والحاصل أن الحديث باللفظ الذي أورده الشارح - أو الذي أورده العراقي - لا يصلح مثالاً للمضطرب، كما أن كلام العراقي في حديث آخر خلاف نقل الشارح عنه.
? فائدة: في تعقيب العراقي على البيهقي في أنه لا يعلم للفظ الثاني إسنادًا بوجوده في ابن ماجة لعله يعتذر عن البيهقي بأن ((سنن ابن ماجة)) لم تكن عنده، فقد ذكر ابن الناجي تلميذ ابن حجر في كتابه ((عجالة الإملاء)) على ((الترغيب)) للمنذري (ص569) أن البيهقي لم يكن عنده السنن الثلاث: الترمذي والنسائي وابن ماجة، فالله أعلم بالصواب في ذلك.
ثم أوقفني الشيخ ساعد غازي - أمتع الله به - أن ابن الناجي مسبوق بذلك من الذهبي، كما في ((السير)) (18/ 165)، و ((تذكرة الحفاظ))
(3/ 1132)، وكذا الحافظ ابن عبدالهادي في ((طبقات علماء الحديث))
(3/ 329 - 330). أو يقال: لو كانت عنده لعلها النسخة التي فيها اللفظ الثاني، والله الموفق لا رب سواه.
كما ألفت النظر إلى أن رواية حماد بن سلمة ليس فيها محل الشاهد كما سبق، وإنما هذا اللفظ في رواية شريك. كما أن في رواية صالح بن عمرو عن أبي حمزة بلفظ ((ليس في الحلي …))، كما تقدم عند الدارقطني. فهؤلاء ثلاثة كل منهم روى شيئًا غير الآخر، والبلاء من أبي حمزة، فليحرر. والله الموفق.
32 - ذكر الشارح - وفقه الله - (ص113 - 114) قصة يحيى بن معين مع أبي نعيم الفضل بن دكين، ولكنّه ذكر فيها أن السبب هو كبر سن أبي نعيم والخوف أن يكون اختلط، ولكن بالرجوع إلى ((السير)) (10/ 148)
و ((تاريخ بغداد)) (12/ 353) ليس فيها ذكر ذلك البتة! وإنما فيها: ((أريد أن أختبر أبا نعيم)). ولا يلزم من ذلك أن يكون للكبر ولا للأمن من الاختلاط.
كما أن الشارح سمى المرافق لهما أحمد بن بشار الرمادي مرتين، وهو في المصدرين أحمد بن منصور الرمادي، ولم يكونوا عنده في بيته حتى يقول الشارح: خرجوا، وإنما هو خرج لهم وجلسوا على دكان من طين، فلما حصل ما حصل قام ودخل داره.
والأخ الشارح كما سبق في بعض الأمثلة يزيد في القصص أشياء على خلاف ما هي عليه، والبعض منها قد يكون مؤثرًا، والله الموفق.
33 - قال الشارح - بعد أن ذكر حديث: ((يعقد الشيطان))، وحديث: ((صدقك وهو كذوب)) - (ص128): ((فنجد الطحاوي يقول عند هذين الحديثين: الصواب أن النبي ? أخبر أن الذي ينام ولا يقرأ آية الكرسي يعقد الشيطان على قافيته ثلاث عقد، أما إذا قرأ آية الكرسي فلا يستطيع الشيطان أن يعقد عليه ثلاث عقد، يمكن أن يقال هذا)) اهـ.
أقول - وبالله التوفيق -: الذي رأيناه عند الطحاوي في ((مشكل الآثار)) (1/ 318) الباب رقم (56) إنما هو الجمع بين حديث: ((يعقد
الشيطان))، وحديث: ((لا يقولن أحدكم: خبثت نفسي)). فلعل الأمر اختلط على الشارح وفقه الله، وأما الجمع بين الحديثين اللذين ذكرهما الشارح بما ذكره فقد ذكره الحافظ في ((الفتح)) (3/ 34) ولم يعزه لأحد، والله الموفق.
34 - قال الشارح - هداه الله - (ص132): ((إذا روى عنه أكثر من راوٍ فهذا يقال عنه: مجهول الحال، وأحيانًا يطلقون عليه المستور، ويطلق عليه الحافظ في ((التقريب)) مقبول)) اهـ.
قلت: هذا فيه خلط وكذب على الحافظ! وأنا أنقل لك المقبول عند الحافظ من كتابه وكلامه، ودعك من كلام الشارح.
قال الحافظ في مقدمة ((التقريب)) (ص81): ((السادسة: من ليس له من الحديث إلا القليل، ولم يثبت فيه ما يُترك حديثه من أجله , وإليه الإشارة بلفظ: مقبول، حيث يتابع، وإلا فلين الحديث.
السابعة: من روى عنه أكثر من واحد ولم يوثق، وإليه الإشارة بلفظ: مستور، أو: مجهول الحال)) اهـ.
فظهر لك من هو المقبول عند الحافظ، كما بان لك المستور ومجهول الحال عند الحافظ، بخلاف ما ذكره الشارح، وأنا أسأل الأخ سعدًا هل قرأت مقدمة الحافظ لكتابه؟ والله المستعان.
35 - قال الشارح (ص140): ((مثل: ((الكواكب النيرات)) لابن الكيّال مطبوع، وعليه تحقيق لعلي حسن عبدالحميد لا بأس به، وهو يخدم طلاب العلم خدمة جليلة)).
¥(6/122)
أقول: أخشى أن في المسألة لبسًا، وذلك أن الحلبي قال في ((نكته على النزهة)) (ص139): ((وانظر ((الكواكب النيرات)) لابن الكيّال وتعليق محققه عليه)). فقوله: ((محققه)) أي: محقق ((الكواكب))، لا محقق
((النزهة))، أي: الحلبي. والله أعلم بالصواب.
وإن كان ظاهر كلام الشارح أنه وقف على هذا التحقيق فوصفه بما وصفه به , والحلبي ذكر في المواضع السابقة أنه حقق رسالة ((الاغتباط)) لا
((الكواكب))، والأمر هنا استيضاح فحسب.
36 - مثل الشارح (ص143) للمرفوع الحكمي التقريري بحديث جابر وأبي سعيد: ((كنا نعزل …)).
قلت: ولكن هناك رواية لحديث جابر في ((صحيح مسلم)) رقم خاص
(138) (2/ 1065)، وفيها: ((فبلغ ذلك نبي الله ? فلم ينهنا)). فكان تقريرًا تصريحًا لا حكمًا على ضوء التقسيم الذي ذكره الشارح، والله الموفق.
37 - ذكر الشارح (ص144) حالة الصحابي الجليل عبدالله بن عمرو بن العاص، وقصة أخذه الزاملتين المملؤتين كتبًا لأهل الكتاب ... الخ، وذكر من أمثلة الإسرائيليات التي رواها عبدالله بن عمرو بن العاص قصة هاروت وماروت، ثم قال: ((قال ابن كثير: الصواب أنها من الإسرائيليات التي حدّث بها عبدالله بن عمرو بن العاص عن بني إسرائيل)).
فأقول للأخ الشارح: ألا راجعت ((تفسير ابن كثير)) لتوثق معلوماتك، وحتى لا تقع في الخلط الذي رأيناه منك في هذا الشرح، بل وحتى لا تقع في الكذب على ابن كثير، ولا تعط معلومات مغلوطة، فليس لابن عمرو بن العاص عند ابن كثير حديث فيها.
وإنما هي عن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وذكرها ابن كثير من عدة روايات، وبعضها بإسناد جيد، وفيها التصريح بأن عبدالله بن عمر يرويها عن كعب الأحبار. وراجع ((تفسير ابن كثير)) (1/ 193 -
195).
ولا يقولن قائل: لعله خطأ مطبعي من ((ابن عمر)) إلى ((ابن عمرو)) بالواو!
فإني أقول: هذا من تخليط الشارح الذي سبق الإشارة إلى بعضٍ من أمثلته، والشارح يتحدث عن ابن عمرو، والله المستعان على الحال التي وصل إليها العلم والتعليم.
38 - قال الشارح (ص150): ((توسع الحافظ الذهبي فجعل من أدرك الصحابة - ولو لم يرهم - في طبقة التابعين، وينبه على هذا، لكنه يعدهم من التابعين لأجل مسألة المعاصرة، مثل: ابن جريج، وعبد الله بن طاووس، وأبي حنيفة. فينص على أنه ليس لهم رواية عن الصحابة)) اهـ.
أقول: العبارة فيها اضطراب وخلط من الشارح، ويتضح ذلك بأن نعلم بأن عندنا ثلاثة أمور: إدراك، ورؤية، ورواية.
فالإدراك لا يلزم منه رؤية فضلاً عن رواية، فقد يقال: أدركه، ولم
يره، ويقال: أدركه، ولم يسمع منه، ويقال: رآه، ولم يسمع منه. كما أن الذين مثَّل بهم الشارح ليسوا على حدٍ سواء.
فأبو حنيفة: قال عنه الذهبي في ((التذكرة)) (1/ 168): ((رأى أنس بن مالك غير مرة لما قدم الكوفة)). فهو يدخل في التابعين على حد تعريف الشارح له، فأي توسع عند الذهبي فيه.
وأما ابن جريج: فقال عنه (1/ 169): ((وأدرك صغار الصحابة، ولكن لم يحفظ عنهم)).
وأما عبدالله بن طاووس: فقال عنه في ((السير)) (6/ 103): ((ولم يأخذ عن أحدٍ من الصحابة، ويسوغ أن يُعَدَّ في صغار التابعين لتقدم وفاته)). فنفى عنه الرواية لا الرؤية والإدراك، ثم جعل المسوِّغ لعده من صغار التابعين تقدم وفاته، والله أعلم.
39 - قال الشارح (ص153): ((وقد أفرد السفاريني ثلاثيات الإمام أحمد وشرحها، وثلاثيات البخاري، وثلاثيات مسلم)).
أقول: هذا الكلام يفهم منه أمور:
الأول: أن السفاريني هو الذي أفرد ثلاثيات أحمد.
الثاني: أن السفاريني شرح ثلاثيات المذكورين.
الثالث: أن للإمام مسلم ثلاثيات.
أما الأول: فقد سبق في المقدمة بيان خطئه في ذلك، وبلا ريب.
وأما الثاني: فالمعروف أنه شرح ثلاثيات أحمد فحسب، ولم يذكر من مؤلفاته شرح ثلاثيات البخاري فيما أعلم.
وأما الثالث: فالمعلوم عند الطلبة أن أعلى ما وقع للإمام مسلم هو الرباعيات، والله الموفق.
ثم أوقفني الشيخ ساعد غازي زاده الله علما على كلام للشارح في كتابه
((الفتاوى الحديثية)) (ص63) أثبت أن أعلى ما وقع لمسلم هو الرباعيات، فالحمد لله على ذلك.
¥(6/123)
40 - قال الشارح (ص163): ((أو يكون مسلسلاً بأهل جهة معينة، كأهل الحجاز، أو المصريين. وهذا يكثر، فيقول المحدث: هذا حديث إسناده كلهم شاميون، وقد ألف الطبراني كتابه ((مسند الشاميين)))) اهـ.
أقول - وبالله التوفيق -: ذكرُ الشارحِ لكتاب الطبراني في هذا السياق يوهم أن معنى ((مسند الشاميين)) أن أسانيده مسلسلةٌ بالشاميين، وهذا ليس بصواب، ويدُرك ذلك بأدنى نظر في كتاب الطبراني، وقد قال محققه الشيخ حمدي السلفي مبينًا ذلك (1/ 7): ((أما ((مسند الشاميين)) فقد روى فيه الحافظ الطبراني أحاديث بعض الرواة والمحدثين الشاميين، ولم يستوعب
كل الرواة والمحدثين، فقد ذكر الذين رووا الأحاديث منهم من التابعين وأتباعهم ... )) الخ كلامه.
إذًا؛ فهو يأتي مثلاً إلى راوٍ من التابعين وهو شامي، وليكن أولَ واحد ذكره - وهو إبراهيم بن أبي عبلة، عده الحافظ من الطبقة الخامسة - فيذكر عنه ما رواه عن جمع من شيوخه، سواء كان شيخه شاميًّا أو مدنيًّا أو
بغداديًّا، كما أن في السند إليه من يكون شاميًّا أو مدنيًّا أو بغداديًّا … وهكذا، فهو يجمع مسند ذلك الشامي - أي أحاديثه التي أسندها - ولا يشترط التسلسل بالشامية، فافهم! والله الموفق.
41 - قال الشارح (ص180 - 181): ((تنبيه: وبهذه المناسبة أحب أن أنبه على كتاب ((طبقات الحفاظ)) للحافظ السيوطي، فقد أفرد فيه الذين وصفوا بالحفظ ورتبهم على الطبقات، وهذا يختلف عن كتاب ((تذكرة الحفاظ)) للذهبي، وإن كان ((تذكرة الحفاظ)) مرتبًا على الطبقات؛ لكن كتاب السيوطي فعلاً أراد الحُفاظ الذين عُرفوا بحفظ الحديث، وأما كتاب الذهبي فإنه لا يقصد بالحفاظ الذين عُرفوا بقوة الحافظة للحديث، ولكنه نبه في المقدمة أنه يقصد الرجال الذين أثر عنهم الكلام في الرواة جرحًا وتعديلاً، وفي الأحاديث تصحيحًا وتضعيفًا، حتى وإن كان حفظهم ضعيفًا …)) الخ كلامه، ثم مثّل بابن لهيعة وأبي حنيفة.
قال مُقيِّدُه - فتح الله عليه -: لا أدري ما أقول للأخ سعد وقد نصَّب نفسه حكمًا بين كتابين مبيّنًا ميزات أحدهما على الآخر!
أسأله فأقول: هل قرأت مقدمة كلٍّ منهما فقط؟ أم أنك كلَّفت بعض أحبابك أن يقوم بمقارنة بين الكتابين ثم يخبرك بالنتيجة التي ألقيتها دون وعي على طلابك؟!
وأقول هنا: ليس بين الكتابين ذلك الفرق الجوهري الثمين الذي ادعاه الشيخ هدانا الله وإياه!
وقد قال السيوطي في مقدمة كتابه (ص11): ((أما بعد: فهذا كتاب طبقات الحفاظ ومعدّلي حملة العلم النبوي، ومن يرجع إلى اجتهادهم في التوثيق والتجريح والتضعيف والتصحيح، لخصتها من طبقات إمام الحفاظ أبي عبد الله الذهبي، وذيلت عليه من جاء بعده)) اهـ.
فظهر من كلامه جليًّا - لكل من يقرأ هذه المقدمة - أن كتابه إنما هو تلخيص لكتاب الذهبي، أي أن كل من ذكره الذهبي ذكره السيوطي، وإنما حذف بعض أخبارهم والأسانيد إليهم، كما أنه زاد على كتاب الذهبي من جاء بعده، فهذا هو الفرق لا ما ادعاه الشارح هداه الله!
لذا؛ فإن اللذيْن مثّل بهما وبوجودهما في كتاب الذهبي - وهما أبو حنيفة وابن لهيعة - موجودان في كتاب السيوطي: الأول برقم (156) (ص80)، والثاني برقم (213) (ص107). ولذا فإن السيوطي لما انتهى من تلخيص ما ذكره الذهبي قال (ص521): ((قلت: هذا آخر ما أورده الحافظ الذهبي، وها أنا أذيِّل عليه بمن جاء بعده)).
بل ذكر السيوطي (ص68) رقم (131) يزيد بن أبي زياد الهاشمي، ونقل فيه قول أحمد: لم يكن بالحافظ. وقال يحيى: لا يحتج بحديثه.
ولم أجد يزيدًا في ((تذكرة)) الذهبي (ط. المعلمي)، فإما أن أكون لم أهتد إليه، أو يكون مذكورًا في نسخة السيوطي من ((التذكرة))، أو غير
ذلك.
ولكن الذي يجزم به كل من قرأ الكتابين أنه من الباطل أن يقال: إن السيوطي أفرد كتابه للحفّاظ فحسب! فهذا مثال بيّن أن معلومة الأخ الشارح خطأ محض لا أدري ما مصدره، وأنصحه أن يجدِّد معلوماته ويراجعها قبل إلقائها على الطلبة، والله الموفق.
42 - ذكر الشارح (ص193) مراتب التعديل، فذكر من أرفعها
قولهم: فلان لا يسأل عنه، ثم ذكر مرتبة ثالثة فقال: ((ما وصف دون
تأكيد، مثل: فلان ثقة، أو: فلان حافظ، ونحوها)) اهـ.
¥(6/124)
أقول - وبالله التوفيق -: وهنا ملاحظتان:
الأولى: أن قولهم: فلان لا يسأل عنه، وإن كان أصلها في التوثيق كما ذكر، فقد تأتي لغير ذلك، وأذكر هنا مثالين:
الأول: في ترجمة عقيل الجعدي من ((الجرح والتعديل)) (6/ 219): ((فلا يحتاج أن يسأل عنه)). مع أن أبا حاتم قد قال: هو منكر الحديث ذاهب.
والثاني: في ((تاريخ بغداد)) (4/ 394) في ترجمة محمد بن أيوب أبو جعفر الوراق: ((فسئل عنه علي بن المديني وأحمد فلا يعرفاه، وقالا: لا يُسأل
عنه)).
والملاحظة الثانية: أن الوصف بالحفظ فقط قد لا يدل على التوثيق والعدالة.
وقد نبه على ذلك السخاوي في ((فتح المغيث)) (2/ 111) قائلاً: ((كأن يقال فيه: حافظ، أو ضابط، إذ مجرد الوصف بكلٍّ منهما غير كافٍ في التوثيق، بل بين العدل وبينهما عموم وخصوص من وجه؛ لأنه يوجد بدونهما ويوجدان بدونه وتوجد الثالثة. ويدل لذلك أن ابن أبي حاتم سأل أبا زرعة عن رجل فقال: حافظ. فقال له: أهو صدوق؟ وكان أبو أيوب سليمان بن داود الشاذكوني من الحفاظ الكبار، إلا أنه كان يُتَّهم بشرب النبيذ وبالوضع، حتى قال البخاري: هو أضعف عندي من كل ضعيف)) اهـ كلام السخاوي.
وأقول: ومثل الشاذكوني محمد بن يونس الكديمي، قال الذهبي في
((الميزان)) (4/ 74): ((البصري الحافظ أحد المتروكين)). وعمر بن هارون البلخي من كبار التاسعة متروك، وكان حافظا كما تجده في ((التقريب))، وكذا نوح الجامع جمع كل شيء إلا الصدق، والله المستعان.
43 - ذكر الشارح (ص197) قصة شعبة مع المنهال بن عمرو، ثم
قال: ((عقب المزي بعد ذلك فقال: هلاّ سألته، لعله لا يعلم)).
قلت: لم يعقِّب بهذا الكلام المزي يا شيخ سعد! وإنما الذي قال له هذا الكلام هو الراوي عنه، وهو وهب بن جرير أو غيره، والقصة رواها العقيلي في ((الضعفاء)) (4/ 237) فقال: ((حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا محمد بن غيلان، قال: حدثنا وهب، عن شعبة قال: أتيت منزل منهال بن عمرو فسمعت منه صوت الطنبور، فرجعتُ ولم أسأله. قلتُ: وهلا سألته فعسى كان لا يعلم!)) اهـ.
قال الإمام الألباني في ((تحريم آلات الطرب)) (ص104): ((وإسناده إلى شعبة صحيح)).
فأنت ترى أن المتعقب ليس المزي، ولكن الذي أوقع الشارح في هذا هو عدم الرجوع للأصول، وكذا لقوله في آخره: ((قلتُ))، فظن أنها من قول المزي؛ لأنه أورد القصة في ((تهذيب الكمال)) (28/ 571)، والله الموفق لا رب سواه.
44 - ذكر الشارح - وفقه الله - (ص204) الكتب المصنفة في رجال بعض الكتب، فقال: ((والكتب كثيرة مما أُلف في رجال الترمذي ورجال أبي داود ورجال النسائي؛ لكنها غير موجودة الآن، ولا نعرف عنها شيئًا)).
قلت: حبذا لو أشار لكتاب الإمام الذهبي، وهو ((المجرد في أسماء رجال سنن ابن ماجة))، وهو مطبوع بتحقيق الأخ باسم بن فيصل الجوابرة، نشر دار الراية. فهو كتاب مجرد في رجال إحدى السنن، إلا أن الذهبي ذكر فيه رجال ابن ماجة الذين انفرد بإخراجهم عن البخاري ومسلم، والله أعلم.
45 - ذكر الشارح (ص212) نوعين من الولاء، وهما الولاء بالعتق وبالحلف، لكن قال: ((أو أعتق بالحلف)). وهذا إما سبق لسان وإما خطأ في الطبع، والصواب: أو مولى بالحلف، أو نحو هذه العبارة. فليس هناك عتق بالحلف.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 - 02 - 04, 06:26 م]ـ
قال أبو العباس - وفقه الله -: وبهذا ينتهي ما أردت تعليقه على وجه العجلة أثناء قراءة ((شرح النخبة)) لأخينا سعد الحميد، والمرجو من الأخ سعد أن يراجع معلوماته، ويعيد البحث والقراءة، ولا يكتفي - ككثير من أبناء العصر- بالشهادة، وهذه التعليقات كانت على عجل وانشغال البال، فإن أصبتُ فمن فضل الله عليَّ، وإن أخطأتُ فمن نفسي وتقصيري أُتِيتُ، وحسبي أني اجتهدت لإخواني في النصح حسب ما ظهر لي، والله نسأل أن يرزقنا - وجميع إخواننا - العلم النافع والعمل الصالح، والله الهادي إلى سواء السبيل.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.
بعض الأخطاء المطبعية في الشرح لتداركها
الصفحة السطر الخطأ الصواب
41 2 ما يخدم يخدش أو يخرم
41 9 - 10 الذي يمكن الذي لا يمكن
42 16 - 17 ليث (هو ابن أبي سليم) ليث بن أبي سليم
48 12 - 13 عبدالله بن عمر عن نافع عبيدالله مصغّرًا هو الذي روى له مسلم
78 14 الرواية الراوية
100 13 أبي سفيان عن طلحة أبي سفيان طلحة
142 3 أو تصريحه تقريره
142 20 أنه صلى الله عليه وسلم تحذف الصلاة؛ لأن الكلام عن عليّ
158 5 التحقيق والإيضاح التقييد والإيضاح
181 5، 6، 9 ابن اللهيع ابن لهيعة
206 17، 18 سهدي صفدي
706 1 سهدي صفدي
213 8 الجوابري الجوابرة
224 11 قفال قال
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[16 - 02 - 04, 09:44 م]ـ
تعليق بسيط: ((أحياناً)) تكون بعض الكتب على غرار ما يوصف بأنه: كلمة حق أريد بها باطل!
¥(6/125)
ـ[المتبصر]ــــــــ[16 - 02 - 04, 11:36 م]ـ
قال الأخ الفاضل أبو عمر السمرقندي:
تعليق بسيط: ((أحياناً)) تكون بعض الكتب على غرار ما يوصف بأنه: كلمة حق أريد بها باطل! انتهى.
قلت: هو كذلك، أحسن الله إليك.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[17 - 02 - 04, 01:44 ص]ـ
الكتاب موجود في الملتقى منذ زمن أخي محمد الأمين.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=10943
لذلك سأقوم بإغلاق هذا الموضوع لأنه مكرر. وإن كنت ترغب في فتحه لأسباب أخرى فأرجو أن تراسلني.
وفقك الله لكل خير.(6/126)
تراجعات الشيخ عبد الله السعد – حفظه الله –
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[17 - 02 - 04, 09:06 ص]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
فإن جادة أهل العلم الراسخين فيه، الرجوع عن ما تبيَّن لهم أنهم أخطوا فيه؛ ومن هؤلاء الأعلام الشيخ العلامة المحدث أبو عبد الرحمن – حفظه الله –، حيث تراجع عن تقسيم حديث شريك بن عبد الله القاضي من ثلاثة أقسام، إلى تقسيمه إلى قسمين.
قال الشيخ – حفظه الله – في شرحه لكتاب الزكاة من سنن أبي داود، الشريط (3) الوجه (ب) عن شريك بن عبد الله القاضي:
[ ... ولعل الخلاصة فيه: أنَّ حديثه على قسمين: ما حدَّث به قبل أن يتولى القضاء، والقسم الثاني: ما حدَّث به بعد أن تولى القضاء.
وبعضهم أثنى على كتابه؛ لكن يحيى بن سعيد القطان قال: رأيت في أصوله تخليط.
وإسحاق الأزرق ممن ذكر أنه سمع من كتابه؛ لكن وجدنا أن لإسحاق الأزرق عن شريك أخطاء وأوهام؛
فلذلك أنا كنت – فيما سبق – أقول: أنَّ حديثه على ثلاثة أقسام، ومن هذه الأقسام: ما حدَّث به عن كتابه، ولكن وجدت له أوهام عن إسحاق الأزرق؛ فحديثه في الحقيقة على قسمين ... ]
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[17 - 02 - 04, 11:53 ص]ـ
أحسنت، جزاك الله خيرا وبارك فيك.
ـ[ماهر]ــــــــ[18 - 02 - 04, 06:33 ص]ـ
جزى الله شيخنا العلامة عبد الله السعد كل خير وأسأل الله له العمر المديد والعطاء الدائم في الخير وأن يكمل الله له طريق الوصول إلى مرضاته ويجزل له المثوبة وأن يحسن عاقبتنا وإياه في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[18 - 02 - 04, 03:31 م]ـ
بارك الله فيكما يا مشايخنا الكرام.
الشيخ الدكتور: ماهر الفحل حفظه الله
سلام عليك ورحمة الله وبركاته،،
لقد افتقدت مشاركاتكم، عسى أن تكونوا بخيرٍ وعافية.
ـ[ماهر]ــــــــ[19 - 02 - 04, 05:09 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء أنت وجميع الأخوة في هذا الملتقى المبارك.
لقد شغلتنا أمور مهمة جداً آخرتنا كثيراً عن ملتقانا الحبيب أسأل الله أن يفرج عن جميع المسلملين بمنه وكرمه وفضله.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[20 - 02 - 04, 04:44 م]ـ
يا شيخ ماهر:
موقع (دار الحديث) لا أستطيع الدخول عليه، ما هو السبب؟
وأسأل الله أن يفرج عنكم، ويحفظكم، وجميع إخواننا في العراق. آمين.
وأسأله - سبحانه - أن يرد كيد المحتلين في نحورهم. آمين.
ـ[ماهر]ــــــــ[22 - 02 - 04, 02:34 ص]ـ
الموقع حذفه الصليبيون، والحمد لله على كل حال
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[03 - 03 - 04, 07:50 ص]ـ
وفي هذه الليلة ليلة الأربعاء الموافق 11/ 1 / 1425 هـ في درس الترمذي، قسم الشيخ - حفظه الله - حديث شريك إلى ثلاثة أقسام، كما كان سابقاً، أي:
بزيادة: من روى من كتابه، كإسحاق الأزرق، وعيسى بن يونس.(6/127)
رأي ابن تيمية في نسخ القران بالسنة
ـ[الرايه]ــــــــ[18 - 02 - 04, 05:33 ص]ـ
هذه المسألة اختلف فيها المتقدمون
فمنعها: الإمام الشافعي، والإمام احمد بن حنبل في رواية عنه.
وجوزها: أصحاب الإمام أبي حنيفة، ورواية عن الإمام احمد،وغيرهم.
ذكر ابن تيمية دليلين لمن يرى جواز وقوعه وأجاب عنها ..
الدليل الأول
احتجوا أن الوصية للوالدين والأقربين نسخها قوله صلى الله عليه وسلم (إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه، فلا وصية لوراث)
الرد على هذا الدليل
هذا غلط!
لأن ذلك إنما نسخه آية المواريث كما اتفق على ذلك السلف؛ فانه لما قال سبحانه وتعالى بعد ذكر الفرائض ((تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ* وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ)) (النساء:13 - 14)
فلما ذكر أن الفرائض المقدرة حدوده ونهى عن تعديها كان في ذلك بيان انه لا يجوز أن يزاد على ما فرض الله له.
وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم (إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه، فلا وصية لوراث)، وإلا فهذا الحديث وحده إنما رواه أبو داود ونحوه من أهل السنن، ليس الصحيحين، ولو كان من أخبار الآحاد لم يجز أن يجعل مجرد خبرٍ غي معلوم الصحة ناسخا للقرآن.
الدليل الثاني
وقد ذكروا من ذلك قوله تعالى (فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلا) (النساء: من الآية15)
وقد ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال (خذوا عني، خذوا عني، قد جعل الله لهن سبيلا البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام، والثيب بالثيب والرجم).
الرد على هذا الدليل
وهذه الحجة ضعيفة لوجهين:-
أحدهما: أن هذا ليس من النسخ المتنازع فيه فان الله مد الحكم إلى غاية، والنبي صلى الله عليه وسلم بين تلك الغاية، لكن الغاية هنا مجهولة، فصار هذا يقال: انه نسخ!، بخلاف الغاية البينة في نفس الخطاب، كقوله تعالى ((ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ)) (البقرة: من الآية187)، فان هذا لا يسمى نسخاً بلا ريب.
الثاني: أن جلد الزاني ثابت بنص القرآن، وكذلك الرجم كان قد انزل فيه قران يتلى، ثم نسخ لفظه وبقي حكمه، وهو قوله ((الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم))، وقد ثبت الرجم بالسنة المتواترة واجماع الصحابة.
وليس هذا من موارد النزاع فان الإمام الشافعي واحمد وسائر الأئمة يوجبون العمل بالسنة المتواترة المحكمة وان تضمنت نسخاً لبعض آي القران.
ثم يقول - رحمه الله-
وبالجملة فلم يثبت أن شيئا من القران نُسِخ بسنة بلا قران
نقلته بتصرف قليل من مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 20/ 397 - 399
وبالمناسبة احب ان استفسر من الاخوة جميعا المشرفين والاعضاء ان كانت هناك دراسات حول آراء شيخ الاسلام في القرآن وعلومه ان يذكروها هنا ليستفيد الجميع
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[18 - 02 - 04, 06:49 ص]ـ
أحسنت جزاك الله خيرا وبارك فيك، وقد سبق النقاش حول هذه المسألة على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=9658(6/128)
فائدة عزيزة عن سكوت البيهقي عن الحديث في كتبه
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[20 - 02 - 04, 09:38 ص]ـ
في مقدمة كتابه "دلائل النبوة" 1/ 47، يقول الإمام البيهقي رحمه الله ـ كلاماً نفيساً ـ:
" وعادتي في كتبي المصنفة في الأصول والفروع ـ الاقتصار من الأخبار على ما يصح منها دون ما لا يصح،
أو التمييز بين ما يصح منها وما لا يصح، ....
ومن وقف على تمييزي في كتبي بين صحيح الأخبار وسقيمها، وساعده التوفيق، علم صدقي فيما ذكرته،
ومن لم ينعم النظر في ذلك، ولم يساعده التوفيق، فلا يغينه شرحي لذلك ـ وإن أكثرت ـ ولا إيضاحي له وإن بلغت،،،
استفدت هذه الفائدة من أحد الفضلاء، فأحببت نشرها لأحبتي لمن لم يطلع عليها.
ـ[خالد الفارس]ــــــــ[20 - 02 - 04, 09:58 ص]ـ
فائدة نفيسة من شيخ نحبه.
جزاك الله أحسن الجزاء
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 02 - 04, 12:49 م]ـ
لكنه في الواقع خالف ذلك وروى أحاديث ضعيفة بل موضوعة ظاهرة البطلان، فاغتر بها السيوطي فصححها
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[21 - 02 - 04, 07:55 ص]ـ
أخي الشيخ محمد الأمين، أما كونه يروي أحاديث ضعيفة، فهي إما أن تكون ضعيفة عند غيره، ومقبولة عنده، فهنا لا يحسن التعقب عليه، إذ المسألة اجتهادية،،،،
وإمان أنها متفق على ضعفها، وسكت عنها، فهنا يكون التعقب في محله.
أما روايات الموضوعات، والسكوت عنها، فقد يسأل سائل: هل من أمثلة؟
بارك الله فيكم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 02 - 04, 08:39 ص]ـ
قال شيخ الإسلام في منهاج السنة النبوية (5\ 510): «البيهقي يروي في الفضائل أحاديث كثيرة ضعيفة بل موضوعة، كما جرت عادة أمثاله من أهل العلم». قلت: قبّح الله هذه العادة الذميمة.
وقال أحمد الغُمَاري في كتابه "المغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير" (ص6): «المؤلّف (أي السيوطي) يعتمد كثيراً على قول البيهقي: إنه لا يُخرج في كتبه حديثاً يعلم أنه موضوع. وليس كذلك، بل يخرج الموضوعات بكثرة». وقال في (ص48) عند حديث "الدنيا سبعة آلاف، أنا في آخرها ألفاً" الذي أورده السيوطي عن البيهقي في "الدلائل" (واستدل به السيوطي على أنه آخر المجددين!): «قال الحفاظ: موضوع. ولو كان المؤلفُ (السيوطيّ) في عصرنا، لاستحى أن يذكره. وكذلك البيهقي الذي زعم أنه لا يخرج حديثاً يعلم أنه موضوع». وقال عن حديثٍ آخر: «عجباً للبيهقي الذي يُخرج هذا الباطل في "سننه"، ويزعم أنه لا يخرج في كتبه حديثاً يعلم أنه موضوع! مع أنه لا يَشكّ في وضعه طالبُ حديث!».
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[21 - 02 - 04, 09:28 ص]ـ
السؤال الملح لمن لديه دلائل البيهقي:
هل صدر البيهقي الحديث أو عقب عليه بشيء؟
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[22 - 02 - 04, 12:00 ص]ـ
أخي راجي رحمة ربه: لم أفهم مرادكم، فلو وضحتم أكثر.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[22 - 02 - 04, 03:28 ص]ـ
أقصد هل صدره بصيغة تمريض مثلا، أو هل عقب عليه بما يفيد تضعيف الحديث، لأنه حينها يكون مستثنى من القاعدة العامة التي أشار إليها في مقدمته
أم هل أنه أورد الحديث بسنده وفي هذه الحالة الأخيرة ممكن تعقب سكوته فيصلح مثالا للمعترض
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[22 - 02 - 04, 06:12 ص]ـ
للأسف ليس الدلائل بين يديّ
ـ[صلاح]ــــــــ[13 - 03 - 04, 02:19 م]ـ
فائدة نفيسه بارك الله فيكم
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[14 - 03 - 04, 05:59 ص]ـ
فائدة عزيزة في رواية الموضوعات في كتب البيهقي ذكرها محمد الأمين نفع الله به
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[14 - 03 - 04, 08:44 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=120&highlight=%C7%E1%C8%ED%E5%DE%ED ( للفائدة)
ـ[تقويم النظر]ــــــــ[14 - 03 - 04, 10:11 ص]ـ
أفادك الله أخي محمد الامين(6/129)
سؤال يتعلق برواية الإمام البخاري رحمه الله لِ أحمد بن منيع
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[22 - 02 - 04, 01:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.
أحمد بن منيع أبو جعفر البغوي روى له الجماعة وغيرهم من الأئمة كابن خزيمة رحمه الله تعالى.
روى له البخاري رحمه الله تعالى حديثا واحدا في الطب 7/ 158رواه عنه بواسطة قال أبو عبد الله حدثني الحسين حدثنا أحمد بن منيع حدثنا مروان بن شجاع حدثنا سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الشفاء في ثلاثة شربة عسل وشرطة محجم وكية نار وأنهى أمتي عن الكي، رفع الحديث.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: قوله: حدثني الحسين كذا لهم غير منسوب , وجزم جماعة بأنه ابن محمد بن زياد النيسابوري المعروف بالقباني , قال الكلاباذي: كان يلازم البخاري لما كان بنيسابور وكان عنده مسند أحمد بن منيع سمعه منه يعني شيخه في هذا الحديث , وقد ذكر الحاكم في تاريخه من طريق الحسين المذكور أنه روى حديثا فقال: كتب عني محمد بن إسماعيل هذا الحديث. ورأيت في كتاب بعض الطلبة قد سمعه منه عني ا هـ. وقد عاش الحسين القباني بعد البخاري ثلاثا وثلاثين سنة وكان من أقران مسلم , فرواية البخاري عنه من رواية الأكابر عن الأصاغر. وأحمد بن منيع شيخ الحسين فيه من الطبقة الوسطى من شيوخ البخاري , فلو رواه عنه بلا واسطة لم يكن عاليا له ....... وليس له في البخاري سوى هذا الحديث , وجزم الحاكم بأن الحسين المذكور هو ابن يحيى بن جعفر البيكندي وقد أكثر البخاري الرواية عن أبيه يحيى بن جعفر وهو من صغار شيوخه , والحسين أصغر من البخاري بكثير , وليس في البخاري عن الحسين سواء كان القباني أو البيكندي سوى هذا الحديث.انتهى كلام الحافظ.
قال الحافظ في التهذيب:
وقد روى عنه البخاري خارج الصحيح.
و الحاصل أن أحمد بن منيع شيخ الأئمة الستة إلا البخاري رحمهم الله تعالى جميعا.
السؤال:
1* هل يعني الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى برواية البخاري عنه خارج الصحيح ما جاء في التاريخ الكبير في عدة مواضع يقول فيها أبو عبد الله رحمة الله عليه: قال أحمد بن منيع حدثنا .... ثم يسوق إسناده، ومن المواضع في التاريخ الكبير 3/ 326 وَ 5/ 223؟
2* إذا كان البخاري رحمه الله تعالى روى عنه خارج الصحيح فلم نزل بإسناده في الصحيح؟
و جزاكم الله تعالى خيرا
أخوكم أبو بكر بن عبد الوهاب.(6/130)
حادثة نبوية يستدل بها على مسألة "زيادة الثقة"في المصطلح
ـ[الرايه]ــــــــ[22 - 02 - 04, 02:15 ص]ـ
وهي حادثة ذي اليدين عندما سلم النبي صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاة العشي بركعتين .. الحديث،
وهو حديث مشهور مخرج في كتب السنة كالموطأ والصحاح والسنن،
حتى قال عنه ابن عبد البر في الاستذكار (2/ 231) [ليس في أخبار الآحاد أكثر طرقا من حديث ذي اليدين هذا إلا قليلا].
الشاهد من الحديث [أن ذا اليدين لما انفرد بسكوت السهو وسكت الباقون وهم عدد يمتنع عادة غفلتهم عن مثل هذا لم يرجع النبي إلى قوله وحده مع عدالته وثقته حتى استثبت من الباقين، فلو كان انفراد الثقة بالزيادة والحالة هذه مقبولا لاعتمد النبي صلى الله عليه وسلم قول ذي اليدين وحده]
وهذه الفائدة من كتاب " نظم الفرائد لما تظمنه حديث ذي اليدين من الفوائد"
للحافظ صلاح الدين خليل بن كيكلدي العلائي (ت:763هـ)
وقد ذكر أقوال علماء الأصول والفقه والحديث في هذه المسألة، فقال:-
[و أما أئمة الحديث فالمتقدمون منهم كيحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي، ومن بعدهما كعلي بن المديني واحمد بن حنبل ويحيى بن معين وهذه الطبقة، وكذلك من بعدهم كالبخاري وأبي حاتم وأبي زرعة الرازيين ومسلم والنسائي والترمذي وأمثالهم، ثم الدارقطني و الخليلي كل هؤلاء يقتضي تصرفهم في الزيادة قبولاً و رداً الترجيح بالنسبة إلى ما يقوى عند الواحد منهم في كل حديث، ولا يحكمون في المسالة بحكم كُلي يعم جميع الأحاديث، وهذا هو الحق الصواب كما سنبينه إن شاء الله تعالى]
والكتاب مليء بالفوائد العلمية ..
وله طبعتان:-
الأولى/ عام 1406هـ، بتحقيق: كامل الراوي، الجمهورية العراقية - وزارة الشؤون الدينية
الثانية وهي المشهورة/1416هـ دار ابن الجوزي، بتحقيق: بدر بن عبد الله البدر
ولمن أراد الرجوع للمسألة في الكتاب فهي في المبحث السادس المسألة الخامسة،
في الطبعة الأولى/ 370 - 390
وفي الطبعة الثانية/204 - 223
والله اعلم
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[22 - 02 - 04, 10:50 م]ـ
بغض النظر عن حكم زيادة الثقة
إلا أن الاستدلال بحديث ذي اليدين على أن زيادة الثقة مردودة استدلال فيه نظر، لما يلي:
1) لأن خبر ذي اليدين أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صلى ركعتين فقط عارض ما في نفس النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه صلى أربعا، فاحتاج الأمر إلى مرجح خارجي، والذين يقبلون زيادة الثقة لا يقبلونها عندما تعارض ما رواه الثقات ويتعذر الجمع بينها وبين رواية بقية الثقات، فمحل النزاع بين المذهبين هو في زيادة الثقة التي لا تعارض ما رواه الأوثق هل يكون عدم رواية الأوثق لهذه الزيادة بمجرده كافيا في توهيم راوي الزيادة؟ وإلا فلو عارضت ما رواه الأوثق وتعذر الجمع فهي شاذة مردودة باتفاق المتقدمين والمتأخرين.
2) ثم إن خبر ذي اليدين أشبه بتفرد الثقة بحديث كامل منه بزيادة الثقة على ما رواه غيره، لأنه لم يكن هناك ثقات رووا شيئا وزاد عليهم ذو اليدين، ولذلك تجد الذين يطعنون في حجية خبر الواحد يحتجون بحديث ذي اليدين على اعتباره خبر واحد والمحتجون بخبر الواحد يسلمون أنه خبر واحد ولكن يعتذرون بأنه عارض ما هو أوثق وهو ما في نفس النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه أتم صلاته.
3) ليس في الحديث ما يفيد الجزم بأنه لو سكت الباقون أوقالوا لا ندري أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان سيرد خبر ذي اليدين، تماما كما نقول إن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لما طلب من أبي موسى 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - شاهدا في حديث الاستئذان، لو أن أبا موسى لم يجد شاهدا لكان عمر سيقبل خبره، فالمقصود أنه مع الاحتمال يبطل الاستدلال، والله أعلم.(6/131)
فائدة حول ضبط كلمة ((يحتمل)) ..
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[22 - 02 - 04, 04:36 ص]ـ
قال الاستاذ الدكتور محمود الطناحني ــ رحمه الله ــ في نقده لأحد المستشرقين كما في ((مقالاته)) (1/ 60):
((يحتمل)) ضبطها بضم الياء. وهو خطأ يقع فيه كثير من الناس، يضمّون الياء ويفتحون التاء والميم، مبنياً للمجهول.
والصواب فتح الياء مع كسر الميم، مبنياً للمعلوم.
قال الفيومي في ((المصباح المنير)): ((والاحتمال في اصطلاح الفقهاء والمتكلمين يجوز استعماله بمعنى الوهم والجواز، فيكون لازماً، وبمعنى الاقتضاء والتضمين، فيكون متعدياً، مثل احتمل أن يكون كذا، واحتمل الحال وجوهاً كثيرة)).
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[23 - 02 - 04, 02:22 ص]ـ
بارك الله فيك، فائدة نفيسة.(6/132)
الرواة عن ابن لهيعة
ـ[أبو يوسف السبيعي]ــــــــ[22 - 02 - 04, 10:45 ص]ـ
بعض رواة ابن لهيعة الذين فضلت روايتهم على غيرهم، أو لهم مزية في الرواية عنه، وإن كان المرجح ضعف روايته مطلقاً، لكن الضعف يتفاوت كما هو معلوم.
وقد قرأت لأحد المحققين أنه بلغ بهم عشرة رواة أو نحواً من ذلك ولم يذكرهم، وقد عزب عني كلامه، فأحببت أن أذكرهم على وجه الاستقصاء، ودونك هذه الفائدة فقيدها، وانتظر من الأخوة الاستدراك والإفادة.
1، 2، 3 - العبادلة (وهم عبد الله بن وهب، وعبد الله بن يزيد المقرئ، وعبد الله بن المبارك)، وكلام الأئمة في تقوية روايتهم عنه مشهور معروف.
4 - لهيعة بن عيسى.
قال قتيبة: كنا لا نكتب حديث ابن لهيعة إلا من كتب ابن وهب وابن أخيه – يعني ابن أخي ابن لهيعة – إلا ما كان من حديث الأعرج.
سؤالات الآجري (2/ 175).
5 - أبو الأسود النضر بن عبد الجبار.
قال أحمد بن صالح (وما أحسن حديثه عن ابن لهيعة)، وقال أيضاً: (ظننت أن أبا الأسود كتب من كتاب صحيح فحديثه صحيح يشبه كلام أهل العلم).
المعرفة والتاريخ 2/ 434، 2/ 185
6 - ابن أبي مريم.
قال أحمد: عمك سمع من ابن لهيعة قبل ذهاب كتبه.
7 - ابن رمح.
قال الفسوي: وكنت كتبت عن ابن رمح كتاباً عن ابن لهيعة، وكان فيه نحو ما وصف أحمد، فقال: هذا وقع على رجل ضبط إملاء ابن لهيعة، فقلت له في حديث ابن لهيعة! فقال: لم يعرف مذهبي في الرجال، أذهب إلى أنه لا يترك حديث محدث حتى يجمع أهل مصره على تركه. المعرفة 2/ 435.
8 - قتيبة بن سعيد.
راجع في ما تقدم في (4)، وقال قتيبة: قال لي أحمد بن حنبل: أحاديثك عن ابن لهيعة صحاح .... ، انظر: تهذيب الكمال 15/ 494، وفي السند جهالة.
9 - أبو سعيد مولى بني هاشم.
قال أبو سعيد: لقيته يعني -ابن لهيعة - سنة أربع وستين وهو على القضاء.
العلل ومعرفة الرجال ص 489، واحتراق كتبه كان في سنة 169 هـ أو سنة 170 هـ.
10 - بشر بن بكر.
قال بشر: لم أسمع من ابن لهيعة بعد سنة ثلاث وخمسين شيئاً.
الضعفاء للعقيلي 2/ 294.
11 - إسحاق بن عيسى الطباع.
قال: احترقت كتب ابن لهية سنة تسع وستين، قال: ولقيته أنا سنة أربع وستين يعني ابن لهيعة.
العلل رواية عبد الله ص 67 - 68.
ـ[حسام1]ــــــــ[22 - 02 - 04, 05:41 م]ـ
جزاك الله خير على هذا الجمع.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[22 - 02 - 04, 07:00 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وفي المجلد الأول من بذل الإحسان للشيخ الحويني يوجد كذلك جمع للرواة عن ابن لهيعة.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[23 - 02 - 04, 01:45 ص]ـ
جزاكم الله تعالى خيرا
ولعلكم تضيفون لمن ذكرتم عبد الله بن مسلمة القعنبي.
وقد قال أحد من عرفت أنّا طالما حكمنا عليه بالضعف فلا حاجة لهذه القسمة، فأجبته إن الحاجة إلى هذه القسمة تظهر عند اختلاف الرواة عن ابن لهيعة والله تعالى أعلم.
أخوكم أبو بكر بن عبد الوهاب
ـ[ابوسحر]ــــــــ[25 - 02 - 04, 11:26 ص]ـ
عبدالله بن لهيعة من حفاظ الجديث بمصر كما قال ذلك الامام احمد لذا تابعوا التفصيل في الرواة عنه
ـ[الدارقطني]ــــــــ[25 - 02 - 04, 06:37 م]ـ
فائدة ما تكتبون أيها المشايخ الكرام هو معرفة حديث ابن لهيعة ماليس من حديثه فالذين تذكرون فيما يظهر لي قد تحرّوا حديث ابن لهيعة
وقضية الإحتجاج بابن لهيعة مسألة أخرى طويلة الذيل والله الموفق.
ـ[الطالب الصغير]ــــــــ[25 - 02 - 04, 10:46 م]ـ
وأنظر للفائدة كتاب الشيخ عصام موسى هادي الدرر (أسئلة في مصطلح الحديث موجهة للشيخ الألباني رحمه الله) فقد ذكر فيه طائفة
وكذا الشيخ أبو إسحاق الحويني في تخريج كتاب الصمت لابن ابي الدنيا
ـ[حسام1]ــــــــ[26 - 02 - 04, 08:24 م]ـ
¥(6/133)
من قواعد الترجيح بين أقوال أئمة الجرح والتعديل تقديم قول " بلديه " أي من كان في بلده، ومن بلده أحمد بن صالح المصري، نقل عنه يعقوب بن سفيان قال: سمعت أبا جعفر احمد بن صالح وكان من اخيار الثبوتيين يثني عليه، وقال لي: كنت اكتب حديث أبي الأسود يعني النضر بن عبد الجبار في الرق فاستفهمته، فقال لي: كنت اكتبه عن المصريين وغيرهم ممن يخالجني أمرهم فإذا ثبت لي حولته في الرق وكتبت حديث أبي الأسود وما أحسن حديثه عن ابن لهيعة، قال: فقلت له: يقولون: سماع قديم وسماع حديث، فقال لي: ليس من هذا شيء ابن لهيعة صحيح الكتاب كان اخرج كتبه فأملى على الناس حتى كتبوا حديثه إملاء فمن ضبط كان حديثه حسناً صحيحاً إلا أنه كان يحضر من يضبط ويحسن ويحضر قوم يكتبون ولا يضبطون ولا يصححون وآخرون نظارة وآخرون سمعوا مع آخرين ثم لم يخرج ابن لهيعة بعد ذلك كتابا ولم ير له كتاب وكان من أراد السماع منه ذهب فاستنسخ ممن كتب عنه وجاءه فقرأه عليه فمن وقع على نسخة صحيحة فحديثه صحيح ومن كتب من نسخة لم تضبط جاء فيه خلل كثير ثم ذهب قوم فكل من روى عنه عن عطاء بن أبي رباح فإنه سمع من عطاء وروى عن رجل عن عطاء وعن رجلين عن عطاء وعن ثلاثة عن عطاء تركوا من بينه وبين عطاء وجعلوه عن عطاء.
قال يعقوب: وكنت كتبت عن ابن رمح كتاباً عن ابن لهيعة وكان فيه نحو ما وصف احمد بن صالح فقال: هذا وقع على رجل ضبط إملاء ابن لهيعة فقلت له: في حديث ابن لهيعة، فقال: لم تعرف مذهبي في الرجال اني اذهب إلى انه لا يترك حديث محدث حتى يجتمع أهل مصره على ترك حديثه.
