد القرن الثامن الهجري مضاهاة لمصادر الحديث الأصلية، على أن جميعها أقدم عمراً من مصنف الحميري الطازج!)))))))))).
متى تم وضع مسند الربيع بن حبيب الأباضي؟
وما ردك على من يقول أن الربيع بن حبيب صحيح أنه موجود!!!؟؟ ولكن المسند الذي نسب إليه منحول؟؟
وشكرا جزيلا لك
اخي الكريم
عذرا على تدخلي في الرد
و لكن لك ان تراجع كتاب الشيخ عبدالكريم الحميد في مناظرة احد الاباضية و فيه جميع الاجوبة على اسئلتك حول الربيع و مسنده
انظر المرفق
¥(11/361)
ـ[العاصمي]ــــــــ[16 - 02 - 06, 01:58 م]ـ
بارك الله فيك أخي المقدادي، وجزاك خير الجزاء وأوفاه، لكنّ المناظر هو: الشيخ سعد الحميد، وليس الشيخ عبد الكريم الحميد ...
ـ[المقدادي]ــــــــ[16 - 02 - 06, 02:37 م]ـ
بارك الله فيك أخي المقدادي، وجزاك خير الجزاء وأوفاه، لكنّ المناظر هو: الشيخ سعد الحميد، وليس الشيخ عبد الكريم الحميد ...
جزاك الله خيرا اخي الحبيب العاصمي على تصحيحك ما أخطأت فيه من نسبة المناظرة للشيخ عبدالكريم و هي كما قلت - اخي الكريم - للشيخ سعد بن عبدالله بن عبدالعزيز الحميّد
ـ[أبو عزان]ــــــــ[16 - 02 - 06, 06:19 م]ـ
شكرا جزيلا لكما المقدادي والعاصمي
وبارك الله فيكما
ـ[العاصمي]ــــــــ[16 - 02 - 06, 06:38 م]ـ
وفيك بارك الله.
وأسأل الله لي ولك وللأخ المقدادي ولسائر إخواننا التوفيق والسداد ...
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[17 - 02 - 06, 11:03 ص]ـ
الاخ أبوعزان:
لعل الجواب قد جاءك من الفاضلين: المقدادي والعاصمي.
وقد أثبت شيخنا سعد الحميّد وفقه الله أنه لا وجود للربيع بن حبيب، ولا شيخه مسلم بن أبي كريمة، ولا لمسند الربيع.
وما ورد في بعض كتب التراجم من اسم متفق فهو مفترق الطبقة، ومن هنا حاول بعض الأباضية المعاصرين التلبيس على الناس بوجودهما، ثم زاد فيهم التغالي إلى أن زعموا أنه أصح الكتب!
ولكن هيهات!
فأمر مسندهم منكشف انكشاف مصنف الحميري!
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[18 - 02 - 06, 08:41 م]ـ
وقفتُ على رسالة تناقلتها بعض المنتديات، مثل منتدى النيلين، ومنتدى الصوفية، فيها كلام خطير عن انجراف الحميري وممدوح نحو الترفض والتشيع الغالي، ووقيعتهما في الصحابة الكرام.
ولعل هذا أحد أسباب خذلان الله لهما في مسألة المصنف المكذوب. و (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب)، فكيف بأبي بكر وعمر وسائر الصحابة رضوان الله عليهم؟
فهذه هي الرسالة كما نُشرت، لإحاطة الإخوة بها علماً واعتبارهم، نسأل الله العافية:
وأُرفق معها ملف لمن أراد أن يحمل هذا النص، إضافة إلى صور الأحاديث التي لم تظهر في الصفحة الأولى من الرد.
----------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الآمر بالعدل و الإحسان و الصلاة و السلام على سيدنا محمد سيد ولد عدنان الناهي عن سب صحابته الأعلام و على آله وصحبه و التابعين بإحسان.
فضيلة الأستاذ الشيخ الدكتور أحمد بن الشيخ محمد نور بن الشيخ سيف الموقر السلام عليكم و رحمه الله و بركاته.
لما علمنا نصرتكم للشرع الشريف و بغضكم للبدعة في الدين وغيرتكم على أعراض الصحابة الأعلام والسادة الكرام ولما بلغكم من اعتداء البعض عليهم والمشاكل التي حصلت مع محمود سعيد ممدوح وغيره لهذا السبب وغيره حصل أن السيد إبراهيم بن السيد عبدالله الخليفة الأحسائي أخذ العهد على محمود سعيد ممدوح بأن لا يتكلم في هذا الموضوع نهائيا في رحلته الأخيرة إلى دبي بل ولا يكتب كتابا حتى يعرضه عليه لكن المذكور نقض ذلك العهد قبل أن يتخطى السيد إبراهيم الخليفة حدود دولة الإمارات وما كنا لنكتب لكم في هذه المسألة لولا أن جماعة الرافضة لا تزال تنشر هذا الفكر الهدام بين الشباب وخصوصا طلبة كلية الإمام مالك في دبي حتى أن الطالب إبراهيم اللوغاني أذن (بحي على خير العمل) في مسجد الكلية وقام الطالب خليل الفزاري بإلقاء كلمة في النهي عن الترضي عن سيدنا معاوية رضي الله عنه في باص الطلبة وقام السيد محمد بن مصطفى الحداد بالثناء على الوائلي الرافضي ومحمود مهاجر العلوي من سوريا و آخر يقال له العلوي و إثارة مواضيع الخلاف بين السنة والرافضة من تقديم سيدنا علي على الثلاثة في المحبة وفي التفضيل وفي الخلافة وكم حصلت مشاحنات بسبب رفض هذه الأفكار من قبل بعض الطلبة والمشايخ ولما كان الأستاذ محمد موسى البلوشي صاحب تأثير على شريحة لا بأس بها من الطلبة تم التركيز علية لإقناعه بالرفض وذلك في مزرعة الشيخ عيسى بن عبدالله الحميري بالخوانيج وذلك في يوم خروج السيد إبراهيم بن السيد عبدالله الخليفة الأحسائي من البلاد ونقضا للعهود والمواثيق وهذا في يوم الجمعة الثامن من المحرم 1423هـ بعد صلاة العشاء وكان الحضور فريقاً من الشباب وهم:
1. الأستاذ محمد موسى البلوشي
2. أحمد علي البلوشي
3. يحيى أحمد البلوشي
¥(11/362)
4. محمد شاكر السيد محمد الأمين
وحضور صاحب المزرعة و بعض الأطفال بدأ محمود سعيد ممدوح فقال ((نريد أن نتكلم عن مسائل الخلاف حتى نعرف الحق ثانيا نتكلم عن الحسين للمناسبة وطلب أن يمدح آل البيت و يذكروا حتى يبكي الحضور وقال لأننا اليوم ((شيعة)) ثم ذكر ما جرى يوم السقيفة و ذكر أن عليا ترك الخلافة زهدا في الدنيا و لعدم إثارة الفتنة وتقديما لأبي بكر وذلك لفارق السن وقال الدليل على أفضلية علي على الثلاثة آية المباهلة لأنه نفس رسول الله صلى لله عليه و سلم والأحق بالخلافة لحديث ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى)) ثم لمز الصديق بأنه لا يحفظ القرآن و أن علياً يحفظه و لمز عثمان بنقله عن عائشة قولها في عثمان ((اقتلوا نعثلا فقد كفر)) وقال في لمزه أيضا إن عائشة و طلحة و الزبير أعداء لعثمان و لمز الصديق بقوله إن النبي صلى الله عليه و سلم ترك عليا يوم الهجرة في فراشه و صحب الصديق لكمال علي وأهليته وانتقص من معاوية كثيرا حتى قال فيه أنه ((خول)) وقال الأخ محمد موسى البلوشي ولكن عقيدة مشايخنا غير ما ذكرت مثل الإمام الحداد فقال هذا الحداد مجرد فقيه مقلد الإمام الغزالي الناصبي و وافق ممدوح على الآراء والأفكار كل من عبدالله السوادي والعياش التونسي وقد جادل الثاني مدافعا عن هذه الأفكار جدالا كبيرا ورد على أدلة الأخ محمد موسى ناقضا لها وهذا خلاصة ما جرى في ذلك اليوم.
و قد سمع السيد اياد بن محمد الكوهجي قول محمود سعيد ممدوح بعصمة أهل الكساء وقال عن أبي سفيان أنه "دعي" وقال عن هند بنت عتبة "آكلة الأكباد" وقال عن معاوية أنه من المؤلفة قلوبهم وينكر أنه صحابي له حقوق الصحابة وينتقد تعريف المحدثين لمعنى الصحبة وقال عن السيد محمد علوي المالكي والسيد عباس ((حوارجية)) وقال عن السيد إبراهيم الخليفة إنه ((ناصبي)) و حقر السادة آل أبي علوي وقال ((فيهم التعصب والقومية و ما هم إلا مقلدون لا علاقة لهم بالعلم)) وذكر مثالا لتعصبهم تقديم السيد عبدالله الحداد لجده الفقيه المقدم على الإمام الجيلاني قدست أسرارهم وقد قال لإياد "أنت ناصبي" فقال لست بناصبي لأنني أترضى عن آل البيت في كل خطبة جمعة مع السيدة عائشة فقال ((وتحشر عائشة معاهم ليه)) وقد سمع العبارة الأخيرة أيضاً الأخ الفاضل غسان العبيدلي، هذا وقد سأل الشيخ محمد محمود الكوهجي محمود سعيد عن كيفية تقديم الصحابة الصديق في الخلافة والأفضلية فقال إنها ((مؤامرة))، وقد قال الشيخ أحمد النعمة إنه سمعه يقول في حق الصديق الأكبر رضي الله عنه وأرضاه أنه ((لا يصلح أن يكون مقيم شعائر)).
وهذه خلاصة القول المدعو/ محمد مصطفى الحداد فهو يقول: -
بانتقاص معاوية و يدعو إلى عدم الترضي عنه و ينهى عن ذلك و يقدم عليا في أمور ثلاثة و هي
1 - المحبة 2 - الأفضلية 3 - الأحقية بالخلافة
ويقول إن السادة آل أبي علوي في هذه المسألة يظهرون خلاف ما يبطنون وهذه المسائل لا تقال أمام العامة ولكنها للخاصة فقط.
و يشهد على هذا:-
1. السيد إياد بن محمد الكوهجي
2. الأخ أحمد علي البلوشي
و سمع الأخ داود منه مدحه للوائلي الرافضي وأنه صاحب شهادات وأنه حجة وسمعه يمتدح محمود مهاجر و آخر يدعى العلوي و يريد السفر إلى سوريا للاجتماع به والإفادة منه و لما سأل الأخ داود عن مذهب هؤلاء قال (هنا المشكلة) وتبسم وقال العنب يؤكل حبة حبة.
و أما المدعو عبدالله حسن السوادي فيؤخذ عليه:
ملازمته محمود سعيد ممدوح و نصرة أفكاره و أنه يطعن في معاوية وصحبته ويقول هو الآمر بسب علي على المنابر ستين سنة (ومن سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله) و أخبر بأنه يحضر الحسينيات في عاشوراء وغيرها خصوصاً مأتم الزهراء بالشارقة وله علاقة بالمفتي في ذلك المسجد وهو المدعو علاء الموسوي وقال إن من بعض الذين تأثروا بالرافضة رجل عماني له صلة قرابة بالطالب سعد الذي يدرس في كلية الإمام مالك ويقول ذلك العماني أنني لا أستطيع الترضي عن أبي بكر وعمر- رضي الله عنهما- و يشهد على هذا السيد إياد بن محمد الكوهجي.
و يختص حسن الفارسي العماني بأمور منها: -
1. تقديم علي على الثلاثة في الأفضلية والمحبة والخلافة
2. قال لا تعترضوا على الرافضة في سبهم لعمر أليس هو صاحب رزية يوم الخميس
3. الطعن في معاوية وإنكار صحبتة
4. شتم أهل السنه بأنهم ((منيوكين)) وأنهم نواصب
5. قال إن حديث التوسعة على العيال في عاشوراء من وضع أهل السنة فكيف يعقل أن يقتل الحسين في هذا اليوم ويظهر أهل السنة الفرح في هذا اليوم.
و سمع الأخ حمدان المعمري العماني منه أنه قال لا يوجد نص على منع شتم الشيخين ((فهؤلاء نواصب يرفعون راية الرفض)) حفظ الله تعالى الأمة من شرهم وجعل كيدهم في نحرهم انه على ذلك قدير بالإجابة جدير.
هذا و نرفع الأمر لفضيلة شيخنا الأستاذ الدكتور أحمد بن الشيخ محمد نور سيف حتى يتخذ ما يراه مناسبا لردع هذه الفتنه والحد من انتشارها بين شباب أهل السنة والجماعة ونصرة للشريعة الغراء وخدمة للدين وصلى الله على سيد الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وآله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
مقدمه: -
إ ياد بن محمد الكوهجي اَل بني عالي.
الشهود:-
1. السيد اياد بن محمد الكوهجي
2. الأستاذ محمد موسى البلوشي
3. الأستاذ حمدان المعمري
4. محمد شاكر السيد محمد الأمين
5. يحيى أحمد البلوشي
6. داود أحمد البلوشي
7. الشيخ محمد محمود الكوهجي
8. الشيخ أحمد النعمة , رقمه في سوريا 00963217843630
¥(11/363)
ـ[ابن القاضي الأثري]ــــــــ[24 - 02 - 06, 09:54 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[طلعت منصور]ــــــــ[27 - 02 - 06, 06:30 م]ـ
افادنى مصطفى سعد ان محمود سعيد ممدوح هذا رافضى باعتراف الصوفيه فى منتدياتهم
مع تبريراتهم السخيفه فى ذلك
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[27 - 02 - 06, 10:01 م]ـ
الله المعين على هؤلاء الأدعياء فما أكبر جنايتهم على أهل الطريق و ما نفيق من فضيحة لفلاسفة المتصوفة حتى يعاجلوننا بأخرى أطم منها يشابهون فيها أسلافهم من اليهود، وضع كتاب كامل على النبي صلى الله عليه و سلم؟ و الله اني أرى أنه يجب نشر هذه الفضيحة أكثر مما نشرت فضيحة نصارى الدنمارك فهي أخطر في ثلم الدين و سابدأ نشرها بعد الاستئذان من صاحب الموضوع
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[01 - 03 - 06, 10:38 ص]ـ
جزاكم الله جميعا كل خير ..
الأخ المحب
احتسب في هذا، وإنني ما وضعته في مكان عام إلا لنشر التحذير، ولتكن النية نُصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم، والدفاع عنه وعن سنته.
نحن ما خلصنا من شرور الأحاديث الموضوعة قديما حتى يقذف أهل الهوى بالمزيد الجديد؟
ـ[الشافعي]ــــــــ[03 - 03 - 06, 10:04 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو عزان]ــــــــ[03 - 03 - 06, 05:14 م]ـ
الاخ أبوعزان:
لعل الجواب قد جاءك من الفاضلين: المقدادي والعاصمي.
وقد أثبت شيخنا سعد الحميّد وفقه الله أنه لا وجود للربيع بن حبيب، ولا شيخه مسلم بن أبي كريمة، ولا لمسند الربيع.
وما ورد في بعض كتب التراجم من اسم متفق فهو مفترق الطبقة، ومن هنا حاول بعض الأباضية المعاصرين التلبيس على الناس بوجودهما، ثم زاد فيهم التغالي إلى أن زعموا أنه أصح الكتب!
ولكن هيهات!
فأمر مسندهم منكشف انكشاف مصنف الحميري!
شيخي الفاضل الأخ محمد زياد التكلة
وجدت ذكرا لشخص أسمه (أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي) في أحد كتب الصفدي
فإذا كان المذكور هناك هو شيخ الربيع بن حبيب فهذا معناه أن له وجود.
وشكرا
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[04 - 03 - 06, 01:52 ص]ـ
أود توضيح عبارتي في مطلع الرد، ونصها:
[ويرى الشيخ أديب أن الحميري ليس له علاقة مباشرة في تزوير المخطوط، وأنه كان يجهل وضعه ذلك الوقت، بخلاف محمود سعيد ممدوح]
فهنا ثلاث مقاطع نقلتها عن الشيخ أديب الكمداني:
1 - أن الحميري ليس له علاقة في تزوير المخطوط. (انتهت هذه الفقرة)
2 - وأن الحميري كان يجهل وضع المخطوط ذلك الوقت (وهنا انتهت الفقرة الثانية، واستدركتُ على هذه الفقرة ما جاء في الفقرة الثالثة، وهي):
3) خلافا لمحمود سعيد ممدوح.
فقصدي الواضح: أنه وقت رؤية الكمداني للمخطوط مع ممدوح عند الحميري، كان الحميري جاهلا بوضعه، بخلاف ممدوح الذي لا يخفاه وضعه، ولم يقل الشيخ الكمداني ولا نقلتُ عنه أنه يتهم ممدوح بتزوير المخطوط!
وإنما جرى البيان لأنه بلغني أن ممدوحا حمّل عبارتي أسوأ ما يمكن أن يُفهم، وجعلني أتهمه على لسان الكمداني بتزوير المخطوط، مُعرضا عن السباق واللحاق، فسبق أن هذا اتهام التزوير كان للبريلوية صراحة، ويلحق تأكيدُ ذلك عدة مرات، وذكرُ كلام خاص عن دور ممدوح في الجريمة بنوع تفصيل، وليس فيه اتهامه بتزوير المخطوط.
ونظرا لأن الغريق يتعلق بالقشة، فقد ظن ممدوح أنه وجد هنا شبه ثغرة ليستغلها ضد الشيخ الكمداني وضدي، بأنا اتهمناه بما ليس فيه، وهيهات!
وكم من عائب قولا صحيحاً * * * وآفته من الفهم السقيم!
علما بأن سلوكه لمثل هذه الجادة يثبّت عليه دوره الحقيقي في الجريمة كما ذكرناه، إذ لو كان له مخرج سليم لأتى به؛ وعدل عن مثل هذه الحيلة المكشوفة!
وقد ميّزت النصوص بالألوان تقريبا لفهم بعض الناس!
نسأل الله الستر والمعافاة!
------------------------------
الأخ أبوعزان وفقه الله:
بالنسبة لموضوع مسلم بن أبي كريمة؛ فقد سبق أن احترزت وصرحت أن ما يأتي متفقا معه اسما يفترق معه طبقة، ومسلم بن أبي كريمة (الحقيقي) له ترجمة في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (8/ 193) وفيه أنه يروي عن علي رضي الله عنه.
أما صاحبهم (المعدوم) فطبقته متأخرة عن هذا.
ولعله بهذا يتضح المقصود، وإن شئت التوسع فعليك برسالة شيخنا سعد الحميد المُشار إليها سابقا.
ـ[عبد الرحمن قائد]ــــــــ[04 - 03 - 06, 08:18 م]ـ
¥(11/364)
جزى الله الشيخ الفاضل محمد زياد التكلة خيرا على هذا الرد القيم , وثبتنا وإياه على الإسلام والسنة.
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[09 - 03 - 06, 06:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الشيخ عبد الرحمن قائد: وجزاك خيرا.
وصلني من بعض الزملاء رسالة موجزة من الأخ الشيخ عمر بن موفق النشوقاتي الدمشقي حول المصنف، وفيها إشارات لأمور لم ترد في كلامي، وهذا كلامه بحروفه:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد: فإن كتاب المصنف للإمام الحافظ عبد الرزاق بن همام الصنعاني، المتوفى سنة (211 هـ) من أمهات كتب السنة المطهرة، التي جمعت الأحاديث والآثار الواردة في أبواب الأحكام، وقد صدر هذا الكتاب سنة 1390 هـ، محققاً تحقيقاً علمياً في المجلس العلمي بالهند، حققه العلامة المحدث الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي رحمه الله تعالى.
وقد بين المحقق في مقدمته (ص: 3) أن في النسخة التي اعتمدها نقصاً بسيطاً في أول الكتاب وفي وسطه، وأن المخطوط يبدأ بباب غسل الذراعين من أبواب الوضوء.
من هنا استغل بعض الناس هذا النقص، وادعى أن الحديث المنسوب إلى عبد الرزاق: (أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر) لابد أن يكون موجوداً في هذا النقص، لأنه لم يعثر عليه في المطبوع من المصنف، بحجة أن العلامة القسطلاني قد عزاه إلى عبد الرزاق في المواهب اللدنية (1/ 71).
فقام هذا المشار إليه بتلفيق هذا الجزء المفقود، أودع فيه هذا الحديث ومجموعة أحاديث وآثار أخرى جمعها من هنا وهناك، وأضاف إليها بعض صيغ الدعوات والصلوات على النبي صلى الله عليه وسلم، وركّب لها أسانيد إلى بعض السلف، ثم كلف من ينسخ له هذا الجزء مع بقية المجلد الأول والثاني من المصنف، مدعياً أن النسخة كتبت في بغداد المحروسة سنة (933 هـ).
ثم أرسلت النسخة إلى من تبنى طباعتها، وطبع الجزء المفقود في دبي بعنوان: "الجزء المفقود من الجزء الأول من المصنف للحافظ الكبير عبد الرزاق بن همام الصنعاني" بتحقيق: د. عيسى بن عبد الله بن محمد بن مانع الحميري، وتقديم: د. محمود سعيد ممدوح المصري.
وقبل أن أسرد الأدلة والشواهد على وضع هذه القطعة من المصنف أنوه إلى أنه قد سبقني إلى نقدها وبيان حالها الأخ الشيخ محمد زياد بن عمر التكلة، فكتب في ذلك مقالاً مطولاً، ونشره في موقع "ملتقى أهل الحديث" في الانترنت، وسرد فيه الأدلة الكافية الواضحة على افتراء هذا الجزء، إلا أنه أطال فيه النفس وشدد في العبارة، فاستأذنته في تهذيب مقالته والزيادة عليها بما يتيسر فأذن مشكوراً.
وأبين هنا أن المطلب الأول ملخصٌ في معظمه من كلام الأخ المذكور، وأما المطلب الثاني فهو من إعدادي، سائلاً المولى عز وجل أن يكتب النفع به، آمين.
المطلب الأول:
الأدلة العلمية المبينة لافتراء هذا الجزء
وهنا نتكلم في نقاط هامة:
أولاً: النسخة المعتمدة في إخراج هذا الجزء مكتوبة بخط هندي يشبه خط المطبوعات الحجرية، وفيه اصطلاحات الخط الهندي، كما يتضح من الصورة التي نشرها ابن مانع في مقدمة تحقيقه للجزء، والناسخ ادعى أن النسخة كتبت في بغداد المحروسة سنة (933 هـ)، والخبراء يعلمون أن طريقة الكتابة هندية، وليست طريقة البغداديين، ولا هي من خطوط ذلك القرن.
من أمثلة ذلك كتابة كلمة (الطاؤس) و (الملئكة) في السطرين الخامس والحادي عشر من النموذج الأول، وكتابة الحاء والغين المقطوعتين في (نجيح) و (الفراغ) في السطرين الأول والسابع من النموذج الثاني.
وقد أرفقت ها هنا صورة عن هذين النموذجين لتتضح صحة ذلك.
ثانياً: ليس في النسخة التي اعتمدها الناشر أية سماعات كما بين ذلك في مقدمة الجزء (ص: 14)، وليس في المخطوطة إسناد النسخة أيضاً، كما هو المفترض في مخطوط كهذا، ومن المعلوم لدى أهل الحديث والمشتغلين بتحقيق كتبه أنه لا يثبت المخطوط عن مؤلفه ولا يصح الاعتماد عليه إلا إذا كان مسموعاً مصححاً مقابلاً، وخصوصاً في الكتب الحديثية التي تروي الأحاديث بأسانيدها، وهذا ما تفتقده النسخة التي اعتمدها الناشر.
¥(11/365)
ثالثاً: المخطوط يبدأ بباب تخليق نور محمد صلى الله عليه وسلم، مع العلم أن مصنف عبد الرزاق ليس كتاباً في الشمائل حتى يبدأ بمثل هذا العنوان، وإنما هو كتاب في أحاديث الأحكام، وقد ذكر ابن خير الإشبيلي في فهرسته (ص: 129) ما يفيد أن المصنَّف يبدأ بكتاب الطهارة، فهل كان هذا الباب المدعى مفقوداً أيضاً عند ابن خير الإشبيلي في القرن السادس ثم عثر عليه الآن؟.
رابعاً: أول حديث أورده في الباب حديث طويل ركيك الألفاظ والمعاني، أُثبت نصه من الكتاب ليطلع القارئ عليه ويحكم عليه من تلقاء نفسه، فقد قال الحافظ ابن الجوزي في كتابه "الموضوعات" (1/ 103): (الحديث المنكر يقشعر له جلد طالب العلم وقلبه في الغالب)، ثم روى بسنده عن الربيع بين خثيم قال: "إن للحديث ضوءاً كضوء النهار تعرفه، وظلمة كظلمة الليل تنكره".
فانظر أيها القارئ الفطن إلى هذا النص:
باب في تخليق نور محمد صلى الله عليه وسلم
((عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن السائب بن يزيد قال: إن الله تعالى خلق شجرة ولها أربعة أغصان، فسماها شجرة اليقين، ثم خلق نور محمد صلى الله عليه وسلم في حجاب من درة بيضاء مثله كمثل الطاووس، ووضعه على تلك الشجرة فسبح عليها مقدار سبعين ألف سنة، ثم خلق مرآة الحياء ووضعها باستقباله، فلما نظر الطاووس فيها رأى صورته أحسن صورة وأزين هيئة، فاستحى من الله فسجد خمس مرات، فصارت علينا تلك السجدات فرضاً مؤقتاً، فأمر الله تعالى بخمس صلوات على النبي صلى الله عليه وسلم وأمته، والله تعالى نظر إلى ذلك النور فعرق حياء من الله تعالى، فمن عرق رأسه خلق الملائكة، ومن عرق وجهه خلق العرش والكرسي واللوح والقلم والشمس والقمر والحجاب والكواكب وماكان في السماء، ومن عرق صدره خلق الأنبياء والرسل والعلماء والشهداء والصالحين، ومن عرق حاجبيه خلق أمة من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، ومن عرق أذنيه خلق أرواح اليهود والنصارى والمجوس وما أشبه ذلك، ومن عرق رجليه خلق الأرض من المشرق وما فيها، ثم أمر الله نور محمد صلى الله عليه وسلم انظر إلى أمامك فنظر نور محمد صلى الله عليه وسلم فرأى من أمامه نوراً وعن ورائه نوراً، وعن يمينه نوراً وعن يساره نوراً، وهو أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين، ثم سبح سبعين ألف سنة، ثم خلق نور الأنبياء من نور محمد صلى الله عليه وسلم، ثم نظر إلى ذلك النور فخلق أرواحهم فقالوا لا إله إلا الله محمد رسول الله، ثم خلق قنديلاً من العقيق الأحمر يرى ظاهره من باطنه، ثم خلق صورة محمد صلى الله عليه وسلم كصورته في الدنيا، ثم وضع في هذه القنديل قيامه كقيامه في الصلاة، ثم طافت الأرواح حول نور محمد صلى الله عليه وسلم فسبحوا وهللوا مقدار مئة ألف سنة، ثم أمر لينظروا إليها كلهم فينظرون إليها كلهم فمنهم من رأى رأسه فصار خليفة وسلطاناً بين الخلائق، ومنهم رأى وجهه فصار أميراً عادلاً، ومنهم من رأى عينيه فصار حافظاً لكلام الله تعالى، ومنهم من رأى حاجبيه فصار مقبلاً، ومنهم من رأى خديه فصار محسناً وعاقلاً، ومنهم من رأى أنفه فصار حكيماً وطبيباً وعطاراً، ومنهم من رأى شفتيه فصار أحسن الوجه ووزيراً، ومنهم من رأى فمه فصار صائماً، ومنهم من رأى سنه فصار أحسن الوجه من الرجال والنساء، ومنهم من رأى لسانه فصار رسولاً بين السلاطين، ومنهم من رأى حلقه فصار واعظاً ومؤذناً وناصحاً، ومنهم من رأى لحيته فصار مجاهداً في سبيل الله، ومنهم من رأى عنقه فصار تاجراً، ومنهم من رأى عضديه فصار رماحاً وسيافاً، ومنهم من رأى عضده اليمنى فصار حجاماً، ومنهم من رأى عضده اليسرى فصار جلاداً وجاهداً، ومنهم من رأى كفه اليمنى فصار صرافاً وطرازاً، ومنهم من رأى كفه اليسرى فصار كيالاً، ومنهم من رأى يديه فصار سخياً وكياساً، ومنهم من رأى ظهر كفه اليمنى فصار صباغاً، ومنهم من رأى ظهر كفه اليسرى فصار حاطباً، ومنهم من رأى أنامله فصار كاتباً، ومنهم من رأى ظهور أصابعه اليمنى فصار خياطاً، ومنهم من رأى ظهور أصابعه اليسرى فصار حداداً، ومنهم من رأى صدره فصار عالماً وشكوراً ومجتهداً، ومنهم من رأى ظهره فصار متواضعاً ومضيعاً بأمر الشرع، ومنهم من رأى جبينه فصار غازياً، ومنهم من رأى بطنه فصار قانعاً وزاهداً، ومنهم من رأى ركبتيه فصار ساجداً وراكعاً، ومنهم من
¥(11/366)
رأى رجليه فصار صياداً، ومنهم من رأى تحت قدميه فصار ماشياً، ومنهم من رأى ظله فصار مغنياً، وصاحب الطنبور، ومنهم من لم ينظر إليه فصار مدعياً بربوبية كالفراعنة وغيرها من الكفار، ومنهم من نظر إليه ولم يره فصار يهودياً ونصرانياً وغيرهم من الكفار)).
فانظر إلى هذا المتن العجيب الصارخ بوضعه وافترائه، فلو ثبت أن عبد الرزاق افتتح مصنفه بمثل هذا الحديث بهذا الإسناد الذهبي المشرق، فمن الذي وضع الحديث من رجال هذا الإسناد: عبد الرزاق، أم شيخه معمر بن راشد، أم الإمام الزهري، أم السائب بن يزيد؟
حاشاهم ثم حاشاهم، فمن ينزه هؤلاء عن مثل ذلك يعلم بالضرورة أن عبد الرزاق بريء من هذا الجزء المفترى.
خامساً: تلقف واضع الجزء مجموعة من صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، التي ذكرها الجزولي في كتابه "دلائل الخيرات" ووضع لها إسناداً إلى بعض السلف، وها هي بأرقامها في الجزء ومواضعها من دلائل الخيرات.
ففي الرقم 10 من الجزء: "كان البراء يكثر من قول: (اللهم صل على محمد وعلى آله بحر أنوارك ومعدن أسرارك).
وهي في دلائل الخيرات، حزب يوم الثلاثاء (ص: 76) وحزب يوم الأربعاء (ص: 99).
وفي رقم 11: عن الحسن قال: (من يكثر من قول: اللهم صلِّ على من تفتقت من نوره الأزهار، زاد ماء وجهه).
وهي في دلائل الخيرات، حزب يوم الثلاثاء (ص: 90).
وفي رقم 12: عن مالك أنه كان يقول دائماً: (اللهم صلِّ على سيدنا محمد السابق للخلق نوره).
وهي في دلائل الخيرات، حزب يوم الأربعاء (ص: 103).
وفي رقم 13: عن سليمان بن يسار قال: علمني أبو قلابة أن أقول بعد كل صلاة سبع مرات: (اللهم صل على أفضل من طاب منه النجار وسما به الفخار واستنارت بنور جبينه الأقمار، وتضاءلت عند جود يمينه الغمائم والبحار).
وهي في دلائل الخيرات، حزب يوم الأحد (ص: 213).
وفي رقم 14: عن ابن جريج قال: قال لي زياد: لا تنسَ أن تقول بالغدوة والآصال: (اللهم صل على من منه انشقت الأنهار وانفلقت الأنوار، وفيه ارتقت الحقائق وتنزلت علوم آدم).
وهي في دلائل الخيرات، الهامش، الصلاة المشيشية (ص: 259).
وفي رقم 16: عن سالم قال: علمني سعيد بن أبي سعيد أن أقول دوماً: (اللهم صلّ على كاشف الغمة ومجلي الظلمة ومولي النعمة ومولي الرحمة).
وهي في دلائل الخيرات، حزب يوم الثلاثاء (ص: 83).
فهذه ستة نصوص سرقها واضع الجزء من دلائل الخيرات وركب لها أسانيد إلى بعض السلف، مع العلم أن هذه الصيغ السجعية في الأذكار والصلوات ليست من تعبيرات السلف، بل يعلم الناظر بالبداهة أنها من أوراد الصوفية المتأخرين.
سادساً: ولما احتاج واضع الجزء إلى أحاديث في الطهارة يرمم بها الكتاب ليبدو منسجماً مع بداية المصنف المطبوع، استعان بمصنف ابن أبي شيبة المماثل لمصنف عبد الرزاق في موضوعه.
ففي (ص: 80) من الجزء المفقود: "باب في التسمية في الوضوء" وهو العنوان نفسه في مصنف ابن أبي شيبة (1/ 2) أخذ منه حديثين بحروفهما، وهما رقم (20 و 21) وتلاعب في الأسانيد.
وفي (ص83) باب إذا فرغ من الوضوء وهو العنوان ذاته في مصنف ابن أبي شيبة (1/ 3) بعد العنوان السابق، أخذ منه ثلاثة أحاديث بحروفها، وهي ذوات الأرقام (22 و 23 و 24) وبدل في أسانيدها.
ثم ترك بابين من مصنف ابن أبي شيبة حتى وصل إلى باب "في الوضوء كم هو مرة" فلم تعجبه صياغة العنوان، فبدله وكتب عنواناً جديداً فقال: (ص: 85) باب في كيفية الوضوء.
أورد في هذا الباب الحديث رقم (25) وهو مأخوذ بحروفه من ابن أبي شيبة (1/ 8) مع تلاعب في إسناده.
ثم أخذ الحديث الذي يليه مباشرة بحروفه أيضاً، وبدل في سنده طبعاً.
ثم ترك باب تخليل الأصابع من ابن أبي شيبة وتجاوزه إلى باب تخليل اللحية في الوضوء، وباب غسل اللحية في الوضوء، فسرق العنوانين ونقل تحتهما الأحاديث من رقم 27 إلى رقم 32 بحروفها وتلاعب في الأسانيد.
ثم وصل إلى "باب مسح الرأس كم هو مرة" فسماه "باب في مسح الرأس في الوضوء، وأخذ الأحاديث من (33 ـ 35) من مصنف ابن أبي شيبة (1/ 15) بحروفها وبدل في أسانيدها.
ثم وصل إلى باب "في مسح الرأس كيف هو" فبدله بقوله: "باب في كيفية المسح" وأخذ الحديثين رقم (36 و 37).
¥(11/367)
وهكذا فعل في باب "من كان يمسح ظاهر أذنيه وباطنهما" فقد سماه "باب في مسح الأذنين"، أخذ من ابن أبي شيبة (1/ 18) الحديثين رقم (38 و 39).
ومن العجائب أنه قال في الحديث (38): عبد الرزاق عن معمر عن الزهري، قال: رأيت أنساً توضأ فجعل يمسح ظاهر أذنيه وباطنهما، فنظرت إليه فقال: إن ابن مسعود كان يأمر بذلك.
هكذا ساقه في هذا الجزء المفترى من طريق الزهري، بينما هو في مصنف ابن أبي شيبة (1/ 18): عن حميد قال: رأيت أنساً .... فذكره بحروفه، فهل رأى كل من الزهري وحميد هذا المشهد بعينه، ثم حدث كل منهما به بالكلمات والحروف ذاتها، وهو حكاية فعل وليس رواية نص؟.
سابعاً: في الجزء تراكيب وألفاظ أعجمية، وتعبيرات متأخرة، وسجعات لم تكن معروفة في القرون الأولى.
فمن ذلك: في الحديث رقم (1) ذُكر في متنه عددٌ من المهن كالصراف والطراز والكيال والصباغ والخياط والحداد والصياد وصاحب الطنبور.
فينظر، هل كانت هذه المهن معروفة عند السلف بهذه الأسماء؟
وفي رقم 7: كان صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهاً وأنورهم لوناً.
وفي رقم 9: كان صلى الله عليه وسلم أحلى الناس.
وفي رقم 10: اللهم صل على سيدنا محمد بحر أنوارك ومعدن أسرارك.
وفي رقم 13: اللهم صل على أفضل من طاب منه النجار وسما به الفخار، واستنارت بنور جبينه الأقمار وتضاءلت عند جود يمينه الغمائم والبحار.
وفي رقم 14: اللهم صل على من منه انشقت الأنهار وانفلقت الأنوار.
ولا عجب، فهذه الصيغ مأخوذة من دلائل الخيرات كما تقدم.
وفي رقم 15: عن ابن عون: علمني شيخي أن أقول ليل نهار: اللهم صلِّ على من خلقت من نوره كل شيء.
فمعلوم بالبداهة أن هذه التعبيرات لم تكن شائعة في الصدر الأول، فوجودها في آثار منسوبة للسلف يدل على بطلان هذه النسبة.
ثامناً: أما الأسانيد التي ركبها واضع الجزء فتدل على بعده عن هذا الفن كل البعد، فركب الكثير من أسانيد الجزء من طريق مالك والزهري ومعمر وأمثالهم من أئمة الحديث في القرون الأولى، ومن شأن هؤلاء وأمثالهم أن يُجمع حديثهم ويَتَسابق طلبة الحديث إلى حفظها وتدوينها وروايتها، وتنتشر بعد ذلك وتشتهر عند المخرجين، ولأجل هذا فإن الحفاظ يحكمون بالوضع على الحديث إذا كان متنه منكراً وتفرد به راو واحد عن إمام هذا شأنه، بخلاف التفرد عن عامة الرواة.
من هنا فإنه لا يعقل أن يتفرد عبد الرزاق بهذه المتون الغريبة المروية بهذه الأسانيد الذهبية عن أئمة كبار كمالك والزهري، ثم لا يُعثر عليها من غير طريقه عند غيره من المخرجين.
وأبرز مثال على ذلك الحديث الأول في هذا الجزء المفترى فإنه رواه من طريق معمر عن الزهري عن السائب بن يزيد بذاك المتن الطويل المنكر الذي سقته لك آنفاً، فلو ثبت أن عبد الرزاق رواه هكذا لكذبه الحفاظ ورموا بحديثه كله.
وقد وقع واضع الجزء في أخطاء كثيرة لعدم معرفته بهذا الفن، ولست أطيل في نقد الأسانيد التي ذكرها إنما أورد على ذلك بعض الأمثلة:
ففي الحديث رقم (2) قال: عبد الرزاق عن ابن جريج قال: أخبرني البراء.
وابن جريج هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ولد سنة ثمانين، كما في سير أعلام النبلاء (6/ 334) وتوفي البراء بن عازب سنة اثنتين وسبعين كما في الإصابة (1/ 147) فكيف يقول ابن جريج: أخبرني البراء؟
صحيحٌ أن ابن جريج كان مدلساً، لكن المدلس إنما يدلس بلفظ عن، فإذا قال: حدثنا، ولم يسمع فقد كذب، فهل كان ابن جريج الحافظ الثقة كذاباً؟
وفي الحديث رقم (28) قال: عبد الرزاق، قال: أخبرني الزهري.
ومعروف بالبداهة أن عبد الرزاق لم يدرك الزهري، فقد ولد عبد الرزاق سنة (126) هـ، كما في سير أعلام النبلاء (9/ 565) وتوفي الزهري سنة (124) هـ كما في السير أيضاً (5/ 349) فكيف يصرح بالسماع منه ولم يدركه أصلاً؟ وهل كان عبد الرزاق الإمام الحافظ يكذب أيضاً بمثل هذا؟
والحديث رقم (22) سرقه الواضع من مصنف ابن أبي شيبة (1/ 3) وركب له سنداً من عنده، وفاته أن عبد الرزاق رواه في مصنفه الحقيقي (1/ 186) لكن بسند آخر غير السند الذي ركبه واضع الجزء، فلو كان لدى الواضع معرفة بالحديث أو علم بأصول التزوير لنقل الحديث من المصنف ذاته بسنده ومتنه.
فهذه أدلة واضحة ناطقة عند ذوي النظر في علم الحديث أن هذا الجزء مركب مفتري, وأن عبد الرزاق الصنعاني بريء منه.
¥(11/368)
ونصل الآن إلى الحديث الذي وضع الجزء كله من أجله «أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر».
المطلب الثاني:
في بيان حال حديث النور المحمدي
لا شك أن نور سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ساطع على الأمة بما جاءنا به من الهداية من ربه سبحانه وتعالى, قال عز وجل: «قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين» ولسنا في صدد تقرير ذلك فهو أوضح من أن يُستدلّ له, ولكنا نقول: إن محبتنا للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمنا له لا يحتاج إلى الموضوعات والمناكير ذات المعاني الباطلة المخالفة للكتاب والسنة, فالأدلة الصحيحة المتكاثرة في الكتاب والسنة تغنينا عن مثل ذلك, وقدر النبي صلى الله عليه وسلم لا ينقص إذا تصدينا لهذه الموضوعات بالبيان والتحذير.
من هنا نقول: إن حديث أولية النور المحمدي هو مما وضعه الغلاة من جهلة المتصوفة المتأخرين, فلم يذكره أهل الحديث المتقدمون ولا الصوفية المتقدمون في كتبهم, ولم يُعرف هذا المتن إلا في القرن السابع وما بعده.
وقبل أن أخوض في أدلة هذا الكلام أورد نص الحديث كاملاً كما ورد في الجزء المفترى لأن من تذوق الألفاظ النبوية وذاق حلاوتها يعلم بالضرورة أنه لا يمكن أن يصدر مثل هذا الحديث عن سيد الخلق عليه الصلاة والسلام, وإنما أورده هنا كاملاً لأن الكثيرين ممن يروونه ويدافعون عنه لا يحفظون منه إلا قطعة من أوله هي: «أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر» , والتي قد لا يستنكرها السامع قبل التدبر والبحث.
«عبد الرزاق عن معمر عن ابن المنكدر عن جابر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أول شيء خلقه الله تعالى؟ فقال: هو نور نبيك يا جابر خلقه الله, ثم خلق فيه كل خير, وخلق بعده كل شيء, وحين خلقه أقامه قدامه من مقام القرب اثني عشر ألف سنة, ثم جعله أربعة أقسام فخلق العرش /والكرسي من قسم، وحملة العرش وخزنة الكرسي من قسم, وأقام القسم الرابع في مقام الحب اثني عشر ألف, ثم جعله أربعة أقسام فخلق القلم من قسم, واللوح من قسم, والجنة من قسم, ثم أقام القسم الرابع في مقام الخوف اثني عشر ألف سنة جعله أربعة أجزاء فخلق الملائكة من جزء, والشمس من جزء, والقمر والكواكب من جزء, وأقام الجزء الرابع في مقام الرجاء اثني عشر ألف سنة, ثم جعله أربعة أجزاء فخلق العقل من جزء والعلم والحكمة والعصمة والتوفيق من جزء وأقام الجزء الرابع في مقام الحياء اثني عشر ألف سنة ثم نظر الله عز وجل إليه فترشح النور عرقاً فقطر منه مائة ألف وعشرون ألف وأربعة آلاف قطرة من نور, فخلق الله من كل قطرة روح نبي, أو روح رسول ثم تنفست أرواح الأنبياء فخلق الله من أنفاسهم الأولياء والشهداء والسعداء والمطيعين إلى يوم القيامة, فالعرش والكرسي من نوري والكروبيون من نوري والروحانيون والملائكة من نوري والجنة وما فيها من النعيم من نوري, وملائكة السموات السبع من نوري, والشمس والقمر والكواكب من نوري, والعقل والتوفيق من نوري, وأرواح الرسل والأنبياء من نوري, والشهداء والسعداء والصالحون من نتاج نوري, ثم خلق الله اثني عشر ألف حجاب فأقام الله نوري وهو الجزء الرابع, في كل حجاب ألف سنة, وهي مقامات العبودية والسكينة والصبر والصدق واليقين, فغمس الله ذلك النور في كل حجاب ألف سنة فلما أخرج الله النور من الحجب ركبه الله في الأرض فكان يضيء منها ما بين المشرق والمغرب كالسراج في الليل المظلم, ثم خلق الله آدم من الأرض فركب فيه النور في جبينه, ثم انتقل منه إلى شيث, وكان ينتقل من طاهر إلى طيب, ومن طيب إلى طاهر, إلى أن أوصله الله صلب عبد الله ابن عبد المطلب, ومنه إلى رحم أمي آمنه بنت وهب, ثم أخرجني إلى الدنيا فجعلني سيد المرسلين وخاتم النبيين ورحمة للعالمين وقائد الغر المحجلين، وهكذا كان بدء خلق نبيك يا جابر».
فهذا هو متن الحديث الذي يدافع عند المدافعون, ومن المعلوم أن أول من عزاه إلى عبد الرزاق ـ خطأً ـ هو العلامة القسطلاني في المواهب اللدنية (1/ 71) ولكن الخلاف بين السياقين واضح بيّن, فهذا سياق القسطلاني فيما يلي فقارن بينهما.
قال القسطلاني:
¥(11/369)
«روى عبد الرزاق بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قلت يا رسول الله, بأبي أنت وأمي, أخبرني عن أول شيء خلقه الله تعالى قبل الأشياء. قال: يا جابر, إن الله تعالى قد خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره, فجعل ذلك النور يدور بالقدرة حيث شاء الله تعالى, ولم يكن في ذلك الوقت لوح ولا قلم, ولا جنة ولا نار, ولا ملك ولا سماء, ولا أرض ولا شمس ولا قمر, ولا جني ولا إنسي, فلما أراد الله تعالى أن يخلق الخلق قسم ذلك النور أربعة أجزاء, فخلق من الجزء الأول القلم, ومن الثاني اللوح, ومن الثالث العرش. ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء, فخلق من الجزء الأول حملة العرش, ومن الثاني الكرسي, ومن الثالث باقي الملائكة, ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء, فخلق من الأول السماوات, ومن الثاني الأرضين, ومن الثالث الجنة والنار, ثم قسم الرابع أربعة أجزاء, فخلق من الأول نور أبصار المؤمنين, ومن الثاني نور قلوبهم ـ وهي المعرفة بالله ـ ومن الثالث نور أنسهم, وهو التوحيد, لا إله إلا الله محمد رسول الله .. الحديث».
يتبين لنا بعد المقارنة بين اللفظين أنه لا بد من الاعتراف بأحد أمرين:
فإن سلمنا جدلاً بثبوت هذا الجزء عن عبد الرزاق, فقد أخطأ القسطلاني في المواهب اللدنية في عزو روايته إليه, فبين السياقين اختلاف كبير.
وإن سلمنا أن القسطلاني لم يخطئ في عزوه إلى عبد الرزاق، فقد تبين زيف هذا الجزء واختلاقه, فالقسطلاني كما سبق هو أول من عزاه إلى عبد الرزاق, وجميع من جاء بعده ممن ذكر الحديث اعتمد عليه, كالعجلوني في أربعينه (ص 31ـ32) , ولو تنبه واضع الجزء إلى هذا لنقل الحديث من المواهب, ولكنه غفل عن ذلك ونقله من كتب الشيخ محيي الدين بن عربي الذي أورده في كتابه تلقيح الأذهان.
الكلام على حديث النور من حيث الإسناد:
كل من ذكر حديث النور هذا من المتأخرين ذكره بلا إسناد, بل إن الإمام السيوطي ـ وهو المعروف بسعة إطلاعه ـ قال في الحاوي للفتاوي (1/ 325) في الفتاوى القرآنية, سورة المدثر لما سئل عن هذا الحديث قال: «ليس له إسناد يعتمد عليه».
والسيوطي يعرف مصنف عبد الرزاق جيداً, بل قد خرج منه في كتبه مئات المرات ولا سيما في جامعية الكبير والصغير, فهل خفي عليه سنده المذكور في أوائل هذا الجزء المفترى من المصنف؟ أم كانت نسخة السيوطي من المصنف ناقصة أيضاً من أولها؟
ثم إن الإسناد الذي ركبه واضع هذا الجزء من المصنف إسناد مسلسل بالأئمة: عبد الرزاق عن معمر عن ابن المنكدر عن جابر, والمتن ركيك منكر كما يتضح من قراءته لكل من شم رائحة الحديث وذاق طعمه, وأنا أسأل: فمن الذي وضع الحديث إذاً من هؤلاء؟ عبد الرزاق أم معمر أم ابن المنكدر أم جابر؟
كلا والله، بل الحديث موضوع, وعبد الرزاق ومن فوقه ما سمعوا به.
وفيما يلي أسوق أقوال العلماء الذين تكلموا في حكمه وجزموا بوضعه, ويلاحَظ أنهم جميعاً من المتأخرين, بل غالبهم من العلماء المعاصرين, وذلك لأن الحديث لم يُعرف عند المتقدمين أصلاً, لأنه إنما وُضع في القرون المتأخرة.
الإمام السيوطي, وقد تقدم كلامه.
جمال الدين القاسمي, فقد حكم عليه النكارة, وذلك في كتابه «الفضل المبين على عقد الجوهر الثمين (ص343) لكنه قلّد القسطلانيَّ والعجلونيَّ في عزوه إلى عبد الرزاق.
أحمد ابن الصديق الغماري, حكم عليه بالوضع في مقدمة كتابه «المغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير» (ص4) وفي در الغمام الرقيق (ص99) الذي جمعه من كلامه تلميذه عبد الله التليدي, وعلَّق الأخير بقوله «هو موضوع باتفاق أهل الحديث وإن أجمع على إيراده أصحاب المواليد».
عبد الله ابن الصديق الغماري, ألف في بيان وضعه رسالة سمَّاها: «مرشد الحائر لبيان وضع حديث جابر» قال فيها (ص28):
«وعزوه إلى رواية عبد الرزاق خطأ لأنه لا يوجد في مصنفه ولا جامعه ولا تفسيره, وهو حديث موضوع جزماً, وفيه اصطلاحات المتصوفة, وبعض الشناقطة المعاصرين ركب له إسناداً فذكر أن عبد الرزاق رواه من طريق ابن المنكدر عن جابر, وهذا كذب يأثم عليه, وبالجملة فالحديث موضوع لا أصل له في شيء من كتب السنة» ا هـ.
عبد الفتاح أبو غدة, ذكر لي تلميذه الأستاذ محمد الرشيد أنه سمعه يحكم على هذا الحديث بالوضع, وينتقد العجلونيَّ لذكره الحديث في أربعينه.
¥(11/370)
محمد عبد السلام خضر في كتابه: «السنن والمبتدعات» (ص 93).
محمد أحمد بن عبد القادر الشنقيطي المدني في رسالة خاصة سمَّاها «تنبيه الحذاق على بطلان ما شاع بين الأنام من حديث النور المنسوب لمصنف عبد الرزاق».
عبد العزيز بن باز في تقديمه لرسالة الشنقيطي المذكورة.
محمد ناصر الدين الألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 257 ـ 258 و 820).
عبد الله الهرري الحبشي في الدليل القويم (ص 180) كما في هامش مرشد الحائر (29).
فهؤلاء عشرة من علماء الحديث ـ على اختلاف مشاربهم ـ حكموا بوضعه, فماذا بقي للمتمسكين بروايته؟
لا شك أنهم يحتجون بحجج قد تنطلي على غير أهل الحديث لذا رأيت أن أذكر هنا بعض حججهم وأجيب منها.
فيحتجون بأن عدداً من العلماء الموثوقين ذكروه في كتبهم, كالقسطلاني في المواهب اللدنية (1/ 71) , وتبعه العجلوني في أربعينه (ص31ـ 32) وفي كشف الخفاء (1/ 265_266).
وقد أجاب العلامة اللكنوي عن مثل هذه التساؤلات، فقال في كتابه "عمدة الرعاية" كما في هامش الأجوبة الفاضلة (ص33 ـ 34):
فإن قال قائل: نقْلُ من نقلَ هذه الروايات لجلالة قدرهم ونباهة ذكرهم كاف للاستناد عليه, قلنا: كلا, لا يقبل حديثٌ من غير إسناد ولو نقله معتمدٌ, لاسيما إذا لم يكن الناقل من نقاد الأحاديث, وجلالة قدره لا تستوجب قبول كل ما نقل, ألا ترى إلى صاحب «إحياء علوم الدين» مع جلالة قدره أورد في كتابه أحاديث لا أصل لها, فلم يعتبر بها, كما يظهر من مطالعة تخريجه للعراقي, ولا أقول إنهم نقلوا ذلك مع علمهم بكذب ذلك, بل وقع لهم الاغترار بقول غيرهم, فإنهم لم يسندوها إلى أحد من المحدثين الناقدين, والعبرة في هذا الباب لهم لا لغيرهم» اهـ ملخصاً.
فهذه قاعدة عامة جليلة ينبغي مراعاتها, فالحديث لا يقبل إلا بالإسناد الذي يقبله نقاد الحديث دون غيرهم, فكل علم يؤخذ من أهله.
أما عزو القسطلاني الحديث الذي نحن بصدده إلى عبد الرزاق فهو خطأ, فهذا مصنف عبد الرزاق بين أيدينا, فليخرجوا لنا الحديث منه إن استطاعوا, وقد تبين فيما سبق تزوير هذه القطعة التي اشتملت على هذا الحديث بالأدلة القاطعة.
على أن القسطلاني ـ أول من عزا الحديث إلى عبد الرزاق ـ إنما قال: ((وروى عبد الرزاق))، ولم يقل: الصنعاني، ولم يقل: في المصنف، وإنما فهم الناس أنه الصنعاني باعتبار أن ذلك هو المتبادر إلى الذهن، والاحتمال قائم في أن يكون أراد غيره.
كما أنه من المحتمل أن يكون القسطلاني وجده في بعض كتب المتأخرين مسنداً من طريق عبد الرزاق، وتكون العلة في السند الموصل إليه، أي يكون واضع الحديث متأخراً عن عبد الرزاق، وأسنده من طريقه زوراً وبهتاناً، فلما وقف عليه القسطلاني نقله في المواهب على التسليم والمتابعة، دون تحقيق أو مراجعة، كما هو شأن كثيرٍ من المتأخرين، وهذا منهم توسع غير مرضي في التساهل عند رواية أحاديث الفضائل، فالحفاظ إنما أجازوا في الفضائل رواية ما لم يشتد ضعفه، لا الموضوعات والواهيات وما لا أصل له.
أما احتمال وجود الحديث في بعض نسخ المصنف التي اطلع عليها القسطلاني ولم تصلنا، فهو احتمال مردود، ودعوى لا دليل عليها، لأنه لو وجد في بعض نسخ المصنف، لاطّلع عليه الناس قبل القسطلاني، ولنقلوا الحديث منه استشهاداً به أو استنكاراً له، أما أن يُدَّخرَ هذا الحديث سبعة قرون ولا يعزوه أحد من الحفاظ إلى عبد الرزاق منذ وفاته إلى عصر القسطلاني فهذا ما لا يمكن تصوره.
وأما العجلوني, فهو مقلد للقسطلاني في عزوه إلى عبد الرزاق بدون مراجعة له في مظانه, وما بني على الخطأ فهو خطأ, وقد نص هو في أربعينه (ص32) فقال بعد سياقه للحديث: «كذا في المواهب اللدنية من غير ذكر سند الحديث ومن غير تتمة».
وأما في كشف الخفاء, فقد عزاه إلى عبد الرزاق أيضاً تبعاً للقسطلاني, ولم يتكلم في حكمه قط, وإنما اشتغل بمشكلات متنه, مع العلم أن كشف الخفاء إنما ألف لتخريج الأحاديث المشتهرة على الألسنة وبيان حكمها من صحة أو حسن أو ضعف أو وضع, فسكوته عن حكم الحديث يدل على عدم وجود حجة لديه في إثباته.
فلماذا نتمسك بخطأ القسطلاني وسكوت العجلوني ونترك كل ما سبق ويأتي في بيان بطلان الحديث من النقول الصريحة والحجج الواضحة؟
يحتجون بأن الحديث قد صح عند بعض الصوفية بطريق الكشف فلا ينبغي إنكاره.
¥(11/371)
وجوابه أن الحكم على الحديث إنما يؤخذ من أهله, والكشف ليس حجة شرعية بالإجماع, ولا هو من مصادر الحكم على الحديث وتمييز صحيحه من سقيمه, وهذا الإمام الشعراني أحد كبار الصوفية المعتبرين يقول:
«دوروا مع الشرع كيف كان لامع الكشف فإنه قد يخطئ».
نقله عنه ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب (8/ 374) في ترجمة الشعراني.
ولست أطيل في مناقشة ذلك, إنما أحيل إلى ما كتبه الشيخ عبد الفتاح أبو غدة حول المسألة في تعليقه على كتاب المصنوع في معرفة الحديث الموضوع للملا علي القاري (ص215ـ 218 و 273).
ويكفي أن نقول: إنه لو فتح هذا الباب لاختلط الحابل بالنابل, ولصُححت الكثير من الموضوعات والواهيات بالكشف, ولتوسعت دائرة الظنون والأوهام ودخل إلى الدين الحنيف ما ليس منه.
وأيضاً لو جوّزنا العمل بالتصحيح الكشفي، لهدمنا أصلاً من أصول الدين، ألا وهو الإسناد الذي قام به الدين، أخرج مسلم في مقدمة صحيحه (1/ 15) عن عبد الله بن المبارك قال: ((الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء)).
ولا يرد على هذا أنه إنما يؤخذ من المكاشفين الثقات دون سواهم؛ لأنه ما من مدَّعٍ لمثل هذه المقامات إلا وتجد أمةً من أتباعه يثقون به ويستسلمون لكلامه وأحكامه.
ولست في هذا منكراً لأصل الكشف, فلا شك أن المؤمن الصالح ينظر بنور الله, قال تعالى في الحديث القدسي: «فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به».
ولكن الحرص على حفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدخائل أغلى من ذلك كله.
أخرج مسلم في مقدمة صحيحه (1/ 13) عن مجاهد قال: جاء بُشير العدوي إلى ابن عباس فجعل يحدث ويقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم, فجعل ابن عباس لا يأذن لحديثه ولا ينظر إليه, فقال يا ابن عباس, مالي لا أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تسمع! فقال ابن عباس:
«إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلاً يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم, ابتدرته أبصارنا وأصغينا إليه بآذاننا, فلما ركب الناس الصعب والذَّلول لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف».
الكلام على الحديث من جهة المتن:
ذكر الحفاظ أن من علامات الحديث الموضوع ركاكة اللفظ والمعنى والطول المفرط في الحديث.
قال ابن الصلاح في مقدمته (ص99): «وقد يفهمون الوضع من قرينة حال الراوي أو المروي, فقد وضعت أحاديث طويلة يشهد بوضعها ركاكة ألفاظها ومعانيها».
فإذا اجتمعت ركة اللفظ والمعنى كان ذلك دليلاً على وضع الحديث, وهذا مما لم يختلف فيه الحفاظ, وإنما منعوا ذلك في ركة اللفظ وحدها, لاحتمال أن يكون الراوي قد روى الحديث بالمعنى فبدل اللفظ الفصيح بلفظه الركيك.
من هنا نقول: إن حديث أولية النور المحمدي هو مما اجتمع فيه الأمران, فهو دليل على وضعه, وبيان ذلك فيما يلي:
أما ركة الألفاظ, فقد ورد في نص الحديث ألفاظ واصطلاحات صوفية متأخرة لم تكن مستعملة عند السلف, فلا يصدر مثلها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كمقام القرب, ومقام الحب, ونتاج النور, وغيرها من الألفاظ, هذا في سياق الجزء المفترى من المصنَّف, أما سياق القسطلاني في المواهب (1/ 71) فوردت فيه ألفاظ: نور أبصار المؤمنين, ونور قلوبهم, ونور أنسهم.
فهذه الألفاظ كلها اصطلاحات متأخرة ليست من ألفاظ النبوة, ولا من الكلمات التي يستعملها السلف, فوجودها في حديث ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم علامة واضحة على وضعه, لاسيما وقد اجتمعت معها ركة المعاني.
ومقصودي هنا الناحية التاريخية لاستعمال هذه الألفاظ, وليس المقصود الحكم عليها بحد ذاتها.
وأما من حيث المعنى فالحديث مخالف للنصوص الصحيحة:
أخرج البخاري رقم (7418) في كتاب التوحيد, باب رقم (22) عن عمران بن حصين أن وفداً من اليمن سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: «جئناك لنتفقه في الدين, ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان, فقال صلى الله عليه وسلم: «كان الله ولم يكن شيء قبله, وكان عرشه على الماء, ثم خلق السماوات والأرض, وكتب في الذكر كل شيء».
فهذا الحديث صريح في أن أول المخلوقات الماء والعرش, والسائل هنا يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أول هذا الأمر ما كان؟ فلم يذكر له النبي ? النور المحمدي ولا أن الكائنات خلقت منه.
¥(11/372)
قال ابن حجر في فتح الباري (6/ 347ـ 348): «أشار بقوله: «وكان عرشه على الماء» إلى أن الماء والعرش كانا مبدأ هذا العالم لكونهما خلقا قبل السماوات والأرض, ولم يكن تحت العرش إذ ذاك إلا الماء, .. وأما ما رواه أحمد والترمذي وصححه من حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً: «أول ما خلق الله القلم ثم قال: اكتب, فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة» فيجمع بينه وبين ما قبله بأن أولية القلم بالنسبة إلى ما عدا الماء والعرش, أو بالنسبة إلى ما منه صدر من الكتابة, أي أنه قيل له اكتب أولَ ما خُلق, وأما حديث أول ما خلق الله العقل فليس له طريق ثبت» 1هـ ملخصاً.
وللمناسبة, فإن ابن حجر لو عرف حديث النور في مصنف عبد الرزاق لأتى به ها هنا للتوفيق بينه وبين ما ذكر أو لبيان حاله.
وفي حديث النور أيضاً مخالفة للآية الكريمة, قال الله سبحانه وتعالى: «قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أنداداً ذلك رب العالمين, وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين, ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين, فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها, وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظاً, ذلك تقدير العزيز العليم» (فصلت9ـ11).
يخالف حديث النور هذه الآية في أمرين:
الأول: في سياق القسطلاني « .. ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء فخلق من الأول السماوات ومن الثاني الأرضين».
وهذا مخالف للآية الكريمة التي تصرح بأن الأرض خلقت قبل السماوات.
والثاني: تنص الآية الكريمة أن السماوات السبع خلقن من الدخان, بينما يفيد حديث النور أنها خلقت من جزء من أجزاء النور المحمدي.
ورد في سياق القسطلاني للحديث: «إن الله تعالى قد خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره».
فقوله «من نوره» إن فسرناه بأنه نور خلقه الله وأضافه إلى نفسه إضافة تشريف ثم خلق منه نور سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقد أثبتنا بذلك مخلوقاً قبله وهذا يفوّت المقصود من الحديث عند من يتمسك به.
وإن فسرناه بأنه نور من ذات الله سبحانه وتعالى فقد أثبتنا التجزئة في ذات الله, وأن النبي صلى الله عليه وسلم جزء من ربه, ولا يخفى بطلانه.
وأعود فأقول: لماذا نشغل أنفسنا بالتفسير والتأويل ونتكلف لذلك والحديث موضوع عند أهل الحديث؟
وجاء في سياق الجزء المفترى من المصنف: «وحين خلقه أقامه قدامه في مقام القرب» ولا يخفى ما فيه من المقابلة بين الله تعالى والنور المحمدي, ولا يخفى ما فيه من التشبيه الذي يقرر علماء العقيدة بطلانه بالإجماع, فالله عز وجل «ليس كمثله شيء وهو السميع البصير».
وهناك تناقض بين سياق القسطلاني وسياق هذا الجزء المفترى كما سبقت الإشارة إليه, فتتشابه الروايتان في أن النور المحمدي قُسِّم أربعة أجزاء عدة مرات, وخُلق من كل قسم مخلوق معين, وتتناقض في تحديد ما خلق من كل قسم منها وفي ترتيب هذه المخلوقات, ولست أتعب نفسي في تفصيل ذلك, بل يكفيك أن تتأمل الروايتين وتقارن بينهما فيما سبق (ص15ـ 17).
وأخيراً, الحديث مناقض لما أخرجه عبد الرزاق الصنعاني نفسه في تفسيره (1/ 301) عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: «وكان عرشه على الماء» , قال: «هذا بدء خلقه قبل أن يخلق السماء والأرض».
الخاتمة
يتبين لنا مما سبق أن الحديث موضوع باتفاق أهل الحديث, وأنه لا وجود له في شيء من كتب عبد الرزاق الصنعاني, وأن الجزء المفقود المدعى من المصنف موضوع عليه بالأدلة القاطعة.
ولو أننا نقتصر على ما ثبت في الكتاب والسنة في معرفة فضائله صلى الله عليه وسلم، لأغنانا ذلك عن الاستشهاد بالموضوعات والمناكير.
أخرج الإمام أحمد رقم (20596) والحاكم (2/ 608ـ 609) عن ميسرة الفجر قال: قلت يا رسول الله, متى كُتبتَ نبياً؟ فقال ?: «وآدم بين الروح والجسد» صححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وأخرج الترمذي رقم (3613) والحاكم (2/ 609) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قالوا يا رسول الله, متى وجبت لك النبوة؟ فقال ?: «وآدم بين الروح والجسد» قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
لفظ الحاكم «بين خلق آدم ونفخ الروح فيه».
وأخرج الإمام أحمد رقم (17150) والبخاري في التاريخ الكبير (6/ 68ـ69) وابن حبان في صحيحه رقم (6404) عن العرباض بن سارية قال: سمعت رسول الله ? يقول: «إني عند الله مكتوب بخاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته, وسأخبركم بأول ذلك: دعوة أبي إبراهيم , وبشارة عيسى, ورؤيا أمي التي رأت حين وضعتني أنه خرج منها نور أضاءت لها منه قصور الشام».
وأما حديث: «كنت أول النبيين في الخلق وآخرهم في البعث».
فأخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة (1/ 45) وابن أبي حاتم في تفسيره رقم (17594) من طريق سعيد بن بشير حدثنا قتادة عن الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ? في قوله تعالى: «وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم» قال: «كنتُ أول النبيين في الخلق وآخرهم في البعث».
قال ابن كثير في تفسيره (6/ 2785): «سعيد بن بشير فيه ضعف, وقد رواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة مرسلاً, وهو أشبه, ورواه بعضهم عن قتادة موقوفاً».
فهذه الأحاديث تغنينا عن التمسك بحديث جابر الموضوع عليه, ولكنها لا تفيد أولية خلق النور المحمدي على المخلوقات, والأخير منها ـ على ضعفه ـ لا يفيد سوى أولية خلقه صلى الله عليه وسلم على الأنبياء والمرسلين.
هذا آخر ما يسر الله عز وجل وفتح في بيان حال هذا الجزء المفترى من المصنف وفي بيان وضع حديث أولية النور المحمدي, نسأل الله أن يهدي قلوبنا وأن يشرح صدورنا للحق, وأن يتقبل منا صالح العمل, ويجنبنا الخطأ والزلل وأن يجري النفع بما كتبته إن سبحانه سميع مجيب.
كتبه الفقير إلى رحمة ربه
عمر بن الشيخ موفق النشوقاتي
غفر الله له وللمسلمين
ليلة الجمعة 18 محرم الحرام 1427هـ
¥(11/373)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[09 - 03 - 06, 07:07 م]ـ
كذلك كتب شيخنا المحدث الأثري سعد بن عبد الله الحميّد رسالة بخط يده في تكذيب القطعة المزعومة، بعد أن طالع المطبوع، وهذا نص عبارته:
الحمد لله حق حمده، وصلاته وسلامه على محمد وصحبه، وسلم تسليماً، أما بعد:
فقد اطلعت هذه الأيام على إصدار بعنوان "الجزء المفقود من المصنف للحافظ الكبير أبي بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني"، وهو بتحقيق الدكتور عيسى بن عبد الله بن محمد بن مانع الحميري، وقرظه محمود سعيد ممدوح. فلما نظرت في هذا الجزء وتصفحته هالني ما رأيت، وما ظننت أن أحداً سيقدم على مثل هذه الجريمة التي لا تقل عن جريمة الدانمارك لو كان المسلمون على قدر من الوعي؛ إذ كيف يجرؤ هذا الأفَّاك الذي أقدم على الوضع والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام رضي الله عنهم، والتابعين لهم بإحسان، وفي هذاالعصر الذي ظننا معه أن الوضع في الحديث قد انتهى وطوي بساطه منذ أكثر من ألف عام، وإذا بقوم يخرجون في هذا الزمن وقد خلعوا ربقة الدين والخوف من الله، ونزعوا جلباب الحياء من عباد الله الذين سيفضحونهم ويكشفون جريمتهم.
من الذي قال لهم إن "مصنف عبد الرزاق" فيه سقط؟ وعلى أي شيء اعتمدوا؟ وهل الكتاب الذي فيه سقط تسقط معه جميع طرق أحاديثه وآثاره (1)؟
ثم انظروا يا عباد الله في ألفاظ تلك الأحاديث والآثار وسخافتها، وبعضها فيها تعبير لا يعرف في العصور الخوالي، ولا يعرف إلا في هذه الأزمان، ولَكْنَةُ الأعاجم فيها ظاهرة، والجهل برجال الحديث يعرفه فيه أهل الاختصاص، فتجد فيه رجلاً من أتباع التابعين يصرح بالسماع من الصحابة، لعلَّه صار ممن كُشفت له حُجُبُ الزمان، والجنون فنون! فنسأل الله تعالى أن يهتك ستر واضعه، ومن أعانه، وعلم بذلك ورضيه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
(1) أعني من جميع كتب الحديث، فلا توجد إلا في الجزء الساقط؛ إذ من المعلوم أن كتب الحديث تشترك في رواية الأحاديث وتلتقي طرقها.
كتبه / سعد بن عبد الله بن عبد العزيز الحميِّد
7/ 2 / 1427 هـ
وصورة كتابته مرفقة بالمقال، لمن أراد تحميلها.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=36420&stc=1&d=1144533215
وأرجو من الأخوة المهتمين نشر هذه المستجدات في المنتديات، وجزاهم الله خيرا على نصرة السنة.
ـ[ابن القاضي الأثري]ــــــــ[20 - 03 - 06, 07:07 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[المستشار]ــــــــ[29 - 03 - 06, 07:47 م]ـ
جزى الله أستاذنا الفاضل محمد زياد التكلة خير الجزاء على هذا البحث القيم في كشف هؤلاء الآثمين، وأدام الله توفيقه في نصرة السنة وخير الإسلام والمسلمين.
ـ[محمود حامد الأثري]ــــــــ[04 - 04 - 06, 10:30 ص]ـ
السلام عليكم جميعاً، الشكر كل الشكر للشيخ زياد التكلة على عثوره على شاهد ثقة يشهد بكذب المخطوط المنسوب لعبد الرزاق الذي فيه حديث النور عن جابر وهذا الشاهد هو الشيخ أديب الكمداني الدمشقي. وقد أفادني ثقة بوثيقة كتبها الكمداني بخطه تقوي رواية الشيخ زياد الصحيحة، فاجتمع سندان صحيحان عن الكمداني، وهكذا يكون العلم منقولا بطريقة التحقيق وعلو الإسناد، وهذه الوثيقة الكمدانية هي متابعة تامة لما نقله الشيخ زياد جزاه الله خير ونرجو من الإدارة أن تنشر هذه الوثيقة على عجل وسرعة لينتشر الخير ويتضح الحق ونرجو كذلك من الإدارة نشر الوثيقة كما هي بحروفها كما عودتنا الإدارة الأمانة في النقل والدقة وقد ضربت الإدارة لنا أمثلة حية لما وضع الشيخ زياد مقصوده من كلام الشيخ أديب وبين أن المغرضين وأصحاب القلوب المريضة يبحثون عن العثرات ليتهموا الأبرياء فوضه الشيخ زياد مقصوده من كلامه عن المدعو عيسة وممدوح فيما يتعلق باختلاق الكتاب ووضعه. واليوم أعتقد أن نشر السنة الصحيحة اليوم مما يفرح النبي صلى الله عليه وسلم ونشر الأكاذيب والخرافات مما يحزن النبي صلى الله عليه وسلم فاللهم اجعلنا ممن ينشرون ما يفرح النبي صلى الله عليه وسلم وإليكم نص الوثيقة المهمة التي عثرنا عليها وأتحفنا بها أحد طلبة العلم المهتمين بالتحقيق والتحري والبحث عن الحقيقة:
يقول الشيخ أديب الكمداني الدمشقي:
************************************************** **************
براءة الدكتور عيسى المانع الحميري
¥(11/374)
مِن وَضْعِ الجزء المفقود مِن مصنف عبد الرزاق
منذ زمن بعيد وأنا أبحث عن القسم المفقود من مصنف عبد الرزاق لأزداد يقيناً بأن حديث جابر: (أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر) المنسوب إلى مصنف عبد الرزاق حديث مكذوب، بغض النظر عن بحثِ أوليةِ الخلق، ونورانية النبي صلى الله عليه وسلم، إذ البحث هنا في حديث جابر المنسوب إلى عبد الرزاق. وكان من جملة المهتمين الولعين بالبحث عن الجزء المفقود هو الدكتور الشيخ عيسى المانع الحميري الإماراتي، الذي دأب على البحث والتنقيب عن المخطوطات واقتنائها، وبذل الغالي والنفيس فيها، وكان كلما جاءه عالم متخصص في الحديث بل وغير متخصص يسأله ويوصيه إن حصل المخطوط أن يخبره، وبقي البحث سنوات عديدة، وسافرت عدة بلدان للبحث عن المخطوطات بشكل عام، وعن القسم المفقود من مصنف عبد الرزاق بشكل خاص.
وفي يوم من الأيام اتصل بي الشيخ عيسى المانع وكاد يطير فرحاً وسروراً، فقال لي: وجدنا القسم المفقود من مصنف عبد الرزاق. فقلت مستغرباً: كيف وأين ومتى؟ قال: تعال إلي لتنظر بعينيك.
سمعت هذا الخبر المفزِع المفرِح، المصدَّق المستغرَب، فأنا بين مُنكِرٍ له ومُصدِّق، وفَرِحٍ ومُتعجب، فهرعت إليه لأرى هذا الكنز الثمين، فشددت الرحال إلى بيتِ الدكتور عيسى، وأَخرج إلي المخطوط الأصلي من الكتاب، فكانت أول صاعقة مستنكرة على رأسي: كيف يُفرّط صاحبُ المخطوط بالنسخة الأصلية؟!! فتحت المخطوط وإذا الخط مكتوب بالحبر الأسود الحديث، فتلقيت صفعة أخرى، فلون الحبر ظاهر في الحداثة، ولا يظهر عليه القِدم، وازددت شكاً في المخطوط عندما رأيت أنّ الحبر قد فشا وانتشر في عروق الورق خلال الكتابة، وهو أمر مرفوض في عالم المخطوطات، لأن الحبر القديم ثابت في مكانه عندما يكتب على الورق، وزاد الطين بلة عندما تأمّلت الورق فوجدته حديث الصنع، عندما وُضع عليه الحبر الحديث انتشر في أصول الورق وانطبع عليه وظهر على الورقة مِن الخلف، وهذه طامّة أُخرى، عِلماً بأني لستُ خبير حبر ولا ورق، لكني حسب اطلاعي على المخطوطات الأصلية استنكرت هذه الأمور.
بدأتُ أقرأُ في المخطوط فرأيتُ فيه أحاديث غريبة ومنكرة وموضوعة بأسانيد ذهبية مشرقة كالشمس، لو رآها يحيى بن معين لأقسم بالله الأيمان المغلظة بأنّ الكتاب مكذوب على شيخه عبد الرزاق، بل وغزا بسيفه ورمحه من وضعه واختلقه. فازددت يقيناً واستنكاراً للنسخة، وهكذا أكون قد تلقيت عدة صفعات في جلسة واحدة. وبصراحة انطفأت شمعة فرحي، وانقلبت بهجتي إلى خيبة أمل.
بعد هذه النظرة العابرة والأدلة التي اقتنعت بها، قلت للدكتور عيسى: هذا المخطوط مكذوب مزور مختلق.
فأنكر علي الشيخ عيسى ووصفني بأني متسرع. فقلت له جميع ما تقدم وشرحت له الأدلة، فقال: فلان وفلان من أهل العلم لم يقل ما تقوله أنت. وهم أهل خبرة في المخطوطات، ومتخصصون في الحديث الشريف. فقلت: مع احترامي لهؤلاء العلماء والمتخصصين، كلامهم غير صحيح.
ولما أنكر ذلك عليّ قلت له: يوجد خبراء يعرفون تاريخ الورق والحبر بالدقة، وعندهم أجهزة وخبرة، تكشف المخطوط المزور من غيره، فليتك ترسل المخطوط إليهم، وتأخذ النتيجة، وسيظهر لك إن شاء الله بأنّ المخطوط مزور ومكذوب. فقال لي: يا أخي الذين أَتَوْا بالمخطوط ناسٌ ثقات أتقياء ورعون، ولا يمكن أن يكذبوا على الرسول ?. فقلت: أنا لا أتهم أحداً وإنما أمامي أدلة وبراهين، فأنا أقول: هذا المخطوط مزور مكذوب مختلق، ولا أتهم أحداً بعينه. ثم قلت له: آخر المخطوط كتب الناسخ بأنه نسخه من نسخة أخرى فأين هذه النسخة؟ اطلبها ممن أتى بالمخطوط.
ودار حوار طويل وجدل واسع، وارتفعت الأصوات، بحثاً عن الحق أو الحقيقة، (وكلنا مأجورون إن شاء الله) وأراد الشيخ عيسى تدعيم موقفه في صحة المخطوط فقال: إليك دليلاً على صحة نسبة المخطوط. قلت: هات. قال: في المخطوط روى عبد الرزاق حديثاً طويلاً، بحثتُ عنه فوجدته في كتاب من تأليف الشيخ محي الدين بن عربي، وبعد مقابلة حديث عبد الرزاق بحديث ابن عربي تبين أنه موافق له بحروفه. فقلت: هذا دليل على اختلاق المخطوط. قال: كيف؟ قلت: لأن الوضاع الذي اختلق المخطوط نقل الأحاديث من عدة كتب، منها كتاب ابن عربي، نقله بحروفه، والاتفاق بألفاظ الأحاديث الطويلة يكاد يكون معدوماً في كتب السنة حتى في
¥(11/375)
الصحيحين، فكيف يتفق حديث طويل في كتاب مخطوط، مع الحديث نفسه في كتاب آخر من دون أي اختلاف؟!! هذا منعدم في أصح الكتب فكيف بمثل هذا المخطوط المزور؟
وفضيلة الشيخ محمود سعيد ممدوح يسمع، فمن ناحية الأدلة الشيخ محمود يظهر عليه التصديق، ومن ناحية المصدر المجلوب منه المخطوط الشيخ محمود: مُصدِّقٌ، فقال الشيخ محمود آنذاك: لا مانع من نشر الكتاب، ويُكتب في مقدمة التحقيق وصف النسخة: (الطلب من أهل العلم أن يبدوا رأيهم في النسخة)، ومن شاء أن يرد فليرد.
وانفض المجلس على أساس جلب النسخة الأصلية المنسوخ منها المخطوط الذي بين أيدينا. وبعد مدة من الزمن اتصل بي الشيخ عيسى وأخبرني بأن الأصل المنسوخ عنه المخطوط: قد تلف أيام الحرب في أفغانستان، فإن النسخة الأصلية كانت هناك.
وبعد مدة طويلة من الزمن رأيت الكتاب قد طبع بتحقيق الدكتور عيسى، وتقديم الشيخ محمود سعيد سنة 2005م.
وفي سنة 2006م قد ترامى إلى سمعي بأن هذا الجزء المفقود المطبوع هو من وضع الشيخ عيسى واختلاقه، وساعده مقدم الكتاب الشيخ ممدوح، هكذا ترامى إليّ. فكتبت هذه الكلمة تبرئة للشيخ عيسى والشيخ محمود سعيد، إحقاقاً للحق، وانتصاراً للإنصاف، فالكتابُ ما زال بنظري ورأيي واعتقادي مكذوب مختلق مزور، كما أنّ اعتقادي الجازمَ الذي لا شك فيه بأن الشيخ عيسى المانع والشيخ محمود سعيد بريئان من اختلاقه ووضعه، وهما أجَلُّ من أن يفعلا مثل هذا الفعل الشنيع الطاعن بإسلام الرجل بل وإيمانه، وإنما اختلقه ناس مغرضون، لعلهم من طائفة الكذابين الوضاعين الذين كانوا يزعمون بأنهم يضعون للنبي صلى الله عليه وسلم انتصاراً له، لا عليه، مريدين بذلك نصر الشريعة والسنن عن طريق الكذب والتزوير، وهي طريقة متخلفة آثمة، دالة على التلف في المخ، والعفن في التفكير، والإفلاس من العلم، والجهل بالشريعة جملة وتفصيلاً. والله المستعان.
وكتبه أديب الكمداني في 12 - 2 - 2006م
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[04 - 04 - 06, 12:53 م]ـ
على حدّ علمي لم يتهم أحدٌ الحميريَّ وممدوحاً بتزوير الكتاب، بل هما متَّهمان بما هو واضح وضوح الشمس، وأكده الشيخ أديب الكمداني بكلامه هذا وهو في معرض الدفاع عنهما، فما زادهما إلا تهمةً!! وهو أنهما شريكان في التزوير بنشرهما إياه وشهادتهما لصحته، واستبسالهما في الدفاع عنه، وإعراضهما عن نصيحة كل ناصح يقول لهما إن تزويره كالشمس في رابعة النهار!!
بل صار واضحاً أن رغبة الحميري في إيجاد الجزء، وما يقتضيه ذلك من بذل الجائزة الثمينة، هي التي أوحت للمزوّرين بتزويره، وشجعتهم على إيجاده، بدليل أنهم لم يجدوا من يتحفونه بهذا الجزء المزور إلا هذا الحريص على وجوده، الباذل في سبيله كل غال ونفيس!!
فهما شريكان في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما هي حال الرائش وكاتب الربا، ولا يزالان على إصرارهما على هذا الكذب، وإلا فيستطيع الحميري أن يتراجع ويعتذر ويسحب الكتاب من الأسواق. ولكن هذا الكذب وقع على قلبه موقع الماء البارد الزلال، بل هو الذي أوجده وأجاز عليه.
هذه هي التهمة يا شيخ أديب، وقد أكَّدتها بكلامك بارك الله فيك
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[04 - 04 - 06, 11:43 م]ـ
الحمد لله وحده.
وصلني قسم من كلام الشيخ الكمداني بخط يده عبر الناسوخ (الفاكس)، ولكن لم تصل الكتابة كاملة كونها أكثر من صفحة، وإذا وصلتني كاملة سأضع صورتها بخط صاحبها إن شاء الله.
وكلامه الذي ذكره لي يتفق مع كلامه هنا، ومع توضيحي السابق في الرد رقم (62) هنا، ولا يخالف كلامي في شيء، بل يؤكده تماما، وهو في كتابته هنا فصّل أكثر ما يكون في جزئية أن الرجلين لم يشاركا في الوضع والتزوير من حيث الابتداء والأساس، وعلمت أنه اضطر إلى كتابة ما سبق نتيجة اتهام ذوي العقل الأعوج أن في كلامه أو نقلي عنه اتهاما مباشرا لهما أو أحدهما بالتزوير للمخطوط، وهذا لم يحصل منه ولا مني، وقد سبق التأكيد على ذلك، ولكن أعيد لعل التكرار يُفهم من لا يستطيع الفهم من أول مرة.
¥(11/376)
وأنا ما زلت على قولي أن النتيجة النهائية أن الرجلان نشرا ما يعلمان وضعه، ودلسا غاية التدليس في كتم كل ما من شأنه كشف حال النسخة، ابتداء من خبر المخطوط، سواء الأصل المحترق (!!) أو الفرع، والمقدمة، والدراسة، والتقديم!! ولم تكن المسألة إخراجا بريئا لمخطوط تراثي، كما يحاول بعضهم التعلل، وعرضه على الدارسين والباحثين ليحكموا!! بل كان تبنيا واعتقادا راسخا لمسألة عقدية ألّف فيها الحميري واعتقد ودعا.
والشكر موصول للشيخ الكمداني على ثباته في المسألة، وللأخ الناقل لكلامه.
والله المستعان.
ـ[محمود حامد الأثري]ــــــــ[05 - 04 - 06, 08:33 ص]ـ
الله يجزي كل الخير من نشر العلم وعلق عليه وزاده ثراء وتحقيقا والمرجو من الكاتبين والمعلقين التحري والبحث والتحقيق في كل ما يكتبونه ويسمعونه ولا يليق بأهل الحديث ولا غيرهم من أهل العلم الانجراف وراء العواطف والغضب أعجبني جدا جدا رد الشيخ الأخ زياد التكلة في الأسلوب العلمي وليته خفف من حدة الرد فالنقد إن تحقق وصوله بالطريقة العلمية نحن بغنى عن القوة في العبارة هذا رأي الخاص ورأيي غير ملزم لأحد وأرجو من الله للجميع الأجر والثواب لأن المقاصد صحيحة في تحقيق ما يرضي الله تعالى
أكرر شكري للشيخ زياد على غيرته على السنة وأسأل الله لي وله العون والتوفيق وأتوجه للشيخ الجريء أديب الكمداني على ثبوته على المبدأ وعلي حسب علمي هو حكم على حديث جابر بالوضع في كتابه إتحاف البررة بمعرفة الأحاديث الموضوعة المشتهرة وعندي نسخة منه وبقي ثابتاً على أن الحديث ما رواه عبد الرزاق ولا غيره من أئمة الحديث المسندين وبلغني بأسانيد صحيحة أن الكمداني أوذي إيذاء شديداً من بعض المشايخ لما نشر الكتاب وحاربوه ولكن الحق منصور والباطل مزهوق وكثير من المشايخ والطلبة النبلاء نصروا منهج الكمداني لكونه مأخوذا من المنهج العلمي الذي عليه أهل الحديث ومحاربة أهل الحديث سنة قديمة وما زالت، ولكن الله ناصرهم ورافعهم وإنهم لهم المنصورون
اللهم ارزقنا العلم والفهم
سؤااااااااال هام للشيخ زياد التكلة: فضيلة الشيخ زياد ثبته الله على الخير سؤالي لك: هل وصلك الفاكس من الشيخ أديب الكمداني؟ فإن كان الجوب بنعم فلماذا وصلك مبتوراً؟ وإن كان وصلك من غير الكمداني فلماذا لم يرسله كاملاً؟ أنا أسأل هذا لأن بعض الناس المغرضين قد يتهمك بما أنت بريء منه أو يتهم من أرسله إليك، (إنها صفية زوجتي)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[05 - 04 - 06, 03:25 م]ـ
الأخ محمود وفقه الله تعالى:
الفاكس أرسله شخص آخر غير الشيخ أديب، وأرسله على فاكس العمل، ويظهر أنه صفحتان أو ثلاثة، ولم يخرج من الجهاز إلا الصفحة الأولى فقط، وأرسلت رسالة للأخ ليعيد الإرسال.
هذا كل ما في الأمر، وهو خطأ معتاد من أجهزة الفاكس.
أما أمر الاصطياد والتجني وتحميل الكلام ما لا يحتمل فأمرٌ اعتدته من غير المنصفين، وخطابي ليس لهم أصلا.
ولا ينقضي عجبي من أشخاص الذين لم تهتز لهم شعرة ولم تتحرك غيرة على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن يصيبها لكذب، وطفقوا يدفعون عن القائمين بالجريمة بمثل هذه الأمور، لمجرد التعصب الشخصي والعقدي، وكأنهم ما فعلوا شيئا قط!!
أخي محمود: أشكرك على تنبيهك، أما القسوة في العبارة فمتناسبة مع عظم الجريمة.
ووضع الندى في موضع السيف في العلى ... مضر كوضع السيف في موضع الندى
هذا اجتهادي في الأمر، والله المستعان.
-------------
فاتني أن أشكر أخي المستشار والأخ خزانة الأدب على مداخلتهما، فجزاهما الله خيرا.
ـ[فيصل]ــــــــ[09 - 04 - 06, 02:57 م]ـ
بارك الله فيك أخي الشيخ محمد، أسأل الله أن يذب عن وجهك النار كما ذببت عن سنة نبينا، اللهم آمين
ـ[ابن الحسيني]ــــــــ[16 - 04 - 06, 01:21 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا التكلة ونسأل الله أن يجعلك فى نحور أهل البدع
ـ[محمود حامد الأثري]ــــــــ[17 - 04 - 06, 02:39 م]ـ
السلام عليكم
¥(11/377)
أتوجه بالشكر لفضيلة الشيخ زياد على توضيحه، وأحب أن أنقل له ما دار بيني وبين الشيخ أديب حول ما كتبته في جوابك لي وقد تضمن ما يلي (ولا ينقضي عجبي من أشخاص الذين لم تهتز لهم شعرة ولم تتحرك غيرة على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن يصيبها لكذب، وطفقوا يدفعون عن القائمين بالجريمة بمثل هذه الأمور، لمجرد التعصب الشخصي والعقدي، وكأنهم ما فعلوا شيئا قط!!). انتهى كلامك أخي أبا عمر.
أقول (أنا محمود): لما قرأه الشيخ أديب الكمداني، قال: أرجو الله أن يكون المقصود من هذا غيري، تحسيناً للظن. وإن كان الشيخ زياد يقصدني فوا أسفاه على حالنا، فإننا إذا كنا ما زلنا ننظر إلى بعضنا بهذه النظرة فلن ننهض بالأمة ولا بفكرها ولن نصل إلا إلى مزيد من التخلف والتقاطع والتهاجر والتمزق، فما علاقة الدفاع عن عرض المسلم (مهما كانت عقيدته ومذهبه) بعقيدة المدافع ومذهبه؟! والله إني لأدافع عن المسلم وأحفظ عرضه وأصونه مهما كنت مختلفاً معه في المذهب والعقيدة، ومن جهل الأمثلة عن السلف في ذلك فقد فوّتَ علماً نافعاً غزيراً، ولو أنا كلما اختلفنا في المذهب العقدي أو الفقهي تهاجرنا وسببنا وشتمنا ورمينا بعضنا لما بقي بيننا عصمة ولا أخوة ولا رابطة ولا محبة، ألا يستقيم أن نكون أحبة وإن اختلفنا في مسألة أو مسائل؟ ولكن رحم الله الحافظ الذهبي فقد كان يمدح الحافظ ابن تيمية وينتقده في الأصول والفروع حسبما قال في ذيل تاريخ الإسلام، ثم قال الذهبي فيما معناه: أتعبني فريقان، المحبون لابن تيمية والمبغضون له، فأنا عند من يحبه مقصر، وأنا عند من يبغضه مسرف مكثر. انتهى.
ومع الفارق في التشبيه: حيرني بعض المذهبيين في العقيدة والفروع، (ومنهم محبو الشيخ عيسى) إن انتقدت بعض المذهبيين اتهموني. وحيرني المنكرون على المذهبيين في الفروع والأصول، إن دافعت عن عرضهم اتهموني بالتعصب؟؟!
كذلك أتعبني المحبون للشيخ عيسى على انتقادي وأتبعني مبغضو الشيخ عيسى على تبرئتي له من الوضع!!!
وأنا أعتقد أن كلمة التعصب كلمة تلقى بلا تفكر في معناها، فالتعصب هو إنكار الحق أو الحقيقة بلا دليل، وغالباً ما يكون الإنكار عن عناد. فأين تعصبي المذهبي يا شيخ زياد؟! وماذا تريد مني؟ أن أسب وأشتم في رسالة كان كلامي فيها واضح كالشمس في إنكار المخطوط وكذبه والإصرار على ذلك. فما علاقة المذهبية بموضوع التبرئة وتكذيب المخطوط؟ أم هو الهوس في الإنكار على كل من خالف؟! فكلامي كان منصباً على تبرئة الدكتور عيسى والشيخ ممدوح، وهي براءة والله أعتز بها لأن اتهام المسلم مهما كانت عقيدته أو دينه أو مذهبه: أمر خطير ليس بالسهل، حتى ولو كان فاسقاً، هل يجوز أن أتهم مسلماً بما هو بريء منه؟!! فعصمة الأخوة الإسلامية والرابطة الإيمانية أقوى بألف مرة من الاختلاف في وجهات النظر. وقد كنت قرأت من سنوات بعيدة سير أعلام النبلاء للذهبي ووجدت فيه نفائس له حول اختلاف العلماء مع بعضهم في الأصول والفروع، ومنهم محمد بن نصر وذكر الذهبي بعض آرائه وإنكار بعض العلماء عليه ثم قال الذهبي: ولو أن كلما أخطأ إمام غي اجتهاده خطأ مغفوراً قمنا عليه وبدعناه وهجرناه لما سلم معنا لا ابن نصر ولا ابن مندة ولا من هو أكبر منهما فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة. انتهى. وأذكر أنه قال مثل ذلك في مكان آخر. والمتأمل المخالف لما قاله ابن مندة وابن نصر لوجده عظيماً. ومع هذا قال الذهبي ما قال.
ويتابع الكمداني الكلام فيقول للشيخ زياد: إن كنت قصدني من قولك: (لم تهتز شعرة من جسمي غيرة على سنة النبي صلى الله عليه وسلم) فأنت مخطئ، ومن عرف تاريخي مع السنة وبخاصة أيام كتابي إتحاف البررة، يعلم علم اليقين أن كل ذرة من جمسي كانت تنتفض وتهتز وتفور وتثور غيرة على السنة المطهرة، ودفاعاً عنها، فما أدراك أن شعر جمسي لم يهتز من افتراء الكاذب وواضع المخطوط (المجهول)؟ هل اطلعت على مشاعري ونفسيتي وضميري لتقول هذا الكلام؟ إلى متى ننتهي من الخوض في النوايا التي هي من أعمال القلوب التي لا يطلع عليها إلا الله؟!
وأخيراً أقول للأخ زياد: أنت كنت بغنى عن هذه الحملة القاسية في الحوار العلمي في بيان كذب المخطوط، فإنك بأسلوبك هذا نفرت كثيراً من مريدي الحق والحقيقة، وما كان يضرك لو بينت بالأدلة كذب المخطوط وخطأ الشيخ عيسى بإخراجه ونشره، بأسلوب علمي هادئ، خال من التهجم والسب والشتم والتنقيص والخلط بين المنهج العلمي في النقد وبين العقيدة والمذهب والاتجاه؟ ليس هكذا يا شيخ زياد يُثبت الحق، فالشيخ عيسى مسلم، وفرعون كافر والله قال للنبي موسى وهارون: (قولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى). فلست مطالباً شرعاً بالسب والتنقيص والرمي والتهكم، وإنما مطالب بإظهار العلم والحقيقة بالأدلة العلمية. هذه نصيحتي لك ولنفسي ولجميع من يتصدى للرد وبيان الحق والحقيقة. وأحب أن أنبه على أن مرادي من هذا الكلام هو الملاحظة على الأسلوب، وليس الإنكار على الحوار العلمي، معاذ الله، فإن الردود العلمية والحوارات سنة نبوية وسنة أغلب السلف، وما ثبت عن بعض السلف من أنهم كانوا يردون بقسوة فهم اجتهاد منهم وهم حسب اعتقادي مخطؤون، ورحم الله الإمام الشافعي حيث كان يدعو لمن يحاوره أن يسدد ويوفق ليكون الحق على يدي من يخالفه. والله الموفق والهادي. انتهى كلام الشيخ الكمداني الذي حاورني به في 17 - 4 - 2006م
¥(11/378)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[17 - 04 - 06, 04:25 م]ـ
الأخ محمود وفقه الله.
أبلغ أخي الشيخ أديب مني السلام، وقل له: الرجل ما قصدك مطلقا، وما دار له في خلده عنك في هذا الموضوع إلا الخير، وقد صرَّح بوقفته الشجاعة في كل المواطن التي جاء ذكرك فيها في الرد، وموقفه في كتابه إتحاف البررة معروف لديّ، ولا أقول إلا جزاه الله خيرا على جهوده في نصرة السنة النبوية، وزاده من الخير والفضل.
وإنني إذ قلت ما سبق، أعلم أنني مباين له في المشرب والمذهب، ولكن له في نفسي احترام وتقدير لجهوده السابقة، ووقفته التي لا زلت أصفها بالشجاعة حول الموضوع، وإنني في بعض المجالس التي يعرفها الإخوة، عندما أسمع بعضهم يقول إنني أول من نبّه على مصنف عبد الرزاق المكذوب أرد قائلا: بل هو الشيخ أديب الكمداني.
وعلى كل حال، فقد كان قصدي في كلامي السابق بعض الذين ريّشوا إليّ سهامهم تعصبا لمن أخرج الجزء، فهؤلاء هم من أتعجب من عصبيتهم لأولئك الأشخاص على حساب محبة النبي صلى الله عليه وسلم والغيرة على سنّته.
ونظرا لما سبق لا أجد نفسي محتاجا للرد التفصيلي على ما نقله الأخ محمود وفقه الله، لأنه مبني على ظنون أرجو أني وضحتُها بجلاء.
ولكن ما وقع في الكلام أنني شتمتُ الحميري فغير صحيح، أما الشدة في الرد فبيّنتها في آخر ردي وأنه متناسب مع عظم الجريمة، وأما تهام الحميري بأنه هو من زوّر المخطوط فلم يحصل من أول الأمر إلى آخره، وكلامي فيه واضح إن شاء الله.
سلامي مرة أخرى للشيخ أديب، وللأخ محمود، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[17 - 04 - 06, 04:29 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الشيخ زياد لا يعني الشيخ الكمداني بل يعني بعض أهل البدع من المتصوفة الذي حاولوا إسقاط الشيخ التكلة في الملتقى وغيره من المواقع لأنه تكلم عن هذا الحديث الموضوع وبين عواره، وبين أن سبب إخراج الحميري لهذا الجزء هو مشربه المذهبي البدعي حيث إنه لم يهتم لكلام الشيخ الكمداني عندما بين له أن المخطوط غير صحيح. فتركوا الكلام عن هذا الجزء الموضوع، ولم يلقوا للقبيحة التي فعلها الحميري بالا، بل ذهبوا يبحثون عن أخطاء للشيخ التكلة ليحاولوا إسقاطه، وقد خيَّب الله سعيهم والحمد لله
أما محاولاتك البائسة _ يا من تتسمى بـ محمود حامد الأثري _ في إظهار كلام الشيخ التكلة وكأنه يقصد بكلامه الشيخ الهمداني ثم تذهب للشيخ الكمداني ووتحاول أن تستصدر منه المقال السابق فإنها حيل باتت مكشوفة.
فلا عليك يا شيخ زياد فإن أهل البدع الذين حاربوك لأجل انتصارك لسنة النبي صلى الله عليه وسلم لن يزالوا في صغار واندحار إن شاء الله، ولن يضيع الله أجرك لذبك عن نبيه صلى الله عليه وسلَّم ما افتراه عليه المبطلون.
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[17 - 04 - 06, 04:40 م]ـ
جزاك الله أخي المكرم الشيخ خالد على توضيحك، غيرتك، ونصرتك، ضاعف الله لك الأجر.
وإنني ألتمس للأخ محمود المحمل الحسن إن شاء الله.
وفقنا الله جميعا لما يحبه ويرضاه.
ـ[محمود حامد الأثري]ــــــــ[18 - 04 - 06, 12:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حضرة الأستاذ الأجل الشيخ زياد ازددت في نظري عظمة وإني والله في غاية السرور على صفاء نيتك وأتوجه بالعتب إلى الأخ خالد عمر على سوء ظنه فما هو الداعي لقولك (أما محاولاتك البائسة _ يا من تتسمى بـ محمود حامد الأثري _ في إظهار كلام الشيخ التكلة وكأنه يقصد بكلامه الشيخ الكمداني ثم تذهب للشيخ الكمداني وتحاول أن تستصدر منه المقال السابق فإنها حيل باتت مكشوفة) فيا أخ خالد، العلم رحم بين أهله، فلا محاولات ولا بؤس ولا حيل وووووووو، وأدعوك إلى التخلق بأخلاق السلف في أدب الحوار، ولست أنا كما تظن ممن ينزل إلى مستوى التحايل والحيل!
أخي الشيخ زياد أكرر لك شكري على أخلاقك العالية وفهمك لقصدي في الحوار الذي يدور بيني وبين من يعتني بالسنة والله يعلم كم أنا أستفيد منك ومن تحقيقاتك ومقالاتك. وإني وللأمانة سوف أخبر الشيخ أديب ليقرأ كلامك بنفسه ليهنأ الأخ خالد وإني أعتقد أن الأخ الكمداني سيكون مسروراً من كلامك وتوضيحك وفق الله الجميع على ما يحب ويرضى
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[18 - 04 - 06, 04:33 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخ محمدود حامد الأثري أعتذر إليك إن كنت اسأت إليك بما قلت
وسبب ردي السابق أني لا أعرفك عينا ولا حالا _ وليس نقصا أو عيبا فيك أن لا يعرفك مثلي _ فمشاركاتك وهذه الرابعة منها كلها متعلقة بهذا الموضوع، وكان الأولى بك أن تستفصل من الشيخ التكلة قبل أن تنقل الكلام أو تتابع ما يحدث في الملتقى من أهل البدع كمحمد با ذيب وغيره من المبتدعة الذين أراودا أن يطعنوا في أمانة الشيخ التكلة والتشكيك في صدقه
ولتعلم أني لم أر الشيخ التكلة بعيني ولم أسمع صوته، لكني رجل من أهل السنة ولن أرضى أن يأتي مبتدع ليتنقص من أحدهم بغير حق
والمشكلة التي حدثت للشيخ التكلة مع المبتدعة لم يكن لعاقل من الكتاب في الملتقى أن يسكت عن حق يعلمه أو يحاول أن يمسك العصا من المنتصف.
وقد رددتُ على إخوة أعرف أعيانهم بما أدين الله به فكيف بمن لا أعرف عينه ولا حاله مثلك أخي الفاضل وليس نقصا فيك كما سبق
وبعد أن أبنت أنك لم تقصد إثارة الفتنة من جديد فإني أقدم لك اعتذاري حيث إني أسأت بك الظن
وأسأل الله أن يغفر لنا جميعا
¥(11/379)
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[18 - 04 - 06, 04:38 م]ـ
جزيت خيرا يا شيخ خالد , وزادك الله علما وفضلا.
ـ[بدر العمراني]ــــــــ[20 - 04 - 06, 10:22 م]ـ
لما طالعت رسالة الأخ الفاضل الشيخ محمد زياد التكلة بارك الله فيه، تحركت قريحتي لتأييد الحق و دحض الباطل، فأنشدت لنفسي مقرظا: [البسيط]
هذا الكتاب كتاب الحق و السَدَدِ # هذا الذي دكّ صَرْح الزَّيْفِ و الجَحَدِ
هذا المُغِير على العادي و طُغْمَتِهِ # دَرْءً لِبَأْسِ حُماةِ الزَّيْغِ و النَّكَدِ
قَوْمٌ ترامَوا على الآثار في سَنَنٍ # بالكِذْبِ و الوَضْعِ و التَّخْلِيقِ و الرَّهَدِ
يا ويحهمْ من نبي الله سيدنا # خَصْماً غَدَاةَ لِقاءِ البارِئِ الصَّمَدِ
صَلّى عليه كرام الخلْق ما صَدَحَتْ # وُرْقُ الحَمام بلا حصْرٍ و لا عَدَدِ
و ويحهمْ من مآلٍ في لَظى سَقَرٍ # يعلو وُجوهَهُمُ الإِقْتارُ مِنْ كَمَدِ
قَوْمُ تَقَدَّمَهُمْ إِبْليس في أَمَمٍ # رَوْماً لِطَمْسِ هُدى المُخْتار بالرَّصَدِ
هَيْهاتَ هَيْهاتَ أَنْ تَسْمُو مَدارِكُهُمْ # و الأُسْدُ تزهو بِنَهْجِ الرُشْدِ و الرَّشَدِ
أَمّا زِيادُ فَهَدَّ الصَّرْحَ مِنْ أُسُسٍ # و فَتَّقَ السِتْرَ عن خَتْلٍ و عن نَكَدِ
و أنْهر الحق ينبوعا لكل صَدٍ # يُذْكِي بِهِ الرُوحَ رَوْحاً طَيِّبَ الحَتَدِ
يا سَعْدَهُ بالرضا و الخَيْرُ يَرْقُبُهُ # مِنَ الإله مدى الأعصار و الأَمَدِ
و قَبَّحَ الشُّؤْمَ منْ سِيدِ الأُلى حَسَباً # يَرْعاهُ وَهْناً على وَهْنٍ إلى الأَبَدِ
و تَمَّمَ الله نَصْراً لاحَ سُؤْدُدُهُ # يُحْيي السُّعودَ و يَمْحو ظُلْمَةَ الفَنَدِ
ـ[ابن وهب]ــــــــ[23 - 08 - 06, 11:04 م]ـ
جزاكم الله خيرا
بيض وجهك ووجه كل من دعمك في فضح الكذابين
إنا لله وإنا إليه راجعون
وأريد أعرف آخر الأخبار
فهل تراجع القوم بعد هذه الفضائح؟؟
نأمل ذلك
اللهم انصر من نصر دينك
ـ[ابن وهب]ــــــــ[23 - 08 - 06, 11:06 م]ـ
تنبيه
قول الشيخ محمد زياد التكلة - حفظه الله ورعاه (وإنما ذكر روايته لسنن عبد الرزاق (ص412) من رواية الطبراني عن الدبري عنه، وهذه غير المصنف، بل هو كتاب من تأليف الطبراني كما في المنتخب من معجم شيوخ السمعاني (1/ 587)، ورواه القزويني بالإجازة لا بالسماع.
)
انتهى
أقول
الصواب أن المراد بالسنن مصنف عبدالرزاق نفسه
و لايوجد للطبراني كتاب باسم سنن عبدالرزاق
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[23 - 08 - 06, 11:43 م]ـ
جزاكم الله خيرا
بيض وجهك ووجه كل من دعمك في فضح الكذابين
إنا لله وإنا إليه راجعون
وأريد أعرف آخر الأخبار
فهل تراجع القوم بعد هذه الفضائح؟؟
نأمل ذلك
اللهم انصر من نصر دينك
حيا الله الأخ الشيخ الحبيب ابن وهب حفظه الله تعالى، وعوداً حميداً.
وأما عن هؤلاء الشرذمة، فلم يؤثر عنهم أنهم تراجعوا، بل هم في طغيانهم يعمهون، نسأل الله السلامة والعافية.
وآخر ما بلغني من أخبار عن الصفيق محمود سعيد، بأن كتبه قد مزقت على يد محبيه بالأمس.
وأنه أوقف من قبل الأوقاف بدبي، إلا أنه لايزال يعمل في دار البحوث هناك؟!
وأما الحِمْيَريْ ـ أو ـ الحَمِيريْ فقد خذله الله، فلا تكاد تسمع له ذكر الآن.
وسنوافيكم بالأخبار إن شاء الله تعالى.
والله أسأل أن يردهم إلى الحق رداً جميلاً.
محبكم / أبومحمد.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[23 - 08 - 06, 11:48 م]ـ
ردَّ الحميري برد مهلهل مطول (!) على الشيخ محمد زياد - وفقه الله -، ثم ردَّ عليه الشيخ بردٍّ طويل محكم متين.
وكل هذا نُشر هنا، لكنه راح مع ما راح بسبب الخلل الذي أصاب الملتقى، والله المستعان.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[23 - 08 - 06, 11:55 م]ـ
ردَّ الحميري برد مهلهل مطول (!) على الشيخ محمد زياد - وفقه الله -.
في بلادنا ـ وكما تعلم ياشيخ محمد ـ يقال لواحد مثل الحميري:
سود الله وجهه
أما يستحي هذا الكذاب الأرعن، بدلاً من أن يتوب ويرجع إلى الله، يرد ويكابر؟!!!!
نسأل الله السلامة والعافية.
ـ[علي حسين]ــــــــ[24 - 08 - 06, 05:03 ص]ـ
جزاك الله خيرا ..
قال عليه الصلاة والسلام: ((لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لايضرهم من خذلهم حتى ياتي أمر الله وهم كذلك))
ـ[ابوراشد]ــــــــ[24 - 08 - 06, 10:19 ص]ـ
اخواني في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين وبعد:
اخواني في الله هؤلاء الصوفيه دخلاء على شعب الامارات فشعب الامارات كما تعلمون
شعب نشأ على منهج السلف ومعظمهم على مذهب الامام احمد رحمه الله
وهم اول من اييد وناصر دعوة شيخ الاسلام الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله لذلك اردت التنويه حتى لا يفهم بان اهل الامارات من الصوفيه المبتدعه.
والحمدلله رب العالمين وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على هداه الى يوم الدين.
اخوكم في الله
ابو راشد
¥(11/380)
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[25 - 08 - 06, 03:48 م]ـ
ليت الشيخ التكلة يعيد ما سطره سابقا للموضوع حتى يستفيد من لم يحتفظ بنسخة منه
ـ[أبو محمود الراضي]ــــــــ[29 - 08 - 06, 10:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مرفق لكم إخواني كتاب أخانا الشيخ محمد زياد "الإزهاق لأباطيل الإغلاق" الذي رد به على الرد المهلهل للكاذب الحميري " الإغلاق على المعترضين على الجزء المفقود من مصنف عبد الرزاق "
ولدي بشرى بخصوص هذا الموضوع أسوقها لكم قريباً إن شاء الله حال تحققها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تم وضع ما في المرفق داخل المشاركة لتعم الفائدة
## المشرف ##
الإزهاق لأباطيل الإغلاق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله معزِّ من أطاعه ومذلِّ من عصاه، وأصلِّي وأسلّم على رسوله ومصطفاه، وآله وصحبه ومن اتبع هداهم واقتفاه.
أما بعد:
قال الله تعالى: (إن الذين يفترون على الله الكذب لا يُفلحون)، وقال جلَّ وعلا: (إن الله لا يهدي من هو مُسْرِفٌ كذّاب).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كذب عليّ متعمداً فليتبوّأ مقعده من النار)، وقال عليه الصلاة والسلام: (من حدّث بحديث يُرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين).
يقول أفقر العباد محمد زياد:
سبق لي أن كتبتُ بحثاً علمياً مطولاً حول تفنيد القطعة المكذوبة المنسوبة لمصنف الإمام عبد الرزاق بن همام الصنعاني (ت211) رحمه الله، تلك القطعة التي أخرجها المدعو عيسى بن عبد الله بن محمد بن مانع الحميري، وقدّم لها محمود سعيد ممدوح، وفي مقدمتهما تلبيس وتدليس على الناس، وإيهام بصحة تلك القطعة المفتراة، وبيّنت بالأدلة العلمية المتكاثرة بطلان تلك القطعة، وأنها حديثة الوضع.
ثم قيّض الله جماعة من كبار العلماء والباحثين المتخصصين من عدة بلدان فكتبوا نقداً لهذه القطعة، وكانت كلماتهم إجماعاً على أن هذه القطعة مكذوبة مفتراة، وحذّروا منها أشد التحذير.
وبعد هذه البيانات والحجج الواضحة، وفي الوقت الذي كان بعض الناس يترقب اعتذاراً وتوبة وتراجعاً من مُخرج الجزء والمقدِّم له: عاد متولي كِبر إخراجه عيسى الحميري ليضيف إلى رصيد مخازيه سوءةً أخرى عبر ردٍّ أسماه: (الإغلاق على المعترضين على الجزء المفقود من مصنف عبدالرزاق)، أصرَّ فيه واستكبر، وسلك في سبيل تثبيت جزئه المهلهل ضروباً خبيثة من الكذب والجهل والخيانة والتدليس والحيدة، واتَّضح بذلك أنه ليس طالب حق، بل هو ضالٌّ مُضلّ عن سبق إصرار وتعمد، وإنما قصده مخاطبة الجهلة المخدوعين فيه خطاباً يُخدّرهم به ويغرّرهم، حتى تَبْقى للكِذْبة التي أخرجها بقية رواج ونَفاق!
ولم أستغرب تلك المسالك من ذاك المومى إليه، فما زادتنا فيه وفي منهجه المنحرف إلا بصيرة، ولكن استغربت الجرأة البالغة والبجاحة في الكذب والمغالطة، حتى في أمور يعلم يقيناً انكشافها لذوي العقل والمنهج السليمين، ولكن سبق التأكيد على أن كتابته كانت للاستهلاك المحلي بين جماعته فقط، وقد صرّح بذلك في مقدمة إغلاقه قائلا: [أردت بها تثبيت قلوب المحبين الصادقين حتى لا تنطلي عليهم مثلُ تلك الترهات (!)، ولا يُلبس عليهم بزيف العبارات (!!)، فإنني خبرت المخالف (!) لا يقنع، وعن غيه لا يردع، وبغير هواه لا يقنع، ولا لنداء غيره يسمع، ولو كان حقًا من النهار أسطع، إلا ما رحم الله فإنه على الخير يجمع. وها أنا -بفضل الله تعالى- أتقدم لإخواني المحبين .. ].
وإزاء ذلك، فقد رأيتُ من تمام النُّصح لدين الله وللمسلمين أن أواصل كشف تلك الأباطيل وتعرية صاحبها، وعدم الاكتفاء بالكتابة الأولى، فكانت كتابتي تلك وكتابة المشايخ للتحذير وبيان الحق وتعليم وإرشاد من لم يعلم، وأما هذه فتزيد أنها كشف للمفتري العنيد بأسلوب مختلف يناسب إصراره وغيّه وكذبه المتعمد بعد قيام الحجّة، وليست المسألة في خلاف معتاد، بل هي في ذبّ الكذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكشف الوضع والوضاعين.
وأسميتُ الرد: (الإزهاق لأباطيل الإغلاق) تيمنا بقوله تعالى: (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق، ولكم الويل مما تصفون).
وقد قسمت الرد إلى فصول أربع يندرج فيها جميع ما في إغلاق الحميري: من تهرباته، ومسلسل كذبه المتعمد الصريح، وجهالاته العريضة، وتدليسه وتلبيسه.
¥(11/381)
وطريقتي أن أقوم بنقل كلامه كاملا بين معكوفتين، وأميّزه بخط تحته، ثم أبيّن عواره، خلافا لما فعله الحميري في إغلاقه، حيث ينقل كلامي بعد أن يُعيد صياغته عموماً، ويقطع ما يتعلق به غالباً، ليتسنى له تحوير المعنى والتلبيس! وقد أغنانا الله بالحق عن سلوك مسلكه والحمد لله.
وقبل الشروع في الرد أنبه القارئ أن الحميري هذا بقي يحرر ردّه عليّ بضعة أشهر، فبين كتابتي لردي وتاريخ كتابة ردّه قريب من نصف سنة، وعليه فإنه مؤاخذ تماماً بما سيأتي بيانه من كذب ومغالطة وتدليس متعمد، ولا عذر له بالعجلة ونحوها، ومسؤوليته كاملة عن عباراته ودلالاتها، فإنها مراجعة ومحررة من لدنه منتقاة.
كما أود من القارئ ليكون على بيّنة ويفهم السياق أن يراجع كتابتي السابقة حول الموضوع بعنوان:
(دفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم وسنّته المطهرة، وكشف تواطؤ عيسى الحميري ومحمود سعيد ممدوح على وضع الحديث: تفنيد القطعة المكذوبة التي أخرجاها ونسباها لمصنف عبدالرزاق)، فإن فيها غنية للمُنصف وطالب الحق حول الموضوع، ولم يخدش (الإغلاق) فيها شيئا يُذكر ولله الحمد، وقد نُشرت في عدد من المواقع على شبكة المعلومات (الإنترنت)، مثل ملتقى أهل الحديث، ويجد هناك عدداً من بيانات أهل العلم حول الموضوع، وكلها في نفس السياق.
والله المستعان، وعليه التكلان.
وقفة مع التهرب
استهلّ الحميري رده بمحاولة مكشوفة لفك الحصار عليه من علماء الأقطار الذين كتبوا وحذّروا من مصنّفه المكذوب، فهو لا يستطيع أن يرد على جميع العلماء دفعة واحدة، ولا يريد أن يظهر لأتباعه أن صاحبهم يعارض ويخالف كل من تكلم في الموضوع من كبار العلماء والدكاترة المختصين في الحديث ومخطوطاته، فلا بد من تضييق نطاق المعركة إلى أقل ما يمكن، وظن أنه استطاع ذلك بقوله أوائل رده عن المعترضين:
[بيد أن جماعة من المتطرفين وهم في نظرنا على قسمين: متطرفون رغبة في الارتزاق وبسبب العمل والمجاورة، ومتطرفون أصليون، وكلا القسمين ركب مركبًا بعيدًا عن النقد العلمي الصحيح، البعيد عن يسر وسماحة الإسلام، وتحسين الظن بالمسلمين، فأخذوا يكيلون الذم لنا ولأصحابنا بشتى الطرق حتى اتهمونا بالعظائم والشنائع انتصارًا لأهوائهم ولحاجة في أنفسهم ... وكان مركبهم يجدف بمجدافي الغل والحقد من ناحية، والخيانة والبهتان من ناحية أخرى] .. الخ.
ثم أراد أن يُظهر بأني خصمه الوحيد، وجعل يردد في رده: [قال المعترض]، ولا يقصد غيري، ولا يسوق إلا كلامي، إلى آخر ردّه الطويل الهزيل، وما أورد عن غيري شيئاً، اللهم إلا انتقاداً جزئياً واحداً للشيخ الفاضل عمر النشوقاتي (مع كون ردّه طويلاً هو الآخر)، وضرب عرض الحائط بأقاويل سائر العلماء والمختصين الذين اتهمهم بالجملة، وظن بهذا أنه أزاح عن كاهله عبئاً، واختزل مؤنة الرد عليهم!
والواقع أن فعله هذا ليس سوى حَيدة ظاهرة، وهروب جبان من مطارق الحقيقة، فضلاً عن قلة الأدب والتربية، فاتهامُه لجميع من رد عليه بالتطرف والارتزاق لا ينطبق إلا عليه وعلى من معه، فكُلٌّ يرى الناس بمنظار طبعه، وكثيرون يعلمون حال هذا المجرم مع مخالفيه من أهل السنّة في بلده لما كان متنفذاً في إدارة الأوقاف، وإقصاءه وإيذاءه لهم، ومحاربته إياهم بشتى الطرق، وتسخير الجهود والأموال في محاربة السنّة قولاً وعملاً وتأليفاً واستكتاباً وسعياً بشكل لم يُعهد في تاريخ بلاده! وألفاظُه الشنيعة بحقهم في كتاباته معروفة كذلك، بمناسبة وبغيرها (كما في حاشية مصنَّفه ص57)، وهكذا في فاتحة ردّه وأثنائه، مع أنه (تمسكن فيه) لما صار في موقف التهمة والضعف! وصار يمثّل دور الحريص على وحدة الصف الإسلامي وهو أحد هادميه! وينادي بتحسين الظن وهو أحد فاقديه!
ولقائل أن يسأل: من هم هؤلاء الذين حكم الحميري عليهم بالتطرف، وأن جميعهم بين متطرف أصلي أو مرتزق منافق، وأنهم جميعاً ردّوا عليه غلاً وحقداً وبهتاناً وخيانة، وما استثنى من هذا التعميم أحدا؟
¥(11/382)
والجواب يكون بمعرفة أسامي من كتب رداً على مصنفه، وهم: سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين، والعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك، والعلامة الشيخ محمد الأمين بوخبزة المغربي، والشيخ مساعد البشير الحسيني السوداني، والشيخ عبد القدوس بن محمد نذير الهندي، والشيخ عبد الله بن حمود التويجري، والشيخ سعد بن عبد الله الحميّد، والشيخ سعد بن ناصر الشثري، والشيخ عبدالله بن عبد الرحمن السعد، والشيخ خالد الدريس، والشيخ محمد بن تركي التركي، والشيخ إبراهيم بن حماد الريّس، والشيخ علي بن عبد الله الصياح، والشيخ تيسير بن سعد أبو حيمد، والشيخ عبدالمحسن التخيفي، والشيخ محمد بن موسى آل نصر، والشيخ مشهور بن حسن آل سلمان، والشيخ علي بن حسن الحلبي، والشيخ سليم الهلالي، والشيخ صالح الدرويش، والشيخ عمر بن موفق النشوقاتي الدمشقي، والشيخ عبد العزيز بن فيصل الراجحي، والشيخ أديب الكمداني الشامي، إضافة إلى جماعة من مشايخ الحديث في باكستان كما أخبرني شيخنا العلامة ثناء الله المدني مفتي لاهور.
وممن كذّب الجزء شفاهاً ولا أعلمه كتب فيه: العلامة الشيخ محمد أديب الصالح، والعلامة الشيخ محمد بن لطفي الصباغ، والعلامة الشيخ صبحي البدري السامرائي العراقي، والعلامة الشيخ ثناء الله بن عيسى خان المدني مفتي لاهور، والشيخ مقتدى حسن الأزهري الهندي، والشيخ عبد الله التليدي المغربي، والشيخ الحسن بن الصديق الغماري المغربي، والشيخ محمد عجاج الخطيب الدمشقي، والشيخ عدنان آل عرعور، والعلامة الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير، والشيخ عبد العزيز بن محمد السعيد، والشيخ عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي الهندي، والشيخ محمد بن ناصر العجمي الكويتي، والشيخ عثمان بن محمد الخميس الكويتي، والشيخ حمزة المليباري، وجماعة.
إضافة إلى عدد من طلبة العلم المعروفين، مثل الشيخ سعد السعدان، والشيخ صالح العصيمي، والشيخ صلاح الشلّاحي، والشيخ عبد الوهاب بن عبد العزيز الزيد، والشيخ عمر بن سليمان الحفيان، والشيخ بندر الشويقي، والشيخ أحمد بن عبد الملك عاشور المدني، والشيخ رياض بن عبد المحسن السعيد، والشيخ عبد الرحمن بن عمر الفقيه الغامدي، والشيخ بدر بن علي بن طامي العتيبي، والشيخ رياض الخرقي الشامي، والشيخ خالد السباعي المغربي، والشيخ حمزة بن علي الكتاني المغربي، والشيخ بدر العمراني المغربي، وجماعة.
فهؤلاء المسمَّون قريب من خمسين من أهل العلم من مختلف البلدان؛ من الهند شرقاً إلى أقصى المغرب، نحو نصفهم يحمل الشهادة العالية (الدكتوراة) في العلوم الشرعية، وجلُّهم أساتذة جامعات ومتخصصون في الحديث، وفيهم جماعة من كبار العلماء، وكلهم أجمعوا على بطلان الجزء، وأنه موضوع مفترى.
فهؤلاء -وغيرهم- هم الذين اتهمهم الحميري الضال بأنهم جميعهم متطرفون؛ إما أصالة أو نفاقاً وارتزاقاً، فضلاً عن الاتهامات الساقطة الأخرى، على أن فيهم من شيوخه وشيوخ صاحبه ممدوح!
فليت شعري من يصدَّق في قوله؟ أأهل العلم والاختصاص المعروفين هؤلاء؛ أم ذاك الحميري الدَّخيل الذي ثبت تطرفه وجهله وضلالُه؛ بل وكذبه؟
وقفة أخرى:
أوهم الحميري الرد على جميع المعترضين عبر العنوان (الإغلاق على المعترضين)، وأجمل الجميع بالاتهامات الهابطة كالتطرف والارتزاق والغل والبهتان و .. و .. ولكنه -كما أسلفت- إنما رد على معترض واحد فقط، ولم يأت بشيء يُذكر عن غيره! مع أنه عاود التأكيد أنه يرد على جميع المعترضين وعلى جميع إيراداتهم بقوله عنهم أوائل رده: [سأحيط بهم إحاطة السوار بالمعصم في إحباط مطاعنهم]! وكذب في ذلك، فلا هو رد على الجميع، ولا رد على جميع المطاعن من شخص واحد، وهو أنا! فضلا أن يحبطها، فتهرب من جملة طويلة عريضة من الإيرادات والنقاط، وحتى تلك التي رد عليها لا يخلو كثير منها من تهرب -حاشا ما كان رداً بالكذب والجهل المركب! - كما سيأتي.
وقد غرر بالقراء وأظهر أنه حصر النقاط التي أوردتها عليه، معدداً لها: أولا .. ثانيا .. كأنه استوفاها! والعكس هو الواقع!
فمن النقاط التي تعامى عنها ولم يُجب عنها البتة:
¥(11/383)
* اتهامي له بكتمان حكاية أصل النسخة المزعومة، وأنها احترقت، فهو لم يتطرق لهذا الكتمان البتة في تحقيقه، مع كون ذلك خيانة عظيمة في عالم التحقيق، وكشف الأمر الشيخ أديب الكمداني جزاه الله خيراً، فكيف تصرف الحميري إزاء هذه النقطة الجوهرية؟ جاء وذكر في رده أنه تطرق لأمر النسخة الأصل واحتراقها في مقدمة تحقيقه (وهذا كذب صريح!)، وساق الأمر كأنه من المعلومات المسلّمة عند الكل! ومشّى الأمر بذلك مؤملا أن لا يُتنبه له!
* تجاهل ما ذكرتُه من دوره الأسود في محاربة السنّة مقابل مباركة المنكرات حين تسلطه على إدارة الأوقاف في دبي قبل طرده! وطوى عن ذلك صفحاً، وكأنه يقرّ ذلك!
* تجاهل كذلك ما ذكرتُه عنه وعن صاحبه ممدوح من مناصرة الرافضة، وسكت تماماً عن الوثيقة التي ألحقتُها بالرد عن تورطهما بالتطاول على كبار الصحابة والدعوة للرفض في مزرعة الحميري! ولم ير الحميري هذا الأمر الخطير يستدعي الرد والتبرؤ! وأقره أيضاً!
* تجاهل ما ذكرتُه عن شدة انحراف وضلال البريلوية الذين وضعوا النسخة، وأنهم وضعوا المخطوط ليوافق المسائل التي يدعون إليها هم والحميري، فسكت عما ذكرتُه من غلوهم وسوء حالهم، ويظهر من رده أنه مقرٌّ لهم أيضا!
* تجاهل ما ذكرتُه عن تزوير تاريخ طبع الكتاب، مع أنه عاد ليؤكد التهمة مجدداً ويقول في إغلاقه إن ردي عليه كان بعد شهرين فقط من إخراج كتابه، وردي مؤرخ أوائل سنة 1427!
* تجاهل الرد عن كثيرا مما نقلته -وهو طويل- في إبطال حديث النور الذي أولع به، مثل ما نقلتُه عن اتفاق أهل العلم -ومنهم أسياده الغماريين- في أنه باطل موضوع لا أصل له، ولا سيما تكذيب الشيخ عبد الله الغماري أن يكون في أيٍّ من مصنفات عبد الرزاق، ونقله عن ذلك الكذاب الشنقيطي الذي وضع سنداً آخر على عبد الرزاق للحديث! وكذا موقف الشيخ أبو غدة رحمه الله من الحديث وقد أسنده من طريقه! وما أثبتُّه أن الحديث جاء من قبل الباطنية، علماً أن الحميري خالف اتفاق العلماء وإجماعهم وزعم صحة إسناد الحديث!
وتجاهله لهذه القضية علمياً هو جوهر التجاهلات، لأن جزءه المزعوم مبني على هذا الحديث، وهو صرّح أن سبب إخراجه وبحثه عن المخطوط إنما هو لهذا الحديث لا غير! فما قيمة ردّه وجدواه وقد أغفل أصل الخلاف ولب القضية؟!!
ولا يُقال إنه قد ذكر تكذيب الغماريين للحديث في إغلاقه، فإنه لم يرد عليه ردًّا علميا، بل أجاب بأن للمضعفين شأنهم وله شأن خاص! وتجاهل الكلام العلمي.
* تجاهل ما كشفتُه من تحريفه العمد للمخطوط دون إشارة، فقلت في ردي الأول: [ومن أدلة قولي إن الحميري لا يصدّق في نقوله أنه يغيّر ما في المخطوط (المتقن بزعمه) من عنده! ففي الصفحة الأولى من المخطوطة التي أوردها (ص18): (فسجد خمس مرات، فعُبِّدت علينا تلك السجدات)، فكتبها الحميري في المتن (ص53): (خمس مرات، فصارت علينا)، ولم يُشر إلى تغييره! لعله إخفاء لعُجمة التركيب في الأصل! وعلى كل حال فهذه خيانة في التحقيق لم يظهر لنا منها إلا من القدر اليسير الذي أظهره، فكيف بما أخفاه ولم يورده؟!
وفي حديث جابر في النور (رقم 18) غيّر من أصله المتقن (؟!) وأثبت من نقل قدوته وإمامه محيي الدين بن عربي الحاتمي للحديث!].
ورغم أنه اتهام خطير يُسقط الثقة بعمله مطلقاً إلا أنه تجاهله تماماً ولم يُجب عنه بشيء!
* تجاهل انتقادي الجليّ لتبويبه الذي أضافه في المتن، فقلت: [وفي أول الكتاب وضع عنواناً من عنده: كتاب الإيمان! ولا أصل لذلك لا واقعاً ولا عقلاً، فمتى سمع الناس أن مصنفا يذكر (كتاباً) فيه (باب واحد) فقط، وهو باب تخليق نور النبي صلى الله عليه وسلم؟! ثم هذا محله لو كان يفهم في كتاب الشمائل، لا الإيمان!].
* تجاهل اتهامي له بالتدليس الصريح والهوى في انتقائه كلاماً عاماً للغماريين في أحاديث أخرى ليدافع بها عن حديث النور المخالف لها من وجوه، فيما كتم كلامهم الشديد في إبطال الحديث، مع أنهم أبطلوه بالقواعد التي أراد الحميري نقضها بكلامهم! وهكذا يكون الهوى!
¥(11/384)
*تجاهل الحميري نقاطاً مهمة كثيرة في نقدي للمخطوط، فأعرض رأساً عما أوردتُه عن غرابة وجود المصنف في بغداد في العصور المتأخرة بالأدلة، وقضية نسخ الكتب المتخصصة، وترجمة الناسخ، والإيراد على كون الناسخ خطاطاً! فلو كان عنده جواباً علمياً عما سبق أو حتى منفذ للتدليس لما تأخر عنه، ولكن!
* تجاهل الحميري ما أثبتُّه من كون كتب الرافضة المتأخرة هي من موارد واضع جزئه! وأن الحديث الأول في جزئه مأخوذ عنهم.
* تجاهل الحميري ما أوردته من مثالين لحديثين وردا في المصنف الحقيقي عن عبد الرزاق مخالفين لسند ومتن ما جاء في جزء الحميري المكذوب، وأنهما مسروقان بلفظهما من مصنف ابن أبي شيبة!
* تجاهل الحميري الرد على مجموعة من الانتقادات التي أوردتها على أحاديث جزئه، من جهة الركاكة والتركيب، وقد انتقى من الأحاديث المنتقدة بعضاً مما ظن أن له إجابة عليها، وترك الباقي، فماذا يسمى هذا إلا التسليم بتلك الانتقادات وعجزه عن الإجابة عنها، ومن ثم الإصرار وعدم الاعتراف بالحقيقة والتدليس على المخدوعين فيه بأن لا شيء يقدح في جزئه المكذوب؟
وهذا المجرم المتعمد للخيانة قال عندما أورد الأحاديث المنتقدة: [زعمه بأن أحاديث هذه النسخة من التراكيب الأعجمية والمتأخرة وهي داخلة في اختلاق المتون مستشهدًا على دعواه بتسع نقاط:
النقطة الأولى: حديث رقم (7) الذي جاء فيه: (وأنورهم لونًا)، حديث رقم (9) وفيه: (كان أحلى الناس وأجملهم من بعيد).] ثم عدد بقية النقاط.
فأرجو من القارئ أن يقارن بين ردي وبين النقاط التي نقلها الحميري وزعم حصرها، وسيجد عددا من النقاط قفز عنها وتعامى عنها مع وجودها أمام ناظري وجهه! وأولها نقطة جاءت قبل النقطة الأولى عند الخائن الحميري، وهي قولي: [الحديث الأول ركيك جداً كما تقدم، وفيه تسمية مهن متأخرة، ومما فيه: "ومنهم من رأى شفتيه فصار أحسن الوجه ووزيرا .. ومنهم من رأى سنه فصار أحسن الوجه من الرجال والنساء"، ولعل الوضاع الهندي أراد: "حسن الوجه". كذلك فيه: "ومنهم من رأى تحت قدميه فصار ماشيا".]
وبين النقطتين الثانية والثالثة عنده قفز عن واحدة في ردي! وكذلك بين الرابعة والخامسة، بل إنه ترك الإجابة في هذين عن الإيراد في المتن وركاكته وانتقل للكلام في ابن أبي زائدة هو هو يحيى أو زكريا! أما النقطة السادسة فأجاب عن إيرادي بقوله: [أعرضت عنه جانباً]!!!
وهناك أمور وانتقادات كثيرة أهملها وسكت عنها إقراراً في نفسه وعجزاً، مع المكابرة وعدم الاعتراف، (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعُلُوًّا)، ولست أبالغ إن قلت إنه تهرب عن أكثر ردي، مع تظاهره في رده أنه حصر نقاط ردي بقوله: أولا وثانيا .. الخ! ويعرف هذا المنصف العاقل الذي يقارن بين ردي الأول وإغلاقه!
فإذا كان هذا صنيعه معي فكيف بما حاد عنه من جموع (المعترضين!) باعتراضاتهم وردودهم؟ وحسبنا نقد فضيلة الشيخ عبد الله السعد وفقه الله، فقد أورد جملة من الانتقادات القوية حول تركيب الأسانيد، أعرض عنها الحميري رأساً! فأقول لمن لا يزال مغشوشاً بالحميري: هل هذا صنيع من يبتغي الإنصاف والنصح وتتبع الحق؟ ويدعي إحاطة الشبهات إحاطة السوار بالمعصم وإحباطها؟
علماً أنني لم أشأ أن أتتبع جميع ما تهرب منه، وأذره في حال تمادى وعاد، وحينها:
فإن عادت العقرب عُدنا لها ... وكانت النعل لها حاضرة
مسلسل الكذب المتعمد الصريح
بعد أن تجاهل الحميري المعترضين جملة، واكتفى بالرد على واحد تقريبا، وتهرب من كثير من نقده: رصّع هذا الحميري ردّه بمجموعة من الكذبات الصريحة السافرة، فما حيلة من يجابه الحق إلا اللجوء للباطل؟ فمما قال الحميري:
[وفي المجلد الأول عثرت على القطعة المفقودة من المصنف، وبينت في التحقيق أنها وردت إلي من بلاد ما وراء النهر].
¥(11/385)
قلت: هذا كذب صراح، ودونكم التحقيق المزعوم، فلن تجدوا أي ذكر -فضلا عن تبيين! - لبلاد ما وراء النهر مطلقاً، وإنما أطلق هذه الكذبة تمهيداً لما سيأتي من زعم أن نسخته المكذوبة منسوخة من بلاد ما وراء النهر، وتأتي مناقشة هذه الكذبة الأخرى، على أن الحميري لم يستطع الثبوت على كذبة واحدة، فحيناً يقول في إغلاقه إن النسخة جاءته من بلاد الأفغان، وحينا من بلاد ما وراء النهر (وهي تركستان الغربية، أو ما يعرف الآن بالجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطى)!
وقال: [أولاً: زعمه أن المخطوط مزور من حيث خطه، فخطه ليس من كتابات القرن العاشر بل خطه من جنس خطوط الطبعات الحجرية في القرن الماضي في الهند. جوابه أخي القارئ: ما صرحنا به في المقدمة من ترجيحنا لكون المخطوط منقولاً عن الأصل الذي كتب في القرن العاشر].
قلت: هذا كذب صريح، واستخفاف بعقول القراء، فكأنه يظن أن مقدمته ليست بين أيدي الناس ومن يرد عليه ليراجعوها! فأتحدى من يراجع مقدمته أن يجد إشارة صغيرة -فضلا عن تصريح! - أن مخطوطه منقول عن مخطوط آخر، وسيأتي مزيد بيان حول هذه الكذبة الصلعاء، وسببُها سببُ ما قبلها.
وقال الحميري: [ثم سألت الثقات من أهل العلم والفضل والخبرة من البلاد التي وردتنا منها المخطوطة عن نوعية ورق المخطوط؟ فأخبروني بأن هذا الورق قد فقد منذ حوالي ثلاثمائة سنة على الأقل، وأخبروني بأن المخطوط الذي بين يدي منقول عن أصل قديم، فطلبت الوصول إلى الأصل والحصول عليه أو على صورة منه، فعلمت أن الأصل فقد في الحروب التي وقعت ببلاد الأفغان أخيرًا]
قلت: ولنا هنا أكثر من وقفة، وتجاوزاً لتوثيقه غير المعتبر أقول: هذا الكلام كذب وحماقة معاً، أما الكذب فقد كشفه الشيخ أديب الكمداني حين بيّن أن من جلب المخطوط لم يخبر أنه مأخوذ من أصل آخر، وهو -أعني الشيخ أديب- الذي افترض أن المخطوط لا بد أن يكون مأخوذاً عن أصل آخر؛ نظراً لحداثة ورقه وخطه الذي يتعارض مع تاريخ كتابته المزعوم من خمسمائة سنة، وطلب من الحميري أن يطالب بالأصل، فلما طالب (بعد مدة) أراد البريلوي جالب النسخة أن يقطع الطريق بأن الأصل احترق مأسوفاً عليه في الحرب (على ما نقل عنه الحميري)، ولم يكن الحميري يعلم من ذلك الأصل شيئا. وكل هذا مذكور في بيان الشيخ الكمداني.
ثم دارت الأيام فصار البريلوي مُعلماً للحميري، وصار الحميري عالماً بالأمر منذ البداية، وأنه بعد العلم به طلب الأصل، وكله كذب في كذب!
والعجيب أن بيان الكمداني احتج به الحميري في إغلاقه على عدم تكذيبه في أمر، فكذّبه في هذا!!
أما الكذب والحماقة معاً فهي في حكاية النسخ من أصل آخر، فما دام جالب النسخة الثقة الأمين (عند الحميري) وكذا الحميري؛ يعتقدان أن عمر المخطوط لا يقل عن ثلاثمائة سنة، فما يدريهما أنه نُسخ عن الأصل الفلاني تحديداً؟ ومن أين لهما هذا؟ هل كُتب على المخطوط أنه نُسخ عن نسخة كذا منذ ثلاثمائة أو خمسمائة سنة؟ أم أخبرهما أحد من عُمِّر هذه السنوات (!) أنه شهد النسخ منه؟ أم هما اللذان شهدا ذلك؟ أم ماذا؟ إن هذا إلا تخرص، بل اختلاق!
ثم ما شأن حرب أفغانستان لأن تتلف النسخة في مكان آخر من العالم في بلاد ما وراء النهر التي كانت وقتها تحت حكم الروس؟ فهل أطلق الروس صاروخا من أفغانستان جنوبا على بلادهم شمالا لتدمير النسخة فقط؟ فإن حصل فمن الذي أخبر الحميري بذلك؟ هل هم الروس الذين حرقوا النسخة؟ أم الاستخبارات الأجنبية التي تجسست على الروس وشاهدت اتجاه الصاروخ وحسبت إحداثيات الإطلاق والمدى والهدف والنتيجة؟ أم أحد الأعاجم في بلاد ما وراء النهر كان بجانب المخطوط المدعى ونجا من الغارة بنفسه، واتصل بالحميري ومعه مترجم ليخبره بذلك؟ فيُقال للحميري مجدداً: من أين لك هذا العلم؟ ألم تُعمل عقلك ولو قليلا في الأمر أم أنك ما صدقت أن وجدت الفَرَج من ورطتك بحبل الكذب القصير؟
¥(11/386)
علما أن ثقته جالب النسخة كتب بخط يده -فيما ألحقه الحميري بإغلاقه-: [وما زلنا نبحث عن الأصل الذي نُسخت منه هذه المخطوطة، وبإذن الله سنجدها قريبا إن شاء الله] وتاريخ كتابته 17/ 5/1427 [13/ 6/2006م] وتاريخ كتابة الحميري 23/ 5/1427 [19/ 6/2006م] أي بينهما بضعة أيام فقط!! وشهادته تنقض ما يذكره الحميري من احتراق النسخة، إلا إن كانت جمِّعت من الرماد بعد احتراقها وأُعيد ترميمها! كما أن شهادة ثقته تكذّب الحميري في غير ذلك، حيث تقدم قول الحميري: [ثم سألت الثقات من أهل العلم والفضل والخبرة من البلاد التي وردتنا منها المخطوطة عن نوعية ورق المخطوط؟ فأخبروني بأن هذا الورق قد فقد منذ حوالي ثلاثمائة سنة على الأقل].
بينما قال ثقته بخط يده: [وقد قرر أهل العلم من أهل الاختصاص هناك أن الورق الذي كتبت به المخطوطتان يرجع عمرهما إلى مائة وخمسين سنة تقريباً، وأن هذا الورق اختفى منذ سنين عديدة في تلك المناطق وما جاورها].
لاحظوا الفرق بين النقلين! فإن كان الحميري مصرًّا على ثقة جالب النسخة فقد حكم هذا الحميري على نفسه بالكذب، وسقطت الثقة بعمله هذا وغيره، وإن حكم أنه هو الصادق وجالب النسخة كاذب فقد حكم على مخطوطه أيضا بالسقوط واطراح الثقة، فأحدهما -على الأقل- كذاب بحُكم الحميري نفسه! والنسخة باطلة على الوجهين بنفس الحكم! وكفى الله المؤمنين القتال!
ولا تستغربوا إن حُوصر الحميري في تحديد ممن عرف خبر النسخة الأصل أن يسد الطريق إليه بادعاء أن الأمريكان قتلوه في أفغانستان أو مات في غوانتنامو! كما حاول سد الطريق في أمر تتبع أصل نسخته بأنها عدمت واحترقت!
على أنه قد ثبت لدينا كذب الحميري نفسه وارتجاله الكذب المفضوح الذي يُدان به من كلامه نفسه -كما سبق ويأتي- فأنى يُصدَّق هو ومن يوثقه (!) في مثل هذا الأمر وغيره؟ وإلا فالتركيب بادٍ على الحكاية من أصلها! ولعلنا نعلم بهذا سبب إصرار الحميري على توثيق أخيه في العدالة والاعتقاد!
وهَب أنه كانت هذه النسخة من المصنف فعلا واحترقت في الحرب، لماذا لا تكون النسخة المحترقة هي المنسوخة من أصلهما ذي الثلاثمائة عام على الأقل في زعمه؟
ولماذا لم يفتح الحميري فمه ويذكر قضية النسخة الأصل وقصة الاحتراق في مقدمة تحقيقه، وترك القضية ولم يذكرها إلا حين افتضح أمرها وكشفها غيره من الناس؟ وليت شعري هل تخبئ لنا الأيام أموراً أخرى حرص على كتمانها، ثم لا يذكرها إلا بعد افتضاحها هي الأخرى؟ الله أعلم! ولا يُستغرب من الحميري شيء!
وقال: [عاودت سؤال أهل الاختصاص فأجمعوا على أن المخطوط درة يتيمة في بابها، ومن الأمانة إخراجها].
قلت: وهذه كذبة أخرى، فإن الحميري مع عدم تسميته لأهل الاختصاص هؤلاء قد ثبت لديّ كذبه في دعواه الإجماع، فإنني بالسؤال ما عرفتُ إلا ثلاثة ممن عرض عليهم المخطوط، أولهم الشيخ الكمداني، وثانيهم محمود سعيد ممدوح، فأما الكمداني فقد بيّن في كتابته عن الموضوع الجزم بتزوير المخطوط وحداثة خطه وورقه وكذب ما فيه، وأكّد على ذلك مراراً -شفاهاً وتحريراً- وحذّر الحميري من طبعه، ونقل عن الثاني ممدوح ما يفيد أنه لم يجزم بصحته وإنما كان موقفه رخواً بين رأيه ورأي الحميري، وبيان الكمداني منشور وأحال عليه الحميري بنفسه!
والثالث هو الشيخ محمد مطيع الحافظ، فقد علمتُ بالإسناد إليه أنه قال عن عُمر المخطوط إنه معاصر ولا يصل إلى خمسين سنة كحد أقصى. فصار عندنا اثنان على الأقل يكذّبان الإجماع.
وعلى ما سبق فحتى لو كان هناك آخرون استشارهم الحميري فإن دعواه على الإجماع كاذبة، مع الحاجة إلى معرفة هؤلاء المستشارين، ولا سيما وأنه يعتبر مثل محمود سعيد ممدوح من أهل الاختصاص في المخطوطات! وما له فيه جهدٌ إلا تحقيق قديم لجزء صلاة التسبيح لابن ناصر الدين، وبالمقابلة على المخطوط الذي اعتمد عليه تبيّن في عمله وجود عشرات السقوط -لكلمات وجُمل! - والتحريفات بل والإضافات، مع صغر المخطوط!
ثم قد أشار الشيخ الكمداني في كتابته أن الحميري كان يسأل المختص وغير المختص في شأن المصنف!
على أنه ثبت أن الحميري هذا كذاب في نقله، فمن كتم وحرّف شهادات من سبق من المعروفين فكيف يصدّق على غيرهم من المجاهيل؟
¥(11/387)
وقال الحميري: [إن المعترض قد بلغ غاية قصوى من البعد والشطط، فادعى عليَّ وعلى المحدث محمود سعيد ممدوح كذبًا وزورًا، تزويرنا للقطعة المعنية من مصنف عبد الرزاق، ثم لما تبين له خطؤه البين وتسرعه الفادح تراجع عن هذه الدعوى وتناقض مع نفسه، فأبطل قوله بنفسه].
قلت: هذه كذبة فجة للغاية، وهذا الرجل واحد -على الأقل- من اثنين: إما لا يستحي من الكذب مطلقاً، أو أن عنده مشكلة جادة في الفهم والإمكانات العقلية.
وللقارئ الرجوع إلى كلامي وسيجد أني ذكرت مراراً وتكراراً أن الواضع من بريلوية الهند، فهل يحسب الحميري نفسه وصاحبه ممدوح منهم؟ أم إنها دعوى المريب؟
ولكن بعد مضي الوقت على كتابة ردي الأول تنامى إلى سمعي هذه الدعوى السخيفة التي يحاول الحميري وصاحبه التعلق بها، فقلتُ في بعض ردودي التي رآها:
[أود توضيح عبارتي في مطلع الرد، ونصها: [ويرى الشيخ أديب أن الحميري ليس له علاقة مباشرة في تزوير المخطوط، وأنه كان يجهل وضعه ذلك الوقت، بخلاف محمود سعيد ممدوح] فهنا ثلاث مقاطع نقلتها عن الشيخ أديب الكمداني:
1 - أن الحميري ليس له علاقة في تزوير المخطوط. (انتهت هذه الفقرة)
2 - وأن الحميري كان يجهل وضع المخطوط ذلك الوقت (وهنا انتهت الفقرة الثانية، واستدركتُ على هذه الفقرة ما جاء في الفقرة الثالثة، وهي):
3 - خلافا لمحمود سعيد ممدوح.
فقصدي الواضح: أنه وقت رؤية الكمداني للمخطوط مع ممدوح عند الحميري، كان الحميري جاهلا بوضعه، بخلاف ممدوح الذي لا يخفاه وضعه، ولم يقل الشيخ الكمداني ولا نقلتُ عنه أنه يتهم ممدوح بتزوير المخطوط!
وإنما جرى البيان لأنه بلغني أن ممدوحا حمّل عبارتي أسوأ ما يمكن أن يُفهم، وجعلني أتهمه على لسان الكمداني بتزوير المخطوط، مُعرضا عن السباق واللحاق، فسبق هذا أن اتهام التزوير كان للبريلوية صراحة، ويلحق تأكيدُ ذلك عدة مرات، وذكرُ كلام خاص عن دور ممدوح في الجريمة بنوع تفصيل، وليس فيه اتهامه بتزوير المخطوط.
ونظرا لأن الغريق يتعلق بالقشة، فقد ظن ممدوح أنه وجد هنا شبه ثغرة ليستغلها ضد الشيخ الكمداني وضدي، بأنا اتهمناه بما ليس فيه، وهيهات!
وكم من عائب قولا صحيحاً * * * وآفته من الفهم السقيم!
علما بأن سلوكه لمثل هذه الجادة يثبّت عليه دوره الحقيقي في الجريمة كما ذكرناه، إذ لو كان له مخرج سليم لأتى به؛ وعدل عن مثل هذه الحيلة المكشوفة!
وقد ميّزت النصوص بالألوان تقريبا لفهم بعض الناس! نسأل الله الستر والمعافاة!]
فهذا كان ردي قبل ثلاثة أشهر من الإغلاق، وقد اطلع عليه الحميري، فهل تراه فهم رغم التقريب والتوضيح؟ كلا! بل زاد ضغثاً على إبالة وادعى أن ردّي المنقول آنفا هو تراجع مني عن الاتهام! وللقارئ النظر والمقارنة! وأدعوه إلى الاعتبار بهذا العقل الذي لا يفهم حتى بالتكرار والتوضيح والألوان وتحليل العبارة!
علماً أن المعترض كان ممدوح الذي جعل الاتهام منصباً عليه، ثم وصل الحال بعقل الحميري إلى أن ظن الاتهام فيه هو!
ولعل قائلا يقول هنا: ما كان أغنى الحميري أن يُذل نفسه هكذا ويُظهر نفسه بهذه الحال.
والجواب إن هذه الكذبة والفضيحة العقلية مهمة جدًّا له، لأنه بنى عليها جزءً مهما من الإغلاق، وأراد أن يظهر بمظهر المظلوم الذي يُرمى بما ليس فيه، وأن يحرف مسار الكلام عن التزوير قدر الإمكان عن أيامنا المعاصرة، ليقدر أن يقول إن المخطوط: [كُتب قبل أن أولد قطعًا]!
وحول علاقة الحميري المباشرة بوضع الجزء أسوق ما كتبه أحد أهل الفضل والعقل، وهو الكاتب باسم (خزانة الأدب) في ملتقى أهل الحديث، فقال معقباً على بيان الشيخ الكمداني الذي كذّب فيه الجزء مع تبرئته للحميري وممدوح من المشاركة في تزويره:
[على حدّ علمي لم يتهم أحدٌ الحميريَّ وممدوحاً بتزوير الكتاب، بل هما متَّهمان بما هو واضح وضوح الشمس، وأكده الشيخ أديب الكمداني بكلامه هذا وهو في معرض الدفاع عنهما، فما زادهما إلا تهمةً!! وهو أنهما شريكان في التزوير بنشرهما إياه وشهادتهما لصحته، واستبسالهما في الدفاع عنه، وإعراضهما عن نصيحة كل ناصح يقول لهما إن تزويره كالشمس في رابعة النهار!
¥(11/388)
بل صار واضحاً أن رغبة الحميري في إيجاد الجزء، وما يقتضيه ذلك من بذل الجائزة الثمينة، هي التي أوحت للمزوّرين بتزويره، وشجعتهم على إيجاده، بدليل أنهم لم يجدوا من يتحفونه بهذا الجزء المزور إلا هذا الحريص على وجوده، الباذل في سبيله كل غال ونفيس!!
فهما شريكان في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما هي حال الرائش وكاتب الربا، ولا يزالان على إصرارهما على هذا الكذب، وإلا فيستطيع الحميري أن يتراجع ويعتذر ويسحب الكتاب من الأسواق. ولكن هذا الكذب وقع على قلبه موقع الماء البارد الزلال، بل هو الذي أوجده وأجاز عليه.
هذه هي التهمة يا شيخ أديب، وقد أكَّدتها بكلامك بارك الله فيك].
انتهى كلامه وفقه الله، وهو كلام سديد، وقد تأكد كلامه وتأيد أكثر لما أخرج الحميري إغلاقه!
وبهذا أيضاً يُعلم المدخل الذي نفاه الحميري بقوله: [إن المخطوط جاءنا من بلاد ما وراء النهر فلا مدخل لنا فيه البتة]!
* قال الحميري: [أما عن ما أورده الإمام الذهبي رحمه الله في سيره في ترجمة الشيخ محيي الدين وإيراده مقالة العز بن عبد السلام عن ابن دقيق العيد في تجريح محيي الدين فهو كلام مردود عري عن الصواب، وليس هو التحقيق بل التحقيق ثناء ابن عبد السلام على الشيخ الأكبر كما هي عبارة العقد الثمين، ونفح الطيب، والشذرات عن مقالة الإمام رحمه الله.]
قلت: هنا تجلّد الحميري على الكذب بوقاحة، فلم يكتف بالكذب على العز بن عبد السلام، بل جاء وكذب على التقي الفاسي صاحب العقد الثمين جهاراً نهاراً! وأحال على كتابه بقلّة حياء، مستخفًّا بعقول القراء، وكأن أحداً لن يرجع ليتأكد من مزاعمه.
فروى الفاسي في العقد الثمين (2/ 181 - 182) ما رواه الحافظ ابن سيد الناس عن الحافظ ابن دقيق العيد، عن العز بن عبد السلام قوله في ابن عربي: "شيخ سوء كذاب، يقول بقِدَم العالَم، ولا يحرِّم فرجاً".
وأسند عن ابن سيد الناس به (2/ 182) قول العز: "شيخ سوء مقبوح كذاب". ضمن قصة.
وهذان صحيحان مسلسلان بأئمة حفاظ، ولم ينفرد بهما الذهبي كما هو مبلغ علم الحميري! وقد رواه غير ابن سيد الناس عن ابن دقيق العيد، كأبي بكر بن سالار (مجموع الفتاوى 2/ 244) والتقي السبكي (كما سيأتي قريباً).
ثم قال التقي الفاسي (2/ 182 - 183): "ولا يُعارِض ما صحَّ عن ابن عبد السلام في ذم ابن عربي: ما حكاه عنه الشيخ عبد الله بن أسعد اليافعي في كتابه الإرشاد والتطريز .. "
فذكر حكايته عن العز أنه كان يطعن في ابن عربي ويقول هو زنديق، فقال له بعض أصحابه: أريد أن تريني القطب، أو وليًّا: فأشار إلى ابن عربي .. الخ.
ثم أبطل التقي الفاسي هذه الحكاية في المدح ونقدها من عدة أوجه في ثلاث صفحات! فمما قال (2/ 183): "وإنما لم يكن ما حكاه اليافعي معارِضاً لما سبق من ذم ابن عربي لأن ما حكاه اليافعي بغير إسناد إلى ابن عبد السلام، وحُكم ذلك الاطِّراح، والعمل بما صحَّ من ذمّه، والله أعلم، وأظن ظنًّا قوياً أن هذه الحكاية من انتحال غُلاة الصوفية المعتقدين لابن عربي، فانتشرت حتى نُقلت إلى أهل الخير فتلقوها بسلامة صدر، وكان اليافعي رحمه الله سليم الصدر فيما بلغنا" .. الخ.
ومما قال التقي الفاسي: "وما ذُكر في هذه الحكاية من ثناء ابن عبد السلام على ابن عربي -على تقدير صحته- منسوخٌ بما ذكره ابن دقيق العيد عن ابن السلام في ذمّه لابن عربي".
وحقق التقي الفاسي أن ابن دقيق العيد إنما لقي ابن عبد السلام بعد وفاة ابن عربي، أما حكاية اليافعي -لو صحت! - فهي في حياة ابن عربي بدليل ما فيها من أن العز أراه لمن يسأله عن القطب أو الولي.
الحاصل أن التقي الفاسي صرَّح أكثر من مرة أن تكذيب العز بن عبد السلام وذمّه لابن عربي صحيح، وأن عليه العمل، وأن ما رُوي من مدحه له مطَّرَح مردود، بل يرجّح كونه من وضع وانتحال غلاة الصوفية، وأنه على فرض ثبوته منسوخٌ يقيناً، ويسهب في إبطال المدح في ثلاث صفحات! فهذا هو تحقيقه، وهو فصلٌ في المسألة، ثم يأتي الحميري بعد ذلك كله ويدعي بقلة حياء أن التحقيق عكس ذلك؛ مُحيلاً على نفس الموضع لتأييد تحقيقه؟! أي كذب عمد أبلغ من هذا؟
¥(11/389)
ومن العجائب أن يحيل الحميري بنفسه لكتاب العقد الثمين للفاسي في باب الثناء على ابن عربي! كيف وترجمة ابن عربي فيه من أهم ما كتبه العلماء في بيان ضلال ابن عربي وزندقته، ولا يستغني عنه الدارس لحاله، وما يوم حليمة بسرّ! فلأهميته أفرده بالطبع فضيلة الشيخ علي بن حسن الحلبي وفقه الله، وذلك في دار ابن الجوزي بالسعودية، وطبع أكثر من مرة، وما أظن الحميري يجهل ذلك!
وأوجّه المخدوع بابن عربي لقراءة الكتاب، وسيجد مسرداً لجماعات من العلماء من شتى المذاهب صرحوا بأن ما في كتب ابن عربي كفر بواح وزندقة، ومنهم من كفّره بعينه وكذّبه.
ومن هؤلاء العلماء الذين ساقهم الفاسي: الحافظ ابن مسدي الأندلسي، والحافظ الذهبي، وشيخ الإسلام ابن تيمية، والقاضي بدر الدين بن جماعة الشافعي، والقاضي سعد الدين الحارثي الحنبلي، والشمس محمد بن يوسف الجزري الشافعي، والقاضي زين الدين الكتاني الشافعي، والشيخ نور الدين البكري الشافعي، والشيخ الشرف عيسى الزواوي المالكي، وشيخ الشافعية السراج البلقيني، والحافظ ابن حجر العسقلاني، والعلامة محمد بن عرفة التونسي، والعلامة ابن خلدون المالكي، والتقي السبكي الشافعي، والحافظ ابن المحب الصامت، والحافظ أبو زرعة العراقي، والحافظ المِزّي، والعلاء القونوي، والإمام الرضي ابن الخياط الشافعي، والشهاب الناشري الشافعي، والحافظ ابن كثير، وشرف الدين إسماعيل بن المقرئ الشافعي.
فهؤلاء أعيان وقتهم في العلم والتحقيق، وكلهم طعنوا في ابن عربي، وهم المذكورون في مصدر واحد فقط، أتيتُ بهم منه لإحالة الحميري عليه كذباً وبهتاناً! وبذلك تتضح كذبته الأخرى بادعاء الإجماع في قوله: [فاعلم أخي القارئ أن الشيخ الأكبر محي الدين رحمه الله أجل من أن يذكر في موطن التجريح أو التعديل لأنه عالي القدر ذائع الصيت بعيد الصوت مجمع على جلالة قدره وعلو كعبه ورسوخ قدمه من أهل التحقيق]!!
وأنا أعلم أن الكلام في ضلال ابن عربي مفروغ منه ومشتهر -خلافاً للحميري الذي يظن أنه يغطي الشمس عن الناس بغربال! - فقد أوسعه العلماء والأئمة نقداً وطعناً، وأفرده بذلك جماعة -كابن تيمية والتقي الفاسي والبرهان البقاعي والسخاوي- والجمهور على التحذير منه، وهم الأكثر عدداً والأجل قدراً والأقوى حجة، ولم يشتهر الغلو في ابن عربي إلا مع انحسار العلم بعد أيام المماليك لما تبنى الأتراك التصوف الغالي وانتشر بحُكمهم، وإلا فالناظر في تراجم ابن حجر والسخاوي يجد أن القلة الذين يعتقدون بابن عربي انتُقدوا وشُنِّع عليهم بهذا، وحتى لو كانوا كثرة فالعبرة بالحق لا بالرجال!
