وَقَبْلَ الاسْتِطْرَادِ فِي بَيَانِ مَقْصُودِ الْحَافِظِ الذَّهَبِِيِّ مِنْ هَذِهِ الْمَقَالَةِ فِي ((مِيزَانِهِ)) (7/ 465): ((وَمَا عَلِمْتُ فِى النِّسَاءِ مَنْ اتْهُمَتْ وَلا مَنْ تََركُوهَا))، فَلا مَنَاصَ مِنْ التَّنْبِيهِ عَلَى أَمْرَيْنِ:
[الأَوَّلُ] أَنَّ النِّسْوَةَ الْمَذْكُورَاتِ فَى هَذَا الْفَصْلِ مِمَّنْ لَهُنْ رِوَايَةٌ فِي ((الْكُتُبِ السِّتَةِ))، وَتَمَامُ عِدَّتِهِنْ: اثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ امْرَأةً، أَوَّلُهُنْ: أَسْمَاءُ بِنْتُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍٍ الْعَدَوِيَّةُ، وَأَخِرُهُنْ: هُنَيْدَةُ رَوْتَ عَنْ عَائِشَةَ. وَقَلِيلاتٌ هُنْ اللاتِي ذَكَرَهُنْ تَمِييزَاً أَمْثَالُ: رَائِطَةَ بِنْتِ مُسْلِمٍ الْمَكَّيَّةِ، وَكَرِيمَةَ بِنْتِ الْحَسْحَاسِ الْمُزَنِيَّةِ.
[الثَّانِي] أَنَّ أَكْثَرَهُنْ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِيَّاتِ، مِمَّنْ لَهُنْ رِوَايَةٌ عَنْ كِبَارِ الصِّحَابَةِ وَالصَّحَابِيَّاتِ. فَمِنْهُنْ:
((1)) هِنْدُ بِنْتُ الْحَارِثِ الْفِرَاسِيَّةِ، رَوَى لَهَا السِّتَةُ خَلا مُسْلِمَاً، وَلَهَا حَدِيثَانِ فِي ((الْبُخَارِيِّ)).
[1] قَالَ الْبُخَارِيُّ ((كتاب الجمعة)): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ هِنْدٍ بِنْتِ الْحَارِثِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَيْقَظَ لَيْلَةً، فَقَالَ: ((سُبْحَانَ اللهِ؛ مَاذَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ مِنْ الْفِتْنَةِ، مَاذَا أُنْزِلَ مِنْ الْخَزَائِنِ، مَنْ يُوقِظُ صَوَاحِبَ الْحُجُرَاتِ يَا رُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ فِي الآخِرَةِ)).
وأخرجه فِي خمس مواضع أخرى من ((صحيحه))، فِي العلم والمناقب واللباس والأدب والفتن.
[2] وقَالَ الْبُخَارِيُّ ((كتاب الأذان)): حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ هِنْدٍ بِنْتِ الْحَارِثِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا سَلَّمَ يَمْكُثُ فِي مَكَانِهِ يَسِيرَاً. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ فَنُرَى وَاللهُ أَعْلَمُ لِكَيْ يَنْفُذَ مَنْ يَنْصَرِفُ مِنْ النِّسَاءِ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ كَتَبَ إِلَيْهِ قَالَ حَدَّثَتْنِي هِنْدُ بِنْتُ الْحَارِثِ الْفِرَاسِيَّةُ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ وَكَانَتْ مِنْ صَوَاحِبَاتِهَا قَالَتْ: كَانَ يُسَلِّمُ، فَيَنْصَرِفُ النِّسَاءُ، فَيَدْخُلْنَ بُيُوتَهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَنْصَرِفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَتْنِي هِنْدُ الْفِرَاسِيَّةُ، وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنْ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَتْنِي هِنْدُ الْفِرَاسِيَّةُ، وَقَالَ الزُّبَيْدِيُّ أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ أَنَّ هِنْدَ بِنْتَ الْحَارِثِ الْقُرَشِيَّةَ أَخْبَرَتْهُ، وَكَانَتْ تَحْتَ مَعْبَدِ بْنِ الْمِقْدَادِ، وَهُوَ حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ، وَكَانَتْ تَدْخُلُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَتْنِي هِنْدُ الْقُرَشِيَّةُ، وَقَالَ ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ هِنْدٍ الْفِرَاسِيَّةِ، وَقَالَ اللَّيْثُ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَهُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ امْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ حَدَّثَتْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ـ[عبدالفتاح محمود]ــــــــ[30 - 07 - 05, 07:49 م]ـ
ــــ
مِنْ الْوَاضِحِ الْبَيِّنِ: أَنَّ كَلامَ الْحَافِظِ الذَّهَبِِيِّ – طَيَّبَ اللهُ ثَرَاهُ – فِي وَادٍ، وَالاسْتِدْرَاكَ الْمَذْكُورَ فِي وَادٍ آخَرَ.
فَأَيْنَ زَيْنَبُ الْكَذَّابَةُ، أَوْ حَكَّامَةُ الدِّينَارِيَّة مِمَّنْ ذَكَرَهُنْ الْحَافِظِ فِي هَذَا الْفَصْلِ؟!.
¥(9/97)
الشيخ الفاضل أبو محمد الألفي
لو تأملت لعدلت عن هذا التعقيب
فالمقصمد من كلامي هو أن قول الذهبي هذا عنده لايعني التعديل للراوية المجهولة وذلك ظاهر في تفسيره قول الشافعي أ خبرني من لا أتهم قال إنه ليس بتوثيق وهذا ما يهم في هذه المسالة
ولادخل أصلا لكون المذكورات عنده في الميزان من التابعيات أو غيرهن لأن هذا القول كما نبهنا يفهمه الكثيرون على إطلاقه غير مبالين بطبقة الراوية
ثم إن إغلب هؤلاء التابعيات المذكورات في الميزان
أوغيره مقلات ولم يوثقن فيأتي من ىخبرة له فيطبق عليهن شرط ابن حبان أومقالة الذهبي فيحتج نحديثهن
ولي كتاب قيد الطبع فيه مباحث مثل ما نحن فيه وفيه مناقشات ومباحثات مع بعض الدخلاء على الحديث الذي جل همه استغلال مثل هذه الأقوال وجعلها قواعد راسخة
ومنها
*من ذكره الذهبي في جزء من تكلم فيه وهو موثق
*من صحح له أرباب الصحاح كالحاكم وابن حبان
أو خرج له الضياء في المختاة أو صحح له ابن السكن أو ابن القطان
*بل يتشبث بأوهي من ذلك
مثل قول للحافظ في تابعية في مناسبة
من اختلف في صحبته فهو ثقة
إلخ هذه القواعد العنكبوتية
لذا نبهت على قول الذهبي في النساء وأنهن لسن يحتج بروايتهن حتى عنده
وأقول لفضيلتكم ما رأيكم في إسناد هذا الحديث
الذي ترويه امرأة من هذه العينة
وهو: ما رواه أبو داود
313 - حدثنا محمد بن عمرو الرازي ثنا سلمة يعني ابن الفضل أخبرنا محمد يعني ابن إسحاق عن سليمان بن سحيم عن أمية بنت
أبي الصلت عن امرأة من بني غفار قد سماها لي قالت
: أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم على حقيبة رحله قالت فوالله لم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصبح فأناخ ونزلت عن حقيبة رحله فإذا بها دم مني فكانت أول حيضة حضتها قالت فتقبضت إلى الناقة واستحييت فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بي ورأى الدم قال " ما لك؟ لعلك نفست " قلت نعم قال " فأصلحي من نفسك ثم خذي إناء من ماء فاطرحي فيه ملحا ثم اغسلي ما أصاب الحقيبة من الدم ثم عودي لمركبك " قالت فلما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر رضخ لنا من الفيء قالت وكانت لا تطهر من حيضة إلا جعلت في طهورها ملحا وأوصت به أن يجعل في غسلها حين ماتت
فهذه المرأة أمية بنت أبي الصلت
ليس لها ترجمة تدل على حالها في الرواية فلم يوثقهاأويجرحها أحد وهي بحسب شكل السند في طبقة التابعيات فهل نقبل حديثها وزيادة على ذلك أخرج لها أبو داود وسكت عن حديثها
وروى عنها ثقة
ورجع ترجمتها في الإصابة (4/ 247 - 248)
والاستيعاب (4/ 1790)
والميزان 1035 ذكرها بهذا الحديث وقال لاتعرف إلا به
والتعجيل والتقريب وغيره
.
ـ[هندالعطايا]ــــــــ[13 - 08 - 05, 03:11 ص]ـ
أخي الكريم أبو محمد الألفى جزاك الله خيرا للإضاح والتنبيه
ـ[السمرقندي]ــــــــ[12 - 07 - 08, 03:28 ص]ـ
جزاكما الله خيرا. مشاركة كانت مفيدة لغاية.
ـ[أبو طالب الهاروني]ــــــــ[14 - 12 - 09, 11:32 ص]ـ
سؤال هل ذكرت قصة زينب الكذابة في كتب أخرى غير تاريخ المسعودي " مروج الذهب"؟
علماً بأن الحافظ ابن حجر ذكر الخبر عن المسعودي وزاد أن ممن ذكر القصة النيسابوري وهو بعد المسعودي بكثير وأطنه في منتصف القرن الخامس.
ووجدت القصة عند ابن شهر آشوب مع أختلاف.
فهل القصة لها أصل؟
وما صحة خبر أن لحوم أبناء فاطمة محرمة على السباع.
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[23 - 12 - 09, 10:32 ص]ـ
و أذكر الآن من الرواة من اسمها سمانة - فيما أظن - قد اتهمها الذهبي نفسه في الميزان و هي من شيوخ أبي بكر الشافعي صاحب الغيلانيات و أرجو ألا أكون واهماً(9/98)
لماذا يقول الإمام البخاري في صحيحه قال بعض الناس لما ينقل رأى أبي حنيفة؟
ـ[الفهدي1]ــــــــ[30 - 07 - 05, 06:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا يقول الإمام البخاري في صحيحه قال بعض الناس إن كان ينقل رأى أبي حنيفة رحمهما الله؟
ـ[خالد القحطاني]ــــــــ[31 - 07 - 05, 10:25 ص]ـ
ليس على إطلاق أخي الحبيب أنه يقصد أبا حنيفه نفسه بل قد يعني الحنفيه كمذهب وقد يعني الكوفيين فتتسع الدائرة وقد يقصد شخصا آخر بعينه غير أبي حنفية كمحمد بن الحسن الشيباني.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[11 - 09 - 05, 02:27 م]ـ
نفع الله بالجميع.
لعل الإمام البخاري - رحمه الله - أخذ ذلك مما نُقل عن الإمام الشافعي - رحمه الله - إذ قال ابن الأثير في مقدمة كتاب [الشافي في شرح مسند الشافعي] 1/ 43: (قال أبو العباس: محمد بن يعقوب الأصم: سمعت الربيع بن سليمان يقول: كان الشافعي - رحمه الله - إذا قال: أخبرنا الثقة: يريد يحيي بن حسان ... وإذا قال أخبرنا: بعض الناس: يريد أهل العراق، وإذا قال أصحابنا: يريد به أهل الحجاز).
ـ[البريقي]ــــــــ[11 - 09 - 05, 07:48 م]ـ
أضف إلى ذلك أنه كان يعيش في جو من الأحناف لا أقول أنه يخافهم ويخشاهم ولكن ليس من الحكمة أن تقول وأنت ترد عليهم وخاصة ردود قاسية أن تبين من هم وأمر آخر هو أن في ذلك العصر كان أكثر من أبدى مثل هذه الأمور التي اعترض عليها البخاري هم الأحناف فوجب الرد عليهم خاصة عن غيرهم كما نراه اليوم في المنتديات وغيرها كما لا يخفى والله أعلم وأخيرا قد يكون من الأدب معهم والله تعالى أعلم
ـ[أبو الأشبال الزبيري]ــــــــ[14 - 09 - 05, 01:11 ص]ـ
للعلامة أبي الطيب شمس الحق العظيم آبادي رسالة " رفع الالتباس عن بعض الناس" رد فيها على رسالة السهارنفوري " دفع الوسواس عن بعض الناس" كما في مقدمة محمد عزيز السلفي لرسالة ابي الطيب .....
ـ[إسلام حسن ياسين]ــــــــ[09 - 03 - 07, 02:25 ص]ـ
اخي الحبيب بعد السلام فان المتتبع لتاريخ تدوين السنة يرى ان المذهب الحنفي كان في مرتبة السيادة في الحكم كابي يوسف وغيره وهذا كان السبب الذي ادى بالامام البخاري الى قول ذلك اذ ان الخلاف بين اهل الرأي والمحدثين في تلك الفترة كان في ذروته راجع كتاب الاتاه الفقهي عند المحدثين د. عبد المجيد محمود
ـ[إسلام حسن ياسين]ــــــــ[09 - 03 - 07, 02:26 ص]ـ
عذرا الاتجاهات الفققهية عند اصحاب الحديث في القرن الثالث الهجري(9/99)
ضوابط التقوية عند الألباني بالموقوف والمقطوع , والفتوى والعمل
ـ[عبدالفتاح محمود]ــــــــ[01 - 08 - 05, 06:36 ص]ـ
ضوابط التقوية عند الألباني بالموقوف والمقطوع , والفتوى والعمل
هذه سياحة في عالم الشيخ الألباني رحمه الله نذكر فيها طرفا من طريقته في تقوية الأحاديث الضعيفة بغير المسند
استشهاد الألباني ـ رحمه الله ـ بالموقوفات وهو كثير
أمثلة من الصحيحة:
- ح (64): ((من قال سبحان الله العظيم وبحمده , غُرست له نخلة في الجنة)).
أورد له شواهد منها موقوف:
قال (ص 135): ((ثم وجدتُ ما يشهد له وهو ما أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 127/1) عن عمرو بن شعيب , عن عبد الله بن عمرو قال: من قال: سبحان الله العظيم وبحمده , غُرسَ له بها نخلة في الجنة. ورجاله ثقات , إلا أنه منقطع بين عمرو، وجده ابن عمرو , وهو وإن كان موقوفًا فله حكم الرفع ... )).
- ح (223): ((يجيء صاحب النخامة في القبلة يوم القيامة وهي في وجهه)).
فال (ص 439): ((رواه ابن خزيمة من طريق ثلاثة من الثقات , عن ابن سوقة به، عن ابن عمر موقوفًا عليه , ولم يرفعوه , ولا يعل ذلك رواية عاصم المرفوعة , بل يزيدها قوة , لأنه في حكم المرفوع كما هو ظاهر , والله أعلم)).
قلتُ: فقوله: ((يزيدها قوة)) , يوضح منهج الشيخ في تقوية المرفوع بالموقوف ,
- ح (221): ((الصوم يوم تصومون , والفطر يوم تفطرون)).
أورده من طرق مرفوعة عن أبي هريرة , ثم أورد حديث عائشة موقوفًا عليها .... وقال: ((هذا إسناد جيد بما قبله)).
قلت: وهذا صريح كذلك في إثبات منهجه!.
- ح (225): ((صيام يوم السبت لا لك ولا عليك)).
قال (ص 446): ((وقد وجدتُ ما يشهد لحديث الترجمة , وهو ما أخرجه النسائي في الكبرى .... عن ثوبان)) , فذكره موقوفًا , ثم قال: (( .... وإن كانت موقوفة فهي في حكم المرفوع)).
بل هنا تقوى الألباني بعمل أهل العلم فقال: ((والحديث ظاهره النهي عن صوم السبت مطلقًا إلا في الفرض , وقد ذهب إليه قوم من أهل العلم كما حكاه الطحاوي ... )).
- ح (229): ((إذا دخل أحدكم المسجد والناس ركوع فليركع حين يدخل , ثم يدب راكعًا حتى يدخل في الصف , فإن ذلك السنة)).
استشهد الألباني له بالعمل والأقوال فقط.
فقال (ص 454): ((ومما يشهد لصحته عمل الصحابة به من بعد النبي صلى الله عليه وسلم منهم: أبو بكر الصديق , وزيد بن ثابت , وعبد الله بن مسعود , وعبد الله بن الزبير)).
ثم خرّج أسانيدها وحكم على بعضها بالصحة.
ثم إن الشيخ ذكر (230) حديث أبي بكرة: ((زادك الله حرصًا ولا تعد)) , المخرج في صحيح البخاري , وعارضه بهذا الحديث , وكان من حجته عمل كبار الصحابة , فقال (ص 459):
((وثمة أسباب أخرى تؤكد الترجيح المذكور .... ثانيًا: عمل كبار الصحابة به , كأبي بكر , وابن مسعود , وزيد بن ثابت كما تقدم وغيرهم , فذلك من المرجحات المعروفة في علم الأصول بخلاف هذا الحديث فإننا نعلم أن أحدًا من الصحابة قال بما دل عليه ظاهره ... )).
قلت: فهذا يدل على اعتبار الألباني بالموقوفات , وعمل الصحابة , وعمل أهل العلم قاطبة بالحديث , ويجعل العمل من أدوات الترجيح عند التعارض ,
وهذه طائفة يقول الألباني بالفتوى والعمل بها:
- الصحيحة حديث (9): ((إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة , فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها)).
ذكر آثارًا في تقوية هذا الحديث , بل ذكر أن البخاري ترجم في صحيحه: باب اصطناع المال , ثم روى أثر عمر: أن أصلحوا ما رزقكم الله , فإن في الأمر تنفسًا.
وعن عبد الله بن سلام قال: إن سمعت بالدجال قد خرج وأنت على ودية تغرسها , فلا تعجل أن تصلحه , فإن للناس بعد ذلك عيشًا. وأثرُا ثالثًا عن عمر.
ثم قال (1/ 39): ((ولذلك عدّ بعض الصحابة الرجل يعمل في إصلاح أرضه عاملاً من عمال الله عز وجل , ثم روى عن نافع بن عاصم , أنه سمع عبد الله بن عمرو قال لابن أخ له خرج من الوهط: أيعمل عملك؟ , قال: لا أدري , قال: أما لو كنت ثقفيًّا لعلمت ما يعمل عملك , ثم التفت إلينا فقال: إن الرجل إذا عمل مع عماله في داره ـ وقال في مرة: في ماله ـ كان عاملاً من عمال الله عز وجل)).
¥(9/100)
- حديث (97): ((إذا خطب أحدكم امرأة فلا جناح عليه أن ينظر إليها , إذا كان إنما ينظر إليها لخطبتها , وإن كانت لا تعلم)).
قال (1/ 201): ((وقد عمل بهذا الحديث بعض الصحابة وهو: محمد بن مسلمة الأنصاري , فقال سهل بن أبي حثمة: رأيت محمد بن مسلمة يطارد بثينة بنت الضحاك ـ فوق إجار لها ـ ببصره طردًا شديدًا، فقلت: أتفعل هذا وأنت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ , فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (98): ((إذا ألقى في قلب امرئ خطبة امرأة , فلا بأس أن ينظر إليها)).
فهذه تقوية للحديث بعمل الصحابي به , بل وقواه الألباني بالفتوى , فقال (1/ 204):
((وما ترجمنا به للحديث قال به أكثر العلماء , ففي فتح الباري (9/ 157): وقال الجمهور: يجوز أن ينظر إليها إذا أراد ذلك بغير إذنها , وعن مالك رواية: يشترط إذنها , ونقل الطحاوي عن قوم أنه لا يجوز النظر إلى المخطوبة قبل العقد بحال , لأنها حينئذٍ أجنبية , ورد عليهم بالأحاديث المذكورة)).
ثم ذكر أثرًا عن ابن طاوس , قال: أردتُ أن أتزوج امرأة , فقال لي أبي: اذهب فانظر إليها ....
- حديث (316): ((كان يسلم تسليمة واحدة)).
قواه بعمل الصحابة فقال (1/ 629): ـ عن البيهقي ـ: وروى عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم أنهم سلّموا تسليمة واحدة , وهو من الاختلاف المباح , والاقتصار على الجائز. وذكر نحوه الترمذي عن الصحابة ثم قال: قال الشافعي: إن شاء سلّم تسليمة واحدة , وإن شاء سلّم تسليمتين.
- حديث (323): ((دعها عنك ـ يعيني الوسادة ـ إن استطعت أن تسجد على الأرض , وإلا قأوم إيماءً , واجعل سجودك أخفض من ركوعك)).
قال (1/ 643): ((وقد روى أبو عوانة في مسنده 2/ 238 عن عمر بن محمد قال: دخلنا على حفص بن عاصم نعوده في شكوى , قال: فحدثنا , قال: دخل عليَّ عمي عبد الله بن عمر , قال: فوجدني قد كسرت لي نمرقة ـ يعيني الوسادة ـ , قال: وبسطت عليها خمرة قال: فأنا أسجد عليها , قال: فقال لي: يا ابن أخي! لا تصنع هذا , تناول الأرض بوجهك , فإن لم تقدر على ذلك فأومئ برأسك إيماءً)).
- حديث (269): ((من تعزى بعزى الجاهلية , فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا)).
قال: ((قد عمل بهذا الحديث الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه , فقال: من اعتز بالقبائل فأعضوه , أو فامصوه)).
والأمثلة كثيرة عند الألباني بحيث تدلل على أن هذا من صميم منهجه , ومنها الأحاديث (2402) , ذكر في تقويته قول الشافعي , ومن يفتي به , ومن عمل به.
والحديثان (2369) و (2408) , ذكر فتوى للصديق أبي بكر رضي الله عنه.
والأحاديث التي يستشهد بالموقوف والمقطوع كثيرة , بالإضافة لما ذكرنا , فمنها: الحديث (30) ذكر له ستة آثار موقوفة.
والأحاديث: (42) و (51) و (60) و (107) , ذكر موقوفات لتعضيدها , وقولاً للتابعي في الحديث (109) عن مجاهد , وكذا الحديث (2402).
وقد يستشهد بالقرآن كما في (5/ 596) وغيره.
إلا أن الشيخ له منهج مختلف عن كثير ممن يطلق مبدأ الاعتبار بهذه الأنواع: فأغلب الموقوفات ـ إن لم يكن كلها ـ تكون أمورًا غيبية , لا مجرد أقوال وأفعال محتملة , لذا لا يجد الشيخ غضاضة في الاستشهاد بها لغلبة ظنه أنها متلقاة عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
وكذا عمل الصحابة , لا يقوي به إلا عند الأمن من حصول الاختلاف بينهم , بحيث يطمئن إلى أنه أيضًا يشبه أن يكون متلقي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولا تجده يفعل ذلك في المسألة المختلف فيها إلا عند سهو , ومثل ذلك ما يذكره من أقوال التابعين.
فهذه ضوابط التقوية عند الألباني بالموقوف والمقطوع , والفتوى والعمل ,
مع الأخذ في الاعتبار أني أعرض مسلك الشيخ رحمه الله دون إلزامي بالموافقة على ما انفصل بحثه عنه في التصحيح أو التضعيف
والعلم عند الله
ـ[مسلم_92]ــــــــ[12 - 08 - 05, 10:59 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(9/101)
ذكر ما أسند في كتاب (تاريخ الصحابة الذين روي عنهم الأخبار) لابن حبان
ـ[أبوعبدالله الأكاديري]ــــــــ[02 - 08 - 05, 04:54 ص]ـ
ذكر ما أسند في كتاب (تاريخ الصحابة الذين روي عنهم الأخبار) لابن حبان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ,
فهذا انتقاء من كتاب "تاريخ الصحابة "للإمام ابن حبان رحمه الله, انتقيت منه الأحاديث التي أسندها, نسأل الله أن ينفع به آمين,
(رقم 15/ص28): حدثنا أبو يعلى حدثنا علي بن الجعد وهدبة بن خالد وعبد الأعلى بن حماد وحوثرة بن أشرس قالوا:
حدثنا حماد بن سلمة عن أبي العشراء عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله ما تكون الذكاة إلا في البة أو الحلق؟ قال::" لو طعنت في فخذها لأجزأ"
زاد حوثرة: فقال رسول الله صلى اله عليه وسلم "لو طعنت في فخذها لأجزأ"
وقال الدارمي: كذا
(رقم 129/ص 47):حدثنا العباس بن الخليل الطائي بحمص من أصل كنانة حدثنا نصر بن خزيمة بن علقمة الحضرمي حدثنا أبي عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ بن علقمة عن ابن عائذ قال: حدثني أبو راشد –اسمه خضر بن خوط بضم الخاء المعجمة وقيل غير ذلك- الحبراني أن بسر بن أبي أرطأة كان يدعو كلما ارتحل" اللهم إنا نستعينك على أمرنا كله بأحسن عونك ونسألك خير المحيا والممات" فقال له عبيدة المليكي: أمن النبي صلى الله عليه وسلم سمعت هذا؟ قال بسر: نعم كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بها.
(رقم 147/ص50): حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن شيبة حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن ابن سيرين أن تميم الداري قرأ القرآن كله في ركعة.
(رقم 147/ص50): حدثنا أبو يعلى بن الجعد حدثنا همام عن قتادة عن محمد بن سيرين أن تميما الداري اشترى رداء بألف درهم فكان يلبسه ويخرج إلى الصلاة.
(رقم 198/ ص61): حدثنا أبو يعلى حدثنا عبد الغفار بن عبد الله الزبيري حدثنا علي بن مسهر عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي عمرو الشيباني حدثني جبلة بن خارثة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله معي أخي زيدا فقال: هو ذا هوان ذهب معك لم أمنعه فقال زيد: لبا والله لا أختار عليك أحدا يا رسول الله. قال جبلة: فكان رأي زيد أصوب من رأيي جبلة بن الأزرق الحمصي رأي النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إلى جانب الجدار ظهرا أو عصرا.
(رقم 424/ص98): حدثنا أبو يعلى حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن بعدي من أمتي أو سيكون بعدي من أمتي قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حلاقيمهم يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية ولا يعودون فيه هم شر الخلق والخليقة"
قال ابن الصامت فلقيت رافع بن عمرو الغفاري أخا الحكم بن عمرو قلت ما حديث سمعته من أبي ذر فحدثته الحديث فقال وأنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(رقم 426/ص98): حدثنا ابن قتيبة بعسقلان حدثنا محمد بن أيوب بن سويد الحميري أبو بكر حدثنا أبي حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة عن أبي الزاهرية عن رافع بن عمير قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله لداوود ابن لي في الأرض بيتا فبنى داود بيتا لنفسه قبل البيت الذي أمر به فأوحى الله ياداود بنيت بيتك قبل بيتي قال: اي رب هكذا قلت فيا قضيت من ملك استأثر.
(رقم 517/ص114): حدثنا أبو يعلى حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا حماد بن سلمة حدثنا عبد الملك أبو جعفر عن أبي نضرة عن سعد بن الأطول أن رجلا مات وترك ثلاثة مائة درهم وعيالا فاردت أن أنفقها على عياله فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن أخاك محبوس بدينه فاقض عنه فقالت: يا رسول الله قد قضيت عنه الامرأة ادعت دينارين وليست لها بينة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اعطيها فإنها صادقة.
¥(9/102)
(رقم 522/ص115): حدثنا العباس بن الخليل بحمص, حدثنا نصر بن خزيمة بن علقمة بن محفوظ بن علقمة الحضرمي حدثنا أبي عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ بن علقمة, عن ابن عابد حدثني سعد بن المحداس قال: لما غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم توفي رجل من الأنصاري ورجل من الأعراب فعزلوا الأعرابي وقدموا الأنصاري إلى النبي صلى الله: فقال: ما شأنكم عزلتم هذا؟ قالوا: إنه إعرابي نبادر به فنصلى عليه فقال صلى الله عليه وسلم: ألم يسلم الأعرابي؟ قالوا: بلى. قال: ألم يخرج لنصر الله ورسوله؟ قالوا: بلى. قال: فإني أقسم ليستغنين الآن من الجبة.
(رقم 532/ص115): حدثنا أحمد بن علي المثنى حدثنا أبوداود حدثنا أبوعامر عن الحسن عن سعد مولى أبي بكر الصديق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر وكان سعد مملوكا له وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه خدمته: أعتق سعدا. فقال أبو بكر: يا رسول الله ما لنا غيره. فقال رسول الله صلى عليه وسلم: أعتق سعدا أتتك الرجال أتتك الرجال.
(رقم 715/ص147): حدثنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي قال: أخبرني أبو النجاشي قال: سمعت رافع بن خديج يحدث عن عمه ظهير بن رافع قال: نهانا رسول الله صبى الله عليه وسلم عن أمر كان بنا رافقا فقلت: ما قال رسول الله صلى الله عليه فهو حق قال: رسول الله عليه وسلم: ما تصنعون بمحاقلكم؟ قلنا: نؤاجرها على الربع وعلى الأوسق من التين والشعير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلا تفعلوا ازرعوها أو زرعوها.
(رقم 755/ص157): حدثنا أبويعلى حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا عاصم الأحول عن عبد الله بن سرجس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واكلت معه خبزا ولحما. أو قال: ثريدا فقلت له: غفر الله لك يا رسول الله. قال: نعم وتلى هذه الآية (واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات)
قال: ثم درت خلفه فرأيت خاتم النبوة عند نقض كتفه اليسرى جمع عليه خيلان.
(رقم 802/ص162 - 163): حدثنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا محمد بن بكار حدثنا المعتمر بن سليمان عن عبد الله بن نسيب عن مسلم بن عبد الله عن أبيه أنه سمع رسول الله عليه وسلم يقول: أنهاكم عن ثلاث: قيل وقال, وكثرة السؤال, وإضاعة المال.
(رقم 879/ص172 - 173): حدثنا أبو غيثمة حدثنا جرير بن عبد الحميد عن عاصم الأحول عن عيسى بن حطان عن مسلم بن سلام عن علي بن طلق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا فسي أحدكم في الصلاة فلينصرف ثم ليوضأ وليعد صلاته ولا تأتوا النساء في أدبارهن.
(رقم 184/ص183 - 184): حدثنا أبو يعلى حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبو عاصم عن أبي شريح حدثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي شماسة قال: حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياقة الموت يبكي طويلا ووجهه إلى الجدار, فجعل ابنه يقول: يبكيك يا أبتاه؟ قال: أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا؟ قال: فأقبل بوجهه فقال: إن أفضل ما تعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولقد رأيتني على إطباق ثلاث: رأيتني وما أحدا, أبغض لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني, ولا أحد أحب أن أكون قد استكمنت منه فقتلته, فلو مت على تلك لكنت في النار, فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله, أعطني يمينك لأبايعك, فأعطاني يده فقبضت يدي فقال: مالك يا عمرو؟ قال: قلت ان اشترط عليك, قال: تشترط ماذا أن يغفر لك؟
قلت: أن يغفر لي قال: أما علمت يا عمرو أن الإسلام يهدم ما قبله, وإن الهجرة تهدم ما كان قبلها, قال: فبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أعظم في عيني منه, وكنت لا أملأ عيني منه إعظاما له, فلو مت على ذلك لوجدت أن أكون في أهل الجنة, ثم وليت أشياء لا أدري ما حالي فيها, فإذا أنا مت فلا تتبعني نائحة ولا نار, وإذا دفنتموني مسنوا على التراب شيئا, ثم أقيموا عند قبري قدر ما ينحر جزور ويقسم لحمها اسر بكم وما أدري ماذا أراجع به رسل ربي.
¥(9/103)
(رقم 998/ص189): حدثنا أحمد بن علي المثنى حدثنا إبراهيم بن الحجاج السافي حدثنا حماد بن سلمة عن أبي طلحة الخولاني قال: أتيت عمير بن سعد في نفر من فلسطين وكان يقال له نسيج وحده فقعدها على دكان له عظيم في داره فقال لغلامه: يا غلام أورد الخيل قال: وفي الطراز تور من حجارة قال: فأوردها فقال: أين فلانة قال: هي جربة قال: أوردها فإني سمعت رسول الله عليه وسلم يقول: لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ألم تر إلى البعير يكون بالصحراء ثم يصبح في كركرته أو في مراقه نكتة لم وكن قبل فمن أعدى الأول.
(رقم 1023/ص193): حدثنا العباس بن الخليل الطائي بحمص من كتابه ثنا نصر بن خزيمة بن علقمة بن محفوظ بن علقمة الحضرمي حدثني أبي عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ بن علقمة عن ابن عابد عن سويد بن جبلة الفزاري عن عياض بن غنم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضع يده على الأخرى أن يصلي. (قلت: لعله: في الصلاة).
(رقم 1055/ص197): حدثنا أبو يعلى حدثنا أحمد بن عمر الوكيع قال: حدثنا يحيى بن آدم ثنا ابن المبارك عن حرملة بن عمران عن كعب بن علقمة أن عرفة بن الحارث الكندي وكانت له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم مر على رجل كان يلبس كل يوم ثوبا أو قال:حلة لا تشبه اخرى, في السنة ثلاث ومائة وستين ثوبا وكان له عهد, فدعاه عرفة إلى الإسلام فغضب فسب النبي صلى الله عليه وسلم ففقتله عرفة فقال له عمرو بن العاص: إنهم يطمئنون إلينا للعهد فقال: ما عاهدناهم على أن يؤدونا في الله وفي رسوله قال: وقال عرفة لعمرو: وإنك إذا جلست معنا اتكأت بين أظهرنا فلا تفعل فإنك إن عدت كتبت إلى عمر. فعاد عمرو, فكتب, فجاء كتاب عمر إلى عمرو: أنه بلغني أنك إذا جلست مع أصحابك إتكأت بين أظهرهم كما تفعل العجم فلا تفعل. إجلس معهم ما جلست فإذا دخلت بيتك فافعل ما بدا لك فقال عمرو لعرفة: ثنيت علي عند عمر فقال: ما عهدتني كذابا. قال: فكان عمرو بعد ذلك يريد أن يتكئ فيذكر فيجلس ويقول: الله بيني وبين عرفة. قال: وخرجوا ذات يوم ويم ضباب فصجع فرس عرفة فرس عمر. فقال عمرو: ما أنا من عرفة بدابة فقيل لعرفة: إن الأمير قال كذا وكذا. فقال: إني لم أبصره من الغبار. قالوا: فاعتذر إليه. فقال: لا نعودهم هذا قال: فلم يزالوا به حتى أتاه فقال: والله لوددت أنه رمى بك في أقصى حجر بالمرج اعتذر إليك بالضباب وإني لم أبصرك وتقول: اللهم غفرا فقال عمرو: يا أبا الحارث قد رأيتك مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم كذا وكذا على فرس ذلول أفلا تحمل على فرس. فقال: وما عهدي بك يا عمرو وتحمل على الخيل فمن أين هذا.
(رقم 1095/ص206): حدثنا أبو يعلى حدثنا عبد الواحد بن غياث حدثنا عبد العزيز بن مسلم عن أبي إسحاق عن فروة ابن نوفل قال: أتيت المدينة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما جاء بك؟ قلت: جئتك لتعلمني كلمات إذا أخذت مضجعي قال: اقرأ (قل يا أيها الكافرون) فإنها براءة من الشرك.
قال أبو حاتم رضي الله عنه:
القلب يميل إلى أن هذه اللفظة ليست بمحفوظة من ذكر صحبته رسول الله صلى الله عليه وسلم, وإنا نذكره في كتاب التابعين أيضا لأن ذلك الوضع به أشبه. وذلك أن عبدالعزيز بن مسلم القسملي ربما أوهم فأفحش.
(رقم 1124/ص 211): حدثني أبو إبراهيم محمد بن بشار البغدادي بالرملة حدثنا الفضل بن موسى الهاشمي حدثنا الأنصاري عن أبيه عن ثمامة قال, قلت لأنس: أبو زيد الذي جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ايش اسمه؟ قال: قيس بن السكن رجل منا, من بني عدي بن النجار لم يكن له عقب ونحن ورثناه.
(رقم 1231/ص229): حدثني محمد بن إسحاق الثقفي حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجوية, حدثنا ابن أبي مريم حدثني يحيى بن أيوب عن ابن غزية عن يحيى بن سعد قال: توفي معاذ وهو ابن ثمان وعشرين سنة.
(رقم 1425/ص257): حدثنا أبو خليفة قال: ثنا أبو الوليد قال: ثنا عكرمة بن عمار وذكر عن الهرماس بن زياد الباهلي قال: أبصرت رسول الله صلى الله عليه وسلم وإني مردفي وراء أبي على جمل وأنا صبي صغير ,فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس على ناقته العضباء بمنى.
إنتهى ما أسند من كتاب "تاريخ الصحابة الذين روي عنهم الأخبار " للإمام ابن حبان البستي تحقيق: بوران الضناوي.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[02 - 08 - 05, 11:57 م]ـ
جزاك الله خيرا، لكن ما سبب انتقائك لهذه الأحاديث؟(9/104)
صحيح سندا ضعيف متنا؟ هل صحة الإسناد لا يلزم منها صحة المتن
ـ[أبو زيد المغربي]ــــــــ[12 - 08 - 05, 01:25 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله،
في العدد الأخير من مجلة البيان، تحدث الأستاذ قطب الريسوني في مقاله " الوصل بين الفقه والحديث .. " عن صحة المتن قائلا: " القاعدة عند أهل الصنعة: صحة الإسناد لا يلزم منها صحة المتن." (مستدلا بكلام الشيخ طاهر الجزائري).
فما المقصود بصحة المتن؟ و هل هناك حديث صحيح سندا ضعيف متنا؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 08 - 05, 03:20 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا نقل من موقع المجلة للنقل السابق
3 ـ بين نقد المتن ونقد السند:
قسّم الشيخ طاهر الجزائري (أهل الحديث) إلى ثلاث طوائف:
أ ـ طائفة تقصر نظرها على الإسناد؛ فإذا كان خِلْواً مما يقدح في اتصاله وثقة رواته: حُكم بصحته دون النظر إلى متنه، مع أن القاعدة عند أهل الصنعة: صحة الإسناد لا يلزم منها صحة المتن.
ب ـ طائفة قصرت نظرها على المتن؛ فإن وافق ذوقها ومنحاها العقلي حكمت بصحته، وإن كان في الإسناد علة قادحة توجب الرد، مع أن كثيراً من الأحاديث الضعيفة والموضوعة صحيحة من جهة معناها ومبناها، ومع ذلك لا يصحّ رفعها إلى النبي -صلى الله عليه وسلم -؛ لأنها ليست من كلامه، وإنما من كلام حكيم، أو واعظ مرغِّب مرهِّب، أو فقيه مدفوع إلى نصرة مذهبه.
ج ـ طائفة وَفَّقت في نقدها الحديثي بين المتن والسند، فوفّت كل جانب حقّه من البحث والنظر، فلا تتعجّل بتوهيم الراوي لشبهة عرضت في المتن، ولا تنزّهه في الوقت ذاته عن الخطأ والنسيان والغفلة، كما أنها وُفّقت في الحكم على الحديث بالوضع وإن كان إسناده قائماً، وذلك في مواضع مخصوصة (1).
والمطلوب اليوم أن يُوفّى المتن حقّه من قِبَل أهل الصنعة، فيردّ منه كل شاذ ومنكر ومعلول، بل يحكم عليه بالوضع إذا ظهرت أماراته، وإن كان إسناده صحيحاً، وهذا عين الاعتدال والإنصاف الذي أخذت به الطائفة الثالثة؛ بيد أن الراكب لهذا المسلك الوعر يحتاج إلى زاد من المعرفة بالسنن والآثار، ومعايشة غير قصيرة للهدي النبوي في قوله وفعله، وتقريره وتركه. يقول ابن القيم: (إنما يعرف ذلك من تضلّع في معرفة السنن الصحيحة، وخُلطت بلحمه ودمه، وصار له فيها مَلَكة واختصاص شديد بمعرفة السنن والآثار، ومعرفة سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم - وهديه فيما يأمر به وينهى عنه، ويخبر عنه، ويدعو إليه، ويحبه أو يكرهه، ويشرعه للأمة؛ بحيث كأنه مخالط له ـ عليه الصلاة والسلام ـ بين أصحابه الكرام؛ فمثل هذا يعرف من أحواله وهديه، وكلامه وأقواله وأفعاله، وما يجوز أن يخبر به وما لا يجوز بما لا يعرفه غيره، وهذا شأن كل متبوع من تابعه؛ فإن الحريص على أقواله وأفعاله من العلم بها، والتمييز بين ما يصح أو ينسب إليه، وما لا يصح، ليس كمن لا يكون كذلك) (2).
ومن ثم فإن الإغراق في جزئيات الإسناد، وتفاصيل الرواية، ودقائق أحوال الرجال يلزم منه إغفال التوسّع في بحث المتن، وهذا من شأنه أن يوسّع الهوّة بين الحديث والفقه؛ لأن مبنى الفقه على المتن، والمتن إذا لم يُمحّص بغربال النقد استخلصت منه أحكام قد تضيّق واسعاً، أو توسّع ضيقاً، أو تستدرك على الشرع ما ليس منه.
http://www.albayan-magazine.com/bayan-214/bayan-02.htm
ومنهج المحدثين المتقدمين عند الحكم على الحديث هو دراسة الحديث من ناحية المتن والسند
وإذا كان في المتن نكارة فينظر إلى الإسناد فقد يكون فيه علة ظاهرة أو غامضة
فأهل الحديث لايقتصرون على صحة السند فقط بل لابد من استقامة المتن وموافقته للنصوص
وأما التقسيمات التي ذكرها طاهر الجزائري فليست صحيحة على إطلاقها، فقد يكون ذلك فيمن تأثر بطريقة الأصوليين وغيرها، أما أئمة الشأن من المحدثين المتقدمين فهم يهتمون غاية الاهتمام باستقامة المتن
ومن تأمل كلامهم في ذلك تبين له هذا الأمر، ومن تأمل كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله وقرأه قراءة تدبر عرف طريقة القوم في النقد، والكتاب موجود على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/library/hadeeth/index.html
وللفائدة تنظر هذه الروابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3690
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=140898#post140898
¥(9/105)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=147100#post147100
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 08 - 05, 03:29 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=122099#post122099
السؤال
علمت من مقدمة ابن الصلاح أن قول المحدث: (إسناده صحيح). لا يدل على صحة الحديث قطعًا عند المحدث وإلا لقال: (صحيح).
ورد عليه ابن حجر في النكت على ابن الصلاح: بأن هذا ليس شأن كل المحدثين وأنه يجب الرجوع لما اطردت عليه عادة كل محدث على حدة.
والسؤال: هل إذا قال الألباني: إسناده صحيح رجاله ثقات = يعني أن الحديث صحيح عنده؟
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله، وبعد:
نعم ذكر ابن الصلاح أن قول المحدث: (هذا حديث صحيح الإسناد أو حسن الإسناد). دون قولهم: (هذا حديث صحيح (أو حديث حسن).
لأنه قد يقال: هذا حديث صحيح الإسناد. ولا يصح، لكونه شاذًّا أو معلولاً ...
[مقدمة ابن الصلاح (ص: 38)].
وتعقبه الحافظ ابن حجر بأن هذا لا يطرد مع كل محدث بل يحتاج إلى استقراء طريقة كل محدث والنظر فيها، ولكن ذكر السيوطي عن الحافظ ابن حجر أنه قال: (والذي لا أشك فيه أن الإمام لا يعدل عن قوله صحيح إلى قوله صحيح الإسناد إلا لأمر ما)
[تدريب الراوي (1/ 161)].
وهذا الذي ذكره الحافظ جيد، فإن كثيرًا من الأئمة المتأخرين إذا قيدوا التصحيح أو التحسين بالإسناد، فإنهم يقصدون توفر ثلاثة شروط وهي: عدالة الراوي، ضبطه، اتصال السند.
قال السخاوي: (قد يصح السند أو يحسن لاستجماع شروطه من الاتصال، والعدالة، والضبط دون المتن لشذوذ أو علة .... )
[فتح المغيث (1/ 106)].
بل ذكر السخاوي أن من المحدثين والفقهاء من يحكم بصحة الحديث أو حسنه على وجه الإطلاق قبل النظر في سلامته من الشذوذ والعلة، وقد انتقد هذا المسلك فقال: (وأما من لم يتوقف من المحدثين والفقهاء في تسمية ما يجمع الشروط الثلاثة صحيحًا، ثم إن ظهر شذوذ أو علة رده- فشاذ، وهو استرواح حيث يحكم على الحديث بالصحة قبل الإمعان في الفحص عن تتبع طرقه التي يعلم بها الشذوذ والعلة نفيًا وإثباتًا فضلاً عن أحاديث الباب كله التي ربما احتيج إليها في ذلك)
[فتح المغيث (1/ 17)].
ولو نظرنا في طريقة الحاكم في المستدرك فإنه كثيرًا ما يصحح الأسانيد، ولا يشترط سلامتها من العلة، وقد نص على هذا في المقدمة حيث قال:
(وقد سألني جماعة من أعيان أهل العلم بهذه المدينة وغيرها، أن أجمع كتابًا يشتمل على الأحاديث المروية بأسانيد يحتج محمد بن إسماعيل ومسلم بن حجاج بمثلها، إذ لا سبيل إلى إخراج ما لا علة له .... ).
وقال: (وأنا أستعين بالله على إخراج أحاديث رواتها ثقات قد احتج بمثلها الشيخان رضي الله عنهما أو أحدهما، وهذا شرط الصحيح عند كافة فقهاء أهل الإسلام أن الزيادة في الأسانيد والمتون من الثقات مقبولة ... ).
وكذلك الضياء المقدسي في (المختارة) فإنه يصحح أحاديث، ولا يشترط سلامتها من العلة، وقد نص على هذا في المقدمة حيث قال:
(هذه أحاديث اخترتُها مما ليس في البخاري ومسلم، إلا أنني ربما ذكرتُ بعض ما أورده البخاريُّ معلَّقًا، وربما ذكرنا أحاديث بأسانيد جياد لها علَّةٌ ..... )
[الأحاديث المختارة (1/ 69 - 70)]
وقال ابن القيم: (وقد عُلِم أن صحة الإسناد شرط من شروط صحة الحديث وليست موجبة لصحة الحديث، فإن الحديث الصحيح إنما يصح بمجموع أمور منها: صحة سنده، وانتفاء علته، وعدم شذوذه ونكارته، وألاَّ يكون راويه قد خالف الثقات أو شذ عنهم)
[الفروسية لابن القيم ص (64)].
وأما ما يتعلق بخصوص الشيخ الألباني، فقد أشار في مقدمة تمام المنة إلى أن إطلاق الصحة على الإسناد يقصد بها استيفاء الشروط الخمسة، فعلى هذا لا فرق عنده بين إسناده صحيح أو حديث صحيح، قال رحمه الله: (قول بعض المحدثين في حديث ما: (رجاله رجال الصحيح) أو: (رجاله ثقات) أو نحو ذلك لا يساوي قوله: (إسناده صحيح)؛ فإن هذا يثبت وجود جميع شروط الصحة التي منها السلامة من العلل .... ).
ومن المعلوم أن الشيخ- رحمه الله- يغلب على طريقته في التحسين أو التصحيح الإطلاق دون التقيد بالإسناد.
هذا والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
د. محمد بن عبد الله القناص
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
04/ 11/1425هـ
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=48488
ـ[أبو زيد المغربي]ــــــــ[12 - 08 - 05, 04:45 ص]ـ
فعلا لقد تم الوصل بين الفقه و الحديث بمداخلة شيخنا عبد الرحمن الفقيه المحدث (ابتسامة).
بارك الله في علمك، و زادك حرصا و فضلا.(9/106)
هل يثبت النص بالتجربة؟
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[13 - 08 - 05, 02:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
إخواني بارك الله فيكم قرأت كلاماً لابن القيم في زاد المعاد وهذا نصه (وروي عنه أنه قال ((أذيبوا طعامكم بذكر الله عزوجل والصلاة ولا تناموا عليه فتقسو قلوبكم)) وأحرى بهذا الحديث أن يكون صحيحاً والواقع في التجربة يشهد به قال المحققان الشيخ شعيب والشيخ عبدالقادر رحمه الله ص 370طبعة مؤسسة الرسالة الحاشية الرابعة رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة وابن حبان في الضعفاء وفي سنده بزيع (بوزن عظيم) بن حسان متهم بالكذب قال ابن حبان: يأتي عن الثقات بأشياء موضوعات كأنه المعتمد لها. قال الحافظ في ((تخريج الأذكار)): هذا حديث لا يثبت وإن كان معناه قوياً وذكره السيوطي من رواية الطبراني في ((الأوسط)) وأبي نعيم في ((الطب)) والبيهقي في ((الشعب)) وضعفه بسبب بزيع بن حسان وكذلك ضعفه الحافظ العراقي في ((تخريج الإحياء))
وقول المصنف: ((وأحرى بهذا الحديث أن يكون صحيحاً ... ))
كلام غير سديد لأن النص لايثبت بالتجربة باتفاق أهل العلم
أين بُحثت هذه المسألة أيها الإخوة الفضلاء وهل هناك مراجع مستقلة؟
أسأل الله أن يجعل ذلك في موازين حسناتكم
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[13 - 08 - 05, 03:46 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
الحمد لله الذي جعلنا إخوانا.
يا أخي الحديث إذا ثبث يجب عليه أن يثبث بصحة السند و ما إلى ذلك من قواعد علوم الحديث و ليس بالتجربة. و الله تعالى أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 08 - 05, 04:35 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
ابن القيم رحمه الله تعالى لم يصحح الحديث هنا بالتجربة، ولايجوز نسبة هذا القول له استدلالا بهذا النقل عنه.
وغاية ما يقصده ابن القيم رحمه الله أن هذا المروي حري بأن يكون صحيحا، أي أن معناه صحيح تشهد له عمومات الشريعة والتجربة كذلك
فذكر الله سبحانه وتعالى يجعل المسلم مطمئنا،وييسر له اموره، ويفرج همومه وغمومه
وكثرة الأكل تقسي القلب كما هو معروف بالتجربة، وكذلك النوم بعد الأكل يقسي القلب كما هو معروف بالتجربة
فالقصد أن المعنى الذي ورد في الأثر صحيح، وأما أن ابن القيم رحمه الله يصححه عن النبي صلى الله عليه وسلم فهذا غير صحيح وحاشا ابن القيم رحمه الله من ذلك.
فقول ابن القيم (وأحرى بهذا الحديث أن يكون صحيحاً والواقع في التجربة يشهد به)
وقال الحافظ ابن حجر في ((تخريج الأذكار)): هذا حديث لا يثبت وإن كان معناه قوياً
فقد يكون ابن القيم رحمه الله لم يستحضر سنده في ذلك الوقت حال كتابة الحديث فقال (أحرى به أن يكون صحيحا)
ثم دلل على احتمال صحته بقوله (والواقع في التجربة يشهد به)
فمعنى هذا أن متنه مستقيم وليس فيه نكارة، فيبقى صحة السند حتى يصح الحديث.
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[13 - 08 - 05, 05:16 م]ـ
أخي الكريم محمد بارك الله فيك
وأحسن الله إليكم ياشيخنا عبدالرحمن على تعليقاتكم الطيبة والمفيدة لكن بقي أصل المسألة وهو من بحث موضوع ثبوت النص بالتجربة
ـ[عبدالفتاح محمود]ــــــــ[14 - 08 - 05, 05:56 ص]ـ
الأخوة الكرام
العلماء في هذا انقسمواإلى أقسام:
*قسم احتج بالتجربة على صحة الحديث
*وقسم أنكرهذا المسلك ومنهم الشوكاني وغيره
*وقسم استدل فقط بالتجربة
والحق أنه لايعول على التجارب في معرفة درجة المروي نقلا وعقلا
فاما النقل فالمجمع عليه ان السبيل الى ذلك هو الأسانيد
واماالعقل فالمشاهد ان الامر الواحد يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال 000الخ
فكيف يكون شيء متغير حكما على الامور والشرط في مثله ان يكون ثانتا معروف الاوصاف حتى يقاس به غيره
فأخرج البخاري5360 ومسلم2217
عن قتادة عن أبي المتوكل عن أبي سعيد
: أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أخي يشتكي بطنه فقال (اسقه عسلا). ثم أتاه الثانية فقال (اسقه عسلا). ثم أتاه الثالثة فقال (اسقه عسلا). ثم أتاه فقال قد فعلت؟ فقال (صدق الله وكذب بطن أخيك اسقه عسلا). فسقاه فبرأ
فهنا التجربة لم تفلح مرتين وفي بعض الروايات كما عند احمد ثلاثاوبرأفي الرابعة
مع أن الحديث واحد والشخص واحد
تفصيل ما سبق
*قسم احتج بالتجربة على صحة الحديث
ومنهم البيهقي
¥(9/107)
فأخرج في الشعب 167والآداب 958
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ثنا أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك ثنا ابن أبي مريم ثنا عبد الله بن فروخ أخبرني أسامة بن زيد حدثني أبان بن صالح عن مجاهد عن ابن عباس قال: إن الله عز و جل ملائكة سوى الحفظة يكتبون ما سقط من ورق الشجر فإذا أصاب أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد أعينوا عباد الله يرحمكم الله تعالى
وقال: هذا موقوف على ابن عباس مستعمل عند الصالحين من
أهل العلم لوجود صدقه عندهم فيما جربوا وبالله التوفيق
وقبله شيخه الحاكم
والسخاوي في المقاصد
(928) حديث: ماء زمزم لما شرب له
بل قال شيخنايعني ابن حجر: إنه حسن مع كونه موقوفاً، وأفرد فيه جزءاً، واستشهد له في موضع آخر بحديث أبي ذر رفعه: إنها طعام طعم وشفاء سقم، وأصله في مسلم وهذا اللفظ عند الطيالسي قال: ومرتبة هذا الحديث أنه باجتماع هذه الطرق يصلح للاحتجاج به، وقد جربه جماعة من الكبار فذكروا أنه صح، بل صححه من المتقدمين ابن عيينة، ومن المتأخرين الدمياطي في جزء جمعه فيه، والمنذري، وضعفه النووي0
957 - حديث: ما خلا يهوديان بمسلم إلا هما بقتله، الثعلبي وابن مردويه وابن حبان في الضعفاء، من رواية يحيى بن عبيد اللَّه عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعاً، وفي رواية ابن حبان: يهودي، على الإفراد، وكذا أخرجه الديلمي في مسنده، ولفظه: ما خلا قط يهودي بمسلم إلا حدث نفسه بقتله. وقد تكلمت عليه في بعض الحوادث، وأوردت ما حكاه لي قاضي الحنابلة الأستاذ عز الدين الكتاني رحمه اللَّه من واقعة له مع يهودي نؤيد ذلك.
972 - حديث: ما قبل حج امرئ إلا رفع حصاه، الديلمي عن ابن عمر به مرفوعاً، وكذا رواه الأزرقي في تاريخ مكة عن ابن عمرو أبي سعيد أيضاً، وعنده أيضاً بسنده إلى ابن خثيم قال: قلت لأبي الطفيل: هذه الجمار ترمى في الجاهلية والإسلام، كيف لا تكون هضاباً تسد الطريق، قال: سألت عنها ابن عباس فقال: إن اللَّه عز وجل وكل بها [ص 370] ملكاً، فما تقبل منه رفع، وما لم يتقبل منه ترك، قال شيخنا: وأنا شاهدت من ذلك العجب، كنت أتأمل فأراهم يرمون كثيراً، ولا أرى يسقط منه إلى الأرض إلا شيء يسير جداً، قلت: وكذا نقل المحب الطبري في شرح التنبيه عن شيخه بشير التبريزي شيخ الحرم ومفتيه: أنه شاهد ارتفاع الحجر عياناً، واستدل بذلك المحب على صحة الوارد في ذلك، وهو أحد الآيات الخمس التي بمنى أيام الحج: اتساعاً للحجيج مع ضيقها في الأعين، وكون الحدأة لا تخطف بها اللحوم، وكون الذباب لا يقع في الطعام، وإن كان لا ينفك عنه في الغالب كالعسل وشبهه، وقلة البعوض بها، كما بسط ذلك التقي الفاسي في شفاء الغرام.
وفي الترغيب 1 - 274
وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اثنتي عشرة ركعة تصليهن من ليل أو نهار وتتشهد بين كل ركعتين فإذا تشهدت في آخر صلاتك فأثن على الله عز وجل وصل على النبي صلى الله عليه وسلم واقرأ وأنت ساجد فاتحة الكتاب سبع مرات وآية الكرسي سبع مرات وقل لا إله إلا الله لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات ثم قل اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك ومنتهى الرحمة من كتابك واسمك الأعظم وجدك الأعلى وكلماتك التامة ثم سل حاجتك ثم ارفع رأسك ثم سلم يمينا وشمالا ولا تعلموها السفهاء فإنهم يدعون بها فيستجابون
رواه الحاكم وقال قال أحمد بن حرب قد جربته فوجدته حقا وقال إبراهيم بن علي الدبيلي قد جربته فوجدته حقا وقال الحاكم قال لنا أبو زكريا قد جربته فوجدته حقا
قال الحاكم قد جربته فوجدته حقا
تفرد به عامر بن خداش وهو ثقة مأمون انتهى
قال الحافظ أما عامر بن خداش هذا هو النيسابوري
قال شيخنا الحافظ أبو الحسن كان صاحب مناكير وقد تفرد به عن عمر بن هارون البلخي وهو متروك متهم أثنى
عليه ابن مهدي وحده فيما أعلم والاعتماد في مثل هذا على التجربة لا على الإسناد والله أعلم
وممن يسلك هذا المسلك في قبول الأحاديث أحمد الغماري
كما في كتابه المداوي وكذا يقوي الأحاديث إذا وافقت الواقع المعاش 000الخ
*وقسم أنكرهذا المسلك ومنهم الشوكاني وغيره
ذكر الشوكاني في كتاب تحفة الذاكرين ص175و176
هذا الحديث
ونقل كلام المنذري وقال:
¥(9/108)
وأقول السنة لا تثبت بمجرد التجربة ولا يخرج بها الفاعل للشيء معتقدا أنه سنة عن كونه مبتدعا وقبول الدعاء لا يدل علىأن سبب القبول ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى أن قال:والعجب من اعتماد مثل الحاكم والبيهقي والواحدي ومن بعدهم على التجريب في أمر يعلمون جميعا أنه مشتمل على خلاف السنة المطهرة وعلى الوقوع في مناهيها 0
*وقسم استدل فقط بالتجربة
كمافعلوا في كلامهم على حديث ماء زمزم لما شرب له
فإنهم بعد تحسينه بالأسانيد استدلوا على ثبوته بالتجربة كما فعل
ابن القيم في (زاد المعاد) (3/ 192) عقب حديث ابن أبي الموال المتقدم عن ابن المنكدر عن جابر: (وابن أبي الموال ثقة فالحديث إذا حسن وقد صححه بعضهم وجعله بعضهم موضوعا وكلا القولين فيه مجازفة وقد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أمور عجيبة واستشفيت به من عدة أمراض فبرأت بإذن الله وشاهدت من يتغذى به الايام ذوات العدد قريبا من نصف الشهر أو أكثر ولا يجد جوعا ويطوف مع الناس كأحدهم وأخبرني أنه ربما بقي عليه أربعين يوما وكان له قوة يجامع بها أهله ويصوم ويطوف مرارا).
وسبق ذكر قول الحافظ وموافقة السخاوي عليه
وورد في فيض القدير
9075 - (من وسع على عياله) وهم في نفقته (في يوم عاشوراء) عاشر المحرم وفي رواية بإسقاط في (وسع الله عليه في سنته كلها) دعاء أو خبر وذلك لأن الله سبحانه أغرق الدنيا بالطوفان فلم يبق إلا سفينة نوح بمن فيها فرد عليهم دنياهم يوم عاشوراء وأمروا بالهبوط للتأهب للعيال في أمر معاشهم بسلام وبركات عليهم وعلى من في أصلابهم من الموحدين [ص 236] فكان ذلك يوم التوسعة والزيادة في وظائف المعاش فيسن زيادة ذلك في كل عام ذكره الحكيم وذلك مجرب للبركة والتوسعة قال جابر الصحابي: جربناه فوجدناه صحيحا وقال ابن عيينة: جربناه خمسين أو ستين سنة
لكن هذا حديث منكر استنكره احمد
والصواب فيه الإرسال كما رجحه المتقدمون مثل العقيلي والدارقطني0
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 08 - 05, 07:24 ص]ـ
بارك الله فيكم
والأمثلة التي ذكرتها وفقك الله عن البيهقي وغيره لم يصححوا الحديث فيها بالتجربة، ولا يعرف عن أحد من علماء السنة المتقدمين تصحيح الحديث بالتجربة
أما استدلالك بحديث اسقه عسلا فليس له علاقة بالتجربة، فالحديث سمعه الصحابي من النبي صلى الله عليه وسلم فهو صحيح ثابت عنده، ولكنه كان يحتاج إلى أكثر من جرعة من شرب العسل.
وأما قول البيهقي (
وقال: هذا موقوف على ابن عباس مستعمل عند الصالحين من
أهل العلم لوجود صدقه عندهم فيما جربوا وبالله التوفيق)
فليس في هذا تصحيح للحديث بالتجربة، وإنما الحديث موقوف على ابن عباس ومثل هذا لايقال من قبيل الرأي فيعمل به، وقد جربه عدد من العلماء فحصل لهم ذلك الأمر فزاد اطمئنانهم بذلك
وكذلك حديث شرب ماء زمزم، ليس معنى هذا أن الحديث لم يعلموا صحته من ضعفه ابتداء ثم جربوه فوجده حقا فصححوا الحديث بذلك
فمعنى التصحيح بالتجربة هو أن يكون الحديث عند أحد العلماء مثلا لايعرف صحته من ضعفه، ثم يقوم بتجربة ما ورد في ذلك الحديث فإن وجد ما ورد في الحديث صححه! وإن لم يجده ضعفه،
وهذا أمر خطير لايمكن لعالم من علماء السنة أن يفعله، فيصحح الحديث ويضعفه بتجربته الخاصة
والله يحفظكم ويرعاكم.
ـ[عبدالفتاح محمود]ــــــــ[14 - 08 - 05, 09:08 ص]ـ
الشيخ الفاضل
عبد الرحمن الفقيه كم أسر بمداخلتكم لأنها ثرية وعلمية بعيدة عن التعصب
وأنا أوافقكم عل ما ذهبتم إليه
وقد قررت أن التجارب ليست من الأدوات التي يتكأعليها لمعرفة صحة الحديث من ضعفه
لكن هذا بالنسبة لمن يستمسك بالمنهج الموروث عن الأئمة في النظر في الروايات أعني
اعتبار القواعد فقط في قبول أو رد الأحاديث لكن كما تعلمون فقد تكدر هذا المنهج لأسباب منها الزمن والمذاهب وقلة النوابغ 000الخ
ألا ترى معي كيف ان السخاوي لم ينظر البتة للإسناد في حديث ما خلا يهوديان بمسلم إلا هما بقتله،
وقواه فقط بصدق التجربة
مع أنه من ناحية الصناعة الحديثية فإنه لايثبت
ونسخة يحيى بن عبيد اللَّه عن أبيه عن أبي هريرة
مشهورة معروفة بالضعف
نعم قد يقال إن السخاوي يقصد تقوية المعنى الوارد في الحديث دون إثبات نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم
¥(9/109)
فيؤول الأمر إلى أنه مما عضده الواقع دون الاضطرارالى القول بانه من قول النبي صلى الله عليه وسلم
كما هودابهم في العمل بالحديث الضعيف فالصواب في الأمر أنهم عملوا بمعناه دون ان يتعدى ذلك الى نسبته الى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ المقرر بل المجمع عليه ألايحتج إلا بالأسانيد الصحيحة قرر ذلك أبوحاتم الرزي والخطيب في الكفاية
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 08 - 05, 09:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
الأمثلة السابقة التي ذكرتها حفظك الله ليس فيها تصحيح للحديث بالتجربة، وليس في النقولات التي سقتها قول صريح بالتصحيح، فغاية ما هناك أنهم جربوا العمل بأثر وارد فوجدوه حقا، وقد يجربهاغيرهم ولايقع!
فكوننا ننسب إلى عالم معين أنه يصحح الحديث بالتجربة ويجزم بصحة نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم بمثل هذه الأمثلة التي ذكرتها فيه بعد، فلم أجد فيما ذكرته سابقا نصا واحد اصريحا في تصحيح الحديث بالتجربة.
ولذلك لاتجد في كتب علوم الحديث أنهم يصححون الحديث بالتجربة، فهذا القول ما دام أن العلماء لم يذكروه ولم ينسبوه لأحد من أهل العلم صراحة، فلا يستدل له ببعض الأمثلة التي لاتدل صراحة على ذلك.
والعبرة حفظك الله بأقوال أهل العلم المتقدمين من أهل الحديث الذين هم أهل هذا الشأن.
والتجربة ليست مقتصرة على الأحاديث الضعيفة أو التي لاتعرف صحتها، بل قد يجرب بعض أهل العلم ما ورد في الأحاديث الصحيحة ثم يقول جربت ذلك فوجدته حقا
ولذلك يقول ابن القيم في زاد المعاد [جزء 4 - صفحة 162] عند كلامه على الرقية بالفاتحة بعد أن ذكر أنه في الصحيحين
((ولقد مر بي وقت بمكة سقمت فيه وفقدت الطبيب والدواء فكنت أتعالج بها آخذ شربة من ماء زمزم وأقرؤها عليها مرارا ثم أشربه فوجدت بذلك البرء التام ثم صرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع فأنتفع بها غاية الإنتفاع))
فهنا جرب الحديث الصحيح ووجد النفع به
فالتجربة لاعلاقة لها بتصحيح الحديث أو تضعيفه.
ـ[عبدالعزيز المغربي]ــــــــ[15 - 08 - 05, 03:40 م]ـ
هنا سؤال بارك الله فيكم،
إذا جرب إنسان أحاديثا ضعيفة، ووجد صدق ما نطقت به، فهل يجوز له العمل بها لنفسه أو لغيره؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 08 - 05, 04:54 م]ـ
بارك الله فيكم وحفظكم
الحديث لايثبت بالتجربة بل العبرة بصحة السند وسلامة المتن، فلا نثبته عن النبي صلى الله عليه وسلم بالتجربة
وقد يعمل بعض الناس به فيجده كذلك، وقد يفعله الآخر ولايقع له، وقد يكون ما ورد في الحديث وهم وخطأ من بعض الرواة فقد يكون في الأصل كلام لأحد الأطباء أو غيرهم ويكون معناه صحيحا فيغلط بعض الرواة وينسبه للنبي صلى الله عليه وسلم ويكون معناه صحيحا
مثل ما جاء (المعدة بيت الداء)
قال ابن القيم في زاد المعاد [جزء 4 - صفحة 94]
وأما الحديث الدائر على ألسنة كثير من الناس: (الحمية رأس الدواء والمعدة بيت الداء وعودوا كل جسم ما اعتاد) فهذا الحديث إنما هو من كلام الحارث بن كلدة طبيب العرب ولا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قاله غير واحد من أئمة الحديث) انتهى.
وقد يكون الخبر كذلك من أمور آخر الزمن، وقد يكون منقولا عن أهل الكتاب، فيهم فيه بعض الرواة ويرفعه للنبي صلى الله عليه وسلم ولايكون صحيحا عنه، ثم يقع بعد ذلك كما جاء، فلا يعني هذا تصحيح نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم لوقوعه.
فالعمل يكون بما صح نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم.
ـ[ابو تميم عبدالله]ــــــــ[27 - 06 - 09, 08:34 م]ـ
اخي - رعاك مولاك -
انظر - غير مأمور - الرابك التالي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=37000&highlight=%E3%D0%E5%C8+%D8%D1%ED%DD(9/110)
العلامات والأمارا ت التى يعرف بها الحديث الموضوع.
ـ[أبوالأشبال السكندرى]ــــــــ[14 - 08 - 05, 02:36 ص]ـ
العلامات والأمارا ت التى يعرف بها الحديث الموضوع.
ذكر علامات وامارات يعرف بها الحديث الموضوع بعضها ترجع إلي السند والأخرى إلي المتن.
للحديث الموضوع علامات يعرف بها، نص عليها الأئمة بعضها ترجع إلي السند والأخرى إلي المتن.
أولا: ما يتعلق بالسند:
(ا): إقرار واضع الحديث بوضعه.
قال الإمام أبو عمرو ابن الصلاح – رحمه الله – في " مقدمته " (ص 131، مع التقيد والإيضاح): "و إنما يعرف كون الحديث موضوعا باقرار واضعه،أو ما يتنزل منزلة الإقرار".
قلت: وقد استشكل الشيخ ابن دقيق العيد طريقة الإقرار بالوضع، بجواز أن يكون المقر كاذباً في إقراره وعليه فلا يمكن الجزم بالوضع يقينا.
فقال في الاقتراح: " هذا كاف في رده، لكن ليس بقاطع في كونه موضوعا، لجواز أن يكذب في هذا الإقرار بعينه "
وقد فهم ابنُ الجزري رحمه الله من كلام ابن دقيق أنه لا يُعمل بالإقرار بالوضع، فقال في منظومته المسماة ((بالهداية في علوم الرواية)) (ص56)
و يعرف الموضوعُ لا بأن يُقرّ ** بل من نبى ٍ الله سِر
ولكن تعقبه ألحا فظ ابن حجر في ((شرح نخبة الفكر)) (ص78):
مبينا مرادَ ابن دقيق العيد بقوله: " وقد فِهمَ من بعضهم انه لا يعمل بذلك الإقرار أصلاً وليس مراده، وإنما نفى القطع بذلك، ولا يلزم من نفى القطع نفى الحكم لأن الحكم يقع بالظن الغالب، وهو هنا كذلك، ولولا ذلك لما ساغ قتل المقر بالقتل، ولا رجٌم المعترف بالزنا لاحتمال أن يكونا كاذبين فيما اعترفا به ".
قلت: ومثال من حكم حفاظ الحديث على حديثه بالوضع، لإقراره على نفسه بذلك:
(أ) – عمر بن صبح.
قال البخاري في ((التاريخ الأوسط)):
(حدثني يحيى الأشكرى، عن على بن جابر، قال: سمعت عمر بن صبح يقول أنا وضعت خطبه النبي _ صلى الله عليه وعلى آله وسلم " ا هـ. [من تهذيب التهذيب (7/ 1463]
قلت: عمر بن صبح الخراسانى، قال فيه ابن حبان فى ((المجدوحين))، (2/ 88): ((كان يضع الحديث على الثقات، لا يحل كتابه حديثه إلا على جهة التعجب)) اهـ.
وقال فيه الدار قطنى وغيره: ((متروك))، وقال الازدى: ((كذاب))، وقال الذهبي: ((ليس بثقة ولا مأمون)).
(ب) – محمد بن السائب الكلبي.
أخرج ابن حبان في ((المجروحين)) (ج 2 ص 254):
بإسناده عن سفيان الثوري، قال: ((قال لي الكلبي: ما سمعته منى عن أبى صالح عن ابن عباس فهو كذب))
(ج) – ميسره ابن عبد ربه:
روى ابن حبان في ((الضعفاء))، (1/ 64)، عن ابن مهدى، قال:
((قلت لميسره ابن عبد ربه: من أين جئت بهذه الأحاديث [من قرأ كذا فله كذا؟] قال: وضعتها أرغب الناس فيها)).
قلت: وميسره هذا، قال فيه أبو زرعه: ((وضع في فضل قزوين أربعين حديثه، وكان يقول: إني احتسب ذلك))، وقال أبو داود: ((أقر بوضع الحديث))، وقال البخاري: ((يُرمى بالكذب)). انظر ((الميزان)) ((4/ 230).
· (2) ما يتنزل منزله الأقرار بالوضع.
وأما قول الشيخ أبى عمرو ابن الصلاح: ((أو ما يتنزل منزله إقراره)).
فوضحه العرقي بقوله:
((هو كأن يحدث بحديث عن شيخ، ثم يسأل عن مولده، فيذكر تاريخاً يٌعلم وفاة ذلك الشيخ قبله، ولا يوجد ذلك الحديث إلا عنده، فهنا لم يعترف بوضعه، ولكن اعترافه بوقت مولده يتنزل منزله إقراره بالوضع، لأن ذلك الحديث لا يٌعرف إلا عند ذلك الشيخ، ولا يٌعرف إلا برواية هذا الذي حدث به)). انظر ((التقييد والإيضاح) 9 (ص 132).
وتعقبه تلميذه ابنٌ حجر في هذا المثال معترضاًً بقوله:
((الاحتمال يجري فيه، فيجوز أن يكذب في تاريخ مولده، بل يجوز أن يغلط والأولى أن يمثل لذلك بما رواه البيهقى في المدخل بسنده الصحيح انهم اختلفوا بحضور احمد ابن عبد الله ا لجويبارى في سماع الحسن من أبى هريرة رضى الله عنه، فروى لهم حديثاُ بسنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم. قال: سمع الحسن من أبى هريرة رضى الله عنه)). انظر ((النكت على ابن الصلاح)) (ج 2 ص 842).
قال أبو عبد الله رضا الأقصرى في ((إرشاد الخليل)) (ص 18):
¥(9/111)
((فهذا لم يعترف بوضعه، لكن صنعه له في الحال، ليرجح أحد القولين، مع أن المستقر في الأذهان أن الحسن البصري لم يولد إلا بعد وفاة النبي _ صلى الله عليه وعلى آله وسلم _، فدل ذلك على كذبه، ووضعه لهذا الحديث، وإن لم يعترف هو بهذا، واله أعلم)) ا هـ.
(3) قرائن حال الراوي.
(ا): ما يتعلق بالتاريخ.
كأن يروى الراوي عن شيخ أو مشايخ، ويدعى السماع منهم، أو اللقاء، فإذا حوقق عن سماعه، أو لقائه منهم يتبين كذبه لأن هذا الشيخ أو هؤلاء الشيوخ قد ماتوا قبل ادعائه ذلك بدهر.
مثاله: ما ذكره ابن حبان في ((المجروحين (ج 3 ص 45) عن مأمون بن أحمد السلمي في دعواه السماع من هشام بن عمار، قال ابن حبان: ((قلت له يوماّ: متى دخلت الشام؟ فقال سنه خمسين ومائتين، فقلت: فإن هشام بن عمار الذي نروى عنه مات فى سنه خمس و أربعين ومائتين – فقال هذا هشام بن عمار آخر)).
مثال أخر: سهيل بن ذكوان أبو السندى:
قال الذهبي – رحمه الله – في ((الميزان)). (2/ 242):
((سهيل بن ذكوان – عن عائشة، وزعم إنها كانت سوداء، فكذبه يحيى ابن معين))
وقال عباد بن العوام: قلت لسهيل بن ذكوان: أرأيت عائشة؟ قال: نعم، قلت: صفها لي قال: كانت إدماء، قال عباد: كنا نتهمه بالكذب، قد كانت عائشة بيضاء شقراء)) ا هـ.
وفى ((اللسان)) (3/ 142): وقال ابن المدينى: حدثنا محمد بن الحسن الواسطى، عن سهيل بن ذكوان، قال: ((لقيت عائشة بواسط))، ا هـ.
وهكذا يكون الكذب، فقد ماتت عائشة قبل أن يخطط الحجاج مدينة واسط بدهر، ا هـ
(ب): أن يدعى سماع شيخ فيروى عنه حديثا، أو أحاديثه فيسال هذا الشيخ عن ذلك، فينفى ذلك جزماُ.
ومثاله:
قال عبد الله بن أحمد: ((قلت لأبى: ابن الحمانى حًدَّثَ عنك بحديث إسحاق الأزرق [أبردوا بالصلاة]، قال: كذب ما حدثته به، قلت: حكوا عنه انه سمعه منك في المذاكرة على باب إسماعيل، فقال: كذب، إنما سمعه من إسحاق بعد ذلك، أنا لا اعلم في تلك الأيام أن هذا الحديث غريب، أى وقت التقينا على باب إسماعيل؟ إنما كنا نتذاكر الفقه؟ والأبواب
(ج): أن يلزق الراوي بشيخه أحاديث ليست من حديثه.
ومثاله:
محمد بن عبد الله بن القاسم، أبو الحسين النحوي الرازى، الملقب ب ((جراب الكذب)) ففي ((اللسان))، (5/ 229 – 230):
((قال الشيرازى في ((الألقاب)): سمعت محمد بن عبد الواحد الخزاعى، يقول: سمعت منه، وكان يقعد بالري في زاوية تعرف ب ((زاوية الكذب)) فحدثنا في تلك البقعة في يوم جمعة، فقال: حدثنا أبو حاتم، قال: حدثنا شاذان، وعفان، وعارم، وقالوا: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن انس رضى الله عنه – رفعه، قال: يؤزن مداد العلماء، ودم الشهداء فيرجح مداد العلماء على مداد الشهداء، فعرضناه على شيخنا أبى على بن عبد الرحيم، فقال: كذب، فلم يكن عند أبى حاتم عن شاذان شئ، ولكن قولوا: حدثنا جراب الكذاب، في زاوية الكذب، بحديث كذب)) هـ
(د): ومنها ما يتعلق بملابسات تحيط بظروف الرواية.
كما فعل سعد بن طريف الإسكاف عندما جاء ابنه يبكى من ضرب المعلم إياه فقال سعد: أما والله لاخزينهم، حدثني عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((معلمو صبيانكم شراركم، أقلهم رحمة ليتيم، و اغلظهم على مسكين)).انظر ((الفؤائد المجموعة)) (ص 176).
(ه): ومنها أن تدل واقعة الرواية على التزلف للحكام، ويكون الراوي معروفا بذلك.
كما فعل غياث بن إبراهيم فى إقحامه ما يتعلق بالحمام بين يدى المهدى، وهو يطير الحمام فقال للمهدى بإسناده عن النبى صلى الله عليه وسلم: ((لا سبق الا فى نصلٍ أو خفٍ أو حافرٍ أو جناح)
فأقحم على الحديث قوله: ((او جناح)) ليدخل حمام المهدى فى حديث النبى صلى الله عليه وسلم. انظر القصة بتمامها فى ((الموضوعات)) (1/ 42 – 3/ 188).
(و): ومنها ان يكون فى إسناد الحديث من قال فيه أئمة الجرح والتعديل: (كذاب) او (وضاع) او (دجال) او (يضع) او (من معادن الكذب) او (اليه المنتهى فى الكذب).
¥(9/112)
ومثال هؤلاء: عبد الكريم بن أبى العوجاء،بيان بن سمعان النهدى، محمد بن سعيد المصلوب، غياث بن إبراهيم النخعى، أحمد بن عبد الله الجويبارى، مقاتل بن سليمان البلخى، أبو عصمة نوح بن أبى مريم و غيرهم.
ثانيا: ما يتعلق بالمتن.
وقبل الخوض فى العلامات التى ذكرها اهل العلم كى يعرف بها الحديث الموضوع دون النظر فى سنده، فلنقف وقفة نسال فيها انفسنا السؤال التالى: هل يمكن معرفة الحديث الموضوع بضابط من غير ان ينظر فى سنده؟ يجيبنا على هذا السؤال الامام ابن القيم – رحمه الله – فى ((المنار المنيف)) (ص 25 – 26) قائلا:
((فهذا سؤال عظيم القدر، وانما يعلم ذلك من تضلع فى معرفة السنن الصحيحة، واختلطت بلحمه ودمه، وصار له فيها ملكة، وصار له اختصاص شديد بمعرفة السنن والأثارومعرفة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهديه، فيما يأمر به وينهى عنه، ويخبر عنه ويدعو اليه، ويحبه ويكرهه، ويشرعه للأمة بحيث كأنه مخالط للرسول صلى الله عليه وسلم كواحد من اصحابه.
فمثل هذا: يعرف من احوال الرسول صلى الله عليه وسلم وهديه وكلامه , وما يجوز ان يخبر به ومالا يجوز: ما لا يعرفه غيره. وهذا شأن كل متبع مع متبوعه، فان للاخص به الحريص على تتبع اقواله، وافعاله من العلم بها والتمييز بين ما يصح ان ينسب اليه ومالا يصح: ما ليس لمن لا يكون كذلك)) هـ.
وقال ابن دقيق العيد: ((كثيرا ًما يحكمون بالوضع بإعتبار امورٍ ترجع الى المروى، والفاظ الحديث. وحاصله يرجع الى انه حصلت لهم لكثرة محاولة الفاظ النبى صلى الله عليه وسلم هيئة نفسانية، وملكة قوية، وعرفوا بها ما يجوز ان يكون من الفاظ النبوة ومالا يجوز))
وقال ابن الجوزى: ((الحديث المنكر يقشعر منه جلد طالب العلم، وينفر منه قلبه))
وقال البلقينى – رحمه الله – فى ((محاسن الاصطلاح)) (ص 215):
((وشاهد هذا أن انسانا" لو خدم انسانا سنين، وعرف ما يحب، وما يكره، فادعى انسان انه كان يكره شيئاً يعلم ذلك انه يحبه، فبمجرد سماعه يبادر الى تكذيبه)).
وقال الحا فظ ابن حجر – رحمه الله – فى ((نزهة الناظر)) (ص 118 / الحلبى):
((وانما يقوم بذلك منهم من يكون اطلاعه تاما، وذهنه ثاقبأً، وفهمه قوياً، ومعرفته بالقرائن الدالة على ذلك متمكنة)) هـ.
قال الإمام ابو عمرو ابن الصلاح – رحمه الله – فى مقدمته، (ص 47): ((وقد يفهمون الوضع من قرينه حال الراوى، او المروى، فقد وضعت احاديث طويلة يشهد بوضعها ركاكة الفاظها، ومعانيها ...... )) 1هـ.
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله – كما فى ((تدريب الراوى)) للسيوطى، 0 1/ 276): ((المدار فى الركة على ركة المعنى، فحيثما وجدت دل على الوضع، وان لم ينضم اليه ركة اللفظ، لان هذا الدين كله محاسن، والركة ترجع الى الرداءة، وأما ركة اللفظ، فلا تدل على ذلك، لاحتمال ان يكون رواه بالمعنى فغير الفاظه بغير فصيح، نعم ان صرح بانه لفظ النبى صلى الله عليه وسلم فكاذب ...... )) اهـ.
فائدة: قال السخاوى فى ((فتح المغيث)) قال ابن دقيق العيد: قولهم ((فلان روى المناكير)) لا يقتضى بمجرده ترك روايته حتى تكثر المناكير فى روايته وينتهى الى ان يقال فيه منكر الحديث، لان منكر الحديث وصف فى الرجل يستحق به الترك بحديثه)) اهـ.
قال شيخنا: ابو محمد الالفى: حفظه الله: فى ((طوق الحمامة فى التداوى بالحجامة (ص 104): ((ولعلك تدرك بشئ من حسن التأمل، ولطافة الإدراك، ان ثمة تناقضٍ واضح بين الزائف الدخيل والصحيح البين الصحة، قما خرج من مشكاة النبوة، فله نورا ًاجلى من ضوء الشمس فى وضح النهار، وعليه رونق الهيبة والجلال، فلقد أوتى صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم، واختصر له الكلام اختصارا، إذ هو (وحى يوحى * علمه شديد القوى)، وإنه (الحق من ربك فلا تكونن من الممترين) وما كان عن كذب وافتعال، وتخرص ٍ وافتراء، وتخليطٍ لا يصدر مثله عن مشكاة البيان والفصاحة، ((الذى لا ينطق عن الهوى)) فلا يخفى على النقاد والعارفين من ائمة الشأن وجهابذته)) اهـ.
¥(9/113)
ولله در العلامة محمد على آدم الإثيوبى المدرس بدار الحديث الخيرية بمكة المكرمة، حيث يقول فى منظومته ((تذكر الطالبين ببيان الوضع واصناف الوضاعين)):
الحمد لله الذى قد يسرا** لحفظ دينه حماة كبرا
فقد نفو تحريف غال ٍ قد بغى ** وأبطلوا انتحال مبطل طغى
ورثة الرسل عليهم السلام ** كما به جاء الحديث بالتمام
فهم عن الارض يذيلون العمى ** دلائل الهدى كنجم فى السما
ولله دار القائل:
اهل الحديث هم اهل النبى وصحبه ... وان لم يصحبوا نفسه انفاسه صحبوا
* العلامات والقرائن التى يعرض بها الحديث الموضوع دون النظر الى سنده *
اولاً: مخالفة الحديث للأحاديث الصحاح، مخالفة صريحة " بحيث يتعذر الجمع او الترجيح بينهما من كل وجه، ولا يثبت النسخ.
قال ابن القيم فى بيان قرائن المروى: فى ((نقد المنقول والمحك المميز بين المردود والمقبول)) ((ومنها مناقضة الحديث لما جاءت به السنة الصحيحة مناقضة بينة، فكل حديث يشتمل على فساد، او ظلم او عبث ن او مدح باطل او ذم حق، او نحو ذلك فرسول الله - صلى الله عليه وسلم – منه برئ، ومن هذا الباب احاديث مدح من اسمه محمد، او أحمد، وان كل من يسمى بهذه الأسماء، ولا يدخل النار وهذا مناقض لما هو معلوم من دينه – صلى الله عليه وعلى اله وسلم – ان النار لا يجارمنها بالاسماء والالقاب، وانما النجاة منها بالإيمان، والاعمال الصالحة))
قلت: وقد اكثر من استعمال هذه الطريقة الإمام ابو عبد الله الحسين بن ابراهيم الجورقانى، قال فى كتابه ((الاباطيل)) (1/ 139):
((كل حديث يكون بخلاف السنة فهو متروك وقائله مهجور ..... )) اهـ.
قال ابو عبد الله رضا الاقصرى: فى ((ارشاد الخليل)) (ص 35):
وهو منهج لا يخلو من نظر، لذا اعترض عليه، وتعرض له الحافظ ابن حجر – رحمه الله – فقال فى (الاصابة) (1/ 500):
((وقد اكثر الجوزقانى فى كتابه المذكور من الحكم ببطلان احاديث لمعارضة احاديث صحيحة لها مع امكان الجمع، وهو عمل مردود ...... )) اهـ.
ثانيا: مناقضة الحديث للعقل الصريح او الحس والمشاهدة.
** ومثال ما ناقض العقل:
((ما تدفع العقول صحته بموضوعها، والادلة المنصوصة فيها نحو الاخبار عن قدم الاجسام، وما اشبه ذلك)) انظر " النكت على ابن الصلاح " الحافظ ابن حجر (جـ 2 ص 845).
قال ابو بكر ابن الطيب الباقلانى – رحمه الله – كما فى ((تدريب الراوى))، (1/ 246):
((أن يكون مخالفاً للعقل، بحيث لا يقبل التأويل، ويلتحق به ما يدفعه الحس، والمشاهدة، وان يكون منافياًًً لدلالة الكتاب القطعية، او السنة المتواترة، او الإجماع القطعى، أما المعارضة مع إمكان الجمع فلا، ومنها ما يصرح بتكذيب رواة جمع المتواتر، أو يكون خبراً عن أمر جسيم تتوفر الدواعى على نقله لمحضر الجمع ثم لا ينقله منهم إلا واحد، ومنها الإفراط بالوعيد الشديد على الأمر الصغير، أو الوعد العظيم على الفعل الحقير)). ا هـ
وقال ابن الجوزى – رحمه الله – كما فى ((تدريب الراوى)) (1/ 276 - 277)
((ما احسن قول القائل: وإذا رأيت الحديث يباين المعقول، أو يخالف المنقول، أو يناقض الأصول فاعلم أنه موضوع، ومعنى مناقضته للأصول، أن يكون خارجاً عن دواوين الإسلام من المسانيد، والكتب المشهورة)). ا هـ
وقال البيهقى – رحمه الله -: ((فمن جاء بحديث لا يوجد عند جمعهم لم نقبله منه)). اهـ
وقال السيوطى – رحمه الله -:
((وأما الآن. فالعمدة على الكتب المدونة، فمن جاء بحديث غير موجود فيها، فهو رد عليه، وإن كان من أتقى المتقين، وإن كان فيها لم يتصور الرد وإن كان من أفسق الفاسقين)). اهـ
** ومثال ما ناقض الحس:
((الباذنجان شفاءً لكل داء))، قال ابن القيم ((قبح الله واضعه، فإن هذا لو قاله بعضٌ جهلة االأطباء لسخر الناسٌ منه، ولو اكل الباذنجان للحمى والسوداء الغالبة، وكثير من الأمراض، لم يزدها إلا شدةًً، ولو أكله فقيرٌ ليستغنى لم يفده غنى، او جاهل ليتعلم لم يفده علم))
** ومثال ما ناقض العقل والحس معاً:
((إن سفينة نوح طافت بالبيت سبعاً، وصلت عند المقامٍ ركعتين)) انظر ((الموضوعات)) لإبن الجوزى (جـ 1 ص 100).
ثالثاً: ركاكة اللفظ.
¥(9/114)
أخرج الخطيب بإسناده عن الربيع بن خثيم في ((الكفاية)) (ص431) قال: ((إن من الحديث حديثاً له ضوء كضوء النهار نعرفه، وإن من الحديث حديثاً له ظلمة كظلمة الليل ننكره)).
والمرادُ بالركةَّ التى تدل على وضع الحديث: ((الضعف عن قوة فصاحته صلى الله عليه وسلم في اللفظ والمعنى معاًً)) انظر ((فتح المغيث)) (جـ1 صـ 314).
وكان ابن الصلاح رحمه الله قد قرر فى المقدمة أنه: ((وضعت أحاديث يشهد بوضعها ركاكة ألفاظها ومعانيها)).
وقال الحافظ ابن حجرفى ((نكته)) على المقدمة (جـ3 ص844).
((اعترض عليه بأن ركاكة اللفظ لا تدل على الوضع حيث جوزت الرواية بالمعنى. نعم، إن صرح الراوي بأن هذا صيغة لفظ الحديث، وكانت تخل بالفصاحة أو لا وجه لها في الإعراب، دل على ذلك. والذي يظهر أن المؤلف لم يقصد أن ركاكة اللفظ وحده تدلُ كما تدلُ ركاكة المعنى، بل ظاهر كلامه أن الذي يدل هو مجموع الأمرين: ركاكة اللفظ وركاكة المعنى معاً. لكن يرد عليه أنه ربما كان اللفظ فصيحاً والمعنى ركيكاً، إلا أن ذلك يندرُ وجودهُ، ولا يدل بمجرده على الوضع بخلاق اجتماعهما تبعا للقاضي أبى بكر الباقلانى)).
وقال أيضاً ابن حجر العسقلانى. كما فى ((تدريب الراوي) للسيوطى (1/ 276):
((المدار في الركة على ركة المعنى، فحيثما وجدت دل على الوضع، وإن لم ينضم إليه ركة اللفظ لأن هذا الدين كله محاسن، و الركة ترجع إلى الرداءة، وأما ركة اللفظ، فلا تدل على ذلك، لاحتمال أن يكون رواه بالمعنى فغير ألفاظه بغير فصيح، نعم، إن صرح بأنه لفظ النبى صلى الله عليه وسلم فكاذب .... )) اهـ.
والمراد بالركه فى المعنى: ((أن يكون مخالفأً للعقل ضرورة أو استدلالاً، ولا يقبل تأويلاً بحال، نحو الإخبار عن الجمع بين الضدين، وعن نفى الصانع، وقدم الأجسام، وما أشبه ذلك، لأنه لا يجوز أن يرد الشرعٌ بما ينافى مقتضى العقل)). انظر فتح المغيث بشرح ألفية الحديث للسخاوى (جـ 1 صـ 315).
رابعاً: أن يكون الحديث يشبه كلام الأطباء.
كحديث ((كلوا التمر على الريق فإنه يقتل الدود)).
رواه ابن عدى عن ابن عباس مرفوعاًً وفى إسناده عصمة بن محمد وهو كذاب.
وكحديث: ((الذي شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قلة الولد، فأمره أن يأكل البيض والبصل)).
رواه ابن حبان عن ابن عمر مرفوعاًً وقال: موضوع بلا شك.
خامساً: أن يدعى على النبي صلى الله عليه وسلم انه فعل أمرًا ظاهراً بمحضر من الصحابة كلهم، وأنهم اتفقوا على كتمانه ولم ينقلوه.
كما يزعم أكذب الطوائف (الرافضة): أنه صلى الله عليه وسلم أخذ بيد على ابن أبى طالب رضى الله عنه بمحضر الصحابة كلهم، وهم راجعون من حجه الوداع، فأقامه بينهم حتى عرفه الجميع ثم قال: هذا وصيي، وأخي، والخليفة من بعدى، فاسمعوا له، وأطيعوا، ثم اتفق الكل على كتمان ذلك، وتغييره، ومخالفته – فلعنه الله على الكاذبين.
سادساً أن يشتمل الحديث على مجازفات فى الوعد والوعيد من أجل أفعال صغيرة.
كحديث: ((من صلى الضحى كذا وكذا ركعة أُعطى ثواب سبعين نبياً))، قال ابن القيم عقبه. ((وكان هذا الكذاب الخبيث لم يعلم أن غير النبي لو صلى عمر نوح عليه السلام، لم يُعط ثواب نبي واحدٍ).
سابعاً: سماجة الحديث، وكونه مما يسخر منه:
كحديث: ((لو كان الأرز رجلاً لكان حليماً، ما أكله جائع إلا أشبعه)).
وكحديث: ((من أكل فولة بقشرها أخرج الله منه الداء مثلها)).
ثامناً: مخالفه الحديث للثابت من التاريخ:
مثاله: ما ذكره الذهبي فى ((ميزان الاعتدال)) (جـ2 صـ 2439):
((أن سهيل بن ذكوان أبا السندى، قال: لقيت عائشة بواسط)) وفى التعليق عليه: وكذا يكون الكذبُ، فقد ماتت عائشة قبل ان يخط الحجاج مدينه واسط بدهر.
تاسعاً: ومنها ان يروى المبتدع الداعي إلى بدعته حديثاً فى تأييدها.
كأحاديث خلق القرآن والإرجاء والقدر وغيرها. ومنهم أصحاب الأهواء والآراء التى لا دليل عليها من الكتاب والسنة، وضعو أحاديث نصرة لأهوائهم وآرائهم، كالخطابية، والرافضة، وغيرها.
قال عبدالله بن يزيد المقرىء: ((ان رجلا ً من أهل البدع رجع عن بدعته، فجعل يقول.انظروا هذا الحديث عمن تأخذونه! فإنا كنا إذا رأينا رأيا ً جعلنا له حديثا ً)).
وقال حماد بن سلمة: ((أخبرنى شيخ من الرافضة أنهم كانوا يجتمعون على وضع الحديث)).
عاشراً: أن يكون الحديث مما تقوم الشواهد الصحيحة على بطلانه.
مثل هذا الحديث: ((إن الأرض على صخره، والصخره على قرن ثور، فإذا حرك الثور قرنه تحركت الصخرة، فتحركت الأرض وهى الزلزلة)). ا هـ.
وكحديث ((وضع الجزية عن أهل خيبر)) وهو حديث باطل موضوع، وقد بين ابن القيم – رحمه الله – بطلانه من عشرة اوجه. أكتفى منها بأربعه فقط.
(1): أن فيه شهادة سعد بن معاذ، وسعد توفى قبل ذلك فى غزوه الخندق.
(2): أن فيه (و كتب معاوية بن أبى سفيان)، هكذا، ومعاوية إنما اسلم زمن الفتح.
(3): أن فيه (وضع عنهم الكلف والسخر)،. ولم يكن فى زمنه كلف ولا سخر ولا مكوس.
(4): أن الجزيه لم تكن نزلت حينئذ، ولا يعرفها الصحابة، ولا العرب، وإنما نزلت فى عام تبوك.
انظر (المنار المنيف) (ص52).
حادى عشر: أن يكون الحديث باطلاً فى نفسه ن فيدل بطلانه على أنه ليس من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم.
كحديث: ((المجرة التى فى السماء من عرق الأفعى التى تحت العرش)).
مقتبس من مقدمة كتابى ((تنبيه الأنام لكذب وبطلان كثير مما أشتهر على ألسنة العوام)).
وكتبه / أبو الأشبال ناصر الهوارى السكندرى
¥(9/115)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 08 - 05, 07:00 م]ـ
جزال خيرا أخانا ((السلفي))
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 08 - 05, 07:00 م]ـ
جزاك الله خيرا أخانا ((السلفي))(9/116)
سؤال عن الغريب والعزيز
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[15 - 08 - 05, 06:00 ص]ـ
قال شيخ سعد الحميد والعزيز: وهو ما
رواه اثنان ولو في طبقة من طبقات السند، والغريب والفرد: وهو ما يرويه واحدٌ ولو في
طبقة من طبقات السند انتهي
شرح نخبة
مثلا لو روي واحد في احد الطبقات ... وروي اثنان في بعض طبقات ماذا يسمي عزيرا
او غريبا
؟
اذا شرط العزيز ان يكون في طبقة من طبقات
وشرط الغريب كذلك
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عمر]ــــــــ[15 - 08 - 05, 02:55 م]ـ
أخي الكريم لا أظنه إلا غريبا فتفرد راو واحد في طبقة من الطبقات يجعل الحديث غريبا والعبرة بالأقل والله تعالى أعلم
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[31 - 08 - 05, 03:49 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
يا أخي الفاضل بارك الله فيك
واحسن الله اليكم
ـ[مصلح المصلح]ــــــــ[23 - 09 - 05, 10:37 ص]ـ
إذا ورد كما تقول فيعتبر الحديث (غريباً).
كما لو أته ورد في أحد طبقات الإسناد غريباً وباقي الطبقات مشهور أو متواتر فإنه ينظر إلى الأقل فيقال حديث غريب.
مثل حديث (إنما الأعمال بالنيات) في بعض طبقات الإسناد متواتر، وهو في الرواة عن يحيى بن سعيد أكثر من مائة راوي، ولكنه لا يسمى إلا (غريبا) * والله أعلم
ـ[الشمراني]ــــــــ[26 - 09 - 05, 07:13 م]ـ
أخي مصلح
بارك الله فيك وفي بقية الزملاء
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[27 - 09 - 05, 12:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل هناك أحاديث جمعت بين الغرابة والتفرد والشهرة فإن وجد ماهي ما أمكن وجزاكم الله خيرا(9/117)
لفظة أعيت شراح سنن أبي داود وآخرهم حاتم العوني في سماع الحسن من سمرة فلنشارك في حلها
ـ[المقرئ]ــــــــ[17 - 08 - 05, 05:15 م]ـ
إخواني أهل الحديث:
قرأت أكثر كتاب د / العوني: المرسل الخفي وفقه الله
وأثناء القراءة عرض مسألة أعيته وقال: نقف مع موقف غامض لأحد الأئمة الكبار من هذه المسألة أعرض لك في هذه الوقفة الغموض الذي اكتنف كلامه واستشكال الأئمة له بعده وبعض جهودي في كشف هذا الغموض دون جدوى!!! نعم ... دون جدوى، إلا من ترجيح، المبني على الظن!!!)
ثم بدأ يعرض إشكاله بأسلوب قصصي جذاب بل إنك تنسى أحيانا أنك تقرأ مسألة في الحديث بله من أدق مسائله وبكل اقتدار يستطيع المؤلف أن يسرق عقلك وفكرك حتى لكأنك بنفسك تعيش أجواء القصة وتتخيل نفسك في مكتبته وهو يفتح الكتاب ثم ينصرف إلى آخر أو يخرج من بيته متوجها إلى المكتبات المركزية للنظر في مخطوط أو تحقيق بل إنك أحيانا تسارقه وتسابقه في الوصول إلى النتيجة فإذا ما باءت المحاولة بالفشل يعتريك ما اعتراه تلك اللحظة من خيبة وتحسر
وكم يعجبني مثل هذه الطريق في البحث والتقصي
أعود إلى الإشكال وأريد أن أعرضه باختصار حسب تسلسل المؤلف ثم نحاول أن نساهم في حل ما استغلق على الشيخ:
قال الشيخ: د / حاتم في كتابه المرسل الخفي (أنقل باختصار)
قال أبو داود في سننه:
حدثنا محمد بن داود بن سفيان ثنا يحيى بن حسان ثنا سليمان بن موسى أبو داود ثنا جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب حدثني خبيب بن سليمان بن سمرة عن أبيه سليمان بن سمرة عن سمرة بن جندب أما بعد أمرنا رسول الله إذا كان في وسط الصلاة أو حين انقضائها فابدؤوا قبل التسليم فقولوا التحيات الطيبات والصلوات والملك لله ثم سلموا على اليمين ثم سلموا على قارئكم وعلى أنفسكم قال أبو داود سليمان بن
موسى كوفي الأصل كان بدمشق قال أبو داود دلت هذه الصحيفة على أن الحسن سمع من سمرة
قال الشيخ العوني: يعني أبو داود بالصحيفة: صحيفة سمرة بن جندب رضي الله عنه التي أرسلها سمرة إلى بنيه وهذا الحديث أحد الأحاديث التي تضمنتها تلك الرسالة الكبيرة
وعندما وقف الحافظ ابن حجر على هذا الحديث ونقل كلام أبي داود عقبه في كتابه (النكت الظراف) وتهذيب التهذيب فقال في الأخير: لم يظهر لي وجه الدلالة بعد)
ولا علاقة ظاهرة بين إسناد هذا الحديث والحسن البصري ولا من وجه حتى يكون الحديث بعد هذا دالا على سماع الحسن من سمرة
فرجعت إلى عون المعبود فإذا به يقول: وأما قول المؤلف دلت هذه الصحيفة فوجه دلالتها وتعلقها بالباب أن هذا اللفظ الذي رواه سليمان بن سمرة عن أبيه بقوله أما بعد فإن رسول الله إلخ من ألفاظ الصحيفة التي أملاها سمرة ورواها عنه ولده سليمان فأراد أبو داود أن سليمان بن سمرة كما صح سماعه من أبيه بهذه الصحيفة وغيرها كذلك الحسن البصري صح سماعه بهذه الصحيفة وغيرها من سمرة لأن كل منهما أي سليمان بن سمرة وكذا الحسن بن يسار من الطبقة الثالثة فدل ذلك أن الحسن سمع من سمرة كما أن سليمان بن سمرة سمع من أبيه سمرة لأنهما من الطبقة الثالثة فلما سمع سليمان من أبيه سمرة فلا مانع أن يكون الحسن سمع منه وأن أبا داود من القائلين بأن الحسن البصري ثبت سماعه من سمرة) وبعد قراءة الكلام وهو أمامك فاقرأه، بان ولا محصل منه!!! فلا تغتر بسطوره فإنما هي بياض في الحقيقة وامض فكأنه كلام ما قيل ولا تطالبني ببيان عوار هذا الكلام فهو ما رأيته في الكلام نفسه والله يعينك!! ثم إلى شرح مخطوط لسنن أبي داود لابن أرسلان فلم أجده شرح هذه اللفظة، ثم تطلعت إلى شرح آخر وهو للعيني في نسختين خطيتين أحدهما بخط المؤلف نفسه فوجدته قد ذكر هذه اللفظة وبيض لها موضع سطرين أو ثلاثة ويبدو أن العيني لم يظهر له وجه الدلالة
ومما يزيد الإشكال بل ويجعله شبه مستغلق مستحيل الظهور أن نسخة رواية أبناء سمرة عن أبيهم هذه النسخة نفسها حجة من قال بأن الحسن إنما يروي من صحيفة سمرة لا عن سماع!! فكيف تكون النسخة التي هي دليل على عدم سماع الحسن من سمرة عند جماعة من الأئمة دليلا هي نفسها عند أبي داود على سماع الحسن من سمرة؟!! هذا مستحيل أن يكون هذا الدليل الواحد دليلا للشيء ونفيضه!! أرأيتم هذا الاستغلاق!!! ثم بعد هذا كله وقفت على ما زاد الموقف غموضا بل ما جعل الأمر مبهما ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها!!! ذلك أن أباداود في كتابه المراسيل روى فيه حديثا عن الحسن عن سمرة " من وجد عين ماله ... " وإخراج أبي داود هذا الحديث في كتابه (المراسيل) يعني أنه عند أبي داود من المراسيل وكذلك أني باستقراء كتاب المراسيل لأبي داود وجدته إنما يذكر فيه صورتين من لإرسال الأولى: رواية التابعي عن النبي صلى الله عليه وسلم وعلى هذا غالب الكتاب، الثانية: رواية التابعي عمن لم يلقه من الصحابة رضي الله عنهم وعلى هذا فيكون الحسن عند أبي داود لم يسمع من سمرة!! فكيف يكون الحسن لم يسمع من سمرة عند أبي داود! قف من هذا الإشكال ما شئت من وقفات فلن تخرج إلا بالحيرة وبالإشكال أكثر من ذي قبل إشكالا!! ...... إلى أن لاح لي احتمال إن صدق كان الحل لجميع إشكالات المسألة والكاشف لكل ستور غموضها!! وهو أن يكون أصاب كلام أبي داود في السنن (تحريف) أخل بمعناه سبب كل ذلك الغموض والإشكال الذي لو كان الكلام على وجهه لوجب على أبي داود إيضاح وجه استدلاله
وعليه فتكون العبارة قد سقط منها أداة النفي كـ (ما) قبل سمع فتكون العبارة: (دلت هذه الصحيفة على أن الحسن [ما] سمع من سمرة)
وقد حاولت أن أنظر إلى مخطوطات السنن ورواياته وترفقت في طلب ذلك بالوسائط والشفعاء للنظر في صفحة من (سنن أبي داود) فقط لا لتصويرها ولا لاقتناء نسخة منها فما عدت إلا بخفي حنين!! فيا لغربة الإسلام فإذا عدنا إلى معضلتنا عدنا إلى أنني لم أستطع الجزم فيها بشيء لأنه في هذا الموطن قد حيل بيني وبين سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم غير أني ما زلت أميل ميلا قلبيا إلى أن الصواب بإضافة حرف النفي وميلان القلب ليس من العلم
فلنشارك إما بمراجعة مخطوط أو محاولة تحليل لنستفيد جميعا
المقرئ
¥(9/118)
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[17 - 08 - 05, 08:23 م]ـ
نقل الشيخ محمد عوامة – وفقه الله – في تعليقه على سنن أبي داود (2/ 53) عن شيخه الكاندهلوي في تعليقه على بذل المجهود (5/ 301) نقلاً عن الشيخ حسين عرب اليمني البهوبالي: أنه وقع في بعض النسخ الخطية لأبي داود: وحدثنا جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب قال: حدثني الحسن قال: سمعت سمرة بن جندب يقول في خطبته: اما بعد ... فزال الإشكال. والله أعلم.
وفي النسخ التي اعتمدها المحقق لا يوجد فرق ذا بال في موضع الإشكال، والله أعلم.
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[17 - 08 - 05, 10:11 م]ـ
أما انا فسوف أطرح اقوال العلماء بسماع الحسن من سمرة من عدمه بشكل عام لعلي اساهم بالموضوع واترك كشف هذا الغموض لأهل الاختصاص
1 - القرطبي في تفسيرة: وقال البخاري عن علي بن المديني: سماع الحسن من سمرة صحيح؛ وأخذ بهذا الحديث. وقال البخاري: وأنا أذهب إليه؛ فلو لم يصح الحديث لما ذهب إليه هذان الإمامان، وحسبك بهما. ويقتل الحر بعبد نفسه. قال النخعي والثوري في أحد قوليه وقد قيل: إن الحسن لم يسمع من سمرة إلا حديث العقيقة؛ واللّه أعلم.
2 - الذهبي في تاريخه: روى عنه: ابنه سليمان، وأبو قلابة الجرمي، وأبو رجاء العطاردي، وأبو نضرة العبدي، وعبد الله بن بريدة، ومحمد بن سيرين، والحسن بن أبي الحسن، وسماعه منه ثابت، فالصحيح لزوم الاحتجاج بروايته عنه، ولا عبرة بقول من قال من الأئمة: لم يسمع الحسن من سمرة، لأن عندهم علماً زائداً على ما عندهم من نفي سماعه منه.
وكان سمرة شديداً على الخوارج، فقتل منهم جماعة، وكان الحسن وابن سيرين يثنيان عليه.
3 - البخاري في الكبير: قال لي محمد بن سيرين: سل الحسن ممن سمع حديث العقيقة! فسألته فقال: سمعته من سمرة قال علي: وسماع الحسن من سمرة صحيح - وأخذ بحديثه:
4 - بن معين في تاريخه: سمعت يحيى يقول: قال: أبو النضر هاشم بن القاسم عن شعبة قال: لم يسمع الحسن من سمرة.
سمعت يحيى يقول: لم يسمع الحسن من سمرة شيئاً هو كتاب قال يحيى: في حديث الحسن عن سمرة "من قتل عبده قتلناه" قال: في سماع البغداديين ولم يسمع الحسن من سمرة قال يحيى: ولم يسمع من الأسود بن سريع.
5 - المزي في تهذيب الكمال: قال أبو قلابة: فسمعت يحيى بن معين يقول: لم يسمع الحسن من سمرة قال: فقلت على من تطعن: على قريش بن أنس على حبيب بن الشهيد؟ فسكت
6 - اعلام الموقعين لابن قيم الجوزية: لا الحديثين عندي صحيح، وعن الحسن عن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: جار الدار أولى بالدار رواه أبو داود والنسائي والترمذي وقال: حديث حسن صحيح، انتهى، وقد صح سماع الحسن من سمرة، وغاية هذا أنه كتاب، ولم تزل الأمة تعمل بالكتب قديماً وحديثاً، وأجمع الصحابة على العمل بالكتب، وكذلك الخلفاء بعدهم، وليس اعتماد الناس في العلم إلا على الكتب فإن لم يعمل بما فيها تعطلت الشريعة، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتب كتبه إلى الآفاق والنواحي فيعمل بها من تصل إليه، ولا يقول: هذا كتاب، وكذلك خلفاؤه بعد، والناس إلى اليوم؛ فرد السنن بهذا الخيال البارد الفاسد من أبطل الباطل، والحفظ يخون، والكتاب لا يخون.
7 - الذهبي في السير:وبين العلماء -فيما روى الحسن بن سمرة اختلاف في الاحتجاج بذلك وقد ثبت سماع الحسن من سمرة ولقيه بلا ريب صرح بذلك في حديثين.
ـ[أبو المنذر النقاش]ــــــــ[18 - 08 - 05, 09:40 ص]ـ
جزاك الله تعالى خيرا شيخنا عبد الله المزروع، وأضيف كذلك أن بعض نسخ أبي داود ليست فيها تلك الكلمة مثل المحمودية.
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[18 - 08 - 05, 01:54 م]ـ
لعل هذا الرابط له صلة بالموضوع لمن لم يطلع عليه من باب الأفادة واثراء الموضوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=1536&highlight=%D3%E3%C7%DA+%C7%E1%CD%D3%E4+%C7%E1%C8%D 5%D1%ED+%D3%E3%D1%C9
ـ[حارث]ــــــــ[04 - 12 - 07, 05:25 م]ـ
لو راجع الإخوة كتاب الشيخ احمد الطويان في صحف الصحابة ـ حيث تكلم على صحيفة سمرة، ومحتواها لربما كان فيه حل لهذا الإشكال.
ـ[حبيب الدين الحسني]ــــــــ[10 - 12 - 07, 07:53 م]ـ
قال الحافظ ابن حجر في التهذيب: (2/ 269): ((وقد روى عنه ـ يعني الحسن عن سمرة ـ نسخة كبيرة غالبها في السنن الأربعة.وعند علي بن المديني أن كلها سماع،وكذا حكى الترمذي عن البخاري.وقال يحيى القطان وآخرون: ((هي كتاب)).وذلك لا يقتضي الانقطاع .... )).
والراجح: ـ والله أعلم ـ ثبوت اتصال أحاديث الحسن عن سمرة كما هو مذهب البخاري وابن المديني والترمذي.
ـ[صالح العقل]ــــــــ[29 - 05 - 08, 05:03 م]ـ
نقل الشيخ محمد عوامة – وفقه الله – في تعليقه على سنن أبي داود (2/ 53) عن شيخه الكاندهلوي في تعليقه على بذل المجهود (5/ 301) نقلاً عن الشيخ حسين عرب اليمني البهوبالي: أنه وقع في بعض النسخ الخطية لأبي داود: وحدثنا جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب قال: حدثني الحسن قال: سمعت سمرة بن جندب يقول في خطبته: اما بعد ... فزال الإشكال. والله أعلم.
وفي النسخ التي اعتمدها المحقق لا يوجد فرق ذا بال في موضع الإشكال، والله أعلم.
هل هذه النسخة صحيحة؟
وهل لها وجود الآن.
¥(9/119)
ـ[ابو طالب السلفى]ــــــــ[31 - 05 - 08, 12:26 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
بارك الله فيكم جميعا ونفعنا معاشر المبتدئين بعلمكم
ورغم اننى لست اهلا للخوض فى مسائل الكبار امثالكم الا اننى اود المشاركه بااطروحات ليست جديده ولكنها قد تفيد
اولا بما يثبت سماع الراوى من شيخه؟
فالذى اعلمه ان الذى درج عليه الائمة المتقدمون ان هذا يثبت بالتصريح بالسماع ولو مره
وقد ثبت سماع الحسن من سمره فى حديث العقيقه
ولكن هذا لايكفى فى الحكم على رواية الحسن عن سمره بلاتصال
لان الائمه لهم طرق فى سبر ذلك ومن ذلك
وجود احاديث تستنكر من رواية الحسن عن سمره لايمكن ان تكون النكاره من سمره والحسن ثقه
اذا هناك واسطه
فاذا علمنا ذلك فاى حديث يرويه الحسن عن سمره دون التصرريح بالتحديث فكيف نعلم انه سمعه ام لا
اذا نحن امام امرين
اما ان لانقبل الا ما صرح فيه الحسن بالتحديث
او نبحث كل حديث على حده وهذا الاقرب
والله تعالى اعلم
ـ[رمضان عوف]ــــــــ[31 - 05 - 08, 09:23 ص]ـ
هذه المسألة قد بحثها وأوعب الكلام فيها مفصلاً بما يغني عن الإعادة: فضيلة العلامة الشريف حاتم العوني في كتابه: "المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس"، في المجلد الثالث من ص (1174) إلى ص (1475)، يعني فيما يزيد على (300) صفحة.
ويمكن تلخيصها فيما يلي:
اختلف العلماء في إثبات سماع الحسن من سمرة أو نفيه:
1 - فطائفة نفت السماع مطلقاً؛ مثل: شعبة، وأحمد، وابن معين، وغيرهم.
2 - وطائفة قالت بأنه لم يسمع، ولكنه يروي من كتاب وجادة، مثل: يحيى بن سعيد القطان، وبهز بن أسد، وابن معين، والبرديجي، وغيرهم.
3 - وطائفة قالت: لم يسمع إلا حديث العقيقة، مثل: الدارقطني، وعبد الغني بن سعيد الأزدي، وابن حزم، وغيرهم.
4 - وطائفة قالت: لم يسمع إلا حديث العقيقة وحده، والباقي يرويه وجادة، مثل النسائي، والبزار وجماعة.
5 - وطائفة أثبتت له السماع مطلقاً، مثل ابن المديني، والبخاري، ومسلم، والترمذي، وجماعة.
وأقوى ما اعتمد عليه النافون للسماع: هو تضعيفهم لحديث قريش بن أنس، والذي فيه إثبات سماع الحسن من سمرة لحديث العقيقة، مثل الإمام أحمد، وابن معين، والبرديجي.
والذين قالوا بأن الحسن إنما يروي من كتاب سمرة وجادة من غير سماع ولا عرض: اعتمدوا على ما صح عن ابن عون، قال: "وجدت عند الحسن كتاب سمرة، فقرأته عليه، وكان فيه: يجزي من الاضطرار غبوق أو صبوح".
واحتج الذين أثبتوا السماع مطلقاً بحديث قريش بن أنس: الذي يرويه علي بن المديني، وعبد الله بن أبي الأسود، وأبو موسى محمد بن المثنى، وهارون بن عبد الله الحمال، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم بن حبيب، وغيرهم:
قالوا: حدثنا قريش بن أنس، عن حبيب بن الشهيد، قال: "أمرني ابن سيرين أن أسأل الحسن: ممن سمع حديث العقيقة؟ فسألته؟ فقال: من سمرة بن جندب".
أخرجه البخاري في صحيحه (5472). وفي التاريخ الكبير (2/ 289) وفيه وفي التاريخ الأوسط (1/ 393): قال علي بن المديني: وسماع الحسن من سمرة بن جندب: صحيح، وأخذ بحديثه: «من قتل عبده قتلناه»، والترمذي (182و182م)، وفيه: "قال محمد: قال علي بن عبد الله: الحسن عن سمرة بن جندب: حديث صحيح، وقد سمع منه". والنسائي في المجتبي (7/ 166/4221). وفي الكبرى (4/ 373/4533). وأحمد في العلل ومعرفة الرجال (3/ 33/4044). وابن أبي الدنيا في العيال (75). والطحاوي في المشكل (6/ 422/4503 - تحفة). والبزار (10/ 401/4539). وابن حزم في المحلى (7/ 525). والبيهقي (9/ 299). وابن عبد البر في التمهيد (4/ 307). والمزي في التهذيب (23/ 587 - 588).
وقريش بن أنس وإن كان قد تغير؛ إلا أن هؤلاء ممن روى عنه قبل التغير، فهم من قدماء أصحابه، وحديثه هذا من قديم حديثه وصحيحه، فهو حديث صحيح، صححه البخاري، وابن المديني، والترمذي، والنسائي، والبزار، والدارقطني، وغيرهم.
وفي هذا رد بالحجة والبرهان على من ضعفه، مثل: أحمد، وابن معين، والبرديجي، وانظر تفصيل ذلك في المرسل الخفي ص (1220 - 1231) من المجلد الثالث.
وهذا هو الحديث الصحيح الوحيد الذي يثبت سماع الحسن من سمرة، وثمة أحاديث أخر لكن لا يصح منها شيء
انظر: المصدر السابق من ص (1232 - 1274)].
فأما الذين نفوا السماع مطلقاً فهم محجوجون بحديث قريش بن أنس الصحيح الثابت.
¥(9/120)
وأما الذين أثبتوا السماع مطلقاً فحديث ابن عون حجة عليهم لما فيه من الحجة على أن الحسن كان يروي كتاب سمرة عرضاً ويحدث به قراءة عليه.
وقد ثبت أن كثيراً من الأحاديث التي يرويها الحسن عن سمرة موافقة لكتاب سمرة الذي يرويه بنوه.
ثم كيف يسمع الحسن كل هذه الأحاديث من سمرة ولا يصرح بسماعه منه إلا في حديث واحد.
فالقول بأن رواية الحسن، عن سمرة إنما هي وجادة صحيحة، فهو كتاب صحابي موثوق به، محفوظ عند بنيه، استعاره منهم الحسن، والحسن من هو في فقهه ودينه وورعه وعلمه وفطنته، وبعده عن دخول التصحيف عليه، فالكتاب الذي كان عنده إما أن يكون كتاب سمرة نفسه، أو نسخة منه؛ كما قال البزار وابن القطان، أقول: فالقول بأن الحسن لم يسمع من سمرة إلا حديث العقيقة، والباقي كتاب غير مسموع إلا أنه وجادة صحيحة معمول بها عند الأئمة، هذا القول هو الموافق لقول بعض العلماء المحققين؛ وهو قول وسط بين من نفى مطلقاً أو أثبت مطلقاً.
وعليه فإنه إذا صح الإسناد إلى الحسن البصري؛ فحديثه عن سمرة محمول على الاتصال، وهو صحيح.
وقد صحح الإمام الترمذي للحسن عن سمرة أحاديث كثيرة
انظر: الجامع (182و1237و1266و1368و1522و1976و2983و1296)
وما لم يصححه الترمذي فإما أن يكون الإسناد إلى الحسن مما لا يعتمد عليه، أو مما لا يصح، أو غير ذلك، وانظر: الجامع (251و3231و3931و233و1414 و1082و3077و1583و3271و1349و1365و2443).
وممن صحح للحسن عن سمرة أيضاً: ابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، وابن الجارود.
واحتج به النسائي في مواضع (7/ 292/4620) و (7/ 313و314/ 4681و4682) و (8/ 20و21/ 4736 - 4738) و (8/ 26/4753و4754).
واحتج البخاري وشيخه ابن المديني بحديث: «من قتل عبده قتلناه»
علل الترمذي (401)
والإمام أحمد مع كونه ينفي سماع الحسن من سمرة؛ فقد احتج بأحاديث من رواية الحسن عن سمرة
انظر: مسائل صالح (384). ومسائل الكوسج (2/ 24و48/ 1855و1938). وغيرها
ونختم ذلك بنقلين عن مرويات الحسن عن سمرة:
1 - قال الإمام ابن القيم في إعلام الموقعين (2/ 125): "وقد صح سماع الحسن من سمرة، وغاية هذا أنه كتاب، ولم تزل الأمة تعمل بالكتب قديماً وحديثاً، وأجمع الصحابة علي العمل بالكتب، وكذلك الخلفاء بعدهم، وليس اعتماد الناس في العلم إلا على الكتب، فإن لم يعمل بما فيها تعطلت الشريعة، وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكتب كتبه إلى الآفاق والنواحي، فيعمل بها من تصل إليه، ولا يقول: هذا كتاب، وكذلك خلفاؤه بعده، والناس إلى اليوم، فَرَدُّ السنن بهذا الخيال البارد الفاسد من أبطل الباطل، والحفظ يخون، والكتاب لا يخون".
وقال بعد ذلك بصفحتين (2/ 127) في صحيفة سليمان بن قيس اليشكري: "وغاية هذا أن يكون كتاباً، والأخذ عن الكتب حجة".
قلت: ولاسيما إذا كان الراوي من الكتاب عالم فقيه حجة، له دراية واسعة بفن الكتابة والتصحيف، مثل الحسن البصري: بما يزيد الثقة بهذه الصحيفة.
وفي التهذيب (1/ 389و390): "وقال بهز بن أسد، لم يسمع الحسن من ابن عباس ... ، واعتماده على كتب سمرة ... "، وفيه أيضاً: " ... وقال يحيى القطان وآخرون: هي كتاب"، قال ابن حجر العسقلاني: "وذلك لا يقتضي الانقطاع".
يعني: أنها أحاديث متصلة مقبولة.
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[31 - 05 - 08, 11:10 ص]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فقد قال الإمام أبو داود في كتاب الصلاة من السنن، باب 183:
975 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ حَدَّثَنِى خُبَيْبُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمُرَةَ عَنْ أَبِيهِ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمُرَةَ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ أَمَّا بَعْدُ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ فِى وَسَطِ الصَّلاَةِ أَوْ حِينَ انْقِضَائِهَا فَابْدَءُوا قَبْلَ التَّسْلِيمِ فَقُولُوا «التَّحِيَّاتُ الطَّيِّبَاتُ وَالصَّلَوَاتُ وَالْمُلْكُ لِلَّهِ ثُمَّ سَلِّمُوا عَلَى الْيَمِينِ ثُمَّ سَلِّمُوا عَلَى قَارِئِكُمْ وَعَلَى أَنْفُسِكُمْ».
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى كُوفِىُّ الأَصْلِ كَانَ بِدِمَشْقَ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: دَلَّتْ هَذِهِ الصَّحِيفَةُ عَلَى أَنَّ الْحَسَنَ سَمِعَ مِنْ سَمُرَةَ. تحفة 4617
(والقائل (قال أبوداود) هو أبو علي اللؤلؤي)
قلت: لعل أبا داود وقف على أحاديث رواها الحسن عن سمرة ليست في الصحيفة، فتكون الصحيفة إذا دليلا على أنه سمع من سمرة،
والله تعالى أجل وأعلم(9/121)
هل خرج حديث معلق في صحيح البخاري عن القاعدة العامة؟
ـ[أنس سرميني]ــــــــ[18 - 08 - 05, 07:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
معلقات الإمام البخاري وكما فصلها لنا الإمام ابن الصلاح ..
منها ما علقه بصيغة الجزم.
ومنها ما علقه بصيغة التمريض ..
وسؤالي:
ألم يوجد في تلك المعلقات التي بلغت 1200 حديثا
ألم يوجد فيها ما خالف تلك القاعدة؟
وكل الشكر لكم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 08 - 05, 10:28 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
لعل من أفضل من تكلم على المعلقات في البخاري هو الحافظ ابن حجر رحمه الله في النكت على ابن الصلاح
(1/ 325) حيث قال (الأحاديث المرفوعة التى لم يوصل البخارى اسنادها فى صحيحه
منها مايوجد فى موضع آخر من كتابه
ومنها مالايوجد الامعلقا
فاما الأول: فالسبب فى تعيلقه أن البخارى من عادته فى صحيحه أن لايكرر شيئا إلا لفائدة
فإذا كان المتن يشتمل على أحكام كرره فى الأبواب بحسبها أوقطعه فى الأبواب إذا كانت الجملة يمكن انفصالها من الجملة الأخرى
ومع ذلك فلا يكرر الإسناد بل يغاير بين رجاله أما شيوخه أو شيوخ شيوخه ونحو ذلك
فإذا ضاق مخرج الحديث ولم يكن له إلا إسناد واحد واشتمل على أحكام واحتاج الى تكريرها فإنه والحالة هذه إما أن يختصر المتن أويختصر الإسناد
وهذا أحد الأسباب فى تعليقه الحديث الذى وصله فى موضع آخر
وأما الثانى
وهو ما لايوجد فيه إلا معلقا فهو على صورتين
إما بصيغة الجزم وإما بصيغة التمريض
فاما الأول فهو صحيح إلى من علقه عنه وبقى النظر فيما أبرز من رجاله فبعضه يلتحق بشرطه
والسبب فى تعليقه له إما لكونه لم يحصل له مسموعا وإنما أخذه على طرق المذاكرة أو الإجازة أوكان قد خرج ما يقوم مقامه فاستغنى بذلك عن إيراد هذا المعلق مستوفى السياق أو لمعنى غير ذلك وبعضه يتقاعد عن شرطه وإن صححه غيره أو حسنه وبعضه يكون ضعيفا من جهة الانقطاع خاصة
وأما الثانى وهو المعلق بصيغة التمريض مما لم يورده فى موضع آخر فلايوجد فيه ما يلتحق بشرطه إلا مواضع يسيرة قد أوردها بهذه الصيغة لكونه ذكرها بالمعنى كما نبه عليه شيخنا رضى الله عنه
نعم فيه ما هو صحيح وإن تقاعد عن شرطه إما لكونه لم يخرج لرجاله أولوجود علة فيه عنده
ومنه ماهو حسن ومنه ما هو ضعيف وهو على قسمين
أحدهما ما ينجبر بأمر آخر
وثانيهما ما لايرتقى عن مرتبة الضعيف
وحيث يكون بهذه المثابة فانه يبين ضعفه ويصرح به حيث يورده فى كتابه).
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=908#post908
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3496
حول الجزء الثاني من السؤال (أو ذكره بصيغة التمريض وهو صحيح أخرجه في صحيحه؟)
قال الحافظ ا بن حجر فى فتح البارى (1/ 111) (وذلك محمول (اى تعليق البخارى لاثر صيح بصيغة التريض)
على قاعدة ذكرها لى شيخنا ابو الفضل بن الحسين الحافظ رحمه الله وهى ان البخارى لايخص صيغة التمريض بضعف الاسناد بل اذا ذكر المتن بالمعنى او اختصره اتى بها ايضا) واشاره الى نحوه فى الفتح (2/ 205)
وقد بين ذلك الحافظ ا بن رجب فى فتح الباري (4/ 366) حيث قال (وقد علقه هنا بقوله (ويذكر) (وهو قد اخرجه فى موضع آخر) فدل على ان هذه الصيغة عنده لاتقتضى ضعفا فيما علقه بها وانه يعلق بها الصحيح والضعيف الا ان اغلب ما يعلق بها ما ليس على شرطه)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=275
وقال الحافظ ابن حجر فى النكت علىا بن الصلاح (1/ 325) (وأما الثانى وهو المعلق بصيغة التمريض مما لم يورده فى موضع آخر فلايوجد فيه ما يلتحق بشرطه إلا مواضع يسيرة قد أوردها بهذه الصيغة لكونه ذكرها بالمعنى كما نبه عليه شيخنا رضى الله عنه
نعم فيه ما هو صحيح وإن تقاعد عن شرطه إما لكونه لم يخرج لرجاله أولوجود علة فيه عنده
ومنه ماهو حسن ومنها ما هو ضعيف وهو على قسمين
أحدهما ما ينجبر بأمر آخر
وثانيهما ما لايرتقى عن مرتبة الضعيف
وحيث يكون بهذه المثابة فانه يبين ضعفه ويصرح به حيث يورده فى كتابه)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=87833#post87833
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 08 - 05, 08:58 ص]ـ
وحول ما يتعلق بالاعتراض على ابن الصلاح فيمكن ذكر هذه الأمثلة
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري [جزء 13 - صفحة 187]
¥(9/122)
(وقد اعترض بعضهم على ابن الصلاح ومن تبعه في أن الذي يجزم به البخاري يكون على شرط الصحيح وقد جزم بهذا مع أن عبد الرحمن بن أبي الزناد قد قال فيه ابن معين ليس ممن يحتج به أصحاب الحديث ليس بشيء وفي رواية عنه ضعيف وعنه هو دون الدراوردي وقال يعقوب بن شبة صدوق وفي حديثه ضعف سمعت علي بن المديني يقول حديثه بالمدينة مقارب وبالعراق مضطرب وقال صالح بن احمد عن أبيه مضطرب الحديث وقال عمرو بن علي نحو قول علي وقالا كان عبد الرحمن بن مهدي يحط على حديثه وقال أبو حاتم والنسائي لا يحتج بحديثه
ووثقه جماعة غيرهم كالعجلي والترمذي!
فيكون غاية أمره أنه مختلف فيه فلا يتجه الحكم بصحة ما ينفرد به بل غايته أن يكون حسنا!
وكنت سألت شيخي الامامين العراقي والبلقيني عن هذا الموضع فكتب لي كل منهما بأنهما لا يعرفان له متابعا وعولا جميعا على أنه عند البخاري ثقة فاعتمده
وزاد شيخنا العراقي أن صحة ما يجزم به البخاري لا يتوقف أن يكون على شرطه وهو تنقيب جيد ثم ظفرت بعد ذلك بالمتابع الذي ذكرته فانتفى الاعتراض من أصله ولله الحمد) انتهى.
وقال كذلك في الفتح [جزء 13 - صفحة 414]
قوله عن أبي سلمة هو ابن عبد الرحمن بن عوف قال أبو مسعود الدمشقي في الأطراف وتبعه جماعة من المحدثين إنما روى الماجشون هذا عن عبد الله بن الفضل عن الأعرج لا عن أبي سلمة وحكموا على البخاري بالوهم في قوله عن أبي سلمة
وحديث الأعرج الذي أشير إليه تقدم في أحاديث الأنبياء من رواية عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون كما قالوا وكذا أخرجه مسلم في الفضائل والنسائي في التفسير من طريقه
ولكن تحرر لي ان لعبد الله بن الفضل في هذا الحديث شيخين فقد أخرج أبو داود الطيالسي في مسنده عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن عبد الله بن الفضل عن أبي سلمة طرفا من هذا الحديث وظهر لي ان قول من قال عن الماجشون عن عبد الله بن الفضل عن الأعرج أرجح ومن ثم وصلها البخاري وعلق الأخرى
فان سلكنا سبيل الجمع استغني عن الترجيح والا فلا استدراك على البخاري في الحالين
وكذا لا تعقب على ابن الصلاح في تفرقته بين ما يقول فيه البخاري قال فلان جازما فيكون محكوما بصحته بخلاف ما لا يجزم به فإنه لا يكون جازما بصحته،وقد تمسك بعض من اعترض عليه بهذا المثال فقال جزم بهذه الرواية وهي وهم وقد عرف مما حررته الجواب عن هذا الاعتراض) انتهى.
ـ[أنس سرميني]ــــــــ[24 - 08 - 05, 03:18 م]ـ
كل الشكر لك الأستاذ الفقيه الغامدي
لأن هذا هو اشكالي في الواقع
وليس كما تصورته أول مرة
وجزاك لله خيرا(9/123)
هل اذا روى الثقة الحديث متصلا وكان هذا الثقة من اتباع التابعين مثلا
ـ[سيف 1]ــــــــ[21 - 08 - 05, 12:21 م]ـ
هل اذا روى الثقة الحديث متصلا وكان هذا الثقة من اتباع التابعين مثلا
ثم جاء هذا الحديث من طريق آخر عن نفس الثقة عن الصحابي مباشرة كأنما اختصر سنده ولم ينشط له وبنفس هيكل السياق وتتابعه ولكن مع بعض الزيادات في المتن.فهل يحتج بتلك الزيادات؟
وتدور في رأسي عدة اسئلة
لما لا يحتج به وقد اتفقوا ان المدلس لو روى الرواية ثم بعد ذلك ظهر عمن دلسها أخذوا بها
وتبقى الزيادات مشكلة. ولكن اليس الرواة عن هذا الثقة قد يختلفون بزيادة او نقص في بعض العبارات ولو كانوا كلهم يروون عن الثقة نفس الحديث متصل؟
ويبقى المشكل. وكيف نأمن ان هذا الثقة لم يسمع هذه الزيادات من مصدر آخر عن الصحابي وأدرجها في القصة
هل من مفيد رحمكم الله؟
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[21 - 08 - 05, 02:00 م]ـ
هل اذا روى الثقة الحديث متصلا وكان هذا الثقة من اتباع التابعين مثلا
ثم جاء هذا الحديث من طريق آخر عن نفس الثقة عن الصحابي مباشرة كأنما اختصر سنده ولم ينشط له وبنفس هيكل السياق وتتابعه ولكن مع بعض الزيادات في المتن.فهل يحتج بتلك الزيادات؟
وتدور في رأسي عدة اسئلة
لما لا يحتج به وقد اتفقوا ان المدلس لو روى الرواية ثم بعد ذلك ظهر عمن دلسها أخذوا بها
وتبقى الزيادات مشكلة. ولكن اليس الرواة عن هذا الثقة قد يختلفون بزيادة او نقص في بعض العبارات ولو كانوا كلهم يروون عن الثقة نفس الحديث متصل؟
ويبقى المشكل. وكيف نأمن ان هذا الثقة لم يسمع هذه الزيادات من مصدر آخر عن الصحابي وأدرجها في القصة
هل من مفيد رحمكم الله؟
عجبا لسيف نفع الله به يسأل ويجيب - وذلك من فطنته ما شاء الله - (ابتسامة إعجاب و مودة).
أخي الفاضل - وفقك الله - لا تغفل دائما عن شرط الاتصال لكى يصح الحديث .. والزيادات - خاصة - ربما تشدد البعض في قبولها حتى مع الاتصال .. إذا تضمنت مخالفة .. أو زيادة أفادت حكما جديدا .. فكيف بها وقد جاءت منقطعة؟
و < كأنما .. > مع كون الزيادات منقطعة؛ لا مكان لها عند نقاد الحديث. فإما اتصال مع باقي شروطه .. وإما انقطاع ترد به الزيادات .. والله أعلم.
ـ[سيف 1]ــــــــ[21 - 08 - 05, 02:09 م]ـ
شيخنا الحبيب أبو عبد الله لا حرمنا الله منك أيها الطيب الكريم. بت تجاملني كثيرا فحذار ان أصدقك.ابتسامة محبة جدا
رفع الله قدرك في الدنيا والآخرة وأحسن اليك وجزاك عني كل الخير آمين آمين
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[21 - 08 - 05, 02:54 م]ـ
مسألة زيادة الثقة
ويطلق الوصفان للتردد إن أطلقوهما مع التفرد
يعني مع التفرد ليس له إلا إسناد واحد تردد، هل بلغ أم لم يبلغ، وهذا ذكرناه.
ويطلقان باعتبار الطرق واقبل زيادة به تفردا
في غير فرد فادره وحقق رويه ما لم ينافِ الأجودا
هذه مسألة زيادة الثقة، وهي من المعضلات، زيادة الثقة هل تقبل زيادة الثقة؟ إذا جاءنا راو ثقة بحديث مستقل تفرد به عن غيره من الرواة يقبل أم لا يقبل؟ يقبل؛ لأننا لم نشترط التعدد، لكن اشترك الرواة في رواية حديث،عشرة تسعة رووه بدون جملته الأخيرة، رواه واحد باللفظ الذي ذكروه وزاد جملة، " إن الله يحب التوابين "، " إنك لا تخلف الميعاد "، "زيادة من المسلمين في زكاة الفطر"، نعم "جعلت تربتها"، المقصود أن الزيادات في هذا كثيرة، فهل تقبل باعتباره ثقة؟ ولو تفرد بالحديث نقبل، فكيف لا نقبل زيادة؟ أو نقول: لو كانت محفوظة، تواطأ على روايتها التسعة كلهم، لكن لما تفرد بها شككنا، المسألة خلافية، والمتأخرون جروا
على قواعد مضطردة، منهم من يقبلها مطلقا؛ لأن من زاد معها زيادة علم، ومنهم من يردها مطلقا؛ لأن عدمها متيقن ووجودها مشكوك فيه:
واقبل زيادات الثقات منهم ومن سواهم + عليه المعظم
¥(9/124)
المقصود أن المسألة مختلف فيها، فالأكثر على أنها تقبل مطلقا، وهناك نقول عن أهل العلم، عن ابن حبان، عن ابن عبد البر، جمع من الأئمة يقبلون، هناك من تصرفات الأئمة الكبار ما فيه قبول بعض الزيادات، ومن رد وقال: إن عدم ذكر هذه الزيادة هو المتعين له وجه؛ لأنها كانت محفوظة، وتصرف بعض الكبار الأئمة يقوي الرد، فالأئمة الكبار في كلامهم ما يؤيد القبول، وفي صنيعهم ما يؤيد الرد، ونخلص بهذا إلى أن زيادة الثقة، ومنها تعارض الوصل والإرسال.
ومنها تعارض الوقف والرفع، لا يمكن القول بقبولها باضطراد ولا الرد باضطراد، إذن ماذا نصنع؟ نصنع صنيع الأئمة الكبار إذا تأهلنا، ما هو من الآن نقبل ونرد، وما أنا عارف كيف نقبل وكيف نرد، هناك قرائن تجعل القبول متعينا، وهناك قرائن تجعل الرد هو الراجح، وهذه القرائن لا يمكن أن تلوح إلا للمتأهل، فطالب العلم المبتدئ في وقت التمرين، وهو يخرج أحاديث لنفسه ما يلزم الناس بالعمل بها، يخرج الحديث لنفسه ويتمرن، يجري على هذه القواعد، ويعرض تخريجه على أهل الخبرة، ويعرض النتائج على أقوال أهل العلم، وإذا أكثر من هذا سوف تتكون لديه الأهلية إن شاء الله تعالى.
ابن الصلاح يقول: إن الزيادات لها ثلاث حالات:
زيادة موافقة لما يرويه الأكثر، يتفرد بها ثقة عن غيره لكنها موافقة، أو ليس فيها مخالفة على الأقل لما يرويه الأكثر، وزيادة مخالفة لما يرويه الأكثر، وزيادة فيها نوع موافقة ونوع مخالفة، فالتي ليس فيها مخالفة مقبولة وهي التي فيها الإطلاق، والتي فيها المخالفة مردودة وهي التي فيها الرد، والتي فيها نوع مخالفة ونوع موافقة هي محل التردد.
الزيادات التي ما فيها مخالفة سهلة، والتي فيها مخالفة واضحة، المسألة في المخالفة من وجه والموافقة من وجه، وهذه هي التي تشكل في الباب، الزيادة الموافقة من وجه مخالفة من وجه وهذه المسألة تحتاج إلى عناية، يعني لو صرفنا فيها ربع ساعة ما تضيق صدوركم -إن شاء الله- نعم، في الحديث الصحيح في حديث الخصائص: , وجعلت لي الأرض مسجدا طهورا - جاء في حديث مسلم: , وجعلت تربتها لنا طهورا - لفظ التربة فيه موافقة للأرض من وجه وفيه مخالفة من وجه، نعم تيمموا صعيدا والصعيد كل ما
صعد على وجه الأرض، ولفظ التربة هذا اللفظ المزيد يجعل التيمم بالتراب، هذه اللفظة "التربة" موافقة للأرض من وجه، باعتبار أنها جزء من أجزاء الأرض، ومخالفة لما عداها من على وجه الأرض مما يصح التيمم به بالأحاديث الأخرى.
--------------------
للشيخ عبد الكريم الخضير
ـ[سيف 1]ــــــــ[25 - 08 - 05, 01:45 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم أبو ابراهيم ورفع درجتك اللهم آمين.آسف على التأخير عن التعليق(9/125)
ما مراد ابن الصلاح من القسم الثاني من تقسيمه لزيادات الثقات
ـ[أنس سرميني]ــــــــ[21 - 08 - 05, 01:00 م]ـ
يقول ابن الصلاح في باب زيادات الثقات:
وقد رأيت تقسيم ما ينفرد به الثقة إلى ثلاثة أقسام -ومراده زيادات الثقات في المتن-:
أحدها أن يقع مخالفا منافيا لما رواه سائر الثقات ...
الثاني أن لا تكون فيه منافاة ومخالفة أصلا لما رواه غيره كالحديث الذي تفرد برواية جملته ثقة، ولا تعرض لما رواه الغير بمخالفة أصلا
الثالث ما يقع بين هاتين المرتبتين، مثل زيادة لفظة في الحديث.
واستفساري هو:
القسم الأول: واضح مراد ابن الصلاح منه، وهو ما كان فيه زيادة منافية لما رواه الثقات، وينطبق عليه تعريف الحديث الشاذ.
وأما القسم الثاني منها، فقد حيرني والله مراده منه:
ترى هل يقصد حديثاً مستقلاً ينفرد به راو ثقة، لا يخالف الثقات غيره؟؟
فأين هذا من الحديث الفرد أو الغريب؟؟؟
أم يقصد زيادة لفظة في الحديث عما أتى به الثقات، لا تخالفهم؟؟؟
فأين هذا من القسم الثالث الذي قال فيه: (مثل زيادة لفظة في الحديث).
واطلعت على بعض كتب المصطلح المتأخرة عن ابن الصلاح، فما وجدت ضالتي فيها ..
كما اطلعت على بعض الكتب المعاصرة في الفن، فرأيت منهم من فسر الكلام على الاحتمال الأول ومنهم من فسره على الاحتما ل الثاني.
وعلى ذلك كان الأساتذة الأجلاء في قسم الحديث النبوي الشريف عندنا.
إذن
كلام ابن الصلاح يحتمل الأمرين
وإن كان كذلك فهل من مرجح؟؟
أم هناك من العلماء الحفاظ من حرر مراد ابن الصلاح في هذا التقسيم المنفرد، وأفهمنا العبارة.
ـ[أبو معاذ الأثري]ــــــــ[22 - 08 - 05, 09:56 م]ـ
بالنسبة للقسم الأول مخالفة كلية وهومخالفة الثقة للثقات أو لمن هو أوثق ك الاضجاع قبل الفجر.
الثاني زيادة لم يخالف فيها ك قدح رحراح , و قدح من زجاج.
الثالث ك حديث جمل جابر وقيمته والله أعلم للمزيد سؤال فضيلة الشيخ صلاح عبد الموجود
http://salahmera.com/(9/126)
الجمعية السعودية للسنة وعلومها توزع بطاقات العضوية
ـ[الرايه]ــــــــ[22 - 08 - 05, 06:42 م]ـ
أصدرت الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها بطاقات العضوية لجميع منسوبيها،
صرّح بذلك رئيس الجمعية د. عبد العزيز السعيد.
وأضاف أن الجمعية قامت بإرسال البطاقات إلى كافة المنتسبين للجمعية في السعودية،
وبيّن أن الجمعية قدمت لمنسوبيها خصماً جيداً على مبيعات الكتب العلمية بالتعاون مع كبريات دور النشر بالمملكة،
يأتي هذا ضمن الخدمات العلمية التي تقدمها الجمعية لمنتسبيها،
وبيّن أن الجمعية بصدد دراسة تقديم المزيد من الخدمات لمنتسبيها مما يعود عليهم بالنفع والفائدة.
المصدر ( http://www.al-jazirah.com.sa/114145/ln21d.htm)
مَنْ يعرف شيئا عن هذه الجمعية، وهل لديها موقع الانترنت يُعرِّف بها
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[23 - 08 - 05, 04:56 ص]ـ
هذه الجمعية تابعة لجامعة الإمام بالرياض _ كلية أصول الدين
انظر رقم (10) في هذا الرابط
http://www.alquran.org.sa/page/jameat.html
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[23 - 08 - 05, 07:31 ص]ـ
سؤال مهم للإخوة هل من الممكن الإنضمام لهذه الجمعهية وغيرها من الجمعيات على الرابط الذي وضعته إدارة الملتقى وكيف يكون ذلك مع العلم ان أن الرابط المسمى العضوية لا يعمل
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[23 - 08 - 05, 04:53 م]ـ
الرابط كان يعمل وقد دخلت إليه أنا في الصباح ولا أدري لماذا لا يعمل الآن
وهذه نسخة أخرى لمحتوى الرابط السابق
http://66.102.9.104/search?q=cache:DDvkRSPZgXwJ:www.alquran.org.sa/page/jameat.html+%22%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8 A%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A %D8%A9+%D9%84%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9%22&hl=ar
ـ[حاج]ــــــــ[24 - 08 - 05, 06:55 م]ـ
أتمنى ممن يعلم كيفية الحصول على العضوية أن يزودنا بالمعلومات.
ـ[أبو المعتز القرشي]ــــــــ[01 - 09 - 05, 05:20 ص]ـ
؛؛(9/127)
الوصل بين الفقه والحديث الضرورة والإجراء
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[24 - 08 - 05, 09:46 ص]ـ
الوصل بين الفقه والحديث
الضرورة والإجراء
د. قطب الريسوني (*)
إن التنافر بين بعض أهل الفقه وأهل الحديث من الفجوات العلمية المعروفة في تاريخ الدراسات الشرعية (1)، وقد أسهم في تعميقها ـ عبر تراخي العصور ـ ما يسمى اليوم بـ (الاختصاص)، على ما كان عليه المتقدمون من مزية المشاركة في العلوم، والتضلّع من المعارف، فضلاً عمّا ابتلي به بعض أهل العلم من المفاضلة بين العلوم، والانتصار لفن على حساب آخر دون مراعاة الفروق، وتمييز الفضائل.
1 ـ ضرورة الوصل:
وقد نادى علماؤنا المتقدّمون بضرورة ملء الفجوة بين الحديث والفقه لعدم استغناء الشرع عن العلمين معاً؛ فالأول: يصحّح الدليل، والثاني: يسدّد الفهم، وتكاملهما يفضي إلى صياغة حكم شرعي صحيح السند صحيح المعنى. وإليك البيان:
إن الإحاطة بالفقه متوناً وأدلّة لا تستقيم إلا بمعرفة الأحاديث النبوية الصحيحة، التي هي متن الأحكام الشرعية وموضوعها، ولا سيما أن السنّة استقلّت بالتشريع؛ فأصبح الكتاب أحوج إليها من احتياجها هي إليه، كما قال الأوزاعي، وهذا النوع يعرف بـ (السنة المؤسسة)، وقد أنكرها بعضٌ خلافاً للجمهور، فأبطل كل سُنَّة ثابتة زائدة على نص القرآن.
ومع استقلال السنة بالتشريع يصبح الجهل بها جهلاً بالفقه نفسه؛ لأن موضوعه الحكم الشرعي؛ ومن مظان الحكم الشرعي السنة المؤسِّسة أو المستقلّة، فتأمل!
ثم إن الحظ الأوفر من مادة الفقه مورده السنة؛ لأنها المصدر التشريعي الثري الذي رسم للكون والإنسان والحياة منهجاً تفصيلياً، يلبّي مطالب المادة، وأشواق الروح على حد سواء؛ وكتب الفقه ناطقة بهذا؛ فلو جردناها مما جاء فيها من أحاديث ومرويات، وما تفرّع عليها من استنباطات واجتهادات لتعطّل الفقه بتعطيل رافده الثري (1).
وليس المطلوب من الفقيه التبحّر في علوم الإسناد، وتراجم الرجال على عادة أهل الصنعة الحديثية، وإنما يكفيه تحرّي الأخبار، وتمييز صحيحها من سقيمها، حتى إذا استشهد بحديث في تقرير أحكام الحلال والحرام كان على معرفة بدرجته الموجبة لقبوله أو ردّه، والمرجع في هذا الشأن كُتُبُ صيارفة الحديث، ونقاده المعتبرين.
ومن ثم فإن رواج الضعيف والموضوع في كتب الفقه راجع إلى إقلال أصحابها من بضاعة الحديث، وجهلهم بمراتب الأدلة، ولشيخ المصطلح (ابن الصلاح) كلمة يستضاء بها في هذا الصدد؛ حيث يقول: «إن علم الحديث من أفضل العلوم الفاضلة، وأنفع الفنون النافعة، يحبّه ذكور الرجال وفحولهم، ويُعنى به محققو الرجال وكَمَلتهم، ولا يكرهه من الناس إلا رذالتهم وسفلتهم، وهو من أكثر العلوم تولُّجاً في فنونها، لا سيما الفقه الذي هو إنسان عيونها، ولذلك كثر غلط العاطلين منه من مصنفي الفقهاء، وظهر الخلل في كلام المخلّين به من العلماء» (2).
كذلك لا يستغني المحدث عن الفقه وأصوله لتقويم أداة فهمه، وشحذ مَلَكَة استنباطه، وإلا ظلّ المتن مغلقاً على فوائده وأسراره، وانقلب علم الحديث إلى وسيلة لدراسة شكليات الدليل، وقوالب النص مقطوعاً عن غايته المثلى، وهي استثمار فقه هذا النص، أو ذلكم الدليل في تقرير الصحيح من أحكام الحلال والحرام. يقول الحاكم في (معرفة علوم الحديث): (النوع العشرون من هذا العلم: معرفة فقه الحديث؛ إذ هو ثمرة هذه العلوم، وبه قوام الشريعة) (3).
فحال المحدّث الذي يجهل الفقه كحال من يملك أصدافاً، ولا يقدر على استخراج مكنوناتها وجواهرها، وما فائدة امتلاك الأصداف إذا لم تستعمل جواهرها في زينة أو تجميل؟ وما فائدة تصحيح الأحاديث إذا لم نَحُلَّ أعمالنا بفقهها، ونغني درايتنا بفوائدها؟
ولنذكر هنا طرفاً من أقوال العلماء في ضرورة الجمع بين الحديث والفقه، والرواية والدراية، عسى أن يستضيء بها كل طالب غيور على دينه، متهمّمٍ بكمال علمه:
1 ـ قال الإمام مالك في وصيته لابنَيْ أخته أبي بكر وإسماعيل: (أراكما تحبّان هذا الشأن ـ يعني الحديث ـ قالا: نعم! قال: إن أحببتما أن تنتفعا وينفع الله بكما، فأقلاّ منه وتفقّها) (4).
¥(9/128)
2 ـ وجاء في (ترتيب المدارك) للقاضي عياض: (قال ابن وهب: لولا أن الله أنقذني بمالك والليث لضللت، فقيل له: كيف ذلك؟ قال: أكثرت من الحديث فحيّرني؛ فكنت أعرض ذلك على مالك والليث فيقولان لي: خذ هذا، ودع هذا!) (5).
3 ـ قال محمد بن الحسن الشيباني تلميذ أبي حنيفة: (لا يستقيم العلم بالحديث إلا بالرأي، ولا يستقيم العمل بالرأي إلا بالحديث) (6)، وقوله حكاه عنه السرخسي في أصوله.
4 ـ قال الإمام الخطابي في (معالم السنن): (رأيت أهل العلم في زماننا قد حصلوا حزبين، وانقسموا إلى فرقتين: أصحاب حديث وأثر، وأهل فقه ونظر؛ كل واحدة منهما لا تتميّز عن أختها في الحاجة، ولا تستغني عنها في درك ما تنحوه في البغية والإرادة؛ لأن الحديث بمنزلة الأساس الذي هو الأصل، والفقه بمنزلة البناء الذي هو له كالفرع، وكل بناء لم يوضع على قاعدة وأساس فهو منهار، وكل أساس خلا عن بناء وعمارة فهو قفر وخراب) (7).
ولا شك أن رواج الأحاديث الضعيفة والموضوعة في مدوّنات الفقه شاهد حيّ على فجوة الجفاء، والتنافر بين الفقه والحديث، ومحرّض قوي على إبداع صيغة الوصل المفقود بين الفنّين. ويحسن بنا هنا خروجاً من ضبابية التجريد والتنظير: أن نجلب أمثلة من الواهي والسقيم، مما عليه عمل فقهائنا في كتبهم، وهي قليل من كثير، وصُبابة من غدير:
ـ استدل الحنفية في (باب نواقض الوضوء) بقصة الأعمى التي رواها الطبراني في (المعجم الكبير) عن أبي موسى قال: «بينما النبي -صلى الله عليه وسلم - يصلّي بالناس إذ دخل رجل فتردّى في حفرة كانت في المسجد، وكان في بصره ضرر، فضحك كثير من القوم وهم في الصلاة، فأمر النبي -صلى الله عليه وسلم - من ضحك أن يعيدوا الوضوء والصلاة»، والحديث ضعيف، آفته محمد بن عبد الملك ابن مروان بن الحكم، اختُلف في أمره ما بين موثق له كالدارقطني وأبي حاتم، ومجرّح كأبي داود الذي قال: (لم يكن بمحكم العقل) (1). ورواه البيهقي عن أبي رفيع بن مهران الرياحي مرسلاً، ومراسيل أبي العالية لا يعتدّ بها، قال سيرين: لا تأخذوا بمراسيل الحسن وأبي العالية؛ فإنهما لا يباليان عمن أخذا) (2)، وقال الشافعي: (حديث أبي العالية الرياحي رياح) (3).
ـ استدل المالكية على مشروعية سلت الذَّكَر ونتره بحديث: «إذا بال أحدكم فلينتر ذكره ثلاث مرات»، رواه ابن ماجه برقم (326)، وهو ضعيف، آفته عيسى بن يزداد، قال البخاري: لا يصح حديثه، وقال أبو حاتم: لا يصح حديثه، وليس لأبيه صحبة (4).
ـ استدل الشافعية على تعيّن التراب للتيمّم بما رواه الشافعي في (الأم)، والبيهقي في (سننه) عن أبي الجهيم قال: «مررت على النبي -صلى الله عليه وسلم - وهو يبول، فسلّمت عليه فلم يردّ، حتى قام إلى جدار فحتّه .. »، وهو ضعيف من وجهين:
الأول: السند، وفيه علّتان: الأولى: إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى شيخ الشافعي، وأبو الحويرث شيخ إبراهيم، جرحا بجرح شديد تُطرح به روايتهما.
والثانية: الانقطاع؛ لأن الأعرج لم يسمع من ابن الصمة، كما بيّنه البيهقي في سننه عقب رواية الحديث.
الثاني: المتن، وفيه نكارة ظاهرة لم تَخْفَ على دهاقنة الحديث وصيارفته، ومنهم البيهقي؛ لأن الحديث ورد من طريق الثقاث الأثبات بغير هذا السياق المنكر والزيادة المردودة؛ مما يؤكد أن زيادة: (حتّ الجدار بالعصا) تفرّد بها إبراهيم بن محمد شيخ الشافعي، وهو ضعيف هالك لا يعتدّ بمثله في الشواهد والمتابعات؛ فكيف إذا خالفت روايته الثقات الضابطين؟ (5).
ـ استدلّ الحنابلة على جواز قراءة القرآن على الميت بحديث: (اقرؤوا يس على موتاكم»، رواه أبو داود، وابن ماجة، والحاكم، وأحمد، وغيرهم من طريق سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن أبيه عن معقل بن يسار ...
والحديث ضعيف، آفته مجهولان: أبو عثمان، وأبوه. قال الذهبي: (أبو عثمان: يقال اسمه سعد، عن أبيه عن معقل بن يسار، بحديث: «اقرؤوا يس على موتاكم» لا يعرف أبوه ولا هو، ولا روى عنه سوى سليمان التيمي) (6)، وقال ابن حجر: (وأعلّه ابن القطان بالاضطراب، وبالوقف، وبجهالة حال أبي عثمان وأبيه، ونقل أبو بكر ابن العربي عن الدارقطني أنه قال: هذا حديث ضعيف الإسناد، مجهول المتن، ولا يصحّ في الباب حديث) (7).
2 ـ آليات الوصل:
¥(9/129)
استبانت إذن ضرورة الوصل بين الحديث والفقه، وأن أحدهما لا يستغني عن الآخر في درك بغيته، وتحصيل ثمرته؛ فالأول ـ كما قال الخطابي ـ: بمنزلة الأساس الذي لا يقوم بدون بناء، والثاني: بمنزلة العمارة التي يخرب بدونها الأساس.
ولا شك أن الوصل بينهما لتجديد الخطاب الفقهي، والنهوض به يستقيم من خلال المسالك الآتية:
أ ـ التدليل عوض التجريد:
التجريد منهج في كتابة الفقه، يقوم على ذكر الفروع عارية عن أدلتها ومآخذها، وغالباً ما يُتوسل بهذا المنهج في صياغة المتون الفقهية المختصرة التي يُقتصر فيها على الإشارة إلى مشهور المذهب، والراجح فيه دون تدليل أو تعليل، ومنها (مختصر القدوري وبداية المبتدي) للمرغيناني عند الحنفية، والوجيز للغزالي، ومتن الغاية، والتقريب لأبي شجاع الأصفهاني عند الشافعية، والرسالة لابن أبي زيد، ومختصر خليل عند المالكية، ومختصر الخرقي والمقنع للموفق بن قدامة عند الحنابلة.
وإذا كان المنهج التجريدي مستساغاً عند أصحابه، معضّداً ـ في وقته ـ بمقتضيات مذهبية وتعليمية فإن من آثار الصحوة الإسلامية اليوم حثّ طلاب العلم على طلب الفقه بدليله، وقبول الحكم بتعليله؛ مما يستلزم ربط المتون المجرّدة بأدلتها التفصيلية، حتى يتميّز منها الصحيح المتعبَّد به، والسقيم المردود عند أهل النقد والخبرة.
ونجد شبيهاً لهذه الدعوة أو تأصيلاً لها في كلام ابن القيم عن ضرورة تعزيز الفتوى بالدليل، ونسوقه هنا ـ على طوله ـ لأهميته، يقول: (عاب بعض الناس ذكر الاستدلال في الفتوى، وهذا العيب أوْلى بالعيب، بل جمال الفتوى وروحها هو الدليل؛ فكيف يكون ذكر كلام الله ورسوله، وإجماع المسلمين، وأقوال الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ والقياس الصحيح عيباً؟ وهل ذكر قول الله ورسوله إلا طراز (*) الفتوى؟ وقول المفتي ليس بموجب للأخذ به؛ فإذا ذكر الدليل فقد حرم على المستفتي أن يخالفه، وبرئ هو من عهدة الفتوى بلا علم.
وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يُسأل عن المسألة فيضرب لها الأمثال، ويشبّهها بنظائرها، هذا وقوله وحده حجّة؛ فما الظنّ بمن ليس قوله بحجة ولا يجب الأخذ به؟ وأحسن أحواله وأعلاها أن يسوغ له قبول قوله، وهيهات أن يسوغ حجّة، وقد كان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم - إذا سئل أحدهم عن مسألة أفتى بالحجة نفسها، فيقول: قال الله كذا، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - كذا، أو فعل كذا، فيشفي السائل، ويبلغ القائل، وهذا كثير جدّاً في فتاويهم لمن تأملها، ثم جاء التابعون والأئمة بعدهم فكان أحدهم يذكر الحكم، ثم يستدلّ عليه، وعلمه يأبى أن يتكلم بلا حجة، والسائل يأبى قبول قوله بلا دليل.
ثم طال الأمد، وبَعُدَ العهد بالعلم، وتقاصرت الهمم إلى أن صار بعضهم يجيب بنعم أو لا فقط، ولا يذكر للجواب دليلاً ولا مأخذاً، ويعترف بقصوره وفضل من يفتي بالدليل، ثم نزلنا درجة أخرى إلى أن وصلت الفتوى إلى عيب من يفتي بالدليل وذمّه، ولعله أن يحدث للناس طبقة أخرى لا يُدرى ما حالهم في الفتاوى، والله المستعان) (1).
وهذا قول متين في الدفاع عن المنهج الاستدلالي في الفقه، ويمكن تفكيكه إلى أربعة عناصر أساسية:
أ ـ الاستدلال بالكتاب والسنة، والإجماع، والقياس الصحيح هو روح الفقه وجماله، وطراز الفتاوى وحليتها.
ب ـ من ثمرات الاستدلال: إضفاء الشرعية على كلام الفقيه أو المفتي، وإقامة الحجّة على طالب الفقه، أو المستفتي، وإبراء العهدة من الإفتاء، أو الدعوة بغير علم.
ج ـ بيان جذور المنهج الاستدلالي في السنة، وفقه الصحابة والتابعين والأئمة.
د ـ شيوع المنهج التجريدي في زمن انقراض العلم، وتقلّص ظله، وفتور الهمم وتقاعسها، وقد بلغ من تجذّر هذا المنهج، واستئثاره بالحظوة الفقهية حدّاً أصبح معه الاستدلال مسلكاً مذموماً ومنهجاً مستنكراً.
وفي كلام ابن القيم من الصدق والدقة في وصف الواقع وبيان الحال شيء كبير؛ إذ يبدو أن الاستدلال أصبح إصراً على الفقه، وأغلالاً في أعناق الفقهاء، فجرّدوا كتبهم من كل دليل أو مأخذ، واقتصروا على ذكر قول فلان ورأي علان، ممن لا يقام لهم وزن في مقابل كلام الله ورسوله، وبين أيدينا من كتب الفقه، والنوازل، والوثائق ما يشهد لهذا المنزع التجريدي المصادم لمناهج المحققين من العلماء.
¥(9/130)
ونجتزئ هنا للتمثيل بكتاب (المختار للفتوى) للفقيه الحنفي عبد الله بن محمود بن مودود بن محمود الموصلي (ت 683هـ)؛ فهو متن مجرّد عن الأدلة، ومع ذلك وضعه صاحبه ليكون مرجعاً في الفتوى، فيأخذ الناس منه ويدعون دون أن يعرفوا دليلاً لقول أو مأخذاً لحكم؛ إلا أن صاحب المتن قال، وأصحابه من الحنفية قالوا، لكن الخطب هان حين استدرك المصنف على متنه بشرح مستوفٍ بسط في الأدلة وأكثر التعليل، وسماه: (الاختيار لتعليل المختار) (2).
ولعل فقه المالكية أحوج من غيره إلى خدمة الفروع ببيان أدلتها ومسالك تعليلها؛ إذ لا يُعرف لمتقدمي المالكية تأليف في هذا الشأن، بخلاف قرنائهم من أصحاب المذاهب الأخرى. أما المعاصرون ـ من المالكيين وغير المالكيين ـ فلهم جهود محمودة سدّت بعض الثلم/ النقص في مجال التأليف الفقهي الاستدلالي، نذكر من بينها:
أ ـ كتاب (مسالك الدلالة في شرح متن الرسالة) للشيخ أحمد بن الصديق الغماري (3)، وهو شرح على رسالة ابن زيد القيرواني، عُني فيه ببيان أدلة الفروع من السنن والآثار، وهو مطبوع متداول.
ب ـ (إتحاف ذوي الهمم العليّة بشرح العشماوية) للشيخ عبد العزيز بن الصديق الغماري (1)، وهو شرح مقتضب لمقدمة عبد الباري العشماوي في الفقه المالكي، عني فيه بذكر أدلة الفروع دون إشارة إلى أقوال الفقهاء، أو تعرّض لخلافهم.
ج ـ (مواهب الجليل من أدلة خليل) للشيخ أحمد بن أحمد المختار الجكني الشنقيطي (2)، وهو شرح لـ (مختصر خليل) مشفوع ببيان أدلة المسائل من الكتاب والسنة والآثار، وقد أعوزه الاستدلال على كل الفروع بالمنقولات؛ فلجأ إلى النظر، وروايات المذهب المالكي نفسه.
د ـ الفقه المالكي وأدلته للشيخ الحبيب بن طاهر (3)، عني بفقه العبادات عند المالكية، مستدلاً على الفروع بالكتاب والسنة والإجماع والقياس، مع الاستضاءة بفهوم أئمة المالكية وتعليلاتهم. وفي مقدمة المؤلف ما يشعر برغبته في إنجاز قسمي المعاملات والأحوال الشخصية، يسر الله ذلك وأعانه عليه.
على هذا المَهْيَع (4) ينبعي السير في التأليف الفقهي بعيداً عن قصور التجريد، وعموم الإطلاق، وقد دعا إلى تأصيله ثلة من عملاء العصر، نذكر من بينهم: الشيخ محمد بن الصديق الغماري في (مسالك الدلالة)، والشيخ عبد الله بن الصديق الغماري في تقديم كتاب (إتحاف ذوي الهمم العلية بشرح العشماوية) لأخيه عبد العزيز، والدكتور بدوي عبد الصمد طاهر في كتابه القيم (منهج كتابة الفقه المالكي بين التجريد والتدليل) (5).
هذا، وقد نشطت في غير المذهب المالكي حركة الاستدلال الفقهي؛ إذ ألفت كتب في الفقه الحنفي والشافعي والحنبلي مبنية على الدليل ابتداءً كـ (الأم) للشافعي، و (تحفة الفقهاء) لعلاء الدين السمرقندي الحنفي (ت 539 هـ)، و (الكافي في فقه الإمام أحمد بن حنبل) لابن قدامة، وصنفت كتب أخرى مجرّدة عن أدلتها، فاستدرك عليها مؤلفوها وغير مؤلفيها بشروح تُعنى ببسط أدلة المسائل من الكتاب والسنة والآثار، ومنها: (العزيز في شرح الوجيز) لأبي القاسم الرافعي الشافعي، و (البناية في شرح الهداية) للعيني في فقه الحنفية، و (الشرح الكبير على متن المقنع) لابن قدامة الحنبلي. ومع هذا فما زالت متون المذاهب بحاجة إلى خدمة في المجال الاستدلالي تقوّي منزعها، وتجلّي منحاها، وتميّز سمينها من غثّها، حتى يُعبَد الله بالدليل، ويظهر لكل مذهب فضله في العمل بالسنن، والأخذ بالآثار.
2 ـ التخريج الحديثي:
لا شك أن التخريج الحديثي من مرتكزات المنهج الاستدلالي في الفقه؛ ذلك أن الوصل بين الفروع وأدلتها ليس مقصوداً لذاته، وأن غايته بيان مراتب هذه الأدلة، حتى يتميز صحيحها من سقيمها، ويُعتمد الراجح من أقوال المذهب، ويُطرح الضعيف أو الشاذ.
وقد عُني الحفاظ بتخريج كتب مذاهبهم قصد تجديد الفقه من داخله، وسلخه عن تراكمات فروعية ليس لها في الشرع ورود ولا صدر؛ لانبنائها على الضعيف والموضوع، أو عملها بمجرّد الرأي، ومحض النظر. ومن الكتب المعروفة في هذا المضمار:
أ ـ نصب الراية لأحاديث الهداية (6) للحافظ الزيلعي (ت 762 هـ)، وهو تخريج لكتاب (الهداية) في الفقه الحنفي للمرغيناني.
ب ـ (التلخيص الحبير في تخريج أحاديث شرح الوجيز الكبير) (7) للحافظ ابن حجر (852 هـ)، وهو تخريج لشرح الرافعي على الوجيز في فقه الشافعية للغزالي.
¥(9/131)
ج ـ التحقيق في أحاديث التعليق (8) لابن الجوزي (ت 597 هـ)، وهو تخريج لأحاديث كتاب أبي يعلى الفراء (ت 458 هـ) في الخلاف العالي. ولا أعرف كتاباً مطبوعاً متداولاً في تخريج أحاديث المذهب الحنبلي ـ على وجه الخصوص ـ إلا (إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل) (9) للشيخ ناصر الدين الألباني، وهو تخريج لكتاب (منار السبيل في شرح الدليل) لإبراهيم بن ضويان الحنبلي (ت 1353هـ).
د ـ لا أعرف لمتقدمي المالكية، أو متأخريهم كتاباً مخطوطاً، أو مطبوعاً في تخريج أحاديث فقه المذهب، ولعل المعاصرين استشعروا هذا النقص في فقه المالكية، فتداركوه بتخريج بعض الكتب، وفي طليعتها: (المدونة لسحنون) خرّج أحاديثها الدكتور الطاهر محمد الدرديري (10).
وما زالت الحاجة ماسّة كذلك إلى تعقّب أدلة المذاهب بالنقد والتمحيص والتخريج، وفي ذلك خدمة جليلة للسنة أولاً، بالتمييز بين صحيحها وسقيمها، وللمذاهب الفقهية ثانياً، ببيان متعلّق فروعها، ومأخذ أقوالها.
بيد أن التصدّر لتخريج أحاديث فقه المذاهب يحتاج إلى ضابطين: علمي، وخلقي. أما الأول: فمرجعه إلى الكفاية العلمية التي تتحقق بحفظ المخرِّج، وعلمه بالاصطلاح وعلل الحديث، وأحوال الرواة، مع جَلَد على البحث، وصبر على الاستقراء. وأما الثاني: فيرجع إلى ديانة المخرِّج وتقواه؛ ذلك أن من المحدثين طائفة زُيّن لها الضلال على الهدى؛ فتلاعبت بالتصحيح والتضعيف نصرة للمذهب أو البدعة، وهؤلاء لا تُعتمد تخريجاتهم إلا فيما تبيّن فيه إنصافهم، وتجرّدهم عن الهوى، ونعوذ بالله من قلب لا يخشع، ونفس لا تشبع، وعلم لا ينتفع به.
3 ـ بين نقد المتن ونقد السند: قسّم الشيخ طاهر الجزائري (أهل الحديث) إلى ثلاث طوائف:
أ ـ طائفة تقصر نظرها على الإسناد؛ فإذا كان خِلْواً مما يقدح في اتصاله وثقة رواته: حُكم بصحته دون النظر إلى متنه، مع أن القاعدة عند أهل الصنعة: صحة الإسناد لا يلزم منها صحة المتن.
ب ـ طائفة قصرت نظرها على المتن؛ فإن وافق ذوقها ومنحاها العقلي حكمت بصحته، وإن كان في الإسناد علة قادحة توجب الرد، مع أن كثيراً من الأحاديث الضعيفة والموضوعة صحيحة من جهة معناها ومبناها، ومع ذلك لا يصحّ رفعها إلى النبي -صلى الله عليه وسلم -؛ لأنها ليست من كلامه، وإنما من كلام حكيم، أو واعظ مرغِّب مرهِّب، أو فقيه مدفوع إلى نصرة مذهبه.
ج ـ طائفة وَفَّقت في نقدها الحديثي بين المتن والسند، فوفّت كل جانب حقّه من البحث والنظر، فلا تتعجّل بتوهيم الراوي لشبهة عرضت في المتن، ولا تنزّهه في الوقت ذاته عن الخطأ والنسيان والغفلة، كما أنها وُفّقت في الحكم على الحديث بالوضع وإن كان إسناده قائماً، وذلك في مواضع مخصوصة (1).
والمطلوب اليوم أن يُوفّى المتن حقّه من قِبَل أهل الصنعة، فيردّ منه كل شاذ ومنكر ومعلول، بل يحكم عليه بالوضع إذا ظهرت أماراته، وإن كان إسناده صحيحاً، وهذا عين الاعتدال والإنصاف الذي أخذت به الطائفة الثالثة؛ بيد أن الراكب لهذا المسلك الوعر يحتاج إلى زاد من المعرفة بالسنن والآثار، ومعايشة غير قصيرة للهدي النبوي في قوله وفعله، وتقريره وتركه. يقول ابن القيم: (إنما يعرف ذلك من تضلّع في معرفة السنن الصحيحة، وخُلطت بلحمه ودمه، وصار له فيها مَلَكة واختصاص شديد بمعرفة السنن والآثار، ومعرفة سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم - وهديه فيما يأمر به وينهى عنه، ويخبر عنه، ويدعو إليه، ويحبه أو يكرهه، ويشرعه للأمة؛ بحيث كأنه مخالط له ـ عليه الصلاة والسلام ـ بين أصحابه الكرام؛ فمثل هذا يعرف من أحواله وهديه، وكلامه وأقواله وأفعاله، وما يجوز أن يخبر به وما لا يجوز بما لا يعرفه غيره، وهذا شأن كل متبوع من تابعه؛ فإن الحريص على أقواله وأفعاله من العلم بها، والتمييز بين ما يصح أو ينسب إليه، وما لا يصح، ليس كمن لا يكون كذلك) (2).
ومن ثم فإن الإغراق في جزئيات الإسناد، وتفاصيل الرواية، ودقائق أحوال الرجال يلزم منه إغفال التوسّع في بحث المتن، وهذا من شأنه أن يوسّع الهوّة بين الحديث والفقه؛ لأن مبنى الفقه على المتن، والمتن إذا لم يُمحّص بغربال النقد استخلصت منه أحكام قد تضيّق واسعاً، أو توسّع ضيقاً، أو تستدرك على الشرع ما ليس منه.
3 ـ ثمار التواصل:
¥(9/132)
إن للوصل بين الحديث والفقه ثماراً تجتنى، وعوائد تعمُّ، نعدّ منها، ولا نعدّدها:
أ ـ فقه مُصفّى: إن الوصل بين الحديث والفقه يقتضي تنقية كتب الفقه مما شابها، من أخبار واهية، وآثار سقيمة، ومن ثم انهيار ما بني عليها من أحكام وتفريعات تنحو منحى المخالفة، أو البدعة، أو تضييق دائرة العفو من غير حجة وبرهان منير.
ب ـ فقه استدلالي: من عوائد هذا الوصل بيان مآخذ الأحكام، وأدلة الفروع، وتصنيفها إلى مقبول يُعمل به، ومردود يُطرح، ولا يُلتفت إليه؛ مما يُمكِّن للفقه الصحيح معنى وشكلاً، وظاهراً ومقصداً، ويظهر تفاوت الفقهاء في الفضل بمعيار الأخذ بالسنن، أو تركها.
ج ـ فقه موحِّد: يلزم من هذا الوصل ظهور الدليل الصحيح، وانبناء الفقه عليه، والتفاف الناس حوله بالعمل به، والاعتماد عليه، ومن هنا يصبح فقه الدليل مثابة أهل العلم، وملاذ الناس، ولا بأس أن ينقدح الخلاف حول فروع تتوارد عليها الأنظار، وتتزاحم الاجتهادات؛ فإن ذلك من حيويّة الفقه، ورحمته في آن واحد.
--------------------------------------------------------------------------------
(*) أستاذ الفقه المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي، مدير تحرير مجلة (النور) المغربية.
(1) يعدّ الدكتور يوسف القرضاوي من الدعاة الرواد الذين رفعوا صوتهم بضرورة الوصل بين الفقه والحديث، وكتبه في فقه التيسير والتجديد ناطقة بذلك، نذكر منها كتاب: (الفقه الإسلامي بين الأصالة والتجديد)، مكتبة وهبة، القاهرة، ط 2، 1419هـ/ 1999م، ص 35.
وينظر أيضاً مقال أخينا الدكتور توفيق الغلبزوري: (سد الفجوة بين المشتغلين بالفقه والمشتغلين بالسنة)، المنشور بمجلة (دعوة الحق) المغربية، س 36، ع 312، 1416هـ/ 1995م، ص 51 ـ 58.
(1) يوسف القرضاوي، المدخل لدراسة السنة النبوية، (دون ذكر مكان الطبع وتاريخه)، ص 45.
(2) (مقدمة ابن الصلاح) وبحاشيتها التقييد والإيضاح للعراقي، المكتبة السلفية، المدينة المنورة، ط 1، 1389هـ/ 1969م، ص 11 ـ 12.
(3) معرفة علوم الحديث، تحقيق: لجنة إحياء التراث، دار الآفاق الجديدة، بيروت، 1980م، ص 63.
(4) الرامهرمزي: المحدث الفاصل بين الراوي والواعي، تحقيق: محمد عجاج الحطيب، دار الفكر، بيروت، ط 1، 1391 هـ، 1971، ص 559.
(5) القاضي عياض، ترتيب المدارك، تحقيق: أحمد بكير محمود، دار مكتبة الحياة، بيروت، 1967م، 2/ 427.
(6) أصول السرخسي، تحقيق: أبي الوفاء الأفغاني، عنيت بنشره: لجنة إحياء المعارف النعمانية بحيدر آباد، الدكن بالهند، دار المعرفة، بيروت، (د. ت) 2/ 113.
(7) الخطابي، معالم السنن، المكتبة العلمية، بيروت، ط 1، 1401هـ/ 1981م، 1/ 3.
(1) الذهبي، ميزان الاعتدال، تحقيق: محمد علي البجاوي، دار المعرفة، بيروت، ط 1، 1382هـ/ 1963م، 3/ 632.
(2) ابن قدامة، المغني، دار الفكر، بيروت، ط 1، 1404هـ/ 1984م، 1/ 201.
(3) المصدر السابق.
(4) انظر تخريجه: المفصّل في (السلسلة الضعيفة) للألباني، برقم: (1621).
(5) عبد الحي بن الصديق، (التيمم في الكتاب والسنة)، المطبعة المهدية، تطوان، 1390هـ، ص 80 ـ 91. ويحسن الرجوع إلى رسالة الشيخ عبد العزيز بن الصديق: (جني الثمار بأدلة نكارة رواية حت الجدار)، لتبيّن علل هذه الرواية، وكلام أهل النقد فيها بما يشفي الغليل.
(6) الذهبي، ميزان الاعتدال، 4/ 550.
(7) ابن حجر، التلخيص الحبير، تحقيق: عبد الله هاشم يماني، 1384هـ، 2/ 104.
(*) الطِّراز: الجيد من كل شيء.
(1) ابن القيم، أعلام الموقعين، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، 4/ 322 ـ 323.
(2) عبد الله بن محمود بن مورود الموصلي الحنفي، (الاختيار لتعليل المختار)، تعليق: محمود أبي دقيقة، مطبعة مصطفى البابي الحلبي، ط 2، 1370.
(3) مراجعة: عبد الله الصديق الغماري، ط 1، دار العهد الجديد، القاهرة، (د. ت).
(1) دار البشائر الإسلامية، بيروت، ط 1، 1408هـ/ 1988م.
(2) إدارة إحياء التراث الإسلامي بدولة قطر، ط 1، 1403هـ.
(3) دار ابن حزم، بيروت، ط 1، 1418هـ/ 1998م.
(4) المَهْيَع: الطريق الواضح الواسع.
(5) دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث، دبي، سلسلة الدراسات الأصولية: 7، ط 1، 2002م.
(6) ط دار المأمون، مصر ط 1، 1357هـ/ 1938م.
(7) طبع بتحقيق: شعبان محمد إسماعيل، الكليات الأزهرية، القاهرة، 1399هـ/ 1979م.
(8) طبع محققاً في مجلدين.
(9) طبع بإشراف زهير الشاويش، المكتب الإسلامي، بيروت، ط 1، 1399هـ/ 1979م.
(10) أطروحة دكتوراه في الحديث من قسم الكتاب والسنة بجامعة أم القرى، سنة 1403هـ. أفاده د. بدوي عبد الصمد الطاهر في كتابه: (منهج الفقه المالكي بين التجريد والتدليل)، ص 229.
(1) طاهر الجزائري، توجيه النظر إلى أصول علم الأثر، ص 74 ـ 82؛ وفاروق حمادة، المنهج الإسلامي في الجرح والتعديل.
(2) ابن القيم، (المنار المنيف في الصحيح والضعيف) تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، مكتب المطبوعات الإسلامية. ومحمد جمال الدين القاسمي، قواعد التحديث، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1.
تنبيه: أرجو من الإخوة إثراء الموضوع بمزيد عناية
¥(9/133)
ـ[أبو رواحة]ــــــــ[24 - 08 - 05, 11:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
مسألة الوصل هذه ضرورية وقد تم حلها تلقائيا عند الظاهريه فهم لا فقه عندهم يخرج عن ظاهر النصوص ...
لهذا لا تكاد تجد فيهم فقيها الا صاحب حديث و العكس أما المذاهب الأخرى ففيها الفقيه و فيها المحدث ...
واليوم نعاني من جفوة شديدة عند أهل الحديث في المسائل الفقهية بل إن بعضهم لا يكاد يراها! ...
حتى الاجتهاد في قول رأي ما دون أن يكون فتوى لا تكاد تجده في هذا المنتدى ....
هذا الموضوع قيم. ولم أقل كل ما في نفسي ...
بارك الله فيك
ـ[أبو رواحة]ــــــــ[24 - 08 - 05, 11:55 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
وددت لو أني أعدت الكلام في مسألة الوصل ولهذا عدت ...
الفقه هو الذي يحدد مدى إيمان المكلف أو العالم بما يقول فالذي لا يعلم فقه الحكم لا يؤمن به أو على الأقل بأهميته ...
لو قلت لشخص ما يستفتيك في مسألة صيد , لو قلت له: لو أن كلبك المعلم صاد لك صيدا و أنت لم ترسله عليه فصيده حرام - على قول الأكثرين عند الحنابلة على حد علمي - فإن هذا المستفتي سوف يرى أن هذا القول قول ساذج! لأنه يحسب العلة متعلقة بكون الكلب معلم أو غير معلم! ولكن لو علم أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال:" إذا أرسلت كلبك المعلم " وأن ذلك كان في مقام تعليم " ماذا يحل لي منه وماذا يحرم؟ " لعلم أن حمل الارسال على أنه شرط قول قوي , وهكذا.
ففقه المسألة يعطي الإيمان بها ولهذا تجد كثير من المتراجعين عن أقوالهم لأنهم لم يقولوها على دليل وفقه فلربما قالوها على دليل أو " فقه كلامي " لا يستند لأصل شرعي! فعند أي مواجهه يتردد ثم يعود عما قال!.
قال الإمام الشافعي ببيع العينة و لم يرجع عنه لأنه فقه دليلا وآمن بما فقه منه و ثبت عليه!.
قال الإمام داوود الظاهري بأن " أدخلتهما طاهرتين " في حديث المغيرة: أي نظيفتين! وليس يقصد بها " على طهاره " لأنه بعّض صفة الطهارة فوصف بها القدمين فقط والطهارة الشرعية لا تبعّض فلا تقول يدي اليمنى على طهاره! فإما كلك على طهارة وإما كلك لست على طهارة ولكن طهارة الحس تبعّض فتقول قدمي هذه طاهره وهذه ليست طاهره , وهذا ما ورد في الحديث.
آمن داوود بذلك فقال به و ثبت عليه , ثم جاء من بعده أناس يشنعون كما شنع من قبلهم فهم حتى في تشنيعهم يقلدون! ولا يفقهون لماذا شنع المشنع ولماذا قال القائلون بما قالوا.
فصار لدينا ثلاثة مفاوز:
1} مفازة الجهل بالحديث
2} مفازة الجهل بفقه الأحاديث
3} مفازة التقليد , فحتى لو بلغ المقلد ذروة العلم بالحديث فهو لا يستفيد كثيرا من ذلك في التحيقيق و إاعدة صياغة الأحكام وكذلك الفقيه المقلد يسخر عقله وفقهه لنصرة مذهبه , كما فعل السبكي رحمه الله.
فنحن بحاجة للوصل و الفصل أيضاً , وصل الطرفين وفصل الحق عن " التراث " فليس كل ميراث العلماء حق.
والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 08 - 05, 11:57 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=195798#post195798
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[24 - 08 - 05, 12:06 م]ـ
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته بارك الله فيك اخي ابو رواحة على مداخلتك الطيبة ونأمل المزيد
وجزيت خيراً أيضاً يا شيخ عبدالرحمن لكن طرحي للموضوع أريد به شيئاً آخر وهو ما يريد أن يعبر عنه الكاتب د. قطب الريسوني فآمل المشاركة وإثراء الموضوع حول هذه النقطة وأنا أنتظر مشاركات الإخوة الباقين
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 08 - 05, 01:07 م]ـ
بارك الله فيكم، وفي مقال الأخ د. قطب الريسوني بعض المواضع لم يحررها كما ينبغي
ومسألة ما يحصل من بعض المحدثين والفقهاء من قصور بسبب عدم اعتنائهم بالفقه والحديث معا قد تكلم العلماء عليها قديما وحديثا، وخلاصة الأمر أن الله سبحانه وتعالى جعل للناس اهتمامات متعددة يكمل بها بعضهم البعض الآخر.
والنبي صلى الله عليه وسلم بين لنا أن هناك حفاظ للحديث وامتدحهم وأن هناك من يجمع بين الفقه والحديث وامتدحهم
فمن ذم من يحفظ الحديث فقط بدون أن يفقهه فقد خالف الحديث الصحيح الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم
فقد جاء في الصحيحين عن أبي موسى رضي الله عنه،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
¥(9/134)
: (مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا وأصابت منها طائفة أخرى إنما قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ
فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدي الله الذي أرسلت به)
وحديث (نضر الله امرأ سمع مني مقالتي فوعاها فبلغها لمن لم يسمعها، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه)
فالنبي صلى الله عليه وسلم أثنى على حفظ الحديث وتبليغه للناس، وهذا أمر مهم ومطلوب، ولايجوز التهوين من شأنه.
فنحتاج في كل عصر إلى من يحفظ سنة النبي صلى الله عليه وسلم ويبلغها للناس.
فالذي يعاب هو ما يحصل من بعض المتفقهة من تصديهم لنشر الفقه والفتوى بدون علمهم بصحة الروايات التي يذكرونها ويستشهدون عليها
ويعاب كذلك من كان يحفظ الحديث وقد يجهل بعض الأمور المهمة مما يقوم به دينه.
أما من يحفظ الحديث حتى لو يكن عنده توسع في علم الفقه فهو محمود على ذلك.
وقوله في المقال السابق (ومن ثم فإن الإغراق في جزئيات الإسناد، وتفاصيل الرواية، ودقائق أحوال الرجال يلزم منه إغفال التوسّع في بحث المتن، وهذا من شأنه أن يوسّع الهوّة بين الحديث والفقه؛ لأن مبنى الفقه على المتن، والمتن إذا لم يُمحّص بغربال النقد استخلصت منه أحكام قد تضيّق واسعاً، أو توسّع ضيقاً، أو تستدرك على الشرع ما ليس منه).
فقوله هذا غير صحيح، بل لايلزم من الاهتمام بأحوال الرواة وتفاصيل الرواية إغفال التوسع في بحث المتن، ويمكن الجمع بينها كما حصل لأئمة كثر.
وقوله ((1) يعدّ الدكتور يوسف القرضاوي من الدعاة الرواد الذين رفعوا صوتهم بضرورة الوصل بين الفقه والحديث، وكتبه في فقه التيسير والتجديد ناطقة بذلك، نذكر منها كتاب: (الفقه الإسلامي بين الأصالة والتجديد)، مكتبة وهبة، القاهرة، ط 2، 1419هـ/ 1999م، ص 35.)
فالدكتور القرضاوي ليست له ريادة في مجال الجمع بين الفقه والحديث، بل له أمثلة متعددة في رده لأحاديث نبوية بعقله بطريقة مخالفة لما عليه علماء الإسلام
ولايعرف عن الدكتور القرضاوي اهتمامات علمية بعلوم السنة النبوية ودراستها على طريقة المحدثين، فكلامه في هذه المسالة يكون قاصرا وغير علمي.
ـ[الزقاق]ــــــــ[24 - 08 - 05, 04:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على محمد وعلى آله وصحبه.
و بعد فإن اختيار الأخ أبي مهند النجدي كان موفقا أقصى التوفيق إذ الموضوع حي مثمر ثم إن للكلام فيه مجال فالله أسأل أن يوفقنا في ما نأتي و ما نذر لما يحبُّ و يرضى ويصرف عنا شر الجدل العقيم. آمين.