وقال يعقوب بن سفيان في موضع آخر: سمعت احمد بن صالح يقول: كتبت حديث ابن لهيعة عن أبي الأسود في الرق وقال كنت اكتب عن أصحابنا في القراطيس واستخير الله فيه فكتبت حديث ابن لهيعة عن النضر في الرق.
قال يعقوب: فذكرت له سماع القديم وسماع الحديث، فقال: كان ابن لهيعة طلابا للعلم صحيح الكتاب وكان أملى عليهم حديثه من كتابه فربما يكتب عنه قوم يعقلون الحديث وآخرون لا يضبطون وقوم حضروا فلم يكتبوا فكتبوا بعد سماعهم فوقع علمه على هذا إلى الناس ثم لم يخرج كتبه وكان يقرأ من كتب الناس فوقع حديثه إلى الناس على هذا فمن كتب بأخرة من كتاب صحيح قرأ عليه في الصحة ومن قرأ من كتاب من كان لا يضبط ولا يصحح كتابه وقع عنده على فساد الأصل. قال: وظننت ان أبا الأسود كتب من كتاب صحيح فحديثه صحيح يشبه حديث أهل العلم.
ـ[أبو يوسف السبيعي]ــــــــ[26 - 02 - 04, 11:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
الأخ الفاضل / أبو بكر بن عبد الوهاب
سمعت من بعض المشايخ قديما إدراج عبد الله بن مسلمة ضمن العبادلة ليكونوا أربعة! ومن خلال قراءة موسعة في ترجمة ابن لهيعة لم أطلع على مستند هذا القول، فأرجو أن تفيدني إن كنت وقفت على ما يدل على ذلك.
وأما فائدة هذا التقسيم فهو - في نظري- أن الضعيف يتفاوت، وأنت ترى بعض أهل العلم يحسن بعض أحاديث الرجل الضعيف، فإذا جاء الحديث من طريق أحد هؤلاء عن ابن لهيعة، وجاء ما يعضده في أحاديث أخر، فإن النفس تميل إلى قبول حديثه.
وعكس هذا ما رواه غيرهم عن ابن لهيعة فإنه ضعفه أشد، وبالتالي يتحرى في تقويته بغيره، لما علم من ضعف حفظه وتخليطه وقبوله للتلقين وغير ذلك مما طعن به.
وكما تعلم حفظك الله أن علم التصحيح والتضعيف مبني على غلبة الظن، ولذا قال الذهبي لا تطمع أن تجد حداً للحديث الحسن.
الشيخ الفاضل عبد الرحمن الفقيه،
لم أطلع على بحث الشيخ أبي إسحاق الحويني، ولا ما كتبه الشيخ عصام موسى هادي.
لكن أظن أني استوعبت الرواة أو كدت، فإن فاتني شيء مما ذكره المشايخ فأفيدوني!،
وإنما ذكرت ما ورد النص عليه دون تتبع ...
فمثلاً من روى عن ابن لهيعة وتوفي قبل سنة الاحتراق يصلح أن يورد هنا ...
على أن بعض أهل العلم يرى أن حاله قبل الاحتراق وبعده في الضعف سواء
وعلى كل فالبحث في حال ابن لهيعة طويل الذيل كما ذكر الأخ، وليس هذا هو المقصود من هذا، وقد ألف فيه رسائل مفردة، وبحثه الشيخ أحمد معبد في تعليقه على النفح الشذي في نحو سبعين صفحة، والله أعلم بالصواب.
ـ[حسام1]ــــــــ[26 - 02 - 04, 11:28 م]ـ
جزاكم الله خير
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[27 - 02 - 04, 07:54 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله تعالى خيرا أخي أبا يوسف السبيعي، في الحقيقة كتبت لك من الذاكرة، ثم رجعت إلى أوراقي فلم أجد ما كتبت لك، لكني لا زلت أشعر أنه مع هؤلاء الذين ذكرت وسأحاول البحث أكثر، فالمسامحة على التقصير، وسأنصحُ نفسي من الساعة أن أخطىء ذاكرتي قدر المستطاع.
لكن هناك أمر:
1* لعلك أخي الحبيب تلاحظ أن من ذكرت (بالجملة) هم من طبقة واحدة تقريبا.
2* هذا يدل (من حيث الجملة) على أفضلية رواية القدماء عنه، وتُعرف نصوص من الأئمة بهذا الشأن.
3* القعنبي من نفس هذه الطبقة تقريبا، ولا يخفى عليك تقدمه في الحفظ.
ولعل في هذين الرابطين فائدة إن شاء الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=14358&highlight=%C7%C8%E4+%E1%E5%ED%DA%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=14608&highlight=%C7%C8%E4+%E1%E5%ED%DA%C9
أخوكم ماهر بن عبد الوهاب أبو بكر.
¥(6/134)
ـ[ابوسحر]ــــــــ[19 - 03 - 04, 08:19 ص]ـ
سيتم إضافة ما لدي من معلومات عن الرواة عن ابن لهيعة
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[25 - 11 - 04, 03:23 ص]ـ
بعض رواة ابن لهيعة الذين فضلت روايتهم على غيرهم، أو لهم مزية في الرواية عنه، وإن كان المرجح ضعف روايته مطلقاً، لكن الضعف يتفاوت كما هو معلوم.
وقد قرأت لأحد المحققين أنه بلغ بهم عشرة رواة أو نحواً من ذلك ولم يذكرهم، وقد عزب عني كلامه، فأحببت أن أذكرهم على وجه الاستقصاء.
الحمد لله نسترفده الإعانة والتوفيق. ونستهديه الصواب على التحقيق.
وبعد ..
قائل ذلك الشيخ أبو إسحاق الحوينى، وقد استقصاهم، وذكر أسماءهم فى ((بذل الإحسان بتقريب سنن النسائى أبى عبد الرحمن)) (1/ 32) فقال: ((وقد غلا بعضهم، فأسقط حديث ابن لهيعة كلَّه، سواء كان من رواية القدماء أو المتاخرين. وفرَّط بعضهم، فصحَّح حديثه كلَّه، حتى من رواية المتاخرين!!. وهكذا يضيع الحق بين الإفراط والتفريط.
والحق، أن حديث ابن لهيعة من رواية القدماء عنه قوى مقبول، ولم يكن دلَّس فيه. أما بعد احتراق كتبه، فقد وقعت منه مناكير كثيرة فى حديثه)).
وقال: ((وقد وقع لى أسماء جماعة من الذين سمعوا من ابن لهيعة قبل احتراق كتبه، منهم:
(1) عبد الله بن المبارك.
(2) عبد الله بن وهبٍ.
(3) عبد الله بن يزيد المقرئ.
(4) عبد الله بن مسلمة القعنبى.
(5) يحيى بن إسحاق السليحينى.
(6) الوليد بن مزيد البيروتى.
(7) عبد الرحمن بن مهدى.
(8) إسحاق بن عيسى بن نجيح.
(9) الليث بن سعد.
(10) بشر بن بكر التنيسى)) اهـ.
قلت: وهذا كلام محرَّر قوى، وهو شبيه بكلام الحافظ الذهبى فى ((تذكرة الحفاظ)) (1/ 238) حيث قال: ((حدث عنه: ابن المبارك، وابن وهب، وأبو عبد الرحمن المقرئ، وطائفة قبل أن يكثر الوهم في حديثه، وقبل احتراق كتبه. فحديث هؤلاء عنه أقوى. وبعضهم يصححه، ولا يرتقي الى هذا)).
ولكن فات أبا إسحاق كثيرون من قدماء أصحابه ممن روى عنه قبل اختلاطه، وفيهم رفعاء كبراء ماتوا قبل اختلاطه بزمنٍ بعيد.
ومما يجب بيانه هاهنا، قبل ذكر هذه الزوائد؛ أن ممن لم يقبل حديث ابن لهيعة بمرَّة: بلديه أبو عبد الرحمن النسائى المصرى، وهو فى هذا شبيه بعبد الرحمن بن مهدى ويحيى بن سعيد القطان، فقد كانا لا يحدِّثان عنه بشئٍ. قال ابن مهدي: لا أحمل عن ابن لهيعة قليلا ولا كثيراً. قال الدارقطني: سمعت أبا طالب أحمد بن نصر الحافظ يقول: من يصبر على ما يصبر عليه أبو عبد الرحمن النسائى، كان عنده حديث ابن لهيعة ترجمة ترجمة، فما حدَّث بها، وكان لا يرى أن يحدِّث بحديث ابن لهيعة.
قلت: ولهذا كان أبو عبد الرحمن لا يذكر اسم ابن لهيعة فى الأسانيد التى يجئ فيها مقروناً بغيره، وإنما يقول ((وذكر آخر))؛ ويعنى به ابن لهيعة، وهذه عشارية دالةٌ على صنيع أبى عبد الرحمن هذا تجاه مرويات ابن لهيعة:
(1) قال فى ((المجتبى)) (1/ 148) و ((الكبرى)) (2/ 268/3384): أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ وَذَكَرَ آخَرُ عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِي الله عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخْرِجُ إِلَيَّ رَأْسَهُ مِنَ الْمَسْجِدِ، وَهُوَ مُجَاوِرٌ، فَأَغْسِلُهُ وَأَنَا حَائِضٌ.
(2) قال فى ((المجتبى)) (2/ 192) و ((الكبرى)) (1/ 219/639): أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ ثَنَا ابْنُ حِمْيَرٍ ثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ وَذَكَرَ آخَرَ قَبْلَهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَامَ يُصَلِّي تَطَوُّعًا يَقُولُ إِذَا رَكَعَ: ((اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، أَنْتَ رَبِّي، خَشَعَ سَمْعِي وَبَصَرِي، وَلَحْمِي وَدَمِي، وَمُخِّي وَعَصَبِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)).
¥(6/135)
(3) قال فى ((المجتبى)) (4/ 185) و ((الكبرى)) (2/ 107/2603): أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَاللَّيْثُ وَذَكَرَ آخَرَ عَنْ بُكَيْرٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَمْرٍو الأَسْلَمِيِّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً عَلَى الصِّيَامِ فِي السَّفَرِ!، قَالَ: ((إِنْ شِئْتَ فَصُمْ، وَإِنْ شِئْتَ فَأَفْطِرْ)).
(4) قال فى ((المجتبى)) (4/ 196) و ((الكبرى)) (2/ 116/2642): أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ عَنْ أَشْهَبَ أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَذَكَرَ آخَرَ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ حَدَّثَهُمَا عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَفْصَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ لَمْ يُجْمِعِ الصِّيَامَ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَلا يَصُومُ)).
(5) قال فى ((المجتبى)) (4/ 199) و ((الكبرى)) (2/ 119/2660): أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي مَالِكٌ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَذَكَرَ آخَرَ قَبْلَهُمَا أَنَّ أَبَا النَّضْرِ حَدَّثَهُمْ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ مَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ مَا يَصُومُ، وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ.
(6) قال فى ((المجتبى)) (6/ 17) و ((الكبرى)) (3/ 13/4333): أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ ثَنَا أَبِي ثَنَا حَيْوَةُ وَذَكَرَ آخَرَ قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلانِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَا مِنْ غَازِيَةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللهِ، فَيُصِيبُونَ غَنِيمَةً، إِلا تَعَجَّلُوا ثُلُثَيْ أَجْرِهِمْ مِنَ الآخِرَةِ، وَيَبْقَى لَهُمُ الثُّلُثُ، فَإِنْ لَمْ يُصِيبُوا غَنِيمَةً تَمَّ لَهُمْ أَجْرُهُمْ)).
(7) قال فى ((المجتبى)) (6/ 69) و ((الكبرى)) (3/ 271/5344): أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ ثَنَا أَبِي ثَنَا حَيْوَةُ وَذَكَرَ آخَرَ قَالا: أنبأنا شُرَحْبِيلُ بْنُ شَرِيكٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ الدُّنْيَا كُلَّهَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ)).
(8) قال فى ((المجتبى)) (7/ 215) و ((الكبرى)) (3/ 54/4461): أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَذَكَرَ آخَرَ وَقَدَّمَهُ أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَهُمْ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ فَيْرُوزَ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَشَارَ بِأَصَابِعِهِ، وَأَصَابِعِي أَقْصَرُ مِنْ أَصَابِعِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُشِيرُ بِأُصْبُعِهِ يَقُولُ: ((لا يَجُوزُ مِنَ الضَّحَايَا: الْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا، وَالْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ عَرَجُهَا، وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا، وَالْعَجْفَاءُ الَّتِي لا تُنْقِي)).
(9) قال النسائى ((المجتبى)) (8/ 135) و ((الكبرى)) (5/ 414/9336): أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ وَذَكَرَ آخَرَ قَبْلَهُ عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيِّ أَنَّ شُيَيْمَ بْنَ بَيْتَانَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رُوَيْفِعَ بْنَ ثَابِتٍ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((يَا رُوَيْفِعُ؛ لَعَلَّ الْحَيَاةَ سَتَطُولُ بِكَ بَعْدِي، فَأَخْبِرِ النَّاسَ أَنَّهُ: مَنْ عَقَدَ لِحْيَتَهُ، أَوْ تَقَلَّدَ وَتَرًا، أَوِ اسْتَنْجَى بِرَجِيعِ دَابَّةٍ، أَوْ عَظْمٍ، فَإِنَّ مُحَمَّدًا بَرِيءٌ مِنْهُ)).
(10) قال فى ((المجتبى)) (8/ 264) و ((الكبرى)): أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ ثَنَا أَبِي ثَنَا حَيْوَةُ وَذَكَرَ آخَرَ قَالا: حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ غَيْلانَ التُّجِيبِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ دَرَّاجًا أَبَا السَّمْحِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الْهَيْثَمِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الْكُفْرِ وَالدَّيْنِ))، قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ أَتَعْدِلُ الدَّيْنَ بِالْكُفْرِ؟، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((نَعَمْ)).
قلت: والمقصود فى هذه العشارية بقوله ((وذكر آخر)) هو: محدث مصر البار الصادق عبد الله بن لهيعة.
والفارق شاسع بين صنيع أبى عبد الرحمن النسائى، وبين ثناء عبد الله بن وهبٍ المصرى عليه وتوثيقه إيَّاه، وهو به أعرف. فقد قال أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح: سمعت ابن وهب يقول، وسأله رجل عن حديثٍ، فحدثه به، فقال له الرجل: من حدثك بهذا يا أبا محمد؟، قال: حدثني به والله الصادق البار عبد الله بن لهيعة. قال أبو الطاهر: وما سمعته يحلف بمثل هذا قط.
ويتبع بتوفيق الله ذكر زوائد الرواة من قدماء أصحابه.
¥(6/136)
ـ[أبو أنيس]ــــــــ[26 - 11 - 04, 12:28 م]ـ
هل طبع الكتاب كاملا
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[08 - 12 - 04, 08:44 م]ـ
الحمد لله نسترفده الإعانة والتوفيق. ونستهديه الصواب على التحقيق.
وهذه عشارية بالزوائد من الرواة عمن ذكرهم أبو إسحاق آنفاً، مع بيان أحاديثهم:
(1) سَلَمَةُ بْنُ الْعَيَّارِ بْنِ حِصْنٍ التَّرَاغِمِىُّ، أبو مسلم الدمشقى المصرى الأصل
كان من خيار أهل الشام وعبَّادِه، مات وهو شاب قبل اختلاط ابن لهيعة.
قال الحافظ المزى ((تهذيب الكمال)) (11/ 303): ((حكى الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي عن أبي حاتم بن حبان البستي قال: كان من خيار أهل الشام وعبَّادهم، ولكنه مات وهو شاب، وكل شيء حدَّث في الدنيا لا يكون عشرة أحاديث.
وقال أبو سليمان بن زبر عن أبيه عن إسحاق بن خالد عن أبي مسهر الدمشقى: أثبت أصحاب الأوزاعي الذين سمعوا منه: يزيد بن السمط، وسلمة بن العيار، وكانا ورعين فاضلين صحيحي الحفظ، على حال تقلل، ما تلبسا بشيء من الدنيا. مات سلمة بن العيار سنة ثمان وستين ومئة)). وفى ((تاريخ دمشق)) (22/ 114): ((قال أبو زرعة الدمشقى: حدَّثني ابن سلمة بن العيار قال: مات أبي سنة ثلاث وستين ومائة)). وقال الحافظ الذهبى ((الكاشف)) (1/ 454): ((ثقة عابد نبيل توفي شابا سنة 168)) وعلى كلا القولين، فروايته عن ابن لهيعة قبل اختلاطه بكثير.
وأما حديثه عن ابن لهيعة:
قال تمام الرازى ((الفوائد)) (1526): أخبرنا محمد بن محمد بن عبد الحميد بن خالد الفزاري ثنا أحمد بن أنس بن مالك ثنا إسحاق بن سعيد بن الأركون عَنْ أبي مُسْلِمٍ سَلَمَةَ بْنِ الْعَيَّارِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ لَهِيعَةَ عَنْ مِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((قُرَيْشٌ خَالِصَةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَمَنْ نَصَبَ لَهَا حَرْبَاً أَوْ مَنْ حَارَبَهَا سُلِبَ، وَمَنْ أَرَادَهَا بِسُوءٍ، خُزِيَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ)).
وأخرجه ابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (22/ 110) من طريق تمام به.
وأخرجه كذلك (8/ 306) من طريق إسحاق بن يعقوب الكفرسوسى الورَّاق ثنا أحمد بن أنس بن مالك الدمشقى بإسناده مثله.
******* ******* *******
(2) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ العَنَسِىُّ، أبو عبد الله الشامى
ذكر أبو زرعة الدمشقى عن ابن زبر قال: مات سنة خمس وستين ومائة، وصلَّى عليه سعيد بن عبد العزيز التنوخى.
وأما حديثه عن ابن لهيعة:
قال الطبرانى ((مسند الشاميين)) (248): حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ الْمَعْمَرِىُّ ثنَا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَزَّانُ ثنا الْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ ابْنِ ثَوْبَانَ عَنْ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أن النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الْمُسْتَبَّانِ مَا قَالا، فَعَلَى الْبَادِئِ حتَّى يَعْتَدِى الْمَظْلُومُ)).
قال أبو القاسم: ((هكذا روى ابْنُ ثَوْبَانَ عَنْ الْحَضْرَمِيِّ، وهو عَبْدُ اللهِ بْنِ لَهِيعَةَ)).
قلت: لكن خالفه عبد الله بن وهب، فرواه ((عَنْ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَنَسِ))، فأدخل بينهما ((سنان بن سعد))، وهو الصحيح.
فقد أخرجه القضاعى ((مسند الشهاب)) (1/ 216) من طريق يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّدَفِىِّ ثنا ابْنُ وَهْبٍ ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ واللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الْمُسْتَبَّانِ مَا قَالا، فَعَلَى الْبَادِئِ حتَّى يَعْتَدِى الْمَظْلُومُ)).
وتأتى بقية العشارية إن شاء الله تعالى.
ـ[الموسوي]ــــــــ[09 - 12 - 04, 12:29 ص]ـ
أخي أبو محمد الألفي حفظه الله ونفعه:
أقول لك-مع الأسف-كلامك وكلام الشيخ الحويني حفظه الله ليس من التحقيق في شيء, لأنه سرد خال من الأدلة, والعجيب أنه يشير إلى اختلاف الأئمة النقاد الكبار فيه, ومنهم من رد حديثه مطلقا كيحي بن معين وأبي زرعة الرازي وغيرهما, فيذكر لنا الشيخ خلاصة بحثه ويريدنا أن نلتزمه, أفنترك قول هولاء لقوله؟.
وما ساقه الأخ السبيعي حرس الله مهجته في غاية النفاسة, وهذا هو المنهج السليم في البحث.
و أرجو أن لا يُفهم من كلامي تنقص الشيخ, فأنا من المحبين له, غير أن الحق أحب إلي منه, وعجبت من قول الفاضل المذكور: هذا كلام محرر قوي!.
هذا ومما أردتُ, تنبيهَ الإخوة على سلوك المنهج السليم في تلقي العلم
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[ياسربن مصطفى]ــــــــ[09 - 12 - 04, 12:43 ص]ـ
قدسمعت شريطا لابى اسحاق حفظه الله يقول انبن لهيعه اختلط سنة170 فكل منروى عنه ومات قبل170فحديثه صحيح
¥(6/137)
ـ[المستشرق موراني]ــــــــ[09 - 12 - 04, 12:57 ص]ـ
يبدو لي كأن هذا الرابط قديم ورفع الآن , وفي ذلك خير للجميع ليذكّوا على ما سبق ذكره. وأنا منهم.
كما يبدو لي فان الرابط لطلبة العلم , وفي ذلك أيضا خير كثير.
جاء في أغلب المشاركات تقريبا كما يلي: وقال فلان , حدثني فلان , وفي كتاب فلان عن ....
وذكر فلان أنّ .... وهلم جرا!
فهنا أتساءل: هل سمع أحد منكم ,يا طلبة العلم , عن اخراج (صحبفة عبد الله بن لهيعة) عام 1986؟
هذه الصحيفة القديمة مكتوبة على البردي وهي محفوظة في جامعة هيدلبرج في ألمانيا. نشره وعلق عليه
ر. ج. خوري.
وقد سبق لي أن أشرت الى هذه الصحيفة في مجلة معهد المخطوطات العربية. عدد مايو عام 1980 , ص 107 وما بعدها تحت العنوان: صحيفة عبد الله بن لهيعة.
ـ[الموسوي]ــــــــ[09 - 12 - 04, 01:05 ص]ـ
حضرة د. م.موراني المحترم:
لا تضق ذرعا بما تراه من تباحث الإخوة في قضايا العلم, ولو جهلنا هذه الصحيفة كان ماذا, وأنت لما كان همك البحث عن تراث المسلمين لغرض لا نعلمه تستقل مثل هذه النقاشات, فنسأل الله أن يشرح صدرك ويهدي قلبك
رجاء من الإخوة المشرفين أن لا يحذفوا هذا الرد, وفقهم الله.
ـ[المستشرق موراني]ــــــــ[09 - 12 - 04, 01:34 ص]ـ
الموسوي وفقك الله ,
انني لا أظن أن لدى المشرفين سبب ما لحذف ما قلت أنت
بل أنت قلت حقا: لما كان همك البحث عن تراث المسلمين لغرض لا نعلمه ,
الغرض , لكي تفهم , يا الموسوي , ولكي يفهم غيرك في هذا المكان , الغرض هو والحصول على العلم أكثر وأوثق
والنظرة أدق الى ما صدر حول ما أنت بصدده.
هذا هو الغرض الوحيد .... أم تريد أن أترك صحيفة ابن لهيعة الى الجانب؟؟؟
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[09 - 12 - 04, 09:11 ص]ـ
الحمد لله ناصر الحق ورافعِى لوائِه. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على أتقى خلقه وأوليائه. وبعد ..
الأخ الفاضل المستشرق الألمانى / د. م. مورانى
أحسن الله إليكم. ونفع بكم. وبارك فيكم.
بل والله نحمد لك مشاركاتك، فشكر الله لك كثيراً، وما أصدقك إذ قلت: القصد التوثق والتثبت من نقولات العلم من مصادره الموجودة والمفقودة.
ليس بالمستبعد أن تكون ((صحيفة ابن لهيعة)) مكتوبةً على البردى: ورقِ المصريين وصنعتِهم، وفاءً واعترافاً بحقه علينا، ورمزاً للاهتمام بعلم ذاك البحر الذى لا تكدره دلاءُ الظامئين للعلم، والراغبين فى تحصيله حسبةً لله: عبد الله بن لهيعة الحضرمى المصرى، فعنده الأصول وعند غيره من رفعاء وقته الفروع، كما قاله إمام العارفين سفيان الثورى.
وأظنك لو طالعت هذه الصحيفة، لوقعت على درر ولطائف لا توجد عند غيره. أليس عنده مغازى عروة بن الزبير الأسدى، التى أجهد الإمام أبو القاسم الطبرانى نفسه فى رحلته إلى مصر لتحصيلها، والرواية عنها، واستفاد منها كثيراً فى تراجم الصحابة فى ((معجمه الكبير)).
ومن نافلة المقال وفواضله ومعاده، أن نكرَّر ما ذكره غيرُنا من الفضلاء عند مشاركتنا إيَّاهم، ومن الآداب المرعية مع طلبة العلم، فضلاً عن نبغائه والبارعين فيه، أن نشكر لهم محاسن مشاركاتهم، ونعدُّها من فضائلهم، فإن مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ لا يَشْكُرُ اللهَ.
قال الإمام أحمد (2/ 388): حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْجُمَحِىُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لا يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ)).
وما أجمله تعليقاً؛ ذاك الذى علَّقه الإمام الجهبذ أبو حاتم بن حبان البستى حيث قال:
ذِكْرُ مَا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ الشُّكْرِ لأَخِيهِ الْمُسْلِمِ عِنْدَ الإِحْسَانِ إِلَيْهِ (3398) سَمِعْتُ أبا خليفة يَقُولُ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ بَكْرِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ مُسْلِمٍ يَقُولُ سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ مُسْلِمٍ يَقُولُ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ زِيَادٍ يَقُولُ سَمِعْتُ أبَا هُرِيْرَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ أبَا القَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((لا يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ)).
وقال أبو عيسى الترمذى: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ بِمَكَّةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، أَتَاهُ الْمُهَاجِرُونَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ مَا رَأَيْنَا قَوْمًا أَبْذَلَ مِنْ كَثِيرٍ، وَلا أَحْسَنَ مُوَاسَاةً مِنْ قَلِيلٍ، مِنْ قَوْمٍ نَزَلْنَا بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ، لَقَدْ كَفَوْنَا الْمُؤْنَةَ، وَأَشْرَكُونَا فِي الْمَهْنَإِ، حَتَّى لَقَدْ خِفْنَا أَنْ يَذْهَبُوا بِالأَجْرِ كُلِّهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا مَا دَعَوْتُمْ اللهَ لَهُمْ، وَأَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِمْ)).
فشكر الله لكل من شارك بالعلم النافع، وأرشد إلى العمل الصالح، وبصَّر بمواقع الصواب، وحذَّر من مهجور القول ومرذوله، وعفا الله عمن أنكر المعروف وكتمه، ولم يشكر لمسديه وباذله.
والحمد لله أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً.
¥(6/138)
ـ[الموسوي]ــــــــ[09 - 12 - 04, 09:53 ص]ـ
حضرة د. م.موراني المحترم:
ولأنك غريب عن المعرفة بعلوم الشرع, فإنك تجعل الوقوف على هذه الصحيفة لا بد منه في هذه المسألة, والذي نعلمه أن لا تلازم بينهما, وإنما كان جوابنا معك كما رأيت, لِما تضمنه أسلوبك أولا (جاء في أغلب المشاركات .. إلى قولك: وهنا أتسائل ... ).
نعم, قد يكون مرادك غير ما فهمناه, لكن ما ذنبنا إذا كان أسلوبك كلامك هكذا.
وختاما الإخوة المشاركون في الملتقى لهم اهتمام بالتراث, كلٌّ على قدره, فإن أردت أن تنفعهم فأتحفهم بها في الملتقى.
ـ[المستشرق موراني]ــــــــ[09 - 12 - 04, 12:34 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا!
الرجوع الى الكتب الألكترونية اليوم سهل للجميع.
فكان المراد أن أشير الى ما لا يمكن حصول عليه من هذا الطريق.
الموسوي: فإن أردت أن تنفعهم فأتحفهم بها في الملتقى.
هذا ما فعلت.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[13 - 12 - 04, 03:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وقد ذكر العلائي كلاماً لايستغنى عنه في هذه المسألة في كتابه " المختلطين " (ص 65 ـ 69) , فإليك نصه:
عبدالله بن لهيعة:
قال عمرو بن علي الفلاّس: من كتب عنه قبل احتراق كتبه كابن المبارك والمقريء - فهو أصح؛ يعني ممن كتب بعد ذلك , لأنه تخبّط في الرواية بعد ذلك.
وذكر عثمان بن صالح السهمي: أن جميع كتبه لم تحترق , ولكن بعض ما كان يقرأ منه احترق , قال: [وأنا أخبر الناس بأمره , أقبلت أنا وعثمان بن عتيق بعد الجمعة فوافيناه أمامنا على حمار , فأفلج وسقط , فبادر ابن عتيق إليه فأجلسه وصرنا به إلى منزله , وكان ذلك سبب علته].
وقال الفضل بن زياد: سمعت أحمد بن حنبل , وسئل عن ابن لهيعة؟ فقال: [من كتب عنه قديماً فسماعه صحيح].
وقال الدارقطني: يُعتبر بما روى عنه العبادلة ابن المبارك , والمقريء , وابن وهب , والقعنبي.
وقال خالد بن خداش: رآني ابن وهب أكتب حديث ابن لهيعة , فقال: إني لست كغيري في ابن لهيعة , فاكتبها.
قلت: إلى هنا انتهى كلام الإمام العلائي رحمه الله تعالى.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[13 - 12 - 04, 03:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وأما بانسبة عن ما ذكره المستشرق (موراني) فهو صحيح , فالصحيفة نفيسة , وعندي نسخة من المطبوعة منها , وقد جهد محققها في إخراجها , فله الشكر.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[13 - 12 - 04, 09:17 م]ـ
لو سمحتم هل لنا أن نعرف الصفات العامة عن هذه الصحيفة كعدد أحاديثها وراويها عن ابن لهيعة وغير ذلك ما أمكن، والله الموفق.
ـ[المستشرق موراني]ــــــــ[13 - 12 - 04, 11:19 م]ـ
من جمع الأحاديث في هذه الصحيفة هو عثمان بن صالح بن صفوان المصري (ت 219) عن ابن لهيعة والليث بن سعد وابن وهب. وسميت الصحيفة ب (صحيفة ابن لهيعة) لأن أغلب الأحاديث بروايته وكلها تتعلق بأشراط الساعة والفتن.
قد يرجع بعض الأحاديث الى (الصحيفة الصادقة) لعبد الله بن عمرو بن العاص والى كتاب الأهوال لابن وهب والى كتاب غير معورف ليزيد بن أبي حبيب. سبق لي أن أشرت الى هذه الصفيحة عام 1980 أي قبل نشرها بست سنوات (أنظر المشاركة الرقم 18 أعلاه) فالمجلة قد تكون في متناول الجميع تقريبا.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 12 - 04, 07:01 ص]ـ
نقل الدكتور المليباري الإجماع على ضعف حديث ابن لهيعة سواء روى عنه العبادلة أم غيرهم. والسبب هو ضعف حفظه. لكن الفرق أن من نقل عن أصوله يعتبر بحديثه، ومن لم ينقل عن أصوله لا يعتبر بروايته بسبب التلقين.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 12 - 04, 07:19 ص]ـ
هذا الاجماع محل بحث
قال الطحاوي في معاني الآثار
(ثم قد روى عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك أيضا ما قد
حدثنا الربيع المؤذن قال ثنا أسد قال ثنا بن لهيعة قال حدثني أخي عيسى عن عكرمة عن بن عباس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما أنزلت سورة النساء وأنزل فيها الفرائض نهى عن الحبس
حدثنا روح بن الفرج قال أخبرنا يحيى بن عبد الله بن بكير وعمرو بن خالد قالا ثنا عبد الله بن لهيعة فذكر بإسناده مثله
حدثنا عبد الرحمن بن الجارود قال ثنا بن أبي مريم قال حدثني بن لهيعة فذكر بإسناده مثله
حدثنا روح ومحمد بن خزيمة قالا قال لنا أحمد بن صالح هذا حديث صحيح وبه أقول قال روح قال لي أحمد بن صالح وقد حدثنيه الدمشقي يعني عبد الله بن يوسف عن بن لهيعة)
انتهى
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[14 - 12 - 04, 10:42 ص]ـ
نقل الدكتور المليباري الإجماع على ضعف حديث ابن لهيعة سواء روى عنه العبادلة أم غيرهم. .
أين ذكر ذلك وما هو نص كلامه.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[14 - 12 - 04, 11:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لاأظن بأن الدكتور حمزة يجازف بإطلاق عبارته هكذا دونما تحقيق , وإلا فإنه يخرق إجماعاً , ولا أظنه يقوى على أن تفتح فوهة البركان في وجهه.
فلذا نحن مستمسكون على أن تذكر لنا المصدر الذي نقلت منه قول المليباري!!!!!!
¥(6/139)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 12 - 04, 05:22 م]ـ
رسالة صغيرة عن كيفية تخريج الحديث، وقد ذكر ضمنها تراجم ابن لهيعة في تهذيب الكمال وتهذيب التهذيب وغيرها، ثم بعد ذلك ذكر الترجيح. وليست الرسالة للأسف عندي.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[14 - 12 - 04, 06:34 م]ـ
لعلك تقصد رسالة (كيف ندرس علم تخريج الحديث)
تأليف الدكتور حمزة عبدالله المليباري والدكتور سلطان العكاية
وقد تكلموا على رواية عبدالله بن لهيعة من ص 135 إلى ص 200 ولم يذكروا هذا الإجما عالذي ذكرته وإنما توصلوا من خلال استعراض الترجمة وأقوال أهل العلم إلى أن رواية العبادلة والقدماء أصح من غيرها ولايعنى هذا صحتها فهو ضعيف قبل ولكن رواية القدماء عنه وخاصة من عاين أصولة صحيحة عن عبدالله بن لهيعة ولكن المشكلة تكمن فيه هو وفي ضعفه وقبوله للتلقين.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[14 - 12 - 04, 06:47 م]ـ
وأما الكلام حول أحمد بن صالح المصري ففيه تساهل في كلامه على بعض الرواة
وقد ذكر الشيخ عبدالله السعد حفظه الله في تقديمة لكتاب (تعليقه على العلل لابن أبي حاتم) لابن عبدالهادي ص64 - 66 أمثلة على تساهل أحمد بن صالح المصري ثم قال ص 65 (والأمثلة على تساهل أحمد بن صالح كثيرة) انتهى.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 12 - 04, 06:56 م]ـ
شيخنا الحبيب عبد الرحمن الفقيه
بارك الله فيك
وأما تساهل أحمد بن صالح فهذا ما أوافق عليه وقد ذكرته في غير هذا الموضع
الا بالاصح وجود نوع التساهل
وذكرت فيه طريقة أحمد بن صالح والذهلي وغيرهما
ولكن المقصود رد الاجماع (ان كان هناك من قال به)
ومع هذا أخالف الشيخ الفاضل عبد الله السعد في قوله
(والأمثلة على تساهل أحمد بن صالح كثيرة)
أخالفه في حرف واحد =قوله (كثيرة)
فقط أخالفه في هذا الحرف
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[14 - 12 - 04, 07:04 م]ـ
الشيخ الجليل ابن وهب حفظه الله
بارك الله فيكم وحفظكم، والعلم رحم بين أهله، وجزاك الله خيرا على ما تفضلت به من الإفادة حول حال أحمد بن صالح وليتك تفيدنا أكثر عن ذلك حتى لو كان في موضوع مستقل.
ـ[المستشرق موراني]ــــــــ[14 - 12 - 04, 07:41 م]ـ
لتساهل أحمد بن صالح , وهو كاتب الليث بن سعد , أمثلة. منها ما جاء في تفسير الموطأ للقنازعي حيث
ورد أن رسالة الليث بن سعد الى مالك بن أنس نسبها عبد الله بن صالح الى الليث (ليست تصح تلك الرسالة عن الليث ... )
فعند رغبة أكتب الفقرة هذه بكاملها هنا في الرابط. ربما يخرج هذا المثل من مجرد (التساهل)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 12 - 04, 08:53 م]ـ
الدكتور موراني
نحن نتكلم عن الإمام أحمد بن صالح أحد الحفاظ -رحمه الله
لانتكلم عن عبد الله بن صالح كاتب الليث- رحمه الله
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 12 - 04, 09:20 م]ـ
شيخنا الحبيب الفقيه وفقه الله
بارك الله فيكم
أشرت الى هذا في الملتقى في عدة مواضع منها ماهو بتاريخ 10 - 07 - 2002
(حسب ما هو مسجل في المشاركة)
وأشرت إلى ذلك في مواضع قبل ذلك
ولكن لسبب (ما) امتعنت عن الكلام حول هذا الموضوع
وجزاكم الله خيرا
ـ[المستشرق موراني]ــــــــ[14 - 12 - 04, 10:36 م]ـ
أعتذر لهذا الخطأ , كان سهوا مني
عبد الله بن صالح (ت 223)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[18 - 02 - 05, 10:50 ص]ـ
الْحَمْدُ للهِ الْهَادِى مَنْ اِسْتَهْدَاهُ. الْوَاقِى مَنْ اِتَّقَاهُ. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَوْفَيَانِ عَلَى أَكْمَلِ خَلْقِ اللهِ.
الشيخان الفاضلان / محمد الأمين ورضا صمدى.
كلاكما أكبر وأعلى مقاماً من التحاور بمثل هذا؟.
استريحا قليلاً، وراجعا أنفسكما، قبل أن تندما على ما يصدر عنكما، وبكما يقتدى كثير من شباب المنتدى المبارك. نصيحتى لكما نصيحة رجل أرهقته الخلافات، وأنا لكما معاً محبٌ صادقٌ.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 02 - 05, 05:16 ص]ـ
الشيخ الجليل ابن وهب حفظه الله
بارك الله فيكم وحفظكم، والعلم رحم بين أهله، وجزاك الله خيرا على ما تفضلت به من الإفادة حول حال أحمد بن صالح وليتك تفيدنا أكثر عن ذلك حتى لو كان في موضوع مستقل.
بانتظار مشاركة الشيخ الجليل
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 02 - 05, 05:20 ص]ـ
لعلك تقصد رسالة (كيف ندرس علم تخريج الحديث)
تأليف الدكتور حمزة عبدالله المليباري والدكتور سلطان العكاية
وقد تكلموا على رواية عبدالله بن لهيعة من ص 135 إلى ص 200 ولم يذكروا هذا الإجما عالذي ذكرته وإنما توصلوا من خلال استعراض الترجمة وأقوال أهل العلم إلى أن رواية العبادلة والقدماء أصح من غيرها ولايعنى هذا صحتها فهو ضعيف قبل ولكن رواية القدماء عنه وخاصة من عاين أصولة صحيحة عن عبدالله بن لهيعة ولكن المشكلة تكمن فيه هو وفي ضعفه وقبوله للتلقين.
نعم هذه الرسالة التي أقصدها.
وهذه النتيجة التي ذكرا أنها قول العلماء، أليس معناها أنه إجماع أو على الأقل اتفاق؟ أذكر أني حين قرأت الرسالة (وأنا بعيد عنها اليوم) أني اتفقت على كل ما جاء فيها، إلا ما فهمته من حكاية الإجماع. والله أعلم.
¥(6/140)
ـ[الفهم الصحيح.]ــــــــ[20 - 02 - 05, 10:17 ص]ـ
###
المؤلفان أعقل وأفهم من أن يدعيا إجماعا في هذا = كيف وهما يجدان أن الحافظ الذهبي يقول في التذكرة 1/ 283: (لم يكن على سعة علمه بالمتقن، حدث عنه ابن المبارك وابن وهب وأبو عبد الرحمن المقرئ وطائفة قبل أن يكثر الوهم في حديثه، وقبل أن احتراق كتبه، فحديث هؤلاء عنه أقوى، وبعضهم يصححه ولا يرتقي لهذا).
قلت: يُنظر إلى صنيع الحاكم في المستدرك 2/ 390.
ويجدان الحافظ ابن حجر يقول في التهذيب 5/ 377 - 378: (قال عبد الغني بن سعيد الأزدي: إذا روى العبادلة عن ابن لهيعة فهو صحيح: ابن المبارك وابن وهب والمقرئ .. وذكر الساجي وغيره مثله).
ويجدان السيوطي - رحمه الله - في التدريب ينقل عن ابن حجر أنه قال: (إذا قال مالك عن الثقة عن عمرو بن شعيب فقيل: هو عمرو بن الحارث أو ابن لهيعة).
وعموما فكل من وثقه مطلقا، أو في زمان دون زمان، أو من طريق راو دون راو = يلزم من قوله هذا تصحيح حديثه أو تحسينه على الأقل، ما لم يمنع من ذلك مانع آخر.
###
ـ[أبو عبد الرحمن المقدسى]ــــــــ[20 - 02 - 05, 03:24 م]ـ
الشيخ عبد الرحمن الفقية السلام عليكم ورحمة الله.
جزاك الله خيرا على نقلك لكلام الشيخ المليبارى وهو نفس كلام الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف والشيخ طارق عوض الله حفظهم الله وهو أن أصح الروايات عن بن لهيعة هى روايات العبادلة مع ضعفها لأنه مختلط قبل وبعد احتراق كتبة.
ـ[عبدالرحمن برهان]ــــــــ[20 - 02 - 05, 06:25 م]ـ
ابن لهيعة: هو عبد الله بن عقبة بن لهيعة بن فرعان الحضرمي المصري. ولاه أبو جعفر المنصور قضاء مصر سنة 154ه وعزله سنة 164ه. كان فقيها محدثا، قال عنه الذهبي: إنه الإمام الحافظ، عالم الديار المصرية وقاضيها ومحدثها، كان ممن صنف الحديث ورحل في طلبه، توفي في القاهرة عن 77 سنة.
جزاكم الله خيرا ان فتحتم هذا الموضوع القيم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 02 - 05, 07:39 م]ـ
الأخ الفاضل عبدالرحمن برهان وفقه الله
كيف توفي ابن لهيعة في القاهرة وهي اختطّت في عهد العبيديين؟
ـ[الفهم الصحيح.]ــــــــ[21 - 02 - 05, 03:37 ص]ـ
عادت لعترها لميس
أهنئك بادئ ذي بدء على أن تواضعت، وانتصرت على نفسك فقمت بالتعليق، فقد كنت تعرض عني لأنك وجدتني ... أم تظن أنك قد وجدت في كلامي ضعفا فقمت بالرد، وهناك ألقمت حجرا فكففت متسترا بالإعراض؟ والجواب ما ترى لا ما تسمع. ألم أقل لك قد ابتليتَ بأصغرهم.
كن على يقين – يا محمد الأمين – أني لم ولا ولن أنزل إلى مستواك – بإذن الله - هذه واحدة.
الثانية: قلتُ: لك منذ زمن اجتنب هذه الألفاظ حتى لا يحذف المشرف المشاركات فنحرم من الفوائد، ويبدو أنك تصر على حذفها لأمر لا يخفى على من به عِي، فكيف يخفى على أهل الحديث الغر الميامين.
ثالثا: بالنسبة لألفاظ الكذب والتعصب ... فقد بينتُ لك سابقا معانيها، ومتى تطلق وعلى مَن، فما أظن أنني بحاجة لإعادة كلامي، وقد زدتَ الآن كلمة الحقد، ولن أبينه لك نظريا لأنك قد أبنتَه لنا - بمقالك عن مالك وغيره من أئمتنا - عمليا، والمحسُّ الملموس أبلغ من النظري المعقول.
رابعا: قولك: وهذه نتيجة متوقعة للحقد الأسود الذي يكنه متعصبوا المالكية لخصومهم. وليس هذا إلا نقطة في بحر تعصبهم.
قلت لك سابقا: أنا لا أتكلم باسم المالكية، وما أظنهم يقبلون بي، فالأمر بيني وبينك فدع الناس في حالهم، ثم انظر هل تجد عاقلا - يعلم ما يخرج من فيه - يوافقك على هذا الكلام؟
ولن أترك طريقتي في هذه، ولن أنجر معك إلى باطلك، و لن أخرج عن الحق الذي أنا عليه – بإذن الله – وأسأل الله الثبات على هذا.
خامسا – وهذا المهم الآن -: تقول عني: (وادعى تخرصاً أني أنقل الإجماع، وكذب في هذا .. ).
قلت: وقولك في هذه المشاركة 28 من هذا الرابط، ماذا يسمى؟:
(نقل الدكتور المليباري الإجماع على ضعف حديث ابن لهيعة سواء روى عنه العبادلة أم غيرهم. والسبب هو ضعف حفظه. لكن الفرق أن من نقل عن أصوله يعتبر بحديثه، ومن لم ينقل عن أصوله لا يعتبر بروايته بسبب التلقين).
أليس هذا نقلا لدعوى الإجماع؟ وهو فوق ذلك تقوّل على الشيخ المليباري، لأنه اتضح الآن أنه لم يقل ذلك، وما هو إلا تخرص منك. أم تظن أن نقل الإجماع، أو ادعاءه إنما هو عند القدماء فقط؟
¥(6/141)
وتقول: (فأنا لم أوافق ولا وافقت على هذا الإجماع لو صح).
قلت: عدم موافقتك لا يدل على أنك لم تنقل دعوى الإجماع.
وقولك: (فأنا لم أوافق ولا وافقت على هذا الإجماع لو صح).
قلت: إن كنت تقصد لو صح الإجماع = فهذا من البلاء، وله حكم عند أهل العلم معروف.
وإن كنت تقصد، لو صح نقلك للإجماع – وهو صحيح بلا ريب – أولو صح نقل الشيخ المليباري للإجماع = فهو كلام جديد لم تفصح عنه سابقا، وليس في كلامك السابق أي دليل عليه. وقدكان هناك ما يُوجب عليك بيانَه سابقا ولم تفعل، فما بالك الآن؟
والذي يؤكد أنك موافق عليه وتتبناه حتى حين = أنك تقول في ملتقى أهل التفسير في موضوع (رواية ابن أبي نجيح عن مجاهد .. ) مشاركة رقم 6 ردا على الدكتور موراني: (فأنا عندما أنقل وأسكت عن الناقل فغالباً ما أكون مقراً له (إلا في مواضع قليلة لأسباب متعددة كأن أنقل الخلاف في مسألة (>>
فهل هذا النقل عن الشيخ المليباري من الغالب أم من القليل؟ لا شك أن الناس يأخذون بغالب حال الكاتب، ويؤكد هذا طريقة وضعك للمشاركة التي فيها هذا النقل المزعوم، والذي يؤكده أكثر طريقتك العامة في الانتصار لتضعيف الرواة وتجهيلهم ... ، عند حديثك على رجال الأسانيد، إلا إذا وافق هوى منك، فهناك من الممكن أن يقوي الكاذب الكاذب عندك.
نعود الآن إلى أول مشاركتك، فقد قلت: ( ... ومن بين هؤلاء صاحبنا الفهم السقيم الذي توهم وتخرص بأني فهمت الإجماع من قول الشيخ عبد الرحمن الفقيه وفقه الله).
قلت: صدقت هنا ... وأنا إنما أوقع بذلك تفاؤلا، واعتبارا بما يكون عسى الله أن يرزقني فهما صحيحا في ديني. ولكن فاتك أمر، وهو أن صاحب الفهم السقيم، وجد من هو أسقم منه فهما، فلذلك يحمد الله على ما وهبه ويشكره.
والآن ننظر من صاحب الفهم السقيم: الشيخ عبد الرحمن يبين لك، ملخصا لكلام المليباري، فيقول: (وقد تكلموا على رواية عبدالله بن لهيعة من ص 135 إلى ص 200 ولم يذكروا هذا الإجما عالذي ذكرته وإنما توصلوا من خلال استعراض الترجمة وأقوال أهل العلم إلى أن رواية العبادلة والقدماء أصح من غيرها ولايعنى هذا صحتها فهو ضعيف قبل ولكن رواية القدماء عنه وخاصة من عاين أصولة صحيحة عن عبدالله بن لهيعة ولكن المشكلة تكمن فيه هو وفي ضعفه وقبوله للتلقين).
تأتي أنت فتقول معلقا عليه: (وهذه النتيجة التي ذكرا أنها قول العلماء، أليس معناها أنه إجماع أو على الأقل اتفاق؟). كلام مَن الذي علقتَ عليه، وأخذت منه النتيجة مغلوطة؟ ثم تعليقك عليه ماذا يعني؟
كلامك هذا كما هو واضح من سياقه، يسميه أهل العلم استفهاما تقريريا، هل تفرق يا محمد الأمين بين الاستفهام التقريري والتوبيخي والإنكاري .. ؟ أرجو ذلك.
فكأنك تقول هنا يا محمد الأمين: هذه النتيجة التي توصلا إليها إجماع، أو على الأقل اتفاق. وهذا يعني مبتدأ وخبر، موضوع ومحمول، وبالتالي قضية، فهي تحتمل الصدق والكذب. وقد فهمتَها من تلخيص الشيخ عبد الرحمن الفقيه – سدده الله - لكلام المليباري وصاحبه الذين قولتهما ما لم يقولا.
وفي الختام وبعد هذا كله
ومن يحق له أن يستشهد بقول صالح بن عبد القدوس:
وإن عناءا أن تفهم جاهلا - - فيحسب جهلا أنه منك أفهم
بل ويضيف عليه مكملا:
متى يبلغ البنيان يوما تمامه - - إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
متى ينتهي عن سئ من أتى به - - إذا لم يكن منه عليه تندم
بل أقول:
إذا الإنسان مات الفهم منه - - فإن الموت بالباقي كفيل
ولي أن أقول:
وكم جاهل قد أبدأ الجهل مرة - - فقلت أعده إنني عائد الحلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 02 - 05, 03:52 ص]ـ
مشكلتك أيها المتعصب أنك لا تفهم الكلام ولا تريد أن تفهم. وما سبق من البيان واضح (ولو أنك لن تفهمه) أني نقلت ما فهمته من حكاية الإجماع لأننا في منتدى نقاش، وإلا فلست مؤيدا لحكاية الإجماع مع أني موافق على النتيجة. ولن أنزل لمستواك الأخلاقي المتدني، ويكفيني القول:
لو كنتَ تعلم ما أقولُ عذرتني ... أو كنتَ تعلم ما تقول عذلتكا
لكن جهلتَ مقالتي فعذلتني ... وعلمتُ أنك جاهل فعذرتكا
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[21 - 02 - 05, 08:00 ص]ـ
قال محمد الأمين:
(((وإلا فلست مؤيدا لحكاية الإجماع مع أني موافق على النتيجة))) أهـ
الكلام في حكاية الإجماع ...
لأنه لا يوجد إجماع فكيف حكيته؟؟؟
¥(6/142)
وكيف نسبته للشيخ المليباري؟
(أظن هذا الكلام لا يحتاج إلى حذف)
ـ[الفهم الصحيح.]ــــــــ[21 - 02 - 05, 12:32 م]ـ
الأخ الفاضل عبدالرحمن برهان وفقه الله
كيف توفي ابن لهيعة في القاهرة وهي اختطّت في عهد العبيديين؟
تعليقك هذا على ما يدل يا محمد الأمين؟ وأهل الشام في مثل هذه الحالات يقولون: صلّح من عندك. أم هي الرغبة في استكثار التعليقات بأي صورة؟ ألم أقل لك اجتنب هذه التعليقات المكوكية.