ولكن المقصد هنا إظهار أن الحميري لا يستحي من الكذب المفضوح.
ومثله قوله: [أما عن زعم المعترض بأن حديث جابر مدخول في كتب الشيخ الأكبر مع عدم توثيقه للشيخ محي الدين والطعن في توثيق السادة الغمارية له، فهذا محض افتراء، فقد طفحت كتابات الشيخ الأكبر قُدس سره بحديث جابر وتفسيره له كما في كتاب الوعاء المختوم على السر المكتوم والمملكة الإلهية وكتاب الدوائر، وتلقيح الفهوم وعنقاء مغرب.]
قلت: وهذه كذبة باردة من الحميري! بل هو محض افتراء منه، فلم أقل مطلقاً أن الحديث مدخول على كتب ابن عربي، بل صرَّحتُ أنه في كتبه، وأنه هو منشأ علّته، لا أن غيره ألصقه به وهو بريء! فهذا الحميري إما لا يفهم الكلام العربي، أو يكذب جهاراً نهاراً، أو اجتمع عنده الأمران معاً.
هذا؛ وقد سوَّد هذا الحميري في محاولة الرفع بابن عربي صفحات كثيرة في إغلاقه، كان الأولى أن يصرفها في الرد على الكثير الذي تهرب منه، أو أن يغار على سنّة النبي صلى الله عليه وسلم بمقدار ما غار على ابن عربي إمامه في الضلالة، أو يغار على أئمتنا الصحابة الكرام الذين يطعن فيهم ممدوح أمامه وفي مزرعته بنفس المقدار على الأقل، ولكن الهوى يُعمي ويُصم.
فمما قال الحميري في ذلك: [إن طعن المعترض على توثيق السادة الغمارية لا مسوغ له، فسادتنا الغمارية علماء أفذاذ لا يتحدثون إلا بحجة ودليل، لا أنهم يهرفون بما لا يعرفون كما يعلمه المعترض وغيره].
¥(11/390)
وهذا يرد عليه من وجوه، أولها: أن الذي أعلمه ويعلمه الناس أن الغمارية -فضلا عمن هو أجل منهم وأعلم وألزم للسنّة- غير معصومين، وكلٌ يؤخذ من قوله ويُرَدّ، فدعوى الحميري أن عِلْمي فيهم كما ذَكر: كذبٌ معتاد منه.
ثانيا: أنني تعقبت توثيق عبد الله الغماري فقط، وليس كل أشقائه الغمارية، علماً أن تعميم الأحكام والمذاهب على الأشقاء الغماريين غير صحيح -كما بدأ يُشيع ممدوح والحميري- فبين الغماريين من التباين في شتى المسائل (الاعتقادية والفقهية والحديثية والسياسية) شيء عظيم، وبينهم من الردود (القاسية) ما هو مشهور، فادعاء أنهم (مدرسة واحدة) لا يصح أصلا، إلا على هوى فاقدي المرجعية والنسب العلمي من جامعي التناقضات! فكل واحد منهم يناقش كلامُه على حدة، وأرجو أن لا يضطرني الحميري للتوسع أكثر في هذه النقطة!
ثالثا: ما دام الحميري يعتقد أن الغماريين لا يتكلمون بغير حجة فلماذا لم يأخذ حكمهم على حديث النور -عقدة البحث! - بأنه مكذوب لا أصل له عن عبد الرزاق ولا غيره؟ أم أنه لا يأخذ من كلامهم إلا الزلات والسقطات ويترك الحق الذي وافقوا فيه الناس؟
رابعاً: يُتأمل في منع ابن مانع الحميري الباحثين أن يجتهدوا في مسائل الأسانيد بحجة أنه: [قد أغلق بابها لخلو عصرنا من الجهابذة في هذا الفن!!]، بينما يَقبل عقلُه -وهو دكتور الحديث!! - أن يأتي أحد في القرن الخامس عشر ويوثق الرواة -من ثمانية قرون! - من عنده! لا! بل هو يقوم بذلك على جهله، فيقول: [وشرح هذا يطول ويخرجنا عن المقام، وبالجملة فهو عندنا ثقة]! فيُجاب: ومن أنتمُ حتى يكون لكم (عِنْدُ)؟! ورحم الله ابن حجر إذ قال في نزهة النظر (ص192 بتحقيق علي الحلبي): "ولْيَحذر المتكلم في هذا الفن من التساهل في الجرح والتعديل، فإنه إن عدَّل أحداً بغير تثبت كان كالمُثبت حُكماً ليس بثابت، فيُخشى عليه أن يدخل في زُمرة [من روى عني حديثاً وهو يُظن أن كذب] "، وقال (ص190): "ينبغي أن لا يُقبل الجرح والتعديل إلا من عدل متيقظ".
فالحميري -وليس بالعدل ولا المتيقظ- فعل هذا التعديل الباطل، فلا يُقبل منه، مع انتقاض كلامه بما أوردتُه عن ابن عربي من جرح مفسّر ذكره الحفاظ وأثبته التاريخ، وأعيده هنا تذكيراً للقارئ، فقلت: [كذا قال الغماري! ولا أدري من أين جاء بالتوثيق؟! فقد ترك الأئمةُ الرواية عن ابن عربي (كما ذكرتُ في كتابي فتح الجليل ص391)، وثبت أن سلطان العلماء العز ابن عبد السلام كذّبه، كما كذّبه جماعة من العلماء في ادعائه الإذن من رسول الله صلى الله عليه وسلم في إخراج كتابه (سرد فتاويهم التقي الفاسي)، وثبت كذب ابن عربي في ادعاء الرواية عن بعض شيوخه، مثل أبي الخير الطالقاني، واتُّهم في غيره، كأبي الحسن بن هُذيل، وعبد الحق بن عبدالرحمن الأزدي، والحافظ السِّلَفي، بل أبعد ابن عربي فادعى الإجازة من ابن عساكر -وقد توفي سنة 571 قبل السِّلفي- ومعلوم أن هذا متشدد في الإجازة، ولم نقف من إجازاته إلا على النادر جدا، وغالب مؤلفاته تُروى عنه بالسماع، ولذلك لم يُذكر أنه أجاز أهل عصره، وابن عربي ما رحل من الأندلس للمشرق إلا سنة 598 كما ذكر ابن النجار، فأنّى أخذ منه؟ ولهذا وغيره تُرجم ابن عربي في الميزان، واللسان.
ثم حديث النور هذا لم يُسبق إلى سياقه، وفيه اصطلاحات صوفية كما قال الغماري، فالظاهر أن ابن عربي علّته دون غيره.]
وكيف لا يكذب ابن عربي في الحديث وقد كذب على الله جلَّ وعلا إذ قال: "إن الحق أوقفني على ما سطَّره لي في توقيع ولايتي أمور العالم، حتى أَعْلَمني بأني خاتم الولاية المحمدية بمدينة فاس سنة خمس وتسعين، فلما كانت ليلة الخميس في سنة ثلاثين وستمائة أوقفني الحق على توقيع بورقة بيضاء، فرسمتُه بنصِّه: هذا توقيع إلهي كريم من الرؤوف الرحيم إلى فلان، وقد أجزل له رفده، وما خيَّبْنا قصده، فلينهض إلى ما فُوِّض إليه، ولا تشغله الولاية عن المثول بين أيدينا شهراً بشهر، إلى انقضاء العمر". (انظر تاريخ الإسلام للذهبي وفيات 638 ص377 والعقد الثمين 2/ 189)
وإن شاء المزيد فإن جماعة آخرين نصوا على كذبه، وساقهم شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى (2/ 244 وما بعده)، والتقي الفاسي، والبقاعي، والسخاوي، وغيرهم.
¥(11/391)
ومِن عَكْس الحقائق عند الحميري الجاهل قوله إن إدراج الذهبي وابن حجر لابن عربي في الضعفاء تغرير منهما! وقال: [وقد انتقد الإمام السبكي ذلك عليهما وتابعه شيخنا العلامة خاتمة المحدثين سيدي عبد العزيز بن الصديق في كتابه السوانح (خ ل495 ب)، وعلاوة على ذلك فسترى أخي القارئ خلاصة رأي الذهبي وابن حجر من خلال كتابيهما المذكورين وغيرهما من الكتب].
قلت: كذا جعل الحميريُّ السبكيَّ متعقبا عليهما -أي الذهبي وابن حجر- وفات هذا الجاهل أن السبكي مات قبل ولادة ابن حجر، فكيف يتعقبه؟ إلا إن بُعث بعد موته بدهر وردّ عليه!
ثم يُقال للحميري: أين تعقبُّ السبكي المزعوم؟ وما نصٌّه؟ ولماذا لم تُحل على مصدر كما هو المعهود عند أهل العلم؟ على أن المعروف الثابت عن السبكي كلامه الشديد في ابن عربي، ونقله عنه التقي الفاسي في العقد الثمين -وهو الكتاب الذي أحال عليه الحميري في عين مبحثنا هذا! - فقال التقي السبكي: "ومَن كان من هؤلاء الصوفية المتأخرين، كابن العربي وأتباعه، فهُم ضُلّال جُهّال، خارجون عن طريقة الإسلام، فضلاً عن العلماء". (العقد الثمين 2/ 187)
وهذا ما نقله البرهان البقاعي في كتابه تنبيه الغبي (152) قال: "قال شيخنا العلامة محمد بن محمد بن علي بن يوسف، ويعرف بابن الجزري الشافعي، في جواب أجاب فيه بكفره -كما حكاه عنه ابن الأهدل-: ولقد حدثنا شيخنا شيخ الإسلام الذي لم تر عيناي مثلُه عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير من لفظه غير مرة، حدثني شيخ الإسلام العلامة قاضي القضاة تقي الدين أبو الحسن علي بن عبدالكافي السبكي، حدثنا الشيخ العلامة شيخ الشيوخ قاضي القضاة تقي الدين أبو الفتح محمد بن علي القشيري المعروف بابن دقيق العيد -القائل في آخر عمره: لي أربعون سنة ما تكلمت بكلمة إلا أعددتُ لها جوابا بين يدي الله تعالى- قال: سألت شيخنا سلطان العلماء عز الدين أبا محمد عبدالعزيز بن عبد السلام الدمشقي عن ابن عربي، فقال: شيخ سوء كذاب، يقول بِقَدم العالم، ولا يحرِّم فرجا".
قلت: ثم هب أن السبكي تعقبهما (!) فهو على علمه دون رتبة الحافظين الذهبي وابن حجر -رحم الله الجميع- في معرفة الحديث والرجال والاستقراء والتخصص فيهما، ويُفترض أن يكون الأمر كذلك عند من يكون دكتوراً في الحديث! ولا سيما مع ما قاله أحمد الغماري -المقدس عند الحميري وصاحبه ممدوح- في در الغمام الرقيق (ص227) (1)! وحتى لو كان السبكي فوقهما رتبة فالحجة والبيّنة معهما.
وأما عبد العزيز الغماري فقد علمتُ من شيخنا العلامة بوخبزة وغيره أنه غالٍ في وحدة الوجود مؤتمٌّ بابن عربي، فلا يُستغرب منه انتصاره لهواه، وهو أمرٌ معروف منه سامحه الله، ولا يؤثر انتقاد مثله -فضلا عمن هو أكبر منه- فيمن تكلم عنه الإمامان الذهبي وابن حجر بالحجة.
وأما نعت الحميري (الجاهل في الحديث) للغماري بخاتمة المحدثين فمما يزهدني في أرض أندلسٍ! وأكثر منه تزهيداً تلقيبه لصاحبه ممدوح بسماحة الشيخ!
على أن الحميري لم يسُق ألفاظ الانتقادات المزعومة ليُنظر من أي زاوية هي؟ وعلى فرض ثبوتها ثم عمومها فلا تغلب الساقيةُ البحرَ! وأما فهمُه وأمانتُه فلا يعوَّل عليهما!
وبعد ذلك جاء الحميري فكذب كذبة صلعاء وادعى أن الذهبي وابن حجر نصَّ كلاهما على توثيق ابن عربي!!! وأظهر بجانب كذبه تناقضه مع ما يورد، فإذا كان كلاهما يوثقه فلماذا يرد عليهما السبكي (!) وعبد العزيز الغماري كما زعم؟
كما أظهر جهله التام الممتزج بالتلبيس الخبيث، أما الجهل فإنه اقتص كلاماً للذهبي أنه يجوِّز أن يكون ابن عربي تاب عند الموت وخُتم له بالحسنى، وأن ابن عربي كان صاحب ذكاء وتوسع في الكلام وما أشبهه، وكلاهما ليس توثيقاً أصلاً! فضلا عن أن يكون نصًّا، مع أن دكتور الحديث (!) الحميري لو فهم ما نقل لعلم أن مقتضى التوبة عند الموت أن ما قبله من الآراء والمصنفات هي من الخطايا والرزايا التي تحتاج إلى توبة!! وكم يترجم الذهبي لأناس ينص على ذكائهم وينص على أنهم زنادقة أو ضلال، فليس كل ذكي زكيًّا!
¥(11/392)
وأما التلبيس الخبيث فهو كتمانه لما رآه ويعرفه من حقيقة موقف الذهبي وابن حجر من ابن عربي، واقتطاع شيء من كلامها وحرفه عن معناه، تماما كمن يقف عند قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة) ولا يُكمل: (وأنتم سكارى)، أو يقرأ: (فويل للمصلين)، ولا يكمل ما بعدها: (الذين هم عن صلاتهم ساهون)!
فأما الذهبي فكلامه واضح في السير وفي التاريخ، وحسبه أن ترجمه في الميزان جارحاً له في روايته وفي ديانته تصريحاً، وأدعو القارئ أن يقف بنفسه على ما سبق ويحكم، علماً أنه أسمع ترجمة ابن عربي في التاريخ إسماعاً خاصًّا كما في هامشه (ص381)، وهو إن كان جوّز في بعض كلامه -تورعاً وتحسينا للظن- أن يموت ابن عربي على التوبة من الزندقة: يصرِّح في الجميع أن كلامه كفر وضلال، والحميري وأضرابه إنما يحتجون بكلام ابن عربي، لا بخاتمته المحتملة!
ولا بأس أن أنقل شيئا من كلام الذهبي تسهيلاً على من يعسر عليه الرجوع لكتبه، وتعجيلاً لفضح كذب الحميري.
فقال الذهبي في ترجمة الزنديق علي بن أبي الحسن الحريري في التاريخ (47/ 279) بعد أن أورد إنكار الإمام الحافظ سيف الدين بن المجد عليه: "قلت: رحم الله السيف ابن المجد ورضي عنه، فكيف لو رأى كلام الشيخ ابن العربي الذي هو محض الكفر والزندقة؟ لقال إن هذا الرجل المنتظر! ولكن كان ابن العربي منقبضاً عن الناس، وإنما يجتمع به آحاد الاتحادية، ولا يصرِّح بأمره لكل أحد، ولم تشتهر كتبه إلا بعد موته بمدة، ولهذا تمادى أمره.
فلما كان على رأس السبعمائة جدد الله لهذه الأمة دينها بهتكه وفضيحته، ودار بين العلماء كتابه الفصوص، وقد حط عليه الشيخ القدوة الصالح إبراهيم بن معضاد الجعبري؛ فيما حدثني به شيخنا ابن تيمية، عن التاج البرنباري، أنه سمع الشيخ إبراهيم يذكر ابن العربي، فقال: كان يقول بقِدَم العالم، ولا يحرّم فرجاً.
وأنبأنا العلامة ابن دقيق العيد، أنه سمع الشيخ عز الدين بن عبد السلام يقول في ابن العربي: شيخٌ كذاب.
وممن حط عليه وحذّر من كلامه الشيخ القدوة الولي إبراهيم الرقي.
وممن أفتى بأن كتابه الفصوص فيه الكفر الأكبر: قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة، وقاضي القضاة سعد الدين الحارثي، والعلامة ركن الدين عمر بن أبي الحرم الكتاني، وجماعة سواهم".
ومما قال الذهبي في الميزان (3/ 660): "وكذلك من أمعن النظر في فصوص الحكم أو أنعم التأمل لاح له العجب! فإن الذكي إذا تأمل من ذلك الأقوال والنظائر والأشياء فهو أحد رجلين: إما من الاتحادية في الباطن، وإما من المؤمنين بالله؛ الذين يعدون أن هذه النحلة من أكفر الكفر! نسأل الله العفو، وأن يكتب الإيمان في قلوبنا، وأن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، فوالله لأن يعيش المسلم جاهلا خلف البقر لا يعرف من العلم شيئاً سوى سور من القرآن يصلي بها الصلوات، ويؤمن بالله وباليوم الآخر: خير له بكثير من هذا العرفان وهذه الحقائق، ولو قرأ مائة كتاب، أو عمل مائة خلوة".
وقال في تاريخ الإسلام (46/ 380) بعد أن نقل شيئا من كلام ابن عربي: "تعالى الله عما يقول علواً كبيراً، أستغفر الله، وحاكي الكفر ليس بكافرٍ"، وقال عن العز بن عبد السلام: "ولو رأى كلامه هذا لحكم بكفره، إلا أن يكون ابن العربي رجع عن هذا الكلام، وراجع دين الإسلام، فعليه من الله السلام".
وقال في ترجمة ابن سبعين في التاريخ (49/ 284): "وله كلام كثير في العرفان على طريق الاتحاد والزندقة، نسأل الله السلامة في الدين! وقد ذكرنا محط هؤلاء الجنس في ترجمة ابن الفارض و ابن العربي وغيرهما، فيا حسرة على العباد! كيف لا يغضبون لله تعالى، ولا يقومون في الذب عن معبودهم تبارك اسمه وتقدست ذاته عن أن يتمزج بخلقه أو يحلّ فيهم! وتعالى الله عن أن يكون هو عين السماوات والأرض وما بينهما، فإن هذا الكلام شرٌّ من مقالة من قال بقِدَم العالم، ومن عرف هؤلاء الباطنية عَذَرني، أو هو زنديق مبطنٌ للاتحاد ويذبُّ عن الاتحادية والحلولية" .. الخ.
وقال في ترجمة محمد بن عبد القادر الصائغ في تاريخه (50/ 166): "ولازم ابن العربي محيي الدين، وكتب جملة من تصانيفه، نسأل الله السلامة! ولكن ما أظن فهم مغزاه".
¥(11/393)
وقال في ترجمة محمد بن عبد الوهاب الحراني في التاريخ (50/ 199): "قلت: ما أملح ما مثّل به شيخنا إبراهيم الرقي كلام ابن العربي وابن الفارض! قال: مثله مثل عسل أذيف فيه سمّ؛ فيستعمله الشخص ويستلذ بالعسل حلاوته، ولا يشعر بالسمّ فيسري فيه وهو لا يشعر، ولا يزال حتى يهلكه".
وقال في السير (23/ 48): "ومن أردئ تواليفه كتاب الفصوص، فإن كان لا كفر فيه فما في الدنيا كفر! نسأل الله العفو والنجاة، فواغوثاه بالله".
والحميري قد رأى بعض ذلك يقيناً، ولكنه -كما هو معهود من أهل الهوى- يمر على كلام الذهبي ويقرأه كله ويرى بأم عينيه موقفه منه، ثم يستل عبارة يُمكن له تحوير معناها وسياقها ثم يذيعها دون سواها، فهل هناك خيانة بعد ذلك؟
وأما ابن حجر فرأيُه أشدّ وأصرح من الذهبي، وقد نقل عنه أصحابه –كالحافظ التقي الفاسي- وتلاميذه –كالإمام البرهان البقاعي والحافظ السخاوي- كلاماً شديداً، فهو الذي سأل عنه شيخه البُلقيني ونقل عنه التصريح بتكفيره عيناً، بل كان ابن حجر يباهل الغلاة بابن عربي على ضلاله، وقد نقل الحافظ التقي الفاسي عن زميله ابن حجر إخباره له بأمر مباهلة أحدهم، وأن ابن حجر طلب المباهلة قائلا: "فقلت له: قُل: اللهم إن كان ابن عربي على ضلال فالعنّي بلعنتك. فقال ذلك. وقلتُ أنا: اللهم إن كان ابن عربي على هدى فالعنّي بلعنتك، وافترقنا. ثم اجتمعنا في بعض متنزهات مصر في ليلة مقمرة، فقال لنا: مرَّ على رِجلي شيء ناعم، فانظروا! فنظرنا فقلنا: ما رأينا شيئا. قال: ثم التمس بصره فلم ير شيئاً".
وقد ذكر القصة مطولة السخاوي عن شيخه ابن حجر، وزاد بعد ذكر العمى: "وما أصبح إلا ميتا، وكان ذلك في ذي القعدة سنة سبع وتسعين وسبعمائة، وكانت المباهلة في رمضان منها، قال [يعني ابن حجر]: وكنت عند وقوع المباهلة عرَّفت من حضر أن من كان مُبطلاً في المباهلة لا تمضي عليه السنة".
وذكرها بطولها البقاعي في تنبيه الغبي (149 - 150) مع الزيادة، وقال أولها: "أختم ذلك بحكاية طالما حدثنا بها شيخنا شيخ الإسلام حافظ العصر قاضي القضاة أبو الفضل شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر الكناني العسقلاني الأصل المصري الشافعي، ثم رأيتها منقولة عن كتاب الحافظ تقي الدين الفاسي في تكفير ابن عربي وقد أصلح شيخنا بعضها بخطه". وصرّح في مكان آخر (214 - 216) أن شيخه ابن حجر ضمن أربعين من كبار العلماء -هم أعيان وقتهم- صرّحوا بزندقة ابن عربي.
فيُقال للحميري الكذوب: أترى الحافظ ابن حجر يكفّر ابن عربي؛ ويجرؤ أن يدعو على نفسه باللعنة في مباهلة علنية إن كان ابن عربي على هدى؛ ويترك الرواية عمّن ينتحل نحلته؛ ثم تزعم أنه يوثقه؟
ثم حشر الحميري أسامي بعض العلماء الذين زعم أنهم أثنوا على ابن عربي وعظّموه -وكتم أضعافهم ممن صرَّح بالطعن فيه! - ومن كذباته أنه عدَّ منهم بعض من صرَّح بضلال ابن عربي! كالحافظ ابن مسدي القائل إن شيخه ابن عربي باطني الاعتقاد وطعن في بعض مروياته! وبغض النظر عن مسألة أمانة وفهم الحميري ودقته المعدومة في النقل: فإنه يظن أن مجرد ترجمة الرجل وذكر وصف بالذكاء أو التقدم أو العبادة يعني التوثيق، وهذا جهل عريض منه، فما أكثر الأذكياء والمقدَّمين في بعض الفنون وهم زنادقة وضلّال في الاعتقاد، وما أكثر ما يصرِّح الأئمة بهذا كالذهبي وابن كثير.
ونظراً لكون الحميري أحال في هذا المبحث على العقد الثمين فإننا ننقل منه الردّ عليه في مثل هذا التلبيس الممزوج بالجهل، وأختم به هذا البحث لوجازته وإنصافه، فقال (2/ 197 - 198): "وكثير من هذه المنكرات في كلام ابن عربي لا سبيل إلى صحة تأويلٍ فيها، فإذاً لا يستقيم اعتقادُ أنه من أولياء الله، مع اعتقاد صدور هذه الكلمات منه إلا باعتقاد ابن عربي خلاف ما صدر منه ورجوعه إلى ما يعتقده أهل الإسلام في ذلك، ولم يجئ بذلك عنه خبر؛ لأنه لا يرى ما صدر منه موجباً لذلك! ولأجل كلامه المنكر ذمّه جماعة من أعيان العلماء وقتاً بعد وقت.
¥(11/394)
وأما من أثنى عليه فلفضله وزهده وإيثاره واجتهاده في العبادة، واشتهر ذلك عنه، حتى عرفه جماعة من الصالحين عصراً بعد عصر، فأثنوا عليه بهذا الاعتبار، ولم يعرفوا ما في كلامه من المنكرات لاشتغالهم عنه بالعبادات، والنظر في غير ذلك من كتب القوم لكونها أقرب لفهمهم، مع ما وفقهم الله تعالى له من حسن الظن بآحاد المسلمين، فكيف بابن عربي؟ وبعضُ المثنين عليه يعرفون ما في كلامه، ولكنهم يزعمون أن لها تأويلا، وحَمَلَهم على ذلك كونهم تابعين لابن عربي في طريقته، فثناؤهم على ابن عربي مطَّرحٌ لتزكيتهم معتقدهم.
وقد بان بما ذكرناه سبب ذم الناس لابن عربي ومدحه، والذمُّ فيه مقدَّم، وهو ممن كبّه لسانه، نسأل الله المغفرة".
وأخيراً فإنني أطلتُ شيئاً في الرد على الحميري في هذا المبحث، ولكنني رأيت من الأنسب إيراده في فصل الكذب عند الحميري نظراً لإيراده الأكاذيب الصريحة بالجملة ضمن دفاعه عن إمامه ابن عربي ودعايته الفاشلة له!
*نعود لكذبات الحميري، فقال: [زعمه بأن كلمة (الطاوُس)، وكلمة (الملئكة) ليستا من خط القرن العاشر].
قلت: كذب في نقله هذا عني، فأنا قلت إنهما كتبتا على طريقة الهنود، ولم أتطرق لذكر التاريخ حول هاتين الكلمتين بالذات، ومن شاء فليراجع.
* وقال أيضا: [وليعلم أخي القارئ أن هذه النسخة أخرجتها إثراء للمكتبة الإسلامية واحتياج الباب لها، وهي عندي بمثابة الحديث الضعيف الذي ليس في الباب غيره كما ذكرنا في المقدمة].
قلت: سيأتي مناقشة هذا الكلام وإظهار جهله فيه، ويهمني هنا التنبيه على كذبه في قوله: [وهي عندي بمثابة الحديث الضعيف الذي ليس في الباب غيره كما ذكرنا في المقدمة]، والواقع أنه لم يذكر شيئا من ذلك في مقدمة الجزء، بل ذكر عكسه تماماً، فقال في مقدمته (ص7): "فتبيّن لنا بعد ذلك صحة الحديث الذي يرويه عبد الرزاق عن معمر .. " فذكر حديث النور الموضوع، فكيف يصححه وفي نفس الوقت يدعي أنه عنده بمثابة الضعيف الذي ليس في الباب غيره؟! هل يجتمع هذان يا دكتور الحديث؟!
*وقال الحميري: [وقد بينت في كتاب نور البدايات صحة حديث عبد الرزاق دون رواية المصنف].
قلت: كذا قال الحميري هنا، ونسي أنه سبق له القول في مقدمة جزئه المكذوب (ص7): [ومن توفيق الله عز وجل أننا عثرنا في هذه النسخة على حديث جابر مسنداً .. وتبيّن لنا بعد ذلك صحة الحديث الذي يرويه عبد الرزاق .. ] الخ!
وقال في الصفحة التي تليها: [وقد أوردنا تلك الروايات مخرَّجة في كتابنا نور البدايات وختم النهايات، فليُنظر].
فيُستفاد مما سبق أنه ألّف كتاب نور البدايات أولا، ثم وجد المخطوط ثانيا، ثم تبيّن له صحة الحديث ثالثاً، ثم جاء في الإغلاق رابعا ليمارس عادته من نثر الجهل والكذب، دون اكتراث لتضارب كلامه هنا وهناك!
*قال الحميري: [أيد حديث جابر الإمام المحدث الخركوشي، والديلمي، وجمع من العلماء كما تقدم].
قلت: كذب الحميري عليهما وقوّلهما ما لم يقولاه، فما أحدٌ منهما أيّده، فإن مجرد إيرادهما لما يشابه حديث جابر ليس تأييداً له ولا تقوية، وقد ناقض الحميري نفسه بما أطلقه أن الحفاظ يروون الموضوعات ولا يبينونها! ثم من المعلوم أن روايات الخركوشي والديلمي من أودية الموضوعات، ويكفي انفراد أحدهما أو كلاهما بحديث للحكم عليه بالضعف إن لم يكن الوضع، ويُفترض أن لا يخفى ذلك على دكتور في الحديث (!)، علماً أنهما يوردان الكثير دون إسناد أصلا، وما علمتُ أحداً أسند حديث جابر قط! إلا ما نبّهنا عليه من الفريتين المتأخرتين من الطرقي الشنقيطي وأخيه البريلوي الهندي ومن تابعهما!
*قال الحميري: [شهادة السيد أديب الكمداني التي استدللتم بها ضدي. فجواب ذلك أخي القارئ: إن أديب الكمداني قد رد على المعترضين ونفى عنا اتهامهم الباطل برسالة بعنوان (براءة الشيخ عيسى بن مانع ومحمود سعيد ممدوح مما نسب إليهما)، وقد نشرت في موقع ملتقى أهل الحديث وغيره فلتنظر، والذي أرجوه من أخي أديب أن لا ينجرف وراءكم بالتخبط دون تريث وتعقل، وأن يصون الود الذي بيننا.]
قلت: هكذا زوّر الحميري عمداً عنوان رسالة الكمداني، ولم يستح من هذا الصنيع، بل أحال الناس على موضعه في ملتقى أهل الحديث، وقال: لتُنْظَر! فلما نظرنا حيث أحال وجدنا العنوان الواضح:
¥(11/395)
"براءة الدكتور عيسى المانع الحميري مِِن وَضْعِ الجزء المفقود مِن مصنف عبد الرزاق"
فهو إنما برّأه من تهمة الوضع المباشر، لا من كلِّ ما نُسب إليه هو وممدوح؛ كما زوّر الحميري في العنوان وكذب على القراء.
ثم إنني أدعو فعلا لقراءة بيان الشيخ الكمداني، وسيجد القارئ فيه تصريحه الواضح بأن المخطوط مزوَّر، وكشفه لملابسات إخراج الجزء، وسيجد فيه عدة نقاط تكشف كذب الحميري المتعمد في إغلاقه، وقد سبق بعض ذلك في هذا الرد.
ثم يُقال للحميري: ما دمت تُوهم القراء أن الشيخ الكمداني قد برَّأك وصاحبك ممدوح من كل ما نُسب إليكما، فما الداعي لقولك: [والذي أرجوه من أخي أديب أن لا ينجرف وراءكم بالتخبط دون تريث وتعقل، وأن يصون الود الذي بيننا]؟ إلا أن يكون الأمر كشفاً لما جاهدتَ لإخفائه من فضائح النسخة وملابسات إخراجها؟
* * *
والحق يقال: إن ثبوت كذب الحميري المتعمد لمرة واحدة كافٍ لإسقاطه وإسقاط مزاعمه في النسخة نهائيا، كيف والكذب متكرر، ولا سيما الكذب في قضية أصل النسخة بين عصابة الجالب والمحقق!
ولكن نأتي فيما يلي على بقايا إغلاقه ليكون الكاذب عبرة للناس إن شاء الله.
جهالات عريضة!
بعد مسلسل التهربات والكذبات بالجملة أحبّ الحميري أن ينوع على القراء ويتحفهم ببعض علمه المستغلق في إغلاقه، فأتى بالمُضحكات -وشر البلية ما يُضحك- وأنتقي في ما يأتي أمثلة تدل على أخواتها:
* قال الحميري: [إن الإمام المزي واضع كتاب الإكمال لرجال الستة فقط].
قلت: دكتور الحديث (!) الحميري يخلط في أشهر وأهم مراجع كتب رجال الحديث، فاسم كتاب المزي تهذيب الكمال، أما كتاب الإكمال فهو لمغلطاي، وأرجو أن لا يكون في ذهنه كتاب ابن ماكولا أو الحسيني! وبإمكانه الرجوع لباعة الكتب ليتأكد بنفسه.
لا تنسوا أنه عكف على رده قريباً من نصف سنة قبل ظهوره، مع مراجعات كثيرة لمن ينعتهم بالمختصين وأهل العلم!
* قال الحميري: [وما زال الأئمة الحفاظ يروون الأحاديث المسندة بل والمعلقة الموضوعة بدون تنبيه عليها، ويكتفون بإبراز الإسناد أو تعليقه فقط، وقد حوت كتب الحفاظ المتأخرين كأبي نعيم الأصبهاني، وأبي بكر الخطيب البغدادي بل من قبلهم كابن عدي والعقيلي والسهمي وغيرهم الكثير من المنكرات والواهيات والموضوعات].
قلت: هذا كلام لا يصدر إلا من جاهل لا يعرف كتب السنّة، فإن المتوسط ومن يقاربه من طلبة الحديث لا يخفاه أن كتابا العقيلي وابن عدي أُلِّفا خصيصاً لكشف الموضوعات، بل ما هو أقل منها من مناكير وضعاف، فكتاب العقيلي اسمه: الضعفاء الكبير، وكتاب ابن عدي اسمه: الكامل في ضعفاء الرجال، ولا بأس أن يُعلّم الحميري -حامل الدكتوراة في الحديث!! - أن العقيلي وابن عدي كلاهما يورِدان ترجمة الراوي المجروح، ويذكران من أحاديثه ما يُنكِران، وقد يُشيرا إلى أن عموم حديثه هكذا، فمجرد إيراد الحديث في كتابهما تنبيه على علته، كيف وهما يصرحان -مع ذلك- في كثير جدا من الأحاديث بضعفها ومنشأ علتها؟
هذا أمر، والأمر الآخر أن أئمة الحفاظ والنقاد -ولا سيما المتقدمين- لا تصح عليهم دعوى الحميري العامة في رواية الموضوعات مع عدم التنبيه، ومَن فعله ممن هو دونهم طبقة ومنزلة أُنكر عليه ذلك الفعل وانتُقد، وجل من عرفتُه أُنكر عليه ذلك لا تجد عنده الرواية لهذه الموضوعات مطرداً دون تنبيه، فكم في كتب الخطيب من الإعلالات المتينة، والتنبيهات على أوهام الرواة ومناكيرهم، والنقول النادرة في الأحكام على الحديث والرواة؛ يأتي بها احتجاجاً، وكذا أبونعيم ما أكثر ما ينبه على غرابة الطرق (وهذا أمرٌ لا يكلَّف فهمه مثل الحميري)، وكذا ابن الجوزي على تساهله في كتبه نجد له كتاب العلل المتناهية وكتاب الموضوعات وكتاب القُصّاص، وهكذا، مع ملاحظة أن مثل السهمي والخطيب وأبي نعيم في تواريخهم يكون قصدهم من الرواية واضحا، وهو غرض الترجمة وسياق بعض ما للراوي، ومقامه ليس عندهم مقام الاحتجاج فضلا عن النقد والتنبيه بالضرورة، ولا هذا غرضهم في سوق الرواية، ومع ذلك انتُقدوا، ولمّا انتُقدوا على إيراد الموضوعات والمناكير اعتُذر لهم بأنهم أبرؤوا عهدتهم بالإسناد، ومن أسند لك فقد أحالك، مع إقرار أن الخطأ خطأ، فجاء الحميري وعكس المقدمة والنتيجة وجعل الاعتذار هو الأصل الجار، وكتم النقد! مع اتفاق العلماء على تحريم
¥(11/396)
رواية الموضوع إلا مقروناً ببيانه، كما نقل ابن حجر في النزهة وغيره.
الحاصل أن قول الحميري: ما زال الأئمة الحفاظ .. يروون الموضوعات .. ويكتفون بإبراز الإسناد أو تعليق .. وفقط: كله مزاعم غير دقيقة من الناحية العلمية، ولا يصح أن تُطلق هكذا، ولا أن يكتم أن أهل العلم انتقدوا ذلك العمل، هذا من جهة.
ومن جهة أخرى فإن من العار والشنار أن يقارِن الحميري بين تلك المناكير وتلك المرويات وبين موضوعات جزئه المزعوم المركبة من دلائل الخيرات وكتب الباطنية والرافضة، ولذلك لن يستطيع أن يأتي بها حتى عند أكثر المتساهلين توسعاً من الحفاظ، لماذا؟ لأنها لم تكن خُلقت إلا بعد وفاتهم بقرون! ووالله لو كانت هذه الأحاديث التي صححها الحميري في أيامهم لرأى كيف صدّر الحفاظ بها كتب الموضوعات، ومثّلوا بها في كتب المصطلح على وضع الزنادقة، ولكنها لم تكن قد وُضعت بعد! وأقتطف من بيان الشيخ الكمداني الذي أحال عليه الحميري! قوله عنها: [لو رآها يحيى بن معين لأقسم بالله الأيمان المغلظة بأنّ الكتاب مكذوب على شيخه عبد الرزاق، بل وغزا بسيفه ورُمحه من وضعه واختلقه]!
فظهر أن استدلاله الجاهل لا يسلم له من أي وجه! وبذلك يُجاب عن قوله: [غالب الناشرين والمحققين إن لم يكن كلهم لا يملكون أهلية النظر والحكم الصحيح على المتون من خلال الأسانيد]، فيُقال: لعمرك أما فيك فالقول صادقٌ، وأنت أدرى بنفسك، أما غيرك فلا تحكم عليه بجهلك، والخير موجود في أمة محمد صلى الله عليه وسلم، والعلم لم يُقبض حتى تتخذ نفسك رأساً فتفتي وتحكم.
ثم اعجب له وهو يقول: [نعم الإسناد المشرق إذا انفرد به مجهول أو ضعيف أو تالف وكان متنه منكرًا ساقطًا فإن ذلك من علامات الوضع، وهذا ما لم نجده في نسختنا، ولله الحمد.]
كذا قال فاقد الأهلية في النظر على المتون والأسانيد! وإذا لم يحكم بالوضع على مصنّفه المتفرد -خمسة عشر قرناً! - بأحاديث إسنادها مشرق في الظاهر، والذي استفتح بحديث الطاوس الأعجمي لفظاً وخيالاً ومعنى، فماذا بقي ليحكم عليه الحميري بالنكارة والوضع؟ وهكذا يكون من يتكلم في غير فنّه، حتى لو حمل ورقة مقواة كتب عليها الدكتوراة! ولهذا أكرر ما قلته في ردي الأول: [ويُجاب باختصار: ليس هذا عشك فادرجي! وليس جهلة الطرقية حجة ولا حكاما على أهل الحديث، ولو تُرك الأمر على ذوقهم وحسّهم للنكارة لما بقي حديث موضوع يوافقهم إلا صححوه! وأمامنا شواهد حية على ذلك في هذا الكتاب قبل غيره].
*قال الحميري عن أحد موضوعات مصنفه: [زعم المعترض بأنها لم ترد في كتب الشمائل! فكونها لم ترد ليس دليلاً على عدم وجودها وإلا لما وجدت زيادات الثقات، ولما وجدت كتب الغرائب والفرائد في هذا الفن]. وقال أيضا: [وأما الادعاء بأن في الكتاب أسانيد مركبة مستدلاً على دعواه بقوله: (إن الجزء المعني مركب الأسانيد من طريق مالك والزهري ومعمر، وأمثالهم من أئمة الحديث، في القرون الأولى، الذي من شأن هؤلاء وأمثالهم أن يجمع حديثهم ويتسابق طلبة العلم إلى حفظها). أقول لك أخي القارئ: أن العلماء عرَّفوا الحديث الصحيح بأنه ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة، ولم يشترطوا أن لا يكون فردًا مطلقًا أو نسبيًا].
قلت: لا أدري كيف يفهم دكتور الحديث (!) الحميري زيادات الثقات والغرائب والأفراد، فيذكر شيئا لم يرد في أي من كتب الرواية عبر الدهر ثم يعتبر ظهورها في القرن الخامس عشر زيادة ثقة من الأفراد الغرائب الحسان!
ويدّعي دكتور الحديث (!) الجاهل أن العلماء لم يتكلموا في ذلك! وأن ذلك لا يدخل في تعريفهم للصحيح، جاهلاً أنه داخل في مباحث الشذوذ والعلة القادحة المذكوران في التعريف!
ألم يقرأ الحميري مقدمة الإمام مسلم (1/ 7) -مثلاً- ليعلم أن زيادة الثقة لا تُقبل عمّن يُجمع حديثه من الأئمة، وجزؤه كله غرائب لا تُعرف عن هؤلاء الأئمة، مثل الزهري -الذي مثّل به مسلم- ومالك، ومعمر، فضلا عن الإمام عبد الرزاق؟! ولو كان الحميري يفهم الحديث لعلم أن جزءه باطل بمجرد ذلك! ولكن إلى الله المشتكى من هذا الجاهل المجادل!
¥(11/397)
ثم اعجب إليه وهو يقول: [وقد انتقدَنا وعرّض بالدكتور محمود سعيد ممدوح عند حديثه عنه اختلاق المتابعات في حديث رقم (20) بأن متابعة الزهري فاتت على المتقدمين والمتأخرين حتى أدركناها، علمًا بأن هذا الأمر لم يغلق بابه حتى قيام الساعة]!
يُشير إلى حديث أبي سعيد في التسمية عند الوضوء؛ الذي نص مثل أحمد وابن عدي على انفراد كثير بن زيد فيه، ولم يخرجه أحد في الدنيا من ذلك الوجه إلا من طريقه، ثم جاء في آخر الزمان متابعة الزهري لكثير في مصنف الحميري!! وانظر كيف ناقشها الحميري دكتور الحديث!!
على كل حال فلن أتكلم عن حد قبول زيادة الثقة من حيث الطبقة والرتبة، وكونها لا تقبل بشكل مضطرد، فلا أشك أن الحميري لن يستوعب الكلام في هذه المسألة الدقيقة -وهو الجاهل بعموميات الحديث وتطبيقات المصطلح كما تجلى للجميع! - وله سلوان بقول الإمام مسلم في مقدمته آنفة الذكر: "فأما عوام الناس الذين هم بخلاف معاني الخاص من أهل التيقظ والمعرفة فلا معنى لهم في طلب الكثير وقد عجزوا عن معرفة القليل".
ثم يقال للحميري: تعال وأرنا أحاديثك هذه في كتب الغرائب والأفراد، بل والموضوعات، ولست أشك أنك أغربت عليها!
* حاول الحميري أن يظهر في بداية رده مثل (المحققين!) فكتب مقدمة مضحكة عن منهجه في تحقيق المخطوط الذي ادعى إجماع (المختصين!) أنه درة يتيمة، فقال:
[وبناء على المعطيات السابقة والاستخارة والاستشارة] لاحظ أن المنهج الآتي ليس مختصا به، بل جاء بعد الاستشارة أيضا، وهذا ينبئك عن حال من يُطلق عليهم (متخصصين)! ويحتج بهم -إن كان صادقاً في النقل عنهم [عزمتُ على تحقيق المخطوط ملاحظاً الأصول العلمية الآتية:
أ- جمع النسخ] وهو يصرح أن نسخته درة يتيمة! [والمفاضلة بينها] ومن يدري؟ لعل نسخته اليتيمة تكون مفضولة هنا! [مع اعتبار المتقدمة تاريخيًا من المؤلف]!! [والاعتماد على النسخة الأم]!! [والرمز لها] كأن يقول: في يتيمة الدهر [والمقابلة مع بقية المخطوطات] كالنسخة المترجمة إلى الأوردية [استدراكًا لما قد يقع في النسخة المعتمدة من نقص]. ولماذا يكون فيها نقص؟ وهو صرَّح أنها أدق من المطبوع، وقال في مقدمة تحقيقه إنه لم يجد فيها خطأ لغويا واحداً!
[ب- البحث عن خط المؤلف.] يعني الإمام عبد الرزاق المتوفى سنة 211!
[ج- البحث عن مخطوطة كتبت في عصره وقرئت عليه.] ومن يدري؟ ربما وجد أكثر من نسخة كتبت آخر القرن الثاني أو أول الثالث!
[د- أن تكون على النسخة سماعات.] هو يتكلم عن نسخة المؤلف أو نسخة قرئت عليه، ولم ينتقل في الحديث عن نسخ متأخرة كما في الفقرة التالية، فيكون قصده هنا وجود سماع للإمام أحمد مثلاً، وآخر لابن معين، ثم طبقة سماع أخرى فيها الدبري، وهكذا.
[ه- أن تكون المخطوطة كتبت قريبًا من عصر المؤلف.] كأن تكون بخط أبي داود أو الترمذي في القرن الثالث! ولا مانع أن تتأخر وتكون بخط الطبراني في القرن الرابع! المهم أن لا تصل للقرون المتأخرة، كالقرن الثامن والتاسع، ناهيك عن القرن العاشر، ومن باب أولى أن لا تكون كُتبت من بضع سنوات في القرن الخامس عشر!
[و- وأن يرى في المخطوط آثار المقابلة كمثل دائرة وبها نقطة.] أو كمثل صفحة مصورة من مطبوعة مصنف عبد الرزاق مدبسة بالأصل.
[لكن وجود هذه الشروط ليس مطردًا ولا لازمًا] فلماذا الحشو والمجيء بما لا يُمكن تطبيقه على الدرة اليتيمة؟ [وإذا لم توجد تلك الشروط والحاجة ماسة إلى تلك المخطوطة اكتفي بالموجود؛ فإن ما لا يدرك كله لا يترك جله] وهو ترك كل -وليس جل- الشروط النظرية التي ذكرها في طريقة تحقيق الدرة اليتيمة! فالحاجة -عموماً- تسوغ الوسيلة عنده، فكيف إذا كانت الحاجة ماسة؟
ويُستدرك على منهجه في التحقيق الفقرة (أ) أمران عُرفا باستقراء عمله:
أ (1): نعم، المقابلة على بقية المخطوطات (!!) لاستدراك السقط إن وُجد، وكذلك الرجوع إلى أصول الناسخ لاستدراك التحريفات، مثل أخطائه عند نقله من كتب ابن عربي الحاتمي المتوفى بعد عبد الرزاق بأربعة قرون وزيادة، فيغيّر النص إلى ما جاء عند ابن عربي لأنه الأصل، هذا ما طبّقه الحميري فعلا على حديث النور! وفعل مثله في الحديثين (13 و17) وأصلحهما من أصلهما دلائل الخيرات!
¥(11/398)
أ (2): في حال كان التعبير في غاية العجمة فتغيّر العبارة دون إشارة حفاظاً على السليقة العربية الأصيلة للقراء، خصوصاً من تُرجم لهم الجزء في باكستان، وهذا ما فعله الحميري عندما حرّف كلمة (عُبِّدَت علينا خمس صلوات) الظاهرة في مخطوطه، إلى: (فصارت علينا)، ولم يُشِر في تحقيقه، ولم يُجب عن هذا في إغلاقه!
فهل هذا المنهج الذي ادعاه؛ والمنهج الواقع الذي كتمه؛ يصدق عليهما قوله: [قمت بالعناية بهذه القطعة حسب أصول التحقيق العلمي التي تعلمتها إبان دراساتي العليا بقسم الحديث بجامعة أم القرى وغيرها]؟ أم أنه كما يقول إخواننا المصريون: استهبال وتهريج؟ لا شك أن الأمر الأول مستبعد!
لذلك قلت له في ردي الأول: ليس هذا عشك فادرجي!
ولكن الحميري يؤكد إعجابه بمنهجه الفريد في تحقيق مخطوطه الوحيد، ويزهو به على الناس، ودليله المفحم هو قوله:
[ولست غرًا في هذا الشأن، بل إن لي فيه صولات وجولات، واشتغلت به زمناً، وتجلى ذلك واضحًا في أعمالي العلمية فقد كانت رسالتي للماجستير ((تحقيق الجزء الخاص بسيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه من كتاب الرياض النضرة في مناقب العشرة للمحب الطبري))، ورسالتي للدكتوراه كانت في تحقيق كتاب ((استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ذوي الشرف)) للحافظ السخاوي، إضافة إلى الكتب والبحوث العلمية المحكمة والمقدم لها من كبار أهل العلم ككتاب ((لباب النقول في طهارة العطور الممزوجة بالكحول)) والذي اعتمد من قبل مجمع الفقه الإسلامي، وكتاب التأمل في حقيقة التوسل، وكتاب العقيدة، والعديد من البحوث والمؤلفات].
فهنا يمدح الحميري نفسه بنفسه، ويبرهن أنه ليس غرًّا في ميدان التحقيق، بأنه صاحب الصولات والجولات فيه، والعمل الطويل منذ زمن، بدليل القائمة الطويلة من الكتب التي حققها منذ غابر الزمان إلى الآن، وهي:
1 - تحقيق كتاب للسخاوي حُقق وطُبع أكثر من مرة، ومن ذلك رسالة جامعية في أم القرى التي دَرَس فيها الحميري!
2 - تحقيق قطعة من أول كتاب المحب الطبري، وهي نحو ثلث الكتاب.
3 - و .. انتهت القائمة! والكتاب والثلث إنما هما لأجل إتمام الشهادة الجامعية الماجستير والدكتوراة.
أما الاستشهاد بخبرته في ميدان التحقيق والمخطوطات بأنه ألّف في الكحول فما أدري ما الرابط بين الأمرين!!
ومثله في البُعد والمفارقة ما يُستحيا من ذكره من تأليفه في التوسل والعقيدة المنحرفة وغيرها، وهي أدلة عليه لا له، وليت الحميري يقنع بالستر في ذلك، فإن جماعته المقربين قبل غيرهم يذكرون من ملابسات تأليف كتبه ما يذكرون!! والحمد لله على السنّة والعافية!
نرجع إلى ما له علاقة بميدان التحقيق من تلكم الشهادة الذاتية (!) بجودة العمل، فأنا لم أطلع من عمليه (في الميدان) إلا على القطعة من الرياض النضرة، ومع كونها رسالة جامعية في تخصص الحديث إلا أن الصنعة الحديثية فيها ضعيفة جداً، ولست أقول ذلك من باب الخصومة معه، حاشا وكلا، ولكن إذا قرأ الحديثيُّ تخريجاته ورأى كيفية مناقشته لها وأحكامه تجلى له ذلك، فهذا حاله في تخصصه (دراسات عليا في الحديث)!
ناهيك عما بيّنتُه في عمليه الأخيرين (الجزء المزعوم، والإغلاق) من تصحيح الموضوعات، وجهل شديد في الحديث وفي الرجال، وكتب السنّة، وغيرها، هذا في تخصصه!
ثم هب أن عمله وتاريخه في الميدان هو الإتقان والعراقة (وليس الأمر كذلك) فنحن نناقش قضية خاصة وهي الجزء المزعوم من المصنف، فيكفي ما فيها من جهل وخيانة في التحقيق والتعليق لإسقاط من قام على ذلك، ناهيك عما جاء في الإغلاق من المخازي العلمية، التي أظهرت علمية الحميري (بعد الخبرة والتاريخ العريق!) بوجهها الحقيقي، وصارت (علة قادحة) تكشف ما سواها مما ظاهره الستر من أعمال المذكور!
* قال الحميري بعد ذكره لمنهجه الفريد في تحقيق درته اليتيمة: [تنزلا لإظهار ما كان الباب محتاجًا إليه كما هو الحال في الحديث الضعيف إذا لم يوجد في الباب غيره وجرى العمل به، دون إلزام الآخر به، مع التحري المستمر لعدم مخالفة مقاصد الشريعة الغراء].
¥(11/399)
قلت مسبقا إن الغاية تسوغ الوسيلة عند هذا الرجل، فعنده بابٌ في العقيدة -وليس في الأحكام ولا فضائل الأعمال! - ليس فيه من الصريح إلا موضوعات هذا الجزء المكذوب، الملفق من كتب الباطنية والرافضة وغلاة الطرقية، لهذا فيُمكن عند الحميري (صاحب الدراسات العليا في الحديث!) أن يقيس ما سبق من الكذب في الاعتقاد على مذهب مثل الإمام أحمد وتلميذه أبي داود وغيرهما في الاستشهاد بالضعيف الصالح للاعتبار إذا خلا الباب من سواه من الأثر دون القياس، مع نص الإمام أحمد على التشديد في الأحكام والسنن، ولم يدر في خلد هؤلاء الأئمة -جزماً- أن يأتي في آخر الزمان من يحتج (ولا يستشهد فقط) وفي الاعتقاد (لا الأحكام والفضائل) بالموضوعات الصريحة وما لا أصل له (لا الضعيف ضعفا يسيراً!) وفيما لم يجر عليه عمل، بل جرى عليه النكير، وثبتت فيه المخالفة! ثم يأتي ليختم بالتحري المستمر لعدم مخالفة مقاصد الشريعة الغراء؟!
هذا الدعي يردد عبارات وقواعد للعلماء لا يعي مدلولاتها اللفظية ولا تطبيقاتها المستعملة، بل يوردها ويحاول توظيفها معه وهي ضده لو كان يفهم! (ما ليس في الباب غيره .. جرى عليه العمل .. مقاصد الشريعة .. الخ!) فهل مصادمة القرآن الواقع في حديث النور -الذي صحح إسناده- ليس أمراً مصادماً لمقاصد الشريعة الغراء؟!
حقيقة إن الإنسان يعجب من أهل الهوى كالحميري: لماذا يُتعبون أنفسهم بالاستدلال الباطل، والتصحيح والتضعيف بالجهل والهوى، والتلاعب بقواعد العلم وكلام العلماء؟ أما كان أيسر عليهم اعتقاد ما يهوونه دون ما سبق ويرتاحون ويُريحون الأمة من غثائهم ومناقشة سخائف عقولهم؟
وما دام ابن مانع الحميري ما عنده مانع في الكذب -كما رأينا- فكان بإمكانه أن يحسم قضية نسبة الجزء المفقود من المصنف بطريقة تناسبه، ولعلها أجدى وأنفق عند أمثاله الذين كتب لهم الإغلاق، كأن يقول: رأيتُ في المنام أني بصنعاء اليمن، والإمام عبد الرزاق يربّت على كتفي قائلا: لا تهتم يا بنيّ! فأنا أشكرك على اهتمامك بكتابي، إنه من تصنيفي فعلا! صدّقني! وخُذ ورقة بملاحظاتي وجدول الخطأ والصواب لتصحح نسختك من السقوط والأوهام، وجلّ من لا يسهو!
ولا تستغربوا أن يحصل ذلك من الحميري، ألا ترونه قد أورد في مقدمته للرياض النضرة عدة منامات حوله، بعضها يأمره بتحقيق الكتاب! وبعضها يرى فيها المؤلف المحب الطبري، وغير ذلك؟!
وعلى ذكر هذه المقدمة: فمن شاء أن يعتبر فلينظر إلى ما سطره الحميري هنا، وبين ما كُتب في مقدمة تحقيقه للرياض النضرة (ص51) من تسليمه لما انتُقد فيه المحب الطبري من أنه (ربما) أورد الأحاديث الضعيفة في الأحكام (لا العقائد) ولا ينبّه على ضعفها. كذلك ما ورد فيه (ص124): [أما عن كتاب الرياض النضرة فقد تبين لي بعد أن سبرتُ غوره وأحصيت الأحاديث التي فيها خلاف ما قاله بعض العلماء في حقه: من أنه يُكثر من الأحاديث الموضوعة في كتبه، فحاشا إماما بهذا القدر أن يُقدم على مثل ما ينهى عنه]. وفي نفس الصفحة: [أما الاستدلال بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال فأمر مفروغ منه ومعلوم عند جهابذة المحدثين، كالإمام أحمد بن حنبل رحمه الله وغيره بشروط معلومة].
فهذا موقف الحميري من نفس القضية بين الأمس واليوم، فتأمل!
أما قضية تصحيح الموضوعات كما فعل الحميري فدونكم ما جاء في مقدمة تحقيقه للرياض النضرة (ص125): [أخلص من خلال عملي أن المحب الطبري رحمه الله متساهل في الجرح والتعديل واسع الخطو في الحكم على الأحاديث كالإمام ابن سعد، والحاكم، وابن حبان، ومن سار سيرهم، والله أعلم]! ونقول نحن: ذهب الذين يُعاش في أكنافهم! رحم الله لَبيداً وهؤلاء الأئمة المتساهلين؛ كيف لو أدركوا الحميري هذا؟
* قال الحميري: [أن كلمة (طاؤس) بهمزة على الواو قد وردت في كتاب معرفة علوم الحديث للإمام الحاكم النيسابوري رحمه الله ص (104)، وكذلك وردت في كتاب فتح المغيث للإمام السخاوي (1/ 212). فهل الإمام الحاكم يعترض عليه بمثل ذلك الاعتراض؟ وهل الإمام السخاوي أعجمي كذلك؟! أم أن الذين حققوا الكتابين أعاجم؟!، هذا بهتان عظيم].
¥(11/400)
قلت: هل أنت جادٌّ في اعتراضك يا حميري؟! قل لي بربّك: هل الكتاب المطبوع للحاكم أو السخاوي مصوّر عن خطِّ أحدهما، أم أن أحدهما أو كلاهما قام بتنضيده وصفّه على الحاسب وأشرف على طبعه وتصحيحه؛ حتى تحتج أنه صنيعُه ولا يجوز الاعتراض عليه!! الحمد لله على نعمة السنّة والعقل!
ثم أزيدك من الشعر بيتاً وأتنزل لأجيب على سؤالك قائلا: نعم، إن محققي الكتابين من الأعاجم! فمحقق الطبعة التي أحلت عليها من المعرفة للحاكم هو السيد معظم حسين، والطبعة التي أحلتَ عليها من فتح المغيث هي من تحقيق الشيخ الفاضل علي حسين علي المدرس إلى الآن في الجامعة السلفية بنارس، وكلاهما هندي! ألم أقل لك إنها طريقة الهنود في الكتابة؟
وللمفارقة فانظر إلى الكلمتين كيف وقعتا في الطبعتين المحققتين من العرب، ففي تحقيق أخينا الشيخ أحمد فارس السلوم للمعرفة (ص341)، وفي تحقيق شيخنا العلامة عبد الكريم الخضير لفتح المغيث (1/ 317) وقع رسم الكلمة: طاوس، دون همزة!
وأذكرك قبل الفراغ من هذه النقطة أن رسم المطبوع عندهما ليس من الحاكم ولا السخاوي بالضرورة!
أما كوني قرأتُ الواو في مخطوطك أن عليه همزة فهكذا تظهر في الصورة السيئة التي وضعتَها في مقدمة كتابك، وللقارئ أن يعيد المقارنة ويتأكد، وينظر كيف وضع صورة باهتة وسيئة للمخطوط (الذي بين يديه بألوانه الطبيعية)، ويشاهد وضوح صور المخطوطات الأخرى التي جاء بها للاستدلال على جودة الخط مع أنها ليست عنده! والله أعلم بسبب ذلك! لكن لما اضطر ووضع صوراً ملونة في ذيل إغلاقه ظهرت الضمة فوق الواو لا همزة، وظهر أمر آخر، وهو أن الحبر حديث جداً بشكل فاضح، فعجباً للحميري، يقوم بترقيع أمر فينكشف أمر آخر!
وقال الحميري بعد أن سوّد بحثا ساقطاً من وجوه عن احتمال كون الساقط بين ابن جريج والبراء هو الزهري: [علمًا بأن الزهري قد ولد في سنة (51هـ) وتوفي البراء في سنة (72هـ).
وما أوردت لك ذلك أيها القارئ الكريم إلا ليتضح لديك أن المعترض ليس له مستمسك جلي يعول عليه في سقوط النسخة المعنية حتى يحكم بوضعها، لأن الاحتمال قائم كما بيناه، والوضع يحتاج إلى جزم لا شك فيه، والأمر إذا تطرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال]
قلت: لأتجاوز عدم ذكر أحد من العلماء لسماع الزهري من البراء، ولكن انظروا كيف يلوك القواعد دون فهم لمواضعها! فقد ختم بحثه الركيك بقاعدة (علّم عليها الحميري بالحمرة!) تنسف عليه تجويزاته لترقيع الإسناد! وتنسف غيرها من الاحتمالات التي اعتمد عليها في إثبات أركان إغلاقه!
* قال الحميري: [أن أول ما جاء في القطعة التي طبعناها هو أثر وليس حديثًا مرفوعًا، كما ادعى المعترض الذي أراه يهوي مع اعتراضاته المتتابعة، فهذه مسألة يعرفها المبتدئ عوضًا عن الناقد!]
قلت: هكذا يقول الحميري دكتور الحديث! فلا هو فهم المسألة من بدايتها، ولا بعد قولي في ردي الأول: [لم تأت النسبة مرفوعة صراحة في الكتاب، لكنها مرفوعة حُكْماً، لذكر النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الأربعة فيها].
ولا حاجة لمزيد تعليق على بقية حماسه المفرط عقب الاعتراض.
*قال الحميري رادًّا على ما أورده من تكذيب ما جاء في مصنفه من قول عبد الرزاق: أخبرني الزهري، وقول ابن جريج: أخبرني البراء بن عازب، وأن كلاهما كذب: [أقول وبالله التوفيق: إن ذلك السقط متوقع إذا كانت النسخة فريدة، فعبد الرزاق يروي بواسطة عن الزهري كما هو معلوم، فيحتمل بلا شك وقوع سقط من الناسخ، والقائل ((أخبرني)) هو شيخ عبد الرزاق الذي سقط من الإسناد وذلك محتمل، ثم إن هذا الحديث يقع تحت شرط الخطة التي أوردتها في المقدمة حيث قلت: (إذا لم أجد الحديث مخرجا قمت بدراسة السند والحكم عليه) ا هـ، وهذا الحديث قد أخرجه العلماء في كتبهم فلم أدرس سنده دراسة تامة بل اكتفيت بالترجمة المبدئية للأعلام فقط لا دراسة الإسناد وتحقيقه.
الإشكال الثاني: قول المعترض أخبرني البراء كذب.
أقول وبالله التوفيق: عطف على بدء في حل الإشكال الأول بأن يقال هنا ما قيل في الإشكال الأول أن النسخة نادرة، فلا شك أن السقط حصل من الكاتب في الواسطة بين ابن جريج والبراء لا محالة، ثم إن هذا الحديث يقع تحت شرط الخطة التي أوردتها في المقدمة ما نصه: (إذا لم أجد الحديث مخرجا قمت بدراسة السند والحكم عليه]
¥(11/401)
قلت: ما شاء الله، وهل كنا ننتظر تفضل الحميري بدراسة الإسناد حتى يتعلل بها، وهو إن تكلم فضيحة أو سكت كذلك؟ ثم عن أي خطة يتكلم؟ فنحن نجده قد تخبط فيها وحكم وتكلم على كثير من الأحاديث التي خرجها من المصادر، وهذا الحديث الثاني قال في حاشيته بمنتهى الجهل: [ابن جريج حافظ ثقة، وكان يدلس، وصرّح هنا بالإخبار]؟! صرح عمّن؟ عن البراء بن عازب!! ثم خرّجه تخريجاً غير علمي، وقال عقبه: [فالحديث صحيح بما تقدم]!!
كذلك في رقم (28) قول عبد الرزاق: (أخبرني الزهري) نعم لم يعلق عليه هنا، لكنه علق على مثيله (رقم 40) الذي ورد فيه: (عبد الرزاق عن الزهري)!! فقال: [هذا الإسناد فيه انقطاع بين عبد الرزاق والزهري] وخرّجه كذلك! على أن الموضع الأول أولى بالتنبيه لأن فيه إخباراً صريحا (وهو كذب) والآخر جاء بالعنعنة التي لا تقتضي الإخبار! فأين الخطة وشرط الحميري؟
أما زعمه هنا أن السقط طبيعي ومتوقع لتفرد النسخة فيُجاب عنه: يا سبحان الله! الحميري يزعم ويؤكد في مقدمة تحقيقه أن النسخة متقنة، بل قال (ص11): [تم مقابلة الجزء المخطوط بالمطبوع فتبين أن النسخة المخطوطة أضبط من النسخة المطبوعة غالباً]، وأورد عدة نماذج لذلك، وجل التصويبات موجود في طبعة أيمن الأزهري للمصنف (!!!)، وصرح (ص13) أن نسخته المخطوطة كشفت عن اضطراب في أصل المطبوع، ثم ختم (ص14) قائلا: [ولم أجد في النسخة خطأ لغويا واحداً بحسب مقابلتي للجزء الأول] ولا خطأ واحد، وفيه القطعة المزعومة!
فبعد هذا يقال إن كل هذا الإتقان المبالغ فيه هو مما اشترك مع المطبوع، وما جاءت السقوط (الطبيعية والمتوقعة!) إلا في الأربعين حديثاً الزائدة التي أفردها الحميري؟! وكأن ناسخ مخطوطه نسخ الأربعين من أصل سيء، والباقي من مطبوعة الأزهري، عفواً!! من أصل آخر متقن جداً؟
فسبحان الله! أنى اتجه الحميري يزداد معه الخرق ويعسر الترقيع!
علماً أن فضيلة الشيخ سعد بن ناصر الشثري -عضو هيئة كبار العلماء في السعودية- كشف عن أمر آخر، وهو أنه وجد على هامش إحدى النسخ من مصنف ابن أبي شيبة زوائد من مصنف عبد الرزاق عليه، وفيها أحاديث من الطهارة ليست في المطبوع من مصنف عبد الرزاق، فهي من القدر (الحقيقي) الساقط منه، لكنها ليست في أبواب الطهارة المزعومة في مصنف الحميري الذي ادعى تكميل الأبواب مع إتقان نسخته! فكونها لم توجد في تكميله دليل آخر على تزوير كتاب الطهارة في نسخة الحميري، أي المخطوط عموماً، إلا أن يقول إن كل ذلك سقط في الجزء المكمل فقط، وأما الباقي الموافق للمطبوع فجيد!!
وأقول أيضاً: هب أنه حصلت سقوط من الناسخ في بداية نسخ الكتاب ثم استقام أمرُه مع بداية المطبوع (!) فماذا يقول الحميري عن الحديث رقم (30) من رواية الزهري عن سفيان بن عيينة (من أصغر تلاميذ الزهري سنًّا!) عن يزيد الرقاشي (والزهري من طبقة قبله!) عن أنس (شيخ الزهري)! فهل يمكن التعلل هنا بالسقط؟ أم إنه تركيب الأسانيد؟
وحول موضوع التركيب أقول عما ناقشني فيه الحميري: لن يمنعني كذبه وتهربه وجهله وتدليسه في سائر إغلاقه من الاعتراف بصوابه ولو ندر، فقد أصاب في ثلاث مسائل، وهي مسألة رواية معمر عن ابن جريج، ورواية سالم عن أبي هريرة، ورواية معمر عن ليث، وأستغفر الله من الخطأ، وسأصلحه في طبعة الكتاب إن شاء الله.
ومع خبرتي بقلة إنصاف أهل الهوى؛ وأنهم ربما طاروا بهذه الجزئيات متجاهلين عشرات الأخطاء والخطيئات الجليّة عندهم، إلا إنني لن أستنكف عن الرجوع للحق، علماً أن هذه الجزئيات لم تؤثر على أصل احتجاجي على وجود التركيبات، فلا تزال بقية إيراداتي عليه قائمة ثابتة.
وأما رواية معمر عن سالم فقد أخطأ في تعقبه عليّ، فما نقله عن التمهيد لابن عبد البر (11/ 111) من ورودها فيه هو حجة عليه لا له، لأن ابن عبد البر تكلم أن معمراً روى حديثا عن الزهري عن سالم، ثم لما أسنده سقط في المطبوع ذكر الزهري فصار كأنه عن معمر مباشرة، على أن ابن عبد البر نص أن هذه الرواية خطأ على معمر، فحتى لو لم يكن هناك سقط فلا تثبت عن معمر، فبقيت الرواية لا تُعرف إلا في جزء الحميري! وهذا الحميري نفسه يقول إنها منقطعة!
¥(11/402)
وكذا ما نقله عن المحلى لابن حزم (8/ 10) من رواية عبد الرزاق عن معمر عن سالم وتصحيحه له، فقد ساقه الحميري دون ذكر المتن، لماذا؟ لأنه بالرجوع للمتن، ثم المقارنة بما في مصنف عبد الرزاق (8/ 484) -أصل رواية ابن حزم- نجد أنه سقط في مطبوعة المحلى ذكر الزهري بينهما! فرجع الأمر لما قلته، والحميري إن علم بهذا فهو خائن مرتين: في إثبات الرواية، وفي التعمية بعدم ذكر المتن الذي يكشف الموضوع، وأما إن لم يعلم فهل هكذا يكون التحقيق في إثبات مسألة علمية من دكتور (!) في الحديث؛ فيعتمد في إثبات المسائل على السقوط والتحريفات مع وجود الأصول التي تكشفها بسهولة؟
بقيت سائر التركيبات التي ذكرتُها لم يتعقبها بشيء، وكذا لم يتعقب التركيبات التي ذكرها الشيخ المحدّث عبد الله السعد، ولستُ أشك أنه حاول أن يجد فيها شيئا فلم يُفلح! حتى مع الاعتماد على الأوهام والأخطاء المطبعية، فكان عليه أن يناقش تلك الأمور لو كان منصفاً، وأن يعترف بالحقيقة، ولكن!
فلا يزال باب التركيبات وارداً على نسخته في عدة أمثلة جلية.
*قال الحميري: [اللهم إلا إذا اعْتَبَر أن عملنا هذا سخف وهرج، فلا أقول له إلا قول الله تعالى ردًا على الجاحدين الكافرين الذين تصوروا عبثية الخلق: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ، مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [الدخان: 38 - 39]، وقوله سبحانه وتعالى: {هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ ... } [الجاثية: 29]]
فأقول للحميري: نعم إني أقول عن عملك إنه سخف وهرج، وفوق ذلك هو كذب وتدليس قبيح، ولكن لا يحق لك أن تشبه نفسك بالله؛ وتشبّه جزءك المكذوب وكلامك الباطل بكتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؛ وتشبّه من رد عليك بمن كفر بالخالق! وأعلم أنك ما ذكرت هذه التشبيهات إلا جهلا منك وغفلة مع الاضطرار، ولكن تعلّم وانتبه مرة أخرى!
وليت شعري! لو كان أحدٌ فعل معك مثل ما فعلتَ كيف كانت ردة فعلك وعباراتك؟!
*قال الحميري: [زعم أن كلمة: (الآل) غريبة عن الصحابة والصدر الأول خارج جلسة التشهد.
فجوابه أخي القارئ: أن دعوى المعترض ضرب من الباطل وجهل بين، حين زعم أن الصحابة لم يصلوا على آل النبي خارج الصلاة: فاستمع أخي القارئ لما أخرجه البخاري 3/ 1233: (عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: لقيني كعب بن عجرة فقال: ألا أهدي لك هدية سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقلت: بل فاهديه لي، فقال: سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف الصلاة عليكم أهل البيت، فإن الله علمنا كيف نسلم، قال: (قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد)، وقد جاء هذا الحديث بعدة روايات في البخاري ومسلم وغيرهما مطلقًا دون تقييد بالصلاة.
فلا أدري من أين استوحى المعترض ذلك الإشكال! فتأمل أخي القارئ.
سيما وأن ابن بشكوال قد ساق في كتاب (القربة إلى رب العالمين بالصلاة على محمد سيد المرسلين) روايات عدة في الصلاة على الآل منها: حديث رقم (12): قالوا يا رسول الله قد علمنا السلام، فكيف الصلاة وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال: ((قولوا اللهم صل على محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد كما باركت على آل إبراهيم)). وحديث رقم (14) قال: ((قولوا اللهم اجعل صلاتك وبركاتك على محمد وآل محمد .... الحديث))، وكلا الحديثين صحيح الإسناد.]
قلت: كدت أقول إن دكتور الحديث (!) لجهله بالسنة لا يدري أن ما نقله عن الصحيحين ورقم (14) من كتاب القربة هو بعض ألفاظ طرق حديث التشهد في الصلاة عن كعب بن عجرة، ثم تبيّن أنه يدري بقوله: [وقد جاء هذا الحديث بعدة روايات في البخاري ومسلم وغيرهما مطلقًا دون تقييد بالصلاة]! فتبيّن أنه أجهل مما توقعت! فهو مع مرور بصره على ما هو حجة عليه لم يستوعبه ولم يفهمه، كما أظهر مجدداً جهله بقواعد العلم، فالحديث الواحد تجمع ألفاظه الثابتة إلى بعض، والمطلق (كما أورد) يرد إلى المقيد، والمجمل يرد إلى المفصل، وحديث كعب مشهور في
¥(11/403)
التشهد! وهو رآه كذلك! ولكن: (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)!
أما رواية عبد الرحمن بن بشر عن أبي مسعود الأنصاري مرفوعا رقم (13 ط. مدريد) في كتاب ابن بشكوال فتُردّ على الحميري من أوجه:
فالمتوسط في الحديث يعلم أن من المعيب الإحالة على الأدنى مع وجود الأعلى في التخريج! فما عذر دكتور الحديث (!) الحميري وقد عزاه لابن بشكوال المتأخر والحديث في أحد الأصول الستة؟ فقد رواه النسائي في المجتبى (3/ 47) وفي الكبرى (1210 و9795) بسند البزار -الذي روى ابن بشكوال من طريقه ولم ينبه الحميري! - كما رواه الطبراني في المعجم الكبير (17/ 250 رقم 696) أيضاً، وهو أقدم من ابن بشكوال، ورواه المزي في التهذيب (16/ 550) من طريق الطبراني.
ثم إن النسائي أورد الحديث في أبواب التشهد في الصلاة، وكذا عدَّ الأئمة أصل الحديث (من غير هذه الطريق) في الصلاة كذلك، منهم: مسلم (405 أورده في كتاب الصلاة، وبوّب الشارح له بالتشهد)، وأبو داود (980)، ومالك (1/ 165)، والشافعي (كما في المحلى 4/ 136 والمعرفة للبيهقي 3/ 66)، وعبد الرزاق في مصنفه الحقيقي! (2/ 212)، والدارمي (1349)، وابن خزيمة (711)، وابن حبان (1959)، والدارقطني (354)، والحاكم (1/ 268)، والبيهقي (2/ 146 و378)، والضياء في السنن والأحكام (2/ 113)، وغيرهم.
بل ورد في بعض طرقه:"فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا في صلاتنا"؟
وأما حديث كعب بن عجرة فالتبويب عليه كذلك.
فللقارئ الاختيار بين ما فهمه الأئمة ممن سمّيت وغيرهم، أو ما فهم الجاهل الحميري!
وأما تصحيح الحميري لسند هذا الحديث وسند الذي في البخاري (!) فيُقال له مجدداً من حيث التأصيل: ليس هذا عشك فادرجي! وكفاك خوضاً فيما تجهل.
ومن جهة التفصيل فحديث أبي مسعود لا يصح أن يُطلق على سنده الصحة، فإن عبد الرحمن بن بشر إنما ذكره ابن حبان في الثقات، وكان قليل الرواية، ولهذا قال عنه ابن حجر: مقبول، أي إذا لم يُتابَع فليّن، وقال الذهبي في الكاشف: صدوق، فأقصى ما يمكن أن يقال عن السند إنه حسن من حيث الظاهر.
ولكن من جهة الباطن فإن الحديث معلول بالإرسال، وأعله بذلك البزار -ويُفترض أن الحميري رأى كلامه في كتاب ابن بشكوال، ولا يُفترض علمه بأنه للبزار أو فهمه- وكذا أعله بذلك النسائي في الكبرى، والدارقطني في العلل (6/ 184)، وهكذا رواه إسماعيل القاضي (71 - 73) من طرق أقوى.
وبعد الانتهاء من تبديد جهالات الحميري عاد الأمرُ كما قلتُ من كونه غير مشهور عن الصحابة والصدر الأول خارج التشهد! وعلم القراء أن الحميري أولى بعبارته: [دعوى المعترض ضرب من الباطل وجهل بيّن]! وأنه أثبت على نفسه ما نفاه بقوله: [أما عن اعتراضه على تخريجاتي الحديثية فتخريجاتي الحديثية على الأصول المعروفة في هذا الفن، ولا ينكرها إلا جاهل أحمق، ويصدق عليه المثل العربي: ((ليس هذا عشك فادرجي))!!] وظهر بأن الهاء في [عليه] الأخيرة زائدة، وبحذفها وتشديد الياء يستقيم المعنى!
*قال الحميري: [إن كثيرًا من كتب السنة المشرفة وغيرها والتي طبعت في أوائل وأواسط القرن الرابع عشر بالمطبعة الأميرية بمصر لم تعرف أصولها.]
قلت: ترددت هل أذكر هذه النقطة هنا أو في فصل الكذب، لكن يظهر أن هذا الجاهل المتعالم يسمع الكلمة كقرقرة الدجاجة ثم يزيد عليها ما شاء الله له وينشرها على أنها معلومة موثقة!
فقد سمع أن بعض الطابعين القدماء كانوا يُتلفون أصل الكتاب بعد طبعه في مصر، أو سمع أن أصل بعض هذه المطبوعات غير مشتهر في خزائن المخطوطات الكبرى، فجاء وأطلق الكلام في كتب السنّة المشرفة، وعطف عليها غيرها، وحدد المكان في المطبعة الأميرية (ببولاق)، والزمان أوائل وأواسط القرن الرابع عشر.
ولكي يستفيد القارئ هنا فإن المطبعة الأميرية أنشأها محمد علي باشا لطبع ما يحتاجه الجيش من كتب وقوانين فقط، وظل إنتاجها قليلا جداً ومخصصا لما سبق، ثم دخل نظام آخر في الطبع (وهو الالتزام) حيث يتم الطبع على نفقة الأهالي، ولكن بنظام معقد ومكلف وطويل وشاق، وظلت الكتب الشرعية نادرة الطبع مدة طويلة في هذه المطبعة، كما يُعرف من كتاب "تاريخ مطبعة بولاق" المطبوع فيها من بضع وستين سنة، وخلال تاريخها الطويل فإن طبعها لكتب السنة المشرفة يعد عدًّا.
¥(11/404)
نعود لدعوى الحميري، فبالبحث والسؤال لم أعرف من كتب السنة المشرفة المشهورة مما طبع فيها خلال المدة المحددة سوى صحيح البخاري، المطبوع بأمر السلطان عبد الحميد بين سنتي 1311 و1313 وكتاب الأم للشافعي المطبوع سنة 1321 وصحيح مسلم المطبوع عام 1329 فهل هذه الكتب لم تُعرف أصولها؟ وهل ما ذُكر يصلح شاهداً لدعواه العريضة (كثير من كتب السنّة المشرفة .. لم تُعرف أصولها)؟ ثم يريد الحميري أن يقرن هذه الكتب الجليلة في هذه الناحية بجزئه المكذوب؟ قليلا من الحياء يا هذا!
*قال الحميري: [أما عن تهكم المعترض وزعمه بأن المتابعات قد فاتت على الحفاظ فهذا تألٍ على العلم، فالحافظ الزبيدي وقف على متابعات لم يقف عليها الحفاظ، وكذلك حال العلماء قبله، ووقف السادة الغمارية كالمحدث أحمد بن الصديق على شواهد ومتابعات لم يقف عليها العلماء قبله، فهل يصدق على هؤلاء ما ألقيته عليّ وعلى المحدث الشيخ محمود سعيد ممدوح؟ هذا بهتان عظيم، والنسخة كما ذكرنا نادرة يصح فيها مثل ذلك.]
قلت: هذا جهل عريض من الحميري، فلا توجد متابعة واحدة فاتت على الحفاظ جميعاً واستدركها مَن بعدهم، لا الزبيدي، ولا الغماري، ولا من هو أعلم منهما وأوسع اطلاعاً كالإمام الألباني، وغاية ما هنالك أن تفوت بعض الطرق أحد من يتكلم على الحديث ممن أخرجه أو خرّجه من الحفاظ، كأن يقول من أخرجه: لم يروه عن فلان إلا فلان، أو يفوت من خرّجه بعض طرقه، فهذا هو الذي يحصل، وهو استدراك على (أحد) الحفاظ، ولكن من أين سيَستدرك عليهم (جميعاً) مَن بعدهم إلا مِن رواية أو تخريج حفاظ آخرين؟
فلا يصدق قول الحميري إلا في حالة واحدة، أن تكون هذه المتابعات قد اختُلقت بعد حياة الحفاظ (كما هو حال مصنفه)، وهنا يسلَّم له أن هذه المتابعات والطرق لم يقف عليها الحفاظ، وأنها فاتتهم قاطبة!
علماً أن الحميري يعتبر السرقات والتركيبات متابعات! كما أجاب عن اتهامي وغيري لسرقة الأحاديث من مصنف ابن أبي شيبة، فقال: [وأما الادعاء بأن في الكتاب أحاديث نقلت من مصنف ابن أبي شيبة فهذا والله لهوٌ ولعب، ويمكن أن يقال ذلك عن أي متابعة تامة نقلت من كتاب كهذا، والصواب أن وجود أحاديث في الكتاب بمتابعات معتبرة دليل على الوثوق بالمخطوط الذي بين أيدينا، ولكن المعترض يقلب المدح ذمًا ويفضح نفسه، وكما قال الشاعر:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة ... ولكن عين السخط تبدي المساويا]!!
قلت: الواقع أنه يقلب العلة القادحة شاهداً بالجهل والهوى، فما أحراه ببيت الشعر الذي أورده!
علماً أنني وجدت مثالا آخر -سوى أحاديث الجزء- على شرط الحميري في المتابعات التي تخفى على الحفاظ، فتابعوا النقطة التالية:
*قال الحميري: [وأما عن قول المعترض بأن حديث جابر كحديث عرق الخيل. فجوابه أخي القارئ: أن حديث عرق الخيل فهو من كنانتهم لا من كنانتنا! ولهم أن يسألوا السجزٍي وأضرابه ينُبؤوهم عنه، واتق الله ولا تقارن حديث جابر بأحاديث الزنادقة والمارقين والمجسمة الحانقين فذلك سخفٌ مشين وظلم عظيم]
قلت: بلغ الحد بالحميري في التصرف بعباراتي إلى أن يكذب، فأنا لم أقرن حديث عرق الخيل مع حديث النور كما زعم مرتين، بل قرنتُه مع الحديث الأول في مصنفه المكذوب، الذي فيه القصة الخيالية عن الطاوس وإنشاء الخلق منه! والذي تهرب الحميري من الجواب عن متنه وعُجمته الصارخة!
وحديث عرق الخيل هو: "قيل يا رسول الله: مم ربنا؟ قال: خلق خيلاً، فأجراها، فعرقت، فخلق نفسه من ذلك العرق"!
فأما دعوى الكنانة وما الكنانة فقد كذب فيها أيضا كالعادة، فقد نص الحفاظ أن المتهم به محمد بن شجاع الثلجي الحنفي (أحد أصحاب قدوة الحميري: بشر المريسي).
وقال ابن عدي عن الثلجي في الكامل (6/ 291): "وكان يضع أحاديث في التشبيه ينسبه إلى أصحاب الحديث ليثلبهم به! روى عن حبان بن هلال -وحبان ثقة- عن حماد بن سلمة، عن أبي المهزم، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله خلق الفرس فأجراها فعرقت ثم خلق نفسه منها". مع أحاديث كثيرة وضعها من هذا النحو، فلا يجب أن يُشتغل به، لأنه ليس من أهل الرواية، حمله التعصب على أن وضع أحاديث يثلب أهل الأثر بذلك".
وقال الذهبي عن الحديث في ترجمة الثلجي في الميزان: "هذا مع كونه من أبين الكذب هو من وضع الجهمية".
¥(11/405)
ومعلوم أن الحميري جهمي الاعتقاد، وسبق أن وصفتُه بذلك في ردي الأول، ولم يتعقب بشيء، بل سكت مقرًّا!
وبناء على طلب الحميري أن نرجع للسجزي وغيره، فقد أجبته إلى مقصده مع العلو في الإسناد أكثر، ورجعت لأقدم من علمته ساق الحديث، وهو الإمام الحافظ عثمان بن سعيد الدارمي، فقال في نقضه على سلف الحميريِّ بشر المريسي: "واحتج المعارض أيضا لمذهبه الأول بحديث مستنكر تعجب الجهال منه، ويوهمهم أن ما روى أهل السنة من الروايات الصحاح المشهورة؛ ومما ينقض بها على الجهمية؛ في الرؤية والنزول وسائر صفات الله تعالى؛ مستنكرٌ مجهول مهجور مثل هذا الحديث، فزعم أن حماد بن سلمة روى عن أبي المهزم عن أبي هريرة، قال: قيل يا رسول الله: مم ربنا؟ فقال: "من ماء مرور، لا من أرض، ولا من سماء، خلق خيلا فأجراها فعرقت فخلق نفسه من ذلك العرق"! فيقال لهذا المعارض: لو كان لك فهم وعقل لم تكن تذيع في الناس مثل هذا الحديث الذي لا أصل له عند العلماء، ولم يروه عن حماد إلا كل مقروف في دينه، فيظن بعض من يسمعه منك أن له أصلا فيَضل به أو يُضل، وهذا الحديث لا يعرف له أصل في كتاب ابن سلمة، ولا ندري من أين وقع إلى المعارض، ومما يستنكر هذا الحديث أنه محال المعنى، بل هو كفر لا ينقاد ولا ينقاس، فكيف خلق الخيل التي عرقت قبل أن تكون نفسه في دعواك؟ ويحك أيها المعارض! إنا نكفّر من يقول إن كلام الله مخلوق، فكيف من قال نفسه لا جزاك الله خيرا عما تورد على قلوب الجهال مما لا حاجة لهم إليه! فعمن رويته عن حماد؟ وممن سمعته؟ فسمّه لنا نعرفه! فإنا لا نعرف إلا أن الله الأول قبل كل شيء، فكيف كان هذا العرق قبله حتى خلق منه نفسه؟ وهذا الحديث لا يُحتاج إلى تفسيره، فإن الشاهد منه يدل على أنه باطل، ثم لم ترض بما قلت ورويت مما تشنعه حتى ادعيت له تفسيرا عن إمامك الثلجي؛ أنه قال" يحتمل تأويل هذا الحديث أن يكون الكفار سألوا النبي .. " الخ.
فخلصنا إلى أن الحديث لا أصل له عند العلماء، ولا يعرفه جميع الحفاظ! وليس في أصل حماد بن سلمة الذي رُكِّب عليه الحديث! ثم خفيت عليهم الطريق وعرفها ابن الثلجي وبشر المريسي! وهما من أشاعه ونشره بين الناس! ولا مانع ما دام ابن مانع الحميري دكتور الحديث (!) يرى أن الطرق يمكن أن تخفى على جميع الحفاظ وبابها مفتوح إلى يوم القيامة! فيما يمنع الباحثين أن يتكلموا في تركيب الأسانيد!
على كل حال ظهر فيما سبق منشأ الحديث جليًّا، وأنه من كنانة الجهمية سَلَف الحميري والكوثري مشيعه من قبله، وأن خلَفَهم حرصوا كل الحرص على تطبيق ما وُضع الحديث لأجله من التشنيع على أهل السنّة والحديث! والحمد لله على نعمة السنّة.
وعاد الحميري لهذا النهج من التشنيع بعد أن عرَّض بأخينا الشيخ الفاضل المفيد محمد بن ناصر العجمي في تعليقه على الأوائل لابن أبي عاصم، ثم قال في تهجم لا مناسبة له إلا أن الشيخ العجمي لم يخرِّج حديثاً على هواه: [فلم ذلك العداء البين من فرقتكم على حبيب الله صلى الله عليه وآله وسلم]؟
والجواب قد ظهر بما سبق من شنشنة سَلَف الحميري، وليت شعري! هل الذي يخدم كتب السنّة ويدعو للتمسك بالسنّة النبوية وينفي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الكذب والمُحدَثات يعاديه، أم أنه الذي ينشر الكذب والبدعة ويروّجهما ويطعن في أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وأتباعه؟ رمتني بدائها وانسلت!
*قال الحميري: [وأما عن القول بوضع حديث جابر وزعمه بأنه موضوع وأن ألفاظه مركبة كما أبدى ذلك أيضا بعض الحانقين، ومن لف لفهم، والاعتراض علينا بحكم بعض علماء الأشراف الغماريين على الحديث. فجوابه أخي القارئ: أن كلامهم على حديث جابر شأن يخصهم ويخص أضرابهم، ولنا شأننا الخاص بنا ومعنا من السادة الأشراف الغمارية والكتانية وجمهور الأمة ممن يؤيدنا في ما ذهبنا إليه كالشيخ الأكبر محي الدين بن عربي .. ] الخ!
قلت: ما دام للحميري شأن خاص خلاف ما اصطلح عليه أهل الحديث فلماذا يصرُّ على مزاحمتهم بجهل في علمهم وتخصصهم، ويناقش ويصحح ويضعف بالهوى، ويلوك قواعد العلماء بلا أدنى فهم، أما كان أراح واستراح لو ذكر هذا من البداية؟
وهل يقول ذلك الكلام من له أدنى تعلق بعلم الحديث؟ ناهيك عن كونه دكتوراً (!) فيه؟!
¥(11/406)
هكذا اعترف الحميري في نهاية المطاف وسلّم بمخالفة الحديث لما عليه قواعد الحديث، وطفق يتشبث بغير المحققين فيه، بل بأعدائه كابن عربي، وكلهم لم يصحح الحديث! وإنما جرى ذكره في كتبهم دون تنبيه!
وعهدي بأمثال الحميري أنهم يشددون نظرياً في أمر الاعتقاد وأنه لا يُقبل فيه إلا الحديث المتواتر، ونراه اعتقد ليس بالآحاد فقط، ولا الضعيف، بل بالموضوع الذي لا أصل له! وربما يعتقد بالمنامات! فانظر إلى هذا التناقض في أصل الأصول، ولا عجب إذا كان للحميري شأن خاص به خلاف ما أصّله العلماء!
ولكن ليتأمل القراء في هذيانه إذ دفع بأحكام الغماريين بوضع الحديث، وقال إنهم في نفس الوقت معه على خط الشأن الخاص! ثم يزعم كاذباً أن جمهور الأمة على ضلاله الفلسفي الطرقي! فمثله يستحق أن يعزَّى بعقله! والحمد لله الذي عافانا مما ابتلاه به! فلا يلمني الحميري ثانية بقوله: [زعم المعترض بأني جاهل في علم الرواية وأخبط خبط عشواء]! علماً بأنه القائل أيضاً في حديث النور: [وأرجو أن تستمع لكلام أهل العلم]!! ولم يقصد بهم العلماء الذين تكلموا بالقواعد وأجمعوا على بطلان الحديث (كما قال الغماري!)، وإنما من وافقه على هواه فقط!
وما أحسن قول الإمام مسلم رحمه الله في كتابه التمييز (15/أ-ب، مختصره)، قال: "واعلم - رحمك الله - أن صناعةَ الحديث، ومعرفة أسبابه مِن الصحيح والسقيم إنما هي لأهل الحديث خاصة، لأنهم الحُفاظ لروايات الناس، العارفين بها دون غيرها، إذا الأصل الذي يعتمدون لأديانهم: السُنَن والآثار المنقولة، مِن عصرٍ إلى عصر: مِن لَدُن النبي صلى الله عليه وسلم إلى عصرنا هذا، فلا سبيل لمن نابذهم مِن الناس وخالفهم في المذهب إلى معرفة الحديث ومعرفة الرِّجال مِن علماء الأمصار فيما مضى من الأعصار، مِن نُقّال الأخبار وحُمّال الآثار".
*قال الحميري: [فلو أراد قادرية الهند أو غيرهم التزوير لأتوا بورق قديم من كتاب قديم ولغسلوه وكتبوا عليه].
قلت: وهذا جهل بالغ من الحميري! وقد نبّهت غير مرة أن هذا الحميري يسمع المعلومة فيلوكها دون أن يعيها جيداً، فقد سمع في عالم المخطوطات بالغسل فظن أي شيء يقبله! وإلا فمتى كان الورق يُغسل ليُكتب عليه؟
وأعلم أنه لن يستوعب هذه النقطة إلا بالشرح، فأقول: إن كتابة المخطوطات الإسلامية كان أغلبها إما على الرَّق (الجلد)، أو على الكاغَد (الورق)، فالأول يمتاز بطول بقائه، إلا أن عيبه المحو بالغَسل، أما الورق فهو أقل تعميراً لكن تزويره ينكشف، وأسوق نصاً موضحاً في صبح الأعشى (2/ 475 - 476) حيث قال: "وأجمع رأيُ الصحابة رضي الله عنهم على كتابة القرآن في الرَّق لطول بقائه، أو لأنه الموجود عندهم حينئذ، وبقي الناس على ذلك إلى أن ولي الرشيد الخلافةَ وقد كثر الورق وفشا عمله بين الناس: أمر أن لا يكتب الناس إلا في الكاغَد، لأن الجلود ونحوها تقبل المحو والإعادة فتقبل التزوير، بخلاف الورق، فإنه متى ما مُحي منه فسد، وإن كُشط ظهر كَشطه، وانتشرت الكتابة في الورق إلى سائر الأقطار، وتعاطاها من قَرُب ومن بَعُد، واستمر الناس على ذلك إلى الآن".
وما دام الحميري مولعاً بادعاء الرجوع للمختصين المجاهيل فنحيله على أحد المختصين الحقيقيين، فقال خبير المخطوطات أيمن فؤاد سيد في (الكتاب العربي المخطوط وعلم المخطوطات 1/ 19): "وإذا كان من خواص الرَّق قدرته على البقاء الطويل فإن من أهم عيوبه إمكانية محو ما فيه وإعادة استخدامه مرة أخرى".
ثم نقل بعض النصوص عن ياقوت الحموي في معجم الأدباء، ثم قال في الصفحة التالية: "وتدل هذه النصوص أن الرَّق ظل مستخدماً في الشرق الإسلامي وإلى القرن السادس الهجري، فعملية الغَسل هذه لا يمكن أن تتم إلا إذا كانت الكتابة على الرَّق".
¥(11/407)
فإذا تبين هذا عُلم ما عليه الحميري من جهل، وعُلمت أشياء أخرى، فأرجو من القارئ أن ينتبه للنص جيداً، فعلمنا منه أنه يُمكن لمن سماهم أن يزوروا المخطوط بغسله (!) وإعادة الكتابة عليه، ونحن نقول إن غسله لا يُمكن، فتبقى المشكلة في الحصول على الورق، وهذا الورق زعم الحميري أنه فُقد من نحو ثلاثمائة سنة في تلك المناطق (أفغانستان في رواية، وفي بلاد ما وراء النهر في رواية أخرى!) بينما كذّب ذلك جالب النسخة بأن عمره مائة وخمسين سنة، معناه أنه لم يختفي من ثلاثمائة سنة! وأنه إنما اختفى منذ سنين عديدة في تلك المناطق وما جاورها، فالسؤال هو: قد اختفى هذا الورق من سنوات في أفغانستان، فهل له بقية في غيرها كالهند مثلا؟ الجواب عند جالب النسخة إذ يقول فيما كتب بخطه: [في حوزتي ورق مثله يرجع تاريخه إلى 400 سنة]!! ولا يهمني كم يدعيه من عمر الورق، فالمهم أن الورق عنده! وأدع الباقي لفطنة القارئ الكريم! ليربطه مع قول الحميري: [وإني لدؤوب قبل هذا البيان في البحث المجد عن قِطع أخرى لذلك الجزء المفقود، وإنني على وشك العثور عليه بإذن الله تعالى]!
كما أسأل الله أن ينجينا من شرور قول الحميري: [وكوننا لم نعثر على الروايتين في المراجع المذكورة لا يعني أنهما غير موجودتين، لأن (الدلائل) الموجودة للبيهقي بها نقص، وكذلك (المستدرك)]!
التدليس والتلبيس
وبعد ما سبق الإشارة لبعضه من اعتماد الحميري في إغلاقه على الهروب كثيراً، والكذب تارات، والجهل المستغلق كرّات: رأى أنه لا تزال أمامه أمور عالقة لم يتعامل معها أمام جمهوره، فلجأ لمغارات التدليس، ومدّخل التلبيس، عساها تقع موقعاً عند الشريحة المستهدفة من الأغرار والأغمار.
وهأنذا أسوق طائفة منها تنبيها لمن قد يغتر بها وبصاحبها الحميري، علما أن كثيراً منها يتداخل مع الجهل المذكور في الفصل السابق.
فقال الحميري: [توجهت إلى المدينة المنورة والتقيت ببعض خبراء المخطوطات الذين كانوا يعملون بمكتبة عارف حكمت الحسيني فأخبروني بوجود خطوط مشابهة لخط المخطوط الذي بين يدي كتبت في القرن العاشر الهجري، وأوقفوني على عدد من تلك المخطوطات فاستبشرت خيرًا].
قلت: كالعادة أبهم دكتور الحديث (!) الحميري رجاله، فبذلك لا يمكن معرفة هل هؤلاء خبراء مخطوطات أم جرائد، هذا إن صدق وكان لهم وجود أصلا، ولا سيما أنه نسبهم لمكتبة عارف حكمت، ونقل أنهم أطلعوه على نماذج مشابهة، والظاهر أن هذا الاطلاع حصل في المكتبة لا في بيوتهم! مع أن المكتبة غير موجودة قبل حصول الحميري على مخطوطه بسنين عديدة، فقد هُدمت وضُمَّت إلى مكتبة الملك عبد العزيز في المدينة، وقد سألتُ بعض المتخصصين بالمخطوطات ممن أدرك المكتبة فنفى وجود خبراء فيها أصلا، منهم الشيخان المحققان جمال عزّون وعمار تمالت الجزائريان، والثاني قد عمل متعاونا فيها مدة، وأكد الشيخ عمار أنه لم يوجد فيها خبير أصلا، وهذا من أسباب كون فهرسها -على تأخر عمله- مليء بغرائب الأخطاء التي لا تصدر عن صاحب الخبرة المتوسطة فضلا عن الخبير!
أما مسألة تشابه الخطوط فقد مضى الكلام عليها مفصلا في ردي الأول، وربما أتطرق لها قريبا.
ثم قال: [ثم سألت الثقات من أهل العلم والفضل والخبرة من البلاد التي وردتنا منها المخطوطة عن نوعية ورق المخطوط؟]
أقول: هنا أبهم الحميري البلاد التي جلب منها، وصرَّح بها في أماكن أخرى أنها أفغانستان، وفي مواضع أخرى أنها من بلاد ما وراء النهر! وهكذا ينكشف الكاذب من تناقض أقواله، وسبق بعض ذلك ويأتي، ولكن لنتجاوز ذلك الآن ونبيّن ما في كلامه من تلبيس على الناس، فيقال للحميري: ما دام المخطوط الأصلي عندك فما الداعي لأن تسأل أُناساً من أعاجم تلك البلاد ربما هم من العوام والطرقيين الجهلة (كما ظهر في أمور أخرى) فيما لا تسأل المراكز المختصة بالمخطوطات؟ ولا سيما وقد أحالك الشيخ أديب الكمداني على مركز جمعة الماجد عندك في دبيّ -وهو مركز عنده إمكانات عالية لتحليل الورق والحبر وفحصهما وغيرهما كما بلغنا-؟ كما أنه صرّح لك هو والشيخ محمد مطيع الحافظ -وربما غيرهما- أن المخطوط حديث؟
وأنا لا أستبعد أن يكون الحميري قد فحصه في مركز جمعة الماجد فعلا، ولكن كتم النتيجة المحققة من تزويره، واستشهد بما يناسب هواه ممن وافقه!
¥(11/408)
وإنني أتحدى الحميري الذي يملك المخطوط ويدعي سلامته من التزوير أن يعرضه على مركز الملك فيصل بالرياض للمخطوطات، وهو مركز متخصص موثوق، وعنده أجهزة وخبرات جيدة، وأقام منذ فترة قريبة دورة متخصصة لكشف تزوير المخطوطات، وأعلم سلفاً أن الحميري لا يملك الجرأة على الموافقة، لأنه يعلم النتيجة من الآن! ولهذا اكتفى بما ادعاه من شهادة مبهمي ومجاهيل الأفغان وكتم شهادة ذوي الخبرة والشان!
وقارن بين ما سبق وبين قول الحميري: [ما صرحنا به في المقدمة من ترجيحنا لكون المخطوط منقولاً عن الأصل الذي كتب في القرن العاشر، ومع ذلك فإن خطه يشبه بعض خطوط القرن العاشر، وهذا ما رأيناه في مخطوطات مشابهة، وأتينا بصور لها بعد أن أثبتناها في مقدمة التحقيق].
فأقول: تقدم بيان كذبه العمد الصريح في ادعائه ذكر المخطوط الأصل والنقل منه في مقدمة تحقيقه، وأن ذلك لم يكن، فضلا عن الدراسة والترجيح، لكني أتوقف هنا عند النقطة الثانية، في قوله إن مخطوطه الأصل (الذي صار فجأة بقدرة قادر منسوخاً عن الأصل هنا!) يُشبه خطوط القرن العاشر، فهنا يضطرب الحميري في التوفيق بين ثباته على ما نافح عنه من أن ما بين يديه كتب في القرن العاشر جزماً، وبين أنه منسوخ عن القرن العاشر ويشبه خطه، ومرة أن كُتب قبل ولادته جزماً، وهو دون الثلاثمائة جزما!! ومرة أن عمر الورق لا يقل عن ثلاثمائة سنة بشهادة مجاهيل الأفغان، ثم أورد وثيقة تكذّبه بخط ثقته جالب النسخة وفيها: [وقد قرر أهل العلم من أهل الاختصاص هناك أن الورق الذي كتبت به المخطوطتان يرجع عمرهما إلى مائة وخمسين سنة تقريباً، وأن هذا الورق اختفى منذ سنين عديدة في تلك المناطق وما جاورها]، فانظر إلى الكذابين كيف يضطربون ويفضح بعضهم بعضاً!
*قال الحميري: [زعم المعترض بأنه لم يرد في لغة العرب (أنورهم لوناً) وأنها أعجمية بحتة!. وأرجو من القارئ الكريم أن يفتح كتاب لسان العرب ليرى كلمة (أنور)، فقد نقل صاحب لسان العرب 5/ 242 عن هذه الكلمة ما نصه: (وفي صفة النبي صلى الله عليه وسلم: أنور المتجرد أي نير الجسم. يقال للحسن المشرق اللون: أنور، وهو أفعل من النور) اهـ]
قلت: الحميري يدور في صنيعه هذا بين الجهل والتدليس الخبيث، فعبارتي في الرد كانت: [وأنورهم لوناً". هذه الصيغة ليست عربية! فاسألوا عنها بريلوية الهند!]، فأنا أتكلم عن (صيغة)، وليس (كلمة) كما حرّف الحميري، فإن كان فهم العبارة -كما يُفترض أن يفهمها العرب! - وأحال على اللسان فقد دلّس بذلك تدليساً خبيثاً، وإن كان لم يفهم فيكون رد بجهل كالعادة، وتأثر بما بين يديه من عجمة! واستشهد بما هو حجة عليه، فقد نص في اللسان أن (أنور) من وزن (أفعل)، وجاء في مصنف الحميري على صيغة التفضيل: (أحسنهم وجها وأنورهم لونا)، فيا حميري راجع كتب اللغة وستجد أنهم منعوا التفضيل من (أنور) التي عندك، ومثلها (أعور) فلا يقال فلان أعور من فلان، ولا فلان هو أعور القوم، وسأدلك على مرجع سهل الفهم قريب:
فقال شيخنا العلامة اللغوي عبد الغني الدقر -رحمه الله- في معجم القواعد العربية (ص35 ط2): [لا يُصاغ اسم التفضيل .. مما الوصف منه على (أَفْعَل) الذي مؤنثه (فَعْلاء) وذلك فيما دلَّ على لون أو عيب أو حِلْية، لأن الصفة المشبّهة تُبنى من هذه الأفعال على وزن (أَفْعل)، فلو بُني التفضيل منها لالتبس بها، وشذّ قولهم: هو أسود من مُقلة الظبي، ويُتوصل إلى تفضيل ما فقد الشروط بـ (أشدّ) أو (أكثر) أو مثل ذلك]. انتهى المراد منه.
والآن بعد أن فهمت -أرجو- فهل سترد على هذا الأمر أم ستسلِّم بالعجمة مع كتم الاعتراف كما فعلت في كلمات وصيغ أخرى واضحة؟
وأما ما أورده بعض من انتصر للحميري بالباطل من مجيء الصيغة في حديث رواه أبونعيم (2/ 181) والبيهقي (1/ 298) كلاهما الدلائل وغيرهما من حديث عائشة: فهو استدلال باطل، لأن الحديث منكر واه، وطعن فيه البيهقي وابن كثير في تاريخه (6/ 34) والعراقي في تخريج الإحياء (2535)، وقد تفرد به صَبيح بن عبد الله الفرغاني عن سند مشهور مع تأخر طبقته، وقال عنه عبد الغني الأزدي: منكر الحديث. وقال البيهقي: ليس بالمعروف. وقال الخطيب: صاحب مناكير.
¥(11/409)
ووجود هذا التركيب الأعجمي في الحديث علة أخرى فيه! وكان على المنتصر للحميري إن عجز عن تحقيق صلاحية الحديث للاحتجاج أن يكون أمينا في النقل -على الأقل- وينقل كلام البيهقي في تضعيفه، وقد رآه! ولكن أهل الأهواء ينقلون ما لهم ويكتمون ما عليهم!
عوداً على بدء، فربما يُلتمس للحميري عُذر في أنه تكلم في غير اختصاصه -على أنه لما تكلم في اختصاصه ما جاء بأحسن من هذا، والحمد لله على العافية- بيد أن الحميري أغلق على غيره أن يعتذر له في اللغة، فيقول مزكيا نفسه بنفسه:
[أحب أن ألفت نظره بأن يكون على وعي تام في مخاطبة العقلاء، وأن الذي تخاطبه ليس أعرابيًا ولا حديث عهد على موائد العلم، بل هو من بيت مشهود له بالتقوى والعلم، اجتمعت فيه خصائص، لم تجتمع في غيره، فقرابتي لأمي حنابلة المذهب وقرابتي لأبي مالكية المذهب، معظمهم حفظة لكتاب الله، تربيت في أكنافهم على الفضيلة، واستننت على سيرة خال أبي العلامة الفقيه اللَّوذعي المحدث الشيخ مبارك بن علي الشامسي، وأصولنا بين أشراف وأنصار وحمير، ولست من المولدين الذين حذر منهم السلف كما في حديث سنن ابن ماجه (رقم 56) بسند ضعيف عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((لم يزل أمر بني إسرائيل معتدلا حتى نشأ فيهم المولّدون أبناء سبايا الأمم، فقالوا بالرأي فضلوا وأضلوا))].
قلت: نعم الجدود ولكن بئس ما خلفوا! يا حميري ما دامت أسرتك كما تقول فلماذا عدلت عمّا هم عليه وأسأت لسمعتهم؟ وهل تضليلك لأخوالك الحنابلة وسلفك أئمة الحديث من البر وصلة الرحم في شيء؟
وأقول: ما هذا الاستدلال بالآل بشافعٍ للحميري ولا رافع لخسيسته؛ وقد قال الله تعالى: (كل امرئ بما كسب رهين)، وقال: (يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي)!
أما قضية المولَّدين فالذي أعرفه أن الاحتجاج في اللغة أُغلق مع نهاية حكم الأمويين، وقيل سنة 150 ورفعه بعضهم إلى سنة 200 ليدخل الإمام الشافعي، وكل هذا بالنسبة للبادية لا الحاضرة، والحميري ينفي أن يكون أعرابيا! فهل يريد أن يستثنيه اللغويون ويمدون الاحتجاج ثلاثة عشر قرنا مع غض النظر عن البداوة ليحتجوا بكلامه، فقط لأن أصوله [بين أشراف وأنصار وحمير]؟!
وقد شاهدنا من انطلاء العجمة على مصنفه ودفاعه عنه ما لا يدع مجالا لأهل اللغة في استثنائه من قاعدة المولَّدين! هذا من جهة اللغة.
أما من جهة بقية العلوم فلقد رأيناه في تخصصه كيف هو! فهو في غيره أضل سبيلا!
ثم إن الأعراب الذين على الفطرة والصدق خير منه ومن اعتقاده الردي، وكم سجل لنا التاريخ من تمني أئمة الكلام أن يكونوا كالعجائز والعامة والأعراب في سلامة الاعتقاد وبساطة الفطرة.
نعم، إن الحميري احتج بأنه ليس من المولَّدين الذين حذر منهم السلف، ثم احتج بحديث مرفوع لا يصح في ذلك في التحذير من المولدين أبناء السبايا أهل الرأي، فلا هو أحسن الاستدلال (وهو المتخصص بالحديث!) حين احتج بتحذير السلف بقوله: (كما في الحديث)!! فهل هذا تحذير السلف أو تحذير رسول الله صلى الله عليه وسلم -لو صح؟ ولا هو بالذي يحتج بالسلف أصلاً، بل هو في كتبه يردّ عليهم ويخالف سبيلهم، بل صرَّح في إغلاقه أن لأهل الحديث وأتباع السلف مذهبهم في حديث جابر، بينما له هو وجماعته الطرقية مذهبهم الآخر!
أما الذين جرى عليهم إطلاق المولَّدين وحصل التحذير منهم فذلك في مسائل اللغة بالدرجة الأولى وفي الغالب، وما يحصل من جهلهم بها تبعاً، كالتخليط بين الوعد والوعيد، والاستواء والاستيلاء، ونحو ذلك مما رده أئمة اللغة والسلف، ومثله قريبا أن (أنور) صيغة تفضيل صحيحة عند الحميري!
*قال الحميري: [هناك رسائل كثيرة قد حققت في المحافل العلمية ثم تبين بعد ذلك عدم صحة نسبتها إلى مؤلفيها، هل سمعنا يومًا أن سحبت الرسالة عن المحقق واتهم بالكذب والتزوير هو ومشرفه وجامعته؟! يا له من عجب، يتلوه عجب].
¥(11/410)
قلت: هذا تلبيس وقياس مع الفارق، فلو جرّب الحميري حظه وقدّم جزءه المكذوب كرسالة في جامعة محترمة وعند مشرف عالم نزيه لرأى كيف كان التعامل معه، ولو كان هو الواضع فرضاً وتواطأ معه مشرفه وجامعته فلا أستغرب أن يحصل ما استبعده وتعجب منه، نعم، لم أسمع بحصول ذلك سابقا، وذلك لأن قضية جزئه المكذوب سابقة في عصرنا، ومن يدري؟ لعلها كرامة اختص بها الحميري ليكون السابق في هذا المجال، والطيور على أشكالها تقع!
وأُجمل ههنا الرد على تلبيساته التي حاول فيها دفع المطاعن عن نسخته، بعد استبعاد ما سبق التنبيه عليه من هروبه وكذبه وجهله:
فمن ضروب تلبيسه المقارنات الفاشلة مع بعض كتب الأئمة التي تفارق جزءه المفترى من وجوه عدة، فاستشهد المسكين بما سمعه من طعون سلفه الكوثري بنسبة بعض ما غص منه من كتب السنة الثابتة عند التحقيق، مثل السنة لعبد الله بن أحمد، وغيرها من الكتب التي عُلم ثبوت تصنيفها من مؤلفيها، واعتمدها الحفاظ، ورووها، وانتشرت عندهم نسخها، واحتجوا بما فيها، ولم تنفرد بالغرائب، بل المرويات هي مرويات مصنفيها، والأسانيد أسانيدهم، وهي أسانيد معروفة لمتون وآثار معروفة توبعوا عليها، وإنما تعلق الكوثري ومن تبعه بمغامز في رجال الإسناد، متجاهلين أن ذلك إنما قد يؤثر في متانة تسلسل رواية الكتاب بالسماع -وربما الإجازة- للمتأخرين، ولا يؤثر من حيث صحة تصنيف هذه الكتب ووجودها، فاتصال المصنفات بالسماع للعصور المتأخرة ليس كاتصال الحديث للمصنفين في عصور التدوين، وهي القرون الثلاثة الأولى.
فلو ساق الحميري إسناده للبخاري من طريق المعمرين -التي يحرص عليها صاحبه ممدوح في أثباته ويفرح بها- لقلنا إن الإسناد للبخاري موضوع، ولكن هل يعني ذلك أن الكتاب صار غير ثابت إلى مؤلفه؟
ولماذا نفترض أمراً وهذا الحميري ساق سنده للمصنف أول تحقيقه، وفيه انقطاع وتخبيط وتحريف، ولا سند لهذا الجزء سوى ما ساقه الحميري، وإلا فأتحداه أن يأتي بنص يعرف فيه راوي (كتاب الإيمان المزعوم)! عن عبد الرزاق، لأن المصنف لم يُرو جملة واحدة، فقد تفرد رواةٌ ببعض أقسامه، فأبطل الحميري جزءه بنفسه من حيث أراد الطعن بكتب الأئمة!
والحميري لم يفهم هذا عندما رددت عليه، وصرَّحت أنه لن يفهمه فقلت: [أما مسألة تفصيل السماع من الإجازة، ومسألة تحديد روايات قطع محددة من المصنف لم تقع من رواية الدبري عن عبدالرزاق فهذه أمور لا يكلّف بها من هو في مستوى الحميري بالرواية، والله أعلم.]
وصدق ظني، فقال الحميري في إغلاقه بعد ستة أشهر: [هذا الاعتراض ضرب من التخريف، فنحن ذكرنا إسنادنا لمصنف عبد الرزاق كله، وليس لهذه القطعة فقط]!!
فلا يزال الحميري يظن أن المصنف يُروى كاملا من طريق الدَّبري عن عبد الرزاق، وأنا أكرر له أن لا يصح أن يُروى جميع المصنف عنه، فهناك أبواب منه سقطت على الدَّبري، وأخرى تروى عن غير طريقه، كما تجده عند أئمة الشأن، كابن خير الإشبيلي في فهرسته التي نص الحميري على مطالعتها (127 - 130)، ولن أفصّل في هذا أكثر، لأنني أكرر أن المسألة فوق مستواه ولا يكلّف بمثلها! ولعل أحداً غيري يتنزل ويدلّه!
عوداً على مسألة كتب السنة الحقيقية التي طعن فيها الحميري تقليداً وجهلاً، فأقول: أين هذه الكتب مع محتويات جزء الحميري التي ما رآها الحفاظ مروية قط، ولا متابعات لها، وهي محض تخليط في عجمة وتخبيط، وليست أسانيد عبد الرزاق ولا غيره! وهي عارية عن أدنى مقومات التوثيق، ومليئة بالمطاعن التي يكفي أحدها لإبطال الجزء والحكم عليه بالتزوير، فأين هذا من ذاك؟ إن هو إلا التلبيس على الجهلة الأغمار!
وكذا قول الحميري [وكم من كتاب طبع على أصل واحد فقط بل وليس عليه سماعات]، وردُّه لبعض مفردات الطعون بالتجويز والاحتمالات! فنقول: مع فارق القياس فنحن لم نطعن في جزئك بهذه الجزئية فقط يا ذكي، لكن بينّا أن مخطوطك خالٍ من أدنى مقومات التوثيق، تلك التي ذكرتَ بعضها سابقا (مثل خط المصنف! سماعات عليه! دائرة منقوطة!) وهو مع ذلك مليء بالمطاعن التي لا يدفعها أهل العقل والاختصاص! وأزيدك هنا: لو أن صاحبك المزوِّر أتقن مهمته أكثر وزوّر للمخطوط سنداً وسماعات وملأ المخطوط دوائر منقوطة، وختم بنص المقابلة، وبالغ في إتقان التزوير: لما تغير حكم التزوير عند أهل الاختصاص لوجود القوادح
¥(11/411)
الأخرى، فأرح نفسك من عناء التلبيس!
ونحو ذلك ما ذكره في قضية المصنفات، فليس عنده فيها إلا التجويز دون أدنى بينة، ومن المضحك كلامه عن مسألة ثبوت التبويب لكتاب الإيمان أول المصنف، فقد احتج لثبوته في جزئه بأنه واقع جزئه! ففسر الماء بعد الجهد بالماء! أما أنا فذكرت قرائن من فهرسة ابن خير وكشف الظنون تتقوى بالقرائن الأخرى على إبطال التبويب أول المصنف! وهب أنه لم توجد تلك القرائن، فلا تؤثر على الحكم بالبطلان!
ونحو ذلك تعلقه السخيف بقضية التأريخ الهجري، فأنا ما جعلت هذا مطعناً لذاته، بل جعلته ضمن جملة قرائن مجتمعة أهملها واستلّ ذا من بينها وردَّ عليه بالنادر، مع تصريحي في ردي قائلا: [وقد يقول قائل: ما ذكرتموه صحيح، ولكن ألا يمكن أن تُكتب بعض المخطوطات على خلاف الأصول التي ذكرتموها؟ نقول: ممكن أن يقع الاستثناء في أمر أو أمرين، أما هنا فقد تضافرت أمور كثيرة من شأنها أن تضعف الثقة بهذا المخطوط المزعوم].
فهو وجد استثناء في بعض المخطوطات بعد التعب والجهد، وأنا لم يخف عليّ أن ذلك قد يوجد، ولكن على ندرة شديدة، ولذلك قلت إنه غير معتاد، وللتدليل على كلامي فليراجع من عنده تتبع المخطوطات مائة مخطوط عشوائيا في كتب السنّة القديمة أو غيرها، ولينظر كم نسبة ما يجد فيه من تأريخ بالهجرة؟ وأنا واثق أنه سيجد بعدها دقة كلامي واحترازي في العبارة.
وقال الحميري: [وهذا ما رأيناه في مخطوطات مشابهة، وأتينا بصور لها بعد أن أثبتناها في مقدمة التحقيق وهذا المعترض قد هدم ما أتى به علينا فقال ما نصه: (وعليه فإن خطوط القرن العاشر في النسخ والثلث لا تختلف عن خطوطنا نحن اليوم، فلماذا يتحكم الحميري في أن خط المخطوط هو خط القرن العاشر فقط؟).
فقوله: (لا تختلف عن خطوطنا نحن اليوم) تصريح منه باحتمال كون المخطوط من كتابات القرن العاشر، وهذا متوقع ومحتمل].
قلت: من المتعب أن يلاحق الإنسان من يحب الجدال الجاهل العقيم، ولولا أن هدفي تنبيه العوام الذين قد ينطلي عليهم تلبيس الحميري لاكتفيت بما سبق من إثبات كذبه وهروبه وجهله، فقضية الخط نقضتُها في ردي الأول بشهادة أكثر من رجل من أهل البلد والاختصاص أن الخط هندي معاصر، وأزيد هنا ما نبّه عليه الشيخ عبد القدوس نذير الهندي، فقال: [ما بدأ به ناسخ المخطوطة المزعومة من كلمة دعاء "رب يسر ولا تعسر وتمم بالخير"، فترصيع الكتاب بهذا الدعاء وخاصة كلمة "وتمم بخير" معهود في الهند، لا يكاد يوجد لدى الآخرين، خاصة عند المتقدمين، وكنا نلقَّن هذا الدعاء في الكتاتيب عند افتتاح أي كتاب جديد].
أما قضية أن خط القرن العاشر في النسخ والثلث لا يختلف عما نحن عليه اليوم فقد شرحتُه في ردي الأول، وبيّنت أنه بذلك لا يصح جزم الحميري أن الخط للقرن العاشر تحديداً كما فعل في تحقيقه وكما اضطرب هنا، وأن فعله تحكم محض لا دليل عليه، فجاء الحميري وحوّر معنى عبارتي ليجعلني أُقر احتمال الصواب في تحديده، وهذا لم يحصل، فإنني ذكرتُ في نفس الموضع قرائن أخرى من طريقة رسم بعض الكلمات، واستشهدت بقول أهل البلد وأهل الاختصاص في أن الكتابة معاصرة، فبتر الحميري السياق والمعنى ليدلس كلامي ويُظهره للقراء على خلاف مرادي الواضح، ولذلك ترى الحميري يُكثر من نقل كلامي بعد أن يصوغه هو، وما ذاك إلا ليتسنى له تحوير المعنى والتلبيس، أما أنا فأسوق كلامه كاملاً بين معكوفتين وأميّزه بخط تحته زيادة على ذلك، ثم أناقشه، وهذا الفارق واضح للقارئ المنصف إن شاء الله.
وبعد أن وصل الحميري بشق الأنفس وعبر التدليس والبتر إلى أن المخطوط (يُحتمل!) كونه من كتابات القرن العاشر: جاء ليُسقط استدلاله بنفسه في مكان آخر، فقال رادًّا على نفسه: [ثم إن ما تطرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال، فحجته مردودة عليه، وقد رجع الأمر عليه]!
ومن تلبيساته ما أورده من ردَّ اعتراضي على جزئه المختلق بأنه لو كان كل كتاب فيه كذب يُرَدّ: لحكمنا على معاجم الطبراني ومصنفات أبي نعيم والديلمي بالتزوير والاختلاق!
¥(11/412)
وكذلك وجود طرقٍ لا تُعرف -لأحاديث معروفة- في سائر كتب الحديث إلا في جزئه، وهي بينة التركيب والانقطاع يقول: إن كتب الرواية طافحة برواية المراسيل والمنقطعات، وأنه يلزم باعتراضي إسقاط معظم كتب السنة!! وكأنني كنت أتكلم عن تضعيف مفردات الأسانيد لا الجزء برمّته!
فكل هذه الأمور قياسات جاهلة لجزئه على كتب السنة، وهو لم يفهم أصل اعتراضي حتى يردّ عليه، فهناك فروق عظيمة بين الكتب الحقيقية وبين جزئه المزوّر، تقدّمت الإشارة إلى بعضها، حتى تلك الأحاديث الموضوعة تكون في الغالب موجودة ومروية في مصادر أخرى، وهي معروفة عند الحفاظ وتجد لهم كلاما ونقداً للراوي والمروي، في مثل الميزان واللسان، فضلاً عن كتب الموضوعات والواهيات، أما الضعاف والمناكير المتقدمة فالنصوص فيها أكثر، والمخرجين لها من الوجه ذاته أكثر، والحفاظ يعرفونها على ما فيها، فهل نجد مثل ذلك في موضوعات جزء الحميري التي ليس لها أصل البتة؟ وفيه ما لم يره الحفاظ يقينا على مدى الدهر؟
* ومن تلبيسات الحميري وجهله قوله: [وأما زعم المعترض بتأثر الرواة بالأحزاب الصوفية فانظر حديث (87) من كتاب ابن بشكوال في صلاة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: ((اللهم داحي المدحوات وبارئ المسموكات، وجبار القلوب على فطرتها، شقيها وسعيدها، اجعل شرائف صلواتك ونوامي بركاتك ورأفة تحننك على محمد صلى الله عليه وسلم عبدك ورسولك الخاتم لما سبق، والفاتح لما أغلق، والمعلن الحق بالحق، والدامغ جيشات الأباطيل كما حمل، فاضطلع بأمرك لطاعتك مستوفزًا في مرضاتك بغير نكل في قوم ولا وهي في عزم، واعياً لواجبك حافظا لعهدك ... )) الحديث، وهو عند الطبراني في الأوسط (9089)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (الجزء المفقود المطبوع، برقم 352) وغيرهم. فما قولك بعد هذا؟ هل هذه الألفاظ صوفية منقولة من دلائل الخيرات؟ أم هي دعاوى بثها المعترض؟!]
فالجواب عن هذا من وجين:
الأول أن الحميري يحاول صرف أنظار الناس عن أحد أهم مصادر جزئه -وهو دلائل الخيرات للجزولي- بأن يأتي بأحاديث وصيغ ليست في جزئه، وربما ليست في الدلائل أيضا، وهذه لا علاقة لها ببحثنا إطلاقا، نحن نتكلم عن أحاديث مصنف الحميري تحديداً ولا علينا من غيره، وبهذا يُجاب عما أورده أيضا عن علي القاري من أمور خارجة في موضع البحث أصلا! وهذا التلبيس لا أراه إلا لصرف أعين الجهلة المخدوعين فيه من مسألتنا إلى سواها، وأن يُظهر نفسه أمامهم صاحب حجة، ولو كان خارج السياق!
فأما مسألتنا: فقد أثبتُّ في ردي الأول أن ستة آثار من الجزء ساقها واضع الجزء بحروفها تقريبا من دلائل الخيرات، ولم أُلق القول جزافا، بل حددت أماكنها في الدلائل، بل الحميري نفسه أشار لذلك في حاشية تحقيقه قبل أن يحاول التنصل من تلك الفضيحة هنا! وذكرت كذلك أن هذه الآثار لا أصل لها البتة، وأتحدى أن يخرّجها نفسها من كتب الرواية، ولو كان يستطيع لما اضطر في حاشيته أن يحيل في التخريج على دلائل الخيرات!! وللتذكير فإن الكلام على الحديث من شرطه في خطته المزعوم؛ تلك التي تعلل بها سابقا للهروب!!
أما مسألتُه: فإن الأثر الذي أورده لا يصح أصلاً، وهو من رواية نوح بن قيس، عن سلامة الكندي، قال: كان علي يعلم الناس الصلاة .. الخ.
قال الطبراني في الأوسط (279/أ): لا يُروى هذا الحديث عن علي رضي الله عنه إلا بهذا الإسناد، تفرد به نوح بن قيس الطاحي. وقال أبونعيم معناه في تسمية الرواة عاليا عن سعيد بن منصور (18).
وسلامة فيه جهالة؛ ولم يرو عنه إلا أحد إلا نوح، وحديثه عن علي مرسل.
وضعف حديثه هذا: أبوحاتم في الجرح والتعديل (4/ 300)، والمزي، وابن كثير في تفسيره (3/ 510)، والهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 164)، وغيرهم.
قلت: وبالبحث لم أجد واسطة بين سلامة الكندي وعلي إلا راويا واحداً، وهو الأصبغ بن نباتة، والأصبغ رافضي متهم بالكذب.
قلت: وشيئٌ يعلّمه علي رضي الله عنه للناس ثم لا يُعرف إلا عن مجاهيل يروون عن كذابين يؤكد عدم حصوله، فأين الناس والمتعلمون عن نقله؟
فهذا الأثر ضعيف جدا ولا يثبت، ومتنه فيه نكارة، ولذلك فرح به الحميري!
¥(11/413)
وهكذا ما أشار له الحميري في ردّه بعده مما لا يثبت، حتى وإن رواه فلان وفلان ممن لا يقتصر على الصحيح، فعندنا مقياس وميزان للحكم على الأحاديث يُفترض أن يعرفه دكتور الحديث! وأما ما ذكره الحميري من مشابهة الضعاف والموضوعات لأوراد الطرقية فشيء لا نستغربه، فالملاحظ من جلّ أورادهم وأحزابهم -ولا سيما المتأخرة- خلوها تقريباً من الأذكار الصحيحة الواردة في السنّة، بينما تُبنى على مثل ما أورده الحميري من الواهيات والموضوعات وما لا أصل له، بل واستحسانات من لا علاقة له بالسنّة، ناهيك عن المضادة للسنّة والشركيات، ويحرصون ويتواصون عليها دون ما ثبت من هدي خير البشر صلى الله عليه وسلم، وسبحان من يهدي من يشاء ويُضل من يشاء!
وأعود لكلامه لأجيب على سؤاله الأخير قائلا: كلا، ليس هذا الأثر -الخارج عن بحثنا ابتداء- منقولا من دلائل الخيرات، وهو أقل ضعفاً من أوراده بكثير، إلا أن أحاديث مصنفك -المشار إليها- أُخذت من دلائل الخيرات! وهذا بيت القصيد!
*قال الحميري: [أما عن السيادة: فقد زعم بأن السلف لم يعرفوها، فاعلم أخي القارئ أن ذلك محض افتراء، فقد أخرج السخاوي في القول البديع ص126 بتحقيق الشيخ عوامة والحديث حسن كما ذكره المحقق: عن ابن مسعود قال رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا صليتم عليَّ فأحسنوا الصلاة، فإنكم لا تدرون لعل ذلك يُعرَض عليَّ، قولوا: اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين، وإمام المتقين، وخاتم النبيين، عبدك ورسولك، إمام الخير، وقائد الخير، ورسول الرحمة، اللهم ابعثه المقام المحمود يغبطه به الأولون والآخرون))، أخرجه ابن ماجه والقاضي إسماعيل ص58 والطبراني في الكبير (9/ 115) والبيهقي في الدعوات (57) كما أخرجه الديلمي في مسند الفردوس له هكذا، ورواه ابن أبي عاصم في حديث التشهد، فهل بتلك المزاعم المفتراة من المعترض تسقط النسخة؟!!]
قلت: استدل الحميري على معرفة السلف أجمعين للسيادة بأثر وحيد، ويجاب عنه بأمور:
أولاً: السخاوي لم يصح أن تقول (أخرج الحديث) لأنه لم يُسنده، وهذا الخطأ البدائي يُفترض أن لا يقع فيه دكتور (!) في الحديث!
ثانيا: ما دام الحميري دكتورا (!) في الحديث فما حاجته أن يقلد غيره في الحكم على الحديث؟ ولو أنه اعتمد فيه على حكم أحد الحفاظ أو من يُحتج بأحكامه لكان له بعض عذر، ومن ذلك فليس الحكم فصلاً، بل هو قابل للمناقشة، كيف وقد اعتمد على معاصر مثله ليس مرجعاً في التصحيح والتضعيف؟!
ثالثاً: إن الأثر الموقوف هذا ليس حسن الإسناد كما زُعم، بل هو ضعيف منكر، فهو من رواية المسعودي، عن عون بن عبد الله، عن أبي فاختة، عن الأسود بن يزيد، عن ابن مسعود موقوفا.
والحديث فيه اختلاف على عون، فرواه جماعة عن المسعودي هكذا، وتفرد بذكر أبي فاختة.
وخالفه عمرو بن مرة فرواه عن عون بن عبد الله، عن الأسود أو رجل من أصحاب عبد الله، عن عبد الله، ولم يذكر أبا فاختة.
ورواه الثوري عن مسعر، عن عون، عن رجل (مبهماً)، عن الأسود.
ورواه عدي بن الفضل عن مسعر، عن عون، عن الأسود بلا واسطة.
(انظر لما سبق علل الدارقطني 5/ 15 - 16 وحلية الأولياء 4/ 271)
ولا شك أن الأقوى فيما سبق رواية الثوري عن مسعر، فالحديث ضعيف الإسناد إلى الأسود لجهالة المبهم، وقد خالف سائر الرواة عن الأسود في صيغته (انظر مثلا مصادر المسند الجامع 11/ 538 - 542)، فضلا عن مخالفته للثابت عن ابن مسعود في التشهد، فهو منكر لا يثبت بحال.
والحديث ضعفه البوصيري في مصباح الزجاجة، وغيره، إلا أنهم أعلوه باختلاط المسعودي، ولا يتجه الإعلال بالاختلاط -تحديداً- لرواية بعض القدماء عنه، والصواب إعلاله بما ذكرت.
خامساً: وبعد أن انهدم دليل الحميري اليتيم وثبت ضعفه نورد عليه ما ثبت مما يعارضه، ومنه حديث عبد الله بن الشخير رضي الله عنه، قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط من بني عامر، فسلّمنا عليه، فقالوا: أنت والدنا، وأنت سيدنا، وأنت أفضلنا علينا فضلا، وأنت أطولنا علينا طولا. فقال: "قولوا بقولكم لا تستهوينكم الشياطين". وفي رواية: "قالوا: أنت سيدنا. قال: السيد الله". رواه البخاري في الأدب المفرد وأبو داود والنسائي في الكبرى وغيرهم، وصححه الضياء وابن مفلح وغيرهما.
¥(11/414)
وصح عن أنس رضي الله عنه، أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا خيرنا وابن خيرنا، ويا سيّدنا وابن سيّدنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس قولوا بقولكم ولا يستفزنكم الشيطان، أنا عبد الله ورسوله، وما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلنيها الله". رواه النسائي في الكبرى وأحمد وغيرهما، وصححه ابن حبان والضياء وابن عبد الهادي في الصارم المنكي وابن مفلح في الآداب وغيرهم.
وعن عمر رضي الله عنه مرفوعا: "لاتطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، فإنما أنا عبد؛ فقولوا: عبد الله ورسوله". رواه البخاري، وقال شيخه علي بن المديني: هذا حديث صحيح مسند.
قال الحميري: [وأعجب من غمز المعترض لي في اعتراضه بين فينةٍ وأخرى بالمحدث محمود سعيد ممدوح حيث اعتبرني جاهلاً في هذا الفن، وكأن العمل في المصنف عمل الدكتور محمود سعيد ممدوح، علمًا بأن سماحة الشيخ لا دخل له في تحقيق المصنف وتوثيقه لا من قريب ولا من بعيد، ولكنه استشير كما استشير غيره من أهل العلم، فطلبت منه مقدمة فتفضل بها مشكورًا ليس إلا].
قلت: بل هناك (إلا)!! وهو تغرير ممدوح بالقراء وإيهامه ثبوت النسبة وثقة المخطوط المزور، ومدحه لعملك إجمالاً (وقد تبين ما فيه!!)، مع علمه بحال أحاديثه عموماً؛ وبكلام مشايخه الشديد في الحديث الذي بُني عليه الجزء وبسببه خرج خصوصاً! مع أنه ليس من لوازم التقديم النفاق والمحاباة في الباطل وكتمان الحق!
فكان له دخل في توثيقه من قريب لا من بعيد، خلافاً لما زعم الحميري، ونحن إلى الساعة نترقب من ممدوح اعتذاراً وتراجعاً عن هذا، ولكن لا حياة لمن تنادي!
ثم ما هذه المقدمة والنتيجة في كلام الحميري؟ هو يعجب من اعتباري له جاهلاً في هذا الفن، وكأنني أعتبر العمل لممدوح!
فيُفهم من عبارة الحميري أن لو كان العمل لممدوح لكان الاتهام بالجهل في فن الحديث حقيقاً، وليس كذلك، فالعمل ليس لممدوح بل للحميري! فأسقط الحميري صاحبه من حيث أراد إنقاذه! ورحم الله القائل: لا تصحبنَّ الأحمقا .. فربما تمطى!
وإنني لا أعلم أحداً ضرَّ محمود سعيد ممدوح مثل صاحبه الحميري!
الخاتمة
* تلخص مما سبق أن ما يسمى (الجزء المفقود من الجزء الأول من مصنف عبد الرزاق) لم يتغير الحكم عليه بالوضع والتزوير، بل زاد ظهوراً وقوة.
* وأن محققه المدعو عيسى بن عبد الله بن محمد بن مانع الحميري لم يكتف بجريمة إخراجه ونشره مع التغرير بصحته، بل كتب ردًّا على سائر العلماء من شتى البلدان الذين نهضوا للتحذير من هذه السابقة في الوضع والكذب على النبي صلى الله عليه وسلم، وأسمى رده (الإغلاق على المعترضين على الجزء المفقود من مصنف عبد الرزاق)، أصرَّ فيه واستكبر وعاند.
* وتبيّن أنه بنى ردّه على أربعة أمور: التهرب المقصود، والكذب العمد، والجهل العريض، والتلبيس والتدليس.
* فظهر منه بالتهرب والتدليس فقدانه الإنصاف وعدم اكتراثه بالحق ومقدار دينه وحبه المدعى للرسول صلى الله عليه وسلّم وسنّته.
* وظهر بأنه يرتجل الكذب ولا يستحي منه مطلقاً، بل يورد من كلامه ما ينقضه بنفسه مراراً، مما يدل أنه لا يبالي بالكذب، ويصل الحال إلى أن يكذب على مراجع وكتب ويُحيل عليها إمعاناً في الكذب، ويظن أن أحداً لن يرجع وراءه!
* وظهر منه من غرائب الجهل ما يجعل من الواجب إعادة النظر في كيفية حصول هذا الجاهل بمبادئ العلم عموماً والحديث خصوصاً على الشهادات العليا فيه!
* واعترف في النهاية أن للعلماء شأناً وقواعد في الكلام على الحديث، وأن له شأناً خاصاً مع أناسٍ أولهم ابن عربي الحاتمي صاحب وحدة الوجود.
* ظهر أن جرثومة الهوى والبدعة الغالية هي السبب في وضع الجزء المفترى، وإخراجه، والإصرار عليه بالجدال الباطل، وفي ذلك عبرة للمعتبر.
وأخيراً فإنني أحمد الله الذي يسّر الردَّ على المجرم الحميري مع ضيق الأوقات، ووفَّق للذب عن سنّة الحبيب المصطفى عليه أطيب الصلوات وأزكى التحيات.
وأختم بالنصيحة للحميري وممدوح بإعلان التوبة الصادقة من هذا الجُرم العظيم، فالرجوع للحق خير من التمادي والمكابرة في الباطل، فإن فعلا (فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)، (وإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ).
كما أدعو من اغتر بهما أن يراجع نفسه، وينظر في أي طريق كان يُسار به، فليتركه وليتمسّك بالكتاب والسنة كما فهمهما السَّلف الصالح، فمن فعله نجا من الضلال وأهله، وإلا انزلق حيث ينزلق أربابُه في الجهل والخطأ والكذب، وليعتبر كيف يغار هؤلاء على مثل محي الدين ابن عربي والغمارية وأضرابهم بينما لا تهتز لهم شعرة في الغيرة على سنّة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ويروّجون للكذب على النبي والطعن في صحابته! والله المستعان.
اللهم اجعل هذا العمل وغيره خالصاً لوجهك الكريم، وتقبّله وارحم صاحبه يا غفور يا رحيم.
قال كاتبه محمد زياد بن عمر التُّكلة:
فرغت من كتابته ضحى الاثنين 21 جمادى الآخرة 1427 في مدينة الرياض.
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
¥(11/415)
ـ[شبكة السلف]ــــــــ[29 - 08 - 06, 11:04 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[العوضي]ــــــــ[29 - 08 - 06, 12:12 م]ـ
وإن شاء الله الكتاب سكون قريباً موجود عندنا بالإمارات ...
ـ[أبو محمود الراضي]ــــــــ[29 - 08 - 06, 03:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام .. أخانا الكريم الشيخ محمد بن زياد التكلة حفظه الله .. السلام عليكم ورحمة الله
نحن إخوانكم في موقع طريق الإسلام ( www.islamway.com) .. مشاركة منا في التحذير من هذا الزيف والكذب وكشفه فقد قررت إدارة الموقع نشر التحذير من هذا الجزء الباطل الموضوع في الصفحة الرئيسية للموقع لما لموقعنا المبارك من أعداد زوار ليست بالقليلة ولله الحمد .. وسيظهر التحذير إن شاء الله في الصفحة الرئيسية للموقع قريباً.
إخوانكم في موقع طريق الإسلام
عنهم: أخيكم في الله أبو محمود الراضي
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[05 - 09 - 06, 07:05 ص]ـ
الإخوة المشايخ الكرام:
أشكركم جزيل الشكر على مشاركاتكم ومؤازرتكم.
ولا سيما الأخ الراضي (رضي الله عنه)، فالتحذير في موقع طريق الإسلام أرجو أن يكون له أثره البالغ في التحذير من تلك الأكذوبة التي نُشرت على نطاق واسع بين عوام المسلمين في بعض البلدان مع الأسف.
واستجابة لطلب الأخ العزيز الشيخ خالد بن عمر فإنني أعيد نشر غالب المشاركات التي ذهبت إن شاء الله تعالى.
وأؤيد كلام الأخ أبا راشد عن قضية التصوف في بلاده، والحق يقال إن الحميري (استقدم) الغلو والخرافة لبلده بشكل لم يُعهد من قبل، والله المستعان.
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[05 - 09 - 06, 07:11 ص]ـ
بيان من الشيخ عبد الله السعد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وبه أستعين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فقد اطلعت على كتاب زعم محققه أنه هو الجزء المفقود من مصنف عبد الرزاق، وبعد الاطلاع عليه، وجدت أن هذا كذب وليس بصحيح، بل هو عبارة عن متون موضوعة وأسانيد مختلقة ركّبت لهذه المتون، وكل من له تخصص في هذا الفن يعلم ذلك علم اليقين، والأدلة على ذلك كثيرة، منها:
أولاً:
أن المخطوطة المزعومة لهذا الكتاب لم تثبت، فقد ذكر واضعها أنها وجدت في الاتحاد السوفيتي السابق، وأنها قد احترقت (1)، ولاشك أن مثل هذا غير مقبول، وهل يكفي مثل ذلك في نسبة الأحاديث والآثار التي فيها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح من الصحابة وغيرهم! بل إن مثل هذا لا يكتفى به في نسبة كتاب إلى عالم من علماء الأمة، فكيف بالرسول صلى الله عليه وسلم.
ثانياً:
أن متون هذه الأحاديث باطلة، فهي من جهة اللفظ والتركيب ركيكة، ومن جهة المعنى مخالفة للكتاب والسنة. ومن أمثلة ذلك:
(18): عن جابر أنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أول شيء خلقه الله تعالى، فقال: (هو نور نبيك يا جابر خلقه الله، ثم خلق فيه كل خير، وخلق بعده كل شيء، وحين خلقه أقامه قدامه من مقام القرب اثني عشر ألف سنة، ثم جعله أربعة أقسام، فخلق العرش و الكرسي من قسم، وحملة العرش وخزنة الكرسي من قسم، وأقام القسم الرابع في مقام الحب اثني عشر ألف، ثم جعله أربعة أقسام، فخلق القلم من قسم، واللوح من قسم، والجنة من قسم، ثم أقام القسم الرابع في مقام الخوف اثني عشر ألف سنة جعله أربعة أجزاء، فخلق الملائكة من جزء، والشمس من جزء، والقمر والكواكب من جزء، وأقام الجزء الرابع في مقام الرجاء اثني عشر ألف سنة، ثم جعله أربعة أجزاء، فخلق العقل من جزء، والعلم والحكمة والعصمة والتوفيق من جزء، وأقام الجزء الرابع في مقام الحياء اثني عشر ألف سنة، ثم نظر الله عز وجل إليه فترشح النور عرقاً، فقطر منه مائة ألف وأربعة. وعشرون ألف وأربعة آلاف قطرة من نور، فخلق الله من كل قطرة روح نبي أو روح رسول، ثم تنفست أرواح الأنبياء، فخلق الله من أنفاسهم الأولياء والشهداء والسعداء والمطيعين إلى يوم القيامة ... ) الخ.
¥(11/416)
(1): عن السائب بن يزيد قال: (إن الله تعالى خلق شجرة ولها أربعة أغصان، فسماها شجرة اليقين، ثم خلق نور محمد صلى الله عليه وسلم في حجاب من درة بيضاء مثله كمثل الطاووس، ووضعه على تلك الشجرة، فسبح عليها مقدار سبعين ألف سنة، ثم خلق مرآة الحياء، ووضعها باستقباله، فلما نظر الطاووس فيها رأى صورته أحسن صورة وأزين هيئة، فاستحى من الله فسجد خمس مرات، فصارت علينا تلك السجدات فرضاً مؤقتا ... ) الخ.
(4): عن ابن عباس أنه قال: (لم يكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ظل، ولم يقم مع شمس قط، إلا غلب ضوءه ضوء الشمس، ولم يقم مع سراج قط إلا غلب ضوءه ضوء السراج).
(10): عن ابن جريج قال: (كان البراء يكثر من قول: اللهم صل على محمد وعلى آله بحر أنوارك ومعدن أسرارك).
(11): عن الحسن قال: من يكثر من قول: اللهم صل على من تفتقت من نوره الأزهار، زاد ماء وجهه.
(12): عن ابن عيينة عن مالك أنه كان يقول دائماً: اللهم صل على سيدنا محمد السابق للخلق نوره.
(13): عن سليمان بن يسار قال: علمني أبو قلابة أن أقول بعد كل صلاة سبع مرات: اللهم صل على أفضل من طاب منه النجار، وسما به الفخار، واستنارت بنور جبينه الأقمار، وتضاءلت عند جود يمينه الغمائم والبحار.
(14): عن ابن جريج قال: قال لي زياد: لا تنس أن تقول بالغدوة والآصال: اللهم صل على من منه انشقت الأنهار، وانفلقت الأنوار، وفيه ارتقت الحقائق وتنزلت علوم آدم.
(15): عن ابن عون قال: علمني شيخي أن أقول ليل نهار: اللهم صل على من خلقت من نوره كل شيء.
(16): عن سالم قال: علمني سعيد بن أبي سعيد أن أقول دوماً: اللهم صل على كاشف الغمة، ومجلي الظلمة، ومولي النعمة، ومولي الرحمة.
ثالثاً:
أن أسانيد هذه الأخبار مركبة، وواضعها ليس له معرفة بأسانيد الحديث وطرق الرواية، فالإسناد الثاني من هذا الجزء المزعوم، فيه أن ابن جريج قال: أخبرني البراء _ أي ابن عازب _ وهذا كذب، فابن جريج لم يسمع من البراء، ولا أعلم خلافاً ً بين أهل الحديث في ذلك.
وفي حديث رقم (24): عن الزهري أنه سمع عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه. و هذا كذب؛ فلم يذكر أحد من أئمة الحديث أن الزهري سمع من عقبة بن عامر.
وفي الحديث رقم (22): مالك عن يحيى بن أبي زائدة عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه. قلت: مالك لا يروي عن يحيى بن أبي زائدة، بل العكس هو الأقرب؛ فمالك أقدم من يحيى بن أبي زائدة، فبين ولادتهما أكثر من 25 سنة، وهل يحتاج مالك إلى أن يروي عن يحيى عن أبي سعيد وبينهما مفاوز.
ومثله حديث (34).
وفي حديث (30): الزهري عن ابن عيينة. والزهري لا يروي عن ابن عيينة؛ بل ابن عيينة هو تلميذ للزهري.
وفي حديث (13): عن سليمان بن يسار قال: علمني أبو قلابة. وهذا غير صحيح؛ فسليمان بن يسار ليس من تلاميذ أبي قلابة؛ بل هما قرينان، ولعل سليمان أقدم، وهو من فقهاء المدينة السبعة.
وغير ذلك من الأسانيد المركبة.
رابعاً:
مما يدل على كذب هذه الأحاديث؛ أن هذه الأحاديث لم يروها أحد من أصحاب عبد الرزاق كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه في مسانيدهم وغيرهم من أصحاب عبد الرزاق ولا ممن أتى من بعدهم، فلم ينسبوها إلى مصنف عبد الرزاق، فأين هم عن هذه الأحاديث حتى تكتشف في القرن الخامس عشر؛ فهذا كافٍ في بيان كذب هذا الجزء، وغير ذلك من الأدلة التي تدل على كذب هذا الجزء المزعوم.
فالواجب على علماء المسلمين إنكار هذه الجريمة القبيحة، وينبغي إحالة من قام بهذا العمل المنكر إلى القضاء الشرعي، حتى يلقى جزاءه، ويكون رادعاً لغيره من المتلاعبين، حماية لجناب الدين، وصيانة للسنة المطهرة من عبث العابثين.
وبالله التوفيق.
كتبه
عبد الله بن عبد الرحمن السعد
12/ 4/1427
-----------
حاشية:
(1) ينظر ما كتبه الشيخ زياد بن عمر التكلة حول هذا الجزء فقد كفى وشفى،جزاه الله خيرا.
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[05 - 09 - 06, 07:16 ص]ـ
وهذا رابط لبيان الشيخ حفظه الله، وجزاه خيرا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=79718
-------------------------
وكتب: محمد زياد التكلة
-------------------------
¥(11/417)
وقد اتصلت ظهر اليوم بشيخنا محدّث العراق وخبير مخطوطات كتب السنة: الشيخ صبحي البدري السامرائي حفظه الله تعالى، وأخبرته بأمر الجزء وبعض الأحاديث التي فيه، فقال لي: هذه الأحاديث موضوعة لا أصل لها في مصنف عبد الرزاق، والزعم بأن هذه نسخة متممة للمصنف كذب، ولا أعلم له نسخة كاملة، والنسخة التي طبع عليها شيخنا الأعظمي أنا الذي دللته عليها.
* الشيخ بدر العمراني: جزاك الله خيرا على كلماتك الطيبة ونصرتك للسنة، جعلها الله في ميزان حسناتك.
* المشايخ والإخوة الفضلاء: العبدلي، وخالد بن عمر، وخزانة الأدب، وبقية الزملاء: جزاكم الله خيرا.
* الأخ محمود حامد الأثري: شكرا على لطفك، ولعلك تفيدنا عن رأي الشيخ أديب بعد توضيحي الأخير، لأن بعض المغرضين طار بكلامه الأول -بعد حرفه عن مساره- متعامياً عن التعقيب، مع أنه كُتب بعده بوقت يسير جداً!! وأبلغه سلامي، جزيت خيراً.
-----------------
الأخ المشرف وفقه الله:
عادت مشكلة عدم ظهور الصور في الموضوع بعد انتقال الموقع، للتنبيه.
--------------------
وكتب: عصمت الله:
--------------------
السلام عليكم و رحمة الله
فتحياتي وسلامي إلى الشيخ الفاضل محمد زياد التكلة حفظه الله تعالى
جزاك الله خيرات وحسنات ومرافقة سيدالبشرية في الجنات
فقد أثلجت صدور أهل السنة و ذبيت عن سنة خير البرية بالتعقب على هذه المحاولة اليائسة لترويج العقائد المنحرفة و تزوير النسخ و وضع الأحاديث لها
فقد شوش بعض من لا يهتم بالعلم الصحيح علينا في الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد حيث وزع النسخ المترجمة إلى اللغة الأردية من الكتاب المزعوم
و أنتم شفيتم الصدور
فجزاكم الله أحسن الجزاء
-------------------------
وكتب: محمد زياد التكلة
-------------------------
الأخ الفاضل: عصمت الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
لا شكر أخي على واجب.
وقد استوقفني في كلامك أمر خطير: أن الجزء المفترى تُرجم للغة الأردية وطُبع ونُشر ووُزِّع بهذه السرعة؟! وهو إنما طُبع حديثاً جدًّا بالعربية!
أرجو منك أخي أن تفيدنا عن المعلومات في بلدكم ومواقف المشايخ من هذا الجزء، ومن الذي ترجمه، وعلى نفقة من يوزَّع!
يا سبحان الله! كذبة هذا الكذاب الوضاع تطير في الآفاق، والحميري وصاحبه إلى الآن لم يظهر منهما أدنى إنكار لجريمتهما أو تراجع، ولا يباليان بالوزر المترتب على انتشاره في الآفاق بسببهما!
نسأل الله العافية.
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[05 - 09 - 06, 07:20 ص]ـ
وهذا بيان صاغه فضيلة الشيخ علي بن حسن بن علي عبد الحميد الحلبي وفقه الله تعالى، وخرج باسم مركز الإمام الألباني، الذي يُمثل كبار تلامذة الإمام الألباني في الأردن.
http://www.albanicenter.net/mkalat/12.htm
---------------------------------------------------
الرقم: 1/ أ / 309
التاريخ: 26/ 3/1427هـ - 25/ 4/2006م
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله
وصحبه ومن والاه.
أمَّا بعد:
فلقد بَلَغَنا -بِأَسَىً بالغٍ- ما أَحْدَثَتْهُ بعضُ الأَيادي الآثمة مِن أدعياءِ العلم المُعاصرين -مِن المُتَصوِّفة والخُرافيِّين- مِن كذبٍ على النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وكذبٍ على التاريخ الإسلاميِّ، وكذبٍ
على التراث العلميّ؛ ذلك في نسبتِهم كتاباً مصنوعاً مُخْتَلَقاً مُفترى -لا خِطام له ولا زِمام- للإمام
عبدالرزَّاق الصَّنعانيّ- المُتوفَّى سنة (211هـ): حيث طبعوه داسِّين فيه مَروياتٍ باطلةً، وأخباراً كاذبةً
-نَاسِبينَها إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-؛ يدورُ جلُّها حولَ زَعْمِ أوَّلِيَّةِ خلقِ نُورِ نبيِّنا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- على سائرِ الخَلْقِ- أجمعين-، وما أَشبهَهُ مِن خُزَعْبيلات وتُرَّهات؛ تُنافي عظمةَ نبيِّنا -صلى الله عليه وسلم-، ومكانتَه الرفيعةَ السَّامِقةَ. . .
ذلك ما صَنَعَه المَدْعُوُّ (عيسى بن مانع الحميري)، وصِنْوُهُ المَدْعُوُّ (محمود سعيد ممدوح) -بصفاقةٍ
بالغةٍ، وجهالةٍ سابغةٍ- هداهما اللهُ سبيلَ الرشاد-.
وليس يخفى على ذي فِطْنَةٍ ما يُؤدِّي إليه هذا العملُ الباطلُ، والقولُ المنكرُ مِن عقائدَ فاسدةٍ، وآراءٍ
باطلةٍ -تزرعُ الغُلُوَّ، وتحصدُ الحقَّ-.
¥(11/418)
فمِن باب أداءِ الواجبِ في أَعناقِ أَهْلِ العلم {لَتُبَيِّنُنَّهُ للناس ولا تكتمونَه} أصدرنا هذا
البيان الأمين؛ تحذيراً للمسلمين الصالحين، وكشفاً للأدعياءِ المُبطلين.
واللهُ وليُّ الصادقين.
مركز الإمام الألباني
سليم بن عيد الهلالي، محمد بن موسى آل نصر، علي بن حسن الحلبي، مشهور بن حسن آل سلمان.
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[05 - 09 - 06, 07:24 ص]ـ
كتب محمد زياد التكلة:
------------------------
البارحة، في قناة المجد العلمية، قام فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبد الله الصيّاح في برنامجه بعَرْض الجزء المزور من المصنف، وتكلم عنه، وأفاد وأجاد، جزاه الله خيراً على إفادته عموم المسلمين بهذا النطاق الإعلامي الواسع، وأجزل له المثوبة.
-------------------------
وكتب محمد زياد التكلة:
-------------------------
يتابع أخونا الشيخ الدكتور علي الصياح -جزاه الله خيرا- إفاداته القيمة، وقد نشر اليوم في موقعه بياناً أملاه عليه الشيخ العلامة عبد الرحمن البراك -حفظه الله تعالى وجزاه خيرا- حول الجزء المكذوب، وهذا هو الرابط في الموقع:
http://www.hadithnet.net/montada/show.php?main=1&id=477
وهذا نصه:
بيان للشيخ البراك يبين فيه بطلان الجزء المنسوب لمصنف عبد الرزاق
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
مما تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله «من كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ من النَّارِ» وقد كثر الوضاعون الكذابون على رسول الله صلى الله عليه وسلم قديما وحديثا على اختلاف دوافعهم، ولكن لا عذر لأحد في الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم مهما ادّعى أو ادُّعي له من حسن النية!، فأقل أحوال الكاذب على النبي صلى الله عليه وسلم أنه مرتكب كبيرة من كبائر الذنوب.
ومن الأحاديث التي اتفق أهل العلم بالحديث على أنها موضوعة أحاديث النور المحمدي، وأظهرها كذبا حديث جابر بن عبد الله الذي نسبه بعضهم إلى مصنف عبد الرزاق الصنعاني.
ومن وقف على لفظ هذا الحديث وهو يعرف من هو عبدالرزاق يعلم ضرورة أنّ نسبته إليه باطلة فهو أجل من أن يروي هذا الحديث.
وقد أحتال بعض المعاصرين لتصحيح نسبة حديث جابر إلى عبدالرزاق فادعى أنه وجده في القسم الساقط من مصنف عبدالرزاق!، وقد كشف هذه الحيلة أخونا الشيخ محمد زياد التكلة وبيّن من وجوه أنَّ ما نشره الدكتور/عيسى بن عبد الله الحميري زاعما أنه القسم المفقود من مصنف عبدالرزاق باطل وهو افتراء على الإمام عبد الرزاق وأيده على ذلك كل من اطلع على بيانه من أهل الحديث فجزاه الله خيرا.
ولا يخفى أنّه كما يحرم الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم تحرم رواية الحديث الموضوع، وأنّ من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يعلم أنه كذب فهو من الكاذبين عليه صلى الله عليه وسلم كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم قوله «من حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ» ومعناه أنه يتناوله حديث «من كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ من النَّارِ»،فليحذر كل مسلم من التهاون بهذا الأمر الخطير.
ولا يخفى أنَّ نشر الحديث الموضوع في كتاب أشدُّ خطرا من مجرد روايته في اثناء كلام عابر، والله تعالى قد ضمن حفظ كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولهذا قيض الله من علماء السنة قديما وحديثا من يميزون بين صحيحها وضعيفها ويفضحون المفترين، فلله الحمد والنعمة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أملاه
عبدالرحمن بن ناصر البراك
22/ 4/1427هـ
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[05 - 09 - 06, 07:29 ص]ـ
كتب: الجعفري:
----------------
اقتباس:
[المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن الفقيه:
جزاك الله خيرا وبارك فيك، وليبشر واضعه بحديث (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)]
جزاك الله خيراً
---------------------------------
وكتب أبوعبد الرحمن الدرعمي:
---------------------------------
جزاك الله خيراً شيخنا المبارك /
محمد زياد بن عمر التُّكْلة ....
أسأل الله - جل وعلا - أب يحفظك من كل سوء، وأن يجعلك ناصراً للسنة، ذاباً عن حياضها، قامعاً للبدعة وأهلها.
بارك الله فيك وعليك ....
¥(11/419)
-------------------------
وكتب محمد زياد التكلة:
-------------------------
الفاضلان: الجعفري، والدرعمي: جزاكما الله خيراً، وبارك فيكما.
وللفائدة: ففي الموضوع على الرابط التالي يُمكن تحميل لقاء الشيخ الدكتور علي الصياح في قناة المجد على هيئة ملف صوتي، وجزى الله الكاتب (أبا صالح) على إفادته:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=80126
وهذا رابط التحميل المباشر:
http://www.9q9q.net/index.php?f=WsRuyT
-------------------------
وكتب محمد زياد التكلة:
-------------------------
يواصل الأخ الشيخ الدكتور علي الصياح جزاه الله خيرا إفاداته وأياديه البيضاء في نصرة السنة، فإضافة لما سبق ذكره من حمله لواء التحذير من القطعة المفتراة: سعى فضيلته مشكوراً لدى مشايخ الحديث البارزين من أعضاء هيئة التدريس في جامعة الملك سعود، وهذا بيان منهم حول الموضوع، فجزاهم الله جميعاً خير الجزاء على إفادتهم، التي هي إفادة مختصين لهم وزنهم.
وهذا نص البيان كما ساقه فضيلة الشيخ الصياح في موقعه على هذا الرباط:
http://www.hadithnet.net/montada/show.php?main=1&id=591
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان من أساتذة الحديث بجامعة الملك سعود
يؤكدون فيه بطلان الجزء المنسوب لمصنف عبدالرزاق بن همام
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فقد تابع أساتذة الحديث بجامعة الملك سعود باهتمام كبير الحديث الدائر حول «الجزء المنسوب لمصنف عبدالرزاق»، وحيث إنَّ هذا الموضوع داخل في اختصاص الأساتذة الكرام ومحل اهتمامهم فقد شكلت لجنة للنظر في هذا الجزء ودراسته، وبعد الاطلاع على الجزء المذكور، وما كتب حوله من نقد وبيان -خاصةً ما كتبه الشيخ محمد زياد التكلة؛ والذي توسع وبيّن من وجوه أنَّ ما نشره الدكتور/عيسى بن عبدالله الحميري زاعماً أنه القسم المفقود من مصنف عبدالرزاق باطل وهو افتراء على الإمام عبد الرزاق- ظهر للجنة ما يلي:
1 - بطلان الجزء المنسوب لمصنف عبدالرزاق بن همام من وجوه عديدة ليس هذا موضع التوسع في ذكرها.
2 - وجوب مناصرة العلماء والمشايخ الذين كتبوا في نقد هذا العمل القبيح، وإحالة من قام بهذا العمل المنكر إلى القضاء الشرعي، حتى يلق جزاءه، ويكون رادعاً لغيره من المتلاعبين، حماية لجناب الدين، وصيانة للسنة المطهرة من عبث العابثين.
3 - أنّ هذه جريمة لم تعهد في هذا العصر بهذه الصورة مما يجعل للردّ عليها وبيان زيفها أهمية قصوى، وقد تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله «من كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ من النَّارِ».