ثم إني لمَّا قرأت هذا الموضوع ثارت لدي تساؤلات و عنت لي اعتراضات كثيرة بعضها مردها لا شك لبقية العصبية و اطمئنان النفس إلى ما عهدت ونفورها عن ما يمس بتلك الثوابت وقانا الله شرها. ولكن من تلك الاعترضات والتساؤلات ما مرده إلى اختلاف في الرأي ولذا أحببت أن أعرضها هنا لعل الأخوة يساعدونا في الوصول إلى الصواب بما يقفون عليه من النقول و غيرها.
أولا
من ما يعضد ما ذكر الكاتب عن أهمية الموضوع أننا نلاحظ أنه غدا مربعا للمغرضين من المستشرقين وأذنابهم و خاصة الفرنسيين و بعض أهل المغرب العربي. فقد كنت قبل سنة اطلعت على كتاب ألفه الفيلسوف المغربي الذائع الصيت عبد الله العروي عنوانه "الإسلام والتاريخ" تحدثي فيه بإسهاب عن المنهجين المذكورين و أبدا كل براعته ليقنع القارئ أن هنالك فرقة و قطيعة تكاد تكون عدائية بين أهل المدرستين و أن سبب ما نراه من سوء حال أهل الإسلام تغلب أهل الحديث "المثاليين" و تراجع أهل الفقه "الواقعيين". و لما كان المسلم مطالبا بالعدل في القول والعمل فإنه لا يسعني إلا أن اعترف أن الرجل قد أوتي جدلا و ذكاء خارقا مع سعة في الاطلاع و لكنه كدأب أهل تلك المدرسة لم يسلم من الحجج الكلامية الفارغة التي يقصد بها التلبيس على القارئ. أريد أن أقول إنه يجب على أهل العلم الربانيين أن يكتبوا في هذا الموضوع وأن لا يتركوه لأصحاب الأهواء. و الله أعلم.
ثانيا
¥(9/135)
قال الكاتب إن الجهل بالسنة جهل بالفقه. و لي عليه تعليق بسيط يرجع إلى اشتراك كلمة الفقه و دلالتها على معنيين مختلفين. فإنَّ الفقيه الحقَّ هو من يستطيع الاستنباط أو على الأقل الترجيح وهما وظيفتان لا بد لمزاولتهما من معرفة السنة معرفة تتراوح ما بين المشاركة إلى الاتقان ولا يقنع لمن أراد ذلك بالإلمام. فالفقيه بهذا المعنى هو الذي يتوجه عليه كلام الكاتب. وأما الفقيه في المصطلح العام وهو من يعرف الأحكام الشرعية لمعرفته لمتن يجمع أقوال مذهب فإنه لا شكَّ مقصر بل قد ذهب بعض أهل العلم أنه يحرم عليه أن يفتي ولكن الراجح أنه يجوز له أن يفتي بما في تلك المتون فهو "لا يحتاج" إلى معرفة السنة. و لقد كان هذا حال كثير من الفقهاء المتأخرين الذين قنعوا بالتقليد و اقتصروا عليه و لا ينكر منصف أن ذلك الأمر أثر تأثيرا سلبيا على مستوى مؤلفاتهم قياسا على سلفهم.
ثالثا
مسألة التجريد لا أوافق الكاتب في إفراطه في تحميلها مشكلة الفقه. و كذلك عندي أن التجريد كان حتمية لأن الفقه كثرت مسائله حتى أصبح من المتعذر أن يجمع الطالب معرفة بأدلتها و توجيه تلك الأدلة فإن ذلك أيضا يحتاج إلى استظهار فنون اخرى. مثلا قول الشافعي أن مسح بعض الرأس يكفي لا يمكن للطالب بله المستفتي العامي أن يفهم أن الباء في الآية للتبيعيض وأنه من ما ورد في لغة العرب إلا بأن يدرس باب الحروف من أصول الفقه و ما ينضاف إلى ذلك من دقائق العلوم و إنما هذا مثال من بين آلوف الأمثلة و من أراد أن يفهم ما أقول ~ و قد فهمتم لا شك~ فما عليه إلا أن يفتح كتاب فتوى و يطبق منهج الاستدلال. هذا في حق المبتدئ وهو كما هو معروف المقصود بالمجردات لا من قد نال قسطا من العلم فإنه عادة يبدئ بدراسة الكتب المطولة التي تناقش أدلة الخصم فضلا عن أدلة المذهب. فخليل كان إلى عهد قريب في بلادي و في غيرها إنما يعتبر من حفظه قد أتى على ما يخوله الجلوس في حلقات الفقه التي يدرس فيها أكثر ما يدرس فتاوى المتأخرين التي هي عكس ما يظن الكثير غير مقيدة بالتقليد فإنهم أدخلوا أمور لاستحداث الترجيح منها لدى المالكية جريان العمل و هو لدى الأحناف كذلك. إن مسلك الاستدلال يتطلب مجتمعا واعيا قد تمكن من ثقافة دينية تجعلهم قادرين على فهم مغزى الأدلة كما كان في القرون المُزكَّاة.
و لعل أهل الصحوة سددها الله قد بالغوا في تقييم طاقاتهم و هو أمر خطير فليس الناس على ذلك القدر من العلم الذي يتوهمونه فالأولى أن يسلك بهم مسلكا وسطا بين التجريد والاستدلال.
أما أن المالكية لم يعتنوا بأدلة مذهبهم فهو صحيح من حهة أنهم لم يفرغوا لذلك مصنفا و أما أنهم ذكروها في المؤلفات متفرقة يعرفها العلماء. بل من علمائهم من مزجها بالفروع كالقرافي في كتابه " الذخيرة" و المقري في كتابه " القواعد " وجه كثيرا من فروع المذهب. هذا نزر من قليل و لم أذكر كتب الأوائل ككتب ابن عبد البر و لا ابن العربي و لا الباجي و لا ابن رشد الجد و من أراد أن يرى ان التوجيه كان معروفا في المذهب فعليه ببداية المجتهد لابن رشد الحفيد فإنه وجه فيه مسائل كثيرة من الاختلاف. والله أعلم.
رابعا
ذكر المؤلف و أعاده للتأكيد أن المعيار هو الأخذ بالسنن أو تركها و هو رأي يحتاج لبعض التوضيح. فإنه من المسلم أن السنة إذا ثبتت إسنادا ومتنا فلا يردُّها إلاَّ من لا خلاق له كما قال الشافعي أرأيت في وسطي زنَّاراً. و لكن يجب أن لا نغفل هناك أصول لكل مذهب هي ما توصل إليه ذلك المجتهد. فأن نطالب الأحناف مثلا بأن يتراجعوا عن تقديم التعميم على التخصيص صعب. أن يتراجعوا من دون قناعة. فالمُجْتَهد لا يقلد. فإن أدَّاهُ اجتهاده إلى شيء فهو حكم الله تعالى في حقه. فلا بد من اعتبار أصول الفقه و قواعده.
هنالك قاعدة هي أن القول الضعيف (غير الواهي ولا المتروك) إذا جرى به العمل فإنه يترجح على القول الأقوى. فهذه القواعد التي ليست مجرد آراء بل هي مبنية على أدلة شرعية فلا يتوقع أن تلقى هباء.
إن كثيرا من الأمور تجعل آمال الكاتب وفقه الله شبه مستحيلة و خصوصا الفقه الموحد بل لا أرجو ذلك.
هذا بعض ما أردت الأشارة إليه و السلام
.................................
سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا انت استغفرك واتوب إليك
¥(9/136)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 08 - 05, 05:13 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيرا
وحول الكتب التي اعتنت بأدلة الفقه المالكي ينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=92641#post92641
وأيضا مما يضاف لما سبق فإن استدلال الفقهاء بعدد من الأحاديث الضعيفة ليست على درجة واحدة، فقد يكون استدلال بعضهم به على أنه صحيح أو مقبول عنده، وقد يستدل به البعض على أنه أصح ما ورد في الباب وهو خير من الرأي، وقد يستدل به البعض ويقصد به أن العمل عليه وأن معناه صحيحا، وقد يستدل به على أنه مرسل صحيح وهو يرى الاستدلال بالمرسل بشروط معينة، وهذا في الغالب عند العلماء المتقدمين.
فائدة
قال أبو شامة في مختصر الرد المؤمل في الرد إلى الأمر الأول
فصل في الرجوع إلى كتب السنة وتمييز الطيب من الخبيث من الأحاديث
100 ثم إن المصنفين من أصحابنا المتصفين من الاتكال
على نصوص إمامهم معتمدون عليها اعتماد الأئمة قبلهم على الأصلين الكتاب والسنة قد وقع في مصنفاتهم خلل كثير من وجهين عظيمين
101 الأول إنهم يختلفون كثيرا فيما يلقونه من نصوص الشافعي وفيما يصححونه منها وصارت لهم طرق مختلفة خراسانية وعراقية فترى هؤلاء ينقلون عن إمامهم خلاف ما ينقله هؤلاء والمرجع في هذا كله إلى إمام واحد وكتبه مدونة مروية قوما أفلا كانوا يرجعون إليها وينقون تصانيفهم من كثرة اختلافهم عليها وأجود تصانيف أصحابنا من الكتب فيما يتعلق بنصوص الشافعي كتاب التقريب أثنى عليه أخبر المتأخرين بنصوص الشافعي وهو الإمام الحافظ ابو بكر البيهقي
102 الوجه الثاني ما يفعلونه في الأحاديث النبوية والآثار المروية من كثرة استدلالهم بالأحاديث الضعيفة على ما يذهبون إليه نصرة لقولهم وينقصون من ألفاظ الحديث وتارة يزيدون فيه وما أكثره في كتب أبي المعالي و صاحبه أبي حامد نحو اذا اختلف المتبايعان وترادا
103 ومن العجيب ما ذكره صاحب أعطى في أول باب إزالة النجاسة قال وأما الغائط فهو نجس لقوله صلى الله عليه وسلم لعمار إنما تغسل ثوبك من الغائط والبول والمني والدم والقيء ثم ذكر طهارة مني الآدمي ولم يتعرض للجواب عن هذا الحديث الذي هو حجة خصمه ولم يكن له حاجة إلى ذكره أصلا فإن الغائط لا ضرورة إلى الاستدلال على نجاسته بهذا الحديث الضعيف المنتهض حجة عليه في أمر آخر
104 ومن قبيح ما يأتي به بعضهم أن يحتج بخبر ضعيف وهو دليل خصمه عليه فيوردونه معرضين عما كانوا ضعفوه وفي كتاب الحاوي والشامل وغيرهما شيء كثير من هذا
وهم مقلدون لامامهم الشافعي فهلا اتبعوا طريقته في ترك الاحتجاج بالضعيف وعقبه على من احتج به وتبيين ضعفه
105 ثم إن مذهبه ترك الاحتجاج بالمراسيل إلا بشروط ولو ذكر سند الحديث وعرفت عدالة رجاله إلى التابعي وسقط من السند ذكر الصحابي كان مرسلا ويوردون هؤلاء المصنفون هذه الأحاديث محتجين بها بلا إسناد أصلا فيقولون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويظنون أن ذلك حجة
وإمامهم يرى أنه لو سقط من السند الصحابي وحده لم يكن حجة وكذا لو الصحابي من السند
106 فليتهم إذا عجزوا عن أسانيد الأحاديث ومعرفة رجالها عزوها إلى الكتب التي أخذوها منها ولكنهم لم يأخذوا تلك الأحاديث إلا من كتب من سبقهم من مشايخهم ممن هو على مثل حالهم فبعضهم يأخذه من بعض فيقع التغيير والزيادة والنقصان فيما صح أصله ويختلط الصحيح بالسقيم وهذا مستقيم فصل في بيان أن الأحكام تثبت بالأدلة من دواوين السنة المعتبرة
107 بل الواجب في الاستدلال على الأحكام وبيان الحلال والحرام أن من يستدل بحديث يذكر مستنده ويتكلم عليه بما يجوز الاستدلال به أو يعزوه إلى كتاب مشهور من كتب أهل الحديث المعتبرة فيرجع من يطلب صحة الحديث وسقمه إلى ذلك الكتاب وينظر في سنده وما قال ذلك المصنف أو غيره فيه
108 وقد يسر الله تعالى وله الحمد الوقوف على ما يثبت من الأحاديث وتجنب ما ضعف منها بما كم علماء الحديث في كتبهم من الجوامع و المسانيد
109 فالجوامع هي المرتبة على الأبواب من الفقه والرقاق والمناقب وغير ذلك
110 فمنها ما اشترط فيه الصحة إذ لا يذكر فيه إلا حديث صحيح على ما اشترطه مصنفه ككتابي البخاري ومسلم وما الحق بهما واستدرك عليهما
¥(9/137)
111 وكصحيح إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة وكتاب أبي عيسى الترميذي وهو كتاب جليل مبين فيه الحديث الصحيح والحسن والغريب والضعيف
وفيه عن الأئمة فقه كثير
112 ثم سنن أبي داود والنسائي وابن ماجه ومن بعدهم سنن أبي الحسن الدارقطني والتقاسيم لأبي حاتم بن حبان وغيرهما
113 ثم ما رتبه وجمعه الحافظ أبو بكر البيهقي في سننه الكبرى من الأوسط والصغير التي اتى بها على ترتيب مختصر المزني وقربها إلى الفقهاء بجهده
114 فلا عذر لهم ولا سيما الشافعية منهم في تجنب الاشتغال بهذه الكتب النفيسة المصنفة في شروحها وغريبها بل أفنوا زمانهم في أقوال من سبقهم من المتأخرين وتركوا النظر في نصوص نبيهم المعصوم وآثار أصحابه الذين شهدوا الوحي صلى الله عليه وسلم وفهموا مراد النبي فيما خاطبهم بقرائن الأحوال إذ الخبر ليس كالمعاينة فلا جرم لو حرم هؤلاء رتبة الاجتهاد وبقوا مقلدين
عذر العلماء في الصدر الأول لا يوجد الآن لتوفر كتب الحديث
115 وقد كان العلماء في الصدر الأول معذورين في ترك ما لم يقفوا عليه من الحديث لأن الأحاديث لم تكن حينئذ بينهم مدونة إنما كانت تتلقى من أفواه الرجال وهم متفرقون في البلاد
116 ولو كان الشافعي وجد في زمانه كتابا في أحكام السنن أكبر من الموطأ لحفظه مضافا إلى ما تلقاه من أفواه مشايخه فلهذا كان الشافعي بالعراق يقول حصول بن حنبل أعلموني بالحديث الصحيح أصر عليه وفي رواية إذا صح عندكم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا لي حتى أذهب إليه
117 ثم جمع الحفاظ الأحاديث المحتج بها في الكتب ونوعوها وقسموها وسهلوا الطريق إليها فبوبوها وترجموها وبينوا ضعف كثير منها وصحته وتكلموا في عدالة الرجال وجرح المجروح منهم وفي علل الأحاديث ولم يدعوا للمشتغل شيئا يتعلل به وفسروا القرآن والحديث وتكلموا على غريبها وفقهها وكل ما يتعلق بها في مصنفات عديدة جليلة فالآلات متهيئة لطالب صادق ولذي همة وذكاء وفطنة
118 وأئمة الحديث هم المعتبرون القدوة في فنهم فوجب الرجوع إليهم في ذلك وعرض آراء الفقهاء على السنن والآثار الصحيحة فما ساعده الأثر فهو المعتبر وإلا فلا نبطل الخبر بالرأي ولا نضعفه إن كان على خلاف وجوه الضعف من علل الحديث المعروفة عند أهله أو بإجماع الكافة على خلافه
119 فقد يظهر ضعف الحديث وقد يخفى وأقرب ما يؤمر به في ذلك أنك إذا رأيت حديثا خارجا عن دواوين الإسلام كالموطأ ومسند أحمد والصحيحين وسنن أبي داود والترمذي والنسائي ونحوها مما تقدم ذكره ومما لم نذكره فانظر فيه فإن كان له نظير في الصحاح والحسان قرب أمره وإن رأيته يباين الأصول وارتبت به فتأمل رجال إسناده واعتبر أحوالهم من الكتب المصنفة في ذلك
120 وأصعب الأحوال أن يكون رجال الإسناد كلهم ثقات ويكون متن الحديث موضوعا عليهم أو مقلوبا أو قد جرى فيه تدليس ولا يعرف هذا إلا النقاد من علماء الحديث فإن كنت من أهله فبه وإلا فاسأل عنه أهله
121 قال الأوزاعي كنا نسمع الحديث فنعرضه على أصحابنا كما نعرض الدرهم الزيف فما عرفوا منه أخذناه وما أنكروا تركناه
122 فالتوصل إلى الاجتهاد بعد جمع السنن في الكتب المعتمدة إذا رزق الإنسان الحفظ والفهم ومعرفة اللسان أسهل منه قبل ذلك لولا قلة همم المتأخرين وعدم المعتبرين ومن تعصبهم تقيدهم برفق الوقوف وجمود أكثر المتصدرين منهم على ما هو المعروف الذي هو منكر مألوف
في نصوص الأئمة في الرجوع إلى الكتاب والسنة والنهى عن تقليدهم
123 فإذا ظهر هذا وتقرر تبين أن التعصب لمذهب الإمام المقلد ليس هو باتباع أقواله كلها كيفما كانت بل الجمع بينها وبين ما ثبت من الأخبار والآثار والأمر ثم المقلدين أو أكثرهم بخلاف هذا إنما هم يؤولونه تنزيلا على نص إمامهم
124 ثم الشافعيون كانوا أولى بما ذكرناه لنص إمامهم على ترك قوله إذا ظفر بحديث ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على خلافه فالتعصب له على الحقيقة إنما هو امتثال أمره في ذلك وسلوك طريقته في قبول الأخبار والبحث عنها والتفقه فيها
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=71750#post71750
ـ[أبو رواحة]ــــــــ[24 - 08 - 05, 06:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
جزاكم الله خير ...
¥(9/138)
الإنتقاص ممن حفظ ولم يتفقه فيما وراء الضروريات انتقاص لقوله تعالى {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم} وقال الشعبي أو ربما ابو العاليه: من حفظ القران فقد حوى النبوة بين جنبيه الا أنه لا يوحى اليه و روي مرفوعا ولا يصح و ذكره القرطبي في التذكار.
المفاضلة بين المحدث والفقيه كالمفاضلة بين باري السهم ومناوله و الرامي به مع أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جعلهم في أجر ذلك السهم سواء , غير أن الأمور تتفاوت من وقت لآخر ...
من كثر تفقهه كثرت فتواه و كثر كلامه وكثر تداول الناس لحديثه وأما من حفظ ولم يتفقه فهو أس الدين غير أن الناس - للأسف- لا يعبدون الله بالأصول و إنما يعبدونه بأقوال الرجال فإن قال المفتي جائز فهو جائز وإن قال غير جائز فهو غير جائز ولهذا تجد التقوى في المحدثين أكثر منها في الفقهاء فهم لا يخالطون الأهواء كثيرا سواء أهواء الرأي أو أهواء الناس حتى أن الذهبي في سيرة الآمدي روى قصة عنه أنه لم يكن يصلي اليوم و اليومين وكان يمضيها نائماً! و الفقيه يتعرض للفتنة أكثر مما يتعرض المحدث الحافظ المجانب لدقائق المسائل , وخلاصة هذا تجد أنه إن صلح أهل الفتوى صلح الناس و إن فسدوا فسد الناس والفتوى مع الفقهاء اليوم لأنه قل أن تجد في زماننا هذا فقيه محدث الا من رحم ربي!.
لكن السؤال الآن هو:
بعد أن تم غربلة السنة مرة و مرتين و ثلاث ومر عليها وطرقها الجهابذة من النقاد هل نستطيع القول أنه جاء دور الفقه من جديد بحيث يتفقه الناس على ما جد الخلوص اليه من أحاديث لم تكن ظهرت سابقا لكبار أهل العلم مثل الشافعي ومالك و أبي حنيفة وربما حتى أحمد؟
ثم تبقى " نوع الفقه " القادم! فهناك فقه يدور مع التقوى و التورع كفقه الامام أحمد ففيما روي عنه أنه جمع بين الوضوء و التيمم فقال إن كنت على وضوء وثوبك نجس ولا تجد غيره فإنك تتيمم للثوب وتصلي مع أن التيمم لا دخل له بالطهارة الحسية إنما هو لرفع الحدث وكذلك مالك في سد الذرائع وهناك فقه يدور مع الحق و لاباطل بشئ من الجمود كما في بعض مسائل الظاهريه وهناك فقه يدور مع مراد الله بغض النظر عن الواقع وهي الحجة التي احتج بها الشافعي في جواز بيع العينه فليس عليك أن تمنع الناس من الحرام الذي لم يرد نص أنه قد يكون حراما ً! واليوم ابتلي الناس بفقه " التوسع في في الكليات " فالناس باتوا يتحاكمون الى قواعد فقهيه لا يرجعون الى السنة الا قليلا فتجد كثيرا ما تترد عبارة أخف الضررين و أقل الشرين والمصلحة والمفسدة وفي الأمر سعة شرعية حتى أن أحد العلماء غفر الله له قال من باب عدم التضييق على الناس إن ذهبت للعمرة وأنت تنوي المبيت بجدة بضعة أيام فلا حرج أن تجاوز الميقات بلا احرام و تحرم من جدة! فانه يشق عليك! ...
خلاصته أن الرجل الذي يصل إلى الناس و يعبدهم لله بما يقول هو الفقيه وليس الحافظ ولهذا حذر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من " منافق عليم اللسان يجادل بالقران " و لم يقل حافظاً للقران .... ولا للسنة ...
ولهذا ايضا روى ابو نعيم في الحلية عن عبدالرحمن بن مهدي قوله: " إنما جاء ابو حنيفة لينقض عرى الاسلام عروة عروة , ما كان يدري ابو حنيفة ما العلم " كل ذلك لأنه أوجس منه كثرة الكلام بغير دليل حتى وإن كان ابو حنيفة رضي الله عنه محتسبا في جهده معذورا فيما يجتهد فيه.
والكلام يطول ....
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[25 - 08 - 05, 06:58 ص]ـ
بارك الله فيكم وأشكرك يا شيخ عبدالرحمن على هذا النقل الطيب لكن عندي مسألة ذكرتها يا شيخ عبدالرحمن وهي (مما يضاف لما سبق فإن استدلال الفقهاء بعدد من الأحاديث الضعيفة ليست على درجة واحدة، فقد يكون استدلال بعضهم به على أنه صحيح أو مقبول عنده، وقد يستدل به البعض على أنه أصح ما ورد في الباب وهو خير من الرأي) لدي بعض الإشكالات حول هذا الكلام وهو أنه قد يكون استدلال بعض الفقهاء على أنه صحيح أو مقبول عنده لكن قد يستخدم أشياء في التصحيح والتضعيف ليست عند أهل الصنعة بل قد يردونها ولدي مثال بما أني أعاني من هذه المشكلة جلسنا في مجلس مع بعض الشيوخ وكان الشيخ عبدالعزيز الراجحي حاضر فعندما بدا الشيخ يشرحه وانتهى وقد ذكر في مقدمة شرحه حديثاً ضعيفاً لا أذكره الآن وهو في باب التيمم فقال الشيخ عبدالعزيز للشيخ إن هذا حديث ضعيف فرد الشيخ قائلاً: هذا الحديث تناقلته الأمه وقد تناقه الأئمة في كتبهم!؟
فانظر كيف جعل هذا النقل تصحيحاً له
والأمر الآخر وهي نقطه قد تخرج عن هذا الموضوع قليلاً وهي أني قد قرات كلاماً لإبن القيم رحمه الله في زاد المعاد ولا أذكر هذه المسألة الآن وسأبحث عنها مرة أخرى والمسألة هي أن ابن القيم قد استدل بحديث ضعيف وبنى عليه حكماً شرعياً فتعقبه المحققان الشيخ شعيب والشيخ عبدالقادر وبينا ضعف الحديث ثم قالا ما دام أن الحديث ضعيف فإن هذا الحكم يبطل
ومسألة أخرى وهو استدلال بعضهم على أنه أصح ما ورد في الباب ولعل من ذلك أن شيخ الإسلام ابن تيميه ذكر من فوائد الذكر أنه يطفئ النار وراجع هذا الكلام في المجلد العاشر من الفتاوى من كتاب العبودية ثم سألت أحد المشائخ فقال هذا الحديث ضعيف مع أن شيخ الإسلام يرى عدم قبول الحديث مطلقاً وقال في التوسل والوسيلة (لايجوز أن يعتمد في الشريعة على الأحاديث الضعيفة التي ليست صحيحة ولا حسنة) وانظر الحديث الضعيف وحكم الاحتجاج به ص 266 ط دار المنهاج فلماذا يستدل شيخ افسلام بهذا الحديث مع ضعفه وأيضاً لم يبين أنه حديث ضعيف؟
وأنا انتظر ردك الجميل وتعليقاتك المفيدة ياشيخ عبدالرحمن حول هذا الكلام
وجزيت خيراً أخي أبو رواحة على تعليقاتك لكن قولك حفظك الإله (ولهذا تجد التقوى في المحدثين أكثر منها في الفقهاء فهم لا يخالطون الأهواء كثيرا سواء أهواء الرأي أو أهواء الناس) كلاماً غير صحيح في نظري
فهذا علمه عند الله وأشكرك على تعليقك الطيب و عدم خروجك عن الموضوع
آمل من الإخوة المشاركة والاعتناء بهذا الموضوع ونقل المراجع التي تفيد في هذا
¥(9/139)
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[25 - 08 - 05, 06:59 ص]ـ
بارك الله فيكم وأشكرك يا شيخ عبدالرحمن على هذا النقل الطيب لكن عندي مسألة ذكرتها يا شيخ عبدالرحمن وهي (مما يضاف لما سبق فإن استدلال الفقهاء بعدد من الأحاديث الضعيفة ليست على درجة واحدة، فقد يكون استدلال بعضهم به على أنه صحيح أو مقبول عنده، وقد يستدل به البعض على أنه أصح ما ورد في الباب وهو خير من الرأي) لدي بعض الإشكالات حول هذا الكلام وهو أنه قد يكون استدلال بعض الفقهاء على أنه صحيح أو مقبول عنده لكن قد يستخدم أشياء في التصحيح والتضعيف ليست عند أهل الصنعة بل قد يردونها ولدي مثال بما أني أعاني من هذه المشكلة جلسنا في مجلس مع بعض الشيوخ وكان الشيخ عبدالعزيز الراجحي حاضر فعندما بدا الشيخ يشرحه وانتهى وقد ذكر في مقدمة شرحه حديثاً ضعيفاً لا أذكره الآن وهو في باب التيمم فقال الشيخ عبدالعزيز للشيخ إن هذا حديث ضعيف فرد الشيخ قائلاً: هذا الحديث تناقلته الأمه وقد تناقه الأئمة في كتبهم!؟
فانظر كيف جعل هذا النقل تصحيحاً له
والأمر الآخر وهي نقطه قد تخرج عن هذا الموضوع قليلاً وهي أني قد قرات كلاماً لإبن القيم رحمه الله في زاد المعاد ولا أذكر هذه المسألة الآن وسأبحث عنها مرة أخرى والمسألة هي أن ابن القيم قد استدل بحديث ضعيف وبنى عليه حكماً شرعياً فتعقبه المحققان الشيخ شعيب والشيخ عبدالقادر وبينا ضعف الحديث ثم قالا ما دام أن الحديث ضعيف فإن هذا الحكم يبطل
ومسألة أخرى وهو استدلال بعضهم على أنه أصح ما ورد في الباب ولعل من ذلك أن شيخ الإسلام ابن تيميه ذكر من فوائد الذكر أنه يطفئ النار وراجع هذا الكلام في المجلد العاشر من الفتاوى من كتاب العبودية ثم سألت أحد المشائخ فقال هذا الحديث ضعيف مع أن شيخ الإسلام يرى عدم قبول الحديث مطلقاً وقال في التوسل والوسيلة (لايجوز أن يعتمد في الشريعة على الأحاديث الضعيفة التي ليست صحيحة ولا حسنة) وانظر الحديث الضعيف وحكم الاحتجاج به ص 266 ط دار المنهاج فلماذا يستدل شيخ الإسلام بهذا الحديث مع ضعفه وأيضاً لم يبين أنه حديث ضعيف؟
وأنا انتظر ردك الجميل وتعليقاتك المفيدة ياشيخ عبدالرحمن حول هذا الكلام
وجزيت خيراً أخي أبو رواحة على تعليقاتك لكن قولك حفظك الإله (ولهذا تجد التقوى في المحدثين أكثر منها في الفقهاء فهم لا يخالطون الأهواء كثيرا سواء أهواء الرأي أو أهواء الناس) كلاماً غير صحيح في نظري
فهذا علمه عند الله وأشكرك على تعليقك الطيب و عدم خروجك عن الموضوع
آمل من الإخوة المشاركة والاعتناء بهذا الموضوع ونقل المراجع التي تفيد في هذا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 08 - 05, 09:20 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم، وكل ما ذكرته وفقك الله لايخرج عما سبق، فما ذكرته عن بعض أهل العلم من استدلالهم ببعض الأحاديث الضعيفة عند غيرهم، فقد يرونها صحيحة عندهم، وقد يرى البعض أن الحديث الذي تداوله أهل العلم واستدلوا به على مر العصور ولم يضعفه أحد منهم على حسب علمه أنه حديث صحيح.
ـ[الطيماوي]ــــــــ[07 - 04 - 10, 03:56 م]ـ
عنوان البحث: الوصل بين الفقه و الحديث: الضرورة و الاجراء
المؤلف: قطب الريسوني
عنوان الدورية: البيان [بريطانيا]
نوع البحث: مقال التصنيف: 210.5 سنة النشر: 2005
المجموعة: المجلد: السنة: 20 العدد: 214 الصفحات: 0008 - 0013(9/140)
الْكَوْكَبُ الدُّرِيّْ فِي تَرْجَمَةِ الإِمَامِ أبِي بَكْرٍ الآجُرِّيّْ
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[24 - 08 - 05, 07:16 م]ـ
أبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الآجُرِّيُّ الْبَغْدَادِيُّ
الْعَابِدُ الزَّاهِدُ الْحَافِظُ ذُو التَّصَانِيفِ النَّافِعَةِ (1)
ــــــــــــــــــــــــ
الإِمَامُ الْحَافِظُ الثَّبْتُ النِّحْرِيرْ. وَبَحْرُ الْعِلْمِ الزَّاخِرُ بِالْفَضْلِ الْغَزِيرْ. مِنْ الْقَوْمِ الَّذِينَ سَمَتْ أَنْفَسُهُمْ لِنَيْلِ الْعُلا وَالْمَعَالِي. فَمَا بَرِحَ يُدْلِجُ وَيَغْدُو فِي تَحْصِيلِ الأُصُولِ وَالْفُرُوعِ بِالأَسَانِيدِ الْعَوَالِي. مُتَدَرِّعَاً بِأَنْوَارِ الْيَقِينِ مِنْ الْوُقُوعِ فِي وَرَطَاتِ الارْتِيَابِ وَاللَّبْسِ. وَسَاعِيَاً فِى صِيَانَةِ عَقَائِدِ الْمِلَّةِ مِنْ غَارَاتِ الابْتِدَاعِ وَالرِّجْسِ. حَتَّى قَضَى فِي كَشْفِ مُشْكَلاتِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ كُلَّ حَاجَةٍ فِي النَّفْسِ. وَرَدَّ عَلَى الْمُخَالِفِينَ مِنْ أَهْلِ الزَّيْغِ وَالضَّلالِ رَدَّاً حَفِيلاً. وَكَانَ عَلَى الرَّوَافِضِ وَالْجَهْمِيَّةِ وَالْخَوَارِجِ وَالْمُرْجِئَةِ سَيْفَاً مَسْلُولاً.
وَتَنَاقَلَتْ تَصَانِيفَهُ أَئِمَّةُ الأَمْصَارِ. وَتَهَادَتْهَا شُدَاةُ الْحَقِّ فِي شَتَى الأَقْطَارِ. وَطَلَعَتْ فِي كُلِّ أُفْقٍ طُلُوعَ الشَّمْس. وَنَسَخَتْ بِمُحْكَمِ صَوَابِهَا كُلِّ رِيبَةٍ وَلَبْس.
وَأَعْرَبَتْ بِدِقَائِقِ تَحْقِيقَاتِهَا عَنْ حَقَائِقِ التَّبْيَانِ. فَرَمَقَتْهَا أَعْيُنُ وُجُوهِ الْعُلَمَاءِ بِالْمُقُلِ الْحِسَانِ. وَتَلَقَوْهَا بِالرِّضَا وَالْقَبُولِ وَالاسْتِحْسَانِ.
((وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا. وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا)). إنَّ تَصَانِيفَهُ كَأَبْكَارِ الْعَرَائِسِ تَرْفُلُ فِي أَبْهَى حُلاهَا. أَوْ النُّجُومِ الزَّاهِرَةِ يُهْتَدَى فِي الظُّلُمَاتِ بِضِيَائِهَا وَسَنَاهَا. وَكَفَاهُ بِكِتَابِ الشَّرِيعَةِ فَخْرَاً فَقَدْ اكْتَسَى مِنْ مَوَاهِبِ الامْتِنَانِ حُلَلَهَا. وَتَلا لِسَانُ التَّوْفِيقِ عَلَى الْعَاجِزِ عَنْ تَكْمِيلِهِ ((مَا يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا)).
فَلَعْلَّ الآجُرِّيَّ الْمَقْصُود، بِهَذَا الْمَدِيحِ الْمَحْمُود:
إِمَامُ أََهْلِ التُّقَى وَالْعِلْمِ شِيمَتُهُ ... بَذْلُ النَّدَى مِنْ أَيَادٍ سَيْبُهَا رَشَحَا
تَغْدُو الأَمَانِيُّ حَسْرَى دُونَ هِمَّتِهُ ... إِذَا يَرُوحُ عَلَى الْعَلْيَاءِ مُقْتَرِحَا
يُرِيكَ مِنْ لَفْظِهِ الْكَشَّافِ إِنْ نَطَقَتْ ... عُلْيَا بِلاغَتِهِ مَا يُخْرِسُ الْفُصَحَا
فَكَمْ بِهِ مِنْ مُشْكَلٍ لِلْفَهْمِِ قَدْ وَضَحَا ... وَمُقْفَلٍ بِدَقِيقِ الْفِكْرِ قَدْ فُتِحَا
فَقُلْ لِمَنْ رَامَ فِي فَضْلٍ يُمَاثِلُهُ ... أََقْصِرْ عَدِمَتُكَ وَاقْبَلْ نُصْحَ مَنْ نَصَحَا
إِنَّ الْمَعَالِيَ مَا بَيْنَ الْوَرَى مِنَحٌ ... مَقْسُومَةٌ وَإِلهُ الْعَرشِ قَدْ مَنَحَا
ـــــــــ
نشأتُهُ ونبوغُهُ فِي الْعِلْمِ
نَشَأَ بِدَرْبِ الآجُرِّ (2) بِبَغْدَادَ نَشْأَةَ مَنْ يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُور. فَبَكَّرَ إِلَى مَجَالِسِ عُلَمَاءِ بَلْدَتِهِ وَهُوَ يَتْلُو: اللَّهُمَّ بَارَكَ لِي فِى الْغُدُو وُالْبُكُور. وَلازَمَ الْحِشْمَةَ وَالْوَقَارَ وَالْوَرَعَ الْمَتِين. وَسَلَكَ فِي الزُّهْدِ وَالْعِبَادَةِ سُنُنَ السَّادَةِ السَّالِفِين. وَجَدَّ فِي الْقِيَامِ فِى جَوْفِ الدَّيَاجِي قَانِتَا. يَتْلُو بِلِسَانِ التَّذَلُّلِ وَالاعْتِذَارِ وَالرَّجَا:
اتَّخِذْ طَاعَةَ الإِلَهِ سَبِيلاً ... تَجِدِ الْفَوْزَ بِالْجِنَانِ وَتَنْجُو
وَاتْرُكْ الإِثْمَ وَالْفَوَاحِشَ طُرَّا ... يُؤْتِكَ اللهُ مَا تَرُومُ وَترْجُو
وَسَمِعَ وَهُوَ حَدَثٌ يَافِعٌ أَبَا مُسْلِمٍ الْكجِّيَّ الَّذِي فَاقَ مُحَدِّثِي عَصْرِهِ. وَأَقرَّ لَهُ بِالإِمَامَةِ وَالصَّدَارِةِ أَبْنَاءُ دَهْرِهِ. فَحَصَّلَ فِي سِنٍّ مُبَكِّرَةٍ الْحَدِيثَ بَالأَسَانِيدِ الْعَوَالِي. وَتَفَرَّد عَنْ أَقْرَانِهِ وَذَوِيهِ بِأَوْسَاطِ الْمَعَالِي.
¥(9/141)
تَصَدّى رِجَالٌ فِي الْمَعَالِي لِيُدْرِكُوا ... مَدَاكَ وَمَا أَدْرَكْتَهُ فَتَذَبْذَبُوا
وَرُمْتَ الَّذِي رَامُوا فَأَذْلَلْتَ صَعْبَهُ ... وَرَامُوا الَّذِي أَذْلَلْتَ مِنْهُ فَأَصْعَبُوا
ثُمَّ صَحِبَ بَعْدَهُ أَئِمَّةً تُشَدُّ إِلَيْهِمْ الرِّحَالُ وَيُقْصَدُونَ. مِنْ الْقَوْمِ الَّذِينَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللهِ وَرِضْوَانَاً وَيَنصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ. فَلازَمَ أَبَا بَكْرٍ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيَّ أَوْحَدَ الْحُفَّاظِ الرُّفَعَاءِ. وَلَمْ يَلْتَفِتْ بِهِمَّتِهِ عَنْهُ إَلَى بَيْضَاءَ وَلا صَفْرَاءَ. حَتَّى وَعَى صَدْرُهُ وَخَزَنَتْ دَفَاتِرُهُ مَا لَدِيهِ. وَحَمِدَ عِنْدَ إِيَابِهِ السُّرَى وَالإِدْلاجَ إِلَيْهِ.
وَزَاحَمَ بِرُكْبَتَيْهِ أُلُوفَ الْحَاضِرِينَ مَجَالِسَ أَبِي مُحَمَّدٍ يَحِيَى بْنِ صَاعِدٍ حَامِي جَنَابِ الشَّرْعِ مِنْ الَحَدِيثِ الْمُفْتَرَى. وَالذَّائِدِ عَنْ السُّنَّةِ وَنَاصِرِهَا نَصْرَاً عَزِيزَاً مُؤَزَّرَا. فَقَرَّبَهُ مِنْهُ وَأَدْنَاهُ. وَأَمْلَى عَلَيْهِ فَوَائِدَ لَمْ يَسْبِقْهُ إِلَيْهَا سِوَاهُ. وَمَا بَرِحَ يَرْتَحِلُ فِى الأَمْصَارِ يَطْلُبُ الْمَزِيد. حَتَّى حَوَى مِنْ الْحَدِيثِ وَالآثَارِ فَوْقَ مَا يُرِيد. وَلِسَانُ حَالِهِ يَقُولُ:
وَمَا لِي حَالَةٌ أَرْجُو بَقَاهَا ... سِوَى التَّشْمِِيرِ فِي طَلَبِ المَعَالِي
نَظَرْتُ فَلَمْ أَجِدْ شَيْئَاً بِعَيْنِي ... مِنْ الدُّنْيَا يَزِيدُ عَلَى خِلالِي
وَاشْتَاقَتْ نَفْسُهُ إِلَى الْمُجَاوَرَةِ سَنَةً بِحَرَمِ اللهِ الأَمِين. فَأَمَّهُ فَحَجَّ وَاعْتَمَرَ وَلَمَّا هَمَّ بِالْخُرُوجِ نُودِيَ: أَرَدْتَ سَنَةً وَأَرَدْنَا ثَلاثِين. فَأَقَامَ بِمَكَّةَ وَصَارَ شَيْخَهَا وَمُفِيدَ حُجَّاجِهَا وَالْقَاطِنِين. عَلَى خُلُقٍ أَرَقَّ مِنْ النَّسِيمِ. وَمُحَيَّا تَعْرِفُ فِيهِ نَضْرَةَ النَّعِيمِ.
وَغَدَتْ مَجَالِسُهُ بِكُبَرَاءِ أَهْلِ الْعِلْمِ صَبَاحَاً مُشْرِقَاً. وَأَمْسَتْ أَوْقَاتُهُ غَيْثَاً بِالْخَيْرَات مُغْدِقَاً. وَأَذَاعَ أَرِيجَ ثَنَاءِهِ مِسْكُ اللَّيْلِ وَكَافُورُ الصَّبَاح. وَخَجَلَ عِنْدَ ذِكْرِهِ كُلُّ مُنَاظِرٍ مُعَانِدٍ وَكَبْشٍ نَطَّاح. وَوَضَحَ بُرْهَانُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَتُعُوِّذَ مِنْ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاس. وَنَادِي لِسَانُ الْحَقِّ: مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيَؤُمْ النَّاس.
ويتبع بتوفيق الله تعالَى.
ـــــ هامش ـــــ
(1) تَرْجَمَتُهُ فِي: البداية والنِّهاية (11/ 270)، وتاج العروس (1/ 2447)، وتاريخ الإسلام (1/ 2690)، وتاريخ بغداد (2/ 243)، وتذكرة الْحُفَّاظِ (3/ 936)، والرِّسالة الْمُسْتطرفة (1/ 112،102،51،43)، وسير أعلام النُّبَلاء (16/ 133)، وشذرات الذَّهَبِ (3/ 35)، وصفة الصَّفوة (2/ 470)، وطبقات الْحُفَّاظِ (1/ 379)، وطبقات الشَّافِعِيَّة (3/ 149)، والْعِبَر فِي خَبَر مَنْ غَبَر (2/ 318)، والْعِقْد الثَّمين فِي أخبار البلد الأمين (2/ 3)، والفهرست (1/ 301)، وكشف الظنون (1/ 523،52،37،28 و2/ 1433،1430،1255،1037)، ومرآة الجنان وعبرة اليقظان، ومعجم البلدان (1/ 51)، والْمَقْصد الأرشد فِي ذِكْرِ أَصْحَابِ أَحْمَدَ (2/ 389)، والنجوم الزاهرة (4/ 60)، وهداية العارفين (1/ 470)، والوافِي بالوفيات (1/ 300)، ووفيات الأعيان (3/ 419).
(2) قال العلامة يَاقُوتُ الْحَمَوِيُّ ((معجم البلدان)) (1/ 51): دَرْبُ الآجُرِّ مَحَلَّةٌ كَانَتْ بِبَغْدَادَ مِنْ مَحَالِ نَهْرِ طَابِقٍ بِالْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ، سَكَنَهَا غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعَلِمِ، وَهُوَ الآنَ خَرَابٌ. يُنْسَبُ إِلَيْهَا: أبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الآجُرِّيُّ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ.
¥(9/142)
وَقَالَ أبُو الْفَيْضِ مُحَمَّدُ مُرْتَضَى الزَّبِيدِيُّ ((تَاجُ الْعَرُوسِ شَرْحُ الْقَامُوسِ)) (1/ 2447): ودَرْبُ آجُرٍّ: مَوْضَعَانِ بِبَغْدَادَ أَحَدُهُمَا بِالْغَرْبِيَّةِ وَهُوَ الْيَوْمَ خَرَابٌ، وَالثَّانِي بِنَهْرِ مُعَلَىً عِنْدَ خَرَابَةِ ابْنِ جَرْدَةَ، قَالَهُ الصَّاغَانِيّ. مِنْ أَحَدِهِمَا أبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الآجُرِّيُّ الْعَابِدُ الزَّاهِدُ الشَّافِعِيُّ تُوفِّي بِمَكَّةَ سَنَةَ ستين وثلاثمائة.
وَجَدْتُ بِخِطِّ الْحَافِظِ ابْنِ حَجَرٍ الْعَسْقَلانِيِّ مَا نَصُّهُ: الآجُرِّيُّ هَكَذَا ضَبَطَهُ النَّاسُ، وَقَالَ أبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمّدُ بْنُ الْجَلابِ الْفِِهْرِيُّ الشَّهِيدُ نَزِيلُ تُونُسَ فِي ((كِتَابِ الْفَوَائِدِ الْمُنْتَخَبَةِ)) لَهُ: أَفَادَنِي الرَّئِيسُ - يَعْنِي أبَا عُثْمَانَ بْنَ حَكَمَةَ الْقُرَشِيَّ - وَقَرَأْتُهُ فِي بَعْضِ أُصُولِهِ بِخِطِّ أَبِي دَاوُدَ الْمُقْرِئُ مَا نَصُّهُ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ الْقَاضِي أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللهِ بنِ جَحَّافٍ الرَّاوِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَلِيفَةَ وَغَيْرِه، قال لي محمدُ بنُ خليفةَ فِي ذي القعدة سنة 386 عَنْ اللاجُرِيِّ، وَكُنْتُ سَمِعْتُ مَنْ يَقْرَأُ عَلَيْهِ: حَدَّثَكَ أبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ الآجُرِّيُّ، فَقَالَ لِي: لَيْسَ كَذَلِكَ إِنَّمَا هُوَ اللاجُرِيُّ - بتشديد اللام وتخفيف الرَّاءِ - مُنْسُوبٌ إِلَى لاجُرٍ قَرِيَةٍ مِنْ قُرَى بَغْدَادَ لَيْسَ بِهَا أَطَيْبُ مِنْ مَائِهَا. قال ابْنُ الْجَلابِ: وَرَوَيْنَا عَنْ غَيْرِهِ: الآجُرِّيُّ بِتَشَدِيدِ الرَّاءِ، وَابْنُ خَلِيفَةَ قَدْ لَقِيَهُ، وَضَبَطَ عَلَيْهِ كِتَابَهُ، فَهُوَ أَعْلَمُ بِهِ. اهـ
قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ: قُلْتُ: هَذَا مِمَّا يُسْقِطُ الثِّقَةَ بِابْنِ خَلِيفَةَ الْمَذْكُورِ، فَأَبُو بَكْرٍ الآجُرِّيُّ أَشْهَرُ مِنْ أَنْ يُنَبَّهَ عَلَى نِسْبَتِهِ، فَمَا اكْتَفَى بِالتَّغِييرِ وَالتَّحْرِيفِ حَتَّى ادَّعَى نِسْبَتَهُ إِلَى بَلْدَةٍ لا حَقِيقَةَ لَهَا، وَقَدْ ضَعَّفَهُ ابْنُ الْقُوصِيِّ فِي تَارِيْخِهِ.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[24 - 08 - 05, 07:53 م]ـ
[إِيضَاحٌ وَبَيَانٌ] والآجُرِّيُّ غَيْرُ أَبِي بَكْرٍ كَثِيرُون، وَأَشْهَرُهُمْ مِنْ الْبَغَادِدَةِ خَمْسَةٌ:
[الأوَّلُ] مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ بْنِ بَسَّامٍ أبُو بَكْرٍ الآجُرِّيُّ الْمُحَوَّلِيُّ (1)، والْمُحَوَّلُ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَالْوَاوِ الْمُشَدَّدَةِ وَاللامِ: قَرِيَةٌ غَرْبِي بَغْدَادَ، كَانَ يَسْكُنُهَا. حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي السَّرِىِّ، وَأَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيَّ، وَالزُّبَيْرِ بْنِ بَكَّارٍ، وَأَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيِّ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَعْدٍ الْوَرَّاقِ، وَأَحْمَدَ بْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ، وَالْحَارِثِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ، وَعِيسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ الطَّيَالِسِيِّ، وَعِدَّةٍ. وَرَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرِ بْنُ الأَنْبَارِيِّ، وَأَبُو جَعْفَرِ بْنُ بُرْيَهْ الْهَاشِمِيُّ، وَأَبُو الْفَضْلِ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، وَأبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ حَيُّوَيْهِ.
كَانَ أَخْبَارِيَاً صَدُوقَاً لَهُ التَّصَانِيفُ الْحِسَانُ، وَالْغَالِبُ عَلَيْهَا الْقَصَصُ وَالْحِكَايَاتُ الْمِلاحُ: الْحَاوِي فِي عُلُومِ الْقُرْآنِ، وَالْحَمَاسَةُ، وَالْمُتَيَّمِينَ الْمَعْصُومِينَ، وَكِتَابُ الشُّعَرَاءِ، وَأَخْبَارُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَأَخْبَارُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ، وَالْجُلَسَاءُ وَالنُّدَمَاءُ، وَالسُّودَانُ وَفَضْلُهُمْ عَلَى الْبِيضَانِ، وَأَلْقَابُ الشُّعَرَاءِ، وَالشِّتَاءُ وَالصَّيْفُ، وَالنِّسَاءُ وَالْغَزَلُ، وَذَمُّ الْحِجَابِ وَالْعُتْبُ عَلَى الْمُحْتَجِبِ، وَذَمُّ الثَُقَلاءِ، وَأَخْبَارُ الَعَرْجِيِّ، وَمَنْ غَدَرَ وَخَانَ، وَوَصْفُ السَّيْفِ وَالْقَلَمِ،
¥(9/143)
وَوَصْفُ الْفَارِسِ وَالْفَرَسِ، وَتَفْضِيلُ الْكِلابِ عَلَى مَنْ لَبَسَ الثِّيَابَ.
كَتَبَ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ حَيْوَةَ صَدِيقٍ لَهْ يُعَاتِبُهُ:
أَجَمِيلٌ بِالْمَرْءِ يُخْلِفُ وَعْدَا ... وَيُجَازِي الْمُحِبَّ بِالْقُرْبِ بُعْدَا
مَا مَلَلْنَاكَ إِذْ مَلَلْتَ وَلَمْ نَنْـ ... فَكْ نَزْدَادُ مُذْ عَرَفْنَاكَ وُدَّا
فَعَلامَ اسْتَحَقَّ هَجْرَكَ مَنْ لَيْـ .. ـسَ يَرَى مِنْكَ يَا ابْنَ حَيْوَةَ بُدَّا
يَحْفَظُ الْعَهْدَ حِينَ نَقْضِكَ لِلْـ .. عَهْدِ وَيَأْتِي الَّذِي تُحِبُّ مُجِدَّا
يَا أَبَا بَكْرِ بْنِ يَحْيَى نِدَاءٌ ... مِنْ أَخٍ لَمْ تَزَلْ لَدَيْهِ مُفَدَّى
خَاطِبَاً مِنْكَ دَعْوَةً وَاسْتِمَاعَاً ... لَفْظَ مَنْ لا نَرَى لَهُ الدَّهْرَ نِدَّا
فَلِمَاذَا جَفَوْتَنَا بَعْدَ وَصْلٍ ... وَنَقَضْتَ الْعُهُودَ عَهْدَاً فَعَهْدَا
أَلِبُخْلٍ عَرَاكَ فَالْبُخْلُ قَدْ كَا ... نَ إِلَى رَاحَتَيْكَ لا يَتَهَدَّى
أَوْ مَلالٍ فَلَيْسَ مِثْلُكَ مَنْ مَلَّ ... أَخَاً لا يَحِلُّ فِي الْحُبِّ عَقْدَا
دَائِمَ الْوُدِّ لا يَصُدُّ وَلَوْ جَا ... ر عَلَيْهِ خَلِيلُهُ وَتَعَدَّى
أَيُّ شَيْءٍ أَنْكَي لِقَلْبِ مُحِبٍّ ... حَالَ مِنْهُ نَحْسُ الْمَطَالِعِ سَعْدَا تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِمِائَةٍ.
[الثَّانِي] مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ أبُو بَكْرٍ الآجُرِّيُّ الْبَغْدَادِيُّ (2). سَمِعَ: أَبَا نُعَيْمٍ الْفَضْلَ بْنَ دُكَيْنٍ، وَسَعِيدَ بْنَ دَاوُدَ الزُّبَيْرِيَّ، وَسُرَيْجَ بْنَ النُّعْمَانِ، وَعَفَّانَ بْنَ مُسْلِمٍ، وَخَلَفَ بْنَ سَالِمٍ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنِ صَالِحٍ، وَعِدَّة.
رَوَى عَنْهُ: أبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ، وَأَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، وَأَبُو بَكْرٍ النَّجَّادُ وَأبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وأبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْمُنَادِي. وَرُبَّمَا سَمَّاهُ أبُو بَكْرٍ وَأبُو الْحُسَيْنِ: أَحْمَدَ بْنَ خَالِدٍ.
كَانَ ثِقَةً صَالِحَاً، وَمِنْ حَدِيثِهِ مَا رَوَى أبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الآجُرِّيُّ ثَنَا أبُو نُعِيمٍ ثَنَا أبُو هِلالٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنَّا نَجِئُ إِلَى مَسْجَدِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَنْتَظِرُ الصَّلاةَ، فَمِنَّا مَنْ يَقْعُدُ، وَمِنَّا مَنْ يَنَامُ، فَلا يُعِيدُونَ وَضُوءَاً.
تُوُفِّيَ لاثْنَتِي عَشْرَةَ لَيْلَةٍ خَلَتْ مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ اثْنَتِينِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتِينِ، وَلَهُ سِتٌّ وَتِسْعُونَ سَنَةً.
[الثَّالِثُ] مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الآجُرِّيُّ (3) شَيْخٌ آخَرُ. يَحْكِي عَنْهُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُلْدِيُّ (4) كَثِيرَاً، وَكَانَ عَبْدَاً صَالِحَاً وَرِعَاً. قَالَ أبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: أَخْبَرَنِي أبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ الْخُلْدِيُّ فِي كِتَابِهِ إِلَيَّ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الآجُرِّيُّ قَالَ: كُنْتُ أَعْمَلُ الآجُرَّ، فَبَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي بَيْنَ أَشْرَاجِ الآجُرِّ الْمَضْرُوبَةِ، إِذْ سَمِعْتُ شَرْجَاً يِقُولُ لِشَرْجٍ: عَلَيْكَ السَّلامُ اللَّيْلَةَ أَدْخُلُ النَّارَ، قَالَ: فَنَهَيْتُ الأُجُرَاءَ أَنْ يَطْرَحُوهَا فِي النَّارِ، وَصَارَتْ الْكُتَلُ بِاقِيَةً عَلَى حَالِهَا، وَمَا عَمِلْتُ - يَعْنِي طَبْخَ الآجُرِّ - بَعْدَ ذَلِكَ.
[الرَّابِعُ] إِبْرَاهِيمُ الآجُرِّيُّ (5) الْكَبِيرُ. كَانَ أَحَدَ الْمَشْهُورِينَ بِالْفَضْلِ الْمَعْرُوفِينَ بِالْزُّهْدِ وَالْوَرَعِ. قَالَ أبُو بَكرٍ الْخَطِيبُ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ قَالَ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيَّ سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ سَمِعْتُ عَبْدُونَ الزَّجَّاجَ يَقُولُ: قَالَ لِي إِبْرَاهِيمُ الآجُرِّيُّ وَكَانَ مِنَ الْفَاضِلِينَ: لأَنْ تَرُدَّ إِلَى اللهِ هَمَّكَ سَاعَةً خَيْرٌ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ.
¥(9/144)
[الْخَامِسُ] إِبْرَاهِيمُ الآجُرِّيُّ (6) أبُو إِسْحَاقَ الزَّاهِدُ، شَيْخٌ آخَرُ يَأْخُذُ عَنْ الْمُتَقَدِّمِ وَيَرْوِي عَنْهُ. وَمِنْ لَطَائِفِ حِكَايَاتِهِ، مَا أَخْرَجَهُ أبُو بَكرٍ الْخَطِيبُ قال: أَخْبَرَنَا أبُو نُعَيمٍ الْحَافِظُ أَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ الْخُلْدِيُّ فِي كِتَابِهِ حَدَّثَنَا أبُو الْعَبَّاسِ بْنُ مَسْرُوقٍ وَأبُو مُحَمَّدٍ الْجُرَيْرِيُّ وَأَبُو أَحْمَدَ الْمَغَازِلِىُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الآجُرِّيِّ: أَنَّ يَهُودِيَّاً جَاءَهُ يَقْتَضِيهِ شَيْئَاً مِنْ ثَمَنِ قَصَبٍ، فَكَلَّمَهُ فِي أَنْ يُسْلِمَ، فقال له: أَرِنِى شَيْئَاً أَعْرَفُ بِهِ شَرَفَ الإِسْلامِ وَفَضْلَهُ عَلَى دِينِي حَتَّى أُسْلِمَ، فَقَالَ: أَوَ تَفْعَلُ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: هَاتِ رِدَاءَكَ، قَالَ: فَأَخَذَهُ فَجَعَلَهُ فِي رِدَاءِ نَفْسِهِ، وَلَفَّ رِدَاءَهُ عَلَيْهِ، وَرَمَى بِهِ فِي نَارِ أتون الآجُرِّ، وَدَخَلَ فِي أَثَرِهِ، فَأَخَذَ الرَّدَاءَ، وَخَرَجَ مِنْ النَّارِ، فَفَتَحَ رِدَاءَ نَفْسِهِ، فَإِذَا هُوَ صَحِيحٌ، وَأَخْرَجَ رِدَاءَ الْيَهُودِيَّ مَحْرُوقَاً أَسْوَدَ مِنْ جَوْفِ رِدَاءِ نَفْسِهِ، فَأَسْلَمَ الْيَهُودِيُّ.
ويتبع بتوفيق الله تعالَى.
ـــــــ هامش ـــــــ
(1) تَرْجَمَتُهُ فِي: تاريخ الإسلام (1/ 2345)، وتاريخ بغداد (5/ 237)، والْعِبَر فِي خَبَر مَنْ غَبَر (1/ 114)، ولسان الْمِيزَان (5/ 157)، والْمُنتظم (6/ 165)، والوافِي بالوفيات (1/ 319).
(2) تَرْجَمَتُهُ فِي: تاريخ بغداد (4/ 127و5/ 240).
(3) تَرْجَمَتُهُ فِي: تاريخ بغداد (5/ 241)، والْمُنتظم (6/ 138).
(4) الْخُلْدُ: قَصْرٌ لِلْخَلِيفَةِ الْمَنْصُورِ الْعَبَّاسِيِّ عَلَى شَاطِئ دِجْلَةَ، ثُمَّ صَارَ مَوْضَعَ الْمَارِسْتَانِ الْعَضُدِيِّ بَعْدَ، وبُنِيَتْ حَوْلَهُ دُورٌ وَمَنَازِلُ، ثُمَّ صَارَ مَوْضِعُهُ مَحَلَّةً كبيرَةً عُرِفَتْ بالْخُلْدِ. وَقَدْ نسب إليه جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ: صُبْحُ بْنُ سَعِيدٍ الْخُلْدِيُّ وَعِدَّةٌ.
وَأَمَّا أبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيَّ الْخَوَّاصُ أَحَدُ مَشَايخِ الصُّوفِيَّةِ، فَإِِنَّهُ غَيْرُ مَنْسُوبٍ إِِلَيْهِ، بَلْ لَقَبٌ لَهُ، قِيلَ لأَنَّ الْجُنَيْدَ سُئِلَ عَنْ مَسْأََلِةٍ، فَقَالَ لَهُ: أَجِبْ، فَأَجَابَ، فَقَالَ: يَا خُلْدِيُّ! مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذِهِ الأَجْوِبَةُ؟، فَلَزِمَهُ النَّعْتُ.
(5) تَرْجَمَتُهُ فِي: تاريخ بغداد (6/ 211).
(6) تَرْجَمَتُهُ فِي: تاريخ الإسلام (1/ 2113)، وتاريخ بغداد (6/ 211).
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[24 - 08 - 05, 07:59 م]ـ
شُيُوخُهُ
ـــ
لَمْ نَرْ للآجُرِّيِّ تَرْجَمَةً تَشْفِى الْغَلِيلَ. وَلَمْ يَذْكُرُوا مِنْ شُيُوخِهِ إِلا الْعَدَدَ الْقَلِيلَ. عَلَى أَنَّ تَصَانِيفَهُ تَنْطِقُ بِلَوَامِعِ الأَسْمَاءِ. وَتَقْضِى بِمَا لَهُ مِنْ رَحَلاتٍ وَاسِعَةٍ فِى شَتَى الْبُلْدَانِ وَالأَنْحَاءِ. فَقَدْ سَمِعَ الْحَدِيثَ مِنْ كَثِيرٍ مِنْ الأَئمَّةِ الْعُلَمَاءِ الأَعْلامِ. مِمَّنْ ذَاعَ صِيتُهُمْ بِبَغْدَادَ وَالْبَصْرِةِ وَالْكُوفَةِ وَوَاسِطٍ وَمِصْرَ وَالشَّامِ. وَهَاكَ مُعْجَمَاً بِسِتِينَ عَلَمَاً مِنْ مَشَاهِيرِ شُيُوخِهِ وَمُعَلِّمِيهِ، فِى أَفْخَمِ تَصَانِيفِهِ الْمَوْسُومِ بـ ((كِتَابِ الشَّرِيعَةِ)):
ـ[عمر رحال]ــــــــ[24 - 08 - 05, 08:29 م]ـ
بارك الله فيكم، ونفع بعلمكم.
قال الشافعي: " أهلُ الحديث في كل زمان كالصحابة في زمانهم، وكان يقول: "إذا رأيتُ صاحبَ حديثٍ فكأني رأيت أحدًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
محبكم:
عمر رحال
ـ[عمر رحال]ــــــــ[24 - 08 - 05, 08:32 م]ـ
شيخ، وهل له مصنفات أخرى غير ما نعرفه (الشريعة)؟
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[25 - 08 - 05, 07:16 ص]ـ
جزاك الله خيراً أبو محمد أشكرك على تعبك في هذا الموضوع وننتظر المزيد زادك الله من فضله وتوفيقه
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[25 - 08 - 05, 09:19 ص]ـ
للآجري مصنفات كثيرة غير الشريعة، من أشهرها:
أخلاق العلماء، الغرباء، أخبار عمر بن عبد العزيز، وغيرها كثير.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[25 - 08 - 05, 12:56 م]ـ
الأخ الودود / عمر رحال
وَعَلَيْكَ مِنِّي أَلْفُ أَلْفِ تَحِيَّةٍ ... وَسَلامَةٍ تَبقَى بِغَيْرِ تَبَدُّلِ
قَدْ نَصَحَنَا - للهِ دَرُّهُ - الإمَامُ الثَّبْتُ النِّحْرِير، النَّاصِرُ لِسُنَّةِ الْبَشِيرِ النَّذِير، فَقَالَ:
يَا أيُّهَا الرَّجُلُ الْمُرِيدُ نَجَاتَهُ ... اسْمَعْ مَقَالَةَ نَاصِحٍ مِعوَانِ
كُنْ فِي أُمُورِكَ كُلِّهَا مُتَمَسِّكَاً ... بِالْوَحْي لا بِزَخَارِفِ الْهَذَيَانِ
وَانْصُرْ كِتَابَ اللهِ وَالسُّنَنَ الَّتِي ... جَاءَتْ عَنِ الْمَبعُوثِ بِالفُرْقَانِ
وَاضْرِبْ بِسَيْفِ الْوَحْي كُلَّ مُعَطِّلٍ ... ضَرْبَ الْمُجَاهِدِ فَوْقَ كُلِّ بَنَانِ
وَاحْمِلْ بِعَزْمِ الصِّدْقِ حَمْلَةَ مُخُلِصٍ ... مُتَجَرِّدٍ للهِ غَيْرِ جَبَانِ
وَاثُبُتْ بِصَبْرِكَ تَحْتَ ألْوِيَةِ الْهُدَى ... فَإِذَا أُصِبْتَ فَفِي رِضَا الرَّحْمَنِ
وَاجْعَلْ كِتَابَ اللهِ والسُّنُنَ الَّتِي ... ثَبَتَتْ سِلاَحَكَ ثُمَّ صِحْ بِجَنَانِ
مَنْ ذَا يُبَارِزُ فَلْيُقَدِّمْ نَفْسَهُ ... أَوْ مَنْ يُسَابِقْ يَبْدُ فِي الْمَيْدَانِ
وَاصْدَعْ بِمَا قَالَ الرَّسُولُ ولا تَخَفْ ... مِنْ قِلَّةِ الأَنْصَارِ والأَعْوَانِ
فَاللهُ نَاصِرُ دِينِهِ وَكتَابِهِ ... وَاللهُ كَافٍ عَبْدَهُ بأمَانِ
¥(9/145)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[25 - 08 - 05, 01:06 م]ـ
شُيُوخُهُ
ــــ
لَمْ نَرْ للآجُرِّيِّ تَرْجَمَةً تَشْفِى الْغَلِيلَ. وَلَمْ يَذْكُرُوا مِنْ شُيُوخِهِ إِلا الْعَدَدَ الْقََلِيلَ. عَلَى أَنَّ تَصَانِيفَهُ تَنْطِقُ بِلَوَامِعِ الأَسْمَاءِ. وَتَقْضِى بِمَا لَهُ مِنْ رَحَلاتٍ وَاسِعَةٍ فِى شَتَى الْبُلْدَانِ وَالأَنْحَاءِ. فَقَدْ سَمِعَ الْحَدِيثَ مِنْ كَثِيرٍ مِنْ الأَئمَّةِ الْعُلَمَاءِ الأَعْلامِ. مِمَّنْ ذَاعَ صِيتُهُمْ بِبَغْدَادَ وَالْبَصْرِةِ وَالْكُوفَةِ وَوَاسِطٍ وَمِصْرَ وَالشَّامِ. وَهَاكَ مُعْجَمَاً بِسِتِينَ عَلَمَاً مِنْ مَشَاهِيرِ شُيُوخِهِ وَمُعَلِّمِيهِ، فِى أَفْخَمِ تَصَانِيفِهِ الْمَوْسُومِ بـ ((كِتَابِ الشَّرِيعَةِ)):
[1] إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ مَاعِزٍ أبُو مُسْلِمٍ الْكَجِّيُّ البصرِيُّ (ت 292).
[2] إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْهَيْثَمِ أبُو الْقَاسِمِ الْقَطِيعِيُّ الْكَرْخِيُّ (ت 301).
[3] إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى بْنِ إِسْحَاقَ الْجَوْزِيُّ أبُو إِسْحَاقَ التَّوَّزِيُّ (ت 304).
[4] أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ رَاشِدٍ أبُو عَبْدِ اللهِ الصُّوفِيُّ (ت 306).
[5] أَحْمَدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الْفَيْرُزَانِ أبُو الْعَبَّاسِ الأُشْنَانِيُّ الْمُقْرِئُ (ت 307).
[6] أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَرْزُوقِ بْنِ أَبِى عَوْفٍ أبُو عَبْدِ اللهِ الْبَزُّورِيُّ (ت 297).
[7] أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُوسَى بْنِ زَنْجَوَيْهَ الْمَخْرَمِيُّ أبُو الْعَبَّاسِ الْقَطَّانُ (ت 304).
[8] أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ السُّكَيْنِ بْنِ عِيسَى بْنِ فَيْرُوزَ أبُو الْعَبَّاسِ الْبَلَدِيُّ (ت 323).
[9] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادِ بْنِ بِشْرِ بْنِ دِرْهَمٍ أبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِيُّ (ت 340).
[10] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ شَاهِينَ أبُو عَبْدِ اللهِ الشَّيْبَانِيُّ (ت 301).
[11] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيْمِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ سَعِيدٍ الْفَزَارِيُّ أبُو طَلْحَةَ الْبَصْرِيُّ.
[12] أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ إِسْحَاقَ الْحُلْوَانِيُّ أبُو جَعْفَرٍ الْبَجَلِيُّ (ت 296).
[13] إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَسَّانٍ أبُو يَعْقُوبَ الأَنْمَاطِيُّ الْبَغْدَادِيُّ (ت 302).
[14] بُنَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلَوَيْهَ أبُو مُحَمَّدٍ الْقَطَّانُ جَارُ الدَّارَقُطْنِيِّ (ت 301).
[15] جَعْفَرُ بْنُ إِدْرِيسَ الْقَزْوِينِيُّ أبُو عَبْدِ اللهِ الْمَكِّيُّ إِمَامُ الْحَرَمِ (ت 315).
[16] جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ أبُو الْفَضْلِ الصَّنْدَلِيُّ (ت 318).
[17] جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْمُسْتَفَاضِ أبُو بَكْرٍ الْفِرْيَابِيُّ (ت 301).
[18] حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ بْنِ زُهَيرٍ أبُو الْعَبَّاسِ الْبَلْخِيُّ (ت 309).
[19] الْحَسَنُ بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَسَدٍ أبُو عَلِيٍّ السُّكْرِيُّ.
[20] الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ أبُو سَعِيدٍ الْجَصَّاصُ الْبَغْدَادِيُّ (ت 301).
[21] الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ أبُو مُحَمَّدٍ بْنُ عَلَوَيْهَ الْقَطَّانُ (ت 298).
[22] الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ شُعْبَةَ أبُو عَلِيٍّ الأَنْصَارِيُّ (ت 313).
[23] الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ أبُو عَبْدِ اللهِ الْمَحَامِلِيُّ (ت 330).
[24] الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُفَيْرٍ أبُو عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ (ت 315).
[25] خَلَفُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِيسَى أبُو مُحَمَّدٍ الْعُكْبَرِيُّ (ت 296).
[26] عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي شُعَيْبٍ أبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ (ت 295).
[27] عَبْدُ اللهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ أبُو بَكْرِ بْنِ أبِي دَاوُدَ (ت 316).
¥(9/146)
[28] عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ أبُو مُحَمَّدٍ الطَّيَالِسِيُّ (ت 308).
[29] عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الضَّحَّاكِ أبُو مُحَمَّدٍ الْبُخَارِيُّ (ت 305).
[30] عَبْدُ اللهِ بْنُ الصَّقْرِ بْنِ نَصْرِ بْنِ مُوسَى بْنِ هِلالٍ أبُو الْعَبَّاسِ السُّكْرِيُّ (ت 302).
[31] عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْوَاسِطِيُّ أبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ (ت 300)
[32] عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ أبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ (ت 317).
[33] عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوسَ أبُو الْقَاسِمِ الْمُقْرِئُ الْعَطَشِىُّ (ت 317).
[34] عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ بْنِ نَجْبَةَ أبُو مُحَمَّدٍ الْبَرْبَرِيُّ (ت 301).
[35] عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ عِيسَى بْنِ زَاطِيَا أبُو الْحَسَنِ الْمَكْفُوفُ (ت 306).
[36] عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَرْبِ بْنِ عِيسَى أبُو عُبَيْدِ بْنِ حَرْبَوَيْهَ الْقَاضِي (ت 319).
[37] عَلِيُّ بْنُ حَسَنَوَيْهَ أبُو الْحَسَنِ الْقَطَّانُ (ت 300).
[38] عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَالِكٍ أبُو حَفْصٍ السَّقَطِيُّ (ت 305).
[39] عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ نَصْرِ بْنِ طَرْخَانَ أبُو حُفَيْصٍ قَاضِي حَلَبَ (ت 306).
[40] عُمَرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أبُو بَكْرٍ الْقَرَاطِيسِيُّ.
[41] عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارِ أبُو حَفْصٍ القافلائِي (ت 308).
[42] الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى أبُو بَكْرٍ الْمُقْرِىُء الْمُطَرِّزُ (ت 305).
[43] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ أبُو بَكْرٍ الْعَسْكَرِيُّ الْفَقِيهُ (ت 325).
[44] مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ إِمَامُ الأَئِمَّةِ أبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ (ت 311).
[45] مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ هَارُونَ بْنِ بَدِينَا أبُو جَعْفَرٍ الْمَوْصِلِيُّ الدَّقَّاقُ (ت 308).
[46] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ أبُو جَعْفَرٍ الأُشْنَانِيُّ الْكُوفِيُّ (ت 315).
[47] مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ أبُو جَعْفَرٍ الْبَرْذَعِيُّ الْمَكِّيُّ.
[48] مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ ذَرِيحِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ هُرْمُزٍ أبُو جَعْفَرٍ الْعُكْبَرِيُّ (ت 307).
[49] مُحَمَّدُ بْنُ كُرْدِيٍّ أبُو نَصْرٍ الْفَلاسِ صَاحِبُ أَبِى بَكْرٍ الْمَرْوزِيِّ.
[50] مُحَمَّدُ بْنُ اللَّيْثِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ أبُو بَكْرٍ الْجَوْهَرِيُّ (ت 297).
[51] مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ أبُو بَكْرٍ الْبَاغَنْدِيُّ (ت 312).
[52] مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ حَفْصٍ أبُو عَبْدِ اللهِ الدُّورِيُّ الْعَطَّارِ (ت 331)
[53] مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ الْمُجَدِّرِ أبُو بَكْرٍ الْبَغْدَادِيُّ (ت 312).
[54] مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ أبُو بَكْرٍ الْمَرْوزِيُّ الْبَغْدَادِيُّ (ت 298).
[55] الْمُفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُفَضَّلِ أبُو سَعِيدٍ الْجَنَدِيُّ (ت 308).
[56] مُوسَى بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ يَحْيَى بْنِ خَاقَانَ أبُو مُزَاحِمٍ الْخَاقَانِيُّ (ت 325).
[57] هَارُونُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ هَارُونَ بْنِ زِيَادٍ أبُو أَحْمَدَ الْقَطِيعِيُّ (ت 303).
[58] يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْبَخْتَرِيُّ أبُو زَكَرِيَّا الْحِنَّائِيُّ (ت 299).
[59] يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ أبُو مُحَمَّدٍ البغدادِيُّ (ت 318).
[60] يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ حَمَّادِ أبُو مُحَمَّدٍ الْقَاضِي (ت 297).
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[31 - 08 - 05, 01:30 م]ـ
وَهَاكَ تَرَاجِمَ عَشْرَةٍ مِنْ مَشَاهِيرِ شُيُوخِهِ:
[1] أبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ مَاعِزٍ الْكَجِّيُّ الْبَصْرِيُّ (1).
¥(9/147)
نُخْبَةُ الْفُضَلاءِ. وَعُمْدَةُ الْنُبَلاءِ. وَسُلافَةُ النُّجَبَاءِ. وَوَحِيدُ الْفَضَائِلِ وَالْخِلالِ. وَفَرِيدُ الشَّمَائِلِ وَالْخِصَالِ. ورَئِيسُ الْمُحَدِّثِينَ بِالْبَصْرِةِ بَلْ كُلِّ الأَمْصَارِ. ذُو الْبَاعِ الْوَاسِعِ فِي حِفْظِ الأَحَادِيثِ وَالآثَارِ. فَكَأَنَّهَا صَحِيفَةٌ بَيْنَ جَوَانِحِهِ يَأْخُذُ مِنْهَا مَا يَشَاءُ وَيَخْتَار.
بَحْرٌ لَيْسَ لِلْبَحْرِ مَا عِنْدَهُ مِنْ الْيَوَاقِيتِ وَالْمَرْجَان. وَحَبْرٌ سَمَا عَلَى الْعَوَالِي فَفَاقَ الرِّفَاقَ وَالأَقْرَان. وَرَوْضَةُ عِلْمٍ لَيْسَ لِلرِّيَاضِ مَا لَدَيْهِ مِنْ الأَزَاهِيرِ وَالرَّيَاحِين. قَدْ أَيْنَعَتْ وَأَثْمَرَتْ فَهِي ((تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ))
انْتَظَمَتْ بِهِ مَجَالِسُ الْحَدِيثِ وَعَظُمَتْ جُمُوعُهُ. وَاعْشَوَشَبَتْ رِيَاضُهُ وَانْتَعَشَتْ رُبُوعُهُ. كَيْفَ لا وَهُوَ الإِمَامُ خَاضَ مِنْهُ فِي بِحَارٍ عَمِيقَة. وَسَلَكَ سَبِيلَ السَّادَةِ السَّالِفِينَ وَهِي أَمْثَلُ طَرِيقَة. فَإِذَا حَدَّثَ أَتَى بِالْحُجَّةِ الْمُوَضِّحَة. وَهَدَّ قَوَاعِدَ الْمُبْتَدِعَةِ فَصَارَتْ تَحْتَ الأَرْجُلِ مُجَرَّحَة. وَصَنَّفَ الْمُسْنَدَ الْكَبِيرَ فَكَانَ كَحَدَائِقَ ذَاتِ بَهْجَةٍ. فَآثَارُهُ مِنْ صِحَّتِهَا وَحُسْنِهَا تُفَدَّى بِكُلِّ مُهْجَةٍ. وَفَصَّلَ الأُصُولَ بَابَاً بَابَا. فَفَرَّقَ شَمْلَ الْمُبْتَدِعَةِ وَصَيَّرَهُمْ شِيعَاً وَأَحْزَابَا. وَنَادَى شَاعِرُ أََهْلِ السُّنَّةِ وَقَالَ صَوَابَا:
مَنْ كَانَ يَرْغَبُ فِي النَّجَاةِ فَمَا لَهُ ... غَيْرُ اتَّبَاعِ الْمُصْطَفَى فِيمَا أَتَى
ذَاكَ السَّبِيلُ الْمُسْتَقِيمُ وَغَيْرُهُ ... سُبُلُ الْغِوَايَةِ وَالضَّلالَةِ وَالرَّدَى
فَاتْبَعْ كِتَابَ اللهِ وَالسُّنُنَ الَّتِي ... صَحَّتْ فَذَاكَ إِذَا اتْبَعْتَ هُوَ الْهُدَى
وَدَعْ السُّؤَالَ بِكَمْ وَكَيْفَ فَإِنَّهُ ... بَابٌ يَجُرُّ ذَوِي الْبَصِيرَةِ لِلْعَمَى
الدِّينُ مَا قَالَ الرَّسُولُ وَصَحْبُهُ ... وَالتَّابِعُونَ فَمِنْ مَنَاهِجِهِمْ قَفَا
وَهُوَ مَعْ ذَا فَرْدُ الْجُودِ وَالْكَرَمِ الَّذِي لا يُضَاهِيهِ الطَّائِيُّ. سَجِيَّةٌ مَوْهُوبَةٌ وَطَبْعٌ أَرْيَحِيٌّ. فَمَا نَبَتَتْ الْبَطْحَاءُ إِلا مِنْ وَابِلٍ صَيَّبٍ. وَلا حَقَّ الشُّكْرُ وَالْمَدِيحُ إِلا لِجَوَادٍ طَيَّبٍ. لذا مَدَحَهُ وَأَسَدَ بْنَ جَهْوَرَ الْبُحْتُرِيُّ أبُو عُبَادَةْ. وَهُمَا الْجَدِيرَانِ بِمَا قَالَهُ وَزِيَادَةْ:
هَلْ تُبدِيَنَّ لِيَ الأَيّامُ عَارِفَةً ... إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ الْكَجِّيِّ أَوْ أَسَدِ
كِلاهُمَا آخِذٌ لِلْمَجْدِ أُهْبَتَهُ ... وَبَاعِثٌ إِثْرَ نُجْحِ الْيَوْمِ نُجْحَ غَدِ
لِلَّهِ دَرُّكُمَا مِنْ سَيِّدَيْ زَمَنٍ ... أَجْرَيْتُمَا مِنْ مَعَالِيهِ إِلَى أَمَدِ
وَجَدْتُ عِنْدَكُمَا الْجَدْوَى مُيَسَّرَةً ... أَوَانَ لا أَحَدٌ يُجْدِي عَلَى أَحَدِ
وَقَدْ تَطَلَّبتُ جَهْدِيَ ثَالِثَاً لَكُمَا ... عِنْدَ اللَّيَالِي فَلَمْ تَفْعَلْ وَلَمْ تَكَدِ
لَنْ يُبْعِدَ اللهُ مِنِّيَ حَاجَةً أَبَدَاً ... وَأَنْتُمَا غَايَتِي فِيهَا وَمُعْتَمَدِي
إِنْ تُقْرِضَا فَقَضَاءٌ لا يَرِيثُ وَإِنْ ... وَهَبْتُمَا فَقَبُولُ الرِّفْدِ وَالصَّفَدِ
وَفِي الْقَوَافِي إِذَا سَوَّمْتُهَا بِدَعٌ ... يَثْقُلْنَ فِي الْوَزْنِ أَوْ يَكْثُرْنَ فِي الْعَدَدِ
وَخَصَّهُ أبُو عُبَادَةَ بِالْمَزِيدِ مِنْ الْمَدِيحِ. فَقَدْ زَادَهُ أبُو مُسْلِمٍ مِنْ خَفِي كَرَمِهِ وَالصَّرِيحِ. وَغَدَتْ عَلَيْهِ عَطَايَاهُ وَرَاحَتْ. فَمَدَحَهُ بِقَصَائِدِهِ الَّتِي ذَاعَتْ وَشَاعَتْ.
خُلُقٌ كَالْغَمَامِ لَيْسَ لَهُ بَرْقٌ سِوَى بِشْرِ وَجْهِكَ الْوَضّاحِ
إِرْتِيَاحَاً لِلطَّالِبِينَ وَبَذْلاً ... وَالْمَعَالِي لِلْبَاذِلِ الْمُرْتَاحِ
أَيُّ جَدَّيْكَ لَمْ يَفُتْ وَهُوَ ثَانٍ ... مِنْ مَسَاعِيهِ أَلْسُنَ الْمُدّاحِ
وَكِلا جَانِبَيْكَ سَبْطُ الْخَوَافِي ... حِينَ تَسْمُو أَثِيثُ رِيشِ الْجَنَاحِ
¥(9/148)
قَالَ أبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: حَدَّثَنَا بُشْرَى بْنُ عَبْدِ اللهِ الرُّومِيُّ الْفَاتِنِيُّ سَمِعْتُ أبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ سَلْمٍ يَقُولُ: لَمَّا قَدِمَ عَلَيْنَا أبُو مُسْلِمٍ الْكَجِّيُّ أَمَلَي الْحَدِيثَ فِي رَحَبَةِ غَسَّانَ، وَكَانَ فِي مَجْلِسِهِ سَبْعَةُ مُسْتَمْلِينَ يُبَلِّغُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ صَاحِبَهُ الَّذِي يَلِيهِ، وَكَتَبَ النَّاسُ عَنْهُ قِيَامَاً بِأَيْدِيهِمْ الْمَحَابِرَ، ثُمَّ مُسِحَتْ الرَّحَبَةُ، وَحُسِبَ مَنْ حَضَرَ بِمَحْبَرَةٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ نَيِّفَاً وَأَرْبَعِينَ أَلْفَ مَحْبَرَةً سِوَى النَّظَّارَةِ. قَالَ ابْنُ سَلْمٍ: وَبَلَغَنِي أَنَّ أبَا مُسْلِمٍ كَانَ نَذَرَ أَنْ يَتَصَدَّقَ إِذَا حَدَّثَ بِالْمُسْنَدِ بِعَشْرَةِ آلافِ دِرْهَمٍ.
وَقَالَ أبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ غُنْجَارٍ الْبُخَارِيُّ فِي ((تَارِيخِ بُخَارَى)): حَدَّثَنَا أبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ الطُّبْسِيِّ يَقُولُ: كُنَّا بِبَغْدَادَ عِنْدَ أَبِي مُسْلِمٍ الْكَجِّيِّ، وَمَعَنَا مُسْتَمْلِي صَالِحِ جَزَرَةَ، فَقِيلَ لأَبِي مُسْلِمٍ: هَذَا مُسْتَمْلِي صَالِحٍ، قَالَ: مَنْ صَالِحُ؟، قَالَ: صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ جَزَرَةَ، فَقَالَ: وَيْحَكُمْ مَا أَهْوَنَهُ عِنْدَكُمْ؛ أَلا تَقُولُوا: سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ، وَكُنَّا فِي أُخْرَيَاتِ النَّاسِ فَقَدَّمَنَا، وَقَالَ: كَيْفَ أَخِي وَكَبِيرِي؛ مَا تُرِيدُونَ؟، قُلْنَا: أَحَادِيثَ ابْنِ عَرْعَرَةَ، وَحِكَايَاتِ الأَصْمَعِيِّ، فَأَمَلَى عَلَيْنَا مِنْ ظَهْرِ قَلْبٍ.
سَمِعَ: إِبْرَاهِيمَ بْنَ بَشَّارٍ الرَّمَادِيَّ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ حُمَيْدٍ الطَّوِيلَ، وَبَدَلَ بْنَ الْمَحَبَّرِ الْيَرْبُوعِيَّ، وَبِشْرَ بْنَ مَرْحُومٍ الْعَطَّارَ، وَبَكَّارَ بْنَ مُحَمَّدٍ السِّيرِينِيَّ، وَحَجَّاجَ بْنَ مِنْهَالٍ، وحَجَّاجَ بْنَ نُصَيْرٍ الْفَسَاطِيطِيَّ، وَحَرْمِيَّ بْنَ حَفْصٍ الْقَسْمَلِيَّ، وَحَفْصَ بْنَ عُمَرَ الْحَوْضِيَّ، والْحَكَمَ بْنَ مَرْوَانَ الضَّرِيرَ، وَدَاوُدَ بْنَ شَبِيبٍ الْبَاهِلِيَّ، وَالرَّبِيعَ بْنَ يَحْيَى الأشنانِيَّ، وَسُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ، وَسُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ أَبَا الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيَّ، وَسُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ الشَّاذكُونِيَّ، وَسَهْلَ بْنَ بَكَّارٍ الْمَكْفُوفَ، وَصَالِحَ بْنَ حَاتِمِ بْنِ وَرْدَانَ، وَالضَّحَّاكَ بْنَ مَخْلَدٍ أبَا عَاصِمٍ النَّبِيلَ، وعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ حَمَّادٍ الشُّعَيْثِيَّ، وعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْمُبَارَكِ الْعَيْشِيَّ، وَعَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ الْخَطَّابِ الْكُوفِيَّ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ رَجَاءٍ الْغُدَانِيَّ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحَجَبِيَّ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيَّ، وَعَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ قُرَيبٍ الأَصْمَعِيَّ، وَعَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مُحَمَّدٍ أبَا قِلابَةَ الرَّقَاشِيَّ، وَعُبَيْدَ اللهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصِ بْنِ عَائِشَةَ الْعَيْشِيَّ، وَعُثْمَانَ بْنَ الْهَيْثَمِ العبدِيَّ، وَعِصْمَةَ بْنَ سُلَيْمَانَ الْخَزَّازَ، وَعَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ، وَعِمْرَانَ بْنَ مَيْسَرَةَ الْقَنْطَرِيَّ، وَعَمْرَو بْنَ مَرْزُوقٍ الْبَاهِلِيَّ، ومُحَمَّدَ بْنَ أبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيَّ، ومُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُثَنَى الأَنْصَارِيَّ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَرْعَرَةَ، وَمُحَمَّدَ بْنَ الْفَضْلِ عَارِمَ السَّدُوسِيَّ، وَمُحَمَّدَ بْنَ كَثِيرٍ العبدِيَّ، وَمُحَمَّدَ بْنَ مُحَبَّبٍ أَبَا هَمَّامٍ الدَّلالَ، وَمُحَمَّدَ بْنَ مِنْهَالٍ الضَّرِيرَ، وَمُسَدَّدَ بْنَ مُسَرْهَدٍ، وَمُسْلِمَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْفَرَاهِيدِيَّ، وَمُعَاذَ بْنَ أَسَدٍ الْمَرْوزِيَّ، وَمُعَاذَ بْنَ فَضَالَةَ الزَّهْرَانِيَّ، وَمَعْقِلَ بْنَ مَالِكٍ الْبَاهِلِيَّ، وَمُعَلَى بْنَ أَسَدٍ الْبَصْرِيَّ، وَمُوسَى بْنَ مَسْعُودٍ أبَا حُذَبْفَةَ النَّهْدِيَّ، وَهِشَامَ بْنَ عَبْدِ
¥(9/149)
الْمَلِكِ الطَّيَالِسِيَّ، وَيَحْيَى بْنَ حَمَّادِ بْنِ أبِي زِيَادٍ الشَّيْبَانِيَّ، وَخَلائِقَ عِدَّةً.
رَوَى عَنْهُ: أبُو بَكْرٍ الآجُرِِّيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ النَّجَّادُ، وَأَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ بِنْجَابٍ أبُو الْحَسَنِ الطَّيْبِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الْفَضْلِ أبُو الْحَسَنِ السَّقَطِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حمدان بْنِ مَالِكٍ أبُو بَكْرٍ الَقَطِيعِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ أبُو بَكْرٍ الْختَّلِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْحَاقَ أبُو عَلِىٍّ الْبَصْرِيُّ الْمَعْرُوفُ بِشُعْبَةَ، وَأَحْمَدُ بْنُ سَعْدٍ أبُو الْحَسَنِ الْمِصْرِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الْهَيْثَمِ أبُو بَكْرٍ التَّمَّارُ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ أبُو الْقَاسِمِ الْبَكْرَآبَاذِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ زَكَرَيَّا بْنِ خَرَّزَاذَ أبُو بَكْرٍ الأَهْوَازِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْمُطَلَّبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ هَارُونَ الْوَاثِقِ أبُو بَكْرٍ الْعَبَّاسِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ أبُو عَلِيٍّ الصَّفَّارُ، وَحَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ دَاوُدَ أبُو الْقَاسِمِ الْقَزَّازُ، وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ الصُّوفِيُّ الْبَغْدَادِِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى أبُو عَلِيٍّ الأَنْصَارِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ أبُو مُحَمَّدِ بْنُ مَاسِي الْبَزَّازُ، وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ هَاشِمٍ أبُو الْحَسَنِ الآمُلِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُعَلَى أبُو الْحَسَنِ الشُّونِيزِيُّ، وَفَارُوقَ بْنُ عَبْدِ الْكَبِيرِ بْنِ عُمَرَ أبُو حَفْصٍ الْخَطَّابِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْحَكَمِ أبُو عَبْدِ اللهِ الْختَّلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَرْوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ أبُو الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ الْمَعُرُوفُ بِابْنِ شَنْبُوذٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ أبُو الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ أبُو بَكْرٍ الْكَتَانِيُّ الْمُؤَدِّبُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ هَارُونَ أبُو بَكْرٍ الْمُقْرِئُ النَّقَّاشُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أبُو بَكْرٍ الدَّقَّاقُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ يَعْقُوبَ أبُو بَكْرٍ الْمُقْرِئُ الْعَطَّارُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِىِّ بْنِ الْحَسَنِ بَرْهَانٌ أبُو بَكْرٍ الدِّينَوْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِىِّ بْنِ الْحَسَنِ أبُو بَكْرٍ الشَّيْلَمَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيَّبِ أبُو الْحُسَيْنِ الْبَصْرِيُّ المعتزلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الْخَرَّازُ الْمَالِكِىُّ، وَمُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ أَحْمَدَ النَّجَّارُ الْقَاضِي الْجُرْجَانِيُّ، وَمُوسَى بْنُ هَارُونَ ابْنِ جَعْفَرٍ أبُو عِمْرَانَ الإِسْتَرَابَاذِيُّ، وَنُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَدِيٍّ أبُو الْحَسَنِ الإِسْتَرَابَاذِيُّ، وَنُوحُ بْنُ خَلَفِ بْنِ الْخَصِيبِ أبُو عِيسَي الْبَجَلِيُّ، وَخَلائِقٌ.
وَتُوُفِّي سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَمِائَتِيَنْ ِ، وَقَدْ نَاهَزَ الْمِائَةَ عَامٍ.
ــــ هامش ــــ
(1) تَرْجَمَتُهُ فِي: البداية والنِّهاية (11/ 99)، وتاج العروس (1/ 1488)، وتاريخ الإسلام (1/ 2248)، وتاريخ بغداد (6/ 120)، وتذكرة الْحُفَّاظ (2/ 620)، وثقات ابن حِبَّان (8/ 89)، والْعِبَر فِي خَبَر مَنْ غَبَر (1/ 104)، ونَشْوَار الْمُحَاضِرة، الْوَافِي بالوَفَيَات (1/ 730).
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[31 - 08 - 05, 02:29 م]ـ
[2] جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْمُسْتَفَاضِ أبُو بَكْرٍ الْفِرْيَابِيُّ (1).
¥(9/150)
جَامِعُ الْعُلُومِ وَالْحِكَمْ. وَقِبْلَةُ طُلابِ الْحَدِيثِ الَّتِي تُؤْتََى وَتُؤمّ. وَرَايَةُ الْمَجْدِ الَّتِي أَحْرَزَتْ فَضْلاً كَبِيرَاً. وَتُلِي فِي جَنَبَاتِهَا ((وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرَاً)). وَفخْرُ فِرْيَابَ الَّذِي فَخَرَتْ بِهِ عَلَى كُلِّ الأَمْصَارِ. وَبَدْرُ الْكَمَالِ، بَلْ شَمْسُ الأَصِيلِ فِي رَائِعَةِ النَّهَارِ. وَمِنْحَةُ خِزَانَةِ نُبَهَائِهَا. وَنَفْحَةُ رَيْحَانَةِ أَلِبَائِهَا. وَإِمَامُ مَجْمَعِ مَعَارِفِهَا وَعُلُومِهَا. بِجِلِيلِ ذِكْرِهِ قَدْ طَرِبَتْ النُّفُوسُ. وَبِجِمِيلِ مَدْحِهِ قَدْ تَزَيَّنَتْ الطُّرُوسُ.
الْحَافِظُ الْحَاذِقُ الَّذِي فَاقَ الأَقْرَانَ وَبَرَّزَ. وَمَنْ إذِاَ صَنَّفَ فِي الأَحْكَامِ حَاكَ وَطَرَّزَ. نَاشِرُ بُرُودِ التَّحْبِيرِ. وَمُظْهِرُ شُمُوسِ التَّحْرِيرِ. وَمُغْنِي اللَّبِيبِ. عَنْ الأَبَاطِيلِ وَالأَكَاذِيبِ.
فَوَالَّذِي رَفَعَ ذَاتَ الرَّجْعِ. وَبَسَطَ ذَاتَ الصَّدْعِ. إِنَّ تَصَانِيفَهُ نُورٌ عَلَى نُورٍ. وَدُرٌّ مَنْثُورٌ فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ. مَعْ حِكَمٍ بَلِيغَةٍ كَلَوَامِعِ الأَنْوَارِ. وَآدَابٍ رَائِقَةٍ كَالرَّوْضِ الْمِعْطَارِ. وَتَحْقِيقَاتٍ لَمْ تَسْتَطِعْهَا الأَفَاضِلْ. وَكَيْفَ لا، وَقَدْ حَوَاهَا عَنْ السَّادَةِ الأَمَاثِلْ. الَّذِينَ هُمْ فِي سُبُلِ الْهُدَى سَالِكُونَ. ((أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ)).
فَهُوَ الْجَدِيرْ. بِهَذَا التَّحْبِيرْ:
وَأَقَامَ جَعْفَرُ مَفْخَراً لِرِيَاسَةٍ ... قَدْ رَدَّهَا بَعْدَ الْمَشِيبِ شَبَابَا
حَبْرٌ لَهُ التَّقْوَى شِعَارٌ لازِمٌ ... وَالْبِرُّ ثَوْبٌ يَسْحِرُ الأَلْبَابَا
كَالْغَيْثِ يَخْلُفُهُ الرَّبِيعُ وَغَيْرُهُ ... كَالنَّارِ تَعْقُبُ إِذَا تَشُبُّ تُرَابَا
ذَا عَزْمَةٍ لَوْ كَانَ مَارَسَ بَعْضَهَا ... الْحَجَرُ الأَصَمُّ أَوْ الْحَدِيدُ لَذَابَا
وَرِوَاقُ عِزٍّ فَوْقَ دِينِ مُحَمَّدٍ ... وَعَلَى رُؤُوسِ الْمَارِقِينَ شِهَابَا
وَصَدَعْتَ عَنْ حَقٍّ حَوَيْتَ أُصُولَهُ ... لا عَنْ هَوَىً فِيمَا نَطَقْتَ صَوَابَا
وَكَشَفْتَ عَنْ دِينِ النَّبيِّ مُحَمَّدٍ ... ظُلَمَاً وَلَمْ تُبْقِ بِهَا مُرْتَابَا
يَا بَحْرَ عِلْمٍ مَا وَلَجْتُ عُلُومَهُ ... إِلا وَلَجْتُ مَدَى الزَّمَانِ عُبَابَا
يَا نُورَ مِشْكَاةِ الْعُلُومِ وَبَدْرَهَا ... يَا مَنْ كَشَفْتَ مِنْ الرُّمُوزِ صِعَابَا
لَمَحَ الشُّيُوخُ شُعَاعَ فَضْلِكَ مِثْلَمَا ... لَمَحُوا بِمُعْتَرَكِ الشُكوكِ صَوابا
وَأَمْضَى فِي قَضَاءِ الدِّينَوَرِ سِنِينَ عَدَدَا. فَسَلَكَ مَنْهَجَ الْعَدْلِ بِهِمَّةٍ لا تَعْرِفُ الْمَلَلْ. وَبَرَاعَةِ الْعَارِفِ بِمَرَاهِمِ الأَسْقَامِ وَالْعِلَلْ. فَكَبَتَ الْخِصْمَ الأَلَدّ. بِمَا مَنَعَ وَرَدَعَ وَقَوَّضَ وَهَدّ. مَعَ عِفَّةٍ وَدِيَانَةٍ. وَجَلالَةٍ وَصِيَانَةٍ. وَآدَابٍ تَأَلَّقَ جَمَالُهَا الْوَضَّاحُ. وَفَضَائِلَ تَأَنَّقَ أَرِيجُ عِطْرِهَا الْفَوَّاحُ.
نَادَتْ بِهِ الدِّينَوَرُ وَهِي مَرِيضَةٌ ... تَشْكُو الظَّمَا وَدُعَاؤُهَا اسْتِسْقَاءُ
فَانْهَلَّ مَاءُ الْمُزْنِ حَتَّى أَنَّهُ ... أَرْوَى الْبِلادَ وَجَادَتْ الأَنْوَاءُ
وَالأَرْضُ زَخَّرَفَهَا الرَّبِيعُ كَأَنَّمَا ... بُسِطَتْ عَلَيْهَا فَرْوَةٌ خَضْرَاءُ
وَافْتَرَّ ثَغْرُ الدَّهْرِ يَبْسَمُ ضَاحِكَاً ... وَعَلَيْهِ مِنْ نُورِ الْوَقَارِ بَهَاءُ
وَالزُّورُ وَلَى هَارِبَاً مِنْ بَأْسِهِ ... وَعَلاهُ مِنْ غَضَبِ الإِلَهِ غِشَاءُ
وَالْحَقُّ أَصْبَحَ وَاضِحَاً مُتَبَلِّجَاً ... بَيْنَ الأَنَامَ وَمَا عَلَيْهِ خَفَاءُ
هَذَا هُوَ الْخُلُقُ الْكَرِيْمُ بِمِثْلِهِ ... تَتَفَاخَرُ الْفُضَلاءُ وَالرُّؤسَاءُ
إِنَّ الْحَكِيمَ إِذَا أَقَامَ بِبَلْدَةٍ ... حَلَّ الشِّفَاءُ بِهَا وَزَالَ الدَّاءُ
¥(9/151)
رَوَى عَنْ: إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَجَّاجِ السَّامِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ ابْنِ عَبْدِ اللهِ الْخَلالِ الْمَرْوزِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْهَرَوِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلاءِ زِبْرِيقَ الْحِمْصِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيِّ، وَأَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيِّ، وَأَحْمَدَ بْنِ أبِي بَكْرٍ الْقَاسِمِ أبِي مُصْعَبٍ الْمَدِينِيَّ، وَأَحْمَدَ بْنِ خَالِدٍ الْخَلالِ، وَأَحْمَدَ بْنِ عَبْدَةَ الضَّبِيِّ، وَأَحْمَدَ بْنِ عِيسَى الْمِصْرِيِّ، وَأَحْمَدَ بْنِ الْفَرَاتِ الرَّازِيِّ، وَأَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ سَيَّارٍ الرَّمَادِيِّ، وَأَحْمَدَ بْنِ مَنِيعٍ الْبَغَوِيِّ، وَأَحْمَدَ بْنِ الْهَيْثَمِ الثَّغْرِيِّ، وَإِسْحَاقَ بْنِ بُهُلولٍِ الأَنْبَارِيِّ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي كَرِيْمَةَ الْحَرَّانِيِّ، وَإِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ الْحَنْظَلِيِّ، وَإِسْحَاقَ بْنِ سَيَّارٍ النُّصَيْبِيِّ، وَإِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ الْكَوْسَجِ، وَإِسْحَاقَ بْنِ مُوسَى الأَنْصَارِيِّ، وَأُمَيَّةَ بْنِ بِسْطَامٍ الْعَيْشِيِّ، وَبِشْرِ بْنِ هِلالٍ الصَّوَّافِ، وَتَمِيمِ بْنِ الْمُنْتَصِرِ الْهَاشِمِيِّ، وَحِبَّانَ بْنِ مُوسَى الْمَرْوزِيِّ، وَحَجَّاجِ بْنِ الشَّاعِرِ، وَالْحَسَنِ بْنِ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارِ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيِّ، وَالْحَسَنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ الْبَلْخِيِّ، وَالْحُسَيْنِ بْنِ عِيسَى الْقَوْمَسِيِّ، وَالْحَكَمِ بْنِ مُوسَى الْقَنْطَرِيِّ، وَحِكيمِ بْنِ سَيْفٍ الرَّقِيِّ، وَحُمَيْدِ بْنِ مَسْعَدَةَ الْبَاهَلِيِّ، وَحَنْبَلِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَحَوْثَرَةَ بْنِ أَشْرَسَ الْعَدَوِيِّ، وَدَاوُدَ بْنِ مِخْرَاقٍ الْفِرْيَابِيِّ، وَرَجَاءِ ابْنِ مُحَمَّدٍ السَّقَطِيِّ، وَرَوْحِ بْنِ الْفَرَجِ الْبَزَّازِ، وَزَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى الْبَلْخِيِّ، وَزُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، وَزَيِادِ بْنِ يَحْيَى الْحَسَّانِيِّ، وَزَيْدِ بْنِ أَخْزَمَ الطَّائِيِّ، وَسُرَيْجِ بْنِ يُونُسَ، وَسَعِيدِ ابْنِ يَعْقُوبَ الطَّالَقَانِيِّ، وَسَلَمَةَ بْنِ شَبِيبٍ، وسُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبِي أَيُّوبَ الدِّمِشْقِيِّ، وسُلَيْمَانَ بْنِ مَعْبَدٍ السِّنْجِيِّ، وَشَيْبَانِ بْنِ فَرُّوخَ، وَصَفْوَانَ بْنِ صَالِحِ بْنِ صَفْوَانَ الدِّمِشْقِيِّ، وَعَاصِمِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ الْمُنْتَشَرِ التَّيْمِيِّ، وَالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيِّ، وَالْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدُّورِيِّ، وَالْعَبَّاسِ بْنِ الْوَلِيدِ النَّرْسِيِّ، وَعَبْدِ الأَعْلَى بْنِ حَمَّادٍ النَّرْسِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ دُحَيْمٍ، وَعَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ حَبِيبٍ الْفِرْيَابِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ الْجَرَّاحِ الْقُهِسْتَانِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ أبِي زِيَادٍ القطوانِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْخَبَائِرِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ الْجُحْفِيِِّ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ بْنِ نُفَيْلٍ أَبِي جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيِّ، وَعُبَيْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدٍ أبِي قُدَامَةَ السَّرَخْسِيِّ، وَعُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيِّ، وَعُبَيْدِ اللهِ بْنِ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيِّ، وَعُثْمَانَ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وعَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ كَثِيرٍ الْحِمْصِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ الْفَلاسَ، وَعَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ النَّاقِدِ، وَعُقْبَةَ بْنِ مُكْرَمٍ الْعَمِِّيِّ، وَفُضَيْلِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَحْدَرِيِّ، وَقُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ الْقَعْنَبِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيِّ، وَمُحَمَّدِ ابْنِ إِدْرِيسَ أبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيِّ،
¥(9/152)
وَمُحَمَّدِ بْنِ بشَّارٍ بُنْدَارٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْبَلْخِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ الرَّازِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زَنْجُوَيْهِ، وَمُحَمَّدِ بْنَ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ أبِي مَرْوَانَ الْعُثْمَانِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عُزِيزٍ الأَبْلِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْعَلاءِ أبِي كُرَيْبٍ الْهَمْدانِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى الْعَنَزِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُصَفَّى الْحِمْصِيِّ، وَمُزَاحِمِ بْنِ سَعِيدٍ، وَمِنْجَابِ بْنِ الْحَارِثِ، وَالْهَيْثَمِ بْنِ أَيُّوبَ الطَّالَقَانِيِّ، وَهَدْبَةَ بْنِ خَالِدٍ الأَزْدِيِّ، وَهِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ الدِّمِشْقِيِّ، وَوَهْبِ بْنِ بَقِيَّةَ الْوَاسِطِيِّ، وَيَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيِّ، وَيَزِيدَ بْنِ خَالِدِ ابْنِ مَوْهَبٍ الرَّمْلِيِّ، وَيَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيِّ، وَيَعْقُوبَ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، وَيُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ الأَصْبَهَانِيِّ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَخَلائِقٍ لا يُحْصَوْنَ.
رَوَى عَنْهُ: أبُو بَكْرٍ الآجُرِِّيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الإسْمَاعِيلِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الْجِعَابِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ النَّجَّادُ، وَأَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، وَأَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ أبُو بَكْرٍ الَقَطِيعِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بن عُبَيْدِ اللهِ أبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْمُنَادِي، وَالْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَلادٍ الرَّامُهْرَمْزِيُّ، وَعَبْدُ الْبَاقِي ابْنُ قانِعٍ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ الطُّسْتِيُّ، وعُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أبُو حَفْصٍ الزَّيَّاتُ، ومُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ أبُو عَلِيٍّ الصَّوَّافُ، ومُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الدُّورِيُّ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ أبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ شَيْخِنَا أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّيَّاتِ أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا وَرَدَ أبُو بَكْرٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ إِلَى بَغْدَادَ، اسْتُقْبِلَ بِالطَّيَّارَاتِ وَالزَّبَازِبِ، وَوُعِدَ لَهُ النَّاسُ إِلَى شَارِعِ الْمَنَارِ بِبَابِ الْكُوفَةِ لِيَسْمَعُوا مِنْهُ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ، فَحَزَرَ مَنْ حَضَرَ مَجْلِسَهُ لِسَمَاعِ الْحَدِيثِ، فَقِيلَ: نَحْوُ ثَلاثِينَ أَلْفَاً، وَكَانَ الْمُسْتَمْلُونَ ثَلاثَمِائَةٍ وَسِتَةَ عَشَرَ.
قَالَ: وَقَالَ لَنَا الْعَتِيقِيُّ: وَسَمِعْتُ شَيْخَنَا أَبَا الْفَضْلِ الأَزْهَرِيُّ يَقُولُ: لِمَّا سَمِعْتُ مِنْ جَعْفَرٍ الْفِرْيَابِيُّ كَانَ مَجْلِسُهُ مِنْ أَصْحَابِ الْمَحَابِرِ؛ مِمَّنْ يَكْتُبُ حُدَودَ عَشْرَةِ آلافِ إِنْسَانٍ، مَا بَقِي مِنْهُمْ غَيْرِي، سِوَى مَنْ لا يَكْتُبُ.
وَفِي لَيْلَةِ الأَرْبِعَاءِ لِخَمْسٍ خَلَوْنَ مِنْ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِمِائَةٍ أَتَاهُ وَافِدُ الْمَنِيَّةِ. لِيُبَشِّرَهُ بِالرَّحِيلِ إِلَى الدَّارِ الآخِرَةِ الْعَلِيَّةِ. فَأَجَابَهُ وَلَبَّى بِلِسَانِ قَلْبِهِ. فَقَدْ كَانَ مُشْتَاقَاً لِلِقَاءِ رَبِّهِ. أَجْزَلَ اللهُ ثَوَابَهُ. وَجَعَلَ جَنَّةَ الْخُلْدِ مَآبَهُ.
ــــ هامش ــــ
(1) تَرْجَمَتُهُ فِي: البداية والنِّهاية (11/ 121)، وتاريخ الإسلام (1/ 2308)، وتاريخ بغداد (7/ 199)، وتذكرة الْحُفَّاظِ (2/ 692)، والرسالة الْمُستطرفة (ص 58،48،47)، وسير الأعلام (14/ 96)، وطبقات الْحُفَّاظ للسيوطِي (ص305)، ومعجم البلدان (4/ 259)، والْمُعِين فِي طبقات الْمُحَدِّثين (ص107)، ومولد العلماء ووفياتهم للرَّبَعِيِّ (2/ 631)، والوافِي بالوفيات.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[04 - 09 - 05, 06:50 م]ـ
[3] خَلَفُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِيسَى أبُو مُحَمَّدٍ الْعُكْبَرِيُّ (1).
¥(9/153)
تُحْفَةُ عُكْبَرَاءْ. وَإِمَامُ أَئِمَّتِهَا الْكُبَرَاءْ. وَمُحَدِّثُهَا اللَّوْذَعِيُّ. وَحَافِظُهَا الأَلْمَعِيُّ. الَّذِى فَاخَرَتْ الأَرْضُ السَّمَاءَ بِمَطْلَعِ شَمْسِهِ. وَعَلِمَ مِصْرُهُ بِهِ أَنَّ يَوْمَهُ خَيْرٌ مِنْ أَمْسِهِ. فقد جَمَعَ السُّنُنَ فَأَوْعَى. وَرَحَلَ فِي طَلَبِ عَوَالِي الأَسَانِيدِ وَسَعَى. وَسَمِعَ الْكُبَرَاءَ الرُّفَعَاءَ. وَلَقِي الأَئِمَّةَ النُّجَبَاءَ. وَجَمَعَ الْمَنَاقِبَ وَاخْتَارَ مِنْهَا وَانْتَقَى. وَأَيْقَنْ أَنَّ أَكْرَمَهَا وَأَصْلَحَهَا الْبِرُّ وَالتُّقَى. فَلَزِمَ مَحْرَابَ الْعِلْمِ وَالتَّحْدِيثِ وَالإِفَادَةِ. مُتَدَرِّعَاً بِفَوَاضِلِ الشِّيمِ وَكَرَائِمِ الرِّيَادَةِ. عَلَى ظُرْفٍ فِيهِ وَاحْتِشَامٍ. مَعْ زَهَادَةٍ وَوَرَعٍ تامٍ.
هَذَا الإِمَامُ الْعَابِدُ الْحُرُّ الذَّكَـ ـيُّ الزَّاهِدُ الْبَرُّ الرَّؤُوفُ الْمُشْفِقُ
الْفَاضِلُ الْمُتَجَرِّدُ الْوَرِعُ الْوَلِـ ـيُّ الْمَاجِدُ السَّمِحُ الْفَصِيحُ الْمُفْلِقُ
يَدْعُو لِدِينِ اللهِ دَعْوَةَ صَادِقٍ ... عَنْ طَاعَةِ الرَّحْمَنِ لا يَتَعَوَّقُ
سَمِعَ: إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، وَأَحْمَدَ بْنَ أَبِي شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيَّ، وَإِسْحَاقَ ابْنَ إِسْمَاعِيلَ الطَّالَقَانِيَّ، وَالْحَسَنَ بْنَ الرَّبِيعِ الْبَجَلِيَّ الْبُورَانِيَّ، وَدَاوُدَ بْنَ رُشَيْدٍ، وَسَعِيدَ ابْنَ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيَّ، وَسَعِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ الْمَكِّيَّ، وَعَبْدَ الأَعْلَى بْنَ حَمَّادٍ النَّرْسِيَّ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ أبَا بَكْرٍ الْحُمَيْدِيَّ، وَعُبَيْدَ اللهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصِ بْنِ عَائِشَةَ الْعَيْشِيَّ وَعَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ، وَعَلِيَّ بْنَ أبِي هَاشِمٍ بْنِ طَبْرَاخٍ الْبَغْدَادِيَّ، وَغَسَّانَ بْنَ الْمُفَضَّلِ الْغَلابِيَّ، وَالْفَضْلَ بْنَ دُكَيْنٍ أبَا نُعَيْمٍ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَبَّادٍ الْمَكِّيَّ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْمَرْوزِيَّ، وَمُحَمَّدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيَّ، والْمُعَافَى بْنَ سُلَيْمَانَ الْجَزَرِيَّ، وَمُسْلَمَ بْنَ أَبِي مُسْلَمٍ الْجَرْمِيَّ، وَمُعَلَّى بْنَ مَهْدِيٍّ الْمَوْصِلِيَّ، وَخَلائِقَ.
وَرَوَى عَنْهُ: أبُو بَكْرٍ الآجُرِِّيُّ، وَأبُو بَكْرٍ الطَّلْحِيُّ، وَأَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ أبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْمُنَادِي، وَأَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، وأَحْمَدُ ابْنُ قَانِعِ بْنِ مَرْزُوقِ بْنِ وَاثِقٍ الْقَاضِي، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطْبِيُّ، وَحَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ أبُو الْقَاسِمِ الْقَزَّازُ، وَسَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الذُّهْلِيُّ الأَحْوَلُ، وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ، وَعَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قانِعٍ بْنِ مَرْزُوقِ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ الطُّسْتِيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْوَاثِقِ بِاللهِ بْنِ الْمُعْتَصِمِ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ مَاسِي الْبَزَّازُ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ شِهَابٍ أبُو طَالِبٍ الْعُكْبَرِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ أبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ، وَالْقَاسِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عِيسَى الْقَنْطَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَلَفِ بْنِ بِخِيتٍ أبُو بَكْرٍ الدَّقَّاقُ الْعُكْبَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ ابْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِى الْوَرْدِ الْقَاضِي، وَيَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ أبُو عِيسَى الْخَضِيبُ الْعُكْبَرِيُّ، وَعِدَّةٌ.
وَمِنْ لَطَائِفِ الرِّوَايَةِ عَنْهُ:
¥(9/154)
قَالَ أبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ ((الكبير)) (17/ 140/350): حَدَّثَنَا خَلْفُ بْنُ عَمْرٍو الْعُكْبَرِيُّ ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ التَّيْمِيُّ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَالِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ: ((عَلَيْكُمْ بِالأَبْكَارِ، فَإِنَّهُنَّ أَعْذَبُ أَفْوَاهَاً، وَأَنْتَقُ أَرْحَامَاً، وَأَرْضَى بِالْيَسِيرِ)) (2).
وقَالَ أبُو الْقَاسِمِ ((الكبير)) (12/ 66/12492): حَدَّثَنَا خَلْفُ بْنُ عَمْرٍو الْعُكْبَرِيُّ ثَنَا الْحَسَنْ بْنُ الرَّبِيعِ الْبُورَانِيُّ ثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ: ((الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمْ الْبَيَاضَ، فَإِنَّهَا مِنْ خَيْرِ ثِيَابِكُمْ، وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ، وَخَيْرُ أَكْحَالِكُمُ الإِثْمِدُ، فَإِنَّ يَجْلُو الْبَصَرَ، وَيُنْبِتُ الشَّعْرَ)) (3).
تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَدُفْنَ بِعُكْبَرَاء.
ــ هامش ــ
(1) تَرْجَمَتُهُ فِي: البداية والنهاية (11/ 108)، وتاريخ الإسلام (1/ 2258)، وتاريخ بغداد (8/ 331) , وسؤالات الْحَاكِم (ص115)، وسير الأعلام (13/ 577)، والْمُنتظم (6/ 84)، والنُّجوم الزَّاهرة، والوافِي بالوَفَيَاتِ.
(2) حَسَنٌ لِشَوَاهِدِهِ. وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ ابْنُ مَاجَهْ (1861) عن إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيِّ، وابْنُ أبِي عَاصِمٍ ((الآحاد والْمَثَانِي)) (4/ 5) عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ حُمَيْدٍ، وتَمَّامُ الرَّازِيُّ ((الْفَوَائِد)) (696)، والْبَيْهَقِيُّ ((الكبرى)) (7/ 81) كلاهما عَنْ الْفَيْضِ بْنِ وَثِيقٍ، ثلاثتهم _ الْحِزَامِيُّ وَمُتَابِعُوهُ _ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ التَّيْمِيِّ بِمِثْلِهِ.
قُلْتُ: مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ أبُو عَبْدِ اللهِ التَّيْمِيُّ؛ مِنْ وَلَدِ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ أَخِى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ التَّيْمِيِّ أَحَدِ الْعَشَرَةِ الْمَبَشَّرِينَ. قال أبو حَاتِمٍ: مَحَلُهُ الصِّدْقُ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، وَلا يُحْتَجُ بِهِ. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي ((الثِّقَاتِ)) (9/ 54) وَقَالَ: رُبَمَا أَخْطَأَ.
قُلْتُ: وَلَهُ شَوَاهِدُ مِنْ أَحَادِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، وَابْنِ عُمَرَ.
(3) حَسَنٌ صَحَيحٌ. وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ أَحْمَدُ (1/ 328،247،231،355،363) عَنْ الثَّوْرِىِّ والْمَسْعُودِيِّ وَزُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَوَهِيبِ بْنِ خَالِدٍ وَعَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ، وأبو داود (4061،3878) عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، والتِّرْمِذِيُّ (994) عَنْ بِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ، والنَّسَائِيُّ ((الكبرى)) (5/ 427) و ((الْمُجَتبى)) (8/ 149) عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارِ، وابْنُ مَاجَهْ (1472) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَجَاءٍ، وابْنُ حِبَّانَ (6072،5423) عَنْ الثَّوْرِىِّ وَوَهِيبِ بْنِ خَالِدٍ، والطَّبَرَانِيُّ ((الكبير)) (12/ 66،65،64) عَنْ الثَّوْرِىِّ والْمَسْعُودِيِّ وَزُهَيْرِ وَمَعْمَرٍ وَابْنِ جُرَيْجٍ وَزَائِدَةَ وَحَمَّاِد بْنِ سَلَمَةَ وَأبِي عَوَانَةَ ورَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ، و ((الصَّغِيرُ)) (388) عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ، وأبُو يَعْلَى (2727)، والْحَاكِمُ (4،452) كلاهما عَنْ الثَّوْرِىِّ، والْقُضَاعِيُّ ((مُسْنَدُ الشِّهَاب)) (1253) عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيِّ، والْبَيْهَقِيُّ ((شُعُب الإيْمَان)) (5/ 190/6318) عَنْ شُجَاعِ بْنِ الْوَلِيدِ، سِتَةَ عَشْرِهِمْ _ الثَّوْرِىُّ وَمُتَابِعُوهُ _ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ به.
وقَالَ أَبُو عِيسَى: ((هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ)).
عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ أبُو عُثْمَانَ الْقَارِّيُّ، مِمَّنْ صَحِبَ أَبَا الطُّفَيْلِ عَامِرَ بْنَ وَاثِلَةَ زَمَانَاً، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْفَضْلِ وَالنُّسْكِ وَالْفِقْهِ وَالْحِفْظِ، مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةِ، قاله أبُو حَاتِمٍ بْنُ حِبَّانَ.
قُلْتُ: هُوَ صَدُوقٌ صًالِحُ الْحَدِيثِ، لَهُ أَفْرَادٌ وَغَرَائِبٌ، وَلِذَا أَنْكَرَهُ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ. وَأَطْلَقَ الْقَوْلَ بِتَوْثِيقِهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلَ وَابْنُ مَعِينٍ وَالنَّسَائِيُّ. وَقَالَ مَرَّةً: لَيْسَ بِالْقَوِي. وَقَالَ أبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: مَا بِهِ بَأْسٌ صَالِحُ الْحَدِيثِ.
¥(9/155)
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[04 - 09 - 05, 07:31 م]ـ
وهل له مصنفات أخرى غير ما نعرفه (الشريعة)؟
للآجري أكثر من أربعين مصنفاً، ذكرتها في مقدمة تحقيقي لـ ((ذم اللواط))، والمطبوع منها:
- الشريعة.
- أخلاق العلماء.
- أخلاق حملة القرآن.
- الغرباء.
- تحريم النرد والشطرنج والملاهي.
- مسألة الجهر بالقرآن في الطواف.
- الأربعين.
- التصديق بالنظر.
- السؤالات لأبي داود.
- أخبار عمر بن عبد العزيز.
- التهجد وقيام الليل.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[04 - 09 - 05, 09:09 م]ـ
الْحَبِيب الْمُوَفَّق الْمُسَدَّد / أَبَا الْمِنْهَالِ السَّكَنْدَرِيَّ
بَارَكَ اللهُ فِيكَ، وَرَزَقَنَا وَإيَّاكَ السَّدَادَ وَالتَّوْفِيقَ
[تنبيه وإيضاح] ((سؤالاتُ الآجُرِّيِّ لأَبِي دَاوُدَ)) لَيْسَتْ لأَبِي بَكْرٍ الْمُتَرْجَمِ لَهُ هَاهُنَا، وَإِنَّمَا هِيَ لأبِي عُبَيْدٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُثْمَانَ الآجُرِّيِّ الْحَافِظِ صَاحِبِ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ، وَهُوَ فِي طَبَقَةِ شُيُوخِ أبِي بَكْرٍ الْمُتَرجَم ِلَهُ.
وللخطيب الْبَغْدَادِيِّ رِوَايَتَانِ لِهَذِهِ السُّؤالاتِ:
[الأوَّلَى] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الأَصْبَهَانِيُّ أَنْبَأنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ بِالأَهْوَازِ أَنْبَأنَا أبُو عُبَيْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُثْمَانَ الآجُرِّيُّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيَّ ... وسألته .... وسألته ....
[الثَّانِيَةُ] أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ الْقَطِيعِيُّ أَنْبَأنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَدِي بْنِ زَحْرٍ الْبَصْرِيُّ فِي كِتَابِهِ أَنْبَأنَا أبُو عُبَيْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُثْمَانَ الآجُرِّيُّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيَّ ... وسألته .... وسألته ....
وأما ذكر تصانيف الآجرِّي، فلم يأن وقتُها حَتَّي نَفْرُغَ مِنْ بِاقِي التَّرْجَمَِاتِ.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[05 - 09 - 05, 11:57 م]ـ
أعتذر لفضيلة الشيخ أحمد شحاتة على تطفلي أولاً، ثم على الخطأ ثانياً.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[06 - 09 - 05, 03:02 ص]ـ
مُتَابَعَةٌ لِتَرْجَمَاتِ شُيُوخِهِ:
[4] أبو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ , الْحَافِظُ بْنُ الْحَافِظِ الأَزْدِيُّ (1).
إِمَامُ الْعِرَاقِ الَّذِى لَيْسَ لَهُ فِى سِعَةِ الْحِفْظِ نَظِير. وَأَدِيبُ الْعُلَمَاءِ الرَّاقِى فِى ذِرْوَةِ الْمَجْدِ الْخَطِير. وَالْحَافِظُ الَّذِى إِذَا غَابَتْ الْكُتُبُ فَهُوَ الْجَرِيدَة. وَالْحَاذِقُ فِى فُنُونِ الشِّعْرِ كَأنَّهُ بَيْتُ الْقَصِيدَة. رَوْضَةُ مَجْدٍ غَذَّتْهَا مَوَاهِبُ الإِحْسَان. وَقِبْلَةُ عِلْمٍ يُتْلَى فِى مِحْرَابِهَا ((هَلْ جَزَاء الإِحْسَانِ إِلا الإِحْسَانُ)). فَكَأَنَّمَا عُجِنَتْ طِينَتُهُ بِمَاءِ الآدَابِ وَالْعُلُومِ. وَتَآخَتْ فِطْرَتُهُ مَعَ ثَمَرَاتِ الْعُقُولِ وَالْفُهُومِ.
حَبْرٌ لَنَا فِي رَاحَتَيْهِ سَحَابَةٌ ... ذَابَ اللُّجَيْنُ بِهَا وَسَالَ الْعَسْجَدُ
مُتَنَوِّعُ الأَوْصَافِ مِنْ أَفْكَارِهِ ... نَارٌ مُضَرَّمَةٌ وَبَحْرٌ مُزْبَدُ
هُو وَاحِدُ الْعَلْيَا وَوَاحِدُهَا الَّذِي ... أَلْقَابُهُ وَصِفَاتُهُ تَتَعَدَّدُ
وَرِوَايَةٌ صَحَّتْ وَسَحَّتْ فَارْتَوَى ... مِنْ جَانِبَيْهَا مُرْسَلٌ أَوْ مُسْنَدُ
وَفَصَاحَةٌ دَعْ عَنْكَ ذِكْرَكَ مَنْ مَضَى ... إِنَّ الْمُبَرِّدَ عِنْدَهَا لَمُبَرَّدُ
وَإِصَابَةٌ فِي الرَّأْيِ تَشْهَدُ أَنّهُ ... سَهْمٌ لِشَاكِلَةِ الرَّمِيِّ مُسَدَّدُ
هَذِي أَحَادِيثُ الْكَمَالِ وَلَمْ تَزَلْ ... لِجَلالِهِ تُعْزَى وَعَنْهُ تُسْنَدُ
يَا مَاجِدَاً قَذَفَتْ بِحَارُ صِفَاتِهِ ... دُرَّاً بِلَبَّاتِ الْقَرِيضِ تُنَضَّدُ
¥(9/156)
سَمِعَ: أَبَاهُ أَبَا دَاوُدَ، وَأَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ، وَإِسْحَاقَ بْنَ مَنْصُورٍ، وَالْحَسَنَ بْنَ عَرَفَةَ، وَالْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، وَزِيَادَ بْنَ أَيُّوبَ الطُّوسِيَّ، وَسَلَمَةَ بْنَ شَبِيبٍ، وعَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ، وَعَلِيَّ بْنُ خَشْرَمٍ , وَعَمْرَو بْنَ عُثْمَانَ الْحِمْصِيَّ، وَعَمْرَو بْنَ عَلِيٍّ الفَلاسَ , ومُحَمَّدَ بْنَ أَسْلَمَ الطُّوسِيَّ , وَمُحَمَّدَ بْنَ بَشَّارٍ , وَمُحَمَّدَ بْنَ سَلَمَةَ الْمُرَادِيَّ، وَمُحَمَّدَ بْنَ الْمُثَنَّى , وَمُحَمَّدَ بْنَ الْمَصَفَّى الْحِمْصِيَّ، وَمُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى الذُّهْلِيَّ , وَنَصْرَ بْنَ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيَّ , وَهَارُونَ بْنَ سَعِيدٍ الأَيْلِيَّ، وَهِشَامَ بْنَ خَالِدٍ الدِّمِشْقِيَّ، وَخَلائِقَ.
حَدَّثَ عَنْهَ: ابْنُ أَبِى حَاتِمٍ , وَأبُو بَكْرِ بْنُ مُجَاهِدٍ , وَدَعْلَجُ السِّجْزِيُّ , وَأَبُو بَكْرٍ الآجُرِّيُّ، وَأبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّوَيْهِ , وَالدَّارَقُطْنِيُّ , وَأبُو حَفْصِ بْنُ شَاهِينَ , وَأبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ , وَعِدَّةٌ.
وَصَنَّفَ: الْمُسْنَدَ، وَالسُّنُنَ , وَالتَّفْسِيرَ , وَالْقِرَآاتِ , وَالنَّاسِخَ وَالْمَنْسُوخَ.
قَالَ أبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ: سَمِعْتُ أبَا بَكْرِ بْنَ أَبِى دَاوُدَ يَقُولُ: حَدَّثْتُ بِأَصْبَهَانَ مِنْ حِفْظِي سِتَةًَ وَثَلاثِينَ أَلْفِ حَدِيثٍ , أَلْزَمُونِى الْوَهْمَ مِنْهَا فِى سَبْعَةِ أَحَادِيثَ , فَلَمَّا انْصَرَفْتُ إِلَى الْعِرَاقِ وَجَدْتُ فِى كِتَابِى خَمْسَةً مِنْهَا عَلَى مَا كُنْتُ حَدَّثْتُهُمْ بِهِ.
تُوُفِّيَ فِي ذِى الْحَجَّةِ سَنَةَ سِتَةَ عَشْرَةَ وَثَلاثِمِائَةٍ.
ــــ هامش ــــ
(1) تَرْجَمَتُهُ فِي: أخبار أصبهان (2/ 66) , وتاريخ بغداد (9/ 464) , وتذكرة الحفاظ (2/ 298)، وسير الأعلام (13/ 221)، وشذرات الذهب (2/ 273) , وطبقات الْحَنَابلة (2/ 51) , وطبقات العبَّادى (60) , وطبقات الشَّافعيَّة الكبرى (3/ 307) , وطبقات القرَّاء (1/ 420) , والعبر (2/ 164) ولسان الْمِيزان (3/ 293) , ومرآة الْجنان (2/ 269) , والْمُنتظم (6/ 218) , وميزان الاعتدال (2/ 433) , والنُّجوم الزاهرة (3/ 222).
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[07 - 09 - 05, 02:16 ص]ـ
[5] أبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدِ بْنِ كَاتِبٍ الْحَافِظُ الْبَغْدَادِيُّ (1).
صَدْرُ مَجَالِسِ الْحَدِيثِ وَالإِمْلاءِ. وَأَوْحَدُ الْحُفَّاظِ الأَعْلامِ الْنُبَلاءِ. وَرَوْضَةُ عِلْمٍ ثِمَارُهَا نَضِيرَةٌ. وَسَمَاءُ مَنَاقِبٍ كَوَاكِبُهَا مُنْيرَةٌ. رَحَّالٌ جَوَّال. وَأَعْلَمُ أَهْلِ طَبَقَتِهِ بِالْعِلَلِ وَالرِّجَال. وَهُوَ مِمَّنْ تَبَرَّجَتْ لِرُؤيَتِهِ عَرَائِسُ الْمَجْدِ. وَنَظَمَتْ لَهُ فِى جِيدِ الزَّمَانِ أَثْمَنَ عِقْدِ.
الْمُتْقِنُ الثِّقَةُ الصَّدُوقُ أََخُو التُّقَى ... حَسَنُ الْحَدِيثِ وَلَمْ يَكُنْ بِمُدَلِّسِ
الْعَالِمُ الْحَبْرُ الْفَقِيهُ الأَحْوَذِي ... بَحْرٌ لَدَيهِ كُلُّ بَحْرٍ قَدْ نُسِي
رَبُّ الْعُلُومِ أَخُو الْمَعَارِفِ مَنْ لَهُ ... قَدْ دَانَ كُلُّ مُؤَلِّفٍ وَمُدَرِّسِ
الأَفْخَمُ الشَّهْمُ الْمَهِيبُ أخُو الْعُلَى ... صَدْرُ الصُّدُورِ بِمَحْفَلٍ وَبِمَجْلِسِ
عَلَمٌ هُمَامٌ لَوْذَعِيٌّ عِنْدَهُ ... أَهْلُ الْفَضَائِلِ أَطْرَقَتْ بِالأَرْؤُسِ
مَا بَانَ فِي أَقْرَانِهِ إِلا اغْتَدَى ... كَالشَّمْسِ مَا بَيْنَ الْجَوَارِي الكُنَّسِ
لَمْ يُشْبِهُوهُ وَإِنّه لَرَئِيسُهُمْ ... لََيْسَ الرَّئِيسُ كَمِثْلِ مَنْ لَمْ يَرْئُسِ
¥(9/157)
سَمِعَ: أَحْمَدَ بْنَ مَنِيعٍ، وَمُسْلِمَ بْنَ الْحَجَّاجِ صَاحِبَ الصَّحِيحِ، والْحَسَنَ بْنَ عِيسَى الْمَاسِرْجَسِيَّ، وحَفْصَ بْنَ عُمَرَ الرِّبَالِيَّ، وَمَحْمُودَ بْنَ خِدَاشٍ الطَّالَقَانِىَّ، وَعُقْبَةَ ابْنَ مُكْرَمٍ الْعَمِيَّ الْبَصْرِيَّ، وَمُحَمَّدَ بْنَ سُلَيْمَانَ لُوينَ، وَيَحْيَى بْنَ سُلَيْمَانَ بْنِ نَضْلَةَ، وَأَحْمَدَ ابْنَ الْمِقْدَامِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْعِجْلِيَّ، وَأَحْمَدَ بْنَ سِنَانِ بْنِ أَسَدٍ الْوَاسِطِيَّ، وَالْحَسَنَ ابْنَ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيَّ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ أبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ كَرَامَةَ الْعِجْلِيَّ، وَعَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِى الشَّوَارِبِ، وَالْحُسَيْنَ بْنَ الْحَسَنِ الْمَرْوزِيَّ، وَالْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ الْمَعْمَرِيَّ، وَعُمَرَ بْنَ شَبَّةَ النُّمِيرِِيَّ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيَّ، وَيُوسُفَ بْنَ مُوسِى الْقَطَّانَ، وَزِيَادَ بْنَ أًيُّوبَ، وَمُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ حَبِيبٍ الْوَادِعِيَّ، وَالنَّجَّارِيَّ، وَالْجَوَالِيقِيَّ، وَخَلائِقَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْجِعَابِيُّ، وَأبُو بَكْرٍ الآجُرِّيُّ، وَأبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، وَأبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّوَيْهِ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ، وَابْنُ شَاهِينَ، وَابْنُ الْمُظَفَّرِ، وَالْمَعَافِي بْنُ زَكَرِيَّا النَّهْرَوَانِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ السَّهْمِيُّ: سَمِعْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ يَقُولُ: بَنُو صَاعِدٍ ثَلاثَةٌ: يُوسُفُ وَأَحْمَدُ وَيَحْيَى بَنُو مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، وَيَحْيَى أَصْغَرُهُمْ، وَأَعْلَمُهُمْ، وَأَثْبَتُهُمْ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ الشِّيرَازِيُّ: هُوَ أَكْثَرُ حَدِيثَاً مِنْ الْبَاغَنْدِيِّ، وَلا يَتَقَدَّمُهُ أَحَدٌ فِي الرِّوَايَةِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ: قَالَ أبُو مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ: وُلِدْتُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَكَتَبْتُ الْحَدِيثَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَلِيَ أَحَدَ عَشْرَةَ سَنَةً.
وَقَالَ أبُو الْعَبَّاسِ الْهَاشِمِيُّ سَمِعْتُ أبَا مُحَمَّدِ بْنَ صَاعِدٍ يَقُولُ: وُلِدْتُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ فِي الْمُحَرَّمِ، وَكَتَبْتُ الْحَدِيثَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ فِي أَوَّلِهَا، وَصَنَّفْتُ وَعِنْدِي خَمْسَةَ أَجْزَاءٍ أَوْ سِتَّةَ.
وَقَالَ أبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ: لَمْ يَكُنْ بِالْعِرَاقِ فِي أَقْرَانِهِ أَحَدٌ فِي فَهْمِهِ، وَالْفَهْمُ عِنْدَنَا أَجَلُّ مِنْ الْحِفْظِ، وَهُوَ فَوْقَ ابْنِ أَبِي دَاوُدَ فِي الْفَهْمِ وَالْحِفْظِ.
وَلَمْ يَزَلْ عَلَى حَالٍ مَحْسُودَةٍ. وَاسْتِقَامَةٍ مَحْمُودَةٍ. يَتَرَقَّى فِي دَرَجِ الْعُلا وَيَجْتَازْ. وَيُشَارُ إِلَيْهِ مِنْ بَيْنَ أَقْرَانِهِ بِبِنَانِ الْحَقِيقَةِ وَالْمَجَازْ. إِلَى أَنْ دَعَاهُ وَافِدُ الْمَنُونِ. إِلَى الدَّارِ الْبَاقِيَةِ وَالشَّرَفِ الْمَصُونِ. فَلَبَّى وَأَجَابَ. مُتَزَوِّدَاً بِمَا لَذَّ وَطَابَ. وَذَلِكَ فِي ذِى الْقَعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَثَلاثِمِائَةِ.
ــ هامش ــ
(1) تَرْجَمَتُهُ فِي: البداية والنهاية (11/ 166)، وتاريخ الإسلام (1/ 2411)، وتاريخ بغداد (14/ 231)، وتذكرة الحفاظ (2/ 776)، وسير الأعلام (14/ 501)، وطبقات الحفاظ (1/ 328)، والعبر (1/ 120)، والْمُنتظم (6/ 235).
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[07 - 09 - 05, 02:29 ص]ـ
تَصَانِيفُ الآجُرِّيِّ
ـــــ
(1) كِتَابُ ((أَخْبَارُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ)).
(2) كِتَابُ ((أَخْلاقُ حَمَلَةِ الْقُرْآنِ)).
(3) كِتَابُ ((أَخْلاقُ الْعُلَمَاءِ)).
(4) كِتَابُ ((أَدَبُ النُّفُوسِ)).
(5) كِتَابُ ((الأَرْبَعِينَ فِي الْحَدِيثِ)).
(6) كِتَابُ ((تَحْرِيْمُ النَّرْدِ وَالشِّطْرَنْجِ وَالْمَلاهِي)).
(7) كِتَابُ ((التَّصْدِيقُ بِالنَّظَرِ إِلَى اللهِ تَعَالَى فِي الآخِرَةِ)).
(8) كِتَابُ ((تَغِيُّر الأَزْمِنَة)).
(9) كِتَابُ ((التَّفَرُّد وَالْعُزْلَة)).
(10) كِتَابُ ((التَّهَجُّد)).
(11) كِتَابُ ((التَّوْبَة)).
(12) كِتَابُ ((الثَّمَانُونَ فِي الْحَدِيثِ)).
(13) كِتَابُ ((ذمُّ اللِّوَاطِ)).
(14) كِتَابُ ((الشُّبُهَاتُ)).
(15) كِتَابُ ((شَرْحُ حَدِيثِ الأَرْبَعِينَ)).
(16) كِتَابُ ((الشِّريْعَةُ)) وَهُوَ أَجَلُّ وَأَفْخَمُ وَأَنْفَعُ كُتُبِهِ مُطْلَقَاً.
(17) كِتَابُ ((صِفَةُ قَبْرِ النَّبِيِّ)).
(18) كِتَابُ ((الْغُرَبَاءُ)).
(19) كِتَابُ ((فَرْضُ الْعِلْمِ)).
(20) كِتَابُ ((قِيَامُ اللَّيْلِ وَفَضْلِ قِيَامِ رَمْضَانَ)).
(21) كِتَابُ ((مَا وَرَدَ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ)).
(22) كِتَابُ ((الْمُخْتَصَرُ فِي الْفُرُوعِ)).
(23) كِتَابُ ((مَسْأَلَةُ الطَّائِفِينَ)).
(24) كِتَابُ ((النَّصِيحَةُ فِي الْفِقَهِ)).
(25) كِتَابُ ((وُصُولُ الْمُشْتَاقِينَ)).
¥(9/158)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[07 - 09 - 05, 03:25 م]ـ
ذِكْرُ نُخُبٍ وَفَوَائِدَ مِنْ تَصَانِيفِ الآجُرِّيِّ
ــــــ
هَذِهِ نُخُبٌ فَرِيدَةٌ، وَلَطَائِفُ سَدِيدَةٌ، انْتَقِيْتُهَا مِنْ أَفْخَمِ تَصَانِيفِهِ وَأَرْوَعِهَا، الَّذِي أَوْدَعَهُ أُصُولَ السُّنَّةِ فَأَحْكَمَهَا وَأَبْدَعَهَا، أَلا وَهُوَ ((كِتَابُ الشَّرِيعَةِ)):
بَابُ فَضْلِ الْقُعُودِ فِي الْفِتْنَةِ عَنْ الْخَوْضِ فِيهَا وَتَخْوِيفِ الْعُقَلاءِ عَلَى قُلُوبِهِمْ
أَنْ يَهْوَوا مَا يَكْرَهُهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلُزُومِ الْبُيَوتِ وَالْعِبَادَةِ للهِ عَزَّ وَجَلَّ
ـــــــــــ
ذَكَرَ فِيهِ جُمْلَةً مِنْ أَحَادِيثِ الْفِتَنِ، مِنْهَا:
حَدَّثَنَا أبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عًبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ عَنْ أَبِي كَبْشَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ فِتَنَاً كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنَاً وَيُمْسِي كَافِرَاً، وَيُمْسِي مُؤْمِنَاً وَيُصْبِحُ كَافِرَاً، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي))، قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا؟، قَالَ: ((كُونُوا أَحْلاسَ بُيُوتِكُمْ)).
وقَالَ أبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: قَدْ ذَكَرْتُ هَاهُنَا طَرَفَاً مِنْ أَحَادِيثِ الْفِتَنِ، لِيَكُونَ الْمُؤْمِنُ الْعَاقِلُ يَحْتَاطُ لِدِينِهِ، فَإِنَّ الْفِتَنَ عَلَى وُجُوهٍ كَثِيرَةٍ، قَدْ مَضَى مِنْهَا فِتَنٌ عَظِيمَةٌ، نَجَا مِنْهَا أَقْوَامٌ، وَهَلَكَ فِيهَا أَقْوَامٌ بِاتِّبَاعِهِمْ الْهَوَى، وَإِيثَارِهِمْ لِلدُّنْيَا، فَمَنْ أَرَادَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ خَيْرَاً فَتَحَ لَهُ بَابَ الدُّعَاءِ، وَالْتَجَأَ إِلَى مَوْلاهُ الْكَرِيمِ، وَخَافَ عَلَى دِينِهِ، وَحَفِظَ لِسَانَهُ، وَعَرَفَ زَمَانَهُ، وَلَزِمَ الْمَحَجَّةَ الْوَاضِحَةِ وَالسَّوَادَ الأَعْظَمَ، وَلَمْ يَتَلَوَّنْ فِي دِينِهِ، وَعَبَدَ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَتَرَكَ الْخَوْضَ فِي الْفِتْنَةِ، فَإِنَّ الْفِتْنَةَ يَفْتَضِحُ عِنْدَهَا خَلْقٌ كَثِيرٌ، أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُحَذِّرُ أُمَّتَهُ الْفِتَنَ، فَقَال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنَاً وَيُمْسِي كَافِرَاً، وَيُمْسِي مُؤْمِنَاً وَيُصْبِحُ كَافِرَاً))!!.
بَابُ ذَمِّ الْخَوَارِجِ وَسُوءِ مَذْهَبِهِمْ وَإِبَاحَةِ قِتَالِهِمْ
وَثَوَابِ مَنْ قَتَلَهُمْ أَوْ قَتَلُوهُ
ــــــــــــــ
ذَكَرَ فِيهِ جُمْلَةً مِنْ السُّنُنِ وَالآثَارِ فِي ذَمِّهِمْ، وَبَيَانِ أَوَّلِ أَمْرِهِمْ، مِنْهَا:
حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ السَّقَطِيُّ حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ ابْنِ يُوسُفَ عَنْ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالضَّحَّاكِ الْهَمْدَانِِيِّ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْسِمُ ذَاتَ يَوْمٍ قَسْمَاً، قَالَ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ التَّمِيمِيُّ: يَا رَسُولَ اللهِ اعْدِلْ، فَقَالَ: ((وَيْحَكَ، فَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ، قَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ))، فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَهُ؟، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا، إِنَّ لَهُ أَصْحَابَاً يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلاتَهُ مَعَ صَلاتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لا
¥(9/159)
يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ، يُنْظَرُ إِلَى نَصْلِهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى رِصَافِهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى نَضِيِّهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى قُذَذِهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، قَدْ سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدَّمَ، يَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنْ النَّاسِ، آيَتُهُمْ رَجُلٌ أَدْعَجَ مُخْدَجٌ، إِحْدَى يَدَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ، أَوْ مِثْلُ الْبَضْعَةِ تَدَرْدَرُ))، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْهَدُ أَنِّي كُنْتُ مَعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حين قَتَلَهُمْ، فَالْتُمِسَ الرَّجُلُ فِي القتلَى، فَأُتِيَ بِهِ عَلَى النَّعْتِ الِّذِي نَعَتَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَ أبُو بَكْرٍ الآجُرِّيُّ: لَمْ يَخْتَلِفْ الْعُلَمَاءُ قَدِيْمَاً وَحَدِيثَاً أَنَّ الْخَوَارِجَ قَوْمُ سُوءٍ، عُصَاةٌ للهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلِرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنْ صَلُّوا وَصَامُوا، وَاجْتَهَدُوا فِي الْعِبَادَةِ، فَلَيْسَ ذَلِكَ بِنَافِعٍ لَهُمْ وَإِنْ أَظْهَرُوا الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنْ الْمُنْكَرِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِنَافِعٍ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ قَوْمٌ يَتَأَوَّلُونَ الْقُرْآنَ عَلَى مَا يَهْوُونَ، وَيُمَوْهُونَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ.
وَقَدْ حَذَّرَنَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُمْ، وَحَذَّرَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَذَّرَنَاهُمْ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ بَعْدَهُ، وَحَذَّرَنَاهُمْ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِمْ.
وَالْخَوَارِجُ هُمْ الشُّرَاةُ الأَنْجَاسُ الأَرْجَاسُ، وَمَنْ كَانَ عَلَى مَذْهَبِهِمْ مْنِ سَائِرِ الْخَوَارِجِ، يَتَوَارَثُونَ هَذَا الْمَذْهَبَ قَدِيْمَاً وَحَدِيثَاً، وَيَخْرُجُونَ عَلَى الأَئِمَّةِ وَالأُمَرَاءِ ويستحلون قَتْلَ الْمُسْلِمِينَ. وَأَوَّلُ قَرْنٍ طَلَعَ مِنْهُمْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ رَجُلٌ طَعَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يَقْسِمُ الْغَنَائِمَ بِالْجِعْرَانَةِ، فَقَالَ: اعْدِلْ يَا مُحَمَّدُ، فَمَا أَرَاكَ تَعْدِلُ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((وَيْلَكَ، فَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَكُنْ أَعْدِلْ؟))، فَأَرَادَ عُمَرُ قَتْلَهُ، فَمَنَعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قَتْلِهِ، وَأَخْبَرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((أَنَّ هَذَا وَأَصْحَابَاً لَهُ، يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلاتَهُ مَعَ صَلاتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ، يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ))، وَأَمَرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَيْرِ حَدِيثٍ بِقِتَالِهِمْ، وَبَيَّنَ فَضْلَ مَنْ قَتَلَهُمْ أَوْ قَتَلُوهُ.
ثُمَّ إِنَّهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ خَرَجُوا مِنْ بِلْدَانٍ شَتَى، وَاجْتَمَعُوا وَأَظْهَرُوا الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنْ الْمُنْكَرِ، حَتَّى قَدَمُوا الْمَدِينَةَ، فَقَتَلُوا عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وَقَدْ اجْتَهَدَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّنْ كَانَ فِي الْمَدِينَةِ فِي أَنْ لا يُقْتَلَ عُثْمَانُ، فَمَا أَطَاقُوا ذَلِكَ.
¥(9/160)
ثُمَّ خَرَجُوا بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَلَمْ يَرْضَوْا بِحُكْمِهِ، وَأَظْهَرُوا قَوْلَهُمْ، وَقَالُوا: لا حُكْمَ إِلا للهِ، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: كَلِمَةُ حَقٍّ أَرَادُوا بِهَا الْبَاطِلَ، فَقَاتَلَهُمْ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَأَكْرَمَهُ الله عَزَّ وَجَلَّ بِقَتْلِهِمْ، وَأَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِفَضْلِ مَنْ قَتَلَهُمْ أَوْ قَتَلُوهُ، وَقَاتَلَ مَعْهُ الصَّحَابَةُ رِضْوَانُ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ، فَصَارَ سَيْفُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي الْخَوَارِجِ سَيْفَ حَقٍّ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[09 - 09 - 05, 03:06 ص]ـ
بَابُ ذِكْرِ افْتِرَاقِ الأُمَمِ فِي دِينِهِمْ وَعَلَى كَمْ تَفْتَرِقُ هَذِهِ الأُمَّةُ؟
ـــــــــ
ذَكَرَ فِيهِ جُمْلَةَ أَحَادِيثَ فِي افْتِرَاقِ الأُمَمِ قَبْلَنَا، وافْتِرَاقِنَا مِثْلَهُمْ، مِنْهَا:
حَدَّثَنَا أبُو بَكْرِ بْنُ أبِي دَاوُدَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ أخبرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ: ((تَفَرَّقَتْ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى أَوْ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَافترقت النَّصَارَى عَلَى إِحْدَى أَوْ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً)).
وَقَالَ أبُو بَكْرٍ: رَحِمَ اللهُ عَبْدَاً حَذِرَ هَذِهِ الْفِرَقَ، وَجَانَبَ الْبِدَعَ، وَاتَّبَعَ وَلَمْ يَبْتَدِعْ، وَلَزِمَ الأَثَرَ، وَطَلَبَ الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ، وَاسْتَعَانَ بِمَوْلاهُ الْكَرِيْمِ.
حَدَّثَنَا أبُو بَكْرِ بْنُ أبِي دَاوُدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ سِيرَينَ قَالَ: كَانُوا يَقُولُوَن: إِذَا كَانَ الرَّجُلُ عَلَى الأَثَرِ، فَهُوَ عَلَى الطَّرِيقِ.
بَابُ التَّحْذِيرِ مِنْ طَوَائِفَ تُعَارِضُ سُنُنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِكِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَشِدَّةِ الإِنْكَارِ عَلَى هَذِهِ الطَّبَقَةِ
ــــــــ
قَالَ أبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: يَنْبَغِي لأَهْلِ الْعِلْمِ وَالْعَقْلِ إِذَا سَمِعُوا قَائِلاً يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَيْءٍ قَدْ ثَبَتَ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ، فَعَارَضَ إِنْسَانٌ جَاهِلٌ، فَقَالَ: لا أَقْبَلُ إِلا مَا كَانَ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، قِيلَ لَهُ: أَنْتَ رَجُلُ سُوءٍ، وَأَنْتَ مِمَّنْ حَذَّرَنَاكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَذَّرَ مِنْكَ الْعُلَمَاءُ.
وَقِيلَ لَهُ: يَا جَاهِلُ؛ إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْزَلَ فَرَائِضَهُ جُمْلَةً، وَأَمَرَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا أَنْزَلَ إِلَيْهِ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ((وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ))، فَأَقَامَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَعَلا نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَامَ الْبَيَانِ عَنْهُ، وَأَمَرَ الْخَلْقَ بِطَاعَتِهِ، وَنَهَاهُمْ عَنْ مَعْصِيَتِهِ، وَأَمَرَهُمْ بِالانْتِهَاءِ عَمَّا نَهَاهُمْ عَنْهُ، وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ ((وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا))، ثُمَّ حَذَّرَهُمْ أَنْ يُخَالِفُوا أَمَرَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ ((فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ))، وَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ((فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا
¥(9/161)
قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا))، ثُمَّ فَرَضَ عَلَى الْخَلْقِ طَاعَتَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَيِّفٍ وَثَلاثِينَ مَوْضِعَاً مِنْ كِتَابِهِ عَزَّ وَجَلَّ.
وَقِيلَ لِهَذَا الْمُعَارِضُ لِسُنُنِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا جَاهِلُ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ((وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ))؛ أَيْنَ تَجِدُ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ الْفَجْرَ رَكْعَتَانِ، وَأَنَّ الظُّهْرَ أَرْبَعٌ، وَأَنَّ الْعَصْرَ أَرْبَعٌ، وَأَنَّ الْمَغْرِبَ ثَلاثٌ، وَأَنَّ الْعِشَاءَ أَرْبَعٌ؟، وَأَيْنَ تَجِدُ أَحْكَامَ الصَّلاةِ وَمَوَاقِيتَهَا، وَمَا يُصْلِحُهَا وَمَا يُبْطِلُهَا، إِلا مِنْ سُنُنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟، وَمِثْلُهَا الزَّكَاةُ، أَيْنَ تَجِدُ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ خَمْسَةُ دَرَاهِمَ، وَمِنْ عِشْرِينَ دِينَارَاً نِصْفُ دِينَارٍ، وَمِنْ أَرْبَعِينَ شَاةً شَاةً، وَمِنْ خَمْسٍ مِنْ الإِبِلِ شَاةً، وَمِنْ جَمِيعِ أَحْكَامِ الزَّكَاةِ، أَيْنَ تَجِدُهَا فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟. وَكَذَلِكَ جَمِيعُ فَرَائِضِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، الَّتِي فَرَضَهَا اللهُ جَلَّ وَعَلا فِي كِتَابِهِ، لا يُعْلَمُ حُكْمٌ فِيهَا، إِلا بِسُنُنِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
هَذَا قَوْلُ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ، مَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا خَرَجَ عَنْ مِلَّةِ الإِسْلامِ، وَدَخَلَ فِي مِلَّةِ الْمُلْحِدِينَ، نَعُوذُ بِاللهِ تَعَالَى مِنْ الضَّلالَةِ بَعْدَ الْهُدَى.
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَنْ صَحَابَتِهِ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمْ مِثْلَمَا بَيَّنْتُ لَكَ، فَاعْلَمْ ذَلِكَ.
وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ مُتَّكِئَاً عَلَى أَرِيكَتِهِ، يَبلغه الأَمْرُ عنِي، فَيَقُولُ: لَمْ أَجِدْ هَذَا فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ)).
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[16 - 09 - 05, 12:20 م]ـ
وَمِمَّا يَلْحَقُ بِتَرْجَمَةِ:
أبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ , الْحَافِظِ بْنِ الْحَافِظِ الأَزْدِيِّ
وَلَهُ فِي التَّعْرِيفِ بِمَنْهَجِ أَهْلِ السًُّنَّةِ مَنْظُومَتُهُ الْبَهِيَّةْ. الْمَوْسُومَةُ بِالْحَائِيَّةْ. وَالَّتِي تَوَاصَى بِحِفْظِهَا الْكُبَرَاءُ الرُّفَعَاءْ. وَتَوَاتَرَ نَقْلُهَا وَذَاعَتْ فِي شَتَى الأَقْطَارِ وَالأَنْحَاءْ.
تَحْمِيلُ الْحَائِيَّةْ:
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[17 - 09 - 05, 05:28 م]ـ
وَفَاتُهُ
ــ
وَلَمْ يَزَلْ الآجُرِّيُّ مُجَاوِرَاً لِلْحَرَمِ مُلازِمَاً لِعِبَادَتِهِ. مُتَخَلِّيَاً عَنْ الدَّهْرِ بِعُزْلَتِهِ. نَاهِجَاً مِنْهَاجَ سُؤْدُدِهِ وَسَعَادَتِهِ. قَانِعَاً بِقِنَاعِ الزُّهْدِ وَالْكَفَافِ. وَمُكْتَسِيَاً بِرِدَاءِ الصَّوْنِ وَالْعَفَافِ.
وَفِي مْسْتَهَلِ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سِتِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ مِنْ الْهِجْرَةِ الْمُصْطَفَوِيَّةِ. أَتَاهُ وَافِدُ الْمَنِيَّةِ. فَنَادَى رُوحَهُ الزَّكِيَّةْ. ((يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ. ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً)). فَأَجَابَ بِأَدَبٍ وَوَقَارٍ. بِلا تَرَاخٍ وَلا اعْتِذَارٍ. وَدُفِنَ بِالْبَلَدِ الْحَرَامِ. فِي مَقْبَرَةِ الْمُعَلَّى ذَاتِ الْمَقَامِ.
وَلَمَّا دَعَاكَ اللهُ لَبَّيْتَ أَمْرَهُ ... فَأَصْبَحْتَ جَارَ اللهِ وَالْجَارُ يُكْرَمُ
وَعَيْشُكَ فِي الدُّنْيَا حَمِيدَاً مُسَدَّدَاً ... فَلَقَيْتَ عُمَرَاً بِالسَّعَادَةِ يُخْتَمُ
تَبَدَّلْتَ بِالدُّنْيَا مَقَامَاً مُقَدَّسَاً ... هَنِيئَاً لَكَ الْحَظُّ الَّذِي لا يُصْرَمُ
سَقَى اللهُ جَدَثَاَ حَلَّهُ صَوْبُ رَحْمَةٍ ... وَأَسْكَنَهُ الْفِرْدُوسَ فِيمَنْ يُنَعَّمُ
أَعْلَى اللهُ فِي مَدَارِجِ الرِّضَا مَرْقَاهُ. وَجَعَلَ دَارَ الْخُلْدِ مُسْتَقَرَهُ وَمَأْوَاهُ.
ـ[عصمت الله]ــــــــ[19 - 09 - 05, 01:08 م]ـ
أحسنت بارك الله فيك يا أبا محمد الألفي
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[24 - 09 - 05, 10:10 ص]ـ
ومن تصانيف الإمام الآجري التي لم يذكرها فضيلة الشيخ الألفي:
مسألة الجهر بالقرآن في الطواف.
كتاب المصحف.
شرح حديث الأربعين.
أحكام النساء.
فرض طلب العلم.
القدر.
الفتن.
شرح قصيدة السجستاني.
جزء في حديث الإفك وغيره.
التفرد والعزلة.
رسالة إلى أهل بغداد.
فردوس العلم.
قصة الحجر الأسود وزمزم ومبدأ شأنهما.
النصيحة الكبرى.
الفوائد المنتخبة عن أبي شعيب الحراني، وأبي يعقوب القطان عن شيوخهم.
كتاب أهل البر والتقوى.
الأمر بلزوم الجماعة وذم الابتداع.
كتاب الشبهات.
رجوع ابن عباس عن الصرف.
أوصاف الشيعة.
جزء في حكايات الشافعي وغيره.
¥(9/162)
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[24 - 09 - 05, 03:59 م]ـ
ومن تصانيف الإمام الآجري التي لم يذكرها فضيلة الشيخ الألفي:
...
جزء في حكايات الشافعي وغيره.
هل هذا الجزء مطبوع؟
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[21 - 10 - 05, 08:26 ص]ـ
ثناء أهل العلم عليه:
- قال الخطيب البغدادي: " كان ثقةً صدوقاً ديناً " (1).
- وقال ابن البنا: " كان إماماً ناصحاً، وورعاً صالحاً، وكلامه نيّراً واضحاً " (2).
- وقال السمعاني: " كان ثقةً صدوقاً ديناً " (3).
- وقال ابن الجوزي: " كان ثقةً ديناً عالماً " (4).
- وقال ابن الأثير: " حافظ من المحدثين " (5).
- وقال الذهبي: " الإمام المحدث القدوة، شيخ الحرم الشريف، كان صدوقاً خيراً عابداً، صاحب سنة واتباع " (6).
وقال -أيضاً-: " الإمام المحدث القدوة، كان عالماً صاحب سنة، ديناً ثقة " (7).
وقال -أيضاً-: " كان فقيهاً محدثاً أثرياً " (8).
وقال -أيضاً-: " له تصانيف حسنة، كان من الأئمة " (9).
- وقال ابن كثير: " كان ثقة صادقاً ديناً " (10).
- وقال ابن السبكي: " الفقيه المحدث " (11).
وقال ابن مفلح المؤرخ: " كان من الفقهاء الكبار " (12).
- وقال ابن العماد: " الإمام المحدث الثقة الضابط " (13).
- وقال ابن خلكان: " كان صالحاً عابداً " (14).
________________
(1) تاريخ بغداد (2/ 243).
(2) أصول السنة.
(3) الأنساب (1/ 95).
(4) المنتظم (7/ 55)، وصفة الصفوة (2/ 265 - 266).
(5) الكامل (7/ 44).
(6) سير أعلام النبلاء (16/ 133 - 134).
(7) طبقات الحفاظ (ص 379)، وتذكر الحفاظ (3/ 936)، والعبر في خبر من غبر (2/ 318).
(8) العلو (ص 246 - مختصره).
(9) تاريخ الإسلام (1/ 2690).
(10) البداية والنهاية (11/ 270).
(11) طبقات الشافعية (3/ 149).
(12) المقصد الأرشد 2/ 390).
(13) شذرات الذهب (3/ 35).
(14) وفيات الأعيان (4/ 292).
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[21 - 10 - 05, 08:28 ص]ـ
هل هذا الجزء مطبوع؟
لا، ولكن له نسخة بالظاهرية.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[21 - 10 - 05, 04:50 م]ـ
قال محمود بن عمر العكبري: " لما وصل أبو بكر الآجري إلى مكة استحسنها واستطابها؛ فتحسن في نفسه أن قال: اللهم! احييني في هذه البلدة ولو سنة، فسمع هاتفاً يقول: لم سنة؟! بل ثلاثين سنة، فلما كان في سنة الثلاثين سمع هاتفاً يقول: يا أبا بكر! قد وفينا بالوعد، فمات تلك السنة ".
أخرجه ابن الجوزي في المنتظم (7/ 55).
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[09 - 11 - 05, 03:34 م]ـ
وكذا من شيوخه: إسحاق بن منصور الكوسج.
ـ[العاصمي]ــــــــ[09 - 11 - 05, 04:36 م]ـ
وكذا من شيوخه: إسحاق بن منصور الكوسج.
لم يدرك الآجرّيّ إسحاق بن منصور؛ فقد توفّي إسحاق سنة 251، قبل ولادة الآجرّيّ ببضع وثلاثين سنة.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[10 - 11 - 05, 07:07 ص]ـ
صرح بالسماع منه في آخر ذم اللواط.
ـ[العاصمي]ــــــــ[10 - 11 - 05, 11:09 ص]ـ
هذا محال لا يمكن أبدا، إلاّ لو ثبت أنّ إسحاق بن منصور الكوسج بعث من قبره قبل يوم البعث، بعد عشرات السّنين من دفنه ...
وأرجو أن تتفضّل بنقل السّند الذي صرّح فيه الآجرّيّ بسماعه منه ...
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[11 - 11 - 05, 09:39 م]ـ
جزاكم الله خيرًا:
صرح بالسماع منه في آخر ذم اللواط.
في الإسناد سقط،
روى ابن الجوزي في " ذم الهوى " من طريق الآجري، قال: قال حدثنا عبد الله بن العباس الطيالسي، قال حدثنا إسحاق الكوسج، قال: قلت لأحمد بن حنبل:
أَيُرْجَم اللوطي أحصن أو لم يحصن؟ قال: يُرجم، أحصن أو لم يُحصن.
ـ[العاصمي]ــــــــ[11 - 11 - 05, 09:55 م]ـ
أخي الفاضل أشرف، شرّفك الله في الدّارين، وجزاك خير الجزاء وأوفره.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[13 - 11 - 05, 11:02 ص]ـ
الْحَبِيب الْمُوَفَّق الْمُسَدَّد / أَبَا الْمِنْهَالِ السَّكَنْدَرِيَّ
بَارَكَ اللهُ فِيكَ، وَرَزَقَنَا وَإيَّاكَ السَّدَادَ وَالتَّوْفِيقَ
ــــــــــــــ
فَأَمَّا الْمُسْتَدْرَكُ مِنْ تَصَانِيفِ الآجُرِّيِّ، فَقَدْ وَجَبَ إِلْحَاقُهُ بِالأَصْلِ، لَيَبْلُغَ الْعَدَدُ أَرْبَعِينَ مُصَنَّفَاً.
¥(9/163)
وأما إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ بِهْرَامٍ الْكَوْسَجُ فَهُوَ شَيْخُ الْبُخَارِيِّ، وَمُسْلِمٍ، وَالتِّرْمِذِيِّ، وَالنَّسَائِيِّ، وَابْنِ مَاجَهْ. وَلا رِوَايَةَ لِلآجُرِّيِّ عَنْهُ إِلا بَوَاسِطَةِ، وَأَكْثَرُ رِوَايَتِهِ عَنْهُ مِنْ طَرِيقِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي دَاوُدَ، وعَبْدِ اللهِ بْنِ الْعَبَّاسِ الطَّيَالِسِيِّ.
قَالَ الآجُرِّيُّ ((أَخْلاقُ حَمَلَةِ القُرْآنِ)) (72): حَدَّثَنَا أبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَبَّاسِ الطَّيَالِسِيُّ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ الْكَوْسَجُ قَالَ: قُلْتُ لأَحْمَدَ يَعْنِي ابْنَ حَنْبَلٍ: الْقِرَاءَةُ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ؟، قَالَ: لا بَأْسَ بِهَا، وَلَكِنْ لا تَقْرَأْ فِي الْمُصْحَفِ إِلا مُتَوَضِّئٌ.
وَقَالَ ((الشَّرِيعَةُ)): حَدَّثَنَا أبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَبَّاسِ الطَّيَالِسِيُّ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ الْكَوْسَجُ قَالَ: قُلْتُ لأَحْمَدَ يَعْنِي ابْنَ حَنْبَلٍ: ((يَنْزِلٌُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا)) أليس تَقُولُ بِهَذِهِ الأَحَادِيثِ، وَيَرَاهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ يَعْنِي رَبَّهُمْ عَزَّ وَجَلَّ، وَلا تُقَبِّحُوا الْوَجْهَ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ، وَاشْتَكَتْ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى وَضَعَ فِيهَا قَدَمَهُ، وَإِنَّ مُوسَى لَطَمَ مَلَكَ الْمَوْتِ؟، قَالَ أَحْمَدُ: كُلُّ هَذَا صَحِيحٌ، قَالَ إِسْحَاقُ: هَذَا صَحِيحٌ، وَلا يَدَعْهُ إِلا مُبْتَدِعٌ أَوْ ضَعِيفُ الرَّأْي.
وَقَالَ ((الشَّرِيعَةُ)): أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ الْكَوْسَجُ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الرَّجْمَ حَقٌّ، فَلا تُخْدَعُنَّ عَنْهُ، وَإِنَّ آيَةَ ذَلِكَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَمَ، وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَجَمَ، وَأَنَّا قَدْ رَجَمْنَا، وَإِنَّهُ سَيَكُونُ قَوْمٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يُكَذِّبُونَ بِالرَّجْمِ، وَيُكَذِّبُونَ بِالدَّجَالِ، وَيُكَذِّبُونَ بِطُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَيُكَذِّبُونَ بِعَذَابِ الْقَبْرِ، وَيُكَذِّبُونَ بِالشَّفَاعَةِ، وَيُكَذِّبُونَ بِقَوْمٍ يَخْرُجُونَ مِنْ النَّارِ بَعْدَ مَا امْتُحِشُوا.
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[16 - 11 - 05, 05:17 م]ـ
شيخنا العلامه الالفى اجزل الله لك المثوبه
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[17 - 11 - 05, 01:40 م]ـ
أخي الفاضل أشرف، شرّفك الله في الدّارين، وجزاك خير الجزاء وأوفره.
الفاضل المفضال، البحّاثة النقاب " العاصمي ":
ولك بمثله.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[17 - 11 - 05, 01:41 م]ـ
تَصَانِيفُ الآجُرِّيِّ
ـــــ
(19) كِتَابُ ((فَرْضُ الْعِلْمِ)).
ذكره هكذا حاجي خليفة، والعجلوني في " كشف الخفا " (2054) و (2736)، والعجلوني في هذه المواضع ناقل من العراقي، والعراقي نفسه - كما في المغني - قال: أبو بكر الآجري في كتاب " فضل العلم " اهـ
قلتُ: ولعله الأقرب والله أعلم.(9/164)
اريد معرفة عدد روايات الموطأ مع ذكر اصحها.
ـ[ابو ايمن الوكيلي]ــــــــ[25 - 08 - 05, 07:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اريد معرفة عدد روايات الموطأ مع ذكر اصحها.
بارك الله فيكم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 08 - 05, 05:05 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
رواة الموطأ عن مالك ذكر بعضهم أنهم يصلون إلى واحد وعشرين راويا بينما أوصلها بعضهم إلى 120 راويا
وقد صنف في هذا جماعة من أهل العلم فمنهم
أبو نعيم الأصبهاني وأبو محمد هبة الله الأكفاني وأبو علي بن الزهراء وابن ناصر الدين وغيرهم
وقد سرد الأعظمي في تحقيقه لموطأ مالك (1/ 188 - 250) مائة راو للموطأ.
وأما من ناحية الأصحية فاختلف في ذلك
ولكن من أصحها رواية عبدالله بن مسلمة القعني ورواية الشافعي وعبدالله بن يوسف التنيسي وابن القاسم ومعن بن عيسى ويحيى بن بكير ويحيى الليثي وابن وهب ورواية أبي مصعب الزهري.
للفائدة ينظر (الموطآت لنذير حمدان ص 85 - 89.
والكلام في هذه المسألة يطول.
ـ[ابو ايمن الوكيلي]ــــــــ[27 - 08 - 05, 10:20 م]ـ
بارك الله فيك اخي عبدالرحمن الفقيه
ـ[عبدالله ابن عمر]ــــــــ[28 - 08 - 05, 06:01 م]ـ
ولكن أيها الأحبة:
هل هناك من جمع الفروق بين روايات الموطأ؟ كزيادة حديث في رواية ونحوها ..
ـ[أبو المعتز القرشي]ــــــــ[01 - 09 - 05, 05:14 ص]ـ
لقد رأيت طبعة للموطأ عمل عليها سليم الهلالي وجمع فيها الروايات الثمانية واظنه خلط فيما بينها
فهل يفيدنا أحد عن هذه الطبعة؟(9/165)
هل تخرج أحاديث يونس عن الزهري التي أخرجها البخاري في صحيحه ليس فيها أوهام؟
ـ[الفهدي1]ــــــــ[26 - 08 - 05, 04:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال بن حجر عن يونس بن يزيد الأيلي: ثقة إلا أن فى روايته عن الزهرى وهما قليلا و فى غير الزهرى خطأ
فهل تخرج أحاديث يونس عن الزهري التي أخرجها البخاري في صحيحه عن هذه الأوهام؟
وما هو الظابط في هذا؟
بارك الله فيكم
ـ[سيف 1]ــــــــ[26 - 08 - 05, 05:36 ص]ـ
قال الترمذي في العلل الكبير (2/ 978 حمزة ديب، ص 394 السامرائي) (وسألت محمدا عن داود بن أبي عبد الله الذي روى عن ابن جدعان فقال هو مقارب الحديث، قال محمد: عبد الكريم أبو أمية مقارب الحديث،وأبو معشر المديني نجيح مولى بني هاشم ضعيف لا أروي عنه شيئا ولا أكتب حديثه (((وكل رجل لا أعرف صحيح حديثه من سقيمه لا أروي عنه ولا أكتب حديثه))) انتهى.
ويقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن يحيى المعلمي رحمه الله في التنكيل (1/ 123)
أقول في باب الإمام ينهض بالركعتين من (جامع الترمذي): ((قال محمد بن إسماعيل [البخاري]: ابن أبي ليلى هو صدوق، ولا أروي عنه لأنه لا يدري صحيح حديثه من سقيمه، وكل من كان مثل هذا فلا أروي عنه شيئاً))
والبخاري لم يدرك ابن أبي ليلى، فقوله ((لا أروي عنه)) أي بواسطة،وقوله ((وكل من كان مثل هذا فلا أروي عنه شيئاً)) يتناول الرواية بواسطة وبلا واسطة، وإذا لم يرو عمن كان كذلك بواسطة فلأن لا يروي عنه بلا واسطة أولى، لأن المعروف عن أكثر المتحفظين أنهم إنما يتقون الرواية عن الضعفاء بلا واسطة، وكثيراً ما يروون عن متقدمي الضعفاء بواسطة.
وهذه الحكاية تقتضي أن يكون البخاري لم يرو عن أحد إلا وهو يرى أنه يمكنه تمييز صحيح حديثه من سقيمه وهذا يقتضي أن يكون الراوي على الأقل صدوقاً في الأصل فإن الكذاب لا يمكن أن يعرف صحيح حديثه.
فإن قيل قد يعرف بموافقته الثقات لروى عن ابن أبي ليلى ولم يقل فيه تلك الكلمة فإن ابن ليلى عند البخاري وغيره صدوق وقد وافق عليه الثقات في كثير من أحاديثه ولكنه عند البخاري كثير الغلط بحيث لا يؤمن غلطه حتى فبما وافق عليه الثقات، وقريب منه من عرف بقبول التلقين فأنه قد يلقن من أحاديث شيوخه ما حد ثوابه ولكنه لم يسمعه منهم، وهكذا من يحدث على التوهم فأنه قد يسمع من أقرأنه عن شيوخه ثم يتوهم أنه سمعها من شيوخه فيرويها عنهم.
فمقصود البخاري من معرفة صحيح حديث الرواي من شيوخه بمجرد موافقة الثقات، وإنما يحصل بأحد أمرين:
1) إما أن يكون الراوي ثقة ثبتا فيعرف صحيح حديثه بتحديثه
2) وإما أن يكون صدوقاً يغلط ولكن يمكن معرفة ما لم يغلط فيه بطريق أخرى كأن يكون له أصول جيدة، وكأن يكون غلطه خاصاً بجهة كيحيى بن عبد الله بكير روى عنه البخاري وقال في (التاريخ الصغير): ما روى يحيى [ابن عبد الله] بن بكير عن أهل الحجاز في التاريخ فإني اتقيه)) ونحو ذلك.
فإن قيل قضية الحكاية المذكورة أن يكون البخاري التزم أن لا يروي إلا ما هو عنده صحيح فأنه إن كان يروي مالا يرى صحته فأي فائدة في تركه الرواية عمن لا يدري صحيح حديثه من سقيمه؟ لكن كيف تصح هذه القضية مع أن كتب البخاري غير الصحيح أحاديث غير صحيحة، وكثير منها يحكم هو نفسه بعدم صحتها؟
قلت: أما ما نبه على عدم صحته فالخطب فيه سهل وذلك بأن يحمل كونه لا يروي ما لا يصح على الرواية بقصد التحديث أو الاحتجاج فلا يشمل ذلك ما يذكره ليبين عدم صحته، ويبقى النظر فيما عدا ذلك، وقد يقال أنه إذا رأى أن الراوي لا يعرف صحيح حديثه من سقيمه تركه البتة ليعرف الناس ضعفه مطلقاً، وإذ رأى أنه يمكن معرفة صحيح حديثه من سقيمه في باب دون باب ترك الرواية عنه في الباب الذي لا يعرف فيه كما في يحيى بن بكير، وأما غير ذلك فأنه يروي ما عرف صحته وما قاربه أو أشبهه مبيناً الواقع بالقول أو الحال. والله أعلم. انتهى.
منقول بالكامل من مشاركة شيخنا الكريم عبد الرحمن الفقيه رفع الله درجته على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=122538#post122538(9/166)
هل يجوز الرواية عن مدمن الخمر؟ وكيف يقول الحاكم لم أرزق السماع منه!
ـ[سيف 1]ــــــــ[26 - 08 - 05, 12:53 م]ـ
هو أبو محمد عبد الله بن الشرقي أخو أبو حامد الحافظ صاحب الصحيح
ذكر عنه الحاكم كما نقل الذهبي وغيره عنه انه كان يشرب الى آخر عمره ولذلك نقموا عليه وقال الحاكم رأيته ولم أرزق السماع منه! وذكر الحاكم ان اصحاب الحديث كان يجتمعون عنده ويكتبون عنه بوفرة وذكر الذهبي في الميزان عدد من الحفاظ الكبار وقد كتب عنه وقال الذهبي (عبد الله بن محمد بن الشرقي أبو محمد: أخو الحافظ أبي حامد وسماعاته صحيحة من مثل الذهلي وطبقته ولكن تكلموا فيه لإدمانه شرب المسكر انتهى)
فكيف يكتب عمن هذا حاله؟
أفيدونا رحمكم الله
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 08 - 05, 03:07 م]ـ
بارك الله فيكم، هذا الذي فهمه الذهبي رحمه من قولهم لم يدع الشرب، ففهم أنه المسكر، وهذا الفهم فيه نظر!
فالمنقول عنه كما جاء عن الخليلي في الإرشاد (المنتخب ج:3 ص:838)
أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشرقي أو ابي حامد وهو اكبر سنا منه سمع عبد الله بن هاشم ومحمد بن يحيى وأبا الازهر وأقرانهم ليس بالقوي عندهم مات قبل اخيه بمديدة سمع منه الكبار الذين سمعوا من اخيه حدثني محمد بن احمد بن عبدوس عنه عن ابي الازهر الحديث الذي انكروه على ابي الازهر عن عبد الرزاق
لم ار احدا ذكره بالشر الا انه ليس بمحل اخيه في العلم والديانة) انتهى.
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء ج15/ص40
أبو محمد عبد الله بن محمد بن الشرقي
سمع الذهلي وعبد الله بن هاشم وعبد الرحمن بن بشر وأحمد بن الأزهر وأحمد بن منصور زاج المروزي وعدة
روى عنه أبو بكر بن إسحاق الصبغي وأبو علي الحافظ ويحيى بن إسماعيل الحربي ومحمد بن أحمد بن عبدوس ومحمد بن الحسين العلوي وآخرون
ذكر الحاكم أنه رآه وهو شيخ طوال أسمر وأصحاب المحابر بين يديه قال وكان أوحد وقته في علم الطب قال ولم يدع الشرب إلى أن مات فنقموا عليه ذلك وكان أخوه لا يرى لهم السماع منه لذلك
قال وتوفي في سنة ثمان وعشرين وثلاث مئة
ومات أبو حامد في شهر رمضان سنة خمس وعشرين وثلاث مئة
وأمهم في الصلاة عليه أخوه المذكور) انتهى.
وقال السمعاني في الأنساب ((وأما الشرقي فهو أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشرقي النيسابوري أخو أبي حامد أحمد بن محمد وظني أنه إنما قيل له الشرقي لأنه يسكن الجانب الشرقي بنيسابور وعبد الله هو الأكبر سمع محمد بن يحيى الذهلي وعبد الله بن هاشم وعبد الرحمن بن بشر وغيرهم وروى عنه أبو بكر بن إسحاق وأبو علي الحافظ ولد سنة ست وثلاثين ومائتين وكان متقدما في صناعة الطب ولم يدع الشرب إلى أن مات وهو الذي نقموا عليه وهو في الحديث ثقة مأمون مات في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة))
فلم يذكر أحد منهم أنه كان يشرب الخمر، وإنما ذكروا الشرب فقط ولذلك رووا عنه
والمقصود بالشرب هنا هو شرب النبيذ المختلف فيه، وليس شرب الخمر، ولم يصب الذهبي في قوله أنه يشرب المسكر.
ـ[سيف 1]ــــــــ[26 - 08 - 05, 04:16 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا المفضال عبد الرحمن وحفظك لنا دوما اللهم آمين
ـ[ابن وهب]ــــــــ[27 - 08 - 05, 07:03 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ومن لسان الميزان لابن حجر العسقلاني
قال الذهبي
(علي بن السراج المصري حافظ متأخر متقن لكنه كان يشرب المسكر سمع أبا عمير بن النحاس الرملي ويوسف بن بحر وطبقتهما بمصر والشام والعراق وسكن بغداد وجمع وصنف روى عنه أبو بكر الإسماعيلي وأبو عمرو بن حمدان قال الدارقطني كان يحفظ الحديث وكان يشرب ويسكر قلت مات في سنة ثمان وخمسين وثلاث مائتين انتهى قال بن عساكر كان حافظا عالما بأيام الناس وقال محمد بن المظفر الحافظ رأيت علي بن السراج سكران علي ظهر رجل يحمله من ماخور
قلت (القائل هو ابن حجر العسقلاني) هذا ينبغي احتمال كونه كان يشرب النبيذ المختلف فيه
ـ[ابن وهب]ــــــــ[27 - 08 - 05, 07:04 ص]ـ
والمسكر في كلام الذهبي هنا هو عن النبيذ المختلف فيه كما ذكره شيخنا الفقيه نفع الله به
ولكن كلام الذهبي صحيح
فالمسكر يطلق احيانا على النبيذ المختلف فيه
كما في قول ابن ادريس المروي عنه
(إني لأشتهي من الدنيا أن يخرج من الكوفة قول أبي حنيفة وشرب المسكر)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[27 - 08 - 05, 07:05 ص]ـ
وكما هنا
(قال حدثنا هارون بن عيسى أبو حامد الخياط قال سئل احمد بن حنبل وانا شاهد عن رجل حلف بالطلاق ثلاثا ان لا يتزوج ما دامت أمه في الاحياء قال ان كان قد تزوج لم امره ان يطلق وان كان لم يتزوج لم امره ان يتزوج وسأله ما تقول في المسكر فقال لا أمر ان يشرب مسكرا)
فسؤاله عن النبيذ المختلف فيه
ـ[ابن وهب]ــــــــ[27 - 08 - 05, 07:08 ص]ـ
وكما في نقل شيخنا الفقيه وفقه الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=142436#post142436
في كلام الامام الاوزاعي
انظر المشاركة 4
¥(9/167)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[27 - 08 - 05, 07:12 ص]ـ
وقال الفسوي: قد سئل أحمد إذا اختلف وكيع وعبد الرحمن فقال: عبد الرحمن يوافق أكثر خاصة في سفيان. وعبد الرحمن كان يسلم عليه السلف ويجتنب المسكر ولا يرى أن يزرع في أرض الفرات
انتهى
لان وكيع بن الجراح - رحمه الله كان يذهب مذهب الكوفيين
وابن مهدي - رحمه الله كان يذهب مذهب المدنيين
ـ[ابن وهب]ــــــــ[27 - 08 - 05, 07:17 ص]ـ
ومثل هذا لايخفى على شيخنا الفقيه - حفظه الله
الا أن الشيخ - حفظه الله
ذهل عن هذا وقت كتابة الرد وحمله على الاصطلاح المعروف
فهذا الذهول هو وقت كتابة الرد
فقط
وهذه فائدة
ان العالم قد يذهل وقت الرد
وهي وان كانت معروفة فقد ذكرتها للفائدة
و أن ذهول العالم لايدل الا على أن الإنسان إنسان
والله أعلم بالصواب
ـ[ابن وهب]ــــــــ[27 - 08 - 05, 07:25 ص]ـ
وهنا فائدة أخرى
أن هناك من كان يرى اباحة النبيذ الا انه لم يكن يشرب النبيذ
وهذا كثير في أتباع الكوفيين
~أعني الحنفية وأتباع مذهب سفيان الثوري
فهولاء كانوا يأخذون عنهم العلم
ولكن من كان يشرب فلعلهم توقفوا عنه
وخصوصا في المتأخرين
لما استقر العمل على كراهية النبيذ
ولم يعد من يشرب النبيذ (المختلف فيه) الا من لاينسب الى العلم
وقد يشربه بعض العلماء في بعض الجهات ولكنه يشتهر بهذا
سواء أكان من الحنفية ومن أتباع الكوفيين أو كان من غيرهم واختار قول الكوفيين
كما روي عن ابن القطان المتأخر صاحب الوهم والإيهام
فليعلم
ـ[سيف 1]ــــــــ[27 - 08 - 05, 07:53 ص]ـ
جزاك الله خيرا كثيرا شيخنا الكريم ابن وهب ولا حرمنا الله فوائدكم ورزقك الله من حيث لا تحتسب اللهم آمين
ورفع الله قدر شيخنا عبد الرحمن وحفظه من كل شر وأجزل مثوبته اللهم آمين
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 08 - 05, 08:07 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم ابن وهب، ولاعدمنا فوائدكم.