نعود لمانحن فيه: تقول: (وما سبق من البيان واضح).
قلت: ما سبق زاد الأمر سوء، وكان يكفيك أن تقول إني أخطأت في قولي: (نقل الدكتور المليباري الإجماع على ضعف حديث ابن لهيعة .. ). وننتهي، ويرفعك الله بتواضعك ورجوعك للحق درجة.
ولكنك ذهبت تفهم من تلخيص الشيخ عبد الرحمن أن هذه النتيجة تساوي إجماع أو اتفاق على الأقل. وكلامك هذا يفهم منه أهل الفهم والعقل أنك مصر على تصحيح نقلك عن الشيخ المليباري أنه نقل الإجماع على ضعف ابن لهيعة مطلقا، زيادة على ما تيقنوه من أن الشيخ المليباري لم ينقل إجماعا، ولا أن كلامه جملة يفهم منه أنه يدعي إجماعا، أو يؤول إلى إجماع حتى. وأكبر من ذلك هو أنهم يفهمون أنك لا تفهم ما تقرأ (وهذه الغرض الأساسي من مشاركتي وله عدة أمثلة غير هذه) وأنك جرئ على دعاوى يحجم عنها طلبة العلم العقلاء فضلا عن العلماء.
وقولك: (وإلا فلست مؤيدا لحكاية الإجماع مع أني موافق على النتيجة).
لست مؤيدا لحكاية الإجماع الذي حكاه الشيخ المليباري - حفظه الله - أم لحكاية الإجماع الذي فهمتها أنت من كلامه أو فهمتها من تلخيص الشيخ عبد الرحمن؟
أرأيت أنت لا زلت تتوهم أن هناك إجماعا محكيا، ولا تريد أن تتواضع وتقول: إنه ليس هناك إجماع أصلا، ولكنني أرى مع من يرون أن ابن لهيعة ضعيف مطلقا وهم أئمة أعلام.
وقولك: مع أني موافق على النتيجة.
يؤيد كلامي السابق أنك عند نقلك لنقل الشيخ المليباري للإجماع - كما تزعم - كنت توافق على هذه الدعوى وتراها حجة لما تذهب إليه من ضعف ابن لهيعة مطلقا.
وكوننا في معرض النقاش لا يعفيك من التثبت عند كلامك ونقلك، مع أن هذه حجة للهروب من الخطأ، وكان من الممكن أن يعتذر عنك بذلك غيرك، ولكنك لا تجد نصيرا لأنك لم تحسن معاملة الكل، فارجع يا محمد الأمين إلى الحق، واترك ما أنت فيه من الصلف والتعالي، واتهام الناس بما ليس فيهم، ذلك خير لك وأطهر، ويعلم الله أنني لا أكن ظغينة لمن هو أسوأ منك فكيف بك، هداني الله لما فيه الخير وإياك.
ملاحظة: هناك أشياء أخرى في موقعك فيها أخطاء جسيمة، هل تريد أن تعرض هنا على الملاء أم تعود أنت على ما كتبت بالمراجعة وتصحيح النقول والفهم.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[21 - 02 - 05, 03:09 م]ـ
أخي الفهم الصحيح ... أرجو تفريغ بريدك ... وفقك الله.(6/143)
هل اقول راوي مجهول ام لم اقف عليه؟؟؟
ـ[عمر]ــــــــ[24 - 02 - 04, 05:27 ص]ـ
السلام عليكم
اذا بحثت عن راوي في كتب الرجال والتراجم ولم اجد له ترجمه، فهل اقول عنه مجهول ام اقول لم اقف عليه؟؟
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[24 - 02 - 04, 06:20 ص]ـ
- بل يقال إنه لم يوقف عليه؛ لأنَّ الحكم بالجهالة إنما يكون من أئمة سبروا حال الراوي ورواياته.
أو يقال لم أعرفه؛ إن كان مبهماً ولم يتبين.
والله أعلم.
ـ[أبو حازم]ــــــــ[24 - 02 - 04, 07:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه أول مشاركة في هذا الملتقى وهنا أسجل تقديري للشيخ عبدالرحمن الفقيه ورغبتي في التعرف عليه.
أما هذه المسألة المطروحة فليس للباحث أن يحكم بجهالة من لم يقف له على ترجمة بل كما قال أخونا أبو عمر السمرقندي يمكنه أن يقول: لم أقف عليه، أو: لم أقف على ترجمته فيما بين يدي من المصادر ونحو ذلك، وليكن ذلك بعد التروي والبحث والاستقصاء.
أما الحكم بالجهالة فلا يصلح البتة إلا من عالم متمرس يعتد بقوله.
ـ[الذهبي]ــــــــ[24 - 02 - 04, 08:00 ص]ـ
إذا لم نجد ترجمة للراوي، فيصرح الباحث بقوله: ((لم أجده))، وأما إذا وجد له ترجمة ولكن دون أن يذكر فيه جرح أو تعديل، كأن يترجم له مثلا ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ويكتفي بذكر شيوخه والراوه عنه فحسب، ولم يكن في الرواة عنه من لا يروي إلا عن ثقة، فيقال حينئذ: ((فيه جهالة))، كما هو صنيع الأئمة المتأخرين كالإمام الذهبي رحمه الله تعالى.
ـ[عمر]ــــــــ[25 - 02 - 04, 06:07 ص]ـ
بارك الله فيكم اخواني
طيب على ضوء ذلك يحكم على الحديث بالضعف ثم يرد ام ماذا؟؟
ـ[ابن معين]ــــــــ[25 - 02 - 04, 09:13 ص]ـ
قال ابن حجر في اللسان (1/ 432) في ترجمة إسماعيل الصفار: (ولم يعرفه ابن حزم فقال في المحلي أنه مجهول، وهذا هو رمز ابن حزم، يلزم منه أن لا يقبل قوله في تجهيل من لم يطلع هو على حقيقة أمره.
ومن عادة الأئمة أن يعبروا في مثل هذا بقولهم: لا نعرفه، أولا نعرف حاله، وأما الحكم عليه بالجهالة بغير زائد لا يقع إلا من مطلع عليه أو مجازف!).
وقال أيضاً (1/ 231) في ترجمة الأبار: (أحمد بن علي بن أسلم. قال بن حزم: مجهول، وهو الأبار الحافظ المتقدم، وهذه عادة ابن حزم إذا لم يعرف الراوي يجهله، ولو عبر بقوله: لا أعرفه لكان أنصف، لكن التوفيق عزيز!).
ـ[أبو حازم]ــــــــ[26 - 02 - 04, 03:56 ص]ـ
لا يحكم على الحديث الذي في إسناده راو لم يجد له الباحث ترجمة، بل يقول: في إسناده فلان لم أجد له ترجمة.
وإذا كان في الإسناد راو ضعيف مثلا فيحكم بضعفه من أجل هذا الضعيف، ثم يقول بعد ذلك: وفيه فلان لم أجد له ترجمة.
ـ[عمر]ــــــــ[26 - 02 - 04, 04:56 ص]ـ
الاخ ابوحازم قولك:
لا يحكم على الحديث الذي في إسناده راو لم يجد له الباحث ترجمة، بل يقول: في إسناده فلان لم أجد له ترجمة.
واقول اذن النتيجة نتوقف في الرواية ولا تكون حجة في ما يستند اليه؟؟
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[26 - 02 - 04, 06:29 ص]ـ
الأخ الفاضل .. عمر .. وفقه الله
التوقف والحكم بالضعف سيَّان في قضية عدم الاعتماد والحجية.
وإنما يفترقان في الجزم بعدم الثبوت والضعف للسند و المتن أو لكليهما.
والله أعلم
______
الأخ الفاضل .. ابن معين .. وفقه الله
طالت غيبتك، وقد سعدت برؤية مشاركتك.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[26 - 02 - 04, 06:36 ص]ـ
قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمة الله عليهما في العلل ومعرفة الرجال:
سألت أبي عن حديث بن عيينة قال حدثني مالك بن أنس المديني عن الزهري عن أبي عبد الرحمن عن زيد بن ثابت سئل فقال لا تحل له إلا من الباب الذي حرمت عليه ـ يعني في الأمة تكون تحت الحر فيطلقها تطليقة ثم تطليقتين ثم يشتريها ـ والحديث حدثني به عمرو الناقد قال حدثنا سفيان قال أبي إن لم يكن أبو عبد الرحمن سليمان بن يسار فلا أدري من هو 2/ 380
قال أبو بكر: فليتنبه إلى أن الإمام أحمد رحمه الله لم يقل مجهول.
وقال أيضا 2/ 416 سألت أبي عن حديث سعيد عن سالم الصفار: دخلت على أبي قلابة، من سالم هذا؟ قال لا أعرفه.
قال أبو بكر: قال لا أعرفه ولم يقل مجهول، وأحمد كما تعرفون، هو من هو في هذا الشأن.
وقال أيضا 2/ 430 سألت أبي عن شيخ يقال له: عبد الله بن أبي السكن روى عن الحكم بن الأعرج فقال حدثني الحكم بن عبد الله بن إسحاق الأعرج عن ابن عباس (رضي الله عنهما) بحديثين رواهما عنه محمد بن ميمون أبو النضر الزعفراني.
قال أبي: لا أعرف عبد الله هذا.
قال محقق العلل: لم أجده. فليتأمل.
هذه من بعض فوائد كتاب العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد رحمة الله عليه.
إخواني في الملتقى:
بايعت الله ورسوله على السمع والطاعة وأن أنصح لكل مسلم.
ونصيحتي أن لا تفوتنكم هذه الدرر والجواهر، حبذا لو يتفرغ كل واحد منا لقراءة هذا الكتاب، وإني أدرك أن من شغله هذا العلم واستحوذ على قلبه إذا ما طالع شيئا من هذا الكتاب سيسابق الساعات لقراءته، ولا أقول أيام لأنه لن يستغرق ذلك عند من تعلق قلبه بهذا العلم الشريف وأهله.
أخوكم أبو بكر ماهر بن عبد الوهاب.(6/144)
نظرات في تحقيق (علي رضا) لـ ((تهذيب الآثار)) للطبري
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[25 - 02 - 04, 10:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله،، وبعد:
فهذا بعض النظرات التي كنت قد رقمتها على نسختي من كتاب ((تهذيب الآثار)) لابن جرير الطبري ..
بتحقيق المدعو (علي رضا عبد الله علي رضا)، الطبعة لأولى 1416، دار المأمون للتراث.
ونظراتي هذه مُنصبّة على (بعض) التصحيفات والسقط الواقعة في نص الكتاب.
أما تعليقاته فغثاء لا يحتمل والله المستعان ..
ولذلك ألف الشيخ مقبل الوادعي ــ رداً عليه ــ كتابه ((غارة الفصل)) حمّله من هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?s=&postid=31916) .
وانظر ((السلسة الصحيحة)) (6/ 25) فقد جعله الشيخ ــ رحمه الله ــ في قائمة من (تزبب قبل أن يتحصرم)!!!
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[25 - 02 - 04, 10:33 ص]ـ
[1]
[3 ــ ...
وبلغت عبد الرحمن بن عثمان بن [عبد الله] فقال مثل ذلك .. ].
قوله: عبد الله خطأ، صوابه عبيد الله.
[2]
6 ــ وحدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا [هيثم]، قال: أخبرنا مغيرة، عن أبيه ...
قوله: هيثم خطأ، صوابه هشيم، وهو ابن بشير الواسطي.
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[25 - 02 - 04, 10:28 م]ـ
وللدكتور جاسم الفهيد الدوسري الكويتي الحنبلي رد عليه منشور في مجلة المشكاة قبل 7 سنوات.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[26 - 02 - 04, 12:16 ص]ـ
بارك الله في الشيخ أبي الوفا ..
وبحمد الله أن حقيقة هذا الرجل ــ من الناحية العلمية ــ معروفة لدى الكثير.
ومن أبرز من بين حقيقته (محدّث الديار اليمنية) الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله، كما في كتابه ((غارة الفصل في الرد على المعتدين على كتب العلل)).
وقد سبق أن طبع (علي رضا) كتابا للسخاوي سماه ((فتاوى حديثة)) ..
قال الشيخ مشعل بن باني الجبرين المطيري عن تحقيقه هذا:
[طبع جزء منه في دار المأمون دمشق بتحقيق علي رضا علي عبد الله، وفيه أخطاء وسقط، وفرغت من وضع دراسة نقدية لطبعته، لعلها تنشر في مجلة المشكاة.].
انظر ((الأجوبة العلية)) ص 14 للسخاوي.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[26 - 02 - 04, 12:33 ص]ـ
[3] ...
فإذا أتاك كتابي فإني أعزم عليك إن أتاك ليلاً ألا تصبح حتى [ترد]، وإن أتاك نهاراً ألا تمسي حتى [ترد] علي ... ص 86.
قوله: ترد، كذا في الموضعين، وهو خطأ.
والصواب: تركب.
وقد وقع على الصواب في ((شرح معاني الآثار)) (4/ 305)، و ((تاريخ دمشق)) (25/ 484)، و ((كنز العمال)) (11749) طبعة الرسالة، وغيرها.
[4] ...
فكتب إليه عمر: إن الأردن أرض [عمقة]، وإن الجابية أرض نزهة ... ص 86.
قوله: عمقة، كذا بالعين المهملة، وهو خطأ.
والصواب: غمقة، بالغين المعجمة.
وينظر لمعناها ((صحاح الجوهري)) وغيره.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[12 - 03 - 04, 12:48 ص]ـ
[5]
[171 ــ وحدثني العباس بن الوليد [الغدري]، قال: أخبرني أبي، قال حدثنا الأوزاعي، ... ].
قوله: الغدري، تصحيف.
والصواب: العذري، بالعين المهملة، والذال المعجمة.
وهو من رجال ((التهذيب)).
ـ[الرايه]ــــــــ[19 - 06 - 04, 01:03 م]ـ
الاخ المكرم / خليل بن محمد
هل / علي رضا
الذي نقدتم تحقيقه
هو صاحب مجموعة الرسائل الحديثية، التي طبعت حديثاً من اصدارات مجلة الحكمة
وقدم له الشيخ حمدي السلفي، والشيخ صالح اللحيدان
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[19 - 06 - 04, 02:59 م]ـ
نعم أخي الكريم ..
ـ[عبدالله بن عقيل]ــــــــ[19 - 06 - 04, 07:36 م]ـ
قرأت مجموعة من مقالات الأخ علي رضا في احد المنتديات ..
فوجدتها تقطر بالبغي و العدوان على كل من خالفه و لو في مسائل علمية (كمسألة التفريق بين منهجي المتقدمين و المتأخرين، و كذا مسألة العمليات الإستشهادية في فلسطين) ..
و ألفيته كوصيفه سيء الذكر (أسامة بن عطايا) ..
ممن استعجل الثمرة فبل أن يسقي البذرة ..
مع أن الأخ على رضا له جهودٌ تذكر فتشكر .. خاصةً في مجال الرد على المبتدعة أمثال حسن المالكي وز زوجته .. و أيضا في تبيين الصحيح و الضعيف عبر الصحف المحلية و غيرها ..
و قرأت في كتابه مجموعة الرسائل الحديثية .. أنه يعمل على مسند أبي هريرة .. على غرار عمله في مسند علي رضي الله عنه ...
رغم أن في عمله في ذلك المسند هفوات و هنّات ..
فنسأل الله له الإعانة و التوفيق ..(6/145)
كتاب ((عبقرية الإمام مسلم ... )) للشيخ الدكتور حمزة المليباري
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[26 - 02 - 04, 03:45 ص]ـ
عَبْقَرِيَّةُ الإِمَام مُسْلِم
في ترتيب
أحاديث مسنده الصحيح
دراسة تحليلية
تأليف الدكتور
حمزة بن عبد الله المليباري
ضمن سلسلة أبحاثنا الموجهة للمشتغلين بعلوم الحديث عموماً وطلبة قسم الكتاب والسنة خصوصاً نقدم لهم اليوم بحثاً جديداً بعنوان (عبقرية الإمام مسلم في ترتيب أحاديث مسنده الصحيح) بعد أن كنا وضعنا بين أيديهم عدداً من البحوث بالعناوين التالية:
(الحديث المعلول قواعد وضوابط).
(الموازنة بين المتقدمين والمتأخرين في تصحيح الأحاديث وتعليلها).
(نظرات جديدة في علوم الحديث).
(تصحيح الحديث عند ابن الصلاح).
وهذه الأبحاث عبارة عن دراسات نقدية تهدف جميعها إلى إحياء منهج المحدثين النقاد، وإبراز أساليبهم في تناول المسائل الإسنادية والقضايا النقدية التي لا تزال محل مخالفة وغموض لدى بعض العلماء المتأخرين لا سيما المعاصرين بسبب بعدهم عن أسس ذلك المنهج وحيثياته.
يعد صحيح مسلم – الذي هو موضوع دراستنا اليوم – مصدراً رئيسياً للحديث وعلومه، ويزخر بفوائد علمية جمة تستوجب منا نظراً تحليلياً ونقداً دقيقاً يقومان على أساس الفهم والمعرفة والخبرة لاستخراج تلك الفوائد التي يظل شرحها في كتب المصطلح بشكل نظري ومعزول عن واقعها التطبيقي، مما أحدث في أذهان عدد كبير من المتأخرين، لا سيما المعاصرين، كثيراً من التساؤلات المحيرة والشبهات المعقدة حول أهم قضايا علوم الحديث، بل أوقعهم ذلك في كثير من التناقضات، إذ لم يتدربوا على تطبيق ما درسوا من المصطلحات وتوظيف مضامينها في ميدان دراستهم الحديثية ولا أنهم حاولوا معرفة مدى تطابق مدلولات هذه المصطلحات مع الواقع العملي لدى نقاد الحديث الذي يتمثل في نصوصهم وكتبهم، ومن ثمة أصبحت نصوص النقاد فيما يخص نقد الأحاديث غامضة وغير مفهومة فصعب عليهم تفسيرها وتحليلها.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[27 - 02 - 04, 07:36 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[04 - 03 - 04, 02:56 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله ..
وفيك بارك ..
ـ[المنتفض]ــــــــ[05 - 03 - 04, 01:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وأدام عطائكم(6/146)
كيف تضبط البناني؟
ـ[عصام البشير]ــــــــ[27 - 02 - 04, 04:04 ص]ـ
البناني صاحب الحاشية المشهورة على شرح المحلي على جمع الجوامع، كيف يضبط اسمه:
بفتح الباء وتشديد النون (باسم العائلة الفاسية المعروفة)
أم
بضم الباء وتخفيف النون كما هو معروف عن بعض السلف؟
فقد اختلف قول مشايخي في هذا الأمر ..
وهل من ترجمة له؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[السني]ــــــــ[27 - 02 - 04, 06:49 م]ـ
قال عمر رضا كحالة في معجم المؤلفين 5/ 132:
عبدالرحمن البَنَّاني (000 - 1198هـ)
(000 - 1784م)
عبدالرحمن بن جاد الله البناني (1)،
المغربي، المالكي، نزيل مصر، فقيه، أصولي
من تصانيفه: حاشية على شرح جلال الدين
المحلي على جمع الجوامع في أصول الفقه في
مجلدين.
(ط) الجبرتي: عجائب الآثار 2: 84،
البغدادي: هدية العارفين 1: 555، فنديك:
اكتفاء القنوع 494، فهرس الأزهرية: اليواقيت
الثمينة 1: 197، 198، سركيس: معجم
المطبوعات 591
------------------------------------------
وقال عبدالرحمن الجبرتي في تاريخه الموسوم بعجائب الآثار عند ذكر من مات سنة 1198 من العلماء والأعيان:
" ومات العلامة الشيخ عبد الرحمن جاد الله البناني المغربي وبنانة قرية من قرى منستير بأفريقية ورد إلى مصر وجاور بالجامع الأزهر وحضر دروس الشيخ الصعيدي والشيخ يوسف الحفني والسيد محمد البليدي وغيرهم من أشياخ العصر ومهر في المعقول وألف حاشية على جمع الجوامع اختصر فيها سياق بن قاسم وانتفع بها الطلبة ودرس برواق المغاربة وأخذ الحديث عن الشيخ أحمد الإسكندري وغيره وتولى مشيخة رواقهم مرارًا بعد عزل السيد قاسم التونسي وبعد عزل الشيخ أبي الحسن القلعي فسار فيها سيرًا حسنًا.
ولم يتزوج حتى مات.
ومن آثاره ما كتبه على المقامة التصحيفية للشيخ عبد الله الأدكاوي.
ولم يزل مواظبًا على التدريس ونفع الطلبة حتى تعلل أيامًا وتوفي ليلة الثلاثاء ختام شهر صفر. "
--------------------------------------------
هذا ما عند أخيك، والله يرعاك.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[27 - 02 - 04, 09:09 م]ـ
جزاك الله خيرا(6/147)
عطاء بن أبي رباح و محققو المسند طبعة الرسالة
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - 03 - 04, 08:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فلا يخفى على الجميع الجهود الضخمة التي قامت بها مؤسسة الرسالة في نشر السنة النبوية ... ولعل من أضخم، وأحسن الأعمال التي قامت بها المؤسسة تحقيق مسند الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ... وجاءت هذه الطبعة مع فهارسها في خمسين مجلدا ..
والذين قاموا بتحقيق هذا المسند مجموعة من طلاب العلم، والباحثين ... خبراتهم متفاوتة، وقدراتهم كذلك متفاوتة، مع ما يعمل تحت أيديهم من ... أدى ذلك أحيانا إلى اختلاف في النتائج، والأحكام ...
ولطبيعة الكتاب الضخم .. وسرعة العمل أدى إلى وقوع بعض الأخطاء الغريبة ...
ومما سأذكره هنا:
رواية عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر ..
فقد جاء ذكر هذه الطريق في المسند المحقق في مواضع .. واختلفت أحكامهم عليها كما يلي:
1 - 8/ 33: منقطع لم يسمع منه.
2 - 8/ 440: منقطع لم يسمع منه.
3 - 8/ 451: إسناده على شرط مسلم.
4 - 10/ 475: إسناده على شرط مسلم.
5 - 9/ 496: مختلف في سماعه،
ثم نقلوا عن أحمد وابن معين: أنه لم يسمع .. ثم قالوا: وقال الفضل بن دكين فيما نقله البخاري 6/ 464: سمع منه. اهـ
ملاحظاتي على هذا:
1 - نلاحظ أنهم اضطربوا في الحكم على حالات: سمع، لم يسمع، مختلف في سماعه!
2 - قولهم على شرط مسلم أيضا فيه نظر، فليس في مسلم حديثا بهذه التركيبة عطاء عن ابن عمر!
3 - قولهم وقال الفضل بن دكين فيما نقل البخاري ... خطأ!
فالكلام للبخاري، لكن غرهم أن البخاري: نقل عن الفضل سنة موت عطاء فقط .. بعد ذلك رجع الكلام للبخاري فذكر من سمع منه، ومن روى عنه ... في كلام قرابة الصفحة .. ولو تأملوا الكلام لعلموا قطعا أنه للبخاري .. ويكاد يميز ذلك من له أدنى خبرة بكتابه ..
4 - نسبتهم القول لابن معين أنه لم يسمع، وعزوهم ذلك لابن أبي حاتم غريب!
فابن أبي حاتم لم ينقل شيئا عن يحيى بل نقل عن أحمد فقط.
5 - لم يكلفوا أنفسهم بالبحث عن أقول العلماء في سماع عطاء من ابن عمر مع أن الكلام مبثوث في كتب الرجال .. ولم يتتبعوا رواياته مع أنها سهلة على عمل المؤسسات الكبيرة ..
لذا أقترح على مؤسسة الرسالة ـ إن وصل لهم صوتي ـ أن يعيدوا النظر في طريقة التعامل مع هذه الكتب العظيمة ... وأن يوجدوا طريقة سهلة لإرسال الملاحظات التي يقع عليها العلماء، وطلاب العلم، لتصحح في طبعة قادمة .. وتنشر التصحيحات في رسالة لينتفع بها من اقتنى هذه الطبعة ..
وقبل الختام: لا يعني هذا الانتقاص من الجهد العظيم الذي بذلوه، والفوائد العظيمة التي بثوها في تخريجهم، وحكمهم على النصوص ...
أما بالنسبة لسماع عطاء من ابن عمر فقد ذكرت ما وجدت من كلام أهل العلم ... ونشرته هنا في الملتقى وتجده تحت عنوان (تخريج أحاديث القراءة في سنة الفجر)
في آخر التعقيب الرابع، وأول الخامس .. والله أعلم.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[01 - 03 - 04, 09:10 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبدالرحمن
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة خالد بن عمر
بسم الله الرحمن الرحيم
خطأ وقع فيه محققوا المسند ط الرسالة (34/ 364) رقم 20765
حديث رجل
ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن خالد قال سمعت أبا قلابة يحدث عن محمد بن أبي عائشة عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال أتقرؤون والإمام يقرأ أو قال تقرؤون خلف الإمام والإمام يقرأ قالوا نعم قال فلا تفعلوا إلا أن يقرأ أحدكم فاتحة الكتاب في نفسه
قال خالد وحدثني بعد ولم يقل إن شاء فقلت لأبي قلابة إن شاء قال لا أذكره
قام محققوا المسند بإضافة ما بين الأقواس:
عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال ((((((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم))))))))))) أتقرؤون ...
وقالوا في الحاشية إنهم لم يجدوا ذلك في المطبوع ولا في النسخ الخطية
وقالوا إنهم استدركوا ذلك من الروايات الأخرى للحديث
** وهذا تلاعب بكتب السنة
لأن رواية شعبة موقوفة من قول الصحابي وليست مرفوعة كرواية سفيان الثوري ويزيد بن زريع وغيرهم
والله أعلم وأحكم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&postid=17443#post17443
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[01 - 03 - 04, 10:01 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله تعالى خيرا
بما أنكم اطلعتم على نسخة المسند من طبع الرسالة فهل لكم أن تذكروا لنا مدى عنايتهم بتوثيق النصوص ومقارنتها على النسخ الخطية.
طلب آخر إن أمكن، وقع في مسند الإمام أحمد رحمه الله تعالى في 6/ 210 هذا الحديث:
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع ثنا الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة بن الزبير عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بعض نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ، قال عروة: قلت لها من هي ألا أنت، قال: فضحكت.
السؤال:
هل تكلموا عن نسخ فيها عروة غير منسوب أو غير ذلك، وجزاكم الله تعالى خيرا
أخوكم ماهر بن عبد الوهاب أبو بكر.
¥(6/148)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[02 - 03 - 04, 02:17 ص]ـ
الحكم الإجمالي: هي في غاية الجودة ... وإن كانت الأعمال الضخمة مثل هذه لا تخلوا من أخطاء ...
لكن قد قرة بها عيون طلاب العلم ومحبي السنة ...
واحرص على اقتنائها إن استطعت ... والله أعلم.
بالنسبة لعروة: لم يشيروا لشيء مما ذكرت، بل ذكروه منسوبا ... وخرجوه بتخريج طويل ... وذكروا نقول جيدة ..
والله أعلم.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[02 - 03 - 04, 06:11 ص]ـ
جزاكم الله تعالى خيرا ونفع بكم
ـ[ابن عنيزة]ــــــــ[02 - 03 - 04, 08:01 ص]ـ
جزاك الله خيرا(6/149)
رفاعة بن شداد الكوفي ...
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[01 - 03 - 04, 08:52 ص]ـ
رفاعة بن شداد الكوفي ..
ضبطه الحافظ في ((التقريب)) القتباني، بالقاف!
وضبطه في ((التبصير)) الفتياني، فالفاء، وجماعة ..
فما قول الإخوة؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - 03 - 04, 09:09 ص]ـ
في الجرح والتعديل والتاريخ الكبير والثقات ومشاهير علماء الأمصار وتهذيب الكمال
بالفاء ...
وهذا سياق نسبه:
رفاعة بن شداد بن عبد الله بن قيس بن جعال بن بداء بن فتيان بن ثعلبة بن زيد بن الغوث بن أنمار بن اراش بن عمرو بن الغوث بن بنت مالك الفتياني البجلي.
والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[01 - 03 - 04, 09:20 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
والصواب بالفاء
قال ابن ناصر الدين الدمشقي في توضيح المشتبه (7/ 45)
الفتياني، وفتيان: بطن من بجيلة.
فت هو بكسر أوله، وسكون المثناة فوق، تليها مثناة تحت، ثم ألف ثم نون، 0000
قال:منهم رفاعة بن شداد الفتياني، عن عمرو بن الحمق، وعنه بيان بن بشر والسدي
قال المحقق (محمد نعيم العرقسوسي) في الحاشية
من رجال التهذيب، وتصحفت نسبته في التقريب إلى القتباني.(6/150)
قول الذهبي: (ما علمت في النساء من اتهمت ولا من تركوها)
ـ[عصام البشير]ــــــــ[01 - 03 - 04, 11:31 م]ـ
قال أحمد الغماري في (رد الكوثري على الكوثري) (130 - 131):
على أننا لا نسلم للذهبي هذا الإطلاق، فإن حكامة بنت عثمان بن دينار تروي عن أمها، عن أبيها البواطيل الموضوعات، كما اتهمها بذلك الحفاظ، كابن الجوزي وغيره، فهي متروكة متهمة. والعجب إغفال الحافظ لها في (اللسان). اهـ
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[02 - 03 - 04, 01:50 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=7911(6/151)
فتح الإله بفوائد من شرح ألفية السيوطي لطارق بن عوض الله
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[02 - 03 - 04, 08:54 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أما بعد،، أحبتي في الله تعالى طلبة العلم الشريف على هذا الملتقىالمبارك ...
فقد كان مساء أمس (الأحد) ثالث مجالس الشيخ / طارق عوض الله ـ حفظه الله تعالى ـ في شرح ألفية السيوطي ... و كانت أول المجالس بالنسبة لي .. و كان يشرح في شروط الحديث الصحيح ... و في الحقيقة أنا كنت أعرف الرجل جيدا و حدثته هاتفيا منذ سنوات، و كانت تعجبني طريقته و يعجبني منهجه جدا في الحديث، فلا تسل عن احترامه للمتقدمين و لا عن أمانته العلمية و نسبة الأحكام الحديثية لمن تقدم ... و لكني في هذا المجلس أعجبت حقا بالرجل .. أعجبت بسيولة ذهنه و قوة حافظته في إيراد أقوال الأئمة في المسألة الواحدة، و كيف ينسبها إلى كتبها و مراجعها المتعددة في سرعة و استحضار جيدين،،،
و في الحقيقة فإن المجلس كان رائعا للغاية و ممتعا .. فهو غزير بالمواد العلمية و الفوائد أولا،، ثم هو لا يخلو من المواقف الطريفة التي تحدث ثانيا، و التي تبعث روح الدعابة في المجليس من غير خروج عن المادة الأصلية للمجلس،،، و أنا أدون هنا هذه الفوائد و المواقف درسا بدرس إن شاء الله تعالى .. و مع علمي بأن كثيرا من هذه الفوائد أو معظمها يعرفها طلاب هذا الملتقى المتخصص إلا أنني أجد في كتابتها فائدة تذكيرية لإخواني طلبة العلم، و تثبيتية لي كجاهل في علم الحديث ..... فبدلا من كتابتها عندي و يقتصر نفعها عليّ وحدي،، أكتبها هنا و تعم الفائدة،،،،، و قد راعيت قدر الاستطاعة أن آتي بلفظ الشيخ في درسه في تلك الفوائد التي قيدتها عنه حفظه الله تعالى
و الله تعالى المستعان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ يقول: العلماء لهم مذهبان في الشاذ و المنكر ....
فير البعض أن الشاذ هو المنكر و يرى البعض الآخر أن المنكر يغاير الشاذ ...
و من يرى التغاير و التفرقة بين المنكر و الشاذ فالمنكر أشد ضعفا عنده من الشاذ،،، و عليه فنفي الشذوذ عن الحديث يتضمن نفي النكارة ...
فعلى كلا التعريفين لا يلزم في تعريف الحديث الصحيح ذكر قيد نفي النكارة ....
و هذا على القول بأن معنى النكارة تختص بالراوي الضعيف ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
2 ـ بعض العلماء كالعراقي من الذي عرفوا الحديث الصحيح أضافوا لشرط (نفي العلة) قيدا عليه ... هو كونها قادحة فقالوا: (وأن تنتفي العلة القادحة)
قال الشيخ: و لكن هذا لا يلزم بل هو تطويل و حشو في التعريف .. و الراجح هو تعريف الجمهور الخالي من هذا القيد .... لماذا .. لوجهين:
الأول: أن الأئمة الذي لا يقيدوا بهذا القيد إنما قصدوا بالعلة العلة القادحة فقط دون العلة الغير قادحة ن فمجرد لفظ (العلة) عندهم يفيد القدح.
الثاني: العلة تطلق على الخطأ المستدل به على الخطأ من جهة الرواة، و هذا هو القدح، فوجود القيد حشو في التعريف غير مرغوب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
3 ـ لفظ (المنكر) عند أحمد بن حنبل ـ رضي الله عنه ـ دليل على خطأ الرواي في الرواية ...
و ليس صحيحا أنه يقول بالنكارة و يقصد بها التفرد، فهذا أولا فيه من التكلف ما فيه علاوة على أن أحمد بن حنبل يكثر من استخدام هذا اللفظ، فلو حملناه على حكاية التفرد و ليس الحكم على الحديث لضاع الكثير من أحكام هذا الإمام الجليل على الأحاديث.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4 ـ التواتر يفيد القطع بصحة الحديث، و لكن التواتر ما هو إلا أحد القرائن التي تفيدنا القطعية بصحة حديث ما،، فنحن ننظر مثلا في الصحيحين نجد أحاديث مقطوع بصحتها مع كونها غير متواترة .. فالقرينة هنا هي قرينة أخرى غير التواتر و هي الإجماع على هذين الكتابين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
5 ـ أكثر الذين يشترطون العدد في الرواية هم من غير أهل الحديث، بل أغلبهم من أصحاب الانحرافات كالمعتزلة و غيرهم ممن لا يأخذ بأحاديث الآحاد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
6 ـ ذكر الشيخ قصة مناظرة الشافعي ـ رضي الله عنه ـ مع إبراهيم بن إسماعيل بن علية الرافضي ... فكلما احتج الشافعي بحجة شرعية قال له إبراهيم: اختلفوا فيه .. أو: ما تفقوا عليه ... حتى ملّ الشافعي من ذلك،،،
إلى أن قال له الشافعي: و هل اتفقوا على أنه لا حجة إلا في الإجماع؟
فكبر الناس
و ذكر الشيخ أن القصة مورودة في تاريخ بغداد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
7 ـ أثنى الشيخ على الطبعة الجديدة لتاريخ بغداد و التي هي بتحقيق (بشار عواد معروف) ... ثم ابتسم و قال بلهجة مصرية: و لكنها غالية جدا، بحواولي ألف جنيه) ........ فأحبط الحضور، ثم يضحك الشيخ و يقول (أنا الحمد لله اشتريتها بأقل من ذلك)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
8 ـ موقف طريف حدث بيني و بين الشيخ .... قرأ الشيخ هذا البيت:
و ليس شرطا عدد و من شرط،،،،، رواية اثنين فصاعدا غلط
فقرأ (غلط) بكسر اللام،،، فقلت له: هي بفتح اللام حتى تنتظم القافية .. فقال لي: يجوز الوجهين ... فقلت له: كيف يجوز وجه الكسر؟
فنظر إلى الكتاب ثم نظر لي و قال: ((الشيخ محمد محي الدين عبد الحميد ضبطها بالكسر، و أنت تقول بالفتح، فنحن إذا بين سيبويه و نفطويه))
و ضحك الشيخ و ضحكنا جميعا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
¥(6/152)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[02 - 03 - 04, 09:33 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا يوسف (أظن هذه ما بتزعل)
ومجلس الشيخ فعلا من أمتع المجالس التي يمكن لطالب العلم (المصري لئلا يزعل إخواننا في الجزيرة) أن يحضرها
لغزارة المادة , وللطف الشيخ
ويبدو أن الدرس آخذ في ارتفاع المستوى شيئا فشيئا
إذ كثيرا ما يشكو بعض الإخوة من أن الشيخ يركز على المبتدئين وفقط
على كل حال
(قد) أمر على الدرس القادم سريعا مرور الكرام , إن كنت على قيد الحياة , ورد الله علي وقتي.
وسأنظر يمنة ويسرة
ولعلي سأعرفك بالحاسة.
واصل النقل
جزاك الله خيرا.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[02 - 03 - 04, 10:25 ص]ـ
ستعرفني أخي إن شاء الله تعالى ,,, و لن تنظر يمنة و لا يسرة،،، فسأكون تحت قدمي الشيخ مباشرة إن شاء الله تعالى ...
و حتى تعرفني .. أنظر رسائلك الخاصة
ـ[عمرو هزاع]ــــــــ[02 - 03 - 04, 10:32 ص]ـ
إلي الإخوة,
محمد رشيد والأزهري السلفي,
جزاكم الله خيرا ,
أين تقام دروس الشيخ طارق حفظكم الله؟
لا تنسونا
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[02 - 03 - 04, 10:52 ص]ـ
تركب مترو الأنفاق و تنزل في محطة (حدائق الزيتون)
تماما كأنك ذاهب لمسجد العزيز بالله
و لكن بدلا من أن تنحرف يمينا عند خروجك من محطة المترو ذاهبا إلى العزيز بالله، تنحرف يسارا، ستسير دقائق قليلة جدا، ثم تجد عن يمينك شارع تجاري اسمه (ناصوح)
هذا شارع مشهور جدا ألف من يدلك عليه
تسير في هذا الشارع الطويل إلى آخره .. و المسجد في آخره
اسم المسجد (الرضا)
لا تسل عن المسجد إلا بعد أن تسير إلى آخر الشارع الطويل، و انتبه إلى أن الشارع يقطعه شارع (طومان باي)
لا يهمك .. أكمل أنت إلى آخر الشارع حتى يقطعه شارع (جسر السويس) هنا تعلم أنك وصلت إلى آخر شارع (ناصوح)
و هناك تجد المسجد عن يمينك ...
و في الداخل تعرف / محمد رشيد ... إن شاء الله
ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[02 - 03 - 04, 12:35 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[03 - 03 - 04, 02:38 ص]ـ
أخي محمد رشيد حفظك الله، نسيت أن أسئلك: متى يبدأ الدرس؟ بارك الله فيكم
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[03 - 03 - 04, 03:50 ص]ـ
الدرس أخي أحمد الأزهري الطيب يوم الأحد .... يبدأ بعد صلاة العشاء مباشرة ....
و احرص عليه أخي فهو مجلس في غاية الفائدة والله
ـ[فقير إلى عفو ربه]ــــــــ[03 - 03 - 04, 10:32 ص]ـ
رائع يا محمد ماشاء الله
انشرح صدرى لما قرأت كلامك، و علمت بحضورك للشيخ طارق
ثبتك الله على الدرب، و يسر لك كل خطب
و جمعنى بك فى القريب العاجل - إن شاء الله
ـ[عمرو هزاع]ــــــــ[03 - 03 - 04, 10:58 ص]ـ
بارك الله فيك أخي محمد رشيد ..
وجزاك الله عنا كل خير ..
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[09 - 03 - 04, 06:45 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد فقد كان في مساء أمس الأحد المجلس الرابع من مجالس شرح ألفية السيوطي للشيخ طارق عوض الله ...
و منّ الله تعالى عليّ أن قابلت أخانا (أحمد الأزهري)،، و هو أخ طيب و رقيق و سمح الوجه تستبشر إذا رأيته .. ثم هو طالب في الجامعة الأمريكية المفتوحة و يدرس العلوم الشرعية بها .. أسأل الله تعالى أن يوفقه و يسدده .. آمين
و لم أوفق لمقابلة الأخ (محمد بن يوسف) و لعله جاء و لم يعرفني .. أرجو من الله تعالى مقابلته في المجلس القادم بإذن الله تعالى ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
شرح الشيخ هذه المرة الكلام حول أصح الاسانيد و ما قيل فيها .. فشمل الأبيات من قوله:
و الوقف بالحكم لمتن أو سند،،،،، بأنه أصح مطلقا أسد
إلى قوله:
و غير ذاك من تراجم تعد،،،،، ضمنتها شرحي عنها لا تعد
و إليكم بعض الفوائد المقيدة من الدرس، و أرجو من الإخوة الذين يحضرون الدرس أن يصححوا أي خطأ يقع مني من حيث فهم كلام الشيخ:
9 ـ انتقض البعض على السيوطي قوله في الألفية: و الوقف بالحكم لمتن أو سند ... فكلمة (متن) لا داعي لها لأنه ليس من يصف متن من المتون بأنه أصح مطلقا بل الكلام في الأسانيد ...
و أجاب ابن حجر عن ذلك بأنه أ أي الحكم على المتن بذلك ـ تبع للسند، فإن وصفنا سندا من الأسانيد بأنه أصح مطلقا فنعدي هذا الحكم إلى المتن و نقول بأن متنه هذا السند يكون أصح المتون لأن سنده أصح الأسانيد
¥(6/153)
ثم قال الشيخ طارق: و هناك وجه آخر يمكن أن نقوله ... و هو أن الحكم بذلك على متن من المتون موجود فعلا و لكن ذلك مقيد بباب من الأبواب،،،
فيكون وصف الأصحية لهذا المتن مقيد بالباب .. فنقول مثلا / هذا الحديث هو أصح شيء في هذا الباب ...
و الترمذي و العقيلي في كتابه (الضعفاء) يبينا أصح ما في الباب .. و كذلك يفعل البيهقي في السنن و غيرها من الكتب .. و نجد هذا الأمر أيضا في كلام أحمد بن حنبل و البخاري و غيرهما من الأئمة ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
10 ـ يقول الشيخ طارق ما معناه: العلماء الذين أطلقوا أصح الأسانيد هم أطلقوا و ما أرادوا إلا التقييد في الحقيقة ... و ابن حجر أرجأ هذا الخلاف ـ أي الذي هو في تحقيق أصح الأسانيد ـ إلى أن كل إمام يذكر و يرجح أصح أسانيد أهل بلده .. فهو يقصد التقييد بأهل بلده لا الإطلاق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
11 ـ صحيح أننا لا نحكم لإسناد بعينه أنه أصح الأسانيد بإطلاق، إلا أننا نقول: إن كل الأسانيد التي قيل فيها إنها أصح الأسانيد، هي أصح الأسانيد في الجملة، فهي من حيث جمعها و جملتها إن ضممناها إلى بعضها البعض تكون أصح الأسانيد، و تكون أرجح من غيرها ... و هذا قد قاله ابن حجر
ثم بعد ذلك فهناك تفاضل داخلي بين هذه الأسانيد التي قيل فيها هذا الكلام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
12ـ أحمد بن حنبل لم يرو عن الشافعي فيما يقال إلا ثلاثة أحاديث ...
و قد جمعها أحمد في إسناد واحد في مسنده فصار حديثا واحدا، إلا أن البعض يرويه مفرقا فيكون ثلاثة أحاديث
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
13 ـ فائدة لطيفة و مهمة جدا:
يقرأ الشيخ من آداب الراوي للبغدادي بعد الانتهاء من الألفية فقرأ حديثا لم أذكره ـ و لعل أخانا أحمد الأزهري يذكّرنا به ـ،،، فقال أحد الجلوس: و ما حكم هذا الحديث؟
فقال الشيخ مبتسما: لو سكت عن حديث فهو حسن .. فأنا في ذلك كأبي داود
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
14 ـ سألت الشيخ // قرأت في كتاب (الوازنة) للشيخ حمزة الملليباري نقولات عن كثير من العلماء حول تقديم أحكام و تعليلات المتقدمين و عدم نقاشهم فيها لأنهم توفر لهم ما لا يمكن أبدا توفره لنا من إدراك العلل .. فهم من عاصروا الرواية و رأوا الرواة بأعينهم .. إلخ
فقلت له: إن ممن نقل عنهم ذلك الإمام ابن حجر .. و مع ذلك فابن حجر من المتأخرين الذي يأخذون بظواهر الأسانيد و يحكمون على أساسها .. فكيف الجمع؟
فدهش الشيخ جدا و قال: لا .. لا .. ابن حجر ليس على هذه الطريقة من الأخذ بظواهر الأسانيد دون النظر في أحكام المتقدمين،،، (يعني عايز تقول إن ابن حجر ينظر في إسناد ظاهره الصحة فيحكم بالصحة لهذا الحديث و إن أنكره أحمد و ابن معين و القطان ... !!!)
لا .. فابن حجر على هذا من المتقدمين ..
و أما المقصودون فهم من مثلا إن تقل له .. هذا الحديث اجتمع المتقدمون على تضعيفه .. و أنكروه .. فيقول لك: و لكن إسناده صحيح و لا وجه لتضعيفه ..
فهؤلاء هم المتأخرون الذين نقصدهم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
15 ـ الفرق بين المتقدمين و المتأخرين ليس في قواعد علوم الحديث، فالقواعد ثابتة لا تتغير، و إنما الفرق إنما هو في الملكة و الدربة و المران و الممارسة و الخبرة و كثرة التعامل مع هذا العلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
16 ـ وجه الشيخ نصيحة: أي شخص يدرس متن أو نظم، فعليه بحفظ هذا المتن أو النظم قبل الشرح ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
وأكرر نصيحتي للإخوة المصريين بحضور هذا الدرس، فهو غزير بالمادة العلمية، ووجوده في هذا التوقيت في مصر نعمة جليلة من الله تعالى،، حيث لا يخفى الحال على أي أخ مصري من إيقاف الدروس و تعطيلها ... حتى أنني والله قلق من طروء أي أمر فجأة من هؤلاء فيتعطل الدرس و تضيع فرصة قراءة و دراسة هذه الألفية
ـ[عبد الرحمن بن مهدي]ــــــــ[09 - 03 - 04, 12:12 م]ـ
أخي محمد رشيد
السلام عليكم
جزاك الله خير الجزاء .. فقد استفدت كثيرا من (خارطة الطريق) التي وصفتها للمغتربين أمثالي .. وقد دلني المولى عز وجل أن وصلت قبل الموعد.
دعني أخمن من أنت فيمن رأيت، فهل كنت الشخص الذي كان يمسك الأليفة من الكتاب الأصفر .. وقال للشيخ طارق حين استشكل عليه أمر كلمة في أدب الراوي وقلت له (ليَشتَهِرُك).
مرة أخرى جزاك الله خيرا.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[09 - 03 - 04, 12:44 م]ـ
ما شاء الله
نعم أخي قد أصبت ..
و أقابلك في المجلس القادم إن شاء الله تعالى
ما جنسيتك؟
ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[13 - 03 - 04, 08:25 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي محمد وبارك الله فيك ولك
وأنا سعيد جداً بمقابلتك والتعرف عليك ..
صراحةً، لا أتذكر الحديث .. والله المستعان .. لكن ربما أطلع عليه قريباً
إن شاء الله أراك الأحد المقبل
والسلام عليكم
¥(6/154)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[13 - 03 - 04, 10:51 ص]ـ
أذكر إخواني المقيمين بمصر
أن درس الشيخ طارق يوم الأحد بعد صلاة العشاء مباشرة ...
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[15 - 03 - 04, 09:38 ص]ـ
يوم الأحد 23 محرم
الموافق 14 مارس 2004
كان المجلس الخامس من مجالس شرح ألفية السيوطي في الحديث .....
ــــــــــــــــــــــــــــــ
استدراك: الحديث الذي حسنه الشيخ بالسكوت عنه ... و الذي ذكره في المجلس الماضي
قال الخطيب / أنا القاضي أبو عمر الهاشمي، نا محمد بن أحمد اللؤلؤي، نا أبو داود، نا النفيلي، نا زهير، نا أبو إسحاق، عن أبي الأحوص
عن أبيه، قال: أتيت النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ في ثوب دون، فقال: ((ألك مال))؟
قال: نعم
قال: ((من أي المال))؟
قال: قد أتاني الله من الإبل و الغنم و الخيل و الرقيق
قال: ((فإذا أتاك الله مالا فير أثر نعمة الله عليك و كرامته)).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و أرجو من الإخوة الذين يحضرون تصحيح أي ما يرونه من سوء فهمي أو سمعي،،
17 ـ حول قول السيوطي:
أول جامع الحديث و الأثر،،،،، ابن شهاب آمر له عمر
قال الشيخ / في رواية بالفتح .. آمرا
ــــــــــــــــ
18 ـ إسناد عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ... ليس هو إسناد كبقية الأسانيد تتشعب عليه الأحاديث المتعددة الروايات و الأماكن،، و إنما هو إسناد لكتاب يروى بسند واحد هو ذاك السند
ــــــــــــــــــــ
19 ـ حول قول السيوطي:
كابن جريج و هشيم مالك،،،،، و معمر و ولد المبارك
الصواب في ابن جريج أنه / عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج
و ليس ابن جريج مباشرة
أقول ـ محمد رشيد ـ: وهذا التصحيح في هامش شرح محيي الدين عبد الحميد
ـــــــــــــــــــــــ
20ـ حول قول السيوطي:
و من يفضل مسلما فإنما،،،، ترتيبه ووضعه قد أحكما
و في نسخة: و صنعه .. بدل: ووضعه
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
21 ـ ممن رجح المساواة في الصحة بين البخاري و مسلم .. القرطبي .. و الطوفي
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
22 ـ مما يرجح تصحيح البخاري على تصحيح مسلم أنه البخاري يروي عن أصحاب الطبقة الأولى من الحفاظ إذا أخرج لهم في الأصول، و لا يخرج عن أصحاب الطبقة الثانية إلا في الشواهد و المتابعات،،، و أما الإمام مسلم فيخرج عن الطبقة الثانية في الأصول ....
و المقصود من الطبقة الأولى و الثانية هي طبقة الحفظ أو درجة الحفظ و الإتقان لا الطبقية الزمانية أو العمرية ...