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أساتذة الحديث بجامعة الملك سعود:
د. سعد بن عبدالله الحميد
د. خالد بن منصور الدريس
د. محمد بن تركي التركي
د. إبراهيم بن حماد الريس
د. علي بن عبد الله الصياح
د. تيسير بن سعد أبو حيمد
د. عبدالمحسن التخيفي
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[05 - 09 - 06, 07:39 ص]ـ
كتب أسامة عباس:
--------------------
وهنا رابط الملف للتحميل المباشر بلا انتظار، حمل من هنا .. http://www.i1i2.com/uplo/6d0d9f3488.rar
---------------------------
وكتب محمود حامد الأثري:
---------------------------
السلام عليكم ورحمة الله
وأخص بالسلام الأخ الشيخ زياد التكلة وأعتذر لك على التأخير لكوني كنت مسافرا وقد قرأت كلامك الطيب وطلبك أن أسلم على الشيخ أديب الكمداني وقد وصل سلامك له وهو يشكرك على السلام ويسلم عليك ويطلب منك نشر ما تعلمه عن نوارد المخطوطات عبر المتلقى لتعم الفائدة ويكون بين المتخصصين تواصل ومعرفة واطلاع على ما خفي عليهم حتى لا يقع الناس في فتنة تشبه فتنة نشر القسم المفقود من مصنف عبد الرزاق والعالم اليوم أصبح كغرفة صغيرة يستطيع خلالها الاطلاع على ما يكتبه كثير من المتخصصين في وقت واحد وكان قد دار حوار حول كتاب تحفة المستريض للحافظ ابن حجر فهل لك علم به شيخ زياد؟ شكرا لكم
-------------------------
وكتب محمد زياد التكلة:
-------------------------
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أشكر الأخ أسامة عباس على الرابط.
¥(11/420)
الأخ الأثري: شكرا لك وللشيخ أديب، ولا علم لي بوجود مخطوط تحفة المستريض (في مسألة التحميض)، وإن كان أحد الإخوة ذكر لي أن أحد الغماريين نقل منه، فهل نقله مباشر أم بواسطة؟ لا أدري.
أما الكلام عن المخطوطات فهو أمر مهم، ويكون الكلام عليها حسب القدرة وسعة الوقت إن شاء الله، علماً أن المخطوطات التي أعرفها ليست من جنس مخطوط المصنف المزعوم، والله المستعان.
وجزاك الله خيراً على اقتراحك.
-------------------------
وكتب محمد زياد التكلة:
-------------------------
الأخ الأثري: أفادني الآن الأخ الشيخ خالد السباعي -بعد قراءته لسؤالك وردّي- أنه رأى الجزء المذكور مخطوطا في مكتبة الشيخ الحسن بن الصديق الغماري، فاقتضى التنويه، وفوق كل ذي علم عليم.
---------------------------
وكتب محمود حامد الأثري:
---------------------------
أخي العزيز زياد لقد أتحتفنا بفائدة ثمنها أغلى من الذهب فجزاك الله والأخ السباعي خير الجزاء وليت الأخ السباعي الموقر يتحفنا أكثر عن الكتاب وهل بالإمكان الحصول على صورة منه؟ وكيف؟ مهما كلف الأمر. أكرر شكري لكم جميعا
------------------------
وكتب أبوحفص الدبوي:
------------------------
أخي الشيخ محمد زياد التكلة هل قرأتم رد عيسى المانع الحميري؟؟
---------------------------
وكتب عبد الله بن خميس:
---------------------------
اقتباس:
[المشاركة الأصلية بواسطة أبو حفص الدبوي.
أخي الشيخ محمد زياد التكلة هل قرأتم رد عيسى المانع الحميري؟؟]
عيسى المانع الحميري صنع بتصرفه هذا شنيعة عظيمة لاتغطيها الجبال العظيمة وأمامه خيار واحد فقط وهو التوبة وإعلان البراءة من هذا الجزء المكذوب وهذا أهون عليه من عذاب الآخرة ولايمنعنه الكبر والفضيحة من التوبة فبابها مفتوح ............................. وهناك الآن من يقتني هذا الجزء وينسب أحاديثه للنبي صلى الله عليه وسلم بناء على تزكية محمود سعيد ممدوح<<<شاهد الزور>>> للكتاب (ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون)
عن عبيد الله بن أبي بكر، قال: سمعت أنس بن مالك، قال:
ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبائر، أو سئل عن الكبائر، فقال: الشرك بالله، عز وجل، وقتل النفس، وعقوق الوالدين، وقال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قال: قول الزور، أو قال: شهادة الزور. قال شعبة: أكبر ظني أنه قال: شهادة الزور.
- وفي رواية: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكبائر، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، وشهادة الزور.
أخرجه "البخاري" 2653 و"مسلم" 173
----------------------------
ثم عدة مشاركات حول مكان رد الحميري، وقام عبد الله بن خميس بنقله كاملا.
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[05 - 09 - 06, 07:53 ص]ـ
كتب عبد الله بن خميس:
--------------------------
يقول الحميري
[اقتباس:
بيد أن جماعة من المتطرفين وهم في نظرنا على قسمين: متطرفون رغبة في الارتزاق وبسبب العمل والمجاورة، ومتطرفون أصليون، وكلا القسمين ركب مركبًا بعيدًا عن النقد العلمي الصحيح، البعيد عن يسر وسماحة الإسلام، وتحسين الظن بالمسلمين، فأخذوا يكيلون الذم لنا ولأصحابنا بشتى الطرق حتى اتهمونا بالعظائم والشنائع انتصارًا لأهوائهم ولحاجة في أنفسهم نسأل الله لنا ولهم العافية والسداد.]
بدأ بالهجوم على الوهابية وسماهم بالمتطرفين!!!!!!!!!!! وهو يقصد أن الوهابية هم الوحيدون فقط الذين انتقدوا جزئه الموضوع؟؟؟؟؟ وهدفه من هذا واضح وهو أن من رد علي هم الوهابية وهم متطرفون بينما بقية الناس غيرهم وافقوني!!!!!!!!!!! والحميري أول من يعلم أنه كاذب فهناك جماعة من اللي حوله ماهم وهابية ينكرون الجزء وغيرهم في أماكن أخرى
فمن سوء الطالع أن الحميري بدأ الدفاع عن نفسه بفرية تبين مدى حقده وكراهته للوهابية!!!!!!!!!!!!!!
وقسم الوهابية إلى قسمين<1> أصليون وهم أهل المملكة <2> مرتزقة وهم من يأتي من بلاد أخرى ويظهر التمسك بالوهابية للترزق @@@@@ وهي قسمة ضيزى وفرية لاتقل عن نشره لذلك الجزء المكذوب #####
¥(11/421)
والحميري يجعل كلام أهل العلم الذين ردوا عليه كما يزعم<<<فأخذوا يكيلون الذم لنا ولأصحابنا بشتى الطرق حتى اتهمونا بالعظائم والشنائع انتصارًا لأهوائهم ولحاجة في أنفسهم>>> ياسلام ياحميري يعني كل اللي ردوا عليك ينتصرون لأهوائهم ومافي ولاواحد منهم مخلص ومنتصر لسنة النبي صلى الله عليه وسلم
يعني بالعربي الحميري يقول كل من رد علي فهو من أهل الأهواء الكائدين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ونسي الحميري أن الوهابية هم الذين ربوه وهو درس عندهم في مدارسهم وجامعاتهم وتعلم العلم منهم ويحتمل أن يكون من القسم الثاني الذين ذكرهم؟؟
---------------------------
وكتب عبد الله بن خميس:
---------------------------
يقول الحميري
[اقتباس:
وها أنا - بفضل الله تعالى - أتقدم لإخواني المحبين، وأعتذر عن التأخير بسبب مشاغلي الكثيرة، وأقول وبالله التوفيق]
بعدما كنت في الأوقاف وبعدها أوقفوك عن العمل لأسباب تعرفها ............ ؟؟؟ أصبحت فاضي لاشغل ولامشغلة
والوقت اللي قضيته في إخراج الجزء المكذوب كنت فاضي فيه؟؟؟؟؟؟؟
[اقتباس:
وقد حَبَّرت هذه الكلمات لكشف الحقائق ليعرف الصادق من الكاذب، وينجلي للقارئ الكريم الواثق من المارق، كما أني لم أرد بهذا الرد مسايرة المتطرف الحاسد أو الخائن الكاسد، ولكن أردت بها تثبيت قلوب المحبين الصادقين حتى لا تنطلي عليهم مثلُ تلك الترهات، ولا يُلبس عليهم بزيف العبارات، فإنني خبرت المخالف لا يقنع، وعن غيه لا يردع، وبغير هواه لا يقنع، ولا لنداء غيره يسمع، ولو كان حقًا من النهار أسطع، إلا ما رحم الله فإنه على الخير يجمع.]
عش رجبا ترى عجبا!!!!!!!!! كلامك ينطبق عليك يا حميري
كتاباته في الرجال والحديث أتمنى من المشايخ العلماء الرد عليها فرحم الله امرأ عرف قدر نفسه
---------------------
ثم أعاد عبد الله بن خميس نشر الرد الأول على الجزء المزعوم
---------------------
وكتب محمد زياد التكلة:
-------------------------
أشكر الأخ الشيخ الخليفي الذي أرسل لي رد الحميري.
كما أشكر الأخ الشيخ عبد الله بن خميس على نقله له ههنا.
--------------------
وأقول مستعينا بالله:
ما زلتُ مترقباًَ رد الحميري، منذ كان يصلني توعده به وبغيره عبر المقربين منه، بل بعدما ثبت لديّ من طريق مكتبه أنه يستشير أهل المحاماة لرفع دعوى قضائية ضدي!! وانتظرت قريباً من نصف سنة، إلى أن خرج الرد المرتقب في مكانه المناسب: منتدى النفيس؛ مجمع غلاة المتصوفة المترفضة، وهم في العلم والأدب مَن هم!
وقرأتُ رد الحميري كاملاً، ورأيتُه مبنيًّا على الأمور التالية:
1) الجهل العريض.
2) التدليس والتلبيس القبيحين، وربما وصل إلى الكذب الصراح.
3) التعامي والحيدة.
4) الهوى المحض.
والرد بالجملة مجرد ترهات وتمويهات وتزويقات في الكلام لمحاولة التملص والتخلص، ولا ينطلي إلا على عوام الجهلة وغير المتخصصين.
وتفصيل ذلك يأتي قريباً إن شاء الله، بعد فراغي من الدورة العلمية الحالية بإذن الله.
ومع علمي بصعوبة حال الحميري، إلا أنني (رجوتُ!) أن يرعوي ويتبرأ من هذه الكذبة التي انتشرت في الآفاق بسببه، ولكن قدر الله نافذ، فالرجل مصرٌّ مستكبر، ولا عذر له بالجهل بعد هذا وبعد كل هذه الردود من أهل العلم والمتخصصين التي رآها.
وعليه فإن هذا يوجب عليّ التصدي لأباطيله مجدداً، بل والتعجيل في طباعة الردود عليه، ولن أسمح بترك الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم يسري بين الناس دون فضحه والتحذير منه.
والله المستعان، وعليه التكلان.
----------------------------
ثم كتب الإخوة: أبوإسحاق الرازي، ومحمود شوكت فاضل، وأبوفاطمة الحسني والمقدادي: دعوات بالتأييد والإعانة.
ثم كتب محمد زياد التكلة الرد المطول الثاني على الحميري، والمسمى: (الإزهاق لأباطيل الإغلاق)، وهو منقول في المشاركة رقم (91) في هذا الموضوع.
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[05 - 09 - 06, 08:19 ص]ـ
ومرفق بيانات لبعض المشايخ، وأذكر أن أحد الفضلاء نقل بعضها من صور إلى نص مكتوب، ولكن لم أجد تلك الردود محفوظة في الجهاز، وهذا آخر ما احتفظت به في الموضوع، ولعل بعض الإخوة حفظ بعض ما استجد قبل الخلل الذي حصل في الموقع، والله المستعان
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[05 - 09 - 06, 08:25 ص]ـ
¥(11/422)
البيانات في الرد السابق هي للشيخ العلامة عبد الله الجبرين، والشيخ عبد القدوس نذير الهندي، والشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري، والشيخ العلامة محمد الأمين بوخبزة المغربي.
وأخيراً .. أشكر جميع الإخوة الذين شاركوا في الموضوع، وأسهموا -في هذا المكان وغيره- بالذب عن سنّة الحبيب صلوات الله وسلامه عليه، حشرنا الله جميعا تحت لوائه يوم القيامة.
ـ[أبو محمود الراضي]ــــــــ[05 - 09 - 06, 04:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
الحمد لله الملك العلام، الذي شرع الشرائع وأوضح الأحكام، وأرسل محمداً صلى الله عليه وسلم وكمل به دين الإسلام، ووفق صحابته الكرام لتلقي الدين القويم وبيان الحلال والحرام وصلى الله وسلم على محمد خير الأنام، وعلى آله وصحبه البررة الكرام.
أما بعد ...
فقد اطلعت على رسالة بعنوان: (الجزء المفقود من الجزء الأول من المصنف)، ويعني مصنف عبد الرزاق المشهور المطبوع، بتحقيق من سمى نفسه الدكتور/ عيسى بن عبد الله بن محمد بن مانع الحميري، وتقديم د/ محمود سعيد ممدوح، وذكر المحقق أن سبب نشره حيث لم يوجد لهم في المطبوع حديث قد عزاه بعض الصوفية إلى عبد الرزاق عن جابر، في خلق نور محمد صلى الله عليه وسلم أول المخلوقات، وهو حديث موضوع بلا شك، وقد انشغل هؤلاء الصوفية لما لم يوجد هذا الحديث في المصنف المطبوع، ولا في مصنفات عبد الرزاق الأخرى، ولما رأوا أن المطبوع قد سقط منه في أوله بعض الأبواب، اغتنموا هذا النقص، وأوهموا أن الحديث المطلوب في أول الكتاب، فاحتالوا مع بعضهم ووضعوا أبواباً ركبوا فيها أسانيد، وذكروا فيها آثاراً وأحاديث موضوعة، وكملوها من المصنف، وكتبوا في أول الجزء المذكور (كتاب الإيمان) لإدخال هذا الحديث فيه.
وقد بدؤوا هذا الباب بحديث طويل موقوف على السائب بن يزيد، وفيه خلق شجرة ذات أغصان أربعة، ثم خلق نور محمد صلى الله عليه وسلم، ومثله بالطاووس، وسرد كلاماً ركيكاً طويلاً في هذا الأثر الذي لا أصل له، ثم لم يعلق عليه بتخريج ولا مراجع، لأنه موضوع لا أصل له، وإنما ذكروه ليكون مقدمة بين يدي الحديث المطلوب، ثم ذكر بعده أحاديث وآثاراً موقوفة في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، بعضها صحيح وبعضها ضعيف، وليس فيها ما يتقوى به حقاً حديث جابر الذي هو بيت القصيد، فقد ختم الباب به، وكان هو المقصود، ولما علم أن هناك من رده وكذبه/ كتب هذا المحقق قبل البدء في الباب المكذوب نحو خمس عشرة صفحة، كجواب لما فيه، أي في حديث جابر، وما ذكر فيه من ركاكة في الألفاظ، ومبالغات في الأوصاف، و عبارات تمجها الأسماع، وتنفر منها الطباع.
وهكذا بعدما أورد الحديث علق عليه، وذكر الإشكالات التي يمكن أن يعترض بها على جمل الحديث، وتكلف في الجواب عنها ومناقشتها، وما أمكنه من الكلام المتكلف والمتعسف، كرد لتلك الاعتراضات، وختم كتاب الإيمان بهذا الحديث المكذوب، بعد أن ركب له إسناداً من أصح الأسانيد وأشهرها.
ولا يشك كل ذي عقل سليم وفهم مستقيم أن هذا الباب والأبواب بعده في هذه النشرة مكذوبة مختلقة، لم يوردها عبد الرزاق رحمه الله ولا غيره من العلماء والأئمة، وإنما حملهم على هذا الاختلاق الحرص على إثبات حديث جابر الذي ذكره شيخ الطريقة وهو ابن عربي الاتحادي الضال، ويظهر أنه الذي افتراه وعزاه إلى عبد الرزاق، لعدم شهرة كتبه.
وقد علم أن عبد الرزاق تتلمذ عليه الكثير من الأئمة، ورووا عنه الكثير من الأحاديث الموجودة في مصنفه، فالإمام أحمد روى عنه حديثاً عن سفيان بن عيينة عن ابن المنكدر برقم (14123)، وحديثاً برقم (14453) عن ابن جريج عن ابن المنكدر، وغيرهما كثير، ولو كان هذا الحديث موجوداً في مصنفه كما زعم هؤلاء المتصوفة لما خفي على أئمة الحديث، كأهل الصحيحين وأهل السنن وأهل المسانيد وأهل التخاريج والمفسرين وعلماء الحديث الحريصين على ما ثبت في السنة، وما له صلة بفضل النبي صلى الله عليه وسلم، فقد أخرجوا أحاديث كثيرة، رواها الإمام عبد الرزاق عن شيخه معمر، وأثبتوها في مؤلفاتهم، فكيف أعرضوا عن هذا الحديث، مع أن إسناده أئمة ثقات مشهورون، لهم الروايات المتكررة في كتب الحديث.
وكل ذلك مما يؤكد أنه مختلق مكذوب، تجرأ هذا المتصوف وادعى العثور عليه في نسخة لا يعرف موضعها ولا مصدرها، خفيت على المحققين والمحدثين طوال هذه القرون وتجرأ هذا الدعي على الحديث، واتفق مع أهل نحلته فوضعوها، وتناسوا قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار".
وقد انتبه لهذه الأكذوبة الشيخ/ محمد زياد بن عمر التكلة وفقه الله تعالى، فتتبع تلك الأكاذيب، وأوضح أنها مكذوبة مختلقة، وأورد من الأدلة والقرائن ما يتجلى معه أن تلك الآثار والأحاديث لا أصل لها من رواية عبد الرزاق في مقدمة مصنفه، وأنها من وضع أولئك الصوفية الغلاة، ليبرروا موقف إمامهم ابن عربي الاتحادي، ففي أساليبها وركاكة ألفاظها ما يتضح أنها حديثة الوضع والكتابة، لا أنها من نسخ القرن العاشر كما يدعون.
والحمد لله الذي فضح هؤلاء الوضاعين، وكشف سترهم، وتبين براءة الإمام عبد الرزاق من نقل تلك الأحاديث المختلقة ونحوها في مصنفة. والله أعلم. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم
قاله
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
عضو الإفتاء سابقاَ
11/ 4/1427هـ
¥(11/423)
ـ[أبو محمود الراضي]ــــــــ[05 - 09 - 06, 04:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان شيخنا الفاضل سعد بن عبد الله الحميد:
الحمد لله حق حمده، وصلاته وسلامه على محمد وصحبه، وسلم تسليماً، أما بعد:
فقد اطلعت هذه الأيام على إصدار بعنوان "الجزء المفقود من المصنف للحافظ الكبير أبي بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني"، وهو بتحقيق الدكتور عيسى بن عبد الله بن محمد بن مانع الحميري، وقرظه محمود سعيد ممدوح.
فلما نظرت في هذا الجزء وتصفحته هالني ما رأيت، وما ظننت أن أحداً سيقدم على مثل هذه الجريمة التي لا تقل عن جريمة الدانمارك لو كان المسلمون على قدر من الوعي .. إذ كيف يجرؤ هذا الأفَّاك الذي أقدم على الوضع والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام رضي الله عنهم، والتابعين لهم بإحسان، وفي هذا العصر الذي ظننا معه أن الوضع في الحديث قد انتهى وطوي بساطه منذ أكثر من ألف عام، وإذا بقوم يخرجون في هذا الزمن وقد خلعوا ربقة الدين والخوف من الله، ونزعوا جلباب الحياء من عباد الله الذين سيفضحونهم ويكشفون جريمتهم.
من الذي قال لهم إن "مصنف عبد الرزاق" فيه سقط؟ وعلى أي شيء اعتمدوا؟ وهل الكتاب الذي فيه سقط تسقط معه جميع طرق أحاديثه وآثاره؟
ثم انظروا يا عباد الله في ألفاظ تلك الأحاديث والآثار وسخافتها، وبعضها فيها تعبير لا يعرف في العصور الخوالي، ولا يعرف إلا في هذه الأزمان، ولَكْنَةُ الأعاجم فيها ظاهرة، والجهل برجال الحديث يعرفه فيه أهل الاختصاص، فتجد فيه رجلاً من أتباع التابعين يصرح بالسماع من الصحابة، لعلَّه صار ممن كُشفت له حُجُبُ الزمان، والجنون فنون! فنسأل الله تعالى أن يهتك ستر واضعه، ومن أعانه، وعلم بذلك ورضيه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
كتبه / سعد بن عبد الله بن عبد العزيز الحميِّد
7/ 2 / 1427 هـ
ـ[أبو محمود الراضي]ــــــــ[05 - 09 - 06, 04:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان الشيخ عبد القدوس نذير الهندي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد.
فلما أخبرني بعض الأخوة أنه صدر كتاب باسم " الجزء المفقود من الجزء الأول من المصنف" للإمام عبد الرزاق الصنعاني -رحمه الله تعالى- فسررت جداً، وظننت أنه سيكون تكملة للمصنف، مثل الجزء المفقود لمصنف ابن أبي شيبة -رحمه الله تعالى- ولكن لما تصفحت أوراقه خاب ظني، وتبين لي أنه كذب وافتراء على الإمام الصنعاني رحمه الله، وتلفيق بين أقوال مختلقة على لسان نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم وبعض السلف الصالحين، وبين إسناد الإمام الصنعاني.
وكل من له إلمام بعلم الحديث، والنظر في نهج المحدثين في تأليف الحديث وتصنيفه لا يشك أن ما جاء في هذا الكتيب- وخاصة ما يتعلق عن خَلْق النبي -صلى الله عليه وسلم- وصفاته أنه نسجه شاعر هندي، وزخرفه وصبغه دكتور إماراتي لهوى في نفس كل منهما. ومما لا يدع لي مجالاً للشك زأجزم بأن هذا نسيج الهند نقطتان:
الأولى: ما بدأ به ناسخ المخطوطة المزعومة من كلمة دعاء "رب يسر ولا تعسر وتمم بالخير" .. فترصيع الكتاب بهذا الدعاء وخاصة كلمة "وتمم بالخير" معهود في الهند، لا يكاد يوجد لدى الآخرين، خاصة عند المتقدمين. وكنا نلقن هذا الدعاء في الكتاتيب عند افتتاح أي كتاب جديد.
الثانية: خط صورة المخطوطة المزعومة بأنها كتبت عام 933 من هجرة سيد المرسلين ببغداد، فمن له نظرة في الكتب العربية المطبوعة بالهند خلال مئة سنة يعرف تماماً أن رسم الكلمات للمخطوطة على طريقة الخطاطين الهنديين.
فجزى الله أخانا الشيخ محمد زياد تكلة الذي تصدى لهذه الفرية الحديثة، وكشف عن عواره. وشكر سعيه وجعله في موازين حسناته يوم القيامة وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه الراجي عفو ربه القدير
عبد القدوس بن محمد نذير
24/ 3/1427هـ
ـ[أبو محمود الراضي]ــــــــ[05 - 09 - 06, 04:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كانت تلك بيانات المشايخ منقولة من خط اليد إلى الكمبيوتر ليسهل نقلها لمن شاء بين المنتديات وعلى الإنترنت.
وجزاكم الله خيراً أخانا الشيخ محمد زياد وبارك فيكم وأعظم أجركم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[07 - 09 - 06, 12:26 م]ـ
جزى الله الأخ أبا محمود الراضي خير الجزاء على جهده وإفادته، وتجشمه عناء النقل من خط اليد، وضاعف الله له الأجر.
وأرفق لكم كتابة الشيخ المحدّث السلفي: مساعد البشير السوداني حفظه الله تعالى، ومن ميزاتها أن كاتبها حفظه الله كان من المتصوفة قديما، لذلك نبّه أكثر من غيره على بعض التفاصيل التي لأجلها وُضع الجزء المذكور ..
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 09 - 06, 10:52 م]ـ
بارك الله فيك ورفع الله قدرك
والله إني لاتعجب من الحميري ومحمود
جدال بالباطل
والله إن الكذب مذمة يستحخي الرجل أن ينسب إلى الكذب
حتى الكافر والمشرك وقي قصة أبي سفين رضي الله عنه مع هرقل دلالة على ذلك
فكيف بمحمود سعيد والحميري
ما أدري لماذا يجادلون بالباطل
وأنتم وفقكم الله ما كتبتموه هو من باب التنزل مع الخصم
والا فكلامه لا يستحق الرد
وعلى الحميري ومحمود سعيد أن يتوبا إلى الله ويصلحا ما أفسداه
ولا أحد يعذرهم في هذا
فحتى من نسب إلى البدعة لا يرضى بمثل هذا العمل القبيح
اللهم إلا إذا خلع جلباب الحياء
أتعجب من الجدال بالباطل بعد هذا
لا اتعجب من صنيع المبتدعة الهنود
ولكن عجبي من هولاء
والله عجيب أمركم
وماعلاقة رواية الحديث الموضوع بما فعلته يا حميري
التوبة التوبة
يا حميري
اتق الله
يا محمود سعيد
اتق الله
يا من نشر هذا الكتاب
توبوا
وأما أنت يا شيخ محمد زياد التكلة
فبارك الله فيك
الشيخ الفاضل خالد الأنصاري
بارك الله فيك حياك الله
واعتذر عن التاخر في الرد
فهذا الموضوع خطير
¥(11/424)
ـ[علاء الدين بن محمد مرعي الحسني]ــــــــ[18 - 09 - 06, 02:26 ص]ـ
اللهم اهدنا إلى خير ترضاه
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[01 - 12 - 06, 01:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فما أصبرهم على النار!
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
فقد غادرت الهند إلى مكة المكرمة في أواخر شهر صفر لعام 1427هـ كاسفَ البال، حزين القلب، جريح المشاعر نتيجة المحاولة المشؤومة الفاشلة للانتقاص من المبعوث إلى كافة الناس رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم، بنشر رسوم في الجرائد والمجلات الدنماركية وغيرها.
هذه المحاولة القذرة قام بها الأقزام والأشرار من نصارى الغرب، ولكنني بعد وصولي إلى مدينة الرياض العامرة اطلعت على محاولة خبيثة قام بها بعض من يدَّعي الإسلام بوضع أحاديث مكذوبة على خاتم النبيين وسيد المرسلين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم،.
أطلعني أخي في الله / محمد زياد التكلة على كتاب (في 105 صفحات) مكذوب مفترى، ألصق زورًا وبهتانًا بالحافظ الإمام عبدالرزاق الصنعاني –رحمه الله-، وإنما افتُعل ونُشر لما في متونه من آراء منحرفة وأباطيل مدسوسة، مثل إثبات أولية النور لمحمدي، وجملة خرافات أخرى.
أما الأسانيد فقد ركبت كيفما اتفق لتبدو كأنها من رواية عبدالرزاق فعلاً، ولكن الممارس لكتب الحديث يعلم بطلانها وتركيبها بمجرد النظر، كيف إذا قرن معها المتون المنكرة ذات المخالفات الشرعية والتراكيب الأعجمية؟ ودرس النسخة المزعومة للكتاب؟
إن المسلمين في أقطار الأرض كلها يبكون دموعًا ودماءً على الجرأة الممقوتة التي ظهرت من خبثاء النصارى في الغرب، ويتظاهرون في الشوارع لإبداء سخطهم وغضبهم نحو الموقف المشين، ولكن ماذا يكون موقفهم إزاء الكذب والافتراء الذي تعمده بعض من يدعي الإسلام، ويندس في صفوف المسلمين! إن الذين يدعون الإسلام ويأتون بهذه الأعمال الإجرامية في شأن القرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم، هم الذين يجرِّؤُون أعداء الحق والدين على الإساءة إلى الإسلام وكتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم،.
وقد وفق الله تعالى عالمًا شابًا حريصًا على الذب عن السنة للكشف عن المؤامرة التي دبرت ضد مصنف عبدالرزاق، فأنشأ مقالاً طويلاً كشف به القناع عن هذه المؤامرة، وتكلم على الأصل المخطوط فذكر قصته، وكيف أنه وصل إلى المحقق مزورًا من الهند، وتواطأ معه بعض المنتسبين إلى العلم فادعى أن المخطوط موثوق به وأن المحقق جهده مشكور في التحقيق!
ولكشف علل المخطوط المزور أورد الأخ محمد زياد عدة نقاط توضح مدى تواطؤ المتآمرين ضد السنة المشرقة وضد مصنف المحدث عبدالرزاق، قال في النقطة الأولى: «إن تفرد نسخة الكتاب ما بين قادرية الهند والحميري كاف للتشكيك بمصداقية الكتاب لأن طائفة القادرية هناك (وهي البريلوية) من غلاة الطرقية الذين يعتقدون ويدعون لأولية النور المحمدي» إلخ.
وقال في النقطة الثانية: «إن المخطوط مزور، وليس من كتابات القرن العاشر –وإن كتب عليه ذلك، وجاهد الحميري لتثبيته- فمن الواضح أن كاتبه خطاط معاصر هندي، وخطه من جنس خطوط الطبعات الحجرية في القرن الماضي في الهند» إلخ.
وصرح في النقطة الرابعة بأنه مما يدل على عدم الثقة في النسخة أنه لا سند لها ولا سماعات عليها، بخلاف المفترض لكتاب كهذا، إلخ.
وبعد الكلام على المخطوط المزعوم تناول الأخ المكرم وضع المتون والأسانيد، فألقى الضوء أولاً على كون المتون مختلقة، وساق الأدلة على ذلك، وأبرز بهذا الصدد التراكيب الأعجمية والمتأخرة في المخطوط، ثم ساق أسماء العلماء الذين لهم كتابات في التحذير من حديث النور المكذوب المصادم للنصوص.
والطريف هنا أن الشيخ عبدالله الغماري (شيخ محمود سعيد ممدوح) من هؤلاء العلماء الذين ألفوا محذرين من الحديث المكذوب، فمن قوله فيه: «وعزوه إلى رواية عبدالرزاق خطأ، لأنه لا يوجد في مصنفه ولا جامعه ولا تفسيره، وهو حديث موضوع جزمًا، وفيه اصطلاحات المتصوفة» إلخ.
ولصاحبنا محمد زياد كلام نفيس حول الموارد التي اعتمد عليها الحميري في تأليف الجزء المكذوب، وكذلك كلام على الأسانيد في أربع نقاط، وهي جميعًا مهمة، وبصدد تقويم تعليقات الحميري على الأحاديث قال الأخ الفاضل: «فإنما تدل على جهله المطبق وتخليطه في السنة» إلخ.
والكاتب الكريم وضح موجز بحثه في خاتمة المقال، فحذر من مصنف الحميري بوصفه «بيّن الوضع والتزوير»، وحكم على المزوِّر ومَنْ ساعده ووافقه على هذا التزوير بأنهما لا يوثق بهما في دينهما وعلمهما، ومن استحل الكذب ونشره عن النبي صلى الله عليه وسلم، فماذا بقي فيه من خير؟
وللكاتب الفاضل تنبيه بليغ حول زمن ظهور المحاولة الممقوتة في تزوير المخطوط يقول: «وإنه من غرائب الموافقات أن يخرج مصنف الحميري في الوقت الذي يحارب فيه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، ويستهزأ بشخصه ودينه» إلخ.
وختامًا لهذه السطور أبدي اليقين والثقة بأن الله –عزوجل- يوفق علماء الحق في كل زمان ومكان لنشر السنة النبوية الشريفة، ولسحق من يتعمد الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم،، ولفضح من يتلاعب بالحديث الشريف، ويحاول العبث به، ويهدف إلى إدخال الخرافات إلى دين الإسلام الذي أنزله الله تعالى رحمة وهداية للناس.
نفع الله تعالى بمقال الأخ محمد زياد كل من قرأه بإخلاص، ووفقه لمزيد من خدمة السنة الشريفة والعقيدة الصحيحة، إنه ولي التوفيق، وصلى الله على رسوله الكريم وعلى آله صوحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
د. مقتدى حسن محمد ياسين الأزهري
وكيل الجامعة السلفية (بنارس- الهند)
الرياض
16/ ربيع الأول 1427هـ
¥(11/425)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[01 - 12 - 06, 01:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله أحمده حق حمده، وأُصلي وأُسلّم على عبده ونبيّه، وبعد:
فقد قرأت ما طُبع أخيراً ويُنسب إلى أنه قطعة من "المصنف" لعبد الرزاق مفقودة، تحقيق "الحميري"، وقد قرأته مراراً، وعقب كل مرة لا أجد بُداً من قول: (لعن الله من وَضَعه).
وكل من عرف السنّة وأنس بها يعلم بيقين أنه موضوع، ولا تجوز نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم بحال، وإن كان جملة قليلة من آثاره تجري على نسق وسمت "المصنف" لعبد الرزاق، وأكثره ليس كذلك.
وكنت أظن أن الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم أمر قد طوي بساطه من المنتسبين للعلم من أهل الإسلام، وأن النقاد قد أمنوا ذلك، ووضعوا سهامهم في غيره، حتى رأيت هذه القطعة المنسوبة إلى مصنف عبد الرزاق، علمت أنه ما من قوم إلا ولهم عقب، ولكل قوم وارث.
ثم أطلعني الأخ زياد التكلة على رسالة ردّ فيها على الكذب، ونافح فيها عن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقد أجاد وأحسن فيما كتب، أجزل الله له المثوبة، وأحسن له العاقبة.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
بقلم
عبد العزيز بن مرزوق الطريفي
20/ 8/1427
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[28 - 12 - 06, 06:49 م]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده:
بعد أن وصلتني تجربة المطابع من المجموع الذي يحوي الردود والبيانات حول الجزء المفقود وصلتني أربعة كتابات في غاية الأهمية:
1) كتابة شيخنا العلامة الكبير شيخ الحنابلة عبد الله بن عبد العزيز العقيل حفظه الله.
2) كتابة شيخنا العلامة عبد الكريم الخضير حفظه الله، ومن ميزاتها أن الشيخ لا يكاد يكتب لأحد ويعتذر من الجميع، ولكنه لما رأى أن القضية قضية وضع في الحديث قال إن الكتابة فيها تتعين.
3) كتابة الشيخ عبد الله بن حمود التويجري، ومن ميزاتها كشف جزئية مهمة من تاريخ محمود سعيد ممدوح لما كان في نجد.
4) كما أرسل لي الأخ الشيخ عايض بن سعد الدوسري بحثاً مطولا في 70 صفحة عن (الحقيقة المحمدية) والتي تنبني على مثل حديث النور، وأثبت عبر دراسة موثقة مسهبة كيف أن الفكرة نشأت عند فلاسفة اليونان، ثم انتقلت إلى الباطنية، ومنهم إلى الباطنية الصوفية (كالحلاج وابن عربي)، ومنهم إلى الفكر الصوفي المتأخر.
وكشف عن جوانب مهمة من ارتباط ابن عربي بالإسماعيلية، وبعد أن بيّن جذور هذه العقيدة: بيّن لماذا يحرص أقطاب التصوف على إبراز هذه الفكرة وأنها في النهاية لمنافعهم الشخصية!
وهو بحث في غاية الأهمية، وأرجو أن يكون عند نشره فريداً في بابه، إن شاء الله.
---------------------------------------------
بيان فضيلة الشيخ الدكتور عبد الكريم الخضير حفظه الله تعالى
المدرس في قسم السنة بكلية أصول الدين في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض سابقاً
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإن الله سبحانه وتعالى قد أنزل كتابه الكريم وتكفل بحفظه، كما قال جل وعلا: "إنا نحن نزَّلنا الذكر وإنا له لحافظون"، وحفظ ما أنزل معه من الحكمة -التي هي السنّة- كما قال تعالى: "وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلّمك ما لم تكن تعلم"، لأنها مفسّرةٌ للقرآن مبيّنة؛ كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الواسطية: فالسنّة تفسّر القرآن وتبيّنه، وتدلُّ عليه، وتعبّر عنه.
وقال ناظمها ابن عدوان:
وسنّةُ خيرِ المرسلين محمدٍ ** تفسِّرُ آيات الكتابِ الممجَّدِ
تُبيِّنُهُ للطالِبِيْ سُبُل الهدى ** تَدُلُّ عليه بالدَّليلِ المؤكَّدِ
فحِفْظُها من حفظ الكتاب؛ لأنها وحي، كما قال تعالى: "وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحي"، ومن مظاهر حفظ السنّة قيام الأئمة الجهابذة بنفي ما أُلصق بها، وبيان ما أُدخل فيها مما افتراه الكذّابون الدجالون، فلم يألوا جهداً في ذلك، بل وضعوا علامات وأمارات لمن يأتي بعدهم تدلُّه على الأحاديث المكذوبة المفتراة على النبي صلى الله عليه وسلم، فمنها:
1 - ركاكة معنى الحديث.
2 - كون الحديث مناقضاً لما جاء في القرآن الكريم.
3 - كون الحديث مخالفاً لصريح العقل.
¥(11/426)
4 - عدم وجود الحديث في دواوين السنة المعتمدة عند أهل الحديث، فإذا فُتِّشت ولم يُظفر بالحديث فإنه يُجزم بكذبه؛ لعِلْمنا أن السنّة قد دُوِّنت، فلم يبق منها شيء، كما نقله ابن الصلاح عن البيهقي.
إذا تقرر هذا؛ فهذه العلامات وغيرها مما لم نذكره تدل دلالة واضحة لكل مطّلع -ولو لم يكن من أهل الاختصاص- على أن الجزء المزعوم سَقْطُه من مصنف الإمام عبد الرزاق بن همام الصنعاني موضوعٌ مختَلَق مفترى مصنوع، إضافة إلى أن جميع نسخ المصنف خالية تماماً من هذا الجزء.
وأحسب أن واضعه إما زنديقٌ قصد بذلك إفساد الدين على أهله؛ لما اشتمل عليه من غلو يشبه غلو النصارى بعيسى عليه السلام، وقد حذّر منه النبي صلى الله عليه وسلم أشد التحذير، أو جاهلٌ يريد ترويج منزلة النبي صلى الله عليه وسلم؛ مع أنه غني عن ذلك بما ثبت له من رفيع المنزلة وعلو الدرجة وأنه سيد ولد آدم؛ كما أخبر بذلك عن نفسه صلى الله عليه وسلم.
وإذا عُلم هذا فالكذب على النبي صلى الله عليه وسلم هفوة عظيمة، وموبقة شنيعة، كما قال عليه الصلاة والسلام: "من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار"، حتى قال بعضهم بكفر متعمد الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم، نسأل الله السلامة والعافية، وإن كان جمهور العلماء على أن ذلك من كبائر الذنوب، ولا يكفر مرتكبه بمجرد ذلك.
ويُشارك الواضعَ راوي الحديث الموضوع من غير بيانٍ لوضعه وكذبه، كما جاء في مقدمة مسلم ومسند الإمام أحمد وابن ماجه من حديث سمرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حدَّث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين"، فواضعه يدخل في الحديث الأول، ويدخل في الثاني ناشره ومقرظه ومن يُعين على نشره وترويجه.
وقد اطلعت على ما كتبه أخونا الشيخ محمد زياد بن عمر التكلة -وفقه الله- ردَّا على هذا الجزء المزعوم المفقود فألفيتُه كافياً شافياً، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيراً لقاء ما قام به من دفاع عن سنّة النبي صلى الله عليه وسلم، وأكثر من أمثاله ممن يتصدى لبيان كذب الكذابين وإفك المفترين.
وعلى من نشره أو قرظه أو أعان على نشره وترويجه أن يثوب ويرجع عن غيّه إلى رشده، ويتوب إلى الله سبحانه وتعالى قبل أن يندم ولا ساعة مندم.
والله أعلم، وصلى الله وسلَّم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
وكتبه الفقير إلى عفو مولاه
عبد الكريم بن عبد الله الخضير
27/ 11/1427
------------------------------------------------------------
بيان فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن حمود التويجري
رئيس قسم السنة في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أما بعد:
فقد اطلعت على القطعة المنسوبة لمصنف عبد الرزاق، والتي أخرجها عيسى بن عبد الله الحميري ومحمود سعيد ممدوح، فما ترددت في كونها مكذوبة النسبة إليه، ففي متونها الباطل وما لا أصل له، مما يضاد الكتاب والسنّة، وبعضها منتزع بلا حياء من دلائل الخيرات، فضلا عن التركيب الواضح اللأسانيد.
كما قرأتُ كتابة الأخ الشيخ الفاضل محمد زياد بن عمر التُّكلة -وفقه الله وسدَّده- في تفنيدها، فوجدته قد كفى وشفى وأحسن ما شاء أن يُحسن في بيان كذب هذه القطعة وأنها زور كلها، فجزاه الله خيراً في الذبّ عن سنّة النبي صلى الله عليه وسلم، وأجزل له المثوبة، إذ نصح لله ولرسوله ولعامّة المسلمين، ووفقه وأعانه.
وبهذه المناسبة فإني أحذّر إخواني المسلمين مما يكتبه أو ينشره المبتدعة والضُلّال من أمثال ذينك الرجلين.
كما أذكرهما بحق النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم وأمة الإسلام، فليؤديا إلى كل ذي حقٍّ حقَّه، وليتقيا الله في كل ما يأتيان ويذران، وليستعدّا للنقاش والوقوف بين يدي الله، والحساب على النقير والقطمير، فلعل ذلك يكون سبباً في التوبة إلى الله، وإعلان حقيقة هذه القطعة المزورة، والتحذير منها ومن مزوِّرها، فإن كذباً على النبي صلى الله عليه وسلم ليس كالكذب على غيره، مع أنه لا يفتري الكذب الذين يؤمنون: ?إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله?، «ومن كذب علي متعمداً فليتبوّء مقعده من النار»، كما أن في هذا غشًّا لمن يثق بهما من السذّج، و «من غشّنا فليس منّا».
كما أدعوهما إلى التمسك بالكتاب والسنّة، والعضّ عليهما بالنواجذ، والدعوة إليهما، وليحذرا كل الحذر من البدع والضلالات والدعوة إليها، فإن «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان له من الأوزار مثل أوزار من تبعه، لا ينقص ذلك من وزرهم شيئاً».
وليرعيا النبي صلى الله عليه وسلم في صحابته رضي الله عنهم عموماً: «الله الله في أصحابي»، وفي أهل بيته، والخلفاء الثلاثة خصوصاً، وليتقيا الله فيهم، فإن النيل منهم نيلٌ من الرسول صلى الله عليه وسلم، وليحذرا أن يكونا من معاول الهدم للإسلام بأيدي أعدائه من اليهود والنصارى والرافضة.
وإنني أتأسف لما وصل إليه حال محمود سعيد ممدوح، حيث كنت أعرفه قديماً معرفة جيدة، وذلك عندما كان يُكثر التردد هو والشيخ علي جمعة -مفتي مصر الحالي- على الوالد رحمه الله من نحو سبع وعشرين سنة، وكان عنده اهتمام بالحديث، وعنده وعند الثاني مغالاة في إظهار السنّة والسلفية أمامنا، ثم كان ما كان من تغيّر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ونسأل الله الثبات على دينه.
أسأل الله أن يردهما إلى رشدهما، وأن يحفظ المسلمين من شر كل ذي شر هو آخذ بناصيته، ويرد كيد أعداء الإسلام والمسلمين، كما أسأله سبحانه أن يرزقنا التمسك بالكتاب والسنة، ويرزقنا الإخلاص والمتابعة والثبات حتى الممات، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، وسلَّم تسليماً كثيراً.
وكتب
عبد الله بن حمود بن عبد الله التويجري
1/ 12/1427
----------------------------
وأما بيان سماحة الشيخ ابن عقيل، وبحث الشيخ الدوسري فلعلي أرفقهما الليلة أو غدا إن شاء الله تعالى.
¥(11/427)
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[28 - 12 - 06, 07:33 م]ـ
بورك فيك أيها الشيخ الفاضل ..
وبارك الله بعلمائنا الذين ما بخلوا على من أراد منهم الذب عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم ..
ونحن يا شيخ زياد بأحر من الجمر لطباعة كتابكم ..
ـ[منير بن ابي محمد]ــــــــ[16 - 02 - 07, 11:26 م]ـ
ومرفق بيانات لبعض المشايخ، وأذكر أن أحد الفضلاء نقل بعضها من صور إلى نص مكتوب، ولكن لم أجد تلك الردود محفوظة في الجهاز، وهذا آخر ما احتفظت به في الموضوع، ولعل بعض الإخوة حفظ بعض ما استجد قبل الخلل الذي حصل في الموقع، والله المستعان
الرابط لا يعمل.
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 04 - 07, 12:47 ص]ـ
طُبع بحمد الله مجموع الردود على الجزء المكذوب، وذلك بدار المحدّث بالرياض.
واحتوى المجموع على بيانات وتقديمات لستة وعشرين من أهل العلم والاختصاص.
ثم رسالتيَّ: الرد الأصلي، والإزهاق لأباطيل الإغلاق.
ثم رسالة نفيسة للشيخ عايض الدوسري بعنوان: الحقيقة المحمدية أم الغلسفة الأفلوطينية؟
وقد حصلت بعض الزيادات والتنقيحات في الردود قبل طبعها، ونسأل الله أن ينفع بها، ويتقبلها بأحسن القبول، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
ولا يفوتني أن أشكر جميع المشايخ والأصحاب الذين أفادوا أو شجعوا أو آزروا سواء في هذا الموقع المبارك أو غيره، وأسأل الله أن لا يحرمهم من الأجر والثواب.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[24 - 04 - 07, 04:00 ص]ـ
أشكر أخي الحبيب الشيخ محمد زياد على أن خصني بأول نسخة تصدر من كتابه، وذلك بعد لقائي به في منزل أخي وشيخي الحبيب سعد السعدان حفظه الله تعالى، فله مني جزيل الشكر وعظيم الامتنان .....
وأعدك يا أباعمر ـ بإذن الله تعالى ـ بمجرد صدور تحقيقي لـ " فوائد العراقيين " للنقاش بأن تكون أول نسخة لك تخرج من المطبعة (ابتسامة).
وقد سألني بعض الإخوة الأفاضل ـ ممن يحسنون الظن بي ـ عن هذه القطعة المخطوطة والتي نسبت زوراً وكذباً للإمام الصنعاني رحمه الله تعالى، فأبنت لهم عن مواضع الخلل وهي كثيرة يعلمها المبتديء فضلاً عمن له خبرة.
وفي الحقيقة فإن عجبي لاينقضي عند هذا الحد، فقد عشنا قبل عام ونصف ـ ثلاثة أيام ـ مع هذا الأرعن المتهور، وأعني بذلك المدعو محمود سعيد ممدوح الرافضي، والذي لم يكتف هو وصاحبه الموبوء ببدعة الرفض والتجهم؟!!!!!!!
بل سولت لهم أيديهم أمراً عظيماً وجرماً قبيحاً لم نعهده في عصرنا ـ إلا من الرافضة الملاعين ـ أو لم نسمع عنه إلا في القرون الماضية، وقد تصدى له أئمتنا أئمة الجرح والتعديل رحمهم الله تعالى جميعاً.
قال الشيخ العلامة عمر فلاتة في كتابه النافع " الوضع في الحديث " 1 / ص 6: [وهذا الصنف من الوضاعين ـ يعني ممن تعمد الكذب ـ هم المستوجبون للعنة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، والمستحقون لوعيده، حيث قال: {من كذب عليّ متعمداً فليتبوء مقعده من النار} في حديث بلغ درجة التواتر في النقل عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وقد اختلف العلماء فيهم، فحكم بكفرهم والد إمام الحرمين الإمام الجويني وأخرجهم من الملة، وجمهور العلماء على أنهم مرتكبون كبيرة بفعلهم ذلك وأمرهم موكول إلى خالقهم، كما اختلفوا في قبول توبتهم أو عدم قبولها، فمنهم من قطع بعدم قبولها، ومنهم من قال بقبولها، وقد بينت أن الذي ظهر لي من ذلك أنها لاتقبل توبته عند أهل الحديث عقوبة لاقترافه هذا الإثم العظيم حيث يترتب عليه فساد كبير]. اهـ.
فنسأل الله أن يتوب عليهما، وأن يغفر لهما، إنه ولي ذلك.
والحمدلله أولاً وآخراً.
ـ[حامد الاندلسي]ــــــــ[28 - 04 - 07, 11:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو محمود الراضي]ــــــــ[29 - 07 - 07, 02:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الأكارم .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد تم نشر المقالات الموضحة لكذب هذا الجزء في موقع طريق الإسلام على تلك الروابط:
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=2341
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=2340
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=2339
جزاكم الله خيراً .. والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[30 - 07 - 07, 02:36 م]ـ
¥(11/428)
لا تنس تراجع محمود سعيد ممدوح واستجابته في بيانه الذي في المنتدى هنا وبراءته من تقديمه ومن عمل عيسى المانع.
ـ[أبو محمود الراضي]ــــــــ[31 - 07 - 07, 06:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم منصور الكعبي .. قد تم إرسال تراجع محمود سعيد ممدوح وسينشر قريباً إن شاء الله تعالى وجزاكم الله خيراً .. والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[02 - 08 - 07, 06:48 م]ـ
هذا هو بيان محمود سعيد ممدوح الصوفي القبوري الذي أعلن فيه تراجعه وبراءته من المقدمة التي كتبها للقطعة المنسوبة زورا وكذبا للامام الحافظ عبد الرزاق الصنعاني، ونرجو أن تكون مقدمة لعودة محمود سعيد ممدوح للطريق السلفي الصحيح ويتوب ويئوب من القبورية والصوفية والأشعرية:
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله المطهرين، ورضي الله عن أصحابه الغر الميامين.
وبعد:
فهذه كلمات في البراءة مِمَّا طُبع باسم ((الجزء المفقود من الجزء الأول من مصنف عبد الرزاق)) الذي حققه أخونا الشيخ الدكتور عيسى بن عبد الله بن مانع الحميري حفظه الله، وقدَّمتُ لها، فأقول:
أولاً: إنَّ أخي الشيخ الدكتور عيسى بن عبد الله بن مانع الحميري كان قد حصل على جزئين مخطوطين منسوبين لمصنف عبد الرزاق، وفي مجلسٍ معه أراني الجزء الأول، وقد شككتُ في أمره لسببين:
الأول: أن الورق رقيق، والخط حديث.
الثاني: أن النسخة ليس عليها سماعات أو تملُّكات.
وبعد هذا التوقُّف، أحضر الشيخ نُسخاً لمصوَّرات من القرن العاشر تشبه خط الجزء المنسوب، وأخبرني أن هذا الجزء أُخِذَ مِن أصلٍ فُقِدَ، كما أُخْبِرَ بذلك، وأرسلَ الشيخ الكتاب لمركز جمعة الماجد فأخبروه أن هذا الجزء مضى على نسخه خمسون أو ستون عاماً.
وكان من رأي الشيخ أن يقوم بتحقيقه وإخراجه ففعل وطلب مني مقدمةً، فكتبتُها حسب المعطيات التي بين يديَّ حينذاك، ولأنني لم أمعن النظر في الجزء؛ فإن العمل ليس لي، واكتفيتُ بقراءة مقدمة التحقيق للشيخ عيسى فقط، على أساس أن يكون الحكم على النسخة والعمل من قِبل أهل العلم والمتخصصين في المخطوطات.
ثانياً: تبين لي فيما بعد بقرائن كثيرة أنَّ ثقتي في تلك القطعة لم تكن صحيحة، وأنَّ هذه القطعة لا ينبغي الاعتماد عليها البتة.
وإن المسلم البصير يجب عليه ألاَّ يجمد على قولٍ ويكابر، بل ينساق إلى الصواب ويفرحُ به ويدعو إليه.
وأعْلِنُ أنني في حِلٍّ من المقدمة المذكورة، فلا ينبغي أن تُنسب إليَّ بعد، وأتبرأُ وأستقيلُ منها، وأقول ما قاله الدكتور أحمد معبد عبد الكريم: " ولعل الله ييسر لنا مِن نُسَخِ هذا المصنَّف ما يرفعُ اللبس ويدفع الخطأ، ويعزز الصواب، إنه على كلِّ شيءٍ قدير ".
ثالثاً: وفي المقدمة المذكورة المردودة، لم أذكر شيئاً عن حديث النور الموضوع اكتفاءً بما صرَّح أهل الاختصاص بوضعه، ومنهم مشايخنا الغماريون رحمهم الله وأثابهم رضاه؛ ولأنه لا يلزم من المقدِّم مثلاً لجزءٍ فيه موضوعات أن يبينها.
رابعاً: تقرَّر في علوم الحديث أنَّ راوي الموضوعات أو المنكرات ليس بوضَّاعٍ ولا منكر الحديث؛ فادعاءُ الوضع عليَّ أو عَلَى الشيخ الدكتور عيسى بن مانع الحميري، خطأ قبيحٌ.
وجُلُّ الحُفَّاظ رَووا الموضوعات والمنكرات والواهيات، ولم يُتَّهموا بالكذب أو الوضع، نعم أوردوها مسندةً كما تحمَّلوها فخرجوا من العهدة. وهذا ما فعله أخونا الشيخ عيسى بن عبد الله بن مانع الحميري فإنه نشر الجزء المذكور كما حَصَل عليه، ولم يتدخَّل في نَصِّه مع وجود عورات ونقائص كثيرة فيه.
والذي أعرفه عن أخي الشيخ الدكتور عيسى بن مانع الحميري أنه خير مَن عرفتُ من مواطني الإمارات، وهو من أعلم أهل هذه البلاد، ومن أغيرهم على دين الله، وسيرته الحسنة في الانتصار لما يراه صواباً وتحمله المصاعب في سبيل الدعوة تنطقُ بذلك، وهو لأن يخرَّ من السماء إلى الأرض فيأكل الطير من لحمه خير له ألف مرة من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
¥(11/429)
خامساً: كتبَ بعضهم في تفنيد نسبة القطعة المذكورة لمصنف عبد الرزاق، واستعان بكُتَّابٍ كثيرين وجُلُّهم أصحاب اتِّجاه واحد معروف، وقد أصابوا في بعض ملاحظاتهم، بيد أنهم خرجوا من النقد الموضوعي إلى التشهير والتسخيف!، ونحن عندما قدَّمنا للعمل المذكور أردنا معرفة رأي أهل العلم، وسبيل أهل العلم التناصح لا السبّ والشتم، واختلاق التُّهم في مظاهرة تشهير. ولا أدلَّ على ذلك من الوثيقة الكاذبة التي تناولت آراءً لي فيما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم، وكلمات هذه الوثيقة الكاذبة متناقضة تُسقط نفسها بنفسها، وكان الواجب على مَن يدَّعي التوثيق التحقُّق من نسبة الأقوال وأصحابها مجانبة هذا السقوط!، ونشرها ضمن الكلام على القطعة المنسوبة لمصنف عبد الرزاق خروج عن الموضوع.
وبين يدي الموافق والمخالف كُتبي سجَّلتُ فيها ما أراه صواباً، والحكمُ عليَّ يكون مِن خلالها لا من الكلمات المبتورة التي لا خطام لها و لا زمام، ولا من القيل والقال.
والحاصل مما تقدَّم أنَّ القطعة المطبوعة أخيراً بعنوان " الجزء المفقود من الجزء الأول من المصنف" لا ينبغي الاعتماد عليها البتة، ولا العزو إليها، ولا ترجمتها، هذا ما أردتُ إثباته هنا.
رزقنا الله الإنصاف وقول الحق، والرجوع إليه، والتمسك به.
محمود سعيد ممدوح المصري الشافعي
دبي في 3 جمادى الأولى 1428هـ
20 مايو سنة 2007م
مرفق ملف وورد به صورة عن البيان للتحميل:
http://www.zshare.net/download/2397818eba947c/
مرفق ملف pdf فيه صورة عن البيان السابق:
http://r5g.org/up/download-8896e4d759.pdf.html
الصور المرفقة http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/attach/jpg.gif1.jpg (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=48982&d=1182628018) (827.1 كيلوبايت, 33 مشاهدات) http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/attach/jpg.gif2.jpg (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=48983&d=1182628018) (1.03 ميجابايت, 30 مشاهدات) http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/attach/jpg.gif3.jpg (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=48984&d=1182628018) (858.8 كيلوبايت, 34 مشاهدات)
ـ[العكي]ــــــــ[06 - 05 - 08, 02:55 م]ـ
الكتاب المُرفق معطوب؛ فلو تم رفعه من جديد وجزيتم خيراً.
ـ[أبو المنذر الدوماوي]ــــــــ[07 - 05 - 08, 05:05 م]ـ
أحسن الله إليكم أخي التكلة
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[14 - 08 - 09, 08:20 م]ـ
كلمة للباحثة الشيد العلامة محمد الامين بوخبزة حفظه الله ونفع به الجميع حول الجزء المفقود المنسوب على الامام عبد الرزاق والذي طبعه الصوفي الضال الاشعري عدو اهل السنة سعيد ممدوح
الرابط ( http://www.salafishare.com/arabic/31QXEZ480C2U/SLNM8J5.rar)
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[14 - 08 - 09, 08:59 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونفع بكم
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[11 - 10 - 09, 05:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الملك العلام، الذي شرع الشرائع وأوضح الأحكام، وأرسل محمدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وكمل به دين الإسلام، ووفق صحابته الكرام لتلقي الدين القويم وبيان الحلال والحرام، وصلى الله وسلم على محمد خير الأنام، وعلى آله وصحبه البررة الكرام.
أما بعد ....
فقد اطلعت على رسالة بعنوان: (الجزء المفقود من الجزء الأول من المصنف)، ويعني مصنف عبدالرزاق المشهور المطبوع، بتحقيق من سمى نفسه الدكتور/ عيسى بن عبد الله بن محمد بن مانع الحميري، وتقديم/ د. محمود سعيد ممدوح، وذكر المحقق أن سبب نشره حيث لم يوجد لهم في المطبوع حديث قد عزاه بعض الصوفية إلى عبدالرزاق عن جابر، في خلق نور محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أول المخلوقات، وهو حديث موضوع بلا شك، وقد انشغل هؤلاء الصوفية لما لم يوجد هذا الحديث في المصنف المطبوع، ولا في مصنفات عبدالرزاق الأخرى، ولما رأوا أن المطبوع قد سقط منه في أوله بعض الأبواب، اغتنموا هذا النقص، وأوهموا أن الحديث المطلوب في أول الكتاب، فاحتالوا مع بعضهم ووضعوا أبوابًا ركبوا فيها أسانيد، وذكروا فيها آثارًا وأحاديث موضوعة، وكملوها من المصنف، وكتبوا في أول الجزء المذكور (كتاب الإيمان)
¥(11/430)
لإدخال هذا الحديث فيه.
وقد بدؤوا هذا الباب بحديث طويل موقوف على السائب بن يزيد، وفيه خلق شجرة ذات أغصان أربعة، ثم خلق نور محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ومثله بالطاووس، وسرد كلامًا ركيكًا طويلاً في هذا الأثر الذي لا أصل له، ثم لم يعلق عليه بتخريج ولا مراجع، لأنه موضوع لا أصل له، وإنما ذكروه ليكون كمقدمة بين يدي الحديث المطلوب، ثم ذكر بعده أحاديث وآثارًا موقوفة في صفة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، بعضها صحيح وبعضها ضعيف، وليس فيها ما يتقوى به حقًا حديث جابر الذي هو بيت القصيد، فقد ختم الباب به، وكان هو المقصود، ولما علم أن هناك من رده وكذبه، كتب هذا المحقق قبل البدء في الباب المكذوب نحو خمس عشرة صفحة، كجواب لما فيه، أي في حديث جابر، وما ذكر فيه من ركاكة في الألفاظ، ومبالغات في الأوصاف، وعبارات تمجها الأسماع، وتنفر منها الطباع.
وهكذا بعدما أورد الحديث علق عليه، وذكر الإشكالات التي يمكن أن يعترض بها على جمل الحديث، وتكلف في الجواب عنها ومناقشتها، وما أمكنه من الكلام المتكلف والمتعسف، كرد لتلك الاعتراضات، وختم كتاب الإيمان بهذا الحديث المكذوب، بعد أن ركب له إسنادًا من أصح الأسانيد وأشهرها.
ولا يشك كل ذي عقل سليم وفهم مستقيم أن هذا الباب والأبواب بعده في هذه النشرة مكذوبة مختلقة، لم يوردها عبدالرزاق رحمه الله ولا غيره من العلماء والأئمة، وإنما حملهم على هذا الاختلاق الحرص على إثبات حديث جابر الذي ذكره شيخ الطريقة وهو ابن عربي الاتحادي الضال، ويظهر أنه الذي افتراه وعزاه إلى عبدالرزاق، لعدم شهرة كتبه، وقد علم أن عبدالرزاق تتلمذ عليه الكثير من الأئمة، ورووا عنه الكثير من الأحاديث الموجودة في مصنفه، فالإمام أحمد روى عنه حديثًا عن سفيان بن عيينة عن ابن المنكدر برقم (14123)، وحديثًا برقم (14453) عن ابن جريج عن ابن المنكدر، وغيرهما كثير، ولو كان هذا الحديث موجودًا في مصنفه كما زعم هؤلاء المتصوفة لما خفي على أئمة الحديث، كأهل الصحيحين وأهل السنن وأهل المسانيد وأهل التخاريج والمفسرين وعلماء الحديث، الحريصين على ما ثبت من السنة، وما له صلة بفضل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فقد أخرجوا أحاديث كثيرة، رواها الإمام عبدالرزاق عن شيخه معمر، وأثبتوها في مؤلفاتهم، فكيف أعرضوا عن هذا الحديث، مع أن إسناده أئمة ثقات مشهورون، لهم الروايات المتكررة في كتب الحديث.
وكل ذلك مما يؤكد أنه مختلق مكذوب، تجرأ هذا المتصوف وادعى العثور عليه على نسخة لا يعرف موضعها ولا مصدرها، خفيت على المحققين والمحدثين طوال هذه القرون، وتجرأ هذا الدعي على الحديث، واتفق مع أهل نحلته فوضعوها، وتناسوا قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار".
وقد انتبه لهذه الأكذوبة الشيخ/ محمد زياد بن عمر التكلة وفقه الله تعالى، فتتبع تلك الأكاذيب، وأوضح أنها مكذوبة مختلقة، وأورد من الأدلة والقرائن ما يتجلى معه أن تلك الآثار والأحاديث لا أصل لها من رواية عبدالرزاق في مقدمة مصنفه، وأنها من وضع أولئك الصوفية الغلاة، ليبرروا موقف إمامهم ابن عربي الاتحادي، ففي أساليبها وركاكة ألفاظها ما يتضح أنها حديثة الوضع والكتابة، لا أنها من نسخ القرن العاشر كما يدعون.
والحمد لله الذي فضح هؤلاء الوضاعين، وكشف سترهم، وتبين براءة الإمام عبدالرزاق من نقل تلك الأحاديث المختلفة ونحوها في مصنفه. والله أعلم. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
قاله
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
عضو الإفتاء سابقًا
11/ 4/1427هـ(11/431)
أغرب لفظ من ألفاظ التجريح. (نرجو المشاركة).
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[03 - 02 - 06, 01:54 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذه بعض التراجم التي وجدتها أثناء البحث لستة من الرواة ضعفهم الإمام الذهبي - رحمه الله - تضعيفاً لم أجد أحداً سبقه بمثله أبداً.
1 - الأحنف بن حكيم.
قال محقق " تهذيب الكمال " الدكتور بشار عواد - حفظه الله - في الحاشية:
علق الذهبي على نسخة المؤلف بقوله:
" الأحنف حيوان مجهول ".
وقال عنه في " الميزان ": " لا يدرى من هو، وله ما ينكر ".
2 - أحمد بن موسى النجار.
قال عنه: " حيوان وحشي ".
3 - ضرار بن سهل، عن الحسن بن عرفة بخبر باطل.
قال عنه: " ولا يدرى من ذا الحيوان ".
4 - عبد الوهاب بن موسى، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد بحديث: {إن الله أحيى لي أمي فآمنت بي ... } الحديث.
قال عنه: " لا يدرى من ذا الحيوان الكذاب ".
5 - موسى بن عبد الله الطويل.
قال: " قلت: انظر إلى هذا الحيوان المبهم، كيف يقول في حدود سنة مائتين: إنه رأى عائشة - رضي الله عنها -، فمن الذي يصدقه؟! ".
6 - سمعان بن مهدي، عن أنس بن مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
قال: " حيوان لا يعرف، ألصقت به نسخة مكذوبة رأيتها، قبح الله من وضعها ".
فما أشد قوله على الوضاعين والكذابين، رحمه الله رحمة واسعة.
أرجو ممن كان عنده شيء مثل هذا عن غيره من الأئمة، المتقدين أو المتأخرين، فليشارك بها.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[03 - 02 - 06, 04:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله بارك الله فيك اخي الكريم وبعد: فقد يفهم البعض من قول الامام (حيوان) التجريح والاساءة وليس الامر كذلك فان الامام الذهبي يذكر هذه العبارة لبيان ان الراوي موغل في الجهاله ولذلك ياتي بهذه اللفظة (حيوان) في بعض الرواة من قبيل تعريفه بجنس بعيد لبيان ايغاله في الجهالة و انه لا يعرف عنه شيء الا كونه معدودا في جملة الكائنات الحية التي من جملتها الانسان ولذلك لم يقل (انسان) لان هذا تعريف بجنس اقرب من الحيوانيةومراد الامام المبالغة في تجهيل الراوي ولذلك اتى بالجنس الابعد ولذلك ترى ان الامام قال هذه العبارة في الامثلة التي سقتها في حق جماعة من المجاهيل فالمقصود ان هذه العبارة في مقصود الامام ليس المراد منها ما يفهمه العامة اليوم من اطلاقها للسب والشتم وجعل من اطلقت عليه في سلك البهائم والحيوانات في السلوك والفعل وانما مراده ان صاحبها موغل في الجهالة وبالله التوفيق.
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[03 - 02 - 06, 07:24 م]ـ
من الألفاظ الغريبة التي أحفظها: ما قاله الجوزجاني في (أحوال الرجال) في أبي الصلت الهروي: هو أخبث من روث حمار الدجال (!)
وللأستاذ الدكتور سعدي الهاشمي كتاب لطيف في ألفاظ التجريح المستغربة، مطبوع. فراجعه غير مأمور.
ـ[العاصمي]ــــــــ[03 - 02 - 06, 07:41 م]ـ
بارك الله فيك أخانا الفاضل أبا عبد الرحمان، لكنّ الجوزجانيّ ليس ابن بجدة تيك الكلمة، ولا أبو عذرتها، بل نقلها عن أحد الأئمّة، وأقرّه وأقرّها!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - 02 - 06, 08:38 م]ـ
للشيخ العلامة بكر بن عبد الله أبي زيد كتاب في ألفاظ الجرح والتعديل، ذكر أنه جمع فيه أكثر من خمسمائة لفظ من ألفاظها، ولا أدري أطبع الكتاب أو لا؟
ـ[العاصمي]ــــــــ[03 - 02 - 06, 09:27 م]ـ
وكم لأبي إسحاق السعديّ من كلمات رائقات تترقرق، فيها تأنّق وتألّق، على شدّتها وحدّتها، لكن ماذا ننتظر من نقّاد أديب أريب امتلأ قلبه غيرة على سنّة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ووقف على ما حيك ضدّها من تآمرات لإفسادها، ورأى المبتدعة يحاولون أن يسيموها خسفا ومسخا = لن تراه إلاّ منافحا مقوالا يصبّ عليهم حمما من القارصات اللاّذعات، رحمه الله، وعامله بفضله، وعفا عمّن تناوله ...
ـ[العاصمي]ــــــــ[03 - 02 - 06, 09:31 م]ـ
أخي الفاضل أبا مالك، ترجمة كتاب الشيخ بكر - شفاه الله وعافاه -: " التأصيل "، ولم ينشر منه إلاّ جزء واحد فيه قواعد وضوابط تتعلّق بفنّ التخريج، أمّا ما يتعلّق بالجرح والتعديل؛ فلم يخرج منه شيء.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[03 - 02 - 06, 10:38 م]ـ
جزاك الله خيراً أخانا الفاضل /
العاصمي .... عصمك الله من كل شر وسوء.
ـ[العاصمي]ــــــــ[06 - 02 - 06, 01:35 ص]ـ
وأنت جزاك ربّي خير الجزاء وأوفاه، أخي الفاضل أبا مالك.
ـ[عمرو سليم]ــــــــ[06 - 02 - 06, 03:43 ص]ـ
كان الامام عبدالله بن المبارك اذا اراد ان يجرح أحد قال قد عرفته!!
و معناها انه كاذب
و الامام البخاري يقول:تكلموا فية
و معناها متروك
و هناك طرائف في الجرح مثل
حبة لا يساوي حبه
راوي اسمة حبة
ـ[العاصمي]ــــــــ[06 - 02 - 06, 10:17 ص]ـ
و الامام البخاري يقول: تكلموا فيه.
و معناها متروك.
بارك الله فيك أخي الفاضل، وكأنّك قصدت قول الإمام البخاريّ - رحمه الله تعالى -: " سكتوا عنه ".
أمّا قوله في الرجل: " تكلّموا فيه "؛ فلا يلزم أن يكون المغموز بها متروكا، بل قد يكون ضعيفا غير واه، ولن تجد محقّقا مدقّقا مستقرئا متتبّعا نصّ على أنّ البخاريّ إذا قال في الرجل: " تكلّموا فيه " = يقصد بذلك أنّه متروك.
ويعجبني صنيع الشيخ الفاضل مسفر الدمينيّ - زاده الله توفيقا - الذي حاول أن يستقري ويتتبّع بعض عبارات البخاريّ من كتب البخاريّ وغيره؛ فجاءت نتائج بحثه جيّدة تسرّ الباحثين ...
وأرجو أن تجدّ وتجتهد في ذكر من نصّ على ما ذكرته من مقصود البخاريّ، وتذكر - أيضا - من سبقك إلى أنّ ابن المبارك إذا قال في رجل: " قد عرفته "؛ فهو كذّاب.
نعم؛ هو في الغالب إذا قالها في رجل؛ يكون ضعيفا واهيا، أمّا القطع بكونه كذّابا؛ فلا يسوغ إطلاق ذلك إلاّ بنصّ عن إمام من أهل الاستقراء التامّ ...
وتذكّر دائما قول الإمام الشافعيّ - رحمه الله تعالى: " من تعلّم علما فليدقّق؛ لئلاّ يضيع دقيق العلم ".
¥(11/432)
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[06 - 02 - 06, 06:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
فالمقصود ان هذه العبارة في مقصود الامام ليس المراد منها ما يفهمه العامة اليوم من اطلاقها للسب والشتم وجعل من اطلقت عليه في سلك البهائم والحيوانات في السلوك والفعل وانما مراده ان صاحبها موغل في الجهالة وبالله التوفيق.
وعليكم السلام ورحمة الله
أخي الفاضل أود أن تقوي ما ذهبت إليه بشيء من أدلة أو قرائن، فيظهر - بادئ الأمر - أنه مذهب غريب وتفسير فيه نظر.
ولعل أغلب الذين أطلق عليهم الذهبي العبارة المذكورة مجاهيل متهمون أو يصلحون للحمل عليهم فيما روي عنهم من منكرات وأباطيل.
لعلك تفيدنا بمن ذكر هذا التفسير قبل هذا العصر، أو تبرهن لنا على قوته، وفقك الله.
"
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[07 - 02 - 06, 07:54 ص]ـ
الاخ الفاضل محمد خلف وفقه الله وبعد:
فان ما ذكرته هو فهمي الخاص لقول الامام وقولك انه مذهب غريب مفهومه ان هناك مذهبا معروفا في معنى قول الامام فهلا ابنته لي اكن لك من الشاكرين.
واما القرائن على صحة ما فهمته انا من قول الامام فان لفظة حيوان ليست من الفاظ الجرح المصطلح عليها حتى يحكم فيها بالوضع الاصطلاحي وبالتالي فينظر في معناها الى اصل اللغة والى سياق الكلام والامام اطلقها في حق قوم مجاهيل رووا ما ينكر او روي عنهم ما ينكر ومقصوده بيان شدة جهالة هؤلاء الرواة بوصفهم بجنس بعيد وهو الحيوانية وهذا كاف في اسقاط الرواية.
وقد يطلق الامام هذه اللفظه في حق من روى خبرا منكرا من هؤلاء المجاهيل وكان الحمل فيه عليه دون غيره من سائرة الرواة وربما قرنها بالتصريح بكذبه كما مر في الامثلة اعلاه.
وقد يطلقها في حق من روي عنه من المجاهيل خبرا منكرا والحمل فيه على غيره كما في ترجمة سمعان بن مهدي المذكورة اعلاه.
والامام من خلال الامثلة التي ذكرها الاخ رمضان وفقه الله لم يطلق هذه اللفظة على معروف ولو كان كذابا وانما اطلقها على المجاهيل خاصة وهذه قرينة ظاهرة على صحة ما ذكرته.
واما حمل قول الامام على المعنى العرفي الذي هو من جنس السباب والشتام فانا حسب فهمي استبعده وهو نوع من الاسفاف في الكلام الذي انزه الامام عنه فضلا عن انه لا معنى له معتبر بخلاف المعنى الذي ذكرته فتامل بارك الله فيك.
وليت الاخوة يفيدونا بآرائهم ولهم مني جزيل الشكر وبالله التوفيق.
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[16 - 02 - 06, 01:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
كنت قد بينت مراد الامام من اطلاق كلمة (حيوان) على بعض الرواة وكان هذا البيان فهما محضا مني وقد استغربه اخي الفاضل الشيخ محمد خلف وفقه الله.
فارجو المشايخ والاخوة ان كان لديهم تصور حول مراد الامام من اطلاق هذه اللفظه ان يبينوه لتحصل الفائده لي ولاخواني ولكم مني جزيل الشكر وبالله التوفيق.
ـ[أم أحمد الحافظ]ــــــــ[22 - 02 - 06, 10:19 م]ـ
جاء في كتاب "مسائل محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن شيوخه" ص 116 رقم 44:
" سمعت أبي يقول: كنا عند أبي نعيم فذكرنا سفيان بن عيينة وعمران بن عيينة وإبراهيم بن عيينة ومحمد بن عيينة، فقال أبو نعيم: سفيان بن عيينة الحنطة اللازوردية، وسائر القوم شعير البط. "
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[24 - 02 - 06, 01:27 ص]ـ
منها قول بعض الأئمة فلان ... بين يدي عدل ...
من يفيدنا؟
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[26 - 02 - 06, 08:01 م]ـ
بين يدي عدل, من صيغ التضعيف.
قالها أبو حامد الرازي, على ما أذكر.
ـ[أبو أمينة]ــــــــ[27 - 02 - 06, 02:08 م]ـ
ومنه قول يحي في راوي حديث " من عشق فعف .... ": " لو كان لي رمح وفرس لغزوته "
ـ[أبو أمينة]ــــــــ[27 - 02 - 06, 02:10 م]ـ
ومنه قول عبد الله بن المبارك في عبد الله بن محرر " فإذا البعرة خير منه " ذكر ذلك مسلم في مقدمة صحيحه
ـ[أبو أمينة]ــــــــ[27 - 02 - 06, 02:22 م]ـ
وذكر المعلمي رحمه الله في التنكيل عن أحد أئمة الجرح والتعديل أنه قال في رجلين " كأنهما راعيي غنم " وفسرها على كثرة متابعة أحدهما للآخر
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[28 - 02 - 06, 11:38 ص]ـ
وقيل عن علي ابن المديني: حية الوادي,
فعصاه تلقف مايأفكون
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[02 - 03 - 06, 03:16 م]ـ
بين يدي عدل, من صيغ التضعيف.
قالها أبو حامد الرازي, على ما أذكر.
صوابها: أبو حاتم الرازي (وأظن ما ذكر خطا مطبعيا)
وقد قالها في جبارة بن المغلس
وأذكر أن الشيخ عبدالكريم الخضير أتى بهذا المثال ليبين ارتباط العلوم ببعض لأن العراقي رحمه الله اغتر بكلمة أبي حاتم هذه فعدل جبارة بن المغلس وتبعه الحافظ أول الأمر ثم استدرك الحافظ وذكر أنه رأى قصة هذا المثل في الأغاني ففي هذا دليل على أن طالب العلم ينبغي أن يكون له إلمام بالعلوم التي تخدم تخصصه
ـ[المقدادي]ــــــــ[02 - 03 - 06, 04:24 م]ـ
في ترجمة عمران بن مسلم الرافضي قال أبو أحمد الزبيري عنه: "رافضي كأنه جرو كلب ".
فاستدرك عليه الامام الحافظ الكبير الذهبي – رحمه الله - فقال في الميزان (5\ 294): "قلت: خراء الكلاب كالرافضي".
¥(11/433)
ـ[أبو عاصم الطحان]ــــــــ[02 - 03 - 06, 07:18 م]ـ
قال ابن معين في عدي بن الفضل التيمي: "لا كرامة له"
وقال البخاري في نصر بن طريف: "سكتوا عنه، ذاهب"
وقال شعبة في أبي هارون العبدي: "لأن أقدم فتضرب عنقي أحب إلي من أن أقول حدثنا أبو هارون العبدي"
وقال وكيع في إبراهيم بن أبي يحيى: "لا يُروى عنه حرف"
وخالفه الشافعي وخالف جمهور المحدثين فقال: "لأن يخر إبراهيم من بُعد أحب إليه من أن يكذب، وكان ثقة في الحديث"
وقال الدارقطني في ابن جريج: "تجنب تدليسه فإنه وحش - أي قبيح- التدليس، لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح مثل إبراهيم بن أبي يحيى وموسى بن عبيدة وغيرهما"
وقال السعدي في الأجلح بن عبد الله بن حجية الكندي: "الأجلح مفتر"
وقال ابن حبان في عمار بن مطر العنبري: "يسرق الحديث ويقلبه"
وقال ابن عدي في إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة: "لا يتابعه أحد على أسانيده ولا على متونه"
ـ[إبراهيم السعوي]ــــــــ[04 - 03 - 06, 07:07 م]ـ
• من ألفاظ غرائب الجرح والتعديل:
قول الدارقطني عن أحمد بن يوسف السلمي: ثقة نبيل.
انظر سؤالات أبي عبدالرحمن السلمي (ص 42). تهذيب التهذيب (1/ 161).
وللدكتور أحمد معبد عبد الكريم كتاب فريد في هذا الباب
موسم باسم (ألفاظ وعبارات الجرح والتعديل بين الإفراد والتكرير، والتركيب .... ).
ط / أضواء السلف.
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[05 - 03 - 06, 07:11 م]ـ
الاخ عبد الكريم الشهري توجيك لكلمة حيوان عند الحافظ الذهبي يستبعد بل تبقى على ظاهرها.
ـ[عبدالله المتفقه]ــــــــ[07 - 03 - 06, 12:05 ص]ـ
ومن الالفاظ (لئن اشرب من بول الحمار حتى ارتوي احب الي من اروي حديث ...... )
واظن القائل شعبة في ابان
واعذروني فأنا بعيد العهد به ........ والله اعلم
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[07 - 03 - 06, 06:04 م]ـ
5 - موسى بن عبد الله الطويل.
قال: " قلت: انظر إلى هذا الحيوان المبهم، كيف يقول في حدود سنة مائتين: إنه رأى عائشة - رضي الله عنها -، فمن الذي يصدقه
الأخ العزيز: البهيم أم المبهم، فالذي أعرفه عنه أنه قال البهيم والله أعلم.
ـ[أحمد عبد الغفار]ــــــــ[07 - 03 - 06, 10:19 م]ـ
الواضح مشايخي الكرام من سياق كلام الذهبي رحمه الله أن الكلمة بمعني الإيغال في النكارة، والتقليل من الشأن كما ذكر الشيخ الكريم عبد الكريم الشهري، ولم يكن في السلف ولا في كلامهم هذه العبارة بمعنى الشتم أو السب، كما هي مشهورة الآن
والله أعلم
ـ[إبراهيم السعوي]ــــــــ[07 - 03 - 06, 10:40 م]ـ
من نوادر ألفاظ الجرح والتعديل:
وهو يحيى بن أبي حية، قال يحيى بن القطان لا أستحل الرواية عنه. " الميزان " (7/ 170)،
ـ[أبو عمار الودعاني]ــــــــ[08 - 03 - 06, 01:30 م]ـ
:فقد يفهم البعض من قول الامام (حيوان) التجريح والاساءة وليس الامر كذلك فان الامام الذهبي يذكر هذه العبارة لبيان ان الراوي موغل في الجهاله ولذلك ياتي بهذه اللفظة (حيوان) في بعض الرواة من قبيل تعريفه بجنس بعيد لبيان ايغاله في الجهالة و انه لا يعرف عنه شيء الا كونه معدودا في جملة الكائنات الحية التي من جملتها الانسان
لا مانع من إرادة المعنى المفهوم في نظري لا سيما وأنه يطلقه في شأن مجاهيل عليهم مدار موضوعات
ثم انظر في قوله حيوان وحشي
ـ[أبو عبد الرحمن بن الربيع]ــــــــ[06 - 04 - 06, 05:23 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
ما رأيكم مشايخنا الأفاضل فيمن يفتون بغير علم من الدعاة الذين جل نقلهم من الموضوعات
و لا حول و لا قوة إلا بالله
ألا يحق لأهل العلم أن يسموهم و ينعتوهم بهذه الألفاظ
خصوصا إذا استشرى ضررهم في البلاد و العباد
بارك الله فيكم
_________________________
قال الشافعي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
أحب الصالحين و لست منهم ----- لعلي أن أنال بهم شفاعة
و أكره من تجارته المعاصي -------- و لو كنا سواء في البضاعة
ـ[محمد العامر]ــــــــ[07 - 04 - 06, 01:48 ص]ـ
5 - موسى بن عبد الله الطويل.
قال: " قلت: انظر إلى هذا الحيوان المبهم، كيف يقول في حدود سنة مائتين: إنه رأى عائشة - رضي الله عنها -، فمن الذي يصدقه
الأخ العزيز: البهيم أم المبهم، فالذي أعرفه عنه أنه قال البهيم والله أعلم.
قلت: الذي في ميزان الاعتدال (6/ 548): الحيوان المتهم.اه بالتاء المثناة الفوقية.
رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح
ـ[محمد العامر]ــــــــ[07 - 04 - 06, 02:03 ص]ـ
صوابها: أبو حاتم الرازي (وأظن ما ذكر خطا مطبعيا)
وقد قالها في جبارة بن المغلس
وأذكر أن الشيخ عبدالكريم الخضير أتى بهذا المثال ليبين ارتباط العلوم ببعض لأن العراقي رحمه الله اغتر بكلمة أبي حاتم هذه فعدل جبارة بن المغلس وتبعه الحافظ أول الأمر ثم استدرك الحافظ وذكر أنه رأى قصة هذا المثل في الأغاني ففي هذا دليل على أن طالب العلم ينبغي أن يكون له إلمام بالعلوم التي تخدم تخصصه
أقول: هذه العبارة كناية عن الهالك، فعو تضعيف شديد
وأصل ذلك مثل عند العرب حيث كان أحد التبايعة (ملوك اليمن) إذا أراد قتل أحد دفعه إلى واليه على شرطته واسمه (عدل) من بني سعد العشيرة، فمن وضع على يديه فقد تحقق هلاكه.
¥(11/434)
ـ[عبد الرحمن الناصر]ــــــــ[07 - 04 - 06, 03:03 ص]ـ
ومن الالفاظ (لئن اشرب من بول الحمار حتى ارتوي احب الي من اروي حديث ...... )
واظن القائل شعبة في ابان
واعذروني فأنا بعيد العهد به ........ والله اعلم
نعم أخي الكريم .... وأنا أيضا تذكرت هذه اللفظ ثم وجدتها في
ضعفاء العقيلي (1/ 38)
قال شعبة: لأن أشرب من بول حماري حتى أروى أحب إلي من أن أقول حدثني أبان بن أبي عياش ..
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[07 - 04 - 06, 03:41 م]ـ
الأخ أبو مالك العوضي
ما سألت عنه من كتاب العلامة المفن بكر أبو زيد
فهو بعنوان/
التأصيل لأصول التخريج وقواعد الجرح والتعديل
طبع في عام 1413هـ
دار العاصمة
ـ[أبو عمر الحضرمي]ــــــــ[08 - 04 - 06, 08:15 م]ـ
لماذا لا يرجع لأهل الحديث في هذا الزمن لحل هذا الأشكال وهم كثر وأخص منه المحدث الهمام سماحة الوالد عبد المحسن العباد حفظه الله تعالى وفضيلة الشيخ عبد الكريم الخضير
خاصة أن الأمر عندي مشكل فعلى طلبة الشيخين وغيرهما سؤالهما لتعم الفائدة
ـ[الديرزوري]ــــــــ[08 - 04 - 06, 11:08 م]ـ
جزاكم الله خيرا
لا اقول الا جزاكم الله خيرا على هذه المعلومة
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 11:32 م]ـ
رفع للفائدة واعادة النظر في دلالة قول الامام الذهبي_في وصف بعض الرواة_: "حيوان"
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[25 - 11 - 06, 12:18 م]ـ
(رقبة بن مصقلة)
ابن حجر: ثقة مأمون، و كان يمزح.
و قال الدارقطنى: ثقة، إلا أنه كانت فيه دعابة.
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[28 - 11 - 06, 08:30 م]ـ
(رقبة بن مصقلة)
ابن حجر: ثقة مأمون، و كان يمزح.
و قال الدارقطنى: ثقة، إلا أنه كانت فيه دعابة.
هذا ليس جرحا بارك الله فيك
والكلام عن اغرب الفاظ الجرح
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[28 - 11 - 06, 09:39 م]ـ
هذا ليس جرحا بارك الله فيك
والكلام عن اغرب الفاظ الجرح
نعم بارك الله فيك لم ألاحظ أن الموضوع لألفاظ الجرح فقط
السموحه
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[30 - 11 - 06, 08:12 ص]ـ
وذكر الشيخ عبدالعزيز العبداللطيف رحمه الله في ضوابط الجرح والتعديل بعض الالفاظ قليلة الاستعمال او نادرة الورود
فذكر قولهم:
سداد من عيش
كان فسلا
ليس من جمال المحامل
لا يكتب عنه الا زحفا
مود
هو على يدي عدل
يزرف في الحديث
يثبج الحديث
حاطب ليل(11/435)
على هامش موضوع ميكلوش موراني وإسماعيل بن أبي أويس
ـ[أبو إسلام عبد ربه]ــــــــ[03 - 02 - 06, 05:03 ص]ـ
تنبيه من المشرف:
أصل هذه المشاركات كانت على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=71001
وحتى لايحصل تداخل في الموضوع فصلنا هذه المشاركات.
بسم الله الرحمن الرحيم:
الأستاذ المستشرق موراني:
يعجبني فيك روح التحدي , والثقة بالنفس , ولعلك تعلم أن هناك فارق شعرة بين الثقة بالنفس والغرور
ويميز بينهما – كما تعلم – نوعية الأرض التي تقف عليها , هل هي صلبة أم رخوة؟
هل هي صلبة تتحملك بحيث تستطيع أن تمارس عليها رياضة التحدي , أم رخوة تُلقي بمن يقف عليها إلى الهاوية والمهالك
كذلك يعجبني فيك دعوتك إلى التحليل العقلي ونبذ الجمود المُلغي للعقل
لذلك فأنا أشجعك وأدعوك إلى هذه الجولة من رياضة التحليل العقلي
فلنبدأ بسم الله تعالى هذه الجولة إكمالا لما ذكره الأفاضل قبلي
سأضرب لك مثالين:
المثال الأول: وهو مثال افتراضي:
إذا سألتني عن شخص ما , فأجبتُك قائلا: لا أعرفه0
فما المعنى الذي سيتبادر إلى ذهنك أولا من ظاهر هذا اللفظ؟
المعنى الذي سيتبادر إلى ذهنك أولا هو أنني أجهل عين هذا الشخص
ومن ذلك قول الذهبي في الميزان 1: 344
" إسحاق بن شاكر عن قتادة قال أبو حاتم لا أعرفه مجهول "
انتهى
وفي لسان الميزان للحافظ ابن حجر 5: 190:
" محمد بن سليمان بن أبي سليمان بن نوفل قال أبو حاتم: لا أعرفه , وهو مجهول"
انتهى
وفي لسان الميزان 2: 127:
" جعفر بن مرزوق 000 قال أبو حاتم شيخ مجهول لا أعرفه "
انتهى
إلا أنك تعلم جيدا أن هناك احتمالا بعيدا لمعنى قولي: " لا أعرفه "؛ وهو أنني لا أعرف تفاصيل أحواله وأخلاقه وصفاته
فقولي "لا أعرفه " يحتمل أن يفسر بهذا المعنى الأخير , ولكنه احتمال بعيد , وإنما الذي يتبادر إلى الذهن أولا هو المعنى الأول
فالمعنى الذي يُفهم هو الأول , ولكن قد تدل قرينة ما على أنني إنما أقصد المعنى الثاني , وهذا مقرر في علم أصول الفقه , وهو معلوم عند أهل اللغة العربية
أقصد أن اللفظ قد يكون له معنى ظاهر يتبادر إلى الذهن , وهو الذي يجب تفسيره به , إلا إذا دلت قرينة صحيحة على أن المعنى المراد إنما هو المعنى الآخر البعيد الذي يحتمله اللفظ أيضا
المثال الثاني: وهو مثال واقعي:
الإمام ابن معين سُئل عن عبيد الله بن حميد بن عبد الرحمن , فقال: "لا أعرفه"
ونقله ابن أبي حاتم عن الدوري ,
ونصه: " قال لا أعرفه يعنى لا أعرف تحقيق أمره "
(انظر الجرح والتعديل ج5: 311 , تهذيب الكمال 19: 28)
وكما ترى أنهم بقرائن علموها قد فسروا قول ابن معين بالمعنى البعيد الغير متبادر إلى الذهن , ونقل ذلك عنه الحافظ المزي في تهذيب الكمال ولم يُنكر هذا التفسير
ولم يُنكره ابن أبي حاتم الرازي
ولنأتي الآن إلى ما تريده من لفظ " يضع الحديث"
والتفكير العقلي التحليلي يدعونا لنسأل هذا السؤال:
هل لفظ " يضع " أو " وضع " لم يأت على لسان المحدثين إلا بمعنى واحد هو الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
ما رأيك في رحلة في أعماق كتب المحدثين؟
فلنبدأ الرحلة بسم الله تعالى:
جاء في المحدث الفاصل 1: 250:
" أخبرني الساجي أن جعفر بن أحمد حدثهم قال لما وضع أبو عبيد كتب الفقه والرد بلغ ذلك حسين بن علي الكرابيسي 00 فنظر فيه فاذا هو يحتج عليهم بحجج للشافعي ويحكي لفظه وهو لا يذكر الشافعي فغضب حسين "
انتهى
وجاء في خصائص مسند أحمد 1: 14:
" 00 سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول قلت لأبي رحمه الله تعالى لم كرهت وضع الكتب وقد عملت المسند؟ "
انتهى
وفي رسالة أبي داود ص 28:
" ويكتب أيضا مثل جامع سفيان الثوري؛ فإنه أحسن ما وضع الناس في الجوامع"
انتهى
وقال أيضا أبو داود في رسالته ص 29:
" والأحاديث التي وضعتها في كتاب السنن أكثرها مشاهير "
انتهى
وجاء في مقدمة فتح الباري ص 489:
" 00 سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول ما وضعت في كتاب الصحيح حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين "
انتهى
يتابع 00
ـ[أبو إسلام عبد ربه]ــــــــ[03 - 02 - 06, 03:40 م]ـ
جاري تحضير الجزء الثاني 00000
ـ[أبو إسلام عبد ربه]ــــــــ[03 - 02 - 06, 09:17 م]ـ
أرجو الهدوء لإكمال المناقشة يا إخواني الأحباب
ليعلم المستشرقون أن دين الله تعالى حق
وأن عندنا ما يكفى من الأدلة لإثبات أنه حق
لذلك لابد من إكمال هذه المناظرة , لأنها حتما تُتابع من جهات أخرى
فهذه فرصة لكي يرى الجميع كم أن ديننا عظيم , وعلو مكانة علماء الجرح والتعديل الذين حفظ بهم الله تعالى وبمثلهم هذا الدين
و انتظروا تتمة الجواب 00 والله المستعان
ـ[أبو إسلام عبد ربه]ــــــــ[03 - 02 - 06, 09:19 م]ـ
الجزء الثاني من الجواب:
كما هو معلوم أنه لابد من التأكد والتثبت من صحة ما نُقل عن ابن أبي أُويس
والآن التفكيروالتحليل العقلي يوجب علينا دراسة سند هذه القصة
مصدر هذه القصة هو ما جاء في سؤالات البرقاني للدارقطني:
" قلت لأبى الحسن: لم ضعف أبو عبد الرحمن النسائي إسماعيل بن أبى أويس؟
فقال: ذكر محمد بن موسى الهاشمي،- قال أبو الحسن: وهذا أحد الأئمة، وكان أبو عبد الرحمن يخصه بما لم يخص به ولده -، فذكر عن أبى عبد الرحمن أنه قال: (حكى لى سلمة بن شبيب عنه، قال: ثم توقف أبو عبد الرحمن، قال: فما زلت بعد ذلك أداريه أن يحكى لى الحكاية، حتى قال لى: قال لى سلمة بن شبيب: سمعت إسماعيل بن أبى أويس يقول: ربما كنت أضع الحديث لأهل المدينة إذا اختلفوا في شئ فيما بينهم).
قلت لأبى الحسن: من حكى لك هذا عن محمد بن موسى؟ فقال: الوزير، كتبتها من كتابه، وقرأتها عليه، يعنى ابن حنزابة "
ثم قال الدارقطني عن محمد بن موسى:" حدث عنه أبو عبد الرحمن النسائي في الصحيح "
انتهى
قلتُ (أبو إسلام):
تسلسل السند كما يلي:
الدارقطني ---> الوزير بن حنزابة ----> محمد بن موسى -----> النسائي
الوزير بن حنزابة هو جعفر بن الفضل وقد وُلد عام 308 ومات 391 0 (تاريخ بغداد7:234)
يتابع 00000
¥(11/436)
ـ[أبو إسلام عبد ربه]ــــــــ[04 - 02 - 06, 03:11 ص]ـ
تم بحمد الله تعالى تجهيز الجزء الثالث وهو عن:
ذكر من مدح ابن أبي أويس في دينه وعدالته من الأئمة:
وهي بالترتيب التالي:
أولا: الإمام أحمد بن حنبل
ثانيا: الإمام أبو حاتم الرازي
ثالثا: الإمام يحيى بن معين
رابعا: الإمام البخاري
خامسا: ابن عبد البر والحاكم أبو عبد الله
سادسا: صاحب تذكرة الحفاظ
سابعا: الإمام الذهبي
ثامنا: الحافظ ابن حجر
تاسعا: الحافظ أبو زرعة أحمد العراقي
ويليه ان شاء الله تعالى الجزء الرابع وهو:
دراسة نقدية تحليلية للروايات المخالفة لما تقدم , قمتُ بإعدادها طوال ذلك اليوم بفضل الله تعالى.
ولكن قبل عرض الجزء الثالث سأقوم ان شاء الله تعالى بمراجعة ترجمة محمد بن موسى , حيث أن كل تلك التحريرات تمت طوال اليوم فقط , وورد في رواية الدارقطني بلفظ " الهاشمي " , ولكن لم يرد هذا اللفظ في تراجم من اسمه محمد بن موسى في تهذيب الكمال وتهذيبه لابن حجر وتذهيبه للذهبي , وقد طلبتُ بعض المراجع من صديق لي ليست متوفرة عندي , وبفضل الله تعالى توفرت ,
خاصة وأن الدارقطني ذكر أنه لعله بين فاته ووفاة النسائي عشرين سنة , أما الحرشي فالمدة الزمنية بين وفاته ووفاة النسائي أكثر من ذلك
لذلك أراجع أولا ترجمة محمد بن موسى المذكور
ثم أعرض الجزء الثالث ان شاء الله تعالى
ـ[أبو إسلام عبد ربه]ــــــــ[04 - 02 - 06, 04:18 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:
بعد أن توفر لدي – بفضل الله تعالى – تاريخ الإسلام للإمام الذهبي:
قال الإمام الذهبي في تاريخ الإسلام (وفيات سنة ثمان عشرة وثلاثمائة):
محمد بن موسى بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن
علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي. أبو بكر الزينبي المقريء.
قرأ على قنبل، وغيره. قرأ عليه: أبو بكر أحمد بن محمد الشارب "
وقال في ترجمة أبي بكر بن الشارب:
" أحمد بن محمد بن بشر، أبو بكر بن الشارب، المقريء.
قرأ برواية قنبل على: أبي بكر محمد بن موسى بن محمد الهاشمي الزينبي صاحب قنبل"
انتهى
إلا أن الإمام الذهبي لم يذكر له رواية عن النسائي , ولم يذكر أن الوزير قد روى عنه
يتابع 000
ـ[أبو إسلام عبد ربه]ــــــــ[04 - 02 - 06, 05:03 ص]ـ
وترجم الإمام الذهبي أيضا لمحمد بن موسى بن يعقوب فقال في تاريخه (وفيات سنة اثنين وأربعين وثلاثمائة):
محمد بن موسى بن يعقوب بن عبد الله المأمون بن هارون الرشيد: أبو بكر العباسي. توفي بمصر في ذي الحجة. وكان فقيهاً شافعياً. قد ولي مكة في شبيبته وعمر دهراً. 00.
روى"الموطأ" عن: علي بن عبد العزيز، عن القعنبي. وحدث أيضاً عن النسائي "
قلتُ (أبو إسلام):
وقد روى الخطيب في تاريخ بغداد ما يفيد أن محمد بن موسى بن يعقوب هذا قد سمع منه الوزير , وسمع هو من النسائي
ونصه:
" عن أبى الحسن الدارقطني قال قرأت في كتاب الوزير يعنى أبا الفضل بن خنزابة سماعه من محمد بن موسى بن يعقوب بن المأمون قال سمعت أبا بكر بن الامام الدمياطي يقول لأبي عبد الرحمن النسائي ولدت في سنة أربع عشرة يعنى ومائتين"
انتهى
وكذلك قال الذهبي في تاريخه:
" حدث محمد بن كعب القرظي، عن ابن عباس قال: 00
سمعه الوزير ابن حنزابة، من محمد بن موسى المأموني صاحب النسائي."
انتهى
إلا أن الذهبي قد ذكره في وفيات سنة 342 , وهذا لا ينطبق مع الحساب الذي تقدم
وجاء في تاريخ بغداد 6: 107:
" أخبرني أبو الفتح عبد الملك بن عمر الرزاز أخبرنا علي بن عمر الحافظ حدثني الوزير أبو الفضل جعفر بن الفضل بن جعفر بن محمد بن موسى بن الفرات بمصر حدثنا أبو بكر محمد بن موسى بن يعقوب بن المأمون الهاشمي حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب 00 " انتهى
وذلك قد يدل على أنه هو المراد والمقصود , لولا تاريخ وفاته الذي لا يتفق مع ما ذكره الدارقطني
ويتبقى تحرير قول الدارقطني , وتحرير تاريخ وفاة محمد بن موسى بن يعقوب , لعله قد فاتني شيء يحل هذا الإشكال الذي يظهر لي
وهذا لا يؤثر على سير الردود لأنني قد أعددتُها حالة افتراض صحة هذه الرواية
لذلك أرى تأجيل دراسة السند الآن قليلا , ثم الرجوع إليه
ـ[أبو إسلام عبد ربه]ــــــــ[04 - 02 - 06, 05:39 ص]ـ
الجزء الثالث: ذكر من مدح ابن أبي أويس في دينه وعدالته من الأئمة: وهي بالترتيب التالي:
¥(11/437)
أولا: الإمام أحمد بن حنبل
ثانيا: الإمام أبو حاتم الرازي
ثالثا: الإمام يحيى بن معين
رابعا: الإمام البخاري
خامسا: ابن عبد البر والحاكم أبو عبد الله
سادسا: صاحب تذكرة الحفاظ
سابعا: الإمام الذهبي
ثامنا: الحافظ ابن حجر
تاسعا: الحافظ أبو زرعة أحمد العراقي
والآن إلى التفصيل:
أولا: الإمام أحمد:
وهنا سؤالان: ما هي مكانة الإمام أحمد في علوم الجرح والتعديل وعلل الحديث؟
الجواب:
مكانة الإمام أحمد في علم الجرح والتعديل وعلل الحديث:
1 - قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل":
" ومن العلماء الجهابذة النقاد من الطبقة الثالثة من أهل بغداد أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل 000 قتيبة بن سعيد يقول لو أدرك أحمد بن حنبل عصر الثوري ومالك والأوزاعي والليث بن سعد لكن هو المقدم 000سألت أبى رحمه الله عن أحمد بن حنبل وعلى بن المديني أيهما كان أحفظ قال كانا في الحفظ متقاربين وكان أحمد افقه 000 سمعت أبا زرعة يقول ما رأيت أحدا اجمع من أحمد بن حنبل وما رأيت أكمل منه اجتمع فيه زهد وفضل وفقه وأشياء كثيرة , قيل له: إسحاق؟ وأفقه من إسحاق ولم أزل اسمع الناس يذكرون أحمد بن حنبل يقدمونه على يحيى بن معين وعلى أبى خثيمة 000 باب ما ذكر من إمامة أحمد بن حنبل لأهل زمانه 000 باب ما ذكر من تعظيم العلماء المتقدمين لأحمد بن حنبل رحمه الله"000 باب ما ذكر من معرفة أحمد بن حنبل بعلل الحديث بصحيحة وسقيمة وتعديله ناقلة الاخبار وكلامه فيهم 000 باب ما ذكر من زهد أحمد بن حنبل وورعه "
انتهى
وقال أبو حاتم الرازي (الجرح والتعديل):
" كان أحمد بن حنبل بارع الفهم لمعرفة الحديث بصحيحه وسقيمه , وتعلم الشافعى اشياء من معرفة الحديث منه وكان الشافعي يقول لأحمد: حديث كذا وكذا قوى الإسناد محفوظ؟
فإذا قال أحمد: نعم , جعله أصلا وبنى عليه"
انتهى
السؤال الثاني: ماذا قال الإمام أحمد عن ابن أبي أويس؟
الجواب:
قال الفضل بن زياد: سمعت أحمد بن حنبل وقيل له: من بالمدينة اليوم؟
قال: ابن أبي أويس هو عالم كثير العلم، أو تحو هذا.
وقال أحمد بن حنبل أيضا: ابن أبي أويس ثقة وقد قام في أمر المحنة مقاما محمودا منه. (تاريخ الإسلام للإمام الذهبي , والمعرفة ليعقوب)
==== = = = = == ======= == = = = = == = = == =
ثانيا: الإمام أبو حاتم الرازي:
و هنا سؤالان:
السؤال الأول: هل الإمام أبو حاتم متساهل أم متشدد؟
والجواب معلوم عند أهل الحديث أنه من المتشددين جدا ,
قال الإمام الذهبي في السير 13: 260:
" إذا وثق أبو حاتم رجلا فتمسك بقوله فإنه لا يوثق الا رجلا صحيح الحديث وإذا لين رجلا أو قال فيه لا يحتج به فتوقف حتى ترى ما قال غيره فيه فإن وثقه احد فلا تبن على تجريح أبي حاتم فانه متعنت في الرجال:
انتهى
السؤال الثاني: ماذا قال ابو حاتم عن ابن أبي أويس؟
الجواب: " قال أبو حاتم: محله الصدق" (المغني في الضعفاء للذهبي 1: 79)
و قال أبو حاتم الرازي (الجرح والتعديل 1: 22):
" سألت إسماعيل بن أبي أويس قلت هذا الذي يقول مالك بن أنس حدثني الثقه من هو قال هو مخرمه بن بكير بن وعثمان "
انتهى
قلتُ (أبو إسلام):
فهنا نجد أبا حاتم الرازي – وهو من هو في التشدد – يستفسر ويستوضح ما أُشكل عليه فيسأل ابن أبي أويس , فلو كان عنده كذابا يضع الحديث كذبا؛ لكان ابتعد عنه , وما استفسر منه عن شيء أصلا (وقد نقلنا نص الذهبي في شدة أبي حاتم) ,
وأبو حاتم أعرف من غيره بأبي أويس لأنه تعامل معه , بل وروى عنه أيضا حيث قال ابن أبي حاتم في ترجمته في الجرح والتعديل 2: 280:
" إسماعيل بن أبى أويس 00 روى عنه احمد بن صالح المصري ويعقوب بن حميد بن كاسب وأبي "
انتهى
فأبو حاتم لم يتهم ابن أبي أوس في دينه أبدا , بل إنه قد روى عنه وهو أكثرهم تشددا في الجرح, بل ويستفهم منه ويسأله عما أُشكل عليه 0
بخلاف صنيعه – أي أبي حاتم – مع الحسين بن عبد الله بن ضميرة , حيث قال أبو حاتم عنه:
" ترك الناس حديث الحسين بن ضميرة وهو عندي متروك الحديث كذاب "
فالحسين بن عبد الله معاصر لابن أبي أويس
وجاء في تهذيب التهذيب 1: 271:
" ونقل الخليلي في الإرشاد أن أبا حاتم قال كان ثبتا في حاله وفي الكمال - لعبد الغني - أن أبا حاتم قال كان من الثقات "
انتهى
¥(11/438)
--------------------------------------------------------------------------------------
ثالثا: الإمام يحيى بن معين:
وقد عده الإمام الذهبي من المتشددين في الرجال (الموقظة للذهبي)
فماذا قال ابن معين عن ابن أبي أويس؟
الجواب:
جاء في تاريخ ابن معين رواية عثمان الدارمي (رقم 930 – 931):
" قلت فابن أبي أويس أخو هذا الحي فقال كان ثقة 0 قلت فهذا الحي فقال لا بأس به"
انتهى
وفي تاريخ ابن معين رواية الدوري (رقم 5331):
" قلت ليحيى فهو ثقة قال نعم ليس به بأس"
انتهى
وقال أبو بكر بن أبي خيثمة عن يحيى بن معين صدوق ضعيف العقل
(تهذيب الكمال 3: 127)
وقال ابن عدي (في الكامل):
" وقد حدث عنه الناس وأثنى عليه بن معين وأحمد "
قلتُ (أبو إسلام):
ففي هذه الروايات عن ابن معين , رواها عنه معاصروه وهم الدوري وعثمان الدارمي وكذلك رواه عنه ابن أبي خيثمة , كلهم ذكر مدح ابن معين في ديانة ابن أبي أويس , فلم يطعن في عدالته
(وسيأتي في الجزء الرابع نقد لما يخالف ذلك من الروايات ان شاء الله تعالى)
========================================
رابعا: الإمام البخاري:
قال عنه الإمام مسلم: " أستاذ الأستاذين وسيد المحدثين وطبيب الحديث في علله" (معرفة علوم الحديث)
والإمام البخاري هو إمام الجرح والتعديل , وقد قال:
"تركت عشرة آلاف حديث لرجل فيه نظر وتركت مثلها أو أكثر منها لغيره لي فيه نظر " (تغليق التعليق 5: 400 - )
قلتُ (أبو إسلام):
وقد أعطى ابن أبي أويس كتابه للإمام البخاري لفرز أحاديثه , وانتقى البخاري ما ثبت منها عنده , كما ذكره الحافظ في مقدمة الفتح بسند صحيح, (وهو شيخ البخاري كما ذكر الحافظ في تغليق التعليق (3: 425)
وقال الإمام البخاري:" كان إسماعيل بن أبي أويس إذا انتخبت من كتابه نسخ تلك الأحاديث لنفسه وقال هذه الأحاديث انتخبها محمد بن إسماعيل من حديثي 00 وقال لي ابن أبي أويس انظر في كتبي وما أملك لك وأنا شاكر لك ما دمت حيا "انتهى
(تغليق التعليق 5: 400 - )
وقد قال الحافظ بن حجر في مقدمة فتح الباري ص 14:
" الذين انفرد بهم البخاري ممن تُكلم فيه , أكثرهم من شيوخه الذين لقيهم وجالسهم وعرف أحوالهم واطلع على أحاديثهم وميز جيدها من موهومها "انتهى
وقال أيضا ص 6:
" وينحصر القول في عشرة فصول: 000
التاسع: في سياق أسماء جميع من طُعن فيه من رجاله على ترتيب الحروف ,والجواب عن ذلك الطعن بطريق الإنصاف والعدل 00 إما لكونه تجنب ما طُعن فيه بسببه , وإما لكونه أخرج ما وافقه عليه من هو أقوى منه
,وإما لغير ذلك من الأسباب "انتهى
قلتُ (أبو إسلام):
وبذلك يتضح لنا أن الإمام البخاري قد سبر أحاديث ابن أبي أويس وميز جيدها من موهومها - كما قال الحافظ ابن حجر-
وقال الحافظ في مقدمة فتح الباري ص 410:
" روينا في مناقب البخاري بسند صحيح أن إسماعيل أخرج له أصوله وأذن له أن ينتقي منها وأن يُعلم له على ما يُحدث به ليحدث به ويُعرض عما سواه , وهو مُشعر بأن ما أخرجه البخاري عنه هو من صحيح حديثه , لأنه كتب من أصوله , وعلى هذا لا يُحتج بشيء من حديثه غير ما في الصحيح "
انتهى
وقال العلامة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي في مقدمة كتابه " التنكيل" عند كلامه على الحاكم أبي عبدالله النيسابوري صاحب المستدرك:
" أن الشيخين إنما يخرجان لمن فيه كلام في مواضع معروفة.000
ثالثها: أن يريا أن الضعف الذي في الرجل خاص بروايته عن فلان من شيوخه او برواية فلان عنه، أو بما يسمع منه غير كتابه، أو بما سمع منه بعد اختلاطه، أو بما جاء عنه عنعنة وهو مدلس ولم يأت عنه من وجه آخر ما يدفع ريبة التدليس.
فيخرجان للرجل حيث يصلح ولا يخرجان له حيث لا يصلح" انتهى
قلتُ (أبو إسلام):
فهؤلاء هم أئمة الجرح والتعديل والعلل في عصرهم , وقد عايشوا ابن أبي أويس , فهم أعرف الخلق بحاله
وهم لا يتقاعسون عن تجريح من هو أهل للجرح ,
فها هو الحسين بن عبد الله بن ضميرة , حيث قالوا فيه:
" كذبه مالك وقال احمد لا يساوي شيئا متروك الحديث وقال أبو حاتم الرازي متروك الحديث كذاب وقال بن معين ليس بثقة ولا مأمون وقال البخاري منكر الحديث 00 وقال أبو داود ليس بشيء "
(انظر تعجيل المنفعة 1: 96)
================= = = = = = = = = = =
¥(11/439)
خامسا: جاء في تهذيب التهذيب 5: 245:
" وقال بن عبد البر: لا يحكي عنه أحد حرجة في دينه وأمانته وإنما عابوه بسوء حفظه وأنه يخالف في بعض حديثه وقال الحاكم أبو عبد الله: قد نسب إلى كثرة الوهم ومحله عند الأئمة محل من يحتمل عنه الوهم ويذكر عنه الصحيح "
انتهى
= = = == = === = = = = == == = = == = =
سادسا: قال صاحب تذكرة الحفاظ (1: 409):
" إسماعيل بن أبي أويس الامام الحافظ محدث المدينة "
انتهى
====== = = = = = = = == = == = = == == = = == = =
سابعا: الإمام الذهبي:
وقال الإمام الذهبي في كتابه:"من تكلم فيه وهو موثق " (ص 44):
" إسماعيل بن أبي أويس خ م صدوق مشهور ذو غرائب"
انتهى
وقد قال الإمام الذهبي في مقدمة كتابه هذا:
" فهذا فصل نافع في معرفة ثقات الرواة الذين تكلم فيهم بعض الأئمة بما لا يرد أخبارهم وفيهم بعض اللين وغيرهم أتقن منهم وأحفظ فهؤلاء حديثهم إن لم يكن في أعلى مراتب الصحيح فلا ينزل عن رتبة الحسن اللهم إلا أن يكون للرجل منهم أحاديث تستنكر عليه وهي التي تكلم فيه من أجلها فينبغي التوقف في هذه للأحاديث"
انتهى
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء 10: 391:
" إسماعيل بن أبي أويس 00 الإمام الحافظ الصدوق 000 قرأ القرآن وجوده على نافع فكان آخر تلامذته وفاة 00 وكان عالم أهل المدينة ومحدثهم في زمانه على نقص في حفظه وإتقانه ولولا أن الشيخين احتجا به لزحزح حديثه عن درجة الصحيح إلى درجة الحسن هذا الذي عندي فيه 00 واعتمده صاحبا الصحيحين ولا ريب أنه صاحب أفراد ومناكير تنغمر في سعة ما روى فإنه من أوعية العلم "
انتهى
وأخيرا يقول الإمام الذهبي في تاريخه:
" قلت: استقرّ الأمر على توثيقه وتجنّب ما ينكر له " انتهى
= = = = = = = == = = = = == = == = = === =
ثامنا: قال الحافظ بن حجر في التقريب 1: 108:
" إسماعيل بن عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي أبو عبد الله بن أبي أويس المدني صدوق أخطأ في أحاديث من حفظه "
انتهى
========== = == == == = = = == = =
تاسعا: الحافظ أبو زرعة أحمد العراقي في كتابه:
" البيان والتوضيح لمن أُخرج له في الصحيح ومُس بضرب من التجريح "
دافع دفاعا قويا عن إسماعيل بن أبي أويس , وقد رد الروايات التي فيها تضعيفه
ومن ذلك قوله:
" وأما قول الدارقطني: لا أختاره في الصحيح , فهذا كلام بارد , قد اختاره قبلك إماما الصحيح إن كان لك مشتبه اتركه , وإلا فلا 000وأما قول ابن عدي فلا يقدح أيضا لأن تفرد الثقة ببعض أحاديث لا تضر في عدالته" انتهى
والآن أذهب إلى النوم حيث أنني أعمل منذ 20 ساعة متصلة , وقد أصابني إعياء شديد
يتابع الجزء الرابع ان شاء الله تعالى 0000
وهو دراسة نقدية تحليلية للروايات المخالفة لما تقدم , قمتُ بإعدادها طوال ذلك اليوم بفضل الله تعالى.
يتابع 000000000000
ـ[أبو إسلام عبد ربه]ــــــــ[04 - 02 - 06, 11:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:
أولا: معنى " وضعتُ " عند أهل اللغة العربية:
ذكرنا فيما تقدم أن عبارة " وضعتُ الحديث " قد استعملها أكابر المحدثين منهم:
1 - الإمام البخاري , حيث جاء في مقدمة فتح الباري ص 489:
" 00 سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول ما وضعت في كتاب الصحيح حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين "
انتهى
2 - الإمام أبي داود , حيث قال في رسالته ص 29:
" والأحاديث التي وضعتها في كتاب السنن أكثرها مشاهير "
انتهى
3 - والإمام أحمد وابنه بلفظ " وضع الكتب "
وقد استعملها العرب في معان غير اختلاق الأحاديث كذبا منها:
جاء في لسان العرب , باب "وضع ":
" يقال وضَعَ البعيرُ يَضَعُ وَضْعاً إِذا عَدا وأَسرَعَ، فهو واضعٌ،00
ووَضَعَ الشيءَ في المكانِ: أَثْبَتَه فيه 00
والمُواضعةُ: المُناظَرة في الأَمر. والمُواضَعةُ: أَن تُواضِعَ صاحبك أَمراً تناظره فيه."
انتهى
وفي القاموس المحيط جاء أيضا:
" المُواضَعَةُ: المُراهَنَةُ، ومُتارَكَةُ البيعِ، والمُوافَقَةُ في الأمرِ. وهَلُمَّ أُواضِعْكَ الرَّأيَ: أُطْلِعْكَ على رَأيِي، وتُطْلِعْنِي على رَأيِك"
انتهى
وفي كتاب " العين ":
" والمُواضَعَةُ: أن تُواضِعَ أخاك أمراً فتناظره فيه"
انتهى
وبناءا على ذلك , فإنه إذا جاء على لسان أحد الفقهاء أو المحدثين عبارة:" وضعتُ الحديث لهم "؛ فإننا لا نستطيع الجزم بأن معناها هو: " اختلقتُ لهم حديثا كذبا "
بل نتبين بالقرائن المعنى المراد من هذه العبارة
وقد تقدم في الجزء الثالث مدح وثناء كبار أئمة الجرح والتعديل وعلل الحديث المعاصرين لابن أبي أويس , حيث مدحوا صدقه وديانته , بل إن منهم من وثقه
وأما من تكلم فيه منهم فإنما تكلم من جهة عقله – أي حفظه –
وهذه قرائن هامة جدا تمنع منعا جازما تفسير قوله:" وضعتُ " باختلاق الحديث كذبا , هذا بفرض صحة ثبوت تلك الرواية عنه
خاصة وأنه يدعم ذلك ما ذُكر من استخدامات تلك العبارة في اللغة العربية وعند كبار الأئمة المحدثين كذلك
فهذا هو ما يقتضيه التحليل العقلي المجرد عن الهوى والتبعية العمياء
وهذا هو منهج البحث العلمي القائم على أسس وضوابط
وفيما يلي سيتم ان شاء الله تعالى مناقشة بعض ما يوهم خلاف ذلك
يتابع 00000
¥(11/440)
ـ[أبو إسلام عبد ربه]ــــــــ[04 - 02 - 06, 02:32 م]ـ
أحسنت أخي الكريم في تحليلك لقول الإمام النسائي
وسيأتي ما يتعلق بذلك أيضا ان شاء الله تعالى ولكن ليس الآن
المناقشة الأولى:
مناقشة قول الإمام الدارقطني في ابن أبي أويس
قال الإمام الدارقطني في ابن أبي أويس:"لا أختاره في الصحيح"
(تهذيب التهذيب 1: 271)
وهذه العبارة - كما هو معلوم - لا يلزم منها الطعن في عدالته ودينه وصدقه
فعلى الرغم من أن الإمام الدارقطني حكى للبرقاني ما بلغه عن النسائي مجيبا عن سؤال البرقاني له, إلا أنه لم يطعن في صدق ابن أبي أويس
وهذا يؤكد أن الدارقطني قد أهمل ما حكاه له الوزير , لعدم ثبوت تلك الرواية عنده , أو لشكه في ثبوتها , أو أنها ثبتت عنده ولكنه رأى انه لا يلزم منها المعنى الذي فهمه النسائي ,
ويؤكده ما قاله البرقاني في سؤالاته:
" " قلت له: شريك عن أبى اليقظان عن عدى بن ثابت عن أبيه عن جده، كيف هذا الإسناد؟
قال: ضعيف.
قلت: من جهة من؟
قال: أبو اليقظان ضعيف.
قلت: فيترك.
قال: لا، بل يخرج، رواه الناس قديما "
انتهى
وهذا يوضح أن قول الدارقطني عن الرجل "ضعيف " لا يلزم منه عنده ترك روايته
بل قد يعني به ضعف حفظه
بينما نجد الدارقطني يقول في الحسين بن عبد الله بن ضميرة:"متروك"
(انظر تعجيل المنفعة 1: 96)
وفي سؤالات البرقاني:
" وسألته عن حكيم بن جبير فقال كوفي يترك"
" وسألته عن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل فقال متروك "
وأيضا:
" سمعت أبا الحسن – هو الدارقطني - يقول: مطهر بن سليمان يعني الفقيه كذاب قلت:لم؟
قال:سمعته يوما يقول: سمعت من الفريابي حملني أبي أليه في سنت أربع وثلاثمائة
قال أبو الحسن: فقلت له: فهذا بعد أن مات بأربع سنين
00
قال أبو الحسن: و الفريابي قد قطع الحديث في شوال من سنة ثلاثمائة ومات في المحرم سنة أحدى وثلاثمائة
قلتُ (أبو إسلام):
فلو ثبتت هذه الرواية عند الدارقطني , أو لو فهمها على أنها بمعنى اختلاق الحديث كذبا , لقال في ابن أبي أويس قولا شديدا تجريحا في عدالته ودينه وصدقه , مثلما فعل تماما مع مطهر بن سليمان وغيره ,
فإذا كان الإمام الدارقطني قد طعن في عدالة من كذب عليه هو , فهل يُتصور أن يتقاعس عن الطعن في عدالة من يختلق حديثا كذبا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأخيرا: الإمام الدارقطني غير معاصر لابن أبي أويس , فابن أبي أويس مات سنة 226 , بينما مات الدارقطني سنة 385
والتحليل العقلي السليم يرجح قول أئمة الجرح والتعديل الذين عاصروا ابن أبي أويس وعايشوه, بل ورووا عنه , وتحملوا حديثه
وختاما أنقل لكم قول الحافظ أبي زرعة أحمد العراقي حيث نقل قول الدارقطني:
" وأما قول الدارقطني: لا أختاره في الصحيح "
ثم أجاب عنه قائلا:
" قد اختاره قبلك إماما الصحيح , إن كان لك مشتبه اتركه , وإلا فلا "
(البيان والتوضيح ص 56)
وما زالت هناك مناقشات أخرى
يتابع 00000000
ـ[أبو إسلام عبد ربه]ــــــــ[05 - 02 - 06, 12:05 ص]ـ
تنبيه هام بخصوص كلامي المتقدم عن دراسة سند رواية " أضع الحديث ":
النسخة التي اعتمدتُ عليها هي:
" سؤالات أبي بكر الرقاني للدارقطني في الجرح والتعديل "
تحقيق وتعليق: مجدي السيد ابراهيم
الناشر: مكتبة القرآن
ونصه:
" قلت لأبي الحسن: من حكى لك هذا عن محمد بن موسى؟
فقال: الوزير , كتبتها من كتابه , وقرأتها عليه , يعني ابن حنزابة , فذكر من جلالته , وفضله , وقال لي: حدث عنه أبو عبد الرحمن النسائي في الصحيح , ولعله مات قبله بعشرين سنة.
قلت: أصله بغدادي؟
قال: نعم , ثم قال لي: لم يحصل عنه حرف , وقد مات بعد أن كتبت الحديث بخمس سنين , ثم قال: كتبت في أول سنة خمس عشرة وثلثمائة.
سمعته يقول: ابن أبي عمر العدني حدث بمكة ثقة.
قلتُ (أبو إسلام):
وهذا النص هو ما سبب لي الإشكال الذي ذكرته في تعيين محمد بن موسى المقصود
وأخشى أن يكون قد حصل خطأ من المحقق كسقط في الكلام أو تقديم وتأخير في الكلام أو غير ذلك
وأبحث الآن عن نسخ مخطوطة من هذه السؤالات لمراجعة النص الأصلي للناسخ لعلي أقف على ما يحل هذا الإشكال
¥(11/441)
مع العلم بأن كل الردود المذكورة وما تم سرده من أقوال أئمة الجرح والتعديل ومدحهم لعدالة ابن أبي أويس وهم الذين عاصروه وعايشوه وعرفوا حقيقة حاله , كل ذلك يكفي لبيان صدقه وحسن ديانته بفرض صحة هذه الرواية
وما زال هناك الكثير
يتابع 0000
ـ[أبو إسلام عبد ربه]ــــــــ[05 - 02 - 06, 03:33 م]ـ
المناقشة الثانية:
دراسة نقدية تحليلية للروايات عن الإمام ابن معين في ابن أبي أويس:
أولا: بيان بطلان رواية " يسرقان الحديث ":
قال الأستاذ المستشرق الألماني موراني في مشاركة سابقة له:
" إسماعيل بن أبي أويس 000 يذكره يحيى بن معين انه سرق الحديث هو وأبوه أيضا ويضعف بيت آل ابن أويس جدا كما جاء في ترتيب المدارك بلا تفاصيل (!)
يبدو لي كأن كلام الشيخ الفاضل الأعظمي انتهى أم هل هناك مزيد أم نتوقف هنا بلا حجة مقنعة من جانبه السعيد "
قلتُ (أبو إسلام):
أصل هذه الرواية عن يحيى ابن معين هو ما ذكره ابن عدي (وُلد 277 – مات365) في الكامل (1: 323) قال:
" حدثنا بن أبي عصمة حدثنا احمد بن أبي يحيى قال سمعت يحيى بن معين يقول ابن أبي أويس وأبوه يسرقان الحديث"
انتهى
وكما يعلم الأستاذ المستشرق الألماني موراني أن التحليل العقلي يوجب علينا دراسة مدى صحة وثبوت هذه الرواية عن يحيى بن معين إمام الجرح والتعديل , خاصة وأن الثقات من تلاميذه قد رووا عنه وصفه لابن أبي أويس ولأبيه بأن كلا منهما صدوق , بل ووثق ابن أبي أويس أيضا كما رواه عنه تلميذه عثمان الدارمي في تاريخ ابن معين
فمن الذي روى عبارة " يسرقان الحديث " عن يحيى بن معين؟
الجواب: إنه أحمد بن أبي يحيى؟
والمقصود هنا هو أحمد بن أبي يحيى الأنماطي أبو بكر البغدادي , فهذا هو الذي روى عن الإمامين يحيى بن معين وأحمد بن حنبل
هل تعرف يا أستاذ موراني ماذا قال أئمة الجرح والتعديل في هذا الرجل؟
قال ابن عدي في (الكامل في ضعفاء الرجال 1: 195):
" احمد بن أبي يحيى أبو بكر الأنماطي البغدادي سمعت موسى بن القاسم بن موسى بن الحسن بن موسى الأشعث يقول حدثني أبو بكر قال سمعت إبراهيم الأصبهاني يقول أبو بكر بن أبي يحيى كذاب قال الشيخ ولأبي بكر بن أبي يحيى حديث منكر عن الثقات لم أخرجه هاهنا وقد روى عن يحيى بن معين وأحمد بن حنبل تاريخا في الرجال "
انتهى
وقال الإمام الذهبي في (ميزان الإعتدال في نقد الرجال 1: 310):
" أحمد بن أبي يحيى الأنماطي أبو بكر البغدادي قال إبراهيم بن أورمة كذاب وقال ابن عدي حديث منكر عن الثقات قلت يروى عن أحمد بن حنبل ونحوه"
انتهى
وقال الحافظ ابن حجر في (لسان الميزان 1: 321):
" أحمد بن أبي يحيى الأنماطي أبو بكر البغدادي قال إبراهيم بن أورمة كذاب وقال بن عدي حديث منكر عن الثقات"
انتهى
الخلاصة:
يتبين مما سبق بما لا يدع مجالا للشك بطلان وكذب رواية " يسرقان الحديث "
فالإمام يحيى بن معين لم يقل ذلك أبدا عن ابن أبي أويس وأبيه
لأن الذي رواها هو أحمد بن أبي يحيى الأنماطي المتهم بالكذب , وصاحب حديث منكر عن الثقات
هل رأيت الآن يا أستاذ موراني كيف أن الله تعالى قد حفظ لنا ديننا بمثل هؤلاء العلماء الجهابذة النقاد أئمة الجرح والتعديل
يتابع 000000
ـ[أبو إسلام عبد ربه]ــــــــ[06 - 02 - 06, 02:53 ص]ـ
المناقشة الثالثة:
جاء في ميزان الاعتدال 1: 379:
" وقال الدولابي في الضعفاء سمعت النضر بن سلمة المروزي يقول كذاب كان يحدّث عن مالك بمسائل ابن وهب "
انتهى
وقال ابن عدي في " الكامل " 1: 323:
" سمعت ابن حماد يقول سمعت النضر بن سلمة المروزي يقول بن أبي أويس كذاب كان يحدث عن مالك بمسائل عبد الله بن وهب"
انتهى
قلتُ (أبو إسلام):
هذه الرواية مدارها على النضر بن سلمة المروزي ,
وكما يعلم الأستاذ المستشرق الألماني موراني أن منهج التحليل العقلي يوجب على الباحث أن يتثبت أولا من صحة ثبوت تلك الرواية
فهل يعلم المستشرق موراني من هو النضر بن سلمة المروزي؟
انظر ما جاء في الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3: 161:
" النضر بن سلمة شاذان أبو محمد المروزي يروي عن ابن نافع قال أبو حاتم الرازي كان يفتعل الحديث وقال الدراقطني متروك 00 وقال ابن حبان يسرق الحديث لا يحل الرواية عنه إلا للاعتبار وقال ابن عبد الكريم عرفنا كذبه وأنه يضع الحديث"
انتهى
¥(11/442)
وراجع ان شئت كتب أئمة الجرح والتعديل الذين نقل عنهم ابن الجوزي لتعرف ما هو أكثر من ذلك
والسؤال الموجه لك يا أستاذ موراني الآن:
أليس منهج التحليل العقلي يوجب عليك الآن إلقاء هذه الرواية في سلة المهملات؟
و لعلك تتساءل الآن: ولماذا يطعن شاذان هذا في ابن أبي أويس بالذات؟!!!
والجواب تجده في قول ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل:
" النضر بن سلمة شاذان المروزي 000 سألت أبى عنه فقال كان يفتعل الحديث ولم يكن بصدوق وسمعته يقول سمعت إسماعيل بن أبى أويس يذكر شاذان بذكر سوء وقال لي عبد العزيز الأويسي وإسماعيل بن أبى أويس ان شاذان أخذ كتبنا فنسخها ولم يعارض بها ولم يسمع منا وذكراه بالسوء "
انتهى
قلتُ (أبو إسلام):
إنه ينتقم لنفسه لأن ابن أبي أويس ذكره بسوء , ولقد كان ابن أبي أويس مُحقا في كلامه هذا كما ذكر أئمة الجرح والتعديل
هل علمت الآن يا أستاذ موراني كيف حفظ الله تعالى لنا ديننا بمثل هؤلاء العلماءالجهابذة النقاد
هل تريد أن أكمل لك يا أستاذ موراني؟ أم يكفي هذا؟
أنتظر منك جوابا؟
وأقول لك كلمة:
هناك أحد احتمالين:
الإحتمال الأول:
أنك تبحث في ديننا بهدف الوصول إلى الحق , ثم تكتب الكتب والمقالات لتبين لناس هذا الحق الذي توصلت إليه
الإحتمال الثاني:
أنك تبحث في ديننا للطعن فيه فقط وتشكيك المسلمين في دينهم , وأن هناك جهات تمدك بأموال طائلة من وراء ذلك , وكلما طعنت أكثر , كلما دفعوا لك أكثر
فإن كان وضعك هو الإحتمال الأول – وأرجو أن تكون كذلك – فينبغي عليك – للأمانة العلمية - أن تكتب مقالا تبين فيه ضعف الروايات التي ظهر لك هنا ضعفها , والتي اعتمدت عليها في كتاباتك الأولى
أما إن كان الإحتمال الثاني هو الواقع , فإنك ستجادل بالباطل من أجل إثارة شبهات أخرى حتى لا تخسر مكانتك عند من يدفعوا لك
وأخيرا أرجو أن يكون الإحتمال الأول هو الواقع من باب حسن الظن بك
و سلوكك مستقبلا هو الذي سيُظهر أي الإحتمالين هو الواقع
وأرجو ألا تغضب من كلماتي هذه
فهذا هو التحليل العقلي الذي طلبت منا أن نناظرك على أساسه
ـ[أبو إسلام عبد ربه]ــــــــ[06 - 02 - 06, 05:11 م]ـ
تنبيه هام:
في المشاركة رقم 8 أُدرجت العبارة التالية بطريق الخطأ:
(وفي تاريخ ابن معين رواية الدوري رقم 5331: " قلت ليحيى فهو ثقة قال نعم ليس به بأس")
فبرجاء إهمالها لأنها خارج موضوع البحث
ـ[أبو جرير بن عبد الله]ــــــــ[09 - 02 - 06, 04:28 م]ـ
هل نقول أن الموضوع انتهى و أن الشر و الشغب راح من غير رجعة؟
نسأل الله السلامة و العافية
ـ[المستشرق موراني]ــــــــ[09 - 02 - 06, 06:39 م]ـ
الشر؟ الشغب؟
هذا هو منطلق حوارك يا طالب العلم؟
فصبر جميل ....
ـ[سيف 1]ــــــــ[09 - 02 - 06, 07:09 م]ـ
الشر؟ الشغب؟
هذا هو منطلق حوارك يا طالب العلم؟
فصبر جميل ....
لا اعلم حقا اي دكتور هذا؟! هل هذا كل ما استطعت قوله بعد كل ما سطره لك الأخ الفاضل أبو اسلام؟!!!
ـ[أبو إسلام عبد ربه]ــــــــ[02 - 02 - 09, 08:38 ص]ـ
للرفع للفائدة
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[12 - 02 - 09, 03:56 ص]ـ
جزاك الله خيرا وسلمت يمينك
ـ[أبو حسان السلفي]ــــــــ[19 - 04 - 09, 03:22 م]ـ
الأخ الفاضل أبو إسلام جزاك الله خيرا و لا فض فوك
لو جعلت هذا الموضوع الذهبي في رسالة مستقلة فسيكون شيئا ممتازا جدا(11/443)
استفسار لأن الفتن لا إسناد لها
ـ[عمر الحمامي]ــــــــ[03 - 02 - 06, 08:47 م]ـ
ما رأيكم في هذا الحديث رواية ودراية؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تصالحون الروم ...
وذكر في الحديث قتال عدو وراء الروم مع النصارى ثم بعدما نغلبهم النصارى يقولون غلب الصليب فيقتل مسلم أحدا منهم فيبدأ الملحمة الكبرى
الحديث مروي عن:
الأوزاعي عن حسان بن عطية (ثقة) عن خالد بن معدان (ثقة وهاؤلاء الثلاثة من الشام) عن جبير بن نفير عن ذي
مخمر
كلهم سعوا من بعض. أما ذو مخمر فذكر في السند أنه صحابي.
19075 مصنف ابن أبي شيبة
3801 أبو داوود و2431
4121 ابن ماجه
6833 ابن حبان و6832
16576 أحمد (رواه عن محمد بن مصعب به)
ورواه خالد عن ذي مخمر مباشرة كما في
22949 أحمد
و
16576
(كذا رواه عن روح به)
وللرواية قصة تفيد أن خالد سمعه من ذي مخمربحضرة جبير بن نفير كما في ابن ماجه وأبي داوود
والحديث موجود في المستدرك والسنن الكبرى وفي غير ما ذكرت
والحديث ظاهره الصحة والله أعلم.(11/444)
يااهل الحديث اين اجد شرح الموقظة ومقدمة ابن الصلاح ودروسة حول منهج المتقدمين للشيخ حا
ـ[حسن باحكيم]ــــــــ[04 - 02 - 06, 12:40 ص]ـ
السلام عليكم
يااهل الحديث اين اجد شرح الموقظة ومقدمة ابن الصلاح ودروسة حول منهج المتقدمين للشيخ حاتم على النت.
المرسل ابو حمزة
almhdet2@hotmail.com
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[04 - 02 - 06, 01:30 ص]ـ
أخي الكريم ... ذكر بعض طلاب الشيخ جزاهم الله خيراً ... بأن محاضرات الشيخ في شرح مقدمة بن الصلاح فرغت, وسيذهبوا بها للشيخ ليراها ويحكم عليها ... ولعلهم فعلوا ذلك الآن.
والمحاضرات تحول من أشرطة الى صيغ ترفع على المواقع.
ولعلهم سيرفعونها على موقع الشيخ باذن الله.
فصبر جميل ... لعل الله ييسر في المستقبل
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[06 - 03 - 06, 09:46 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=71300
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[06 - 03 - 06, 09:48 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=395537&postcount=14
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[06 - 03 - 06, 09:49 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=72516
ـ[م/محمود]ــــــــ[19 - 03 - 06, 06:20 م]ـ
أخى الكريم
يتوفر لدى شرح الموقظة للشيخ أحمد حطيبة فإن أردته فيمكننى إعطاءه لك
ـ[كريم البحيرى]ــــــــ[25 - 02 - 07, 03:43 م]ـ
السلام عليكم
اخى هل للشيخ موقع(11/445)
الأحاديث التي أنتقدت على الامام البخاري وهي في الأصل صحيحة
ـ[أم عبد الرحمان]ــــــــ[04 - 02 - 06, 01:01 ص]ـ
السلام عليكم المرجو ممن يعرف بعض المصادر و المراجع عن الأحاديث التي أنتقدت على الامام البخاري وهي في الأصل صحيحة مثال ذالك قوله صلى الله عليه وسلم (ان الله خلق ادم على صورته طوله ستون ذراعا) أخرجه البخاري (4/ 135) و حديث أن موسى فقأ عين الملك و حديث سفينة وغيرها
فالمرجو منكم ارشادنا الى بعض المصادر التي حوت أو جمعت هذه الاحاديث. وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو محمد الحويني]ــــــــ[04 - 02 - 06, 11:47 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عليكم بادئ ذي بدء بقراءة مقدمة ابن حجر التي وضعها لشرحه الماتع على صحيح البخاري والمعنون لها بعنوان "هدي الساري مقدمة شرح صحيح البخاري"،فقد قال في الفصل الثامن منها "في سياق الأحاديث التي أنتقدها أبو الحسن الدارقطني وغيره من النقاد، ... وأوردها فلغت 110 حديثاً ورد عليها فلعل هذا الرد يشفي ثم أورد رحمه الله في الفصل التاسع أسماء من طعن فيهم من رجال البخاري والرد على ذلك فلعل هذا فيه كفاية والله المستعان وعليه التكلان
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[04 - 02 - 06, 11:52 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16828
ـ[أم عبد الرحمان]ــــــــ[04 - 02 - 06, 05:44 م]ـ
السلام عليكم نعم قد استفدنا من هدي الساري لكن المطلوب قائمة من المصادر ذالك أني مقدمة على انجاز بحث لنيل الاجازة
وجزاكم الله خيرا
ـ[أنبياء يلديرم]ــــــــ[04 - 02 - 06, 09:27 م]ـ
انظر الي هذه الكتب
1=دفاع عن السنة لأبي شهبة
2=مشكلات الأحاديث النبوية للقصيمي
3=منهج النقد للادلبي
ـ[أنبياء يلديرم]ــــــــ[04 - 02 - 06, 09:35 م]ـ
هدي الساري لا يروي الغليل في حل مشكلة فهم بعض الاحاديث حتي في اكثرها لذلك نحتاج الي جهود جديدة
مع الاسف الشديد الكتب التي كتبت للدفاع عن احاديث البخاري لا تحلون المشكلة بل تنتجون المشاكل الجديدة لان اكثر هذه الكتب الفت بالعصبية
ـ[أشرف الشناوي]ــــــــ[04 - 02 - 06, 09:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين
أما بعد
هناك كتاب عنوانه الأحاديث المنتقدة على الصحيحين تأليف الأخ أبي سفيان مصطفى باحو الناشر دار الضياء جمع فيه المؤلف جميع الأحاديث المنتقدة على الصحيحين التى وقعت تحت يده و رد عليها حديث حديث سواء بردود الحافظ أو ردود أخرى وقسم الأحاديث إلى أقسام (أحاديث لها شواهد ثم أحاديث لم يعثر لها على شواهد فناقش عللها)
إنه حقاً كتاب ماتع لابد لكل طالب علم أن يطلع عليه جزا الله كاتبه خيرا
السلام عليكم ورحمة الله
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[04 - 02 - 06, 10:30 م]ـ
بين الإمامين الدارقطنى ومسلم للشيخ ربيع المدخلى
تحقيق الإلزامات والتتبع للشيخ مقبل الوادعى
حاشية السندى على الصحيحين
ـ[أبو علي]ــــــــ[05 - 02 - 06, 05:23 م]ـ
مع الاسف الشديد الكتب التي كتبت للدفاع عن احاديث البخاري لا تحلون المشكلة بل تنتجون المشاكل الجديدة لان اكثر هذه الكتب الفت بالعصبية
أطلب توضيح هذا الكلام حتَّى لايتهم أهل العلم جزافًا!
ـ[أنبياء يلديرم]ــــــــ[05 - 02 - 06, 07:34 م]ـ
إن بدك مثالا يكفي لك دفاع عن السنة لأبي شهبة
مشكلة مؤلفي هذه الكتب أن يشترطوا لانفسهم ان يدافعوا كل الاحاديث المنتقاة كما نري نفس الشىء في تأويل مختلف الحديث و في مشكل الحديث في الماضي
و هذه أيضا مشكلتنا نحن نحس انفسنا كاننا مضرون قبول كل الاحاديث الواردة في الصحيحين أو في كتاب آخر
لذلك اذا كتب أي كاتب عن هذا الموضوع لا يحل المشكلة بل يثير المشاكل الجديدة علي الاقل
حينما أقول تلك الكلمات لا تظن أنني مخالف للبخاري أو لكتاب آخر من كتب السنن أنا أقول مشكلتنا جسيمة و لم نضع حتي الآن منهجا صحيحا لفهم الاحاديث و لنقدها و التمييز بينها
ـ[أبو علي]ــــــــ[06 - 02 - 06, 07:04 ص]ـ
نحن نحس انفسنا كاننا مضطرون قبول كل الاحاديث الواردة في الصحيحين أو في كتاب آخر
الخبر الموجود في الصَّحيحين يفيد العلم، وهذا يجعلنا مضطرين لقبول ما اتَّفق عليه الشَّيخان.
وأمَّا مسألة الإحساس فهي ولله الحمد ليست موجودة عند كلِّ المسلمين، بل عند القلَّة منهم، وهذه معروفة من قديم، من أيَّام الصَّحابة؛ وهذا يسمَّى (ضعف إيمان)، ولعلَّك تذكر قولَ ابنِ عبَّاس عن أمثال هؤلاء: (ما لكم تجدون رِقَّةً عند محكمه، وتفرقون من متشابهه)
ثمَّ إنَّ اللَّبيبَ ذا العقل الرَّشيد يعلم أنَّ من سبقه من أهل العلم كانت لهم عقول كبيرة وأذهانٌ صحيحة، فإذا كانوا قد قبلوا هذه الأحاديث وهم في زمن الرِّواية، وأعلم منَّا بصحيح الحديث من سقيمه، فكيف لنا أنَّ نجعلَ أنفسنا أعقل منهم، وأصحَّ أذهانًا.
وإن كنت تقصد الغيبيَّات الواردة في الصَّحيحين؛ كخلق آدم، وأحاديث الصِّفات، فنحن لم نطَّلع على الغيب حتَّى نردَّ ما خالف ما اطَّلعنا عليه فندخل في قوله تعالى: (بل كذَّبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولمَّا يأتهم تأويله)
أنا أقول مشكلتنا جسيمة و لم نضع حتي الآن منهجا صحيحا لفهم الاحاديث و لنقدها و التمييز بينها
أمَّا أهل السّنّة، أهل الحديث، أهل الفهم للعربيَّةِ، الَّذين لم تدخلهم عجمة اليونان اللغويَّة أو الفكريَّة،فهذه المشكلة ليست عندهم؛ لأنَّ دينهم كاملٌ، ويوقنون بقوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم)
فلعلَّ المشكلة مشكلتكم؛ وأقترح عليكم أن تسيروا على منهج أهل الحديث أهل السّنّة والجماعة، فإنَّهم على منهجٍ متوازنٍ، وهم عليه من أكثر من 1426 سنة، وفيه توفير كبيرٌ لوقتكم، وحفاظٌ على دينكم، ونجاة من عذاب الله.
وبالمناسبة: من أنتم؟
¥(11/446)
ـ[أنبياء يلديرم]ــــــــ[06 - 02 - 06, 07:27 م]ـ
اولا أبتدأ ب من أنا
أنا رجل من خارج بلاد العرب أشتغل في الحديث منذ سنوات أعني أنني لست بعرب و لكن مسلم كمثلك
و لكن إن كان مرادك التسخير بي أعني إن كان مرادك من أنا أمام الأئمة؛ هذه مشكلتك ليست بمشكلتي لأنني لا أحقر نفسي أمام الأئمة رضوان الله عليهم كما أنت تفعل لنفسك و أفكر أن هذا الدين حمّل عليّ حملا و انا أحاول أن أحمل هذا الحمل بالسرور و أحاول أن أستخدم عقلي الذي أكرمني الله كما أكرمه العلماء لأن العلماء ليسوا بوحدهم المخاطبون بهذا الين الجليل و أنا مسؤل أمام الله كمثلهم
إن لم يكن التساؤل لا يكون التقدم لذلك أنا أحترم العلماء أكثر منك و لكن لا أستسلم مطلقا لأقوال الآخرين أنا أستسلم لكتاب الله و سنة رسول الله الصحيحة
ـ[أنبياء يلديرم]ــــــــ[06 - 02 - 06, 07:49 م]ـ
الصحيحان لا يفيدني العلم لانهما ليسا ككتاب الله و مصنفا هذين الكتابين انسانين كمثلنا
نحن إن نقبل أخطائنا يجب علينا أن نقبل نفس الشىء للصحيحين و لو فرضيّا لانهما انسان
و الانسان يخطىء
إن كان يفيد العلم الاحاديث الواردة ف الصحيحين لماذا لا يعمل بكل الأحاديث الواردة فيهما المذاهب الأربعة
أنا أعترف و أقبل أن الصحيحين أصح الكتب و لكن لا أقدس كتابا سوى كتاب الله
ألنقد مفتوح امام كل كتاب سوي كتاب الله
أنت تقول نحن مضطرين لقبول ما اتفق عليه الشيخان؛ أخي العزيز نحن كيف سنكون مضطرين برواية اثنين؟ اهذه الأخبار متواترة؟
حينما أقول تلك الكلمات لا تفكر أنني لا أحترم هذين الكتابين أنا أعظّمهما أكثر منك و لكن أنا أقول مصنفاهما انسان كما نحن و هذه الكلمة البسيطة أعني الانسان تحدد معاملتنا بالصحيحين
ـ[أنبياء يلديرم]ــــــــ[06 - 02 - 06, 08:34 م]ـ
أنت تقول
ثمَّ إنَّ اللَّبيبَ ذا العقل الرَّشيد يعلم أنَّ من سبقه من أهل العلم كانت لهم عقول كبيرة وأذهانٌ صحيحة، فإذا كانوا قد قبلوا هذه الأحاديث وهم في زمن الرِّواية، وأعلم منَّا بصحيح الحديث من سقيمه، فكيف لنا أنَّ نجعلَ أنفسنا أعقل منهم، وأصحَّ أذهانًا
و أنا أقول
لماذا تحقر نفسك و تقضي علي الجوهر الموجود فيك و بهذا الاقوال المتكررة نرى أحوال المسلمين
لا يضعون شيأ جديدا أمام الدنيا و نحاول ان نُشبغ أدمغتنا بالكتب القديمة
العلماء السابقون عملوا وظيفتهم رضوان الله عليهم و لكن نحن نتكىء عليهم لا ننتج شيئا جديدا
و نسلك الطريق السهل و نقدسهم و نقلدهم بس
في مجال الكيمياء و الفيزياء لا نقدس أقوال السابقين بهذا الطريق صعد الانسان الي القمر و لكن لماذا لا نفعل نفس الشىء ف مجال علوم الدين
أنا أقول لك شيئا
لو كان الامام مسلم يعيش في هذا العصر هل ليروي حديث الجثاثة
أغير السؤال
لو كنت مكان الامام مسلم هل تضع نفس الحديث في كتابك أو ستفش عن الأماكن المذكورة في الحديث و تسأل نفسك لماذا كل الأماكن من نفس الإقليم
و هل تضع أمامك الخريطة و تبحث عن هذه الجزيرة و هل تستغرب كيف بقوا في البحر المحدود شهرا بدون وصول الي الشاطىء .... الأسئلة كثيرة حول هذا الحديث
إن تبحث عن أجوبة هذه الأسئلة لتقول لنفسك أن الامام مسلم ليس بجغرافي و ليس أخصائى في العلوم المتشابهة لذلك اقتصر بالسند و لو كنت أعيش في زمانه لرويت نفس الحديث
أخوكم في الله
ـ[أشرف الشناوي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 12:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في سؤال للدكتور حسام الدين عفانة.
يقول السائل: ما قولكم فيمن يزعم أن كون الحديث في الصحيحين لا يكفي للحكم بصحته؟
الجواب: كثرت السهام التي توجه للإسلام وللقضايا المسلَّمة عند جماهير علماء الأمة في هذا الزمان وهذه الهجمات ليست جديدة ولا يستبعد أن تكون هنالك أيدٍ خفيةً تحرك مثل هذه الدعوات المغرضة لتشكيك المسلمين عامة وطلبة العلم الشرعي خاصة في قضايا صارت من القطعيات في دين الإسلام كقول بعض من ينسب للعلم الشرعي إن السنة ليست مصدراً للتشريع ويجب الاكتفاء بما في القرآن الكريم، وكقول بعضهم إنه لا يوجد حديث واحد قاله النبي صلى الله عليه وسلم بلفظه بل كل ما ورد إنما هو بالمعنى، وكقول بعضهم إن أصول الفقه بدعة وإنه لا قياس في الشرع ونحو ذلك من الترهات والخزعبلات. وقد تصدى العلماء للرد على هذه القضايا وأمثالها قديماً وحديثاً ولا يتسع
¥(11/447)
المقام لكل ذلك فلعلي أذكر شيئاً يسيراً في إبطال الفرية المذكورة في السؤال فأقول:
اتفق علماء الأمة قديماً وحديثاً على أن صحيح الإمام البخاري وصحيح الإمام مسلم هما أصح كتابين بعد كتاب الله عز وجل وأن الأحاديث المسندة المتصلة المذكورة فيهما أحاديث صحيحة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الإمام النووي: [اتفق العلماء رحمهم الله على أن أصح الكتب بعد القرآن العزيز الصحيحان البخاري ومسلم وتلقتهما الأمة بالقبول. وكتاب البخاري أصحهما وأكثرهما فوائد ومعارف ظاهرة وغامضة. وقد صح أن مسلماً كان ممن يستفيد من البخاري ويعترف بأنه ليس له نظير في علم الحديث] شرح النووي على صحيح مسلم 1/ 24.
وقال الإمام النسائي: [ما في هذه الكتب كلها أجود من كتاب البخاري] المصدر السابق.
وقال ابن الصلاح: [أول من صنف في الصحيح، البخاري أبو عبد الله محمد بن إسماعيل وتلاه أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري ومسلم مع أنه أخذ عن البخاري واستفاد منه فإنه يشارك البخاري في كثير من شيوخه وكتاباهما أصح الكتب بعد كتاب الله العزيز] هدي الساري 1/ 12.
وقال الذهبي: [وأما جامع البخاري الصحيح فأجل كتب الإسلام وأفضلها بعد كتاب الله تعالى] الحطة في ذكر الصحاح الستة ص312.
وقال ولي الله الدهلوي: [أما الصحيحان فقد اتفق المحدثون على أن جميع ما فيهما من المتصل المرفوع صحيح بالقطع وأنهما متواتران إلى مصنفيهما وأن كل من يهون أمرهما فهو مبتدع متبع غير سبيل المؤمنين] حجة الله البالغة 1/ 249.
وقال العلامة أحمد محمد شاكر: [الحق الذي لا مرية فيه عند أهل العلم بالحديث من المحققين وممن اهتدى بهديهم وتبعهم على بصيرة من الأمر: أن أحاديث الصحيحين صحيحة كلها. ليس في واحد منها مطعن أو ضعف. وإنما انتقد الدارقطني وغيره من الحفاظ بعض الأحاديث. على معنى أن ما انتقدوه لم يبلغ في الصحة الدرجة العليا التي التزمها كل واحد منهما في كتابه. وأما صحة الحديث في نفسه فلم يخالف أحد فيها. فلا يهولنك إرجاف المرجفين. وزعم الزاعمين أن في الصحيحين أحاديث غير صحيحة وتتبع الأحاديث التي تكلموا فيها وانقدها على القواعد الدقيقة التي سار عليها أئمة أهل العلم واحكم عن بينة. والله الهادي إلى سواء السبيل] الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث ص35.
وقال محدث العصر الشيخ الألباني: [… كيف والصحيحان هما أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى باتفاق علماء المسلمين من المحدثين وغيرهم فقد امتازا على غيرهما من كتب السنة بتفردهما بجمع أصح الأحاديث الصحيحة وطرح الأحاديث الضعيفة والمتون المنكرة على قواعد متينة وشروط دقيقة وقد وفقوا في ذلك توفيقاً بالغاً لم يوفق إليه من بعدهم ممن نحا نحوهم في جمع الصحيح كابن خزيمة وابن حبان والحاكم وغيرهم حتى صار عرفاً عاماً أن الحديث إذا أخرجه الشيخان أو أحدهما فقد جاوز القنطرة ودخل في طريق الصحة والسلامة. ولا ريب في ذلك وأنه هو الأصل عندنا] مقدمته لشرح العقيدة الطحاوية ص14 - 15.
وبعد أن ذكرت هذه الباقة العطرة من أقوال أهل العلم من المتقدمين والمتأخرين في الثناء على الصحيحين فيجب أن يعلم أن هؤلاء العلماء وغيرهم لم يطلقوا هذه الأحكام على الصحيحين جزافاً وإنما جاءت هذه الأحكام بعد أن درسوا الصحيحين دراسة واعية على بصيرة وهدى. فقد درس آلاف العلماء من الحفاظ وغيرهم أسانيد البخاري ومسلم دراسة مستفيضة فوصلوا إلى ما وصلوا إليه وهو الحق وماذا بعد الحق إلا الضلال. فالأحاديث المرفوعة في الصحيحين أو أحدهما صحيحة بدون أدنى شك. وأما الحديث المتفق عليه فهو ما اتفق البخاري ومسلم على روايته في صحيحيهما والحديث المتفق عليه هو أعلى درجة من درجات الحديث الصحيح.
قال الإمام النووي: [الصحيح أقسام أعلاها ما اتفق عليه البخاري ومسلم ثم ما انفرد به البخاري ثم مسلم ثم على شرطهما ثم على شرط البخاري ثم مسلم ثم صحيح عند غيرهما] تدريب الراوي شرح التقريب 1/ 122 - 123.
وقال الشوكاني: [واعلم أن ما كان من الأحاديث في الصحيحين أو أحدهما جاز الاحتجاج به من دون بحث لأنهما التزما الصحة وتلقت ما فيهما الأمة بالقبول] نيل الأوطار 1/ 22.
وينبغي أن يعلم أن من أهل العلم من انتقد على الصحيحين أو أحدهما أحاديث كالدارقطني وقد فصل الحافظ ابن حجر الكلام على الأحاديث المنتقدة على صحيح البخاري في الفصل الثامن من مقدمته لفتح الباري والمسماة هدي الساري فذكر الأحاديث المنتقدة وأجاب عليها جواباً إجمالياً وجواباً مفصلاً فقال في الأول منهما:
[والجواب عنه على سبيل الإجمال أن نقول لا ريب في تقديم البخاري ثم مسلم على أهل عصرهما ومن بعده من أئمة هذا الفن في معرفة الصحيح والمعلل … فبتقدير توجيه كلام من انتقد عليهما يكون قوله معارضاً لتصحيحهما ولا ريب في تقديمهما في ذلك على غيرهما فيندفع الاعتراض من حيث الجملة] هدي الساري ص506.
ثم ذكر الجواب التفصيلي عن كل حديث انتقد على البخاري.
وخلاصة الأمر أن من طعن في أحاديث البخاري ومسلم فكلامه مردود عليه حيث إن أهل هذا الشأن من الحفاظ وأهل الحديث أجابوا عن ذلك أجوبة قاطعة واضحة. وإن الطعن في البخاري ومسلم ما هو إلا طعن في السنة النبوية ومن يطعن في السنة النبوية يخشى عليه من الزندقة
¥(11/448)
ـ[أنبياء يلديرم]ــــــــ[07 - 02 - 06, 10:20 م]ـ
هذا الأخ بعد استيراد أقوال بعض العلماء يقول
وخلاصة الأمر أن من طعن في أحاديث البخاري ومسلم فكلامه مردود عليه حيث إن أهل هذا الشأن من الحفاظ وأهل الحديث أجابوا عن ذلك أجوبة قاطعة واضحة. وإن الطعن في البخاري ومسلم ما هو إلا طعن في السنة النبوية ومن يطعن في السنة النبوية يخشى عليه من الزندقة
الانسان قليل الفهم يفهم مباشرة المقصد من هذا القول. و هو يتهمني بان اكون من الزندقة.
و يفعل ذلك بطريق التلميح. من مفهوم كلامه انا إن أنقد أحاديث الصحيحين يخشي عليّ من أن أكون من الزنادق.
أولا هذا الاسلوب لا يلائم بمسلم. نحن لن نجد الحققيقة بالشتم. و بقدرتي ان أقول له أمثال هذه الاقوال. و لكن نحن كمسلمين اولا يجب علينا ان نحترم الآخرين حينما لا يفكرون مثلنا.
ثانيا الانسان عنده قليل من العلم يعلم أن من ينقد أحاديث الصحيحين ينقد الروايات لا ينقد الرسول لأنه يشك في صحة حديث. هو يحاول أن يبرأ الرسول عما لا علاقة له به في ظنه. طبعا ممكن أن يخطيء أو يصيب. و مجاز عند الله بحسب نيته. لذلك الفرق كبير أمام من له الإنصاف. و كيف يكون النقد علي الصحيحين طعنا في السنة؟ مع أنني أحترم الصحيحين و أقبلهما أصح الكتب بعد كتاب الله أنقد بعض الاحاديث فيهما؛ إذا هل أنا لا أحترم الصحيحين و اطعن في السنة؟
و أما مسألة الاجماع علي الصحيحين سأجيب عن هذه الإدعاء بعون الله
ـ[أنبياء يلديرم]ــــــــ[07 - 02 - 06, 11:04 م]ـ
هذا الأخ نقل بعض آراء العلماء حول الصحيحين و هذا معلوم عند من له اطّلاع في الحديث و لكن كل هذه تصوّرنا وجه المرآة الواحد و لكن للمرآة وجه آخر. و العلماء كلهم ما إتفقوا علي الصحيحن في كل ما فيهما. و أنا أنقل في التحت بعض آراء العلماء. بدي أسأل هذا الأخ أ هذه العلماء من الزنادقة أو من أي فرقة؟
1=هل المذاهب الأربعة عملوا بكل الأحاديث الواردة فيهما؟ هل المذاهب يعملون مثلا بحديث *جمع الصلوات كلها في يوم لامطر ولا حرب ولا سفر*. الأمثلة كثيرة جدا في هذا المجال.