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[01 - 09 - 05, 02:21 ص]ـ
جزاك الله خيرا كثيرا شيخنا الكريم ابن وهب ولا حرمنا الله فوائدكم ورزقك الله من حيث لا تحتسب اللهم آمين
ورفع الله قدر شيخنا عبد الرحمن وحفظه من كل شر وأجزل مثوبته اللهم آمين(9/168)
التاريخ لابن نمير
ـ[ابن وهب]ــــــــ[26 - 08 - 05, 08:52 م]ـ
كتاب التاريخ لابن نمير كتاب مشهور ينقل عنه أصحاب الكتب
قال الحاكم في المستدرك
(فحدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق أنا إسماعيل بن قتيبة ثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: ـ خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم و أمه لبابة بنت الحارثة بن حزن الهلاكية أخت ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه و سلم و كان خالد يكنى أبا سليمان استعمله عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الرها و حران و الرتة و آمد فمكث سنة و استغفى فأعفاه فقدم المدينة فأقام بها في منزله حتى مات بالمدينة سنة اثنتين و عشرين)
ولابد أن نفرق بين من ينقل عن الكتاب مباشرة وبين من ينقل بواسطة كتاب آخر
فمثلا قد تجد صاحب الكتاب ينقل عن تاريخ ابن نمير وبالاسناد
ولكن هو في الأصل ينقل عن كتاب مطين
ومطين ينقل عن ابن نمير
ونحو ذلك
وهذا شيء دقيق قد لايتفطن له كثير من الباحثين
وإنما ذكرت هذا للفائدة
ـ[ابن وهب]ــــــــ[26 - 08 - 05, 08:58 م]ـ
فالحاكم ينقل مباشرة من كتاب ابن نمير
(أخبرنا أبو بكر أحمد بن إسحاق أنا إسماعيل بن قتيبة ثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: مات أبي بن كعب في خلافة عمر بن الخطاب سنة اثنتين و عشرين)
(أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق أنا إسماعيل بن قتيبة ثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: و مات أبي في خلافة عمر سنة اثنتين و عشرين)
(أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق أنا إسماعيل بن قتيبة ثنا محمد بن عبد الله بن عمر قال: مات عبد الرحمن بن عوف و يكنى أبا محمد سنة اثنتين و ثلاثين و هو ابن خمس و سبعين سنة)
(أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق أنا إسماعيل بن قتيبة ثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: مات عبد الله بن مسعود بالمدينة سنة اثنتين و ثلاثين حين قتل عثمان و كان أوصى الزبير بن العوام فصلى عليه و قد قيل: أن عمار بن ياسر صلى عليه و دفن بالبقيع ليلا و هو ابن بضع و ستين سنة)
(أخبرني عبد الله بن محمد بن موسى العدل ثنا إسماعيل بن قتيبة ثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثني أبي عن الأعمش عن زيد بن وهب قال: كنت جالسا عند عمر إذ جاءه رجل نحيف فجعل ينظر إليه و يتهلل و جهه ثم قال: كيف ملئ علما كيف ملئ علما يعني عبد الله بن مسعود)
(أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق أنا إسماعيل بن قتيبة ثنا محمد ابن عبد الله بن نمير قال: ـ أم العباس بن عبد المطلب نتيلة بنت خباب بن كليب بن مالك بن عمرو بن عامر بن النمر بن قاسط ولد العباس قبل الفيل بثلاث سنين)
(أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق أنا إسماعيل بن قتيبة ثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: ـ أبو ذر جندب بن جنادة بن قيس بن عمرو بن صعير بن حرام بن غفار و أمه رملة بنت وقيعة بن غفار و أما ما ذكر من اسمه يزيد فقد روي أن النبي صلى الله عليه و سلم سماه به)
(أخبرنا الشيخ الإمام أبو بكر بن إسحاق أنا إسماعيل بن قتيبة ثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: ـ المقداد بن الأسود يكنى أبا معبد مات سنة ثلاثين بلغ نحوا من سبعين سنة و كان يصفر لحيته مات بالجرف فحمل على رقاب الرجال و صلى عليه عثمان بن عفان رضي الله عنه و دفن بالبقيع)
(أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق أنا إسماعيل بن قتيبة ثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: ـ أبو عبس عبد الله بن جبر بن عمرو بن زيد ألأنصاري مات في سنة ثلاث و ثلاثين)
(أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق أنا إسماعيل بن قتيبة ثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثني يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق حدثني معبد بن كعب بن مالك أخبرني سلمة عن أخيه عبد الله بن كعب عن أبيه كعب بن مالك قال: خرجنا في الحجة التي بايعنا فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم في العقبة فكان نقيب بني عوف بن الحارث عبادة بن الصامت)
(أخبرنا أبو بكر بن إسحاق أنا إسماعيل بن قتيبة ثنا محمد بن عبد الله بن نمير ثنا أبو أسامة و وكيع عن أسامة بن زيد عن عبادة بن الوليد عن عبادة بن الصامت قال: و كان قد غزا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ست غزوات
)
(حدثنا أبو بكر بن إسحاق أنا إسماعيل بن قتيبة ثنا محمد بن عبد الله بن نمير أن: ـ طلحة و الزبير بلغ كل واحد منهما أربعا و ستين)
¥(9/169)
(أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق أنا إسماعيل بن قتيبة أنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: ـ صهيب يكنى أبا يحيى وهو صهيب بن سنان النمري من النمر بن قاسط و كان أصابه سبي فوقع بأرض الروم فقيل: صهيب الروم بلغ سبعين سنة و كان يخضب بالحناء مات بالمدينة في شوال سنة ثمان و ثلاثين و دفن بالبقيع)
(خبرنا أبو بكر بن إسحاق الإمام أنا إسماعيل بن قتيبة ثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: ـ سهل بن حنيف بن واهب بن عكيم بن ثعلبة أبو ثابت مات بالكوفة سنة ثمان و ثلاثين و صلى عليه علي بن أبي طالب رضي الله عنهما)
(أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق ثنا إسماعيل بن قتيبة ثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: و مات أبو سعيد زيد بن ثابت بن الضحاك سنة خمس و أربعين)
(أخبرنا الشيخ الإمام أبو بكر بن إسحاق أنا إسماعيل بن قتيبة ثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: و مات أبو أهيب صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح و كان إسلامه عند الفتح مات سنة ثلاث و أربعين)
(أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق أنبأ إسماعيل بن قتيبة ثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: مات محمد بن مسلمة الأنصاري سنة ثلاث و أربعين)
(حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق أنا إسماعيل بن قتيبة ثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: مات عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب و أمه النابغة بنت حرملة بن الحارث بن كلثوم بن جوشن بن عمرو بن عبد الله بن خزيمة بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار و كان قصيرا يخضب بالسواد و قد قيل النابغة بنت حرملة بن سبية من عنزة و أخوه من أمه عروة بن أمامة العدوي و كان من مهاجرة الحبشة و أخوه هشام بن العاص قتل يوم أجنادين شهيدا و قد قيل أن عمرو بن العاص توفي سنة إحدى و خمسين و الله أعلم)
(أخبرنا الشيخ الإمام أبو بكر بن إسحاق أنا إسماعيل بن قتيبة ثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: مات أبو موسى الأشعري سنة اثنتين و خمسين و هو ابن ثلاثة و ستين سنة)
(أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق أنا إسماعيل بن قتيبة ثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: ـ أبو محمد فضالة بن عبيد بن الناقد بن صهيب بن جحجبا بن كلفة بن عوف الأنصاري و أمه ابنة محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح مات بدمشق سنة ثلاث و خمسين و فيها مات أخوه زياد بن عبيد و يقال بعده بسنة)
(- أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق أنا إسماعيل بن قتيبة ثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: مات أبو اليسر كعب بن عمرو بن عباد بن عمرو بن سواد بن غانم بن كعب بن سلمة بن سعد بن غانم بن أسد بن جشم بن الخزرج سنة خمس و خمسين بالمدينة)
(أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق أنا إسماعيل بن قتيبة ثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: مات أبو إسحاق سعد بن أبي وقاص و هو ابن خمس و سبعين سنة بالمدينة و صلى عليه مروان بن الحكم و هو واليها)
(أخبرنا الشيخ أبو بكر ثنا إسماعيل بن قتيبة ثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: مات بلال بن الحارث المزني سنة ستين)
(أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق أنبأ إسماعيل بن قتيبة ثنا محمد بن عبد الله بن نمير:
: أن أبا شريح كعب بن عمرو الخزاعي مات سنة ثمان و ستين و اسمه مختلف فيه فقد قيل: خويلد بن عمرو)
(أخبرنا الشيخ أبو بكر أنبأ إسماعيل بن قتيبة ثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثني أبي عن هشام بن عروة عن أبيه قال: محا ابن الزبير نفسه من الديوان حين قتل عثمان رضي الله عنهما)
(أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق الإمام أنبأ إسماعيل بن قتيبة ثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: مات السائب بن يزيد يعني سنة إحدى و تسعين)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[26 - 08 - 05, 09:02 م]ـ
وهناك فرق بين هذا وبين السؤالات فليعلم
مثال على السؤالات
في كتاب العقيلي
(وهب بن حكيم الأزدي عن محمد بن سيرين مجهول بالنقل ولا يتابع على حديثه حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال حدثنا جمهور بن منصور القرشي قال حدثنا وهب بن حكيم الأزدي عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تحرم النار على كل هين لين سهل قريب قال لنا الحضرمي سألت ابن نمير عن جمهور فقال أكتب عنه)
وله أمثلة كثيرة في كتاب الخطيب البغدادي
وإنما أشرت الى ذلك اشارة للتنبيه(9/170)
هل الحديث الضعيف يعمل به
ـ[حسين الزعبي]ــــــــ[27 - 08 - 05, 02:47 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من الأخوة الإجابة على هذا السؤال مع ذكر أقوال العلماء
هل الحديث الضعيف يعمل به ومتى وما هي شروطه أو هل تجوز روايته وإ
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[27 - 08 - 05, 03:47 ص]ـ
الأخ الكريم حسين الزعبي ... و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ..
جزاك الله خيرا .. إليك هذا الرابط و عليك بالمشاركة الثانيه للشيخ المسيطير حفظه الله:-
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27769&highlight=%C7%E1%D6%DA%ED%DD
ـ[حسين الزعبي]ــــــــ[27 - 08 - 05, 03:58 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الرابط
ـ[حاج]ــــــــ[30 - 08 - 05, 12:33 ص]ـ
للشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله رسالة في ذلك أظن أن عنوانها: حكم الاحتجاج بالحديث الضعيف.(9/171)
مذهب طريف من مذاهب تصحيح الحديث مع ضعف سنده …التصحيح بالواقع؟
ـ[ابن الحاج الجزائري]ــــــــ[29 - 08 - 05, 11:49 م]ـ
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى وعلى آله وصحبه ومن اقتفى، وبعد:
فقد كنت جمعت بحثا حول (مذاهب الناس في تصحيح الحديث مع ضعف سنده) اجتمع لي منها خمس مذاهب، كلها تراعي معنى متن الحديث دون الإسناد، حتى وإن كان مختلقا موضوعا كما هو مفهوم من استقراء المذهب الأول والثاني والخامس، وهذا الأخير - وهو أطرفها لانفراد المعاصرين به- هو الذي سنفصل الكلام فيه - بعض الشيء- ولنشرع في المقصود فأقول:
1) - المذهب الأول:
• تصحيح الحديث بالكشف والمنامات:
وهو مذهب جماعة من الصوفية القائلين بعلم الباطن، نقله وأقره العجلوني كما في" كشف الخفاء" له، والغماري في "المغير" وانتصر له، وغيرهما. وقد شاع القول به عند المتأخرين، وهو مذهب ضعيف مهجور كما هو مقرر في المطولات من كتب المصطلح والأصول.
2) - المذهب الثاني:
• تصحيح الحديث بالتجربة:
وهو أيضا من مذاهب الصوفية، وممن اعتمده أيضا الإمام الطبراني والنووي والسخاوي .. ؟؟ (راجع الضعيفة:2/ 109)، وقال القادري في "إزالة الدهش والوله عن المتحير في صحة حديث ماء زمزم لما شرب له" (ص:188):" هذا الحديث صحيح متنا وسندا وتجربة وكشفا…؟؟؟ وانظر تعليق الألباني عليه هامش ص:124.
3) - المذهب الثالث:
• تصحيح الحديث بموافقته لقواعد الشريعة وعمومات القرآن:
واشتهر بهذا المذهب الشيخ محمد الغزالي كما في مقدمة كتابه" فقه السيرة" وغيره، وتبعه على هذا المنهج الشيخ البوطي في" فقه السيرة" له، انظر كلام الشيخ الألباني على هذه القاعدة في مقدمة" تخريجه للحلال والحرام" للشيخ القرضاوي، و مقدمة كتابه" تحريم آلات الطرب"، وممن تكلم عليها أيضا الشيخ سلمان العودة في "حوار هادىء…" و الشيخ ربيع المدخلي في "كشف موقف الغزالي…" وغيرهم…
4) - المذهب الرابع:
• تصحيح الحديث لتلقي الأمة له بالقبول:
وهي من المسائل التي شاعت وذاعت بين أهل العلم، وللإمام التهانوي كلام مهم حول هذه القاعدة في كتابه "قواعد في علوم الحديث"، وللشيخ أبي غدة أيضا جمع موسع في ذلك أنظره في نهاية كتاب "الأجوبة الفاضلة " للكنوي، وكذا للشيخ أبي الحسن السليماني المأربي بحث جيد حولها في (2/ 246 - 250) من كتابه الحافل المسمى" إتحاف النبيل…"
5) - المذهب الخامس:
• تصحيح الحديث لمطابقته الواقع:
وهو مذهب عصري، لم يسبق إليه –في حدود علمي- والذي يظهر من التتبع أن الحامل عليه أمران:
الأمر الأول:
موجة الكشوفات العلمية وما صحبها من قيام علماء المسلمين بتفسير آيات الكتاب وأحاديث السنة بما يوافق ما أثبته العلم الحديث من علوم الكون:
قال الكتاني في "التراتيب الإدارية" (2/ 302):"ومن بديع أمر القرآن الدال على أنه منبع الترقي و الحضارة أنك لا تجد اليوم حادثة في باب من أبواب العلوم الكونية إلا ويمكن أن تستخرجها أو ما يدل عليها من القرآن، وقد قام بهذا القسط اليوم من أهل الإسلام من شعروا بالغاية القصوى فيه من أهل مصر والشام والعراق، فتجردوا لاستخراج فوائده واستيعاب مضامينه على حسب حاجات أهل العصر، وما يرو< فيه مما هو في الحقيقة من العلوم الإسلامية… (وبعد أن ذكر جماعة من المؤلفين قال):… وأف صاحبكم هذا كتابه في إقامة أصول الكهرباء والبخار ونتائج العلم بهما من تسيير القطارات والأوتوموبيلات والغواصة البحرية والمنطادات الجوية، ومن الكتاب والسنة سميته:"اليواقيت الثمينة في الأحاديث القاضية بظهور سكة الحديد ووصولها إلى المدينة "، وقد طبع بالجزائر (1) سنة 1329 - 1911 وبلغني أنه ترجم إلى الفرنسية" اهـ.
الأمر الثاني:
أخبار الفتن والملاحم وعلامات الساعة التي صدق معظمها في أهل العصر: كأحاديث ضعف المسلمين وتشتتهم وتداعي الأمم عليهم، وتغلب اليهود والنصارى، وغزو العراق، وتحكم الرويبضة وظهور أهل النفاق وبداية الملحمة الكبرى…
راجع كتاب "مطابقة الاختراعات العصرية لما أخبر به سيد البرية" للغماري
ت (2): وفي كلا الأمرين لا يخفى على القاريء أسلوب تعمد الاستدلال بالضعيف والواهي وما لا أصل له، وتحميل النصوص مالا تحتمل. ولنقتصر هنا على مثالين يوضحان المقصود:
المثال الأول:
¥(9/172)
- جاء في الجامع الصغير للسيوطي: (إذا رأيتم اللاتي على رؤوسهم مثل أسنمة البعير فأعلموهن أنهن لا تقبل لهن صلاة).
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير عن أبي شقرة مرفوعا.
قال المناوي: قال ابن عبد البر:في إسناده نظر.
قال الشيخ أحمد بن الصديق الغماري في " المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي" (1/ 379 - 380):" لا نظر فيه. بل الحديث صحيح يصدقه الواقع بعد زمان
لتحديث به بأزيد من ألف عام، وذلك أدل دليل على صحته، وأنه من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم ففي هذه المائة الرابعة عشر شرع النساء يلبسن البرانيط الفرنجية التي هي كأسنمة البعير ولم يكن ذلك قبل هذا فالحديث صحيح لا شك فيه…"اهـ.
ت: وهذه القاعدة بنى عليها الغماري كتابه "مطابقة الاختراعات العصرية لما أخبر به سيد البرية"،فحكم على أحاديثه بالصحة - كما هو ظاهر لمن تتبعها في "المداوي .. "- مع أنه أورد فيه الصحيح والضعيف والموضوع ..
قال الألباني في الضعيفة (3/ 378) تحت حديث (شر خصال عملتها قوم لوط بها أهلكوا…):" وهذا الحديث والذي قبله مما سود به الشيخ الغماري كتابه "مطابقة الاختراعات العصرية لما أخبر به سيد البرية"، وكم له من مثلها في هذا الكتاب الذي لو اقتصر فيه على ما صح لكان آية في بابه "اهـ.
المثال الثاني:
- جاء في الضعيفة للألباني (4/ 36) تحت حديث: (إذا أبغض المسلمون علماءهم، وأظهروا عمارة أسواقهم، وتناكحوا على جمع الدراهم، رماهم الله عزوجل بأربع خصال: بالقحط من الزمان، والجور من السلطان، والخيانة من ولاة الأحكام، والصولة من العدو).
قال الحاكم: صحيح الإسناد….
ورده الذهبي بقوله: بل منكر منقطع …
قال الألباني:كتب بعض الطلاب الحمقى وبالحبر الذي لا يمحى عقب قول الذهبي المتقدم: قلت: بل صحيح جدا…؟؟.
قال الألباني: وكأن هذا الأحمق يستلزم من مطابقة معنى الحديث الواقع أنه قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا جهل فاضح. فكم من مئات الأحاديث ضعفها أئمة الحديث وهي مع ذلك صحيحة المعنى. ولا حاجة لضرب الأمثلة على ذلك، ففي هذه السلسلة ما يغني عن ذلك. ولو فتح باب تصحيح صلى الله عليه وسلم مالم يقل ثم تبوؤوا مقعدهم من النار، والعياذ بالله"اهـ.
الهوامش:
ا - وقد بحثت عليه وسعي فلم أجده –على كثرة اشتغالي بجمع الكتب المطبوعة في العهد الاستعماري بالجزائر- ثم إني وجدت الغماري قد أورد ضمن موضوعات كتابه"مطابقة الاختراعات العصرية لما أخبر به سيد البرية" هذا الموضوع، والله الموفق.
- التاء هي آخر حرف من كلمة (قلت)، التي ترد كثيرا في تمييز كلام المصنفين عن النقول، وقد رأيتها في تفسير "الجواهر الحسان"لعالم مدينة الجزائر ودفينها الشيخ عبد الرحمن الثعالبي- رحمه الله-، وهي كما ترى أبلغ في هضم حق النفس، وأسلم من الوقوع في التطاول على مراتب أهل العلم.
كتب أحدهم على ظهر مخطوط شرح ألفية ابن مالك للأشموني:
إني سألتك بالله الذي خضعت … له السماوات فهو الواحد الباري.
لئن تصفحته استغفر لصاحبه … لعل صاحبه ينجو من النار.
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[30 - 08 - 05, 12:53 ص]ـ
ممن يصحح الحديث بالواقع الشيخ حمود التويجري في كتابه عن أشراط الساعة.
ـ[ابن الحاج الجزائري]ــــــــ[03 - 11 - 05, 10:38 م]ـ
... ثم وجدت مؤلف كتاب أصول الفقه على مذهب أهل الحديث قد سبقني إلى عرض هذه المذاهب المذكورة في فصل عقده في آخر كتابه فأجاد وأفاد وأكثر من النقول ... ولكنه لم يذكر مذهب التصحيح بالواقع .. فاقتضى التنبيه.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 11 - 05, 02:44 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وينظر هذا الرابط للفائدة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=196276#post196276
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=109066#post109066
ـ[سليل الأكابر]ــــــــ[07 - 11 - 05, 08:42 ص]ـ
ممن يصحح الحديث بالواقع الشيخ حمود التويجري في كتابه عن أشراط الساعة.
أخي الكريم هل لك أن تذكر لي مثالا واحدا؟
وجزاك الله خيرا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - 11 - 05, 09:46 م]ـ
أخي الكريم هل لك أن تذكر لي مثالا واحدا؟
وجزاك الله خيرا.
أذكر أنه مر علي ذلك، والعهد به بعيد جدا لكني متاكد.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - 11 - 05, 09:58 م]ـ
انظر غير مأمور
فصل: 1/ 12
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - 11 - 05, 05:06 ص]ـ
وذكر الشيخ يوسف الغفيص أن من أدلة صحة حديث الافتراق:الواقع.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[13 - 11 - 05, 11:09 ص]ـ
ومن من يرى تصحيح الحديث لموافقة الواقع الدكتور سلمان العودة - وفقه الله -، كما في حديث الأردن.
ـ[ابن الحاج الجزائري]ــــــــ[16 - 11 - 05, 10:32 م]ـ
يجب التفريق بين من يجعل مطابقة الحديث للواقع مرجحا من المرجحات وبين من يجعله دليلا قائما يصحح به الأحاديث المختلقة الموضوعة.
¥(9/173)
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[23 - 11 - 05, 07:47 م]ـ
وهذه المذاهب التي ذكرها الاخ كلها باطلة بقول الامام يحيى بن سعيد القطان لا تغتر بالحديث ولكن انظر الى الاسناد فان صح صح الحديث فالذي يقول بهذه المذاهب او بعضها فهو جاهل بالحديث لان الحديث يروى بالاسناد ولا يروى بالتلقي او مطابقته للواقع واثبات الحديث يكون بالرواية واصولها لا بالتجربة ومطابقته للواقع فالكهان قد يقولون كلاما يطابق الواقع احيانا ايدل ذلك على صدقهم في الجملة ام انهم دجلة كهان وليس هناك طريق لمعرفة كلام النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الطريق الذي بينه يحي القطان علم المحدثين
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[23 - 11 - 05, 07:51 م]ـ
وهو الاسناد كما قال عبد الله بن المبارك الاسناد خصيصة لهذه الامة
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[23 - 11 - 05, 08:24 م]ـ
بحث في هذا الموضوع بالتفصيل الحافظ الشيخ عبد الحي الكتاني رحمه الله في كتابه "الرحمة المرسلة في شأن حديث البسملة"، ولم يفهم جل من أنكر عليه مقصده فشنعوا عليه هذا الكتاب، وهو مما وضعناه في هذا الملتقى المبارك .. راجع الرابط التالي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=34921&highlight=%C7%E1%D1%CD%E3%C9+%C7%E1%E3%D1%D3%E1%C9
ـ[أبو رشيد]ــــــــ[23 - 11 - 05, 09:48 م]ـ
2) - المذهب الثاني:
• تصحيح الحديث بالتجربة:
وهو أيضا من مذاهب الصوفية، وممن اعتمده أيضا الإمام الطبراني والنووي والسخاوي .. ؟؟ (راجع الضعيفة:2/ 109)، وقال القادري في "إزالة الدهش والوله عن المتحير في صحة حديث ماء زمزم لما شرب له" (ص:188):" هذا الحديث صحيح متنا وسندا وتجربة وكشفا…؟؟؟ وانظر تعليق الألباني عليه هامش ص:124
-------------------------------------------------------
المعذرة إخوتي لم أفهم هذا المذهب ,, أرجو التبيان في ذلك
ـ[ابن الحاج الجزائري]ــــــــ[25 - 11 - 05, 10:46 م]ـ
[ quote= ابو عبد الله السلفي] وهذه المذاهب التي ذكرها الاخ كلها باطلة بقول الامام يحيى بن سعيد القطان لا تغتر بالحديث ولكن انظر الى الاسناد فان صح صح الحديث فالذي يقول بهذه المذاهب او بعضها فهو جاهل بالحديث لان الحديث يروى بالاسناد ولا يروى بالتلقي او مطابقته للواقع ...
نعم كلامك صحيح عموما ... لكن يجب أن لا يجرنا غلو البعض في الإعتماد على المتن في النقد أن نغفل دوره في النقد الحديثي فالنظر في صحة الحديث أو ضعفه يكون سندا ومتنا كما هو معروف ومقرر في علم المصطلح وإن كان نظرهم في الإسناد مقعد ومؤصل بضوابط معروفة فهو للتأصيل لهذا العلم حتى لا يتخذ منه المغرضون ذريعة لترويج أكاذيبهم وكلام أهل العلم في اعتماد الإسناد من هذا القبيل.
ـ[ابن الحاج الجزائري]ــــــــ[25 - 11 - 05, 10:48 م]ـ
المعذرة إخوتي لم أفهم هذا المذهب ,, أرجو التبيان في ذلك ..
لعلك ترجع إلى المصادر المذكورة وستفهمه إن شاء الله ...
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[18 - 12 - 05, 03:58 ص]ـ
نعم اخي ابن الحاج الجزائري ما اشرت اليه دقيق جدا وليس ما علقت به على ما اطلقت القول به موضع بسط ذلك والا سماه بعض الاخوة استطراد
ـ[ابن الحاج الجزائري]ــــــــ[19 - 12 - 05, 02:52 م]ـ
أشكرك على اهتمامك ..
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[28 - 12 - 05, 03:00 م]ـ
يجب التفريق بين من يجعل مطابقة الحديث للواقع مرجحا من المرجحات وبين من يجعله دليلا قائما يصحح به الأحاديث المختلقة الموضوعة.
أنار الله بصيرتك أخي الفاضل.
مجرد رأي شخصي, وأمنية قلبي أن أسمع تعليق مثل عبد الرحمن الفقيه عليه: أحداث الواقع تستخدم في تكذيب بعض ماقيل أنه حديث أو أثر عن بعض السلف, ولكن ليس شرطاً أن تستخدم في التصحيح.
فمثلاً: سليمان بن مقاتل المفسر المشبه, بعد أن اتهمه الأئمة بالكذب: قال: لو أتت سنة 150 هـ ولم يخرج الدجال فاشهدوا بأنني كاذب.
الإمام محمد بن جرير الطبري تـ 310 هـ رحمه الله, قال أن نهاية الكون ستكون عام 700 هـ, والوقائع كذبته. وغيرها الكثير مما جمعته.
ـ[العاصمي]ــــــــ[28 - 12 - 05, 04:06 م]ـ
فمثلاً: سليمان بن مقاتل المفسر المشبه, بعد أن اتهمه الأئمة بالكذب: قال: لو أتت سنة 150 هـ ولم يخرج الدجال فاشهدوا بأنني كاذب.
الإمام محمد بن جرير الطبري تـ 310 هـ رحمه الله, قال أن نهاية الكون ستكون عام 700 هـ, والوقائع كذبته. وغيرها الكثير مما جمعته.
الصواب أنّه: مقاتل بن سليمان، وقد اشتهر وانتشر رميه بالتمثيل - المسمّى تشبيها! -، وفي ذلك نظر ... ترى شرحه في كتاب " مقالة التشبيه، وموقف أهل السّنّة منها " ...
وأراك قد جاوزت الحدّ بقولك - غامزا الإمام السّلفيّ الأثريّ أبا جعفر الطّبريّ -: " والوقائع كذبته "!!
الله المستعان، وربّ كلمة قالت لصاحبها: دعني!
وأرجو أن تنقل نصّ كلام الإمام، ثمّ تذكر وجه رميه بالكذب، وسأثنّي بعد ذلك بالتعليق على ما تذكره ...
وأنصحك أن تكسو ألفاظك أحاسنها عند الكلام عن أئمّة السّنّة والأثر ...
دمت موفّقا مسدّدا ...
¥(9/174)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[28 - 01 - 09, 06:14 م]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
يجب التفريق بين تصحيح الأحاديث الموضوعة أو التي اتفق المحدثون على ضعفها، وبين الأحاديث التي اختلف المحدثون أنفسهم على حكمها ما بين محسن ومضعف.
فالنوع الأول لا إخال أنه لا يخالف محدث في ردها سواء شهد الواقع أو لم يشهد، أما النوع الثاني فلقد سألت فضيلة الشيخ المحدث د. عادل عبد الغفور حفظه الله تعالى في عقد زواج فضيلة الشيخ د. محمد يسري حفظه الله تعالى في شعبان 1429 عما إنا ذكان هناك حديث دائر بين الحسن والضعف، وشهد له الواقع، هل يكون الواقع مرجحًا لتحسينه؟
فرد الشيخ ردًا سريعًا، وخلاصة ما فهمته منه أن الذي جاء في الحديث إن كان يسهل الإتيان بمثله كأن يكون أمرًا يتعلق بالخبرة والتجربة .... إلخ فهنا لا يعد الواقع مرجحًا.
أما إن كان ما فيه لا يمكن أن يخبر به إلا نبي فهنا يكون مرجحًا، هذا ما فهمته من فضيلة الشيخ، والله أعلم.
ومن الأحاديث التي يمكن أن نمثل عليها:
ما رواه الطبراني في الأوسط أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا بنيت مسجد صنعاء، فاجعله عن يمين جبل، يقال له: ضين "
وفي سند الحديث (عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري)
- جاء في ترجمته في تهذيب التهذيب (ج6 ص356):
(قال فيه أبو حاتم شيخ ولم يذكر فيه البخاري في التاريخ جرحا ولا تعديلا وذكره ابن حبان في الثقات ووثقه عمرو ابن علي وقال فيه أحمد بن حنبل فيما حكاه الساجي كان يصحف لا يحسن يقرأ كتابه)
وقد حسن الهيثمي رحمه الله تعالى الحديث رغم أن عبد الملك هذا ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال (ج2 ص657) حيث رجح أن عبد الملك بن عبد الرحمن الشامي - المجمع على ضعفه الذي قال فيه البخاري أبو زرعة إنه منكر الحديث- هو نفسه عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري ..
والقاعدة عند الهيثمي رحمه الله كما ذكرها في مجمعه (ج1 ص8):
أن (من كان من مشايخ الطبراني في الميزان نبهت - أي الهيثمي - على ضعفه، ومن لم يكن في الميزان ألحقته بالثقات الذين بعده) ...
لكن لعله مال إلى تفريق البخاري وأبي حاتم رحمهما الله بينهما وهو ما رجحه الحافظ ابن حجر رحمه الله أنهما شخصان مختلفان ..
فالأول قال فيه البخاري منكر الحديث وتبعه أبو زرعة وقال فيه أبو حاتم ليس بالقوي وضعفه عمرو بن علي ..
والثاني قال فيه أبو حاتم شيخ ولم يذكر فيه البخاري في التاريخ جرحا ولا تعديلا وذكره ابن حبان في الثقات ووثقه عمرو ابن علي وقال فيه أحمد بن حنبل فيما حكاه الساجي كان يصحف لا يحسن يقرأ كتابه ....
وإذا قال أبو حاتم عن راو إنه شيخ فاختلف الباحثون فمن قائل إنه لا تقبل روايته إذا تفرد بها؛ لأنها تعني أنه رجل صالح مقل من الرواية و لا يدرى حاله، ومن قائل إنها تطلق على الراوي الذي لا يرتقي حديثه إلى الصحة لكن يكون حسن الحديث ومن أشهر من رجح ذلك من المعاصرين العلامة الألباني رحمه الله (انظر الضعيفة ج13 ص626) ..
- أما سكوت البخاري فهو محل نظر واختلف الباحثون حوله ما بين قائل إنه توثيق، وما بين قائل إنه ليس بتوثيق كما قال ذلك العلامة الألباني أيضًا
(الضعيفة ج11 ص302) وذكر أن بعض من سكت عنهم البخاري ذكرهم في كتابه (الضعفاء الصغير) وسمعت الشيخ يذكر في إحدى الأشرطة - ونسيت أيها! - يدعو الباحثين إلى استقصاء من ذكرهم البخاري في التاريخ وسكت عنهم ثم ذكرهم في الضعفاء ..
الخلاصة أن الحديث يدور بين الضعف والحسن.
والحديث قد شهد الواقع بصحته، فهل يكون هذا مرجحًا؟؟
قال لي الشيخ عادل هذا لا يعجز أحد من البشر أن يتوصل إليها، ففهمت من كلامه أنه لا يرى الواقع هنا مرجحًا.
طبعًا الشيخ عادل لم يقل لي حكمه على الحديث، فذلك يحتاج إلى دراسة للحديث كما تعلمون وليس في دقيقتين! لكن أقصد أنه رفض الترجيح بمطابقة الحديث للواقع.
وجزاكم الله خيرًا.
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[01 - 02 - 09, 10:06 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وبعد؛
فقد كنت كتبت بحيثاً صغيراً في مادة من مواد الدكتوراة في الجامعة الأردنية بعنوان الواقع والحكم على الحديث، وقد أرفقته بملف وورد، رجاء الإفادة والاستفادة، والله الموفق
ـ[أبو صهيب المقدسي خالد الحايك]ــــــــ[01 - 02 - 09, 10:22 م]ـ
¥(9/175)
قرأته على عجل وهو بحث جيد يا شيخ سعيد.
افتقدناك يا رجل! كيف تسير أمورك؟
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[05 - 02 - 09, 08:01 ص]ـ
مرحبا بك أخي أبا صهيب، الحمد لله أنا على وشك الانتهاء، ربما لم يبق إلا نحو الأسبوع من الآن، أشكرك على سؤالك.
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[05 - 02 - 09, 08:11 ص]ـ
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[05 - 02 - 09, 08:13 ص]ـ
كتبت البحث على ملف ويب وألصقته ليظهر مكتوبا فلم يظهر
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[05 - 02 - 09, 08:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونؤمن به، ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلله فلا هادي له، ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
فهذا بحيث صغير اختاره لي شيخنا الأستاذ الدكتور شرف القضاة، في مادة التجديد في علوم الحديث، وهو بعنوان الواقع والحكم على الحديث، تقعيد وتأصيل، وإنما اختاره شيخنا - حفظه الله - لكونه يناسب المادة من حيث كونه جديداً، والحقيقة كذلك، إذ إني لم أجد في هذا الباب مؤلفاً يعالج موضوع هذا البحث.
وقد جعلت هذا البحث في مطلب تمهيدي، ومطلبين آخرين؛ المطلب التمهيدي في نطاق البحث، وفيه مسألتان؛ الأولى في المراد بالواقع، والثانية في المراد بالحديث، والمطلب الأول في رد الحديث بسبب مخالفته للواقع، وفيه مسألتان؛ الأولى في اشتراط عدم مخالفة الواقع للحديث، والثانية في تحقق مخالفة الحديث للواقع، والمطلب الثاني في قبول الحديث بسبب موافقته للواقع، وفيه مسألتان؛ الأولى في ظهور التوافق بين الواقع والحديث، والثانية في مدى تحقق شروط القبول.
المطلب التمهيدي: نطاق البحث،
وفيه مسألتان؛ الأولى: المراد بالواقع،
والثانية: المراد بالحديث
المسألة الأولى: المراد بالواقع
الواقع اسم فاعل من الوقوع، يقال وقع الشيء يقع وقوعاً فهو واقع، أي كان أو حصل أو حدث أو ثبت ونحو ذلك، ومنه قوله تعالى: {فإذا هي تلقف ما يأفكون فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون}، أي حدث بالفعل ما ذكره الله عن موسى بقوله {ما جئتم به السحر إن الله سيبطله}.
وعليه فإن المراد بالواقع هو الشيء الكائن أو الحادث أو الحاصل، وهذه اللفظة لكونها اسم فاعل يمكن أن يراد بها ما يتوقع في المستقبل، ومن ذلك قوله تعالى: {إن عذاب ربك لواقع}، أي لنازل كائن، ويمكن أن يراد بها ما قد سبق وقوعه في الماضي، ويمكن أن يراد به ما وقع في الحاضر، وهو المتبادر عند الإطلاق.
والمراد بالواقع في هذا البحث كل ما وقع، سواء كان وقوعه في الماضي القديم، أم في الماضي القريب، أعني الحاضر، أما سبب كون المراد به ما وقع فعلاً، فلأن ما يتوقع وقوعه ولما يقع لا يمكن أن يجزم بنفيه أو إثباته إلا على جهة التصديق، وأما سبب كون المراد به ما وقع في الحاضر والماضي أيضاً فلأن القصد بالبحث التقعيد والتأصيل، وهذا لا يختص به الواقع في الحاضر دون الماضي، ولا العكس.
ويتبين مما تقدم أن الواقع شيء تعود معرفته إلى الإحساس، لأن تفسيره بالحادث أو الكائن يقتضي ذلك، فيدخل فيه كل ما وقع، سواءً كان إدراكه عن طريق المشاهدة، أو السمع، أو أي طريق من طرق الإحساس، ويدخل في ذلك ما كان مرده إلى شيء محسوس، مما صح نقله من الوقائع التاريخية، أو ثبت علمياً.
ويخرج من ذلك ما كانت معرفته راجعة إلى العقل دون الإحساس، من تصور أو تصديق، كمعرفة الخالق، وقياس الأمور بأمثالها، ومعرفة الحساب، والاستدلال، وغير ذلك، مما يستقل العقل بالنظر فيه ومعرفته، وأما ما يكون مرد معرفته إلى العقل والحس في آنٍ واحدٍ كمعرفة أن المعدوم لا نفع فيه فإن مثل ذلك داخل فيما نحن بصدده لكونه مدركاً بالحس، وإن كان يدرك بالعقل أيضاً.
المسألة الثانية: المراد بالحديث
من المعلوم أن الكلام ينقسم إلى قسمين؛ الأول الإنشاء، والثاني الخبر، والإنشاء ما لا يحتمل التصديق أو التكذيب، وأما الخبر فهو ما يحتمل أحدهما، فهو إما كذب أو صدق، بلا واسطة بينهما، وذلك بناء على مطابقته للواقع أو عدم مطابقته له، وهذا هو قول جماهير أهل العلم.
¥(9/176)
وعليه فالمراد بالحديث ما ورد بصيغة الخبر، لأنه هو الذي يكون له واقع، بخلاف ما كان بصيغة الإنشاء، كالأوامر والنواهي، والتشريع بصفة عامة، فإنه لا يمكن أن يكون الواقع موافقاً لها أو مخالفاً، على جهة التصديق أو التكذيب، لأنها إما أحكام وضعية وواقعها التسليم، وإما أحكام تكليفية، وواقعها الامتثال.
ومن هنا يتبين أن البحث محصور فيما يراد به الإخبار، سواء ورد بصيغة الخبر، أو بصيغة الإنشاء، ويستفاد منه معنى الخبر، بخلاف ما أريد به التشريع، سواء ورد بصيغة الإنشاء أو بصيغة الخبر فليس داخلاً في نطاق البحث.
وعليه فإن نطاق العلاقة بين الواقع والحكم على الحديث نطاق ضيق، ومعظم الشريعة الإسلامية بمعزل عنه، لأن القصد من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم هو التشريع، ومن ثم كانت أغلب الشريعة الإسلامية أحكاماً، إما وضعية وإما تكليفية.
فانحصر نطاق البحث في الإخبار عما مضى وقوعه، بخلاف المغيبات ما لم تقع، فإذا وقعت كانت داخلة في نطاق البحث، لأنه أصبح لها واقع يمكن النظر في تصديقه للأخبار أو تكذيبه لها.
والأحاديث عن المغيبات قسمان؛ إما أحاديث مُثْبِتة، وإما أحاديث نافية، فالقسم الأول: وهو الأحاديث المثبتة، كقوله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين وغيرهما: "يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة"، ومن هذا القسم ما كان منفياً إلى غاية، أو أبطل النفي بالاستثناء كالأحاديث التي فيها لا تقوم الساعة حتى يكون كذا وكذا فإنها أحاديث مثبتة في المعنى، كأنه قال يكون كذا وكذا قبل قيام الساعة، فهذا القسم من الأحاديث عن المغيبات لا يمكن معارضته بالواقع أو الادعاء أن الواقع يخالفه، لأن ذلك الادعاء لا يصح إلا بانتهاء وقت الدنيا وقيام الساعة قبل حدوث ما ذكر فيها، وهذا ما لا يسع أحداً قوله.
وأما القسم الثاني: وهو الأحاديث النافية، وهي التي تنفي وقوع شيء معين مطلقاً، كحديث الصحيحين: "إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، ... "، فمثل هذا الحديث إنما يصح الادعاء بأنها تخالف الواقع بإثبات أن المنفي المعين تحقق، كإثبات أن العراق قد حكمها من تسمى بكسرى بعد هلاكه، أو أن الشام قد حكمها من تسمى بقيصر بعد هلاكه.
المطلب الأول: رد
الحديث بسبب مخالفته للواقع
هذا المطلب ليس المقصود به رد الحديث الذي لا يصح إسناداً لأجل مخالفة الواقع، فإن الحديث المردود إسناداً لا تزيده مخالفة الواقع له إلا رداً، وإنما المقصود به الأحاديث المقبولة من حيث الإسناد، عندما تكون مخالفة للواقع، ولتحرير هذا المقام لا بد من بيان مسألتين؛ الأولى: اشتراط عدم مخالفة الواقع للحديث، والثانية: تحقق مخالفة الواقع للحديث، فأقول:
المسألة الأولى: اشتراط عدم
مخالفة الواقع للحديث
إن الناظر في هذه المسألة أعني مسألة مخالفة الواقع للحديث يمكن أن يجزم لأول وهلة بأن عدم مخالفة الواقع للحديث ليس شرطاً في قبوله، اعتماداً منه على ما توارد عليه أهل العلم من اشتراطهم شروطاً للحديث المقبول ليس من ضمنها عدم مخالفة الواقع، وهي خمسة شروط للحديث المقبول، أولها الاتصال، وثانيها عدالة الراوي، وثالثها الضبط، ورابعها انتفاء الشذوذ، وخامسها انتفاء العلة.
والملاحظ أن هذه الشروط ثلاثة منها إيجابية، أي مطلوب تحققها للقول بصحة الحديث، وشرطان منها سلبيان أي مطلوب عدم تحقق المنفي فيهما، والمنفي فيهما - في الحقيقة - مانعان، فالشذوذ مانع يلزم انتفاؤه وكذا العلة، وإلا كان الحديث غير مقبول، ولم تذكر مخالفة الواقع كمانع، للقول بقبول الحديث.
ومن هنا يمكن للناظر في هذه الشروط أن يدعي عدم وجود علاقة - عند أهل هذه الشروط - بين مخالفة الواقع والحكم على الحديث، وإلا لكان ذكره ضمن شروط الحديث المقبول متحتماً.
إلا أننا نجد بعض أهل العلم ينبه على مسألة عدم مخالفة الواقع عند الحكم على الحديث الوارد بصيغة الخبر، فقد ذكر الخطيب أن الأخبار ثلاثة أضرب، ما يعرف صحته، وما يعرف فساده، وما يتردد بينهما، ومثل للثاني بما تدفع العقول صحته.
¥(9/177)
والقول بتصديق الخبر الذي يخالف المشاهدة مما تدفع العقول صحته، ولذلك ألحق الغزالي ضمن ما يعرف فساده ما يعلم خلافه بضرورة الحس والمشاهدة بقوله: "القسم الثاني من الأخبار: ما يعلم كذبه؛ وهي أربعة الأول ما يعلم خلافه بضرورة العقل أو نظره أو الحس والمشاهدة، ... ".
وتبع الغزالي في النص على اشتراط عدم مخالفة الخبر للواقع لكي يكون صدقاً جماعة من أهل العلم، كالحافظ ابن حجر في النكت حيث قال: "ويلتحق به ما يدفعه الحس والمشاهدة كالخبر عن الجمع بين الضدين ... ".
كما أن الدليلين العقلي والنقلي يدلان على وجوب عدم مخالفة الواقع للخبر، وإلا كان ذلك الخبر كذباً، فأما الدليل العقلي فهو أن تصديق الخبر الذي يخالف المشاهدة يعد جمعاً بين النقيضين، لأن المشاهدة تقول لا يصح، والمصدق يقول بأنه يصح، وهذان نقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان، والجمع بين النقيضين يناقض المعقول.
وأما الدليل النقلي فهو أن الله سبحانه وتعالى لما ذكر إقسام الكفار على عدم البعث بقوله: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت}، أجاب بقوله: {بلى وعداً عليه حقاً} أي البعث، ثم ذكر بعض ما يترتب على ذلك البعث بقوله: {ليبين لهم الذي يختلفون فيه، وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين}، فجعل وقوع ما أقسموا على عدم وقوعه دليلاً على كذبهم.
وكذلك قوله تعالى: {عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين}، لأن استئذان المنافقين للنبي صلى الله عليه وسلم في القعود دعوى منهم بأنهم تحت أمره وطاعته، فلو لم يأذن لهم لتبين له الصادق في دعواه من الكاذب بوقوع الاتباع للأمر أو المخالفة له، فجعل سبحانه وتعالى وقوع المخالفة منهم عند عدم إذنه عليه الصلاة والسلام لهم بالقعود دليلاً على كذب دعواهم بأنهم تحت أمره وطاعته.
وعليه فإن الدليل دل على أن مخالفة الواقع للخبر شرط منفي كالشرطين الأخيرين، أعني عدم الشذوذ وعدم العلة، وأما موافقة الواقع للخبر فليس شرطاً موجباً في صحة الخبر بالنسبة لعلمنا، وإن كان شرطاً في حقيقة الأمر.
والفرق بينهما أن اشتراط عدم مخالفة الواقع للخبر يتحقق بوقوع الواقع على وفق الخبر أو عدم وقوعه في وقت تلقي المكلف له، بينما اشتراط موافقة الواقع للخبر يعلق صحة الخبر على وجود واقع يوافقه، وقد لا يوجد إلا بعد عصر المكلف، فتعليق صحة الخبر على وجود واقع يوافقه مما لا يتوافق مع ما أمر به المكلفون من الإيمان بكل ما جاء به النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
إلا أن أهل العلم لا يذكرون هذا الشرط - أعني عدم مخالفة الواقع للخبر- عند ذكر شروط الحديث المقبول، وهذا هو حالهم في شروط أخرى غيره، كمخالفة العقل للخبر، فإنهم يذكرونها عند تقسيمهم للأخبار، ولا يذكرونها عند ذكرهم لشروط الحديث المقبول، ويمكن توجيه عدم تصريحهم بذكر نحو هذا الشرط بتوجيهين؛
التوجيه الأول: أنه يغني عن التصريح بذلك ذكر انتفاء العلة ضمن شروط القبول، لأن مخالفة الواقع الثابت للخبر من أسباب عدم قبول الأحاديث، وقد عرفوا العلة كما هو معلوم بأنها سبب غامض يقدح في صحة الحديث مع أن الظاهر السلامة منه، وعليه فيمكن أن يكون تعريف العلة متضمنا لمخالفة الواقع.
غير أني لست على ثَلَجٍ من هذا التوجيه لأمرين؛ الأول: أن العلة موصوفة بكونها سبباً خفياً، ومخالفة الواقع التي تقدح في الحديث لا يصح أن تكون خفية، بل لا بد من ظهورها بشكل حقيقي، لكي تعد قادحاً في صحة الحديث، والثاني: أن العلة وإن كانت تتطرق للمتن إلا أن المقصود منها - عند المحدثين - ما يرجع إلى الاختلاف في الإسناد، ولذلك قال الخطيب البغدادي: "والسبيل إلى معرفة علة الحديث أن يجمع بين طرقه وينظر في اختلاف رواته ويعتبر بمكانهم من الحفظ ومنزلتهم في الإتقان والضبط".
ونقل تحت هذا القول أقوالاً لأئمة الحديث في ضرورة جمع الطرق لمعرفة العلة، ومخالفة الواقع لا تفتقر إلى جمع طرق في الحقيقة، ولعله لأجل ما تقدم ذكره عن أهل العلم قال الحافظ ابن حجر: "فمدار التعليل في الحقيقة على بيان الاختلاف".
والتوجيه الثاني: أن عدم ذكر نحو هذا الشرط أغفل لأسباب، لا لأنه داخل في نفي العلة، ومن هذه الأسباب ما يلي؛
¥(9/178)
أولها: أن اشتراط عدم مخالفة الواقع للخبر أمر ضروري لا يمكن دفعه، ومعنى أنه ضروري أي أنه لا يفتقر إلى التأمل والنظر، ومن ثم كان اعتناء أهل العلم بالشروط التي تفتقر إلى الاستدلال.
وثانيها: أنه من الشروط التي تتعلق بموضوع الخبر وهو المتن، كاشتراط عدم مخالفة الخبر للعقل، بخلاف الشروط التي تذكر في تعريف الحديث المقبول فإنها تتعلق بالطريق إلى ذلك الخبر، وهو الإسناد.
وثالثها: أن الأحاديث ليست كلها أخبارا يمكن أن توافق الواقع أو تخالفه، بل الأغلب من الأحاديث ما يكون من قبيل الإنشاء، ومن ثم لم يكن ذكر الواقع ونحوه حاضراً في ذلك الأغلب.
المسألة الثانية: تحقق مخالفة الحديث للواقع
من المعلوم أن الشرط ما يلزم من عدمه العدم ولا يلزم من وجوده وجود ولا عدم لذاته، وقد تقدم أن عدم مخالفة الواقع للحديث شرط من شروط قبول الحديث الخبري، كالشروط الخمسة المشهورة.
إلا أن ثمة فرقاً بين اشتراط عدم مخالفة الواقع للخبر، وبين بقية الشروط الخمسة، وذلك أن الشروط الخمسة وإن اشتهر أنها شروط للحديث الصحيح والحسن، إلا أنها ليست شروطاً لصحة الحديث في حقيقة الأمر، وإنما يقال لها شروط صحة تجوزاً، أي في الظاهر، وغالب الظن.
وأما في الحقيقة فهي شروط قبول، لا يلزم من عدمها عدم الصحة، وإنما يلزم من عدمها عدم القبول فقط، ومن ثم فليس تخلف بعضها عن حديث ما سببا للقطع بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقله، ولا توفرها سبباً للقطع بأنه قاله، وإنما يأتي القطع من خارجٍ عن هذه الشروط، كما هو معلوم.
بخلاف اشتراط عدم مخالفة الواقع للحديث فإنه شرط لصحة الحديث في حقيقة الأمر، ومن ثم فإن تخلفه عن حديث ما يلزم منه القطع بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقله، لأن مخالفة الواقع للحديث طعن في صحة متن الحديث نفسه، بخلاف تخلف أي من الشروط الخمسة الأخرى، فإنه طعن في صحة الطريق إلى المتن، وهو الإسناد، ولا يلزم من الطعن في الإسناد عدم صحة الحديث في حقيقة الأمر.
وعليه فإذا كانت مخالفة الواقع تؤدي إلى تكذيب الخبر، أو عدم صحته في نفس الأمر، فلا بد لتحقق هذه النتيجة من تحقق مخالفة الواقع للخبر، أي لا بد من أن تكون المخالفة حقيقية، لا متوهمة.
وذلك إنما يكون بشرطين؛ الشرط الأول: عائد إلى المخالفة نفسها، وهو أن تكون مخالفة الواقع للخبر من باب مخالفة الضدين أو النقيضين، بحيث لا يمكن الجمع بينهما، والشرط الثاني: أن يكون الطريق المثبت لمخالفة الواقع للخبر هو العلم لا مجرد الظن.
فإذا تخلف أي من الشرطين لم تكن المخالفة حقيقية، وإنما تكون متوهمة أو مظنونة، وليس من المنطق أن يكذب الخبر بمجرد الظن، نعم قد يتوقف فيه أو يترجح عدم قبوله عند البعض، بحسب قوة المخالفة وطريق إثباتها، وضعف ذلك.
ومع أن مخالفة الواقع للخبر تقدح في الخبر إلا أن ثمة أمراً ينبغي التنبيه عليه، وهو أن بين ما ينتهجه المتقدمون في انتقادهم وما ينتهجه المعاصرون فرقاً مهماً، وهو أن المتقدمين إذا رأوا الحديث بين الفساد لم يبادروا إلى رده دون بيان خلل في إسناده، فيكون مرد الانتقاد عندهم إلى خلل في الإسناد، بخلاف المعاصرين.
فيكون العمدة في نهاية المطاف عند المتقدمين صحة الإسناد من عدم ذلك، بينما لا يشكل الإسناد عند المعاصرين كبير أهمية، ومن ثم يسهل على منهج المعاصرين التجرؤ على الأحاديث الصحيحة ولو كانت في الصحيحين.
مثال لما جمع الشرطين
فمن المخالفة التي لا يمكن معها الجمع بوجه من الوجوه، أن يكون التعارض بين الواقع والخبر تعارضاً بين خاص وخاص أو إثبات ونفي، ويمكن التمثيل لما هو من هذا القبيل بحديث ذي اليدين، عندما صلى النبي صلى الله عليه وسلم الرباعية ثنتين حيث سأله فقال: أنسيت أم قصرت؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لم أنس ولم تقصر، فقال ذو اليدين: بلى قد نسيت، ... الحديث.
¥(9/179)
فقد توفر عند ذي اليدين في هذا الحديث ذانك الشرطان المتقدم ذكرهما؛ الأول: أعني العائد إلى المخالفة نفسها، وهو أن نفي النبي صلى الله عليه وسلم حين صلى الرباعية ركعتين لأن يكون فعل ذلك تشريعاً أو نسياناً يخالفه الواقع مخالفة حقيقية لا يمكن معها الجمع، لأن صلاة الرباعية ركعتين لا تخرج عن أحد احتمالين، كالنقيضين؛ إما أن تكون من باب التشريع، وإما من باب النسيان، ولا احتمال غيرهما، فنفي هذين الاحتمالين مخالف للواقع لا محالة، والأمر الثاني: أعني العائد إلى الطريق المثبت للخالفة، وهو هنا المشاهدة المتيقنة، حيث شاهد النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الرباعية ركعتين.
أمثلة لما تخلف فيه الشرط الأول:
وهو الشرط العائد إلى المخالفة نفسها، بألا تكون المخالفة حقيقية، بحيث يمكن الجمع بينها وبين الخبر، بتخصيص عام أو تقييد مطلق ونحو ذلك.
المثال الأول: مجيء الخبر عاماً يثبت الواقع عدم عمومه، فإن مثل ذلك لا يعد تعارضاً، لإمكان تخصيص ذلك العام بالواقع، أو لإمكان حمل العام على أن المراد به الخصوص، كحديث أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل عين زانية ... " الحديث، فإن هذا الحديث لا يصلح أن يعارض ببعض الصالحين والعميان، لأنه عام، والعام لا يعارضه الخاص، بل يخصص به، ويكون المراد من العموم فيه كل عين نظرت إلى ما يحرم عليها عن شهوة.
وقد ذكر أهل الأصول تخصيص العام بالواقع المحسوس في مبحث المخصصات المنفصلة، ويمثلون على ذلك بقوله تعالى: {تدمر كل شيء}، وقوله تعالى: {ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم}، فإنه قد خرج من ذلك الأرض والجبال، وأمور كثيرة بالحس، لم تدمر، ولم تجعل رميماً، وكذلك قوله تعالى: {وأوتيت من كل شيء}، فإنه قد خرج من يدها أشياء كثيرة بالحس، فإما أن مثل ذلك عام مخصوص بالواقع الذي هو الحس، أو أنه عام أريد به خصوص بعض الأشياء.
المثال الثاني: مجيء الخبر بلفظ يحتمل عدة معانٍ وأحد تلك المعاني يوافق الواقع والآخر يخالفه، فإن حمل ذلك اللفظ على المعنى الذي يخالف الواقع ومن ثم رد الحديث من أجل ذلك مما لا ينبغي، ومعرفة معاني الألفاظ علم برأسه، يفتقر إلى معرفة واسعة باللغة، ولذلك كان العلم باللغة العربية شرطاً للاجتهاد فيما مرده الاستنباط من النصوص.
كحديث أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة"، فإن الفلاح يطلق ويراد به الفوز والظفر بالشيء، ومنه حديث ابن مسعود: "إذا قال الرجل لامرأته استفلحي بأمرك فقبلته فواحدة بائنة" أي فوزي بأمرك واستبدي به، ويطلق ويراد به البقاء، ومنه قول الشاعر الجاهلي وهو الأضبط بن قريع السعدي:
لكل هم من الهموم سعه
والمسي والصبح لا فلاح معه
أي ليس مع كر الليل والنهار بقاء.
فإثبات مخالفة الواقع للحديث يكون بإثبات أمرين؛ الأول: أن معنى الفلاح المراد في الحديث قد تحقق لقوم ولوا أمرهم امرأة، والثاني: أن ذلك الفلاح قد تحقق في أثناء ولايتها، إذ لا بد من تخصيصه بوقت الولاية.
فإذا حملنا معنى الفلاح على أن المراد به الفوز والنصرة، فقد يخالف ذلك الواقع لأننا قد نجد قوماً ولي أمرهم امرأة ومع ذلك ينتصرون أو يظفرون ببعض أعدائهم أثناء ولايتها، بخلاف ما إذا حملنا المعنى على أن المراد به البقاء على ما هم عليه من التمكين والقوة، فإن ذلك لا يخالف الواقع إذ لم نجد قوماً تولى أمرهم امرأة وبقوا على ما هم عليه من التمكين والقوة، أثناء ولايتها.
المثال الثالث: مجيء الخبر على وجه لو لم نحمله على أنه من أعلام النبوة لكان مخالفاً للواقع، وبحمله على أنه من أعلام النبوة لا يعد كذلك، فلا ينبغي والحالة هذه رد الحديث لمجرد احتمالٍ مع إمكان غيره إلا أن يكون رد الحديث لسبب آخر.
¥(9/180)
كحديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مهل أهل المدينة من ذي الحليفة والطريق الآخر الجحفة ومهل أهل العراق من ذات عرق ومهل أهل نجد من قرن ومهل أهل اليمن من يلملم"، هذا الحديث تشريع في الأصل إلا أنه يفيد الخبر أيضاً في جزء منه، وهو أن العراق فيها مسلمون، فذهب بعض أهل العلم إلى عدم ثبوت ذكر التوقيت لأهل العراق، لأنه يخالف الواقع، وهو أن العراق لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن في أهل ناحيتها مسلمون، حتى يوقت لهم النبي صلى الله عليه وسلم مهلاً يهلون منه، وإنما فتحت في عهد عمر وهو الذي وقت لأهلها ذات عرق.
وأجاب آخرون بأن هذا القول غفلة من قائليه، لأنه لا خلاف بين أهل العلم أن الشام لم تفتح إلا في عهد عمر، ولم يكن في ناحيتها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مسلمون، وقد اتفقت الروايات الكثيرة على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد وقت لأهلها الجحفة، ومثل ذلك ينبغي حمله على أنه من أعلام النبوة، حيث وقت صلى الله عليه وسلم المواقيت لأهل النواحي كلها، لكونه علم أن الله سيفتح على أمته الشام والعراق وغيرهما من البلدان، وهو كقوله الآخر: "منعت العراق درهمها وقفيزها ومنعت الشأم مديها ودينارها ومنعت مصر إردبها ودينارها، ... "، بمعنى ستمنع عند أهل العلم.
مثال لما تخلف فيه الشرط الثاني:
وهو الشرط العائد إلى طريق إثبات المخالفة، وهو إما مشاهدة، وإما سماع عائد إلى المشاهدة، إلا أن المراد بالمشاهدة التي هي شرط في مخالفة الواقع للخبر المشاهدة اليقينية، وهي المباشرة لوقوع الشيء عينه.
ويمكن التمثيل على تخلف هذا الشرط بمثالين؛
المثال الأول: حديث الذباب، وهو حديث مشهور، أكثر الناس الكتابة فيه، ووجه تخلف الشرط الثاني لصحة كون المخالفة حقيقية، هو أن المخالفة في هذا الحديث مبنية على المشاهدة الظاهرة، وهي أن الذباب يقع في الظاهر على القاذورات، ولا بد أن يعلق بجسمه وجناحيه شيء من تلك القاذورات، فالمشاهدة تقتضي ألا يغمس كله في الشراب إذا وقع فيه، ومع ذلك فقد جاء الأمر في الحديث النبوي بخلاف هذه المشاهدة.
إلا أن هذه المشاهدة ليست يقينية، لأننا لا نعلم ماذا حل بتلك القاذورات في الحقيقة، ولا نعلم ما يحتوي عليه جسم ذلك الكائن، وقد أثبت الطب الحديث تصديق الحديث النبوي وتكذيب الواقع المبني على المشاهدة، وذلك باكتشاف أن الذباب يحمل في جسمه وجناحية مكروبات أو جراثيم تسبب بعض الأمراض، ويحمل في نفس الوقت مكروبات مضادة لها، ولا يمكن التيقن من السلامة من تلك المكروبات إلا بغمس الذباب كاملاً.
المثال الثاني: هذا المثال ألحقته بالبحث ولم يكن على عجل ولم يكن فيه، وإنما ألحقته إتماماً للفائدة بعد ما رأيت الموضوع المثبت في الملتقى، كما أني كتبته بناء على ما أتذكر من كلام المنتقدين دون أن أرجع إلى نصوصهم، وإنما وثقت موضع الحديث في الصحيحين فقط.
والحديث هو ما رواه أبو هريرة كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم: "قال خلق الله آدم وطوله ستون ذراعاً ... ، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن".
هذا الحديث ذكره جماعة من المعاصرين كمثال لأحاديث منتقدة المتون في الصحيحين، ووجه الانتقاد في نظرهم أن الحديث يخالف الواقع، ومخالفته للواقع مبنية على مقدمتين؛
الأولى: أن شكل الخلق في عهد قوم ثمود هو كشكل الخلق في زمننا هذا، بناء على ما وجد من آثارهم، فلم يحصل تغير في الخلقة من عصر قوم ثمود إلى عصرنا.
والثانية: أن الزمن الذي بين عصر ثمود وعصر آدم كان أقل من الزمن الذي بيننا وبين قوم ثمود.
وعليه فلو كان الخلق يتناقص لكان النقص الذي بيننا وبين ثمود أعظم من النقص الذي بينهم وبين آدم.
وقد استظهر بعض المنتقدين لهذا الحديث من العقلانيين بكلام للحافظ ابن حجر عند شرح الحديث، وهو قوله: "ويشكل على هذا ما يوجد الآن من آثار الأمم السالفة كديار ثمود فإن مساكنهم تدل على أن قاماتهم لم تكن مفرطة الطول على حسب ما يقتضيه الترتيب السابق، ولا شك أن عهدهم قديم وأن الزمان الذي بينهم وبين آدم دون الزمان الذي بينهم وبين أول هذه الأمة، ولم يظهر لي إلى الآن ما يزيل هذا الإشكال".
ووجه تخلف الشرط الثاني هنا، هو أن الطريق المثبت للمخالفة ظني لا يقيني لأمرين؛
¥(9/181)
الأول: أن ما ذكر في المقدمة الأولى من استواء الخلق في زمن ثمود وزمننا لا بد من إثباته بشكل دقيق، وهذا يفتقر إلى البحث الجاد في كثير من الآثار، لأن مجرد المشاهدة العينية دون أن يكون ثمة فرق عمل مختص يثبت عدم وجود أي فرق بين خلقتهم وخلقتنا، لأن وجود فرق ولو كان الفرق طفيفاً كاف في إبطال دعوى مخالفة الحديث للواقع، لإمكان القول بأن التناقص في الخلقة كان سريعاً في بداية الخلق ثم أخذ يتباطأُ بعد ذلك إلى أن أصبح بطيئاً جداً، بحيث لا يلاحظ الفرق الطفيف إلا بعد القرون الطويلة.
والثاني: أن ما ذكر من المدد التي بين عصر قوم ثمود وعصر آدم وبين عصرنا وعصر قوم ثمود لا دليل عليه يمكن الاحتجاج به، لأن العمدة فيه إنما هو كلام أهل التاريخ والأنساب، وليس قولهم بحجة في ذلك فضلا عن أن يكون يقينياً.
المطلب الثاني: قبول
الحديث بسبب موافقته للواقع
تقدم أن موافقة الواقع للحديث ليس شرطاً في صحة الحديث، وإنما الشرط عدم مخالفة الواقع له، ولكن ليس معنى ذلك أن موافقة الواقع للحديث لا أثر له في الحكم عليه، بل إن العلماء عدوا كثيراً مما وقع من الأخبار المغيبة دليلاً على أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم، وقد عقد ابن كثير في كتابه البداية والنهاية فصولاً في الإخبار بغيوب ماضية ومستقبلة، فذكر فيها عدداً كبيراً من الأخبار التي وقعت على وفق ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، حتى تجاوزت عدد صفحات تلك الفصول الستين صفحة.
ولعل أصل ذلك هو حديث الجساسة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع من تميم الداري خبر الدجال والجساسة جمع الناس في المسجد ثم قال: "إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ولكن جمعتكم لأن تميما الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع وأسلم وحدثني حديثاً وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال ... " فذكر الحديث.
والشاهد من هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قد استشهد بقصة تميم التي رآها بعينه ووافقت ما كان أخبرهم عن الدجال من باب الاستئناس، والزيادة في الاطمئنان عند السامعين، وإلا فإن الصحابة لا شك مصدقون للنبي صلى الله عليه وسلم، وإنما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يزيدهم إيماناً ويقيناً بموافقة هذه القصة لما أخبرهم به.
وعليه فإن موافقة الواقع للحديث يمكن اعتبارها من القرائن المؤثرة في الحكم على الحديث، أو سببا للاستئناس على أقل تقدير، ويمكن عدم اعتبارها شيئاً، وذلك عائد إلى احتمالية المصادفة في التوافق من عدمها.
ولا يرد على هذه النتيجة بأن تعتبر موافقة العقل للحديث مما يقويه، كالواقع، إذ كانت مخالفة كل منهما تقدح في صحة الحديث، لأن موافقة الواقع للحديث لا تكون إلا مصادفة أو وحياً، إذ مردها إلى العلم بما سيحدث، والمصادفة لا تقع إلا نادراً، بخلاف موافقة العقل للحديث فإنها مبنية على العقل والتوافق في العقل بين الناس هو الأصل، وعدم التوافق هو المصادفة.
وبيان مسألة تقوية موافقة الواقع للحديث تتوقف على مسألتين؛ الأولى: ظهور التوافق بين الواقع والحديث، والثانية: مدى تحقق شروط القبول.
المسألة الأولى: ظهور
التوافق بين الواقع والحديث
من المعلوم أن العقول تتباين في المفاهيم، والقول بأن الخبر يوافق الواقع مجال لتباين العقول، لأنه أمر نسبي قد يرى عالم الموافقة بين الحديث والواقع ظاهرة، ويرى آخر خلاف رأيه، ومن هنا كان لا بد من معرفة مستويات التوافق بين الواقع والحديث، لأن بعض ما قد يظن توافقاً ليس هو في الحقيقة كذلك، فأقول:
الواقع في نفسه إما أن يكون ظاهراً لكل أحد، كالمشاهد بالعيان، وإما أن يكون غير ظاهر كالمحسوس بالشعور، وإما أن يتردد بينهما، وموافقته للخبر قد تكون ظاهرة، كدلالة الخبر على الواقع بمنطوقه، وذلك بالنص بحيث لا يحتمل المعنى غيره، كحديث المرأة التي أعطاها حاطب بن أبي بلتعة كتاباً إلى أهل مكة، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، وأمر بعض الصحابة بأخذ الكتاب فكان كما أخبر به صلى الله عليه وسلم.
¥(9/182)
وكدلالة الخبر على الواقع بظاهر النص، وهو ما كان راجحاً في أحد المعاني، كقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذ يريد إتلافها أتلفه الله"، فإن ظاهر معنى هذا الحديث حصول الأداء والإتلاف من الله في الدنيا، وذلك بأن يعين من اقترض ونيته السداد على الأداء، ويتلف من أراد خلاف ذلك، إما في معاشه أو في نفسه، وهو أمر محسوس مشاهد، كما يقول الحافظ.
وقد لا تكون الموافقة ظاهرة، كدلالة الخبر على الواقع بالمفهوم، وهو ما أخذ من محل السكوت لا من محل النطق، كحديث: "ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام"، فإن هذا الحديث يدل بمنطوقه على أن الواقع في الشبهات، سيقع في الحرام، ويدل بمفهوم الموافقة أنه سيقع في المكروه من باب الأولى، وهو واقع محسوس.
وأما الثاني - وهو الواقع غير الظاهر - فإن موافقة الخبر له لا تكون ظاهرة لكل أحد، لأن الشعور الداخلي للإنسان يختلف من شخص لآخر، فقد يشعر شخص غاضب بأن قوله أعوذ بالله من الشيطان مُذْهِبٌ لغضبه كما في الصحيحين من حديث سليمان بن صرد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وقد استب رجلان فاحمر وجه أحدهما وانتفخت أوداجه: "إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد لو قال أعوذ بالله من الشيطان ... "، وقد يقولها غاضب آخر فلا يشعر بذهاب غضبه، ويكون ذلك من قصور إدراكه.
وأما الثالث وهو الواقع المتردد بين الظهور والخفاء في الموافقة للخبر فليس له مثال معين، لأن مرده إلى نظر الناظر في ذلك الواقع لا إلى الواقع في حقيقة نفسه، وأنظار الناس تختلف من شخص لآخر، فما يراه عالم موافقة ظاهرة قد يراها آخر خفية، والعكس صحيح، ولذلك فإن كل ما تقدم ذكره من الموافقة الظاهرة والخفية عدا الموافقة الظاهرة عن طريق النص يمكن أن يختلف فيها فتكون عند البعض ظاهرة، وعند آخرين خفية، وعند غيرهم من هذا القسم الأخير.
والذي ينبغي على أهل العلم - إذا لم تكن الموافقة بين الحديث والواقع نصية - عدم الجزم بكون الواقع يدل على الحديث، بل يعامل كل خبر وافقه واقع بما يليق به، بحسب درجة الموافقة بينهما.
المسألة الثانية: مدى
تحقق شروط قبول الحديث
لا شك أن موافقة الواقع للخبر الصحيح الذي استوفى شروط القبول تؤكد صحته، فهذا مما لا ينبغي أن يُختلف فيه، غير أن هذا المعنى ليس هو المقصود ههنا، وإنما المقصود تأثر الحكم على الحديث بموافقة الواقع له عند عدم استيفائه لشروط القبول الخمسة.
ومن المعلوم أن الحديث إذا استوفى شروط القبول كان مقبولاً، وإن فقدها كان مردوداً، وتحقق هذه الشروط وعدم تحققها يتفاوت من حديث لأخر، فقد يكون تحقق هذه الشروط في حديث قوياً بحيث يجزم بقبوله، وقد لا يكون كذلك فيتردد البعض في قبوله.
وكذلك عدم تحققها قد يكون قوياً بحيث يجزم بالرد، وقد لا يكون كذلك فيتردد البعض في الجزم بالرد، كالحديث الذي يروى مرسلاً من طريق من يقبل مرسله، لأن التعليل بالإرسال ليس جزماً بعدم الصحة، وإنما هو مظنة عدمها، فكان ورود الحديث من طريق من يتكفل بالصحة مضعفاً لمظنة عدمها الذي سببه الإرسال.
هذا بالنسبة لقبول الحديث ورده لذاته، وأما قبوله أو رده لغيره فقد يتسامح عند ذلك في تحقق بعض الشروط أو عدم تحققها، ومن هنا وجد الحديث المقبول لغيره، كالذي يرويه راوٍ لا يعتمد على حفظه فيتابعه على روايته غيره أو يوجد من القرائن ما يؤيد الاعتماد على روايته.
وعليه فيمكن تقسيم الأحاديث بحسب قوة موافقة الواقع وقوة عدم استيفاء تلك الشروط الخمسة إلى قسمين:
1 - القسم الأول: ما كان مترددا بين القبول والرد، سواء كان أقرب إلى القبول أو أقرب إلى الرد أو مستوي الطرفين، وهو الحديث الذي يتقوى بالمتابعات والشواهد، فهذا القسم من الحديث ينبغي أن تزيده موافقة الواقع قوة، غير أن هذه الزيادة تكون في القوة بحسب قوة الموافقة، فقد يترجح بها جانب القبول، وقد لا يترجح، ولا أقل من أن يستأنس بها.
ومثال هذا القسم ما ذكره ابن تيمية قال: وروى الطبراني بإسناد حسن عن ابن عباس: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم إذ كان بمكة، وأنه لما هاجر إلى المدينة ترك الجهر بها حتى مات"، ورواه أبو داود في كتاب الناسخ والمنسوخ".
¥(9/183)
هذا الحديث لم أقف عليه بهذا اللفظ، والذي في الطبراني قريب منه، وكذا الذي في الناسخ والمنسوخ، وهو من رواية شريك، وشريك يقبل حديثه تارة ويرد أخرى، كما هو معلوم.
وقد ذكر ابن تيمية أن هذا الحديث يؤيده الواقع، حيث قال: "وهو مناسب للواقع فإن الغالب على أهل مكة كان الجهر بها، وأما أهل المدينة والشام والكوفة فلم يكونوا يجهرون".
هذا المثال لم أورده اقتناعاً بصحة ما ذهب إليه شيخ الإسلام فيه، وإنما أوردته تقريراً للقاعدة فحسب، فإن شيخ الإسلام إنما استشهد بالواقع ظناً منه بأن الحديث ورد بهذه الصيغة التي ذكرها، وأن أهل مكة إنما أخذوا ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم عندما كان بمكة، وفي ذلك في الحقيقة نظر ليس بيانه ههنا مقصوداً.
ويمكن التمثيل لهذا القسم أيضاً بحديث عوف بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة، أعظمها فتنة على أمتي قوم يقيسون الأمور برأيهم، فيحلون الحرام ويحرمون الحلال".
هذا الحديث رواه جماعة كثيرة عن نعيم بن حماد قال ثنا عيسى بن يونس عن حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك رضي الله عنه به، واستنكره على نعيم بن حماد دحيم وابن معين، وقد تابع نعيماً عليه ثقتان، وجماعة آخرون من الضعفاء، إلا أن ابن عدي ذكر بأن كل من تابع نعيماً عليه فقد سرقه من نعيم، وكذا قال عبد الغني المقدسي.
والناظر في كلام هؤلاء الأئمة على هذا الحديث واستنكارهم له لا يسعه إلا تقليدهم، للثقة بهم، وإن كان في النفس مجالٌ للتساؤل عن سبب استنكارهم له، إلا أن يقال بأن تفرد مثل نعيم بن حماد بمثل هذا الحديث هو السبب في استنكارهم، وذلك لسببين؛ أولهما: أن نعيم بن حماد من الطبقات المتأخرة بالنسبة للتفرد، فهو من طبقة شيوخ الشيخين، ومثل هذه الطبقة في العادة لا يصح لهم تفرد إلا نادراً، والسبب الثاني: أن هذا المتن مستغرب بعض الشيء لأن فيه ذم القياس، وهو أحد الأدلة.
ومع ذلك فقد صحح الحديث الحاكم على شرط الشيخين، وهو وإن كان متساهلاً في التصحيح إلا أن ثمة مجال لقبول مثل هذا الحديث، وذلك لأمرين؛ الأول: أن نعيماً قد تابعه على رواية الحديث عن عيسى ثقتان، ولذلك عقب الخطيب بعد نقله لإنكار ابن معين بقوله: "وافق نعيما على روايته هكذا عبد الله بن جعفر الرقي وسويد بن سعيد الحدثاني"، وقد تثبت سويد على روايته عندما أوقفه جعفر الفريابي في رواية لهذا الحديث، ودار بينهما كلام كثير".
وقد أنكر ابن معين أشد الإنكار على سويد بن سعيد حديثاً رواه عن أبي معاوية، فقال الدارقطني: "فلم نزل نظن أن هذا كما قاله يحيى وأن سويدا أتى أمرا عظيما في روايته لهذا الحديث حتى دخلت مصر في سنة سبع وخمسين فوجدت هذا الحديث في مسند أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يونس البغدادي المعروف بالمنجنيقي وكان ثقة روى عن أبي كريب عن أبي معاوية كما قال سويد سواء وتخلص سويد وصح الحديث عن أبي معاوية".
ولذلك قال الذهبي: "أنا أتعجّب من هذا الحديث كيف يرويه مثل نعيم وسويد والحكم البلخيّ وغيرهم عن عيسى بن يونس ثم لا ينسب إلى عيسى بل إلى هؤلاء، والذي أراه أنّه محفوظ من حديث عيسى فإن كان خطأ فمنه".
والثاني: أن متن هذا الحديث وإن كان مستغرباً بعض الشيء إلا أن له محملاً صحيحاً، وهو ذم القياس الذي يفضي إلى تحليل الحرام وتحريم الحلال كما هو نص الحديث، لا سيما وللمتن شاهد، وهو وإن كان موقوفاً على ابن مسعود إلا أن له حكم الرفع، وهو قوله: "لا يأتي عليكم عام إلا وهو شر من الذي كان قبله أما إني لست أعني عاما أخصب من عام ولا أميرا خيرا من أمير ولكن علماؤكم وخياركم وفقهاؤكم يذهبون ثم لا تجدون منهم خلفا ويجيء قوم يقيسون الأمور برأيهم".
وعليه فهذا الحديث دائر بين القبول والرد، ومن الصعوبة بمكان الجزم برده أو الجزم بقبوله، وقد يكون عند البعض مقبولاً أو إلى القبول أقرب، وعند آخرين مردوداً أو إلى الرد أقرب.
وهو حديث يشهد الواقع له، فإنه قد ظهر في أمة الإسلام على مر التاريخ أناس يقيسون الأمور بآرائهم، فيحلون الحرام، ويحرمون الحلال.
¥(9/184)
ولذلك مال ابن تيمية - بعد أن ذكر أقوال أهل العلم في هذا الحديث المتقدم ذكرها - إلى قبول هذا الحديث، وإن كان لم يجزم بقبوله، يدل عليه قوله: "وفي الجملة فإسناده في الظاهر جيد إلا أن يكون قد اطلع فيه على علة خفية"، ثم قال: "ومعناه شبيه بالواقع"، وقال أيضاً بعد ذلك: "وقوله أحلوا الحرام وحرموا الحلال مطابق للواقع".
2 - القسم الثاني: ما كان مجزوماً برده، سواء كان حديثاً شديد الضعف أو خطأً أو موضوعاً، وهو الحديث الذي لا يتقوى بغيره، فهذا القسم من الحديث لا ينبغي أن يستأنس بموافقة الواقع له لأنه في حكم المعدوم، ويمكن التمثيل له بكثير من الأحاديث التي تتحدث عن بعض المغيبات وهي شديدة الضعف ويوافق الواقع بعد ذلك معناها، ومن هذا القبيل أحاديث شحن بها أحمد بن الصديق الغماري كتابه "مطابقة الإختراعات العصرية لما أخبر به سيد البرية".
منها حديث: "ويحاً للطالقان فإن لله فيها كنوزاً ليست من ذهب ولا فضة"، حيث استدل به على وجود البترول، إذ فسر الكنوز التي ليست من ذهب ولا فضة بذلك، مع أن الحديث موضوع حكم بوضعه غير واحد من أهل العلم.
وفي استدلاله به نظر من وجه آخر، وهو ما ذكرته في المسألة الأولى من وجوب ظهور الموافقة، فإن موافقة هذا الحديث للواقع الذي ذكره الغماري غير ظاهرة، وذلك لأن آخر الحديث نص على معنى هذه الكنوز، وأنها رجال مؤمنون، فنص الحديث كما يلي: "ويحا للطالقان فإن لله فيها كنوزا ليست من ذهب ولا من فضة، ولكن بها رجال عرفوا الله حق معرفته، وهم أنصار المهدي آخر الزمان"، ولفظه في موضوعات ابن الجوزي: "وإن لله بخراسان مدينة يقال لها الطالقان وإن كنوزها لا ذهب ولا فضة ولكن رجال مؤمنون ... " الحديث.
الخاتمة
1 - أن المراد بالواقع في هذا البحث كل ما وقع، سواء كان وقوعه في الماضي، أم في الحاضر، والمراد بالحديث ما ورد بصيغة الخبر، لا ما ورد بصيغة الإنشاء، كالأوامر والنواهي.
2 - أن نطاق الحكم على الحديث بالواقع ضيق جداً، ومعظم الشريعة الإسلامية بمعزل عنه، لأن القصد من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم هو التشريع، ومن ثم كان غالب الشريعة الإسلامية أحكاماً، إما وضعية وإما تكليفية، وأما الأخبار فقليلة بالنسبة للأحكام.
3 - أن أحاديث المغيبات المثبتة لا يمكن الادعاء أن الواقع يخالفها، لأن ذلك الادعاء لا يصح إلا بانتهاء وقت الدنيا وقيام الساعة قبل حدوث ما ذكر فيها، وهذا ما لا يسع أحداً قوله، وأحاديث المغيبات النافية وهي التي تنفي وقوع شيء معين مطلقاً إنما يصح الادعاء بأنها تخالف الواقع بإثبات أن المنفي المعين تحقق.
4 - أن الدليل دل على أن مخالفة الواقع للخبر شرط منفي لصحة الحديث، كالشرطين الأخيرين، أعني عدم الشذوذ وعدم العلة، وأما موافقة الواقع للخبر فليس شرطاً موجباً في صحة الخبر بالنسبة لعلمنا، وإن كان شرطاً في حقيقة الأمر.
5 - أن ثمة فرقاً بين اشتراط عدم مخالفة الواقع للخبر، وبين بقية الشروط الخمسة، فالأول شرط لصحة الحديث في حقيقة الأمر، والشروط الخمسة إنما هي شروط قبول، لا للصحة في حقيقة الأمر.
6 - أنه يشترط لرد الحديث بمخالفة الواقع له شرطان؛ الأول: عائد إلى المخالفة نفسها، وهو أن تكون مخالفة الواقع للخبر من باب مخالفة الضدين أو النقيضين، بحيث لا يمكن الجمع بينهما، والشرط الثاني: أن يكون الطريق المثبت لمخالفة الواقع للخبر هو العلم لا مجرد الظن.
7 - أن بين ما ينتهجه المتقدمون في انتقادهم وما ينتهجه المعاصرون فرقاً مهماً، وهو أن المتقدمون إذا رأوا الحديث بين الفساد لم يبادروا إلى رده دون بيان خلل في إسناده، فيكون مرد الانتقاد عندهم إلى خلل في الإسناد، بخلاف المعاصرين.
8 - أن حديث الجساسة يعتبر أصلاً في الاستئناس بموافقة الواقع للخبر، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لأن تميما الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع وأسلم وحدثني حديثاً وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال ... " الحديث.
9 - أن الحديث الذي يتقوى بالمتابعات والشواهد، ينبغي أن تزيده موافقة الواقع قوة، ولا أقل من أن يستأنس بها، بخلاف ما لا يتقوى بغيره، فلا ينبغي أن يستأنس بموافقة الواقع له لأنه في حكم المعدوم.
ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[05 - 02 - 09, 08:48 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخ سعيد ونفع بك
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[15 - 02 - 09, 09:59 ص]ـ
جزى الله المشايخ والإخوة الكرام خيرا
يبقى أن العوام لا ترضى ولا تنتفع بالأدلة وأقوال العلماء بعدما "جرّبت" حديثا وصدقه الواقع، والأحاديث كثيرة جدا في هذا الباب: أحاديث فضائل القرآن، أحاديث الطب النبوي ... وبالجملة أحاديث العادات الضعيفة والموضوعة
فما العمل؟
ـ[ابو تميم عبدالله]ــــــــ[27 - 06 - 09, 08:13 م]ـ
أخي الكريم هل لك أن تذكر لي مثالا واحدا؟
وجزاك الله خيرا.
اخي الكريم انظر - غير مأمور - الرابط التالي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=109066#post109066
فقد نقل الشيخ الفقيه كلام الشيخ التويجري ونقده
¥(9/185)
ـ[أبو هر النابلسي]ــــــــ[16 - 07 - 09, 04:24 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[خالد السهلي]ــــــــ[27 - 07 - 09, 07:17 ص]ـ
سمعت ابن عثيمين رحمه الله سئل سؤالا أذكر معناه ولاأذكر صيغته:
هل نحكم بصحة الحديث الضعيف إذا أثبته العلم الحديث
فأذكر أن الشيخ رحمه الله قال:لا لايجوز ان يصحح الحديث بناءا على هذا ولكن يستأنس به
هذا ماأذكره من السؤال والجواب والله اعلم
ـ[عبدالرحمن البليهي]ــــــــ[31 - 07 - 09, 10:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جُزيت خيراً على هذا الموضوع، ويبدو لي أن هناك مذاهب أخرى منها:
1 - تصحيح الحديث لموافقته الهوى كمن يصحح حديث العقل،ووقع في هذا المعتزلة ومن شابههم في هذا الزمن.
2 - تصحيح الحديث تعصباً للمذهب. ويدخل فيه تصحيحه انتصاراً للرأي.
ودمت معافاً.
ـ[ابو حسان]ــــــــ[02 - 08 - 09, 04:16 ص]ـ
نفع الله بعلمكم(9/186)
أرجو منكم المساعدة (أصح الأسانيد)
ـ[أبو دجانة السلفي]ــــــــ[30 - 08 - 05, 04:34 ص]ـ
هل منكم من يكتب لى أصح الأسانيد التى وردت فى شرح الشيخ أحمد شاكر على اختصار علوم الحديث و لكن بتوضيح أكثر؟ بأن يذكر الأسم كاملا فمثلا اسناد فيه (يحيى بن سعيد) هل هو القطان ام الأنصارى؟ أو (ابراهيم) هل هو النخعى ام التيمى؟
كذلك أرجو ضبط الأسماء التى تحتاج الى ذلك
و هل كل من فى هذه الأسانيد من الثقات؟
ـ[مسعد الحسيني]ــــــــ[30 - 08 - 05, 06:50 ص]ـ
قال إسحاق بن راهويه: أصح الأسانيد: كلها الزهري عن سالم عن أبيه. وجاء عن الإمام أحمد نحوه.
وقال عمرو بن علي الفلاس: أصح الأسانيد: محمد بن سيرين عن عبيدة عن علي. وجاء نحوه عن ابن المديني.
وقال أبو بكر بن أبي شيبة: أصح الأسانيد: كلها الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي.
وقال البخاري: أصح الأسانيد كلها: مالك عن نافع عن ابن عمر.
وهناك أقوال أخرى، تراجع في:
الشذا الفياح (1/ 69 - 71)، الكفاية في علم الرواية (ص 397 - 398)، والمقنع (ص 49 - 52)، النكت على ابن الصلاح للزركشي (1/ 134 - 153)، وتدريب الراوي (1/ 77 - 85)، وغيرها من المراجع.
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[30 - 08 - 05, 01:32 م]ـ
وقيل أصلحها الزهري عن سالم عن أبيه، وقيل ابن سيرين عن عبيدة عن علي، وقيل الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود، وقيل الزهري عن علي بن الحسن عن أبيه عن علي، وقيل مالك عن نافع عن ابن عمر، فعلى هذا قيل الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهم.
النووي في التقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير في أصول الحديث
ـ[أبو المنذر النقاش]ــــــــ[30 - 08 - 05, 01:47 م]ـ
أظنها تصحفت أليس كذلك أخي أبي إبراهيم:
وقيل الزهري عن علي بن الحسن عن أبيه عن علي، وصوابها، عن علي بن الحسين يعني زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
ـ[أبو دجانة السلفي]ــــــــ[30 - 08 - 05, 10:56 م]ـ
بارك الله فيكم
و لكنى اردت غير ذلك
أردت ذكر الأسانيد التى ذكرها الشيخ أحمد شاكر و لكن بكتابة الإسم الكامل لكل راو
فمثلا محمد بن سيرين عن عبيدة (بن عمرو السلمانى) عن على
و ذلك كى لا تختلط عندى الأسماء المتشابهة
و جزاكم الله خيرا
ـ[أبو دجانة السلفي]ــــــــ[03 - 09 - 05, 10:51 ص]ـ
لا يزال الطلب مرفوعا
أرجو منكم ترجمة مختصرة لرجال الأسانيد التى ذكرها الشيخ أحمد شاكر فى الباعث الحثيث
و بارك الله فيكم
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[08 - 09 - 05, 10:41 م]ـ
الْحَمْدُ للهِ الْكَرِيْمِ الْمَنَّانِ. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَتَمَّانِ الأَكْمَلانِ عَلَى الْمَبْعُوثِ بِالْهِدَايَةِ وَالإِيْمَانِ.
وَبَعْدُ ..
أَرَاكَ بِحَاجَةٍ مَاسَّةٍ لِمَعْرِفَةِ أَصَحِّ الأَسَانِيدِ عَلَى التَّفْصِيلِ.
سَأَبْعَثُ إِلَيْكَ عَلَى بَرِيدِكَ بِالْمُلْتَقَى مَلَفَاً كَامِلاً بِشَرْحِ هَذِهِ الْفَقْرَةِ مِنْ ((الْبَاعِثِ الْحَثِيثِ))، أَعْنِي قَوْلَ الْعَلامَةِ أبِي الأَشْبَالِ الْمِصْرِيِّ ((وَقَدْ نَصُّوا عَلَى أَسَانِيدَ جَمَعْتُهَا، وَزِدْتُ عَلَيْهَا قَلِيلاً)) إِلَخْ.
ـ[ابن هشام المصري]ــــــــ[08 - 09 - 05, 11:11 م]ـ
شيخنا الفاضل _ أبو محمد الألفى السكندري _ حفظك الله
أرجو أن تذكر الشرح في الملتقى ليعم النفع.
ـ[أبو دجانة السلفي]ــــــــ[10 - 09 - 05, 07:38 ص]ـ
فى انتظارك شرحكم بارك الله فيكم
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[11 - 09 - 05, 01:57 م]ـ
الْحَمْدُ للهِ الْكَرِيْمِ الْمَنَّانِ. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَتَمَّانِ الأَكْمَلانِ عَلَى الْمَبْعُوثِ بِالْهِدَايَةِ وَالإِيْمَانِ.
وَبَعْدُ ..
وَيُسْتَدْرَكُ عَلَى الشَّيْخِ أبِي الأَشْبَالِ _ طَيَّبَ اللهُ ثَرَاهُ _ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ مِنْ ((الْبَاعِثِ)) مَوَاضِعُ:
[أَوَّلُهَا] قوله ((أَصَحُّ الأَسَانِيدِ عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ الْحُصَيْبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ))
¥(9/187)
قُلْتُ: وَهَذَا اخْتِيَارٌ ضَعِيفٌ لِلْحَاكِمِ أَبِي عَبْدِ اللهِ، تَعَجَّبَ مِنْهُ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ وَرَدَّهُ، فَقَالَ ((تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ)) (5/ 138): ((وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ: عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ أَتَمُّ مْنِ أَخِيهِ سُلَيْمَانَ، وَلَمْ يَسْمَعَا مِنْ أَبِيهِمَا، وَفِيمَا رَوَى عَبْدُ اللهِ عَنْ أَبِيهِ أَحَادِيثَ مُنْكَرَةٌ، وَسُلَيْمَانَ أَصَحُّ حَدِيثَاً. قُلْتُ: وَيُتَعَجَّبُ مِنْ الْحَاكِمِ مَعَ هَذَا الْقَوْلِ فِي عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ؛ كَيْفَ يَزْعُمُ أَنَّ سَنَدَ حَدِيثِهِ مِنْ رِوَايَةِ حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ أَصَحُّ الأَسَانِيدِ لأَهْلِ مَرْوَ!!)) اهـ.
قَالَ مُسْلِمٌ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ح وحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيُّ ثَنَا أَبُو تُمَيْلَةَ قَالا جَمِيعَاً حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: غَزَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً قَاتَلَ فِي ثَمَانٍ مِنْهُنَّ.
قُلْتُ: وَلَيْسَ لِمُسْلِمٍ فِى ((صَحِيحِهِ)) بِهَذَا الإِسْنَادِ غَيْرَهُ، وَأَمَّا الْبُخَارِيُّ فَلَمْ يُخَرِّجْ شَيْئَاً عَنْ حُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ أبى عليٍّ المروزيِّ الْقَاضِي، وَهُوَ ثِقَةٌ لَهُ أَوْهَامٌ اسْتَنْكَرَ الإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلَ بَعْضَ أَحَادِيثِهِ.
وَمِنْ حِسَانِ أَحَادِيثِ هَذَا الإِسْنَادِ:
قَالَ التِّرْمِذِيُّ (2545): حَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ وَيُوسُفُ بْنُ عِيسَى قَالا ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنْ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ ح وحَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ وَمَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ قَالا ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ أَبِيهِ ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الشَّقِيقِيُّ وَمَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ قَالا ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ)).
قَالَ أَبُو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ)).
وَمِنْ غَرَائِبِهِ:
قَالَ التِّرْمِذِيُّ (2697): حَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ سَمِعْتُ أَبِي بُرَيْدَةَ يَقُولُ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي، إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ وَمَعَهُ حِمَارٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ارْكَبْ، وَتَأَخَّرَ الرَّجُلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لأَنْتَ أَحَقُّ بِصَدْرِ دَابَّتِكَ، إِلا أَنْ تَجْعَلَهُ لِي))، قَالَ: قَدْ جَعَلْتُهُ لَكَ قَالَ: فَرَكِبَ.
قَالَ أَبُو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ)).
قُلْتُ: وَالَّذِى يَظْهَرُ بِاسْتِقْرَاءِ صَنِيعِ الشَّيْخَيْنِ فِى ((الصَّحِيحَيْنِ)) أنَّ:
أَصَحُّ الأَسَانِيدِ عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ الْحُصَيْبِ: سُفْيَانَ الثَّوريُّ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ.
قَالَ مُسْلِمٌ ((كِتَابُ الشِّعْرِ)) (4194): حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ فَكَأَنَّمَا صَبَغَ يَدَهُ فِي لَحْمِ خِنْزِيرٍ وَدَمِهِ)).
¥(9/188)
وَقَالَ ((كِتَابُ الْجِهَادِ)) (3261): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ سُفْيَانَ ح وحَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ أَمْلَاهُ عَلَيْنَا إِمْلاءً ح وحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمَّرَ أَمِيراً عَلَى جَيْشٍ، أَوْ سَرِيَّةٍ، أَوْصَاهُ فِي خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ خَيْراً، ثُمَّ قَالَ: ((اغْزُوا بِاسْمِ اللهِ، فِي سَبِيلِ اللهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللهِ، اغْزُوا وَلا تَغُلُّوا، وَلا تَغْدِرُوا، وَلا تَمْثُلُوا، وَلا تَقْتُلُوا وَلِيداً، وَإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ، فَادْعُهُمْ إِلَى ثَلاثِ خِصَالٍ أَوْ خِلالٍ، فَأَيَّتُهُنَّ مَا أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ، وَكُفَّ عَنْهُمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلامِ، فَإِنْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ إِلَى دَارِ الْمُهَاجِرِينَ، وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ إِنْ فَعَلُوا ذَلِكَ، فَلَهُمْ مَا لِلْمُهَاجِرِينَ، وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُهَاجِرِينَ، فَإِنْ أَبَوْا أَنْ يَتَحَوَّلُوا مِنْهَا، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ يَكُونُونَ كَأَعْرَابِ الْمُسْلِمِينَ، يَجْرِي عَلَيْهِمْ حُكْمُ اللهِ الَّذِي يَجْرِي عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، وَلا يَكُونُ لَهُمْ فِي الْغَنِيمَةِ وَالْفَيْءِ شَيْءٌ، إِلا أَنْ يُجَاهِدُوا مَعَ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنْ هُمْ أَبَوْا، فَسَلْهُمْ الْجِزْيَةَ، فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ، فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَقَاتِلْهُمْ، وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ، فَأَرَادُوكَ أَنْ تَجْعَلَ لَهُمْ ذِمَّةَ اللهِ وَذِمَّةَ نَبِيِّهِ، فَلا تَجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّةَ اللهِ وَلا ذِمَّةَ نَبِيِّهِ، وَلَكِنْ اجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّتَكَ، وَذِمَّةَ أَصْحَابِكَ، فَإِنَّكُمْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَمَكُمْ، وَذِمَمَ أَصْحَابِكُمْ أَهْوَنُ مِنْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَّةَ اللهِ وَذِمَّةَ رَسُولِهِ، وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ، فَأَرَادُوكَ أَنْ تُنْزِلَهُمْ عَلَى حُكْمِ اللهِ، فَلا تُنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِ اللهِ، وَلَكِنْ أَنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِكَ، فَإِنَّكَ لا تَدْرِي أَتُصِيبُ حُكْمَ اللهِ فِيهِمْ، أَمْ لا؟)).
وَقَالَ ((كتاب الإمارة)) (3515): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((حُرْمَةُ نِسَاءِ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ كَحُرْمَةِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ مِنْ الْقَاعِدِينَ يَخْلُفُ رَجُلاً مِنْ الْمُجَاهِدِينَ فِي أَهْلِهِ فَيَخُونُهُ فِيهِمْ، إِلا وُقِفَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَأْخُذُ مِنْ عَمَلِهِ مَا شَاءَ، فَمَا ظَنُّكُمْ)).
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[11 - 09 - 05, 02:09 م]ـ
[ثَانِيَهَا] قوله ((وَقَدْ ذَكَرُوا فِى أَصَحِّ الأَسَانِيدِ: إِسْنَادَيْنِ عَنْ إِمَامَيْنِ مِنْ التَّابِعِينَ يَرْوِيَانِ عَنْ الصَّحَابَةِ، وَهُمَا:
[1] شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ الصَّحَابَةِ
[2] والأَوْزَاعِيُّ عَنْ حَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ الصَّحَابَةِ)).
قُلْتُ: فَأَمَّا الأَوَّلُ مِنْ هَذَيْنِ الإِسْنَادَيْنِ فَبَيِّنٌ جَلِيٌّ، فَإِنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ سَيِّدُ التَّابعين، وَجُلُّ رِوَايَتِهِ عَنْ الصَّحَابَةِ، حَتَّى الْعَشْرَةَ الْمُبَشَّرِينَ إِلا أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ، وَقَدْ مَضَى قَدْرٌ صَالِح مِنْهَا.
¥(9/189)
وَأَمَّا الثَّانِى فَغَيْرُ صَائِبٍ، فَإِنَّ حَسَّانِ بْنَ عَطِيَّةَ الْكِلاعِيَّ الشَّامِيَّ لَيْسَ لَهُ رِوَايَةٌ عَنْ أَحَدٍ مِنْ الصَّحَابَةِ.
قَالَ الْحَافِظُ أبُو سَعِيدٍ الْعَلائيُّ ((جَامِعُ التَّحْصِيلِ)): ((حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ الدِّمِشْقِيُّ. رَوَى عَن أَبِي أُمَامَةَ، وَقِيلَ: إِنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ. وسُئِلَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلَ: حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ سَمِعَ مِنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ؟، فَقَالَ: لا)).
وَلَيْسَ لِحَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ فِى ((الصِّحِيحِينَ)) سِوَى ثَلاثَة أَحَادِيثَ، كُلُّهَا عَنْ التَّابِعِينَ:
قَالَ الْبُخَارِيُّ ((الْهِبَةُ)) (2438): حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ثَنَا الأَوْزَاعِيُّ عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي كَبْشَةَ السَّلُولِيِّ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قال قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَرْبَعُونَ خَصْلَةً؛ أَعْلاهُنَّ مَنِيحَةُ الْعَنْزِ، مَا مِنْ عَامِلٍ يَعْمَلُ بِخَصْلَةٍ مِنْهَا رَجَاءَ ثَوَابِهَا، وَتَصْدِيقَ مَوْعُودِهَا، إِلا أَدْخَلَهُ اللهُ بِهَا الْجَنَّةَ)).
وَقَالَ ((أَحَادِيثُ الأَنْبِيَاءِ)) (3202): حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَخْبَرَنَا الأَوْزَاعِيُّ ثَنَا حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي كَبْشَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلا حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ)).
وَقَالَ مُسْلِمٌ ((الْمَسَاجِدُ وَمَوَاضِعُ الصَّلاةِ)) (926): حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنِي الأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنَا حَسَّانُ ابْنُ عَطِيَّةَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَائِشَةَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنْ التَّشَهُّدِ الآخِرِ فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْ أَرْبَعٍ: مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا، وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ)).
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[11 - 09 - 05, 02:40 م]ـ
[ثَالِثُهَا] قَوْلُهُ ((أَصَحُّ الأَسَانِيدِ عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ))
قُلْتُ: كَذَا قَالَ الشَّيْخُ ((عَنْ أَبِيهِ مُرَّةَ))، وَهُوَ خَطَأٌ بَيِّنٌ، فإنَّ مُرَّةَ شَيْخَ عَمْرٍو هُوَ مُرَّةُ بْنُ شَرَاحِيلَ الْهَمْدَانِيُّ الطيِّبُ، وعَمْرُو هُوَ ابْنُ مُرَّةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ طَارِقٍ الْجَمَلِيُّ الْمُرَادِيُّ. فَلْيَكُنْ الإِسْنَادُ هَكَذَا مُصَحَّحَاً:
شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجَمَلِيِّ عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ
قَالَ مُسْلِمٌ ((فَضَائِلُ الصَّحَابَةِ)) (4459): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالا حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ قَالا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ جَمِيعًا عَنْ شُعْبَةَ ح وحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ مُرَّةَ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((كَمَلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ غَيْرُ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ، وَآسِيَةَ امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ)).
¥(9/190)
وقال الْبُخَارِيُّ ((الأطعمة)) (4998): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجَمَلِيِّ عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ بمثله.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[11 - 09 - 05, 07:27 م]ـ
[رَابِعُهَا] قَوْلُهُ ((أَصَحُّ الأَسَانِيدِ عَنْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ)) فَذَكَرَ مِنْهَا:
جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ)).
قُلْتُ: أَمَّا هَذَا الإِسْنَادُ، فَكَمَا قَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِى ((الثِّقَاتِ)): ((رَأَيْتُ فِى رِوَايَةِ وَلَدِهِ عَنْهُ أَشْيَاءَ لَيْسَتْ مِنْ حَدِيثِهِ، وَلا مِنْ حَدِيثِ أَبِيهِ، وَلا مِنْ حَدِيثِ جَدِّهِ، وَمِنْ الْمُحَالِ أَنْ يُلْزَقَ بِهِ مَا جَنَتْ يَدَا غَيْرِهِ)).
وَأَعْلَى مَا فِيهِ فِى ((الْكُتُب السِّتَّةِ)) مَا أَخْرَجَهُ:
قَالَ التِّرْمِدِيُّ (3733): حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَخْبَرَنِي أَخِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِ حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ، فَقَالَ: ((مَنْ أَحَبَّنِي، وَأَحَبَّ هَذَيْنِ وَأَبَاهُمَا وَأُمَّهُمَا، كَانَ مَعِي فِي دَرَجَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ)).
قَالَ أَبُو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ)).
قُلْتُ: وَأَمَّا عَلِيٌّ الرِّضَا ومُوسَى الْكَاظِمُ ابْنَا جَعْفَرٍ الصَّادِقِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبِاقِرِ بْنِ عَلِىٍّ زَيْنِ الْعَابِدِينَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِىِّ ابْنِ أَبِى طَالِبٍ فَكُلُّهْم أئمَّة ثِقَاتٌ عُدُولٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَخِيَارِهِمْ، رَضِىَ اللهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ، وَإِنَّمَا الْعِبْرَةُ فِى صِحَّةِ الإِسْنَادِ إِلَيْهِمْ، فَلا يُقْبَلُ مِن أحَادِيثِهِمْ إِلا مَا رَوَى الثِّقَاتُ الأَثْبَاتُ.
وَقَدْ ابْتُلُوا بِرُوَاةِ غُلاةٍ فِى الرُّفْضِ وَالتَّشَيِّعِ، فَأَدْخَلُوا عَلَيْهِمْ مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيثِهِمْ، كَأبِي الصَّلْتِ الْهَرَوِيِّ الْكَذَّابِ.
وَمِنْ بَوَاطِيلِهِ مَا أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ (65) قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ صَالِحٍ أَبُو الصَّلْتِ الْهَرَوِيُّ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الإِيْمَانُ مَعْرِفَةٌ بِالْقَلْبِ، وَقَوْلٌ بِاللِّسَانِ، وَعَمَلٌ بِالأَرْكَانِ)).
قَالَ أَبُو الصَّلْتِ: لَوْ قُرِئَ هَذَا الإِسْنَادُ عَلَى مَجْنُونٍ لَبَرَأَ.
قُلْتُ: وَإِنما السَّلامَةُ وَالْمُعَافَاةُ فِي الْبَرَاءَةِ مِنْكَ يَا أَبَا الصَّلْتِ، وَمِنْ أَكَاذِيبِكَ وَمَوْضُوعَاتِكَ عَلَى آلِ الْبَيْتِ الأَطْهَارِ.
[إِيْضَاحٌ وَتَنْبِيهٌ] لَيْسَ فِي ((الْكُتُبِ السِّتَّةِ)) بِهَذَا الإِسْنَادِ غَيْرَ هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ، وَفِيهِمَا مَا قَدْ عَلِمْتَ.
وَرَاجِعْ غَيْر مَأْمُورٍ: التِّبْيَانُ لِمَا لَدَى الشِّيعَةِ مِنْ الْكَذِبِ وَالْبُهَتَانِ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35233
ـ[أبو دجانة السلفي]ــــــــ[12 - 09 - 05, 04:25 م]ـ
الله أكبر
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
و عندى بعض الإشكالات أرجو منكم أن تتفضلوا بالرد عليها
1 - قال الشيخ أحمد شاكر (وأصح الأسانيد عن عائشة ... (يحيى بن سعيد عن عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب عن عائشة)
¥(9/191)
أ- هل هناك انقطاع فى السند بين عبيد الله و عائشة؟
ب- يحى بن سعيد المذكور فى السند هل هو القطان؟
2 - (سفيان الثورى عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة)
هل إبراهيم هذا هو النخعى؟
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[12 - 09 - 05, 05:50 م]ـ
و عندى بعض الإشكالات أرجو منكم أن تتفضلوا بالرد عليها
1 - قال الشيخ أحمد شاكر (وأصح الأسانيد عن عائشة ... (يحيى بن سعيد عن عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب عن عائشة)
أ- هل هناك انقطاع فى السند بين عبيد الله و عائشة؟
ب- يحى بن سعيد المذكور فى السند هل هو القطان؟.
وَأَقُولُ:
[1] الإِسْنَادُ بِهَذَا السِّيَاقِ مُنْقَطِعٌ بِلا شَكٍّ، فَلَعَلَّ النُّسْخَةَ الَّتِي بِيَدْكَ غَيْرُ مُصَحَّحَةٍ عَلَى أُصُولٍ صَحِيحَةٍ.
وَإِنَّمَا وَرَدَ هَذَا الإِسْنَادُ فِي نُسْخَةٍ مُحَقَّقَةٍ هَكَذَا ((يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا))، وَهَذَا إِسْنَادٌ مُتَّصِلٌ صَحِيحٌ غَايَة. وَبِهِ:
قَالَ الْبُخَارِيُّ ((الصَّلاةُ)) (519): حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: بِئْسَمَا عَدَلْتُمُونَا بِالْكَلْبِ وَالْحِمَارِ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي، وَأَنَا مُضْطَجِعَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ غَمَزَ رِجْلَيَّ، فَقَبَضْتُهُمَا.
وَقَالَ ((الطلاقُ)) (5261): حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ثَنَا يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِ اللهِ حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَجُلاً طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلاثَاً، فَتَزَوَّجَتْ فَطَلَّقَ، فَسُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَحِلُّ لِلأَوَّلِ؟، قَالَ: ((لا، حَتَّى يَذُوقَ عُسَيْلَتَهَا كَمَا ذَاقَ الأَوَّلُ)).
وَقَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ (6/ 44): حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِ اللهِ قَالَ سَمِعْتُ الْقَاسِمَ يُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُقَبِّلُ أَوْ يُقَبِّلُنِي وَهُوَ صَائِمٌ، وَأَيُّكُمْ كَانَ أَمْلَكَ لإِرْبِهِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَ (6/ 54): حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِ اللهِ قَالَ سَمِعْتُ الْقَاسِمَ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ بِلالاً يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ))، قَالَتْ: فَلا أَعْلَمُهُ إِلا كَانَ قَدْرَ مَا يَنْزِلُ هَذَا، وَيَرْقَى هَذَا.
[2] وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ هُوَ الْقَطَّانُ شَيْخُ الإِسْلامِ، عَلَمُ الأَئِمَّةِ الأَعْلامِ، كَمَا قُلْتَ.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[12 - 09 - 05, 06:00 م]ـ
و عندى بعض الإشكالات أرجو منكم أن تتفضلوا بالرد عليها
1 - قال الشيخ أحمد شاكر
2 - (سفيان الثورى عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة)
هل إبراهيم هذا هو النخعى؟
وَأَقُولُ: والإِسْنَادُ بِهَذَا السِّيَاقِ مُنْقَطِعٌ كَذَلِكَ، فَأَيْنَ الثَّوْرِيُّ مِنْ النَّخَعِيِّ: بَيْنَهُمَا الأَعْمَشُ لا مَحَالَةَ!.
وَعَلَيْهِ، فَلْيُصَحِّحْ هَكَذَا ((الثَّوْرِيُّ عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا)).
قَالَ الْبُخَارِيُّ ((الْجِهَادُ وَالسِّيَرِ)): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ، بِثَلاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ.
قَالَ مُسْلِمٌ ((الصَّوْمُ)): حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ الْعَبْدِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: ((أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَصُمْ الْعَشْرَ)).
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[12 - 09 - 05, 06:42 م]ـ
الْحَمْدُ للهِ الْكَرِيْمِ الْمَنَّانِ. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَتَمَّانِ الأَكْمَلانِ عَلَى الْمَبْعُوثِ بِالْهِدَايَةِ وَالإِيْمَانِ.
وَبَعْدُ ..
تَحْمِيلُ الشَّرْحِ بِتَمَامِهِ:
¥(9/192)
ـ[ابن هشام المصري]ــــــــ[12 - 09 - 05, 11:34 م]ـ
جزاكم الله خيرا
أَجْزَلَ اللهُ عَطَاكُمْ، وَجَعَلَ جَنَّةَ الْخُلْدِ مَثْوَاكُمْ
أَحْسَنْتُمُ وَاللهِ غَايَةَ الإِحْسَانِ ... وَقَضَى بِفَضْلِكَ شَاهِدُ الْبُرْهَانِ
ـ[أبو دجانة السلفي]ــــــــ[13 - 09 - 05, 12:25 م]ـ
جزاكم الله خيرا
و أسأل الله ان يجعلكم من الذين يدخلون الجنة من غير حساب ولا عقاب
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[13 - 09 - 05, 05:48 م]ـ
جزاكم الله خيرا
و أسأل الله ان يجعلكم من الذين يدخلون الجنة من غير حساب ولا عقاب
آمِينَ .. آمِينَ .. بَلْ أَلْفَ آمِينَا
فَتَلِكَ الْغَايَةُ الْمَنْشُودَةُ، وَالَّذِي أَحْبْبَتَنِي فِيهِ
ــــــــــــــــــ
اسْتِدْرَاكٌ
ــــ
فَاتَنَا فِي بِدَايَةِ هَذَا الْجُزَءِ الْمُرْفَقِ: هَذِهِ الْجُمْلَةُ، وَكَانَتْ عِنْدِي فِي صَفْحَةِ سَابِقَةٍ:
قَوْلُ الشَّيْخِ أبِي الأَشْبَالِ _ طَيَّبَ اللهُ ثَرَاهُ _: ((الَّذِي انْتَهَى إِلَيْهِ التَّحْقِيقُ فِي أَصَحِّ الأَسَانِيدِ: أَنَّهُ لا يُحْكَمْ لإِسْنَادٍ بِذَلِكَ مُطْلَقَاً مِنْ غَيْرِ قَيْدٍ، بَلْ يُقَيَّدُ بِالصَّحَابِيِّ أَوْ الْبَلَدِ)).
قُلْتُ: وَذَا أَيْضَاً لا يَنْفِى الْخِلافَ الآنِفَ فِي أَصَحِّ الأَسَانِيدِ مُطْلَقَاً، إِذْ لَوْ قَيَّدَنَاهُ بِالصَّحَابِي، فَالْخِلافُ حَاصِلٌ كَذَلِكَ، فَيُقَالُ: أَصَحُّ أَسَانِيدِ عُمَرَ كَذَا، وَقِيلَ كَذَا، وَقِيلَ كَذَا، وَأَصَحُّ أَسَانِيدِ ابْنِ عُمَرَ كَذَا، وَقِيلَ كَذَا، وَقِيلَ كَذَا. فَالْخِلافُ إِذَنْ مَوْجُودٌ غَيْرُ مُنْتَفٍ، وَإِنَّمَا هُوَ التَّدْرِيبُ وَالْمِرَانُ عَلَى أَسَانِيدِ الثِّقَاتِ، وَشَحْذُ الْخَاطِرِ عَلَى حِفْظِ أَسَانِيدِ الْكُبَرَاءِ، وَاللهُ أَعْلَمُ.
[وَعْدٌ أَسَأَلُ اللهَ تَعَالَى التَّوْفِيقَ لِلْوَفَاءِ بِهِ] انْتَهَى الشَّيْخُ أبُو الأَشْبَالِ _ طَيَّبَ اللهُ ثَرَاهُ _ إلَى ذِكْرِ أَرْبَعِينَ إِسْنَادِاً، وَلَمْ يُجَاوِزُهَا إِلَى أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، وَقَدْ زِدْتُ عَلَيْهِ فِي هَذَا الشَّرْحِ زِيَادَاتٍ لَمْ أُحْصِيهَا، وَسَوْفَ انْتَهِي بِهَا إِلَى مِائَةٍ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. وَالغَايَةُ كَمَا ذَكَرْتُ آنِفَاً: شَحْذُ الْخَاطِرِ عَلَى حِفْظِ أَسَانِيدِ الْكُبَرَاءِ.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[14 - 09 - 05, 12:07 م]ـ
وفَاتَنَا فِي حَوَاشِي هَذَا الْجُزْءِ الْمُرْفَقِ: هَذِهِ الْجُمْلَةُ بِتَمَامِهَا، وَهِي مِمَّا فَاتَ الشَّيْخُ أبُو الأَشْبَالِ مِنْ مُهِمَاتِ أَصَحِّ الأَسَانِيدِ:
أَصَحُّ الأَسَانِيدِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْه:
عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ الليثِيِّ عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ عنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ ((كِتَابُ الْوُضُوءِ)) (160): حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأُوَيْسِيُّ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَزِيدَ أَخْبَرَهُ أَنَّ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ رَأَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ دَعَا بِإِنَاءٍ، فَأَفْرَغَ عَلَى كَفَّيْهِ ثَلاثَ مِرَارٍ، فَغَسَلَهُمَا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَمِينَهُ فِي الإِنَاءِ، فَمَضْمَضَ، وَاسْتَنْشَقَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثَاً، وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ ثَلاثَ مِرَارٍ، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلاثَ مِرَارٍ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ))، وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ قَالَ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَلَكِنْ عُرْوَةُ يُحَدِّثُ عَنْ حُمْرَانَ: فَلَمَّا تَوَضَّأَ عُثْمَانُ قَالَ: أَلا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثَاً لَوْلا آيَةٌ مَا حَدَّثْتُكُمُوهُ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((لا يَتَوَضَّأُ رَجُلٌ يُحْسِنُ وُضُوءَهُ، وَيُصَلِّي
¥(9/193)
الصَّلاةَ إِلا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّلاةِ حَتَّى يُصَلِّيَهَا))، قَالَ عُرْوَةُ: الآيَةَ ((إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ)).
وقال مُسْلِمٌ ((كِتَابُ الطهارة)) (226): حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَطَاءِ ابْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ أَنَّهُ رَأَى عُثْمَانَ دَعَا بِإِنَاءٍ فَذَكَرَهُ مُخْتَصَرَاً.
وَمِنْهَا: عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ الْهِلالِيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ عنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ ((كِتَابُ الْوُضُوءِ)) (179): حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ حَفْصٍ ثَنَا شَيْبَانُ عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ: سَأَلَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إِذَا جَامَعَ فَلَمْ يُمْنِ؟، قَالَ عُثْمَانُ: يَتَوَضَّأُ كَمَا يَتَوَضَّأُ لِلصَّلاةِ، وَيَغْسِلُ ذَكَرَهُ، قَالَ عُثْمَانُ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ عَلِيَّاً وَالزُّبَيْرَ وَطَلْحَةَ وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، فَأَمَرُوهُ بِذَلِكَ.
وقال مُسْلِمٌ ((كِتَابُ الطَّهَارَةِ)) (347): حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالا ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ ح وحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ وَاللَّفْظُ لَهُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ الْحُسَيْنِ بْنِ ذَكْوَانَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ الْجُهَنِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَأَلَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ بنحوه.
وَمِنْهَا: سَعْدُ بْنُ عُبَيْدَةَ وعَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ كِلاهُمَا عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ ((فَضَائِلُ الْقُرْآنِ)) (5027): حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ أَخْبَرَنِي عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ، وَعَلَّمَهُ)). قَالَ: وَأَقْرَأَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي إِمْرَةِ عُثْمَانَ حَتَّى كَانَ الْحَجَّاجُ، قَالَ: وَذَاكَ الَّذِي أَقْعَدَنِي مَقْعَدِي هَذَا.
وقال (5028): حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ أَفْضَلَكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ، وَعَلَّمَهُ)).
قُلْتُ: وَهَذَا مِنْ النَّوْعِ الَّذِِي يُقَالُ عَنْهُ الْمَزِيدُ فِي مُتِّصِلِ الأَسَانِيدِ، فَقَدْ رَوَاهُ عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، وَقَدْ سَمِعَهُ مَرَّةً مِنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ بِلا وَاسِطَةٍ.
وَمِنْهَا: عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ الْخَوْلانِيِّ سَمِعَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ ((كِتَابُ الصلاة)) (450): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرٌو أَنَّ بُكَيْرَاً حَدَّثَهُ أَنَّ عَاصِمَ بْنَ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ اللهِ الْخَوْلانِيَّ: أَنَّهُ سَمِعَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يَقُولُ عِنْدَ قَوْلِ النَّاسِ فِيهِ حِينَ بَنَى مَسْجِدَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّكُمْ أَكْثَرْتُمْ، وَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَنْ بَنَى مَسْجِدَاً _ قَالَ بُكَيْرٌ حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللهِ _ بَنَى اللهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ)).
وَقَالَ مُسْلِمٌ ((كِتَابُ الْمَسَاجِدِ وَمَوَاضِعِ الصَّلاةِ)) (533): حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الأَيْلِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ عِيسَى قَالا ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرٌو أَنَّ بُكَيْرَاً حَدَّثَهُ أَنَّ عَاصِمَ بْنَ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ اللهِ الْخَوْلانِيَّ سَمِعَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ بمثله.(9/194)
ما انفرد به المغاربة في الحديث وعلومه [(أربع حلقات)]
ـ[ابن الحاج الجزائري]ــــــــ[30 - 08 - 05, 06:54 م]ـ
• " فالمغاربة أكثر حزما من المشارقة، وأشد اتباعا وأصح نظرا…"
(الراعي الأندلسي)
• للغرب فضل شائع لا يجهل --- ولأهله شرف ودين مكمل.
ظهرت به أعلام حق حققت --- ما قاله خير الأنام المرسل.
فلأهله حتى القيامة لن يزالوا--- ظاهرين على الهدى لن يخذلوا.
(الراعي الأندلسي)
• ألا إن أرض الغرب أفضل موطن --- تساق إليه الواحدات النجائب.
ولو لم يكن في لغرب كل فضيلة --- لما حركت شوقا غليها الكواكب.
(ابن دانيال الموصلي)
• " فالأصل الأصيل لتلك المدنية الإسلامية القرآن الكريم الذي جمع فأوعى وكان حفظه الذي لا ينسى على ممر الدهور السبب العظيم لحفظ ضوابط تلك المدنية الإسلامية، وقد حازت منه الأمة المغربية أوفر الحظوظ حتى قالوا: إن القرآن نزل بلغة العرب ففسره العجم وحفظه المغاربة ونطق به أهل مصر وأحسن الإستماع إليه الترك وعمل بالقسم الأخروي منه أهل اليمن…".
(عبد الحي الكتاني في التراتيب الإدارية
في نظام الحكومة النبوية)
• قال الدارقطني: "هذا إسناد مغربي , ورجاله مجهولون ولا يصح…"
(ابن الصلاح في إصلاح الغلط)
• " ولم أر ذكر رواية أحد من المغاربة لشيء من الكتب المذكورة في التأليف لنزول روايتهم غالبا إلا أن لجماعة من المغاربة رواية عالية في الموطأ رواية يحيى بن يحيى…"
(ابن نقطة في ذيل التقييد)
• وحدثنا محمد بن الصباح عن هشيم بن بشير الواسطي عن داود بن أبي هند عن عبد الرحمن بن مل النهدي عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا يزال أهل المغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة".
(أبو العرب القيرواني في فضائل أفريقية)
• " ورواه بعض المغاربة من طريق ابن ماهان (يتفقرون) بتقديم الفاء…"
(النووي في شرح مسلم)
• "… والناس مختلفون في إتقان هذا الباب اختلافا يتباين ولأهل الأندلس يد ليست لغيرهم…."
(القاضي عياض في الإلماع)
• " وليس في المشرق بأسره من يروي هذه الرواية غيري وهي منقولة عن علماء الأندلس، منهم الإمام العلم الناقد شيخ المحدثين في زمانه أبو علي الغساني…"
(ابن دحية الأندلسي في)
• " وهذا الاصطلاح لا يعرفه أهل المشرق، ولم يذكره الخطيب قي (الجامع) ولا في (الكفاية)، وهو اصطلاح لأهل المغرب".
(العراقي في التقييد والإيضاح)
• " رسم الصفر دائرة عند أهل الحساب إنما هو في اصطلاح أهل المغرب، الذين منهم القاضي عياض…".
(أحمد محمد شاكر في شرح سنن الترمذي)
• " هذا التعبير وقفت عليه في كلام علماء الأندلس، ولم أقف عليه في المعاجم ولا في كلام العلماء المشارقة …".
(أبو غدة في الصفحات)
• " وما رأيته إلا في هذا الكتاب، فلعله من اصطلاح السادة المحدثين المغاربة، إذ لم أره في كتب المصطلح، ولا في كتب السادة المحدثين المشارقة، والله أعلم".
(أبو غدة في تحقيق الانتقاء لابن عبد البر)
• " وكذلك أغرب بعض المغاربة فزعم أن قصة ابن الناطور مروية بالإسناد المذكور…".
(ابن حجر في الفتح)
• " ورأي المغاربة في أبي الخطاب، غير رأي أهل ديار مصر…".
(ابن حجر في اللسان)
• " وهذا الإسناد خفي على من لم يعرف طريقة المغاربة في تجويزهم إطلاق "أخبرنا" في الإجازة…".
(الذهبي في الميزان)
• " أما المغاربة فيطلقون (أخبرنا) على ما هو إجازة، حتى إن بعضهم يطلق في الإجازة (حدثنا) وهذا تدليس…".
(الذهبي في الموقظة)
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، رب السماوات السبع والأرضين، وخالق المشرقين والمغربين، والصلاة والسلام على سيد الغربا الحبيب المجتبى وعلى آله الأطهار، وصحابته الأخيار.
وبعد:
فهذا جزء لطيف في ما انفرد به أهل الحديث من المغاربة عن نظرائهم من المشارقة في هذا الفن رواية ودراية، وهو يشمل رواياتهم التي انفردوا بها، واصطلاحاتهم التي اشتهروا بها،إلى جانب اختياراتهم وآرائهم في هذا العلم الشريف، وقد كان الحامل لي على جمعه جملة أمور منها:
1) – جمع ما تفرق من عناصر هذا الموضوع في كتب المصطلح والتراجم وغيرها، ولا سيما أني لم أر – في حدود علمي – من المشتغلين من اهتم بهذا الموضوع على أهميته (1).
¥(9/195)
2) – بيان صفحات من جهود المغاربة في علم الحديث، ونفي عيب طالما ردده أهل المذاهب الأخرى من المشارقة، وهو أن كتب المغاربة – وهم مالكية - خالية عن ذكر الدليل الأثري، على حين أنك لا تجد كتابا في فقه الشافعية أو الحنفية أو الحنابلة خاليا عن ذكر الدليل لكل مسألة فيه واضحة كانت أو خفية، وهذا شيء يلفت النظر ويحز في القلب ويؤلم النفس …مالك…إمام أهل السنة وشيخ الحفاظ بحيث سماه يحيى بن سعيد القطان ويحيى بن معين أمير المؤمنين في الحديث، تخلو كتب مذهبه عن الدليل!! فلا يجد القاريء لها والناظر فيها إلا آراء مجردة وأقوالا متناقضة، يشعر المالكية أنفسهم بتناقضها، ولقد بلغ من إعراضهم عن الدليل أنهم يضعفون أقوال أئمة المذهب المعروفين بالميل إليه والعمل بما يقتضيه، كابن عبد البر والباجي وابن العربي، فأقوال هؤلاء و أمثالهم لا تذكر في كتب المتأخرين إلا مشفوعة بالتضعيف غالبا، لا لشيء لأن أصحابها يتبعون الدليل، عملا بوصية الإمام مالك نفسه حين أمر أصحابه أن يعرضوا كلامه على كتاب الله وسنة رسوله، فإن خالفهما فليضربوا به عرض الحائط، بل بلغ المتأخرون في الغلو إلى حد أن بعض شراح تحفة ابن عاصم قال أثناء كلامه على مسألة مانصه:" …خلافا لما في الحديث" (2)!!! فيا لله ويا للمسلمين إذا خولف الحديث بهذه الصراحة فيعتبر وفاق من!! (3).
3) - إبراز مذهب أهل الحديث الذي كان سائدا في المغرب الإسلامي، واشتهر به من المغاربة جماعة من الأعلام، وفيه رد على بعض المتعصبين الذين يعتبرونه دينا جديدا (4).
4) - إبراز صفحة من صفحات مساهمة المغاربة في التراث الإسلامي، على عكس ما روج عنهم أنهم بدو لا يصلحون للحضارة (5).
هذا وقبل الشروع في المقصود لا أرى من الحاجة هنا ذكر مقدمة للتعريف بالحديث الفرد و الغريب وأقسامهما، ولعلي أثبتها في بحثي القادم بعنوان: علل مرويات المغاربة أو غرائب المغاربة. وأكتفي بهذا التنبيه.
تنبيه: المقصود ببلاد المغرب في بحثنا هذا هي ماوراء بلاد مصر من الأمصار حيث مساكن البربر، فيشمل المغرب الأدنى (تونس والقيروان أو ما كان يعرف بأفريقية) والمغرب الأوسط (و أشهر مراكزه العلمية قديما: بجاية وتلمسان)، والمغرب الأقصى (ويشمل كل ماوراء المغرب الأوسط)، والأندلس. قال الذهبي في السير (18/ 448): "المشرق في عرف المغاربة مصر وما بعدها من الشام والعراق وغير ذلك .. "اهـ.
وبذلك تعرف خطأ من اقتصر في تعريف حد المغرب على المغرب الأقصى وموريتانيا والأندلس كصاحب تراث المغاربة وغيره، فتنبه ولا تكن من الغافلين.
والآن قد حان أوان الشروع في المأمول، وذلك حين أبتديء فأقول:
أولا: ما انفرد به المغاربة في علم الرواية:
1) - انفردوا برواية القلانسي لصحيح مسلم:
اشتهرت عناية المغاربة بصحيح مسلم بن الحجاج القشيري بقسميه رواية ودراية، فأما جانب الدراية فيشمل أمورا كثيرة كان المغاربة سباقين إلى بعضها كالشروح والمختصرات والحواشي والتعاليق والعناية برجاله وغريبه والجمع بينه وبين غيره من المصنفات ونحو ذلك.
وامتدت صور عنايتهم به إلى جانب الرواية فقد عرفت للصحيح ثلاث روايات ثم انحصرت في اثنتين منها بعد القرن السادس تفرد المغاربة بإحداها.
• روايات صحيح مسلم:
روى الصحيح عن مسلم كثير من تلاميذه، وقد عرفت روايته متصلة من ثلاثة منهم وهم:
أ) - أبو حاتم مكي بن عبدان التميمي النيسابوري (ت:325)
وقد ذكر روايته الحافظ أبو علي الحسين بن محمد الجياني (ت:498) وقال:"لم يقع لنا منها شيء- أي ببلاد المغرب-" ولم يعرف لها إسناد متصل في عهد ابن الصلاح والنووي.
ب) - أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان النيسابوري (ت:308)
وهو ثقة عابد فقيه وكان كثير الملازمة لمسلم، وقد اشترك في روايته أهل المشرق وأهل المغرب.
ج) - أبو محمد أحمد بن علي القلانسي:
وقد تفرد المغاربة بروايته لصحيح مسلم قال الحافظ ابن الصلاح في (صيانة صحيح مسلم ص:111):" وقعت بروايته عند المغاربة ولم أجد له ذكرا عند غيرهم، دخلت روايته إليهم من مصر على يد من رحل منهم إلى جهة الشرق". وقد سمعوها بمصر من أبي العلاء عبد الوهاب عيسى بن ماهان البغدادي نزيل مصر (ت: 388) وقد كتب الحافظ الدارقطني إلى أهل مصر ليكتبوا صحيح مسلم عن ابن ماهان ووصفه بالثقة والتمييز.
¥(9/196)
2) - وانفردوا بأشهررواية للموطأ رواية يحيى بن يحيى الليثي:
ونسخته هي المعنية عند إطلاق الموطأ وقد طغت روايته على نسخ الموطأ جميعها في المشرق والمغرب باعتبار أنه آخر الروايات وأكثرها انتقاء وتنقيحا وطبع مفردا ومشروحا طبعات متعددة.
ونقل اللكنوي عن كشف الظنون تداول الناس نسخ الموطأ المتعددة وبقاءه في موطأ يحيى فقد قال أبو القاسم محمد بن الحسين الشافعي:"الموطآت المعروفة عن مالك أحد عشر معناها متقارب والمستعمل منها أربعة: موطأ يحيى بن يحيى وابن بكير وأبي مصعب وابن وهب ثم ضعف الاستعمال إلا في موطأ يحيى ثم موطأ ابن بكير.
أخذ يحيى الموطأ من زياد بن عبد الرحمن المعروف بشبطون الذي كان أول من أدخل مّهب مالك الأندلس (ت:204) وارتحل يحيى إلى المدينة فسمع الموطأ من مالك بلا واسطة إلا ثلاث أبواب من كتاب الاعتكاف وكانت ملاقاته وسماعه في السنة التي توفي فيها مالك سنة (179)، ويعد يحيى أجل تلاميذه ووقعت له رحلتان علميتان أخذ فيها العلم عن مالكيين وغير مالكيين كالليث وابن عيينة وغيرهم وكان مالك يلقبه بالعاقل.
وروايته للموطأ هي مما انفرد بها عنه أهل بلده واشتهرت فيما بعد بالمشرق عن طريقهم وبإسنادهم.
قال في ذيل التقييد (1/ 32):" ولم أر ذكر رواية أحد من المغاربة لشيء من الكتب المذكورة في التأليف لنزول روايتهم غالبا إلا أن لجماعة من المغاربة رواية عالية في الموطأ رواية يحيى بن يحيى…"اهـ.
وقال الإمام أبو عبد الله الحطاب في شرحه على خليل (1/ 6) وهو يسوق أسانيده إلى الكتب المصنفة:"…الموطأ للإمام مالك بن أنس ولنقتصر على رواية يحيى بن يحيى الليثي لأنها أشهر رواياته وهي مما انفرد بها المغاربة…"اهـ.
(يتبع…)
الهوامش:
(1) - رأيت بعد استكمال جل عناصر البحث من جملة مصادر الأستاذ محمد بن عبد الله التليدي في كتابه "تراث المغاربة"بحثا له نشره في مجلة الحق المغربية عدد (285) بعنوان:"اختيارات وآراء المغاربة في علوم الحديث، ولم أحصل عليه لأستفيد منه، إلا أنه يظهر من عنوانه أنه اقتصر على أبواب الدراية والله أعلم.
(2) - قد استغل بعض من لم تتضح له الأمور مثل هذه العبارات التي لهج بها كثير من المتأخرين فشنها حربا على المذاهب المتبعة، مع أن الواجب تجاه كلام أهل العلم أن يحمل على المحمل الحسن ويعتذر لما ذكروه أنهم لم يقصدوا مخالفة الحديث الصحيح الصريح – رحمهم الله- وكلامهم يحتمل غاية ما في الأمر أنهم أطلقوا في موضع يحتاج إلى التقييد، ثم لعلها كانت عبارات مفهومة لديهم فتكون من قبيل المطلق الذي أريد به التقييد، فكان ماذا؟
(3) - مسالك الدلالة في شرح الرسالة لأحمد بن الصديق الغماري الصوفي الدرقاوي المتشيع المجتهد (ص:442 - 443).
(4) - أنظر مقالا للأستاذ إبراهيم التهامي بعنوان:"مدرسة أهل الحديث بالمغرب العربي" مجلة الموافقات الصادرة عن كلية أصول الدين بالجزائر- العدد:05،ص:198.
(5) - شاع ذلك من كلام ابن خلدون كما في مقدمته، ثم إن لفظ " مغربي" ورد في التاريخ وقصد به الفاطميون الشيعة، أنظر ذيل مولد العلماء (1/ 97)، وتارة ورد وقصد به البربر المتوحشون حتى إن بعض المغاربة ألف في الرد على هذه الفرية كتابا سماه"مفاخر البربر" قال في أوله:"…فإنه لما كانت البربر عند كثير من جهلة الناس أخس الأمم وأجهلها وأعراها من الفضائل وأبعدها من المكارم … ولما كانت بلاد المغرب منازل البربر ومساكنهم صارت أيضا محقرة عند الناس وأدون أقاليم الدنيا…"، وتارة قصد به المشعوذ الساحر، أنظر كتاب "برهان الشرع في إثبات المس والصرع" لأحد المعاصرين وهو الشيخ علي الحلبي حيث قال ردا على من سمى نفسه محمود المغربي (حاشية ص:222):" ونسبة (المغربي) نسبة فضفاضة تغر العامة و تثير انتباههم تسترعي أنظارهم، لذلك ينتسب إليها كثير من المشعوذين والدجالين والسحرة الضالين!! "، وبعضهم اعتبر هذه النسبة جرحا خاصا في اتهام الرواة وتوهينهم، أنظر كتاب بيان تلبيس المفتري محمد زاهد الكوثري" للغماري (ص:15).
ثم اعلم أنه من القديم نصبت المناظرة بين المشرق والمغرب وكان التنافس حادا على نيل السؤدد والرياسة لا بين الملوك فحسب كما حدث بين الأيوبيين بالمشرق والموحدين بالمغرب، بل حتى بين العلماء والأدباء وليس ذلك من قبيل العصبية للأوطان بل هي جادة مطروقة عند العلماء من قديم كما ترى في تآليفهم في فضائل البلدان، وتراجم علماء الأوطان. قال الراعي الأندلسي وهو يعدد فضائل أهل المغرب كما في "انتصار الفقير السالك":" فالمغاربة أكثر حزما من المشارقة، وأشد اتباعا وأصح نظرا…». وقال أيضا:
للغرب فضل شائع لا يجهل --- ولأهله شرف ودين مكمل.
ظهرت به أعلام حق حققت --- ما قاله خير الأنام المرسل.
فلأهله حتى القيامة لن يزالوا--- ظاهرين على الهدى لن يخذلوا.
إشارة إلى الحديث الوارد في أحد فصول البحث وهو: لا يزال أهل المغرب ظاهرين عل الحق…
ومن المفارقات العجيبة في هذا الباب افتخار مغربي بفضل المشرق على المغرب كما وقع مع الإمام الأندلسي صاحب الرحلة المشهورة إلى المشرق حيث قال في شعر له:
لا يستوي شرق البلاد وغربها --- الشرق حاز الفضل باستحقاق.
انظر لحال الشمس عند طلوعها--- زهراء تصحب بهجة الإشراق.
وانظر لها عند الغروب كئيبة--- صفراء تعقب ظلمة الآفاق.
وكفى بيوم طلوعها من غربها --- أن تؤذن الدنيا بوشك فراق.
وقال أيضا بلديه الإمام أبو محمد بن حزم الأندلسي:
أنا الشمس في جو العلوم منيرة --- ولكن عيبي أن مطلعي الغرب.
ولو أنني في جانب الشرق طالع --- لجد على ما ضاع من ذكري النهب.
وبالمقابل قال ابن دانيال الموصلي من أهل المشرق مفتخرا بالغرب:
ألا إن أرض الغرب أفضل موطن --- تساق إليه الواحدات النجائب.
ولو لم يكن في لغرب كل فضيلة --- لما حركت شوقا غليها الكواكب.
¥(9/197)
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[30 - 08 - 05, 11:23 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[خالد السباعي]ــــــــ[02 - 09 - 05, 01:33 ص]ـ
" ولم أر ذكر رواية أحد من المغاربة لشيء من الكتب المذكورة في التأليف لنزول روايتهم غالبا إلا أن لجماعة من المغاربة رواية عالية في الموطأ رواية يحيى بن يحيى…"
(ابن نقطة في ذيل التقييد)
قلت كلام الامام ابن نقطة رحمه الله ليس على اطلاقه وانما نشا عن عدم اطلاع باحوال الرواة المغاربة ومروياتهم والا فلهم عوالي كثيرة وكنت كتبت جزءا في نقد هذه المقولة بدلائل واضحات يسر الله وضع مختصرها بالمتلقى
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[04 - 09 - 05, 01:50 ص]ـ
حديث:"لا يزال أهل المغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة".
في سنده هشيم بن بشير وهو ثقة ثبت حافظ ولكنه كثير التدليس والإرسال وقد عنعن في هذا الحديث
وقد روى هذا الحديث أبوعوانة في المستخرج برقم 6069 من طريق محمد بن كثير الحراني حدثنا خضر بن محمد ثنا هشيم فذكره
رواه أيضا برقم 6070 من طريق محمد بن إدريس وراق الحميدي قال حدثنا سعيد بن منصور ح وحدثنا محمد بن هارون الفلاس حدثنا سعيد بن سليمان قالا حدثنا هشيم فذكراه
ورواه الداني في السنن الواردة في الفتن برقم 364 من طريق عبد الوهاب بن أحمد قال حدثنا أحمد بن محمد بن زياد قال حدثنا إبراهيم بن صالح الشيرازي قال حدثنا عمرو بن حكام قال حدثنا شعبة عن داود بن أبي هند فذكره
قلت فيه متابعة شعبة لهشيم ولكن الإسناد لا يصح عن شعبة فإبراهيم بن صالح الشيرازي ترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ((لا أعرفه))
وعمرو بن حكام ضعفه ابن المديني
وقال النسائي ((متروك))
وقال أحمد ((ترك حديثه))
ولهذا قال عنه الذهبي في تاريخ الإسلام ((ضعيف بمرة))
قلت فلا يفرح بمتابعته
ورواه أبونعيم في الحلية برقم 3454من طريق أبو عبدالله محمد بن أحمد بن علي بن مخلد قال حدثنا محمد بن يونس الكديمي قال حدثنا عمر بن حبيب قال حدثنا داود بن أبي هند فذكره
قلت فيه متابعة عمر بن حبيب لهشيم ولكنه ضعيف
قال عباس قال يحي بن معين ((ضعيف يكذب))
قال الأثرم سمعت أبا عبد الله ذكره فقال قدم علينا ها هنا ولم نكتب عنه حرفا وكان مستخفا به جدا
وقال أبو زرعة ((ليس بالقوي)) وكذلك قال أبوحاتم
وقال البخاري ((يتكلمون فيه))
وقال النسائي ((ضعيف))
وقال العجلي ((ليس بشيء)) وهذا جرح شديد
وقال ابن عدي ((حسن الحديث يكتب حديثه مع ضعفه))
وقال زكريا بن يحيى الساجي ((يهم عن الثقات وكان من أصحاب عبيد الله بن الحسن عنه أخذوا أظنهم تركوه لموضع الرأي وكان صدوقا))
وقال بن حبان ((لا يجوز الاحتجاج به))
وقال بن قانع ((بصري صالح))
والراوي عنه وهو الكديمي قال عنه أحمد ((حسن المعرفة حسن الحديث))
ولكن أبو داود كان يكذبه
وقال الآجري سمعت أبا داود يتكلم في محمد بن سنان وفي محمد بن يونس يطلق عليهما الكذب
وقال أبو سهل بن زياد القطان كان موسى بن هارون ينهى الناس عن السماع من الكديمي
وقال يعقوب إلي بالكذب قال لي كتبت عن أبيك في مجلس محمد بن القاسم النهدي قال موسى لم يحدث أبي عن محمد بن القاسم قط
وقال الدارقطني قال لي أبو بكر بن المطلب الهاشمي كنا عند القاسم بن المطرز وكان يقرأ علينا مسند أبي هريرة فمر في كتابه حديث عن الكديمي فامتنع عن قراءته فقال إليه محمد بن عبد الجبار وكان قد أكثر عن الكديمي فقال أيها الشيخ أحب أن تقرأ فأبى وقال أنا اجاثيه بين يدي الله تعالى يوم القيامة وأقول أن هذا يكذب على رسولك وعلى العلماء وقال حمزة السهمي سمعت الدارقطني يقول كان الكديمي يتهم بوضع الحديث
قال الدارقطني ما أحسن القول فيه الا من لم يخبر حاله وقال بن حبان كان يضع الحديث لعله قد وضع على الثقات أكثر من ألف حديث وقال بن عدي قد اتهم بالوضع وادعى الرواية عمن لم يرهم ترك عامة مشائخنا الرواية عنه
وقال بن عدي سمعت موسى بن هارون يقول تقرب الكديمي إلي بالكذب وقال لي كتبت عن أبيك في مجلس محمد بن سابق وقد سمعت أبي يقول ما كتبت عن محمد بن سابق شيئا ولا رأيته
وقال الحاكم أبو أحمد الكديمي ذاهب تركه بن صاعد وابن عقدة وسمع منه بن خزيمة ولم يحدث عنه وقد حفظ فيه سوء القول عن غير واحد من أئمة الحديث وقال الخليلي ليس بذاك القوي ومنهم من يقويه
قلت الراجح عندي أن روايته لا تصلح للإعتبار والله أعلم
ـ[أبو الطيب الجزائري]ــــــــ[06 - 09 - 05, 08:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد: فإن لي محاضرة بعنوان "مقاصد المؤلفين في مؤلفاتهم" أو "قانون التأليف في الإسلام" بيّنتُ فيها عناية المغاربة خاصة بالمقاصد التي ينبغي أن تراعى في المصنفات، والتي طبعت تراثهم بطابع خاص. وأعد بوضعها كاملة في هذا الملتقى المبارك.
وبارك الله فيكم.
وكتب: عبد الرحمن حمادو الكتبي
¥(9/198)
ـ[ابن الحاج الجزائري]ــــــــ[07 - 09 - 05, 08:44 م]ـ
أولا وقبل كل شيْ أشكركم على هدا التجاوب مع الموضوع،وأقول:
حول نزول المغاربة في الإسناد فليس من مفردات ابن نقطة فقط، وقد وصفهم غيره بذلك، قال الذهبي في تذكرة الحفاظ للذهبي (4/ 1355) - بعد أن ذكر جماعة من الأندلسيين-:" وهؤلاء المغاربة لا يكاد يقع لنا حديثهم إلا بنزول ثم هم نازلون في الإسناد فيبقى نزول على نزول وبالله الإستعانة " اهـ.
أماحول تخريج حديث: (لا يزال أهل المغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة)، أصل الحديث عند مسلم من رواية هشيم بالإسناد المذكوربلفظ لا يزال أهل الغرب … (الحديث) فتعليل الحديث بتدليس هشيم غير وارد، نعم اختلفوا في ثبوته بلفظ المغرب لعدم سلامة أكثر طرقه من رواية الضعفاء، لكن ضعفهم ينجبر- إن شاء الله-، خاصة إذا علمت أن للحديث شواهد كثيرة تقويه. وبيان ذلك:
أن لفظة "الغرب" الواردة في رواية الصحيح اختلف أهل العلم في معناها على أوجه (راجع له الفتح لابن حجر (13/ 295):
قال القاضي عياض:" قال ابن المديني: المراد بالغرب: الدلو." لأنهم أصحابها لا يستقي أحد غيرهم.
وقيل المراد بالغرب أهل القوة والإجتهاد في الجهاد.
3 - وقيل - وهو الصحيح ومحل الشاهد- أن المراد بالغرب البلد وهم أهل الشام لأن الشام غربي الحجاز. وهو الذي تنصره الأحاديث الصحيحة البالغة حد التواتر في فضائل الشام وما يكون من أمرهم في آخر الزمان وأنهم الطائفة المنصورة - جعلنا الله من أهلها-، ويعضده أيضا أن لغة النبي صلى الله عليه وسلم وأهل مدينته في أهل الغرب أنهم أهل الشام (راجع تخريج فضائل الشام ودمشق للعلامة الألباني ص:21)
أما تفسيره بالدلو كما سبق فهو ضعيف ولا يصرفه عن ذلك إلا رواية " المغرب" الصريحة في كون المقصود به هو بلد وهو أرض الشام كما ذكرنا، ولا مانع أن يكونوا حينئذ أهل قوة واجتهاد كما ورد في التفسير الثاني بل هم كذلك يصححه النص والواقع (أنظر مقالي: مذهب طريف …التصحيح بالواقع .. ) أما ما حاوله الحافظ في الفتح (13/ 295) من جمعه بين النصوص بقوله:" ويمكن الجمع بين الأخبار بأن المراد قوم يكونون ببيت المقدس وهي شامية ويسقون بالدلو وتكون لهم قوة في جهاد العدو وحدة وجد". فظاهر التكلف والله أعلم.
4 - وهناك تفسير رابع للحديث - وهو الذي درج عليه جمهور المغاربة- من كون اللفظ الوارد في الحديث إنما يعنيهم، والمقصود بالمغرب مغربهم لا أرض الشام،ولهذا أورده أبو العرب في فضائل أفريقية، لكنه قال (ص:64):"وذكر يحيى بن عمر عن أحمد بن عمران الأخفش أن المغارب التي عنيت في هذا الحديث الشام" وهوالصحيح جمعا بين الأحاديث (وراجع تخريج فضائل الشام ودمشق للعلامة الألباني ص: 21 و السلسلة الصحيحة حديث رقم965).
والحديث باللفظ المذكور أخرجه من المغاربة أبو عمروالداني كما في السنن الواردة في الفتن، وأبو العرب القيرواني في فضائل أفريقية من طريقين وأورد له شواهد، وبقي بن مخلد في مسنده فيما نقله التادلي في التشوف (ص:2) (كما أفاده صاحب تراث المغاربة)، وكنت أظن أنه خرج بهذا اللفظ عند مسلم من رواية القلانسي التي تفرد بها المغاربة، فلهذا أوردت الحديث في الفقرة الخامسة الآتية وهي "ما انفردوا به من ألفاظ وزيادات"، وقلت هناك: وقد وردت في روايات المغاربة للصحيح التي انفردوا بها بلفظ "المغرب" … لكني لم أر القاضي عياض نبه على ذلك في شرحه، وجرني علىذلك أني كنت سمعت قديما - من بعض من استفدنا منهم- من نسبه للصحيح في رواية القلانسي، فأنا الآن أتراجع، فالشكر أولا للأخ الذي حفزني على النظر في التخريج والله الموفق لا رب سواه.
والآن أشرع في ذكر ما تبقى من البحث وبه ينتهي الجزء الأول منه وهو ما انفردوا به في أبواب الرواية:
ـ[ابن الحاج الجزائري]ــــــــ[07 - 09 - 05, 08:48 م]ـ
3) - وانفردوا برواية أكبر مسند في الإسلام مسند بقي بن مخلد الأندلسي:
¥(9/199)
قال الذهبي في السير:" بقي بن مخلد بن يزيد الإمام القدوة شيخ الإسلام أبو عبد الرحمن الأندلسي القرطبي الحافظ صاحب التفسير والمسند اللذين لا نظير لهما ولد في حدود سنة (200) أو قبلها بقليل، وسمع من يحيى بن يحيى الليثي ويحيى بن عبد الله بن بكير وهشام بن عمار وزهير بن عباد الرؤاسي… وأحمد بن حنبل مسائل وفوائد ولم يرو له شيئا في مسنده لكونه كان قد قطع الحديث وسمع من أبي بكر بن أبي شيبة فأكثر، وآخرون وعني بهذا الشأن عناية لا مزيد عليها وأدخل جزيرة الأندلس علما جما وبه وبمحمد بن وضاح صارت تلك الناحية دار حديث، وكان إماما مجتهدا صالحا ربانيا صادقا مخلصا رأسا في العلم والعمل عديم المثل منقطع القرين يفتي بالأثر ولا يقلد أحدا".
وقال أبو الوليد الفرضي في تاريخه:" ومما انفرد به ولم يدخله سواه مصنف أبي بكر بن أبي شيبة وكتاب الفقه للشافعي بكماله - الأم- وتاريخ خليفة وطبقات خليفة وكتاب سيرة عمر بن عبد العزيز لأحمد بن إبراهيم الدورقي وليس لأحد مثل مسنده".
ت: ومسنده أكثر حديثا من مسند الإمام أحمد على ضخامته هذا بالرغم من أنه لم يرو عنه شيئا من الحديث كما مر من كلام الذهبي وهو الآن في عداد المفقود ولم يصل إلينا منه سوى وريقات في أسماء الذين روى لهم من الصحابة وما لكل واحد منهم من حديث وهي مطبوعة بتحقيق الدكتور أكرم ضياء العمري.
قال طاهر بن عبد العزيز الأندلسي:" حملت معي جزءا من مسند بقي بن مخلد إلى المشرق فأربته محمد بن إسماعيل الصائغ فقال:" ما اغترف هذا إلا من بحر" وعجب من كثرة علمه.
أما عن تفسيره، فقد قال الإمام أبو محمد ابن حزم الظاهري:"أقطع أنه لم يؤلف في الإسلام مثل تفسير بقي لا تفسير محمد بن جرير ولا غيره…".
فصل: في رواية ابن الأحمر وابن سيار لسنن النسائي.
ابن الأحمر هو محدث الأندلس ومسندها الثقة أبو بكر محمد بن معاوية الأموي المرواني القرطبي المعروف بابن الأحمر.
قال الذهبي:"سمع من عبيد الله بن يحيى بن يحيى وغيره - يعني ببلده- وارتحل سنة خمس وتسعين فسمع من أبي خليفة الجمحي بالبصرة ومن إبراهيم بن شريك ومحمد بن يحيى المروزي وجعفر الفريابي ببغداد ومن أبي عبد الرحمن النسائي وأبي يعقوب المنجنيقي بمصر وجال ووصل إلى الهند تاجرا ثم رجع إلى الأندلس وجلب إليها السنن الكبير وحمل الناس عنه وكان شيخا نبيلا ثقة معمرا توفي في رجب سنة (385) وقد قارب التسعين".
وابن سيار هو محمد بن قاسم بن سيار الإمام الحافظ الكبير أبو عبد الله البياني مولاهم الأندلسي القرطبي، سمع أباه وبقي بن مخلد ومحمد بن وضاح وفي رحلته من أبي عبد الرحمن الأندلسي و ابي خليفة الجمحي ومطين … توفي في آخر سنة (327) وقيل ثمانية وقد شاخ ".
وقد انفردا عن باقي رواة سنن النسائي برواية عمل اليوم والليلة للنسائي وخصائص علي - رضي الله عنه- ضمن كتاب السنن. قال ابن حجر ردا على صنيع الإمام المزي في إفراده هو أيضا الكتابين عن أصلهما:" …وأفرد العمل والليلة للنسائي عن السنن وهو من جملة كتاب السنن في رواية ابن الأحمر وابن سيار وكذلك أفرد خصائص علي وهو من جملة المناقب في رواية ابن سيار…".
ت: كذا قال ولم يذكر رواية ابن الأحمر لخصائص علي ضمن السنن، وهاهنا فائدة ذكرها السيوطي في البحر الذي زخر وهي أن الأندلسيين - الذين كانوا على مذهب أهل الشام في رأيهم في علي- منعوا ابن الأحمر من رواية كتاب الخصائص، فلعله لهذا السبب لم يشتهر عنه وإلا فهو من رواته والله أعلم.
4) - وانفردوا بأحاديث و آثار لم توجد عند غيرهم:
انفرد المغاربة عن غيرهم بأحاديث وآثار وقعت لهم ولم تقع لغيرهم، وقد روى الحافظ جزء في فضائل افريقية لم يتابعه عل أكثره أحد، وفي مسند بقي بن مخلد أحاديث كثيرة لم تقع للمشارقة كما مر، وكذا في الاستذكار لابن عبد البر وخاصة المحلى لابن حزم فقد صرح المحدث الكبير العلامة أحمد محمد شاكر في تحقيقه للمسند أنه لم يعثر أصلا اكثير من أحاديثه رغم أن رجال أسانيدها ثقات مشهورون، وفي كتاب الشفا للقاضي عياض أحاديث لم يقف لها الإمام السيوطي على أصل، كما في تخريجه المسمى بالمناهل أنظر مثلا: (1/ 20،23،29،41،61،227،235) و (2/ 64،191)، أما الآثار فإن المدونة الكبرى لسحنون، وتفسير يحيى بن سلام وغيرها من الدواوين
¥(9/200)
المغربية زاخرة بالكثير الطيب من آثار السلف الذي حفظه لنا المغاربة. وما أجمل ما قاله الشيخ عبد الحي الكتاني في هذا السياق في كتابه الماتع التراتيب الإدارية في نظام الحكومة النبوية (2/ 426):"فالأصل الأصيل لتلك المدنية الإسلامية القرآن الكريم الذي جمع فأوعى وكان حفظه الذي ينسى على ممر الدهور السبب العظيم لحفظ ضوابط تلك المدنية الإسلامية، وقد حازت منه الأمة المغربية أوفر الحظوظ حتى قالوا: إن القرآن نزل بلغة العرب ففسره العجم وحفظه المغاربة ونطق به أهل مصر وأحسن الإستماع إليه الترك وعمل بالقسم الأخروي منه أهل اليمن…".
قال أبو سهل محمد بن فرات العبدي:" قدم زياد بن الحارث الصدائي - صحابي- إلى أفريقية وانفرد أهلها بحديثه، وحديثه من إحدى الغرائب التي أغرب بها".
ت: ومن غرائبهم أيضا أحاديث تجدها تحت ترجمة:
بشير (أو بشر) بن يزيد الأزدي الأفريقي، وجبرون بن واقد الأفريقي، وجميل بن كريب المعافري،و حاتم بن عثمان أبو عثمان الأفريقي، وداود بن يحيى الأفريقي، وسليمان بن ابراهيم بن زرعة القيرواني، وسليمان بن عمران القيرواني، وسند بن يحيى المغربي، وضمضام بن لحية الأندلسي، وعبد الله بن عثمان المعافري، وعبد الله بن أبي غسان الأفريقي، وعبد الرحمن بن أشرس الأفريقي، وعبد الملك بن حبيب، وعبد الرحمن بن بشير
الأزدي، وعبيد بن يحيى الأفريقي، وعثمان بن الخطاب البلوي، وعثمان
بن عبد الله الأموي، وعنبسة بن خارجة الغافقي، وعون بن عبد الله بن عمر
بن غانم الأفريقي، وصالح بن عبد الله القيرواني و عبد الله بن فروخ
الأفريقي، و عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي، و الفضل بن صالح بن
عبد الله القيرواني، وفرات بن محمد بن فرات العبدي الأفريقي، ومحمد بن عبد الله المطماطي البزار، و محمد بن عبد الله المعافري …وغيرهم جمعت رواياتهم وما قيل فيها و ناقشت بعضها في جزء في علل مرويات المغاربة المشار إليه في المقدمة. وبالله التوفيق.
5) - وانفردوا بأسانيد وطرق:
أخرج الدارقطني في غرائب مالك من وجهين عن يحيى بن خشيش القيرواني عن أحمد بن يحيى بن مهران القيرواني، زاد في احداهما سليمان بن عمران قالا: أخبرنا أبو خارجة عنبسة بن خارجة الغافقي حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر رفعه: (لعن القدرية والمرجئة على لسان اثنين وسبعين نبيا، اولهم نوح وآخرهم محمد).
قال الدارقطني:" هذا إسناد مغربي، ورجاله مجهولون ولا يصح.
ت: وهذا النوع استوفيته في جزء العلل المذكور، والله الموفق لا رب سواه.
وجاء في كتاب "المجلى في تحقيق أحاديث المحلى" لأحد المعاصرين وهو الشيخ علي رضا بن عبد الله بن علي رضا (ص:223) تحت عنوان: انفراد ابن حزم بأسانيد لا توجد عند غيره، قال:" روى ابن حزم في المحلى (11/ 122) بإسناده حديث عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا:لا تنكحوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن، ولا تنكحوهن لأموالهن … (الحديث). قلت: احتج به ابن حزم في كتاب النكاح لبيان النهي عن أن تنكح المرأة لمالها، والحديث أخرجه ابن ماجه في سننه (1859)، والبيهقي في الكبرى (7/ 80) وعبد بن حميد في مسنده كما في المنتخب (328)، وضعف إسناده البوصيري من أجل الأفريقي واسمه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، ثم ذكر له شاهدا من حديث عوف بن مالك عند البزار أنظر زوائد ابن ماجه (667) وكذا ضعفه الألباني في الضعيفة من أجل الإفريقي ورد على البوصيري ذكره لحديث أبي هريرة في الصحيحين لحديث الباب، وذكره للحديث عند ابن حبان بإسناد آخر.
قلت: وفات الجميع متابعة سلمة بن شبيب للإفريقي في رواية ابن حزم، ولهذا صححته في كتابي هذا ولله الحمد والمنة"اهـ.
ت: وانظر ترجمة الأفريقي وبيان حال مروياته في سلسلة "العبرات المتساكبة على تراجم المغاربة".
6) - وانفردوا بألفاظ وزيادات:
قال أبو العرب القيرواني محمد بن أحمد بن تميم القيرواني في "فضائل أفريقية":وحدثني محمد بن بسطام الضبي عن أبي الحسن أحمد بن صالح قال: حدثنا محمد بن الصباح عن هشيم بن بشير الواسطي عن داود بن أبي هند عن عبد الرحمن بن مل النهدي عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. (لا يزال أهل المغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة).
¥(9/201)
الحديث أصله عند مسلم برواية لا يزال أهل الغرب… وورد بلفظ: لا يزال أهل المغرب … كما في رواية أبي العرب، و أخرجه أيضا أبو عمروالداني في السنن الواردة في الفتن، وبقي بن مخلد في مسنده فيما نقله التادلي في التشوف (ص:2) (كما أفاده صاحب تراث المغاربة) وعليه فجمهور المغاربة على أن المقصود بأهل الغرب هنا هم المغاربة، وفي هذا قال قائلهم: فلأهله حتى القيامة لن يزالوا - ظاهرين على الهدى لن يخذلوا.
ومن ألفاظهم التي انفردوا بها ما نقله عنهم الشراح في ضبطهم لأسامي الرواة وألفاظ الروايات فتجدهم يقولون (وقرأه المغاربة كذا…)، قال النووي في شرحه على مسلم عند حديث (1/ 155):"ورواه بعض المغاربة من طريق ابن ماهان (يتفقرون) بتقديم الفاء…).
وانظر منه (9/ 62و157)، (13/ 46و160)، (16/ 130)، (17/ 19).
وفتح الباري لابن حجر: (1/ 94و154)، (3/ 115)، (5/ 397)، (7/ 428)، (9/ 268)، (11/ 202و351).
ثانيا: ما انفردوا به في علم الحديث دراية:
1) - انفردوا بمصطلح خاص للحديث الحسن:
هذا النوع من الحديث له أهمية خاصة، لما وقع فيه بين العلماء من الاختلاف، ولما في الحكم على الحديث بالحسن من الدقة.
قال الشيخ نور الدين العتر في "منهج النقد في علوم الحديث": " والذي يتبين بالبحث أن اختلاف المحدثين يرجع في صورته الجوهرية إلى اختلاف مرادهم من الحديث الحسن، منهم من أراد الحسن لذاته، ومنهم من أراد الحسن لغيره ".
ت: ولبعض المغاربة تعريف خاص أغربوا به:
قال الحافظ أحمد بن الصديق الغماري في كتابه "المغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير " عند حديث (أكرموا الشهود فإن الله يستخرج بهم الحقوق ويدفع بهم الظلم)، قلت (الغماري):"موضوع ظاهر البطلان … ومن الغريب أن الحافظ أبا علي الصدفي رواه عن البانياسي ثم قال: هذا حديث حسن لم نكتبه إلا من هذا الوجه. ذكره ابن الأبار في ترجمة خلف ابن بشكوال من معجم اصحاب الصدفي، وهذا من إطلاق لفظ الحسن على المستطرف الغريب ولو كان باطلا، وذلك كان معروفا بين أهل الأندلس وأنهم لا يقصدون الحسن الإصطلاحي".
2) - وانفردوا بتسمية خاصة لحاء التحويل:
(يتبع إن شاء الله…).
ـ[أبو أروى]ــــــــ[16 - 09 - 05, 12:09 ص]ـ
بارك الله في مغربنا كما بارك في مشرقنا وأنا سائل الأخ الشيخ ابن الحاج أهو مؤلف كتاب عقيدة ابن باديس أم لا؟ فإن كان هو: فهل كتاب الرد النفيس قد طبع أم لا؟ وجزاه الله خيرا
ـ[ابن الحاج الجزائري]ــــــــ[19 - 09 - 05, 02:29 ص]ـ
مؤلف كتاب عقيدة ابن باديس هو أخونا محمد الحاج عيسى -حفظه الله- أما أنا فطالب العلم الصغير عادل -غفر الله له- والرد النفيس لعله على كتاب الرد الوافي،فإن كان هو فأنصحه أن لا يشغل نفسه به وإلا فهو مأجور إن شاء الله
ـ[ابن الحاج الجزائري]ــــــــ[19 - 09 - 05, 02:42 ص]ـ
2) - وانفردوا بتسمية خاصة لحاء التحويل (1):
قال الإمام الترمذي في سننه (1/ 5): حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبوعوانة عن سماك بن حرب (ح) وحدثنا هناد حدثنا وكيع …
قال العلامة المحدث أحمد محمد شاكر أبو الأشبال المصري - رحمه الله-:" هي حاء مهملة مفردة يكتبها علماء الحديث عند الانتقال من إسناد إلى إسناد، وهي مأخوذة من التحويل. أو من الحائل بين الاسنادين. قال ابن كثير في اختصار علوم الحديث (ص: 163): ومن الناس من يتوهم أنها خاء معجمة، أي إسناد آخر، والمشهور الأول وحكى بعضهم الاجماع.
وقال ابن الصلاح" وإذا كان للحديث إسنادان أو أكثر فإنهم يكتبون عند الانتقال من إسناد إلى إسناد ما صورته "ح" وهي حاء مهملة مفردة، ولم يأتنا عن أحد ممن يعتمد بيان لأمرها، غير أني وجدت بخط الأستاذ الحافظ أبي عثمان الصابوني، والحافظ أبي مسلم عمر بن علي الليثي البخاري والفقيه المحدث أبي سعد الخليلي - رحمهم الله- في مكانها بدلا عنها:"صح" صريحة وهذا يشعر بكونها رمزا إلى "صح"، وحسن إثبات ههنا لئلا يتوهم أن حديث هذا الإسناد سقط، ولئلا يركب الاسناد الأول فيجعلا إسنادا واحدا، وحكى لي بعض من جمعتني وإياه الرحلة بخراسان، عمن وصفه بالفضل من الإصبهانيين: أنها حاء مهملة من التحويل أي من إسناد إلى آخر".
¥(9/202)
ت: ثم نقل عن البغداديين مثل ذلك، ومثله أيضا عن الحافظ أبي محمد الرهاوي وهو الذي درج عليه شيوخه من أهل الحديث ثم اختاره وقال:" وأنا-والله الموفق-ان يقول القارئ عند الانتهاء إليها: (حا) ويمر فإنه أحوط الوجوه وأعدلها والعلم عند الله تعالى ".
والذي مال إليه هو الذي ارتضاه المتأخرون من أهل الحديث ومشى عليه المعاصرون. أما المغاربة فانفردوا باصطلاح آخر لحاء التحويل، فقد كانوا يعتبرونها اختصارا لكلمة "الحديث". قال ابن الصلاح:" وذاكرت فيها بعض أهل العلم من أهل المغرب، وحكيت له عن بعض من لقيت من أهل الحديث أنها حاء مهملة،إشارة إلى قولنا "الحديث" فقال لي: أهل المغرب وما علمت بينهم اختلافا يجعلونها حاء مهملة، ويقول أحدهم إذا وصل إليها (الحديث) " (2).
3) - وانفردوا بإطلاق "حدثنا" و"أخبرنا" على الإجازة:
جاء في اللسان (4/ 340):" ومن تركيبات ابن دحية، أنه حدث بصحيح مسلم بسماعه له - زعم- من القاضي أبي عبد الله بن زرقون، أخبرنا به أحمد بن محمد الخولاني، أخبرنا الحافظ أبو ذر الهروي أخبرنا أبو بكر الجوزقي أخبرنا حامد بن الشرقي أخبرنا مسلم.
قال ابن حجر أو لعله الذهبي: وهذا إسناد مركب ولم يسمع أبو ذر من الجوزقي صحيح مسلم على الوجه، وإنما سمع منه أحاديث من حديث مسلم، كان الجوزقي يرويها عن ابن الشرقي، عن مكي بن عبدان عن مسلم، نعم للجوزقي من مكي إجازة عن مسلم، وهذا الإسناد خفي على من لم يعرف طريقة المغاربة في تجويزهم إطلاق أخبرنا في الإجازة، ولا ريب في صحة إجازة كل من ذكر في هذا الإسناد عمن رواه عنه، والله أعلم".
وفي (ص:336 - 337):" وذكر-أي ابن دحية- أنه حدثه بالموطأ عاليا أبو الحسن بن حنين الكتاني وابن جليل القيسي قالا: حدثنا محمد بن فرح الطلاع، أقول فأما ابن خليل فإنه سكن مراكش وفاس، وكان ابن دحية بالأندلس فكيف لقيه وسمع منه؟ وكذلك ابن حنين، فإنه خرج عن الأندلس ولم يعد، بل سكن مدينة فاس ومات بها سنة (596)، فبالجهد أن يكون ابن دحية روى الموطأ عن هذين بالإجازة، فالله أعلم، أو استباح ذلك على رأي من من يسوغ قول حدثني هكذا، ويكون إجازة، لكنه قد صرح بالسماع فيما أرى"اهـ.
ت: ورد التصريح بصيغة الإخبار مع ذكر الإجازة صريحا عند بعضهم، فقد روى أبو العرب القيرواني في "المحن" (ص:61) قال:" وأخبرنا عمرو بن ثور الشامي إجازة قال:حدثنا محمد بن يوسف الفريابي قال: حدثنا سفيان الثوري…" اهـ.
وقال الذهبي في الموقظة:" أما المغاربة فيطلقون "أخبرنا" على ما هو إجازة، حتى إن بعضهم يطلق في الإجازة "حدثنا" وهذا تدليس…"اهـ.
ت: وليكن هذا نوعا آخر من أنواع التدليس انفرد به المغاربة دون سواهم، لكن اشتهر عن بعض المغاربة أنه ما كان يفرق بين حدثنا وأخبرنا ويعتبرها صيغة واحدة في السماع، ففي الإنباه للقفطي (1/ 208):"قال الشيخ أبو القاسم بن بشكوال قال لنا القاضي أبو عبد الله بن الحاج كان شيخنا أبو مروان بن السراج يقول: حدثنا وأخبرنا واحد ويحتج بقول الله تعالى:} يومئذ تحدث أخبارها {اهـ.
ولكن الظاهر أن عدم التفريق هو مذهب للمتأخرين من المغاربة.
قال الذهبي في السير (22/ 393):" ولمتأخري المغاربة مذهب في إطلاق حدثنا على الإجازة…"اهـ.
4) - وانفردوا بإتقان الكتب وتصحيحها (3):
تصحيح الكتب و تحقيقها من أشق الأعمال وأكبرها تبعة، ولقد صور أبو عمرو الجاحظ ذلك أقوى تصوير في كتاب "الحيوان" فقال:"… ولربما أراد مؤلف الكتاب أن يصلح تصحيفا أو كلمة ساقطة فيكون إنشاء عشر ورقات من حر اللفظ وشريف المعاني أيسر عليه من إتمام ذلك النقص حتى يرده إلى موضعه من اتصال الكلام فكيف يطيق ذلك المعارض المستأجر ةالحكيم نفسه قد أعجزه هذا الباب … ثم يصير الكتاب تتداوله الأيدي الجانية ةالأعراض المفسدة حتى يصير الكتاب صرفا وكذبا مصمتا…".
وقال الأخفش: إذا نسخ الكتاب ولم يعارض ثم نسخ ولم يعارض خرج أعجميا".
وقد ابتكر علماء المسلمين قواعد متينة لتفادي الغلط والسقط والتصحيف الذي قد يقع في الكتب المنسوخة فألفوا التواليف الكثيرة، وعقد لها أهل الحديث أبوابا خاصة، وكان لأهل الصنعة من المغاربة قصب السبق.
¥(9/203)
قال في "الإلماع إلى أصول الرواية وتقييد السماع" (ص:192):"… والناس مختلفون في إتقان هذا الباب -أي: باب اختلاف الروايات والعمل في ذلك- اختلافا يتباين ولأهل الأندلس يد ليست لغيرهم…".
وقال أيضا:" وكان إمام وقتنا في بلادنا في هذا الشأن الحافظ أبو علي الجياني شيخنا- رحمه الله- من أتقن الناس بالكتب، وأضبطهم لها، وأقومهم لحروفها وأفرسهم ببيان مشكل أسانيدها ومتونها، وأعانه على ذلك ما كان معه من الأدب واتقانه ما احتاج إليه من ذلك على شيخه ابي مروان السراج اللغوي- آخر أئمة الشأن-، وصحبته للحافظ أبي عمر بن عبد البر- آخر أئمة الأندلس في الحديث- وأخذه عنه وكثرة مطالعته، وناهيك من اتقانه لكتابه الذي ألفه في على مشكل الصحيحين، وكان قرينه شيخنا القاضي الشهيد عارفا بما يجب من ذلك جدا، لكنه لم يهتبل بكتبه اهتباله، وكان القاضي أبو الوليد الكناني ممن أتقن …"اهـ.
ت: ومما يلحق بهذا الباب:
5) - ما انفردوا به من علامات التصحيح: مصطلح "الشق".
قال ابن الصلاح:" إذا وقع في الكتاب ما ليس منه، فإنه ينفى عنه بالضرب أوالحك أو المحو أو غير ذلك. والضرب خير من الحك والمحو. روينا عن القاضي أبي محمد بن خلاد- رحمه الله- قال: قال أصحابنا:الحك تهمة ..
ثم إنهم اختلفوا في كيفية الضرب: فروينا عن أبي محمد بن خلاد قال: أجود الضرب أن لا يطمس المضروب عليه، بل يخط من فوقه خطا جيدا بينا، يدل على إبطاله، ويقرأ من تحته ما خط عليه وروينا عن القاضي عياض ما معناه: إن اختيارات الضابطين اختلفت في الضرب، فأكثرهم على مد الخط المضروب عليه، مختلطا بالكلمات المضروب عليها، ويسمى ذلك "الشق".
ت: ومصطلح الشق المذكور من اصطلاحات المغاربة التي لم يشاركهم فيها أحد، قال العراقي في "التقييد والإيضاح": "الشق": بفتح الشين المعجمة وتشديد القاف، وهذا الاصطلاح لا يعرفه أهل المشرق، ولم يذكره الخطيب في الجامع ولا في الكفاية، وهو اصطلاح لأهل المغرب، وذكره القاضي عياض في الإلماع، ومنه أخذه المصنف. وكأنه مأخوذ من الشق، وهو الصدع أو من شق العصا، وهو التفريق، فكأنه فرق بين الكلمة الزائدة وبين ما قبلها وما بعدها من الصحيح الثابت: بالضرب عليها، والله أعلم"اهـ.
6) - وعلامة الصفر على الضرب واللعق في المحو:
وانفردوا بوضع علامة على الضرب، فقد قال ابن الصلاح:" ومنهم من لا يخلطه - أي الخط بالمضروب عليه- ويثبته فوقه، لكنه يعطف طرفي الخط على أول المضروب عليه وآخره ومنهم من يستقبح هذا ويراه تسويدا وتطليسا، بل يحوق على أول الكلمة بنصف دائرة، وكذلك في آخره، وإذا كثر الكلام المضروب عليه فقد يفعل ذلك في أول كل سطر منه وآخره وقد يكتفي بالتحويق على أول الكلام وآخره أجمع. ومن الأشياخ من يستقبح الضرب والتحويق، ويكتفي بدائرة صغيرة أول الزيادة وآخرها، ويسميها صفرا كما يسميها أهل الحساب…".
قال العلامة أحمد شاكر - رحمه الله- تعليقا على كلام ابن الصلاح:" رسم الصفر دائرة عند أهل الحساب إنما هو في اصطلاح أهل المغرب، الذين منهم القاضي عياض، وهم كانوا ولايزالون إلى الآن يكتبون أرقام الحساب برسم الأرقام المعروفة عند الإفرنج، بخلاف أرقام أهل المشرق".
ت: وانفردوا أيضا بطريقة في المحو غريبة، قال ابن الصلاح:" وأما المحو فتتنوع طرقه، ومن أغربها: ما روي عن سحنون بن سعيد التنوخي الإمام المالكي أنه ربما كتب الشيء ثم لعقه، وإلى هذا يوميء ما روينا عن ابراهيم النخعي - رضي الله عنه- أنه كان يقول: من المروءة أن يرى في ثوب الرجل وشفتيه مداد. والله أعلم" (4).
7) - وانفردوا بترتيب معجمي خاص:
استعمل المسلمون في ظل الدولة الإسلامية ترتيبا خاصا للحروف عرف بحروف المعجم وبحروف الهجاء أو التهجي يراعي تشابه الشكل مع اعتبارات أخرى، فوضعوا الحروف المتشابهة في الرسم متساوقة، لكن بقي الخلاف قائما بين أهل المشرق وأهل المغرب في الترتيب:
فترتيب المشارقة هو:" أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي ".
وأما ترتيب المغاربة فعلى النحو التالي:" أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز ط ظ ك ل م ن ص ض ع غ ف ق س ش هـ و ي ".
¥(9/204)
ومن أوائل الذين استعملوا الترتيب المشرقي أمير المؤمنين في الحديث وفقهه أبو عبد الله البخاري (ت:256) في كتابه التاريخ الكبير- تنظر مقدمته (1/ 11) - وفي غيره، وتبعه الإمام مسلم بن الحجاج (ت:261) في كتابه الكنى والأسماء، والإمام أبو عبد الرحمن النسائي (ت:322) في كتابه الضعفاء أيضا، والإمام أبومحمد عبد الرحمن بن أبي حاتم (ت:327) في كتابه الجرح والتعديل، وغيرهم ..
وسبقهم إلى هذا الترتيب برمته الإمام اللغوي أبوعمرو الشيباني (ت:206) في كتابه الجيم وقد عد أول من رتب المعجم حسب أوائل الحروف، وكل هؤلاء قدم الواو على الهاء لكن الإمام اللغوي إسماعيل بن حماد الجوهري - المتوفى قبيل الأربعمائة- صاحب الصحاح قدم في كتابه المذكور الهاء على الواو، وقد تبعه على ذلك جمهور متأخري علماء الحديث ومنهم: أبو الحجاج المزي (ت:742) في كتابه الفريد: تهذيب الكمال.
أما ترتيب المغاربة فمن أوائل من استعمله الفقيه المحدث محمد بن حارث الخشني القيرواني ثم الأندلسي (ت:361) في كتابه تاريخ علماء الأندلس، وتبعه الإمام أبو الوليد الباجي (ت:474) في كتابه التعديل و التجريح لمن خرج عنه البخاري في الجامع الصحيح فقال في مقدمته:" وأنا إن شاء الله آتي بما شرطته في أسماء الرجال على حروف الهجاء بالتأليف المعتاد في بلدنا"اهـ. وكذلك الإمام القاضي أبو الفضل عياض السبتي (ت:544) في كتابه مشارق الأنوار على صحاح الآثار والإمام أبو عبد الله بن الأبار (ت:658) في كتابيه: التكملة لكتاب الصلة، والمعجم في أصحاب الإمام القاضي أبي علي الصدفي، والإمام أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير الغرناطي (ت:708) في كتاب صلة الصلة، وغيرهم (5) …
8) - وانفردوا بمنهج فريد في اختصار الأسانيد:
جرت عادة بعض المحدثين بحذف بعض ألفاظ أداء الحديث والرواية له، أو اختصارها والرمز لها في الخط دون النطق لتكررها في كل إسناد فيحذفونها بالمرة، أو يختصرونها بالرمز إليها، لكسب الوقت، وراحة اليد، ولغلاء الورق لديهم، إذ غالبهم كانوا أهل فقر وإملاق.
فمما يحذفونه: كلمة (قال)، يحذفونها خطا في أثناء كتابة الإسناد، لتكررها مرارا كثيرة، ويقولونها نطقا في أثناء القراءة، ومثلها كلمة (قيل له) في مثل " قرئ على فلان أخبرك فلان"، وأيضا كلمة (روى) يحذفونها حين يسوقون السند بطريق العنعنة فيقولون " فلان عن فلان…". قال الغزالي في المستصفى من علم الأصول (1/ 170) في أواخر مباحث السنة:" استثقلوا أن يكتبوا عند كل اسم: (روى عن فلان سماعا منه)، وشحوا على القرطاس والوقت أن يضيعوه، فأوجزوا ". وقال الخطيب البغدادي في "الكفاية" (باب الكلام في إرسال الحديث ومعناه…):" وانما استجاز كتبة الحديث الاقتصار على العنعنة، لكثرة تكررها …" اهـ، ومما يختصرونه أيضا كلمة (أنه)، كحديث البخاري في كتاب الوضوء في (باب حمل العنزة مع الماء):"ن عطاء بن أبي ميمونة سمع أنس بن مالك يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:…". قال ابن حجر هنا:" قوله (سمع أنس بن مالك) أي أنه سمع، ولفظة (أنه) تحذف في الخط عرفا"اهـ، وقد يختصرون جزء من الإسناد كحذف جملة (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم) بلفظة (مرفوعا) أو (رفعه)، أو (مرسلا) أو (معضلا) عند حذف الواسطة من صحابي أو تابعي كما لا يخفى.
ومما يختصرونه في الإسناد من الألفاظ في الكتابة، وينطقون به تاما عند الآداء: كلمة (حدثنا) و (أخبرنا) و (أخبرني)، أما (حدثنا) فيختصرونها بلفظ (ثنا) أو (نا)، وتقرأ تامة (حدثنا) ووقعت في بعض الكتب مختصرة إلى (حنا) وهو اختصار غريب لم يذكره أهل المصطلح، وأما (حدثني) فتختصر غالبا ب (ني) أو (دني) أو (ثني) أو (دثني)، و (أخبرنا) إلى (أنا) و (أني) في حال (أخبرني)، وأيضا (قال حدثنا) ب (قثني)، ومما يختصرونه حاء التحويل وقد مرت.
¥(9/205)
وللمغاربة اختصار فريد قلما تنبه له، فإنهم يذكرون الحديث الأول في فاتحة الكتاب مسندا من طريق المصنف إلى منتهاه، ثم يختصرون بقية الإسناد - التي يشترك مخرجها مع الإسناد الأول- عند موضع الإشتراك، ويفرقون بين الإسناد والآخر بواو عاطفة تربط بينهم. ومثاله ما رواه أبو العرب القيرواني في كتاب "المحن" (ص:110) قال:" حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا أحمد بن حنبل عن حماد بن أسامة (كذا في المطبوعة) قال أخبرنا هشام عن أبيه قال: أسلم الزبير وهو ابن ست عشر سنة…
- وقال أحمد بن حنبل حدثني حجيربن المثنى قال حدثنا حبان بن علي عن معروف عن أبي جعفر قال: كان علي بن أبي طالب، وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام، في سن واحدة"اهـ.
ت: وهي كثيرة في كتابه وفي كتب ابن عبد البر الأندلسي أيضا، قال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة - رحمه الله- في مقدمة تحقيق كتاب "الانتقاء في فضائل الأئمة الثلاثة الفقهاء":" وتأتي (نا)، و (ني) في هذا الكتاب أحيانا مصحوبة بواو قبلها هكذا: (ونا)، (وني). وهذه الواو واو العطف، يؤتى بها لعطف الإسناد اللاحق على قول صاحب الإسناد السابق، كما ستراه في مواضع كثيرة منه، وما رأيته إلا في هذا الكتاب، فلعله من اصطلاح السادة المحدثين المغاربة، إذ لم أره في كتب المصطلح، ولا في كتب السادة المحدثين المشارقة، والله أعلم"اهـ.
ت: بل هو اصطلاح لهم كما مر وسيأتي، فقد أخرج البخاري في كتاب بدء الوحي (1/ 31 - فتح) قال: حدثنا الحكم بن نافع قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عبد الله بن عباس أخبره أن سفيان بن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش .. (وذكر حديث هرقل الطويل وهو من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم)، ثم قال: وكان ابن الناطور يحدث (فذكر هذه القصة)، فهي موصولة إلى ابن الناطور لا معلقة كما زعم من لا عناية له بهذا الشأن، وكذلك أغرب بعض المغاربة فزعم أن قصة ابن الناطور مروية بالإسناد المذكور عن أبي سفيان عنه، كأنه لما رآها لا تصريح فيها بالسماع حملها على ذلك…"اهـ.
ت: ولا غرابة في زعمهم على الإطلاق لمن علم مذهبهم في (الواو العاطفة)، بل وكأنهم هنا سلكوا الجادة فيما تعارفوا عليه، فحملوا سائر إسناد المتن السابق على لاحقه، أما إن قصد بالغرابة المعنى الإصطلاحي، وهو تفردهم بهذا الاصطلاح عن غيرهم، فهو كذلك.
وعلى هذا سار عامة متأخري المغاربة والتي تميزت تصانيفهم الحديثية - كغالب أهل الفن- بحذف الأسانيد والاكتفاء بذكر مخرجه من الأئمة أصحاب التصانيف الشهيرة كالبخاري ومسلم وأصحاب السنن مع ذكر راويه من الصحابة، فيعطفون راوي الحديث الأول على الثاني إن كان حديثهم من المصدر نفسه كالكتب المذكورة آنفا.
جاء في مقدمة كتاب تلقين الوليد الصغير لعبد الحق الاشبيلي نزيل بجاية، تحقيق وتخريج وتقديم: أبي الفضل بدر العمراني الطنجي، تحت عنوان: منهج الحافظ عبد الحق الاشبيلي في كتابه (ص:13)." .. وإذا ذكر الحديث لمسلم أو لغيره عن صاحب ثم يقول: (وعنه) أو (وعن فلان)، فإنما كل ذلك لمسلم،أو من الكتاب الذي يذكر أولا، حتى يسمي غيره، وإذا قال: وفي رواية أخرى أو في طريق آخر لسواه، ثم قال: زاد البخاري كذا أو زاد فلان كذا وكذا، ولم يذكر الصاحب ولا النبي صلى الله عليه وسلم،فإنه عن ذلك الصاحب عن النبي صلى الله عليه وسلم.وهذا المنهج نفسه الذي سار عليه في "الأحكام الوسطى"، بل هو منهج أغلب الأندلسيين كما أخبرني شيخنا محمد بوخبزة"اهـ.
9) - وانفردوا بمصطلح خاص في السؤال عن أحوال الرواة:
جاء في السير للذهبي في ترجمة الإمام الحافظ الأندلسي بقي بن مخلد (13/ 292):" .. حكي عنه أنه قال:… أتيت المسجد الجامع الكبير- ببغداد- وأنا أريد أن أجلس إلى الحلق وأسمع ما يتذاكرونه فدفعت إلى حلقة نبيلة فإذا برجل يكشف عن الرجال فيضعف ويقوي فقلت: هذا يحيى بن معين. فقمت إليه فسألته عن بعض من لقيت من أهل الحديث فبعضا زكى وبعضا جرح … فقلت وأنا واقف على قدمي: أكشفك عن رجل واحد: أحمد بن حنبل، فنظر إلي كالمتعجب وقال لي: ومثلنا يسأل عن أحمد بن حنبل؟؟ إن ذاك إمام المسلمين وخيرهم وفاضلهم".
قال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة - رحمه الله- في الصفحات (هامش ص:56):" هذا التعبير وقفت عليه في كلام علماء الأندلس، ولم أقف عليه في المعاجم ولا في كلام العلماء المشارقة، وهو بمعنى: أسألك عن رجل لأعرف حاله، ففي كتاب " قضاة قرطبة" للخشني (ص.24) في ترجمة معاوية بن صالح الحضرمي:"… دخل زياد بن عبد الرحمن ومعاوية بن صالح على مالك بن أنس، فسأله معاوية بن صالح عن نحو مائتي مسألة، فأجابه مالك عن جميعها، فكشف زياد بن عبد الرحمن مالكا وقال له: يا أبا عبد الله، كيف رأيت معاوية بن صالح؟ فقال له مالك: ما سألني أحد قط مثل معاوية بن صالح، ثم كشف زياد معاوية عن مالك؟ فقال له معاوية: ما سألت أحدا مثل مالك "اهـ.
10) - وانفردوا ببيان أحوال بعض الرواة:
وقد أفردت لهذا المبحث بحثا خاصا بعنوان." العبرات المتساكبة على تراجم المغاربة" - يسر الله إتمامه- فانظره.
(يتبع إن شاء الله…)
(1) - مقدمة الشيخ شاكر لسنن الترمذي وانظر لها أيضا كتب المصطلح.
(2) - المصدر نفسه بتصرف.
(3) - المصدر نفسه بتصرف.
(4) - المصدر نفسه بتصرف.
(5) - الأرقام العربية تاريخها وأصالتها وما استعمله المحدثون وغيرهم منها - مقال ل: د. قاسم علي سعد - مجلة الأحمدية-العدد:02.
¥(9/206)
ـ[العاصمي]ــــــــ[19 - 09 - 05, 01:13 م]ـ
بارك الله في أخينا الفاضل ابن الحاج، و جزاه أفضل الجزاء و أجزله.
استشكلت رواية حماد بن أسامة عن هشام بن عروة، أو رواية الامام أحمد عن حماد؛ بقولك:
في كتاب "المحن" (ص:110) قال:" حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا أحمد بن حنبل عن حماد بن أسامة (كذا في المطبوعة) قال أخبرنا هشام عن أبيه قال: أسلم الزبير وهو ابن ست عشر سنة…
رواية حماد بن أسامة عن هشام بن عروة ثابتة بلا ثنيا، وهي عند الجماعة كلهم، و رواية الامام أحمد عن أبي أسامة حماد صحيحة - أيضا -، و ممن ذكرها: الحافظ المزي في تهذيبه 1/ 69، 2/ 269 ...
و لا يظنن ظان أنه مصحف عن حماد بن سلمة؛ فالامام أحمد لم يدرك حماد بن سلمة ...
و وقع في نقلك:
- وقال أحمد بن حنبل حدثني حجيربن المثنى قال حدثنا حبان بن علي عن معروف عن أبي جعفر قال: كان علي بن أبي طالب، وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام، في سن واحدة"
و حجير، خطأ، صوابه: حجين، و هو أبو عمر اليمامي، و هو ثقة مشهور.
زادك الله توفيقا، و مزيدا من بحوثك النافعة الماتعة.
ـ[ابن الحاج الجزائري]ــــــــ[20 - 09 - 05, 01:17 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي العاصمي1 على هدا التنبيه وأحيطك علما أنني أكتب هدا البحث وفي النية مراجعة كثير من أخطائه ومنها ما كتبته عن: حماد بن أسامة - كدا في المطبوعة-، فقد كنت كتبتها لنفسي حتى أراجعها قبل نشرها للقراء ولكن الظاهر أنني دهلت عنها بسبب العجلة، أما عن كتاب المحن فهو محقق تحقيقا ضعيفا ولهدا فهو كثير الأغلاط وقد جمعت جزء منها ولم تكمل بعد، و تنبيهك السابق أحدها والله الموفق.
ـ[ابن الحاج الجزائري]ــــــــ[06 - 10 - 05, 04:03 ص]ـ
12) - وانفردوا بوضع الافتتاحيات على صحيح البخاري:
اعتنى المغاربة بصحيح البخاري وكان لهم به فريد عناية واهتمام وأقبلوا عليه منذ وصوله إليهم وأحلوه بعد كتاب الله المقام السامي … فقد حفظوه ودرسوه وكتبوا حوله الشروح والتعاليق واختصروه وبحثوا في مشكلاته وألفاظه ووضعوا له التكملات وبحثوا تراجمه وعرفوا برجاله وإسناده وانشأوا حوله الافتتاحيات والختمات ونظموا القصائد والأشعار حول ترجمة صاحبه وفضائله ومزايا صحيحه وكتبه…
وشرح افتتاحيات البخاري هو لون من ألوان التأليف برز فيه المغاربة دون سواهم بل يمكن القول أنه من ابتكارهم وإبداعهم فما هو إذن فن الإفتتاحيات:
قال في مقدمة تحقيق كتاب شرح افتتاح صحيح البخاري لعبد القادر الكوهن- بتحقيق عبد الإله يعلاوي-:
" الإفتتاحيات: هي تآليف وضعها مؤلفوها خاصة لشرح مقدمة أو افتتاح كتاب من كتب أهل العلم، وقد أكد الدكتور يوسف الكتاني على أن هذه الافتتاحيات اقتصرت على صحيح وحده دون بقية كتب الحديث أو الفنون الأخرى، فليس للمغاربة افتتاحيات لكتاب الموطأ أو لصحيح مسلم أو لبقية الكتب الستة أو لغيرها من الكتب الحديثية والعلمية كالنحو والفقه والأصول وغيرها، على كثرة عناية المغاربة بكتاب الموطأ وصحيح مسلم وشدة اهتمامهم به خاصة.
وقد كان علماؤنا يعقدون لافتتاحيات صحيح البخاري مجالس في المساجد والمدارس والزوايا ويكون ذلك في محفل كبير يشهده العامة والخاصة. وكانت هذه الافتتاحيات تتركز عناصرها في ما يلي:
الكلام على فضل العلوم والعلماء ومجلسه وتعليمه وخاصة علم الحديث.
الكلام على سبب اقتصار البخاري على البسملة مكتفيا بها عند الحمد لتضمينها معناه اقتداء، وجريا على سنن الصدر الأول وفي مقدمتهم النبي صلى الله عليه وسلم في رسائله.
الكلام على سبب تصدير الجامع الصحيح بترجمة بدء الوحي بيانا لمقصد المؤلف من كتابه.
التعريف بالإمام البخاري والكلام عن الجامع الصحيح وشرح حديث النية متنا وسندا والختم بالدعاء والصلاة والسلام على النبي الكريم.
وممن ألف في مضوع الإفتتاحيات على البخاري:
1.شرح أوائل البخاري: لمصطفى محمد القسطموني (ت: 981).
2.مقدمة على صحيح البخاري: لمحمد بن قاسم جسوس (ت: 1182).
3.نفحة المسك الدراري لافتتاح صحيح البخاري: لحمدون بن الحاج (ت: 1132).
4.شرح افتتاح صحيح البخاري: لعبد القادر الكوهن (ت: 1254)
5.رفد القارب بمقدمة افتتاح صحيح البخاري: للشيخ فتح الله بناني وغيرها.
¥(9/207)
13) - وانفردوا بعلامات ترقيم: وهي من استعمالات المحدثين كما تجده في ترتيب المصنفات والترميز وغيرها وقد مر التنبيه على انفراد المغاربة بعلامات الترقيم كالصفر وما يلحقه من رموزهم المعهودة، ويدخل أيضا في هذا الباب حساب الجمل وترتيبهم فيه غير ترتيب المشارقة.