ـــــــــــــــــــــــــــــ
23 ـ نجد أن البخاري قد رجح على مسلم في الصحة من خلال كمال و توافر الشروط ـ أي شروط الحديث الصحيح الخمسة ـ .... و بيان ذلك كالتالي:
من حيث الاتصال: نجد البخاري يشترط ثبوت اللقي، و لا يكتفي بمجرد المعاصرة
و من حيث العدالة و الضبط: فكما سبق، فالبخاري يخرج عن أصحاب الطبقة الأولى في الأصول دون المتابعات و الشواهد .. بينما نجد مسلم يخرج لأصحاب الطبقة الثانية في الأصول
و من حيث الشذوذ و العلة: فنحن نجد أن ما انتقد على البخاري أقل مما انتقد على مسلم
ــــــــــــــــــــــــــ
24 ـ التبويبات في صحيح مسلم ليست هي من صنع الإمام مسلم، بل هي من صنيع القاضي عياض أو الإمام النووي ...
ثم كرر الشيخ بعدها بقليل / بل هي من صنيع الإمام النووي و القاضي عياض ...
فقلت له: شيخنا .. (أو) .. أم (و)
فقال: (و) .. فقد اشتركا فيه
ـــــــــــــــــــــــــــــ
25 ـ من عادة مسلم أنه يبتديء كتابه بأصح الأحاديث في الباب، و أما ما يتلو ذلك فهو دونه في الصحة ..
و قد يكون أراد بذلك الإشارة إلى الخلاف في السند أو المتن، فيشير إلى العلل التي قد يكون الحديث قد علل بها من أحد من العلماء ....
و هو وقد أشار بذلك في مقدمته على الصحيح
ــــــــــــــــــــــــــــ
26 ـ نحن نقول دائما و أبدا // الأحاديث التي انتقدت على البخاري و مسلم، معظمها يكون جانب الصواب في صف البخاري و مسلم لا في صف منتقدهما ...
ــــــــــــــــــــــــــ
27 ـ لاحظت في مسلم أنه من عادته أنه إذا افتتح بابا جديدا يقول: حدثنا .. ثم يسوق الحديث كاملا،،
ثم هو إن عطف أي يقول / و حدثنا .. فتكون كل هذه الأحاديث المعطوفة هي من أحاديث الباب المتقدم
و غالب هذه المعطوفات تكون عدة روايات لحديث واحد،،، و ذلك إذا أراد مثلا أن يشير إلى اختلاف في ألفاظ الحديث و رواياته ...
و الله المستعان .... و قد ألغى الشيخ درسه اليوم مبكرا جدا .. و كان يظهر عليه الحزن .. و قال ما معناه: أعتذر لكم فإن لي ميعاد و اجتماع مع أناس .. فاسألوا الله لي كشف الكرب و أن ينجينا ...
ففهمنا طبعا
فلا تنسوا الشيخ من دعائكم بارك الله تعالى فيك
ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[22 - 03 - 04, 03:00 ص]ـ
كيف كان المجلس السادس؟
ما استطعت الحضور لأسباب طارئة
¥(6/155)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[22 - 03 - 04, 08:53 ص]ـ
الليلة إن شاء الله أكتب ما كان، لذهابي إلى العمل الآن
ـ[باهي]ــــــــ[22 - 03 - 04, 12:47 م]ـ
هل يمكنك يا أخ محمد رشيد إمتاعنا بإضافة قراءة الشيخ طارق حفظه الله تعالى للألفية , حتى نتمكن من حفظ الأبيات التى وصل إليها الشيخ فى شرحه
و جزاكم الله خيراً
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[22 - 03 - 04, 11:47 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد،،
فقد كان أمس الأحد 30 صفر
الموافق21/ 3 / 2004 درس الشيخ طارق بن عوض الله في شرح ألفية السيوطي ...
حيث بدأ من قول السيوطي:
و انتقدوا عليهما يسيرا،،،، فكم نرى نحوهما نصيرا
إلى قوله:
و ربما يعرض للمفوق ما،،،، يجعله مساويا أو قدما
فمجموع ما شرحه خمسة أبيات ... و قد أطال الشيخ حفظه الله هذه المرة و كأنه أراد تعويض المجلس الماضي ....
ـــــــــــــــــــــــــ
و قبل سرد الفوائد أود التنبيه على أمرين مهمين جدا الأول هو أنه لابد ـ لمن يقرأ الألفية أو يحفظها ـ من أن يبحث عن النسخ الموثوقة، لأن التي كنت أحفظ منها هي نسخة ـ دار الفكر البيروتية ـ و حفظت منها للأسف على الأخطاء التي فيها، فلما بدأت الشرح مع الشيخ اكتشفت هذه الأخطاء الفظيعة، سواء من نسخة الشيخ التي هي شرح لمحيي الدين عبد الحميد و طبعتها مؤسسة الرسالة، أو من شرح الترمسي على الألفية .. و هذا هو الأمر الثاني،،
حيث أذكر أن الإخوة كانوا من قبل يتساءلون عن شرح لألفية السيوطي فذكروا أنه لا شروح لها إلا شرحا واحدا لا أذكره و أعتقد أنه لأحد الشناقطة ...
فقد وجدت شرح محمد محفوظ بن عبد الله الترمسي عليها
و اسمه (منهج ذوي النظر)
و هومطبوع و متوفر بمطبعة مصطفى البابي الحلبي، و هو غلاف واحد يبلغ سعره 8 أو 9 جنيهات ...
و مما قاله الترمسي في مقدمته لهذا الشرح: ((و جعلت جل مواده و مأخذه [مقدمة ابن الصلاح و شرح النخبة، و التدريب: في شرح التقريب] و هو والعمدة فيها بيد أنه من مؤلفات صاحب الأبيات، و هو أدرى بما فيها و لا سيما مع ذكره أنه جعله شرحا للتقريب خصوصا، ثم لمقدمة ابن الصلاح و لسائر كتب الفن عموما.)) ص 3
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
28 ـ لا يهتم الفقهاء باعلل الغير قادحة التي لا تقدح في أصل صحة الحديث، و ذلك لأن اهتمامهم فقط هو صحة الحديث و من ثم دلالته الفقهية ... و أما اختلاف الرواة و ما إلى ذلك فهذا من اهتمامات المحدثين .. لماذا؟
لأن من العلوم التي يبحث فيها المحدث علم (الجرح و التعديل)
و هو أوسع من باب التصحيح و التضعيف بالنسبة للمحدث، فنجد المحدث يهتم جدا باشتباه الراوي بآخر و إن كانا ثقتين و اشتباههما لا يؤثر سلبا على صحة الحديث، و لكن هذا يهتم به المحدثون جدا لأن فيه دقائق لهم يستعملونها في معرفة ضبط الراوي و مدى مخالفته الثقات و ما إلى ذلك، و إن كان ذلك لا يقدح في أصل الصحة،،،
و أيضا إضافة إلى ذلك فإن معرفة راوي الحديث من الصحابة يدلنا على معرفة مذهب الصحابي،، و لا يمكننا ـ في هذا الموضع ـ أن نقول: كل الصحابة عدول فلا يضر اشتباههم،،،
فتحرير الرواية مما يفيد في تحرير المسائل،، و مثال ذلك أنه قد اشتهر عن أبي هريرة مثلا أنه لا يرى المسح على الخفين، و اشتهر عنه ذلك و استفاض،، فوجدنا حديثا في المسح يرويه أبو هريرة ... فهنا نقول / هذا خطأ ليس من رواية أبي هريرة لما اشتهر عن أبي هريرة من رؤيته عدم جواز المسح على الخفين.
ــــــــــــــــــــــــــــ
29 ـ بالنسبة للأحاديث التي انتقدت على البخاري و مسلم قام النووي و ابن حجر بالإجابة عنها،،،
إلا أن ردود ابن حجر أقوى و أرجح من ردود النووي ...
و ذلك لأن النووي طريقته فقهية في التعقيب على الانتقادات
بخلاف ابن حجر، و قد انتقد ابن حجر و العلائي على النووي في هذا الأمر ...
أقول ـ محمد رشيد ـ: ذكر الشيخ أمثلة واضحةهي مذكورة في النكت لابن حجر لا أطيل بكتابتها لضيق الوقت
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
30ـ حول الترتيب الذي اعتمده ابن الصلاح في مراتب الصحة (ما اتفق هليه البخاري و مسلم) (ما انفرد به البخاري) (ما انفرد به مسلم) (ما كان على شرطهما) (ما كان على شرط البخاري) (ما كان على شرط مسلم) (ما كان على شرط غيرهما)
¥(6/156)
يقول: انتقد على ابن الصلاح هذا الترتيب، لأن المتواتر مقدم على ما اتفق عليه البخاري و مسلم
و رد ابن حجر بأنه لا يوجد حديث يوصف بالتواتر و ليس له أصل في الصحيحين
و تعقب بكر أبو زيد ـ كما في التأصيل ـ على ابن حجر بأن هذا منقوض،،
و مثاله حديث (نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها .... ) الحديث
يقول ـ طارق عوض الله ـ: و الشيخ بكر متعقب ـ بفتح القاف و تشديدها ـ في ذلك، فالحديث المذكور غير متواتر و إن أدخله السيوطي في المتواترات ..
بل ذكره الحاكم النيسابوري في المشهورات .. فهو حديث مشهور لا متواتر،،،
فإلى الآن لم نجد من تعقب ابن حجر تعقبا قويا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
31 ـ قد يسأل سائل / ما دام شرط البخاري أقوى من شرط مسلم فذكر شرط البخاري كاف في جعل الحديث في أعلى المراتب، فما الذي يجعلنا نقدم ما انضم الضعيف إليه أقوى مما لم ينضم الضعيف إليه؟ بمعنى أننا إن قلنا بأن نسبة صحة ما شرطه البخاري 80 % على سبيل المثال و كان نسبة ما شرطه مسلم 60 % فهل انضمام الـ 60 % يؤثر في الـ 80 % ... قطعا لا ..
فما وجه تقديم ما انضم إليه الأضعف؟
نقول: إن الترجيح جاء من كثرة المصححين للحديث، و ليس من جهة نفس الشرط، فهو بكثرة الحاكمين بالصحة، فما صححه عدد مقدم على ما صححه واحد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
32 ـ حول قول السيوطي:
و ربما يعرض للمفوق ما،،،، يجعله مساويا أو قدما
يقول الشيخ / ربما يحتف بالحديث من القرائن و هو في الأصل من المراتب النازلة كأن يكون تفرد به مسلم أو البخاري أو كان على شرط غيرهما .. فترفعه هذه القرينة ليساوي أو يفوق ما هو متقدم عليه أصلا ....
و مثاله / قوله صلى الله عليه و سلم من حديث ابن عمر ((لا يقبل الله صلاى بلا طهور و لا صدقة من غلول))
هذا الحديث تفرد به مسلم
و قال فيه الترمذي: هذا أحسن ما في الباب
رغم وجود حديث متفق عليه من ديث أبي هريرة ((لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ))
أقول ـ طارق عوض الله ـ: و إنما كان حديث ابن عمر أصح لأنه أشهر، فقد رواه غير واحد عن (سناك) عن مسعد بن سعد عن ابن عمر ..
و إنما حديث أبي هريرة غريب يرويه عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة
و هنا سؤال: و لم لم يخرجه البخاري؟
أقول ـ طارق عوض الله ـ: الحديثان عند البخاري صحيحان
و لكن البخاري اختار الحديث الأرجح في الدلالة الفقهية لأن هذا من منهجه رحمه الله .... هذا فهمي
ـ قاله طارق عوض الله ـ
و هنا انتهى الدرس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
33 ـ أقول ـ محمد رشيد ـ: سئل الشيخ عن معنى تفرد البخاري أو مسلم ..
فقال الشيخ / هذا سؤال مهم ...
ليس معنى ما تفرد به البخاري اي لم يروه غير البخاري أبدا
و إنما تفرد به البخاري عن مسلم،، أو مسلم عن البخاري،، فهنا التفرد نسبي، و ليس هو التفرد الاصطلاحي الذي سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
34 ـ سئل الشيخ عن الصحيفة الصادقة، و أن الأخ السائل قد تتبعها من الكتب الستة، فجمعها من الكتب الستة ...
فقال الشيخ / منها الصحيح و منها الضعيف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
35 ـ سئل عن أفضل طبعة لنكت ابن حجر ..
فقال: طبعة الشيخ المدخلي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
36 ـ سئل عن صحيحي ابن حبان و ابن خزيمة ...
فقال / فيهما أحاديث ضعيفة و معلة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و الحمد لله رب العالمين
و أعتذر لأخي و حبيب باهي عن عدم تمكني من فعل طلبه لضيق الوقت الشديد، فضلا عن كوني لا أتابع تحصيل أشرطة الدرس، بل أعتمد بالكلية على تحصيلي و كتابتي
أعتذر مرة أخرى
و اسأل أخانا الفاضل / أحمد الأزهري لعله يفعل، أو أخانا عبد الحمن بن مهدي
و بارك الله تعالى فيك و زادك علما و شرفا و حرصا .. آمين
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
أين الأخ الأزهري السلفي
و الأخ عبد الرحمن مهدي
و الأخ محمد بن يوسف
و الله أنا أنتظرهم كل درس و لا أجد أحدا
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[25 - 03 - 04, 10:57 م]ـ
أخي الحبيب (محمد)
جزاك الله خيرًا، ورفع قدرك.
للرفع والفائدة.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[25 - 03 - 04, 11:30 م]ـ
الحمد لله وحده ...
جزاك الله خيرا
حديث مسلم
(لا يقبل الله صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول)
يرويه (مصعب) بن سعد عنه (سِماك) بن حرب
.....
فقط لأن أخي أبا يوسف يكتب بسرعة.
ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[29 - 03 - 04, 11:31 ص]ـ
أخي الكريم، مجلس أمس الأحد كان ممتع جداً ولله الحمد، وتناول الشيخ شرح قول السيوطي رحمه الله: وشرط ذينِ كونُ ذا الإسنادِ::: لديهما بالجمعٍ والإفرادِ. ونحن في انتظار أخونا محمد رشيد ليتحفنا بالفوائد.
ـ[باهي]ــــــــ[30 - 03 - 04, 11:48 ص]ـ
أين يباع كتاب فضيلة الشيخ طارق ابن عوض الله الموسوم ب - طليعة فقه الإسناد - مع العلم ان الكتاب يباع في الإمارات فقط ...
¥(6/157)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[30 - 03 - 04, 02:29 م]ـ
الشيخ نفسه سئل في آخر المجلس عن الكتاب فقال / المؤلف آخر من يعلم
و قال / أنا جائتني نسخة من الإمارات
وواضح أنه لا يعرف شيئا أكثر من ذلك
هذا ما أذكره و عندي شك فيه
و لعل الأخ أحمد الأزهري
أو الأخ محمد يوسف
يخبروا بما سمعوه في ذلك، حيث إني لا أذكر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و بالمناسبة للفوائد سأضعها الليلة إن شاء الله تعالى، لأن الجهاز عندي يعمل حاليا على رامات (24)!!!!!
فهو لا يعمل تقريبا
و لكن هذا مؤقت و سيأتي أخي بالرامات الليلة إن شاء الله تعالى
ـ[باهي]ــــــــ[30 - 03 - 04, 06:35 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله .....
الأخ الفاضل محمد رشيد زاده الله فقهاً ..
أنا يا أخي كنت موجود في الدرس الماضي و ما ذكرته أنت صحيحاً ...
و أنا اسأل عن المكتبة التي تصدره في الإمارات لأن هناك من سيتفضل و يحضره لي من هناك إن شاء الله تعالى ..
فإن كنت ممن يتصلون بالشيخ فاسأله إن تكرمت , فأنا لم أحصل على رقم الهاتف الخاص بالشيخ بعد.
و جزاكم الله خيرا.
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[30 - 03 - 04, 10:25 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أخي (باهي) -وفقه الله-
أما اسم ناشر كتاب «طليعة فقه الإسناد» فهو: دار المحجة للنشر والتوزيع بأبي ظبي. واسم الكتاب كاملاً: «طليعة فقه الإسناد وكشف حقيقة المعترض على الأئمة النقاد، وصيانة الحديث وأهله من تعدي محمود سعيد وجهله، ومعهما: ردع الجاني المتعدي على الألباني».
وهي نفس الدار التي طبعت كتاب «تنبيه الهاجد إلى ما وقع من النظر في كتب الأماجد» / لفضيلة الشيخ (أبي إسحاق الحويني) -حفظه الله تعالى وشفاه-. فلو كان عندك الكتاب الأخير -وهو متوفر في مصر في مكتبة "ابن تيمية" وغيرها- يمكنك أن تأخذ منه عنوان "دار المحجة" كاملاً.
وأعتذر لأخي (محمد رشيد) -حفظه الله- عن التقدم بين يديه للإجابة عن هذا السؤال؛ فقد أحببتُ أن أكون دالاًّ على الخير ليكون لي مثل أجر فاعله (وجه مبتسم).
والكتاب قد تأخر صدوره جدًّا؛ فقد سألتُ عنه الشيخ (طارق) -حفظه الله- في معرض الكتاب قبل السابق؛ فأخبرني بما يفيد أنه ربما يكون قد طُبِع وشُحِنَ إلى مصر!
----------------------------------------
أخي الحبيب (محمد رشيد) -وفقه الله-
بالنسبة لما شككتَ فيه فهو كما قلتَ؛ فقد قال الشيخ ما قلتَه.
---------------------------------------
وفقنا الله جميعًا لمرضاته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[30 - 03 - 04, 10:52 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد،،
فقد كان أمس الأحد
السابع من شهر صفر 1425 هجرية
الموافق 28/ 2 / 2004 م
هو المجلس السابع من مجالس شرح ألفية الحديث للشيخ / طارق بن عوض الله ـ حفظه الله تعالى ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و قبل سرد الفوائد أذكر للإخوة أنني قابلت أخانا الطيب / محمد بن يوسف الصعيدي
و ألفيته أخا رقيق القلب و الجسد حتى لأنا و الله أنعامل معه برفق و أنا غليظ القلب و الجسد
ألفيته والله أخا طيبا جدا جدا ـ أحسبه كذلك و لا أزكيه على الله تعالى ـ
نحيف الجسد جدا
هادئ الطباع
بشوش الوجه
مأمون الجانب / و هذا الأخير يندر أن تجده في كثير من الناس حتى و إن انتسبوا إلى الالتزام أو التدين
فهنيئا لي بالفوز بصحبته
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان الدرس هذه المرة دسما جدا و غزيرا من الناحية العلمية، و كان كله يدور حول الصحيحين و شرطهما
و الخلاف في تحديد شرطهما
و المستدرك عليهما بكونه على شرطهما
و مدى صحة ذلك الاستدراك من فساده
رغم كون المشروح كان بيتا واحدا ... هو قول الناظم:
و شرط ذين كون ذا الإسناد ***** لديهما بالجمع و الإفراد
فالحمد لله تعالى أظن أني لم أترك فائدة مهمة إلا دونتها، و هي قريبة جدا من لفظ الشيخ، و بعضها ـ إن لم يكن الغالب ـ هو بلفظ الشيخ،،،،
و هاهو الأخ (باهي) قد ذكر أنه كان حاضرا في المجلس ـ و هذا يحسب عليه أن لم يعرفنا بنفسه ـ
فعندي الآن الأخ / أحمد الأزهري
و الأخ / محمد بن يوسف
و الأخ / باهي
و الأخ / عبد الرحمن بن يحيى
¥(6/158)
من وجد منهم أني أخطأت في تحرير المعلومة أو فهمها فليستدرك و لينبه،،، خاصة و أن الحديث ليس من شغلي في الأصل فاحتمال الخطأ في حقي أكبر،،، و قد طلبت ذلك مشافهة من الأخوين / ابن يوسف و الأزهري
و جزاكم الله تعالى خير الجزاء
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
37ـ حتى نقول بكون الحديث المستدرك على الصحيحين بأنه على شرطهما فلابد من اجتماع الراوي و شيخه في الكتاب الذي حكمنا أنه على شرطهما
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
38ـ نحن لم نعرف شرطي البخاري و مسلم نصا منهما، فلم ينصا على ذلك، و إنما هو الاستقراء و التدبر و الدراسة للكتابين،،
فبالاستقراء و التدبر استقرأنا و استخرجنا هذه الشروط
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
39 ـ في الحقيقة فإنه من حيث الإجمال فإن شرط البخاري و مسلم كلاهما الشرط المتفق عليه في الحديث الصحيح
و لذلك فإن ابن الصلاح في مقدمة كتابه (صيانة صحيح مسلم) ذكر تعريف الحديث الصحيح .. ثم قال: وهذا هو شرط الصحيحين،،،
لماذا إذا التخصيص؟!
أي تخصيص البخاري و مسلم بشروط خاصة بهما؟
الجواب: هذا حكم إجمالي،،، و أما إن أردنا أن نقول / هو على شرط البخاري أو مسلم، فإن العلماء لا يطلقون ذلك إلا في معرض الاستدراك على الصحيحين
فصار قول المحدثين: هو على شرط البخاري،،، أو مسلم
كأنهم يقولون: كان ينبغي أن يخرجه البخاري،،، أو كان ينبغي أن يخرجه مسلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
40 ـ هذه الفائدة مهمة جدا //
بعضهم لا يشترط في الاستدراك على الصحيحين أن يكون عين الراوي قد أخرج له البخاري أو مسلم في كتابيهما،، بل يكتفي في الاستدراك بأن يكون الراوي الذي يستدرك به على الصحيحين يماثل من أخرج له البخاري أو مسلم في صحيحيهما
كالدارقطني
فهو لا يشترط العينية،، بل يكتفي بالمثلية
إلا أنه زاد أن مسلما لا يجتنب الأحاديث المعلولة
و لذلك نجد في استدراكاته أحاديث تعمد البخاري و مسلم تركها و دم إدخالها في الصحيح لكونها معلولة حتى و إن كان رجالها ممن خرجا له في الصحيحين
و مثاله حديث أبي هريرة مرفوعا ((لا أدري الحدود أكفارة لأهلها أم لا))
فهذا الحديث أعله البخاري نفسه في التاريخ الكبير بالإرسال
ثم هو معلل أيضا في متنه بمعارضته لما هو أقوى منه
ففي الصحيح من حديث عبادة بن الصامت أن الحدود كفارات لأهلها .....
فلا يلزمه بما سبقه هو إلى إعلاله و إنكاره
و مثاله في مسلم
حديث أيمن بن نادم عن أبي الزبير عن جابر في التشهد أنه وصف التشهد فقال: بسم الله و بالله،،، ثم ذكر صيغة التشهد
فالعلماء أنكروا هذا الحديث على أيمن بن نادم للخطأ في الإسناد و المتن
فمن جهة الإسناد أنه من رواية أبي الزبير عن ابن عباس
و من جهة المتن أن حديث ابن عباس ليس فيه البسملة
حتى أن الدارقطني قال في أيمن بن نادم // لو لم يكن إلا حديث التشهد لكفى
فهو مطعون في حفظه و روايته بسبب هذا الحديث
و أيضا مسلم في كتاب التمييز أنكره جدا
ثم الحاكم ـ على شرطه ـ لم يلتزم ما اشترطه على نفسه
بل أخرج للضعفاء في المستدرك
و بعض هؤلاء الضعفاء قد ذكرهم هو نفسه في كتابه (الضعفاء) كعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، و قد ذكر أنهم لا يجوز الاحتجاج بأخبارهم
ثم هو يخرج لهؤلاء الضعفاء أو لبعضهم في المستدرك
كعبد الرحمن بن زيد بن أسلم المتفرد بحديث التوسل ((لولاك ما خلقت الأفلاك))
و هذا الأمر شدد عليه فيه شيخ الإسلام ابن تيمية في (الرد على الأخنائي) و ابن حجر في النكت على ابن الصلاح،،،،،،،،،،،
و هنا لنا وقفة //
أحيانا يقول الحاكم: و لولا أن فيه فلان لقلت هو على شرط البخاري أو مسلم
و من هنا رد (العراقي) على (الذهبي) و (ابن دقيق العيد) بأنهما لم يفهما مراد الحاكم، و أن مراد الحاكم أنه يشترط أن يكون عين الراوي قد أخرجا له في الصحيحين
ثم انتصر ابن حجر للذهبي في شرط الحاكم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
41 ـ اتفق أهل العلم على أن البخاري و مسلم لا يخرجان إلا ما هو سالم عندهما من العلة
و عليه فلابد من السلامة م العلة ليصح إلزامهما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
¥(6/159)
42ـ الكلام في شرطي البخاري و مسلم إنما هو في الأصول دون المتابعات و الشواهد، فالحاكم أحيانا يستدرك بما هو في الشواهد
و الأعجب ... أنه ألف كتاب (المدخل إلى الصحيح) قام فيه بتمييز رجال الصحيحين،، و هل هو ممن أخرجا له في الأصول أو في الشواهد .. وهكذا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
43 ـ يحدث قرن في أحاديث الصحيحين، فيقون البخاري أو مسلم الراوي براو آخر،، فيقول مثلا: حدثنا فلان و فلان .. داخل الإسناد
و نقول: إن البخاري و مسلما اضطرا إلى ذلك لسماعهم الحديث هكذا على هذه الصورة،، و إنما العمدة على رواية الثقات لا من قرن معهم
فلا يفيد احتاجا و لا استشهادا
و قد سألته أنا ـ محمد رشيد ـ: و هل يكون القرن في رواية الأصول أيضا؟
قال: نعم
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
و هاك الأبيات التي نظمها الشيخ في نهج الدار قطني و الحاكم في شرط استدراكهما على الصحيحين:
و الدار قطني فألزمهما **** بما يصحح على شرطهما
بأن يخرجا رجالا مثلا **** من بهم احتجا و لم يعلا
و ألف الحاكم مستدركه ... على الصحيحين فما أحبكه
و شرطه كالدار قطني إلا ... أنه لا يجتنب المعلا
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
و هاك أبيات الشيخ التي نظمها في شرط الصحيحين و شرط إلزامهما:
شرطهما شرط الصحيحين المتفق ... عليه عند العلما و قد سبق
فمن أراد ما على شرطهما ... يأتي بما إسناده لديهما
ليس معلا قصد الإخراج ... بصورة الجمع له احتجاجا
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
تنبيه: الفائدة رقم 40 لم أستطع تحريرها جيدا فأدخل علي القولين بين الذهبي و العيد و ابن حجر من جهة و بين العراقي من جهة أخرى،، فمن منهم يقول بأن الحاكم يشترط العينية؟
و من منهم يقول بأن الحاكم يشترط المثلية؟
فقد تركت الكلام محتملا لمن تنبّه
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
و جزاكم الله تعلا خير الجزاء و بارك فيكم
و جزاك اله خيرا أخي باهي على عرضك للرامات، , أنا لا أحتاج لها، فسبب التعطيل عو أن أحد أصدقاء أخي يشتري له الرامة من شركة للكمبيوتر، و يضع هذه مؤقتا، و لعله يأتي بها الليلة
و جزاك الله تعالى خير الجزاء
و أرجو أن تعرفني بنفسك الدرس القادم إن شاء الله تعالى
ستجدني عن يمين الشيخ مباشرة
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[31 - 03 - 04, 01:33 ص]ـ
أخي الحبيب (محمد رشيد) -حفظه الله-
جزاك الله خيرًا على حسن ظنك بي، ويبدو أني قد تصنعتُ لك بما أوحى إليك ما قلتَ!!! فغفر الله لي ولك.
وأقول: بل هنيئًا لي أنا الفوز بصحبتك وصحبة أخينا الحبيب (أحمد بن حسين الأزهري) الذي هو أحق مني -حقًّا- بهذه الصِّفات إلا النحافة؛ فهو أحسن حالاً مني في هذا الجانِب!
وبما أنك قد أذنت لي في التَّعَقُّب فإليك التعقبات والاستدراكات -وأنت الذي فتحت الباب على نفسك، فحتملني! -:
قلتَ -بارك الله فيك-: "بعضهم لا يشترط في الاستدراك على الصحيحين أن يكون عين الراوي قد أخرج له البخاري أو مسلم في كتابيهما .... كالدارقطني فهو لا يشترط العينية،، بل يكتفي بالمثلية. إلا أنه زاد أن مسلما لا يجتنب الأحاديث المعلولة".
والعبارة فيها سقط وتصحيف!
أما السقط فتصحح العبارة إلى: " ... كالدارقطني فهو لا يشترط العينية؛ بل يكتفي بالمثلية، [ومثله الحاكِم في مُستدركه] فهو لا يجتنب الأحاديث المعلولة" فالدارقطني يزيد عن الحاكم في اجتنابه الأحاديث المعلولة.
وأما التصحيف؛ فقد تصحف عليك "الحاكم" إلى "مسلم"، وهذا تصحيف عجيب أجزم أنه سبق لوحة مفاتيح! وإلا فسياق كلامك الآتي يُبَيِّن أنه ما هو إلا سبق قَلَم؛ فقد قلتَ: "ولذلك نجد في استدراكاته أحاديث تعمد البخاري ومسلم تركها ... " يعني: استدراكات الحاكم.
قلتَ -أعزك اللهُ-: "حديث أيمن بن نادم عن أبي الزبير عن جابر في التشهد أنه وصف التشهد".
والصواب: "حديث أيمن بن نابل" وليس "نادم". وهو -أعني (أيمن بن نابل) - من رجال الإمام (البخاري) -رحمه الله تعالى-.
قلتَ -رفع اللهُ قدرك-: "وهذا الأمر شدد عليه فيه شيخ الإسلام ابن تيمية في (الرد على الإخنائي) و ابن حجر في (النكت على ابن الصلاح) ".
وزاد شيخُنا -حفظه الله تعالى- (ابنَ عبد الهادي) في «الصارِم المُنكي»، وزاد أحد الطلبة (الذهبي) وأقره الشيخ على ذلك. رحمة الله على الجميع.
قلتَ -نفع الله بك-: "و من هنا رد (العراقي) على (الذهبي) و (ابن دقيق العيد) بأنهما لم يفهما مراد الحاكم".
وهذا في كتابه «التقييد والإيضاح».
وقلتَ -زادك الله حرصًا-: "ثم انتصر ابن حجر للذهبي في شرط الحاكم".
وهذا في كتابه «النُّكَت على ابن الصلاح»، وقد انتصر للذهبي وابن دقيق العقيد، ورد على شيخه (العراقي) -رحمة الله عليهم جمعيعًا-.
قلتَ -زادك الله علمًا- "من هنا رد (العراقي) على (الذهبي) و (ابن دقيق العيد) بأنهما لم يفهما مراد الحاكم، و أن مراد الحاكم أنه يشترط أن يكون عين الراوي قد أخرجا له في الصحيحين ثم انتصر ابن حجر للذهبي في شرط الحاكم".
وهذا الكلام فيه غموض؛ وتوضيح ذلك أن الذهبي وابن دقيق العيد -ومعهما ابن حجر- يرون أن الحاكم يشترط المثلية -كما يُفهم من صنيعه في «المُستدرك» - فتعقبا عليه أحاديثًا ألزم البخاري ومسلم بإخراجهما وهي ليست على شرطهما، فتعقبهما (العراقي) بأن تعقبهما ليس مُلزمًا؛ لأنهما لم يفهما شرط الحاكم وهو -أي الحاكم- يشترط العينية -كما يُفهَم من مقدمة كتابه- فدافع عنهما الحافظ ابن حجر ورد على شيخه -رحمة الله على الجميع-.
قلتَ -حفظك الله-: "نقول: إن البخاري و مسلما اضطرا إلى ذلك لسماعهم الحديث هكذا على هذه الصورة،، و إنما العمدة على رواية الثقات لا من قرن معهم".
قلتُ (محمد بن يوسف) -وليس هذا من قول الشيخ-: وقد يكون المقرون مع الراوي ثقة أيضًا -والله أعْلَم-.
-------------------
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
¥(6/160)
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[31 - 03 - 04, 02:05 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن يوسف
أما السقط فتصحح العبارة إلى: " ... كالدارقطني فهو لا يشترط العينية؛ بل يكتفي بالمثلية، [ومثله الحاكِم في مُستدركه] فهو لا يجتنب الأحاديث المعلولة" فالدارقطني يزيد عن الحاكم في اجتنابه الأحاديث المعلولة.
قلتُ: وقد بدا لي -الآن- أن الصواب هو: " ... كالدارقطني فهو لا يشترط العينية؛ بل يكتفي بالمثلية، [ومثله الحاكِم في مُستدركه] إلا أنه زاد [عنه] بأنه لا يجتنب الأحاديث المعلولة" فالدارقطني يزيد عن الحاكم في اجتنابه الأحاديث المعلولة.
والله تعالى أعلم.
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[06 - 04 - 04, 03:09 م]ـ
إخواني الفضلاء -وفقهم الله-
أعتذر بالنيابة عن أخي (محمد رشيد) -وفقه الله- عن التأخُّر في كتابة درس هذا الأسبوع؛ لعُطل بجهازه، نسأل الله -سبحانه- أن يُعَجِّل بإصلاحه، آمين.
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[08 - 04 - 04, 02:39 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
جزاك الله تعالى خير الجزاء أخي و سميي محمد بن يوسف على رد بالنيابة عني
و أنا الآن أكتب من حاسوب الأخ (الحنبلي السلفي)
فانا محمد رشيد و ليس (الحنبلي)
و أحاول قريبا جدا إن شاء الله تعالى إصلاح ما ي\بالجهاز، و لكنه قد يستغرق بعض الوقت
و لعا\لنا نتعدى المجلس القادم
و اله تعالى أعلم
أعتذر مرة أخرى
أخوكم / محمد رشيد
ـ[باهي]ــــــــ[19 - 04 - 04, 01:45 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد،،
فكيف حالكم أحبتي في الله تعالى طلبة العلم على ملتقى أهل الحديث،، هذا الملتقى المبارك
أشهد الله تعالى أني أحبكم فيه،،
و أعتذر لكم أحبتي الكرام عن طول تأخر وضع فوائد المجلسين الماضيين و ذلك لعطل كبير بعض الشيئ في جهازي ـ و ما زال هذا العطل قائما و الجهاز خارج البيت ـ
و لكني لما وجدت أنه قد تقارب الزمان و حل غدا المجلس الثالث من المجالس التي لم تدون فوائدها ذهبت إلى أحد أصدقائي من الإخوة الطيبين لاستعمال جهازه و لكن الظرف عنده ما كان يسمح و أنا أكتب الآن من عند أخ طيب آخر،، و هذه أول مرة أدخل فيها بيته بل و لم أقابله في حياتي إلا مرتين أو ثلاثة مقابلة عابرة و قد عرض علي الأمر لما سمعني أحدث صاحبي في الأمر ـ و فهو صديق مشترك بيننا ـ
فالحمد لله تعالى الذي بنعمته تتم الصالحات
و أنا أضع الآن فوائد المجلسين الماضيين إن شاء الله تعالى، و أعدكم بمحاولة وضع فوائد كل مجلس أول بأول إن شاء الله تعالى إن كان جهازي سليما و إلا فمن عند أخينا الحنبلي السلفي إن شاء الله تعالى
و الله تعالى المستعان و عليه التكلان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
فهذه هي فوائد المجلس الثامن من مجالس شرح منظومة علم الأثر للسيوطي ... للشيخ طارق بن عوض الله ـ حفظه الله تعالى و رعاه ـ آمين
44 ـ كتاب (صيانة صحيح مسلم) لابن الصلاح مطبوع
ــــــــــــــــــــــــ
45 ـ ما هو ضابط التكرار؟
العلماء يقصدون ما أشرنا إليه في لقاء سابق حين تكلمنا على قول العلماء (متفق عليه) أنه لا يكون مكررا إلا إذا تعد ذكره في الكتاب من حديث صحاب واحد،،،
لكن لو أنه أورد نفس المتن لكن مرة من طريق أبي هريرة و مرة من طريق عائشة فهذا لا يعد مكررا،،
(لأنه إذا اختلف الصحابي فهذا حديث آخر)
إلا أن البخاري له خصيصة و هي تقطيع الحديث، و قد جوزه العلماء، و البخاري يفعله كثيرا في صحيحه
هذا التقطيع يقول الحافظ ابن حجر هو حديث واحد و إن قطعه البخاري ....
فهذه القطع كلها تشكل حديثا واحدا و إن اختلفت في الأحكام و المعاني
و هناك من العلماء كالنووي و غيره من يعد هذه التقطيعات مكررات و تعقبهم ابن حجر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
46 ـ لماذا اشتغلوا بذلك؟ أي بمعرفة المكرر
لأنه ينبني عليه أمر آخر
و هو / هل فات البخاري و مسلم كثير من الصحيح أم لا؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
47 ـ العلماء متفقون على عدم استيعاب الصحيحين لكل الصحيح، لا يخالف في ذلك أحد من أهل العلم،،
لكن اختلفوا / هل الفائت قليل أم كثير؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
¥(6/161)
48 ـ هذه المسألة مهمة جدا و أسأل الله تعالى أن يعينني على إتمامها اليوم
وهي / الخلاف في القلة و الكثرة
و أنبه على أنه يظهر من كلام الناظم أن الأخرم متفرد بالقول بأن الفائت قليل
و هذا القول ـ أي القول بأنه قليل ـ ساقه ابن الصلاح في المقدمة، و أورد إشكالا
فإن الصحيح ـ أي صحيح البخاري ـ بالمكرر 7000 و بدون المكرر 2513 حديث،، هذا رغم قول البخاري أحفظ 100000 حديث صحيح
فكيف يكون ما فاته من الصحيح قليل؟!!!
هذا من جهة
و من جهة أخرى،، هذا كتاب المستدرك مليء بالأحاديث الصحيحة و يصفول له من الصحيح كما يقول ابن الصلاح شئ كثير
أجاب ابن الصلاح بقوله // إنما يسوقون كلمة (حديث) على الموقوف و أيضا على الحديث الواحد الوارد بأكثر من إسناد،،
فكأن ابن الصلاح يدافع عن ابن الأخرم
ثم إن الواقع يؤكد ذلك،،،
لأننا إن جمعنا موقوف و مقطوع مرفوع لن يبلغ 100000
و منه أيضا قول شعبة: احفظ 14 حديثا عن المغيرة ابن شعبة في المسح على الخفين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
49 ـ نتكلم فيما فاتهما من الصحيح؟ فما المقصود بما فاتهما من الصحيح؟
هل مما هو على شرطهما أم مما فاتهما مطلقا مما ليس على شرطهما؟
أقول ـ طارق ـ: مراد ابن الأخرم مما هو على شرطهما
و يدل عليه قول عبد الغني بن عبد الواحد: (نظرت في الأحاديث فلم أجد حديثا على شرطهما لم يخرجاه إلا ثلاثة أحاديث .. ) ثم تبين بعد ذلك أن هذه الأحديث ليست على شرطهما لكونها معلولة
أقول ـ محمد رشيد ـ: و لا أذكر أو لا أذكر ما إذا كانت الجملة الأخيرة من كلام عبد الغني بن عبد الواحد أم من كلام طارق عوض الله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
50 ـ نقل الشيخ من ثلاث ورقات كانت معه أقوال السلف في عدد الأحاديث جملة،، و قال: لقد جمعت هذه الأقوال في قراءة عشر سنين
و قد كتبت وراءه ما كتبت و تركت الأغلب، و قد ألححت على الشيخ لتصوير هذه اصفحات و لكنه كان يرفض بشدة، و لكني في هذه الأمور لا أمل و ظللت ألح حتى وعدني أن يأتي بها لي غدا ـ أي المجلس القادم غدا الأحد ـ
فما أن يأتي بها حتى أضعها لكم كاملة إن شاء الله تعالى
مع العلم أنه لما كنت ألخ عليه فيها قال لي: ستطبع مع تحقيقي لمقدمة ابن الصلاح إن شاء اله تعالى ـ هذا على ما أذكر أنا محمد رشيد ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
51 ـ ما هو موضوع كتاب (جامع الأصول)؟
جمع أحاديث الكتب الستة البخاري و مسلم و أبي داوود و الترمذي و النسائي و الموطأ
و هل تعرفون كم عدة أحاديث جامع الأصول؟
و طبعا ليس فيه تكرار
جامع الأصول 10000 حديثا تقريبا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
52 ـ لا تكاد تجد حديثا يتفرد به الموطأ، اللهم إلا أثرا موقوفا أو بلاغا، ثم هذا لا يكثر و ليس له تأثير
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
53 ـ لم لم تدخل سنن ابن ماجة في الأصول؟
العلماء يرون أن سن ابن ماجه أول من أدخلها في الأصول هو ابن طاهر المقدسي
و لم يوافقه عليه أهل العلم، وذلك في كتابه (شروط الأئمة الستة)
و جاء الحازمي و عمل كتاب (شروط الأئمة الخمسة)
و كأن هذا اعتراض
و من تفرد ابن ماجة بالإخراج لهم هم ضعفاء
حتى قال بعضهم:
و ما تفرد به ابن ماجه ..... هو ضعيف لس فيه حاجة
و قال آخر:
و كل ما به ابن ماجة انفرد .....
و لم أدرك أنا ـ محمد رشيد ـ كتابة الشطر الآخر من البيت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و هنا ينتهي الدرس و تبدأ الأسئلة
54 ـ هل يؤخذ بقول الترمذي بإطلاق؟
نعم،، إن كنا نقلد من هم أقل منه .. !!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
55 ـ سأقوم بمقارنة جامع الأصول بمسند أحمد؟
لن تجد في المسند خارج عن جامع الأصول إلا أحرفا يسيرا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
56 ـ هل ما صححه الألباني يدخل في الصحيح؟
نعم طبعا،، و لكن الأحاديث التي صححها الألباني إما في الصحيحين أو لها أصل في الصحيحين
و قد كثرت لأنه أدخل كل ما هو في حيز القبول و سماه صحيحا
ــــــــــــــــــــــــــــــ
57 ـ ما الذي يحملنا على قبول حكم الألباني على الحديث؟
الألباني عالم من العلماء يصيب و يخطئ
¥(6/162)
فلا نقدمه على طول الخط و لا نؤخره على طول الخط
و لا نضعه في موضع أكبر من اللائق به
ــــــــــــــــــــــــــــــ
و الحمد لله رب العالمين
ـ[باهي]ــــــــ[19 - 04 - 04, 01:51 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد،،
فهذه فوائد المجلس التاسع
58 ـ في بداية المجلس سأله الأخ الحنبلي السلفي عن طبعة فتح الباري لابن رجب التي طبعتها دار الحرمين .. أهي جيدة؟
قال الشيخ // نعم أهي متاحة؟
الحنبلي // نعم
الشيخ // جيدة .. اقتنها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
59 ـ نعني بقولنا: (متفق عليه) أي يدخل فيه اتفاق الأمة لا اتفاق الشيخين فقط
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
60 ـ (الحاكم) و (ابن حبان) و (ابن خزيمة) يحكمون بظاهر الإسناد، أما المحدثون فإنهم ينقبون و يبحثون للتأكد من عدم وجود علة أو شذوذ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
61 ـ ابن حبان يرى أن الأصل في الرواة التوثيق، فيدخل رواة في كتابه الثقات هم عند أهل العلم مجاهيل، فيكتفي بأنه لم ير فيهم جرحا،، و هذا قد خولف فيه من قبل جمهور أهل العلم
بل نقل ابن حجر في مقدمة لسان الميزان أن هذا مخالف لإجماع المسلمين
و أيضا هو نفسه في بعض التراجم ينص على شرطه هذا بما يدعو إلى العجب فيدخل في الثقات من لا يعرفه إلا أنه رآه في (التاريخ الكبير) للبخاري،،،
إلا أنه متشدد من جهة أخرى
فإنه إن رأى الراوي أخطأ في حديث أو حديثين فإنه يدخله في الضعفاء بل يشدد في تضعيفه
أقول ـ محمد رشيد ـ: ثم ذكر الشيخ أمثلة لم أتداركها
منها (عبد بن إنسان) ليس له إلا حديث واحد في (صيد وج)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
62 ـ (الثقة ليس من يصيب في الحديث، بل الثقة من تكثر إصابته في الحديث)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
63 ـ قصة مصارعة ركانة ضعيفة عند أهل العلم جميعا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
64 ـ ابن حبان لم يدخل في صحيحه كل المجاهيل الذي أوردهم في الثقات لأن أحاديثه في صحيحه رغم ذلك هي منتقاة، فلا يورد أحاديث كل من وثقهم على شرطه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
65 ـ ابن حبان أشد في هذا الأمر من ابن خزيمة، فابن خزيمة أضبط منه في هذا الأمر، و عد الرواة المجاهيل الذين أخرج لهم ابن خزيمة أقل ممن أخرج لهم ابن حبان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
66 ـ قال أبو سعد المديني: لا يوجد حديث واحد في المستدرك على شرط الشيخين
و قاله أيضا عبد الغني بن عبد الواحد
و تعقب الذهبي هذه المقالة و اعتبرها غلوا و إسرافا
يقول الشيخ / و أنتم تعلمون أن الذهبي اختصر كتاب الحاكم و علق على أحاديثه
و هو مطبوع في هامش المستدرك
و طبع وحده ـ على طريقة نفخ الكتب ـ في سبعة مجلدات!!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
67 ـ لا توجد طبعة جيدة إلى الآن للمستدرك، بل كل الطبعات سيئة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
68 ـ لا نفهم من سكوت الذهبي على احاديث الحاكم أنه يوافقه على حكمه على الحديث، بدليل أنه ينتقده في مواضع آخر في كتبه، و إنما هو لخص الكتاب، فربما حكم و ربما سكت
و ابن حجر رأى التفصيل في هذا
أقول ـ محمد رشيد ـ: و قرأ الشيخ هذا التفصيل من حاشيته على شرح الألفية لمحيي الدين عبد الحميد و المطبوع بدار ابن عفان
فلم أكتبها،،، و تجدها في ج 1 ص 200 حاشية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
69 ـ الحاكم يستدرك على الصحيحين ما هو في الصحيحين أو أحدهما
و قد اعتنى بهذا الأمر الشيخ الحويني في كتابه (تنبيه الهاجد)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
70 ـ نأخذ من تفصيل ابن حجر أنه لا يوجد بالفعل حديث في المستدرك هو على شرط الشيخين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
71 ـ يقول الشيخ طارق حول حكم ابن الصلاح بالحسن على ما تفرد الحاكم بتصحيحه،،، يقول:
لماذا حكم ابن الصلاح بالحسن؟
خذ هذه القاعدة المتفق عليها بين أهل العلم
و قد أشار إليها النووي و ابن حجر و الذهبي و العراقي في كتبهم
¥(6/163)
و هي // هؤلاء الثلاثة ـ الحاكم و ابن حبان و ابن خزيمة ـ يدخلون الأحاديث الحسنة في الأحاديث الصحيحة و لا يفردوا الحسن عن الصحيح، و لا يجعلوا الحسن قسما مستقلا عن الصحيح
فحكمهم بالصحة لا يعني أنه صحيحا أي في أعلى درجات الصحة المعروفة، و إنما يريدون بذلك القبول فيدخل فيه الحسن
و لذلك أدخلوا في كتبهم أحاديث لا يصح أن تكون صحيحة على الشروط المعروفة للحديث الصحيح
و من العلماء من جعل ذلك مذهبا عاما كالنووي و الذهبي
و منهم من خص ذلك بالأئمة الثلاثة فقط كابن الصلاح و ابن حجر
فنحن إذا متيقنين من كون الحديث حسنا، و لسنا متيقنين من كون الحديث صحيحا على الشروط المعروفة فأخذنا بالمتيقن
فكلام ابن الصلاح كلام له وجاهته
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
72 ـ الدرس القادم إن شاء الله تعالى سيكون كله في (هل أغلق ابن الصلاح باب الاجتهاد في الحكم على الحديث أم لم يغلقه؟)
أقول ـ محمد رشيد ـ: و يظهر الاهتمام الشديد على الشيخ من جهة هذا الموضوع
و هو اليوم بعد ساعات إن شاء الله تعالى
ــــــــــــــــــــــــــــ
و هنا ينتهي ادرس و تبدأ الأسئلة ///
73 ـ يقول السائل: هل يصح أن ننسب التصحيح إلى الحاكم؟ يعني نقول (صحيح) و نقصد بذلك تصحيح الحاكم؟
لا نستطيع أن ننسب إلى الحاكم الحكم بالصحة لأن مراده بالصحة غير مرادنا المصطلح عليه بالشروط المعروفة
فلا نستطيع أن ننسب لأن الصحة عنده تشمل الصحيح المعروف و تشمل الحسن
فالحكم المتيقن أنه في مرتبة الحسن و لا نستطيع أن نرفعه إلى المرتبة العليا
ــــــــــــــــــــــــــــــ
74 ـ يقول الشيخ عرضا في إجابته على أحد الأسئلة //
((بذل الإحسان من أفضل ما ألفه الحويني، و قد أفنى فيه عمره، و لكنه للأسف لم يكمل، و بعضه موجود و لم يطبع
ـــــــــــــــــــــــــــــ
75 ـ يقول السائل: إن وقع بين يدي حديثا صححه ابن حبان فهل يصح أن أحدث به اعتمادا على تصحيح ابن حبان؟
قال الشيخ بالعامية المصرية // (و لو الحاكم كمان) ... طبعا ... أنت مقلد يا أخي .. و المقلد مذهبه مذهب من يفتيه ... و أنا أنصح من لا يعرف منهج و اصطلاحات المحدثين أن يسأل أهل العلم و لا يعتمد على الكتب و الاستخراج منها .. لأنه ربما يخرج حديثا ثم يعله .. نرى مثلا ابن حبان يخرج الحديث في صحيحه ثم يعله!!
ـــــــــــــــــــــــــ
76 ـ يقول السائل: ما حكم الحديث الذي ينفرد به الثلاثة؟
أقل أحواله أن يكون حسنا
ــــــــــــــــــــــــ
77 ـ يقول السائل: نريد منكم سرد شروط الأئمة الخمسة على وجه لإجمال ...