2=ما معني قول الباجي الآتي
و قد أخرج البخاري أحاديث إعتقد صحتها تركها مسلم لما إعتقد فيها غير ذلك. و أخرج مسلم أحاديث اعتقد صحتها تركها البخاري لما اعتقد فيها غير معتقده. و هو يدل علي أن الأمر طريقه الاجتهاد لمن كان من أهل العلم بهذا الشأن. و قليل ما هم. التعديل و التجريح 1=310
3=إن كان موجودا الاجماع لماذا نقد الدارقطني 218 حديثا في الصحيحين؟ هل هو خرق الإجماع؟
4=يقول النووي حول قول إبن الصلاح في الإجماع:
و خالف المحققون و الأكثرون قالوا: يفيد الظن ما لم يتواتر و هذا الذي ذكره الشيخ (ابن الصلاح) في هذه الموضع خلاف ما قاله المحققون و الأكثرون. فهم قالوا: أحاديث الصحيحين ألتي ليست بمتواترة إنما تفيد الظن. فإنها آحاد. و الآحاد تفيد الظن علي ما تقرر. و لا فرق بين البخاري و مسلم و غيرهما في ذلك (التدريب 1=132) أستمر
ـ[أنبياء يلديرم]ــــــــ[07 - 02 - 06, 11:41 م]ـ
5=يقول ابن الصلاح في المقدمة (ص 25):
*سوي أحرف يسير تكلم عليها بعض أهل النقد من الحفاظ كالدارقطني و غيره*
بهذا القول يقبل وجودية بعض العلماء النقاد و لو كانوا قليلا
6=و يقول إبن الصلاح (ص 25. صيانة ص 86):
*فما أخذ عليهما من ذلك و قدح فيه معتمد من الحفاظ فهو مثتثني مما ذكرناه لعدم الإجماع علي تلقيه بالقبول. و ما ذلك إلا في مواضع قليلة*
و عدد الأحاديث التي يصفها قليلة في البخاري و مسلم فهي عند السخاوي تربو علي 200 حديث (فتح المغيث 1 - 52)
7=يقبل إبن حجر بجود أحاديث لم بتفق عليها العلماء: *إلا أن هذا يختص بما لم ينتقده أحد من الحفاظ مما في الكتابين (شرح النخبة 223)
8=يقول علي القاري:
مع أن كثيرا من الأحاديث فيهما مما يقتضي التناقض فكيف يفيد العلم القطعي (شرح النخب 221)
9=يقول إبن قوتلوبغا من أهم طلاب إبن حجر:
و فيه إشارة إلي أن العلماء لم يتلقوا كل ما في الكتابين بالقبول (شرح النخبة 221)
10=و يذكر ابن الهمام أن التحديد السباعي الذي جاء به ابن الصلاح تحكم لا يعكس الحقيقة و لا ينبغي الأخذ به: *الأصحية ليست إلا لإشتمال رواتهما علي الشروط التي اعتبراها. فاذا فرض وجود تلك الشروط في رواة حديث في غير الكتابين أفلا يكون الحكم بأصحية ما في الكتابين عين التحكم ... ثم حكمهما (البخاري و مسلم) أو أحدهما بأن الراوي المعين مجتمع تلك الشروط ليس مما يقطع فيه بمطابقة الواقع. فيجوز كون الواقع خلافه. و قد أخرج مسلم عن كثير في كتابه ممن لم يسلم من غوائل الجرح و كذا في البخاري جماعة تكلم فيهم فدار الأمر في الرواة علي إجتهاد العلماء فيهم. و كذا في الشروط حتي إن من اعتبر شرطا و ألغاه آخر ... فان وصف الحسن و الصحيح و الضعيف إنما هو بإعتبار السند ظنا. أما في الواقع فيجوز غلط الصحيح و صحة الضعف ... فلِم لا يجوز في الصحيح السند أن يضعّف بالقرينة الدالة علي ضعفه في نفس الأمر؟ و الحسن أن يرتفع إلي الصحة بقرينة أخري؟ (فتح القدير 1=388) أستمر
¥(11/449)
ـ[أنبياء يلديرم]ــــــــ[07 - 02 - 06, 11:49 م]ـ
في يوم آخر =إن تريدوا= سأقدم لكم الأمثلة الكثيرة المشخصة الموجهة اليهما لأن نعلم أنه لا يوجد إجماع علي الصحيحين. و لكن أخاف من فهم السوء. ممكن بعض القراء سيفكرون أنني خارج عن الطريق. كما يعلم الله أنني أحاول أن أثبت شيئا واحدا. والله يعلم السرائر. و بالله التوفيق
ـ[أشرف الشناوي]ــــــــ[08 - 02 - 06, 10:27 ص]ـ
الله الرحمن الرحيم
إنا لله و إنا اليه راجعون
أنا لم أتهم أحد بشىء أبداً , أنا نقلت إجابة سؤال موجه لأحد العلماء ووضعت في بداية المداخلة اسم العالم وما جاء في نهاية المداخلة هو من كلام العالم الدكتور حسام الدين عفانة و ليس كلامي أنا ولا تعليقي وهذا واضح لمن عنده أقل قدر من العلم الشرعي لأن أي عالم بعد أن يستعرض جميع الآراء يقول في نهاية قلت أو لنا أو خلاصة الأمر أو ما إلى ذلك من كلمات توضح أن ما سيأتي من رأي هو رأي العالم نفسه.
الحقيقة أنا أتعجب من شخص يدعي لنفسه حق نقد ما جاء في الصحيحين بعقله أو بمعقوله و هو ليس لدية الحد الأدني من العلم الشرعي و الدليل أنه لم يفهم أن مداخلتي كانت منقوله و أن الكلام كله للدكتور حسام عفانة و ليس لي!!!!!
ـ[أشرف الشناوي]ــــــــ[08 - 02 - 06, 10:42 ص]ـ
و العلماء كلهم ما إتفقوا علي الصحيحن في كل ما فيهما. و أنا أنقل في التحت بعض آراء العلماء. بدي أسأل هذا الأخ أ هذه العلماء من الزنادقة أو من أي فرقة؟
أنا و الله أريد أن أسألك بأي لسان تتحدث؟؟؟؟؟
و أنا أنقل في التحت
هل هذه عبارة عربية؟؟؟
يا أخي أعرف قدر نفسك , كيف لمن لا يستطيع صياغة عبارة عربية أن يُعطي لنفسه حق نقد الصحيحين؟؟؟
ـ[أنبياء يلديرم]ــــــــ[08 - 02 - 06, 12:36 م]ـ
1=ان السطور اللتي كانت فيها التهمة لونهنا كانت مختلفة عما فوقها قبل ترتيبها من جانب الموقع. لذلك القاريء ليفكر كمثلي
و لو لم تكن هذه العبارة منك استيرادك هذا دليل علي قبولك بها. لانك حينما تنقلها بدون تعليق لان تكون جوابا لي لا يحتمل معنا آخر.
2=أنا قلت أنني لست بعربي (و لكن أحب هذا الدين أكثر من كل شيء) و أنت تسخر بعربيتي. و أن يكون بعض الأخطاء في كتابتي هل يمنعني عن التفكر في مشاكلنا. و هل الاسلام دينك بس؟ و لو كنت مكانكم أجبت عن الأدلة التي ذكرتها بدل أن تشتغل بعربيتي. و كما تعلم =أو كما لا تعلم= ان الكتابة أكثر صعبا من القراءة و هذه مشكلة الأعاجم
بدون تحقير و بدون تسخير, أنا أقبل كل الاشياء من إخواني المسلمين. أنا أفكر هيك. إن كنت تفكر أنني مخطيء أرشدني الي الحقيقة و انا أشكرك في النهاية و لكن بهذا الاسلوب التافه نحن لا نصل الي أي محطة
في النهاية أقول: لِتتكلمْ الأدلةُ
ـ[أنبياء يلديرم]ــــــــ[08 - 02 - 06, 12:48 م]ـ
في المساء ساكتب بعض النماذج المشخصة الموجهة اليهما لان نقرر هل يوجد الاجماع أم لا.
ـ[أنبياء يلديرم]ــــــــ[08 - 02 - 06, 04:31 م]ـ
كنت كتبت (و أنا أنقل في التحت)
و هذا الأخ سخر بي و قال:
(هل هذه عبارة عربية؟؟؟ يا أخي أعرف قدر نفسك , كيف لمن لا يستطيع صياغة عبارة عربية أن يُعطي لنفسه حق نقد الصحيحين؟؟؟)
و أنا بحثت إستخدام هذه العبارة و وجدتها.
أنظر مثلا الي هذا الموقع: #####
ستري فيه نفس العبارة في نفس المعني بهذا الشكل:
للدخول في بابل اكسبرس يجب عليك التسجيل. انت تستطيع ادخال اسم المستخدم وكلمة المرور في التحت لتستمر.
و هذه العبارة تصدقني. إذا ما هو الشيء الذي يجب علي الأخ؟ مع أنه عرب و أنا عجمي
ـ[أنبياء يلديرم]ــــــــ[08 - 02 - 06, 04:34 م]ـ
و هذه العبارة تصدقني. إذا ما هو الشيء الذي يجب علي الأخ؟ مع أنه عربي و أنا عجمي
ـ[أشرف الشناوي]ــــــــ[08 - 02 - 06, 07:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يا يلديرم أنا لا أسخر منك لأنك لست عربي فسلمان الفارسي لم يكن عربي و لكنه فاز بأن صار من آل البيت.
يا يلديرم عليك أن تعرف قدر نفسك في الاجتهاد فهذا له رجاله و أنت لست أهل للأجتهاد لأن القرآن و السنة لسانهم عربي و على كل من يريد أن يجتهد فيهم أن يدرس العربية جيدا و هذا ليس حكر على العرب فالبخاري مثلا لم يكن عربي و الألباني لم يكن عربي و لكنهم درسوا وتفوقوا و تعلموا القواعد ثم صاروا أهل للاجتهاد.
¥(11/450)
يا يلديرم أعرف قدر نفسك أنت تنقل كلام لا تعرف معناه أصلاً فكيف لنا أن نناقشك فيه فأنت تقول أن العبارة التى وضعتها عربية و تستشهد بموقع لا نعرف له أصل و كأنك أتيت لنا بالجملة من لسان العرب و هذا و الله أمر محزن للغاية أن يتعرض مثلك للاجتهاد و يعرض نفسه للهلاك
يا يلديرم أتق الله في نفسك و فينا وكف عن هذا العبث و أترك الاجتهاد لأهله
ـ[أنبياء يلديرم]ــــــــ[08 - 02 - 06, 09:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلي الله علي سيدنا محمد و علي آله و صحبه أجمعين.
كما تعلمون أن مسألة الاجماع علي الصحيحين مجال المناقشة بين العلماء. أنا قدمت فيما مضي بعض آراء العلماء التي تنفي الاجماع. و الآن بدي أقدم بعض الأمثلة المشخصة الموجهة اليهما. وبذلك يتبلور أن الاجماع في الحقيقة لا يوجد و ان العلماء رحمة الله عليهم نقدوا روايات الشيخين. و كما يقول وكيع لم يسلم من الخطأ و الغلط أحد من الأئمة مع حفظهم.
1 - كما قلت أولا أن علماء المذاهب الأربعة لم يعملوا بكل ما ورد في هذين الكتابين الجليلين. و من يرد امثلة كثيرة ليفحص كتب الفقه لا سيما كتب الحنفية. و هذا بوحده يبطل ادعاء الاجماع.
2 - يقول الدمياطي: لم يشهد مرارة و هلال بدرا و لا أحدا أيضا. و إن ذكرهما الامام أحمد و البخاري و مسلم و إمام الغرب و الشرق و غيرهم. لأن بعضهم قلّد بعضا فزلّ ... أما إمام الدنيا البخاري ففي جامعه الصحيح أوهام. طبقات الشافعية للسبكي 10/ 115, العيني 8/ 165
3 - يقول الإسماعيلي صاحب المستخرج: رحم الله أبا عبد الله (البخاري) من ذا الذي يسلم من الغلط؟ سبق الي قلبه أن الحلاب طيب. و أي معنى للطيب عند الاغتسال قبل الغسل؟ و إنما الحلاب إناء و هو ما يحلب فيه يسمى حلابا و مِحْلبا. و في تأمل طرق هذا الحديث بيان ذلك حيث جاء فيه: كان يغتسل من حلاب. فتح الباري 1 - 256 وانظر لنفس النقد الي معالم السنن 1/ 69
4 - يقول عبد الله بن أحمد بن حنبل: و قال أبي في مرضه الذي مات فيه: اضرب علي هذا الحديث فإنه خلاف الأحاديث عن النبي (ص) يعني قوله: اسمعوا و أطيعوا واصبروا. المسند 2/ 301. هذا الحديث الذي أراد أحمد الضرب عليه بنفس المتن و الاسناد في الصحيحين. و معني هذا أن أحمد لا يقبل حديث الشيخين هذا.
5 - جاء في رواية شريك بن عبد الله أن أنس بن مالك قال في معرض كلامه عن إسراء النبي (جاء ثلاثة نفر قبل أن يوحي إليه و هو نائم في مسجد الحرام). لقد وجد العلماء أخطاء كثيرة في حديث الشيخين هذا. و يلخصها القاضي عياض بقوله (و قد جاء في رواية شريك في هذا الحديث أوهام أنكرها عليه العلماء. و قد نبّه مسلم علي ذلك بقوله: فقدم و أخر و زاد و نقص. و منها ... النووي 2/ 219 - 210)
و يقول الذهبي في تاريخه (9/ 173): *و ذكره أبو محمد بن حزم فوهّاه و اتهمه بالوضع و هذا جهل من ابن حزم. فإن هذا الشيخ ممن اتفق البخاري و مسلم علي الاحتجاج به نعم غيره أوثق منه و أثبت و هو راوي الحديث المعراج و انفرد بألفاظ غريبة منها: و دنا الجبار فتدلى حتي كان منه قاب قوسين أو أدني*
و يقول نفس الذهبي في النبلاء (6/ 159 - 160): *و في حديث الإسراء من طريقه ألفاظ لم يتابَع عليه و ذلك في صحيح البخاري*
و يقول ابن كثير في تفسيره (3/ 3): *فإن شريكا ... اضطرب في هذا الحديث و ساء حفظه و لم يضبطه*
كما يُري أن ابن حزم لا يقبل هذا الحديث مع أن الذهي و عياض و ابن كثير ينقده.
6 - الدارقطني نقد أحاديث الشيخين كما تعلمون. هو يقول في حديث خيبر: *و قد أخرج هذا الحديث البخاري و مسلم ... و هو وهم ... * هدي الساري 2/ 130 - 131
7 - يقول ابن تيمية في حق حديث التربة الموجود في مسلم: *فإن هذا الحديث قد بين أئمة الحديث كيحي بن معين و عبد الرحمن بن مهدي و البخاري و غيرهم أنه غلط و أنه ليس من كلام النبي (ص) بل صرّح البخاري في تاريخه الكبير أنه من كلام كعب الأخبار ... و القرآن يدل علي غلط هذا و بين أن الخلق في ستة أيام* (الجواب 1/ 392، التوسل 86
8 - قال ابن الجوزي في حق حديث *و كانت (سودة) أسرعنا لحوقا به* المروي في البخاري: هذا الحديث غلط من بعض الرواة و العجب من البخاري كيف لم ينبه عليه ... * فتح الباري 3/ 184 وانظر الي النبلاء 2/ 213 و الي تاريخ الاسلام 3/ 212
و يقول النووي *هذا وهم باطل بالإجماع* النووي 16/ 9
9 - في حديث مسلم يجيء أبو سفيان الي النبي (ص) و يطلب منه ثلاثة أشياء ... ابن حزم يقول بوضع هذه الرواية و يري ابن الجوزي أنها من وهم أحد الرواة و ابن الأثير يعدّ هذا من أوهام مسلم. لمزبد من المعلومات: اسد الغابة 8 - 116، النووي 16/ 63، الصيانة 90، 95، 100، التبصرة 70، المزي 20/ 259، ميزان الاعتدال 3/ 93، النبلاء 7/ 137، زاد المعاد 1/ 109 - 112
10 - ابن حزم و ابو اسحاق الاسترابادي و الجصاص لا يقبلون حديث السحر في الصحيحين حتي يقبله الجصاص من وضع الكفرة و بعض العلماء من وضع اليهود. أنظر لزاما أحكام القرآن 1/ 59 - 60، تفسير الطبري 1/ 460، الكشاف 2/ 103، الرازي 3/ 193 و 32/ 179، القرطبي 2/ 46، الحموي، السحر ص. 106
11 - يحكي العقيلي أن البخاري حينما صنف كتابه قدمه العلماء و هم نقدوا اربعة أحاديث منه و صححوا البواقي. هدي الساري 7.
12 - يقول الطحاوي لحديث مسلم منكرا. شرح معاني الآثار 4/ 145.
13 - يقول الغزالي لحديث الشيخين ليس بصحيح. المصتصفي 2/ 196.
14 - يقول الذهبي لحديث البخاري: *فهذا حديث غريب جدا لولا هيبة الجامع الصحيح لعدّوه من منكرات مخلد.* الميزان 1/ 641.
15 - السبكي ينقد كثيرا من أحاديث البخاري بأن يدعي ان فيها وهم. الطبقات 10/ 115 - 120, 425
16 - ينقد الكرماني حديث الشيخين. 23/ 72 - 73.
17 - يقول العراقي أنه جمع الانتقادات علي الصحيحين في جزء و أجاب عنها. التقييد 29.
18 - كثير من العلماء نقدوا رواية مسلم حول مسافرة الرسول الي الشام. مثلا الذهبي يقول لهذا الحديث منكرا و في مكان آخر باطلا. تاريخ الاسلام مجلد السيرة النبوية ص. 57. الميزان 2 - 581
أظن هذا المقدار القليل يكفي لرد إدعاء الاجماع. عندي توجد أمثلة أخري و لكن أكتفي بهذا المقدار لأنني تعبت.
و أرجو من الله ان يوفقنا الي الحق.
¥(11/451)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 02 - 06, 11:19 م]ـ
هذه الأمثلة التي ذكرتها عما قيل عن بعض أحاديث البخاري تزيده صحة على صحته، ولا يستطيع أحد أن ينقل عن عالم من علماء السنةأنه رد جميع أحاديث البخاري ومسلم أو نفى عنها الصحة، وإنما الكلام في أحرف يسيرة قد تختلف فيها وجهة نظر النقاد، فالإجماع على قبول الصحيحن وصحة أحاديثهما لاتتعارض مع نقد أحرف يسيرة منه، فكون بعض الأحاديث في الصحيحين بنسبة مثلا أقل من 1من الألف لاتمثل شيئا أما آلاف الأحاديث الصحيحة.
ومن يريد نفي الإجماع على صحة أحاديث الصحيحين فإنما يضر نفسه.
وكلام العلماء السابق الذي ذكرته لايدل إلا على اختلاف وجهة نظرهم في أحرف يسيرة جدا مع البخاري، وقد يكون الإمام البخاري رحمه الله هو المصيب في ذلك.
فالأصل في أحاديث الصحيحين الصحة، ومن طعن في شيء منها بغير بينه فهو مطعون في دينه وعقيدته.
قبح الله أعداء السنة وكبتهم ورد كيدهم في نحورهم.
ـ[أنبياء يلديرم]ــــــــ[09 - 02 - 06, 12:12 ص]ـ
إلي القراء الأعزاء
أنتم قرأتم من البداية الي النهاية ما جري بيني و بين هذا الأخ. أنا حاولت ان أثبت شيئا بالأدلة و شوفوا بماذا ردّ عليّ. أين جواب هذه الأدلة.
و هو يكرر نفس الكلمات و يقول أنني لا أفهم ما أنقله و أُثبت له إستخدام الكلمة في اللغة و في التكلم اليومي و هو مع أنه لا يعلم إستخدامه بهذا الشكل يطلب مني دليلا مثلا من الشعراء أو من لسان العرب. أنت إن كنت لا تعرف استخدامها هذه مشكلتك ليست بمشكلتي أنا و يجب عليك أن تعترفه. و من يكتب (في التحت) في Google تجد أمثلة كثيرة.
و إن لم أكن جيدا في الكتابة (مع أنني ترجمت كتبا كثيرا من العربية إلي لغتي) ليس معناه أنني لا أفهم النصوص. من أين إستنبطت أنني لا أفهم؟ و كيف فهمت؟ أنا عشت و تجولت في الممالك العربية و أشتغل في الحديث منذ سنوات. و في وجهة نظركم هلا يكفي هذا لأن أقول شيئا في مجال الحديث. و أدعي أن الجغرافي العجمي يفهم حديث الجثاثة أكثر من العربي لا علاقة له بالجغرافيا. و أن كثيرا من العلماء الأعاجم مع أنهم لا ينطقون العربية بالطلاقة و لا يكتبون جيدا لهم كتب قيمة في مجال علوم الإسلام و لو كان بالإنكليزية او بالتركية او بالفارسية او بالأوردية. و من يعرف أحدَ هذه اللغات يعترف ما أنا أقوله. لأ ن فهم النصوص شيئ و الكتابة بالعربية شيء آخر. لماذا أسرد هذه الكلمات؟ بس لشىء واحد و هو: الإجتهاد ليس له علاقة بالكتابة العربية (لا أدعي أنني مجتهد) و انا لست بمقلد أعمي. أحترم العلماء مع ذلك أُبقي باب الخطأ مفتوحا لهم. هذا الفرق بيني و بين من يقدس العلماء و يُبعد الخطأ منهم.
أخيرا أطلب جواب الأدلة
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 02 - 06, 12:19 ص]ـ
سؤال:
ما معنى الإجماع؟ وبماذا ينتقض؟
ـ[أنبياء يلديرم]ــــــــ[09 - 02 - 06, 12:27 ص]ـ
لن أكتب أي شيء في هذا البحث أبدا في هذه الصفحة. لأن كل من يكتب ينهي رسالته بالشتم كما فعل الكاتب الجديد (قبح الله أعداء السنة وكبتهم ورد كيدهم في نحورهم.) و أنا سأداوم أن أبحث عن مناقش يحاول أن يفهم الآخر و لا يفكر في حقه سيئا و أترك المجال لهؤلاء الإخوان الذين ليس لهم صبر للآخرين
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 02 - 06, 12:29 ص]ـ
و انا لست بمقلد أعمي. أحترم العلماء مع ذلك أُبقي باب الخطأ مفتوحا لهم. هذا الفرق بيني و بين من يقدس العلماء و يُبعد الخطأ منهم.
أخيرا أطلب جواب الأدلة
لو كان العلماء يقدوسون البخاري على رأيك لما انتقدوه في بعض مواضع من صحيحه.
سؤال:
أذكر ما تريده باختصار؟
هل عندك انتقاد على أحاديث في البخاري مثلا لم يسبقك إليها أحد من أهل العلم؟ فإن كان كذلك فاذكرها.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 02 - 06, 12:35 ص]ـ
لن أكتب أي شيء في هذا البحث أبدا في هذه الصفحة. لأن كل من يكتب ينهي رسالته بالشتم كما فعل الكاتب الجديد (قبح الله أعداء السنة وكبتهم ورد كيدهم في نحورهم.) و أنا سأداوم أن أبحث عن مناقش يحاول أن يفهم الآخر و لا يفكر في حقه سيئا و أترك المجال لهؤلاء الإخوان الذين ليس لهم صبر للآخرين
لما عجزت عن الرد وعرفت أنك عاجز بدأت تتهرب بذكاء!
أنا كنت متابعا لكتاباتك من بدايته وصبرت عليك كثيرا كثيرا ...
¥(11/452)
ولم أرد عليك إلا الآن مع أن بعض المشايخ أشار بالرد عليك من البداية ولكن آثرت الصبر حتى نعطيك فرصة لذكر ما عندك!
فتبين أن الذي عندك لايمثل شيئا جديدا ممن سبقك في محاولة التشكيك في الصحيحين بدعوى الاجتهاد وعدم التقليد؟
والعلماء رحمهم الله لما حكموا على أحاديث الصحيحين بالصحة لم يكونوا مقلدين، بل هم مجتهدون في ذلك، وقالوه عن دراسة وفهم لما يقولون.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[09 - 02 - 06, 01:14 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبت المقالة مرتين ولكنها اختفت في الأولى بسبب انطفاء الجهاز
والثانية كتبتها في نقاط مختصرة، ثم تركتها، وسأعيدها باختصار إن شاء الله:
1 - أنا أستاذ مشارك في كلية الإلهيات بجامعة الجمهورية في مدينة سيواس في تركية في علوم الحديث.
ولا أقصد بهذا تزكيته أو الرفع من شأنه أو الحط منه إنما هو بيان لحاله، ليتعرف عليه مناقشه.
2 - الاجماع المنعقد على صحة أحاديث الصحيحين في الجملة، وليس على كل حرف أو رواية وردت في أحدهما، وهذا يعرفه الجميع ولابأس بإعادته لنحصر النقاش بعد ذلك في نقاط محددة.
3 - الطعن الموجه لروايات السنة الصحيحة سواء كانت في الصحيحين أو أحدهما أو في غيرهما من كتب السنة لا يقبل من المعتزلة وأفراخهم من العقلانيين أو من المستشرقين ومن تأثر بهم من المستغربين، وذلك أنهم يتكلمون في غير فنهم، ويعارضون الرِّوايات بعقولهم الفاسدة.
4 - الطعن الموجة للروايات التي في الصحيحين لا بد أن يكون الطاعن ممن يفهم مناهج المحدثين في التصحيح والتضعيف واستعمال القرائن وغير ذلك مما يجهله كثير ممن يدعي أنه من أهل الحديث فما بالك بمن دونهم من أصحاب الدراسات السطحية للروايات.
وهذا المؤهَّلُ لن نقبل كلامه إلا بعد دراسة ما يقول دراسة وافية، وخاصة إن كانت الرِّواية مما اتفقا عليه، ولا بد أن نعرف سبب طعنه وحجَّته، ونحن لا نقدس الأشخاص لذواتهم أو لشهرتهم بل نعطي كل ذي حق حقه وهذا ميزان العدل الذي أمرنا الله به.
5 - إلزام الدكتور يلديرم لمن يقول بحجيَّة ما في الصحيحين بعدم عمل أرباب المذاهب الفقهية بما جاء فيهما ليس لازما، وخاصة الأحناف فهم أشهر أتباع المذاهب في البعد عن الروايات وإعمال عقولهم ورأيهم، ولهم في رد الأحاديث أو رد مدلولها ولوي أعناقها ليطوعوها لمذهبهم أمثلة لا تخفى على مطلع، وقد كان العلماء يحذرون منهم قبل أن يشتهر كتابي البخاري ومسلم، وهذا قد يقع فيه غيرهم من مقلِّدة المذاهب الذين لا يخرجون عما يجدونه في كتب المذهب، أمَّا المحققون منهم فلا تجدهم يفعلون هذا الفعل المشين، فلا يردون رواية اتفق عليها الشيخان أو غيرهما إلا بحجَّة يرونها كافية من وجهة نظرهم لمعارضة ذلك الحديث المخرَّج في كتاب الشيخين أو أحدهما.
6 - طعن الدكتور أنبياء في حديث الجساسة بحجج عقلية كقوله (لو كنت مكان الامام مسلم هل تضع نفس الحديث في كتابك أو ستفش عن الأماكن المذكورة في الحديث و تسأل نفسك لماذا كل الأماكن من نفس الإقليم، و هل تضع أمامك الخريطة و تبحث عن هذه الجزيرة و هل تستغرب كيف بقوا في البحر المحدود شهرا بدون وصول الي الشاطىء .... الأسئلة كثيرة حول هذا الحديث، إن تبحث عن أجوبة هذه الأسئلة لتقول لنفسك أن الامام مسلم ليس بجغرافي و ليس أخصائى في العلوم المتشابهة لذلك اقتصر بالسند و لو كنت أعيش في زمانه لرويت نفس الحديث أخوكم في الله) يدل على أنه ليس من أهل الشأن الذين يناقشون الرِّوايات على منهج أهل الحديث حقيقة، وهذا طعن في أئمة الحديث وأنهم كانوا يروون الأحاديث دون أن يعقلوا معناها، ومن نظر في تعليلات الأئمة وعرف مناهجهم في نقد الرِّوايات والمتون فإنه يعرف مدى العقلية التي يفكر بها من ينتقد أحاديث الصحيحين بمثل هذه الحجج.
7 - إن كان عند الدكتور أنبياء علم وحجج يستطيع أن يناقش بها حول أحاديث الصحيحين _ التي تكلم فيها _ وخاصَّة ما اتفقا عليه فسيجد الإخوة يناقشونه بكلام علمي وحجج علمية على منهج أهل الحديث وليس على منهج نقد متون الرِّوايات ممن لا يعي مناهج الأئمة.
أسأل الله أن أكون وفقت في هذه الكلمات المختصرة.
والله أعلم وأحكم
ـ[أنبياء يلديرم]ــــــــ[09 - 02 - 06, 01:34 ص]ـ
انا لا أهرب من أي شىء و أنت ماذا قلت و انا هربت منه؟ و هل هربت من هذه الأسئلة ألتي نحن نسألها الطلاب في الإمتحانات البسيطة؟ و لكن لا أري أي فائدة في المداومة في المناقشة لأن المخالف يكبر نفسه و يقول صبرت كثيرا كثيرا كأنه في الفوق و الآخرون تحت الأرض و كأننا أولاده و ليس عنده أى تواضع مع أنه يكتب تحت إسمه (غفر الله له) و مقصده ليس التفاهم مع الآخرين.
و ثانيا أنتم مع الإخوة الآخرين دائما تحاولون أن تُريني عدوا للسنة و مخالفا للصحيحين و كانني أحاول أن اشكك الناس في الصحيحين. (أعوذ بالله من هذه التهمة و من هذا الذنب) كما كتبت انني أحترم العلماء و أجلل جهودهم و أقول أن الصحيحين أصح الكتب بعد كتاب الله
و لكن كل ما اريد أن أقوله هو أن الكتب سوي كتاب الله ليست بمعصومة ولا يوجد إجماع علي الصحيحين. و من يجمع الأحاديث التي لا تعمل بها المذاهب في قائمة سيفهم ما أنا أقوله.
أكرر: لا أفر من أي شئ و لكن لا أري الفائدة لي و للقراء في استمرار هذه المناقشة لأن المسألة تجري الي العداوة و انا لا أريد أن أكون واسطة للعداوة بين إخواني و الجو ليس بملائم للمناقشة. لاننا لا نريد أن نجد الحقيقة نريد أن نغلب علي الخصم بس. لذلك لا أريد أن أجيب اسئلتك
و الله يعلم السرائر
¥(11/453)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 02 - 06, 01:37 ص]ـ
بارك الله فيك أخي خالد على هذه الكلمات المسددة.
وسواء كان دكتورا في علم الحديث أو حائكا، فلا يقبل منه الطعن في الصحيحين بحجج واهية.
فصحيح البخاري ومسلم هما شامة في جبين كتب السنة وقد انتهى الكلام عليهما وعرف العلماء الحفاظ الإجلاء قيمتها عن علم وفهم، ولم يبق لناعق أن يرد الأحاديث بالجغرافيا والاكتشافات المعاصرة، فوجود الجساسة في جزيرة نؤمن به تصديقا للنبي صلى الله عليه وسلم لصحة الحديث عنه وثبوته، وأما كون أهل الجغرافيا لم يجدوا هذه الجزيزة فهذا أمر مختلف تماما عن صحة الحديث، فلا يلزم أن تكون الجساسة ظاهرة يراها الناس، فقد يكتشف الناس مكان الجزيرة ولكنهم لايرون الجساسة.
وحتى في سد يأجوج ومأجوج فقد صحت الأحاديث بذلك، مع أنا لانرى مكانهم، ولكنا صدقنا نبينا صلى الله عليه وسلم فيما ذكره عنهم وآمنا بقوله.
وعلى سبيل المثال فلو أن أحد الأطباء المعاصرين مثلا اكتشف أن الحبة السوداء لاشفاء فيها لقلنا له سود الله وجهك! فمحمد صلى الله عليه وسلم لاينطق عن الهوى وقد أخبرنا أنها شفاء.
وكم من أمر أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنه ثم جاء كما قال لأنه لاينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 02 - 06, 02:46 ص]ـ
و ثانيا أنتم مع الإخوة الآخرين دائما تحاولون أن تُريني عدوا للسنة و مخالفا للصحيحين و كانني أحاول أن اشكك الناس في الصحيحين. (أعوذ بالله من هذه التهمة و من هذا الذنب) كما كتبت انني أحترم العلماء و أجلل جهودهم و أقول أن الصحيحين أصح الكتب بعد كتاب الله
و لكن كل ما اريد أن أقوله هو أن الكتب سوي كتاب الله ليست بمعصومة ولا يوجد إجماع علي الصحيحين. و من يجمع الأحاديث التي لا تعمل بها المذاهب في قائمة سيفهم ما أنا أقوله.
ما تريد الإشارة إليه أن كتابي البخاري ومسلم ليسا بمعصومين فلاأظن أن أحدا يخالفك في ذلك، ولكن الخلاف في الخطوة التي بعدها، وهي أن نحاكم أحاديث الصحيحين للمخترعات المعاصرة والجغرافيا!
فنقوم بعرض الأحاديث على الأطباء والجغرافيين وأصحاب التخصصات الأخرى، فما وافقوا عليه قبلناه وما ردوه رددناه.
فهذا خطأ جسيم في نقد أحاديث الصحيحين، وما هكذا تورد الإبل.
فنبينا صلى الله عليه وسلم معصوم، وكلامه مصدره الوحي وهو يقين، وكلام الأطباء والجغرافيين والفلكيين ظني.
ونقولاتك التي ذكرتها في نقد بعض العلماء لبعض مرويات البخاري مصدرها معروف وقد ذكرها غيرك قبل سنوات.
فأفصح عن رأيك بصراحة تامة بدون مقدمات وتمهيدات إن أردت النقاش العلمي الرصين.
والسؤال عن الإجماع وحقيقته وما هي الأشياء التي تنقض الإجماع تفيدنا في مسألتنا فائدة كبيرة.
فنحن نقدر من يبحث في أحاديث الصحيحين على طريقة المحدثين ويظفر بوهم أو خطأ، ولكن يكون كلامه على طريقة المحدثين.
فليس هناك مانع أبدا من دراسة أحاديث الصحيحين وبحثها وتتبع طرقها وألفاظها وغير ذلك.
وحتى لو أن بعض الفقهاء لم يأخذوا ببعض أحاديث الصحيحين فلا يعني ذلك ردهم لها كما يشير إليه كلامك السابق، فقد يرون أنها منسوخة أو خاصة أو غير ذلك من التوجيهات الفقهية الأخرى.
فالفرق فقط هو في طريقة النقد!
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[09 - 02 - 06, 03:46 ص]ـ
ولم يبق لناعق أن يرد الأحاديث بالجغرافيا والاكتشافات المعاصرة،.
بورك فيك,
ومن مخازيهم الكثيرة ((سالفة)) 300 بالميلادي 309 بالهجري, ((قصة اهل الكهف)) وسماها اهل التهريج اكتشافا علميا مذهلاً.
هذا في القرآن الكريم فما بالك بكتب السنة.
يا سبحان الله
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 02 - 06, 05:39 ص]ـ
الأستاذ يلديرم هداه الله إلى الحق
لعل أفضل من أجاب سؤالك هو الأخ خالد بن عمر. وألخص قوله باختصار: النقد يقبل من نقاد الحديث الكبار ممن يعرفون علم الحديث ومنهج الأئمة المتقدمين. أما النقد المذموم الذي لا يقبل قط، فهو النقد المعتزلي القائم على سوء الفهم للمتون. فإذا أشكل فهم حديث على شخص فعليه أن يستفسر عن معناه وعن فقهه، لا أن يطعن في الحديث كله!!
هذا هو الفرق الجوهري بين الأمرين، فافهمه وفقك الله. وإذا كان عندك إشكال في فهم حديث صحيح، فاسأل عنه ونحن نجيبك إن شاء الله تعالى.
ـ[أشرف الشناوي]ــــــــ[09 - 02 - 06, 05:06 م]ـ
ولكن الخلاف في الخطوة التي بعدها، وهي أن نحاكم أحاديث الصحيحين للمخترعات المعاصرة والجغرافيا!
و أيضا الخلاف في أن نحاكم أحاديث الصحيحين للعقل!!!
إذا كانت العقول أساساً مختلفة فعلى عقل من يكون الحكم؟؟؟
هل على عقل القائد العاقل المجنون غاندي (عابد البقر الذي أحب أمه البقرة أكثر من أمه الحقيقية) أم على عقل يلديرم الذي لم نعرف تخصصه إذا صح أنه أستاذ مشارك في جامعة كذا و كذا؟؟؟
فإذا أشكل فهم حديث على شخص فعليه أن يستفسر عن معناه وعن فقهه، لا أن يطعن في الحديث كله!!
إن الخطوة التي يدعو لها يلديرم و أمثالة ما هي إلا خطوة من الخطوات لهدم السنة فإذا نالوا من البخاري و مسلم و أبو هريرة و أبن شهاب الزهري فقد نالوا من السنة كلها و هدموها.
حسبنا الله و نعم الوكيل
¥(11/454)
ـ[أبو علي]ــــــــ[09 - 02 - 06, 08:14 م]ـ
حُذِفَ مقالي ثمَّ أُعيدَ، ولا أدري لمَ؟؟؟!!!
أمَّا أنت يا يلديرم! فالأحسن أن تتمسَّكَ بما عليه أهل السّنّة والجماعة، وإذا أردت أن تنتقد شيئًا من الأحاديث، فعليك بطريقتهم، واترك طريقة الرَّازي وغيره.
وأمَّا الجدال معك بضرب الأمثلة فلا ينفع، لأنَّ الأصول المشركة بينك وبين أهل السّنّة مفقودة، وأوَّل هذه الأصول هي العربيَّة؛ لأنَّها وسيلة فهم الكتاب والسّنّة.
وثانيها أنَّك ترى نفسك بمنزلة أئمَّة الحديث، واترك عنك القول بأنَّك تحترم!!! الصّحيحين أكثر من فلان أو علاَّن.
والسلام
ـ[خالد المغناوي]ــــــــ[17 - 02 - 06, 05:41 م]ـ
السلام عليكم
لا ينال من الصحيحن الا مبتدع محترق فان الصحيحين قد جاوزوا القنطرة
فاقول انني دائما كنت انكر علي من يخوض في الصحيحين تخوفا من هذا فاقول لا تخوض في شيء كان الامة يخشونه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39926
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[17 - 02 - 06, 07:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الأحبة السلام عليكم ورحمة الله وبرك كتب بعد إن شاء الله.
اته: إنه مما يسعدني الدخول معكم في هذا الحوار الماتع وإن كنت لا أخفي حنقي على صاحب المدرسة العقلية الذي بالكاد يعرب عن مداخلاته ليكون ندا في تحطيم أصول أساطين الأمة ممن سلف ليقدم لنا مدرسة المعتزلة العقلية بثوبها القشيب الجديد أعني به أنبياء يلدريم.
وقد تتبعت أول ردوده فأردت التعقيب عليها واحدة واحدة وسأتم القراءة لباقي ما كتب بعد إن شاء الله.
قوله الأول: (هدي الساري لا يروي الغليل في حل مشكلة فهم بعض الاحاديث حتي في اكثرها لذلك نحتاج الي جهود جديدة).
هذا الكلام فيه حق وفي ثناياه الباطل:
أما الحق الذي فيه: أن أيا من أصحاب المصنفات على الصحيحن أو غيرهما يبذل جهده في بيان ما بدا له من معاني النصوص وفهمها لكن أحدا منهم لم يزعم أنه وفّى النص النبوي حقه.
كما أن الذي له دراية في علوم الحديث يعرف يقينا أن فقه الحديث والوقوف على مدلوله لا علاقة له بثبوت الحديث أصلا.
إذ قصور الفهم ناتج عن غقولنا القاصرة والعلة فيها لا بالنصوص الصحية.
وأما المقصد الشانيء للعلماء هو اسقاطهم وعدم اعتبار جهودهم.
ولو سلم لكل متكلم بمثل هذا القول لما سلم لأحد من الخلق رواية ولا مسألة فكم استدك المتأخر على المتقدم في فهم النصوص.
لكن لا أحد يقدر الاستدراك على المتقدم في أصل الرواية لأنه في اقل أحواله سيأخذ الرواية عن طريقهم ويحكم عليها بتقعيدهم ونحن نتحدى أن يكون هناك أصولا يمكن الاعتماد عليها غير التي أصلوها وبنوها.
إذ ما يمكن قوله من بعدهم في غير الترتيب وبناء الحجج لا يخرج عن أوهام يحيى بها صاحبها.
وأما قوله (مع الاسف الشديد الكتب التي كتبت للدفاع عن احاديث البخاري لا تحلون المشكلة بل تنتجون المشاكل الجديدة لان اكثر هذه الكتب الفت بالعصبية).
وقوله أننا نزيد المشاكل فيها فهذا كلام غير صحيح ولو سلمن جدلا بذلك وقد قدمت نفيه فلا يعدو كا يقوله الطلاب وأهل العلم عن رأي رأوه للصحيح واجتهاد بذل لفهمه نصوصه وثبوت روايته.
وأما قوله أن الصحيح نتج عن عصبية: فهذه فرية ما سبقه بها أحد من العالمين فيما أعلم اللهم إلا إن كان الروافض أو ما قاله المستشرقون عن الامام الزهري وحاله في زمن بني أمية وهذا موضوع آخر.
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[17 - 02 - 06, 08:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الاحبة
وأما قول: (الصحيحان لا يفيدني العلم لانهما ليسا ككتاب الله و مصنفا هذين الكتابين انسانين كمثلنا).
إن هذ القول يدل على الخلط الحاصل عند هذا الباحث لو كان كذلك بين علم الاصول أعني اصول الفقه ودلالاته وبين علم الحديث.
وذلك أن ثبوت النص بمقتضى قواعد المحدثين يقتضي صحته ووجوب العمل به.
¥(11/455)
وأما إفادته العلم فهذه جملة مشكلة مبحثها لا على طريقة ورود الحديث بالفرد والعزيز والمشهور والمتواتر كما عند المحدثين بل على خبر الآحاد والمتواتر وحجيتهما عند الاصولين وهذا مبحث لو نتكلم به الآن لخرجنا عن موضوعنا لكني أتحداه على طريقتهم أن يأتني بخبر في العقيدة على هذا التقسيم رده الصحابة في باب العقيدة، واختصر الأمر أن كل أدلة الأصوليين الفقهاء في هذا المبحث فقهية لا عقدية والحمل فيها على الاحكام التكليفية هو الواجب لا على غيرها مما ليس هو في التقسيم في بابها.
كما ولا يخفى أن مسألة العلم عند أصحابها نسبية فما أفاد العلم عند قوم بطل عند غيرهم ومن عرف علم الاصول نال من العلم ما غاب عن غيره.
وإن أراد على الطريقة الأخرى وهي دلالة اللفظ على مقصوده: وهذا بعيد. لكنه مع ذلك لا يدخل كذلك في مبحثنا.
لأن الغرض من علم المصطلح بيان درجة الحديث من خلال نقلته وهم الرواة ومتنه.
على أصل تقسيماتهم
وعليه فإن القول بأن هذه النصوص لا تفيد العلم لو سلم له جدلا وهو من ابطل الباطل عندي لا يجوز لنا أن ننفي عدم الصحة والثبوت.
إذ من المعلوم انضابط الإسناد والمتن بقواعد الرواية جزمنا بصحة الخبر وهذا الحال في الصحيحن عموما.
وأما قوله: (إن كان يفيد العلم الاحاديث الواردة ف الصحيحين لماذا لا يعمل بكل الأحاديث الواردة فيهما المذاهب الأربعة)
وهذا القول من أبعد الاعتراضات وأدناها في الحجج لإثبات عدم صحة ما في الصحيحين بل فيه عدم معرفة الرجل بهذا العلم أصلا.
فمن من الأئمة الأربعة كان بعد الصحيحن أهو أبو حنيفة أم مالك أم الشافعي أم أحمد.
فإن قال أعني من بعد الأئمة الاربعة:
قلت: ظاهر النص لا يدل على ذلك لكن لو سلمنا له خروجا من الجدل أقول من عند من العلماء ثبت عنده رواية الصحيحن ورده لمجرد الرد أو لآنه لا يحتج بما في الصحيحن. أو أنه تأوله على غير مراد صاحب المصنف فعليك أيها الكاتب ببيان الدليل وإلا فهذا تجديف وهرطقة.
أما قوله: (أنت تقول نحن مضطرين لقبول ما اتفق عليه الشيخان؛ أخي العزيز نحن كيف سنكون مضطرين برواية اثنين؟ اهذه الأخبار متواترة؟).
أقول هذا يضاف إلى رصيده في عدم معرفة الحديث وأنه لا يحمل في جعبته إلا شبه أوهى من بين العنكبوت:
أيها الاستاذ لا يكفي المر ء دعوى أنه يحب البخاري ومسلم ويعتقد أنهما أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى بل يجب عليه العلم أن هذه نتيجة جهد الأمة أعني هذا القول.
ومما يدل على عدم جديته من القائل قوله المتقدم.
أقول من قال لك أياها الباحث إن كنت كذلك أن ما في الصحيحن مروي عن اثنين.
إن قصدت ما في الصحيحن من نصوص فهذا باطل.
وإن قصدت أنهما شخصان فهذا باطل أيضا لأنهما فقط من جملة سلسلة الرواة والعمدة في ثبوت الحديث على شروط الحديث الصحيح لا على عدد رواته.
وأما قولك أهذه الأخبار متواترة نضيفه إلى الرصيد العام لك وهو أن هذه الاحاديث منها ماهو متواتر ومنها ما هو ليس بمتوتر.
وإن قصدت البخاري ومسلم. نقول هما من سلسلة الرواة وكتابيهما في عصر التدوين الذي هما في قلبه متوتر عنهما لفظا إلا النزر اليسير منهما.
وأخيرا في هذه العجالة أقول ما الضوابط التي سيحاكم بها الباحث الصحيحن ومن أين له به.
ولي عودة قريبة إن شاء الله ومتبعة لكلامه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[17 - 02 - 06, 09:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الاحبة:
قال الباحث: (و أنا أقول لماذا تحقر نفسك و تقضي علي الجوهر الموجود فيك و بهذا الاقوال المتكررة نرى أحوال المسلمين
لا يضعون شيأ جديدا أمام الدنيا و نحاول ان نُشبغ أدمغتنا بالكتب القديمة).
أقول هذا الكلامي الإنشائي يدل على عدم معرفة القائل ما يقول.
إذ إنه لما لم يقدم المسلمون شيئا في علم الدين لزمهم هدم دينهم لينهضوا بدنياهم.
إن هذا المتكلم لا يفرق بين علم الدنيا اللذي أوجب الله الاجتهاد فيه كما في قوله (سنريهم آياتنا في اآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق).
وبين وجوب الاتباع في الدين إذ كلما قدم الأثر وصح كلما نقى وصفى.
ومن لا يفرق بين الأمرين ضل ضلالا بعيدا.
وقوله (في مجال الكيمياء و الفيزياء لا نقدس أقوال السابقين بهذا الطريق صعد الانسان الي القمر و لكن لماذا لا نفعل نفس الشىء ف مجال علوم الدين).
هذا يدل على أن هذا الرجل من دعاة هدم الاسلام وأنهلا يعرف شيئا عنه ولن أعقب على كلامه هذا لاأنه لا يستق التعقيب لظهور فساده.
ثم قال: (أنا أقول لك شيئا
لو كان الامام مسلم يعيش في هذا العصر هل ليروي حديث الجثاثة _ يعني الجساسة _
أغير السؤال
لو كنت مكان الامام مسلم هل تضع نفس الحديث في كتابك أو ستفش عن الأماكن المذكورة في الحديث و تسأل نفسك لماذا كل الأماكن من نفس الإقليم
و هل تضع أمامك الخريطة و تبحث عن هذه الجزيرة و هل تستغرب كيف بقوا في البحر المحدود شهرا بدون وصول الي الشاطىء .... الأسئلة كثيرة حول هذا الحديث).
وقوله هذا نتيجة قيله السابق: يجب أن تعلم أيها الباحث إن كنت كذلك أن من صفات المؤمنين قوله تعالى: (يؤمنون بالغيب) وهذا منه.
فلو قلنا لك هل تؤمن بمى يسمى بالثقب الأسود: غالب الظن ستقول نعم. فنسألك من أين لك به تقول قال علماء الفلك وقال فلان وعلان وهم بشر وكذا تقول في أي مسالة ستسأل عنها على نفس النمط.
فنقول هنا من أقوى ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أم قول غيره من البشر.
إن أصحاب المدارس العقلية ما زالوا في تكذيب للنصوص حتى فضحهم مرة تلو الأخرى ولم يكن تسليمهم للنص بعد ذلك لثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم بطريق الرواية بل لأن العلم ايده وهذا عند أهل الإيمان من أبطل الباطل.
وأخيرا أقول إن ما سلكه الباحث هذه ليست بطريقة المحدثين في النقد ولا المسلمين اصلا. وإن كنت لا أقول بعدم اسلامك لأني لا أعرفك ونرضى منك ما أظهرت.
وأخيرا اقول لو أنك تعلم في علم الجغرافيا شيء لتكلمنا معك لكنك ما زلت في المارحل الأولى السماعية عن جغرافية الارض وما فيها من مواطن لما تكتشف بعد.
والسلام على أهل الاسلام كلهم ورحمته وبركاته.
¥(11/456)
ـ[خالد المغناوي]ــــــــ[17 - 02 - 06, 09:43 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك علي هذا الرد المفحم
واقول لمن مذهبه الطعن في الصحيحين تقدم واتي بحججك لكي يحرقها اخونا شاكر العاروري ومن مثله
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[21 - 02 - 06, 01:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الأحبة:
قوله: (بدي أسأل هذا الأخ أ هذه العلماء من الزنادقة أو من أي فرقة؟).
هذا الكلام لا يدل على علم منهجي وذلك أن السؤال عند طرحه لا يجوز أن يكون بمثل هذا العموم ليدخل عليه جواب مخصوص.
فمهما كان الجواب من المجيب فلا بد أن يكون جوابه خطأ.
لأنه ما من مسألة إلا وفيها من قال بها ممن انتسب إلى العلم من أصحاب المذاهب وهو ليس كذلك والتعميم في مثل هذا ظلم لمن تكلم من أهل العلم فيها وكان له وجه ورأي وكذا العكس بالعكس.
الثاني: أنه لما قال أن أهل العلم ممن انقاد للمذاهب دل ظاهر كلامه على أنهم أصحاب حجة فيما قالوا ولهم وجه في مذهبهم إذ لا يجوز للعالم ترك الحديث إذا ما صح عنده ولا يعلم هذا عن عالم بل إن من ترك من رواية كان له وجه إما في الإسناد أو في المتن أو فيهما معا وهذا لا يكون إلا للعلماء لا المتعالمين.
1قوله: (=هل المذاهب الأربعة عملوا بكل الأحاديث الواردة فيهما؟). هذا قد أجبت عليه سابقا فلتنظر.
وأما قوله: (هل المذاهب يعملون مثلا بحديث *جمع الصلوات كلها في يوم لامطر ولا حرب ولا سفر*. الأمثلة كثيرة جدا في هذا المجال.).
أقول هذا دليل على أن الكاتب ليس بصاحب منهج لا في التأصيل ولا في علم الرواية.
أما في التأصيل أن يقال هل تركت كل المذاهب الجمع بين الصلوات بناء على حديث الجمع في صحيح مسلم.
والجواب هو لا.
فمنهم من عمل به ومنهم من لم يعمل به.
والثاني: أنه لم يورد الحديث لا بنصه ولا بمعناه وما انتقده بطريقة العلماء بل زاد عليه كزيادة من زادة في حديث السبق الجناح وهذا ليس من فعل أهل العلم ولا طلابه مما يدل على فساد المذهب في التدقيق والتحقيق.
2 وأما قوله: (=ما معني قول الباجي الآتي
و قد أخرج البخاري أحاديث إعتقد صحتها تركها مسلم لما إعتقد فيها غير ذلك. و أخرج مسلم أحاديث اعتقد صحتها تركها البخاري لما اعتقد فيها غير معتقده. و هو يدل علي أن الأمر طريقه الاجتهاد لمن كان من أهل العلم بهذا الشأن. و قليل ما هم. التعديل و التجريح 1=310).
أقول وهذا دليل على زيادة في عدم المعرفة: وذلك من وجهين.
الأول: أن الباجي ليس من أهل الرواية ولا علم الحديث ولا يعرف عنه هذا بل هو أصولي ذا مذهب معروف.
الثاني: أن من عرف منهج البخاري في التصنيف عرف أن كلام الباجي ومن قال به وذهب إليه غلط وهو دليل على أنه لا يعرف شيئا عن منهاج العلماء في تصانيفه خاصة من وجه لهم سهام النقد.
وكذا من عرف منهج مسلم كذلك.
وأنا لم أسرد شيئا من منهجهما لأن هذا من بدهيات العلم عند طالب الحديث ومن افتقده في مثل هذا المنتدى المبارك فليراجعه.
أما قوله: (3=إن كان موجودا الاجماع لماذا نقد الدارقطني 218 حديثا في الصحيحين؟ هل هو خرق الإجماع؟).
أقول: هذا يضاف إلى الرصيد في عدم المعرفة وذلك من وجهين:
الأول: أن ما انتقده الامام الدارقطني على الصحيحين على باب التعليل والتعليل على نوعين إما أن تكون العلة مؤثرة في الرواية وقبولها وإما أن تكون غير مؤثرة.
وإذا ما نظرنا إلى عامة ما انتقده لم يكن فيه رد لما رواه البخاري في الصحيحين بل أكثر النقد للأسانيد التي لكل واحد من العلماء النقاد وجهة في راو من رواتها.
وهذا يعرف بالاستقراء وقد نبه على ذلك كذلك ممن رأيته بعد ما كتبت الدكتور خليل ملا (وفي مقدمة فيض الباري لجامعه الشيخ محمد بدر العالم الميرتتهي: ثم إن الدارقطني تتبع على البخاري في أزيد من مائة موضع ولم يستطع أن يتكلم إلا في الأسانيد بالوصل والارسال غير موضع واحد).
فقد يترجح عند الناقد رأيا خلافا لما يترجح عند غيره وصنيع صاحبا الصحيحين سبر ما قيل وترجيح ما بان لهما صوابه.
قلت: وأما ما كان في المتن عند بعذ من انتقده فهو انتقاد ليس بقادح في الرواية لأنه لا يدخل على التضاد بل على التنوع.
الثاني: إن من يسلك مسالك النقاد فإنه لا بد يرجع إلى وسائلهم في النقد وإلا فهو على سبي غير سبيلهم فلا يحق له الاحتجاج بهم بوجه.
ولا يخفى أن من انتقد من العلماء لم يسلّم له انتقاده ولم يسلم له كل ما انتقد وما سلم له إلا النزر اليسير.
وهذا يوجب على طالب الحق المتبع لمنهج العلماء أن لايكون ناقد هوى ولا مبتدعا في نقد، فما فات السابقون في طلب الحق طالب ورحم الله البخاري لما قال كما روى الفربري: (ما أدخلت في الصحيح حديثا إلا بعد أن استخرت الله تعالى وتيقنت صحته).
وقال الإمام مسلم (ليس كل شيء عندي صحيح وضعته ههنا، وإنما وضعت ههنا اما أجمعوا عليه).
وقال مكي بن عبد الله سمعت مسلم بن الحجاج يقول عرضت كتابي هذا على أبي زرعة الرازي فكل ما أشار أن له علة تركته).
وللحديث بقية إشاء الله
¥(11/457)
ـ[أبو حذيفة العزام]ــــــــ[01 - 06 - 07, 09:05 م]ـ
السلام عليكم
أولا أشكر الأستاذ يلديرم الذي طرح بعض الأمور التي نسمعها فأثرت النقاش
وكما كان الجواب جميل لو كان بعيدا عن الإتهام
واصح بقرأة الكتب التالية التي فيها كثير من الردود على مثل هذه الشبهات منها
كتاب دفاع عن السنة لمحمد محمد أبو شهبة
كتاب الانوار الكاشفة للمعل اليماني
ودفاع عن ابي هريرة
السنة ومكانتها في التشريع للسباعي
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[23 - 07 - 07, 02:54 ص]ـ
جزا الله الجميع خير الجزاء و خصوصا الذين دافعوا عن الصحيحين ...
الأخ يلديرم الكريم .. أنت أجبت عن هذا السؤال حيث كنت سأسألك هل أنت مستشرق (نصراني) فكفيتنا هذا السؤال ..
و ما ذاك إلا أن كلامك عن الصحيحين أراه كأنه هجوم شرس للإطاحة بهما!!!
و سترد مرة أخرى أنا أحبهما أكثر منك، و أبجلهما أكثر منك، و أقدمهما أكثر منك ... إلخ.
و لكن بما أنك أجبت أنك مسلم .. فلا أرى كلامك إلا أنه موافق للمعتزلة و أفراخهم العقلانيون!!
تريد أن تنقد الأحاديث بالعقل و بالعلم وفق كلام الاطباء و الجغرافيون و علماء الفلك!!!
و لو فعل هذا علماء الحديث و المسلمين لما سلم لنا إلا عشرات الأحاديث من عشرات بل مئات الآلاف من الأحاديث ..
و كما قال لك الشيخ عبدالرحمن الفقيه لو كان عندك استشكال في حديث من أحاديث الصحيحين و نقاش و نقد حديثي وفق طريقة أهل الحديث و طلبا للحق فتفضل يا أخي ..
أما أنك تريدنا أن نوافقك هكذا على رد حديث لأنه قد يستشكل من ناحية عقلية أو طبية أو جغرافية أو فلكية،، فلا و ألف لا.
و بيان مختصر في الرد على المنهج العقلي كان هناك الغزالي المعاصر وقع في هذا المنهج و أخذ يهاجم بشدة أهل الحديث و يتهمهم أنهم أغبياء مقلدين لا يعملون عقولهم فقط ينظرون إلى أسانيد الأحاديث ليحكموا عليها بالصحة أو الضعف!!!
فجاء و قال عن حديث الذبابة أن الرسول عليه الصلاة و السلام ليس طبيب و أنه لا يصدق هذا الحديث!!! فخرج في نفس الفترة تقرير طبي من جامعات أوروبا يؤكد هذه المعلومة، فماذا قال؟ قال الآن اصدق لأنه خرج من ذوي اختصاص!!!! نسي أو تناسا هو و أمثاله من العقلانيين أن هؤلاء الاطباااااااااء بشر، نعم بشر يخطأون و يصيبون،،،، أما الرسول عليه الصلاة و السلام فلا يخطأ، لماذا؟ لأنه المعصوم، لأن الذي قال عنه الله تعالى:" و ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى "
فنقول كيف تريد أن تصدق البشر العاديون و أنت تقول و نحن نوافقك أنهم يخطأون و يصيبون!!! و تريد أن تخضع كلام الذي لا يخطئ ليس لأنه غير بشر بل هو سيد البشر و لكنه الذي عصمه الله عن الخطأ و فكان كلامه وحي من رب البشر و العلماء الذين تريد أن تخضع كلام الوحي لنظرياتهم!!
و هناك نقاط أريد أن أبينها:
1 - قلت " الصحيحان لا يفيدني العلم لانهما ليسا ككتاب الله و مصنفا هذين الكتابين انسانين كمثلنا
نحن إن نقبل أخطائنا يجب علينا أن نقبل نفس الشىء للصحيحين و لو فرضيّا لانهما انسان
و الانسان يخطىء"
(1) نحن لم نقل أنهما معصومين لكن الكلام الذي نقلوه هو المعصوم .. فتنبه!!
(2) كيف لا يفيدان العلم و هو كلام الرسول عليه الصلاة و السلام الذي أمرنا الله بطاعته في
كثير من الآيات و أعتقد أنه لا داعي لذكرها فأنت من قارئي القرآن كما تقول ((و اتمنى
أن تكون ممن يقرأونه و يفهمونه))، و أعلم أن أهل البدع يدعون اتباع القرآن و لكن لا
يتبعون السنة الصحيحة إلا ما وافق هواهم،، فاحذر!!!
2 - قلت و كررت " لماذا لا يعمل بكل الأحاديث الواردة فيهما المذاهب الأربعة "
" هل المذاهب الأربعة عملوا بكل الأحاديث الواردة فيهما؟ "
" و من يرد امثلة كثيرة ليفحص كتب الفقه لا سيما كتب الحنفية.
و هذا بوحده يبطل ادعاء الاجماع."
(1) إن كنت تقصد الأئمة الأربعة فالأئمة الاربعة متقدمين عليهما فكيف تريد أن ينقلوا
عنهما؟؟!!!
(2) و إن كنت تقصد أتباع المذاهب، فمن قال أنهم لم ينقلوا عنهما فأقرأ الكتب التي جاءت
بعد عصر الأئمة الأربعة، فلا تجد كتابا إلا و يحيل على أحاديث الصحيحين.
(3) أما سؤالك أن هل ينقلون أحاديثهما كلها!!! فهذا مستحيل فكتابيهما يشمل أكثر من
جانب شرعي ففيهما أحاديث الأحكام و أحاديث العقيدة و أحاديث السيرة و أحاديث
¥(11/458)
التفسير، فحتى يكون سؤالك في محله هل نقل العلماء بكافة تخصصاتهم أحاديث
الصحيحين، فهنا يكون الجواب نعم!! لأن أتباع المذاهب الأربعة كما تسميهم و الأفضل أن
تقول أهل الفقه نقلوا أحاديث الأحكام، و أهل التفسير نقول أحاديث التفسير، و أهل
العقيدة نقلوا أحاديث العقيدة، و أهل السير و التاريخ نقول أحاديث السير و التاريخ ..
و لا ينقل أحدهم حديثا ثم يقول رواه البخاري أو رواه مسلم إلا و تطأطئ الرؤوس احتراما
و تبجيلا لأحاديثهما، فتخرس الألسن و تسد الأفواه ..
(4) و عن موضوع مخالفة الحنفية للبخاري و مسلم فكل من له اطلاع على هذه المسألة
يعلم لماذا الحنفية يخالفونهما لأنهم يألهون المذهب حتى قال قائلهم " كل آية تخالف
مذهبنا فهي إما مأولة أو منسوخه " و العياذ بالله فلماذا لا تستدل أيضا بكلامهم هذا على
القرآن يجب أن يرد بالعقل و الطب حيث و صلوا في نقدهم إلى القرآن بسبب تأليه أقوال
المذهب، فلا يستدل بنقد الحنفية حتى أن قواعد النقد عندهم تخالف قواعد النقد عند
أهل الحديث فأقرأ إن شئت كتابهم " قواعد في علم الحديث للتهانوي " و للفائدة أقرأ الرد
عليه في كتاب " نقض قواعد في علم الحديث للسندي " و بهذا يعلم أن الحنفية لا يعتد
ينقدهم لأحاديث البخاري و مسلم و كل الأحاديث التي صحت عند علماء الحديث .. فتنبه!!
3 - في نقلك عن العلماء يلاحظ تتبع الطعن فقط و غض الطرف عن بيان رفعة المنزلة و مكانة الصحيحين بل و تقطيع الكلام، بل هناك في نقلك ما هو يرد على كلامك و لا يصلح أن تستدل به لأنه رد عليك!! و منها:
* و يقول الذهبي في تاريخه (9/ 173): *و ذكره أبو محمد بن حزم فوهّاه و اتهمه
بالوضع و هذا جهل من ابن حزم
* يقول الذهبي لحديث البخاري: *فهذا حديث غريب جدا لولا هيبة الجامع الصحيح
لعدّوه من منكرات مخلد
* يقول العراقي أنه جمع الانتقادات علي الصحيحين في جزء و أجاب عنها
(1) في القول الأول هذا رد من الذهبي على ابن حزم و الثاني يبين مكانة الصحيح عند
العلماء و الثالث يقول أنه جمع الانتقادات و رد عليها ((رد عليها)) فتنبه!!!
(2) ثم إن أكثر نقولك هي نقد من علماء للفظة أو راوي أو حديث و نحن نقول لك إن الاجماع
على الأغلب الأعم، بالاضافة إلى أن الانتقادات لها من رد عليها، و كذلك تنقل من كتاب
فتح الباري و مقدمته النقد و لا تكمل رد النقد فهذا إجحاف!!!
(3) ثم يجب أن تعلم أنه كما كان نقد الحنفية لتعصبهم لمذهبهم لا يقبل لأنه ليس بنقد
علمي حديثي فكذلك من ينقد أحد أحاديث الصحيحين لأنها تبطل و تخالف عقيدته
كالأشاعرة و المعتزلة و غيرهم ممن يجد حديثا صحيحا في البخاري يخالف عقدته فيضطر
لرده حتى لا تبطل عقيدته كحديث كشف الله تبارك و تعالى لساقه يوم القيامة في البخاري
يرده الأشاعرة لأنه يبطل تأويلهم لأية كشف الساق، و السبكي ((أشعري)) فتنبه!!!
(4) ثم إنك تنقل النقد لمجرد أنك وجدت نقدا للصحيحين و لا تتأكد هل هذا النقد صحيح أم
أنه مردود عليه من قبل علماء آخرين و هذا واضح أنه صيد في الماء العكر و ليس بحثا عن
الحق و الدليل نقل النقد و عدم البحث عن الرد عليه أو على الأقل النظر في رد العلماء
الذين ردوا على هذا النقد فأين التجرد و البحث عن الحق؟!!!
4 - و أخيرا ذكرت أن الإمام مسلم لو كان حيا في زماننا لما روى أحاديث كثيرة من أحاديثه رواها
في صحيحه!!! و هذا مرود عليه لأن الامام مسلم و غيره من أهل الحديث و الله لو كانوا ليس في
ذاك الزمان بل لو كانوا بعد ألف سنة من اليوم لا يتركون حديثا لرسول الله صلى الله عليه و سلم
من أجل قول طبيب أو جغرافي أو فلكي!!!
هذا ما جادت به النفس و ارجو أن تكون ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه و ان تكون
ممن يعظمون أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم الصحيحة وفق منهج أهل الحديث
لا وفق الهوى و العقل (((و للفائدة للرد على تقديم العقل على النقل عليك بقراءة كتاب
شيخ الاسلام ابن تيمية " درء تعارض النقل و العقل " فهو كتاب عظيم رد فيه على هذه
الشبهة)))(11/459)
أريد بحثا عن منهج الشوكاني في نيل الأوطار
ـ[ريان]ــــــــ[04 - 02 - 06, 04:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا حاليا في طور إعداد رسالة ماجستير عن: القواعد الفقهية عند الشوكاني في نيل الأوطار، وأحتاج منكم إلى بحث عن: منهجه في الكتاب.
أرجو من كل من لديه معلومات ألا يبخل علينا بها.
كتب الله لكم الأجر والمثوبة
وجزاكم الله خيرا.
ـ[ريان]ــــــــ[06 - 02 - 06, 01:35 ص]ـ
أنا حصلت على عنوان للبحث وهو (الإمام الشوكاني فقيها ومحدثا من خلال كتابه نيل الأوطار) وهو منشور في مجلة مركز بحوث السنة والسيرة التابع لجامعة قطر، العدد الثاني، الرجاء ممن يستطيع الحصول عليه تزويدي به
وله كل الشكر والثناء الدعاء
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[06 - 02 - 06, 01:53 ص]ـ
لا تنس أن تذكر أن الشوكاني ينقل كثيرا جدا عن الحافظ ابن حجر في فتح الباري بغير أدنى إشارة(11/460)
الدوران في السند ,, أفيدونا أفادكم الله؟
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[05 - 02 - 06, 10:48 م]ـ
- بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليكم:
ما هو الدوران؟
منشأ الاشكال: أنني كنت أسمع شرح الامام ابن عثيمين – رحمه الله – على حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده في سائمة الابل، فنقل الشيخ عن الامام ابن القيم-رحمه الله- كلاماً مفاده: أن القدح في هذا الحديث بسبب رجل في السند، والقدح في الرجل بسبب الحديث هو الدوران، والدوران باطل.
أفيدونا أفادكم الله " ما هو الدوران"؟
وعذراً على عدم تحرير السؤال، والعذر عندكم مأمول.
ـ[حسام الدين الكيلاني]ــــــــ[06 - 02 - 06, 05:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
الدوران ــ يدور على ــ مدار الحديث على فلان ـــ اصطلاح يقصد به أن الحديث في أحد طبقات رواته من حيث السند مداره على فلان أي يرويه فلان واحد في أحد طبقات رجال السند .....
وإليك أمثلة .... :
1 ــــ عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يقوم للوضوء يكفئ الإناء فيسمي الله تعالى ثم يسبغ الوضوء. رواه أبو يعلى وروى البزار بعضه: إذا بدأ بالوضوء سمى ومدار الحديثين على حارثة بن محمد وقد أجمعوا على ضعفه.
2 ــ 2247 - وله عند الطبراني في الأوسط: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في النعلين والخفين
قلت: في الصحيح منه الصلاة في النعلين فقط
ومدار الحديثين على عمر بن نبهان وهو ضعيف وروى أبو يعلى منه الصلاة في الخفين.
3 ــ 7223 - وقال في رواية أخرى: إن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى أبا ذر فتى فقال:
أطعمه مما تأكل واكسه مما تلبس
وكان لأبي ذر ثوب فشقه فاتزر نصفه وأعطى الغلام نصفه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما لي أرى ثوبك هكذا؟ " قال: يا رسول الله قلت: " أطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون ". قال: " نعم ". قلت: أعتقه. قال: " أجرك على الله يا أبا ذر "
ومدار الحديث على أبي غالب وهو ثقة وقد ضعف.
4 ــ 20135 - خالفوا اليهود وصلوا في خفافكم ونعالكم فإنهم لا يصلون في خفافهم ولا في نعالهم
(البزار (أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 54) ومدار الحديث على عمر بن نبهان وهو ضعيف. ص) عن أنس).
5 ــ 37341 - {أيضا} قال: استأذن العباس النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة فكتب إليه: يا عم أقم مكانك الذي أنت به فإن الله قد ختم بك الهجرة كما ختم بي النبوة
(ع طب) وأبو نعيم في فضائل الصحابة (كر) وابن النجار ومدار الحديث على إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت ضعفوه.
6 ــ حديث آخر في منع القراءة للجنب: رواه أصحاب السنن الأربعة (8) من حديث عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن علي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحجبه - أو لا يحجزه - عن القرآن شيء ليس الجنابة انتهى. قال الترمذي: حديث حسن صحيح ورواه ابن حبان في " صحيحه ". والحاكم في " المستدرك " وصححه قال: ولم يحتجا بعبد الله بن سلمة ومدار الحديث عليه انتهى.
7 ــ عن محمد بن الوليد أخبرني سعيد بن أبي سعيد عن القعقاع بن حكيم عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمعناه ولم يذكر لفظه ورواه ابن عدي في " الكامل " عن عبد الله بن زياد بن سمعان القرشي مولى أم سلمة عن سعيد المقبري عن القعقاع بن حكيم عن أبيه عن عائشة قالت: سألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم الرجل يطأ بنعليه في الأذى قال " التراب لهما طهور " انتهى. وضعف عبد الله هذا عن البخاري. ومالك. وأحمد. وابن معين ووافقهم وقال: الضعف على حديثه بين " ورواه ابن الجوزي في " العلل المتناهية " من طريق الدارقطني بسنده إلى ابن سمعان به وقال: قال الدارقطني: مدار الحديث على ابن سمعان وهو ضعيف قال ابن الجوزي: قال مالك: هو كذاب وقال أحمد: متروك الحديث انتهى كلامه.
8 ــ نقل البيهقي في " سننه " عن أبي عبد الله الحاكم أنه قال: عاصم بن كليب لم يخرج حديثه الصحيح وكان يختصر الأخبار فيؤديها بالمعنى وهذه اللفظة ثم لا يعود غير محفوظة في الخبر انتهى. والجواب: أما الأول: فقال الشيخ في " الإمام ": وعدم ثبوت الخبر عند ابن المبارك لا يمنع من النظر فيه وهو يدور على عاصم بن كليب وقد وثقه ابن معين كما قدمناه قال: وقول شيخنا أبي محمد المنذري وقال غيره: لم يسمع عبد الرحمن من علقمة فغير قادح أيضا فإنه عن رجل مجهول.
وغير ذلك من الأمثلة حتى لا أطيل عليك ...
أخيراً:
هذا جهد المقل، فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان ...
ولعل بعض الأخوة يصوب لي أو يزيدنا فائدة هنا إن شاء الله تعالى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
¥(11/461)
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[06 - 02 - 06, 11:44 م]ـ
بارك الله فيكم واسأل الله أن يحفظكم أخي حسام الدين.
فلقد أوجست في نفسي أن استخدام ابن القيم "دوران" أراد به دوران المناطقة،
والحمدلله أنني سألتكم.
وفقكم الله(11/462)
سؤال عن الجوزجاني الحنبلي وإغاثة طالب علم
ـ[الحسني يوسف]ــــــــ[06 - 02 - 06, 01:33 ص]ـ
السلام عليكم أريد من الأخوة المساعدة في معرفة سنة ولادة الإمام أبي إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني وماهي مؤلفاته وماذا طبع منها وجزى الله خيرا كل من أعان أخاه المسلم والسلام عليكم
ـ[العاصمي]ــــــــ[06 - 02 - 06, 01:40 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
حللت أهلا، ونزلت سهلا.
مرحبا بك بين إخوانك في الملتقى ...
من مصنّفات الجوزجانيّ:
1 - أعلام النبوّة، وهو منشور مشهور.
2 - الشجرة في أحوال الرجال، نشر أكثر من مرّة.
3 - المترجم، شرح فيه مسائل الشالنجيّ عن الإمام أحمد، نقل عنه جمع؛ منهم: شيخ الإسلام ابن تيميّة، والحافظ ابن رجب ...
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[06 - 02 - 06, 11:46 م]ـ
بارك الله فيكم أخي العاصمي ..
وما أجملَ تقاطر الفوائد منكم ,,
حفظكم الله
ـ[العاصمي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 12:18 ص]ـ
وفيك بارك الله، أخي الفاضل، وحفظك ربّي حيث توجّهت.
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 08:00 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
حللت أهلا، ونزلت سهلا.
مرحبا بك بين إخوانك في الملتقى ...
من مصنّفات الجوزجانيّ:
1 - أعلام النبوّة، وهو منشور مشهور.
2 - الشجرة في أحوال الرجال، نشر أكثر من مرّة.
3 - المترجم، شرح فيه مسائل الشالنجيّ عن الإمام أحمد، نقل عنه جمع؛ منهم: شيخ الإسلام ابن تيميّة، والحافظ ابن رجب ...
جزيت خيراً أستاذنا الفاضل في هذا الموقع.
س1: هل الكتاب الأخير موجود؟؟
س2: هل هناك دراسة نقدية حول منهج الجوزجاني في كتابه ((أحوال الرجال))؟؟
س3: القصة التي ذكرها في آخر هذا الكتاب حول استغفار الأعمش من وضع الأحاديث في عثمان رضي الله عنه, في شبابه, هل هي صحيحة أم لا؟؟
حفظكم الله ورعاكم
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 08:57 م]ـ
السلام عليكم أريد من الأخوة المساعدة في معرفة سنة ولادة الإمام أبي إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني وماهي مؤلفاته وماذا طبع منها وجزى الله خيرا كل من أعان أخاه المسلم والسلام عليكم
ولادته أرجح أنها بين 170 و 185 للهجرة. تاريخ وفاته 259 هـ ((بعد وفاة شيخه أحمد رحمه الله بنحو 18 سنة فقط فتأمل هذا جيداً)) - شيخه يزيد بن هارون مات سنة 187 هـ
مواضيع ذات صلة بجملتها تصنع ثراء معرفيا حول شخصية ابي اسحاق الجوزجاني:
موضوع لأبي حاتم الشريف هنا: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28596
وهنا موضوع آخر لمحمد الأمين: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2547
وهنا استفسار للرميح: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=15053&highlight=%C7%E1%CC%E6%D2%CC%C7%E4%ED
واستفسار اخر لابي صفوت لم تتم اجابته: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23062&highlight=%C7%E1%CC%E6%D2%CC%C7%E4%ED
واستفسار لابي حاتم الشريف: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28386&highlight=%C7%E1%CC%E6%D2%CC%C7%E4%ED
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[08 - 02 - 06, 12:37 ص]ـ
في كلية العلوم الإسلامية ـ جامعة بغداد، تمت مناقشة رسالة نيل بها شهادة الماجستير، تتعلق بالجوزجاني ومنهجه في كتابه (أحوال الرجال)، وذلك قبل أكثر من خمس سنوات وربما أكثر من ذلك، والله أعلم وأحكم.
ـ[الحسني يوسف]ــــــــ[08 - 02 - 06, 09:20 م]ـ
أشكر الأخوة جميعا لما أبدوه من مساعدة وجزاهم الله خيرا(11/463)
ما معنى (ختم)؟
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[06 - 02 - 06, 06:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني أهل الحديث رعاكم الله
ما معنى ختم السنن؟ وما موضوع الكتب التي في هذا الشأن؟
بارك الله فيكم
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[06 - 02 - 06, 06:57 م]ـ
"
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
انظر هذا الرابط تجد الجواب الكافي بإذن الله:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=67573&highlight=%C7%E1%CE%CA%E3
"
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[06 - 02 - 06, 08:16 م]ـ
بارك الله فيك أخي محمد
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[08 - 02 - 06, 11:26 م]ـ
"
وفيك بارك الله.
"(11/464)
كيف اجمع بين من قال حديث حسن ومن قال عنه ضعيف وكلاهما ثقة
ـ[طالبةالشريعة]ــــــــ[07 - 02 - 06, 01:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني اخواتي الافاضل:
انا ابحث في مسالة (زيارة القبور للنساء) والبحث قد شارف على الانتهاء الا انه اشكل على امر، وهو تضعيف الحديث (لعن الله زائرات القبور) هناك من قال بانه حسن والاكثر قال عنه ضعيف، فكيف اجمع، افيدوني في هذه المسألة، افادكم الله
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 02:49 ص]ـ
أختي العزيزة طالبة الشريعة .. الحديث باللفظ المذكور ضعفه الألباني في ضعيف الجامع رقم: 4691 وتمام المنة ص 297 غير أنه صحيح بلفظ (لعن الله زوارات القبور) كما نص عليه الألباني في الإرواء: 774، وصحيح الجامع 5109، ولذا ذهب بعض أهل العلم إلى أن الممنوع من زيارة النساء للقبور ما كثر منها دون الزيارات القليلة، وذلك مستفاد من صيغة المبالغة (زوارات) وفي ذلك جمع بين هذا الحديث الحاظر والأحاديث الواردة في الإباحة ومنها حديث عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم حين علمها النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما تقول عند زيارة القبور.
وللفائدة يمكنك الرجوع إلى (إعلام الموقعين1/ 31وكذلك 1/ 77لمطالعة بحث نفيس في أن الضعيف في اصطلاح المتقدمين ليس هو الضعيف المصطلح عليه عند المتأخرين.
ـ[طالبةالشريعة]ــــــــ[08 - 02 - 06, 03:38 ص]ـ
اشكرك اخ ابو ابراهيم على هذا الاتحاف الطيب.
الا انني اشكلت في لفظ حديث (زائرات) صححه بن عثيمين وضعفه الالباني، فمن اقدم؟
لانه لو ثبت صحة الحديث لحرم عليها الزيارة مطلقا، سواء مرة او مرات، بخلاف لو كان الحديث ضعيف فان الحكم يختلف
فكيف اجمع؟
كذلك في حديث فاطمة رضي الله عنها انها تزور قبر عمها حمزة كل جمعة) صححه ابن حجر، وضعفه الذهبي وكلاهما يعد من مرتبة واحدة، فكيف اصنع؟
وعذرا على هذه الاسئلة لان تخصصي فقه مقارن ومعرفتي بعلم الرجال قليييل جدا فارجو من سادتكم افادتي حول هذا الموضوع، وارشادي باسماء الكتب التي تتحدث عن علم الرجال مختصر وشكرا.(11/465)
جابر بن زيد ورواياته في كتب الحديث
ـ[أبو عزان]ــــــــ[07 - 02 - 06, 01:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جابر بن زيد ورواياته في كتب الحديث:
أولاً: تعريفه:
هو الإمام الفقيه المحدث أبو الشعثاء جابر بن زيد الأزدي اليحمدي العماني مولداً البصري إقامة (1).
ولد الإمام جابر في عمان ثم رحل إلى البصرة وأقام بها، والإمام جابر ينسب (الجوفي) فقيل إن هذه النسبة بالنظر إلى المنطقة التي ولد فيها وهي (الجوف) وقيل نسبة إلى (درب الجوف) وهي محلة بالبصرة أقام الإمام جابر بن زيد بها، ويمكن الجمع بين القولين بأن يقال أن الإمام جابراً ولد بالجوف وسكن محلة (درب الجوف) مع العمانيين الأزد الذين كانوا موجودين في البصرة بكثرة.
وقد قضى الإمام جابر أغلب حياته بالبصرة وبقي بها إلى أن توفي سنة 93هـ - 712م (2) على القول الراجح وقيل توفي سنة 103هـ وقيل 104هـ (3)، وصلى عليه قطن بن مدرك الكلابي (4).
ثانياً: ثناء العلماء عليه:
كثر الثناء على الإمام جابر بن زيد من معاصرية ومن بعدهم من شيوخه وتلاميذه:
فقال عنه ابن عباس: "لو أن أهل البصرة نزلوا عند قول جابر بن زيد لأوسعهم علماً عما في كتاب الله" (5).
وكان الصحابة مثل جابر بن عبدالله إذا سأله أهل البصرة عن مسألة يقول: "كيف تسألوننا وفيكم أبو الشعثاء" (6).
ولقي ابن عمر جابر بن زيد في الطواف، فقال: "يا جابر، إنك من فقهاء البصرة وإنك تستفتى، فلا تفتين إلا بقرآن ناطق او سنة ماضية، فإن لم تفعل هلكت وأهلكت" (7).
وقال عنه ابن عباس: "جابر بن زيد أعلم الناس بالطلاق" (8).
وروى أبو بكر بن نعامة قال: "كنت عند أنس ابن مالك، وأنس يومئذ مريض، فأتى أنساً مولى له، فأكب عليه فقال له: توفي جابر بن زيد، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون! ثم إنا لله وإنا إليه راجعون! مات أبو الشعثاء؟ قال له مولاه: نعم والله اليوم! فقال أنس: مات أعلم الناس، يرحم الله جابر بن زيد" (9).
وقال قتادة: "اليوم دفن علم الأرض" (10).
وقال عمرو بن دينار: "ما رأيت أحداً أعلم بفتيا من جابر بن زيد" (11).
وسئل أيوب السختياني هل رأيت جابر بن زيد قال: "نعم، كان لبيباً لبيباً لبيباً" (12).
وقال إياس بن معاوية "أدركت أهل البصرة وفقيههم جابر بن زيد من أهل عمان" (13).
وقال ابن سيرين: "كان أبو الشعثاء مسلماً عند الدينار والدرهم" (14).
وقال أبو نعيم: "ومنهم المتخلى بعلمه عن الشبه والظلماء، والمتسلى بذكره في الوعورة والوعثاء، جابر بن زيد أبو الشعثاء، كان للعلم عيناً معيناً، وفي العبادة ركنا مكينا، وكان إلى الحق آيباً، ومن الخلق هارباً" (15).
وقال البدر الشماخي عنه: "بحر العلم وسراج الدين أصل المذهب وأسه الذي قامت عليه آطامه" (16).
ثالثا: شيوخه وتلاميذه:
قال المزي في ترجمته: "روى عن الحكم بن عمرو الغفاري (خ د) (23)، وعبدالله بن الزبير (خت)، وعبدالله بن عباس (رضي الله عنه)، وعبدالله بن عمر بن الخطاب، وعكرمة مولى ابن عباس، ومعاوية بن أبي سفيان (خت).
روى عنه: أمية بن زيد الأزدي (خد)، وأيوب السختياني، وحيان الأعرج، وداود بن أبي القصاف، وسليمان بن السائب، وصالح الدهان، وأبو حفص عبيدالله بن رستم إمام مسجد شعبة، وأبو المنيب عبيدالله بن عبدالله العتكي، وعزرة بن عبدالرحمن الكوفي، وعمرو بن دينار (ع)، وعمرو بن هرم الأزدي (س)، والغطريف أبو هارون العماني، وقتادة بن دعامة (ع)، ومحمد بن عبدالعزيز الجرمي، ومزيد بن هلال، ويقال هلال بن مزيد، والمهلب بن أبي حبيبة، والوليد بن يحيى الأزدي، ويعلى بن حكيم، ويعلى بن مسلم (صد س)، وأبو العنبس الأكبر (د س) " (24).
وكذلك روى جابر في مسند الربيع عن أسامة بن زيد وأنس بن مالك والبراء بن عازب وجابر بن بن عبدالله وزيد بن ثابت وسعد بن أبي وقاص وعروة بن الزبير وعبدالله بن مسعود وابن النعمان وأبي سعيد الخدري وأبي مسعود الأنصاري وأبي هريرة وأسماء بنت أبي بكر وعائشة بنت أبي بكر، كما روى أيضاً عن حذيفة بن اليمان (25).
وروى عنه أيضاً أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة وضمام بن السائب (26) وأبو خليل (27) وسماك ابن حرب (28) وسعيد بن عقار بياع الطنافس (29) وعطاء (30).
رابعا: من أخرج حديثه (31):
¥(11/466)
أخرج حديث الإمام جابر بن زيد البخاري ومسلم في صحيحيهما والترمذي وأبو داود وابن ماجه في سننهم والنسائي في سننه (الصغرى) و (الكبرى) (32) وأحمد في مسنده والدارمي في سننه، والحاكم في (المستدرك على الصحيحين) (33)، والشافعي في مسنده (34)، والبيهقي في (السنن الكبرى) (35)، والطبرائي في معاجمه الثلاثة (36)، والدارقطني في سننه (37)، والطحاوي في (شرح معاني الآثار) (38).
وابن حبان في صحيحه (39)، وابن خزيمة في صحيحه (40)، وأبو داود الطيالسي في مسنده (41) وأبو يعلى في مسنده (42)، وإسحاق بن راهويه في مسنده (43)، وابن الجعد في مسنده (44)، والحميدي في مسنده (45) وابن الجارود في (المنتقى) (46)، وعبد الرزاق في مصنفه (47)
---------------------------------
1 - خليفة (طبقات خليفة) ص210، الذهبي (تذكرة الحفاظ) ج1 ص72، ابن حبان (مشاهير علماء الأمصار) ج1 ص89، المزي (تهذيب الكمال) ج4 ص434.
2 - الذهبي (تذكرة الحفاظ) ج1 ص72، ابن حجر (تهذيب التهذيب) ج2 ص34.
3 - ابن سعد (الطبقات) ج7 ص180، المزي (تهذيب الكمال) ج4 ص436.
4 - خليفة (طبقات خليفة بن خياط) ص210.
5 - أبو نعيم (الحلية) ج2 ص58، الذهبي (التذكرة) ج1 ص72، ابن أبي حاتم (الجرح والتعديل) ج2 ص494، الباجي (التعديل والتجريح) ج1 ص497، العزي (تهذيب الكمال) ج4 ص436، ابن سعد (الطبقات) ج7 ص179.
6 - ابن ابي حاتم (الجرح والتعديل) ج2 ص494، ونعيم (الحلية) ج3 ص85، ابن كثير (البداية والنهاية) ج9 ص100، المزي (تهذيب الكمال) ج4 ص436.
7 - أبو نعيم (الحلية) ج3 ص5، الذهبي (تذكرة الحفاظ) ج1 ص102.
8 - الربيع (الجامع الصحيح).
9 - الخروصي (من جوابات الإمام جابر بن زيد) ص53.
10 - أبو نعيم (الحلية) ج3 ص85، الذهبي (التذكرة) ج1 ص72.
11 - أبو نعيم (الحلية) ج3 ص85، ابن كثير (البداية والنهاية) ج6 ص100.
12 - ابن سعد (الطبقات) ج7 ص180.
13 - أبو نعيم (الحلية) ج3 ص86.
14 - المرجع السابق.
15 - المرجع السابق.
16 - الشماخي (السير) ج1 ص67.
17 - المرجع السابق.
18 - ابن سعد (الطبقات) ج7 ص180، البهيقي (السنن الكبرى) ج6 ص427 ح (12517).
19 - ابن عدي (الكامل) ج4 ص71.
20 - ابن سعد (الطبقات) ج7 ص180.
21 - ابن معين (التاريخ) ج3 ص106.
22 - خليفات (نشأة الحركة الإباضية) ص ص93 - 95، سامي (الإمام جابر بن زيد) ص ص47 - 48.
23 - هذه الرموز التي استخدمها المصنف هنا بينها في ج1 ص149 - 150، ونص عبارته: "فعلامة ما اتفق عليه الجماعة الستة في الكتب الستة (ع) (أي البخاري ومسلم في صحيحهما وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه في سننهم)، وعلامة ما اتفق عليه أصحاب السنن الأربعة (4)، وعلامة ما أخرجه البخاري في الصحيح (خ)، وعلامة ما استشهد به في الصحيح تعليقا (خت)، وعلامة ما أخرجه في كتاب القراءة خلف الإمام (ز)، وعلامة ما أخرجه في كتاب رفع اليدين في الصلاة (ي)، وعلامة ما أخرجه في كتاب الأدب (بخ)، وعلامة ما أخرجه في كتاب أفعال العباد (عخ)، وعلامة ما أخرجه مسلم في الصحيح (م)، وعلامة ما أخرجه في مقدمة كتابه (مق)، وعلامة ما أخرجه أبو داود في كتاب السنن (د)، وعلامة ما أخرجه في كتاب المراسيل (مد)، وعلامة ما أخرجه في كتاب الرد على أهل القدر (قد)، وعلامة ما أخرجه في كتاب الناسخ والمنسوخ (خد)، وعلامة ما أخرجه في كتاب التفرد، وهو ما تفرد به أهل الأمصار من السنن (ف)، وعلامة ما أخرجه في فضائل الأنصار (صد)، وعلامة ما أخرجه في كتاب المسائل التي سأل عنها أبا عبدالله أحمد بن حنبل (ل)، وعلامة ما أخرجه في مسند مالك بن أنس (كد)، وعلامة ما أخرجه الترمذي في الجامع (ت)، وعلامة ما أخرجه في كتاب الشمائل (تم)، وعلامة ما أخرجه النسائي في كتاب السنن (س)، وعلامة ما أخرجه في كتاب عمل يوم وليلة (سي).، وعلامة ما أخرجه في خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب t ( ص)، وعلامة ما أخرجه في مسند علي t ( عس)، وعلامة ما أخرجه في مسند حديث مالك بن أنس (كن)، وعلامة ما أخرجه ابن ماجه القزويني في كتاب السنن (ق)، وعلامة ما أخرجه في كتاب التفسير (فق) ".
24 - المزي (تهذيب الكمال) ج4 ص434.
25 - ابن الجعد (المسند) ص95 ح (549).
26 - الربيع (الجامع الصحيح) ص136 ح (520).
27 - الطحاوي (شرح معاني الآثار) ج1 ص170.
28 - الدارقطني (السنن) ج4 ص290 ح (73).
29 - الطبراني (المعجم الأوسط) ج2 ص370 ح (1643).
¥(11/467)
30 - الطبراني (المعجم الصغير) ج1 ص78 ح (99).
31 - لم نذكر مواضع أحاديث هؤلاء الرواة في الكتب الستة ومسند أحمد لأننا سنذكرها بالتفصيل في الفصل القادم.
32 - أخرج له النسائي في (السنن الكبرى) خمسة وعشرين حديثاً تقريباً ج1 ص116 ح (238)، ج1 ص151 ح (355)، ج1 ص156 ح (376)، ج1 ص157 ح (382، 383)، ج1 ص488 ح (1565)، ج1 ص512 ح (1648)، ج2 ص171 ح (2903)، ج2 ص334 ح (3651، 3652)، ج2 ص336 ح (3659)، ج2 ص375 ح (3820، 3821)، ج3 ص111 ح (4679)، ج3 ص288 ح (5407)، ج3 ص297 ح (5445)، ج3 ص297 ح (5447)، ج4 ص426 ح (7789)، ج5 ص84 ح (8410) ج5 ص200 ح (8661)، ج5 ص214 ح (8700) ج5 ص231 ح (8759)، ج5 ص482 ح (9674)، ج5 ص483 ح (9675)، ج6 ص485 ح (11580).
33 - أخرج له الحاكم حوالى اثني عشر حديثاً، الحاكم (المستدرك) ج2 ص135 ح (2573)، ج2 ص152 ح (2620) ج2 ص300 ح (3080) ج3 ص355 ح (5372)، ج4 ص34 ح (6798)، ج4 ص128 ح (7113)، ج4 ص239 ح (7498)، ج4 ص260 ح (7572)، ج4 ص280 ح (7641)، ج4 ص281 ح (7642)، ج4 ص291 ح (7675)، ج4 ص552 ح (8545).
34 - الشافعي (المسند) ص117.
35 - أخرج له البيهقي في (السنن الكبرى) عشرين حديثاً تقريباً، البيهقي (السنن الكبرى) ج1 ص88 ح (856، 857)، ج1 ص366 ح (1591)، ج1 ص461 ح (2004)، ج2 ص274 ح (3300) ج3 ص165 ح (5328)، ج ص166 ح (5336)، ج3 ص167 ح (5340،5341)، ج5 ص50 ح (8847،8848)، ج5 ص66 ح (8940) ج7 ص58 ح (13143)، ج7 ص125 ح (13501)، ج7 ص210 ح (13979، 13981)، ج7 ص452 ح (15390) ج9 ص68 ح (17820) ج9 ص122 ج (18065).
36 - أخرج له الطبراني في (المعجم الكبير) أربعين حديثاً تقريباً ج1 ص164 ح (396)، ج1 ص166 ح (406)، ج1 ص177 ح (456، 457)، ج3 ص139 ح (2922، 2923)، ج12 ص ص176 - 184 (12805 - 12834)، ج23 ص426 ح (1032، 1033)، ج24 ص17 ح (33)، الطبراني (المعجم الأوسط) ج1 ص507 ح (934)، ج2 ص289 ح (1507)، ج2 ص370 ح (1643)، ج2 ص413 ح (1712) الطبراني (المعجم الصغير) ج1 ص78 ح (99).
37 - الدارقطني (السنن) ج1 ص53 ح (5، 6)، ج2 ص128 ح (54، 56)، ج2 ص230 ج (60 - 61)، ج3 ص263 ح (75)، ج4 ص41 ح (121)، ج4 ص83 ح (51)، ج4 ص270 ح (19)، ج4 ص290 ح (73).
38 - الطحاوي (شرح معاني الآثار) ج1 ص25 ج1 ص ص160 - 161 ج1 ص170 ج1 ص246 ج1 ص390 ج1 ص458 ج2 ص133 ج2 ص269 ج4 ص228.
39 - ابن حبان (الصحيح) ج4 ص473 ح (1597) ح6 ص148 ح (2387)، ج7 ص480 ح (3205)، ج9 ص92 ح (3781، 3782)، ج9 ص96 ح (3785، 3786)، ج9 ص98 ح (3789)، ج9 ص439 ح (4131).
40 - ابن خزيمة (الصحيح) ج1 ص57 ح (108)، ج4 ص199 ح (2681).
41 - الطيالسي (المسند) ص215 ح (1535) ص340 ح (2607) ص340 ح (2610 - 2612).
42 - أبو يعلى (المسند) ج4 ص247 ح (2359)، ج4 ص282 ح (2394، 2395)، ج10 ص255 ح (5862)، ج12 ص509 ح (7080).
43 - ابن راهويه (المسند) ج1 ص76 ح (4)، ج3 ص732 ح (1337).
44 - ابن الجعد (المسند) ص46 ح (174) ص95 ح (549) ص246 ح (1626 - 1629) ص355 ح (2454) ص287 ح (3389).
45 - الحميدي (المسند) ج1 ص148 ح (309) ج1 ص222 ح (469، 470) ج1 ص234 ح (503).
46 - ابن الجارود (المنتقى) ص117 ح (446) ص174 ح (693) ص174 ح (696).
47 - عبد الرزاق (المصنف) ج6 ص25 ح (9893)، ج10 ص350 ح (19330) ج1 ص508 ح (1947)،
ج4
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 02 - 06, 01:45 م]ـ
الإباضية فرقة من فرق الخوارج، نسأل الله أن يهديهم للسنة.
(((وكذلك روى جابر في مسند الربيع عن أسامة بن زيد وأنس بن مالك والبراء بن عازب وجابر بن بن عبدالله وزيد بن ثابت وسعد بن أبي وقاص وعروة بن الزبير وعبدالله بن مسعود وابن النعمان وأبي سعيد الخدري وأبي مسعود الأنصاري وأبي هريرة وأسماء بنت أبي بكر وعائشة بنت أبي بكر، كما روى أيضاً عن حذيفة بن اليمان (25)))).
الكتاب الذي يسمى (الجامع الصحيح) للربيع بن حبيب لايصح، ولايدافع عنه إلا الإباضية.
وجابر بن زيد نسب كذلك إلى رأي الخوارج وإلى الإباضية
حلية الأولياء ج3/ص85
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن عبدالله بن رسته قال ثنا محمد بن عبيد بن حساب قال ثنا حماد بن زيد قال ثنا حجاج بن أبي عيينة عن هند بنت المهلب وذكروا عندها جابر بن زيد فقالوا إنه كان أباضيا
فقالت: كان جابر بن زيد أشد الناس انقطاعا الي والى أمي فما أعلم شيئا كان يقربني الى الله إلا أمرني به ولا شيئا يباعدني عن الله عز وجل إلا نهاني عنه وما دعاني الى الاباضية قط ولا أمرني بها وان كان ليأمرني أن أضع الخمار ووضعت يدها على الجبهة
المعرفة والتاريخ ج2/ص8
حدثنا أبو بكر الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو قال ما علمت من جابر بن زيد رأي الإباضية قط ولا سمعته منه لقد قرأت عليه رسالة الحسن بن محمد فقال ما أحببت شيئا كرهه ولا كرهت شيئا أحبه.
الكامل في ضعفاء الرجال ج4/ص71
أخبرنا الساجي ثنا أحمد بن محمد سمعت يحيى بن معين يقول صالح الدهان قدري وكان يرضى بقول الخوارج وذلك للزومه جابر بن زيد وكان جابر أباضيا وعكرمة صفريا وكان عمرو بن دينار يقول ببعض قول جابر وبعض قول عكرمة وصالح هذا لم يحضرني له حديث فأذكره وليس هو معروفا.
¥(11/468)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 02 - 06, 01:47 م]ـ
يقول الشيخ سعد الحميد حفظه الله
2 - الربيع بن حبيب الفراهيدي شخصية لا وجود لها في التاريخ، ولم تلدها أرحام النساء، وإنما نسجها خيال الإباضية لنصرة باطلهم، فهم يزعمون أنه قاد الحركة الإباضية بالبصرة تعليقاً وتنظيماً، وأنه ثقة مرتضى تتلمذ عليه رجال من الشرق والغرب من العرب والبربر، وأنه توفي سنة 170 هـ.
---------------
مسند الربيع بن حبيب
التعريف بصاحب المسند:-
لم تترجم له كتب الرجال المعروفة وترجمته في كتب الأباضية
أما الربيع بن حبيب الذي ترجم له البخاري في التاريخ الكبير وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وابن شاهين في الثقات والإمام أحمد في العلل والمزي في تهذيب الكمال ج9 ص69
فهو غير صاحب المسند الذي يكنيه الأباضية بأبي عمرو ويسمونه الربيع بن حبيب بن عمرو الفراهيدي البصري مسكنا العماني أصلا ومدفننا ويؤرخون وفاته بسنة 170هـ
وبتتبع شيوخ وتلاميذ كل منهما ندرك أنهما متغايران ولا صلة لأحدهما بالثاني
من شيوخ الربيع
1 - أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي
2 - ضمام بن السائب البصري العماني
-------------------
قال الشيخ مشهور في كتابه المبارك (كتب حذر منها العلماء).2/ 295 - 297):
((طبع هذا المسند باسم {الجامع الصحيح مسند الإمام الربيع بن حبيب بن عمر الأزدي البصري}
في مجلد واحدٍ في أربعة أجزاء، ومؤلفه نِكِرَةٌ مَجهولٌ غيرُ معروف، على الرغم من أنه قد سطر على غلاف هذا الكتاب عنه (أحد أفراد النبغاء من علماء آخر قرن البعثة)!!
ولم أعثرْ له على ترجمة إلاَّ في (الأعلام) للزِّركليِّ (3/ 14)، وهو قد أخذها من مطلع هذا الكتاب! ولذا؛ قال شيخُنا الألبانِيُّ في {صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (ص 188 - ط المعارف):
(( .. رواه ربيعُهم في مسنده المجهول .. ))، وقال أيضا في رده على الأستاذ عز الدين بليق عند قوله: (ص 8) في كتابه (منهاج الصالحين): ((وقد انتقيت أكثر الأحاديث من كتب الحديث الستة، والجامع الصحيح مسند الربيع بن حبيب .. ))، قال شيخنا حفظه الله تعالى: (( .. الربيع هذا ليس إماما من أئمتنا، وإنما هو إمام لبعض الفرق الإسلامية من الخوارج، وهو نكرة لا يعرف هو ولا مسنده عند علمائنا)).
__________________
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 02 - 06, 01:50 م]ـ
طعن شيخ الإباضية المعاصرالقنوبي في بعض الصحابة رضوان الله تعالى عليهم!
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع هداه.
أما بعد:
فهذا رد على من يزعم من الإباضية أن طعن علمائهم في الصحابة إنما وقع من أوائلهم وسلفهم دون العلماء المعاصرين منهم، وذلك بحسب ما ثبت عندهم من الأخبار والتواريخ زعموا، وأن علماءهم من المعاصرين قد أخذوا بجانب الترضي على الصحابة وسلموا من الطعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم!!
وهذه الدعوى على كذبها وزيفها إلا أنها رائجة بين جهال الإباضية نتيجة التقية الإباضية التي رسخها علماء مذهبهم في التستر على قبح معتقدهم في كثير من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم.
إلا أنهم صرحوا بإيجاب قبول هذا المعتقد القبيح على من بلغه من الإباضية وأنه لا يسعه إن علمه من عقيدتهم أن يبرء من شيوخه وعلماءه ولا أن يتولى هؤلاء الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم.
وكما تعلمون أن بوابة الطعن في الصحابة - والستر الذي إذا كشف اجترأ الطاعن على من بعده - هو خال المؤمنين وكاتب وحي رب العالمين وصهر خاتم النبيين وناشر الإسلام في الأراضين وهازم الشرك والملحدين أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما.
فمن استطال عليه بالذم والعاب كان داخلا بوابة الطعن في إخوانه من الصحابة رضوان الله عليهم، يقول عبد الله بن المبارك رحمه الله: "معاوية عندنا محنة، فمن رأيناه ينظر إليه شزراً اتهمناه على القوم " يعني الصحابة.
وقال الربيع بن نافع الحلبي (ت 241هـ) رحمه الله: معاوية ستر لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فإذا كشف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه. البداية والنهاية (8/ 139).
وقد اجترأ على هذا الصحابي الجليل أحد علماء الإباضية المعاصرين ممن يسمونه عندهم بعلامة أصول الفقه والحديث!! وهو المدعو سعيد بن مبروك القنوبي صاحب كتاب " السيف الحاد على من أخذ بحديث الآحاد في الاعتقاد" والذي رد عليه فضيلة الشيخ عبد العزيز بن فيصل الراجحي في كتابه القيم " قدوم كتائب الجهاد لغزو أهل الزندقة والألحاد " فأطار بعقل القنوبي في "طوفانه الهايف"
ـ[أبو عزان]ــــــــ[07 - 02 - 06, 01:56 م]ـ
شكرا جزيلا لك أخي العزيز عبدالرحمن الفقيه
ولكنك بكلامك هذا وبدون أن تقصد تثبت أن التابعي الجليل جابر بن زيد من الاباظية
رويدك أخي العزيز
¥(11/469)
ـ[أبو عزان]ــــــــ[07 - 02 - 06, 02:01 م]ـ
خامسا: روايات الإمام جابر بن زيد في الكتب السبعة:
بلغت طرق الإمام جابر بن زيد في الكتب السبعة (89) طريقا، رواها كل من:
البخاريّ =========== (13) طريقا
ومسلم ============= (8) طرق
والترمذي============ (5) طرق
والنسائي ============= (16) طريقا
وأبو داود =============== (9) طرق
وابن ماجه ============= (7) طرق
وأحمد =============== (31) طريقا
وطرق الإمام جابر هي لـ (18) ثمانية عشر متناً وردت بتلك الطرق جميعاً، وهذه المتون هي:
1 - (مسلم): حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ جَمِيعًا عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو عَنْ أبي الشعثاء عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَخْبَرَتْنِي مَيْمُونَةُ أَنَّهَا كَانَتْ تَغْتَسِلُ هِيَ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ (1).
2 - (أحمد): حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ عَمْرٌو أَخْبَرَنِي جابر بن زيد أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَمَانِيًا جمِيعًا وَسَبْعًا جَمِيعًا، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: يَا أبا الشعثاء! أَظُنُّهُ أَخَّرَ الظُّهْرَ وَعَجَّلَ الْعَصْرَ وَأَخَّرَ الْمَغْرِبَ وَعَجَّلَ الْعِشَاءَ، قَالَ: وَأَنَا أَظُنَّ ذَلِكَ (2).
3 - (البخاري): حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ عَنْ جابر بن زيد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّه عَنْهمَا قَالَ: خَطَبَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِعَرَفَاتٍ فَقَالَ: "مَنْ لَمْ يَجِدِ الإِزَارَ فَلْيَلْبَسِ السَّرَاوِيلَ وَمَنْ لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسِ الْخُفَّيْنِ " (3).
4 - (أحمد): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ جَابِرِ ابْنِ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُرِيدَ عَلَى ابْنَةِ حَمْزَةَ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا، فَقَالَ:"إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي منَ الرَّضَاعَةِ، وَإِنَّهُ يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ " (4).
5 - (مسلم): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ جابر بن زيد أبي الشعثاء عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (5).
6 - (البخاري): حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِاللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ عَمْرٌو قُلْتُ لِجابر بن زيد: يَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ حُمُرِ الأهْلِيَّةِ؟، فَقَالَ: قَدْ كَانَ يَقُولُ ذَاكَ الْحَكَمُ ابْنُ عَمْرٍو الْغِفَارِيُّ عِنْدَنَا بِالْبَصْرَةِ، وَلَكِنْ أَبَى ذَاكَ الْبَحْرُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَقَرَأَ (قُلْ لا أَجِدُ فِيمَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا……). (6).
7 - (الترمذي): حدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ حَمَّادٍ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الأعْلَى عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ جَابِرِ ابْنِ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْبَغَايَا اللاتِي يُنْكِحْنَ أَنْفُسَهُنَّ بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ " (7).
8 - (النسائي): أَخْبَرَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلالٍ حَدَّثَنَا حَبِيبٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ هَرِمٍ عَنْ جابر بن زيد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ أَدْلَجَ رَسُولُ اللَّهِ ِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ عَرَّسَ فَلَمْ يَسْتَيْقِظْ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ أَوْ بَعْضُهَا فَلَمْ يُصَلِّ حَتَّى ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ فَصَلَّى وَهِيَ صَلَاةُ الْوُسْطَى "
¥(11/470)
(8).9 - (أبو داود): حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ قَالَ سَمِعْتُ جابر بن زيد يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَفَعَهُ شُعْبَةُ قَالَ: "يَقْطَعُ الصَّلاةَ الْمَرْأَةُ الْحَائِضُ وَالْكَلْبُ" قَالَ أَبو دَاود: وَقَفَهُ سَعِيدٌ وَهِشَامٌ وَهَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ جابر بن زيد عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ (9).
10 - (النسائي): أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ عَنْ يَعْلَى بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ جابر بن زيد قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ رَسُولَ اللَّه ِصلى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ كَانُوا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ؛ لأَنَّهُمْ هَجَرُوا الْمُشْرِكِينَ، وَكَانَ مِنَ الأَنْصَارِ مُهَاجِرُونَ؛ لأنَّ الْمَدِينَةَ كَانَتْ دَارَ شِرْكٍ فَجَاءُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ "
(10).11 - (النسائي): أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ أبي الشعثاء عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ، أَفَأَحُجُّ عَنْهُ؟ قَالَ: "نَعَمْ! أَرأَيْتَ لَوْ كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ فَقَضَيْتَهُ أَكَانَ يُجْزِئُ عَنْهُ " (11).
12 - (أبو داود): حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ الْعَيْشِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي الْعَنْبَسِ عَنْ أبي الشعثاء عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَعَلَ فِدَاءَ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ يَوْمَ بَدْرٍ أَرْبَعَ مِائَةٍ (12).
13 - (أبو داود): حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ أبي الشعثاء عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّصلى الله عليه وسلم: "كُلُّ قَسْمٍ قُسِمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَهُوَ عَلَى مَا قُسِمَ لَهُ، وَكُلُّ قَسْمٍ أَدْرَكَهُ الإِسْلامُ فَهُوَ عَلَى قَسْمِ الإسْلامِ "
(13).14 - (أبو داود): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشّارٍ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَني أبي عَنْ قَتَادةَ عَنْ جابر بن زيد وَعِكْرِمَةَ أنَّهُمَا كَانَا يَكْرَهَانِ البُسْرَ وَحْدَهُ ويَأْخُذَانِ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: "أخشَى أنْ يَكُونَ المُزَّاءُ الّذِي نُهِيَتْ عَنْهُ عَبْدُ القَيْسِ"، فَقُلْتُ لِقَتَادَةَ: مَا المُزَّاءُ؟، قالَ: النَّبِيذُ في الحَنْتَمِ (14) والمُزَفَّتِ (15) (16).
15 - (أبو داود): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ داودَ بْنِ صَبِيحٍ حَدَّثَنَا الفَضْلُ بْنُ دُكَيْن حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ شَرِيْكٍ المَكِّيَّ عَن عَمرو بِن ديْنار عن أبي الشعثاء عن ابن عَبّاس قالَ: "كَانَ أهْلُ الجاهِليةِ يأْكُلُونَ أشْيَاءَ ويَتْرُكُون أشْيَاءَ تَقَذُّراً فَبَعَثَ اللهُ تَعَالى نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم وَأَنْزَلَ كِتَابَهُ وَأَحَلَّ حَلالَهُ وَحَرَّمَ حَرَامَهُ فَمَا أَحَلَّ فَهُوَ حَلالٌ، وَمَا حَرَّمَ فَهُوَ حَرَامٌ وَمَا سَكَتَ عَنْهُ فَهُوَ عَفْوٌ، وَتَلا {قُلْ لا أجِدُ فِيمَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً}، إلى آخِرِ الآيةِ" (17).
16 - (أبو داود): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: "مَنْ مَلَكَ ذَا رَحِمٍ مَحْرَمٍ فَهُوَ حُرٌّ"، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ جابر بن زيد وَالْحَسَنِ مِثْلَهُ، قَالَ أَبو دَاود: سَعِيدٌ أَحْفَظُ مِنْ حَمَّادٍ (18).
¥(11/471)
17 - (ابن ماجه): حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ جابر بن زيد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ نَسِيَ الصَّلاةَ عَلَيَّ خَطِئَ طَرِيقَ الْجَنَّةِ " (19).
18 - (أحمد): حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ رَجُلٍ عَنْ جابر بن زيد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْعَيْنُ حَقٌّ تَسْتَنْزِلُ الْحَالِقَ"، حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْعَدَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ دُوَيْدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ ثَوْبَانَ عَنْ جابر بن زيد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَهُ (20).
----------------------------------
1 - هذا اللفظ لمسلم في ك (3) الحيض ب (10) ح (322) ج1 ص257
وأطرافه التي وردت من طريق جابر رواها كل من:
أ- البخاريّ ك (5) الغسل ب (3) ح (253) ج1 ص85.
ب- مسلم ك (3) الحيض ب (10) ح (323) ج1 ص257.
جـ- الترمذي ك (1) الطهارة ب (46) ح (62) ج1 ص91.
د- النسائي ك (1) الطهارة ب (146) ح (236) ج1 ص141.
هـ- ابن ماجه ك (1) الطهارة ب (35) ح (377) ج1 ص132.
و- أحمد ج1 ص366، ج6 ص329.
(2 - هذا اللفظ لأحمد ج1 ص221
وله (14) طرفاً أخرى من طريق جابر هي:
أ- البخاري:
- ك (9) مواقيت الصلاة ب (12) ح (543) ج1 ص171.
- ك (9) مواقيت الصلاة ب (19) ح (562) ج1 ص175.
- ك (19) التهجد ب (30) ح (1174) ج1 ص355.
ب- مسلم:
- ك (6) صلاة المسافرين ب (6) ح (705) ج1 ص491.
- ك (6) صلاة المسافرين ب (6) ح (705) ج1 ص491.
جـ- الترمذي ك (2) الصلاة ب (138) ح (187) ج1 ص355.
د- النسائي:
- ك (6) المواقيت ب (44) ح (588) ج1 ص311.
- ك (6) المواقيت ب (44) ح (589) ج1 ص311.
- ك (6) المواقيت ب (47) ح (602) ج1 ص316.
هـ- أبو داود ك الصلاة ح (1214) ج2 ص6
و- أحمد ج1 ص223، ج1 ص273، ج1 ص285، ج1 ص366.
3 - اللفظ للبخاري ك (28) جزاء الصيد ب (16) ح (1843) ح2 ص569
وله (18) طريقاً أخرى من طريق جابر هي:
أ- البخاري:
- ك (25) الحج ب (133) ح (1740) ح2 ص536.
- ك (28) جزاء الصيد ب (15) ح (1841) ج2 ص569.
- ك (77) اللباس ب (14) ح (5804) ج7 ص49.
- ك (77) اللباس ب (37) ح (5853) ح7 ص63.
ب- مسلم ك (15) الحج ب (1) ح (1178) ج2 ص835.
جـ- الترمذي ك (17) الحج ب (19) ح (834) ج3 ص195.
د- النسائي:
- ك (24) المناسك ب (32) ح (2670) ج5 ص142.
- ك (24) المناسك ب (32) ح (2671) ج5 ص142.
- ك (24) المناسك ب (37) ح (2678) ج5 ص145.
- ك (28) الزينة ب (100) ح (5340) ج8 ص594.
هـ- أبو داود ك المناسك ح (1829) ح (1829) ج2 ص173.
و- ابن ماجة ك (25) المناسك ب (20) ح (2931) ج2 ص173.
ز- أحمد ج1 ص215، ج1 ص221، ج1 ص228، ج1 ص279، ج1 ص285، ج1 ص336.
4 - اللفظ للإمام أحمد ج1 ص275
وله (11) طريقاً أخرى هي:
أ- البخاري:
- ك (52) الشهادات ب (7) ح (2645) ج3 ص206.
- ك (67) النكاح ب (21) ح (5100) ج6 ص447.
ب- مسلم ك (17) الرضاع ب (3) ح (1447) ج2 ص1071.
جـ- النسائي:
- ك (26) النكاح ب (50) ح (3305) ج6 ص408.
- ك (26) النكاح ب (50) ح (3306) ج6 ص408.
د- ابن ماجه ك (9) النكاح ب (34) ح (1938) ج1 ص607.
هـ- أحمد ج1 ص223، ج1 ص290، ج1 ص329، ج1 ص339، ج1 ص346.
5 - اللفظ للإمام مسلم ك (16) النكاح ب (5) ح (1410) ج2 ص1031.
وله من طريق جابر (13) طريقاً أخرى هي:
أ- البخاريّ ك (67) النكاح ب (31) ح (5114) ج6 ص452.
ب- مسلم ك (16) النكاح ب (5) ح (1410) ج2 ص1032.
جـ- الترمذي ك (7) الحج ب (24) ح (844) ج3 ص202.
د- النسائي:
- ك (24) المناسك ب (90) ح (2837) ج5 ص210.
- ك (24) المناسك ب (90) ح (2838) ج5 ص210.
هـ- ابن ماجه ك (9) النكاح ب (45) ح (1965) ج1 ص617.
و- أحمد ج1 ص221، ج1 ص228، ج1 ص270، ج1 ص285، ج1 ص324، ج1 ص337، ج1 ص362.
6 - هذا اللفظ للإمام البخاريّ ك (72) الذبائح والصيد ب (28) ح (5529) ج6 ص584
ورواه من طريق جابر بن زيد أيضاً:
أ- أبو داود ك الأطعمة ح (3808) ج3 ص356.
ب- أحمد ج4 ص213.
7 - هذا اللفظ للإمام الترمذي ك (9) النكاح ب (15) ح (1103) ج3 ص411.
ولم يروه عن طريق جابر غيره.
8 - هذا اللفظ للإمام النسائي ك (6) المواقيت ب (55) ح (624) ج1 ص325 ولم يروه من طريق جابر غيره.
9 - هذا اللفظ لأبي داود ك الصلاة ح (703) ج1 ص184.
وله ثلاث طرق أخرى هي:
أ- النسائي ك (9) القبلة ب (7) ح (750) ج2 ص397.
ب- ابن ماجه ك (5) إقامة الصلاة ب (38) ح (949) ج1 ص302.
جـ- أحمد ج1 ص347.
10 - هذا اللفظ الإمام النسائي ك (39) البيعة ب (13) ح (4177) ج7 ص163
ولم يروه من طريق جابر غيره.
11 - هذا اللفظ للإمام النسائي ك (49) آداب القضاة ب (10) ح (5411) ج8 ص621
ولم يروه من طريق جابرغيره.
12 - هذا اللفظ للإمام أبي داود ك الجهاد ح (2691) ج3 ص61
ولم يروه من طريق جابر غيره.
13 - هذا اللفظ للإمام أبي داود ك الفرائض ح (2914) ج3 ص126
ورواه من طريق جابر أيضاً ابن ماجه ك (16) الرهون ب (21) ح (2485) ح2 ص33.
14 - "الحنتم: جِرَارٌ مدهونة خضر كانت تحمل الخمر فيها إلى المدينة ... وإنما نهى عن الانتباذ فيها لأنها تسرع الشدة فيها لأجل دهنها"، ابن الأثير (النهاية) ج1 ص448.
15 - "المُزَفّت من الأوعية هو الإناء الذي طلي بالزفت، وهو نوع من القار ثم انتبذ فيه"، ابن الأثير (النهاية) ج2 ص304.
16 - هذا اللفظ لأبي داود ك الأشربة ح (3709) ج3 ص332
ولم يروه من طريق جابر غيره.
17 - هذا اللفظ لأبي داود ك الأطعمة ح (3800) ج3 ص354
ولم يروه من طريق جابر غيره.
18 - هذا اللفظ لأبي داود ك العتق ح (3952) ج4 ص25
ولم يروه من طريق جابر غيره.
19 - هذا اللفظ لابن ماجه ك (5) إقامة الصلاة ب (25) ح (908) ج1 ص290.
ولم يروه من طريق جابر غيره.
20 - هذا اللفظ للإمام أحمد ج1 ص274 وله طرف آخر عند أحمد أيضاً ج1 ص294
¥(11/472)
ـ[أبو عزان]ــــــــ[07 - 02 - 06, 02:09 م]ـ
بل أكثر من ذلك أخي العزيز
ففضيلة الشيخ المحدث سعد الحميد حفظه الله تحدى جميع الاباظية أن يذكروا كتابا واحدا سواء كان لأهل السنة والجماعة أو الشيعة أو الاباظية أو اليهود أو النصارى ذكر فيه الربيع بن حبيب قبل عام 1000 للهجرة.
كما ذكر حفظه الله تعالى أن الربيع بن خبيب وأبوعبيدة لم تلدهما أرحام النساء وإنما هما شخصيتان وهميتان من إختراع الاباظية وخصوصا في الفترة المتأخرة.
ـ[أبو عزان]ــــــــ[07 - 02 - 06, 03:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي العزيز (عبدالرحمن الفقيه)
ذكرت في ثنايا كلامك ما يلي:
(((وجابر بن زيد نسب كذلك إلى رأي الخوارج وإلى الإباضية)))
وقولك كذلك ما يلي:
الكامل في ضعفاء الرجال ج4/ص71
أخبرنا الساجي ثنا أحمد بن محمد سمعت يحيى بن معين يقول صالح الدهان قدري وكان يرضى بقول الخوارج وذلك للزومه جابر بن زيد وكان جابر أباضيا وعكرمة صفريا وكان عمرو بن دينار يقول ببعض قول جابر وبعض قول عكرمة وصالح هذا لم يحضرني له حديث فأذكره وليس هو معروفا.
فهل بهذا الكلام تقول أن جابر بن زيد رحمه الله تعالى من الخوارج أو الاباظية
لأنني أعلم أن أغلب المؤرخين والكتاب ينفون بشده أن يكون جابر بن زيد اباظيا!!!
وفقك الله لكل خير وسدد خطاك
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 09:33 م]ـ
أبو الشعثاء رحمه الله أكبر من الخوارج جميعاً. ووجوده في العراق يجعل بعض العبارات الباطلة مقبولة. ولاعجب, فمثلاً النصارى قاطبة يظنون يقيناً أن عيسى عليه السلام قتل,
اتهم أحد الصبية الإمام المبجل ايوب بن أبي تميمة بأحد اراء أهل الأهواء, أظن القدرية, فقال: أنا أكبر منهم.
كيف يصبح الكذب حقيقة:
قرأت في ((البانتشانترا)) وهو كتاب من خمسة مجلدات, ألفه أحد قدماء حكماء الهند من أجل تربية ابناء ملك الهند على الخصال النبيلة.
تقول القصة: كان هناك فلاح يسكن أحد الأكواخ التي تحيط به المروج الخضراء, وكانت تجارته في الأغنام, ذهب للسوق ذات يوم وباع بعض الخراف سوى خروفاً واحداً, فعاد الى كوخه الذي يبعد عن السوق 3 كلم,
كان يراقبه ثلاثة من اللصوص الأصدقاء, فقرروا أن يحتالوا لسرقة هذا الخروف الذي يقوده صاحبه.
بعد تفكير اتفقوا ان يتفرقوا على طول الطريق الذي يمر به الراعي, فاختفي كل واحد منهم خلف شجرة.
مر الراعي بالشجرة الأولى, وفجأة قفز أمامه اللص الأول صائحاً قائلاً: ياعم ياعم, الذئب خلفك, كيف تقود ذئباً, وفر اللص بعيداً موهماً الرائع أنه خائف من الذئب. التفت الراعي خلفه ولم يرى سوى خروفه, وتجاهل ماقاله اللص.
سار غير بعيد, فإذا اللص الثاني يخرج له ويقول له يا عم ياعم, كيف تقود ذئباً, التفت الراعي خلفه ولم ير سوى خروفه, فرد عليه وقال إنه ليس بذئب, فرد عليه اللص مرتعداً إنه ذئب, فأعاد الراعي النظر الى خروفه مرة أخرى, ومضى
سار نحواً من كلم, وهو يفكر في شأن اللصين السابقين, وهل خروفه خروف أم ذئب, حتى قفز أمامه فجأة اللص الثالث, فاراً صائحاً من امامه, الذئب, الذئب,
ارتعدت فرائض الراعي, واطلق الرسن من يديه وولى هارباً خائفاً من الذئب,
بالطبع أخذ اللصوص الذئب, قصدي الخروف. ذئب كالذي أكل يوسف
ـ[أبو عزان]ــــــــ[10 - 02 - 06, 06:03 م]ـ
أبو الشعثاء رحمه الله أكبر من الخوارج جميعاً. ووجوده في العراق يجعل بعض العبارات الباطلة مقبولة. ولاعجب, فمثلاً النصارى قاطبة يظنون يقيناً أن عيسى عليه السلام قتل,
اتهم أحد الصبية الإمام المبجل ايوب بن أبي تميمة بأحد اراء أهل الأهواء, أظن القدرية, فقال: أنا أكبر منهم.
كيف يصبح الكذب حقيقة:
قرأت في ((البانتشانترا)) وهو كتاب من خمسة مجلدات, ألفه أحد قدماء حكماء الهند من أجل تربية ابناء ملك الهند على الخصال النبيلة.
تقول القصة: كان هناك فلاح يسكن أحد الأكواخ التي تحيط به المروج الخضراء, وكانت تجارته في الأغنام, ذهب للسوق ذات يوم وباع بعض الخراف سوى خروفاً واحداً, فعاد الى كوخه الذي يبعد عن السوق 3 كلم,
كان يراقبه ثلاثة من اللصوص الأصدقاء, فقرروا أن يحتالوا لسرقة هذا الخروف الذي يقوده صاحبه.
بعد تفكير اتفقوا ان يتفرقوا على طول الطريق الذي يمر به الراعي, فاختفي كل واحد منهم خلف شجرة.
مر الراعي بالشجرة الأولى, وفجأة قفز أمامه اللص الأول صائحاً قائلاً: ياعم ياعم, الذئب خلفك, كيف تقود ذئباً, وفر اللص بعيداً موهماً الرائع أنه خائف من الذئب. التفت الراعي خلفه ولم يرى سوى خروفه, وتجاهل ماقاله اللص.
سار غير بعيد, فإذا اللص الثاني يخرج له ويقول له يا عم ياعم, كيف تقود ذئباً, التفت الراعي خلفه ولم ير سوى خروفه, فرد عليه وقال إنه ليس بذئب, فرد عليه اللص مرتعداً إنه ذئب, فأعاد الراعي النظر الى خروفه مرة أخرى, ومضى
سار نحواً من كلم, وهو يفكر في شأن اللصين السابقين, وهل خروفه خروف أم ذئب, حتى قفز أمامه فجأة اللص الثالث, فاراً صائحاً من امامه, الذئب, الذئب,
ارتعدت فرائض الراعي, واطلق الرسن من يديه وولى هارباً خائفاً من الذئب,
بالطبع أخذ اللصوص الذئب, قصدي الخروف. ذئب كالذي أكل يوسف
الأخ محمد العتيبي
بارك الله فيك وأحسنت على المشاركة
فالتابعي الجليل جابر بن زيد رضي الله عنه كان من أشهر التابعين الذين كانوا في البصرة
رضي الله عنهم جميعا
¥(11/473)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 02 - 06, 03:34 ص]ـ
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
النقولات السابقة من كتب أهل العلم وفيها ما سبق من كلام، ذكرت ذلك لأنك لم تذكره في كلامك عن جابر بن زيد، وهذا ينبغي ذكره ودراسته لمن تصدى لترجمة جابر بن زيد ولاينبغي إغفاله.
فلعلك وفقك الله تدرس هذه المسألة وما ورد فيها وتفيدنا بما توصلت إليه.
أما بالنسبة للمسند الصحيح المنسوب للربيع فأنت ذكرته بدون الإشارة إلى ما فيه من كلام، فكان ينبغي التنبيه على ذلك.
ـ[أبو عزان]ــــــــ[12 - 02 - 06, 06:08 م]ـ
الأخوة الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه دراسة مختصرة وضعها الأستاذ سامي صقر عيد أبو داود (من المملكة الأردنية) لرسائل الإمام جابر بن زيد الأزدي رحمه الله حيث يقول:
رسائل الإمام جابر بن زيد الأزدي - من علماء القرن الهجري الأول / السابع الميلادي - وهي في مجملها رسائل تحمل طابع الفقه.
وقد كان للدكتور عمرو النامي الفضل في العثور عليها سنة 1968م - عندما أراد الشروع في إعداد أطروحته للدكتوراه في جامعة كامبردج - حيث قام بجولة شملت (تونس - جربة، الجزائر - وادي ميزاب، وليبيا - جبل نفوسة) وهذه البلدان هي مواطن انتشار الإباضية المغاربة.
وهناك نسخة من هذه المخطوط في عمان - بالمكتبة الإسلامية التابعة لوزارة التراث القومي - لكنها مطبوعة على الآلة الكاتبة وعليها بعض التعليقات الجانبية.
وهذه النسخة أوقعت الباحثين في حيره من أمرهم حيث اعتبر بعضهم أن المخطوطة الأصلية موجودة في المملكة المتحدة - بريطانيا - دون أن يحددوا اسم المكتبة أو المدينة التي هي فيها.
تابع
ـ[أبو عزان]ــــــــ[12 - 02 - 06, 06:10 م]ـ
الأخوة الأعزاء
هذه دراسة مختصرة وضعها الأستاذ سامي صقر عيد أبو داود (من المملكة الأردنية) لرسائل الإمام جابر بن زيد الأزدي رحمه الله.
رسائل الإمام جابر بن زيد الأزدي - من علماء القرن الهجري الأول / السابع الميلادي - وهي في مجملها رسائل تحمل طابع الفقه.
وقد كان للدكتور عمرو النامي الفضل في العثور عليها سنة 1968م - عندما أراد الشروع في إعداد أطروحته للدكتوراه في جامعة كامبردج - حيث قام بجولة شملت (تونس - جربة، الجزائر - وادي ميزاب، وليبيا - جبل نفوسة) وهذه البلدان هي مواطن انتشار الإباضية المغاربة.
وهناك نسخة من هذه المخطوط في عمان - بالمكتبة الإسلامية التابعة لوزارة التراث القومي - لكنها مطبوعة على الآلة الكاتبة وعليها بعض التعليقات الجانبية.
وهذه النسخة أوقعت الباحثين في حيره من أمرهم حيث اعتبر بعضهم أن المخطوطة الأصلية موجودة في المملكة المتحدة - بريطانيا - دون أن يحددوا اسم المكتبة أو المدينة التي هي فيها.
تابع
ـ[أبو عزان]ــــــــ[12 - 02 - 06, 06:14 م]ـ
تابع ...
أما " الدكتور خليفات " فقد اطلع على نسخة مصورة عن مخطوطة أعارها إياه لمدة ساعات قلائل أحد أصدقائه المغاربة الذي أخبره بأنه حصل على تلك النسخة من جربة - تونس -.
أما " الدكتور عليان " فإنه يشكك بوجود هذه المخطوطة من خلال اعتماده على النسخة المطبوعة حيث يقول عن النسخة المصورة التي اعتمد عليها خليفات: (ومن الطبيعي أنه لا يعول على أية نسخة مصورة لمخطوطة لا تحمل تاريخا ولا رقم تصنيف ولا اسم الدار التي تحفظ بها هذه المخطوطة).
وبسبب هذا التضارب أو التخمين في مكان وجود هذه المخطوطة قمت بالسفر إلى تونس وتحديدا إلى جزيرة جربة حيث تمكنت من الوصول إلى المكتبة البارونية - وهي مكتبة خاصة لآل الباروني الإباضيين - ووجدت فيها مخطوطة رسائل الإمام جابر بن زيد ضمن مجموعة معنونة (بجوابات جابر بن زيد وأجوبة أخرى) وقمت بتصويرها.
والمخطوطة في وضع يرثى له فهي معرضة للتلف والتلاشي بسبب أن المكتبة لا تتوفر فيها وسائل حفظ حديثة للمخطوطات مما يتطلب أن تقوم المؤسسات العلمية بالاعتناء بهذه المخطوطة وحفظها في مكان مناسب أو ترميمها بطريقة علمية حديثة نظرا لما لها من أهمية في مجال الفقه والتنظيم الحركي للإباضية.
تابع
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 02 - 06, 06:27 م]ـ
الوارجلاني مرتب مسند الربيع بن حبيب ((منجم ومشعوذ ساحر))
--------------------------------------------------------------------------------
¥(11/474)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على نبيه وعبده، وآله وصحبه وسلم.
أما بعد:
فإن من علوم السحر والشعوذة ما يسمى بعلم التنجيم،
وهو غير علم الفلك الذي يراد به معرفة الجهات والمسافات والأماكن والآزمنة،
وإنما هو علم آخر قائم على الشعوذة والدجل وادعاء معرفة المغيبات المستقبلية والتنبأ بالأحداث الغيبية.
ولكن لبسوا على الناس أن مرجعهم في ذلك إلى علم منضبط زعموا قائم على النظر في النجوم وما يعرض لها من الأحوال،
فيربطون ذلك بأحداث وأشخاص على وجه التعيين،
رغم أن الأمر الكلي العام لا يتوصل به إلى تعيين فرد دون فرد، أو تخصيص موضع دون موضع.
وقد أبطل شيخ الإسلام ابن تيمية دعواهم تلك من خلال علم الفلك نفسه،
ومن خلال ما قعده أسلافهم من قواعد تعود عليهم بالنقض والإبطال.
وغرضنا هنا هو إظهار حقيقة مرتب مسند الربيع بن حبيب الذي هو: أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم الوارجلاني،
وأنه كان من السحرة المشعوذين، ومن كبار المنجمين.
وأنه لم يكتف بتعلم التنجيم والعمل به،
بل علمه تلاميذه وأورثهم روثه فبئس الورث الموروث.
وقد زعموا أنه أخبر بما سيحدث من خراب ودمار لهم قبل ست وخمسين سنة من حدوث ذلك (كما يقول السالمي الإباضي)
ولكن نذكر أولا الدليل من السنة على أن علم التنجيم القائم على ادعاء معرفة المغيبات ما هو إلا سحر وشعوذة.
فقد قال صلى الله عليه وسلم:
"من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد " [حديث حسن].
فدل هذا الحديث على أن علم التنجيم شعبة من السحر.وأن الزيادة فيه زيادة في السحر،
وقد وصف السالمي الوارجلاني - كما سيأتي - بسعة العلم في النجوم (السحر، بلفظ أصرح).
ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الخوض فيه كما يخوض المنجمون
فقال صلى الله عليه وسلم " إذا ذكر أصحابي فأمسكوا وإذا ذكرت النجوم فأمسكوا وإذا ذكر القدر فأمسكوا " [صحيح الجامع]
بل جعل التنجيم من أشد ما يخافه على أمته صلى الله عليه وسلم فقال:
"إن أخوف ما أخاف على أمتي في آخر زمانها النجوم وتكذيب بالقدر وحيف السلطان " [صحيح الجامع]
فعلم مما سبق أن التنجيم شعبة من السحر والشعوذة.
كما أن ذلك يعني أن مسند الربيع بن حبيب محفوف بالمجاهيل والكذابين والجهمية والسحرة والمشعوذين من كل جانب،
فليهنأ الإباضية بمسندهم المنحول هذا!!
وإذا كانت عدالة الراوي تسقط بكذبة واحدة في حديث الناس،
فكيف بمن يكذب الكذبة الصلعاء التي تتضمن دعوى علم ما يكون في غد،
ويخبر بأحداث لا تقع إلا بعد موته بعشرات السنين اعتمادا على نظره في النجوم؟؟؟!!!
فمن يكذب فيما لا يحيط بعلمه إلا رب العالمين كيف يؤمن على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟
وهل أحوج الله أمته في معرفة سنة نبيها صلى الله عليه وسلم إلى مشعوذ ساحر عراف
لا يروى أصح كتاب بعد القرآن الكريم (مسند الربيع زعموا) إلا عن طريقه؟!!!
ولا يعرف إلا من جهته؟؟!!
=====
والآن مع بعض النصوص الدالة على حقيقة التنجيم عند مرتب مسند الربيع بن حبيب،
وذلك من كتب القوم وبشهادتهم على أنفسهم.
قال الدرجيني في (كتاب طبقات المشائخ بالمغرب: 2/ 491)
في ترجمته لمرتب مسند الربيع بن حبيب: أبي يعقوب يوسف بن إبراهيم السدراتي:
" هو بحر العلم الزاخر ... " إلى أن قال: " ولم يخل من اطلاع على علوم المتقدمين،
بل حصَّل مع ملازمة السنة!!! قطعة من علم الحكماء المنجمين ".
ولا أدري أي سنة هذه التي لازمها أثناء تحصيله علم التنجيم.
ثم قال الدرجيني في (كتاب طبقات المشائخ بالمغرب: 2/ 493):
" وحدثني أبي رحمه الله قال: حدثنا بعض أصحاب أبي سليمان أيوب بن نوح،
قال: سألت أبا سليمان عما حصل من علم النجامة،
قال: رحم الله شيخنا أبا يعقوب عمد إلى العلوم النافعة كعلم القرآن والفقه، وعلم اللسان فحملها ابنه أبا إسحاق.
ووجد عندنا أفهاما قابلة لعلم لا ينفع، يعني علم النجامة، فعلمناها!!!
وقلت له: ما غاية المنجم المحقق: أيعلم يومه متى يكون؟
قال: اعلم أن غاية المنجم العالم: يعرف أسعيد هو أم شقي!!!!!!،
وكان أيوب هذا يقول: يكون أجلي يوم كذا، فكان كما قال ".!!!!
وقد أغنانا محقق الكتاب عن التعليق على هذا الضلال بقوله:
¥(11/475)
" لا يخفى ما في هذا الكلام من مبالغة،
ففي القرآن الكريم (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت، إن الله عليم خبير).
هذا مع قطع النظر عما قيل في مثل هذه المعلومات إن صح أن تسمى معلومات من التنجيم وغيره "
وقال الدرجيني أيضا في (كتاب طبقات المشائخ بالمغرب: 2/ 493 - 494):
" وحدثنا بعض أهل وارجلان أن أول داع وصل إلي وارجلان من دعاة الدعوة المهدية العيتروسي، وصلها في خيل،
فلما قدم إليهم دعاهم إلى إجابة الدعوة، فتشاوروا فيما يأتون وما يذرون [المطبوع: وما يدرون]،
فأجمع رأي أكثرهم على قتله وأصحابه، حتى لا يظهر لهم ذكر،
فقال علماؤهم: ما ضرنا أن نصل إلى الفقيه أبي يعقوب نعلمه بما وقع في نفوسنا، ونأخذ ما عنده، فجاؤوه بجمعهم،
فقالوا له: إن هذه خيل تدعو إلى سلطان قد ظهر، وقد أجمعنا على أن نقتلهم قبل أن يعرفوا بلدنا
، فإنا نخاف أن يخربوا بلادنا إن عرفوها.
فقال لهم: هؤلاء لا يخربون بلدكم!!
بل تنالون في أيامهم عزا وإقبالا!!!
وتلقون منهم في بلادهم خير لقاء وإكراما وإحسانا، أكثر مما تلقونه في بلادكم!!
فأجيبوا دعوتهم تفلحوا!!!
فليسوا بالذين يخربون بلدكم.
وأما الذي يخرب بلدكم فيخرج من سلجماسة!!!!
ويموت في البحر!!!
وإن خرج من البحر فإنه يموت في سلجماسة!!!
وهو المتلثم!!!
فإذا ظهر فلا بد أن يرد بلادكم قاعا صفصفا!!!
سمعت هذا الخبر سنة عشرين وستمائة،
فلما كانت سنة ست وعشرين أو سبع وعشرين دخلها يحيى بن إسحاق الميروقي المتلثم،
فهدم كل ما دار عليه سورها إلى المسجد، وعاد إلى وارجلان كأن لم تغن بالأمس.
وبلغنا أن أبا يعقوب كان في عصر شبيبته يقرأ بقرطبة ففيها أتقن هذا الفن."
وقال عبد الله بن حميد السالمي في مقدمة شرحه لمسند الربيع بن حبيب عند ترجمته لمرتب الكتاب (1/ 3):
" أما المرتب:
فهو الشيخ الفاضل أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم السدراتي الوارجلاني
من أهل وارجلان، واد بأرض المغرب فيه عمارة ينزلها أصحابنا،
خربها يحيى بن إسحاق الميروقي عام ستة وعشرين وستمائة،
وذلك بعد موت المرتب بست وخمسين سنة، وكان قد أخبرهم بخرابها على يد المذكور،
فكان ذلك من سعة علمه بالنجوم رحمة الله عليه!!!!.
وكان في شبابه ارتحل إلى الأندلس وسكن قرطبة وفيها حصل علوم اللسان والحديث والتنجيم وغيرها .... "
وقد ذكر أنه توفي عام سبعين وخمسمائة.
فهكذا أخي القارئ يشهد السالمي الإباضي على الوارجلاني بأنه كان منجما بل واسع العلم بالنجوم.
فهل بقي هناك شك في عدالة مرتب المسند المنجم المشعوذ؟!!
و العجب أن الإباضية يضعفون الراوي الثقة الحافظ المتقن بما هو أقل من ذلك
حتى ردوا الروايات الصحيحة المتواترة في الرؤية وغيرها بأن فلانا الرواي كان يدخل على الملوك.
فما هو موقفهم فيمن يدخل في علم الغيب الذي استأثر به ملك الملوك سبحانه وتعالى؟
وإذا كان من يسأل الوارجلاني عن النجوم لا تقبل صلاته أربعين يوما إن كان غير مصدق له،
ويكفر بذلك إن كان مصدقا له ...
فكيف بحال الوارجلاني نفسه؟ على الأقل في عدالته؟
وكيف حال الوارجلاني نفسه وهو يدرس التنجيم ويورثه لتلاميذه؟
أيؤمن مثل هذا على حفظ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟
فضلا عن أن يتفرد دون العالمين كلهم برواية أصح كتاب بعد القرآن الكريم كما يزعم الإباضية؟!!!
ولا أقول سوى: الحمد الله الذي لم يجعلني إباضيا.
__________________
موقع من هم الإباضية
http://www.alabadyah.net
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16377&highlight=%C7%E1%C5%C8%C7%D6%ED%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=143367#post143367
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 02 - 06, 06:30 م]ـ
قصة هدايتي لمذهب أهل السنة والجماعة بعد إن كنت اباضيا
--------------------------------------------------------------------------------
هذه قصة أخ فاضل كريم من أهل سلطنة عمان واسمه سعيد , وكان يعتنق المذهب الأباضي , و قد تحول إلى مذهب أهل السنة منذ ما يقرب من عام , واليوم أرسل لى قصة تحوله , فأحببت أن أنشرها ليطلع عليها الإخوة الأفاضل.
قصة هدايتي لمذهب أهل السنة والجماعة بعد إن كنت اباضيا
¥(11/476)
--------------------------------------------------------------------------------
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهد اللهُ، فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (آل عمران:102)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (النساء:1).
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) (الأحزاب: 70 - 71)
أما بعد .. فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أخوتي في الله، سوف أسرد قصتي لرجوعي لمذهب أهل السنة والجماعة بعد أن كنت في ظلمات البدعة .. وبعد أن كنت غارقا في بئر ضيق مظلم .. وبعد أن كدت أغرق مع الغارقين في ظلمات البدعة ... بعد أن كنت إباضيا ..
والحمد لله على هدايتي حمداً كثير، وأني أحمد الله تعالى حمد كثيراً أولاً وآخراً الذي هداني لعقيدة السلف الصالح. و ما كنت لأهتدي لولا أن هداني الله.
أكتب قصتي ليس لقصد الشهرة ولكن ندما وبكاءاً على زمن عشته من حياتي هدراً وضياعٍ في ظلمات ليس فيها نور أو قبس من نور. ولقصد العبرة لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيد. وأعلم أنه سيكذبني كثير من الإباضية كعادتهم عندما يخرج أحد من نحلتهم. ولكن أقسم بالله العظيم أني كنت إباضيا. وأسأل الله أن يغفر لي إنه كان غفوراً رحيما يحب التوابين، ويغفر للمنيبين والمستغفرين، ويقبل اعتذار المعتذرين، فله الحمد حمدا كثيراً طيباً مباركا فيه.
ظلمات فى ظلمات
لقد عشت في وسط بيئة أغلبهم إباضية وقليل منهم سنة، وكان البعض من أهلي معتدلين ولا يعرفون عن عقائد الإباضية شيءا اللهم سوى رفع اليد وإسبالها والحمد لله على ذلك حمداً كثيراً.
وكان البعض الآخر وهم بحمد الله قلة لا تذكر على عكس ذلك فلقد عرفوا عن المذهب الإباضى كل شيء وتعمقوا فيه، وكانوا متعصبين لمذهبهم أشد التعصب وما زالوا على ذلك! اللهم أهدهم للحق وطريق السنة، اللهم آمين.
لقد نشأت إباضيا، ولم أكن أعرف عن المذهب الإباضي إلا اسمه وانه مذهب آبائنا وأجدادنا ونحن نفتخر به أشد الافتخار، ونسير على خطاهم سير المقلدين. والويل كل الويل على من غير أو بدل أو تكلم في هذا المذهب أو أحد من علمائهم ولو بكلمة حق.
عشت وكبرت على هذا الفهم وكنت أستغرب عندما أدخل مسجد وأرى بعضهم سنيين وبعضهم إباضيين، ويزيد الاستغراب عندما أسمع من الذين يشار إليهم بالبنان في منطقتنا بأن السنة (السنيين) ليسوا على الحق، وبأن علمائهم ومنهم (علماء البلد الحرام) لا يعرفون شيئا عن الدين وأنهم مقلدون وأنهم وهابيون، وأن الإباضية وإن كانوا قلة قليلة لكنهم هم أهل الحق والاستقامة، وهم الذين أخذوا سنن وآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام وأن (عبد الله بن إباض) الذي ينتمون إليه هو الذي أخذ العلم من أتباع وأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، ودائما ما أسمع الذم والشتم لعلماء البلد الحرام من الجهلة ومن المتعلمين أيضا وممن يشار إليهم بالبنان.
وحتى العامة من أبناء المملكة (الوهّابيين) -وهو مصطلح يطلق على جميع أبناء المملكة عند الإباضية - لم يسلموا من الذم والشتم! وخاصة حرس الحدود منهم؛ ودائما ما يتسلون بالقصص التي تحكي أن هؤلاء (الوهابية) عند الحدود لا يحبون العمانيين ويرمون بحقائبهم وحاجاتهم وأنهم يؤخرونهم لأنهم إباضية فقط.
¥(11/477)
والحق كل الحق بأني لم أر مثل هذا! فلقد ذهبت إلى المملكة عن طريق البر أكثر من خمس مرات ولم أر هذا الشيء أبداً! وإن كان هناك قلة منهم فهذا في كل بلد وليس في المملكة فقط.
فنشأ لي بعض التعصب المذهبي بسبب الكلام الذى أسمعه من الذين يأتون من العمرة أو الحج، أو حتى الذين لم يذهبوا إلى الحج أو العمرة بأن (الوهابية) يكرهون (الإباضية)، ويكرهون المذهب الإباضي أشد الكره لأنهم على الحق – أي المذهب الإباضي – وأنهم عندما يرون إباضيا يصلي في الحرم ينظرون إليه نظرة كره ومن ثم يكلمونه بكلام قوي شديد – وهم لم يروا هذا وإنا مجرد أنهم سمعوا فقط - وإذا سألتهم هل ذهبت إلى السعودية يقول لك: لا! فوا عجباه!!
بداية الغيث
ومرت السنين، ومنّ الله عزوجل عليَّ بالذهاب للعمرة لأول مرة في حياتي، وكان ذلك في أوائل شهر رمضان المبارك قبل خمس سنوات، وكان معي في هذه الرحلة ابن عمي وكان من المتعصبين للمذهب. وعندما قرُبنا من المدينة النبوية وقفنا لنصلي إحدى الصلوات المكتوبة في أحد المساجد المنتشرة على الطريق، وبعد الانتهاء من الصلاة، أتانا أحد الشباب السعوديين – وأظنه طالب علم - وقال لنا باحترام وبأسلوب محترم وكلام طيب - وكان يريد النصيحة -: أخوتي ممكن أتكلم معكم؟ فتكلم ابن عمي وقال: تفضل؟ فسألنا عن هيئة الصلاة التي صليناها وقد استغرب وحق له الاستغراب لأنه أول مرة يرى هذه الهيئة في الصلاة.
فقال ابن عمي وكان يتكلم بعصبية: نحن إباضيين، ولنا كتاب هو أصح كتاب بعد القرآن نأخذ منه فقهنا وأحاديث المصطفي صلى الله عليه وسلم وهو مسند الإمام الربيع، وليس لك دخل فينا! فاستغرب الشاب السعودي من هذا الكلام الذي يسمعه لأول مرة في حياته، لأنه معروف في العالم الإسلامي أن أصح كتاب بعد القرآن الكريم باتفاق الأمة هو صحيح البخاري وصحيح مسلم، ولم يسمع في حياته عن هذا الكتاب المسمى بمسند الربيع، المهم بعد هذه المناقشة جلست أفكر، تارة أغضب وأقول في نفسي لماذا يتكلم معنا هذا الشاب وما هو دخله في هيئة صلاتنا؟ وتارة استغرب من هذا الكلام وانتبه لماذا نحن مختلفون عن بقية الناس كما يقول لنا هذا الشاب؟!
وزاد استغرابي حينما أرى الناس -حتى من غير السعوديين - ينظرون إلى صلاتنا مستغربين، ووقفت أرى جموع الناس الذين يختلفون في صلاتهم عن صلاتنا، لأني لأول مرة أرى المصلين خارج بلادنا، فإذا بأغلب الناس يصلون بالرفع والضم! ولا أرى أحدا يصلى بإسبال اليد إلا قلة قليلة!!
وكان هذا بداية الغيث ولله الحمد أولاً وأخيراً.
نور السنة تطفئ ظلمة البدعة
ومرت الأيام والشهور، وكان معي في العمل زميل هو أيضا إباضي وسافر إلى الخارج ومنّ الله عليه فاهتدى إلى مذهب أهل السنة والجماعة، وبدأت أسرد له كيف كان ذهابي للعمرة .. الخ، فلما رآني متحمساً بدأ يدعوني لنور السنة فجزاه الله ألف خير وغفر له وأدخله فسيح جناته لأنه كان له الفضل بعد الله تعالى في هدايتي.
قال لي في يوم من الأيام بأن عقائد ومذهب الإباضية ليست هي العقيدة الإسلامية الصحيحة وهم يختلفون كثيرا مع العقائد الصحيحة التي أثبتها الله عز وجل في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وضرب لي أمثلة، منها: نفي صفات الله عز وجل. فقال بأن صفات الله عز وجل مذكورة في القرآن الكريم والسنة المطهرة فكيف لنا أن ننفيها؟! ومنها يقولون- أي الإباضية - بأن الله ليس بفوق وأنه ليس بمستوى على عرشه وهو في كل مكان ويؤولون آيات العلو لنفي التشبيه بزعمهم .. الخ،
والله تعالى يقول في أكثر من آية (ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) [(لأعراف: 54)، (يونس: 3)، (الرعد: 2)، (السجدة: 4)، (الفرقان: 59)، (الحديد: 4)].
ويقول تعالى (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طه:5).
ويقول تعالى (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ) (الملك:16). ويقول تعالى (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) (فاطر: من الآية10)
ويقول تعالى (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) (الأعلى:1).
وغيرها من الآيات الكثيرة.
¥(11/478)
والحمد لله! فقد اقتنعت بأن الله عز وجل له أسماء وصفات، وأن صفاته يجب أن نثبتها كما أثبتها الله لنفسه في القرآن الكريم الذي هو كلامه عز وجل المنزل وليس مخلوقا كما يقول به الإباضية!
وكما ثبتت في السنة المطهرة لصاحبها حبيبنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بدلالة سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم للجارية: "أين الله؟ " فقالت في السماء. والحديث رواه مسلم في صحيحه.
وعلمت بأن الله مستو على عرشه وعلمه محيط بجميع خلقه.
وأنه سبحانه وتعالى يُرى يوم القيامة كما قال تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ. إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) (القيامة:22 - 23)، لا كما يقول الإباضية بأنه لا يُرى! ويفسرون هذه الآية بأن المؤمنين ينتظرون ثواب ربهم، وهذا التفسير خاطئٌ، والأدلة كثيرة ببطلانه يعلمها الصغير قبل الكبير والعامي قبل العالم والحمد لله على ذلك حمداً كثيراً.
وبدأت في قراءة عقيدة أهل السنة والجماعة وأولها العقيدة الطحاوية كما نصحني بها زميلي المهتدي جزاه الله خيرا، وكذلك العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية، وانصح أخوتي -وأخص بالذكر الإباضية منهم- بقراءة هذه العقائد مع الشرح المفصل لها ليتعرفوا على العقيدة الإسلامية الصحيحة بإنصاف دون تعصب مذهبي.
ومن كلامه لي قوله بأن مذهب الإباضية يتبرأ من بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم: عثمان ذو النورين رضي الله عنه، وغيره من أفاضل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستغربت وقلت له: هذا الكلام غير صحيح. فقال لي: انتظر لبعض الوقت وسترى بنفسك. وبالفعل احضر ما يدل على هذا المعتقد من كتب الإباضية المشهورة!!
فانتبهت من غفلتي، وقلت لنفسي:كيف لي بمذهب يتبرأ من أفاضل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وينفون صفات أثبتها الله لنفسه في القرآن الكريم؟!!
كيف يكون مذهب الإباضية على حق وهم ينفون صفات الله عز وجل والقرآن الكريم الذي هو كلام الله تعالى يثبت هذه الصفات؟!
فدعوت ربي أن يلهمني الهداية، وبدأت في قراءة كتب علماء أهل السنة، وبدأ نور السنة يتسلل إلى روحي وجسدي، وعرفت بأن نور السنة سوف يطفئ بإذن الله تعالى ظلمات البدعة.
... معاناة لأخ في الله اهتدى لمذهب أهل السنة والجماعة ...
بدأت في محاورتي مع بعض الإباضية في الاعتقاد سواء كان ذلك شخصياً أو بالانترنت أو حتى بالهاتف. وتأكدت بعد ذلك من صحة ما قاله أخونا – جزاه الله خيراً – من أن هذا المذهب باطلٌ، وأنَّي كنت أعيش في الظلمات.
وأخبرني بأنه قد عانى الكثير بسبب تغييره للمذهب، ومنها: قطع دراسته في الخارج!!
وليس هذا الكلام افتراء وإنما هذه حقيقة، فوالله العظيم أنه قد أبلغنا بنفسه بهذه الكلام. وبعد ذلك اتجه فوراً إلى القنصلية السعودية وطلب إعانته على الحصول على عمل، وقد تكفل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله باستكمال دراسته بعد اتصالات المسئولين في القنصلية مع سماحته جزاه الله خيرا وأدخله فسيح جناته.
ولقد عرفنّي هذا الأخ على كثير من العلماء الكبار من علمائنا الأفاضل وعلى كتبهم ونصحنا ولا يزال ينصحني إلى هذا اليوم.
ومازلت أذكر نصيحته الغالية بقراءة كتب الحديث الصحيحة كالبخارى ومسلم، وكذلك كتب الحديث المحققة والمصححة للشيخ الألباني رحمه الله تعالى ونصحني بقراءة كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ففيهما العلم الكثير المفيد والرد على المبتدعة، وبالفعل بدأت بقراءة هذه الكتب بالرغم من منع بيع كثير منها في بلادنا ولكن الحمد لله على منِّه الكبير فلقد يسر الله لنا طريق العلم والهداية.
محاورة مع إباضي (امام مسجد)
ولقد تم محاورتي مع بعض الإباضية بعدما عرفوا برجوعي للحق وكأني انتقلت من الإسلام إلى ملة أخرى!! .. أسأل العلي العظيم ان يغفر لهم.
وهذا نموذج من تلك المحاورات، وهي محاورة مع أحد أقربائي الإباضيين (إمام مسجد):
سألني: هل صحيح بأنك غيرت مذهبك وأصبحت وهابي حشوي مشبه .. الخ؟
¥(11/479)
فأجبته: وهل قرأت أنت هذه الآية: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (الأنعام:153)، بينما أنتم تتبعون ابن أباض؟! وهل صحيح بأنكم في المذهب الإباضي تتبرءون من سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه؟
أجاب: نحن لا نتبرأ! وأنت لا تعرف معنى الولاء والبراءة عندنا، ولعلمك عثمان - هكذا بدون ترضي عليه! - فى خلافته تغير وغير!! وقد أعطى بعض أقربائه مناصب كبيرة لا يستحقونها وهذا لا يخفى على أحد.
قلت له: لو سمحت أولاً من هذا عثمان الذى تتكلم عنه؟! أخي ينبغي عندما نتكلم عن أصحاب رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم أن نحترمهم ونترضى عليهم. وسيدنا عثمان رضى الله عنه هو من العشرة المبشرين بالجنة وهو ذو النورين زوج ابنتي رسولنا صلى الله عليه وسلم وهو مجهز جيش العسرة … الخ.
أجاب: من أين أتيت بأنه من العشرة المبشرين بالجنة؟!
قلت له: أنا لم آتي بأي شيء من عندي، وهناك أحاديث صحيحة وآثار مروية صحيحة عن رسولنا صلى الله عليه وسلم ارجع إليها إن شئت في كتب الحديث وفي كتب التاريخ إن أردت الحق.
أجاب: الكثير من هذه الأحاديث والآثار ضعيفة أو موضوعة، ولا ينبغي أن نأخذها ونرويها!!.
قلت له: ماذا تقول يا أخي؟! جمهور العلماء اتفقوا على صحتها، وأنا الآن أطالبك بالدليل على كلامك، فأت بدليلك إن كنت من الصادقين!
أجاب: هاتِ الأحاديث المروية عن فضائل عثمان وسوف أقدمها للعلامة القنوبي لأنه هو عالم الحديث عندنا. ولقد ضعف حفظه الله أغلبها.
أجبته: إلى هنا ونقف، لأني لا أعترف بهذا القنوبي من أساسه، لأنه ليس له ناقة ولا جمل في علم الحديث ولا له قيمة علمية هو أو حتى كتبه عند المحدثين. ولقد دلس وزيّد ونقّص وبدل في كتبه من كلام علمائنا وشيوخنا الأفاضل. والأمثلة موجودة إن أردتها. فهو عند علماء الجرح والتعديل مجروح؛ فكيف يصحح ويضعف الأحاديث؟!
هداك الله إلى الحق.
ولقد حاولت معه أن يترضى على سيدنا عثمان رضي الله عنه فلم يستجب لي!!
وقد استغرب عامة الإباضية الذين كانوا معنا في المناقشة من أن المذهب الإباضية يتبرأ من سيدنا عثمان رضى الله عنه! وحذروه من القول مرة أخرى بهذا الكلام الذى يعتبرونه خطيرا! وهم لا يعلمون بأن هذا القول من عقائد الإباضية وليس من قوله الشخصي! ولقد قلت لهم ارجعوا إلى كتبكم إن شئتم فستجدونه أخذ هذا القول الخطير منها.
محاورة أخرى مع إباضي بخصوص معاوية رضي الله عنه
قلت مرة لأحد الإباضية بعد رجوعه من مأتم للشيعة: لماذا تذهب إلى مأتم الشيعة؟
قال: لأننا نحن نريد أن نوحد الأمة لا أن نفرقها وتوجد لديهم محاضرات قيمة!!
قلت: أنهم يسبون أصحاب وزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم - وبالأخص أمنا عائشة رضي الله عنها، ومعاوية رضي الله عنه الذي كان كاتباً للوحي فيسبونهم- في محاضرتهم وهذا لا يخفي على أحدٍ صغيراً أو كبيراً، فهل ترضى هذا السب لأمهاتنا وأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، مع العلم بأنكم لا تتفقون مع الشيعة تاريخياً؟!
قال: الحق معهم! فمعاوية هو سبب المصائب، وهو الذي خرج على الإمام علي، وهو سبب الاختلاف، وهو ليس بكاتب وحي كما تقول! وبدأ يتكلم عن الاختلاف بين الصحابة رضوان الله عليهم ويتقول بأن معاوية رضي الله عنه أراد الخلافة!!