قال ابن حجر في الفتح (11/ 351) وقد ساق حديث ابن زمل -وهو موضوع- (الدنيا سبعة آلاف سنة بعثت في آخرها):" جوز السهيلي أن يكون في عدد الحروف التي في أوائل السور مع حذف المكرر ما يوافق حديث ابن زمل وذكر أن عدتها تسعمائة وثلاثة. قلت (ابن حجر): وهو مبني على طريقة المغاربة في عد الحروف، وأما المشارقة فينقص العدد عندهم مائتين وعشرة فإن السين عند المغاربة بثلاثمة والصاد بستين وأما المشارقة فالسين عندهم ستون والصاد تسعون فيكون المقدار ستمائة وثلاثة وتسعين …"اهـ.
ت: والحروف هي:
أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ
أول حرف منها عن واحد ثم الثاني عن اثنين ثم الثالث عن ثلاثة والرابع عن أربعة …إلى أن تصل العشرة، ثم يكون كل حرف بعشرة إلى أن تصل المائة، ثم يكون كل حرف بمائة إلى أن تصل الألف، وينتهي.
14) - وانفردوا بخطوط: وهو من مواضيع علماء الرسم القرآني خاصة وقد تأثر بذلك أهل الحديث حتى صار من مواضيعهم فعقدوا له فصولا في كتبهم كما مر، وللمغاربة في هذا الباب خطهم الشهير الذي انفردوا به عن المشارقة ومن أمثلته: تنقيط القاف بواحدة فوقها والفاء بواحدة تحتها، وعدم نقط النون والفاء والقاف إذا تطرفت لعدم التباسها بغيرها …الخ.
فصل في اختياراتهم وآرائهم التي اشتهروا بها:
نذكر في هذا الفصل اختيارات المغاربة وآراءهم في هذا العلم الشريف التي شاركهم فيها غيرهم، أو التي اشتهروا بها، والذي حملني على ذكرها في هذا الفصل أمور وهي:
1/أن ذكرها تعميما للفائدة أفضل من إغفالها.
2/أنها بموضوع التفرد ألصق، فإن قيل: إن التفرد يقتضي عدم المشاركة، نقول:
3/لسنا نعلم هنا أن المشاركة وقعت بسبب تقليدهم لاختيار من شاركهم أم العكس أوغير ذلك. فاقتضى التنبيه.
وعليه فمن جملة اختياراتهم:
1) -إطلاقهم لكلمة " الفهرس والبرنامج" على المعاجم والمشيخات:
اهتم المغاربة بكتب الفهارس والبرامج أيما اهتمام وعكف الكثير منهم على تأليف فهارس شيوخهم، ورغم ما أصاب الدراسات الحديثية من نكسات في المغرب إلا أن حرص المغاربة على تدوين الفهارس بحافز خدمة العلم والانتساب إلى أهله والنضمام إلى سلاسل الرواة - كما يصرح في كثير من مقدماتها- ظل دهرا بالمغرب فلا يكاد يخلو عالم منهم من تأليف فهرس يحرص فيه على اتصال سنده وعلوه، وقد قام بعض الباحثين بدراسة موضوع فهارس المغاربة في حقبة معينة فأتى بما يعجب له في هذا الباب.
والفهارس جمع لكلمة "فهرست" وهي في الأصل فارسية قيل في تعريبها فهرس (بكسر الفاء والراء)، وقد عبر الإمام أبو عبد الله الرهوني عن المعنى الاصطلاحي لهذه الكلمة فقال:" الكتاب الذي يجمع فيه الشيخ شيوخه وأساتذته وما يتعلق بذلك". والبرامج جمع لكلمة برنامج الفارسية الدالة لى الورقة الجامعة للحساب في الأصل، ويسمي المحدثون الكتاب الجامع لأسماء شيوخ المحدث ومروياته عنهم " المشيخة" التي أطلق عليها " المعجم" عندما روعي ترتيب المشايخ على حسب الحروف الهجائية.
ولئن شاع كلمة ثبت ومعجم ومشيخة في المشرق للكتاب الذي يتحدث فيه مؤلفه عن شيوخه وما أخذ عنهم فإن المغاربة والأندلسيين شاع عندهم استعمال كلمة الفهرس والبرنامج لهذا النوع من الكتب " (1).
ومن جملة اختياراتهم الشهيرة أيضا:
2) - تفضيل صحيح البخاري على مسلم (2):
3) - جعل الموطأ السادس في الترتيب (2):
4) -اختيارهم لمصطلح "الجامع" في التبويب (3):
5) - اختيارهم للعناوين الطويلة (4):
هذا ما عن لي جمعه في هذا البحث، أعرضه على السادة طلبة العلم رجاء الإفادة والإستفادة،و قصدت من ورائه أيضا التعريف بجهود قوم خذلهم التاريخ وأهملهم فأبوا إلا فرض أنفسهم عليه، وهاهو الآن يعيد خبثه فيضعهم في طي النسيان والإهمال حتى طمع في تاريخهم الاستعمار - أستغفر الله- بل الاستدمار فصار يناقشنا في بدهيات ديننا وتاريخنا …
قال علامةالجزائر وباني نهضتها الشيخ عبد الحميد بن باديس:" …ولكن هذا المغرب العربي رغم التجاهل والتناسي من إخوانه المشارقة كان يبعث من رجال السيف والقلم من يذكرون به ويشيدون باسمه ويلفتون نظر إخوانهم المشارقة إلى ما فيه من معادن للعلم والفضيلة ومنابت للعز والرجولة ومعاقل للعروبة والإسلام …"
ابن باديس: حياته وآثاره (4/ 144)
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا الله أستغفرك وأتوب إليك.
تم
كتب أحدهم على ظهر مخطوط " بديع المعاني شرح بديعية القازاني":
لله الحمد دوما إذ هداني ... لما ألفت مع ضعفي وكربي
فإن تنظر خطا والعبد يخطي ... فأصلح زلة بانت بكتبي
وإن تنظر صوابا فاثن خيرا ... فهذا كله من فضل ربي
وعلى ظهر مخطوط " لقط المرجان في أحكام الجان" للسيوطي:
وإن تجد عيبا فسد الخللا ... تبق عند الله في عين الملا
لا تعاير من به عيب وقل ... جل من لا عيب فيه وعلا
ولآخر:
وإن تجد عيبا فسد الخللا ... واكس ما تلقاه فضلا حللا
وبخاتمة متن السلم للعلامة الأخضري الجزائري:
وكن أخي للمبتدي مسامحا ... وكن لإصلاح الفساد ناصحا
وأصلح الفساد بالتأمل ... وإن بديهة فلا تبدل
وقل لمن لم ينتصف لمقصدي ... العذر حق واجب للمبتدي
وبخاتمة ألفية ابن الوردي في تعبير المنامات:
الناس لم يصنفوا في العلم ... لكي يكونوا هدفا للذم
ما صنفوا إلا رجاء الأجر ... والدعوات وجميل الذكر
لكن عدمت جسدا بلا حسد ... ولا يضيع الله أجرا لأحد
والله عند قول كل قائل ... وذو الحجا من نفسه في شاغل
(1) - مقدمة تحقيق فهرس ابن عطية (ص:39 وما بعدها)
(2) - راجع له كتب المصطلح.
(3) - مقدمة محققا كتاب الجامع لابن أبي زيد القيرواني ونقلها عنهما واستحسنها الشيخ أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري في كتابه " الذخيرة في المصنفات الصغيرة".
(4) - من فوائد الشيخ أبي غدة- رحمه الله- كما في حواشيه على كتاب الإنتقاء لابن عبد البر
¥(9/208)
ـ[أنس صبري]ــــــــ[11 - 10 - 05, 10:15 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابن الحاج الجزائري]ــــــــ[12 - 10 - 05, 01:23 ص]ـ
ولك مثل ذلك ...
وترقب الجديد إن شاء الله من هذه السلسلة المباركة وهي سلسلة "الحديث عند المغاربة" ... أسأل الله أن يضع لها القبول بمنه وكرمه ... آمين.
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[14 - 10 - 05, 02:22 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وبارك فيكم
ـ[العاصمي]ــــــــ[15 - 10 - 05, 05:38 ص]ـ
12) - وانفردوا بوضع الافتتاحيات على صحيح البخاري:
بارك الله فيك، وجزاك خيرا.
الافتتاحيّات ليست ممّا اختصّ به المغاربة، بل قد سبق إليها إخوانهم المشارقة؛ كالحافظ السّلفي (ت576)، الذي ألّف مقدّمة إملاء كتاب " الاستذكار "، برسم شروعه في إملائه.
وصنّف - أيضا - مقدّمة إملاء كتاب " معالم السّنن " ...
والكتابان منشوران مشهوران متداولان.
وصنّف الحاقظ ابن ناصر الدّين (ت842) كتابه " افتتاح القاري لصحيح البخاري "، منشور منتشر.
وللسّيوطيّ " رفد القاري بما ينبغي تقديمه عند افتتاح صحيح البخاريّ " ...
وتنظر مقدّمة الأخ عبد اللّطيف الجيلانيّ على " بذل المجهود " للسّخاويّ، و "مقدّمة إملاء كتاب الاستذكار " للسّلفيّ ...
ـ[العاصمي]ــــــــ[15 - 10 - 05, 05:58 ص]ـ
5.رفد القارب بمقدمة افتتاح صحيح البخاري: للشيخ فتح الله بناني وغيرها.
.....
ومن جملة اختياراتهم الشهيرة أيضا:
2) - تفضيل صحيح البخاري على مسلم (2):
3) - جعل الموطأ السادس في الترتيب (2):
4) -اختيارهم لمصطلح "الجامع" في التبويب (3):
5) - اختيارهم للعناوين الطويلة (4):
هذا ما عن لي جمعه في هذا البحث، أعرضه على السادة طلبة العلم رجاء الإفادة والإستفادة
... أرجو أن تحرّر ترجمة الكتاب، وظاهر أنّ الصواب " رفد القاري "؛ لتنسجم السّجعة ... ويلاحظ أنّه قد نسب للسّيوطيّ نحوه ... وذكر الأخ عبد اللّطيف الجيلانيّ أنّه مخطوط بالخزانة العامّة بالرّباط ... فليحرّر ...
... جمهور المشارقة والمغاربة على تفضيل صحيح البخاريّ على صحيح مسلم ... وذهب بعض المغاربة إلى تقديم كتاب مسلم ...
... أوّل من أدرج كتاب " الجامع " في مصنّفه: مالك الإمام في موطّئه، ثمّ تبعه كثير من أتباع مذهبه ...
ذكرت ما تقدّم من باب المذاكرة، ودمت موفّقا محقّقا مدقّقا، أخي الفاضل الكريم.
ـ[العاصمي]ــــــــ[15 - 10 - 05, 12:13 م]ـ
... أرجو أن تحرّر ترجمة الكتاب، وظاهر أنّ الصواب " رفد القاري "؛ لتنسجم السّجعة ... ويلاحظ أنّه قد نسب للسّيوطيّ نحوه ... وذكر الأخ عبد اللّطيف الجيلانيّ أنّه مخطوط بالخزانة العامّة بالرّباط ... فليحرّر ...
لم أر كتاب " رفد القاري " في كتاب " دليل مخطوطات السّيوطي وأماكن وجودها "، للشّيبانيّ والخازندار ... فمن يتفضل بمراجعة النسخة بمكتبة الشّيخ عبد الحيّ الكتّانيّ، الملحقة بالخزانة العامّة بالرّباط، التي تحمل رقم 2711 ك ... أو يفيدنا بما في فهرس مخطوطات الخزانة العامّة بالرّباط ...
ـ[ابن الحاج الجزائري]ــــــــ[16 - 10 - 05, 01:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الشيخ العاصمي1 - حفظه الله -على اهتمامك بالموضوع، وعلى هذا التدقيق في التعليق والتدليل في التذييل ... أما عن كتب السلفي المذكورة فظاهر أنها ليست بخصوص صحيح البخاري ... أما عن كتابي الحافظ ابن ناصر الدين والسيوطي فلم أقف عليها لأعلم موضوعهما وهل هما مثل بقية الكتب التي عرفت بما لا يسع قارئ الصحيح جهله ككتاب النووي "ماتمس إليه حاجة القاري ... "، وقد ألف في هذا النوع جمع ... ثم إن افتتاحيات المغاربة للصحيح ليست فقط تآليفا ألفت بل هي مما درجوا عليه حتى صار من عوائدهم الجارية يلتمسون وراءها التعلم والتبرك أيضا بقراءة أوائل البخاري ... فتأمل ... أما عن البقية فراجع له بقية المراجع المحال عليها تجد ما يسرك إن شاء الله ...
ودمت موفقا مدققا ... لا حرمنا الله فوائدك.
ـ[العاصمي]ــــــــ[16 - 10 - 05, 12:31 م]ـ
بارك الله فيك، وجزاك خير الجزاء وأوفره، ونفعني الله بفوائدك ...
ـ[ابن الحاج الجزائري]ــــــــ[17 - 10 - 05, 01:25 ص]ـ
أشكرك على تواضعك الجم ... وأنا في انتظار مواضيعك الممتعة ...
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[18 - 10 - 05, 04:51 ص]ـ
بارك الله فيك أحسنت وعذراً على التطفل
ـ[ابن الحاج الجزائري]ــــــــ[19 - 10 - 05, 02:11 ص]ـ
وفيك بارك الله، ومرحبا بك ضيفا عزيزا ...
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[23 - 10 - 05, 09:36 ص]ـ
3) ثانيا: ما انفردوا به في علم الحديث دراية:
1) - انفردوا بمصطلح خاص للحديث الحسن:
هذا النوع من الحديث له أهمية خاصة، لما وقع فيه بين العلماء من الاختلاف، ولما في الحكم على الحديث بالحسن من الدقة.
قال الشيخ نور الدين العتر في "منهج النقد في علوم الحديث": " والذي يتبين بالبحث أن اختلاف المحدثين يرجع في صورته الجوهرية إلى اختلاف مرادهم من الحديث الحسن، منهم من أراد الحسن لذاته، ومنهم من أراد الحسن لغيره ".
ت: ولبعض المغاربة تعريف خاص أغربوا به:
(يتبع إن شاء الله…).
ذكر الأخ الكريم ابن الحاج الجزائري أن مما انفرد به أهل المغرب تعريف خاص للحسن، وهو صواب لكن هذا النقل غير موفق ولا دال على التعريف الذي انفردوا به، والمراد بانفرادهم بتعريف الحسن ما ذكره ابن القطان الفاسي في كتابه ((بيان الوهم والإيهام)) من أن الحديث إذا رواه من اختلف في توثيقه وتجريحه، يكون من قبيل الحسن، والغريب أن الحافظ ابن حجر عند كلامه على الحديث الحسن في ((النكت)) أثبت هذا الانراد لابن القطان، لكنه حكى قوله كما يلي: أن الحديث إذا اختلف فيه فصححه قوم وضعفه آخرون فهو من قبيل الحسن، وهناك بون شاسع بين المقولتين، إذ إن المفهوم من كلام ابن القطان أن الاختلاف في الراوي يقود للتحسين، وكلام ابن حجر أن الاختلاف في الحديث نفسه يقود للتحسين، ولقد كرر مقولة ابن حجر رحمه الله تعالى كثير ممن جاء بعده مع عزوهم المقولة لابن القطان، وهو خطأ يتبين بعد الرجوع إلى الأصول، إذ قد تُصحَّف النققول، أو يهم الناقل، والمخرج من هذا كله مراجعة الأصول، والله الموفق.
¥(9/209)
ـ[ابن الحاج الجزائري]ــــــــ[03 - 11 - 05, 10:26 م]ـ
النقل المذكور هو شبه مقدمة للتعريف بهذا النوع من أنواع الحديث ومناسبته مع ما انفردوا به ظاهرة لاتحتاج إلى كبير تأمل وهو بيان اختلاف أهل العلم وتباين أقوالهم في التعريف بهذا النوع الدقيق من أنواع علم الحديث تعريفا اصطلاحيا في حين عرج بعض المغاربة على تعريف آخر لم يخطر بالبال وهو تعريف لغوي ... ولا يعني أبدا أنهم لم يعرفوا الحسن الاصطلاحي كما عرفه أهل الاصطلاح، هذا ما عن لي ثم وجدت بعضهم ذكر نحوا من هذا عن الحافظ السلفي فتبين لي أن الانفراد المذكور لا يخصهم وحدهم بل شاركهم فيه غيرهم وحينئذ يحسن بي ذكره في فصل ما اشتهروا به ... أما تفردات ابن القطان فانظرها مجموعة في مقدمة تحقيق كتابه بيان الوهم والايهام، وهذا النوع من التفرد أعني به ما كان مذهبا لآحاد المغاربة دون مجموعهم لم نشترطه في بحثنا وإلا فللقاضي عياض مفردات في هذا العلم الشريف وكذا لابن عبد البر ولابن دحية وغيرهم ... ذكر ذلك من اهتم بكتبهم من المحققين وهذا النوع واسع جدا لا يمكن الاحاطة به إلا في حدود ضيقة لا تفي بالمقصود والله أعلم
ـ[خالد المغناوي]ــــــــ[06 - 11 - 05, 02:20 م]ـ
السلام عليكم
اخوك المغربي
كلمة الخق وانصاف ان دور المشارق في خدمة الحديث اشد من دور المغاربة وهذا لامكانيات المتاحة لهم من كثرة اصحاب الصحابة ومهاد العلم من هناك وقد قال ابن تيمية ياخذ العلم من ثلاث بلدان الحرمين والعراق والشام
وخصوصا الحديث فكلما ابتعدت جغرافية المكان علي هذه المواطن نقص العلم فيها وكذالك الهمة
فلهذا كان اهل المغرب انقص همة من اهل المشرق
وهذا في هذه النقطة
اما نقطة الانفراد فانفراد الاهل المشرق علي اهل المغرب دائما ما يكون صائب
ولنا هود ان شاء الله نتكلم علي بعض انفردات في الحديث والتحديث ان شاء الله تعالي
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[30 - 11 - 05, 03:23 م]ـ
الشيخ الفاضل ابن الحاج
هل لديك الموضوع منسقا على ملف وورد؟
إن كان موجودا لديك فحبذا لو ترفعه لنا وبارك الله بكم
ـ[بدر العمراني]ــــــــ[30 - 11 - 05, 05:18 م]ـ
و للتذكير فإن الدكتور إبراهيم ابن الصديق له كتاب جيد اسمه "الجرح و التعديل في المدرسة المغربية" ضمن فيه مجموعة من التفردات التي اختص بها المغاربة عن المشارقة، فلينظر للاستفادة، و هو مطبوع في جزئين صغيرين ضمن سلسلة كتاب دعوة الحق الصادر عن وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية بالمغرب.
ـ[ابن الحاج الجزائري]ــــــــ[02 - 12 - 05, 11:59 م]ـ
الشيخ الفاضل ابن الحاج
هل لديك الموضوع منسقا على ملف وورد؟
إن كان موجودا لديك فحبذا لو ترفعه لنا وبارك الله بكم
للأسف يا أخي الموضوع يحتاج إلى مراجعة واضافة بعض النقول والمصادر ولهذا فهو ليس بصورته النهائية ...
ـ[ابن الحاج الجزائري]ــــــــ[03 - 12 - 05, 12:03 ص]ـ
و للتذكير فإن الدكتور إبراهيم ابن الصديق له كتاب جيد اسمه "الجرح و التعديل في المدرسة المغربية" ضمن فيه مجموعة من التفردات التي اختص بها المغاربة عن المشارقة، فلينظر للاستفادة، و هو مطبوع في جزئين صغيرين ضمن سلسلة كتاب دعوة الحق الصادر عن وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية بالمغرب.
هذه السلسلة لم أقف عليها مع حرصي على اقتناء ما يصدر عندكم بالمغرب من دراسات وحبذا لوتفيدونا بذكر التفردات المذكورة وهل هي على شرطنا الذي اشترطناه في البحث والله من وراء القصد.
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[26 - 01 - 06, 02:26 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
ـ[محمد معطى الله]ــــــــ[14 - 01 - 08, 11:35 م]ـ
ومن علماء المغاربة الذين يتشرف بهم أهل المغرب الإمام ابن منظور صاحب لسان العرب قاضي طرابلس الغرب من أئمة اللغة وكتابه عمدة في الباب وهو طرابلسي من منطقة بها تسمى تاجوراء هاجر إلى مصر ورجع وليس بمصري
ومنهم الأمام الأديب اللغوي أبو إسحاق ابن الأجدابي من منطقة تقع بين طرابلس وبرقة إمام جليل من علماء القرن السادس تقريبا كل من درس اللغة والأدب يعرف من هو ابن الأجدابي يذكر في مصاف الأئمة الكبار
ومن شرف أهل المغرب استيطان الإمام الكبير إمام الجرح والتعديل الإمام العجلي بها حيث أصبحت طرابلس في وقته منارة في علم الحديث يُرحل إليها من المشرق والمغرب وخرّج بها تلاميذ له أصبحوا من الحفاظ المعروفين
ومما يشرفهم ما كتبه إليهم الإمام ابن القيم مما سماه بالطرابلسيات كان أجوبة لأسئلة وردته من طرابلس الغرب وهي دالة على نشاط علمي في ذلك الوقت لأهل طرابلس
يتبع إن شاء الله
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[15 - 01 - 08, 12:21 ص]ـ
ومما يشرفهم ما كتبه إليهم الإمام ابن القيم مما سماه بالطرابلسيات كان أجوبة لأسئلة وردته من طرابلس الغرب وهي دالة على نشاط علمي في ذلك الوقت لأهل طرابلس
أحسن الله إليك،
وردته من طرابلس الغرب أم من طرابلس الشام؟
¥(9/210)
ـ[ابو حفص الجزائري]ــــــــ[11 - 02 - 08, 04:15 م]ـ
للشيخ يوسف الكتاني مقال في مجلة السنة عنوانه أشهر روايات صحيح البخاري في المغرب و شروحه ذكر فيها رواياته التي وصلت إلى المغرب فمن عنده المقال يفيدنا به
ـ[عبد الرحمن البوصيري]ــــــــ[12 - 05 - 08, 01:18 م]ـ
أخي محمد معطي الله جوزيت خيرا
سؤالي طرابلسيات الامام ابن القيم طبعت منفردة ام ضمن مصنف آخر؟
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 02:09 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=52504&highlight=%C7%E1%D8%D1%C7%C8%E1%D3%ED%C7%CA
ـ[أبو البراء المصري الأثري]ــــــــ[18 - 05 - 08, 01:16 م]ـ
مشكور
ـ[تاجر فاطمة]ــــــــ[03 - 02 - 09, 01:29 ص]ـ
هل ههناك بحوث عن دور المالكية في المشرق خلال القرن 6و7ه خصوصا في مصر وجزاكم الله خيرا(9/211)
ترجمة لأبي الأسود الدؤلي
ـ[عبدالعزيز المغربي]ــــــــ[31 - 08 - 05, 04:06 م]ـ
الأخوة الكرام،
أريد ترجمة لأبي الأسود الدؤلي
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[02 - 09 - 05, 01:01 ص]ـ
ابحث في تهذيب الكمال عن أبي الأسود الديلي (هو هو)، فأذكر أن ترجمته فيه.
ـ[العاصمي]ــــــــ[02 - 09 - 05, 02:57 ص]ـ
تجد ترجمته فيه 3/ 521، و اسمه ظالم بن عمرو ...
ـ[عبدالعزيز المغربي]ــــــــ[02 - 09 - 05, 01:02 م]ـ
بارك الله في الأخوين الكريمين أبي المقداد و العاصمي، وأكون شاكرا لكما لو تكرمتما بنقل ترجمته
مع التحية الطيبة
ـ[العاصمي]ــــــــ[02 - 09 - 05, 01:18 م]ـ
عذرا، أحال المزي 3/ 521، على ترجمته في الكنى ... و هي في 8/ 232.
و هو ظالم (و ليس بظالم) بن عمرو الديلي، البصري، قاضيها ...
روى عن أبي بن كعب، و الزبير بن العوام، و ابن عباس، و ابن مسعود، و علي، و عمر ... رضي الله عنهم ...
و ثقه ابن معين، و أحمد، و العجلي، و غيرهم ...
و هو أول من وضع علم النحو، بأمر علي، رضي الله عنه.
و كان أديبا أريبا، شاعرا مجيدا، و قد ذكره محمد بن سلام في طبقات فحول الشعراء.
توفي - رحمه الله تعالى - سنة تسع و ستين.
روى حديثه الجماعة كلهم.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[02 - 09 - 05, 01:24 م]ـ
تفضل (من نسخة الكترونية لا يؤمن فيها التصحيف).
تهذيب الكمال - باب الكنى:
ع أبو الأسود الديلي ويقال الدؤلي البصري قاضيها اسمه ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بن حلس بن نفاثة بن عدي بن الديل ويقال اسمه عمرو بن ظالم ويقال عمرو بن سفيان ويقال عثمان بن عمرو وقال الواقدي اسمه عويمر بن ظويلم روى عن أبي بن كعب قد والزبير بن العوام وعبد الله بن عباس وعبد الله بن مسعود قد وعلي بن أبي طالب د ت ص ق وعمر بن الخطاب خ ت س وعمران بن حصين م قد ومعاذ بن جبل د وأبي ذر الغفاري ع وأبي موسى الأشعري م روى عنه سعيد بن عبد الرحمن بن رقيش قد وعبد الله بن بريدة خ 4 وعمر بن عبد الله مولى غفره قد ويحيى بن يعمر خ م د ق وابنه أبو حرب بن أبي الأسود م د ت ص ق قال احمد بن حنبل عن يحيى بن سعيد القطان وأبو زرعة وأبو حاتم اسمه ظالم بن عمرو بن سفيان قال أبو حاتم ولي قضاء البصرة وقال عمرو بن علي سألت غير واحد من ولد أبي الأسود الديلي عن اسمه فقالوا اسمه ظالم بن عمرو بن سفيان وقال أبو بكر بن أبي خيثمة عن يحيى بن معين وأحمد بن عبد الله العجلي ثقة وهو أول من تكلم في النحو وقال الواقدي كان ممن اسلم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقاتل مع علي يوم الجمل هلك في ولاية عبيد الله بن زياد وقال يحيى بن معين وغيره مات في طاعون الجارف سنة تسع وستين روى له الجماعة
انتهى
تهذيب التهذيب - باب الكنى:
ع الستة أبو الأسود الديلي ويقال الدؤلي البصري القاضي واسمه ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بن حنش بن ثعلبة بن عدي بن الديل ويقال اسمه عمرو بن عثمان ويقال عثمان بن عمرو روى عن عمر وعلي ومعاذ وأبي ذر وابن مسعود والزبير بن العوام وأبي بن كعب وأبي موسى وابن عباس وعمران بن حصين وعنه ابنه أبو حرب وعبد الله بن بريدة ويحيى بن يعمر وعمر بن عبد الله مولى عفيرة وسعيد بن عبد الرحمن بن رقيش قال أبو حاتم ولي قضاء البصرة وقال بن أبي خيثمة عن بن معين ثقة وقال العجلي كوفي تابعي وهو أول من تكلم في النحو وقال الواقدي كان ممن أسلم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقاتل مع علي يوم الجمل وهلك في ولاية عبيد الله بن زياد وقال يحيى بن معين وغيره مات في طاعون الجارف سنة تسع وستين قلت وفيها أرخه بن أبي خيمة والمرزباني وزاد وكان له يوم مات خمس وثمانون سنة قال بن أبي خيثمة وأنا المدائني كان يقال أن أبا الأسود مات قبل الطاعون قال وهذا أشبه لأنه لم نسمع له في ذكرا وقال بن سعد في الطبقة الأولى من أهل البصرة كان شاعرا متشيعا وكان ثقة في حديثه إن شاء الله تعالى وكان بن عباس لما خرج من البصرة استخلف عليها أبا الأسود فاقره علي وذكره بن عبد البر في الاستيعاب فقال كان ذا دين وعقل ولسان وبيان وفهم وذكاء وحزم وكان من كبار التابعين وذكره بن حبان في ثقات التابعين
انتهى
ـ[عبدالعزيز المغربي]ــــــــ[02 - 09 - 05, 01:25 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم العاصمي
قول المزي (و هو أول من وضع علم النحو، بأمر علي، رضي الله عنه.) هل من أثر يتبث ذلك
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالعزيز المغربي]ــــــــ[02 - 09 - 05, 01:29 م]ـ
جزاكم الله خيرا أستاذنا الكريم عصام، لم أنتبه لرد إلا الساعة
ـ[العاصمي]ــــــــ[02 - 09 - 05, 01:33 م]ـ
هذا مشهور جدا، عند علمائنا، و ممن نص على أنه أول من وضع علم النحو، محمد بن سلام في طبقاته ... و أبو الحسن العجلي ...
و مثل هذه الأمور، الأصل تمشيتها، و التجوز في نقلها.
و لعل بعض اخواننا يفيدوننا في ذلك.
بارك الله فيك، و زادك توفيقا.
¥(9/212)
ـ[عبدالعزيز المغربي]ــــــــ[02 - 09 - 05, 02:44 م]ـ
أخي الغالي العاصمي، بارك الله فيك ونفع بك
رغم شهرته والعلم به، فقد قال بعض الأخوة بأن هذا من فعل الشيعة ينسبون أصل النحو إلى علي رضي الله عنه
وجزاك الله خيرا
في انتظار الآثار التي وردت في هذا الشأن
مع التحية الطيبة
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[03 - 09 - 05, 11:50 م]ـ
هذا مشهور عن علي رضي الله عنه، وأذكر أن الزجاج رحمه الله ساق في أماليه إسناده إلى الكتاب الذي كتبه أبو الأسود الدؤلي بأمر أمير المؤمنين علي رضي الله عنه.
ولعلي أنقل لك ذلك قريبا من أمالي الزجاج.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[06 - 09 - 05, 03:10 ص]ـ
هذا الرابط يفيدك:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=205955#post205955(9/213)
إعادة ترتيب كتاب صحيح البخاري
ـ[د. نصير خضر سليمان]ــــــــ[31 - 08 - 05, 08:58 م]ـ
بسم الله الحمن الرحيم
إخوتي في الله عرضت علي مسالة كاستشارة من إحدى دور النشر فقد عرض عليهم باحث بان يقوم بجمع الاحاديث المتناثرة في صحيح البخاري في اول باب يذكره البخاري باكمله ليسهل على الباحث الرجوع الى جميع طرق الحديث المذكور فما رايكم في هذا العمل؟؟ علما بانه نوعا ما يفيد الباحثين
وانا في انظار تعليقاتكم وملاحظاتكم
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[01 - 09 - 05, 03:50 م]ـ
هل سيسمى الكتاب بعد أن يعمل فيه هذا العمل باسم صحيح البخاري؟
ـ[المقرئ]ــــــــ[01 - 09 - 05, 05:17 م]ـ
بارك الله فيكم:
عمل الألباني في مختصره هو نفس فكرتكم هذه فلا داعي لتكرارها وبطريقة رائعة وسماه (مختصر صحيح البخاري) في أربعة مجلدات(9/214)
وقفات مع كتاب الاربعين في فضائل البحرين واهلها الصاحين
ـ[خالد السباعي]ــــــــ[01 - 09 - 05, 05:27 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وءاله وصحبه ومن اهتدى بهداه اما بعد فان علم التخريج علم دقيق وقد عرفه الحافظ السخاوي رحمه الله في فتح المغيث بقوله التخريج اخراج المحدث الاحاديث من بطون الكتب وسياقها من مروياتته او مرويات شيوخه اونحو ذلك والكلام عليها وعزوها لللدواوين مع بيان البدل والموافقة ونحوها وقديتوسع في اطلاقه على مجرد الاخراج و العزو اه باختصار وقد ظهرت في الايام الاخيرة عدد من التخريجات للشيوخ المسندين اما اربيعنات او مشيخات او اثبات او غير ذلك ومن ضمن ما ظهر كتاب الابعين في فضائل البحرين واهلها الصالحين الا ان الكتاب المذكور ضاعف الله لي ولمؤلفه الاجور مفتقرالى ابسط شروط الصنعة الاسنادية والحديثية وسالخص اعتراضاتي عليها في علم الاسناد والتخاريج خاصة وسياتيكم نقد الاخ الشيخ خالد الانصاري وفقه الكريم الباري للكتاب من الناحية الحديثية فاقول و على الله توكلت وان لم اكن لذلك قد تاهلت
1 لم يرو المخرج حديثا واحدا بالسماع وانما كل الاربعين اجازات وهذا تقصير وقصور فان السماع هو اعلى انواع التحمل واغلاها قال الحافظ العراقي في الالفية فيما رويناه سماعاثم الاجازة تلي السماعا الخ وهذا امر لاخلاف فيه وغالب شيوخ الاستاذ احياء فلم لا يسمع منهم
2 غالب هذه الاربعين مروي من طريق المسند الكبير الامام عبد الحي الكتاني اسكنه الله وايانا دار التهاني عن شيخه مسند الشام عبد الله السكري وان خرج المؤلف عن هذا الطريق خرج الى مسند الحرمين عمر حمدان والى روايته عن ابي النصر الخطيب الدمشقي وقد بلغ شيوخ الاول اكثر من خمسمئة شيخ والثاني اكثر من مئتي شيخ فلماذا يقتصر المؤلف على هذين الاسنادين ان قال لعلوهما قلنا لكل واحد منها عوالي اعلى من ذي وان خرج عن هاذين الطريقين نزل الى الامام بدر الدين الحسني مرة بثلاث وسائط واخرى بواسطتين رغم ان الرواة عن بدر الدين الحسني من الاحياء كثر فانه وان كان شاميا وتوفي سنة 1354 ما زال من الرواة عنه في بلدنا المغرب جماعة منهم شيخنا المعمر محمد الطيب بن محمد المهديالكتاني فقد اخبرني سماعا من لفظه بحديث الرحمة المسلسل بالاولية عنه واجازانا عامة عنه وعن غيره ولقيت في وجهتنا للشام ثلاث من الرواة عنه اجازانا منهم اثنان وثالثهم سمعنا عليه ولم يجز والله المستعان
3 وهذا اعجب ما في الاربعين انه روى عن عبد الحي بواسطة ثم نزل فروى عنه بواستطين ثم نزل درجة فروى عنه بثلاث فما الداعي لهذا فان قيل بان الامام البخاري فعله في الصحيح في غير ما موضع فانه يروي عن شيخ ثم يروي عنه بواسطة قلنا هذا حرص من الامام على السماع فاذا لم يسمع ذاك الحديث بعينه تنزل لالاخذ عمن سمعه من شيخه وصاحب الاربعين شغله اجازات وليس عنده سماع واحد فيها او انه اقتدى بالبخاري مع الفارق ثم انه افتتح اربعينه بالرواية عن الشيخ المعمر عبد الرحمن الملا ثم روى عنه بواسطة فما السبب؟؟؟؟؟؟
4 وهذا هم شيئ في هذ النقد التنبيه على السقوط والانقطاعات والتحريفات الاسنادية في اربعينه هذا ما ساننبه عليه في مشاركة ثانية ودمتم في رعاية الالاه وحفظه محب الحديث والاسناد خالد السباعي عفي عنه
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[01 - 09 - 05, 06:13 م]ـ
الحمد لله أنك ما زلت تشارك في الملتقى
ـ[ماجد الودعاني]ــــــــ[04 - 09 - 05, 02:43 م]ـ
رحمك الله لو اعتنيت قليلا بتنسيق الموضوع وبعلامات الترقيم لكان أفضل وأوضح ..
جزاك الله خيرا ..(9/215)
جمع تراجم شيوخ أبي القاسم الطبراني عليه رحمة الله (مشروع يحتاج للمشاركة)
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[02 - 09 - 05, 12:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وبعد:
فهذا مشروع كنت قد عزمت القيام به منذ زمن إلا أنني صرفت عنه بصوارف عدة، ألا وهو:
"جمع تراجم شيوخ أبي القاسم الطبراني عليه رحمة الله".
ولا يخفى على طالب علم الحديث ما لذلك من الأهمية؛ إذ إن كثيرا من شيوخ الطبراني ومن في طبقتم تعز تراجمهم، وربما لا تجدها إلا في مصدر أو مصدرين، وربما لا!
وكنت قد وضعت خطة للسير عليها أثناء هذا المشروع:
أولا: جمع أسامي شيوخ الطبراني رحمه الله، وذلك من معاجمه الثلاثة وكتاب الدعاء وبقية الأجزاء كالأحاديث الطوال والرمي والأوائل ومكارم الأخلاق وطرق حديث «من كذب ... » وغيرها.
ثانيا: ترتيبهم على حروف المعجم.
ثالثا: البحث عن تراجمهم.
رابعا: صياغة تراجمهم على نحو يشبه عمل المزي في تهذيب الكمال:
- فأذكر اسمه ونسبه كاملا.
- ثم أين روى عنه الطبراني.
- ثم من روى عنهم.
- ثم من روى عنه.
- ثم كلام أئمة الجرح والتعديل فيه.
- ثم الخلوص من كلامهم إلى حكم على الراوي (إن تيسر ذلك).
ثم قصرت همتي عن ذلك، لما فيه من مشقة بالغة لا تخفى، فقلت: لعني أعرض الفكرة على أهل الملتقى فربما استطعنا التعاون على ذلك وتقسيم العمل، وهذا عهدي بهم متعاونين ناصحين.
وأحب أن أنبه إلى أن النقطة الأولى قد كفاناها أحد الإخوة في الملتقى فقد رأيت موضوعا قديما فيه ذكر أسامي شيوخ الطبراني، ثم نسخت أساميهم إلى ملف خاص، ولا أدري أين ذهب الموضوع.
فإذا أراد الإخوة أن أنقل لهم الأسامي عشرة عشرة أو أكثر= فعلت، وهدفي من ذلك - وهو ما يسمونه (التقنين!) - أنه كلما قل العدد ظهر الجهد المبذول عليه، فلعلي أضع أول عشرة من شيوخ الطبراني، مرقمين ومرتبين على حروف المعجم، ثم يشارك من أراد بترجمة أحدهم، ويذكر أمام الترجمة رقم الشيخ، ومن كان لديه تعقيب أو زيادة فائدة فإنه يذكرها بعده، حتى نتم العشرة، ثم أنقل عشرة آخرين، وهكذا، وأسأل الله أن يبارك في الجهود وأن يجعل العمل خالصا لوجهه، وأن يتقبل منا إنه هو السميع العليم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبانتظاركم ....................
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[02 - 09 - 05, 01:39 ص]ـ
المجموعة الأولى:
1 - أبان بن مخلد الأصبهاني أبو الحسن 345
2 - إبراهيم بن أبي سفيان القيسراني 256
3 - إبراهيم بن أحمد بن الفضل أبو محمد الأصبهاني 297
4 - إبراهيم بن أحمد بن عمر بن حفص بن الجهم بن واقد بن عبد الله أبو إسحاق وقيل أبو حفص الوكيعي البغدادي المقرئ 263
5 - إبراهيم بن أحمد بن مروان الواسطي أبو إسحاق 277
6 - إبراهيم بن أسباط بن السكن الكوفي ثم البغدادي البزار القطيعي أبو إسحاق 276
7 - إبراهيم بن إسحاق الطبراني 299
8 - إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن الأصم البجلي مولاهم العكاوي أبو إسحاق 295
9 - إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن بشير بن عبد الله بن ديسم الحربي البغدادي أبو إسحاق 302
10 - إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي 261
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[02 - 09 - 05, 01:46 ص]ـ
كتب إلي الشيخ الفاضل (محمد بن عبد الله):
بسم الله الرحمن الرحيم. نبدأ الموضوع:
1 - أبان بن مخلد: تجد ترجمته في طبقات المحدثين بأصبهان، ترجمة رقم 509.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[02 - 09 - 05, 02:01 ص]ـ
4 - إبراهيم بن أحمد بن عمر بن حفص بن الجهم بن واقد بن عبد الله أبو إسحاق وقيل أبو حفص الوكيعي البغدادي المقرئ: ترجمته في تاريخ بغداد (3034)
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[02 - 09 - 05, 02:06 ص]ـ
6 - إبراهيم بن أسباط بن السكن الكوفي ثم البغدادي البزار القطيعي أبو إسحاق: ترجمته في تاريخ بغداد (3066)
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[02 - 09 - 05, 02:12 ص]ـ
كتب إلي الشيخ الفاضل (محمد بن عبد الله):
10 - إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي: ترجمته في لسان الميزان، رقم (63)
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[02 - 09 - 05, 02:22 ص]ـ
9 - إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن بشير بن عبد الله بن ديسم الحربي البغدادي أبو إسحاق. ترجمته في تاريخ بغداد (3059)
ـ[العاصمي]ــــــــ[02 - 09 - 05, 02:48 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل أبا المقداد.
مما قد يعينك على الوقوف على ترجمة إبراهيم القيسراني، أن تتذكر اسم أبيه، و جده ... و جر نسبه مهم جدا ... و قريبا - ان شاء الله - سأذكر رواية منكرة، لعله هو آفنها، و سأشير الى قصة طريفة رواها عن شيخه و بلديه الفريابي ...
و هو إبراهيم بن معاوية بن ذكوان بن أبي سفيان القيسراني ...
ـ[العاصمي]ــــــــ[02 - 09 - 05, 02:51 ص]ـ
أرجو من المشرف الفاضل أن يثبت هذا الموضوع؛ عسى أن يثريه البحاثون الأفاضل ...
ـ[الفضيل]ــــــــ[02 - 09 - 05, 11:24 م]ـ
الأخ الكريم بارك الله فيكم
لعلكم اطلعتم على ما طبع من كتاب الشيخ حماد الأنصاري معجم شيوخ الطبراني - والكتاب غير كامل - فهل عملكم هذا يختلف عن عمل الشيخ؟
وقد أخبرني ابن الشيخ حماد الأنصاري عبدالأول أنه يكمل كتاب أبيه وقد وصل إلى المحمدين وهذا قبل سنتين تقريبا
والله الموفق
¥(9/216)
ـ[الدارقطني]ــــــــ[02 - 09 - 05, 11:37 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=32714&highlight=%D4%ED%E6%CE+%C7%E1%D8%C8%D1%C7%E4%ED
ـ[الدارقطني]ــــــــ[02 - 09 - 05, 11:42 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6483&highlight=%D4%ED%E6%CE+%C7%E1%D8%C8%D1%C7%E4%ED
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[03 - 09 - 05, 11:58 م]ـ
جزى الله الإخوة خيرا الجزاء، ولعلني أرد على ما ذكر الجميع فيما بعد لأني مشغول جدا الآن، وأشكر لكم المشاركة.
الشيخ العاصمي والشيخ الفضيل والشيخ (الغائب عن الملتقى) الدارقطني.
ـ[العاصمي]ــــــــ[05 - 09 - 05, 01:37 م]ـ
2 - إبراهيم بن أبي سفيان القيسراني.
ذكر أبو سعد السمعاني في " الأنساب " أنه من مشاهير المحدثين، يروي عن محمد بن يوسف الفريابي.
روى عنه أبو القاسم ... الطبراني.
و يزاد عليه ممن روى عن ابراهيم:
عبد العزيز بن أحمد بن بن أبي الرجاء الزيات، روى عنه قصة تراها في تهذيب الكمال 6/ 573 في ترجمة الفريابي.
غوث بن أحمد بن حيان الطائي العكاوي، شيخ ابن جميع الغساني. صاحب " المعجم ".
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[06 - 09 - 05, 02:08 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزى الله كل من شارك خير الجزاء، وعلى الخصوص الشيخ العاصمي.
الأخ الفاضل (الفضيل)
أما بالنسبة لكتاب الشيخ حماد فهو مشهور، ولكنه لم يتم رحمه الله، ولم أكن أعلم أن ابنه عبد الأول يعمل فيه، لكن الكتاب عزيز الوجود، ولازلت أبحث عنه ولم أجده. فأنت تعلم أن هذه الكتب تطبع بكميات محدودة لن الإقبال عليها قليل جدا.
وأما الكتاب الذي وضع الشيخ الفاضل (الدارقطني) الرابط الخاص به، فإنه لم يطبع بعد، والله أعلم كم سيستغرق من الوقت لطبعه، وربما يكون توزيعه محدودا كذلك.
وأما كتاب الشيخ البخاري محقق الدعاء للطبراني، فقد اطلعت عليه وهو في مجلد، ولكنه خاص بشيوخه الذين روى عنهم في كتاب الدعاء فقط، وفاته الكثير لم يجد لهم تراجم.
ثم إن العمل الجماعي لا يخفى أنه أفضل من العمل الفردي وخاصة إذا كان في مثل هذا المنتدى المبارك.
والله تعالى أعلم.
ـ[العاصمي]ــــــــ[06 - 09 - 05, 02:16 ص]ـ
و هذه مناسبة لندعو الشيخ الفاضل خليفة بن سليمان أن يثري هذا الموضوع، بما من الله به عليه، و الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[06 - 09 - 05, 06:52 ص]ـ
يبدو أن من بقي ممن تعز تراجمهم فعلا.
ولعلي أضع المجموعة الثانية (20) راويا
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[06 - 09 - 05, 06:56 ص]ـ
المجموعة الثانية:
11 - إبراهيم بن أيوب الطبري 285
12 - إبراهيم بن أيوب الواسطي المعدل 284
13 - إبراهيم بن الحسين بن أبي العلاء الهمذاني 292
14 - إبراهيم بن السندي بن علي بن بهرام المخضوب الأصبهاني أبو إسحاق 302
15 - إبراهيم بن بنان الجوهري الدمشقي 295
16 - إبراهيم بن بندار الأصبهاني 275
17 - إبراهيم بن جابر البغدادي الفقيه أبو إسحاق 296
18 - إبراهيم بن جميل الأندلسي 290
19 - إبراهيم بن حماد بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم الأزدي 20 - القاضي مولى آل جرير بن حازم أبو إسحاق 287
21 - إبراهيم بن حميد الكلابزي النحوي البصري 286
22 - إبراهيم بن دحيم الدمشقي 278
23 - إبراهيم بن درستويه الشيرازي الفارسي أبو إسحاق 294
24 - إبراهيم بن سويد الشبامي 260
25 - إبراهيم بن شريك بن الفضل بن خالد بن خليد الأسدي الكوفي أبو إسحاق 270
26 - إبراهيم بن صالح الشيرازي أبو إسحاق 268
27 - إبراهيم بن عبد السلام بن محمد بن شاكر بن سعد بن قيس الوشاء الضرير البغدادي أبو إسحاق 289
28 - إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم النصيبي 282
29 - إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن أيوب أبو إسحاق الدقاق المخرمي البغدادي الفقيه المعروف بابن الصغدي 266
30 - إبراهيم بن عبد الله بن مسلم أبو مسلم الكجي 263
ـ[أنس صبري]ــــــــ[06 - 09 - 05, 11:57 ص]ـ
إبراهيم بن عبد الله بن مسلم أبو مسلم الكجي ترجمته في سير أعلام النبلاء 13/ 423 الطبقة السادسة عشرة الطبعة التاسعة 1413 بتحقيق شعيب الأرناوط ومحمد نعيم العرقسوسي مؤسسة الرسالة بيروت
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[06 - 09 - 05, 07:08 م]ـ
14 - إبراهيم بن السندي بن علي بن بهرام.
أبو إسحاق الإصبهاني الخصيب. (ترجمته في تاريخ الاسلام للذهبي وفيات سن ثلاث عشرة وثلاثمائة ترجمه رقم 88)
15 - إبراهيم بن بنان الجوهريّ (ترجمته في مختصر دمشق)
16 -
17 - إبراهيم بن جابر البغدادي (ترجمته في سير أعلام النبلاء للذهبي)
18 - إبراهيم بن جميل الأندلسي، (ترجمته في جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس للحميدي)
19 - إبراهيم بن حماد بن إسحاق بن إسماعيل (ترجمته في المنتظم للجوزي،وتاريخ الاسلام للذهبي رقم الترجمه114)
21 - إبراهيم بن حميد الكلابزي (الانساب للسمعاني)
22 - إبراهيم بن دحيم عبد الرحمن بن إبراهيم بن ميمون الدمشقي. (تاريخ الاسلام للذهبي رقم الترجمه526)
23 - إبراهيم بن درستويه الشيرازي (تاريخ الاسلام للذهبي رقم الترجمه527)
¥(9/217)
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[07 - 09 - 05, 12:24 ص]ـ
ليس لي في هذه المشاركة إلا النقل عن الشيخ حماد الأنصاري – رحمه الله –في كتابه (بلغة القاصي والداني ... ).
ولم أذكر إلا ما لم يجده المشايخ الكرام - حفظهم الله -.
3 – ترجم له الخطيب.
5 – ترجم له ابن حجر في اللسان.
7 – ترجم له الخطيب.
8 – غير موجود!
11 – ترجم له الخطيب.
12 – غير موجود!
13 – ترجم له الخطيب.
16 – ترجم له أبو نعيم.
20 – غير موجود!
24 –؟
25 – ترجم له الخطيب.
26 – ترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام.
27 – ترجم له الذهبي في الميزان، وابن حجر في اللسان.
28 – غير موجود!
29 – ترجم له الخطيب، وابن حجر في اللسان.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[07 - 09 - 05, 01:13 ص]ـ
5 - إبراهيم بن أحمد بن مروان الواسطي أبو إسحاق، ترجمته في تاريخ بغداد (3033)
ملاحظة: بقي هؤلاء الثلاثة لم يترجم لهم بعد:
3 - إبراهيم بن أحمد بن الفضل أبو محمد الأصبهاني 297
7 - إبراهيم بن إسحاق الطبراني 299
8 - إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن الأصم البجلي مولاهم العكاوي أبو إسحاق 295
ـ[أنس صبري]ــــــــ[07 - 09 - 05, 11:52 ص]ـ
[1] أبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ مَاعِزٍ الْكَجِّيُّ الْبَصْرِيُّ (1).
نُخْبَةُ الْفُضَلاءِ. وَعُمْدَةُ الْنُبَلاءِ. وَسُلافَةُ النُّجَبَاءِ. وَوَحِيدُ الْفَضَائِلِ وَالْخِلالِ. وَفَرِيدُ الشَّمَائِلِ وَالْخِصَالِ. ورَئِيسُ الْمُحَدِّثِينَ بِالْبَصْرِةِ بَلْ كُلِّ الأَمْصَارِ. ذُو الْبَاعِ الْوَاسِعِ فِي حِفْظِ الأَحَادِيثِ وَالآثَارِ. فَكَأَنَّهَا صَحِيفَةٌ بَيْنَ جَوَانِحِهِ يَأْخُذُ مِنْهَا مَا يَشَاءُ وَيَخْتَار.
بَحْرٌ لَيْسَ لِلْبَحْرِ مَا عِنْدَهُ مِنْ الْيَوَاقِيتِ وَالْمَرْجَان. وَحَبْرٌ سَمَا عَلَى الْعَوَالِي فَفَاقَ الرِّفَاقَ وَالأَقْرَان. وَرَوْضَةُ عِلْمٍ لَيْسَ لِلرِّيَاضِ مَا لَدَيْهِ مِنْ الأَزَاهِيرِ وَالرَّيَاحِين. قَدْ أَيْنَعَتْ وَأَثْمَرَتْ فَهِي ((تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ))
انْتَظَمَتْ بِهِ مَجَالِسُ الْحَدِيثِ وَعَظُمَتْ جُمُوعُهُ. وَاعْشَوَشَبَتْ رِيَاضُهُ وَانْتَعَشَتْ رُبُوعُهُ. كَيْفَ لا وَهُوَ الإِمَامُ خَاضَ مِنْهُ فِي بِحَارٍ عَمِيقَة. وَسَلَكَ سَبِيلَ السَّادَةِ السَّالِفِينَ وَهِي أَمْثَلُ طَرِيقَة. فَإِذَا حَدَّثَ أَتَى بِالْحُجَّةِ الْمُوَضِّحَة. وَهَدَّ قَوَاعِدَ الْمُبْتَدِعَةِ فَصَارَتْ تَحْتَ الأَرْجُلِ مُجَرَّحَة. وَصَنَّفَ الْمُسْنَدَ الْكَبِيرَ فَكَانَ كَحَدَائِقَ ذَاتِ بَهْجَةٍ. فَآثَارُهُ مِنْ صِحَّتِهَا وَحُسْنِهَا تُفَدَّى بِكُلِّ مُهْجَةٍ. وَفَصَّلَ الأُصُولَ بَابَاً بَابَا. فَفَرَّقَ شَمْلَ الْمُبْتَدِعَةِ وَصَيَّرَهُمْ شِيعَاً وَأَحْزَابَا. وَنَادَى شَاعِرُ أََهْلِ السُّنَّةِ وَقَالَ صَوَابَا:
مَنْ كَانَ يَرْغَبُ فِي النَّجَاةِ فَمَا لَهُ ... غَيْرُ اتَّبَاعِ الْمُصْطَفَى فِيمَا أَتَى
ذَاكَ السَّبِيلُ الْمُسْتَقِيمُ وَغَيْرُهُ ... سُبُلُ الْغِوَايَةِ وَالضَّلالَةِ وَالرَّدَى
فَاتْبَعْ كِتَابَ اللهِ وَالسُّنُنَ الَّتِي ... صَحَّتْ فَذَاكَ إِذَا اتْبَعْتَ هُوَ الْهُدَى
وَدَعْ السُّؤَالَ بِكَمْ وَكَيْفَ فَإِنَّهُ ... بَابٌ يَجُرُّ ذَوِي الْبَصِيرَةِ لِلْعَمَى
الدِّينُ مَا قَالَ الرَّسُولُ وَصَحْبُهُ ... وَالتَّابِعُونَ فَمِنْ مَنَاهِجِهِمْ قَفَا
وَهُوَ مَعْ ذَا فَرْدُ الْجُودِ وَالْكَرَمِ الَّذِي لا يُضَاهِيهِ الطَّائِيُّ. سَجِيَّةٌ مَوْهُوبَةٌ وَطَبْعٌ أَرْيَحِيٌّ. فَمَا نَبَتَتْ الْبَطْحَاءُ إِلا مِنْ وَابِلٍ صَيَّبٍ. وَلا حَقَّ الشُّكْرُ وَالْمَدِيحُ إِلا لِجَوَادٍ طَيَّبٍ. لذا مَدَحَهُ وَأَسَدَ بْنَ جَهْوَرَ الْبُحْتُرِيُّ أبُو عُبَادَةْ. وَهُمَا الْجَدِيرَانِ بِمَا قَالَهُ وَزِيَادَةْ:
هَلْ تُبدِيَنَّ لِيَ الأَيّامُ عَارِفَةً ... إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ الْكَجِّيِّ أَوْ أَسَدِ
كِلاهُمَا آخِذٌ لِلْمَجْدِ أُهْبَتَهُ ... وَبَاعِثٌ إِثْرَ نُجْحِ الْيَوْمِ نُجْحَ غَدِ
لِلَّهِ دَرُّكُمَا مِنْ سَيِّدَيْ زَمَنٍ ... أَجْرَيْتُمَا مِنْ مَعَالِيهِ إِلَى أَمَدِ
¥(9/218)
وَجَدْتُ عِنْدَكُمَا الْجَدْوَى مُيَسَّرَةً ... أَوَانَ لا أَحَدٌ يُجْدِي عَلَى أَحَدِ
وَقَدْ تَطَلَّبتُ جَهْدِيَ ثَالِثَاً لَكُمَا ... عِنْدَ اللَّيَالِي فَلَمْ تَفْعَلْ وَلَمْ تَكَدِ
لَنْ يُبْعِدَ اللهُ مِنِّيَ حَاجَةً أَبَدَاً ... وَأَنْتُمَا غَايَتِي فِيهَا وَمُعْتَمَدِي
إِنْ تُقْرِضَا فَقَضَاءٌ لا يَرِيثُ وَإِنْ ... وَهَبْتُمَا فَقَبُولُ الرِّفْدِ وَالصَّفَدِ
وَفِي الْقَوَافِي إِذَا سَوَّمْتُهَا بِدَعٌ ... يَثْقُلْنَ فِي الْوَزْنِ أَوْ يَكْثُرْنَ فِي الْعَدَدِ
وَخَصَّهُ أبُو عُبَادَةَ بِالْمَزِيدِ مِنْ الْمَدِيحِ. فَقَدْ زَادَهُ أبُو مُسْلِمٍ مِنْ خَفِي كَرَمِهِ وَالصَّرِيحِ. وَغَدَتْ عَلَيْهِ عَطَايَاهُ وَرَاحَتْ. فَمَدَحَهُ بِقَصَائِدِهِ الَّتِي ذَاعَتْ وَشَاعَتْ.
خُلُقٌ كَالْغَمَامِ لَيْسَ لَهُ بَرْقٌ سِوَى بِشْرِ وَجْهِكَ الْوَضّاحِ
إِرْتِيَاحَاً لِلطَّالِبِينَ وَبَذْلاً ... وَالْمَعَالِي لِلْبَاذِلِ الْمُرْتَاحِ
أَيُّ جَدَّيْكَ لَمْ يَفُتْ وَهُوَ ثَانٍ ... مِنْ مَسَاعِيهِ أَلْسُنَ الْمُدّاحِ
وَكِلا جَانِبَيْكَ سَبْطُ الْخَوَافِي ... حِينَ تَسْمُو أَثِيثُ رِيشِ الْجَنَاحِ
قَالَ أبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: حَدَّثَنَا بُشْرَى بْنُ عَبْدِ اللهِ الرُّومِيُّ الْفَاتِنِيُّ سَمِعْتُ أبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ سَلْمٍ يَقُولُ: لَمَّا قَدِمَ عَلَيْنَا أبُو مُسْلِمٍ الْكَجِّيُّ أَمَلَي الْحَدِيثَ فِي رَحَبَةِ غَسَّانَ، وَكَانَ فِي مَجْلِسِهِ سَبْعَةُ مُسْتَمْلِينَ يُبَلِّغُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ صَاحِبَهُ الَّذِي يَلِيهِ، وَكَتَبَ النَّاسُ عَنْهُ قِيَامَاً بِأَيْدِيهِمْ الْمَحَابِرَ، ثُمَّ مُسِحَتْ الرَّحَبَةُ، وَحُسِبَ مَنْ حَضَرَ بِمَحْبَرَةٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ نَيِّفَاً وَأَرْبَعِينَ أَلْفَ مَحْبَرَةً سِوَى النَّظَّارَةِ. قَالَ ابْنُ سَلْمٍ: وَبَلَغَنِي أَنَّ أبَا مُسْلِمٍ كَانَ نَذَرَ أَنْ يَتَصَدَّقَ إِذَا حَدَّثَ بِالْمُسْنَدِ بِعَشْرَةِ آلافِ دِرْهَمٍ.
وَقَالَ أبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ غُنْجَارٍ الْبُخَارِيُّ فِي ((تَارِيخِ بُخَارَى)): حَدَّثَنَا أبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ الطُّبْسِيِّ يَقُولُ: كُنَّا بِبَغْدَادَ عِنْدَ أَبِي مُسْلِمٍ الْكَجِّيِّ، وَمَعَنَا مُسْتَمْلِي صَالِحِ جَزَرَةَ، فَقِيلَ لأَبِي مُسْلِمٍ: هَذَا مُسْتَمْلِي صَالِحٍ، قَالَ: مَنْ صَالِحُ؟، قَالَ: صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ جَزَرَةَ، فَقَالَ: وَيْحَكُمْ مَا أَهْوَنَهُ عِنْدَكُمْ؛ أَلا تَقُولُوا: سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ، وَكُنَّا فِي أُخْرَيَاتِ النَّاسِ فَقَدَّمَنَا، وَقَالَ: كَيْفَ أَخِي وَكَبِيرِي؛ مَا تُرِيدُونَ؟، قُلْنَا: أَحَادِيثَ ابْنِ عَرْعَرَةَ، وَحِكَايَاتِ الأَصْمَعِيِّ، فَأَمَلَى عَلَيْنَا مِنْ ظَهْرِ قَلْبٍ.
سَمِعَ: إِبْرَاهِيمَ بْنَ بَشَّارٍ الرَّمَادِيَّ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ حُمَيْدٍ الطَّوِيلَ، وَبَدَلَ بْنَ الْمَحَبَّرِ الْيَرْبُوعِيَّ، وَبِشْرَ بْنَ مَرْحُومٍ الْعَطَّارَ، وَبَكَّارَ بْنَ مُحَمَّدٍ السِّيرِينِيَّ، وَحَجَّاجَ بْنَ مِنْهَالٍ، وحَجَّاجَ بْنَ نُصَيْرٍ الْفَسَاطِيطِيَّ، وَحَرْمِيَّ بْنَ حَفْصٍ الْقَسْمَلِيَّ، وَحَفْصَ بْنَ عُمَرَ الْحَوْضِيَّ، والْحَكَمَ بْنَ مَرْوَانَ الضَّرِيرَ، وَدَاوُدَ بْنَ شَبِيبٍ الْبَاهِلِيَّ، وَالرَّبِيعَ بْنَ يَحْيَى الأشنانِيَّ، وَسُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ، وَسُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ أَبَا الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيَّ، وَسُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ الشَّاذكُونِيَّ، وَسَهْلَ بْنَ بَكَّارٍ الْمَكْفُوفَ، وَصَالِحَ بْنَ حَاتِمِ بْنِ وَرْدَانَ، وَالضَّحَّاكَ بْنَ مَخْلَدٍ أبَا عَاصِمٍ النَّبِيلَ، وعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ حَمَّادٍ الشُّعَيْثِيَّ، وعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْمُبَارَكِ الْعَيْشِيَّ، وَعَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ الْخَطَّابِ الْكُوفِيَّ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ رَجَاءٍ الْغُدَانِيَّ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحَجَبِيَّ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيَّ، وَعَبْدَ
¥(9/219)
الْمَلِكِ بْنَ قُرَيبٍ الأَصْمَعِيَّ، وَعَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مُحَمَّدٍ أبَا قِلابَةَ الرَّقَاشِيَّ، وَعُبَيْدَ اللهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصِ بْنِ عَائِشَةَ الْعَيْشِيَّ، وَعُثْمَانَ بْنَ الْهَيْثَمِ العبدِيَّ، وَعِصْمَةَ بْنَ سُلَيْمَانَ الْخَزَّازَ، وَعَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ، وَعِمْرَانَ بْنَ مَيْسَرَةَ الْقَنْطَرِيَّ، وَعَمْرَو بْنَ مَرْزُوقٍ الْبَاهِلِيَّ، ومُحَمَّدَ بْنَ أبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيَّ، ومُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُثَنَى الأَنْصَارِيَّ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَرْعَرَةَ، وَمُحَمَّدَ بْنَ الْفَضْلِ عَارِمَ السَّدُوسِيَّ، وَمُحَمَّدَ بْنَ كَثِيرٍ العبدِيَّ، وَمُحَمَّدَ بْنَ مُحَبَّبٍ أَبَا هَمَّامٍ الدَّلالَ، وَمُحَمَّدَ بْنَ مِنْهَالٍ الضَّرِيرَ، وَمُسَدَّدَ بْنَ مُسَرْهَدٍ، وَمُسْلِمَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْفَرَاهِيدِيَّ، وَمُعَاذَ بْنَ أَسَدٍ الْمَرْوزِيَّ، وَمُعَاذَ بْنَ فَضَالَةَ الزَّهْرَانِيَّ، وَمَعْقِلَ بْنَ مَالِكٍ الْبَاهِلِيَّ، وَمُعَلَى بْنَ أَسَدٍ الْبَصْرِيَّ، وَمُوسَى بْنَ مَسْعُودٍ أبَا حُذَبْفَةَ النَّهْدِيَّ، وَهِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ الطَّيَالِسِيَّ، وَيَحْيَى بْنَ حَمَّادِ بْنِ أبِي زِيَادٍ الشَّيْبَانِيَّ، وَخَلائِقَ عِدَّةً.
رَوَى عَنْهُ: أبُو بَكْرٍ الآجُرِِّيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ النَّجَّادُ، وَأَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ بِنْجَابٍ أبُو الْحَسَنِ الطَّيْبِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الْفَضْلِ أبُو الْحَسَنِ السَّقَطِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حمدان بْنِ مَالِكٍ أبُو بَكْرٍ الَقَطِيعِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ أبُو بَكْرٍ الْختَّلِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْحَاقَ أبُو عَلِىٍّ الْبَصْرِيُّ الْمَعْرُوفُ بِشُعْبَةَ، وَأَحْمَدُ بْنُ سَعْدٍ أبُو الْحَسَنِ الْمِصْرِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الْهَيْثَمِ أبُو بَكْرٍ التَّمَّارُ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ أبُو الْقَاسِمِ الْبَكْرَآبَاذِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ زَكَرَيَّا بْنِ خَرَّزَاذَ أبُو بَكْرٍ الأَهْوَازِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْمُطَلَّبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ هَارُونَ الْوَاثِقِ أبُو بَكْرٍ الْعَبَّاسِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ أبُو عَلِيٍّ الصَّفَّارُ، وَحَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ دَاوُدَ أبُو الْقَاسِمِ الْقَزَّازُ، وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ الصُّوفِيُّ الْبَغْدَادِِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى أبُو عَلِيٍّ الأَنْصَارِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ أبُو مُحَمَّدِ بْنُ مَاسِي الْبَزَّازُ، وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ هَاشِمٍ أبُو الْحَسَنِ الآمُلِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُعَلَى أبُو الْحَسَنِ الشُّونِيزِيُّ، وَفَارُوقَ بْنُ عَبْدِ الْكَبِيرِ بْنِ عُمَرَ أبُو حَفْصٍ الْخَطَّابِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْحَكَمِ أبُو عَبْدِ اللهِ الْختَّلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَرْوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ أبُو الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ الْمَعُرُوفُ بِابْنِ شَنْبُوذٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ أبُو الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ أبُو بَكْرٍ الْكَتَانِيُّ الْمُؤَدِّبُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ هَارُونَ أبُو بَكْرٍ الْمُقْرِئُ النَّقَّاشُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أبُو بَكْرٍ الدَّقَّاقُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ يَعْقُوبَ أبُو بَكْرٍ الْمُقْرِئُ الْعَطَّارُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِىِّ بْنِ الْحَسَنِ بَرْهَانٌ أبُو بَكْرٍ الدِّينَوْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِىِّ بْنِ الْحَسَنِ أبُو بَكْرٍ الشَّيْلَمَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيَّبِ أبُو الْحُسَيْنِ الْبَصْرِيُّ المعتزلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الْخَرَّازُ الْمَالِكِىُّ، وَمُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ أَحْمَدَ النَّجَّارُ الْقَاضِي الْجُرْجَانِيُّ، وَمُوسَى بْنُ هَارُونَ ابْنِ جَعْفَرٍ أبُو عِمْرَانَ الإِسْتَرَابَاذِيُّ، وَنُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَدِيٍّ أبُو الْحَسَنِ الإِسْتَرَابَاذِيُّ، وَنُوحُ بْنُ خَلَفِ بْنِ الْخَصِيبِ أبُو عِيسَي الْبَجَلِيُّ، وَخَلائِقٌ.
وَتُوُفِّي سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَمِائَتِيَنْ ِ، وَقَدْ نَاهَزَ الْمِائَةَ عَامٍ.
ــــ هامش ــــ
(1) تَرْجَمَتُهُ فِي: البداية والنِّهاية (11/ 99)، وتاج العروس (1/ 1488)، وتاريخ الإسلام (1/ 2248)، وتاريخ بغداد (6/ 120)، وتذكرة الْحُفَّاظ (2/ 620)، وثقات ابن حِبَّان (8/ 89)، والْعِبَر فِي خَبَر مَنْ غَبَر (1/ 104)، ونَشْوَار الْمُحَاضِرة، الْوَافِي بالوَفَيَات (1/ 730).
هذه الترجمة منقولة من مشاركة أبو محمد الألفى بعنوان الكوكب الدري في ترجمة الآجري
¥(9/220)
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[08 - 09 - 05, 02:16 ص]ـ
جزى الله المشايخ الفضلاء أنس صبري، أبا إبراهيم الكويتي، عبد الله المزروع، خير الجزاء.
الشيخ أنس صبري جزاه الله خيرا، ارجو ذكر الرقم أما المترجم له، تبعا للترقيم الذي وضعتُه.
الشيخ أبو إبراهيم الكويتي، حفظه الله، أرجو ذكر الجزء والصفحة أو الرقم في جميع التراجم.
الشيخ المسيطير حفظه الله، هل الشيخ حماد يذكر اسم الكتاب الذي حوى الترجمة بدون الجزء والصفحة، أم أن الاختصار منكم؟ فأنا لم أطلع على كتابه بعد بحث عنه.
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[08 - 09 - 05, 03:59 ص]ـ
8 - إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن الأصم البجلي مولاهم العَكَّاوي أبو إسحاق.
قلت: ذكره السمعاني في "الأنساب"، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً؛ فقال:
[وإبراهيم بن إسحاق بن الأصم العكاوي، يروي عن منخل بن منصور.
روى عنه: أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
وذكر أنه سمع منه بمدينة عكا]. انتهى كلام السمعاني
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[08 - 09 - 05, 04:09 ص]ـ
3 - إبراهيم بن أحمد بن الفضل أبو محمد الأصبهاني.
قلت: ذكره أبو نعيم في "تاريخ أصبهان"، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[08 - 09 - 05, 04:18 ص]ـ
28 - إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم النصيبي.
قلت: ذكره السمعاني في "الأنساب"، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً؛ فقال:
[وإبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم النصيبي من أهل نصيبين.
يروي عن: ميمون بن الأصبغ.
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني]. انتهى كلام السمعاني.
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[08 - 09 - 05, 04:25 ص]ـ
24 - إبراهيم بن سويد الشبامي.
قلت: ذكره السمعاني في "الأنساب"، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً؛ فقال:
[وإبراهيم بن سويد الشبامي.
يروي عن: عبد الرزاق بن همام الصنعاني.
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
وذكر أنه سمع منه بمدينة شبام باليمن]. انتهى كلام السمعاني.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[09 - 09 - 05, 03:07 ص]ـ
الشيخ الفاضل أحمد بن سالم المصري، جزاه الله خير الجزاء، أفدتنا بارك الله فيك، وكنت أنتظر مشاركتك في هذا الموضوع، فأتيتنا بالنفائس، نفعنا الله بك.
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[09 - 09 - 05, 03:47 م]ـ
قال الأخ الفاضل أبو إبراهيم الكويتي - وفقه الله -:
[14 - إبراهيم بن السندي بن علي بن بهرام.
أبو إسحاق الإصبهاني الخصيب. (ترجمته في تاريخ الاسلام للذهبي وفيات سن ثلاث عشرة وثلاثمائة ترجمه رقم 88)]. انتهى.
قلت (أحمد بن سالم): ذكره أبو نعيم الأصبهاني في "تاريخ أصبهان" فقال:
[إبراهيم بن السندي بن علي بن بهرام أبو إسحاق.
كان يخضب بالحمرة.
توفي سنة ثلاث وثلاثمائة.
صاحب أصول.
يروي عن: محمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ، ومحمد بن زياد الزيادي].
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[09 - 09 - 05, 09:26 م]ـ
20 - القاضي مولى آل جرير بن حازم أبو إسحاق.
هو: إبراهيم بن حمّاد بن إسحاق بن إسماعيل بن حمّاد بن زيد بن دِرْهَم، أبو إسحاق الأزدي، مولى آل جرير بن حازم.
انظر ترجمته في "تاريخ بغداد" (6/ 61/3093).
ـ[الدارقطني]ــــــــ[09 - 09 - 05, 10:13 م]ـ
إبراهيم بن السندي بن علي، ذكره أبو الشيخ بن حيان في"طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها" (4\ص140 - 141 - طبعة الرسالة) فقال:"إبراهيم بن السندي بن علي، يحدّث عن ابن المقرئ ومحمد بن زياد الزيادي، كثير الحديث، صاحب أصول، ثقة، مات سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة ". وروى من طريقه حديثين فهو من شيوخ أبي الشيخ، والله الموفق.
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[10 - 09 - 05, 09:52 ص]ـ
14 - إبراهيم بن السندي بن علي بن بهرام.
أبو إسحاق الإصبهاني الخصيب. (ترجمته في تاريخ الاسلام للذهبي وفيات سن ثلاث عشرة وثلاثمائة (الجزء /12 ترجمه رقم 88)
15 - إبراهيم بن بنان الجوهريّ (ترجمته في مختصر دمشق)
16 -
17 - إبراهيم بن جابر البغدادي (ترجمته في سير أعلام النبلاء للذهبي الجزء 14/ 285 ترجمه رقم 179)
18 - إبراهيم بن جميل الأندلسي، (ترجمته في جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس للحميدي)
19 - إبراهيم بن حماد بن إسحاق بن إسماعيل (ترجمته في المنتظم للجوزي الجزء الثالث عشر /سنة 323،وتاريخ الاسلام للذهبي رقم الترجمه 114)
21 - إبراهيم بن حميد الكلابزي (الانساب للسمعاني/ حرف القاف باب الكاف واللام والالف كلمة الكلابزي)
22 - إبراهيم بن دحيم عبد الرحمن بن إبراهيم بن ميمون الدمشقي. (تاريخ الاسلام للذهبي الجزء /11رقم الترجمه526)
23 - إبراهيم بن درستويه الشيرازي (تاريخ الاسلام للذهبي الجزء /11 رقم الترجمه527)
ـ[العاصمي]ــــــــ[15 - 09 - 05, 02:01 ص]ـ
2 - إبراهيم بن أبي سفيان القيسراني.
ذكر أبو سعد السمعاني في " الأنساب " أنه من مشاهير المحدثين، يروي عن محمد بن يوسف الفريابي.
روى عنه أبو القاسم ... الطبراني.
و يزاد عليه ممن روى عن ابراهيم:
عبد العزيز بن أحمد بن بن أبي الرجاء الزيات، روى عنه قصة تراها في تهذيب الكمال 6/ 573 في ترجمة الفريابي.
غوث بن أحمد بن حيان الطائي العكاوي، شيخ ابن جميع الغساني. صاحب " المعجم ".
و قد ترجمه ابن الذهبي في تاريخ الاسلام 6/ 509 - 510، و ذكر سماعه من الفريابي، و فديك بن سليمان القيسراني ... و عنه: خيثمة، و الطبراني ... توفي سنة 78 - يعني: و مئتين -.
¥(9/221)
ـ[العاصمي]ــــــــ[15 - 09 - 05, 02:08 ص]ـ
و ممن روى عن ابراهيم بن أبي سفيان: أبو عبد الله الحسن بن محمد بن غوث الدمشقي، صاحب المزني، روى عن ابراهيم، عن الفريابي، قصة غريبة جدا، تراها في تاريخ مدينة دمشق 55/ 365، تحتاج الى بحث موسع، لم أنته بعد منه.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[15 - 09 - 05, 07:49 م]ـ
هذا ترتيب لما كتبه الإخوة، وإصلاح لخطأ حصل في الترقيم، بارك الله في الجميع.
((المجموعة الثانية))
11 - إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَيُّوبَ الطَّبَرِيُّ.
[ترجم له الخطيب (3067)].
12 - إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَيُّوبَ الوَاسِطِيُّ المعدل.
[لم نجد له ترجمة]
13 - إِبْرَاهِيمُ بْنُ الحُسَيْنِ بْنِ أَبِي العَلاَءِ الهَمَذَانِيُّ.
[ترجم له الخطيب (3086)].
14 - إِبْرَاهِيمُ بن السِّنْدِيِّ بْنِ عَلِي بِنِ بُهْرَامَ المَخْضُوبُ الأَصْبَهَانِيُّ، أبو إسحاق.
[ترجمته في: "طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها (4ص140 - 141 - طبعة الرسالة) وتاريخ الاسلام للذهبي وفيات سن ثلاث عشرة وثلاثمائة (الجزء /12 ترجمه رقم 88)، وذكره أبو نعيم الأصبهاني في "تاريخ أصبهان"].
15 - إِبْرَاهِيمُ بن بنان الجَوْهَرِيُّ الدِّمَشْقِيُّ.
[ترجمته في مختصر دمشق) وفي تاريخ دمشق (381)].
16 - إِبْرَاهِيمُ بن بندار الأصبهاني.
[ترجم له أبو نعيم] لم أجده في الحلية ولا أخبار أصبهان.
17 - إِبْرَاهِيمُ بن جابر البغدادي الفقيه أبو إسحاق.
[ترجمته في سير أعلام النبلاء للذهبي (14/ 285ترجمه رقم 179)، وتاريخ بغداد (3079)].
18 - إِبْرَاهِيمُ بن جميل الأندلسي.
[ترجمته في جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس للحميدي (؟؟)، وتهذيب الكمال (253)].
19 - إِبْرَاهِيمُ بن حماد بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم الأزدي القاضي مولى آل جرير بن حازم أبو إسحاق.
[ترجمته في تاريخ بغداد (3093)، المنتظم للجوزي (428) تاريخ الإسلام للذهبي (114)].
20 - إِبْرَاهِيمُ بن حميد الكلابزي النحوي البصري.
[ترجمته في الأنساب للسمعاني].
21 - إِبْرَاهِيمُ بْنُ دحيم الدِّمَشْقِي.
[ترجمته في تاريخ الإسلام للذهبي، الجزء (11)، برقم (526)].
22 - إِبْرَاهِيمُ بن درستويه الشِّيرَازِيُّ الفارسي أبو إسحاق.
[ترجمته في تاريخ بغداد (3103) وتاريخ الإسلام للذهبي الجزء (11) (527)].
23 - إِبْرَاهِيمُ بن سويد الشبامي.
ذكره السمعاني في "الأنساب"، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً
24 - إِبْرَاهِيمُ بن شَرِيكٍ بْنِ الفَضْلِ بْنِ خَالِدٍ بْنِ خليد الأسدي الكوفي أبو إسحاق.
[ترجمته في سؤالات السهمي (178) وتاريخ بغداد (3137)].
25 - إِبْرَاهِيمُ بْنُ صَالِحٍ الشِّيرَازِيُّ أبو إسحاق.
[ترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام].
26 - إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ بْنِ مُحَمَّد بْنِ شَاكِرٍ بْنِ سَعْد بْن قَيْسٍ الوشاء الضرير البغدادي أبو إسحاق.
[ترجمته في سؤالات الحاكم للدارقطني (52) وتاريخ بغداد (3173) و الميزان (؟؟)، و اللسان (211)].
27 - إِبْرَاهِيمُ بن عَبْدِ اللهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ النصيبي.
ذكره السمعاني في "الأنساب"، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً
28 - إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّد بْنِ أَيوُّبَ أبو إسحاق الدقاق المخرمي البغدادي الفقيه المعروف بابن الصغدي.
[ترجمته في سؤالات السهمي للدارقطني (183) وتاريخ بغداد (3152)، ولسان الميزان (193)].
29 - إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمٍ أبو مسلم الكجي.
[تَرْجَمَتُهُ فِي: البداية والنِّهاية (11/ 99) وتاج العروس (1/ 1488) وتاريخ الإسلام (1/ 2248) وتاريخ بغداد (6/ 120) وتذكرة الْحُفَّاظ (2/ 620) وثقات ابن حِبَّان (8/ 89) والْعِبَر فِي خَبَر مَنْ غَبَر (1/ 104) ونَشْوَار الْمُحَاضِرة، الْوَافِي بالوَفَيَات (1/ 730)].
ومن كان لديه تعقيب أو زيادة مصدر للترجمة فلا يبخل علينا به، وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[15 - 09 - 05, 07:53 م]ـ
هذه المجموعة الثالثة والحمد لله على ما من به، وجزى الله المشايخ الأفاضل خير الجزاء.
30 - إبراهيم بن علي الواسطي المستملي 298
31 - إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن 32 - الخطاب أبو إسحاق العمري الموصلي 291
34 - إبراهيم بن متويه الأصبهاني 271
35 - إبراهيم بن محمد البغدادي الفقيه قلنسوة 288
36 - إبراهيم بن محمد الخشاب المصري 301
37 - إبراهيم بن محمد بن الهيثم القطيعي البغدادي أبو القاسم صاحب الطعام 274
38 - إبراهيم بن محمد بن برة الصنعاني أبو إسحاق 257
39 - إبراهيم بن محمد بن بكار بن الريان الهاشمي مولاهم البغدادي 262
40 - إبراهيم بن محمد بن سعيد الدستوائي التستري 300
41 - إبراهيم بن محمد بن عباد الغزال السلمي البصري المعدل 280
42 - إبراهيم بن محمد بن عبيد الله بن عمر أبو إسماعيل الأصبهاني 299
43 - إبراهيم بن محمد بن عرفة الأنباري 286
44 - إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي 259
45 - إبراهيم بن معدان الأصبهاني 279
46 - إبراهيم بن معمر النحوي الصنعاني أبو إسحاق 258
47 - إبراهيم بن مفرج البلدي 284
48 - إبراهيم بن موسى بن إسحاق الجوزي البغدادي صاحب التوزي أبو إسحاق 282
49 - إبراهيم بن نائلة الأصبهاني 265
50 - إبراهيم بن هاشم البغوي 265
¥(9/222)
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[16 - 09 - 05, 02:52 م]ـ
30 - إبراهيم بن علي المستملي الواسطي: تاريخ بغداد الجزء/6 ترجمه رقم 3162
31 - إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر: تاريخ بغداد الجزء /6 ترجمه رقم 3164
35 - إبراهيم بن محمد البغدادي الفقيه قلنسوة 288: تاريخ بغداد الجزء /6
ترجمه رقم 3198
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[16 - 09 - 05, 02:56 م]ـ
37 - إبراهيم بن محمد بن الهيثم القطيعي البغدادي أبو القاسم صاحب الطعام 274
تاريخ بغداد الجزء / 6 ترجمه رقم 3194
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[22 - 09 - 05, 12:20 ص]ـ
هذا تصحيح لبعض الأخطاء في الترقيم في المجموعة (3):
30 - إبراهيم بن علي الواسطي المستملي 298
31 - إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب أبو إسحاق العمري الموصلي 291
32 - إبراهيم بن متويه الأصبهاني 271
33 - إبراهيم بن محمد البغدادي الفقيه قلنسوة 288
34 - إبراهيم بن محمد الخشاب المصري 301
35 - إبراهيم بن محمد بن الهيثم القطيعي البغدادي أبو القاسم صاحب الطعام 274
36 - إبراهيم بن محمد بن برة الصنعاني أبو إسحاق 257
37 - إبراهيم بن محمد بن بكار بن الريان الهاشمي مولاهم البغدادي 262
38 - إبراهيم بن محمد بن سعيد الدستوائي التستري 300
39 - إبراهيم بن محمد بن عباد الغزال السلمي البصري المعدل 280
40 - إبراهيم بن محمد بن عبيد الله بن عمر أبو إسماعيل الأصبهاني 299
41 - إبراهيم بن محمد بن عرفة الأنباري 286
42 - إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي 259
43 - إبراهيم بن معدان الأصبهاني 279
44 - إبراهيم بن معمر النحوي الصنعاني أبو إسحاق 258
45 - إبراهيم بن مفرج البلدي 284
46 - إبراهيم بن موسى بن إسحاق الجوزي البغدادي صاحب التوزي أبو إسحاق 282
47 - إبراهيم بن نائلة الأصبهاني 265
48 - إبراهيم بن هاشم البغوي 265
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[22 - 09 - 05, 12:36 ص]ـ
46 - إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى بْنِ إِسْحَاقَ الجَوْزِيُّ البَغْدَادِيُّ صاحب التوزي أبو إسحاق.
[ترجمته في: تاريخ بغداد (3244)]
47 - إِبْرَاهِيمُ بن نَائِلَةَ الأَصْبَهَانِيُّ.
هو إبراهيم بن محمد بن الحارث، أبو إسحاق، ونائلة أمه.
[ترجمته في: طبقات المحدثين بأصبهان (406)]
48 - إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ البَغَوِيُّ.
[ترجمته في: تاريخ بغداد (3260) الوافي بالوفيات (1/ 773)]
ـ[أبو زهراء]ــــــــ[02 - 10 - 05, 01:22 م]ـ
أريد تراجم لهؤلاء الرجال وجزاكم الله خيرا فلقد بحثن عنهك ولم أجدهم:
يعقوب بن غيلان
إسحاق بن داود الصواف
محمد بن راشد الأصبهاني
يزيد بن عبد الله الرازي
نافع بن مهران
محمد بن يعقوب الأهوازي
محمد بن محموية الجوهري الأهوازي
عمرو بن أبي الطاهر بن السرح المصري
محمد بن يونس العصفري
الحسن بن علي النحاس الكوفي
أبو أيوب الأنماطي
جارية بن يزيد بن جارية الأنصاري
أحمد بن عبد الله البزاز
عبد الله بن أحمد بن شبوية
العباس بن الهيثم الأنطاكي
القاسم بن محمد بن زكريا
عبد الله بن يحيى بن يزيد
أبو المحجل
موسى بن عبد الرحمن المهراني السلمي شيخ أبي يعلى
محمد بن هاشم شيخ البزار
موسى بن عبد الله صاحب السلعة
محمد بن عمرو بن خالد الحراني
بكر بن مقبل البصري
إسحاق بن زياد العطار
محمد بن يعقوب الأهوازي
القاسم بن عباد الخطابي
طالب بن قرة الأذني
محمد بن صالح بن الوليد بن النرسي
سلمة بن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة
عمر بن حفص بن ثابت
جعفر بن الفضل المخزومي المؤدب
محمد بن العلاء بن حسين النبقي المطلبي
الوليد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف
عبد الرحمن بن خلاد الدورقي
سعدان بن زكريا
عبد الرحمن بن عبد الله مولى علي
عبد الله بن زياد الرازي
حازم بن تمام
جعفر بن سليمان النوفلي
أحمد بن الحسن بن العباس القرشي
أحمد بن سليمان بن يوسف العقيلي
عمرو بن إسحاق بن إبراهيم
عبد الرحمن بن معاوية
محمد بن يعقوب
أحمد بن إبراهيم
إسحاق بن إبراهيم بن المعمر مولى سمؤل
إبراهيم بن المعمر مولى سمؤل
المعمر مولى سمؤل
ـ[أبو زهراء]ــــــــ[02 - 10 - 05, 01:23 م]ـ
معظمهم من شيوخ ورجال الطبراني
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[03 - 10 - 05, 12:05 ص]ـ
يعقوب بن غيلان له ترجمة في تاريخ الإسلام
قال الذهبي ((يعقوب بن غيلان العماني. حدث بالبصرة عن: سعيد بن عروة. وعنه: الطبراني. مات سنة ثلاث وتسعين))
قال العبد الفقير ذكر الحافظ ابن حجر في اللسان رواية يوسف ين يعقوب البحتري عنه وروايته عن أبو كريب
قال الحافظ ((سالم بن أبي حماد: لم يغمزه أحد وله حديث منكر أخبرنا أحمد بن عبد الكريم أخبرنا نصر بن جزء أخبرنا السلفي أخبرنا محمد بن إدريس الفريابي بالبصرة حدثنا إبراهيم بن غسان املاء حدثنا يوسف بن يعقوب البحتري حدثنا يعقوب بن غيلان حدثنا أبو كريب حدثنا عبيد الله بن موسى عن سالم بن أبي حماد عن السدي عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنت الأنبياء يعزلون الخمس، فتجىء النار فتأكله، وأمرت أنا أن أقسمه في فقراء أمتي انتهى وهو سالم أبو حماد الآتي بعد قليل وقد تكلم فيه أبو حاتم))
وذكر أبو نعيم الأصبهاني في أخبار أصبهان روايته عن محمد بن الصباح ورواية أحمد بن يحيى شعبة البصري عنه
قال أبو نعيم ((أخبرنا أحمد بن يحيى شعبة البصري في كتابه ثنا يعقوب بن غيلان ثنا محمد بن الصباح عن سفيان بن عيينة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو كان العلم معلقاً بالثريا لناله ناس من أبناء فارس))
هذا والله الموفق
¥(9/223)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[03 - 10 - 05, 03:12 م]ـ
ثم وجدت في مسند أبي حنيفة لأبي نعيم الأصبهاني رواية رقم 234 ذكر رواية يوسف بن يعقوب البحتري عنه وروايته عن أبو كريب
قال أبو نعيم ((وحدثنا يوسف بن يعقوب الهاشمي حدثنا يعقوب بن غيلان ثنا أبو كريب)) وذكر الرواية
وفي الرواية رقم 289 ذكرها أيضا
و قد ذكر الطبراني في مواطن عديدة من معجمه الكبير رواية يعقوب بن غيلان عن أبو كريب فلا أعرف لماذا أهمل الذهبي ذكرها!!!!
وقد روى ابن الأعرابي في معجمه عن يعقوب بن غيلان وذكر روايته عن هناد
قال ابن الأعرابي في معجمه برقم 2328 حدثنا يعقوب بن غيلان نا هناد ثم ذكر الأثر
روى عنه ابن قانع في معجم الصحابة
قال ابن قانع في معجم الصحابة برقم 421 حدثنا يعقوب بن غيلان العماني نا أبو كريب ثم ذكر الحديث
وذكر البيهقي في شعب الإيمان رواية أحمد بن عبيد عنه
قال البيهقي في شعب الإيمان برقم 1387 أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أخبرنا أحمد بن عبيد حدثنا يعقوب بن غيلان حدثنا محمد بن الصباح ثم ذكر الحديث
وروى عنه العقيلي في الضعفاء الكبير
قال العقيلي في الضعفاء الكبير برقم 2053 حدثني يعقوب بن غيلان حدثنا أبو كريب ثم ذكر الحديث
كل ما تقدم استدراك على ما ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[05 - 10 - 05, 10:01 م]ـ
أما إسحاق بن داود الصواف فلم أجد له ترجمه وفي هذه الحالة ننظر في الرواة عنه لكي نحدد في أي أنواع الجهالة سنصنفه فإن لم يروي عنه غير واحد أو روى عنه كذابان فهو مجهول العين وجهالة العين من أسباب الضعف الشديد
وأما إن روى عنه ثقتان فهو مجهول الحال ومذهب الجمهور (وهو الصحيح) رد ما ينفرد به وحديثه يصلح للإعتبار
وإسحاق بن داود الصواف روى عنه الطبراني في معاجمه الثلاثة وفي مسند الشاميين وفي كتاب فضل الرمي وتعليمه
وروى عنه الرامهرمزي في كتابه الماتع ((المحدث الفاصل بين الرواي والواعي)) وروايته عنه برقم 151 ورقم 372
وهذا يخرج إسحاق من حيز جهالة العين
روى عنه أبو سعيد عبد الصمد بن إسحاق بن إسماعيل بن روزبه كما في كتاب ((غرائب مالك بن أنس)) لابن المظفر رواية رقم 12
قال ابن المظفر حدثنا أبو سعيد عبد الصمد بن إسحاق بن إسماعيل بن روزبه نا إسحاق بن داود الصواف ثم ذكر الحديث
وروى عنه الحسن بن محمد الزهري كما في المستدرك للحاكم برقم 6687
قال الحاكم أخبرنا الحسن بن محمد الزهري ثنا إسحاق بن داود الصواف بتستر ثم ذكر الحديث
هذا ما تيسر للعبد الفقير والله الموفق
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[05 - 10 - 05, 11:04 م]ـ
أما محمد بن راشد الأصبهاني فهو محمد بن راشد بن معدان الأصبهاني له ترجمة في تاريخ أصبهان لأبي نعيم
قال أبو نعيم ((محمد بن راشد بن معدان الثقفي عم أبي بكر محمد بن أحمد بن راشد
يكنى أبا بكر روى عن حيان بن بشر. حدث محمد بن أحمد بن راشد حدثني أبي وعمي قالا ثنا حيان بن بشر ثنا يحيى بن آدم ثنا وكيع عن سفيان عن زبيد عن إبراهيم عن مسروق عن عبد الله بن مسعود قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا أحد ثلاثة النفس بالنفس والثيب الزاني والتارك للإسلام المفارق للجماعة".فإن قال قائل من أين لك أن هذا هو شيخ الطبراني فالجواب جزمت بأن هذا هو شيخ الطبراني لأمرين أن شيخ الطبراني أصبهاني وهذا أصبهاني والثاني ما جاء في ترجمة صفوان بن عمرو الضبي الحمصي أن من الرواة عنه وأبو بكر محمد بن راشد بن معدان الأصبهاني
ثم وجدت ترجمة له في كتاب ((الوافي بالوفيات)) للصفدي
قال الصفدي ((الثقفي محمد بن راشد بن معدان أبو بكر الثقفي مولاهم الحافظ محدث بن محدث، طاف الدنيا ولقي الشيوخ وصنف الكتب، وتوفي بكرمان سنة تسع وثلث ماية، حدث عن يونس بن حبيب وغيره، وروى عنه ابن المنادى وغيره، وكان صالحاً ثقة)) والطبراني ولد عام 260 وعاش مائة عام فيكون هذا شيخه والله أعلم
هذا ما تيسر للعبد الفقير والله الموفق
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[06 - 10 - 05, 12:03 ص]ـ
أما محمد بن يعقوب الأهوازي فقد وجدت له ترجمة في كتاب غاية النهاية في طبقات القراء للجزري
قال الجزري ((محمد بن يعقوب الأهوازي شيخ، قرأ على زيد ابن علي فيما زعم ولا يصح ذلك، قرأ عليه أبو القاسم الهذلي ببغداد))
قلت روى عنه الطبراني في المعجم الصغير والكبير وروى عنه أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب العظمة وكتاب أمثال الحديث وكتاب أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وكتاب ما رواه الزبير _كذا _ عن غير جابر
وروى عنه الرامهرمزي في المحدث الفاصل برقم 13
وروى عنه محمد بن إبراهيم المقريء في ((جزء حديث نافع عن أبي نعيم)) والرواية برقم 16
وفي حلية الأولياء برقم 10512 ذكر رواية عبدالله بن محمد بن عثمان الواسطي عنه
قال أبو نعيم حدثنا عبدالله بن محمد بن عثمان الواسطي ثنا محمد بن يعقوب الأهوازي ثم حول السند وذكر الحديث
وقد احتج به ابن حبان في صحيحه انظر على سبيل المثال حديث رقم 502 ورقم 524
وقد وصفه ابن حبان بالخطيب وهذه صفته في العديد من المصادر السابقة التي مر ذكرها
¥(9/224)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[06 - 10 - 05, 12:44 ص]ـ
أما محمد بن محمويه فوجدته في كثير من المصادر نسبته العسكري وهو هو واسمه محمد بن أحمد
وتوجد ترجمة في الأنساب للسمعاني لرجل اسمه محمد بن محمويه ولكنه غير صاحبنا لأن كنيته أبو عبدالله وكنية صاحبنا أبو بكر وله ترجمة في مختصر تاريخ دمشق لابن منظور
قال ابن منظور ((محمد بن أحمد بن محمويه
أبو بكر العسكري روى عن أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي بسنده إلى أبي عثمان الصنعاني قال: كنا مع أبي الدرداء بمسلحة ببرزة، ثم تقدمنا مع أبي عبيدة، ففتح الله لنا ما دون النهر، وحاصرنا عانات، وقدم علينا سلمان الخير في مدد لنا، فقال: ألا أعينكم على رباطكم؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، صائم لا يفطر، وقائم لا يفطر".))
وله ترجمة في تاريخ الإسلام للذهبي
قال الذهبي ((محمد بن أحمد بن محمويه: أبو بكر العسكري. سمع: أبا زرعة الدمشقي، ومحمد بن خالد بن خلي، وعبيد الله بن رماحس، وأحمد بن بشر الصوري. وعنه: عبد الواحد بن محمد بن شاه، وأبو الحسين بن جميع، وعلي بن أحمد بن عبدان، وأبو علي الحسين بن محمد الروزذباري، وغيرهم))
وعمدتي في أن العسكري هو الجوهري أن كلاهما موصوف بأنه أهوازي كما يرى من يراجع السنن الكبرى والسير والله الموفق
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[06 - 10 - 05, 01:31 ص]ـ
أما محمد بن يونس العصفري فلم أجد له ترجمة
وقد روى عنه الطبراني وأبوالشيخ الأصبهاني في كتاب ((أمثال الحديث)) برقم 209 وبهذا تزول عنه جهالة العين
وروى عنه أبو أحمد بن عدي كما في السنن الكبرى للبيهقي برقم 4107
قال البيهقي أنبأنا أبو سعد الماليني أنبأنا أبو أحمد بن عدي ثنا محمد بن يونس العصفري ثم ذكر الحديث
وفي تاريخ بغداد ذكر رواية علي بن محمد بن أحمد الوراق عنه
قال الخطيب أخبرنا أحمد بن أبي جعفر حدثنا أبو العباس محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمد الحداد بتنيس حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن الحسن بن عبد العزيز الجروي بتنيس حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام البصري ببغداد في قطيعة الربيع في مسجد السلولي في شهر رمضان سنة تسع وأربعين ومائتين حدثنا المعتمر بن سليمان أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر والحسن بن الحسين النعالي قالا أخبرنا علي بن محمد بن أحمد الوراق حدثنا محمد بن يونس العصفري ثم ذكر الحديث
وفي حلية الأولياء لأبي نعيم ذكر رواية عثمان بن محمد العثماني عنه برقم 2537
قال أبو نعيم حدثنا عثمان بن محمد العثماني، قال: حدثنا محمد بن يونس العصفري ثم ذكر الحديث
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[06 - 10 - 05, 03:10 ص]ـ
أما أحمد بن عبدالله البزاز فله ترجمة في كتاب ((التدوين في أخبار قزوين))
قال القزويني ((أحمد بن عبد الله البزاز، سمع أبا داؤد سليمان بن يزيد الفامي، ثنا أحمد بن محمد بن سعيد المروزي بالبصرة ثنا محمد بن إسماعيل الحساني الواسطي ثنا محمد بن خازم، أبو معاوية الضرير عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا مشت أمتي المطيطا وخدمتها الملوك إما فارس والروم، سلط شرارهم على خيارهم.
يستغرب من حديث يحيى بن سعيد الأنصاري، وإنما يشهر عن موسى بن عبيدة الربذي عن عبيد الله بن دينار، قاله سليمان بن يزيد الفامي، والله أعلم، وروى عن أحمد بن عبد الله بن البزاز عن علي بن الحسين ابن علي بن محمد القطان))
قلت وفي السنن الكبرى للبيهقي ذكر رواية أحمد بن محمد بن إسحاق بن عيسى السني عنه برقم 4292
قال البيهقي أنبأنا عبدالله بن فنجويه الدينوري ثنا أحمد بن محمد بن إسحاق بن عيسى السني أنبأنا أحمد بن عبدالله البزاز فذكر الحديث
هذا ما وجدته والله الموفق
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[06 - 10 - 05, 03:20 ص]ـ
أما عبد الله بن أحمد بن شبوية
قال عنه الهيثمي في مجمع الزوائد ((مستور))
روى عنه ابن جرير في تاريخ الرسل والملوك
وفي كتاب بغية الطلب في تاريخ حلب ذكر رواية أحمد بن عبد الله بن سابور بن منصور الدقاق وذلك في ترجمة الدقاق
هذا والله الموفق
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[06 - 10 - 05, 05:31 م]ـ
أما أبو المحجل فإن كان قطن فله ترجمه في الإكمال لابن ماكولا
قال ابن ماكولا ((وقطن أبو المحجل، روى عن أنس بن مالك، روى عنه منصور بن أبي الأسود))
وإن رديني بن مرة ويقال عنه أبو المحجل الرديني فله ترجمة في تاريخ الإسلام للذهبي
قال الذهبي ((أبو المحجل. رديني بن مرة وقيل: ابن خالد. عن سليمان بن بريدة ومقعبين بن عمران وعلقمة بن مرثد. وعنه الثوري وشريك وثقة ابن معين.
وله ترجمة في التاريخ الكبير للبخاري
قال البخاري ((رديني بن مرة أبو المحجل قال علي ويقال أبو خالد وقال جعفر بن عون حدثنا أبو جناب قال حدثنا أبو المحجل رديني بن مجلز البكري روى الثوري عن أبي المحجل عن معفس وروى أبو جناب عن رديني عن علقمة عن بن بريدة: كان عمر إذا بعث سرية وقال الثوري وشعبة وإدريس الأودي عن علقمة عن سليمان بن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم))
هذا والله الموفق
¥(9/225)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[06 - 10 - 05, 05:50 م]ـ
أما موسى بن عبدالرحمن المهراني السلمي فقد وجدت في المحلى لابن حزم ما يفهم منه الطعن فيه
قال ابن حزم ((وروي عن ابن قانع- راوي كل بلية! - عن موسى بن عبد الرحمن السلمي البلخي عن عمر بن هارون عن يعقوب بن عطاء عن أبيه عن ابن عباس "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصبح ولم يجمع الصوم ثم يبدو له فيصوم".
قلنا: ليث ضعيف، ويعقوب بن عطاء: هالك، ومن دونه ظلمات بعضها فوق بعض)) فإن كان موسى بن عبد الرحمن هو صاحبنا ففي كلام ابن حزم فيه
وقد روى عنه غير أبي يعلى صالح بن شعيب عند العقيلي في الضعفاء الكبير برقم 1308
قال العقيلي ((ومن حديثه _ أي عمر بن سعيد الأبح _ صالح بن شعيب حدثنا موسى بن عبد الرحمن المهراني ثم ذكر حديثا لعمر بن سعيد الأبح))
هذا والله الموفق
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[06 - 10 - 05, 06:22 م]ـ
أما موسى بن عبدالله صاحب السلعة ففي الضعفاء الكبير للعقيلي ذكر رواية عبدالله بن أحمد والعباس بن الفضل الأسفاطي برقم 1309
قال العقيلي حدثنا عبدالله بن أحمد و والعباس بن الفضل الأسفاطي قال حدثنا موسى بن عبدالله صاحب السلعة فذكر حديثا للأبح
وعبدالله بن أحمد مذكور فيمن لا يروي إلا عن ثقة فتنبه
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[07 - 10 - 05, 02:59 ص]ـ
أما محمد بن عمرو بن خالد الحراني فله ترجمة في تاريخ الإسلام للذهبي
قال الذهبي ((محمد بن عمرو بن خالد الحراني. ثم المصري، أبو علاثة. عن: أبيه. وعنه: الطبراني، وغيره. وتوفي سنة اثنتين وتسعين))
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[07 - 10 - 05, 07:29 م]ـ
أما إسحاق بن زياد العطار فوجدت وجدت له ترجمة في تاريخ بغداد
قال الخطيب ((ورواه إسحاق بن زياد العطار الكوفي- وكان صدوقاً-))
هذا ما وجدته فعظ عليه بالنواجذ والله الموفق
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[07 - 10 - 05, 07:51 م]ـ
أما طالب بن قرة فقد وجدت في تاريخ الإسلام للذهبي
قال الذهبي ((طالب بن قرة الأذني. روى الكثير عن: محمد بن عيسى الطباع. وأكثر عنه الطبراني. توفي سنة إحدى وتسعين بأذنة من ثغرسيس))
قلت قد وجدت قي كتاب الحث والصناعة للخلال ذكر رواية الخلال عنه برقم 94
والله الموفق
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[07 - 10 - 05, 11:50 م]ـ
أما سلمة بن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة فقد روى عنه بالإضافة إلى الطبراني ابن قانع في معجم الصحابة حديث رقم 1143 وبهذا تزول عنه جهالة العين
هذا ما وجدته والله الموفق
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[07 - 10 - 05, 11:58 م]ـ
أما عمر بن حفص بن ثابت فقد وجدت له ترجمة في التهذيب!!!!!!!
قال الحافظ ((س النسائي أبو سعيد الأنصاري ويقال أبو سعد. روى عن زكريا بن أبي زائدة وعنه موسى بن مروان الرقي.
قال مسلم وغيره أبو سعد عمر بن حفص بن ثابت الأنصاري الحلبي من رهط عبد الله بن رواحة روى عن أبيه ومسعر وعنه داود بن رشيد وهشام بن عمار وأبو همام الوليد بن شجاع قال بن أبي حاتم سألت عنه أبي فقال ما أرى بحديثه بأسا قال المزي فما أدري هو: هذا أو غيره.
قلت: هو: غيره جزماً))
ووجدت له ترجمة في التاريخ الكبير للبخاري
قال البخاري ((عمر بن حفص بن ثابت بن محمد عن أبيه سمع النعمان بن بشير رضي الله عنهما وقال داود بن رشيد: حدثنا عمر بن حفص بن عمر بن ثابت أبو سعد الأنصاري عن أبيه عن العلاء بن اللجلاج عن بن عمر عن عائشة رضي الله عنهم: "لا أغبط أحدا يموت بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم" في الشاميين.
عمر بن حفص عن عامر بن عبد الله روى عنه بن جريج في أهل الحجاز))
ووجدت له ترجمة في التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة للسخاوي
قال السخاوي ((عمر بن حفص بن ثابت: أبو سعيد الأنصاري، من أهل المدينة، يروي عن أبيه، وعنه داود بن رشيد - قاله ابن حبان في رابعة ثقاته.))
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[08 - 10 - 05, 12:16 ص]ـ
أما جعفر بن الفضل المخزومي المؤدب فله ترجمة في تاريخ بغداد للخطيب
قال الخطيب ((جعفر بن الفضل التمار المؤدب: حدث عن أبي بكر بن شيبة الحزامي المديني روى عنه أبو القاسم الطبراني))
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[08 - 10 - 05, 12:28 ص]ـ
أما محمد بن العلاء بن حسين النبقي المطلبي فله ترجمة في التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة للسخاوي قال السخاوي ((محمد بن العلاء بن حسين: التقي المطلبي، هو الذي بعده ثم قال
محمد بن العلاء بن أبي نيقة المدني: سمع الوليد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه عن جده، وعنه ابن شبيب، وذكره الدارقطني في المحمدين وساق له حديثاً، وروى الطبراني في الكبير من طريق ابن شبيب عن محمد بن العلاء بن حسين بالتقي المطلبي عن الوليد حديثاً آخر))
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[08 - 10 - 05, 12:39 ص]ـ
أما الوليد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف فلم أجد له ترجمة وقد روى عنه محمد بن العلاء المديني كما في المسند للبزار حديث 908
قال البزار حدثنا يحي بن المعلى بن منصور وأحمد بن الوليد البزار إملاء قالا نا محمد بن العلاء المديني نا الوليد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف فذكر الحديث
محمد بن العلاء بن حسين النبقي المطلبي كما في معجم الطبراني
¥(9/226)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[08 - 10 - 05, 12:53 ص]ـ
أما عبد الرحمن بن خلاد الدورقي فلم أجد له ترجمة ولكني وجدت رواية غير الطبراني عنه وهو علي بن أحمد بن أبي غسان البصري عند أبي نعيم في معرفة الصحابة حديث رقم 2518 وعلي هذا هو شيخ أبي نعيم
وروى عنه ابنه الشهير بالرامهرمزي في كتابه المحدث الفاصل وبهذا تزول عنه جهالة العين
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[08 - 10 - 05, 01:27 ص]ـ
أما جعفر بن سليمان النوفلي فله ترجمة في تاريخ الإسلام للذهبي ((جعفر بن سليمان النوفلي المدني. عن: عبد العزيز الأويسي.
وعنه: الطبراني)) وله ترجمة في التحفة اللطيفة للسخاوي هي نسخة عن ترجمته في تاريخ الإسلام
وقد روى عنه الطحاوي في شرح معاني الآثار حديث رقم 4542
وبهذا تزول عنه جهالة العين وفي الرد على الجهمية لابن مندة ذكر رواية على بن العباس الطحان المصري عنه حيث رقم 63 وهذا المصري هو شيخ ابن مندة
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[08 - 10 - 05, 02:18 ص]ـ
أما أحمد بن سليمان بن يوسف العقيلي فله ترجمة في الأنساب للسمعاني
قال السمعاني ((هذه النسبة إلى فابزان وهي قرية من قرى أصبهان. منها أبو جعفر أحمد بن سليمان بن يوسف بن صالح بن زياد بن عبد الله العقيلي الفابزاني يروي عن أبيه))
وله ترجمة في تاريخ أصبهان لأبي نعيم
قال أبو نعيم ((أحمد بن سليمان بن يوسف بن صالح بن زياد بن عبد الله العقيلي أبو جعفر: من قرية فابزان توفي سنة إحدى وثلاثمائة.
حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا أحمد بن سليمان بن يوسف العقيلي ثنا أبي ثنا النعمان بن عبد السلام ثنا أبو العوام عن قتادة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلمتم علي فسلموا على المرسلين فإنما أنا رسول من المرسلين قال أبو العوام وكان قتادة يذكر هذا الحديث إذا تلا هؤلاء الآيات "سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين"))
وله ترجمة في معجم البلدان لياقوت الحموي
قال ياقوت ((وأبو جعفر أحمد بن سليمان بن يوسف بن صالح بن زياد بن عبد اللَه العقيلي الفابزاني روى عن أبيه روى عنه محمد بن أحمد بن يعقوب الأصبهاني وتوفي سنة 301))
وله ترجمة في تاريخ الإسلام للذهبي
قال الذهبي ((أحمد بن سليمان بن يوسف بن صالح.
أبو جعفر العقيلي الإصبهاني الفابزاني، فابزان من قرى إصبهان.
روى عن أبيه، عن النعمان بن عبد السلام، شيخ إصبهان.
وعنه: الطبراني، وأحمد العسال، وأبو الشيخ))
وله ترجمة في كتا تبصير المنتبه بتحرير المشتبه للحافظ ابن حجر
قال الحافظ ((أبو جعفر أحمد بن سليمان بن يوسف بن صالح العقيلي الفابزاني، عن أبيه؛ مات سنة 301. انتهى.))
هذا والله الموفق
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[08 - 10 - 05, 02:45 ص]ـ
أما عبدالرحمن بن معاوية العتبي فلم أجد له ترجمة ولكني وجدت رواية الخرائطي عنه في كتابه مكارم الأخلاق في عدة مواطن انظر منها على سبيل المثال حديث 532
فإذا أضفنا هذا إلى رواية الطبراني عنه فسترتفع عنه جهالة العين
وقد روى عنه العقيلي في الضعفاء الكبير حديث رقم 1918
وقد روى عنه ابنه واسمه محمد بن عبدالرحمن بن معاوية وهو ثقة روى عنه أبو زرعة الرازي وهو لا يروي إلا عن ثقة ورواية أبو زرعة عن ابنه في المستدرك الأثر رقم 5548 وأبو زرعة شيخ الحاكم
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[08 - 10 - 05, 02:59 ص]ـ
ذكر الأخ الفاضل أبو المقداد أن شيخ الطبراني أبان بن مخلد له ترجمة في كتاب ((طبقات المحدثين بأصبهان)) لأبي الشيخ
قلت وله ترجمة في كتاب أخبار أصبهان لأبي نعيم
قال أبو نعيم ((أبان بن مخلد بن أبان
أبو الحسن البزاز:
توفي قبل الثلاثمائة وقيل سنة تسع وتسعين ومائتين شيخ لا بأس به يروي عن محمد بن أبان البلخي وعبد الله بن عمران ومحمد بن مهران. حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا أبو الحسن أبان بن مخلد بن أبان البزاز ثنا أبو غسان محمد بن عمرو زنيج ثنا سلمة بن الفضل حدثني محمد بن إسحاق حدثني سلمة بن كهيل محمد بن الوليد بن نويفع عن كريب عن ابن عباس قال بعثت بنو سعد ابن بكر ضمام بن ثعلبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم عليه فأناخ بعيره على باب المسجد ثم عقله ثم دخل المسجد فذكر القصة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولي إن يصدق ذو العقيصتين يدخل الجنة الحديث.
حدثنا القاضي أبو محمد عبد الله بن محمد بن عمر ثنا أبو الحسن أبان بن مخلد ثنا عبد الله بن عمران ثنا أبو داود ثنا عبد الله بن بديل عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع رجلاً يعظ أخاه في الحياء فقال دعه فإن الحياء من الإيمان.))
وقال عنه أبو الشيخ ((شيخ صدوق))
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[08 - 10 - 05, 03:39 ص]ـ
ذكر الأخ أبو المقداد أن إبراهيم بن أحمد بن عمر بن حفص بن الجهم بن واقد بن عبد الله أبو إسحاق الوكيعي له ترجمة في تاريخ بغداد
قلت وله ترجمة في غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري
قال ابن الجزري ((إبراهيم بن أحمد بن عمر بن حفص بن الجهم بن واقد بن عبد الله أبو حفص ويقال أبو إسحاق الوكيمي الضرير البغدادي مشهور، روى قراءة أبو بكر بن عياش عن أبيه سماعاً عن يحيى بن آدم، رواها عنه أبو بكر بن مجاهد وجعفر بن أحمد الواسطي، توفي يوم الأحد لثلاث خلون من ذي الحجة سنة تسع وثمانين ومائتين))
قلت قال الخطيب ((أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى الهمذاني حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد الرازي الضرير حدثنا أبو بكر بن طرخان الحافظ قال سألت عبد الله بن أحمد عن إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي فأحسن القول فيه))
¥(9/227)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[08 - 10 - 05, 03:45 ص]ـ
ذكر الأخ أبو المقداد أن إبراهيم بن أحمد بن عمر بن حفص بن الجهم بن واقد بن عبد الله أبو إسحاق الوكيعي له ترجمة في تاريخ بغداد
قلت وله ترجمة في غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري
قال ابن الجزري ((إبراهيم بن أحمد بن عمر بن حفص بن الجهم بن واقد بن عبد الله أبو حفص ويقال أبو إسحاق الوكيمي الضرير البغدادي مشهور، روى قراءة أبو بكر بن عياش عن أبيه سماعاً عن يحيى بن آدم، رواها عنه أبو بكر بن مجاهد وجعفر بن أحمد الواسطي، توفي يوم الأحد لثلاث خلون من ذي الحجة سنة تسع وثمانين ومائتين))
قلت قال الخطيب أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى الهمذاني حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد الرازي الضرير حدثنا أبو بكر بن طرخان الحافظ قال سألت عبد الله بن أحمد عن إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي فأحسن القول فيه
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[08 - 10 - 05, 03:51 ص]ـ
ذكر الأخ أبو المقداد أن إبراهيم بن أحمد بن عمر بن حفص بن الجهم بن واقد بن عبد الله أبو إسحاق الوكيعي له ترجمة في تاريخ بغداد
قلت وله ترجمة في غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري
قال ابن الجزري ((إبراهيم بن أحمد بن عمر بن حفص بن الجهم بن واقد بن عبد الله أبو حفص ويقال أبو إسحاق الوكيمي الضرير البغدادي مشهور، روى قراءة أبو بكر بن عياش عن أبيه سماعاً عن يحيى بن آدم، رواها عنه أبو بكر بن مجاهد وجعفر بن أحمد الواسطي، توفي يوم الأحد لثلاث خلون من ذي الحجة سنة تسع وثمانين ومائتين))
قلت قال الخطيب أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى الهمذاني حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد الرازي الضرير حدثنا أبو بكر بن طرخان الحافظ قال سألت عبد الله بن أحمد عن إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي فأحسن القول فيه
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[08 - 10 - 05, 07:29 م]ـ
ذكر الأخ العاصمي وفقه الله أن شيخ الطبراني إبراهيم بن أبي سفيان القيسرانيّ له ترجمة في الأنساب للسمعاني
ثم ذكر ترجمة في تاريخ الإسلام للذهبي
قال الذهبي ((إبراهيم بن أبي سفيان معاوية القيسرانيّ. سمع: محمد بن يوسف الفريابيّ، وفديك بن سليمان القيسرانيّ، وغيرهما. وعنه: خيثمة، والطَّبرانيّ. توفّي سنة ثمانٍ وسبعيّن)) وفي هذه الترجمة فائدتان لم يذكرهما العاصمي في الترجمة الأولى الأولى رواية خيثمة عنه
والثانية تحديد تاريخ وفاته
قلت وروى عنه أبو عوانة في مستخرجه حديث 4019
وروى عنه ابن الأعرابي في معجمه أثر رقم 1061
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[08 - 10 - 05, 07:35 م]ـ
ذكر الأخ المقدادي أن إبراهيم بن أسباط بن السكن له ترجمة في تاريخ بغداد
قلت وله ترجمة في تاريخ الإسلام للذهبي
قال الذهبي ((إبراهيم بن أسباط بن السكن البزاز كوفي، سمع: عاصم بن علي، وبشر بن الوليد، ومنصور بن أبي مزاحم.
وعنه: عبد الباقي بن قانع، والجعابي.
لم يرو عن عاصم بن علي سوى حديث "من كذب علي".
وأبو حفص الزيات، وهو آخر من حدث عنه.
وثقه الدراقطني توفي سنة إحدى وثلاثمائة، وقيل: سنة اثنتين))
ـ[العاصمي]ــــــــ[08 - 10 - 05, 08:16 م]ـ
ذكر الأخ العاصمي وفقه الله أن شيخ الطبراني إبراهيم بن أبي سفيان القيسرانيّ له ترجمة في الأنساب للسمعاني
ثم ذكر ترجمة في تاريخ الإسلام للذهبي
قال الذهبي ((إبراهيم بن أبي سفيان معاوية القيسرانيّ. سمع: محمد بن يوسف الفريابيّ، وفديك بن سليمان القيسرانيّ، وغيرهما. وعنه: خيثمة، والطَّبرانيّ. توفّي سنة ثمانٍ وسبعيّن)) وفي هذه الترجمة فائدتان لم يذكرهما العاصمي في الترجمة الأولى.
الأولى رواية خيثمة عنه.
والثانية تحديد تاريخ وفاته.
قلت وروى عنه أبو عوانة في مستخرجه حديث 4019.
وروى عنه ابن الأعرابي في معجمه أثر رقم 1061
بارك الله في الأخ الفاضل عبد الله، و جزاه خيرا.
بتأملك في سياق المشاركة (34)، و نقلي ترجمته من تاريخ الاسلام بعد الاقتباس؛ يظهر لك - ان شاء الله تعالى - أنني انما سقت ترجمته من تاريخ الاسلام من أجل تلك الفائدتين؛ فتأمل ...
حفظك الله، و زادك حرصا و توفيقا.
ـ[أنس صبري]ــــــــ[05 - 03 - 06, 08:51 ص]ـ
41 - إبراهيم بن محمد بن عرفة الأنباري 286 ذكره الخطيب في تاريخه 6/ 155
ـ[حسن باحكيم]ــــــــ[24 - 11 - 06, 10:28 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو سعد الحميّد]ــــــــ[25 - 11 - 06, 01:48 ص]ـ
لعل الجميع أطلع على كتاب الأخ نايف المنصوري المسمى معجم شيوخ الطبراني فقد قام بالترجمة لهؤلاء الأشياخ وحكم على الرجال فيه شيخه الشيخ ابو الحسن المأربي وقدّم له شيخنا الشيخ سعد الحميّد وطبع عند دار الكيان والله أعلم.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[17 - 05 - 07, 09:41 ص]ـ
إلى الأخ الكريم / أبي المقداد! بارك الله فيه، ووفَّقه لكل خير.
إلى أين وصلتُم في هذا المشروع؟
حبَّذا لو جمعتُم، ورتَّبتُم، وعزَوْتُم كلَّ قولٍ لقائله، ثم تنشرونه، فيكون فيه فوائد كثيرة - إن شاء الله تعالى -.(9/228)
أرجو ممن يستطيع مساعدتي في اختيار موضوع يصلح لأن يكون رسالة دكتوراة في الحديث الشريف
ـ[أبو جعفر]ــــــــ[02 - 09 - 05, 05:20 ص]ـ
السلام عليكم
أرجو ممن يستطيع مساعدتي في اختيار موضوع يصلح لأن يكون رسالة دكتوراة في الحديث الشريف
ثم من يستطيع إرشادي إلى من يمكن لي الاستفادة منه بخصوص هذا الموضوع على الشبكة
ثم لماذا لا يوجد منتدى خاص بالرسائل الجامعية
وشكرا
ـ[الاستاذ]ــــــــ[03 - 09 - 05, 08:09 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=37226
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[03 - 09 - 05, 05:24 م]ـ
عليك بدليل المطبوعات العربية، برمجة شيخنا مسعد -حفظه الله- ففيه دليل للرسائل الحديثية، حتى لا تتكرر الجهود:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=36548
يسر الله أمرك
ـ[صالح العقل]ــــــــ[26 - 09 - 05, 03:16 م]ـ
ما رأيكم بموضوع:
الإعلام، ووسائله في السنة النبوية.
أو وسائل الإعلام في السنة النبوية.
موضوع ممتاز، ويحتاج الناس إليه.(9/229)
اصطلاح الذهبي في كلمة وُثق
ـ[أم أسماء]ــــــــ[03 - 09 - 05, 08:38 ص]ـ
السلام عليم ورحمة الله وبركاته
ما معنى قول الذهبي في الرجل وثق مع أني وبعد البحث عن ترجته لم أجد من تكلم فيه بتوثيق، فقد قال في سليمان بن سليم الكناني: وثقوه، وقال في محمد بن عبد الرحمن بن عرق: وثق؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 09 - 05, 07:49 م]ـ
قال محمد عوامه في مقدمة تحقيقه للكاشف للذهبي
وأما موقف الذهبي ممن ينفرد ابن حبان بتوثيقه: فانه تارة يعبر عنه في حق الراوي فيقول: ثقة، وتارة: صدوق، وتارة: وثق - وقد يضع فوقها رمز: حب - ولفت نظري أنه قال في عبد الله بن مالك الهمداني: " شيخ ". وهو ممن ذكره ابن حبان في " ثقاته ". ولعلها مرة واحدة لم تتكرر. أما مرات قوله " ثقة ": فكثيرة، أحصيت منها تسعا وستين مرة، وأما مرات قوله: " صدوق " فقليلة جدا: سبع مرات، وأما استعماله كلمة " وثق ": فكثير جدا لا داعي لاحصائه. وهذه أرقام تراجم من وثقهم: 354، 361، 383، 777، 795، 808، 1072، 1283، 1507، 1609، 1628، 1741، 1770، 2120، 2188، 2255، 2264، 2341، 2352، 2355، 2489، 2603، 2629، 2683، 2705، 2816، 2833، 2858، 2927، 3039، 3043، 3060، 3311، 3383، 3475، 3489، 3512، 3515، 3518، 4154، 5073، 5146، 5425، 5589، 5629، 5675، 5700، 5915 5795، 5933، 5951، 6064، 6065، 6115، 6320، 6327، 6348، 6349، 6373، 6391، 6413، 6503، 6692، 6730، 6767، 6801، 6834، 6907، وانظر لزاما التعليق على رقم: 5915، 5933. وأرقام من قال فيهم " صدوق ": 353، 2891، 2907، 3008، 3149، 3211، 3463. ولكن لا بد من التنبيه إلى أنه قد يقول " وثق " وفي الرجل توثيق من غير ابن حبان، مثل: صدقة بن المثنى الخعي، وثقه أبو داود وابن حبان، وعاصم العدوي: لم يحك المزي إلا توثيق النسائي - وهو في " ثقات " ابن حبان - فقال الذهبي: وثق، وعباد بن موسى الختلي وثقه ابن معين وأبو زرعة وصالح جزرة وابن حبان، وعباد بن نسيب وثقه ابن معين وابن حبان. وهذا نادر. وقد يقتصر المزي على توثيق ابن حبان فيقول الذهبي: وثق، ويكون فيه توثيق من غير ابن حبان، كما حصل له في سليمان بن سنان. وهذا نادر أيضا.
فائدة:
ذكر الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة (6/ 2/723)
قال الذهبي في الكاشف: ((وثِّق))
قلت: [الألباني]
يشير إلى أن ابن حبان وثَّقه، وأن توثيقه هنا غير معتمد، لأنه يوثِّق من لا يعرف، وهذا اصطلاح منه لطيف، عرفته منه في هذا الكتاب، فلا ينبغي أن يفهم على أنه ثقة عنده، كما يتوهم بعض الناشئين في هذا العلم.))
ومن هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=84403#post84403
قال الشيخ أبو محمد الألفي حفظه الله
قلت: ((فائدة: ذكر الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة (6/ 2/723): ((قال الذهبي في الكاشف: ((وثِّق)).
قلت ـ يعنى الألبانى ـ: يشير إلى أن ابن حبان وثَّقه، وأن توثيقه هنا غير معتمد، لأنه يوثِّق من لا يعرف، وهذا اصطلاح منه لطيف، عرفته منه في هذا الكتاب، فلا ينبغي أن يفهم على أنه ثقة عنده، كما يتوهم بعض الناشئين في هذا العلم)).
وأقول: يا أخى الكريم. لماذا خصصت هذا القول بقولك ((فائدة))، فإن كنت تعتقده فائدة، فاعلم أنه من الأقوال التى ردها أكثر فضلاء زماننا على الشيخ الألبانى ـ طيَّب الله ثراه ـ ولم يذعنوا لقبوله، بل حكموا بخطئه وبعده عن واقع الأمر وحقيقته، وأنا كذلك أقول. ولا يغيبن عنك، أخى الكريم، أن ((علم الجرح والتعديل)) من الدين، وأساس هذا العلم معرفة معانى مصطلحات القوم وأحكامهم، ولا ينبغى لمن أراد التميز والنبوغ أن ينقاد فيه لكل قولٍ استناداً إلى وجاهة قائله، وكم أفسد التقليد رجالاً لولاه لكانوا أئمة يقتدى بهم.
فاعلم إن كنت لا تعلم، واشدد بكلتا يديك على هذا الإيضاح، واجعله من فوائد المطارحات الهادفة النافعة، أن الحافظ الذهبى أطلق هذا الاصطلاح ((وُثِقَ)) على جماعةٍ كثيرين من الثقات الذين خرَّج لهم الشيخان فى ((الصحيحين))، وأنا ذاكر لك منهم عشرة فقط للدلالة على صدق قولى، وكبرهانٍ بيِّنٍ على خطأ المقال الآنف نقله، والذى وصفته بالفائدة:
¥(9/230)
(1) خليفة بن كعب التميمى أبو ذبيان البصرى [خ م]. ترجمته فى ((الكاشف)) (1/ 375/1410): وثق.
(2) صفوان بن يعلى بن أمية التميمى [خ م]. ترجمته فى ((الكاشف)) (1/ 504/2409): وثق.
(3) صلة بن زفر العبسى أبو العلاء الكوفى [خ م]. ترجمته فى ((الكاشف)) (1/ 505/2414): وثق.
(4) عباد بن موسى الختلى أبو محمد الأبناوى [خ م]. ترجمته فى ((الكاشف)) (1/ 532/2576): وثق.
(5) عبيد الله بن عبد الله بن أبى ثور القرشى [خ م]. ترجمته فى ((الكاشف)) (1/ 681/3560): وثق.
(6) عمرو بن عثمان بن عبد الله بن موهب التيمى [خ م]. ترجمته فى ((الكاشف)) (2/ 83/4194): وثق.
(7) محمد بن عمرو بن الحسن بن على بن أبى طالب الهاشمى [خ م]. ترجمته فى ((الكاشف)) (2/ 206/5082): وثق.
(8) محمد بن النعمان بن بشير بن سعد أبو سعيد الأنصارى [خ م]. ترجمته فى ((الكاشف)) (2/ 227/5188): وثق.
(9) ميسرة بن عمار الأشجعى الكوفى [خ م]. ترجمته فى ((الكاشف)) (2/ 310/5753): وثق.
(10) هشام بن زيد بن أنس بن مالك الأنصارى [خ م]. ترجمته فى ((الكاشف)) (2/ 336/5963): وثق.
فهؤلاء عشرة من ثقات رجال ((الصحيحين))، وصفهم الحافظ الذهبى بقوله عن كل واحد منهم ((وثق)). فهل بقيت، أخى الكريم، على اعتقادك وتصديقك أنه ((لا ينبغي أن يفهم على أنه ثقة عنده))، كما قال الشيخ الألبانى ـ عفا الله عنه وطيَّب ثراه ـ!!.
وأزيدك إيضاحاً بذكر أحاديث واحدٍ منهم، وليكن ميسرة الأشجعى، وله عندهما حديثان. وقبل ذا، إليك توثيقه، فقد قال ابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (8/ 253): ((ميسرة بن عمار، ويقال ابن تمام الأشجعي كوفى. روى عن: أبى حازم، وسعيد بن المسيب، وأبى عثمان النهدي، وعكرمة. روى عنه: الثوري، وزائدة، وأسباط بن نصر، وأبو داود عيسى بن مسلم الطهوي. سئل أبو زرعة عن ميسرة بن عمار، فقال: كوفى ثقة)). وذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (7/ 484). وقال الحافظ العسقلانى ((التقريب)) (1/ 555): ((ثقة)).
وأما الحديثان:
(الأول) أخرجه البخارى فى ((النكاح)) (5186) قال: حدثنا إسحاق بن نصر، ومسلم فى ((الرضاع)) (1468) قال: حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة، قالا حدثنا حسين الجعفي عن زائدة عن ميسرة عن أبي حازم عن أبي هريرة عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلا يُؤْذِي جَارَهُ، وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا)).
(الثانى) أخرجه البخارى فى ((تفسير القرآن)) (4557) قال: حدثنا محمد بن يوسف عن سفيان عن ميسرة عن أبي حازم عن أبي هريرة 4557 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَيْسَرَةَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال: ((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)) قَالَ: ((خَيْرَ النَّاسِ لِلنَّاسِ، تَأْتُونَ بِهِمْ فِي السَّلاسِلِ فِي أَعْنَاقِهِمْ، حَتَّى يَدْخُلُوا فِي الإِسْلامِ)).
وحسُن ختم هذا الإيضاح بهذا الحديث للدلالة على صحة ما ذكرناه من بعض معنى قول الحافظ الذهبى ((وثق))، ولعلك تتساءل: وهل لهذا الاصطلاح معانٍ آخر. فأقول: نعم، وهذا مما يطول بيانه، وليس ذا موضع بسطه، والله الموفق للصواب.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[05 - 09 - 05, 01:48 ص]ـ
الشَّيْخَ الْمُسَدَّدَ / عَبْدَ الرَّحْمَنِ الْفَقِيه
سَدِيدُ الرَّأي والْحُكْمِ اسْتَقَامَتْ ... طَرائِقُهُ على طُرُقِ السَّدادِ
شَكَرَ اللهُ لَكُمْ. وَأَحْسَنَ جَزَاءَكُمْ.
فَهَذَا، وَاللهِ الْبَيَانُ الْوَاضِحُ، وَالْرَأيُ اللائِحُ، وَالاسْتِقَرَاءُ الدَّقِيق، وَالصَّوَابُ عَلَى التَّحْقِيق.
وَلَقَدْ أَرَدْتُ بَيَانَهُ، وَالتَّنْبِيهَ عَلَيْهُ، فَسَبَقْتُمْ إِلَيْهِ.
¥(9/231)
وَهَذِهِ عُشَارِيَّةٌ أُخْرَى مِنْ رِجَالِ الْبُخَارِيِّ الثِّقَاتِ فِي ((صَحِيحِهِ))، مِنْهُمْ: الْمُكْثِرُ، وَالْمُقِلُّ، وَمَنْ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ إِلا حَدِيثَاً وَاحِدَاً، وَكُلُّهُمْ مِمَّنْ وَصَفَهُمْ الْحَافِظُ الذُّهَبِيُّ بِقَوْلِهِ فِي ((كَاشِفِهِ)): ((وُثِّقَ)):
[1] الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقِ بْنِ أَسْمَاءَ الْجَرْمِىُّ أبُو عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ.
رَوَى لَهُ الْبُخَارِيُّ خَمْسَةَ أَحَادِيثَ:
[1] قَالَ فِي ((الْمَنَاقِبِ)) (3946): حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ ثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ أَبِي وَحَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ: أَنَّهُ تَدَاوَلَهُ بِضْعَةَ عَشَرَ مِنْ رَبٍّ إِلَى رَبٍّ.
[2] قَالَ فِي ((اللِّبَاسِ)) (5830): حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ثَنَا يَحْيَى عَنْ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: كُنَّا مَعَ عُتْبَةَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لا يُلْبَسُ الْحَرِيرُ فِي الدُّنْيَا إِلا لَمْ يُلْبَسْ فِي الآخِرَةِ مِنْهُ)). حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ ثَنَا مُعْتَمِرٌ ثَنَا أَبِي ثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، وَأَشَارَ أَبُو عُثْمَانَ بِإِصْبَعَيْهِ الْمُسَبِّحَةِ وَالْوُسْطَى.
[3] قَالَ فِي ((الاسْتِئْذَانِ)) (6271): حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ ثَنَا مُعْتَمِرٌ سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ، دَعَا النَّاسَ طَعِمُوا، ثُمَّ جَلَسُوا يَتَحَدَّثُونَ، قَالَ: فَأَخَذَ كَأَنَّهُ يَتَهَيَّأُ لِلْقِيَامِ، فَلَمْ يَقُومُوا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَامَ، فَلَمَّا قَامَ قَامَ مَنْ قَامَ مَعَهُ مِنْ النَّاسِ، وَبَقِيَ ثَلاثَةٌ، وَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ لِيَدْخُلَ، فَإِذَا الْقَوْمُ جُلُوسٌ، ثُمَّ إِنَّهُمْ قَامُوا، فَانْطَلَقُوا، قَالَ: فَجِئْتُ، فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ قَدْ انْطَلَقُوا، فَجَاءَ حَتَّى دَخَلَ، فَذَهَبْتُ أَدْخُلُ، فَأَرْخَى الْحِجَابَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ)) إِلَى قَوْلِهِ ((إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمَاً)).
[4] قَالَ فِي ((الْحَجِّ)) (1628): حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ الْبَصْرِيُّ ثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ حَبِيبٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ نَاسَاً طَافُوا بِالْبَيْتِ بَعْدَ صَلاةِ الصُّبْحِ، ثُمَّ قَعَدُوا إِلَى الْمُذَكِّرِ، حَتَّى إِذَا طَلَعَتْ الشَّمْسُ قَامُوا يُصَلُّونَ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: قَعَدُوا حَتَّى إِذَا كَانَتْ السَّاعَةُ الَّتِي تُكْرَهُ فِيهَا الصَّلاةُ قَامُوا يُصَلُّونَ.
[5] قَالَ فِي ((التَّمَنِي)) (7230): حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ ثَنَا يَزِيدُ عَنْ حَبِيبٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَبَّيْنَا بِالْحَجِّ، وَقَدِمْنَا مَكَّةَ لأَرْبَعٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، فَأَمَرَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَطُوفَ بِالْبَيْتِ، وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَأَنْ نَجْعَلَهَا عُمْرَةً وَنَحِلَّ إِلا مَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ، قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ مَعَ أَحَدٍ مِنَّا هَدْيٌ غَيْرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَطَلْحَةَ، وَجَاءَ عَلِيٌّ مِنْ الْيَمَنِ مَعَهُ الْهَدْيُ، فَقَالَ: أَهْلَلْتُ بِمَا أَهَلَّ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: نَنْطَلِقُ إِلَى مِنًى وَذَكَرُ أَحَدِنَا يَقْطُرُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي لَوْ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ
¥(9/232)
أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا أَهْدَيْتُ، وَلَوْلَا أَنَّ مَعِي الْهَدْيَ لَحَلَلْتُ، قَالَ: وَلَقِيَهُ سُرَاقَةُ وَهُوَ يَرْمِي جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَلَنَا هَذِهِ خَاصَّةً؟، قَالَ: لا بَلْ لأَبَدٍ، قَالَ: وَكَانَتْ عَائِشَةُ قَدِمَتْ مَعَهُ مَكَّةَ وَهِيَ حَائِضٌ، فَأَمَرَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَنْسُكَ الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا غَيْرَ أَنَّهَا لا تَطُوفُ وَلا تُصَلِّي حَتَّى تَطْهُرَ، فَلَمَّا نَزَلُوا الْبَطْحَاءَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَتَنْطَلِقُونَ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، وَأَنْطَلِقُ بِحَجَّةٍ!، قَالَ: ثُمَّ أَمَرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَنْ يَنْطَلِقَ مَعَهَا إِلَى التَّنْعِيمِ، فَاعْتَمَرَتْ عُمْرَةً فِي ذِي الْحَجَّةِ بَعْدَ أَيَّامِ الْحَجِّ.
[2] الْحَسَنُ بْنُ مُدْرِكِ بْنِ بَشِيرٍ السَّدُوسِيُّ أبُو عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ الطَّحَّانُ.
رَوَى لَهُ الْبُخَارِيُّ أَرْبَعَةَ أَحَادِيثَ:
[1] قَالَ فِي ((الْحَيْضِ)) (333): حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُدْرِكٍ ثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ اسْمُهُ الْوَضَّاحُ مِنْ كِتَابِهِ قَالَ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ الشَّيْبَانِيُّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ سَمِعْتُ خَالَتِي مَيْمُونَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهَا كَانَتْ تَكُونُ حَائِضَاً لا تُصَلِّي، وَهِيَ مُفْتَرِشَةٌ بِحِذَاءِ مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يُصَلِّي عَلَى خُمْرَتِهِ، إِذَا سَجَدَ أَصَابَنِي بَعْضُ ثَوْبِهِ.
[2] قَالَ فِي ((الْمَنَاقِبِ)) (3948): حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُدْرِكٍ ثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: فَتْرَةٌ بَيْنَ عِيسَى وَمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ سِتُّ مِائَةِ سَنَةٍ.
[3] قَالَ فِي ((تفسير القرآن)) (4883): حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُدْرِكٍ ثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدٍ يعنِي ابن جبير قَالَ: قُلْتُ لابْنِ عَبَّاسٍ: سُورَةُ الْحَشْرِ، قَالَ: قُلْ سُورَةُ النَّضِيرِ.
[4] قَالَ فِي ((الأشربة)) (5638): حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُدْرِكٍ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ قَالَ: رَأَيْتُ قَدَحَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَكَانَ قَدْ انْصَدَعَ، فَسَلْسَلَهُ بِفِضَّةٍ، قَالَ: وَهُوَ قَدَحٌ جَيِّدٌ عَرِيضٌ مِنْ نُضَارٍ، قَالَ أَنَسٌ: لَقَدْ سَقَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْقَدَحِ أَكْثَرَ مِنْ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: إِنَّهُ كَانَ فِيهِ حَلْقَةٌ مِنْ حَدِيدٍ، فَأَرَادَ أَنَسٌ أَنْ يَجْعَلَ مَكَانَهَا حَلْقَةً مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ، فَقَالَ لَهُ أَبُو طَلْحَةَ: لا تُغَيِّرَنَّ شَيْئَاً صَنَعَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَرَكَهُ.
[3] طَرِيفُ بْنُ مُجَالِدٍ أبُو تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيُّ الْبَصْرِيُّ.
رَوَى لَهُ الْبُخَارِيُّ حَدِيثَيْنِ اثْنَيْنِ:
[1] قَالَ فِي ((الأحكام)) (7152): حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الْوَاسِطِيُّ ثَنَا خَالِدٌ عَنْ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ طَرِيفٍ أَبِي تَمِيمَةَ قَالَ: شَهِدْتُ صَفْوَانَ وَجُنْدَبَاً وَأَصْحَابَهُ وَهُوَ يُوصِيهِمْ، فَقَالُوا: هَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئَاً، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: ((مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ وَمَنْ يُشَاقِقْ يَشْقُقْ اللهُ عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ))، فَقَالُوا: أَوْصِنَا، فَقَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَا يُنْتِنُ مِنْ الإِنْسَانِ بَطْنُهُ، فَمَنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لا يَأْكُلَ إِلَّا
¥(9/233)
طَيِّبَاً فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لا يُحَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ بِمِلْءِ كَفِّهِ مِنْ دَمٍ أَهْرَاقَهُ فَلْيَفْعَلْ.
[2] قَالَ فِي ((الأَدَبِ)) (6003): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا عَارِمٌ ثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ سَمِعْتُ أَبَا تَمِيمَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْخُذُنِي، فَيُقْعِدُنِي عَلَى فَخِذِهِ، وَيُقْعِدُ الْحَسَنَ عَلَى فَخِذِهِ الأُخْرَى، ثُمَّ يَضُمُّهُمَا، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ ارْحَمْهُمَا فَإِنِّي أَرْحَمُهُمَا.
[4] طَلْحَةُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الإِسْكَنْدَرَانِىُّ أبُو عَبْدِ الْمَلِكِ الْمِصْرِيُّ.
رَوَى لَهُ الْبُخَارِيُّ حَدِيثَاً وَاحِدَاً:
قَالَ فِي ((الْجِهَادِ وَالسِّيَرِ)) (2853): حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ ثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ سَمِعْتُ سَعِيدَاً الْمَقْبُرِيَّ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ احْتَبَسَ فَرَسَاً فِي سَبِيلِ اللهِ إِيمَانَاً بِاللهِ وَتَصْدِيقَاً بِوَعْدِهِ، فَإِنَّ شِبَعَهُ وَرِيَّهُ وَرَوْثَهُ وَبَوْلَهُ فِي مِيزَانِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)).
[5] عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ النَّصْرِيُّ أبُو بُسْرٍ الدِّمِشْقِيُّ.
رَوَى لَهُ الْبُخَارِيُّ حَدِيثَاً وَاحِدَاً:
قَالَ فِي ((الْمَنَاقِبِ)) (3509): حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ ثَنَا حَرِيزٌ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللهِ النَّصْرِيُّ قَالَ سَمِعْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْفِرَى أَنْ يَدَّعِيَ الرَّجُلُ إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ يُرِيَ عَيْنَهُ مَا لَمْ تَرَ، أَوْ يَقُولُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَمْ يَقُلْ)).
[6] عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ أبُو الْفَضْلِ الْبَغْدَادِيُّ.
رَوَى لَهُ الْبُخَارِيُّ أَرْبَعَةَ أَحَادِيثَ:
[1] قَالَ فِي ((الْبُيُوعِ)) (2176): حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعْدٍ ثَنَا عَمِّي ثَنَا ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ عَنْ عَمِّهِ حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ حَدَّثَهُ مِثْلَ ذَلِكَ حَدِيثَاً عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَقِيَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ؛ مَا هَذَا الَّذِي تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ فِي الصَّرْفِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ مِثْلاً بِمِثْلٍ، وَالْوَرِقُ بِالْوَرِقِ مِثْلاً بِمِثْلٍ)).
[2] قَالَ فِي ((الاعْتِصَامِ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ)) (7361): حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ثَنَا أَبِي وَعَمِّي قَالا حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرٍ أَنَّ أَبَاهُ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَلَّمَتْهُ فِي شَيْءٍ، فَأَمَرَهَا بِأَمْرٍ، فَقَالَتْ: أَرَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللهِ إِنْ لَمْ أَجِدْكَ؟، قَالَ: ((إِنْ لَمْ تَجِدِينِي فَأْتِي أَبَا بَكْرٍ)).
¥(9/234)
[3] قَالَ فِي ((التَّوْحِيدِ)) (7441): حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنِي عَمِّي ثَنَا أَبِي عَنْ صَالِحٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَ إِلَى الأَنْصَارِ، فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ، وَقَالَ لَهُمْ: ((اصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْا اللهَ وَرَسُولَهُ، فَإِنِّي عَلَى الْحَوْضِ)).
[4] قَالَ فِي ((التَّوْحِيدِ)) (7449): حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ثَنَا يَعْقُوبُ ثَنَا أَبِي عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((اخْتَصَمَتْ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ إِلَى رَبّهِمَا، فَقَالَتْ الْجَنَّةُ: يَا رَبِّ؛ مَا لَهَا لا يَدْخُلُهَا إِلّا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ، وَقَالَتْ النَّارُ: يَعْنِي أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ، فَقَالَ اللهُ تَعَالَى لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي، وَقَالَ لِلنَّارِ: أَنْتِ عَذَابِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا، قَالَ: فَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدَاً، وَإِنَّهُ يُنْشِئُ لِلنَّارِ مَنْ يَشَاءُ، فَيُلْقَوْنَ فِيهَا فَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ثَلاثَاً حَتَّى يَضَعَ فِيهَا قَدَمَهُ، فَتَمْتَلِئُ وَيُرَدُّ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَتَقُولُ: قَطْ قَطْ قَطْ)).
[7] عَمْرُو بْنُ عِيسَى الضُّبَعِيُّ أبُو عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ.
رَوَى لَهُ الْبُخَارِيُّ حَدِيثَيْنِ اثْنَيْنِ:
قَالَ فِي ((الْجُمُعَةَ)) (1202): حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عِيسَى ثَنَا أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ ثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كُنَّا نَقُولُ التَّحِيَّةُ فِي الصَّلاةِ وَنُسَمِّي وَيُسَلِّمُ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ، فَسَمِعَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: قُولُوا ((التَّحِيَّاتُ للهِ، وَالصَّلَوَاتُ، وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْنَا، وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَإِنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ، فَقَدْ سَلَّمْتُمْ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ للهِ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ)).
قَالَ فِي ((الأدب)) (6032): حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عِيسَى ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ ثَنَا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَجُلًا اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَآهُ، قَالَ: بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ، وَبِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ، فَلَمَّا جَلَسَ، تَطَلَّقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِهِ، وَانْبَسَطَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا انْطَلَقَ الرَّجُلُ، قَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ حِينَ رَأَيْتَ الرَّجُلَ قُلْتَ لَهُ كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ تَطَلَّقْتَ فِي وَجْهِهِ وَانْبَسَطْتَ إِلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَا عَائِشَةُ مَتَى عَهِدْتِنِي فَحَّاشَاً، إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ: مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ)).
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 09 - 05, 02:16 ص]ـ
حفظكم الله شيخنا الكريم ونفعنا بعلمكم.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[05 - 09 - 05, 08:38 م]ـ
أَخِي الْوَدُودَ الصَّادِقَ الْمِقَةِ / الشَّيْخَ الْفَقِيهَ الْغَامِدِيَّ الْمَكِّيَّ
صَافِى الطَّوَيَّةِ مِنْ غِلٍّ يُكَدِّرُهَا ... وَأَوَّلُ الْمَجْدِ أَنْ تَصْفُو الطَّوِيَّاتُ
¥(9/235)
ـــــــــ سَلامِى إِلَى مَنْ سَكَنْ بِالْبَلَدِ الأَمِينِ. وَتُرْبَةِ التَّقْدِيسِ وَالشَّرَفِ الْمَكِينِ. أُمِّ الْقُرَى الَّتِى بَارَكَهَا رَبُّ الْعَالَمِينَ وَزَكَّى سَاكِنِيهَا. وَوَلَّى وُجُوهَ عِبَادِهِ شَطْرَ كَعْبَتِهَا وَنَوَاحِيهَا. اللَّهُمْ، فَزِدْ هَذَا الْبَلَدَ تَشْرِيفَاً وَتَكْرِيْمَاً. وَعِزَّاً وَمَهَابَةً وَتَعْظِيمَاً.
سَلامِى إِلَى مَنْ لَهُ لُطُفُ خُلُقٍ يَسْعَى اللُّطُفُ لِيُقَبِّلَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ. وَيَسْعَدُ السَّلامُ وَالشَّوْقُ بِالْمُثُولِ بَيْنَ يَدِيْهِ. حَفِظَ اللهُ عَلَى الدَّوَامِ عُلاكَ. وَأَعَاذَكَ مِنْ الْحَسَدِ وَعَافَاكَ. وَسَلَّمَكَ وَحَيَّاكَ. وَحَفِظَ دِينَكَ وَدُنْيَاكَ. وَأَمَدَّكَ مِنْ فَضْلِهِ بِالْمَزِيدِ. وَمِنْ الأَجَلِ بِالْعُمْرِ الْمَدِيدِ.
وَأَنَا وَإِنْ لَمْ تَقَعْ لِى عَلَيْكَ عَيْنٌ. فَمَوْصُولُ أَخْبَارِكَ إِحْدَى الرُّؤْيَتَيْنِ. وَمِمَّا يُؤْثَرُ مِنْ رَسَائِلِ أَبِى مُحَمَّدِ بْنِ أَبِى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْبَرِّ الْكَاتِبِ الْوَزِيرِ ذِى الْفُنُونْ. وَأَنَا عَنْهُ نَاقِلٌ، وَبِكَلامِهِ جَدُّ مَفْتُونْ: وَقَدِيْمَاً تَوَاصَلَ النَّاسُ عَلَى الْبُعْدِ. وَتَهَادُوا ثِمَارَ الإِخْلاصِ وَالْوُدِّ. وَإِنْ لَمْ تَتَقَدَّمْ سَبَبٌ مُوجِبٌ لِلتَّوَاصُلِ. وَلَمْ يَرِدْ رَائِدٌ مُقْتَضٍ لِلتَّرَاسُلِ. وَمَا أَقُولُ إِنَّ مُخَالَطَةً تَمَكَنَّتْ لا سَبَبَ لَهَا. وَلا مُبَاسَطَةٌ تَمَهَّدَتْ لا بَاعِثَ عَلَيْهَا. فَإِنَّ تَوَقِّ النَّفْسِ إِلَى اسْتَصْفَاءِ الْفُضَلاءِ. وَاقْتِنَاءِ مَوَدَاتِ الأَوْفِيَاءِ. أَقْوَى أَسْبَابِ الارْتِبَاطِ. وَأَدْعَى أَبْوَابِ الاغْتِبَاطِ. وَمُحَالٌ أَنْ تَنْجَذِبَ نَفْسٌ إِلَى مَنْ لَيْسَ لَهَا بِهِ أُنْسٌ. أَوْ يَكْلَفَ ضَمِيرٌ بِمَنْ لا يُشَاكِلُهُ مِنْ أَبْنَاءِ الْجِنْسِ. وَقَدْ تَخَلَّتْ مُخَاطَبَتِى لَكَ إِلا مِنْ سَبَبِ الْمَحَبَّةِ فِيكَ. وَالْمَعْرِفَةِ بِجَمِيلِ مَذَاهِبَكَ وَمَسَاعِيكَ.
وأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ: فَمَا أَخْطَأَتْكَ الْفِرَاسَةُ. وَلا اخْتَلَفَتْ فِيكَ الرِّيَاسَةُ. بَلْ أَوْفَيْتَ عَلَى الْمِقَدَارِ الْمَظْنُونِ. وَأَتَيْتَ مِنْ وَرَاءِ الْمُتَيَقَّنِ الْمَضْمُونِ. وَقَدِيْمَاً قَالُوا: لِلْبِقَاعِ تَأَثِيرٌ فِى الطِّبَاعِ. وَالْعِرْقُ إِلَى طِينَتِهِ نَزَّاعٌ. فَحَقَّ لِمَنْ كَانَ مَغْرِسُهُ الرِّيَاضِ. أَنْ يَلْبَسَ بُرْدَ نَسِيمِهَا الْفَضَاضِ. وَتَبْسُقَ فِى سَمَاءِ الْمَجْدِ شَجَرَةُ فَضَائِلِهِ. وَتُؤْتِى أُكُلَهَا لِمُبْتَغِى الْفَضْلِ وَسَائِلِهِ. فَقَدْ اخْتَالَ بِكَ هَذَا الْمُلْتَقَى اخْتِيَالَ الْعَرُوسِ. وَخَضَعَتْ لِنَبَاهِتَكِ أَعِزَّةُ النُّفُوسِ.
وَمَنْ كَانَ عَلَى مَا أَنْتَ عَلَيْهِ. فَمَرْغُوبٌ فِيهِ مُنْجَذِبٌ إِلَيْهِ. مَطْلُوبٌ إِخَائُهُ. مَخْطُوبٌ صَفَائُهُ. مَحْبُوبٌ عَلَى الْبُعَادِ. مُفَدَّىً حَتَّى مِنْ الأَضْدَادِ.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[06 - 09 - 05, 04:38 م]ـ
وَهَذَا تَمَامُ الْعُشَاريَّةِ:
[8] كَثِيرُ بْنُ فَرْقَدٍ الْمَدَنِيُّ.
رَوَى لَهُ الْبُخَارِيُّ حَدِيثَاً وَاحِدَاً، ومُتَابِعَتَيْنِ:
قَالَ فِي ((الجمعة)) (982): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ ثَنَا اللَّيْثُ حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ فَرْقَدٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْحَرُ أَوْ يَذْبَحُ بِالْمُصَلَّى.
وأعاده فِي ((الأضاحِي)) (5552) قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ ثَنَا اللَّيْثُ عَنْ كَثِيرِ بْنِ فَرْقَدٍ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْبَحُ، وَيَنْحَرُ بِالْمُصَلَّى.
[9] مُحَمَّدُ بْنُ الْحَكَمِ الْمَرْوزِيُّ الأَحْوَلُ.
رَوَى لَهُ الْبُخَارِيُّ حَدِيثَيْنِ اثْنَيْنِ:
¥(9/236)
[1] قَالَ فِي ((الْمَنَاقِبِ)) (3595): حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَكَمِ أَخْبَرَنَا النَّضْرُ أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ أَخْبَرَنَا سَعْدٌ الطَّائِيُّ أَخْبَرَنَا مُحِلُّ بْنُ خَلِيفَةَ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: بَيْنَا أَنَا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ، فَشَكَا إِلَيْهِ الْفَاقَةَ، ثُمَّ أَتَاهُ آخَرُ، فَشَكَا إِلَيْهِ قَطْعَ السَّبِيلِ، فَقَالَ: ((يَا عَدِيُّ؛ هَلْ رَأَيْتَ الْحِيرَةَ!))، قُلْتُ: لَمْ أَرَهَا، وَقَدْ أُنْبِئْتُ عَنْهَا، قَالَ: ((فَإِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ، لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنْ الْحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ، لا تَخَافُ أَحَدًا إِلا اللهَ))، قُلْتُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِي: فَأَيْنَ دُعَّارُ طَيِّئٍ الَّذِينَ قَدْ سَعَّرُوا الْبِلادَ!، قال: ((وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ، لَتُفْتَحَنَّ كُنُوزُ كِسْرَى))، قُلْتُ: كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ، قَالَ: ((كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ، وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّ الرَّجُلَ يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ، يَطْلُبُ مَنْ يَقْبَلُهُ مِنْهُ، فَلا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهُ مِنْهُ، وَلَيَلْقَيَنَّ اللهَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ يَلْقَاهُ، وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تَرْجُمَانٌ يُتَرْجِمُ لَهُ، فَلَيَقُولَنَّ لَهُ: أَلَمْ أَبْعَثْ إِلَيْكَ رَسُولاً، فَيُبَلِّغَكَ، فَيَقُولُ: بَلَى، فَيَقُولُ: أَلَمْ أُعْطِكَ مَالاً، وَأُفْضِلْ عَلَيْكَ، فَيَقُولُ: بَلَى، فَيَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ فَلا يَرَى إِلا جَهَنَّمَ، وَيَنْظُرُ عَنْ يَسَارِهِ فَلا يَرَى إِلا جَهَنَّمَ))، قَالَ عَدِيٌّ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((اتَّقُوا النَّارَ، وَلَوْ بِشِقَّةِ تَمْرَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ شِقَّةَ تَمْرَةٍ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ))، قَالَ عَدِيٌّ: فَرَأَيْتُ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنْ الْحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ، لا تَخَافُ إِلا اللهَ، وَكُنْتُ فِيمَنْ افْتَتَحَ كُنُوزَ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ، وَلَئِنْ طَالَتْ بِكُمْ حَيَاةٌ لَتَرَوُنَّ مَا قَالَ النَّبِيُّ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ)).
[2] قَالَ فِي ((الطِّبِّ)) (5757): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَكَمِ ثَنَا النَّضْرُ أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ أَخْبَرَنَا أَبُو حَصِينٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لا عَدْوَى، وَلا طِيَرَةَ، وَلا هَامَةَ، وَلا صَفَرَ)).
[10] مَطَرُ بْنُ الْفَضْلِ الْمَرْوزِيُّ.
رَوَى لَهُ الْبُخَارِيُّ سِتَّةَ أَحَادِيثَ:
[1] قَالَ فِي ((الصلاة)) (364): حَدَّثَنَا مَطَرُ بْنُ الْفَضْلِ ثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ إِسْحَاقَ ثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يُحَدِّثُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْقُلُ مَعَهُمْ الْحِجَارَةَ لِلْكَعْبَةِ، وَعَلَيْهِ إِزَارُهُ، فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ عَمُّهُ: يَا ابْنَ أَخِي، لَوْ حَلَلْتَ إِزَارَكَ فَجَعَلْتَ عَلَى مَنْكِبَيْكَ دُونَ الْحِجَارَةِ، قَالَ: فَحَلَّهُ، فَجَعَلَهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ، فَسَقَطَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ، فَمَا رُئِيَ بَعْدَ ذَلِكَ عُرْيَانَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[2] قَالَ فِي ((الْمَنَاقِبِ)) (3902): حَدَّثَنَا مَطَرُ بْنُ الْفَضْلِ ثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ثَنَا هِشَامٌ ثَنَا عِكْرِمَةُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بُعِثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَرْبَعِينَ سَنَةً، فَمَكُثَ بِمَكَّةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ سَنَةً، يُوحَى إِلَيْهِ، ثُمَّ أُمِرَ بِالْهِجْرَةِ، فَهَاجَرَ عَشْرَ سِنِينَ، وَمَاتَ، وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ.
¥(9/237)
[3] قَالَ فِي ((الْمَنَاقِبِ)) (3903): حَدَّثَنِي مَطَرُ بْنُ الْفَضْلِ ثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ إِسْحَاقَ ثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَكَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ، وَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ.
[4] قَالَ فِي ((اللِّبَاسِ)) (5791): حَدَّثَنَا مَطَرُ بْنُ الْفَضْلِ ثَنَا شَبَابَةُ ثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: لَقِيتُ مُحَارِبَ بْنَ دِثَارٍ عَلَى فَرَسٍ، وَهُوَ يَأْتِي مَكَانَهُ الَّذِي يَقْضِي فِيهِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَحَدَّثَنِي، ةفَقَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ مَخِيلَةً، لَمْ يَنْظُرْ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ))، فَقُلْتُ لِمُحَارِبٍ: أَذَكَرَ إِزَارَهُ؟، قَالَ: مَا خَصَّ إِزَارَاً، وَلا قَمِيصَاً.
[5] قَالَ فِي ((الْجِهَادِ وَالسِّيَرِ)) (2996): حَدَّثَنَا مَطَرُ بْنُ الْفَضْلِ ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ثَنَا الْعَوَّامُ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ أَبُو إِسْمَاعِيلَ السَّكْسَكِيُّ سَمِعْتُ أَبَا بُرْدَةَ، وَاصْطَحَبَ هُوَ وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي كَبْشَةَ فِي سَفَرٍ، فَكَانَ يَزِيدُ يَصُومُ فِي السَّفَرِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بُرْدَةَ سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى مِرَارَاً يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمَاً صَحِيحَاً)).
[6] قَالَ فِي ((الْعَقِيقَةِ)) (5470): حَدَّثَنَا مَطَرُ بْنُ الْفَضْلِ ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَوْنٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ ابْنٌ لأَبِي طَلْحَةَ يَشْتَكِي، فَخَرَجَ أَبُو طَلْحَةَ، فَقُبِضَ الصَّبِيُّ، فَلَمَّا رَجَعَ أَبُو طَلْحَةَ، قَالَ: مَا فَعَلَ ابْنِي؟، قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: هُوَ أَسْكَنُ مَا كَانَ، فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ الْعَشَاءَ، فَتَعَشَّى، ثُمَّ أَصَابَ مِنْهَا، فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَتْ: وَارُوا الصَّبِيَّ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَبُو طَلْحَةَ، أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: ((أَعْرَسْتُمْ اللَّيْلَةَ؟))، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: ((اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمَا))، فَوَلَدَتْ غُلامًا قَالَ لِي أَبُو طَلْحَةَ: احْفَظْهُ حَتَّى تَأْتِيَ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَى بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَرْسَلَتْ مَعَهُ بِتَمَرَاتٍ، فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَمَعَهُ شَيْءٌ؟، قَالُوا: نَعَمْ تَمَرَاتٌ، فَأَخَذَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَضَغَهَا، ثُمَّ أَخَذَ مِنْ فِيهِ، فَجَعَلَهَا فِي فِي الصَّبِيِّ، وَحَنَّكَهُ بِهِ، وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللهِ.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[17 - 09 - 05, 06:57 م]ـ
الحمد لله وحده ...
فاعلم أنه من الأقوال التى ردها أكثر فضلاء زماننا على الشيخ الألبانى
مثل مَن يا شيخ؟
جزاك الله خيرًا
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[19 - 09 - 05, 06:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد تتبع من قال فيه الإمام الذهبي (وثق) من خلال الكاشف و من تكلم فيه وهو موثق تراه يطلق هذا اللفظ على رجال روى لهم البخاري ومسلم أو روى لهم البخاري دون مسلم اومسلم دون البخاري وبالاشراك مع أصحاب السنن
وممن روى لهم الستة
صلة بن زفر العبسي وعاصم بن أبي النجود وغيرهما.
وممن روى له البخاري ومسلم صفوان بن يعلى وعباد بن موسى
وممن روى له البخاري دون مسلم أحمد بن ابي الطيب والحسن بن عمرو بن شقيق وسعد الطائي وغيرهم
وممن أخرج له مسلم خليد بن عبد الله العصري وسعيد بن خالد وسهم بن منجاب وغيرهم.وممن أخرج له أصحاب السنن مما لم ير لهما البخاري ومسلم أحمد بن إبراهيم الموصلي وأحمد بن سعيد الكندي وبشر بن عمارة وثعلبة بن مسلم وغيرهم
وكان عدد من قال فيه (وثق) في كتابه من تكلم فيه وهو مةثق (إثنان وعشرون راويا) منهم جابر بن عمرو الوازع وسعد بن سعيد الأنصاري.
والذي تبين لي بعد البحث والتتبع واستعمال بعض أهل العلم لهذا اللفظكالهيثمي في الجمع في قوله في عبد الله بنحمد بن عقيل وثق ومعشر بن نجيح وغيرهم
وكذا استعمال المباركفوري له في التحفة كما في قيس بن الربيع وخالد الزنجي وغيرهما أقول لا يعني فقط توثيق ابن حبان لهما وإن كان هذا بعض مراد الذهبي.
وقد أنار درب هذا المصطلح نفس الإمام الذهبي من تكلم فيه وهو موثق من قوله (ذكر أسماء ... فهؤلاء حديثهم إن لم يكن في أعلى مراتب الصحيح فلا ينزل عن رتبة الحسن ... )
وعليه فإن ثمرة يحثي التي توصلت لها في هذا البحث: ترجع إلى أمرين:
الأول
أنه في ثقات ابن حبان ويدل على ذلك وجود كل من قال فيه وثق في الثقات.
الثاني
من أطلق عليه ذا اللفظ متردد بين أعللى درجات الصحة وأدناها وهو الحسن.
وهناك من الباحثين من أخطأ في تفسير هذا اللفظ لعدم الاستقراء والتفتيش ومنهم من ارتجل فخرج بنتائج غريبة ولا داعي لذكر أسمائهم
وفي كل حال يلزم الباحث معرفة منزلة الراوي ومانته بين الحفاظ حال الدراسة ليتمكن من الحكم على الرواية بصورة صحيحة.
أولكن يبقى مطمئنا أن الروي الموصف بهذا اللفظ معتبر الرواية في أدنى الأحكام عند الإمام الذهبي والله أعلم(9/238)
القول الفصل في حكم عنعنة قتادة والزهري و أمثالها ممن وصف بالتدليس ولهم روايات معنعة
ـ[أبو روضة الأزهري]ــــــــ[04 - 09 - 05, 01:05 ص]ـ
ما القول الفصل في حكم عنعنة قتادة والزهري و أمثالها ممن وصف بالتدليس ولهم روايات معنعة في الصحيحين
أرجو الإفادة من أهل الحديث مع ذكر مراجع ذلك
جزاكم الله خيرا
ـ[السبيل]ــــــــ[10 - 09 - 05, 06:57 م]ـ
لعل كتاب طبقات المدلسين للحافظ إبن حجر يفيدك
ـ[محمد الطاسان]ــــــــ[23 - 09 - 05, 03:40 م]ـ
راجع كتاب منهج المتقدمين في التدليس للفهد.
ـ[السبيل]ــــــــ[23 - 09 - 05, 10:53 م]ـ
راجع قبل كل شيئ الفقرات 1031، 1032، 1033، 1034، 1035 من كتاب الرسالة للإمام الشافعي، تعلم منهج المأصلين من المتقدمين لقبول رواية المدلسين(9/239)
ما معنى الأولية الحقيقية والإضافية؟ في الحديث المسلسلة بالأولية
ـ[السيد محمد الديباج]ــــــــ[04 - 09 - 05, 02:24 ص]ـ
الى الإخوة السلام عليكم, ولي سؤال: ماذا تعني أولية حقيقية وأولية إضافية؟؟؟؟ في الحديث المسلسلة بالأولية.
ـ[السيد محمد الديباج]ــــــــ[05 - 09 - 05, 09:21 م]ـ
ألا هل من مجيب؟؟؟؟
ـ[أبو فارس القرشي]ــــــــ[09 - 09 - 05, 08:10 ص]ـ
الأولية الحقيقية تعني: حدثنا فلان وهو اول حديث سمعته منه عن فلان وهو اول حديث سمعته منه ... وهكذا
أما الأولية الإضافية فتعني: إضافة صفة عند التحديث كالمصافحة والمشابكة وأكل التمر والماء ووضع اليد على الرأس .. حدثني فلان وصافحني عن فلان وصافحني ... إلخ
والغالب أنه لم يصح شيء من مسلسلات الأولية الإضافية .. فأسانيدها جد واهية ..
والله أعلم(9/240)
كيف يصحح الترمذي حديثا راويه مجهول؟ وهل يعتبر هذا توثيق منه؟
ـ[سيف 1]ــــــــ[04 - 09 - 05, 08:44 م]ـ
الحديث هو حديث الحج من طريق سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أبيه
صححه الترمذي في ثلاثة مواضع وسليمان هذا لم أجد من وثقه اللهم الا ذكر ابن حبان له في الثقات
وقال عنه القطان:مجهول!
بارك الله فيكم
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[04 - 09 - 05, 09:03 م]ـ
بارك الله فيكم ..
لعل هذا يزيد قاعدة التخفُّفِ في جهالة التابعين صحةً، ويؤيدها.
وقد صحح الحديثَ ابن عبد البر في الاستيعاب (ترجمة عمرو بن الأحوص)، ولو لاحظت أن الذهبي قال في الكاشف عن سليمان: ثقة، ولا أدري هل استقى هذا من توثيق ابن حبان؟
تنبيه: الذي حكم بالجهالة على سليمان هذا ليس القطان، بل ابن القطان صاحب بيان الوهم.
والله أعلم.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[05 - 09 - 05, 09:46 ص]ـ
فِي مِقَالٍ سَابِقِ بِعُنْوَانِ:
حسَّانُ عَبْدُ الْمَنَّانِ وصنيعه بكتاب ((رِيَاضُ الصَّالِحِينَ)) (1)
قلت: ((فَإِنَّنِى أَكَادُ أَجْزِمُ فِى نَفْسِى، مِنْ خِلالِ نَظْرَةٍ فَاحِصَةٍ لِوَاقِعِ الْيَوْمِ، أَنَّ الأَغْلَبَ الأَعَمَّ مِنْ طَلَبَةِ عِلْمِ الْحَدِيثِ النَّبَوِيِّ، بَلْ وَكَثِيراً مِنْ فُضَلاءِ وَقْتِنَا، وَعُلَمَاءِ زَمَانِنَا، يُبَادِرُونَ إِلَى أَحْكَامٍ جَائِرَةٍ عَلَى الأَحَادِيثِ الْمُصْطَفَويَّةِ، عَمَلاً بِظَاهِرِ كَلامِ أَئِمَّةِ الْجَرْحِ وَأَحْكَامِهِمْ، مِنْ غَيْرِ سَبْرٍ لِلرِّوَايَاتِ، وَالْوُقُوفِ عَلَى مَا يَحْتَفُّ بِهَا مِنْ قَرَائِنَ مُؤَثِّرَةٍ فِى الْحُكْمِ عَلَيْهَا.
فَمَا أَيْسَرَهُ عَمَلاً، وَأَسْهَلَهُ مَنْهَجَاً، أَنْ يَعْمَدَ أَحَدُهُمْ إِلَى الْحَدِيثِ، وَقَدْ اطَّلَعَ عَلَى بَعْضِ مَصَادِرِهِ، فَيَتَعَرَّفَ عَلَى رِجَالِ إِسْنَادِهِ، ثُمَّ يُقَابِلَهُمْ بِمَا اخْتَصَرَهُ الْحَافِظُ الْمِزِّيُّ أَوْ الذَّهَبِيُّ أَوْ الْعَسْقَلانِيُّ مِنْ مَرَاتِبِهِمْ فِى الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ، وَيَحْكُمَ بِمُقْتَضَى ذَلِكَ عَلَى الْحَدِيثِ بِالضَّعْفِ أَوْ الصِّحَّةِ، كَنَحْوِ قَوْلِهِمْ ((هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ، لأَنَّ رَاوِيهِ ضَعِيفٌ))، وَ ((هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، لأَنَّ رَاوِيهِ يَرْوِى الْمَنَاكِيرَ))، وَ ((هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ، لأَنَّ رَاوِيهِ كَذَّابٌ أَوْ وَضَّاعٌ)).
وَقَدْ أَفْرَزَتْ هَذِهِ السَّطْحِيَّةُ وَالظَّاهِرِيَّةُ كَمَّاً هَائِلاً مِنْ الأَحْكَامِ الْخَاطِئَةِ عَلَى الأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ، وَالآثَارِ الْمُصْطَفَويَّةِ، حَتَّى تَطَرَّقَ ذَلِكَ إِلَى أَحَادِيثِ ((الصَّحِيحَيْنِ)) وَ ((السُّنُنِ الأَرْبَعَةِ))، وَصَحِيحَى ابْنِ خُزَيْمَةَ وَابْنِ حِبَّانَ، وَالْكَثِيرِ مِنْ الأَحَادِيثِ الَّتِى احْتَجَّ بِهَا أَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ الْمُحَدِّثِينَ، وَالْفُقَهَاءِ، وَالأُصُولِيِّينَ.
وَمِنْ مُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فِى ذَلِكَ أَنْ حُمِلَتْ أَحْكَامُ أَئِمَّةِ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ عَلَى غَيْرِ مَحَامِلِهَا، وَصُرِفَتْ إِلَى غَيْرِ مَعَانِيهَا، وَحُرِّفَتْ عَنْ مَوَاضِعَهَا، فَضْلاً عَنْ الآرَاءِ الْمُنْحَرِفَةِ فِى حَقِّ الْكَثِيرِ مِنْ رُفَعَاءِ الأَئِمَّةِ، وَعُلَمَاءِ الأُمَّةِ)) اهـ.
وَفِيمَا نَحْنُ بِصَدَدِهِ مِنْ تَوْجِيهِ تَصْحِيحِ أبِي عيسَى التِّرْمِذِِّي لِحَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الأَحْوَصِ
فَقَدْ لَزِمَ أَوَّلاً: ذِكْرُ الْحَدِيثِ بِسِيَاقِهِ التَّامِّ
قال الترمذِيُّ (3087): حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلالُ ثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ عَنْ زَائِدَةَ عَنْ شَبِيبِ بْنِ غَرْقَدَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الأَحْوَصِ حَدَّثَنَا أَبِي: أَنَّهُ شَهِدَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَذَكَّرَ، وَوَعَظَ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّ يَوْمٍ أَحْرَمُ .. أَيُّ يَوْمٍ أَحْرَمُ .. أَيُّ يَوْمٍ أَحْرَمُ؟، قَالَ: فَقَالَ النَّاسُ: يَوْمُ الْحَجِّ الأَكْبَرِ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: ((
¥(9/241)
فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ، وَأَمْوَالَكُمْ، وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ، هَذَا. أَلا لا يَجْنِي جَانٍ إِلا عَلَى نَفْسِهِ، وَلا يَجْنِي وَالِدٌ عَلَى وَلَدِهِ، وَلا وَلَدٌ عَلَى وَالِدِهِ، أَلا إِنَّ الْمُسْلِمَ أَخُو الْمُسْلِمِ، فَلَيْسَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ، إِلا مَا أَحَلَّ مِنْ نَفْسِهِ، أَلا وَإِنَّ كُلَّ رِبًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ، لَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ، لا تَظْلِمُونَ، وَلا تُظْلَمُونَ، غَيْرَ رِبَا الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَإِنَّهُ مَوْضُوعٌ كُلُّهُ، أَلا وَإِنَّ كُلَّ دَمٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ، وَأَوَّلُ دَمٍ وُضِعَ مِنْ دِمَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ دَمُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، كَانَ مُسْتَرْضَعًا فِي بَنِي لَيْثٍ، فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ، أَلا وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرَاً، فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٍ عِنْدَكُمْ، لَيْسَ تَمْلِكُونَ مِنْهُنَّ شَيْئَاً غَيْرَ ذَلِكَ، إِلا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ، فَإِنْ فَعَلْنَ، فَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ، وَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبَاً غَيْرَ مُبَرِّحٍ، فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ، فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً أَلا إِنَّ لَكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ حَقَّاً، وَلِنِسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقَّاً، فَأَمَّا حَقُّكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ فَلا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ مَنْ تَكْرَهُونَ، وَلا يَأْذَنَّ فِي بُيُوتِكُمْ لِمَنْ تَكْرَهُونَ، أَلا وَإِنَّ حَقَّهُنَّ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحْسِنُوا إِلَيْهِنَّ فِي كِسْوَتِهِنَّ وَطَعَامِهِنَّ)).
قَالَ أَبُو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ)).
ضَعُ هَذَا الْحَدِيثَ بِهَذَا السِّيَاقِ التَّامِّ أمَامَ أَصَحِّ حَدِيثٍ فِي حَجَّة الْوَدَاعِ، أَعْنِي حَدِيثَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، الَّذِي أَخْرَجَهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ فِي ((كِتَابِ الْحَجِّ)) مِنْ ((صَحِيحَهِ)) (1218)، فَقَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَإِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ جَمِيعَاً عَنْ حَاتِمٍ قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَدَنِيُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، فَسَأَلَ عَنْ الْقَوْمِ حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّ، فَقُلْتُ: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، فَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى رَأْسِي، فَنَزَعَ زِرِّي الأَعْلَى، ثُمَّ نَزَعَ زِرِّي الأَسْفَلَ، ثُمَّ وَضَعَ كَفَّهُ بَيْنَ ثَدْيَيَّ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلامٌ شَابٌّ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِكَ يَا ابْنَ أَخِي، سَلْ عَمَّا شِئْتَ، فَسَأَلْتُهُ، وَهُوَ أَعْمَى، وَحَضَرَ وَقْتُ الصَّلاةِ، فَقَامَ فِي نِسَاجَةٍ مُلْتَحِفَاً بِهَا، كُلَّمَا وَضَعَهَا عَلَى مَنْكِبِهِ رَجَعَ طَرَفَاهَا إِلَيْهِ مِنْ صِغَرِهَا، وَرِدَاؤُهُ إِلَى جَنْبِهِ عَلَى الْمِشْجَبِ، فَصَلَّى بِنَا، فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ حَجَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ بِيَدِهِ، فَعَقَدَ تِسْعَاً، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَثَ تِسْعَ سِنِينَ لَمْ يَحُجَّ، ثُمَّ أَذَّنَ فِي النَّاسِ فِي الْعَاشِرَةِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجٌّ، فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ بَشَرٌ كَثِيرٌ، كُلُّهُمْ يَلْتَمِسُ أَنْ يَأْتَمَّ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَعْمَلَ مِثْلَ عَمَلِهِ، فَخَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى أَتَيْنَا ذَا الْحُلَيْفَةِ .... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ:
¥(9/242)
حَتَّى أَتَى عَرَفَةَ، فَوَجَدَ الْقُبَّةَ قَدْ ضُرِبَتْ لَهُ بِنَمِرَةَ، فَنَزَلَ بِهَا، حَتَّى إِذَا زَاغَتْ الشَّمْسُ أَمَرَ بِالْقَصْوَاءِ، فَرُحِلَتْ لَهُ، فَأَتَى بَطْنَ الْوَادِي، فَخَطَبَ النَّاسَ، وَقَالَ: ((إِنَّ دِمَاءَكُمْ، وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَلا كُلُّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمَيَّ مَوْضُوعٌ، وَدِمَاءُ الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعَةٌ، وَإِنَّ أَوَّلَ دَمٍ أَضَعُ مِنْ دِمَائِنَا دَمُ ابْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ، كَانَ مُسْتَرْضِعَاً فِي بَنِي سَعْدٍ، فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ، وَرِبَا الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ، وَأَوَّلُ رِبًا أَضَعُ رِبَانَا: رِبَا عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَإِنَّهُ مَوْضُوعٌ كُلُّهُ، فَاتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ، فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ، وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدَاً تَكْرَهُونَهُ، فَإِنْ فَعَلْنَ ذَلِكَ، فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبَاً غَيْرَ مُبَرِّحٍ، وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنْ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ، كِتَابُ اللهِ، وَأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّي فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ)) وذكر الحديث.
ثُمَّ تَسَاءَل: أَلَيْسَ قَدْ خَرَجَ الْحَدِيثَانِ مِنْ مِشْكَاةٍ وَاحِدَةٍ؟!، وَمَا الْفَرْقُ بَيْنَ تَصْحِيحِ مُسْلِمٍ لِحَدِيثِ جَابِرٍ، وتَصْحِيحِ أبِي عيسَى التِّرْمِذِِّي لِحَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الأَحْوَصِ؟، وَهَلْ يَعْنِي ذَلِكَ أَنَّ أبَا عيسَى التِّرْمِذِِّيَّ قَائِلٌ بِتَوْثِيقِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الأَحْوَصِ؟. وَلا يَغِيبَنَّ عَنْكَ مَا سَبَقَ ذِكْرُهُ مِنْ: وُجُوبِ الْوُقُوفِ عَلَى مَا يَحْتَفُّ بِالأَحَادِيثِ مِنْ قَرَائِنَ مُؤَثِّرَةٍ فِى الْحُكْمِ عَلَيْهَا.
يأتيك الجواب عن الأسئلة الآنفة بتوفيق الله وعونه.
ــ هامش ــ
(1) المقالة الحادية عشرة من ((المقالات القصار فِي فتاوَى الأحاديث والأخبار)) ج1/ دار الصفا والمروة للنشر بالإسكندرية.
ـ[سيف 1]ــــــــ[05 - 09 - 05, 04:52 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم محمد على افادتك القيمة ورفع الله درجتك يوم الدين اللهم آمين
شيخنا الجليل أبو محمد ان كلامك له حلاوة وحسن صياغة وهو في ذلك كله مقتصد الى البيان حفظك الله لنا وزادك من علمه ونفعنا بك اللهم آمين
شيخنا الكريم أبو محمد , لكن لا يخفيك ان بعض الألفاظ والعبارات جاءت زائدة عند الترمذي رحمه الله
فهل نكتفي بالتصحيح لكون سياق الحديث (ككل) متفق مع ما أخرجه مسلم في صحيحه؟
اعذرني على سوء فهمي ان كنت أخطأت فهم المقصود.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[07 - 09 - 05, 05:07 م]ـ
الْحَمْدُ للهِ الْكَرِيْمِ الْمَنَّانِ. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَتَمَّانِ الأَكْمَلانِ عَلَى الْمَبْعُوثِ بِالْهِدَايَةِ وَالإِيْمَانِ.
وبعد ..
الْحَبِيبَ الْوَدُودَ / سَيْفَ.
بَارَكَ اللهُ فِيكَ، وَوَفَّقَكَ لِلْخَيْرِ حَيْثُ تَوَجَهْتَ. يأتيك بِتَوْفِيقِ اللهِ الْجَوَابُ وَافِيَاً عَلَى الأَسْئِلَةِ الآنِفَةِ، وَانْظُرْ غَيْرَ مَأْمُورٍ أَوَّلاً هَذَا الرَّابِطَ:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17981
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[08 - 09 - 05, 02:25 ص]ـ
ما قاله أخي الشيخ (محمد بن عبد الله) صحيح، وقد صحح الأئمة حديث أبي قتادة في الهرة، مع الجهالة الواقعة في سنده.
والمسألة دقيقة بحاجة إلى مزيد تحرير والله الموفق.
ـ[سيف 1]ــــــــ[08 - 09 - 05, 04:49 ص]ـ
شيخنا الكريم أبو محمد رفع الله قدره في الدنيا والآخرة.قد اطلعت على الرابط المذكور وما يحتويه من روابط أيضا. وأنا شديد الشغف والترقب لكتابكم المنتظر ولباقي ردك واسأل الله تعالى ان يتم عليك نعمه ويشفيك وييسر لك اتمام كتابك ومراجعته واخراجه للنور حتى نستفيد منه جميعا.الله آمين
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[08 - 09 - 05, 01:40 م]ـ
¥(9/243)
الْحَمْدُ للهِ الْكَرِيْمِ الْمَنَّانِ. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَتَمَّانِ الأَكْمَلانِ عَلَى الْمَبْعُوثِ بِالْهِدَايَةِ وَالإِيْمَانِ.
وَبَعْدُ ..
الْحَبِيبَ الْوَدُودَ / سَيْفَ.
بَارَكَ اللهُ فِيكَ، وَوَفَّقَكَ لِلْخَيْرِ حَيْثُ تَوَجَهْتَ.
يأتيك بِتَوْفِيقِ اللهِ الْجَوَابُ وَافِيَاً عَلَى الأَسْئِلَةِ الآنِفَةِ، وَلَيَكُنْ بَيْنَ يَدِيهِ:
نَمَاذِجُ أُخْرَى لِمَجَاهِيلِ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ مِمَّنْ لَمْ يَرْوِ عَنْهُمْ إِلا وَاحِدٌ
وَبَيَانُ الدِّلالَةِ عَلَى صِحَّةِ رِوَايَاتِهِمْ مَعَ قِلَّتِهَا
[1] أبُو فِرَاسٍ النَّهْدِيُّ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ إِلا أبُو نَضْرَةَ الْبَصْرِيُّ
ــــــ
قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ (1/ 41): حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يعنِي ابْنَ عُلَيَّةَ أَنْبَأَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي فِرَاسٍ قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلا إِنَّا إِنَّمَا كُنَّا نَعْرِفُكُمْ إِذْ بَيْنَ ظَهْرَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِذْ يَنْزِلُ الْوَحْيُ، وَإِذْ يُنْبِئُنَا اللهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ، أَلا وَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ انْطَلَقَ، وَقَدْ انْقَطَعَ الْوَحْيُ، وَإِنَّمَا نَعْرِفُكُمْ بِمَا نَقُولُ لَكُمْ: مَنْ أَظْهَرَ مِنْكُمْ خَيْرَاً ظَنَنَّا بِهِ خَيْرَاً، وَأَحْبَبْنَاهُ عَلَيْهِ، وَمَنْ أَظْهَرَ مِنْكُمْ لَنَا شَرًّا ظَنَنَّا بِهِ شَرَّاً، وَأَبْغَضْنَاهُ عَلَيْهِ، سَرَائِرُكُمْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ رَبِّكُمْ، أَلا إِنَّهُ قَدْ أَتَى عَلَيَّ حِينٌ، وَأَنَا أَحْسِبُ أَنَّ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ يُرِيدُ اللهَ وَمَا عِنْدَهُ، فَقَدْ خُيِّلَ إِلَيَّ بِآخِرَةٍ أَلا إِنَّ رِجَالاً قَدْ قَرَءُوهُ يُرِيدُونَ بِهِ مَا عِنْدَ النَّاسِ، فَأَرِيدُوا اللهَ بِقِرَاءَتِكُمْ، وَأَرِيدُوهُ بِأَعْمَالِكُمْ، أَلا إِنِّي وَاللهِ مَا أُرْسِلُ عُمَّالِي إِلَيْكُمْ لِيَضْرِبُوا أَبْشَارَكُمْ، وَلا لِيَأْخُذُوا أَمْوَالَكُمْ وَلَكِنْ أُرْسِلُهُمْ إِلَيْكُمْ لِيُعَلِّمُوكُمْ دِينَكُمْ وَسُنَّتَكُمْ، فَمَنْ فُعِلَ بِهِ شَيْءٌ سِوَى ذَلِكَ فَلْيَرْفَعْهُ إِلَيَّ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِذَنْ لأُقِصَّنَّهُ مِنْهُ، فَوَثَبَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؛ أَوَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ عَلَى رَعِيَّةٍ، فَأَدَّبَ بَعْضَ رَعِيَّتِهِ، أَئِنَّكَ لَمُقْتَصُّهُ مِنْهُ؟، قَالَ: إِي وَالَّذِي نَفْسُ عُمَرَ بِيَدِهِ، إِذَنْ لأُقِصَّنَّهُ مِنْهُ، وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقِصُّ مِنْ نَفْسِهِ، أَلا لا تَضْرِبُوا الْمُسْلِمِينَ فَتُذِلُّوهُمْ، وَلا تُجَمِّرُوهُمْ فَتَفْتِنُوهُمْ، وَلا تَمْنَعُوهُمْ حُقُوقَهُمْ فَتُكَفِّرُوهُمْ، وَلا تُنْزِلُوهُمْ الْغِيَاضَ فَتُضَيِّعُوهُمْ.
وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ (6/ 461،124/ 32921،30001)، والطَّبَرِيُّ ((التَّارِيخُ)) (2/ 567)، والْمِزِّيُّ ((تَهْذِيبُ الْكَمَالِ)) (34/ 184) جَمِيعَاً عَنْ ابْنِ عُلَيَّةَ بِنَحْوِهِ.
قُلْتُ: وَهذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ، رِجَالُهُ مُوثَّقُونَ كُلُّهُمْ. وَالْجُرَيْرِيُّ سَعِيدُ بْنُ إِيَاسٍ أبُو مَسْعُودٍ الْبَصْرِيُّ ثِقَةٌ اخْتَلَطَ قَبْلَ مَوْتَهِ بِثَلاثِ سِنِينَ، وَسَمَاعُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُلَيَّةَ مِنْهُ قَدِيْمٌ قَبْلَ الاخْتِلاطِ، وَلِذَا احْتَجَّ الشَّيْخَانِ مَعَاً بِرِوَايَةِ ابْنِ عُلَيَّةَ عَنْهُ، وَلِمُسْلِمٍ خَاصَّةً ثَمَانِيَةُ رِوَايَاتٍ عَنْهُ.
¥(9/244)
فَقَدْ قَالَ الْبُخَارِيُّ (6919): حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ، وَمُسْلِمٌ (87): حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، قَالا: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ الإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ ثَلاثَاً، أَوْ قَوْلُ الزُّورِ))، فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا، حَتَّى قُلْنَا لَيْتَهُ سَكَتَ.
وَأَمَّا أبُو فِرَاسٍ النَّهْدِي _ هَكَذَا نَسَبَهُ هُشَيْمٌ _ فَهُوَ تَابِعِيٌّ بصرِيٌّ مِنْ كِبَارِهِمْ، شَهِدَ خُطْبَةَ عُمَرَ وَسَمِعَهَا وَحَفِظَهَا، وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ سِوَاهَا، وَقَدْ تُوبِعَ عَلَي حَدِيثِهِ وَلَمْ يَتَفَرَّدْ.