يقول الشيخ // عندك كتاب (شروط الأئمة الستة) لابن طاهر المقدسي
و كتاب (شروط الأئمة الخمسة) للحازمي
و كلاهما مطبوع بدار القدسي
ـــــــــــــــــــــــــــ
78 ـ يقول السائل: هل درجة صحيح ابن حبان و ابن خزيمة أعلى من درجة السنن الأربعة؟
نعم .. طبعا .. و أغلب أحاديث ابن خزيمة و ابن حبان موجودة في الصحيحين
ــــــــــــــــــــــــــ
79 ـ يسأل أحدهم عن حديث (بين كل أذانين صلاة)
الجواب: هذا حديث حسن
ــــــــــــــــــــــــــــ
80 ـ حديث قراءة سورة الكهف يوم الجمعة // ضعيف
و قد تكون رواية عن أبي سعيد الخدري هي أشبه بالموقوف من المرفوع، فإن قلنا بأن هذا من قبيل ما لا يقال بالرأي فهو في حكم المرفوع
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
و ينتهي هنا ما أردت سطره
و الحمد لله رب العالمين
و أعتذر مرة أخرى عن تأخير وضع الفوائد، و لكن يعلم الله تعالى أني لم أقصر، بل سهرت عند صاحبي المذكور أمس أكتب فيها، وواصلت الآن الساعة الخامسة و النصف و قد رجعت لتوي من العمل الذي كنت فيه منذ الصباح و لم أرجع لبيتي بعد، و أستعد الآن للذهاب للمجلس ال من دروس شرح الألفية
و لا تنسونا من دعائكم فنحن الآن في فترة الامتحانات الجامعية، و قد تراكمت الواجبات و الالتزامات،، ووالله لولا اهتمامي بهذه الفوائد و علمي باهتمام البعض بها و أن الشيخ طارق ممن يهتم طلبة علم الحديث بمنهجه و فوائده،، لولا ذلك لكسلت عن المواصلة و قد توافرت دواعي ذلك بطريقة لم تتوفر فيها من قبل،،،
قلت ذلك فقط حتى لا تنسونا من دعائكم بالتوفيق .. و اريدها دعوة بينه و بين الله تعالى مخلصا بها قلبه
&&&&&&&&&&&&&&&
و أعدكم بالمواصلة إن شاء الله تعالى، و أنا ذاهب لبيتي لأذهب بعد ذلك إلى درس الشيخ
و الله تعالى المستعان و عليه التكلان
ـــــــــــــــــــــــــ
أخوكم المحب / محمد يوسف رشيد
ـ[باهي]ــــــــ[19 - 04 - 04, 02:01 ص]ـ
أود أن أنبه الاخوة الفضلاء إلى أنه تم كتابة المشاركات الأخيرة بواسطة الأخ محمد رشيد ولقد نقلتها إليكم من معرفي للعطل الذي بجهازه و أسأل الله أن يجعل عملنا خالصا لوجهه
و ستأتي نقولات الدرس الأخير تباعاً إن شاء الله ...
ولنا ملاحظات على ما كتبه الأخ تأتي تباعاً ...
باهي
¥(6/164)
ـ[باهي]ــــــــ[19 - 04 - 04, 09:43 م]ـ
فهذا ولله الحمد المجلس العاشر من مجالس شرح الألفية.
و قد كتب هذا الدرس الأخ محمد رشيد على عجالة وسلمني الأوراق لكي أنقلها إليكم من معرفي ... والله المستعان ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
81 – هل بالفعل أغلق " ابن الصلاح " باب الاجتهاد وسد على المتأخرين باب النظر والبحث في الأسانيد؟؟
الواقع أن ابن الصلاح لم يغلق باب الاجتهاد بالمرة
الذي حصل أنه تأمل نوعاً من الروايات كانت في زمن من الأزمنة المتأخرة في كتب معينة، وهذه الكتب لم تنطبق عليها شروط الصحة المعروفة، فوجد أن هذه الأسانيد لا تكفي للحكم على الحديث حكماً نهائياً كما يمكن الحكم على أسانيد كتب الأصول المتقدمة. و بالطبع فليس متيسراً لدى المتأخرين وأجزائهم الحديثية ما تيسر للمتقدمين ..
فما هي القصة أصلاً؟
المشكلة ليست بين زمن متقدم ومتأخر ولا إلى نظرة المتقدم والمتأخر، ولكن المشكلة هي ـ هل يمكن الحكم على هذه الأحاديث المتأخرة بالنظر في سندها ورجال هذه الأسانيد؟
وهل يا ترى النظر في كل إسناد أو راوٍ يفضي إلى حكم صحيح؟، أم أن هذا يفضي إلى خللٍ ما؟.
القصة أن الأسانيد في تلك الأزمنة المتأخرة لم يتحقق فيها ـ أو في أغلبها ـ الشرائط المعتبرة لصحتها، سواء منها المتعلق بالعدالة أو بالضبط أو الإنقطاع فضلاً عن سلامتها من الشذوذ أو العلة.
و إننا نرى رجال هذه الأسانيد إما لا توجد لهم تراجم، وإن وجدت تجدها لم يراعى فيها اصطلاحات المتقدمين أو ضوابطهم.
بخلاف المتقدمين , لقد اهتموا بنقد الرجال و اعتبار الأسانيد بمقاييس واضحة قوية ..
و تجد المتأخرين في مثل هذه الأبواب يطلقون الثقة مثلاً على من ثبت له السماع فقط!!!!!!
ولا يهتمون أصلاً بعدالة أو بضبط , إنما غرضهم الأول و الأخير هو الحفاظ على شرف الإسناد ليس أكثر .. فإن قالوا " ثقة " فلا يقصدون ما قصده المتأخرون من نفس اللفظة ..
ـــــــــــ
82 – و العجيب أن هذا المعنى الذي سبق شرحه انتُقِدَ على ابن الصلاح وزعموا أنه تفرد به؛ مع أنه متواتر عن أهل العلم!!
ـــــــــــ
83 – و أيضاً العلماء الذين نسبوا إلى ابن الصلاح التفرد بهذا الرأي، هم أنفسهم اعتمدوا كلام البيهيقي بنفس هذا المعنى؛ و البيهقي هو مرجع ابن الصلاح في هذا الكلام كما قال ابن الصلاح نفسه ...
و العلماء الذين اتقدوا كلام ابن الصلاح لم ينتقدوه في باب صفة من تقبل روايته في أخر مقدمته بل السيوطي نفسه قال في أخر هذا الباب
و أعرضوا في هذه الأزمان ... عن اعتبار هذه المعاني
يقصد بالمعاني مصطلحات أهل العلم في التوثيق و التعديل.
فهكذا صرحوا بما صرح به ابن الصلاح ..
ـــــــــ
84 – قرأ الشيخ كلاماً نفيساً من كتابه " شرح لغة المحدث " لا أذكر مكانه و تجد نفس الكلام في حاشية شرح محيى الدين على ألفية السيوطي ص 203
ــــــــ
85 – من أراد أن يعمل بحثاً في المتقدمين و المتأخرين فلابد له أن يحرر المصطلحات تحريراً دقيقاً للاختلاف الكبير بين استخدام المتقدمين لها واستخدام المتأخرين.
ــــــــ
86 – مصطلحات " حدثنا " و " أخبرنا " و " سمعنا " كان المتأخرون يستعملونها في كل أنواع التحمل كالإجازة و الوجادة و غيرها ..
فقلما تجد من يقول " عن " أو " قال "
و قد اتهم الخطيب البغدادي أبا نعيم بأنه مدلس لأنه يقول حدثنا وهو لم يسمع من الشيخ الذي يروي عنه و أغلظ القول عليه، وقد قيل للخطيب أن هذا اصطلاح جرى بين أهل ذلك الزمان " التساهل في الرواية و عدم تحقيق صيغ التحمل ".
وهنا تقريباً انتهى الدرس و تم فتح باب الرد على الأسئلة ...
ــــــــ
87 – هل لا نعتبر توثيق من هم مثل الخطيب ومن جاء بعده؟ د
- المتأخرون مثل الخطيب يُحمَل توثيقهم على منهجهم السابق إذا انفرد بتوثيق راوِ
أما مثلاً لو وثق مثل شعبة ...
فإن شعبة أصلاً مُوَثَق من قِبَل الحفاظ فلا نُجري عليه ما يُجرَى على الأفراد المتأخرين.
ــــــــ
88 – حديث " المرء على دين خليله " ضعيف وإن حسنه بعضهم.
ــــــــ
89 – ما هي أفضل طبعة للمستدرك؟؟
- كل الطبعات لا تتفاضل على بعضها في السوء
قال أحد الطلبة: هناك طبعة بتحقيق الشيخ مقبل ..
- قال الشيخ بل بتعليق الشيخ مقبل , والشيخ رحمه الله لم يحقق المستدرك ولكن علق عليه فقط على ما فيه من تصحيفات وأخطاء، ويمكنك أن تنقل تعليقات الشيخ وتكتبها على نسختك التي ليس عليها هذه التعليقات.
ـــــــــ
90 – ما الفاصل بين المتقدمين والمتأخرين؟؟
- ماذا تقصد بالمتقدم والمتأخر هل الروايات أم المنهج والتحقيق ..
كل الذي سبق الكلام عليه كان على الروايات التي تفرد بها المتأخرون ...
و الذهبي و ابن الصلاح و ابن رجب و ابن عبد الهادي كلهم متقدمون ومعرفتهم بمنهج المتقدمين أفضل بكثير من بعض المتقدمين ..
فلا يمكن التكلم على المنهج من حيث المسألة الزمنية , وهناك كثير من العلماء على منهج المتقدين في هذه الأيام ...
إنتهى مجمل الدرس، وهذا ما كتبه الأخ محمد رشيد مع بعض التصرف، وأسأل الله أن يجعل عملنا هذا خالصاً لوجه
¥(6/165)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[20 - 04 - 04, 12:47 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
جزاك الله تعالى خير الجزاء أخي الحبيب " باهي" على وضعك للمشاركات
و أعيد تحفيز الإخوة و حضهم على حضور هذا الدرس الماتع، فالشيخ طارق لا يألوا جهدا في استفراغ حصيلته العلمية في هذا الباب من العلم ـ أي المصطلح ـ
و لا أرى أن مثل هذا الدرس يستغني عنه أحد من طلبة العلم من أهل هذا الملتقى الحديثي المبارك،،
ولا سيما الإخوة المصريين المستقرين،،،
تجد في درس الشيخ من التحقيق ما لا تجده في غيره من الدروس الأخرى عندنا في مصر،، فلا يمكن أبدا أن يقال بأن هذا الدرس هو للمبتدئين،،
و من لا يصدق،، فليحضر و لير،،، ابتسامة
و لا تنسونا من دعائكم بإصلاح جهازي الشخصي
و أنا الآن أكتب لكم من جهاز أحد الإخوة الطيبين ممن يسكنون في منطقتي
و جزاكم الله تعالى خير الجزاء
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
ـ[باهي]ــــــــ[21 - 04 - 04, 01:46 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة باهي
65 ـ ابن حبان أشد في هذا الأمر من ابن خزيمة، فابن خزيمة أضبط منه في هذا الأمر، و عد الرواة المجاهيل الذين أخرج لهم ابن خزيمة أقل ممن أخرج لهم ابن حبان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حدث هنا قلب (بدلاً من أن يقول ابن خزيمة أشد في هذا الأمر من ابن حبان - يعني إدخال رواية المجاهيل في الصحيح -، قال عكس ذلك)
و قد رتب الشيخ الكتب الثلاثة المذكورة من حيث الأفضلية الترتيب التالي: ابن خزيمة، ابن حبان، مستدرك الحاكم.
ـ[باهي]ــــــــ[21 - 04 - 04, 02:15 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة محمد رشيد
68 ـ لا نفهم من سكوت الذهبي على احاديث الحاكم أنه يوافقه على حكمه على الحديث، بدليل أنه ينتقده في مواضع آخر في كتبه، و إنما هو لخص الكتاب، فربما حكم و ربما سكت
و ابن حجر رأى التفصيل في هذا
أقول ـ محمد رشيد ـ: و قرأ الشيخ هذا التفصيل من حاشيته على شرح الألفية لمحيي الدين عبد الحميد و المطبوع بدار ابن عفان
فلم أكتبها،،، و تجدها في ج 1 ص 200 حاشية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتب الشيخ طارق في حاشية كتاب شرح ألفية السيوطي:
وقال الحافظ ابن حجر أيضًا في ((النكت)) (1/ 314 - 318):
ينقسم ((المستدرك)) أقسامًا، كل قسم منها يمكن تقسيمه:
الأول: أن يكون إسناد الحديث الذي يخرجه محتجا برواته في ((الصحيحين)) أو أحدهما، على صورة الإجماع سالما من العلل.
ولا يوجد في المستدرك حديث بهذه الشروط لم يخرجا له نظيرا أو أصلاً، إلا القليل.
نعم؛ فيه جملة مستكثرة بهذه الشروط، لكنها مما أخرجها الشيخان أو أحدهما، استدركها الحاكم واهماً في ذلك، ظانًّا أنهما لم يخرجاها.
الثاني: أن يكون إسناد الحديث قد أخرجا لجميع رواته، لا على سبيل الاحتجاج، بل في الشواهد و المتابعات و التعاليق، أو مقروناً بغيره.
ويلتحق بذلك ما إذا أخرجا لرجل، وتجنبا ما تفرد به أو خالف فيه.
وهذا القسم؛ هو عمدة الكتاب.
القسم الثالث: أن يكون الإسناد لم يخرجا له، لا في الاحتجاج ولا في المتابعات.
وهذا قد أكثر منه الحاكم، فيخرج أحاديث عن خلق ليسوا في الكتابين ويصححها، لكن لا يدَّعي أنها على شرط واحد منهما، وربما ادعى ذلك على سبيل الوهم، وكثير منها يُعَلِّق القول بصحتها على سلامتها من بعض رواتها.
ومن هنا دخلت الآفة كثيرا فيما صححه، وقلَّ أن تجد في هذا القسم حديثاً يلتحق بدرجة الصحيح، فضلاً عن أن يرتفع إلى درجة الشيخين. والله أعلم.
اهـ باختصار.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[12 - 05 - 04, 09:05 م]ـ
السلام عليكم و رحمة اله تعالى وبركاته
أما بعد،،
فهذه فوائد المجلس الثاني عشر من مجالس شرح ألفية السيوطي لشيخنا الفاضل / طارق بن عوض الله ـ حفظه الله تعالى ـ
و لكني أنبه السادة المشرفين أني أعطيت فوائد المجلس الثاني عشر لأخي (باهي) و لكن يبدو أنه انشغل في اختباراته الدراسية فلم يضعها لا سيما و أنه لم يأت في المجلس الثاني عشر،، و لذا أنبه السادة المشرفين على أن يقوموا بوضع الفوائد التي مع الأخ باهي قبل فوائدي تلك مراعاة للترتيب، و ذلك حين يضعها الأخ باهي إن شاء الله تعالى،،،
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
¥(6/166)
1 ـ يقول الشيخ طارق // حين نتكلم على الحديث الحسن فلابد من التفرقة بين تعريفه و بين الاحتجاج به،،
لأنه ربما تجد في ثنايا الكلام على تعريف الحديث الحسن ما قد يوهم الاحتجاج بالحديث الحسن
فكلامنا هنا فقط هو على تعريفه فانتبهوا،، لأن كثيرا من طلبة العلم يخلطون في هذا، و يفهمون من الكلام في تعريفه الاحتجاج به أو عدم الاحتجاج
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
2 ـ يقول الشيخ طارق في معرض التنبيه على الاهتمام بما يدل عليه المصطلح كل بحسب استعماله //
ذكر النووي و ابن الصلاح أن الخراسانيين اختصوا بإطلاق مصطلح (الأثر) على المرفوع و الموقوف، و إن كان ذلك قد اشتهر بعد ذلك و أصبح هو السائد،،
و أبو نعيم / يستعمل (أخبرنا) فيما يتحمله بطريق الإجازة
و المغاربة يستعملون (عن) فيما تحملوه بالإجازة
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
3 ـ القاعدة في المصطلحات ((عدم الترجيح))
و هذا هو معنى ما يقوله بعض أهل العلم: [لا مشاحة في الاصطلاح]
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
4 ـ يقول الشيخ طارق:
الذي أراه أن كلام الخطابي و كلام الترمذي ـ يريد في تعريف الحديث الحسن ـ كلاهما يدل على معنى واحد، فكلاهما في نفس النوع،،، لأن ابن الصلاح يذهب إلى حمل مقصود الترمذي في تعريف الحديث الحسن على الحسن لغيره لدلالة قول الترمذي (و يروى من غير وجه) على ذلك،، و إلى حمل كلام الخطابي على الحسن لذاته،،،
يقول الشيخ طارق: فقول الخطابي (ما عرف مخرجه) هو معنى قول الترمذي (ما روي من غير وجه)
و قول الخطابي (و اشتهر رجاله) هو معنى قول الترمذي (و سلم من الشذوذ)
ثم يقول الشيخ طارق: و ومما يؤكد ذلك قول الخطابي // و به يحتج عامة الفقهاء ...
لأنه معلوم أن الأحاديث التي احتج بها الفقهاء هي أغلبها من قسم الحديث الحسن لغيره، لا سيما و نحن نعلم أن الحسن لذاته معظم العلماء يطلقون عليه صحيحا و يجعلونه من الصحيح، حتى الحاكم يفعل ذلك ..
و لا نجد إمام أفرد تصنيفا للحسن لذاته مطلقا بل يجمعون الصحيح و يدرجون فيه الحسن لذاته على انه من الصحيح في الحقيقة ...
أقول ـ محمد رشيد ـ:
فالشيخ قد جعل الكلام في تعريف الحديث الحسن منحصرا على (الحسن لغيره) فقط و حمل عليه كلام الخطابي و الترمذي معا، و أما الحسن لذاته فهو عنده من الصحيح و لا يقاسم الحسن،،،
و قد راجعت في هذه المسائل في تدريب الراوي و التقييد و الإيضاح فوجدت أن قول الشيخ طارق ـ أي باتحاد تعريفي الخطابي و الترمذي ـ هو قول بعض المتأخرين من المحدثين،،
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى الدرس و تبدأ الإجابة على الأسئلة
5 ـ إن وجدتم القول بـ (أهل النظر) في كتب أهل العلم فالمراد بهم (المناطقة)
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
6 ـ شرح معاني الآثار ليس له إلا طبعة واحدة و وهي الطبعة الهندية،،
و قال الشيخ للأخ (الحنبلي السلفي) و وقد كان يسأله عنها // هل هي عندك؟
قال / لا
قال // لن تجدها ـ قاله متأسفا ـ
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
7 ـ حديث ((أنت و مالك لأبيك))
اختلف في تصحيحه و تضعيفه .. و لكنهم متفقون على أن معناه غير مراد
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
8 ـ سؤال / هل يوصف الترمذي بالتساهل؟
جواب / لا نتجاسر على هذا القول، بل الترمذي إمام، فادرس كلامه و اعرف مراده، و إذا فعلت فستعرف أنه غير متساهل
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
9 ـ قال الشيخ // كل الأحاديث التي جاءت في لعن الحكم لا تصح كما قال ابن حجر، و البخاري أدخله في رجال الصحيح، و هذا كاف في إثبات عدالته ..
قال الشيخ ذلك ردا على الأخ الذي قال له: قد صحح الشيخ مقبل في " الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين " حديث ((لعن الحاكم و ما ولد))
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
10 ـ حديث ((إذا أقبلت إلى الصلاة فلا تركع حتى تأخذ مكانك من الصف))
قال الشيخ // أنا لا أعرف هذا الحديث لا لفظا و لا متنا إلا أن يكون حديث أبي بكرة رضي الله تعالى عنه
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
11 ـ (تدريب الراوي)
كتاب جمع فأوعى .. قد جمع فيه السيوطي كلام كل من سبقه في الأعم الأغلب
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
12 ـ لخطابي شرح على صحيح البخاري اسمه (أعلام الحديث)
و هو مطبوع بجامعة أم القرى في 4 مجلدات
و النووي أيضا له شرح على صحيح البخاري لم يكمل، و هو مطبوع منذ خمسين سنة، و نجد ابن حجر ينقل عنه كثيرا في (فتح الباري) .. فيقول (قال النووي) يريد في هذا الشرح
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
13 ـ شرح الخطابي سنن أبي داوود في كتاب أسماه [معالم السنن]
و هذا الكتاب هو العمدة لكل من جاء بعده يشرح سنن أبي داوود
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
14 ـ غريب الحديث لأبي عبيد القاسم بن سلام، و غريب الحديث للخطابي، و غريب الحديث لابن قتيبة
هذه الكتب الثلاثة هي الأصول في معرفة غريب الحديث، فمن ليست عنده هذه الأصول فليس عنده غريب الحديث
و ابن الأثير حين ألف نهايته جمع هذه الكتب الثلاثة، و قد قال ذلك في مقدمته للنهاية
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
15 ـ قال الشيخ // إذا تابع مدلس مدلسا فهذا لا ينفع
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى ما أردت تسطيره بالنسبة لفوائد المجلس الثاني عشر
و أما المجلس الأخير و هو المجلس الثالث عشر فلم أحضره، لانشغالي باختبار كان عليّ في صباح الاثنين،، و لكني أعد بالإتيان بالشريط و الاستماع إليه و وضع فوائده إن شاء الله تعالى
و أذكر المشرف بالتصرف في الترتيب بين المجلسين الحادي عشر ـ و هو الذي مع الأخ باهي ـ و الثاني عشر و هو هذا ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و جزاكم الله تعالى خير الجزاء و لا تنسونا من صالح دعائكم
أخوكم المحب // محمد رشيد
¥(6/167)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[20 - 05 - 04, 12:53 م]ـ
عفوا
مع الأخ باهي فوائد المجلس الحادي عشر
و قد وضعت فوائد المجلس الثاني عشر
و أما المجلسان الثالث عشر و الرابع عشر فلم أحضرهما لظروف شديدة، و لكني أتعهد بهما، فسوف أحصل على الأشرطة إن شاء الله تعالى،، و لكن هذه الفترة تكدس علي فيها استذكار المنهج الدراسي،،، فصبرا
أخوكم / محمد رشيد
كلية الشريعة الإسلامية
جامعة الأزهر
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[21 - 06 - 04, 02:56 ص]ـ
المجلس السابع عشر
بتاريخ 6/ 6 / 2004 م
1 ـ حول قول الترمذي (حديث حسن صحيح)
أرى أن أقرب الأقوال في توجيه هذا القول هو ما يراه ابن رجب الحنبلي ... و هذا الجواب مذكور في العلل، و ليس موجودا في كتب المصطلح، و صحة هذا القول مبنية على أن ابن رجب الحنبلي بنى فهمه على تعريف الترمذي نفسه للحديث الحسن بخلاف غيره حيث بنوه على ما لم يرده الترمذي من تعريف الحديث الحسن.
2 ـ شرط الترمذي (و يروى نحوه من غير وجه) لا يشترط أن تكون هذه الرواية التي جاءت من جهة أخرى مرفوعة، بل قد تكون موقوفة و قد تكون من فتاوى التابعين ..... إلى هذا ذهب الجمهور، و اشترط البعض الرفع، و غن كان هذا الاخير هو السائد إلا أن معظم أهل العلم على الأول، بل ثبت عن الترمذي تقوية الحديث الضعيف بموافقته الإجماع .... فمثلا // حديث النبي صلى الله عليه و سلم في النهي عن الاعتكاف إلا في المساجد الثلاثة،،، قال به حذيفة بن اليمان و بعض التابعين .. و قد شذ بهذه الرواية فلم يعول أهل العلم على قولهم
3 ـ ((الشذوذ وصف للرواية و الضعف وصف للرواي))
فالشذوذ قد يوجد في حديث الثقة و قد يسلم منه حديث الضعيف، لأنه ـ أي الشذوذ وصف للرواية سواء كانت الرواية لثقة أو لضعيف
4 ـ نفهم مما سبق أن وصف الترمذي للحديث الحسن لا يزاحم وصف الصحة، بل يجتمعان و لا يتنافران، كأن تقول فلان (طويل) و (أسمر) فلا تنافر بين هذه الأوصاف بل تجتمع
أقول ــ محمد رشيد ـ: فهما في مصطلح المناطقة ((مختلفان)) يجتمعان و يرتفعان ..
4 ـ الرواي الضعيف جدا يدرج حديثه مع المتهمين من حيث عدم الاحتجاج بحديثه و لا يلتفت له و لا يستعمل مطلقا
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[21 - 06 - 04, 03:01 ص]ـ
المجلس الثامن عشر
بتاريخ 13/ 6 / 2004 م
1 ـ في استعمال أهل العلم قد يقولون السند صحيح و لكن المتن ضعيف أو منكر أو موضوع أو باطل، و هذا واقع كثير في استعمالهم، فمن لم يكن متقنا لهذا العلم و لم يكن من الأئمة المجتهدين فإنه يحكم على ظاهر السند فقط، و اما النقاد فهم الذين يحق لهم الحكم على المتن، و إنما جاز الحكم على السند دون المتن لأن السند منا هو إلا وسيلة للحكم على المتن، فالحكم عليه وحده وحده لا يلزم منه إعطاء أو تعدية نفس الحكم للمتن.
2 ـ لو حكم المتقدم على الإسناد بحكم ما، هل يفهم منه حكمه على المتن تبعا؟
خلاف .. على قولين:
الأول // لا يفهم منه الحكم على المتن بناءا على التفريق بين الحكم على السند و الحكم على المتن، فالفرق قائم بين الحكم على كل منهما منفردا.
الثاني // إذا حكم المتقدم على السند فهذا حكم منه على المتن، و ممن ذهب هذا المذهب ابن الصلاح ـ رضي الله عنه ـ ... قالوا إذا حكم الحاكم من الأئمة المعتمدين على سند الحديث بحكم ما فهذا حكم منه المتن لأن منهج المتقدمين عدم التفريق بين السند و المتن من حيث الحكم عليهما بحكم ما، فلو علم الإمام منهم في المتن شذوذا أو علة ما بادر بالحكم على السند بالصحة. 3 ـ
حول مصطلح (المجود) يقول الشيخ طارق // الواقع أنهم يقولون: جوده فلان إذا اختلف الناس فيه بين الرفع و الوقف أو الوصل و الإرسال ثم ذكر هذا الفلان ما يرجح الرفع أو الوصل، فالتجويد هنا نسبي أي أنه ذكر فيه ما جعله جيدا عما سيكون عليه لو بقي على الوصف المقابل، و ينبه هنا على أنه لا يشترط الإصابة في نفس الأمر حتى نطلق مصطلح التجويد بل إنهم يقولون هذا من حيث إنه ذكره و زاد فيه الوصل بغض النظر هل أصاب في نفس الأمر أم لا؟
4 ـ مصطلح (الغريب) // يستعمل أحيانا بمعنى الغريب و المنكر
5 ـ مصطلح (المحفوظ) // يغلب إطلاقه على مقابل الشاذ
و ليس بالضرورة أن يكون المحفوظ مقابلا للشاذ، لأن الشاذ على صورتين:
الأولى / ما خالف فيه الثقة من هم أرجح منه
الثانية / ما تفرد به من لا يحتمل تفرده
6 ـ هناك من يفرق بين الشاذ و المنكر و هناك من لا يفرق بينهما
و عليه / فهناك من يفرق بين المحفوظ و المعروف و هناك من لا يفرق، و الصحيح هو أن هذه الألفاظ و الاصطلاحات لا فرق بينها
7 ـ مصطلح (المشبه) يطلق على الحسن و ما يقاربه، فالمشبه بالنسبة للحسن كالجيد بالنسبة للصحيح
8 ـ تشتهر جدا قصة هشيم بن بشير في تدليس العطف، و ليس هناك مثال على تدليس العطف إلا هذه القصة، و هي مذكورة بذاتها في تدريب الراوي.
اقول ـ محمد رشيد ـ: و هاك نصها من التدريب:
((ثم زاد شيخ الإسلام تدليس العطف، و مثّله بما فعل هشيم فيما نقل الحاكم و الخطيب. أن أصحابه قالوا له نريد أن تحدثنا اليوم شيئا لا يكون فيه تدليس، فقال خذوا، ثم أملى عليهم مجلسا يقول في كل حديث منه: حدثنا فلان و فلان، ثم يسرق السند و المتن، فلما قال: هل دلست لكم اليوم شيئا؟ قالوا: لا، قال: بلى كل ما قلت فيه / و فلان فإني لم أسمعه منه))
تدريب الراوي 1/ 283 دار الكتب الحديثة ـ القاهرة
بقي في هذا المجلس فائدة طريفة جدا جدا، لكن فقط أتوثق لكم من مرجعها و أضعها الأسبوع القادم إن شاء الله تعالى
¥(6/168)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[21 - 06 - 04, 03:05 ص]ـ
المجلس التاسع عشر
بتاريخ 20/ 6 / 2004 م
1 ـ قال الجوزقاني / المنقطع أشد ضعفا من المرسل، و المرسل لا يحتج به، و المعضل أشد ضعفا من المنقطع، و المنقطع لا يحتج به.
*****************************
2 ـ الانشغال بتعديد ابن الصلاح لأقسام الحديث الضعيف ليس بذي فائدة
*****************************
3 ـ (الكلام في أوهن المراسيل) هذا الباب ليس موجودا في كتب علوم الحديث، و إن كان الحاكم ذكره في كتابه إلا أنه لم يعرج عليه لقلة جدواه.
*****************************
4 ـ الآفة في (صدقة بن موسى الدقيقي) و (أبي يعقوب فرقد السنجي)
يعني في قول الناظم:
ثم عن الصديق الاوهى كرة ..... صدقة عن فرقد عن مرة
*****************************
5 ـ (السّريّ) ـ بفتح السين و تشديدها و كسر الراء و تشديد الياء ـ
هكذا قرأها الشيخ اليوم في مجلسه،،،
أقول ـ محمد رشيد ـ: و هذا خلاف ما حفظته أنا من قديم من الألفية حيث حفظت من نسخة الحلبي التي عليها شرح الترمذي، و لفظها (البسريّ) ـ بضم الباء و سكون السين و كسر الراء و تشديد الياء ـ
ثم قال الشيخ // و الآفة في السري و داوود بن يزيد الأودي
يعني في قول الناظم:
و لأبي هريرة البسري عن ..... داوود عن والده أي وهن
*****************************
6 ـ حول قول الناظم:
لأنس داوود عن أبيه عن ....... أبان و اعدد لأسانيد اليمن
يقول الشيخ طارق / أبان و غن كان ضعيفا إلا أن الغالب أن صنيع الوضع من فعل داوود بن المحبر
ثم يقول الشيخ / و داوود بن المحبر كان يضع الأحاديث في فضل العقل و له كتاب وضعه كله في فضل العقل، فإذا وجدت في كتب الحديث حديثا في فضل العقل فالغالب أنه في إسناده داوود بن المحبر و هو كذاب.
*****************************
7 ـ أكثر الأحاديث التي يرويها الحكم عن عكرمة عن ابن عباس فالغالب فيها الإرسال، و الصواب فيها عكرمة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم، هكذا ابلإرسال دون ذكر ابن عباس.
*****************************
8 ـ ممن يرون أن (المسند) هو الجامع بين وصفي (الاتصال) و (الرفع) .. الحافظ ابن حجر، و الحاكم النيسابوري
و ممن يرون أن (المسند) هو ما جمع وصف الاتصال ... الخطيب البغدادي
و ممن يرون أن (المسند) هو ما جمع وصف الرفع ... ابن عبد البر
*****************************
9 ـ الإسال الخفي لا يمنع كون الحديث (مسندا) لأن المراد بالاتصال هنا هو ما كان في الظاهر، و المرسل الخفي ظاهره الاتصال، فإن كان مع ذلك منسوبا إلى النبي صلى الله عليه و سلم فهو المسند، و عليه فيقول أبو حاتم (يدخل في المسند مجازا) كذا في مراسيله
*****************************
10 ـ (محمد بن بندار) شيخ البخاري
كان يلقب بـ (المسنديّ)
أقول ـ محمد رشيد ـ: هذه الفائدة الأخيرة لها تكملة، أتوثق منها و أضعها إن شاء الله تعالى
أخوكم / محمد رشيد
كلية الشريعة الإسلامية
جامعة الأزهر
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[21 - 06 - 04, 03:13 ص]ـ
و أخيرا .. أحبتي في الله تعالى
لكم في ذمتي فوائد المجالس 13 ــ 14 ــ 15 ــ 16
و أعدكم بوضعها
و أسأل الله تعالى أن يوفقني لهذا الأمر، حيث إن هذه الأعداد في غاية من الأهمية، بل قد تكون أهم ما في الشرح حيث احتوت الكلام في أمر الحديث الحسن ــ محك الدارسين اليوم ــ
و أسأله تعالى حسن الفهم و صواب التسديد .. آمين
أخوكم المحب // محمد رشيد
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 06 - 04, 07:57 م]ـ
جزاكم الله خيرا
كنت اود ان اعلق بعض التعليقات على كلام الشيخ الفاضل طارق
الا اني قد ترددت كثيرا
حتى لااقطع على الموضوع
وساكتب هذا التعليق فان رأى الاخوة ان في ذلك قطع للموضوع
فلهم ان يحذفوه
لان سرد الموضوع اهم من اضافة التعليقات
وجزاكم الله خيرا
30ـ حول الترتيب الذي اعتمده ابن الصلاح في مراتب الصحة (ما اتفق هليه البخاري و مسلم) (ما انفرد به البخاري) (ما انفرد به مسلم) (ما كان على شرطهما) (ما كان على شرط البخاري) (ما كان على شرط مسلم) (ما كان على شرط غيرهما)
يقول: انتقد على ابن الصلاح هذا الترتيب، لأن المتواتر مقدم على ما اتفق عليه البخاري و مسلم
و رد ابن حجر بأنه لا يوجد حديث يوصف بالتواتر و ليس له أصل في الصحيحين
و تعقب بكر أبو زيد ـ كما في التأصيل ـ على ابن حجر بأن هذا منقوض،،
و مثاله حديث (نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها .... ) الحديث
يقول ـ طارق عوض الله ـ: و الشيخ بكر متعقب ـ بفتح القاف و تشديدها ـ في ذلك، فالحديث المذكور غير متواتر و إن أدخله السيوطي في المتواترات ..
بل ذكره الحاكم النيسابوري في المشهورات .. فهو حديث مشهور لا متواتر،،،
فإلى الآن لم نجد من تعقب ابن حجر تعقبا قويا
التعليق
احسب ان هذا الاعتراض لايصح على الشيخ بكر
لان الحاكم لم يذكر المتواتر في اقسام الحديث كما بينه الشيخ حاتم العوني وفقه الله
فذكر الحاكم للحديث في المشهور لاينافي ذكره في المتواتر في اصطلاح المتأخرين
والله أعلم
¥(6/169)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 06 - 04, 08:02 م]ـ
32 - (و هنا سؤال: و لم لم يخرجه البخاري؟
أقول ـ طارق عوض الله ـ: الحديثان عند البخاري صحيحان
و لكن البخاري اختار الحديث الأرجح في الدلالة الفقهية لأن هذا من منهجه رحمه الله .... هذا فهمي
ـ قاله طارق عوض الله ـ
و هنا انتهى الدرس)
انتهى
التعليق
هذا احسبه سبق لسان
او ان الشيخ وفقه الله لم يمعن النظر فيه وقت الاجابة
سماك ليس من شرط البخاري في الصحيح
فكيف يكون الحديث صحيحا عند البخاري
ولعل الشيخ تبع في ذلك الشيخ حمزة في عبقرية الامام مسلم
ولكن كلام الشيخ حمزة في صحيح مسلم
على ان كلام الشيخ حمزة متعقب ايضا
والله اعلم
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[30 - 06 - 04, 09:08 م]ـ
الفائدة المستدركة:
في تهذيب الكمال نقلا عن تاريخ الدوري، في ترجمة موسى بن عبيدة الربذي .. أثنى عليه أحمد بن حنبل ـ رضي الله تعالى عنه و أرضاه ـ و قال ما معناه // أما موسى بن عبيدة الربذي فيروي أحاديث هكذا .... و ضم أصابعه الأربع و نصب الإبهام .. تماما كما نفعله نحن في عصرنا و نقول بلهجتنا المصرية (كده) ..
و قال الشيخ: فمنذ قرأت هذا و أنا أفعلها دائما
أقول ـ محمد رشيد ـ: بالفعل قبل ذلك على الشيخ أنه يكثر من فعلها للإخوة .. و معذرة فليس عندي تهذيب الكمال و إن كان عندي تهذيب التهذيب، و لكنه حاليا في غير متناولي
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[30 - 06 - 04, 09:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المجلس العشرون:
1 ـ قول الصحابي / رأيت النبي صلى الله عليه و سلم يفعل كذا، هو من باب المرفوع، و لكنه مرفوع فعلا لا قولا
و مثله ما يقع بحضرته صلى الله عليه و سلم و لم يرد عنه إنكاره، فهذا أيضا مرفوع إليه تقريرا لا قولا و لا فعلا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2 ـ في قول السيوطي: سواء الموصول و المقطوع في ... ذين و جعل الرفع للوصل قفي
يقول الشيخ طارق: يريد السيوطي في هذا الموضع خصوصا أنه (المنقطع) لا المقطوع الذي يضاف إلى التابعي، فلا يلتبس هذا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3 ـ وصله فلان، أي رفعه، أي أنه موصول إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم، و هو أكثر استعمالا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4 ـ تقييد الوقف قد يكون باللفظ كقولنا / موقوف على محمد بن سيرين
و قد يكون بدلالة السياق، كأن نكون بصدد البحث في روايات أحد التابعين، ثم نقول في نهاية البحث / و كل هذه الروايات موقوفات .. فالقارئ أو المستمع يدرك أنك تقصد الوقف المقيد على هذا التابعي الذي نحن بصدد البحث في مروياته
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
5 ـ بعض أهل العلم يرى أن كل ما قيل في معنى (الحديث) يقال في معنى (السنة) و بعضهم يرى أن السنة لا تطلق على الحديث إلا تجوّزا، لأن للسنة معنيان //
الأول: ما دلت عليه الأحاديث
الثاني: السيرة العامة له صلى الله عليه و سلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
6 ـ الإسرائيليات هي كل ما نسب إلى بني إسرائيل، سواء نسب إلى ألفاظهم أو إلى كتبهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
7 ـ عادة العلماء الذين ينظمون أنهم يلجأون إلى الإشارات، و إلا جاءت المنظومة أضعاف أضعاف حجمها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
8 ـ لو قال الصحابي / من سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم كذا .. فهذا من السنة صراحة
و أما لو قال الصحابي / من السنة كذا .. فهذا هو محل الخلاف، لأنه يحتمل سنة رسول الله و سنة الصحابة أو الخلفاء الراشدين أو السنة المستنبطة
و هذه الاحتمالات و إن كانت واردة إلا أنها في حق الصحابة أضعف، و لذا لم يعرج عليها، لا سيما إن كان قائل هذا القول من كبار الصحابة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
9 ـ أكثر شراح الألفي لم يفهموا هذا البيت:
و قال لا من قائل مذكور .... و قد عصى الهادي في المشهور
أي / و من المرفوع حكما أن يروي التابعي عن الصحابي قولا، و يقول / قال: قال .. ثم يسوق المتن
كأن يروي محمد بن سيرين عن أبي هريرة .. قال: قال
فهو لم ينسب الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم
و إنما قال: قال
فهذا ليس من خطأ الناسخ و لا من خطأ الرواي
لأن البعض يقول: (قال) تكررت في الأصل .. فيضرب على واحدة
و هذا خطأ
فـ (قال) الأولى .. راجعة على أبي هريرة
و (قال) الثانية .. راجعة إلى النبي صلى الله عليه و سلم
و بعض العلماء كالخطيب البغدادي يرى التقييد، كأن يقول: لا يكون ذلك من المرفوع إلا أن تكون هذه الرواية عن أبي هريرة و تكون من رواية أهل البصرة عن ابن سيرين ..
و قد تعجب العراقي من هذا الرأي
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
10 ـ مهم جدا ..
هذا البيت ساقط من الألفية، و قد استدرك من نسخة الشيخ محيي الدين عبد الحميد ...
يقول السيوطي:
كذا أمرنا و كذا كنا نرى .... في عهده أو عن إضافة عرى
ـــــــــــــــــــــــــــــ
و الحمد لله رب العالمين
¥(6/170)
ـ[ابن رشيد]ــــــــ[01 - 07 - 04, 12:50 ص]ـ
في تهذيب الكمال (29/ 109): وقال عباس بن محمد الدوري: سمعت أحمد بن حنبل, وسئل على باب أبي النضر هاشم بن القاسم, فقيل له: يا أبا عبد الله؛ ما تقول في موسى بن عبيدة الربذي ومحمد بن إسحاق؟ فقال: أما محمد بن إسحاق فهو رجل تكتب عنه هذه الأحاديث, كأنه يعني المغازي ونحوها, وأما موسى بن عبيدة فلم يكن به بأس, ولكنه حدث بأحاديث منكرة, عن عبد الله بن دينار, عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الكالىء بالكالىء وأشباه هذا, وأما إذا جاء الحلال أردنا قوماً هكذا - فضم عباس على أصابع يديه الأربع من كل يد ولم يضم الإبهام -.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[01 - 07 - 04, 01:41 ص]ـ
جزاك الله تعالى خير الجزاء على النقل الطيب أخي الطيب ابن رشيد
ـ[ابن رشيد]ــــــــ[01 - 07 - 04, 03:15 م]ـ
وجزاكم أيضاً خير الجزاء, على ما تبذلونه لإفادة
إخوانكم, وكم استفدنا كثيراً مما نقلتموه.
فزيدونا زادكم الله من فضله.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[07 - 07 - 04, 09:20 م]ـ
المجلس الثالث عشر
1 ـ (الصدوق) عند الحافظ ابن حجر هو من يحسن حديثه من حيث النظر في الإسناد، و هو المراد بمن خف ضبطه في تعريف الحديث الحسن لذاته
ــــــــــــــــــــــــــــ
2 ـ الحديث الحسن ـ كما سبق و أن ذكرنا ـ يدمجه بعضل العلماء في الحديث الصحيح، وهو صحيح في الحقيقة لأنه لا يكون سالما من الشذوذ و العلة إلا إذا كان صحيحا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
3 ـ يقول الشيخ / بعض الناس يربط بين حال الراوي و حال الرواية، و هذا هو منشأ الخطأ بين المتأخرين من اهل العلم، و لم يكن هذا من شأن المتقدمين رحمة الله عليهم، بمعنى أنه ينظر في حال الراوي فيجده صدوق، فيحكم على روايته بالحسن من غير أن يتتبع روايته لعله أخطأ فيها، لعله مما استنكر عليه -، إلى غير ذلك ...
فهم يتعلقون فقط بحال الراوي و يجعل الحكم على روايته فرع عن الحكم عليه، فإن كان صدوقا كانت روايته حسنة، و إن كان ضعيفا كانت روايته ضعيفة، و إن كذابا كانت روايته موضوعة ...
و هذا غير صواب، فقد تكون رواية الكذاب صحيحة، نعم هو كذاب ..
و لكن .. هل هو لا يقول صدقا أبدا؟!!
فكيف إذا نعرف درجة روايته؟
الجواب / بعرض روايته على روايات غيره ...
فقد تصح روايته و هو كذاب، فالصدق لا يكون كذبا برواية الكذاب له ... بل هو صدق ولو رواه كل الكذابين، لأن الصدق لا يعرف براويه، وإنما يعرف باشتهاره بين الناس و تلقي العلماء له بالقبول ..
و العكس صحيح، فقد تضعف رواية الثقة، لأن الثقة يحتمل فيه الخطأ، و من ذا الذي لا يخطئ!!
و لذلك اشترط العلماء في الحديث الذي يرويه الثقة (العدل الضابط) أن يكون سالما من الشذوذ و العلة، و لو كانت رواية الثقة صحيحة بإطلاق ما كان لاشتراط نفي الشذوذ و العلة معنى ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4 ـ الفرق بين الكذاب و المتهم بالكذب أن الكذاب هو الذي ثبت عليه الكذب، كأن يقول هو بنفسه: كنت أكذب .. أو يصفه بعض أهل العلم بذلك
وأما المتهم بالكذب فهو الذي روى أحاديث ترجح عند أهل العلم أنها مما عملت أيدي هذا الرجل لشدة نكارتها، و لم يكن هناك دليل مادي بمعنى نص صريح على كذبه، و غنما كان طريق ذلك النظر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
5 ـ هل لابد من أن يكون راوي الحديث الحسن عند الترمذي ضعيفا ضعف حفظ وإتقان؟ أم من الممكن أن يكون الراوي ثقة أو صدوقا؟
في الحقيقة فإن ظاهر كلام الترمذي و كذلك صنيعه في كتابه لا يقتضي ذلك، لأنه خص في تعريفه من هو غير متهم بالكذب، فمل من لا يكون متهما بالكذب فإنه يصدق عليه ذلك ..
و لعل هذا يفسر لنا / لماذا يجمع الترمذي دائما بين الحسن و الصحة؟
إلا أن الحافظ ابن حجر يذهب إلى أن الراوي لابد و أن يكون فيه نوع تضعيف، إلا أنه لا يصل إلى حد أن يكون متهما بالكذب، و لكن الحافظ ابن حجر وقع له ما يتعارض مع هذا، و يعد هذا من تناقضاته كما سنبين إن شاء الله تعالى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
¥(6/171)
6 ـ يقول الشيخ / لابد من أن أوضح صورة مهمة جدا / لابد لمن يدرس علوم الحديث أو أي علم في الأًًصول كأصول الفقه أو نحو ذلك أن يكون على معرفة بكل ما قيل في كل مسألة ... و لو كان قولا مرجوحا ... و لو كان قولا ضعيفا .. و لو كان قائله غير معروف من أهل العلم .. لأن من يدرس مثل هذه العلوم لابد أن يعرف كيف يفكر غيره .. لأنك تدرس علم أصولي .. تضع القواعد الأصول و القوانين و لا تتكلم عن الفروع، فإنك إن عرفت طريقة تفكيرهم و تقعيدهم للأصول لربما حاولت أن تحاكيهم و تصبح مثلهم، و عليه فالتوسع في هذه المسائل ليست من نكت العلم و ليست تضييعا للوقت، و إنما هو من باب التأسيس والتقعيد، و أما أن تدخل في التخريج أو في الحكم على الحديث وأنت غير مؤسس فلابد أنك ستخرف و تقول أقوالا غريبة لم بها أحد من أهل العلم، و لذا تلاحظون مني أني أقول القول و أذكر لماذا قاله و على أي أساس بناه، فأنا إذا عرفت كل قول و أي إمام قاله و على أي أساس بناه أستطيع أن أعرف مواضع الاتفاق و الخلاف و أسباب الاختلاف و نحو ذلك، ثم ربما تبين لي أن هذا القول لهذا الإمام يتعارض مع قول آخر لنفس الإمام في مسألة أخرى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
7 ـ من لا يدرس الحديث الشاذ و أصول الحديث الشاذ، و الحديث المنكر و أصول الحديث المنكر، فإنه لن يستطيع أن يفهم الحديث الحسن.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
8 ـ حول ما نقل عن الشافعي رضي الله عنه من أن الشاذ ليس هو أن يروي الثقة ما لم يروه غيره، و إنما أن يروي الثقة ما يخالف الأحاديث الصحيحة، هذا ليس حصرا من الشافعي للحديث الشاذ،و إنما هو إخبار بأن الصورة المذكورة هي من الشاذ، فالشافعي فقط نفى أن يطلق الشاذ على ما تفرد به الثقة و قال إنما إذا خالف به الأحاديث الصحيحة، و لم يقل الشافعي / إذا كان ضعيفا لا أسميه شاذا .. فلا يفهم منه أن الشاذ لا يطلق إلا على ما يرويه الثقات ...
و قد قال الشافعي ما نقلنا عنه في إحدى المناظرات حين احتج الشافعي بحديث فاحتج عليه الخصم بأنه شاذ لكونه من رواية فلان من الثقات و قد تفرد به .. فقال له الشافعي / ليس الشاذ .. إلخ كلامه
و قد وقفت على نص صريح عن ابن القيم في أن الشافعي قال ذلك في أحد مناظراته، فلا ينبغي أن يحمل ذلك على حصره لعنى الشاذ ... ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
9ـ الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله تعالى ورضي عنه ـ قد وقع في تناقض حين فسر كلام قول الترمذي في معنى الحسن (و لا يكون في إسناده من هو متهم بالكذب) على أنه الراوي الضعيف الذي لم يصل لحد التهمة بالكذب، ثم في نفس التعريف فسر قول الترمذي (و لا يكون شاذا) على أنه المخالفة من الثقة ..
وجه التعارض // أنه حصر الشاذ في الثقة، و في ذات الوقت ـ كما في تفسير النقل الأول ـ حصر صفة الراوي في الضعف الذي لم بلغ مبلغ الاتهام بالكذب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
10 ـ قول الترمذي (لا يكون الحديث شاذا) أي لا يكون مخالفا للأحاديث الصحيحة ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
11ـ الرواية تتقوى بما هو مثلها أو أقوى منها لا بما هو دونها.
و عليه؛ فمعنى قول الترمذي (و أن يروى نحوه من غير وجه)
أي // يكون إسناده سالما ممن هو متهم بالكذب .. سالما من الشذوذ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
12 ـ ظاهر كلام الترمذي يدل على أنه لا يشترط في الروايات التي تتقوى بها الرواية الأولى أن تكون مرفوعة، بل قد تكون موقوفة أو من فتاوى التابعين، تماما كفعل الإمام الشافعي في المرسل، و فهم الحافظ ابن حجر من ذلك أن الترمذي يقوي بعمل الصحابة أو بالإجماع، و الإمام أحمد بن حنبل فعل مثل ذلك، حين احتج بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده في دية المعاهد أنها على النصف من دية المسلم و كان يضعف هذا السند، فقيل له في ذلك فقال / ليس بكلها أحتج، وإنما أفتي به عثمان رضي الله عنه و قدماء فقهاء أهل المدينة ....