قلت: انظر! لقد فتنوك فاحذر! فيجب أن تكون قلوبنا وألسنتنا سليمة لأصحاب رسولنا صلى الله عليه وسلم ولا نخوض فيما شجر بينهم.فإن الخلاف بين الصحابة رضي الله عنهم في عهد علي رضي الله عنه لم يكن في الخلافة، فإن الذين اختلفوا مع علي رضي الله عنه هم: طلحة، والزبير، وعائشة، ومعاوية رضي الله عنهم، ولم يكن هؤلاء ينازعونه في الخلافة بل لم يَدَّعِ أحد لا من هؤلاء ولا من غيرهم، أنه أولى بالخلافة بعد مقتل عثمان رضي الله عنه من علي؛ لأنه أفضل من بقي، وقد كانوا يقرون له بالفضل، وإنما أصل الخلاف بين هؤلاء الصحابة المذكورين وعلي رضي الله عنهم هو في المطالبة بدم عثمان وقتل قتلته، فقد كانوا يرون تعجيل ذلك والمبادرة بالاقتصاص منهم، وقد كان علي رضي الله عنه لا ينازعهم في أن عثمان رضي الله عنه قُتل مظلوماً،
¥(11/480)
ولا على وجوب الاقتصاص من قتلته، وإنما كان يرى تأجيل ذلك حتى تهدأ الأوضاع ويستتب له الأمر، لأن قتلة عثمان كثير وقد تفرقوا في الأمصار كما كانت طائفة كبيرة منهم في المدينة بين الصحابة. ومع هذا كله فإن اختلافهم رضي الله عنهم لم يصل بهم إلى الطعن في الدين، واتهام بعضهم لبعض، وإنما كان كل فريق يرى لمخالفه مكانته في الفضل والصحبة ويرى أنه مجتهد في رأيه، وإن كان يخطئه فيه.
ومعاوية رضي الله عنه كان كاتباً للوحي وعندنا الدليل من السنة بأنه من كتاب الوحي.
وذكرت له عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة:-
أنهم يتبرءون ممن يكره الصحابة، ويمسكون عما شجر بينهم، ويقولون إن هذه الآثار المروية في مساويهم منها ما هو كذب، ومنها ما قد زيد فيه ونُقص وغُير عن وجهه، والصحيح منه هم فيه معذورون إما مجتهدون مصيبون وإما مجتهدون مخطئون. وهم مع ذلك لا يعتقدون أن كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الإثم وصغائره. بل تجوز عليهم الذنوب في الجملة. ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم إن صدر. حتى أنهم يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم. لأن لهم من الحسنات التى تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم. وقد ثبت بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنهم خير القرون. وأن المدّ من أحدهم إذا تصدق به كان أفضل من جبل أحد ذهباً ممن بعدهم. ثم إذا كان قد صدر من أحدهم ذنب فيكون قد تاب منه. أو أتى بحسنات تمحوه أو غفر له بفضل سابقته أو بشفاعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذين هم أحق الناس بشفاعته. أو ابتلي ببلاء في الدنيا كُفر به عنه.
فإذا كان هذا في الذنوب المحققة، فكيف الأمور التى كانوا فيها مجتهدين إن أصابوا فلهم أجران وإن أخطئوا فلهم أجر واحد والخطأ مغفور؟!
ثم القدر الذى ينكر من فعلهم قليل ونزر يسير مغمورٌ في جنب فضائل القوم ومحاسنهم، ومن الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة والعلم النافع والعمل الصالح. ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما من الله عليهم به من الفضائل علم يقيناً أنهم خير الخلق بعد الأنبياء. لا كان ولا يكون مثلهم. وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها على الله.
ولا أدرى لماذا يتداول الإباضية هذه الاختلافات بفهمهم السقيم بدون الرجوع إلى الرويات الصحيحة المعتبرة؟!
شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم رحمهما الله
غصة في حلوق المبتدعين إلى يومنا هذا
وقد قال لي مرة: ماذا تقول في علمائكم الذين تفخرون بهم ومنهم ابن تيمية وابن القيم؟
قلت: علماء من أفاضل علماء المسلمين رحمهم الله وحشرنا معهم. ولهم من الكتب القيمة التي انتفع بها المسلمون قاطبة الشيء الكثير جزاهم الله عن المسلمين كل خير.
قال: لقد ذكر صاحبكم ابن القيم في كتابه الصواعق المرسلة بأن الله ينسى – والعياذ بالله – فما رأيك؟
قلت: سوف أرجع الى الكتاب ثم اتكلم معك – ورجعت الى كتاب مختصر الصواعق المرسلة للشيخ ابن القيم رحمه الله فما وجدت إلا أنه شرح الآية (نسوا الله فنسيهم) وقال رحمه الله: أي أهملهم وتركهم بما نسوا آيات الله. فانظر رحمك الله الى الافتراء! – بدون أن يقرأ الكتاب!! فقط اللهم سمعه من أحد مشايخهم الإباضية الذى يشار اليه بالبنان عندهم – ولقد تحديته إن هو قرأ هذا الكتاب؟
فأجاب أنه لم يقرأه! ولكن الكلام موجود حتى وإن لم يقرأه!!!
قلت له: أليس هذا بافتراء على أحد مشايخ وعلماء المسلمين بدون علم؟!
ولقد أعطاك الله عقلا لترجع إليه، ماذا تقول لربك عندما يسألك؟ تقول له: قال الشيخ الفلاني لي وقال فلان! اتق الله يا رجل!
فأنظر رحمك الله كيف التضليل من قبل علمائهم!!
وكما قيل: عش رجباً ترى عجباً.
لكنه أبى واستكبر، وكان دائما ما يستهزئ بعلماء أهل السنة والجماعة سواء المتأخرين أو المعاصرين وخاصة شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ومن المتقدمين الشيخين ابن باز والألباني رحمهما الله (مع العلم بأن كتب وأشرطة الشيخين ابن باز والألباني رحمهم الله ممنوعة، وكذلك أغلب كتب شيخ الاسلام ابن تيمية).
ولقد قال لي هذا الشخص في أكثر من مناسبة: لنذهب إلى الشيخ الحارثي أو الشيخ الخليلى ليردوا على عقائدك الوهابية.
¥(11/481)
وهذه هى حجتهم عندما يعجزون عن إثبات أدلة صحة مذهبهم!
ودائما ما أقول له مراراً: إني والحمد لله على حق، ولا أريد أن أرجع إلى الظلام مرة أخرى بعد أن هداني الله عز وجل إلى نور السنة، فله الحمد أولا وأخير.
ولازلت صابراً ...
توالت المضايقات وخاصة من أقربائي، فكانوا دائما ما يرددون لي أني بعد أن ذهبت للعمرة تغيرت، وغيرت مذهب آبائك وأجدادك مذهب أهل الحق والاستقامة بمذهب الوهابية. فقلت: هل تريدون أن تقولوا (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ) (الزخرف: 23)
وقالوا لي مرة: نذهب بك إلى الشيخ الخليلي لعل الله أن يهديك على يده.
قلت لهم: يا قوم ليس بي مس أو جنّة وليس بي ضلالة، إني آمنت بالله واتبعت سنة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أفلا ترضون باتباعي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
قالوا: إذن اتبع ما كان عليه آبائك!
قلت: (أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ) (البقرة: 170)
قالوا: كيف وهذا فلانٌ قريبك وهذا فلان درسوا في الخارج وتعلموا الشيء الكثير، معقولة لا يعرفون بأن هذا المذهب خاطئ؟! وعلمائنا المتأخرين والمتقدمين لم يكتشفوا هذا المذهب الخاطئ؟!
قلت لهم: علمائكم ليسوا بحجة عند علماء المسلمين، وأقربائي هؤلاء تعلموا أمور الدنيا فقط، وإن معي كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة ولن أضل طالما اتبعهما، فإن كان لكم حجة فأتوني بها (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة: 111) ليصلح الله أعمالكم ويهدنا وإياكم إلى الحق.
قالوا: صلاتك فيها رفع وضم وتحريك أصبع، وهذا ليس من الصلاة في شيء وبهذه الحركات تبطل صلاتك لأنك لم تخشع لله في صلاتك؟.
قلت: هذه الحركات هي صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وتوجد أحاديث صحيحة بل ومتواترة بخصوص الصلاة، وموجودة في الكتب الصحاح. فهاتوا دليلا واحدا صحيحا بأن من صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم إسبال اليد! وإني والله العظيم مستعد أن أتبع هذه الصفة إن كانت بروايات صحيحة، لأني ما غيرت إلا لاتباع الصحيح والطريق المستقيم.
فسكتوا ومازلت انتظر ردا من الإباضية أن يأتوا بحديث صحيح في إسبال اليد في الصلاة بسند صحيح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم!
مع العلم بأن هذا اختلاف فقهي وإنما الأهم هو اختلافنا في العقيدة.
.. وابصرت الحقيقة عن قرب ...
ودرات الأيام والشهور وسافرت عدة مرات للمملكة ولاحظت بأن العلماء وطلبة العلم في المملكة متواضعين جداً بعكس الكلام الذي كان يقال عنهم عند جمهور الإباضية، وجلست مع بعضهم وتكلمنا ولم أرَ منهم أي شيء مما يقوله الإباضية عن هذا الشعب والله العظيم الذي لا إله إلا هو بأني لم أرَ منهم إلا كل احترام وتقدير هناك، وهذا الكلام لمسته من صغيرهم قبل كبيرهم، ورأيت كيف طلبة العلم يحترمون علمائهم، وجالستهم في مجالس خاصة وعامة، ولا أدرى لماذا كل هذا الحقد عليهم، و هل هو حقد أم حسد!!.
بالعكس تماما أرى بأن أخوتنا وأهلنا وأحبائنا في المملكة أناس يطبقون الشريعة الإسلامية ويحرمون الحرام ويحلون الحلال ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وهذا لمسته عن قرب. في حين نرى أن بعض الدول أو الأغلبية من الدول العربية والإسلامية يحاربون الإسلام حرباً ضروساً، وهذا واضح جلي لا يختلف فيه اثنان.
الحق أقول بأن علمائنا وأخوتنا طلبة العلم السعوديين من أفضل الناس الذين قابلتهم وليس كما يدعيه الإباضية، وانظروا بأنفسكم قبل أن تحكموا على الناس. اللهم أهد قومي للحق فإنهم لا يعلمون.
نصيحة لأخوتي وأهلي الإباضية
هذا ما أردت قوله في هذا الموضوع، وأقسم بالله العظيم الذي لا إله إلا هو بأني كنت إباضيا وعشت معظم عمري إباضيا قبل أن يهديني ربي للحق وطريق السنة المطهرة طريق السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم.
¥(11/482)
لقد كنت أظن في دعوة التوحيد الخالصة (دعوة الشيخ المجدد محمد عبد الوهاب رحمه الله تعالى) الظنون! حتى منّ الله عليّ بقراءة كتب الشيخ محمد عبد الوهاب وما رأيت في كتبه إلا قال الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والدعوة إلى التوحيد الخالص الخالي من الشركيات، فأنصح معشر الإباضية بحسن الظن بهذه الدعوة وقراءة كتبهم قبل الحكم عليها بتسرع. وأنصحهم بقراءة كتب أهل السنة والجماعة حتى يعرفوا عن قرب السنة الصحيحة ولن يندموا أبدا والله الذي لا إله إلا هو .. لن يندموا.
وأنصح أخوتي الإباضية بأن ينتبهوا ويفيقوا من غفلتهم ويرجعوا إلى الكتاب والسنة المطهرة بفهم سلف الأمة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن لا يتعصبوا لمذهبهم ويتناسوا تعصبهم وأن يدعوا الله تعالى أن يهديهم لطريق الحق بقلب صادقٍ مطمئن، فسوف يرون النور ولسوف يهديهم الله عز وجل للحق فلن يخذل الله عز وجل عبداً دعاه بقلب صادق خاشع.
وأنصحهم بعدم التسرع في الحكم على من جاء بنبأ أو كلمة تحقّر من شان علماء أهل السنة والجماعة والرجوع إلى كتبهم قبل رميهم بالكذب أو غيره.
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (الحجرات:6)
نصيحتي لكل من يقرأ هذا الكلام من أخوتي الإباضية أن يراجعوا أنفسهم مع أنفسهم ويتذكروا قوله تعالى: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) (النساء: 59). ويتذكروا قول حبيبنا صلى الله عليه وسلم: (ألا وإني أوتيت هذا الكتاب، ومثله معه] (أخرجه أبو داود و صححه العلامة الألباني).
أخوتي إن اختلفتم في شيء فردوه إلى كتاب الله عز وجل القرآن الذي {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (فصلت:42)
وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بدون تعصب لفلان أو علان وسوف تتضح لكم الحقيقة إن شاء الله تعالى.
بشارة
بفضل من الله تعالى وحده انتشرت الدعوة السلفية المباركة عند كثير من الإباضية واهتدوا لطريق السنة المطهرة، وعرفوا الحق الواضح، والكثير منهم ينشرون هذه الدعوة المباركة لأنها دعوة التوحيد الخالص، والكثير اقتنع بهذه الدعوة لأنها ترجع إلى الكتاب والسنة في عقيدتها وجميع أمورها الدينية نسأل الله العلى القدير أن يثبتنا وييسر أمرنا.
خاتمة
الحمد لله حمد كثيرا على تفضله علي بهدايتي للحق والطريق المستقيم.
الحمد لله حمدا كثيرا على منه علي باتباع سنة حبيبنا محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
اللهم اغفر وارحم وارزق من كان سببا ولو بكلمة في هدايتي.
اللهم اغفر لأخي في الله (الذي نصحني بكتابة هذه الأسطر) وارحمه وارزقه الذرية الصالحة وأدخله فسيح جناتك، وأشهد الله العظيم أني أحبه في الله، اللهم زده علماً ووفقه إلى طريقك المستقيم واحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
اللهم اغفر لي ولوالديَّ ولجميع المسلمين.
اللهم بيض وجوهنا يوم تبيض وجوه وتسود وجوه.
اللهم ارحمنا فإنك بنا راحم ولا تعذبنا فإنك علينا قادر.
اللهم اهدِ قومي لطريق السنة فإنهم لا يعلمون.
اللهم اهد قومي لطريق السنة فإنهم لا يعلمون.
اللهم اهد قومي لطريق السنة فإنهم لا يعلمون.
وأسأل الله تعالى أن يقبل توبتنا، ويغفر حوبتنا، ويسدد ألسنتنا، ويسل سخيمة قلوبنا.
طلب بسيط
طلبي من أخوتي الذين يقرءون هذا الموضوع أن يدعوا لنا بالثبات على الهداية وأن ييسر الله لنا الخير ويرزقنا علماً نافعاً وقلباً خاشعاً ولسانا ذاكراً شاكراً لله عزوجل.
ولا تنسونا من دعوة صالحة في ظهر الغيب. .
والله على ما أقوله شهيد، وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=212729#post212729
ـ[أبو عزان]ــــــــ[12 - 02 - 06, 09:14 م]ـ
[ quote= عبدالرحمن الفقيه] الوارجلاني مرتب مسند الربيع بن حبيب ((منجم ومشعوذ ساحر))
--------------------------------------------------------------------------------
¥(11/483)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على نبيه وعبده، وآله وصحبه وسلم.
أما بعد:
فإن من علوم السحر والشعوذة ما يسمى بعلم التنجيم،
وهو غير علم الفلك الذي يراد به معرفة الجهات والمسافات والأماكن والآزمنة،
وإنما هو علم آخر قائم على الشعوذة والدجل وادعاء معرفة المغيبات المستقبلية والتنبأ بالأحداث الغيبية.
ولكن لبسوا على الناس أن مرجعهم في ذلك إلى علم منضبط زعموا قائم على النظر في النجوم وما يعرض لها من الأحوال،
فيربطون ذلك بأحداث وأشخاص على وجه التعيين،
رغم أن الأمر الكلي العام لا يتوصل به إلى تعيين فرد دون فرد، أو تخصيص موضع دون موضع.
وقد أبطل شيخ الإسلام ابن تيمية دعواهم تلك من خلال علم الفلك نفسه،
ومن خلال ما قعده أسلافهم من قواعد تعود عليهم بالنقض والإبطال.
وغرضنا هنا هو إظهار حقيقة مرتب مسند الربيع بن حبيب الذي هو: أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم الوارجلاني،
وأنه كان من السحرة المشعوذين، ومن كبار المنجمين.
وأنه لم يكتف بتعلم التنجيم والعمل به،
بل علمه تلاميذه وأورثهم روثه فبئس الورث الموروث.
وقد زعموا أنه أخبر بما سيحدث من خراب ودمار لهم قبل ست وخمسين سنة من حدوث ذلك (كما يقول السالمي الإباضي)
ولكن نذكر أولا الدليل من السنة على أن علم التنجيم القائم على ادعاء معرفة المغيبات ما هو إلا سحر وشعوذة.
فقد قال صلى الله عليه وسلم:
"من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد " [حديث حسن].
فدل هذا الحديث على أن علم التنجيم شعبة من السحر.وأن الزيادة فيه زيادة في السحر،
وقد وصف السالمي الوارجلاني - كما سيأتي - بسعة العلم في النجوم (السحر، بلفظ أصرح).
ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الخوض فيه كما يخوض المنجمون
فقال صلى الله عليه وسلم " إذا ذكر أصحابي فأمسكوا وإذا ذكرت النجوم فأمسكوا وإذا ذكر القدر فأمسكوا " [صحيح الجامع]
بل جعل التنجيم من أشد ما يخافه على أمته صلى الله عليه وسلم فقال:
"إن أخوف ما أخاف على أمتي في آخر زمانها النجوم وتكذيب بالقدر وحيف السلطان " [صحيح الجامع]
فعلم مما سبق أن التنجيم شعبة من السحر والشعوذة.
كما أن ذلك يعني أن مسند الربيع بن حبيب محفوف بالمجاهيل والكذابين والجهمية والسحرة والمشعوذين من كل جانب،
فليهنأ الإباضية بمسندهم المنحول هذا!!
وإذا كانت عدالة الراوي تسقط بكذبة واحدة في حديث الناس،
فكيف بمن يكذب الكذبة الصلعاء التي تتضمن دعوى علم ما يكون في غد،
ويخبر بأحداث لا تقع إلا بعد موته بعشرات السنين اعتمادا على نظره في النجوم؟؟؟!!!
فمن يكذب فيما لا يحيط بعلمه إلا رب العالمين كيف يؤمن على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟
وهل أحوج الله أمته في معرفة سنة نبيها صلى الله عليه وسلم إلى مشعوذ ساحر عراف
لا يروى أصح كتاب بعد القرآن الكريم (مسند الربيع زعموا) إلا عن طريقه؟!!!
ولا يعرف إلا من جهته؟؟!!
=====
والآن مع بعض النصوص الدالة على حقيقة التنجيم عند مرتب مسند الربيع بن حبيب،
وذلك من كتب القوم وبشهادتهم على أنفسهم.
قال الدرجيني في (كتاب طبقات المشائخ بالمغرب: 2/ 491)
في ترجمته لمرتب مسند الربيع بن حبيب: أبي يعقوب يوسف بن إبراهيم السدراتي:
" هو بحر العلم الزاخر ... " إلى أن قال: " ولم يخل من اطلاع على علوم المتقدمين،
بل حصَّل مع ملازمة السنة!!! قطعة من علم الحكماء المنجمين ".
ولا أدري أي سنة هذه التي لازمها أثناء تحصيله علم التنجيم.
ثم قال الدرجيني في (كتاب طبقات المشائخ بالمغرب: 2/ 493):
" وحدثني أبي رحمه الله قال: حدثنا بعض أصحاب أبي سليمان أيوب بن نوح،
قال: سألت أبا سليمان عما حصل من علم النجامة،
قال: رحم الله شيخنا أبا يعقوب عمد إلى العلوم النافعة كعلم القرآن والفقه، وعلم اللسان فحملها ابنه أبا إسحاق.
ووجد عندنا أفهاما قابلة لعلم لا ينفع، يعني علم النجامة، فعلمناها!!!
وقلت له: ما غاية المنجم المحقق: أيعلم يومه متى يكون؟
قال: اعلم أن غاية المنجم العالم: يعرف أسعيد هو أم شقي!!!!!!،
وكان أيوب هذا يقول: يكون أجلي يوم كذا، فكان كما قال ".!!!!
وقد أغنانا محقق الكتاب عن التعليق على هذا الضلال بقوله:
¥(11/484)
" لا يخفى ما في هذا الكلام من مبالغة،
ففي القرآن الكريم (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت، إن الله عليم خبير).
هذا مع قطع النظر عما قيل في مثل هذه المعلومات إن صح أن تسمى معلومات من التنجيم وغيره "
وقال الدرجيني أيضا في (كتاب طبقات المشائخ بالمغرب: 2/ 493 - 494):
" وحدثنا بعض أهل وارجلان أن أول داع وصل إلي وارجلان من دعاة الدعوة المهدية العيتروسي، وصلها في خيل،
فلما قدم إليهم دعاهم إلى إجابة الدعوة، فتشاوروا فيما يأتون وما يذرون [المطبوع: وما يدرون]،
فأجمع رأي أكثرهم على قتله وأصحابه، حتى لا يظهر لهم ذكر،
فقال علماؤهم: ما ضرنا أن نصل إلى الفقيه أبي يعقوب نعلمه بما وقع في نفوسنا، ونأخذ ما عنده، فجاؤوه بجمعهم،
فقالوا له: إن هذه خيل تدعو إلى سلطان قد ظهر، وقد أجمعنا على أن نقتلهم قبل أن يعرفوا بلدنا
، فإنا نخاف أن يخربوا بلادنا إن عرفوها.
فقال لهم: هؤلاء لا يخربون بلدكم!!
بل تنالون في أيامهم عزا وإقبالا!!!
وتلقون منهم في بلادهم خير لقاء وإكراما وإحسانا، أكثر مما تلقونه في بلادكم!!
فأجيبوا دعوتهم تفلحوا!!!
فليسوا بالذين يخربون بلدكم.
وأما الذي يخرب بلدكم فيخرج من سلجماسة!!!!
ويموت في البحر!!!
وإن خرج من البحر فإنه يموت في سلجماسة!!!
وهو المتلثم!!!
فإذا ظهر فلا بد أن يرد بلادكم قاعا صفصفا!!!
سمعت هذا الخبر سنة عشرين وستمائة،
فلما كانت سنة ست وعشرين أو سبع وعشرين دخلها يحيى بن إسحاق الميروقي المتلثم،
فهدم كل ما دار عليه سورها إلى المسجد، وعاد إلى وارجلان كأن لم تغن بالأمس.
وبلغنا أن أبا يعقوب كان في عصر شبيبته يقرأ بقرطبة ففيها أتقن هذا الفن."
وقال عبد الله بن حميد السالمي في مقدمة شرحه لمسند الربيع بن حبيب عند ترجمته لمرتب الكتاب (1/ 3):
" أما المرتب:
فهو الشيخ الفاضل أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم السدراتي الوارجلاني
من أهل وارجلان، واد بأرض المغرب فيه عمارة ينزلها أصحابنا،
خربها يحيى بن إسحاق الميروقي عام ستة وعشرين وستمائة،
وذلك بعد موت المرتب بست وخمسين سنة، وكان قد أخبرهم بخرابها على يد المذكور،
فكان ذلك من سعة علمه بالنجوم رحمة الله عليه!!!!.
وكان في شبابه ارتحل إلى الأندلس وسكن قرطبة وفيها حصل علوم اللسان والحديث والتنجيم وغيرها .... "
وقد ذكر أنه توفي عام سبعين وخمسمائة.
فهكذا أخي القارئ يشهد السالمي الإباضي على الوارجلاني بأنه كان منجما بل واسع العلم بالنجوم.
فهل بقي هناك شك في عدالة مرتب المسند المنجم المشعوذ؟!!
و العجب أن الإباضية يضعفون الراوي الثقة الحافظ المتقن بما هو أقل من ذلك
حتى ردوا الروايات الصحيحة المتواترة في الرؤية وغيرها بأن فلانا الرواي كان يدخل على الملوك.
فما هو موقفهم فيمن يدخل في علم الغيب الذي استأثر به ملك الملوك سبحانه وتعالى؟
وإذا كان من يسأل الوارجلاني عن النجوم لا تقبل صلاته أربعين يوما إن كان غير مصدق له،
ويكفر بذلك إن كان مصدقا له ...
فكيف بحال الوارجلاني نفسه؟ على الأقل في عدالته؟
وكيف حال الوارجلاني نفسه وهو يدرس التنجيم ويورثه لتلاميذه؟
أيؤمن مثل هذا على حفظ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟
فضلا عن أن يتفرد دون العالمين كلهم برواية أصح كتاب بعد القرآن الكريم كما يزعم الإباضية؟!!!
ولا أقول سوى: الحمد الله الذي لم يجعلني إباضيا.
__________________
أخي عبدالرحمن الفقيه حفظك الله
شكرا لك على هذه المعلومات التي أتمنى من كل أخ أن يطلع عليها
بارك الله فيك
ـ[أبو عزان]ــــــــ[12 - 02 - 06, 09:22 م]ـ
تابع:
تابع ...
* وصف المخطوطة:
[ SIZE="5"] تقع المخطوطة في 32 صفحة وبالصفحة 14 سطرا ومقاسها 25 في 21 سم مكتوبة بخط مغربي قديم ولا تحمل المخطوطة تاريخ النسخ لكنها تبدو قديمة ولعل نسخها يرجع إلى القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي وهي بمكتبة الشيخ يوسف الباروني.
ويقال إن نسخة أخرى موجودة بمكتبة الشيخ صالح بن عمر ببني يسجن بميزاب.
ولقد قام الدكتور الجعبيري بإجراء دراسة حول الرسائل بعنوان (البعد الحضاري لرسائل الإمام جابر بن زيد الأزدي).
وعدد الرسائل (18 رسالة) من الإمام جابر بن زيد إلى دعاته وتبدأ كل رسالة بـ: من جابر بن زيد إلى ... السلام عليك فإني أحمد إليك الله
والأشخاص المرسلة إليهم هذه الرسائل هم:
1 - راشد بن خثيم
2 - عثمان بن يسار
3 - طريف بن خليد
4 - غطريف بن عبدالسلام
5 - الحارث بن عمرو
6 - سالم بن ذكوان
7 - نافع بن عبدالله
8 - يزيد بن يسار
9 - عبدالعزيز بن سعد
10 - مالك بن أسيد
11 - عنيفة
12 - نعمان بن سلمة
13 - عبدالملك بن المهلب
14 - حبرة بن ضمرة
وقد كان لبعض هؤلاء أكثر من رسالة كطريف بن خليد ومالك بن أسيد ونعمان بن سلمة وعبدالملك بن المهلب.
وتنتهي هذه الرسائل بالقول: تم ما وجد والحمد لله من جوابات أبي الشعثاء جابر بن زيد
والترقيم الموجود على صفحات الرسائل غير وارد في الأصل وإنما قام به النامي بتوجيه من أستاذه المشرف الدكتور serjeant حتى تسهل الإحالة على هذه النصوص.
تابع
¥(11/485)
ـ[أبو عزان]ــــــــ[12 - 02 - 06, 09:25 م]ـ
تابع
أما النسخة المطبوعة على الآلة الكاتبة الموجودة في المكتبة الإسلامية بسلطنة عمان فيبدو أن الدكتور النامي هو الذي قام بتخريج نصها وشرع في تحقيقها وهذا واضح من الملاحظات الجانبية.
وهذه التعليقات الموجودة على جوانب النسخة المطبوعة تدل على أن كاتبها مطلع على النسخة الأصلية - المخطوطة - بالمكتبة البارونية ولم يطلع أحد سوى النامي على هذه الرسائل بل هو مكتشفها.
وهذه النسخة مصنفة تحت الرقم الخاص (616 ج) والرسالة الثامنة عشرة غير موجودة مع باقي الرسائل والمقاس العام لهذه النسخة المطبوعة هو 18 في 15 سم وعدد الأسطر بين 22 و 24 سطرا بالنسبة للصفحات المملوءة.
كما أن هناك فراغات وسط بعض الأسطر حيث تكون الإشارة إلى أنه بياض في الأصل أو من غير تعليق عليه.
تابع
ـ[أبو عزان]ــــــــ[12 - 02 - 06, 09:28 م]ـ
تابع
وهذه الرسائل تختلف من حيث طولها وقصرها إذ تتراوح بين 14 سطرا و 87 سطرا وهي كالآتي:
الرسالة 1: رسالة جابر بن زيد إلى أحد أصحابه ولم يذكر اسمه وبها 21 سطرا
الرسالة 2: رسالة جابر بن زيد إلى عثمان بن يسار عدد الأسطر 54
الرسالة 3: رسالة جابر بن زيد إلى طريف بن خليدعدد الأسطر 87 وهي أطول رسالة.
الرسالة 4: رسالة جابر بن زيد إلى غطريف بن عبدالرحمن عدد الأسطر 46 سطرا.
الرسالة 5: رسالة جابر بن زيد إلى الحارث بن عمرو عدد الأسطر 53 سطرا.
الرسالة 6: رسالة جابر بن زيد إلى عنيفة عدد الأسطر 85 سطرا.
الرسالة 7: رسالة جابر بن زيد إلى نافع بن عبدالله عدد الأسطر 38 سطرا.
الرسالة 8: رسالة جابر بن زيد إلى يزيد بن يسار عدد الأسطر 27 سطرا.
الرسالة 9: رسالة جابر بن زيد إلى عبدالعزيز بن سعد عدد الأسطر 21
الرسالة 10: رسالة جابر بن زيد إلى مالك بن أسيد عدد الأسطر 38
الرسالة 11: رسالة جابر بن زيد إلى سالم بن ذكوان عدد الأسطر 29
الرسالة 12: رسالة جابر بن زيد إلى نعمان بن سلمة عدد الأسطر 14 وهي أقصر الرسائل
الرسالة 13: رسالة جابر بن زيد إلى نعمان بن سلمة عدد الأسطر 59
الرسالة 14: رسالة جابر بن زيد إلى طريف بن خليد عدد الأسطر 28
الرسالة 15: رسالة جابر بن زيد إلى مالك بن أسيد عدد الأسطر 46.
الرسالة 16: رسالة جابر بن زيد إلى عبدالملك بن المهلب عدد الأسطر 69.
الرسالة 17: رسالة جابر بن زيد إلى عبدالملك بن المهلب عدد الأسطر 71.
تابع
ـ[أنس صبري]ــــــــ[05 - 03 - 06, 03:06 م]ـ
هذه المباحث التي كتبها أبو عزان كأني قرأتها وخصوصا الحديثية منها في رسالة ماجستير نوقشت في جامعة آل البيت في الأردن لأحد الطلبة العمانيين بعنوان الحديث عند الإباضية قبل سنوات(11/486)
إمام عصره في الجرح والتعديل العلامة المعلمي اليماني، رحمه الله
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[07 - 02 - 06, 02:10 م]ـ
"
إمام عصره في الجرح والتعديل العلامة الفذ المعلمي اليماني، ثم الهندي، ثم المكي، رحمه الله
الحمد لله رب العالمين؛ والصلاة والسلام على رسوله الكريم محمد، وعلى إخوانه من النبيين وأصحابه والتابعين، ومن سار على طريقتهم من المسلمين الصادقين؛ وبعد.
فالكلام في مناقب هذا الرجل وفي علمه، يطول كثيراً، وإذا ذكر الغلو في العلماء – ونعوذ بالله من الغلو - فإني لا أخاف أن أكون مغالياً إلا في أفراد قلائل جداً، هذا الرجل واحد منهم، وما ذاك إلا لما رأيته في كتبه من خصال عظيمة، بل هي في هذا الزمن عجيبة، ولكن يأبى الله إلا أن يهيء في كل فترة من الزمن من ينصر دينه المبين ويعلم الجاهلين ويقمع المعاندين والحاقدين؛ ولقد كان هذا الرجل واحداً من هؤلاء، فيما نحسب، ولا نزكي على الله أحداً؛ والحمد لله.
وهذا موضوع في منهج هذا العالم في نقد الأحاديث ورواتها، وفي بيان جهوده في ذلك؛ أرجو من الله تبارك وتعالى أن يوفقنا فيه، وأن ينفع به نفعاً عظيماً؛ وفي النية أن أطيل النفس في هذا الموضوع، وأن أداوم عليه مدة غير قصيرة، إن شاء الله تعالى.
وأريد – هذه المرة – أن أفتتح الموضوع بما وجدته من روابط تتعلق بالمعلمي وكتبه، ثم أبدأ بعد ذلك بكتْبِ ما عندي؛ ومن الله التوفيق.
فدونك الروابط المشار إليها:
ترجمة العلامة المعلمي (أبو مصعب بن محمود الأثري):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=42097&highlight=%C7%E1%E3%DA%E1%E3%ED
كتاب علم الرجال وأهميته - للعلامة المعلمي (أبو مصعب بن محمود الأثري):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=42103&highlight=%C7%E1%E3%DA%E1%E3%ED
طرق الأئمة في اختبار الرواة - من كلام العلامة المعلمي (أبو مصعب بن محمود الأثري):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=42094&highlight=%C7%E1%E3%DA%E1%E3%ED
التجديد عند العلامة المعلمي (أبو أنس العلي):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=30272&highlight=%C7%E1%E3%DA%E1%E3%ED
المعلمي والتنكيل (خالد الأنصاري):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=63184&highlight=%C7%E1%E3%DA%E1%E3%ED
مقدمة العلامة المعلمي -رحمه الله - لكتاب "المنار المنيف" لابن القيم (خليل بن محمد):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22499&highlight=%C7%E1%E3%DA%E1%E3%ED
مكتبة الشيخ المحدث عبد الرحمن المعلمي (أبو عمر البديري):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35859&highlight=%C7%E1%E3%DA%E1%E3%ED
حمّل كتاب (التنكيل) للعلامة عبدالرحمن بن يحيى المعلمي (عبدالرحمن الفقيه):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11997&highlight=%C7%E1%E3%DA%E1%E3%ED
حمل رائعة الشيخ المعلمي "التنكيل" (العدوي):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13135&highlight=%C7%E1%E3%DA%E1%E3%ED
حمّل الفوائد المجموعة في الأحاديث المجموعة للإمام الشوكاني بتحقيق العلامة المعلمي (عبدالرحمن الفقيه):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=20107&highlight=%C7%E1%E3%DA%E1%E3%ED
حمّل كتاب (الاستبصار في نقد الأخبار) للشيخ عبدالرحمن المعلمي رحمه الله (عبدالرحمن الفقيه):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21195&highlight=%C7%E1%E3%DA%E1%E3%ED
سؤال عن البحوث حول ذهبي العصر المعلمي (باز11):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27178&highlight=%C7%E1%E3%DA%E1%E3%ED
مجموع رسائل ومقالات المعلمي (البخاري):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7970&highlight=%C7%E1%E3%DA%E1%E3%ED
حول الفاكهي والأزرقي، وكتابيهما (أخبار مكة) عند العلامة المعلمي (أبو عمر السمرقندي):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=57377&highlight=%C7%E1%E3%DA%E1%E3%ED
سنة الجمعة القبلية (رسالة للعلامة المعلمي مخطوطة لم تطبع) (زياد العضيلة):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=54771&highlight=%C7%E1%E3%DA%E1%E3%ED
أين أجد هذه الرسالة عن الإمام المعلمي رحمه الله (أبو فهد الأثري):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19001&highlight=%C7%E1%E3%DA%E1%E3%ED
رسائل المعلمي اليماني (المخطوطة) يا أهل مكة أين هي؟ (أبو عبد الرحمن بن أحمد):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27091&highlight=%C7%E1%E3%DA%E1%E3%ED
بلوغ الأماني من كلام المعلمي اليماني .. فوائد وقواعد في الجرح والتعديل وعلوم الحديث (أبو الفضل):
http://saaid.net/book/open.php?cat=91&book=2067
بلوغ الأماني من كلام المعلمي اليماني .. فوائد وقواعد في الجرح والتعديل وعلوم الحديث (بيان):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39416&highlight=%C7%E1%E3%DA%E1%E3%ED
أرجو من يفيدنى ببيان بمؤلفات العلامة المحدث .. عبد الرحمن بن يحيى المعلمى اليماني (أحمد بن آل عبيد):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39732&highlight=%C7%E1%E3%DA%E1%E3%ED
بشرى بخصوص كتب الشيخ عبدالرحمن المعلمي (أبو مهند النجدي):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=42224&highlight=%C7%E1%E3%DA%E1%E3%ED
بحث حول تفسير الرازي للشيخ عبدالرحمن المعلمي (عبدالرحمن الفقيه):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=18529&highlight=%C7%E1%E3%DA%E1%E3%ED
"
¥(11/487)
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 06:41 م]ـ
ننتظر شوقاً كتابة ماوعدت به هنا,
وجزاك الله خيرا على مثل هذه المواضيع النافعة ورحم الله هذا الإمام الجليل
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[07 - 02 - 06, 10:13 م]ـ
هذا الإمام لم يُعط حقه، والله المستعان ....
وكم من طلاب العلم من يجهل مقام هذا البحر ....
وجزاك الله خيراً ....
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[08 - 02 - 06, 09:59 ص]ـ
بارك الله فيك أخانا الكريم على هذا الجهد
ـ[خالد بن عبدالله]ــــــــ[09 - 02 - 06, 12:32 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ننتظر شوقاً كتابة ماوعدت به
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[14 - 02 - 06, 10:20 ص]ـ
"
إخوتي الأفاضل: محمد سفر العتيبي، أبو محمد القحطاني، أبو العباس السكندري، خالد بن عبدالله:
جزاكم الله خيراً، وبارك فيكم، وأنا قريباً - إن شاء الله - سأبدأ.
ولا أظن أنني سآتي بجديد ولا بطريف؛ ولن أغرِبَ على أهل العلم وطلبته بشيء؛ ولكن الكلام عن مثل هذا الرجل وعلمِه طريفٌ أبداً، ولعل هذا الموضوع يكون بإذن الله موضوعاً في نصرة الحق وأهله والحديث وعلمائه.
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[14 - 02 - 06, 10:47 ص]ـ
"
باب في بيان ما عُرف من جهود العلامة المعلمي في التأليف والتحقيق
هذه ترجمة مختصرة للحبر الرباني والناقد المحدث شيخ نقاد العصر الحديث الزاهد البحاثة الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني وهي من مقدمة كتاب بلوغ الأماني من كلام المعلمي اليماني (فوائد وقواعد في الجرح والتعديل من كلام العلامة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي) طبع دار أضواء السلف
أثاره ومؤلفاته
تتنوع أثار الشيخ- رحمه الله- إلى ثلاثة أنواع: ما قام بتأليفه، وما قام بعحقيقه وتصحيحه، وما شلرك في تحقيقه وتصحيحه.
أولا: ما قام بتأليفه (23):
1 - [طليعة التنكيل] (24):
وهو مقدمة لكتابه [التنكيل] حيث ذكر في [الطليعة] شيئًا من مغالطات الكوثري ومجازفاته وفصل القول فيها في [التنكيل].
2 - [التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل] (25)
وهو من أنفس ما كتب الشيخ رحمه الله ويظهر فيه تبحره وسعة إطلاعه ودقته وتحقيقاته في علوم الحديث والإعتقاد والفقه وغيرها من العلوم وغيرته على السنة وذبه عن أهلها ومعتقدهم.
قال المعلمي رحمه الله: ((فإني وقفت على كتاب [تأنيب الخطيب] للإستاذ العلامة محمد زاهد الكوثري، الذي تعقب فيه ما ذكره الحافظ المحدث الخطيب البغدادي في ترجمة الإمام أبي حنيفة من [تاريخ بغداد] من الروايات عن الماضين في الغض من أبي حنيفة، فرأيت الأستاذ تعدى ما يوافقه عليه أهل العلم من توقير أبي حنيفة وحسن الذب عنه إلى ما لا يرضاه عالم متثبت من المغالطات المضادة للأمانة العلمية ومن تخليط في القواعد والطعن في أئمة السنة ونقلتها, حتى تناول بعض أفاضل الصحابة والتابعين والأئمة الثلاثة، مالكا والشافعي وأحمد, وأضرابهم وكبار أئمة الحديث وثقات نقلته والرج لأحاديث صحيحة ثابتة، والعيب للعقيدة السلفية فأسلء في ذلك جدا، حتى إلى الإمام أبي حنيفة نفسه، فإن من يزعم أنه لا يتأتى الدفاع عن أبي حنيفة إلا بمثل ذلك الصنيع، عساء ما يثنى عليه، فدعاني ذلك إلى تعقيب الأستاذ فيما تعدى فيه، فجنعت في ذلك كتابا أسميته [التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل].
ورتبته على أربعة أقسام:
القسم الأول: في تحرير القواعد التي خلط فيها.
القسم الثاني: في تراحم الأئمة والرواة الذين طعن فيهم.
وهم نحو ثلاثمائة، فيهم أنس بن مالك رضي الله عنه، وهشام بن عروة بن الزبير بن العوام، والأئمة الثلاثة، وفيهم الخطيب. وأدرجت في ذلك تراجم أفراد مطعون فيهم حاول توثيقهم ورتبت التراجم على الحروف المعجمة.
القسم الثالث: في الفقهيات: وهي مسائل انتقدت على أبي حنيفة وأصحابه حاول الأستاذ الإنتصار لمذهبه.
القسم الرابع: في الإعتقاديات: ذكرت فيه الحجة الواضحة لصحة عقيدة ائمة الحديث إجمالا وعدة مسائل تعرض لهل الاستاذ ولم أقتصر على مقصود التعقب بل حرصت على أن يكون الكتاب جامعا لفوائد عزيزة في علوم السنة مما يعين على التبحر والتحقيق فيها.
وحرصت على توخي الحق والعدل واجتناب ما كرهنه للأستاذ، خلال إفراطه في إساءة القول في الأئمة جرأني على أن أصرح ببعض ما يفتضيه صنيعه وأسأل الله تعالى التوفيق لي وله)) (26)
¥(11/488)
3 - [الأنوار الكاشفة لما في كتاب أضواء على السنة من الزلل والتضليل والمجازفة] (27)
* قال الشيخ في مقدمته: ((فإنه وقع إلى كتاب جمعه الأستاذ محمود أبو رية وسماه [أضواء على السنة النبوية] فطالعته وتدبرته فوجدت تهجما وترتيا وتكميلا للمطاعن في السنة النبوية مع اسياء اخرى تتعلق بالمصطلح وغيره، ورأيت من الحق عليَّ أن أضع رسالة أسوق فيها القضايا التي ذكرها أبو رية وأعقب كل قضية ببيان الحق فيها متحريا- إن شاء الله- الحق، وأسأل الله تعالى التوفيق والتسديد، إنه لا حول ولا قوة إلا به وهو حسبي ونعم الوكيل)) (28)
وكما ذكر الشيخ: أن كتاب أبي رية يعتبر جمعًا وترتيبًا ونكميلًا للمطاعن في السنة النبوية، فكتاب [الأنوار الكاشفة] يعتبر حلقة في سلسلة ما كتب دفاعًا عن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وحشدًا وجمعًا لجيوش وعساكر أهل السنة في الرد على المبتدعة وأهل الأهواء والزندقة، وكشفًا لزيفهم وتبيانًا لزللهم وضلالهم، {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ} [التوبة: 32].
4 - [علم الرجال وأهميته]:
وهي محاضرة ألقاها في المؤتمر السنوي الذي أقامته دائرة المعارف العثمانية 1357هـ. (29)
5 - [مقام إبراهيم- عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام- هل يجوز تأخيرة عن موصفه عند الحاجة لتوسيع المطاف] 30)
وموضوع الرسالة ظاهر من عنوانها، ولقد كاول الشيخ رحمه الله تنقيع الأدلة ودلالتها على وجه التحقيق.
6 - [العبادة]:
ذكره الشيخ في عدة مواضع من كتبه، وقال عنه: ((هو كتاب من تأليفي استفرأت فيه الآيات القرآنية ودلائل السنة والسيرة والتاريخ وغيرها لتحقيق ما هي العبادة، ثم تحقيق ما هو عتادة الله مما هو عتادة لغيره)) (31).
7 - [أحكام الكذب]:
ذكرها الشيخ في عدة مواضع من كتبه (32).
وقال في [التنكيل]: ((شرحت فيها ما حقيقى الكذب؟ وما الفرق بينه وبين المجاز؟ وما هي المعاريض؟ وما هو الذي يصح الترخيص فيه؟ وغير ذلك)).
8 - [حقيقة التأويل]:
قال الشيخ في أولها: ((أما بعد، فهذه رسالة في حقيقة التأويل وتمييز حقه من باطله وتحقيق أن الحق منه لا يلزم من القول به نسبة الشريعة إلى ما نزهها الله عز وجل عنه من الإيهام والتورية والألغاز والتعمية))، ولم يكملها الشيخ (33).
9 - [تحقيق البدعة]:
وقد ألفه لتقريب معنى البدعة للناس وتبسيط ما ذكره العلماء من قبل في بيان حكمها، ولم يكملها.
10 - [الرد على المتصوفة القائلين بوحدة الوجود]:
وهي رسالة رد فيها على رجل يدعى السيد حسن الضالعي، كان في (صبيا) يتظاهر بالحلول والإتحاد.
11 - [الحنيفية والعرب]:
وهو موجودة في 10 صفحات ولكن بعص أوراقها متآكلة.
12 - رسالة في قوله تعالى: {إنَّ الْظَنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحقِ شِيئًا}:
ذكرها الشيخ في كتابه [الأنوار الكاشفة].
13 - [إغاثة العلماء من طعن صاحب الوراثة في الإسلام]:
ذكره عبد الله المعلمي في ترجمة والده.
14 - [فلسفة الأعياد وحكمها في الإسلام]:
من عناوينها ((منشأ الأعياد)) ((الأعياد الدينية)) ((نظرية الأعياد في الإسلام))، وتقع في 7 صفحات.
15 - [الإحتجاج بخبر الواحد]:
ذكرها في رسالة [الاستبصار في نقد الرجال].
16 - [عمارة المقبور]:
قال في مقدمتها بعد الحمد والصلاة: ((أما بعد، فإني اطلعت على بعض الرسائل التي ألفت في هذه الأيام في شان البناء على القبور، وسمعت بما جرى في هذه المسألة نظر طالب متحرٍ للصواب ....... الخ كلامه رحمه الله)).
17 - [أحكام الحديث الضعيف]:
ذكرها في مقدمته لكتاب [الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة]، وفي [الأنوار الكاشفة] (34).
18 - [الاستبصار في نقد الأخبار]:
قال في أولها بقد الحمد والصلاة: ((إما بعد فهذه إن شاء الله تعالى رسالة في معرفة الحديث، أتوخى فيها تحرير المطالب وتقرير الأدلة وأتتبع مذاهب أئمة الجرح والتعديل فيها ليتحرر بذلك ما تعطيه كلماتهم في الرواة ...... )).
وعدد صفحاتها 62 صفحة في كراس من الحجم المتوسط ولم تكتمل.
19 - [النقد البرئ]:
ذكرها في رسالة [الاستبصار في نقد الأخبار] ص 59.
20 - [الأحاديث التي ذكرها مسلم في معدمة صحيحه مستشهدًا بها في بحث الخلاف في إشتراط العلم باللقاء]:
أخرجها وعلق عليها، وبين ثبوت السماع في بعضها (35).
¥(11/489)
21 - [تصحيح الكتب القديمة]:
رسالة قال في أولها بعد الحمد والصلاة: ((فهذه رسالة فيما على المتصدين لطبع الكتب القديمة مما إذا أوفوا به فقد أدوا ما عليهم من خدمة العلم والأمانة فيه، وإحياء آثار السلف على الوجه اللائق وتكون مطبوعاتهم صالحة لأن يثق بها أهل العلم، وهي مرتبة على مقمد وأبواب وخاتمة ..... )).
22 - [ديوان شعر]:
ذكره عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المعلمي (36) في ترجمته للشيخ رحمه الله.
* وللشيخ رحمه الله بحوث في مسائل فقهية متفرقة: منها:-
23 - بحث في قيام رمضان.
24 - بحث في توسعة المسعى بين الصفا والمروة.
25 - بحث في توكيل الولي في النكاح.
26 - بحث في الربا وأنواعه.
27 - بحث في: هل للجمعة سنة قبلية؟ وسبب تسميتها جمعة؟
ثانيًا: ما قام بتصحيحه والتعليق عليه:------------------------------.
-------------------------------------------------------- الهوامش
(23) ما كان مطبوعا من كتب الشيخ أشرت إليه ومع إغفال الإشارة فذلك إشارة إلى عدم طبعه.
(24) طبع مع التنكيل عام 1386 هـ بعناية الشيخ الألباني، طبع مكتبة المعارف بالرياض.
(25) وقد طبع عام 1386 هـ بعناية الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، طبعته مكتبة المعارف بالرياض.
(26) طليعة [التنكيل] ص (17)، ويظهر في التنكيل وطليعته سعة علم الشيخ في علوم الحديث وتمرسه في التعامل مع كتب الرجال والتراجم، ثم انظر كيف دعا الشيخ للكوثري، ونعته بالعلامة، مع مخالفاته، وهذا من إنصاف الشيخ- رحمه الله- وأدبه مع المخالف.
(27) وقد طبع عدة طبعات، إحداها طبع ((عالم الكتب)) عام 1403 هـ.
(28) مقدمة [الأنوارالكاشفة] ص (4).
(29) وقد طبعت قديمًا وأعاد نشرها الأخ أبو معاذ طارق بن عوض الله، وعلق عليها واعتنى بها، طبعتها دار الساري عام 1414هـ.
(30) طبعت بمطبعة ((السنة المحمدية)) في القاهرة.
(31) التنكيل (2/ 260).
(32) انظر التنكيل (2/ 261) و (2/ 328).
(33)
(34) الفوائد المجموعة ص (13)، الأنوار الكاشفة ص (88).
(35) انظر التنكيل (1/ 79).
(37) طبعته الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية- الرياض.
(38) طبع في مطبعة السنة المحمدية ثم في المكتب الإسلامي.
جزى الله الأخ أبا مصعب والأخ أبا أسامة صاحب كتاب (بلوغ الأماني من كلام المعلمي اليماني) خير الجزاء وأوفره.
وأنا أريد هنا أن أذكر كتب هذا الإمام بشيء من التفصيل تكميلاً لما تقدم.
إن اشتهار العالم باشتهار كتبه بل هما معنيان متلازمان، بل يكادان يكونان متطابقين، أو يكونان معنى واحداً لا معنيين.
ليس مرادي بما أكتب هنا عن المعلمي التعريف بعالم مغمور، فليس هو كذلك، بل مرادي أن يزداد شهرة فوق شهرته وعلوّاً في مكانته، فمهما بلغ من الشهرة في هذه الأعصر المتأخرات فهو أهل لذلك وزيادات، وإذا اشتهر أحد من أهل العلم في هذا العصر، بحق، فلا شك أن المعلمي من أولى الناس بذلك.
المعلمي غني عن الشهرة بعد أن توفاه الله تبارك وتعالى، وهو غني عنها في حياته، بإيمانه وزهده وورعه وعلمه وحكمته وإرادته ما عند الله تبارك وتعالى، ومعرفته بحقيقة الناس وحقيقة الاشتهار بينهم؛ هكذا أحسبه ولا أزكي على الله أحداً.
فإذا كان المعلمي غنياً عن الشهرة فليست الأمة غنية عن شهرته؛ إن الأمة مفتقرة إلى أن يشتهر علماؤها العاملون ويُعرفون حق معرفتهم؛ بل هي مفتقرة مع ذلك إلى معرفة مراتب ومنازل أولئك الأئمة المشتهرين، وذلك لتقتدي بهم وتحرص على الانتفاع بعلومهم وتسير وراءهم وتستنير آراءهم وتقتفي آثارهم وتقتطف ثمارهم.
والأمة بخير ما عرف عامتها حق خاصتها وعرف جاهلها حق عالمها، وميزت العالم من المتعالم وفرقت بين الصادق والمنافق.
إذن فسرد كتب العلامة المعلمي هنا ليس عملاً إحصائياً مجرداً، ولا تهويلاً إعلامياً دعائياً فارغاً، ولا تكثراً أو تلاعباًً؛ وإنما هو دلالة على الخير وحزْبه، وإرشاد إلى الحق ودربه، وإشارة إلى منزلة عالمٍ كاد – لولا عِظم آثاره – أن يُخفيه تواضعُه وزهْدهُ، وكاد - لولا أهل الفضل والتحقيق - أن يجهل قدرَه الناس، ولما يبتعد عهدُه.
¥(11/490)
والآن هلمَّ بنا إلى جولة بين آلاف من الأوراق العلمية المنقطعة النظير في هذا العصر الأخير، زبرتها أنامل هذا العلامة الفحل، بل عقله، وقلبه وإيمانه ويقينه، جزاه الله خير الجزاء عن أمته، وأسكنه الفردوس الأعلى بفضله ورحمته؛ آمين.
ولقد قسمت جهود المعلمي في الكتابة المعدة للنشر قسمين:
القسم الأول: جهوده في التأليف.
القسم الثاني: جهوده في التحقيق.
والآن إلى القسم الأول؛ وقد جعلته على أقسام أيضاً.
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[14 - 02 - 06, 04:37 م]ـ
"
مصنفات المعلمي رحمه الله
1 - قسم العقيدة
1 - (رفع الاشتباه عن معنى العبادة والإله، وتحقيق معنى التوحيد والشرك بالله)، أو (العبادة)
ذكره المؤلف في سبعة مواضع من كتابه (القائد إلى تصحيح العقائد)؛ ويظهر أن اسمه في الأصل هو الذي ذكرته أولاً وأن المؤلف كان يسميه، اختصاراً، كتاب (العبادة).
وقد عرّفه في حاشية الموضع الثالث من المواضع السبعة بقوله:
(استقرأت فيه الآيات القرآنية، ودلائل السنة والسيرة والتاريخ وغيرها، لتحقيق ما هي العبادة، ثم تحقيق ما هو عبادة لله تعالى، مما هو عبادة لغيره؛ يسَّر الله نشره)؛ اللهم آمين.
قال في بعض المواضع من (القائد):
(الوجه الثاني: أن من استحوذ عليه إيثار الباطل تكون الدنيا أعظم همه، فهو من جهة: إذا توفرت له نعم الدنيا ولم تنله مصائبها رضي عن ربه و دينه، وإذا أصابته المصائب سخط؛ ومن جهة أخرى يعد نعم الدنيا ومصائبها أعظم دليل على رضا الله عز وجل وسخطه؛ فإذا يسرت له نعم الدنيا ولم تنله مصائبها زعم أن الله عز وجل راضٍ عنه وعن دينه وعن عمله، وإلا زعم أن الله عز وجل ساخط عليه وعلى دينه وعلى عمله! وهذه كانت شبهة فرعون كما بينته في كتاب (العبادة) --)؛ ثم ساق طائفة من الآيات الكريمات الواردات في هذا المعنى.
وقال في موضع آخر من (القائد):
(---؛ هذا، وإذا أمر الله عز وجل بطاعة أحد أو الخضوع له أو بفعل هو في الصورة خضوع له ففعل المأمور ذلك طلباً للنفع الغيبي من الله عز وجل فهذه عبادة الله عز وجل، وهذا كسجود الملائكة لآدم، وهكذا تعظيم المسلمين لحرمات الله عز وجل كاستقبال الكعبة والطواف بها وتقبيل الحجر الأسود، وغير ذلك مما أمرهم الله به ففعلوه طاعة لله غير مجاوزين ما حده لهم، وكذلك توقير النبي وإكرام الأبوين وأهل العلم والصلاح بدون مجاوزة ما حده الله تعالى من ذلك.
والحاصل أن الخضوع طلباً للنفع الغيبي عبادة؛ فإن كان عن أمر من الله تعالى ثابت بسلطان فهو عبادة له سبحانه ولو كان في الصورة لغيره كالكعبة، وإلا فهو عبادة لغيره.
ويتعلق بهذا الباب مباحث عديدة قد بسطت الكلام عليها في كتاب (العبادة)؛ وإنما ذكرت هنا شذرة منه).
وقال في موضع آخر من (القائد) أيضاً:
(فأما قول الله عز وجل (وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبا) [الصافات 158]؛ فالمراد بالجنة هاهنا: الملائكة، والمعنى أنهم جعلوا الملائكة بنات له---واللات والعزى ومناة كانت عندهم أسماء لتلك الإناث التي زعموا أنها بنات الله، ثم جعلوا لتلك الإناث تماثيل وسموها بأسمائها، كما جرت به عادة المشركين في أصنامهم، بل عادة الناس جميعاً في إطلاقهم على التمثال والصورة اسم من يرون أن ذلك ثمثال أو صورة له.
وبهذا التحقيق يتضح معنى آيات النجم، وقد أوضحت ذلك في كتاب "العبادة" بما يثلج الصدر؛ والحمد لله).
وقال أيضاً:
(وفي الحديث: (اتقو الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل)، ذكرت طرقه في كتاب (العبادة)، وأوضحت أنه على ظاهره؛ وبسط هذا المطلب في ذاك الكتاب).
وقال أيضاً:
(المطلب الثاني: البدع العملية، والأمر في هذا قريب لولا غلبة الهوى، فإن عامة تلك البدع لا يقول أحد من أهل العلم والمعرفة أنها من أركان الإسلام ولا من واجباته ولا من مندوباته، بل غالبهم يجزمون بأنها بدع وضلالات، وصرح قوم منهم بأن منها ما هو شرك وعبادة لغير الله عز وجل، وقد شرحت ذلك في كتاب "العبادة").
وقال فيه أيضاً، في فصل تنزيه الأنبياء عن الكذب، من فصول (القائد):
¥(11/491)
(--- هذا، ولم يرد إبراهيم عليه السلام بقوله (هذا ربي)، رب العالمين، وإنما بنى على ما كان يقوله قومه في الكواكب أن أرواح الملائكة متعلقةٌ بها مدبرةٌ بواسطتها ما أقدرها الله عليه، أو شافعة إليه، ولما رأوا أن الكواكب لا تكون ظاهرة أبداً [يعني في كل الأوقات] اتخذوا الأصنام تذكارات لها ولأرواحها، وكانوا يعبدون الأصنام والكواكب تقرباً إلى تلك الأرواح، ويقولون: إن الله رب الأرباب وإله الآلهة.
وقد أوضحت هذا بدلائله من الكتاب والسنة وأقوال السلف والآثار التاريخية والمقالات، في كتاب "العبادة"؛ ولله الحمد).
ذكر الدكتور منصور السماري في كتابه (الشيخ عبد الرحمن المعلمي وجهوده في السنة ورجالها) (ص44 - 45) أن الموجود من مخطوطة مبيضة الكتاب أربعة مجلدات، مجموع صفحاتها (397) يطرح منها سقط كبير من المجلد الأول قدره (305) صفحات.
وثم قرينة في نهاية الكتاب تشعِر بأن الكتاب لم ينته بعد.
قال السماري: (ووقفت على مخطوط آخر يظهر أنه هو المسودة لهذا الكتاب)، ثم وصفه.
قال أبو أنس الصبيحي في (النكت الجياد): (ويظهر أن للزيادي عناية بهذا الكتاب----؛ فلعله يقوم بنشره وفقه الله).
وانظر هذه الروابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16056&highlight=%DF%CA%C7%C8+%C7%E1%DA%C8%C7%CF%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7347&highlight=%DF%CA%C7%C8+%C7%E1%DA%C8%C7%CF%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7393&highlight=%DF%CA%C7%C8+%C7%E1%DA%C8%C7%CF%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7132&highlight=%DF%CA%C7%C8+%C7%E1%DA%C8%C7%CF%C9
2- القائد إلى تصحيح العقائد
وهو القسم الرابع من (التنكيل)؛ وقد أفرده (المكتب الإسلامي) بالطبع؛ وهو كتاب فذ؛ أحسن الثناء عليه الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة في تذييله عليه.
وفيه من التحقيقات والتفصيلات ما يدل على تبحر المؤلف وتدقيقه، في تفهم كلام المتكلمين ومقاصدهم ومواطن الخلل والانحراف في فهومهم وعلومهم، وتضلعه في المنافحة عن عقيدة السلف بعلم وبصيرة، لا بتقليد وسطحية.
قال في أوله، بعد البسملة:
(الحمد لله الذي لا أعلم به من نفسه، ولا أصدق نبأً عنه من وحيه، ولا آمن على دينه من رسله، ولا أولى بالحق ممن أعتصم بشريعته ورضي بحكمه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده و رسوله، اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، ورضي الله عنهم اختارهم لصحبة رسوله، وحِفْظِ شريعته، وعن أتباعهم المقتدين بأنوارهم، المقتفين لآثارهم، إلى يوم الدين.
أما بعد فإن صاحب كتاب (تأنيب الخطيب) تعرض في كتابه للطعن في عقيدة أهل الحديث ونبزهم بالمجسمة، والمشبهة، والحشوية، ورماهم بالجهل والبدعة، والزيغ والضلالة، وخاض في بعض المسائل الاعتقادية، كمسألة الكلام والإرجاء، فتجشمت أن أتعقبه في هذا كما تعقبته في غيره، راجياً من الله تبارك و تعالى أن يثبت قلبي على دينه، ويهديني لما اختلف فيه من الحق بإذنه، و يتغمدني بعفوه ورحمته، إنه لا حول ولا قوة إلا بالله).
وانظر هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=36071&highlight=%E1%E1%E3%DA%E1%E3%ED
تنبيه: جريت هنا على اعتبار (التنكيل) أربعة كتب مجتمعة في كتاب واحد، فجعلت كل قسم من أقسامه كتاباً مفرداً؛ وهذا لا يخلو من أن يكون فيه نوع من التجوز، أو تركٌ للأولى، ولكنه يناسب مقصود تقسيم الكتب على الموضوعات؛ ثم هو ليس بغريب على حقيقة (التنكيل)؛ فليعلم ذلك.
3 - عقيدة العرب في وثنيتهم
طبع في (28) صفحة، ضمن مجموع ماجد الزيادي المحتوي على خمس رسائل للمعلمي.
تكلم المعلمي في هذه الرسالة بعد المقدمة على توحيد العرب، ثم على جمعهم بين الإيمان والشرك، ثم على كفرهم وشركهم، ثم على كيفية دخول الأوثان الحجاز، ثم على المنشأ في نصب الأزلام، ثم بيّن ما هي اللات والعزى ومناة؛ ثم بيَّن الذي كانوا يرجونه من الملائكة.
ثم ختم بقوله:
(هذا ما تيسر لي تعليقه في هذه الكلمة، وعسى أن يكون فيه ما يحسُن موقعه عند أهل العلم، ويبعثهم على استقصاء النظر، في هذا الموضوع وما يتصل به؛ والحمد لله أولاً وآخراً، وصلى الله على خاتم أنبيائه محمد وآله وصحبه).
4 - دين العجائز أو يُسْر العقيدة السلفية
وصفه الزيادي في مقدمة تحقيقه (عمارة القبور) للمعلمي (ص37 - 38).
5 - مناقشة لبعض أدلة الصوفية في الرياضة
وصفه الزيادي (ص40).
6 - الرد على المتصوفة القائلين بوحدة الوجود
أو الرد على حسن الضالعي الداعي إلى مذهب أهل الحلول والاتحاد في منطقة صبيا.
7 - حقيقة التأويل
وهو في ثلاثة أبواب:
الأول: في معنى التأويل.
الثاني: في الصدق والكذب.
الثالث: في حكم التأويل.
وهذا الكتاب مطبوع.
8 - الحنيفية والعرب
وصفه السماري.
"
¥(11/492)
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[14 - 02 - 06, 05:02 م]ـ
-2 -
قسم الاتباع والابتداع
9 - صدع الدُّجْنة في فصل البدعة عن السنة
ومعنى (صدع الدجنة): شق الظلمة.
قال في أولها كما قال الزيادي (ص36 - 37):
(--- ثم حدثت أحداث، وخلف خلوف، وغلا غالون، وقصّر آخرون، ووقف وقوف؛ وكثرت الخدع وانتشرت البدع، وعُبد الهوى وبئس المعبود، واشتبه المحمود بالمذموم والمذموم بالمحمود.
وكانت البلية العظمى والرزية الكبرى: قلة العلماء وتقاعدهم عن نصرة الحق، ما بين خوّار يخاف الناس أشد من خوف الله، وجبّار يرغب في الشهرة والسمعة والجاه، ومفتون بحب الحطام وخوف الطغاة، وآخر وآخر، لا نطيل بذكرهم، ولا نبالغ الآن في هتك سترهم؛ لا جرم اتخذ الناس رؤساء في الدين جهالاً، فلم يألوا أنفسهم وغيرهم خبالاً؛ فلا يكاد يُرى لهم رادع، ولا لأنوفهم جاذع، بل ولا قارع.
إذا غاب ملاح السفينة وارتمت ... بها الريح يوماً دبّرتها الضفادع
وخلا الجو للملحدين وأعداء الدين، فبالغوا في العيب والعبث، ودفنوا المحْضَا ونشروا الخبث؛ وكان ما كان؛ والله المستعان).
قال الزيادي: (الرسالة ما تزال مسودة).
قلت: مُسَوَّدات المعلمي أحب إلينا من كثير من مبيضات غيره؛ فليتها تطبع على حالها بعد أن تخدم بطريقة لائقة.
10 - تحقيق البدعة
قال الدكتور السماري (ص47):
(رسالة قال المعلمي في أولها بعد الحمد والصلاة:
(فإني ألفت رسالة في رفع الاشتباه عن معنى العبادة والإله وتحقيق معنى التوحيد والشرك بالله؛ ونبهت في مقدمتها عن الأمور التي يحتاج لها الناس ويستندون إليها، وهي غير صالحة لذلك؛ فجاء في ضمن ذلك الحديث الضعيف، فرأيت الكلام فيه يطول، فأفردته في رسالة؛ ثم وجدت إيضاح الحق فيه يتوقف على تحقيق البدعة، التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: (كل بدعة ضلالة)؛ ورأيت الكتب والرسائل التي أُلفت في التحذير من البدع، منها ما لا يكاد تَستفيد منه إلا العلماء، ككتاب (الاعتصام) للشاطبي؛ ومنها ما هو غير محرر كـ (الباعث) لأبي شامة؛ ورأيت الكلام فيها يحتاج إلى بسط، فآثرت إفرادها برسالة أقتصر فيها على ما لا بد منه---).
ثم وصفها السماري بأنها لم تكمل.
*****
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[14 - 02 - 06, 05:31 م]ـ
-3 -
قسم الفقه
11 - البحث مع الحنفية في سبع عشرة قضية
وهو القسم الثالث من التنكيل.
وهو كتاب في غاية النفاسة ونهاية التحرير والتحقيق.
وبمناسبة ذكره فإني أقترح أن يقوم بعض الحذاق من طلبة الدراسات العليا بجمع كل ما كتبه المعلمي رحمه الله في مسائل الفقه، ويرتبها ويطبعها ويعلق عليها بما يناسب، فستكون رسالة متميزة نافعة؛ وربما رأى أن يضم إليها ما كتبه في أصول الفقه.
12 - مقام إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: هل يجوز تأخيره عن موضعه عند الحاجة لتوسيع المطاف؟
طبع هذا الكتاب في حياة المؤلف، في مطبعة السنة المحمدية، بالقاهرة؛ وانتهى فيه إلى ترجيح الجواز.
وعارض هذه الفتوى سليمانُ بن عبد الرحمن بن حمدان، فألف في ردَّها كتابه (نقض المباني من فتوى اليماني، وتحقيق المرام فيما يتعلق بالمقام)، وقد أساء فيه للعلامة المعلمي رحمه الله؛ فردَّ عليه مفتي الديار السعودية في زمانه الشيخُ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ بكتاب أسماه (نصيحة الإخوان ببيان بعض ما في نقض المباني لابن حمدان من الخبط والخلط والجهل والبهتان)؛ وأعقبها أيضاً برسالة (الجواب المستقيم في جواز نقل مقام إبراهيم).
وكذا ردَّ عليه الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود رئيس المحاكم الشرعية والشؤون الدينية بدولة قطر، برسالة أسماها (تحقيق المقال في جواز تحويل المقام لضرورة توسعة المطاف بالبيت الحرام، وفيه الرد على نقض البنيان لمؤلفه سليمان بن حمدان)؛ طبعها المكتب الإسلامي.
قال الشيخ عبد الله في الفصل الأول منها:
¥(11/493)
(رُبَّ صاحبِ عزيمةٍ قوية، وطريقة قويمة، ينهض بجده وجهده إلى خدمة أمته، ومنفعة أهل ملته، بتقديم تأليف لطيف، كرسالة (المقام)، المحققة بالآثار الصحيحة والحِكم الصريحة، التي يقبلها الذوقُ السليم، وتوافق أصولَ الدين القويم، فما يخطو بعض خطوات حتى يتصدى له السعاة المماحلون، فينصبون في طريقه العواثير، ويخدّون له الأخاديد، ويأتون إليه من كل فج عميق، ليقطعوا عليه الطريق، ويُلجئوه إلى الحرج والضيق، فتضعف عزيمتُه، وتنحلُّ شكيمته، ويكسل عن المضي في سبيل عمله والنصح لأمته، ويؤثر الميول إلى الراحة والخمول---).
قلت: ما أحسن هذا الكلام وما أصدقه؛ ولكن الجملة الأخيرة منه (فتضعف عزيمته---) إلخ، إنما تليق بحال غير المعلمي، وأما هو فليس شأنه كذلك رحمه الله، وأظن الشيخ عبد الله أراد بها الحال الغالب على الناس في هذه الأعصر، ولم يرد بها المعلمي رحمه الله.
وانظر هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=71822&highlight=%E1%E1%E3%DA%E1%E3%ED
13- بحث في توسعة المسعى بين الصفا والمروة، والصفا والمروة أيضاً
ذكره الدكتور السماري.
وذكره الزيادي بإسم (رسالة في توسعة المسعى بين الصفا والمروة)، ووصف نسخة أخرى غير نسخة السماري. عمارة القبور (أو البناء على القبور):
قال في أوله: (فإني اطلعتُ على بعض الرسائل التي أُلفت في هذه الأيام في شأن البناء على القبور، وسمعت بما جرى في هذه المسألة من النزاع؛ فأردت أن أنظر فيها نظر طالب للحقِّ متحرٍّ للصواب---).
وللكتاب طبعتان، الأولى باسم (البناء على القبور) تحقيق حاكم بن عبيسان المطيري، والثانية باسم (عمارة القبور) إعداد ماجد بن عبد العزيز الزيادي؛ قال أبو أنس الصبيحي: (واعتمد فيها على النسخة المؤخرة للشيخ المعلمي، بينما اعتمد المطيري على نسخة مقدَّمة كأنها كانت مسوَّدة للكتاب).
14 - هل يدرك المأموم الركعة بإدراك الركوع مع الإمام؟
طبعت عام 1414هـ - مكتبة الإرشاد – صنعاء.
15 - (بحث في سير النبي صلى الله عليه وسلم في حجه بين المشاعر، ومتى كان إسراعه، والكلام حول وادي محسر، وسبب الإسراع فيه)
أو:
(سير النبي صلى الله عليه وسلم من عرفات إلى مزدلفة)
ذكره الدكتور السماري بالإسم الأول.
وطبعه الزيادي ضمن المجموع بالإسم الثاني (ص135 - 154).
وقد بلغ في بحثه فيه، من الدقة والفطنة وقوة الاستنباط، غايةً وأي غاية؛ وإذا اجتمع في عالم العبقرية والبراعة في النقد الحديثي وعلو الكعب في الاستنباط الفقهي فانتظر منه كل نفيسة من المسائل وكل بديعة من نتائج الدراسات
16 - التعقيب والمناقشة لبعض الشارحين من المعاصرين من الحنفية لجامع الترمذي
قال في أوله بعد ذكره لسبب تأليفه: (--- بل أكاد أجزم أن من طالع رسالتي هذه اضطره الإنصاف إلى أن يشكرني؛ وإلى الله تعالى أضرع أن يطهر قلبي من الهوى والعصبية، ويخلص عملي كله لوجهه الكريم ونصرة شريعته المرضية، وهو حسبي ونعم الوكيل).
قال الزيادي: وهذه الرسالة تحت الطبع.
17 - بحث في قيام رمضان
مطبوع؛ وفيه فوائد بديعة وتحقيقات نفيسة.
18 - بحث في صلاة الوتر ومسماه في الشرع
قال في أوله: (--- فإنه لما كان في أوائل شهر رمضان عام 1342هـ، سألني بعض الإخوان عن شيء من أحكام الوتر المختلف فيها، طالباً بيان الراجح من الأقاويل، مع بيان الدليل---).
19 - بحث في توكيل الولي في النكاح
20 - بحث في مسائل الطلاق
21 - بحث في عدم اشتراط الصوم في الاعتكاف
ذكره الدكتور السماري، ووصفه بأنه (يقع في (5) صفحات من الحجم الكبير، في الصفحة (30) سطراً، في السطر (15) كلمة، بخط لا بأس به).
ولعلها هي التي ذكرها ماجد الزيادي بالإسم التالي:
22 - رسالة حول اشتراط الصوم في الاعتكاف
قال في أولها: (--- جرت مذاكرة بين الحقير، وبين السيد العلامة صالح بن محسن الصميلي من علماء الزيدية--- في اشتراط الصوم في الاعتكاف).
(ق 31، س 34، م35×24).
23 - بحث في هل للجمعة سنة قبلية؟ وسبب تسمية الجمعة
24 - بحث في القبلة وقضاء الحاجة
25 - بحث في الربا وأنواعه والمضاربة والاحتكار
26 - التعليق على كتاب الاستفتاء في حقيقة الربا
¥(11/494)
قال في أوله: (--- قبل سنين نشر بعض الفضلاء في حيدر آباد الدكن – إحدى مدن الهند – رسالة بعنوان "الإستفتاء في حقيقة الربا "، أجلب فيها بخيله ورجله لتحليل ربا القرض؛ وأرسلت من طرق الصدارة العالية (شيخ الإسلام) في حيدر آباد إلى علماء الآفاق ليبدوا رأيهم فيها؛ وأنا مطلع على المقصود من تأليفها ونشرها، ولا حاجة الآن إلى ذكر ذلك).
27 - رسالة حول أجور العقار
قال في أولها: (كثر الضجيج هذه الأيام من ارتفاع أجور العقار، وكتب في ذلك فضيلة الشيخ عبد الله الخياط وغيره؛ والقضية وما يشبهها مفتقرة إلى تحقيق علمي مشبع لا أزعم بأني أهل له، ولكنني سأحاول كتابة ما عسى أن يكون حافزاً لمن هو أهل له على النظر في القضية وفصْلِ القول فيها---).
قال ماجد الزيادي: (هذه هي المبيضة، وهي ناقصة؛ وأما المسودة فهي بعنوان "الإسلام والتسعير ونحوه"؛ وهي كاملة).
28 - كشف الخفاء عن حكم بيع الوَفاء
قال في أوله: (--- أما بعد فقد سألني بعض الإخوان عن حكم البيع الذي يقال له: بيع العهدة، إلى غير ذلك من الأسماء؛ وهو شائع في بلاد حضرموت، وكثير من البلدان---).
29 - الرق في الإسلام
قال في أولها: (أما بعد--- فإن بعض الإخوان سألني عن قضية الرق في الدين الإسلامي، وذكر لي بعضهم اعتراضات الملحدين وشيئاً من أجوبة المرعوبين، فذكرت له ما حضرني فأُعجب به، وسألني تقييده بما يكمله في رسالة؛ فأجبته إلى ذلك راغباً إلى الله عز وجل في التوفيق).
قال ماجد الزيادي: (وهي عبارة عن أوراق مبعثرة، ولم أجد منها إلا ورقتين، من هذه الرسالة، يسَّر الله جمعها وتحقيقها وطبعها)؛ آمين.
30 - فلسفة الأعياد وحكمة الإسلام
31 - (إرشاد العامة إلى معرفة الكذب وأحكامه)؛ أو (أحكام الكذب)
قال في أولها: (--- فإني لما نظرت فيما وقع من الاختلاف في العقائد والأحكام، ورأيت كثرة التأويل للنصوص الشرعية، تبين لي في كثير من ذلك أنه تكذيب لله – عز وجل – ورسله، ثم رأيت في كلام بعض الغلاة ما هو صريح في نسبة الكذب إلى الله تعالى ورسله، وفي كلام من دونهم ما يقرب من ذلك---.
فجرّني البحث إلى تحقيق معنى الكذب؛ فرأيت أن أفرِد ذلك في رسالتي هذه، وأسأل الله تعالى التوفيق).
وقد ذكر المعلمي هذه الرسالة في مواضع من (التنكيل)، منها قوله عقب بعض المباحث:
(ليس من الكذب ما يكون الخبر ظاهراً في خلاف الواقع محتملاً للواقع احتمالاً قريباً وهناك قرينة تدافع ذلك الظهور، بحيث إذا تدبر السامع صار الخبر عنده محتملاً للمعنيين [الموافق للواقع، والمخالف له] على السواء، كالمجمل الذي له ظاهر ووقت العمل به لم يجئ، وكالكلام المرخص به في الحرب، وكالتدليس، فإن المعروف بالتدليس لا يبقى قوله (قال فلان)، ويسمي شيخاً له، ظاهراً في الاتصال، بل يكون محتملاً.
وهكذا من عرف بالمزاج إذا مزح بكلمة يعرف الحاضرون أنه لم يرد بها ظاهرها، وإن كان فيهم من لا يعرف ذلك، إذا كان المقصود ملاطفته أو تأديبه، على أن ينبه في المجلس، وهكذا فلتات الغضب، وكلمات التنفير عن الغلو، وقد مرت الإشارة إليها في الفصل الثاني، على فرض أنه وقع فيها ما يظهر منه خلاف الواقع.
وقد بسطت هذه الأمور وما يشبهها في "رسالتي في أحكام الكذب").
"
ـ[العاصمي]ــــــــ[14 - 02 - 06, 06:37 م]ـ
بارك الله فيك وعليك، وجزاك أفضل الجزاء وأجزله، وزادك توفيقا ...
أبشّرك - أخي الفاضل - أنّ الأخوين الفاضلين أحمد الحاج وعثمان المعلم قد نشرا " صدع الدجنة "، و " تحقيق معنى البدعة "، نشرتهما مكتبة أضواء السلف بالرياض.
ونشرتهما - أيضا - إحدى دور النشر بمصر!
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[14 - 02 - 06, 08:46 م]ـ
للفائدة /:
رسالته حول المقام أثنى عليها مفتي الديار محمد بن إبراهيم في فتاواه.
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[15 - 02 - 06, 09:00 ص]ـ
"
أخي العاصمي جزاك الله خيراً، وأسأل الله أن يحعلنا وإياك ممن قال فيهم: (يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ {21} خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً إِنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ).
أخي أبا محمد القحطاني، جزاك الله كل خير، وبارك الله فيك؛ أود لو حكيتَ لنا عبارة الإمام المفتي رحمه الله تعالى، إن تيسر لك ذلك.
"
¥(11/495)
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[15 - 02 - 06, 09:37 ص]ـ
-4 -
قسم أصول الفقه
32 - رسالة في أصول الفقه
قال في أولها: (أما بعد، فإني ممن عُدَّ، لقلة العلماء، عالماً؛ فسألني بعض طلبة العلم، فلا يسعني إلا أن أسعفهم بمرادهم، لا على أنني عالم معلم، بل إني طالب علم من جملتهم، أذاكرهم على حسب وسعي.
ومن جملة ما التُمس مني القراءةُ فيه: علم أصول الفقه، فوجدت الكتب التي بأيدي الناس في هذا العلم على ضربين:
الضرب الأول: كتب الغزالي ومن بعده.
الضرب الثاني: بعض مختصرات لمن قبله [يريد قبل الغزالي]، كاللمع للشيرازي والورقات للجويني.
فالضرب الأول: فإنه قد مُزج بمباحث كثيرة، من علم الكلام والأصول المنطقية؛ وأنا، وإن كان لا يتعسَّر عليَّ فهم كثير من هذين الاثنين، راغب بنفسي عنهما، متحرّج من الخوض فيهما).
وأما الضرب الثاني فإنه بغاية الاختصار، ولا يخلو ذلك عن تعقيد).
"
وأنا أقترح هنا لطلبة الدراسات العليا المتخصصين بالفقه، من محبي الشيخ والعارفين بفضله وعلمه، موضوعاً يتعلق بهذا العلم، وهو بيان منهجه في أصول الفقه والاستنباط، مذيلاً بالرسالة المذكورة، أولاً، وبنصوصه المفرقة في كتبه وحواشيه، في هذا الباب، ثانياً، فإن في مثل هذه الدراسة الكثير من النفع العلمي، بإذن الله.
للمعلمي في كتبه مواطن كثيرة ناقش فيها بعض أقوال أهل الأصول، وله في هذا العلم فوائد واختيارات وتنبيهات؛ وفي كتبه وأبحاثه الفقهية وردوده الكثير من الفوائد الداخلة في هذا المقام.
وأما أصول وقواعد الاحتجاج بالسنة - وهو من أعظم أبواب علم أصول الفقه، كما هو معلوم - فمعرفة منهج المعلمي فيه لا يحتاج إلى كبير عناء.
فإذا ضمت هذه الدراسة الاستقرائية المتعلقة بتطبيقاته على القواعد الأصولية، إلى قواعده في الاحتجاج بالحديث، إلى نصوصه الداخلة في علم الأصول، إلى رسالته الأصولية المترجمة هنا، اجتمع من ذلك كله كتاب كامل حافل بإذن الله.
"
ـ[العاصمي]ــــــــ[15 - 02 - 06, 10:49 ص]ـ
"
أخي العاصمي جزاك الله خيراً، وأسأل الله أن يجعلنا وإياك ممن قال فيهم: (يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ {21} خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً إِنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ).
آمين.
أخي أبا محمد القحطاني، جزاك الله كل خير، وبارك الله فيك؛ أود لو حكيتَ لنا عبارة الإمام المفتي رحمه الله تعالى، إن تيسر لك ذلك.
"
أخي الفاضل المفضال ...
قال الشيخ محمّد بن إبراهيم - رحمه الله تعالى - في رسالة كتبها سنة 1377 [قبل موت الشيخ المعلّميّ بتسع سنين]:
" اطّلعت على الرسالة التي ألّفها المعلّميّ في شأن " مقام إبراهيم " ... وقد قرأتها [كذا]؛ فوجدناها رسالة حسنة ونفيسة في بابها؛ فينبغي أن تطبع ويعمّ نشرها ... ".
كذا في فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم 13/ 127.
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[15 - 02 - 06, 12:51 م]ـ
"
جزاك الله خيراً.
"
ـ[العاصمي]ــــــــ[15 - 02 - 06, 01:51 م]ـ
وأنت جزاك الله خيرا، وبارك فيك.
قد وقع تداخل بين " بحث في توسعة المسعى بين الصفا والمروة "، وكتاب " عمارة القبور "، أرجو من المشرف الفاضل أن يعينك على التحرير ... والتمييز بين الكتابين.
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[15 - 02 - 06, 02:46 م]ـ
وأنت جزاك الله خيرا، وبارك فيك.
قد وقع تداخل بين " بحث في توسعة المسعى بين الصفا والمروة "، وكتاب " عمارة القبور "، أرجو من المشرف الفاضل أن يعينك على التحرير ... والتمييز بين الكتابين.
وأنا، أيضاً، أرجو من المشرف الفاضل ذلك؛ وبارك الله فيك أخي العاصمي.
13 - بحث في توسعة المسعى بين الصفا والمروة، والصفا والمروة أيضاً
ذكره الدكتور السماري.
وذكره الزيادي بإسم (رسالة في توسعة المسعى بين الصفا والمروة)، ووصف نسخة أخرى غير نسخة السماري. عمارة القبور (أو البناء على القبور):
قال في أوله: (فإني اطلعتُ على بعض الرسائل التي أُلفت في هذه الأيام في شأن البناء على القبور، وسمعت بما جرى في هذه المسألة من النزاع؛ فأردت أن أنظر فيها نظر طالب للحقِّ متحرٍّ للصواب---).
وللكتاب طبعتان، الأولى باسم (البناء على القبور) تحقيق حاكم بن عبيسان المطيري، والثانية باسم (عمارة القبور) إعداد ماجد بن عبد العزيز الزيادي؛ قال أبو أنس الصبيحي: (واعتمد فيها على النسخة المؤخرة للشيخ المعلمي، بينما اعتمد المطيري على نسخة مقدَّمة كأنها كانت مسوَّدة للكتاب).
14 - هل يدرك المأموم الركعة بإدراك الركوع مع الإمام؟
الصحيح:
13 - بحث في توسعة المسعى بين الصفا والمروة، والصفا والمروة أيضاً
ذكره الدكتور السماري، بهذا الإسم.
وذكره الزيادي بإسم (رسالة في توسعة المسعى بين الصفا والمروة)، ووصف نسخة أخرى غير نسخة السماري.
14 - عمارة القبور (أو البناء على القبور)
قال في أوله: (فإني اطلعتُ على بعض الرسائل التي أُلفت في هذه الأيام في شأن البناء على القبور، وسمعت بما جرى في هذه المسألة من النزاع؛ فأردت أن أنظر فيها نظر طالب للحقِّ متحرٍّ للصواب---).
وللكتاب طبعتان، الأولى باسم (البناء على القبور) تحقيق حاكم بن عبيسان المطيري، والثانية باسم (عمارة القبور) إعداد ماجد بن عبد العزيز الزيادي؛ قال أبو أنس الصبيحي: (واعتمد فيها على النسخة المؤخرة للشيخ المعلمي، بينما اعتمد المطيري على نسخة مقدَّمة كأنها كانت مسوَّدة للكتاب).
15 - هل يدرك المأموم الركعة بإدراك الركوع مع الإمام؟
.
.
.
.
وهكذا تسلسل الأرقام
"
¥(11/496)
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[15 - 02 - 06, 03:07 م]ـ
-5 -
قسم الحديث وعلومه، وتراجم الرواة والعلماء
34 - القسم الأول من التنكيل، وهو (قسم القواعد)
وفيه تفصيل أصيل وتحقيق دقيق لتسع قواعد حديثية مهمة كبيرة.
35 - الاستبصار في نقد الأخبار
وهو في شرح مراتب نقد الحديث، قال في أوله: (--- هذا ونقد الخبر على أربع مراتب:
الأولى: النظر في أحوال رجال سنده، واحداً واحداً.
الثانية: النظر في اتصاله.
الثالثة: البحث والنظر في الأمور التي تدل على خطأ إن كان.
الرابعة: النظر في الأدلة الأخرى مما يوافقه أو يخالفه.
فلنعقد لكل واحدة من هذه الأربع مقالة؛ ونسأل الله تبارك وتعالى التوفيق).
والظاهر أنه لم يتمه، بل كتب منه مقالة المرتبة الأولى؛ والثلاثة التي لم تكتب هي في غاية الأهمية والخطورة، ولا سيما الثالث والرابع؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون.
المقالة الأولى مطبوعة بتحقيق سيدي محمد الشنقيطي.
والمقالة الثانية قد يعوض عنها بعض تعويضٍ ما بينه هو رحمه الله في (مباحث في الاتصال والانقطاع) في القسم الأول من (قواعد التنكيل)؛ وما ذكره في رسالة (البناء على القبور)، و (الأنوار الكاشفة)، وما ورد – غير ما ذُكر - من كلام متعلق بالاتصال والانقطاع منثوراً في (التنكيل) وغيره من كتبه.
وقد قال ماجد الزيادي: (جمعتُ ما يتعلق بالتدليس وجهود المعلمي، رحمه الله، في بيانه والتعريف به، وآراءه في بعض مباحثه؛ وذلك لما حباه الله تعالى من استقراء قوي وتتبع مُضني، في كتب الرجال والعلل؛ وقد صيرفَ جمهرة منها؛ وقد سميت ما جمعته بـ {رفع التغليس عن معنى التدليس}؛ وهو جزء كبير، يسّر الله نشره).
36 - الأحاديث التي استشهد بها مسلم رحمه الله تعالى في بحث الخلاف في اشتراط العلم باللقاء
37 - الأنوار الكاشفة لما في كتاب "أضواء على السنة" من الزلل والتضليل والمجازفة
وهو من أنفع وأنفس كتبه، وكلها نافعة ونفيسة، دافع فيه عن السنة والأحاديث الصحيحة والصحابة وأهل الحديث.
قال في تقديم الكتاب، بعد البسملة:
(أقدم كتابي هذا إلى أهل العلم وطالبيه الراغبين في الحق، المؤثرين له على كل ماسواه، سائلاً الله تعالى أن ينفعني وإياهم بما فيه من الحق، ويقيني وإياهم شر ما فيه من باطل حكيته عن غيري أو زلل مني، فإنَّ حظي من العلم زهيد، وكان جمعي للكتاب على استعجال مع اشتغالي بغيره، فلم أكثر من مراجعة ما في متناولي من مؤلفات أهل العلم، ولا ظفرت ببعضها، ومنها ما هو من مصادر الكتاب المردود عليه "أضواء على السنة".
وقد سبقني إلى الرد عليه فضيلة الأستاذ العلامة الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة، مدير دار الحديث بمكة المكرمة، والمدرس بالحرم الشريف، واستفدت من كتابه جزاه الله خيراً.
ولفضيلة السلفي الجليل المحسن الشهير نصير السنة الشيخ محمد نصيف اليد الطولى في استحثاثي لإكمال الكتاب، وإمدادي بالمراجع.
وكذلك للأخ الفاضل البحاثة الشيخ سليمان بن عبد الرحمن الصنيع عضو مجلس الشورى ومدير مكتبة الحرم المكي، فإنه أمدني ببعض المراجع من مكتبته الخاصة النفيسة، وبالمراجعة والبحث عن بعض النصوص، شكر الله سعيهم وأجزل أجرهم.
ورجائي ممن يطالع كتابي هذا من أهل العلم أن يكتب إلي بما عنده من ملاحظات واستدراكات، لأراعيها أنا - أو من شاء الله تعالى- عند إعادة طبع الكتاب، إن شاء الله تعالى. وفقنا الله جميعاً لما يحب ويرضى.
غرة شهر رجب سنة 1378 المؤلف عبد الرحمن بن يحيى المعلمي) .................
وقال في خطبة الكتاب، بعد البسملة:
(الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
أما بعد، فإنه وقع إلي كتاب جمعه الأستاذ محمود أبو رية وسماه (أضواء على السنة المحمدية)، فطالعته وتدبرته، فوجدته جمعاً وترتيباً وتكميلاً للمطاعن في السنة النبوية، مع أشياء أخرى تتعلق بالمصطلح وغيره.
¥(11/497)
وقد ألف أخي العلامة الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة – وهو على فراش المرض- عافاه الله- رداً مبسوطاً على كتاب أبي رية لم يكمل حتى الآن، ورأيت من الحق علي أن أضع رسالة أسوق فيها القضايا التي ذكرها أبو رية، وأعقب كل قضية ببيان الحق فيها متحرياً إن شاء الله تعالى الحق، وأسأل الله التوفيق والتسديد، إنه لا حول ولا قوة إلا به، وهو حسبي ونعم الوكيل).
38 - رسالة في أحكام الجرح والتعديل وحجية خبر الواحد
قال في أولها: (--- وجدت كلام المتقدمين في أحكام الجرح والتعديل قليلاً ومنتشراً، وكلام من بعدهم مختلفاً غير وافٍ بالتحقيق؛ ورأيت لبعض المتأخرين كلاماً حاد فيه عن الصواب؛ ويُسِّر لي في تحقيق بعض المسائل ما لم أعثر عليه في كتب القوم؛ فأردت أن أقيد ذلك، ثم رأيتُ أن أضم إلى ذلك شيئاً من الكلام على أحكام خبر الواحد وشرائطه؛ فجمعت هذه الرسالة، وقد بنيتها على ثلاثة أبواب، ومن الله تعالى أسأل الإعانة والتوفيق---).
39 - الاحتجاج بخبر الواحد
ذكر المعلمي رسالته هذه في كتابه (الاستبصار)؛ وقال السماري (ص49): (ولم أعثر عليها).
ولا يبعد كثيراً أن يكون هذا هو الذي قبله.
40 - أحكام الحديث الضعيف
قال في أوله: (أما بعد، فهذه رسالة في أحكام الحديث الضعيف، جمعتها لما رأيتُ ما وقع للمتأخرين من الاضطراب فيه---)؛ وصفها مخطوطته السماري، وبين أن صفحاتها (107) صفحات.
وقد أشار المعلمي إلى هذه الرسالة في مقدمة تحقيقه (الفوائد المجموعة)، وفي (الأنوار الكاشفة) (ص87 - 88).
41 - علم الرجال وأهميته
وأصله محاضرة ألقاها المعلمي في المؤتمر السنوي الذي أقامته دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن، من مدن الهند، عام 1357هـ.
مطبوع، أكثر من طبعة واحدة.
42 - طليعة التنكيل
وقد طبعت أول الأمر مفردة، ثم طبعت بعد وفاته رحمه الله في أول (التنكيل).
قال المعلمي في مقدمة (الطليعة) معرّفاً بها، وبسبب تأليفها وتأليف (التنكيل):
(--- أما بعد، فإني وقفت على كتاب (تأنيب الخطيب) للأستاذ العلامة محمد زاهد الكوثري، الذي تعقب فيه ما ذكره الحافظ المحدث الخطيب البغدادي في ترجمة الإمام أبي حنيفة من (تاريخ بغداد) من الروايات عن الماضين في الغض من أبي حنيفة، فرأيت الأستاذ تعدى ما يوافقه عليه أهل العلم من توقير أبي حنيفة وحسن الذب عنه، إلى ما لا يرضاه عالم متثبت، من المغالطات المضادة للأمانة العلمية، ومن التخليط في القواعد، والطعن في أئمة السنة ونقلتها، حتى تناول بعضَ أفاضل الصحابة والتابعين والأئمة الثلاثة مالكاً والشافعي وأحمد وأضرابهم وكبار أئمة الحديث وثقات نقلته، والردَّ لأحاديث صحيحة ثابتة، والعيب للعقيدة السلفية.
فأساء في ذلك جداً، حتى إلى الإمام أبي حنيفة نفسه، فإن من يزعم [في طبعة التنكيل: (فإن من لا يزعم)، وهو خطأ] أنه لا يتأتى الدفاع عن أبي حنيفة إلا بمثل ذلك الصنيع فساء ما يثني عليه.
فدعاني ذلك إلى تعقيب الأستاذ فيما تعدى فيه، فجمعت في ذلك كتاباً أسميته (التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل)، ورتبته على أربعة أقسام:
القسم الأول: في تحرير القواعد التي خلط فيها.
الثاني: في تراجم الأئمة والرواة الذين طعن فيهم، وهم نحو ثلاثمئة، فيهم أنس بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وهشام بن عروة بن الزبير بن العوام، والأئمة الثلاثة؛ وفيهم الخطيب.
وأدرجت في ذلك تراجم أفراد مطعون فيهم حاول توثيقهم، ورتبت التراجم على الحروف المعجمة.
الثالث: في الفقهيات، وهي مسائل انتقدت على أبي حنيفة وأصحابه، حاول الأستاذ الانتصار لمذهبه.
الرابع: في الاعتقاديات، ذكرت فيه الحجة الواضحة لصحة عقيدة أئمة الحديث إجمالاً، وعدة مسائل تعرض لها الأستاذ.
ولم أقتصر على مقصود التعقب، بل حرصت على أن يكون الكتاب جامعاً لفوائد غزيرة في علوم السنة، مما يعين على التبحر والتحقيق فيها.
وحرصت على توخي الحق والعدل، واجتناب ما كرهته للأستاذ، خلا أن إفراطه في إساءة القول في الأئمة جرّأني على أن أصرح ببعض ما يقتضيه صنيعه.
وأسأل الله التوفيق لي وله.
والكتاب على وشك التمام، وهذه (طليعة) له أعجلها للقراء، شرحت فيها من مغالطات الأستاذ ومجازفاته، وذلك أنواع:----).
وقال المعلمي في مقدمة (التنكيل):
¥(11/498)
(--- وقد قدمت قبل هذا نموذجاً من مغالطاته طبع بمصر بعنوان (طليعة التنكيل)، وأجاب عنها برسالة سماها (الترحيب بنقد التأنيب) سأنظر فيما يُلتفت إليه مما فيها في مواضعه من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى، وأسال الله تعالى التوفيق).
وقال المعلمي هنا في الهامش:
(انتقد الأستاذ في (الترحيب) كلمات نابية – كما يقول – وقعت في متن (الطليعة) والتعليق عليها؛ وقد انتقدتُها قبله، وهي من تصرف المعلق الأستاذ محمد عبد الرزاق حمزة؛ وقد صرح بذلك في رسالته (حول ترحيب الكوثري) (ص37).
وذكر لي بعض المطلعين أن عامة تلك الكلمات كانت على وجه التعليق؛ لكن التبس الأمر عند الطبع، فأُدرجت في المتن). انتهى.
ومما نقله ماجد الزيادي من مسودات (التنكيل) قول المعلمي:
(طبعتْ الطليعة بعيداً عني، وبعد مدة وصلت إلي منها بضع نسخ مطبوعة؛ وكنت، عند إرسال المسوّدة إلى الناشر، أذنت بالتعليق؛ ويمكن أني أذنت بالإصلاح، كنت أعتقد أن ذلك لن يتعدى زيادة فائدة، أو التنبيه على خطأ.
فلما وقفت على المطبوع وجدت خلاف ذلك.
رأيت تعليقات وتصرفات في المتن إنما تدور على التشنيع الذي يسوء الموافق من متثبتي أهل العلم ويعجب المخالف.
هذا مع كثرة الأغلاط في الطبع.
فكتبت إلى الناشر في ذلك، على أمل التنبيه على الأغلاط، وعلى ما يدفع عني تبعة ذلك التشنيع؛ وإلى الآن لم يصلني منه جواب.
هذا مع علمي أنه ساءه ذلك التصرف، كما ساءني.
والكلمة التي طبعت كمقدمة للطليعة، إنما هي كلمة كنت كتبتها قبل تلخيص (الطليعة) بمدة، لما طلب بعض فضلاء الهند أن أشرح له موضوع كتابي؛ ولا أدري كيف وقعت إلى المعلق، أو الطابع، فأدرجها كمقدمة للطليعة.
ومع هذا لم تنجُ الكلمة من التصرف أيضاً).
43 - تعزيز الطليعة
بعد أن طبع المعلمي، رحمه الله، رسالته السابقة (طليعة التنكيل)، كتب الكوثري كتاباً في ردها، بعنوان (الترحيب بنقد التأنيب)، وذكر الكوثري فيه، أو في غيره؟؟، في جملة ما ذكره، أموراً لا يرتضيها العلامة المعلمي، وطائفة منها قعت في (الطليعة)، أثناء طباعتها، فألف المعلمي (تعزيز الطليعة)، بين فيه كيفية وقوع تلك الأخطاء.
ثم ألف المعلمي بعد هذه الرسالة كتاباً في رد (الترحيب) أسماه:
44 - شكر الترحيب
وقد قسم هذا الكتاب إلى قسمين، وصفهما بقوله:
القسم الأول: في أشياء أخذها عليَّ الأستاذ، وهو محق في الجملة---.
القسم الثاني: في أمور تجناها الأستاذ---.
ذكر هذا الكتاب والذي قبله ماجد الزيادي، وقد وقف على المسودات الخاصة بالتنكيل وطليعته.
وأنا نقلتُ – بتصرف - من (النكت الجياد) (1/ 82 - 84).
45 - قسم التراجم من (التنكيل)
وهو القسم الثاني من (التنكيل)؛ وصحيح أن هذا القسم معقود للتراجم، ولكن لو قيل: إنه كتاب نفيس في قواعد وأصول نقد الرواة، لما كان هذا القول إلا صحيحاً.
46 - تنزيه الإمام الشافعي عن مطاعن الكوثري
قال في أولها بعد أن ذكر سبب تأليفه كتاب (التنكيل):
(والآن بدا لي أن أُفرد ما يتعلق برد مزاعم الكوثري التي حاول الغض من الإمام الشافعي؛ وهو هذا---).
47 - ترجمة الخطيب البغدادي
ويظهر أن هذه الرسالة والتي قبلها هما نسخة مما في (التنكيل) من غير زيادة؛ فقد قال المعلمي في آخر رسالة بعث هو بها إلى الشيخ أحمد محمد شاكر:
(في عزمي أن أفرد من كتابي ترجمة الإمام الشافعي وترجمة الخطيب، لأن الكلام طال فيها، فصار كل منها يصلح أن تكون رسالة مستقلة).
وبمناسبة ذكر هذه الرسالة فإنه يحسن التعريف بها؛ وهي مما ذكره ماجد الزيادي في جملة ما وقف عليه من المسَودات المتعلقة بالتنكيل وطليعته، قال العلامة المعلمي في أولها:
(الحمد لله---[إلى] العلامة المفضال أبي الأشبال ناصر السنة الشيخ أحمد محمد شاكر أدام الله توفيقه---).
ثم ذكر سبب تأليفه (طليعة التنكيل)، ومنبهاً على ما وقع فيها من أخطاء أثناء الطبع، ومستفسراً عن مصادر ثلاثة حكايات ذكرها الكوثري بن غير عزو لها إلى شيء من الكتب، ولم يقف عليها المعلمي كما ذكرها الكوثري رغم طول بحثه عنها؛ وقال في آخرها:
(فأرجو إن تيسر لكم أن تفيدوني عن هذه الأمور الثلاثة).
وكان قد قال قبل ذكرها معتذراً عن الأخطاء والتقصيرات الواقعة في طبع (طليعة التنكيل) بعد أن أشار إلى سبب تأليفها وإلى طباعتها بمصر، وممهداً للاستفسار عن المسائل المشار إليها:
(لا أراكم إلا قد تفضلتم بالاطلاع عليها، وآلمني أن الفاضل الذي علق عليها تصرف في مواضع من المتن، بباعث النكاية في صاحب (التأنيب)؛ وذلك عندي خارج عن المقصود، بل ربما يكون منافياً له، وفي النكاية العلمية كفاية، لو كانت النكاية مقصودة لذاتها.
ثم وقعت في الطبع أغلاط كثيرة، ولا سيما في إهمال العلامات.
وعلى ذلك، فليس ذلك بناقص من شكري للناشر والمعلق.
وأنا الآن مشتغل بتبييض الكتاب، لكن بقيت مهمات لم أهتد إلى مواضعها؛ وأنا منذ زمان أحب التعرّف عليكم والاستمداد منكم، فيعوقني إكباري لكم وعلمي بأن أوقاتكم مشغولة بكبار الأعمال، كخدمة "المسند".
وأخيراً قَوِيَ عزمي على الكتابة إليكم، راجياً العفو والمسامحة.
أهم الفوائد التي أسأل عنها أمور:----).، فذكرها.
هذا ومما لا لعله لا يُحتاج إلى التنبيه عليه أن أكثر كتب هذا العالم الجليل، الأخرى، حافلة بالكلام على الأحاديث ورواتها.
__________________________________________________ ___________________________________________
تنبيه: اعتبرت رقم كتاب (عمارة القبور)، فزدت في أرقام الكتب رقماً واحداً، ليكون التسلسل صحيحاً.
"
¥(11/499)
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[15 - 02 - 06, 03:19 م]ـ
-6 -
قسم التفسير
48 - الرد والتعقيب على حميد الدين الفراهي
نقل خطبته الزيادي وذكر أنه قيد الطبع.
49 - الكلام حول البسملة
قال في أوله: (--- أما بعد، فقد كثر الكلام على هذه الكلمة الشريفة (بسم الله الرحمن الرحيم) وألفتْ فيها الرسائل، ولا يكاد يخلو شرح من شروح الكتب عن الكلام عليها؛ ولكنني مع ذلك لم أجد كلاماً عليها يقتصر على إيضاح معناها إيضاحاً تاماً يسهل على الطالب الإحاطة به، ليستحضره عند ذكرها؛ فسمت بي الهمة إلى محاولة ذلك، فإذا يسّر الله تبارك وتعالى لي الوفاء بذلك فمن محض فضله العظيم؛ وإلا فعذري القصور والتقصير وقلة العلم الذي يتوقف عليه التحقيق وقلة العمل المقتضي لحسن التوفيق). نقله الزيادي، وعنه نقله صاحب (النكت الجياد)، ومنه نقلت أنا.
******************
لا أعلم للمعلمي في التفسير شيئاً مصنفاً سوى هذا الأثر، والذي بعده؛ وما رأيته تكلم في شيء من كتبه على آية من كتاب الله بشيء من توسع إلا وأتى فيها بالفوائد النفيسة والتحقيقات العجيبة؛ فليته تهيأ له من الوقت ما يكفيه لتفسير كتاب الله؛ والله المستعان.
وأما تحقيقه في بيان القدر الذي كتبه الرازي من تفسيره، أعني التفسير المسمى بإسمه، ومَن الذي أتمه، فهذا المبحث أولى بقسم المتفرقات، مثلاً، منه بقسم التفسير.
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[15 - 02 - 06, 05:13 م]ـ
-7 -
قسم النحو
50 - اللطيفة البكرية والنتيجة الفكرية في المهمات النحوية
مطبوع.
51 - تلخيص الثمرات الجنية في الأسئلة النحوية، للشيخ محمد جمال بن محمد الأمير بن حسين مفتي السادة المالكية
ذكر في أولها أن سبب إقدامه على اختصارها تقريبها إلى ذِكره وتقليل ألفاظها؛ ثم قال: (وأستغفر الله العظيم من جرأتي على ذلك---).
52 - تعليقات على متن الآجرومية
53 - نظم القواعد الصغرى لابن هشام
ذكره الزيادي (ص58).
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[16 - 02 - 06, 09:30 ص]ـ
-8 -
قسم الأدب والشعر
54 - ديوان شعره
قال الزيادي: (الديوان يقع في مجلد كبير ضخم، موجود في مكتبة عبد الله الحكمي الخاصة؛ قيل: إنه أوصى بحرقه؛ ولا أظنه يصح).
هذا - بحسب علمي - هو الكتاب الأدبي الوحيد الذي ذكروه للمعلمي، ولكن لا أدري أأكون مبالغاً إذا قلت: إن كتب هذا الرجل تصلح أن تعد جميعاً، في جملة كتب الأدب، لما في أسلوبه من البلاغة والبراعة والدقة في التعبير، ولما حباه الله به من ملكة بيانية رفيعة عالية، فهو يقدر على التعبير عن أغمض المعاني وأدقها بأوضح العبارات وأرقها، إن شاء أوجز بلا إخلال، وإن شاء أطنب بلا إملال، مع الفصاحة وسلامة الذوق وجودة الفهم والبعد عن الحشو والتعقيد.
وهل الأدب والبلاغة إلا ذلك؟!
من طالع قدراً كافياً من كتب العلامة المعلمي، فلعله يراني منصفاً للرجل، ومن لم يفعل، فرجائي منه أن لا يعجل فيلومني أو يظن بي المبالغة أو الغلو.
والله أعلم.
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[16 - 02 - 06, 09:51 ص]ـ
-9 -
قسم اللغة
55 - انتقادات على طبعة (لسان العرب)
وهي في مجلدين، توجد مخطوطة في بعض المكتبات الخاصة، بمكة المكرمة.
ذكرها ماجد الزيادي في تعليقه على الرسالة الأولى من مجموعه الذي أسماه (مجموع فيه:----) (ص82)، ولم يذكر اسمها.
ولا أدري هل المراد أنه علقها على مجلدين من (لسان العرب) أو أنه أفرد تلك التعليقات وجردها فكانت في مجلدين؛ وهذا الثاني أظهر.
وعلى كل حال فهذا العمل يدل على تبحره في لغة العرب، قياساً إلى أهل عصره، من جهة، ويدل على تبحره في فن التحقيق وتصحيح المطبوعات، من جهة أخرى؛ فرحمه الله ما أوسع وأجمع معارفه، وما أدقها وأعمقها.
56 - تلخيص علامات الترقيم، من كتاب (الإملاء والترقيم) لأحمد زكي و (المطالع النصرية)
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[16 - 02 - 06, 10:30 ص]ـ
-10 -
قسم أصول تصحيح الكتب وتحقيقها
57 - رسالة فيما على المتصدين لطبع الكتب القديمة فعله
مطبوع بهذا الإسم، في (63) صفحة، أول مجموع الزيادي.
وسماه السماري (تصحيح الكتب القديمة).
58 - أصول التصحيح
عثر الزيادي على بعض هذا الكتاب، وطبعه ضمن (مجموعه) في (11) صفحة.
ومن المناسب أن يذكر هنا أيضاً، هو الكتاب المتقدم برقم (56)، وهو:
تلخيص علامات الترقيم، من كتاب (الإملاء والترقيم) لأحمد زكي و (المطالع النصرية).
¥(11/500)
*************
ويمكن في هذا الباب، أعني باب تأصيل تحقيق الكتب وتصحيحها الانتفاع بطريقة المعلمي في ذلك، بواسطة استقراء مسالكه في تحقيق ما حققه من أمّات مخطوطات الحديث كالجرح والتعديل لابن أبي حاتم، والتاريخ الكبير للبخاري والإكمال لابن ماكولا والأنساب للسمعاني وغيرها؛ وهو أحد رواد فن التحقيق، بل هو جبل من جبال التصحيح والتعليق.
وتحقيق كتب الرجال أمر صعب وشاق، ولا سيما في عصر المعلمي الذي كانت فيه المكتبة الحديثية المطبوعة فقيرة ضعيفة وغير مخدومة ولا مفهرسة.
قال المعلمي رحمه الله تعالى في مقدمته على (الإكمال) لابن ماكولا (1/ 1 - 2):
(إن أشد نقص في الكتاب العربي المطبوع كثرة الخطأ والغلط والتصحيف والتحريف، ولذلك أسباب:
منها خلو أكثر المخطوطات عن الشكل.
وخلو كثير منها عن النقط.
وتقارب صور بعض الحروف، ولا سيما في الخطوط التي لم يُعتنَ بتحقيقها.
هذه الأسباب، مع جهل النساخ، تفسد أكثر المخطوطات، وإذا لم يُعتنَ بالتصحيح، قبل الطبع، وعنده، جاء المطبوع أكثر وأفحش غلطاً من النسخ المخطوطة.
والعناية الناجحة بالتصحيح لا يكفي فيها عالِمية المصحح، بل لا بد من أمور أخر أهمها توفر المراجع.
وأكثر الألفاظ تعرضاً للغلط أسماء المتقدمين وألقابهم وكناهم ونِسبهم، لأنها - كما قال بعض القدماء - (شيء لا يدخله القياس، ولا قبله شيء ولا بعده شيء يدل عليه) {خطبة كتاب عبد الغني الأزدي في المؤتلف} ".
ليست التبعة على الخط العربي، فقد أُُعدَّ فيه من النقط والشكل وعلامات توضح أن الحرف مهمل، أي غير منقوط، ما هو كفيل -مع تحقيق الخط - بداء كل لبس.
وقد كان السلف يُعنون بذلك حق العناية، حتى إن بعضهم سمع خبراً فيه ذكرُ أبي الحوراء – بالحاء والراء – فكتبه، وخاف أن يلتبس، فيما بعدُ، بأبي الجوزاء – بالجيم والزاي – فلم يكتف بعدم النقط ولا بوضع العلامات، حتى كتب تحت الكلمة (حور عين).
ثم لما شاع التساهل في الضبط وكثر في الشيوخ من يقل تحقيقه واضطر أهل العلم الى الأخذ من الكتب بدون سماع فزع المحققون الى ما يدافعون به الخطأ والتصحيف.
فمن ذلك تأليفهم كتب التراجم مرتبة على الحروف ثم على أبواب لكل اسم، كما تراه في (تاريخ البخاري) و (كتاب ابن أبي حاتم) فمن بعدهما.
ولا ريب أن هذا يدفع كثيراً من التصحيف والتحريف.
ومن ذلك الضبط بالألفاظ كأن يقال: (بحاء غير منقوطة)؛ ويقع للقدماء قليل من هذا؛ ويكثر في مؤلفات بعض المتأخرين كابن خلكان في (وفَياته) والمنذري في (تكملته) وابن الأثير في (كامله)؛ كما نبه عليه الكتور مصطفى جواد في مقدمته لـ (تكملة إكمال الإكمال) لابن الصابوني.
ومن ذلك - وهو أجلها وأنفعها - تأليف كتب في هذا الموضوع خاصةً، وهو ضبط ما يُخشى الخطأ فيه.
وإذ كان أكثر الخطأ وقوعاً وأشده خطراً الخطأ في الأسماء التي توجد أسماء أخرى تشتبه بها، وجهوا معظم عنايتهم إلى هذا، فوضعوا له فناً خاصاً، وهو (المؤتلف والمختلف)، أي المؤتلف خطاً المختلف لفظاً، وهو كل ما لا يفرق بينه إلا الشكل أو النقط مثل: (عُبَاد) بعين مهملة مضمومة فموحدة مفتوحة فألف فدال مهملة، مع (عِباد) مثله لكن بكسر أوله، و (عباد) بتلك الحروف لكن بفتح فتشديد، و (عياذ) بعين مهملة مكسورة فتحتية مخففة فألف فذال معجمة.
وكثيراً ما يذكرون الاسمين اللذين يفرق بينهما الخط المجوَّد فقط مثل (بشر وشبر).
وربما ذكروا ما هو أقل التباساً من هذا، كما يأتي في باب (أحمد وأجمد وأحمر)، فصورة الراء مخالفة لصورة الدال مخالفة بينة، ولكن لما كانت صورتاهما قد تتقاربان في بعض الخطوط وكان اسم (أحمر) قليلاً من سمي به لم يؤمَن فيمن يرى في كتابٍ (أحمر بن فلان) مقاربة فيه صورة الراء لصورة الدال أن يتبادر إلى ذهنه أنه أحمد.
فأما ما يزيد أحد الاسمين فيه على الآخر بحرف، كحسن وحسين، وسعد وسعيد، وعبد الله وعبيد الله، وأشباه ذلك فقلما يتعرضون له لأنه يكثر جداً).
انتهى، ونقلته بطوله رجاء تحقُّق شيء من فائدة، بإذن الله.
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[16 - 02 - 06, 10:48 ص]ـ
-11 -
قسم التزكية
59 - صفة الارتباط بين العلماء، في القديم والحديث
مطبوع؛ وأصله محاضرة ألقاها الشيخ في الحفل السنوي الذي أقامته دائرة المعارف العثمانية. ذكره الزيادي (ص58).
هذا الكتاب لم أقف عليه، فلا أعرف موضوعه على وجه اليقين، ولكني قدَّرت أنه في باب التزكية وأدب العلماء والطلاب مع بعضهم ومع شيوخهم، فبنيتُ هنا على هذا الظن.
وأرجو ممن عنده نسخة من الكتاب أن يتحفنا بوصفه.
ومما أنبه عليه هنا هو أن كتب المعلمي ومقدماته وتعليقاته يظهر عليها بوضوح أمور منها تواضعه وأدبه واحتسابه الأجر والثواب، وسوء ظنه بنفسه، وإحسان ظنه بالعلماء الصادقين، ومنها تذكيره قراء كتبه بتقوى الله وبتصحيح القصد والنية، في مواضع كثيرة من كتبه، إما تصريحاً أو إشارة، وبأسلوب لطيف بليغ؛ رغم أن موضوعاتها قد يتراءى أنها بعيدة عن موضوعات التزكية وأعمال القلوب، لأنها إما كتب علمية محضة، أو ردود، أو نحو ذلك؛ فرحمه الله تعالى وأجزل مثوبته.
"
¥(12/1)
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[16 - 02 - 06, 11:05 ص]ـ
-5 -
قسم الحديث وعلومه، وتراجم الرواة والعلماء
:
:
:
استدراك على ما ذكرتُه في هذا القسم
60 - الاستدراك على بعض المواطن في (معجم البلدان) لياقوت الحموي
وهو استدراك بعض الرجال المنسوبين للبلدان، ممن لم يذكرهم ياقوت.
61 - النقد البريء
ذكره المعلمي في (الاستبصار في نقد الأخبار) (ص59)، قال:
(---، فأما الجارح، فشرطه أن يكون عدلاً، عارفاً بما يوجب الجرح، إن جرح ولم يفسر وقلنا بقبوله، [يعني قبول الجرح غير المفسر].
واشترط بعضهم أيضاً أن لا يكون بينه وبين المجروح عداوة دنيوية شديدة، فإنها ربما أوقعت في التحامل ولا سيما إذا كان الجرح غير مفسر.
وزاد غيرهم العداوة الدينية، كما يقع بين المختلفين في العقائد، وقد بسطت القول في ذلك في "النقد البريء").
قال السماري: (ولم أعثر عليها)، أي هذه الرسالة.
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[16 - 02 - 06, 11:41 ص]ـ
-12 -
قسم كتب الموضوعات الأخرى، أو التي لا أعلم الآن موضوعاتها
62 - إغاثة العلماء من طعن صاحب الوراثة في الإسلام
ذكره في مؤلفات المعلمي المخطوطة عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المعلمي في ترجمته للشيخ، المنشورة عام 1376هـ، في بعض أعداد (مجلة الحج) الصادرة بمكة المكرمة.
قال السماري في هذه الرسالة: (ولم أعثر عليها).
وقال الزيادي: لعله هو كتاب (الأنوار الكاشفة).
قال أبو أنس الصبيحي: (الظاهر أنه غيره، فقد ذكره عبد الله المعلمي في مخطوطات الشيخ، مع ذكره (الأنوار) في مؤلفاته المطبوعة؛ والله تعالى أعلم).
63 - بحث حول تفسير الرازي
طبعه ماجد الزيادي ضمن (مجموعه)، في (36) صفحة.
أطال المعلمي فيه النفَس وأظهر فيه براعة عجيبة في قوة التحقيق وكمال التدقيق والقدرة على حل المشكلات العلمية ونحوها.
وحقق أن الفخر الرازي [ت 606هـ] لم يكمل تفسيره، وأنه أكمله كل من القاضي شمس الدين أحمد بن خليل الخويي المتوفى سنة 637هـ؛ ونجم الدين أحمد بن محمد القمولي، المتوفى سنة 727هـ.
ثم حقق أن هذا التفسير المتداول الكامل مشتمل على الأصل الذي هو للرازي، وعلى تكملة الخويي؛ وأن أصله – وهو القدر الذي هو من تصنيف الفخر الرازي - هو ما يلي ذكره:
من أول الكتاب إلى آخر تفسير سورة القصص.
ثم من أول تفسير الصافات إلى آخر تفسير سورة الأحقاف.
ثم تفسير سورة الحديد والمجادلة والحشر.
ثم من أول تفسير سورة الملك إلى آخر الكتاب.
وما عدا ذلك فهو من تصنيف أحمد بن خليل الخويي؛ وهو من التكملة المنسوبة إليه؛ فإن تكملته تشمل، زيادة على ما ذُكر، تعليقاً على الأصل.
ثم عقب هذا التلخيص للبحث بقوله (هذا ما ظهر لي؛ والله أعلم)؛ وبه ختم الكتاب.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=18529&highlight=%C7%E1%E3%DA%E1%E3%ED
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[16 - 02 - 06, 12:02 م]ـ
"
هذا ما أعرفه الآن من كتب هذا الإمام، ولقد اعتمدت فيه، كثيراً، على كتاب (الشيخ عبد الرحمن المعلمي وجهوده في السنة ورجالها) لمنصور بن عبد العزيز السماري، و (النكت الجياد المنتخبة من كلام شيخ النقاد ذهبي العصر العلامة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني) لأبي أنس إبراهيم بن سعيد الصبيحي، و (مجموع فيه----[أي خمس رسائل] للعلامة المحقق---المعلمي---) أعدها للنشر وعلق عليها ماجد بن عبد العزيز الزيادي.
ولعل بعض إخواننا يفيدوننا بشيء في هذا الباب.
وإذا كانت هذه كتب المعلمي، ولعله بقي منها كتب أخرى لم تذكر؛ وإذا كانت تحقيقاته وتعليقاته على كتب العلماء لا تقل خطراً ولا تنزل رتبة عن هذه المؤلفات المذكورة، أفلا ينبغي حينئذ لمن عرف قدر جهوده العلمية والدعوية، أو قدر بعضها ثم قاس سائرها على ذلك القدر الذي عرف، أقول أفلا ينبغي له أن يشكر الله تبارك وتعالى على وجود مثل هذا العالم المجدد في هذا العصر المتأخر؟
رحم الله هذا العالم الجليل والإمام الكبير الذي بارك الله تعالى في جهوده ووفقه إلى خدمة دينه القويم ونصرة الحق بالحق نصراً قوياً واضحاً، بأسلوب علمي متين وطريقة رائقة فائقة، في وقت كانت الدنيا تموج فيه ببحار من الجهل والظلمات؟
إن الله تعالى لينصر دينه بجنود في طليعتهم العلماء العاملون، ولو كره الكافرون، أو جهل حقيقةَ النصر الجاهلون.
وجزى الله خيراً من أنشد:
ما أنجبت (صنعاءُ) بعدَك عالماً*****وسلوا العلومَ تردُّ بالتبجيلِ
كتباً تركتَ لنا فكانت مرجعاً****تُغري الحصيفَ بوافر التعليلِ
ما أنصفوكَ وأينَ مثلك بينهم؟ *****ليجولَ بين جواهر التنزيلِ
ونصرتَ معتقداً رواه محدثٌ ... **من مثْلهم في حلْبة التفضيل
ودفعتَ أوهاماً تقادمَ عهدُها**ودككتَ حِصنَ الجهم بالتنكيلِ
وانظر المشاركة الأولى من هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7970
وسأعود إن شاء الله تعالى، بعد حين، إلى ذكر ما حققه المعلمي من الكتب.
أسأل الله العون والسداد.
"
¥(12/2)
ـ[العاصمي]ــــــــ[16 - 02 - 06, 01:03 م]ـ
بارك الله فيك، وجزاك خير الجزاء وأوفاه.
مما وجدته في كنّاشتي، وقد أكون نقلته من مقدمة الزيادي بين يدي " عمارة القبور " = ما يلي:
1 - أخبار رحلته من بومباي إلى مكة، أول ذي القعدة سنة 1371، في أوراق.
2 - أخبار متفرّقة متعلّقة به، تجد كثيرا منها في مقدمة الزيادي بين يدي " عمارة القبور "، ومنها:
3 - ترجمة ذاتية مختصرة ...
4 - مناقشة بعض أدلة الصوفية في الرياضة.
5 - فهرس لبعض نوادر مخطوطات مكتبة الحرم المكي ...
6 - فهرس نوادر المطبوعات ...
والظاهر أنه علّقهما أثناء قيامه بمهمة أمانة مكتبة الحرم المكي.
7 - جزء صغير قيّد فيه رؤاه المنامية.
وما تقدّم ذكره بحاجة إلى بحث وتحرير؛ فقد قيّدته من سنوات، ولم أعاين هاتيك المخطوطات والتقييدات.
8 - وحبّذا محاولة جمع رسائله إلى العلماء؛ كأبي الأشبال الشاكري، وحمد الجاسر، وغيرهما مما أشار إلى بعضه في حاشية " الإكمال "، وقد يجتمع بعد البحث والنجث والتنقيب كتاب يحسن أن يسمى - بعد الوضع -: الرسائل المتبادلة بين المعلمي ومعاصريه.
وإن يسّر الله بجمع هاتيك الرسائل؛ سنستفيد أدبا راقيا رايقا ينبغي أن نحتذيه ونترسّمه؛ لحمته التواضع وهضم النفس، وسداه الأدب الراقي المترقرق المتأنّق المتألّق ...
أسأل الله أن يمنّ علينا بحسن الاهتداء، وجميل الاقتداء.
وأدعو الله تعالى أن يوفّق إخواننا الفضلاء بمكة لإتمام ما توفّروا عليه من جمع تراث هذا الإمام، وأسأله - جلّ في علاه - أن يمنّ عليهم بالاستقصاء والاستقراء والاتقان، إنّه سميع مجيب ...
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[16 - 02 - 06, 01:26 م]ـ
بارك الله فيك، وجزاك خير الجزاء وأوفاه.
وفيك، أخي المكرم، بارك الله.
4 - مناقشة بعض أدلة الصوفية في الرياضة.
تقدم برقم (5) في القسم الأول (قسم العقائد).
وإن يسّر الله بجمع هاتيك الرسائل؛ سنستفيد أدبا راقيا رايقا ينبغي أن نحتذيه ونترسّمه؛ لحمته التواضع وهضم النفس، وسداه الأدب الراقي المترقرق المتأنّق المتألّق ...
جزاك الله خيراً.
أسأل الله أن يمنّ علينا بحسن الاهتداء، وجميل الاقتداء.
وأدعو الله تعالى أن يوفّق إخواننا الفضلاء بمكة لإتمام ما توفّروا عليه من جمع تراث هذا الإمام، وأسأله - جلّ في علاه - أن يمنّ عليهم بالاستقصاء والاستقراء والاتقان، إنّه سميع مجيب ...
آمين
...... آمين.
"
ـ[العاصمي]ــــــــ[16 - 02 - 06, 01:35 م]ـ
بارك الله فيك، أخي الفاضل، وأسأله - تعالى - أن يستجيب دعواتنا.
وتنظر بعض رسائله النفيسة التي كتب بها إلى السلفيّ السريّ السخيّ محمد آل نصيف - رحمه الله وسائر أئمة السنة - في كتاب " محمد نصيف: حياته وآثاره " ص430، 472، 541 - 542 ...
وتالله إنّ فيها لعبقا يضوع، وأريجا يفوح، وأدبا بترقرق، وإذا ما وازنته بما آل إليه أمرنا الآن؛ يطول أسفي على ما بلينا به من التشتت والتشرذم، وقطع ما أمر الله به أن يوصل، وقلّة المبالاة ...
وقد اجتمعت عندي نسخ عن الرسائل المتبادلة بين العلماء أمر عظيم، ولو لا أنّه يطول عليّ نسخها ونقلها؛ لأتحفت بها إخواني وأطرفتهم في موضوع خاص؛ عسى أن نترسم خطاهم، ونسلك سبيلهم ...
فتشبّهوا إن لم تكونوا مثلهم - - - إن التشبه بالكرام فلاح
ـ[العاصمي]ــــــــ[16 - 02 - 06, 07:28 م]ـ
-11 -
قسم التزكية
59 - صفة الارتباط بين العلماء، في القديم والحديث
مطبوع؛ وأصله محاضرة ألقاها الشيخ في الحفل السنوي الذي أقامته دائرة المعارف العثمانية. ذكره الزيادي (ص58).
هذا الكتاب لم أقف عليه، فلا أعرف موضوعه على وجه اليقين، ولكني قدَّرت أنه في باب التزكية وأدب العلماء والطلاب مع بعضهم ومع شيوخهم، فبنيتُ هنا على هذا الظن.
وأرجو ممن عنده نسخة من الكتاب أن يتحفنا بوصفه.
أخي الفاضل المفضال، كنت هممت أن أتحفك وأطرفك بوصفه، لكنّ نفسي لم تطاوعني بالاجتزاء؛ فشرعت في كتابته على الوجه، وقطعت في النسخ شوطا لا بأس به، ثمّ قدّر الله وقوع خلل في الجهاز؛ فذهب المنسوخ كلّه؛ فضعفت همّتي عن استئناف الكتابة، عفا الله عنّي، وقوّى من عزمي ...
وأرجو من فضلاء إخواننا أن يتسابقوا؛ فيبادروا إلى نسخ المحاضرة أو مسحها ضوئيّا؛ فإنّ فيها نفائس ودررا قمين أن تكتب بماء العيون، وهي جديرة بالشرح والتعليق، خاصّة في وقتنا هذا؛ فإنّ الحاجة إليها ماسّة جدّا ...
وأنا متربّص؛ فإن كفاني فاضل كريم؛ فبها ونعمت، وإلاّ تجشّمت استئناف كتابته - أو تلخيصه -، مع كثرة الأشغال، وتزاحم الأعمال.
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[16 - 02 - 06, 08:01 م]ـ
أفلا ينبغي حينئذ لمن عرف قدر جهوده العلمية والدعوية، أو قدر بعضها ثم قاس سائرها على ذلك القدر الذي عرف، أقول أفلا ينبغي له أن يشكر الله تبارك وتعالى على وجود مثل هذا العالم المجدد في هذا العصر المتأخر؟
اللهم لك الشكر والثناء الحسن
اللهم لك الحمد بما أنت له أهل
¥(12/3)
ـ[أبو الأم]ــــــــ[17 - 02 - 06, 11:14 ص]ـ
خطوطات الشيخ مموجودة في مكتبة الحرم المكي
ـ[العاصمي]ــــــــ[17 - 02 - 06, 11:57 ص]ـ
20 - بحث في مسائل الطلاق ...
31 - (إرشاد العامة إلى معرفة الكذب وأحكامه) ...
- قد نشر كتاب في مجيليد من سنين، كأنّ ترجمته: " القول المسموع، في الطلاق المجموع والممنوع "، أو نحو ذلك.
- وترجمة الكتاب الآخر: " إرشاد العامِه، إلى معرفة الكذب وأحكامِه "، ومنه نسخة خطّيّة في نحو 24 ورقة، يسّر الله نشرها.
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[18 - 02 - 06, 12:14 م]ـ
"
جزاكم الله خيراً.
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[18 - 02 - 06, 05:23 م]ـ
"
وهذا رابط فاتني أن أشير إليه مع ما تقدم من الروابط في أوائل الترجمة، وإن كان مدرجاً تحت بعض تلك الروابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=20260&highlight=%C7%E1%E3%DA%E1%E3%ED
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[18 - 02 - 06, 05:35 م]ـ
"
وهذا رابط آخر:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=408326#post408326
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[18 - 02 - 06, 05:56 م]ـ
"
من كتب المعلمي المطبوعة هذه الكتب الأربعة، وتقدم ذكر بعضها:
الأول: أصول ينبغي تقديمها.
الثاني: الطلاق الثلاث؛ وقد طبعته دار أطلس بالرياض.
الثالث: البناء على القبور؛ وقد طبعته دار أطلس، بالرياض، أيضاً.
وطبعت هذه الثلاثة بتحقيق الدكتور حاكم المطيري.
الرابع: رسالة في حقيقة التأويل
تحقيق: جرير بن العربي الجزائري
الناشر: دار أطلس الخضراء
والأول لم يتقدم ذكره، إلا أن يكون له اسمان، وهو خلاف الأصل.
والثاني لا أدري أهو كتاب الطلاق المتقدم ذكره أم هو غيره؟
"
ـ[العاصمي]ــــــــ[18 - 02 - 06, 11:59 م]ـ
بارك الله فيك، وجزاك خيرا.
مما نشر من سنوات: فوائد في كتاب " العلل " لابن أبي حاتم ...
لكنّ عدّه من تصانيفه ... فيه توسّع وتجوّز؛ لأنّها تعليقات وعناوين كان علّقها على نسخته من كتاب " علل الحديث "، لكن يحسن ذكره في طريق تجميع تراث هذا الإمام الفحل، رحمه الله تعالى.
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[19 - 02 - 06, 09:20 ص]ـ
"
جزاك الله خيراً، أخي العاصمي
ومما يستدرك على ما ذكرناه:
مختصر "نشر النور والزهر في أعيان القرن الحادي عشر"، لمرداد
قال ماجد الزيادي في حاشية (مجموعه) (ص45) ما لفظه:
(وقد قام المعلمي - رحمه الله - بنسخ كتاب "نشر النور والزهر في أعيان القرن الحادي عشر" لمرداد، وبعد قراءته القراءة الفاحصة كتب على طرة الكتاب العبارة التالية:
{من أراد نشر هذا الكتاب فلا ينشره برمته، فإن فيه ما يخالف العقيدة}
ثم اختصره المعلمي في مجلدين مُبعداً تلك الأخطاء العقائدية من المختصر). انتهى كلام الزيادي.
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[19 - 02 - 06, 01:22 م]ـ
"
هذا رابط له ارتباط بموضوعنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=69986
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[19 - 02 - 06, 09:12 م]ـ
"
وانظر هذا الرابط، ثم الروابط الذي تحته:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=69585
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[25 - 02 - 06, 08:27 م]ـ
الكتب التي حققها العلامة المعلمي
أو
شارك في تحقيقها
بسم الله والحمد لله
الكتب التالية هي قدر نفيس من تراث المسلمين، كتب جليلة القدر رفيعة المنزلة، سهر العلامة المعلمي رحمه الله على تحقيقها وتصحيحها باذلاً فيها من جهده وعمره ما لا يقدره حق قدره إلا العارفون بحقيقة التحقيق ولا سيما لمثل الكتب الآتية، وفي مثل عصر المعلمي ومن قِبل رجل متثبت جداً وحريص جداً كالمعلمي، فرحمه الله وجعل الفردوس نزله ومأواه.
وإليك الكتب:
القسم الأول: كتب العقيدة
1 - الرد على الأخنائي واستحباب زيارة خير البرية الزيارة الشرعية، تأليف شيخ الإسلام ابن تيمة
طبعته بتحقيقه الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
صحح أصله وحققه وخرّج أحاديثه، مقتصراً على عزوها فقط، سوى حديث واحد؛ وقد بلغ عدد الأحاديث بدون المكرر (127) حديثاً.
2 - الجواب الباهر في زوار المقابر، تأليف شيخ الإسلام ابن تيمية
هذا الكتاب اشترك في تحقيقه الشيخ سليمان بن عبد الرحمن الصنيع، والشيخ المعلمي، وقام المعلمي وحده بتخريج أحاديثه.
¥(12/4)
3 - لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية شرح الدرة المضية في عقيدة الفرقة المرضية، للسفاريني
قال الدكتور منصور السماري (ص86): (لم أعثر على الطبعة التي شارك فيها).
وذكره عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المعلمي في ترجمته للعلامة المعلمي، ولكن بإسم (شرح عقيدة السفاريني)، وذكر أنه حققه بالاشتراك؟؟.
القسم الثاني: كتب الفقه
4 - كشف المخدَّرات والرياض المزهرات شرح أخصر المختصرات، في فقه الإمام أحمد بن حنبل الشيباني رضي الله عنه، للشيخ زين الدين عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد البعلي ثم الدمشقي (1110 – 1192هـ)
هذا الكتاب طبعه في مجلد واحد الشيخُ محب الدين الخطيب في مطبعته، وقال: (وهذا الذي نبه عليه حضرة العالم الجليل الشيخ عبد الرحمن المعلمي [أي مما وقع في الأصل من الاشتباه والتصحيف والتحريف] وقد ذكر أن التنبيه عليه ضئيل الفائدة، أعرضنا عنه عند الطبع، لأنه من سقطات قلم ناسخ الأصل، وهو أعجمي، كما علمتَ؛ وأبقينا ما في التنبيه عليه فائدة علمية؛ والحق أن الأستاذ المعلمي خدم هذا الشرح بصبر وبصيرة---)؛ قلت: وتلك عادته في تحقيقاته.
ومما قاله المحقق المعلمي في مقدمة تحقيقه، وهو يبين عمله في إصلاح الأصل وتصحيحه ويشرح صعوبة ذلك: (---لكثرة ما في الأصل من اشتباه وتصحيف وتحريف التزمت مع مقابلة المتن المطبوع مراجعة الكتب الموجودة في المكتبة في الفقه الحنبلي، ولا سيما المنتهى بشرحه والإقناع بشرحه، فإن شارحنا لا يكاد يخرج عنهما، ويساير هذا تارة، وهذا أخرى----).
وقال (ص9 - 10): (ولا أقول إني حققت الكتاب ولا صححته، وإنما قمت بما تيسر من الإصلاح في الجملة، إذ لم تطبْ نفسي بإهماله، والله الموفق).
وللمعلمي على هذا الكتاب تعليقات وجيزة في جملة من الهوامش، فقد قال في كلمة ختامية في آخر الكتاب بعد الحمد والصلاة:
(وبعد، فقد فرغت من نسخ هذا الشرح عن النسخة المحفوظة بمكتبة الحرم المكي---.
هذا وقد روحت عن نفسي من سآمة النقل بتعليق كلمات من عندي في الهوامش).
وقال: (وفي الكتاب بعض كلمات هي موضع للاعتراض كقوله "وعُني بهم" بعد "رضي الله عنهم"؛ والأمر فيها ليس بشديد.
وفيه أيضاً الاستدلال بأحاديث فيها نظر، كما هي العادة في كتب الفقه، حال بيني وبين البحث عنها استعجال إتمام الكتاب؛ وكتب الحديث بحمد الله عز وجل متيسرة؛ والله الموفق).
وانظر (النكت الجياد) (ص67).
5 - عمدة الفقه، للإمام موفق الدين بن قدامة الحنبلي
جاء على غلاف الكتاب: (قابل الأصل وحرّره عبد الرحمن بن يحيى المعلمي أمين مكتبة الحرم؛ شرحه وعلق حواشيه عبد الله بن عبد الرحمن البسام---).
طبعته مطبعة الحلبي، ونشرته مطبعة النهضة الحديثة بمكة.
القسم الثالث: كتب الرواية المسندة وكتب نقد الأحاديث
6 - الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة لمحمد بن علي الشوكاني
ولقد كانت تعليقات المعلمي رحمه الله هي الفوائد المجموعة حقاً، نعم، لقد جمع معاني عزيزة في ألفاظ وجيزة، ونبه على قواعد جليلة وأصول أصيلة في ألفاظ يسيرة قصيرة؛ ولو عدّت تعليقات المعلمي على هذا الكتاب كتاباً مفرداً له، وسميت مثلاً (تخريج أحاديث الفوائد المجموعة) لما كان ذلك عن الحقيقة ببعيد.
لقد أبان المعلمي في تعليقه على هذا الكتاب عن تمكن عجيب في فن نقد الأحاديث، وبرهن أنه واحد من علماء العلل وجهابذة النقد، وما أظن أولئك الأئمة الكبار قد سبقوه في هذا المضمار إلا بشيء واحد هو سعة حفظهم للأحاديث وأسانيدها وأسماء الرواة وتراجمها؛ وأما صحة العلم وجودة الفهم وسيلان الذهن ودقة النظر وقوة الملاحظة واعتبار القرائن وحسن التتبع وكمال التثبت فهو إمام في هذا كله.
ووالله إني لأثق – في الغالب - بكلامه على الحديث أكثر من ثقتي بكلام الحافظين الجليلين الإمامين الذهبي وابن حجر، وإن كان هو يعتمد عليهما في كثير من الأحيان.
7 - المنار المنيف في الصحيح والضعيف، للإمام ابن قيم الجوزية
طبعته مطبعة السنة المحمدية بتحقيق محمد حامد الفقي، ثم طبعه المكتب الإسلامي، ثم نشرته دار العاصمة سنة 1419هـ، بتحقيق الدكتور منصور السماري.
8 - مسند أبي عوانة
وهو مستخرج الإمام أبي عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفرائيني، على صحيح مسلم.
شارك المعلمي في تحقيق وتصحيح الجزأين الأول والثاني من الكتاب.
¥(12/5)
9 - عمل اليوم والليلة، لابن السني
10 - السنن الكبرى، للبيهقي
شارك الشيخ في تحقيقه من بداية الجزء الرابع إلى آخره، وهو الجزء العاشر.
11 - دلائل النبوة، لأبي نعيم الأصبهاني
هذا الكتاب طبعته دائرة المعارف العثمانية، بالهند، وصورته دار المعرفة، ببيروت.
قال الصبيحي (1/ 101) بتصفح الكتاب المصور يلاحظ كثرة التعاليق التي تختم بحرف (ح)؛ وهذا عهد من صنيع الشيخ عبد الرحمن اليماني رحمه الله.
12 - موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان، لنور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي
قام الشيخ المعلمي بقراءة الكتاب قبيل طباعته، فأصلح فيه أكثر من خمسمئة خطأ، وجمع ذلك كله في جدول وضعه في آخر الكتاب، وقد كُتب هذا الجدول ما نصه:
(انتهى جدول تصحيح الخطأ وتصويب الصواب في كتاب "موارد الظمآن بزوائد ابن حبان"، وهو جهد مشكور للأخ المفضال الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي، اجتهد فيه بمراجعة أسماء رجال الأسانيد من كتب الرجال ومسند الإمام أحمد وبعض السنن كالترمذي وأبي داود؛ فجزاه الله على هذا المجهود خير الجزاء---).
ولكن ليس للشيخ المعلمي تعليق على الكتاب.
13 - الأمالي الشجرية، لأبي السعادات هبة الله بن علي بن حمزة العلوي الحسني المعروف بابن الشجري
جاء في خاتمة الطبع: (واشتغل بتصحيحه--- حبيب عبد الله بن أحمد العدوي، والشيخ عبد الرحمن اليماني---).
التعليقات نادرة ووجيزة جداً، وتوقيع المعلمي (ح).
القسم الرابع: كتب المصطلح
14 - الكفاية في علوم الرواية للخطيب البغدادي
قال العلامة المعلمي في خاتمة طبع هذا الكتاب: (أما بعد، فقد تم طبع كتاب "الكفاية في علم الرواية"--- للخطيب البغدادي--- وعني بتصحيحه من رجال الدائرة --- وخادمهم الحقير عبد الرحمن بن يحيى اليماني---؛ وكان تمام الطبع في يوم الأربعاء عاشر شهر شعبان سنة 1357).
القسم الخامس: كتب الرجال والتراجم
15 - التاريخ الكبير للإمام البخاري
وهو مطبوع في (8) مجلدات، حققه الشيخ سوى المجلدين الخامس والسادس منه، فقد حققهما غيره من علماء دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن، لأنهما طبعا – لتأخر العثور على أصلهما المخطوط - بعد انتقال الشيخ المعلمي إلى مكة سنة 1371هـ.
وتعليقات العلامة المعلمي على هذا الكتاب مميزة بالحرف (ح)، كما هو اصطلاحه في سائر تعليقاته على الكتب التي شاركه في تحقيقها غيره.
وقال السيد هاشم الندوي مدير دائرة المعارف في خاتمة طبع المجلد السابع (ص443) ما نصه:
(وقد اعتنى بتصحيح هذا الكتاب وتعليق الحواشي المفيدة الأستاذ الفاضل العلامة عبد الرحمن بن يحيى اليماني؛ ولله درّه، قد اجتهد في تصحيح الأسماء والأنساب والمشتبهات؛ واستوعب النظر في الاختلافات من حيث علم الرجال ونقد الروايات من جهة الجرح والتعديل).
16 - بيان خطأ محمد بن إسماعيل البخاري في تاريخه، لابن أبي حاتم
قام الشيخ المعلمي بتصحيح هذا الكتاب والتعليق عليه بعد انتقاله إلى مكة المكرمة؛ ففي خاتمة الطبع (ص165): (واعتنى بنقله وتصحيحه والتعليق عليه مولانا العلّامة الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني أمين مكتبة الحرم المكي بمكة المكرمة زادها الله تشريفاً وتعظيما).
تم طبعه بدائرة المعارف العثمانية يوم الخميس خامس وعشرين من جمادى الأخرى سنة (1380هـ).
وللمعلمي مقدمة بين يدي هذا الكتاب، جديرة بأن تكتب بماء الذهب، كما يقولون، بل هي أغلى وأعلى، وأكثر وآثر.
وقد أبلى فيها وفي تعليقاته على الكتاب بلاء حسناً في الدفاع عن البخاري، وفي توجيه صنيع الإمامين أبي زرعة وأبي حاتم ثم ابنه أبي محمد في ما ذكره من عند نفسه أو نقله عنهما من توهيم للبخاري.
وأكثر ما ذكره ابن أبي حاتم في هذا الكتاب إنما هو عن أبيه، والنقل عن أبي زرعةقليل بل نادر.
طبع هذا الكتاب وكتاب الكنى من (التاريخ الكبير) للبخاري، في مجلد واحد، كتب عليه (المجلد التاسع)، أي من (التاريخ الكبير).
17 - موضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب البغدادي
وهو – كسابقه – صححه المعلمي وعلق عليه حال إقامته بمكة المكرمة.
قال أبو أنس في (النكت الجياد) (1/ 90): (وهو كتاب نفيس يدل على تمكن الشيخ في هذا العلم الشريف، فرحمة الله عليه).
18 - الجرح والتعديل، لابن أبي حاتم الرازي
¥(12/6)
يقع هذا الكتاب في (9) مجلدات، حققها العلامة المعلمي، سوى المجلدين السادس والسابع فلا هو ذكرهما في الأجزاء التي صرح بأنه حققها، ولا يظهر في هوامشها توقيعه (ح)، ويظهر أنه شارك في تصحيحهما أثناء الطباعة، أو في الأقل تصحيح المجلد السادس، فقد أدرِج اسمه في أسماء الذين اعتنوا بتصحيح هذا المجلد.
وذكر المعلمي اسمه في خاتمة الطبع مع بعض المشاركين له في طباعة الكتاب وخدمته بقوله (---وخادمهم عبد الرحمن بن يحيى اليماني).
ومقدمة المعلمي لهذا الكتاب لا يستغني عنها قارئه، وأما تعليقاته على الكتاب واجتهاداته في تصحيحه واختياراته في مواطن الاحتمال وترجيحاته في مواطن الاشتباه فتلك أمور دالة على حدة ذكائه وسعة اطلاعه وطول باعه وفرط نباهته وعلو همته، ودقة نظرته ونفوذ بصيرته؛ وقد طبعت بعد تحقيقه الكتاب عشرات بل مئات من كتب الحديث والرجال وغيرها فدلت على ذلك أكمل دلالة وشهدت به أصدق شهادة.
19 - تاريخ جرجان، للسهمي
طبع مرتين، سنة 1369هـ، ثم سنة 1387هـ.
20 - الأنساب، للسمعاني
حقق منه ستة مجلدات، من أوله، وهي النصف الأول من الكتاب؛ وهي النصف الأول من الكتاب، أو تزيد؛ وطبعت الستة الأخرى بتحقيق محمد عوامة وغيره.
وكان مجموع النسب المذكورة في مجلدات المعلمي (1991)، آخرها (الزيكوني)، وبلغ مجموع النسب التي استدركها في التعليق (1051)، آخرها (الزيلوشي).
وكتب المعلمي مقدمة لمطبوعة الكتاب في (36) صفحة.
وزاد المعلمي في الكتاب أشياء كثيرة جداً أثبتها بهامشه، وأوضح طريقته فيها في مقدمته؛ قال إبراهيم الصبيحي في (النكت الجياد) (ص96): (وقد صار هذا الكتاب، بتعليقات الشيخ المعلمي وزياداته، موسوعة لا يستغني عنها الباحث في هذا الفن).
21 - الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف من الأسماء والكنى والأنساب، للأمير ابن ماكولا
طبعته دائرة المعارف العثمانية، طبع منه (7) مجلدات، حقق الشيخ المعلمي الستة الأولى منها؛ وشرع في الجزء السابع، إلى مادة (عوال) (ص49) منه، وافاه الأجل ولم يكمل الكتاب.
كتب المعلمي لتحقيقه الكتاب مقدمة حافلة في (61) صفحة.
22 - المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، لابن الجوزي
جاء في خاتمة الطبع: (وعني بتصحيحه من أفاضل دائرة المعارف وعلمائها--- هاشم الندوي---و---الشيخ عبد لرحمن اليماني---).
وطبعت الدائرة القسم الثاني والأخير من الجزء الخامس، ثم كل ما بعده إلى العاشر، وهو آخر الكتاب؛ لأنها لم يتهيأ لها الوقوف على ما قبل ذلك.
ثم طُبعت بقية الكتاب مؤحراً.
23 - تذكرة الحفاظ، للذهبي
وقد ذكر في مقدمته سبب تحقيقه للكتاب مع أنه قد طبع قبل ذلك مرتين في دائرة المعارف العثمانية.
24 - الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة، لابن حجر
جاء في خاتمة الطبع: (--- وقد اعتنى بالطبع والتصحيح رفقاء دائرة المعارف---هاشم الندوي--- والفاضل النحرير الشيخ عبد الرحمن اليماني---).
التعليقات تكاد تشمل كل صفحاتىالكتاب، ولكنها موجزة؛ وتعليق الشيخ يتميز بتوقيعه (ح)، كما هي عادته في الكتب التي شورك بالتعليق عليها.
25 - نشر النور والزهر في أعيان القرن الحادي عشر، لمرداد
قال الزيادي في حاشية (مجموعه) (ص45): (قام المعلمي رحمه الله بنسخه؛ وبعد قراءته القراءة الفاحصة كتب على طرة الكتاب العبارة التالية:
"من أراد نشر هذا الكتاب، فلا ينشره برمته، فإن فيه ما يخالف العقيدة ".
ثم اختصره المعلمي في مجلدين، مُبعداً تلك الأخطاء العقائدية من المختصر) ا. هـ.
القسم السادس: كتب الشروح وما يرجع إليها
26 - المعتصر من المختصر من مشكل الآثار، للقاضي أبي المحاسن يوسف بن موسى الحنفي
وصاحب المشكل هو الطحاوي رحمه الله.
وصاحب المختصر هو في الحقيقة أبو الوليد ابن رشد الجد، خلافاً لما جاء في طرة الكتاب المطبوع من أنه أبو الوليد الباجي، فذلك خطأ، كما في مقدمة (التعديل والتجريح) للباجي (ص144) للأستاذ أحمد لبزار. نبه عليه أبو أنس الصبيحي (1/ 102) ولكن وقع فيه (لبراز) بدل (لبزار).
جاء في خاتمة طبع الجزء الأول من (المعتصر): (واعتنى بتصحيح هذا الكتاب من علماء الدائرة الشيخ محمد طه الندوي و--- وأمعن النظر فيه الشيخ عبد الرحمن بن يحيى اليماني مصحح دائرة المعارف---)؛ ومثله في خاتمة الجزء الثاني.
¥(12/7)
27 - الاعتبار في بيان الناسخ والمنسوخ من الآثار، لأبي بكر الحازمي الهمداني
صححه المعلمي وآخرون من علماء دائرة المعارف العثمانية
القسم السابع: كتب اللغة والنحو والأدب
28 - إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم لابن خالويه
تعاقب على تصحيح وتحقيق مطبوعة هذا الكتاب الدكتور سالم الكرنكوي والعلامة المعلمي والأستاذ عبد الرحيم محمود مصحح دار الكتب المصرية، وقامت بطباعته مكتبة المتنبي، بالقاهرة، وذلك في مطبعة دار الكتب المصرية، وعلى نفقة الجمعية العلمية بدائرة المعارف العثمانية.
29 - كتاب المعاني الكبير، لابن قتيبة
طبعته في ثلاث مجلدات دائرة المعارف العثمانية، ثم دار الكتب العلمية.
قال العلامة المعلمي في مقدمة تحقيقه الكتاب:
(كان العرب قبل الإسلام أمة أمية، كتابهم الطبيعة، مدرستهم الحياة، أقلامهم ألسنتهم، ودفاترهم قلوبهم، وكان كل من أراد منهم تقييد فكرة أو تخليد حكمة أو تثبيت مأثرة أو إظهار عبقرية في دقة الإحساس ولطف التصوّر وإتقان التصوير، أنشأ في ذلك أبياتاً أو قصيدة؛ فلا تكاد تجاوز شفتيه حتى يتلقفها الرواة فيطيروا بها كل مطار.
فكان الشعر وحده هو مؤلفاتهم، وهو تاريخهم، وهو مظهر نبوغ مفكريهم.
ثم جاء الإسلام، فنقلهم من الأمية إلى العلم والحضارة، ومن العزلة عن الأمم إلى مخالطتها؛ فكان من جرّاء تلك المخالطة – مع ما أفادوا بها من المصالح – أن أخذت السليقة تضعف، وأخذ اللحن والخطأ يتسرّب إلى ألسنتهم؛ وأخذ الخطر يهدد اللغة وآثار السلف ويتطاول إلى الدين نفسه، فإنَّ مداره على الكتاب والسنة، وهما باللسان العربي الفصيح.
فنهض العلماء لمقاومة ذلك الخطر، فدونوا اللغة، وأسسوا قواعدها، وقيدوا شواردها.
وكان من أهم ما اعتنوا بحفظه أشعارُ القدماء، لعلمهم أنها تراثهم وتاريخهم، وأنها المنبع المَعين لمعرفة اللغة وقواعدها، وأنها هي المحك الذي يتيسر به نقد الحكايات والقصص عن أحوال الجاهلية؛ فكان العلماء لا يكادون يُصغون لحكاية لا تتضمن شعراً، فإن تضمنته بدأوا بنقده، فإن وجدوه كما يعهدون من الشعر الجاهلي وكما يعرفون من طراز من نُسب إليه، وثِقوا به، وكان عندهم من أصدق الشواهد على صحة تلك الحكاية؛ وإلا نبذوه وقالوا: شعر مصنوع؛ وجعلوا ذلك دليلاً على اختلاق ذاك الخبر---). انتهى.
قال الصبيحي (1/ 112): (والمقصود بأبيات المعاني: الأبيات التي تُحتاج إلى أن يُسأل عن معانيها، لغرابة أسلوبها، وبعد مأخذها، وطرافة استعارتها).
30 - الأمالي اليزيدية، لأبي عبد الله محمد بن العباس بن محمد بن يحيى بن المبارك اليزيدي
وهذه الأمالي تتضمن مراثي وأشعار وأخبار ولغة وغير ذلك.
القسم الثامن: كتب أخرى
31 - تنقيح المناظر لذوي الأبصار والبصائر، لكمال الدين أبي الحسن الفارسي
وهو كتاب في الفلك؛ وقد شارك العلامة المعلمي في تصحيحه والتعليق عليه.
32 - مفتاح دار السعادة ومصباح السيادة، في موضوعات العلوم، لأحمد بن مصطفى، المعروف بِ طاش كبرى زاده
33 - نزهة الخواطر وبهجة المَسامع والنواظر، لعبد الحي بن فخر الدين الحسيني، والد العلامة أبي الحسن الندوي
***********
هذا آخر ما أعلمه من تصحيحات وتحقيقات هذا المحقق الحبر، ولعله قد بقي منها أشياء أُخَر، لم يذكرها الباحثون، ولعله شارك في تصحيح شيء آخر من مطبوعات دائرة المعارف العثمانية من غير أن يشير هو ولا غيره إلى ذلك، ولا سيما إذا كانت مشاركته يسيرة نسبياً.
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[26 - 02 - 06, 02:58 ص]ـ
"
وصلتني - قبل قليل - هذه الرسالة اللطيفة من بعض إخواني المدققين الفضلاء فأحببت نسخها هنا سداً للخلل وإكمالاً للنقص، فجزاه الله خيراً ...
إلى الفاضل المفضال-----
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قد سُررتُ بما كتبتَه اليوم، وهذه ملحوظات خفيفة:
11 - دلائل النبوة، لأبي نعيم الأصبهاني.
الصواب أنه منتخب منه، أما الأصل؛ فلم يُوقَف عليه بعدُ.
27 - الاعتبار في بيان الناسخ والمنسوخ من الآثار، لأبي بكر الحازمي الهمداني.
الصحيح: الهمَذاني، من مدينة همَذان، لا من قبيلة همدان.
30 - الأمالي اليزيدية، لأبي عبد الله محمد بن العباس بن محمد بن يحيى بن المبارك اليزيدي.
وهذه الأمالي تتضمن مراثي وأشعار وأخبار ولغة وغير ذلك.
الصواب: وهذه الأمالي تتضمن مراثيَ وأشعاراً وأخباراً ولغةً وغيرَ ذلك.
32 - مفتاح دار السعادة ومصباح السيادة، في موضوعات العلوم، لأحمد بن مصطفى، المعروف بِ طاش كبرى زاده.
الصواب: مفتاح السعادة ومصباح السيادة، بحذف كلمة " دار " الواردة في ترجمة كتاب ابن القيم.
بارك الله فيك، وجزاك خيراً.
انتهى مضمون الرسالة، وأنبه أنا - تفريعاً عليها - إلى أن اسم الكتاب الأخير قد ورد خطأً، كذلك، أي بزيادة لفظة (دار)، في (النكت الجياد) لإبراهيم الصبيحي (1/ 114) واعتمادي عليه هو الذي أوقعني في هذا الذهول وأنساني الإسم الصحيح، وإلا فإني أعرفه لأني أعرف الكتاب وقد وقفت عليه.
جزى الله أخانا الفاضل على هذه التنبيهات والتصحيحات خيراً عظيماً ومنَّ عليه بحسن الثواب ...
"
¥(12/8)
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[26 - 02 - 06, 10:20 ص]ـ
وترجمة الكتاب الآخر: " إرشاد العامِه، إلى معرفة الكذب وأحكامِه "، ومنه نسخة خطّيّة في نحو 24 ورقة، يسّر الله نشرها.
وهذا رابط فيه بعض ما يتعلق بهذا الكتاب:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27091&highlight=%C7%E1%E3%DA%E1%E3%ED
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[26 - 02 - 06, 10:32 ص]ـ
:
61 - النقد البريء
ذكره المعلمي في (الاستبصار في نقد الأخبار) (ص59)، قال:
(---، فأما الجارح، فشرطه أن يكون عدلاً، عارفاً بما يوجب الجرح، إن جرح ولم يفسر وقلنا بقبوله، [يعني قبول الجرح غير المفسر].
واشترط بعضهم أيضاً أن لا يكون بينه وبين المجروح عداوة دنيوية شديدة، فإنها ربما أوقعت في التحامل ولا سيما إذا كان الجرح غير مفسر.
وزاد غيرهم العداوة الدينية، كما يقع بين المختلفين في العقائد، وقد بسطت القول في ذلك في "النقد البريء").
قال السماري: (ولم أعثر عليها)، أي هذه الرسالة.
"
هذه الرسالة رد على (تأنيب الخطيب) للكوثري، واسمها الكامل (النقد البري لتأنيب الكوثري)، ذكرها الكوثري في رسالته المطبوعة بذيل (تأنيب الخطيب) بإسم (الترحيب بنقد التأنيب) (ص294).
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[01 - 03 - 06, 03:45 م]ـ
"
ثناء العلماء والباحثين
على العلامة المعلمي
وعلى جهوده في بيان السنة ونصرتها
انظر هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?goto=newpost&t=73463
"
ـ[أبو عبد الله الساحلي]ــــــــ[02 - 03 - 06, 04:48 م]ـ
ذكر هذا العلامة من قبل الأخوة المشاركين يبعث على التفاؤل والتبشير بالخير وبرأيي أن هذا الأمر بادرة تجديد ومنطلق نهج جديد في إحياء تراث فريد من نوعه هو تراث السلف القديم.
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[07 - 07 - 07, 06:14 م]ـ
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=21&book=1816
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[12 - 07 - 07, 01:39 ص]ـ
نحن مازلنا ننتظر دار عالم الفوائد إذ وعدوا بجمع رسائل الشيخ فما أدري ماذا حصل
ـ[فراس الفارسي]ــــــــ[12 - 07 - 07, 01:53 ص]ـ
أخبرني بعض الفضلاء أن هناك من طلاب العلم من يجمع مؤلفات الإمام المعلمي بإشراف
الشيخ بكر أبو زيد و العلم عند الله
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[17 - 07 - 07, 01:16 ص]ـ
وهناك رسالتان للمعلمي وهي
فوائد من علل ابن أبي حاتم
وسيرت الشيخ كتبها بيده
ـ[العوضي]ــــــــ[14 - 06 - 08, 01:29 م]ـ
بارك الله فيك ,,, ورحم الله العلامة المعلمي
وموضوع يستحق التثبيت(12/9)
حول الأحاديث التي اشترك في تخريجها أصحاب الكتب الستة
ـ[أبو روان]ــــــــ[07 - 02 - 06, 07:19 م]ـ
السلام عليكم أهل ملتقى الحديث
أريد أن أصل إلى الأحاديث التي اتفق عليها أصحاب الكتب الستة .. هل هناك بحث اشتمل عليها؟ وإذا لم يكن فما أيسر السبل للحصول عليها؟
وهل هناك أحاديث انفرد بها البخاري ومسلم عن الأربعة؟
أفيدونا مأجورين بارك الله في علمكم
ـ[أبو روان]ــــــــ[11 - 02 - 06, 07:06 م]ـ
السلام عليكم
أرجو من الإخوة ممن عنده علم أن يبين لي أو يدلني .. وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[11 - 02 - 06, 09:13 م]ـ
أريد أن أصل إلى الأحاديث التي اتفق عليها أصحاب الكتب الستة .. هل هناك بحث اشتمل عليها
جزيت خيراً على السؤال.