فَهُوَ بِهَذَا الاعْتِبَارِ صَحِيحُ الرِّوَايَةِ، وَإِنْ تَفَرَّدَ عَنْهُ أبُو نَضْرَةَ الْبَصْرِيُّ، وَحَدِيثُهُ صَحِيحٌ مُتَلقَى بِالْقَبُولِ، كَمَا قَالَ الْحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِى خَاتِمَةِ ((الدِّيوَانِ)): ((وَأَمَّا الْمَجْهُولُوَن مِنْ الرُّوَاةِ، فَإِنْ كَانَ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ أَوْ أَوْسَاطِهِمْ؛ احْتُمِلَ حَدِيثُهُ، وَتُلُقِىَ بِحُسْنِ الظَِّّن؛ إِذَا سَلِمَ مِنْ مُخَالَفَةِ الأُصُولِ وَرَكَاكَةِ الأَلْفَاظِ)) اهـ. وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي ((كِتَاب الثِّقَاتِ)) (5/ 585/6407)، إِلا أَنَّهُ قَالَ: رَوَى عَنْهُ أَهْلُ الْبَصْرَةِ!!.
قُلْتُ: وَقَدْ تَابَعَ ابْنَ عُلَيَّةَ جَمْعٌ مِنْ الأَثْبَاتِ، أَكْثَرُهُمْ مِمَّنْ سَمِعَ الْجُرَيْرِيَّ قَبْلَ اخْتِلاطِهِ.
فقد أخرجه كذلك مُسَدَّدٌ كما فِي ((الْمَطَالِبُ الْعَالِيَة بِزَوَائِدِ الْمَسَانِيدِ الثَّمَانِيَة)) (2119)، وعُمَرُ بْنُ شَبَّةَ ((أَخْبَارُ الْمَدِينَةِ)) (1383)، وابْنُ الْْجَارُودِ (844) ثَلاثَتُهُمْ عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، والطَّيَالسِيُّ (54) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ((السُّنُن)) (2/ 418) عَنْ خَالِدٍ الطَّحَّانِ، وَهَنَّادٌ ((الزُّهد)) (2/ 442) عَنْ حَمَّادِ بْنِ أُسَامَةَ، وأبُو دَاوُدَ (4537) عَنْ أبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ، والْفِرْيَابِيُّ ((فَضَائِلُ الْقُرْآنِ)) (155،154) عَنْ وُهَيْبِ بْنِ خَالِدٍ وخَالِدٍ الطَّحَّانِ، وأبُو يَعْلَى (196)، والْمَقْدِسِيُّ ((الْمَخْتَارَة)) (1/ 219)، وابْنُ عَسَاكَر ((تَارِيخُ دِمِشْقَ)) (44/ 278) ثلاثتهم عَنْ مَهْدِي بْنِ مَيْمُونٍ، والآجُرِّيُّ ((أَخْلاقُ حَمَلَةِ الْقُرْآنِ)) (26) عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، والْحَاكِمُ (4/ 485) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، وأبُو نُعَيْمٍ ((الْحِلْيَة)) (9/ 253) عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، والطَّحَاوِيُّ ((مُشْكَلُ الآثَارِ)) عَنْ مَهْدِي بْنِ مَيْمُونٍ وَعَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَطَاءٍ، والْبَيْهقِيُّ ((الْكُبْرَى)) (8/ 48و9/ 29،42) و ((شُعُبُ الإِيْمَانِ)) (2/ 531/2619) عَنْ الْفَزَارِيِّ ومَهْدِي بْنِ مَيْمُونٍ، اثْنَا عَشْرِهِمْ عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي فِرَاسٍ عَنْ عُمَرَ.
وَقَدْ تَابَعَ أَبَا فِرَاسٍ عَنْ عُمَرَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، إِلا أنَّهُ اخْتَصَرَهُ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ ((الشهادات)) (2641): حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُتْبَةَ قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: إِنَّ أُنَاسَاً كَانُوا يُؤْخَذُونَ بِالْوَحْيِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّ الْوَحْيَ قَدْ انْقَطَعَ، وَإِنَّمَا نَأْخُذُكُمْ الآنَ بِمَا ظَهَرَ لَنَا مِنْ أَعْمَالِكُمْ، فَمَنْ أَظْهَرَ لَنَا خَيْرَاً أَمِنَّاهُ وَقَرَّبْنَاهُ، وَلَيْسَ إِلَيْنَا مِنْ سَرِيرَتِهِ شَيْءٌ، اللهُ
¥(9/245)
يُحَاسِبُهُ فِي سَرِيرَتِهِ، وَمَنْ أَظْهَرَ لَنَا سُوءَاً لَمْ نَأْمَنْهُ وَلَمْ نُصَدِّقْهُ، وَإِنْ قَالَ: إِنَّ سَرِيرَتَهُ حَسَنَةٌ.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[09 - 09 - 05, 12:16 ص]ـ
[2] زَيْدُِ بْنُ ظَبْيَانَ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ إِلا رِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ
ــــــــــــــ
قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ (5/ 153): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مَنْصُورٍ قَالَ سَمِعْتُ رِبْعِيَّ بْنَ حِرَاشٍ يُحَدِّثُ عَنْ زَيْدِ بْنِ ظَبْيَانَ رَفَعَهُ إِلَى أَبِي ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((ثَلاثَةٌ يُحِبُّهُمُ اللهُ، وَثَلاثَةٌ يُبْغِضُهُمُ اللهُ، أَمَّا الثَّلاثَةُ الَّذِينَ يُحِبُّهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَرَجُلٌ أَتَى قَوْمًا فَسَأَلَهُمْ بِاللهِ وَلَمْ يَسْأَلْهُمْ بِقَرَابَةٍ بَيْنَهُمْ فَمَنَعُوهُ، فَتَخَلَّفَ رَجُلٌ بِأَعْقَابِهِمْ فَأَعْطَاهُ سِرًّا لا يَعْلَمُ بِعَطِيَّتِهِ إِلا اللهُ وَالَّذِي أَعْطَاهُ، وَقَوْمٌ سَارُوا لَيْلَتَهُمْ حَتَّى إِذَا كَانَ النَّوْمُ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِمَّا يُعْدَلُ بِهِ نَزَلُوا، فَوَضَعُوا رُءُوسَهُمْ، فَقَامَ يَتَمَلَّقُنِي وَيَتْلُو آيَاتِي، وَرَجُلٌ كَانَ فِي سَرِيَّةٍ فَلَقَوُا الْعَدُوَّ فَهُزِمُوا، فَأَقْبَلَ بِصَدْرِهِ حَتَّى يُقْتَلَ أَوْ يَفْتَحَ اللهُ لَهُ، وَالثَّلاثَةُ الَّذِينَ يُبْغِضُهُمُ اللهُ: الشَّيْخُ الزَّانِي، وَالْفَقِيرُ الْمُخْتَالُ، وَالْغَنِيُّ الظَّلُومُ)).
وَأَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى شَيْبَةَ (4/ 203/19318)، وَالتِّرْمِذِيُّ (2568)، وَالنَّسَائِيُّ ((الْكُبْرَى)) (1/ 414/1314 و2/ 44/2351) و ((الْمُجْتَبَى)) (3/ 207 و5/ 84)، وَالْبَزَّارُ ((الْمُسْنَدُ)) (9/ 421/4027)، وَابْنُ خُزَيْمَةَ (2456، 2564)، وَابْنُ حِبَّانَ (4751،3339،3338)، وَالْحَاكِمُ (2/ 113)، وَالْمِزِّيُّ ((تَهْذِيبُ الْكَمَالِ)) (10/ 82) مِنْ طُرُقٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ سَمِعْتُ رِبْعِيَّ بْنَ حِرَاشٍ يُحَدِّثُ عَنْ زَيْدِ بْنِ ظَبْيَانَ رَفَعَهُ إِلَى أَبِي ذَرٍّ بِهِ.
قُلْتُ: هَذَا إِسْنَاٌد رِجَالُهُ ثِقَاتٌ كُلُّهُمْ رِجَالُ ((الصَّحِيحَيْنِ)) غَيْرُ زَيْدِ بْنِ ظَبْيَانَ، وَهُوَ مِنْ أَكَابِرِ التَّابِعِينَ، ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِى ((الثِّقَاتِ)) (4/ 249/2757)، وَصَحَّحَ هُوَ وَابْنُ خُزَيْمَةَ حَدِيثَهُ، وَأَوْدَعَاهُ فِى ((صَحِيحِيهِمَا)). وَذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ ((التَّارِيخُ)) (3/ 398/1329)، وَابْنُ أَبِى حَاتِمٍ ((الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ)) (3/ 566/2563)، فَلَمْ يَذْكُرَا فِيهِ جَرْحَاً وَلا تَعْدِيلاً.
وَقَالَ الْحَافِظُ ((التَّقْرِيبُ)) (1/ 224): ((مَقْبُولٌ مِنْ الثَّانِيَةِ))؛ يعنى مِنْ أَكَابِرِ التَّابِعِينَ كَأَبِي وَائِلٍ، وَأبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، وَسُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، وَصِلَةِ بْنِ زُفَرَ الْعَبْسِيِّ وَنَحْوِهِمُ.
قُلْتُ: وَأَتْقَنَهُ شُعْبَةُ فَأَقَامَ مَتْنَهُ وَجَوَّدَ سِيَاقَهُ، وَجَعَلَهُ ((عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ ظَبْيَانَ عَنْ أَبِى ذَرٍّ))، وَهُوَ الْمَحْفُوظُ، وَخَالَفَهُ أبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، فَجَعَلَهُ ((عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ))، فأخطأ.
قَالَ التِّرْمِذِيُّ (2567): حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ يَرْفَعُهُ قَالَ: ((ثَلاثَةٌ يُحِبُّهُمْ اللهُ: رَجُلٌ قَامَ مِنْ اللَّيْلِ يَتْلُو كِتَابَ اللهِ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ صَدَقَةً بِيَمِينِهِ يُخْفِيهَا _ أُرَهُ قَالَ مِنْ شِمَالِهِ _، وَرَجُلٌ كَانَ فِي سَرِيَّةٍ، فَانْهَزَمَ أَصْحَابُهُ فَاسْتَقْبَلَ الْعَدُوَّ)).
قَالَ أَبُو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَهُوَ غَيْرُ مَحْفُوظٍ. وَالصَّحِيحُ مَا رَوَى شُعْبَةُ وَغَيْرُهُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ ظَبْيَانَ عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ كَثِيرُ الْغَلَطِ)).
قُلْتُ: وَهُوَ كَمَا قَالَ، أبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ صَحِيحُ الْكِتَابِ، لَكِنَّهُ إِذَا حَدَّثَ مِنْ حِفْظِهِ أَخْطَأَ، وَخَالَفَ الأَثْبَاتِ مِنْ أَصْحَابِ الأَعْمَشِ، وَقَدْ وَهِمَ فِى هَذَا الْحَدِيثِ فِى مَوْضِعَيْنِ:
(الأَوَّلُ) أَنَّهُ جَعَلَهُ ((عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ)).
(الثَّانِى) أَنَّهُ اخْتَصَرَ مَتْنَهُ، وَلَمْ يَضْبِطْ سِيَاقَهُ.
[إِيْضَاحٌ وَتَنْبِيهٌ] جُمْلَةُ مَا لزَيْدِ بْنِ ظَبْيَانَ فِي الْكُتُبِ فِيمَا عَلِمْتُ حَدِيثَانِ، وَأَمَّا حَدِيثُهُ الآخَرُ:
قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى ثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ قَالَ مَنْصُورٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ ظَبْيَانَ أَوْ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أُعْطِيتُ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مِنْ بَيْتِ كَنْزٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ، لَمْ يُعْطَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي)).
وقال الْبُخَارِيُّ ((التَّارِيخُ)) (3/ 398/1329): زَيْدُ بْنُ ظَبْيَانَ يُعَدُّ فِي الْكُوفِيِّينَ. قَالَ الأَشْجَعِيُّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ ظَبْيَانَ عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أُعْطِيتُ خَوَاتِيمَ الْبَقَرَةِ، لَمْ يُعْطَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي)). وَذَكَرَ الاخْتِلافَ عَلَى إِسْنَادِهِ.
¥(9/246)
ـ[السبيل]ــــــــ[10 - 09 - 05, 06:21 م]ـ
ولِدَ ابن القطان فجر يوم الأضحى من سنة اثنتين وستين وخمسمائة، أما سليمان فإنه ابن صحابي أبوه
عمرو ابن الأحوص له صحبة، "روى عنه ابنه سليمان ... سمعت أبي يقول ذلك" [إبن أبي حاتم] ومثله وقع في التاريخ الكبير للبخاري: قال مسدد ... ، وتوفي مسدد سنة ثمان وعشرين ومائتين كما في التاريخ!!!!!!!!!!
قال الإمام مسلم في مقدمة الصحيح " وبعد يرحمك الله فلولا الذي رأينا من سوء صنيع كثير ممن نصب نفسه مُحَدِّثاً فيما يلزمهم من طرح الأحاديث الضعيفة والروايات المنكرة وتركهم الاقتصار على الأحاديث المشهورة مما نقله الثقات المعروفون بالصدق والأمانة بعد إقرارهم بألسبتهم أن كثيراً مما يقذفون به إلى الأغبياء من الناس هو مستنكر ومنقول عن قوم غير مرضيين ممن ذم الرواية عنهم أئمة أهل الحديث مثل مالك ابن أنس وشعبة ابن الحجاج وسفيان بن عيينة ويحي بن سعيد القطان وعبدالرحمن بن مهدي وغيرهم من الأئمة لما سَهُلَ علينا الانتصاب لما سألت من التمييز والتحصيل ..... "
فهل ذم أحد من الأئمة سليمان وقد عرفوه وعرفوا أباه؟!
ـ[سيف 1]ــــــــ[10 - 09 - 05, 07:14 م]ـ
أخي السبيل الكريم
ولكن أين فيما ذكر أبو حاتم والبخاري توثيقه؟
فكم من الرواه يعرف نسبهم وأبوهم وعمهم ويحكم عليه بجهالة الحال وهو المقصود هاهنا. فنحن نعرف انه ابن صحابي وصحابيه ونعرف اسمه واسم أبوه وأمه فأين توثيقه؟
فما ذكرته أخي لا يكفي في رفع حكم الجهالة لأن الجهالة عن حاله لا عن اسمه وطبقته
والله أعلم
ـ[السبيل]ــــــــ[10 - 09 - 05, 07:52 م]ـ
نعم بارك الله فيك ولكن هل تظن ان الذين عرفوه يسكتون عن جرحه اذا عثروا عليه عمن كان قبلهم من اهل العلم بالحديث؟
ـ[سيف 1]ــــــــ[10 - 09 - 05, 08:38 م]ـ
أخي الكريم السبيل لا يخفى عليك أنه لا ينسب لساكت قول
فكم من راوي ذكره البخاري في تاريخه وسكت عنه وهو ضعيف
وكم من راوي ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه عن ابيه قولا غير انه روى عن فلان وفلان وأن فلان روى عنه ومع ذلك ضعفه العديد من الائمة
ـ[السبيل]ــــــــ[10 - 09 - 05, 09:46 م]ـ
بارك الله فيك، قال الحافظ في التقريب " ألسادسة: مَن ليس له من الحديث إلا القليل، ولم يثبت فيه ما يُترك حديثه من أجله. وإليه الإشارة بلفظ مقبول، حيث يُتابع وإلا ليِّن الحديث " راجع مقدمة تقريب التهذيب للحافظ.
وأفهم من هذا أنه مع التسليم أن هناك من قدح في روايته على قلتها [تأمل] لم يثبث سبب القدح للحافظ والله أعلم.
ـ[سيف 1]ــــــــ[10 - 09 - 05, 10:55 م]ـ
رحمك الله لم أفهم موطن الاشارة
وموطن كلامنا هنا هو الاحتجاج به وان لم يتابع كما يبين شيخنا أبو محمد في بعض رواة البخاري ومسلم ممن انفردوا ولم يتابعوا وكذا صنيع الامام مالك في موطئه مع بعض النسوة والرجال
ـ[السبيل]ــــــــ[11 - 09 - 05, 04:06 ص]ـ
أخي أكرمك الله، كما أشار أبو محمد أن الحديثين يخرجان من مشكاة واحده، وهل هذا توثيق من الترمذي لسليمان فقد وضع لك علامة الاستفهام،
إذا نظرت في ترجمة سليمان وجدت أنه قد روى عنه اثنان شبيب الوارد في الحديث ويزيد بن أبي زياد وهما ثقتان كما في التقريب فخرج عن كونه مجهولا حسب اصطلاح الحافظ فقد ذكر الأخ محمد بن عبد الله توثيقه من الكاشف وثقات ابن حبان فتأمل،فإن لم يوثق كان عنده من السابعة وإليه الإشارة بلفظ: مستور أو مجهول الحال، ولكن الحافظ كما أشرتُ وصفه بلفظ مقبول، حيث يتابع، وإلا فلين الحديث، فمن عده في المجهولين فقد غفل عن اصطلاح الحافظ، إذ أنه لم يعتبر ما حكم به ابن القطان والله أعلم.
أما الترمذي فطريقته في التوثيق تحتاج إلى دراسة وتدقيق، وأما تصحيحه فقد قال الذهبي في ترجمة كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني وقد ذكر أقوال أهل هذا العلم في جرحته
" أما الترمذي فقد روى من حديثه: الصلح جائز بين المسلمين. وصححه؛ فلهذا لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذي" ا هـ. فهل هذا هو الذي أوحى لأبي محمد أن يضع لك علامة الاستفهام؟ هذا ما عندي الآن والله أعلم
ـ[السبيل]ــــــــ[12 - 09 - 05, 06:01 م]ـ
أخي أبا المقداد حياك الله، نعم المسألة تحتاج إلى تحرير وعدم الهجوم غير المدروس،
حديث كشبة بنت كعب: " أخرجه أيضاً البيهقي وصححه البخاري ........ وأعله ابن منده بأن حميدة الراوية عن كبشة مجهولة وكذلك كبشة. قال: ولم يعرف لهما إلا هذا الحديث " [نيل الأوطار] وتعقبه الحافظ في التلخيص فقال " فأما قوله لا يعرف لهما إلا هذا الحديث فمتعقب بأن لحميدة حديثا آخر في تشميت العاطس رواه أبو داود ولها ثالث رواه أبو نعيم في المعرفة وأما حالهما فحميدة روى عنها مع إسحاق ابنه يحي وهو ثقة عند ابن معين وأما كبشة فقيل إنها صحابيه فإن ثبت فلا يضر الجهل بحالها والله أعلم انتهى. قلت قد تقدم أن حميدة ذكرها ابن حبان في الثقات وقال في التقريب مقبولة، وأما كبشة فقال ابن حبان لها صحبة وتبعه الزبير بن بكار وأبو موسى كما في تهذيب التهذيب وقد صحح الحديث البخاري ..... فقول من عرف مقدم على من لم يعرف" [تحفة الأحوذي]. " كبشة " ذكرها ابن حبان في الثقات 3 " [تهذيب الكمال]
3 " ذكرها أولاً في الصحابة، وقال: لها صحبة (3/ 357) ثم ذكرها في التابعين (5/ 344) وكأنه حذف الترجمة لعدم ظهورها في جميع النسخ، والله أعلم " بشار عواد هامش تهذيب الكمال
أقول: ما هو إلا استنتاج ليس له دليل ويمكن القول بأن عدم وجودها في بعض النسخ قد يكون سقط من قبل بعض النساخ ولم لا، والله أعلم فانظر الثقات ج3 ص357 وهامش الترجمة وفيها " وأوردها في الإصابة 8/ 175 ومن لفظه: قال ابن حبان لها صحبة، وتبعه المستغفري"
فمن كان كذلك فكيف يكون مجهولا؟!
¥(9/247)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[12 - 09 - 05, 07:49 م]ـ
احْتِجَاجُ الإِمَامِ مَالِكٍ فِى ((الْمُوَطَّأ)) بِنِسْوَةٍ مَجْهُولاتٍ لَمْ يَرْوِ عَنْهُنَ
إِلا وَاحِدٌ، وَقَدْ وُثِّقْنَّ لِتَخْرِيجِ مَالِكٍ أَحَادِيثِهِنَّ فِى ((الْمُوَطَأ)) ج1
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17905
ـ[السبيل]ــــــــ[13 - 09 - 05, 02:41 ص]ـ
ليس تجهيل كبشة بأولى من إثبات صحبتها أو من توثيقها ولم يشهدها احد من الفريقين، على أنه وإن لم تثبت صحبتها فمجرد الخلاف في صحبتها يدلل على ثقتها وأنها معروفة فتجهيلها مجرد تحكم واستبداد، وقد روى مالك الحديث بالسند المتصل، فإذا كان لايدخل في الموطأ إلا الثقات فهذا يكفي. ثم ليس كل ماروى عنه مالك يكون ثقة مطلقا عند ابن معين "قال عباس الدوري، عن يحي بن معين: في حديثه ضعف، ليس بالقوي، وليس بحجة، وعلقمة بن أبي علقمة أوثق منه .... وقال أبو بكر بن أبي خيثمة، عن يحي بن معين: ضعيف" [انظر ترجمة عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب في تهذيب الكمال] فالقول إن ابن معين يوثق من روى عنه مالك فيه نظر أللهم إلا إذا كان المقصود من توثيقه هي العدالة الدينيه فهذا لايمكن دفعه، " وتثبت عدالة الراوي ..... أو بتعديل الأئمة، أو اثنين منهم، أو واحد على الصحيح، ولو بروايته عنه في قول" [الباعث الحثيث] ولا شك أن مالك من هؤلاء الأئمة.
دع المعاصر في أحلامه يهم .. أو متأخرا في الإخالة ينعم
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[13 - 09 - 05, 02:59 ص]ـ
الأخ (السبيل) ..
ليتك رعاك الله تأخذ دروسًا في مصطلح الحديث، وتقرأ في كتبه، واقرأ في حد الصحبة، وفي أبواب الجهالة، ولا تنسَ قراءة آداب طالب العلم.
وللفائدة: في الرابط التالي كتاب "الخبر الثابت" فيه كلام جيد عن الجهالة:
http://www.ahlalhdeeth.com/library/hadeeth/index.html
واعلم أنه لا ضير أن يكون الصواب مع مخالفك، فلا تأنف من قبوله، فهذا داء خطير.
أما "هجوم غير مدروس"، و "تحكم"، و"استبداد"، فهذه ليست في قاموس طلاب علم الحديث ذوي الأدب والاحترام مع إخوانهم.
ثم .. سؤال من فضلك: ما هذا:
دع المعاصر في أحلامه يهم .. أو متأخرا في الإخالة ينعم
؟؟
ـ[السبيل]ــــــــ[13 - 09 - 05, 11:54 ص]ـ
أخي محمد بن عبد الله أحسن الله إليك، أما المجهول في علم المصطلح فليس بمجهول
وما أظن أن هناك أوضح مما ذكره ابن الصلاح والحافظ من بعد، وكذالك حد الصحبة والخلاف في ذلك.
أما آداب المحدث و طالب العلم، فلا أظن أني أخللت بها لأعطى دروسا في هذا الأدب، قال ابن الصلاح " علم الحديث علم شريف ...... فمن أراد التصدي لإسماع الحديث أو لإفادة شيء من علومه، فليقدم تصحيح النية وإخلاصها ....... وليحذر بلية حب الرياسة وروعوناتها ................. معرفة آداب طالب الحديث: وقد اندرج طرف منه من ضمن ما تقدم ......................... ولا يحملنه الحرص والشره على التساهل في السماع والتحمل، والإخلال بما يُشترط عليه في ذلك ....... "
قال الألفي " فإنَّ للمتأخرين مذهباً مرجوحاً فى تضعيف أحاديث المجاهيل مطلقا"ً
وقال " وَقَدْ أَفْرَزَتْ هَذِهِ السَّطْحِيَّةُ وَالظَّاهِرِيَّةُ كَمَّاً هَائِلاً مِنْ الأَحْكَامِ الْخَاطِئَةِ عَلَى الأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ، وَالآثَارِ الْمُصْطَفَويَّةِ، حَتَّى تَطَرَّقَ ذَلِكَ إِلَى أَحَادِيثِ ((الصَّحِيحَيْنِ)) وَ ((السُّنُنِ الأَرْبَعَةِ))، وَصَحِيحَى ابْنِ خُزَيْمَةَ وَابْنِ حِبَّانَ، وَالْكَثِيرِ مِنْ الأَحَادِيثِ الَّتِى احْتَجَّ بِهَا أَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ الْمُحَدِّثِينَ، وَالْفُقَهَاءِ، وَالأُصُولِيِّينَ.
وَمِنْ مُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فِى ذَلِكَ أَنْ حُمِلَتْ أَحْكَامُ أَئِمَّةِ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ عَلَى غَيْرِ مَحَامِلِهَا، وَصُرِفَتْ إِلَى غَيْرِ مَعَانِيهَا، وَحُرِّفَتْ عَنْ مَوَاضِعَهَا، فَضْلاً عَنْ الآرَاءِ الْمُنْحَرِفَةِ فِى حَقِّ الْكَثِيرِ مِنْ رُفَعَاءِ الأَئِمَّةِ، وَعُلَمَاءِ الأُمَّةِ"
¥(9/248)
فلعلك تفهم الآن العبارة؟ ونعم ما أفاد أبو محمد، وما يضره إن لم يكن السبق له، وإن كان الأولى أن تكون العبارة " من اختلف في جهالته " وأخيرا أخي الكريم إذا تدبرت ما أكتب تستفد كثيرا، وكم من عالم حرر نتيجة سؤال جاهل! ولنا بأبي عبيد القاسم بن سلام خير سلف، كم من راو لا يعرفه يحي بن سعيد وعرفه غيره فإطلاق العبارات على عواهنها غير محمود ومنهج غير مرضي ولا يوصل إلى نتيجة سليمة، يقولون إن عمرو بن أبي عمرو وثقه ابن معين لرواية مالك عنه وكما رأيت قد ضعفه بعض أهل المعرفة عن ابن معين! وعمرو ثقة، وثقه أبو زرعه، ألم يقولون أن مالك لم يذكر في الموطأ إلا الثقات؟ فكيف يكون عمرو مجهولا! ألا يجب حفظك الله الوقوف عند هذا ومن ثم تقديم تفسير سليم مقبول ليتعلم الجاهل ويتذكر الغافل بدل أن يضيق الصدر وتُلمز الأنفس ويُنتصر للشهرة، أخي أقول لك كم من مشار إليه بالبنان وهو على شفى جرف هار (وهذا كلام عام بارك الله فيك لا تحمله أكثر مما يطيق) فإذا لم نبلغ ما نراه مما يثير التساؤل فكيف يتعلم الطالب ويرتقي علم العالم، وأعلم أنه بقدر ما تعترض صوابا أم خطأ فإنه فيه خير كبير للمتصدي للحديث طلبا وتعليما، فلا نموتن موت المتفقرة، نعوذ بالله من ذلك.
ثم إنني أخي الكريم لم أزد على قول أهل العلم ووقفت عنده، وهذا واضح من النقول، أللهم إلا ما سلكت فيه سبيل من حكم بجهالة كبشة ـ عمدا ومحاكاة له، وبين المنطق وعلم الحديث بون ـ فبيننا وبين من يحكم عليها بالجهالة ومن عرفها القرون والصحارى، واعلم أن من نصب نفسه معلما عليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بقوله، وقد نُسب ما يشبه ذلك إلى علي رضي الله عنه. ومن صفات طالب العلم التريث، والتحرير وقد أشار أبو المقداد إلى ذلك؛ وهل التدقيق والتحرير سوى عدم الهجوم غير المدروس وعدم التحكم والاستبداد؟! فمن أصر على جهالة كبشة وقد وثقها من وثقها من أهل المعرفة بهذا الفن فقد استبد، إن شئنا أم أبينا، قد أكون بحاجة لفهم العربية وتحرير الألفاظ، أو استعمال ما هو أسهل وأيسر على القارئ فأستغفر الله لهذا التعقيد وعلي أن آخذ دورسا في الإنشاء ولم لا؟ ثم اعلم أن على طالب العلم أن لا يكون ببغاء، كما عليه أن يؤدي ما يجد من دقائق إلى من هو أوسع معرفة وأكبر قدرا كما أنه على الأخير أن لا يضيق صدره بذلك ويخرج عن جادة المعلم " فبابي هو وأمي فو الله ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه فو الله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني" والحمد لله رب العالمين(9/249)
إجابات الشيخ الدكتور علي الصياح على سؤالات ملتقى أهل الحديث على ملفات وورد
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[05 - 09 - 05, 01:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا تفريغ إجابات الشيخ الدكتور علي الصياح على سؤالات ملتقى أهل الحديث, وضعته على ملف وورد.
كي تكون الاستفادة منه شاملة.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[05 - 09 - 05, 01:19 ص]ـ
الملف السادس
ـ[أبو عبد الله المكي]ــــــــ[13 - 09 - 05, 09:59 ص]ـ
جزاك الله خيرا(9/250)
هل وجود الحديث في " صحيح ابن خزيمة " كاف في تصحيحه؟
ـ[د. أبو بكر]ــــــــ[07 - 09 - 05, 01:53 م]ـ
هل هناك تعقب لأحد الأئمة فيما ذكره الإمام ابن الصلاح بتصحيح الحديث بمجرد وجوده فيمن اشترط الصحة، ككتاب ابن خزيمة. (يعني: صحيح ابن خزيمة)؟
وهل هذا عام في أحاديثه تلك؟
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[07 - 09 - 05, 04:29 م]ـ
الْحَمْدُ للهِ الْكَرِيْمِ الْمَنَّانِ. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَتَمَّانِ الأَكْمَلانِ عَلَى الْمَبْعُوثِ بِالْهِدَايَةِ وَالإِيْمَانِ.
وبعد .. قَالَ ابْنُ خُزَيِمَةَ فِى ((صَحِيحِهِ)) (3/ 191/1887): حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيِّ ثنا يُوسُفُ بْنُ زِيَادٍ ثنا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْن ِجُدْعَانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخِرَ يَوْمٍ فِي شَعْبَانَ، فَقَالَ: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ أَظَلًَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، افْتَرَضَ اللهُ صِيَامَهُ، وَجَعَلَ قِيَامَهُ تَطَوُّعَاً، مَنْ تَقَرَّبَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنْ الْخَيْرِ، كَمَنْ أَدَّى فَرِيْضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيْضَةً كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيْضَةً فِيمَا سِوَاهُ ... )) الْحَدِيثَ.
وَقَالَ أبُو بَكْرٍ ابْنُ خُزَيِمَةَ: ((إِنْ صَحَّ الْخَبَرُ)).
قُلْتُ: وَهَذَا الإِسْنَادُ خَاصَّةً، فِيهِ يُوسُفُ بْنُ زِيَادٍ الْبَصْرِيُّ، لَيْسَ بِحُجَّةٍ. قَالَ الْبُخَارِيُّ ((التَّارِيخُ الْكَبِيرُ)) (8/ 388/3427)، وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ كَمَا فِى ((الْجَرْح وَالتَّعْدِيل)) (9/ 222/928): سَكَنَ بَغْدَادَ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ الْخَطِيبُ ((تَارِيخُ بَغْدَادَ)) (14/ 295/7606): ((يُوسُفُ بْنُ زِيَادٍ أبُو عَبْدِ اللهِ الْبَصْرِيُّ. سَكَنَ بَغْدَادَ، وَحَدَّثَ بِهَا عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ. رَوَى عَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ المْرَوْزِيُّ. أَخْبَرَنَا ابْنُ الْفَضْلِ أَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُسْتَمْلِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ فَارِسٍ ثَنَا الْبُخَارِيُّ قَالَ: يُوسُفُ بْنُ زِيَادٍ أبُو عَبْدِ اللهِ، كَانَ بِبَغْدَادَ، رَوَى عَنْ ابْنِ َأبِي خَالِدٍ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْقَطَّانُ النَّيْسَابُورِيُّ أَنَا الْخَصِيبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقَاضِي بِمِصْرَ نَا عَبْدُ الْكَرِيْمِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: أبُو عَبْدِ اللهِ يُوسُفُ بْنُ زِيَادٍ الْبَصْرِيُّ كَانَ بِبَغْدَادَ، رَوَى عَنْ ابْنِ َأبِي خَالِدٍ لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَأَخْبَرَنِي الْبَرْقَانِيُّ ثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الأدَمِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الأيَادِيُّ ثَنَا زَكَرَيَّا بْنُ يِحْيَى السَّاجِيُّ قَالَ: يُوسُفُ بْنُ زِيَادٍ، نَزَلَ بَغْدَادَ، يَرْوِي عَنْ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ)) اهـ.
قَالَ الشَّيْخُ الأَلْبَانِيُّ ((السِّلْسِلَةُ الضَّعِيفَةُ)) (2/ 263): ((وَفِى إِخْرَاجِ ابْنِ خُزَيِمَةَ لِمِثْلِ هَذَا الْحَدِيثِ فِى ((صَحِيحِهِ)) ـ يَعْنِى مَعْ قَوْلِهِ: إِنْ صَحَّ الْخَبَرُ ـ إِشَارَةٌ قَوِيَّةٌ إِلَى أَنَّهُ قَدْ يُورِدُ فِيهِ مَا لَيْسَ صَحِيحَاً عِنْدَهُ مُنَبِّهَاً عَلَيْهِ)) اهـ.
قُلْتُ: هُوَ كَمَا قَالَ الْعَلامَةُ الأَلْبَانِيُّ، وَفِيهِ رَدٌ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّ الإِمَامَ أَبَا بَكْرٍ بْنُ خُزَيْمَةَ أَخْرَجَ هَذَا الْحَدِيثَ فِى ((صَحِيحِهِ))، وَاحْتَجَّ بِهِ.
وَنَزِيدُكَ إيْضَاحَاً بِأَنَّ أَبَا بَكْرٍ بْنُ خُزَيْمَةَ قَدْ أَخْرَجَ جُمَلَةً مِنْ الأَحَادِيثِ الضِّعَافِ مُنَبِّهَاً عَلَى مَا بِهَا مِنْ ضَعْفٍ لِيَدْفَعَ عَنْ نَفْسِهِ مَعَرَّةَ ذِكْرِهَا فِى ((صَحِيحِهِ))، وَمِنْ أَوْضَحَ الأَمْثَلَةِ لِهَذَا الصَّنِيعِ:
¥(9/251)
http://www.shehata.netfirms.com/abwab/quetion9.htm
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[07 - 09 - 05, 07:17 م]ـ
تَخْرِيجُ حَدِيثِ سَلْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
ـــــــــــــــــ
وَأَخَرَجَهُ كَذَلِكَ الْبَيْهَقِيُّ ((شُعُبُ الإِيْمَانِ)) (3/ 305/3608) و ((فَضَائِلُ الأَوْقَاتِ)) (37،38)، وَابْنُ عَبْدِ الْغَنِى الْمَقْدِسِيِّ ((التَّقييد)) (ص205)، وأبُو الطَّاهِرِ الأَنْبَارِيُّ ((مشيخة ابْنِ أَبِي الصَّقْرِ)) (43) جَمِيعَاً مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ حُجْرٍ السَّعْدِيِّ ثنا يُوسُفُ بْنُ زِيَادٍ بِمِثْلِ حَدِيثِ ابْنِ خُزَيِمَةَ.
وَالْحَدِيثُ لِعَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْن ِجُدْعَانَ، وَمَعْدُودٌ فِي مَنَاكِيرِه ِوَغَرَائِبِهِ عَنْ مَشَاهِيرِ الْمَدَنِيِّينَ، وَرَأْسُهُمْ: سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ. وَلَهُمْ عَنْهُ ثَلاثُ طُرُقٍ، أَوَّلُهَا الْمَذْكُورَةُ آنِفَاً، وَأَمَّا الطَّرِيقَانَ الأخْرَيَانِ:
[الأُولَى] أَخْرَجَهَا الْمَحَامِلِيُّ ((الأَمَالِى)) (1/ 286/293)، وَابْنُ عَدِيٍّ ((الْكَامِلُ)) (5/ 293) كِلاهُمَا مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَبِى وَهْبٍ الْجُدْعَانِيِّ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ.
وقال أبو أحمد بن عدى: ((عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْجُدْعَانِيُّ هَذَا، عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يُتَابِعُهُ عَلَيْهِ الثِّقَاتُ)).
قُلْتُ: وَلَمْ يَتَفَرَّدْ بِهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ، بَلْ رواه أيضاً مَنْ هُوَ أَشَدُّ ضَعْفَاً مِنْهُ، وَأَجْدَرُ أَنْ تُلْصَقَ بِهِ التُّهْمَةُ.
[الثَّانِيَةُ] أَخْرَجَهَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِى أُسَامَةَ (321. زوائد الهيثمى)، وَالْعُقَيْلِيُّ ((الضُّعَفَاءُ الْكَبِيرُ)) (1/ 35)، وَالْبَيْهَقِيُّ ((شُعُبُ الإِيْمَانِ)) (3/ 305/3608)، وَالْخَطِيبُ ((تَارِيخُ بَغْدَادَ)) (4/ 333) جَمِيعَاً مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَكْرٍ السَّهْمِيِّ حَدَّثَنِى إِيَاسٌ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ.
قَالَ ابْنُ أَبِى حَاتِمٍ ((عِلَلُ الْحَدِيثِ)) (1/ 249/733): ((سَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ حَدَّثَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي إِيَاسٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخِرَ يَوْمٍ فِي شَعْبَانَ، فَقَالَ: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ أَظَلًَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ، .... وَذَكَرَ ه. فَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، غَلَطَ فِيهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، إِنَّمَا هُوَ أَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ، فَجَعَلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ أَبَانَ: إِيَاسَ)).
قُلْتُ: فَهَذَا حدِيثٌ مُنْكَرُ الإِسْنَادِ وَالْمَتْنِ، لا يُعْرَفُ إِلا بِعَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ الْبَصْرِيِّ، وَلا يَرْوِيهِ عَنْهُ إِلا الضُّعَفَاءُ، وَابْنُ جُدْعَانَ وَإِنْ كَانَ سَيْءَ الْحِفْظِ، إِلا أَنَّ الرُّوَاةَ عَنْهُ أَشَدُّ ضَعْفَاً، كَمَا بَيَّنَاهُ.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[08 - 09 - 05, 12:38 ص]ـ
وَهَذِهِ عُشَارِيَّةٌ دَالَةٌ عَلَى صِحَّةِ مَقَالِ الْعَلامَةِ الأَلْبَانِيِّ ((أنَّ ابْنَ خُزَيِمَةَ قَدْ يُورِدُ فِيهِ مَا لَيْسَ صَحِيحَاً عِنْدَهُ مُنَبِّهَاً عَلَيْهِ)):
[الأوَّلُ] مَا أَخْرَجَهُ (1/ 71/137) مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((فَضْلُ الصَّلاةِ الَّتِي يُسَتَاكُ لَهَا عَلَى الصَّلاةِ الَّتِي لا يُسْتَاكُ لَهَا سَبْعِينَ ضَعْفَاً)).
¥(9/252)
وَعَقَّبَهُ أبُو بَكْرٍ بِقَوْلِهِ: ((إِنْ صَحَّ الْخَبَرُ، وَأَنَا اسْتَثْنَيْتُ صِحَّةَ هَذَا الْخَبَرِ؛ لأَنِّي خَائِفٌ أًَنْ يَكُونَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، وَإِنَّمَا دَلَّسَهُ عَنْهُ)).
[الثَّانِى] مَا أَخْرَجَهُ (1/ 203/388) مِنْ طَرِيقِ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ بِلالاً يُؤَذِّنُ، وَقَدْ جَعَلَ أُصْبُعَهُ فِي الْيُسْرَى، وَهُوَ يَلْتَوِي فِي أَذَانِهِ يَمِينَاً وَشِمَالاً.
وَقَالَ أبُو بَكْرٍ قَبْلَ إِسْنَادِهِ إِيَّاهُ: ((إِنْ صَحَّ الْخَبَرُ، فَإِنَّ هَذِهِ اللَّفْظَةَ لَسْتُ أَحْفَظُهَا إِلا عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاَةَ، وَلَسْتُ أَفْهَمُ: أَسَمِعَ الْحَجَّاجُ هَذَا الْخَبَرَ مِنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ أَمْ لا؟، فَأَشُكُ فِي صِحَّةِ هَذَا الْخَبَرِ لِهَذِهِ الْعِلَّةِ)).
[الثَّالَثُ] مَا أَخْرَجَهُ (2/ 181/1144) مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ أَنَّ أَبَا سَوِيَّةَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ حُجَيْرَةَ يُخْبِرُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ((مَنْ قامَ بِعَشْرِ آيَاتِ لَمْ يُكْتَبْ مِنْ الْغَافِلِينَ، وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنْ الْقَانِتِينَ، وَمَنْ قَرَأَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنْ الْمُقَنْطِرِينَ)).
وَقَالَ أبُو بَكْرٍ قَبْلَ إِسْنَادِهِ إِيَّاهُ: ((إِنْ صَحَّ الْخَبَرُ، فَإِنِّي لا أَعْرِفُ أَبَا سَوِيَّةَ بِعَدَالَةِ وَلا جَرْحٍ)).
[الرَّابِعُ] مَا أَخْرَجَهُ (2/ 359/1464) مِنْ طَرِيقِ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ إِيَاسِ بْنِ أَبِي رَمْلَةَ أنَّهُ شَهِدَ مُعَاوِيَةَ، وَسَأَلَ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ: شهدت مع رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِيدَيْنِ اجْتَمَعَا فِي يَوْمٍ؟، قَالَ: نَعَمْ، صَلَّى الْعِيدَ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ، ثُمَّ رَخَّصَ فِي الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: ((مَنْ شَاءَ أَنْ يُجَمِّعَ فَلْيُجَمِّعْ)).
وَقَالَ أبُو بَكْرٍ قَبْلَ إِسْنَادِهِ إِيَّاهُ: ((إِنْ صَحَّ الْخَبَرُ، فَإِنِّي لا أَعْرِفُ إِيَاسَ بْنَ أَبِي رَمْلَةَ بِعَدَالَةٍ وَلا جَرْحٍ)).
[الْخَامِسُ] مَا أَخْرَجَهُ (4/ 74/2379) مِنْ طَرِيقِ أَشْعَثِ بْنِ سَوَّارِ عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلاً سَاعِيَاً عَلَى الصَّدَقَةِ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ الأَغْنِيَاءِ، فَيَقْسِمَهُ عَلَى الْفُقَرَاءِ، فأَمَرَ لِي بِقَلُوصٍ.
وَقَالَ أبُو بَكْرٍ قَبْلَ إِسْنَادِهِ إِيَّاهُ: ((إِنْ صَحَّ الْخَبَرُ، فَإِنَّ فِي الْقَلْبِ مِنْ أَشْعَثِ بْنِ سَوَّارِ، وَإِنْ لَمْ يَثْبُتْ هَذَا الْخَبَرُ، فَخَبَرُ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي أَمْرِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَاذَاً بِأَخْذِ الصَّدَقَةِ مِنْ أَغْنِيَاءِ أَهْلِ الْيَمَنِ وَقَسْمِهَا فِي فُقَرَائِهِمْ أَثْبَتُ وَأَصَحُّ مِنْ هَذَا الْخَبَرِ)).
[السَّادِسُ] مَا أَخْرَجَهُ (4/ 155/2579) مِنْ طَرِيقِ الأوزاعي ثنا عبد الله بن عامر ثَنَا نَافِعٌ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ أَهْدَى تَطَوُّعَاً ثُمَّ ضَلَّتْ، فَإِنْ شَاءَ أَبْدَلَهَا، وَإِنْ شَاءَ تَرَكَ، وَإِنْ كَانَتْ فِي نَذْرٍ فَلْيُبَدِّلْ)).
وَقَالَ أبُو بَكْرٍ قَبْلَ إِسْنَادِهِ إِيَّاهُ: ((إِنْ صَحَّ الْخَبَرُ، وَلا أَخَالُ، فَإِنَّ فِي الْقَلْبِ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ الأَسْلَمِيِّ)).
هَذَا تَمَامُ الْمَذْكُورِ بِالْرَابِطِ بِعَالِيهِ، وَتَأْتِيكَ بَقَيَّةُ الْعُشَارِيَةِ.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[08 - 09 - 05, 05:06 م]ـ
وَهَذَا تَمَامُ العشاريَّةِ:
¥(9/253)
[السَّابِعُ] مَا أَخْرَجَهُ (2/ 343/1431) قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ ثَنَا عَمِّي ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَخْرُجُ فِي الْعِيدَيْنِ مَعْ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدِ اللهِ، وَالْعَبَّاسِ، وَعَلِيٍّ، وَجَعْفَر، وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، وَأَيْمَنِ بْنِ أُمِّ أَيْمَنِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ؛ رَافِعَاً صَوْتَهُ بِالتَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ، فَيَأْخُذُ طَرِيقَ الْحَدَّادِينَ حَتَّى يَأْتِيَ الْمُصَلَّى، وَإِذَا فَرَغَ رَجَعَ عَلَى الْحَذَّائِينَ حَتَّى يَأْتِيَ مَنْزَلَهُ.
وَقَالَ أبُو بَكْرٍ قَبْلَ إِسْنَادِهِ إِيَّاهُ: ((إِنْ صَحَّ الْخَبَرُ، فَإِنَّ فِي الْقَلْبِ مِنْ هَذَا الْخَبَرِ، وَأَحْسَبُ الْحَمْلَ فِيهِ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ، إِنْ لَمْ يَكُنْ الْغَلَطُ مِنْ ابْنِ أَخِي ابْنِ وَهْبٍ)).
[الثَّامِنُ] مَا أَخْرَجَهُ (4/ 105/2457) قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَخْرَمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الأَعْمَشِ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَا يُخْرِجُ رَجُلٌ شَيْئَاً مِنْ الصَّدَقَةِ، حَتَّى يَفُكَّ عَنْهَا لَحْيَيْ سَبْعِينَ شَيْطَانَاً)).
وَقَالَ أبُو بَكْرٍ قَبْلَ إِسْنَادِهِ إِيَّاهُ: ((إِنْ صَحَّ الْخَبَرُ، فَإِنِّي لا أَعْلَمُ هَلْ سَمِعَ الأَعْمَشُ مِنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ أمْ لا؟)).
قُلْتُ: صَرَّحَ أَبُو مُعَاوِيَةَ بِعَدَمِ سَمَاعِ الأَعْمَشِ هَذَا الْخَبَرَ.
قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ثَنَا الأَعْمَشُ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ _ قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: وَلا أُرَاهُ سَمِعَهُ مِنْهُ يَعْنِي الأَعْمَشَ _ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَا يُخْرِجُ رَجُلٌ شَيْئَاً مِنْ الصَّدَقَةِ، حَتَّى يَفُكَّ عَنْهَا لَحْيَيْ سَبْعِينَ شَيْطَانَاً)).
[التَّاسِعُ] مَا أَخْرَجَهُ (4/ 95/2433) قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ حَدَّثَنَا أبُو الْحَسَنِ النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ أَبِي فَرْوَةَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: ذُكِرَ لِي أَنَّهُ يَقُولُ: إِنَّ الأَعْمَالَ تَتَبَاهَى فَتَقُولُ الصَّدَقَةُ: أَنَا أَفْضَلُكُمْ.
وَقَالَ أبُو بَكْرٍ قَبْلَ إِسْنَادِهِ إِيَّاهُ: ((إِنْ صَحَّ الْخَبَرُ، فَإِنِّي لا أَعْرِفُ أبَا فَرْوَةَ بِعَدَالَةٍ وَلا جَرْحٍ)).
[الْعَاشِرُ] مَا أَخْرَجَهُ (3/ 211/1930) قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ حَدَّثَنَا مُلازِمُ بْنُ عَمْرٍو نا عَبْدُ اللهِ بْنُ النُّعْمَانِ السُّحَيْمِيُّ قَالَ: أتَانِي قَيْسُ بْنُ طَلْقٍ فِي رَمَضَانَ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي طَلْقُ بْنُ عَلِيٍّ أَنَّ نبَِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ السَّاطِعُ الْمُصْعِدُ، وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَعْتَرِضَ لَكُمْ الأَحْمَرُ))، وَأَشَارَ بِيَدِهِ.
وَقَالَ أبُو بَكْرٍ قَبْلَ إِسْنَادِهِ إِيَّاهُ: ((إِنْ صَحَّ الْخَبَرُ، فَإِنِّي لا أَعْرِفُ عَبْدَ اللهِ بْنَ النُّعْمَانِ هَذَا بِعَدَالَةٍ وَلا جَرْحٍ، وَلا أَعْرِفُ لَهُ رَاوٍ عَنْهُ غَيْرَ مُلازِمِ بْنِ عَمْرٍو)).
قُلْتُ: كَذَا قَالَ أبُو بَكْرٍ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ كَذَلِكَ: مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرِ بْنِ سَيَّارِ بْنِ طَلْقٍ السُّحَيْمِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ يُونُسَ الْيَمَامِيُّ.
قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ (4/ 23): حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لَيْسَ الْفَجْرُ الْمُسْتَطِيلَ فِي الأُفُقِ، وَلَكِنَّهُ الْمُعْتَرِضُ الأَحْمَرُ)).
وَأَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ (2/ 288/9069)، وأبُو دَاوُدَ (2348)، وَالتِّرْمِذِيُّ (705)، وَالطَّبَرَانِيُّ ((الْكَبِيرُ)) (8/ 336/8257)، وَالدَّارَقطنِيُّ (2/ 166/7)، وَالْمِزِّيُّ ((تَهْذِيبُ الْكَمَالِ)) (16/ 222) مِنْ طُرُقٍ عن مُلازِمِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ النُّعْمَانِ به.
وقَالَ أَبُو عِيسَى: ((هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ)).
فَهَذِهِ الْعُشَارِيَّةُ الْمَذْكُورَةُ _ وَاثْنَتَانِ أَمْثَالَهَا لَوْ شِئْتُ ذَكَرْتُهُمَا _، دَالةٌ عَلَى الْمَقْصُودِ بِهَذَا الْبَيَانِ، وَرَافِعَةٌ لإِشْكَالِ ذِكْرِ هَذَا الْحَدِيثِ الْمُنْكَرِ فِى ((صَحِيحِ ابْنِ خُزَيْمَةَ))، وَاللهُ الْمُوَفِّقُ لِلصَّوَابِ.
¥(9/254)
ـ[د. أبو بكر]ــــــــ[08 - 09 - 05, 10:40 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي أبي محمد الألفي على ما ذكرت و أوضحت،
و لكن هل يفهم منه أن ما لم ينبه عليه، و لم يشك فيه - كما قال ابن خزيمة [في أول العشارية التي ذكرتها]: (فَأَشُكُ فِي صِحَّةِ هَذَا الْخَبَرِ لِهَذِهِ الْعِلَّةِ)).
و كما قال الْعَلامَةِ الأَلْبَانِيِّ ((أنَّ ابْنَ خُزَيِمَةَ قَدْ يُورِدُ فِيهِ مَا لَيْسَ صَحِيحَاً عِنْدَهُ مُنَبِّهَاً عليه) -: أنه صحيح؟
أكرمك الله
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[08 - 09 - 05, 11:08 م]ـ
الْحَمْدُ للهِ الْكَرِيْمِ الْمَنَّانِ. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَتَمَّانِ الأَكْمَلانِ عَلَى الْمَبْعُوثِ بِالْهِدَايَةِ وَالإِيْمَانِ.
وَبَعْدُ ..
اللَّهُمْ نَعَمْ، فَمَا وَرَاءَ ذَلِكَ مِنْ أَحَادِيثِ ((صَحِيحِهِ)) مِمَّا لَمْ يُنَبِّهْ عَلَيْهِ، فَهُوَ صَحِيحٌ عِنْدَهُ، مَعَ إِحَاطَةِ عِلْمِ النَّاظِرِ فِي ((صَحِيحِهِ)) بِتَفَاوُّتِ مَرَاتِبِ الصِّحَّةِ عِنْدَهُ عَنْ أَحَادِيثِ ((الصَّحِيحَيْنِ))، إِذْ قَدْ يُخَرِّجُ الْحَسَنَ بِقِسْمَيْهِ فِي ((صَحِيحِهِ)).
وَأَزْيدُكَ إِيْضَاحَاً بِمِثَالٍ، وَإِنْ أَرَدْتَ عُشَارِيَّةً مِنْ أَشْبَاهِهِ وَنَظَائِرِهِ ذَكَرْتُهَا لَكَ.
ـ[د. أبو بكر]ــــــــ[09 - 09 - 05, 03:52 م]ـ
يتبين مما ذكرت أن أحاديث ابن خزيمة في " صحيحه " صحيحة على العموم، ما عدا ما شك فيه أو نبه عليه،مع تفاوت الدرجة،
و السؤال هل ذكر أحد من الأئمة المتقدمين اعتراضا أو تعقبا لأحد أحاديثه التي صححها هو؟
ـ[ناصف]ــــــــ[10 - 09 - 05, 01:12 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[10 - 09 - 05, 04:51 م]ـ
و السؤال هل ذكر أحد من الأئمة المتقدمين اعتراضا أو تعقبا لأحد أحاديثه التي صححها هو؟
الْجَوَابُ: اللَّهُمْ نَعَمْ، فَفِيهِ جُمْلَةٌ مِنْ الرُّوَاةِ الْمُجْمَعِ عَلَى ضَعْفِهِمْ، وَقَدْ احْتَجَّ بَأَحَادِيثِهِمْ كَأُصُولٍ يَصْعُبُ تَصْحِيحُهَا، بِنَاءَاً عَلَى الرَّاجِحِ مِنْ قَبُولِ جَرْحِ رُوَاتِهَا. فَمِنْ هَؤلاءِ:
[1] كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الْمُزَنِيُّ
رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الْكَذِبِ، قَالَهُ الإِمَامُ الشَّافعِيُّ
ـــــــ
وَلَهُ فِي ((صَحِيحِهِ)) بِضْعَةُ أَحَادِيثَ، مِنْهَا:
[1] قَالَ (2/ 346/1438): أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنث عَبْدِ الأَعْلَى أَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قال: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَبَّرَ فِي الأَضْحَى سَبْعَاً وَخَمْسَاً، وَفِي الْفِطْرِ مِثْلَ ذَلِكَ.
وأخرجه الترمذِيُّ (536) من طريق عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بمثله، وزاد ((قَبْلَ الْقِرَاءَةِ)).
وقَالَ أَبُو عِيسَى: ((حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَهُوَ أَحْسَنُ شَيْءٍ رُوِيَ فِي هَذَا الْبَابِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)).
[2] قَالَ (4/ 87/2412): حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الْيَرْفِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْحَنَفِيُّ ثَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الزَّكَاةُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ صَاعُ تَمْرٍ، أَوْ صَاعَاً مِنْ زَبِيبٍ، أَوْ صَاعَاً مِنْ أَقِط، أَوْ صَاعَاً مِنْ شَعِيرٍ)).
[3] قَالَ (4/ 90/2420): حَدَّثَنَا أبُو عَمْرِو مُسْلِمُ بْنِ عَمْرِو الأَسْلَمِيُّ الْمَدِينِيُّ بِخَبَرٍ غَرِيبٍ غَرِيبٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ ((قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى))، فَقَالَ: أُنْزِلَتْ فِي زَكَاةِ الْفِطْرِ.
وَيَتْبَعُ الْجَوَابُ بِتَوْفِيقِ اللهِ.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[12 - 09 - 05, 11:20 م]ـ
¥(9/255)
[2] إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ الْعَدَنِيُّ
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلَ: فِي سَبِيلِ اللهِ دَرَاهِمُ أَنْفَقْنَاهَا إِلَى عَدَنَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَكَمِ!.
وَقَالَ مَرَّةً: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَالأَزْدِيُّ: مَتْرُوكٌ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: سَكَتُوا عَنْهُ.
وَقَالَ الذَّهَبِيُّ: رَوَي عَنْ أَبِيهِ مَرَاسِيلَ فَوَصَلَهَا.
ـــــــ
وَلَهُ فِي ((صَحِيحِهِ)) بِضْعَةُ أَحَادِيثَ، مِنْهَا:
[1] قَالَ (1/ 54/103): أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: كَانَ أبُو قَتَادَةَ يَتَوَضَّأُ مِنْ الإِنَاءِ، وَالْهِرَّةُ تَشْرَبُ مِنْهُ، وَقَالَ عِكْرِمَةُ قَالَ أبُو هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلََّمَ: ((الْهِرَّةُ مِنْ مَتَاعِ الْبَيْتِ)).
قُلْتُ: وَرَفْعُهُ مِنْ حَدِيثِ أبِي هُرَيْرَةَ مُنْكَرٌ، وَإِنمَّاَ هُوَ قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ.
أَخْرَجَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقَ (358): عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ وَأَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْهِرُّ مِنْ مَتَاعِ الْبَيْتِ.
و (359) عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ وُلُوغِ الْهِرِّ فِي الإِنَاءِ أَيُغْسِلُ؟، قال: إِنَّمَا هُوَ مِنْ مَتَاعِ الْبَيْتِ.
[2] قَالَ (2/ 9/797): أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلََّمَ رُبَّمَا صَلَّى عَلَى الْمَكَانِ الَّذِي يُجَامِعُ عَلَيْهِ.
[3] قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ حَدَّثَنِي أَبِي ح وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ نَا أَبِي عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: رُكِّزَتْ الْعَنَزَةُ بَيْنَ يَدِيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلََّمَ بِعَرَفَاتٍ، فَصَلَّى إِلَيْهَا، وَالْحِمَارُ مِنْ وَرَاءِ الْعَنَزَةِ.
ـ[القرشي]ــــــــ[15 - 09 - 05, 04:09 م]ـ
لتفصيل الموضوع اطلع على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23539
وللفائدة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=30496&highlight=%E3%C7%E5%D1
ـ[القرشي]ــــــــ[15 - 09 - 05, 04:16 م]ـ
اللهم احفظ أهل السنة في العراق
هذا البحث المذكور في الرابط السابق
كتاب مختصر المختصر للإمام ابن خزيمة أحد دواوين الإسلام المهمة، وهو أحد كتب السنة المشرقة وهو أحد الصحاح السبَعة (وهي صحيح البخاري وصحيح مسلم ومختصر المختصر لابن خزيمة وصحيح ابن حبان ومستدرك الحاكم وصحيح ابن السكن والمختارة للضياء) ومكانة هذا الكتاب رفيعة بين كتب الحديث. وأهمية هذا الكتاب تظهر من خلال صحة أحاديثه ومكانة مؤلفة العلمية وجلالته في العلوم الإسلامية وكتاب ابن خزيمة أصح الصحاح السبعة بعد الصحيحين قال الحافظ ابن عدي
: ((وصحيح ابن خزيمة الذي قرضة العلماء بقولهم: صحيح ابن خزيمة يكتب بماء الذهب، فإنه أصح ما صنف في الصحيح المجرد بعد الشيخين البخاري ومسلم)) (الكامل 1/ 33) وقال المناوي نقلاً عن الحازمي: ((صحيح ابن خزيمة أعلى رتبة من صحيح ابن حبان لشدة تحريه؛ فأصح من صنف في الصحيح بعد الشيخين ابن خزيمة فابن حبان فالحاكم)) (فيض القدير 1/ 35) وقد اهتم المسلمون في هذا الكتاب؛ إذ ألف ابن الملقن " مختصر تهذيب الكمال " مع التذييل عليه من رجال ستة كتب (وهي مسند أحمد وصحيح ابن خزيمة وابن حبان ومستدرك الحاكم والسنن للدارقطني والبيهقي). وقد جعله الحافظ ابن حجر أحد موارد كتابه إتحاف المهرة.
¥(9/256)
وإن أي حديث يوجد في صحيح ابن خزيمة فهو صحيح عنده شريطة أن يكون ابن خزيمة لم يتوقف فيه ولم يعله ولم يقدم المتن على السند، وقد وجدتُ إطلاق أهل العلم على أحاديث ابن خزيمة بقولهم: صححه ابن خزيمة بمجرد روايته في الكتاب مع الاحتراز عما ذكرته سابقاً -كما في.
1 - بلوغ المرام الأحاديث:
(1) و (5) و (9) و (11) و (32) و (36) و (39) و (40) و (41)
و (45) و (61) و (65) و (107) و (112) و (122) و (134) و (168)
و (169) و (178) و (203) و (207) و (218) و (263) و (265) و (301) و (306) و (312) و (336) و (360) و (424) و (432) و (459) و (635) و (651) و (655) و (656) و (661) و (666) و (694) و (758) و (800) و (811) و (818) و (868) و (942) و (950) و (972) و (1093) و (1185) و (1186) و (1189) و (1355) و (1384).
2 - وحاشية ابن القيم على سنن أبي داود 1/ 75 و3/ 48.
3 - وشرح الزرقاني على موطأ مالك 1/ 138.
4 - وعون المعبود 1/ 229 و2/ 307 و3/ 287.
5 - وتحفة الأحوذي 1/ 114 و117 و118 و181 و206 و214 و2/ 79 و120 و123 و230 و3/ 378.
6 - وفيض القدير 6/ 333.
7 - وكشف الخفاء 2/ 151 و319.
8 - وتحفة المحتاج 1/ 138 و260 و344.
9 - وتغليق التعليق 2/ 116.
10 - وسبل السلام 1/ 63 و86 و186 و2/ 44 و52 و3/ 24.
11 - ونيل الأوطار 1/ 111 و198 و215 و2/ 158 و260 و237 و5/ 90 و113 و326.
أما الأحاديث الضعيفة التي في " مختصر المختصر " فقد بلغت (429) حديثاً مع بيان ما توقف فيه أو ما ضعفه أو ما صدر المتن قبل السند (143)، وما لم يتوقف فيه من الأحاديث الضعيفة أو يضعفه أو يصدر المتن على السند فهذا مما ينتقد به ابن خزيمة والأحاديث الضعيفة في " مختصر
المختصر " على النحو التالي:
27، 29، 36، 37، 38، 43، 60، 63، 71، 77، 83، 89،
102، 10، 118، 119، 122، 137، 144، 151، 167، 198، 208، 217، 237، 249، 256، 272، 273، 278، 290، 294، 295، 305، 315، 340، 356، 359، 362، 384، 412، 413، 441، 442، 443، 444، 445 (وضعفها هذه الخمسة عقبها)، 452، 453، 458، 467، 468، 469، 470، 472،
479، 481، 482، 485، 493، 498، 513، 544، 556، 560، 562، 563، 564، 565، 572، 573، 594، 600، 601، 604، 626، 627، 628، 629، 639، 642، 650، 662، 665، 676، 680، 714، 715، 716، 729، 734، 735، 745، 772، 773، 779، 780، 781، 791، 792، 797، 808، 811، 814، 815، 828، 849، 865، 897، 902، 903، 904، 909، 913، 940،
946، 947، 982، 994، 998، 1005، 1006، 1008، 1027، 1033، 1047، 1048، 1049، 1050، 1051، 1063، 1070، 1075، 1079، 1084، 1086، 1093، 1094، 1104، 1105، 1119، 1120، 1124، 1126، 1135، 1136، 1138، 1158، 1159،
1161، 1163، 1165، 1172، 1173، 1174،
1175، 1181، 1195، 1201، 1207، 1210،
1212، 1213، 1214، 1215، 1216، 1218، 1220، 1224، 1228، 1229، 1234، 1253، 1254، 1260، 1294، 1297، 1298، 1300، 1310، 1313، 1320، 1321، 1325، 1326، 1327، 1328، 1331، 1338، 1351، 1365، 1372، 1388، 1394، 1397، 1400، 1402، 1403، 1404، 1409، 1416، 1422، 1431، 1438، 1439، 1450، 1462، 1464، 1469، 1478، 1491، 1502، 1503، 1509، 1518، 1520، 1532، 1559، 1565، 1577، 1586، 1592، 1622، 1643، 1648، 1660، 1669، 1676، 1682، 1683، 1691، 1692، 1696، 1697، 1710، 1711، 1722، 1728، 1732، 1741، 1752، 1765، 1766، 1771، 1778، 1780، 1807، 1809، 1815، 1817، 1819، 1840، 1859، 1860، 1861، 1862، 1866، 1872، 1878، 1883، 1884، 1885، 1886، 1887، 1892، 1922، 1923، 1933، 1938، 1939، 1950، 1951، 1954، 1960، 1961، 1972، 1973، 1974، 1977، 1984، 1987، 1988، 1996، 2003، 2007، 2008، 2012، 2031، 2040، 2041، 2042، 2043، 2056، 2057، 2062، 2066، 2067، 2090، 2095، 2101، 2127، 2136، 2137، 2138، 2139
¥(9/257)
، 2140، 2154، 2155، 2163، 2169، 2170، 2187، 2189، 2192، 2194، 2195، 2201، 2208،
2216، 2235، 2236، 2247، 2249، 2250، 2258، 2266، 2272، 2282، 2292، 2306، 2310، 2315، 2316، 2317، 2318، 2319، 2320، 2323، 2331، 2333، 2335، 2336، 2362، 2378، 2379، 2385، 2390، 2412، 2420، 2433، 2434، 2441، 2450، 2457، 2466، 2468، 2471، 2478، 2496، 2497، 2503، 2516، 2532، 2535، 2538، 2548، 2549، 2572، 2579، 2580، 2631، 2641، 2642، 2652، 2676، 2679، 2691، 2697، 2703، 2704، 2712، 2713، 2727، 2728، 2731، 2732، 2733، 2737، 2338، 2745، 2747، 2748، 2773، 2791، 2792، 2793، 2830، 2831، 2834، 2835، 2838، 2840، 2841، 2874، 2882، 2891، 2911، 2913، 2937، 2958، 2967، 2969، 2973، 2974، 3012،
3013، 3014، 3017، 3037، 3038، 3046، 3047، 3050، 3056، 3059، 3062، 3064، 3067، 3068.
ولما تطرح 143 من 429 يبقى 286 وهو القدر الذي حصل فيه التساهل لابن خزيمة
أما الأحاديث التي ليست على شرط ابن خزيمة
فهي (143) حديثاً، وهي تشمل الأحاديث التي ضعفها، وكذا الأحاديث التي صدر المتن على السند والتي توقف فيها.
(37) و (38) و (122) و (137) و (467) و (468) و (469)
و (470) و (560) و (564) و (565) و (773) و (808)
و (1005) و (1138) و (1172) و (1173) و (1174) و (1212)
و (1213) و (1214) و (1215) و (1216) و (1224) و (1254)
و (1298) و (1402) و (1403) و (1404) و (1409) و (1422)
و (1431) و (1464) و (1478) و (1577) و (1592) و (1622)
و (1643) و (1683) و (1692) و (1722) و (1728) و (1766)
و (1780) و (1840) و (1860) و (1861) و (1866) و (1872)
و (1885) و (1866) و (1939) و (1954) و (1972) و (1973)
و (1974) و (1977) و (1984) و (1987) و (1988) و (2003)
و (2007) و (2008) و (2040) و (2041) و (2056) و (2057)
و (2136) و (2137) و (2192) و (2235) و (2282) و (2306)
و (2310) و (2315) و (2317) و (2323) و (2362) و (2379)
و (2433) و (2434) و (2450) و (2457) و (2496) و (2497)
و (2503) و (2548) و (2549) و (2579) و (2580) و (2642)
و (2652) و (2691) و (2697) و (2703) و (2712) و (2732)
و (2748) و (2753) و (2791) و (2792) و (2834) و (2838)
و (2840) و (2841) و (2891).
وما دمت سردت ذلك فهاكم أرقام الأحاديث الحسان التي في مختصر المختصر وقد ذكر الحافظ ابن حجر في كتابه " النكت " (1/ 290) أن ابن خزيمة لا يفرد الحسن عن الصحيح وتبع ابن حجر بعضهم على ذلك. والذي يبدو لي أنه لا ينبغي للحافظ ابن حجر أن يذكر مثل هذا لا سيما وأنَّ قضية الحكم على الأحاديث بالحسن أو الصحة قضية اجتهادية تختلف أنظار المحدّثين فيها، ومع ذلك فقد قمتُ باستقراء الأحاديث الحسان التي في كتاب ابن خزيمة وهي على النحو التالي:
15، 58، 62، 90، 101، 138، 146، 153، 188، 192، 339، 353، 373، 429، 520، 571، 597، 645، 708، 711، 754، 777، 778، 789، 810، 850، 880، 887، 892، 911، 921، 922، 983، 1002، 1023، 1067، 1068، 1080، 1101، 1144، 1184، 1188، 1193، 1196، 1200، 1211، 1274، 1276، 1304، 1306، 1311، 1340، 1345، 1362، 1363، 1405، 1408، 1419، 1426، 1448، 1452، 1456، 1476، 1477، 1486، 1495، 1498، 1499، 1513، 1519، 1525، 1550، 1567، 1570، 1606، 1679، 1681، 1689، 1724، 1730، 1756، 1760، 1762، 1799، 1810، 1813، 1828، 1851، 1857، 1858، 1888، 1891، 1898، 1899، 1901، 1930، 1955، 1990، 1994، 2060، 2065، 2128، 2129، 2161، 2167، 2172، 2193، 2200، 2262، 2270، 2277، 2280، 2284، 2324، 2325، 2327، 2328، 2334، 2377، 2410، 2419، 2443، 2448، 2465، 2469، 2479، 2487، 2490، 2492، 2544، 2546، 2559، 2561، 2565، 2570، 2595، 2686، 2721، 2723، 2823، 2825، 2863، 2878، 2897، 2899، 2908، 2914، 2953، 2956، 3007، 3018، 3079.
وخلاصة هذا البحث:
ينماز هذا الكتاب عن كثير من كتب الحديث أنه واحد من كتب الصحاح، وقد حكم فيه مؤلفه على أحاديثه بالصحة بمجرد ذكر هذه الأحاديث في هذا الكتاب، خلا الأحاديث التي توقف في صحتها ابن خزيمة نفسه، أو التي ضعفها، أو التي قدم المتن على السند، ومجموع تلك الأحاديث التي تخرج عن شرط الكتاب (143) حديثاً، وما دونها فهو محكوم بصحته عند مؤلفه، وقد التزم المؤلف بشرطه إلا في مواضع، وعلى ذلك فإن الأحاديث الصحيحة في هذا الكتاب بلغت (2650) حديثاً، أما الأحاديث الضعيفة فقد بلغت (429) حديثاً.
وعلى هذا يكون ما ينتقد على المصنف (286) فتكون نسبة ما تساهل فيه قرابة 9 %
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماهر بن ياسين بن فحل الدكتور
دار الحديث العراق الأنبار الرمادي
مع رجائي بالدعاء للوالدة عند فطركم وقيامكم وسحوركم فقد آذاها سرطان الدم aml والحمد لله على كل حال
¥(9/258)
ـ[د. أبو بكر]ــــــــ[16 - 09 - 05, 11:09 م]ـ
ألا يتعارض هذا القول لأخينا الشيخ ماهر - حفظه الله و آله و بلاده من كل سوء - و هو: " أما الأحاديث الضعيفة فقد بلغت (429) حديثاً. [يعني: في صحيح ابن خزيمة]
وعلى هذا يكون ما ينتقد على المصنف (286) فتكون نسبة ما تساهل فيه قرابة 9 % " مع قوله المتقدم عليه: " وإن أي حديث يوجد في صحيح ابن خزيمة فهو صحيح عنده شريطة أن يكون ابن خزيمة لم يتوقف فيه ولم يعله ولم يقدم المتن على السند، وقد وجدتُ إطلاق أهل العلم على أحاديث ابن خزيمة بقولهم: صححه ابن خزيمة بمجرد روايته في الكتاب مع الاحتراز عما ذكرته سابقاً "؟
و ألا يتعارض قوله: " وقد التزم المؤلف بشرطه إلا في مواضع " مع ما نقله المناوي عن الحازمي: ": ((صحيح ابن خزيمة أعلى رتبة من صحيح ابن حبان لشدة تحريه؛ فأصح من صنف في الصحيح بعد الشيخين ابن خزيمة فابن حبان فالحاكم)) (فيض القدير 1/ 35)؟
بل ألا يناقض ذلك ما أطلقه الإمام ابن الصلاح - في " مقدمته " - من القول: " ثم إن الزيادة في الصحيح على ما في الكتابين [يعني: صحيحي البخاري و مسلم]، يتلقاها طالبها مما اشتمل عليه أحد المصنفات المعتمدة المشهورة لأئمة الحديث .......... - قال: - و يكفي مجرد كونه موجودا في كتب من اشترط منهم الصحيح فيما جمعه، ككتاب ابن خزيمة "؟؟ (مقدمة ابن الصلاح، ص 163 و 164، دار المعارف، القاهرة، 1412/ 1992 م)
فابن الصلاح لم يذكر تعقبا لصحة أحاديثه تلك - و ما نبه عليه ابن خزيمة فأمره ظاهر -
و السؤال هل نقل عن أحد من الأئمة تضعيفا لحديث بعينه في غير ما شك فيه ابن خزيمة و نبه عليه؟
ـ[د. أبو بكر]ــــــــ[20 - 09 - 05, 04:51 م]ـ
ألا من مجيب؟
ألا يوضح ذلك مخالفة المتأخرين من " المخرجين " المعاصرين للأئمة المتقدمين في تلك الصناعة الحديثية؟
و ألا يؤكد ذلك اختلاف منهج المتأخرين عن منهج المتقدمين، فإن كان الأمر غير هذا: فكيف يمكن التوفيق بين ما صححه الأئمة المتقدمون و بين ما قال بتضعيفه المتأخرون؟؟
أتمنى أن يكون الرد بروية، فمرادنا جميعا حفظ السنة النبوية الشريفة، و حفظ حجيتها في التشريع كذلك.(9/259)
العبرات المتساكبة على تراجم المغاربة (وقفات مع كتب الرجال .. )
ـ[ابن الحاج الجزائري]ــــــــ[07 - 09 - 05, 08:57 م]ـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
وبعد: فقد رأيت الشيخ المحدث أبا الأشبال أحمد محمد شاكر المصري قد تعرض في تحقيقاته الفاضلة وتعليقاته الحافلة على سنن الترمذي إلى مسألة مهمة من مسائل علم الجرح والتعديل طالما غفل عنها المشتغلون، وتغافل عنها المحققون وهي قوله:
" والذي ظهر لي بالتتبع أن كثيرا من علماء الجرح والتعديل من أهل المشرق كانوا أحيانا يخطئون في أحوال الرواة والعلماء من أهل المغرب …".
ت: والذي ظهر لي أيضا، أن منشأ الخطأ راجع إلى سببين لا ثالث لهما:
السبب الأول:
زهد أهل المغرب في علمائهم:
بل هم أحق الناس بقول من قال:أزهد الناس في العالم أهله وجيرانه، وقد شكى أهل العلم منهم ذلك:
- قال أبو العرب حافظ القيروان (ت:333) -رحمه الله- " في طبقات علماء القيروان وتونس" ص:155: " وحدثني جبلة بن حمود أخبرنا سحنون قال: كان من يعرف العلم يبقى في صدره لا يسألونه عنه -يعني أهل أفريقية- فيموت به، مثل عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، بقي العلم في صدره لا ينتشر عنه ولا يعرف…"اهـ.
- وقال ص:54: " وأخبرني جبلة بن حمود الصدفي قال سمعت سحنون بن سعيد يقول: " كان بأفريقية رجال عدول بعضهم بالقيروان وتونس وطرابلس… لو قورنوا بمالك بن دينار لساووه .. "اهـ.
- وقال صاحب كتاب مفاخر البربر- لمؤلف مغربي مجهول- ص:222:-نقلا من كتاب الإفتخار بمناقب علماء القيروان الأخيار" سمعت الشيخ الفقيه العالم الراوية المحدث الباحث أبا عبد الله بن عبد الملك-رحمه الله- يقول:" كان بفاس من الفقهاء الأعلام والأجلة أعيان الناس ماليس في غيرها من البلدان ولكن أهلها أهملوا ذكر محاسن علمائهم، وأغفلوا تخليد مفاخر فقهائهم…"اهـ.
- وقال ابن مريم في مقدمة كتابه "البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان" نقلا عن السنوسي - وهو يعدد فوائد ترجمة علماء بلده المغمورين-:" الرابع: أن فيه تخلصا مما عليه أهل الزمن من القدح بمن عاصرهم، وهذا خلق ذميم جدا وقد نال منه أهل المغرب خصوصا أهل بلدنا حظا أوفر مما نال غيرهم ولهذا لا يجد أكثرنا اعتناء بمشايخنا ولا يحسن الأدب معهم بل يستحي كثير منا أن ينتسب بالتلمذة لهم، رغم أن جل انتفاعه به فيعدل عن الانتساب إليهم إلى من هو مشهور عند الظلمة وربما نسب بعض من لا خلاق له العداوة والسب والأذية لمن سبقت له شيخوخته عليه ولا يبالي وذلك مذموم جدا…-إلى أن قال:- ويرحم الله المشارقة ما أكثر اعتناءهم بمشايخهم…"اهـ.
- ت: وهذا مادفع الإمام ابن حزم الأندلسي من التذمر من المغرب وأهله فقال:
أنا الشمس في جو العلوم منيرة --- ولكن عيبي أن مطلعي الغرب.
ولو أنني في جانب الشرق طالع --- لجد على ما ضاع من ذكري النهب.
وهو القائل في رسالته في المفاضلة بين علماء الأندلس وغيرهم:" أما جهتنا فالحكم في ذلك ما جرى به المثل السائر:أزهد الناس في العلم أهله. وقد قرأت في الإنجيل أن عيسى عليه السلام قال: لا يفقد النبي حرمته إلا في بلده. وقد تيقنا ذلك بما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من قريش، وهم أوفر الناس أحلاما وأصحهم عقولا… ولا سيما أندلسنا فإنها خصت من حسد أهلها العلم الظاهر فيهم الماهر منهم واستقلالهم كثير ما يأتي به، واستهجانهم ما يأتي من حسناته، وتتبعهم سقطاته وعثراته، وأكثر ذلك مدة حياته بأضعاف ما في سائر البلدان، إذا أجاد قالوا سارق مغير، وإن انتحل قذع وإن توسط قالوا: غث بارد وضعيف ساقط، وإن باكر الحيازة لقصب السبق، قالوا: متى كان هذا ومتى تعلم؟ وفي أي زمن قرأ ولأمه الهبل. وبعد ذلك إن ولجت به الأقدار أحد طريقين إما شفوفا دائما يعليه على نظرائه، أو سلوكا في غير السبيل التي عهدوها فهنالك حمي الوطيس على اليائس وصار غرضا للأقوال وهدفا للمطالب، وعرضا للتطرق إلى عرضه، وربما نحل ما لم يقل، وطوق ما لم يتقلد، وألحق بما لم يفه به، ولا اعتقده قلبه، فإن لم يتعلق بالسلطان بحظ لا يسلم من المتالف
¥(9/260)
ولا ينجو من المخالف فإن تعرض لتأليف غمز ولمز، وتعرض وهمز وسترت فضائله وهتف ونودي بما أغفل فتسكن لذلك همته، وتكل نفسه وتبرد حميته …الخ كلامه (أنظره في رسائل ابن حزم الأندلسي تحقيق إحسان عباس).
ت: وكأني بأهل مصر قد هبت عليهم ريح مغربية، حين قال الشافعي عن الليث بن سعد المصري:" الليث أفقه من مالك لولا أن قومه ضيعوه ".
السبب الثاني:
جهل أهل المشرق بعلماء المغرب (*):
وهو ظاهر لمن تتبع عبارات الحفاظ كالدارقطني وابن حبان وأبو حاتم وغيرهم …فإنهم درجوا على إطلا ق وصف الجهالة على الرواة المغاربة، ووصف النكارة على مروياتهم.
جاء في ترجمة عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي في التهذيب للمزي:" أما الأفريقي فإن أحاديثه التي تنكر عن شيوخ لا نعرفهم وعن أهل بلده فيحتمل أن يكون منهم ويحتمل أن لا يكون… ويروى عن يحيى القطان أنه قال: الأفريقي ثقة ورجاله لا نعرفهم فقال لي أبو زرعة حديثه عن هؤلاء لاندري، ولكن … ".
ت: وقد أطلق بعضهم هذا الوصف في المشاهير منهم:
قال ابن حجر في ترجمة عبد الله بن عمر بن غانم قاضي أفريقية من التهذيب له، بعد أن اورد كلام ابن حبان فيه - وكان قد أفحش القول فيه-:" ابن حبان ما عرف هذا الرجل لأنه جليل القدر ثقة لاريب فيه .. "اهـ.
وفي ترجمة محمد بن عبد السلام بن سعيد التنوخي، من اللسان - بعد أن أورد له حديثا من رواية يحيى بن خشيش القيرواني عنه هن أبيه عن مالك … قال الدارقطني.لا يثبت ورواته مجهولون!!!.
قال ابن حجر: " ثم ظهر لي أن محمد بن عبد السلام ثقة معروف، وهو ابن سحنون فإن اسم سحنون عبد السلام بن سعيد وسحنون لقبه كما تقدم في ترجمته وابنه محمد من كبار العلماء بالمغرب"اهـ.
هذا وبعد الوقوف على كلام الشيخ شاكر -رحمه الله- عزمت على تتبع مواطن تراجم الرواة المغاربة من كتب التاريخ والرجال والعلل وتحقيق أحوالهم - بما تيسر-، فاجتمع لي من ذلك جملة نافعة - إن شاء- تصلح أن تنشر في بحوث متتابعة، ولا يفوتني الإلماع إلى أن من بين الذين نبهوا على كثير من التراجم المغربية الحافظ مغلطاي الحنفي في استدراكاته على الإمام المزي في كتابه "إكمال تهذيب الكمال"، فإنه قد استفاد كثيرا من كتب حافظ القيروان أبي العرب القيرواني التي لم يطلع عليها المشارقة، وتبعه على ذلك ابن حجر فإنه صرح في مقدمة تهذيب التهذيب أنه اعتمد على كتاب مغلطاي في العاجل قبل أن يكشف الأصول في الآجل، واعتمد على غيرها من كتب الأندلسيين وعليها بنى أكثر استدراكاته على الذهبي في اللسان فيما يتعلق بتراجم الرواة المغاربة.
ولكنهم مع ذلك ند عنهم ما أجمع بعضه هنا، والآن لنشرع في المقصود بعون الملك المعبود، فأقول:
1) - الحافظ أبو العرب القيرواني هو محمد بن أحمد التميمي (ت:333) ترجم له من المشارقة الذهبي في السير وتذكرة الحفاظ وأثنى عليه وعلى حفظه وترجم له من المغاربة عياض في المدارك والخشني في طبقاته وكذا صاحب معالم الإيمان له كتاب طبقات علماء أفريقية وتونس (مطبوع باختصار الطلمنكي) وثقات المحدثين وضعفائهم (وهو مفقود) وغيرها،ونقل منها مغلطاي وابن حجر- كما سبق- وهذا الأخير يصفه دائما بأبي العرب الصقلي.!!! حافظ القيروان، (كذا) ولم أجد أحدا ممن ترجم له نسبه إلى صقلية ولا حتى مغلطاي الذي من كتبه ينقل الحافظ كما نص في ةمقدمة تهذيب التهذيب، والمشهور أنه قيرواني وقد يقال نسبة إليها: قروي، بها ولد وأخذ العلم عن شيوخها وبها توفي ولم يثبت أنه نزل صقلية بله ينسب إليها، فمن أين للحافظ بهذه النسبة…؟؟؟. وأبو العرب الصقلي هذا لعله هو شاعر بلاط المعتمد بن عباد الأندلسي له ترجمة في وفيات ابن خلكان وقد نقل المقري شيئا من شعره في نفح الطيب، وهو متأخر عن زمان القيرواني ولم يرد أنه كان له اشتغال بالحديث ولا قيروانيا فضلا عن كونه حافظ القيروان!!
وهذا ما يؤكد أن الحافظ ما وقف على كتب الحافظ أبي العرب، وأن جل نقوله عن مغلطاي، أما قوله في المقدمة إنه اعتمد على كتاب مغلطاي في العاجل قبل أن يكشف الأصول في الآجل، فلم يف به، أما نسبة القيرواني إلى صقلية فهو شيء عجيب .. !!!.
2) - جاء في تهذيب التهذيب في ترجمة أبي غطيف الهذلي الذي روى عنه الأفريقي حديث (من توضأ على طهر كتب الله له عشر حسنات):" قال ابن أبي حاتم عن أبي زرعة: لا يعرف اسمه"اهـ.
ت: وهو في طبقات أبي العرب (ص:91). قال"وأبو غطيف من أهل أفريقية واسمه بشر، وقد تزوج أبو غطيف بنت بكر بن سوادة الجذامي"اهـ. وهذا يرد على من عده في جملة المجاهيل الجهالة العينية، كما هو مفهوم من ترجمة عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي.
(يتبع إن شاء الله…).
(*) - بل أدى بهم عدم معرفتهم بهم أحيانا إلى انتقاصهم على قاعدة من جهل شيئا عاداه، (أنظر تفصيله في مقدمة بحث ما انفرد به المغاربة في الحديث وعلومه).
¥(9/261)
ـ[ابن الحاج الجزائري]ــــــــ[06 - 10 - 05, 03:49 ص]ـ
هذه بقية البحث وأعتذر عن التأخر
ـ[ابن الحاج الجزائري]ــــــــ[06 - 10 - 05, 03:53 ص]ـ
3) - قال العلامة الألباني -رحمه الله- تحت حديث (1263) من السلسلة الضعيفة في معرض الكلام على الراوي يحيى بن سليمان الجُفْري (كذا):
أ- " الجُفْري: أورده السمعاني في مادة (الجفري) بضم الجيم وسكون الفاء وهي بناحية البصرة ثم ساق جماعة ينسبون إليها ثم قال:
وأبو زكريا يحيى بن سليمان الأفريقي المعروف بالجفري نسبة في قريش وظني أنه موضع بأفريقية والله أعلم حدث وآخر من حدث عنه جبرون بن عيسى بن يزيد توفي سنة 237.
وأما الذهبي فأورده في المشتبه (الحُفْري) بحاء مضمومة وقال:
عن فضيل بن عياض وعباد بن عبد الصمد وعنه جبرون بن عيسى.
وكذلك وقع في نسخة مخطوطة جيدة من الميزان (الحُفْري) بالمهملة المضمومة، وقال: ما علمت به بأسا.
وقع في الميزان المطبوع في مصر سنة (1325) (الجُفْري) بالجيم، وهو تصحيف لمخالفته المخطوطة والمشتبه، وإن كان هو الموافق للصواب فقد ذكر الحافظ ابن ناصر الدين في "التوضيح" (1/ 142/2) أن الذهبي تبع ابن ماكولا والفرضي في ضبطه بضم الحاء المهملة، ثم قال:
وقد وجدته في تاريخ ابن يونس بخط الحافظ أبي القاسم بن عساكر وسماعه على الحافظ أبي بكر بن أبي نصر اللفتواني الأصبهاني وعليه خطه وجدته (الجفري) بالجيم منقوطة مضمومة. وكذلك وجدته في المستخرج لأبي القاسم بن منده وهو الأشبه بالصواب، ولعله منسوب إلى (جفرة عتيب) اسم قبيلة في بلاد المغرب.
ب- ثم ذكر ابن ناصر أن يحيى بن سليمان هذا روى عنه أيضا ابنه عبد الله بن يحيى ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا فالرجل عندي مستور وإن قال فيه الذهبي (ماعلمت به بأسا) كما سبق ولعل ابن حبان أورده في كتاب الثقات فقد رأيت المنذري يشير إلى توثيقه فقد قال في الترغيب (3/ 142) عقب هذا الحديث (رواه الطبراني عن شيخه جبرون بن عيسى عن يحيى بن سليمان فإني لم أقف فيه على جرح ولا تعديل).
وأما الهيثمي فقال في المجمع (5/ 211): (رواه الطبراني عن شيخه جبرون بن عيسى عن يحيى بن سليمان الجُفْري ولم أعرفهما، وبقية رجاله رجال الصحيح)، فهذا يشعر أنه لم يره في ثقات ابن حبان، فالله أعلم"اهـ كلام شيخنا الألباني -رحمه الله- وله بقية ستأتي.
ت: وخلاصة بحثه محصورة في أمرين:
الأول: الاختلاف في ضبط اسم الحفري أو الجفري هل هو بالجيم المنقوطة أوبالحاء المهملة على قولين:
ضبطه ابن ماكولا والفرضي بالحاء وتبعهما عليه الذهبي في "المشتبه" وفي أصح نسخ "الميزان".
وضبطه السمعاني في الأنساب بالجيم المنقوطة وابن ناصر الدين في التوضيح تبعا لما وجده في تاريخ ابن يونس بخط الحافظ أبي القاسم بن عساكر وسماعه على الحافظ أبي بكر بن أبي نصر اللفتواني الأصبهاني وعليه خطه وصوبه. وهو الذي مشاه الشيخ الألباني، والراجح ضبطه بالحاء المهملة، لما يأتي:
? أن الذي ضبطه بالمهملة ابن ماكولا وهو أقعد في هذا الفن من السمعاني والعمدة عليه وغاية السمعاني النقل عن ابن ماكولا وأضرابه،? وابن الفرضي وهو أعلم برجال الأندلس والمغرب. أما نقل ابن ناصر الدين فيشبه أن يكون تصحيفا.
? ويرجحه أن الحافظ أبا العرب القيرواني ترجمه في طبقات علماء أفريقية - بعد أن أورد له روايات عديدة من رواية ابنه عبد الله (ص:174) فقال:" أبو زكريا يحيى بن سليمان الخَرَّاز الحُفْري: وإنما قيل له الحُفْري لأن داره كانت على حفرة بدرب أم أيوب "اهـ،? وهو الذي نقله صاحب "معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان" (2/ 41) وزاد:" درب أم أيوب بسوق الأحد في القيروان".
ت: وهو نص في ترجيح ضبطه بالحاء المهملة.
والعجيب أن الشيخ الألباني خرج بهذا الإسناد (جبرون بن عيسى عن يحيى بن سليمان) أحاديث (أنظرها برقم:315 - 316 - 1468) أثبت فيها اسمه بالحاء على المذهب الأول وقال: "يحيى بن سليمان الحفري هو القرشي قال أبو نعيم: (فيه مقال) "، بل قال (3/ 662):" والحفري هذا مولع برواية أحاديث الجوع فقد ساق له الطبراني ثلاثة منها هذا أحدها، والآخران برقم (315 - 316) فلعله كان من المتصوفة الذين يحرمون على أنفسهم طيبات ما أحل الله لهم"اهـ.
ت: وهو يسوقنا إلى بقية الكلام وهو:
¥(9/262)
ثانيا: الإختلاف في حال يحيى بن سليمان الحُفْري:
عن فضيل بن عياض وعباد بن عبد الصمد وعنه ابنه عبد الله بن يحيى (كما نقله الحافظ ابن ناصر الدين في "التوضيح") و جبرون بن عيسى (زاد السمعاني فقال: وهوآخر من حدث عنه) توفي سنة 237.
ومشى حاله الذهبي فقال -كما سبق-: ما علمت به بأسا.
وظاهر صنيع المنذري أنه وثقه.
ولم ينقل فيه ابن ناصر الدين جرحا ولا تعديلا
ولم يعرفه الهيثمي.
- وقال الألباني:هوعندي مستور.
- ونقل الألباني عن أبي نعيم أنه قال-كما سبق-: (فيه مقال) - ولم يفسر.
ت: وممن وثقه بلديه حافظ القيروان أبو العرب فقال تتمة للترجمة المذكورة سالفا: " وكان مسنا ثقة، سمع من أبي معمر عباد بن عباد الصمد حديثا كثيرا، وكان عالما بالفرائض والحساب.
قال أبو العرب: لقد حدثني ابنه عبد الله أن أباه أرادوا أن يولوه ديوان أفريقية لعلمه بالحساب وهو يومئذ حدث وكان ذلك سنة خمس وخمسين ومئة فسمع يومئذ من يونس بن يزيد الايلي ثم رجع بعد ذلك إلى المشرق فلقي سفيان بن عيينة والفضيل بن عياض وغيرهما. وسمع بأفريقية من غير واحد منهم عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وعبد الملك بن أبي كريمة وغيرهما.
قال أبو العرب: وسألت عبد الله بن أبي زكرياءعن مولد أبيه فقال: سنة أربع وثلاثين ومائة ومات سنة سبع وثلاثين ومائتين.
قال أبو العرب: وقال عبد الله ابنه: وولدت أنا قبل المائتين بسنة وسمع من أبي زكرياء بشر كثير من أهل القيروان من أصحاب سحنون وغيرهم"اهـ.
ت: فظن الشيخ أن يكون الحفري من المتصوفة ظن بعيد.
أما ابن حبان فالظاهر أنه لم يترجم له، قال الألباني في تتمة كلامه السابق:" وجدت في أتباع التابعين من الثقات المجلد التاسع ترجمتين:
أحدهما: يحيى بن سلام الافريقي المصري
والأخرى: يحيى بن سليمان الجعفي، وهذا مترجم في التهذيب وليس بظاهر أن أحدهما هو "الجفري" فالله أعلم.
ت: وليسا يقينا "الحفري" والأول من مشاهير المغاربة وله ترجمة مطولة في هذه السلسلة تأتي إن شاء الله.
ثم نقل الشيخ عن الحافظ أنه ذكر الحديث في الإصابة في ترجمة أبي الدحداح من رواية أبي نعيم ثم قال:"ولا يصح جبرون واهي الحديث" فلم يتعرض للحفري على أنني أرجح أنه يكون قد غلط في جبرون وخلطه بجبرون بن واقد الافريقي فقد ذكروا في ترجمته أنه متهم في حديثه ولم ينقل ذلك في حال جبرون بن عيسى وليسا بواحد.
4) - قال ابن حجر في اللسان في ترجمة عبد الله بن عثمان المعافري: وأظن هذا أخا لحاتم بن عثمان المعافري الذي استدركت ترجمته في حرف الحاء أو هو بدليل رواية داود بن يحيى عنه وإنما وقع السهو في اسمه.
ت: والصحيح الأول. قال أبو العرب في الطبقات (ص:82):" عبد الله بن عثمان أبو طالب الأبزازي، كان رجلا صالحا ثقة سمع من مالك ومن ابن فروخ. روى عنه داود بن يحيى حدثنا بذلك أحمد بن يزيد وغيره"اهـ.
وقال أيضا (ص:150):" أبو عثمان حاتم بن عثمان المعافري وأخوه أبو طالب كانا تقيين لهما سماع من عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، ومن مالك بن أنس، قال أبو العرب: وأحسب أن رحلتهما كانت مع ابن غانم القاضي، روى عنه داود بن يحيى الصوفي وغيره"اهـ.
5) - قال الذهبي في الميزان في ترجمة عبد الرحمن بن الأشرس الافريقي:" عن مالك، مجهول الحال …"، وتعقبه الحافظ في اللسان ناقلا عن أبي العرب ترجمته كما في الطبقات لكنه خلط بين ترجمة أبي الأشرس عبد الرحمن بن الأشرس الأفريقي، وأبي مسعود عبد الرحمن بن مسعود بن أشرس الأفريقي، وفاته أن ينقل عن أبي العرب قوله في أبي الأشرس (ص:223):" لعله أن يكون أخا لأبي مسعود ابن الأشرس"اهـ. وهو دليل آخر على أن الحافظ لم يقف على تصانيف أبي العرب.
6) - جاء في السلسة الضعيفة للألباني تحت حديث رقم (1198): " جئتم تسألوني عن ذي القرنين، إن أول أمره أنه كان غلاما من الروم .. (الحديث) أخرجه ابن عساكر عن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن سعيد بن مسعود عن رجلين من كندة من قوم قالا:… (فذكرا قصة).
قال الألباني: وهذا إسناد مظلم، عبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن زياد ضعيفان. وسعيد بن مسعود لم أعرفه.
¥(9/263)
ت: وهو معروف واسمه أيضا سعد بن مسعود التجيبي الكندي أبو مسعود مترجم في الإصابة وغيرها، ذكره أبو العرب (ص:87) في ثقات التابعين ممن أرسلهم عمر بن عبد العزيز إلى أفريقية ليفقهوا أهلها روى عنه عبد الرحمن بن أنعم وغيره، وقد عرفه الألباني في غير هذا الموضع (باسم سعد بن مسعود) وضعفه.
7) - قال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة في (ص:30) من كتاب خلاصة تذهيب تهذيب الكمال أثناء ترجمة الراوي زياد بن أنعم الشعباني:" صوابه الشيباني" اهـ.
ت: كذا قال وزياد بن أنعم هو الافريقي والد عبد الرحمن الافريقي وقد ذكروا في ترجمته أنه يروي عن أبيه، وأبوه هذا ترجم له جمع منهم الحافظ في تهذيب التهذيب وغيره واتفقوا على أنه الشعباني وهي نسبة عبد الرحمن الافريقي وكذلك ضبطها المزي وكل من ترجم للافريقي بما فيهم ابن ماكولا في الاكمال ولم يذكر أحد أنه شيباني فضلا عن أن يكون مصحفا عن الشعباني أما تصويب الشيخ أبي غدة -رحمه الله- فهو غلط بين وأخشى أن يكون تحريفا نشأ عن التساهل وعدم المراجعة والله المستعان.
8) - قال الشوكاني في النيل (1/ 14 - 15) في شرح أول حديث في المنتقى وهو: (عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء فإن توضأنا به عطشنا أفنتوضأ بماء البحر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو الطهور ماؤه الحل ميتته. رواه الخمسة وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح):
" … ذكر ابن دقيق العيد في شرح الإمام جميع وجوه التعليل التي يعلل بها هذا الحديث، وملخصها أن الوجه الأول الجهالة في سعيد بن سلمة والمغيرة بن أبي بردة المذكورين في إسناده …" ثم ساق كلاما يفيد رفع الجهالة العينية عنهما إلى أن قال:" وأما المغيرة فقد روى عنه يحيى بن سعيد ويزيد القرشي وحماد كما ذكره الحاكم في المستدرك" اهـ. ثم نقل عن ابن حجر قوله كما في التلخيص:" والمغيرة معروف كما قال أبوداود وقد وثقه النسائي وقال ابن عبد الحكم: اجتمع عليه أهل أفريقية بعد قتل يزيد بن أبي مسلم فأبى. قال الحافظ: فعلم من هذا غلط من زعم أنه مجهول لا يعرف"اهـ.
ت: وممن ترجم له أبو العرب القيرواني في الطبقات وساق له ترجمة جيدة منها:" سأل يزيد بن عبد الملك خالد بن أبي عمران: هل بأفريقية أحد من قريش؟ قال له: المغيرة بن ابي بردة، قال: قد عرفته، وقال: ماله لا يقوم بأمور الناس؟ وذلك لما قتل ابن أبي مسلم عامل يزيد بن عبد الملك"اهـ.
وقال في التلخيص أيضا:" ورواه عنه - أي الحديث- يحيى بن سعيد الأنصاري إلا أنه اختلف عليه فيه فروي عنه:
1 - عن المغيرة بن عبد الله بن أبي بردة أن ناسا من بني مدلج أتوا النبي صلى الله عليه وسلم.
2 - وروي عنه: عن المغيرة عن رجل من بني مدلج.
3 - وروي عنه: عن المغيرة عن أبيه.
4 - وروي عنه: عن المغيرة بن عبد الله أو عبد الله بن المغيرة.
5 - وروي عنه: عن عبد الله بن المغيرة عن أبيه عن رجل من بني مدلج اسمه عبد الله.
6 - وروي عنه: عن عبدالله بن المغيرة عن أبي بردة مرفوعا.
7 - وروي عنه عن المغيرة عن عبد الله المدلجي.
هكذا قال الدارقطني وقال:أشبهها بالصواب وعن المغيرة عن أبي هريرة.
ت: يقصد رواية سعيد بن سلمة عن المغيرة عن أبي هريرة، أما رواية يحيى بن سعيد فهي مضطربة، وهو محصور في الاختلاف في رواية:
- المغيرة بن عبد الله أوعبد الله بن المغيرة. (الرواية:1 - 4)
- وعليه فهل الصحيح هي رواية: المغيرة عن أبيه أو عبد الله بن المغيرة عن أبيه المغيرة (الرواية: باقي الروايات إلا السادسة)
- الرواية السادسة وهي: عن عبدالله بن المغيرة عن أبي بردة (أي جده على هذا الاعتبار وهو أبو المغيرة) مرفوعا.
والصحيح من كل الروايات هي الخامسة: عن عبد الله بن المغيرة عن أبيه عن رجل من بني مدلج اسمه عبد الله. ولم يرو المغيرة عن أبيه كما قال ابن حبان، قال كما في تهذيب التهذيب (4/ 131):" من أدخل بينه وبين أبي هريرة أباه فقد وهم".
وعبد الله بن المغيرة هو ابنه ترجمه أبو العرب في الطبقات (ص:89) فقال: " وكان للمغيرة ابن يقال له عبد الله بن المغيرة الكناني وهو عندنا عبدري لا شك فيه (أي من بني عبد الدار) "اهـ. وذكره مالك في الموطأ وترجمه الخشني وكذا صاحب معالم الإيمان فقالا:"روى عن سفيان بن وهب وعن أبيه وروى عنه ابن لهيعة وابن أنعم ويحيى بن سعيد وغيرهم وسكن القيروان وولاه عمر بن عبد العزيز قضاءها سنة (99) ".
ت: ولكن يبقى هل الرجل المدلجي هو أبو هريرة وقد قيل أن اسمه عبد الله كما في ترجمته في تهذيب ابن حجر ولكنه لم يرد أنه من بني مدلج فيكون اختلط أمره على المغيرة أو اختلط على الراوي فيكون الصحيح عن أبي هريرة - واسمه عبد الله- عن ناس من بني مدلج أو عن أبي هريرة عن رجل من بني مدلج اسمه عبد الله. والثاني أشبه بالصواب ولتحرير الروايات ينظر حال الرواة عن يحيى بن سعيد.
9) - في ترجمة جميل بن كريب المعافري أورده ابن حجر في اللسان وساق تصحيف ابن حزم لاسمه وفاته التنبيه على ترجمته في طبقات أبي العرب (ص:217) وسماه (أبوكريب عبد الرحمن بن كريب البصري) قال:"و كان رجلا صالحا ثقة مأمونا .. " وساق له ترجمة مطولة. وكذلك ترجم له الخشني في طبقات علماء أفريقية والدباغ في المعالم قالا:" ويقال أن اسمه جميل توفي سنة 139"اهـ.
تم القسم الأول من هذا البحث ويليه القسم الثاني إن شاء الله وأوله:
ترجمة شيخ الإسلام عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي
جاء على ظهر مخطوط فتح الرحمن بكشف ما يلتبس من القرآن للشيخ زكريا الأنصاري:
من كلام الشيخ ابراهيم الجعبري رحمه الله تعالى:
الزم العزلة تنجو ... مابقي في الناس خلة
ود هذا الناس أضحى ... لفساد أو لعلة
واترك الأصحاب إلا ... صاحبا يصحبك لله
واقتنع فالرزق يأتي ... إنما الحرص مذلة
آخر الدنيا هو الموت ... ويبقى الملك لله(9/264)
ما الفرق بين (وفي لفظ) وبين (وفي رواية)؟
ـ[عبدالله ابن عمر]ــــــــ[08 - 09 - 05, 01:05 م]ـ
السلام عليكم ..
في كثير من كتب الحديث ..
نقرأ (وفي لفظ) وأيضاً (وفي رواية) ..
فهل من أحد أن يسعدنا بفارق بينهما؟
والله أسأل أن يجزل لكم الجزاء.
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[08 - 09 - 05, 01:36 م]ـ
الفرق بينهما:
أن اللفظ يكون من نفس الصحابي والتابعي، فيقال: ((وفي لفظ)).
وأما الرواية فتكون من طريق آخر وصحابي آخر , هذا الذي يظهر لي.
قاله: الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في شرحه لعمدة الأحكام تحت الحديث الرابع.
وبالله التوفيق.
ـ[عبدالله ابن عمر]ــــــــ[09 - 09 - 05, 06:11 ص]ـ
عذرا ..
فهل كلام الشيخ مختص بعمدة الأحكام أم لا؟
أو نقول:
هل هذا المعنى يجري على جميع ألفاظ المحدثين؟
(وننتظر من البقية مشاركاتهم ............ )
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[09 - 09 - 05, 11:22 ص]ـ
الفرق بينهما:
أن اللفظ يكون من نفس الصحابي والتابعي، فيقال: ((وفي لفظ)).
وأما الرواية فتكون من طريق آخر وصحابي آخر , هذا الذي يظهر لي.
قاله: الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في شرحه لعمدة الأحكام تحت الحديث الرابع.
وبالله التوفيق.
وَلِمَ التَّخْصِيصُ بِالصَّحَابِي وَالتَّابِعِي؟!.
بَلْ، هُوَ أَعَمُّ، فَاللَّفْظُ لِرَاوِي الْحَدِيثِ، صَحَابِيَاً فَمَنْ دُونَهُ.
وَالرِّوَايَةُ لِرَاوٍ آخَرَ، صِحَابِيَاً فَمَنْ دُونَهُ.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[09 - 09 - 05, 11:42 ص]ـ
أُنْمُوذَجٌ لاخْتِلافِ الأَلْفَاظِ لِلرِّوَايَةِ الْوَاحِدَةِ
ــــــــ
قَالَ الإِمَامُ مُسْلِمٌ ((كِتَابُ الإِيْمَانِ)) (16): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ ثَنَا أَبُو خَالِدٍ سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ الأَحْمَرَ عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسَةٍ: عَلَى أَنْ يُوَحَّدَ اللهُ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصِيَامِ رَمَضَانَ، وَالْحَجِّ))، فَقَالَ رَجُلٌ: الْحَجُّ، وَصِيَامُ رَمَضَانَ، قَالَ: لا؛ صِيَامُ رَمَضَانَ، وَالْحَجُّ؛ هَكَذَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وحَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَسْكَرِيُّ ثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ ثَنَا سَعْدُ بْنُ طَارِقٍ حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ عُبَيْدَةَ السُّلَمِيُّ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: عَلَى أَنْ يُعْبَدَ اللهُ وَيُكْفَرَ بِمَا دُونَهُ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ)).
وحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ ثَنَا أَبِي ثَنَا عَاصِمٌ وَهُوَ ابْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ)).
وحَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ ثَنَا أَبِي ثَنَا حَنْظَلَةُ قَالَ سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ بْنَ خَالِدٍ يُحَدِّثُ طَاوُسًا أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ: أَلا تَغْزُو!، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((إِنَّ الإِسْلامَ بُنِيَ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصِيَامِ رَمَضَانَ، وَحَجِّ الْبَيْتِ)).
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[09 - 09 - 05, 12:05 م]ـ
أُنْمُوذَجٌ ثَانٍ لاخْتِلافِ الأَلْفَاظِ لِلرِّوَايَةِ الْوَاحِدَةِ
حَدِيثُ ((إِنَّمَا جُعِلَ الاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ))
ــــــــــ
¥(9/265)
هَذَا الْحَدِيثُ ((إِنَّمَا جُعِلَ الاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ)) مِنْ مَشْهُورِ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ، وَقَدْ أَخْرَجَاهُ فِى ((الصّحِيحَيْنِ)) مِنْ رِوَايَةِ أَثْبَاتِ أَصْحَابِهِ وَمَشَاهِيرِهِمُ: سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، واللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، ومُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ، ومَعْمَرٍ، ويُونُسَ بنِ يَزِيدَ.
وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَحَدَاً اسْتَوَفَى رُوَاتَهُ عَنْ الزُّهْرِيِّ كَاسْتِيفَاءِ أَبِى الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، فَقَدْ أَخْرَجَهُ فِى ((الْمُعْجَمِ الْكَبِيرِ)) مِنْ رِوَايَةِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَاوِيَاً، عَلَى هَذَا النَّسَقِ:
(5660) حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمِ الدَّبَرِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عن مَعْمَرٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ رَجُلاً اطَّلَعَ عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ سُتْرَةِ الْحُجْرَةِ، وفي يَدِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرًى، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَوْ أَعْلَمُ أَنَّ هَذَا يَنْظُرُنِي حَتَّى آتِيَهُ، لَطَعَنْتُ بِالْمِدْرَى فِي عَيْنِهِ، وَهَلْ جُعِلَ الاسْتِئْذَانُ إلا مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ)).
(5661) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِىُّ ثَنَا الأَوْزَاعِيُّ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أخبره: أَنَّ رَجُلاً اِطَّلَعَ عَلَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْحُجْرَةِ، وفي يَدِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرًى، فَقَالَ: ((لَوْ أَعْلَمُ أَنَّ هَذَا يَنْظُرُنِي حَتَّى آتِيَهُ، لَطَعَنْتُ بِالْمِدْرَى فِي عَيْنِيْهِ، وَهَلْ جُعِلَ الاسْتِئْذَانُ إلا مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ)).
(5662) حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ ثَنَا شُعِيبُ بْنُ يَحْيَى عَنْ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ح وَحَدَّثَنَا مُطَّلِبُ بْنُ شُعِيبٍ الأَزْدِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ أنَّ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخبره: أَنَّ رَجُلاً اطَّلَعَ مِنْ جُحْرٍ فِي بَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرىً يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ، فلما رآه رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْتَظِرُنِي لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ، إِنَّمَا جُعِلَ الاسْتِئْذَانُ مِنْ قِبَلِ الْبَصَرِ)).
(5663) حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ح وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ غَنَّامٍ ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالا ثَنَا سُفْيَانَ ثَنَا الزُّهْرِيُّ قَالَ سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: اطَّلَعَ رَجُلٌ مِنْ حُجْرَةِ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرىً يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ، فقال: ((لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْتَظِرُنِي أَطْعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ، إِنَّمَا جُعِلَ الاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ)).
(5664) حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ غَنَّامٍ ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ حَدَّثَنِي أَبِي يعنى إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَهْلٍ عن النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ.
¥(9/266)
(5665) حَدَّثَنَا أبُو شُعِيبٍ الْحَرَّانِيُّ ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ البَابُلْتِيُّ ثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ رَجُلاً اطَّلَعَ فِى جُحْرٍ فِي بَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحُكُّ رَأْسَهُ بِمِدْرَى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَنْتَظِرُنِي لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ، إِنَّمَا جُعِلَ الاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ)).
(5666) حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْحَسَنِ الْخَفَّافُ الْمِصْرِيُّ ثَنَا أَحْمَدَ بْنُ صَالِحٍ ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أنَّ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ الساعدي أخبره: أَنَّ رَجُلاً اطَّلَعَ فِى جُحْرٍ فِي بَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرىً يُرَجِّلُ أَوْ يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْتَظِرُنِي، لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ، إِنَّمَا جُعِلَ الإِذْنُ مِنْ قِبَلِ الْبَصَرِ)).
(5667) حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ ثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ أنَا خَالِدٌ يعنى الطَّحَّانَ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَجُلاً اطَّلَعَ فِى جُحْرٍ فِي بَابِ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرَىً يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ، فَقَالَ النَّبىُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْتَظِرُنِي، لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ، إِنَّمَا جُعِلَ السِّتْرُ لِلإِذْنِ أو قَالَ: مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ)).
(5668) حَدَّثَنَا القَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَا وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهْ الأَصْبَهَانِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى الرَّمْلِيُّ حَدَّثَنَا عَمِّي يَحْيَى بْنُ عِيسَى عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قال: بَيْنَمَا النَّبىُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حُجْرَتِهِ مَعَهُ مِدْرىً يُسَرِّحُ بِهِ لِحْيَتَهُ، إِذْ جَاءَ إِنْسَانٌ فَاطَّلَعَ مِنْ جُحْرٍ فِي حُجْرَتِهِ، فَأَبْصَرَهُ النَّبىُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: ((لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَنْتَظِرُنِي، لَفَقَأْتُ بِهَذَا الْمِدْرَى عَيْنَكَ، إِنَّمَا جُعِلَ الإِذْنُ مِنْ قِبَلِ الْبَصَرِ)). قال: أَبُو سَلَمَةَ هذا روى عنه سُفْيَانُ هو مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ.
(5669) حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ الْبَغَوْيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ ثَنَا أبُو دَاوُدَ ثَنَا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ رَجُلاً اطَّلَعَ مِنْ جُحْرٍ إِلَى النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرَىً يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ، فقال: ((لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْظُرُ، لَقُمْتُ حَتَّى أَطْعَنُ بِهِ فِي عَيْنِكَ، إِنَّمَا جُعِلَ الإِذْنُ مِنْ قِبَلِ الْبَصَرِ)).
(5670) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رِشْدِينَ الْمِصْرِيُّ ثَنَا زَكَرِيَا بْنُ يَحْيَى كَاتِبُ الْعُمَرِيِّ ثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: اِطَّلَعَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، وَفِي يَدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُودٌ أو مِدْرَىً، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْظُرُنِى، لَفَقَأْتُ عَيْنَكَ)).
¥(9/267)
(5671) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ حُمِيدٍ الْبَزَّازُ ثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أن سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ أَخْبِرِهُ: أَنَّ رَجُلاً اطَّلَعَ مِنْ جُحْرٍ فى بَابِ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَ النبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرَىً يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تُبْصِرُنِى، لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ، إِنَّمَا جُعِلَ الاسْتِئْذَانُ مِنْ قِبَلِ الْبَصَرِ)).
(5672) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَدَقَةَ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ الْجَحْدَرِيُّ ثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ عن عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: نَظَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَجُلٍ يَنْظُرُ فِي بَيْتِهِ، وَفِي يَدِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرَىً يُرَجِّلُ بِهِ رَأْسَهُ، فَقَالَ: ((لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تُبْصِرُنِى، لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ)).
(5673) حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِى الطَّاهِرِ بْنِ السَّرْحِ الْمِصْرِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُزِيزٍ الأَيْلِيُّ ثَنَا سَلامَةُ بْنُ رَوْحٍ عَنْ عُقِيلِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ ابْنِ شِهِابٍ أَخْبَرَنِي سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ: أَنَّ رَجُلاً اطَّلَعَ مِنْ جُحْرٍ فِى بَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرَىً يُرَجِّلُ بِهِ رَأْسَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْظُرُنِي، لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ، إِنَّمَا جُعِلَ الإِذْنُ مِنْ قِبَلِ الْبَصَرِ)).
ثم زاد أبو القاسم فى ((أوسطه)) (8/ 196) اثنين من رواته عَنْ الزُّهْرِيِّ، فقال:
(8385) حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ سَهْلٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ الْمِصْرِيُّ ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ وَعَبْدُ اللهِ بنُ زِيَادِ بنِ سَمْعَانَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ حدثني سهل بن سعد الأنصاري: أَنَّ رَجُلاً اطَّلَعَ فِى جُحْرٍ فِى بَابِ بَيْتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرَىً يَحُكُّ بِهَا رَأْسَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْظُرُنَا، لَطَعَنَا بِهِ فِي عَيْنِكَ، إِنَّمَا جُعِلَ الإِذْنُ مِنْ قِبَلِ الْبَصَرِ)).
قلت: فهؤلاء ستة عشر راوياً عند أبى القاسم، وهاكهم على ترتيب المعجم:
(1) إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ.
(2) خَالِدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الطَّحَّانَ
(3) زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ.
(4) سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ.
(5) صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ الزُّهْرِيُّ.
(6) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الأَوْزَاعِيُّ.
(7) عَبْدُ اللهِ بنُ زِيَادِ بنِ سَمْعَانَ.
(8) عُقِيلُ بْنِ خَالِدٍ الأَيْلِيُّ.
(9) عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ.
(10) اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ.
(11) مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ أَبُو سَلَمَةَ.
(12) مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ.
(13) مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ.
(14) مَعْمَرُ بنُ رَاشِدٍ الْيِمَانِىُّ.
(15) يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ.
(16) يُونُسُ بنُ يَزِيدَ الأَيْلِيُّ.
وَقَدْ خُولِفَ الزُّهْرِِيُّ عَلَى بَعْضَ أَلْفَاظِهِ بِمَا هُوَ مُبَيَّنٌ فِي كُلِّ رِوَايَةٍ.
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[09 - 09 - 05, 03:51 م]ـ
وَلِمَ التَّخْصِيصُ بِالصَّحَابِي وَالتَّابِعِي؟!.
بَلْ، هُوَ أَعَمُّ، فَاللَّفْظُ لِرَاوِي الْحَدِيثِ، صَحَابِيَاً فَمَنْ دُونَهُ.
وَالرِّوَايَةُ لِرَاوٍ آخَرَ، صِحَابِيَاً فَمَنْ دُونَهُ.
أهلاً بك شيخنا الحبيب، لعل الشيخَ رحمه الله أراد التمثيلَ فقط ولم يُرد التخصيص، والله أعلم.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[09 - 09 - 05, 06:07 م]ـ
لا مُشَاحَة عِنْدَئِذٍ، وَإِنَّمَا أَرَدْتُ نَفِي هَذَا التَّصَوُّرِ، الَّذِي رُبَّمَا لَمْ يَقْصُدهُ الشَّيْخُ طَيَّبَ اللهُ ثَرَاهُ.
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[09 - 09 - 05, 06:13 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا، وشافاكم الله، ورحم الله الشيخ.
ـ[عبدالله ابن عمر]ــــــــ[09 - 09 - 05, 11:52 م]ـ
الذي اتضح لي أن اللفظ بثبات الراوي له سواء صحابي أو تابعي أو من دونه.
والرواية باختلاف الراوي واللفظ ..
فهل هذا صحيح.
¥(9/268)
ـ[السمرقنديه]ــــــــ[12 - 01 - 07, 01:45 ص]ـ
ياليت نوفق الى من يوضح الفرق اكثر
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[07 - 02 - 07, 10:51 م]ـ
الأخ الفاضل الأريب أبا محمد الألفي، جزاك الله خيرا وبعد:
تأملت البيت الثاني من توقيعك:
إِنَّ الأُلَى جَحَدُوا عُلاكَ تَسَخَّطُوا .. قَدَرَ الإِلَهِ الْوَاحِدِ الدَّيَّانِ.
فقلت لعلي لم أفهم مرادك! لأني فهمت أن الذين جحدوا علو منتدى أهل الحديث فقد تسخطوا قدر الإله الواحد!
فهل فهمي هذا صحيح؟
واسلم لأخيك.
ـ[أبو عبد الغفور]ــــــــ[07 - 02 - 07, 11:03 م]ـ
السلام عليكم ...
هذه فائدة قريبة من هذا الموضوع أنقلها لكم من شرح الشيخ عبد المحسن العباد على سنن أبي داود ...
قال الشيخ:
"هناك فرق بين قوله بمثله وبنحوه وبمعناه
لأنه إذا قال بمثله يعني أن المتن مطابق للمتن لفظا ومعنا
وبنحوه يعني قريبا منه
وبمعناه يعني بنفس المعنى وليس بنفس اللفظ ..... "
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[21 - 02 - 09, 08:55 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الذي يظهر أنه لا فرق بين قوله "وفي لفظ" "وفي رواية" وقد تتبعت من ذلك طرفا فظهر لي ذلك
وأظنه عام لا يختص بصاحب العمدة
والمعنى المقصود منهما هو التنبيه على اختلاف روايات الحديث زيادة ونقصا وغير ذلك والله أعلم(9/269)
من أي الكتب ينقل ابن حجر عن المدائني في الفتح؟ وهل لا يزال موجودا؟
ـ[سيف 1]ــــــــ[08 - 09 - 05, 08:45 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[09 - 09 - 05, 12:46 ص]ـ
لَعَلَّكَ تَقْصُدُ:
عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَيْفٍ أبَا الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيَّ الأَخْبَارِيَّ
صَاحِبَ الْمُصَنَّفَاتِ الْمَشْهُورَةِ. وَكَانَ عَالِمَاً بِالْمَغَازِي، وَالسِّيَرِ، وَالأَنْسَابِ، وَأَيَامِ الْعَرَبِ.
ـ[سيف 1]ــــــــ[09 - 09 - 05, 07:53 ص]ـ
نعم هو شيخنا الكريم أثابك الله.فمن أي كتبه ينقل ابن حجر عنه زيادات الروايات والمتابعات وهل وصلنا من كتبه شئ؟
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[09 - 09 - 05, 11:06 ص]ـ
أبُو الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيُّ
ــــ
عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَيْفٍ أبُو الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيُّ، الأَخْبَارِيَّ، الْحَافِظُ، الثِّقَةُ، الْمُتَفَنِّنُ، الْوَاسِعُ اْلَمَعْرِفَةِ بِالْمَغَازِي، وَالسِّيَرِ، وَالأَنْسَابِ، وَأَيَامِ الْعَرَبِ. هُوَ مَوْلَى سَمُرَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، بَصْرِيٌّ سَكَنَ الْمَدَائِنَ، وَإِلَيْهَا نُسِبَ، ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى بَغْدَادَ، وَكَانَ مُلازِمَاً لإِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيِّ وَلَمْ يُفَارِقْهُ حَتَّى مَاتَ، ولَمْ يَزَلْ بِهَا إِلَى وَفَاتِهِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَلَهُ ثَلاثُ وَتِسْعُونَ سَنَةً. وَسَرَدَ الصَّوْمَ قَبْلَ وَفَاتِهِ بِثَلاثِينَ سَنَةً، وَكَانَ قِيلَ لُه فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِِ: مَا تَشْتَهِي؟، قَالَ: أَشْتَهِي أَنْ أَعِيشَ.
أَسْنَدَ الْخَطِيبُ الْبَغْدَادِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ قَالَ: كَانَ أَبِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَمُصْعَبُ الزُّبَيْرِيُّ يَجْلِسُونَ بِالْعَشِيَّاتِ عَلَى بَابِ مُصْعَبٍ، قَالَ: فَمَرَّ عَشِيَّةً مِنْ الْعَشِيَّاتِ رَجُلٌ عَلَى حِمَارٍ فَارِهٍ، وَبَزَّةٍ حَسَنَةٍ، فَسَلَّمَ، وَخَصَّ بِمِسَائِلِهِ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، فَقَالَ لَهُ يَحْيَى: إِلَى أَيْنَ يَا أَبَا الْحَسَنِ؟، فَقَالَ: إِلَى هَذَا الْكَرِيْمِ الَّذِي يَمْلأُ كُمِّي مِنْ أَعَلاهُ إِلَى أَسْفَلِهِ دَنَانِيرَ وَدَرَاهِمَ، فَقَالَ: وَمَنْ هُوَ يَا أَبَا الْحَسَنِ؟، فَقَالَ: أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، قَالَ: فَلَمَّا وَلَّي قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ ثِقَةٌ ثِقَةٌ،
قَالَ: فَسَأَلْتُ أَبِي، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا الرَّجُلُ؟، قَالَ: الْمَدَائِنِيُّ.
وَأَسْنَدَ الْخَطِيبُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الزَّعْفَرَانِيِّ حَدَّثَنَا أبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ قَالَ: قَالَ لِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ غَيْرَ مَرَّةٍ: اكْتُبْ عَنْ الْمَدَائِنِيِّ كُتُبَهُ.
وَأَسْنَدَ الْخَطِيبُ عَنْ أَبِي عُمَرَ الْمُطَرِّزِ سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنَ يَحْيَى النَّحْوِيَّ ثَعْلَبَ يَقُولُ: مَنْ أَرَادَ أَخْبَارَ الْجَاهِلِيَّةِ فَعَلَيْهِ بِكُتُبِ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَمَنْ أَرَادَ أَخْبَارَ الإِسْلامِ فَعَلَيْهِ بِكُتُبِ أبِي الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيِّ.
وَقَالَ الْخَطِيبُ: قَرَأْتُ بِخَطِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ النُّعَيْمِيِّ: قَالَ أبُو قِلابَةَ الرَّقَاشِيُّ: حَدَّثَتُ أَبَا عَاصِمٍ النَّبِيلَ بِحَدِيثٍ، فَقَالَ: عَمَّنْ هَذَا، فَإِنَّهُ حَسَنٌ؟، قُلْتُ: لَيْسَ لَهُ إِسْنَادٌ، وَلَكِنْ حَدَّثَنِيهِ أبُو الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيُّ، فَقَالَ لِي: سُبْحَانَ الله؛ أبُو الْحَسَنِ إِسْنَادٌ!.
رَاوِيَةُ الْمَدِائِنِيِّ
ــــ
¥(9/270)
رَاوِيَةُ الْمَدِائِنِيِّ بِمُعْظَمِ كُتُبِهِ: أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْمَبَارَكِ أبُو جَعْفَرٍ الْخَرَّازُ مَوْلَى أَبِى جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ فَأَكْثَرَ: الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، وَعُمَرُ بْنُ شَبَّةَ النُّمَيْرِِيُّ الْبَصْرِيُّ. وَمَنْ طَرِيقِ ابْنِ شَبَّةَ يَرْوِى أَبُو جَعْفَرٍ الطَّبَرِيُّ أَخْبَارَ الْمَدَائنِيِّ فِى ((تَارِيخِ الأُمَمِ وَالْمُلُوكِ)).
كُتُبُه فِي أَخْبَارِ النَّبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ـــــــــ
كِتَابُ أُمَّهَاتِ النَّبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كِتَابُ صِفَةِ النَّبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كِتَابُ أَخْبَارِ الْمُنَافِقِينَ، كِتَابُ عُهُودِ النَّبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كِتَابُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْتَهْزِئِينَ، كتَابُ رَسَائِلِ النَّبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كِتَابُ كُتُبِ النَّبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُلُوكِ، كِتَابُ آيَاتِ النَّبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كِتَابُ إِقْطَاعِ النَّبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كِتَابُ فُتُوحِ النَّبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كِتَابُ صُلْحِ النَّبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كِتَابُ خُطَبِ النَّبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كِتَابُ عُهُودِ النَّبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كِتَابُ الْمَغَازِي، كِتَابُ سَرَايَا النَّبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كِتَابُ دُعَاءِ النَّبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كِتَابُ أَزْوَاجِ النَّبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كِتَابُ عُمَالِ النَّبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كِتَابُ خَبَرِ الإِفْكِ، كِتَابُ مَا نَهَى عَنْهُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كِتَابُ الْخَاتَمِ وَالرُّسُلِ، كِتَابُ مَنْ كَتَبَ لَهُ كِتَابَاً أو أماناً، كِتَابُ أَمْوَالِ النَّبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ كَانَ يَرُدّ عَلَيْهِ الصَّدَقَةَ مِنْ الْعَرَبِ، كِتَابُ أَخْبَارِ النَّبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وتأتِي بقيَّة كتبه بتوفيق الله تعالَى.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[12 - 09 - 05, 03:33 م]ـ
ابن حجر رحمه الله - في الفتح - نصَّ على كتاب المُغَرَّبين لأبي الحسن المدائني، فقال:
ظفرتُ بكتابٍ لأبي الحسن المدائني، سمَّاه: " كتاب المُغَرَّبِين "، بمعجمة وراء مفتوحة ثقيلة، فوجدتُ فيه عدة قصص، لِمَنْ، غَرَّبهم عُمر عَن المدينة. (الفتح 10/ 334، وينظر: 12/ 159)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[12 - 09 - 05, 04:02 م]ـ
وابن حجر رحمه الله لم يعتمد على المدائني في الفتح، وحسب، بل اعتمد عليه في كتبه الأخرى كـ الإصابة، فمن كتبه التي اعتمد عليها، كتاب:
" رسل النبي صلى الله عليه وسلم " (الإصابة 1/ 584 و 3/ 183).
" أخبار ثقيف " (الإصابة 6/ 555).
ـ[سيف 1]ــــــــ[12 - 09 - 05, 10:56 م]ـ
ينقل عنه زيادات كثيرة في الفتح مثل قصة موت عمر والشورى وغيرها فهل كتابه الذي نقل منه مازال بين أيدينا أم فقد؟ جزاكم الله خيرا(9/271)
سؤال عن بعض صنيع الامام الساجي
ـ[سيف 1]ــــــــ[09 - 09 - 05, 08:16 ص]ـ
معلوم قلة نقل ابن حجر وأصحاب التراجم لكلام الامام الساجي رحمه الله تعالى في الرواة وذلك لعدم وصول كامل كتبه اليهم والله اعلم
ويقع في بعض هذه النقولات في التهذيب لابن حجر ان يقول قال الساجي: قال ابن معين كذا وكذا عن هذا الراوي
او أن يقول قال الساجي: اختلف فيه أحمد ويحيى وقال احمد كذا وكذا
وأظن ان الساجي لم يسمع من احمد ولا يحيى, فهل يعتد بقوله هذا في الرواه لكونه من ائمة الجرح والتعديل وأصحاب المصنفات فيه و لأنه لا يجزم بشئ عن احمد ولا غيره الا وقد أخذه عن ثقة من أصحابهم؟ (وهو قريب جدا منهم زمنا وأخذ كثيرا عن ابن المديني)
ام يطرح كلامه ويكون من قبيل المنقطع؟!
جزاكم الله خيرا
ـ[سيف 1]ــــــــ[10 - 09 - 05, 08:41 م]ـ
من يفيدني وله مني الدعاء؟
ـ[فواز الجهني]ــــــــ[25 - 09 - 05, 12:35 ص]ـ
الساجي موضوع رسالتي للماجستير
وقد سمع أحمد وأما يحيى فلم أقف على تصريحه بالسماع من وإنما ينقل عنه ب (قال) أو أُخبرت عن يحيى مع أنه سمع ابن المديني
وأما هو فهو ممن يعتد بقوله في الجرح والتعديل كما ذكر الذهبي والسخاوي وقد وقفت على ما يقرب من (500) قول له في التهذيب لابن حجر ومنهجه العام لاتشدد فيه حسب ما ظهر لي
وأنا الآن أجمع جميع أقواله من كتب الرجال إضافة إلى ما جمعته من تهذيب التهذيب (موضوع الدراسة) وترتيبها على حروف المعجم إضافة إلى أحكامه على الأحاديث
وهو إمام محدث فقيه شافعي وهو شيخ البصرة ومفتيها في عصره وكتابه العلل يدل على تبحره في هذا الفن كما قال الذهبي
وقد كان موجودا ينقل عنه مغلطاي ويقارن بينه وبين مختصر ابن حزم له
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[25 - 09 - 05, 01:10 م]ـ
هل يقبل قول الساجي إذا انفرد بالتضعيف أو خالف غيره ممن هو فوقه في العلم ممن سبقه أو عاصره وهل تذكر قول الذهبي في هذا وابن حجر إن وقفت عليه وجزاك الله خيرا.(9/272)
أرجو أن تفيدوني بما عندكم حول موضوع " الأحاديث الأفراد وأثرها في الخلاف الفقهي"
ـ[الحراري]ــــــــ[09 - 09 - 05, 11:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين،
وبعد،
أيها الإخوة الكرام في منتدى الدراسات الحديثية، اسمحوا لي أن أشارك معكم في هذا المجمع العلمي المبارك تلميذا متعلما مستفيدا ...
وأرجو أن تفيدوني بما عندكم حول موضوع " الأحاديث الأفراد وأثرها في الخلاف الفقهي"
وكيفية استخراج هذه الروايات من الكتب الستة بأسهل طريق، ليتم بعد ذلك الخوض في الأحكام الفقهية المستنبطة منها، ثم بيان أقوال الأئمة في المسألة.
وجزاكم الله خيرا.(9/273)
هَلْ صَحَّ مَا ذَكَرُوهُ عَنْ أَبِي سَعْدٍ الْمالِينِِيِّ وَقَوْلِه فِي الْمسْتَدْرَك
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[10 - 09 - 05, 05:04 م]ـ
هَلْ صَحَّ مَا ذَكَرُوهُ عَنْ أَبِي سَعْدٍ الْمالِينِِيِّ وَقَوْلِه فِي الْمسْتَدْرَكِ
لَمْ أَرَ فِيهِ حَدِيثَاً وَاحِدَاً عَلَى شَرْطِهِمَا؟
ــــــــــــــ
الْحَمْدُ للهِ نَاصِرِ الْحَقِّ وَرَافِعِى لِوَائِه. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَتّمَّانِ الأَكْمَلانِ عَلَى أَتقَى خَلْقِهِ وَأَوْلِيائِه.
وَبَعْدُ ..
الْمُطَالِعُ لأَكْثَرِ كُتُبِ الْمُصْطَلَحِ، يَعْجَبُ أَشَدَّ الْعَجَبِ لِمَا ذَكَرُوهُ عَنْ أَبِي سَعْدٍ الْمَالِينِِيِّ الْحَافِظِ، وَقَوْلِهِ: ((طَالَعْتُ ((الْمُسْتَدْرَكَ)) الَّذِي صَنَّفَهُ الْحَاكِمُ , مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ , فَلَمْ أَرَ فِيهِ حَدِيثَاً عَلَى شَرْطِهِمَا)) (1).
وَقَبْلَ تَحْقِيقِ هَذِهِ الْمَقَالَةِ، فَقَدْ وَجَبَ التَّعْرِيفُ بِالْحَافِظِ الْحُجَّةِ الْمُلَقَّبِ بِـ ((طَاوُوسِ الْفُقَرَاءِ)).
أبُو سَعْدٍ الْهَرَوِيُّ الْمَالِينِيُّ الْحَافِظُ طَاوُوسُ الْفُقَرَاءِ (2)
ـــــــــــــــــ
الْمَالِينِيُّ هُوَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَفْصِ بْنِ الْخَلِيلِ الأَنْصَارِيُّ الْحَافِظُ، أبُو سَعْدٍ الْهَرَوِيُّ الْمَالِينِيُّ الصُّوفِيُّ طَاوُوسُ الْفُقَرَاءِ. سَمِعَ بِخُرَاسَانَ، وَالْعِرَاقِ، وَالشَّامِ، وَمِصْرَ، وَالنَّوَاحِي.
حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ السَّليِطِيِّ، وَأَبِي أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ، وأَبِي عُمَرَ بْنِ بَجِيرٍ، وَأَبِي الشَّيْخِ بْنِ حَيَّانِ الأَصْبَهَانِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ هَارُونَ الْبَصْرِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ الْقَطِيعِيِّ، وَالْحَسَنِ بْنِ رَشِيقٍ الْعَسْكَرِيِّ، وَيُوسُفَ بْنِ الْقَاسِمِ الْمِيَانَجِيِّ، وَالْفَضْلِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُؤَذِّنِ، وَمُحَمِّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ الرَّمَلِيِّ، وَخَلائِقٍ.
قَالَ أبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: كَانَ ثِقَةً مُتْقِنَاً صَالِحَاً.
رَوَى عَنْهُ: أبُو حَازِمٍ الْعَبْدَوِيُّ، وَعَبْدُ الْغَنِي بْنُ سَعِيدٍ الْمِصْرِيُّ، وَتَمَّامٌ الرَّازِيُّ، وَهُمَا أَكْبَرُ مِنْهُ، وَأَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ وَأَكْثَرَ عَنْهُ فِي ((السُّنُنِ))، وَأَبُو نَصْرٍ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ السِّجْزِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَنْدَهْ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذَّكْوَانِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامَةَ الْقُضَاعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَبِيبٍ الْكَاغِدِيُّ، وَأبُو الْحَسَنِ الْخُلَعِيُّ، وَالْحُسَيْنِ بْنُ طَلْحَةَ النَّعَالِيُّ، وَآخرُونَ.
وَقَالَ الأَمِيرُ أبُو نَصْرٍ ابْنُ مَاكُولا ((الإِكْمَالُ)) (3/ 179): أبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَفْصِ بْنِ الْخَلِيلِ الْمَالِينِيُّ كَانَ جَوَّالاً مُكْثِرَاً، قَالَ لِي أبُو إِسْحَاقَ الْحَبَّالُ: كَأنَّ الإِسْنَادَ كَانَ يُمْسَكُ لَهُ فِي الْبِلادِ حَتَّى يُدْرِكَهُ، جَاءَ إِلَى مِصْرَ فَأَدْرَكَ ابْنَ رَشِيقٍ، وَعَاشَ، وَعَادَ إِلَى مِصْرَ، وَحَدَّثَ بِهَا كَثِيرَاً.
قَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ ((تَارِيخُ جُرْجَانَ)): ((أبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْخَلِيلِ بْنِ حَفْصِ الْمَالِينِيُّ الْهَرَوِيُّ. قَدِمَ جُرْجَانَ دُفْعَاتِ، وَكَانَ أَوَّلَ دُخُولِهِ جُرْجَانَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ. سَمِعَ من: الإِمَامِ أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ كَثِيرَاً مِنْ كُتُبِهِ، وَمِنْ أَبِي أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ الْحَافِظِ كِتَابَ ((الْكَامِلُ))، وَجَمْعَهُ أَحَادِيثَ مَالِكٍ، وَغَيْرَ ذَلِكَ. وَرَحَلَ رَحَلاتٍ كَثِيرَةٍ إِلَى أَصْبَهَانَ، وَالْبَصْرَةِ، وَبَغْدَادَ، وَالشَّامِ وَمِصْرَ، وَالْحِجَازِ، وَفَارِسَ، وَخُوزَسَتَانَ، وَخُرَاسَانَ، وَمَا وَرَاءَ النَّهْرِ. وَآخَرَ دُخُولِهِ
¥(9/274)
جُرْجَانَ رَاجِعَاً مِنْ خُرَاسَانَ، سَأَلْتُهُ أَنْ يُقِيمَ بِجُرْجَانَ، فَأَبَى، وَحَمَلَ جَمِيعَ كُتُبِهِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدِي وَدِيعَةً مِنْ سَمَاعَاتِهِ بِجُرْجَانَ، وَرَأَى كِتَابِي هَذَا، فَاسْتَحْسَنَهُ، وَسَأَلَنِي أَنْ اكْتُبَ اسْمَهُ فِي هَذَا الْكِتَابِ، فَأَثْبَتُ اسْمَهُ فِيهِ، لِمَا كَانَ بَيْنِي وبَيْنَهُ مِنْ الصَّدَاقَةِ، وَالصُّحْبَةِ الْقَدِيْمَةِ بِجُرْجَانَ، وَنَيْسَابُورٍ، وَالْعِرَاقِ، وَمِصْرَ. وَخَرَجَ مِنْ جُرْجَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِمِائَةٍ إِلَى أَصْبَهَانَ، وَالْعِرَاقِ، وَالشَّامِ. وَمَاتَ بِمِصْرَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَعِمِائَةٍ)).
قُلْتُ: مَعَ الصَّدَاقَةِ الْوَطِيدَةِ، وَالصِّلَةِ الْوَثِيقَةِ مَا بَيْنَ السَّهْمِِيِّ وَالْمَالِينِِيِّ، إِلا أَنَّهُ لَمْ يَضْبِطْ اسْمَهُ، وَلا تَارِيخَ وَفَاتِهِ!!.
فَقَدْ قَالَ أبُو إِسْحَاقَ الْحَبَّالُ: تُوُفِّي أبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ السَّابِعَ عَشْرَِ مِنْ شَوَالٍ سَنَةَ اثْنَتِي عَشْرَةَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ.
أَسْنَدَ أبُو الْقَاسِمِ بْنُ عَسَاكَر فِي ((تَارِيخِ دِمِشْقَ)) بِالإِجَازَةِ عَنْ أبِي الطَّاهِرِ السِّلَفِيِّ أنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصَّيْرَفِيُّ سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ عَلِيٍّ الأَزْجِيَّ يَقُولُ: أَخَذْتُ مِنْ أَبِي سَعْدٍ الْمَالِينِيِّ أُجْرَةَ النَّسْخِ وَالْمُقَابَلَةِ خَمْسِينَ دِينَارَاً فِي دُفْعَةٍ وَاحِدَةٍ.
ـــ هامش ـــ
(1) مذكور فِي: تَدْرِيبُ الرَّاوِي فِي شَرْحِ تَقْرِيبِ النَّوَاوِيِّ (1/ 106)، وتَوْجِيهُ النَّظَرِ إِلَى أُصُولِ الأَثَرِ (1/ 340)، تَوْضِيحُ الأَفْكَارِ لِمَعَانِي تَنْقِيحِ الأَنْظَارِ (1/ 66)، النُّكُتُ عَلَى مُقَدِمَةِ ابْنِ الصَّلاحِ (1/ 223).
(2) تَرْجَمْتُ لَهُ تَرْجَمَةً وَافِيَةً فِي كِتَابِي ((الأَرْبَعُونَ الْمَالِينِيَّةُ)).
ـ[أبو بكر الهاشمي]ــــــــ[10 - 09 - 05, 09:45 م]ـ
أخي الكريم لا شك في بطلانه، وقد رد عليه الإمام الذهبي رحمه الله في السير في ترجمة الحاكم أبي عبد الله رحمه الله.
ـ[سيف 1]ــــــــ[11 - 09 - 05, 12:59 ص]ـ
أخي الكريم أبو بكر أظن شيخنا أبو محمد يتكلم عن صحة نسبة القول لقائله لا كونه باطلا في نفسه (اي الكلام). وأظنه يتبع من الشيخ.والله اعلم
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[11 - 09 - 05, 08:52 ص]ـ
أخي الكريم أبو بكر أظن شيخنا أبو محمد يتكلم عن صِحَّةِ نِسْبَةِ الْقَوْلِ لِقَائِلِهِ لا كونه باطلا في نفسه (اي الكلام).
وَلَم يَزَلِ الثَّنَاءُ عَلَيْكَ يَتْرَى ... بِظَهْرِ الْغََيْبِ يَتْبَعُهُ الدُّعَاءُ
نَعَمْ، هُوَ ذَاكَ.
وَإِنَّمَا أَتَعَجْبُ لِتَلِكَ الْمَقَالَةِ مَعَ وُضُوح بُطْلانِهَا، أَيَصْدُرُ مَثْلُهَا عَنْ الْمَالِينِيِّ الْحَافِظِ!.
وَأَعْنِي: تَحْقِيقَ سَنَدِهَا، وَالتَّعَرُّفَ عَلَى مَقَاصِدِ قَائِلِيهَا.
وَلا يَخْفَاكَ أَنَّ الْمَالِينِيَّ كَانَ مُعَاصِرَاً لِلْحَاكِمِ، مُشَارِكَهُ فِي مُعْظِمِ شُيُوخِهِ مِنْ النَّيْسَابُورِيِّينَ وَالْخُرَاسَانِيِّينَ.
ـ[أبو بكر الهاشمي]ــــــــ[11 - 09 - 05, 10:08 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(9/275)
الرجاء المساعده في بيان منهج العلماء في الجرح والتعديل
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[11 - 09 - 05, 03:59 م]ـ
الاخوة الاحباب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الملاحظ عند دراسة علم الجرح والتعديل والحكم على رجال الاسانيد اننا نجد تباينا بين العلماء في احكامهم على الرجال وهذا التباين من أسبابه إختلاف المنهج في الحكم على الرجال فمن العلماء من هو متساهل في التصحيح ومنهم متشدد في التجريح فالرجاء ممن يتقن هذا العلم ان يبين لنا من هم المتساهلون في التصحيح والمتشددون في التجريح من العلماء السابقين والمحدثين حتى لا تختلط علينا احكام العلماء على رجال الاسانيد
ولا تبخلوا علينا بالشروح ماجورين إن شاء الله
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[13 - 09 - 05, 07:21 ص]ـ
أين طالبي الاجر والثواب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 09 - 05, 08:45 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لعلك تراجع هذه الروابط ففيها فوائد حول الموضوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=8106
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=7364
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6940
ـ[الحاج خليفة]ــــــــ[13 - 09 - 05, 08:19 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
للدكتور فاروق حمادة كتاب " المنهج الإسلامي في الجرح و التعديل " دراسة منهجية في علوم الحديث
طبع دار طيبة 541 ص ط 3 1418 هـ
و قد فصل الكلام في هذا الموضوع
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[14 - 09 - 05, 12:24 ص]ـ
مشكورين جدا على المعلومات الطيبه والنافعه بإذن الله ولكن أين العلماء المحدثون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو معاذ الشرهان]ــــــــ[16 - 09 - 05, 11:47 م]ـ
أنصح بسماع أربعة أشرطة لفضيلة الشيخ عبدالله السعد حفظه الله
شريطين (مقدمة في الجرح والتعديل)
شريطين (منهج العلماء في الجرح والتعديل)
وفقك الله لكل خير ...
ـ[ابو سعد الحميّد]ــــــــ[26 - 09 - 05, 07:53 ص]ـ
من أنفس ما كتب في الباب كتاب الشيخ عبدالعزيز اللعبداللطيف رحمه الله (ضوابط في الجرح والتعديل) وقد طبع مرة أخرى عند مكتبة العبيكان قريباً والله تعالى أعلم.(9/276)
من شيخ ابن عبد الهادي؟؟
ـ[البريقي]ــــــــ[11 - 09 - 05, 06:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بالنسبة لكتاب تنقيح التحقيق لابن عبد الهادي رحمه الله فإنه كثيرا ما يورد بعض الأحكام مصدرا إياها بقوله قال شيخنا ومعلوم أن لابن عبد الهادي مشايخ عدة ولكن أشهرهم شيخ الإسلام ابن تيمية والآخر الحافظ أبو الحجاج المزي رحمهما الله تعالى
وكثيرا ما يقول ابن عبد الهادي في كتابه المذكور قال شيخنا الحافظ أو
قال شيخنا الحافظ المزي أو شيخنا أبو الحجاج فحينها الأمر واضح المزي وقليل من المواضع يقول قال شيخنا أبو العباس أو ابن تيمية وهنا أيضا الأمر واضح ولا إشكال
ولكن المشكلة عندما يقول قال شيخنا فقط فمن يكون المقصود؟
رأيت الشيخ الألباني رحمه في موضع من الصحيحة قال أنه يقصد ابن تيمية ولكن الذي يجعلني غير متأكد تماما من أنه المراد عند الإطلاق هو:
أولا أن ابن عبد الهادي شيخنا كثير النقل عن المزي وذلك بتتبع المواضع التي بين فيها أن المقصود هو المزي ومقارنتها بالمواضع التي بين فيها أنه ابن تيمية فالغلبة للنقولات عن المزي بنسبة أكثر بكثير من التي عن ابن تيمية
ثانيا أن غالب كلام ابن عبد الهادي هو حول التخريج والكلام على الأحاديث والمعلوم أن المزي في الأطراف والتهذيب تكلم على الرجال والأسانيد أكثر من ابن تيمية
ثالثا وجدت كلاما لابن عبد الهادي نفسه يبين فيه المراد من هو شيخه عند الإطلاق ولكن الذي يجعلني غير متأكد هو أن الطبعة التي عندي هي طبعة الكتب العلمية وهي كما هو مشهور عنها مليئة بالأخطاء الإملائية وربما السقوطات أيضا وأنا أنقل لكم العبارة راجيا ممن عنده نسخة أخرى أو عنده المخطوط نفسه أن يراجعه لنا ويتحفنا به جزاه الله خيرا
النص هو بعد المسألة رقم 784 من مسائل النذور والأيمان بعد أن نقل كلام ابن الجوزي ثم بعد حديث ابن عباس رضي الله عنه مرفوعا (لا نذر إلا فيما أطيع الله ولا يمين في غضب ولا طلاق ولا عتاق فيما لا يملك)
ثم قال ابن عبد الهادي: هذا الحديث لا يصح في رجاله سليمان بن أبي سليمان وهو سليمان بن داود اليمامي وهو متفق على ضعفه وكذا قال شيخنا أبو الحجاج المزي تغمده الله برحمته ورضوانه وهما المشار إليهم في كتابي هذا حيث أقول قال شيخنا قالا. أ. هـ
وقال محققه بعد قوله قالا: من النسخة الظاهرية حيث يتصرف الناسخ كما أشرت في المقدمة. أ. هـ
والمشكل في العبارة قوله وهما وقوله إليهم وقوله قالا.
فمن عنده علم بها فليتحفنا به أو عنده علم من عالم مطلع على الموضوع من المقصود بقوله شيخنا عند الإطلاق؟
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم(9/277)
أسئلة لأصحاب التفريق بين منهج المتقدمين ومنهج المتأخرين في علم الحديث
ـ[البريقي]ــــــــ[12 - 09 - 05, 04:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه أسئلة موجهة لأصحاب التفريق بين منهج المتقدمين ومنهج المتأخرين
السؤال الأول: هل التفريق بين المنهجين زمني أم عملي؟
السؤال الثاني: من هو أول عالم (يعني في الزمن) يعتبر على منهج المتأخرين
السؤال الثالث: هل يعتبر منهج المتأخرين بمخالفته لمنهج المتقدمين اتباعا لغير سبيل المؤمنين لابتداعهم هذا المنهج الذي لم يكن عليه المتقدمون بمعنى أن دين الله لما كان محفوظا بأولئك الأمة المتقدمين ثم جاء من اخترع منهجا متأخرا أليس هذا من الشقاق أم ماذا يسمى
السؤال الرابع: ما ثمرة مثل هذا التفريق عمليا وشرعيا
السؤال الخامس: هل العلماء أصحاب المنهج المتأخر مخالفون تماما في كل شيء لمنهج العلماء أصحاب المنهج المتقدم بحيث يدخلون في هذا الدين ما ليس منه جراء هذا المنهج
أرجو الإجابة على الأسئلة بوضوح تام مع الاختصار إن أمكن مع عدم الإحالة لراوبط ومواضيع أخرى أو كتب ومقالات
وبعد الإجابة على هذه الأسئلة يمكن أن تكون هناك أسئلة أخرى والله الهادي إلى سواء السبيل
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - 09 - 05, 02:41 ص]ـ
ج1 - بل التفريق زمني عملي
ح2 - طبقة الدارقطني
ج3 - لا لا يعد كذلك لأن هذا يد خل في نطاق العلوم الصناعية وليست مسألة شرعية بحتة
ج4 - أن يعرض ما تفرد بتقريره المتأخرون من قواعد =على أصول المتقدمين وكلامهم فما وافق طريقة المتقدمين كان أحرى بالقبول، وما خالف فالأصل رده، ولمن اطمئن إليه من المعاصرين،سلف من المتأخرين، وأخرى وهي عدم نقد إعلالات المتقدمين بقواعد المتأخرين، وأخرى التنبه للدخائل المنطقية والكلامية والأصولية،وبيان أنها محدثة لا أثر لها في كلام المتقدمين.
ج5 - لا ليست المخالفة تامة بل هي في بعض الأصول وجل التطبيقات، وهذا اجتهادهم وهم مأجورون في الجملة.
ودمتم للمحب/أبو فهر
ـ[الحضرمي]ــــــــ[13 - 09 - 05, 09:01 ص]ـ
الحديث قد تكلم فيه مرارا وتكرارا.
أخي إن كنت تريد تفصيل فاقرأ كتاب الموازنة فإن المسألة سهلة لمن فهم المقصود من هذا التفريق، ثم بعد ذلك أريد أن ألفت انتباهك إلى أمر مهم ألا وهو أنك إذا كنت مبتدءا فلا تشغل بالك كثيرا في هذه المرحلة.
واسمع محاضرة الشيخ اللاحم في طريق الإسلام فإن فيها خيرا كثيرا
أما إن كنت طالب علم فلا أدري هل هو من باب العلم أم من باب أن هناك من لقنك فتلقنت!!
وعندي سؤال واحد إن كنت سلفيا:
هل التفريق بين منهج السلف و الخلف زمني أم عملي?
و الكلام طويل و يرجع فيه إلى مظانه، والله تعالى أعلم
ـ[البريقي]ــــــــ[13 - 09 - 05, 11:53 ص]ـ
أعرف أن الحديث أشبع بحثا إن لم يكن قتل على حد تعبير البعض ولكن هي ذكرى بين الفينة والأخرى وخواطر تبث بين الحين والأخر لعل الله ينفع بها أحدا واعتبروا يا أولي الأبصار
إن كان التفريق زمنيا وعمليا بآن واحد فهذه والله تعتبر مخالفة وابتداع جديد لأن المنهج ظهر في زمن متأخر عما كان عليه العلماء أقصد علماء أهل السنة والحديث فطبقة الدارقطني يعني في القرن الرابع الهجري فظهور هذا المنهج العملي في هذا الزمن ألا يدل على مخالفة؟
ثم كيف لا يكون ظهور هذا المنهج مخالفة وليس فيه شقاقا للأمر الذي كانوا عليه ووجهوا به الأمة وصححوا لها أحاديثها وضعفوا وحموا الدين بذلك ثم يأتي أناس في القرن الرابع ليحموا الدين والحديث بطريقة أخرى مغايرة لما فعله أسلافهم؟
ألا يعتبر هذا نوعا من التهمة للأولين بالقصور عن الدفاع أو بالعكس ألا يعتبر هذا ابتداعا جديدا في الدفاع عن السنة فأين كان الأولون من هذه الطرق أو بالعكس ما الذي حمل الآخرين على اختراع هذه الطرق الجديدة؟
أما جوابك عن السؤال الرابع فمعناه بكل وضوح وصراحة واختصار هو عدم قبول أحكام أصحاب المنهج المتأخر فلا داعي لأن تقول يعرض وما إلى ذلك فالميزان الأساسي عندك قول المتقدم فإن وافقه المتأخر فبها ونعمت وإلا فوراء الظهر وانتهى الأمر فلماذا تتعب نفسك بالبحث عن موافقته إن كان لا يؤثر؟
أما الأخ الحضرمي فأبشرك لم يلقني أحد والحمد لله وأنا خبرت من تلاميذ شيخ من قال بهذا التفريق والذين يعملون تحت يده خبرت منهم هذا المنهج الجديد منهج التفريق ويمكن أن يقال منهج الدعوة للعصمة إلا قليلا
أما سؤالك عن الفرق بين منهج السلف والخلف
فالمنهج السلفي قديم قدم السلف ولا يزال ولله الحمد ساريا إلى ما شاء الله فهو موجود بوجود الإسلام أما المنهج الخلفي فهو زمني وعملي ولذلك عندما ظهر رأيت من تكلم عنهم وشنع عليهم فكل من حاد عن المنهج السلفي يستحق الذم ويجب في حقه الإنكار عليه وعدم ارتضائه في سلك السلفيين لمخالفته ما كان عليه السلف الأول فهو بذلك يخرج عنهم وكأنه يتهمهم بالقصور وعدم الفهم
وأنا كنت سأطرح هذا السؤال بعد هذه الإجابات لأبين أن المنهج المزعوم للمتأخرين إن كان حادثا ومغايرا لمنهج المتقدمين لرأيت من شنع عليهم وذمهم ورماهم بالبدعة تماما كما فعل مع أصحاب الاعتزال ثم الأشاعرة ثم ثم دواليك.
فهل وجدت أحدا ممن بقي على منهج المتقدمين في زمن الدارقطني شنع عليهم وذمهم لسلوكهم هذه المسالك الجديدة في التصحيح والتضعيف وهذا لازم لهم إن كان هناك فعلا ما يؤثر على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بحيث سيدخل فيه ما ليس منه من الضعيف وغيره فهذا الأمر دين وليس أي كلام وهو كانوا الأسود الحماة له.
أما أن الفرق بين المنهجين عند من يفرق بينهما فهو مؤثر جدا ويكاد بعضهم يدعي العصمة للمتقدمين لولا المخافة تماما كمتعصبة المذاهب الفقهية ولكن هنا متعصبة المذاهب الحديثية.
ثم سؤال آخر من أول من قال من العلماء (يعني زمنيا) بوجود منهجين واحد للمتقدمين وآخر للمتأخرين وبين هذا الفرق بينهما؟
¥(9/278)
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[13 - 09 - 05, 01:42 م]ـ
طبعا الأخ أحمد عبدالرؤوف يتكلم عن وجهة نظرة الشخصية حول الموضوع
والحقيقة أخي البريقي لعلك تعرف أن المتأخرين في الفقه والأصول مخالفين للمتقدمين في أشياء متعددة حتى بعض العلماء الذين أتوا بعدهم في فقه المذاهب بينوا أنهم مخالفين لمذهب المتقمدين من الفقهاء
حتى الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ذكر أن المتأخرين من الحنابلة في الفقه مخالفين لمذهب أحمد
ويا أخي ما بدعوهم لأن هذي مسائل فرعية مالها علاقة بالعقيدة فالذي يخالف السلف في العقيدة يبدعونه لكن مسائل الفروع تختلف والخلاف فيها أسهل فالحافظ ابن حجر وغيره ذكروا أن مذهب المتقدمين هو الصحيح وهم العمدة لكنهم ما بدعوا الذين توسعوا وخالفوا
فيظهرلي من كلامك أنك ما قرأت الكتب التي تكلمت على مسألة التفريق بين المتقدمين والمتأخرين بمعنى أن ما عندك تصور كافي للمسألة التي تريد مناقشتها
فلماذا لاتبدأ بقراءة الكتب مثل كتاب الموازنة بين المتقدمين والمتأخرين للعلامة المليباري حفظه الله
فأظن أن كثيرا من الأمور التي ذكرتها ناقشها وبينها
وليس الأمر مثل ما ذكرت أن معنى هذا أن المتأخرين لايؤخذ بكلامهم ولا أحد قال هذا
ـ[خالد عوض]ــــــــ[13 - 09 - 05, 10:24 م]ـ
الأخ البريقي عليك بكتاب الأخ أحمد الزهراني (نقد مجازفات حمزة المليباري) وهو صدر عن مكتبة دار الإمام مالك.
الحق قبل الحذف.
ـ[البريقي]ــــــــ[13 - 09 - 05, 11:24 م]ـ
الأخ عبد الله إن الأخ عبد الرؤوف عندما أجاب على ما أجاب كانت إجاباته هي نفسها إجابات المفرقين وليست فقط نظرته الشخصية
أما بالنسبة لمخالفة المتأخرين للمتقدمين بالفقه والأصول فأنت تعلم أن علم الأصول القائم على العلوم الكلامية المجردة مذموم وقبيح ولذلك هناك كثير من علماء السلف ذم طريقة الكلاميين وأما المخالفة التي ذكرتها عن الشيخ ابن عبد الوهاب عن الحنابلة فهي ليست للمخالفة في أصول المذهب بل لطروء الأدلة وتصحيحها لا لتغيير المنهج الحنبلي وإلا لما نسبوا أصلا للحنبلية بل هم على نفس الأصول عموما ولم يحدثوا أصولا جديدة للمذهب أو فرقوا بين الحنابلة المتقدمين والحنابلة المتأخرين
أما قولك أنهم ما بدعوهم لأنها مسائل فرعية فغير سليم هم لم يبدعوهم لأنهم لم يحدثوا منهجا يخالف بغالبيته منهج المتقدمين من فقهائهم بل بقوا على نفس الوتيرة ومن خالف فلاجتهاده الخاص أو لمعرفته أدلة جديدة كمخالفة محمد الحسن لأبي حنيفة مثلا ومخالفة المزني للشافعي وهكذا
أما المخالفة في العقيدة فالأمر لم يكن بذلك اليسر ليس لأن أي مخالفة في الحقيقة تكون مبنية على منهج في الاستدلال أو التحليل فمن خالف في مسألة تأويل اليد مثلا بالقدرة إنما لأن منهجه قائم أصلا على التأويل فستراه يؤول كل الصفات وليس فقط صفة اليد فهنا ترى أن هناك منهجا مغايرا تماما لمنهج السلف فلذلك كانت الردود عليهم واضحة وكثيرة وكذلك يصل الأمر أحيانا ولا أقول دائما للتبديع بل ربما يصل الأمر للتكفير بشروط معروفة
وأما من خالف في إثبات صفة مثلا لله تعالى بناء على صحة حديث ما عنده وهو في الجملة على منهج السلف في الصفات فهذا لا يبدع ولا يفسق بل يناقش بصحة ما استدل به وحسب وهذا واضح جدا ولله الحمد
ثم يدلك على أن القول بالتفريق محدث أنه ظهر في هذا العصر دون سلف قائل به وهذا ما بينه المحدث الألباني رحمه الله في أكثر من مناسبة وخاصة في أشرطته
ثم أمر واضح جدا في الفرق بين ما ذكرت من مشابهة هذا التفريق بين منهج المتقدمين ومنهج المتأخرين وأنه كمخالفة بعض الفقهاء للمذاهب في أمور فرعية أقول الأمر ليس كذلك البتة فأنت ترى من جواب الأخ عبد الرؤوف وهو جواب كل من خبرناه من تلاميذ شيخهم القائل وترى من منهج العمل الذي يقومون به مشايخ وطلاب بهذا ترى أن أحكام المتأخرين كالريح إلا إن وافقت حكم المتقدمين وكما قلت سابقا هي موافقة بالاسم يعني لا تقدم ولا تؤخر وقولك أنه لم يقل به أحد أن أحكامهم غير مقبولة فيكذبه الحس المشاهد والعمل المبذول والتعصب المعلوم بلا مراوغة
ولا أريد هنا أن أعمل مناظرات القص واللصق (أنا أسميها هكذا) التي أثقلت المنتديات الشرعية على الشبكة فهي لا تجدي نفعا (غالبا) وجلها إبداء مهارات في الإحالات على الكتب والمقالات والبحوث أو لصق ما هو موجود سابقا في الملفات المخزنة في الأجهزة
فالقول بعدم وجود فروق مؤثرة وإدعاء الإجلال للمحدثين (المتأخرين) وأن المسألة أبسط من أن يتكلم فيها وما إلى ذلك من الجمل ما هو إلا ذر الرماد في العيون فالكل يدرك ويعرف أن هذا التفريق مؤثر ومؤثر جدا أيضا
وما أردت بهذه الأسئلة إلا أن يتدبر بها البعض ويتفكروا في أنفسهم وما هم عليه وما هو أبعد من هذا مستقبلا من أن المنهجين المزعومين والتفريق المزعوم له أثر كبير وخطير لو نظرت إلى عواقبه وإلى ثمراته فمن ثمراتهم تعرفونهم
ومن أكبرها هدر كل الجهود المبذولة من ذاك العصر إلى اليوم وإلى الغد كذلك مع أن الكثير يعتبر عالة على أولئك الذين نبزوا بالمنهج المتأخر وفتح باب للتعصب الحديثي (للمتقدمين) كما هو التعصب الفقهي للأئمة المعروفين لا فرق البتة بينهما وهذا مشاهد حسا وحقا وكل من حاول تكذيب هذا بالقول المعسول فإنما يخادع نفسه قبل أن يخادع غيره فهو يعلم يقينا ذلك ولكنها كما قلت ذكرى لعل الله ينفع بها
والحمد لله رب العالمين.
والأخ عوض الكتاب اطلعت عليه منذ زمن وقرأته وشكرا وجزاك الله خيرا
¥(9/279)
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[13 - 09 - 05, 11:29 م]ـ
الأخ خالد بن عوض كيف تحيل الناس على رجل حذرت منه اللجنة الدائمة للإفتاء وبينت مخالفاته العقدية
وكذلك أخي الرجل ضعيف علميا ليس بأهل أن يؤخذ عنه العلم
وقد قرأت تعليقاته على كتاب الصلاة للإمام أحمد فكانت ضعيفة هزيلة
من التعليقات العجيبة المضحكة!!! التي لاتحتاج لتوضيح
قال الزهراني
() لم يتبيّن لي مراده رحمه الله من جزم التّكبير، هل يريد به الجزم عند النّحويّين أي تسكين آخر الكلمة لكن هذا لا يؤدّي إلى سبق الإمام في التّكبير ضرورة، وأظنّه يريد به الجزم لغة أي القطع، بمعنى أنّ المأموم يقطع التّكبير قبل أن ينتهي الإمام من تكبيره.) انتهى.
ومن باب التوضيح للزهراني نعطيك مفتاحا للبحث في هذا الموضوع
تحفة الأحوذي ج: 2 ص: 165
قوله التكبير جزم والسلام جزم أي لا يمدان ولا يعرب أواخر حروفهما بل يسكن فيقال الله أكبر السلام الله والجزم القطع منه سمى جزم الاعراب وهو السكون كذا في النهاية لأبن الأثير الجزري وقال الحافظ في التلخيص صفحة حذف السلام الاسراع به وهو المراد بقوله جزم وأما ابن الأثير في النهاية فقال معناه أن التكبير والسلام لا يمدان ولا يعرب التكبير بل يسكن المحب الطبري وهو مقتضى كلام الرافعي في الاستدلال به على أن التكبير جزم لا يمد قال الحافظ وفيه نظر لأن استعمال لفظ الجزم في مقابل الاعراب اصطلاح حادث لأهل العربية فكيف يحمل عليه الألفاظ النبوية انتهى ما في التلخيص تنبيه قال الرافعي في شرح الوجيز روى أنه روى أنه صلى الله عليه وسلم قال التكبير جزم والسلام جزم قال الحافظ في التلخيص لا أصل له بهذا اللفظ وإنما هو قول إبراهيم النخعي حكاه الترمذي عنه انتهى وقال السخاوي في المقاصد الحسنة حديث التكبير جزم لا أصل له في المرفوع مع وقوعه في كتبا الرافعي وإنما هو حق من قول إبراهيم النخعي حكاه الترمذي في جامعه ومن جهته رواه سعيد بن منصور في سننه بزيادة والقراءة جزم والأذان جزم وفي لفظ عنه كانوا يحزمون التكبير انتهى
ومن المضحكات تزكية الزهراني لنفسه!! ويقول إنه لم يشتمه أحد قط طول حياته في الله!!
وماذا تسمي رد العلماء عليك وتحذيرهم منك وووو
قال الزهراني
() هذه نصيحة لكلّ مسلمٍ يأنف من الإنكار خوف التّعرّض له بسبٍّ أو شتمٍ أو إهانة، وأيّنا يجلّ نفسه عن مقام قامه رسول الله ?؟
والله إنّي أعرف من نفسي ـ ومثلي كثير ـ أنّي لم أُشتم في حياتي وأُتّهم ـ في الله ـ بجنون ولا سفه ولا سحر،، ورسول الله ? لا قى كلّ هذه الشّتائم والتّهم ليل نهار،
ينظر بعض ردود العلماء عليه وبيان وقوعه في الإرجاء وقلة علمه على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=7510&highlight=%C3%CD%E3%CF+%C7%E1%D2%E5%D1%C7%E4%ED
بيان وتحذير
من كتاب ((ضبط الضوابط)).
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
وبعد.
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على الكتاب الموسوم بـ:
((ضبط الضوابط في الإيمان ونواقضه)) تأليف المدعو / أحمد بن صالح الزهراني.
فوجدته كتاباً يدعو إلى مذهب الإرجاء المذموم، لأنه لا يعتبر الأعمال الظاهرة داخلة في حقيقة الإيمان.
وهذا خلاف ما عليه أهل السنة والجماعة:
من أن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وعليه:
فإن هذا الكتاب لا يجوز نشره وترويجه، ويجب على مؤلفه وناشره التوبة إلى الله عز وجل، ونحذر المسلمين مما احتواه هذا الكتاب من المذهب الباطل حمايةً لعقيدتهم واستبراءً لدينهم، كما نحذر من اتباع زلات العلماء فضلاً عن غيرهم من صغار الطلبة الذين لم يأخذوا العلم من أصوله المعتمدة، وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ....
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس / عبد بن عبدالله بن باز
نائب الرئيس / عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل شيخ
عضو / عبد الله بن عبد الرحمن الغديان
عضو / بكر بن عبد الله أبو زيد
عضو / صالح بن فوزان الفوزان
فإذا كان الرجل في العقيدة لايؤمن جانبه وعلميته ضعيفه فكيف تنصح أخي بكتابه؟؟؟؟
¥(9/280)
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[13 - 09 - 05, 11:49 م]ـ
با أخي البريقي كلامك حول مخالفة المتأخرين للمتقدمين في الفقه خلاف أقوال العلماء
قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب (وأكثر الإقناع والمنتهى مخالف لمذهب أحمد ونصه؛ يعرف ذلك من عرفه)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5965&highlight=%E3%CD%E3%CF+%DA%C8%CF%C7%E1%E6%E5%C7%C8 +%E3%CE%C7%E1%DD+%C7%E1%CD%E4%C7%C8%E1%C9
وأما محاولتك إنكارك أن هناك متقدمين في علم الحديث فهذا خلاف كلام العلماء
وآسف لأني سأزعجك ببعض النسخ واللصق ولكني أجدنس مضطرا إلى ذلك بسبب تجاهلك له أو عدم اطلاعك عليك
قال أبو الفرج ابن رجب رحمه الله تعالى:
(وكذا الكلام في العلل والتواريخ قد دونه أئمة الحفاظ وقد هجر في هذا الزمان درس حفظه وفهمه، فلو لا التصانيف المتقدمة فيه لما عرف هذا العلم اليوم بالكلية، ففي التصانيف فيه ونقل كلام الأئمة المتقدمين مصلحة عظيمة جداً، وقد كان السلف الصالح مع سعة حفظهم وكثرة الحفظ في زمانهم يأمرون بالكتابة للحفظ، فكيف بزماننا هذا الذي هجرت فيه علوم سلف الأمة وأئمتها ولم يبق منها إلا ما كان منها مدوناً في الكتب لتشاغل أهل الزمان بمدارسة الآراء المتأخرة وحفظها) اهـ. من (شرح العلل) ص 74 بتحقيق / السامرائي.
*وقال أبو الفضل ابن حجر رحمه الله تعالى مبيناً جلالة المتقدمين في هذا الفن وعلو كعبهم في هذا العلم.
(وبهذا التقرير يتبين عظم موقع كلام الأئمة المتقدمين، وشدة فحصهم، وقوة بحثهم، وصحة نظرهم، وتقدمهم بما يوجب المصير إلى تقليدهم (2) في ذلك، والتسليم لهم فيه) اهـ من (النكت) 2/ 726.
* وقال أبو الوفا بن عقيل مبيناً اختلاف الفقهاء والمحدثين في الحكم على الأحاديث بعد أن ذكر حديثاً ضفعه أحمد بعد أن سئل عنه وهو حديث معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أن غيلان أسلم وعنده عشر نسوة) قال أحمد: (ليس بصحيح، والعمل عليه، كان عبد الرزاق يقول: عن معمر عن الزهري مرسلاً).
قال ابن عقيل: (ومعنى قول أحمد (ضعيف) على طريقة أصحاب الحديث، وقوله (والعمل عليه) كلام فقيه يعول على ما يقوله الفقهاء من إلغاء التضعيف من المحدثين لأنهم يضعفون بما لا يوجب ضعفاً عند الفقهاء، كالإرسال والتدليس والتفرد بالرواية، وهذا موجود في كتبهم، يقولون: وهذا الحديث تفرد به فلان وحده …) اهـ من (الواضح في أصول الفقه) 5/ 21 - 22.
قول ابن عقيل في تفسير كلام أحمد في قوله (والعمل عليه): (كلام فقيه يعول على ما يقوله الفقهاء من إلغاء التضعيف من المحدثين …) ليس بصحيح فالإمام أحمد ضعف هذا الحديث لأن معمراً حدث به بالبصرة فأخطأ فيه ووصله وعندما حدث به في اليمن أرسله كما رواه عنه عبد الرزاق، وحديث معمر باليمن أصح من حديثه بالبصرة، وقد خالف الحفاظ من أصحاب الزهري معمراً في هذا الحديث، ولذلك ذهب أكثر الحفاظ إلى تضعيف حديث معمر كما قال أحمد، فقال البخاري عنه (هذا الحديث غير محفوظ) وحكم مسلم في كتابه (التمييز) على معمر بالوهم فيه، وقال أبو زرعة وأبو حاتم: (المرسل أصح). ينظر (تلخيص الحبير) 3/ 192.
وأما قول أحمد (والعمل عليه) فلا شك في هذا لأن القرآن والإجماع يدلان على ذلك وليس كما قال ابن عقيل أن أحمد يأخذ بقول الفقهاء في تصحيح هذا الحديث. فميز ابن عقيل بين طريقة المحدثين والفقهاء.
* وقال شيخه القاضي أبو يعلى في (إبطال التأويلات) 1/ 140 تعليقاً على كلام أحمد في حكمه على حديث عبد الرحمن بن عايش بالاضطراب، قال: (فظاهر هذا الكلام من أحمد التوقف في طريقه لأجل الاختلاف فيه، ولكن ليس هذا الكلام مما يوجب تضعيف الحديث على طريقة الفقهاء) اهـ.
والشاهد من هذا اختلاف مناهج أهل العلم في الصناعة الحديثية، وأنهم ليسوا على منهج واحد كما يقول بعض الإخوان وأن في هذا تفريقاً للأمة، وأنه ليس هناك من له منهج خاص في الصناعة الحديثية إلا محيي الدين النووي، فهذا القول لاشك في بطلانه وحكايته في الحقيقة تغني عن رده.
¥(9/281)
*قال تقي الدين ابن دقيق العيد في كتابه (الاقتراح) ص 152 في بيان مذاهب أهل العلم واختلاف مناهجهم في حد الحديث الصحيح، قال: (اللفظ الأول ومداره بمقتضى أصول الفقهاء والأصوليين على عدالة الراوي العدالة المشترطة في قبول الشهادة على ما قرر في الفقه، فمن لم يقبل المرسل منهم زاد في ذلك أن يكون مسنداً، وزاد أصحاب الحديث أن لا يكون شاذاً ولا معللاً، وفي هذين الشرطين نظر على مقتضى نظر الفقهاء فإن كثيراً من العلل التي يعلل بها المحدثون الحديث لا تجري على أصول الفقهاء، وبمقتضى ذلك حد الحديث الصحيح بأنه: الحديث المسند الذي يتصل إسناده بنقل العدل الضابط إلى منتهاه ولا يكون شاذاً ولا معللاً ولو قيل في هذا الحديث الصحيح المجمع على صحته هو كذا وكذا إلى آخره لكان حسناً لأن من لا يشترط مثل هذه الشروط لا يحصر الصحيح في هذه الأوصاف ومن شرط الحد: أن يكون جامعاً مانعاً) اهـ.
قلت: وقول ابن دقيق هذا يدل على اختلاف أهل العلم في حد الحديث الصحيح وتباين طرائقهم في ذلك كما تقدم.
وقوله: ما اشترطه أهل الحديث في حد الحديث الصحيح: أن لا يكون شاذاً ولا معللاً، وأن في هذين الشرطين نظراً عند الفقهاء تقدم هذا فيما قال القاضي أبو يعلى وابن عقيل من تضعيف الإمام أحمد للحديثين السابقين: أن هذا لا يجري على طريقة الفقهاء.
ولذلك قال أبو عبد الله بن القيم في (زاد المعاد) 5/ 96 - 97.
(وليس رواية هذا الحديث مرسلة (3) بعلة فيه، فإنه قد روي مسنداً ومرسلاً، فإن قلنا بقول الفقهاء: إن الاتصال زيادة ومن وصله مقدم على من أرسله فظاهر، وهذا تصرفهم في غالب الأحاديث فما بال هذا خرج عن حكم أمثاله؟ وإن حكمنا بالإرسال كقول كثير من المحدثين فهذا مرسل قوي …) اهـ.
* وقال ابن رجب ناقداً الخطيب البغدادي في بعض منهجه في كتابه (الكفاية) في مبحث (زيادة الثقة) وأنه لم يسلك منهج من تقدم من الحفاظ وإنما سلك منهج المتكلمين وغيرهم، فقال ص 312 من (شرح العلل):
(ثم إن الخطيب تناقض فذكر في كتاب (الكفاية) للناس مذاهب في اختلاف الرواة في إرسال الحديث ووصله كلها لا تعرف عن أحد من متقدمي الحفاظ إنما هي مأخوذة من كتب المتكلمين ثم إنه اختار أن الزيادة من الثقة تقبل مطلقاً كما نصره المتكلمون وكثير من الفقهاء وهذا يخالف تصرفه في كتاب (تمييز المزيد) … اهـ.
* وقال برهان الدين البقاعي في (النكت الوفية على الألفية) ص 99 مبيناً طريقة كبار الحفاظ في تعارض الوصل والإرسال في الحديث والرفع والوقف وزيادة الثقات وناقداً لابن الصلاح الذي خلط في هذه المسألة طريقة المحدثين بطريقة الأصوليين فقال:
(إن ابن الصلاح خلط هنا طريقة المحدثين بطريقة الأصوليين، فإن للحذاق من المحدثين في هذه المسألة نظراً آخر لم يحكه وهو الذي لا ينبغي أن يعدل عنه وذلك أنهم يحكمون بحكم مطرد وإنما يدورون في ذلك مع القرائن …) (4) اهـ.
قلت: وقد سلك كثير من المشتغلين بعلم الحديث طريقة الفقهاء والمتكلمين من الأصوليين واختلط الأمر عليهم، ولذلك كثرت مخالفتهم لكبار الحفاظ في أحكامهم على الأحاديث فصححوا ما أعله كبار الحفاظ وضعفوا ما صححه كبار الحفاظ.
* قال عبد الرحمن المعلمي رحمه الله تعالى في مقدمته لكتاب (الفوائد المجموعة) للشوكاني مبيناً تساهل كثير من المتأخرين في حكمهم على الأحاديث:
(إنني عندما أقرن نظري بنظر المتأخرين أجدني أرى كثيراً منهم متساهلين وقد يدل ذلك على أن عندي تشدداً لا أوافق عليه غير أني مع هذا كله رأيت أن أبدي ما ظهر لي ناصحاً لمن وقف عليه من أهل العلم أن يحقق النظر ولا سيما من ظفر بما لم أظفر به من الكتب التي مرت الإشارة إليها) اهـ من المقدمة لكتاب (الفوائد المجموعة) ص8.
وقال أيضاً في (الأنوار الكاشفة) ص 29: (وتحسين المتأخرين فيه نظر) اهـ. ولذلك تجد أن بعض أهل العلم بالحديث ينبهون على طريقة من تقدم من الحفاظ في القضايا الحديثية التي يعالجونها.
* قال أبو عبد الله بن القيم في (الفروسية) ص 62 مبيناً الطريقة السليمة والمنهج الصحيح الذي كان يسلكه أئمة الحديث في الحكم على الراوي وراداً على من خالف هذا المنهج فقال:
¥(9/282)
(النوع الثاني من الغلط: أن يرى الرجل قد تكلم في بعض حديثه وضعف في شيخ أو في حديث فيجعل ذلك سبباً لتعليل حديثه وتضعيفه أين وجد، كما يفعله بعض المتأخرين من أهل الظاهر وغيرهم) اهـ.
* وقال أبو الفرج بن رجب في بيان منهج أئمة الحديث في قضية التفرد في الحديث والتفرد في بعض الألفاظ في الحديث:
(وأما أكثر الحفاظ المتقدمين فإنهم يقولون في الحديث إذا تفرد به واحد وإن لم يرو الثقات خلافه أنه (5) لا يتابع عليه، ويجعلون ذلك علة فيه اللهم إلا أن يكون ممن كثر حفظه واشتهرت عدالته وحديثه كالزهري ونحوه، وربما يستنكرون بعض تفردات الثقات الكبار أيضاً ولهم في كل حديث نقد خاص، وليس عندهم لذلك ضابط يضبطه) اهـ من (شرح العلل).
* وقال أيضاً ص 272 من (شرح العلل) في اشتراط اللقاء حتى يحكم للخبر بالاتصال: (وأما جمهور المتقدمين فعلى ما قاله علي بن المديني والبخاري وهو القول الذي أنكره مسلم على من قاله …) اهـ.
* وقال أيضاً ص 311 من (شرح العلل) في مسألة الاختلاف في وصل الأخبار أو إرسالها أو تعارض الوقف مع الرفع: (وقد تكرر في هذا الكتاب ذكر الاختلاف في الوصل والإرسال والوقف والرفع وكلام أحمد وغيره من الحفاظ يدور على قول الأوثق في ذلك والأحفظ أيضاً …) اهـ.
والكلام في هذا يطول.
وعلى هذا فيستحسن بيان (منهج المتقدمين) أو (أئمة الحديث) في قضايا علم الحديث التي وقع فيها خلاف مثل العلة والشذوذ والتفرد وزيادة الثقات وغيرها من القضايا، وقد بين بحمد الله تعالى أهل العلم هذه القضايا، فدونك مثلاً (شرح العلل) لابن رجب، و (النكت على ابن الصلاح) لابن حجر وغيرها.
http://72.29.70.243/~ahlalhd1/vb/showthread.php?t=2091
قال الحافظ الذهبي (رحمه الله تعالى): " يا شيخ ارفق بنفسك والزم الإنصاف ولا تنظر إلى هؤلاء الحفاظ النظر الشزر ولا ترمقنهم بعين النقص، ولا تعتقد فيهم أنهم من جنس محدثي زماننا حاشا وكلا، وليس في كبار محدثي زماننا أحد يبلغ رتبة أولئك في المعرفة فإني أحسبك لفرط هواك تقول بلسان الحال إن أعوزك المقال: من أحمد؟ وما ابن المديني؟ وأي شئ أبو زرعة وأبو داود؟ فاسكت بحلم أو انطق بعلم، فالعلم النافع هو ما جاء عن أمثال هؤلاء ولكن نسبتك إلى أئمة الفقه كنسبة محدثي عصرنا إلى أئمة الحديث فلا نحن ولا أنت، وإنما يعرف الفضل لأهل الفضل ذو الفضل 1.
ثم قال في ترجمة الإسماعيلي صاحب المستخرج على صحيح البخاري: " صنف (يعني الإسماعيلي) مسند عمر رضي الله عنه، طالعته و علقت منه وابتهرت بحفظ هذا الإمام، وجزمت بأن المتأخرين على إياس من أن يلحقوا المتقدمين 2.
والجدير بالذكر أن الذهبي قد أدرج الإسماعيلي المتوفى سنة 371 هـ، من المتقدمين، على الرغم من قوله بأن " الحد الفاصل بين المتقدمين والمتأخرين ثلاث مائة سنة " 3.
و قال أيضاً:" وهذا في زماننا يعسر نقده على المحدث، فإن أولئك الأئمة، كالبخاري وأبي حاتم وأبي داود عاينوا الأصول وعرفوا عللها، وأما نحن فطالت الأسانيد وفقدت العبارات المتيقنة، وبمثل هذا ونحوه دخل الدخل على الحاكم في تصرفه في المستدرك " 4.
وقال الحافظ ابن حجر: " وبهذا التقرير يتبين عظم موقع كلام الأئمة المتقدمين، وشدة فحصهم، وقوة بحثهم، وصحة نظرهم، وتقدمهم بما يوجب المصير إلى تقليدهم في ذلك والتسليم لهم فيه، وكل من حكم بصحة الحديث مع ذلك إنما مشى فيه على ظاهر الإسناد، كالترمذي، وكأبي حاتم ابن حبان، فإنه أخرجه في صحيحه، وهو معروف بالتساهل في باب النقد، ولا سيما كون الحديث المذكور في فضائل الأعمال " 5.
وقال السخاوي:" ولذا كان الحكم من المتأخرين عسراً جداً، وللنظر فيه مجال، بخلاف الأئمة المتقدمين الذين منحهم الله التبحر في علم الحديث والتوسع في حفظه كشعبة والقطان وابن مهدي ونحوهم وأصحابهم مثل أحمد وابن المديني وابن معين وابن راهويه و طائفة، ثم أصحابهم مثل البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي، وهكذا إلى زمن الدارقطني البيهقي ولم يجئ بعدهم مساو لهم ولا مقارب أفاده العلائي، وقال: فمتى وجدنا في كلام أحد المتقدمين الحكم به كان معتمداً لما أعطاهم الله من الحفظ الغزير وإن اختلف النقل عنهم عدل إلى الترجيح ا. هـ 6
¥(9/283)
يعني السخاوي بقوله هذا، أن تصحيح الحديث أو تعليله بناء على معرفة ما يحيط به من القرائن يصعب على المتأخرين، بخلاف المتقدمين لتبحرهم في علم الحديث وتوسعهم في حفظه.
وقال الحافظ العلائي بعد أن سرد آراء الفقهاء وعلماء الأصول حول مسألة زيادة الثقة:" كلام الأئمة المتقدمين في هذا الفن كعبد الرحمن بن مهدي ويحي بن سعيد القطان وأحمد بن حنبل و البخاري وأمثالهم يقتضي أن لا يحكم في هذه المسألة ـ يعني زيادة الثقة ـ بحكم كلي، بل عملهم في ذلك دائر على الترجيح بالنسبة إلى ما يقوى عند أحدهم في حديث حديث" 7.
وقال الحافظ ابن حجر في المناسبة نفسها:" والمنقول عن أئمة الحديث المتقدمين كعبد الرحمن بن مهدي ويحي القطان وأحمد بن حنبل و يحي بن معين وعلي بن المديني والبخاري وأبي زرعة وأبي حاتم والنسائي الدارقطني وغيرهم اعتبار الترجيح فيما يتعلق بالزيادة وغيرها، ولا يعرف عن أحد منهم قبول الزيادة " 8.
وهذه النصوص واضحة وجلية في مدى احترام أئمتنا فكرة التفريق بين المتقدمين والمتأخرين في مجال الحديث وعلومه، وشعورهم العميق بالفوراق العلمية الأخذة في تبلورها بينهم بقدر كبير في معالجة مسائل علوم الحديث، تنظيراً وتطبيقاً.
كما أن هذه النصوص تحمل إشارة واضحة إلى أن كلمة " المتقدمين " يقصدون بها نقاد الحديث، باستثناء المعروفين منهم بالتساهل في التصحيح: كابن خزيمة وابن حبان والحاكم. بينما يعنون بالمتأخرين غير النقاد ممن كان يقبل الأحاديث ويردها بعد الدارقطني، من الفقهاء وعلماء الكلام وغيرهم ممن ينتهج منهجهم، أو يلفق بينه وبين منهج المحدثين النقاد، كما هو جلي من سياق كلام الحافظ العلائي والحافظ ابن حجر، إذ إن تعقيبهما الذي نقلته آنفا كان بعد سرد آراء علماء الطوائف ـ وهم الفقهاء، وعلماء الكلام والأصول، وعلماء الحديث حول مسألة زيادة الثقة. ولذلك ينبغي أن يكون الحد الفاصل بينهم منهجياً أكثر من كونه زمنياً.
هذا وقد كان استخدام لفظتي " المتقدمين والمتأخرين " مألوفاً في كتب مصطلح الحديث وغيرها، مما يبرهن به على وجود تباين بينهم في استخدام المصطلحات عموماً، الأمر الذي يفرض على الباحث في علوم الحديث أن يأخذ ذلك بعين الاعتبار عند شرح المصطلحات والنصوص ذات الطابع النقدي، لا سيما في الأنواع التي توسعت مفاهيمها وضوابطها في العصور المتأخرة، كطرق التحمل والأداء، والجرح والتعديل.
وأيضا أخي ماذا تقول في قول السخاوي ((ولذا كان الحكم من المتأخرين عسرا جدا، وللنظر فيه مجال، بخلاف الأئمة المتقدمين الذين منحهم الله التبحر في علم الحديث والتوسع في حفظه كشعبة والقطان وابن مهدي و نحوهم وأصحابهم مثل أحمد وابن المديني وابن معين وابن راهويه وطائفة، ثم أصحابهم مثل البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي، وهكذا إلى زمن الدار قطني والبيهقي، ولم يجئ بعدهم مساو لهم ولا مقارب"
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[14 - 09 - 05, 12:46 ص]ـ
أرجو أن تسمحوا لي بهذه الكلمات ..
أولاً: أنا أحييك أخي الكريم (البريقي) على أسلوبك الهادئ في إدارة حوار هذه المسألة الشائكة، وإن كنت ازددت حدةً في الآخر، لكن هذا أفضل كثيرًا من رفض التفريق جملةً وتفصيلاً دون نقاش، على أنني أفضّل استمرار النقاش الهادئ.
ثانيًا: إن سمحت لي أن أوضح بعض النقاط، فسأكون لك شاكرًا:
الأولى: لا يشك العاقل أن مؤسس الشيء، وراعي أول لبناته، أخبرُ به وأعرف، فما من منتَج إلا وله أسرار، لا يعرفها إلا صانعه.