&&&&&&&&&&
تم بحمد الله رب العالمين
ويليه المجلس الرابع عشر إن شاء الله تعالى
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[08 - 07 - 04, 02:22 ص]ـ
المجلس الرابع عشر
¥(6/172)
1 ـ علماء الحديث حين تكلموا في كتب مصطلح الحديث على الاحتجاج بالحديث الحسن، فإنهم يقصدون الحسن بنوعيه (الحسن لذاته) و (الحسن لغيره)، و أما من ناحية الاستعمال و الاصطلاح فإن لفظ الحسن يستعمل لدى علماء الحديث بأعم من ذلك و أكثر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2 ـ أحمد بن حنبل حين سئل عن حديث بسرة في نقض الوضوء بمس الذكر فقال فيه صحيح، ثم سئل عن حديث أن أم حبيبة فقال هو أصح شيء فيه، و مع ذلك فلما سئل في مرة أخرى على حديث أم حبيبة قال هو حديث حسن .. فهذا يدلك على أنه استعمل الحسن هنا بمعنى الصحيح، لا بمعنى الحسن الاصطلاحي الذي هو أقل درجة من الصحيح.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3 ـ و إطلاق لفظ الحسن على الصحيح مستعمل لدى المتقدمين كما قاله ابن حجر في النكت.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4 ـ معروف أن طلبة الحديث بل و نقاد الحديث قديما كانوا يقبلون على سماع الأحاديث الغرائب أكثر من إقبالهم على سماع الأحاديث المشهورة المعروفة، لأن المشهورة المعروفة يعرفها كل الناس، أما الغرائب فلا يعرفها إلا من كان رحّالة طلب العلم من القريب و البعيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
5 ـ سميت الغرائب (فوائد) لأن الناس يفيد بعضهم بعضا بها للمناظرة بها مثلا أو للمذاكرة، و لكن ليس هذا من شأن علماء الحديث، إنما هو من شأن عوام طلبة الحديث، أما علماء الحديث و نقاده فهم و إن كانوا يقبلون أيضا على سماع الغريب إلا أن لهم من ذلك مقصد آخر، و هو تمييزها و تحذير الناس منها ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
6 ـ المرسل الخفي طريق إثباته أدق و أغمض من طريق إثبات المرسل الجلي، فالمرسل الجلي إنما ندركه بالتاريخ، فهنا نقول انقطاع، أما المرسل الخفي فالراوي أدرك أو عاصر شيخه بل ربما التقى به لكنه لم يسمع منه، فنحن أثبتنا عدم السماع و عدم الاتصال بطريق غامض خفي، فطريق إثبات الواسطة في المرسل الخفي أخفى من طريق إثباتها في المرسل الجلي، و لكن في النهاية يتساوى النوعان في الانقطاع، و إنما الفرق بينهما في طريق إثبات الانقطاع و عدم الاتصال.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
7 ـ حول قول السيوطي:
وما ... كان لفسق أو يرى متهما
يرقى عن الإنكار بالتعدد ... بل ربما يصير كالذي بدي
يقول الشيخ طارق: و هذا الكلام طبعا في غاية الخطأ، و العلماء لم يقبلوا ذلك منه، حتى أن الشيخ أحمد شاكر قد رد عليه في شرحه على ألفية السيوطي بقوله: و بذلك يتبين خطأ المؤلف هنا، و خطؤه في كثير من كتبه في الحكم على أحاديث ضعاف بالحسن مع هذه العلل القوية
و انتقد ذلك أيضا الشيخ / محيي الدين عبد الحميد في شرحه على الألفية ...
و العلة طبعا واضحة في عدم التقوية، لأن دلالة كثرة هذه الطرق الواهية على ضعف الحديث أقوى من دلالتها على ثبوته .. ووجه ذلك أن هذه الكثرة للأسانيد الواهية حين تبلغ هذا المبلغ و لا يطلع عليها الثقات و لا يرويها الثقات، فهذا يدل على أن الحديث مختلق .. و أيضا كما أشار مسلم في مقدمة صحيحه أن الكذابين يسرق بعضهم من بعض ..
و هذا الرأي ـ كما ذكر السيوطي في التدريب ـ أخذه من الحافظ ابن حجر، و لكن عند التحقيق نرى أن الحافظ ابن حجر قد استعمل ذلك في أحاديث فضائل الأعمال، و أما السيوطي فأخذ القاعدة وعممها على كل الأحاديث، سواء كان ذلك في فضائل الأعمال أو في الأحكام،و نرى أن السخاوي حين نقل كلام ابن حجر قيده كما قيده ابن حجر بكونه في باب فضائل الأعمال.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى
والحمد لله رب العالمين
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[12 - 07 - 04, 07:26 م]ـ
المجلس الثاني و العشرون //
1 ـ كبار التابعين هم من أدركوا عامة الصحابة
وصغار التابعين هم من أدركوا الواحد و الاثنين من الصحابة، و غالبا ما يكون هذا الصحابي صغيرا لأنه لو كان كبيرا لروى عنه غير صغار التابعين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2 ـ إطلاق المرسل على كل ما سقط فيه الراوي قال بعضهم هو من استعمال الفقهاء
و لكن أقول / هو ليس قاصرا عليهم، بل هواستعمال موجود في كلام المحدثين أيضا ــ كما هو صنيع أبي داوود في المراسيل ــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
¥(6/173)
3 ـ المعتبر في الرواية هو وقت الأداء لا وقت التحمل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4 ـ لابد في تعريف المرسل أن يقيد التابعي بكونه ليس ممن له سماع من النبي صلى الله عليه و سلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
5 ـ فرق بين وصف الراوي بكون صحابي وبين وصف حديثه بأنه سمعه من النبي صلى الله عليه و سلم مباشرة، فقد يكون الراوي صحابي و لكنه سمع الحديث من غير رسول الله صلى الله عليه و سلم، و إنما كان سبب التفريق بين روايته بهذه الصورة و بين رواية التابعي نفس هذه الصورة أن الصحابي يكون الغالب من حاله أنه يرويه عن صحابي آخر لا عن تابعي، و إن كان احتمال الرواية عن تابعي وارد،،،
و هذا الأمر ـ أي عدم رواية الصحابي للحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم مباشرة ـ أمر مسلّم، فقد تقع القصة قبل أن يولد الصحابي أصلا، و يؤيده قول أنس بن مالك رضي الله عنه: ليس كل ما نحدثكم به أخذناه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم، و إنما كان يحدث بعضنا بعضا.
و هنا و إن سمي الجميع مرسلا، إلا أنه قد اختلف الحكم، أي من حيث القبول و الرد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
6 ـ كان بعض السلف يكره أن يستهزأ بالحديث الضعيف أو المرسل، وهو محكي عن علي بن المديني، فقد كرهوا أن يتعامل مع الحديث الضعيف على أنه كالحديث الموضوع ـ أي كأن لم يكن ـ فالضعيف درجات، فمنه ما يكون قابلا لأن يتقوى بخلا ف الموضوع، فهو ـ أي الموضوع ـ كأن لم يكن أصلا، و إنما أطلقنا عليه لفظ (حديث) من باب جرياننا على استعمال الواضح، فهو يقول (حديث) و نحن نقول (حديث موضوع).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
7 ـ يقول الشيخ: الكلام الذي قاله الشافعي في المرسل احفظه إن استطعت، و إن استطعت أن تجعله نقاطا و تحفظها، فهو في غاية الروعة، وهو وإن أورده في معرض كلامه على المرسل إلا أنه يصلح في باب الاعتبار مطلقا، و العلماء قد استخرجوا من كلام الشافعي في هذا الموضع فوائد في علوم الحديث عامة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
8 ـ يقول الشيخ: إن كتاب [النقد البناء] قد ألفته في ست سنوات على صغر حجمه فهو في 270 صفحة، و لكني ألفته في ست سنوات فوضعت فيه خلاصة رأسي.
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
لكم في ذمتي المجالس / 15 ـ 16 ـ 21
تروها قريبا جدا إن شاء الله تعالى
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[01 - 08 - 04, 02:27 ص]ـ
المجلس الثالث و العشرون
1 ـ الغالب في التابعي إذا أرسل أنه يكون مع الصحابي تابعي آخر، لا سيما إن كان التابعي الذي أرسل هو من صغار التابعين
ـــــــــــــــــــــــــــــ
2 ـ روايات الصحابة عن التابعين عن الصحابة نادرة جدا، بل الغالب عن الصحابة أنهم إذا رووا عن غير الصحابة فإنهم يبينون الوسائط، فلا تنتقض الصحة بهذا الورود النادر.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
3 ـ موضوع المراسيل عكس مواضيع المسانيد
ـــــــــــــــــــــــــــــ
4 ـ لم يختلف العلماء في أن الرواية إن أتت عن مبهم أنها لا يحتج بها، فالخلاف في الاتصال أو الانقطاع أو الإرسال لا دخل له في تضعيف الحديث بسبب الجهالة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
5 ـ المبهم و المنقطع سواء عند أهل العلم، لأن في المنقطع ندرك أن هناك شخص سقط من السند و لكن هذا الساقط من السند مبهم علينا فلا نعرفه، و في المبهم نحن ندرك أيضا وجود شخص، و لكن هذا الشخص مبهم علينا.
أقول ـ محمد رشيد ـ: فلا تباين في الحقيقة و إنما في المبهم أدركنا وجود الإبهام ابتداءا، و أما الانقطاع فكان وسيلة لمعرفة الإبهام، فالنتيجة في النهاية هي إدراك وجود شخص مبهم
ــــــــــــــــــــــــــــــ
6 ـ هناك شرط لقبول إبهام الصحابي لم أر من تعرض له من أهل العلم، و هو أن يثبت أن وصف الراوي بالصحبة صادر من تابعي، لأن كثيرا ممن يشتغل بالتحقيق يجد وصف الراوي عن النبي صلى الله عليه و سلم بالصحبة، فيحكم بالرفع ظنا منه أن هذا الوصف هو من التابعي، في حين أنه يكون صادرا من بعض الرواة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
7 ـ قولهم (عن رجل من الأنصار) لا يلزم منه أن يكون هذا الأنصاري صحابيا، لأن كل من كان من نسل الأنصار فإنه يطلق عليه (أنصاري) فقد يكون الأنصاري صحابيا، و قد يكون تابعيا، و قد يكون أنزل من ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
8 ـ من أراد أن يشد عزمه على دراسة علوم الحديث فليقرأ مقدمة علوم الحديث لجمال الدين القاسمي، و هي مقدمة كبيرة تبلغ حوالي مائة صفحة، و هي التي بدأت بها وقرأتها، و هي التي دفعتني لدراسة هذا العلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
9 ـ هل يشترط في التابعي حتى نقبل وصفه لشيخه بالصحبة أن يكون ممن يعرفون أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم؟
الجواب: هذا الشرط قد قيل، و لكني لا أراه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
10 ـ ((من لم يتقن الأصول النظرية فإنه لا يكون قادرا على الناحية العملية))
قاله الشيخ ردا على من على من اعترض بأننا نكثر من تعلم الناحية النظرية دون العملية.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
11 ـ حديث ((لأن يطعن في رأس أحدكم ... )) صحيح موقوفا، وحتى في حال وقفه فهو معمول به، لأنه من الأحاديث التي يمكن أن تأخذ حكم الرفع.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
12 ـ حديث ((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)) هو مرسل كما رجحه ابن رجب في شرح الأربعين، و لكنه من أحسن المراسيل.
&&&&&&&&&&&&
و الحمد لله رب العالمين
¥(6/174)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[01 - 08 - 04, 02:28 ص]ـ
المجلس الرابع و العشرون
1 ـ في الواقع هناك فرق بين (الزيادة) و بين (مطلق التفرد)
فمن رأى قبول زيادة الثقة مطلقا اعتبرها بالتفرد، فهي عنده من باب تعدد الروايات
و لكن القاعدة عند علماء الحديث و كما نص عليها ابن حجر في عدة مواضع من الفتح / (إذا اتحد المخرج فالأصل عدم التعدد)
فلا نلجأ إلى القول بالتعدد إلا إذا ظهر لنا ما يقوي ذلك، و أما إن كانت الرواية مخرجها واحد فالأصل أنها رواية واحدة.
و قد يسأل سائل: لماذا لا نقول بالتعدد و قد يكون الراوي رواها مرتين (مرسلة و مرفوعة)؟
الجواب: لأمر في غاية الأهمية، و هو استقراؤهم لحال الرواة، لأنهم خبروا و استقرأوا أن الراوي في الأعم الأغلب إذا روى الرواية على وجهين، فإن أقرب و أوثق تلامذته سيعرف الوجه الأشهر و الأصوب و الأقرب
و العلماء قد تبين لهم أن أغلب الروايات التي تأتي مخالفة للأكثرين تكون من غير كبار الحفاظ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2 ـ قد يكون من أوجه ترجيح من رجح الإرسال و الوقف على الوصل و الرفع، أنه يكون هو الأعم الأغلب في الرواية التي تعارض فيها الإرسال والوقف مع الاتصال و الرفع، لأن غالب الرواة إن أخطأوا فإنهم يخطئون في المرسل فيوصلونه و في الموقوف فيرفعونه، و يقل جدا أن يخطئوا في المتصل فيرسلونه وفي المرفوع فيوقفونه
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
3 ـ الترجيح بالأكثر أو بالأحفظ هي في الحقيقة ليست أقوال مختلفة بحيث من يقول بأحدها لا يقول بغيره، بل هي مرجحات تستعمل جميعها لدى أهل العلم و الترجيح
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
4 ـ كيف نعين هل الخطأ من الراوي أم من الرواة عنه؟
يعتمد في ذلك حال كل حديث على انفراده بما يحتف به من الظروف و القرائن ... و ليس في ذلك قاعدة مطردة، بل يعتبر و يبحث كل حديث على بذاته.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
5 ـ إذا خالف الأكثر للأحفظ، فإن غالب أهل العلم يقدمون الأحفظ
ــــــــــــــــــــــــــــــ
6 ـ طبعة الأحمدي أبي النور لجامع العلوم و الحكم هي أفضل الطبعات، و طبعة مؤسسة الرسالة جيدة أيضا
&&&&&&&&&&&
و الحمد لله رب العالمين
ـ[محب السلف]ــــــــ[01 - 08 - 04, 05:10 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم محمد رشيد على التلخيص الطيب للمجالس العطرة ..
واليوم يتجدد اللقاء مع الشيخ الفاضل المحقق طارق بن عوض الله حفظه الله ومع مجالسه العلمية الفياحة بالدرر ..
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[11 - 08 - 04, 09:21 م]ـ
المجلس السادس عشر
1 ـ مصطلح (حسن صحيح) ليس مما اختص به الترمذي رحمه الله تعالى، بل وجد في استعمال بعض من علماء الحديث، كأحمد؛ فإنه قال في حديث حمنة في الحيضة الشديدة (حسن صحيح)، و كذلك قال البخاري، و كذلك وجد في استعمال أبي حاتم الرازي في العلل، و إنما خص الترمذي بالذكر لكون أكثر من استعماله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2 ـ الحافظ ابن حجر ذهب في نخبة الفكر إلى أن قول الترمذي حسن صحيح إن كان للحديث سند واحد فهو بمعنى حسن أو صحيح، و إن كان له أكثر من سند فهو باعتبار تعداد السند، و هذا مخالف لما في النكت على ابن الصلاح، حيث رجح رأي ابن دقيق العيد بأن الصحيح يتضمن الحسن فيكون مندرجا تحته
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع المجلس السادس عشر بإذن الله
ـ[أبو زُلال]ــــــــ[21 - 08 - 04, 09:49 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء أخي المكرم محمد رشيد. نحن نستنظر للدوام ...
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[22 - 08 - 04, 03:32 ص]ـ
الشيخ في إجازة حتى أول يوم أحد في الشهر التاسع الميلادي (سبتمبر)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ألم أضع فائدتين من المجلس السادس عشر؟!!
ـ[اشهب]ــــــــ[01 - 09 - 04, 02:08 م]ـ
سلام عليكم اخى محمد رشيد
اتمنى ان تكون فى افضل حال
هل ان شاء الله درس الشيخ طارق الاحد القادم بعد صلاة العشاء كما قلت
وهل هناك نسخة لالفية السيوطى تحبذها لى للمتابعة مع الشيخ؟
ان شاء الله سيكون اول مجلس لى واتمنى ان اتشرف بكم جميعا
ـ[ابوفهد النجدي]ــــــــ[01 - 09 - 04, 03:02 م]ـ
بارك الله فيك اخي محمد رشيد وفي جميع اخواننا في ارض الكنانة .. ونسأل الله ان يمن علينا واياكم با العلم النافع والعمل الصالح .. وان يثبتنا واياكم على دين الإسلام وعلى السنه .. ونصيحتي لكم ان تتعاونوا على البر والتقوى فقد قال الله تعالى ((وتعاونو على البر والتقوى ولا تعاونو على الإثم والعدوان)) .. وحبذا لو سجلتم دروس الشيخ الفاضل / طارق بن عوض الله وقمتم بتفريغها وانزالها في كتاب فكم من الفوائد ستحوي؟؟ ..
اخوكم
ابو فهد النجدي
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[01 - 09 - 04, 07:55 م]ـ
الشيخ متوقف حاليا
و يبدأ إن شاء الله تعالى الأحد القادم أو الذي بعده (على الخلاف في دخول الغاية في المغايا أو خروجها منها) فقد ذكروا لي أنه متوقف لأول يوم أحد في شهر سبتمبر ـ الشهر التاسع الإفرنجي ـ
و أتابع إنزال دروسه إن شاء الله تعالى
الأخ أشهب
تجدني عن يمين الشيخ مباشرة و عادتي أنني أسند ظهري على الحائط بجوار الشيخ مباشرة،و أظنك ستعرفني بسرعة
بارك الله تعالى فيكم
¥(6/175)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[10 - 09 - 04, 08:17 م]ـ
بقية فوائد المجلس السادس عشر
3 ـ هذه الأبيات مذكورة في نسخة الشيخ أحمد شاكر على الألفية، وهي مذكورة أيضا على أنها من الألفية، و هذا غير صحيح، و قد وقعت على كلام لأهل العلم ـ وهو عبد الرحمن المباركفوري صاحب تحفة الأحوذي ـ يدل على أن هذه الأبيات له و ليست للسيوطي.
من قوله: كذا لي فيه معنايان .........
و البيتين التاليين
ــــــــــــــــــــــــــــــ
4 ـ رأي ابن رجب في معنى قول الترمذي (حسن صحيح) للأسف لم يذكر في أي من كتب الحديث، وابن رجب جرى فيه على ما فسره به الترمذي نفسه، و على حسب اصطلاحه للحسن الذي أبداه الترمذي، فكل من فسّر الحسن ووقع منهم الخلاف فيه قد بنوا هذا الكلام على تصور خاطئ من الأصل، و هو أن الحسن دون الصحيح، لأنه لا يمكن اجتماع الحسن و الصحيح فيآن واحد، لأن الحسن شيء دون الصحة، ثم هم لما أرادوا تفسير هذا الاصطلاح مشوا في نفسيرهم على أن الحسن صفة للرواية الواحدة، في حين أن الترمذي لما اصطلح الحسن عنده جعله صفة لمجموع روايات و ليس لرواية واحدة، فنجدهم قد تعاملوا مع كلام الترمذي على أنه يطلق الحسن على إسناد بعينه، مع أن الترمذي قد وضح في كلامه أنه لا يقصد بالحسن سندا معيّنا، فيتبين لنا أن الحسن ليس حقا لرواية بعينها عند الترمذي، و لهذا نجد من ذهب إلى أن الترمذي لا يعؤف الحسن لذاته أصلا و إنما يعرف الحسن لغيره
وهذا الإشكال في تفسير كلام الترمذي لم نجده لدى المتقدمين، بل ما وقع إلا للمتأخرين، و أغلبهم من غير المتخصصين في علم الحديث
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[10 - 09 - 04, 08:20 م]ـ
تنبيه / اعتذر الشيخ عن مجلس هذا الأحد الأخير، و كان هو ميعاده بعد فترة إجازته، و نواصل معكم وضع الفوائد أولا بأول إن شاء الله تعالى، و نعدكم بتدارك المجلسين الذين فاتا مني لظروف مرغمة، و لكن وقتا قد يطول شيئا ما للتمكن من الحصول عليها و تحديدهما
بارك الله تعالى لكم في علمكم و عملكم
أخوكم المحب / محمد رشيد
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[13 - 09 - 04, 12:15 ص]ـ
المجلس الخامس و العشرون
1 ـ اصطلاح المتقدمين في الرواية التي فيها إبهام أنها منقطعة كما بيّن ذلك النيسابوري و ابن الصلاح
2 ـ يفرق بعض العلماء بين (عن) و (أن) من حيث الدلالة، فعن تفيد الرواية ـ أي أن قائلها يقصد أن يروي الحديث بالسند ـ سواء كان ذلك عن سماع أو غير سماع، و أما أن فإنها تفيد فقط الحكاية و الإخبار لا الرواية، فعلى استخدام لفظ (عن) يكون القائل أحد رواة الحديث و أحد أفراد السند، و على استخدام لفظ (أن) يكون القائل فقط جاكيا للخبر و لا تعلق له بالرواية والإسناد.
3 ـ يتضح من نظم السيوطي أنه يرجح اشتراط ثبوت اللقي، و هو مذهب البخاري و المحققين من أهل العلم، و مسلم لم يشترط العلم باللقاء بل اشترط العلم بإمكانية وقوعه، و قد انتصر لذلك في مقدمة صحيحه و رد عليه المحققون من أهل العلم.
قال ـ محمد رشيد ـ: و قد رجح الشيخ طارق في نهاية كلامه على هذا الموضع مذهب البخاري باشتراط ثبوت اللقي
ـــــــــــــــــ
و الحمد لله رب العالمين
و إن شاء الله تعالى سيستفيض شيخنا طارق بن عوض الله في المجلس القادم في مسألة اشتراط اللقي من عدمه والخلاف بين أهل العلم فيها
ـ[هادي آل غانم]ــــــــ[13 - 09 - 04, 06:08 م]ـ
قال الأخ الفاضل: و طبع وحده ـ على طريقة نفخ الكتب ـ في سبعة مجلدات!!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأخ الفاضل: مختصر المستدرك للذهبي لا أعلمه طبع مفردا في سبعة مجلدات، والذي أعلمه أنه طبع مفردا هو: " مختصر استدراك الحافظ الذهبي، للحافظ ابن الملقن، فهو الذي طبع في سبعة مجلدات في دار العاصمة.
أما قولك أو قول الشيخ طارق عوض الله الذي أقدره وأجل علمه، " على طريقة نفخ الكتب "، فللعلم أن الكتاب عبارة عن رسالة ماجستير، ومعلوم طريقة الرسائل العلمية وكيف تكون.
والله الموفق
ـ[ابو عمر الاثري]ــــــــ[14 - 09 - 04, 01:39 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[12 - 12 - 04, 02:52 م]ـ
¥(6/176)
هذه هي فوائد مجلس الأحد الماضي، و أتابعكم بالفوائد أولا بأول ـ بما لم يوضع منها ـ إن شاء الله تعالى، فأنا مهتم جدا بألا يفوت مجلس من هذه المجالس، و قد استطعت الحصول على أشرطة المجالس التي فاتتني، و لكن قدر الله تعالى أن يعطل المسجل، و قريبا جدا إن شاء الله تعالى أبيض الفوائد كاملة على الوورد لمن يريدها، و قد بدأت في هذا وقمت بتبييض عشرة مجالس، و بالنسبة لمجلس اليوم فلن أستطيع حضوره لإصابتي بما أصاب عمران بن حصين لا أتمكن من الجلوس، ولكن أحصل على الشريط إن شاء الله تعالى ـ فلا تنسوا الدعاء بالشفاء
أخوكم المحب / محمد رشيد
1 ـ قال أستاذنا: الشاذ و المنكر كلاهما يكون تحققهما بسبب وقوع الخلاف بين الرواة، فلا يقع الشاذ و لا المنكر إلا إذا حدث خلاف بين الرواة.
**********
2 ـ قال أستاذنا: القول بأن الحديث الشاذ هو ما خالف فيه المقبول من هم أرجح منه، قد عزاه السيوطي إلى جمهور المحدثين و الشافعي، و هذا فيه نظر من وجهين:
أولا / أن ذلك ليس من قول جمهور المحدثين، بل ذكر القاضي أبو يعلى أن هذا القول للشافعي و علماء أهل الحجاز، و نسب القول الآخر إلى عامة الحفاظ
ثانيا / لفظ عبارة الشافعي (ليس الشاذ من الحديث أن يروي الثقة ما لم يروه غيره و إنما الشاذ أن يخالف الثقة ما يرويه الناس) لا تدل على أن الشذوذ هو ذلك المذكور فقط، بل فقط تدل على دخول الصورة المذكورة في المعنى الشامل للشاذ
**********
3 ـ قال أستاذنا: مما يدل على أن المتقدمين لم يقبلوا تفرد الثقة مطلقا موقف ابن حبان مع تفرد حماد بن سلمة، فحماد ثقة، بل هو عند ابن حبان خاصة في أعلى درجات الثقات، حتى أنه ـ أي ابن حبان ـ أنكر على البخاري أنه لم يخرج له و لو حديثا واحدا في الصحيح
**********
4 ـ مصطلح (ثقة) هو تماما كمصطلح (الحسن) من حيث إنه من الممكن أن يراد و يستعمل في أكثر من معنى، و لا يلزم من قولنا (ثقة) أن يكون وصفا للراوي الذي جمع بين العدالة و الضبط والذي يصحح حديثه، بل يطلقون هذا المصطلح أحيانا على الضعيف ويقصدون بذلك العدالة فقط، كما يطلقون على بعض الرواة مصطلح (الحافظ) ثم يضعفوه بالكذب كالواقدي و الشاذكوني ونوح ابن مريم، و من الأمثلة على ذلك أن أصبغ بن نافع صاحب حديث الفتون الطويل وثقه ابن معين و لم يحتج بحديثه، فقد قال فيه (ليس به بأس ولا أحسب حديث الفتون حقا) ـ ومعلوم أنه قال: إن قلت ليس به بأس فهو ثقة ـ
**********
5 ـ قال أستاذنا: الأقوال الثلاثة المذكورة في تعريف الشاذ هي في الحقيقة قولان، لأنه لا اختلاف بين القول الثاني و الثالث، فإن القول بأن تفرد الثقة من الشاذ، يلزم منه الحكم بالشذوذ على تفرد الضعيف من باب أولى، فلا تباين بينهما.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 12 - 04, 04:55 م]ـ
شيخنا الحبيب
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[22 - 02 - 05, 12:03 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أخ محمد رشيد أنك و الله طالب علم مجتهد و إني و الله اغبطك على أنك لك شيخا تطلب العلم عنده و تضع ركبتك بركبته
ـ[الأحمدي]ــــــــ[22 - 02 - 05, 12:23 ص]ـ
طهور إن شاء الله شيخنامحمد رشيد
************************************************** **********************
قال طالب علوم الحديث:
و إني و الله اغبطك على أنك لك شيخا تطلب العلم عنده و تضع ركبتك بركبته.
قلت ذكرتني بقول الناظم:
داويت جرحا فاستثار بقيتي ... ماقلت لي إن الجراح تثار
كلنا ذاك الرجل بارك الله فيك.
ـ[باز11]ــــــــ[22 - 02 - 05, 07:28 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد
ـ[ابن زهران]ــــــــ[22 - 02 - 05, 11:00 ص]ـ
هل ما زال الشيخ طارق يعقد جلسته إلى الآن؟(6/177)
فتح الإله بفوائد من شرح ألفية السيوطي لطارق بن عوض الله
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[02 - 03 - 04, 08:54 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أما بعد،، أحبتي في الله تعالى طلبة العلم الشريف على هذا الملتقىالمبارك ...
فقد كان مساء أمس (الأحد) ثالث مجالس الشيخ / طارق عوض الله ـ حفظه الله تعالى ـ في شرح ألفية السيوطي ... و كانت أول المجالس بالنسبة لي .. و كان يشرح في شروط الحديث الصحيح ... و في الحقيقة أنا كنت أعرف الرجل جيدا و حدثته هاتفيا منذ سنوات، و كانت تعجبني طريقته و يعجبني منهجه جدا في الحديث، فلا تسل عن احترامه للمتقدمين و لا عن أمانته العلمية و نسبة الأحكام الحديثية لمن تقدم ... و لكني في هذا المجلس أعجبت حقا بالرجل .. أعجبت بسيولة ذهنه و قوة حافظته في إيراد أقوال الأئمة في المسألة الواحدة، و كيف ينسبها إلى كتبها و مراجعها المتعددة في سرعة و استحضار جيدين،،،
و في الحقيقة فإن المجلس كان رائعا للغاية و ممتعا .. فهو غزير بالمواد العلمية و الفوائد أولا،، ثم هو لا يخلو من المواقف الطريفة التي تحدث ثانيا، و التي تبعث روح الدعابة في المجليس من غير خروج عن المادة الأصلية للمجلس،،، و أنا أدون هنا هذه الفوائد و المواقف درسا بدرس إن شاء الله تعالى .. و مع علمي بأن كثيرا من هذه الفوائد أو معظمها يعرفها طلاب هذا الملتقى المتخصص إلا أنني أجد في كتابتها فائدة تذكيرية لإخواني طلبة العلم، و تثبيتية لي كجاهل في علم الحديث ..... فبدلا من كتابتها عندي و يقتصر نفعها عليّ وحدي،، أكتبها هنا و تعم الفائدة،،،،، و قد راعيت قدر الاستطاعة أن آتي بلفظ الشيخ في درسه في تلك الفوائد التي قيدتها عنه حفظه الله تعالى
و الله تعالى المستعان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ يقول: العلماء لهم مذهبان في الشاذ و المنكر ....
فير البعض أن الشاذ هو المنكر و يرى البعض الآخر أن المنكر يغاير الشاذ ...
و من يرى التغاير و التفرقة بين المنكر و الشاذ فالمنكر أشد ضعفا عنده من الشاذ،،، و عليه فنفي الشذوذ عن الحديث يتضمن نفي النكارة ...
فعلى كلا التعريفين لا يلزم في تعريف الحديث الصحيح ذكر قيد نفي النكارة ....
و هذا على القول بأن معنى النكارة تختص بالراوي الضعيف ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
2 ـ بعض العلماء كالعراقي من الذي عرفوا الحديث الصحيح أضافوا لشرط (نفي العلة) قيدا عليه ... هو كونها قادحة فقالوا: (وأن تنتفي العلة القادحة)
قال الشيخ: و لكن هذا لا يلزم بل هو تطويل و حشو في التعريف .. و الراجح هو تعريف الجمهور الخالي من هذا القيد .... لماذا .. لوجهين:
الأول: أن الأئمة الذي لا يقيدوا بهذا القيد إنما قصدوا بالعلة العلة القادحة فقط دون العلة الغير قادحة ن فمجرد لفظ (العلة) عندهم يفيد القدح.
الثاني: العلة تطلق على الخطأ المستدل به على الخطأ من جهة الرواة، و هذا هو القدح، فوجود القيد حشو في التعريف غير مرغوب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
3 ـ لفظ (المنكر) عند أحمد بن حنبل ـ رضي الله عنه ـ دليل على خطأ الرواي في الرواية ...
و ليس صحيحا أنه يقول بالنكارة و يقصد بها التفرد، فهذا أولا فيه من التكلف ما فيه علاوة على أن أحمد بن حنبل يكثر من استخدام هذا اللفظ، فلو حملناه على حكاية التفرد و ليس الحكم على الحديث لضاع الكثير من أحكام هذا الإمام الجليل على الأحاديث.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4 ـ التواتر يفيد القطع بصحة الحديث، و لكن التواتر ما هو إلا أحد القرائن التي تفيدنا القطعية بصحة حديث ما،، فنحن ننظر مثلا في الصحيحين نجد أحاديث مقطوع بصحتها مع كونها غير متواترة .. فالقرينة هنا هي قرينة أخرى غير التواتر و هي الإجماع على هذين الكتابين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
5 ـ أكثر الذين يشترطون العدد في الرواية هم من غير أهل الحديث، بل أغلبهم من أصحاب الانحرافات كالمعتزلة و غيرهم ممن لا يأخذ بأحاديث الآحاد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
6 ـ ذكر الشيخ قصة مناظرة الشافعي ـ رضي الله عنه ـ مع إبراهيم بن إسماعيل بن علية الرافضي ... فكلما احتج الشافعي بحجة شرعية قال له إبراهيم: اختلفوا فيه .. أو: ما تفقوا عليه ... حتى ملّ الشافعي من ذلك،،،
إلى أن قال له الشافعي: و هل اتفقوا على أنه لا حجة إلا في الإجماع؟
فكبر الناس
و ذكر الشيخ أن القصة مورودة في تاريخ بغداد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
7 ـ أثنى الشيخ على الطبعة الجديدة لتاريخ بغداد و التي هي بتحقيق (بشار عواد معروف) ... ثم ابتسم و قال بلهجة مصرية: و لكنها غالية جدا، بحواولي ألف جنيه) ........ فأحبط الحضور، ثم يضحك الشيخ و يقول (أنا الحمد لله اشتريتها بأقل من ذلك)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
8 ـ موقف طريف حدث بيني و بين الشيخ .... قرأ الشيخ هذا البيت:
و ليس شرطا عدد و من شرط،،،،، رواية اثنين فصاعدا غلط
فقرأ (غلط) بكسر اللام،،، فقلت له: هي بفتح اللام حتى تنتظم القافية .. فقال لي: يجوز الوجهين ... فقلت له: كيف يجوز وجه الكسر؟
فنظر إلى الكتاب ثم نظر لي و قال: ((الشيخ محمد محي الدين عبد الحميد ضبطها بالكسر، و أنت تقول بالفتح، فنحن إذا بين سيبويه و نفطويه))
و ضحك الشيخ و ضحكنا جميعا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
¥(6/178)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[02 - 03 - 04, 09:33 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا يوسف (أظن هذه ما بتزعل)
ومجلس الشيخ فعلا من أمتع المجالس التي يمكن لطالب العلم (المصري لئلا يزعل إخواننا في الجزيرة) أن يحضرها
لغزارة المادة , وللطف الشيخ
ويبدو أن الدرس آخذ في ارتفاع المستوى شيئا فشيئا
إذ كثيرا ما يشكو بعض الإخوة من أن الشيخ يركز على المبتدئين وفقط
على كل حال
(قد) أمر على الدرس القادم سريعا مرور الكرام , إن كنت على قيد الحياة , ورد الله علي وقتي.
وسأنظر يمنة ويسرة
ولعلي سأعرفك بالحاسة.
واصل النقل
جزاك الله خيرا.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[02 - 03 - 04, 10:25 ص]ـ
ستعرفني أخي إن شاء الله تعالى ,,, و لن تنظر يمنة و لا يسرة،،، فسأكون تحت قدمي الشيخ مباشرة إن شاء الله تعالى ...
و حتى تعرفني .. أنظر رسائلك الخاصة
ـ[عمرو هزاع]ــــــــ[02 - 03 - 04, 10:32 ص]ـ
إلي الإخوة,
محمد رشيد والأزهري السلفي,
جزاكم الله خيرا ,
أين تقام دروس الشيخ طارق حفظكم الله؟
لا تنسونا
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[02 - 03 - 04, 10:52 ص]ـ
تركب مترو الأنفاق و تنزل في محطة (حدائق الزيتون)
تماما كأنك ذاهب لمسجد العزيز بالله
و لكن بدلا من أن تنحرف يمينا عند خروجك من محطة المترو ذاهبا إلى العزيز بالله، تنحرف يسارا، ستسير دقائق قليلة جدا، ثم تجد عن يمينك شارع تجاري اسمه (ناصوح)
هذا شارع مشهور جدا ألف من يدلك عليه
تسير في هذا الشارع الطويل إلى آخره .. و المسجد في آخره
اسم المسجد (الرضا)
لا تسل عن المسجد إلا بعد أن تسير إلى آخر الشارع الطويل، و انتبه إلى أن الشارع يقطعه شارع (طومان باي)
لا يهمك .. أكمل أنت إلى آخر الشارع حتى يقطعه شارع (جسر السويس) هنا تعلم أنك وصلت إلى آخر شارع (ناصوح)
و هناك تجد المسجد عن يمينك ...
و في الداخل تعرف / محمد رشيد ... إن شاء الله
ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[02 - 03 - 04, 12:35 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[03 - 03 - 04, 02:38 ص]ـ
أخي محمد رشيد حفظك الله، نسيت أن أسئلك: متى يبدأ الدرس؟ بارك الله فيكم
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[03 - 03 - 04, 03:50 ص]ـ
الدرس أخي أحمد الأزهري الطيب يوم الأحد .... يبدأ بعد صلاة العشاء مباشرة ....
و احرص عليه أخي فهو مجلس في غاية الفائدة والله
ـ[فقير إلى عفو ربه]ــــــــ[03 - 03 - 04, 10:32 ص]ـ
رائع يا محمد ماشاء الله
انشرح صدرى لما قرأت كلامك، و علمت بحضورك للشيخ طارق
ثبتك الله على الدرب، و يسر لك كل خطب
و جمعنى بك فى القريب العاجل - إن شاء الله
ـ[عمرو هزاع]ــــــــ[03 - 03 - 04, 10:58 ص]ـ
بارك الله فيك أخي محمد رشيد ..
وجزاك الله عنا كل خير ..
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[09 - 03 - 04, 06:45 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد فقد كان في مساء أمس الأحد المجلس الرابع من مجالس شرح ألفية السيوطي للشيخ طارق عوض الله ...
و منّ الله تعالى عليّ أن قابلت أخانا (أحمد الأزهري)،، و هو أخ طيب و رقيق و سمح الوجه تستبشر إذا رأيته .. ثم هو طالب في الجامعة الأمريكية المفتوحة و يدرس العلوم الشرعية بها .. أسأل الله تعالى أن يوفقه و يسدده .. آمين
و لم أوفق لمقابلة الأخ (محمد بن يوسف) و لعله جاء و لم يعرفني .. أرجو من الله تعالى مقابلته في المجلس القادم بإذن الله تعالى ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
شرح الشيخ هذه المرة الكلام حول أصح الاسانيد و ما قيل فيها .. فشمل الأبيات من قوله:
و الوقف بالحكم لمتن أو سند،،،،، بأنه أصح مطلقا أسد
إلى قوله:
و غير ذاك من تراجم تعد،،،،، ضمنتها شرحي عنها لا تعد
و إليكم بعض الفوائد المقيدة من الدرس، و أرجو من الإخوة الذين يحضرون الدرس أن يصححوا أي خطأ يقع مني من حيث فهم كلام الشيخ:
9 ـ انتقض البعض على السيوطي قوله في الألفية: و الوقف بالحكم لمتن أو سند ... فكلمة (متن) لا داعي لها لأنه ليس من يصف متن من المتون بأنه أصح مطلقا بل الكلام في الأسانيد ...
و أجاب ابن حجر عن ذلك بأنه أ أي الحكم على المتن بذلك ـ تبع للسند، فإن وصفنا سندا من الأسانيد بأنه أصح مطلقا فنعدي هذا الحكم إلى المتن و نقول بأن متنه هذا السند يكون أصح المتون لأن سنده أصح الأسانيد
¥(6/179)
ثم قال الشيخ طارق: و هناك وجه آخر يمكن أن نقوله ... و هو أن الحكم بذلك على متن من المتون موجود فعلا و لكن ذلك مقيد بباب من الأبواب،،،
فيكون وصف الأصحية لهذا المتن مقيد بالباب .. فنقول مثلا / هذا الحديث هو أصح شيء في هذا الباب ...
و الترمذي و العقيلي في كتابه (الضعفاء) يبينا أصح ما في الباب .. و كذلك يفعل البيهقي في السنن و غيرها من الكتب .. و نجد هذا الأمر أيضا في كلام أحمد بن حنبل و البخاري و غيرهما من الأئمة ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
10 ـ يقول الشيخ طارق ما معناه: العلماء الذين أطلقوا أصح الأسانيد هم أطلقوا و ما أرادوا إلا التقييد في الحقيقة ... و ابن حجر أرجأ هذا الخلاف ـ أي الذي هو في تحقيق أصح الأسانيد ـ إلى أن كل إمام يذكر و يرجح أصح أسانيد أهل بلده .. فهو يقصد التقييد بأهل بلده لا الإطلاق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
11 ـ صحيح أننا لا نحكم لإسناد بعينه أنه أصح الأسانيد بإطلاق، إلا أننا نقول: إن كل الأسانيد التي قيل فيها إنها أصح الأسانيد، هي أصح الأسانيد في الجملة، فهي من حيث جمعها و جملتها إن ضممناها إلى بعضها البعض تكون أصح الأسانيد، و تكون أرجح من غيرها ... و هذا قد قاله ابن حجر
ثم بعد ذلك فهناك تفاضل داخلي بين هذه الأسانيد التي قيل فيها هذا الكلام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
12ـ أحمد بن حنبل لم يرو عن الشافعي فيما يقال إلا ثلاثة أحاديث ...
و قد جمعها أحمد في إسناد واحد في مسنده فصار حديثا واحدا، إلا أن البعض يرويه مفرقا فيكون ثلاثة أحاديث
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
13 ـ فائدة لطيفة و مهمة جدا:
يقرأ الشيخ من آداب الراوي للبغدادي بعد الانتهاء من الألفية فقرأ حديثا لم أذكره ـ و لعل أخانا أحمد الأزهري يذكّرنا به ـ،،، فقال أحد الجلوس: و ما حكم هذا الحديث؟
فقال الشيخ مبتسما: لو سكت عن حديث فهو حسن .. فأنا في ذلك كأبي داود
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
14 ـ سألت الشيخ // قرأت في كتاب (الوازنة) للشيخ حمزة الملليباري نقولات عن كثير من العلماء حول تقديم أحكام و تعليلات المتقدمين و عدم نقاشهم فيها لأنهم توفر لهم ما لا يمكن أبدا توفره لنا من إدراك العلل .. فهم من عاصروا الرواية و رأوا الرواة بأعينهم .. إلخ
فقلت له: إن ممن نقل عنهم ذلك الإمام ابن حجر .. و مع ذلك فابن حجر من المتأخرين الذي يأخذون بظواهر الأسانيد و يحكمون على أساسها .. فكيف الجمع؟
فدهش الشيخ جدا و قال: لا .. لا .. ابن حجر ليس على هذه الطريقة من الأخذ بظواهر الأسانيد دون النظر في أحكام المتقدمين،،، (يعني عايز تقول إن ابن حجر ينظر في إسناد ظاهره الصحة فيحكم بالصحة لهذا الحديث و إن أنكره أحمد و ابن معين و القطان ... !!!)
لا .. فابن حجر على هذا من المتقدمين ..
و أما المقصودون فهم من مثلا إن تقل له .. هذا الحديث اجتمع المتقدمون على تضعيفه .. و أنكروه .. فيقول لك: و لكن إسناده صحيح و لا وجه لتضعيفه ..
فهؤلاء هم المتأخرون الذين نقصدهم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
15 ـ الفرق بين المتقدمين و المتأخرين ليس في قواعد علوم الحديث، فالقواعد ثابتة لا تتغير، و إنما الفرق إنما هو في الملكة و الدربة و المران و الممارسة و الخبرة و كثرة التعامل مع هذا العلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
16 ـ وجه الشيخ نصيحة: أي شخص يدرس متن أو نظم، فعليه بحفظ هذا المتن أو النظم قبل الشرح ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
وأكرر نصيحتي للإخوة المصريين بحضور هذا الدرس، فهو غزير بالمادة العلمية، ووجوده في هذا التوقيت في مصر نعمة جليلة من الله تعالى،، حيث لا يخفى الحال على أي أخ مصري من إيقاف الدروس و تعطيلها ... حتى أنني والله قلق من طروء أي أمر فجأة من هؤلاء فيتعطل الدرس و تضيع فرصة قراءة و دراسة هذه الألفية
ـ[عبد الرحمن بن مهدي]ــــــــ[09 - 03 - 04, 12:12 م]ـ
أخي محمد رشيد
السلام عليكم
جزاك الله خير الجزاء .. فقد استفدت كثيرا من (خارطة الطريق) التي وصفتها للمغتربين أمثالي .. وقد دلني المولى عز وجل أن وصلت قبل الموعد.
دعني أخمن من أنت فيمن رأيت، فهل كنت الشخص الذي كان يمسك الأليفة من الكتاب الأصفر .. وقال للشيخ طارق حين استشكل عليه أمر كلمة في أدب الراوي وقلت له (ليَشتَهِرُك).
مرة أخرى جزاك الله خيرا.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[09 - 03 - 04, 12:44 م]ـ
ما شاء الله
نعم أخي قد أصبت ..
و أقابلك في المجلس القادم إن شاء الله تعالى
ما جنسيتك؟
ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[13 - 03 - 04, 08:25 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي محمد وبارك الله فيك ولك
وأنا سعيد جداً بمقابلتك والتعرف عليك ..
صراحةً، لا أتذكر الحديث .. والله المستعان .. لكن ربما أطلع عليه قريباً
إن شاء الله أراك الأحد المقبل
والسلام عليكم
¥(6/180)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[13 - 03 - 04, 10:51 ص]ـ
أذكر إخواني المقيمين بمصر
أن درس الشيخ طارق يوم الأحد بعد صلاة العشاء مباشرة ...
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[15 - 03 - 04, 09:38 ص]ـ
يوم الأحد 23 محرم
الموافق 14 مارس 2004
كان المجلس الخامس من مجالس شرح ألفية السيوطي في الحديث .....
ــــــــــــــــــــــــــــــ
استدراك: الحديث الذي حسنه الشيخ بالسكوت عنه ... و الذي ذكره في المجلس الماضي
قال الخطيب / أنا القاضي أبو عمر الهاشمي، نا محمد بن أحمد اللؤلؤي، نا أبو داود، نا النفيلي، نا زهير، نا أبو إسحاق، عن أبي الأحوص
عن أبيه، قال: أتيت النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ في ثوب دون، فقال: ((ألك مال))؟
قال: نعم
قال: ((من أي المال))؟
قال: قد أتاني الله من الإبل و الغنم و الخيل و الرقيق
قال: ((فإذا أتاك الله مالا فير أثر نعمة الله عليك و كرامته)).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و أرجو من الإخوة الذين يحضرون تصحيح أي ما يرونه من سوء فهمي أو سمعي،،
17 ـ حول قول السيوطي:
أول جامع الحديث و الأثر،،،،، ابن شهاب آمر له عمر
قال الشيخ / في رواية بالفتح .. آمرا
ــــــــــــــــ
18 ـ إسناد عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ... ليس هو إسناد كبقية الأسانيد تتشعب عليه الأحاديث المتعددة الروايات و الأماكن،، و إنما هو إسناد لكتاب يروى بسند واحد هو ذاك السند
ــــــــــــــــــــ
19 ـ حول قول السيوطي:
كابن جريج و هشيم مالك،،،،، و معمر و ولد المبارك
الصواب في ابن جريج أنه / عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج
و ليس ابن جريج مباشرة
أقول ـ محمد رشيد ـ: وهذا التصحيح في هامش شرح محيي الدين عبد الحميد
ـــــــــــــــــــــــ
20ـ حول قول السيوطي:
و من يفضل مسلما فإنما،،،، ترتيبه ووضعه قد أحكما
و في نسخة: و صنعه .. بدل: ووضعه
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
21 ـ ممن رجح المساواة في الصحة بين البخاري و مسلم .. القرطبي .. و الطوفي
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
22 ـ مما يرجح تصحيح البخاري على تصحيح مسلم أنه البخاري يروي عن أصحاب الطبقة الأولى من الحفاظ إذا أخرج لهم في الأصول، و لا يخرج عن أصحاب الطبقة الثانية إلا في الشواهد و المتابعات،،، و أما الإمام مسلم فيخرج عن الطبقة الثانية في الأصول ....
و المقصود من الطبقة الأولى و الثانية هي طبقة الحفظ أو درجة الحفظ و الإتقان لا الطبقية الزمانية أو العمرية ...
ـــــــــــــــــــــــــــــ
23 ـ نجد أن البخاري قد رجح على مسلم في الصحة من خلال كمال و توافر الشروط ـ أي شروط الحديث الصحيح الخمسة ـ .... و بيان ذلك كالتالي:
من حيث الاتصال: نجد البخاري يشترط ثبوت اللقي، و لا يكتفي بمجرد المعاصرة
و من حيث العدالة و الضبط: فكما سبق، فالبخاري يخرج عن أصحاب الطبقة الأولى في الأصول دون المتابعات و الشواهد .. بينما نجد مسلم يخرج لأصحاب الطبقة الثانية في الأصول
و من حيث الشذوذ و العلة: فنحن نجد أن ما انتقد على البخاري أقل مما انتقد على مسلم
ــــــــــــــــــــــــــ
24 ـ التبويبات في صحيح مسلم ليست هي من صنع الإمام مسلم، بل هي من صنيع القاضي عياض أو الإمام النووي ...
ثم كرر الشيخ بعدها بقليل / بل هي من صنيع الإمام النووي و القاضي عياض ...
فقلت له: شيخنا .. (أو) .. أم (و)
فقال: (و) .. فقد اشتركا فيه
ـــــــــــــــــــــــــــــ
25 ـ من عادة مسلم أنه يبتديء كتابه بأصح الأحاديث في الباب، و أما ما يتلو ذلك فهو دونه في الصحة ..
و قد يكون أراد بذلك الإشارة إلى الخلاف في السند أو المتن، فيشير إلى العلل التي قد يكون الحديث قد علل بها من أحد من العلماء ....
و هو وقد أشار بذلك في مقدمته على الصحيح
ــــــــــــــــــــــــــــ
26 ـ نحن نقول دائما و أبدا // الأحاديث التي انتقدت على البخاري و مسلم، معظمها يكون جانب الصواب في صف البخاري و مسلم لا في صف منتقدهما ...
ــــــــــــــــــــــــــ
27 ـ لاحظت في مسلم أنه من عادته أنه إذا افتتح بابا جديدا يقول: حدثنا .. ثم يسوق الحديث كاملا،،
ثم هو إن عطف أي يقول / و حدثنا .. فتكون كل هذه الأحاديث المعطوفة هي من أحاديث الباب المتقدم
و غالب هذه المعطوفات تكون عدة روايات لحديث واحد،،، و ذلك إذا أراد مثلا أن يشير إلى اختلاف في ألفاظ الحديث و رواياته ...
و الله المستعان .... و قد ألغى الشيخ درسه اليوم مبكرا جدا .. و كان يظهر عليه الحزن .. و قال ما معناه: أعتذر لكم فإن لي ميعاد و اجتماع مع أناس .. فاسألوا الله لي كشف الكرب و أن ينجينا ...
ففهمنا طبعا
فلا تنسوا الشيخ من دعائكم بارك الله تعالى فيك
ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[22 - 03 - 04, 03:00 ص]ـ
كيف كان المجلس السادس؟
ما استطعت الحضور لأسباب طارئة
¥(6/181)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[22 - 03 - 04, 08:53 ص]ـ
الليلة إن شاء الله أكتب ما كان، لذهابي إلى العمل الآن
ـ[باهي]ــــــــ[22 - 03 - 04, 12:47 م]ـ
هل يمكنك يا أخ محمد رشيد إمتاعنا بإضافة قراءة الشيخ طارق حفظه الله تعالى للألفية , حتى نتمكن من حفظ الأبيات التى وصل إليها الشيخ فى شرحه
و جزاكم الله خيراً
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[22 - 03 - 04, 11:47 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد،،
فقد كان أمس الأحد 30 صفر
الموافق21/ 3 / 2004 درس الشيخ طارق بن عوض الله في شرح ألفية السيوطي ...