وإذا لم يكن فما أيسر السبل للحصول عليها؟
حل طويل:
1) اقتناء الكتب الستة
2) ثم حفظ أحاديثها جميعاً
3) معرفة ماتفقوا عليه
حل سربع ذكي:
1) اقتناء أحدها مخرجاً على الكتب الستة, ((أظن توجد في المكتبات بكثرة وبالتأكيد احدها صحيح البخاري تحقيق قدورة)) ويكفي أحدها؟؟
ـ[أبو روان]ــــــــ[13 - 02 - 06, 11:40 م]ـ
أحسن الله إليك يا أخي الكريم وبارك في علمك
ـ[ضعيف]ــــــــ[14 - 02 - 06, 12:45 م]ـ
موضوع هام
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[16 - 02 - 06, 09:48 م]ـ
في الرد السابق, كدت أن أكتب أن هناك كتاب مضمونه ما اتفق عليه الستة, ولكنني شككت,
نكرر السؤال؟؟
ـ[أبو عبد الله الساحلي]ــــــــ[17 - 02 - 06, 03:47 م]ـ
نعم أيها الأخوة هناك كتاب يجمع الأحاديث المتفق بين الستة عليها واسمه صحيح الحفاظ مما اتفق عليه الأئمة الستة طباعة دار البشائر الإسلامية ببيروت
ـ[أبو الحسن العسقلاني]ــــــــ[17 - 02 - 06, 08:43 م]ـ
أنا عندي الأربعة مخرجة على الصحيحين هل يفيد
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[18 - 02 - 06, 12:02 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=31251&highlight=%C7%E1%E3%CC%CA%C8%EC
ـ[أبو عبد الله الساحلي]ــــــــ[26 - 02 - 06, 06:07 م]ـ
صحيح الحفاظ مما اتفق عليه الأئمة الستة ل خلف العواد
ـ[أبو عبد الله الساحلي]ــــــــ[26 - 02 - 06, 06:28 م]ـ
صحيح الحفاظ مما اتفق عليه الأئمة الستة ل خلف العواد(12/10)
ما معنى " علامة التدوير "؟
ـ[أم أحمد الحافظ]ــــــــ[09 - 02 - 06, 12:49 ص]ـ
ما معنى " علامة التدوير "؟
ـ[أم أحمد الحافظ]ــــــــ[11 - 02 - 06, 12:52 ص]ـ
جاء في شرح علل الترمذي:
" وقال صالح بن محمد الحافظ: أول من تكلم في الرجال شعبة بن الحجاج، ثم تبعه يحيى بن سعيد القطان، ثم تبعه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين. "
قال المحقق الدكتور نور الدين عتر في الحاشية:
" يحيى بن معين وأحمد بن حنبل " ظ و ب، وكذا في الأصل لكن فوقه علامة التدوير. انتهى.
والسؤال:
هل علامة التدوير إشارة إلى التقديم والتأخير في الكلام؟
وما شكلها؟
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[11 - 02 - 06, 07:51 ص]ـ
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على إمام المرسلين محمد وعلى آله وصحبه والتابعين بإحسان إلى يوم الدين:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70244)
" ليست إجابة، لكن من باب المراجعة، ولعل مشايخنا في الملتقى يفيدونكم إن شا ءالله "
نظم العراقي (1) في ألفيته في باب كتابة الحديث وضبطه:
وَتَنْبَغِي الدَّارَةُ فَصْلاً وَارْتَضَى ... إِغْفَالَهَا (الْخَطِيْبُ) حَتَّى يُعْرَضَا
بارك الله فيكم
المحدّثون -رحمهم الله - كانوا يستخدمون الدارة لأنهم لم تكن علامات الترقيم المعروفة بيننا مشهورةٌ عندهم، فكانت الدارة إشارة للفصل بين حديثين.
ولهم طرق في ذلك كثيرة ومنها الدارة، ولهم طرق أخرى باستخدام نصف دارة على شكل هلال لكنها ليست موضع سؤالكم.
فكانوا - رحمهم الله - ينسخون ثم يضطرون إلى مقابلة ما نُسخ فإذا قابل على نسخة شيخه بعد النسخ، وضع نقطة داخل الدارة، فعُلم من ذلك أنه قد قابل نسخته. (2)
ولعل أحد الأخوة ممن لديهم بعض المخطوطات الحديثية يعرضونها هنا، فسترون الدوائر واضحة فيها.
وفي هذا شرح السخاوي - رحمه الله -:
" (وينبغي) استحباباً لأجل تمام الضبط (الدارة)، وهي حلقة متفرجة، أو مطبقة (فصلا) أي للفصل بها بين الحديثين وتمييز أحدهما عن الآخر، زاد بعضهم لئلا يحصل التداخل يعني بأن يدخل عجز الأول في صدر الثاني، أو العكس، وذلك إذا تجردت المتون عن أسانيدها، وعن صحاتها كأحاديث الشهاب والنجم ونحوهما، ومقتضاه استحبابها أيضاً بين الحديث، وبين ما لعله يكون بآخره من إيضاح لغريب وشرح لمعنى، ونحو ذلك مما كان إغفاله، أو ما يقوم مقامه أحد أسباب الإدراج من باب أولى.
وممن جاء عنه الفصل بين الحديثين بالدارة أبو الزناد، فروى الرامهرمزي عن ابن أبي الزناد أن كتاب أبيه كان كذلك، وحكاه أيضاً عن إبراهيم بن إسحاق الحربي، ومحمد بن جرير الطبري، بل وعن الإمام أحمد وقال ابن كثير إنه رآها كذلك في خطه، ومنهم من لا يقتصر عليها، بل يترك بقية السطر بياضاً، وكذا يفعل في التراجم ورؤوس المسائل، وما أنفع ذلك. (وارتضى) على وجه الاستحباب (إغفالها) أي ترك الدارة من النقط، بحيث تكون غفلاً بضم المعجمة وإسكان الفاء لا علامة بها الحافظ (الخطيب) كما صرح به في جامعة (حتى) أي إلى أن (يعرضا) أي يقابل بالأصل ونحوه حين السماع وغيره، وحينئذ فكلما فرغ من عرض حديث ينقط في الدارة التي يليه نقطة أو يخط في وسطها خطاً، يعني حتى لا يكون بعد في شك، هل عارضه أو سها فتجاوزه، لا سيما حين تخالف فيه.
وقد قال عبد الله بن أحمد: كنت أرى في كتاب أبي إجازة يعني دارة ثلاث مرات ومرتين وواحدة أقله، فقلت له إيش تصنع بها؟ فقال: أعرفه، فإذا خالفني إنسان قلت قد سمعته ثلاث مرات. قال الخطيب: وقد كان بعض أهل العلم لا يعتد من سماعه، إلا بما كان كذلك أو في معناه.
ثم روى من طريق ابن معين قال: كان غندر رجلاً صالحاً سليم الناحية، وكل حديث من حديث شعبة ليست عليه علامة ع لا يقول فيه، حدثنا لكونه لم يعرضه على شعبة بعد ما سمعه.
قلت: ومنهم من كان إذا أورد شيئاً، مما لا علامة فيه نبه عليه. قال أبو بكر بن أبي داود في كتابي، عن محمد بن يحيى بغير إجازة وساق حديثاً."
---------------
(1) من تحقيق الشيخ الفاضل ماهر ياسين الفحل - أمد الله عمره على عمل صالح-.
(2) درس الشيخ سعد عبدالله الحميّد- أمد الله عمره على عمل صالح- في شرح ألفية العراقي ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=19750) في تاريخ8 - 11 - 1426هـ
ـ[أم أحمد الحافظ]ــــــــ[11 - 02 - 06, 04:07 م]ـ
سيدي الكريم
الدارة -كما تفضلت- إشارة للفصل بين الحديثين، لكن علامة التدوير التي أسأل عنها ليست للفصل بين الحديثين كما يوحي بذلك كلام محقق شرح العلل.
وعلى أية حال جزاك الله خيراً على هذه المعلومة النافعة.
ـ[أم أحمد الحافظ]ــــــــ[13 - 02 - 06, 08:04 م]ـ
أين فرسان هذا المنتدى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[20 - 02 - 06, 05:46 ص]ـ
المقصود من علامات التدوير - من غير جزم - التقديم و التأخير، و هي غير الدارة التي ذكرها الأخ طلال، و قد ذكر شيخ المحققين، الأستاذ عبد السلام بن محمد هارون رحمه الله ما يفيد شكل علامة التدوير في كتابه الماتع: تحقيق النصوص و نشرها، و نص كلمته:
قال، و هو يتحدث عن علامات و رموز المؤلفين: " و في التقديم و التأخير توضع فوق الكلمتين أو العبارتين (ا) و (ا). وجدت بخط مغلطاي على هامش الاشتقاق (سنة و مائة إحدى) أي سنة إحدى و مائة. أو يوضع الحرفان (خ) و (ق) أو (خ) و (م)، أي تأخير و تقديم أو (م) (م) أي مقدم و مؤخر" اهـ.
تحقيق النصوص و نشرها / ص: 56
مكتبة السنة / ط: 5/ 1414هـ -1994م
و الله أعلم(12/11)
أنا داخلة على الله ثم عليكم أفيدوني من كانت رسالته عن السيرة
ـ[الموحدة]ــــــــ[09 - 02 - 06, 02:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد من في المنتدى إفادتي بما يلي
1 - من من المشايخ وطلبة العلم الكرام من كانت رسالته في الماجستير أو الدكتوراه عن ((سيرة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -))
2 - وكيف لي أن أجدها فيه لكي أقراءها وأستفيد منها لكتابة بحثي
3 - أريد عدد كبير من المشائخ وطلبة العلم الذين كتب فيها
ولن أنساكم من الدعاء وسيكون لكم نصيب من سهام الليل أن شاء الله
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[09 - 02 - 06, 03:52 م]ـ
موضوع السيرة كبير ... و لكن أنصحك باقتناء فهرس الرسائل الجامعية لركز اللك فيصل بالرياض يبيعه المركز بالمراسلة
ـ[الفضيل]ــــــــ[09 - 02 - 06, 11:16 م]ـ
السيرة النبوية في الصحيحين وعند ابن اسحاق للدكتور سليمان العودة - مطبوعة في مجلد - دار طيبة - السعودية.
وقد ذكر الدكتور حفظه الله في قائمة المراجع:
أحاديث الهجرة جمع ودراسة وتحقيق - أطروحة ماجستير في الجامعة الإسلامية لمحمد بن صامل العلياني عام:1401
وقد ينفعكم هذا الكتاب الذي ذكر ه الدكتور أيضا: المجتمع المدني في عهد النبوة للدكتور أكرم ضياء العمري - من مطبوعات الجامعة الإسلامية - الطبعة الأولى - عام1403.
وهناك عدد من الرسائل في الجامعة الإسلامية بعنوان: مرويات ...
مثلا: مرويات غزوة الحدبيبة.
هذا الذي في بالي
والله أعلم
أخوكم عبدالله
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[10 - 02 - 06, 12:16 ص]ـ
ما موضوع البحث الذي تنجزينه؟
حتى تتسنى لنا المساعدة إن أمكن
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[10 - 02 - 06, 12:32 ص]ـ
باعتبارك مهتمة بالبحث في مجال السيرة النبوية، فهذا موضوع قد ينال اهتمامك:
********************
بحوث معتمده لتهييئ أطروحة الدكتوراه في وحدة مناهج الدراسات العلمية للسيرة النبوية
*******************
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
وبعد،
فهذه عناوين بحوث معتمده لتهييئ أطروحة الدكتوراه في وحدة مناهج الدراسات العلمية للسيرة النبوية، بجامعة ابن زهر بالمغرب برسم السنة الحالية 1426/ 1427هـ، وضعتها في الملتقى من باب التواصل مع المهتمين بمجال سيرة النبي صلى الله عليه و سلم و الدراسات المنجزة حولها ...
***********
1: وصلة الزلفى تقربا بآل المصطفى، لأحمد بن علي البوسعيدي السوسي (ت1046هـ)
دراسة و تحقيق
للباحث بوشعيب شبون
إشراف الدكتور ابراهيم الوافي.
**********
2: مناهج التأليف في السيرة النبوية عند علماء الغرب الاسلامي
للباحثة لطيفة شوكري
إشراف الدكتور محمد باقشيش أبو مالك
**********
3: مرويات السيرة النبوية في المعاجم الثلاثة لأبي القاسم الطبراني (ت360هـ)
جمع و توثيق و دراسة
للباحثة خديجة أبوري
إشراف الدكتور الحسين أصبي
**********
4: مرويات الرضى و الغضب في السيرة النبوية: جمع و توثيق و دراسة
للباحثة نادية عزة
إشراف الدكتور مصطفى بن عمر المسلوتي
*********
5: مراعاة المصلحة في السيرة النبوية و الخلافة الراشدة
للباحث: عبد الجليل مسكين
إشراف الدكتور عبد الواحد الإدريسي
*********
6: استدلالات الفقهاء المالكية بأخبار السيرة النبوية خلال القرن السادس الهجري:
كتاب البيان و التحصيل لابن رشد نموذجا،
للباحث عبد القادر لمانت
إشراف الدكتور الحسين ألحيان
*********
7: مرويات أسباب النزول في السيرة النبوية:
جمع و توثيق و دراسة
للباحث حسن تقي الدين
إشراف الدكتور ابراهيم الوافي و الدكتور عبد الله البخاري.
*********
8: السيرة النبوية في المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري:
جمع و توثيق و دراسة
للباحث أحمد باعزي
إشراف الدكتور عبد الكريم عكيوي
*********
9: سياسة المفاوضات في السيرة النبوية و القانون الدولي المقارن
للباحث حسن بومرواني
إشراف الدكتور محمد بنتهيلة
*********
10: كتاب الاستيعاب في معرفة الأصحاب، لأبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر القرطبي النمري (ت 463هـ)
رواية أبي علي الغساني عنه،
دراسة و تحقيق للباحث الطيب وشنان
إشراف الدكتور محمد باقشيش أبو مالك و الدكتور عبد اللطيف بن محمد الجيلاني.
*********
11: شرح الشفا للقاضي عياض،
تأليف العلامة أبي محمد عبد الله بن محمد الجشتيمي التملي الجزولي (ت 1198هـ)
دراسة و تحقيق
للباحث عبد الرحمن الجشتيمي
إشراف الدكتور ابراهيم الوافي
*********
12: المغازي و السير لمحمد بن إسحاق المدني (ت 151هـ)
برواية عبد الله بن إدريس الأودي (ت 192هـ) عنه، جمع و دراسة و تخريج
للباحث عمر تدراريني
إشراف الدكتور مصطفى بن عمر المسلوتي
********
13: مرويات الشمائل عند ابن سعد في كتابه الطبقات الكبرى:
دراسة و توثيق
للباحث محمد إليلو
إشراف الدكتور عبد الرزاق هرماس
*********
14: رد العقول الطائشة إلى ما اختصت به خديجة و عائشة،
لعبد القادر بن محمد الشاذلي (ت 935 هـ)
دراسة و تحقيق
للباحث عمر مشريق
إشراف الدكتور محمد باقشيش أبو مالك و الدكتور عبد اللطيف بن محمد الجيلاني
و السلام.
¥(12/12)
ـ[د جمعان البشيري]ــــــــ[10 - 02 - 06, 07:40 ص]ـ
أختي الكريمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فجميع ما يتعلق بالسيرة النبوية من غزوات ونحوها كتبت فيه رسائل علمية بالجامعة الإسلامية وكلها نوقشت أشرف على هذا المشروع الضخم فضيلة الدكتور/ أكرم ضياء العمري
وهناك رسائل أخرى بجامعات أخرى فلو تم تحديد الموضوع الذي تريدينه أو وضع عنوان بحثك لكان أحسن حتى يتمكن الإخوة من إفادتك بما يخدمك
فائدة: تم نشر الكثير من هذه الرسالة بواسطة عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، وبعضها يباع بمكتبة العلوم والحكم
ـ[الموحدة]ــــــــ[10 - 02 - 06, 03:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو محمد
الفضيل
الطيب وشنان
د جمعان البشيري
جزاكم الله خير جميعاً ونفع الله بكم وجعل الله الجنة من نصيبكم
أنا بحثي عن
((جمع رسائل الماجستير والدكتوراة في سيرة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -))
بمعنا جميع من كتب من المشايخ وطلاب العلم في رسائلهم في الماجستير والدكتوراة عن سيرة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أجمعها وأكتيها
يارب إتضح الأمر
وجزاكم الله خير
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[11 - 02 - 06, 08:56 ص]ـ
هناك كتابات في السيرة قد تكون أفضل من بعض الاطروحات.
فلماذا لا توسعين البحث؟
جزاك الله خيرا.
ـ[الموحدة]ــــــــ[19 - 02 - 06, 08:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الداعية إلى الخير
البحث مشترك مع بعض الأخوات وكان علي هذا الموضوع من البحث
جزاكِ الله خير ونفع الله بكِ وجعل الجنة من نصيبكِ
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[20 - 02 - 06, 05:13 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
الباحثة:الموحدة؛
هذه قائمة لرسائل الماجستير التي نوقشت بكلية الآداب / جامعة ابن زهر / المغرب
وحدة مناهج الدراسات العلمية للسيرة النبوية / الدكتور المشرف: د. محمد بن الحسين باقشيش أبومالك.
الموسم الدراسي: 2002/ 2003م
1: التعريف بكتب الشمائل مع التركيز على شمائل الترمذي و الشفاء لعياض و المواهب اللدنية
الباحث: الحسن إدسعيد
2: دراسة القصيدة العينية الجشتيمية في مدح خير البرية لأبي العباس أحمد الجشتيمي
الباحث: جواد أخموش
3: أحكام المستضعفين من أحداث السيرة النبوية
الباحث: حسن بومرواني
4: فقه السيرة النبوية من خلال مرويات أمهات المؤمنين
الباحثة: خديجة بلي
5: منهج المستشرقين في تعاملهم مع آيات السيرة النبوية
الباحثة: نادية عزة
6: عناية أهل سوس بالسيرة النبوية تدريسا و تأليفا
الباحث: حسن تقي الدين
7: مواقف الرسول صلى الله عليه و سلم مع المشركين في ضوء السيرة النبوية
الباحث: م الحسن العلوي
8: اعتبار المصلحة في السيرة النبوية
الباحث: عبد الجليل مسكين
9: مرويات زواج الرسول صلى الله عليه و سلم بأمهات المؤمنين رضي الله عنهن: جمع و دراسة
وتخريج.
الباحثة: عائشة حميمش
10: فقه الطاعة و الشورى من خلال السيرة النبوية
الباحث: عبد اللطيف لطفي
11: مكون السيرة النبوية في مقررات التربية الإسلامية في السلكين الإعدادي و الثانوي
دراسة و تحليل.
الباحث: أحمد باعزي
12: مرويات الهجرة الى الحبشة
جمع و دراسة و تخريج
الباحث: الطيب وشنان
*********************
و تعمل هذه الوحدة جاهدة لتخريج باحثين متخصصين في دراسة السيرة النبوية، وقد توجت جهود الأساتذة المشرفين على تخريج فوجين و الثالث في الطريق ...
كما تم قبول اعتماد بحوث الدكتوراه في التخصص نفسه هذه السنة و أسفر الأمر عن تسجيل بحوث الدكتوراه أعلاه ....(12/13)
الرسائل العلمية في الجامعات المتعلقة بالدراسات الحديثية
ـ[د جمعان البشيري]ــــــــ[10 - 02 - 06, 07:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فقد سرني وأسعدني هذا الموقع المتميز وآمل من القائمين عليه تثبيت موضوعي هذا لما له من أثر على الباحثين والمتخصصين في هذا المجال
الهدف من هذا الموضوع: حصر جميع الرسائل العلمية والبحوث المحكمة في هذا الباب في جميع جامعات العالم
وايجاد سجل متجدد لكل ما يخدم الباحثين
وآمل إثراء هذا السجل بوضع العنوان كاملا سواء كان للرسالة والجهة المقدمة اليها وملخص الرسالة، أو للباحث ليمكن التواصل معه، وكذلك للجهات المقدمه لها ليتمكن الباحث من الاستفادة من هذه الرسائل التي أصبح معضمها حبيس الأدراج والرفوف.
ـ[د جمعان البشيري]ــــــــ[10 - 02 - 06, 07:53 ص]ـ
سجل كلية الحديث الشريف
قسم علوم الحديث
مرحلة الدكتوراه
عنوان الرسالة: منهج الإمام أحمد في إعلال الأحاديث.
اسم الباحث: بشير علي عمر
الجنسية: نيجيري
حالة الباحث: دارس
المرحلة: الدكتوراه
نوع البحث: موضوع
المشرف على الرسالة: أ د/ محمد بن مطر الزهراني
المناقش الأول: د. وصي الله عباس
المنافش الثاني: د. مرزوق بن هياس الزهراني.
تاريخ القيد: 01/ 12/1418
تاريخ التسجيل: 1419/ 11/05
تاريخ المناقشة: 20/ 2/1425هـ
التقدير: الشرف الأولى.
حالة الرسالة: موضوع
أوصي بطبعها؟ نعم
تم نشرها: نعم، وقف دار السلام الخيري
مختصر تعريف بالرسالة
ـ[د جمعان البشيري]ــــــــ[10 - 02 - 06, 07:57 ص]ـ
سجل كلية الحديث الشريف
قسم فقه السنة
مرحلة الماجستير
عنوان الرسالة: الأحاديث الواردة في مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته وأثر ذلك على أصحابه رضي الله عنهم -دراسة حديثية فقهية.
اسم الباحث: علي بن إبراهيم بن علي النهاري
الجنسية: سعودي
حالة الباحث: معيد
المرحلة: الماجستير
نوع البحث: موضوع
المشرف على الرسالة: د/ سليمان بن عبدالعزيز العريني
المناقش الأول: د/ ذيب بن مصري القحطاني
المنافش الثاني: د/ عوض بن أحمد الشهري
تاريخ القيد: 01/ 04/1413
تاريخ التسجيل: 1414/ 01/17
تاريخ المناقشة: 1418/ 06/25هـ
التقدير: جيّد جدّاً
حالة الرسالة:
أوصي بطبعها؟ لا
تم نشرها: لا
ـ[د جمعان البشيري]ــــــــ[10 - 02 - 06, 08:00 ص]ـ
سجل كلية الحديث الشريف
قسم فقه السنة
مرحلة الماجستير
عنوان الرسالة: الحافظ عبد الغني المقدسي محدثا.
اسم الباحث: خالد مرغوب محمد أمين الهندي
الجنسية: سعودي
حالة الباحث: معيد
المرحلة: الماجستير
نوع البحث: موضوع
المشرف على الرسالة: د/ عبدالله بن علي أبو سيف الجهنِي
المناقش الأول: د/ عاصم بن عبدالله القريوتي
المنافش الثاني: د/ عبدالرحمن بن صالح محي الدين
تاريخ القيد: 23/ 02/1410
تاريخ التسجيل: 1410/ 07/19
تاريخ المناقشة: 1415/ 07/30هـ
التقدير: ممتاز
حالة الرسالة:
أوصي بطبعها؟ لا
تم نشرها: نعم
مختصر تعريف بالرسالة قسم الباحث رسالته إلى مقدمة وثلاثة أبواب وخاتمة. الباب الأول: تعريف عام بالحافظ عبد الغني المقدسي وعصره وفيه أربعة فصول: الفصل الأول: عوامل ازدهار الحركة العلمية في عصره. الفصل الثاني: تعريف موجز بأسرة المقادسة. الفصل الثالث: ترجمة الحافظ عبد الغني المقدسي. الفصل الرابع: حالته الاجتماعية وأولاده. الباب الثاني: التعريف بشخصية الحافظ العلمية. الفصل الأول: شيوخه. الفصل الثاني: تلاميذه والآخذون عنه. الفصل الثالث: عقيدته وآثاره المختصة بالعقيدة. الباب الثالث: خدمة الحافظ عبد الغني السنة بالتأليف والرواية، وفيه ثلاثة فصول: الفصل الأول: مكانته وعلومه ومذهبه، وبراعته في الحديث. الفصل الثاني: مؤلفاته. الفصل الثالث: مروياته. الخاتمة: ذكر فيها الباحث أهم النتائج تكلم من خلالها عن ازدهار القرن السادس الهجري من الناحية العلمية وتكلم عن أسرة المقادسة وفضلهم على الأمة الإسلامية، وتكلم عن الحافظ عبد الغني وفضله وعلمه ومؤلفاته الكثيرة، وعناية العلماء بكتابه عمدة الأحكام والكمال في معرفة الرجال.
ـ[أنس صبري]ــــــــ[16 - 02 - 06, 09:09 ص]ـ
لقد قمت بهذا العمل فيما يتعلق بالرسائل المتعلقة بالحديث في الجامعات الأردنية حيث عملت لها ملخصات وافية بالعرض مع جميع المعلومات المتعلقة بها وقد قمت بهذا المشروع مع مشروع آخر هو تلخيص الأبحاث المحكمة الموجودة في المجلات العلمية في الأردن حتى عام 1420ه لحساب جمعية الحديث الشريف وإحياء التراث في الأردن قبل سنوات فطبع العمل الثاني الذي يحتوي خلاصة 42 بحثا محكما في الحديث في دار الحامد في عمان 1424ه أما العمل الثاني والذي اشتمل على 128 رسالة في الحديث منها 86 في الجامعة الأردنية نوقشت بين عامي 1988 - 2001 فلا أعرف هل قاموا بطبعه أم لا.
ـ[د جمعان البشيري]ــــــــ[16 - 02 - 06, 11:09 م]ـ
لقد قمت بهذا العمل فيما يتعلق بالرسائل المتعلقة بالحديث في الجامعات الأردنية حيث عملت لها ملخصات وافية بالعرض مع جميع المعلومات المتعلقة بها وقد قمت بهذا المشروع مع مشروع آخر هو تلخيص الأبحاث المحكمة الموجودة في المجلات العلمية في الأردن حتى عام 1420ه لحساب جمعية الحديث الشريف وإحياء التراث في الأردن قبل سنوات فطبع العمل الثاني الذي يحتوي خلاصة 42 بحثا محكما في الحديث في دار الحامد في عمان 1424ه أما العمل الثاني والذي اشتمل على 128 رسالة في الحديث منها 86 في الجامعة الأردنية نوقشت بين عامي 1988 - 2001 فلا أعرف هل قاموا بطبعه أم لا.
جهد عظيم ومبارك ونأمل منك إفادتنا عن مكان بيعه حتى نتمكن من تملكه.
كما أوجه النداء لجميع الإخوة في عالمنا العربي والإسلامي للقيام بمثل هذا الجهد العظيم الذي سيفيد الباحث والمتخصص
أكرر شكري لك أخي الكريم وحبذا لو اتحفتنا بمقتطفات من عملك في هذا المنتدى وفقك الله لكل خير
¥(12/14)
ـ[أم أحمد الحافظ]ــــــــ[17 - 02 - 06, 12:49 م]ـ
هناك كتاب عنوانه: "دليل الرسائل الجامعية في علوم الحديث النبوي في معظم الجامعات الإسلامية حتى عام 2002 المناقشة والمسجلة" من إعداد لجنة الببليوغرافيا الإسلامية: أبي سعد الأثري، وقد بلغ عدد الرسائل فيه 1027 رسالة، وهو مطبوع ومتداول.
كما أن بالإمكان تحميله من هذا الملتقى، ولكن لا أعرف كيف أضع رابطه، فأنا جاهلة قليلاً في علوم الكمبيوتر.
ـ[أبو عبدالرحمن العمري]ــــــــ[08 - 03 - 06, 08:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نرجو من الأخت أن تذل جهدها في تحميل هذا البحث لمبارك إن شاء الله
جزاك الله خيراً
ـ[ابن القاضي الأثري]ــــــــ[08 - 03 - 06, 02:09 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أم أحمد الحافظ]ــــــــ[10 - 03 - 06, 03:36 م]ـ
أخي الكريم أبا عبد الرحمن العمري
أسلفت أنني لا أعرف كيف أضع رابط هذا الدليل، وقد حاولت ثانية ولم أنجح. لكن بإمكانك الوصول إلى الصفحة التي يوجد فيها رابط التحميل بالطريقة التالية: افتح منتدى التعريف بالكتب ثم اكتب "دليل الرسائل الجامعية" في أيقونة " البحث في هذا المنتدى " فيظهر لك العنوان التالي "حمل الآن دليل الرسائل الجامعية في الحديث من لجنة البيبلوغرافيا "، وبإمكانك تحميل الكتاب كاملاً منه.
رجاء دعوة صالحة بظهر الغيب.
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[16 - 03 - 06, 03:33 م]ـ
"
تحت هذا الرابط كتاب مهم ...
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21950
"
ـ[د جمعان البشيري]ــــــــ[21 - 03 - 06, 12:14 م]ـ
عنوان الرسالة: الحافظ بن رشيد السبتي وجهوده في خدمة السنة النبوية
اسم الباحث: جيلاني عبداللطيف
الجنسية: مغربي
حالة الباحث: دارس
المرحلة: الماجستير
نوع البحث: موضوع
المشرف على الرسالة: د/ عبدالرحيم بن محمد القشقري
المناقش الأول: الشيخ/ عبدالله بن محمد حسن دمفو
المنافش الثاني: حافظ بن محمد الحكمي
تاريخ القيد: 19/ 04/1415
تاريخ التسجيل: 1415/ 12/30
تاريخ المناقشة: 1420/ 01/22هـ
التقدير: ممتاز
حالة الرسالة:
مختصر تعريف بالرسالة تكونت رسالة الباحث من مقدمة وتمهيد وباببين وخاتمة. التمهيد: الحديث عن عصر ابن رشيد وبيئته. الباب الأول: ابن رشيد حياته وآثاره، تكلم الباحث من خلاله عن حياة ابن رشيد الشخصية والعلمية وجوانب من سيرته وآثاره العلمية. الباب الثاني: جهود ابن رشيد في الحديث وعلومه وفيه أربعة فصول تكلم الباحث من خلالها عن جهود ابن رشيد في العمل والأداء وتحصيل الكتب والأجزاء الحديثية، وجهوده في النقد الحديثي، وجهوده في فقه الحديث وجهوده في علوم الحديث. ثم ختم الباحث رسالته بذكر أهم النتائج والمقترحات ومنها: 1ـ أن يقوم الباحثون بكتابة أبحاث ودراسات عن الجوانب العلمية التي برز فيها ابن رشد. 2ـ تحقيق ونشر بعض مصنفات ابن رشد التي تحتاج إلى عناية. 3ـ عقد ندوات ومحاضرات في التعريف بابن رشد وبتراثه العلمي بالجامعات والمعاهد. وقد قام الباحث بذكر بعض الملاحق تكلم من خلالها عن معجم شيوخ ابن رشيد، ومعجم أصحابه وأقرانه وتلامذته، ومعجم كلامه في الجرح والتعديل، ومعجم أطراف الأحاديث والآثار التي رواها بسنده، ومعجم أسماء الشيوخ والأعلام الذين ترجم لهم في مصنفاته.(12/15)
رسالة عاجلة خرج الامام مسلم والترمذي حديث سقوط اللقمة ان يميط العبد
ـ[اسيرة العلم]ــــــــ[11 - 02 - 06, 10:11 ص]ـ
خرج الامام مسلم والترمذي حديث سقوط اللقمة ان يميط العبد ما بها من اذيى ولا يتركها للشيطان وخرج الامام الدارمي حديثا يشبهه اذا سقطت اللقمة فليمسح عنها التراب "وليسم الله" وقال اخرجهمسلم والترمذي وهذه اللفظة لم يخرجها الامام مسلم و الترمذي.
فما تخريج كلامه؟ وكيف استطيع معرفة الحديث؟
ارجو الاجابة عاجلا حتى استطيع اكمال بحثي
وجزاكم الله خيرا.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[11 - 02 - 06, 02:21 م]ـ
أحسن الله إليك.
القائل محقق الكتاب - فيما أحسب - وليس الإمام الدارمي ... ومراده - والله أعلم - أن مسلما والترمذي - رحمهما الله - أخرجا أصل الحديث.
ومعرفة الحديث بتتبع طرقه في مظانه بوسائل التخريج المعروفة.(12/16)
المعجم الميسر - حرف الحاء
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[11 - 02 - 06, 02:30 م]ـ
"
فصل الحاء
حاء التحويل:
كان المحدثون إذا ذكروا للحديث إسنادين أو أكثر وجمعوا بينهما في متن واحد كتبوا عند الانتقال من إسناد إلى إسناد: (ح) مفردة مهملة، وكتب جماعة من الحفاظ كأبي مسلم الليثي وأبي عثمان الصابوني موضعها (صح) فذلك يشعر بأنها رمز (صح) وحسُنَ إثبات صح هنا لئلا يتوهم أن حديث الإسناد الأول سقط من النسخة ولئلا يركب الإسناد الثاني على الإسناد الأول فيجعلا إسناداً واحداً؛ وقيل هي حاء من التحويل من إسناد إلى إسناد وقيل هي حاء من حائل لأنها تحول بين إسنادين، ولا يلفظ عندها بشيء وقيل هي رمز لقولنا الحديث، وأهل المغرب كلهم يقولون إذا وصلوا إليها: (الحديث) (1)؛ والمختار أنه يقول عند الوصول إليها: (حا)، ويمر.
حافظ:
شاع استعمال هذه الكلمة عند المحدثين في التعبير عن المحدث الذي يكون عظيم الحفظ كثير الحديث جداً، وللحافظ في عرف المحدثين شروط إذا اجتمعت في الراوي سموه حافظاً وهي: الشهرة بالطلب والأخذ من أفواه الرجال لا من الصحف، والمعرفة بطبقات الرواة ومراتبهم، والمعرفة بالتجريح والتعديل وتمييز الصحيح من السقيم حتى يكون ما يستحضره من ذلك أكثر مما لا يستحضره مع استحضار الكثير من المتون، فهذه الشروط إذا اجتمعت في الراوي سموه حافظاً؛ وقد تعنت المتقدمون في إطلاق هذا الوصف على من يحتمله وتساهل المتأخرون فيه تساهلاً واضحاً؛ ولعله مما يصلح أن يعتمد عليه في معرفة الحفاظ وتمييزهم عن غيرهم ولو على وجه التقريب: كتاب (تذكرة الحفاظ) للحافظ الذهبي، و (طبقات الحفاظ) للسيوطي)، وذيْلا (التذكرة)، للحسيني، وابن فهد (2).
حاكم:
من الكلام الذي لا يصح قول منلا (3) علي القاري في شرح نزهة النظر ص3: (ثم المراد من الشيخ هو الكامل في فنه ولو شاباً---، الإمام أي المقتدى به، وهو إمام أئمة الأنام---، الحافظ هو من أحاط علمه بمئة ألف حديث، ثم بعده الحجة وهو من أحاط علمه بثلاثمئة ألف حديث، ثم الحاكم وهو الذي أحاط علمه بجميع الأحاديث المروية متناً واسناداً وجرحاً وتعديلاً وتاريخاً، كذا قاله جماعة من المحققين). قلت: هذه التعاريف بعيدة عن التحقيق، ويبعد أن يقولها واحد من المحققين، فكيف يقولها جماعة منهم؟! ومن الخطأ المحض أن تعد كلمة (حاكم) من مصطلحات المحدثين، فإنها لا دخل لها فيها، وإنما لقب بكلمة (الحاكم) بعض الحفاظ لأنهم كانوا قضاة في بعض تلك البلدان؛ كأبي عبد الله النيسابوري صاحب المستدرك الشهير وشيخه أبي أحمد (4).
حدثنا:
انظر (صيغ الأداء).
حديث:
الحديث لغة ضد القديم، ثم إنه استعمل في قليل الخبر وكثيره، واصطلاحاً ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قولاً له أو فعلاً أو تقريراً أو صفة، حتى الحركات والسكنات، في اليقظة والمنام، فهو أعم من السنة.
تنبيه: جرت عادة المحدثين والمؤرخين والأدباء إذا جاء في معرض كلام أحدهم آية من القرآن الكريم أو حديث مشهور أو بيت شعر اشتهر أو تقدم ذكره آنفاً، أن يذكر أول الآية ثم يقول: (الآيةَ)، بالنصب، على إضمار (أريد) أو (أعني) أو (اقرأْ) أو (أكملْ) أو (أَتِمَّ) الآيةَ؛ وتقرأ كلمة الآية بالنصب على أنها مفعول لأحد هذه الأفعال المقدرة أو نحوها، ويجوز رفعها على خبرية مبتدأ محذوف، أي مرادي الآية أو نحو ذلك؛ وكذا يذكر طرفاً من الحديث ويقول (الحديث)، وأول البيت ويقول (البيتَ). وبعض القراء إذا مر بهم في الكتاب مثل هذه الاشارات يقرأ الآية ويكمل الحديث إن كان يحفظه، وهو الأحسن؛ وبعضهم يقتصر على لفظه كما هو مكتوب، لكنه يحسن أن يقف عليه قليلاً.
حديثه مشهور:
هذه العبارة ظاهرها يقتضي أن تكون وصفاً للراوي الذي من عادته أن يحدث بما هو معروف ومشهور دون ما كان منكراً وغريباً، ولكنها قد ترد على غير هذا النحو؛ كأن يريد الناقد أن حديث ذلك الراوي مشهور عمن روى عنهم، فما كان فيه من إنكار فمِنْ قِبله.
حديثيّ:
هذه اللفظة تصدق بكل من يشتغل بهذا الفن سواء كان مبتدئاً أو طالباً بارعاً أو عالماً، فهي أعم من كلمة محدث، ولكن يظهر أنهم أكثر ما يستعملونها في المبتدئ والطالب ونحوهما.
حرَّكَ رأسَه:
¥(12/17)
كان الإمام أحمد إذا سئل عن راو فاستضعفه أو حديث فاستنكره ربما حرك رأسه واقتصر على ذلك، وهو إشارة منه إلى تضعيف ذلك الراوي أو الحديث.
حرَّكَ يده:
قال علي بن المديني: سمعت يحيى بن سعيد وذكر عمر بن الوليد الشني، فقال بيده يحركها كأنه لا يقويه، قال علي: فاسترجعت أنا فقال: ما لَكَ؟ قلت: إذا حركت يدك فقد أهلكته عندي، قال: ليس هو عندي ممن أعتمد عليه، ولكنه لا بأس به (5).
وقال عبد الله بن علي بن المديني: سألت أبي عن اسحاق بن نجيح الملطي فقال بيده هكذا، أي ليس بشيء، وضعفه.
وقال ابن عدي: (حدثنا محمد بن علي حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال: وسئل يحيى بن معين عن جعفر الأحمر فقال بيده، لم يضعفه ولم يثبته) (6).
حِسان:
كلمة حسان جمع كلمة حسن ولها معنى مشهورٌ؛ وللبغوي في كلمة (حسان) اصطلاح خاص به، فقد قسم أحاديث المصابيح إلى حسان وصحاح مريداً بالصحاح ما في الصحيحين وبالحسان ما في السنن واعترض على ذلك بأنه ليس بصواب لأن في السنن الصحيح والضعيف والمنكر، وأجيب عن البغوي بأنه يبين عقب الأحاديث الصحيح والحسن والغريب، وليس كذلك فإنه لا يبين الصحيح من الحسن فيما أورده من السنن بل يسكت ويبين الغريب والضعيف غالباً فالإيراد باق في مزجه صحيح ما في السنن بما فيها من الحسن، ولكن الأمر في هذا قريب فقد كان جماعة من المتقدمين يطلقون على الحسن اسم الصحيح.
حسن:
الحديث إما أن يجزم الناقد - أو يكاد يجزم – بمطابقته للواقع، وهو الصحيح؛ أو بضد ذلك وهو الموضوع؛ أو يتوسط بين الجزمين، وهو الضعيف؛ وما بين الصحيح والضعيف يسمى الحسن؛ وما بين الضعيف والموضوع يسمى الضعيف جداً (7)؛ وأما تعريف الحسن باعتبار شروطه فهو الحديث الذي يرويه العدل الذي خف ضبطه عن مثله إلى منتهاه من غير انقطاع ولا شذوذ ولا علة ولا اضطراب.
هذا هو التعريف المشهور للحديث الحسن، أو يقاربه.
وينقسم الحديث الحسن عند المتأخرين قسمين:
الحسن لذاته والحسن لغيره.
والأول هو الحديث الذي لم يوجد له من الأسانيد الثابتة الا إسناد واحد حسن (8).
والثاني: هو الحسن بمجموع طرقه اللينة أو الضعيفة الصالحة للاستشهاد (9).
هذا ما كنت كتبته قبل سنوات، وأنا أرى الآن أن المسألة تحتاج إلى إعادة النظر فيها، بسبب ما استجد من دراسات حول معنى الحسن عند الإمام الترمذي رحمه الله.
وعلى كل حال فكلامي ينطبق على منهج المتأخرين في معنى هذه الكلمة عندهم.
حسن صحيح:
استعمل هذه الكلمة الإمام الترمذي في جامعه كثيراً، ولم يستعملها غيره من العلماء قبله أو بعده إلا نادراً؛ ومصطلح الترمذي هذا من مسائل المصطلح المشكلة مع كونها قليلة الجدوى عند التحقيق لأمور ليس هذا موضع ذكرها، وحاصل أقوال العلماء في تفسير هذا المصطلح أن الحديث الذي يوصف بهذه العبارة يكون في أقل أحواله مرتقياً عن رتبة الحسن ثم قد يبلغ مرتبة الصحيح وقد يكون وسطاً بين مرتبتي الصحيح والحسن.
حسن غريب:
إذا جمع الترمذي أو غيره في وصف الحديث كلمة (غريب) مع كلمة (حسن) أو مع كلمة (حسن صحيح) فقد يقيد تلك الغرابة بما يعلم منه أنها غرابة نسبية، وقد يطلقها، ولا يلزم من الاطلاق أن تكون تلك الغرابة غرابة مطلقة، ومن هذا يعلم أنه ليس كل حديث يقول فيه الترمذي: (هذا حديث حسن غريب) يكون عنده حسناً لذاته، بل بعض ذلك يكون حسناً بطرقه؛ وهذا فيه رد على من قال أن الحديث الذي يقول فيه الترمذي: (حسن غريب) أقوى عنده من الحديث الذي يقول فيه: (حسن) فقط، وقال أن علة ذلك الترجيح هي أن الأول حسن لذاته والثاني حسن لغيره، والحسن لذاته أعلى من الحسن لغيره.
حسن لذاته:
انظر (حسن).
حسن لغيره:
انظر (حسن).
حضر، حضرتُ:
حدد جماعة من المحدثين أول زمن يصح فيه السماع للصغير بخمس سنين وعلى هذا استقر العمل بين أهل الحديث، فيكتبون لابن خمس فصاعداً: سمع، وإن لم يبلغ خمساً: حضر أو أُحضر، وقال جماعة آخرون: الصواب اعتبار التمييز، فإن فهم الخطاب ورد الجواب كان مميزاً صحيح السماع وإن لم يبلغ خمساً، وإلا فلا، وإن كان ابن خمس فأكثر.
وقال بعضهم إن من سمع وهو ينسخ حال السماع لا يقول: (حدثنا) ولا (أخبرنا)، بل يقول: (حضرت).
حمّالة الحطب:
¥(12/18)
استعمل ابن معين هذه الكلمة في جماعة من الضعفاء كناية عن ضعفهم؛ روى ابن أبي حاتم عن عثمان الدارمي قال:» قلت ليحيى بن معين: النضر بن منصور يروي عنه ابن أبي معشر عن ابي الجنوب عن علي رضي الله عنه، من هؤلاء؟ قال: هؤلاء حمالة الحطب «ثم قال ابن أبي حاتم:» يعني أنهم ضعفاء «.
حمَّض وجهه:
هذا الفعل من الناقد كناية عن عدم رضاه عن الراوي المذكور عنده أو المسؤول عنه وقتئذ.
حوالة:
سمى الدمياطي ما يعلقه البخاري عن شيوخه حوالة، فقال في بعض تلك الأحاديث: (أخرجه البخاري حوالة).
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
(1) انظر (حديث).
(2) وربما استعملوا كلمة (حافظ) بمعنى (ضابط)؛ وهذا موجود عند بعض المتقدمين.
(3) جاء في كتاب (برهان قاطع) وهو باللغة الفارسية تأليف محمد حسين بن خلف التبريزي وتحقيق الدكتور محمد معين 4/ 7030 ما ترجمته: "ملا، بضم الأول وتشديد الثاني، وتنطق: منلا في اللغة التركية، والظاهر أنها منحدرة من كلمة (مولى) العربية ومعناها السيد والمخدوم 000 ومعناها في الفارسية الحديثة: فقيه ومثقف ومتعلم وفاضل وروحاني ".
(4) ثم هل سمعتهم وصفوا أحداً من كبار أئمة الحديث بهذه الكلمة؟! هل قرأت نحو هذه العبارة (الحاكم يحيى بن معين) أو (الحاكم أحمد) أو (الحاكم البخاري) أو نحو ذلك من العبارات؟! ثم هل يصح وصف أحد من العلماء بأنه أحاط علمه بجميع الأحاديث المروية متناً وإسناداً وجرحاً وتعديلاً وغير ذلك من علوم الأحاديث.
(5) تأمل معنى (لا بأس به) عند يحيى بن سعيد فورودها في مثل هذا السياق الذي يتبين منه تفسيرها، من مهمات الفوائد، ويحيى بن سعيد إمام في الجرح والتعديل بل هو شيخ كثير من أئمة الجرح والتعديل كأحمد وعلي ويحيى وعمرو بن علي الفلاس.
(6) ورد في (تاريخ الدارمي عن ابن معين) (ص87) (يلينه) مكان (يثبته)، خلافاً لما في (الكامل) و (تهذيب التهذيب) (2/ 93)، والظاهر أن (يلينه) تصحيف.
(7) فائدة: من تدبر وجد أن كل قسم من أقسام الحديث الخمسة الشهيرة عند المعاصرين والمتأخرين نوعان نوع محكوم عليه بذاته ونوع محكوم عليه بغيره؛ فالصحيح صحيح لذاته وصحيح لغيره؛ وكذلك الحسن؛ وهذه الأنواع الأربعة معروفة مشهورة؛ والضعيف كذلك، منه ما هو ضعيف لذاته، أي بسبب ضعف إسناده نفسه، أي لوجود راو ضعيف فيه أو لانقطاع بين رواته، أو ما هو مظنة ذلك؛ ومنه ما هو ضعيف لغيره، أي يكون سنده في نفسه صحيحاً أو حسناً، ولكن تدل الأصول العامة أو الأحاديث الثابتة أو الطرق الأخرى لذلك الحديث على شذوذه وتوجب تعليله وتضعيفه.
وكذلك الموضوع، منه ما يحكم بوضعه، لتفرد وضاع بروايته؛ وهذا في الحقيقة محكوم عليه بذاته؛ ومنه ما يروى بسند ضعيف أو ضعيف جداً وهو سالم من وجود الكذابين فيه، ولكنه يكون موضوعاً بدلالة غيره من أسانيده على وضعه، أي يتبين من النظر في مجموع طرقه أنه في أصله من اختلاق بعض الوضاعين وأنه قد سرقه بعضهم فأدخله على ضعيف لا يتعمد الكذب فرواه ذلك الضعيف بإسناد نظيف فتكون هذه الطريق ضعيفة فقط، غير دالة بنفسها على وضع الحديث، وإنما دل عليه تدبر طرقه الأخرى ومعرفة من فيها من الوضاعين والكذابين، أو يتبين وضع ذلك الحديث من جمع أحاديث الباب وما يتعلق بها من الأحاديث والآيات وغيرها من الأمور التي قد تضر الحديث مخالفته لها، فيكون متنه مخالفاً لما هو مقطوع به من معاني الآيات أو لما هو مجزوم بثبوته من الأحاديث أو التواريخ أو مخالفاً للمعقولات الصريحة، مع عدم إمكان الجمع في ذلك كله.
(8) إنما اخترت هذا التعريف لأحترز عن الصحيح لذاته والصحيح بمجموع طرقه وهو ما كان له إسنادان حسنان أو أكثر، وليدخل في هذا التعريف الحديث الذي ورد بسند حسن وسند آخر ضعيف أو أكثر.
(9) تنبيه: لقد تساهل كثير من المتأخرين والمعاصرين في تحسين الأحاديث الضعيفة والواهية بكثرة طرقها فينبغي الحذر من مثل هذا التساهل المخالف لطريقة أئمة الحديث وعلماء العلل.
"
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[11 - 02 - 06, 04:04 م]ـ
شكرا لك شيخ المستقبل محمد خلف سلامه
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[11 - 02 - 06, 05:06 م]ـ
"
غفر الله لك، أخي الفاضل.
واسمح اي أن أقول لك: هذه مبالغة، أعاذني الله وإياك من المبالغات.
ولو رأيتَني - أخي الفاضل - لتغيَّر رأيُك هذا.
أسأل الله أن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا وأن يتوفانا على الإسلام والإيمان.
"
ـ[أبو حذيفة الدرعمي]ــــــــ[12 - 02 - 06, 11:02 ص]ـ
هكذا عهدنا على السلف جزاكما الله خيرا؛فهذا خلق سلفنا الصالح رضى الله عنهم
أخوكم الفقير أبو حذيفة(12/19)
هل رأيتم الدارقطني يصحح حديثا ضعيفا؟ أم غاية ما أخذ عليه هو التحسين؟
ـ[سيف 1]ــــــــ[11 - 02 - 06, 04:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[الناصح]ــــــــ[11 - 02 - 06, 05:51 م]ـ
هلا وضحت غفرالله لك
ـ[سيف 1]ــــــــ[11 - 02 - 06, 06:04 م]ـ
أخي الكريم السؤال واضح أكرمك الله
هل صحح الدارقطني في سننه أحاديث ضعيفة معلولة؟ ام انه غاية ما أخذ عليه هو قوله على بعض الأحاديث الضعيفة والمعلولة انها حسان -كما هو معلوم-
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[11 - 02 - 06, 06:06 م]ـ
بارك الله فيكم.
أخي سيف ..
هل يتعارض تحسين الدارقطني مع كون الحديث ضعيفًا أو معلولاً؟
ـ[سيف 1]ــــــــ[11 - 02 - 06, 09:16 م]ـ
شيخنا الفاضل محمد انما قصدت هل بلغ بالدارقطني الأمر ان صحح احاديث ضعيفة في سننه ام ان كل المشكل هو تحسينه لبعضها؟
اما التعارض فنعم فالحسن غير الضعيف -هذا بفهم ان الحسن هو ما يتبادر اليه ذهني عند الاطلاق بغض النظر عن مفهومه وتطبيقاته عند الامام الدارقطني - وقد سبق في المنتدى البحث حول هذه النقطة من كلامه وكلام غيره من الائمة
ولكن الصحيح هو الصحيح عند الكل حسب علمي بخلاف الحسن الذي اطلقه بعض الائمة على بعض احاديث الضعفاء من الرواه والمنكر من حديثهم
فهل سبق ان قال الدارقطني صحيح على حديث ضعيف؟(12/20)
المعجم الميسر - حرف الخاء
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[11 - 02 - 06, 05:26 م]ـ
"
فصل الخاء
خبر:
من المحدثين من جعل الخبر مرادفاً للحديث، فيستعمل أحدَهما بمعنى الآخر.
ومنهم من قال: الحديث ما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والخبر ما جاء عن غيره؛ فهو لا يُطلِق الحديثَ على غير المرفوع إلا بشرط التقييد، فيقال: هذا حديث موقوف أو مقطوع، وهذا ما عليه الأكثرون؛ ومن ثم قيل لمن يشتغل بالتواريخ وما شاكلها: (الأخباري) ولمن يشتغل بالسنة النبوية: (المحدث).
ومنهم من قال: بينهما عموم وخصوص مطلق، فكل حديث خبر من غير عكس.
وخالف فقهاءُ خراسان – أو أكثرهم - علماءَ الحديث، فكانوا يسمون الموقوف بالأثر والمرفوع بالخبر.
تكميل: يسمى الكتاب الذي جُلُّه أحاديث موقوفة على الصحابة وبعض التابعين كتاب حديث أو كتاب آثار، ويعد مؤلفه من جملة المحدثين لا الأخباريين، وذلك لأن أكثر تلك الموقوفات ترد بمعنى المرفوعات أو تفسرها، وبعضها لها حكمها، وأيضاً يغلب على تلك الموقوفات أنها مما يتداوله المحدثون بالأسانيد ويحدثون بها الطلابَ، فهي معدودة عندهم في جملة الأحاديث التي يأخذونها من شيوخهم.
خبر الخاصة:
هذه الكلمة تكرر ورودها في كلام الإمام الشافعي، ووردت أيضاً في كلام جماعة من المتقدمين، فإن السنة في اصطلاحهم تنقسم إلى السنة المجتمع عليها أو خبر العامة عن العامة، أي ما تناقله المسلمون بطريقة صار بها معلوماً عندهم بالضرورة، وإلى ما سوى ذلك، وهو خبر الخاصة، وهو الآحاد، أي في اصطلاحهم، وهو اسم يعم كل الأخبار المسندة.
فمن خبر الخاصة: ما يسميه عامة الأصوليين والمصنفين في علوم الحديث فرداً أو غريباً أو عزيزاً أو مشهوراً أو مستفيضاً أو متواتراً.
هذا هو التقسيم الذي ذكره الإمام الشافعي والذي لم يخالفه فيه المتقدمون من المحدثين، ولكن خالفه فيه المتأخرون أو من تأثر بعلم الكلام والمنطق منهم (1)!
خبر الواحد:
انظر (آحاد).
ختم:
الختم هو آخر مجلس من مجالس قراءة كتاب من كتب السنة، فيكون ذلك المجلس الأخير الذي يختم مثلا فيه صحيح الإمام البخاري يقوم الشيخ بقراءة الحديث وذكر تراجم رجال سنده ونحو ذلك ثم يذكر بعض الفوائد المتعلقة بصحيح الإمام البخاري ونحو ذلك، وهذا إنما ظهر عند المتأخرين من أهل الحديث.
وقد ألف عدد من أهل العلم رسائل في ختم كتب السنة، فمنها (ختم البخاري) لابن ناصر الدين الدمشقي، ومنها (ختم البخاري ومسلم) للسخاوي؛ وغيرها (2).
خشبي:
الخشبية هم الشيعة أو فرقة منهم، سموا بذلك نسبة إلى الخشبة التي صُلب عليها زيد بن علي رحمه الله.
وقيل: سموا بذلك لأنهم قالوا: نعتزل الفتنة ونتخذ سيفاً من خشب؛ ويظهر أن الأول هو الصحيح.
خفة الضبط:
أي نقصه عن درجة الكمال نقصاً لا يمنع من الاحتجاج بحديث صاحبه ما لم يخالفه من هو أوثق منه وما لم يقم الدليل على وهمه في ذلك الحديث؛ وقد قيل إن خفة الضبط المذكورة في حد الحسن غير منضبطة وهذا اعتراض قوي ينبغي تحرير الإجابة عنه.
ويأتي تعريف الضبط في موضعه من هذا المعجم.
خولِف:
قولهم (فلان خولف في حديثه) و (فلان يخالف في حديثه) كلا اللفظين يدل على أن الراوي في حفظه ضعف، وأنه يروي أحاديث يخالف فيها أحاديث الثقات؛ ولكن قولهم في الراوي (يخالف) مشعر بالجزم بأنه هو المخطئ الشاذ في تلك المخالفات، بخلاف قولهم فيه (خولف) فإنه يحتمل أن يكون الناقد متوقفاً في تعيين من يرجحه من الطرفين المختلفين في تلك الأحاديث.
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
(1) ذكر الشافعي خبر الواحد ويسميه هو خبر الخاصة ولكن ليس مقابله عنده هو المتواتر؛ فإن الألفاظ التي ذكرها فيما يقابل خبر الواحد هي (السنة المجتمع عليها) و (خبر العامة عن العامة)، وهما عبارتان بمعنى واحد يطلقهما الامام الشافعي في مقابل (خبر الخاصة)، ومعناهما الأمر الذي أجمعت الأمة على نقله، مما لم يرد في كتاب الله أمة بعد أمة، لا يختلف في الإجماع به اثنان؛ مثل أن صلاة الظهر أربع ركعات. وهذا أمر فوق متواتر الأصوليين، أو هو أعلى أنواعه عندهم، لأن من المتواتر ما قد يخفى على الخاصة فضلاً عن العامة؛ يخفى العلم به، فضلاً عن العلم بتواتره؛ كما تجده في أمثلة (المتواتر) التي يذكرونها، وكما في كتب (الأحاديث المتواترة).
انظر (المنهج المقترح) للدكتور حاتم العوني.
(2) هذا تعريف الشيخ عبد الرحمن الفقيه حفظه الله.
"(12/21)
المعجم الميسر - حرف الدال
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[11 - 02 - 06, 05:43 م]ـ
"
فصل الدال
درة العراق:
هذه كلمة ثناء عظيمة، قالها الإمام أحمد بن حنبل في الحافظ الناقد محمد بن عبد الله بن نمير.
دعني لا أقيء:
قال مزاحم بن زفر: (قلنا لشعبة: ما تقول في أبي بكر الهذلي؟ قال: دعني لا أقيء).
وهذا – كما هو ظاهر - توهين شديد لحال هذا الراوي من قِبل شعبة رحمه الله.
"(12/22)
لماذا غلبت رواية الحميدي رحمه الله في مسنده عن سفيان رحمه الله؟
ـ[مجدي أبو عيشة]ــــــــ[11 - 02 - 06, 06:20 م]ـ
لماذا غلبت رواية الحميدي رحمه الله في مسنده عن سفيان رحمه الله؟
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[11 - 02 - 06, 08:46 م]ـ
قال الحُمَيْديُّ -كما في "تهذيب الكمال" (4/ 133 - ط2. مؤسسة الرسالة): [جالستُ ابنَ عُيينة تسع عشرة سنة أو نحوها].
وقال عنه محمد بن سعد: [صاحبُ ابن عيينة وراويتُهُ].
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[11 - 02 - 06, 09:11 م]ـ
كما نقل أخي أحمد سالم المصري, وكلاهما مكيان شهيران بهذا, وكل واحد منهما يعتبر إمام الحرم في زمانه, وإن كان هناك فترة انقطاع بعد وفاة سفيان ورحلة الحميدي مع الشافعي لمصر ثم عودته بعد وفاته لمكة, للأسف ليس حاضراً في ذهني الآن من هو إمام علماء الحرم المكي في هذه الفترة
رحمهم الله جميعاً, والإمام البخاري بحكم أنه أكثر عن الحميدي عن ابن عيينة, فهذا اثناء انفراد الإمام الحميدي بـ لقب عالم مكة, وزيارة البخاري لمكة حدثت بعد عام 212 هـ وكان الإمام البخاري إذا وجد الرواية عند الحميدي لايعدل عنها الى سواها
ـ[مجدي أبو عيشة]ــــــــ[14 - 02 - 06, 01:03 م]ـ
جزاكم الله خيرا. ولكن قصدي ان معظم المسند هو من طريق سفيان. فلم يقتصر الامر على الاكثار من روايته.
فهل كان يترك الحميدي الرواية عن غير سفيان اذا كانت عنده من رواية سفيان نحوها؟
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[15 - 02 - 06, 02:57 ص]ـ
جزاكم الله خيرا. ولكن قصدي ان معظم المسند هو من طريق سفيان. فلم يقتصر الامر على الاكثار من روايته.
فهل كان يترك الحميدي الرواية عن غير سفيان اذا كانت عنده من رواية سفيان نحوها؟
إذن نسأل كما تسأل, وهذه التفصيلات العميقة, في جزء محدد, قليل التطرق لها.
ـ[الشافعي]ــــــــ[22 - 02 - 06, 01:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من النقول التي قد تخدم هذا الموضوع ما رواه الحاكم 1/ص116 عن بشر بن موسى راوي المسند
عقب أحدأحاديث سفيان، قال بشر: ولم يكن هذا الحديث عند الحميدي في مسنده اهـ
وكلامه يوحي أن هذا الحديث لسفيان قد فات الحميدي وكأنه علم أن غرض الحميدي استقصاء
حديث سفيان، نعم أورد في مسنده أحاديث عن غيره لكنها قليلة جداً
والله تعالى أعلم
ـ[مجدي أبو عيشة]ــــــــ[22 - 02 - 06, 08:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من النقول التي قد تخدم هذا الموضوع ما رواه الحاكم 1/ص116 عن بشر بن موسى راوي المسند
عقب أحدأحاديث سفيان، قال بشر: ولم يكن هذا الحديث عند الحميدي في مسنده اهـ
وكلامه يوحي أن هذا الحديث لسفيان قد فات الحميدي وكأنه علم أن غرض الحميدي استقصاء
حديث سفيان، نعم أورد في مسنده أحاديث عن غيره لكنها قليلة جداً
والله تعالى أعلم
جزاك الله خيرا أخي. ولكن الحميدي روى لغير سفيان بالمسند؟
ـ[الشافعي]ــــــــ[22 - 02 - 06, 08:58 م]ـ
وإياك.
في أول الكتاب وأثنائه عدة أحاديث رواها الحميدي عن غير سفيان.
ـ[العاصمي]ــــــــ[22 - 02 - 06, 10:41 م]ـ
ومما قد يفتح بعض آفاق البحث في مثل هذه الدقائق: التأمل في ترجمة ابن خير الإشبيلي مسند الحميدي وتسميته إيّاه: " المسند عن سفيان " ...
والظاهر أن الحميدي قصد إلى جمع أكثر مسنده عن سفيان، وكأنّ أبا القاسم البغوي اقتدى بصنيع الحميدي؛ فجمع " حديث علي بن الجعد "، لكنّه لم يرتّبه على مسانيد الصحابة - رضي الله عنهم -، وأكثر فيه من الرواية عن غير ابن الجعد، ولا التفات إلى من ترجمه وسمّاه: " مسند ابن الجعد "!
وقد كان الحميدي مختصّا بسفيان، ثبتا فيه، وحسبك قول أبي حاتم: " أثبت الناس في ابن عيينة: الحميدي، وهو رئيس أصحاب ابن عيينة، وهو ثقة إمام ".
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[25 - 02 - 06, 09:42 ص]ـ
من أثبت فى سفيان على بن عبد الله أم الحميدى؟؟
لقد أخرج البخارى عن على عن سفيان أكثر مما أخرج عن الحميدى عن سفيان
وقد صنف على علل حديث سفيان فى ثلاثين جزءا
ـ[العاصمي]ــــــــ[25 - 02 - 06, 05:48 م]ـ
ذكرتُ كلام أبي حاتم للتنبيه على ما منّ الله به عليه من رتبة منيفة، ودرجة رفيعة، وقد نقلت ذلك عن رجل من أعلم أهل عصره بمراتب الحفّاظ، ودرجات الأئمة، والحميدي إن لم يكن أثبت الناس مطلقا في ابن عيينة؛ فلا يرتاب أحد في أنه من أثبتهم فيه، وأعرفهم بحديثه ...
نعم؛ ابن المديني أعرفهم بعلل حديثه، وقد جمع " علل حديث ابن عيينة " في 13 جزءا، كما يراه الناظر في كتاب " معرفة علوم الحديث وكمية أجناسه " ص71 ط1 أو ص262 نشرة السلوم، و " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع " 2/ 466.
وأرجو ألاّ نخرج عن لُبّ الموضوع الذي كنّا نتذاكر حوله.
ـ[أبو أمينة]ــــــــ[27 - 02 - 06, 02:45 م]ـ
أخي العاصمي معذرة على هذا الخروج من الموضوع فقد حاولت الاتصال عن طريق بريدك فما أفلحتُ, اهتمامك بشيخ العلل الإمام الدارقطني هو الذي حدا بي أن أسألك هذا السؤال إنني أبحث عن أسانيد الدارقطني إلى كتب السنة المطهرة (الصحاح - السنن - المسانيد) , لقد عثرت على روايته لسنن أبي داود , ومسند الإمام أحمد فقط , فأرجو المساعدة , وسدد الله كلامك وأناملك(12/23)
من يفيدنا بجرح أو تعديل في أحمد بن مهران بن خالد اليزدي الاصبهاني؟
ـ[سيف 1]ــــــــ[12 - 02 - 06, 12:18 ص]ـ
لم أعثر على قول يفيدني في حاله ,فهل له ذكر في كتاب الجرح والتعديل لابن ابي حاتم؟
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[12 - 02 - 06, 12:51 ص]ـ
بارك الله فيكم، هل يمكن كتابة السند الذي ورد فيه
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[12 - 02 - 06, 12:55 ص]ـ
ترجم له ابن حبان في الثقات (8/ 52):
أحمد بن مهران بن خالد بن يزد من نواحى فارس، يروى عن عبيد الله بن موسى، ثنا عنه محمد بن عبد الرحمن الأصبهاني، مات سنة ثمان وثمانين ومائتين كنيته أبو جعفر.
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[12 - 02 - 06, 01:07 ص]ـ
السلام عليكم بارك الله فيكم
ذكره ابن حبان في الثقات في موضعين8\ 48و52وابو نعيم في ذكر اخبار اصبهان1\ 95 وذكره الحافظ للتمييز في اللسان.
ـ[د جمعان البشيري]ــــــــ[14 - 02 - 06, 07:30 ص]ـ
في لسان الميزان (1/ 316): أحمد بن مهران بن خالد أبو جعفر من أهل يزد روى عن عبيد الله بن موسى روى عنه المنكدري مات سنة ست وثمانين ومائتين ثم أعاده فقال حدثنا عنه محمد بن عبد الرحمن الأصبهاني مات سنة 88 كذا قال وهو غير الراوي عن مالك وذكرته للتمييز.
وفي الثقات لابن حبان (8/ 48): أحمد بن مهران بن خالد أبو جعفر من أهل يزد يروى عن عبيد الله بن موسى روى عنه المنكدري مات سنة ست وثمانين ومائتين.
وفي الثقات أيضاً (8/ 52 - 53): أحمد بن مهران بن خالد بن يزد من نواحى فارس يروى عن عبيد الله بن موسى ثنا عنه محمد بن عبد الرحمن الأصبهاني مات سنة ثمان وثمانين ومائتين كنيته أبو جعفر
ـ[سيف 1]ــــــــ[14 - 02 - 06, 12:27 م]ـ
جزاكم الله جميعا خيرا
أخي الكريم أبو المقداد ,انما يرد اسمه في اسانيد أبو عبد الله الحاكم صاحب المستدرك ,ويروي عنه الصفار وهو نفس الراوي الذي ذكره الاخوة الأفاضل أكرمهم الله واياك
فهل تجدون له ذكر عند ابن ابي حاتم؟
فما ذكرتموه لا يكفي لتوثيقه والله اعلم(12/24)
المعجم الميسر - حرف الذال
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[12 - 02 - 06, 11:10 ص]ـ
"
فصل الذال
ذاهب الحديث:
ذاهب الحديث معناها متروك ساقط الحديث، ومثلها (ذهب حديثه)، فقد قيلت هذه اللفظة الثانية في جماعة من المتروكين والمتهمين؛ ولكن قال محمد بن عثمان بن أبي شيبة: (سمعت علياً [يعني ابن المديني] يقول: روح بن أسلم ذهب حديثه، يعني ضاع)، كذا فسرها محمد بن عثمان.
ويمكن أن يجمع بين تفسيره والمعنى المتقدم بأن الراوي إذا كان ساقط الحديث تركه الناس، وترْكُهم له يؤدي إلى ذهاب حديثه وضياعه.
ويمكن أن يقال أن هذه الكلمة واردة هنا على خلاف الأصل فيها.
فلا بد إذن من ملاحظة القرائن والاحتمالات.
ذكر:
انظر (صيغ الأداء).
ذكروه عند فلان فامتخط:
أخرج الخطيب عن محمد بن علي الوراق: سألت مسلم بن إبراهيم عن حديث لصالح المري، فقال: ما تصنع بصالح؟ ذكروه يوماً عند حماد بن سلمة فامتخط حماد!
ولكن تعقبه الخطيب بقوله: (امتخاط حماد عند ذكره لا يوجب رد خبره).
ذهب حديثه:
انظر (ذاهب الحديث).
"(12/25)
ما عذرهم في التدليس؟!
ـ[أم أحمد الحافظ]ــــــــ[12 - 02 - 06, 12:26 م]ـ
قال أبو الحسن بن القطان في بقية بن الوليد الحمصي: " بقية يدلس عن الضعفاء ويستبيح ذلك، وهذا إن صحّ مفسد لعدالته. "
قال الإمام الذهبي في الميزان (1\ 339): " نعم والله، صح هذا عنه، إنه يفعله، وصح عن الوليد بن مسلم، بل وعن جماعة كبار فعله، وهذه بلية منهم، ولكنهم فعلوا ذلك باجتهاد، وما جوزوا على ذلك الشخص الذي يسقطون ذكره بالتدليس أنه تعمد الكذب. هذا أمثل ما يُعتذَر به عنهم. "
لكن هذا قد يصلح اعتذاراً عمن دلس عن كذاب، فماذا عمن يدلس عن الضعفاء و المتروكين والمجاهيل ويكثر من التدليس، وبقية بن الوليد منهم؟!
هل يصح القول بأنه لم يطّلع على حالهم؟!!
ـ[أم أحمد الحافظ]ــــــــ[12 - 02 - 06, 04:31 م]ـ
يبدو أنني أخطأت في التعبير
أقصد أن هذا قد يصح عذراً لمن دلس عن كذاب أو ضعيف أو ..... دون أن يطلع على حاله، فماذا عن المكثرين من التدليس؟ هل يصح القول بأنهم لم يطلعوا على أحوال كل من دلسوا عنهم من غير المقبولين؟!!
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[14 - 02 - 06, 09:21 ص]ـ
"
عذر المدلس هو أنه قد عُرف بالتدليس واشتهر به بين تلامذته وأقرانه والنقاد، وأنه يروي الحديث الذي يدلسه بطريقة موهمة فقط، فهو لا يصرّح بالسماع، فيكون كاذباً، ولا يصرّح بعدمه فيكون قد أدى الأمانة حق أدائها، وقام بالنصيحة حق القيام بها.
فهذا هو عذره عند النقاد؛ ولذلك فإنهم لا يجرّّحونه بالتدليس؛ بل يذكرونه به، ويدخلونه في جملة من ينصون على تدليسه؛ وذلك لتعرف صفته هذه وتعرف حال عنعنته، فلا تحمل على الاتصال.
وأما أن نقول: هو معذور عند الله تبارك وتعالى؛ فهذا قد يكون الكلام فيه من قِبَل أمثالنا - نفياً أو إثباتاً - نوعاً من الجرأة في الدين.
ولكن أقول: كأن الأصل أن التدليس محرَّم، وقد يشهد لذلك تلك الكلمات الشديدة التي قالها شعبة وغيره من الأئمة؛ والتدليس فيه مشقة على النقاد وتوعير لطريق نقد الأحاديث؛ وقد يغتر بظاهر السند أقوام، فيصححون الحديث مع أنه في الحقيقة باطل أو ضعيف؛ وكذلك قد يهم الناقد في نقد الحديث بسبب عنعنة المدلس؛ فيضعف صحيحاً أو يصحح ضعيفاً.
فهذا كله قد يكون حجة مقنعة بيد من ذهب إلى أن التدليس محرم.
ويضاف إلى تلك الحجة أن يكون لذلك المدلس هوى في انتشار الحديث غير الصحيح بين الناس وفي قبولهم إياه؛ وهذا في الحقيقة نوع من أنواع الغش للمسلمين.
ولكن لعله بعد أن صار التدليس جادة مسلوكة وأمراً شائعاً، وقلّد في تعاطيه بعضُ أواخر المحدثين أوائلَهم، وكانوا لا يرونه محرماً، وكانوا يرون أن النقاد سيكفون الناس مؤنة كشف ذلك التدليس؛ ثم هم يجدون من أنفسهم أنهم ليس لهم هوى في نشر الأحاديث غير الصحيحة بين المسلمين؛ فحينئذ لعله أن يكون التدليس في حقهم غير محرم، كما يظنون هم؛ ولذلك فعله غير واحد من أئمة العلم والورع؛ والله أعلم.
"
ـ[أم أحمد الحافظ]ــــــــ[14 - 02 - 06, 04:42 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو عمر الطائي]ــــــــ[15 - 02 - 06, 10:45 م]ـ
قد يكون السبب أنهم رأوا أن هذا الحديث لن تتوقف روايته عليهم فظن المحدث أن حديثه هذا سوف يرويه من سمعوه بما يشعر بالسماع المتصل فتكون روايتهم هي الأصل وروايته من باب الطرق الأخرى المعاضدة للرواية المعتمدة فتكون بمثابة الشواهد والمتابعات.
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[16 - 02 - 06, 09:14 ص]ـ
"
جزاك الله خيراً على هذا التنبيه.
نعم، لعل بعض المدلسين ولا سيما الأئمة من أهل المعرفة بالرواة والأحاديث كانوا ربما دلسوا الحديث الذي قد علموا أنه قد رواه غيرهم بإسناد متصل، أو أنهم هم قد رووه في مجلس آخر على وجههه من غير تدليس، وبذلك تسمح لهم أنفسهم بتدليسه أحياناً.
وللتدليس مقاصد وأعذار يصعب علينا في هذا العصر الإحاطة بتفاصيلها والوقوف على كل دقائقها وأغوارها، وإن اجتهد أهل المصطلح في شرح أهم تلك المقاصد، ولكن من كان في تلك الأعصر وهو من أهل الحديث فإنه يتيسر له أن يفهم مقاصد المدلسين ودوافعهم، على حقيقتها، ولو في الجملة.
"(12/26)
المعجم الميسر - حرف الراء
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[12 - 02 - 06, 05:52 م]ـ
"
فصل الراء
رجال إسناده ثقات:
أي كل راو من رواة ذلك الحديث ثقة؛ هذا هو الأصل في إطلاق هذه العبارة النقدية، ولكن قد يحصل فيها شيء من توسع وتجوز كما يُعلم مما يأتي في (رواه جماعة ثقات حفاظ)، وذلك بأن يكون بعضهم موثقاً توثيقاً غير مقنع، أو بعضهم يكون صدوقاً فقط.
رجاله ثقات:
هي بمعنى (رجال إسناده ثقات).
رجاله رجال البخاري:
انظر رجاله رجال الصحيح.
رجاله رجال الصحيح:
هذه اللفظة تعني أن ذاك الحديث مروي من طريق رجال روى لهم الشيخان.
وكثير من العلماء السابقين كانوا يطلقون لفظة الصحيح على صحيح البخاري، وكذلك على صحيح مسلم؛ فقول بعضهم (رجاله رجال الصحيح)، أي أخرج لهما أحد صاحبي الصحيحين.
وبعض المحدثين يتسهل فيطلقها على أحاديث واردة من طريق من روى له البخاري أو مسلم في الشواهد أو المتابعات أو من طريق من هو متكلم فيه إلا أن الشيخين انتقيا من حديثه بعض ما رأياه محفوظاً (1)؛ بل قد يكون الراوي مذكوراً في أحد الصحيحين على سبيل القرن مع راو آخر، لا على سبيل الاحتجاج ولا الاستشهاد، ويكون المحتج به هو صاحبه، أعني ذلك الراوي الآخر الثقة، دونه، ويكون صاحب الصحيح إنما أبقى على ذكره لمكان الحفاظ على هيئة الرواية، كما تحملها، أي صاحب الصحيح، من شيخه.
ولا يلزم من كون رجال الإسناد من رجال الصحيح أن يكون الحديث الوارد به صحيحاً لأمور منها ما تقدم ذكره، ومنها احتمال أن يكون في السند انقطاع جلي أو خفي أو عنعنة مدلس أو يكون في الحديث شذوذ أو علة أو اضطراب.
إذن لا بد من معرفة المراد بهذه العبارة عند كل ناقد وردت في كلامه؛ فمقاصدهم فيها متباينة.
رفعه:
إذا أسند الراوي – تابعياً كان أو دونه – حديثاً إلى صحابي، ثم قال عقبه: (رفعه) أو (رفع الحديث) أو (يرفعه)، أو (ينميه) أو (يبلغ به)، سواء ذكر الحديث صراحة، أو رمز إليه بضميره، فمعنى ذلك أن الحديث مرفوع، أي هو منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
ولكن قد يأتي بعض تلك العبارات مقيداً بالصحابي، فيفيد الوقف، مثل قول البيهقي في بعض أحاديث (شعب الإيمان): (ورواه إسماعيل بن زكريا عن عمرو بن قيس الملائي، فبلغ به ابن عباس)، يريد أنه موقوف عليه.
تنبيه: قال المعلمي في حاشية (الفوائد المجموعة) (ص468) في أثناء كلامه على بعض الأحاديث: (قال البيهقي: "وقد رواه عبد الله بن المبارك عن معمر بإسناده، وقال: رفعه"؛ وساقه كذلك؛ وفي اسناده من لم أعرفه، واقتصار ابن المبارك على قوله (رفعه) يُشْعِر بأنه يخشى أن يكون رفعه خطأ).
رواية الأكابر عن الأصاغر:
المقصود بها رواية الرواة عن الأصغر منهم سناً.
رواية الأقران:
الأقران هم الرواة المتقاربون في السن والإسناد، وربما اكتفى الحاكم بالإسناد؛ فإذا روى أحد قرينين عن الآخر منهما وصفت تلك الرواية بأنها رواية أقران؛ فإذا عاد الثاني فروى رواية أخرى عن الأول – أي على العكس، فصار الشيخ تلميذاً والتلميذ شيخاً – فهنا يقال: تدبَّج فلان مع فلان؛ وهذا هو النوع المدبّج، ويأتي.
روى أحاديث فيها صنعة:
ظاهر هذه العبارة اتهام الراوي بالتغيير المتعمد في الروايات، فقد قال ابن أبي حاتم في ترجمة روح بن عبد الواحد الحراني من (الجرح والتعديل) (3/ 449 - 450): (كتب عنه أبي---وسألته عنه؟ فقال: ليس بالمتقن، روى أحاديث فيها صنعة).
فقال محققه الشيخ المعلمي في شرح هذه العبارة: (يعني أنه يتصرف فيها ولا يأتي بها على الوجه).
والمراد بكلمة (يتصرف) هنا هو التغيير المقصود.
روى عن فلان:
إذا قال المحدث في ترجمته لراوٍ: (روى عن زيد) أو: (حدث عن زيد) مثلاً، فإنه لا يلزم من ذلك أن تكون روايته عنه متصلة، وإنما اللازم أن يكون له عنه رواية لم يذكر فيها بينه وبينه واسطة؛ سواء كانت تلك الرواية متصلة أم لا، وسواء ثبت إسناد تلك الرواية إلى هذا المترجَم أم لم يثبت؛ وهذا بخلاف قوله: (سمع زيداً) أو (سمع من زيد) فإن في هذه الكلمة إثباتاً لسماعه منه، ولو في الجملة؛ فلا ينافي هذه الكلمة أنه سمع منه بعض ما رواه عنه دون بعضه.
¥(12/27)
إلا أن البخاري رحمه الله كان ربما استعمل هذه الكلمة، من غير أن يريد إثبات حقيقتها؛ فقد يقول البخاري في أول ترجمة الراوي (سمع فلاناً)، وهو لا يريد إثبات السماع، وإنما يريد أن يذكر معنى أو مقتضى ظاهر بعض روايات ذلك المترجَم، فإن في ظاهرها إثبات سماعه؛ ولكن البخاري يعود بعد ذلك فيصرح بعدم صحة ذلك السماع، أو يشير إلى ذلك – أعني عدم السماع – إشارة فقط؛ وإشارات البخاري لها معان خطيرة وكثيرة، فلا بد من استقرائها ومعرفة مراداته بها.
وأيضاً كان من إشارات البخاري اللطيفة في (تاريخه الكبير) و (تاريخه الأوسط) أنه إذا أراد أن يبين عدم سماع راو من بعض من روى عنهم أو أن يبين شكه في صحة ذلك السماع وتوقفه في إثباته: أن يقول في ترجمته: (عن فلان) ويسمي ذلك الشيخ، ثم يقول: (سمع فلاناً) ويسمي شيخاً أو شيوخاً آخرين ثبت سماع ذلك الراوي منهم.
روى عنه أهل بلده:
قد يذكر ابن أبي حاتم في كتابه (الجرح والتعديل) الرجلَ ولا يستحضر عمن روى، ولا من روى عنه، أو يستحضر أحدهما دون الآخر، فيدع لما لا يستحضره بياضاً فيكتب: (روى عن --- روى عنه ---)، ويكثر ذلك في الأسماء التي ذكرها البخاري ولم ينص، وعادة ابن حبان في الثقات أن لا يدع بياضاً ولكن يقول: (يروي المراسيل، روى عنه أهل بلده)، كأنه اطلع على ذلك أو بنى على أن البخاري إنما لم يذكر عمن يروي الرجل لأنه لم يرو عن رجل معين، وإنما أرسل، وأن الغالب أنه إذا كان الرجل ممن يُروَى عنه فلا بد أن يروي عنه بعض أهل بلده.
وطريقة ابن أبي حاتم أحوط كما لا يخفى.
قاله المعلمي رحمه الله.
روى عنه فلان:
يقال في هذه العبارة ما تقدم قوله في (روى عن)، فلا يلزم من هذه ولا تلك الاتصال وعدم الواسطة.
وممن كان يستعمل في ترجمة الرجل الواحد عندما يذكر من رووا عنه أحياناً (سمع منه فلان) وأحياناً (روى عنه فلان) والتفريق مقصود له هو الإمام البخاري في (تواريخه)؛ وكان من عادته فيها أن لا يستعمل (سمع منه فلان) إلا في ما تحققه من السماع أو وجده راجحأ على عدمه، وهذا ما تقتضيه هذه العبارة وليس له ولا لغيره استعمالها في أوسع من هذا المعنى كما هو واضح؛ وذلك باستثناء ما تقدم التنبيه عليه من صنيع الإمام البخاري في (روى عن فلان).
وكذلك كان البخاري رحمه الله ربما يأتي أحياناً بكلمة (روى عنه فلان) في المواضع التي اشتهر فيها سماع ذلك المحدث من شيخه، بحيث لا يكاد يكون في قوله (سمع منه فلان) زيادة في الفائدة على قوله (روى عنه فلان)، لأن سماع ذلك المحدث عن ذلك الشيخ مما لا يخفى على أهل العلم وطلابه ولا شك لهم فيه.
رواه جماعة ثقات حفاظ:
إن قول المحدث (رواه جماعة ثقات حفاظ)، ثم يعدُّهم لا يقتضي أن يكون كل من ذكره فيهم بحيثُ لو سئل عنه ذاك المحدث وحده لقال: (ثقة حافظ)؛ ونحو هذا قول المحدث (شيوخي كلهم ثقات) وقوله (شيوخ فلان كلهم ثقات)، فلا يلزم من هذا أن يكون كل واحد من أولئك الشيوخ يستحق أن يقال له بمفرده على الإطلاق: (هو ثقة)؛ وإنما ذكروا الرجل في جملة من أطلقوا عليهم (ثقات)، فاللازم أنه ثقة في الجملة، أي له حظ من الثقة.
وهكذا قد يذكرون الرجل في جملة من أطلقوا أنهم ضعفاء وإنما اللازم أن له حظاً من الضعف، كما تجدهم يذكرون في كتب الضعفاء كثيراً من الثقات الذين تُكلم فيهم أيسر كلام.
رواية:
لكلمة رواية في استعمال المحدثين معان:
المعنى الأول: الحديث نفسه، ومنه قولهم (روايات فلان) أي أحاديثه، وقولهم (أهل الرواية) أي أهل الحديث، وقولهم (علم الرواية) أي علم الحديث.
والثاني: الواحدة من طرق الحديث الذي تتعدد طرقه.
والثالثة: الإشارة إلى رفع الحديث، انظر (يبلغ به)؛ وهنا يضبط آخرها بالفتح والتنوين، على الأغلب.
روينا:
تضبط هذه اللفظة عند الأكثر هكذا (رَوَيْنا) بفتح أوليْها مع تخفيف الواو، مِن (روى) إذا نقل عن غيره؛ وقال جمع: الاجود ضم الراء وكسر الواو مشددة فتكون هكذا (رُوِّينا)، أي روى لنا مشايخنا، أي نقلوا لنا. وأما استعمال المحدث لضمير جماعة المتكلمين في هذه الكلمة دون ضمير المتكلم المفرد، فوجهه أن العرب من عادتها أنها تؤكد فعل الواحد فتجعله بلفظ الجمع ليكون اثبت وأوكد، وثمَّ احتمال آخر، وهو التعبير عن حقيقة الواقع فإن ذلك المحدث قد شاركه غيره من أهل بلده أو عصره في تحمل هذا الحديث فيؤْثر هذه الصيغة على غيرها ولا سيما إذا قصد مع ذلك التواضع والتجرد من الدعوى ومن إيهام التفرد بذلك الحديث.
وقيل إن النون لاظهار نعمة التلبس بالعلم المتأكد تعظيم أهله امتثالاً لقوله تعالى (وأمّا بنعمة ربك فحدث)، مع الأمن من الإعجاب ونحوه، وإلا كان مذموماً.
قلت: وهذا القول ضعيف.
رياح:
إذا وصف الراوي أو أحاديثه بأنها رياح أو أنها كالريح فالمراد توهيتُها وتوهينُها وإسقاطها وعدم ثبوتها أمام النقد.
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
(1) بل قيل إن الإمام مسلم كان ربما يأتي بالحديث المعلل ويضعه في أواخر بابه بعد الأحاديث الثابتة، ليشير بمخالفته لها إلى ضعفه؛ وهو مذهب قوي حققه بعض أهل التحقيق من المعاصرين؛ وقد يأتي مسلم بمثل هذا الحديث لفائدتين:
الأولى: أن يكون شاهداً لأحاديث الباب – أو لبعضها – في الجملة؛ أعني بالقدر المشترك بينهما.
الثانية: بيان شذوذه أو نكارته، وذلك في القدر المخالف منه، أو الذي تفرد به راو لا يحتمل ذلك التفرد من مثله.
"
¥(12/28)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - 02 - 06, 08:49 م]ـ
روينا
تضبط هذه اللفظة عند الأكثر هكذا (رَوَيْنا) بفتح أوليْها مع تخفيف الواو، مِن (روى) إذا نقل عن غيره؛ وقال جمع: الاجود ضم الراء وكسر الواو مشددة فتكون هكذا (رُوِّينا)، أي روى لنا مشايخنا، أي نقلوا لنا.
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
كنتُ كتبتُ بحثًا عن ضبط كلمة (روينا) قديما، وانتهيت إلى أن الصواب (رَوَيْنَا) كما تفضلتم بالذكر
ولكن سؤالي هو:
قولكم (عند الأكثر ... وقال جمع) الرجاء التكرم بذكر أسماء أهل العلم من الفريقين وجزاكم الله خيرا
ودمتم ذخرا لأهل الملتقى المبارك
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[14 - 02 - 06, 05:43 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
كنتُ كتبتُ بحثًا عن ضبط كلمة (روينا) قديما، وانتهيت إلى أن الصواب (رَوَيْنَا) كما تفضلتم بالذكر
ولكن سؤالي هو:
قولكم (عند الأكثر ... وقال جمع) الرجاء التكرم بذكر أسماء أهل العلم من الفريقين وجزاكم الله خيرا
ودمتم ذخرا لأهل الملتقى المبارك
بارك الله فيك أخي الفاضل أبا مالك؛ وأنا أرجو أن تمهلني إلى أن أتفرغ للبحث عما استفسرتَ عنه، في مسوداتي، لأرى من أين نقلتُه، وإن كنت أعرف ذلك الآن، ولكن على سبيل الظن والتخمين فقط.
"
ـ[أم أحمد الحافظ]ــــــــ[16 - 02 - 06, 12:26 ص]ـ
وماذا عن مصطلح: " رجاله موثّقون "؟
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[16 - 02 - 06, 09:04 ص]ـ
وماذا عن مصطلح: " رجاله موثّقون "؟
نعم، هذه الكلمة (رجاله موثقون) ينبغي أن تستدرك في هذا الحرف.
أكثر من يستعمل هذه الكلمة هم المتأخرون، والذي يكثر منها هو الحافظ الهيثمي رحمه الله، ويظهر أن من يطلقها من المتأخرين، دون أن يقول: (رجاله ثقات)، يظهر أنه إنما عدل عن هذه إلى تلك، لأنه هنا - أعني في حال قوله (رجاله موثقون) - ناقل ومقلد أكثر من كونه محققاً ومجتهداً، ثم هو يلقي العهدة على غيره من النقاد، وكذلك هذه العبارة تُشعر بأن بعض أولئك الرجال قد وثقه من هو متساهل في التوثيق، كابن حبان، أو أن بعضهم مختلف فيه ولكنه قد وُثِّق في الجملة ويظهر أن توثيقه هو الأرجح، وقد يدخل فيها أيضاً من هو موثق من قبل ناقد معتدل أو عدد من النقاد، ولكنهم وثقوه توثيقاً غير تام، أي قالوا فيه: صدوق، أو ما يساويها ويقاربها من عبارات التعديل.
والحاصل أن قول الناقد (رجاله موثقون) دون قوله (رجاله ثقات) وهذا القول هو دون قوله (إسناده صحيح)، وهذا القول الثالث دون قوله (هو حديث صحيح).
"(12/29)
عبّاد الرواجني الشيعي وكلام الشيخ الجديع في تحرير علوم الحديث
ـ[عبد]ــــــــ[12 - 02 - 06, 07:17 م]ـ
بسم الله و الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:
قال الشيخ عبدالله الجديع وفقه الله -في معرض حديثه عن البدعة كسبب من أسباب سلب العدالة - (المذهب الرابع: عدم اعتبار البدعة جرحا مسقطا لحديث الراوي، لما تقوم عليه من التأويل، وغنما العبرة بالحفظ والإتقان والصدق، والسلامة من الفسق والكذب) ثم ضرب الشيخ أمثلة على ذلك فقال عن عبّاد بن يعقوب الرواجني: (عباد بن يعقوب الرواجني. وشأنه في الغلو في الرفض والدعوة إليه مشهور، ومن أبينه ما حكاه الثقة المتقن القاسم بن زكريا المطرز، قال: وردت الكوفة، وكتبت عن شيوخها كلهم غير عباد بن يعقوب، فلما فرغت ممن سواه دخلت عليه، وكان يمتحن من يسمع منه، فقال لي: من حفر البحر؟ فقلت: الله خلق البحر، فقال: هو كذلك، ولكن من حفره، فقلت: يذكر الشيخ، فقال: حفره علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، ثم قال: من أجراه؟ فقلت: الله، مجري الأنهار، ومنبع العيون، فقال: هو كذلك، ولكن من أجرى البحر؟ فقلت: يفيدني الشيخ، فقال: أجراه الحسين بن علي، (وذكر تمام القصة).
وجاء أنه كان يشتم عثمان بن عفان، رضي الله عنه، وقال ابن حبان: " كان رافضياً داعية إلى الرفض ".
قلت (الجديع): ومع ذلك فخرج حديثه البخاري في " الصحيح "، وحكم بثقته غير واحد.)
انتهى من "تحرير علوم الحديث" (ج 1/ 407 - 408)
التعليق على كلام الجديع:
قلت: هذا صحيح، فقد أخرج له البخاري رحمه الله ولكن مقروناً بغيره حديثاً فرداً، ولم يذكر ذلك الشيخ الجديع.
قال ابن حجر (تحرير التقريب، ص182): حديثه في البخاري مقرون.
قلت: مقرون برواية أبي عمرو الشيباني، اسمه سعد بن إياس، ثقة، مخضرم (تحرير التقريب، ص15)، معدود في كبار التابعين. (أسد الغابة، ط. دار المعرفة، ص53).
وقد ترجم له الذهبي (سير: ج11/ 536) فقال: الشيخ الصدوق، محدث الشيعة، أبو سعيد بن يعقوب الأسدي الرواجني الكوفي المبتدع ... روى عنه البخاري حديثاً قرن معه فيه آخر. قال أبو حاتم: شيخ ثقة. وقال الحاكم: كان ابن خزيمة يقول: حدثنا الثقة في روايته، المتهم في دينه، عباد بن يعقوب. وقال ابن عدي: فيه غلو التشيع، وروى عبدان عن ثقة، أن عباداً كان يشتم السلف. وقال ابن عدي: روى مناكير في الفضائل والمثالب (قلت: فضائل آل البيت ومثالب غيرهم)، وقال ابن جرير: سمعته يقول: من لم يبرأ في صلاته كل يوم من أعداء آل محمد، حشر معهم. قلت (الذهبي): هذا كلام مبدأ الرفض، بل نكف، ونستغقر للأمة، فإن آل محمد في إياهم قد عادى بعضهم بعضاً واقتتلوا على الملك وتمت عظائم، فمن أيهم نبرأ؟! ... قلت (الذهبي): وقع لي من عواليه (عباد بن يعقوب) في البعث لابن أبي داود. ورأيت له جزءاً من كتاب "المناقب"، جمع فيها أشياء ساقطة، قد أغنى الله أهل البيت عنها، وما أعتقده يتعمد الكذب أبداً.
قال ابن حبان في المجروحين (ق 177 أ (2/ 172 (: (وكان رافضياً داعية إلى الرفض يروي المناكير عن أنس مشاهير فاستحق الترك. وهو الذي روى عن شريك، عن عاصم، عن زر، عن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه) حدثناه الطبري محمد بن صالح، ثنا عباد بن يعقوب عنه.
ولكن قال ابن حجر (تحرير التقريب، ص182): بالغ ابن حبان، فقال: يستحق الترك.
وتعقب أبو الحسن الدارقطني ابن حبان في تعليقاته على مجروحيه (ص 200 - 201) فقال: وقوله (أي ابن حبان): أن عباداً حدث عن شريك عن عاصم عن زر حديث معاوية فغلط بيّن. لم يحدث بهذا الحديث شريك ولا رواه عباد عنه. وإنما حدث عباد بهذا الحديث عن الحكم بن ظهير، عن عاصم، عن زر، عن عبدالله، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت: ومع هذا فتعقب أبي الحسن لم ينف نسبة الحديث إليه كما ترى.
إلا أن الدراقطني (نفس المصدر) تعقب جرحاً لابن أبي حاتم فقال: (قول ابن أبي حاتم: عباد بن يعقوب ضعيف خطأ منه).
الخلاصة:
أولاً: صحيح أن البخاري قد خرج لعباد في صحيحه رغم رفضه وغلو تشيعه، إلا أن البخاري – رحمه الله – لم يخرج له وحده وإنما مقروناً بغيره كما تقدم. وكلام الشيخ الجديع يوهم غير ذلك.
ثانياً: فيما سبق دليل على عدل البخاري وعنايته بانتقاء الأحاديث من الرواة المجروحين (وإن كان الأمر هنا مختلفا بعض الشيء)، فصدق عبّادٍ (سؤالات الحاكم للدارقطني: ص253) واستبعاد الكذب في حقه (السير: ج11/ 536) هو مما دعا البخاري للتخريج له، ولكن مقروناً بغيره كما سبق.
ثانياً: أن البخاري قرن حديثه بمن هو أصلح منه عدالة وضبطاً وهو سعد ابن إياس. فلو قدّرنا أنه لم يدرج عباداً معه (أبي عمرو الشيباني) لقلنا: ما ضرّ الإسناد شيء.
ثالثاُ: معرفة مثل هذا الأمر مهم من وجهين:
الأول: الوقوف على عناية البخاري ودقته في التخريج لرواة صحيحه، ليس من حيث درجة الضبط فحسب وإنما من حيث درجة العدالة أيضاً.
الثاني: معرفة حال عبّاد بن يعقوب الرواجني، فمع أنه صدوق، إلا أن منهج البخاري في التخريج له مقروناً بغيره ممن هو أوثق وأصلح منه ليس كما لو أخرج لعبّادٍ وحده.
كتبه طالب المغفرة: عبدالله بن سعيد الشهري
¥(12/30)
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[13 - 02 - 06, 10:50 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته جزيت خيرا على هذه الافاده ووفقك الله وزادك علما وتقوى وبعد:
فهل ذكرك للموضوع لبيان ان البخاري لم يرو لعباد الا مقرونا فقط ام انك تريد التنبيه بذلك على ان البخاري لا يروي عن غال الا مقرونا؟
وهل اردت في كلامك ان الغلو في البدعة جرح في الراوي يضعف من عدالته؟
لعلك تبين ذلك لانه ظهر لي مما ذكرته في الخلاصه شيء من ذلك بارك الله فيك ولك مني جزيل الشكر.
ـ[عبد]ــــــــ[13 - 02 - 06, 01:33 م]ـ
جزاك الله خيرا،
وأما الجواب عن التساؤل الأول: فإنما أردت الحديث عن هذه المسألة لوحدها، أي تخريج البخاري لعباد في هذا الحديث فقط. والحديث المروي من هذا الطريق حديث فرد. ولايوجد في البخاري إسناد تفرد به عباد. قال الحافظ في (هدي الساري، ط. دار السلام، ص585): قلت (أي الحافظ): روى عنه البخاري في كتاب التوحيد حديثا واحدا مقروناً وهو حديث ابن مسعود أي العمل أفضل، وله عند البخاري طرق أخرى من رواية غيره (أي غير عباد). انتهى كلامه.
وأما كون البخاري لا يروي عن غال إلا مقروناً فهذا سؤال متعلق بالمنهج ولا أستطيع أن أجيبك عن هذا، لأن تحديد المنهج يحتاج إلى حصر واستقراء لإعطاء حكم عام.
إلا أن هذا لايمنع - والله أعلم - من إضافة مزيد دليل على دقة البخاري، وقد سبق كما رأيت كلام ابن حجر أن هذا الحديث قد خرجه من طرق أخرى من غير رواية عباد. وفي هذا إشارة إلى حالين:
الأول: إما أن البخاري لا يخرج أبداً لمبتدع غال إلا مقروناً، وهذا لم استقرئه. ولكنه حصل في حديث واحد هو هذا الذي بين أيدينا.
الثاني: إما أن يخرج له وحده ولكنه مروي من طرق أخرى من رواية غيره. فيكون مشهوداً له بشهادة الروايات المختلفة، وفي الأول مقروناً بشهادة الراوي الأوثق، كسعد بن إياس.
وأما قولك: وهل اردت في كلامك ان الغلو في البدعة جرح في الراوي يضعف من عدالته؟
فإن كان الأمر متعلق بطريقة البخاري، فبين أيدينا دليل على اهتمام البخاري بالضبط والصدق (وهو متعلق بالضبط والعدالة معا) أكثر من عنايته بمجرد العدالة. أو أن البخاري رحمه الله لا يعتبر مجرد البدعة سبباً لسلب العدالة التي تؤهل للأخذ عنه، بمعنى أن مفهوم "العدالة" المتعلق بالبدعة مختلف عنده عما هو عليه عند غيره.
وقد قال صالح بن محمد: كان يشتم عثمان رضي الله عنه (هدي الساري، ص585). وهذا ربما كان وحده كاف لاسقاط العدالة عنه عند غير البخاري لأنه معدود ضمن أعظم خورام العدالة عندهم، بغض النظر عن صدقه في نفسه.
فالخلاصة إذاً أن الجواب عن سؤالك يختلف باختلاف منهج الإمام.
وإن كان لديك ولدى الأفاضل ما تكملون به نقص هذا الموضوع أو تسدون به خللاً موجوداً فافعلوا تؤجروا إن شاء الله.
ـ[عبد]ــــــــ[13 - 02 - 06, 01:43 م]ـ
وللفائدة: هنا موضوع قد كتبه الشيخ عبدالرحمن الفقيه جزاه الله خيرا، استدراكاً على مسألة مشابهه في كتاب الجديع، وربما كان فيها ما ينفع من باب المدارسة بالاعتبار في موضوع الرواية بالإقران، ولكن مع إبهام الرواي الآخر، الذي ربما كان مجروحاً، وهذا نص المشاركة وكنت قد حفظتها عندي:
ومن ذلك قوله في التحرير (2/ 993)
المسألة الخامسة: الراوي يروي الحديث عن ثقة ومجروح أو مجهول، فيسقط غير الثقة، فهذا ليس من التدليس.
كحديث يرويه الراوي عن الليث بن سعد وابن لهيعة عن شيخ لهما، فيسقط الراوي ذكر ابن لهيعة لما فيه من الجرح، ويقتصر على الليث لثقته.
فهذه الصورة لأهل العلم بالحديث فيها قولان:
أولهما: لا يحسن فعل ذلك، قال الخطيب: " خوفاً من أن يكون في حديث المجروح ما ليس في حديث الثقة، وربما كان الراوي قد أدخل أحد اللفظين في الآخر وحمله عليه ".
وهذا قول الإمام أحمد بن حنبل، فقد روى حرب بن إسماعيل، أن أبا عبد الله قيل له: فإذا كان الحديث عن ثابت وأبان عن أنس، يجوز أن أسمي ثابتاً وأترك أباناً؟ قال: " لا، لعل في حديث أبان شيئاً ليس في حديث ثابت "، وقال: " إن كان هكذا فأحب أن يسميهما ".
وثانيهما: جواز ذلك. وفعله البخاري ومسلم في " صحيحيهما ".
¥(12/31)
فمثاله عند البخاري، قوله: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، حدثنا حيوة وغيره، قالا: حدثنا محمد بن عبد الرحمن أبو الأسود، قال: قطع على أهل المدينة بعث، فاكتتبت فيه، فلقيت عكرمة مولى ابن عباس، فأخبرته، فنهاني عن ذلك أشد النهي، ثم قال: أخبرني ابن عباس، أن ناساً من المسلمين كانوا مع المشركين، على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم (وذكر الحديث).
ومثاله عند مسلم، قوله: حدثني أبو الطاهر، أخبرنا عبد الله بن وهب، عن الليث وغيره، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرحمن بن شماسة، أنه سمع عقبة بن عامر على المنبر يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " المؤمن أخو المؤمن، فلا يحل للمؤمن أن يبتاع على بيع أخيه، ولا يخطب على خطبة أخيه، حتى يذر ".
قلت: فهذا (الغير) في الموضعين هو عبد الله بن لهيعة، وليس على شرطهما، فكنيا عنه.
بين ذلك في حديث البخاري أن ابن أبي حاتم الرازي أخرجه في " تفسيره " وغير من رواية ابن لهيعة.
والحديث معروف من روايته ورواية حيوة بن شريح والليث بن سعد، فأما رواية حيوة فهي التي احتج بها البخاري، وأما رواية الليث فعلقها بعدها، فدل على أن ذلك (الغير) ليس سوى ابن لهيعة.
وأما حديث مسلم، فإن أبا نعيم في " المستخرج " أخرجه من طريق الحسن بن سفيان، قال: حدثنا أبو الطاهر، حدثنا ابن وهب، عن الليث وابن لهيعة، عن يزيد، به.
فدل صنيع الشيخين أن الحديث إذا رواه الراوي عن رجلين عن شيخ لهما، فأسقط أحدهما لكونه مجروحاً، أو أبهمه، فلا أثر لذلك، بناء على اعتبار أصل ما تفيده المتابعة من الاتفاق في اللفظ، أو في المعنى، وكون من جمع بينهما من الثقات، فالأصل أنه يعلم اتفاقهما، ولو اختلفا لوجب عليه البيان.
وكذلك فإنه لو سماهما جميعاً: الثقة والمجروح، فإن الحديث ثابت صحيح، اعتماداً على الثقة منهما، وأن رواية المجروح جاءت على وفاقه.
وبهذا يتضح رجحان طريقة الشيخين، وضعف المظنة التي ذكرها الخطيب وسبقه إلى معناها الإمام أحمد بن حنبل، وأن الأمر على أي حال كان فليس هو من باب التدليس) انتهى كلامه.
ويمكن أن يناقش في هذا التقسيم فقد يجمع بين القولين فتصبح قولا واحدا وهو أن الراوي إذا جمع بين شيخين فإن كان لفظهما متفق فيصح إسقاط أحدهما أو تكنيته وإن كان لفظهما مختلف فلا يصح فلا منافاة فيما فعله الشيخان لقول أحمد
وأما قوله (وبهذا يتضح رجحان طريقة الشيخين، وضعف المظنة التي ذكرها الخطيب وسبقه إلى معناها الإمام أحمد بن حنبل) فليس بصحيح فالمظنة موجودة وهي أن بعض الرواة يجمع بين ألفاظ المشايخ ويسوقها مساقا واحدا
فالمقصود أنه لا يوجد خلاف بين أحمد وبين البخاري ومسلم وغيرهم ممن فعل ذلك مثل النسائي
ويوضح ذلك ما قاله الخطيب في الكفاية بعد ذكر الكلام السابق
(وكان مسلم بن الحجاج في مثل هذا ربما يسقط المجروح من الإسناد ويذكر الثقة ثم يقول وآخر كناية يكنى به عن المجروح
وهذا القول لا فائدة فيه لأنه إن كان ذكر الآخر لاجل ما اعتللنا به فإن خبر المجهول لا يتعلق به الأحكام وإثبات ذكره وإسقاطه سواء إذ ليس بمعروف وإن كان عول على معرفته هو به فلم ذكره بالكناية عنه وليس بمحل الأمانة عنده
ولا أحسب إلا استجاز إسقاط ذكره والإقتصار على الثقة لأن الظاهر اتفاق الروايتين على أن لفظ الحديث غير مختلف واحتاط مع ذلك بذكر الكناية عنه مع الثقة تورعا وان كان لا حاجة به اليه والله أعلم) انتهى.
وأيضا قد يعترض عليه بمثال في صحيح البخاري أبهم البخاري فيه ابن لهيعة وقرنه مع عبدالرحمن بن شريح وكان اللفظ لابن لهيعة كما في رواية مسلم وغيره
قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه
(7307) حدثنا سعيد بن تليد حدثني ابن وهب حدثني عبد الرحمن بن شريح وغيره عن أبي الأسود عن عروة قال حج علينا عبد الله بن عمرو فسمعته يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن الله لا ينزع العلم بعد أن أعطاهموه انتزاعا ولكن ينتزعه منهم مع قبض العلماء بعلمهم فيبقى ناس جهال يستفتون فيفتون برأيهم فيضلون ويضلون فحدثت به عائشة زوج النبي ثم إن عبد الله بن عمرو حج بعد فقالت يا بن أختي انطلق إلى عبد الله فاستثبت لي منه الذي حدثتني عنه فجئته فسألته فحدثني به كنحو ما حدثني فأتيت عائشة فأخبرتها فعجبت فقالت والله لقد حفظ عبد الله بن عمرو.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح
(قوله (وغيره) هو ابن لهيعة ابهمه البخاري لضعفه وجعل الاعتماد على رواية عبد الرحمن
لكن ذكر الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر في الجزء الذي جمعه في الكلام على حديث معاذ بن جبل في القياس ان عبد الله بن وهب حدث بهذا الحديث عن أبي شريح وابن لهيعة جميعا لكنه قدم لفظ بن لهيعة وهو مثل اللفظ الذي هنا ثم عطف عليه رواية أبي شريح فقال بذلك
قلت وكذلك أخرجه بن عبد البر في باب العلم من رواية سحنون عن ابن وهب عن أبي لهيعة فساقه ثم قال ابن وهب وأخبرني عبد الرحمن بن شريح عن أبي الأسود عن عروة عن عبد الله بن عمرو بذلك
قال ابن طاهر ما كنا ندري هل أراد بقوله بذلك اللفظ والمعنى أو المعنى فقط حتى وجدنا مسلما أخرجه عن حرملة بن يحيى عن بن وهب عن عبد الرحمن بن شريح وحده فساقه بلفظ مغاير للفظ الذي أخرجه البخاري قال فعرف ان اللفظ الذي حذفه البخاري هو لفظ عبد الرحمن بن شريح الذي أبرزه هنا والذي أورده هو لفظ الغير الذي ابهمه انتهى
وسأذكر تفاوتهما وليس بينهما في المعنى كبير أمر
وكنت اظن ان مسلما حذف ذكر ابن لهيعة عمدا لضعفه واقتصر على عبد الرحمن بن شريح حتى وجدت الإسماعيلي أخرجه من طريق حرملة بغير ذكر ابن لهيعة فعرفت ان ابن وهب هو الذي كان يجمعهما تارة ويفرد بن شريح تارة) انتهى.
فلو قلنا بالترجيح بين الأقوال لكان قول الإمام احمد هو الأحوط والأبرأ للذمة، والله أعلم.
¥(12/32)
ـ[المعلمي]ــــــــ[14 - 02 - 06, 03:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله،،،
على متانة ما ذكره الشيخ الجديع إلا أن في النفس منه شيئا!
فلا يمكن اعتبار عمل البخاري رحمه الله قاعدة يرجع إليها، فقد يكون مذهبه العكس!
أي أن الأصل في المبتدع رد خبره أو التفصيل!
لذلك لم يخرج البخاري بإطلاق عن محدثي المبتدعة الثقات بل ترك غالب محدثيهم و حديثهم، وإنما أخرج عن نزر يسير جدا منهم، لحصول الطمأنينة عنده بصدق خبرهم المخرّج.
فلو تتبعت حديث المبتدعة جميعا لوجدت أن غالب حديثهم تركه البخاري، وخرجه غيره ولو تتبعت أهل البدع الغلاة لوجدت أن البخاري لم يخرج إلا لمن تحقق عنده صدقه ووافق خبره خبر غيره.
قد يقول قائل: فقد شرط البخاري الصدق والديانة، وهذان الشرطان مظنة العدالة المصححة للرواية.
نقول: أما الديانة فلا بد فيها من شرط الصحة وهي مفقودة في غلاة المبتدعة، لأن المبتدع المتأول في الأصول ضال فكيف يكون ذا ديانة؟
والله أعلم بالصواب.
ـ[عبد]ــــــــ[22 - 02 - 06, 08:58 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الإفادة.(12/33)
كتاب الصحابة لابن مندة
ـ[أبو عمار الودعاني]ــــــــ[12 - 02 - 06, 07:27 م]ـ
سمعت أن الكتاب مطبوع فهل من يدلني على مكان وجوده؟ مشكورا مأجورا
ـ[العوضي]ــــــــ[13 - 02 - 06, 09:23 ص]ـ
طبع في جامعة الإمارات - العين
تحقيق: د. عامر حسن صبري
السعر 35 درهم
ويباع في الجامعة فقط(12/34)
توضيح فقط
ـ[رمضان عوف]ــــــــ[12 - 02 - 06, 07:30 م]ـ
ذكر الأخ الفاضل محمد خلف سلامة جزاه الله خيرا
تحت مبحث: قيد الفوائد وصيد الشوارد من التنبيهات والمهمات والقواعد في علم المصطلح
(97)
الإكثار والإقلال عند النقاد
قال الذهبي في أوائل جزئه (ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل):
(اعلم – هداك الله – أن الذين قبل الناس قولهم في الجرح والتعديل على ثلاثة أقسام:
قسم تكلموا في أكثر الرواة كابن معين وأبي حاتم الرازي.
وقسم تكلموا في كثير من الرواة كمالك وشعبة.
وقسم تكلموا في الرجل بعد الرجل كابن عيينة والشافعي.
والكل أيضاً على ثلاثة أقسام:
قسم منهم متعنت في التوثيق متثبت في التعديل يغمز الراوي بالغلطتين والثلاث ويلين بذلك حديثه، فهذا إذا وثق شخصاً فعض على قوله بناجذيك وتمسك بتوثيقه، وإذا ضعف رجلاً فانظر هل وافقه غيره على تضعيفه، فإن وافقه ولم يوثق ذاك أحد من الحذاق فهو ضعيف، وإن وثقه أحد فهذا الذي قالوا فيه: لا يقبل تجريحه إلا مفسراً يعني لا يكفي أن يقول فيه ابن معين مثلاً وابن معين وأبو حاتم والجوزجاني متعنتون.
وقسم في مقابلة هؤلاء كأبي عيسى الترمذي وأبي عبد الله الحاكم وأبي بكر البيهقي متساهلون، وقسم كالبخاري وأحمد بن حنبل وأبي زرعة وابن عدي معتدلون منصفون).
هذا قول الحافظ الإمام الذهبي ولكن عليه في بعضه بعض الاستدراك، ولبيان ذلك مواضع أخرى.
تنبيه: وضع الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، في تحقيقه لكتاب الذهبي المنقول منه، لفظة (الجرح) بدل لفظة (التوثيق) في عبارة الذهبي المتقدمة، أعني قول الذهبي (قسم منهم متعنت في التوثيق متثبت في التعديل)؛ وهو صنيع غير حسن وتصرف غير جيد، ولا عذر له في دعواه إذ قال:
(وقع في المخطوطة و (فتح المغيث) و (الإعلان بالتوبيخ) جميعاً هكذا: (قسم منهم متعنت في التوثيق، متثبت في التعديل) وهو تحريف [!!!] تطابقت عليه هذه الكتب [!!]، وصوابه كما أثبته [!!]، وقد جاء على الصحة في الرفع والتكميل في الجرح والتعديل للإمام اللكنوي ص181، نقلاً عن فتح المغيث للسخاوي، فالظاهر أنه نقل العبارة من نسخة قويمة، أو أصلح العبارة عند إثباتها في كتابه).
كذا قال وهو اختيار غريب، كيف يقدم عبارة اللكنوي على عبارة الأصل أي مخطوطة كتاب الذهبي وهي عبارة (فتح المغيث) و (الإعلان بالتوبيخ)؟ وهو من أعلم الناس باللكنوي وبطريقته في النقل بالمعنى وكثرة تصرفه بما ينقله من عبارات أهل العلم، بل إنه كثيراً ما يتصرف بالعبارة التي ينقلها تصرفاً مخلاً بمعناها إخلالاً يسيراً أو كثيراً ويغيرها تغييراً غير مرضيٍ عند المحققين؛ ومن تامل تعليقات أبو غدة نفسِهِ على (الرفع والتكميل) وجد مصداق هذا واضحاً لا خفاء به.
ويؤيد هذا أن اللكنوي نقل العبارة عن السخاوي والذي في كتابي السخاوي خلاف نقله.
ويؤيده أيضاً سياق الكلام، فتأمله تجده كذلك.
ويؤيده أيضاً أنه وجه الكلام، فإن المعروف في عباراتهم أن يقال فلان متعنت في التوثيق أي صعب فيه بطيء عنه كثير الامتناع منه والتوقف فيه وعنه؛ وأما في الجرح فالمعروف أن يقال: فلان شديد في الجرح أو كثير الطعن في الرواة ونحو ذلك؛ ولا يكاد يستقيم قول القائل: (هو متعنت في الجرح) لأن معناه حينئذ أنه غير ميال إلى التجريح ولا يطلقه إلا قليلاً ولا يصير إليه إلا بعد التأني والتثبت؛ ولا شك أن هذا خلاف ما قصده الذهبي بعبارته هذه.
انتهى ما أردت التنبيه عليه هنا وليس من الخطورة في شيء، وإنما أردت التنبيه إلى ضرورة التثبت والتريث قبل الإقدام على التصرف في كتب العلماء؛ والله أعلم.
أقول:
إطلاق لفظ ثقة تعني أنه معدل وضابط لذلك مايحتاج الأمر إلى الفصل بين التعديل والتوثيق لأن التعديل قسيم للتوثيق وأما التجريح فهو باب مستقل ويطلق على من تشدد في الجرح كابن حبان متعنت، بل قد يطلق عليه أشد من ذلك كما أطلق الذهبي على ابن حبان لفظا أشد من التعنت في ميزانه فانظره غير مأمور(12/35)
هل روى محمد بن طلحة عن معاوية بن أبي سفيان رضى الله عنه؟
ـ[ياسر30]ــــــــ[13 - 02 - 06, 02:14 م]ـ
الإخوة الأفاضل
• أخرج الطبراني في الكبير [8/ 298] ح 8134 من طريق جعفر بن سنيد بن داود المصيصي أبو سعيد ثنا أبي ثنا حجاج بن محمد عن ابن جريح حدثني محمد بن طلحة عن معاوية بن أبي سفيان حدثني الضحاك بن قيس يرفعه:لا يزال على الناس وال من قريش
و السؤال:
1 - هل روى محمد بن طلحة عن معاوية بن أبي سفيان رضى الله عنه؟
فإنى قد بحثت فى شيوخ محمد فلم أجد فيهم معاوية، ولم أجد محمدا فى تلاميذ معاوية
وقال ابن حجر أن محمد بن طلحة من الذين عاصروا صغار التابعين
فهل يكون هناك انقطاع بينهما؟ وكيف يكون هناك انقطاع مع أن محمدا ليس مدلسا؟
أرجو التوضيح من مشايخنا الكرام
2 - لم أعثر ترجمة جعفر بن سنيد بن داود المصيصي أبو سعيد
فأين أجدها؟(12/36)
ما معنى مصطلح غريب عند الإمام الترمذي
ـ[مصطفى الفيل]ــــــــ[13 - 02 - 06, 04:54 م]ـ
حدثنا أحمد بن منيع حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا أزهر بن سنان حدثنا محمد بن واسع قال قدمت مكة فلقيني أخي سالم بن عبد الله بن عمر فحدثني عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من دخل السوق فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة قال أبو عيسى هذا حديث غريب وقد رواه عمرو بن دينار وهو قهرمان آل الزبير عن سالم بن عبد الله هذا الحديث نحوه
قال الترمذي: حديث غريب
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[13 - 02 - 06, 06:35 م]ـ
ذكر الألباني في بعض مواضع كتبه أن معنى ذلك أنه ضعيف عند الترمذي
ـ[عائشة الأنصارية]ــــــــ[14 - 02 - 06, 03:10 ص]ـ
الروايات الواردة
حدثنا بذلك أحمد بن عبدة الضبي حدثنا حماد بن زيد والمعتمر بن سليمان قالا حدثنا عمرو بن دينار وهو قهرمان آل الزبير عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال في السوق لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة وبنى له بيتا في الجنة
قال أبو عيسى وعمرو بن دينار هذا هو شيخ بصري تكلم فيه بعض أصحاب الحديث ورواه يحيى بن سليم الطائفي عن عمران بن مسلم عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر فيه عن عمر رضي الله عنه
حدثنا أحمد بن منيع حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا أزهر بن سنان حدثنا محمد بن واسع قال قدمت مكة فلقيني أخي سالم بن عبد الله بن عمر فحدثني عن أبيه عن جده
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من دخل السوق فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة
قال أبو عيسى هذا حديث غريب وقد رواه عمرو بن دينار وهو قهرمان آل الزبير عن سالم بن عبد الله هذا الحديث نحوه
محاولة شرح قول الإمام الترمذي
قال الإمام الترمذي ـ وقد رواه عمرو بن دينار وهو قهرمان آل الزبير عن سالم بن عبد الله هذا الحديث نحوه ـ
يعني أن هذا الحديث معروف من رواية عمرو بن دينار قال أبو عيسى وعمرو بن دينار هذا هو شيخ بصري تكلم فيه بعض أصحاب الحديث
و روايته هذه مخالفة لما رواه الثقات ـ ورواه يحيى بن سليم الطائفي عن عمران بن مسلم عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر فيه عن عمر رضي الله عنه
ـ أي أن الثقات لم يرووا الحديث متصلا خلافا لعمرو بن دينار وهو متكلم فيه ـ
إذن فالمعروف عند المحدثين أن هذا الحديث فيه إنقطاع و لم يرو موصولا إلا من طريق عمرو بن دينار وهو متكلم فيه
إذن فورود هذا الحديث من طريق محمد بن واسع هو أمر غريب وخلاف ما هو معروف عند أئمة الحديث
و هذا ـ والله أعلم ـ ما قصده الإمام الترمذي بقوله غريب
ـ أي أنه لم يعرف عند أهل الحديث من هذا الطريق أو بهذه الصيغة أو غير ذلك ـ
ولفهم مقصود الإمام الترمذي بقوله غريب يفضل دراسة طرق الحديث الذي قال عنه ذلك ليتبين وجه الغرابة فيه ـ والله أعلم ـ
هذا وما كان من إصابة فمن الله وحده و ما كان من خطإ فمني ومن الشيطان ـ
ومعذرة على الإطالة.
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[14 - 02 - 06, 10:08 ص]ـ
من المعروف أن الترمذي إذا قال: "غريب" فقط، و لم يقرنه بصحة أو حسن، فإنه يعني به تضعيف ذلك الحديث. و ذلك هو ما ذكره مغلطاي بن قليج الحافظ علاء الدين المصري في كتابه (الإعلام بسنته عليه السلام شرح سنن ابن ماجه). وحققه أيضا الدكتور نور الدين عتر في كتابه: (الإمام الترمذي والموازنة بين جامعه والصحيحين))
وقد قال بذلك ((أن الترمذي إذا قال: "غريب" فقط، و لم يقرنه بصحة أو حسن، فإنه يعني به تضعيف ذلك الحديث)) أيضاً عدد من المحدثين منهم:
1 - الإمام الهمام قرة عيون أهل السنة المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله.
2 - و ذكر هذه الفائدة هذه الفائدة مرارًا المحدث الناقد الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن السعد.
ولا شك أن الغرابة، في جميع الأحوال، وبجميع إطلاقاتها أدل على الضعف منها على القوة، كما أنَّ اشتهار الحديث أقرب إلى صحَّته.
فإذا أطلق الغرابة، دون قرن ذلك بالتحسين أو التصحيح، فالأظهر أنه يذكرها إعلالاً.
و الله أعلم ...
ـ[مصطفى الفيل]ــــــــ[15 - 02 - 06, 01:31 ص]ـ
أخوتي في الله جزاكم الله خيرا على مساعدتكم لي، ولكن لي سؤال فقد علق الشيخ الألباني على هذا الحديث بقوله حسن، فهل يخالف ذلك لفظة غريب وأن معناها أقرب إلى التضعيف.
¥(12/37)
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[15 - 02 - 06, 01:57 ص]ـ
المعذرة فالقراءة بعيدة,
ولكن هناك كتيب صغير, أظنني اقتنيته من التدمرية أو الرشد, بالرياض, اسمه ((علل الترمذي)) وهو للإمام الترمذي, فيه توضيح من الترمذي نفسه لمطلحات سننه. وإن لم أكن واهماً فالغريب عنده يقصد به ثلاثة أمور أو نحو هذا,
قرأت لأحد (الكبار) بما يوحي أن المعنى في بطن الترمذي, أي أن الترمذي مات ولم يوضح مقاصده, وقد اجتهد هذا الإمام أن يستقرئ تلك المقاصد, وشعرت أنه لم يطلع على علل الترمذي. للأسف حاولت جاهداً تذكر اسمه, ولكنني أنسيته, وأظن أنه ابن الصلاح, بحكم أنني لا أقرأ الا للكبار. والله اعلم ودوماً أرجوا من الله الهداية والتوفيق والسداد ومن أخوتي هنا التصويب والتصحيح.
ـ[أبو محمد الحويني]ــــــــ[15 - 02 - 06, 02:59 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين، له الحمد الحسن والثناء الجميل، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد – صلى الله عليه وسلم
وبعد فإنه قد وقع لي أن قول الترمذي: غريب أو غريب من هذا الوجه: أنه من غرائب الشيوخ أي تفرد بهذا الإسناد شيخ ما وقد يكون المتن حسناً أو صحيحاً أو ضعيفاً حسب المتفرد، وكيفية التفرد، ويحكم على حديث بما يستحقه بعد الدراسة المستفيضة، فليس كل غريب ضعيف وهذي بعض النقولات في هذا الموضوع
ذكر شارح سنن الترمذي في تحفته [جزء 1 - صفحة 43]
قلت المراد بقول الترمذي غريب من جهة السند فإنه قال لا نعرفه إلا من حديث إسرائيل ولا منافاة بين أن يكون الحديث غريبا من جهة السند وبين أن يكون حسنا أو صحيحا كما تقرر في مقره
وفي أقسام الغريب قال أهل المصطلح:
الشذا الفياح [جزء 2 - صفحة 447]
ومن ذلك غرائب الشيوخ في أسانيد المتون الصحيحة وهذا الذي يقول فيه الترمذي غريب من هذا الوجه
المنهل الروي [جزء 1 - صفحة 56]
وغريب إسنادا لا متنا وفيه يقول الترمذي غريب من هذا الوجه
تدريب الراوي [جزء 2 - صفحة 182]
(و) ينقسم أيضا (إلى غريب متنا وإسنادا كما لو انفرد بمتنه) راو (واحد و) إلى (غريب إسنادا) لا متنا (كحديث) معروف (روى متنه جماعة من الصحابة انفرد واحد بروايته عن صحابي آخر وفيه يقول الترمذي غريب من هذا الوجه) ومن أمثلته كما قال ابن سيد الناس حديث رواه عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد
فتح المغيث [جزء 3 - صفحة 35]
ومن ذلك غرائب الشيوخ في أسانيد المتون الصحيحة يعني كأن ينفرد به من حديث شعبة بخصوصه غندر قال وهو الذي يقول فيه الترمذي غريب من هذا الوجه
ـ[حسين الشامي]ــــــــ[02 - 09 - 06, 04:05 ص]ـ
خير من كتب في هذا الموضوع هو د. نور الدين عتر في كتابه الإمام الترمذي والموازنة بين جامعه وبين الصحيحين، نشرته مؤسسة الرسالة، وارجع إلى كتاب شرح علل الترمذي بتحقيق د. نور الدين عتر وكتاب منهج النقد في علوم الحديث للدكتور نور الدين عتر
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[02 - 09 - 06, 09:01 ص]ـ
الْحَمْدُ للهِ الْكَرِيْمِ الْمَنَّانِ. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَتَمَّانِ الأَكْمَلانِ عَلَى الْمَبْعُوثِ بِالْهِدَايَةِ وَالإِيْمَانِ.
وَبَعْدُ ...
الْغَرِيبُ عِنْدَ التِّرْمِذِيِّ
ـــ إنْ كَانَ الْمَقْصُودُ مَعْرِفَةَ حَدِّ الْغَرِيبِ عِنْدَ الإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ، فَقَدْ ذَكَرَهُ وَاسْتَقْصَى فِي بَيَانِهِ فِي «عِلَلِهِ»، إِذْ يَقُولُ:
«وَمَا ذَكَرْنَا فِي هَذَا الْكِتَابِ «حَدِيثٌ غَرِيبٌ» فَإِنَّ أَهْلَ الْحَدِيثِ يَسْتَغْرِبُونَ الْحَدِيثَ لِمَعَانٍ:
[1] رُبَّ حَدِيثٍ يَكُونُ غَرِيبَاً لا يُرْوَى إِلا مِنْ وَجْهٍ وَاحِدٍ مِثْلُ: حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي الْعُشَرَاءِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، أَمَا تَكُونُ الذَّكَاةُ إِلا فِي الْحَلْقِ وَاللِّبَّةِ، فَقَالَ: «لَوْ طَعَنْتَ فِي فَخِذِهَا أَجْزَأَ عَنْكَ» فَهَذَا حَدِيثٌ تَفَرَّدَ بِهِ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي الْعُشَرَاءِ وَلا يُعْرَفُ لِأَبِي الْعُشَرَاءِ عَنْ أَبِيهِ إِلا هَذَا الْحَدِيثُ وَإِنْ كَانَ هَذَا الْحَدِيثُ مَشْهُورَاً عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ فَإِنَّمَا اشْتُهِرَ مِنْ حَدِيثِ حَمَّادِ
¥(12/38)
بْنِ سَلَمَةَ لا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ حَدِيثِهِ.
[2] وَرُبَّ رَجُلٍ مِنْ الأَئِمَّةِ يُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ لا يُعْرَفُ إِلا مِنْ حَدِيثِهِ وَيَشْتَهِرُ الْحَدِيثُ لِكَثْرَةِ مَنْ رَوَى عَنْهُ، مِثْلُ مَا رَوَى عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وَعَنْ هِبَتِهِ»، وَهَذَا حَدِيثٌ لا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، رَوَاهُ عَنْهُ: عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ وَشُعْبَةُ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ الأَئِمَّةِ، وَرَوَى يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ فَوَهِمَ فِيهِ يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، وَالصَّحِيحُ هُوَ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، هَكَذَا رَوَى عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، وَرَوَى الْمُؤَمِّلُ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ شُعْبَةَ، فَقَالَ شُعْبَةُ: لَوَدِدْتُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ دِينَارٍ أَذِنَ لِي حَتَّى كُنْتُ أَقُومُ إِلَيْهِ فَأُقَبِّلُ رَأْسَهُ.
[3] وَرُبَّ حَدِيثٍ إِنَّمَا يُسْتَغْرَبُ لِزِيَادَةٍ تَكُونُ فِي الْحَدِيثِ، وَإِنَّمَا يَصِحُّ إِذَا كَانَتْ الزِّيَادَةُ مِمَّنْ يُعْتَمَدُ عَلَى حِفْظِهِ، مِثْلُ مَا رَوَى مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: فَرَضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ عَلَى كُلِّ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى مِنْ الْمُسْلِمِينَ صَاعَاً مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعَاً مِنْ شَعِيرٍ. قَالَ: وَزَادَ مَالِكٌ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ، وَرَوَى أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ الأَئِمَّةِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ، وَقَدْ رَوَى بَعْضُهُمْ عَنْ نَافِعٍ مِثْلَ رِوَايَةِ مَالِكٍ مِمَّنْ لا يُعْتَمَدُ عَلَى حِفْظِهِ، وَقَدْ أَخَذَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ الْأَئِمَّةِ بِحَدِيثِ مَالِكٍ وَاحْتَجُّوا بِهِ مِنْهُمْ: الشَّافِعِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، قَالا: إِذَا كَانَ لِلرَّجُلِ عَبِيدٌ غَيْرُ مُسْلِمِينَ لَمْ يُؤَدِّ عَنْهُمْ صَدَقَةَ الْفِطْرِ وَاحْتَجَّا بِحَدِيثِ مَالِكٍ، فَإِذَا زَادَ حَافِظٌ مِمَّنْ يُعْتَمَدُ عَلَى حِفْظِهِ قُبِلَ ذَلِكَ عَنْهُ.
[4] وَرُبَّ حَدِيثٍ يُرْوَى مِنْ أَوْجُهٍ كَثِيرَةٍ وَإِنَّمَا يُسْتَغْرَبُ لِحَالِ الإِسْنَادِ. حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ وَأَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ وَأَبُو السَّائِبِ وَالْحُسَيْنُ بْنُ الأَسْوَدِ قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ، وَالْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ»، هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ مِنْ قِبَلِ إِسْنَادِهِ، وَقَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّمَا يُسْتَغْرَبُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى. سَأَلْتُ مَحْمُودَ بْنَ غَيْلانَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ: هَذَا حَدِيثُ أَبِي كُرَيْبٍ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، وَسَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ: هَذَا حَدِيثُ أَبِي كُرَيْبٍ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ لَمْ نَعْرِفْهُ إِلا مِنْ حَدِيثِ أَبِي كُرَيْبٍ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، فَقُلْتُ لَهُ: حَدَّثَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ بِهَذَا، فَجَعَلَ يَتَعَجَّبُ، وَقَالَ: مَا عَلِمْتُ أَنَّ أَحَدَاً حَدَّثَ بِهَذَا غَيْرَ
¥(12/39)
أَبِي كُرَيْبٍ، وَقَالَ مُحَمَّدٌ: كُنَّا نَرَى أَنَّ أَبَا كُرَيْبٍ أَخَذَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ فِي الْمُذَاكَرَةِ.
وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْمَرَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ الدُّبَّاءِ وَالْمُزَفَّتِ»، هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ قِبَلِ إِسْنَادِهِ، لا نَعْلَمُ أَحَدًا حَدَّثَ بِهِ عَنْ شُعْبَةَ غَيْرَ شَبَابَةَ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَوْجُهٍ كَثِيرَةٍ: أَنَّهُ نَهَى أَنْ يُنْتَبَذَ فِي الدُّبَّاءِ وَالْمُزَفَّتِ، وَحَدِيثُ شَبَابَةَ إِنَّمَا يُسْتَغْرَبُ لأَنَّهُ تَفَرَّدَ بِهِ عَنْ شُعْبَةَ، وَقَدْ رَوَى شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ بِهَذَا الإِسْنَادِ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «الْحَجُّ عَرَفَةُ»، فَهَذَا الْحَدِيثُ الْمَعْرُوفُ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ حَدَّثَنِي أَبُو مُزَاحِمٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَبِعَ جَنَازَةً فَصَلَّى عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ تَبِعَهَا حَتَّى يُقْضَى قَضَاؤُهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْقِيرَاطَانِ؟، قَالَ: «أَصْغَرُهُمَا مِثْلُ أُحُدٍ».
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سَلامٍ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ ثَنَا أَبُو مُزَاحِمٍ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ تَبِعَ جَنَازَةً فَلَهُ قِيرَاطٌ» فَذَكَرَ نَحْوَهُ بِمَعْنَاهُ.
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَأَخْبَرَنَا مَرْوَانُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سَلامٍ قَالَ قَالَ يَحْيَى وَحَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى الْمَهْرِيِّ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ سَفِينَةَ عَنْ السَّائِبِ سَمِعَ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ، قُلْتُ لأَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَا الَّذِي اسْتَغْرَبُوا مِنْ حَدِيثِكَ بِالْعِرَاقِ؟، فَقَالَ: حَدِيثَ السَّائِبِ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ. وسَمِعْت مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَهَذَا حَدِيثٌ قَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّمَا يُسْتَغْرَبُ هَذَا الْحَدِيثُ لِحَالِ إِسْنَادِهِ لِرِوَايَةِ السَّائِبِ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ ثَنَا الْمُغْيرَةُ بْنُ أَبِي قُرَّةَ السَّدُوسِيُّ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ أَعْقِلُهَا وَأَتَوَكَّلُ، أَوْ أُطْلِقُهَا وَأَتَوَكَّلُ، قَالَ: «اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ». قَالَ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: هَذَا عِنْدِي حَدِيثٌ مُنْكَرٌ. قَالَ أَبُو عِيسَى: وَهَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ لا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ هَذَا» اهـ.
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[17 - 02 - 08, 08:17 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=501454#post501454
وجهة نظر في اطلاق القول بأن الأحاديث التي يتبعها الترمذي بقوله: غريب، ضعيفة.
قال الترمذي في العلل الصغير: [وما ذكرنا في هذا الكتاب حديث غريب فإن أهل الحديث يستغربون الحديث لمعان رب حديث يكون غريبا لا يروى إلا من وجه واحد ... وَرُبَّ رجل من الأئمة يحدث بالحديث لا يعرف إلا من حديثه فيشتهر الحديث لكثرة من روى عنه ... وَرُبَّ حديث إنما يستغرب لزيادة تكون في الحديث وإنما تصح إذا كانت الزيادة ممن يعتمد على حفظه ... وَرُبَّ حديث يروى من أوجه كثيرة وإنما يستغرب لحال الإسناد ... ].
وهذه الشروط قد تجتمع في حديث واحد، وقد يكون الحكم بالغرابة على الحديث لأحدها فقط، وبهذا يتبين خطأ من أطلق القول بأن الأحاديث التي يتبعها الترمذي بقوله: غريب، ضعيفة. حيث أن الترمذي لم يجزم في أحد هذه المعان بأن راوي الحديث الغريب لابد وأن يكون ضعيفاً، بل إن قوله: (وَرُبَّ حديث إنما يستغرب لزيادة تكون في الحديث وإنما تصح إذا كانت الزيادة ممن يعتمد على حفظه) تدل على أن راوي الحديث الغريب قد يكون ثقة.
¥(12/40)
ـ[صالح الهميمي]ــــــــ[17 - 02 - 08, 10:40 ص]ـ
سمعت بعض المشائخ أمثال الشيخ سعد الحميد يذكر بأن معناه ضعيف
وذكره في كتاب (فتاوى حديثية)
ولا أزيد على ما ذكره الأفاضل من قبلي
ـ[أبو عمرو المكي]ــــــــ[06 - 05 - 08, 08:07 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو صهيب المقدسي خالد الحايك]ــــــــ[06 - 05 - 08, 12:51 م]ـ
كلّ طرق هذا الحديث ضعيفة، وكلها ترجع إلى عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير، فالحديث مشهور به، ولذلك قدم الترمذي روايته ثم ساق رواية ابن واسع ثم قال بأن الحديث غريب، أي لا يعرف هذا الحديث من رواية ابن واسع وقد تفرد به أزهر بن سنان عنه، فهذا وجه الغرابة، ويقصد بها التضعيف، فأراد الترمذي أن يبين أن هذا الحديث مشهور بعمرو هذا، وهو ضعيف. وأزهر قال فيه ابن معين: ليس بشيء، وهذا الحديث من مناكيره.
وقال عمرو بن علي الفلاس: "وعمرو بن دينار قهرمان آل الزبير يكنى بأبي يحيى: ضعيف الحديث، روى عن سالم عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث منكرة".
وقال الترمذي في ((العلل الكبير)) (1/ 363): سألت محمداً عن هذا الحديث؟ فقال: "هذا حديث منكر".
وقال ابن أبي حاتم في ((علل الحديث)) (2/ 181): سألت أبي عن حديث رواه يحيى بن سليم الطائفي عن عمران بن مسلم عن عبدالله بن دينار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قال في السوق: لا إله الا الله وحده لاشريك له، وذكر الحديث. قال أبي: "هذا حديث منكر". قال أبو محمد: "وهذا الحديث هو خطأ إنما أراد عمران ابن مسلم عن عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير عن سالم عن أبيه فغلط وجعل بدل عمرو عبدالله بن دينار وأسقط سالماً من الإسناد". قال أبو محمد: حدثنا بذلك محمد بن عمار قال حدثنا إسحاق بن سليمان عن بكير ابن شهاب الدامغاني عن عمران بن مسلم عن عمرو بن دينار عن سالم عن أبيه عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث".
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[وليد الخولي]ــــــــ[08 - 05 - 08, 04:24 م]ـ
أولاً: خير من يعرف قصد الشخص نفسه، وقد ذكره في علله، لكن على الإخوة الفضلاء القارئين في السنن معرفة أيًا منها يريد الترمذي وذلك بقرائن تحف بالحديث.
وأرجو النظر في موضوع سأطرحه خاص بذكر الترمذي للحُسْن مع الصحة أو الغرابة معًا، وأرجو التعليق، وجزاكم الله خيرًا.(12/41)
هل من مساعد؟ الحسن بن أحمد شيخ ابن أبي حاتم في التفسير من هو؟
ـ[الزيادي]ــــــــ[13 - 02 - 06, 05:09 م]ـ
الحسن بن أحمد شيخ ابن أبي حاتم في التفسير من هو؟
ـ[مسعد الحسيني]ــــــــ[13 - 02 - 06, 05:13 م]ـ
هل يروي عن طالوت بن عباد وأبى كامل وعبد الأعلى النرسي؟
لو كان هو فهو ثقة، كما قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل [3/ 2].
والله أعلم.
ـ[الزيادي]ــــــــ[14 - 02 - 06, 05:04 م]ـ
جزاك الله خير يا أخي. الحسن بن أحمد روى عن إبراهيم بن عبد الله بن بشار(12/42)
عضو جدي من اندونيسيا .. يسأل عن مرسل حسن البصري
ـ[شريف سالم]ــــــــ[13 - 02 - 06, 06:49 م]ـ
السلام عليكم
بداية أنا عضو جديد من اندونيسيا
أنضم اليكم في هذا المنتدى المبارك ا شاء الله
أرجو أن تساعدوني في أسئلتي ...
أريد أن أسأل ... ما حكم ما أرسله حسن البصري مثلا عن عائشة .. هل يقبل؟ خاصة أن حسن البصري هو تابعي جليل ان لم يكن أفضل التابعين فيستحيل عليه الكذب
أرجو منكم الجواب و شكرا
ـ[سيف 1]ــــــــ[13 - 02 - 06, 07:12 م]ـ
السلام على أهل اندونيسيا الكرام
مرحبا بك في هذا المنتدى المبارك الطيب أخي الكريم
لو استخدمت خاصية البحث في هذا الملتقى لوجدت مواضيع عديدة تبحث هذه النقطة
ولكن انبهك لشئ فقط هو ان من رد مرسل التابعي كالحسن البصري وغيره لم يرده طاعنا في دين الحسن وعدالته ومجوزا عليه الكذب بل رده لأنه لا يعلم عمن أخذ الحديث عن ثقة أم ضعيف متروك
فهو ان روى عن صحابي فما هي الواسطة بينه وبين هذا الصحابي.قد يكون ثقة عنده هو ولكنه عند علماء الجرح والتعديل الذين سبروا روايته ضعيف مخلط او كذاب او فيه غفلة وقد ذكر عن الحسن البصري انه كان يأخذ من كل أحد ويصدقه فيما حدث حسن ظن به. ولذلك ذهب بعضهم ان من كانت عادته الا يرسل الا عن ثقة فهو مقبول كابن سيرين وابن المسيب(12/43)
سؤالات حول بعض روايات صحيح البخارى
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[13 - 02 - 06, 09:16 م]ـ
1_ هل يروى الأصيلى الصحيح عن غير السرخسى؟؟
2_ عمن يروى ابن عساكر الصحيح؟؟
3_ هل رواية أبى على بن شبويه وأبى على ابن السكن وصلت إلينا
فإنهما نفيستان جدا وينفردان بأشياء مهمة فهل هما مخطوتتان أم ماذا؟؟؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[18 - 02 - 06, 09:40 م]ـ
طيب .........
قول الغسانى فى التقييد فى عدة مواضع
" نسبه الأصيلى عن أبى أحمد "
من أبو أحمد هذا
أرجوووووووو من عنده علم أن يجيب ولايبخل .......
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[26 - 02 - 06, 09:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا
لقد عرفت عمن يروى ابن عساكر الصحيح
يرويه من طريق الكشميهنى وأبى على بن شبويه والحموى والنعيمى كلهم عن الفربرى
والحمد لله
ـ[أبو أمينة]ــــــــ[27 - 02 - 06, 02:16 م]ـ
من يعرف أسانيد الإمام الدارقطني إلى الصحيحين , وسنن الترمذي؟
ـ[أبو_عبدالرحمن]ــــــــ[03 - 03 - 06, 07:57 م]ـ
هذه الأسئلة مهمة جداً في نظري فلماذا لا نرى إجابات! أين أنتم يا أهل الحديث فإنني في شوق إلى معرفة الإجابات على هذه الأسئلة!
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 03 - 06, 09:45 ص]ـ
1_ هل يروى الأصيلى الصحيح عن غير السرخسى؟؟
السرخسي هو أبو محمد عبدالله بن حمويه السرخسي
والأصيلي لايروي عنه وإنما روايته المشهورة التي يروي الحفاظ عنها هي روايته عن أبي زيد محمد بن احمد المروزي
وله طريق آخر ذكره ابن خير في الفهرست عن أبي أحمد محمد بن محمد بن يوسف الجرجاني
قال ابن خير الإشبيلي في الفهرست
وأما رواية الأصيلي، فحدثني بها الشيخ الفقيه أبو القاسم احمد بن محمد ابن بقي رحمه الله، قراءة مني عليه، والشيخ الفقيه أبو الحسن يونس بن محمد بن مغيث، رحمه الله، سماعاً لجملة منه، ومناولة لي لجميعه، قالا: حدثنا بها الفقيه أبو عبد الله محمد بن فرج، مولى محمد بن يحيى البكري المعروف بابن الطلاع، أما ابن بقي فقال: سمعت جميعه عليه، وأما ابن مغيث فقال: حدثنا به قراءة منه علينا لأكثر الكتاب، وإجازة لسائره، قال: سمعت جميعه على الفقيه أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن سعيد بن عابد المعافري، في سنة 423، بقراءة أبي محمد عبد الله بن إبراهيم الأصيلي سنة 383، قال: قرأتها على أبي زيد محمد بن احمد المروزي بمكة سنة 353، قال أبو محمد الأصيلي: وسمعتها على أبي زيد أيضاً ببغداد في شهر صفر سنة 359، قرأ أبو زيد بعضها، وقرأت أنا بعضها حتى كمل جميع المصنف، قال أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري بفربر سنة 318، قال: أنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري سنة 253.
قال الأصيلي: وقرأتها على أبي أحمد محمد بن محمد بن يوسف الجرجاني، قال: نا محمد بن يوسف الفربري، قال: نا محمد بن إسماعيل البخاري) انتهى.
وقال الحافظ ابن حجر في المعجم المفهرس
لي في الكتاب أسانيد كثيرة بالإجازة ذكرتها في مقدمة شرح البخاري مما تمس الحاجة إليه منها طريق الأصيلي أخبرنا بها أبو علي محمد بن أحمد بن علي بن عبد العزيز المهدوي إذنا مشافهة عن يحيى بن محمد بن سعد عن جعفر بن علي الهمداني أنبأنا أبو محمد عبد الله ابن عبد الرحمن الديباجي إجازة أنبأنا عبد الله بن محمد بن محمد بن علي الباهلي حدثنا الحافظ أبو علي الحسين بن محمد الجياني في كتاب تقييد المهمل له أنبأنا أبو شاكر عبد الواحد بن محمد بن موهب بن الحافظ أبي محمد عبد الله بن إبراهيم الأصيلي أنبأنا أبو زيد محمد بن أحمد المروزي (؟؟) أنبأنا البخاري) انتهى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 03 - 06, 10:44 ص]ـ
2_ عمن يروى ابن عساكر الصحيح؟؟
مما يضاف لما ذكرت
يرويه عن أبي عبدالله محمد بن الفضل الساعدي الفراوي قال أخبرنا أبو سهل محمد الحفصي عن الكشميهني عن الفربري عن البخاري. (هدي الساري (1/ 49).
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 03 - 06, 11:25 ص]ـ
3_ هل رواية أبى على بن شبويه وأبى على ابن السكن وصلت إلينا
فإنهما نفيستان جدا وينفردان بأشياء مهمة فهل هما مخطوتتان أم ماذا؟؟؟؟
أبو على محمد بن عمر بن شبويه الشبوي المعروف بابن شبويه
روى عنه اثنان
(1) سعيد بن أحمد الصيرفي
(2) عبد الرحمن الهمداني.
¥(12/44)
و على سعيد بن عثمان، المعروف بابن السكن. المتوفى سنة (353) يروى عنه واحد هو عبد الله بن حمد بن أسد الجهني.
وهذه الروايات لعلها من ضمن نسخة الصدفي
جاء في ((روايات ونسخ الجامع الصحيح للإمام أبي عبد الله البخاري د. محمد بن عبد الكريم بن عبيد))
نسخة الحافظ أبي علي الصدفي (4) (ت 514هـ):
(4).ترجمته في الغنية 194، الصلة 1/ 143، تذكرة الحفاظ 1253.
قال الحافظ محمد بن عبد السلام الناصري الدرعي (ت 1339هـ): وقد عثرت على أصل شيخه الحافظ الصدفي الذي طاف به في البلاد بخطه بطرابلس، في جلد واحد مدموج لا نقط به أصلاً على عادة الصدفي وبعض الكتاب، إلا أن بالهامش منه كثرة اختلاف الروايات والرمز إليها، وفي آخرها سماع القاضي عياض وغيره من الشيخ بخطه، وفي أوله كتابة بخط ابن جماعة، والحافظ الدمياطي، وابن العطار، والسخاوي قائلاً: هذا الأصل هو الذي ظفر به شيخنا ابن حجر العسقلاني وبنى عليه شرحه الفتح، واعتمد عليه، لأنه طيف به في مشارق الأرض ومغاربها: الحرمين، ومصر، والشام والعراق، والمغرب، فكان الأولى بالاعتبار كرواية تلميذه ابن سعادة (1).
كما وصف نسخة الصدفي الفقيه أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد الفاسي في رحلته الحجازية فقال: وقفت بمحروسة طرابلس على ((نسخة)) من البخاري في سفْر واحد ست عشرة كراسة، وفي كل ورقة خمسون سطراً من كل جهة،وكلها مكتوبة بالسواد،لا حُمرة بها أصلاً، وهي مبتدأه بما نصه:
__________
(1).فهرس الفهارس 2/ 707، وانظر: المقالة التي كتبها الدكتور/ عبد الهادي التازي بعنوان: صحيح البخاري بخط الحافظ الصدفي" مجلة معهد المخطوطات العربية 1/ 21، المجلد التاسع عشر لعام 1393هـ.
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد نبيه (كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)، وعند تمام كل حديث صورة: ((ا هـ)) ولا نقط بها إلا ما قَلّ، وبآخرها، عند التمام ما صورته: آخر ((الجامع الصحيح)) الذي صنعه أبو عبد الله البخاري رحمه الله، والحمد لله على ما مَنّ به، وإياه أسأل أن ينفع به، وكتبه حسين بن محمد الصدفي، من نسخة بخط محمد بن علي بن محمود مقروءة على أبي ذر رحمه الله وعليها خطه، وكان الفراغ من نسخه يوم الجمعة 21 محرم عام ثمانية وخمسمائة، والحمد لله كثيراً كما هو أهله وصلواته على محمد نبيه ورسوله - صلى الله عليه وسلم - كثيراً كثيراً، وعلى ظهرها: كتاب ((الجامع الصحيح من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسننه وأيامه)) تصنيف أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري - رضي الله عنه - رواية أبي عبد الله محمد بن يوسف الفربري، رحمه الله (1).
قال الكتاني: وقد انقطع خبر هذه ((النسخة)) من عام 1211هـ، ولم أر لها ذاكراً، ولا ناعتاً من الرحالين، والبحاثين، ثم ذكر أنها موجودة لدى صديقه أحمد بن محمد الشريف السنوسي في الكتب التي بجغبوب (2).
ثم آلت إلى ملك ليبيا محمد إدريس المهدي السنوسي عام 1388هـ، وكان الشيخ ابن عاشور قد استعار النسخة من ناظر مكتبة الأوقاف ببنغازي عام 1376هـ ليصحح عليها نسخة ((الصحيح)).
يقول الدكتور التازي: وأغلب الظن أن المخطوط ما يزال ((بطبرق)) (3).
__________
(1).فهرس الفهارس 1/ 708.
(2).المصدر السابق 1/ 709، وانظر: مقالة الدكتور التازي 1/ 45، والجغبوب واحة بالقرب من مدينة طبرق بليبيا، انظر: المرجع السابق 43.
(3).المرجع السابق 49، 52.
وقال الدكتور يوسف الكتاني: وبعد الشيخ عبد الحي وما نشره بكتابيه: ((التنويه والإشادة)) سنة 1346هـ، و ((فهرس الفهارس)) بعدها سنة 1347هـ، نشر الشيخ الطاهر بن عاشور مفتي الديار التونسية في ((أخبار التراث العربي)) بحثاً مركزاً مفصلاً عن هذا الأصل، الذي ظل بيده عن طريق الإعارة أكثر من عشر سنوات، ومنه استمد وكتب بحثه الرائع عن ((أصل أبي علي الصدفي)).
وتوجد بالمغرب نسخة مقابلة على أصل الصدفي بالخزانة الملكية تحت رقم 5053 في مجلد ضخم، وقد نص على أنه وقعت معارضة النسخة ومقابلتها مع أصل الصدفي، المأخوذ عن نسخة الباجي.
¥(12/45)
قال الدكتور الكتاني: ومن ذلك يتبين أن الإمام الصدفي كتب بخطه نسختين من ((الجامع الصحيح))، وقد كانتا معروفتين، إحداهما من أصل محمد بن علي بن محمود، وهي المشهورة والموجودة بليبيا، والثانية من أصل القاضي أبي الوليد الباجي، التي بقيت مجهولة إلى أن عثر على فرعها بالخزانة الملكية وهي المشار إليها (1).
ومن مخطوطاته أيضاً:
نسخة الحافظ ابن سعادة الأندلسي (ت 566هـ) (2):
قال التلمساني: سمع أبا علي الصدفي واختص به، وأخذ عنه، وإليه صارت دواوينه وأصوله العتاق، وأمهات كتبه الصحاح (3).
وقد نسخ ابن سعادة نسخة من ((الصحيح)) قابلها على نسخة الحافظ الصدفي السابق ذكرها، وتكتسب هذه النسخة أهميتها من ارتباطها الدقيق بنسخة الصدفي.
قال الكتاني: هي من أحباس مكتبة القرويين بفاس، وهي الآن بمكتبة المدرسة العليا بالرباط، وقفت عليها مراراً، ونقلت منها (4).
وفي بيان أهمية هذه النسخة وقيمتها العلمية ألف الكتاني كتاب: ((التنويه والإشادة بمقام رواية ابن سعادة)) (5).
__________
(1).مدرسة الإمام البخاري في المغرب 1/ 66 - 68.
(2).ترجمته في الوافي بالوفيات 5/ 250، نفح الطيب 2/ 158، الأعلام 8/ 23.
(3).نفح الطيب 2/ 158.
(4).فهرس الفهارس 2/ 706.
(5).فهرس الفهارس 2/ 1032.
ويوجد بالخزانة العامة بالمغرب تحت رقم (1339/د) السفر الثاني والثالث والرابع والخامس.
أما السفر الأول فقد فُقِدَ منذ فترة طويلة.
أما السفر الثالث فقد استعاره المستشرق ليفي بروفنسال لدراسته وتحقيقه، غير أنه توفى قبل أن يعيده إلى مكانه، فبقي ضائعاً، وقد نشر المستشرق المذكور الخمس الثاني من الرواية منقولاً بالتصوير الشمسي من خط ابن سعادة الأصلي وقد صدر هذا السفر بمقدمتين:
الأولى: باللغة العربية وهي كتاب ((التنويه والإشادة برواية ابن سعادة)) للشيخ عبد الحي الكتاني.
والثانية: باللغة الفرنسية للمستشرق المذكور، وقد نشر ذلك بباريس سنة 1347هـ (1).
(1).مدرسة الإمام البخاري 1/ 83 - 84.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=62244#post62244
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[05 - 03 - 06, 11:55 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء ونفع بك وجعل الجنة مثواك آمين آمين
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 04 - 08, 08:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ولعل مما يفيد كذلك:
الكوكب الساري في شرح صحيح البخاري
بيانات المخطوط:
عنوان المخطوط: الكوكب الساري في شرح صحيح البخاري
اسم المصنف: المهلب بن أحمد بن أسيد الأسدي بن أبي صفرة
عدد الأوراق: 55
مصدر المخطوط: مكتبة الحرم المكي الشريف
http://www.wadod.com/open.php?cat=7&book=718
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أما بعد،
فهذه دراسة مختصرة حول تلك القطعة من صحيح البخاري، الموجودة ضمن مجموعة منجانا، والمزعوم أنها أقدم نسخة من صحيح البخاري، وسأتبعها بمبحث مختصر عن طريقة العلماء في ضبط البخاري، وتحقيق رواياته، ومن ثم ليقارن القارئ الكريم منهج العلماء الأثبات وطريقتهم في الاعتناء في البخاري بالطبعات التجارية في هذا الزمان.
والبداية بعنوان:
قطعة من صحيح البخاري برواية أبي زيد المروزي:
أبو زيد المروزي أحد رواة صحيح البخاري عن الفربري، وثمت قطعة من روايته موجودة ضمن مجموعة منجانا، وهي من أصح قطع البخاري وأندرها، وقد كتب منجانا دراسة حولها باللغة الإنجليزية، ضمنها شجرة للرواة عن البخاري هي من أحسن ما اطلعت عليه في هذا الباب وإن كان فاته شيء كثير، وقد نشرت تلك الدراسة عام 1936 في كامبريدج، ساعده في بعضها المستشرق مرجليوث، وقد تفضل الأخ الشيخ نضام يعقوبي بتصوير القطعة مع دراستها وإرسالها لي فجزاه الله خير الجزاء.
أبو زيد المروزي:
هو محمد بن أحمد بن عبدالله بن محمد المروزي، علم مشهور، موصوف بكتب التراجم بـ: الشيخ الامام المفتى القدوة الزاهد، شيخ الشافعية ..
ولد سنة 301، وسمع الصحيح من الفربري سنة 318، رحل إليه لأجل ذلك وله من العمر نحو 17سنة، فبين سماعه والسماع الأخير لشيخه الفربري على البخاري نحو 66 سنة.
¥(12/46)
- والفربري له سماعان للبخاري، الثاني سنة 252، وتكرر في فهرست ابن خير أن السماع كان سنة 253 وهو خطأ إما من الناسخ أو المحقق، فإن ابن خير حافظ لا يغلط بمثل هذه التواريخ المحفوظة، وقد نقله كثير من الباحثين دون أن ينتبهوا أو ينبهوا -
وأبو زيد صاحب الرؤيتين المشهورتين.
قال الحاكم: سمعت أبا الحسن محمد بن أحمد الفقيه، يقول: سمعت أبا زيد المروزى يقول: لما عزمت على الرجوع من مكة إلى خراسان، تقسى قلبى بذلك، وقلت: متى يكون هذا والمسافة بعيدة، والمشقة لا أحتملها، وقد طعنت فى السن، فرأيت فى المنام كأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاعدًا فى المسجد الحرام وعن يمينه شاب، فقلت: يا رسول الله، قد عزمت على الرجوع إلى خراسان والمسافة بعيدة، فالتفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الشاب، وقال: يا روح الله، اصحبه إلى وطنه، فأريت أنه جبريل، عليه السلام، فانصرفت إلى مرو، ولم أحس شيئًا من مشقة السفر.
وأما الثانية فقد قال: كنت نائمًا بين الركن والمقام، فرأيت النبى - صلى الله عليه وسلم - فى المنام، فقال: يا أبا زيد، إلى متى تدرس كتاب الشافعى ولا تدرس كتابى؟ فقلت: يا رسول الله، وما كتابك؟ قال: جامع محمد بن إسماعيل، يعنى صحيح البخارى، رضى الله عنه.
ولا أستبعد أن هذه الرؤيا هي التي حرضته على العناية بصحيح البخاري، والتفرغ له حتى صار أجل رواة الصحيح عن الفربري.
قال الحاكم أبو عبدالله والخطيب البغدادي والنووي وغيرهم: حدث أبو زيد ببغداد، ثم جاور بمكة، وحدث هناك بالصحيح، وهو أجل من رواه أهـ
ومع أن أبا زيد المروزي قد شاخ وكبر، وعمر طويلا، واشتهر بالعلم والفقه و الحديث، وحدث بالصحيح في مكة وبغداد وغيرهما من بلاد المشرق، ومع أنه أيضا أجل من روى الصحيح عن الفربري، إلا أن الروايات لم تشتهر عنه إلا من طريق المغاربة، أبي محمد الأصيلي وأبي الحسن القابسي.
نعم قد رواه عنه الحافظ أبو نعيم الأصفهاني واتصلت الرواية من طريقه لأهل دمشق، فقد رواه المقدسي عن أبي موسى المديني عن الحداد عن أبي نعيم بإسناده، إلا أن ذلك لم يشتهر كما اشتهر الأولان.
وكذلك روى ابن عساكر الصحيح من طريقه من رواية أبي الحسين عبد الوهاب بن جعفر الميداني وأبي محمد عبد الواحد بن أحمد بن مشماش الهمداني وأبي الحسن علي بن موسى بن السمسار كلهم عن أبي زيد.
ولئن كانت رواية ابي زيد أجل الروايات عن الفربري فرواية الأصيلي أجل الروايات عن أبي زيد.
فقد سمعه مرتين على الأقل، وكان ملازما لأبي زيد، وهو الذي كان يضبط عليه السماعات، ويقرأ عليه الروايات.