وهكذا العلوم، الأئمة الذين وضعوا أسسها، وبنوا أول بنائها، أعلم بها، وأكثر قدرةً على معرفة أسرارها وكنهها.
ومن ذلك علم الحديث، فإننا نعلم أن أول مقيمي هذا العلم، ومؤسسيه، والذين أرسوا قواعده، ووضعوا مصطلحاته، هم الأئمة الذين عاشوا عهد الرواية، وعرفوا ذلك، وعرّفوه الناس، وبينوا ووضحوا.
قال الذهبي في الموقظة: (وهذا في زماننا يعسر نقده على المحدث فإن أولئك الأئمة كالبخاري وأبي حاتم وأبي داود عاينوا الأصول وعرفوا عللها، وأما نحن فطالت علينا الأسانيد وفقدت العبارات المتيقنة)، وأقول: فكيف بنا في عصرنا هذا؟
¥(9/284)
الثانية: لا يشك العاقل أيضًا أن الذي يأتي بعد مؤسس الشيء، لا بد أن يكون له لمسات عليه، وإضافات، وتوضيحات، وما إلى ذلك، فالعلوم نَمَت صغيرةً، وكان ذلك في عهد تأسيسها، وما زالت تكبر مع العهود حتى وصلت إلى ما وصلت إليه.
وعلم الحديث كان في الأول صغيرًا، ونمى وكبر، وزاد عليه من أتى بعد مؤسسيه، ووضحوه وفصلوه.
الثالثة: من الخطأ الكبير على الدعوة إلى منهج الأئمة المتقدمين: اعتقادُ أن أهل تلك الدعوة ينبذون أحكام المتأخرين، ولا يلقون لها بالاً، ولا يعيرونها اهتمامًا، ويتركونها. فإنك لا ترى بحثًا سائرًا على ذلك المنهج إلا ويستشهد بابن الصلاح، وبابن رجب، وبابن حجر، وبالذهبي، وبالعراقي ... إلخ. وليست الدعوة إلى منهج الأئمة المتقدمين نبذًا للمتأخرين، معاذ الله، ومن قال ذلك عن هذه الدعوة، فقد أخطأ في حقها.
الرابعة: المراد بالدعوة إلى منهج الأئمة المتقدمين: الدعوةُ إلى الاهتمام بأحكامهم، وأقوالهم، وترجيحاتهم، واحترام ذلك، وتوقيره.
وأما كلام من جاء بعدهم، فيحترم، ويوقر، ويؤخذ به، ويُحتج، لكن إذا اختلف قول المتقدمين والمتأخرين: قُدّم قول المتقدمين، لأنهم - كما تقدم في النقطة الأولى - أعرف بهذا العلم، وأخبر به، وأعلم.
قال ابن رجب: "فضبط ما روي عنهم - يعني علماء السلف - في ذلك أفضل العلوم مع تفهمه وتعقله والتفقه فيه، وما حدث بعدهم من التوسع لا خير في كثير منه، إلا أن يكون شرحاً لكلام يتعلق بكلامهم، وأما ما كان مخالفاً لكلامهم فأكثره باطل أو لا منفعة فيه، وفي كلامهم في ذلك كفاية وزيادة، فلا يوجد في كلام من بعدهم من حق إلا وهو في كلامهم موجود بأوجز لفظ وأخصر عبارة، ولا يوجد في كلام من بعدهم من باطل إلا وفي كلامهم ما يبين بطلانه لمن فهمه وتأمله، ويوجد في كلامهم من المعاني البديعة والمآخذ الدقيقة ما لا يهتدي إليه من بعدهم ولا يُلمّ به، فمن لم يأخذ العلم من كلامهم فاته ذلك الخير كله مع ما يقع في كثير من الباطل متابعة لمن تأخر عنهم ويحتاج من جمع كلامهم إلى معرفة صحيحه من سقيمه وذلك بمعرفة الجرح والتعديل والعلل" ا. هـ (فضل علم السلف على علم الخلف لابن رجب، ص 85).
وقال ابن حجر - رحمه الله - في نكته على ابن الصلاح بعد كلام له حول تعليل القدماء لبعض الأحاديث: "وبهذا التقرير يتبين عظم موقع كلام الأئمة المتقدمين وشدة فحصهم وقوة بحثهم وصحة نظرهم وتقدمهم بما يوجب المصير إلى تقليدهم في ذلك والتسليم لهم فيه".
وهذا كلام خبير عارف مارس كلام المتقدمين وعرف قدره ودقته، وهو على حفظه وعلو كعبه وهو ممن أرسى علوم مصطلح الحديث وأبدع وأتقن الكلام فيها يقول هذا الكلام النفيس، فما بالك من أهل زماننا في وقت ضعف فيه الحفظ وانعدم الضبط أو كاد؟
وأقوال الأئمة من المتأخرين - رحمهم الله - في التسليم للمتقدمين معروفة مشهورة.
ولا ضير أبدًا من ترجيح قول المتأخر على قول المتقدم، إن كان بدلائل واضحة، وأسباب مقنعة، وعلى هذا سار الداعون إلى منهج المتقدمين في بحوثهم، وهذا ظاهر.
الخامسة: مما سبق، ينتفي ظن الظانّ أن الدعوة إلى نهج المتقدمين، شقاق، وتفريقٌ للأمة، وتخريب للوحدة، إذ علماء الأمة محترمون جميعًا، ومقدّرون كلهم، وإنما نُقدم قول بعضهم على قول الآخرين، ونرجح قول الأوائل على قول الأواخر، لأن الأوائل أعلم بصنعتهم، لا لأن الأواخر لا علم لهم.
السادسة: القول ببدعية التقسيم تحتاج دليلاً، ويتضح مما سبق أن هذا التقسيم ليس إحداثًا في دين الله ما ليس منه، ولا فعل شيء كان يمكن أن يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعله، وليس بخروجٍ على شرع الله، فلا أدري ما وجه جعله بدعةً، ولا أدري - أيضًا - هل يعتبر من قال بذلك ابنَ رجب، أو الذهبيَّ، أو ابن حجر، أو السخاوي، هل يعتبرهم مبتدعة، لأنهم - كما في نصوصهم الواضحة - يفرقون بين متقدم الأئمة ومتأخرهم؟؟
¥(9/285)
السابعة: تحديد أول المتقدمين وآخرهم، أو التاريخ الفاصل بين المتقدمين والمتأخرين، لا يفيد كثيرًا - في ظني -، وليس معارضُ التقسيم بمستفيدٍ منه، إذ عبارات المتقدمين وأنفاسهم وطريقتهم معلومة واضحة، حتى لو كانت صادرة في عصرنا هذا، فالمسألة ليس لها ضابط متفق عليه، والعبرة بالمنهج، فمن كان على طريقة الأئمة النقاد، واستقى منهم، وسار على نهجهم، فهو ملحق بهم. والله أعلم.
الثامنة: فائدةٌ فيما يدعو إلى الأخذ بمنهج المتقدمين وتقديمهم، فمن ذلك:
1 - سعة حفظهم وتمام ضبطهم:
وهذا بابٌ يطول منه العجب، فهذا الإمام البخاري رحمه الله تعالى يقول: أحفظ مائة ألف حديث صحيح وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح، وهذا الإمام أحمد قال عنه أبو زرعة: كان يحفظ ألف ألف حديث فقيل له: ما يدريك؟ قال: ذاكرْته فأخذت عليه الأبواب ... إلخ، وأخبارهم في ذلك مشهورة منثورة.
2 - كثرة ممارستهم للحديث ومدارستهم له بحيث صارت عندهم ملكة يميزون بها ألفاظ النبي صلى الله عليه وسلم من غيرها.
فألفاظ النبوة لها نور فيدركها من طالت ممارسته وكثر حفظه. يقول الأوزاعي: " كنا نسمع الحديث فنعرضه على أصحابنا كما نعرض الدرهم الزائف على الصيارفة فما عرفوا أخذنا وما أنكروا تركنا "، وقيل لعبدالرحمن بن مهدي: إنك تقول للشيء: هذا يصح وهذا يثبت، فعمن تقول ذلك؟ فقال: "أرأيت لو أتيت الناقد فأريته دراهمك فقال: هذا جيد وهذا بهرج أكنت تسأله عن ذلك أو تسلم الأمر إليه؟ " قال: لا، بل كنت أسلم الأمر إليه، فقال: "فهذا كذلك لطول المجادلة والمناظرة والخبرة".
3 - قربهم من الرواة ومعاصرتهم لكثير منهم:
فهذا مما يوجدب تقديم أقوالهم. ورحم الله الذهبي حين قال - فيما سبق نقله عنه -: "وأما نحن فطالت علينا الأسانيد وفقدت العبارات المتيقنة".
4 - جمعهم للطرق ومعرفتهم بالعلل:
وبمعرفة طرق الحديث تتبين علله كما قال علي بن المديني رحمه الله – وكان إماماً في العلل -: "الباب إذا لم تجمع طرقه يتبين خطؤه"، وقال الخطيب البغدادي رحمه الله: "والسبيل إلى معرفة علة الحديث أن يجمع بين طرقه وينظر في اختلاف رواته ويعتبر بمكانتهم من الحفظ ومنزلتهم من الإتقان والضبط".
وغير ذلك من الأسباب. ومن تأمل كلامهم وقرأ شيئاً من كتبهم أو نظر في مؤلفاتهم أو اطلع على سيرهم وجهودهم العظيمة في الحفاظ على السنة والذب عنها، كاد أن يوقن أن الله سبحانه وتعالى هيأهم وسخرهم لحفظ دينه وإبلاغ سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأنَّ الأخذَ عنهم والعناية بكتبهم وأقوالهم من المهمات التي لا يستغنى عنها طالب العلم خاصة في باب الحديث ومعرفة الرجال والعلل.
ملحوظة: استفدت في شيءٍ من كلامي هذا من كتاب رائع ماتع للشيخ د. عبد الرحمن الزيد باسم (مناهج المتقدمين في تصحيح الأحاديث وتعليلها) ط. دار العاصمة.
بارك الله فيك، وأحسن إليك، وألهمنا جميعًا الصواب، ووفقنا لطريق الحق والرشاد.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 - 09 - 05, 06:05 ص]ـ
أحبتي/
1 - ما أخبرت به هو ما فهمته عن مشايخي،ولا أستبيح الكلام في العلم (بوجهة نظري الشخصية) إلا بعد البيان.
2 - بالنسبة لمن فرق من أهل العلم فبإمكان السائل الكريم مراجعة ((نزهة النظر)) باب زيادة الثقة (كمثال فحسب).
3 - أخي السائل لقد قلت ((أما بالنسبة لمخالفة المتأخرين للمتقدمين بالفقه والأصول فأنت تعلم أن علم الأصول القائم على العلوم الكلامية المجردة مذموم وقبيح ولذلك هناك كثير من علماء السلف ذم طريقة الكلاميين)).
والحقيقة أن ما قلته هو أمر قد رزق الهداية والفهم من سلم به، فجزاك الله خيرا وأحسن الله إليك.
وأنا بدوري أقول:إن كتابات المتأخرين في علم الحديث جارية في الأعم الأغلب على أصول متكلمي الأصوليين،
وقد نبه على ذلك غير واحد من أهل العلم، فدعني أستعير قولك: ((ولذلك هناك كثير من علماء السلف ذم طريقة الكلاميين)).
فأحد الأسباب المهمة التي أدت إلى الفروق المنهجية بين المتقمين والمتأخرين هو أن جل المتأخرين ليسوا من أهل الحديث الخلص، بل فيهم متكلمة وأصوليون وفقهاء، وكل واحد من هؤلاء يغلب عليه علمه فلا يلبس أن يجره إلى علم الحديث فيخلطه به ومن هنا حدثت الفجوة ومن هنا وجب التفريق.
4 - بالله عليك أخي السائل أقصر من حديث البدعة والابتداع هذا، وأكررها:
هناك فرق ظاهر بين العلوم التي يقوم تحرير وجه الحق والصواب فيها على الأدلة النقلية كالاعتقاد والفقه
وبين العلوم الصناعية كالأصول والحديث والنحو والبلاغةت والتي تختلف أدلة الإثبات فيها وتتنوع فتعامل كل مسالة فيها بحسبها.
وللتسهيل والتمثيل: بما تجيب أخي السائل على هذا السؤال:
ما هو الدليل من الكتاب والسنة على عدم قبول الحديث الشاذ أو المعلول؟
وسؤال أخر:
من هو سلف القائلين باشتراط العلم بالسماع، وهل قال بذلك أحد من الصحابة؟
وأنا في انتظار حديثك الشائق الممتع حقا
وشكرا لكل من شارك
ودمتم جميعا للمحب/أبو فهر
¥(9/286)
ـ[الحضرمي]ــــــــ[14 - 09 - 05, 09:14 ص]ـ
اسمع رعاك الله هذا العلم قائم قبله من قبله و رده من رده، وليس في كل كلام الإخوة تقديس للأشخاص و إنما هو إنزال الناس منازلهم.
أما من يعبث في تاريخ هذه الأمة ممن أقحم نفسه فيقول في الحديث (ثقة + ثقة + ثقة = صحيح،)، فهذا عبث في ميراث النبوة فلا تراهم ينظرون لا في الشذوذ و لا في العلل عند النقاد.
الأخ البريقي بارك الله فيك:
الذي يظهر لي و العلم عند الله أن ما تقوله و تكتبه نتيجة تتبع و استقراء فإن كان كذلك فلم كل هذا الحوار.
وأنا سألتك هل سمعت قول الشيخ إبراهيم اللاحم؟ فلم تجب!!، هل قرأت كتاب الشيخ حمزة؟ فلم تجب!! وأزيد هل سمعت كلام الشيخ حاتم العوني؟؟ وأني أحسبك على خير والله حسيبك، و أتوسم فيك التجرد للحق و إلا فإني لا أحب الجدال و النقاش مع من يريد النقاش لا لشيء إلا النقاش.
أما الشيخ محمد ناصر الدين الألباني فعلى العين والرأس وهو إمام في السنة وقد سمعت شريطه في مسألة المتقدمين و المتأخرين و من كان يسأله معروف و مما قاله السائل " أن أصحاب المنهج – أي التفريق - لا يأخذون بأقوال الحافظ ابن حجر" ولا أحتاج إلى نقل الجواب لمثلك. فمن أين جاء السائل بهذا؟؟
ثم شيء آخر هل سمعت ما قاله الشيخ عبدالله السعد فيما افتري به عليه من أقوال في ذاك الشريط ممن كان يسأل الشيخ ناصر في هذه المسألة – ولا أريد الدخول في بقية مسائل الشريط -!! ورد الشيخ السعد موجود فاسمعه
هؤلاء القوم لما لم يكن عندهم بضاعة صاروا يقحمون الشيخ رحمه الله في كل شيء،هل رأيت ذلك في طلبة الشيخ ابن باز و هم ألوف مألفة؟ هل رأيته في تلاميذ الشيخ العثيمين؟؟ رحم الله الجميع
لما رد عليهم في الإرجاء قالوا هم يريدون الشيخ!!! و لما تكلم عن أخطائهم الحديثية قالوا هم يريدون الشيخ!!! و إذا ما ألف أحدهم شيئا أو حتى سرقه أدخل الشيخ في المسألة!!
فهؤلاء فتحوا باب لكثير من أهل البدع للطعن في الشيخ بحق أو باطل، علموا أو لم يعلموا، ولا حول ولا قوة إلا بالله
بل أسوأ من ذلك حتى صار الأمر أن بعضهم إذا ما خولف جعل هذا الخلاف هدما للسنة و أن قول مخالفه أخطر على الإسلام من قول اليهود و النصارى (فهلا وضع بعد اسمه صلى الله عليه وسلم) نعوذ بالله من الغلو ورحم الله أئمة السنة.
إذا قالت حذام فصدقوها فإن القول ما قالت حذام
الأخ: خالد عوض:
قلت:" الأخ البريقي عليك بكتاب الأخ أحمد الزهراني (نقد مجازفات حمزة المليباري) وهو صدر عن مكتبة دار الإمام مالك.
الحق قبل الحذف."
كان الأولى عليك إضافة ما أضافه الأخ عبد الله بن عبدالرحمن، وهذا الكتاب (نقد المجازفات) من قرأه علم حقا أن هذا الرجل لا يعرف ما يخرج من رأسه، فالرجل و الله أعلم يبدوا أنه كتب الكتاب مع آخرين فجاء الكتاب ردا على نفسه فأضحك عليه العقلاء.
أخي خالد بارك الله فيك إن كنت ترى هذا القول الذي يقول به الزهراني فلا أدري لم اشتركك في هذا المنتدى أمن أجل الفائدة ممن هم مبتدعة أم من أجل دعوة المبتدعة؟؟ وإلا فشبكة سحاب و الأثري تكفي العليل ففيها مرادك و زيادة، فإن أحد القائلين بالتفريق قد يدخل عليك شبهة – هذا من باب منهج الجرح و التجريح -
وهذا الرجل هداه الله يريد الترويج لكتابه فصار يقحم الشيخ الألباني رحمه الله بين فينة و أخرى لا لشيء إلا ليثبت للقارىء أن ذاب عن الشيخ والسنة – زعم-!!
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
ـ[خالد عوض]ــــــــ[14 - 09 - 05, 04:47 م]ـ
يا أخ عبد الله عبد الرحمن ذكرت في كلامك بأن الزهراني ضعيف في العقيدة وغير ذلك ثم عرجت على أنه ضعيف في العلم كذلك وهذا الأمر ليس لي ولا لك بل هو للعلماء وأنا قد عرضت كتابه المذكور على كبار العلماء وطلبة العلم في المملكة و غيرها والحمد لله كان كلامهم يثلج صدر كل طالب حق يحتري الإنصاف.
وأخشى بأن كلامك هذا ليس من باب التحذير من الرجل و علميته الضعيفة بل هو التشويش على كتابه الذي
فضح به هذا المنهج الدخيل على أهل السنة و الجماعة.
علماً بأني أنا صاحب الدار التي تولت طباعة الكتاب رغبة في نصر السنة و الذب عن أعراض علماء الأمة
والحق غاية ورضى الله مطمعي.
ملحوظة: لا ترد على بكلام اللجنة في كتاب الزهراني لآنه خارج الموضوع وأمره يطول وأخشى من الطرد قبل أن أقول ...
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[14 - 09 - 05, 08:42 م]ـ
أهلا با لأخ خالد الذي طبع كتاب الزهراني
يا أخي وفقك الله كيف تريد مني شخصيا أن أقرأ كتاب الزهراني وهو الذي حذر منه الشيخ ابن باز وغيره
وبعدها الرجل ما يدري ما معنى الجزم في التكبير وملخبط في التخريج وغيره فكيف تريدني أقتنع بكلامه هداك الله
ومن هم العلماء الذين ذكرت أنهم أثنوا على كتاب الزهراني ((غير المدخلي إذا سمحت))
وأنت يا أخ خالد كيف تستجيز الكتابة عندنا في ملتقى أهل البدع على حد قول شيخكم ربيع المدخلي فأين منهج السلف في التعامل مع أهل الأهواء وهجرهم وعدم السماع منهم ولو نصف كلمة
فاتق الله واتبع منهج شيخك ربيع واهجر ملتقى أهل البدع وارح واسترح
وبعدها تصف السير على منهج الأئمة النقاد في علم الحديث بأنه منهج دخيل على أهل السنة والجماعة فنسأل الله لنا ولك الهداية فمنهج أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وغيرهم منهج دخيل على أهل السنة والجماعة سبحانك يارب
أهكذا لقنك مشايخك
أسأل الله لنا ولك الهداية لمنهج السلف في علم الحديث
¥(9/287)
ـ[خالد عوض]ــــــــ[14 - 09 - 05, 10:21 م]ـ
يا أخ عبد الله بن عبد الرحمن أنا لا أريد أن اتعدى على موضوع الأخ البريقى إلا أن يسمح لي فعذرا.
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[14 - 09 - 05, 11:10 م]ـ
واضح جدا عدم إرادتك للتدخل بدون إذن الأخ البريقي
وعلى العموم أخي خالد (إن هذا العلم دين فانظر عمن تأخذ دينك) فإذا كان هذا الزهراني الذي حذر منه العلماء الأجلاء ابن باز وغيره ووصفوه بقولهم (فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على الكتاب الموسوم بـ:
((ضبط الضوابط في الإيمان ونواقضه)) تأليف المدعو / أحمد بن صالح الزهراني.
فوجدته كتاباً يدعو إلى مذهب الإرجاء المذموم، لأنه لا يعتبر الأعمال الظاهرة داخلة في حقيقة الإيمان.
وهذا خلاف ما عليه أهل السنة والجماعة:
من أن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وعليه:
فإن هذا الكتاب لا يجوز نشره وترويجه، ويجب على مؤلفه وناشره التوبة إلى الله عز وجل، ونحذر المسلمين مما احتواه هذا الكتاب من المذهب الباطل حمايةً لعقيدتهم واستبراءً لدينهم، كما نحذر من اتباع زلات العلماء فضلاً عن غيرهم من صغار الطلبة الذين لم يأخذوا العلم من أصوله المعتمدة، وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ....
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس / عبد بن عبدالله بن باز
نائب الرئيس / عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل شيخ
عضو / عبد الله بن عبد الرحمن الغديان
عضو / بكر بن عبد الله أبو زيد
عضو / صالح بن فوزان الفوزان)))))
فيا أخي هل هذا الرجل ((المدعو)) أحمد بن صالح الزهراني انصاع للعلماء الجهابذة أم أنه خالفهم واستمر على كلامه الإرجائي
فانظر قول العلماء فيه (كما نحذر من اتباع زلات العلماء فضلاً عن غيرهم من صغار الطلبة الذين لم يأخذوا العلم من أصوله المعتمدة) فحكم عليه العلماء بهذا
وانظر أخي للنقل الذي ذكرته لك عن الرجل أنه ما يعرف الجزم بالتكبير
انظر أخي فالإمام أحمد يذكر في كتاب الصلاة أن التكبير جزم
فانظر إلى كلام ((المدعو)) أحمد الزهراني يقول في تعليقه على الكتاب
((() لم يتبيّن لي مراده رحمه الله من جزم التّكبير، هل يريد به الجزم عند النّحويّين أي تسكين آخر الكلمة لكن هذا لا يؤدّي إلى سبق الإمام في التّكبير ضرورة، وأظنّه يريد به الجزم لغة أي القطع، بمعنى أنّ المأموم يقطع التّكبير قبل أن ينتهي الإمام من تكبيره.) انتهى.
فمثل هذا يخوض في علم الحديث ومناهج العلماء فالله المستعان
يا أخي هناك بعض أهل العلم لايرون التفريق بين منهج المتقدمين والمتأخرين ولكنهم على الأقل يقدرون وجهة نظر من ذهب إلى هذا القول بدون اتهام بالتبديع أو هدم السنة أو غيرها من الأوصاف
ويا اخي خالد المشكلة أن بعضهم لم يقرأ كتب من تكلم في هذه المسألة ويبني رأيه على التقليد واتباع كل ناعق
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - 09 - 05, 12:25 ص]ـ
إخوتي الأفاضل/ (خالد وعبد الله)
من أكثر ما يؤلم نفسي ويزعجها تلك اللهجة الخطابية بينكما وهي وإن كانت دون ما نراه من آخرين إلا أني أعظكما وأربأ بكما عن هذا المستوى في الخطاب فالحق لا يستعان عليه بغيره، بل إعلما أنه لا يستعان على الحق إلا بالحجة والبرهان ولست أزعم أن كلامكما خال من الحجة بمرة، ولكنكما (وأهمس بها في أذن أخي خالد خاصة) قد خلطتما عملا صالحا بأخر سيئا، وأنت يا أخي عبد الله،إعلم أنني وإن كنت أوافقك في كثير مم قلت،إلا أنني أدعوك إلى خطة خير لعلك تقبلها، أظهر ما ترى من الحق، مقرونا بحجتك وفتاوى أهل العلم، ولا تتعدى ذلك فإن التهجم على ذوات الأشخاص غالبا ما يضعف موقف الحق ويظهره في صورة الانتصار للنفس.
ألا واعلموا أحبتي جميعا: أننا لا ننصر ما دام بأسنا بيننا شديد، وما دامنا نستعين على الحق بغير الحجة.
الا واسلموا جميعا لمحبكم/أبو فهر
ـ[البريقي]ــــــــ[15 - 09 - 05, 12:39 ص]ـ
¥(9/288)
أهكذا يكون الرد على الزهراني بأن تتهمه بالانحراف العقدي وكتابه الذي أحال عليه الأخ خالد ليس في مسألة عقدية البتة فلماذا الهمز واللمز فيه وإلا للزمك ألا تقرأ في نزهة النظر ولا في إرشاد طلاب الحقائق ولا في كل كتب من اتهم بالأشعرية أو غيرها ممن هو ليسوا على طريقة السلف في العقيدة وللزمك رد أحاديث من اتهم بالتشيع والخروج ومثلها من التهم ومنها الإرجاء كذلك لأنهم عندما ينقلون لك حديثا فإن قبلته لإانت قلدتهم دينك أم ماذا؟
وأما فتوى اللجنة الدائمة فيه فأنا في الحقيقة لم أر كتابه ذاك ولا يهمني لأننا وجدنا اللجنة قالت قبل في الشيخ الحلبي وتتبعت فتواهم بنفسي فيما قالوه ووقفت فعلا على أن هناك دسيسة لإخراج هذه الفتوى وهاهم الكثيرون اليوم اتهموا الألباني بما اتهموه وما أدري هل يسعون لإخراج فتوى من اللجنة أم ما زال الوقت مبكرا؟ طبعا اللجنة التي أصدرت الفتوى المتأخرة في الحلبي وليس التي رئيسها ابن باز رحمه الله تعالى
لا يهمني كل هذا ولكن يهمني كلامك على كتاب الزهراني لأنه في صلب مسألتنا وما قاله البعض أنه يدل كلامه فيه على أنه لا يعرف ما يخرج من رأسه وأنه ربما ألفه جماعة فجاء متناقضا فهذا والله ليس من الإنصاف البتة وقد قرأت رده ولم أر ما قلتم أبدا ولكن ما أدري هل هو كما قال الأول وعين السخط تبدي المساوي أم ماذا وأنت قبل أن تطالب غيرك بقراءة كتاب شيخك المليباري تأبى أن تقرأ رد الزهراني بتلك الحجة الداحضة لو كنت منصفا فما دخل عقيدته بالله عليك برده على المليباري في مسألة حديثية؟ فالله الهادي وأسأل لك ولكل من كتب هنا بأدب وكلهم فعل ذلك ولله الحمد جزاهم الله خيرا أسأل لي وللجميع السداد والتوفيق
وعودا على ما سبق:
ثم ألا ترون أن الجواب على السؤال الأخير لم يصدر من أحد وهو يدل على أن الأمر مهم فكون أول من قال بهذا التفريق لا أقول اللفظي الذي أردتم إثباته ومن قبل فعل ذلك المليباري لا أريد اللفظ بل أريد المنهج المغاير الذي يؤثر فعلا على الحكم على الأحاديث ممن هو في عداد المحدثين لا في عداد الفقهاء والأصوليين المجردين فالمشكلة بالخلط وسوء الفهم
من أقرهم من العلماء الربانيين الممارسين لعلم الحديث ممن وضع لهم القبول أنا أقول ها هو الألباني رحمه الله على رأس أولئك العلماء والمحدثين رد هذا التفريق المزعوم ولم يقبله فهل من معتبر وأيهما أولى بالاتباع إن كان الأمر اتباعا آلعلماء أم طلابه؟ وخاصة ممن يروج لتقليد أحكام المتقدمين دونما تمحيص ورائهم ولا بحث ولا رد فلماذا لا يتبعون أمثال الألباني وهو أعلم بلا شك ممن أحدث لهم القول بتقليد أحكام المتقدمين كما أسلفت؟ مع أن هذا غير ملزم ولكن هو مثل أضربه لمن أراد أن يعتبر ولا يغتر بشقشقة بعض من أوتي قدرة على الكلام واللف والدوران ومعذرة على هذه الصفات فهي واضحة جدا في كثير من المواضع
ثم أنت ترى أن الكلام يطال المحدثين واتهامهم بمنهج آخر مغاير لمنهج المتقدمين وهو في عداد المحدثين ونقاد الحديث كابن حجر مثلا وربما الدارقطني من قبل واليوم أحمد شاكر والألباني وما أدري من غدا
أما ما تم قصه ولصقه لإثبات وجود متقدمين ومتأخرين فلا ننازع فيها ولكن ننازع أن يكون منهجهم مغايرا تماما لمن اتهم بذلك فمجرد إثبات بعضهم العسر على محدثي هذا الزمان لا يعني عجزهم عن الكلام على الأحاديث بدليل أنه نفسه الذي قال ذلك قد خاض في بحر التصحيح والتضعيف بله الكلام في الرجال فلماذا الاستشهاد بكلامه وكلام غيره على مسألة لم يريدوها فشابه فعلكم (كلمة حق أريد بها باطل) فهل رأيتهم قلدوا أمرهم بعد أن أثبتوا ما ذكرتموه عنهم هل رأيتهم سلموا أمرهم كله للمتقدمين فامتنعوا من الخوض في هذا العلم أم هم يثبتون الفضل للمتقدمين ولا شك بذلك أبدا فلهم فضلان فضل السبق علينا بعيشهم بتلك القرون الفاضلة وفضل دلالتهم على هذه العلوم الشريفة واتباعنا لهم على نفس النهج والطريق
وأنا لا أريد أن أقوم بالقص واللصق للرد على تلك الفقرات التي تم لصقها هنا وفي الكتاب ردها فمن أراده موجود ويمكنه أن يراه
¥(9/289)
أما من قال أن لهذا العلم أسرارا وهم أعلم به إذ هم أول من أسسه فهذا كلام للأسف غير صحيح فهذا العلم ليس فيه أسرار البتة ولو كان كذلك لضاع العلم مع موتهم بل هو علم معروف معلوم لا تظن أنه كعلم صفات الله لا تعلم كيفيته بل فقط تعلم معناه أبدا فهذا العلم معلوم الكيف والمعنى ثم ألا ترى أن مثل هذا الكلام يحسنه كل متعصب لبدعته حين يتعصب لإمامه بدعوى أنه يعرف ما لا نعرفه واطلع على ما لم نطلع عليه وغير ذلك من الحجج التي تجر على الأمة وقوفها عند التقليد البحت بل الأعمى بمثل هذه الحجج والأسرار!!!
ولكن لا شك أن الآخر يستفيد من الأول وللأول الفضل عليه بذلك لكن هذا لا يعني أن الأخر لا يمكن أن يستدرك على الأول أو يرد عليه بأي علم من العلوم وكلمة الإمام مالك مشهورة كلكم يعرفها
أما قول من قال أن هذا التفريق ليس هو تفريقا للأمة فهو كلام نظري يخالفه المنهج العملي وآثاره ومجرد قولك تقديم قول المتقدم لمجرد تقدمه على المتأخر يدل على بطلانه فهلا قلت هذا أيضا في الفقه وما الفرق بالله عليك بين هذا الكلام وبين كلام متعصبة اليوم للمذاهب الفقهية التي تأبى الاستجابة للدعوة السلفية بنفس هذه الحجة؟
أما مسألة تحديد تاريخ فاصل أو تحديد أول من بدأ بمنهج المتأخرين أنه ليس له كبير فائدة أقول بل له ذلك كيف ولا وهو من صلب المسألة فلو علم ذلك لعلمنا من قال به ومن رد عليه وبما أنهم الأوائل المتقدمون وأنهم على المنهج الحق فلن يقبلوا بتغييره بحكم حمايتهم لحديث النبي صلى الله عليه وسلم وكان هذا من أكبر الدواعي للرد على من أحدث هذا القول في هذا الزمان ومن تابعه عليه لأن إحداثه اليوم دليل كاف على بطلانه ومن سمع جيدا لكلام الشيخ وكتاباته علم ذلك دون أن يتحجج بأن السائل معروف وغرضه معروف وأنهم أقحموا الشيخ وما إلى ذلك من الكلام غير المفيد كما قيل في الزهراني لرد كتابه والله المستعان
أما قول القائل أن كتابات المتأخرين اليوم غالبها جار على طريقة الأصوليين بل متكلمي الأصوليين يعني ليس على طريقة المحدثين فما أدري من يقصد بهذا ومن يريد به ولكن الظن وأرجو أن أكون خائبا بظني هذا يقصد من قصده المليباري الألباني وهو على رأس المقصودين ولا أريد الرد فالرجل أفضى إلى ربه بعد أن وضع له القبول في الأرض رغم حسد الحاسدين وكيد الكائدين ومن ثمراتهم تعرفونهم
وأما طلبه أن أقصر الكلام عن البدعة وأن هناك فرقا بين الأدلة العقدية والفقهية فالمسألة نعم متعلقة بالصناعة الحديثية ولكن ألا ترى أنه عندما يتخذ أحدهم منهجا مغايرا فيصحح ويضعف على غير طريقتهم فيأتي بنتائج ما سبق لها سيرمى بالبدعة من أجل ما أنتجه بسوء مخالفته ألا ترى أن الشيخ الألباني رحمه الله رد على أمثال هؤلاء وركز على ذلك من أمثال حسن السقاف وحسان عبد المنان وعبد الله الغماري وغيرهم، وكذلك من اتبع أسلوبا جديدا في قواعد أصولية مغايرة لما كان عليه الأولون وأتى بأحكام جديدة أليس يرمى بالبدعة فهذا كهذا لا فرق
أما الأخ الذي ذكر أنهم يأخذون بقول ابن حجر دليلا على احترام المتأخرين فأقول متى يأخذون به هل عندما يوافق أو يخالف فإن كان الأول فلا وجه لاستدلال به إذا وإن كان الأخر فغير موجود وأنت تعرف هذا أي أنهم لن يقيموا لحكمه ذاك وزنا
وأخيرا إن كان هذا الموقع فعلا كله من أصحاب هذا الرأي فأنا أعتبر كلمتي هذه تذكيرا للجميع عسى أن تلقى قلبا منفتحا يهدي به الله من يريد وذكرى تنفع المؤمنين وتفكرا لمن أراد أن يتفكر لماذا لم يتابع قائل هذا القول من قبل علمائه الحقيقيين في هذا العصر وعلى رأسهم كما أسلفت الألباني رحمه الله ولماذا لم يسبق إلى هذه السابقة الخطيرة من قبل علمائه الحقيقيين في كل العصور الماضية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والأخ خالد وغيره المجال مفتوح للجميع من كلا الطرفين مع أنني أرى أنه لا فائدة إذ الموضوع مستهلك مبحوث وكلنا عندنا الكتب والملفات المخزنة من ردود من الطرفين وسيصبح الأمر مجرد مناظرات القص واللصق كما قلت سابقا وهذا ما لا أحبه لأنه غالبا بلا جدوى واتباعي لأئمة هذا الشأن في هذا العصر المشهود لهم بالنبوغ فيه والموضوع لهم القبول أولى بكثير ممن اتباع من أحدث هذا القول رغم إباء الكثير أنه غير محدث وليجعلوه إن شاؤوا مصطلحا لا مشاحة فيه
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[15 - 09 - 05, 12:59 ص]ـ
الأخ البريقي مشكلتك هي الشيخ الألباني رحمه الله فأنت تريد إقحامه في الموضوع وتفر من الإجابة على الكلام السابق
لماذا تفر من سؤالي هذا
وأيضا أخي ماذا تقول في قول السخاوي ((ولذا كان الحكم من المتأخرين عسرا جدا، وللنظر فيه مجال، بخلاف الأئمة المتقدمين الذين منحهم الله التبحر في علم الحديث والتوسع في حفظه كشعبة والقطان وابن مهدي و نحوهم وأصحابهم مثل أحمد وابن المديني وابن معين وابن راهويه وطائفة، ثم أصحابهم مثل البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي، وهكذا إلى زمن الدار قطني والبيهقي، ولم يجئ بعدهم مساو لهم ولا مقارب"
هل السخاوي مبتدع ومفرق بين المسلمين؟؟؟. انتظر إجابتك والرجاء لاتدخل الشيخ الألباني في النقاش فمشكلتك التعصب الأعمى للشيخ؟؟ وإلا فلماذا لاتشتشهد بكلام الشيخ المعلمي رحمه الله وهو ممن ينتصر لمذهب المتقدمين وقال في (الأنوار الكاشفة) ص 29: (وتحسين المتأخرين فيه نظر) اهـ
فهل المعلمي مبتدع يفرق بين المسلمين ويريد هدم السنة ويحدث بدعة جديدة في الدين
الرجاء عدم التهرب؟
¥(9/290)
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[15 - 09 - 05, 01:06 ص]ـ
ويا أخي البريقي من قال لك أن الذين يدعون لمذهب المتقدمين في الحديث يردون كل ما قاله المتأخرون؟؟
فتأمل قولك السابق (أما ما تم قصه ولصقه لإثبات وجود متقدمين ومتأخرين فلا ننازع فيها ولكن ننازع أن يكون منهجهم مغايرا تماما لمن اتهم بذلك)
نعوذ بالله من الافتراء والكذب
وكما قلت لك سابقا
يا أخي لايظهر أن عندك اطلاع وتصور للمسألة (والحكم على الشيء فرع عن تصوره) فنسأل الله ان يرزقك قراءة الكتب التي تبين منهج المتقدمين حتى تتضح لك الصورة ولاتكلم على الناس بدون بينة
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - 09 - 05, 01:22 ص]ـ
حبيبنا البريقي
1 - قولك: ((دسيسة لإخراج الفتوى)) سقطة من فاضل لا ناخذه بجريرتها ويكفينا بيان خطأها فأقول:
هذه الفتوى أخي الكريم من أين علمت أن وراءها دسيسة؟،ومن أين لك أنها ليست مبنية على قناعة عقدية من كبار أهل العلم الذين اختارهم ابن باز؟
إن كنت بنيت هذا عن علم فأفدنا ولو بأثارة منه
وإن كنت بنيته على ظن فالظن أكذب الحديث،ولا يطعن به في كبار علماء الأمة الذين أمرنا بإحسان الظن بهم.
وإن كنت في غيظ-ونحن معك- من الطاعنين في الألباني فبالله عليك هل ترتضي سنتهم؟
إن قلت: لا أرتضي سنتهم
قلنا: ألا فاعلم أن أول راض سنة من يسيرها.
2 - أما قولك: ((أما قول القائل أن كتابات المتأخرين اليوم غالبها جار على طريقة الأصوليين بل متكلمي الأصوليين يعني ليس على طريقة المحدثين فما أدري من يقصد بهذا ومن يريد به ولكن الظن وأرجو أن أكون خائبا بظني هذا يقصد من قصده المليباري الألباني وهو على رأس المقصودين ولا أريد الرد فالرجل أفضى إلى ربه بعد أن وضع له القبول في الأرض رغم حسد الحاسدين وكيد الكائدين ومن ثمراتهم تعرفونهم))
فما زلت أخي في هاوية الظن -نجاك الله منها على خير-وجزاك الله خيرا فلقد احترزت لنفسكمن سوء الظن، ولكن الظن في سياقنا هذا كله سيء مذموم.
وعموما:إعلم بارك الله فيك أن الكتابات الاصطلاحية منذ عهد الخطيب البغدادي إلى زمان ((علوم الحديث)) لأبي عمرو، وزمان ((نزهة)) ابن حجر،ومرورا بالكتب التي دارت حولهما شرحا وتعليقا ونظما واختصارا=كلها بارك الله فيك لم تخل من النزعات الأصولية والنزغات الكلامية، بل إن مبحثا كمبحث خبر الواحد كله قائم على طريقة الكلاميين من الأشاعرة والمعتزلة، وقارن بين هذا المبحث في كتابات المتاخرين، وبين كلام ابن القيم في كتاب الصواعق المرسلة، وأرجو التفرقة بين المتأخرين والمعاصرين. يتبع
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[15 - 09 - 05, 01:24 ص]ـ
وأما قولك (وأما فتوى اللجنة الدائمة فيه فأنا في الحقيقة لم أر كتابه ذاك ولا يهمني لأننا وجدنا اللجنة قالت قبل في الشيخ الحلبي وتتبعت فتواهم بنفسي فيما قالوه ووقفت فعلا على أن هناك دسيسة لإخراج هذه الفتوى)
دسيسة؟؟؟ تتهم الشيخ ابن باز في دينه وأن الفتاوى تدس عليه؟؟ حسبنا الله ونعم الوكيل؟؟ أنتم تقولون إن القطبيين! يتهمون ابن باز وغيره بعدم فقه الواقع وبأن الفتاوى تدس عليهم؟؟ وها أنت ذا تتهم الشيخ ابن باز في دينه
فالله المستعان
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - 09 - 05, 01:30 ص]ـ
حبيبنا البريقي
كلامك عن البدعة والابتداع، فيه حيدة ظاهرة عن محل النزاع وبيانه:
لقد سألت هل يعني التفريق رمي المتأخرين بالابتداع؟
فأجبنا أن لا. فمالك طوحت بنا إلى آماد بعيدة، نقول:إن من كان من أهل الاجتهاد في علم الحديث وظهر له تقعيد أو تأصيل في المسائل الصناعية فلا حرج عليه متقدما كان أو متأخرا أو معاصرا ما دام قد بنى قوله على أدلة ووفقا لمنهج الاستدلال، ولو لم يكن له سلف فيما قال،بل لا أعلم قائلا باشتراط السلف في العلوم الصناعية،بل حالهم فيها دال على عدمه وقد سألتك أسئلة فما أجبت عليها ولو أجبتني لسار الحديث بنا في مساره الصحيح ولما حدت هذه الحيدة الغريبة. يتبع
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - 09 - 05, 01:37 ص]ـ
حبينا البريقي
قلت: ((وكذلك من اتبع أسلوبا جديدا في قواعد أصولية مغايرة لما كان عليه الأولون وأتى بأحكام جديدة أليس يرمى بالبدعة فهذا كهذا لا فرق))
سؤال من أسئلتي أرجو أن يكون أحسن حظا من سابقيه فتجيبه وهو:
هل منهج متأخري الأصوليين وقواعدهم هي قواعد الشافعي وأحمد ومنهجهم؟
¥(9/291)
ودعني أيسر لك الإجابة
إن قلت نعم: أنهينا الحوار.فلا فائدة منه
وإن قلت لاقلنا: قلنا فهل كان الغزالي مبتدعا بمخالفته طريقة الشافعي؟
إن قلت نعم: أنهينا الحوار فلا فائدة منه.
وإن قلت لا قلنا:فلا فرق
وسلام مع ود موصول من راجي لك الخير/أبو فهر
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[15 - 09 - 05, 02:12 ص]ـ
أخي الكريم ..
تكلمتَ بكلام طويلٍ، ولا أظنك بادلتنا فيه الاحترام الذي أوليناكه، فلعلك تنتبه لهذا مستقبلاً.
والعجيب جدًا أنك بعد أن انتهيت من ذلك، أنهيت المسألة، وختمتها، كأننا سلمنا لك، واقتنعنا بكلامك، وكأن ما قلتَه إلزام لا محيد لنا عنه.
أخي العزيز، قلتَ: "مع أنني أرى أنه لا فائدة إذ الموضوع مستهلك مبحوث وكلنا عندنا الكتب والملفات المخزنة من ردود من الطرفين وسيصبح الأمر مجرد مناظرات القص واللصق كما قلت سابقا وهذا ما لا أحبه لأنه غالبا بلا جدوى واتباعي لأئمة هذا الشأن في هذا العصر المشهود لهم بالنبوغ فيه والموضوع لهم القبول أولى بكثير ممن اتباع من أحدث هذا القول "، أسألك إذن: لماذا أثرت الموضوع من أوله، ما دام الموضوع مستهلكًا مبحوثًا، وأنك متبع لأئمة هذا الشأن ... إلخ؟!!
ومع ذلك، فلن أعتبر الموضوع انتهى، وسأتطرق لبعض النقاط التي اعتبرتَ أنك رددتَ على ما أوردتُهُ آنفًا، مع أنك تركت أشياء مما ذكرتُهُ، وهي مقنعة - إن شاء الله - لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
قلتَ أخي الكريم: "أما من قال أن لهذا العلم أسرارا وهم أعلم به إذ هم أول من أسسه".
أقول: أخطأت، وأخطأ من قال ذلك، ولو أعدت النظر - بتجرد - في هذا الموضوع، لن تجد أن أحدًا قال ذلك.
أما إن كنت فهمتَ ذلك من قولي: "وهكذا العلوم، الأئمة الذين وضعوا أسسها، وبنوا أول بنائها، أعلم بها، وأكثر قدرةً على معرفة أسرارها وكنهها"، فاسمح لي أن أقول لك أخي الكريم: هذا الفهم سطحيٌّ جدًا، ولن تستفيد منه في حياتك ما دام كذلك.
أخي العزيز، معنى كلامي - ببساطة أكثر -: مؤسسو العلم أعرف به، وبطرق الاستنتاج فيه، وأعرف بمسائله، وأضبط لمشتبهه، وأعلم بمشكِلِهِ.
ثم إنك بنيتَ على أن معنى كلامي أن لعلم الحديث أسرارًا، فأخذتَ تقول مواصلاً: "فهذا العلم ليس فيه أسرار البتة ولو كان كذلك لضاع العلم مع موتهم بل هو علم معروف معلوم".
ثم قلتَ: "ثم ألا ترى أن مثل هذا الكلام يحسنه كل متعصب لبدعته حين يتعصب لإمامه بدعوى أنه يعرف ما لا نعرفه واطلع على ما لم نطلع عليه وغير ذلك من الحجج التي تجر على الأمة وقوفها عند التقليد البحت بل الأعمى بمثل هذه الحجج والأسرار!!! ".
وأقول: لو سلمنا بهذا الفهم السطحي، واعتبرنا أنني أقول بأن أئمة علم الحديث ومؤسسيه وبانيه، مثل الإمام ابن مهدي وابن معين وابن المديني وأحمد والبخاري ومسلم وأبي حاتم وأبي زرعة = يعرفون أسرار ذلك العلم، هل تشبههم بأئمة المبتدعة الذين يتعصب لهم أتباعهم بأنهم يعرفون ما لا نعرف.
أخي الكريم، هل تدري ماذا تقول؟! أعد النظر في هذا بتعقُّل!
خلاصة هذه النقطة يا أخي أن المتقدمين يعرفون في علم الحديث، ويضبطونه، ويتقنونه، ويجيدون معرفة رجاله وعلله = أكثر من غيرهم، فعلى أيديهم قام هذا العلم، واشتد ساعدُهُ، وليس أحدٌ أعرف بشيءٍ من مؤسِّسِهِ، وليس هنالك أسرار ولا شيء من هذا القبيل.
ثم قلتَ: "ولكن لا شك أن الآخر يستفيد من الأول وللأول الفضل عليه بذلك لكن هذا لا يعني أن الأخر لا يمكن أن يستدرك على الأول أو يرد عليه بأي علم من العلوم".
أقول: وماذا قلتُ أنا؟! أنا قلت هذا، لكنك غفلت عنه أو أغفلتَه.
أخي .. انظر: "ولا ضير أبدًا من ترجيح قول المتأخر على قول المتقدم، إن كان بدلائل واضحة، وأسباب مقنعة، وعلى هذا سار الداعون إلى منهج المتقدمين في بحوثهم، وهذا ظاهر".
ثم قلتَ: "أما قول من قال أن هذا التفريق ليس هو تفريقا للأمة فهو كلام نظري يخالفه المنهج العملي وآثاره ومجرد قولك تقديم قول المتقدم
لمجرد تقدمه على المتأخر يدل على بطلانه".
لا أدري ماذا أقول، لكن إن كنتَ تفهم الكلام العربيَّ، فستفهم أنني لم أقل ذلك!
¥(9/292)
يا أخي أنا أقول: "وأما كلام من جاء بعدهم، فيحترم، ويوقر، ويؤخذ به، ويُحتج، لكن إذا اختلف قول المتقدمين والمتأخرين: قُدّم قول
المتقدمين، لأنهم - كما تقدم في النقطة الأولى - أعرف بهذا العلم، وأخبر به، وأعلم".
واضح؟
ليس لمجرد تقدمهم.
ولهذا فأنا أقول: إنه حتى أهل الدعوة إلى منهج المتقدمين يمكن أن يرجحوا أقوالاً للمتأخرين إن بان لهم أنها أقوى دليلاً، وأوضح برهانًا، ولو كنت قلتُ بأن ترجيح قولهم لمجرد تقدمهم، فإنه لا يمكنني القول بأنه يمكن ترجيح قولٍ لمتأخرٍ على قولٍ لمتقدم.
وبما أن مقدمتك هذه غير صحيحة، فقد بنيتَ عليها كلامك، فسقطا كلاهما.
ثم قلتَ: "أما مسألة تحديد تاريخ فاصل أو تحديد أول من بدأ بمنهج المتأخرين أنه ليس له كبير فائدة أقول بل له ذلك كيف ولا وهو من صلب المسألة فلو علم ذلك لعلمنا من قال به ومن رد عليه".
أقول: يا أخي الكريم، انظر قولي، قلتُ: "تحديد أول المتقدمين وآخرهم، أو التاريخ الفاصل بين المتقدمين والمتأخرين، لا يفيد كثيرًا -في ظني-".
يعني: معرفة التاريخ الذي يفصل بين المتقدم والمتأخر لا يفيد كثيرًا، وأنتَ بدأتَ جملتك كأنك ترد على هذا، ثم لما انتهيت ناقلاً كلامي، انتقلت انتقالاً كلياً إلى مسألتك التي تدندن حولها: من أول من فرق بين المتقدمين والمتأخرين؟، وأنا لم أتعرض لهذه المسألة، فتنبَّه.
يا أخي العزيز ..
التفريق هذا يعرفه ذوو العقول، لذا ترى أن الأئمة الذين نعتبرهم من المتأخرين يفرّقون، وسأعيد الكلام لكي تقرأه مرةً أخرى - لكن برويَّة هذه المرة، ولا تقل: قص ولصق، فإن هذه قد تعتبر تهربًا منك، فاحذر -، انظر:
- قال الذهبي: "وهذا في زماننا يعسر نقده على المحدث فإن أولئك الأئمة كالبخاري وأبي حاتم وأبي داود عاينوا الأصول وعرفوا عللها، وأما نحن فطالت علينا الأسانيد وفقدت العبارات المتيقنة".
ففرَّق بين محدثي زمانه والنقاد الأوائل، وهذا واضح جليٌّ، لكن لا أدري لِمَ تُغمَضُ عنه بعض الأبصار.
ولاحظ قوله: "وأما نحن"، فإن ما بعد (أما) مغاير لما قبلها - كما هو معروف -، ومعنى ذلك أن الأئمة الذين ذكر لهم الذهبيُّ أمثلةً مغايرون لمحدثي زمانه.
- قال ابن رجب: "فضبط ما روي عنهم - يعني علماء السلف - في ذلك أفضل العلوم مع تفهمه وتعقله والتفقه فيه، وما حدث بعدهم من التوسع لا خير في كثير منه، إلا أن يكون شرحاً لكلام يتعلق بكلامهم، وأما ما كان مخالفاً لكلامهم فأكثره باطل أو لا منفعة فيه".
- قال ابن حجر: "وبهذا التقرير يتبين عظم موقع كلام الأئمة المتقدمين وشدة فحصهم وقوة بحثهم وصحة نظرهم وتقدمهم بما يوجب المصير إلى تقليدهم في ذلك والتسليم لهم فيه".
فابن حجر يا أخي يبين لنا أن منهج المتقدمين هو السليم، لشدة فحصهم وقوة بحثهم وصحة نظرهم ... إلخ.
- قال السخاوي: "ولذا كان الحكم من المتأخرين عسراً جداً، وللنظر فيه مجال، بخلاف الأئمة المتقدمين الذين منحهم الله التبحر في علم الحديث والتوسع في حفظه".
انظر أخي العزيز، نصٌّ صريح (المتأخرين) (المتقدمين)، وبيان أن المتأخرين يعسر عليهم ما هو سهلٌ على المتقدمين، ولا أدري، هل مع ذلك سيبقى القول بأن لا فرق بين منهج المتقدمين ومنهج المتأخرين؟!، ومن الواجب على المتجرد للحق، لا المتعصب للرجال أن ينظر في هذه العبارات.
وأعيد سؤالي: هل يَعتبر من قال بذلك (أي ببدعية التفريق) ابنَ رجب، أو الذهبيَّ، أو ابن حجر، أو السخاوي، هل يعتبرهم مبتدعة، لأنهم
- كما في نصوصهم الواضحة الصريحة - يفرقون بين متقدم الأئمة ومتأخرهم؟؟!
أخي العزيز ..
والله ما نريد بهذا انتصارًا لأحد، أو تزلفًا أو تقربًا لبشر، ولسنا به نقلد فلانًا أو غيره من المشايخ، ونشهد الله على حب الشيخ العلامة الألباني - رحمه الله - في الله، ولا ينكر ذو عقلٍ أنه من مجددي السنة، وعلى يديه توجه الناس إلى علم الحديث، وبفضله - بعد الله - انتشر الحديث في عموم الأمة، وهو من المشهود لهم بالإمامة في الحديث في هذا العصر.
¥(9/293)
ومع ذلك، فأنت قلتَ: "لكن هذا لا يعني أن الأخر لا يمكن أن يستدرك على الأول أو يرد عليه بأي علم من العلوم"، ولا إخالك تنكر أنه يمكن أن يُستدرَك على الألباني - رحمه الله -، وأنه بشر يخطئ ويصيب، وأن له باجتهاده في الحالين أجرٌ - إن شاء الله -، ولا يرضى الشيخ - رحمه الله - كما هو معروف عنه بالتقليد، وهو من أشد منابذيه، فلنستجب جميعًا للإمام أبي عبد الرحمن، فنبحث عن الصواب أينما كان، ثم نستمسك به.
غفر الله لي ولك، وجزاك الله خيرًا.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[15 - 09 - 05, 05:40 ص]ـ
قال الشيخ علي بن عبدالله الصيَّاح: (( ... ولكن مما يسر الله الآن أن هناك عودة قوية لدراسة مناهج النقاد من خلال أقوالهم وتطبيقاتهم، وفهم مصطلحاتهم من خلال السبر والتتبع الطويل مع التحليل والنظر، وفي ظني أن هذه الدراسات ستقلص من الاعتراضات على النقاد، وتقل من الاختلاف بين أحكام المعاصرين وأحكام المتقدمين، وكذلك المعاصرين بعضهم مع بعض.
وهذه العودة لدراسة مناهج النقاد ... إلخ = هي روح ولبُّ مسألة (منهج المتقدمين في الحديث) والتي _ في رأيي _ حُمِّلت ما لا تحتمل، وصُوِّرت على غير حقيقتها التي يدعو إليها الفضلاء، فليس هناك تقليل من قدر المحدثين المتأخرين، وليس هناك تفريقا للأمة، وليس هناك بدعة، بل إن الكلام في هذه المسألة هو بحث في مسائل علمية حديثية دقيقة تتعلق بمصطلحات وقواعد ومناهج سار عليها أئمة الحديث المتقدمين وروَّاد هذا الفن ومن يرجع إليه في هذا العلم، وغالب الخلاف الواقع بين الفضلاء في هذه المسألة من نوع الخلاف اللفظي، وطلبة العلم فيها بين أجر وأجرين – إن شاء الله – والمسألة من مطارح الاجتهاد ومسارح النظر.
ومما ينبغي التفطن له أن هذه الدعوة ليست من التقليد في شيء، بل هي دعوة لأخذ العلم من مصدره، إذ من المعلوم أن قوانين وقواعد معرفة حال الراوي والمروي إنما أخذت عن هؤلاء الأئمة فهم الحكم في هذه المسائل، وإليهم الرجوع عند التنازع كما تقدم في كلام العلائي وغيره
ورحم الله علماء المسلمين المتقدمين منهم والمتأخرين، فقد للأمة علما زاخرا يخدم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإن من حقهم على الأمة الدعاء لهم والترحم عليهم والاستفادة من علومهم، وهذا هو منهج من تبعهم بإحسان {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم})) اهـ (1)
وانظر للفائدة تفريق الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله بين المنهجين، وهو إمام من أئمة الحديث المعاصرين عند من يصمنا بالبدعة بسبب دعوتنا للرجوع لكلام الأئمة مباشرة ودراسة مناهجهم وفهمها، والتمسك بتعليلاتهم حتى يأتي مخالفهم بحجة بينة.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13224&highlight=%C7%E1%CA%DD%D1%ED%DE
_________
(1) في المؤلَّف اللطيف (قصص ونوادر لأئمة الحديث في تتبع ستة سيد المرسلين والذب عنها)
خلال رده على صاحب قول ((ما هكذا تعل الأحاديث يابن المديني)) حاشية ص 83:
ـ[البريقي]ــــــــ[15 - 09 - 05, 12:28 م]ـ
سبحان الله أنا ليست مشكلتي أبدا الشيخ الألباني وحده مع أني من معرفتي لغيركم في من الطلاب المباشرين للسعد وغيره لمست ما قلته ولمست أيضا ردهم لأحكامهم سواء الألباني أو غيره نعم هم مثلكم يقولون هو على العين والرأس ووو ولكن العمل غير القول تماما وأنا لا أريد أن أتهمكم ولكن أقول هذا فعل أصحاب هذا القول والمنهج الجديد
ثم قلت لك أن كلام السخاوي والذهبي وكل من قال بمثل قولهم ممن هم عندكم أصلا على طريقة غير طريقة المتقدمين قالوا ما تستشهدون به وهم أنفسهم خاضوا على طريقة اتهمتموهم بها فكيف يصلح هذا وقلت أن قولهم متقدم ومتأخر لا يعني وجود منهجين متغايريين يؤديان إلى نتائج مختلفة تماما فلماذا التكرار؟
واللهم ارزقني علما نافعا وعملا صالحا وكما طالبتم غيركم بقراءة تلك الكتب وما أدري لماذا تصرون على أني لم أقرأ وأنتم أنفسكم لا أقول كلكم ولكن ترفضون أن تقرؤوا الرد بتلك الحجة!!
¥(9/294)
وما أدري هل هناك فرق آخر بين المعاصرين والمتأخرين إن كان إنكار من يريد أن ينكر على أصحاب المنهج الخالص الأصولي في التصحيح والتضعيف فلماذا لا يقال هذا صراحة ولماذا يحشر معهم غيرهم من المحدثين الذين ربما صححوا مثلا بالشواهد والمتابعات وغير ذلك لماذا يطال الكلام أئمة الحديث في العصور اللاحقة لعصور من سموا بالمتقدمين
أما من قال أني اتهمت الشيخ ابن باز فالله يسامحه أنا بينت أن فتواه في الزهراني لم أرها ولم أر كتاب الزهراني وإنما تكلمت عن الفتوى في الحلبي وحينها ابن باز لم يكن وعنها قلت أني تتبعتها يعني تتبعت كلامهم وقارنته بالكتاب ورأيت فعلا ولكل واحد أن يفعل ما فعلت حتى يظهر له أن الفتوى غير مطابقة لما جاء بالكتاب في مواضع وأنها تحميل للكتاب من معاني لا يحتملها مما يؤكد أحد أمرين إما أنهم لم يقرؤوا الكتاب واعتمدوا على أقوال غيرهم وإما قرؤوا وأصدروا فوقعوا فيما وقعوا فيه وبين ذلك بأوضح بيان الحلبي نفسه في الأجوبة المتلائمة
أما قولك أن للمجتهد أن يقعد قواعد في الصناعة وليس شرطا أن يكون له سلف ولم تر من اشترط هذا أو على الأقل لم تر من يرميه بالبدعة فكلام غير صحيح أرأيت إن جاء رجل وادعى اجتهادا ما وقعد أصولا جديدة يستنبط بها الأحكام وخالف بذلك من كان قبله يعني بنتائج الفقه فماذا يسمى هذا أيسمى مجتهدا أم يسمى مخربا ألا ينكر عليه فعلته وهذا تماما ما فعله بعض المحدثين مع قواعد الأصوليين في التصحيح والتضعيف ولكن المشكلة أن يحشر معهم اليوم غيرهم
أخي أبا فهر قلت لك إن وجد هناك منهج كامل اتبع من دون منهج من سبق فأدى إلى نتائج لا يؤديها دلك المنهج فهنا لابد من الإنكار وأنا أقول لك أما مناهج الأصوليين الذين سألت هل هم على قواعد الشافعي فإن كنت تقصد أصوليي الشافعية فأقول هم غالبا وليس في كل شيء على أصوله وعليه ألفوا ما ألفوا من كتب أصول وفقه نعم هم أدخلوا أشياء غير ما كان عليه الشافعي ولكن لم يخرجهم هذا من مسمى الشافعية وكذلك أصوليي كل مذهب ونفس الكلام بالنسبة للفقه هل كل فقهاء الشافعية على ما كان عليه الشافعي الجواب لا ولكن هل أخرجهم هذا عن أن يكونوا شافعيين الجواب لا ولذلك ترى مثلا أن أصوليي الأحناف لن يدخلوا في مسمى الشافعية لأن غالب أصولهم تخالف أصول الشافعية وليست كلها يعني أن هذه المخالفة الكبيرة تؤدي لنتائج مغايرة عما عليه الشافعية فلذلك لا يمكن أن يحشروا فيهم ومثله في الفقه والكلام نفسه يمكنك تطبيقه في الحديث وصناعته
أما الأخ محمد أنا لما أنهيت المسألة أنهيتها من طرفي ولم يخطر في بالي لحظة أنكم اقتنعتم ولذلك أنهيت الحوار ولكن قلت هي ذكرى وأما عن الاحترام فأين قللت أدبي معكم فإن كان أرجو المسامحة وأسأل الله أن يحسن خلقي كما حسن خلقي
وأنا لم أشبه أحدا بأئمة المبتدعة بل بالعكس شبهت التعصب للائمة الأربعة وأمثالهم ممن تعصب لهم ويدخل في هذا نعم غيرهم من رؤوس المبتدعة الذين تعصب لهم فلماذا تلزم كلامي بتشبيه أولئك الأئمة البخاري وغيره بالمبتدعة وحسب لماذا لا تذكر أئمة الفقه غير المبتدعين بل المبدعين؟
ثم ما زلت تقول أن كلام المتقدم يقدم لمجرد أنه متقدم أما قولك لأنه أخبر في هذا العلم وأعرف وما إلى ذلك فهذه وحدها غير كافية لترجيح كلامه وهذه الحجة كما قلت لك هي نفس حجة الذين يقدمون كلام الشافعي على كلام غيره أو قل أحكامه عند المخالفة فمجرد أنهم أخبر وأعلم لا يكفي يا أخانا بل العبرة بالدليل وإصابة الحق ألم تر أن بعض التلاميذ قد يرد على أستاذه الذي هو أخبر منه وأعلم
نعم الأخبر والأعلم والأتقى أولى باتباعه ولكن لا يعني هذا ترجيح قوله عند المخالفة لمجرد هذه الميزة فليعلم ذلك وإلا لو كان الأمر كما قلت لما رأيت مخالفا لأبي حنيفة ولمالك ولا ولا ولا
وأما تكريرك لمقالة الذهبي وغيره قلت سابقا هل رأيت الذهبي بعد هذا الكلام انتهى عن الخوض في الحديث وأنت اسأل نفسك وأجبها هل الذهبي عندك من المتقدمين أم المتأخرين منهجيا؟ يمكنك أن تحتفظ بالجواب
أما الألباني فأنا معك ومع كل عاقل منصف أنه بشر يمكن أن يستدرك عليه حتى أمثالي وبالأولى أمثالكم ولكن السؤال نفسه يرد هو على أي منهج عندكم؟ ويمكنك أن تحتفظ بالجواب
ويبقى أيضا السؤال من سبق من الأئمة لهذه الدعوة التي تقولونها بهذا الشكل مما يوحي للسامع أنها فاقعة وقعت فيها الأمة حديثيا ويجب أن تصحح الآن أليس الدعوة لهذه التفرقة اليوم بهذا الشكل وفي هذا العصر بحيث لا تجد لها سلفا تحتاج إلى وقفة
أرجو أن لا يعاد الجواب على هذا بكلام الذهبي وغيره فهو ليس جوابا على هذا أبدا لمن تدبر كلامهم ثم فعلهم
أما إن كان هناك تقصير بالجواب على من كتب ولكل ما كتب فعذرا فأنتم ترون أني واحد والكتاب من الطرف المحب الآخر كثر ولله الحمد فلا أستطيع أن أرد على كل فوقتي أضيق من ذلك وأنا عندما بدأت لم يخطر في بالي أن يصل الموضوع لهذا الحد ولكن قدر الله وما شاء فعل
والسلام عليكم
¥(9/295)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[15 - 09 - 05, 03:54 م]ـ
الحمد لله وحده ...
لمست أيضا ردهم لأحكامهم سواء الألباني أو غيره نعم هم مثلكم يقولون هو على العين والرأس ووو ولكن العمل غير القول تماما وأنا لا أريد أن أتهمكم ولكن أقول هذا فعل أصحاب هذا القول والمنهج الجديد
إنا لله وإنا إليه راجعون!
أحقًا ما تقول أخي؟
هل ردّ هؤلاء جميع أحكام الشيخ الألباني؟!!
أجبني بارك الله فيك، حتى أستبصر.
ـ[البريقي]ــــــــ[15 - 09 - 05, 10:49 م]ـ
ما أدري ما قصدك بتحمير كلمة جميع واسترجاعك وإرادتك التبصر فإن أردت الاستبصار فعلا فاقرأ بتجرد أي كتاب سواء الموازنة أو غيره وإن شئت فاقرأ أيضا رد الزهراني الذي يأبى البعض قراءته لتلك الحجة الواهية التي يحسنها كل أحد ويستطيع أي طالب أن يرد بمثلها فيقول لك ومن المليباري ويأتيك بترجمته أو كلام البعض فيه ويقول كيف تريدني أن أقرأ له فضلا عن أن اتبع قوله
ولكن أقول للأخ الأزهري هي ليس لها وزن إلا إذا طابقت وحسب فما الفائدة بالله عليك عندما نقول هي مقبولة على العين والرأس إن طابقت فقط وهم أصلا يقولون الأصل الذي لا محيد عنه هو حكم المتقدمين فإن وجد اكتفوا به فلماذا يستكثرون بغيرهم وهم أصلا يسوا على المنهج المطلوب هو تماما كمتعصبة أحد المذاهب عندما ينتصر لمذهبه بقول إمامه ثم يستكثر بالمذاهب الأخرى الموافقة وإلا عند المخالفة فلا وزن لهم البتة عنده فهي كعدهما وما هو إلا كما سبق وقلت (ذر رماد في العيون)
والحال قريب جدا من بعض من اتهم الشيخ بالإرجاء ثم ما يزال يقول هو إمامنا وشيخنا فاعجب قدر ما تشاء
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - 09 - 05, 12:22 ص]ـ
حبيبنا الطريقي/
منهج الغزالي فمن بعده هو منهج ((كامل اتبع من دون منهج من سبق فأدى إلى نتائج لا يؤديها دلك المنهج)) السابق الذي هو مهج الشافعي ودونك الأمثلة:
1 - من لم يدرس المنطق فلا ثقة بعلومه أصلا (وهذا تأصيل في منهج التلقي)
2 - إذا تعارض العقل والنقل قدم العقل والنقل إما أن يؤول وإما أن يرد وهذا كسابقه
فهاتان المسألتان يحكم فيهما بابتداع من أحدثهما، على العكس من هذا المثال:
1 - الشافعي -رحمه الله- لا يرى التفريق بين الظاهر والنص
بينما الغزالي فمن تبعه يفرقون،فهذا المثال يختلف إذ إنها مسألة صناعية بحته (وينبني عليها نتائج في الفقه خاصة في باب تعارض الأدلة)
وهذا هو معنى كلامي الذي قلته لك آنفا،المسائل تعامل بحسبها فمنها ما هو صناعي لا حرج في الخلاف فيه
وإن اختلفت المناهج، ولنا الحق أن نرى المتقدم أولى بالصواب،مع حفظ مقام المتأخر.
ومنها ما هو استدلالي تعبدي فهذا هو الذي يرد فيه الا بتداع وغيره.
والخلاصة: أنه لا نحن ولا السعد ولا حاتم العوني ولا محمد عمرو نبدع المتاخرين ولا يلزمنا ذلك أصلا ومن حاول إلصاقه بنا،فاعذرني غن قلت أنه غير منصف.
ودمت للمحب/أبو فهر
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[16 - 09 - 05, 01:03 ص]ـ
البريقي هداه الله
إن كثرة الجعجعة بما لا يفيد لن تنصر حقا ولن تكسر بدعة _ بزعمكم _ أصلحكم الله
أنتم تتهمون من يقولون بهذا المنهج _ الذي صورتموه زورا وبهتانا منكم على غير ما يريد من قال به _ أنهم يردون جميع أحكام من يصمونهم بالمتأخرين
وأنا أتحداك أنت أولا وبقية المفترين المزوِّرين ثانيا أن تأتونا برجل عنده ذرة عقل يقول بهذا الزور والباطل الذي تحاولون إلصاقه بمن يقول بالتفريق
وهذا الشيخ مقبل يقول: (نعم يوجد فرق) بين أحكام المتقدمين والمتأخرين، فهل ستدخلونه في المبتدعة _ بزعمكم _ وتلزمونه بالزور الذي رميتمونا به
وهذا الرابط مرة أخرى لعلك تراه وتعطينا رأيك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13224&highlight=%C7%E1%CA%DD%D1%ED%DE
وإن كان ردك على تقديمنا لأئمة العلل على غيرهم كما يقول كثير من الصُحفيين: أئمة العلل رجال ونحن رجال، فأقول على عقولكم العفاء
كثير من الصحفيين ينطق اسم الراوي على غير وجهه و يغتر بما تصحف في النسخ و يريد بعد ذلك أن يجاري أئمة العلل فيزعم أن لنا ظواهر الأسانيد التي اطلع على شيء منها وفاته كثير مما هو موجود أو مفقود
وأقول لك ولمن يريد التلبيس على القراء كما لبس على بعض البلهاء الذين صدَّقو ما رميتمونا به من زور بأنا لا نقبل أحكام المتأخرين مطلقا ولا نحترم أقوالهم
¥(9/296)
إن هذا كذب وزور والذي يقول به الإخوة إن أي حديث أعله أحد الأئمة _ ولم يعارضه إمام مثله_ لا يقبل تصحيح من يأتي بعدهم و حاله كحاطب الليل يجمع من هنا وهناك من الواهيات والمعلولات ثم يصحح الرواية من أجلها
بل لا بد من الإجابة على ما علل به ذلك الإمام، والحقيقة أن المشتغل بهذا العلم يشك في كثير من المعاصرين أنهم لا يقيمون لأئمة العلل وزنا ويظنونهم صبية يلعبون بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلَّم (1)
والذي أدين الله به أنا طويلب العلم خالد بن عمر الفقيه الغامدي أني لن أترك تعليل إمام من أئمة العلل المتقدمين لحديث صححه من جاء بعده إلا بعد أن يتبين لي خطأ ذلك الإمام إن شاء الله وأظن أن هذا حال من يقول بالتفريق.
* وهذه تذكرة للغافلين بأنهم لا يساوون شيئا بجانب النقاد المتقدمين:
1 - في كتاب التاريخ لأبي عبدالله محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي
(977) _ حدثنا أبو زكريا نا المقدمي حدثني أحمد بن منصور الرمادي قال: قلت لعلي بن المديني حدَّثني بعض مشايخنا المصريين عن ابن وهب عن جرير بن حازم عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمرة عن عائشة قالت: أصبحت أنا وحفصة صائمتين ... فذكر الحديث.
فحرَّك عليٌّ رأسَهُ؛ وضحِكَ
قال: ليس هذا بشيء، وقال: جرير بن حازم إنَّما سمع من يحيى بن سعيد بالبصرة مع حمَّاد بن زيد في كتاب حمَّاد، وهذا الحديث إنَّما رواه حمَّاد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن الزهري قال قالت عائشة أصبحت أنا وحفصة صائمتين ... .
وهذا ليس من حديث عمرة، إنَّما سمعه يحيى من الزهري، والزُّهريُّ إنَّما سمعه من رجل لا يعرفه، حدَّثه به عن بعض من يدخل على عائشة، عن عائشة. اهـ (2)
فأين من يعرف مثل هذه العلة أو يستطيع أن يقولها من المتأخرين الذين ليس لهم إلا الصحف المنقولة بالأسانيد
وقد أنكر هذا الطريق أيضا الإمام أحمد و مسلم و النسائي فمن أهل الحديث بعدهم
وليت المتأخر يُسلِّم لهم بل إنه يرد عليهم بقوله: ((لم يخف علينا قول من قال إن جرير بن حازم أخطأ في هذا الخبر إلا أن هذا ليس بشيء لأن جريرا ثقة، ودعوى الخطأ باطل إلا أن يقيم المدعي له برهان على صحة دعواه، وليس انفراد جرير بإسناد علة لأنه ثقة)). (3)
_ ومثله حديث قتيبة في الجمع في المطر الذي قال البخاري لقتيبة: مع من كتبت عن الليث حديث يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل؟
فقال: كتبته مع خالد المدايني.
قال البخاري: وكان خالد المدايني يدخل الأحاديث على الشيوخ.
وقد رجع الشيخ مقبل عن تصحيحه
2 - قال يعقوب: عن حديث التهليل في السوق:
هو حديث ليس بصحيح الإسناد، ولا له مخرج يرضاه أهل العلم بالحديث، وإنا لنرجوا من ثواب الله عز وجل على هذه الكلمات ماروي في هذا الحديث، وأكثر منه، فهو أهل الفضل و الإحسان.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8361&highlight=%CD%CF%ED%CB+%C7%E1%D3%E6%DE
فرحم الله امرأ عرف قدر نفسه، وقدر أئمة هذا الفن
وصدق الشيخ مقبل رحمه الله عندما قال: (حقا لقد وجدنا من كثير من العصريين الاستخفاف بأولائك الأئمة ... ) نصيحته للمعاصرين في كتابه غارة الفصل على المعتدين على كتب العلل.
والله أعلم وأحكم
___________
(1) انظر غارة الفصل للشيخ مقبل رحمه الله
(2) ص 155
(3) المحلَّى (6/ 271)، وأخرجه ابن حبان في النوع الأول القسم السابع والستين (الإحسان 6/ 284)، وهذا ليس المقصود به ابن حزم رحمه الله تعالى عينه، ولكنه حال كثير ممن يرد تعليلات الأئمة النُّقَّاد بأمثال هذه الكلمات الباردة، نسأل الله العافية
ـ[خالد عوض]ــــــــ[16 - 09 - 05, 04:08 م]ـ
) ما رأيكم في المسألة التي رفع لواء الدعوة إليها بعض المعاصرين؛ وهي التفريق بين منهج المتقدمين ومنهج المتأخرين في تصحيح الأحاديث وتضعيفها في هذه الأزمنة المتأخرة؟
¥(9/297)
الجواب: مزاعم بعض الطلبة الآن حول أصول الحديث، والدعوة إلى إعادة النظر في بعضها، هي في نظري محاولة فاشلة، لعل الداعي إليها الرغبة في الشهرة ودعوى التجديد، وهي مسبوقة بمحاولات قام بها بعض أهل الأهواء من الشيعة وغيرهم كابن عَقيل الحضرمي الزيدي، وقد ضمن أفكاره كُتيبا مطبوعا سماه (العتب الجميل، لأهل الجرح والتعديل) وتبنى هذا المنهج بالمغرب شيخنا أحمد بن الصديق الغماري كما تراه في رسالته (فتح الملك العلي، بصحة حديث باب مدينة العلم علي) وهي مطبوعة؛ نعم في دعوة بعض أهل العصر من السباب المعني بالحديث إلى عدم تقليد الحافظ ابن حجر تقليداً أعمى في أحكامه على الرواة في (تقريب التهذيب) بعضُ الحق، تلوح معالمُه في طبعة بشار عوّاد معروف للكتاب التي بناها على البحث والمقارنة.
ـ[خالد عوض]ــــــــ[16 - 09 - 05, 04:09 م]ـ
من لقاء الملتقى بالعلامة محمد الآمين بو خبزة
ـ[البريقي]ــــــــ[16 - 09 - 05, 10:09 م]ـ
الأخ خالد بن عمر أقول سبحان الله ما لكم كيف تحكمون
تقولون أو يقولون لا فرق: إنهم لا يردون أحكام المتأخرين بل فقط يقدمون أحكام المتقدمين فأقول أولا أجب أنت وغيرك على هذا السؤال
لو وجدت حكما على حديث ما الأول للإمام أحمد والأخر لابن حجر وهما حكمان مختلفان فأيهما تأخذ؟
الجواب طبعا وفورا حكم الإمام أحمد
ولكن السؤال الثاني
لماذا؟
إن كان الجواب فقط لتقدم الإمام أحمد فقد أجبت بجواب المتعصبة في الفقه ولا تحاول أن توجد الفرق فلا فرق
وإن كان الجواب أن السبب هو اختلاف المناهج بين الإمام أحمد وبين ابن حجر فنقول إذا هذا هو بيت القصيد وهو أن أحكام المتأخرين ترد على كل حال بلسان الحال لا بلسان المقال فلماذا اللف والدوران
ثم ما بالك تريد أن تستشهد بكلام للشيخ مقبل وهو لا يقول بما تقولون به من التفريق ما بالكم لا تستشهدون به عليكم أم هو كما استشهدتم بكلام الذهبي وابن حجر على مبتغاكم ونسيتم أفعالهم وأحكامهم
ثم سؤال آخر ما رأيك لو وجدت حكمين مختلفين لإمامين من نفس المنهج المتقدم فبمن يؤخذ؟
فقول من يقدم وكلهم على نفس المنهج عندكم؟
بل لماذا وجد اختلاف في الحكم أصلا مع أنهم على نفس المنهج؟
إن كان الجواب أنهم على نفس المنهج عموما ولكن دون تطابق فهو نفسه قولنا عن منهج ابن حجر والذهبي ووو ممن حاول المليباري وغيره أن يبينوا أنهم على غير ذلك فهم عموما على نفس نسق من تقدمهم عموما دون تطابق فلهاذا وجد الاختلاف في الأحكام
وإن كان الجواب أن الاختلاف سببه تفاوت الحفظ أو التفاوت في معرفة العلل وما إلى ذلك يعني مرجع الاختلاف هو سعة الاطلاع قلنا إذا ثبت النقص عليهم وبما أنه ثبت النقص في حقهم فيما هو رواد فيه فإذا يمكن الاستدراك عليهم وخاصة مع العلم بأن المتأخر دائما له حظ الاطلاع أكثر من المتقدم بحكم تأخره وتوفر أكثر من قول أمامه وخاصة مع تطور العصر ووسائل البحث فإذا استدراك المتأخر على المتقدم قد يكون له وجه بل ووجه قوي أيضا
ونحن لا نتكلم عن الصحفيين الذين حشروا أنوفهم في علم التصحيح والتضعيف بل أتكلم عن المحدثين أمثال ابن حجر
ثم سؤال أخير بما أن المتقدمين لهم قدم السبق وهم أعرف وأعلم ولا شك بذلك وأنتم إنما قدمتموهم من أجل هذا وأنهم حفاظ متقنون وعندما يحكمون على الحديث يحكمون بعد أن يتيقنوا من انتفاء كل العلل وادعى البعض أن هذا لا يمكن للمتأخرين فبالله عليك هل هناك أحكام لأولئك الأئمة أم هناك كما من الأحاديث ليس عندنا فيه حكم لهم؟
فإن كان الجواب بل يوجد طالبناك به وأنى لك ذلك
وإن كان الجواب لا يوجد وهو الحق قلنا لك فمن يستطيع ما استطاعوه وأنتم تنفون أن يستطيع أحد ما استطاعوا فما الحل إذا؟
أظنك ستقول نتبع منهجهم؟
أقول هيهات فأنتم أنفسكم تقولون أن منهجهم أغلبه قائم على حفظهم ومعرفتهم العلل الخفية التي لا يمكنكم الاطلاع عليها للمتأخرين فكيف المخرج؟
أما إن ساءك كما ساءنا تتدخل الكثير من الأغمار في خضم التصحيح والتضعيف فهذا حله ليس التعصب لأحكام المتقدمين واختراع التفريق المزعوم بل حله كشفهم وبيان خطئهم تماما كما فعل الألباني رحمه الله مع السقاف والخدام الآخر ابن عبد المنان والغماري وأمثالهم
والله الموفق
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - 09 - 05, 10:26 م]ـ
أخونا الفاضل
¥(9/298)
لقد ارتضيت محاورتك رجاء الاستفادة والإفادة والذي أراه أنك كلما سالتك أعرضت وإن أجبت راوغت.
ومن يناقش ويكن هذا صنيعه فاعلم أنه قد وقع في المراء الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
هداك الله ووفقك إلى ما يحبه ويرضاه.
اخوك/أبو فهر
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[17 - 09 - 05, 01:15 ص]ـ
يظهر أن البريقي يجيد التهرب ولايستحي من ذلك ولا يعتذر؟
فبعد أن طعن في الشيخ ابن باز وفي دينه وتهرب من الإجابة على أسئلة الإخوة رجع للجعجعه وليس عنده تصور للمسألة
وقال أبو الفضل ابن حجر رحمه الله تعالى مبيناً جلالة المتقدمين في هذا الفن وعلو كعبهم في هذا العلم.
(وبهذا التقرير يتبين عظم موقع كلام الأئمة المتقدمين، وشدة فحصهم، وقوة بحثهم، وصحة نظرهم، وتقدمهم بما يوجب المصير إلى تقليدهم في ذلك، والتسليم لهم فيه) اهـ من (النكت) 2/ 726.
* قال عبد الرحمن المعلمي رحمه الله تعالى في مقدمته لكتاب (الفوائد المجموعة) للشوكاني مبيناً تساهل كثير من المتأخرين في حكمهم على الأحاديث:
(إنني عندما أقرن نظري بنظر المتأخرين أجدني أرى كثيراً منهم متساهلين وقد يدل ذلك على أن عندي تشدداً لا أوافق عليه غير أني مع هذا كله رأيت أن أبدي ما ظهر لي ناصحاً لمن وقف عليه من أهل العلم أن يحقق النظر ولا سيما من ظفر بما لم أظفر به من الكتب التي مرت الإشارة إليها) اهـ من المقدمة لكتاب (الفوائد المجموعة) ص8.
وقال أيضاً في (الأنوار الكاشفة) ص 29: (وتحسين المتأخرين فيه نظر) اهـ.
* قال أبو عبد الله بن القيم في (الفروسية) ص 62 مبيناً الطريقة السليمة والمنهج الصحيح الذي كان يسلكه أئمة الحديث في الحكم على الراوي وراداً على من خالف هذا المنهج فقال:
(النوع الثاني من الغلط: أن يرى الرجل قد تكلم في بعض حديثه وضعف في شيخ أو في حديث فيجعل ذلك سبباً لتعليل حديثه وتضعيفه أين وجد، كما يفعله بعض المتأخرين من أهل الظاهر وغيرهم) اهـ.
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[17 - 09 - 05, 01:39 ص]ـ
وما دام البريقي يتهرب فهذه نقولات عن أهل العلم لعل من يقرأها يستفيد نعويضا له عن تعبه في فتح الموضوع وقراءة كلام البريقي
قال الحافظ الذهبي (رحمه الله تعالى): " يا شيخ ارفق بنفسك والزم الإنصاف ولا تنظر إلى هؤلاء الحفاظ النظر الشزر ولا ترمقنهم بعين النقص، ولا تعتقد فيهم أنهم من جنس محدثي زماننا حاشا وكلا، وليس في كبار محدثي زماننا أحد يبلغ رتبة أولئك في المعرفة فإني أحسبك لفرط هواك تقول بلسان الحال إن أعوزك المقال: من أحمد؟ وما ابن المديني؟ وأي شئ أبو زرعة وأبو داود؟ فاسكت بحلم أو انطق بعلم، فالعلم النافع هو ما جاء عن أمثال هؤلاء ولكن نسبتك إلى أئمة الفقه كنسبة محدثي عصرنا إلى أئمة الحديث فلا نحن ولا أنت، وإنما يعرف الفضل لأهل الفضل ذو الفضل 1.
ثم قال في ترجمة الإسماعيلي صاحب المستخرج على صحيح البخاري: " صنف (يعني الإسماعيلي) مسند عمر رضي الله عنه، طالعته و علقت منه وابتهرت بحفظ هذا الإمام، وجزمت بأن المتأخرين على إياس من أن يلحقوا المتقدمين.
والجدير بالذكر أن الذهبي قد أدرج الإسماعيلي المتوفى سنة 371 هـ، من المتقدمين، على الرغم من قوله بأن " الحد الفاصل بين المتقدمين والمتأخرين ثلاث مائة سنة ".
و قال أيضاً:" وهذا في زماننا يعسر نقده على المحدث، فإن أولئك الأئمة، كالبخاري وأبي حاتم وأبي داود عاينوا الأصول وعرفوا عللها، وأما نحن فطالت الأسانيد وفقدت العبارات المتيقنة، وبمثل هذا ونحوه دخل الدخل على الحاكم في تصرفه في المستدرك ".
وقال الحافظ ابن حجر: " وبهذا التقرير يتبين عظم موقع كلام الأئمة المتقدمين، وشدة فحصهم، وقوة بحثهم، وصحة نظرهم، وتقدمهم بما يوجب المصير إلى تقليدهم في ذلك والتسليم لهم فيه، وكل من حكم بصحة الحديث مع ذلك إنما مشى فيه على ظاهر الإسناد، كالترمذي، وكأبي حاتم ابن حبان، فإنه أخرجه في صحيحه، وهو معروف بالتساهل في باب النقد، ولا سيما كون الحديث المذكور في فضائل الأعمال ".
¥(9/299)
وقال السخاوي:" ولذا كان الحكم من المتأخرين عسراً جداً، وللنظر فيه مجال، بخلاف الأئمة المتقدمين الذين منحهم الله التبحر في علم الحديث والتوسع في حفظه كشعبة والقطان وابن مهدي ونحوهم وأصحابهم مثل أحمد وابن المديني وابن معين وابن راهويه و طائفة، ثم أصحابهم مثل البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي، وهكذا إلى زمن الدارقطني البيهقي ولم يجئ بعدهم مساو لهم ولا مقارب أفاده العلائي، وقال: فمتى وجدنا في كلام أحد المتقدمين الحكم به كان معتمداً لما أعطاهم الله من الحفظ الغزير وإن اختلف النقل عنهم عدل إلى الترجيح
ا. هـ 6
يعني السخاوي بقوله هذا، أن تصحيح الحديث أو تعليله بناء على معرفة ما يحيط به من القرائن يصعب على المتأخرين، بخلاف المتقدمين لتبحرهم في علم الحديث وتوسعهم في حفظه.
وقال الحافظ العلائي بعد أن سرد آراء الفقهاء وعلماء الأصول حول مسألة زيادة الثقة:" كلام الأئمة المتقدمين في هذا الفن كعبد الرحمن بن مهدي ويحي بن سعيد القطان وأحمد بن حنبل و البخاري وأمثالهم يقتضي أن لا يحكم في هذه المسألة ـ يعني زيادة الثقة ـ بحكم كلي، بل عملهم في ذلك دائر على الترجيح بالنسبة إلى ما يقوى عند أحدهم في حديث حديث" 7.
وقال الحافظ ابن حجر في المناسبة نفسها:" والمنقول عن أئمة الحديث المتقدمين كعبد الرحمن بن مهدي ويحي القطان وأحمد بن حنبل و يحي بن معين وعلي بن المديني والبخاري وأبي زرعة وأبي حاتم والنسائي الدارقطني وغيرهم اعتبار الترجيح فيما يتعلق بالزيادة وغيرها، ولا يعرف عن أحد منهم قبول الزيادة " 8.
وهذه النصوص واضحة وجلية في مدى احترام أئمتنا فكرة التفريق بين المتقدمين والمتأخرين في مجال الحديث وعلومه، وشعورهم العميق بالفوراق العلمية الأخذة في تبلورها بينهم بقدر كبير في معالجة مسائل علوم الحديث، تنظيراً وتطبيقاً.
كما أن هذه النصوص تحمل إشارة واضحة إلى أن كلمة " المتقدمين " يقصدون بها نقاد الحديث، باستثناء المعروفين منهم بالتساهل في التصحيح: كابن خزيمة وابن حبان والحاكم. بينما يعنون بالمتأخرين غير النقاد ممن كان يقبل الأحاديث ويردها بعد الدارقطني، من الفقهاء وعلماء الكلام وغيرهم ممن ينتهج منهجهم، أو يلفق بينه وبين منهج المحدثين النقاد، كما هو جلي من سياق كلام الحافظ العلائي والحافظ ابن حجر، إذ إن تعقيبهما الذي نقلته آنفا كان بعد سرد آراء علماء الطوائف ـ وهم الفقهاء، وعلماء الكلام والأصول، وعلماء الحديث حول مسألة زيادة الثقة. ولذلك ينبغي أن يكون الحد الفاصل بينهم منهجياً أكثر من كونه زمنياً.
هذا وقد كان استخدام لفظتي " المتقدمين والمتأخرين " مألوفاً في كتب مصطلح الحديث وغيرها، مما يبرهن به على وجود تباين بينهم في استخدام المصطلحات عموماً، الأمر الذي يفرض على الباحث في علوم الحديث أن يأخذ ذلك بعين الاعتبار عند شرح المصطلحات والنصوص ذات الطابع النقدي، لا سيما في الأنواع التي توسعت مفاهيمها وضوابطها في العصور المتأخرة، كطرق التحمل والأداء، والجرح والتعديل.
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[17 - 09 - 05, 01:49 ص]ـ
قال ابن حجر في التلخيص الحبير
وروى ابن ماجه من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حثى من قبل الرأس ثلاثا وقال أبو حاتم في العلل هذا حديث باطل
قلت (ابن حجر) إسناده ظاهره الصحة قال ابن ماجه حدثنا العباس بن الوليد ثنا يحيى بن صالح ثنا سلمة بن كلثوم ثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على جنازة ثم أتى قبر الميت فحثى عليه من قبل رأسه ثلاثا
ليس لسلمة بن كلثوم في سننا بن ماجة وغيرها إلا هذا الحديث الواحد ورجاله ثقات
وقد رواه بن أبي داود في كتاب التفرد له من هذا الوجه وزاد في المتن أنه كبر عليه أربعا وقال بعده ليس يروى في حديث صحيح أنه صلى الله عليه وسلم كبر على جنازة أربعا إلا هذا فهذا حكم منه بالصحة على هذا الحديث
لكن أبو حاتم إمام لم يحكم عليه بالبطلان إلا بعد أن تبين له وأظن العلة فيه عنعنة الأوزاعي وعنعنة شيخه وهذا كله إن كان يحيى بن صالح هو الوحاظي شيخ البخاري والله أعلم
ـ[محمد بشري]ــــــــ[17 - 09 - 05, 01:51 ص]ـ
العلامة بوخبزة أديب شاعر خبير بالكتب المطبوعة والمخطوطة،أما القضايا الحديثية الدقيقة فلها أهلها المختصون فيها،فيا ليث الإخوان يتنبهون لمثل هذا ويسألون المشايخ فيما اختصوا به من علوم.
ـ[الحضرمي]ــــــــ[17 - 09 - 05, 09:20 ص]ـ
أعضاء اللجنة لم يروا الحق الذي رآه الحلبي!!!! لا تعليق لهذا الكلام الساقط و حكايته تدل على سقوطه.
ألا فاتقي الله وأقلل من هذه الترهات، وليس الحلبي موضوعنا.
تنزلا معكم: نترك كلام اللجنة في الزهراني (ولو كان في المعتقد!!)، وإن كان الكلام هنا بحثا علميا، تلك المجازفات عندنا وقد قرأت مسألة على الشيخ حمزة جزءا منها فصار يعجب من كلام الرجل وليس هو و لا آخر من يعجب.
يبدوا أنك لم تقرأ الموازنة ولا غيرها، ولم تسمع كلام من أحلتك إليهم و لا تعرف إلا (المجازفات) فهنيئا لهذا الإستقراء و النتيجة.
أخي أنا في غنى عن هذا الجدال السقيم العقيم الذي لا طائل منه، فالرجل قد أعد العدة و عنده الحق الذي لا مجال للنظر فيه.
والله أسأل أن يحفظ سنة نبينا من عبث هؤلاء (و لا أقصد المتقدمين ولا المتأخرين من أهل الحديث) إنما من فئة تناطح الجبال زعما أنهم رجال و النقاد رجال (كلمة حق أريد بها أبطل الباطل).
الإخوة (أحمد عبدالرؤوف، خالد عمر، عبدالله عبدالرحمن) أعانكم الله والبريقي وعوض في واد و أنتم في واد.
وفي الختام أسأل الله أن يهدينا جميعا ولا حول ولا قوة إلا بالله
¥(9/300)
ـ[البريقي]ــــــــ[17 - 09 - 05, 11:08 ص]ـ
أنا لم أتهم ابن باز يوما وكلامي واضح جدا في هذا ومع ذلك سامحت من اتهمني بذلك
ثم رميتموني بالتهرب من الإجابة على الأسئلة وأنتم فعلتم ما فعلت فكم من سؤال طرحته ولم تجيبوا عليه أو أنكم احتفظتم بالأجوبة لأنفسكم وما زلتم تستشهدون بكلام من تسمونه بمنهج المتأخرين وتعمون أبصاركم عن فعلهم أهكذا يكون اتباع الحق أن تستشهد بمن تريد بكلامه الذي هو نفسه لم يرده وأكبر دليل أنه لم يطبقه؟
كل ذلك حتى تحاولوا أن تثبتوا أن المليباري مسبوق بهذا التفريق
والواقع يرفضه بل هو جاء بتفريق جذري ويدعو إليه وأولئك قصدوا أمرا آخر غير الذي يدندن عليه المليباري وأتباعه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[17 - 09 - 05, 11:45 ص]ـ
يقول البريقي (أنا لم أتهم ابن باز يوما وكلامي واضح جدا في هذا ومع ذلك سامحت من اتهمني بذلك)
رد البريقي على البريق
يقول في مشاركة رقم (18)
(وأما فتوى اللجنة الدائمة فيه فأنا في الحقيقة لم أر كتابه ذاك ولا يهمني لأننا وجدنا اللجنة قالت قبل في الشيخ الحلبي وتتبعت فتواهم بنفسي فيما قالوه ووقفت فعلا على أن هناك دسيسة لإخراج هذه الفتوى وهاهم الكثيرون اليوم اتهموا الألباني بما اتهموه وما أدري هل يسعون لإخراج فتوى من اللجنة أم ما زال الوقت مبكرا؟ طبعا اللجنة التي أصدرت الفتوى المتأخرة في الحلبي وليس التي رئيسها ابن باز رحمه الله تعالى)
يقول البريقي:
(ثم رميتموني بالتهرب من الإجابة على الأسئلة وأنتم فعلتم ما فعلت)
اعترف البريقي بأنه فعل التهرب واتهمنا بذلك؟؟
يقول البريقي (فكم من سؤال طرحته ولم تجيبوا عليه أو أنكم احتفظتم بالأجوبة لأنفسكم وما زلتم تستشهدون بكلام من تسمونه بمنهج المتأخرين وتعمون أبصاركم عن فعلهم أهكذا يكون اتباع الحق أن تستشهد بمن تريد بكلامه الذي هو نفسه لم يرده وأكبر دليل أنه لم يطبقه؟
كل ذلك حتى تحاولوا أن تثبتوا أن المليباري مسبوق بهذا التفريق
والواقع يرفضه بل هو جاء بتفريق جذري ويدعو إليه وأولئك قصدوا أمرا آخر غير الذي يدندن عليه المليباري وأتباعه)
قال ابن حجر في التلخيص الحبير
وروى ابن ماجه من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حثى من قبل الرأس ثلاثا وقال أبو حاتم في العلل هذا حديث باطل
قلت (ابن حجر) إسناده ظاهره الصحة قال ابن ماجه حدثنا العباس بن الوليد ثنا يحيى بن صالح ثنا سلمة بن كلثوم ثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على جنازة ثم أتى قبر الميت فحثى عليه من قبل رأسه ثلاثا
ليس لسلمة بن كلثوم في سننا بن ماجة وغيرها إلا هذا الحديث الواحد ورجاله ثقات
وقد رواه بن أبي داود في كتاب التفرد له من هذا الوجه وزاد في المتن أنه كبر عليه أربعا وقال بعده ليس يروى في حديث صحيح أنه صلى الله عليه وسلم كبر على جنازة أربعا إلا هذا فهذا حكم منه بالصحة على هذا الحديث
لكن أبو حاتم إمام لم يحكم عليه بالبطلان إلا بعد أن تبين له وأظن العلة فيه عنعنة الأوزاعي وعنعنة شيخه وهذا كله إن كان يحيى بن صالح هو الوحاظي شيخ البخاري والله أعلم
يقول البريقي (
كل ذلك حتى تحاولوا أن تثبتوا أن المليباري مسبوق بهذا التفريق
والواقع يرفضه بل هو جاء بتفريق جذري ويدعو إليه وأولئك قصدوا أمرا آخر غير الذي يدندن عليه المليباري وأتباعه)
يا أخي الدعوة لمنهج المتقدمين ليست محصورة في شخص أو عالم أو شيخ فالشيخ عبدالله السعد مثلا لايعرف المليباري ولم يقرأ كتبه ومع ذلك هو يسير على منهج المتقدمين في علم الحديث
ومشايخ كثيرون قد لايعرف بعضهم البعض اتفقت كلمتهم على الدعوة لمنهج المتقدمين في الحديث
فلا تحسب أن الناس كلهم مثلك متعصبين لشخص
وأنت تحاول أن تصور أن الدعوة لمنهج المتقدمين كانت نتيجة عكسية لظهور بعض الأخطاء من بعض المعاصرين
وهذا يؤكد ما قلت لك من قبل بأنك غير متصور للمسألة ولا تعرف عنها الكثير
وقد يكون هذا السبب في تهربك من الإجابة على الأسئلة
فيا اخي البريقي إذهب وفقك الله واقرأ ما كتب حول المسألة وادرسها وتأملها ثم تعال للنقاش ومرحبا بك
أما أن تقتصر على ما تلقيته عن القيل والقال أو عن كتاب مجازفات الزهراني الذي لايعرف معنى الجزم في التكبير فلا يصلح هذا
ـ[البريقي]ــــــــ[17 - 09 - 05, 01:25 م]ـ
سبحان الله هل يعتبر قولي لا يهمني اتهاما لابن باز ألا ترى أن قولي لا يهمني يرجع لكتاب الزهراني وأما الفتوى الأخرى في الحلبي هي التي قلت عنها ما قلت فافهم
أما ادعاؤك أن السعد لا يعرف المليباري وأنهما اتفقا عرضا على هذه الفكرة فوالله هذا أعجب ما سمعت وما أدري إلى ما ترمي بهذا؟ ولو كنت محقا لأتيت بكلام من هم أقدم من هؤلاء على نفس التفريق ولا تعد نفس الكلام عن فلان وفلان ممن هو عندكم على منهج المتأخرين فقد علمت أنه لا ينفعك
ثم ما زلت تردد ردك للزهراني مرة بدعوى العقيدة ورأيت فسادها ومرة بدعوى أنه لم يتبين له معنى الجزم وليس لم يعرفه فهناك فرق بارك الله فيك ثم دعك من مثل هذا فلا يسلم عالم من مثل هذا وأنت تعرف هذا
فأنت بنفسك أبيت أن تقرأ رده وتلزم غيرك أو على الأقل تطلب من غيرك قراءة ما هو لك فلماذا الكيل بمكيالين؟
ثم سؤال آخر إن شئت أجب وإن شئت أبق الجواب في نفسك
من من العلماء بقي على منهج المتقدمين في العصور المتأخرة بحيث بقوا على المنهج الصحيح في النضعيف والتصحيح وأنقذوا الأمة من التخبط والتخليط في إدخال أحاديث ليست من الدين بسبب منهجهم المتأخر؟
هل تعرف على الأقل في عصرنا الحاضر أحدا؟
ولا ترموا الناس بما هو فيكم فاعترافي من التهرب عن الإجابة عن بعض الأسئلة قلت لكم عذري فيه وأما أنتم فلم تعترفوا مع أنكم كثر وأنا وجدي أكتب لكم كلكم ولا يهمني اعترفتم أم لا فالصفحة وحدها كافية في بيان ذلك والله المستعان على ما تصفون
¥(9/301)
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[17 - 09 - 05, 02:07 م]ـ
قولك (أما ادعاؤك أن السعد لا يعرف المليباري وأنهما اتفقا عرضا على هذه الفكرة فوالله هذا أعجب ما سمعت وما أدري إلى ما ترمي بهذا؟)
وهذا سبب جهلك بهذه المسالة وعدم تصورك أنك مشحون من كتاب الزهراني والقيل والقال
و أظن الكلام واضح جدا أخي فالشيخ طارق عوض الله مثلا في مصر وكذلك محمد عمرو عبداللطيف وغيرهم كلهم توصلوا لنيجة اتباع منهج المتقدمين فافهمها على راحتك
قال عبد الرحمن المعلمي رحمه الله تعالى في مقدمته لكتاب (الفوائد المجموعة) للشوكاني مبيناً تساهل كثير من المتأخرين في حكمهم على الأحاديث:
(إنني عندما أقرن نظري بنظر المتأخرين أجدني أرى كثيراً منهم متساهلين وقد يدل ذلك على أن عندي تشدداً لا أوافق عليه غير أني مع هذا كله رأيت أن أبدي ما ظهر لي ناصحاً لمن وقف عليه من أهل العلم أن يحقق النظر ولا سيما من ظفر بما لم أظفر به من الكتب التي مرت الإشارة إليها) اهـ من المقدمة لكتاب (الفوائد المجموعة) ص8.
وقال أيضاً في (الأنوار الكاشفة) ص 29: (وتحسين المتأخرين فيه نظر) اهـ.
/ هل هناك فرق بين منهج المتقدمين والمتأخرين في تصحيح الأحاديث وتضعيفها مع التفصيل إن كان هناك تفصيل؟
الجواب: نعم يوجد فرق.
فالمتقدمون أحدهم يعرف المحدث، وما روى عن شيخه، وما روى عن طلبته، ويحفظون كتاب فلان، فإذا حدث بحديث يقولون: هذا ليس بحديث فلان. - إلى أن قال - والمعاصرون لا يعدو أحدهم أن يكون باحثاً أما كتب (العلل) فالمعاصرون لا يتحرون في هذا، وكذلك زيادة الثقة، والشاذ، فربما أخذ أحدهم بظاهر السند ويحكم على الحديث بظاهر السند وقد سبقه المتقدمون وحكموا عليه بأنه حديثٌ معل.
فينبغي أن تعرض كتب الحديث على كتب العلل حتى تعرف أخطاؤهم فإن لهم أخطاء كثيرة بالنسبة إلى العلماء المتقدمين، ولا يُقال: كم ترك الأول للآخر في غلم الحديث!
أروني شخصاً يحفظ مثل ما يحفظ البخاري، أو أحمد بن حنبل، أو تكون له معرفة بعلم الرجال مثل يحيى بن معين، أو له معرفة بالعلل مثل علي بن المديني والدارقطني، بل مثل معشار الواحد من هؤلاء، ففرق كبير بن المتقدمين والمتأخرين.
((تحفة المجيب)) للشيخ المحدّث / مقبل الوادعي ـ رحمه الله ـ، ص 97.
لا يخفى عليكم ما للشيخ مقبل الوادعي رحمه الله من مكانة
خصوصا بين كثير ممن ينكر التفريق بين منهج المتقدمين والمتأخرين
ووجدت هذه الفتوى له فأحببت أن أنقلها لكم
س19_ إن كان الأئمه قد ضعفوا حديثا بعينه ثم جاء المتأخرون فصححوه،
وقد ذكر الأئمة في السابق أن له طريق بعضها ضعيفه وبعضها كذاإلاأن
الرجل المتأ خر رد هذه العلة، مرة يرد هذه العلة ومرة يقول: أنا
بحثت عن الحديث فوجدت له سندا لم يطلع عليه الحفاظ الأولون، فماذا
تقول؟
ج19 - سؤال حسن ومهم جدا - جزاكم الله خيرا -، والعلماء المتقدمون
مقدمون فى هذا لأنهم كما قلنا قدعرفوا هذه الطرق ومن الأمثلة
على هذا:ما جاء أن الحافظ رحمه الله تعالى يقول في حديث المسح
على الوجه بعدالدعاءأنه بمجموع طرقة حسن والأمام أحمد يقول:
أنه حديث لا يثبت، وهكذا إذا حصل من الشيخ ناصر الدين
الألباني حفظه الله تعالى هذا نحن نأخذ بقول المتقدمين ونتوقف في
كلام الشيخ ناصر الدين الألباني،فهناك كتب ما وضعت
للتصحيح والتوضعيف، وضعت لبيان أحوال الرجال مثل: (الكامل)
لابن عدي (والضعفاء) للعقيلي - هم وإن تعرضوا للتضعيف فى هذا
فهى موضوعة لبيان أحوال الرجال وليست بكتب علل، فنحن
الذى تطمئن إليه نفوسنا أننا نأخذ بكلام المتقدمين لأن الشيخ
ناصر الدين الألباني حفظه الله تعالى ما بلغ فى الحديث مبلغ
الإمام أحمد بن حنبل ولا مبلغ البخاري ومن جرى مجراهما. ونحن مانظن
أن المتأخرين يعثرون على ما لم يعثر عليه المتقدمون اللهم إلافى
النادر، القصد أن هذا الحديث إذا ضعفه العلماء المتقدمون الذين
هم حفاظ ويعرفون كم لكل حديث طريق،أحسن واحد فى هذا
الزمن هو الشيخ ناصر الدين الألباني حفظه الله تعالى وهو يعتبر
باحثا ولا يعتبر حافظا، وقد أعطاه الله من البصيرة فى هذا الزمن
مالم يعط غيره، حسبه أن يكون الوحيد فى هذا المجال، لكن ما
بلغ مبلغ المتقدمين.
¥(9/302)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2890&highlight=%E3%DE%C8%E1+%E3%E4%E5%CC+%C7%E1%E3%CA%D E%CF%E3%ED%E4
أيضا الشيخ محمد بن صالح العثيمين يقرر ما قرره الشيخ مقبل الوادعي في شريط صوتي رابطه تحت، وركزوا مع جواب الشيخ.
وستسمعون أيضا الإنصاف من الشيخ.
السؤال: يقول بعض طلبة العلم: اقتني مؤلفات الشيخ الألباني الحديثية دون الفقهية .. فما رأيكم في ذلك؟
الاجابة:
http://islamway.com/bindex.php?section=fatawa&fatwa_id=115
إذا لم تستطع سماع المادة فعليك بحفظه في جهازك عن طريق الفأرة اليمنى، ثم حفظ الهدف .... وتحميل الملف في جهازك.
أسأل الله أن ينفع بكلام الشيخ محمد بن صالح العثيمين.
أحسن الله إليكم جميعا وللفائدة أقول:
إن الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى قد ألف كتابا أسماه ((أحاديث معلة ظاهرها الصحة)) وقد سار فيه سيرا يتضح من خلاله أنه يفرق بين المنهجين المتقدمين والمتأخرين، ويتضح ذلك من خلال تعقيباته بعد أن يذكر الحديث فمن ذلك قوله: هذا الحديث إذا نظرت إلى إسناده فإنه ظاهره الصحة، وتارة يقول: ظاهره الحسن، ثم يقول: ولكن قال الخاري كذا أو قال أحمد كذا أو قال أبو داود كذا ........ الخ
وللفائدة أذكر مثالا من كتابه المذكور (ص185 ـ186):
ذكر رحمه الله في مسند عبدالله بن السائب رضي الله عنه الحديث الذي رواه الحاكم (ج1 ص295) قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن حليم المروزي، حدثنا أبو الموجه، حدثنا يوسف، عن عيسى، حدثنا الفضل بن موسى، حدثنا ابن جريج، عن عطاء، عن عبدالله بن السائب قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العيد فلما قضى الصلاة قال: ((إنا نخطب فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس، ومن أحب أن يذهب فليذهب)).
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
قال الشيخ مقبل رحمه الله: الحديث ظاهره الصحة كما قال الحاكم رحمه الله إلا أن أبا داود رحمه الله قال عقب الحديث (ج4 ص16): وهذا مرسل عن عطاء عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه البيهقي (ج3 ص301) ثم عقبه بقول يحي بن معين: هذا خطأ إنما هو عن عطاء فقط، وإنما يغلط فيه الفضل بن موسى يقول: عن عبدالله بن السائب.
وذكر صاحب (عون المعبود) عن النسائي أنه قال هذا خطأ، والصواب أنه مرسل.
ثم قال الشيخ مقبل رحمه الله: ومحاولة ابن التركماني في (الجوهر النقي) وكذا بعض العصريين تقوية الحديث فماذا يقعان في مقابلة الحفاظ:
1 ـ يحيى بن معين 2 ـ أبو داود 3 ـ النسائي
4 ـ البيهقي.
ثم قال رحمه الله: رحم الله امرأ عرف قدر نفسه، فالحفاظ يحفظون حديث المحدث، وحديث شيوخه، وحديث تلاميذه، فهم يعرفون وهم الشيخ، وهذا بخلاف الباحث العصري فهو لا يحكم إلا بما عنده من السند، فلا مقارنة بين باحث عصري وبين حافظ من المتقدمين.
عسى أن لا أكون قد أطلت، وعسى أن أكون قد أفدت.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6086&highlight=%E3%DE%C8%E1+%E3%E4%E5%CC+%C7%E1%E3%CA%D E%CF%E3%ED%E4
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5857&highlight=%E3%DE%C8%E1+%E3%E4%E5%CC+%C7%E1%E3%CA%D E%CF%E3%ED%E4
ـ[الحضرمي]ــــــــ[17 - 09 - 05, 02:43 م]ـ
هل اللجنة الدائمة عندك ابن باز رحمه الله فقط، على كل حال ارجع فأقول أنت من بدأ الحوار، ورميت سيل من الأسئلة.
فأحببت قبل الدخول في الحوار أن أعرف ما هو قدر إطلاعك على المسألة فوجدتها لا تزيد على الإستقراء و كتاب الزهراني فهنيئا لك.
أخي بارك الله فيك أقلل من الكلام الذي لا طائل منه، و من أراد نقاش قوم فعليه أن يقرأ من كتبهم و يحيل على مليء، أما كتاب رد الزهراني على الزهراني (أعني المجازفات) فدعك منه.
وأخيرا أقول هذا فراق بيني وبينك إلى أن تقرأ كلام مخالفيك ممن تريد أن ترد عليهم، و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
ـ[البريقي]ــــــــ[18 - 09 - 05, 12:26 م]ـ
هل من ذكرت أسمائهم ممن توصلوا لنفس النتيجة (عرضا) دونما تواصل بينهم ودونما اطلاع أي منهم على فكرة الأخر!!! هم عندك على منهج المتقدمين بحديث تعتبر أحكامهم أولى من أحكام ابن حجر وأمثاله؟
أما أنا فاعذرني لا أستطيع أن أصدق هذا معك
¥(9/303)
وأما اللجنة الدائمة فليست فقط ابن باز رحمه الله تعالى ولكن افرض جدلا أني متهم عقديا هل هذا يوقف النقاش في هذه المسألة التي لا علاقة لها بهذا الاعتقاد البتة فلماذا الدندنة على هذا الوتر؟
ثم لماذا تتهمني بأني لم أقرأ كتاب الموازنة ومنكم من لا يرضى أن يقرأ كتاب الزهراني أصلا ألا يحق لي أن أقول أني بقراءتي لكتاب الزهراني أكون قرأت جزء ولو بسيطا من كتاب الموازنة ومن رفض قراءة الرد لا يكون قرء ولا جزء بسيطا من قول الزهراني فقولك دعك منه لا طائل تحته إذا أستطيع أن أرد بمثله قائلا دعك من كتاب الموازنات وأمثاله أتراني أقمت عليك حجة بذلك أو أوصلتك لما أريد؟
ثم ما زلتم تجيبون على سؤال من أول من قال بهذا من قبل لا زلتم تلصقون كلام الذهبي والوادعي وغيره ممن ليسوا على ما أنتم عليه فهل هؤلاء لم يفهموا ما قالوه هم وأنتم فهمتموه عنهم أم أنهم فهموا ولم يطبقوا فكانوا كالذين يقولون ما لا يفعلون أو تراهم كاذبين في دعواهم تلك؟
وأما إن كنت أن تفارق النقاش أنت أو غيرك فلك ذلك ولكن سيل الأسئلة الذي قلت عنه لم تجيبوا عنه وأنا قلت هو لتعرفوا عاقبة هذا القول ونتائجة وحتى لو وجد لما استطعتم أنتم أنفسكم بتطبيقه
أنا لا ألوم من يقدم حكما ما على حديث واحد للإمام أحمد وآخر لمتأخر عنه ولكن أن يدعي أن هناك اختلافا في المنهج فهذا ما نحن بصدده
تماما كمن نناقشه في الفقه في مسألة خالف فيها مثلا ابن تيمية أحمدا فإن قال آخذ بقول أحمد هكذا لا نلزمه ولكن أن يدعي أن منهج ابن تيمية غير منهج أحمد فهنا النقاش
وأنا من البداية قلت لا أريد أن أقوم بمناظرة قص ولصق ولست بعاجز إن شاء الله أن أقوم بقص من كتاب الزهراني أو غيره من الردود من المقالات والكتب والأشرطة ولكن أراكم تردون بردود والله استغربتها من أمثالكم مع عدم معرفتي الشخصية بكم
فعندما جاء لكم بفتوى خبزة قلتم هو أديب شاعر فبالله عليكم لو كانت الفتوى من ابن باز أو ابن عثيمين أتراكم تقبلونها؟ أم ستقولون هم فقهاء ليسوا بمحدثين وها قد جاءتكم وتعرفونها فتوى من الألباني ثم ادعيتم أنه أقحم إقحاما وتكلمتم على السائل وغرضه!!
وأنا عندما كتبت هذه الأسئلة ما كتبتها إلا بعد أن قرأت لا أقول كل الكتب والمقالات لا ولكن جلست مع غيركم ممن يحمل نفس الفكرة وممن هو تلميذ مباشر لمشايخ خذا التفريق وكلما تفكرت في نفسي استغربت فقلت لعل هذه الأسئلة يتفكر فيها متفكر فيتبين له مدى هذا التفريق ونتائجه ومدى إمكانية تطبيقه على الأقل ولست منتظرا من أحد جزاء ولا شكورا إلا من ربي عز وجل وسائلا الله تعالى أن يريني وإياكم الحق حقا ويرزقني وإياكم اتباعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[18 - 09 - 05, 12:51 م]ـ
فعلا أخي البريقي أنت غير متصور للمسألة ومقتنع بالقيل والقال ولذلك تعتبر أن موضوع مسألة المتقدمين في الحديث كان بالاتفاق بين مجموعة من أهل العلم المعاصرين وهذا من قصور علمك بالموضوع وتقليدك للناعقين
وأنت تجيد التهرب ولاتريد الاعتراف بالعجر والغلبة فماذا نصنع بك
طلبت أقوال للمعاصرين أتينا لك بقول المعلمي ومقبل وابن عثيمين وغيرهم
طلبت تطبيق أتينا لك بقول ابن حجر وأنه قدم قول أبي حاتم على ظاهر السند
يقول الشيخ المعلمي (تحسين المتأخرين فيه نظر)
ما رأيك أخي البريقي في هذا الكلام
الرجاء عدم التهرب؟؟؟
ـ[البريقي]ــــــــ[18 - 09 - 05, 07:33 م]ـ
ما زالت تهمكم علي نفسها وما أدري متى ستنتهي ربما بانتهاء هذه المناقشة ولو عملت استقراء لمن استنكف عن الإجابة على نسبة الأسئلة ونسبة المتكلمين في هذه المناقشة لعرفت الجواب وحدك ولما قلت ما قلت وما زلت تقول أني معتمد على القيل والقال إن كان سيء سمعته من قيل وقال فهو ممن يتبنون مذهبكم ومن تلاميذ السعد وممن يعمل تحته مباشرة أيضا فما أدري أكثر من هذا ممن أسمع فضلا عن الكتاب الموازنة والرد عليه وعلى المقالات الأخرى لا أقول كلها ولكن أنا متأكد أنكم أنتم كذلك لم تقرؤوا كل الردود واعترف بعضكم برفض القراءة أيضا فماذا أملك لكم؟
وكأنكم أنتم غير المتهربين وكأن أجوبتكم هذه التي تنقلونها دامغة تنقلون عن ابن حجر قوله وهو عندكم متأخر منهجيا وكذلك الوادعي وغيره ممن تنقلون عنهم فكيف يصح لكم ذلك وقد قلت قبل هذا ما يلزم من الاستشهاد بكلامهم
ثم هب أن المتأخرين متساهلون بالتحسين فهل هذا يعني بالله عليك وجود منهجين مختلفين كما تحاولون أن تبينوا أليس قد وجد الاختلاف بالأحكام بين المتقدمين أنفسهم فهل يرمى أحدهم بالتساهل والآخر بالتشدد ونكون في جانب المتشدد؟
ثم ألا ترى أنه لا ينفع معكم أن نقل لكم أي فتوى من أي رجل سواء كان محدثا أو فقهيا فأنت تعرف فتوى الألباني بذلك وكيف جوابكم عنها غير المقنع
فماذا تريد هل يقنعك فقط أن يتراجع المليباري نفسه عن فكرته أم أيضا لن ترجعوا أنتم كما فعل أصحاب الأشعري ببقائهم على أشعريتهم
ليس لي إلا الدعاء لكم وسأفعل إن شاء الله تعالى وأنتم كذلك لا تنسوا أخاكم البريقي من دعوة صالحة في ظهر الغيب علها تنفعني ولن تضركم بل ستنفعكم كذلك فما زلك مسلما مثلكم والحمد لله
¥(9/304)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[18 - 09 - 05, 07:54 م]ـ
ولو عملت استقراء لمن استنكف عن الإجابة على نسبة الأسئلة ونسبة المتكلمين في هذه المناقشة لعرفت الجواب وحدك ولما قلت ما قلت
أيُّهذا ..
ما سكتنا عنكَ عِيًّا ... رُبَّ نطقٍ في سكوتِ
ولقد علمتُ من إجاباتك أخي الكريم أنك مقلدٌ من الدرجة الأولى على غير علمٍ، ولذا فلقد أخذتَ ترمينا بالتقليد، وانطبق عليك مثل من قال:
رمتني بدائها وانسلت
وإن كنتَ مُصِرًّا على اتهامنا بالتقليد، ولو سلمنا بذلك جدلاً، فنحن - بحمد الله - مقلدون لمن هو أعلمُ مِن كلِّ من قلدتَهُ أنت، إنما قلدنا يحيى بن معين، وعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل، والبخاري، ومسلم، وأبا حاتم، وأبا زرعة ... إلخ من الأئمة الجهابذة، الذين لم تلد الأمهات مثلهم.
ونصيحتي أن لا تدخل في نقاش إلا متجردًا من الأهواء والتعصبات، طالبًا للحق، غير مريدٍ جدالاً ولا فجورًا في الخصومة.
واعلم أن الأولى بالعاقل تركُ نقاشِ من كان مجادلاً مقلِّدًا دون علمٍ، فإنك لو أتيته بألف برهان ساطعة كسطوع الشمس، فإنه لن يدري ما تقول، وسيعيد ما يقول، فافهم.
غفر الله لك.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[19 - 09 - 05, 02:00 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
أرجو من كل قلبي ألا يحذف الموضوع، وألا يغلق ..
ورجاء حار، لا توقفوا أحد الأخوين الكريمين ..
ثم أقول:
نعم مشايخ كثيرون لا يعرف بعضهم البعض يدعون إلى هذا المنهج ..
الشيخ طارق بن عوض الله طبع الطبعة الأولى من (طليعة فقه الإسناد) سنة 1989 م
الشيخ محمد عمرو عبداللطيف طبع تبييض الصحيفة عام 1992 م
وطبع حديث قلب القرآن يس عام 1993 وهو آخر ما طبع له،
قبل الشيخ المليباري ..
ولا زلت أعرض على شيخنا تخريجات للشيخ العلامة السعد (جمعني الله به على خير في الدارين) وكلام الشيخ الجليل العلوان (فك الله كربته)، ولا زال الشيخ يطرب فرحًا ويتمايل عجبًا من حسن ما يقولان!
فأين التقوا؟
والسؤال الآن:
لماذا مدح شيخك الحلبي شيخنا طارق بن عوض الله، ويمدح كتابه (الإرشادات) ويمدح كتابه (النقد البناء)؟
ويا ترى هل قرأت رسالة الشيخ طارق بن عوض الله إلى الشيخ العلامة الإمام بكر أبي زيد؟
وخذ هذا الإسناد من مجهول هو أنا، ولك أن تعتبر به أو لا ..
يقول الأزهري السلفي ـ عفا الله عنه ـ: حدثني شيخنا المحدّث طارق بن عوض الله ثنا الدكتور أحمد معبد عبدالكريم قال: اجتمعت مع الشيخ بكر أبي زيد وكان قد قرأ رسالتكم إليه بشأن سرقة الحلبي لكتابكم فأعجب بها كثيرا وأثنى عليكم .. ولما علم أن لكم رسالة في حديث أسماء [يعني: النقد البناء] طلبها، وكانت لم تطبع بعد، فقرأها واستحسنها وأبدى سعادته أن في المصريين من له هذا المستوى في الحديث ..
ملحوظتان:
1 - ثناء الحلبي على الشيخ طارق وعلى النقد البناء وعلى الإرشادات موثق عندي، بالصوت ومن كتبه.
2 - عندي بصوت الشيخ طارق ما أسندته عنه عن الشيخ أحمد معبد عن الشيخ بكر أبي زيد.
والله الهادي إلى سواء السبيل ..
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[20 - 09 - 05, 12:12 ص]ـ
أقول للأخ البريقي هداه الله
أثبت لنا أنت وغيرك ممن يكذب علينا جهارا نهارا أنا نقول إن أحكام المتأخرين غير مقبولة لمجرد أنهم تأخرو عن زمن أئمة العلل.
وإن لم تثبت ذلك _ ولن تستطيعه أنت ومن يلف لفك _ فسيفتضح أمركم أمام الجميع
وأقول لك نحن لا نقبل حكم المتساهلين من المتقدمين زمنا إذا خالف حكم إمام من أئمة العلل إلا بحجة بينة
فهل تظن أنا سنقبل قول من قال عنهم الشيخ مقبل رحمه الله (وسبيله في الجمع والتقميش سبيل كثير من العصريين الذين يجمعون الأخضر واليابس، والغث والسمين، ثم يقولون هذا حديث حسن لغيره)
وقال عنهم أيضا (وبعد فإني أقرأ في كتب كثير من العصريين فأرى فيهم من الجرأة على معارضة أقوال الأئمة؛ فما قول يحيى بن سعيد القطان وعبدالرحمن بن مهدي ويحيى بن معين وعلي بن المديني وأحمد بن حنبل والبخاري وأبي حاتم وأبي زرعة والدارقطني عنده شيء، وتجده يتعجب منهم كيف أقدموا على تعليل الحديث، وهو في الواقع ما فهم كلامهم ... )
وقال الشيخ مقبل رحمه الله عن نفسه (فإن قلت: فأنت قد وقعت فيما تحذر منه في كتابك (الصحيح المسند من أسباب النزول)؟!
قلت: صدقت ولكني بعد أن عرفت قدر نفسي رجعت كما في الطبعة الأخيرة، وكذا وقعت في تصحيح حديث قتيبة بن سعيد في (الجمع بين الصلاتين في المطر) وإذا أعدنا طبعه إن شاء الله سنتراجع، ولا نجرؤ أن نخالف أئمتنا أئمة الحديث في شيء، نسأل الله أن يرزقنا حبهم واحترامهم ومعرفة منزلتهم الرفيعة، آمين).
ونطالب المشرف أن يحذف أي رد يحيد به الأخ البريقي عما نطالبه به لأن الموضوع طال وهو لا يزال يحيد
ويتهمنا بأنا لا نقول إنا نقبل أحكام المتأخرين إلا كذبا وتدليسا على الناس وأن تطبيقاتنا بخلاف أقوالنا
وهذا كذب و محاولة تدليس على من يقرأ هذا الموضوع، و من قرأ تخريجا لأي رجل يقول بهذا التفريق فسيعلم أنا لا نهمل تصحيح متقدم أو متأخر ولكنا نناقش المتأخر عندما يحكم بخطإ إمام من أئمة العلل بدون حجة بينة
حسبنا الله ونعم الوكيل
والله أعلم وأحكم
¥(9/305)
ـ[البريقي]ــــــــ[20 - 09 - 05, 01:33 ص]ـ
الأخ عبد الله هب أن من قلتم تواطؤوا على الفكرة دونما تأثر بعضهم ببعض فهلا سألت نفسك أين كان هذا قبلهم أين كان المحدثون من هذه الفكرة ونشرها بين طلاب العلم أعرف أنكم ستقولون نفس الكلام السابق وتمثلون بكلام ابن حجر في تقديمه حكم أبي حاتم سبحان الله ألم أقل لكم سابقا أن هذا لا ينفع ومع ذلك لم يجب أحدكم على هذا الإيراد على استدلالكم وما أدري ما السبب هل لأنكم لم تجدوه في كتب شيوخكم أم تهربتم كما حلا لبعضكم أن يتهمني بذلك متمثلا بقولهم رمتني بدائها ...
والمعلمي نفسه لم يقل بقولكم ولا روج لمثل فكرتكم ومع ذلك تستشهدون بقوله وقلت لكم هذا لا يعني أن المنهجين مختلفين وقد وجدتم أكيد أن المتقدمين أنفسهم يختلفون إلى درجة أن ينفي أحدهم ثبوت حديث ويأتي آخر فيثبته محسنا إياه أو مصححا فماذا تقول حينها عن المثبت أمتساهل هو أم انحرف عن المنهج وقتها؟
أما الأخ محمد فهل عملت استقراء قبل أن تضغط أناملك على لوحة المفاتيح بذاك المثل فتنهي الموضوع في صالحكم بأني غلبتكم في التهرب؟
وأما تقليدك لمن ذكرتهم فهم والله الأئمة على العين والرأس ولكن لسنا ممن يتعصب لأحد مقدما قوله لمجرد تقدمه في الزمن علة من قبل فالحق تعرف به الرجال لا العكس وكم ترك الأول للآخر
وأنا لم أرد لا خصومة ولا فجورا وما فعلت ولله الحمد ولا أقول أنك تتهمني بذلك ولكن من يقرأ كلامك يوحى إليه بذلك فإياك وما يعتذر منه
وأما نصيحتك فأشكرك عليها وأنصحك بتطبيقها على نفسك أولا وأما البراهين الساطعة كالشمس فأين هي؟
وأخيرا أقول ولك غفر ربي آمين
أما الأخ الأزهري فحاول أولا أن يدخل متصفا بصفة المستبصر راجيا أن نبين له وإذ به من الطرف الأخر عفا الله عنه مع أن طريقته كانت والله مكشوفة
وأما الحلبي فليس بشيخي ومجرد قولي ما قلت في حقه لا يعني ذلك ومع هذا فله عندي احترام
وما عرفت قصدك من كل ما كتبت بشأن ما نقلته لنا بسندك المتصل بالتحديث هل كل هذا لتثبت لنا مكانة شيخك طارق؟
أقول ثم ماذا كان؟
هل ثناء الحلبي وغيره عليه يعني أنهم يثنون على فكرته وهل الثناء على تخريجاته الحديثية تعني تصويبهم لهذا التفريق؟
أنا أقول لا وإن قلت أنت نعم فأثبت
وكم من النقول وضعت في هذا النقاش ممن هم أجل من الحلبي وأبا زيد ومعبد وغيرهم ومع ذلك لا تدل على ما تقولونه من التفريق وأكبر دليل على ذلك هو أنهم أنفسهم هم عندكم على منهج المتأخرين والمثال حاضر أمامك في نفس هذه الصفحة الذي نقل كلام ابن حجر ليثبت شيئا لا يقوله ابن حجر نفسه بل ولا ينفذه في كل ما يخرجه من أحاديث وآثار وهو عندكم على منهج المتأخرين فإلى متى سنبقى في هذه الدوامة؟
هاتوا لنا علماء جهابذة أثنى عليهم العلماء الأكابر المشهود لهم بالسبق في هذا المجال قالوا بهذه الفكرة كما أنتم تقولون في العصور الماضية أم أن منهج المتقدمين ظل متروكا كل تلك القرون حتى اكتشف مؤخرا في هذا العصر الذهبي من قبل بعض طلبة العلم (نعم هم كذلك أما من تقولون عنهم على منهج المتأخرين) بقيت الأمة يدخل عليها في دينها في أحاديث نبيها ما ليس منه بسبب العدول عن المنهج المتقدم الصحيح إلى اليوم واليوم سيبدأ التصحيح هنيئا لهذا العصر المليء بالتجديد في الدين
والله المستعان.
ولا يفوتني أن أقول أن أول من أجاب على الموضوع الأخ عبد الرؤوف كان أوضحكم فله الشكر لذلك ولأدبه
الأخ خالد بن عمر أنا سألت ولم يجب أحد لو تعارض حكم لابن حجر مع حكم للإمام أحمد مثلا ماذا تصنع أتراك تنظر لقول ابن حجر لتعرف لم خالف؟
هذا بصراحة لم ألمسه من أي أحد ممن عرفتهم ممن يقولون بقولكم أما إن كان لك أنت منهج آخر فهذا شيء آخر وموضوع آخر وأما إن أردت أن تحذف مشاركاتي فلن أطلب أن تحذف مشاركاتكم ليس لأنها لن تلق قبولا لأن الموقع موقعكم لا ولكن الذي يريد أن يكتب مبتغيا الحق والأجر فلسنا نمنعه
وأما استشهادك بما نقلت فأنا معك كثير من المعاصرين دخل في قضية التصحيح والتضعيف بجرأة وتطاول على المتقدمين (ليس على تفريقكم) فهؤلاء يجب بيان عوارهم وكفهم إن استطيع ذلك ولكن هذا لا يجعل الأمر يطال غيرهم حتى ممن تقدم فلا تخلط بالله عليك بين هذا وذاك وفرق فأنت تجدي التفريق إن شاء الله
وأنا من عندي أيضا أقول إن كان الأمر سيستمر على هذا الحال تستنكفون عن الإجابة وأنا أتهرب (بزعمكم) فلماذا لا يغلق الحوار وتحفظ في أرشيف الموقع وتنهتي القضية؟
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[20 - 09 - 05, 03:01 ص]ـ
القضية أنك أنت تتهمنا بتهم نتحداك أن تثبتها علينا
هذا هو المطلوب منك
ولا تقل لي إن منهجي _ خالد بن عمر _ مختلف عن منهج من تقول إنك لمست منهم ذلك هكذا بدون خطام ولا زمام
أريدك ان تقول قال فلان الفلاني الذي يقول بالتفريق بين المنهجين إنه لا يقبل تصحيح المتاخرين مطلقا إذا خالف حكم أحدهم حكم إمام من أئمة العلل
هكذا نريد فقط
فلا تتعب نفسك بكثرة المراوغة بارك الله فيك
وأما ادعاؤك بأنا لن نقبل قول ابن حجر لأنه خالف حكم أحمد أو غيره هكذا فهو كذب وتمويه، ولا أعتقد أن من عنده ذرة عقل يقول به
وأنت تريد ان تصورنا بهذه الصورة بدون أن تأتي بادلة على هذه الفرية
وأراك لم تعرج على ما أنقله لك عن الشيخ مقبل رحمه الله وقوله هو قولنا في تقديم وتقدير كلام أئمة العلل ممن يهمشهم ولا يلقي لتعليلاتهم بالا من المتأخرين بزعم أنه أوسع اطلاعا منهم.
أما عند اختلاف أئمة العلل فإنا ندرس أقوالهم ونرجح بما يظهر لنا كما نفعل عند مخالفة المتأخرين لأئمة العلل
الرجاء عدم التهرب، أريد أن تأتينا بأسماء هؤلاءالذين يردون أحكام المتأخرين مطلقا، ونقولات عنهم تشهد لما رميتهم به، حتى نجيب عن كلامهم أو نبين خطأهم
والله أعلم وأحكم
¥(9/306)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[20 - 09 - 05, 03:26 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
الأخ البريقي هداه الله ..
أما الأخ الأزهري فحاول أولا أن يدخل متصفا بصفة المستبصر راجيا أن نبين له وإذ به من الطرف الأخر عفا الله عنه مع أن طريقته كانت والله مكشوفة
وأما الحلبي فليس بشيخي ومجرد قولي ما قلت في حقه لا يعني ذلك ومع هذا فله عندي احترام
وما عرفت قصدك من كل ما كتبت بشأن ما نقلته لنا بسندك المتصل بالتحديث هل كل هذا لتثبت لنا مكانة شيخك طارق؟
أقول ثم ماذا كان؟
هل ثناء الحلبي وغيره عليه يعني أنهم يثنون على فكرته وهل الثناء على تخريجاته الحديثية تعني تصويبهم لهذا التفريق؟
أنا أقول لا وإن قلت أنت نعم فأثبت
عندما يكون الأمر سهلا لدرجة أنك يمكنك أن تضغط على مفتاح فتجد أمامك كل مشاركاتي ومنها يمكنك أن تعرف مع أي الفريقين أنا فلا يمكن بالطبع أن أفكر في خداعك ..
إنما دخلت متهكمًا على بعض طرحك الذي كنت ـ ولا زلت ـ أرى بعضه صبيانيًّا ـ معذرة ـ مع كونه بعيدًا كل البعد عن الواقع الذي تحاول أن توهمنا أنك مدرك له ..
لقد سألتك سؤالا أخي الكريم ـ هداني الله وإياك ـ ولكنك لم تجبني إلى الآن رغم محاولتك الدؤوب أن تكون صورتك صورة المنصف صاحب التفكير العلمي ..
فقد قلتَ:
لمست أيضا ردهم لأحكامهم سواء الألباني أو غيره نعم هم مثلكم يقولون هو على العين والرأس ووو ولكن العمل غير القول تماما وأنا لا أريد أن أتهمكم ولكن أقول هذا فعل أصحاب هذا القول والمنهج الجديد
فسألتك سؤالا واحدًا لم يخل من نوع تهكم .. والمعذرة ..
على كل حال لم أتوقع أنني سأجد عليه جوابًا .. لأن كلامك الذي سألتك عليه عبارة عن مجازفات في مجازفات أخي الكريم، ويبدو أنك كنت سيء المزاج حين كتبته ..
فمن الذي رد أحكام الألباني أخي الكريم؟ ليتك تأتينا بواحد فقط وتسميه لنا حتى نتبرأ منه كما تبرأت منه ..
ولعلك أخي لا تعلم أن بعض أصحاب هذا المنهج الذي لا يروق لك قد صنفوا مصنفات في الدفاع عن الشيخ الألباني .. فكيف يردون أحكامه .. بل كتبهم طافحة بالعزو على الشيخ الألباني ..
فإن كنت تريدنا أن نكمل معك الحوار .. الذي سأعتبره شخصيًّا سيبدأ الآن .. فأرجو منك رجاء حارًّا أن تحترم عقولنا ..
=====
أما ما لم تفهمه من نقلي فوق فلم يكن لأثبت به مكانة شيخي طارق .. لا أبدًا ..
ولكني أسألك عن الحلبي (الذي تحترمه) والذي هو على نفس منهجك، عندما يكون متهما بسرقة كتاب من كتب طارق عوض الله ـ[أحد أتباع الدين الجديد الذي جعله صاحبك في النار]ـ والذي ألفه وفق طريقة تفكيره التي تراها أنت بدعة ..
مخالفًا بذلك طريقته التي تصححها أنت ولا ترتضي غيرها .. فماذا تسمي هذا ..
عندما يقول الحلبي عن (النقد البناء) الذي يحوي نقدًا لرسالته (تنوير العينين) بأنه: (بأسلوب علمي)، وأن صاحبه: (أخينا الفاضل الحديثي، طالب العلم النبوي) .. فماذا تسمي هذا؟
عندما يسأل عن (الإرشادات) فيمدح الكتاب، ويؤكد أن صاحبه قد أحسن، والكتاب موضوعه معالجة خلل وقع فيه المتساهلون من المتأخرين وصححوا بسببه كثيرًا من المعلول .. الذي كان مادة لكتب العلل عند الأئمة ..
فما معنى مدحه هذا؟
وأتسائل هنا سؤالا آخر وأرجو أن أظفر بإجابته،
سوف أسألك هذا السؤال وقد جعلت في مخيلتي أنك طالب علم ـ على الأقل ـ له منهج يراه صوابًا ويدافع عنه ..
هل ترى أنه ليس هناك أي فرق بين طريقة الشيخ الألباني وطريقة أحمد وابن المديني والبخاري ومسلم وهؤلاء الطبقة في التصحيح والإعلال؟
قل نعم أم لا، ولعلنا ننتقل بعد ذلك إلى التطبيق العملي، ونضرب لك الأمثلة ونطلب منك تفسيرًا ..
وحينها ينقشع الغبار، ونعلمُ وتعلم، أفرس تحتك أم حمار!
=====
أرجو من المشرف عدم حذف ما يلي، فأريد أن يعرف الإخوة مع من نتكلم، ومأي عقلية نتعامل معها ..
وكنت قد كتبت ردًّا قبل ذلك لكنه ضاع للأسف .. يمكنني أن أوجزه فأقول:
يا أخ بريقي أنت مدين لنا بتفسير .. حتى نعلم مع من نتكلم ..
أردت أن تبرئ ساحة الشيخ ابن باز من أن يكون قد دُسَّت عليه فتوى في العقيدة أصدرها في علي الحلبي ..
وتؤكد أنك تتبعت هذه الفتوى وتأكدت بنفسك من هذه الدسيسة ..
يا هداك الله هل تذكر من هم الموقعون على الفتوى؟
¥(9/307)
عبدالعزيز آل الشيخ، والغديان، وبكر أبو زيد، والفوزان .. هل دُسَّ على هؤلاء ليحكموا أن عقيدة فلان عقيدة فاسدة وأنه داعية إرجاء!! ..
لقد دخلتَ هذا الملتقى لكي تناظر وتناقش حول عدم احترام أحكام المتأخرين وعلى رأسهم الشيخ الألباني ..
في ماذا؟ في الحديث ..
ثم أنت تطعن بكل صفاقة ـ معذرة ـ في معاصرين هم من هم في ماذا؟
في العقيدة ..
(سبحانك هذا بهتان عظيم)
بالمناسبة، لقد تتبعت بنفسي ـ مثلك ـ فتوى اللجنة الدائمة لكن نتيجة تتبعي جاءت عكسك تمامًا ..
وياللعجب!
نعم ليس بين يديّ الآن كتاب (التحذير) له، ولكنني سأسألك سؤالا كم رجوت الله أن يجيبني عليه واحد ممن طعن في فتوى اللجنة الدائمة بسبب الحلبي .. مثلك ..
ففي (التحذير) للحلبي، وفي حاشية في أوائل الكتاب (أظنها ص 16 أو ص18) قال الحلبي:
(قال ابن حزم: ((الكفر صفة من جحد ما أمر الله تعالى الإيمان به بعد قيام الحجة عليه ببلوغ الحق إليه)) المحلى 1/ 40 أهـ)
أقول: ليتك تدلني على موضع هذا الكلام في المحلّى، أو سل الحلبي ..
فعندما يعييك البحث (ولن تجده) أخبرني حتى أدلك عن الخبر .. لعلك ترتدي ثوب الإنصاف حقًّا وتتوب إلى الله من ظلمك اللجنة الدائمة .. وتعرف إن كان من تثق به يكذب أم لا .. ويسرق أم لا ..
ثم أنت ـ أيها المنصف حقّا! ـ لا تريد أن ترى كتاب الزهراني الذي أفتت فيه اللجنة ..
لماذا؟
لأنك رأيت كلام اللجنة في كتاب الحلبي، وتتبعت الدسيسة المزعومة!! ..
أخي المحترم:
1 - كلامك معناه عدم ثقتك في فتوى اللجنة في الزهراني بسبب ما رأيته فتواها في الحلبي، لا معنى له غير ذلك .. فهل الشيخ ابن باز أيضًا عندك مثل الآخرين؟ فقد كان رئيس اللجنة أيام فتوى الزهراني!
كلامك هذا خطير وسيء للغاية .. فمعناه أنك تسحب الثقة من فتاوى اللجنة بسبب فتوى واحدة ترى أنها أخطأت فيها، وأنت المخطئ (لا أقول الخاطئ) ..
هداني الله وإياك وأعانني وأعانك على شر النفس وشر الشيطان.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[20 - 09 - 05, 03:56 ص]ـ
حاولت تعديل بعض ما وقع في المشاركة السابقة من خطأ سببه سرعة الكتابة فلم أستطع ..
فقد كان الموقع يتوقف تماما في كل محاولة للتعديل ..
ـ[الحضرمي]ــــــــ[20 - 09 - 05, 07:49 ص]ـ
الأخوة الذابين عن النبي صلى الله عليه وسلم:
كان الأولى عدم حذف مشاركات ذاك (ولا أريد حتى تسميته)، حتى يعلم الناس بضاعة القوم.
الأخ البريقي: قد قلت لك أقلل ولا تجعلها خطبة للجمعة حتى يكون الرد مختصرا.
ثانيا: وثق ما تقول وإلا فالدعوى كل قادر عليها. وإلا صرنا كمن يقول حدثنا قلبي عن ربي، ونحن لا نعرفك ولا تعرفنا، فالبينة على المدعي. فلو كنت قرأت الموازنة قسم الأمثلة لما قلت أن الشيخ حمزة (أنموذجا) يريد فقط الرد على الشيخ الألباني، بل أنه في أثناء تدريسه نستعين بالسلسلتين الصحيحة و الضعيفة. ولكن فرق بين كونها غاية و كونها وسيلة.
ثالثا: لا تشعب البحث بارك الله فيك.
ولا أريد الإطالة و السلام عليكم و رحمة الله
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[20 - 09 - 05, 10:26 ص]ـ
تفضل هذا الموضوع هدية متواضعة عسى ربي ينفعنا بها جميعا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7584&highlight=%C8%D4%C7%D1+%D4%DA%ED%C8+%C7%E1%E3%CA%D E%CF%E3%ED%E4
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 - 09 - 05, 08:14 م]ـ
الأخ الفاضل /خالد عوض
هل لي أن أدعوك إلى قراءة:
1 - المنهج المقترح
2 - الحد الذي ينتهي عنده أهل النقد في الاصطلاح
وكلا الكتابين للشيخ الفاضل الشريف حاتم بن عارف العوني
ودمت للمحب/أبو فهر
ـ[خالد عوض]ــــــــ[20 - 09 - 05, 11:27 م]ـ
الأخ الكريم / أحمد
وأنا بدوري أدعوك إلى قراءة:
1. نقد مجازفات الدكتور حمزة المليباري.
2. حبذا كيس الحافظ حوار مع الشريف حاتم العوني حول كتابه الحد الذي ينتهي عنده أهل النقد في
الاصطلاح.
كلهما لفضيلة الشيخ أحمد بن صالح الزهراني.
والحق أحق بأن يتبع.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 - 09 - 05, 06:50 ص]ـ
الشيخ الفاضل/خالد عوض
أما نقد المجازفات فقد بعثه بالبريد الشيخ أحمد الزهراني هدية لأحد المشايخ الموافقين له ببلدي وقد طالعته سريعا وأعدك بقراءته قريبا جدا.
أما حبذا كيس الحافظ فقد قرأته قراءة واعية ناقدة وأصدقك القول في الكتاب خلط وخبط عجيبين.
¥(9/308)
فأرجو أن تجب دعوتي وتقرأ الكتابين ثم تعود للنقاش، فالحكم على الشسء فرع عن تصوره، ومن إنصاف المخالف تبين حجته وإعطاءها حقها من التأمل.
وفقك الله لكل خير ودمت للمحب/أبو فهر.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[22 - 09 - 05, 07:35 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
لقد سألتك سؤالا أخي الكريم ـ هداني الله وإياك ـ ولكنك لم تجبني إلى الآن رغم محاولتك الدءوب أن تكون صورتك صورة المنصف صاحب التفكير العلمي ..
فسألتك سؤالا واحدًا لم يخل من نوع تهكم .. والمعذرة ..
على كل حال لم أتوقع أنني سأجد عليه جوابًا ..
لأن كلامك الذي سألتك عليه عبارة عن مجازفات في مجازفات أخي الكريم، ويبدو أنك كنت سيء المزاج حين كتبته ..
فمن الذي رد أحكام الألباني أخي الكريم؟
ليتك تأتينا بواحد فقط وتسميه لنا حتى نتبرأ منه كما تبرأت منه ..
ولعلك أخي لا تعلم أن بعض أصحاب هذا المنهج الذي لا يروق لك قد صنفوا مصنفات في الدفاع عن الشيخ الألباني .. فكيف يردون أحكامه؟!
.. بل كتبهم طافحة بالعزو على الشيخ الألباني ..
فإن كنت تريدنا أن نكمل معك الحوار .. الذي سأعتبره شخصيًّا سيبدأ الآن .. فأرجو منك رجاء حارًّا أن تحترم عقولنا ..
=====
وأتسائل هنا سؤالا آخر وأرجو أن أظفر بإجابته،
سوف أسألك هذا السؤال وقد جعلت في مخيلتي أنك طالب علم ـ على الأقل ـ له منهج يراه صوابًا ويدافع عنه ..
هل ترى أنه ليس هناك أي فرق بين طريقة الشيخ الألباني وطريقة أحمد وابن المديني والبخاري ومسلم وهؤلاء الطبقة في التصحيح والإعلال؟
قل نعم أم لا،
ولعلنا ننتقل بعد ذلك إلى التطبيق العملي، ونضرب لك الأمثلة ونطلب منك تفسيرًا ..
وحينها ينقشع الغبار، ونعلمُ وتعلم، أفرس تحتك أم حمار!
=====
أرجو من المشرف عدم حذف ما يلي، فأريد أن يعرف الإخوة مع من نتكلم، وأي عقلية نتعامل معها ..
وكنت قد كتبت ردًّا قبل ذلك لكنه ضاع للأسف .. يمكنني أن أوجزه فأقول:
يا أخ بريقي أنت مدين لنا بتفسير .. حتى نعلم مع من نتكلم ..
أردت أن تبرئ ساحة الشيخ ابن باز من أن يكون قد دُسَّت عليه فتوى في العقيدة أصدرها في علي الحلبي ..
وتؤكد أنك تتبعت هذه الفتوى وتأكدت بنفسك من هذه الدسيسة ..
يا هداك الله هل تذكر من هم الموقعون على الفتوى؟
عبدالعزيز آل الشيخ، والغديان، وبكر أبو زيد، والفوزان .. هل دُسَّ على هؤلاء ليحكموا أن عقيدة فلان عقيدة فاسدة وأنه داعية إرجاء!! ..
لقد دخلتَ هذا الملتقى لكي تناظر وتناقش حول عدم احترام أحكام المتأخرين وعلى رأسهم الشيخ الألباني ..
في ماذا؟
في الحديث ..
ثم أنت تطعن بكل صفاقة ـ معذرة ـ في معاصرين هم من هم في ماذا؟
في العقيدة!! ..
(سبحانك هذا بهتان عظيم)
بالمناسبة، لقد تتبعت بنفسي ـ مثلك ـ فتوى اللجنة الدائمة لكن نتيجة تتبعي جاءت عكسك تمامًا ..
وياللعجب!
نعم ليس بين يديّ الآن كتاب (التحذير) له، ولكنني سأسألك سؤالا كم رجوت الله أن يجيبني عليه واحد ممن طعن في فتوى اللجنة الدائمة بسبب الحلبي .. مثلك ..
ففي (التحذير) للحلبي، وفي حاشية في أوائل الكتاب (أظنها ص 16 أو ص18) قال الحلبي:
(قال ابن حزم: ((الكفر صفة من جحد ما أمر الله تعالى الإيمان به بعد قيام الحجة عليه ببلوغ الحق إليه)) المحلى 1/ 40 أهـ)
أقول: ليتك تدلني على موضع هذا الكلام في المحلّى، أو سل الحلبي ..
فعندما يعييك البحث (ولن تجده) أخبرني حتى أدلك عن الخبر .. لعلك ترتدي ثوب الإنصاف حقًّا وتتوب إلى الله من ظلمك اللجنة الدائمة .. وتعرف إن كان من تثق به يكذب أم لا .. ويسرق أم لا ..
ثم أنت ـ أيها المنصف حقّا! ـ لا تريد أن ترى كتاب الزهراني الذي أفتت فيه اللجنة ..
لماذا؟
لأنك رأيت كلام اللجنة في كتاب الحلبي، وتتبعت الدسيسة المزعومة!! ..
أخي المحترم:
كلامك معناه عدم ثقتك في فتوى اللجنة في الزهراني بسبب ما رأيته فتواها في الحلبي، لا معنى له غير ذلك .. فهل الشيخ ابن باز أيضًا عندك مثل الآخرين؟
فقد كان رئيس اللجنة أيام فتوى الزهراني!
كلامك هذا خطير وسيء للغاية .. فمعناه أنك تسحب الثقة من فتاوى اللجنة بسبب فتوى واحدة ترى أنها أخطأت فيها، وأنت المخطئ (لا أقول الخاطئ) ..
هداني الله وإياك وأعانني وأعانك على شر النفس وشر الشيطان.
..
ـ[البريقي]ــــــــ[22 - 09 - 05, 11:40 ص]ـ
هذا رد سريع لضيق الوقت فقط للأخ الأزهري
لقد دخلت أخي من البداية بالتهكم ثم ها أنت ثانيا تلمز وتنبز ثم تريد أن تعرف أفرس تحتي أم حمار وكأنك تعتلي فرسا عربية أصيلة
ثم ها أنت تدندن مرة أخرى بشأن الفتوى ويكفيني علم ربي بما أكنه من حب واحترام للإمام ابن باز رحمه الله وأعود فأقول افرض أني لا أثق أبدا باللجنة ولا بابن باز ثم ماذا كان وموضوعنا لا يتعلق به البتة؟
ثم ماذا ستستفيد إن بينت لك من أنا لو نسبت نفسي لك وبينت لك دراستي وعملي ومكاني هل سيؤثر ذلك على نقاشك معي
وعلى كل حال يبدو أنك أنت من كان سيء المزاج لما كتبت ما كتبت وأعتذر فليس لدي وقت كبير لأنظر لمشركاتك في الموقع؟
ولست هنا للدفاع عن الحلبي فقد دافع عن نفسه بخصوص الفتوى بالذات وغيرها فلا تحشر هذه الأمور هنا والسلام عليكم
¥(9/309)
ـ[البريقي]ــــــــ[24 - 09 - 05, 04:54 م]ـ
إن كان النظر للمخالف للمتقدمين هو إلى حجته فما معنى إذا القول بوجود منهج مخالف إن كان هو على هذا المنهج المخالف ومع ذلك ننظر إلى قوله فإما أن قوله له وزن مه مخالفته في المنهج وحينها لا داعي للقول إذا بمنهجين لا يقبل منهما المتأخر وإلا كانن التفريق جعجعة لا طحن فيها
أما إن كان النظر له لمعرفته هل سلك الجادة على طريقة المتقدمين فاسمح لي هذا تضييع للوقت وإتعاب بلا طائل
ما دامت الثقة قائمة بأئمة العلل وحسب ومن خالفهم فنادر جدا
وعلى كل حال أنا أعتذر عن المشاركة لمدة بسبب شغل جاءني وربما إن شاء الله أتابع بعد شهرين تقريبا وأما من أراد المتابعة وبسرعة فأحيله على من أراد النقاش معكم منذ زمن وهو إلى اليوم يعلن ذلك وما أدري لماذا تتهربون من نقاشه ألا وهو علي رضا
وإن شئتم الانتظار فأنا جاهز ولا تعتبروا هذا تهربا فلكل ظروفه
وكلمة أخيرة لمن دندن كثيرا على الحلبي وسرقاته أقول لا تضخم الأمر فليس كل من نقل شيئا دون ذكر قائله يعتبر سارقا وقد يكون الحلبي وقع بأكثر من ذلك ولكن كثير منهم يتشبثون بما مثلت له وإلا للزم أن يكون ابن حجر والذهبي وابن عبد الهادي وابن العربي والشوكاني وصديق حسن خان وغيرهم سراقا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم التركي
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[24 - 09 - 05, 09:53 م]ـ
الله أكبر .. الله أكبر .. كبُرَت كلمة ..
أخي البريقي، انتظرتك كثيرًا،،
وتغاضيت عن مشاركتك قبل الأخيرة (رقمها 62)، ظنًّا مني أنك ستكتب ما عساه يتوافق مع دعاويك العريضة ..
لكن خاب ظنّي ..
وجئت بمزيد من الدعاوى من غير بيّنات .. وسيأتيك ردّي بعد قليل.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[24 - 09 - 05, 10:48 م]ـ
الحمد لله وحده ...
يقول الأخ المسكين في المشاركة (62):
هذا رد سريع لضيق الوقت فقط للأخ الأزهري
لقد دخلت أخي من البداية بالتهكم ثم ها أنت ثانيا تلمز وتنبز ثم تريد أن تعرف أفرس تحتي أم حمار وكأنك تعتلي فرسا عربية أصيلة
ثم ها أنت تدندن مرة أخرى بشأن الفتوى ويكفيني علم ربي بما أكنه من حب واحترام للإمام ابن باز رحمه الله وأعود فأقول افرض أني لا أثق أبدا باللجنة ولا بابن باز ثم ماذا كان وموضوعنا لا يتعلق به البتة؟
ثم ماذا ستستفيد إن بينت لك من أنا لو نسبت نفسي لك وبينت لك دراستي وعملي ومكاني هل سيؤثر ذلك على نقاشك معي
وعلى كل حال يبدو أنك أنت من كان سيء المزاج لما كتبت ما كتبت وأعتذر فليس لدي وقت كبير لأنظر لمشركاتك في الموقع؟
ولست هنا للدفاع عن الحلبي فقد دافع عن نفسه بخصوص الفتوى بالذات وغيرها فلا تحشر هذه الأمور هنا والسلام عليكم
===
الأخ بريقي ـ هداه الله ـ
*ها أنت تلمح إلى ضيق وقتك، في مشاركتك قبل الأخيرة، قبل أن تخرج من الموضوع بلطف في آخر مشاركة ..
وأنا لا أكذبك ..
لكن هل كان لديك الوقت الكافي لكي تتهمنا وترمينا بالتهم الكاذبة ـ معذرة ـ ثم إذا طالبناك ببينة ذلك ضاق وقتك؟!!
يا أخي كيل الاتهامات الجزافية ليس هناك ما هو أسهل منه ..
حسنًا:
إنكم يا من تخالفوننا تزعمون أن الشيخ الألباني أعلم وأحفظ من البخاري ومسلم وأحمد وابن المديني ويحيى القطّان والدارقطني، لذلك تصححون كل ما صححه وتضعفون كل ما ضعّفه وإن خالفه من خالفه من هؤلاء ..
ما رأيك؟ هل أحسن الحوار؟
نسيت أن أقول لك: لا تسألني عن بينة هذه التهمة، فوقتي ضيّق هذه الأيام!
*وجئت تتكلم عن (نبزي ولمزي) وشغلتَ نفسك بالحمار والحصان دون أن تجيبني عن سؤالي الذي سألتكه في أوّل اشتراك لي بالموضوع ..
لا بأس ..
لكنني سألتك سؤالاً سهلاً جدًّا عليك ـ أو أنني كنت أظن ذلك ـ واعتبرته بداية الحوار بيني وبينك، لكنك لم تجب عليه،
على الرغم من أن إجابته كلمة واحدة، نعم أو لا!
فسألتك:
وأتسائل هنا سؤالا آخر وأرجو أن أظفر بإجابته،
سوف أسألك هذا السؤال وقد جعلت في مخيلتي أنك طالب علم ـ على الأقل ـ له منهج يراه صوابًا ويدافع عنه ..
هل ترى أنه ليس هناك أي فرق بين طريقة الشيخ الألباني وطريقة أحمد وابن المديني والبخاري ومسلم وهؤلاء الطبقة في التصحيح والإعلال؟
قل نعم أم لا، ولعلنا ننتقل بعد ذلك إلى التطبيق العملي، ونضرب لك الأمثلة ونطلب منك تفسيرًا ..
وحينها ينقشع الغبار، ونعلمُ وتعلم، أفرس تحتك أم حمار!
¥(9/310)
واستنكافك عن الإجابة ـ ليس عن هذه فقط بل عن كل شيء ـ جعلني أتأكد من أنك لا ناقة لك ولا جمل في معرفة أيٍّ من المنهجين ..
إنما جئتَ محملا ببعض الشبهات فجئت تتجشؤها هنا فقط، من غير أن تكون فاهما حتى لأبعاد الموضوع ..
[وأرجو ألا تشغل بالك هذه المرة أيضًا بالجَمَل والناقة وتترك أصل الموضوع!] ..
*وجئت تتحدّث عن إصراري على الدندنة حول فتوى اللجنة، وتحيل على علم ربك بما تكنه من حب واحترام لابن باز!
يا أخ بريقي ـ أعاذك الله من الشيطان ـ أسلوبك هذا مريب للغاية، لا زلت تستنكف عن الدفاع عن نفسك ضد كلامك الذي يحوي كثيرًا من سوء الأدب مع أكبر هيئة علمية يحترمها المسلمون في العالم ..
تزعم أنّ لجنة فيها: آل الشيخ وبكرأبي زيد والفوزان والغديان قد دُلّس عليهم في فتوى عقدية،
فإذا سألتك وطلبتُ منك تفسيرًا قلتَ: أنا أحترم ابن باز!!
هكذا أنا عرفت مع من أتكلم .. مع مسكين .. وكفى.
*وجئت تظن أنني أريد أن أعرف شخصك، ودراستك، وعملك، أين أنت .. ولم أرد ذلك منك البتة ولم أطلبه!
فلا أدرى من أين جئت بهذا الفهم!
... وجئت تؤكّد أن الحلبي دافع عن نفسه بخصوص الفتوىبالذات، ولا تريدني أن أحشر هذه الأمور هنا!
أنا فقط حشرته هنا لأبين لك وللإخوة ـ ولك أيضًا ـ أن لك مجازفاتٍ عدّة على قلة مشاركاتك ..
فهل تريدنا أن نتغاضى عنها أم ماذا؟!
أنت تزعم وتدّعي أنك تتبعت فتوى اللجنة بنفسك، وبان لك ما فيها من دسيسة!!
وأنا أزعم أنني تتبعتُ الفتوى مثلك، ولكن أقول: جزاهم الله خيرًا عن المسلمين ..
فأحببت أن أعرف كيف فعلتَ في كذبات الحلبي على أهل العلم؟
إن كنت صادقًا بالفعل في تتبعك الفتوى، التي اتهمتَ اللجنة بسببها، وإلا فكثير قالوا هذا،
وكلامهم مثلك ـ معذرة ـ كضرطة عير في الفلا!
*أما كون مزاجي كان سيّئًا حين كتبتُ ..
فنعم ..
وضع نفسك مكاني!
كيف ستكون لو أنك ترى كاتبًا له العديد من المجازفات، والاتهامات الكاذبة ـ معذرة ـ، والخلط، والإساءة إلى أهل العلم ..
كيف سيكون حالك إذن؟
وانتظرني فيما يأتي .. بعد قليل .. إن شاء الله ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - 09 - 05, 12:34 ص]ـ
(يا عم الشيخ صل على الي حيشفع فيك، وكبر دماغك)
حبيبنا الأزهري
الأخ البريقي أتعبني معه جدا،ولقد حسبت لما ناقشته أني سأستمتع بمذاكرت تحرك العقل وتحفزه فلما ناقشته وجدت ما لا يسر، وأبلغته رأيي في مناقشته وأنها مراء محض.
وأنا الآن أحذرك من أن (توجع دماغك على الفاضي)
وعلى فكرة لو سألت الشيخ محمد حيقولك كده برضه.
ملحوظة: وربما تحلو العامية أحيانا.
محبك ولا تعرفه/أبو فهر
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[25 - 09 - 05, 01:37 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
يقول الأخ المسكين ـ هداه اللـ في المشاركة رقم (63):
إن كان النظر للمخالف للمتقدمين هو إلى حجته فما معنى إذا القول بوجود منهج مخالف إن كان هو على هذا المنهج المخالف ومع ذلك ننظر إلى قوله فإما أن قوله له وزن مه مخالفته في المنهج وحينها لا داعي للقول إذا بمنهجين لا يقبل منهما المتأخر وإلا كانن التفريق جعجعة لا طحن فيها
أما إن كان النظر له لمعرفته هل سلك الجادة على طريقة المتقدمين فاسمح لي هذا تضييع للوقت وإتعاب بلا طائل
ما دامت الثقة قائمة بأئمة العلل وحسب ومن خالفهم فنادر جدا
وعلى كل حال أنا أعتذر عن المشاركة لمدة بسبب شغل جاءني وربما إن شاء الله أتابع بعد شهرين تقريبا وأما من أراد المتابعة وبسرعة فأحيله على من أراد النقاش معكم منذ زمن وهو إلى اليوم يعلن ذلك وما أدري لماذا تتهربون من نقاشه ألا وهو علي رضا
وإن شئتم الانتظار فأنا جاهز ولا تعتبروا هذا تهربا فلكل ظروفه
وكلمة أخيرة لمن دندن كثيرا على الحلبي وسرقاته أقول لا تضخم الأمر فليس كل من نقل شيئا دون ذكر قائله يعتبر سارقا وقد يكون الحلبي وقع بأكثر من ذلك ولكن كثير منهم يتشبثون بما مثلت له وإلا للزم أن يكون ابن حجر والذهبي وابن عبد الهادي وابن العربي والشوكاني وصديق حسن خان وغيرهم سراقا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم التركي
أزجٌ زلوجٌ هزرفيٌ زفازفٌ ... هِبَذٌ يَبِذَّ النَّاجياتِ الصَّوافِنَا!
تذكرتُ هذا البيتَ وأنا أقرأ آخر ردود الأخ المسكين ـ أعانه الله ـ، وهو بيتٌ كنتُ قد درسته في مادّة البلاغة في المرحلة الثانوية، كمثال على غرابة الألفاظ!
¥(9/311)
لكن مع كثير من التأمل لكلام الأخ بريقي نجد أنه كان حريصًا على أن يشتمل رده الأخير على ثلاثة معالم ..
1 - تأكيد عدم فهمه للموضوع.
2 - وهروب.
3 - وتعمّد تخليط!
===============
1 - فأما ما يؤكد عدم فهمه للموضوع فقوله:
إن كان النظر للمخالف للمتقدمين هو إلى حجته فما معنى إذا القول بوجود منهج مخالف إن كان هو على هذا المنهج المخالف
ومع ذلك ننظر إلى قوله فإما أن قوله له وزن مه مخالفته في المنهج وحينها لا داعي للقول إذا بمنهجين لا يقبل منهما المتأخر وإلا كانن التفريق جعجعة لا طحن فيها
أما إن كان النظر له لمعرفته هل سلك الجادة على طريقة المتقدمين فاسمح لي هذا تضييع للوقت وإتعاب بلا طائل
ما دامت الثقة قائمة بأئمة العلل وحسب ومن خالفهم فنادر جدا
وهذه الأسطر عبارة عن بعض الكلمات المتراصة، بعد تأمّلها عرفت أن الأخ ـ المسكين ـ يريد أن يقول لنا:
((إذا كان اعتراضكم على منهج المتقدمين اعتراض على أصولهم ونظرياتهم فلا معنى أن تنظروا إلى تطبيقهم ..
لأنكم تخالفونهم في القاعدة ..
أمّا إن كانوا موافقين لكم في القواعد، بحيث يكون بعض كلامهم صحيحًا، فلا داعي للقول بمنهجين مختلفين .. )).
أقول للأخ الكريم ـ نوَّر الله بصيرته ـ:
إن مخالفة المتأخرين في التصحيح والتضعيف ليست بالضرورة نابعةً من مخالفةٍ في القواعد والنظريّات،
فنحن نقول: إن تساهلاً حصل عنده المتأخرين في التصحيح والتحسين، وهذا التساهل راجعٌ إلى سببين رئيسيين:
الأول: إمَّا لمخالفتهم للأئمة النقّاد في بعض النظريات والقواعد، وجريانهم على قواعد غيرهم من الفقهاء والأصوليين مثلا .. (مثال مسألة: زيادة الثقة).
الثاني: لتساهلهم في تطبيق بعض القواعد المتفق عليها ..
ولأجل هذا السبب الثاني نحن ننظر إلى كلام هؤلاء المتأخرين، علّهم أصابوا وما تساهلوا ..
على سبيل المثال: حَرَصَ الأئمة النقّاد على التأكد من اتصال السّند خاصّة في الطبقات الأولى منه، لعلنا نقول طبقة التابعين والطبقتان بعدها ..
لكنّ كثيرًا من المتأخرين لم يكونوا على نفس درجة الحرص .. فقد صححوا بعض الأحاديث ولم يتفطنوا إلى انقطاع السند ..
مثال آخر: بعض الأحاديث يكون ظاهر إسنادها الصحة، إلا أن فيها علّة خفيّة تمنع من تصحيح المتن قد ينص عليها بعض الأئمة النقّاد، ولا يلتفت إلى ذلك بعض المتأخرين لضعف اطلاعهم على كتب العلل ..
مثال ثالث: التوسع عند المتأخرين في مفهوم التصحيح بالمتابعات، حتى أن بعضهم يصحح بطريقين، أحدهما معلول لا يثبتُ إلى المُتابِع ..
فيقول بعضهم: هذا إسناد ضعيف، مداره على فلان، لكن تابعه علان ..
فننظر فإذا الإسناد إلى علاّن لا يصحّ، فأي متابعة هذه؟!!
ولا شك أن المتأخرين لا يختلفون على ضرورة اتصال السند، والخلو من العلة القادحة قبل تصحيح المتن ..
ولا شكّ أننا نقول أن الحديث يتقوّى بالمتابعات ..
فالاختلاف هنا ليس بسبب اختلاف النظرية، لكن بسبب اختلاف التطبيق،،
وأرجو أن تكون فهمتَ ..
ولا شك أن هذا السبب الثاني ليس مطّردًا، فيكون تصحيح المتأخر صحيحًا بلا ريب، إذا لم يقع في مثل ما قلت لك،
فلا يكون السند منقطعًا، ولا في الحديث علّة نبّه عليها أحد الأئمة ..
أو قد يتفطّن المتأخر إلى الانقطاع فيضعّف الحديث ـ مثلا ـ، فيُقبل كلامه ..
لذلك تحدّيناك أن تقول لنا عن واحد فقط ممن هو على نفس منهجنا ردّ كل أحكام الشيخ الألباني، فلم تأتِ ولن تأتي!
لأن هذا محض افتراء ..
2 - وأما هروبه ففي قوله:
وعلى كل حال أنا أعتذر عن المشاركة لمدة بسبب شغل جاءني وربما إن شاء الله أتابع بعد شهرين تقريبا
وقد قلتُ من قبل أنني لا أكذّبُ الأخ .. والأمر كما قال: لكل ظروفه ..
لكن بعض ما طالبناه وألححنا عليه به لا يحتاج إلى وقت ..
فقد زعم الأخ أننا أصحاب المنهج الجديد نردّ كل أحكام الشيخ الألباني مع غيره من المتأخرين،
ومع كثرة ما طالبته ـ ومثلي الشيخ خالد بن عمر ـ بأن يأتيني بواحد فقط يقول بذلك، وصرّحتُ له أننا سنتبرّأ منه ..
إلا أنه لم يبرهن على هذه الدعوى الفارغة ..
قلتُ لعلّه يعتذر، لكنّه لم يفعل .. ولو اعتذر على مجازفته وسوء فهمه ما نقص ذلك من قدره شيئًا، بل لزاد ..
فهل يحتاج ذكر اسم واحد فقط إلى كثير وقت؟
خاصّة ونحن نطالبه بذلك منذ عشرة أيام .. ونؤكد أن هذه فرية منه،
أفلا يدافع عن نفسه؟
¥(9/312)
3 - وأمّا تعمّد التخليط والتلبيس ـ معذرة ـ فكان في موضعين اثنين!
الأول: قول المسكين ـ هداه الله ـ:
وأما من أراد المتابعة وبسرعة فأحيله على من أراد النقاش معكم منذ زمن وهو إلى اليوم يعلن ذلك وما أدري لماذا تتهربون من نقاشه ألا وهو علي رضا
من؟
وما علي رضا؟ هل تقصد الذي ينعتنا بملتقى أهل البدع؟
هل تقصد الذي ألف فيه الشيخ مقبل كتابا كشف عواره، وبين زيغه وتعالمه؟
[الكتاب هذه المرة في الحديث، حتى لا تقول ما دخل هذا بما نحن فيه] ..
ومتى دعانا للنقاش؟ ومتى وأين تهربنا من نقاشه؟
يبدو ـ أيها المسكين ـ أنك لا تدري ما تقول، أو تقول ما لا تعلم .. كعادتك ..
يمكنك أن تتجه إلى (الساحات) وتبحث عن مشاركات (راية التوحيد) هناك، فسترى ما يسرّك .. (أو يغضبك لستُ أدري) ..
إذا فعلت فاعلم أن راية التوحيد هو أحد مشايخ هذا الملتقى ..
وعلى كل حال ..
أهلا بعليّ رضا هنا على الملتقى متى شاء .. فلنر إن كان عنده ما يقوله ..
وأما الثاني فقوله:
وكلمة أخيرة لمن دندن كثيرا على الحلبي وسرقاته أقول لا تضخم الأمر فليس كل من نقل شيئا دون ذكر قائله يعتبر سارقا وقد يكون الحلبي وقع بأكثر من ذلك ولكن كثير منهم يتشبثون بما مثلت له وإلا للزم أن يكون ابن حجر والذهبي وابن عبد الهادي وابن العربي والشوكاني وصديق حسن خان وغيرهم سراقا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم التركي
مسكين أخي، الآن عرفتُ أنني ضيعتُ وقتًا كثيرًا معك ..
في البداية تقول أنك تتبعت فتوى اللجنة،
فلمّا سألتك عن بعض كلام الحلبي قلت: لقد دافع عن نفسه ولا تحشره هنا ..
ثم رجعتَ تقول إنني مضخّم، وأنا أقول: إنك ملبّس ..
يا مسكين ـ هداك الله وأعانك على شر نفسك ـ
أنا لم أنقم على الحلبي لأنه نقل شيئًا دون ذكر القائل .. لا
لقد ذكرتُ لك أن الحلبي نسبَ كلامًا لابن حزم في المحلّى، أتذكر؟
نعم ليس بين يديّ الآن كتاب (التحذير) له، ولكنني سأسألك سؤالا كم رجوت الله أن يجيبني عليه واحد ممن طعن في فتوى اللجنة الدائمة بسبب الحلبي .. مثلك ..
ففي (التحذير) للحلبي، وفي حاشية في أوائل الكتاب (أظنها ص 16 أو ص18) قال الحلبي:
(قال ابن حزم: ((الكفر صفة من جحد ما أمر الله تعالى الإيمان به بعد قيام الحجة عليه ببلوغ الحق إليه)) المحلى 1/ 40 أهـ)
أقول: ليتك تدلني على موضع هذا الكلام في المحلّى، أو سل الحلبي ..
فعندما يعييك البحث (ولن تجده) أخبرني حتى أدلك عن الخبر .. لعلك ترتدي ثوب الإنصاف حقًّا وتتوب إلى الله من ظلمك اللجنة الدائمة .. وتعرف إن كان من تثق به يكذب أم لا .. ويسرق أم لا ..
لقد نسب الحلبي كلامًا لابن حزم، وعزا على المحلى ..
وهذا الكلام ليس في المحلّى (وهذه كذبة)، بل هو في موضع آخر وقد بتره الحلبي، وتمام العبارة يصلح ردًّا عليه (وهذا تدليس قبيح) ..
أرجو العليَّ أن تكون فهمتَ هذه المرَّة!
وآخر شيء،
توقيعك: التركيّ
وذكرتَ علي رضا .. كأن ...
الله أعلم.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ..
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[25 - 09 - 05, 02:07 ص]ـ
اللهم صلِّ على محمّد وآله وصحبه، ومن اهتدى بهديه ..
حياك الله أبا فهر .. وجزاك خيرًا ..
والله أخي فقط أخشى أن يطير بعض النابتة بكلام الأخ ظنًّا منهم أنه قال ما لا ليس بعده كلام ..
على كل حال، سأترك المنتديات كلها في رمضان إن شاء الله ..
القلب لا يتحمّل كل هذا إن كان صحيحًا .. فكيف وهو على حاله ..
تقبّل الله صيامنا وصيامك وجميع أهل الملتقى ..
وأعاننا جميعًا على ختم الشهر على الوجه الذي يرضيه عنّا ..
محبك/ الأزهري ..
ـ[الحضرمي]ــــــــ[25 - 09 - 05, 07:52 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخانا الأزهري:
وهذا ما سألته في بداية الحوار، (عندك علم أم هو التلقين)، فكثير منهم حتى لا يحسن تطبيق ما في كتب المصطلح فلا تتعب قلبك فالحق أبلج و الباطل لجلج.
ولعل بعض المخالفين يذكروا لنا سبب عدم طبع مقدمة علي رضا على كتاب الزهراني؟
وأعوذ بالله العظيم من الهوى و أستغفر الله من كل ذنب.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[25 - 09 - 05, 05:08 م]ـ
الحمد لله وحده ...
هذه المرة دفاعًا عن اللجنة الدائمة
راسلني أخٌ كريم .. فاضل ..
يسأل عمَّا قلته بخصوص الحلبي والمُحلَّى واللجنة ..
وقد رأيت أن الأخ بريقي ـ ردَّه الله إلى الحق ـ قد طعن في اللجنة بسبب الحلبي ..
وزعمَ أن ثم دسيسة .. وأنه تتبَّع الفتوى بنفسه ..
وكلّي ثقة أنه لم يفعل .. أو أنه فعل ولكن ...
وقد تركت الإدارة كلامه الطَّاعن في أئمة وعلماء اللجنة من غير حذف، فأطمع أن يُترك كلامي أيضًا ..
وفيه مثال واحد فقط .. لكنّه كلام ببرهان ..
وليس افتراء فارغًا عاريًا عن الدليل .. كما فعل الأخ ـ عفا الله عنه ـ
=============
قال ابن حزمٍ في «الإحكام» بعد أن عرَّف الكفر في اللغة:
«وهو في الدين: صفة من جحد شيئًا مما افترض الله تعالى الإيمان به بعد قيام الحجة عليه ببلوغ الحق إليه
بقلبه دون لسانه
أو بلسانه دون قلبه
أو بهما معًا
أو عملٍ جاء النص بأنه مخرج له بذلك عن اسم الإيمان على ما بينا في غير هذا الكتاب».أهـ المراد نقله ..
لكنَّ الحلبي أراد أن ينقل عن ابن حزم، وجاء يتشدَّق بأن شيخ الإسلام قد مدح ابن حزمٍ في مسائل الإيمان! ...
(وليس بصحيح كما تلقفه عنه بعض الأغمار أو اغتر به بعض الفضلاء) ..
فنقل نقلاً مبتورًا ..
نقل عن ابن حزم ما لونته لكم بالأخضر، وأغلق القوس، ووضع نقطة (ولم يضع حتى علامة الحذف ثلاث نقاط [ ... ]) وعزا على المُحلَّى!
وهذا ليس في المحلّى ولا يكون،
فلماذا عزا عليه؟
يمكنك أن تتأمّل ما بتره الحلبي، ثم تذكَّر موضوع كتابه، وفتوى اللجنة الدائمة .. تعرف الخبر ..
وكما قلت قبل: ليس عندي الآن كتاب الحلبي، فكنت أحب أن يرسل لي واحد ممن عنده الكتاب الصفحة التي فيها هذه الحاشية بعد أن يمسحها بالماسح الضوئي ..
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ..
¥(9/313)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 - 09 - 05, 07:31 م]ـ
[ SIZE=5] أحبتي/
لعل الكثيرين منكم قد تابعوا-وبدهشة بالغة- النقاش الدائر حول التفريق المتقدمين والمتأخرين والذي نقب نقبه أخونا البريقي.
ولعل الكثيرين منكم يتا بعون الآن -وبشغف بالغ-مقالات شيخنا هشام الحلاف حول الموضوع نفسه.
لذا فقد أحببت أن أضع هذه المقالة لشيخنا المحدث عبد الله السعد، فهي مفيدة جدا وتوضح أمورا مهمة تتعلق بهذه المسألة.
يقول شيخنا تحت عنوان:
التباين المنهجي بين المتقدمين والمتأخرين
في قسمي علوم الحديث
النظري والتطبيقي، وأسباب ذلك
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
إن معرفة منهج المتقدمين في الصناعة الحديثية أمر لا بد منه كما في باقي العلوم الشرعية (1)، لأن أهل العلم ليسوا على منهج واحد في الصناعة الحديثية، بل على مناهج متعددة، فعلى هذا لا بد من معرفة طريقتهم ثم السير عليها.
* قال أبو الفرج ابن رجب رحمه الله تعالى:
(وكذا الكلام في العلل و التواريخ قد دونه أئمة الحفاظ وقد هجر في هذا الزمان ودرس حفظه وفهمه، فلولا التصانيف المتقدمة فيه لما عُرف هذا العلم اليوم بالكلية، ففي التصانيف فيه ونقل كلام الأئمة المتقدمين مصلحة عظيمة جدا، وقد كان السلف الصالح مع سعة حفظهم وكثرة الحفظ في زمانهم يأمرون بالكتابة للحفظ، فكيف بزماننا هذا الذي هجرت فيه علوم سلف الأمة وأئمتها ولم يبق منها إلا ما كان منها مدونا في الكتب لتشاغل أهل الزمان بمدارسة الآراء المتأخرة و حفظها) اهـ من (شرح العلل) ص:74 بتحقيق / السامرائي.
* و قال أبو الفضل بن حجر رحمه الله تعالى مبينا جلالة المتقدمين في هذا الفن وعلو كعبهم في هذا العلم:
(وبهذا التقرير يتبين عظم موقع كلام الأئمة المتقدمين، وشدة فحصهم، وقوة بحثهم، وصحة نظرهم، وتقدمهم بما يوجب المصير إلى تقليدهم (2) في ذلك، والتسليم لهم فيه) ا. هـ من (النكت) 2/ 726.
* قال أبو الوفا بن عقيل مبينا اختلاف الفقهاء و المحدثين في الحكم على الأحاديث بعد أن ذكر حديثا ضعفه أحمد بعد أن سئل عنه وهو حديث معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أن غيلان أسلم وعنده عشر نسوة) قال أحمد: (ليس بصحيح، والعمل عليه، كان عبدالرزاق يقول: عن معمر عن الزهري مرسلا).
قال ابن عقيل: (ومعنى قول أحمد (ضعيف) على طريقة أصحاب الحديث، وقوله (والعمل عليه) كلام فقيه يعول عليه على ما يقوله الفقهاء من إلغاء التضعيف من المحدثين لأنهم يضعفون بما لا يوجب ضعفاً عند الفقهاء، كالإرسال والتدليس والتفرد بالرواية، وهذا موجود في كتبهم، يقولون: وهذا الحديث تفرد به فلان وحده ... ) ا. هـ من (الواضح في أصول الفقه) 5/ 21 - 22.
قول ابن عقيل في تفسير كلام أحمد في قوله (والعمل عليه): (كلام فقيه يعول على ما يقوله الفقهاء من إلغاء التضعيف من المحدثين ... ) ليس بصحيح فالإمام أحمد ضعف هذا الحديث لأن معمرا حدث به بالبصرة فأخطأ فيه ووصله و عندما حدث به في اليمن أرسله كما رواه عنه عبدالرزاق، وحديث معمر باليمن أصح من حديثه بالبصرة، وقد خالف الحفاظ من أصحاب الزهري معمرا في هذا الحديث، ولذلك ذهب أكثر الحفاظ إلى تضعيف حديث معمر كما قال أحمد، فقال البخاري عنه (هذا الحديث غير محفوظ) وحكم مسلم في كتابه (التمييز) على معمر بالوهم فيه، وقال أبو زرعة و أبو حاتم: (المرسل أصح). ينظر (تلخيص الحبير) 3/ 192.
و أما قول أحمد (والعمل عليه) فلا شك في هذا لأن القرآن والإجماع يدلان على ذلك و ليس كما قال ابن عقيل أن احمد يأخذ بقول الفقهاء في تصحيح هذا الحديث. فميز ابن عقيل بين طريقة المحدثين والفقهاء.
* وقال شيخه القاضي أبو يعلى في (إبطال التأويلات) 1/ 140 تعليقاً على كلام أحمد في حكمه على حديث عبدالرحمن بن عايش بالاضطراب، قال: (فظاهر هذا الكلام من أحمد التوقف في طريقه لأجل الاختلاف فيه، ولكن ليس هذا الكلام مما يوجب تضعيف الحديث على طريقة الفقهاء) ا. هـ.
¥(9/314)
و الشاهد من هذا اختلاف مناهج أهل العلم في الصناعة الحديثية، وأنهم ليسوا على منهج واحد كما يقول بعض الإخوان وأن في هذا تفريقا للأمة، و أنه ليس هناك من له منهج خاص في الصناعة الحديثية إلا محيي الدين النووي، فهذا القول لا شك في بطلانه و حكايته في الحقيقة تغني عن رده.
* و قال تقي الدين ابن دقيق العيد في كتابه (الاقتراح) ص: 152 في بيان مذاهب أهل العلم واختلاف مناهجهم في حد الحديث الصحيح، قال: (اللفظ الأول و مداره بمقتضى أصول الفقهاء والأصوليين على عدالة الراوي العدالة المشترطة في قبول الشهادة على ما قرر في الفقه، فمن لم يقبل المرسل منهم زاد في ذلك أن يكون مسندا، وزاد أصحاب الحديث أن لا يكون شاذا ولا معللا، وفي هذين الشرطين نظر على مقتضى نظر الفقهاء فإن كثيرا من العلل التي يعلل بها المحدثون الحديث لا تجري على أصول الفقهاء، وبمقتضى ذلك حد الحديث الصحيح بأنه: الحديث المسند الذي يتصل إسناده بنقل العدل الضابط إلى منتهاه ولا يكون شاذا ولا معللاً، ولو قيل في هذا الحديث الصحيح المجمع على صحته هو كذا وكذا إلى آخره لكان حسنا لأن من لا يشترط مثل هذه الشروط لا يحصر الصحيح في هذه الأوصاف ومن شرط الحد: أن يكون جامعا مانعا) ا. هـ.
قلت: وقول ابن دقيق هذا يدل على اختلاف أهل العلم في حد الحديث الصحيح و تباين طرائقهم في ذلك كما تقدم.
وقوله: ما اشترطه أهل الحديث في حد الحديث الصحيح: أن لا يكون شاذا ولا معللاً، وأن في هذين الشرطين نظر عند الفقهاء تقدم هذا فيما قاله القاضي أبو يعلى وابن عقيل من تضعيف الإمام أحمد للحديثين السابقين: أن هذا لا يجري على طريقة الفقهاء.
ولذلك قال أبو عبدالله بن القيم في (زاد المعاد) 5/ 96 - 97:
(وليس رواية الحديث مرسله (3) بعلة فيه، فإنه قد روي مسندا ومرسلا، فإن قلنا بقول الفقهاء: إن الاتصال زيادة ومن وصله مقدم على من أرسله فظاهر، وهذا تصرفهم في غالب الأحاديث فما بال هذا خرج عن حكم أمثاله، وإن حكمنا بالإرسال كقول كثير من المحدثين فهذا مرسل قوي .. ) ا. هـ.
* وقال ابن رجب ناقدا الخطيب البغدادي في بعض منهجه في كتابه (الكفاية) في مبحث (زيادة الثقة) وأنه لم يسلك منهج من تقدم من الحفاظ وإنما سلك منهج المتكلمين وغيرهم، فقال ص:312 من (شرح العلل): (ثم إن الخطيب تناقض فذكر في كتاب (الكفاية) للناس مذاهب في اختلاف الرواة في إرسال الحديث ووصله كلها لا تعرف عن أحد من متقدمي الحفاظ إنما هي مأخوذة من كتب المتكلمين ثم إنه اختار أن الزيادة من الثقة تقبل مطلقا كما نصره المتكلمون وكثير من الفقهاء وهذا يخالف تصرفه في كتابه (تمييز المزيد) ... ) ا. هـ.
* وقال برهان الدين البقاعي في (النكت الوفية على الألفية) ص: 99 مبينا طريقة كبار الحفاظ في تعارض الوصل والإرسال في الحديث و الرفع والوقف وزيادة الثقات و ناقدا لابن الصلاح الذي خلط في هذه المسألة طريقة المحدثين بطريقة الأصوليين فقال:
(إن ابن الصلاح خلط هنا طريقة المحدثين بطريقة الأصوليين، فإن للحذاق من المحدثين في هذه المسألة نظر آخر لم يحكه وهو الذي ينبغي أن يعدل عنه وذلك أنهم لا يحكمون بحكم مطرد وإنما يدورون في ذلك مع القرائن .. ) (4) ا. هـ.
قلت: وقد سلك كثير من المشتغلين بعلم الحديث طريقة الفقهاء والمتكلمين من الأصوليين واختلط الأمر عليهم، ولذلك كثرت مخالفتهم لكبار الحفاظ في أحكامهم على الأحاديث فصححوا ما أعله كبار الحفاظ و ضعفوا ما صححه كبار الحفاظ.
* قال عبدالرحمن المعلمي رحمه الله تعالى في مقدمته لكتاب (الفوائد المجموعة) للشوكاني مبينا تساهل كثير من المتأخرين في حكمهم على الأحاديث:
(إنني عندما أقارن نظري بنظر المتأخرين أجدني أرى كثيرا منهم متساهلين وقد يدل ذلك على أن عندي تشددا قد لا أُوافق عليه غير أني مع هذا كله رأيت أن أبدي ما ظهر لي ناصحا لمن وقف عليه من أهل العلم أن يحقق النظر ولا سيما من ظفر بما لم أظفر به من الكتب التي مرت الإشارة إليها) ا. هـ من المقدمة لكتاب (الفوائد المجموعة) ص: 8
وقال أيضاً في (الأنوار الكاشفة) ص:29: (وتحسين المتأخرين فيه نظر) ا. هـ.
¥(9/315)
ولذلك تجد أن بعض أهل العلم بالحديث ينبهون على طريقة من تقدم من الحفاظ في القضايا الحديثية التي يعالجونها
·قال أبو عبدالله بن القيم في (الفروسية) ص62 مبينا الطريقة السليمة والمنهج الصحيح الذي كان يسلكه أئمة الحديث في الحكم على الراوي ورادا على من خالف هذا المنهج فقال:
(وتضعيفه أين وُجد، كما يفعله بعض المتأخرين من أهل الظاهر وغيرهم) ا. هـ
·وقال أبو الفرج بن رجب في بيان منهج أئمة الحديث في قضية التفرد في الحديث والتفرد في بعض الألفاظ في الحديث: (وأما أكثر الحفاظ المتقدمين فإنهم يقولون في الحديث إذا تفرد به واحد وإن لم يرو الثقات خلافه أنه (5) لا يتابع عليه، ويجعلون ذلك علة فيه اللهم إلا أن يكون ممن كثر حفظه واشتهرت عدالته وحديثه كالزهري ونحوه، وربما يستنكرون بعض تفردات الثقات الكبار أيضاً ولهم في كل حديث نقد خاص، وليس عندهم لذلك ضابط يضبطه) ا. هـ من (شرح العلل).