حيث بدأ من قول السيوطي:
و انتقدوا عليهما يسيرا،،،، فكم نرى نحوهما نصيرا
إلى قوله:
و ربما يعرض للمفوق ما،،،، يجعله مساويا أو قدما
فمجموع ما شرحه خمسة أبيات ... و قد أطال الشيخ حفظه الله هذه المرة و كأنه أراد تعويض المجلس الماضي ....
ـــــــــــــــــــــــــ
و قبل سرد الفوائد أود التنبيه على أمرين مهمين جدا الأول هو أنه لابد ـ لمن يقرأ الألفية أو يحفظها ـ من أن يبحث عن النسخ الموثوقة، لأن التي كنت أحفظ منها هي نسخة ـ دار الفكر البيروتية ـ و حفظت منها للأسف على الأخطاء التي فيها، فلما بدأت الشرح مع الشيخ اكتشفت هذه الأخطاء الفظيعة، سواء من نسخة الشيخ التي هي شرح لمحيي الدين عبد الحميد و طبعتها مؤسسة الرسالة، أو من شرح الترمسي على الألفية .. و هذا هو الأمر الثاني،،
حيث أذكر أن الإخوة كانوا من قبل يتساءلون عن شرح لألفية السيوطي فذكروا أنه لا شروح لها إلا شرحا واحدا لا أذكره و أعتقد أنه لأحد الشناقطة ...
فقد وجدت شرح محمد محفوظ بن عبد الله الترمسي عليها
و اسمه (منهج ذوي النظر)
و هومطبوع و متوفر بمطبعة مصطفى البابي الحلبي، و هو غلاف واحد يبلغ سعره 8 أو 9 جنيهات ...
و مما قاله الترمسي في مقدمته لهذا الشرح: ((و جعلت جل مواده و مأخذه [مقدمة ابن الصلاح و شرح النخبة، و التدريب: في شرح التقريب] و هو والعمدة فيها بيد أنه من مؤلفات صاحب الأبيات، و هو أدرى بما فيها و لا سيما مع ذكره أنه جعله شرحا للتقريب خصوصا، ثم لمقدمة ابن الصلاح و لسائر كتب الفن عموما.)) ص 3
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
28 ـ لا يهتم الفقهاء باعلل الغير قادحة التي لا تقدح في أصل صحة الحديث، و ذلك لأن اهتمامهم فقط هو صحة الحديث و من ثم دلالته الفقهية ... و أما اختلاف الرواة و ما إلى ذلك فهذا من اهتمامات المحدثين .. لماذا؟
لأن من العلوم التي يبحث فيها المحدث علم (الجرح و التعديل)
و هو أوسع من باب التصحيح و التضعيف بالنسبة للمحدث، فنجد المحدث يهتم جدا باشتباه الراوي بآخر و إن كانا ثقتين و اشتباههما لا يؤثر سلبا على صحة الحديث، و لكن هذا يهتم به المحدثون جدا لأن فيه دقائق لهم يستعملونها في معرفة ضبط الراوي و مدى مخالفته الثقات و ما إلى ذلك، و إن كان ذلك لا يقدح في أصل الصحة،،،
و أيضا إضافة إلى ذلك فإن معرفة راوي الحديث من الصحابة يدلنا على معرفة مذهب الصحابي،، و لا يمكننا ـ في هذا الموضع ـ أن نقول: كل الصحابة عدول فلا يضر اشتباههم،،،
فتحرير الرواية مما يفيد في تحرير المسائل،، و مثال ذلك أنه قد اشتهر عن أبي هريرة مثلا أنه لا يرى المسح على الخفين، و اشتهر عنه ذلك و استفاض،، فوجدنا حديثا في المسح يرويه أبو هريرة ... فهنا نقول / هذا خطأ ليس من رواية أبي هريرة لما اشتهر عن أبي هريرة من رؤيته عدم جواز المسح على الخفين.
ــــــــــــــــــــــــــــ
29 ـ بالنسبة للأحاديث التي انتقدت على البخاري و مسلم قام النووي و ابن حجر بالإجابة عنها،،،
إلا أن ردود ابن حجر أقوى و أرجح من ردود النووي ...
و ذلك لأن النووي طريقته فقهية في التعقيب على الانتقادات
بخلاف ابن حجر، و قد انتقد ابن حجر و العلائي على النووي في هذا الأمر ...
أقول ـ محمد رشيد ـ: ذكر الشيخ أمثلة واضحةهي مذكورة في النكت لابن حجر لا أطيل بكتابتها لضيق الوقت
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
30ـ حول الترتيب الذي اعتمده ابن الصلاح في مراتب الصحة (ما اتفق هليه البخاري و مسلم) (ما انفرد به البخاري) (ما انفرد به مسلم) (ما كان على شرطهما) (ما كان على شرط البخاري) (ما كان على شرط مسلم) (ما كان على شرط غيرهما)
¥(6/182)
يقول: انتقد على ابن الصلاح هذا الترتيب، لأن المتواتر مقدم على ما اتفق عليه البخاري و مسلم
و رد ابن حجر بأنه لا يوجد حديث يوصف بالتواتر و ليس له أصل في الصحيحين
و تعقب بكر أبو زيد ـ كما في التأصيل ـ على ابن حجر بأن هذا منقوض،،
و مثاله حديث (نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها .... ) الحديث
يقول ـ طارق عوض الله ـ: و الشيخ بكر متعقب ـ بفتح القاف و تشديدها ـ في ذلك، فالحديث المذكور غير متواتر و إن أدخله السيوطي في المتواترات ..
بل ذكره الحاكم النيسابوري في المشهورات .. فهو حديث مشهور لا متواتر،،،
فإلى الآن لم نجد من تعقب ابن حجر تعقبا قويا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
31 ـ قد يسأل سائل / ما دام شرط البخاري أقوى من شرط مسلم فذكر شرط البخاري كاف في جعل الحديث في أعلى المراتب، فما الذي يجعلنا نقدم ما انضم الضعيف إليه أقوى مما لم ينضم الضعيف إليه؟ بمعنى أننا إن قلنا بأن نسبة صحة ما شرطه البخاري 80 % على سبيل المثال و كان نسبة ما شرطه مسلم 60 % فهل انضمام الـ 60 % يؤثر في الـ 80 % ... قطعا لا ..
فما وجه تقديم ما انضم إليه الأضعف؟
نقول: إن الترجيح جاء من كثرة المصححين للحديث، و ليس من جهة نفس الشرط، فهو بكثرة الحاكمين بالصحة، فما صححه عدد مقدم على ما صححه واحد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
32 ـ حول قول السيوطي:
و ربما يعرض للمفوق ما،،،، يجعله مساويا أو قدما
يقول الشيخ / ربما يحتف بالحديث من القرائن و هو في الأصل من المراتب النازلة كأن يكون تفرد به مسلم أو البخاري أو كان على شرط غيرهما .. فترفعه هذه القرينة ليساوي أو يفوق ما هو متقدم عليه أصلا ....
و مثاله / قوله صلى الله عليه و سلم من حديث ابن عمر ((لا يقبل الله صلاى بلا طهور و لا صدقة من غلول))
هذا الحديث تفرد به مسلم
و قال فيه الترمذي: هذا أحسن ما في الباب
رغم وجود حديث متفق عليه من ديث أبي هريرة ((لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ))
أقول ـ طارق عوض الله ـ: و إنما كان حديث ابن عمر أصح لأنه أشهر، فقد رواه غير واحد عن (سناك) عن مسعد بن سعد عن ابن عمر ..
و إنما حديث أبي هريرة غريب يرويه عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة
و هنا سؤال: و لم لم يخرجه البخاري؟
أقول ـ طارق عوض الله ـ: الحديثان عند البخاري صحيحان
و لكن البخاري اختار الحديث الأرجح في الدلالة الفقهية لأن هذا من منهجه رحمه الله .... هذا فهمي
ـ قاله طارق عوض الله ـ
و هنا انتهى الدرس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
33 ـ أقول ـ محمد رشيد ـ: سئل الشيخ عن معنى تفرد البخاري أو مسلم ..
فقال الشيخ / هذا سؤال مهم ...
ليس معنى ما تفرد به البخاري اي لم يروه غير البخاري أبدا
و إنما تفرد به البخاري عن مسلم،، أو مسلم عن البخاري،، فهنا التفرد نسبي، و ليس هو التفرد الاصطلاحي الذي سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
34 ـ سئل الشيخ عن الصحيفة الصادقة، و أن الأخ السائل قد تتبعها من الكتب الستة، فجمعها من الكتب الستة ...
فقال الشيخ / منها الصحيح و منها الضعيف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
35 ـ سئل عن أفضل طبعة لنكت ابن حجر ..
فقال: طبعة الشيخ المدخلي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
36 ـ سئل عن صحيحي ابن حبان و ابن خزيمة ...
فقال / فيهما أحاديث ضعيفة و معلة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و الحمد لله رب العالمين
و أعتذر لأخي و حبيب باهي عن عدم تمكني من فعل طلبه لضيق الوقت الشديد، فضلا عن كوني لا أتابع تحصيل أشرطة الدرس، بل أعتمد بالكلية على تحصيلي و كتابتي
أعتذر مرة أخرى
و اسأل أخانا الفاضل / أحمد الأزهري لعله يفعل، أو أخانا عبد الحمن بن مهدي
و بارك الله تعالى فيك و زادك علما و شرفا و حرصا .. آمين
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
أين الأخ الأزهري السلفي
و الأخ عبد الرحمن مهدي
و الأخ محمد بن يوسف
و الله أنا أنتظرهم كل درس و لا أجد أحدا
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[25 - 03 - 04, 10:57 م]ـ
أخي الحبيب (محمد)
جزاك الله خيرًا، ورفع قدرك.
للرفع والفائدة.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[25 - 03 - 04, 11:30 م]ـ
الحمد لله وحده ...
جزاك الله خيرا
حديث مسلم
(لا يقبل الله صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول)
يرويه (مصعب) بن سعد عنه (سِماك) بن حرب
.....
فقط لأن أخي أبا يوسف يكتب بسرعة.
ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[29 - 03 - 04, 11:31 ص]ـ
أخي الكريم، مجلس أمس الأحد كان ممتع جداً ولله الحمد، وتناول الشيخ شرح قول السيوطي رحمه الله: وشرط ذينِ كونُ ذا الإسنادِ::: لديهما بالجمعٍ والإفرادِ. ونحن في انتظار أخونا محمد رشيد ليتحفنا بالفوائد.
ـ[باهي]ــــــــ[30 - 03 - 04, 11:48 ص]ـ
أين يباع كتاب فضيلة الشيخ طارق ابن عوض الله الموسوم ب - طليعة فقه الإسناد - مع العلم ان الكتاب يباع في الإمارات فقط ...
¥(6/183)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[30 - 03 - 04, 02:29 م]ـ
الشيخ نفسه سئل في آخر المجلس عن الكتاب فقال / المؤلف آخر من يعلم
و قال / أنا جائتني نسخة من الإمارات
وواضح أنه لا يعرف شيئا أكثر من ذلك
هذا ما أذكره و عندي شك فيه
و لعل الأخ أحمد الأزهري
أو الأخ محمد يوسف
يخبروا بما سمعوه في ذلك، حيث إني لا أذكر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و بالمناسبة للفوائد سأضعها الليلة إن شاء الله تعالى، لأن الجهاز عندي يعمل حاليا على رامات (24)!!!!!
فهو لا يعمل تقريبا
و لكن هذا مؤقت و سيأتي أخي بالرامات الليلة إن شاء الله تعالى
ـ[باهي]ــــــــ[30 - 03 - 04, 06:35 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله .....
الأخ الفاضل محمد رشيد زاده الله فقهاً ..
أنا يا أخي كنت موجود في الدرس الماضي و ما ذكرته أنت صحيحاً ...
و أنا اسأل عن المكتبة التي تصدره في الإمارات لأن هناك من سيتفضل و يحضره لي من هناك إن شاء الله تعالى ..
فإن كنت ممن يتصلون بالشيخ فاسأله إن تكرمت , فأنا لم أحصل على رقم الهاتف الخاص بالشيخ بعد.
و جزاكم الله خيرا.
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[30 - 03 - 04, 10:25 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أخي (باهي) -وفقه الله-
أما اسم ناشر كتاب «طليعة فقه الإسناد» فهو: دار المحجة للنشر والتوزيع بأبي ظبي. واسم الكتاب كاملاً: «طليعة فقه الإسناد وكشف حقيقة المعترض على الأئمة النقاد، وصيانة الحديث وأهله من تعدي محمود سعيد وجهله، ومعهما: ردع الجاني المتعدي على الألباني».
وهي نفس الدار التي طبعت كتاب «تنبيه الهاجد إلى ما وقع من النظر في كتب الأماجد» / لفضيلة الشيخ (أبي إسحاق الحويني) -حفظه الله تعالى وشفاه-. فلو كان عندك الكتاب الأخير -وهو متوفر في مصر في مكتبة "ابن تيمية" وغيرها- يمكنك أن تأخذ منه عنوان "دار المحجة" كاملاً.
وأعتذر لأخي (محمد رشيد) -حفظه الله- عن التقدم بين يديه للإجابة عن هذا السؤال؛ فقد أحببتُ أن أكون دالاًّ على الخير ليكون لي مثل أجر فاعله (وجه مبتسم).
والكتاب قد تأخر صدوره جدًّا؛ فقد سألتُ عنه الشيخ (طارق) -حفظه الله- في معرض الكتاب قبل السابق؛ فأخبرني بما يفيد أنه ربما يكون قد طُبِع وشُحِنَ إلى مصر!
----------------------------------------
أخي الحبيب (محمد رشيد) -وفقه الله-
بالنسبة لما شككتَ فيه فهو كما قلتَ؛ فقد قال الشيخ ما قلتَه.
---------------------------------------
وفقنا الله جميعًا لمرضاته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[30 - 03 - 04, 10:52 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد،،
فقد كان أمس الأحد
السابع من شهر صفر 1425 هجرية
الموافق 28/ 2 / 2004 م
هو المجلس السابع من مجالس شرح ألفية الحديث للشيخ / طارق بن عوض الله ـ حفظه الله تعالى ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و قبل سرد الفوائد أذكر للإخوة أنني قابلت أخانا الطيب / محمد بن يوسف الصعيدي
و ألفيته أخا رقيق القلب و الجسد حتى لأنا و الله أنعامل معه برفق و أنا غليظ القلب و الجسد
ألفيته والله أخا طيبا جدا جدا ـ أحسبه كذلك و لا أزكيه على الله تعالى ـ
نحيف الجسد جدا
هادئ الطباع
بشوش الوجه
مأمون الجانب / و هذا الأخير يندر أن تجده في كثير من الناس حتى و إن انتسبوا إلى الالتزام أو التدين
فهنيئا لي بالفوز بصحبته
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان الدرس هذه المرة دسما جدا و غزيرا من الناحية العلمية، و كان كله يدور حول الصحيحين و شرطهما
و الخلاف في تحديد شرطهما
و المستدرك عليهما بكونه على شرطهما
و مدى صحة ذلك الاستدراك من فساده
رغم كون المشروح كان بيتا واحدا ... هو قول الناظم:
و شرط ذين كون ذا الإسناد ***** لديهما بالجمع و الإفراد
فالحمد لله تعالى أظن أني لم أترك فائدة مهمة إلا دونتها، و هي قريبة جدا من لفظ الشيخ، و بعضها ـ إن لم يكن الغالب ـ هو بلفظ الشيخ،،،،
و هاهو الأخ (باهي) قد ذكر أنه كان حاضرا في المجلس ـ و هذا يحسب عليه أن لم يعرفنا بنفسه ـ
فعندي الآن الأخ / أحمد الأزهري
و الأخ / محمد بن يوسف
و الأخ / باهي
و الأخ / عبد الرحمن بن يحيى
¥(6/184)
من وجد منهم أني أخطأت في تحرير المعلومة أو فهمها فليستدرك و لينبه،،، خاصة و أن الحديث ليس من شغلي في الأصل فاحتمال الخطأ في حقي أكبر،،، و قد طلبت ذلك مشافهة من الأخوين / ابن يوسف و الأزهري
و جزاكم الله تعالى خير الجزاء
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
37ـ حتى نقول بكون الحديث المستدرك على الصحيحين بأنه على شرطهما فلابد من اجتماع الراوي و شيخه في الكتاب الذي حكمنا أنه على شرطهما
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
38ـ نحن لم نعرف شرطي البخاري و مسلم نصا منهما، فلم ينصا على ذلك، و إنما هو الاستقراء و التدبر و الدراسة للكتابين،،
فبالاستقراء و التدبر استقرأنا و استخرجنا هذه الشروط
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
39 ـ في الحقيقة فإنه من حيث الإجمال فإن شرط البخاري و مسلم كلاهما الشرط المتفق عليه في الحديث الصحيح
و لذلك فإن ابن الصلاح في مقدمة كتابه (صيانة صحيح مسلم) ذكر تعريف الحديث الصحيح .. ثم قال: وهذا هو شرط الصحيحين،،،
لماذا إذا التخصيص؟!
أي تخصيص البخاري و مسلم بشروط خاصة بهما؟
الجواب: هذا حكم إجمالي،،، و أما إن أردنا أن نقول / هو على شرط البخاري أو مسلم، فإن العلماء لا يطلقون ذلك إلا في معرض الاستدراك على الصحيحين
فصار قول المحدثين: هو على شرط البخاري،،، أو مسلم
كأنهم يقولون: كان ينبغي أن يخرجه البخاري،،، أو كان ينبغي أن يخرجه مسلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
40 ـ هذه الفائدة مهمة جدا //
بعضهم لا يشترط في الاستدراك على الصحيحين أن يكون عين الراوي قد أخرج له البخاري أو مسلم في كتابيهما،، بل يكتفي في الاستدراك بأن يكون الراوي الذي يستدرك به على الصحيحين يماثل من أخرج له البخاري أو مسلم في صحيحيهما
كالدارقطني
فهو لا يشترط العينية،، بل يكتفي بالمثلية
إلا أنه زاد أن مسلما لا يجتنب الأحاديث المعلولة
و لذلك نجد في استدراكاته أحاديث تعمد البخاري و مسلم تركها و دم إدخالها في الصحيح لكونها معلولة حتى و إن كان رجالها ممن خرجا له في الصحيحين
و مثاله حديث أبي هريرة مرفوعا ((لا أدري الحدود أكفارة لأهلها أم لا))
فهذا الحديث أعله البخاري نفسه في التاريخ الكبير بالإرسال
ثم هو معلل أيضا في متنه بمعارضته لما هو أقوى منه
ففي الصحيح من حديث عبادة بن الصامت أن الحدود كفارات لأهلها .....
فلا يلزمه بما سبقه هو إلى إعلاله و إنكاره
و مثاله في مسلم
حديث أيمن بن نادم عن أبي الزبير عن جابر في التشهد أنه وصف التشهد فقال: بسم الله و بالله،،، ثم ذكر صيغة التشهد
فالعلماء أنكروا هذا الحديث على أيمن بن نادم للخطأ في الإسناد و المتن
فمن جهة الإسناد أنه من رواية أبي الزبير عن ابن عباس
و من جهة المتن أن حديث ابن عباس ليس فيه البسملة
حتى أن الدارقطني قال في أيمن بن نادم // لو لم يكن إلا حديث التشهد لكفى
فهو مطعون في حفظه و روايته بسبب هذا الحديث
و أيضا مسلم في كتاب التمييز أنكره جدا
ثم الحاكم ـ على شرطه ـ لم يلتزم ما اشترطه على نفسه
بل أخرج للضعفاء في المستدرك
و بعض هؤلاء الضعفاء قد ذكرهم هو نفسه في كتابه (الضعفاء) كعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، و قد ذكر أنهم لا يجوز الاحتجاج بأخبارهم
ثم هو يخرج لهؤلاء الضعفاء أو لبعضهم في المستدرك
كعبد الرحمن بن زيد بن أسلم المتفرد بحديث التوسل ((لولاك ما خلقت الأفلاك))
و هذا الأمر شدد عليه فيه شيخ الإسلام ابن تيمية في (الرد على الأخنائي) و ابن حجر في النكت على ابن الصلاح،،،،،،،،،،،
و هنا لنا وقفة //
أحيانا يقول الحاكم: و لولا أن فيه فلان لقلت هو على شرط البخاري أو مسلم
و من هنا رد (العراقي) على (الذهبي) و (ابن دقيق العيد) بأنهما لم يفهما مراد الحاكم، و أن مراد الحاكم أنه يشترط أن يكون عين الراوي قد أخرجا له في الصحيحين
ثم انتصر ابن حجر للذهبي في شرط الحاكم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
41 ـ اتفق أهل العلم على أن البخاري و مسلم لا يخرجان إلا ما هو سالم عندهما من العلة
و عليه فلابد من السلامة م العلة ليصح إلزامهما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
¥(6/185)
42ـ الكلام في شرطي البخاري و مسلم إنما هو في الأصول دون المتابعات و الشواهد، فالحاكم أحيانا يستدرك بما هو في الشواهد
و الأعجب ... أنه ألف كتاب (المدخل إلى الصحيح) قام فيه بتمييز رجال الصحيحين،، و هل هو ممن أخرجا له في الأصول أو في الشواهد .. وهكذا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
43 ـ يحدث قرن في أحاديث الصحيحين، فيقون البخاري أو مسلم الراوي براو آخر،، فيقول مثلا: حدثنا فلان و فلان .. داخل الإسناد
و نقول: إن البخاري و مسلما اضطرا إلى ذلك لسماعهم الحديث هكذا على هذه الصورة،، و إنما العمدة على رواية الثقات لا من قرن معهم
فلا يفيد احتاجا و لا استشهادا
و قد سألته أنا ـ محمد رشيد ـ: و هل يكون القرن في رواية الأصول أيضا؟
قال: نعم
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
و هاك الأبيات التي نظمها الشيخ في نهج الدار قطني و الحاكم في شرط استدراكهما على الصحيحين:
و الدار قطني فألزمهما **** بما يصحح على شرطهما
بأن يخرجا رجالا مثلا **** من بهم احتجا و لم يعلا
و ألف الحاكم مستدركه ... على الصحيحين فما أحبكه
و شرطه كالدار قطني إلا ... أنه لا يجتنب المعلا
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
و هاك أبيات الشيخ التي نظمها في شرط الصحيحين و شرط إلزامهما:
شرطهما شرط الصحيحين المتفق ... عليه عند العلما و قد سبق
فمن أراد ما على شرطهما ... يأتي بما إسناده لديهما
ليس معلا قصد الإخراج ... بصورة الجمع له احتجاجا
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
تنبيه: الفائدة رقم 40 لم أستطع تحريرها جيدا فأدخل علي القولين بين الذهبي و العيد و ابن حجر من جهة و بين العراقي من جهة أخرى،، فمن منهم يقول بأن الحاكم يشترط العينية؟
و من منهم يقول بأن الحاكم يشترط المثلية؟
فقد تركت الكلام محتملا لمن تنبّه
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
و جزاكم الله تعلا خير الجزاء و بارك فيكم
و جزاك اله خيرا أخي باهي على عرضك للرامات، , أنا لا أحتاج لها، فسبب التعطيل عو أن أحد أصدقاء أخي يشتري له الرامة من شركة للكمبيوتر، و يضع هذه مؤقتا، و لعله يأتي بها الليلة
و جزاك الله تعالى خير الجزاء
و أرجو أن تعرفني بنفسك الدرس القادم إن شاء الله تعالى
ستجدني عن يمين الشيخ مباشرة
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[31 - 03 - 04, 01:33 ص]ـ
أخي الحبيب (محمد رشيد) -حفظه الله-
جزاك الله خيرًا على حسن ظنك بي، ويبدو أني قد تصنعتُ لك بما أوحى إليك ما قلتَ!!! فغفر الله لي ولك.
وأقول: بل هنيئًا لي أنا الفوز بصحبتك وصحبة أخينا الحبيب (أحمد بن حسين الأزهري) الذي هو أحق مني -حقًّا- بهذه الصِّفات إلا النحافة؛ فهو أحسن حالاً مني في هذا الجانِب!
وبما أنك قد أذنت لي في التَّعَقُّب فإليك التعقبات والاستدراكات -وأنت الذي فتحت الباب على نفسك، فحتملني! -:
قلتَ -بارك الله فيك-: "بعضهم لا يشترط في الاستدراك على الصحيحين أن يكون عين الراوي قد أخرج له البخاري أو مسلم في كتابيهما .... كالدارقطني فهو لا يشترط العينية،، بل يكتفي بالمثلية. إلا أنه زاد أن مسلما لا يجتنب الأحاديث المعلولة".
والعبارة فيها سقط وتصحيف!
أما السقط فتصحح العبارة إلى: " ... كالدارقطني فهو لا يشترط العينية؛ بل يكتفي بالمثلية، [ومثله الحاكِم في مُستدركه] فهو لا يجتنب الأحاديث المعلولة" فالدارقطني يزيد عن الحاكم في اجتنابه الأحاديث المعلولة.
وأما التصحيف؛ فقد تصحف عليك "الحاكم" إلى "مسلم"، وهذا تصحيف عجيب أجزم أنه سبق لوحة مفاتيح! وإلا فسياق كلامك الآتي يُبَيِّن أنه ما هو إلا سبق قَلَم؛ فقد قلتَ: "ولذلك نجد في استدراكاته أحاديث تعمد البخاري ومسلم تركها ... " يعني: استدراكات الحاكم.
قلتَ -أعزك اللهُ-: "حديث أيمن بن نادم عن أبي الزبير عن جابر في التشهد أنه وصف التشهد".
والصواب: "حديث أيمن بن نابل" وليس "نادم". وهو -أعني (أيمن بن نابل) - من رجال الإمام (البخاري) -رحمه الله تعالى-.
قلتَ -رفع اللهُ قدرك-: "وهذا الأمر شدد عليه فيه شيخ الإسلام ابن تيمية في (الرد على الإخنائي) و ابن حجر في (النكت على ابن الصلاح) ".
وزاد شيخُنا -حفظه الله تعالى- (ابنَ عبد الهادي) في «الصارِم المُنكي»، وزاد أحد الطلبة (الذهبي) وأقره الشيخ على ذلك. رحمة الله على الجميع.
قلتَ -نفع الله بك-: "و من هنا رد (العراقي) على (الذهبي) و (ابن دقيق العيد) بأنهما لم يفهما مراد الحاكم".
وهذا في كتابه «التقييد والإيضاح».
وقلتَ -زادك الله حرصًا-: "ثم انتصر ابن حجر للذهبي في شرط الحاكم".
وهذا في كتابه «النُّكَت على ابن الصلاح»، وقد انتصر للذهبي وابن دقيق العقيد، ورد على شيخه (العراقي) -رحمة الله عليهم جمعيعًا-.
قلتَ -زادك الله علمًا- "من هنا رد (العراقي) على (الذهبي) و (ابن دقيق العيد) بأنهما لم يفهما مراد الحاكم، و أن مراد الحاكم أنه يشترط أن يكون عين الراوي قد أخرجا له في الصحيحين ثم انتصر ابن حجر للذهبي في شرط الحاكم".
وهذا الكلام فيه غموض؛ وتوضيح ذلك أن الذهبي وابن دقيق العيد -ومعهما ابن حجر- يرون أن الحاكم يشترط المثلية -كما يُفهم من صنيعه في «المُستدرك» - فتعقبا عليه أحاديثًا ألزم البخاري ومسلم بإخراجهما وهي ليست على شرطهما، فتعقبهما (العراقي) بأن تعقبهما ليس مُلزمًا؛ لأنهما لم يفهما شرط الحاكم وهو -أي الحاكم- يشترط العينية -كما يُفهَم من مقدمة كتابه- فدافع عنهما الحافظ ابن حجر ورد على شيخه -رحمة الله على الجميع-.
قلتَ -حفظك الله-: "نقول: إن البخاري و مسلما اضطرا إلى ذلك لسماعهم الحديث هكذا على هذه الصورة،، و إنما العمدة على رواية الثقات لا من قرن معهم".
قلتُ (محمد بن يوسف) -وليس هذا من قول الشيخ-: وقد يكون المقرون مع الراوي ثقة أيضًا -والله أعْلَم-.
-------------------
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
¥(6/186)
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[31 - 03 - 04, 02:05 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن يوسف
أما السقط فتصحح العبارة إلى: " ... كالدارقطني فهو لا يشترط العينية؛ بل يكتفي بالمثلية، [ومثله الحاكِم في مُستدركه] فهو لا يجتنب الأحاديث المعلولة" فالدارقطني يزيد عن الحاكم في اجتنابه الأحاديث المعلولة.
قلتُ: وقد بدا لي -الآن- أن الصواب هو: " ... كالدارقطني فهو لا يشترط العينية؛ بل يكتفي بالمثلية، [ومثله الحاكِم في مُستدركه] إلا أنه زاد [عنه] بأنه لا يجتنب الأحاديث المعلولة" فالدارقطني يزيد عن الحاكم في اجتنابه الأحاديث المعلولة.
والله تعالى أعلم.
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[06 - 04 - 04, 03:09 م]ـ
إخواني الفضلاء -وفقهم الله-
أعتذر بالنيابة عن أخي (محمد رشيد) -وفقه الله- عن التأخُّر في كتابة درس هذا الأسبوع؛ لعُطل بجهازه، نسأل الله -سبحانه- أن يُعَجِّل بإصلاحه، آمين.
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[08 - 04 - 04, 02:39 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
جزاك الله تعالى خير الجزاء أخي و سميي محمد بن يوسف على رد بالنيابة عني
و أنا الآن أكتب من حاسوب الأخ (الحنبلي السلفي)
فانا محمد رشيد و ليس (الحنبلي)
و أحاول قريبا جدا إن شاء الله تعالى إصلاح ما ي\بالجهاز، و لكنه قد يستغرق بعض الوقت
و لعا\لنا نتعدى المجلس القادم
و اله تعالى أعلم
أعتذر مرة أخرى
أخوكم / محمد رشيد
ـ[باهي]ــــــــ[19 - 04 - 04, 01:45 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد،،
فكيف حالكم أحبتي في الله تعالى طلبة العلم على ملتقى أهل الحديث،، هذا الملتقى المبارك
أشهد الله تعالى أني أحبكم فيه،،
و أعتذر لكم أحبتي الكرام عن طول تأخر وضع فوائد المجلسين الماضيين و ذلك لعطل كبير بعض الشيئ في جهازي ـ و ما زال هذا العطل قائما و الجهاز خارج البيت ـ
و لكني لما وجدت أنه قد تقارب الزمان و حل غدا المجلس الثالث من المجالس التي لم تدون فوائدها ذهبت إلى أحد أصدقائي من الإخوة الطيبين لاستعمال جهازه و لكن الظرف عنده ما كان يسمح و أنا أكتب الآن من عند أخ طيب آخر،، و هذه أول مرة أدخل فيها بيته بل و لم أقابله في حياتي إلا مرتين أو ثلاثة مقابلة عابرة و قد عرض علي الأمر لما سمعني أحدث صاحبي في الأمر ـ و فهو صديق مشترك بيننا ـ
فالحمد لله تعالى الذي بنعمته تتم الصالحات
و أنا أضع الآن فوائد المجلسين الماضيين إن شاء الله تعالى، و أعدكم بمحاولة وضع فوائد كل مجلس أول بأول إن شاء الله تعالى إن كان جهازي سليما و إلا فمن عند أخينا الحنبلي السلفي إن شاء الله تعالى
و الله تعالى المستعان و عليه التكلان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
فهذه هي فوائد المجلس الثامن من مجالس شرح منظومة علم الأثر للسيوطي ... للشيخ طارق بن عوض الله ـ حفظه الله تعالى و رعاه ـ آمين
44 ـ كتاب (صيانة صحيح مسلم) لابن الصلاح مطبوع
ــــــــــــــــــــــــ
45 ـ ما هو ضابط التكرار؟
العلماء يقصدون ما أشرنا إليه في لقاء سابق حين تكلمنا على قول العلماء (متفق عليه) أنه لا يكون مكررا إلا إذا تعد ذكره في الكتاب من حديث صحاب واحد،،،
لكن لو أنه أورد نفس المتن لكن مرة من طريق أبي هريرة و مرة من طريق عائشة فهذا لا يعد مكررا،،
(لأنه إذا اختلف الصحابي فهذا حديث آخر)
إلا أن البخاري له خصيصة و هي تقطيع الحديث، و قد جوزه العلماء، و البخاري يفعله كثيرا في صحيحه
هذا التقطيع يقول الحافظ ابن حجر هو حديث واحد و إن قطعه البخاري ....
فهذه القطع كلها تشكل حديثا واحدا و إن اختلفت في الأحكام و المعاني
و هناك من العلماء كالنووي و غيره من يعد هذه التقطيعات مكررات و تعقبهم ابن حجر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
46 ـ لماذا اشتغلوا بذلك؟ أي بمعرفة المكرر
لأنه ينبني عليه أمر آخر
و هو / هل فات البخاري و مسلم كثير من الصحيح أم لا؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
47 ـ العلماء متفقون على عدم استيعاب الصحيحين لكل الصحيح، لا يخالف في ذلك أحد من أهل العلم،،
لكن اختلفوا / هل الفائت قليل أم كثير؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
¥(6/187)
48 ـ هذه المسألة مهمة جدا و أسأل الله تعالى أن يعينني على إتمامها اليوم
وهي / الخلاف في القلة و الكثرة
و أنبه على أنه يظهر من كلام الناظم أن الأخرم متفرد بالقول بأن الفائت قليل
و هذا القول ـ أي القول بأنه قليل ـ ساقه ابن الصلاح في المقدمة، و أورد إشكالا
فإن الصحيح ـ أي صحيح البخاري ـ بالمكرر 7000 و بدون المكرر 2513 حديث،، هذا رغم قول البخاري أحفظ 100000 حديث صحيح
فكيف يكون ما فاته من الصحيح قليل؟!!!
هذا من جهة
و من جهة أخرى،، هذا كتاب المستدرك مليء بالأحاديث الصحيحة و يصفول له من الصحيح كما يقول ابن الصلاح شئ كثير
أجاب ابن الصلاح بقوله // إنما يسوقون كلمة (حديث) على الموقوف و أيضا على الحديث الواحد الوارد بأكثر من إسناد،،
فكأن ابن الصلاح يدافع عن ابن الأخرم
ثم إن الواقع يؤكد ذلك،،،
لأننا إن جمعنا موقوف و مقطوع مرفوع لن يبلغ 100000
و منه أيضا قول شعبة: احفظ 14 حديثا عن المغيرة ابن شعبة في المسح على الخفين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
49 ـ نتكلم فيما فاتهما من الصحيح؟ فما المقصود بما فاتهما من الصحيح؟
هل مما هو على شرطهما أم مما فاتهما مطلقا مما ليس على شرطهما؟
أقول ـ طارق ـ: مراد ابن الأخرم مما هو على شرطهما
و يدل عليه قول عبد الغني بن عبد الواحد: (نظرت في الأحاديث فلم أجد حديثا على شرطهما لم يخرجاه إلا ثلاثة أحاديث .. ) ثم تبين بعد ذلك أن هذه الأحديث ليست على شرطهما لكونها معلولة
أقول ـ محمد رشيد ـ: و لا أذكر أو لا أذكر ما إذا كانت الجملة الأخيرة من كلام عبد الغني بن عبد الواحد أم من كلام طارق عوض الله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
50 ـ نقل الشيخ من ثلاث ورقات كانت معه أقوال السلف في عدد الأحاديث جملة،، و قال: لقد جمعت هذه الأقوال في قراءة عشر سنين
و قد كتبت وراءه ما كتبت و تركت الأغلب، و قد ألححت على الشيخ لتصوير هذه اصفحات و لكنه كان يرفض بشدة، و لكني في هذه الأمور لا أمل و ظللت ألح حتى وعدني أن يأتي بها لي غدا ـ أي المجلس القادم غدا الأحد ـ
فما أن يأتي بها حتى أضعها لكم كاملة إن شاء الله تعالى
مع العلم أنه لما كنت ألخ عليه فيها قال لي: ستطبع مع تحقيقي لمقدمة ابن الصلاح إن شاء اله تعالى ـ هذا على ما أذكر أنا محمد رشيد ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
51 ـ ما هو موضوع كتاب (جامع الأصول)؟
جمع أحاديث الكتب الستة البخاري و مسلم و أبي داوود و الترمذي و النسائي و الموطأ
و هل تعرفون كم عدة أحاديث جامع الأصول؟
و طبعا ليس فيه تكرار
جامع الأصول 10000 حديثا تقريبا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
52 ـ لا تكاد تجد حديثا يتفرد به الموطأ، اللهم إلا أثرا موقوفا أو بلاغا، ثم هذا لا يكثر و ليس له تأثير
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
53 ـ لم لم تدخل سنن ابن ماجة في الأصول؟
العلماء يرون أن سن ابن ماجه أول من أدخلها في الأصول هو ابن طاهر المقدسي
و لم يوافقه عليه أهل العلم، وذلك في كتابه (شروط الأئمة الستة)
و جاء الحازمي و عمل كتاب (شروط الأئمة الخمسة)
و كأن هذا اعتراض
و من تفرد ابن ماجة بالإخراج لهم هم ضعفاء
حتى قال بعضهم:
و ما تفرد به ابن ماجه ..... هو ضعيف لس فيه حاجة
و قال آخر:
و كل ما به ابن ماجة انفرد .....
و لم أدرك أنا ـ محمد رشيد ـ كتابة الشطر الآخر من البيت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و هنا ينتهي الدرس و تبدأ الأسئلة
54 ـ هل يؤخذ بقول الترمذي بإطلاق؟
نعم،، إن كنا نقلد من هم أقل منه .. !!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
55 ـ سأقوم بمقارنة جامع الأصول بمسند أحمد؟
لن تجد في المسند خارج عن جامع الأصول إلا أحرفا يسيرا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
56 ـ هل ما صححه الألباني يدخل في الصحيح؟
نعم طبعا،، و لكن الأحاديث التي صححها الألباني إما في الصحيحين أو لها أصل في الصحيحين
و قد كثرت لأنه أدخل كل ما هو في حيز القبول و سماه صحيحا
ــــــــــــــــــــــــــــــ
57 ـ ما الذي يحملنا على قبول حكم الألباني على الحديث؟
الألباني عالم من العلماء يصيب و يخطئ
¥(6/188)
فلا نقدمه على طول الخط و لا نؤخره على طول الخط
و لا نضعه في موضع أكبر من اللائق به
ــــــــــــــــــــــــــــــ
و الحمد لله رب العالمين
ـ[باهي]ــــــــ[19 - 04 - 04, 01:51 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد،،
فهذه فوائد المجلس التاسع
58 ـ في بداية المجلس سأله الأخ الحنبلي السلفي عن طبعة فتح الباري لابن رجب التي طبعتها دار الحرمين .. أهي جيدة؟
قال الشيخ // نعم أهي متاحة؟
الحنبلي // نعم
الشيخ // جيدة .. اقتنها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
59 ـ نعني بقولنا: (متفق عليه) أي يدخل فيه اتفاق الأمة لا اتفاق الشيخين فقط
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
60 ـ (الحاكم) و (ابن حبان) و (ابن خزيمة) يحكمون بظاهر الإسناد، أما المحدثون فإنهم ينقبون و يبحثون للتأكد من عدم وجود علة أو شذوذ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
61 ـ ابن حبان يرى أن الأصل في الرواة التوثيق، فيدخل رواة في كتابه الثقات هم عند أهل العلم مجاهيل، فيكتفي بأنه لم ير فيهم جرحا،، و هذا قد خولف فيه من قبل جمهور أهل العلم
بل نقل ابن حجر في مقدمة لسان الميزان أن هذا مخالف لإجماع المسلمين
و أيضا هو نفسه في بعض التراجم ينص على شرطه هذا بما يدعو إلى العجب فيدخل في الثقات من لا يعرفه إلا أنه رآه في (التاريخ الكبير) للبخاري،،،
إلا أنه متشدد من جهة أخرى
فإنه إن رأى الراوي أخطأ في حديث أو حديثين فإنه يدخله في الضعفاء بل يشدد في تضعيفه
أقول ـ محمد رشيد ـ: ثم ذكر الشيخ أمثلة لم أتداركها
منها (عبد بن إنسان) ليس له إلا حديث واحد في (صيد وج)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
62 ـ (الثقة ليس من يصيب في الحديث، بل الثقة من تكثر إصابته في الحديث)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
63 ـ قصة مصارعة ركانة ضعيفة عند أهل العلم جميعا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
64 ـ ابن حبان لم يدخل في صحيحه كل المجاهيل الذي أوردهم في الثقات لأن أحاديثه في صحيحه رغم ذلك هي منتقاة، فلا يورد أحاديث كل من وثقهم على شرطه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
65 ـ ابن حبان أشد في هذا الأمر من ابن خزيمة، فابن خزيمة أضبط منه في هذا الأمر، و عد الرواة المجاهيل الذين أخرج لهم ابن خزيمة أقل ممن أخرج لهم ابن حبان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
66 ـ قال أبو سعد المديني: لا يوجد حديث واحد في المستدرك على شرط الشيخين
و قاله أيضا عبد الغني بن عبد الواحد
و تعقب الذهبي هذه المقالة و اعتبرها غلوا و إسرافا
يقول الشيخ / و أنتم تعلمون أن الذهبي اختصر كتاب الحاكم و علق على أحاديثه
و هو مطبوع في هامش المستدرك
و طبع وحده ـ على طريقة نفخ الكتب ـ في سبعة مجلدات!!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
67 ـ لا توجد طبعة جيدة إلى الآن للمستدرك، بل كل الطبعات سيئة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
68 ـ لا نفهم من سكوت الذهبي على احاديث الحاكم أنه يوافقه على حكمه على الحديث، بدليل أنه ينتقده في مواضع آخر في كتبه، و إنما هو لخص الكتاب، فربما حكم و ربما سكت
و ابن حجر رأى التفصيل في هذا
أقول ـ محمد رشيد ـ: و قرأ الشيخ هذا التفصيل من حاشيته على شرح الألفية لمحيي الدين عبد الحميد و المطبوع بدار ابن عفان
فلم أكتبها،،، و تجدها في ج 1 ص 200 حاشية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
69 ـ الحاكم يستدرك على الصحيحين ما هو في الصحيحين أو أحدهما
و قد اعتنى بهذا الأمر الشيخ الحويني في كتابه (تنبيه الهاجد)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
70 ـ نأخذ من تفصيل ابن حجر أنه لا يوجد بالفعل حديث في المستدرك هو على شرط الشيخين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
71 ـ يقول الشيخ طارق حول حكم ابن الصلاح بالحسن على ما تفرد الحاكم بتصحيحه،،، يقول:
لماذا حكم ابن الصلاح بالحسن؟
خذ هذه القاعدة المتفق عليها بين أهل العلم
و قد أشار إليها النووي و ابن حجر و الذهبي و العراقي في كتبهم
¥(6/189)
و هي // هؤلاء الثلاثة ـ الحاكم و ابن حبان و ابن خزيمة ـ يدخلون الأحاديث الحسنة في الأحاديث الصحيحة و لا يفردوا الحسن عن الصحيح، و لا يجعلوا الحسن قسما مستقلا عن الصحيح
فحكمهم بالصحة لا يعني أنه صحيحا أي في أعلى درجات الصحة المعروفة، و إنما يريدون بذلك القبول فيدخل فيه الحسن
و لذلك أدخلوا في كتبهم أحاديث لا يصح أن تكون صحيحة على الشروط المعروفة للحديث الصحيح
و من العلماء من جعل ذلك مذهبا عاما كالنووي و الذهبي
و منهم من خص ذلك بالأئمة الثلاثة فقط كابن الصلاح و ابن حجر
فنحن إذا متيقنين من كون الحديث حسنا، و لسنا متيقنين من كون الحديث صحيحا على الشروط المعروفة فأخذنا بالمتيقن
فكلام ابن الصلاح كلام له وجاهته
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
72 ـ الدرس القادم إن شاء الله تعالى سيكون كله في (هل أغلق ابن الصلاح باب الاجتهاد في الحكم على الحديث أم لم يغلقه؟)
أقول ـ محمد رشيد ـ: و يظهر الاهتمام الشديد على الشيخ من جهة هذا الموضوع
و هو اليوم بعد ساعات إن شاء الله تعالى
ــــــــــــــــــــــــــــ
و هنا ينتهي ادرس و تبدأ الأسئلة ///
73 ـ يقول السائل: هل يصح أن ننسب التصحيح إلى الحاكم؟ يعني نقول (صحيح) و نقصد بذلك تصحيح الحاكم؟
لا نستطيع أن ننسب إلى الحاكم الحكم بالصحة لأن مراده بالصحة غير مرادنا المصطلح عليه بالشروط المعروفة
فلا نستطيع أن ننسب لأن الصحة عنده تشمل الصحيح المعروف و تشمل الحسن
فالحكم المتيقن أنه في مرتبة الحسن و لا نستطيع أن نرفعه إلى المرتبة العليا
ــــــــــــــــــــــــــــــ
74 ـ يقول الشيخ عرضا في إجابته على أحد الأسئلة //
((بذل الإحسان من أفضل ما ألفه الحويني، و قد أفنى فيه عمره، و لكنه للأسف لم يكمل، و بعضه موجود و لم يطبع
ـــــــــــــــــــــــــــــ
75 ـ يقول السائل: إن وقع بين يدي حديثا صححه ابن حبان فهل يصح أن أحدث به اعتمادا على تصحيح ابن حبان؟
قال الشيخ بالعامية المصرية // (و لو الحاكم كمان) ... طبعا ... أنت مقلد يا أخي .. و المقلد مذهبه مذهب من يفتيه ... و أنا أنصح من لا يعرف منهج و اصطلاحات المحدثين أن يسأل أهل العلم و لا يعتمد على الكتب و الاستخراج منها .. لأنه ربما يخرج حديثا ثم يعله .. نرى مثلا ابن حبان يخرج الحديث في صحيحه ثم يعله!!
ـــــــــــــــــــــــــ
76 ـ يقول السائل: ما حكم الحديث الذي ينفرد به الثلاثة؟
أقل أحواله أن يكون حسنا
ــــــــــــــــــــــــ
77 ـ يقول السائل: نريد منكم سرد شروط الأئمة الخمسة على وجه لإجمال ...
يقول الشيخ // عندك كتاب (شروط الأئمة الستة) لابن طاهر المقدسي
و كتاب (شروط الأئمة الخمسة) للحازمي
و كلاهما مطبوع بدار القدسي
ـــــــــــــــــــــــــــ
78 ـ يقول السائل: هل درجة صحيح ابن حبان و ابن خزيمة أعلى من درجة السنن الأربعة؟
نعم .. طبعا .. و أغلب أحاديث ابن خزيمة و ابن حبان موجودة في الصحيحين
ــــــــــــــــــــــــــ
79 ـ يسأل أحدهم عن حديث (بين كل أذانين صلاة)
الجواب: هذا حديث حسن
ــــــــــــــــــــــــــــ
80 ـ حديث قراءة سورة الكهف يوم الجمعة // ضعيف
و قد تكون رواية عن أبي سعيد الخدري هي أشبه بالموقوف من المرفوع، فإن قلنا بأن هذا من قبيل ما لا يقال بالرأي فهو في حكم المرفوع
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
و ينتهي هنا ما أردت سطره
و الحمد لله رب العالمين
و أعتذر مرة أخرى عن تأخير وضع الفوائد، و لكن يعلم الله تعالى أني لم أقصر، بل سهرت عند صاحبي المذكور أمس أكتب فيها، وواصلت الآن الساعة الخامسة و النصف و قد رجعت لتوي من العمل الذي كنت فيه منذ الصباح و لم أرجع لبيتي بعد، و أستعد الآن للذهاب للمجلس ال من دروس شرح الألفية
و لا تنسونا من دعائكم فنحن الآن في فترة الامتحانات الجامعية، و قد تراكمت الواجبات و الالتزامات،، ووالله لولا اهتمامي بهذه الفوائد و علمي باهتمام البعض بها و أن الشيخ طارق ممن يهتم طلبة علم الحديث بمنهجه و فوائده،، لولا ذلك لكسلت عن المواصلة و قد توافرت دواعي ذلك بطريقة لم تتوفر فيها من قبل،،،
قلت ذلك فقط حتى لا تنسونا من دعائكم بالتوفيق .. و اريدها دعوة بينه و بين الله تعالى مخلصا بها قلبه
&&&&&&&&&&&&&&&
و أعدكم بالمواصلة إن شاء الله تعالى، و أنا ذاهب لبيتي لأذهب بعد ذلك إلى درس الشيخ
و الله تعالى المستعان و عليه التكلان
ـــــــــــــــــــــــــ
أخوكم المحب / محمد يوسف رشيد
ـ[باهي]ــــــــ[19 - 04 - 04, 02:01 ص]ـ
أود أن أنبه الاخوة الفضلاء إلى أنه تم كتابة المشاركات الأخيرة بواسطة الأخ محمد رشيد ولقد نقلتها إليكم من معرفي للعطل الذي بجهازه و أسأل الله أن يجعل عملنا خالصا لوجهه
و ستأتي نقولات الدرس الأخير تباعاً إن شاء الله ...
ولنا ملاحظات على ما كتبه الأخ تأتي تباعاً ...
باهي
¥(6/190)
ـ[باهي]ــــــــ[19 - 04 - 04, 09:43 م]ـ
فهذا ولله الحمد المجلس العاشر من مجالس شرح الألفية.
و قد كتب هذا الدرس الأخ محمد رشيد على عجالة وسلمني الأوراق لكي أنقلها إليكم من معرفي ... والله المستعان ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
81 – هل بالفعل أغلق " ابن الصلاح " باب الاجتهاد وسد على المتأخرين باب النظر والبحث في الأسانيد؟؟
الواقع أن ابن الصلاح لم يغلق باب الاجتهاد بالمرة
الذي حصل أنه تأمل نوعاً من الروايات كانت في زمن من الأزمنة المتأخرة في كتب معينة، وهذه الكتب لم تنطبق عليها شروط الصحة المعروفة، فوجد أن هذه الأسانيد لا تكفي للحكم على الحديث حكماً نهائياً كما يمكن الحكم على أسانيد كتب الأصول المتقدمة. و بالطبع فليس متيسراً لدى المتأخرين وأجزائهم الحديثية ما تيسر للمتقدمين ..