فقال الفقيه أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن سعيد بن عابد المعافري (احد الرواة عن الأصيلي سمع منه البخاري سنة 383)، قال ابو محمد الأصيلي: قرأتها على أبي زيد محمد بن احمد المروزي بمكة سنة (353)، وسمعتها على أبي زيد أيضاً ببغداد في شهر صفر سنة (359)، قرأ أبو زيد بعضها، وقرأت أنا بعضها حتى كمل جميع المصنف أهـ
قلت: وفي السماع الأول زامله أبو الحسن القابسي الذي لم يدخل بغداد، وعاد من الحج إلى بلاده، وكان القابسي ضريرا، وكان الأصيلي يتولى ضبط نسخته وتحريرها، وبذلك يظهر فضل رواية الأصيلي على القابسي.
هذا، ولم يتصل بنا في هذا الزمان من رواية ابي زيد – بحسب اطلاعي القليل– إلا هذه الورقات من مجموعة منجانا، وإلا كتاب النصيح للمهلب بن أبي صفرة الذي روى صحيح البخاري عن شيخه أبي محمد الأصيلي عن أبي زيد، وجعل هذه الرواية عمدته، وعضدها بروايته عن القابسي عن أبي زيد، وعن أبي ذر عن شيوخه الثلاثة.
والكتاب قد أعانني الله على تحقيقه وهو في طريقه إلى الطباعة يسر الله ذلك.
أما هذه النسخة – نسخة ابي زيد – فالموجود منها اثنتان وخمسون ورقة، ثبت في الورقة الأولى ما صورته:
الجزء الثاني من الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه.
تصنيف أبي عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري.
واستفدنا اسم الكتاب كاملا، وأنه: الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم وسننه، هكذا ثبت في هذه نسخة.
بينما قال النووي في تهذيب الأسماء: أما اسمه: فسماه مؤلفه البخارى، رحمه الله: الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسننه وأيامه أهـ
¥(12/47)
وهذا الجزء الذي بين يدينا يبدأ بكتاب الزكاة، ثم كتاب الصوم، ونبه المصعولي في هامش كاب الصوم إلى أن نسخة أبي الوقت تخالف نسخة ابي زيد في الترتيب وأن كتاب الحج متقدم فيها.
وفي كتاب الصوم سقط كبير من النسخة، ففي آخر اللوحة الأولى من ورقة 45 باب الصوم من آخر الشهر، ثم ساق إسناد حديث عمران بن الحصين، وفي اللوحة التي يليها باب من أين يدخل مكة، وهذا من كتاب الحج.
وآخر النسخة باب من لم يقرب الكعبة ولم يطف ..
وقد بدأ الناسخ أول الجزء بالتصريح بالسماع من أبي زيد وكذلك أوائل الكتب، وهذا ما أعلمنا بنسب النسخة وإسنادها وقدمها.
قال أول الجزء: أخبرنا أبو زيد محمد بن أحمد قال: حدثنا محمد بن يوسف قال أخبرنا البخاري ...
ثم يبدأ في أول إسناد كل حديث بقوله: أخبرنا البخاري قال ..
لم يتضح لي من هو كاتب النسخة، ولا يوجد في النسخة ما يدل عليه، إلا انه متقن للغاية، فقد قابلها وراجعها، كما تدل على ذلك التصحيحات على هامش النسخة، والعلامات الدالة على بلوغ المقابلة.
ولم أستطع كذلك تحديد تاريخ نسخها إلا ان السماعات والأسانيد المثبتة على طرة النسخة، والتملكات في أولها قد دلت على الحقبة التي تلي كتابتها، كما ستراه قريبا، وبشكل عام فإن الخط أشبه ما يكون بخطوط القرن الرابع، والله تعالى أعلم.
وأما ما ورد في دراسة منجانا وتبعه سزكين وغيره من تحديد تاريخ كتابتها سنة 370 فهذا لم أجد في النسخة ما يدل عليه، وقد استنتجه منجانا استنتاجا كما يظهر من دراسته ولم يجده نصا، حيث جعله قبل تاريخ وفاة أبي زيد بسنة واحدة، فإن ابا زيد توفي سنة 371، فافترض أن النسخة مكتوبة في زمانه لأجل التصريح باسمه فيها فجعله قبيل وفاته بسنة.
ولكن قدم الخط أولا، وسوق الإسناد من أبي زيد ثانيا قد يدل على هذا التاريخ، وعلى أن النسخة كتبت في حياة أبي زيد أو على الأقل في حياة راوٍ عن أبي زيد، والأول أرجح لأن النسخة لو كانت لراوٍ عنه لصرح باسمه، مع أنه لا يمكننا الجزم بشيء لأن الكتاب ناقص، فربما كان في الأوراق الساقطة ما يحدد تاريخ النسخ واسم الناسخ والراوي.
إلا أن أقدم سماع على النسخة مقروء مؤرخ في رمضان من عام 464 أي بعد وفاة ابي زيد بنحو94 سنة.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=89668
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[21 - 04 - 10, 11:18 م]ـ
مازلت بحرا خضما من العلم يا شيخ عبدالرحمن(12/48)
حول مصطلحي التصحيح والتحسين
ـ[أبو أمينة]ــــــــ[14 - 02 - 06, 01:15 م]ـ
بارك الله فيك محمد خلف سلامة: كنت بصدد البحث عن مصطلحي " التصحيح" و " التحسين"
وما زال بحثي متواصلا في كتب القدامى والمعاصرين , وتذكرت قول العراقي حفظه الله في ألفيته
وعنده التصحيح ليس يمكن في عصرنا وقال يحي ممكن
فرجعت إلى شروحها المتوفرة لدي فلم أظفر بشيء فهل بإمكانكم أن تنقلوا لنا ما صادفتموه في بحثكم هذا لهذين المصطلحين بشكل مسهب , أو الدلالة على ذلك في مظانه فالأمر جد مهم بنسبة إلي وبارك الله فيكم مرة ثانية , وسدد الله فهمك وأناملك والسلام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
له تغرب وتواضع والتَّرِعْ وجع واعص هواك واتبع(12/49)
قَولُ أَبي دَاوُد: ((قُرِئَ عَلَى الْحَارِثِ بْنِ مِسْكِينٍ وَأنَا شَاهِدٌ))
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[14 - 02 - 06, 01:29 م]ـ
قَالَ أَبُو دَاوُد: ((قُرِئَ عَلَى الْحَارِثِ بْنِ مِسْكِينٍ وَأَنَا شَاهِدٌ أَخْبَرَكُمْ ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي مَالِكٌ ... )) (انظر: سُنَن أَبي دَاوُد 3/ 161، وَقدْ وَرد ذُكْرُها فِي أَكْثَر مِن مَوضِع فِي كِتَابه السُّنَن).
قَالَ الشَّيْخُ حَاتِم بْن عَارِف العَوني - حَفِظَه الله وَوَفَقَهُ -: ((مِنْ دِقَتِه أَيْضًا وَأمَانَتِهِ - وَالكَلامُ عَن أَبي دَاوُد - أَنَّه سَمِعَ مِن أَحَدِ شِيوُخِه وَهُو الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِين دُونَ عِلمِهِ، لِأَنَّ الْحَارِثَ بْنُ مِسْكِين كَانَ مُتَشَددًا جِدًا فِي الرِوَايَةِ وَلَا يُحَدِّثُ كُلَ أَحَد، فَكَان يَأتِي بِجِوَارِ مَجْلِس تَحْدِيثِه دُون أَنْ يَعْرِف الْحَارِث بْنُ مِسْكِين أَنَّهُ يَسْمع، فَيَسْمَعُ الأَحَادِيث وَيَكْتُبُهَا، وَلِذَلِك قَال إِذَا أَرَاد أَن يَروي عَن الْحَارِثِ بْنُ مِسْكِين: قُرِئَ عَلَى الْحَارِثِ بْنِ مِسْكِينٍ وَأَنَا شَاهِدٌ. مَا يَقُول أَخْبَرَنَا وَلَا يَقُول أَخْبَرَني، لِأَن الحَارِثَ بْن مِسْكِين لَمْ يَقْصِد إِسْمَاعَه، مَا كَان يَقْصِد أن يُسْمِعَهُ، قَصَدَ أَن يُسِمِع مَنْ عِنْدَهُ، مَا كَانَ يَدْرِي أَن أَبَا دَاوُد يَسْمَع، وَلِذَلِك كُلَمَا أرَادَ أَن يَرْوي عَنِ الحَارِثِ بْنِ مِسْكين يَقُول: قُرِئَ عَلَيهِ وَأنَا شَاهِد، وهَذَا مِنْ تَمَام دِقَتِهِ أيْضًا فِي الأَدَاء، فِي صِيَغِ الأَدَاءِ ... )) أ. هـ
رَاجِع سِلْسِلة: مَنَاهِج كُتب الصِّحَاح وَالسُّنَن
الشَّرِيط الحَادي عَشَر: مِن الدَّقِيقَة 48:09 حَتَّى 49:56
وَالشَرِيط مَوجُود عَلَى هَذا الرَّابِط: http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=43856&scholar_id=331&series_id=2414
أَقُول: هَلْ وَرَد تَوْجِيه آخَر لِعَبَارة أَبي دَاوُد المَذْكُورة؟ وَأيَنَ أَجِد مَا ذَكَره الشَّيخ العَونِي فِي كُتبِ أَهْلِ العِلْم (أُرِيد التَّثَبُت)؟
وَجزَاكُم اللهُ خَيْرًا.
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[15 - 02 - 06, 04:26 م]ـ
للرفع
ـ[طلعت منصور]ــــــــ[15 - 02 - 06, 04:31 م]ـ
شكرا لك ابوشهاب الازهرى
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[15 - 02 - 06, 04:58 م]ـ
أفادني الأخ الحبيب أبو المنهال بالآتي:
ينظر فتح المغيث للسخاوي 2/ 161 ط السنة
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[16 - 02 - 06, 04:34 ص]ـ
أفادني الأخ الحبيب أبو المنهال بالآتي:
ينظر فتح المغيث للسخاوي 2/ 161 ط السنة
يتبين لمن رجع إلى ما ذكرناه خلط الأستاذ العوني، وأن الكلام عن النسائي.
قال السخاوي: " ومنه قول أبي داود صاحب السنن: قرئ على الحارث بن مسكين وأنا شاهد.
ونحوه حذف النسائي الصيغة، حيث يروى عن الحارث _أيضًا_، بل يقتصر على قوله: الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع؛ لأن الحارث كان يتولى قضاء مصر، وكان بينه وبين النسائي خشونة فلم يمكّنه حضور مجلسه؛ فكان يتستر في موضع، ويسمع حيث لا يراه؛ فلذلك تورع وتحرى ".
فيح المغيث 2/ 161، وقال نحوه ابن الأثير في جامع الأصول 1/ 196 - 197، وعنه: الذهبي في السير 14/ 130، وقارن بـ فتح الباري لابن حجر 5/ 319 ط الريان.
ـ[إبراهيم القاضي]ــــــــ[20 - 02 - 06, 07:28 م]ـ
أظن أن الكلام عن الأمام النسائي
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[20 - 02 - 06, 09:29 م]ـ
جزاكم الله خيرًا(12/50)
سؤال من ابن الملقن من يجيب
ـ[رمضان عوف]ــــــــ[14 - 02 - 06, 06:51 م]ـ
جاء في كتاب المعين لشرح الأربعين للإمام ابن الملقن في الحديث الثاني: قوله:
[قوله:"لايرى عليه أثر السفر ولايعرفه منا أحد " هو بالياء المثناة تحت المضمومة على مالم يسم فاعله وروي بالنون المفتوحة فيهما مبنياً للفاعل وكلاهما واضح المعنى والأول أبلغ وعليه اقتصر النووي في نكته عليه ووقع في صحيح ابن حبان إذ جاء رجل عليه سحنا سفر وليس من أهل البلد يتخطى "والسحنا: الهيئة فيحتاج إلى الجمع بينهما وبين ما في الصحيح]
قلت: في المطبوع من الإحسان (1/ 397 - 398 رقم 173) " ليس عليه سحناء سفر وليس من أهل البلد " وفي مخطوطة التقاسيم والأنواع نسخة دار الكتب والوثائق القومية بمصر تحت رقم (217 مجاميع) جاء فيها كماذكر ابن الملقن " عليه سحناء سفر " [ق /22 - أ] وكذا جاء في إتحاف المهرة بزوائد العشرة للحافظ ابن حجر (12/ 722) رقم (15566) تحقيق زهير الناصر ومجموعة من الباحثين،مركز السنة المدين المنورة ط 1415، وقد عزاه كذلك إليه بن حبان وفيه (عليه سحناء سفر)
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[18 - 02 - 06, 01:06 م]ـ
وفقكم الله.
إذا كان لا بدّ من الجمع ... فلعله يكون بما جاء في رواية ذكرها الإمام ابن منده - رحمه الله - في كتابه الشهير الماتع < الإيمان > 1/ 141 تحقيق الشيخ علي الفقيهي، وفيها: ( ... دخل عليه رجل هيئته هيئة مسافر، وثيابه ثياب مقيم، أو ثيابه ثياب مقيم، وهيئته هيئة مسافر ... ). ولم أتبين صحة سندها من عدمه ...
وقد رأيت الرواية بلفظ ( ... عليه سحنا سفر ... ) في أول صحيح ابن خزيمة، والسنن الكبرى للبيهقي 4/ 349 ... وفي الصغرى جعل المحقق كلمة ليس بين قوسين ... والله أعلم.
ـ[رمضان عوف]ــــــــ[18 - 02 - 06, 06:59 م]ـ
أخي الفاضل جزاك الله خيرا على ماعقبت به وكان عندي ترجيح فبرجاء أن تشاركني
قلت:يمكن الجمع بين الروايتين أنه لاتعارض بينهما فالمنفي (لايرى عليه أثر السفر) وهو الأثر البارز الواضح لكل مسافر وهو أنه لايرى أثر السفر عليه من تغير في ثيابه من رثاثة أو تمزق ومن تغير في شعر رأسه فالمسافر قد يكون مغبرا، ثائرا، ومن تغير على وجه من شحوب وغيرها والمثبت كما جاء عند ابن حبان " " إذ جاء رجل عليه سحناء سفر "فقد ركز ابن حبان على سحنة الوجه فالمثبت جزء من آثار السفر وهو ما يتعلق بالوجه فقط دون غيره من أجزاء الجسم فقد يكون شاحبا تعبا مرهقا، فإذا لاتعارض بينهما
فبرجاء التعليق
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[18 - 02 - 06, 09:07 م]ـ
وفقك الله.
هو ذاك - رعاك الله - فالرواية التي ذكرتُها لك تعني قريبا مما تفضلتَ به ...
وإن كنتُ شخصيا إلى الترجيح أميل.
ـ[عبد]ــــــــ[22 - 02 - 06, 06:12 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونفعنا بعلمكم.
أيها الأفاضل: لعلنا نستبين الرواية المحفوظة (أو المعروفة) أولاً، ثم نميز الشاذة أو المنكرة، ومن علامات الشاذ أو المنكر الزيادة في متنه بزيادة مؤثرة في المعنى تجعل الحديث مخالفاً للمعروف أو المحفوظ. فإذا علم هذا، رجحنا قبل الجمع، إذا لا يجمع قبل استبانة حال الروايات. فرواية مسلم في صحيحه (كما لا يخفى عليكم، وهي أصح) هي: (بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد)
وأما بالنسبة لإستشكال أخي رمضان، وقول أخي الفهم الصحيح:"وقد رأيت الرواية بلفظ ( ... عليه سحنا سفر ... ) في أول صحيح ابن خزيمة، والسنن الكبرى للبيهقي 4/ 349 ... وفي الصغرى جعل المحقق كلمة ليس بين قوسين"، وكذلك استشكال الأخ رمضان:
فالجواب عنه هذا يمكن ان يلحظ من كلام الحافظ في الفتح:
((وفي رواية ابن حبان سواد اللحية , لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد , حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه. وفي رواية لسليمان التيمي: ليس عليه سحناء السفر , وليس من البلد , فتخطى حتى برك بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم كما يجلس أحدنا في الصلاة , ثم وضع يده على ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم وفي رواية لسليمان التيمي: ليس عليه سحناء السفر , وليس من البلد , فتخطى حتى برك بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم كما يجلس أحدنا في الصلاة))
قلت: فبان أن هناك خطأ ما، و يبنغي تحريره.
والله أعلم.(12/51)
بعض القرائن للتفريق بين السفيانين عند إطلاق أحدهما
ـ[يزيد الماضي]ــــــــ[15 - 02 - 06, 01:05 ص]ـ
قال الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن السعد حفظه الله:
الإمام مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه لايروون عن سفيان الثوري إلا بواسطة رجلين، بخلاف البخاري و أبو داود فإنهما أحيانا يرويان عنه بواسطة رجلين وأحياناً بواسطة رجل واحد.
أما سفيان بن عيينة فأصحاب الكتب الستة كلهم لايروون عنه إلا بواسطة رجل واحد؛ لأن أصحابه تأخروا، وأصحاب الكتب الستة أدركوا غالب أصحاب ابن عيينة.
وإذا قال الإمام أحمد في المسند: حدثنا سفيان. فهو ابن عيينة؛ لأنه لم يدرك الثوري، فيروي عنه بواسطة، وكل من كان معاصرا للإمام أحمد فإنه لم يدرك الثوري، كيحيى بن معين، وإسحاق بن راهويه، وعلي بن المديني، وأبو حفص الفلاس، وغيرهم من الكبار، وإنما يروون عنه بواسطة رجل واحد.
من شرح جامع أبي عيسى الترمذي رحمه الله.
باب: ما جاء أنه لاصلاة إلا بفاتحة الكتاب.
الحديث:247
الشريط:90
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - 02 - 06, 04:05 ص]ـ
أين نجد هذه الأشرطة؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[15 - 02 - 06, 07:58 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا النقل
قول الشيخ
وكل من كان معاصرا للإمام أحمد فإنه لم يدرك الثوري، كيحيى بن معين، وإسحاق بن راهويه، وعلي بن المديني، وأبو حفص الفلاس، وغيرهم من الكبار، وإنما يروون عنه بواسطة رجل واحد.
يريد بالمعاصرة هنا أقران الأمام أحمد وزملائه فى الطلب لا كل من عاصره
لأن هناك من الكبار ومن مشايخ البخارى كأبى نعيم الفضل ابن دكين وخلاد بن يحيى وغيرهم رووا عن الثورى بغير واسطة
وهذا واضح ولكن نبهت عليه لألا يعممه أحد
ومن القرائن فى التفريق بينهما
إذا قال البخارى ثنا الحميدى أومحمد هكذا مهملا أومحمد بن سلام أو على أو على بن عبد الله هو المدينى أو مسدد أو صدقة بن الفضل عن سفيان
فسفيان هنا ابن عيينة
وإذا قال ثنا أبو نعيم أو خلاد بن يحى أو محمد بن كثير أو قبيصة أومحمد بن يوسف عن سفيان
فسفيان هنا هو الثورى
وإذا كن الراوى بعد سفيان هو الزهرى أو عمرو بن دينار أو ابن جريج فهو بن عيينة
وإذا كان الأعمش أو سلمة بن كهيل فهو الثورى
هذه بعض القرائن والله أعلم
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[15 - 02 - 06, 08:04 م]ـ
ومن دُرَرِ الحافظ الذهبي قولُهُ في «السير» (7/ 466): «فأصحابُ سفيانَ الثوريِّ كبارٌ قدماءُ، وأصحابُ ابنِ عُيينة صغارٌ لم يُدركوا الثوريَّ، وذلك أبْيَنُ، فمتى رأيتَ القديمَ قد روى فقال: حدثنا سفيان، وأبهَمَ، فهو الثوري، وهم: كوكيع، وابن مهدي، والفريابي، وأبي نعيم. فإن روى واحد منهم عن ابن عيينة بيَّنه. فأما الذي لم يلحق الثوريَّ وأدرك ابنَ عيينة فلا يحتاج أن ينسب لعدم الإلباس، فعليك بمعرفة طبقات الناس» أهـ.
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[15 - 02 - 06, 08:09 م]ـ
محمد بن يوسف الفريابي ممن يروي عن السفيانين، لكنه حيث يُطلق سفيانَ يريد به الثوريَّ دون ابنِ عيينة، وإذا أراد ابنَ عيينة نَسَبَه. والبخاري حيث يطلق محمدَ بن يوسف يريد به الفريابيَّ دون البيكنديِّ؛ وإن كان يروي عنهما. انظر «فتح الباري» (1/ 162) و (12/ 319).
ـ[أنس صبري]ــــــــ[05 - 03 - 06, 02:46 م]ـ
لقد قمت قبل حوالي تسع سنوات بمحاولة لبيان من هو سفيان مما اطلق في روايات البخاري والتي بلغت 926 مرة استطعت بيان 900 منها وقد خرجت بحوالي عشرين قرينة معظمها من فتح الباري لا بن حجر ولكني لم أعثر عليها عسى من ينشط لها من فتح الباري فكلام ابن حجر فيه في هذا الجانب نفيس
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[05 - 03 - 06, 03:50 م]ـ
السلام عليكم روحمة الله وبركاته
أود أن أذكر سؤال لأصحاب الفضل أشكل على ... الأفاضل يبحثون هنا في القرائن التي تبين الفرق بين السفيانين, وهما من أهل العلم الأثبات لا يسئل عن مثلهم.
فهل التفريق فيه مزيد فائدة؟
بارك الله في الجميع ونفع بهم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[16 - 01 - 07, 02:20 ص]ـ
لقد بحثت فى تهذيب التهذيب عن السفيانين وفيمن يروى عنهم عمن رووا فوجدت الرواة المشتركين فى الحالين عدد كبير جدا مما صعب المهمة
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[17 - 01 - 07, 11:13 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ما قلته صحيح فالسفيانان يشتركان فى كثير من المشايخ والتلاميذ لكن سهولة التفريق بينهما تتأتى من كثرة الممارسة
ومما يعين على ذلك غير ما تقدم:
1_ أن تعلم أن ابن عيينة أصغر من الثورى فلم يدرك الأول كثيرا من مشايخ الثانى فإذا كان شيخ سفيان من الطبقات المتقدمة كسلمة بن كهيل والسبيعى والأعمش فاعلم أنه الثورى وهذا ليس بمطرد
2_ معرفة طبقات الرواة كما نبه عليه الذهبى فى المشاركة التى نقلها بعض الإخوة
3_أن ابن عيينة حجازى والثورى عراقى فإذا كان السند مكى كعمرو بن دينار عن ابن عباس فعلم أن سفيان الذى فى السند هو ابن عيينة
وإذا كان السند كوفى كمنصور بن المعتمر عن إبراهيم فاعلم أنه الثورى
وهذا ليس بمطرد لأن الثورى قد يروى عن بعض المدنيين كمحمد بن زياد الجمحى
وكذلك ابن عيينة قد يروى عن بعض العراقيين
هذه بعض القرائن والأمر كما قلت يعتمد على طول الممارسة والله أعلم
¥(12/52)
ـ[أبو أنس القراري]ــــــــ[27 - 01 - 07, 11:56 م]ـ
جزاكم الله خير
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[29 - 01 - 07, 01:49 ص]ـ
يعجبنى فيك يا امجد اجوبتك الجميلة
ـ[أبو عبدالرحمن الغريب]ــــــــ[29 - 01 - 07, 03:09 ص]ـ
السلام عليكم، حدثنا أحد الفضلاء قبل سنوات عن بحثٍ رآه عن هذا الموضوع - ولم أره -، وقد بحثت عن عنوان البحث فوجدته ولله الحمد، و لعلَّ أحد الإخوة ممن يتوفر عنده البحث أن يرفعه للإخوان.
عنوانه: تمييز المهمل من السفاينين من خلال الرواة عنهما
إعداد: محمد بن تركي التركي.
مجلة جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية: العدد 33 (المحرم 1422).- ص 131 - 263
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[29 - 01 - 07, 04:29 م]ـ
http://www.al-barq.net/showthread.php?t=2131&goto=nextoldest
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[31 - 01 - 07, 05:42 م]ـ
السلام عليكم روحمة الله وبركاته
أود أن أذكر سؤال لأصحاب الفضل أشكل على ... الأفاضل يبحثون هنا في القرائن التي تبين الفرق بين السفيانين, وهما من أهل العلم الأثبات لا يسئل عن مثلهم.
فهل التفريق فيه مزيد فائدة؟
بارك الله في الجميع ونفع بهم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا
الفائدة تظهر أثناء البحث والممارسة
ومن الفوائد: أن بعض الرواة قد ضعفوا فى الثورى كقبيصة فتعيين أحد السفيايين هنا مفيد لأنه إن كان الثورى ينظر من خالف قبيصة فيما رواه عن الثورى فيحكم لمن هو أوثق منه فى الثورى وهكذا
ومن الفوائد إذا علمنا أن مذهب أحد السفيايين مخالفا لما أسنده وقد اختلف عليه فى الوصل والإرسال هل ترجح رواية الإرسال على الوصل لأن مذهب الراوى يخالف ما روى والله أعلم
المقصود أن الفوائد تظهر عند البحث والتخريج والممارسة فقد لا يستطيع البعض التعبير عنها لفظا والله أعلم
ـ[ماهر]ــــــــ[11 - 07 - 07, 07:06 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
الأخ يزيد، لعلك تتحفنا دائماً من درر الشيخ السعد
ـ[أم حنان]ــــــــ[11 - 07 - 07, 06:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أشرف بن صالح العشري]ــــــــ[22 - 07 - 07, 01:45 م]ـ
- التمييزُ بين السفيانين ـ رحمهما اللَّه ـ -
بسمِ اللَّهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللَّهِ:
وبعد ...
فجزى اللَّهُ الأخوةَ الأفاضلَ خيرَ الجزاءِ على ما ذكروه من معلوماتٍ جيدةٍ ونافعةٍ في هذا البابِ.
وأقولُ:
- التمييز بين السفيانين ـ رحمهما اللَّه ـ:
أولاً: تمييزُ سفيانَ بنِ عُيينةَ الهلاليِّ ـ رحمه اللَّه تعالى ـ:
إذا روى:
1 ـ سعيد بنُ منصورٍ عن سفيانَ: فهو ابنُ عيينةَ.
2 ـ عليُّ بنُ المدينيِّ عن سفيان: فهو ابنُ عيينةَ.
3 ـ أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ عن سفيانَ: فهو ابنُ عيينةَ.
4 ـ الحميديُّ عن سفيانَ: فهو ابنُ عيينةَ.
5 ـ الإمامُ أحمدُ عن سفيانَ: فهو ابنُ عيينةَ.
6 ـ إسحاقُ بنُ رَاهُوْيَه عن سفيانَ: فهو ابنُ عيينةَ.
7 ـ يونسُ بنُ عبد الأعلى عن سفيانَ: فهو ابنُ عيينةَ.
- فائدة: اللاَّمُ في ((سلام)) والدِ محمَّدِ بنِ سَلاَمٍ البِيكنديِّ الكبير، الرَّاجحُ التخفيفُ فيها، وبه قال الحافظُ في ((التقريبِ)) [5945].
وقال شيخُهُ الحافظُ زَينُ الدِّينِ عبدُ الرَّحِيمِ العراقيُّ في ((الألفيَّةِ في الحديثِ)) في بابِ المؤتلِفِ والمختلِفِ:
نحوُ سَلامٍ كلُّهُ فثقِّلِ لا ابنُ سَلاَمٍ الحَبْرُ والمُعْتَزِلي
أبا عليٍّ فهو خِفُّ الجَدِّ وهو الأصحُّ في أبي البِيكندي
وأمَّا محمَّدُ بنُ سلاَّم البيكنديُّ الصَّغيرُ، فهو على تشديدِ اللامِِ، ولا خلافَ في ذلك.
8 ـ عمرٌو النَّاقدُ عن سفيانَ: فهو ابنُ عيينةَ.
9 ـ مُسَدَّدُ بنُ مُسَرْهَدٍ عن سفيانَ: فهو ابنُ عيينةَ.
10 ـ محمَّد بنُ أبي عمرَ العَدَنِيُّ عن سفيانَ: فهو ابنُ عيينةَ.
11 ـ محمَّد بنُ سلاَم البِيْكَنْدِيُّ الكبيرُ عن سفيانَ: فهو ابنُ عيينةَ.
12 ـ عثمان بنُ أبي شيبةَ عن سفيانَ: فهو ابنُ عيينةَ.
- ثانياً: تمييزُ سفيانَ بنِ سعيدٍ الثوريِّ ـ رحمه اللَّه تعالى ـ:
إذا روى:
1 ـ يحيى القطَّانُ عن سفيانَ: فهو ابنُ سعيدٍ الثوريِّ.
2 ـ عبدُ الرحمنِ بنُ مهديٍّ عن سفيانَ: فهو ابنُ سعيدٍ الثوريِّ.
3 ـ عبدُ الرَّزَّاق الصَّنعانيُّ اليَمَانيُّ عن سفيانَ: فهو ابنُ سعيدٍ الثوريِّ.
4 ـ وكيعُ بنُ الجَرَّاح عن سفيانَ: فهو ابنُ سعيدٍ الثوريِّ.
5 ـ عبدُ اللَّهِ بنُ المبارك عن سفيانَ: فهو ابنُ سعيدٍ الثوريِّ.
6 ـ يحيى بنُ آدمَ عن سفيانَ: فهو ابنُ سعيدٍ الثوريِّ.
7 ـ أبو حذيفةَ موسى بنُ مسعودٍ النَّهْدِيُّ عن سفيانَ: فهو ابنُ سعيدٍ الثوريِّ.
8 ـ أبو نُعيمٍ الفضلُ بنُ دُكَيْنٍ عن سفيانَ: فهو ابنُ سعيدٍ الثوريِّ.
9 ـ الحسين بنُ حفصٍ عن سفيانَ: فهو ابنُ سعيدٍ الثوريِّ.
10 ـ محمَّد بنُ كثيرٍ العبديُّ عن سفيانَ: فهو ابنُ سعيدٍ الثوريِّ.
11 ـ محمَّد بنُ يوسفَ الفِرْيابيُّ عن سفيانَ: فهو ابنُ سعيدٍ الثوريِّ.
- وقد جمع في الروايةِ عنهما رواةٌ ومحدِّثون وحفَّاظٌ، منهم:
قَبِيْصَةُ بنُ عقبةَ السُّوَائِيُّ. لكن ليس له في البخاري عن ابن عُيينة إلا حديثٌ واحدٌ، وما عدا ذلك فهو عن الثوريُّ، وقد ضُعِّفَ قبيصةُ في الثوريِّ؛ لأنَّه كان صغيراً لا يضبطُ.
وهناك غيرهم سأجمعهم بمشيئةِ اللَّهِ وسأدعهم هنا لتتمَّ الفائدة.
[وراجع ـ غيرَ مأمورٍ ـ كتاب: ((بَشَائرَ الفَرَحِ بتقريبِ فوائدِ الإمامِ الوادعيِّ في علمِ الرِّجالِ والمصطَّلحِ)) (ص/99 ـ 100) كتبه تلميذُهُ أبو رواحة عبدُ اللَّهِ بنُ عيسى بنِ أبي بكرٍ المُوْريُّ ـ أصلح اللَّهُ سريرته ـ، وقدَّمه الشيخُ الفاضلُ يحيى بنُ عليٍّ الحَجُوْريُّ ـ وطُبع بدارِ الإمامِ أحمدَ بالقاهرة عام 1426هـ ـ 2005م]، واللَّهُ المُستعانُ.
¥(12/53)
ـ[المرزوقي ح]ــــــــ[24 - 07 - 07, 05:49 م]ـ
من كلام مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله و غفر له:
ويا سبحان الله لا تزال عبارة علمائنا الذين سمعنا منهم واستفدنا منهم، في أذهاننا إلى الآن فجزاهم الله خيرًا، فلا أزال أذكر من شيخنا محمد بن عبدالله الصومالي -حفظه الله تعالى-: إذا رأيت شعبة عن عمرو فهو ابن مرة، وإذا رأيت سفيان عن عمرو فهو ابن دينار، وإذا رأيت عبدالله بن وهب عن عمرو فهو ابن الحارث، وهكذا إذا جاء سفيان في السند في "صحيح مسلم" في الثالث أي: بينه وبين مسلم اثنان، قال: في الغالب بأنه سفيان الثوري، وإذا جاء في "صحيح مسلم" بينه وبين مسلم واحد، قال: فالغالب أنه سفيان بن عيينة. لا أزال أذكر مثل هذه الفوائد التي استفدناها منه حفظه الله تعالى، تلقين الشيخ له أثر لا سيما الشيخ الذى يعمل لله ويعلّم لله
ـ[أشرف بن صالح العشري]ــــــــ[25 - 07 - 07, 02:05 ص]ـ
تصويبُ أخطاءٍ وقعت سهواً أثناء الصفِّ على لوحةِ المنتدى:
[1]ـ وما عدا ذلك فهو عن الثوريُّ = الصواب: وما عدا ذلك فهو عن الثوريِّ
[2]ـ[وراجع ـ غيرَ مأمورٍ ـ كتاب: ((بَشَائرَ الفَرَحِ ... )) = الصواب: [وراجع ـ غيرَ مأمورٍ ـ كتابَ: ((بَشَائرِ الفَرَحِ ... )).
ــــــــــــــــــــــــــــ
خَرَّجَ الخَطِيْبُ فِي ((الجَامِعِ)) [1861]، قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّوْرِيُّ (فَتَحَدَّثَ عَنْ شَيْخِهِ الحَافِظِ عَبْدِ الغَنِيِّ بْنِ سَعِيْدٍ الأَزْدِيِّ، المِصْرِيِّ)، قَالَ (الصُّوْرِيُّ):
... وَلاَ يَضَعُ مِنْ يَدِهِ شَيْئَاً مِنْ تَصَانِيْفِهِ إِلاَّ بَعْدَ تَهْذِيْبِهِ وَتَحْرِيْرِهِ، وإِعَادَةِ تَدَبُّرِهِ وَتَكْرِيْرِهِ ـ رَحِمَهُ الْلَّهُ ـ انْتَهَى.(12/54)
طلب دراسة هل توجد جامعة استطيع أن ادرس فيها عن طريق المراسلة أو النتساب
ـ[ناظم الأثري]ــــــــ[15 - 02 - 06, 12:10 م]ـ
أنا خريج كلية العوم الإسلامية اود أن اكمل درسة في (الماجستير)
هل توجد جامعة استطيع أن ادرس فيها عن طريق المراسلة أو النتساب على أن تكون الدراسة في أحدى الختصاصات وهي (التاريخ أو الأدب أ, العلوم الشرعية)
لأن نحن في العراق والضروف صعبة جدا وخاصة في محافظتي ومدينتي وهي محافظة الأنبار ومدينة الرمادي افيدونا مأجورين
وكذلك سؤالي عن معهد التنمية القطري الذي تشرف عليه الشيخة موزة هل المعهد هذا نافع مع الشكر(12/55)
ما هي أفضل الطبعات لكتاب ((المعجم المفهرس لألفاظ الحديث))
ـ[الحتاوي]ــــــــ[16 - 02 - 06, 10:29 ص]ـ
يا أخوة اريد شراء كتاب المعجم المفهرس لألفاظ الحديث
فما هي أفضل الطبعات
والسلام عليكم
manea77@gmail.com
ـ[أبوسليمان الأثري]ــــــــ[16 - 02 - 06, 03:34 م]ـ
لا أعلم سوى بوجود طبعة واحدة وهي في حوزتي طبعة مكتبة بريل بمدينة ليدن والله أعلم
ـ[المستشرق موراني]ــــــــ[16 - 02 - 06, 05:47 م]ـ
تم اعادة هذا الطبع باذن دار بريل:
دار الدعوة استنبول ودار سحنون تونس عام 1987 في 8 مجلدات على حجم أصغر(12/56)
هل هذا حديث نبوي
ـ[عبد الكريم الحمداوي]ــــــــ[16 - 02 - 06, 02:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى
أفيدوني جزاكم الله تعالى:
الأثر (الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد) نسب للرسول صلى الله عليه وسلم لدى بعضهم من غير سند ولم أجد له أثرا في ما وصلت له من مظان. من يفيدني بالقول الفصل في أمره جزاه الله خيرا
أبو أحمد
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[16 - 02 - 06, 02:50 م]ـ
يروى عن عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه وكرم وجهه ووجوه الصحابة أجمعين- ولا يصح والله أعلم، رواه ابن أبي شيبة في مصنفه وفي الإيمان، وكذلك العدني في الإيمان، وابن أبي الدنيا -نسيت أين رواه-، ورواه غيرهم، وأسانيده ضعيفة، وضعفه الشيخ الألباني موقوفًا وضعفه جدًا مرفوعًا (هذه استفدتها من الدرر السنية) ..
ـ[عبد الكريم الحمداوي]ــــــــ[16 - 02 - 06, 03:12 م]ـ
جزاكم الله خيرا ووفقنا ووفقكم لصالح القول والعمل ورزقنا ورزقكم لذة النظر إلى وجه الله تعالى ورفقة رسولنا صلى الله عليه وسلم في الآخرة(12/57)
الأوسط لابن المنذر
ـ[أبوسليمان الأثري]ــــــــ[16 - 02 - 06, 02:23 م]ـ
السلام عليكم
قد سبق منذ حوالي عام ونصف أن عرضت فوائد من كتاب الأوسط الجزء الذي لم يطبع وسأعود إن شاء الله بعد الزواج لأفعل ذلك وهذا ما وعدت به والله المستعان(12/58)
ما حجة من اتهم الحافظ ابن عبد البر بالتشيع؟
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[16 - 02 - 06, 03:21 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في: منهاج السنة النبوية: 7/ 373
في حديثه عن تشيع الحاكم:" لكن تشيعه و تشيع أمثاله من أهل العلم بالحديث كالنسائي و ابن عبد البر و أمثالهما لا يبلغ إلى تفضيله - أي عليا- على أبي بكر و عمر ... "
أسأل الإخوة من أهل الحديث عن مستند قول شيخ الاسلام في حق الحافظ ابن عيد البر .. رحم الله الجميع و جزاهم عن الاسلام و المسلمين خيرا ..(12/59)
المعجم الميسر - حرف الزاي
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[16 - 02 - 06, 04:56 م]ـ
فصل الزايزاد فلان:
قد يذكر المحدّث - الذي يروي الحديث بسنده -، أو المخرّج - الذي يذكر من روى الحديث من المصنفين ويتكلم على أسانيده – متنَ إحدى روايات الحديث، ثم يقول في بعض مواضع كلامه: (زاد فلان كذا---)، ويذكر راوياً ثانياً، أو مصنفاً ثانياً.
ومعنى ذلك أن هذا الراوي أو المصنف (الثاني) زاد تلك الزيادة على رواية الأول المتقدم ذكره، وهو قرينه أو نظيره، وقد يكون المزيد عليه أكثر من واحد، وكذلك الزائد.
ولعل معنى هذه العبارة (زاد فلان---) معلوم من اللغة، وأنه ليس ثَمَّ كبير حاجة إلى تعريفها هنا، ولكني إنما عرّفتها احتياطاً.
ثم إن الزيادة قد تكون في المتن، وهو الأغلب، وقد تكون في السند.
وعادة العلماء أن لا ينصوا عند تخريج الحديث على شيء من زيادات بعض رواياته على البعض الآخر، إلا ما كان مهماً، أو يُحتاج إلى التنبيه عليه؛ وذلك يقدَّر بقدره، ويختلف بحسب المقام والموضوع ونوع الزيادة؛ فمقام التفصيل غير مقام الإجمال، والزيادة ذات المعنى المهم غير الزيادة ذات المعنى المعروف.
زوَّرَ أسمعة:
أي كتب سماعات له على كتبه أو بعضها أو ألحق في السماعات المكتوبة قبلاً ما لم يكن فيها، وهو كاذب في دعواه تلك السماعات أو الإلحاقات. وانظر (التسميع).
زيادة الثقة:
المراد بزيادة الثقة هو ما يزيده راوٍ ثقة، أو صدوق، في روايته الحديث على بعض من تابعه متابعة تامة أو قاصرة، أي روى ذلك الحديث من مسند ذلك الصحابي نفسه، ولكن من غير طريق ذلك الثقة أو الصدوق، المذكور؛ وانظر ما تقدم في (زاد فلان).
وزيادة الثقة قد تكون في المتن، وقد تكون في الإسناد، ولكن أهل المصطلح أكثر ما يطلقونها على التي في المتن.
وقد اختلف العلماء في قبول زيادة الثقة ولهم في ذلك إجمال وتفصيل، وليس هذا موضع ذكر تفاصيل ذلك الاختلاف.
الزوائد:
ترى العلماء يقولون أحياناً: هذا الحديث من زوائد البخاري على مسلم، أو يقولون: هو من زوائد أبي داود على الصحيحين، مثلاً، ومعنى ذلك في الحديث الأول أنه أخرجه البخاري دون مسلم، وفي الحديث الثاني أنه أخرجه أبو داود دون الشيخين.
وقد اشتهر هذا الإسم (الزوائد) حتى صار عَلَماً على فرع من علوم الحديث هو (علم الزوائد)، وبذلك صارت كلمة (الزوائد) أهلاً لأن تدخل في جملة مصطلحات المحدثين.
ولقد صنف المتأخرون - أو جمعوا - زوائد مسلم على البخاري، وزوائد كل واحد من أصحاب السنن على الصحيحين، وزوائد ابن ماجه على الكتب الخمسة، وزوائد صحيح ابن حبان على الصحيحين؛ وزوائد المسانيد الثمانية، وزوائد المسانيد العشرة، وغير ذلك كثير.
ومن أشهر كتب الزوائد (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد) للهيثمي.
ولهم في إدخال الحديث في جملة الزوائد شروطٌ مذكورة في مواضعها.
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[18 - 02 - 06, 11:39 ص]ـ
مكرر(12/60)
تلخيص محاضرات الشيخ/د. سعدي الهاشمي في موضوع "تخريج الأحاديث"
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[16 - 02 - 06, 05:10 م]ـ
نعتذر من الأخ الفاضل أبي أسامة القحطاني
تم إقفال الموضوع بناء على طلب الشيخ سعدي الهاشمي حفظه الله
تم إقفال الموضوع من قبل ## المشرف ##(12/61)
مجرد اقتراح فقط. فكلنا يعلم مدى أهمية التصنيف في علم تراجم الرجال
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[16 - 02 - 06, 05:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، محمد بن عبد الله الأمين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد ....
فكلنا يعلم مدى أهمية التصنيف في علم تراجم الرجال، فبه يعرف صحة الأسانيد من ضعفها، وقد ألف الكثير من أهل العلم - المتقدمين منهم والمتأخرين - في هذا العلم، وعددوا فيه التآليف.
فمنهم:
1 - من صنَّف في الصحابة فقط.
2 - من صنَّف في رجال كتب مخصوصة، كالمزي، وابن حجر، وغيرهما.
3 - من صنَّف على ترتيب أسماء شيوخه، كالطبراني، وابن عساكر، وغيرهما.
4 - من صنَّف في التاريخ، كالخطيب، وابن عساكر، وغيرهما.
5 - من صنَّف على ترتيب الوفيات، كابن قنفذ، والصفدي، وغيرهما.
إلى غير ذلك من أنواع التصانيف.
وقد رأيت بعض العلماء المعاصرين أرادوا جمع أحاديث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الصحيحة في مصنف واحد، مثل: " المسند الجامع " لأبي المعاطي النوري - رحمه الله - وغيره - ولم يجمعها كلها -، والمشروع الذي قرأنا عنه في هذا الملتقى المبارك الذي يسير فيه الشيخ الفاضل / ماهر ياسين الفحل - وفقه الله -، ولعله أجمع من سابقه .... إلخ ذلك.
لذا فقد رأيت - على قصور مني - أن نفكر في جمع مصنف يجمع شتات تراجم الرواة، بدلاً من أن تكون في كثير من الكتب، فيجمع الصحابة - بطبقاتهم - في مصنف، وثقات الرواة في مصنف، وضعفاؤهم في آخر.
ويكون المنهج الذي يسار عليه كالتالي:
1 - جمع تراجم الصحابة من كتبها المشهورة، ويكون فيها أيضاً الصحابة المختلف فيهم، ومن قيل فيه: " له صحبة "، وغير ذلك، ويكون ذلك بحسب ما يناسب الترتيب، يعني: على ترتيب الطبقات، أو على ترتيب أصحاب المسانيد، أو غير ذلك مما هو أنتم أعلم به مني.
2 - جمع تراجم الرواة الثقات في مصنف، ويجمع فيه كل أقوال الأئمة من كتبهم، أو ممن نقل عنهم من الأئمة، ويكون أيضاً حسب ما يناسب الترتيب.
3 - جمع تراجم الرواة الضعفاء بجميع مستوياتهم، الكذاب منهم، والضعيف، وغير ذلك، ويكون أيضاً ترتيبهم حسب ما يناسب.
4 - تجمع أطراف الأحاديث الذي اشتهر بها كل راوٍ، سواء كان ثقةً أم ضعيفاً.
وهذا مجرد رأي، فإن صادفت قبولاً فإمساكٌ بمعروف، وإلا فتسريحٌ بإحسان.
وما كان من صواب فمن الله المنان، وما كان من زلل فمني ومن الشيطان، والله ورسوله منه بريئان.
والله المستعان.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[25 - 02 - 06, 01:42 ص]ـ
أرجو الرد بارك الله فيكم.
وإن لم ترُق لكم هذه المشاركة الحقيرة فأسأل المشرف أن يحذفها بارك الله فيه.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - 02 - 06, 06:46 ص]ـ
أخي الكريم رمضان
جزاك الله خيرا وبارك فيك
اقتراحك مفيد يا أخي الفاضل، وأظن أن الذي منعَ الإخوةَ من الرد أنهم رأوا سلفنا الصالح من العلماء قد قاموا بما قلتَ خير قيام.
فهذا الحافظ ابن حجر العسقلاني جمع ما ورد ذكره من الصحابة في كتابه الفذ (الإصابة في تمييز الصحابة) وذكر أنه ألفه في أربعين سنة.
وأما من بعدهم من التابعين وأتباعهم فقد عُنِيَ العلماء بذكر طبقاتهم ودرجاتهم في كتبهم المشهورة كـ (تاريخ الإسلام) و (سير أعلام النبلاء) وغيرها كثير.
وأما طبقات الضعفاء والثقات وغيرهم، ففيها مؤلفات كثيرة لأهل العلم معروفة مشهورة.
وإذا كان الأمر - كما تفضلتَ - لم يُستوعب في كتاب واحد يلم شتاته ويضم متفرقه، إلا أنه يسير المراجعة، سهل المنال؛ لأن عناية علمائنا به كانت فائقة، وجهدهم فيه كان جاهدًا، فصار الرجوع لترجمة الراوي في مظانه ميسورا.
فيمكن أن يكون الأمر من هذا الباب، والله أعلم.
:(12/62)
أريد موضوعا أبحث فيه في الحديث الموضوعي ولا أستغني عن أقترحاتكم؟
ـ[أم سليمان]ــــــــ[16 - 02 - 06, 11:50 م]ـ
أريد موضوعا أبحث فيه في الحديث الموضوعي ولا أستغني عن أقترحاتكم؟
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[18 - 02 - 06, 10:15 م]ـ
أختي الكريمة
أم إسماعيل
في أي الجامعات انت؟ فهذا قد يكون إضاءة لي في اختيار موضوع نفيد إن شاء الله.
فهناك موضوعات حديثية موضوعية لم تطرق مثل موضوع الأحاديث الواردة في التداوي، وموضوع الثلاثيات في الاحديث النبوي وقد اهتممت بها فترة وعندي شيء منها واقصد الثلاثيات في المتن وليس في الإسناد يعني الاحاديث التي أمر فيها بثلاث أو نهى عن ثلاث الخ.
وكذلك أحاديث الطعام وأحاديث دلائل النبوة هل حثت أظن لا.
وعموما لعل عند إخواننا ما هو خير ولعلي
أرجع لك ام سليمان ان شاء الله.
ـ[الفقيرة لربها]ــــــــ[27 - 02 - 06, 09:47 م]ـ
هناك موضوع " تخريج الأحاديث والآثار الواردة في فتح الباري" والموضوع أثنى عليه جمع من العلماء وكذالك يوجد مخطوط لابن رسلان.
وإذا كنت تريدين أحدهما فأنا في خدمتك
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[17 - 03 - 06, 06:19 م]ـ
الأحاديث والآثار في ضحك النبي ومزحه.
الماء في الحديث النبوي
آفات القلب في الحديث النبوي
آفات اللسان في الحديث النبوي
أحأديث البر والصلة
ـ[مصطفى جعفر]ــــــــ[18 - 03 - 06, 01:32 ص]ـ
من هذا المزاح مازحت الشيح محمد القاضي في مشاركة خلى عني
ـ[أبو عبد الرحمن اليمني]ــــــــ[27 - 09 - 07, 01:18 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا أيضا طالب علم في الحديث وأتمنى أن أحصل على عنوان غير ما ذكر هنا حتى أتمكن من البحث فيه دون قيود، وكثرة الآراء في ذلك مفيدة لي وللأخت التي سبقتني في الطلب (أم سليمان)، ولا غنى لطالب العلم عن السؤال والطلب فأعينوننا أعانكم الله، وجزى الله الجميع خير الجزاء.
أبو عبد الرحمن اليمني إيميل ahm_19000@hotmail.com
ـ[أبو عبد الرحمن اليمني]ــــــــ[27 - 09 - 07, 03:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا أيضا طالب علم في الحديث وأتمنى أن أحصل على عنوان إضافة لما ذكر هنا حتى أتمكن من البحث فيه دون قيود، وكثرة الآراء في ذلك مفيدة لي وللأخت التي سبقتني في الطلب (أم سليمان)، ولا غنى لطالب العلم عن السؤال والطلب فأعينوننا أعانكم الله، وجزى الله الجميع خير الجزاء.
أبو عبد الرحمن اليمني إيميل ahm_19000@hotmail.com
ـ[شهد محروس]ــــــــ[27 - 09 - 07, 06:57 ص]ـ
وأنا أريد موضوعا للدراسات العليا في الجرح والتعديل
ـ[شهد محروس]ــــــــ[27 - 09 - 07, 06:58 ص]ـ
أو مصطلح الحديث
ـ[أبو عبد الرحمن اليمني]ــــــــ[30 - 09 - 07, 01:13 ص]ـ
بسم الله
أرجو من الإخوة والأخوات المشاركين مساعدتي في البحث عن عنوان موضوع في الحديث الموضوعي، وجزا الله الجميع خير الجزاء
ـ[أبو خالد الأزدي]ــــــــ[30 - 09 - 07, 02:00 ص]ـ
أقترح موضوعا ولاأعلم هل بحثُ كرسالة جامعية أم لا ..
قصص الأنبياء في الكتب التسعة، جمع و دراسة
-أو زيادة كتب السنة التي يتم فيها البحث-
ـ[عويضة]ــــــــ[14 - 10 - 07, 04:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله الاخت الفاضلة توجهك للدراسات الموضوعية رائع وارجو ان تبقي عليه وكذا الاخوة الذين انضموا لطلبك لموضوعات للرسائل
يمكن ان تنظري الي اي جانب من الجوانب العامة كالجانب الاجتماعي او الاقتصادي او السياسي او الاداري او الحضاري او الاخلاقي ... وتكتبي في بعض مجالاته وهذا باب واسع وجديد وشيق ويحتاج اليه ففي الاجتماعي مثلا: الاسرة , المرأة, ألآمومة, الطفولة, الزوجية. الصلة ... الاقتصادي احاديث البيع, الربا. الاجارة ..... وهكذا
اما ماذكر من احاديث فتح الباري فقد درست عندنا في مكة وجدة وكذلك كتاب شرح سنن ابي داود لابن رسلان اخذته طالبات ثلاث في مكة وانا مشرف عليهن ورابعة في مكة وخامسة في الدمام
ـ[أبو عبد الرحمن اليمني]ــــــــ[15 - 10 - 07, 01:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا لم أدر كيف أدخل لكتابة رسالة تهنئة للإخوة أعضاء الملتقى والقائمين عليه فدخلت من هنا عَلِّي استطيع تهنئة الجميع بالعيد السعيد وتقبل الله من الجميع.
السلام عليكم جميعاً.(12/63)
حديثان من "ما استنكر أهل العلم من حديث عمرو بن شعيب" للإمام مسلم بن الحجاج
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[17 - 02 - 06, 04:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فإن من المعلوم ما للإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري من قدر، وما له من مكانة ومنزلة بين أئمة هذا العلم.
ومن نظر في مصنفاته علم يقينًا أن مسلمًا - رحمه الله - من أجل أئمة الحديث المتقدمين، ومن العارفين منهم بالعلل والرجال، وحتى أسماء مصنفاته تنبئ بذلك.
وقد وصلنا شيءٌ يسير من مصنفاته، وفُقد الشطر الأكبر، وهذا ظاهر من أسماء المصنفات التي ذكرها أهل العلم في ترجمة مسلم، فإنه لم يظهر في هذه الأعصار منها إلا القليل، وقد ذكر الذهبي في ترجمته في السير (12/ 579) شيئًا منها نقلاً عن الحاكم، فمنها:
كتاب المسند الكبير على الرجال، كتاب الأسامي والكنى، كتاب المسند الصحيح، كتاب التمييز، كتاب العلل، كتاب الوحدان، كتاب الأفراد، كتاب الأقران، كتاب سؤالاته أحمد بن حنبل، كتاب عمرو بن شعيب، كتاب الانتفاع بأهب السباع، كتاب مشايخ مالك، كتاب مشايخ الثوري، كتاب مشايخ شعبة، كتاب من ليس له إلا راوٍ واحد، كتاب المخضرمين، كتاب أولاد الصحابة، كتاب أوهام المحدثين، كتاب الطبقات، كتاب أفراد الشاميين.
قال الذهبي: «ثم سرد الحاكم تصانيف له لم أذكرها»، وقد زاد على ما ذُكر بعضُ من ترجم لمسلم.
ومن تلك الكتب المفقودة: "كتاب عمرو بن شعيب" كما ذكر الحاكم.
وقد ذكر ابن حجر وغيره اسمه الكامل، فقال في "المعجم المفهرس" (ص159): "جزء فيه ما استنكر أهل العلم من حديث عمرو بن شعيب"، لكنه غاير في "المجمع المؤسس للمعجم المفهرس"، فقال فيه (2/ 326): "ما استنكره أهل العلم على عمرو بن شعيب".
وقد وقفت على حديثين من هذا الكتاب العظيم للإمام مسلم، وسأذكرهما هنا، عسى أن يكون ذلك فاتحة خير للبحث عن هذا الكتاب، أو عن بعض النصوص المنقولة عنه، التي حُفظت في كتب أهل العلم.
النص الأول:
نقل ابن حجر (المعجم المفهرس، والمجمع المؤسس في الموضعين المذكورين) عن مسلم قوله في هذا الكتاب:
«حدثنا هارون بن عبد الله ومحمد بن أحمد، قالا: حدثنا حجاج بن محمد، عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص قال: "أيما امرأة نكحت ... " الحديث» ا. هـ.
ولعل هذا الحديث هو ما أخرجه أبو داود والنسائي وأحمد وغيرهما من طرق عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيما امرأة نكحت على صداق أو حباء أو عدة قبل عصمة النكاح؛ فهو لها، وما كان بعد عصمة النكاح؛ فهو لمن أعطيه، وأحق ما أكرم عليه الرجل ابنته أو أخته".
لكنَّ ظاهر نقل ابن حجر أن مسلمًا ذكر الحديث موقوفًا على عبد الله بن عمرو، ولم أجده كذلك، فالله أعلم.
النص الثاني:
قال ابن حجر (فتح الباري: 1/ 233): «بل ورد عنه صلى الله عليه وسلم ذم من زاد عليها، وذلك فيما رواه أبو داود وغيره من طريق عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثًا ثلاثًا، ثم قال: "من زاد على هذا أو نقص فقد أساء وظلم"، إسناده جيد، لكن عدَّهُ مسلم في جملة ما أُنكر على عمرو بن شعيب، لأن ظاهره ذم النقص من الثلاث ... » ا. هـ.
وقال صاحب عون المعبود (1/ 157) مبيِّنًا سبب الإنكار: «لأن ظاهره ذم النقص عن الثلاثة، والنقص عنها جائز، وفَعَلَهُ المصطفى صلى الله عليه وسلم، فكيف يعبر عنه بأساء وظلم» ا. هـ.
والله أعلم، والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[18 - 02 - 06, 01:50 ص]ـ
ما شاء الله!!! ما هذه الدرر؟!
جزاك الله خيرا أبا عبد الله ...
ذكر هذا الجزء الحافظ السخاوي في فتح المغيث (4/ 190) فقال:
وجمع مسلم جزءا فيما استنكره أهل العلم من حديث عمرو بن شعيب. اهـ
ولم يعلق المحقق بشيء.
وكم فاتنا من العلم الذي في هذا الجزء، فاللهم عوض علينا أو يسر لنا الوقوف عليه.
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[18 - 02 - 06, 11:04 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الاكتشاف
وبصراحه انا لي عناية بحديث عمرو بن شعيب وقد افادني كلامك كثيرا
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[18 - 02 - 06, 01:24 م]ـ
وإياكما، بارك الله فيكما أخويّ الكريمين.
وليس لي في هذا سابقة، فقد أشار إلى الحديث الأول الشيخ عبد الرحمن الفقيه في هذا الملتقى، وأشار إلى الثاني - غيرما مرةٍ في غيرما موضع - الشيخُ المحدث عبد الله السعد - حفظه الله ورعاه، وحقق له ما يتمناه من خيري الدنيا والآخرة -.
ـ[ابن العيد]ــــــــ[12 - 03 - 06, 11:17 م]ـ
بارك الله فيك ياأخي فقدوجهني كلامك إلى أشياء لم تكن في ذهني فإن لي عناية خاصة بمايتعلق بعمروبن شعيب
وأنامنذزمن الدراسة في البحث عنه وأجمع فيه وأكتب
وقدكتبت في الموضوع رسالة
عمروبن شعيب حديثه ومكانته في الرجال
¥(12/64)
ـ[ابن العيد]ــــــــ[12 - 03 - 06, 11:19 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الاكتشاف
وبصراحه انا لي عناية بحديث عمرو بن شعيب وقد افادني كلامك كثيرا
ياأخي ماذا فعلت في الموضوع وإلى أين وصلت فيه؟
هل عند ك رسالة تريد تقديمها إلى إحدى الجامعات؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 03 - 06, 08:33 ص]ـ
بارك الله في الشيخ محمد بن عبدالله على هذه الفوائد النفيسة.
وقد يضاف لذلك أيضا ما نقله ابن القيم رحمه الله في تهذيب السنن حيث جاء في حاشية عون المعبود
ساق الشيخ شمس الدين بن القيم رحمه الله كلام المنذري على حديث بشير بن يسار إلى قوله ولم يذكر مسلم لفظ الحديث ثم قال وذكر النسائي من حديث عبيد الله بن الأخنس عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن ابن محيصة الأصغر أصبح قتيلا على أبواب خيبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقم شاهدين على من قتله أدفعه إليك برمته قال يا رسول الله أين أصيب شاهدين وإنما أصبح قتيلا على أبوابهم قال فتحلف خمسين قسامة قال يا رسول الله فكيف أحلف على ما لا أعلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فتستحلف منهم خمسين قسامة فقال يا رسول الله كيف نستحلفهم وهم اليهود فقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ديته عليهم وأعانهم بنصفها
قال النسائي لا نعلم أحدا تابع عمرو بن شعيب على هذه الرواية ولا سعيد بن عبيد على روايته عن بشير بن يسار والله أعلم
وقال مسلم رواية سعيد بن عبيد غلط ويحيى بن سعيد أحفظ منه
وقال البيهقي هذا يحتمل أن لا يخالف رواية يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار وكأنه أراد بالبينة هنا أيمان المدعين مع اللوث كما فسره يحيى بن سعيد أو طالبهم بالبينة كما في رواية سعيد بن عبيد فلما لم يكن عندهم بينة عرض عليهم الأيمان كما في رواية يحيى بن سعيد فلما لم يحلفوا ردها على اليهود كما في الروايتين جميعا
ويدل على ما ذكره البيهقي حديث النسائي عن عمرو بن شعيب والصواب رواية الجماعة الذين هم أئمة أثبات أنه بدأ بأيمان المدعين فلما لم يحلفوا ثني بأيمان اليهود وهذا هو المحفوظ في هذه القصة وما سواه وهم وبالله التوفيق) انتهى.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[14 - 03 - 06, 02:47 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا أبا عمر.
وقد أشار أحد الإخوة المشايخ الكرام إليّ إلى أن ما نقلتموه موجود في المطبوع من التمييز، وهو تخطئة لمن دون عمرو بن شعيب، والظاهر من اسم الجزء الذي ألّفه مسلم أن الأحاديث التي يذكرها إنما استُنكرت عليه هو.
جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[14 - 03 - 06, 10:30 م]ـ
وهو تخطئة لمن دون عمرو بن شعيب
خطأ.
الصواب: أن مسلمًا - رحمه الله - لم يتكلم على حديث عمرو بن شعيب، إنما كلامُهُ هذا على حديث سهل بن أبي حثمة - رضي الله عنه -.
ولا أنسب هذا التصويب لنفسي.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 03 - 06, 01:54 ص]ـ
أحسنت على هذا الاستدراك والتنبيه، فجزاك الله خيرا.(12/65)
ما الفرق بين قولهم عن الحديث (صحيح) وبين (إسناده صحيح)، وما الفرق بين حسن وصحيح؟!
ـ[سليمان التويجري]ــــــــ[17 - 02 - 06, 05:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذان سؤلان مهمان يحتاج الكثيرون من محبي هذا المنتدى المبارك معرفة الجواب عليهما لا سيما في ظل مانقرأه كثيراً مذيلاً بالأحاديث من قولهم (صحيح) و (إسناده صحيح) و (حسن) ..
1 - فما الفرق بين قول المحدثين عن الحديث (صحيح) وبين قولهم عنه (إسناده صحيح)؟.
2 - وما الفرق بين قولهم عن الحديث (صحيح) وبين قولهم عنه (حسَن)؟.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[17 - 02 - 06, 05:50 م]ـ
قال الشيخ الألباني رحمه الله في تمام المنة:
القاعدة السادسة قولهم: رجاله رجال الصحيح، ليس تصحيحا للحديث علمت من القاعدة الأولى تعريف الحديث الصحيح، وأن من شروطه أن يسلم من العلل التي بعضها الشذوذ والاضطراب والتدليس كما تقدم بيانه، وعليه فقول بعض اسحذثين في حديث ما: " رجاله رجال الصحيح " أو: " رجاله ثقات " أو نحو ذلك لا يساوي قوله: " إسناده صحيح " فإن هذا يثبت وجود جميع شروط (الصحة التي منها السلامة من العلل، بخلاف القول الأول، فإنه لا يثبتها، وإنما يثبت شرطا واحدا فقط وهو عدالة الرجال وثقتهم وبهذا لا تثبت الصحة كما لا يخفى.
وثمة ملاحظة أخرى، وهي: أنه قد يسلم الحديث المقول فيه ذلك القول من تلك العلل ومع ذلك فلا يكون صحيحا، لأنه قد يكون في السند رجل من رجال الصحيح ولكن لم يحتبئ به، وإنما أخرج له استشهادا أو مقرونا بغيره لضعف في حفظه، أو يكون ممن تفرد بتوثيقه ابن حبان، وكثيرا ما يشير بعض المحققين إلى ذلك بقوله: " ورجاله موثقون " إشارة إلى أن في توثيق بعضهم لينا، فهذا كله يمنع من أن تفهم الصحه من لهولهم الذي ذكرنا.
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[17 - 02 - 06, 05:52 م]ـ
قال الشيخ الألباني في تمام المنة:
تعريف الحديث الصحيح عند المحدثين: " هو الحديث المسند الذي يتصل إسناده بنقل العدل الضابط عن العدل الضابط إلى منتهاه، ولا يكون شاذا ولا معللا، ففى هذه الأوصاف احتراز عن المرسل والمنقطع والشاذ، وما فيه علة قادحة مما في روايته نوع جرح "
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[17 - 02 - 06, 06:04 م]ـ
قال بن الصلاح - رحمه الله - في المقدمة:
* النوع الثاني (19): معرفة الحسن من الحديث
روينا عن (أبي سليمان الخطابي) - رحمه الله - أنه قال بعد حكايته أن الحديث عند أهله ينقسم إلى الأقسام الثلاثة التي قدمنا ذكرها: الحسن: ما عرف مخرجه واشتهر رجاله. قال: وعليه مدار أكثر الحديث، وهو الذي يقبله أكثر العلماء، ويستعمله عامة الفقهاء.
وروينا عن (أبي عيسى الترمذي) رضي الله عنه أنه يريد بالحسن: أن لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب، ولا يكون حديثاً شاذاً، ويروى من غير وجه نحو ذلك.
وقال بعض المتأخرين: الحديث الذي فيه ضعف قريب محتمل هو الحديث الحسن، ويصلح للعمل به.
قلت: كل هذا مستبهم لا يشفي الغليل، وليس فيما ذكره (الترمذي) و (الخطابي) ما يفصل الحسن من الصحيح. وقد أمعنت النظر في ذلك والبحث، جامعاً بين أطراف كلامهم، ملاحظاً مواقع استعمالهم، فتنقَّح لي واتضح أن الحديث الحسن قسمان:
أحدهما: الحديث الذي لا يخلو رجال إسناده من مستور لم تتحقق أهليته، غير أنه ليس مغفلاً كثير الخطأ فيما يرويه، ولا هو متهم بالكذب في الحديث - أي لم يظهر منه تعمد الكذب في الحديث ولا سبب آخر مفسق - ويكون متن الحديث مع ذلك قد عرف، بأن روي مثله أو نحوه من وجه آخر أو أكثر، حتى اعتضد بمتابعة من تابع راويه على مثله، أو بما له من شاهد، وهو ورود حديث آخر بنحوه، فيخرج بذلك عن أن يكون شاذاً ومنكراً، وكلام الترمذي على هذا القسم يتنزل.
(20) القسم الثاني: أن يكون راويه من المشهورين بالصدق والأمانة، غير أنه لم يبلغ درجة رجال الصحيح، لكونه يقصر عنهم في الحفظ والإتقان، وهو مع ذلك يرتفع عن حال من يعد ما ينفرد به من حديثه منكرا، ويعتبر في كل هذا _ مع سلامة الحديث من أن يكون شاذاً ومنكرا _ سلامته من أن يكون معللاً.
وعلى القسم الثاني يتنزل كلام الخطابي.
فهذا الذي ذكرناه جامع لما تفرق في كلام من بلغنا كلامه في ذلك، وكأن الترمذي ذكر أحد نوعي الحسن، وذكر الخطابي النوع الآخر، مقتصراً كل واحد منهما على ما رأى أنه يُشكل، معرضاً عما رأى أنه لا يشكل. أو أنه غفل عن البعض وذهل، والله أعلم، هذا تأصيل ذلك وتوضيحه.
ـ[أبو رشيد]ــــــــ[17 - 02 - 06, 10:30 م]ـ
عن السؤال الأول:
أن قول اسناده صحيح وقول حديث صحيح نفس الشيء .... والله أعلم.
السؤل الثاني:
والفرق بين الصحيح والحسن .. من ناحية ضبط الرجال فقط , لأن الحديث الحسن يكونون أخف ضبط من رجال الحديث الصحيح ,,, وكلا النوعين من يكونا من الأحاديث المقبولة ويعمل بها ....
والله أعلم
¥(12/66)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[17 - 02 - 06, 10:36 م]ـ
عن السؤال الأول:
أن قول اسناده صحيح وقول حديث صحيح نفس الشيء .... والله أعلم.
الحكم على إسناد الحديث شيءٌ،
والحكم على الحديث شيءٌ آخر.
فقد يكون إسنادٌ للحديث ضعيفًا، والحديثُ حسنًا أو صحيحًا،
وقد يكون ظاهرُ إسناد الحديث صحيحًا، والحديثُُ منكرًا. فليُنتبه.
ويتساهل كثيرٌ من المعاصرين، فيكون حكمُهُم على الإسناد، بينما ظاهر عبارتهم الحكم على الحديث. والله أعلم.
ـ[أبو رشيد]ــــــــ[17 - 02 - 06, 11:22 م]ـ
يأخي محمد بن عبدالله كلامك هذا إذا جمع الباحث طرق الحديث كلها ,,,
وماأقصده أنا أنه لو كان للحديث طريق واحد فقط فيوكن نفس الشيء , وجلَّ من لا يخطيء ....
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[17 - 02 - 06, 11:36 م]ـ
أخي العزيز ..
قد قلتُ:
وقد يكون ظاهرُ إسناد الحديث صحيحًا، والحديثُُ منكرًا.
وهذا يكون فيما له طريق واحد من الأحاديث.
وهذا ظاهرٌ من أقوال أئمة الحديث وأحكامهم، فكم حديثٍ أنكروه، ظاهرُ سندِهِ الصحة، بل قد أُنكرت أحاديث في صحيح البخاريِّ، كحديث الاستخارة، أنكره أحمد، وليس له عن جابر إلا طريق عبد الرحمن بن أبي الموال، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
ـ[أبو رشيد]ــــــــ[18 - 02 - 06, 06:59 م]ـ
أخي محمد بن عبدالله أذكر أن الشيخ عبدالله السعد في شرحه للموقظة يقول: أنه لايمكن أن يكون هناك متن فيه نكارة وشذوذ , ويكون اسناده سليم , فلابد أن الإسناد يكون فيه شيء ..
مثال:
حديث " اذا انتصف شبعان فلا تصوموا " هذا جاء من سلسلة العلاء بن عبالرحمن عن أبيه عن أبي هريرة فهذا الخبر رده عبدالرحمن بن مهدي والامام أحمد وأبو بكر الأثرم كلهم ردوا الخبر من جهة متنه , أما إسناده فعندما سألت المشايخ قالوا أن العلاء خالف من من هو أوثق منه في الحديث الآخر وهو " لاتقدموا صوم رمضان بيوم ولا يومين " ...
خلاصة كلامي:
أنه ايوجد متن فيه نكارة , إلا ويكون اسناده غير صالح ,,,,, والله أعلم
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[18 - 02 - 06, 07:03 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل.
وقد يكون ظاهرُ إسناد الحديث صحيحًا، والحديثُُ منكرًا.
فكم حديثٍ أنكروه، ظاهرُ سندِهِ الصحة
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[19 - 02 - 06, 11:41 ص]ـ
"
جزاكم الله خيراً.
أخي محمد بن عبدالله أذكر أن الشيخ عبدالله السعد في شرحه للموقظة يقول: أنه لايمكن أن يكون هناك متن فيه نكارة وشذوذ , ويكون اسناده سليم , فلابد أن الإسناد يكون فيه شيء ..
مثال:
حديث " اذا انتصف شبعان فلا تصوموا " هذا جاء من سلسلة العلاء بن عبالرحمن عن أبيه عن أبي هريرة فهذا الخبر رده عبدالرحمن بن مهدي والامام أحمد وأبو بكر الأثرم كلهم ردوا الخبر من جهة متنه , أما إسناده فعندما سألت المشايخ قالوا أن العلاء خالف من من هو أوثق منه في الحديث الآخر وهو " لاتقدموا صوم رمضان بيوم ولا يومين " ...
خلاصة كلامي:
أنه ايوجد [أظن أنك أردت أن تكتب (لا يوجد) فسقط عليك حرف اللام] متن فيه نكارة , إلا ويكون اسناده غير صالح ,,,,, والله أعلم
أخي الفاضل أنا أظن أن الشيخ عبد الله السعد حفظه الله أراد شيئاً آخر، وهو أنه لا يمكن أن يكون في المتن نكارة، إلا وسببها السند، وليس يلزم من هذا ضعف السند، بل يلزم منه خطأ من متروك أو ضعيف أو وهم من ثقة، وقد يكون ذلك المخطئ أو الواهم مذكوراً، وقد يكون غير مذكور أصلاً، وذلك في حال انقطاع السند.
فإن كانت عبارتك عن الشيخ عبد الله السعد محفوظة، فإنها تُنزَّل على هذا المعنى.
وأما أن يكون مراد الشيخ أنه لا يوجد متن منكر إلا وسنده غير صحيح، أو نحو ذلك، ويريد بعدم صحة الإسناد عدم تسلسله بالثقات، فهذا ما لا يقوله الشيخ.
والأمر كما قال أخونا الفاضل محمد بن عبد الله.
وجزاكم الله خيراً، مرة أخرى؛ والله أعلم.
"
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[19 - 02 - 06, 04:14 م]ـ
ان كشف العلة والشذوذ في الخديث نفيا او اثباتا امر صعب جدا ولا يقوى عليه كل باحث او مشتغل بالحديث لذا يستحسن في حق الباحث في الاسانيد ان يقول في نهاية بحثه عن مرتبة الحديث: ((صحيح الاسناد)) او حسن الاسناد اوضعيف الاسناد ولايتعجل فيقول صحيح اوحسن اوضعيف لانه بالنسبة لقوله عن الحديث صحيح او حسن ربما يوجد جديث اخر يعارضه في معناه وسنده اقوى فيكون الحديث الذي حكم عليه بالصحة شاذا او ربما اكتشفت علة غامضة لم يستطع الباحث اكتشافها.وبالنسبة لقوله عن الحديث ضعيف ربما وجد له تابع او شاهد يقويه ويجبره الى مرتبة الحسن لغيره. فالاولى في حق الباحث اذن ان يقول في نهاية بحثه عن الحديث صحيح الاسناد او حسن الاسناد او ضعيف الاسناد.وقد فعل هذا كثير من الائمة السابقين منهم الحاكم والهيثمي في مجمع الزوائد وغيرهما والظاهر ان الوقت لم يسعفهم ليكملو النظر في كشف الشذوذ والعلة فتحرجو من القول بانه صحيح اوحسن.وقد قال علماء المصطلح ان المحدث اذا قال عن حديث انه صحيح الاسناد او حسن الاسناد دون قوله صحيح اوحسن ... قال ابن الصلاح في علوم الحديث ص35:قولهم هذا حديث صحيح الاسناد اوحسن الاسناد دون قولهم هذا حديث صحيح او حديث حسن لانه قد يقال هذا حديث صحيح الاسناد ولا يصح لكونه شاذا اومعللا غير ان المصنف المعتمد منهم اذا اقتصر على قوله انه صحيح الاسناد ولم يذكر له علة ولم يقدح فيه فالظاهر منه الحكم له بانه صحيح في نفسه لان عدم العلة والقادح هو الاصل والظاهر والله اعلم.
¥(12/67)
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[19 - 02 - 06, 06:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الى الأخ السائل, بارك الله فيه:
الحديث الصحيح كما يعرفه بن الصلاح هو: فهو الحديث المسند الذي يتصل إسناده بنقل العدل الضابط عن العدل الضابط إلى منتهاه ولا يكون شاذا ولا معللا.
فتجد أن بن الصلاح اشترط لصحة الحديث خمسة شروط:
1. أن يكون مسنداً: والسند هي سلسلة الرجال الموصلة الى المتن, والمسند ... هو ما انتهى الى النبي عليه الصلاة والسلام.
2. المتصل: بمعني أن يكون راوي الحديث ((كالبخاري مثلاً)) سمع الحديث من شيخه وشيخه سمع من شيخ شيخه الى أن يأتي لنا من يحدث عن النبي عليه الصلاة والسلام, بمعني أن نتأكد أن كل راوي سمع هذه الرواية ممن فوقه حتي يكون سند الرواية متصل من آخر راوي للحديث ألى النبي عليه الصلاة والسلام.
3. العدل و ضابط: والعدالة هي أن تكون ثقة في نفسك ... بمعني أن نأمن من الراوي أن يكذب أو يزيد وينقص في روايته للحديث, وذلك لعدم ثقتنا فيه.
الضبط: بمعني أن يكون الراوي حافظاً للحديث الذي يرويه , اما عن طريق كتاب أو ححفظ صدر.
4. الشذوذ: هي مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه ... والمسألة نسبية ... فممكن أن يكون العدد هو الفيصل في الموضوع ... كأن يكون هناك من يروي رواية خالف فيها خمسة من الثقات ... أو طول الصحبة ... كأن يكون هناك من يروي عن شيخ لازمه عشرة سنوات, يخالفه في ذلك من روى عن الشيخ نفسه من رأى هذا الشيخ مرة أو مرات قليلة ... الى غير ذلك.
5. العلة: وهو سبب خفي يقدح في الحديث مع أن ظاهره الصحة, كأن يخالف صريح القرآن مثلاً.
ولو تأملت معي أخي الكريم ... لرأيت أن الشروط الثلاث الأولى هي شروط لصحة الاسناد ... والشروط التي تليها هي شروط صحة المتن.
فمن تأمل في الحديث ومحص اسناده, وتوثق من رجاله, واتصاله ... حكم على الحديث بصحة الاسناد.
ومن تعمق في أكثر من هذا ... وجمع كل الروايات لهذا الحديث وقارن بينها ورأى اتفاقها واختلافها ... لفظاً ومعنى ... فهذا الذي ذهب أبعد من الاسناد ... وفحص الكلام ودقق العبارة ... فهذا الذي يحكم على صحة الحديث أو ضعفه.
ومن هنا نعلم أن ما كان اسناده صحيح ... تحققت فيه الشروط الثلاثة الأولى ... ومن كان صحيح الحديث تحققت فيه الشروط الخمسة.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[19 - 02 - 06, 06:53 م]ـ
أما بالنسبة للحديث الحسن: فهذا مبحث شائك ... احترت فيه وما رأيت ما يروي الغليل.
وسلفنا أعلم بهذا منا, وذكروا أن لا سبيل لتعريف جامع له.
ولا بد من التفريق بين الحسن لذاته والحسن لغيره.
ولعلى أذكر شروط الحديث الصحيح ونبينها مرة أخرى ومن هناك نستطيع استقراء الحديث الحسن.
فلو اثبت للحديث علة ... لكان ضعيفاً وما ارتقى الى مصاف الحديث المقبول بأي شكل ... ومن هنا نعلم أن الحديث المعل بعلة قادحة ... هو حديث ضعيف.
ولو كان الحديث شاذاً ... لكان الحديث ضعيفاً وما كان ليتقوى ... وذلك لجمع كل الرويات لهذا الحديث ... ومن هنا لم يكن لقبول هذه الرواية منفذ.
ولو كان هناك قدح في الراوي من ناحية العدالة لما تقوى الحديث, ومن هنا يحكم على الحديث بالضعف ولا يتقوى.
ولو كان هناك ما يقدح في الاتصال ... فبعضه ينجبر ويكون في مصاف الحسن لغيره أو الصحيح لغيره.
ولو كان الحديث غير مسند ... فهوا ضعيف أو لا ينسب الى النبي عليه الصلاة والسلام ... بل ينسب الى من دونه ... ولو نسب الى النبي عليه الصلاة والسلام ... فينسب لما جاء من الروايات التي تعضده ... وترفع هذه الرواية للحديث الحسن لغيره أو الصحيح لغيره على حسب العاضد.
ولو كان هناك خفة في ضبط الراوي ... فلعل هذه الخفة تنزل من مرتبة الحديث الى مصاف الحسان أو الضعاف اذا كان خفيف الضبط جدا.
ولعل ما يكمن أن يعرف به الحديث الحسن: هو المسند المتصل أو ما حمل على الاتصال (1) , برواية العدل الذى خف ضبطه (2) ولم يكثر خطاءه (3) , وسلم من الشذوذ والعلة.
(1). بمعنى مراسيل التابعين الكبار.
(2). بحيث لم ينزل الى مصاف ضعاف الرواية ... ولم يرتقي الى القمة.
(3). بحيث يكثر وهمه أو يفحش خطائه.
******أرجوا من أهل الفضل أن ينبهوا الى أي خطاء في العبارات أو لو كان هناك ما يستدك ... فليتفضل أحد المشايخ ويعقب مأجوراً غير مأمور*****
ـ[عمرو هزاع]ــــــــ[19 - 02 - 06, 08:23 م]ـ
أما صفات القبول لأي حديث فهي: إتصال السند ,
برواية العدل الضابط عن مثله لمنتهاه ,
بغير شذوذ فيه ,
أو علة خفية قادحة.
فمتي حوي الحديث من تلك الصفات (أو الشروط) الخمسة أعلاها: فهو الصحيح لذاته (وسمي بذلك لتفرده وإستغناءه عن أي عنصر خارجي يزده قوة , فهو أقوي درجات الحديث إطلاقا).
ومتي وجد قصور ألم بشرط من الشروط (كخفة الضبط بدلا من تمامه) , ووجد ما يجبره ويعضده (ككثرة الطرق مثلا) , فالصحيح لغيره (وسمي بذلك لإفتقاره إلي عنصر خارجي ليصح).
وحيث لا جبران يذكر , أو تقوية يتحصل عليها (لذاك القاصر صفة) , فالحسن لذاته (وسمي بالحسن لتدنيه عن مرتبة الأعلي صحة , والأقوي شرطا , وسمي "لذاته" لعدم إحتياجه لقرينة ما حتي يصير حسنا).
أما الحسن لغيره (وهو القسم الرابع من أقسام المقبول , وأحطها قدرا) , هو الذي توقف فيه أصلا , مع وجود قرينة ما ترجح جانب ثبوته وقبوله.
أما فيما يتعلق بصحة الحديث وصحة إسناده , فالأمر جدا مختلف , كما أشار إليه أخي الكريم محمد , وفيه تفصيل واسع:
الحكم على إسناد الحديث شيءٌ،
والحكم على الحديث شيءٌ آخر.
فقد يكون إسنادٌ للحديث ضعيفًا، والحديثُ حسنًا أو صحيحًا،
وقد يكون ظاهرُ إسناد الحديث صحيحًا، والحديثُُ منكرًا. فليُنتبه.
ويتساهل كثيرٌ من المعاصرين، فيكون حكمُهُم على الإسناد، بينما ظاهر عبارتهم الحكم على الحديث. والله أعلم.
¥(12/68)
ـ[جمال جاسم]ــــــــ[21 - 02 - 06, 10:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الحديث الصحيح:عند الحافظ إبن حجر هو ((بنقل عدل تام الضبط متصل السند غير معلل ولا شاذ وهو الصحيح لذاته))
ويشترط فيه*عدالة ناقله أي الإستقامة في الدين
* إن يؤدي الراوي ما سمعه كما سمعه
*حيث يتلقى كل راو عمن روى عنه
* أن لا يكون فيه علة تقدح في قبول الخبر
* أن لا يخالف الثقة من هو أوثق منه إما في العدد أو الحفظ أو العدالة
الإسناد الصحيح: ((هو أن لا يكون في السند سقط من مبادئ السند أو من آخره بعد التابعي أو غير ذلك وهذا تقريبا يكون كالأول الصحيح))
حسن صحيح: ((هنا تردد المخرج هل هو حسن أو صحيح فيجب أن ينظر في طريق الحديث إذا كان من طريقين فالتقدير حرف الواو فيكون حسن وصحيح , وأما إن كان من طريق واحد فيكون أو صحيح أو حسن))(12/69)
سؤال من فضلكم: ما هي شروط البخاري و مسلم؟
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[17 - 02 - 06, 06:41 م]ـ
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إخواني بارك الله فيكم، ما هي شروط البخاري و شروط مسلم في قبول الرواية، و ماهو الفرق بينهما؟
بارك الله فيكم
ـ[علاء شعبان]ــــــــ[17 - 02 - 06, 08:05 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تفضل أخي الكريم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23019
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[20 - 02 - 06, 06:42 م]ـ
بارك الله فيكم
الخلاصة أن البخاري يشترط المعاصرة و اللقيا بين الراوي و شيخه، أما الإمام مسلم فيشترط المعاصرة مع إمكانية اللقيا،
و لكن أمر استشكل علي و هو:
الإمام البخاري يشترط المعاصرة و اللقيا، و اللقيا بالتضمن تعني المعاصرة، و لكن إذا سمع منه حديثا آخر غير الحديث الذي ندرسه مثلا. فيكون السند في حديثنا مقطوع؟
و كذلك الإمام مسلم يشترط فقط المعاصرة، إذن يأخذ من من روى من معاصره دون لقيا، إذن يقبل الأحاديث المقطوعة كذلك.
لأن اتصال السند في حديث معين يستوجب أن يسمع كل راوي هذا الحديث من شيخه،
و غلا يكون قد دلس أو كذب؟
أرجوا أن تشرحوا لي ما لم أفهمه في المسألة
ـ[جمال جاسم]ــــــــ[21 - 02 - 06, 09:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أخي في الله إن إجابة سؤالك هي إن شرط البخاري أوثق من شرط مسلم حيث إن البخاري إشترط بصحة ثبوت الحديث لقاء الراوي عنه ومسلم يكتفي بمطلق المعاصرة وإن لم يثبت اللقاء
مثال يقول الراوي عن فلان وقد علم أنه لاقاه {البخاري}
يقول الراوي عن فلان ولم يقل إنه لقيه ولكنه عاصره والقائل يجب أن يكون غير مدلس {مسلم}
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[22 - 02 - 06, 05:16 ص]ـ
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إخواني بارك الله فيكم، ما هي شروط البخاري و شروط مسلم في قبول الرواية، و ماهو الفرق بينهما؟
بارك الله فيكم
مقدمة ابن الصلاح, فيها الجواب للتفريق بين شرطيهما, وهي كما ذكر أحد الأخوة هنا, ولكنه ذكرها بعد أن ذكر حد الصحيح عموماً
مقدمة صحيح مسلم فيها شروطه, وتبريرها
الحاكم في قوله على شرط الصحيحين أو أحدهما, عجزت أن أفهم مقصده
الأرناؤوط-معاصر-: أظنه يقصد رجال الشيخين
والمسألة - كما يقال قتلت بحثاً -- مثلاً انظر رابط رد علاء شعبان حول كتيب ابي اسحاق الحويني الذي يتناول هذا الأمر
ـ[جمال جاسم]ــــــــ[22 - 02 - 06, 11:28 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة على أشرف المرسلين سيدنا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - .. وبعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال إبن حجر في نخبة الفكر وله رحمه الله إختصار عجيب {قدم صحيح البخاري ثم صحيح مسلم ثم شرطهما, وهنا شرطهما تعني أي ما كان على رجال الصيحيحين من عدالة وضبط لأن العلماء لما تلقوا قبول صحيح البخاري ومسلم لزم تعديل الرجال والعدل إصطلاحا صاحب المرؤه والثقة , هناك رواة متفق عليهم على إنهم ثقاة أهل ضبط وهناك رواة متفق عليهم على إنهم غير ثقاة مثل عمير ومحمد بن"إسحق على إنهم صدوقا وليس ثقة} ,
مثال مالك عن نافع عن عمر هذه تسمى* بسلسلة الذهب* أصح مايكون كون الرجال ثقة عدل.
والله تعالى الموفق لما يحب ويرضى.
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[22 - 02 - 06, 03:20 م]ـ
ربما مسألتي لم تتضح للإخوة بعد
نعلم أن من شروط الصحيح عدالة الرواة، فمثلا إذا كان الراوي عدلا ضابطا، و صرح بالسماع إذن فقد سمع يقينا. و إذا أثبتنا أنه لم يسمع - كأن نثبت أنه لم يعاصره شيخه الذي أخذ عنه أو لم يلتقه - و ذلك بالحجة البينة، فهذا ليس طعنا في اتصال السند، بل هو طعن في عدالة الراوي إذ أنه كذب و صرح بالسماع، أو طعن في حفظه إذ ربما صرح بالسماع سهوا و خطأ.
إذن فإذا اثبتا أن راوي معين ثقة ثبت فالذي يظهر لي أنه لا جدوى من اشتراط المعاصرة و اللقيا فقد كفانا مؤنة البحث فيها تصريحه بالسماع و عدالته.
و لكن الذي يظهر لي أن اشتراط المعاصرة و اللقيا يفيد في إثبات ثقة و عدالة الراوي، أو تدليسه و اختلاطه ...
أرجوا ان أستفيد من تعقيبكم لأني ربما لم أفهم المسألة جيدا.
ـ[حسان خادم الأربعين]ــــــــ[22 - 02 - 06, 10:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم: وبعد فقد تمت الإجابة على سؤالك فيما سبق، أخي الكريم هذا الشرط الذي اشترطه البخاري هو فيمن روى بالعنعنة (أي: قال عن فلان) فهذا يشترط أن يكون معاصراً لشيخه وثبوت اللقاء، فضلاً عن كونه ثقة (عدلاً وضابطاً) وهذا زيادة في التحري والضبط والحرص على حديث رسول الله، ومسلم اشترط المعاصرة، وإمكانية اللقاء، وهذا أيضاً من التحري والضبط ولكنه أخف من البخاري وهذا من أسباب تقديم صحيح البخاري على مسلم .. أما إذا قال الراوي الثقة سمعت، أو حدثنا فليس الشرط وارداً هنا. والله أعلم
¥(12/70)
ـ[أبو عبد الغفور]ــــــــ[22 - 02 - 06, 11:15 م]ـ
السلام عليكم ...
تفضل هذه محاضرات الشيخ سعد الحميد (مناهج المحدثين_كامل)
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[23 - 02 - 06, 02:47 م]ـ
لعل هذه الدراسة هى الأكثر توسعا في منهج الامام البخاري (في الشبكة على حد علمي) ... أسأل الله تعالى أن ينفعك بها
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[23 - 02 - 06, 02:56 م]ـ
هذا هو الكتاب
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[23 - 02 - 06, 03:00 م]ـ
وهذه ما عندي ممن له علاقة بالموضوع جمعته لك ... أسأل الله أن ينفعك به
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[23 - 02 - 06, 03:46 م]ـ
بارك الله فيكم و جعله في ميزان حسناتكم
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[24 - 06 - 10, 09:28 م]ـ
بارك الله فيكم(12/71)
المعجم الميسر - حرف السين
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[18 - 02 - 06, 01:30 م]ـ
فصل السين
ساقط:
يوصف بهذه اللفظة ما كان ساقطاً عن رتبتي الحجة والاعتبار من الأحاديث أو الرواة، فهي بمعنى كلمة (متروك).
وأما إذا قيدوها فقالوا: (ساقط عن رتبة الاحتجاج به) أو (سقط الاحتجاج به) فإنه لا يلزم من هذه العبارة المقيدة السقوط عن رتبة الاستشهاد ولا عدمه، وإن كانت دلالتها على الترك والسقوط التام أقرب.
سألته عن فلان فسكت:
قال العقيلي: (حدثنا عبد الله بن أحمد قال: سألت أبي عن ثابت بن عجلان، قلت: هو ثقة؟ فسكت، كأنه مرَّض في أمره).
ويظهر أن معنى (مرَّض في أمره) هو التليين، أو نحوه من التضعيف غير الشديد.
سِداد من عيش:
يظهر أن مراد من وصف بعض الرواة بهذه العبارة أنه يُكتب حديثه للاعتبار.
والسِّداد بالكسر كل شيء سددت به خللاً، والسداد من العيش هو ما يكفي الحاجة.
سرقة الحديث:
هي أن يختلق راو متابعةً من عنده، تامة أو قاصرة، لبعض ما سمعه أو وقف عليه أو بلغه من الروايات، سواء أصح ذلك المروي أم لم يصح.
وأكثر ما تقع السرقة في الأحاديث الغرائب والعوالي.
هذا ويظهر أنهم أكثر ما كانوا يطلقون هذه الكلمة على ما إذا كان محدث ينفرد بحديث فيجيء السارق ويدعي أنه سمعه أيضاً من شيخ ذلك المحدث.
وأما وضع إسناد كامل لبعض المرويات، أي اختلاق شواهد لها، فيسمَّى وضع الاسناد أو تركيب الاسناد؛ ويسمى أيضاً سرقة المتون؛ ويطلق عليه أحياناً اسم السرقة.
فائدة: لعل الفرق بين قولهم (هو يسوي الأسانيد)، وقولهم (هو يسرقها): أن السرقة تصرُّف في السند من ابتدائه، وأما التسوية فتصرف في السند من أثنائه.
تنبيه: السارق يوصف بأنه كذاب، ولكن لا يطلق عليه اسم الوضع؛ وإنما يوصف به مقيَّداً فيقال: (يضع المتابعات) أو (يضع الطرق) أو (يضع الأسانيد)؛ لأن إطلاق الوضع إنما ينصرف إلى وضع المتون وتركيب الأسانيد لها، ولكن قال الذهبي في (السير) (11/ 405) في ترجمة محمد بن حميد الرازي: (قال أبو أحمد العسال: سمعت فضلك يقول: دخلت على ابن حميد وهو يركب الأسانيد على المتون، قلت: آفته هذا الفعل وإلا فما أعتقد فيه أنه يضع متناً، وهذا معنى قولهم "فلان يسرق الحديث").
سكت عنه البخاري و ابن أبي حاتم:
أي ذكراه في كتابهما - الأول في (التاريخ)، والثاني في (الجرح والتعديل) - ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وكذلك قولهم (سكتا عليه---)، فهي بمعناها.
سكتوا عنه:
فسر الدولابي قول البخاري في الراوي (سكتوا عنه) بأنهم تركوه.
وقال الذهبي في (الموقظة) (ص83): (وأما قول البخاري (سكتوا عنه) فظاهرها أنهم ما تعرضوا له بجرح ولا تعديل، وعلمنا مقصده بها بالاستقراء أنها بمعنى تركوه. والصحيح كلام الذهبي.
وتفسير الدولابي، وإن كان خلاف الأصل، فإنه قد يصح، أحياناً، في حق هذه العبارة من البخاري أو غيره، بقرينة تدل عليه، كأن يقول بعض النقاد في ترجمة الراوي: (روى عنه عبد الرحمن بن مهدي، وسكت عنه يحيى بن سعيد القطان).
سلسلة الذهب:
يطلق هذا الاسم على ما ورد من الأحاديث من رواية أحمد عن الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر.
سلك الجادة:
تقال هذه الكلمة لمن ذهب في روايته أو حكمه إلى ما غلب في ذلك الباب من الروايات أو الأحكام، وهذا الأمر من أسباب الوقوع في الوهم عند كثير من الرواة والنقاد.
تنبيه: المعروف عندهم انه إذا وقع الاختلاف على وجهين فأقربهما أن يكون خطأ هو الجاري على الجادة، أي الجاري على الغالب. فإن الخطأ في الروايات أكثر ما يقع بسلوك الجادة، ومن راجع كتب علل الحديث وجد من هذا ما لا يحصى.
وقد نبه على هذه القضية العلامة المعلمي في غير ما موضع من كتبه.
سماع:
تطلق هذه الكلمة عند المحدثين على معاني عديدة:
منها: تحمل الحديث بسماعه من لفظ الشيخ، ومن ذلك قولهم: أعلى وجوه التحمل السماع.
ومنها: اللقاء الذي يحصل فيه تحمل معتبر، ومنه قولهم: فلان ليس له سماع من فلان، وقولهم: فلان مدلس ولكنه صرح في هذه الرواية بالسماع.
ومنها: المسموع أي المروي، ومنه قول الشيخ للطالب عند المناولة: هذا سماعي من فلان، فاروه عني.
ومنها: طبقة السماع، وتسمى التسميع أيضاً.
سماعه صحيح:
¥(12/72)
يصف النقاد تحمل الراوي عن بعض شيوخه بأنه سماع صحيح، إذا كان تحملاً معتداً به موثوقاً، صالحاً للاعتماد عليه، ليس فيه خلل مانعٌ من الاحتجاج به أو مفسدُ له.
وبهذا يعلم معنى قولهم:
سماعه من فلان غير صحيح:
معناه أنه غير معتبر، إما لوجود انقطاع بينهما، أو أنه تحمل منه بطريقة غير كافية للوثوق بتلك المرويات، كأن يكون أخذ منه في حال اختلاطه، أو أخذ منه بقراءة تلميذ غير ثقة، مع كون الشيخ قد يقبل التلقين أحياناً، أو أخذ منه بطريقة الوصية مثلاً، من غير إذن بالرواية، أو كان الشيخ يحدث من كتاب غيره، وهو غير حافظ لحديثه.
السماع على الوجه:
هو أن يسمع طالب الحديث من الشيخ كل ما في كتابه؛ من غير انتخاب ولا اختصار.
وقد يطلقون على هذا المعنى كلمة النسخ من غير أن يقيدوها بلفظة (على الوجه) فهي عندهم اصطلاح شائع.
سَمِعَ:
تستعمل هذه الكلمة للدلالة على التحمل بالسماع من لفظ الشيخ، أو التحمل بالقراءة عليه، ولا يحسن استعمالها فيما سوى ذلك من أقسام التحمل، كالمناولة والاجازة والمكاتبة وغيرها.
ومن ذلك قولهم "فلان لم يسمع من فلان، وإنما كان له منه إجازةٌ "، وقول بعضهم: "يكفي الرواي أن يقول فيما سمعه قراءة: أخبرنا ولا يحتاج إلى أن يقول قراءةً ".
سمَّع له:
أي كتب اسمه في طبقة السماع، وذكر سماعه فيها.
سمِعتُ:
انظر (صيغ الأداء).
سَند:
انظر (الاسناد).
سُنَّة:
تطلق السنة لغة وشرعاً على وجهين:
الوجه الأول: الأمر يبتدئه الرجل فيتبعه فيه غيره. ومنه ما في (صحيح مسلم) في قصة الذي تصدق بصرَّة فتبعه الناس فتصدقوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سن في الاسلام سنة حسنة فعُمل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها---) الحديث.
والوجه الثاني: السيرة العامة.
وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، بهذا المعنى، أي بمعنى السيرة العامة له صلى الله عليه وسلم، هي التي تقابل الكتاب، وتسمى الهَدْي.
وفي (صحيح مسلم) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته: (أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة).
هذا وكل شأن من شؤون النبي صلى الله عليه وسلم الجزئية المتعلقة بالدين من قول أو فعل أو كف أو تقرير سنة بالمعنى الأول؛ ومجموع ذلك هو السنة بالمعنى الثاني.
ومدلولات الأحاديث الثابتة هي السنة، أو من السنة حقيقة، فإن أطلقت (السنة) على ألفاظ تلك الأحاديث فمجاز أو اصطلاح.
فالسنة تطلق في الأصل على ما ثبت من الأحاديث دون ما لم يثبت، وعلى ما كان مقصوداً للنبي صلى الله عليه وسلم من أقواله وأفعاله وحركاته وسكناته دون ما ليس مقصوداً له منها، ودون ما كان من أوصاف الخلقة ونحوها من الأمور التي لا دخل للإنسان فيها.
فبهذا تكون الأحاديث أعم من السنة، لأن في الأحاديث ما لا يثبت وفيها ما هو خارج عن المقصود المذكور.
ولكن حصل في هذا الباب تجوز من كثير من العلماء فلم يراعوا هذا الفارق.
فمنهم من سمى كتابه بالسنن وإن كان فيه كثير مما لا يعلم أنه ثابت.
ومنهم من يسمي كتب الحديث كتب السنة وإن كان فيها الضعيف والمتروك والموضوع.
ومنهم من يقول هذه سنة ثابتة وهذه سنة غير ثابتة ووقع منهم غير ذلك من أنواع التجوز في الكلام والتوسع فيه.
وكل ذلك إن شاء الله جائز سائغ لا غبار عليه لأنه صار اصطلاحاً للعلماء وإن فارقوا فيه عرف القدماء من الصحابة والتابعين، ولكنه اصطلاح عرف فلا محذور فيه.
راجع (الأنوار الكاشفة) للمعلمي (ص20).
سيء الأخذ:
سوء الأخذ يراد به سوء التحمل ووجود الخلل فيه.
سيء الحفظ:
سوء الحفظ هو أن يكون الراوي لا يحسن حفظ ما يسمعه من مرويات، فيكثر خطؤه فيما يحدث به من حفظه.
وهذه العبارة يصف بها بعض النقاد من هو ضعيف عندهم ويصف بها آخرون من هو لين الحديث صالح للاعتبار.
ويوصف بسوء الحفظ من اتصف بكثرة مخالفته للثقات، وهو الشذوذ، أو بكثرة مخالفته لنفسه، وهو الاضطراب، أو بكثرة انفراده عن المشاهير الثقات بالغرائب التي لا تحتمل من مثله، مع ثبوت عدالته في نفسه.
تنبيه: هذه الكلمة إنما تطلق في صدد القدح فيمن لا يكون جيد الحفظ ومع ذلك يحدث من حفظه فيخطئ، فأما من لا يحدث من حفظه إلا بما أجاد حفظه فلا معنى للقدح فيه بأنه لم يكن جيد الحفظ؛ فمن كان لا يحدث من حفظه ويقتصر في التحديث على ما في كتابه فلا يجوز لأحد أن يصفه بسوء الحفظ ويطلق كلامه، ولو كان في نفسه كذلك، لأن مقتضى ذلك رد رواياته وتضعيفها؛ فإن قولهم ذلك في الراوي معناه أنه أخطأ كثيراً فيما حدث به، فهذا معناها الاصطلاحي، وهو مقدم على معناها اللغوي الذي هو ضعف ضبطه في صدره لما يسمعه، وقلة حفظه له، سواء أداه إلى غيره من كتابه أو من حفظه، أم لم يؤده أصلاً.
وإنما يجوز أن يوصف مثل ذلك الراوي بسوء الحفظ في حالة بيان أنه كان لا يحدث من حفظه.
سيء الرأي فيه:
إذا شدد الناقد على راو أو اتهمه بالكذب قالوا فيه: (كان سيء الرأي فيه)، وأكثر ما تقال هذه العبارة عند مخالفة الناقد لجمهور النقاد أو لما يظهر أنه الحكم الوسط في حق ذلك الراوي.
وضدُّ هذا المعنى يعبرون عنه بقولهم (ألان القولَ فيه)، أو (مرَّض القولَ فيه).
"
¥(12/73)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - 02 - 06, 08:18 م]ـ
جزيتم خيرا على هذا المجهود
ونفع الله بعلمكم
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[19 - 02 - 06, 09:29 ص]ـ
"
أخي الفاضل
بارك الله فيك، وفي علمك وعملك، وجزاك الله خيرا.
"(12/74)
الأحاديث والاثار التي تكلم عليها شيخ الإسلام ابن تيمية جمع وليد الحسين
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[19 - 02 - 06, 01:02 ص]ـ
الأحاديث والاثار التي تكلم عليها شيخ الإسلام ابن تيمية
جمع وليد الحسين
مجلة الحكمة العدد السادس 1416 هـ
الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .. وبعد:
إن الناظر إلى منهج شيخ الإسلام ابن تيمية يدرك تماماً أنه تميز بأصلين عظيمين طالما أكدهما شيخ الإسلام , وهما: النقل المصدق , والنظر المحقق , ولا شك أن من التزم في منهجه تحري الصحيح من النصوص الشرعية واستحصل آلة ذلك بضبط قواعد وأصول الحديث وكسب سر ذلك بطول الخبرة والتجربة , فإنه مما لاشك فيه أنه ستتجلى له حقيقة التمييز بين الصحيح والسقيم من الحديث بل إنه من السهولة بمكان أن يصل إلى خبايا العلل ودقائقها.
والنظر الثاقب الذي وفق إليه شيخ الإسلام في معرفة ذلك والذي شهد له أئمة الحديث في زمانه وإلى يومنا هذا جعل مكانته الحديثية راجحة في كفة الميزان الذي يوزن به من سلك هذا المسلك من أئمة الحديث ففاق كثيراً من أقرانه فكأنه لم يتخصص إلا به , ولم يعرف إلا إياه , ولذا ألصق به لقب شيخ الإسلام , وقد أطلق هذا اللقب عليه سبعة وثمانون من أئمة الإسلام , كلهم لقبوه بهذا اللقب [ذكر ذلك صاحب كتاب ـ الرد الوافر على من زعم بأن من سمى ابن تيمية " شيخ الإسلام " كافر ص 98]
وقد اتفق أهل العلم من أهل السنة من معاصري شيخ الإسلام إلى يومنا هذا على إمامة شيخ الإسلام , وتفوقه في مختلف العلوم والفضل والزهد والورع والخلق , وقد منحه الله عزوجل الحافظة الواعية التي هي أساس العلم , والتعمق والتأمل , وحضور البديهة , والاستقلال الفكري , والصدق والإخلاص والمتابعة في طلب الحق , والطهارة من أدران الهوى , مع فصاحته وقدرته البيانية والشجاعة والصبر وغير ذلك من جوامع الخصال الحميدة التي قلما اجتعمت في إمام , وقد بين الحافظ الذهبي إمامة شيخ الإسلام في الحديث وبالغ في وصفه والثناء عليه في هذا المجال فقال:
" وكانت له خبرة تامة بالرجال وجرحهم وتعديلهم , وطباقاتهم , ومعرفة بفنون الحديث , وبالعالي والنازل , والصحيح والسقيم , مع حفظ لمتونه الذي انفرد به , وهو عجيب في استحضاره واستخراج الحجج منه , وإليه المنتهى في عزوه إلى الكتب الستة والمسند بحيث يصدق عليه أن يقال: كل حديث لا يعرفه ابن تيميه فليس بحديث , ولكن الإحاطة لله , غير أنه يغترف فيه من بحر , وغيره من الأئمة يغترفون من السواقي ".أ. هـ
إن هذه الشخصية النادرة الفريدة التي ظهرت في أواخر القرن السابع وأوائل القرن الثامن تركت آثاراً حسنة عظيمة في مختلف المجالات العلمية الشرعية إلا أني ما وجدت أحداً من أهل العلم ـ فيما أعلم ـ حاول إبراز شخصية شيخ الإسلام ومكانته في الحديث وعلومه رواية ودراية مع شهرته في هذا المجال وإمامته فيه وإسهاماته الحديثية المنثورة في كتبه إلا ما رأيته من أخي وزميلي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالجبار الفريوائي في رسالته الدكتوراه بعنوان [شيخ الإسلام ابن تيمية وجهوده في الحديث وعلومه] في أربع مجلدات بما مجموعة ألفان وخمس وثمانون صفحة (2085 صفحة) (1)
وأما عملي في هذه الرسالة الصغيرة فهي جهد المقل , فقد عمدت فيه إلى استخراج جميع الأحاديث التي تكلم عليها شيخ الإسلام ووصفها بالضعف أو الوضع أو الكذب , وهي المنثورة في كتبه , وقد استقصيت جميع ما بين أيدينا من مؤلفاته المطبوعة , وأرجو من الله العلي القدير أن لايكون قد فاتني منها شيء سواء على سبيل الخطأ أو السهو والغفلة ـ والكمال لله وحده ـ وقد حرصت على أن لا يفوتني شيء , كما أنني أشكر أخي وزميلي الشيخ إياد عبداللطيف والذي أرسل إلي مجموعة من الأحاديث التي تكلم عليها شيخ الإسلام في بعض كتبه التي لم تطبع فنقلها من بعض المخطوطات , وكتب السخاوي مرعي الحنبلي
كما استخرجت بعض الأحاديث التي تكلم عليها شيخ الإسلام والمنثورة في كتب تليميذه ابن القيم وهي قليلة جداً , وأحب أن أشير إلى أن التعليق على جميع الأحاديث في هذا الكتاب هو من تعليق شيخ الإسلام ابن تيمية.
¥(12/75)
وقد تميز شيخ الإسلام بميله إلى نقد المتون (2) , وهذا الفن لم يتمكن منه كثير من أهل العلم , لاسيما إذا كانت النكارة في المتن غير ظاهرة , أما ما ظهرت نكارته , واتضح كذبه لا سيما أكاذيب الشيعة وبعض أهل الأهواء , فإن شيخ الإسلام يكتفي غالباً في نقد متنه دون الرجوع إلى إسناده , لأن كذبه ظاهر.
وربما حكم شيخ الإسلام على بعض الأحاديث بالوضع والنكارة مع تصحيح بعض أئمة الحديث لها , ومن هنا نقد الحافظ ابن حجر العسقلاني شيخ الإسلام ابن تيمية في (لسان الميزان 6/ 319) وفي الدرر الكامنة (2/ 71) فقال " إنه تحامل في مواضع كثيرة , ورد أحاديث موجودة , وغن كانت ضعيفة بأنها مختلقة ". أ. هـ.
وقد عد عبدالحي اللكنوي شيخ الإسلام ابن تيمية من الطبقة المتشددة من النقاد بناء على نقد ابن حجر له [انظر الرفع والتكميل (تعليق 90 ـ 91 ـ 135)] وقد أقر الحافظ الذهبي ما حكم عليه شيخ الإسلام في منهاج السنة في كتابه المنتقى من منهاج الإعتدال وهو اختصار لمنهاج السنة النبوية.
وعند التحقيق والنظر وتتبع الأحكام التي يصدرها شيخ الإسلام على جملة من الأحاديث يتبين لنا أنه يسير على طريقة الإمام أحمد والبخاري وابن معين واضرابهم من الطبقة المتوسطة , ويظهر ميله هذا إليهم في إشادته بذكرهم ورجوعه إلى أقوالهم في الجرح والتعديل , لاختصاصهم وتميزهم بهذا الفن ومع ذلك فإننا لا ندعي العصمة لشيخ الإسلام , فهو كغيره من الجهابذة , وما يعتريهم من الخطأ والنسيان الذي لايحط من قدرهم ومكانتهم وحفظهم.
ولولا أن هذا المقام ليس مقام بسط وعرض واطناب لأطلت الكلام في جوانب كثيرة تتعلق بالجانب الحديثي لشيخ الإسلام ابن تيمية , ولدي كثير من الفوائد المتعلقة بهذا الموضوع , وأرجو أن يكون ذلك بعد الفراغ من العمل الذي أقوم بإعداده الذي هو [البلغة في عقائد أئمة النحو واللغة]
فأرجو من الله العلي القدير أن تتاح الفرصة المناسبة لعرض هذا الموضوع عرضاً تفصيلياً والله أسأل أن يتغمد شيخ الإسلام بواسع رحمته , ويسكنه فسيح جناته , وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين
كتبها
وليد الحسين
2/ 12 / 1415 هـ
يتبع إن شاء الله
_______________
[ COLOR="RoyalBlue"](1) توجد رسالة أخرى بعنوان شيخ الإسلام ابن تيمية محدثاً تأليف: عدنان بن محمد بن عبدالله آل شلش الناشر: دار النفائس للنشر والتوزيع- عمّان – الأردن وأصل الكتاب رسالة ماجستير ـ أبو مهند ـ
(2) توجد رسالة بعنوان أشهر وجوه نقد المتن عند شيخ الإسلام ابن تيمية تأليف: بدر العماش موجودة على الشبكة وسأرفقها مع هذا البحث عند انتهائه
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[19 - 02 - 06, 03:01 ص]ـ
1 ـ "آخي بين علي وأبي بكر"
باطل: باتفاق أهل المعرفة بحديثه؛ فإنه لم يؤاخ بين مهاجر ومهاجر، وأنصاري وأنصاري، وإنما آخي بين المهاجرين والأنصار.
[مجموع الفتاوى (35/ 93)]
2 ـ " آل محمد كل مؤمن تقي "
حديث موضوع
[منهاج السنة (1/ 75)]
3ـ " آمن من آمن بي , وصدقني بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام , ومن تولاه فقد تولاني ... "
الحديث هو من الموضوعات
[منهاج السنة (5/ 78 , 80)]
4 ـ " آية من القرآن خير من محمد وآله"
القرآن كلام الله منزل غير مخلوق , فلا يشبه بالمخلوقين , واللفظ المذكور غير مأثور.
[مجموع الفتاوى (18/ 381)]
5ـ " اتخذوا مع الفقراء أيادي. فإن لهم في غد دولة وأي دولة "
كذب لايعرف في شيء من كتب المسلمين المعروفة
[مجموع الفتاوى (11/ 111,19) (18/ 123)]
6ـ " أتى بطائر فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك وإليّ يأكل معي من هذا الطائر , فجاء علي ... " الحديث
هو من المكذوبات الموضوعات
[منهاج السنة (7/ 369 ـ 385)]
7 ـ أحبو العرب لثلاث , لأنني عربي , والقرآن عربي , ولسان أهل الجنة عربي "
ذكر هذا الحديث ابن الجوزي في الموضوعات وقال: قال العقيلي ـ لا أصل له ـ
[اقتضاء الصراط المستقيم (1/ 391ـ393)]
8 ـ أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه , وأحبوني بحبكم الله , وأحبوا أهل بيتي بحبي "
اسناده ضعيف , فإن الله يحب أن يُحَبَّ لذاته , وإن كانت محبته واجبة لإحسانه.
[منهاج السنة (5/ 396)]
¥(12/76)
9ـ " أخذ الله الميثاق من ظهر آدم فأخرج من صلبه ذرية ذرأها فنثرهم نثراً بين يديه كالدر ثم كلمهم فقال: ألست بربكم , فقالوا: بلى ... " الحديث
رفعه ضعيف فأما نطقهم فليس في شيء من الأحاديث المرفوعة الثابتة ولا يدل عليه القرآن
[درء تعارض العقل والنقل (8/ 482 ـ 484)]
10ـ " أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد علي وبيدي ونحن بمكة , وصلى أربع ركعات ورفع يده إلى السماء , فقال: اللهم موسى بن عمران سألك , وأنا محمد نبيك أسألك أن تشرح لي صدري , وتحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي , واجعل لي وزيراً من أهلي , علي بن أبي طالب أخي ... " الحديث
هذا كذب موضوع باتفاق أهل العلم بالحديث
[منهاج السنة (7/ 274 ـ 276)]
11ـ " أخذ بيد الحسين بن علي , فقال: أيها الناس , هذا الحسين ألا فاعرفوه , وفضِّلوه فو الله لجَدُّه أكرم على الله من جد يوسف بن يعقوب ... " الحديث
كذب موضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث
[منهاج السنة (8/ 212 ـ 245)]
12ـ " أخذ بيد حسن وحسين فقال: من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما فهو معي في درجتي يوم القيامة "
هذا الحديث من زيادات القطيعي , رواه عبدالله بن الإمام أحمد بن حنبل والقطيعي (3) زاد عن شيوخه زيادات , وفيها أحاديث موضوعة باتفاق أهل المعرفة وهذا الحديث من زيادات القطيعي
[منهاج السنة (7/ 397 ـ 402)]
13ـ " أخذ يوماً الحسين على فخذه الأيمن , وولده إبراهيم على فخذه الأيسر , فنزل جبريل وقال: إن الله تعالى لم يكن ليجمع لك بينهما فاختر من شئت منهما ... " الحديث
هذا الحديث لم يروه أحد من أهل العلم , ولا يعرف له إسناد
[منهاج السنة (4/ 45 ـ 48)]
14ـ " أخذت من أطراف شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمشقص كان معي بعدما طاف بالبيت وبالصفا والمروة في أيام العشرة. قال قيس: والناس ينكرون هذا على معاوية"
أما حديث معاوية فشاذ , وقد طعن الناس فيه قديماً وحديثاً كما أخبر قيس , فإنهم أنكروا أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قضَّر.
[شرح العمدة (2/ 475)]
15ـ " أدبني ربي فأحسن تأديبي"
المعنى صحيح لكن لايعرف له إسناد ثابت
[مجموع الفتاوى (18/ 37)]
16ـ " إذا أراد الله أن ينزل عن عرشه نزل بذاته"
ضُعف هذا اللفظ ورواه ابن الجوزي في الموضوعات.
[مجموع الفتاوى (5/ 394)]
17ـ " إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأهل القبور "
هذا الحديث كذب مفترى على النبي صلى الله عليه وسلم بإجماع العارفين بحديثه. وهذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام أنه غير مشروع.
[مجموع الفتاوى (1/ 356)]
18ـ إذا اقتتل خليفتان فأحدهما ملعون "
الحديث كذب
[مجموع الفتاوى (35/ 72)]
19ـ إذا تحيرتم في الأمور فاستعينوا بأهل القبور"
هو كلام موضوع مكذوب باتفاق العلماء
[اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 677ـ682)]
هذا الحديث ذكره شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (1/ 356) بلفظ (إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأهل القبور) وتقدم ذكره
يتبع إن شاء الله
______________________________
(3) أي في كتاب فضائل الصحابة للإمام أحمد بن حنبل.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[19 - 02 - 06, 07:31 م]ـ
بارك الله فيكم
وعذراً على قطع تسلسل الأفكار
هناك بحثٌ محكم من مجلة جامعة أم القرى للشيخ الدكتور بدر العمّاش أستاذ الحديث بالجامعة الاسلامية ..
اسم البحث: نقد المتون عند شيخ الاسلام ابن تيمية
وهو باختصار:
جمعُ ودراسة لكلام ابن تيمية، تجده في المجلد السابع عشر من مجلدات مجلة جامعة أم القرى (المجلة الخاصة بكلية الشريعة).
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[19 - 02 - 06, 08:39 م]ـ
بارك الله فيكم
عذراً أخي الكريم أبا مهند، فلم أنتبه أنكم ألمحتم إلى البحث الذي تكلمت عنه ..
وشكر الله للأخ الفاضل محمد بن عبدالله على تنبيهي ..
ولعل مشايخنا المشرفين-رفع الله قدرهم - يحذفون مداخلتي فقد فاتني وقت تحريرها
واصل أخي أبا مهند - وصلك الله بطاعته -
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[20 - 02 - 06, 02:13 ص]ـ
وهناك كتاب للدكتور الفيروائي في جمع الأحاديث التي تكلم عنها شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -.
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[20 - 02 - 06, 08:50 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
¥(12/77)
20ـ " إذا تشهد أحدكم في الصلاة فليقل: اللهم صل على محمد، وعلي آل محمد. وبارك على محمد وعلي آل محمد، وبارك على محمد، وارحم محمدًا كما صليت وباركت وترحمت على إبراهيم وعلي آل إبراهيم، إنك حميد مجيد "
رواه البيهقي بإسناد ضعيف
[مجموع الفتاوى (22/ 456)]
21ـ " إذا حضر الخبز فلا تنتظروا شيئاً "
هذا يقوله بعض العامة , ولم يجيء في هذا شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم
[مجموع الفتاوى (32/ 214)]
22ـ " إذا ذكر إبراهيم وذكرت أنا فصلوا عليه , ثم صلوا عليَّ , وإذا ذكرت أنا والأنبياء غيره فصلوا علي , ثم صلوا عليهم "
هذا لا يعرف من كتب أهل العلم
[مجموع الفتاوى (18/ 380)]
23ـ " إذا رأيتموه (معاوية) على منبري فاقتلوه".
هذا الحديث ليس في شيء من كتب الإسلام , وهو عند الحفاظ كذب
[منهاج السنة (4/ 380)]
24ـ " إذا سألتم الله فاسألوه بجاهي , فإن جاهي عند الله عظيم"
هذا الحديث كذب , ليس في شيء من كتب المسلمين التي يعتمد عليها أهل الحديث.
[مجموع الفتاوى (1/ 319ـ 320) وتكلم عليه بتوسع في الرد على البكري (11ـ12 ,45) منهاج السنة (27/ 126) (24/ 235) (1/ 177)]
25ـ " إذا سمعتم عني حديثاً فاعرضوه على الكتاب والسنة , فإن وافق فارووه , وإن لم يوافق فلا"
هذا مروي لكنه ضعيف
[مجموع الفتاوى (18/ 382)]
26ـ " إذا كثرت الفتن فعليكم بأطراف اليمن"
هذا اللفظ لا يعرف.
[مجموع الفتاوى (18/ 384)]
27ـ " إذا كنتم ورائي فلا تقرؤوا إلا بفاتحة الكتاب، فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها "
هذا الحديث معلل عند أئمة أهل الحديث بأمور كثيرة.
[مجموع الفتاوى (23/ 286ـ287) الإلمام (26) الفتاوى (2/ 178) (4)]
28ـ " إذا مات الحسن بكيت أنا وعي وفاطمة .. " الحديث
هذا الحديث لم يروه أحد من أهل العلم , ولا يعرف له إسناد , وهذا كذب موضوع
[منهاج السنة (4/ 45)]
29ـ " إذا وصلتم إلى ما شَجَرَ بين أصحابي فأمسكوا، وإذا وصلتم إلى القضاء والقدر فأمسكوا "
هذا مأثور بإسناد منقطع , وما له إسناد ثابت (5)
30ـ " ازعجوا اعضائكم بالصلاة علي"
كذب موضوع باتفاق أهل العلم. وكذلك سائر ما يروى في رفع الصوت بالصلاة عليه.
[مجموع الفتاوى (22/ 468)]
31ـ " أسألك باحتياط قاف. وهو يوق المخاف والطور , والعرش والكرسي ... )
لا تؤثر منها شيء
[مجموع الفتاوى (27/ 129)]
32ـ "اشتد غضب الله وغضبي على من أراق دم أهلي وآذاني في عترتي "
كلام لا ينقلع عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا ينسبه إليه إلا جاهل
[منهاج السنة (4/ 586ـ588)]
33ـ " أصحابي كالنجوم"
ضعفه أئمة الحديث
[منهاج السنة (7/ 142)]
34ـ " أطلبوا العلم ولو بالصين"
ليس هذا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم
[الفوائد الموضوعة لمرعي الحنبلي (154)]
35ـ " اطلعت على ذنوب أمتي , فلم أجد أعظم ذنباً ممن نسي القرآن "
ضعفه بقوله: إذا صح
[مجموع الفتاوى (18/ 126)]
36ـ " اعتمر في رجب"
غلط فيه راويه
[مجموع الفتاوى (13/ 353)]
37ـ " اغتسل ثم لبس ثيابه , فلما أتى ذا الحليفة صلى ركعتين , ثم قعد على بعيره , فلما استوى به على البيداء أحرم بالحج "
فيه يعقوب بن عطاء بن أبي رباح وقد تكلم فيه.
[شرح العمدة (18/ 126)]
38ـ " أفرضكم زيد"
ضعيف لا أصل له , ولم يكن زيد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم معروفاً بالفرائض.
39ـ " أقضاكم علي"
هذا الحديث لم يثبت , وليس له إسناد تقوم به الحجة , وقوله " أعلمكم بالحلال والحرام معاذ بن جبل" أقوى إسناداً منه.
[منهاج السنة (7/ 512ـ 515) الفتاوى (1/ 471)]
40ـ " أقل الحيض ثلاثة أيام وأكثره عشرة"
وقد يصدق بعض هؤلاء بما يكون كذباً عند أهل المعرفة , مثل ما يروي طائفة من الفقهاء حديث " أقل الحيض ... " الحديث ويبنون عليها الحلال والحرام , وأهل العلم بالحديث متفقون على أنها كذب.
[منهاج السنة (7/ 429ـ 430)]
41ـ " أكثر ما دعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة في الموقف: اللهم لك الحمد , كالذي نقول وخير مما نقول , اللهم لك صلاتي ومحياي ومماتي , وإليك مآبي ... " الحديث
رواه الترمذي وقال حديث غريب من هذا الوجه , وليس له إسناد قوي.
[شرح العمدة (2/ 508)]
42ـ " أكرموا ظهوركم فإن فيها منافع للناس "
هذا اللفظ لاأعرفه مرفوعاً
[الأحاديث الموضوعة (47)]
43ـ " أكل العنب دودو" وفي رواية " يا سلمان كل العنب دو , دو "
كذب لا أصل له , وفي الرواية باطل
[مجموع الفتاوى (33/ 15) (18/ 127)]
44ـ "ألبسَ علي بن أبي طالب - رضي اللّه عنه - لباس الفتوة، ثم أمره أن يلبس من شاء، ويقولون: ـ يعني رواته ـ إن اللباس أنزل على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في صندوق، ويستدلون عليه بقوله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ} الآية.
هذا باطل لا أصل له , ولم يفعل هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من أصحابه.
[مجموع الفتاوى (11/ 85ـ88)]
يتبع إن شاء الله
_______________________
(4) ولكن الحديث صححه جمع من الأئمة كالبخاري والحاكم والشيخ أحمد شاكر والألباني وحسنه الدارقطني وابن حجر , وتعليل شيخ الإسلام له وجه ولكنه مرجوح والله أعلم.
(5) الأمر كما قال شيخ الإسلام إلا أن كثرة طرقه تقرب منه إلى الحسن لغيره والله أعلم.
¥(12/78)
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[21 - 02 - 06, 02:32 ص]ـ
45ـ " الذي أيَّن الأين فلا يقال له: أين "
أجمع العلماء على أنه من أكذب الحديث
[درء تعارض العقل والنقل (5/ 225)]
46ـ " اللهم أحيني مسكيناً , وأمتني مسكيناً , واحشرني في زمرة المساكين "
هذا يروى لكنه ضعيف لا يثبت , ومعناه احيني خاشعاً متواضعاً (6) , وحكم بضعفه في مواطن.
[مجموع الفتاوى (18/ 82) (18/ 382,326) (11/ 130)]
47ـ " اللهم إنك أخرجتني من أحب البقاع إلي فاسكني في أحب البقاع إليك "
هذا باطل , بل لا يثبت في الترمذي وغيره أنه قال لمكة " والله إنك لأحب بلاد الله إلى الله وقال: إنك لأحب البلاد إليَّ " فأخبر أنها أحب البلاد إلى الله وإليه.
[مجموع الفتاوى (18/ 378) (27/ 36)]
48ـ " اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا , فإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا رياءً ولا سمعة ... " الحديث
هذا الحديث رواه عطية العوفي وفيه ضعف
[اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 787) مجموع الفتاوى (1/ 209, 369,339)]
49ـ " اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك "
روى الترمذي أنه كان يقول ذلك في وتره , لكن هنا فيه نظر [صح الحديث من طريق مسلم كدعاء في السجود]
[مجموع الفتاوى (17/ 91) (9/ 98)]
50ـ " أم أيمن امرأة من أهل الجنة "
هذا الخبر لا يعرف في شيء من دواوين الإسلام
[منهاج السنة (4/ 236ـ 237)]
51ـ " أمتي كالغيث لا يدرى ألوه خير أم آخره "
فيه لين
[مجموع الفتاوى (11/ 371)]
52ـ " أمر الصحابة بأن يسلموا على علي بإمرة المؤمنين , وقال: إنه سيد المرسلين , وإمام المتقين , وقائد الغر المحجلين. وقال: هذا ولي كل مؤمن بعدي وقال: إن علياً مني وأنا منه أولى بكل مؤمن ومؤمنة "
هذا كذب موضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث
[منهاج السنة (7/ 386ـ 388)]
53ـ " أمر المجامع في رمضان بالقضاء "
جاء ذكر أمره بالقضاء في حديث ضعيف ضعفه العلماء , أحمد بن حنبل وغيره , ولم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم الذي جامع أهله في رمضان بصوم , بل أمره بالكفارة فقط.
[منهاج السنة (5/ 224)]
54ـ " أمر النساء بالغنج لأزواجهن عند الجماع "
ليس هذا عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
[مجموع الفتاوى (7/ 775) (18/ 384)]
55ـ " أمر بالإثمد المروح عند النوم وقال: ليتقه الصائم "
ضعيف قال أبو داود: وقال يحيى بن معين هذا حديث منكر
[مجموع الفتاوى (25/ 234 ـ 235)]
56ـ " أمَرَ بريرة أن تعتد بثلاث حيض "
هذا حديث معلول. فإن عائشة رضي الله عنها قد ثبت عنها من غير وجه أن العدة عندها ثلاثة أطهار , وأنها إذا طعنت في الثالة حلت , فكيف تروي عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه أمرها أن تعتد بثلاث حيض.
[مجموع الفتاوى (32/ 111 ـ 112)]
57ـ " أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم "
لم يروه أحد من علماء المسلمين الذين يعتمد عليهم في الرواية
[مجموع الفتاوى (18/ 338)]
58ـ " أمرهم بالجهر ـ يعني بالصلاة عليه ـ ليسمع من لم يسمع "
كذب موضوع باتفاق أهل العلم. وكذلك سائر ما يروى
[مجموع الفتاوى (22/ 468)]
59ـ " إن لله أرضاً بيضاء تسير الشمس فيها ثلاثين يوماً , هي مثل أيام الدنيا ثلاثين مرة , مشحونة خلقاً لا يعلمون أن الله خلق آدم وإبليس "
الحديث من الموضوعات المكذوبات باتفاق أهل العلم
[بغية المرتاد (230)]
60ـ " إن لله سبعين حجاباً من نور وظلمة , لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه ما أدركه بصره "
هذا الحديث بهذا اللفظ كذب على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - باتفاق أهل المعرفة بالحديث , لا يوجد في شيء من دواوين الحديث
[بغية المرتاد (200 ـ 201) نقض التأسيس (2/ 140ـ 145) (7)]
61ـ " إن لله عز وجل تسعةً وتسعين اسماً , من أحصاها دخل الجنة هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ... " الحديث
إن التسعه والتسعين اسماً لم يرد في تعيينها حديث صحيح (8)
[مجموع الفتاوى (1/ 216 ـ 218) (8/ 96)]
62ـ " إن الله أنزل أربع بركات من السماء إلى الأرض , فأنزل الحديد والماء والنار والملح "
حديث موضوع مكذوب.
[مجموع الفتاوى (12/ 251 ـ 252)]
¥(12/79)
63ـ " إن الله أوحى إليَّ أنه يحب أربعة من أصحابي , وأمرني بحبهم , فقيل له: من هم يا رسول الله؟ قال: عليّ سيدهم وسلمان والمقداد وأبو ذر "
ضعيف بهذا اللفظ بل موضوع.
[منهاج السنة (6/ 276)]
64ـ " إن لله تبارك وتعالى خلق آدم ثم مسح على ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية فقال: خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ... " الحديث
هذا الحديث إنما رواه أهل السنن والمسانيد , وقد قيل أن إسناده منقطع , وأن راوية مجهول.
[دقائق التفسير (3/ 168)]
65ـ " إن الله تعالى جعل الأجر على فضائل علي لا يحصى كثرة , فمن ذكر فضيلة من فضائله مُقرّاً بها غفر الله له ... "
الحديث [رواه أخطب خوارزم ـ كما قال الرافضي]
اخطب خوارزم هذا له مصنف في هذا الباب , فيه من الأحاديث المكذوبة ما لا يخفى , وليس هو من علماء الحديث , وهذا الحديث من المكذوبات.
[منهاج السنة (5/ 36ـ 42)]
66ـ " إن اللّه ـ سبحانه وتعالى ـ لما عرج بنبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أوحى اللّه إليه مائة ألف سر، وأمره ألا يظهرها على أحد من البشر. فلما نزل إلى الأرض وجد أصحاب الصفة يتحدثون بها. فقال: يارب، إنني لم أظهر على هذا السر أحدًا، فأوحى اللّه إليه أنهم كانوا شهودًا بيني وبينك "
ما ذكر من أنهم ـ يعني أهل الصفة ـ عرفوا ما أوحاه الله إلى نبيه ليلة المعراج فكذب ملعون قائله , وكيف يكون ذلك والمعراج كان بمكة قبل الهجرة وأهل الصفة إنما كانوا بالمدينة بعد الهجرة.
[مجموع الفتاوى (11/ 281 , 54 , 165) الرد على البكري (252 ـ 253) درء تعارض العقل والنقل (5/ 27)]
67ـ " إن الله عهد إليَّ عهداً في علي عليه السلام فقلت: يا رب بينه لي , فقال: اسمع فقلت: سمعت فقال: إن علياً راية الهدى ... " الحديث
هذا كذب موضوع
[منهاج السنة (5/ 78 , 80)]
68ـ " إن الله يعتذر للفقراء يوم القيامة ويقول: وعزتي وجلالي ما زويت الدنيا عنكم لهوانكم علي , لكن أردت أن أرفع قدركم في هذا اليوم ... " الحديث
كذب باطل مخالف للكتاب والسنة والإجماع
[مجموع الفتاوى (18/ 377 ـ 124)]
69ـ " إن الله يمشي على الأرض، فإذا كان موضع خضرة قالوا: هذا موضع قدميه ويقرؤون قوله تعالى: {فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} "
هذا الحديث رواه أهل البدع في الصفات مما نعلم باليقين القاطع أنه كذب وبهتان بل كفر شنيع.
[مجموع الفتاوى (3/ 385 ـ 389)]
70ـ " إن الله ينزل عشية عرفة إلى الأرض "
لم يقل: " إن الله ينزل عشية عرفة إلى الأرض " وإنما قال: " أنه ينزل إلى السماء الدنيا عشية عرفة فيباهي الملائكة بالحجاج "
[درء تعارض العقل والنقل (1/ 107 ـ 108)]
71ـ " إن الله ينزل عشية عرفة على جمل أورق يصافح الركبان ويعانق المشاة "
هذا الحديث رواه أهل البدع في الصفات مما نعلم باليقين القاطع أنه كذب وبهتان بل كفر شنيع.
[مجموع الفتاوى (3/ 385 ـ 389)]
72ـ " إن الله ينزل كل ليلة إلى الأرض "
لم يقل " إن الله ينزل كل ليلة إلى الأرض " وغنما قال " ينزل إلى سماء الدنيا " ومن روى ذلك عنه علم بطلان قوله.
[درء تعارض العقل والنقل (1/ 107 ـ 108)]
73ـ " إن الله ينزل ليلة الجمعة إلى الأرض "
لا يوجد في الآثار شيء من هذا الهذيان , وكل حديث روي فيه مثل هذا فإنه موضوع كذب.
[منهاج السنة (2/ 633 , 634)]
74ـ " إن الله ينزل في شكل أمرد "
لا يوجد في الآثار شيء من هذا الهذيان وهذا موضوع كذب
[منهاج السنة (2/ 633 , 634)]
يتبع إن شاء الله
____________________
(6) حكم جمع من الأئمة بوضع الحديث وآخرين بضعفه ومنهم شيخ الإسلام , وأما زعم السيوطي أن شيخ الإسلام حكم بوضعه فقد رده مرعي الحنبلي في الفوائد الموضوعة رقم (63) والحديث صحيح بمجموع طرقه لذا صححه العلائي والألباني في الصحيحة (308) والإرواء (861).
(7) يقصد شيخ الإسلام لفظة (سبعين) لأن الحديث ثابت بدونها.
(8) حقق ابن حجر القول في أسماء الله سبحانه وتعالى في كتابه " فتح الباري " (11/ 214 ـ 227)
ـ[المنتصر لله]ــــــــ[21 - 02 - 06, 09:14 م]ـ
جزاك الله خيراً، وبارك فيك
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[22 - 02 - 06, 03:16 ص]ـ
¥(12/80)
75ـ " إن أبا بكر الصديق أتى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: إنى أتعلم القرآن ويتفلت منى. فقال له رسول اللّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (قل: اللهم إنى أسألك بمحمد نبيك، وبإبراهيم خليلك " الحديث
هو من الأحاديث الضعيفة الواهية بل الموضوعة , ولا يوجد في أئمة الحديث الإسلام من احتج به أو اعتمد عليه , ثم تكلم عليه بكلام مفصل
[مجموع الفتاوى (1/ 252)]
76ـ " أن أبا بكر سأل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هل رأيت ربك؟ فقال: نعم. وإن عائشة سألته هل رأيت ربك فقال: لا "
هذا الحديث كذب وبهتان رواه أهل البدع
[مجموع الفتاوى (3/ 385 ـ 389) (18/ 339)]
77ـ " إن أبا سفيان لما أسلم قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أريد أن أزوجك أم حبيبة "
رواه مسلم وقد روى مسلم أحاديث قد عرف أنها غلط مثل قول أبي سفيان , و لا خلاف بين الناس أنه تزوجها قبل إسلام أبي سفيان , ولكن هذا قليل جداً
[التفسير الكبير (7/ 328)]
78ـ " إن إبراهيم ابن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مات يوم العاشر من الشهر , وهو اليوم الذي صلى فيه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صلاة الكسوف "
هذا غلط و الواقدي لا يحتج بمسانيده , فكيف بما أرسله من غير أن يسنده إلى أحد
[مجموع الفتاوى (1/ 383)]
79ـ " أن إبراهيم الخليل ـ عليه السلام ـ لما بني البيت صلى في كل ركن ألف ركعة؛ فأوحى الله تعالى إليه: (يا إبراهيم أفضل من هذا سد جوعة أو ستر عورة)
هذا كذب ظاهر ليس في شيء من كتب المسلمين
[مجموع الفتاوى (18/ 380)]
80ـ " أن ابن أبي سرح كان يتكلم بالإسلام , وكان يكتب لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في بعض الأحيان فإذا أملى عليه " عزيز حكيم " كتب " غفور رحيم " فيقول رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هذا أو ذاك سواء ... " الحديث
هذا الإسناد ليس بثقة.
[الصارم المسلول (124)]
81ـ " إن ابن عوف يدخل الجنة حبواً "
كلام موضوع لا أصل له
[مجموع الفتاوى (11/ 128)]
82ـ " إن أخي ووزيزري وخليفتي من أهلي وخير من أترك بعدي يقضي دينه وينجز موعدي , علي بن أبي طالب "
هذا حديث موضوع
[منهاج السنة (7/ 355)]
83ـ " إن أعرابياً أتي إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأنشده:
قد لسعت حية الهوي كبدي ** فلا طبيب لها ولا راقي
إلا الحبيب الذي شغفت به ** فعنده رقيتي وترياقي
وأنه تواجد حتى سقطت البردة عن منكبيه، فقال له معاوية: ما أحسن لهوكم! فقال له: مهلًا يامعاوية، ليس بكريم من لم يتواجد عند ذكر الحبيب "
حديث موضوع باتفاق أهل العلم بهذا الشأن
[مجموع الفتاوى (11/ 598 , 168)]
84ـ " إن أعرابياً صلى ونقر الصلاة , فقال له علي: لا تنقر صلاتك فقال له الأعرابي: لو نقرها أبوك ما دخل النار"
هذا كذب ورووه عن عمر وهو كذب
[مجموع الفتاوى (18/ 379)]
85ـ " إن أهل الصفة قاتلوا مع الكفار يوم حنين "
كذب باتفاق أهل العلم
[مجموع الفتاوى (11/ 165)]
86ـ " إن الحج والعمرة فريضتان لا يضرك بأيهما بدأت "
رواه الدارقطني بإسناد ضعيف
[شرح العمدة (1/ 99)]
87ـ " إن الرجل ليكون من أهل الصيام وأهل الصلاة وأهل الحج وأهل الجهاد فما يجزى يوم القيامة إلا بقدر عقله "
أبان بن أبي عياش و ... و ... كلهم ضعفاء
[بغية المرتاد (247)]
88_ " إن العباس يحشر بين حبيب وخليل "
حديث موضوع
[الفتاوى (2/ 392)]
89ـ " إن الغمام كان يظله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - دائماً "
هذا لا يوجد في شيء من كتب المسلمين , بل هو كذب عندهم.
[الجواب الصحيح (4/ 233)]
90ـ " إن فيهم ـ يعني أهل الشام ـ الأبدال أربعين رجلاً كلما مات رجل ... "
حديث شامي منقطع الإسناد
[مجموع الفتاوى (11/ 434)]
91ـ " إن لجواب الكتاب حقاً كرد السلام "
رجح شيخ الإسلام وقفه.
[قاله السخاوي في المقاصد الحسنة (117)]
92ـ " إن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك ـ يعني علي ـ "
هذا كذب
[منهاج السنة (4/ 274)]
93ـ " إن المصطفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال ذات يوم وهو نشيط: أنا الفتى ابن الفتى أخو الفتى "
¥(12/81)
هذا الحديث من الأحاديث المكذوبة الموضوعة باتفاق أهل المعرفة بالحديث
[منهاج السنة (5/ 50, 72)]
94ـ " إن النار لا تمتلى حتى ينشئ لها خلقاً آخر "
غلط فيه راوية والسبب ظاهر
[مجموع الفتاوى (13/ 353)]
95ـ " إن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عبر على راع ومعه ابن عباس , وكان الراعي يشبب , فسدَّ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أذنيه ... "
أما نقل هذا الخبر عن ابن عباس فباطل , ثم قال إنه كان مع ابن عمر ونقل عن أبي داود أنه قال حديث منكر.
[مجموع الفتاوى (30/ 211 ـ 216)] (9)
96ـ " إن النبي استأذن على أهل الصفة فلم يأذنوا له فقال: أنا محمد مسكين "
هذا الكلام من أعظم الكذب
[مجموع الفتاوى (11/ 71)]
97ـ " إن النذر نذران فما كان لله فكفارته الوفاء به , وما كان للشيطان فلا وفاء وفاء له وكفارته كفارة يمين "
أظن أنه عن ابن عباس موقوفاً
[العقود (46)]
98ـ " إن أول ما خلق الله العقل فقال له أقبل: فأقبل , فقال له أدبر , فأدبر , فقال وعزتي ما خلقت خلقاً أكرم عليَّ منك , فبك آخذ ... " الحديث
كذب موضوع
[بغية المرتاد (247)]
99ـ " أن جماعة من الأنبياء توسلوا بالنبي "
حكم بكذبه
[الرد على البكري (21 ـ 23)]
100ـ " إن خديجة رضي الله عنها سألته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن أولادها من غيره فقال: هم في النار فقالت: بلا عمل؟ فقال: الله أعلم بما كانوا عاملين "
هذا الحديث ضعيف بل موضوع
[درء تعارض العقل والنقل (9/ 64)]
101ـ " إن رجلاً أنشد بين يدي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقال:
اقبلت فلاح لها عارضان السبَّج
ادبرت فقلت لها والفوائد في وهج
هل عليَّ ويحكما إن عشقت من حرج "
هذا الحديث موضوع
[الاستقامة (1/ 295ـ297)]
يتبع إن شاء الله
____________________
(9) لكن الحديث له طرق ومتابعات يكون بها حسناً والله أعلم.
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[23 - 02 - 06, 04:07 ص]ـ
102ـ " أن ركانة طلق امراته البتة فقال له النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - آلله ما أردت إلا واحدة؟ فقال: ما أردت بها إلا واحده , فردها إليه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - "
ضعفه الأئمة الأكابر كالإمام أحمد بن حنبل والبخاري وأبي عبيد وابن حزم وغيرهم , وإن رواته قوم مجاهيل لم تعرف عدالتهم وضبطهم.
[مجموع الفتاوى (33/ 15) (32/ 311ـ 312) ابن القيم في إغاثة اللهفان (1/ 315) ونقل كلام الشيخ عليه]
103ـ " إن عبدالرحمن بن عوف يدخل الجنة حبواً "
من الأحاديث التي يرويها كثير من النساك ويظنها صدقاً
[منهاج السنة (7/ 430ـ 431)]
104ـ " إن عرشه أو كرسيه وسع السموات والأرض، وأنه يجلس عليه فما يفضل منه قدر أربعة أصابع ـ أو فما يفضل منه إلا قدر أربعة أصابع ـ وإنه ليئط به أطيط الرَّحْل الجديد براكبه "
قوله " وإنه يفضل من العرش أربع أصابع لا يستوي عليها الرب " هذا معنى غريب ليس له قط شاهد من الروايات , بل هو يقتضي أن يكون العرش أعظم من الرب وأكبر , وهذا باطل مخالف للكتاب والسنة والعقل.
[مجموع الفتاوى (16/ 432 ـ 438) دقائق التفسير (5/ 259)]
105ـ " إن علياً قال: يا رسول الله لم سميت فاطمة قال: لأن الله فطمها وذريتها من النار "
هو كذب باتفاق أهل المعرفة بالحديث
[منهاج السنة (4/ 62ـ 64)]
106ـ " إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قتل أباه "
هذا كذب , فإن أبا عمر مات في الجاهلية قبل أن يبعث الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
[مجموع الفتاوى (18/ 379)]
107ـ " إن عيسى ابن مريم أسلمته أمه إلى الكتاب ليعلمه، فقال له المعلم: اكتب بسم الله، فقال له عيسى: وما بسم الله؟ فقال له المعلم: وما أدري؟ فقال له عيسى: الباء بهاء الله، والسين سناؤه ... " الحديث
هذا من الأحاديث الواهية بل المكذوبة
[مجموع الفتاوى (12/ 59 ـ 60)]
108ـ " إن فاطمة أتت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وقالت يا رسول الله إن علياً يقوم الليالي كلها إلا ليلة الجمعة , فإنه يصلي الوتر ثم ينام ... " الحديث
كذب ما رواه أحد من أهل العلم
[الفتاوى (2/ 211)]
109ـ " إن فاطمة أحصنت فرجها , فحرم الله ذريتها على النار "
¥(12/82)
هو كذب باتفاق أهل المعرفة بالحديث
[منهاج السنة (4/ 62ـ 64)]
110ـ " إن فاطمة ذكرت ان أباها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهبها فدك , فقال لها أبو بكر هات أسود وأحمر يشهد لك بذلك فجاء بأم أيمن ... " الأثر بطوله.
إن ادعاء فاطمة ذلك كذب على فاطمة.
[منهاج السنة (4/ 226ـ 229)]
111ـ " أن فلاناً تزوج فلانه , ولا نراه إلا يريد أن يحلها لزوجها , فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أشهد على النكاح , قالوا: نعم , قال: ومهر؟ قالوا: نعم قال: ودخل يعني الجماع؟ قالوا: نعم قال ذهب الخداع"
هذا حديث باطل لا أصل له
[الفتاوى الكبرى (4/ 356 ـ 359)] وهو كتاب " إبطال التحليل "
112ـ " إن قاتل الحسين في تابوت من نار عليه نصف عذاب أهل النار ... " الحديث
هذ من أحاديث الكذابين
[منهاج السنة (4/ 585)]
113ـ " إن كان جامداً فألقوها وما حولها , وكلوا سمنكم وإن كان مائعاً فلا تقربوه "
بين ضعف هذا الحديث , وطعن البخاري والترمذي وأبو حاتم الرازي والدارقطني وغيرهم فيه وأنهم بينوا أنه غلط.
[الفتاوى (1/ 28 ـ 33) (21/ 490 ـ 498) (21/ 516 ـ 517)]
114ـ " إن كل مولود يذر عليه من تراب حفرته "
هذا لا يثبت وما روي فيه كله ضعيف
[مجموع الفتاوى (27/ 261)]
115ـ " إن لكل إنسان سبيل مطية وثيقة ومحجة واضحة , وأوثق الناس الناس مطية وأحسنهم دلالة ومعرفة بالحجة الواضحة أفضلهم عقلاً "
ابان بن الجيمياش و ... و ... كلهم ضعفاء
[بغية المرتاد (247)]
116ـ " إن معاوية قدم المدينة فصلي بهم، ولم يقرأ {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ}، ولم يكبر إذا خفض، وإذا رفع فناداه المهاجرون حين سلم والأنصار: أي معاوية؟ سرقت الصلاة ... "
هذا الحديث وإن كان الدارقطني قال: إسناده ثقات , وقال الخطيب هو أجود ما يعتمد عليه في هذه المسألة كما نقل ذلك عنه نصر المقدسي , فهذا الحديث يعلم ضعفه من وجوه ـ وذكر ستة وجوه ـ
[مجموع الفتاوى (22/ 415 ـ 431)]
117ـ " إن من العلم كهيئة المكنون لا يعلمه إلا أهل العلم بالله , فاذاكروه لم ينكره إلا أهل العزة بالله "
الحديث ليس اسناده ثابتاً باتفاق أهل المعرفة
[التفسير الكبير (2/ 76)]
118ـ " أنا الصديق الأكبر "
هو مما عملته يد أحمد بن نصر الذراع , فإنه كان كذاباً يضع الحديث
[منهاج السنة (7/ 447)]
119ـ " أنا الفتى ابن الفتى أخو الفتى " (10) أخو الفتى يعني علي
هذا الحديث من الأحاديث المكذوبة
[منهاج السنة (5/ 69)]
120ـ " أنا المنذر وعلي الهادي , بك يا علي يهتدي المهتدون "
[في قوله تعالى {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد}]
هذا كذب موضوع باتفاق أهل العلم بالحديث
[منهاج السنة (7/ 138 ـ 143)]
121ـ " أنا أولهم إيماناً , وأوفاهم بعهد الله , وأقواهم بأمر الله , وأقسمهم بالسوية , وأعدلهم في الرعية , وأبصرهم بالقضية "
رواه الحسن بن عبيد الله الأبرازي وكان كذاباً
[منهاج السنة (7/ 447)]
122ـ " أنا مدينة العلم وعلي بابها "
هذا حديث ضعيف , بل موضوع وإن رواه الترمذي
[مجموع الفتاوى (18/ 377) منهاج السنة (7/ 515 ـ 522)]
123ـ " أنا من الله والمؤمنون مني "
هذا اللفظ لا يعرف عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
[أحاديق القصاص (55 ـ 56)]
124ـ " أنا من الله والمؤمنون مني يتسمون بالأهوية منه "
لا يحفظ هذا اللفظ عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - , لكن قال لعلي " أنت مني وأنا منك " كما قال تعالى {بعضكم من بعض}
[مجموع الفتاوى (11/ 72 ـ 73)]
125ـ " أنا من العرب وليس العرب مني "
هذا ليس من كلام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
[مجموع الفتاوى (18/ 382)]
126ـ " أنا وهذا حجة الله على خلقه " يعني علي بن أبي طالب
موضوع عند أهل العلم بالحديث
[منهاج السنة (5/ 75)]
127ـ " أنت أخي ووصيي وخليفتي من بعدي وقاضي ديني "
[قاله لعلي بن أبي طالب]
هذا الحديث كذب موضوع باتفاق أهل العلم بالحديث
[منهاج السنة (7/ 353 ـ 358)]
128ـ " أنت أخي في الدنيا والآخرة "
لم يؤاخ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - علياً ولا غيره , بل كل ما روي في هذا فهو كذب
¥(12/83)
[منهاج السنة (7/ 117)]
يتبع إن شاء الله
_____________________
(10) تقدم برقم 93 باختلاف الجزء والصفحة ـ أبو مهند ـ
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[23 - 02 - 06, 09:21 م]ـ
129ـ " أنت أول من آمن بي , وأنت أول من يصافحني يوم القيامة , وأنت الصديق الأكبر , وأنت الفاروق ... " الحديث
قال أبو الفرج: حديث موضوع قلت: لعل الآفة فيه محمد بن عبدالله
[منهاج السنة (7/ 448)]
130ـ " أنت وليي في كل مؤمن بعدي "
موضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث
[منهاج السنة (5/ 35)]
131ـ " انتهت الدعوة إليّ وإلى علي , لم يسجد أحدنا لصنم قط , فاتخذني نبياً واتخذ علياً وصياً "
[والدعوة يعني دعوة إبراهيم]
كذب موضوع بإجماع أهل العلم بالحديث
[منهاج السنة (7/ 133 ـ 135)]
132ـ " أنه كان نوراً حول العرش فقال: جبريل أنا كذلك من نور "
أحاديث مفتراة
[الرد على البكري (4 ـ 11)]
133ـ " أنه لم يزل يقنت حتى فارق الدنيا "
ضعيف الإسناد
[مجموع الفتاوى (22/ 374) زاد المعاد لإبن القيم نقلاً عن شيخه (1/ 275)]
134ـ " إنه لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي قال ... " الحديث
تصحيح الحاكم لمثل هذا الحديث وأمثاله فهذا مما أنكره عليه أئمة العلم بالحديث , وقالوا: إن الحاكم يصحح أحاديث وهي موضوعة مكذوبة عند أهل المعرفة بالحديث , ثم تكلم بتفصيل عن الحديث.
[مجموع الفتاوى (1/ 254) الرد على البكري (59 , 263)]
135ـ " إنه ليلة أسري به جمع الله بينه وبين الأنبياء ثم قال: سلهم يا محمد علام بُعثتم؟ قالوا: بعثنا على شهادة أن لا إله إلا الله وعلى الإقرار بنبوتك , والولاية لعليّ بن أبي طالب "
إن مثل هذا مما اتفق أهل العلم على أنه كذب موضوع
[منهاج السنة (7/ 167 ـ 170)]
136ـ " إنه (أي علي) شرب من سرة النبي فدرى علم الأولين والآخرين "
من الأكاذيب
[من منهاج السنة]
137ـ " إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي , ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض "
رواه الترمذي , وقد سئل عنه أحمد بن حنبل فضعفه , وضعفه غير واحد من أهل العلم وقالوا: لا يصح
[منهاج السنة (7/ 393 ـ 397)]
138ـ " أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق "
هذا لا يعرف له إسناد
[منهاج السنة (7/ 393 ـ 397)]
139ـ " أول ما خلق الله العقل قال له: أَقْبِل، فأقبل. ثم قال له: أَدْبِر، فأدبر. ثم قال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقًا أكرم على منك. بك آخذ، وبك أعطي؛ وبك أثيب، وبك أعاقب "
كذب موضوع
[مجموع الفتاوى (18/ 336)]
140ـ " تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين ... " الحديث
كذب موضوع باتفاق العلماء
[منهاج السنة (7/ 258)]
141ـ " تجوز الصلاة خلف كل بر وفاجر "
هذا الحديث لم يثبت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
[الفتاوى (1/ 109)]
142ـ " تزوجها حراماً " ـ أي ميمونة ـ
غلط فيه راويه , والسبب ظاهر
[الفتاوى (13/ 353) شرح العمدة (2/ 190 ـ 209)]
143ـ " تزوجوا فقراء يغنكم الله "
لا أعرفه
[مجموع الفتاوى (18/ 125)]
144ـ " تسمية رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لعلي سيد العابدين "
لا أصل له , ولم يروه أحد من أهل العلم
[منهاج السنة (4/ 50)]
145ـ " تعلموا أباجاد وتفسيرها، ويل لعالم جهل تفسير أبي جاد) قال: قالوا: يا رسول الله، وما تفسيرها؟ قال: (أما الألف فآلاء الله وحرف من أسمائه ... " الحديث
هذا من الأحاديث الواهية بل المكذوبة
[مجموع الفتاوى (12/ 59)]
146ـ " تقاتلين علياً وأنت ظالمة له "
لا يعرف في شيء من كتب العلم المعتمدة
[منهاج السنة (4/ 316)]
147ـ " تمعددوا واخشوشنوا , وانتعلوا , وامشوا حفاة "
هذا مشهور , محفوظاً عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كتب على المسلمين.
[الإقتضاء (1/ 244)]
148ـ " ثلاث هن علي فريضة وهن لكم تطوع: الوتر , والنحر , وركعتا الفجر "
وقد يصدق بعض هؤلاء بما يكون كذباً عند أهل المعرفة , مثل ما يروي طائفة من الفقهاء حديث " ثلاث هن علي فريضة ... " الحديث ويبنون عليها الحلال و الحرام , وأهل العلم بالحديث متفقون على أنها كذب.
[منهاج السنة (7/ 429 ـ 430)]
149ـ " جاء إبليس إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهو في المسجد مع جماعة من أصحابه وسأله عن أشياء كثيرة "
هذا حديث مكذوب مختلق.
[مجموع الفتاوى (1/ 189)]
150ـ " جاء أعرابي ـ في غزوة السلسلة ـ فأخبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن جماعة من العرب قصدوا أن يكبسوا عليه بالمدينة , فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من للوائي؟ فقال أبو بكر أنا له ... فقال في اليوم الثالث أين علي؟ ... " الحديث
ما ذكر فيها من جنس الكذب الذي يحكيه الطرقية الذين يحكون الأكاذيب الكثيرة.
[منهاج السنة (8/ 115 ـ 119)]
151ـ " جاء رجل إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقال يا رسول الله ما يوجب الحج؟ قال: الزاد والراحلة قال: يا رسول الله فما الحج؟ قال: الشعث الشغل , وقام آخر فقال يا رسول الله ما الحج؟ قال العج والثج "
فيه إبراهيم بن يزيد قد تكلم فيه بعض أهل الحديث من قبل حفظه
[شرح العمدة (1/ 126)]
152 ـ " جاء رجل إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقال: اشتكت عيني أفأكتحل وأنا صائم قال: نعم "
قال الترمذي: ليس بالقوي , و لا يصح عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في هذا الباب شيء وفيه أبو عاتكة , قال البخاري منكر الحديث.
[مجموع الفتاوى (25/ 234 ـ 235)]
يتبع إن شاء الله
¥(12/84)
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[25 - 02 - 06, 12:03 ص]ـ
153ـ " جاء قيس بن حطاطه إلى حلقة فيه صهيب الرمي و سلمان الفارسي و بلال الحبشي .... , فصعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال: أما بعد أيها الناس , فإن الرب رب واحد والأب واحد والدين واحد ... " الحديث
هذا الحديث ضعيف , وكأنه مركب على مالك لكن معناه ليس ببعيد
[اقتضاء الصراط المستقيم (1/ 407 ـ 409)]
154ـ " جاءت فأرة فأخذت تجر الفتيلة بين يدي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على الخمرة التي كان قاعداً عليها , فأحترق فيها قبل موضع درهم "
هذا الحديث لا نعلم صحته
[مجموع الفتاوى (22/ 176)]
155ـ " جاءني جبريل من عند الله بورقة خضراء مكتوب فيها ببياض: إني قد افترضت محبة عليّ على خلقي فبلغهم ذلك عني "
كذب موضوع
[منهاج السنة (7/ 397 ـ 402)]
156ـ " الجنة تحت أقدام الأمهات "
ما يعرف هذا اللفظ مرفوعاً بإسناد ثابت (11)
[الأحاديث الموضوعة (71)]
157ـ " حب أبي بكر وعمر من الأيمان , وبغضهما من الكفر "
رواه أبو طاهر السلفي , وإسناده الذي ذكره فيه نظر لكن لعله روي من وجه آخر
[اقتضاء الصراط المستقيم (1/ 385 ـ 387)]
158ـ " حب آل محمد يوماً خير من عبادة سنة , ومن مات عليه دخل الجنة "
حديث موضوع عند أهل العلم بالحديث
[منهاج السنة (5/ 72 ـ 278)]
159ـ " حب الدنيا رأس كل خطيئة "
ليس هذا محفوظاً عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولكن هو معروف عن جندب بن عبدالله البجلي من الصحابة ويذكر عن المسيح بن مريم عليه السلام.
[مجموع الفتاوى (11/ 371) (18/ 7)]
160ـ " حب علي حسنة لا تضر معها سيئة , وبغضه سيئة لا ينفع معها حسنة "
[نقله صاحب الفردوس في كتابه عن معاذ بن جبل مرفوعاً]
كتاب " الفردوس " فيه من الأحاديث الموضوعات ما شاء الله نقلها من غير اعتبار لصحيحها وضعيفها وموضوعها
[منهاج السنة (5/ 72 ـ 75)]
161ـ " حبب إليّ من دنياكم ثلاث: النساء , والطيب , وجعلت قرة عيني في الصلاة "
لم يقل " حبب إليّ من دنياكم ثلاث " وإنما كان يقول " حبب إليّ من دنياكم النساء والطيب " ثم يقول " وجعلت قرة عيني في الصلاة "
[مجموع الفتاوى (28/ 31)]
162ـ " حج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على رحل رث , وقطيفة تساوي أربعة دراهم ... " الحديث
رواه ابن ماجه وفيه كلام
[شرح العمدة (148 ـ 149)]
163ـ " الحجر الأسود يمين الله في الأرض "
هو معروف من كلام ابن عباس , وروي مرفوعاً وفي رفعه نظر.