·وقال أيضاً ص 272 من (شرح العلل) في اشتراط اللقاء حتى يحكم للخبر بالاتصال: (وأما جمهور المتقدمين فعلى ما قاله علي بن المديني والبخاري وهو القول الذي أنكره مسلم على من قاله ... ) ا. هـ.
· وقال أيضاً ص 311 من (شرح العلل) في مسألة الاختلاف في وصل الأخبار أو إرسالها أو تعارض الوقف مع الرفع: (وقد تكرر في هذا الكتاب ذكر الاختلاف في الوصل والإرسال والوقف والرفع وكلام أحمد وغيره من الحفاظ يدور على قول الأوثق في ذلك والأحفظ أيضاً ... ) ا. هـ.
والكلام في هذا يطول.
وعلى هذا فيستحسن بيان (منهج المتقدمين) أو (أئمة الحديث) في قضايا علم الحديث التي وقع فيها الخلاف مثل العلة والشذوذ والتفرد وزيادة الثقات وغيرها من القضايا، وقد بين بحمد الله تعالى أهل العلم هذه القضايا فدونك مثلاً (شرح العلل) لابن رجب، و (النكت على ابن الصلاح) لابن حجر وغيرها. ولعلي أتحدث باختصار عن (التدليس) وكيفية التعامل معه، فأقول وبالله التوفيق:
التدليس ينقسم إلى:
1 - تدليس الإسناد.
2 - تدليس التسوية.
3 - تدليس الشيوخ.
4 - تدليس الإرسال.
5 - تدليس العطف.
6 - تدليس المتابعة.
7 - لاتدليس القطع أو السكوت.
8 - تدليس الصيغ: أي صيغة التحمل.
9 - تدليس البلدان.
10 - تدليس المتون.
11 - تدليس قد يختلف (6) عما تقدم وسيأتي إن شاء الله تعالى الكلام عليه.
وكل نوع من هذه الأنواع له حكم خاص في التعامل معه. فإذا وصف الراوي بالتدليس فالذي ينبغي عمله هو:
1 - التأكد من ذلك، فمن المعلوم أنه ليس كل من وصف بذلك يصح عنه، وممن وصف بالتدليس ولم يصح عنه (شعبة بن الحجاج) فقد وصفه بذلك أبو الفرج النهرواني ولم يثبت ذلك عنه، بل الثابت عنه خلافه، وينظر (النكت على ابن الصلاح) لابن حجر 2/ 628 – 630 فقد ذكر ذلك عن النهرواني وَرَدَّهُ.
وممن وصف بالتدليس ولم يصح عنه (عمر بن عبيد الطنافيسي) فقد ذكره ابن حجر في (النكت) 2/ 641 تحت ترجمة (من أكثروا من التدليس وعرفوا به)، وفي (النكت) 2/ 617 قال الحافظ ابن حجر: (وفاتهم أيضاً فرع آخر وهو تدليس القطع، مثاله ما رويناه في (الكامل) لأبي أحمد بن عدي وغيره عن عمر بن عبيد الطنافيسي أنه كان يقول: ثنا ثم يسكت ينوي القطع ثم يقول: هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها. ا. هـ.
قلت: إن هذا وهم، والموصوف بذلك هو (عمر بن علي بن عطاء مقدم المقدمي) (7).
·قال ابن سعد في (الطبقات) 7/ 291 عنه: (وكان يدلس تدليساً شديداً وكان يقول: سمعت وحدثنا ثم يسكت ثم يقول: هشام بن عروة، الأعمش) ا. هـ.
·وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي ذكر عمر بن علي فأثنى عليه خيرا، وقال:
(كان يدلس، سمعته يقول: حجاج سمعته يعني: ثنا آخر، قال أبي: هكذا كان يدلس) ا. هـ من (تهذيب الكمال).
وهذا النص موجود في سؤالات عبدالله بن أحمد لأبيه 3/ 14 ولكن أخطأ المحقق في قراءة النص ففصل أول الكلام عن آخره.
وأما عمر بن عبيد الطنافسي فلا أعلم أن أحداً وصفه بالتدليس أصلاً غير الحافظ ابن حجر في (النكت) ولذلك لا أعلم أن أحداً ذكره في (طبقات المدلسين) حتى ابن حجر في (طبقاته) لم يذكره، فهذا يدل على وهمه عندما وصفه بالتدليس والله أعلم.
فعلى هذا لا بد من التأكد أولاً من وصف الشخص بالتدليس.
¥(9/316)
2 - عندما يثبت أن هذا الراوي قد وصف بالتدليس فالذي ينبغي بعد ذلك تحديد نوع التدليس الذي وصف به.
فكما تقدم أن التدليس أنواع عديدة، ولذلك أكثر أهل العلم من الحديث عن هذه الأنواع مع أنهم في كثير من المواضع يطلقون الوصف بالتدليس ولا يحددونه، وفي موضع آخر يبينون هذا النوع من التدليس الذي وصف به هذا الراوي، أو أن بعضهم يصفه بالتدليس ويطلق ولا يبين ثم تجد أن غيره بين هذا النوع.
فمثلاً: (عبدالله بن وهب المصري).
قال عنه ابن سعد كما في (الطبقات) 7/ 518:
(كان كثير العلم ثقة فيما قال: حدثنا وكان يدلس) ا. هـ.
قلت: لا أعلم أن أحداً وصفه (8) بالتدليس غير ابن سعد (9) وقد يُظن من كلام ابن سعد أنه يصفه بتدليس الإسناد والذي يظهر أن ابن وهب لا يدلس تدليس الإسناد بمعنى أنه يسقط من الإسناد من حدثه، وإنما يدلس تدليس الصِّيَغ (10) ويسيء الأخذ أحياناً في الرواية عن شيوخه.
قال ابن معين: سمعت عبدالله بن وهب قال لسفيان بن عيينة: يا أبا محمد الذي عرض عليك أمس فلان أجزها لي، فقال: نعم.
وقال أيضاً: رأيت عبدالله بن وهب يعرض له على سفيان بن عيينة وهو قاعد ينعس أو وهو نائم. ا. هـ من (تاريخ الدوري) 2/ 236.
وقال أحمد: عبدالله بن وهب صحيح الحديث يَفْصِل السماع من العرض والحديث من الحديث، ما أصح حديثه وأثبته!.
فقيل لأحمد: أليس كان يسيء الأخذ. قال: قد يسيء الأخذ ولكن إذا نظرت في حديثه وما روى عن مشايخه وجدته صحيحاً. ا. هـ من (تهذيب الكمال).
وقال عبدالله بن أيوب المخرمي: كنت عند ابن عيينة وعنده ابن معين فجاءه عبدالله بن وهب ومعه جزء فقال: يا أبا محمد أحدث بما في هذا الجزء عنك، فقال لي (11) يحيى بن معين: يا شيخ هذا والريح بمنزلة، ادفع إليه الجزء حتى ينظر في حديثه. ا. هـ من (الكامل) 4/ 1518.
وقال الساجي عنه: (صدوق ثقة، وكان من العباد وكان يتساهل في السماع لأن مذهب أهل بلده أن الإجازة عندهم جائزة، ويقول فيها: حدثني فلان) ا. هـ من التهذيب.
فالذي يبدو أن ابن سعد يقصد ما تقدم، ولا يقصد أن ابن وهب يسقط من حدّثَه.
مثال آخر: (الوليد بن مسلم) وُصِفَ بالتدليس، وفي بعض المواضع لم يبيّن هذا النوع من التدليس الذي وصف به، وفي الكتب الموسعة تجد أنه يدلس ثلاثة أنواع من التدليس وهي:
1 - تدليس الإسناد.
2 - تدليس التسوية (12).
وهذان مشهوران عنه ولا حاجة إلى ذكر الدليل على ذلك.
3 - تدليس الشيوخ.
قال أبو حاتم ابن حبان في (المجروحين) 1/ 91: (ومثل الوليد بن مسلم إذا قال: ثنا أبو عمرو فَيُتَوهَّم أنه أراد الأوزاعي وإنما أراد به عبدالرحمن بن يزيد بن تميم وقد سمعا جميعاً من الزهري) ا. هـ.
ومثله: بقية بن الوليد يدلس هذه الأنواع الثلاثة.
فعلى هذا: لا بد من تحديد نوع التدليس، لأن كل تدليس يعامل بخلاف الآخر.
3 - فإذا حُدّد نوع التدليس الذي وصف به هذا الراوي.
فإن كان تدليس الإسناد
فالذي ينبغي عمله هو:
أ – هل هو مكثر من هذا التدليس أو مقل؟ فمن المعلوم إذا كان مقلاً من هذا النوع من التدليس يعامل غير ما يعامل فيما لو كان مكثرا.
قال يعقوب بن شيبة السدوسي: سألت علي بن المديني عن الرجل يدلس أيكون حجة فيما لم يقل: حدثنا، قال: إذا كان الغالب عليه التدليس فلا حتى يقول: حدثنا. ا. هـ من (الكفاية) ص 362.
وما ذهب إليه علي بن المديني ظاهر لأنه إذا كان مقلاً من التدليس فالأصل في روايته الاتصال واحتمال التدليس قليل أو نادر فلا يذهب إلى القليل النادر ويترك الأصل والغالب.
ولأنه أيضاً يكثر من الرواة الوقوع في شيء من التدليس فإذا قيل لا بد في قبول حديثهم من التصريح بالتحديث منهم رُدّت كثير من الأحاديث الصحيحة.
ولذلك لم يجر العمل عند من تقدم من الحفاظ أنهم يردون الخبر بمجرد العنعنة ممن وصف بشيء من التدليس ودونك ما جاء في الصحيحين وتصحيح الترمذي وابن خزيمة وغيرهم من الحفاظ.
·وأما ما قاله أبو عبدالله الشافعي في (الرسالة) ص 379 – 380: (ومن عرفناه دلس مرة فقد أبان لنا عورته في روايته … فقلنا لا نقبل من مدلس حديثاً حتى يقول فيه: حدثني أو سمعت) ا. هـ.
¥(9/317)
فهذا الأقرب أنه كلام نظري، بل لعل الشافعي لم يعمل به هو، فقد روى لابن جريج في مواضع من كتبه بعضه محتجاً به بالعنعنة، ولم يذكر الشافعي أن ابن جريج سمع هذا الخبر ممن حدث عنه، ينظر 498و 890 و 903 من (الرسالة)، وأبو الزبير أيضاً، ينظر 498 و 889، والأمثلة على هذا كثيرة لمن أراد أن يتتبعها.
·وقال أبو حاتم ابن حبان في مقدمة صحيحه كما في (الإحسان) 1/ 161 نحوا مما قال الشافعي، ويجاب عليه كما أجيب عن قول الشافعي.
وعمل الحفاظ على خلاف هذا كما تقدم.
ولذلك قال يحيى بن معين عندما سأله يعقوب بن شيبة عن المدلس أيكون حجة فيما روى، أو حتى يقول: حدثنا وأخبرنا، فقال: لا يكون حجة فيما دلس. اهـ من (الكفاية) ص 362، يعني إذا دل الدليل على أنه دلس في هذا الخبر لا يحتج به، وليس حتى يصرح بالتحديث.
ولذلك قال يعقوب بن سفيان في (المعرفة) 2/ 637: (وحديث سفيان وأبي إسحاق والأعمش ما لم يعلم أنه مدلس يقوم مقام الحجة) اهـ.
ب- ثم ينظر: هل ثبت لهذا الراوي لقاء وسماع عمن حدّث عنه أو لا؟
لأنه لا بد في اتصال الخبر من ثبوت ذلك سواء كان هذا الراوي موصوفاً بالإرسال والتدليس أم لا، وهذا ما ذهب إليه جمهور الحفاظ ممن تقدم.
-قال ابن رجب في (شرح العلل) ص 272:
(وأما جمهور المتقدمين فعلى ما قاله ابن المديني والبخاري، وهو القول الذي أنكره مسلم على من قاله) اهـ.
لأن الأصل هو الانقطاع فلا بد من ثبوت اللقاء والسماع حتى يحكم للخبر بالاتصال، فإذا ثبت ذلك فنحن على هذا الأصل حتى يدل دليل على خلافه من كونه مثلاً لم يسمع هذا الراوي من شيخه إلا القليل ونحو ذلك كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
وإرسال الأخبار من قبل الرواة كثير، ولذلك وصف بهذا جمع كبير من الرواة خاصة في الطبقات العليا من الإسناد كطبقة التابعين فكثيراً ما يرسلون عن الصحابة، أو في رواية الأبناء عن آبائهم مثل رواية أبي عبيدة عن أبيه ابن مسعود فإنه لم يسمع منه، ورواية محمد بن إسماعيل بن عياش عن أبيه، وعمرو بن شعيب عن أبيه، وأبيه عن جده عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، ومخرمة بن بكير عن أبيه.
ولذلك لا بد من ثبوت اللقاء بين الراوي ومن حدث عنه، وقد تساهل في هذا كثير من المتأخرين حتى صححوا أسانيد لا شك في انقطاعها، ومن أغرب ما مرّ علي في ذلك ما رواه ابن حبان في صحيحه (199) من طريق محمد بن إبراهيم عن سعيد بن الصلت عن سهيل بن بيضاء قال: (بينما نحن في سفر مع الرسول ... )، وسهيل مات في عهد الرسول كما جاء هذا في صحيح مسلم، وسعيد بن الصلت تابعي وقد ترجم له ابن أبي حاتم في (الجرح (4/ 34 ونقل عن أبيه أن رواية سعيد عن سهيل مرسلة.
فكيف يروي رجل من التابعين عن صحابي مات في عهد الرسول e ؟ وتنظر (الإصابة) فقد بين ذلك ابن حجر في ترجمة (سهيل بن بيضاء).
ومن ذلك:
ما رواه ابن حبان أيضاً (745) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ابن مسعود .. فذكر حديثا، وهذا الخبر انقطاعه واضح لأن أبا سلمة لم يسمع من أبيه عبد الرحمن بن عوف، وقد توفي وهو صغير وكانت وفاة عبد الرحمن وابن مسعود سنة 32 على المشهور، فإذا كان لم يسمع من أبيه الذي هو في بيته، فعدم سماعه من ابن مسعود من باب أولى.
والذي دعا ابن حبان إلى تصحيح هذه الأخبار هو عدم أخذه بهذا الشرط ولذلك قال ابن رجب في (شرح العلل) ص 271:
(وكثير من العلماء المتأخرين على ما قاله مسلم رحمه الله من أن إمكان اللُّقى كاف في الاتصال من الثقة غير المدلس وهو ظاهر كلام ابن حبان وغيره ... ) ا. هـ
أما إذا نص الحفاظ على أن هذا الراوي لم يسمع من شيخه إلا القليل كأن يكون سمع منه حديثا أو حديثين أو نحو ذلك فحينئذٍ يكون الأصل في روايته الانقطاع إلا ما صرح فيه بالسماع أو نص الحفاظ على أنه سمع هذا الخبر بعينه عمن رواه عنه ونحو ذلك.
ومثال على هذا رواية الحسن عن سمرة، ثبت في صحيح البخاري سماعه من سمرة لحديث العقيقة وقد روى نحوا من 164حديثا بالمكرر كما في الطبراني في الكبير (7/ 6800 –6964.)
¥(9/318)
وبعض هذه الأحاديث فيها نكارة، ولا شك أن العلة في ذلك ليست من الحسن لأنه إمام، فعلى هذا تكون من الواسطة بينهما ولذلك القول الراجح في رواية الحسن عن سمرة: الأصل أنها منقطعة، والقول بأنه لم يسمع منه إلا حديث العقيقة قول قوي، وقد أخرج عبد الله بن أحمد عن أبيه ثنا هشيم أخبرنا ابن عون قال: (دخلنا على الحسن فأخرج إلينا كتابا من سمرة ... ) ا. هـ من (العلل) 2/ 260 فهذا يؤيد أنها صحيفة ولم تكن سماعا، والله أعلم.
ج – ثم ينظر: هل هو يدلِّس على الإطلاق، أو دلَّس عن شيوخ بعينهم، أو إذا روى عن شيخه (فلان) فإنه لا يدلس عنه، أو أنه يدلِّس في فن معين، أو لا يدلس إلا عن ثقة؟
فإذا كان يدلس في شيوخ معينين فلا يصلح تعميمه في غيره، فمثلا: (عبد الله بن أبي نجيح) روى عن مجاهد (التفسير) وهو لم يسمعه منه،وإنما لعله دلسه، فعلى هذا لا يعمم هذا الحكم في كل رواية رواها ابن أبي نجيح عن مجاهد على أن الواسطة بينهما في رواية التفسير ثقة،فعلى هذا تكون صحيحة.
ومن ذلك: ما قاله عبد الله بن أحمد عن أبيه وقد ذكر (عطية العوفي) فقال: (هو ضعيف الحديث، بلغني أن عطية كان يأتي الكلبي فيأخذ عنه التفسير وان يكنيه بأبي سعيد، فيقول: قال أبو سعيد قال أبو سعيد).
قال عبد الله: وحدثنا أبي ثنا أبو أحمد الزبيري سمعت الثوري قال: سمعت الكلبي قال: كناني عطية بأبي سعيد.
قال ابن رجب: (لكن الكلبي لا يعتمد على ما يرويه، وإن صحت هذه الحكاية عن عطية فإنما يقتضي التوقف فيما يحكه عطية عن أبي سعيد من التفسير خاصة، فأما الأحاديث المرفوعة التي يرويها عن أبي سعيد فإنما يريد أبا سعيد الخدري ويصرح في بعضها بنسبته) اهـ من (شرح العلل) ص 471.
والشاهد من هذا هو عدم تعميم هذا الحكم في كل ما رواه عطية عن أبي سعيد فيقال (لعله الكلبي) ويستدل على هذا بالقصة السابقة.ومن ذلك: أن الحفاظ ينصون أحيانا أن فلانا ليس له تدليس عن فلان أو غيره من شيوخه. ومن ذلك ما قاله البخاري عن الثوري: (ولا أعرف للثوري عن حبيب بن أبي ثابت ولا عن سلمة بن كهيل ولا عن منصور – وذكر مشايخ كثيرة – لا أعرف لسفيان عن هؤلاء تدليسا، ما أقل تدليسه) اهـ من (العلل الكبير) للترمذي 2/ 966.
ومن ذلك: إذا كان الراوي الموصوف بالتدليس مكثرا عن شيوخ معينين فالأصل في روايته أنها تحمل على الاتصال، قال الذهبي في الميزان 2/ 224 عن الأعمش: (وهو يدلس وربما دلس عن ضعيف ولا يدري به فمتى قال حدثنا فلا كلام، ومتى قال عن تطرق إليه احتمال التدليس إلا في شيوخ له أكثر عنهم كإبراهيم وأبي وائل وأبي صالح السمان فإن روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال) ا. هـ.
د-. ثم ينظر بعد ذلك إلى القرائن الأخرى من استقامة الخبر.
فإذا وجِد في الخبر نكارة أو غرابة أو مخالفة فهذا قرينة على التدليس، ولذلك تجد أن الأئمة أحيانا إذا استنكروا شيئا ردوه بعدم ذكر السماع كما هو معلوم.
وأما إذا كان المدلس يدلس تدليس التسوية
أ-فينظر إلى تصريحه بالتحديث ببينه وبين شيخه وشيخ شيخه لأن التسوية هي إسقاط شيخ شيخه من قبل الراوي.
و قد يكون المسقط ضعيفا وهو الغالب أو لا، ينظر (النكت على ابن الصلاح) لابن حجر 2/ 621
ب – هذا النوع وهو (تدليس التسوية) من حيث الناحية العملية ليس بالكثير.
فمثلا (بقية بن الوليد) وهو ممن وصف بذلك لو فتشت عن أمثلة لهذا النوع من التدليس قد لا تجد إلا مثالا واحدا ذكره الخطيب في (الكفاية) ص 364 عن أبي حاتم الرازي، وهو في العلل 2/ 154 - 155 وذكر أيضا هذا المثال من جاء بعد الخطيب.
ولعل (الوليد بن مسلم) أكثر من يفعل ذلك كما في ترجمته، وهذا لم يثبت عنه إلا في حديث الأوزاعي خاصة.
ج _ ذكر من وصف بذلك وهم:
1 - بقية بن الوليد.
2 - الوليد بن مسلم.
3 - صفوان بن صالح (13)
4 - ومحمد بن المصفى (14)
5 - سلمان الأعمش.
6 - الثوري (15)
7 - هشيم بن بشير (16).
8 - سنيد بن داود (17).
9 - إبراهيم بن عبد اله المصيصي (18).
10 - أصحاب بقية بن الوليد (19).
وكان مالك بن أنس يفعل ذلك ولكن لم يكن يقصد التسوية، ينظر (النكت) لابن حجر على ابن الصلاح 2/ 618 - 620.ولا أعلم غير هؤلاء وصفوا بالتسوية.
وأما تدليس الشيوخ
¥(9/319)
فهو أن يسمي شيخه أو يكنيه خلاف المشهور في اسمه أو كنيته كما فُعِل بـ (محمد بن سعيد الأسدي الشامي المصلوب) قال ابن حجر: قيل: قلبوا اسمه على مائة وجه ليخفى.
فالذي ينبغي عمله تجاه هذا النوع هو تحديد اسم الراوي والتأكد من ذلك حسب.
وأما تدليس الإرسال
فينظر في ثبوت لقاء وسماع هذا الراوي من شيخه الذي روى عنه فإذا ثبت ذلك فتحمل باقي أحاديثه على الاتصال حتى يدل دليل على خلاف ذلك كأن يكون لم يسمع منه إلا القليل أو حديثا بعينه لم يسمعه، وقد تقدم الكلام على هذا.
وأما تدليس العطف
فهو أن يروي الراوي عن شخص سمع منه ثم يعطف عليه راو آخر لم يسمع منه، وقد روى الحاكم في (معرفة علوم الحديث) ص 131 فقال: (وفيما حدثونا أن جماعة من أصحاب هشيم اجتمعوا يوما على أن لا يأخذوا منه التدليس ففطن لذلك فكان يقول في كل حديث يذكره: حدثنا حسين ومغيرة عن إبراهيم، فلما فرغ قال لهم: هل دلست لكم اليوم، فقالوا: لا، فقال: لم أسمع من مغيرة حرفا مما قلته إنما قلت حدثني حصين، ومغيرة غير مسموع لي) ا. هـ.
فهذه القصة لم يسندها الحاكم فعلى هذا لا تصح، ومن ذكرها إنما ذكرها عن الحاكم – فيما أعرف-.
ولكن في (العلل) للإمام أحمد برواية عبد الله خبرا من رواية هشيم قد يصلح أن يكون مثالا على هذا النوع، قال عبد الله (2192) ثني أبي ثنا هشيم قال: وعبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر ...
قال عبد الله: سمعت أبي يقول: لم يسمعه هشيم من عبيد الله. وكان عبد الله قد روى قبل ذلك عن أبيه: ثنا هشيم أخبرنا الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ... ثم قال: ثنا هشيم قال: وعبيد الله بن عمر ... فظاهر هذا أن هذا من تدليس العطف.
وأما تدليس المتابعة
فأعني به أن يروي الراوي خبرا عن شيخين له أو أكثر ويكون بين من روى عنهم اختلاف إما باللفظ أو الإسناد، فيحمل رواية أحدهما على الآخر ولا يبين.
قال ابن رجب في (شرح العلل) ص 506:
(شعيب بن أبي حمزة عن ابن المنكدر روى عنه أحاديث منها: حديث ابن المنكدر عن جابر مرفوعا (من قال حين يسمع النداء ... الحديث) وقد خرجه البخاري في صحيحه وله علة ذكرها ابن أبي حاتم عن أبيه، قال: قد طعن في هذا الحديث وكان عرض شعيب على ابن المنكدر كتابا فأمر بقراءته عليه فعرف بعضا وأنكر بعضا، وقال لابنه أو ابن أخيه: اكتب هذه الأحاديث، فدوّن شعيب ذلك الكتاب ولم تثبت رواية شعيب تلك الأحاديث على الناس، وعرض عليّ بعض تلك الكتب فرأيتها مشابها لحديث إسحاق بن أبي فروة، وهذا الحديث من تلك الأحاديث، قال ابن رجب: ومصداق ما ذكره ابن أبي حاتم أن شعيب بن أبي حمزة روى عن ابن المنكدر عن جابر حديث الاستفتاح في الصلاة بنحو سياق حديث علي، وروي عن شعيب عن ابن المنكدر عن الأعرج عن محمد بن مسلمة،فرجع الحديث إلى الأعرج، وإنما رواه الناس عن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب، ومن جملة من رواه عن الأعرج بهذا الإسناد إسحاق بن أبي فروة، وقيل إنه رواه عن عبد الله بن الفضل عن الأعرج.
وروي عن محمد بن حمير عن شعيب عن ابن أبي فروة وابن المنكدر عن الأعرج عن محمد بن مسلمة.
ورواه أبو معاوية عن شعيب عن إسحاق عن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن محمد بن مسلمة، فظهر بهذا أن الحديث عن شعيب عن أبي فروة وكذا قال أبو حاتم الرازي: هذا الحديث من حديث ابن أبي فروة يرويه شعيب عنه.
وحاصل الأمر: أن حديث الاستفتاح رواه شعيب عن إسحاق بن أبي فروة وابن المنكدر، فمنهم من ترك إسحاق وذكر ابن المنكدر، ومنهم من كنى عنه فقال: عن ابن المنكدر وآخر، وكذا وقع في سنن النسائي، وهذا مما لا يجوز فعله وهو أن يروي الرجل حديثا عن اثنين أحدهما مطعون فيه والآخر ثقة، فيترك ُ ذكر المطعون فيه ويذكر الثقة، وقد نص الإمام أحمد على ذلك وعلّله بأنه ربما كان في حديث الضعيف شيء ليس في حديث الثقة وهو كما قال فإنه ربما كان سياق الحديث للضعيف، وحديث الآخر محمولا عليه، فهذا الحديث يرجع إلى رواية إسحاق بن أبي فروة وابن المنكدر، ويرجع إلى حديث الأعرج ورواية الأعرج له معروفة (20) عن ابن أبي رافع عن علي، وهو الصواب عند النسائي والدار قطني وغيرهما، وهذا الاضطراب الظاهر أنه من ابن أبي فروة لسوء حفظه وكثرة اضطرابه في الأحاديث
¥(9/320)
وهو يروي عن ابن المنكدر ...
وقد كان بعض المدلِّسين يسمع الحديث من ضعيف فيرويه عنه ويدلِّسه معه عن ثقة لم يسمعه منه فيظن أنه سمعه منهما كما روى معمر:
عن ثابت وأبان وغير واحد عن أنس عن النبي ((أنه نهى عن الشغار) قال أحمد: هذا عمل أبان يعني أنه حديث إبان وإنما معمر يعني لعله دلسه ...
ومن هذا المعنى: أن ابن عيينة كان يروي عن ليث وابن أبي نجيح جميعا عن مجاهد عن أبي معمر عن علي حديث القيام للجنازة.
قال الحميدي: فكنا إذا وقفناه عليه لم يدخل في الإسناد أبا معمر إلا في حديث ليث خاصة، يعني أن حديث: ابن أبي نجيح كان يرويه عن مجاهد عن علي منقطعا، وقد رواه ابن المديني وغيره عن ابن عيينة بهذين الإسنادين ورواه ابن أبي شيبة وغيره عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح وحده وذكر في إسناده مجاهدا وهو وهم.
قال يعقوب بن شيبة: كان سفيان بن عيينة ربما يحدث بالحديث عن اثنين فيسند الكلام عن أحدهما فإذا حدث به عن الآخر على الانفراد أوقفه أو أرسله) ا. هـ.
في هذا الكلام الذي سبق ذكر ابن رجب ثلاثة أمثلة والكلام فيها قد يطول وبالذات الحديث الأول، ولكن أذكر باختصار معنى ما ذكره ابن رجب فيما يتعلق بهذا النوع من أنواع التدليس:
فأما الحديث الأول: فأقول وبالله التوفيق:
شعيب من كبار الحفاظ وحديثه على ثلاثة أقسام:
1 - إذا حدث عن الزهري وهو أصح حديثه، بالذات إذا كان من كتابه فكتبه من أصح الكتب وقد أثنى عليها أحمد ثناء كبيراً.
2 - إذا حدث عن غير الزهري ولا يكون شيخه ابن المنكدر كنافع مثلا، وهذا أيضا صحيح، ولكن دون الأول، وبالذات إذا كان من كتابه.
3 - إذا حدث عن ابن المنكدر فقد تكلم أبو حاتم الرازي في روايته عنه والسبب في ذلك أن شعيبا أراد أن يسمع من ابن المنكدر فكتب أحاديثه ويظهر أنه أخذها من غير ثبت ولعله ابن أبي فروة فعندما عرضها على ابن المنكدر عرف بعضها وأنكر البعض ويبدو أن شعيبا لم يصحح ذلك وبقي الكتاب عنده وكان شعيب عسرا في الرواية وعندما نزل به الموت جاء إليه وجوه الحمصيين وطلبوا منه الرواية عنه فأجازها لهم فرووها من كتبه ومنها روايته عن ابن المنكدر ومن حديث ابن المنكدر حديث الاستفتاح، وكان شعيب سمعه أيضا من ابن أبي فروة، فروي عن شعيب عن ابن أبي فروة وابن المنكدر، وروي أيضا عن ابن المنكدر لوحده ويرى ابن رجب أن لفظ الحديث إنما هو لابن أبي فروة وليس لابن المنكدر، واستدل بهذا على تأييد كلام أبي حاتم الرازي في حديث الدعاء بعد الأذان، وهذا الحديث صححه البخاري بإخراجه في صحيحه (614) وأخرجه الترمذي (211) وقال (حديث حسن (21) غريب من حديث ابن المنكدر لا نعلم أحداً رواه غير شعيب بن أبي حمزة)
وصححه ابن خزيمة (420) وابن حبان (1681) ,
والكلام على هذا المثال يطول، ولكن كما ذكرت المقصود هو الكلام على هذا النوع من أنواع التدليس.
وأما المثال الثاني الذي ذكره:
فرواه معمر عن ثابت وأبان بن أبي عياش وهو متروك كلاهما عن أنس، فذهب أحمد إلى أن اللفظ المذكور إنما هو لفظ أبان وليس ثابت، وأن لفظ حديث ثابت يختلف فعلى هذا يكون الحديث ضعيفاً.
وأما المثال الثالث:
فروى ابن عيينة حديثا عن ليث وهو ابن أبي سليم وهو ضعيف عن مجاهد عن أبي معمر عن علي رضي الله عنه به.
ورواه أيضا عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن علي به، ومجاهد لم يسمع من علي فيكون منقطعا، فأحيانا يروي ابن عيينة الحديث عنهما فيعطف رواية ابن أبي نجيح على رواية ليث ولا يبين وهذا يفيد أن ابن عيينة أحيانا يدلس عن الضعفاء وإن كان الغالب عليه لا يدلس إلا عن الثقات.
ومن الأمثلة على ذلك:
ما رواه أبو داود (1573) من طريق ابن وهب أخبرني جرير بن حازم وسمى آخر عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة والحارث الأعور عن علي رضي الله عنه فذكر حديثا في الزكاة.
-قال الزيلعي في (نصب الراية) 2/ 328:
¥(9/321)
(ولا يقدح فيه ضعف الحارث لمتابعة عاصم له، وقال عبد الحق في أحكامه: هذا حديث رواه ابن وهب عن جرير بن حازم عن أبي إسحاق عن عاصم،والحارث عن علي، فقرن أبو إسحاق بين عاصم والحارث، والحارث كذاب، وكثير من الشيوخ يجوز عليه مثل هذا، وهو أن الحارث أسنده وعاصم لم يسنده فجمعهما جرير وأدخل حديث أحدهما في الآخر وكل ثقة رواه موقوفا،، فلو أن جريرا أسنده عن عاصم وبين ذلك أخذنا به) اهـ من (نصب الراية).
قلت: وما قاله عبد الحق واضح وهو أن رواية عاصم عن علي موقوفة، قال أبو داود: ورواه شعبة وسفيان وغيرهما عن أبي إسحاق عن عاصم عن علي ولم يرفعوه. ا. هـ.
وأما رواية الحارث عن علي فهي مرفوعة فرواه جرير عن أبي إسحاق عن عاصم والحارث عن علي مرفوعا، والصواب التفصيل كما تقدم.
مثال آخر:
روى الترمذي (1728) ثنا قتيبة ثنا سفيان بن عيينة وعبد العزيز بن محمد عن زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن وعلة عن ابن عباس رفعه: (أيما إهاب دبغ فقد طهر).
قلت: اختلف الرواة عن زيد بن أسلم في لفظ هذا الحديث فبعضهم رواه بلفظ (أيما ... ) كما هي رواية ابن عيينة، ورواه آخرون بلفظ (إذا دبغ الإهاب ... ) كما هي رواية مالك وغيره وفي رواية قتيبة السابقة يبدو أنه عطف رواية الدراوردي على رواية ابن عيينة لأنه جاء من طريق آخر عن الدراوردي بلفظ (إذا دبغ ... ) فقد رواه الدارقطني 1/ 46 في (سننه) من طريق ابن أبي مذعور عن الدراوردي به.
والأمثلة على هذا النوع من أنواع التدليس تكثر لمن أراد أن يتتبعها، فهذا النوع من أنواع التدليس مهم جدا، ويخفى على الكثير كما قال عبد الحق (وكثير من الشيوخ يجوز عليه مثل هذا)، وعندي أن هذا النوع أخطر وأكثر خفاءً من تدليس التسوية لأمرين:
1 - لكثرة وقوعه بخلاف التسوية، فإنه نادر.
2 - لأنه أكثر خفاء من التسوية كما تقدم.
والله تعالى أعلم.
وقليل من نبه على هذا النوع من أنواع التدليس، وقد نبه عليه أيضا الخطيب فقال (الكفاية) ص 377:
(باب في المحدث يروي حديثا عن الرجلين أحدهما مجروح هل يجوز للطالب أن يسقط اسم المجروح – وذكر مثالا ثم قال: ولا يستحب للطالب أن يسقط المجروح ويجعل الحديث عن الثقة وحده خوفا من أن يكون في حديث المجروح ما ليس في حديث الثقة وربما كان الراوي قد أدخل أحد اللفظين في الآخر أو حمله عليه وقد سئل أحمد بن حنبل عن مثل هذا في الحديث يروى عن ثابت البناني وأبان بن أبي عياش عن أنس فقال فيه نحوا مما ذكرنا) ا. هـ.
وبسبب ذلك تكلم الحفاظ في جمع من الرواة كانوا إذا حدثوا أحيانا يجمعون أكثر من واحد من شيوخهم في الحديث الواحد أو المسالة الواحدة ولا يفرقون بين رواية أحدهم عن الآخر وقد يكون بينهما اختلاف.
قال المروذي: سألت أحمد عن (محمد بن إسحاق)، فقال: هو حسن الحديث ولكنه إذا جمع بين الرجلين، قلت: كيف،. قال: يحدث عن الزهري فَيَحْمِلُ حديث هذا على هذا .. ا. هـ من (العلل) رواية المروذي ص 61.
-وقال ابن سعد في (الطبقات) 6/ 349:
(إن ليثا (22).كان سأل عطاء وطاؤوس ومجاهدا عن الشيء فيختلفون فيه، فيحكي عنهم في ذلك الاتفاق من غير تعمد له) ا. هـ.
-وقال أبو يعلى الخليلي في (الإرشاد) 1/ 417:
(ذاكرت يوما بعض الحفاظ فقلت:البخاري لم يخرج حماد بن سلمة في الصحيح وهو زاهد ثقة. فقال: لأنه جمع بين جماعة من أصحاب أنس، فيقول: حدثنا قتادة وثابت وعبد العزيز بن صهيب، وربما يخالف في بعض ذلك. فقلت: أليس ابن وهب اتفقوا عليه وهو يجمع بين أسانيد، فيقول ثنا مالك وعمرو بن الحارث والليث بن سعد والأوزاعي بأحاديث ويجمع بين جماعة غيرهم. فقال: ابن وهب أتقن لما يرويه وأحفظ له) ا. هـ
قال ابن رجب – تعليقا على ما تقدم-:
(ومعنى هذا أن الرجل إذا جمع بين حديث جماعة وساق الحديث سياقة واحدة فالظاهر أن لفظهم لم يتفق فلم يقبل هذا الجمع إلا من حافظ متقن لحديثه يعرف اتفاق شيوخه واختلافهم كما كان الزهري يجمع بين شيوخ له في حديث الإفك وغيره) ا. هـ من (شرح العلل) ص 463.وقد أطال ابن رجب في (شرح العلل) الكلام على هذه المسألة وذكر الأمثلة الكثيرة على ذلك.
وأما تدليس القطع
فلا أعرف أن أحدا وصف به سوى (عمر بن علي المقدمي) وتقدم الكلام على هذا، ويظهر أن فعله لهذا نادر.
وأما تدليس الصيغ
¥(9/322)
فالمقصود به: عندما يستعمل بعض الرواة صيغة التحديث أو الإخبار في الإجازة موهما للسماع ونحو ذلك من تدليس صيغة التحمل.
-قال أبو الفضل بن حجر في (طبقات المدلسين) ص 62:
(ويلتحق بالتدليس ما يقع من بعض المحدثين من التعبير بالتحديث أو الإخبار عن الإجازة موهما للسماع ولا يكون سمع من ذلك الشيخ شيئا) ا. هـ.
ونبه عليه أيضا في (النكت على ابن الصلاح) ينظر 2/ 624، 625،633.
وممن وصف بذلك أبو نعيم الأصبهاني، قال ابن حجر في طبقات المدلسين ص 82: (كانت له إجازة من أناس أدركهم ولم يلقهم فكان يروي عنهم بصيغة أخبرنا ولا يبين كونها إجازة لكنه كان إذا حدث عمن سمع منه يقول: ثنا سواء ذلك قراءة أو سماعا وهو اصطلاح له تبعه عليه بعضهم، وفيه نوع تدليس لمن لا يعرف ذلك) ا. هـ.
قلت: والأمثلة على هذا كثيرة.
وأما تدليس البلدان
فهو: أن يقول الراوي مثلا: حدثنا بما وراء النهر، ويقصد بالنهر (دجلة) وليس (نهر جيحون) ينظر (الاقتراح) لابن دقيق العيد ص 212.
و أما تدليس المتون
فقد ذكره أبو المظفر السمعاني في كتابه (قواطع الأدلة) 2/ 323 فقال: (وأما من يدلس في المتون فهذا مطرح الحديث مجروح العدالة وهو ممن يحرف الكلم عن مواضعه فكان ملحقا بالكذابين ولم يقبل حديثه) ا. هـ.
قلت: إذا كان أبو المظفر يقصد تغيير المتن تعمدا من الراوي أو حمل هذا المتن على إسناد آخر فهذا كذب لمن تعمده، ولكن لا يسمى – اصطلاحا- تدليسا، وأما إذا لم يتعمد فهذا أيضا لا يسمى تدليسا وإنما خطأ وسوء حفظ (23).
وأما التدليس الأخير
وهو الحادي عشر: فالمقصود به هو مثل ما روه أبو إسحاق السبيعي عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود قال: خرج النبي eلحاجته ... ا. هـ.
وقد اختلف على أبي إسحاق في هذا الحديث فرواه: زهير عنه عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عبد الله، ورواه غيره عن أبي إسحاق غير ما تقدم.
- قال أبو عبد الله الحاكم في (معرفة علوم الحديث) ص 135:
(قال علي: وكان زهير وإسرائيل يقولان عن أبي إسحاق أنه كان يقول ليس أبو عبيدة حدثنا ولكن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الاستنجاء بالأحجار الثلاثة، قال ابن الشاذكوني: ما سمعت بتدليس قط أعجب من هذا ولا أخفى، قال أبو عبيدة: لم يحدثني ولكن عبد الرحمن عن فلان عن فلان ولم يقل حدثني فجاز الحديث وسار) ا. هـ.
فالشاذكوني يرى أن أبا إسحاق دلس في قوله: ليس أبو عبيدة ذكره ... ولذلك قال: ما سمعت بتدليس قط أعجب من هذا ولا أخفى، وهو تدليس في الإسناد في الحقيقة ولكن صورته قد تختلف.
قلت: ومثله ما رواه عبد الله بن أحمد في (العلل) (2229) فقال: ثني أبي قال ثنا هشيم قال: أما المغيرة وأما الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم: لم ير بأسا بمصافحة المرأة التي قد خلت من وراء الثوب.
قال عبد الله: سمعت أبي يقول: لم يسمعه هشيم من مغيرة ولا من الحسن بن عبيد الله ا. هـ.
وقريب مما تقدم ولكنه ليس مثله:
ما رواه أيضا عبد الله في (العلل) (2243): ثني أبي ثنا هشيم عن التيمي عن أبي الضحى والحسن بن عبيد الله عن أبي الضحى أن رجلا جاء إلى ابن عباس ... قال عبد الله، قال أبي: لم يسمعه من التيمي ولا من الحسن بن عبيد الله شيئا.
الهوامش:
(1) مثل ما حصل في باب الاعتقاد من مخالفة الكثير لطريقة السلف في (علم التوحيد) و تكلموا في ذات الله تعالى وصفاته بأدلة العقول و تركوا الكتاب والسنة فأدى هذا بهم إلى إنكار أسماء الله وصفاته وعلوه على خلقه فضلوا وأضلوا.
ومثل ما حصل أيضاً في أبواب الفقه من التعصب لأقوال العلماء والاقتصار عليها في التفقه دون التفقه على الكتاب والسنة والرجوع إليهما، قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: (عجبت لمن عرف الإسناد و صحته يذهب إلى قول سفيان).
¥(9/323)
وقال أبو الفرج ابن رجب رحمه الله تعالى: (ومن ذلك ـ أعني محدثات العلوم ما أحدثه فقهاء أهل الرأي من ضوابط وقواعد عقلية ورد فروع الفقه إليها وسواء خالفت السنن أو وافقتها طردا لتلك القواعد المقررة وإن كان أصلها مما تأولوه على نصوص الكتاب والسنة، لكن بتأويلات يخالفهم غيرهم فيها. وهذا هو الذي أنكره أئمة الإسلام على من أنكروه من فقهاء الرأي في الحجاز والعراق و بالغوا في ذمه وإنكاره.فأما الأئمة وفقهاء أهل الحديث فإنهم يتبعون الحديث الصحيح حيث كان إذا كان معمولا به عند الصحابة ومن بعدهم أو عند طائفة منهم، فأما ما اتفق السلف على تركه فلا يجوز العمل به .. ) اهـ (من فضل علم اسلف على الخلف).
ومن ذلك ما حصل في علم أصول الفقه من سلوك طريقة المتكلمين وإدخال علم الكلام المذموم في أصول الفقه.
قال أبو المظفر السمعاني في (قواطع الأدلة) 1/ 5 - 6: (و مازلت طول أيامي أطالع تصانيف الأصحاب في هذا الباب، وتصانيف غيرهم فرأيت أكثرهم قد قنع بظاهر من الكلام ورائق من العبارة، ولم يداخل حقيقة الأصول على ما يوافق معاني الفقه، ورأيت بعضهم قد أوغل وحلل وداخل غير أنه حاد عن محجة الفقهاء في كثير من المسائل وسلك طريقة المتكلمين الذين هم أجانب عن الفقه ومعانيه، بل لا قبيل لهم فيه ولا دبير ولا نقير ولا قطمير (ومن تشبع بما لم يعط فقد لبس ثوبي زور) .. ) اهـ.
و غير ذلك مما خالف فيه كثير من الناس طريقة السلف، ومازال أهل العلم بحمد الله تعالى ينبهون على ذلك ويدعون إلى السير على منهج السلف الصالح و لا يظن أنني عندما أدعو إلى السير على طريقة الأئمة المتقدمين في علم أصول الحديث أنني أدعو إلى عدم الأخذ بكلام من تأخر من أهل العلم و الاستفادة منهم، هذا لم أقل به ولا يقول به عاقل، ومع الأسف ظن بعض الإخوان هذا، ثم عندما ظن هذا الظن السىء و تخيل بعقله هذا الرأي الفاسد أخذ يرد بسذاجة واضحة على هذا القول حتى إنه عندما أراد أن يؤيد رأيه ضرب مثلا بأبي الفداء ابن كثير وأتى بمثال يبين فيه أن ابن كثير يستطيع أن ينقد الأخبار ويبين العلل التي تقدح في صحة الحديث.
فيا سبحان الله! هل هذا الإمام الجليل، والحافظ الكبير يحتاج إلى أن نأتي بمثال حتى يشهد له بالعلم بالحديث ومؤلفاته كلها تشهد بعلو كعبه في هذا العلم وتمكنه من صناعة الحديث حتى كأن السنة بين عينيه، حتى أن طالب العلم ليعجب من هذا العالم الجليل عندما يسوق الأخبار من كتب الحديث بأسانيدها ثم يؤلف بينها ويتشبه في هذا بمسلم ابن الحجاج وأبي عبدالرحمن النسائي هذا مع الكلام على أسانيدها ونقد متونها وهو رحمه الله تعالى من البارعين في نقد المتون، حتى أنه عندما يتكلم في باب من أبواب العلم يغنيك عن الرجوع إلى كتب كثير كما فعل عندما ساق حجة الرسول صلى الله عليه وسلم منذ خروجه من المدينة إلى مكة إلى رجوعه، ويأخذك العجب من استحضاره وقوة علمه وجلالة فضله، وهذا جزء يسير من كتابه النفيس (البداية والنهاية) الذي ذكر فيه بدء الخليقة إلى قصص الأنبياء عليه الصلاة والسلام إلى الرسول صلى الله عليه وسلم إلى زمنه يسوق النصوص من كتاب الله ومن السنة النبوية و مما جاء عن الصحابة والتابعين وهلم جرا.
وتفسيره النفيس الذي أتى فيه بالعجب و فسر فيه القرآن بالقرآن، وبالسنة والآثار التي جاءت عن الصحابة والتابعين. فمن أنكر علم هذا الفاضل إما أن يكون إنسانا غاية في البلادة أو ممن أعمى الله بصره وبصيرته، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ومما يستغرب من هؤلاء الإخوان أنهم قالوا: لا تقولوا (مذهب المتقدمين) وهذا عجيب لأنه:
أولا: لا مشاحة في الاصطلاح.
ثانياً: أن أهل العلم استخدموا ذلك كما سيأتي إن شاء الله تعالى النقل عنهم.
ثالثاً: أن هذا الاسم مطابق للمسمى كما هو ظاهر.
رابعاً: أي فرق بين أن يقال (مذهب المتقدمين) أو (أهل الحديث) أو (أئمة الحديث) أو نحو ذلك.
¥(9/324)
خامساً: أن هذه الكلمة لا تخالف كتابا ولا سنة ولا إجماعا، وإنما هو اصطلاح مثل باقي الاصطلاحات، لا يدعو إلى مثل هذا الإنكار الذي جرى من هؤلاء الإخوان والعجيب أن هؤلاء الإخوان أخذوا يدعون إلى مثل ما نقول به، فقالا: ينبغي دراسة مناهج المحدثين. وأي فرق بين الدعوة إلى دراسة (مناهج المحدثين) أو دراسة (منهج المتقدمين)، فالأول هو الثاني ولا فرق وإن كان فرق عندهم فليبينوه والله تعالى الهادي إلى سواء السبيل.
(2) الذي يظهر أن الحافظ ابن حجر لا يقصد التقليد الأعمى وإنما يقص المتابعة لهم والسير على منهاجهم.
(3) ـ كذا.
(4) بعض الكلمات كانت غير واضحة ـ بالنسبة لي ـ في المخطوط فنقلتها من (توضيح الأفكار).
(5) في المطبوع: أن.
(6) وقد ذكر أهل العلم تقسيمات أخرى للتدليس.
(7) وقد وصفه الحافظ ابن حجر بذلك على الصواب كما في (طبقات المدلسين) له.
(8) أي ممن تقدم.
(9) قد يلاحظ على ابن سعد اهتمامه بالتدليس من خلال حكمه على الرواة.
(10) سيأتي إن شاء الله تعالى الكلام عليه.
(11) كذا، ويبدو أن هناك سقاط في الكلام.
(12) وهذا النوع من التدليس لم يثبت أن الوليد كان يفعله إلا في حديث الأوزاعي.
(13) وصفه بذلك أبو زرعة الدمشقي، كما في (المجروحين) لابن حبان 1/ 94.
(14) وصفه بذلك أبو زرعة الدمشقي، كما في (المجرحين) لابن حبان 1/ 94.
(15) وصفهما (الأعمش والثوري) الخطيب كما في (الكفاية) ص 364 ونقل في ص 365 عن عثمان بن سعيد الدارمي أن الأعمش ربما فعل ذا. اهـ
(16) (النكت) لابن حجر 2/ 621، وقد ذكر الإمام أحمد أمثلة كثيرة جدا على تدليس هشيم كما في العلل برواية عبد الله،وفي هذه الأمثلة أنواع من التدليس كان يفعلها هشيم،ومنها (733) لعله من تدليس التسوية.
((17 وصفه بذلك ابن رجب كما في شرح العلل ص 473.
(18) وصفه ابن حبان بذلك في (المجروحين) 1/ 116.
(19) كما (في المجروحين) لابن حبان 1/ 201 فقال: وإنما امتحن بقية بتلاميذ له كانوا يسقطون الضعفاء من حديثه ويسوونه فالتزق ذلك كله به اهـ
(20) في الأصل معرفة.
(21) هذا ما جاء في أكثر نسخ الترمذي، وفي نسخة: (حسن صحيح)،والأول أصح لأنه جاء في أكثر النسخ.
(22) هو: ابن أبي سليم.
(23) وقال محقق (القواطع): تدليس المتون: هو المسمى في اصطلاح المحدثين (المدرج) .. قلت: فإذا كان المقصود هو هذا فهذا يسمى في الاصطلاح إدراجا كما تقدم.
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[03 - 10 - 05, 06:28 م]ـ
الاخوة الافاضل كرمكم الله شكرا لكم لكن ارجو منكم عدم الكلام على المشايخ بالقدح
ـ[البريقي]ــــــــ[04 - 10 - 05, 06:43 ص]ـ
لم أكن أنوي أن أكتب شيئا حتى أنتهي من زحمة ما أنا فيه من انتقال العمل من بلدة إلى أخرى وما يرافق ذلك من مشاق وتغيير للنظام الذي كان يسير عليه الشخص ولكن أردت أن أكتب هذا سريعا بعد أن نما إلى علمي ما كتبه الأخ الأزهري وقد ساءني والله ما حمله أسلوبه مع سفوله من الهمز واللمز ولكن يبدو أنه سريع العطن وكان بإمكانه أن يتسامى وهو سلفي ومن أهل الحديث عن أن تصدر عنه مثل هذه الكلمات التي نحن في غنى عنها وعن حشر من وما ليس له علاقة بموضوعنا ولكن حتى يطمئن بالك خاصة بالنسبة للشيخ الألباني وما كنت تريد أن تقوله بشأن بعض المباحث فدونك نصان جليان من قول الشيخ يدلان على ما هو عليه من منهج القدماء أو قولوا المتقدمين ولا يضره أن يخالفهم في بعض الأحكام في نفس المجال فهم أنفسهم ظهر بينهم اختلاف في نفس المجال وهذا يعرفه المنصفون ويعرفون أسبابه فلتكن هي نفس القضية معه ومع غيره ممن تسمونهم بالمنهج المتأخر أما النصان فهما
الأول: قال رحمه الله رادا على الشيخ أحمد شاكر رحمه الله ( ... إلا أن قوله والرفع زيادة فتقبل ليس على إطلاقه عند الحفاظ النقاد كما هو محقق في علم المصطلح ... ولا يخفى على المحققين في هذا العلم الشريف ما في ذلك [أي قبول زيادة الثقة مطلقا] من تعطيل نوع هام من علوم الحديث وهو الحديث الشاذ ... وعلى هذا قامت كتب العلل مثل كتاب ابن أبي حاتم وكتاب الدارقطني وغيرهما من الحفاظ فكم من أحاديث رواها الثقات أعلوها بمخالفتهم لمن هو أحفظ أو أوثق أو أكثر عددا وهذا مما لا مناص منه لكل باحث عارف نقاد) الضعيفة 14/ 162
الثاني: قال رحمه الله (اضطرب فيه الرواة سندا ومتنا واتفق الحفاظ المتقدمون ومن سار سيرهم من المتأخرين على استنكاره وتضعيفه وخالفهم بعض المتأخرين ضاربين بذلك القواعد العلمية التي منها أن الحديث لا يتقوى بالطرق الواهية ولا بالمضطرب إسنادا ومتنا مع أوهام متنوعة كثيرة وقعت لبعضهم يستقل بعضها بها ويقلدهم آخرون في بعضها) الضعيفة 14/ 1230
ما أدري هل سيستشهد بعضكم بقول الألباني الأخير هذا لإثبات منهج للمتقدمين وآخر للمتأخرين لأنه قال المتقومون وقال الماخرون ثم ستسمونه باتباع منهج المتأخرين كما فعلتم مع غيره؟ وذلك لأني أرى أن مسلل الاستشهاد بأقوالهم ما يزال ساريا مع عدم الرضا عنهم
وأما إن بقي أسلوبك أخي الأزهري كذلك أو ازداد سفولا فلن ترى تجاوبا لا مني ولا من غيري ممن تناقشهم وليكن صدرك أرحب وأوسع ولتغلب سلفيتك أزهريتك وتذكر أنك تنتمي إلى أهل الحديث
ولا يفوتني أن أبين تراجعي عن كلمة قلتها عن فتوى اللجنة الدائمة فإن الظن لا يغني من الحق شيئا والظن أكذب الحديث وأني لم أقل ما قلته عن بينة ولكن عن ظن وإن كان غالبا عندي نوعا ما ولكن الحق أحق أن يقال وهو وصف الدسيسة فأستغفر الله من ذلك
وأخيرا أسأل الله تعالى للجميع أن يعينهم على الصيام والقيام وأن يرزقنا الهدى والسداد
كما أود أن أقول أني سأمتنع عن الكتابة حتى ييسر الله لي إتمام قراءة كتاب الموازنة حتى لا يبقى الكثير يقول أن ما عندي هو عبارة عن شبهات وما إلى ذلك مما عرفته من الطلاب فحسب مع أني إلى الآن لم أجد فرقا بين ما علمته من الطلاب وبين ما قرأته من مشايخهم حول الموضوع ولكن كما قلت قطعا للقيل والقال إن شاء الله وعسى أن يكون قريبا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
¥(9/325)
ـ[أحمد الحافظ]ــــــــ[11 - 11 - 05, 02:42 م]ـ
- قال السخاوي: "ولذا كان الحكم من المتأخرين عسراً جداً، وللنظر فيه مجال، بخلاف الأئمة المتقدمين الذين منحهم الله التبحر في علم الحديث والتوسع في حفظه".
انظر أخي العزيز، نصٌّ صريح (المتأخرين) (المتقدمين)، وبيان أن المتأخرين يعسر عليهم ما هو سهلٌ على المتقدمين، ولا أدري، هل مع ذلك سيبقى القول بأن لا فرق بين منهج المتقدمين ومنهج المتأخرين؟!، ومن الواجب على المتجرد للحق، لا المتعصب للرجال أن ينظر في هذه العبارات.
أخي الكريم محمد بن عبد الله
هل يفهم من كلام السخاوي أن هناك فرقاً بين منهج المتقدمين ومنهج المتأخرين، أم أن المتقدمين أقدر من المتأخرين على تطبيق قواعد نفس المنهج، لأسباب معروفة لا أطيل بذكرها؟
أجدني أميل للفهم الثاني ولا أرى أية إشارة في كلام السخاوي إلى فرق بين منهج المتقدمين ومنهج المتأخرين. والله أعلم.(9/326)
احتاج بعض المعلومات عن "التعريف بكتاب فتح المغيث للسخاوي
ـ[بنت الأمارات]ــــــــ[12 - 09 - 05, 10:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكركم جزيل الشكر على هذا المنتدى القيم والذي ان شاء الله يكون في ميزان اعمالكم
اخواني واخواتي الكرام احتاج بعض المعلومات عن "التعريف بكتاب فتح المغيث للسخاوي
وليس الكتاب
وجزاكم الله خير
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 09 - 05, 12:50 ص]ـ
كتاب فتح المفيث للسخاوي هو عبارة عن شرح ألفية الحافظ العراقي في علم الحديث.
حيث أن الإمام عبدالرحيم بن الحسين العراقي رحمه الله نظم كتاب علوم الحديث للحافظ ابن الصلاح
ويعتبر فتح المغيث شرحا لهذه الألفية.
وقد طبع الكتاب عدة طبعات، ومنها طبعة بتحقيق الشيخ علي حسين علي في أربع مجلدات بدار الإمام الطحاوي.
ـ[بنت الأمارات]ــــــــ[14 - 09 - 05, 08:58 م]ـ
الله يجزاك خير وان شاء الله في ميزان حسناتك
مشكور وما قصرة
ـ[ابو سعد الحميّد]ــــــــ[16 - 09 - 05, 11:47 ص]ـ
وسيطبع قريباً في رسالة علمية، بتحقيق الشيخين عبدالكريم الخضير ومحمد الفهيد.
ـ[فوزان مطلق النجدي]ــــــــ[26 - 09 - 05, 10:52 م]ـ
نقل بعضهم ان السخاوي رحمه الله استل هذا الشرح من شرح للحافظ ابن حجر على الفية شيخه العراقي
واعتقد ان هذا الكلام بعيد عن التحقيق ولكن هل يعلم احد الاخوان اي نص في هذا القول؟؟
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[04 - 10 - 05, 02:04 ص]ـ
لا يُعرف أن لابن حجر شرحاً على ألفية شيخه العراقي، ولكنْ له نكت على شرح العراقي لألفيته، ذكرها السيوطي في نظم العقيان (ص49)، وعدها صاحب (فهرس الفهارس) مما شرع فيه ابن حجر وكتب منه اليسير.
هذا ولا يعرف أن أحداً من المعتبرين اتهم السخاوي بما ذُكر، ولا سيما أن السخاوي له خصوم من أقرانه كالسيوطي الذي كان يتتبع جاهداًً عثرات السخاوي.
ولعلك - أو من تنقل كلامه - حصل منك أو منه ذهول بسبب دعوى مشابهة، وهي اتهام السخاوي زكريا الأنصاري بسرقة شرحه على الألفية؛ فإنه قال: (شرع في غيبتي فيه مستمداً من شرحي بحيث تعجب الفضلاء من ذلك)؛ مع أن بعضهم ذب عن الأنصاري.
ثم إن السخاوي ذكر في (فتح المغيث) أن له على الألفية شرحاً مطولاً وأنه أصل شرحه المتداول هذا، أعني (فتح المغيث)؛ ذكره في مقدمته، وذكره أيضاً في بعض المواضع الأخرى من الكتاب مثل قوله (1/ 39 –40): «ولكن هذا المختصر يضيق عن بسط ذلك وتتماته، فليراجع اصله بعد تحريره إن شاء الله تعالى».
ومثل قوله (1/ 38) في مسألة أصح الاسانيد: «وفي المسألة اقوال أخر أوردت منها في النكت مما لم يذكر هنا، ما يراوح عشرين قولاً».
ولعل هذا الأصل كان من أسباب الالتباس أيضاً؛ والله أعلم بحقيقة الحال.
ـ[فوزان مطلق النجدي]ــــــــ[06 - 10 - 05, 02:56 ص]ـ
اصبت يا أخي لآن الذي نقل هذا القول هو احد تلاميذ زكريا الانصاري. والله أعلم.
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[16 - 10 - 05, 08:45 م]ـ
وايضا هو يعد من اوسع الشروح وانفسها لكون الحافظ السخاوي من تلامذة امير المؤمنين في الحديث الحافظ ابن حجروهوياتي مرحلة متاخرة للدارس فلا يحسن للمبتدئ الاشتغال به لانه لا يكون اسعد فائدة به ............
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[16 - 10 - 05, 08:48 م]ـ
واحسن طبعة له طبعة الشيخ علي حسين علي لكونها قليلة التصحيف اخوكم ابو عبد الله السلفي المغربي assalafye@hotmail.com
ـ[الرايه]ــــــــ[18 - 10 - 05, 07:47 م]ـ
- فتح المغيث للحافظ السخاوي - رحمه الله -
سينزل في شهر رمضان بتحقيق د. الفهيد وَ د. الخضير.
(وأصل التحقيق رسالة دكتوراه عام 1407 - 1408هـ)
(والعهدة في هذا على مكتبة دار المنهاج
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38629 )
فربما كان في مقدمة التحقيق شيء من الكلام على الكتاب والمسائل التي أشار لها الاخوة هنا.(9/327)
أحد إخواننا بصدد وضع كتاب بعنوان ((برنامج عملي لدراسة علم الحديث النبوي،فمامقترحاتكم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - 09 - 05, 02:23 ص]ـ
أحد إخواننا بصدد وضع كتاب بعنوان ((برنامج عملي لدراسة علم الحديث النبوي،فمامقترحاتكم دام فضلكم
ودمتم للمحب/أبو فهر
ـ[الجهراء]ــــــــ[25 - 09 - 05, 03:33 م]ـ
ان يعجل به
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[22 - 10 - 05, 01:30 م]ـ
اسال الله لك التوفيق
ـ[أبو أمينة]ــــــــ[22 - 10 - 05, 02:22 م]ـ
فليعجل به , وليجمع بين مقترحات المشايخ المتضلعين في هذا الفن وبين طلبة العلم الذين ثبتت تزكيتهم من طرف هؤلاء المشايخ ونسأل الله له ولمن سعى معه العون و التوفيق والسداد
ـ[د. مصطفى محمود]ــــــــ[13 - 11 - 05, 02:22 م]ـ
أن يستخير الله ثم يسترشد بأراء أهل الذكر
ـ[ابو بكر المرعى]ــــــــ[17 - 11 - 05, 10:09 م]ـ
اين المؤلف لم يخرج الى الان
ـ[أحمد بن العبد]ــــــــ[05 - 05 - 09, 09:58 م]ـ
1 - أن لا يتجاوز قدره
لأن هذا العلم كما تعلم أيها الأخ الحبيب إلى أنه يحدث نوعا من الجفاف فى القلب
وإن كان هذا المصنف ممن تربوا على الأدب فلن يزل فى هذا الموضع إن شاء الله
2 - أن يضيف شيئا جديدا إلى المكتبة الإسلامية
ولا يكون من أصحاب مذهب زيادة الخير خيرين
3 - أن لا ينسى نيته فى التصنيف
4 - أن يتق الله فى سعر الكتاب فطلبة العلم أحوج ما يكون
5 - وهى أهم واحدة (أن لا ينسى إهدائى نسخة من الكتاب) ابتسامة من ابتسامات أبى فهر
سدده الله وأعانه
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[10 - 05 - 09, 02:54 ص]ـ
التركيز على كل من:
1) اصطلاحات الأئمة، وبيان مقصودهم منها.
2) العناية بعلم العلل.
3) الإكثار من الأمثلة.
وفقك الله تعالى.(9/328)
تنبيه على اصطلاحات خاصة للحافظ الزيلعي في كتابه (نصب الراية)
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[13 - 09 - 05, 12:29 م]ـ
تنبيه على اصطلاحات خاصة للحافظ الزيلعي في كتابه (نصب الراية)
http://islamselect.com/index.php?ref=6058&pg=mat&ln=1
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فقد اختار الحافظ الزيلعي في كتابه (نصب الراية لأحاديث الهداية) عدة اصطلاحات خاصة يستعملها لبيان مرتبة الأحاديث الواردة في كتاب (الهداية) التي يريد تخريجها وجملة ما اختاره من الاصطلاحات هي:
(1) قوله عن الحديث:"غريب، أو غريب جدا". وهذا يطلقه غالبا على ما لم يجده بعد البحث عنه.
انظر مثاله: (1/ 234 - طبعة مؤسسة الريان ودار القبلة).
(2) قوله:"غريب بهذا اللفظ". وهذا يطلقه على متن غير معروف بلفظه عند المحدثين، إما بسبب زيادات وقعت فيه، أو لتعديلات حصلت من قبل صاحب"الهداية"فإن صاحب"الهداية"قد يذكر الحديث على غير لفظه مع زيادة فيه أو نقص ويتبعه الزيلعي بقوله:"غريب بهذا اللفظ"وهذا النوع كثير جدا في كتابه فمن الأمثلة على ذلك (1/ 34):
قوله: (قال - عليه السلام -:"إن الله يحب التيامن في كل شيء").
قال الزيلعي: (قلت:"غريب بهذا اللفظ"والحديث في الكتب الستة عن عائشة بلفظ: "كان - صلى الله عليه وسلم - يحب التيامن في كل شيء في طهوره، وتنعله، وترجله، وشأنه كله").
(3) قوله:"غريب مرفوعا". وهذا يطلقه على ما تصرف فيه صاحب"الهداية"من رفع موقوف أو مقطوع أو كلام أحد من أتباع التابعين ونحوهم.
انظر مثاله: (2/ 195).
(4) قوله:"غريب عن ... ". وهذا يطلقه إذا كان صاحب"الهداية"قد نسب الحديث إلى غير من عرف عنه ذلك الحديث. انظر مثاله: (1/ 383).
هذه جملة ما اختاره الزيلعي من الاصطلاحات، والاصطلاح وإن كان يقال لا مشاحة فيه، لكن قد يعد هذا مما يؤخذ على هذا الكتاب ومؤلفه؛ لأن هذا الاصطلاح موهم، فقد ينقل عنه من لا يعرف ذلك فيظن أن الزيلعي حكم على الحديث بالغرابة مع أن مراده أنه لم يجده، وبما أن الزيلعي حافظ فلا ضير أن يقول عن الحديث الذي لم يجده"ليس له أصل"، ولهذا كان الحافظ ابن حجر - رحمه الله - حين اختصر الكتاب في كتابه"الدراية"حذف كلمة"غريب"ووضع مكانها"لم أجده".
ولا أعلم لم اختار الحافظ الزيلعي - رحمه الله - هذا الاصطلاح وهو"الغريب"؟! وهو المعروف عند المحدثين بمدلوله الاصطلاحي على ما عرف سندا ومتنا، لا على ما لا يوجد أصله في كتب الحديث، لا صحيح، ولا ضعيف.
فلذلك يجب التنبه لهذا الاصطلاح خشية أن يتوهم أن الحديث الذي يطلق عليه الزيلعي"غريب"أن له أصلا فيفزع إليه للبحث عنه، والواقع أنه ليس له أصل.
وقد نبه الشيخ الألباني - رحمه الله - على هذا الاصطلاح في بعض أشرطته.
وانظر كتاب (تحقيق الغاية بترتيب الرواة المترجم لهم في نصب الراية) لحافظ ثناء الله الزاهدي - الناشر دار أهل الحديث - الكويت. والله أعلم.
والحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله.
ـ[علاء شعبان]ــــــــ[14 - 09 - 05, 08:49 ص]ـ
جزاك الله خيراً:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16807&highlight=%CA%E4%C8%ED%E5+%DA%E1%EC+%C7%D5%D8%E1%C 7%CD%C7%CA+%CE%C7%D5%C9%22
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=360&highlight=%DD%C7%C6%CF%C9+%E4%D5%C8+%C7%E1%D1%C7%E D%C9(9/329)
من يعرف الشيخ محمود سعيد ممدوح؟
ـ[عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[13 - 09 - 05, 09:31 م]ـ
أرجو من الإخوة - بارك الله فيهم- أن يدلوني على حال هذا الرجل، و كلام العلماء فيه، و بعض المؤلفات في الردود عليه إن أمكن
ـ[الأحمدي]ــــــــ[13 - 09 - 05, 09:43 م]ـ
هنا تجد بغيتك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26088&highlight=%E3%CD%E3%E6%CF+%D3%DA%ED%CF+%E3%E3%CF%E 6%CD
ـ[الحضرمي]ــــــــ[14 - 09 - 05, 12:26 م]ـ
متى أصبح هذا الرجل شيخا، إلا إن كنت قصدت العمر، وإلا فعلينا إنزال الناس منازاهم هداك الله.
أنظر طليعة فقه الإسناد للشيخ حقا طارق عوض الله(9/330)
التقوية بالشواهد و المتابعات
ـ[عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[15 - 09 - 05, 06:53 م]ـ
قرأت في كتاب الشيخ عمرو عبد المنعم سليم " تيسير دراسة الأسانيد" أن رواية مجهول العين من حالات الضعف الشديد، بحيث أنها لا تتقوى و لا تقوي غيرها، و أن تقوية رواية مجهول العين خطأ شائع عند المشتغلين بالحديث و علومه، ومنهم الشيخ الألباني- رحمه الله-.
فهل هذا صحيح؟ أم أن للشيخ الألباني- رحمه الله- تفصيلا في ذلك؟
ـ[أبو أروى]ــــــــ[15 - 09 - 05, 11:47 م]ـ
المعلوم من صنيع الإمام الألباني في تخريجاته انه يعتبر جهالة العين من الضعف الشديد والله أعلم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - 09 - 05, 01:24 ص]ـ
وأنا كذلك،فإن كان ثم مخافة فربما تكون ذهول ذهن من الشيخ،أو اختلاف في تحقيق المناط
أخوك/أبو فهر
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[16 - 09 - 05, 01:28 ص]ـ
لعلَّ النقلَ عن الشيخ عمرو سليم، غيرُ سليم.
ـ[محمد البحار]ــــــــ[16 - 09 - 05, 05:07 ص]ـ
أخي لو كنت نقلت لنا كلام الشيخ عمرو عبدالمنعم سليم -سلمه الله وإياك- ..
أو لو أنك تأملت كلامه .. فهو لم يقل الألباني منهم .. لكنه ضرب مثالا على الخطأ في حديث: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن نقرة الغراب وافتراش الشبع ((هكذا هي بالكتاب والظاهر أنها خطأ مطبعي فهو: افتراش السبع)) وأن يوطن الرجل المكان كما يوطن البعير .. وأخبر أن الشيخ وقع في الخطأ من حيث أن الطريق الأول فيه من لا يتابع على حديثه والطريق الثاني به مجهول العين ..
هذا من كلامه لكن بغير اللفظ .. والشيخ الألباني رجل عظيم قدم خدمة جليلة للأحاديث .. لو راجعها أحد أو الكثير من ورائه لكان خيرا عظيما!! بل أنه في كثير من الأحاديث لا تحتاج مراجعة طويلة من بعده .. كما في السلسلة الصحيحة والضعيفة فقد درس الأسانيد رحمه الله دراسة جيدة .. ويالله كم هو عظيم إذ تعد غلطاته!! رحمه الله ..
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[20 - 09 - 05, 12:33 م]ـ
اعتبار حديث المجهول عينا من نوع الضعف الشديد لا أراه صحيحا وذلك للآتي:
أكثر من تكلم على هذا الصنف الإمام الدارقطني فصرح في غير موضع أنه يعتبر به من ذلك مثلا قوله في زياد بن عبد الله النخعي: يعتبر به، لم يحدث به فيما أعلم غير العباس بن ذريح (سؤالات البرقاني للدارقطني ص 31 ترجمة 161).
وقوله في عوسجة بن الرماح: شبه مجهول لا يروي عنه غير عاصم لا يحتج به لكن يعتبر به (سؤالات البرقاني للدارقطني ص 55 ترجمة 394.).
وقوله في حفصة بنت عازب: لا يكاد يحدث عنها غير ابن أبي ليلى، يخرج حديثها (سؤالات البرقاني للدارقطني ص 27 ترجمة 123).
وقال أيضا في سننه (3/ 174): فأما من لم يرو عنه إلا رجل واحد، وانفرد بخبر وجب التوقف عن خبره ذلك حتى يوافقه غيره.
-----
وقد احتج بعض من ذهب هذا المذهب - وإن كنت لم أطلع على كلام الشيخ المذكور - قوله:"" لأن أهل العلم فرقوا بين رواية مجهول الحال ورواية مجهول العين، وبينوا أن جهالة العين لا ترتفع إلا برواية اثنين فأكثر عن الراوي، ولهذا ذكروا مجهول الحال فيمن يعتضد حديثه ولم يذكروا مجهول العين فتأمل أهـ.
واحتج آخرون بمفهوم قول الحافظ في النزهة: ومتى توبع السيئ الحفظ بمعتبر بأن يكون فوقه أو مثله لا دونه، وكذا المختلط الذي لم يتميز والمستور الإسناد والمرسل وكذا المدلس إذا لم يعرف المحذوف منه صار حديثهم حسنا لا لذاته بل وصفه بذلك باعتبار المجموع من المتابِع والمتابَع ... اهـ.
والجواب عليه:
الوجه الأول: أن ما تقدم من صريح كلام الدارقطني مقدم على هذا المفهوم، وقد تقرر في علم دلالات الألفاظ (أصول الفقه) أن المنطوق الصريح أقوى من المفهوم، وأن شرط اعتبار المفهوم ألا يعارض المنطوق الصريح.
ويضاف لذلك قول الحافظ ابن تيمية بعد كلام " والمقصود هنا: أن تعدد الطرق مع عدم التشاعر أو الاتفاق في العادة يوجب العلم بمضمون المنقول، لكن هذا ينتفع به كثيرا في علم أحوال الناقلين، وفي مثل هذا ينتفع برواية المجهول والسيء الحفظ وبالحديث المرسل ونحو ذلك، ولهذا كان أهل العلم يكتبون مثل هذه الأحاديث ويقولون: إنه يصلح للشواهد والاعتبار ما لا يصلح لغيره اهـ (مجموع الفتاوى (13/ 352)).
¥(9/331)
فانظر كيف صرح شيخ الإسلام ابن تيمية على أن هذا هو قول العلماء، لم يستثن منهم أحدا، وذكر أن هذا حكم حديث المجهول من غير فرق بين الجهالة الحالية والجهالة العينية، فهل بعد ذلك يقال: لم يقل أهل العلم بتقويته؟!.
وذكر الزركشي في النكت بعض من قيل عنهم مجهول _ أي مجهول عين – في الصحيحين فقال: وقد استشكل بما في الصحيحين من الرواية عن جماعة نسبوا للجهالة، ففي الصحيحين من طريق شعبة عن عثمان بن عبد الله بن موهب وابنه محمد كلاهما عن موسى بن طلحة عن أبي أيوب حديث السائل:" أخبرني بعمل يدخلني الجنة "، وقد قالوا: محمد بن عثمان مجهول.
وكذا أخرجه مسلم عن أبي يحيى مولى آل جعدة عن أبي هريرة " ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما قط " وأبو يحيى مجهول.
والجواب: أنه لم يقع الاحتجاج براوية من ذكر على الاستقلال، أما محمد بن عثمان فلم يخرج له إلا مقرونا بأبيه عثمان، وأبوه هو العمدة في الاحتجاج، وكذلك أبو يحيى إنما أخرج مسلم حديثه متابعة حديث ثقة مشهور، فإن مسلما رواه أيضا من حديث الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة، فصار حديث أبي يحيى متابعة اهـ (النكت للزركشي 3/ 380 - 382 تحقيق بلافريج).
فهذا الجواب من الإمام الزركشي صريح في قبول مجهول العين في المتابعات والشواهد، وأنه إنما يمتنع قبوله استقلالا، ولا يمتنع قبوله ما لم ينفرد بالرواية وهو المطلوب.
الوجه الثاني: أن الحافظ ابن حجر – رحمه الله تعالى – لم يقصد من هذا الكلام مفهومه، فقد صرح بأن الخبر الذي فيه مبهم يتقوى ويعتضد كما سيأتي صريح كلامه في المبهم، والمبهم مجهول عين وزيادة، فإذا كان من لم يعرف اسمه يتقوى خبره عند الحافظ، فلأن يتقوى ما هو دونه في الجهالة من باب أولى وأحرى.
الوجه الثالث: أن الحافظ قد قوى من اشتد ضعفه مثل فاحش الغلط ونحوه بوروده من طريق آخر – كما تقدم في مبحث الشروط – فكان مجهول العين أولى بذلك.
الوجه الرابع: أن من تتبع تصرفات العلماء ومنهم الحافظ وجد من صنيعهم تقوية أحاديث كثير من الرواة الذين ليس لهم إلا راو واحد، ولم يأت توثيقهم من وجه معتبر، وليس هنا موضع تفصيلها، والله أعلم.
وما قدمناه من صريح كلام الأئمة مقدم على مفهوم كلام الحافظ هنا، ورجحان المنطوق الصريح على المفهوم لا يخفى، لا سيما والحافظ يرى تقوية حديث المبهم كما سيأتي في الصنف الثالث بعد هذا، والمبهم أشد جهالة من المسمى.
ويؤيد ما قلنا من مذهب الحافظ ابن حجر العسقلاني أنه نقل في الفتح عن الكرماني أنه قال: " هذه الرواية وإن كانت عن مجهول لكنها متابعة، ويغتفر فيها ما لا يغتفر في الأصول " قلت – أي الحافظ -: وهذا صحيح إلا أنه لا يعتذر به هنا لأن المبهم معروف أهـ المراد منه (فتح الباري 1/ 354) والله أعلم.
بل زاد الحافظ على ذلك فحسن حديث المبهم من غير متابعة، وهو منه غريب، فذكر في تخريج الأذكار ما رواه أحمد وغيره من حديث زهرة بن معبد أبي عقيل عن ابن عمه عن عقبة بن عامر مرفوعا " من قام إذا استقلت الشمس فتوضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه " ثم قال: هذا حديث حسن من هذا الوجه، ولولا الرجل المبهم لكان على شرط الصحيح، لأنه أخرج لجميع رواته من المقرئ فصاعدا، ولم أقف على اسمه (تخريج الأذكار 1/ 240)).
فإذا كان يحسن حديث المبهم فكيف بحديث المجهول جهالة عين المتابَع عليه؟.
هذا كله للمذاكرة العلمية والرجاء اتحافنا بحجة الشيخ ودليله
أخوكم/ أبو عبد الباري
ـ[عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[21 - 09 - 05, 03:14 م]ـ
قال الشيخ عمرو عبد المنعم سليم في كتابه" تيسير دراسة الأسانيد" (ص245 - 247) تحت عنوان "أخطاء شائعة في التقوية بالمتابعات و الشواهد":
2 - تقوية رواية مجهول العين أو المبهم بغيرها، أو تقوية غيرها بها:
من الاخطاء الشائعة في التقوية بالمتابعات و الشواهد تقوية حديث مجهول العين، ومن في حكمه كالمبهم بالمتابعة، أو تقوية غيره به، وهذا خلاف ما تقرر في المصطلح.
فإن جهالة العين من أسباب الضعف الشديد كما تقدم بيانه، بل كثيرا ما يكون الراوي مجهول العين لا وجود له، وإنما نشأ اسمه عن تصحيف أو وهم من أحد رواة الحديث، كمن سبق التمثيل له
¥(9/332)
و لم أجد أحدا من أهل العلم ممن نص على التقوية بالمتابعة يذكر أن التقوية تكون بحديث مجهول العين، و إنما خصوا ذلك- فيما يتعلق بالجهالة- بحديث مجهول الحال و المستور، وهو ظاهر مما تقدم نقله عن الحافظ ابن حجر- رحمه الله- ومن قبله ابن الصلاح.
و قد نقل غير واحد من أهل العلم الاتفاق على رد رواية مجهول العين إلا ما كان من احتجاج أبي حنيفة برواية بعضهم من التابعين.
و لذا قال الحافظ ابن كثير في اختصار علوم الحديث (ص92):
"أما المبهم الذي لم يسم، أو من سمي و لا تعرف عينه، فهذا مما لا يقبله أحد علمناه، ولكنه إذا كان في عصر التابعين و القرون المشهود لهم بالخير، فإنه يستأنس بروايته، ويستضاء بها في مواطن".
قلت (الكلام للشيخ عمرو): بل الراجح ترك الاحتجاج برواية هذا الصنف مطلقا، وترك التعضيد له أو به.
مثال ذلك:
ما أخرجه أحمد (3/ 478 و444) و أبو داود (362) والنسائي (2/ 214) وابن ماجه (1429) من طريق: تميم بن محمود عن عبد الرحمن بن شبل قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم ينهى عن نقرة الغراب و افتراش الشبع (الصواب السبع ولعله خطأ مطبعي)، و أن يوطن الرجل المكان كما يوطن البعير.
و له شاهد من حديث عثمان البتي، عن عبد الحميد بن سلمة،عن أبيه مرفوعا بنحوه.
أخرجه أحمد (5/ 446 - 447)
و هذا الحديث قد حسنه الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة (1168) بمجموع الطريقين.
وبدراسة الطريقين نجد:
أن في الطريق الأول: تميم بن محمود، وقد قال فيه البخاري " في حديثه نظر"، وضعفه العقيلي والدولابي وابن الجارود، وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه.
و في الطريق الثاني: عبد الحميد بن سلمة و أبوه، قال فيهما الدارقطني: لا يعرفان
و قال الشيخ الألباني – رجمه الله-: "عبد الحميد هذا مجهول كما في التقريب".
قلت (الكلام للشيخ عمرو): قد تفرد بالرواية عنه عثمان البتي، وليس له عنه راو غيره، فالجهالة هنا تنصرف إلى جهالة العين، لا سيما و أنه قد اختلف عليه في هذا السند كما في ترجمته من "التهذيب".
فإذا تقرر ذلك فلا يصح تقوية حديثه بالطريق الأول، إذ لو أننا سلمنا بأن الضعف في الطريق الأول ضعف محتمل، فالطريق الثاني قد تفرد به مجهول عين، ومن ثم فلا يقوى به.
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[28 - 09 - 05, 02:33 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء على هذا النقل وأتمنى نقل كلامه الذي أشار إليه الشيخ من أن جهالة العين من نوع الضعف الشديد حتى نستفيد من النقول التي اعتمد عليها.
وأما عمدته في عدم تقوية حديث مجهول العين فلعلها تضعف بما تقدم نقله عن الأئمة ولعل الشيخ إذا بلغتموه هذه النقول يفيدنا بوجه الرد عليها ونكون قد استفدناز
أخوك/ أبو عبد الباري
ـ[عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[29 - 09 - 05, 03:02 م]ـ
بارك الله فيك يا أبا عبد الباري على ما قدمت فقد أجدت و أفدت. وقد اقتنعت بما أوردت .... و سأنقل كلام الشيخ عمرو قريبا إن شاء الله ... لكن أردت أن أعرف فقط مذهب الإمام الألباني في هذه المسألة حيث قال بعض الإخوة إنه يعتبر جهالة العين من حالات الضعف الشديد؟
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[29 - 09 - 05, 04:35 م]ـ
وجزيت خيرا، أما الشيخ الإمام الألباني فمذهبه تقوية حديث مجهول العين ولو كان في السند أكثر من مجهول عين بمعنى ولو تعددت أوجه الضعف في السند الواحد ما لم تكن كل واحدة شديدة الضعف على حدة، وقد سبق بحث هذه الجزئية في هذا الملتقى المبارك وهو على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27059
أخوك/ أبو عبد الباري
ـ[عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[30 - 09 - 05, 06:51 م]ـ
حمدا لله، و صلاة وسلاما على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فنزولا عند رغبة أخينا في الله أبي عبد الباري – حفظه الله- و إتماما للفائدة، ها أنذا أتمم ما سبق نقله عن الشيخ عمرو – سلمه الله- بكلامه في حكم رواية مجهول العين وأسباب الضعف الشديد و المحتمل، ثم أذكر بملخص لأدلته في هذا الباب.
قال الشيخ -سلمه الله- في كتابه الآنف الذكر (ص55) بعد أن عرف جهالة العين وذكر أمثلة لها:
((حكم رواية مجهول العين:
¥(9/333)
وجهالة العين من أسباب رد رواية الراوي أيضا، إلا أنها تختلف عن جهالة الحال في أنها من أسباب الضعف الشديد في الرواية، فرواية مجهول العين لا تقوي و لا تتقوى بالمتابعات أو الشواهد، و لا يعتبر بها في الترجيح، بخلاف رواية مجهول الحال أو المستور، فإن جهالة الحال من أسباب الضعف المحتمل، فإذا توبع على روايته انجبر ضعفه، وارتقى حديثه إلى الحسن بمجموع الطرق، وهو ما استقر عليه الاصطلاح عند أكثر المتأخرين، بخلاف ما عليه المتقدمون في هذه المسألة."
و قال في (ص 236) تحت عنوان: " التقوية بالمتابعات و الشواهد محتملة الضعف ":
((التقوية بالمتابعات من أدق المسائل التي يجب أن يوليها الباحث عناية خاصة، إذ ليست كل متابعة، أو كل شاهد يصلح للتقوية. و إنما خص أهل العلم التقوية بالطرق ذات الضعف المحتمل، وأما الطرق شديدة الضعف فلا يحصل بها تقوية، بل هي لا تزيد الحديث على هذه الصفة إلا وهنا على وهن. وهذا الشرط ظاهر جدا من كلام الترمذي – رحمه الله- و من شرطه الأول من شروط الحديث الحسن حيث قال: " كل حديث لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب". فهذا احتراز عن الضعف الشديد الذي يوهن السند.
و عليه فالمتابعة تنفع في أسباب الضعف التالية:
1. جهالة الحال، ومنها رواية المستور.
2. الإرسال.
3. الانقطاع
4. سيئ الحفظ، ومن له أغلاط، إلا أنه لا يصل إلى درجة الترك، والمختلط الذي لم يتميز، وهؤلاء ضعفهم محتمل.
فإذا ورد الحديث من وجهين ضعيفين من هذه الأوجه، عضد أحدهما الآخر على منهج المتأخرين.
و أما المتابعة فلا تنفع في أسباب الضعف الشديد، وهي:
1. الإعضال، وهو سقوط راويين أو أكثر على التوالي من السند.
2. التهمة أو الوصف بالكذب، أو التهمة بالوضع أو الوصف به، أو المتروك لكثرة مناكيره و كل من لا يحتمل ضعفه.
3. الشذوذ أو النكارة
قال الحافظ ابن حجر –رحمه الله – في النزهة (ص:111):" ومتى توبع سيء الحفظ بمعتبر كأن يكون فوقه أو مثله لا دونه وكذا المختلط الذي لم يتميز، و المستور الإسناد، و المرسل، و كذا المدلس إذا لم يعرف المحذوف منه صار حديثهم حسنا لا لذاته، بل وصفه بذلك باعتبار المجموع من المتابِع و المتابَع، لأن مع كل واحد منهم احتمل كون روايته صوابا أو غير صواب على حد سواء، فإذا جاءت من المعتبرين رواية موافقة لأحدهم رجح أحد الجانبين من الاحتمالين المذكورين، ودل ذلك على أن الحديث محفوظ، فارتقى من درجة التوقف إلى درجة القبول")) انتهى النقل عن الشيخ حفظه الله.
قلت: و غريب جدا أن الشيخ - حفظه الله- لم يذكر جهالة العين هنا.
ومن تأمل ما نقلته المرة السابقة (ص 245 - 247) و هذه المرة يتضح له أن أدلة الشيخ - على أن رواية مجهول العين من أسباب الضعف الشديد -تتلخص و الله أعلم في ما يلي:
- أنه كثيرا ما يكون الراوي مجهول العين لا وجود له و إنما نشأ اسمه من تصحيف، أو وهم من أحد رواة الحديث، وقد مثل الشيخ لذلك في موضع آخر.
- أنه لم يجد أحدا من أهل العلم نص على تقوية رواية مجهول العين بالمتابعة
- أن أهل العلم خصوا تقوية الجهالة برواية مجهول الحال كما يظهر من كلام ابن حجر "الذي مر آنفا" و من قبله ابن الصلاح.
قلت: و لعل كلام ابن الصلاح المشار إليه هو ما نقله الشيخ – حفظه الله- (ص243) حيث قال: ((قال ابن الصلاح رحمه الله (ص: 34): " ليس كل ضعف في الحديث يزول بمجيئه من وجوه، بل ذلك يتفاوت، فمنه ضعف يزيله ذلك، بأن يكون ضعفه ناشئا من ضعف حفظ راويه، مع كونه من أهل الصدق و الديانة، فإذا رأينا ما رواه قد جاء من وجه آخر عرفنا أنه مما قد حفظه، ولم يختل فيه ضبطه له، وكذلك إن كان ضعفه من حيث الإرسال، زال بنحو ذلك كما في المرسل الذي يرسله إمام حافظ، إذ فيه ضعف قليل يزول بروايته من وجه آخر. ومن ذلك ضعف لا يزول بنحو ذلك لقوة الضعف، وتقاعد هذا الجابر عن جبره و مقاومته، وذلك كالضعف الذي ينشأ من كون الراوي متهما بالكذب، أو كون الحديث شاذا")).اهـ.
وهذا – بالإضافة إلى ما مضى- محصل ما ذكره الشيخ في كتابه حول هذه المسألة، وإن كنت لم أوفق في نقل كلام ابن الصلاح المراد فليدلنا عليه من عرف ذلك من الإخوة، والله الموفق إلى سبيل الرشاد لا موفق سواه .... وبارك الله فيك يا أبا عبد الباري على ما قدمت وفي جميع الإخوة المشاركين.(9/334)
منهج السيوطي في الحكم على الأحاديث
ـ[أبو أروى]ــــــــ[16 - 09 - 05, 01:03 ص]ـ
الإخوة الأكارم
أود تزويدي بمعلومات عن البحوث المنجزة حول منهج السيوطي في الحكم على الأحاديث
والشكر موصول لكم
ـ[ابن الحاج الجزائري]ــــــــ[19 - 09 - 05, 02:39 ص]ـ
لعلك تقرأ إن شاء الله الأجزاء الأولى من السلسلة الضعيفة مع كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي للغماري الصوفي المتشيع فإنه قد تتبع أوهام المناوي مبينا في أحوال عديدة منهج السيوطي في التصحيح مما لا تراه في ضعيفة الألباني رحمه الله والله أعلم، وترقب بعد أيام بحثا لي حول أحاديث الجامع الصغير والله الموفق لا رب سواه
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[06 - 10 - 05, 03:58 م]ـ
من أحسن ما ينتفع به في معرفة منهج السيوطي ويبين شدة تساهله في النقد ما ورد من مناقشة للسيوطي في كلام العلامة المحقق المتقن المعلمي اليماني رحمه الله تعالى على أحاديث (الفوائد المجموعة) للشوكاني.(9/335)
المدبج ورواية الأقران للشيخ موفق
ـ[الدارقطني]ــــــــ[17 - 09 - 05, 10:06 ص]ـ
http://www.iu.edu.sa/Magazine/116/1.htm
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[04 - 11 - 06, 11:45 م]ـ
الرابط لا يعمل يا شيخى(9/336)
بيان حقيقة الدعوة إلى منهج أئمة الحديث المتقدمين
ـ[هشام الحلاّف]ــــــــ[18 - 09 - 05, 01:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فهذه ورقات كتبتها قبل بضع سنوات في بيان حقيقة الدعوة إلى منهج أئمة الحديث المتقدمين، وكنت قد جعلتها مقدمة مختصرة لرسالتي في الماجستير، ثم زدت فيها زيادات كثيرة ولم أتمها بعد، وكنت أمني النفس بإخراجها لكن شُغلت عنها بأمور كثيرة، حتى رأيت في هذا الملتقى المبارك أسئلة متنوعة وحوارات كثيرة عن هذه الدعوة، ولم أجد في كثير مما قرأت بياناً شافياً يجلي هذه الدعوة، ويكشف عن معالمها، ويبين أهدافها، ويوضح ثمارها، ويزيل بعض الشبه عنها، بل رأيت من بعض أحبابنا من تكلم فيها فأعجم! وكتب فيها فأبهم!، فدعاني ذلك كله لكتابة هذا البيان، الذي أدعو الله أن يعينني على إتمامه، وأن يوفقني لإكماله.
وإنني لعلى يقين بأن إخواننا الذين يخالفونا في هذه الدعوة لو عرفوها على حقيقتها لكانوا لها من المؤيدين، ولو فهموها على وجهها لكانوا لأهلها من الشاكرين.
فأسأل الله أن يوفقني لإيضاح الحق لمبتغيه، وأن يعينني في إيصال الهدى لطالبيه.
كتبه أخوكم: هشام بن عبدالعزيز الحلاف
ليلة الأحد 13/ 8/1426هـ، مكة حرسها الله
ملحوظة: سأبدأ بكتابة البيان غداً وما بعده بإذن الله.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[18 - 09 - 05, 06:16 ص]ـ
جزى الله الأخ الحبيب الشيخ هشام خيراً , ونحن بانتظار هذه الوريقات.
وكتب محبكم / أبومحمد.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[18 - 09 - 05, 08:12 ص]ـ
فأسأل الله أن يوفقني لإيضاح الحق لمبتغيه، وأن يعينني في إيصال الهدى لطالبيه.
اللهم آمين. ونحن بانتظار ما ستتحفنا به أخي الشيخ هشام.
ـ[هشام الحلاّف]ــــــــ[19 - 09 - 05, 10:54 ص]ـ
أحمدك ربي حمداً لا ينتهي أمده، ولا ينقضي مدده، ولا يُحصى عدده.
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك، وعظيم سلطانك.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى إبراهيم، إنك حميد مجيد.
وبعد:
فقد تكفل الله عز وجل بحفظ دينه من العبث والتحريف، فقال: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) (1)، وفي هذا ضمان بحفظ سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تبعاً، لأن سنته صلى الله عليه وسلم مبينة ومفسرة لما في القرآن، كما قال تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون) (2).
قال ابن حزم: (والذكر اسم واقع على كل ما أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم من قرآن أو من سنة وحي يبين بها القرآن، وأيضاً فإن الله تعالى الله يقول: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم) فصح أنه عليه السلام مأمور ببيان القرآن للناس، وفي القرآن مجمل كثير كالصلاة والزكاة والحج وغير ذلك مما لا نعلم ما ألزمنا الله تعالى فيه بلفظه لكن ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم، فإذا كان بيانه عليه السلام لذلك المجمل غير محفوظ ولا مضمون سلامته مما ليس منه فقد بطل الانتفاع بنص القرآن، فبطلت أكثر الشرائع المفترضة علينا فيه، فإذاً لم ندر صحيح مراد الله تعالى منها، فما أخطأ فيه المخطئ أو تعمد فيه الكذب الكاذب، ومعاذ الله من هذا أيضاً) (3).
ولما كان طريق معرفة سنة النبي صلى الله عليه وسلم هو النقل والرواية، (تسمعون ويُسمع منكم، ويُسمع مِمَّن سَمِع منكم) (4)، وجب أن يكون السبيل إلى معرفة صحة هذا النقل من سقمه وقوته من وهنه = محفوظ أيضاً.
ولهذا اختار الله عز وجل رجالاً جعلهم أمناء لحفظ دينه، واختصهم من بين أمته لحراسة شريعته، فهم ينفون عنه كذب الكاذبين، وخطأ المخطئين، ولو كانوا من الثقات المتقنين!
قال أبوحاتم الرازي: (لم يكن في أمة من الأمم منذ خلق الله آدم أمناء يحفظون آثار الرسل إلا هذه الأمة. فقال رجل: يا أبا حاتم، ربما رووا حديثاً لا أصل له ولا يصح؟! فقال: علماؤهم يعرفون الصحيح من السقيم، فروايتهم ذلك للمعرفة، ليتبين لمن بعدهم أنهم ميزوا الآثار وحفظوها. ثم قال: رحم الله أبا زرعة، كان والله مجتهداً في حفظ آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم) (5).
¥(9/337)
وقال عبدالله بن داود الخريبي: (سمعت من أئمتنا ومن فوقنا أن أصحاب الحديث وحملة العلم هم أمناء الله على دينه، وحفاظ سنة نبيه ما علموا وعملوا) (6).
وقال كهمس الهمذاني: (من لم يتحقق أن أهل الحديث حفظة الدين فإنه يعد في ضعفاء المساكين، الذين لا يدينون لله بدين! يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: (الله نزل أحسن الحديث كتاباً …)، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: حدثني جبرائيل عن الله عزوجل) (7).
وقال سفيان الثوري: (الملائكة حراس السماء، وأصحاب الحديث حراس الأرض) (8).
فقاموا _ رحمهم الله _ خيرَ القيام بالحفاظ على السنة والذب عنها، فحققوا كل لفظة، وفحصوا كل حرف وكلمة، وميزوا الصحيح من السقيم، والمعوج من المستقيم، وبينوا حال كل ناقل من رواة الأخبار وحمال الآثار من: اسمه ونسبه، ولقبه وكنيته، وسنه ومولده، ومتى رحل؟ وأين ارتحل؟ ومن لقي ومن لم يلق؟ وكيف كان سماعه ممن سمع؟ وكيف حفظه ومدى ضبطه؟، إلى غير ذلك مما يطول شرحه ويصعب استقصاؤه.
قال ابن حبان في وصف ما قاموا به:: (أمعنوا في الحفظ، وأكثروا في الكتابة، وأفرطوا في الرحلة، وواظبوا على السنن والمذاكرة، والتصنيف والمدارسة، حتى أن أحدهم لو سئل عن عدد الأحرف في السنن لكل سنة منها عدها عداً!، ولو زيد فيها ألف أو واو لأخرجها طوعاً ولأظهرها ديانة، ولولاهم لدرست الآثار واضمحلت الأخبار، وعلا أهل الضلالة والهوى، وارتفع أهل البدع والعمى، فهم لأهل البدع قامعون بالسنن شأنهم جامعون دامغون، حتى إذا قال وكيع بن الجراح: حدثنا النضر عن عكرمة، ميزوا بين حديث النضر بن عدي الحراني وبين النضر بن عبدالرحمن الخزاز، وأحدهما ضعيف والآخر ثقة، وقد رويا جميعاً عن عكرمة، وروى وكيع عنهما …) (9).
وقد وهب الله هذه الطائفة من المحدثين الحفظ الغزير، والفهم السديد، واليقظة الشديدة، والهمة العالية، ومن الصبر على تحمل الشدائد ما يفوق الخيال ويُظن أنه من المُحال!
فقاموا بالرحلات الطويلة مشياً على الأقدام، حتى أن أحدهم ليرحل في الحديث الواحد الفراسخ البعيدة، وفي الكلمة الواحدة الأيام الكثيرة، وبذلوا في ذلك كل غالٍ ونفيس، ولم يحابوا قريباً ولا بعيداً، بل منهم من جرح قريبه وأدناه، وضعّف أخاه وأباه!، فكانوا مصداقاً لقوله عز وجل: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).
فلولا هؤلاء الأئمة النقاد لاختلط الصحيح بالسقيم والغث بالسمين، ولمحيت الأخبار واندرست الآثار، ولضاع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وغابت شمس الإسلام!
قال أبوعبدالله الحاكم: (فلولا الإسناد وطلب هذه الطائفة له وكثرة مواظبتهم على حفظه، لدرس منار الإسلام، ولتمكن أهل الإلحاد والبدع فيه بوضع الأحاديث وقلب الأسانيد) (10).
وقال الخطيب البغدادي: (كم من ملحد يروم أن يخلط بالشريعة ما ليس منها، والله تعالى يذب بأصحاب الحديث عنها، فهم الحفاظ لأركانها، والقوامون بأمرها وشأنها، إذا صُدف عن الدفاع عنها فهم دونها يناضلون، أولئك حزب الله، ألا إن حزب الله هم الغالبون) (11).
وقال أيضاً: (ولولا عناية أصحاب الحديث بضبط السنن وجمعها، واستنباطها من معادنها، والنظر في طرقها = لبطلت الشريعة، وتعطلت أحكامها، إذ كانت مستخرجة من الآثار المحفوظة، ومستفادة من السنن المنقولة) (12).
فاللهم اجزهم عنا خير ما جزيت به مسلماً، واجعلنا اللهم من أتباعهم، ومن حملة لوائهم، وبلغنا اللهم منازلهم، واحشرنا في زمرتهم.
يتبع
_________________________________________
(1) سورة الحجر: آية (9).
(2) سورة النحل: آية (44).
(3) الإحكام في أصول الأحكام (1/ 110) وانظر أيضاً: (1/ 88،109).
(4) أخرجه أبوداود في سننه (3/ 321) وأحمد (1/ 321) وغيرهم من حديث ابن عباس، وهو حديث صحيح.
وقد صححه ابن حبان في صحيحه (1/ 262) والحاكم في مستدركه (1/ 174).
(5) شرف أصحاب الحديث (42_43).
(6) المصدر السابق (43).
(7) المصدر السابق (43_44)
(8) المصدر السابق (44).
(9) مقدمة كتاب المجروحين (57_58).
(10) معرفة علوم الحديث (6).
(11) شرف أصحاب الحديث (10).
(12) الكفاية في علم الرواية (5).
ـ[هشام الحلاّف]ــــــــ[20 - 09 - 05, 11:47 ص]ـ
¥(9/338)
فإذا تبين لك اختصاص هؤلاء الأئمة النقاد بتمييز حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبيين صحيحه من سقيمه = فاعلم أنه ليس لغيرهم _ ممن لم يشاركهم في علمهم ويحذو حذوهم _ الكلام في فنهم.
قال السخاوي: (اتفقوا على الرجوع في كل فن إلى أهله، ومن تعاطى تحرير فن غير فنه فهو متعني، فالله تعالى بلطيف عنايته أقام لعلم الحديث رجالاً نقاداً تفرغوا له، وأفنوا أعمارهم في تحصيله، والبحث عن غوامضه وعلله ورجاله، ومعرفة مراتبهم في القوة واللين، فتقليدهم والمشي وراءهم، وإمعان النظر في تواليفهم، وكثرة مجالسة حفاظ الوقت، مع الفهم وجودة التصور = يوجب لك إن شاء الله معرفة السنن النبوية، ولا قوة إلا بالله).
قلت: ولهذا كان (تقديم كلام أهل كل فن على كلام غيرهم في ذلك الفن الذي اختصوا به، وقطعوا أعمارهم فيه، فإنك متى نظرت وأنصفت، وجدت لكل أهل فن من المعرفة به، والضبط له، والتسهيل لجمع مسائله، والتقييد لشوارد فوائده، والإحاطة بغرائبه، والتذليل لما يصعب على طالبه ما لم يشاركهم فيه غيرهم ممن هو أفضل منهم من أئمة الدين، وكبراء المسلمين) (14).
ومن ذلك علم الحديث، فلا يحق لمن ليس من أهل هذا العلم أن ينازع أهله شأنهم، وأن يتكلم في فنهم.
قال ابن القيم: (وإنما يعلم ذلك من تضلّع في معرفة السنن الصحيحة، واختلطت بلحمه ودمه، وصار له فيها ملكة، وصار له اختصاص شديد بمعرفة السنن والآثار، ومعرفة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهديه فيما يأمر به وينهى عنه، ويُخبر عنه ويدعو إليه، ويحبه ويكرهه، ويشرعه للأمة، بحيث كأنه مخالط للرسول صلى الله عليه وسلم كواحد من أصحابه!.
فمثل هذا يعرف من أحوال الرسول صلى الله عليه وسلم وهديه وكلامه، وما يجوز أن يُخبر به وما لا يجوز = ما لا يعرفه غيره، وهذا شأن كل متبع مع متبوعه، فإن للأخص به الحريص على أقواله وأفعاله من العلم بها والتمييز بين ما يصح أن يُنسب إليه وما لا يصح: ما ليس لمن لا يكون كذلك، وهذا شأن المقلدين مع أئمتهم، يعرفون أقوالهم ونصوصهم ومذاهبهم، والله أعلم) (15).
وقد تضافرت كلمات العلماء في تأكيد هذا المعنى وهو (اختصاص المحدثين دون من سواهم بتمييز حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيحه من سقيمه)، وإليك بعض أقوالهم:
قال مسلم بن الحجاج: (واعلم _ رحمك الله _ أن صناعة الحديث ومعرفة أسبابه من الصحيح والسقيم، إنما هي لأهل الحديث خاصة، لأنهم الحفاظ لروايات الناس، العارفون بها دون غيرهم. إذ الأصل الذي يعتمدون لأديانهم: السننُ والآثار المنقولة، من عصر إلى عصر، من لدن النبي صلى الله عليه وسلم إلى عصرنا هذا، فلا سبيل لمن نابذهم من الناس وخالفهم في المذهب إلى معرفة الحديث ومعرفة الرجال من علماء الأمصار فيما مضى من الأعصار من نُقّال الأخبار وحُمّال الآثار. وأهل الحديث هم الذين يعرفونهم ويميزونهم حتى ينزلوهم منازلهم في التعديل والتجريح) (16).
وقال ابن مندة (ت301 هـ): (إنما خصّ الله بمعرفة هذه الأخبار نفراً يسيراً من كثير ممن يدعي علم الحديث، فأما سائر الناس: من يدعي كثرة كتابة الحديث، أو متفقه في علم الشافعي وأبي حنيفة، أو متبع لكلام الحارث المحاسبي والجنيد وأهل الخواطر = فليس لهم أن يتكلموا في شيء من علم الحديث، إلا من أخذه عن أهله وأهل المعرفة به، فحينئذ يتكلم بمعرفته) (17).
وقال الخطيب البغدادي مبيناً وصف أصحاب الحديث: (يقبل منهم ما رووا عن الرسول، وهم المأمونون عليه والعدول، حفظة الدين وخزنته، وأوعية العلم وحملته، إذا اختلف في حديث كان إليهم الرجوع، فما حكموا به فهو المقبول المسموع) (18).
¥(9/339)
وقال أبوالمظفر السمعاني (ت489 هـ): (لا بد من تعرف ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وليس طريق معرفته إلا النقل، فيجب الرجوع إلى ذلك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا تنازعوا الأمر أهله)، فكما يرجع في معرفة مذاهب الفقهاء الذين صاروا قدوةً في هذه الأمة إلى أهل الفقه، ويُرجع في معرفة اللغة إلى أهل اللغة، وفي النحو إلى النحو = كذا يرجع في معرفة ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى أهل الرواية والنقل، لأنهم عُنوا بهذا الشأن، واشتغلوا بحفظه والفحص عنه ونقله، ولولاهم لاندرس علم النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يقف أحدٌ على سنته وطريقته!
فإن قالوا: فقد كثرت الآثار في أيدي الناس واختلطت عليهم؟
قلنا: ما اختلطت إلا على الجاهلين بها، فأما العلماء بها فإنهم ينتقدونها انتقاد الجهابذة الدراهم والدنانير، فيميزون زيوفها ويأخذون جيادها. ولئن دخل في أغمار الرواة من وُسم بالغلط في الأحاديث، فلا يروج ذلك على جهابذة الحديث ورتوت العلماء، حتى إنهم عدُّوا أغاليط من غلط في الأسانيد والمتون. بل تراهم يعدون على كل واحد منهم في كم حديث غلط، وفي كم حرفٍ حرّف، وماذا صحّف).
إلى أن قال: (فتدبر رحمك الله، أيُجعل حكم من أفنى عمره في طلب أثار النبي شرقاً وغرباً، براً وبحراً، وارتحل في الحديث الواحد فراسخ، واتهم أباه وأدناه في خبر يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان موضع التهمة، ولم يحابه في مقال ولا خطاب، غضباً لله وحمية لدينه، ثم ألف الكتب في معرفة المحدثين: أسمائهم وأنسابهم، وقدر أعمارهم، وذكر أعصارهم، وشمائلهم وأخبارهم، وفصل بين الرديء والجيد، والصحيح والسقيم، حباً لله ورسوله، وغيرة على الإسلام والسنة، ثم استعمل الآثار كلها، حتى فيما عدا العبادات من أكله وطعامه، وشرابه ونومه، ويقظته وقيامه، وقعوده ودخوله وخروجه، وجميع سيرته وسننه، حتى في خطواته ولحظاته، ثم دعا الناس إلى ذلك، وحثَّهم عليه وندبهم إلى استعماله، وحبب إليهم ذلك بكل ما يمكنه، حتى في بذل ماله ونفسه = كمن أفنى عمره في اتباع أهوائه وآرائه وخواطره وهواجسه!) (19).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وهذا علم _ أي المعرفة بأخبار النبي صلى الله عليه وسلم وأقواله وأفعاله _ أقام الله له من حفظ به الأمة ما حفظ من دينها، وغير هؤلاء لهم تبع فيه، إما مستدل بهم، وإما مقلد لهم، كما أن الاجتهاد في الأحكام أقام الله له رجالاً اجتهدوا فيه حتى حفظ الله بهم على الأمة ما حفظ من الدين، وغيرهم لهم تبع فيه، إما مستدل بهم وإما مقلد لهم) (20).
وقال ابن القيم: (الاعتبار في الإجماع في كل أمر من الأمور الدينية بأهل العلم به دون غيرهم، كما لم يعتبر في الإجماع على الأحكام الشرعية إلا العلماء بها دون المتكلمين والنحاة والأطباء = كذلك لا يعتبر في الإجماع على صدق الحديث وعدم صدقه إلا أهل العلم بالحديث وطرقه وعلله، وهم علماء أهل الحديث العالمون بأحوال نبيهم، الضابطون لأقواله وأفعاله، المعتنون بها أشد من عناية المقلدين بأقوال متبوعيهم) (21).
وقال ابن رجب بعد أن نقل تعليل أئمة الحديث لحديث (إذا حُدثتم عني حديثاً تعرفونه ولا تنكرونه فصدقوا به …) قال: (وإنما تُحمل مثل هذه الأحاديث _ على تقدير صحتها _ على معرفة أئمة الحديث الجهابذة النقاد، الذين كثرت ممارستهم لكلام النبي صلى الله عليه وسلم وكلام غيره، ولحال رواة الأحاديث، ونقلة الأخبار، ومعرفتهم بصدقهم وكذبهم وحفظهم وضبطهم، فإن هؤلاء لهم نقد خاص في الحديث يختصون بمعرفته، كما يختص الصيرفي الحاذق بمعرفة النقود جيّدها ورديئها، وخالصها ومشوبها، والجوهري الحاذق في معرفة الجوهر بانتقاد الجواهر، وكلُّ من هؤلاء لا يُمكن أن يعبر عن سبب معرفته، ولا يُقيم عليه دليلاً لغيره، وآية ذلك أنه يُعرض الحديث الواحد على جماعة ممن يعلم هذا العلم فيتفقون على الجواب فيه من غير مواطأة) (22).
ثم قال: وبكل حال فالجهابذة النقاد العارفون بعلل الحديث أفرادٌ قليل من أهل الحديث جداً) (23).
وقال ابن الوزير اليماني: (فإذا عرفت أن المرجع بالمعرفة التامة في الفنون العلمية إلى أهلها المختصين بمعرفتها، المنقطعين في تحقيقها، المستغرقين في تجويدها، المشغولين بها عن غيرها، المصنفين فيها الكتب الحافلة، والتواليف الممتعة، وكذلك، فتحقق أيضاً أن المرجع في معرفة الحديث صحيحه وموضوعه، وموصوله ومقطوعه، وموقوفه ومرفوعه، ومدرجه ومعضله، ومسنده ومرسله، ومقلوبه ومعَلَّلِه، ومضطرِباته وبلاغاته، وشواهده ومتابعاته، وتواريخ رجاله وأحوالهم، والكلام في جرحهم وتعديلهم وتضعيفهم وتليينهم، إلى غير ذلك من علومه الغزيرة، وفوائده العزيزة هو إلى علماء الحديث الذين قطعوا أعمارهم في الرحلة إلى أقطار الدنيا لجمع شوارده، ولقاء مشايخه حتى أخذ الواحد منهم عن ألوف من الشيوخ، وبلغ الحافظ منهم ما لا تكاد تحتمله العقول) (24).
_________________________________
(13) فتح المغيث (1/ 236).
(14) العواصم والقواصم (2/ 429).
(15) المنار المنيف (44).
(16) التمييز (218).
(17) شرح علل الترمذي لابن رجب (1/ 339_340).
(18) شرف أصحاب الحديث (9).
(19) الحجة في بيان المحجة (2/ 234_235) ومختصر الصواعق المرسلة (561_562). واستفدت هذا الموضع من المنهج المقترح (137).
(20) منهاج السنة (4/ 113).
(21) مختصر الصواعق المرسلة (537).
(22) جامع العلوم والحكم (2/ 105_106).
(23) جامع العلوم والحكم (2/ 107).
(24) العواصم والقواصم (2/ 431).
¥(9/340)
ـ[هشام الحلاّف]ــــــــ[20 - 09 - 05, 11:55 ص]ـ
ولعل قائلاً أن يقول: إن ما ذكرته من وجوب الرجوع في تصحيح الحديث وتضعيفه إلى أهل الحديث أمر معلوم بداهة! فلم التنبيه على ما هذا صفته؟!
فأقول: إن الناظر في كلام أهل العلم على الأحاديث تصحيحاً وتضعيفاً يجد أن منهم من تكلم في هذا العلم بغير طريقة أهله، وسلك فيه مسلكاً لم يرضه أصحابه، ومن لم ينتبه لهذا الأمر خلط بين الطريقين ولم يميز بين المسلكين.
فمن ذلك أن للأصوليين والفقهاء طريقة في تصحيح الحديث وتضعيفه سوى طريقة المحدثين، وقد نبه جماعة من أهل العلم إلى هذا الأمر، كأبي الوفاء بن عقيل وابن الجوزي وابن دقيق العيد وابن القيم وابن رجب وغيرهم.
ومن أقدم من رأيته نبه إلى هذا الأمر هو أبوعبدالله الحاكم، فإنه قال في كتابه المدخل إلى كتاب الإكليل (40) في القسم الثالث من الصحيح المختلف فيه: (خبر يرويه ثقة من الثقات عن إمام من أئمة المسلمين فيسنده، ثم يرويه عنه جماعة من الثقات فيرسلونه ..
وهذا القسم مما يكثر .. فهذه الأخبار صحيحة على مذهب الفقهاء، فإن القول عندهم فيها قول من زاد في الإسناد أو المتن إذا كان ثقة.
فأما أئمة الحديث فإن القول فيها عندهم قول الجمهور الذي أرسلوه لما يخشى من الوهم على هذا الواحد لقوله صلى الله عليه وسلم (الشيطان مع الواحد، وهو مع الإثنين أبعد).
ومن العجيب ما ذهب إليه بعض أهل العلم بالفقه من صحة الطريقتين في تصحيح الحديث!!
قال ابن دقيق العيد في شرح الإلمام بأحاديث الأحكام (1/ 59) شارحاً قوله (وشرطي فيه أن لا أورد فيه إلا حديث من وثقه إمام من مزكي رواة الأخبار، وكان صحيحاً على طريقة بعض أهل الحديث الحفاظ، أو بعض أئمة الفقهاء النظار، فإن لكل منهم مغزى قصده، وطريقاً أعرض عنه وتركه).
قال: (يريد أن لكل من أئمة الحديث والفقه طريقاً غير طريق الآخر، فإن الذي يبين وتقتضيه قواعد الأصول والفقه أن العمدة في تصحيح الحديث: عدالة الراوي وجزمه بالرواية. ونظرهم يميل إلى اعتبار التجويز الذي يمكن معه صدق الراوي وعدم غلطه، فمتى حصل ذلك وجاز ألا يكون غلطاً وأمكن الجمع بين روايته ورواية من خالفه بوجه من الوجوه الجائزة = لم يترك حديثه.
وأما أهل الحديث فإنهم قد يروون الحديث من رواية الثقات العدول، ثم تقوم لهم علل فيه تمنعهم من الحكم بصحته، كمخالفة جمع كثير له، أو من هو أحفظ منه، أو قيام قرينة تؤثر في أنفسهم غلبة الظن بغلطه، ولم يجر ذلك على قانون واحد في جميع الأحاديث.
ولهذا أقول إن من حكى عن أهل الحديث أو أكثرهم أنه إذا تعارض رواية مرسل ومسند، أو واقف ورافع، أو ناقص وزائد: أن الحكم للزائد = فلم يصب في هذا الإطلاق، فإن ذلك ليس قانوناً مطرداً، وبمراجعة أحكامهم الجزئية تعرف صواب ما نقول. وأقرب الناس إلى إطراد هذه القواعد بعض أهل الظاهر).
بل ذهب بعض الفقهاء إلى تفضيل طريقتهم في تصحيح الحديث وتضعيفه على طريقة المحدثين!
قال الزركشي في كتابه النكت على مقدمة ابن الصلاح (2/ 209_211):
(واعلم أن للمحدثين أغراضاً في صناعتهم احتاطوا فيها لا يلزم الفقهاء اتباعهم على ذلك!!
فمنه تعليلهم الحديث المرفوع بأنه روي تارة موقوفا وتارة مرسلا، وطعنهم في الراوي إذا انفرد برفع الحديث أو بزيادة فيه لمخالفته من هو أحفظ منه، فلا يلزم ذلك في كل موطن، لأن المعتبر في الراوي العدالة وأن يكون عارفاً ضابطاً متقناً لما يرويه، نعم إذا خالف الراوي من هو أحفظ _ وأعظم مخالفة معارضه _ فلا يمكن الجمع بينهما ويكون ذلك منه قدحاً في روايته، وكقولهم من لم يرو عنه إلا راو واحد فهو مجهول، ومن عارضت روايته رواية الثقات فهو متهم، كل ذلك فيه تفصيل. وإنما احتاطوا في صناعتهم كما كان بعض الصحابة يحلف من حدثه أو يطلب شاهدا أو غيره، وكل ذلك غير لازم في قبول أخبار الآحاد! لأن الأصل هي العدالة والحفظ.
والفقهاء لا يعللون الحديث ويطرحونه إلا إذا تبين الجرح، وعلم الاتفاق على ترك الراوي، ومنه قولهم (منقطع ومرسل) وهذا إنما يكون علة إذا كان المرسل يحدث عن الثقات وغيرهم، ولا يكون علة معتبرة إذا كان المرسل لا يروي إلا عن الثقات، وقلنا إن روايته عنه تعديل وعلى هذا درج السلف، فأما إذا عارضه مسند عدل كان أولى منه قطعاً، وكذلك قولهم (فلان ضعيف) ولا يثبتون وجه الضعف، فهو جرح مطلق وفي قبوله خلاف، نعم ربما يتوقف الفقهاء في ذلك وإن لم يتبين السبب.
وقال ابن حزم: (قد علل قوم أحاديث بأن رواها عن رجل مرة، وعن آخر أخرى، وهذا قوة للحديث! وزيادة في دلائل صحته!! ومن الممكن أن يكون سمعه منهما).
ورحم الله أئمة العلم والفقه الذين عرفوا قدر أئمة الحديث!
فأخذوا علم الحديث عنهم، ورجعوا فيه إلى قولهم، ولم ينازعوهم شأنهم!
قال الربيع: سمعت الشافعي قال لبعض أصحاب الحديث: (أنتم الصيادلة، ونحن الأطباء) (25).
وهاهو الشافعي على جلالة قدره في العلم وعظيم محله فيه إذا جاء الكلام على الحديث صحة وضعفاً رده إلى أهله وقال: (لا يُثْبِتُ أهلُ الحديثِ مِثْلَه) (26).
وقال الأوزاعي: (كنا نسمع الحديث فنعرضه على أصحابنا كما يُعرض الدرهم الزائف، فما عرفوا منه أخذنا به، وما أنكروا تركنا) (27).
والمقصود هو التنبيه على وجود من تكلم في تصحيح الحديث وتضعيفه بغير طريقة المحدثين، ولهذا وقع من بعض أهل العلم ممن لم يتنبه لهذا الأمر أن تكلم على الأحاديث تصحيحاً وتضعيفاً بقواعد للفقهاء والأصوليين ظاناً أنه على نهج المحدثين!
يتبع بإذن الله
_______________________________
(25) سير أعلام النبلاء (10/ 23).
(26) الأم (1/ 190،257، 2/ 43،75،193 ... ).
(27) المحدث الفاصل: (318رقم 217).
¥(9/341)
ـ[هشام الحلاّف]ــــــــ[24 - 09 - 05, 02:09 ص]ـ
فإذا علمت بعد هذا كله وجوب الرجوع في تصحيح الحديث وتضعيفه إلى أهله المتخصصين فيه = فاعلم أن المعوّل إنما هو على كلام الأئمة المتقدمين منهم، لأنهم بناة هذا العلم، ومؤسسو قواعده، وواضعوا ضوابطه، وهم الذين تواضعوا على مصطلحاته، فهم (أهل الاصطلاح)، الذين لم يبق لمن جاء بعدهم إلا أخذ معاني مصطلحاته منهم، وتلقي هذا العلم عنهم، والسير به على نهجهم.
واعلم أن الله قد خص هذه الطائفة بخصائص ليست في غيرهم:
_فهم من عاشوا في عصر الرواية، فحضروا مجالس التحديث، وشاهدوا الرواة، واطلعوا على أخبارهم، وسبروا أحوالهم، وسمعوا منهم، وكتبوا عنهم، وعاينوا أصول مروياتهم (وليس الخبر كالمعاينة)، مع اختبارهم لهم، وامتحانهم إياهم، فعرفوا حالهم، وعلموا مدى ضبطهم. ثم هم مع ذلك متى ما شكوا في راو طالبوه بأصله فنظروا فيه، ومتى ما ترددوا في رواية راو اطلعوا على كتبه وأوراقه، وسألوا خواصه من أصحابه وطلابه.
بخلاف من جاء بعدهم فقد غاب عنهم هؤلاء الرواة، وطالت عليهم الأسانيد، وفقدت الأصول، فليس لهم من المعرفة بالرواة إلا ما كتبه من قبلهم، وليس لهم من العلم بالأصول والكتب إلا ما أخبر به من سبقهم.
ولهذا قال الذهبي: (وهذا في زماننا يعسر نقده على المحدث، فإن أولئك الأئمة كالبخاري وأبي حاتم وأبي داود عاينوا الأصول، وعرفوا عللها، وأمّا نحن فطالت علينا الأسانيد، وفُقِدت العبارات المتيقنة، وبمثل هذا ونحوه دخل الدَّخَل على الحاكم في تصرفه في المستدرك) (28).
_ثم إن هؤلاء الأئمة المتقدمين أكثر علماً، وأوسع حفظاً، وأشد ضبطاً، وأدق نظراً، بما لا يشك في ذلك لمن نظر في تراجمهم واطلع على سيرهم وأخبارهم.
قال الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه الجامع: (الوصف بالحفظ على الإطلاق ينصرف إلى أهل الحديث خاصة، وهو سمة لهم لا يتعداهم، ولا يوصف بها أحد سواهم، لأن الراوي يقول حدثنا فلان الحافظ فيحسن منه إطلاق ذلك، إذ كان مستعملاً عندهم يوصف به علماء أهل النقل ونقادهم، ولا يقول القارئ لقنني فلان الحافظ، ولا يقول الفقيه درسني فلان الحافظ، ولا يقول النحوي علمني فلان الحافظ.
فهي أعلى صفات المحدثين وأسمى درجات الناقلين، من وجدت فيه قبلت أقاويله، وسلم له تصحيح الحديث وتعليله، غير أن المستحقين لها يقل معدودهم ويعز، بل يتعذر وجودهم، فهم في قلتهم بين المنتسبين إلى مقالتهم أعز من مذهب السنة بين سائر الأراء والنحل، و أقل من عدد المسلمين في مقابلة جميع أهل الملل) (29).
ولهذا قال الذهبي في ترجمة الإسماعيلي: (وصنف الصحيح وأشياء كثيرة، من جملتها مسند عمر رضي الله عنه، هذبه في مجلدين، طالعته وعلقت منه بحفظ هذا الإمام، وجزمت بأن المتأخرين على إياس من أن يلحقوا المتقدمين في الحفظ والمعرفة!) (30).
وقال أيضاً _ في آخر ترجمة الحافظ الشعراني _: (وليس في كبار محدثي زماننا أحد يبلغ رتبة أولئك في المعرفة) (31).
والأخبار في سعة حفظهم وقوة ضبطهم وشدة إتقانهم أشهر من أن تذكر، وأكثر من أن تسطر، وإنما الذي ينبغي التنبيه عليه والتنويه إليه هو بالغ اهتمامهم وشدة حرصهم على جمع طرق الحديث غريبها ومشهورها، عاليها ونازلها، صحيحها وسقيمها، حتى إنهم كانوا يرحلون في طلب الحديث الواحد الذي لم يسمعوا به المسافات البعيدة ويمضون في طلبه الأيام العديدة.
فلهذا يندر أن يتفرد أحدهم ممن تأخرت طبقته بحديث ليس عند أقرانه.
قال الذهبي: (ويندر تفردهم (أي أصحاب الأتباع)، فتجد الإمام منهم عنده مئتا ألف حديث، لا يكاد ينفرد بحديثين ثلاثة!
ومن كان بعدهم فأين ما ينفرد به؟! ما علمته، وقد يوجد!) (32).
وفي هذا دلالة على سعة حفظهم وكثرة إطلاعهم بحيث لا يكاد يفوت على الواحد منهم حديث غريب وهو صحيح.
ومما يبين لك ذلك _ ويؤكد صدق مقالة الذهبي السابقة _ هذه القصة التي ساقها ابن أبي حاتم.
¥(9/342)
قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: (قلت على باب أبي الوليد الطيالسي: من أغرب عليّ حديثاً غريباً مسنداً صحيحاً لم أسمع به فله درهم يتصدق به، وقد حضر على باب أبي الوليد خلق من الخلق، أبوزرعة فمن دونه!، وإنما كان مرادي أن يُلقى عليّ ما لم أسمع به، فيقولون هو عند فلان فأذهب فأسمع، وكان مرادي أن أستخرج منهم ما ليس عندي، فما تهيأ لأحد منهم أن يغرب عليّ حديثاً!!) (33).
ثم تنبه إلى أن أئمة الحديث المتقدمين مع أنهم أشد حفظاً، وأقوى ضبطاً وإتقاناً ممن جاء بعدهم .. فهم أيضاً أكثر حفظاً، وأوسع علماً، وأكثر إحاطة وإطلاعاً بالمرويات، بما لا يمكن للمتأخر أن يدركهم فيه.
فلا يمكن أن يصلوا إلى درجتهم في (كثرة) الحفظ و (سعته) مهما حفظوا!
بل لو حفظوا كل ما وجدوه، واستوعبوا كل ما حصلوه! ..
لأن جملةً من طرق الحديث التي كانت تروى قد اندثرت واندرست، وجملة كبيرة من الأجزاء الحديثية التي كتبت أهملت وفقدت، وبهذا لم يصل لنا جملة من الأسانيد التي كانت تروى وتحفظ في عصر المتقدمين.
وإن كنت في شك من ذلك فاقرأ كلام الحفاظ المتقدمين في سعة ما حفظوا، وكثرة ما كتبوا، وقارن ذلك بما وصل إلينا تجد الفرق واضحاً والبون شاسعاً.
ولاشك أن لهذا الفقد تأثيراً في علم المتأخرين وفي دقة حكمهم على الأحاديث لارتباط الحكم على الأحاديث بالعلم بالأسانيد.
وأنبه إلى أن هذا لا يعني هذا ضياع شيء من السنة، حاشا وكلا، فإن الله تكفل بحفظها كما قررناه في أول مقالنا هذا، وإنما المقصود فقد جملة من الأسانيد والطرق، التي كان يمكن أن تجبر ضعفاًَ توهمناه، أو تزيح محل شك ظنناه، أو تدلنا على مكان خلل أهملناه.
ولهذا لما عرف المحدثون قدر كبار أئمتهم في سعة الحفظ، وكثرة السماع، وتتبع الأحاديث والطرق، مع قوة الضبط، وشدة الحرص، وسمو الهمة = ذكروا أن الحديث الذي لا يعرفه الواحد منهم علامة على أنه من الأحاديث التي ليست بصحيحة!
وإليك كلامهم:
قال عبدالله بن إدريس: (كل حديث لا يعرفه عبدالله بن المبارك فنحن منه براء) (34).
وقال أحمد بن حنبل: (كل حديث لا يعرفه يحيى بن معين فليس هو بحديث، أو فليس هو بثابت) (35).
وقال إسحاق بن راهويه: (كل حديث لا يعرفه أبوزرعة فليس له أصل) (36).
وقال محمد بن أبى حاتم الوراق: سمعت محمد بن إسماعيل (وهو البخاري) يقول: (ذاكرني أصحاب عمرو بن علي (وهو الفلاس) بحديث، فقلت: لا أعرفه، فسُرُّوا بذلك، وساروا إلى عمرو بن علي، فقالوا له: ذاكرنا محمد بن إسماعيل البخاري بحديث فلم يعرفه! فقال عمرو بن علي: حديث لا يعرفه محمد بن إسماعيل ليس بحديث!!) (37).
ولهذا قال السيوطي: (إذا قال الحافظ المطلع الناقد في حديث (لا أعرفه)، اعتُمِد ذلك في نفيه كما ذكر شيخ الإسلام) (38).
ولما ذكر فخر الدين الرازي أن من علامات الحديث الموضوع أن يُروى في زمان قد استقرت فيه الأخبار، فإذا فُتِّش عنه فلم يوجد في بطون الكتب ولا في صدور الرجال علم بطلانه، وأما في عصر الصحابة _ رضي الله تعالى عنهم _ حين لم تكن الأخبار استقرت، فإنه يجوز أن يروي أحدهم ما لا يوجد عند غيره (39).
عقب عليه العلائي بقوله: (وهذا إنما يقوم به _ أي بالتفتيش عليه _ الحافظ الكبير الذي قد أحاط حفظه بجميع الحديث أو بمعظمه، كالإمام أحمد وعلي بن المديني ويحيى بن معين، ومن بعدهم كالبخاري وأبي حاتم وأبي زرعة، ومن دونهم كالنسائي ثم الدارقطني.
لأن المأخذ الذي يُحكم به غالباً على الحديث بأنه موضوع إنما هي الملكة النفسانية الناشئة عن جمع الطرق، والإطلاع على غالب المروي في البلدان المتنائية، بحيث يعرف بذلك ما هو من حديث الرواة مما ليس من حديثهم، وأما من لم يصل إلى هذه المرتبة فكيف يقضي بعدم وجدانه للحديث بأنه موضوع!، هذا ما يأباه تصرفهم، فالله أعلم) (40).
قال ابن عراق: (فاستفدنا من هذا أن الحفاظ الذين ذكرهم وأضرابهم إذا قال أحدهم في حديث (لا أعرفه) أو (لا أصل له) كفى ذلك في الحكم عليه بالوضع، والله أعلم) (41).
_____________________________
(28) الموقظة (46).
(29) الجامع (2/ 172).
(30) تذكرة الحفاظ (3/ 948).
(31) تذكرة الحفاظ (2/ 627_628).
(32) الموقظة (77).
¥(9/343)
(33) تقدمة الجرح والتعديل (355).
(34) تاريخ دمشق (32/ 421) سير أعلام النبلاء (8/ 403)
(35) تاريخ بغداد (14/ 180).
(36) مقدمة الكامل لابن عدي (1/ 228_ ط الباز) تاريخ بغداد (10/ 332) الإرشاد للخليلي (2/ 681).
(37) تاريخ بغداد (2/ 18).
(38) تدريب الراوي (1/ 250).
(39) النكت لابن حجر (2/ 847).
(40) النكت لابن حجر (2/ 847).
(41) تنزيه الشريعة (1/ 7_8).
ـ[هشام الحلاّف]ــــــــ[24 - 09 - 05, 02:23 ص]ـ
وبهذه الخصائص التي خص الله بها هذه الطائفة من المحدثين _ والتي أشرت لك إلى بعضها _ استطاعوا أن يعرفوا دقائق علل الحديث، وخفي خلله، ومواضع زَلَلِه، بحيث أبهرت العقول قدراتهم، وحيرت الأذهان إمكانياتهم، وأدهشت النفوس دقتهم، حتى اُشتُهِر أن علمهم كهانة، وأن فنهم من فنون السحر! لا من فنون العلم.
وإذا أردت أن أقرب لك هذا المعنى، وأبين لك إلى أين وصلوا في العلم بالمحل الأسمى، فاقرأ معي هاتين القصتين، واجعل عينيك فيهما بصيرتين، فستدرك ما قلته لك من دون تعب ولا مين.
قال الرامهرمزي: أخبرني أبي أن القاسم بن نصر المخرمي حدثهم قال: سمعت علي بن المديني يقول: (قدمت الكوفة فعنيت بحديث الأعمش فجمعته، فلما قدمت البصرة لقيت عبد الرحمن فسلمت عليه، فقال: هات يا علي ما عندك.
فقلت: ما أحد يفيدني عن الأعمش شيئاً!
قال: فغضب، فقال: هذا كلام أهل العلم؟! ومن يضبط العلم؟! ومن يحيط به؟! مثلك يتكلم بهذا؟!
معك شيء تكتب فيه؟ قلت: نعم. قال: أكتب. قلت: ذاكرني فلعله عندي.
قال: اكتب، لست أملي عليك إلا ما ليس عندك!
قال: فأملى علي ثلاثين حديثاً لم أسمع منها حديثاً!!!
ثم قال: لا تعد، قلت: لا أعود) (42).
وقال المقدمي: سمعت أبي يقول: سمعت علي بن المديني يقول: (قيل لنا إن جماعة من أصحابنا الكوفيين يقدمون، فأتاني سليمان الشاذكوني يوماً في الصيف قبل نصف النهار في يوم صائف فدق عليّ الباب، فخرجت إليه فقلت له: في هذا الوقت يا أبا أيوب؟!، فقال: نعم، امض بنا إلى عبدالرحمن بن مهدي فإن أصحابنا هؤلاء الكوفيين قادمين علينا، والساعة يلقون علينا ما ( .. ) نعده للمذاكرة، فامض حتى نذهب إلى عبدالرحمن فنسأله أن يحدثنا بما نرى أنه ليس عندهم، وبما نغرب به عليهم، قال: فأتيناه فدققنا عليه الباب فخرج علينا في ملحفة حمراء يمسح عينيه من النوم، فقال: في هذا الوقت!، فأخبرناه بما قصدنا له، فقال: اكتبوا، فأملى علينا منها مائة حديث، فنظرت أنا وسليمان فإذا ليس عندنا منها خمسة أحاديث!، والباقي كلها نستفيدها!!
ثم قام، فقال: الساعة تفوتنا الظهر، فلما جزنا باب عبدالرحمن، قال لي سليمان: لعن الله مهدياً!، فقلت: من مهدي؟، قال: أبو هذا الشيطان!، كما خرج هذا من صلبه، ترى أنه لو كان قد نظر في كتبنا زاد على هذا!!) (43).
ومما أنبه له (مع أنه مما لا يُحتاج فيه إلى تنبيه لوضوحه) أنني لا أدعي الكمال في حفظهم، ولا العصمة في علمهم، بحيث لا يجوز على (الواحد) منهم الخطأ والنسيان، أو الوهم والسهيان، فهذا ما طُبع عليه بنو الإنسان.
قال الذهبي في السير (11/ 82): (ونحن لا ندعي العصمة في أئمة الجرح والتعديل، لكن هم أكثر الناس صوابا، وأندرهم خطأ، وأشدهم إنصافا، وأبعدهم عن التحامل.
وإذا اتفقوا على تعديل أو جرح فتمسك به، واعضض عليه بناجذيك، ولا تتجاوزه فتندم، ومن شذ منهم فلا عبرة به، فخل عنك العناء، وأعط القوس باريها، فوالله لولا الحفاظ الأكابر لخطبت الزنادقة على المنابر، ولئن خطب خاطب من أهل البدع فإنما هو بسيف الإسلام وبلسان الشريعة وبجاه السنة وبإظهار متابعة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فنعوذ بالله من الخذلان).
وإنما ينبغي لمن اشتغل بالحديث أن يعلم أنه بسبب هذه الخصائص التي خص الله بها هذه الطائفة من المحدثين (من وجودهم في زمن الرواية والتحديث، وسعة حفظهم وقوة ضبطهم، إضافة إلى جلدهم في طلب العلم، وسمو همتهم) = أن ذلك كله قد أمكنهم من الإطلاع على دقائق العلل، وخفي الخلل الذي يقع في الأسانيد مما لا يمكن معه للمتأخر أن يطلع عليها، وعلمت حينئذ أنه لا بد من أخذ كلامهم في هذا العلم والتسليم لهم بذلك فيه:
¥(9/344)
ولهذا نص غير واحد من أهل العلم على أن خفي التعليل إنما هو للأئمة المتقدمين.
قال العلائي: (فبهذه النكتة يتبين أن التعليل أمر خفي لا يقوم به إلا نقاد أئمة الحديث، دون من لا اطلاع له على طرقه وخفاياها) (44).
وقال المنذري في مقدمة كتابه الترغيب والترهيب: (وأما دقائق العلل فلا مطمع في شيء منها لغير الجهابذة النقاد، أئمة هذا الشأن).
وقال السيوطي في كتابه التنقيح لمسألة التصحيح: (لا بد من فقد الشذوذ ونفي العلة، والوقوف على ذلك الآن متعسر، بل متعذر، لأن الإطلاع على العلل الخفية إنما كان للأئمة المتقدمين، لقرب أعصارهم من عصر النبي صلى الله عليه وسلم، فكان الواحد منهم من تكون شيوخه التابعين وأتباع التابعين أو الطبقة الرابعة، فكان الوقوف على العلل إذ ذاك متيسراً للحافظ العارف).
ولهذا إذا وجدت إماماً من أئمة الحديث المتقدمين أعل حديثاً بعلة (خفية) لم يظهر لك وجهها، ولم يستبن لك أمرها، فاقبل كلامه، وسلم الأمر له، كما قبلت قوله وحده في الجرح وإن لم يفسر، بل لو صح لك ظاهر السند الذي أعله، فاعلم أنه لا يصح لك مخالفته، لأن رد كلامهم بقواعد هم أصحابها، ومخالفة عملهم بقواعد هم واضعوها (ولم تفهم على وجهها) ليس من العلم في شيء!
إلا إذا أعل المتقدم حديثاً وبيّن السبب، وَوُجِد أن السبب الذي به أعل الحديث يمكن زواله، فهذا مما للمتأخر فيه سبيل، مع أنه ينبغي التمهل في مخالفتهم، وعدم العجلة في
معارضتهم، فعليك بفهم كلامهم على وجهه، و إلا فهمت خطأ وخالفت غلطاًَ.
وينبغي أن يراعى هذا الأمر خاصة فيما اتفقوا عليه، فإنهم إذا اتفقوا على شيء فهو الحق الذي لا يصح العدول عنه، والصواب الذي لا محيد عنه.
قال أبوحاتم الرازي: (الزهري لم يسمع من أبان بن عثمان شيئاً، لا أنه لم يدركه، قد أدركه، وأدرك من هو أكبر منه، ولكن لا يثبت له السماع منه، كما أن حبيب بن أبي ثابت لا يثبت له السماع من عروة بن الزبير، وهو قد سمع ممن هو أكبر منه.
غير أن أهل الحديث اتفقوا على ذلك، واتفاق أهل الحديث على شيء يكون حجة).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (المرجع في النقل إلى أمناء حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، كما أن المرجع في النحو إلى أربابه، وفي القراءات إلى حذاقها، وفي اللغة إلى أئمتها، وفي الطب إلى علمائه، فلكل فن رجال، وعلماء الحديث أجل وأعظم تحرياً للصدق من كل أحد، علم ذلك من علمه.
فما اتفقوا على صحته فهو الحق، وما أجمعوا على تزييفه وتوهينه فهو ساقط، وما اختلفوا فيه نُظر فيه بإنصاف وعدل، فهم العمدة كمالك وشعبة و ... وأمثالهم من أهل العلم بالنقل والرجال والجرح والتعديل) (45).
وقال ابن القيم: (الاعتبار في الإجماع في كل أمر من الأمور الدينية بأهل العلم به دون غيرهم، كما لم يعتبر في الإجماع على الأحكام الشرعية إلا العلماء بها دون المتكلمين والنحاة والأطباء = كذلك لا يعتبر في الإجماع على صدق الحديث وعدم صدقه إلا أهل العلم بالحديث وطرقه وعلله، وهم علماء أهل الحديث العالمون بأحوال نبيهم، الضابطون لأقواله وأفعاله، المعتنون بها أشد من عناية المقلدين بأقوال متبوعيهم) (46).
__________________________
(42) المحدث الفاصل (251) وعنه الخطيب في تاريخ بغداد (10/ 245).
وللقصة سياق آخر في كتاب التاريخ وأسماء المحدثين وكناهم للمقدمي (203).
(43) التاريخ وأسماء المحدثين وكناهم للمقدمي (207) وما بين القوسين ليس بواضح في المخطوط كما قال المحقق.
(44) النكت على كتاب ابن الصلاح (2/ 782).
(45) منهاج السنة (4/ 10).
(46) مختصر الصواعق المرسلة (537).
يتبع بإذن الله
ـ[هشام الحلاّف]ــــــــ[29 - 09 - 05, 01:16 م]ـ
ولما كان (غالب) كلام أئمة الحديث المتقدمين في علم الحديث إنما هو في جانب التطبيق العملي لا في التقعيد النظري، ولما كان أكثره على سبيل الإشارة والإيجاز أيضاً، مع صعوبة هذا العلم _أصلاً_ ودقة مسائله، إذ ليس له قواعد مطردة دائماً، ولا ضوابط مستمرة أبداً = فقد خفي على كثير ممن أتى بعدهم فهم كلامهم ومعرفة طريقتهم في هذا العلم (47).
ولهذا ظهر في آخر القرن الرابع الهجري كتب علوم الحديث (المفردة)، التي تبين طريقتهم، وتشرح مصطلحاتهم.
¥(9/345)
وقد كان من أوائل من كتب في علوم الحديث (على استقلال وإفراد) الرامهرمزي (ت360هـ) في (المحدث الفاصل) والحاكم (ت405هـ) في (معرفة علوم الحديث)، ثم تتابع التصنيف بعدهما.
وقد أشارا إلى بداية حصول الضعف في زمانهما، فهذا الرامهرمزي يبين أنه ما ألف كتابه إلا للرد على من لمز أهل الحديث في عصره بما حصل منهم من خلل منهجي في طلبهم للعلم، حيث منهم من اهتم بـ (تتبع الطرق، وتكثير الأسانيد، وتطلب شواذ الأحاديث .. ) دون الاهتمام بمعانيه وفقهه، والوفاء بحقه من التهذيب والضبط والتقويم كما يقول الرامهرمزي (48).
وبعده الحاكم (ت405هـ) يقول في مفتتح (معرفة علوم الحديث): (أما بعد: فإني لما رأيت البدع في زماننا كثرت، ومعرفة الناس بأصول السنن قلت، مع إمعانهم في كتابة الأخبار وكثرة طلبها، على الإهمال والإغفال، دعاني ذلك إلى تصنيف كتاب خفيف ... ) (49).
وقد أشار إلى هذا الأمر غيرهما أيضاً، فهذا ابن حبان (ت 354هـ) يقول في مقدّمة (المجروحين): (ولم يكن هذا العلم في زمانٍ قطُّ تعلُّمُه أوجب منه في زماننا هذا، لذهاب من كان يُحسن هذا الشأن، وقلَّةِ اشتغال طلبة العلم به) (50).
فتأمل _ رعاك الله _ في تأريخ كتب علوم الحديث المفردة ومتى بدأت، وما سبب تصنيفها؟ .. ثم تأمل أيضاً في منهج مؤلفيها، واهتمامهم فيها بنقل مصطلحات أهل القرون السابقة وشرحها.
وهذا يؤكد ما ذكرته لك سابقاً من أن المعول عليه في هذا العلم هم أئمة الحديث المتقدمين، فهم الذين اعتنى العلماء بكلامهم، وصنفوا لأجله الكتب، وهم الذين ينبغي لمن بعدهم العناية به أيضاً.
إلا أننا نجد مع ذلك فيمن تأخر من أهل الحديث (وأعني بمن تأخر: من كان في القرن الخامس الهجري فما بعد) من غاب عنه هذا الأمر أحياناً، وحصل بسبب ذلك خلل منهجي في بعض ما كتبوه _ على تفاوت بينهم في ذلك _، ومن مظاهر ذلك الخلل وصوره:
1_ مشاحة (أهل الاصطلاح) في اصطلاحهم، وهي ما أسماها الشيخ الشريف حاتم العوني في كتابه المفيد (المنهج المقترح لفهم المصطلح): (فكرة تطوير المصطلحات)، حيث قال عنها: (وقبل شرح خطر هذه الفكرة: (فكرة تطوير المصطلحات)، فأنا أعني بفكرة تطوير المصطلحات: (تغيير معاني المصطلحات عما كانت تعنيه عند أهل الاصطلاح، عمداً،لأي غرضٍ يظنه ذاك المغير حسناً).
و (أهل الاصطلاح): هم الذين أنشؤوا ذلك العلم، ووضعوا قواعده وضوابطه، وتواضعوا على أسماءٍ لأفراده (هي المصطلحات)، وتمموا بناء علمهم. فلم يبق لمن جاء بعدهم إلا تلقي هذا العلم عنهم، وأخذ معاني مصطلحاته منهم، لفهم علمهم ويعي قولهم.
فإذا أقبل هذا الذي جاء بعدهم على علمهم بالتبديل، وبتغيير مدلولات المصطلحات، لا مع إعلان أن تلك المعاني الجديدة من عند نفسه وأنها اصطلاح خاص به، بل على أنها اصطلاح أهل الاصطلاح = فهل سيكون لنا طريق إلى فهم ذلك العلم، باعتماد كلام ذلك المبدل المغير؟!
فأعود مؤكداًَ: (فكرة تطوير المصطلحات) متعلقة بتغيير المعاني، مهما كان ذلك التغيير يسيراً، ومهما كان الغرض منه حسناً عند القائل به.
هذا الذي منه أحذر!
أما (تطوير) حدود المصطلحات ورسومها، تطوير ألفاظٍ لتلك التعاريف، لا يصل إلى تغيير مدلول المصطلح = فليس على هذا محظور، ولا هو من (فكرة تطوير المصطلحات) التي أحذر منها، بل هذا التطوير الذي يقصد إلى تحرير التعريفات بالجمع والمنع، أمر حسن في حدود ما لم يبلغ بنا إلى درجة التنطع والتكلف الذي يعانيه المناطقة، ونحن عنه في غنى. وحتى إن بلغ درجة التنطع والتكلف، فليس من (فكرة تطوير المصطلحات) في شيء، مادام أن الأمر لم يصل إلى محاولة تغيير معاني المصطلحات.
باختصار: (فكرة تطوير المصطلحات) تختص بتطوير معاني المصطلحات، لا بتطوير ألفاظ تعاريف تلك المصطلحات).
وأما الأمثلة على هذا الأمر فكثيرة أيضاً، وأحيلك فيها إلى الكتاب الآنف الذكر.
2_ إدخال أقوال أئمة الفقه والأصول والكلام في كتب علوم الحديث ..
وانظر في كتاب الكفاية للخطيب البغدادي وفي مقدمات بعض كتب البيهقي، وبعده مقدمة ابن الصلاح، ومن جاء بعده _ فجلهم له تبع _، فإنك تجد نقولاً كثيرةً عنهم.
¥(9/346)
ولهذا قال ابن رجب متعقباً الخطيب البغدادي: (ثم إن الخطيب تناقض فذكر في كتاب (الكفاية) للناس مذاهب في اختلاف الرواة في إرسال الحديث ووصله كلها لا تعرف عن أحد من متقدمي الحفاظ، إنما هي مأخوذة من كتب المتكلمين).
3_ الترجيح في بعض مسائل علوم الحديث بما رجحه الفقهاء والأصوليون، وليس بما رجحه المحدثون مع العلم بذلك، والتصريح به ..
ولهذا الأمر أمثلة كثيرة: أشهرها مسألة زيادة الثقة. فكثير من المتأخرين رجحوا القول بقبول زيادة الثقة مطلقاً، وهو ما رجحه أئمة الفقه والأصول ..
ومنهم من كان يرجح مذهب أهل الحديث، إلا أنه في التطبيق يخالف ما قرره ورجحه!
قال ابن رجب مبيناً مذهب الخطيب البغدادي في هذه المسألة: (ثم إنه اختار أن الزيادة من الثقة تقبل مطلقاً، كما نصره المتكلمون وكثير من الفقهاء، وهذا يخالف تصرفه في كتابه (تمييز المزيد)! ... ) (51).
وقال مبيناً مذهب الحاكم في هذه المسألة: (وذكر الحاكم أن أئمة الحديث على أن القول قول الأكثرين الذين أرسلوا الحديث. وهذا يخالف تصرفه في المستدرك!) (52).
وقال ابن الصلاح أيضاً _ في مسألة تعارض الوصل والإرسال _: (ومنهم من قال: الحكم لمن أسنده إذا كان عدلاً ضابطاً، فيقبل خبره وإن خالفه غيره، سواء كان المخالف له واحداً أو جماعة. قال الخطيب: هذا القول هو الصحيح.
(ثم قال ابن الصلاح): (وما صححه هو الصحيح في الفقه وأصوله) (53).
4_ عدم تقدير أحكام أئمة النقد على الأحاديث وإجلالها، والتسرع في مخالفتها، بل وتخطئتها بتخطئة قواعدهم التي قادتهم إلى هذا الحكم.
وله أمثلة كثيرة، وسيأتي ذكر مثال واضح على هذا الأمر.
ومع اجتماع هذه الأخطاء (وهي أخطاء منهجية) وتزايدها فقد حصل تباين ملحوظ بين أحكام كثير من المحدثين المتأخرين مع أحكام أئمة الحديث المتقدمين، فوجد منهم من ضعف ما صححوه، أو صحح ما أعلوه، بل ما نقل الإجماع على إعلاله، ومن أمثلة ذلك:
_ ما أخرجه الترمذي قال: حدثنا هناد حدثنا محمد بن فضيل عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن للصلاة أولاً وآخرا، وإن أول وقت صلاة .. الحديث).
فهذا الحديث تفرد بروايته محمد بن فضيل عن الأعمش بالإسناد السابق.
وخالفه ثلاثة من الثقات من أصحاب الأعمش وهم (زائدة بن قدامة وعبثر بن القاسم وأبوإسحاق الفزاري) فرووه عن الأعمش عن مجاهد من قوله.
ولذا أعل رواية محمد بن فضيل جمع كثير من أئمة الحديث المتقدمين، منهم: ابن معين، ومحمد بن عبدالله بن نمير، والبخاري، وأبوحاتم الرازي، والبزار، والعقيلي، والدارقطني.
بل قال ابن عبدالبر: (هذا الحديث عند جميع أهل الحديث حديث منكر، وهو خطأ،لم يروه عن الأعمش بهذا الاسناد إلا محمد بن فضيل، وقد أنكروه عليه) (54).
ومع توارد الأئمة المتقدمين على إعلال هذه الرواية، واتفاقهم على إعلالها كما قال ابن عبدالبر (هذا الحديث عند جميع أهل الحديث حديث منكر)، إلا أنك إذا نظرت إلى حكم المتأخرين على هذه الرواية فإنك تجدهم على خلاف حكم المتقدمين عليها:
_قال ابن حزم في المحلى _ بعد احتجاجه به _: (لم يخف علينا من تعلل في حديث أبي هريرة بأن محمد بن فضيل أخطأ فيه، وإنما هو موقوف على مجاهد، وهذا أيضاً دعوى كاذبة بلا برهان!، وما يضر اسناد من أسند، إيقاف من أوقف) (55).
_ وقال ابن الجوزي _ بعد ذكره لمن أعل الحديث _: (ابن فضيل ثقة، ويجوز أن يكون الأعمش قد سمعه من مجاهد مرسلاً، وسمعه من أبي صالح مسنداً) (56).
_ وقال ابن القطان الفاسي: (وعندي أنه لا بعد في أن يكون عند الأعمش في هذا عن مجاهد أو غيره مثل الحديث المرفوع، وإنما الشأن في رافعه وهو محمد بن فضيل، وهو صدوق من أهل العلم، وقد وثقه يحيى بن معين) (57).
_ وقال الشيخ أحمد شاكر _ بعد أن نقل إعلال جماعة من الأئمة لهذا الحديث _: (وهذا التعليل منهم خطأ، لأن محمد بن فضيل ثقة حافظ .. (ثم أورد كلام ابن حزم وابن الجوزي وابن القطان) ثم قال: والذي أختاره أن الرواية المرسلة أو الموقوفة تؤيد الرواية المتصلة المرفوعة ولا تكون تعليلاً لها أصلاً) (58).
¥(9/347)
_ وقال الشيخ ناصر الدين الألباني: (وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، وقد أعلوه بأن غير ابن فضيل من الثقات قد رووه عن الأعمش عن مجاهد مرسلاً. وهذه ليست علة قادحة، لاحتمال أن يكون للأعمش فيه إسنادان: أحدهما عن أبي صالح عن أبي هريرة، والآخر عنه عن مجاهد مرسلاً. ومثل هذا كثير في أحاديث الثقات، فمثله لا يرد به الحديث، لا سيما وكل ما فيه قد جاء في الأحاديث الصحيحة، فليس فيه ما يستنكر، والله أعلم. وقد بسط القول في رد هذه العلة المحقق العلامة أحمد شاكر في تعليقه على الترمذي (1/ 284_285) فأجاد، فمن شاء البسط فليرجع إليه) (59).
ولولا أن هذه الأخطاء التي وقعت منهم إنما هي أخطاء تدل على وجود خلل في المنهج وليست أخطاء تطبيقية يتساهل فيها ويتغاضى عنها لما أشرنا إليها وأفردنا الكلام عنها.
على أنني أنبه مرة أخرى إلى أن ذكر بعض هذه الأخطاء عنهم لا يعني أنهم أخطأوا في كل ما قرروه، أولم يصيبوا في كل ما كتبوه، بل أصابوا الحق في كثير مما قرروه لما طبقوا المنهج الحق، وهو ما ندعوا إليه ..
ولا يعني هذا أيضاً التحقير من شأنهم، ولا التقليل من علمهم، أو ترك كتبهم وعدم الإفادة من علمهم، فلا يقول هذا عاقل فضلاً عن طالب علم، بل يستفاد مما كتبوه، ويدرس ما ألفوه، ويتجنب فيه ما أخطأوا فيه _ ومن ذا الذي لا يخطئ؟! _.
ومع زيادة هذا الخلل المنهجي واتساعه، وغياب المنهج الصحيح لفهم منهج أهل الحديث عند (بعض) المحدثين المتأخرين، فقد ظهر في هذا العصر دعوات مباركة تدعوا إلى:
1_ إنزال الناس منازلهم، ببيان من الذين يحتج بكلامهم ويستدل بعملهم ومن الذين لا يحتج به وإنما يحتج له، فالأئمة المتقدمون هم الذين يرجع في هذا العلم إليهم، فيهتم بمعرفة طريقتهم، ويعتنى ببيان مصطلحاتهم.
ووظيفة المتأخرين إنما هي شرح طريقة المتقدمين وتوضيح مصطلحاتهم وتطبيق منهجهم.
وقد يقال: أو ليس المتأخرون قد قاموا بما يكفي ببيان منهجهم وشرح مصطلحاتهم؟
فيقال: نعم قاموا بذلك، لكن حصل من (بعضهم) خطأٌ في بيان منهجهم، وتحكم أحياناً في شرح مصطلحهم بما كنا بيناه سابقاً، فنحتاج حينئذ لمعرفتنا الصواب فيما أخطأوا فيه أن نعرف من هم الذين نرجع إليهم لنعرف منهج أهل الحديث من خلالهم، ولاشك أنهم أئمة الحديث المتقدمين.
ثم إذا حصل خلاف بين المتأخرين في فهم أحد المصطلحات أو في تقرير قاعدة حديثية، فهل نرجح أحد القولين لأن قائله هو المتأخر فهو أكثر اطلاعاً وعلماً؟، أو نرجح أحدهما لأن صاحبه أعلم _ عند المُرَجِّح _ من الآخر؟ أو لأن صاحب أحد القولين هو خاتمة المحدثين ففهمه يقدم على فهم غيره؟، ولا شك في فساد الترجيح بمثل هذا المرجح، وإنما نرجح أي القولين أقرب للصواب في فهم منهج المحدثين المتقدمين بأدلته.
2_ بيان المنهج الصحيح والطريقة الصواب في كيفية فهم منهج أهل الحديث المتقدمين.
ولاشك أن طريقة معرفة منهج أهل الحديث المتقدمين إما من خلال صريح نقولهم أو باستقراء تصرفاتهم وأفعالهم، فمتى ما أردنا أن نعرف صحة كلام المتأخرين، أو معرفة الدليل لما قالوا، أو نعرف منهج أهل الحديث فيما لم يتكلموا فيه، أو تكلموا فيه واختصروا، فالطريقة هي استقراء نصوص المتقدمين وأحكامهم، ومن خلالها نعرف منهجهم (60)، ولا يخفاك أن الدعوة السلفية تريد من أبنائها العمل بالحق مع معرفة الدليل على أنه هو الحق.
فليس كلام المتأخرين أو فهمهم هو الحجة والدليل، وإنما كلامهم يحتج له لا به، ويستدل له لا به، ومن لم يكن عنده قدرة على معرفة الدليل وفهمه فله أن يقلدهم.
قال ابن رجب: (وكذا الكلام في العلل و التواريخ قد دونه أئمة الحفاظ، وقد هجر في هذا الزمان ودرس حفظه وفهمه، فلولا التصانيف المتقدمة فيه لما عُرف هذا العلم اليوم بالكلية، ففي التصانيف فيه ونقل كلام الأئمة المتقدمين مصلحة عظيمة جدا، وقد كان السلف الصالح مع سعة حفظهم وكثرة الحفظ في زمانهم يأمرون بالكتابة للحفظ، فكيف بزماننا هذا الذي هجرت فيه علوم سلف الأمة وأئمتها ولم يبق منها إلا ما كان منها مدونا في الكتب لتشاغل أهل الزمان بمدارسة الآراء المتأخرة و حفظها).
¥(9/348)
3_ عدم مخالفة منهج المحدثين بمنهج ليس منهم، ولا معارضة مسلكهم بأقوالٍ أجنبية عنهم، ولا إدخال أقوال في علمهم بمن ليس من علمائهم.
4_ إجلال أحكامهم على الأحاديث، والعناية بها، والتسليم لهم فيها فيما لا يمكن مخالفتهم فيه، كما لو أعلوا الحديث بعلل خفية لا يمكن أن يدرك وجهها من بعدهم، أو يطلع على أمرها من خلفهم، فمثله يسلم لهم فيه بحكمهم، ويرضى فيه بنقدهم، كما تقدم بيانه.
5_ فهم مصطلحاتهم كما هي، فلا نتدخل في مصطلحاتهم بتوسيع مدلولها أو تضييقه، ولا نغير مصطلحاتهم بتبديلها بمصطلحات أخرى.
_________________________________
(47) بل كان النقاد في أزهى عصور السنة يشتكون من قلة من يحسن هذا العلم ويجيده لصعوبته ودقته!!
قال ابن أبي حاتم _ تقدمة الجرح والتعديل (356) _: سمعت أبي يقول: (جرى بيني وبين أبي زرعة يوماً تمييز الحديث ومعرفته، فجعل يذكر أحاديث ويذكر عللها، وكذلك كنتُ اذكر أحاديث خطأ وعللها، وخطأ الشيوخ، فقال لي: يا أبا حاتم قلَّ من يفهم هذا، ما أعز هذا، إذا رفعت هذا من واحد واثنين فما أقل من تجد من يحسن هذا، وربما أشك في شيء أو يتخالجني شيء في حديث فإلى أن التقي معك، لا أجد من يشفينى منه. قال أبي: وكذلك كان أمري.
قال أبو محمد: قلت لأبي: محمد بن مسلم؟ قال: يحفظ أشياء عن محدثين يؤديها ليس معرفته للحديث غريزة.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي وجرى عنده معرفة الحديث فقال: (أبو عبد الله الذي يحدث عنه محمد بن جابر، والذي يحدث عن سعيد بن جبير، وعن مصعب بن سعد، وعن زاذان هو مسلم الجهني، ومسلم البطين أيضاً: يكنى أبا عبد الله، غير أنه لا يحتمل أن يكون مسلم الملائي:يحدث عن مصعب بن سعد وعن زاذان.
ثم قال: ذهب الذي كان يحسن هذا _ يعني أبا زرعة _ وما بقى بمصر ولا بالعراق أحد يحسن هذا!! قلت: محمد بن مسلم؟ قال يفهم طرفاً منه!).
(48) المحدث الفاصل (1/ 161).
(49) معرفة علوم الحديث للحاكم (1 - 2).
(50) المجروحين (1/ 11).
(51) شرح علل الترمذي (2/ 638/ ط همام).
(52) المصدر السابق (2/ 637).
(53) مقدمة ابن الصلاح (71_72/ ط العتر).
(54) التمهيد له (8/ 86).
(55) المحلى له (3/ 168)
(56) التحقيق في أحاديث الخلاف له (1/ 278رقم315)
(57) بيان الوهم والإيهام له (5/رقم2613).
(58) سنن الترمذي بتحقيق الشيخ أحمد شاكر (1/ 284_285).
(59) السلسلة الصحيحة (4/ 272رقم 1696).
(60) وقد بين المنهج الصحيح في الاستقراء الشيخ الشريف حاتم العوني في كتابه الماتع (المنهج المقترح) في الباب الخامس منه.
يتبع بإذن الله: (ذكر إشكالات وشبهات على هذه الدعوة والجواب عليها)
ـ[ابن الحسني]ــــــــ[16 - 10 - 05, 04:26 م]ـ
لماذا توقف بارك الله فيه؟
ـ[ضعيف]ــــــــ[07 - 11 - 05, 01:01 م]ـ
اين باقي البحث
ـ[هشام الحلاّف]ــــــــ[10 - 11 - 05, 10:22 م]ـ
قريباً بإذن الله يتم باقي البحث .. وأعتذر للإخوة عن طول المدة لظروف وأشغال ألمت بأخيكم ..
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[14 - 04 - 06, 07:03 ص]ـ
تأخرت علينا أخي
ـ[برعدي الحوات]ــــــــ[16 - 04 - 06, 08:57 م]ـ
شيخنا وأستاذنا الفاضل: هشام بن عبدالعزيز الحلاف، ...........
ما زلنا في انتظار إتمام مداخلتك القيمة حول منهج أئمة الحديث المتقدمين .....
إذن، فلا تتأخر علينا، فإن بحثكم أسال لعابنا، ولم نستطع إيقافها شوقا فيك، وفي تتمة تقديم بحثكم القيم ...... فجزاكم الله عن الجميع خير الجزاء. والسلام عليكم
ـ[مجاهد الحسين]ــــــــ[19 - 04 - 06, 08:24 م]ـ
أسأل الله أن يبارك في وقتك يا شيخ هشام
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[14 - 12 - 06, 11:38 ص]ـ
ينبغي لهذا البحث أن يطبع وينشر. فبارك الله في الشيخ هشام وأحسن إليه. وليته يُتمّ ما بدأ به.
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[29 - 01 - 07, 02:14 ص]ـ
اتمنى لك التوفيق اخى
ـ[وائل عاشور]ــــــــ[30 - 04 - 07, 01:13 ص]ـ
يتبع بإذن الله: (ذكر إشكالات وشبهات على هذه الدعوة والجواب عليها)
ليت أحد الإخوة يطلعنا على بعض هذه الشبهات والإشكالات ويجيب عنها، لأن هذا الموضوع في الحقيقة جديد علي وعلى كثير من الطلبة هنا.
فمثلا:
ألا تعني هذه الدعوة غلق باب الاجتهاد؟
لأن الأئمة المتقدمين هم أعلم منا فلا نخالف أحكامهم، وبالتالي فلا اجتهاد
أرجو الإجابة، وجزاكم الله خيرا.
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[30 - 04 - 07, 01:03 م]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ.
أتمنى أن أقرأ بقية البحث بارك الله فيك،وهداك إلى خير ما يحبه ويرضاه.
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[30 - 04 - 07, 02:15 م]ـ
وفقك الله لكل خير
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[30 - 04 - 07, 03:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزى الله الشيخ الفاضل / هشام الحلَّاف خير الجزاء على هذا التأصيل الطيِّب.
وإلى أخي الكريم / ابن عاشور الحنبلي - وفَّقه الله تعالى - أقول:
قولُك: ألا تعني هذه الدعوة غلق باب الاجتهاد؟
أقول: لا، لأنَّ الشيخ الكريم هشام لمَّا أصَّل هذه المسألة بيَّن في ثنايا البحث، وفي أواخره أنَّ الأئمة المتقدِّمين قد يُخطئون، ولكن هذا قليلٌ بالنسبة لنا؛ لما ذكره من معاصرتهم للرواة، وحفظهم، وسعة علمهم .... .
والذي فهمتُه من البحث - ومن غيره - أنَّ اجتهاد المتأخِّر يكون على وفق منهج المتقدِّم؛ لأنَّ المتقدِّم هو الذي وضع أصول هذا العلم، وأُسُسه، وقواعده، وضوابطه، .... ، فيتوقَّف ذلك على توفيق الله للمتأخِّر في فهمِ كلام المتقدِّم.
وقد يُخالفُ المتأخِّرُ المتقدِّمَ في شيءٍ من الأحاديث ويكون الصواب معه، ولكن هذا قليلٌ جدًّا، لما ذكره الشيخ من كثرة الحفظ، وسعة العلم، وغير ذلك.
والله تعالى أعلى وأعلم.
وليتَ الشيخَ هشامًا يُكمِل ما قد بدأ فيه.
¥(9/349)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[07 - 05 - 07, 11:44 م]ـ
بانتظار إكمال البحث - جزاكم الله خيرا
ـ[القحطاني]ــــــــ[14 - 05 - 07, 11:30 ص]ـ
السلام عليكم ... شيخنا هل في النية طبع الرسالة؟ وجزاك الله خيرا.
ـ[احمد الفاضل]ــــــــ[20 - 05 - 07, 01:31 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ..
ـ[عبد الله بن عبد الله]ــــــــ[20 - 05 - 07, 08:37 م]ـ
جزاكم الله خيرا ..
بارك الله فيكم
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[22 - 05 - 07, 11:52 ص]ـ
أكمل بارك الله فيك
اللهم رد الشيخ هشام ليكمل لنا البحث!! اللهم آمين!!
ـ[خالدالربيعي]ــــــــ[22 - 05 - 07, 11:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الصلاة والسلام على رسول ا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أما بعد
إن موضوعك هذا على جانب كبير من الأهية والخطورة أيضا وإن كنت قد اطلعت على الردود على الذين يفرقون بين منهج المتقدين والمتأخرين إلا أن موضوعك فتح أمامي أفاقا جديدة تجعلني أفكر في الأمر بجدية وأطرح عليك وعلى أعضاء المنتدى بعض الأسئلة
1 - من أين لنا أن نفهم كلام المتقدمين و وأسانيدنا إليهم منقطعة؟
2 - لا أحد ينكر دخول علوم الكلام في علم الحديث ولكن أنى لنا معرفتها؟
ـ[حذيفة بن فاروق]ــــــــ[25 - 05 - 07, 05:26 م]ـ
بحثٌ قيم ومهم
بارك الله في الشيخ الفاضل هشام ...
ولكننا اشتقنا للتمام!
نسأل الله أن يبارك في أوقاتكم، وأن يُيَسر أموركم
ـ[ابو تميم عبدالله]ــــــــ[02 - 03 - 09, 02:35 م]ـ
يتبع بإذن الله: (ذكر إشكالات وشبهات على هذه الدعوة والجواب عليها)
اين الباقي اخي الكريم رعاك الله
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[11 - 03 - 09, 03:33 ص]ـ
لماذا لم يكتمل الموضوع؟؟؟؟؟؟(9/350)
التَّقَصِّي لِرُوَاةِ حَدِيثِ ((خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ))
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[18 - 09 - 05, 10:01 ص]ـ
التَّقَصِّي لِرُوَاةِ حَدِيثِ ((خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ))
ــــــــــــــــــــ
الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى. وَالصَّلاةُ الزَّاكِيَةُ عَلَى مُحَمَّدٍ تَتَوَالَى. وَبَعْدُ
قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ((إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ. لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ)).
وَقَالَ إِمَامُ الْمُحَدِّثِينَ ((فَضَائِلُ الْقُرْآنِ)) (5027): حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ أَخْبَرَنِي عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ)). قَالَ: وَأَقْرَأَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي إِمْرَةِ عُثْمَانَ، حَتَّى كَانَ الْحَجَّاجُ، قَالَ: وَذَاكَ الَّذِي أَقْعَدَنِي مَقْعَدِي هَذَا.
قُلْتُ: هَكَذَا حَدَّثَ بِهِ شُعْبَةُ، وَخَالَفَهُ الثَّوْرِيُّ، فَرَوَاهُ ((عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ))، فَأَنْقَصَ مِنْ إِسْنَادِهِ ((سَعْدَ بْنَ عُبَيْدَةَ)). وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ الطَّرِيقَيْنِ مَعَاً نَسَقَاً مُتَتَابِعَاً، مُشِيرَاً إِلَى أَنَّهُ مِنْ الْمَزِيدِ فِي مُتِّصِلِ الأَسَانِيدِ.
قَالَ إِمَامُ الْمُحَدِّثِينَ ((فَضَائِلُ الْقُرْآنِ)) (5028): حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ أَفْضَلَكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ، وَعَلَّمَهُ)).
وَالْحَدِيثُ عَنْ شُعْبَةَ أَشْهَرُ وَأَشْيَعُ.
فقد أَخْرَجَهُ الطَّيَالِسِيُّ (73)، وَابْنُ أبِي شَيْبَةَ (6/ 132/30071)، وَأَحْمَدُ (1/ 69،58)، وَأبُو عُبَيْدٍ ((فَضَائِلُ الْقُرْآنِ)) (1)، وَابْنُ سَعْدٍ ((الطَّبَقَاتُ)) (6/ 172)، وَالدَّارَمِيُّ (3338)، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍِ ((السُّنَنُ)) (21)، وَأبُو دَاوُدَ (1452)، وَالتِّرْمِذِيُّ (2907)، والنَّسَائِيُّ ((الْكُبْرَى)) (5/ 19/8037،8036) و ((فَضَائِلُ الْقُرْآنِ)) (62،61)، وَابْنُ مَاجَهْ (211)، والْمَرْوزِيُّ ((قِيَامُ اللَّيْلِ)) (211)، وَالطَّحَاوِيُّ ((مُشْكَلُ الآثَارِ)) (4474،4471،4470)، وَالْبَزَّارُ (396)، وَيَعْقُوبُ الْفَسْوِيُّ ((الْمَعْرِفَةُ وَالتَّارِيخُ)) (2/ 590)، وَالْفِرْيَابِيُّ ((فَضَائِلُ الْقُرْآنِ)) (11،10)، وَابْنُ الضُّرَيْسِ ((فَضَائِلُ الْقُرْآنِ)) (130)، وَأبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ ((مُسْنَدُ ابْنِ الْجَعْدِ)) (475)، وَابْنُ قَانِعٍ ((مُعْجَمُ الصَّحَابَةِ)) (2/ 255)، وَابْنُ حِبَّانَ (118)، وَالآجُرِّيُّ ((أَخْلاقُ حَمَلَةِ الْقُرْآنِ)) (15)، وَابْنُ عَدِيٍّ ((الْكَامِلُ)) (6/ 45)، وَالأنْطَاكِيُّ ((جُزْءُ أبِي عَرُوبَةَ الْحَرَّانِيُّ)) (47)، وَأبُو نُعَيْمٍ ((الْحِلْيَةُ)) (4/ 193و8/ 384)، وَالْبَيْهَقِيُّ ((شُعُبُ الإِيْمَانِ)) (2/ 404،324/ 2207،2205،1932)، وَأبُو الْفَضْلِ الرَّازِيُّ ((فَضَائِلُ الْقُرْآنِ)) (41)، وَالْقُضَاعِيُّ ((مُسْنَدُ الشِّهَابِ)) (1240)، وَأبُو عَلِيٍّ الشَّامُوخِيُّ ((أَحَادِيثُ الشَّامُوخِيِّ)) (17)، والْخَطِيبُ ((التَّارِيخُ)) (4/ 109) مِنْ طُرُقٍ عَنْ شُعْبَةُ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ عُبَيْدَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بِهِ.
وَرَوَاهُ عَنْ شُعْبَةَ:
[1] آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ.
[2] بِهْزُ بْنُ أَسَدٍ.
[3] حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَعْوَرُ.
[4] حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ.
[5] حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ.
[6] خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ.
[7] دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ.
[8] سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ.
[9] سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ.
[10] شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ الْفَزَارِيُّ.
[11] عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ الْغُدَانِيُّ.
[12] عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ.
[13] عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْمُحَاربِيُّ.
[14] عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ.
[15] عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ.
[16] عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ.
[17] عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ.
[18] كَادِحُ بْنُ رَحْمَةَ.
[19] مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ غُنْدَرٌ.
[20] مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الفراهيدِيُّ.
[21] مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ.
[22] هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الطَّيَالِسِيُّ.
[23] يَحْيَى بْنُ آدَمَ.
[24] يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ.
[25] يَعْلَى بْنُ عَبَّادٍ الكِلابِيُّ.
خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ نَفْسَاً فِيمَا عَلِمْتُ. وَرُوَاتُهُ عَنْ شُعْبَةَ أَضْعَافُ هَؤلاءِ لِمَنْ أَفْرَغَ الْجُهْدَ فِي التَّتَبُّعِ وَالاسْتِقْصَاءِ.
فَهَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟!.
¥(9/351)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[27 - 09 - 05, 12:17 م]ـ
لِلرَّفْعِ وَالتَّذْكِيرِ
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[11 - 03 - 08, 12:39 ص]ـ
[26] بِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ.
[27] عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ.
[28] نَصْرُ بْنُ حَمَّادٍ.
[29] هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ.
[30] وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ.
[31] يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرمِيُّ.
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[11 - 03 - 08, 10:56 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء، وأعلى قدركم. إني أحبكم في الله.(9/352)
نفيسة: نصُّ البخاريِّ في حالِ من سكت عنهم في تاريخه الكبير
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[18 - 09 - 05, 08:30 م]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فهذا كلام جيد وقفت عليه في كتاب الشيخ د. خالد بن منصور الدريس: (الحديث الحسن لذاته ولغيره .. دراسة استقرائية نقدية)، وأنقله هنا بطوله لأهميته، وسأضع الهوامش بين معقوفين:
قال الشيخ خالد الدريس حفظه الله (1/ 406 - 415):
" إذا ترجم البخاري في تاريخه الكبير لراوٍ ولم يذكر فيه جرحًا، فإنه يكون عنده ممن يحتمل حديثُهُ، قال الحافظ الحجة أبو الحجاج المزي في آخر ترجمة عبد الكريم بن أبي المخارق: «قال الحافظ أبو محمد عبد الله بن أحمد بن سعيد بن يربوع الإشبيلي: بيّن مسلم جَرحَهُ في صدر كتابه، وأما البخاري فلم يُنبّه من أمره على شيء، فدل أنه عنده على الاحتمال، لأنه قد قال في التاريخ: (كل من لم أبين فيه جُرْحَةً فهو على الاحتمال، وإذا قلت: فيه نظر، فلا يحتمل)» [تهذيب الكمال: 18/ 265]، وفي موضع آخر قال ابن يربوع في عثمان بن عمر التيمي: «هو على أصل البخاري محتمل» [السابق: 19/ 416].
وابن يربوع الإشبيلي الذي نقل هذا النص من كلام البخاري في تاريخه ولد سنة 444هـ، وتوفي سنة 522هـ، وقد قال فيه تلميذه ابن بشكوال: «كان حافظًا للحديث وعلله، عارفًا بأسماء رجاله ونَقَلَتِه، يبصر المعدَّلين منهم والمجرّحين، ضابطًا لما كتبه، ثقةً فيما رواه، وكتب بخطه علمًا كثيرًا، وصحب أبا علي الغساني كثيرًا واختص به وانتفع بصحبته، وكان أبو علي يكرمه ويفضله، ويعرف حقه، ويصفه بالمعرفة والذكاء، وجمع أبو محمد هذا كتبًا حسانًا، منها: كتاب الإقليد في بيان الأسانيد، وكتاب تاج الحلية وسراج البغية في معرفة أسانيد الموطأ، وكتاب لسان البيان عما في كتاب أبي نصر الكلاباذي من الإغفال والنقصان، وكتاب المنهاج في رجال مسلم بن الحجاج، وغير ذلك» [الصلة لابن بشكوال: 1/ 283].
وقال ابن الأبار فيه: «الحافظ المحقق ... وله تواليف مفيدة، وكان ظاهري المذهب» [المعجم لابن الأبار، ص206]، وقال الذهبي: «الأستاذ الحافظ المجوِّد الحجة» [النبلاء: 19/ 578].
وفتشتُ عن مصنفاته في فهارس المخطوطات فلم أقف له على شيء موجود، فيا للأسف والحسرة على ضياع مثلها.
وعلى أية حال، أردت من ذكر كلام أهل العلم في الحافظ ابن يربوع أن أبيّن أنه من أهل الاعتناء الشديد بعلم الجرح والتعديل كما يظهر من كلام تلميذه ابن بشكوال، ومن أسماء مصنفاته التي تدل دلالة واضحة على تخصصه في هذا الشأن، فنقل مثل هذا الحافظ المحقق يعتد به إن شاء الله، لعدم وجود طعن في صحة النقل، وإن كان هذا النص غير موجود في كتاب التاريخ الكبير المطبوع، فإني قرأته بأكمله ولم أقف على هذا النص، ومن هنا أصبح من الملحِّ أن ننظر في بعض القرائن التي تجعل ثبوت ذلك النص ممكنًا وغير مدفوع، فمن ذلك:
1 - من الاحتمالات القوية جدًّا أن يكون ابن يربوع الإشبيلي نقل ذلك النص عن البخاري عن إحدى روايات التاريخ الكبير التي لم تعتمد في النسخة المطبوعة، والأندلسيون يروون كتاب التاريخ الكبير من ثلاثة طرق عن البخاري [فهرسة ابن خير الإشبيلي، ص204، 205]، هي: رواية محمد بن عبد الرحمن بن الفضل الفسوي، ورواية محمد بن سليمان بن فارس الدلال، ورواية محمد بن سهل بن عبد الله المقرئ، والمطبوع اعتمد في طبعه على عدة نسخ [انظر: التاريخ الكبير: 2/ 398 - 400 و 8/ 456 خاتمة الطبع]، ولم يذكر المحققون له إلا رواية محمد بن سهل [انظر: التاريخ الكبير: 1/ 2، 3].
ومما يؤكد اختلاف نسخ التاريخ الكبير ورواياته أنه في المطبوع ما صورته: «عبد الرحمن بن عائش الحميري» [التاريخ الكبير: 5/ 252] فقط، ووجدت البيهقي يذكر بسنده إلى أبي أحمد محمد بن سليمان بن فارس قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل البخاري قال: «عبد الرحمن بن عائش الحضرمي، له حديث واحد إلا أنهم يضطربون فيه» [الأسماء والصفات للبيهقي، ص380]، فهذه الزيادة المهمة وردت في رواية ابن فارس ولم ترد في المطبوع، فإما سقطت من إحدى النسخ، أو من رواية ابن سهل المقرئ، أو يكون البخاري حذفها، ولكن الشاهد أن هناك زيادات وإضافات في روايات أو نسخ
¥(9/353)
التاريخ الكبير .......
وبما تقدم يقوى الظن بأن ما نقله ابن يربوع من كلامٍ للبخاري يكون وجده في رواية من روايات التاريخ الكبير أو في نسخة من نسخِهِ، والرجل كما ذكروا عنه من أهل التحقيق والإتقان والشهرة بالضبط.
2 - رأيت البخاري استعمل مصطلح (الاحتمال) الذي ذكره في كلمته السابقة، فقد قال في ضعفائه الصغير في عبد الله بن أبي لبيد المدني: «وهو محتمل» [الضعفاء الصغير، ص69]، وعبد الملك بن أعين: «يحتمل في الحديث» [السابق، ص76]، وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف: «ليس بالقوي عندهم ... وهو محتمل» [السابق، ص80]، ومُحِل بن محرز الضبي: «قال يحيى القطان: لم يكن بذاك، قال ابن عيينة: لم يكن بالحافظ، وهو محتمل» [السابق، ص117]. ووجدته يقول في كتابه (القراءة خلف الإمام) في عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله المدني: «وليس هو ممن يعتمد على حفظه إذا خالف من ليس بدونه، وكان عبد الرحمن ممن يحتمل في بعض» [جزء القراءة، ص38، 39]، وقد قال عنه أيضًا في العلل الكبير للترمذي: «هو ثقة» [العلل الكبير، ص179]، وقال في التاريخ الكبير: «ربما وهم» [التاريخ الكبير: 5/ 258].
فهذا الاصطلاح يستعمله البخاري، ولا يعني به التوثيق المطلق كما ظهر لنا من النصوص الخمسة السابقة، وإنما يقوله في حق الرجل الذي له أوهام ولا يسقط حديثه ويضعف مطلقًا، وربما كانت قريبة الشبه بمرتبة (صدوق يخطئ)، والله أعلم.
وعلى أية حال، فإن استعمال البخاري للفظة (الاحتمال) مما يدل على أنْ ليس في النص الذي نقله ابن يربوع ما يستنكر أو يخالف منهج البخاري واستعمالاته للمصطلحات.
3 - من خلال اطلاعي على كتاب التاريخ الكبير لاحظت أن نصوص البخاري في تعديل الرواة وتوثيقهم قليلة جدًا، بل نادرة، إذا ما قورنت بنصوصه التي ينتقد فيها الرواة بمثل قوله: «فيه نظر» و «منكر الحديث» و «لا يتابع عليه» و «لم يصح حديثه»، ونحو هذه العبارات النقدية التي فيها طعن وجرح لبعض الرواة.
وكنت قبل أن أطلع على ما نقله ابن يربوع أسائل نفسي: لماذا يكثر البخاري من جرح الرواة، ولا يكاد يوثق في تاريخه الكبير الكثير من ثقات المحدثين ومشاهيرهم؟ فلما وقفت على كلامه تجلى لي منهجه وتبين الأمر.
ولعل في هذه الأمور ما يجعل القلب يركن إلى ثبوت الكلام الذي نقل عن البخاري في بيان منهجه في كتابه التاريخ الكبير.
ويظهر أن قول البخاري: «ومن لم أبين فيه جُرحةً فهو على الاحتمال» يدخل فيه الثقة ومتوسط الحفظ وكل راوٍ ضُعّف ولم يشتد ضعفه، ويوضح الأمر أكثر ويفسر مقصوده أنه قد قال: «كل من لا أعرف صحيح حديثه من سقيمه فلا أروي عنه»، فغير المحتمل عنده من يترك هو الرواية عنه، وكل من تميَّزَ صحيح حديثه من سقيمه فهو يروي عنه، وهو المحتمل عنده فيما يظهر لي.
والقاعدة السابقة لم أر من نبه عليها، وإنما رأيت لبعض المشتغلين بالحديث وهو الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رسالة [مضمنة في تعليقه على كتاب الرفع والتكميل، ص230 - 248، وعنوانها: (سكوت المتكلمين في الرجال عن الراوي الذي لم يجرح ولم يأت بمتن منكر يعد توثيقًا)] يذهب فيها إلى أن الرجل إذا سكت عنه المتكلمون في الرجال كالبخاري وأبي حاتم وابن عدي يعد سكوتهم توثيقًا له، وهذا كلام فيه نظر، وقد تولى غير واحد من الباحثين الرد على الشيخ عبد الفتاح، ولم أرَ أحدًا من الطرفين وقف على نص البخاري السابق، وهو فيما أظن يحسم النزاع، إذ إن لفظ الاحتمال لا يعني التوثيق المطلق، بل هو - أعني النص السابق المروي عن البخاري - أشبه ما يكون بقول أبي داود في سننه: «وما كان في كتابي من حديث فيه وهن شديد فقد بينته، ومنه ما لا يصح سنده، وما لم أذكر فيه شيئًا فهو صالح، وبعضها أصح من بعض» [رسالة أبي داود لأهل مكة، ص27، 28].
ولا يخفى أن حديثنا عن البخاري فقط، ولا يدخل ابن أبي حاتم أو غيره معنا هنا ".
انتهى كلام الشيخ خالد الدريس.
ولعلَّ من كان من الإخوة والمشايخ عنده تعقيبٌ أو تعقُّبٌ أو فائدة = أن يتحفَنا بذلك.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[19 - 09 - 05, 12:06 ص]ـ
جزاك الله خيراً،
وهذا ما أستطيع أن أكتبه الآن، وأنت تعرف لماذا؟!
ـ[هشام الحلاّف]ــــــــ[19 - 09 - 05, 10:06 ص]ـ
¥(9/354)
جزاك الله خيراً أخي محمد على هذا النقل المفيد ..
وقد سبق للشيخ الشريف حاتم العوني التنبيه على هذا العبارة ومحاولة فهمها على وجهها عندما تكلم على قول البخاري (فيه نظر)، حيث قال:
(الوقفة الثالثة: أما كلمة البخاري التي نقلها الذهبي فقد نقلها المزي بلفظ آخر ينبغي الوقوف الطويل عنده ومعه.
فقد قال المزي في تهذيب الكمال _ ترجمة عبدالكريم بن أبي المخارق _ (18/ 265): (قال الحافظ أبومحمد عبدالله بن أحمد بن سعيد بن يربوع الأشبيلي: بيّن مسلم جرحه في صدر كتابه. وأما البخاري فلم ينبه من أمره على شيء، فدلّ أنه عنده على الاحتمال، لأنه قد قال في التاريخ:كلّ من لم أُبين فيه جَرْحة فهو على الاحتمال، وإذا قلت: فيه نظر، فلا يُحتمل).
ولم أقف على هذه العبارة في تاريخي البخاري (الكبير والأوسط)، ولو كانت في واحدٍ منهما في نُسخ الكتابين في عصر المزي، لكان المزي من أولى الناس اطلاعاً عليها فيهما، ولما افتقر في نقله لها إلى هذا الحافظ الأندلسي.
وهذه العبارة النادرة (التي احتاج المزي أن ينقلها عن البخاري بواسطة نقل غيره عن البخاري) تحتاج إلى توضيح معناها، كي لا تبتر جملة منها عن باقيها فيدعى لها معنى غير مقصود قائلها. إذ لو قال قائل: إن البخاري قد قال: (إذا قلت: فيه نظر فلا يحتمل) = لدل هذا السياق المبتور على معنى العبارة التي نقلها الذهبي. لكننا رأينا أن هذه العبارة النادرة لم تكن مبتورة هكذا، ولا جاءت بهذا المساق.
فهل لمساقها الذي وردت فيه أثرٌ في بيان معناها؟ وهل سيختلف معناها به عن معناها مبتورة كما سبق؟
فإذا تأملنا عبارة البخاري، وجدنا أن البخاري يريد أن يبين لنا قسمين قسّم تراجم تاريخه باعتبارهما. فالقسم الأول هو الذي قال فيه: (كلّ من لم أبيّن فيه جرحةً فهو على الاحتمال) وهذا قِسمُ من لم يتكلم فيه البخاري بجرح ولا تعديل.
أما أنه قسم من لم يتكلم فيه بجرح: فهذا نص كلامه، وأما أنه من لم يتكلم فيه بتعديل أيضاً: فهو المتبادر إلى الذهن، ويقطع بصحة إرادته: أنه قال عن هذا القسم: (إنه على الاحتمال) فهل من قال عنه (ثقة، أو إمام حافظ) يكون على الاحتمال؟! ومن هنا ندخل في بيان معنى (الاحتمال) في هذا القسم، ماهو هذا الاحتمال الذي سيكون من نصيب من ترجم له البخاري دون جرح ولا تعديل؟ لا شك أن معناه: أنه لا يجزم فيه بحكم، وأنه يُحتمل أن يكون مقبولاً ويُحتمل أن يكون مردوداً، وأن البخاري لم يبيّن لنا من منزلته في الجرح والتعديل شيئاً. إذن (فالاحتمال) في هذا النصّ ليس هو بمعنى الاحتجاج، ولا هو بمعنى احتمال الاعتبار بحديثه.