[درء تعارض العقل والنقل (5/ 236 ـ 239)]
164ـ حديث تلقين الميت
لا يحكم بصحته
[مجموع الفتاوى (21/ 296)]
165ـ حديث كراهة السلت والنتر في التبول
لا يصح
[مجموع الفتاوى (21/ 106)]
166ـ " حديث هامة بن هيم بن لا قيس بن إبليس وأنه قدم على النبي وأسلم "
نقل ابن القيم عن شيخه أنه موضوع
(فوائد حديثية لإبن القيم مخطوطة ورقة 21)
167ـ " حديث وحي عيسى بن مريم , وأنه ظهر في زمن عمر بن الخطاب "
نقل ابن القيم عن شيخ الإسلام تكذيبه
(فوائد حديثية لإبن القيم مخطوطة ورقة 23)
168ـ " حسبي من سؤالي علمه بحالي "
كلام باطل
[مجموع الفتاوى (8/ 539)]
169ـ " حسنات الأبرار سيئات المقربين "
هذا كلام بعض الناس وليس هو من كلام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
[مجموع الفتاوى (18/ 338)]
170ـ " حصار تبوك "
يذكره الجهال كذب لا أصل له
[الإختيارات العلمية نقلاً عن الفتاوى الكبرى: (4/ 468)]
171ـ " الحيض للجارية البكر ثلاثة أيام ولياليهن وأكثره خمسة عشر "
هذا الخبر عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - باطل , بل هو كذب موضوع باتفاق علماء الحديث.
[مجموع الفتاوى (1/ 77)] (12)
172ـ " خرج رسول الله ـ في غزوة حنين ـ متوجهاً في عشرة الآف من المسلمين وكان أمير المؤمنين يضرب بين يديه بالسيف , وقتل من المشركين أربعين نفساً فانهزموا "
كذب باتفاق أهل المعرفة بالحديث
[منهاج السنة (8/ 126ـ 131)]
173ـ " خلق الله آدم على صورته أي على صورة المضروب " (13)
هذا شيء لا أصل له و لا يعرف في شيء من كتب الحديث.
[نقض التأسيس (3/ 224)]
174ـ خلق الله التربة يوم السبت "
¥(12/85)
رواه مسلم في صحيحه , وهو حديث معلول قدح فيه أئمة الحديث كالبخاري وغيره. وقال البخاري موقوف على كعب وهو مما أنكر الحذاق على مسلم إخراجه إياه.
[مجموع الفتاوى (17/ 235 ـ 237)]
175ـ " خلق الله من نور وجه علي سبعين ألف ملك يستغفرون له ولمحبيه إلى يوم القيامة "
[رواه اخطب خوارزم ـ كما قال الرافضي]
أخطب خوارزم هذا له مصنف في هذا الباب , فيه من الأحاديث المكذوبه ما لا يخفى كذبه وليس هو من علماء الحديث وهذا الحديث من المكذوبات
[منهاج السنة (5/ 36ـ 242)]
176ـ " خير خلكم خل خمركم "
هذا الكلام لم يقله النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ومن نقله عنه فقد أخطأ
[الفتاوى (1/ 85)]
177ـ " دخل الحمام "
لم يدخل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حماماً ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان , والحديث الذي يروى أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - دخل الحمام موضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث
[مجموع الفتاوى (21/ 301)]
178ـ " دخلت على علي العصر , فوجدته جالساً بين يديه صفحة فيها لبن حار , وأجد ريحة من شدة حموضته وفي يده رغيف ... " الحديث عن سويد بن غفلة
ليس بمرفوع إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
[منهاج السنة (7/ 486ـ476 ـ 492)]
179ـ " دخلت عليه يوم السبت وهو يتغدى , فقال " تعالي تغدي " فقالت: إني صائمة فقال لها أصمت أمس فقالت: لا قال " كلي فإن صيام يوم السيت لا لك ولا عليك "
اسناده ضعيف
[اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 573 ـ 574)]
180ـ " دعا الناس إلى غدير خُم , وأمر بإزالة ما تحت الشجر من الشوك فقام فدعا علياً فأخذ بضبعيه فرفعهما ... من كنت مولاه فعلي مولاه ... " الحديث
على المستدل بيان صحة هذا الحديث ومجرد عزوه إلى رواية أبي نعيم لا تفيد الصحة فإن أبا نعيم روى كثيراً من الأحاديث الضعيفة بل الموضوعة.
[منهاج السنة (7/ 51ـ 59)]
181ـ " دعا في مسجد الفتح ثلاثاً: يوم الإثنين , ويوم الثلاثاء , ويوم الأربعاء , فاستجيب له يوم الأربعاء ... " الحديث
في إسناد هذا الحديث كثير بن زيد وفيه كلام يوثقه ابن معين تارة ويضعفه أخرى.
[اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 807)]
182ـ " الدنيا خطوة رجل مؤمن "
هذا لايعرف عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولا عن سلف الأمة ولا خلفها ولا أئمتها.
[مجموع الفتاوى (18/ 123)]
يتبع إن شاء الله
________________
(11) الحديث صحيح بمجموع طرقه صححه الذهبي و المنذري والألباني.
(12) بحثت عنه في الفتاوى ولم أجده ـ أبو مهند ـ
(13) يقصد شيخ الإسلام لفظة (على صورة المضروب) و إلا فالحديث ثابت.
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[25 - 02 - 06, 03:33 ص]ـ
183ـ " الذي أيَّن الأين فلا يقال له: أين " (14)
أجمع العلماء على أنه من أكذب الحديث
[درء تعارض العقل والنقل (5/ 225)]
184ـ " رأى ربه حين أفاض من مزدلفة يمشي أمام الحجيج وعليه جبة صوف "
هذا الحديث رواه أهل البدع في الصفات مما نعلم باليقين القاطع أنع كذب وبهتان بل كفر شنيع.
[مجموع الفتاوى (3/ 385 ـ 389)]
185 ـ " رأى ربه في الطواف "
هذا الحديث كذب وبهتان رواه أهل البدع
[مجموع الفتاوى (3/ 385 ـ 389)]
186ـ " رأى ربه في بعض سكك المدينة "
هذا الحديث كذب وبهتان رواه أهل البدع.
[مجموع الفتاوى (3/ 385 ـ 389)]
187ـ " رأى ربه ليلة المعراج بعين رأسه وعليه تاج يلمع "
كل حديث فيه رؤيته لربه ليلة المعراج عياناً , فإنها كلها أحاديث مكذوبة موضوعة باتفاق أهل العلم بالحديث.
[درء تعارض العقل والنقل (7/ 93) نقض التأسيس (3/ 472ـ473)]
188ـ " رأى ربه وهو خارج من مكة "
هذا الحديث كذب وبهتان رواه أهل البدع.
[مجموع الفتاوى (3/ 385 ـ 389)]
189ـ " رأى علياً مقبلاً فقال: أنا وهذا حجة الله على أمتي يوم القيامة "
كذب.
[منهاج السنة (7/ 403)]
190ـ " رأيت أبا ذر وهو متعلق بأستار الكعبة وهو يقول: من عرفني فقد عرفني , ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر ... "
الأثر عن ابن عباس موقوف على أبي ذر مع أن نقله عن أبي ذر فيه نظر
[منهاج السنة (5/ 50ـ 72)]
¥(12/86)
191ـ " رأيت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهو آخذ بيد علي وهو يقول: هذا ولي وأنا وليه , عاديتُ ما عادى وسالمت من سالم "
كذب موضوع
[منهاج السنة (7/ 397ـ 402)]
192ـ " رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر "
لا أصل له
[مجموع الفتاوى (11/ 197 ـ 199)]
193ـ "زدني فيك تحيراً "
من الأحاديث المكذوبة , ولم يروه أحد من أهل العلم بالحديث , وإنما يرويه جاهل أو ملحد فإن هذا الكلام يقتضي انه كان حائراً أو أنه سأل الزيادة في الحيرة وكلاهما باطل وذكر تكذيبه في مواضع.
[درء تعارض العقل والنقل (5/ 225) مجموع الفتاوى (5/ 179) (2/ 203) (11/ 384)]
194ـ " زكاة الأرض نباتها "
وقد يصدق بعض هؤلاء بما يكون كذباً عند أهل المعرفة , مثل ما يروي طائفة من الفقهاء حديث " زكاة الأرض نباتها " ويبنون عليها الحلال والحرام وأهل العلم بالحديث متفقون على أنها كذب.
[منهاج السنة (7/ 429 ـ 430)]
195ـ سئل بأي لغة خاطبك ربك ليلة المعراج؟ فقال خاطبني بلغة علي ... "
رواه أخطب بن خوارزم ـ كما قال الرافضي ـ
أخطب بن خوارزم هذا له مصنف في هذا الباب فيه من الأحاديث المكذوبة ما لا يخفى كذبه وليس هو من علماء الحديث , وهذا الحديث من المكذوبات.
[منهاج السنة (5/ 36 ـ 42)]
196ـ " سُئل عن الكمات التي تلقاها آدم عن ربه فتاب عليه قال: سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين أن يتوب عليه فتاب عليه "
هذا الحديث كذب موضوع باتفاق أهل العلم.
[منهاج السنة (7/ 130 ـ 132)]
197ـ " سئل عن المني يصيب الثوب فقال: إنما هو بمنزلة المخاط والبصاق وإنما يكفيك أن تمسحه بخرقة أو بإذخرة "
أما هذه الفتيا فهي ثابتة عن ابن عباس , وقبله سعد بن أبي وقاص ذكر ذلك عنهما الشافعي وغيره في كتبهم وأما رفعه إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فمنكر باطل لا أصل له
[الفتاوى (2/ 151ـ 152)]
198ـ " سألت الله عز وجل أن يجعلها اذنك يا علي "
[في قوله تعالى {وتعيها أذن واعية}]
199ـ " سب أصحابي ذنب لا يغفر "
هذا كذب على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وقد قال تعالى {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثماً عظيماً}
[مجموع الفتاوى (18/ 381) (3/ 290) (7/ 683)]
200ـ " سبعة لا تموت ولا تفنى ولا تذوق الفناء: النار وسكانها واللوح , والقلم , والكرسي , والعرش"
هذا الخبر بهذا اللفظ ليس من كلام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وإنما هو من كلام بعض العلماء.
[مجموع الفتاوى (18/ 307)]
201ـ " ستروا من أصحابي هدنه (15): القاتل والمقتول في الجنة "
هذا اللفظ لا يعرف عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
[مجموع الفتاوى (18/ 383)]
202ـ " سد الأبواب كلها إلا باب علي "
هذا مما وضعت الشيعة على طريق المقابلة فإن الذي في الصحيح
" ... لا يبقين في المسجد خوخة إلا سدت إلا خوخة أبي بكر "
[منهاج السنة (5/ 35)]
203ـ " سمعت علياً يقول: أصابني يوم أحد سنة عشر ضربة , سقطت إلى الأرض في أربع منهن ... فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يا علي أقرَّ الله عينيك , كان ذاك جبريل "
ليس هذا الحديث في شيء من الكتب المعروفة عند أهل العلم.
[منهاج السنة (8/ 101 ـ 102)]
204ـ سمعته يقرأ هذه الآية {وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين} قال: صالح المؤمنين علي بن أبي طالب "
[عن أسماء بنت عميس]
الحديث كذب موضوع
[منهاج السنة (7/ 292 ـ 294)]
205ـ " الشيخ في قومه كالنبي في أمته "
ليس هذا من كلام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
[الأحاديث الموضوعة (49)]
206ـ " الشيخ في قومه كالنبي في أمته "
ليس هذا من كلام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وإنما يقوله بعض الناس.
[مجموع الفتاوى (18/ 379)]
207ـ " الصديقون ثلاثة: حبيب بن موسى النجار مؤمن آل ياسين , الذي قال: يا قوم اتبعوا المرسلين , وحزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال: اتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله , وعلي بن أبي طالب الثالث وهو أفضلهم "
حديث موضوع , وفي الصحيح من غير وجه تسمية غير علي صديقاً كتسمية أبي بكر الصديق فكيف يقال الصديقون ثلاثة؟
[منهاج السنة (7/ 222 ـ 227)]
208ـ " الصلاة الألفية ليلة النصف من شعبان "
سميت الفية لأن فيها قراءة {قل هو الله أحد} ألف مرة والحديث المرفوع في هذه الصلاة الألفية كذب موضوع باتفاق أهل العلم بالحديث.
[اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 635 ـ 636)]
209ـ " صلاة الرغائب "
أما صلاة الرغائب فلا أصل لها بل هي محدثة.
[مجموع الفتاوى (23/ 132)]
210ـ " صلاة الليل والنهار مثنى مثنى " (16)
هذا الحديث رواه الأزدي عن علي بن عبد الله البارقي عن ابن عمر , وضعف الإمام أحمد وغيره من العلماء حديث البارقي وهو خلاف ما رواه الثقات عن ابن عمر كما في الصحيحين أنه سئل عن صلاة الليل فقال صلاة الليل مثنى مثنى ... " الحديث
[مجموع الفتاوى (23/ 170)]
211ـ " صلى الكسوف بركوعين أو ثلاثة "
ضعفه الشافعي والبخاري وأحمد والثابت المتواتر عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في الصحيحين وغيرهما " صلى كل ركعة بركوعين "
[التفسير الكبير (4/ 114)]
212ـ صلى بعد الظهر أربعاً "
هذا من الأحاديث المكذوبة على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
[مجموع الفتاوى (24/ 201)]
يتبع إن شاء الله
_____________
(14) مكرر تقدم برقم 45 ـ أبو مهند ـ
(15) في أحاديث القصاص (هنيئه)
(16) هذا الحديث من الأحاديث التي اختُلف فيها كثيراً بين مصحح ومضعف والإختلاف في زيادة الثقة ومدى قبولها.
¥(12/87)
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[26 - 02 - 06, 12:26 ص]ـ
213ـ " صلى قبل الظهر ستاً "
هذا من الأحاديث المكذوبة على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
[مجموع الفتاوى (24/ 201)]
214ـ " صلى قبل العصر أربعاً "
هذا من الأحاديث المكذوبة على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
[مجموع الفتاوى (24/ 201)]
215ـ " طال شوق الأبرار إلى لقائي , وأنا إلى لقائهم أشوق "
وهو حديث ضعيف
[الرسائل والمسائل (1/ 85)]
216ـ الطواف بالبيت صلاة إلا أن الله أباح فيه الكلام , فمن تكلم فلا يتكلم إلا بخير "
يروى موقوفاً , ومرفوعاً وأهل المعرفة بالحديث لا يصححونه غلا موقوفاً , ويجعلونه من كلام ابن عباس , ولا يثبتون رفعه.
[مجموع الفتاوى (26/ 193)]
217ـ " العازب فراشة من النار , ومسكين رجل بلا امرأة , ومسكينة امرأة بلا رجل "
هذا ليس من كلام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
[مجموع الفتاوى (18/ 125 ـ 380)]
218ـ " العجز عن درك الإدراك إدراك "
ينسب إلى بعض الصحابة و التابعين , ولا يصح.
[مجموع الفتاوى (2/ 216)]
219ـ " العلم في الصغر كالنقش في الحجر "
هذا مثلٌ سائر , ليس من كلام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
[منهاج السنة (7/ 526)]
220ـ " علي سيف الله وسهم الله "
هذا الحديث لا يعرف في شيء من كتب الحديث , ومعناه باطل.
[منهاج السنة (4/ 483 ـ 485)]
221ـ " علي قائد البرره , وقاتل الكفرة , فمنصور من نصره ومخذول من خذله ... " الحديث
أهل العلم بالحديث على أن القصة المروية في ذلك من الكذب الموضوع.
[منهاج السنة (7/ 5 ـ 27)]
222ـ " علي مع الحق والحق معه , يدور حيث دار , ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض "
لم يروه أحد عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لا بإسناد صحيح ولا ضعيف.
[منهاج السنة (4/ 238)]
223ـ " عليكم بدين العجائز "
كذبه شيخ الإسلام
السخاوي عن شيخ الإسلام في المقاصد الحسنة [المقاصد الحسنة (290)]
224ـ " عمار جلدة بين عَيْنَيْ , تقتله الفئة الباغية , لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة "
قوله " عمار جلدة بين عيني " لا يعرف له إسناد , وقوله " لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة " كذب مزيد في الحديث والذي في الصحيح " تقتل عمار الفئة الباغية "
[منهاج السنة (5/ 258 ـ 259)]
225ـ " العمرة تطوع "
قال الدارقطني: والصحيح انه موقوف على أبي هريرة.
[شرح العمدة (1/ 92)]
226ـ " غربوا ولا تشرقوا " يعني على الغائط
الحديث كذب , ولكن في الصحيح عنه أنه قال: " لا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول , ولكن شرقوا وغربوا " وهذا الخطاب منه لأهل المدينة , ومن جرى مجراهم كأهل الشام والجزيرة والعراق , وأما مصر فقبلتهم بين المشرق والجنوب من مطلع الشمس في الشتاء والله أعلم.
[مجموع الفتاوى (21/ 105)]
227ـ " الفرق بين الطلاق والعتاق في الاستثناء "
وقد يصدق بعض هؤلاء بما يكون كذباً عند أهل المعرفة , مثل ما يروي طائفة من الفقهاء حديث " الفرق بين الطلاق والعتاق في الاستثناء " ويبنون عليها الحلال والحرام , وأهل العلم بالحديث متفقون على أنها كذب.
[منهاج السنة (7/ 429 ـ 430)]
228ـ " فسخ الحج لنا خاصة أم للناس عامة؟ قال: بل لنا خاصة "
قال عبدالله [أي ابن الإمام أحمد] قيل لأبي حديث بلال بن الحارث؟ قال: لا أقول به , ولا تعرف هذا الرجل , ولم يروه إلا الدراوردي , وقال أيضاً: هذا حديث ليس إسناده بالمعروف , وإنما يروى عن
أبي ذر إنما كانت المتعة لنا خاصة ـ يعني متعة الحج ـ
[شرح العمدة (1/ 515 ـ 520)]
229ـ " الفقر فخري وبه أفتخر "
كذب موضوع ومعناه باطل.
[مجموع الفتاوى (11/ 117) (18/ 123)]
230ـ " الفقر هو الله , والأولياء مفتقرون للخاتمة والأشقياء تحت القضاء "
كذب.
[مجموع الفتاوى (11/ 116 ـ 117)]
231ـ " فقراؤكم حسناتكم "
هذا اللفظ ليس مأثوراً , لكن معناه صحيح.
[مجموع الفتاوى (18/ 378)]
232ـ " قال أبو إسرائيل بن قشير أنه كان نذر أن يقوم ولا يقعد , ولا يستظل ولا يتكلم فأتى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: اقعد , واستظل , وتكلم , وكفر "
¥(12/88)
قال البيهقي محمد بن كريب ضعيف , وعندي أن ذلك تصحيف وإنما هو و "صم " كما في سائر الروايات.
[العقود (59)]
يتبع إن شاء الله
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[26 - 02 - 06, 03:38 ص]ـ
233ـ " قال رجل لسلمان: ما أشهد حبك لعلي , قال سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول: من أحب علياً فقد أحبني , ومن أبغض علياً فقد ابغضني "
[رواه اخطب خوارزم ـ كما قال الرافضي ـ
أخطب خوارزم هذا له مصنف في هذا الباب فيه من الأحاديث المكذوبة ما لا يخفى كذبه , وليس هو من علماء الحديث , وهذا الحديث من المكذوبات.
[منهاج السنة (5/ 36 ـ 42)]
234ـ " قال رجل يا رسول الله إن امرأتي لا ترد يد لامس فقال: طلقها فقال: إني أحبها قال: فاستمتع بها "
هذا الحديث ضعفه أحمد
[الفتاوى (4/ 156 ـ 157)]
235ـ " قال في الأبدال والأقطاب والأغواث وعدد الأولياء والنجباء والنقباء. كل هذا كذب وورد في الأبدال حديث ضعيف "
[مجموع الفتاوى (11/ 167 ـ 433) (4/ 115)]
236ـ " قال في حجة الوداع: يا أهل مكة أتموا صلاتكم فإنا قوم سفر "
هذا مروي عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في أهل مكة عام الفتح , لا في حجة الوداع , فإنه في حجة الوداع لم يكن يصلي في مكة , بل كان يصلي بمنزله , وقد رواه أبو داود وغيره , وفي إسناده مقال.
[مجموع الفتاوى (24/ 125)]
237ـ " قال في غلام للمغير بن شعبة هذا واحد من السبعة "
كذب باتفاق أهل العلم.
[مجموع الفتاوى (11/ 167)]
238ـ " قال في قوله تعالى {وقفوهم إنهم مسئولون} قال عن ولاية علي "
هذا كذب موضوع بالاتفاق.
[منهاج السنة (7/ 143 ـ 146)]
239ـ " قال لأبي هريرة ألك قميصان؟ بع واحد وكل به بطيخاً أصفر "
الأحاديث المتقدمه في البطيخ كلها مختلقة لم يرغب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في أكل البطيخ وجميع ما يروى من هذا الجنس فهو كذب.
[مجموع الفتاوى (32/ 213)]
240ـ " قال لحارثة بن سراقة: كيف أصبحت يا حارثة؟ قال: أصبحت مؤمناً حقاً. قال: فما حقيقة إيمانك؟ فقال: عزفت نفسي عن الدنيا فاستوى عندي حجرها وذهبها , وكأني انظر على عرش ربي بارزاً , وكأني انظر إلى أهل الجنة يتمتعون فيها , وإلى أهل النار يعذبون فيها , فقال: عرفت فالزم , عبد نَوَّرَ الله قلبه "
رواه ابن عساكر مرسلاً , وروي مسنداً من وجه ضعيف لا يثبت.
[الاستقامة (1/ 194ـ 195)]
241ـ " قال لعائشة: تقاتلين علياً , وأنت ظالمة له " (17)
هذا لا يعرف في شيء من كتب العلم المعتمدة , وهو بالموضوعات المكذوبات أشبه منه بالأحاديث الصحيحة.
[منهاج السنة (4/ 315 ـ 316)]
242ـ " قال لعلي: حبك إيمان , وبغضك نفاق , وأول من يدخل الجنة محبك ... " الحديث
كذب موضوع
[منهاج السنة (7/ 397 ـ 402)]
243ـ " قال لعلي: يا علي قل اللهم اجعل لي عند عهداً , واجعل لي في صدور المؤمنين مودة فأنزل الله {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً}
وروى الحافظ أبو نعيم الأصبهاني بإسناده إلى ابن عباس قال: نزلت في علي والود محبة في القلوب المؤمنة
هذان الحديثان من الكذب باتفاق أهل المعرفة بالحديث.
[منهاج السنة (7/ 136 ـ 138)]
244ـ " قال للحسين: هذا إمام ابن إمام أخو إمام , أبو أئمة تسعة ... " الحديث
هذا كذب.
[منهاج السنة (8/ 247 ـ 254)]
245ـ " قال لمن أوجعه بطنه (أشكم بدرد) " (18)
و لايصح
[اقتضاء الصراط المستقيم (1/ 469)]
246ـ " قتل عليّ لعمرو بن عبد ود أفضل من عبادة الثقلين "
من الأحاديث الموضوعة.
[منهاج السنة (8/ 108 ـ 110)]
247ـ " قتلت بقرة حماراً , فترافعا المالكان إلى أبي بكر فقال: بهيمة قتلت بهيمة , لا شيء على ربها ... فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لقد قضى علي بن أبي طالب بينكما بقضاء الله عز وجل "
الحديث لا يعرف , ولم يذكر له إسناد.
[منهاج السنة (8/ 70 ـ 71)]
248ـ " قدم وفد عبدالقيس على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وفيهم غلام أمرد ظاهر الوضاءة , فأجلسه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وراء ظهره , وقال: كانت خطيئة داود في النظر "
حديث منكر
[التفسير الكبير (5/ 350)]
¥(12/89)
249ـ " قرأ هذه الآية {في بيوت أذن الله أن ترفع} إلى قوله {يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار} فقام رجل فقال: أي بيوت هذه يا رسول الله؟ فقال: بيوت الأنبياء فقام أبو بكر فقال: يا رسول الله هذا البيت منها؟ يعني بيت علي وفاطمه قال: نعم من أفضلها "
هذا الحديث موضوع عند أهل المعرفة بالحديث
[منهاج السنة (7/ 89 ـ 95)]
250ـ " القرآن كلام الله غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود "
هذا القول صحيح متواتر عن السلف أنهم قالوا ذلك , لكن رواية هذا اللفظ عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كذب , وعزوه إلى مسند الإمام أحمد كذب ظاهر.
[منهاج السنة (8/ 150)]
251ـ " قراءة آية الكرسي عقب كل صلاة " (19)
قد روي في قراءة آية الكرسي عقب كل صلاة حديث لكنه ضعيف , ولهذا لم يروه أحد من أهل الكتب المعتمد عليها , ولم يكن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأصحابه وخلفاؤه يجهرون بعد الصلاة بقراءة آية الكرسي , ولا غيرها من القرآن.
[مجموع الفتاوى (22/ 508 ـ 509)]
252ـ " قسمت الصلاة بيني وبين عبدي ... " وفي أحد الروايات " فإذا قال بسم الله الرحمن الرحيم قال ذكرني عبدي ... "
اتفق أهل العلم على كذب هذه الزيادة.
[مجموع الفتاوى (22/ 422)]
253ـ " قضى سنة العصر "
هذا من الأحاديث المكذوبة على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
[مجموع الفتاوى (24/ 201)]
254ـ " قعد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على العرش "
رواه بعض الناس من طرق كثيره مرفوعة وهي كلها موضوعة.
[درء تعارض العقل والنقل (5/ 238)]
255ـ " القلب بيت الرب "
ليس هذا من كلام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
[مجموع الفتاوى (18/ 370)]
256ـ " قوله تعالى} واركعوا مع الراكعين} البقرة: 43 ابن عباس أنها نزلت في النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وعلي خاصة , وهما أول من صلى وركع "
كذب موضوع باتفاق أهل العلم بالحديث.
[منهاج السنة (7/ 27)]
257ـ " قيل للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في الإسراء هذه طيبة أنزل فصل فنزل فصلى ... " الحديث
كذب موضوع لم يصل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تلك الليلة إلا في المسجد الأقصى.
[التفسير الكبير (7/ 528)]
258ـ " قيل يا رسول الله ممَّ ربنا؟ قال: من ماء مرور , لا من أرض ولا سماء , خلق خيلاً فاجراها فعرقت فخلق نفسه من ذلك العرق "
حديث عرق الخيل الذي كذبه بعض الناس على أصحاب حماد بن سلمه وقالوا: إنه كذبه بعض أهل البدع , واتهموا بوضعه محمد بن شجاع الثلج , وقالوا: إنه وضعه ورمى به بعض أهل الحديث ليقال عنهم إنهم يروون مثل هذا.
[درء تعارض العقل والنقل (1/ 148 ـ 149)]
259ـ كان الله ولا شيء معه وهو الآن على ما عليه كان "
موضوع.
[درء تعارض العقل والنقل (5/ 224) (مجموع الفتاوى (2/ 272 ـ 278)]
260ـ " كان أبو بكر ورسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يتحدثان بحديث أبقى بينهما كأني زنجي لا أفقه "
[عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه]
كذب مختلق.
[مجموع الفتاوى (11/ 80) (18/ 339)]
261ـ كان إذا اتبع جنازة لم يقعد حتى توضع في اللحد , فعرض له حبر فقال هكذا نصنع يا محمد قال: فجلس رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وقال: خالفوهم "
رواه أبو داود والترمذي وقال: بشر بن رافع ليس القوي في الحديث.
[اقتضاء الصراط المستقيم (1/ 200 ـ 201)]
262ـ " كان إذا طلى بدأ بعورته فطلاهما بالنورة وسائر جسد أهله "
رواه ابن ماجه فيه مقال.
[شرح العمدة (239)]
يتبع إن شاء الله
_________________
(17) مكرر تقدم برقم 146 ـ أبو مهند ـ
(18) كلمة فارسية معناها " أتشتكي بطنك "
(19) وردت طرق لهذا الحديث يتقوى بها ولذا حكم بحسنه الهيثمي وابن القيم في " الزاد " وابن حجر والألباني ونقل ابن القيم في " الزاد " عن شيخ الإسلام أنه قال: ما تركتها (أي آية الكرسي) عقيب كل صلاة.
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[26 - 02 - 06, 07:03 ص]ـ
263ـ " كان إذا وطئ بقدمه في الحجر والرمل لم يكن يؤثر "
هذا لم ينقله أهل العلم بأحواله ولا واحد منهم بل هو كذب عليه
[الجواب الصحيح (4/ 234)]
¥(12/90)
264ـ " كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يوحى إليه ورأسه في حجر عليّ فلم يصل العصر حتى غربت الشمس فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: صليت يا علي؟ قال: لا فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس فقالت أسماء: فرأيتها غربت ثم رأيتها طلعت بعدما غربت "
قال أبو الفرج ابن الجوزي هذا حديث موضوع.
[منهاج السنة (8/ 168)]
265ـ " كان الفتح في غزوة خيبر على يد أمير المؤمنين , ودفع الراية إلى أبي بكر فانهزم , ثم إلى عمر فانهزم , ثم إلى علي وكان أرمد فتفل في عينيه وخرج فقتل مرحباً فانهزم الباقون "
هو من الكذب. فإن خيبر لم تفتح كلها في يوم واحد ولم ينهزم فيها أبو بكر وعمر.
[منهاج السنة (8/ 122 ـ 123)]
266ـ " كان في السفر يتم ويقصر "
وقد يصدق بعض هؤلاء بما يكون كذباً عند أهل المعرفة , مثل ما يروي طائفة من الفقهاء حديث " كان في السفر يتم ويقصر "
ويبنون عليها الحلال والحرام وأهل العلم بالحديث متفقون على أنها كذب.
[منهاج السنة (7/ 429 ـ 430)]
267ـ " كان لا يتم التكبير "
حكى أبو داود الطيالسي أنه قال: هذا عندنا باطل والأحاديث المتوترة عنه بخلاف ذلك.
[القواعد النورانية (87)]
268ـ " كان يحافظ على الضحى "
هذا من الأحاديث المكذوبة على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
[مجموع الفتاوى (24/ 201)]
269ـ " كان يرفع يديه في ابتداء الصلاة , ثم لا يعود "
وقد يصدق بعض هؤلاء بما يكون كذباً عند أهل المعرفة , مثل ما يروي طائفة من الفقهاء حديث " كان يرفع يديه ... " الحديث ويبنون عليها الحلال والحرام وأهل المعرفة بالحديث متفقون على أنها كذب.
[منها ج السنة (7/ 429 ـ 430)]
270ـ " كان يصلي نحو ستة عشر ركعة منها قبل العصر "
الحديث مطعون فيه , ولم يقل أحد أنه كان يصلي قبل العصر إلا وفيه ضعف بل خطأ.
[مجموع الفتاوى (1/ 185)]
271ـ " كان يقصر في السفر ويتم ويفطر ويصوم "
قال ابن حزم في هذا الحديث: انفرد به المغيرة بن زياد , ولم يروه غيره , وقد قال فيه أحمد بن حنبل: ضعيف كل حديث اسنده منكر , وقد روي من غير طريقه , لكنه ضعيف أيضاً , وقد ذكر عبدالله بن أحمد بن حنبل أن أباه سئل عن هذا الحديث فقال: هذا حديث منكر , وهو كما قال الإمام أحمد , وإن كان طائفة من أصحابة احتجوا به , ولا ريب أن هذا حديث مكذوب.
[مجموع الفتاوى (24/ 144 ـ 162)]
272ـ " كان يقول في دعائه يا رب طه ويس ويا رب القران العظيم "
لا خلاف بين أهل العلم بالحديث أن هذا الحديث كذب على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
[مجموع الفتاوى (5/ 173 ـ 174)]
273ـ " كان يكثر الوصية بالحسن والحسين ويقول لهم هؤلاء وديعتي عندكم "
هذا الحديث لا يعرف في شيء من كتب الحديث التي يعتمد عليها.
[منهاج السنة (4/ 561 ـ 562)]
274ـ " كل حديث أن النبي رأى ربه بعينيه في الأرض ... "
كذب باطل باتفاق علماء المسلمين.
[مجموع الفتاوى (3/ 389)]
275ـ " كل صلاة لم تنه عن الفحشاء والمنكر لم يزدد صاحبها من الله إلا بعداً "
هذا الحديث ليس بثابت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لكن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر كما ذكر الله في كتابه.
[مجموع الفتاوى (22/ 605)]
276ـ " كلوا العدس , فإنه يرقق القلب وقد قدس فيه سبعون نبياً "
حديث مكذوب مختلق باتفاق أهل العلم.
275ـ " كل صلاة لم تنه عن الفحشاء والمنكر لم يزدد صاحبها من الله إلا بعداً "
هذا الحديث ليس بثابت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لكن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر كما ذكر الله في كتابه.
[مجموع الفتاوى (33/ 15) (27/ 23)]
277ـ " كنا عند جابر بن عبدالله , وقد كف بصره وعلت سنه , فدخل عليه علي بن الحسين ومعه ابنه محمد وهو صبي فسلم على جابر وجلس ... " الأثر بطوله عن أبي الزبير.
لا أصل له وهو من الموضوعات.
[منهاج السنة (4/ 50 ـ 51)]
¥(12/91)
278ـ " كنت جالساً عند النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فجاء رجل من اليمن فقال: إن ثلاثة نفر من أهل اليمن أتو علياً يختصمون إليه في ولد ... " الحديث بطوله عن زيد بن أرقم.
نقل عن أحمد تضعيف الخبر.
[منهاج السنة (8/ 68 ـ 69)]
279ـ " كنت جالساً مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إذ أقبل علي عليه السلام فقال: أنا وهذا حجة الله على خلقه " [عن أنس رضي الله عنه]
حديث موضوع.
[منهاج السنة (5/ 72 ـ 78)]
280ـ " كنت عند رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فدخل عليه الحسين بن علي فضمه إليه , وقبله وأقعده إلى جنبه , ثم قال: يولد لابني هذا ابن يقال له: علي , إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش: سيد العابدين .... " الحديث
لا أصل له من الموضوعات.
[منهاج السنة (4/ 50 ـ 51)]
281ـ " كنت كنزاً لا أعرف فأحببت أن أعرف فخلقت فعرفتهم بي فعرفوني "
ليس هذا من كلام الله للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولا يعرف له إسناد صحيح ولا ضعيف.
[مجموع الفتاوى (18/ 376)]
282ـ " كنت مع علي عليه السلام يوم الشورى يقول لهم: لأحتجنَّ عليكم بما لا يستطيع عربيكم ولا عجميكم تغيير ذلك ... " الأثر بطوله عن عامر بن واثلة.
هذا كذب باتفاق أهل المعرفة بالحديث ولم يقل علي يوم الشورى شيئاً من هذا ولا ما يشابهه.
[منهاج السنة (5/ 50 ـ 72)]
283ـ " كنت نبياً وآدم بين الماء والطين , وكنت نبياً وآدم لا ماء ولا طين "
هذا الفظ كذب باطل ولكن اللفظ المأثور الذي رواه الترمذي وغيره أنه قيل: يا رسول الله متى كنت نبياً؟ قال: وآدم بين الروح والجسد "
[مجموع الفتاوى (18/ 379) الرد على البكري (4 ـ 11) (65 ـ 66)]
284ـ " لا تسافروا والقمر في العقرب "
كذب مختلق باتفاق أهل الحديث.
[مجموع الفتاوى (35/ 179)]
285ـ " لا تفعلي يا حميراء فغنه يورث البرص "
وقد يصدق بعض هؤلاء بما يكون كذباً عند أهل المعرفة , مثل ما يروي طائفة من الفقهاء حديث " لا تفعلي يا حميراء ... " ويبنون عليها الحلال والحرام وأهل العلم بالحديث متفقون على أنها كذب.
[منهاج السنة (7/ 429 ـ 430)]
286ـ " لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئاً من القرآن"
حديث ضعيف باتفاق أهل المعرفة بالحديث.
[مجموع الفتاوى (26/ 191)]
287ـ " لا تقطع اليد إلا في عشرة درهم "
وقد يصدق بعض هؤلاء بما يكون كذباً عند أهل المعرفة , مثل ما يروي طائفة من الفقهاء حديث " لا تقطع اليد ... " الحديث , ويبنون عليها الحلال والحرام وأهل العلم بالحديث متفقون على أنها كذب.
[منهاج السنة (7/ 429 ـ 430)]
288ـ " لا تكرهوا الفتن فإن فيها حصاد المنافقين "
هذا ليس معروفاً عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
[مجموع الفتاوى (18/ 126 ـ 381)]
289ـ " لا راحة لمؤمن دون لقاء ربه "
هذا من كلام بعض السلف.
[الأحاديث الموضوعة (33)]
290ـ " لا سيف إلا ذو الفقار , ولا فتى إلا علي "
هذا الحديث من الأحاديث المكذوبة.
[منهاج السنة (5/ 70)]
291ـ " لاغيبة لفاسق "
ليس هو من كلام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - , ولكنه مأثور عن الحسن البصري.
[مجموع الفتاوى (28/ 219 ـ 220)]
292ـ " لا مهدي إلا عيسى "
حديث ضعيف.
[منهاج السنة (8/ 256)]
يتبع إن شاء الله
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[26 - 02 - 06, 09:41 م]ـ
293ـ " لا مهر دون عشرة دراهم "
وقد يصدق بعض هؤلاء بما يكون كذباً عند أهل المعرفة , مثل ما يروي طائفة من الفقهاء حديث " لا مهر دون عشرة دراهم " ويبنون عليها الحلال والحرام , وأهل العلم بالحديث متفقون على أنها كذب.
[منهاج السنة (7/ 429 ـ 430)]
294ـ " لا نعرف أحداً طلق على عهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - امرأته ثلاثاً بكلمة واحدة , فألزمه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالثلاث ... "
بل رويت في ذلك أحاديث كلها ضعيفة , باتفاق علماء الحديث بل موضوعة.
[مجموع الفتاوى (33/ 12 ـ 67)]
295ـ " لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل "
ليس في اشتراط الشهادة في النكاح حديث ثابت.
[مجموع الفتاوى (1/ 356) (32/ 35ـ 127) (33/ 93)]
¥(12/92)
296ـ " لا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إلا من كان فقيهاً فيما يأمر به فقيهاً فيما ينهى عنه , رفيقاً فيما يأمر به فقيهاً فيما ينهى عنه , رفيقاً فيما ينهى عنه حليماً فيما يأمر به حليماً فيما ينهى عنه "
جاء في الأثر عن بعض السلف ورده مرفوعاً
[الاستقامة (2/ 233)]
297ـ " لا يؤمَنَّ فاجر مؤمناً إلا أن يقهره بسوط أو عصا "
هو في سنن ابن ماجه وفي اسناده مقال.
[مجموع الفتاوى (1/ 129)]
298ـ " لا يبغض العرب إلا منافق "
زيد بن جبيرة عندهم منكر الحديث , وهو مدني , ورواية اسماعيل بن عياش عن غير الشاميين مضطربة.
[اقتضاء الصراط المستقيم (1/ 390 ـ 391)]
299ـ " لا يجتمع العشر والخراج "
كذب باتفاق أهل الحديث.
[الفتاوى (2/ 247)]
300ـ " لا يجتمع العشر والخراج على مسلم "
وقد يصدق بعض هؤلاء بما يكون كذباً عند أهل المعرفة , مثل ما يروي طائفة من الفقهاء حديث " لا يجتمع العشر ... " الحديث ويبنون عليها الحلال والحرام , وأهل العلم بالحديث متفقون على أنها كذب.
[منهاج السنة (7/ 429 ـ 430) مجموع الفتاوى (25/ 55)]
301ـ " لا يقطع الصلاة شيء "
ضعيف.
[القواعد النورانية (33)]
302ـ " لا ينبغي لأحد أن يرى الله في الدنيا ولا في الآخرة "
موضوع.
[درء تعارض العقل والنقل (5/ 224)]
303ـ " لا تبع ما ليس عندك , وارخص في السلم "
هذا لم يرو في الحديث , وإنما هو من كلام بعض الفقهاء.
[رسالة القياس (29)]
304ـ " لعليّ أربع خصال ليست لأحد من الناس غيره , هو أول عربي وعجمي صلى مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ... " الأثر عن ابن عباس.
حديث ابن عباس فيه أكاذيب.
[منهاج السنة (5/ 50 ـ 72)]
305ـ " لكل شيء حلية وحلية القرآن الصوت الحسن "
من رواية عبدالله بن محرر , وهو ضعيف لا يحتج به بحال.
[الاستقامة (1/ 289)]
306ـ " للقرأن باطن , وللباطن باطن إلى سبعة أبطن "
من الحاديث المختلقة , ولا يوجد في شيء من كتب الحديث.
[التفسير الكبير (2/ 41)]
307ـ " للقرآن ظاهر وباطن وحد ومطلع "
إنما نقل هذا عن علي بن أبي طالب موقوفاً عليه.
[بغية المرتاد (211)]
308ـ " لم يبلغنا أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - شدَّ على وسطه منطقة "
[نقله ابن القيم عن شيخه في زاد المعاد (1/ 131)]
309ـ " لم يزل يقنت حتى فارق الدنيا "
ضعيف الإسناد.
[مجموع الفتاوى (22/ 374)]
310ـ " لما أراد الهجرة خلف علي بن أبي طالب لقضاء ديونه , ورد الوادئع التي كانت عنده , وأمره ليلة خرج إلى الغار وقد أحاط المشركون بالدار أن ينام على فراشه , فقال له ... " الحديث.
هذا الذي نقله من هذا الوجه كذب باتفاق أهل العلم بالحديث.
[منهاج السنة (7/ 110 ـ 120)]
311ـ " لما انهزم الناس كلهم عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في غزوة أحد إلا علي بن أبي طالب ورجع إلى رسول الله نفر يسير أولهم عاصم بن ثابت ... وتعجبت الملائكة من شأن علي فقال جبريل وهو في السماء: لا سيف إلا ذو الفقار , ولا فتى إلا علي "
كذب باتفاق الناس.
[منهاج السنة (8/ 102 ـ 105)]
312ـ " لما تزوج علي فاطمة زوجها الله إياه من فوق سبع سماوات وكان الخاطب جبريل , وكان ميكائيل وإسرافيل في سبعين ألفاً من الملائكة شهوداً ... " الحديث.
كذب موضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث.
[منهاج السنة (8/ 212 ـ 245)]
313ـ " لما حاصر تسعاً وعشرين ليلة وكانت الراية لأمير المؤمنين علي , فلحقه رمد اعجزه عن الحرب , وخرج مرحب يتعرض للحرب , فدعا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أبا بكر ... فجاءوا بعلي ... فأعطاه الراية ففتح الله على يديه وقتل مرحباً ... " الحديث.
لم تكن الراية قبل ذلك لأبي بكر ولا لعمر , ولا قربها واحد منهما , بل هذا من الأكاذيب , والذي في الصحيح غير ذلك.
[منهاج السنة (7/ 364 ـ 366)]
314ـ " لما خرج إلى بني المصطلق حيث خرجوا عن الطريق وأدركه الليل , بقرب وادٍ وعر , فهبط جبريل وأخبره أن طائفة من كفار الجن ... فدعا بعلي وعَوَّذه , وأمره بنزول الوادي فقتلهم "
علي أجل قدراً من هذا , وإهلاك الجن موجود لمن هو دون علي , وهو من الأحاديث المكذوبة.
[منهاج السنة (8/ 160 ـ 163)]
¥(12/93)
315ـ " لما عرج بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إلى السماء السابعة , وأراه الله من العجائب في كل سماء ... في دار من وقع هذا النجم فهو خليفتي من بعدي , فطلبوا ذلك النجم فوجدوه في دار علي بن أبي طالب ... " الحديث
كذب وقال ابن الجوزي موضوع وما أبرد الذي وضعه وما أبعد ما ذكر.
[منهاج السنة (7/ 63 ـ 64)]
يتبع إن شاء الله
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[27 - 02 - 06, 07:35 ص]ـ
316ـ " لما قدم المدينة في الهجرة خرجت بنات النجار بالدفوف وهن يقلن: طلع البدر علينا ... من ثنيات الوداع إلى آخر الشعر قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هزوا كرابيلكم بارك الله فيكم "
أما قوله " هزوا كرابيلكم بارك الله فيكم " فهذا لا يعرف عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
[مجموع الفتاوى (18/ 377)]
317ـ " لما كان بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا فأخذ بيد علي وقال " من كنت مولاه فعلي مولاه ... " الحديث
في نفس هذا الحديث ما يدل على أنه كذب من وجوه كثيرة ...
[منهاج السنة (7/ 32 ـ 47)]
318ـ " لما كان يوم الباهلة , وآخى بين المهاجرين والأنصار وعلي , واقف يراه ويعرفه ... اللهم هذا مني وأنا منه ألا أنه مني بمنزلة هارون من موسى ألا من كنت مولاه فعلي مولاه ... "
أولاً: لم يعز الرافضي هذا الحديث إلى كتاب أصلاً كما هي عادته , وغن كان عادته يعزو إلى كتب لا تقوم بها حجة.
ثانياً: إن هذا الحديث موضوع.
ثالثاً: إن أحاديث المؤاخاة لعلي كلها موضوع.
رابعاً: إن دلائل الكذب على هذا الحديث بينة.
[منهاج السنة (7/ 358 ـ 363)]
319ـ " لما نزلت {قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى} قالوا: يا رسول الله: من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال علي وفاطمة وأبناهما "
[قاله الرافضي ينسبه إلى مسند أحمد بن حنبل] ونحوه في الصحيحين.
قوله أن أحمد روى هذا في مسنده كذب بيِّن , فإن هذا مسند أحمد موجود وليس فيه هذا الحديث واظهر من ذلك كذباً قوله: إن نحو هذا في الصحيحين وليس هو في الصحيحين , بل فيهما وفي مسند أحمد ما يناقض ذلك.
[منهاج السنة (7/ 95 ـ 104)]
320ـ " لما نزل قوله تعالى {وأنذر عشيرتك الأقربين} جمع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بني عبدالمطلب في دار أبي طالب وهم أربعون رجلاً وأمر أن يصنع لهم فخذ شاة مع مُد من البر ... " الحديث
هذا الحديث كذب عند أهل المعرفة بالحديث.
[منهاج السنة (7/ 297 ـ 313)]
321ـ " لما نزل من حراء تبدى له ربه على كرسي بين السماء والأرض "
هذا الحديث كذب وبهتان رواه أهل البدع.
[مجموع الفتاوى (3/ 385 ـ 389)]
322ـ " لما نزلت هذه الآية {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية} قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لعلي: تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين , ويأتي خصماؤك غضاباً مفحمين "
كذب موضوع باتفاق العلماء.
[منهاج السنة (7/ 258 ـ 259)]
323ـ " لمُبارزة علي لعمر بن عبد يوم الخندق أفضل من عمل أمتي إلى يوم القيامة "
[رواه أخطب خوارزم ـ كما قال الرافضي]
أخطب خوارزم هذا له مصنف في هذا الباب , فيه من الأحاديث المكذوبة ما لا يخفى , وليس هو من علماء الحديث , وهذا الحديث من المكذوبات.
[منهاج السنة (5/ 36ـ 42)]
324ـ " لو اجتمع النس على حب عليّ لم يخلق الله النار "
من أبين الكذب باتفاق أهل العلم بالحديث.
[منهاج السنة (5/ 72ـ 78)]
325ـ " لو أحسن أحدكم ظنه بحجر لنفعه الله به "
هذا من المكذوبات.
[مجموع الفتاوى (24/ 335)]
326ـ " " لو أن الرياض أقلام والبحر مداد , والجن حُسَّاب , والإنس كتاب , ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب "
[رواه أخطب خوارزم ـ كما قال الرافضي]
أخطب خوارزم هذا له مصنف في هذا الباب , فيه من الأحاديث المكذوبة ما لا يخفى , وليس هو من علماء الحديث , وهذا الحديث من المكذوبات.
[منهاج السنة (5/ 36ـ 42)]
327ـ " لو كان المؤمن في ذروة جبل قيض الله له من يؤذيه أو شيطاناً يؤذيه "
ليس هذا من كلام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
[مجموع الفتاوى (18/ 375)]
328ـ " لو كانت الدنيا دماً عبيطاً كان قوت المؤمن منها حلالاً "
¥(12/94)
ليس هذا من كلام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - , ولا يعرف عنه بإسناد.
[مجموع الفتاوى (18/ 375)]
329ـ " لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان الناس لرجح إيمان أبي بكر على ذلك "
قد جاء معناه في حديث معروف في السنن أن أبابكر الصديق رضي الله عنه وزن بهذه الأمة فرجح.
[مجموع الفتاوى (18/ 378)]
330ـ " لو وزن خوف المؤمن ورجاؤه لاعتدلا "
هذا مأثور عن بعض السلف وهو كلام صحيح.
[مجموع الفتاوى (18/ 370)]
331ـ " لو يعلم الناس متى سُمِّي علي أمير المؤمنين ما أنكروا فضله , سُمِّي أمير المؤمنين وآدم بين الروح والجسد ... " الحديث.
هذا الحديث كذب موضوع باتفاق أهل العلم بالحديث.
[منهاج السنة (7/ 289ـ 291)]
332ـ " لولاك ما خلق الله عرشاً ولا كرسياً ولا أرضاً ولا سماء ولا شمساً ولا قمراً ولا غير ذلك "
هذا باطل لا أصل له.
[مجموع الفتاوى (11/ 85 ـ 96)]
333ـ " ليس بكريم من لم يتواجد عند ذكر الحبيب "
هذا حديث مكذوب موضوع باتفاق أهل العلم بهذا الشأن.
[مجموع الفتاوى (11/ 563)]
334ـ " ليس في أحاديث الجهر بالبسملة حديث صحيح "
[مجموع الفتاوى (22/ 417)]
335ـ " ليستمتع أحدكم بحله ما استطاع فإنه لا يدري ما يعرض له في حرمته "
رواه أبو كريب وأبو يعلى الموصلي , وقد روى الترمذي وابن ماجه بمثل اسناده , لكن أبو سورة ضعفوه.
[شرح العمدة (1/ 366)]
336ـ " ما أكل بطيخاً أصفر عمره "
كذب لا أصل له.
[مجموع الفتاوى (33/ 15)]
337ـ " ما خلق الله من سماء ولا أرض ولا سهل ولا جبل أعظم من آية الكرسي "
لا خلاف بين أهل العلم بالحديث أن هذا الحديث كذب على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
[مجموع الفتاوى (5/ 173 ـ 174)]
338ـ " ما سعد من سعد غلا بالدعاء وما شقي من شقي إلا بالدعاء "
لا يعرف.
[الأحاديث الموضوعة (59)]
339ـ " ما كنا نعرف المنافقين على عهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إلا ببغضهم علي عليه السلام "قاله ابن عمر.
موضوع وليس له إسناد معروف.
[منهاج السنة (4/ 286ـ 301)]
340ـ " ما من جماعة يجتمعون إلا وفيهم ولي الله "
من الأكاذيب ليس في شيء من دواوين الإسلام.
[مجموع الفتاوى (11/ 60)]
341ـ " ما من عبد من عبادي تواضع لي عند حقي , إلا وأنا أدخلته جنتي , ما من عبد من عبادي تكبر عن حقي إلا وأنا أدخلته ناري "
موضوع.
[نقل ذلك عن شيخ الإسلام ابن عراق كما في " تنزيه الشريعة " (2/ 199]
342ـ " ما وسعني سمائي ولا أرضي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن "
هذا مذكور في الإسرائيليات وليس له إسناد معروف.
[مجموع الفتاوى (18/ 370 ـ 376)]
343ـ " ما يوريه بعض الناس من حديث المعراج أنه صلى في المدينة وصلها عند قبر موسى عليه السلام أو صلى عند قبر الخليل "
كل هذه الأحاديث مكذوبة موضوعة.
[مجموع الفتاوى (27/ 9)]
344ـ " الماء طهور لا ينجسه شيء إلا ما غير لونه أو طعمه أو ريحه "
ضعيف.
[الفتاوى (1/ 35)]
345ـ " محلل السباق , ومن أدخل فرساً بين فرسين "
هذا معروف عن سعيد بن المسيب من قوله وأهل العلم بالحديث يعرفون أن هذا ليس من قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
[مجموع الفتاوى (1/ 495) ونقل ابن القيم عن شيخه ذلك في الفروسية (42)]
346ـ " مررت ليلة المعراج بقوم تشرشر أشداقهم فقلت: يا جبريل من هؤلاء قال: قوم يقطعون الناس بالغيبة قال: .... " الحديث.
هذا من كذب الجهال الذين لا يحسنون أن يكذبوا , فإن المعراج كان بمكة قبل الهجرة بإجماع الناس.
[منهاج السنة (5/ 50ـ 72)]
يتبع إن شاء الله
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[27 - 02 - 06, 09:25 م]ـ
347ـ " مرض الحسن والحسين فعادهما جدهما رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وعامة العرب فقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك , فنذر صوم ثلاثة أيام ... " الحديث
هذا الحديث من الكذب الموضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث.
[منهاج السنة (7/ 171ـ 187)]
348ـ " مسح رأسه حتى بلغ القذال "
لم يصح عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه مسح على عنقه في الوضوء , بل ولا روي عنه ذلك , ولهذا لم يستحب ذلك جمهور العلماء.
[مجموع الفتاوى (21/ 127 ـ 128)]
¥(12/95)
349ـ " مسح وجهه بعد الدعاء "
أما مسح وجهه بيديه فليس عنه فيه إلا حديث أو حديثان لا يقوم بهما حجة.
[الفتاوى الكبرى (1/ 189)]
350ـ " مكتوب على قشر البطيخ لا إله إلا الله موسى كليم الله , لا إله إلا الله عيسى روح الله , لا إله إلا الله محمد رسول الله "
الأحاديث المتقدمة في البطيخ كلها مختلقة , لم يرغب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في أكل البطيخ , وجميع ما يروى من هذا الجنس فهو كذب.
[مجموع الفتاوى (32/ 213)]
351ـ (20) " من أحب أن يتمسك بقصبة الياقوت التي خلقها الله بيده ثم قال لها: كوني فكانت فليتولّ علي بن أبي طالب من بعدي "
ذكره ابن الجوزي في الموضوعات وبين أنه موضوع.
[منهاج السنة (7/ 397ـ 402)]
352ـ " من أحب علياً قبل الله عنه صلاته وصيامه وقيامه واستجاب دعاءه , ألا ومن أحب آل محمد أمن الحساب والميزان ... " الحديث
[رواه أخطب خوارزم ـ كما قال الرافضي]
أخطب خوارزم هذا له مصنف في هذا الباب , فيه من الأحاديث المكذوبة ما لا يخفى , وليس هو من علماء الحديث , وهذا الحديث من المكذوبات.
[منهاج السنة (5/ 36ـ 42)]
353ـ " من أخلص لله أربعين يوماً تفجرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه "
يوسف بن عطية ضعيف لا يجوز الاحتجاج بحديثه.
[الأحاديث الموضوعة (253) مخطوط المستدرك على مجموع الفتاوى لجامعه إياد عبداللطيف ورقه: (20)]
354ـ " من أذى ذمياً فقد آذني "
كذب لم يروه أحد من أهل العلم.
[مجموع الفتاوى (32/ 213)]
355ـ " من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه , وغلى نوح في تقواه , وإلى إبراهيم في حلمه , وإلى موسى في هيبته , وإلى عيسى في عبادته , فلينظر إلى علي بن أبي طالب "
هذا الحديث كذب موضوع.
[منهاج السنة (5/ 510ـ 511)]
356ـ " من استقاء عمداً فليقض "
جاء في الذي يستقيء عمداً أنه يعيد , وهذا لم يثبت رفعه , ولكن ثبت أنه موقوف على أبي هريرة.
[منهاج السنة (5/ 224)]
357ـ " من أسلم في شيء فلا يصرفه إلى غيره "
في إسناده نظر.
[مجموع الفتاوى (29/ 519)]
358ـ " من أشبع جوعة أو ستر عورة ضمنت له الجنة "
هذا اللفظ لا يعرف عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
[مجموع الفتاوى (18/ 381)]
359ـ " من اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض ذلك العام "
رواية هذا عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كذب.
[الفتاوى (2/ 295)]
360ـ " من اكتحل يوم عاشوراء لم يرمد ذلك العام "
رواية هذا عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كذب.
[الفتاوى (2/ 295)]
361ـ " من أكل مع مغفور له غفر له "
لم ينقل هذا أحد عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في اليقظة , وإنما ذكروا أنه رؤي في المانام , وليس هذا على الإطلاق صحيح.
وإنما يروونه عن سالم.
[مجموع الفتاوى (32/ 213) (18/ 381)]
362ـ " من أكله بقشره ـ يعني البطيخ ـ كان له بكل نهشة عشر حسنات , وحط عنه عشر سيئات , وإن أكله ببزه فبكل ... ألف درجة في الجنة "
الأحاديث المتقدمة في البطيخ كلها مختلقة لم يرغب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في أكل البطيخ , وجميع ما يروى من هذا الجنس فهو كذب.
[مجموع الفتاوى (32/ 213)]
363ـ " من ألزم نفسه شيئاً لزمه "
باطل.
[مجموع الفتاوى (18/ 123)]
364ـ " من انتهر صاحب بدعة ملأ الله قلبه أمناً وإيماناً وآمنه يوم الفزع الأكبر "
هذا الكلام معروف عن الفضيل بن عياض.
[مجموع الفتاوى (18/ 346)]
365ـ " من انقض هذا النجم في منزله فهو الوصي من بعدي , فقام فتية من بني هاشم ,فنظروا , فإذا الكوكب قد انقض في منزل علي ... " الحديث.
هذا كذب باتفاق أهل العلم بالحديث.
[منهاج السنة (7/ 59ـ 68)]
366ـ " من بات في حراسة كلب بات في غضب الرب "
هذا ليس من كلام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
[مجموع الفتاوى (18/ 348)]
367ـ " من بورك له في شيء فليلزمه "
مأثور عن بعض السلف.
[مجموع الفتاوى (18/ 123)]
368ـ " من جاءني زائراً لا تنزعه إلا زيارتي كان حقاً علي أن أكون له شفيعاً يوم القيامة "
¥(12/96)
رواه الطبراني من حديث العمري , وهو مضعَّف , ولهذا لم يحتج بهذا الحديث أحد من من السلف والأئمة , وبمثله لا يجوز إثبات حكم شرعي باتفاق علماء المسلمين والله أعلم.
[مجموع الفتاوى (16/ 432) (27/ 28)]
369ـ " من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني "
هذا لم يروه أحد من أهل العلم بالحديث , بل هو موضوع , ومعناه مخالف للإجماع.
[مجموع الفتاوى (27/ 25 ـ 185 ـ 216)]
370ـ " من حج فزار قبري بعد موتي كان كمن زارني في حياتي "
هو معروف من حديث حفص بن سليمان القارئ صاحب عاصم , وقد اتفق أهل العلم بالحديث على الطعن في حديث حفص هذا دون قراءته.
[الرد على الاخنائي (28)]
371ـ " من حج ولم يزرني فقد جفاني "
كذب ولم يثبت حديث في زيارة قبره.
[مجموع الفتاوى (18/ 342)]
372ـ " من رآني آمن بي "
الحديث كذب , ومع كونه كذباً فهو مناقض للعقل والدين , فقد رآه كثير من الكفار والمنافقين ولم يؤمنوا به.
[مجموع الفتاوى (11/ 116)]
373ـ " من زار قبري وجبت له شفاعتي "
تكلم على وضعه في عدة مواطن.
[مجموع الفتاوى (2/ 278) (24/ 333ـ 357) (27/ 25ـ 29 ـ 30) الرد على الاخنائي (28 ـ 29)]
374ـ " من زارني بعد مماتي فكأنما زارني في حياتي , ومن زارني بعد مماتي ضمنت له على الله الجنة "
تكلم عليه في عدة مواضع وحكم عليه بالضعف والوضع.
[مجموع الفتاوى (24/ 357) (27/ 185ـ 385) الرد على الاخنائي (27)]
375ـ " من زارني بعد مماتي كنت له شفيعاً يوم القيامة "
كل حديث في زيارة قبره فإنه ضعيف بل كذب موضوع , ولهذا لم يروه أئمة المسلمين منها شيئاً ولا اعتمدوا على شيء منها.
[قاعدة عظيمة في الفرق بين عبادات أهل الإسلام والإيمان وعبادات أهل الشرك والنفاق (85 ـ 87)]
376ـ " من زارني وزار قبر أبي إبراهيم في عام واحد دخل الجنة "
هذا حديث كذب موضوع تكلم عليه في عدة مواطن.
[مجموع الفتاوى (18/ 125 ـ 378 ـ 342) (27/ 16ـ25 ـ 29 ـ 35 ـ 99 ـ 165 ـ 185 ـ 216 ـ 385) الرد على الاخنائي (27)]
يتبع إن شاء الله
_____________
(20) في المطبوع خطأ في الترقيم 352 واستمر الناسخ على هذا الخطأ ـ أبو مهند ـ
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[28 - 02 - 06, 01:15 ص]ـ
جزاك الله الجنة
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[28 - 02 - 06, 12:21 م]ـ
وإياكم أخي
377ـ " من زارني وزار أبي إبراهيم في عام واحد ضمن له على الله الجنة "
هذا حديث موضوع كذب باتفاق أهل العلم.
[مجموع الفتاوى (24/ 357) الرد على الاخنائي (162)]
378ـ " من زارني وزار أبي في عام واحد ضمنت له على الله الجنة "
كذب باتفاق العلماء.
[مجموع الفتاوى (18/ 342) الرد على الاخنائي (162)]
379ـ " من زعم أنه آمن بي وبما جئت به وهو يبغض علياً فهو كاذب ليس بمؤمن "
[رواه أخطب خوارزم ـ كما قال الرافضي]
أخطب خوارزم هذا له مصنف في هذا الباب , فيه من الأحاديث المكذوبة ما لا يخفى , وليس هو من علماء الحديث , وهذا الحديث من المكذوبات.
[منهاج السنة (5/ 36ـ 42)]
380ـ " من زنى بإمرأة منه ببنت فللزاني أن يتزوج بإبنته من الزنا "
ضعفه بقوله ما يرونه.
[مجموع الفتاوى (18/ 127)]
381ـ " من سب نبياً قتل , ومن سب أصحابه قتل "
المحدث به عن أهل بيت ضعيف.
[الصارم المسلول (92 ـ 93)]
382ـ " من سره أن يوعيه الله حفظ القرآن وحفظ أصناف العلم فليكتب هذا الدعاء في إناء ... " الحديث
روي عن ابن عباس مرفوعاً , وفيه موسى بن عبدالرحمن من الكذابين وفصل القول فيه.
[مجموع الفتاوى (1/ 258)]
383ـ " من شرب في إناء ذهب أو فضة أو إناء فيه شيء من ذلك .... "
إسناد ضعيف.
[الفتاوى الكبرى (2/ 422)]
384ـ " من صلى ركعتين في يوم عاشوراء يقرأ فيهما بكذا وكذا كتب له ثواب سبعين نبياً "
هو من الأحاديث الموضوعة عند أهل الحديث.
[درء تعارض العقل والنقل (1/ 150)]
385ـ " من علي عند قبري سمعته ومن صلى علي نائياً أبلغته "
هذا إنما يرويه محمد بن مروان السدي عن الأعمش , وهو كذاب بالاتفاق وهذا الحديث موضوع على الأعمش بإجماعهم.
[مجموع الفتاوى (27/ 241 ـ 16) (1/ 238) الرد على الاخنائي (131)]
386ـ " من ظلم ذمياً كان الله خصمه يوم القيامة أو كنت خصمه يوم القيامة "
هذا ضعيف.
¥(12/97)
[مجموع الفتاوى (18/ 122)]
387ـ " من عرف نفسه عرف ربه "
ليس هذا من كلام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - , و لا هو في شيء من كتب الحديث , ولا يعرف له إسناد.
[مجموع الفتاوى (16/ 349)]
388ـ " من عشق فعف وكتم وصبر ثم مات فهو شهيد "
أبو يحيى في حديثه نظر.
[التفسير الكبير (3/ 235 ـ 237) مجموع الفتاوى (14/ 462)]
389ـ " من علم أخاه آية من كتاب الله فقد ملك رقه "
هذا كذب , ليس في شيء من كتب أهل العلم.
[مجموع الفتاوى (18/ 381) (18/ 345)]
390ـ " من غش العرب لم يدخل في شفاعتي ولم تنله مودتي "
حصين هذا الذي رواه قد أنكر أكثر الحافظ أحاديثه.
[اقتضاء الصراط المستقيم (1/ 387 ـ 390)]
391ـ " من قال في القرآن برأيه فقد أخطأ "
تكلم بعض أهل الحديث في سهيل بن أبي حازم.
[دقائق التفسير (1/ 114)]
392ـ " من قدم ابريقاً لمتوضيء فكأنما قدم جواداً مسرجاً ملجوماً يقاتل عليه في سبيل الله "
هذا ليس من كلام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
[مجموع الفتاوى (18/ 383)]
393ـ " من كسر قلباً فعليه جبره "
هذا أدب من الآداب وهذا اللفظ ليس معروفاً عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
394ـ " من كنت مولاه فعلي مولاه "
نُقلَ عن البخاري وإبراهيم الحربي وطائفة من أهل العلم بالحديث أنهم طعنوا فيه وضعفوه , ونقل عن أحمد بن حنبل أنه حسنه وقد صنف أبو العباس بن عقدة مصنفاً في جميع طرقه.
[منهاج السنة (7/ 319 ـ 321)]
395ـ " من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية "
والله ما قاله رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هكذا.
[منهاج السنة (1/ 33)]
396ـ " من مات وهو يبغضك مات يهودياً أو نصرانياً "
كذب.
[منهاج السنة (7/ 403)]
397ـ " من منعه الصيام عن طعام يشتهيه كان حقاً على الله أن يطعمه من طعام الجنة ويسقيه من شرابها ... " الحديث.
ليس بمرفوع.
[منهاج السنة (7/ 486 ـ 488 ـ 492)]
398ـ " من ناصب علياً الخلافة فهو كافر ... " الحديث.
كذب.
[منهاج السنة (7/ 403)]
399ـ " من نظر إلى غلام أمرد بريبة حبسه الله في النار أربعين عاماً "
ضعيف.
[التفسير الكبير (5/ 351)]
400ـ " من نفخ في الصلاة فقد تكلم "
مثل هذا الحديث لا يصح مرفوعاً , لكن حكى أحمد هذا اللفظ عن ابن عباس , وفي لفظه " النفخ في الصلاة كلام " رواه سعيد في سننه.
[مجموع الفتاوى (22/ 618)]
401ـ " من هلل سبعين ألف مرة , وأهداه للميت كان براءة للميت من النار "
ليس هذا حديثاً صحيحاً ولا ضعيفاً.
[مجموع الفتاوى (24/ 323)]
402ـ " من وسَّع على أهله يوم عاشوراء ... " الحديث
ليس في عاشوراء حديث صحيح غير الصوم , وكذلك ما يروى في فضل رجب بخصوصية كالصيام فيه والصلاة وسئل أحمد بن حنبل عن هذا الحديث فلم يره شيئاً.
[منهاج السنة (7/ 433) مجموع الفتاوى (25/ 313 ـ 34)]
403ـ " من وقر صاحب بدعة أعان على هدم الإسلام "
هذا الكلام معروف عن الفضيل بن عياض.
[مجموع الفتاوى (18/ 346)]
404ـ " نزل عليه جبريل يوماً يناجيه من عند الله , فلما تغشاه الوحي توسد فخذ أمير المؤمنين فلم يرفع رأسه حتى غابت الشمس ... " الحديث
حديث رد الشمس له قد ذكره طائفة كالطحاوي والقاضي عياض وغيرهما , لكن المحققون من أهل العلم والمعرفة بالحديث يعلمون أن هذا الحديث كذب موضوع.
[منهاج السنة (8/ 164 ـ 198)]
405ـ " نزل في أهل الصفة قوله تعالى {و لا تطر الذين يدعون ربهم ... } الآية وقوله:
{واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي} الآية
من الأحاديث التي يرويها كثير من النساك ويظنها صدقاً , والآيتان مكيتان باتفاق الناس , والصفة إنما كانت بالمدينة.
[منهاج السنة (7/ 430 ـ 431)]
406ـ " النظر إلى الوجه الحسن عبادة "
هذا كذب باطل.
[روضة المحبين لابن القيم ونقل كلام الشيخ (123)]
407ـ " نهى عن البتراء "
وقد يصدق بعض هؤلاء بما يكون كذباً عند أهل المعرفة , مثل ما يروي طائفة من الفقهاء حديث " نهى عن البتراء " ويبنون عليها الحلال والحرام , وأهل العلم بالحديث متفقون على أنها كذب.
[مناهج السنة (7/ 429 ـ 430) وكذا ابن القيم في إعلام الموقعين (4/ 58) عن شيخه]
408ـ " نهى عن العمرة قبل الحج "
الحديث شاذ مخالف للكتاب والسنة.
[شرح العمدة (1/ 549 ـ 550)]
409ـ " نهى عن بيع الكالئ بالكالئ "
حديث منقطع , قال أحمد لم يصح فيه حديث , ولكن هو إجماع.
[العقود (235)]
410ـ " نهى عن بيع وشرط "
حديث باطل.
[مجموع الفتاوى (18/ 63) (29/ 132) (3/ 473)]
411ـ " نهى عن بيع وشرط ونهى عن بيع المكاتب والمدبر وأم الولد "
وقد يصدق بعض هؤلاء بما يكون كذباً عند أهل المعرفة , مثل ما يروي طائفة من الفقهاء حديث " نهى عن بيع وشرط ... " الحديث ويبنون عليها الحلال والحرام , وأهل العلم بالحديث متفقون على أنها كذب
[مناهج السنة (7/ 429 ـ 430)]
412ـ " نهى عن صوم رجب "
ليس بالقوي.
[اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 625 ـ 626)]
يتبع إن شاء الله
¥(12/98)
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[28 - 02 - 06, 07:33 م]ـ
413ـ " نهى عن قفيز الطحان "
حديث ضعيف بل باطل.
[مجموع الفتاوى (28/ 88) (18/ 63) (30/ 113ـ 67) منهاج السنة (7/ 429 ـ 430) ونقل ابن القيم عن الشيخ وضعه في إغاثة اللهفان (1/ 41 ـ 44)]
414ـ " نية المؤمن خير من عمله "
هذا الأثر رواه أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب [الأمثال] من مراسيل ثابت البناني.
[الزهد والورع والعبادة (189)]
415ـ " هذا فاروق أمتي يفرق بين أهل الحق والبطال " قاله في علي رضي الله عنه.
هذا الحديث لا يستريب أهل المعرفة بالحديث أنه موضوع مكذوب , وليس له إسناد معروف.
[منهاج السنة (4/ 286 ـ 301)]
416ـ " هذا واحد من السبعة " قاله غلام للمغيرة بن شعبة من أهل الصفة.
وهذا كذب باتفاق أهل العلم.
[مجموع الفتاوى (11/ 164 ـ 166) (27/ 67 ـ 98)]
417ـ " هذا وضوئي ووضوء النبيين من قبلي "
حديث ابن ماجه وضوء الأنبياء قبلي ضعيف عند أهل العلم بالحديث لا يجوز الإحتجاج بمثله , وليس له عند أهل الكتاب خبر عن أحد من الأنبياء أنه كان يتوضأ وضوء المسلمين , بخلاف الإغتسال من الجنابة فإنه كان مشروعاً , ولم يكن لهم تيمم إذا عدموا الماء.
[مجموع الفتاوى (4/ 388) النبوات (302)]
418ـ " هل يخلو منه العرش أم لا "
فيه حديث منكر.
[مجموع الفتاوى (5/ 375 ـ 378 ـ 396)]
419ـ " والذي بعثني بالحق نبياً , ما اخترتك إلا لنفسي , فأنت مني بمنزلة هارون من موسى , إلا أنه لا نبي بعدي , وأنت أخي ووارثي ... " الحديث
[قاله لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه]
ذكر الرافضي أنه في مسند أحمد , وليس في مسند أحمد ولا رواه أحمد قط , وإنما هو من زيادات القطيعي التي فيها من الكذب الموضوع ما اتفق أهل العلم على أنه كذب , وهذا الحديث مكذوب مفترى باتفاق أهل المعرفة. (21)
[منهاج السنة (7/ 27ـ 288)]
420ـ " والذي نفسي بيده لا يزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأله الله تبارك وتعالى عن أربع ... وعن حبنا أهل البيت فقال له عمر: فما آية حبكم من بعدكم؟ فوضعي يده على رأس علي بن أبي طالب ... " الحديث
[رواه أخطب خوارزم ـ كما قال الرافضي]
أخطب خوارزم هذا له مصنف في هذا الباب , فيه من الأحاديث المكذوبة ما لا يخفى , وليس هو من علماء الحديث , وهذا الحديث من المكذوبات.
[منهاج السنة (5/ 36ـ 42)]
421ـ " وجدهم أي أهل الصفة على الإسلام من قبل أن يبعث , فوجدهم على الطريق وأنهم لم يكونوا يغزون معه حقيقة , وأنه ألزمهم مرة فلما فر المسلمون منهزمين ضربوا بسيوفهم في عسكر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وقالوا: نحن حزب الله الغالبون , وزعموا أنهم لم يقتلوا إلا منافقين تلك الفترة "
أما كون أهل الصفة كانوا قبل المبعث مهتدين فعلى من قال هذا لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
[مجموع الفتاوى (11/ 80)]
422ـ " وضع الجزية عن أهل خيبر "
وأنها وثيقة مزورة مكذوبة.
[الفتاوى الكبرى (4/ 614) ونقل ابن كثير في البداية والنهاية (14/ 19) ابن القيم في المنار المنيف (102ـ 103 ـ 105) أحكام أهل الذمة (1/ 7ـ 5 ـ 51)]
423ـ " وضوء مما خرج لا مما دخل "
وقد يصدق بعض هؤلاء بما يكون كذباً عند أهل المعرفة , مثل ما يروي طائفة من الفقهاء حديث " الوضوء مما خرج لا مما دخل " الحديث ويبنون عليها الحلال والحرام , وأهل العلم بالحديث متفقون على أنها كذب.
[منهاج السنة (7/ 429ـ 430)]
424ـ " يا أم المؤمنين أرأيت الرجل يقل قيامه ويكثر رقاده ... " الحديث.
أبان بن أبي عياش وابن وردان وعمير بن عمران وو ... , كلهم ضعفاء وقال العقيلي لم يثبت في هذا المتن شيء من هذا النحو.
[بغية المرتاد (247)]
425ـ " يا أهل مكة لا تقصروا الصلاة في أقل من أربعة برد من مكة إلى عسفان "
هذا مما يعلم أهل المعرفة بالحديث أنه كذب على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولكن هو من كلام ابن عباس.
[مجموع الفتاوى (24/ 127)]
426ـ " يا أيها الناس إن الصلاة بالليل في رمضان جماعة بدعة ... "
ما رئي في الطوائف أجرأ من هذه الطائفة (الرافضة على الكذب حتى على نبيها)
[من منهاج السنة]
427ـ " يا علي اتخذ لك نعلين من حديد وافنهما في طلب العلم ولو بالصين "
¥(12/99)
ليس هذا من كلام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
[مجموع الفتاوى (18/ 382)]
428ـ " يا علي إن الله أمرني أن أدنيك وأعلمك يا علي إن الله أمرني أن أدنيك وأعلمك لتعي وأنزلت عليَّ هذه الآية {وتعيها أذن واعية} فأنت اذن واعية "
موضوع باتفاق أهل العلم.
[منهاج السنة (7/ 171 ـ 173)]
429ـ " يا علي إن الله زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب إلى الله منها زهَّدك في الدنيا ... " الحديث
حديث عمار من الموضوعات.
[منهاج السنة (7/ 486 ـ 488 ـ 492)]
430ـ " يا علي حربك حربي وسلمك سلمي "
ليس في شيء من كتب علماء الحديث المعروفة ولا روي بإسناد معروف.
[مناج السنة (4/ 495 ـ 496)]
431ـ " يا علي عن عالماً أو متعلماً أو مستمعاً واعياً ولا تكن الرابعة فتهلك "
ليس بثابت.
[الأحاديث الموضوعة (63)]
432ـ " يا علي لو أن عبد عبدالله عزوجل مثل ما قام به نوح في قومه , وكان له مثل أحد ذهباً فأنفقه في سبيل الله ... " الحديث.
[رواه أخطب خوارزم ـ كما قال الرافضي]
أخطب خوارزم هذا له مصنف في هذا الباب , فيه من الأحاديث المكذوبة ما لا يخفى , وليس هو من علماء الحديث , وهذا الحديث من المكذوبات.
[منهاج السنة (5/ 36ـ 42)]
433ـ " يا علي من سبك فقد سبني ومن سبني فقد سب الله ومن سب الله أكبه على منخريه في النار "
هو من الموضوعات.
[منهاج السنة (5/ 78 ـ 80)]
434ـ " يا فاطمة إن الله تعالى يغضب لغضبك ويرضى لرضاك "
هذا كذب.
[منهاج السنة (4/ 247 ـ 249)]
435ـ " يأتي على أمتي زمان ما يسلم بدينه إلا من يفر من شاهق إلى شاهق "
هذا اللفظ ليس معروفاً عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
[مجموع الفتاوى (18/ 383)]
436ـ " يجيء قوم قبل قيام الساعة يسمون الرافضة براء من الإسلام "
فيه كثير النوَّاء يضعفونه.
[الصارم المسلول (582)]
437ـ " يدخل من أمتي الجنة سبعون ألف ... "
الحديث صحيح , ورواية من روى [لا يرقون] ضعيفة غلط.
[مجموع الفتاوى (1/ 328) زاد المعاد نقل ابن القيم تضعيفه (1/ 495) مفتاح دار السعادة (233)]
438ـ " يطلع عليكم رجل يموت على غير سنتي فطلع معاويه وقام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خطيباً , فأخذ معاوية بيد ابنه يزيد , وخرج ولم يسمع الخطبة , فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لعن الله القائد والمقود ... " الحديث
نعلم قطعاً أن الحديث كذب.
[منهاج السنة (4/ 444 ـ 447)]
439ـ " يغسل الثوب من البول والغائط والمني والمذي والدم "
ليس من كلام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وإنما روي عن عمار وعائشة من قولها وأما الوجوب فلا بد له من دليل.
[مجموع الفتاوى (25/ 237)]
440ـ " يغسل الثوب من المني والدم "
وقد يصدق بعض هؤلاء بما يكون كذباً عند أهل المعرفة , مثل ما يروي طائفة من الفقهاء حديث "يغسل الثوب من المني والدم" ويبنون عليها الحلال والحرام , وأهل العلم بالحديث متفقون على أنها كذب.
[منهاج السنة (7/ 429ـ 430)]
441ـ " يقول الله تعالى: لاقوني بنياتكم ولا تلاقوني بأعمالكم "
ليس هذا اللفظ معروفاً عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
[مجموع الفتاوى (18/ 383)]
442ـ " يوم القيامة على المؤمنين كقدر ما بين الظهر والعصر "
كذب.
[السخاوي عن شيخ الإسلام في المقاصد الحسنة (480)]
443ـ " أسباب نزول قوله تعالى {الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله} التوبة: (20) " أنها في علي
المطالبة بصحة النقل.
[منهاج السنة (7/ 157)]
يتبع إن شاء الله
______________
(21) وقد أشرنا سابقاً أن زيادات القطيعي هي على كتاب الفضائل وليست على المسند.
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[01 - 03 - 06, 12:11 ص]ـ
فوائد عامة
أحاديث المعراج التي في الصحاح ليس فيها شيء من أحاديث ذكر الرؤية , وإنما الرؤية في أحاديث مدنيّة كانت في المنام كحديث معاذ بن جبل: " أتاني البارحة ربّي في أحسن صورة " إلى آخره فهذا منام رآه في المدينة , وكذلك ما شابهه كلها كانت في المدينة في المنام , والمعراج كان بمكة بنص القرآن واتفاق المسلمين.
¥(12/100)
وقد يروج على طائفة من الناس من الحديث ما هو أظهر كذباً من هذا , مثل تواجد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حتى سقطت البردة عنه.
قد يروج على كثير ممن ينتسب إلى السنة أحاديث يظنونها من السنة وهي كذب كالأحاديث المروية في فضائل عاشوراء ـ غير الصوم ـ وفضل الكحل فيه , والإغتسال , والحديث , والخضاب , والمصافحة , وتوسعة النفقة على العيال فيه , ونحو ذلك , وليس في عاشوراء حديث صحيح غير الصوم.
وكذلك الأحاديث المرويّة في فضل رجب بخصوصه , أو فضل صيامه , أو صيام شيء منه , أو فضل صلاة مخصوصة منه كالرغائب كلها كذب مختلق.
وكذلك ما يروى في صلاة الإسبوع , كصلاة يوم الأحد و الإثنين وغيرهما كذب , وكذلك ما يروى من الصلاة المقدّرة ليلة النصف , واول ليلة جمعة من رجب , أو ليلة سبع وعشرين منه , ونحو ذلك كلها كذب.
وكذلك كل صلاة فيها الأمر بتقدير عدد الآيات أو السور أو التسبيح , فهي كذب باتفاق أهل المعرفة بالحديث ,إلا صلاة التسبيح فإن فيها قولين لهم واظهر القولين إنها كذب (22)
وكذلك أيضاً في كتب التفسير أشياء منقولة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يعلم أهل العلم بالحديث أنها كذب , مثل حديث فضائل سور القرآن الذي يذكره الثعلبي والواحدي في أول كل سورة , ويذكره الزمخشري في آخر كل سورة.
وأما أحاديث سبب النزول فغالبها مرسل ليس بمسند ولهذا قال الإمام أحمد بن حنبل: ثلاث علوم لا إسناد لها وفي لفظ ليس لها أصل: التفسير , والمغازي , والملاحم , يعني أن أحاديثها مرسلة.
لم يرو أحد من أهل الحديث أن الله تعالى ينزل ليلة الجمعة إلى الأرض ولا إنه ينزل في شكل أمرد بل لا يوجد في الآثار شيء من هذا الهذيان , بل ولا في شيء من الأحاديث الصحيحة أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " إن الله ينزل إلى الأرض " وكل حديث روي فيه مثل هذا فإنه موضوع كذب مثل حديث الجمل الأورق , وإن الله ينزل عشية عرفة , فيعانق الركبان , ويصافح المشاة , وحديث آخر أنه رأى ربه في الطواف , وحديث آخر أنه رأى ربه في بطحاء مكة , وأمثال ذلك فإن هذه كلها أحاديث مكذوبة.
[منهاج السنة (2/ 633)]
_______________
(22) اختلف أهل العلم اختلافاً واضحاً في " صلاة التسابيح " فمنهم من حكم بوضعها ومنهم من ضعفها ومنهم من حسنها ومنهم من صححها والله أعلم.
البحث على ملف وورد
ـ[هشام العويد]ــــــــ[06 - 04 - 06, 08:32 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء
ـ[محمد العامر]ــــــــ[06 - 04 - 06, 10:35 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بعلمك
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[13 - 04 - 06, 03:57 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[04 - 10 - 06, 03:25 م]ـ
رابط من صيد الفوائد ومن مكتبة مشكاة
http://saaid.net/book/open.php?cat=91&book=2424
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=32&book=2328
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[26 - 04 - 08, 01:28 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع وبارك بما تقوم به
ـ[عبد العزيز بن زيد القحطاني]ــــــــ[04 - 05 - 08, 11:20 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أم جمال الدين]ــــــــ[02 - 07 - 08, 10:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[عبدالله الصبيح]ــــــــ[08 - 07 - 08, 12:43 م]ـ
جزاك الله الجنة
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[12 - 07 - 08, 12:21 ص]ـ
جزاك الله خيرا ..... و لكن هل فيها زيادة علي ما قام به الدكتور عبد الرحمن الفريوائي في كتابه جهود شيخ الاسلام ابن تيمية في الحديث و علومه اذ خصص ثلاث مجلدات جمع فيه ما وقف عليه من الاحاديث و الاثار التي تكلم التي تكلم عليها شيخ الاسلام(12/101)
السعى الحثيث فى أداب طالب علم الحديث فى العصر الحديث
ـ[العكاشى]ــــــــ[19 - 02 - 06, 01:34 ص]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده .............. أما بعد
فهذه بعض المقتطفات لطالب علم الحديث فى العصر الحديث
اردت بها ان انبه اخوانى لاداب يتحلون بها فى سيرهم لطلب هذا العلم الشريف
خاصة وأن كتب المتقدمين بها مالا يحتاجه طالب علم الحديث فى عصرنا
فلا تنسونا بدعوة صالحة ليقول لك الملك ولك مثله
ـ[العكاشى]ــــــــ[19 - 02 - 06, 01:35 ص]ـ
نقول مستعنين بالله
ان اول هذه الاداب هى
الاخلاص
ومعلوم منزلة الاخلاص وانه اصل كل عمل
قال تعالى وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة [البينة: 5]
وعن عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْمِنْبَرِ
قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ اخرجه البخارى ومسلم
وعن كعب بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من طلب العلم ليجاري به العلماء أو ليماري به السفهاء ويصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار حديث حسن لغيره اخرجه الترمذى وغيره
فهذه اول الاسس التى ينبغى على الطالب ان يتحلى بها
ـ[العكاشى]ــــــــ[19 - 02 - 06, 01:37 ص]ـ
=
=
=-
=
=
=
=
يتبع
نسالكم الدعاء
ـ[أبو عمر الخالدي]ــــــــ[25 - 02 - 06, 03:00 م]ـ
نفعك الله و نفع الله بك ..
وزادنا وإياك علماً وفهماً وعملاً وهدى وتقوى ..
واصل .. وصلك الله بحبل طاعته ..(12/102)
المعجم الميسر - حرف الشين
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[19 - 02 - 06, 11:14 ص]ـ
فصل الشين
شاهد:
وصف الحديث بأنه شاهد لحديث آخر أكثر ما يوقعه المتأخرون على الحديث الذي هو مثل أو نحو ذلك الحديث ولكنه من رواية صحابي آخر؛ أو يكون من رواية ذلك الصحابي نفسه ولكنه بمعناه ويباينه في بعض المسائل بحيث يغلب على الظن أنهما حديثان اثنان سمعهما ذلك الصحابي من النبي صلى الله عليه وسلم بلا واسطة أو سمعهما عنه بواسطة.
وأكثر المتأخرين على التفريق بين الشاهد والمتابعة، فالشاهد عندهم ما تقدم بيان معناه، وأما المتابعة فهي أن يشارك الراويَ - أو بعضَ من بينه وبين الصحابي من رجال حديثه - راوٍ آخرُ، فيروي الحديث.
هذا وقد كان يكثر في كلام العلماء تسمية الشاهد متابعة وعكس ذلك. وانظر (المتابعة).
وأما الشاهد بالمعنى فإنما يريدون به حديثاً آخر في الباب يشهد لمعنى ذلك الحديث في الجملة ويدفع عنه ما قد يُظَنّ به من الغرابة أو النكارة.
شاهد زور:
من الكلمات البليغة التي تكررت على ألسنة بعض النقاد، كالمعلمي اليماني، فقد كان يرد بها على بعض المتساهلين كالسيوطي عندما يأتي بحديث ساقط ويزعم أنه شاهد لحديث آخر مثله، فيقول: وهذا الحديث بشهد له الحديث الفلاني، فيرده المعلمي بنحو قوله: قلت: بل هو شاهد زور، ثم يبين علله.
شديد الاضطراب في المسند:
أي أنه يرفع في أحيان كثيرة أحاديث موقوفة.
شذوذ:
الشاذ عند المتأخرين اسم لما خالف فيه الثقةُ الأوثقَ سواء كانت الأوثقية بزيادة الضبط أو بكثرة العدد المرجِّح، ولما تفرد به الخفيف الضبط أي الذي ينجبر وهنه بمتابعة مثله.
وإطلاقهم اسم الشاذ على الفسم الأول أشهر وأكثر.
ويفرقون بين الشاذ والمنكر بأن المنكر اسم لما خالف فيه الضعيف الذي ينجبر وهنه بمثله الثقة، أو تفرد به الأضعف الذي لا ينجبر وهنه بمتابعة مثله.
وأما المتقدمون فقد كانوا لا يفرقون بين الشاذ والمنكر، فكل شاذ منكر، ولا بد.
وقد عرّف الشاذ من القدماء الإمام الشافعي، والحاكم النيسابوري، والحافظ الخليلي؛ وقد جمع بين أقوالهم جمعاً جيداً ووفق بينها وبين المعروف من اصطلاح علماء العلل وسائر المتقدمين توفيقاً موفقاً بعضُ المحققين من المعاصرين كالدكتور حمزة المليباري والدكتور حاتم العوني.
تنبيهان:
الأول: استعمل أبو بكر الأثرم لفظة (الشاذ) بمعنى الغريب فقال: (والأحاديث إذا كثرت كانت أثبت من الواحد الشاذ، وقد يهم الحافظ أحياناً)؛ ولكن هذه الكلمة منه ينبغي أن تحمل على المعنى اللغوي، ويدل لذلك أنه قرنها بكلمة الواحد، والسياق لا يدل على أنه خص الغريب المخالف، بل هو يريد الغريب بكل أنواعه.
الثاني: إذا خالف الثقة من هو أوثق منه أو أكثر عدداً وكان الجمع غير ممكن وكانت المخالفة في أصل من الاصول كان الحديث مقطوعا بخطئه، وهو حينئذ أسوأ حالا من الضعيف الذي لا شذوذ فيه، ولكننا لا نطلق عليه اسم الوضع والكذب إلا في حال التجوز وعدم مراعاة اصطلاح الجمهور، ولكن يصح أن يطلق عليه اسم البطلان، إذا كان معناه باطلاً.
شيخ:
تأتي هذه اللفظة في باب التجريح والتعديل ونحوهما بمعان كثيرة أكثرها متقاربة أو متناسبة، فأحياناً يطلقونها على المقل إذا لم يكن مشهوراً ولو كان مقبول الرواية.
وقد يقولونها للرجل باعتبار قلة ما يرويه عن محدث بعينه كما يقول بعض أصحاب المسانيد: حديث المشايخ عن أبي هريرة أو عن أنس فيسوقون في ذلك روايات لقوم مقلين عنهم وإن كانوا مكثرين عن غيرهم، وكذلك إذا قالوا: أحاديث المشايخ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنما يعنون من ليس له عنه الا الحديث أو الحديثين ونحو ذلك.
وأحياناً على من لم يكن من أهل العلم.
وأحياناً على المجهول.
وأحياناً على الضعيف الذي لم يشتد ضعفه.
وأحياناً على من هو وسط بين المقبولين والمردودين.
وأحياناً على من هو دون الأئمة والحفاظ سواء كان من الثقات أو لم يكن منهم.
ولا بد هنا من الاستعانة بالقرائن والسياقات.
وثَم معنى آخر مشهور لكلمة شيخ مضافة إلى راو بعينه، وهي أن ذلك الراوي قد سمع من ذلك الشيخ بلا واسطة، ولو في الجملة.
فإذا قيل: الزهري شيخ لمالك فهذا معنى ذلك، ولا يعد المحدثون الرجل شيخاً لغيره إلا إذا ثبت سماعه منه ولو في بعض ما روى عنه، فلا يصح أن يوصف كل من حدث عنه الرجل - من غير أن يذكر واسطة بينهما - بأنه شيخ له.
الشيخان:
أي البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى، ويراد بهذه اللفظة أحياناً أبو بكر وعمر رضي الله نعالى عنهما، والسياق كفيل ببيان المراد بها.
"(12/103)
كيف نميز بين الأحاديث التي رواه الدراوري من أصل كتابه وبين غيرها من الأحاديث؟
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[20 - 02 - 06, 04:19 ص]ـ
قَالَ أَبُو عَبْدِ الله: الْدِّرَاوُرْدِي إِذَا حَدَّثَ مِنْ حِفْظِهِ فَلَيْسَ بِشَيء. أَوْ نَحْوُ هَذَا، فَقِيلَ لَهُ فِي تَصْنِيفِهِ؟ قَالَ: لَيْسَ هَذَا الشَّأَنُ فِي تَصْنِيفِهِ، إِنْ كَانَ فِي أَصْلِ كِتَابِهِ، وَإِلَّا فَلَا شَيء، كَانَ يُحَدِّثُ بِأَحَادِيثٍ لَيْسَ لَهَا أَصْلٌ فِي كِتَابِهِ.
كيف نميز بين الأحاديث التي رواها من أصل كتابه وبين غيرها؟
وإن كنا لا نستطيع التمييز إلا بقرينة جاءت لنا عن أحد الأئمة النقاد، فماذا نحكم على روايته عند عدم وجودها؟
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[20 - 02 - 06, 12:57 م]ـ
أرجو مشاركة المشايخ، فإن هذا الأمر يعنيني جدًا
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[20 - 02 - 06, 01:27 م]ـ
يمكنكم مراسلة الأخ الشيخ مبارك؛ فله مؤلف حول هذا الراوي.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[20 - 02 - 06, 02:27 م]ـ
الشذى الوردي في بيان حال الدراوردي
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[20 - 02 - 06, 03:25 م]ـ
جزاك الله خيرًا
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[21 - 02 - 06, 06:38 ص]ـ
راسلت الشيخ مبارك، ولكن أرجو من بقية المشايخ المشاركة
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[21 - 02 - 06, 03:00 م]ـ
هل من مجيب؟؟؟
ـ[أبو عبد المصور]ــــــــ[16 - 08 - 08, 06:45 م]ـ
للرفع ضروري
بارك الله فيكم(12/104)
حول سكوت أبي داود عن الحديث
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[20 - 02 - 06, 04:43 م]ـ
درجةُ ما سكت عنه أبو داود في سننه من الحديث
د. محمد بن عبد الله القناص عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
21/ 01/1427هـ
السؤال
أرجو بيان صحة القول التالي: "بناءً على الشرط الذي وضعه أبو داود حين ألّف كتابه، فإنه عندما يسكت عن حديث يكون الحديث حسناً صحيحاً".
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله، وبعد:
فقد ذكر أبو داود في رسالته إلى أهل مكة ما نصه: "ما لم أذكر فيه شيئاً فهو صالح، وبعضها أصح من بعض" [رسالة أبي داود إلى أهل مكة في وصف سننه ص (27)].
وقد أخذ بعض العلماء من هذه العبارة أن ما سكت عنه أبو داود في سننه فهو حسن عنده، لاسيما وقد ذكر ابن كثير أن عبارة أبي داود: "وما سكت عنه فهو حسن"، لكن المشهور في النسخ المعتمدة لفظ: "صالح" لا "حسن"، والراجح: أن ما سكت عنه أبو داود في سننه لا يوصف بالحسن، بل لابد من النظر في الأحاديث التي سكت عنها والحكم عليها بما يليق بها.
ومما يؤكد ما سبق أن أبا داود قال في ضمن كلامه: "وما كان فيه وهنٌ شديد بينته"، فيفهم أن الذي يكون فيه وهن غير شديد لا يبينه، وقد حرر الحافظ ابن حجر هذه المسألة في كتابه النكت على ابن الصلاح، قال رحمه الله: "ما سكت عليه أبو داود لا يكون من قبيل الحسن الاصطلاحي بل على أقسام: منه ما هو في الصحيحين أو على شرط الصحة، ومنه ما هو من قبيل الحسن لذاته، ومنه ما هو من قبيل الحسن إذا اعتضد، وهذان القسمان كثير في كتابه جداً، ومنه ما هو ضعيف، لكنه من رواية من لم يجتمع على تركه غالباً.
"وقال أيضاً: "ومن هنا يظهر ضعف طريقة من يحتج بكل ما سكت عليه أبو داود فإنه يخرج أحاديث جماعة من الضعفاء في الاحتجاج ويسكت عنها مثل: ابن لهيعة، وصالح مولى التوأمة، وعبد الله بن محمد بن عَقِيل، وموسى بن وَرْدان، وسلمة بن الفضل، ودَلْهَم بن صالح وغيرهم، فلا ينبغي للناقد أن يقلده في السكوت على أحاديثهم ويتابعه في الاحتجاج بهم، بل طريقه أن ينظر: هل لذلك الحديث متابع فيعتضد به، أو هو غريب فيتوقف فيه، لاسيما إن كان مخالفاً لرواية من هو أوثق منه، فإنه ينحط إلى قبيل المنكر، وقد يخرّج لمن هو أضعف من هؤلاء بكثير، كالحارث بن وجيه، وصدقة الدقيقي، وعثمان بن واقد العمري، ومحمد بن عبد الرحمن البيلماني، وأبي جَناب الكلبي، وسليمان بن أرقم، وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، وأمثالهم من المتروكين.
وكذلك ما فيه من الأسانيد المنقطعة وأحاديث المدلسين بالعنعنة والأسانيد التي فيها من أبهمت أسماؤهم، فلا يتجه الحكم لأحاديث هؤلاء بالحسن من أجل سكوت أبي داود، لأن سكوته تارة يكون اكتفاءً بما تقدم له من الكلام في ذلك الراوي في نفس كتابه، وتارة لذهول منه، وتارة يكون لشدة وضوح ضعف ذلك الراوي، واتفاق الأئمة على طرح روايته، كأبي الحويرث ويحيى بن العلاء وغيرهما، وتارة يكون من اختلاف الرواة عنه وهو الأكثر، فإن في رواية أبي الحسن بن العبد عنه من الكلام على جماعة من الرواة والأسانيد ما ليس في رواية اللؤلؤي، وإن كانت روايته أشهر"وقال:" فالصواب عدم الاعتماد على مجرد سكوته [ينظر: النكت على كتاب ابن الصلاح (1/ 435 – 445). والله أعلم.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=102608
*****************
وانظر:
هل يستفاد من سكوت أبي داود؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=44497
حول سنن أبي داود
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=20381(12/105)
هل يُحسن الحديث الضعيف بشاهد من القرآن
ـ[أبو راسيل]ــــــــ[21 - 02 - 06, 07:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين إصطفى .................. أما بعد
فقد قرأت فائدة للشيخ صالح آل الشيخ في شرحه على الأربعين النووية ــ الحديث الحادي والأربعون ـ (لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ) قال حفظه الله (هذا الحديث حديث مشهور؛ وذلك لكونه في كتاب التوحيد، وهذا حديث حسن كما حسَّنه هنا النووي، بل قال: حديث حسن صحيح.
وسبب تحسينه: أنه في معنى الآية وهي قوله تعالى (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكِّموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً)
وتحسين الحديث لمجيء آية فيها معناه مذهب كثير من المتقدمين من أهل العلم كابن جرير الطبري وجماعة من حُذَّاق الأئمة والمحدثين.
فالرجاء ممن عنده مزيد علم أن يفيدنا بذكر من قال ذلك من أهل العلم والمرجع لهذه الموضوع
وأين يمكن الرجوع لقول الطبري وغيره
فقد راجعت ما بين يدي من مراجع فلم أظفر بشيء وكذلك راجعت كثير من المشاركات حول طرق تصحيح الحديث الضعيف وقد أشار الخوة الكرام إلى بعض الطرق ولم يتطرق أحد لهذا
وأخيرا أسال الله تعالى أن يحفظ الجميع وينفع بهم البلاد والعباد
ـ[أبو راسيل]ــــــــ[22 - 02 - 06, 02:19 ص]ـ
للرفع
ـ[ابن عباس الخطيب]ــــــــ[22 - 02 - 06, 06:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين إصطفى .................. أما بعد
فقد قرأت فائدة للشيخ صالح آل الشيخ في شرحه على الأربعين النووية ــ الحديث الحادي والأربعون ـ (لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ) قال حفظه الله (هذا الحديث حديث مشهور؛ وذلك لكونه في كتاب التوحيد، وهذا حديث حسن كما حسَّنه هنا النووي، بل قال: حديث حسن صحيح.
وسبب تحسينه: أنه في معنى الآية وهي قوله تعالى (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكِّموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً)
وتحسين الحديث لمجيء آية فيها معناه مذهب كثير من المتقدمين من أهل العلم كابن جرير الطبري وجماعة من حُذَّاق الأئمة والمحدثين.
فالرجاء ممن عنده مزيد علم أن يفيدنا بذكر من قال ذلك من أهل العلم والمرجع لهذه الموضوع
وأين يمكن الرجوع لقول الطبري وغيره
فقد راجعت ما بين يدي من مراجع فلم أظفر بشيء وكذلك راجعت كثير من المشاركات حول طرق تصحيح الحديث الضعيف وقد أشار الخوة الكرام إلى بعض الطرق ولم يتطرق أحد لهذا
وأخيرا أسال الله تعالى أن يحفظ الجميع وينفع بهم البلاد والعباد
أخي الحبيب رأيت الالباني في السلسلة الصحيحة استشهد بالقرآن في تحسين او تصحيح الحديث الضعيف وانا بعيد الان عن نسختي كي احدد لك الجزء والصفحة
والسلام
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[22 - 02 - 06, 06:39 م]ـ
أخي الكريم رعاك الله
هلا وضعت سؤالك في منتدى الدراسات الحديثية فذاك موضعه
ـ[أبو_عبدالرحمن]ــــــــ[22 - 02 - 06, 06:41 م]ـ
بما أن الآية واضحة وتغني عن الحديث فما حاجتنا إلى البحث في صحة هذا الحديث الضعيف وما هي حاجتنا إلى تقويته
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[23 - 02 - 06, 01:36 ص]ـ
بما أن الآية واضحة وتغني عن الحديث فما حاجتنا إلى البحث في صحة هذا الحديث الضعيف وما هي حاجتنا إلى تقويته
اعترض جزئياً على هذا الكلام, وبمجرد الاطلاع على الاثار في كتب التفسير-تأمل هذا- فكثير منها تحت درجة الصحة بمعايير ائمة الحديث, والتفسير دون تلك الاثار لايكاد يكون تفسيراً, ولا أدري كيف تكون اغلب الآيات واضحة دون الأحاديث, وهذا المفهوم ضيع أمماً فيما سلف.
إضافة على تعليق احد الاخوة حول الألباني رحمه الله رحمة واسعة, فأظنني قرأت في هامش الأدب المفرد شيئاً كهذا بعد تعليق طويل حول حديث ((رب تب وراحم إنك أنت الغفور الرحيم)) ثم في رواية ((التواب الغفور)) وبعد عدة أسطر ذكر بما معناه انه لابأس القول بهذا أو بهذا, وأظنه استلهمه من القرآن الكريم فكلا الصيغتين تكررتا في القرآن كثيراً. أرجو أن لا أكون أسأت فهم المقصد, وأرجو التصويب أكثر.
ـ[سامي هاشم]ــــــــ[23 - 02 - 06, 01:39 ص]ـ
سلمكم الله جميعا
¥(12/106)
ها هي ذكرتي تخذلني بعض الشيء و لكن أليس من الأثر أنه جاء رجل إلى ابن عباس رضي الله عنهما فقال الحمد لله الذي جعل هوانا تبعا لهواك فرد قائلا الهوى كله شر
و الله أعلم و نرجوا من الاخوة أن يفيدنا بكلام جامع منصف في هذا الباب من تخريج الحدي و القول في تقوية الأحاديث بالقرأن و السلام عليكم
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[23 - 02 - 06, 10:09 ص]ـ
ذكر الشيخ مرتضى الزين أحمد في كتابه مناهج المحدثين (ص 24) ما نصه:
وأما تقوية الحديث بموافقة ظاهر القرآن له:
فقد نسب بعض أهل العلم الى الفقهاء أنهم يتعرفون على صحة الحديث اذا وافقه ظاهر القرآن, قال الزركشي - رحمه الله تعالى -: (وقال أبو الحسن بن الحصار الأندلسي في (تقريب المدارك على موطاء الامام مالك): ان للمحدثين أغراضاً في طريقهم احتاطوا فيها وبالغوا في الاحتياط, ولا يلزم الفقهاء اتباعهم على ذلك, طتعليلهم الحديث المرفوع بأنه روى موقوفاً أو مرسلاً, وكطعنهم في الراوي اذا انفرد بالحديث أو بزيادة فيه أو لمخالفته من هو أعدل منه, أو أحفظ. قال: وقد يعلم الفقيه صحة الحديث بموافقة الأصول, أو آية من كتاب الله تعالى, فيحمله ذلك على قبول الحديث, والعمل به, واعتقاد صحته, واذا لم يكن في سنده كذاب فلا بأس باطلاق القول بصحته اذا وافق كتاب الله عز وجل, فانه وان كان معتلاً أكتبه لان معه ما يقويه ويذهب علته).
ومنهج جمهور المحدثين أنهم لا يجعلون موافقة ظاهر القرآن لحديث ضعيف عاضداً له, ويرتقي به لدرجة الحسن لغيره, واعتماد هذا المنهج يقتضي تصحيح الأحدايث الضعيفة التي في أسانيدها الضعفاء أو المتروكون لأجل موافقة ظاهر القرآن لهذا الحديث, وهذا الحديث (اذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالايمان) ضعفه الحافظ الذهبي ومغلطاي - رحمهما الله - مع أن ظاهر القرآن يوافقه, وذلك في قوله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} (18) سورة التوبة.
قال الذهبي عقب تصحيح الحاكم له: (قلت: دراج كثير المناكير) , وقال المناوي: (قال مغلطاي في شرح ابن ماجة: حديث ضعيف) , ولم يقل واحد من هذين الامامين بقبول هذا الحديث للاعتضاد والارتقاء لمرتبة الحسن لأجل موافقة ظاهر القرآن له.
تخريج الحديث:
رواه الترمذي, وابن ماجة, والامام أحمد, وابن عدي, وابن حبان, والحاكم من طريق دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: اذا الرجل يتعاهد المسجد فاشهدوا له بالايمان, فان الله تعالى يقول: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} (18) سورة التوبة ... الى آخر الحديث.
قال الترمذي: (هذا حديث حسن غريب)
وقال الحاكم: (هذه ترجمة للمصريين لم يختلفوا في صحتها وصدق رواتها غير أن شيخي الصحيح لم يخرجاه). قال الذهبي: (دراج كثير المناكير).
وقال السخاوي - رحمه الله -: (صححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم).
وفي تصحيح أو تحسينه نظر, لأن في اسناده (دراجاً) , قال الآجري عن أبي داود: (أحاديثه مستقيمة الا ما كان عن أبي الهيثم عن أبي سعيد). وحكي ابن عدي عن الامام أحمد أنه قال: (أحدايث دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد فيها ضعف). وأخرج له ابن عدي أحاديث منها حديث أبي سعيد هذا ثم قال: (وعامة هذه الأحدايث التي أمليتها مما لا يتابع دراج عليه). وقال الحافظ بن حجر: (صدوق, في حديثه عن أبي الهيثم ضعيف). وهذا من روايه عن أبي الهيثم.
الحكم على الحديث:
اسناده ضعيف, لأنه من رواية دراج عن أبي الهيثم.
انتهى كلامه حفظه الله
ـ[أبو راسيل]ــــــــ[23 - 02 - 06, 10:29 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
الله تعالى أسأل أن يجازي كل من أعان أخا له في الله على الإفادة والإستفادة
وأسأله سبحانه أن يبارك في كل من شارك في هذه المشاركة
والله إن المرء ليسعد بما يجد من حرص إخوانه على بذل الخير ونشره فجزاى الله خيرا كل من شارك وأخلف عليهم بالخير وسدد خطاهم إنه ولي ذلك والقادر عليه
وللفائدة / فقد سألت الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله تعالى
فقال فيما معناه أن الشافعي رحمه الله يفعل ذلك أحيانا مع الحديث المرسل
وسألته على طريقة ابن جرير وأين أعثر على كلامه فقال بتتبع
والله أعلم وأحكم
ملوحظة / عذري لتأخر شكري لكل من شارك أنني لم أطلع على المشاركات إلا الأن لإنني راجعتها مرات كثيرة فلم أجد مشاركات فيئست من الإجابة ولكن الحمد لله
¥(12/107)
ـ[أبو راسيل]ــــــــ[23 - 02 - 06, 10:34 ص]ـ
أخي بلال حفظك الله
هل ممكن أعثر عندك على هذا الكتاب (مناهج المحديثين) على ملفات ورد
وجزاك الله خيرا
ـ[ابن عباس الخطيب]ــــــــ[23 - 02 - 06, 11:45 ص]ـ
السلام عليكم
ذكر الشيخ مرتضى الزين أحمد في كتابه مناهج المحدثين (ص 24) ما نصه:
وأما تقوية الحديث بموافقة ظاهر القرآن
كذلك عقد الجديع في الجزء الثاني من كتابه تحرير علوم الحديث أبوابا لطرق تقوية الحديث المقبولة وغير المقبولة
وذهب االى ما ذهب اليه المرتضى
والسلام
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[23 - 02 - 06, 12:17 م]ـ
ذكر الشيخ مرتضى الزين أحمد في كتابه مناهج المحدثين (ص 24) ما نصه: ......
الحكم على الحديث:
اسناده ضعيف, لأنه من رواية دراج عن أبي الهيثم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=37412
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=42293&highlight=%DD%C7%D4%E5%CF%E6%C7+%C8%C7%E1%C5%ED%E3 %C7%E4
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[23 - 02 - 06, 01:15 م]ـ
أخي الحبيب أبو راسيل حفظه الله ورزقنا الله واياك الاخلاص في القول والعمل ... لو كان عندي الكتاب ... لكان بين يديك قبل أن آتيك بالنص من الكتاب.
ولكن مع الأسف ... لا يوجد الكتاب عندي بصيغة رقميه.
وللفائدة ... ذكر الدكتور حفظه الله تعالى أكثر من طريقة في الحكم على الأحاديث ... ذهب هو الى تضعيفها ... ولعل الله ييسر لي أن أنقل لأخواني ... مجمل القول أو النص الكامل للشيخ حفظه الله.
ـ[أبو راسيل]ــــــــ[24 - 02 - 06, 06:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الأفاضل ابن عباس الخطيب وبلال خنفر
من باب العمل بحديث رسول الله (لا يشكر الله من لا يشكر الناس) فجزاكما الله عني كل خير ومتعكما الله بالصحة والعافية ورزقني الله وإياكم الفقه في الدين
فوالله لقد كانت لمشاركتكم كبير الأثر في النشاط في البحث خاصة مشاركة أخي بلال خنفر فلقد فتحت أمامي المجال فالحمد لله من قبل ومن بعد وليس معنى هذا التقليل من باقي المشاركات فما زلت أتتبع ما أشار إليه أخي ابن عباس الخطيب حول عمل الشيخ الألباني رحمه الله
ولعلمي لحب الجميع لعلو السند فهذا كلام الزركشي من كتابه وكلام غيره من أهل هذا الشأن
ومما لايخفى عليكم أن المراد من هذا البحث ذكر من قال ذلك من أهل العلم للفائدة وتوثيق المعلومة ــ فالمرء أحيانا يقرأ ويفوته الكثير من الفوائد ولا حولا ولا قوة إلا بالله ــ وليس المراد البحث حول قبول هذا الكلام من عدمه
1 - قال أبو عبد الله محمد بن جمال الدين عبد الله بن بهادر الزركشي في (النكت على مقدمة ابن الصلاح) (1/ 106) (وقال أبو الحسن بن الحصار الأندلسي في تقريب المدارك على موطأ مالك إن للمحدثين أغراضا في طريقهم احتاطوا فيها وبالغوا في الاحتياط ولا يلزم الفقهاء إتباعهم على ذلك كتعليلهم الحديث المرفوع بأنه قد روي موقوفا أو مرسلا وكطعنهم في الراوي إذا انفرد بالحديث أو بزيادة فيه أو لمخالفة من هو أعدل منه وأحفظ قال وقد يعلم الفقيه صحة الحديث بموافقة الأصول أو آية من كتاب الله تعالى فيحمله ذلك على قبول الحديث والعمل به واعتقاد صحته وإذا لم يكن في سنده كذاب فلا بأس بإطلاق القول بصحته إذا وافق كتاب الله تعالى وسائر أصول الشريعة)
2 - قال الحافظ ابن حجر في (النكت على كتاب ابن الصلاح) (وقد صرح أبو الحسن ابن القطان أحد الحفاظ النقاد من أهل المغرب في كتابه بيان الوهم والإيهام بأن هذا القسم لا يحتج به كله بل يعمل به في فضائل الأعمال ويتوقف عن العمل به في الأحكام إلا إذا كثرت طرقه أو عضده اتصال عمل أو موافقة شاهد صحيح أو ظاهر القرآن. وهذا حسن قوي رايق ما أظن يأباه والله الموفق)
3 - قال محمد بن عبد الرحمن السخاوي في (فتح المغيث) (1/ 71) (ولذلك قال النووي رحمه الله في بعض الأحاديث وهذه وإن كانت أسانيد مفرداتها ضعيفة فمجموعها يقوى بعضه بعضا ويصير الحديث حسنا ويحتج به وسبقه البهيقي في تقوية الحديث بكثرة الضعيفة وظاهر كلام أبي الحسن بن القطان يرشد اليه فإنه قال هذا القسم لا يحتج به كله بأن يعمل به في فضائل الأعمال ويتوقف عن العمل به في الأحكام إلا إذا كثرت طرقه أو عضده اتصال عمل موافقة شاهد صحيح أوظاهر القرآن واستحسنه شيخنا)
¥(12/108)
4 - عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي في (تدريب الراوي) (2/ 68) (وقال أبو الحسن ابن الحصار في تقريب المدارك على موطأ مالك قد يعلم الفقيه صحة الحديث إذا لم يكن في سنده كذاب بموافقة آية من كتاب الله أو بعض أصول الشريعة فيحمله ذلك على قبوله والعمل به)
5 - قال محمد بن إسماعيل الأمير الحسني الصنعاني في (توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار) (1/ 186) (وقد صرح أبو الحسن القطان أحد الحفاظ النقاد من أهل المغرب في كتابه بيان الوهم والإيهام بأن هذا القسم لا يعمل به كله بل يعمل به في فضائل الأعمال ويتوقف عن العمل به في الأحكام إلا إذا كثرت طرقه أو عضده اتصال عمل أو موافقة شاهد صحيح أو ظاهر القرآن)
6 - وقال محمد مرتضى الحسيني الزبيدي في (بلغة الأريب في مصطلح آثار الحبيب) ص (189) (فإن قامت قرينة ترجح جانب قبول ما يتوقف فيه فهو حسن لا لذاته والأول إن اعتضد صار صحيحا لغيره ويسمى الحسن لشيء خارج ويعمل به في فضائل الأعمال كالضعيف بل أولى وأما في الأحكام فإن كثرت طرقه قيل وعضده اتصال عمل أو موافقة شاهد صحيح أو ظاهر القرآن عمل به فيها أيضا وإلا فلا)
7 - قال طاهر الجزائري الدمشقي في (توجيه النظر إلى أصول الأثر) (1/ 213) (وقال أبو الحسن بن الحصار في تقريب المدارك على موطأ مالك قد يعلم الفقيه صحة الحديث إذا لم يكن في سنده كذاب بموافقة آية من كتاب الله أو بعض أصول الحديث إذا لم يكن في سنده كذاب بموافقة آية من كتاب الله أو بعض أصول الشريعة فيحمله ذلك على قبوله والعمل به)
... وقال أيضا في (1/ 506) (وذكر بعض العلماء أن بعض الأحاديث الضعيفة إذا كثرت طرقها قوي بعضها بعضا وصارت بذلك من قبيل الحسن فيحتج بها وقد نحا نحو ذلك ابن لاقطان حيث قال هذا القسم لا يحتج به كله بل يعمل به في فضائل الأعمال ويتوقف عن العمل به في الأحكام إلا إذا كثرت طرقه أو عضده اتصال عمل أو موافقة شاهد صحيح أو ظاهر القرآن)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 02 - 06, 09:12 ص]ـ
هناك الكثير من الأحاديث الموضوعة ذات معان صحيحة. فهل نصححها؟!!
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[24 - 02 - 06, 09:34 ص]ـ
هناك الكثير من الأحاديث الموضوعة ذات معان صحيحة. فهل نصححها؟!!
المشكلة ليست هنا, المشكلة أن المحك قسمان: هل ورد هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أم لا؟؟ كل الأئمة وكل المصنفات في هذا المجال تسعى بصورة كبرة لهذا الهدف.
جوابان نعم او لا.
ولكن وتبعاً لتدخل العنصر البشري, فهناك أكثر من هذين الاحتمالين, ونشات درجات قوة الحديث.
الحديث الضعيف, وكامر بديهي, إما صدر حقاً عن النبي صلى الله عليه وسلم أو لم يصدر, وبالنسبة لي كنت أظن أن المعنى الحسن للحديث الضعيف سنداً, أقرب للصحة, ولكن بعد ذلك وبعد قراءة مكثفة, علمت أن حتى بعض الصالحين يضع أجمل العبارات بحجة مثلاً الحث على الفضائل كقراءة القرآن, نوح الجامع وابن ابي عضمة مثلاً ان لم يكونا نفس الشخص, محمد بن سعيد المصلوب قال بما معناه أنه لايبالي أن يضع للكلام الحسن إسناداً وكنت أظن أنه من الطالحين, ولكن يبدو أن الأمر ليس كذلك. وهذا مما يصعب القول بتحسين الحديث الشضعيف ذو الإسناد المرفوض او الضعيف. المعنى الحسن لجزء من الأحاديث الموضوعة او الضعيفة وفيها رجل متهم تهمة شديدة كالكذب والوضع, خديعة اغتر بها كثيرون وتشكلت على ضوءها مفاهيم أخرى وبالتالي نشأت بعض الطوائف أو انشقت عن طائفة اخرى او عن منهج أهل السنة والجماعة.
هناك الأحاديث الضعيفة التي يخلو إسنادها من رجل متهم تهمة جارحة, ولكن فيه وجه ضعف, سوء حفظ أو وهم الخ, فإن كان هناك مايعضده فالأمر يختلف عن عدم وجود مايعضده, وفي الصحيح والحسن والضعيف المائل الى الحسن مايغني عن الاغترار بالاحاديث الضعيفة جداً. وللكن هل يمكن لأي أحد الجواب: أن هذا الحديث الضعيف قد صدر حقاً عن النبي او لا؟؟ أي هل يستطيع أن يحتج به وهو مقتنع وجدانياً؟؟؟ لا أظن!!!
ولا أظم يخفى على الأخ محمد الأمين ان معيار صحة الحديث من عدمه ليس كما ذكر, وهو تحسين العقل وتقبيحه, بل المعيار هو الإسناد, والا لصار الأدباء والحكماء هم أهل الحديث.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[24 - 02 - 06, 02:20 م]ـ
هذا ما وعدنا اخواننا به ... نسأل الله أن ينفعنا بما علمنا
¥(12/109)
ـ[أبو راسيل]ــــــــ[24 - 02 - 06, 03:07 م]ـ
حفظك الله / أخي بلال خنفر
جزاك الله خير ا ونفع بك وأعز بك الإسلام وأهله
ورجاء أن تكون راجعت الخاص
ـ[أبو راسيل]ــــــــ[24 - 02 - 06, 11:24 م]ـ
لقد اطلعت على مشاركة الأخ الحبيب / بلال خنفر
الأخيرة وقرأت الملف المرفق
فوجدته مفيدا وفيه جواب لكثير مما سبق من الأسئلة وحبا في تعميم الفائدة رايت بسطه حتى يعم به النفع
فالله أسأل أن ينفع أخي بلال خنفر بالعلم النافع والعمل الصالح إنه ولي ذلك والقادر عليه
قال أخي بلال خنفر حفظه الله تعالى وخطى بيمينه
ذكر الدكتور المرتضى حفظه الله تعالى في كتابه ((ماهج المحدثين – ص 22)) ما نصه:
العواضد التي لا أصل صلة لها بالأسانيد:
أما ترقية الحديث وتقويته بعواضد لا صلة لها بالأسانيد (كتلقي الأمة للحديث بالقبول) أو (بموافقة ظاهر القرآن له) أو (باستدلال المجتهد به) أو (عن طريق الكشف الصوفي) أو (برؤية النبي عليه الصلاة والسلام في المنام) أو (بموافقته للمكتشفات العلمية الحديثة). فلا يتقوى الحديث بواحد من هذه العواضد, ولا تصح نسبته لرسول الله عليه الصلاة والسلام لأجل واحد من هذه العواضد.
فأما تلقي الأمة للحديث بالقبول:
فقد قال الزركشي – رحمه الله-: (ان الحديث الضعيف اذا تلقته الأمة بالقبول عمل به على الصحيح, حتى أنه ينزل منزلة المتواتر في أنه ينسخ المقطوع, ولهذا قال الشافعي في حديث: لا وصية لوارث. انه لا يثبته أهل الحديث ولكن العامة تلقته بالقبول, وعملوا به حتى جعلوه ناسخاً لآية () الوصية للوارث) ().
ان بقاء الحديث على ضعفه أولى من تصحيحه ونسبته لرسول الله عليه الصلاة والسلام لأجل تلقى الأمة له بالقبول, اذ كيف يحكم له بالصحة مع انتفاء شروطها, نعم ان تلقى الأمة لحديث ثبتت نسبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد قوة الى قوته أما ما لم تثبت نسبته له فلا يرتفع ضعفه بتلقيها له بالقبول.
تخريج الحديث لا وصية لوارث:
وأما حديث (لا وصية لوارث) فقد أثبته بعض أهل الحديث, ولم يتفقوا على تضعيفه, فقد قال الترمذي في حديث (عمرو بن خارجة): حسن صحيح ().
وحسنه الحافظ ابن حجر () من حديث (ابن عباس) ومن حديث (أبي أمامة) , وصححه البصيري () من حديث (أنس بن مالك).
والحديث مروى عن: (أبي امامة) و (عمر بن خارجة) و (عبدالله بن عباس) و (أنس بن مالك) و (عبد الله بن عمرو) و (جابر بن عبد الله) و (علي بن ابي طالب) و (عبد الله بن عمر) و (البراء بن عازب) و (زيد بن أرقم) ذكرها الألباني – حفظه الله - () (ارواء الغليل) () , ووقفت عليه _ أيضاً _ من حديث (معقل ابن يسار) () و (أسماء بنت يزيد بن السكن) ().
تخريج حديث أبي أمامة:
رواه أبو داود () , والترمذي () , وابن ماجة () , وسعيد بن منصور () , والامام أحمد () وابن أبي شيبة () , الطيالسي () , وابن حبان () , والبيهقي () , من طريق اسماعيل بن عياش ثنا شرحبيل بن مسلم قال: سمعت أبا أمامة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ان الله عز وجل قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث ... الحديث).
قال الترمذي: (وفي الباب عن عمرو بن خارجة وأنس, وهو حديث حسن صحيح).
وقال الزيلعي: (قال في –التنقيح-: قال أحمد والبخاري وجماعة من الحفاظ: ما رواه اسماعيل بن عياش عن الشاميين فصحيح, وما رواه عن الحجازيين فغير صحيح, وهذا رواه عن شامي ثقة) ().
وقال الألباني – حفظه الله - (): (اسناده حسن) ().
وهو كما قال لأن حديث اسماعيل بن عياش اذا كان عن الشاميين فلا ينزل عن مرتبة الحسن.
قال الذهبي: (حديث اسماعيل بن عياش عن الحجازيين والعراقيين لا يحتج به, وحديثه عن الشاميين صالح من قبيل الحسن, ويحتج بن ان لم يعارضه أقوى منه) ().
الحكم على الحديث:
اسناد حديث أبي أمامة حسن لذاته, والله أعلم.
*******************
وأما تقوية الحديث بموافقة ظاهر القرآن له:
¥(12/110)
فقد نسب بعض أهل العلم الى الفقهاء أنهم يتعرفون على صحة الحديث اذا وافقه ظاهر القرآن, قال الزركشي - رحمه الله -: (وقال أبو الحسن بن الحصار الأندلسي () في (تقريب المدارك على موطاء الامام مالك): ان للمحدثين أغراضاً في طريقهم احتاطوا فيها وبالغوا في الاحتياط, ولا يلزم الفقهاء اتباعهم على ذلك, كتعليلهم الحديث المرفوع بأنه روى موقوفاً أو مرسلاً, وكطعنهم في الراوي اذا انفرد بالحديث أو بزيادة فيه أو لمخالفته من هو أعدل منه, أو أحفظ. قال: وقد يعلم الفقيه صحة الحديث بموافقة الأصول, أو آية من كتاب الله تعالى, فيحمله ذلك على قبول الحديث, والعمل به, واعتقاد صحته, واذا لم يكن في سنده كذاب فلا بأس باطلاق القول بصحته اذا وافق كتاب الله تعالىوسائر أصول الشريعة.) ().
وقال عبد الحق الاشبيلي – رحمه الله – في مقدمة (الأحكام الوسطى) (): (أو يكون حديث تعضده آية ظاهرة البيان من كتاب الله عز وجل, فانه وان كان معتلا أكتبه لان معه ما يقويه ويذهب علته.)
ومنهج جمهور المحدثين أنهم لا يجعلون موافقة ظاهر القرآن لحديث ضعيف عاضداً له, يرتقي به لدرجة الحسن لغيره, واعتماد هذا المنهج يقتضي تصحيح الأحدايث الضعيفة التي في أسانيدها الضعفاء و المتروكون لأجل موافقة ظاهر القرآن لها, وهذا الحديث (اذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالايمان) ضعفه الحافظ الذهبي ومغلطاي - رحمهما الله - مع أن ظاهر القرآن يوافقه, وذلك في قوله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} (18) سورة التوبة.
قال الذهبي عقب تصحيح الحاكم له: (قلت: دراج كثير المناكير) ().
وقال المناوي: (قال مغلطاي في شرح ابن ماجة: حديث ضعيف) () , ولم يقل واحد من هذين الامامين بقبول هذا الحديث للاعتضاد والارتقاء لمرتبة الحسن لأجل موافقة ظاهر القرآن له.
تخريج الحديث:
رواه الترمذي () , وابن ماجة () , والامام أحمد () , وابن عدي () , وابن حبان () , والحاكم () من طريق دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذا رأيتم الرجل يتعاهد المسجد فاشهدوا له بالايمان, فان الله تعالى يقول: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} (18) سورة التوبة. واللفظ للترمذي.
قال الترمذي: (هذا حديث حسن غريب).
وقال الحاكم: (هذه ترجمة للمصريين لم يختلفوا في صحتها وصدق رواتها غير أن شيخي الصحيح لم يخرجاه).
قال الذهبي: (دراج كثير المناكير).
وقال السخاوي - رحمه الله -: (صححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم) ().
وفي تصحيح أو تحسينه نظر, لأن في اسناده (دراجاً) , قال الآجري عن أبي داود: (أحاديثه مستقيمة الا ما كان عن أبي الهيثم عن أبي سعيد) (). وحكي ابن عدي عن الامام أحمد أنه قال: (أحدايث دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد فيها ضعف). وأخرج له ابن عدي أحاديث منها حديث أبي سعيد هذا ثم قال: (وعامة هذه الأحدايث التي أمليتها مما لا يتابع دراج عليه). وقال الحافظ بن حجر: (صدوق, في حديثه عن أبي الهيثم ضعيف). وهذا من روايه عن أبي الهيثم.
الحكم على الحديث:
اسناده ضعيف, لأنه من رواية دراج عن أبي الهيثم.
*****************
وأما دعوى تقوية الحديث باستدلال المجتهد به:
فقد قال التهانوي: (المجتهد اذا استدل بحديث كان تصحيحاً له كما في التحرير () لابن الهمام وغيره) ().
كذا قال, والذي عليه المحدثون ودونوه في كتب المصطلح عدم تصحيح الحديث بعمل العالم أو فتياه به, قال ابن الصلاح – رحمه الله -: (وهكذا نقول: ان عمل العالم, أو فتياه على وفق حديث ليس حكماً منه بصحة ذلك الحديث, وكذلك مخالفته للحديث ليست قدحاً منه في صحته ولا في راويه. والله أعلم) ().
وقال النووي – رحمه الله -: (وكذا عمل العالم أو فتياه على وفق حديث رواه ليس حكماً منه بصحته, وكذا مخالفته له ليست قدحاً منه في صحته ولا في راويه) ().
¥(12/111)
وقال العراقي – رحمه الله -: (ولم يوا فتيا العالم على وفق حديث حكماً منه بصحة ذلك الحديث, لا مكان أن يكون ذلك منه احتاطاً, أو لدليل آخر وافق الخبر) ().
وقال في نظم الألفية ():
(ولم يروا فتياه أو عمله ... على وفاق المتن تصحيحاً له)
وقال زكريا الأنصاري – رحمه الله -: (ولم ير حمهور أئمة الأثر فتوى أو عمل أحد العلماء – سواء كام مجتهداً أو مقلداً – على وفاق حديث تصحيحاً له, ولا تعدليلاً لرواته, لامكان أن يكون ذلك منه احتياطاً, أو لدليل آخر وافق ذلك الحديث, أو لكونه ممن يرى العمل بالضعيق وتقديمه على القياس) ().
زقال السخاوي – رحمه الله -: (أو لكونه يرى العمل بالضعيف, وتقديمه على القياس – كما تقدم عن أحمد وأبي داود – ويكون اقتصاره على هذا المتن ان ذكره اما لكونه أوضح في المراد, أو لا رجحيته على غيره, أو بغير ذلك) ().
بل ان المحديثين قد عابوا على الفقهاء أخذهم بالأحاديث الضعيفة بل الموضوعة قال ابن الجوزي – رحمه الله -: (فرأيت ان اسعاف الطالب للعلم بمطلوبه يتعين خصوصاً عند قلة الطلاب, لا سيما لعلم النقل, فانه أعرض عنه بالكلية حتى ان جماعة من الفقهاء يبنون على العلوم الموضوعة) ().
وقال في موضع آخر: (رأيت بضاعة أكثر الفقهاء في الحديث مزجاة, يعول أكثرهم على الأحاديث لا تصح ويعرض عن الصحاح, ويقلد بعضهم بعضاً فيما ينقل) ().
وقال النووي – رحمه الله -: (وعلى كل حال فان الأئمة لا يروون عن الضعفاء شيئاً يحتجون به على انفراده في الأحكام, فان هذا شيء لا يفعله امام من أئمة المحدثين ولا محقق من غيرهم من العلماء, وأما فعل كثيرين من الفقهاء أو أكثرهم ذلك, واعتمادهم عليه فليس بصواب بل قبيح جداً, وذلك لأنه ان كان يعرف ضعفه لم يحل له أن يحتج به, فانهم متفقون على أنه لا يحتج بالضعيف في الأحكام, وان كان لا يعرف ضعفه لم يحل له أن يهجم على الاحتجاج به من غير بحث عليه بالتفتيش عنه ان كان عارفاً أو بسؤال أهل العلم ان لم يكن عارفاً. والله أعلم) ().
فلأجل هذا كله فان القول بأن استدلال المجتهد بحديث تصحيح له غير مقبول لدى أهل الحديث, والواقع يشهد لذلك, فكم من حديث ضعيف استدل به المجتهدون؟
*****************
وأما دعوى تقوية الحديث عن طريق الكشف الصوفي:
فالكشف من بدع المتصوفه الضالة المضللة, ولا يبعد أن يكون كفراً لأن فيه ادعاء لعلم الغيب, وقد أباح المتصوفة لأنفسهم عن طريق الكلام في جوانب الدين المختلفة ونسبوا اليه أموراً متعددة, ومن ذلك أنهم جعلوه من الوسائل التي ينتقدون بها الأحدايث فيصححون ويضعفون ما بدأ لهم, قال الجرجاني – رحمه الله -: (الكشف في اللغة رفع الحجاب. وفي الاصطلاح: هو الاطلاع على ما وراء الحجاب من المعاني الغيبية والأمور الحقيقة وجوداً أو شهودا) ().
وللقيام بمهمة نقد المرويات لا يحتاج هؤلاء الى دراسة ما صنفه المحدثون من قواعد وضوابط للحكم على الأحاديث – تصحيحاً وتضعيفاً – حيث يتصدى للحكم عليها من لا دراية له بالعلم الحديث البتة, قال في (جواهر المعاني) ():
(وسئل سيدنا – رضي الله عنه – عن مسائل منها قوله عليه الصلاة والسلام (): علماء أمتى كانبياء بني اسرائيل.؟
قال: (الجواب – والله الموفق بمنه وكرمه للصواب -: أما ما ذكرت من الحديث وهو علماء أمتي ... الخ فليس بحديث, نص عليه السيوطي في – الدرر المنتشرة في الأحدايث المشتهرة - (). وسأل صاحب (الابريز) شيخه – رضي الله عنه – فقال له: ليس بحديث, وذكره من جهة الكشف لأنه لا دراية له بعلم الحيث, وقوله حجة على غيره لأنه قطب – رضي الله تعالى عنه – كما صرح به صاحب الابريز المذكور ()).
ولا أبطل من هذا المنهج الذي يتصدى فيه مثل هؤلاء للحكم على الأحاديثمع أنهم لا دراية لهم بعلم الحديث الحديث, ومن الأحاديث التي زعمو تصحيحها بالكشف حديث (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم). فقد قال الشعراني: (وهذا الحديث وان كان فيه مقال عند المحدثين فهو صحيح عند أهل الكشف) ().
¥(12/112)
قال الشيخ الألباني – حفظه الله - () عقبه: (باطل وهراء لا يلتفت اليه, لأن تصحيح الأحاديث عن طريق الكشف بدعة صةفية مقيتة, والاعتماد عليها يؤدى الى تصحيح أحاديث باطلة لا أصل لها كهذا الحديث, لأن أحسن أحواله – ان صح أن يكون كالرأى وهو يخطيء ويصيب, وهذا ان لم يداخله الهوى. نسأل الله السلامة منه ومن كل ما لا يرضيه) (). وكذلك يؤدى الى تضعيف أحاديث صحيحة فيحل الحرام ويحرم الحلال.
والحديث المشار اليه مروى عن: (ابن عمر) و (أبي هريرة) و (جابر) و (ابن عباس) و (عمر بن الخطاب) و (أنس) و (جواب بن عبيد الله) خرجها الحافظ بن حجر () , والشيخ الألباني (). وخلاصة القول فيه: أن مجموع طرق هذا الحديثعن الصحابةالمشار اليهم تسع طرق, في خمس منها اما كذاب أو متهم به, وفي ثلاثة أخرى من وصف بكونه متروكاً, والطريق التاسع فيه مجهولان.
فهو ضعيف جداً.
*****************
وأما دعوى الحكم على الأحاديث برؤية النبي عليه الصلاة والسلام في المنام:
فقد روى الامام مسلم () – رحمه الله – عن أبي مسهر قال: سمعت أنا وحمزة الزيات من أبان بن أبي عياش نحواً من ألف حديث. قال علي: فلقيت حمزة فأخبرني أنه رأى النبي عليه الصلاة والسلام في المنام فعرض عليه ما سمع من أبان, فما عرف منها الا شيئا يسيراً خمسة أو ستة).
فلا عبرة بمثل هذا المنام في الحكم على الأحدايث عند أهل العلم, وقد حكى القاضي عياض – رحمه الله – اجماع العلماء على ذلك, قال – رحمه الله -: (هذا ومثله استئناس واستظهار على ما تقرر من ضعف أبان, لا أنه يقطع بأمر المنام ولا أنه تبطل بسببه سنة ثبتت, ولا تثبت به سنة لم تثبت, وهذا باجماع العلماء ()).
وأبطل من هذا دعوى بعضهم مقابلته للنبي عليه الصلاة والسلام وسؤاله عن بعض أحاديثه, لأن ذلك من الكذب الذي لا يرتاب فيه المسلم, ذكر الشعراني عن أبي المواهب الشاذلي قال: قابلت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن الحديث المشهور (اذكروا الله حتى يقولوا مجنون) وفي صحيح بن حبان () (أكثروا من ذكر الله حتى يقولوا مجنون).
فقال عليه الصلاة والسلام: صدق ابن حبان في روايته, وصدق راوى (اذكروا الله) فاني قلتهما معاً, مرة قلت هذا, ومرة قلت هذا) ().
*****************
وأما تقوية الحديث الضعيف – أو العكس – بالمكتشفات العلمية الحديثة:
فقد تبناها بعض المفتونين بالحضارة المعاصرة وما فيها من مكتشفات في مختلف ميادين العلم والمعرفة, فقد ذهب بعض هؤلاء المفتونين الى مقارنة نتائج المكتشفات في المادة والنبات والحيوان والفلك وغير ذلك بما جاء في النسة النبوية قس هذه الأبواب فما وافقها يقبل عندهم وان حكم المحدثون بضعفه أو وضعه, وما خالفها يرد عندهم وان كان قد سبق الحكم عليه يالصحة, يقول أحد هؤلاء: (وعلى العلماء في هذا العصر, وعلى من جاء بعدهم أن يستفيدوا من نتائج العلوم الرياضية والطبيعية, والبحث الحديث, الاستكشاف في المادة, والنبات والحيوان, ومناهج البحث العلمي في التاريخ, وسائر العلوم النقلية والأدبية, ويستعرضون أحاديث بدء الخلق, وأصل الكون, وشكله, والفلك, والطب, وسائر ما يتعلق من الأحاديث بما تناوله البحث العلمي التجريبي, فما وافق اليقيني من نتائج الفكر ومقررات العلم أخذوا به وان سبق الحكم عليه بالصحة أو الحسن, فقد نص العلماء على أنه اذا تعارض دليلان قطعيان أحدهما عقلي والآخر نقلي وجب تأويل النقلي ورد الى العقلي فما بالك بمعارضة أحاديث الآحاد – وهي ظنية الثبوت كما أنها ظنية الدلالة – للدليل العقلي القطعي) ().
ان الاعتماد على نتائج العلوم الرياضية والطبيعية وغيرهما للحكم على الأحاديث لا يصلح لذلك, لأن ما يوصف بأنه حقيقة يقينية في نتائج تلك الدراسات في عصر من العصور يوصف بغير ذلك في عصر آخر, ومن ذلك ما ذكر عن الشمس فانها وصفت في عصر من العصور أنها ثابتة ساكنة, وكان ذلك من اليينيات في ذلك العصر, وبعد فترة من الزمن اكتشف العلماء أن الشمس جارية وبسرعة شديدة, وفي هذا المعنى يقول المودودي – رحمه الله -: (ان النظريات التى آمن بها هؤلاء العلماء والفلاسفة في زمن كحقائق ثابتة رفضوها في زمن آخر, واعتقدوا الحقيقة في غيرها, فلم نسمح لنفوسنا اليوم أن نبالغ في تقدير هذه النظريات وأكبارها لدرجة أن نترك القرآن الكريم ونؤمن بها ايماناً في أول تصادم لها مع آيات القرآن) ().
فكيف نسمح لآنفسنا أن ننسب لرسول الله عليه الصلاة والسلام قولاً ضعيفاً أو موضوعاً – كما قال الباحث -, أو ننفي عنه ما حكم الأئمة بصحته وثبوته, اعتماداً على تلك التقديرات, لا شك أن ذلك من أعظم الأمور وأشدها خطراً على الاسلام, وقد اعتبر الامام ابن الجوزي – رحمه الله – أن نفي ما ثبت عن الرسول عليه الصلاة والسلام, أو اثبات ما لم يثبت عنه جناية على الاسلام:, قال – رحمه الله -: (اني رأيت بعض الأكابر من الفقهاء يقول في تصنيفه عن الفاظ في الصحاح لا يجوز أن يكون رسول الله عليه الصلاة والسلام قال هذا, ورأيته يحتج في مسألة فيقول دليلنا ما روى بعضهم أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال كذا, ويجعل الجواب عن حديث صحيح قد احتج به خصمه أن يقول هذا الحديث لا يعرف, وهذا كله جناية على الاسلام) ().
¥(12/113)
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[26 - 02 - 06, 10:52 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيميه في حديثه عن حديث: " كل صلاة لم تنه عن الفحشاء والمنكر لم يزدد صاحبها من الله إلا بعداً "
هذا الحديث ليس بثابت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ? لكن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر كما ذكر الله في كتابه.
[مجموع الفتاوى (22/ 605)]
ـ[أبو راسيل]ــــــــ[28 - 02 - 06, 03:02 ص]ـ
حفظك الله أخي أبو مهند
وجزاك الله خيرا على هذه الفائدة
ملحوظة / الفائدة في النسخة التي بين يدي (22/ 5)
ـ[أبو عمر الطباطبي]ــــــــ[28 - 02 - 06, 12:12 م]ـ
الحديث إذا كان ضعيفا على قواعد المحدثين ضعفا ينجبر بالمتابعات أو الشواهد ولم يكن ضعيفا جدا بحيث لا ينجبر بالمتابعات أو الشواهد فالذي يظهر لي أنه يحسن بشاهد من القرآن، أما إذا كان ضعيفا جدا فلا، فكم من قول صحيح يوافق ظاهر القرآن ولا تجوز نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والله تعالى أعلم
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[28 - 02 - 06, 06:33 م]ـ
لو تكون هناك بعض الأمثلة أخي الكريم أبو عمر ... لتعم الفائدة ... فالمثال التطبيقي مهم لفهم المسألة ... ولعلك بارك الله فيك تنقل لنا من, من السلف يقول بتقوية الحديث بشاهد من القرآن بارك الله فيك؟
ـ[أبو عمر الطباطبي]ــــــــ[01 - 03 - 06, 10:30 ص]ـ
الأخ الكريم المميز بلال وفقه الله تعالى
جزاكم الله خيرا على رغبتكم في معرفة من سبق بهذا القول
فلعلكم بارك الله فيكم لو تفضلتم بمراجعة المشاركات السابقة في هذه الزاوية تحصلون على بغيتكم
قد تكون ممن لا يرى هذا القول أو لا تأخذ به،
لكني رأيت أنه قول سديد
وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[03 - 03 - 06, 09:39 ص]ـ
السلام عليكم
وجدت هذا الحديث في سنن الدارقطني:
20 - حدثنا عثمان بن أحمد بن السماك نا حنبل بن إسحاق نا جبارة بن المغلس نا أبو بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انها تكون بعدي رواة يروون عني الحديث فأعرضوا حديثهم على القرآن فما وافق القرآن فخذوا به وما لم يوافق القرآن فلا تأخذوا به هذا وهم والصواب عن عاصم عن زيد عن علي بن الحسين مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فما درجة هذا الحديث ... وهل هو دليل لمن قال بأخذ الشاهد من القرآن الكريم؟
***********
مع التنويه بأن هذا الراي لم أستوعبه ... ولنضرب مثالاً لكي تتضح الصورة التي لدي
رجل يهم في حديثه ... فكانت مرتبة حديثه في الضعيف الذي يمكن جبره ... وجاء كلام الراوي موافقاً لما جاء في القرآن الكريم.
الى هنا ... نحن نثبت أن الكلام صحيح ... ولكن ... اثبات أن هذا الكلام هو من كلام النبي عليه الصلاة والسلام هو شيء آخر.
فلا بد من ضبط السنة بالسنة حتى نعلم ما كان من حديث النبي عليه الصلاة والسلام ... وما كان من كلام غيره.
ولا يخفى على أهل الفضل مباحث الزيادات الشاذة والرويات الشاذة.
فلو كان بين أيدينا رواية ضعيفة قويت بظاهر القرآن ... فما السبيل الى فحص ... والتأكد من خلوه من الزيادات الشاذة ... أو الوهم من بعض الرواة في بعض ألفاظه؟
أرجزا من أهل الفضل البسط في هذه المسألة ... وجزاكم الله خيراً
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[03 - 03 - 06, 10:15 ص]ـ
السلام عليكم
وجدت هذا الحديث في سنن الدارقطني:
20 - حدثنا عثمان بن أحمد بن السماك نا حنبل بن إسحاق نا جبارة بن المغلس نا أبو بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انها تكون بعدي رواة يروون عني الحديث فأعرضوا حديثهم على القرآن فما وافق القرآن فخذوا به وما لم يوافق القرآن فلا تأخذوا به هذا وهم والصواب عن عاصم عن زيد عن علي بن الحسين مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فما درجة هذا الحديث ... وهل هو دليل لمن قال بأخذ الشاهد من القرآن الكريم؟
***********
مع التنويه بأن هذا الراي لم أستوعبه ... ولنضرب مثالاً لكي تتضح الصورة التي لدي
رجل يهم في حديثه ... فكانت مرتبة حديثه في الضعيف الذي يمكن جبره ... وجاء كلام الراوي موافقاً لما جاء في القرآن الكريم.
الى هنا ... نحن نثبت أن الكلام صحيح ... ولكن ... اثبات أن هذا الكلام هو من كلام النبي عليه الصلاة والسلام هو شيء آخر.
فلا بد من ضبط السنة بالسنة حتى نعلم ما كان من حديث النبي عليه الصلاة والسلام ... وما كان من كلام غيره.
ولا يخفى على أهل الفضل مباحث الزيادات الشاذة والرويات الشاذة.
فلو كان بين أيدينا رواية ضعيفة قويت بظاهر القرآن ... فما السبيل الى فحص ... والتأكد من خلوه من الزيادات الشاذة ... أو الوهم من بعض الرواة في بعض ألفاظه؟
أرجزا من أهل الفضل البسط في هذه المسألة ... وجزاكم الله خيراً
*****بمعنى أن لا سبيل لدراسة المتن من خلال طرق الحديث*****
¥(12/114)
ـ[سامي هاشم]ــــــــ[05 - 03 - 06, 06:20 م]ـ
فكذلك لا ينبغي -مبدأ- الحكم على الصحة -و هي خاصية طرق الحديث- بدراسة المتن , و هذا لأن الحكم على اتفاق أو شاهد القرأن للحديث من خاصية دراسة المتن لا طرق الحديث ......
ـ[قربان حمدوف]ــــــــ[05 - 03 - 06, 06:30 م]ـ
لا أعرف درجة هذا الحديث لأنه يحتاج إلى تخريج علمي قبل الحكم على الحديث ولا يمكن الحكم على الحديث بالظن.
لكن لا علاقة له بأخذ الشاد من القرآن ومسألة استشهاد بالقرآن للحديث معروفة وهل أنت تسأل عنها أو تسأل عن درجة الحديث
والله يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا(12/115)
رواية ماتت فاضجع معها الرسول صلى الله عليه وسلم
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[21 - 02 - 06, 12:03 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
يثير بعض الجهلة من النصارى بعض الشبهات التى يحاولون بها تلبيس الحق بالباطل على عوام المسلمين بغض النظر عن مدى صحة ما يوردونه ام لا واليوم ان شاء الله نتعرض لبعض شبهتهم الساقطة الواهية سندا ولا شبهة في متنهاان صح الحديث وهذا اوان تحقيق الحديث ان شاء الله
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أقول وبالله التوفيق أن هذا الحديث ورد من ثلاث طرق
الطريق الأولى:عند الطبراني في الكبير وأبو نعيم في معرفة الصحابة في ترجمة فاطمة بنت أسد رضي الله عنها من حديث روح بن صلاح عن سفيان الثوري عن عاصم الأحول عن أنس بن مالك رضي الله عنه الحديث
وهذا الطريق فيه ضعف لضعف روح بن صلاح لم أجد من ترجم له بعد بحث إلا أني وجدت الإمام الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة تحت حديث لا ضرر ولاضرار يقول) فإن روح بن صلاح فيه ضعف)
وهذه الطريق هي اصح الطرق التي وردت لهذا الحديث على الضعف الذي بيناه
الطريق الثانية:وردت عند الطبراني في الأوسط وفي معرفة الصحابة لأبي نعيم وفي مقاتل الطالبين لأبي الفرج الأصبهاني في باب ذكر مقتل جعفر بن أبي طالب
من حديث الحسن بن بشر البجلي عن سعدان بن الوليد بياع السابري عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس رضي الله عنه الحديث
وهذه الطريق مسلسلة بالضعفاء فشيخ الطبراني محمد بن البستنبان لم أجد من ترجمه والحسن بن بشر البجلي قال النسائي ليس بالقوي وقال ابن خراش منكر الحديث وذكره الساجي وأبو العرب في الضعفاء ووثقه مسلمة بن قاسم الأندلسي وقال عنه أبو حاتم صدوق وقال ابن حجر في تقريب التهذيب صدوق يخطئ وقوله طبيعي في مثل هذا الراوي وأما سعدان بن الوليد بياع السابري فقال عنه الهيثمي في مجمع الزوائد في مواضع كثيرة لا اعرفه إلا إن الحاكم في المستدرك قال عنه قليل الحديث لم يخرجا عنه (أي البخاري ومسلم لم يخرجا عنه)
ومعنى بياع السابري: فالسابري كما في القاموس:ثوب رقيق جيد أو درع دقيق النسج ولعله سمي بذلك لأنه كان يبيعه المهم أن هذا الطريق أيضا بان ضعفه
نأتي للطريق الثالث الذي ورد للحديث نجده في أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير من حديث عبد الله بن شبيب بن خالد عن يحيى ابن إبراهيم بن هانئ عن حسين بن زيد بن علي عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ الحديث
وهذه الطريق أيضا مسلسلة بالضعفاء فعبد الله بن شبيب هذا قال عنه الذهبي في ميزان الاعتدال وابن حجر في لسان الميزان:إخباري علامة إلا أنه واه أي واه في الحديث وقال عنه أبو أحمد الحاكم ذاهب الحديث
وقد اتهم هذا الراوي بسرقة الحديث عن الضعفاء وبالغ بعض العلماء منهم فضلك فقال: يحل ضرب عنقه
وأما حسين بن زيد بن علي فقال ابو حاتم يعرف وينكر وقال ابن عدي لاباس به الا اني وجدت في حديثه بعض النكرة وقال ابن المديني لقيته ولم أكتب عنه وفيه ضعف وقال ابن معين ليس بشئ وكلمة ليس بشئ عند ابن معين تعني أن أحاديثه قليلة كما قال ابن القطان الفاسي وراجع هدي الساري مقدمة فتح الباري لابن حجر
وقال عنه ابن حجرفي تقريب التهذيب: صدوق ربما اخطأ
وأما عبد الله بن محمد بن عمر فذكره ابن حبان في الثقات لكن قال ابن حجر أنه مقبول ومعنى مقبول عند ابن حجر أي يقبل إن توبع وإلا فلين وكثيرا ما يذكر ابن حبان البستي عليه رحمة الله المجهولين في كتابه الثقات خاصة التابعين منهم بناء على شرطه في ذلك
وأما أبوه محمد بن عمر بن علي فروايته مرسلة عن جده علي بن أبي طالب فكيف بروايته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد مات هذا التابعي الجليل بعد عام 130من هجرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
¥(12/116)
وبذلك إخواني وأخواتي الكرام نكون قد انتهينا بفضل الله من تحقيق هذا الحديث الشريف وقد بان لكم ضعف كل طرقه وأكاد أجزم أن أكبر خروف من خرفان النصارى في العلم لو قرأهذا الكلام لن يفهم منه حرفا واحدا ولا عجب في ذلك فقد نعتهم المولى تبارك وتعالى في كتابه الكريم بأنهم من الضالين فسيظلوا حائرين ضالين الى قيام الساعة إلاأن يتغمد الله برحمته من يشاء منهم نسال الله العظيم لنا ولهم الهداية
ولا عجب أيضا في قصر عقولهم عن فهم هذا التحقيق إذ أن هذا العلم الجليل علم الحديث ومصطلحه تفردت به امة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم فلا يوجد في أمة من امم الارض هذا العلم الشريف الذي اختص الله سبحانه وتعالى به أمة محمد صلى الله عليه وسلم فنقل الثقة عن الثقة عن الثقة حتى ينتهي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لاتجده في أي ملة ودين فاليهود لايصلون بسندهم إلى موسى عليه السلام بل أعلى ما عندهم من الاسناد يقفون فيه ولا بد حيث بينهم وبين موسى عليه السلام أكثر من ثلاثين عصرا وإنما يصلون إلى مثل هلال وشماني وشمعون وأما النصارى فليس عندهم من صفة هذا النقل إلا تحريم الطلاق فقط على أن مخرجه من كذاب (راجع تفصيل ذلك في كتاب الفصل في الملل والنحل لابن حزم)
نعود احبتي الكرام فنقول قد اتضح بحمد الله من هذا التحقيق ضعف هذا الحديث الذي ضل في فهمه عمدا أو خطأ من ضل من النصارى ولكن حتى على فرض ثبوته وصحته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن هذا الحديث دليل جيد على خلق عظيم من اخلاق رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم هذا الخلق هو خلق الوفاء الذي تواتر النقل عن نعت رسولنا صلى الله عليه وسلم بهذا الخلق الحميد الفريد ويتضح الأمر لو ذكرنا متن هذا الحديث وسنأخذ أصح طريق جاء به الحديث ونورد متنه وهو عند الطبراني في معجمه الكبير وهو طريق روح بن صلاح عن سفيان الثوري عن عاصم الأحول عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال:، قَالَ: لَمَّا مَاتَتْ فَاطِمَةُ بنتُ أَسَدِ بن هَاشِمٍ أُمُّ عَلِيِّ بن أَبِي طَالِبٍ، دَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهَا، فَقَالَ: رَحِمَكِ اللَّهُ يَا أُمِّي، كُنْتِ أُمِّي بَعْدَ أُمِّي، وتُشْبِعِينِي وتَعْرَيْنَ، وتُكْسِينِي، وتَمْنَعِينَ نَفْسَكِ طَيِّبًا، وتُطْعِمِينِي تُرِيدِينَ بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الآخِرَةَ، ثُمَّ أَمَرَ أَنْ تُغَسَّلَ ثَلاثًا، فَلَمَّا بَلَغَ الْمَاءُ الَّذِي فِيهِ الْكَافُورُ سَكَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، ثُمَّ خَلَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَمِيصَهُ، فَأَلْبَسَهَا إِيَّاهُ وَكَفَّنَهَا بِبُرْدٍ فَوْقَهُ، ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُسَامَةَ بن زَيْدٍ، وَأَبَا أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ، وَعُمَرَ بن الْخَطَّابِ، وَغُلامًا أَسْوَدَ يَحْفُرُونَ فَحَفَرُوا قَبْرَهَا، فَلَمَّا بَلَغُوا اللَّحْدَ حَفَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، وَأَخْرَجَ تُرَابَهُ بِيَدِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَاضْطَجَعَ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، اغْفِرْ لأُمِّي فَاطِمَةَ بنتِ أَسَدٍ، ولَقِّنْهَا حُجَّتَها، وَوَسِّعْ عَلَيْهَا مُدْخَلَهَا، بِحَقِّ نَبِيِّكَ وَالأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِي، فَإِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ وَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعًا، وأَدْخَلُوها اللَّحْدَ هُوَ وَالْعَبَّاسُ، وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ.
¥(12/117)
سنجد في هذا الحديث خلق الوفاء متجسدا في شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول في أول الحديث)) يَا أُمِّي، كُنْتِ أُمِّي بَعْدَ أُمِّي، وتُشْبِعِينِي وتَعْرَيْنَ، وتُكْسِينِي، وتَمْنَعِينَ نَفْسَكِ طَيِّبًا، وتُطْعِمِينِي تُرِيدِينَ بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الآخِرَةَ)) فرسول الله صلى الله عليه وسلم يعترف بجميل هذه السيدة الفاضلة رضى الله عنها حيث انها كانت تجيع نفسها وتطعمه وتعري نفسها وتكسوه وتمنع عن نفسها ملذات الحياة وطيبها وتوفره لخير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم والله ان العين تكاد تدمع من خلق هذه السيدة الفاضلة ومن وفاء هذا الوفي الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ثم أثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها خيرا فبين انها لم تفعل ذلك طمعا في شئ من الدنيا أو ليقال عنها انها حنونة أو غير ذلك وإنما بين المعصوم صلى الله عليه وسلم أنها إنما فعلت ذلك تبتغي به وجه الله والدار الاخرة فانظر إلى وفاء حبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ثم أراد أن يصنع لها شئ قد يكون مكافئا لصنيعها وهذا الشئ ما تشدق بمفهومه السئ ملا عين النصارى قبحهم الله ذالكم القوم الذين أرادوا تشويه كل فضيلة وإعلاء كل رذيلة ولا جرم فإن كتابهم المكدس يطفح بهذا العفن من الرذائل لكنهم يرون القشة في عين اخوانهم ولا يرون الخشبة في اعينهم نسال الله لنا ولهم الهداية نرجع فنقول أن النبي صلى الله عليه وسلم اراد أن يكافئها على صنيعها فماذا فعل؟ فعل كما في هذا الحديث الصريح ((: فَحَفَرُوا قَبْرَهَا، فَلَمَّا بَلَغُوا اللَّحْدَ حَفَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، وَأَخْرَجَ تُرَابَهُ بِيَدِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَاضْطَجَعَ فِيهِ،)) الالعنة الله على الظالمين
إن الحديث غاية في الصراحة أنه صلى الله عليه وسلم إنما اضجع في القبر واضجاعه في القبر هذا إنما هو بركة لأمه فاطمة بنت أسد فإن النار لاتشتعل في قبر اضجع فيه خير البشرمحمد صلى الله عليه وسلم
وفي الختام أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي هؤلاء المجانين النصارى ويهدينا وإياهم سواء السبيل وما كان من توفيق فمن الله وما كان من سهو أو خطأ أو نسيان فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه براء ولا تبخلو بالنصيحة فإن الدين النصيحة لله ولرسوله وللمسلمين
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[21 - 02 - 06, 12:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ الحبيب جزاك الله خيرا على ما كتبت.
وزد عليه توضح مسالتين.
الفرق بين الاضطجاع والمضاجعة التي كذبوا بها تحريفا وافتراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولا يخفاكم بطلان هذه الفرية رواية ووواقعا وعقلا.
وأقل ما يلزم من تلك الفرية ابطل النبوة والطعن في صاحبها عياذا بالله وفي مثل هذا لو كان على أصل فريتهم واللو هنا ممنوعة لصاح بمثلها كفار قريش ولما كان لقول الله تعالى (وإنك لعلى خلق عظيم) أي معنى ومثله في أبطال هذه الفرية من الكتاب والسنة كثير.
وكفى بكذبها أن من رموه بها هو سيد ولد آدم وخاتم النبين محمد صلى الله عليه وسلم.
الثانية: أن النبي صلى الله عليه وسلم اضطجع في القبر قبل دفنها لا بعده.
ـ[أبو عمر الطباطبي]ــــــــ[23 - 02 - 06, 01:58 م]ـ
هل يصح هذا الحديث من حيث اشتماله على هذه الفقرة
بِحَقِّ نَبِيِّكَ وَالأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِي،
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[23 - 02 - 06, 11:55 م]ـ
هل يصح هذا الحديث من حيث اشتماله على هذه الفقرة
بِحَقِّ نَبِيِّكَ وَالأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِي،
لا يصح ففي سنده روح بن صلاح لم يوثقه إلا ابن حبان والحاكم
ذكره ابن يونس في تاريخ الغرباء فقال: من أهل الموصل قدم مصر وحدث بها رويت عنه مناكير ثم ذكر وفاته ونسبه: ابن صلاح: بن سيابة بن عمرو الحارثي وقال الدارقطني: ضعيف في الحديث وقال ابن ماكولا: ضعفوه سكن مصر وقال ابن عدي بعد أن أخرج له حديثين: له أحاديث كثيرة في بعضها نكرة وقال أيضاً ((ضعيف))
قلت فتفرده عن سفيان من دون أصحابه الثقات الحفاظ الأثبات يعد منكراً
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[21 - 06 - 07, 09:30 م]ـ
¥(12/118)