فانتبه لهذا الأمر الواضح، ولا تغْفل عن نتيجته.
وتفسير (الاحتمال) في القسم الأول بما فسرته به، مع وضوحه، فهو ما فهمه أيضاً ناقل العبارة نفسه، وهو الحافظ الأندلسي، حيث قال كما سبق: (فلم ينبه من أمره على شيء، فدل أنه عنده على الاحتمال) كما أن هذا الحافظ قد فهم أن هذا القسم
هو قسم من لم يتكلم فيه بجرح أو تعديل لقوله (فلم ينبه من أمره على شيء).
فإذا جئنا للقسم الثاني الذي ورد في عبارة البخاري، وهو الذي قال فيه: ((وإذا قلت: فيه نظر، فلا يحتمل)) يظهر لنا أنه قِسمُ من جُرح بهذه العبارة (وهي: فيه نظر).
فما هو حال هذا القسم؟ وما معنى الاحتمال الذي نفي عن أصحاب هذا القسم من الرواة؟
تذكّر معنى الاحتمال في القسم الأول، لتعرف معنى الاحتمال المنفي في القسم الثاني! فالاحتمال في القسم الأول: أي أن الراوي فيه قد يكون من كبار الثقات وقد يكون من أضعف وأوهى الرواة أو بين ذلك. فهل من قال فيه البخاري ((فيه نظر))، وجرحه بذلك = يكون محتملاً في حاله كل تلك الاحتمالات؟
لاشك أنه ((لا يُحتمل)) لأنه قد تكلم فيه، وحكم فيه بحكمٍ لا يحتمل أن يكون معه من الثقات عنده (على الاتفاق بيني وبين المخالفين).
إذن فقول البخاري: ((فلا يحتمل)) أي ((ليس كمن لم أتكلم فيه بجرح أو تعديل، لأني قد أبنت عن حكمٍ لي فيه)). فكل واحدة من هاتين العبارتين تؤدي المعنى نفسه.
أفرأيت كيف اختلف معنى العبارة عندما فهمناها من خلال مساقها؟!!
ثم هل بقيت هذه العبارة (من خلال فهمها الآخذ بطرفيها) دالة على ما كان يستدل بها عليه من بترها عن مساقها؟!!
ونخلص من هذه الوقفات أن قول البخاري ((فيه نظر)) لم يزل غير دال وحده على الضعف الشديد .. )
وانظر كلامه على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=758&highlight=%CA%DA%DE%ED%C8+%DD%D6%ED%E1%C9+%C7%E1%D 4%ED%CE+%C7%E1%D4%D1%ED%DD+%CD%C7%CA%E3
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[19 - 09 - 05, 01:21 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي محمد بن عبدالله على هذا النقل النفيس، وبارك الله في علم الشيخ خالد الدريس.
ليت أحد الإخوة ينشط لجمع مرويات محمد بن سليمان بن فارس عن البخاري التي ليست في المطبوع من التاريخ الكبير. وهذه نتيجة بحث سريع في موقع جامع الحديث:
http://www.sonnh.com/Search.aspx?Text= فارس%20البخاري%20سليمان%20إسماعيل
¥(9/355)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[22 - 09 - 05, 01:17 ص]ـ
مشايخنا الكرام ..
بارك الله فيكم.
ولعله إذن يحرَّرُ معنى (الاحتمال) عند البخاري.
فهل نقول: إن الأولى تفسير الاحتمال عند البخاري بتتبع إطلاقاته له؟ أو أنَّ هناك رأيًا آخر؟
أحسن الله إليكم، وجزاكم خيرًا.(9/356)
المنهج الأمثل لدراسة علم العلل، اقتراح ودعوة للتشاور
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 - 09 - 05, 04:27 ص]ـ
المرحلة الأولى
1 - الحديث المعلول للشيخ حمزة المليباري.
1 - مذكرة علل الحديث المضمنة في كتاب ((تيسير علوم الحديث)) للشيخ عمرو عبد المنعم.
2 - شرح علل الأحاديث للشيخ مصطفى العدوي
المرحلة الثانية:
1 - دراسة كتاب ((العلة وأجناسها)) لمصطفى باجو
أو كتاب ((تعليل العلل لذوي المقل)) لعبد السلام علوش والأول أفضل.
المرحلة الثالثة: مطالعة الكتب التالية
1 - الإلزامات والتتبع بتحقيق الشيخ مقبل
2 - الأحاديث المنتقدة على الصحيحين لمصطفى باجو.
3 - شرح علل الترمذي لابن رجب الحنبلي
المرحلة الرابعة:
وهي التي ستجتمع عندها كل فروع علم الحديث وجماعها التطبيق العملي واستقراء كتب الأئمة.
وصل اللهم وسلم وبارك على عبد ونبيك محمد.
أخوكم/أبو فهر.
ـ[أبو علي]ــــــــ[19 - 09 - 05, 06:37 م]ـ
لعلَّ أفضل الطُّرق:
النخبة، ثمَّ الموقظة، ثمَّ النُّكت، ثمَّ شرح العلل لابن رجب
وبعدها يبدأ الطَّالب بالتَّطبيق
والله أعلم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 - 09 - 05, 06:51 م]ـ
حبيبنا/
نحن نتكلم عن فرع مستقل وهو العلل، أما ما ذكرته فيدخل تحت الدراسة العامة للمصطلح، وطريقتنا هي فصل الفروع عن بعضها للاعتناء بدراستها.
ودمتم للمحب/أبو فهر
ـ[أبو علي]ــــــــ[20 - 09 - 05, 06:42 م]ـ
المرحلة الرابعة:
وهي التي ستجتمع عندها كل فروع علم الحديث
لأجل هذا ذكرت الأصول مع الفروع، ولا يخفى على شريف علمكم أنَّ كتب المصطلح هي النَّواة الأولى لدراسة العلل
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[22 - 09 - 05, 07:17 م]ـ
لست أجادل في أن كتب المصطلح هي النواة الأولى لدراسة كل فروع علم الحديث، ولكننا في بنائنا لطالب العلم المتخصص، ندرس له كتابين في علم المصطلح كالنزهة والباعث مثلا، ثم نبد أ في فصل العلم كالتالي:
1 - المصطلح
2 - الجرح والتعديل
3 - علم الجال
4 - علم العلل
5 - تاريخ السنة
6 - التخريج
7 - مناهج المصنفين
8 - علم الدراية
ولكل فرع منهجه الذي يدرسه الطالب؛ لنصنع منه متخصصا في علم الحديث بعيدا عن الفوضى النتشرة الآن.
ودمتم للمحب/أبو فهر
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[22 - 10 - 05, 01:27 م]ـ
الشيخ الفاضل ابو فهر اليست دراسة كتب المصطلح اولا بالكامل ثم نبدا المصطلح التطبيقى
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[23 - 10 - 05, 08:03 م]ـ
وفي الباب: ((علم العلل ودوره في حفظ السنة)) للدكتور وصي الله عباس.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - 10 - 05, 08:11 م]ـ
لست أجادل في أن كتب المصطلح هي النواة الأولى لدراسة كل فروع علم الحديث، ولكننا في بنائنا لطالب العلم المتخصص، ندرس له كتابين في علم المصطلح كالنزهة والباعث مثلا، ثم نبد أ في فصل العلوم كالتالي:
1 - المصطلح
2 - الجرح والتعديل
3 - علم الرجال
4 - علم العلل
5 - تاريخ السنة
6 - التخريج
7 - مناهج المصنفين
8 - علم الدراية
ولكل فرع منهجه الذي يدرسه الطالب؛ لنصنع منه متخصصا في علم الحديث بعيدا عن الفوضى المنتشرة الآن.
ودمتم للمحب/أبو فهر
تأمل كلامي جيدا يا أخي الحبيب مصطفى.
ـ[عاكف]ــــــــ[06 - 11 - 05, 10:58 م]ـ
[ size=5] يا اخوه مقصد الاخ ابوفهر واضح وهو منهجية التخصص في فرع من علم الحديث الا وهو العلل نأمل من الاخوه افادتنا حول موضوع العلل وهو لطلبة العلم المتخصصين وليس لمبتدي علم الحديث وانا ارى
انه يجب اضافة كتب السؤلات المتقدمه والمتأخره لما تزخر به من توضيح لعلم المصطلح وتتضمن توضيحات حول العلل والله اعلم
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[07 - 11 - 05, 03:03 م]ـ
تأمل كلامي جيدا يا أخي الحبيب مصطفى.
اخى ابوفهر يبدو انها الطريقة الناجعه
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[07 - 10 - 06, 04:00 م]ـ
للفائدة ......
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[07 - 10 - 06, 04:52 م]ـ
وعلى الطالب أن يدمن النظر في كتب العلل كعلل ابن أبي حاتم، وهو أمرٌ مجرب وفيه فائدة عظيمة
ـ[أبوصالح]ــــــــ[25 - 10 - 06, 12:03 ص]ـ
ومن الكتب النافعة كتاب الشيخ الفاضل عادل الزرَقي (قواعد العلل وقرائن الترجيح) من دار المحدّث.
ذكر فيه أهمية كتب العلل وأبرز المصنّفات فيه ثم ذكر القرائن الأغلبية والقرائن الخاصة التي تندرج في علم العلل مع ذكرِ أمثلة على كل قرينة، وفيه استدراكات على بعض آراء من سبقه من الأئمة.
فجزاه الله خيراً وأحسنَ إليه.
1 - دراسة كتاب ((العلة وأجناسها)) لمصطفى باجو
أحسنَ الله إليك وبارك الله فيك يا أبا فهر، من أي الدور هذا الكتاب ومن طبعه؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - 10 - 06, 12:17 ص]ـ
طبعته دار الضياء بمصر .......
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[25 - 10 - 06, 06:03 م]ـ
بارك الله فيك أبا فهر, وما سطرته يمينك جيد ولاشك أن أبا فهر من أعلم الناس بأن الناس طبقات وإنما كلامه على الأغلبية.
فيبدأ الطالب بالكتب التي ذكرها أبو فهر وذلك لسهولة الفاظها وطريقة شرحها.
ثم فليقم وليركز على كتب العلل التي ذكرها, وليزد عليها في المرحلة الثانية أثر علل الحديث في اختلاف الفقهاء للشيخ ماهر ياسين الفحل, والذي طبعته دار عمار في الأردن.
فهو مهم في بابه وخاصة لمن عرف الشيخ ومدى اطلاعه على كتب العلل والمسانيد والمعاجم وغيرها.
¥(9/357)
ـ[حسان خادم الأربعين]ــــــــ[26 - 10 - 06, 02:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
أخوكم في بداية إعداد رسالة ماجستير اختصاص علوم الحديث، وأرى إخواني الكرام كما تعلمنا من مشايخنا أن علم العلل علم كبير وعر المسالك ليس كغيره من علوم الحديث فهو يمثل من علوم الحديث منزلة الرأس من الجسد، ويحتاج إلى تدرج في تعلمه. لذا فأنا أوافق الأخ الكريم أبا فهر وأشد على يديه .. وأنصح الأخوة بقراءة مذكرة أعدها الدكتور نور الدين عتر لطلاب قسم الحديث سماها لمحات موجزة في علم العلل تصلح كبداية لطالب هذا العلم، بدأ فيها بأساسيات هذا العلم من المعنى اللغوي لكلمة العلل مرورا بالمؤلفات في هذا العلم وطرق اكتشاف العلة مع الأمثلة التطبيقية الكثيرة، وأنواع العلة وأقسامها ..
أفدنا منها الكثير .. ولله الحمد والمنة
ويأتي في مقدمة كتب العلل وعلى رأسها كتاب شرح علل الترمذي للعلامة ابن رجب رحمه الله ..
وعلى كل حال علم العلل كغيره من العلوم لا يمكن استيعابه إلا من خلال الأمثلة والتطبيق لذا فقراءة كتب العلل كما قال الأخوة مفيد جداً مثل علل الدارقطني وابن أبي حاتم ..
ولا أنسى أن أذكر الأخوة بأن كتاب الكامل لابن عدي يعتبر كتاباً في العلل والمتعمق في الكتاب يعرف ذلك ..
أفيدونا فالموضوع مهم جداً
ـ[أبوصالح]ــــــــ[26 - 10 - 06, 03:42 ص]ـ
أحسن الله إليك أبا فهر ..
وسؤالي عن الكتاب أنّ الشيخ حاتماً الشريف ذكره من جملة كتب معاصرة وأبلغ في الثناء عليه من بين أقرانه وأنه أجود ما كتب من دراسات المعاصرين عن العلل.
كان ذلك الصيف الماضي في دورة المدخل إلى دراسة علم العلل.
دمتَ موفقاً مسدداً.
ـ[ايهاب اسماعيل]ــــــــ[18 - 02 - 10, 09:13 م]ـ
للتذكير
ـ[عمر بن الشريف]ــــــــ[18 - 02 - 10, 11:40 م]ـ
جزاك الله خيرا أبا فهر ونفع الله بك الأمة
ـ[محمد أبو سعد]ــــــــ[19 - 02 - 10, 09:59 ص]ـ
حمل ((العلة وأجناسها عند المحدثين)) لمصطفى باحو (بالحاء المهملة):
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=5932
ـ[ابو بكر المغربي]ــــــــ[19 - 02 - 10, 11:17 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[19 - 02 - 10, 11:51 ص]ـ
بارك الله فيكم أخواني ونفع الله بكم.
ولكن ما رأيكم بكتاب (العلل المتناهية) لـ (عبد الرحمن بن علي بن الجوزي) .. ؟؟
الاستيعاب
أسد الغابة
الإصابة في تمييز الصحابة
الطبقات الكبرى
طبقات النسائي
طبقات ابن خياط
طبقات المحدثين بأصبهان
طبقات المدلسين
العلل ومعرفة الرجال
تهذيب الكمال
تهذيب التهذيب
تقريب التهذيب
تعجيل المنفعة
لسان الميزان
الكاشف
التاريخ الكبير
التاريخ الصغير
الثقات لابن حبان
تاريخ أسماء الثقات
تاريخ جرجان
تاريخ بغداد
الثقات للعجلي
الجرح والتعديل
التعديل والتجريح
الكنى
الكامل في الضعفاء
المجروحين
ضعفاء العقيلي
الضعفاء والمتروكين
الضعفاء الصغير
تذكرة الحفاظ
الضعفاء للأصبهاني
التبيين لأسماء المدلسين
الكواكب النيرات
الكشف الحثيث
المنفردات والوحدان
مشاهير علماء الأمصار
الأسامي والكنى
أسماء من يعرف بكنيته
الإكمال
جامع التحصيل
إسعاف المبطأ
تسمية فقهاء الأمصار
من روي عنه من أولاد العشرة
تاريخ ابن معين - رواية الدارمي
تاريخ ابن معين - رواية الدوري
العلل للدارقطني
سؤالات البرقاني
سؤالات الآجري
سؤالات حمزة
سؤالات الحاكم
من لم يرو عنه غير واحد
الضعفاء والمتروكين
تاريخ دمشق
مختصر تاريخ دمشق
وهذه الكتب من كتب دراسة العلل والحديث بارك الله فيكم. والله أعلى وأعلم.
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[17 - 09 - 10, 04:02 ص]ـ
أحسن الله إليك أبا فهر ..
وسؤالي عن الكتاب أنّ الشيخ حاتماً الشريف ذكره من جملة كتب معاصرة وأبلغ في الثناء عليه من بين أقرانه وأنه أجود ما كتب من دراسات المعاصرين عن العلل.
كان ذلك الصيف الماضي في دورة المدخل إلى دراسة علم العلل.
دمتَ موفقاً مسدداً.
للرفع, لطلب بعض الإخوة ....
قال الشيخ حاتم -حفظه الله-:
(أهَمِّيَّةُ الكُتُب المُؤلَّفةِ فِي التَّعلِيلِ النَّظِرِي)
أولا: ما جاء في كتب المصطلح قد تطرّقت إلى بيان العلّة, وشروطها وأسبابها إلى غير ذلك, ومن أوّل من كتب في ذلك الترمذي في "العلل الصغير", الذي شرحه الحافظ ابن رجب, فهوَ أوّل من كتب في العلل بشكلٍ موسّع, مع بيان القواعد والقرائن التي تبيّنه. ثم كتاب الحاكم "معرفة علوم الحديث" ثم امتداد كتب المصطلح كـ "مقدمة ابن الصلاح" و"نزهة النظر" لابن حجر, ثم من المعاصرين كـ "الحديث المعلّ" للخاطر وكتاب "مقايسس نقد المتون" للدميني وكـ" الحديث المعلول" للميباري وكتاب "قواعد العلل وقرائن الترجيح" لعادل الزرقي وكتاب "العلّة وأجناسها" للشيخ مصطفى باحو. وهو أجودها وأفضلها, وكذلك مقدمة الدكتور همام سعيد في تحقيقه لكتاب "شرح علل الترمذي" وهي مقدمة متميِّزة. وكتاب "العلل لابن أبي حاتم" بإشراف الشيخين سعد الحميّد وخالد الجريسي, وهو تحقيق نفيسٌ جداً. وكتاب "منهج الإمام أحمد في علل الأحاديث" لبشير عمر وكتاب "منهج أحمد في التعليل" للنشمي والدكتور أبي بكر الكافي. وهما رسائل علمية. وكتاب "علم علل الحديث" للغماري وهي في كتاب "الوهم والإيهام" للقطّان الفاسي.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=207335
¥(9/358)
ـ[حارث ماهر ياسين]ــــــــ[17 - 09 - 10, 10:58 م]ـ
المرحلة الأولى
1 - الإلزامات والتتبع بتحقيق الشيخ مقبل
أخوكم/أبو فهر.
جزاكم الله خيراً ونفع بكم، أود أن أنبه أنهما كتابان وليسا كتاباً واحداً، فالتتبع هو كتاب العلل، أما الإلزامات فهو كتاب آخر، وموضوعه مختلف تماماً، وهو كتاب صحح الدارقطني فيه مجموعة من الأحاديث أسانيدها مثل أسانيد البخاري ومسلم، وهو ليس كتاب علل.
أحببت التطفل في التنبيه؛ لأنَّ الناس شاع عندهم جمع الكتابين حتى توهموا أنهما كتاب واحد
وأكرر شكر للشيخ أبي فهر على فوائده وعوائده.
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[18 - 09 - 10, 01:36 ص]ـ
بارك الله في كل هذه الجهود
وأضيف أن طالب علم الحديث لا يخلو من حالين:
الأول: أن يكون ملازما لشيخ، وعندها يكون الشيخ هو المسئول عن كيفية إيقاف طالبه على طرق الإعلال الصحيحة، وهذا بأي طريق يحلو له.
الثاني: أن يكون يحاول بنفسه التعلم، وعندها يسترشد بنصائح أهل الخبرة في هذا الأمر، وتكون النصيحة في محورين:
1 ـ تكوين تصور عن معنى العلة، ويكون من خلال الكتب التنظيرية، وينصح بكتاب واحد أو كتابين (على أكثر تقدير)؛ لأن كلها قريب من بعض، وباجتماعها لا تغطي كل جوانب العلل، فيكتفى بكتاب واحد، وليكن كتاب العلة وأجناسها عند المحدثين ل/ مصطفى باحو حفظه الله؛ لشهادة الشيخ حاتم حفظه الله له.
2ـ معرفة كيفية إعلال الأئمة:
أي الوقوف على تقعيد يبين ذلك وأمثلة عملية تطبيقية،
أما عن التقعيد عنهم، فمن خلال أصول العلل التي ذيل بها ابن رجب رحمه الله على شرح علل الترمذي،
والأمثلة العملية، تكون من خلال القراءة في كتب التخريج، ك (التحقيق لابن عبد الهادي، والتلخيص الحبير لابن حجر، ... ،وإرواء الغليل للشيخ الألباني إن تعسر عليه ما تقدم)
ثم التتبع للإمام الدارقطني (مع الاستفادة من شرح الشيخ مقبل رحمه الله)
ثم التمييز للإمام مسلم (مع الاستفادة من شرح الشيخ عبد الله السعد حفظه الله)
وبالطبع لا يستغني عن السؤال والاستشارة في كل خطوة من ذلك، فلا يتردد في سؤال من يعرف.
وهذا يؤهله لاستقراء كل كتب العلل. والله أعلم
ـ[إبراهيم الأبياري]ــــــــ[18 - 09 - 10, 02:22 ص]ـ
- جزى الله الجميع خير الجزاء.
- كتاب (إعلال الحديث الغريب بالحديث المشهور ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=220857))، للشيخ/ سعيد المري = نافع جدا -جزاه الله خيرا-، يصح فيه وصف من قال: «أتى بتحقيقات جليلة خلت عنها الدفاتر، وأشار إلى تدقيقات نفيسة لم تحوها صحف الأكابر»، وبخاصة ما ذكره (ص 283، 284)؛ قال:
«إذا وقف الباحث على حديث معين لا مخالفة فيه فعليه أن يفعل ما يلي:
1 - على الباحث أن ينظر هل للحديث طريق آخر، غير ما وقف
عليه، وفي ذلك حالتان؛ الحالة الأولى: أن يكون للحديث طريق آخر،
والحالة الثانية: ألا يكون للحديث إلا ذلك الطريق الذي وقف عليه الباحث.
2 - ففي الحالة الأولى وهي حالة وجود طريق آخر للحديث على
الباحث أن يقارن بين مداري الحديثين، أو بمعنى آخر بين الراويين الذين
اشتهر عنهما الطريقان.
فإما أن يكونا من طبقة واحدة، ويكون كل منهما حينئد متابعا للآخر،
سواء كانت المتابعة تامة إذا كانت في الشيخ نفسه، أو ناقصة إذا كانت فيمن
فوقه، على ما هو معلوم من علم المصطلح.
وإما أن يكونا من طبقتين مختلفتين، وهذا يعني أن أحد الإسنادين
بالنسبة للآخر يعتبر غريبا، وعند ذلك ننظر في الإسنادين، فإن كان الغريب
أولى بالشهرة من المشهور كان معلولا به، وإلا فهو متابع.
3 - وفي الحالة الثانية وهي حالة عدم وجود طريق آخر للحديث غير
الطريق الذي وقف عليه الباحث فعليه حينثذ أن يجتهد باستخدام الوسائل
الممكنة ككتب الفهارس والحاسب الآلي في البحث عن لفظ الحديث
ومعناه، وفي ذلك احتمالان:
الاحتمال الأول: أن يجد حديثا آخر بالإسناد نفسه، شبيها بالحديث
الذي وقف عليه من حيث اللفظ أو المعنى.
وحينئذ على الباحث أن ينظر إلى الإسناد في كلا المتنين، فإن كان
الراويان اللذان اشتهر عنهما الحديثان واحدا أومن طبقة واحدة جاز أن
يكون المتنان حديثين ثابتين، كما يجوز أن يكون أحدهما غلطا، لكن كشف
الغلط حينئذ ليس من باب إعلال الغريب بالمشهور.
وإن كان الراويان من طبقتين مختلفتين فإن أحد الحديثين يعتبر بالنسبة
للآخر غريبا، فيعل الغريب حينئذ بالمشهور، ويقال بأن راوي الغريب روى
الحديث بالمعنى أو غلط في اللفظ.
والاحتمال الثاني: ألا يجد حديثا آخر بالإسناد نفسه في معنى الحديث
الذي وقف عليه، ولا بلفظ مقارب له، وحينئذ لا يجوز أن نعل ذلك
الحديث الذي ليس له إلا طريق واحد بحديث آخر ورد بالإسناد نفسه
مشهورا إلا أن يكون الإسناد في نفسه نادرا، فيقال حينئذ بأن راوي الحديث
الغريب قد دخل له حديث في حديث، حيث حدث بالإسناد النادر فلما
وصل إلى المتن ركب عليه متنا آخر.
هذه الطريقة -فيما أحسب- ملخص ما ينبغي على الباحث أن يعمله
لإعلال حديث غريب بآخر مشهور أو عدم إعلاله به، وهي- في الحقيقة-
خلاصة ما تبين لي من عمل النقاد فيما نحن بصدد الحديث عنه، كما أن
الحكم فيها جار على حسب غالب العادة، والعادة لا تحيل وجود الأفراد
النوادر، والله الموفق». اهـ
- وبالمناسبة: النسخة المصوّرة يمكن البحث فيها، كما يمكن النسخ منها، أو تحويلها إلى وورد أو صيغة الشاملة بدقة تحويل جيدة.(9/359)
اريد المساعدة في عمل بحث دراسي متعلق بكتب شروح الحديث اي بحث تحليلي لحديث معين
ـ[اسماء بنت ابي بكر]ــــــــ[19 - 09 - 05, 08:48 م]ـ
اخواني الاعزاء ....
اريد طلب مساعدة احد الاخوة او الاخوات ان يساعدونني في عمل بحث لمادة الحديث عندنا بالجامعة ولكن البحث متعلق بكتب شروح الحديث اي بحث تحليلي لحديث معين وبحث اخر يكون موضوعي فمن يجد عند نفسه الوقت ان يخبرني وبذلك وله جزيل الشكر
ـ[هشام الحلاّف]ــــــــ[20 - 09 - 05, 11:29 ص]ـ
الأخت المصونة (أسماء) ..
ينبغي أن تعلمي أنه ما طلب منك هذا البحث في الجامعة _ وهو بحث سهل جداً _ إلا لكي تتعلمي بنفسك كيف تشرحين حديثاً، وما هي المصادر التي سترجعين إليها، ثم بعد ذلك تتعلمين كتابة البحث وتنسيقه، لأن القصد هو أن تتعلمي لا القصد أن يستفيد أستاذ المقرر من بحثك، فجربي الاعتماد على نفسك _ أعانك الله _ واستعيني بطلاب العلم في هذا الملتقى إذا أشكل عليك شيء.
وانظري في الرابط التالي ففيه بحث حول كيفية شرح الحديث للدكتور محمد الخضير:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19784&highlight=%DF%ED%DD+%CA%D4%D1%CD+%CD%CF%ED%CB%C7(9/360)
الإمام العلامة الزبيدي وسؤال هام حوله هل هو من النقاد المتخصصين في الجرح والتعديل؟
ـ[أحمد يس]ــــــــ[20 - 09 - 05, 03:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
الإخوة الكرام لي سؤال هام بالنسبة لي:
كثيرا ما أقرأ في بعض كتب العلامة الزبيدي -صاحب تاج العروس- فأجده يوثق راويا أو مجموعة من الرواة.
فهل توثيقه وتضعيفه معتبران؟ أم ماذا؟
أعني: هل هو من النقاد المتخصصين في الجرح والتعديل؟
وإن كان منهم: فهل يعتبر توثيقه فيمن لم يسبق بتوثيق -على حد علمنا-؟
وإن لم يكن منهم فما منزلته في علماء الجرح والتعديل؟
أرجو الجواب بذكر أمثلة توضيحية.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أحمد يس]ــــــــ[21 - 09 - 05, 11:31 م]ـ
للرفع والتذكرة.
ـ[فوزان مطلق النجدي]ــــــــ[21 - 09 - 05, 11:35 م]ـ
حسب اطلاعي المحدود فالحافظ الزبيدي مطلع على كثير من الكتب وبعضها غير موجود الان وهذا ما ظهر لي من تخريجه للأحاديث في شرحه للإحياء فهو مثل السيوطي في سعة النقل.
أما جواب سؤالك بالتحديد فأرجو من أخوتنا طلبة العلم الإفادة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 09 - 05, 08:32 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هو كثيرا ما ينقل عن غيره في الجرح والتعديل وإن لم يصرح أحيانا، وليس هو من علماء الحديث المتوسعين في معرفتة علله ورجاله وسبر أحوالهم.
ـ[أحمد يس]ــــــــ[22 - 09 - 05, 10:19 م]ـ
السلام عليكم:
جزاكم الله خيرا.
العلامة الزبيدي كثيرا ما يضع عند بعض الأسماء التي يتكلم عن معانيها في تاج العروس من تسمى بها من الصحابة والتابعين ومن بعدهم وأحيانا ييقول وممن تسمى بهذا الاسم من "ثقات" التابعين كذا وكذا.
وبعض هؤلاء مشهورون جدا وبعضهم مثلا لم يوثقه إلا ابن حبان وبعضهم كذا.
فهل توثيقه لهم معتبر أم أنه يعتبر نقل فقط؟
وهل من دراسة عن منهجه في الحديث وعلومه.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[ابو عبدالله الرفاعي]ــــــــ[23 - 09 - 05, 08:37 م]ـ
الزَّبِيدي رحمه الله هو كما ذكر الأخ النجدي جمّاعة، وهو كثير الكتب، وكثير الاطلاع، قرأت له كتاب "اتحاف السادة المتقين" فوجدته جمع الكثير، ولم ار له شخصية تميز بها في علم الحديث، لكنه رحمه الله كما ذكرت واسع الاطلاع، أما تشبيهه بالسيوطي فان كان على وجه الاجمال فنعم، لكن السيوطي اكثر منه جمعا، وأكثر تحقيقا.
اما توثيقه للرواة في (تاج العروس) فليس هو من المتخصصين في هذا الشأن، فهو ينقل عن غيره. كما ذكر اخونا المفضال الشيخ عبدالرحمن
ـ[أحمد يس]ــــــــ[24 - 09 - 05, 01:48 م]ـ
هل نفهم من كلامكم أيها الإخوة:
أن الزبيدي ينقل التوثيق والجرح دون إشارة إلى صاحبها ويعتمد فيه مثلا على حفظه أو ما توفر له من مراجع أما عنه هو فهو لا يوثق ولايجرح وليسمن النقاد المتخصصين في الجرح والتعديل.
أرجو التعديل إن كان في كلامي خطأ!!(9/361)
اشكل علي "كسُنَّةِ العُمَرينِ "ما المقصود بها?
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[21 - 09 - 05, 10:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسال الله ان يحفظ مشرفي هذا الملتقى والاخوة المشاركون فيه
احسن الله اليكم
اشكل علي ما تحته خط في كلام الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في نزهة النظر:
"ومِن الصِّيَغِ المُحْتَمِلةِ: قولُ الصَّحابيِّ: مِِن السُّنَّةِ كذا، فالأكثرُ () على أَنَّ ذلك مرفوعٌ.
ونقلَ ابنُ عبدِ البرِّ فيهِ الاتِّفاقَ؛ قالَ: وإِذا قالَها غيرُ الصَّحابيِّ؛ فكذلك، ما لم يُضِفْها إِلى صاحِبِها كسُنَّةِ العُمَرينِ.
"
وفقكم الله
اخوكم
طلال العولقي
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[21 - 09 - 05, 10:46 م]ـ
المقصود بذلك: [سنة أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب].
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[21 - 09 - 05, 10:49 م]ـ
بارك الله فيكم.
وقد يتضح المعنى أكثر إذا رجعنا إلى عبارة ابن عبد البر.
قال ابن عبد البر (الاستذكار: 1/ 480): "والسنة إذا أطلقت فهي سنة رسول الله حتى تضاف إلى غيره كما قيل: (سنة العمرين) ونحو هذا".
فلعل قولهم: سنة العمرين، أي السنة التي مشى عليها العُمَران، وهما أبو بكر وعمر رضي الله عنهما.
قال ابن خزيمة في صحيحه (3/ 136): "والعرب قد تسمي الشيئين باسم الواحد إذا قرنت بينهما، قال الله عز و جل: ? ولأبويه لكل واحد منهما السدس ?، وقال: ? وورثه أبواه فلأمه الثلث ?، وإنما هما أب وأم فسماهما الله أبوين، ومن هذا الجنس خبر عائشة: (كان طعامنا على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم الأسودين التمر والماء)، وإنما السواد للتمر خاصة دون الماء فسمتهما عائشة الأسودين لما قرنت بينهما، ومن هذا الجنس قيل: (سنة العمرين) وإنما أريد أبو بكر وعمر، لا كما توهم من ظن أنه عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز" ا. هـ.
وجزاكم الله خيرًا.
---------------------
عفوًا ..
كتبت هذه المشاركة ثم رأيت ما كتبه الشيخ أحمد، فبارك الله فيه.
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[21 - 09 - 05, 11:18 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً.
للبحث في هذه المسألة نرجع إلى معاجم اللغة ونبحث عن ((العمران))؛ وإليكم ما جاء في "لسان العرب":
[والعُمَران: أَبو بكر وعُمَر، رضي الله تعالى عنهما، وقيل: عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز، رضي الله عنهما؛ قال مُعاذٌ الهَرَّاء: لقد قيل سِيرةُ العُمَرَيْنِ قبل خلافة عُمَر بن عبد العزيز لأَنهم قالوا لعثمان يوم الدار: تَسْلُك سِيرةَ العُمَرَيْن. قال الأَزهري: العُمَران أَبو بكر وعمر، غُلِّبَ عُمَر لأَنه أَخَفّ الاسمين، قال: فان قيل كيف بُدِئ بِعُمَر قبل أَبي بكر وهو قبله وهو أَفضل منه، فإِن العرب تفعل هذا يبدأُون بالأَخسّ، يقولون: رَبيعة ومُضَر وسُلَيم وعامر ولم يترك قليلاً ولا كثيراً؛ قال محمد بن المكرم: هذا الكلام من الأَزهري فيه افْتِئات على عمر، رضي الله عنه، وهو قوله: إِن العرب يبدأُون بالأَخس ولقد كان له غُنية عن إِطلاق هذا اللفظ الذي لا يليق بجلالة هذا الموضع المتشرْف بهذين الاسمين الكريمين في مثالٍ مضروبٍ لعُمَر، رضي الله عنه، وكان قوله غُلِّب عُمر لأَنه أَخفّ الاسمين يكفيه ولا يتعرض إِلى هُجْنة هذه العبارة، وحيث اضطر إِلى مثل ذلك وأَحْوَجَ نفسَه إِلى حجة أُخرى فلقد كان قِيادُ الأَلفاظ بيده وكان يمكنه أَن يقول إِن العرب يقدمون المفضول أَو يؤخرون الأَفضل أَو الأَشرف أَو يبدأُون بالمشروف، وأَما أَفعل على هذه الصيغة فإِن إِتيانه بها دل على قلة مبالاته بما يُطْلِقه من الأَلفاظ في حق الصحابة، رضي الله عنهم، وإِن كان أَبو بكر، رضي الله عنه، أَفضل فلا يقال عن عمر، رضي الله عنه، أَخسّ، عفا الله عنا وعنه. وروي عن قتادة: أَنه سئل عن عِتْق أُمهات الأَولاد فقال: قضى العُمَران فما بينهما من الخُلَفاء بعتق أُمّهات الأَولاد؛ ففي قول قتادة العُمَران فما بينهما أَنه عُمر بن الخطاب وعُمَر ابن عبد العزيز لأَنه لم يكن بين أَبي بكر وعُمَر خليفةٌ].
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[22 - 09 - 05, 01:13 ص]ـ
قال القرطبي في "التفسير" (5/ 68):
[وكذلك العمران لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، غلّبوا القمر على الشمس لخفة التذكير، وغلّبوا عمر على أبي بكر؛ لأن أيام عمر امتدت فاشتهرت.
ومن زعم أنه أراد بالعمرين عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز فليس قوله بشيء؛ لأنهما نطقوا بالعمرين قبل أن يروا عمر بن عبد العزيز؛ قاله ابن الشجري]. انتهى.
وقال أبو جعفر النحاس (ت:338) في "معاني القرآن" (2/ 1150 - درا الحديث):
[وأنشد سيبويه:
قَدْنِيَ من نَصْرِ الخُبيبين قَدِي.
يريد "عبد الله" و "مصعباً" ابني الزبير، وإنما "أبو خبيب" عبد الله.
وفي الحديث أنَّ أصحاب الجمل قالوا لعلي بن أبي طالب: أعطنا سُنَّة العمرين، يعنون: أبا بكر، وعمر]. انتهى.
¥(9/362)
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[06 - 10 - 05, 03:22 م]ـ
تنبيه، للفائدة فقط: للعلامة محمد أمين بن فضل الله المحبي كتاب (جنى الجنتين في تمييز نوعي المثنيين) فليراجعه من احتاج إلى مثل هذه التثنية؛ طبع الكتاب بتحقيق حسام الدين القدسي ببيروت: دار الجيل، 1992. - 172 صفحة.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[09 - 10 - 05, 03:09 م]ـ
الاخوة الكرام
محمد بن عبدالله
محمد سلامة
احمد المصري
اسال الله ان يوفقكم للخير ويجعلكم ائمة للمتقين(9/363)
اذا قال البيهقي وغيره من الحفاظ المصنفين. وتابعه فلان وفلان.سؤال؟!
ـ[سيف 1]ــــــــ[22 - 09 - 05, 05:19 م]ـ
أحيانا يسرد البيهقي حديث في السنن بسنده وفي هذا السند أحد الرواه ممن اختلطوا بآخرهم
ثم يقول وتابعه (اي الراوي عن هذا المختلط) فلان وفلان (وهم من طبقة أعلى. اي سمعوا من الراوي قبل اختلاطه).
فهل قوله تابعه فلان وفلان يعني صحة سند هاتين المتابعتين عنده حتى يجزم بها. لأني كثيرا لا اجد اسانيد هذه المتابعات
وجزاكم الله خيرا
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[22 - 09 - 05, 08:23 م]ـ
وفقك الله أيها النجيب.
لا يجزم مثل البيهقي إلا بما صح عنده - رعاك الله -. وما لم تجده ربما وجده غيرك، فهلا ذكرت بعض الأمثلة حتى يقف عليها إخوانك فربما وقفوا على ما لم تقف عليه.
وقريب منك كتاب تجده في دار الوفاء بالمنصورة أمام كلية الطب، أو فرعها بالقاهرة أظنها بشارع شريف أو شارع 26 يوليو - نسيت الآن - للدكتور نجم عبد الرحمن خلف [الصناعة الحديثية في السنن الكبرى] لا يخلو من فوائد ودقائق تخص البيهقي ومنهجه في الرواية والمرويات.
دمت بخير أيها العزيز.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[22 - 09 - 05, 08:38 م]ـ
لا يجزم مثل البيهقي إلا بما صح عنده - رعاك الله -.
شيخنا الفاضل أبا عبد الله ..
إذن هل نُنَزِّل التقسيم المعروف لمعلقات البخاري على معلقات البيهقي؟
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[23 - 09 - 05, 01:13 ص]ـ
لعل الإخوة الكرام يتطرقون إيضاً إلى عكس المسألة:
وهي أن يقول الحافظ: "لم يتابع عليه" ثم نجد متابعة في مصنف متأخر، هل نجزم بأن المتابعة خطأ أم نستدرك على الحافظ.
ـ[سيف 1]ــــــــ[23 - 09 - 05, 05:11 م]ـ
شيخنا الكريم دوما أبو عبد الله جزاك الله خيرا
هذا ما أظنه ايضا.
أما عن الأمثلة فهي غير حاضرة في ذهني حاليا لأن هذا السؤال كان يراودني من فترة طويلة وكانت هناك بالفعل أسانيد ينطبق عليها السؤال. ولكن بالبحث السريع الآن نأخذ هذا المثال من السنن الكبرى
أخبرنا ابو علي الروذباري أنبأ اسماعيل بن محمد الصفار أنبأ أحمد بن الوليد الفحام ثنا أبو المنذر اسماعيل بن عمر عن المسعودي عن سلمة بن كهيل عن ابي عمرو الشيباني عن عبد الله بن مسعود قال والله الذي لا اله الا هو ما صلت امرأة صلاة خير من صلاتها في بيتها. هكذا باختصار المتن نقلته
ثم قال الامام البيهقي. تابعه جعفر بن عون وغيره عن المسعودي
قلت: المسعودي ثقة ولكنه اختلط وسماع اهل الكوفة وواسط قديم كما نص على ذلك ,وسماع اهل بغداد منه بعد اختلاطه. والمتابعة المذكورة من قبل جعفر بن عون تقوي رواية المسعودي لأنه كوفي. ولذا ذكرها الامام البيهقي حتى ينفي عن المسعودي اختلاطه في هذا الحديث.
وهذا الحديث في نفسه ثابت عن عبد الله ولكن أخذته كمثال لمناقشة الموضوع ككل
فقد روى هذا الأثر عن سلمة بن كهيل مسعر عند أبو بكر بن ابي شيبة و حماد بن سلمة عند الطبراني بسندين صحيحين
وروى من طريق الثوري عن ابوه عن ابي عمرو عن عبد الله بأسانيد صحاح عند أبو بكر بن ابي شيبة والطبراني
شيخنا الحبيب أبو عبد الله بدأت أشك انك تشرب من ماء النيل.فاحذر لعلك تجدني يوما امامك ولن تفلت ساعتها.ابتسامة محبة جدا
شيخنا محمد بن عبد الله. أظن هذا لأن البيهقي كغيره من ائمة الحديث لن يجزم بمتابعة الا وسندها صحيح عنده.كما لو قال: قال فلان كذا فهو متأكد من نسبة القول لصاحبه. والله اعلم
شيخنا الفاضل هيثم حمدان بارك الله فيك. اني على يقين من ان هذا الموضوع كتب فيه بحث طويل وردود في هذا الملتقى المبارك وقد اطلعت عليه منذ فترة طويلة.ولكني اعجز الآن عن ايجاده بخاصية البحث ومما أتذكره عن هذا الموضوع ان بعضهم كتب حول استدراك المحدثين الحاليين كابي اسحاق وغيره على الطبراني والبزار وغيرهما عندما يقولون لا نعلمه الا من طريق فلان او تفرد به فلان. فيرد عليهم المحدث المعاصر انه قد توبع أو ان هناط طريق آخر.
ولا اعلم حقا هل من الغلو ان نعتبر قول الطبراني ان فلان انفرد به مسلم به حتى اذا وجدنا خلافه , ونقول هذا ما كان يخفى على مثل الحافظ الطبراني. وسؤال آخر هل قول البزاز والطبراني في هذه المسائل له منزلة قول ابو حاتم وابو زرعة اذا ما قالوا عن حديث انفرد به فلان. ورأينا في بعض المواضع من علل الترمذي كيف انه يذكر لمحمد بن اسماعيل البخاري بعض الطرق فيستنكره البخاري او يدهش منه او يوهيه وكذا مع أحمد بن حنبل وغيره. والمسألة كبيرة.والله اعلم
ـ[ابو عبدالله الرفاعي]ــــــــ[23 - 09 - 05, 08:07 م]ـ
البيهقي رحمه الله امام في علم الحديث، لكنه لم يشترط الصحة في سننه، فلا يقاس بالبخاري الذي اشترط اخراج الصحيح، ومعلقات البخاري، المشهور في امرها كما لا يخفاكم أن الذي علقه بصيغة الجزم يغلب عليه الصحة، اما البيهقي رحمه الله فلم يشترط الصحة لذا فهو عندما يذكر الطرق والمتابعات يقصد بيان فائدة اسنادية. ولا شك انه يوردها في كثير من الأحيان لتقوية حديث او غير ذلك مما هو معروف لديكم في باب ايراد المتابعات والطرق والشواهد.
اما قول احد الحفاظ المشهوين وليس في الباب غيره، او لم يتابع عليه، وغير ذلك، فالمثبت حجة على النافي.
واما قول ابي حاتم وابي زرعة الرازي ومن قبلهما البخاري، ومن بعدهم الدارقطني رحمه الله فأجدُ لقولهم هيبة، فعندما نظرت في العلل الكبير للترمذي، وكذا العلل لابن ابي حاتم، والعلل للدارقطني وجدت شخصيات علمية فذة، جمعت فأوعت، وسبرت فأحكمت.
¥(9/364)
ـ[سيف 1]ــــــــ[23 - 09 - 05, 09:08 م]ـ
شيخنا الكريم أبو عبد الله الرفاعي
لم يقل احد ان البيهقي اشترط الصحة في سننه وهذا معروف قطعا
ولكن السؤال هو هل منزلة البيهقي تجعله يقول تابعه فلان جازما به وهو يرى سند هذه الطريق الى المتابع واهية او ضعيفة لا تثبت؟! لا شك بان هذا غير صحيح في حق من هو مثل البيهقي.
وايضا من المعلوم انه قد يقول تابعه فلان ولا يصح الحديث ايضا بهذه المتابعة. ولعل هذا مرادك انه حتى بهذه المتابعات قد لا يصح الحديث نفسه لأنه لم يشترط الصحة كالبخاري رحمهما الله تعالى. ولكن كلامنا هو عن ثبوت هذه المتابعات على أصحابها , بغض النظر هل يصح الحديث نفسه بعد ذلك او لا يصح
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[23 - 09 - 05, 11:36 م]ـ
ولكن السؤال هو هل منزلة البيهقي تجعله يقول تابعه فلان جازما به وهو يرى سند هذه الطريق الى المتابع واهية او ضعيفة لا تثبت؟! لا شك بان هذا غير صحيح في حق من هو مثل البيهقي.
وايضا من المعلوم انه قد يقول تابعه فلان ولا يصح الحديث ايضا بهذه المتابعة. ولعل هذا مرادك انه حتى بهذه المتابعات قد لا يصح الحديث نفسه لأنه لم يشترط الصحة كالبخاري رحمهما الله تعالى. ولكن كلامنا هو عن ثبوت هذه المتابعات على أصحابها , بغض النظر هل يصح الحديث نفسه بعد ذلك او لا يصح
أخي العزيز الشيخ (سيف) ..
بارك الله فيكم.
ولنعتبر أن ما جزم به البيهقي صحيح، فهو تصحيح منه - رحمه الله -، ولو اطلعت على السند، فقد تخالفه في ذلك وقد توافقه.
ولا ينازع أحدٌ في مكانة البيهقي وإمامته، لكن هل يقيم ذلك الدليل على صحة ما يورده البيهقي من متابعات معلقة؟
فلا بد من دليلٍ صحيح يخرج معلقات البيهقي من أصل معلقات كافة المصنفات، التي يبحث فيها عن السند موصولاً، ثم يحكم عليه صحةً وضعفًا.
أما هل يقول: (تابعه فلان) جازمًا به وهو يرى سند هذه الطريق الى المتابع واهية أو ضعيفة؟ فأقول: لِمَ لا؟ ولا يلزم من قوله: (تابعه) صحة المتابعة، وكما قال الشيخ أبو عبد الله: "فهو عندما يذكر الطرق والمتابعات يقصد بيان فائدة إسنادية"، ولا يلزم أنه يصحح ما يذكر.
أما الكلام على اشتراط الصحة، فهو متوجه إلى المتابعات المعلقة نفسها، لا إلى أصل الحديث، ووجه ذلك: أن المعلقات المجزوم بها في مصنف اشتُرطت فيه الصحة، لا يمكن مساواتها بمصنف ليس كذلك، فبينهما بونٌ.
هذا ما توجه لي الآن، فأعينوني بقوة كي أصل إلى الصواب إن كنت جانبته.
وجزاكم الله خيرًا.
ـ[ابو عبدالله الرفاعي]ــــــــ[24 - 09 - 05, 12:11 ص]ـ
الأخ الحبيب سيف جعلك الله سيفا بتارا على أعداء الله
مما لاشك فيه ان البيهقي رحمه الله تعالى اذا قال وقد توبع فانه يكون قد وجد متابعا، وانت توافقني على ذلك ويبقى السؤال هل يكون صح هذا عنده ام لا؟
كنت يا اخانا الحبيب أردت ان أرد ارتجالا حسب خبرتي بالسنن للبيهقي فقد كنت قرأتها من فضل الله تعالى اكثر من مرة، لكنني آثرت ان أنظر في مجموعة من الأحاديث كعينات، وقد فعلت فقد جمعت نحوا من 40 حديثا فوجدت البيهقي رحمه الله قد ساق طرق نحوا من 15 حديثا بأسانيدها عقب ذكر المتابعات.
ووجدت 7 أحاديث مخرجة في الصحيح وقد اشار البيهقي الى ذلك واشار الى المتابعات فلم التفت اليها لكونها صحيحة.
كما وجدت 13 حديثا أشار الشيخ الى المتابعات فيها اشارة ولم يخرجها فتابعتها فوجدتها في كتب السنن المشهورات
ووجدت 3 احاديث ذكر بأنه ساقها في السنن
ووجدت حديثا اشار فيه الى متابع ووجدت أن المتابع قد يكون هو راوي الحديث عينه وهو الحديث التالي:
[4494] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ أبو المثنى ثنا مسدد ثنا يحيى بن سعيد ثنا قدامة بن عبد الله العامري حدثتني جسرة بنت دجاجة قالت سمعت أبا ذر يقول قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية حتى أصبح يرددها والآية ان تعذبهم فإنهم عبادك وان تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم تابعه فليت العامري عن جسرة وزاد بها يركع وبها يسجد
انظر ترجمة قدامة:
س ق: قدامة بن عبد الله بن عبدة البكري العامري الذهلي أبو روح الكوفي روى عن جسرة بنت دجاجة وعنه إسماعيل بن أبي خالد والثوري وأبو إسحاق الفزاري وابن المبارك والقطان ويعلى بن عبيد وغيرهم ذكره بن حبان في الثقات له عند ق حديث أبي ذر في القيام بقوله تعالى إن تعذبهم فإنهم عبادك وقال بن ماكولا فليت العامري عن جسرة بنت دجاجة اسمه قدامة بن عبد الله كذا قال وفيه نظر قلت لم ينفرد بذلك بن ماكولا فقد سبقه إليه الدارقطني وفرق بينه وبين فليت بن خليفة الذي يكنى أبا حسان وذكر بن أبي خيثمة أن سفيان الثوري كان يسمى قدامة بن عبد الله العامري فليتا
كما وجدت متابعة اشار البيهقي الى ضعف اسنادها:
[5937] وأخبرنا أبو حازم أنبأ أبو أحمد أنبأ أبو عبد الله أحمد بن محمد بن المغلس ببغداد أنبأ أبو همام يعني السكوني ثنا عيسى بن يونس ثنا رزين بياع الأنماط عن الأصبغ بن نباتة قال رأيت عليا رضى الله تعالى عنه خرج يوم العيد معتما يمشي ومعه نحو من أربعة ألف يمشون معتمين تابعه إسحاق بن إبراهيم عن عيسى بن يونس هذا إسناد ضعيف
وفي هذا اجابة كافية ان شاء الله تعالى.
اشكر لكم تعقيبكم يا شيخ محمد بن عبدالله فهو كلام متين ومتوجه
¥(9/365)
ـ[سيف 1]ــــــــ[24 - 09 - 05, 05:43 ص]ـ
شيخنا أبو عبد الله الرفاعي رفعه الله وأيده و شيخنا محمد بن عبد الله أثابه الله جزاكما الله خيرا كثيرا
واني لفي شوق جم لقراءة رد شيخنا المفضال ابو عبد الله ان شاء المولى تعالى
مازلت عند رأيي في ان البيهقي اذا قال تابعه فلان فهو صحيح الى هذا المتابع بغض النظر عن صحة الحديث بالمتابعة او بغيرها. فالبيهقي لن يقول تابعه فلان الا اذا صح ذلك عنده على الأقل والبيهقي امام في الحديث
وقوليكما أثابكما الله ("فهو عندما يذكر الطرق والمتابعات يقصد بيان فائدة إسنادية") لا أراه صحيحا لأنه كان سيكتفي بقول ويروي من طريق آخر عن فلان عنه. او يقول ورويت له متابعة.اما قوله تابعه فلان جزما فهو صحيح الى هذا المتابع. بل في تخريج اي من المحدثين المعاصرين لطرق اي حديث اذا قال عن راوي مختلط في ثنايا سند (ولكن لم ينفرد فلان عنه بهذا بل تابعه فلان (عند الطبراني مثلا) لعلمنا من قوله بداهة ان هذه المتابعة صحيحة الى المتابع فكيف بامام يجزم بهذا مثل البيهقي. وهل قول من قال ان البخاري لا يجزم بمعلق الا وهو صحيح عنده مبني على قول صريح من البخاري بذلك؟ ام انهم قالوا لا يجزم مثل البخاري بنسبة قول الى صحابي او غيره الا بما هو متيقن عنده. واذا قالوا بل لأنه أدخله صحيحه , أجاب غيرهم وقد ذكر بعض الآثار بصيغ التمريض داخل صحيحه وبعضها لا يصح ومع ذلك فهي في كتابه الذي اشترط فيه الصحة. فعدنا ان الفرق ان هذه مجزوم بها وتلك مرض صيغتها. ولا اعلم احد يقول ان اماما اذا جزم بنسبة قول داخل كتاب اشترط فيه الصحة لا يعادل جزمه بنسبته الى صاحبه خارج كتاب اشترط فيه الصحة!
وأورد شيخنا الفاضل أبو عبد الله الرفاعي حديث ذكر فيه البيهقي متابعة فاذا هو نفس الراوي ولكن باسم آخر وهذا ليس محل البحث لأننا نتكلم عن صحة السند للمتابع المذكور لا صحة الحديث في نفسه. فالمتابعة المذكورة هي نفس الأصل فلا يصح كونها متابعة واخطأ فيها البيهقي رحمه الله
وقولكم أثابكم الله (كما وجدت متابعة اشار البيهقي الى ضعف اسنادها) أخالفكم فيه
لأنه قال (تابعه إسحاق بن إبراهيم عن عيسى بن يونس هذا إسناد ضعيف) فهو يقول عن الحديث ككل ضعيف وليس المتابعة المذكورة والا فاين سندها حتى يقول (هذا اسناد ضعيف) ولكنه ذكر سند الحديث الأصل ثم قال تابعه فلان ثم قال وهذا اسناد ضعيف اي سواء توبع ام لم يتابع.والله اعلم
وضعفها لوجود الأصبغ بن نباته الراوية عن علي وهو متهم واهي
وأرى ان خير ما يعيننا على هذا الأمر هو ان يذكر لنا شيخنا أبو عبد الله الرفاعي حفظه الله بعض من هذه الطرق المتابعة سواء التي ذكر البيهقي اسنادها عنده او وجدها هو عند غيره وعند ذلك نستطيع ان نرى صحة هذه المتابعات بدراستها.
بالنسبة للكلام الذي ذكرته حول البخاري ومعلقاته فهو مجرد تساؤلات ولا ادعي اني اعلم الموضوع ككل ولا حتى بعضه ولكني ابذل اقصى جهدي للأستفادة منكم أجمعين. جزاكم الله عني خيرا جما وغفر لكم اجمعين.الله آمين
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[24 - 09 - 05, 05:53 ص]ـ
أيها الفاضل محمد بن عبد الله - لا زلت موصولا بكل خير - عفوا على تأخر المشاركة أولا.
ثم ثانيا: إنما قلت ذلك عن البيهقي: لأني رأيتهم ينقلون عنه أنه كان شديد الإنكار على من لا يراعي الصيغ عند الأداء ... فيروى الضعيف بصيغة الجزم أو العكس ... كان هذا محل إنكار شديد من طرف البيهقي ..
وثالثا - أيها الفاضل - فقد رأيتَني قيدت قولي بـ < عنده > وهذه أراك قد تكلمت عليها في مشاركتك الثانية، فحسنا فعلت.
أما أن ننزل معلقات البيهقي على التقسم المعروف - إن سلم - لمعلقات البخاري - رحمه الله - فما أجرؤ على قول هذا .. وإنما هم نصوا على أن هذا لمعلقات الصحيحين ولمن التزم الصحة لا غير ...
وقولك - حفظك الله - في المشاركة الثانية: أما هل يقول: (تابعه فلان) جازمًا به وهو يرى سند هذه الطريق الى المتابع واهية أو ضعيفة؟ فأقول: لِمَ لا؟ ولا يلزم من قوله: (تابعه) صحة المتابعة، وكما قال الشيخ أبو عبد الله: "فهو عندما يذكر الطرق والمتابعات يقصد بيان فائدة إسنادية"، ولا يلزم أنه يصحح ما يذكر.
قلت: الذي يمنع من ذلك أنه - غالبا - ما يسوق ذلك للاحتجاج بمروي .. والمحتج يلزمه صحة ما يحتج به .. وقد علم أن وراءه نقادا بصرهم حديد .. واسأل التركماني ينبئك الخبر اليقين .. ولا يفوتنك - رعاك الله - أن كتاب السنن له .. في أصله مؤلف للاحتجاج لصحة مذهب الإمام الشافعي - رحمه الله - فجل ما يرويه ويذكره إنما هو للاحتجاج .. فحقه أن يراعي الصحة .. وهذا ما يفعله البيهقي - رحمه الله - وأما الفوائد الإسنادية فلا إنكار أنه ربما قصد إليها ... ولكن الأهم هو توثيق النصوص .. وصحة الاحتجاج ... والله أعلم.
¥(9/366)
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[05 - 10 - 05, 04:11 م]ـ
أين أنت أخي الفاضل محمد بن عبد الله لم أسمع تعليقك، ولم أر فوائدك.
=========================
أخي سيف - وفقك الله - إنما أشرب من ماء النيل مرة في السنة، وأما ماء العلم فأشربه من أهل مصر مرارا وتكرارا في اليوم الواحد والحمد لله. فلا غنى لنا عن مصر وأهلها المسلمين، فهي حصن الإسلام، ورجالها حماته، ولعلنا نشهد ....
==========================
لعل الإخوة الكرام يتطرقون إيضاً إلى عكس المسألة:
وهي أن يقول الحافظ: "لم يتابع عليه" ثم نجد متابعة في مصنف متأخر، هل نجزم بأن المتابعة خطأ أم نستدرك على الحافظ.
لا شك أن من حفظ حجة على من لم يحفظ ... ولكن إلى أي حد هذا التأخر؟
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[20 - 10 - 05, 05:01 ص]ـ
شيخنا (الفهم الصحيح) ..
بارك الله فيكم.
وأعتذر لتأخري لمشاغل، والعذر عند الكرام إن شاء الله مقبول.
وقد قلتم - شيخنا -: "أما أن ننزل معلقات البيهقي على التقسم المعروف - إن سلم - لمعلقات البخاري - رحمه الله - فما أجرؤ على قول هذا" ا. هـ
لكن الظاهر من قولكم أولاً: "لا يجزم مثل البيهقي إلا بما صح عنده" أنه لا فرق بين معلقات البخاري ومعلقات البيهقي، ولذا سألت ذلك السؤال.
وكلامكم عن قصده من إيراد التعليق، وتشدد البيهقي في الألفاظ = جيد، لكن هل يكفي هذا لنحكم بصحة ما علقه البيهقي؟ أليست هذه أدلةً محتملة لا تقوى على الدلالة لما نحن بصدده؟
ألا يلزم لذلك دليل قوي صريح صحيح يخرج معلقات البيهقي من أصل معلقات كافة المصنفات، التي يبحث فيها عن السند موصولاً، ثم يحكم عليه صحةً وضعفًا - كما قلت آنفًا -؟
وانظر إلى الإمام العظيم أبي الحسن الدارقطني - رحمه الله -، وكيف يورد من المتابعات جازمًا بها، ويرجح بها روايةً على أخرى - وهذا ليس بالأمر السهل، وهو كإيراد البيهقي المتابعة لتقوية جانب الصحة في حديث المختلط، بل أهم -، ثم يسند المتابعة، فتجد فيها من لا يحتج بحديثه، بل تجد المتابِع نفسه ضعيفًا - إن لم يكن متروكًا -!
بارك الله فيكم، وليُعلم أني طويلب جويهل عند الشيخ أبي عبد الله، وأنا أعرف الناس بنفسي، غفر الله لي.
ـ[سيف 1]ــــــــ[20 - 10 - 05, 10:18 م]ـ
أخي الحبيب محمد رفع الله قدره وتقبل عمله اللهم آمين
الحمد لله الذي أحيا هذا الموضوع وقد كنت جزمت بموته.
أخي الكريم محمد هل تقصد ان الدارقطني مثلا في كتاب العلل يجزم بروايات لا تصح! ثم يرجح بين الموقوف منها والمرفوع والمرسل والمتصل!. ويخرج بنتائج!!؟
فهذا كلام يسقط الثقة اذا بكتاب العلل لأنه لا يورد كل اسانيد المتابعات بل هو يجزم بان فلان وقفه ومعه فلان وفلان وغيرهم رفعوه وهكذا.
ومعذرة لشيخنا الكريم أبو عبد الله لتقدمي بين يديه
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[21 - 10 - 05, 03:49 ص]ـ
للشيخ مصطفى باحو كتاب اسمه (الأحاديث المنتقدة في الصحيحين)، وهو جدير بالاقتناء، جمع فيه انتقادات الدارقطني على أحاديث الصحيحين من كتابيه (التتبع) و (العلل)، وسائر الانتقادات.
قال - رعاه الله - في مقدمة الكتاب (ص 8، 9):
"هذا، ولما أكملت الدراسة وأنجزت البحث ظهر ما يلي:
...
ثانيًا: من منهج الدارقطني في الإعلال عمومًا عدم النظر إلى صحة الطريق أو ضعفها عند ذكر اختلاف الرواة، فيقول في علله: رواه سفيان الثوري - مثلاً - هكذا، وخالفه فلان وفلان، ويذكر الطرق.
ويكون كثير من أولئك المخالفين ضعفاء ومجاهيل، بل ومتروكين.
وعليه، فينبغي التنبه لهذا الأمر جيدًا، فليس كل اختلاف واضطراب يذكره الدارقطني يكون مقبولاً" ا. هـ.
وقبل أن أطلع على هذا، كان قد أخبرني بعض المشايخ ممن قرأ العلل كاملاً بأن ذلك من منهج الدارقطني، وأرجو أن يتيسر ذكر بعض الأمثلة.
أما "يسقط الثقة بكتاب العلل"، فكنت أتمنى أن لا أقرأ هذه العبارة!
بارك الله فيكم.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[21 - 10 - 05, 04:58 ص]ـ
بارك الله في الأخوين الكريمين، وسدد خطاهما.
¥(9/367)
أخي الفاضل محمد رفع الله قدرك، وحفظك، وزادك أدبا وحسن خلق، فنعم المجد في العلم الحريص عليه أنت، وقد كنت على ثقة من أني سأستفيد من تعليقك، ولذا رغبت فيه، وقد علمتُ سلامة مباحثتك، وحسن مناقشتك، ودقة ملاحظاتك.
ولو وفقني الله لأن أكون شيخا وعندي بعض الطلبة مثلك لتوسدت التراب وأنا قرير العين، مطمئن الفؤاد، ولكن هيهات هيهات ما أخوك إلا محب لأهل العلم، نازل بجوارهم، مغترف من علومهم، ما يطلب إلا السلامة في دينه ودنياه.
وقولك أخي الفاضل: لكن الظاهر من قولكم أولاً: "لا يجزم مثل البيهقي إلا بما صح عنده" أنه لا فرق بين معلقات البخاري ومعلقات البيهقي، ولذا سألت ذلك السؤال.
أقول - رعاك الله -: أما من حيث الصورة الظاهرة فلا فرق نعم، فكلاهما حذف شيئا من الإسناد، وكلاهما إمام، وجزم بما علقه.
وأما حكم معلقاتهما في الأصل: فعدم القبول، لفقدان شرط الصحيح، واستصحب هذا الحكم جماعة من نقاد الحديث مع كل الأئمة الذين علقوا الآثار مهما علا كعبهم في هذا الباب من العلم، إلا أن يسند المعلق من طريق معتبر.
وذهب جمع من أئمة أهل الحديث إلى الاحتجاج بما علقه البخاري جازما به لالتزامه الصحة، ثم بعد التفتيش والبحث وجدوا مصداق ذلك في عموم ما أورده من المعلقات جازما به.
ولم يجدوا هذا عند أغلب من أورد المعلقات في مصنفاتهم، فلذا طلبوا إتصال الإسناد ليصح الاحتجاج.
وتراني أيها الفاضل فوق ذلك قيدتُ كلامي بـ < عنده > ولا تخفى عليك دلالة ذلك، كما لا يخفى عليك أن ما صح عنده ليس بالضرورة أن يصح عند غيره، فضلا أن يكون صحيحا في نفس الأمر. وهذا لعمر الله منطبق في الأصل على أحكام كل أهل الحديث، وإنما توطاؤا على قبول ما في الصحيحين لما تقدم لهم من بحث وتفتيش فوجدوا الأمر كما التزمه صاحباهما إلا الأحرف المعروفة المشهورة.
وقولك - نفع الله بك -: وكلامكم عن قصده من إيراد التعليق، وتشدد البيهقي في الألفاظ = جيد، لكن هل يكفي هذا لنحكم بصحة ما علقه البيهقي؟ أليست هذه أدلةً محتملة لا تقوى على الدلالة لما نحن بصدده؟
أقول: الحمد لله على الشطر الأول، وهذا شهادة أعتز بها منك (ابتسامة محبة صافية).
أما أن نكتفي بها للحكم على ما علقه البيهقي - رحمه الله - مع أن هذا ليس من بحثنا لأننا لسنا بصدد الحكم عليها، وإنما بحثنا في حكم البيهقي على ما يورده من متابعات معلقة = أقول: أهل النقد الدقيق من المحدثين لا يكتفون بهذا لا من البيهقي ولا ممن هو أعلى طبقة، وأرفع درجات منه، حتى يُظهر وصل ما علقه، أو يَظهر لنا عند غيره، بشرطه المعتبر. ولو اكتفوا بمثل ذلك لما تكلموا في بلاغات مالك ومرسلاته ... ، أو في معلقات ... البخاري وغيره، وهذا المهيع الصحيح الموافق للتناسق العلمي.
وقولك - لا زلت مسددا -: ألا يلزم لذلك دليل قوي صريح صحيح يخرج معلقات البيهقي من أصل معلقات كافة المصنفات، التي يبحث فيها عن السند موصولاً، ثم يحكم عليه صحةً وضعفًا - كما قلت آنفًا -؟
أقول: نعم يلزمنا ذلك، ولذا لم أحكم بسلامة تلك المعلقات عند غيره ممن لم يقلده، وإنما قيدت بـ < عنده >، وهذا كما أسلفت يلزمنا - إن أنصفنا - في كل المعلقات بلا استثناء، مهما كانت درجة صاحبها العلمية، ومهما كان صاحبها جازما بها.
و من دليل ذلك قولك - سلّمك الله -: وانظر إلى الإمام العظيم أبي الحسن الدارقطني - رحمه الله -، وكيف يورد من المتابعات جازمًا بها، ويرجح بها روايةً على أخرى - وهذا ليس بالأمر السهل، وهو كإيراد البيهقي المتابعة لتقوية جانب الصحة في حديث المختلط، بل أهم -، ثم يسند المتابعة، فتجد فيها من لا يحتج بحديثه، بل تجد المتابِع نفسه ضعيفًا - إن لم يكن متروكًا -!
فإذا كان حال الإمام الدارقطني - رحمه الله - ما ترى، فكيف بغيره؟
ـ[سيف 1]ــــــــ[21 - 10 - 05, 06:31 ص]ـ
شيخنا الكريم أبو عبد الله جزاك الله خيرا
فهل تسلم بما قاله أخونا الكريم محمد في حق الامام الدارقطني؟
لا أكاد استسيغ هذه المقولة في حق الدارقطني , فهي ليست مقبولة في حق أحد من المحدثين العاديين فضلا عن الامام. ولا أظن هذا ابدا
وقد قرأت من قبل ان من فوائد العلل للدارقطني انها تشير لبعض المتابعات والطرق التي لم تصل الينا. فلماذا لا نقول أن ما عثر عليه الشيخ مصطفي باجو من اسانيد ضعيفة لا تقوم بها حجة لهذه المتابعات والطرق لم تكن عمدة الدارقطني في كلامه وانما كان عمدته بعض الطرق التي لم نطلع عليها؟
وان استشهد احدهم بايراد الدارقطني بعض هذه الطرق والمتابعات من طريقه هو وكان فيها ضعف لا يقوم به حجة فلما لا نقول ان هذه الطرق محفوظة في نفسها وانما أخرجها الدارقطني من طريقه لبيان اتصالها به كما يفعل الحاكم والبيهقي في بعض الأحاديث التى أخرجها الشيخان ولا يكتفون بذكر كون الحديث عندهما بل تراهم يقولون وحدثنا به فلان عن فلان.فان وجد فيها راو ضعيف فهو لم يسقط الحديث لأن أصل الحديث محفوظ اصلا وانما ذكروه لبيان اتصاله بهم
ولا يخفي قصة الامام مسلم مع أبو زرعة رحمهما الله عندما انتقد الأخير عليه كونه أخرج في الصحيح عن بعض المتهمين فأعتذر بأن هذا لا يضر لأن أصل الحديث محفوظ بنزول من غير طريقهم وهو قد اخرجه بعلو
جزاكما الله خيرا
¥(9/368)
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[21 - 10 - 05, 09:43 ص]ـ
أخي الفاضل سيف وفقك الله.
اصبر قليلا حتى نسمع رأي الفاضل محمد بن عبد الله - حفظه الله - فلا أشك أبدا أنه أخفى شيئا من الإيضاح اتكالا على معرفتنا به. وقد يفعل هذا المستدل اعتمادا على معرفة مقابله بما يريد قوله.
وإنما أسلم له - رعاك الله - بقدر ما سلمتُ لك في أول جوابي بالربط الذي جعلتَه بين إيراد البيهقي للمتابعة جازما بها وتصحيحها ... وقد راعيت في ذلك أنك تتكلم عن كتاب السنن ... وراعيت ما ذكرته بعدُ من التزام البيهقي بصيغ الأداء ... وإلا ففي كلامك مناقشة من بعض الجوانب أعرضتُ عنها ...
فكذلك كلام أخي الفاضل محمد عما يورده الحافظ الدارقطني من متابعات جازما بها مرجحا في ظاهر قوله، ثم يتبين ضعفها عند النظر في سندها؛ فهذا واقع موجود، ولذلك لم أناقشه في ذلك ... لظني أنه يعلم - وكذلك أنت - أن ترجيح الدارقطني لا بد له من مرجح آخر زائد على وجود تلك المتابعة الضعيف سندها ... إما تعدد المتابعات ... إما قرائن أخرى بدت في ثنايا كلامه يفطن لها المدقق - مثل أخي محمد - ... أو مثل ما ذكرتَه في مشاركتك الأخيرة - وإن كان لا تقوم به حجة على منتقديه إذ لم يبد لنا الطرق التي رجح بها - أو غير ذلك مما يعرفه الممارس لهذا العلم، الغواص على دقائقه ومعانيه، وطرائق أهله الميامين في تتبع الطرق والأسانيد وطرق إيرادها ... ومعرفة صحيحها من معلولها.
ثم قد أشار إليك الحبيب محمد أنه لا يلتزم بما فهمته من سقوط الثقة ... وهذا يدل على أنه قصد إلى معنىً آخر غير ما فهمتَه .. وأن هناك إيضاحا لكلامه سيأتي - إن شاء الله - قريبا، فصبر جميل.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[23 - 10 - 05, 12:16 ص]ـ
شيخنا الغالي ..
بارك الله فيكم، وأحسن جزاءكم.
وجزاكم خيرًا على إطرائكم أول المشاركة، وأرجو أن تسمحوا لي أن لا أرضاه، وأسأل الله أن يجعلني خيرًا مما تظنون، وأن يغفر لي ما لا تعلمون.
ومما يؤيد أني لا أستحق ما قلتموه، أنني علمتُ الآن فحسب - وأقولها صريحةً ليعلم كل قارئٍ قدري - أنني قد خلَطت وخلّطت في هذا الموضوع!
فلقد اتضح لي أن المسألة مسألتان:
الأولى: إذا جزم البيهقي بتعليقٍ فهل يُعتبر صحيحًا؟ أي: هل نصححه ونسلم به؟
والثانية: إذا جزم البيهقي بتعليقٍ فهل يصححه هو؟ أي: هل هو صحيح عنده؟
ثم علمتُ أننا متفقون على جواب الأولى بـ (لا)، إلاّ أن يصح سنده بالنظر إليه.
وأما الثانية، فهي موضع الخلط، وأنا لم أقصد الخوض فيها، لكني أظن أن ما ذُكر (جلالة البيهقي، وحرصه عل انتقاء الألفاظ، وبناؤه كلامَه في السنن على الاحتجاج بالمرويات) لا يكفي في الدلالة على منهج البيهقي في ذلك، ويؤيده ما سبق عرضه من منهج الدارقطني، والدارقطني ليس بخافٍ عليه ضعف ما يوردهُ جازمًا به.
وقولُنا: "إن البخاري لا يجزم إلا بما صح عنده" جاءٍ بعد مقدمةِ أنه اشترط الصحة في كتابه، وليس ذلك بمتحقق لدى البيهقي - ولو قيل: إنه غالبًا يعلّق احتجاجًا بالمروي، فإن (غالبًا) تضعّف هذا الدليل، أضف إلى ذلك أن التصحيح ليس بلازمِ الاحتجاج -.
شيخنا أبا عبد الله ..
لم أفهم وجه الفرق بين (ما علقه البيهقي) و (ما يورده من متابعات معلقة)، وهل سيختلف الحكم في الحالتين؟
شيخنا سيف ..
يبدو أنك بنيت موقفك مما ذكرتُهُ على عاطفة، انظر قولك: "لا أكاد استسيغ هذه المقولة في حق الدارقطني , فهي ليست مقبولة في حق أحد من المحدثين العاديين فضلا عن الامام"، لكن العاطفة ملقاةٌ جانبًا عند الحقائق العلمية.
وما ذكرتُهُ هو نفسُهُ ما قاله شيخنا أبو عبد الله، من أن هناك ما "يورده الحافظ الدارقطني من متابعات جازما بها مرجحا في ظاهر قوله، ثم يتبين ضعفها عند النظر في سندها؛ فهذا واقع موجود ... ".
وأرجو أن لا يفهم قولي هذا - وليس هو من قولي! - على أنه هدم لكتاب الدارقطني، وتنقصٌ لشخصه وإمامته - رضي الله عنه -.
وما ذكرتموه - شيخنا أبا عبد الله - من أن ترجيح الدارقطني لا بد له من مرجح آخر ... = أرى أنه لا يلزم دائمًا، وإنما كما قال الشيخ مصطفى: "ليس كل اختلاف واضطراب يذكره الدارقطني يكون مقبولاً".
بارك الله فيكم مشايخنا.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[23 - 10 - 05, 01:59 ص]ـ
¥(9/369)
ثم علمتُ أننا متفقون على جواب الأولى بـ (لا)، إلاّ أن يصح سنده بالنظر إليه.
استدراك: إلا ما يكون من مقلد البيهقي.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[23 - 10 - 05, 07:15 م]ـ
شيخنا الغالي ..
بارك الله فيكم، وأحسن جزاءكم.
وجزاكم خيرًا على إطرائكم أول المشاركة، وأرجو أن تسمحوا لي أن لا أرضاه، وأسأل الله أن يجعلني خيرًا مما تظنون، وأن يغفر لي ما لا تعلمون.
آمين، وفيك بارك ... وما شهدت إلا بما قرأت وسمعت وما كنت للغيب حافظا.
...................
...........................
وأما الثانية، فهي موضع الخلط، وأنا لم أقصد الخوض فيها، لكني أظن أن ما ذُكر (جلالة البيهقي، وحرصه عل انتقاء الألفاظ، وبناؤه كلامَه في السنن على الاحتجاج بالمرويات) لا يكفي في الدلالة على منهج البيهقي في ذلك، ويؤيده ما سبق عرضه من منهج الدارقطني، والدارقطني ليس بخافٍ عليه ضعف ما يوردهُ جازمًا به.
وهذا ما أشرت إلى أني تركت البحث فيه، إذ لا علاقة بين مجرد إيراد المتابعة أو حتى أصل الحديث جازما به، أو على الدقة: ناقلا له أو مخبرا به - إذ الجزم أعلى من مجرد إيراد المتابعة – وبين تصحيحه. وإنما جاريت في أول مشاركة لي أخي سيف.
وقولُنا: "إن البخاري لا يجزم إلا بما صح عنده" جاءٍ بعد مقدمةِ أنه اشترط الصحة في كتابه،
فهل يسلم له الحفاظ تصحيحه بمعنى يتبعونه عليه بدون بينة وحجة؟
وليس ذلك بمتحقق لدى البيهقي - ولو قيل: إنه غالبًا يعلّق احتجاجًا بالمروي، فإن (غالبًا) تضعّف هذا الدليل، أضف إلى ذلك أن التصحيح ليس بلازمِ الاحتجاج -.
أما من حيث اللزوم العقلي فلا يلزم ولا عكسه أيضا. ولكننا نظرنا إلى المستدل والمحاجج فشأنه ألا يحتج إلا بما صح عنده على أضعف الاحتمالات.
شيخنا أبا عبد الله ..
لم أفهم وجه الفرق بين (ما علقه البيهقي) و (ما يورده من متابعات معلقة)، وهل سيختلف الحكم في الحالتين؟
لم أقصد التفريق وإنما هو اختلاف في القول فقط مبناه على الاختصار.
ثم إنك قد ذكرتني – رعاك الله – بقولك هذا شيئا، هو أنه من حيث الحكم يختلف فعلا ما علقه أحد الحفاظ ابتداء عند إيراده لحديث ما، فيجب تطلب الصحة بشروطها، وبين < ما يورده من متابعات معلقة > فهنا لا يشترط في المتابعة ثقة المتابع، بل يعتبرونها ولو كانت من ضعيف محتمل، وعمل الدارقطني وغيره يؤيد ما أذكره، ولعلك أيها الفاضل تستوثق من قولي. وتستوثق من قولك في المشاركة 13: ( ... إن لم يكن متروكا).
وما ذكرتموه - شيخنا أبا عبد الله - من أن ترجيح الدارقطني لا بد له من مرجح آخر ... = أرى أنه لا يلزم دائمًا، وإنما كما قال الشيخ مصطفى: "ليس كل اختلاف واضطراب يذكره الدارقطني يكون مقبولاً".
كلام الشيخ مصطفى – بارك الله فيك – في إعلال الدارقطني للحديث بما يذكره من طرق، وهذا لا يكون إلا بتساوي الطرق، فإذا بان رجحان طريق على أخرى فلا اضطراب ولا اختلاف. وهذا ما ظهر – على ما يبدو- للشيخ مصطفى في بعض الأحاديث المعلة بالاضطراب ... فقال ما قال.
وكلامي على ترجيح إحدى الطرق على أخرى فلا يكون إلا بمرجح. إذ قد قلتَ في المشاركة 13: ويرجح بها روايةً على أخرى ...
فعلى قولك هذا كان تعليقي.
خلاصة القول – بارك الله فيك – أننا ننظر إلى عمل المصنف وما التزامه ضمنا أو صراحة، وبعد كل ذلك هل وافق الواقع ونفس الأمر كلام آخر؟ هل نسلم له دعواه الصحة صراحة أو ضمنا؟ إذا كنا نلتزم تقليده فنعم، وإذا كان الناظر من أهل النقد فما أظنه يفعل، فلا بد من البحث والتفتيش وإظهار الحجج البينة.
والله أعلم.
.
وكل العام أنت وجميع أهلك وأحبابك بخير، وجزاك الله خيرا على تفاعلك وفوائدك، فقد ذكرتني ما نسيته من زمن.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[23 - 10 - 05, 07:42 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا، ورعاكم، وسدد خطاكم.
تفريقاتكم وتقسيماتكم دقيقة جدًا.
ولعلك أيها الفاضل تستوثق من قولي. وتستوثق من قولك في المشاركة 13: ( ... إن لم يكن متروكا).
يسر الله ذلك بعونه وكرمه.
وجزاكم ربي خيرًا على صبركم عليّ، وتحملكم إياي.
أسأل الله لي ولكم العفو والغفران، والعتق من النيران، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.(9/370)
مقدمة في طلب علم الحديث لفضيلة الشيخ صلاح عبد الموجود
ـ[أبو معاذ الأثري]ــــــــ[22 - 09 - 05, 08:35 م]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِنَّ الحَمْدَ للهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ -وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ-.
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)} [سورة آل عمران: 102].
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (1)} [سورة النساء: 1].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71)} [سورة الأحزاب:70 - 71].
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ أَصْدَقَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخيرَ الهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَة.
و َبَعْدُ:
فقد طلب من بعض إخواني من طلبة العلم بعض الدروس في علم الحديث , ونظرا لكثرة مشاغلي وعدم التماس فراغ كي ألبي رغبتهم فكنت ألتمس الأعذار , وأطلب التريث والانتظار , ولكن كثرة الإلحاح دفعتني لصياغة بعض الدروس في علم الحديث , أسوقها على فترات , بدأتها بمقدمة لا بد منها , ثم الباقي على دفعات , وأسأل الله أن ينفع بها , وأنبه الإخوة أن الحوار مفتوح , ومن تعسر عليه شيء فالمراسلة أو الاتصال - والله ولي التوفيق
مقدمة في الطلب
فإن من أعظم سعادةِ الرُّوحِ , والقَلْبِ , والبدنِ , طلب العلم النّافع؛ الذي يَدُلُّ على الله ويقرب العبد منه , فَإِنَّ في مشقةِ هذا العلم لَذَّة لا تعدلها لذة , ولولا جهل الأكثرين بحلاوةِ هذه اللذة , وعِظَمِ قدرها لتجالدوا عليه بالسيوف , ولكن حُجبوا عنها بحجاب من جهل , ليخص الله بها من شاء من عباده , والله ذو فضلٍ عظيم , لقد دل الله عليهم , وأرشد إليهم فقال تَعَالَى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (43)} [سورة النحل: 43]
وقال تَعَالَى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ من كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122)} [سورة التوبة: 122]
وما أمر سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم بطلب الزِّيادة في شيء في الدُّنيا، إلا من العلم، قَالَ تَعَالَى: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [سورة طه: 114]
وأشاد سبحانه – أيما إشادة! – بفضل أهل العلم، ورفع من شأنهم، وأعلى من قدرهم، بما يعجز عن بيانه إلا البيان المبين، من كَلامِ رَبِّ العالمين
فقد جعلهم سبحانه وتعالى شهودٌ؛ على أجلِّ مَشْهُودٍ , وقرنهم بخير شُهُودٍ فَقَالَ تَعَالَى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)} [سورة آل عمران: 18]
¥(9/371)
وقد ذكر سبحانه فضله ومنته على أنبيائه ورسله وعباده بما آتاهم من العلم , فذكر سبحانه نعمته على خاتم أنبيائه ورسله فَقَالَ تَعَالَى: {وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ من شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً (113)} [سورة النساء: 113]
وقال في يوسف عليه السلام: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22)} [سورة يوسف: 22]
وقال في كَلِيمِهِ مُوسى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (14)} [سورة القصص: 14]
وقال في حَقِّ الْمَسِيحِ: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاس فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ} [سورة المائدة: 110] فجعل تعليمه مما بشر به أمه وأقر عينها به.
وقال في حَقِّ داود: {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (20)} [سورة ص: 20]
وقال في حَقِّ الخضر صاحب موسى وفتاه: {فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً من عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ من لَدُنَّا عِلْماً (65)} [سورة الكهف: 65]
{وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ} [سورة الأنبياء: 78 - 79] فذكر النبيين الكريمين وأثنى عليهما بالحكم والعلم , وخص بفهم القضية أحدهما.
وحصر سبحانه الخشية منه على العلماء , فَقَالَ تَعَالَى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28)} [سورة فاطر: 28]
وَقَالَ تَعَالَى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذين يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} [سورة الزمر: 9].
وَقَالَ تَعَالَى: {يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذين آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [سورة المجادلة: 11].
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا؛ سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ. (1)
فالعلم دينٌ فانظر ممن تأخذ دينك , فإن وجدت من تأمنه على دينك؛ فخُطَاك أشرفُ خُطى؛ فقد سهل الله لها الطَّريق إلى الجنة.
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ , فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ. (2)
الإخلاص في طلب العلم
الإخلاص في طلب العلم
فالإخلاص لا يكون إلا بتجريد العمل لله سبحانه وتعالى بحيث لا تشوبه ذرةُ شركٍ , ولا تُحيطُ به شبهةُ رياء , وعلى هذا فإن الإخلاص هو ميزان الأعمال كلها , وعلى قدر توفره يكون الأجر , ويكون بتخليصِ العملِ تَمَامًا لله سبحانه وتعالى.
والإخلاص من أجلِّ عبادات القلب وأعظمها , إذ هو مصفاة الأعمال كُلِّها , فأي عمل لا يقبله الإخلاص فهو هباء منثور , وليس لصاحبه منه إلا النَّصَبُ والتَّعَبُ , قَالَ تَعَالَى: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاة وَيُؤْتُوا الزّكاة وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5)} [سورة البينة: 5]
وقال تَعَالَى: {فَاعْبُدْ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (2) أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [سورة الزمر: 2 - 3]
وقال تَعَالَى: {قُلْ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14)} [سورة الزمر: 14]
¥(9/372)
وقال تَعَالَى: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)} [سورة الأنعام: 162 - 163]
وعلى ذلك فإنه يجب على طالب العلم أن يحرص على متابعة الإخلاص في نفسه، و لا يمتنع عن الطلب بدعوى أنه لم يتحقق لديه الإخلاص.
ومعنى الإخلاص في طلب العلم فقال ابن جماعة: "هو حسن النية في طلب العلم بأن يقصد به وجه الله تعالى، والعمل به، وإحياء الشريعة وتنوير قلبه وتجلية باطنه والقرب من الله تعالى يوم القيامة، والتعرض لما أعد لأهله من رضوانه وعظيم فضله".
قال سفيان الثوري رحمه الله: "ما عالجت شيئاً أشد عليّ من نيتي".
و لا يقصد به الأغراض الدنيوية من تحصيل الرياسة والجاه والمال ومباهاة الأقران، وتعظيم الناس له، وتصديره في المجالس ونحو ذلك فيستبدل الأدنى بالذي هو خير.
قال أبو يوسف رحمه الله:" يا قوم أريدوا بعلمكم الله تعالى، فإني لم أجلس مجلساً قط أنوي فيه أن أتواضع إلا لم أقم حتى أعلوهم، ولم أجلس مجلساً قط أنوي فيه أن أعلوهم إلا لم أقم حتى افتضح.
والعلم عبادة من العبادات وقربة من القرب فإن أخلصت فيه النية قبل وزكي وتمت بركته، وإن قصد به غير وجه الله تعالى، حبط وضاع وخسرت صفقته وربما تفوته تلك المقاصد و لا ينالها فيخيب قصده ويضيع سعيه"اهـ (3).
أهم الأصول
أهم الأصول
أن ما يلم به الشيطان قلب بعضهم يريد صرفهم عن العلم بدعوى ترك الطلب حتى يتحقق إخلاص النية، حيلة شيطانية ومكر وخديعة. بل على المسلم أن يستمر في طلب العلم ويتابع نيته، كما قال سفيان الثوري: "ما عالجت شيئاً اشد عليّ من نيتي"، هذا وهو سفيان، فمن باب أولى غيره! فلا يجعل ذلك صارفاً له عن طلب العلم.
ولمّا قال هشام الدستوائي رحمه الله: "والله ما أستطيع أن أقول: إني ذهبت يوماً قط أطلب الحديث أريد به وجه الله".
علّق عليه الذهبي رحمه الله بقوله: "والله ولا أنا". فقد كان السلف يطلبون العلم لله فنبلوا، وصاروا أئمة يقتدى بهم، وطلبه قوم منهم أوّلاً لا لله، وحصّلوه ثم استفاقوا وحاسبوا انفسهم فجرّهم العلم إلى الإخلاص في أثناء الطريق. كما قال مجاهد وغيره:" طلبنا هذا العلم وما لنا فيه كبير نية، ثم رزقنا الله النية بعد".
وبعضهم يقول:" طلبنا هذا العلم لغير الله فأبى العلم أن يكون إلا لله" فهذا أيضاً حسن، ثم نشروه بنية صالحة.
وقوم طلبوه بنية فاسدة لأجل الدنيا وليثنى عليهم، فلهم مانوَوْا.
قال عليه السلام: "من غزا ينوي عقالاً فله مانوى"،وترى هذا الضرب لم يستضيئوا بنور العلم، و لا لهم وقع في النفوس، و لا لعلمهم كبير نتيجة من العمل، وإنما العالم من يخشى الله تعالى.
وقوم نالوا العلم وولوا به المناصب فظلموا وتركوا التقيد بالعلم وركبوا الكبائر والفواحش، فتباً لهم فما هؤلاء بعلماء.
وبعضهم من لم يتق الله في علمه بل ركب الحيل وأفتى بالرخص وروى الشاذ من الأخبار.
وبعضهم اجترأ على الله، ووضع الأحاديث فهتكه الله وذهب علمه، وصار زاده إلى النار.
وهؤلاء الأقسام كلهم رووا من العلم شيئاً كبيراً وتضلعوا منه في الجملة، فخلف من بعدهم خلف بأن نقصهم في العلم والعمل وتلاهم قوم انتموا إلى العلم في الظاهر ولم يتقنوا منه سوى نزر يسير أوهموا به أنهم علماء فضلاء، ولم يدر في أذهانهم قط أنهم يتقربون به إلى الله؛ لأنهم ما رأوا شيخاً يقتدى به في العلم، فصاروا همجاً رعاعاً غاية المدرس منهم أن يحصل كتباً مثمنة يخزنها وينظر فيها يوماً ما، فيصحف ما يورده و لا يقرره، فنسأل الله النجاة والعفو، كما قال بعضهم:" ما أنا عالم و لا رأيت عالماً" (4).
هذا الأصل من الأصول المهمة وهو أن على الطالب أن يحرص على تحقيق الإخلاص لله عز وجل في طلبه للعلم وتحقيق الإخلاص أمر مطلوب قال تعالى: {وَمَآ أُمِرُوَاْ إِلاّ لِيَعْبُدُواْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ} [البينة:5]، وكما تقدم طلب العلم الشرعي فيما يتحقق به عبادة الله هو من عبادة الله وهو من تحقيق لا إله إلا الله وبالتالي هو عبادة ينبغي أن يحرص فيها على الإخلاص والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:" إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى " (5)، وعليه نقول: يجب على طالب العلم أن يحرص على تصحيح النية
¥(9/373)
وإخلاصها لله عز وجل.
قد يقول قائل:هل معنى هذا أني لا أطلب العلم حتى أصحح نيتي؟
أقول: لا، أطلب العلم. وأنت في طلبك راجع نفسك وعالج نفسك في باب تصحيح النية.
فإن قال: أنا أريد أن أترك طلب العلم حتى أصحح نيتي؟
أقول: هذه حيلة شيطانية فتح لك باباً من أبواب الخير يريد أن يصرفك عن ما هو خير وأولى، ولذلك استمر في طلب العلم وعالج نفسك فإن في علمك سيهديك إن شاء الله إلى إخلاص النية لله تعالى. والسلف كانوا يقولون:"طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون العلم إلا لله".
شرف العلم
شرف العلم
ومما لا نزاع فيه أن العلوم تتفاوت في مقدار ذلك الشرف، منها الشريف والأشرف، و المهم و الأهم ,
ومهما يتصور لعلوم الفلسفة الطبيعيات و الرياضيات ولأدبيات و الصناعيات و غيرها من العلوم الكونيات – مهما يتصور لها من الشرف و الفضيلة، و المرتبة الرفيعة – فإنها لا تداني في ذلك العلم – الذي مع مشاركته لها في ترقية المدارك، و تنوير العقول – ينفرد عنها بإصلاح الأخلاق، و تحصيل السعادة الأبدية، و هو علم الدين.
مهما ترقى الإنسان في الصنائع و المعارف الكونية، و تسهيل أسباب الراحة، فان ذلك إن رفعه عن البهيمية من جهة، فانه ينزل به عنها من جهة أخرى، ما لم تتطهر أخلاقه، فيتخلق بالرأفة و الرحمة و الإيثار و العفة و التواضع و الصدق و الأمانة و العدل و الإحسان، و غيرها من الأخلاق الكريمة.
العلم والأخلاق
العلم والأخلاق
كل من كان له وقوف على الأمم والأفراد في هذا العصر، علم انه بحق انه يسمى عصر العلم، و لكنه يرى أنه مع ذلك يجب أن يسمى – بالنظر إلى تدهور الأخلاق – اسما آخر ..
النفوس الأرضية تربة من شأنها إن تنبت الأخلاق الذميمة ما لم تسق بماء الإيمان الطاهر، و تشرق عليها شمس العلم الديني الصحيح، و تهب عليها رياح التذكير الحكيم,
فأي أرض أمحلت من ذلك الماء، و حجب عنها شعاع تلك الشمس، و سدت عنها طرق تلك الرياح، كان نباتها كما قال الملائكة عليهم السلام {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء}. [البقرة:30].
أهل الحديث
أهل الحديث
هم أهل السنة والجماعة , وهم السلف رضي الله عنهم , ويرمز إليهم لأنهم رأس الناس , وسلفهم في كل خير , ومن تبعهم ونحا نحوهم؛ كان منهم وهو معهم؛ إذ لا ينفصل الجسد عن الرأس , ولعلّ أخصّ أوصاف أهل الحديث , أنهم يحتجّون بفهم سلف الأمّة؛ الصحابة , والتابعين لهم بإحسان، ويستندون في ذلك إلى قوله تعالى: {وَمَنْ يُشاَقِقِ الرّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَاتَبَيّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَاتَوَلّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسآءتْ مَصِيراً} [النساء: 115]
فقد عد سبحانه اتباع غير سبيل المؤمنين - الصحابة ومن نحا نحوهم - ممن تولاه الله ما تولى , ومأواه جهنم , وساءت مصيرا.
والمقصود بالمؤمنين , هم: الصحابة , ومن سار على هديهم , وتبعهم إلى قيام الساعة , ومن أولى بهذا من أهل الحديث والأثر.
عَنْ ثَوْبَانَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ , لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ , حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ , وَهُمْ كَذَلِكَ. (6)
قال يزيد بن هارون رحمه الله , شارحاً الحديث: (إن لم يكونوا أصحاب الحديث، فلا أدري من هم؟) (7)، وقال بمثله الإمام أحمد أيضاً (8)، وعلي بن المديني ورواه البخاري (9).
قال الشافعي رحمه الله:
إذا رأيت رجلاً من أصحابِ الحديث , فكأني رأيتُ رجلاً من أصحابِ النبي صلى الله عليه وسلم , جزاهم اللهُ خيراً , هم حفظوا لنا الأصل , فلهم علينا الفضل. (10)
وقال: عليكم بأصحاب الحديث , فإنهم أكثر الناس صواباً. (11)
وعن يزيد بن هارون , قال: قلت لحماد بن زيد: هل ذكر الله أصحاب الحديث في القرآن قال: نعم , الله يقول: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122)} [سورة التوبة: 122] (12)
¥(9/374)
فنتبين من هذا أن الفرقة الناجية , هم: السواد الأعظم من المسلمين؛ الذين ساروا على منهج الصحابة رضي الله عنهم , ومن تبعهم إلى يوم القيامة؛ من العلماء , و العباد , و الدعاة , و المجاهدين , وعوام الناس على مختلف طبقاتهم , فمن سار على هذا المنهج و لم يشذ؛ فهو منهم إن شاء الله تبارك وتعالى.
وستبقى هذه الطائفة , كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم تدعو إلى الحق والخير , وتأمر بالمعروف , وتنهى عن المنكر , وتدحض البدع والشبهات المضللة بالحجج والبراهين , وتجاهد الباطل حسب استطاعتها باليد و اللسان و القلب، فعلى المؤمن الثبات على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم في عقيدته وعبادته و أخلاقه , و عليه الأخذ بسنة نبيه و الإقتداء بأمره و مجانبة الأهواء و المعاصي و البدع , ثم الدعوة إلى الحق و بذل ما يستطيعه في نصرة دينه , ليلحق بمن سلف , فهم كانوا مفاتيح الحق , مغاليق الشر , فكم من جاهل علَّموه , و من ضال قد ردوه , و هم مصابيح الهدى و النور الذي بهم يستضاء و يقتدى.
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما , قال: لما خرجت الحرورية , اجتمعوا في دار وهم ستة آلاف , أتيت علياً فقلت: يا أمير المؤمنين أبرد بالظهر؛ لعلي آتي هؤلاء القوم فأكلمهم , قال: أني أخاف عليك , قلت: كلا , قال ابن عباس: فخرجت إليهم , ولبست أحسن ما يكون من حلل اليمن , فأتيتهم وهم مجتمعون في دارهم قائلون , فسلمت عليهم , فقالوا: مرحباً بك يا ابن عباس , فما هذه الحلة؟ قال: قلت: ما تعيبون علي؟ لقد رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن ما يكون من الحلل , ونزلت: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ} [سورة الأعراف: 32] قالوا: فما جاء بك , قلت: أتيتكم من عند أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم , من المهاجرين والأنصار , لأبلغكم ما يقولون؛ المخبرون بما يقولون فعليهم نزل القرآن , و هم أعلم بالوحي منكم , وفيهم أنزل , وليس فيكم منهم أحد , فقال بعضهم: لا تخاصموا قريشا , فإن الله يقول: {بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} [الزخرف 58] , قال ابن عباس: و أتيت قوماً لم أر قوما قط أشد اجتهاداً منهم , مسهمة وجوههم من السهر , كأن أيديهم وركبهم تثني عليهم , ثم ناظرهم فرجع من القوم ألفان , وقتل سائرهم على ضلالة. (13)
وعن يَزِيدِ الْفَقِيرِ , قَالَ: كُنْتُ قَدْ شَغَفَنِي , رَأْيٌ مِنْ رَأْيِ الْخَوَارِجِ , فَخَرَجْنَا فِي عِصَابَةٍ ذَوِي عَدَدٍ نُرِيدُ , أَنْ نَحُجَّ ثُمَّ نَخْرُجَ عَلَى النَّاسِ , قَالَ: فَمَرَرْنَا عَلَى الْمَدِينَةِ فَإِذَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ جَالِسٌ إِلَى سَارِيَةٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ: فَإِذَا هُوَ قَدْ ذَكَرَ الْجَهَنَّمِيِّينَ , قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ , مَا هَذَا الَّذِي تُحَدِّثُونَ؟ وَاللَّهُ يَقُولُ: "إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلْ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ" [آل عمران 192] , "كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا" [السجدة 20] , فَمَا هَذَا الَّذِي تَقُولُونَ؟ قَالَ: فَقَالَ: أَتَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ , قَالَ: فَهَلْ سَمِعْتَ بِمَقَامِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَام يَعْنِي الَّذِي يَبْعَثُهُ اللَّهُ فِيهِ , قُلْتُ: نَعَمْ , قَالَ: فَإِنَّهُ مَقَامُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَحْمُودُ الَّذِي يُخْرِجُ اللَّهُ بِهِ مَنْ يُخْرِجُ , قَالَ: ثُمَّ نَعَتَ وَضْعَ الصِّرَاطِ , وَمَرَّ النَّاسِ عَلَيْهِ , قَالَ: وَأَخَافُ أَنْ لَا أَكُونَ أَحْفَظُ ذَاكَ , قَالَ: غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ زَعَمَ أَنَّ قَوْمًا يَخْرُجُونَ مِنْ النَّارِ بَعْدَ أَنْ يَكُونُوا فِيهَا , قَالَ: يَعْنِي فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمْ عِيدَانُ السَّمَاسِمِ , قَالَ: فَيَدْخُلُونَ نَهَرًا مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ فَيَغْتَسِلُونَ فِيهِ فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمْ الْقَرَاطِيسُ , فَرَجَعْنَا , قُلْنَا: وَيْحَكُمْ , أَتُرَوْنَ الشَّيْخَ يَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
¥(9/375)
وَسَلَّمَ؟! فَرَجَعْنَا , فَلَا وَاللَّهِ مَا خَرَجَ مِنَّا غَيْرُ رَجُلٍ وَاحِدٍ. (14)
قال عبد الحق الإشبيلي: أراد بالرأي الذي شغفه من رأي الخوارج , تكذيبهم بالشفاعة , وقولهم إنه من دخل النار من المذنبين فلن يخرج منها.
وكذلك من تبعهم وسار على نهجهم؛ كان لهم الفضل , والسبق في تقويم من اعوج وإصلاح من تلف.
فهذا سفيان الثوري وفقه الله إلى السنة عن طريق أيوب السختياني.
قال رحمه الله: كانت الخشبية (15) قد أفسدوني ,حتى أنقذني الله بأربعة لم أر مثلهم: أيوب و يونس و ابن عون وسليمان التيمي , الذين يرون أنه لا يحسن أن يُعصى الله. (16)
وكذلك هو رحمه الله كان له فضلٌ ومنة على طُلَّابهِ في اتباع عقيدة السَّلف، فقد كان سبباً في إنقاذ الإمام يوسف بن أسباط من ضلالتينِ!! القدر والرفض، وظلّ بعد ملازما لسفيان كظله 0
قال يوسف بن أسباط: كان أبي قَدَرياً، وأخوالي روافض، فأنقذني الله تعالى بسفيان. (17)
وعبد الله ابن وهب: لولا مالك بن أنس لضللت عن الطريق. (18)
قال الحاكم (19) عن موسى بن هارون قال سمعت أحمد بن حنبل يقول وسئل عن معنى هذا الحديث [لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ] فقال إن لم تكن هذه الطائفة المنصورة أصحاب الحديث فلا أدري من هم , قال الإمام أبو عبد الله الحاكم تعقيباً على كلام الإمام أحمد: وفي مثل هذا قيل من أمر السنة على نفسه قولا وفعلا نطق بالحق فلقد أحسن أحمد بن حنبل في تفسير هذا الخبر أن الطائفة المنصورة التي يرفع الخذلان عنهم إلى قيام الساعة هم أصحاب الحديث , ومن أحق بهذا التأويل من قوم سلكوا محجة الصالحين , واتبعوا آثار السلف من الماضين , ودمغوا أهل البدع والمخالفين بسنن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله أجمعين من قوم آثروا قطع المفاوز والقفار , على التنعم في الدمن والأوطار , وتنعموا بالبؤس في الأسفار مع مساكنة العلم والأخبار , وقنعوا عند جمع الأحاديث والآثار بوجود الكسر والأطمار , قد رفضوا الإلحاد الذي تتوق إليه النفوس الشهوانية , وتوابع ذلك من البدع والأهواء والمقاييس والآراء والزيغ , جعلوا المساجد بيوتهم , وأساطينها تكاهم , وبواريها فرشهم , قال حفص بن غياث وقيل له ألا تنظر إلى أصحاب الحديث وما هم فيه؟! قال هم خير أهل الدنيا , وعن أبي بكر بن عياش قال إني لأرجو أن يكون أصحاب الحديث خير الناس يقيم أحدهم ببابي وقد كتب عني , فلو شاء أن يرجع ويقول: حدثني أبو بكر جميع حديثه فعل إلا أنهم لا يكذبون , قال أبو عبد الله: ولقد صدقا جميعا إن أصحاب الحديث خير الناس , وكيف لا يكونون كذلك , وقد نبذوا الدنيا بأسرها وراءهم , وجعلوا غذاءهم الكتابة , وسمرهم المعارضة واسترواحهم المذاكرة , وخلوقهم المداد ونومهم السهاد , واصطلاءهم الضياء , وتوسدهم الحصى , فالشدائد مع وجود الأسانيد العالية عندهم رخاء , ووجود الرخاء مع فقد ما طلبوه عندهم بؤس , فعقولهم بلذاذة السنة غامرة , وقلوبهم بالرضاء في الأحوال عامرة , تعلم السنن سرورهم , ومجالس العلم حبورهم , وأهل السنة قاطبة إخوانهم , وأهل الإلحاد والبدع بأسرها أعداؤهم.أهـ
وعن يزيد بن هارون قال: قلت لحماد بن زيد هل ذكر الله أصحاب الحديث في القرآن قال: بلى , الله يقول: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122)} [سورة التوبة: 122] (20)
قال الخليفة المأمون: ما بقي من لذة الدنيا لذة إلا نلتها؛ إلا قول المستملي من ذكرت -يعن سماع الحديث - فاجتمع من في الدار من الخدم والأولياء واتخذوا دفاتر ومحابر وحدثهم بتسعة أحاديث فلما فرغ قال: ما ألذه لو كان في أهله. (21)
تابع المزيد
http://www.salahmera.com/modules.php?name=Tutoriaux&rop=tutoriaux&did=26(9/376)
هل شرب النبيذ مسقط للعدالة في الرواية (عنوان معدل)
ـ[الفهدي1]ــــــــ[23 - 09 - 05, 08:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ورد في ترجمة وكيع بن الجراح بن مليح الثقة أنه كان يشرب النبيذ ملازم له
وكان النبيذ الذي يشربه يسكر الإكثار منه.
فكيف نوفق بين وثاقة الراوي وبين شربه للنبيذ الذي يسكر؟
فهل يعد شربه للنبيذ الذي يسكر طعنا في عدالته؟
ـ[الخطيفي]ــــــــ[25 - 09 - 05, 06:58 م]ـ
يرفع بارك الله فيكم للاهمية
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 09 - 05, 01:40 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=36780
قال أبو حاتم الرازي: جاريت أحمد بن حنبل من شرب النبيذ من محدثي الكوفة وسميت له عدداً منهم فقال: هذه زلات لهم ولا تسقط بزلاتهم عدالتهم.
الجرح والتعديل (2/ 26).
وقال الإمام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى [جزء 12 - صفحة 498]
ومثل اقامة الحد على من شرب النبيذ المتنازع فيه متأولا مع العلم بأنه باق على العدالة.
وقال الشيخ عبدالله الجديع في تحرير علوم الحديث:
ولا يكون الفسق إلا بما يحتمل الشبهة في الشيء الذي يحكى عن الراوي، فقول مثلاً: (فلان كان يشرب المسكر)، كما قيلت في بعض الرواة، فهذه تحتمل أن يكون مراد قائلها بالمسكر: ما كان يراه أهل الكوفة في النبيذ ويستبيحونه منه، وهو مذهب كثير من ثقاتهم وفقهائهم، فلا يكون مفسقاً؛ لما يجري فيه من التأويل.
ـ[الخطيفي]ــــــــ[28 - 09 - 05, 03:02 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل ونفعنا من علمك
وجزاك الله عنا خير الجزاء
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[02 - 10 - 05, 07:57 م]ـ
يجب أن نعلم أن ذلك النبيذ بسر وعنب,
كانوا ((أي الكوفيين)) يفعلونه تديناً, وليس اتباعاً لرغبة نفس وغلبة هوى
الإمام عبد الله بن المبارك تركه في اخريات عمره تديناً, وكان يربه تديناً
الإمام وكيع بن الجراح معهود عنه شرب النذبيذ, وكما قال الإمام ((للأسف أنسيت اسمه)) اذا رأيت الكوفي يشرب النيذ فهو يفعله تديناً, واذا رأيت البرصري لايشربه فهو يفعله تديناً.
الإمام ابو عبيد االقاسم بن سلام, رجع اثنان من اهل الكوفة عن شرب النبيذ بعد ان اقنعهم, أظن أحدهم عبد الله بن ادريس الاودي, ونسيت الاخر
لادخل لها في عدالته اخي الفاضل, وغن كنت ترى هذا, فأظن أن المرء يحتاج سنين كثير للقراءة قبل ان يتحدث عن النقد وتجريح الوراة وتعديلهم
صاحب البدعة مالم يدعو الى بدعته, تقبل روايته اذا كان في نفسه صدوقاً ثبتاً, فمابالك بشارب نبيذ تأولاً وليس عناداً(9/377)
أسأل بارك الله فيكم عن هذا الأثر
ـ[المنذر]ــــــــ[24 - 09 - 05, 09:48 م]ـ
وقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه يودع أحد نوابه على بعض أقاليم الدولة فقال له: (ماذا تفعل إذا جاءك سارق؟ قال: أقطع يده. قال عمر رضي الله عنه: وإذاً فإن جاءني منهم جائع أو عاطل، فسوف يقطع عمر يدك. إن الله استخلفنا على عباده، لنسد جوعتهم، ونستر عورتهم، ونوفِّر لهم حرفتهم. فإذا أعطيناهم هذه النعم تقاضيناهم شكرها. يا هذا إن الله خلق الأيدي لتعمل، فإذا لم تجد في الطاعة عملاً التمست في المعصية أعمالاً، فاشغلها بالطاعة قبل أن تشغلك بالمعصية).
آمل أن أجد تخريج لهذا الأثر فقد عجز وأنا أبحث عنه
ـ[أبو ذر المغربي]ــــــــ[12 - 02 - 07, 01:55 ص]ـ
يعتبر كتاب المصنف لابن أبي شيبة العبسي، ومصنف عبد الرزاق الصنعاني من أهم مظان الآثار الموقوفة على الصحابة، فراجعه لعلك تجد بغيتك فيه إن شاء الله. والله أجل وأعلم(9/378)
ماهي الكتب التي يمكن أن يستفاد منها حول تخريج مستدرك الحاكم؟ (مهم جدا)
ـ[صالح العقل]ــــــــ[25 - 09 - 05, 02:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
سؤال أسأل الله أن ينفعني، وإخواني به:
ماهي الكتب التي يمكن أن يستفاد منها حول تخريج مستدرك الحاكم؟
1/ سواء كانت كتب أطراف أسانيد.
2 / أو أطراف متون.
3 / أو أي كتب أخرى خاصة حول تخريج مستدرك الحاكم.
أشكر كل من أفاد في هذا الباب.
وأقول للجميع (مقدما):
جزاكم الله خيرا ..
ـ[أحمد خالد فهد المجنا]ــــــــ[25 - 09 - 05, 11:18 م]ـ
بعد حمد الله والصلاة على رسوله محمد بن عبد الله
فمن باب المشاركة أقول للأخ صالح العقيل يمكن الإستفادة من الكتب التي اهتمت بالمستدرك كمختصر استدراك الحافظ الذهبي لابن الملقن تحقيق د/سعد الحميد، وكذا كتاب المعلم بما استدركه الحاكم وهو في البخاري ومسلم لعبد السلام علوش، وكتاب تعليقات على ما صححه الحاكم في المستدرك ووافقه الذهبي د/عبد الله السلفي.
كما يستفاد من السنن الكبرى للبيهقي.
ومن باب الفائدة للدكتور خالد الدريس كتاب له تعلق بتصحيح الحاكم وموافقه الذهبي بعنوان الإيضاح الجلي في نقد مقولة صححه الحاكم ووافقه الذهبي.
ـ[صالح العقل]ــــــــ[26 - 09 - 05, 02:47 ص]ـ
أحسنت أخي وبارك الله فيك:
وما ذكرته باختصار: الكتب هي:
1 - مختصر استدراك الحافظ الذهبي لابن الملقن تحقيق د/سعد الحميد.
2 - كتاب المعلم بما استدركه الحاكم وهو في البخاري ومسلم لعبد السلام علوش.
3 - تعليقات على ما صححه الحاكم في المستدرك ووافقه الذهبي د/عبد الله السلفي.
4 - يستفاد من السنن الكبرى للبيهقي. (تحتاج توضيح).
لو تتفصل بتفصيل: كيف يمكن الاستفادة من تخريج مستدرك الحاكم من سنن البيهقي.
5 - للدكتور خالد الدريس كتاب له تعلق بتصحيح الحاكم وموافقه الذهبي بعنوان الإيضاح الجلي في نقد مقولة صححه الحاكم ووافقه الذهبي.
أحسن الله إليك ونفع بك.
أرجو من الإخوة الإفادة. بارك الله فيكم.
ـ[صالح العقل]ــــــــ[26 - 09 - 05, 03:10 م]ـ
ألا يمكن معرفة أصول تلك التخريجات؟
ـ[فوزان مطلق النجدي]ــــــــ[26 - 09 - 05, 10:45 م]ـ
اليس هناك طبعة للمستدرك بتحقيق او عليها تعليقات للشيخ مقبل الوادعي؟؟
أظن ان ما يقصده الأخ أحمد من الاستفادة من سنن البيهقي فيما يتعلق بمستدرك الحاكم:الروايات التي اخرجها البيهقي من طريق ابي عبدالله الحاكم وهذا يندرج على كل كتب البيهقي فغالب مروياته عن طريق الحاكم فمثلا كتاب السنن الكبرى تزيد احاديثه عن سبعة وعشرين الف حديث اكثر من ثمانية الاف حديث منها من طريق الحاكم وقس على ذلك كتب البيهقي الاخرى كشعب الايمان ومعرفة السنن وغيرها
وقد قال احد العلماء لولا الحاكم لما ذهب البيقهي ولا جاء.
ـ[أحمد خالد فهد المجنا]ــــــــ[26 - 09 - 05, 11:17 م]ـ
أحسن الله إليك أخي فوزان، فهو كما قلت كما أفهم ذلك والله أعلم.
ـ[راشدالراشد]ــــــــ[28 - 09 - 05, 07:25 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا.(9/379)
ما معنى قول أبي حاتم عن رجل: (لا بأس به)؟
ـ[صالح العقل]ــــــــ[25 - 09 - 05, 08:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما معنى قول الإمام أبي حاتم في رجل:
لا بأس به
هل هو توثيق أم تجريح؟
وهل هو مثل مصطلح ابن معين؟
أفيدونا ..
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[25 - 09 - 05, 03:40 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38249
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[20 - 02 - 06, 07:50 ص]ـ
الرابط الصحيح: هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=41170&highlight=%C8%C3%D3 هنا)(9/380)
بين شعبة والثوري
ـ[أحمد خالد فهد المجنا]ــــــــ[25 - 09 - 05, 10:56 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد
فأرحب بمرتادي ملتقى أهل الحديث وأشكر القائمين عليه ويسرني أن أبعث بهذه المشاركة المتواضعة:
اهتم أهل العلم بالحفاظ من المحدثين فجمعوا أحاديثهم، وقسموا أصحابهم على طبقات ولا يخفى ما لذلك من أهمية عندهم ومن ذلك جمع ما أخطأ فيه الحفاظ حتى يتبين ما وقع منهم ولا يُنخدع به اعتمادا على منزلتهم ومن ذلك ما وقع من شعبة إمام المحدثين فقد أخطأ في نحو من خمسين حديثا خالف فيها سفيان الثوري-فقد قصدت جمع الأحاديث التي اشتركا في روايتها إلا أن شعبة قد خالف فيها الثوري والقول قول الثوري- قال الإمام أبو داود:"ليس يختلف سفيان وشعبة في شيء إلا يظفر به سفيان الثوري، وخالفه في أكثر من خمسين حديثا القول فيها قول سفيان". فمثل هذا محل عناية أهل العلم، ومن ذلك اهتمامهم بذكر الأحاديث التي أغرب بها كل منهما عن الآخر وللإمام النسائي مصنف في ذلك عني فيه بذكر أحاديث شيوخ سمع منهم أحد هذين الإمامين، ولم يسمع منهم الآخر.
وإليكم بعض ما وقفت عليه من هذه الأحاديث والتي خالف فيها شعبة الثوري ويأتي البقية لاحقا إن شاء الله.
1 - حديث شعبة عن سلمة بن كهيل عن حجر أبي العنبس عن علقمة بن وائل عن أبيه أن رسول الله لما قرأ غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال آمين وأخفى به صوته.
أجمع الحفاظ منهم البخاري وغيره أن شعبة وهم في قوله خفض صوته وإنما هو مد صوته.
قال الترمذي في جامعه سمعت محمدا يقول حديث سفيان أصح من حديث شعبة في هذا وأخطأ شعبة في مواضع من هذا الحديث فقال عن حجر أبي العنبس وإنما هو حجر بن عنبس ويكنى أبا العنبس، وزاد فيه عن علقمة بن وائل وليس فيه عن علقمة وإنما هو حجر بن عنبس عن وائل بن حجر وقال وخفض بها صوته وإنما هو مد بها صوته.
قال الترمذي وسألت أبا زرعة عن هذا الحديث فقال حديث سفيان في هذا أصح.
2 - حديث شعبة عن علقمة بن مرثد قال سمعت سالم بن رزين يحدث عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرجل تكون له المرأة ثم يطلقها ثم يتزوجها رجل فيطلقها قبل أن يدخل بها تحل للأول قال لا حتى تذوق العسيلة.
قال أبو القاسم:" وهم شعبة في هذا الحديث في موضعين قوله عن سالم بن رزين وإنما هو سليمان بن رزين وزاد في الإسناد سعيد بن المسيب رواه سفيان الثوري وقيس بن الربيع عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن رزين الأحمر عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصواب". (المعجم الكبير 12/ 271).
3 - حديث شعبة عن منصور عن الفيض بن أبي حثمة عن أبي ذر أنه كان إذا خرج من الخلاء قال الحمد لله الذي عافاني واذهب عني الاذى.
قال ابن أبي حاتم:"سألت أبا زرعة فقال: وهم شعبة في هذا الحديث ورواه الثوري فقال عن منصور عن أبي علي عبيد بن علي عن أبي ذر وهذا الصحيح وكان أكثر وهم شعبة في أسماء الرجال. وقال أبي: كذا قال سفيان وكذا قال شعبة والله اعلم ايهما الصحيح والثوري أحفظ وشعبة ربما أخطأ في أسماء الرجال ولا يدري هذا منه أم لا. (العلل لابن أبي حاتم 1/ 27).
4 - حديث شعبة عن مالك بن عرفطة عن عبد خير رأيت علي في صفة الوضوء …وهذا الحديث يرويه سفيان الثوري عن خالد بن علقمة وهو الذي سماه شعبة مالك بن عرفطة كان شعبة يخطئ في اسمه ونسبه وقد وافق سفيان على روايته زائدة بن قدامة وشريك بن عبد الله عن خالد بن علقمة. الفصل للوصل للخطيب (1/ 567 - 571).
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[26 - 09 - 05, 12:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الحبيب أحمد.
أرجو أن تبين لنا في نهاية البحث إن كان أكثر غلط شعبة في الأسناد مخالفا لغيره أم في الأسماء.
وما مقدار تأثير ذلك على روايته.
والذي خالف فيه في الإسناد هل انفرد به أم توبع عليه.
وجزاك الله خيرا
ـ[أحمد خالد فهد المجنا]ــــــــ[26 - 09 - 05, 11:26 م]ـ
جزاك الله خيرا أخ شاكر ولعلي أجيب طلبك مستقبلا إن كان في العمر بقية ووجدت فسحة من الزمن، ولكن عموما الحفاظ ينصون على أن أكثر ما وقع من شعبة من وهم فهو في أسماء الرجال كما بينه أبو زرعة، على أنه ربما خالف فزاد في الإسناد كما يتضح من المثال الثاني والأمر يحتاج إلى مزيد بحث
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[27 - 09 - 05, 12:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا والله نسأل أن يعنك على مبتغاك.
لا يخفاك أخي الحبيب أن المقارنة بين جبلين من جبال الرواية والححفظ والترجيح بينهما يحتاج إلى البحث الحثيث ولن أتعجل نتائجك وإن كنت أشرت إلى ذلك بقول أبي زرعة لكن تنبه حفظك إلى ما ستصل له من النتائج بعد البحث لما له من أثر في العلل.
أخوك المحب.(9/381)
(عاجل) هل هناك دراسة لشيوخ ابن أبي الدنيا.
ـ[صالح العقل]ــــــــ[26 - 09 - 05, 02:27 ص]ـ
(عاجل)
هل هناك دراسة لشيوخ ابن أبي الدنيا.
ـ[هشام الحلاّف]ــــــــ[26 - 09 - 05, 10:45 ص]ـ
سجلت هذا الموضوع إحدى الطالبات لدرجة الماجستير في جامعة أم القرى، قبل بضع سنوات، وظني أنها انتهت منه ..
ـ[صالح العقل]ــــــــ[26 - 09 - 05, 03:01 م]ـ
أشكرك على مشاركتك.
جزاك الله خيرا.
هل طبع الكتاب أم لا؟
هل انتهت الباحثة من الموضوع؟
هل تفيدنا أحسن الله إليك؟
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[26 - 09 - 05, 06:42 م]ـ
وهناك دراسة لأخينا وصديقنا الفاضل د. نجم عبد الرحمن خلف، إذ إنه قام قبل أكثر من عشر سنوات بجمع شيوخ ومرويات ابن أبي الدنيا في الكتب المطبوعة، لكنني لا أدري أطبعها أم لا لتباعد دارينا والله الموفق.
ـ[راشدالراشد]ــــــــ[28 - 09 - 05, 07:24 ص]ـ
موضوع في غاية الأهمية.
وقد بحثت في قواعد بيانات مكتبة الملك فيصل حول الرسائل العلمية المسجلة حول شيوخ ابن أبي الدنيا، ولم أطلع على رسائل علمية مسجلة في هذا الموضوع.
فيحتمل أنه غير مسجل في بيانات المكتبة.
أو أنه عدل الموضوع، من قبل الباحث.(9/382)
كيف الرد على من يطعن برواة الصحيحين من المبتدعة
ـ[تلميذ ابن تيمية]ــــــــ[26 - 09 - 05, 02:54 ص]ـ
اخواني أهل السنة
كيف أرد على من طعن بوكيع بن الجراح المحدث وقال بأنه كان ممن يشرب النبيذ ومداوماً عليه وهو ممن روى له البخاري؟؟؟
أرجوكم اسرعوا بالرد فالروافض مجتهدين بالطعن برواة الصحيحين!!
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 09 - 05, 01:40 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=36780
قال أبو حاتم الرازي: جاريت أحمد بن حنبل من شرب النبيذ من محدثي الكوفة وسميت له عدداً منهم فقال: هذه زلات لهم ولا تسقط بزلاتهم عدالتهم.
الجرح والتعديل (2/ 26).
وقال الإمام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى [جزء 12 - صفحة 498]
ومثل اقامة الحد على من شرب النبيذ المتنازع فيه متأولا مع العلم بأنه باق على العدالة.
وقال الشيخ عبدالله الجديع في تحرير علوم الحديث:
ولا يكون الفسق إلا بما يحتمل الشبهة في الشيء الذي يحكى عن الراوي، فقول مثلاً: (فلان كان يشرب المسكر)، كما قيلت في بعض الرواة، فهذه تحتمل أن يكون مراد قائلها بالمسكر: ما كان يراه أهل الكوفة في النبيذ ويستبيحونه منه، وهو مذهب كثير من ثقاتهم وفقهائهم، فلا يكون مفسقاً؛ لما يجري فيه من التأويل.
ـ[فوزان مطلق النجدي]ــــــــ[27 - 09 - 05, 03:57 م]ـ
احسنت شيخنا عبدالرحمن
واضيف ان عدالة الراوي الظاهرة اذا ثبتت في نقله للاحاديث تكفي فلو تتبع احدهم زلات الرواة لذهب علينا حديث كثير.
فهناك كثير من الرواة اتهموا ببدع مختلفة كالارجاء او التشيع الذي لا يصل الى الغلو او كون الراوي على رأي الخوارج ولكن لم تسقط عدالتهم ولم يرد العلماء روايتهم وقد ذكر ذلك الذهبي في السير عند ترجمه كل واحد منهم ومارمي به الراوي. هذا في الاعتقاد والامر في الاختيارات الفقهية اوسع.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 09 - 05, 04:03 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وللفائدة كذلك ينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=91430#post91430
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=98660#post98660(9/383)
ما صحة عنعنتة عن أنس؟
ـ[أبو عمر السلفي]ــــــــ[26 - 09 - 05, 10:31 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , وبعد.
حميد بن أبي حميد , المعروف بحميد الطويل , قال عنه ابن حبان , وكان يدلس , سمع من أنس 18 حديثا , وسمع من ثابت البناني فدلس عنه ,
وقال أبو بكر البرديجي , وأما حديث حميد فلا يحتج منه إلا بما قال حدثنا أنس.
فهل معنى هذا بإنه لا يقبل الحديث إلا إذا صرح بالسماع من أنس رضي الله عنه.
نريد الإفادة , وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[27 - 09 - 05, 03:26 م]ـ
بعض أهل العلم قالوا مادام أن الواسطة (ثابت) ثقة فيزول الإشكال المخوف من التدليس، و قالوا نحو هذا في عدة رواة
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[27 - 09 - 05, 03:31 م]ـ
راجع أخي الكريم الإتصال و الإنقطاع للشيخ إبراهيم اللاحم ففيه تحرير نفيس ص417 - 419(9/384)
ابن أبي عاصم وحكمه على الأحاديث
ـ[أم أسماء]ــــــــ[27 - 09 - 05, 03:51 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشايخنا الأفاضل ما رأيكم في تحسين ابن أبي عاصم للحديث علما أني وجدت ذلك الحديث الذي حسنه في راو ضعيف ولكن الحديث وردت له طرق أخرى.
وهل كتب أحد في منهجه في الحكم؟
أفيدونا مشكورين
ـ[العاصمي]ــــــــ[27 - 09 - 05, 10:25 ص]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
تجدين - وفقك الله - بعض ما قد ينفعك في ديباجة الشيخ باسم الجوابرة على كتاب " الآحاد و المثاني " لابن أبي عاصم ...
و يمكنك من خلال النقول التي نقلها عنه - و هي قليلة - أن تتوسعي في معرفة منهجه في الحكم على الأحاديث (في الجملة).(9/385)
أرغب معرفة ماهو الاسلوب الأصح لكتابة النسائي
ـ[سلام احمد]ــــــــ[27 - 09 - 05, 08:42 ص]ـ
السلام عليكم
أرغب معرفة ماهو الاسلوب الأصح لكتابة النسائي
هل هي النَسّائي , النِسّائي , النسائي أم ماذا
مع التحية
ـ[العاصمي]ــــــــ[27 - 09 - 05, 10:06 ص]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
الأصح أن تكتب (النسوي)، نسبة الى (نسا)، بالقصر، و يسوغ أن تكتب (النسائي)، بناء على مد نسا (نساء)، و هي بفتح النون، و لا تكسرها؛ فيؤول منسوبا الى النساء، و هذا غلط.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 09 - 05, 10:26 ص]ـ
جزى الله شيخنا الفاضل العاصمي على إفادته
وهو النَّسَائي نسبة إلى نَسَا، بفتح النون والسين، وهي بلدة بخراسان.(9/386)
التَّقَصِي وَالتِّبْيَانْ لِرُوَاةِ ((زَيِّنُوا بِأَصْوَاتِكُمْ الْقُرْآنَ))
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[27 - 09 - 05, 12:10 م]ـ
التَّقَصِي وَالتِّبْيَانْ لِرُوَاةِ ((زَيِّنُوا بِأَصْوَاتِكُمْ الْقُرْآنَ))
ـــــــ
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا. قَيِّمَاً لِّيُنذِرَ بَأْسَاً شَدِيدَاً مِن لَّدُنْهُ
وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرَاً حَسَنَاً. مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدَا.
وَبْعُد فَحَبْلُ اللهِ فِينَا كِتَابُهُ ... فَجَاهِدَ بِهِ حِبْلَ الْعِدَا مُتَحَبِّلا
وَأَخْلِق بِهِ إِذْ لَيْسَ يَخْلَقُ جِدَّةً ... جَدِيدَاً مُوَالِيهِ عَلَى الْجِدِّ مُقْبِلا
وَقَارِئُهُ الْمَرْضِيُ قَرَّ مِثَالُهُ ... كَالاتْرُجِ حَالَيْهِ مُرِيْحَاً وَمُوكِلا
هُوَ الْمُرْتَضَى أَمَّاً إِذَا كَانَ أُمَّةً ... وَيَمَّمَهُ ظِلُّ الرَّزَانَةِ قَنْقَلا
هُوَ الْحُرُّ إِنْ كَانَ الْحَرِيَّ حَوَارِيَاً ... لَهُ بِتَحَرِّيهِ إِلَى أَنْ تَنَبَّلا
وَإِنَّ كِتَابَ اللهِ أَوْثَقُ شَافِعٍ ... وَأَغْنَي غَنَاءٍ وَاهِبَاً مُتَفَضِّلا
وَخَيْرُ جَلِيسٍ لا يُمَلُّ حَدِيثُهُ ... وَتَرْدَادُهُ يَزْدَادُ فِيهِ تَجَمُّلا
فَيَا أَيُّهَا الْقَارِي بِهِ مُتَمَسِّكَا ... مُجِلاً لَهُ فِي كُلِّ حَالٍ مُبَجِّلا
هَنِيئَاً مَرِيئَاً وَالِدَاكَ عَلَيْهِمَا ... مَلابِسُ أَنْوَارٍ مِنْ التَّاجِ وَالْحُلا
فَمَا ظَنُّكُمْ بِالنَّجْلِ عِنْدَ جَزَائِهِ ... أُولَئِكَ أَهْلُ اللهِ وَالصَّفْوَةُ الْمَلا
أُولُو الْبَرِّ وَالإِحْسَانِ وَالصَّبْرِ وَالتُّقَى ... حُلاهُمْ بِهَا جَاءَ الْقُرَانُ مُفَصَّلا
ـــــــ
قَالَ الآجُرِّيُّ ((أَخْلاقِ حَمَلَةِ الْقُرْآنِ)) (88): أَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ ثَنَا أبُو قُدَامَةَ وَعَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالا: ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ شُعْبَةَ حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ عَنْ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ)).
وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ الطَّيَالِسِيُّ (738)، وَأَحْمَدُ (4/ 304)، وَالْبُخَارِيُّ ((خَلْقُ أَفْعَالِ الْعِبَادِ)) (ص68)، وَالنَّسَائِيُّ ((الْكُبْرَى)) (1/ 348/1089) وَ ((الْمُجْتَبَى)) (2/ 179)، وَابْنُ مَاجَهْ (1342)، وابْنُ خُزَيْمَةَ (1551)، وَالرُّويَانِيُّ (353)، وَالْحَاكِمُ (1/ 765،764)، وَالْبَيْهَقِيُّ ((الْكُبْرَى)) (2/ 53) مِنْ طُرُقٍ عَنْ شُعْبَةَ بِهِ.
قُلْتُ: وَهُوَ جُزْءٌ مِنْ حَدِيثٍ طَوِيلٍ، سَاقَهُ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ سِيَاقَةً حَسَنَةً هَكَذَا:
قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ (4/ 304): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ سَمِعْتُ طَلْحَةَ الْيَامِيَّ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْسَجَةَ قَالَ سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يُحَدِّثُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ مَنَحَ مَنِيحَةَ وَرِقٍ، أَوْ هَدَى زُقَاقَاً، أَوْ سَقَى لَبَنَاً، كَانَ لَهُ عَدْلُ رَقَبَةٍ أَوْ نَسَمَةٍ، وَمَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشَرَ مِرَارٍ، كَانَ لَهُ عَدْلُ رَقَبَةٍ أَوْ نَسَمَةٍ))، وَكَانَ يَأْتِينَا إِذَا قُمْنَا إِلَى الصَّلاةِ، فَيَمْسَحُ صُدُورَنَا أَوْ عَوَاتِقَنَا، يَقُولُ: ((لا تَخْتَلِفْ صُفُوفُكُمْ، فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ))، وَكَانَ يَقُولُ: ((إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ، أَوْ الصُّفُوفِ الأُوَلِ))، وَقَالَ: ((زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ))، قال ابْنُ عَوْسَجَةَ: كُنْتُ نُسِّيتُهَا، فَذَكَّرَنِيهَا الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ.
¥(9/387)
وَرَوَاهُ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ الْيَامِيِّ الْجَمُّ الْغَفِيرُ مِنْ أَصْحَابِهِ، مِنْهُمْ عِشْرُونَ نَفْسَاً، أَوْرَدَ الْحَاكِمُ النَّيْسَابُورِيُّ أَحَادِيثَهُمْ مُسْتَقْصَاةً فِي ((مُسْتَدْرَكِهِ)) (1/ 768:761): أبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَزُبَيْدُ بْنُ الْحَارِثِ الْيَامِيُّ، وَالأَعْمَشُ، وَمَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، وَمَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ، وَشُعْبَةُ، وَحَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَالْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ النَّخَعِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زُبَيْدٍ الْيَامِيُّ، وَفِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، وَزَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، وَالْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، وَلَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْفَزَارِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، وَعِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، وَأبُو هَاشِمٍ الرُّمَانِيُّ يَحْيَى بْنُ دِينَارٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبْجَرَ، وَأبُو الْيَسَعِ الْمَكْفُوفُ.
قَالَ أبُو عَبْدِ اللهِ الْحَاكِمُ النَّيْسَابُورِيُّ:
أَخْبَرَنَا أبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوٍ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى أَنْبَأَ مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ ح وَأَخْبَرَنَا أبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ثَنَا خَالِدٌ الأَصْبَهَانِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ ثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ الْيَامِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ)).
وَهَكَذَا رَوَاهُ [2] مَنْصُورٌ يَعْنِي ابْنَ الْمُعْتَمِرِ:
فَأَخْبَرَنَاهُ أبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بُْن عَلِيٍّ الصَّغَانِيُّ بِمَكَّةَ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ الدَّبَرِيُّ نَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ح وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلَ حَدَّثَنِي أَبِي ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ح وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُلْوَانَ الْمُقْرِي بِبَغْدَادَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ ثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصُّفُوفِ الأُوَلِ، وَزَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ)).
هَكَذَا رَوَاهُ: زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ، وَعَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَعَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ مَنْصُورٍ.
فَأَمَّا حَدِيثُ زَائِدَةَ:
فَحَدَّثَنَاهُ أبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بَالُّوَيْهِ ثنا أبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ الأَزْدَيُّ ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ثَنَا زَائِدَةُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ)).
وَأَمَّا حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ أَبِي قَيْسٍ:
¥(9/388)
فَحَدَّثَنَاهُ أبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ثَنَا حَامِدُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ حَرْبٍ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ ثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ طَلْحَةَ الْيَامِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ)).
وَأَمَّا حَدِيثُ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ:
فَحَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ح وَحَدَّثَنَا أبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ ثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي قَالا: ثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ ثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ)).
وَأَمَّا حَدِيثُ عَمَّارِ بْنِ مُحَمَّدٍ أبِي الْيَقْظَانِ:
فَحَدَّثَنَاهُ عبد الله بن سعد ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ الضَّحَّاكِ ثَنَا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ طَلْحَةَ الْيَامِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ)).
وَأَمَّا حَدِيثُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ:
فَحَدَّثَنَاهُ أبو العباس مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ ثَنَا إِبْرَاهِيمَ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ)).
وَرَوَاهُ [3] أبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ:
وَحَدَّثَنَاهُ أبُو مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيُّ وَأبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَارِمٍ وَأبُو سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ قَالُوا: ثَنَا أبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الحضري ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ ثنا حُدَيْجُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ عَنْ البراء رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصُّفُوفِ الأُوَلِ، وَزَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ)).
وَرَوَاهُ [4] زُبَيْدُ بْنُ الْحَارِثِ عَنْه:
وَأَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الذُّهْلِيُّ بِبَغْدَادَ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ ثَنَا جَنْدَلُ بْنُ وَالِقٍ ثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ ثَنَا زُبَيْدُ بْنُ الْحَارِثِ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ)).
وَرَوَاهُ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ زُبَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَلَمْ يَذْكُرْ ((زّيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ)).
وَرَوَاهُ [5] الأَعْمَشُ عَنْه:
¥(9/389)
وَأَخْبَرَنَاهُ أبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْقَاضِي ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الأَعْمَشِ ح وَحَدَّثَنَا أبُو بَكْرِ بْنُ بَالُّوَيْهِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ثَنَا زَائِدَةُ عَنْ الأَعْمَشِ ح وَحَدَّثَنَا أبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيُّ الْفَقِيهُ إِمْلاءً ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا أَبِي ثَنَا جَرِيرُ عَنْ الأَعْمَشِ ح وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُكَرَّمٍ الْبَزَّازُ بِبَغْدَادَ ثَنَا أبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مِهْرَانَ الرَّازِيُّ ثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ ثَنَا وَكِيعٌ وَابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ الأَعْمَشِ ح وَحَدَّثَنَا عبد الله بن سعد ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الأَنْمَاطِيُّ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَ مَعْمَرٌ وَالثَّوْرِيُّ عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ)). وَفِي حَدِيثِ مَعْمَرٍ ((زَيِّنُوا أَصْوَاتَكُمْ بِالْقُرْآنِ)).
وَرَوَاهُ [6] شُعْبَةُ عَنْه:
فَحَدَّثَنَاهُ أبُو النَّضْرُ الْفَقِيهُ بِالطَّابِرَانِ وَأبُو نَصْرٍ الْفَقِيهُ بِبُخَارَى قَالا: ثَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ الْحَافِظُ ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ شُعْبَةَ حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ عَنْ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ))، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَكُنْتُ نَسِيتُ هَذِهِ الْكَلِمَةَ زَيِّنُوا الْقُرْآنَ حَتَّى ذَكَرَنِيهُ الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ.
قَالَ: وَقَدْ حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ جَمَاعَةٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ طَلْحَةَ بِطُولِهِ، وَلَمْ يَذْكُرْ هَذِهِ اللَّفْظَةَ وَكُنْتُ نَسِيتُ غَيْرُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَمُعَاذِ الْعَنْبَرِيِّ.
حَدَّثَنَاهُ أبُو بَكْرِ بْنِ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ أَنْبَأَ أبُو الْمُثَّنَى حَدَّثَنِي أبِي الْمُثَّنَى بْنُ مُعَاذٍ ثَنَا أَبِي ثَنَا شُعْبَةُ ح وَحَدَّثَنَا مُسَدَّدُ ثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.
وَرَوَاهُ [7] الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ النَّخَعِيُّ عَنْه:
أَخْبَرَنَاهُ أبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ أَنْبَأَ أبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ثَنَا أبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ ثَنَا أبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ عَنْ الحسن بْنِ عُبَيْدِ اللهِ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ عَنْ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ)).
وَرَوَاهُ [8] عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زُبَيْدٍ الْيَامِيُّ عَنْه:
فَحَدَّثَنَاهُ أبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلِ بْنِ خَلَفٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ الْعَوْفِيُّ ثنا أبُو بَدْرٍ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زُبَيْدٍ الْيَامِيُّ ثَنَا طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ عَنْ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ يَأْتِي نَاحِيَةَ الصَّفِّ إِلَى النَّاحِيَةِ الْقُصْوَى يُسَوِّي مِنْ صُدُورِ الْقَوْمِ وَمَنَاكِبِهِمْ وَيَقُولُ: ((لا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ، إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصُّفُوفِ الأُوِّلِ، وَزَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ)).
وَرَوَاهُ [9] حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْه:
¥(9/390)
أَخْبَرَنَاهُ أبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبُ ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَرْبِيِّ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ طَلْحَةَ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ عَنْ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِينَا إِذَا أُقِيمَتْ الصَّلاةُ، فَيَمْسَحُ عَوَاتِقَنَا، وَيَقُولُ: ((أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ، وَلا تَخْتَلِفُوا، فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ، وَلِيَلِيَنِّي مِنْكُمْ أُولُو الأَحْلامِ وَالنُّهَى، وَزَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ، إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ)).
وَرَوَاهُ [10] فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ عَنْه:
فَحَدَّثَنَاهُ أبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ثَنَا أبُو يَحْيَى عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ ثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ وَفِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا فِي الصَّلاةِ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ الْبَرَاءُ: وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ)).
وَرَوَاهُ [11] مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ أَبِيهِ:
فَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ تَمْتَامٌ ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((لا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ، إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصُّفُوفِ الأُوِّلِ، وَزَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ)).
وَرَوَاهُ [12] زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْه:
فَحَدَّثَنَاهُ [عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانِ الْجَوْهَرِيُّ قَالا: ثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِيُّ] (1) عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ عَنْ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أقيمت الصلاة فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ)).
وَرَوَاهُ [13] أبُو هَاشِمٍ الرُّمَانِيُّ يَعْنِي يَحْيَى بْنَ دِينَارٍ:
فَحَدَّثَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذٍ ثَنَا أبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ جَابِرٍ السَّقَطِيُّ ثَنَا سَهْلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجَارُودِيُّ ثَنَا عمرو بن أبي بشر القيسي ثنا سلام عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الرُّمَانِيِّ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ عَنْ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجِيءُ، وَنَحْنُ فِي الصَّلاةِ، فَيَمْسَحُ صُدُورَنَا، وَيَقُولُ: ((زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ)).
وَرَوَاهُ [14] الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ عَنْه:
فَحَدَّثَنَاهُ [أبُو الطَّيَّبِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الشَّعِيرِيُّ ثَنَا مَحْمَشُ بْنُ عِصَامٍ الْمُعَدِّلُ ثَنَا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللهِ السُّلَمِيُّ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ] (2) ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ عَنْ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ)).
¥(9/391)
وَرَوَاهُ [15] الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ عَنْه:
فَحَدَّثَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذٍ ثَنَا أبُو الْمُثَّنَى ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِشَةَ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ ح وَحَدَّثَنَا أبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ ثنا أبُو الْخَطَّابِ ثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ)).
وَرَوَاهُ [16] لَيْثُ بْنُ أبِي سُلَيْمٍ عَنْه:
أَخْبَرَنَاهُ أبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ أَنْبَأَ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ ثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ ثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ ثنا لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ)).
وَيُتْبَعُ بِتَوْفِيقِ اللهِ وَعَوْنِهِ.
ــ هامش ــ
(1) هَذَا الإِسْنَادُ بِهَذَا السِّيَاقِ سَاقِطٌ مِنْ النُّسْخَةِ الَّتِى إِلَيْهَا الْعَزْو، وَإِنَّمَا قَدَّرْتُه هكذا بِإِسْتِقْرَاءِ أَسَانِيدِ الْحَاكِمِ وَتِلْمِيذِهِ الْبَيْهَقِيِّ إِلَى زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ.
(2) هَذَا الإِسْنَادُ بِهَذَا السِّيَاقِ سَاقِطٌ مِنْ النُّسْخَةِ الَّتِى إِلَيْهَا الْعَزْو، وَإِنَّمَا قَدَّرْتُه هكذا بِإِسْتِقْرَاءِ أَسَانِيدِ الْحَاكِمِ وَتِلْمِيذِهِ الْبَيْهَقِيِّ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ الْبَجَلِيِّ.
وَكَثِيرَاً مَا وَرَدَ هَذَا الإِسْنَادُ مُحَرَّفَاً بِالـ ((الْمُسْتَدْرَكِ)) كَمَا فِي (3/ 736) قَالَ: أَخْبَرَنَا أبُو الطَّيَّبِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشَّعِيرِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَاصِمٍ الْعَدْلُ ثَنَا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنِّي شَيْخٌ كَبِيرٌ ضَرِيرُ الْبَصَرِ شَاسِعُ الدَّارِ، وَلَيْسَ لِي قَائِدُ يُلائِمُنِي، وَبَيْنِي وَبَيْنَ الْمَسْجِدِ شَجَرٌ وَأَنْهَارٌ، فَهَلْ لِي مِنْ عُذْرٍ أَنْ أُصَلَّيَ فِي بَيْتِي!، قَالَ: هَلْ تَسْمَعُ النَّدَاءَ؟، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَأْتِهَا. هَكَذَا وَرَدَ ((مُحَمَّدُ بْنُ عَاصِمٍ))، وَإِنَّمَا هُوَ ((مَحْمَشُ بْنُ عِصَامٍ))!.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[28 - 09 - 05, 12:34 ص]ـ
وَقَالَ أبُو عَبْدِ اللهِ الْحَاكِمُ:
وَرَوَاهُ [17] عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ عَنْه:
فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثنا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ عَنْ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ)).
وَرَوَاهُ [18] مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْفَزَارِيُّ:
فَأَخْبَرَنَاهُ أبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ الْكَرَابِيسِيُّ ثَنَا الْحَاكِمُ بْنُ مُوسَى ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ الْفَزَارِيِّ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ عَنْ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ)).
وَرَوَاهُ [19] أبُو الْيْسَعِ الْمَكْفُوفُ عَنْهُ:
¥(9/392)
فَأَخْبَرَنَاهُ أبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَنْبَسِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافَسِيُّ ثَنَا أبُو الْيَسَعِ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ)).
وَرَوَاهُ [20] عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبْجَرَ عَنْهُ:
فَأَخْبَرَنَاهُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ ثنا أبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَبَانَ الْمُقْرِئُ ثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبْجَرَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ)).
وَمِمَّنْ رَوَاهُ عَنْ طَلْحَةَ كَمَا حَكَى أبُو نُعَيْمٍ فِي ((الْحِلْيَةِ)) (5/ 27): مِسْعَرٌ، وَالْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بن سُوقَةَ، وَرَقَبَةُ بْنُ مَصْقَلَةَ، وَأَبَانَ بْنُ صَالِحٍ، وَالْقَاسِمُ بْنُ الْوَلِيدِ الْهَمْدَانِيُّ، وَأَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ، وَمُعَاذُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ الْيَمَامِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي لَيْلَى، وَأَبُو جَنَابٍ الْكَلْبِيُّ، وَعَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْقَاسِمِ، وَجَابِرٌ الْجُعْفَيُّ.
وَزَادَ الدَّارَقُطْنِيُّ: الْبَخْتَرِيُّ بْنُ الْمُخْتَارِ، وَمُوسَى الْجُهَنِيُّ، وَحَبِيبُ بْنُ حَسَّانٍ.
فَهَؤلاءِ سِتَةَ عَشَرَ نَفْسَاً، إِذَا انْضَمُّوا إِلَى سَابِقيهِمُ، بَلَغُوا سَتَّةً وَثَلاثِينَ رَاوِيَاً عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ بِهَذَا الْحَدِيثِ.
وَيُتْبَعُ بِتَوْفِيقِ اللهِ وَعَوْنِهِ.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[28 - 09 - 05, 03:41 ص]ـ
وَلِنَجْتَزِئُ بِتَخْرِيجِ رِوَايَتِي الأَعْمَشِ وَمَنْصُورٍ، فَإِنَّهُمَا مَعَ رِِوَايَةِ شُعْبَةَ السَّابِقِ ذِكْرُهَا، أَشْهَرُ وَأَشْيَعُ رِوَايَاتِ هَذَا الْحَدِيثِ.
فَأَمَّا رِوَايَةُ الأَعْمَشِ، فَقَالَ الْحَاكِمُ (1/ 764):
أَخْبَرَنَاهُ أبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْقَاضِي ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الأَعْمَشِ ح وَحَدَّثَنَا أبُو بَكْرِ بْنُ بَالُّوَيْهِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ثَنَا زَائِدَةُ عَنْ الأَعْمَشِ ح وَحَدَّثَنَا أبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيُّ الْفَقِيهُ إِمْلاءً ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا أَبِي ثَنَا جَرِيرُ عَنْ الأَعْمَشِ ح وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُكَرَّمٍ الْبَزَّازُ بِبَغْدَادَ ثَنَا أبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مِهْرَانَ الرَّازِيُّ ثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ ثَنَا وَكِيعٌ وَابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ الأَعْمَشِ ح وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعْدٍ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الأَنْمَاطِيُّ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَ مَعْمَرٌ وَالثَّوْرِيُّ عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ)). وَفِي حَدِيثِ مَعْمَرٍ ((زَيِّنُوا أَصْوَاتَكُمْ بِالْقُرْآنِ)).
¥(9/393)
وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ (4175)، وَالْفَسْوِيُّ ((الْمَعْرِفَةُ وَالتَّارِيخُ)) (3/ 235) كِلاهُمَا عَنْ الثَّوْرِيِّ، وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ (6/ 118/29936) عَنْ وَكِيعٍ وَحَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، وَأَحْمَدُ (4/ 304،296،283) عَنْ الثَّوْرِيِّ وَوَكِيعٍ وَابْنِ نُمَيْرٍ وَحُمَيْدٍ الرُّؤَاسِيِّ، وَالْبُخَارِيُّ ((خَلْقُ أَفْعَالِ الْعِبَادِ)) (ص 68) عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ وَجَرِيرٍ، وَأَبُو دَاوُدَ (1468)، وَالنَّسَائِيُّ ((فَضَائِلُ الْقُرْآنِ)) (75) و ((الْمُجْتَبَى)) (2/ 179) و ((الْكُبْرَى)) (5/ 21/8050)، وَالْمَرْوزِيُّ ((قِيَامُ اللَّيْلِ)) (150)، وَالْخَطَّابِيُّ ((غَرِيبُ الْحَدِيثِ)) (1/ 356) أَرْبَعَتُهُمْ عَنْ جَرِيرٍ، وَأَبُو عَوَانَةَ ((الْمُسْنَدُ)) (3172) عَنْ مُحَاضِرِ بْنِ الْمُوَرِّعِ، وَالْبَيْهَقِيُّ ((الْكُبْرَى)) (2/ 53و10/ 229) عَنْ وَكِيعٍ وَابْنِ نُمَيْرٍ، وَابْنُ الْمُقْرِئُ ((مُعْجَمُهُ)) (709) عَنْ زَائِدَةَ، وَابْنُ عَسَاكِرَ ((التَّارِيخُ)) (37/ 334) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ الرُّؤَاسِيِّ، تِسْعَتُهُمْ عَنْ الأَعْمَشِ بِهِ.
وَأَمَّا رِوَايَةُ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، فَقَدْ أَوْرَدَ الْحَاكِمُ آنِفَاً طُرُقَاً لَهَا مِنْ رِوَايَاتِ: الثَّوْرِيِّ، وزَائِدَةَ، وَجَرِيرِ، وَعَمْرِو بْنِ أَبِي قَيْسٍ، وَعَمَّارِ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّوْرِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ عَنْهُ.
وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ (4175)، وَعَنْهُ أَحْمَدُ (4/ 296)، وَالدَّارَمِيُّ (3500)، وَابْنُ حِبَّانَ (749) كِلاهُمَا عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مُوسَى، وَالرُّويَانِيُّ (352) عَنْ مُؤَمَّلِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، وَابْنُ الأَعْرَابِيِّ ((مُعْجَمُهُ)) (778) عَنْ قَبِيصَةَ، أَرْبَعَتُهُمْ عَنْ الثَّوْرِيِّ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ (1556)، وَالرُّويَانِيُّ (358)، وَالْبَيْهَقِيُّ ((الْكُبْرَى)) (10/ 229) ثَلاثَتُهُمْ عَنْ جَرِيرٍ، كلاهما _ الثَّوْرِيُّ وُجُرِيرٌ _ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ بِهِ.
وَرَوَاهُ مَعْمَرٌ عَنْ مَنْصُورٍ، فَخَالَفَ جَمَاعَتَهُمْ عَلَى مَتْنِهِ.
فقد أَخْرَجَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ (4176)، وَعَنْهُ الْخَطَّابِيُّ ((غَرِيبُ الْحَدِيثِ)) (1/ 357) عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ ابْنِ عَوْسَجَةَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((زَيِّنُوا أَصْوَاتَكُمْ بِالْقُرْآنِ)).
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[28 - 09 - 05, 10:10 ص]ـ
وَرَوَاهُ مَعْمَرٌ عَنْ مَنْصُورٍ، فَخَالَفَ جَمَاعَتَهُمْ عَلَى مَتْنِهِ.
فقد أَخْرَجَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ (4176)، وَعَنْهُ الْخَطَّابِيُّ ((غَرِيبُ الْحَدِيثِ)) (1/ 357) عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ
ابْنِ عَوْسَجَةَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((زَيِّنُوا أَصْوَاتَكُمْ بِالْقُرْآنِ)).
قُلْتُ: وَهَذِهِ الرِّوَايَةُ لِمَعْمِرٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ وَهْمٌ، وَاللَّفْظُ لِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، فَهُوَ الْحُجَّة فِى حَدِيثِ مَنْصُورٍ، وَقَدْ تَابَعَهُ الْجَمَاعَةُ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، فَقَالُوا ((زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ)).
وَيُؤَيِّدُ رِوَايَةَ الْجَمَاعَةِ، مَا يَأَتِي بَيَانُهُ مِنْ رِوَايَةِ زَاذَانَ أَبِي عُمَرَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((حَسِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ، فَإِنَّ الصَّوْتَ الْحَسَنَ يَزِيدُ الْقُرْآنَ حُسْنَاً)).
وَلِذَا قَالَ صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلَ عَنْ أَبِيهِ: قُلْتُ لَهُ: قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ)) مَا مَعْنَاهُ ?، قَالَ: التَّزْيِينُ أَنْ يُحَسِّنَهُ.
وقَالَ أبُو بَكْرٍ الآجُرِّيُّ: يَنْبَغِي لِمَنْ رَزَقَهُ اللهُ حُسْنَ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ خَصَّهُ بِخَيْرٍ عَظِيمٍ، فَلْيَعْرِفْ قَدَرَ مَا خَصَّهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ، وَلْيَقْرَأْهُ للهِ، لا لِلْمَخْلُوقِينَ، وَلِيَحْذَرْ مِنْ الْمَيْلِ إِلَى أَنْ يُسْتَمَعَ مِنْهُ لِيَحْظَى بِهِ عِنْدَ السَّامِعِينَ، رَغْبَةً فِي الدُّنْيَا، وَالْمَيْلِ إِلَى الثَّنَاءِ، وَالْجَاهِ عِنْدَ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا، وَالصَّلاةِ بِالْمُلُوكِ دُونَ الصَّلاةِ بِعَوَامِّ النَّاسِ.
وَقَالَ الْحَافِظُ ابْنُ الْقَيِّمِ ((رَوْضَةُ الْمُحِبِّينَ)) (ص260): ((وَغَلَطَ مَنْ قَالَ: إِنَّ هَذَا مِنْ الْمَقْلُوبِ، وَأَنَّ الْمُرَادَ: زَيِّنُوا أَصْوَاتَكُمْ بِالْقُرْآنِ. فَهَذَا وَإِنْ كَانَ حَقَّاً، لَكِنْ الْمُرَادُ تَحْسِينَ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ)) اهـ.
قُلْتُ: وَهَذَا كُلُّهُ بِخَلافِ مَنْ تَأَوَّلَ رِوَايَةَ الْجَمَاعَةِ عَلَى رِوَايَةِ مَعْمَرٍ!.
¥(9/394)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[30 - 09 - 05, 05:40 ص]ـ
وِإِنْ كَانَ الْحَدِيثُ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ ابْنِ عَوْسَجَةَ أَشْهَرُ وَأَشْيَعُ كَمَا أَسْلَفْنَا، فَهُوَ مُسْتَفِيضٌ مَشْهُورٌ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ. فَقَدْ رَوَاهُ عَنْهُ كَذَلِكَ: زَاذَانُ أبُو عُمَرَ، وَعَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، وَسَعْدُ بْنُ عُبَيْدَةَ، وَأَوْسُ بْنُ ضَمْعَجٍ.
فَأَمَّا حَدِيثُ زَاذَانَ أبِي عُمَرَ، فَقَالَ الدَّارَمِيُّ (3501): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ يَعْنِي الْبُرْسَانِيُّ ثَنَا صَدَقَةُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ زَاذَانَ أَبِي عُمَرَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((حَسِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ، فَإِنَّ الصَّوْتَ الْحَسَنَ يَزِيدُ الْقُرْآنَ حُسْنَاً)).
وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ ابْنُ حِبَّانَ ((الثِّقَاتُ)) (9/ 48)، وَتَمَّامٌ الرَّازِيُّ ((الْفَوَائِدُ)) (1072،1071)، وَأَبُو نُعَيْمٍ ((طَبَقَاتُ الْمُحَدِّثِينَ بِأَصْبَهَانَ)) (4/ 12)، وَالْحَاكِمُ (1/ 768)، وَالْبَيْهَقِيُّ ((شُعُبُ الإِيْمَانِ)) (2/ 386/2141)، وَابْنُ عَسَاكَرَ ((التَّارِيخُ)) (51/ 23)، وابن الشَّجَرِيِّ ((الأمَالِي الْخَمِيسيَّةُ))، وَالذَّهَبِيُّ ((سِيَرُ الأَعْلامِ)) (20/ 36) مِنْ طُرُقٍ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ زَاذَانَ أَبِي عُمَرَ بِمِثْلِهِ.
قُلْتُ: وَهَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ، رِجَالُهُ موثقون. زَاذَانُ أبُو عُمَرَ الْكِنْدِيُّ صَدُوقٌ، وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَالْعِجْلِيُّ. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي ((الثِّقَاتِ)) (4/ 265)، وَقَالَ: يُخْطِئُ. وَاحْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ فِي ((صَحِيحِهِ)). وصَدَقَةَ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ قَاضِي الأَهْوَازِ، قَالَ أبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ شَيْخٌ صَالِحٌ، لَيْسَ بِذَاكَ الْمَشْهُورِ. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي ((الثِّقَاتِ)) (6/ 467). وَرَوَى لَهُ مُسْلَمٌ حَدِيثَاً فِي صَوْمِ عَاشُورَاءِ.
وَأَمَّا حَدِيثُ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، فَقَدْ أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ (1/ 768) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْنِ الْقَاسِمِ عن عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ)).
قُلْتُ: وَهَذَا إِسْنَادٌ وَاهٍ بِمَرَّةٍ. عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْقَاسِمِ أبُو مَرْيَمَ الأَنْصَارِيُّ رافضِيٌّ غالٍ لَيْسَ بِثِقَةٍ وَلا مَأْمُونٍ، يُحَدِّثُ بِبَلايَا فِي عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: يَضَعُ الْحَدِيثَ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ أبُو حَاتمٍ الرَّازِيِّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ كَانَ مِنْ رُؤسَاءِ الشِّيعَةِ.
وَأَمَّا حَدِيثُ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ: فَقَالَ الرُّويَانِيُّ (397): حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ الْبَرَاء ِقاَلَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ مِنْ اللَّيْلِ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاةِ، ثُمَّ لِيَكُنْ آخِرَ مَا تَقُولُ: قُلْ اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لا مَلْجَأَ وَلا مَنْجَا مِنْكَ إِلا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ مُتَّ عَلَى الْفِطْرَةِ))، قَالَ: وَكَانَ يَأْتِينَا إِذَا قُمْنَا إِلَى الصَّلاةِ، فَيَمْسَحُ صُدُورَنَا وَمَنَاكِبَنَا، ثُمَّ يَقُولُ: ((لا تَخْتَلِفْ صُفُوفُكُمْ، فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ))، وقال: ((زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ)).
وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ ((الْكُبْرَى)) (6/ 195/10617) و ((الْيَوْم وَاللَّيْلَة)) (781) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ سَابِقٍ عن إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ بِالْفَقْرَةِ الأُولَي وَحْدَهَا.
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ((عِلَلُ الْحَدِيثِ)) (1/ 67/177): ((سَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ الْبَرَاء قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاةِ)). قَالَ أَبِي: هَذَا خَطَأٌ، لَيْسَ فِيهِ الْحَكَمُ، إِنَّمَا هُوَ مَنْصُورٌ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ نَفْسَهُ عَنْ الْبَرَاءِ عَنْ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)) اهـ.
قُلْتُ: هَوَ كَمَا قَالَ، فَقَدْ أَخْرَجَاهُ فِي ((الصَّحِيحَيْنِ)) مِنْ حَدِيثِ مَنْصُورٌ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ الْبَرَاءِ.(9/395)
حول ألفية السيوطي
ـ[عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[27 - 09 - 05, 07:01 م]ـ
بارك الله فيكم:هل يصح ما زعمه السيوطي من أن ألفيته في المصطلح أفضل من ألفية العراقي؟ حيث قال عنها:
فائقة ألفية العراقي في الجمع و الإيجاز و اتساق
وإذا كان كذلك فدلوني على شروح أخرى لألفية السيوطي، فإني ما سمعت إلا عن شرحه لها و المسمى "البحر الذي زخر بشرح نظم الدرر" لم يتم، ورغم ذلك فهو مفقود في مدينتي.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 09 - 05, 07:16 م]ـ
بارك الله فيكم وحفظكم
ويمكنك تحميل مخطوط البحر الذي زخر من هذا الرابط
المشاركة (39) و (40)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=67304#post67304
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 09 - 05, 07:19 م]ـ
وحول المفاضلة بين الألفيتين ينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7860
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 - 09 - 05, 07:37 م]ـ
1 - البحر الذي زخر مطبوع بدار الغرب الإسلامي.
2 - هناك شرح للشيخ محمد الأثيوبي ط. مكتبة ابن تيمية في مجلدين كبيرين.
3 - هناك حاشية على الأبفية للشيخ أحمد شاكر ط. دار الكتب العلمية.
4 - هناك شرح للترمسي نشرته مكتبة الحلبي قديما واتكأعليه صاحب الشرح التالي
5 - شرح محمد محيي الدين عبد الحميد، ط. دار ابن عفان بتحقيق شيخنا الشيخ طارق عوض الله.
6 - شرح للمائة بيت الأولى لشيخنا الشيخ عمرو عبد المنعم ط. دار الضياء.
7 - شرح الشيخ أبو إسحاق الحويني (مخطوط)
ودمتم لأبي فهر.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[03 - 10 - 05, 12:34 ص]ـ
يا أخ عبد الرحيم، زادك الله حرصا و علما و عملا، إذا كنت من سكان العاصمة الجزائرية أو ضواحيها، فيمكنك اقتناء الشرح الكامل للعلامة المحدث الفقيه عبد المحسن بن حمد العباد البدر على ألفية السيوطي في الحديث، و قد فضلها في شرحه على ألفية العراقي، و يقع الشرح في 57 شريطا ن و هو يوجد عند (بشير صوفت) في حي ساحة أول ماي، مقابل دار الصحافة، بالعاصمة، و يوجد شرح آخر للشيخ سعد الحميد، و لكنه عندي غير كامل، حيث إنه شرح 450 بيتا تقريبا، و أما بالنسبة لألفية العراقي، فيوجد شرح كامل للعلامة عمر حسن فلاتة المدرس بالمسجد النبوي حاليا، و هو عندي.
و بارك الله فيك، و دعوات الخير منك لي في ظهر الغيب.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[03 - 10 - 05, 12:36 ص]ـ
يا أخ عبد الرحيم، زادك الله حرصا و علما و عملا، إذا كنت من سكان العاصمة الجزائرية أو ضواحيها، فيمكنك اقتناء الشرح الكامل للعلامة المحدث الفقيه عبد المحسن بن حمد العباد البدر على ألفية السيوطي في الحديث، و قد فضلها في شرحه على ألفية العراقي، و يقع الشرح في 57 شريطا، و هو يوجد عند (بشير صوفت) في حي ساحة أول ماي، مقابل دار الصحافة، بالعاصمة، و يوجد شرح آخر للشيخ سعد الحميد، و لكنه عندي غير كامل، حيث إنه شرح 450 بيتا تقريبا، و أما بالنسبة لألفية العراقي، فيوجد شرح كامل للعلامة عمر حسن فلاتة المدرس بالمسجد النبوي حاليا، و هو عندي موجود، و هو من تسجيلات الحرم النبوي، و قد سمعت العلامة عبد الكريم الخضير في شرحه على الورقات، يذكر أنه شرح ألفية العراقي، و ذكر أن أكثرها مسجل، فاختر ما شئت، و احرص على ما ينفعك.
و بارك الله فيك، و دعوات الخير منك لي في ظهر الغيب.
ـ[عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[04 - 10 - 05, 12:31 ص]ـ
بارك الله في جميع الإخوة المشاركين، وإني لشاكر لهم ما قدموه، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله .....
دين النبي محمد أخبار
نعم المطية للفتى آثار(9/396)
ابن حبان وتوثيقه ... ؟
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[27 - 09 - 05, 09:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر الشيخ الالباني رحمه الله تعالى في أجوبته على أبي الحسن عند ذكره ما كان منه عند الاجابة عن توثيق العجلي وهل هو حجة أم لا ... وذكر في ثنايا كلامه أن بن حبان كان يهم, فيضع التابعي في صف تبع التابعين وتابع التابعين في تبع تبع التابعين ... وقال أنه علق على هذا في كتاب له رتب فيه أسماء الثقات على الترتيب الأبجدي لسهولة التحصيل من الكتاب.
فهل من أحد اقتنى الكتاب وعلم ما تكلم عنه الشيخ رحمه الله تعالى أو قد وقف على صنيع الحافظ بن حبان هذا؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[الدارقطني]ــــــــ[28 - 09 - 05, 12:05 ص]ـ
للهيثمي ترتيب أبجدي لثقات ابن حبان وهو مخطوط.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 09 - 05, 12:14 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الكتاب هو
(49) ”تسهيلُ الانتفاع بكتاب: (ثقات ابن حبان) ”، [تأليف].
رتّب أسماءه على الحروف الهجائية، وذكر طبقة كل مترجم عنده بجانب اسمه بالأرقام (1، 2، 3)، ورتَّب أحاديثَه وآثارَه والرواة على الحروف.
انظر: ”حياة الألباني” للشيباني (2/ 583).
http://www.dorar.net/book_view.asp?book_id=3072
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[28 - 09 - 05, 11:33 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفقيه ونفع بكم وبعلمكم
ذكر العلامة الألباني أن الحافظ بن حبان كان يثبت الرجل الواحد في أكثر من طبقة ... فهل وقعتم على أمثلة لصنيع الحافظ بن حبان هذا ... ؟
نسأل الله أن يديم عليكم وعلى الاخوة الصحة والعمل الصالح
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 09 - 05, 01:34 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وحول هذا الموضوع ينظر هذا الرابط من بحث الشيخ طارق آل بن ناجي حفظه الله، يكتب باسم (الدارقطني)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=136516#post136516
وهذا رابط لبعض الكلام في توثيق ابن حبان
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=64998#post64998
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[05 - 10 - 05, 12:04 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا وأعلى مراتبكم في الجنة(9/397)
من هم اهل الاسناد واهل الحديث حقا من المذاهب والاديان ((مشاركات مفتوحة))
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[27 - 09 - 05, 11:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه افضل الصلاة واتم التسليم اما بعد:.
هذا سؤال يخطر على بالي وعلى بال كثير من الاخوة والفضلاء , ولا بد ان نجد له حلا وتشاركا للأراء فأحببت ان اشرك اخوتي واحبابي في هذا المنتدى المبارك من مشايخ وطلاب علم وعامة لنرى ونبين الحق ونتعلم ........
سؤالي هو:.
من هم اهل الاسناد والحديث حقا من المذاهب والاديان؟؟؟؟؟
هذا سؤال احببت ان تشاركوني احبابي الكرام جميعا فيه بأرائكم واستقرائاتكم ومعرفتكم من هم اهل الحديث واهل الاسناد اي من هم اهل الاسانيد للأحاديث واهل مصطح الحديث وعلم الرجال وغير ذلك واقصد بالمذاهب والاديان اي:. اهل السنة والجماعة بمذاهبهم الاربعة وماعداهم من المذاهب وعنيت بالاديان اي الاسلام وما عداه ...........
واخر ما اقول هو بحث علمي ومشاركات بالعلم والمعرفة ولا يغضب احدا من هذا والحق احق ان يتبع ......
................... والله ولي التوفيق وهو الناصر والمعين ...................
ـ[المقدادي]ــــــــ[28 - 09 - 05, 01:10 ص]ـ
لا اظن غير اهل الاسلام هم اهل الاسناد و الحديث و هذه خصوصية للائمة كما نص عليها بعض الائمة
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[28 - 09 - 05, 01:51 ص]ـ
بارك الله فيك اخي الحبيب ووفقنا الله واياك وسددنا الى الحق والخير ورزقنا الله واياك علم نافعا وعملا متقبلا
اهل السنة والجماعة هم اهل الاسناد والحديث ولكن مانرد على من يدعي غير ذلك هذا هو الكلام
الله يجزاك خير اخي الحبيب ............
ـ[ماجد الودعاني]ــــــــ[28 - 09 - 05, 02:06 م]ـ
ذكر العلماء أن من خصائص الأمة المحمدية دون غيرها الإسناد .. أما أهل الحديث فمن جميع المذاهب الفقهية لا يختصون بمذهب بعينه .. والله أعلم.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[30 - 09 - 05, 12:49 ص]ـ
جزاك الله خير اخي وشيخي الحبيب .......
نعم صدقت اهل الاسناد هم نحن اهل السنة والجماعة واهل الحديث ايضا واقصد بأهل السنة والجماعة هم الشافعيه والحنفيه والمالكيه والحنبليه .... وما قصدت بالمخالف الا المخالف لأهل السنة والجماعة من هذه المذاهب الفقهيه
......... والله اعلم .........
للرفع والاستفادة(9/398)
ما الفرق بين العبارات التالية؟
ـ[محبكم البرازيلي]ــــــــ[28 - 09 - 05, 04:11 م]ـ
السلام عليكم
ما الفرق بين العبارات التالية؟
أخرجه
خرجه
رواه
أثابكم الله
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[06 - 10 - 05, 01:44 م]ـ
التخريج له ثلاثة معان:
المعنى الأول: - وهو المشهور في استعمال أهل هذا العصر - الكلام على الأحاديث ببيان من روى الحديث من أصحاب الكتب أو بعضهم، مع بيان مرتبة ذلك الحديث من حيث القوة والضعف على سبيل التقليد أو الاجتهاد والتحقيق، وسواء كان ذلك على سبيل الاختصار أو البسط والإطالة.
وقد كان هذا المعنى معروفاً منذ زمن بعيد وتكرر هذا الاسم في أسماء كتب للمتأخرين، كابن رجب والعراقي والزيلعي وابن حجر وجماعة قبلهم، ومن ثم اشتهر هذا المعنى في كتب المتأخرين والمعاصرين.
من تلك الكتب (نصب الراية بتخريج أحاديث الهداية) للزيلعي، و (المغني عن حمل الأسفار في الأسفار بتخريج ما في إحياء علوم الدين من الآثار) للعراقي، و (التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير) لابن حجر.
والمعنى الثاني: إخراج المحدث الأحاديث من بطون الأجزاء والمشيخات والكتب ونحوها وسياقها من مرويات نفسه أو بعض شيوخه أو أقرانه، أو نحوهم، أي بأسانيدهم، والكلام عليها وعزوها لمن رواها من أصحاب الكتب والدواوين مع بيان البدل والموافقة ونحوهما من أنواع العلو النسبي؛ وقد يتوسع في إطلاقه على مجرد الإخراج، وكان هذا المعنى شائعاً عند المتوسطين والمتأخرين؛ ومن طالع (الضوء اللامع) للسخاوي علم كثرة اهتمام أهل تلك الأعصر بهذا الفن.
والمعنى الثالث: رواية الحديث بإسناده؛ فيقال: هذا الحديث من تخريج فلان في كتابه الفلاني، أو خرجه فلان في ذلك الكتاب، أي أنه رواه فيه مسنداً، فكلمة خرجه هنا مرادفة لكلمة أخرجه، وهي مستعملة بهذا المعنى قديماً وحديثاً.
وأما كلمة (رواه) فهي بمعنى كلمة (أخرجه) سواء بسواء.
هذا ويظهر لي أن أصل كلمة (أخرج) هو المعنى اللغوي، فإن من أخرج حديثاً فقد أظهره وجعله بارزاً بإدخاله في بعض تصانيفه التي ينشرها على الناس، بعد أن كان مكنوناً في صدره أو دفاتره غير المصنفة أو مسوداته غير المبيضة.
ويظهر لي أيضاً أن الأصل في معنى قولهم (أخرجه فلان)، هو أنه رواه بإسناده، وأن الأصل في قولهم (خرَّجه فلان) أنه رواه بأسانيده، أي أكثر من ذكر طرقه إن لم يكن أراد استيعابها؛ وذلك لأن صيغة (فعَّل) تفيد في اللغة التكثير والمبالغة، كما هو معلوم مشهور.
ثم إن هذا الفرق كأنه خفي على المتأخرين أو بعضهم، أو لم يخفَ عليهم ولكنهم تجوزوا وتساهلوا فلم يعتبروه، فصارت اللفظتان بمعنى واحد واستقر الاصطلاح على تساويهما، ولا ضير في ذلك، وإن كانت الدقة أكمل وأجمل؛ والله أعلى وأعلم.
فائدة مناسبة للمسألة:
قول المحدثين (خرجاه) أو (أخرجاه) يريدون به البخاري ومسلم؛ وهذا معروف، ولكن شذ أبو عوانة في مستخرجه على صحيح مسلم عن هذا الاصطلاح، فإنه ربما قال في بعض المواضع منه: (من هنا لم يخرجاه)، قال ابن حجر: ولا يظن أنه يعني البخاري ومسلماً فإني استقريت صنيعه في ذلك فوجدته إنما يعني مسلماً وأبا الفضل أحمد بن سلمة، فإنه كان قرين مسلم وصنف مثل مسلم.(9/399)
أين أجد شرحا لألفية السيوطى؟
ـ[فيصل أيمن]ــــــــ[29 - 09 - 05, 10:59 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حيث أن الشروح غير مكنملة على الشبكة، فهل من يدلنى على شرح "مكتمل"، كما أريد كتابا جيدا فى شرحها؟
جزاكم الله خير الجزاء
ـ[أبومحمد الكويتي]ــــــــ[01 - 10 - 05, 01:02 ص]ـ
الأخ العزيز شهاب ثاقب , وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
هناك أربعة شروح لألفية السيوطي مطبوعة ومتداولة بالأسواق وهي على الترتيب التالي في أهميتها:
1 ـ البحر الذي زخر شرح ألفية الأثر، شرحها المؤلف نفسه السيوطي، وهي مطبوعة في ثلاثة مجلدات بتحقيق د. أنيس طاهر و د. عبدالباري الأنصاري، رسالة علمية بالجامعة الأسلامية، طبع بدار الغرباء بالمدينة النبوية.
2 ـ منهج ذوي النظر شرح ألفية مصطلح أهل الأثر. للشيخ الترمسي رحمه الله طبع قديما بمطابع الحلبي بمصر، وهو في مجلد لطيف.ويعمل الآن أحد الأخوة في الكويت بتحقيقه وأظنه أنتهى منه.
3 ـ تعليقات الشيخ أحمد شاكر رحمه الله على الألفية، وهي تعليقات لطيفة، وهي مطبوعة متداولة.
4 ـ شرح الفية السيوطي، للشيخ محمد آدم الأثيوبي، وهو في مجلدين، طبع بمكتبة الغرباء بالمدينة النبوية.
5 ـ شرح للشيخ العلامة عبدالمحسن العباد البدر، لكنه على أشرطة كاسيت، من تسجيلات المسجد النبوي، يمكنك أن تحصل على نسخة منه من مكتبة المسجد النبوي.
* أما بالنسبة لمكان وجوده على مواقع الشبكة العنكبوتية، فأرجو منك المعذرة فليس لدي معرفة في هذا المجال ألبتة.
ـ[محمد بشري]ــــــــ[01 - 10 - 05, 01:34 ص]ـ
على أن البحر الذي زخر لم يتمه السيوطي،بل وصل فيه إلى الحديث الحسن، وهو المطبوع في الرسالة المنوه بها.
ـ[كتبي]ــــــــ[03 - 10 - 05, 05:22 ص]ـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1927
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[05 - 10 - 05, 06:37 م]ـ
وهناك شرح للشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد، وقد اعتنى به وعلق عليه الشيخ طارق عوض الله، وهو من إصدارات دار ابن القيم (السعودية) ودار ابن عفان (مصر).
ـ[أبو محمد الإفريقي]ــــــــ[09 - 10 - 05, 12:46 م]ـ
وللشيخ محمد الحسن بن أحمد الخديم البعقوبي الموريتاني شرح باسم الجامع المحرر على نظم الدرر وهو من أصدارات معهد التيسير للعلوم الشرعي بموريتانيا وهو شرح لطيف في مجلد
ـ[ابو سعد الحميّد]ــــــــ[16 - 10 - 05, 05:19 ص]ـ
وكذلك شرح شيخنا الشيخ سعد الحميّد موجود في موقع طريق الإسلام وموجود أشرطة في تسجيلات طيبة.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[16 - 10 - 05, 05:43 ص]ـ
الشرح الوحيد الكامل لالفية السيوطي على الشبكة هو شرح الشيخ العباد وهو ما وضعه الاخ كتبي رابطا
شرح الشيخ الحميد ناقص الاشرطة
وشرح الشيخ طارق عوض الله
فيما اعلم انه ما زال مستمرا في مصر - حرسها الله بطاعته-
ولعل تسال الاخ محمد رشيد فقد كان ينقل لنا فوائد من الدرس
حفظكم الله
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[17 - 10 - 05, 03:33 ص]ـ
وايضا هناك شرح للشيخ الفاضل ابي اسحاق الحويني لعل اسمه اتحاف اللبيث فيما اذكر ذكلره في حاشيته على سمط اللالى في نقد محمد الغزالي
ـ[العطيفي]ــــــــ[17 - 10 - 05, 04:09 م]ـ
يوجد تعليقات للشيخ أحمد شاكر رحمه الله على ألفية السيوطي
ـ[العاصمي]ــــــــ[17 - 10 - 05, 08:42 م]ـ
على أن البحر الذي زخر لم يتمه السيوطي،بل وصل فيه إلى الحديث الحسن، وهو المطبوع في الرسالة المنوه بها.
أخي الفاضل محمّد ... الذي أذكره أنّ السّيوطيّ بلغ إلى النّوع السّابع عشر ...
نعم؛ الذي نشر إلى الآن - بتعليق الأستاذ أنيس الأندونيسيّ - لم يجاوز النّوع الثّاني (الحديث الحسن)، لكنّ الشّيخ عبد الباري الأنصاريّ قد اشتغل على سائره ... أسأل الله أن يوفّقه للتّعجيل بنشره ...
ـ[أبو هاشم]ــــــــ[02 - 11 - 05, 03:10 م]ـ
الأخ الذي يريد شرح الفية السيوطي يوجد عندي منها نسخة خطية ((مخطوط))(9/400)
سؤال حول تصحيح البخاري
ـ[أبو عمار السوري]ــــــــ[29 - 09 - 05, 02:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم أبو عمار طالب علم مبتدئ، وأرجو ألا يضيق صدر أهل العلم وطلبة العلم بأسألتي.
ولي سؤال حول موضوع قرأته منذ زمن بعيد، وهو حول تصحيح الحاكم واستدراكه على البخاري ومسلم.
وقال الكاتب بما معناه: أن البخاري رحمه الله لا يحكم بالصحة على السند فقط، بل قد يكون السند صحيحاً 100% ظاهرياً ويحكم البخاري عليه بالضعف لأن أحد رواة الحديث لم يسمع هذا الحديث بالذات من شيخه، أو لأن أحد رواة الحديث خف ضبطه عندما سمعه منه الراوي التالي.
ثم إن الكثير من المحدثين لا ينتبهون لمثل هذه العلة الخفية فيحكمون على الحديث بالصحة بعد أن حكم عليه البخاري بالضعف!
وأنا في الواقع قد نسيت أين قرأت هذا الكلام، لأنني لم أكن أطلب العلم يومها، وإنما كانت قراءة عابرة.
فما هو مدى صحة هذا الكلام، وهل هناك أمثلة واقعية عليه؟
أفيدونا بارك الله فيكم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 09 - 05, 04:52 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يمكنك الاستفادة حول هذه المسألة من كتابين:
الأول: (منهج الإمام البخاري في تصحيح الأحاديث وتضعيفها) لأبي بكر كافي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=48759#post48759
والثاني: موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقاء والسماع ... للشيخ خالد الدريس.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=87303#post87303
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 09 - 05, 04:54 م]ـ
وحول مستدرك الحاكم ينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=63870#post63870
ـ[أبو عمار السوري]ــــــــ[29 - 09 - 05, 11:28 م]ـ
جزاك الله خيراً شيخ عبد الرحمن، لقد أنزلت المواد وسأبحث فيها إن شاء الله تعالى عن مسألتي
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[03 - 10 - 05, 06:46 م]ـ
شكرا لك شيخنا الجليل(9/401)
هَلْ فِي الْمَلائِكَةِ الْكُرُوبِيِّينَ حَمَلَةِ الْعَرْشِ مَلَكٌ يُسَمَّى فُطْرُسٌ؟
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[30 - 09 - 05, 06:01 ص]ـ
هَلْ فِي الْمَلائِكَةِ الْكُرُوبِيِّينَ حَمَلَةِ الْعَرْشِ مَلَكٌ يُسَمَّى فُطْرُسٌ؟!
ــــــــــ
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِلإِيْمَانِ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ إِظْهَارَاً وَإِضْمَارَا. وَسَدَّدَنَا لِلإِذْعَانِ وَالانْقِيَادِ لِحُكْمِهِمَا إِعْلانَا وَإِسْرَارَا. وَلَمِ يَجْعَلْنَا مِنْ ضُلالِ الرَّافِضَةِ الَّذِينَ يُظْهِرُونَ بِاللِّسَانِ إِقْرَارَا، وَيُضْمِرُونَ فِي الْفُؤَادِ عِنَادَاً وَإِصْرَارَا. وَيَحْمِلُونَ مِنْ الذُّنُوبِ أَوْقَارَا. وَيَحْتَقِبُونَ مِنْ الْمَظَالِمِ أَوْزَارَا. وَيَتَقَلَّبُونَ فِى الْكُفْرِ وَالنِّفَاقِ أَطْوَارَاً فَأَطْوَارَا. لأنَّهُمْ لا يَرْجُونَ للهِ وَقَارَا. فَلَوْ خَاطبَهُمْ دُعَاةُ الْحَقِّ لَيْلاً وَنَهَارَا. لَمْ يزدْهُمْ دُعَاؤُهُمْ إِلا فِرَارَا. وَلَوْ أَوْضَحُوا لَهُمْ الْبَرَاهِينَ أََصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اِسْتَكْبَارَا. فَنَسَأَلُ اللهَ أَنْ لا يَجْعَلَ لِدَعْوَتِهِمْ عُلُواً َولا اسْتِظْهَارَا. فَإِنَّهُمِ لا يَلِدُونَ إِلا فَاجِرَاً أَوْ كَفَّارَا.
وَنُصَلِّي عَلَى رَسُولِهِ الْمُصْطَفَى عَدَدَ الْقَطْرِ يَهْطُلُ مِدْرَارَا. وَنُسَلِّمُ عَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ وَصَحْبِهِ الأَخْيَارِ عَلَى مَرِّ الأَيَّامِ تَلاحُقَاً وَتَكْرَارَا.
وَبَعْدُ ..
فَمَا مِنْ مُصَنَّفٍ مِنْ مُصَنَّفَاتِ الرَّافِضَةِ إِلا وَالْكَذِبُ وَالْبُهْتَانُ وَالافْتِرَاءُ هُوَ السِّمَةُ الْغَالِبَةُ عَلَى دَلائِلِهِ وَبَرَاهِينِهِ. لا فَرْقَ فِي ذَلِكَ بَيْنَ الأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ، وَالآثَارِ الإِمَامِيَّةِ الْمَعْصُومِيَّةِ، وَالآرَاءِ الْعَقَائِدِيَّةِ، وَالاحْتَهَادَاتِ التَّعَبُّدِيَّةِ، وَرُبَّمَا تَعَدَّى ذَلِكَ إِلَى الآيَاتِ الْقُرْآنِيَّةِ. وَذَلِكَ لأَنَّ الْكَذِبَ هُوَ الرُّكْنُ الرَّكِينُ الَّذِى بُنِيَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الْمِلَّةُ الْمُنْحَرِفَةُ عَنْ جَادَّةِ الدِّينِ، وَسَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ، ((وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا)) [النساء:115].
وَللهِ دَرُّ إِمَامِ السُّنَّةِ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْبُخَارِيُّ إِذْ قَالَ: مَا أُبَالِي أَصَلِّيْتُ خَلْفَ الْجَهْمِيِّ أَوْ الرَّافِضِيِّ أَمْ صَلِّيْتُ خَلْفَ الْيَهُودِيِّ وَالنَّصْرَانِيِّ، وَلا يُسَلَّمُ عَلَيْهِمْ، وَلا يُعَادُونَ، وَلا يُنَاكَحُونَ، وَلا يُشْهَدُونَ، وَلا تُؤْكَلْ ذَبَائِحُهُمْ. وَقَالَ الإِمَامُ عّبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: هُمَا مِلَّتَانِ الْجَهْمِيَّةُ وَالرَّافِضَةُ.
لُعِنَ الرَّوَافِضُ إنَّمَا أَخْبَارُهُمْ ... كَذِبٌ عَلَى آلِ النَّبِيِّ تُزَوَّرُ
كَتَمُوا نِفَاقَاً دِينَهُمْ وَمَخَافَةً ... فَلَوْ اِسْتُطِيعَ ظُهُورُهُ لاسْتَظْهَرُوا
هُمْ حَرَّفُوا كَلِمَ النَّبِيِّ وخَالَفُوا ... هُمْ بَدَّلُوا الأََْحَكامَ فِيهِ وَغَيَّرُوا
لا خَيْرَ فِي دِينٍ يُنَافُونَ الْوَرَى ... عَنْهُ مِنْ الإِسْلامِ أَوْ يَتَسَتَّرُوا
وَجِهَادُ شِيعَةِ الشَّيْطَانِ فَرْضٌ لازَمٌ ... وَيُثَابُ فَاعِلُهُ عَلَيْهِ وَيُؤْجَرُ
وَللهِ دَرُّ الْقَائِلِ:
حَتَّى لَقَدْ مُسِخَتْ تَلِكَ الْعُقُولُ وَقَدْ ... سَرَى بِهَا الْكُفْرُ فِي طُرُق الشَّيَاطِينِ
وَمَا بَقِي الآنَ غَيْرُ الإِسْمِ وَارْتَفَعَتْ ... حَقَائِقُ الْوَصْفِ عَنْ قَوْمٍ مَلاعِينِ
وَوَسْطَ خِضَمٍ احْتَشَدَتْ بِسَاحَتِهِ عَسَاكَرُ الْكَذِبِ وَالْبُهْتَانِ، وَأَبْوَاقُ الزَّيْفِ وَالْهَذَيَانِ، وَأَجْلَبَ الشَّيْطَانُ فِيهِ بِخَََيْلِهِ وَرَجْلِهِ، وَزَيَّنَ لِخَائِضِهِ سُوءَ مُشَارَكَتِهِ وَعَمَلِهِ، انْبَرَى جُهَيْنَةُ أَخْبَارِهِمْ، وَسَابِقُ مِضْمَارِهِمْ، الْمُحَدِّثُ الْمُسْنِدُ الشَّرِيفُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّجَرِىُّ الْحَسَنِىُّ الْعَلَوِيُّ، فَوَضَعَ كِتَابَهُ الْمَنْعُوتَ بِـ ((فَضْلِ زِيَارَةِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ))، تَشَبُّهَاً بِسَلَفِهِ ابْنِ قُولَوَيْهِ الْقُمِّيِّ، وَالَّذِي وَضَعَ لَهُمْ كِتَابَهُ الْمَوْسُومَ بِـ ((كَامِلِ الزِّيَارَاتِ)). وَكِلاهُمَا مِنْ الأُصُولِ الْمُعْتَمَدَةِ عِنْدَ الرَّافِضَةِ فِي فِقْهِ عِبَادَةِ الْقُبُورِ وَالْمَشَاهِدِ، وَبَيَانِ أَحْكَامِ حَجِّهَا، وَالطَّوَافِ بِهَا، وَالتَّزَلُّفِ إِلَى قَاطِنِيهَا، وَالتَّأَلُّهِ لَهُمْ وَاتَّخَاذِهِمْ أَرْبَابَاً مِنْ دُونَ اللهِ.
فَأَمَّا كِتَابُ ((فَضْلِ زِيَارَةِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ)) فَأَكْثَرُ اخْتِصَاصَاً بِقَبْرِ الْحُسَيْنِ، وَأَمَّا سَلَفُهُ فَعَلَى الْعُمُومِ دُونَ التَّخْصِيصِ.
وَفِيهِمَا مَعَاً مِنْ الأَبَاطِيلِ وَالْمَنَاكِيرِ وَالأَكَاذِيبِ مَا لا يَخْفَى عَلَى الأَغْبِيَاءِ قَبْلَ الْعُقَلاءِ. فَمِنْ ذَلِكَ: حِكَايَةُ فُطْرُسٍ أَحَدِ الْمَلائِكَةِ الْكُرُوبِيِّينَ حَمَلَةِ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ. فَمَنْ فُطْرُسٌ؟ وَمَا حِكَايَتُهُ؟ وَمَنْ رَاوَيهَا وَمُسْتَحِلُّ وَضْعِهَا؟.
¥(9/402)