فما هي القصة أصلاً؟
المشكلة ليست بين زمن متقدم ومتأخر ولا إلى نظرة المتقدم والمتأخر، ولكن المشكلة هي ـ هل يمكن الحكم على هذه الأحاديث المتأخرة بالنظر في سندها ورجال هذه الأسانيد؟
وهل يا ترى النظر في كل إسناد أو راوٍ يفضي إلى حكم صحيح؟، أم أن هذا يفضي إلى خللٍ ما؟.
القصة أن الأسانيد في تلك الأزمنة المتأخرة لم يتحقق فيها ـ أو في أغلبها ـ الشرائط المعتبرة لصحتها، سواء منها المتعلق بالعدالة أو بالضبط أو الإنقطاع فضلاً عن سلامتها من الشذوذ أو العلة.
و إننا نرى رجال هذه الأسانيد إما لا توجد لهم تراجم، وإن وجدت تجدها لم يراعى فيها اصطلاحات المتقدمين أو ضوابطهم.
بخلاف المتقدمين , لقد اهتموا بنقد الرجال و اعتبار الأسانيد بمقاييس واضحة قوية ..
و تجد المتأخرين في مثل هذه الأبواب يطلقون الثقة مثلاً على من ثبت له السماع فقط!!!!!!
ولا يهتمون أصلاً بعدالة أو بضبط , إنما غرضهم الأول و الأخير هو الحفاظ على شرف الإسناد ليس أكثر .. فإن قالوا " ثقة " فلا يقصدون ما قصده المتأخرون من نفس اللفظة ..
ـــــــــــ
82 – و العجيب أن هذا المعنى الذي سبق شرحه انتُقِدَ على ابن الصلاح وزعموا أنه تفرد به؛ مع أنه متواتر عن أهل العلم!!
ـــــــــــ
83 – و أيضاً العلماء الذين نسبوا إلى ابن الصلاح التفرد بهذا الرأي، هم أنفسهم اعتمدوا كلام البيهيقي بنفس هذا المعنى؛ و البيهقي هو مرجع ابن الصلاح في هذا الكلام كما قال ابن الصلاح نفسه ...
و العلماء الذين اتقدوا كلام ابن الصلاح لم ينتقدوه في باب صفة من تقبل روايته في أخر مقدمته بل السيوطي نفسه قال في أخر هذا الباب
و أعرضوا في هذه الأزمان ... عن اعتبار هذه المعاني
يقصد بالمعاني مصطلحات أهل العلم في التوثيق و التعديل.
فهكذا صرحوا بما صرح به ابن الصلاح ..
ـــــــــ
84 – قرأ الشيخ كلاماً نفيساً من كتابه " شرح لغة المحدث " لا أذكر مكانه و تجد نفس الكلام في حاشية شرح محيى الدين على ألفية السيوطي ص 203
ــــــــ
85 – من أراد أن يعمل بحثاً في المتقدمين و المتأخرين فلابد له أن يحرر المصطلحات تحريراً دقيقاً للاختلاف الكبير بين استخدام المتقدمين لها واستخدام المتأخرين.
ــــــــ
86 – مصطلحات " حدثنا " و " أخبرنا " و " سمعنا " كان المتأخرون يستعملونها في كل أنواع التحمل كالإجازة و الوجادة و غيرها ..
فقلما تجد من يقول " عن " أو " قال "
و قد اتهم الخطيب البغدادي أبا نعيم بأنه مدلس لأنه يقول حدثنا وهو لم يسمع من الشيخ الذي يروي عنه و أغلظ القول عليه، وقد قيل للخطيب أن هذا اصطلاح جرى بين أهل ذلك الزمان " التساهل في الرواية و عدم تحقيق صيغ التحمل ".
وهنا تقريباً انتهى الدرس و تم فتح باب الرد على الأسئلة ...
ــــــــ
87 – هل لا نعتبر توثيق من هم مثل الخطيب ومن جاء بعده؟ د
- المتأخرون مثل الخطيب يُحمَل توثيقهم على منهجهم السابق إذا انفرد بتوثيق راوِ
أما مثلاً لو وثق مثل شعبة ...
فإن شعبة أصلاً مُوَثَق من قِبَل الحفاظ فلا نُجري عليه ما يُجرَى على الأفراد المتأخرين.
ــــــــ
88 – حديث " المرء على دين خليله " ضعيف وإن حسنه بعضهم.
ــــــــ
89 – ما هي أفضل طبعة للمستدرك؟؟
- كل الطبعات لا تتفاضل على بعضها في السوء
قال أحد الطلبة: هناك طبعة بتحقيق الشيخ مقبل ..
- قال الشيخ بل بتعليق الشيخ مقبل , والشيخ رحمه الله لم يحقق المستدرك ولكن علق عليه فقط على ما فيه من تصحيفات وأخطاء، ويمكنك أن تنقل تعليقات الشيخ وتكتبها على نسختك التي ليس عليها هذه التعليقات.
ـــــــــ
90 – ما الفاصل بين المتقدمين والمتأخرين؟؟
- ماذا تقصد بالمتقدم والمتأخر هل الروايات أم المنهج والتحقيق ..
كل الذي سبق الكلام عليه كان على الروايات التي تفرد بها المتأخرون ...
و الذهبي و ابن الصلاح و ابن رجب و ابن عبد الهادي كلهم متقدمون ومعرفتهم بمنهج المتقدمين أفضل بكثير من بعض المتقدمين ..
فلا يمكن التكلم على المنهج من حيث المسألة الزمنية , وهناك كثير من العلماء على منهج المتقدين في هذه الأيام ...
إنتهى مجمل الدرس، وهذا ما كتبه الأخ محمد رشيد مع بعض التصرف، وأسأل الله أن يجعل عملنا هذا خالصاً لوجه
¥(6/191)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[20 - 04 - 04, 12:47 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
جزاك الله تعالى خير الجزاء أخي الحبيب " باهي" على وضعك للمشاركات
و أعيد تحفيز الإخوة و حضهم على حضور هذا الدرس الماتع، فالشيخ طارق لا يألوا جهدا في استفراغ حصيلته العلمية في هذا الباب من العلم ـ أي المصطلح ـ
و لا أرى أن مثل هذا الدرس يستغني عنه أحد من طلبة العلم من أهل هذا الملتقى الحديثي المبارك،،
ولا سيما الإخوة المصريين المستقرين،،،
تجد في درس الشيخ من التحقيق ما لا تجده في غيره من الدروس الأخرى عندنا في مصر،، فلا يمكن أبدا أن يقال بأن هذا الدرس هو للمبتدئين،،
و من لا يصدق،، فليحضر و لير،،، ابتسامة
و لا تنسونا من دعائكم بإصلاح جهازي الشخصي
و أنا الآن أكتب لكم من جهاز أحد الإخوة الطيبين ممن يسكنون في منطقتي
و جزاكم الله تعالى خير الجزاء
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
ـ[باهي]ــــــــ[21 - 04 - 04, 01:46 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة باهي
65 ـ ابن حبان أشد في هذا الأمر من ابن خزيمة، فابن خزيمة أضبط منه في هذا الأمر، و عد الرواة المجاهيل الذين أخرج لهم ابن خزيمة أقل ممن أخرج لهم ابن حبان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حدث هنا قلب (بدلاً من أن يقول ابن خزيمة أشد في هذا الأمر من ابن حبان - يعني إدخال رواية المجاهيل في الصحيح -، قال عكس ذلك)
و قد رتب الشيخ الكتب الثلاثة المذكورة من حيث الأفضلية الترتيب التالي: ابن خزيمة، ابن حبان، مستدرك الحاكم.
ـ[باهي]ــــــــ[21 - 04 - 04, 02:15 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة محمد رشيد
68 ـ لا نفهم من سكوت الذهبي على احاديث الحاكم أنه يوافقه على حكمه على الحديث، بدليل أنه ينتقده في مواضع آخر في كتبه، و إنما هو لخص الكتاب، فربما حكم و ربما سكت
و ابن حجر رأى التفصيل في هذا
أقول ـ محمد رشيد ـ: و قرأ الشيخ هذا التفصيل من حاشيته على شرح الألفية لمحيي الدين عبد الحميد و المطبوع بدار ابن عفان
فلم أكتبها،،، و تجدها في ج 1 ص 200 حاشية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتب الشيخ طارق في حاشية كتاب شرح ألفية السيوطي:
وقال الحافظ ابن حجر أيضًا في ((النكت)) (1/ 314 - 318):
ينقسم ((المستدرك)) أقسامًا، كل قسم منها يمكن تقسيمه:
الأول: أن يكون إسناد الحديث الذي يخرجه محتجا برواته في ((الصحيحين)) أو أحدهما، على صورة الإجماع سالما من العلل.
ولا يوجد في المستدرك حديث بهذه الشروط لم يخرجا له نظيرا أو أصلاً، إلا القليل.
نعم؛ فيه جملة مستكثرة بهذه الشروط، لكنها مما أخرجها الشيخان أو أحدهما، استدركها الحاكم واهماً في ذلك، ظانًّا أنهما لم يخرجاها.
الثاني: أن يكون إسناد الحديث قد أخرجا لجميع رواته، لا على سبيل الاحتجاج، بل في الشواهد و المتابعات و التعاليق، أو مقروناً بغيره.
ويلتحق بذلك ما إذا أخرجا لرجل، وتجنبا ما تفرد به أو خالف فيه.
وهذا القسم؛ هو عمدة الكتاب.
القسم الثالث: أن يكون الإسناد لم يخرجا له، لا في الاحتجاج ولا في المتابعات.
وهذا قد أكثر منه الحاكم، فيخرج أحاديث عن خلق ليسوا في الكتابين ويصححها، لكن لا يدَّعي أنها على شرط واحد منهما، وربما ادعى ذلك على سبيل الوهم، وكثير منها يُعَلِّق القول بصحتها على سلامتها من بعض رواتها.
ومن هنا دخلت الآفة كثيرا فيما صححه، وقلَّ أن تجد في هذا القسم حديثاً يلتحق بدرجة الصحيح، فضلاً عن أن يرتفع إلى درجة الشيخين. والله أعلم.
اهـ باختصار.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[12 - 05 - 04, 09:05 م]ـ
السلام عليكم و رحمة اله تعالى وبركاته
أما بعد،،
فهذه فوائد المجلس الثاني عشر من مجالس شرح ألفية السيوطي لشيخنا الفاضل / طارق بن عوض الله ـ حفظه الله تعالى ـ
و لكني أنبه السادة المشرفين أني أعطيت فوائد المجلس الثاني عشر لأخي (باهي) و لكن يبدو أنه انشغل في اختباراته الدراسية فلم يضعها لا سيما و أنه لم يأت في المجلس الثاني عشر،، و لذا أنبه السادة المشرفين على أن يقوموا بوضع الفوائد التي مع الأخ باهي قبل فوائدي تلك مراعاة للترتيب، و ذلك حين يضعها الأخ باهي إن شاء الله تعالى،،،
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
¥(6/192)
1 ـ يقول الشيخ طارق // حين نتكلم على الحديث الحسن فلابد من التفرقة بين تعريفه و بين الاحتجاج به،،
لأنه ربما تجد في ثنايا الكلام على تعريف الحديث الحسن ما قد يوهم الاحتجاج بالحديث الحسن
فكلامنا هنا فقط هو على تعريفه فانتبهوا،، لأن كثيرا من طلبة العلم يخلطون في هذا، و يفهمون من الكلام في تعريفه الاحتجاج به أو عدم الاحتجاج
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
2 ـ يقول الشيخ طارق في معرض التنبيه على الاهتمام بما يدل عليه المصطلح كل بحسب استعماله //
ذكر النووي و ابن الصلاح أن الخراسانيين اختصوا بإطلاق مصطلح (الأثر) على المرفوع و الموقوف، و إن كان ذلك قد اشتهر بعد ذلك و أصبح هو السائد،،
و أبو نعيم / يستعمل (أخبرنا) فيما يتحمله بطريق الإجازة
و المغاربة يستعملون (عن) فيما تحملوه بالإجازة
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
3 ـ القاعدة في المصطلحات ((عدم الترجيح))
و هذا هو معنى ما يقوله بعض أهل العلم: [لا مشاحة في الاصطلاح]
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
4 ـ يقول الشيخ طارق:
الذي أراه أن كلام الخطابي و كلام الترمذي ـ يريد في تعريف الحديث الحسن ـ كلاهما يدل على معنى واحد، فكلاهما في نفس النوع،،، لأن ابن الصلاح يذهب إلى حمل مقصود الترمذي في تعريف الحديث الحسن على الحسن لغيره لدلالة قول الترمذي (و يروى من غير وجه) على ذلك،، و إلى حمل كلام الخطابي على الحسن لذاته،،،
يقول الشيخ طارق: فقول الخطابي (ما عرف مخرجه) هو معنى قول الترمذي (ما روي من غير وجه)
و قول الخطابي (و اشتهر رجاله) هو معنى قول الترمذي (و سلم من الشذوذ)
ثم يقول الشيخ طارق: و ومما يؤكد ذلك قول الخطابي // و به يحتج عامة الفقهاء ...
لأنه معلوم أن الأحاديث التي احتج بها الفقهاء هي أغلبها من قسم الحديث الحسن لغيره، لا سيما و نحن نعلم أن الحسن لذاته معظم العلماء يطلقون عليه صحيحا و يجعلونه من الصحيح، حتى الحاكم يفعل ذلك ..
و لا نجد إمام أفرد تصنيفا للحسن لذاته مطلقا بل يجمعون الصحيح و يدرجون فيه الحسن لذاته على انه من الصحيح في الحقيقة ...
أقول ـ محمد رشيد ـ:
فالشيخ قد جعل الكلام في تعريف الحديث الحسن منحصرا على (الحسن لغيره) فقط و حمل عليه كلام الخطابي و الترمذي معا، و أما الحسن لذاته فهو عنده من الصحيح و لا يقاسم الحسن،،،
و قد راجعت في هذه المسائل في تدريب الراوي و التقييد و الإيضاح فوجدت أن قول الشيخ طارق ـ أي باتحاد تعريفي الخطابي و الترمذي ـ هو قول بعض المتأخرين من المحدثين،،
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى الدرس و تبدأ الإجابة على الأسئلة
5 ـ إن وجدتم القول بـ (أهل النظر) في كتب أهل العلم فالمراد بهم (المناطقة)
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
6 ـ شرح معاني الآثار ليس له إلا طبعة واحدة و وهي الطبعة الهندية،،
و قال الشيخ للأخ (الحنبلي السلفي) و وقد كان يسأله عنها // هل هي عندك؟
قال / لا
قال // لن تجدها ـ قاله متأسفا ـ
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
7 ـ حديث ((أنت و مالك لأبيك))
اختلف في تصحيحه و تضعيفه .. و لكنهم متفقون على أن معناه غير مراد
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
8 ـ سؤال / هل يوصف الترمذي بالتساهل؟
جواب / لا نتجاسر على هذا القول، بل الترمذي إمام، فادرس كلامه و اعرف مراده، و إذا فعلت فستعرف أنه غير متساهل
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
9 ـ قال الشيخ // كل الأحاديث التي جاءت في لعن الحكم لا تصح كما قال ابن حجر، و البخاري أدخله في رجال الصحيح، و هذا كاف في إثبات عدالته ..
قال الشيخ ذلك ردا على الأخ الذي قال له: قد صحح الشيخ مقبل في " الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين " حديث ((لعن الحاكم و ما ولد))
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
10 ـ حديث ((إذا أقبلت إلى الصلاة فلا تركع حتى تأخذ مكانك من الصف))
قال الشيخ // أنا لا أعرف هذا الحديث لا لفظا و لا متنا إلا أن يكون حديث أبي بكرة رضي الله تعالى عنه
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
11 ـ (تدريب الراوي)
كتاب جمع فأوعى .. قد جمع فيه السيوطي كلام كل من سبقه في الأعم الأغلب
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
12 ـ لخطابي شرح على صحيح البخاري اسمه (أعلام الحديث)
و هو مطبوع بجامعة أم القرى في 4 مجلدات
و النووي أيضا له شرح على صحيح البخاري لم يكمل، و هو مطبوع منذ خمسين سنة، و نجد ابن حجر ينقل عنه كثيرا في (فتح الباري) .. فيقول (قال النووي) يريد في هذا الشرح
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
13 ـ شرح الخطابي سنن أبي داوود في كتاب أسماه [معالم السنن]
و هذا الكتاب هو العمدة لكل من جاء بعده يشرح سنن أبي داوود
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
14 ـ غريب الحديث لأبي عبيد القاسم بن سلام، و غريب الحديث للخطابي، و غريب الحديث لابن قتيبة
هذه الكتب الثلاثة هي الأصول في معرفة غريب الحديث، فمن ليست عنده هذه الأصول فليس عنده غريب الحديث
و ابن الأثير حين ألف نهايته جمع هذه الكتب الثلاثة، و قد قال ذلك في مقدمته للنهاية
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
15 ـ قال الشيخ // إذا تابع مدلس مدلسا فهذا لا ينفع
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
انتهى ما أردت تسطيره بالنسبة لفوائد المجلس الثاني عشر
و أما المجلس الأخير و هو المجلس الثالث عشر فلم أحضره، لانشغالي باختبار كان عليّ في صباح الاثنين،، و لكني أعد بالإتيان بالشريط و الاستماع إليه و وضع فوائده إن شاء الله تعالى
و أذكر المشرف بالتصرف في الترتيب بين المجلسين الحادي عشر ـ و هو الذي مع الأخ باهي ـ و الثاني عشر و هو هذا ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و جزاكم الله تعالى خير الجزاء و لا تنسونا من صالح دعائكم
أخوكم المحب // محمد رشيد
¥(6/193)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[20 - 05 - 04, 12:53 م]ـ
عفوا
مع الأخ باهي فوائد المجلس الحادي عشر
و قد وضعت فوائد المجلس الثاني عشر
و أما المجلسان الثالث عشر و الرابع عشر فلم أحضرهما لظروف شديدة، و لكني أتعهد بهما، فسوف أحصل على الأشرطة إن شاء الله تعالى،، و لكن هذه الفترة تكدس علي فيها استذكار المنهج الدراسي،،، فصبرا
أخوكم / محمد رشيد
كلية الشريعة الإسلامية
جامعة الأزهر
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[21 - 06 - 04, 02:56 ص]ـ
المجلس السابع عشر
بتاريخ 6/ 6 / 2004 م
1 ـ حول قول الترمذي (حديث حسن صحيح)
أرى أن أقرب الأقوال في توجيه هذا القول هو ما يراه ابن رجب الحنبلي ... و هذا الجواب مذكور في العلل، و ليس موجودا في كتب المصطلح، و صحة هذا القول مبنية على أن ابن رجب الحنبلي بنى فهمه على تعريف الترمذي نفسه للحديث الحسن بخلاف غيره حيث بنوه على ما لم يرده الترمذي من تعريف الحديث الحسن.
2 ـ شرط الترمذي (و يروى نحوه من غير وجه) لا يشترط أن تكون هذه الرواية التي جاءت من جهة أخرى مرفوعة، بل قد تكون موقوفة و قد تكون من فتاوى التابعين ..... إلى هذا ذهب الجمهور، و اشترط البعض الرفع، و غن كان هذا الاخير هو السائد إلا أن معظم أهل العلم على الأول، بل ثبت عن الترمذي تقوية الحديث الضعيف بموافقته الإجماع .... فمثلا // حديث النبي صلى الله عليه و سلم في النهي عن الاعتكاف إلا في المساجد الثلاثة،،، قال به حذيفة بن اليمان و بعض التابعين .. و قد شذ بهذه الرواية فلم يعول أهل العلم على قولهم
3 ـ ((الشذوذ وصف للرواية و الضعف وصف للرواي))
فالشذوذ قد يوجد في حديث الثقة و قد يسلم منه حديث الضعيف، لأنه ـ أي الشذوذ وصف للرواية سواء كانت الرواية لثقة أو لضعيف
4 ـ نفهم مما سبق أن وصف الترمذي للحديث الحسن لا يزاحم وصف الصحة، بل يجتمعان و لا يتنافران، كأن تقول فلان (طويل) و (أسمر) فلا تنافر بين هذه الأوصاف بل تجتمع
أقول ــ محمد رشيد ـ: فهما في مصطلح المناطقة ((مختلفان)) يجتمعان و يرتفعان ..
4 ـ الرواي الضعيف جدا يدرج حديثه مع المتهمين من حيث عدم الاحتجاج بحديثه و لا يلتفت له و لا يستعمل مطلقا
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[21 - 06 - 04, 03:01 ص]ـ
المجلس الثامن عشر
بتاريخ 13/ 6 / 2004 م
1 ـ في استعمال أهل العلم قد يقولون السند صحيح و لكن المتن ضعيف أو منكر أو موضوع أو باطل، و هذا واقع كثير في استعمالهم، فمن لم يكن متقنا لهذا العلم و لم يكن من الأئمة المجتهدين فإنه يحكم على ظاهر السند فقط، و اما النقاد فهم الذين يحق لهم الحكم على المتن، و إنما جاز الحكم على السند دون المتن لأن السند منا هو إلا وسيلة للحكم على المتن، فالحكم عليه وحده وحده لا يلزم منه إعطاء أو تعدية نفس الحكم للمتن.
2 ـ لو حكم المتقدم على الإسناد بحكم ما، هل يفهم منه حكمه على المتن تبعا؟
خلاف .. على قولين:
الأول // لا يفهم منه الحكم على المتن بناءا على التفريق بين الحكم على السند و الحكم على المتن، فالفرق قائم بين الحكم على كل منهما منفردا.
الثاني // إذا حكم المتقدم على السند فهذا حكم منه على المتن، و ممن ذهب هذا المذهب ابن الصلاح ـ رضي الله عنه ـ ... قالوا إذا حكم الحاكم من الأئمة المعتمدين على سند الحديث بحكم ما فهذا حكم منه المتن لأن منهج المتقدمين عدم التفريق بين السند و المتن من حيث الحكم عليهما بحكم ما، فلو علم الإمام منهم في المتن شذوذا أو علة ما بادر بالحكم على السند بالصحة. 3 ـ
حول مصطلح (المجود) يقول الشيخ طارق // الواقع أنهم يقولون: جوده فلان إذا اختلف الناس فيه بين الرفع و الوقف أو الوصل و الإرسال ثم ذكر هذا الفلان ما يرجح الرفع أو الوصل، فالتجويد هنا نسبي أي أنه ذكر فيه ما جعله جيدا عما سيكون عليه لو بقي على الوصف المقابل، و ينبه هنا على أنه لا يشترط الإصابة في نفس الأمر حتى نطلق مصطلح التجويد بل إنهم يقولون هذا من حيث إنه ذكره و زاد فيه الوصل بغض النظر هل أصاب في نفس الأمر أم لا؟
4 ـ مصطلح (الغريب) // يستعمل أحيانا بمعنى الغريب و المنكر
5 ـ مصطلح (المحفوظ) // يغلب إطلاقه على مقابل الشاذ
و ليس بالضرورة أن يكون المحفوظ مقابلا للشاذ، لأن الشاذ على صورتين:
الأولى / ما خالف فيه الثقة من هم أرجح منه
الثانية / ما تفرد به من لا يحتمل تفرده
6 ـ هناك من يفرق بين الشاذ و المنكر و هناك من لا يفرق بينهما
و عليه / فهناك من يفرق بين المحفوظ و المعروف و هناك من لا يفرق، و الصحيح هو أن هذه الألفاظ و الاصطلاحات لا فرق بينها
7 ـ مصطلح (المشبه) يطلق على الحسن و ما يقاربه، فالمشبه بالنسبة للحسن كالجيد بالنسبة للصحيح
8 ـ تشتهر جدا قصة هشيم بن بشير في تدليس العطف، و ليس هناك مثال على تدليس العطف إلا هذه القصة، و هي مذكورة بذاتها في تدريب الراوي.
اقول ـ محمد رشيد ـ: و هاك نصها من التدريب:
((ثم زاد شيخ الإسلام تدليس العطف، و مثّله بما فعل هشيم فيما نقل الحاكم و الخطيب. أن أصحابه قالوا له نريد أن تحدثنا اليوم شيئا لا يكون فيه تدليس، فقال خذوا، ثم أملى عليهم مجلسا يقول في كل حديث منه: حدثنا فلان و فلان، ثم يسرق السند و المتن، فلما قال: هل دلست لكم اليوم شيئا؟ قالوا: لا، قال: بلى كل ما قلت فيه / و فلان فإني لم أسمعه منه))
تدريب الراوي 1/ 283 دار الكتب الحديثة ـ القاهرة
بقي في هذا المجلس فائدة طريفة جدا جدا، لكن فقط أتوثق لكم من مرجعها و أضعها الأسبوع القادم إن شاء الله تعالى
¥(6/194)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[21 - 06 - 04, 03:05 ص]ـ
المجلس التاسع عشر
بتاريخ 20/ 6 / 2004 م
1 ـ قال الجوزقاني / المنقطع أشد ضعفا من المرسل، و المرسل لا يحتج به، و المعضل أشد ضعفا من المنقطع، و المنقطع لا يحتج به.
*****************************
2 ـ الانشغال بتعديد ابن الصلاح لأقسام الحديث الضعيف ليس بذي فائدة
*****************************
3 ـ (الكلام في أوهن المراسيل) هذا الباب ليس موجودا في كتب علوم الحديث، و إن كان الحاكم ذكره في كتابه إلا أنه لم يعرج عليه لقلة جدواه.
*****************************
4 ـ الآفة في (صدقة بن موسى الدقيقي) و (أبي يعقوب فرقد السنجي)
يعني في قول الناظم:
ثم عن الصديق الاوهى كرة ..... صدقة عن فرقد عن مرة
*****************************
5 ـ (السّريّ) ـ بفتح السين و تشديدها و كسر الراء و تشديد الياء ـ
هكذا قرأها الشيخ اليوم في مجلسه،،،
أقول ـ محمد رشيد ـ: و هذا خلاف ما حفظته أنا من قديم من الألفية حيث حفظت من نسخة الحلبي التي عليها شرح الترمذي، و لفظها (البسريّ) ـ بضم الباء و سكون السين و كسر الراء و تشديد الياء ـ
ثم قال الشيخ // و الآفة في السري و داوود بن يزيد الأودي
يعني في قول الناظم:
و لأبي هريرة البسري عن ..... داوود عن والده أي وهن
*****************************
6 ـ حول قول الناظم:
لأنس داوود عن أبيه عن ....... أبان و اعدد لأسانيد اليمن
يقول الشيخ طارق / أبان و غن كان ضعيفا إلا أن الغالب أن صنيع الوضع من فعل داوود بن المحبر
ثم يقول الشيخ / و داوود بن المحبر كان يضع الأحاديث في فضل العقل و له كتاب وضعه كله في فضل العقل، فإذا وجدت في كتب الحديث حديثا في فضل العقل فالغالب أنه في إسناده داوود بن المحبر و هو كذاب.
*****************************
7 ـ أكثر الأحاديث التي يرويها الحكم عن عكرمة عن ابن عباس فالغالب فيها الإرسال، و الصواب فيها عكرمة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم، هكذا ابلإرسال دون ذكر ابن عباس.
*****************************
8 ـ ممن يرون أن (المسند) هو الجامع بين وصفي (الاتصال) و (الرفع) .. الحافظ ابن حجر، و الحاكم النيسابوري
و ممن يرون أن (المسند) هو ما جمع وصف الاتصال ... الخطيب البغدادي
و ممن يرون أن (المسند) هو ما جمع وصف الرفع ... ابن عبد البر
*****************************
9 ـ الإسال الخفي لا يمنع كون الحديث (مسندا) لأن المراد بالاتصال هنا هو ما كان في الظاهر، و المرسل الخفي ظاهره الاتصال، فإن كان مع ذلك منسوبا إلى النبي صلى الله عليه و سلم فهو المسند، و عليه فيقول أبو حاتم (يدخل في المسند مجازا) كذا في مراسيله
*****************************
10 ـ (محمد بن بندار) شيخ البخاري
كان يلقب بـ (المسنديّ)
أقول ـ محمد رشيد ـ: هذه الفائدة الأخيرة لها تكملة، أتوثق منها و أضعها إن شاء الله تعالى
أخوكم / محمد رشيد
كلية الشريعة الإسلامية
جامعة الأزهر
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[21 - 06 - 04, 03:13 ص]ـ
و أخيرا .. أحبتي في الله تعالى
لكم في ذمتي فوائد المجالس 13 ــ 14 ــ 15 ــ 16
و أعدكم بوضعها
و أسأل الله تعالى أن يوفقني لهذا الأمر، حيث إن هذه الأعداد في غاية من الأهمية، بل قد تكون أهم ما في الشرح حيث احتوت الكلام في أمر الحديث الحسن ــ محك الدارسين اليوم ــ
و أسأله تعالى حسن الفهم و صواب التسديد .. آمين
أخوكم المحب // محمد رشيد
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 06 - 04, 07:57 م]ـ
جزاكم الله خيرا
كنت اود ان اعلق بعض التعليقات على كلام الشيخ الفاضل طارق
الا اني قد ترددت كثيرا
حتى لااقطع على الموضوع
وساكتب هذا التعليق فان رأى الاخوة ان في ذلك قطع للموضوع
فلهم ان يحذفوه
لان سرد الموضوع اهم من اضافة التعليقات
وجزاكم الله خيرا
30ـ حول الترتيب الذي اعتمده ابن الصلاح في مراتب الصحة (ما اتفق هليه البخاري و مسلم) (ما انفرد به البخاري) (ما انفرد به مسلم) (ما كان على شرطهما) (ما كان على شرط البخاري) (ما كان على شرط مسلم) (ما كان على شرط غيرهما)
يقول: انتقد على ابن الصلاح هذا الترتيب، لأن المتواتر مقدم على ما اتفق عليه البخاري و مسلم
و رد ابن حجر بأنه لا يوجد حديث يوصف بالتواتر و ليس له أصل في الصحيحين
و تعقب بكر أبو زيد ـ كما في التأصيل ـ على ابن حجر بأن هذا منقوض،،
و مثاله حديث (نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها .... ) الحديث
يقول ـ طارق عوض الله ـ: و الشيخ بكر متعقب ـ بفتح القاف و تشديدها ـ في ذلك، فالحديث المذكور غير متواتر و إن أدخله السيوطي في المتواترات ..
بل ذكره الحاكم النيسابوري في المشهورات .. فهو حديث مشهور لا متواتر،،،
فإلى الآن لم نجد من تعقب ابن حجر تعقبا قويا
التعليق
احسب ان هذا الاعتراض لايصح على الشيخ بكر
لان الحاكم لم يذكر المتواتر في اقسام الحديث كما بينه الشيخ حاتم العوني وفقه الله
فذكر الحاكم للحديث في المشهور لاينافي ذكره في المتواتر في اصطلاح المتأخرين
والله أعلم
¥(6/195)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 06 - 04, 08:02 م]ـ
32 - (و هنا سؤال: و لم لم يخرجه البخاري؟
أقول ـ طارق عوض الله ـ: الحديثان عند البخاري صحيحان
و لكن البخاري اختار الحديث الأرجح في الدلالة الفقهية لأن هذا من منهجه رحمه الله .... هذا فهمي
ـ قاله طارق عوض الله ـ
و هنا انتهى الدرس)
انتهى
التعليق
هذا احسبه سبق لسان
او ان الشيخ وفقه الله لم يمعن النظر فيه وقت الاجابة
سماك ليس من شرط البخاري في الصحيح
فكيف يكون الحديث صحيحا عند البخاري
ولعل الشيخ تبع في ذلك الشيخ حمزة في عبقرية الامام مسلم
ولكن كلام الشيخ حمزة في صحيح مسلم
على ان كلام الشيخ حمزة متعقب ايضا
والله اعلم
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[30 - 06 - 04, 09:08 م]ـ
الفائدة المستدركة:
في تهذيب الكمال نقلا عن تاريخ الدوري، في ترجمة موسى بن عبيدة الربذي .. أثنى عليه أحمد بن حنبل ـ رضي الله تعالى عنه و أرضاه ـ و قال ما معناه // أما موسى بن عبيدة الربذي فيروي أحاديث هكذا .... و ضم أصابعه الأربع و نصب الإبهام .. تماما كما نفعله نحن في عصرنا و نقول بلهجتنا المصرية (كده) ..
و قال الشيخ: فمنذ قرأت هذا و أنا أفعلها دائما
أقول ـ محمد رشيد ـ: بالفعل قبل ذلك على الشيخ أنه يكثر من فعلها للإخوة .. و معذرة فليس عندي تهذيب الكمال و إن كان عندي تهذيب التهذيب، و لكنه حاليا في غير متناولي
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[30 - 06 - 04, 09:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المجلس العشرون:
1 ـ قول الصحابي / رأيت النبي صلى الله عليه و سلم يفعل كذا، هو من باب المرفوع، و لكنه مرفوع فعلا لا قولا
و مثله ما يقع بحضرته صلى الله عليه و سلم و لم يرد عنه إنكاره، فهذا أيضا مرفوع إليه تقريرا لا قولا و لا فعلا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2 ـ في قول السيوطي: سواء الموصول و المقطوع في ... ذين و جعل الرفع للوصل قفي
يقول الشيخ طارق: يريد السيوطي في هذا الموضع خصوصا أنه (المنقطع) لا المقطوع الذي يضاف إلى التابعي، فلا يلتبس هذا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3 ـ وصله فلان، أي رفعه، أي أنه موصول إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم، و هو أكثر استعمالا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4 ـ تقييد الوقف قد يكون باللفظ كقولنا / موقوف على محمد بن سيرين
و قد يكون بدلالة السياق، كأن نكون بصدد البحث في روايات أحد التابعين، ثم نقول في نهاية البحث / و كل هذه الروايات موقوفات .. فالقارئ أو المستمع يدرك أنك تقصد الوقف المقيد على هذا التابعي الذي نحن بصدد البحث في مروياته
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
5 ـ بعض أهل العلم يرى أن كل ما قيل في معنى (الحديث) يقال في معنى (السنة) و بعضهم يرى أن السنة لا تطلق على الحديث إلا تجوّزا، لأن للسنة معنيان //
الأول: ما دلت عليه الأحاديث
الثاني: السيرة العامة له صلى الله عليه و سلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
6 ـ الإسرائيليات هي كل ما نسب إلى بني إسرائيل، سواء نسب إلى ألفاظهم أو إلى كتبهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
7 ـ عادة العلماء الذين ينظمون أنهم يلجأون إلى الإشارات، و إلا جاءت المنظومة أضعاف أضعاف حجمها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
8 ـ لو قال الصحابي / من سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم كذا .. فهذا من السنة صراحة
و أما لو قال الصحابي / من السنة كذا .. فهذا هو محل الخلاف، لأنه يحتمل سنة رسول الله و سنة الصحابة أو الخلفاء الراشدين أو السنة المستنبطة
و هذه الاحتمالات و إن كانت واردة إلا أنها في حق الصحابة أضعف، و لذا لم يعرج عليها، لا سيما إن كان قائل هذا القول من كبار الصحابة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
9 ـ أكثر شراح الألفي لم يفهموا هذا البيت:
و قال لا من قائل مذكور .... و قد عصى الهادي في المشهور
أي / و من المرفوع حكما أن يروي التابعي عن الصحابي قولا، و يقول / قال: قال .. ثم يسوق المتن
كأن يروي محمد بن سيرين عن أبي هريرة .. قال: قال
فهو لم ينسب الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم
و إنما قال: قال
فهذا ليس من خطأ الناسخ و لا من خطأ الرواي
لأن البعض يقول: (قال) تكررت في الأصل .. فيضرب على واحدة
و هذا خطأ
فـ (قال) الأولى .. راجعة على أبي هريرة
و (قال) الثانية .. راجعة إلى النبي صلى الله عليه و سلم
و بعض العلماء كالخطيب البغدادي يرى التقييد، كأن يقول: لا يكون ذلك من المرفوع إلا أن تكون هذه الرواية عن أبي هريرة و تكون من رواية أهل البصرة عن ابن سيرين ..
و قد تعجب العراقي من هذا الرأي
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
10 ـ مهم جدا ..
هذا البيت ساقط من الألفية، و قد استدرك من نسخة الشيخ محيي الدين عبد الحميد ...
يقول السيوطي:
كذا أمرنا و كذا كنا نرى .... في عهده أو عن إضافة عرى
ـــــــــــــــــــــــــــــ
و الحمد لله رب العالمين
¥(6/196)
ـ[ابن رشيد]ــــــــ[01 - 07 - 04, 12:50 ص]ـ
في تهذيب الكمال (29/ 109): وقال عباس بن محمد الدوري: سمعت أحمد بن حنبل, وسئل على باب أبي النضر هاشم بن القاسم, فقيل له: يا أبا عبد الله؛ ما تقول في موسى بن عبيدة الربذي ومحمد بن إسحاق؟ فقال: أما محمد بن إسحاق فهو رجل تكتب عنه هذه الأحاديث, كأنه يعني المغازي ونحوها, وأما موسى بن عبيدة فلم يكن به بأس, ولكنه حدث بأحاديث منكرة, عن عبد الله بن دينار, عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الكالىء بالكالىء وأشباه هذا, وأما إذا جاء الحلال أردنا قوماً هكذا - فضم عباس على أصابع يديه الأربع من كل يد ولم يضم الإبهام -.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[01 - 07 - 04, 01:41 ص]ـ
جزاك الله تعالى خير الجزاء على النقل الطيب أخي الطيب ابن رشيد
ـ[ابن رشيد]ــــــــ[01 - 07 - 04, 03:15 م]ـ
وجزاكم أيضاً خير الجزاء, على ما تبذلونه لإفادة
إخوانكم, وكم استفدنا كثيراً مما نقلتموه.
فزيدونا زادكم الله من فضله.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[07 - 07 - 04, 09:20 م]ـ
المجلس الثالث عشر
1 ـ (الصدوق) عند الحافظ ابن حجر هو من يحسن حديثه من حيث النظر في الإسناد، و هو المراد بمن خف ضبطه في تعريف الحديث الحسن لذاته
ــــــــــــــــــــــــــــ
2 ـ الحديث الحسن ـ كما سبق و أن ذكرنا ـ يدمجه بعضل العلماء في الحديث الصحيح، وهو صحيح في الحقيقة لأنه لا يكون سالما من الشذوذ و العلة إلا إذا كان صحيحا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
3 ـ يقول الشيخ / بعض الناس يربط بين حال الراوي و حال الرواية، و هذا هو منشأ الخطأ بين المتأخرين من اهل العلم، و لم يكن هذا من شأن المتقدمين رحمة الله عليهم، بمعنى أنه ينظر في حال الراوي فيجده صدوق، فيحكم على روايته بالحسن من غير أن يتتبع روايته لعله أخطأ فيها، لعله مما استنكر عليه -، إلى غير ذلك ...
فهم يتعلقون فقط بحال الراوي و يجعل الحكم على روايته فرع عن الحكم عليه، فإن كان صدوقا كانت روايته حسنة، و إن كان ضعيفا كانت روايته ضعيفة، و إن كذابا كانت روايته موضوعة ...
و هذا غير صواب، فقد تكون رواية الكذاب صحيحة، نعم هو كذاب ..
و لكن .. هل هو لا يقول صدقا أبدا؟!!
فكيف إذا نعرف درجة روايته؟
الجواب / بعرض روايته على روايات غيره ...
فقد تصح روايته و هو كذاب، فالصدق لا يكون كذبا برواية الكذاب له ... بل هو صدق ولو رواه كل الكذابين، لأن الصدق لا يعرف براويه، وإنما يعرف باشتهاره بين الناس و تلقي العلماء له بالقبول ..
و العكس صحيح، فقد تضعف رواية الثقة، لأن الثقة يحتمل فيه الخطأ، و من ذا الذي لا يخطئ!!
و لذلك اشترط العلماء في الحديث الذي يرويه الثقة (العدل الضابط) أن يكون سالما من الشذوذ و العلة، و لو كانت رواية الثقة صحيحة بإطلاق ما كان لاشتراط نفي الشذوذ و العلة معنى ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4 ـ الفرق بين الكذاب و المتهم بالكذب أن الكذاب هو الذي ثبت عليه الكذب، كأن يقول هو بنفسه: كنت أكذب .. أو يصفه بعض أهل العلم بذلك
وأما المتهم بالكذب فهو الذي روى أحاديث ترجح عند أهل العلم أنها مما عملت أيدي هذا الرجل لشدة نكارتها، و لم يكن هناك دليل مادي بمعنى نص صريح على كذبه، و غنما كان طريق ذلك النظر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
5 ـ هل لابد من أن يكون راوي الحديث الحسن عند الترمذي ضعيفا ضعف حفظ وإتقان؟ أم من الممكن أن يكون الراوي ثقة أو صدوقا؟
في الحقيقة فإن ظاهر كلام الترمذي و كذلك صنيعه في كتابه لا يقتضي ذلك، لأنه خص في تعريفه من هو غير متهم بالكذب، فمل من لا يكون متهما بالكذب فإنه يصدق عليه ذلك ..
و لعل هذا يفسر لنا / لماذا يجمع الترمذي دائما بين الحسن و الصحة؟
إلا أن الحافظ ابن حجر يذهب إلى أن الراوي لابد و أن يكون فيه نوع تضعيف، إلا أنه لا يصل إلى حد أن يكون متهما بالكذب، و لكن الحافظ ابن حجر وقع له ما يتعارض مع هذا، و يعد هذا من تناقضاته كما سنبين إن شاء الله تعالى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
¥(6/197)
6 ـ يقول الشيخ / لابد من أن أوضح صورة مهمة جدا / لابد لمن يدرس علوم الحديث أو أي علم في الأًًصول كأصول الفقه أو نحو ذلك أن يكون على معرفة بكل ما قيل في كل مسألة ... و لو كان قولا مرجوحا ... و لو كان قولا ضعيفا .. و لو كان قائله غير معروف من أهل العلم .. لأن من يدرس مثل هذه العلوم لابد أن يعرف كيف يفكر غيره .. لأنك تدرس علم أصولي .. تضع القواعد الأصول و القوانين و لا تتكلم عن الفروع، فإنك إن عرفت طريقة تفكيرهم و تقعيدهم للأصول لربما حاولت أن تحاكيهم و تصبح مثلهم، و عليه فالتوسع في هذه المسائل ليست من نكت العلم و ليست تضييعا للوقت، و إنما هو من باب التأسيس والتقعيد، و أما أن تدخل في التخريج أو في الحكم على الحديث وأنت غير مؤسس فلابد أنك ستخرف و تقول أقوالا غريبة لم بها أحد من أهل العلم، و لذا تلاحظون مني أني أقول القول و أذكر لماذا قاله و على أي أساس بناه، فأنا إذا عرفت كل قول و أي إمام قاله و على أي أساس بناه أستطيع أن أعرف مواضع الاتفاق و الخلاف و أسباب الاختلاف و نحو ذلك، ثم ربما تبين لي أن هذا القول لهذا الإمام يتعارض مع قول آخر لنفس الإمام في مسألة أخرى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
7 ـ من لا يدرس الحديث الشاذ و أصول الحديث الشاذ، و الحديث المنكر و أصول الحديث المنكر، فإنه لن يستطيع أن يفهم الحديث الحسن.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
8 ـ حول ما نقل عن الشافعي رضي الله عنه من أن الشاذ ليس هو أن يروي الثقة ما لم يروه غيره، و إنما أن يروي الثقة ما يخالف الأحاديث الصحيحة، هذا ليس حصرا من الشافعي للحديث الشاذ،و إنما هو إخبار بأن الصورة المذكورة هي من الشاذ، فالشافعي فقط نفى أن يطلق الشاذ على ما تفرد به الثقة و قال إنما إذا خالف به الأحاديث الصحيحة، و لم يقل الشافعي / إذا كان ضعيفا لا أسميه شاذا .. فلا يفهم منه أن الشاذ لا يطلق إلا على ما يرويه الثقات ...
و قد قال الشافعي ما نقلنا عنه في إحدى المناظرات حين احتج الشافعي بحديث فاحتج عليه الخصم بأنه شاذ لكونه من رواية فلان من الثقات و قد تفرد به .. فقال له الشافعي / ليس الشاذ .. إلخ كلامه
و قد وقفت على نص صريح عن ابن القيم في أن الشافعي قال ذلك في أحد مناظراته، فلا ينبغي أن يحمل ذلك على حصره لعنى الشاذ ... ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
9ـ الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله تعالى ورضي عنه ـ قد وقع في تناقض حين فسر كلام قول الترمذي في معنى الحسن (و لا يكون في إسناده من هو متهم بالكذب) على أنه الراوي الضعيف الذي لم يصل لحد التهمة بالكذب، ثم في نفس التعريف فسر قول الترمذي (و لا يكون شاذا) على أنه المخالفة من الثقة ..
وجه التعارض // أنه حصر الشاذ في الثقة، و في ذات الوقت ـ كما في تفسير النقل الأول ـ حصر صفة الراوي في الضعف الذي لم بلغ مبلغ الاتهام بالكذب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
10 ـ قول الترمذي (لا يكون الحديث شاذا) أي لا يكون مخالفا للأحاديث الصحيحة ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
11ـ الرواية تتقوى بما هو مثلها أو أقوى منها لا بما هو دونها.
و عليه؛ فمعنى قول الترمذي (و أن يروى نحوه من غير وجه)
أي // يكون إسناده سالما ممن هو متهم بالكذب .. سالما من الشذوذ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
12 ـ ظاهر كلام الترمذي يدل على أنه لا يشترط في الروايات التي تتقوى بها الرواية الأولى أن تكون مرفوعة، بل قد تكون موقوفة أو من فتاوى التابعين، تماما كفعل الإمام الشافعي في المرسل، و فهم الحافظ ابن حجر من ذلك أن الترمذي يقوي بعمل الصحابة أو بالإجماع، و الإمام أحمد بن حنبل فعل مثل ذلك، حين احتج بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده في دية المعاهد أنها على النصف من دية المسلم و كان يضعف هذا السند، فقيل له في ذلك فقال / ليس بكلها أحتج، وإنما أفتي به عثمان رضي الله عنه و قدماء فقهاء أهل المدينة ....
&&&&&&&&&&
تم بحمد الله رب العالمين
ويليه المجلس الرابع عشر إن شاء الله تعالى
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[08 - 07 - 04, 02:22 ص]ـ
المجلس الرابع عشر
¥(6/198)
1 ـ علماء الحديث حين تكلموا في كتب مصطلح الحديث على الاحتجاج بالحديث الحسن، فإنهم يقصدون الحسن بنوعيه (الحسن لذاته) و (الحسن لغيره)، و أما من ناحية الاستعمال و الاصطلاح فإن لفظ الحسن يستعمل لدى علماء الحديث بأعم من ذلك و أكثر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2 ـ أحمد بن حنبل حين سئل عن حديث بسرة في نقض الوضوء بمس الذكر فقال فيه صحيح، ثم سئل عن حديث أن أم حبيبة فقال هو أصح شيء فيه، و مع ذلك فلما سئل في مرة أخرى على حديث أم حبيبة قال هو حديث حسن .. فهذا يدلك على أنه استعمل الحسن هنا بمعنى الصحيح، لا بمعنى الحسن الاصطلاحي الذي هو أقل درجة من الصحيح.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3 ـ و إطلاق لفظ الحسن على الصحيح مستعمل لدى المتقدمين كما قاله ابن حجر في النكت.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4 ـ معروف أن طلبة الحديث بل و نقاد الحديث قديما كانوا يقبلون على سماع الأحاديث الغرائب أكثر من إقبالهم على سماع الأحاديث المشهورة المعروفة، لأن المشهورة المعروفة يعرفها كل الناس، أما الغرائب فلا يعرفها إلا من كان رحّالة طلب العلم من القريب و البعيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
5 ـ سميت الغرائب (فوائد) لأن الناس يفيد بعضهم بعضا بها للمناظرة بها مثلا أو للمذاكرة، و لكن ليس هذا من شأن علماء الحديث، إنما هو من شأن عوام طلبة الحديث، أما علماء الحديث و نقاده فهم و إن كانوا يقبلون أيضا على سماع الغريب إلا أن لهم من ذلك مقصد آخر، و هو تمييزها و تحذير الناس منها ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
6 ـ المرسل الخفي طريق إثباته أدق و أغمض من طريق إثبات المرسل الجلي، فالمرسل الجلي إنما ندركه بالتاريخ، فهنا نقول انقطاع، أما المرسل الخفي فالراوي أدرك أو عاصر شيخه بل ربما التقى به لكنه لم يسمع منه، فنحن أثبتنا عدم السماع و عدم الاتصال بطريق غامض خفي، فطريق إثبات الواسطة في المرسل الخفي أخفى من طريق إثباتها في المرسل الجلي، و لكن في النهاية يتساوى النوعان في الانقطاع، و إنما الفرق بينهما في طريق إثبات الانقطاع و عدم الاتصال.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
7 ـ حول قول السيوطي:
وما ... كان لفسق أو يرى متهما
يرقى عن الإنكار بالتعدد ... بل ربما يصير كالذي بدي
يقول الشيخ طارق: و هذا الكلام طبعا في غاية الخطأ، و العلماء لم يقبلوا ذلك منه، حتى أن الشيخ أحمد شاكر قد رد عليه في شرحه على ألفية السيوطي بقوله: و بذلك يتبين خطأ المؤلف هنا، و خطؤه في كثير من كتبه في الحكم على أحاديث ضعاف بالحسن مع هذه العلل القوية
و انتقد ذلك أيضا الشيخ / محيي الدين عبد الحميد في شرحه على الألفية ...
و العلة طبعا واضحة في عدم التقوية، لأن دلالة كثرة هذه الطرق الواهية على ضعف الحديث أقوى من دلالتها على ثبوته .. ووجه ذلك أن هذه الكثرة للأسانيد الواهية حين تبلغ هذا المبلغ و لا يطلع عليها الثقات و لا يرويها الثقات، فهذا يدل على أن الحديث مختلق .. و أيضا كما أشار مسلم في مقدمة صحيحه أن الكذابين يسرق بعضهم من بعض ..
و هذا الرأي ـ كما ذكر السيوطي في التدريب ـ أخذه من الحافظ ابن حجر، و لكن عند التحقيق نرى أن الحافظ ابن حجر قد استعمل ذلك في أحاديث فضائل الأعمال، و أما السيوطي فأخذ القاعدة وعممها على كل الأحاديث، سواء كان ذلك في فضائل الأعمال أو في الأحكام،و نرى أن السخاوي حين نقل كلام ابن حجر قيده كما قيده ابن حجر بكونه في باب فضائل الأعمال.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى
والحمد لله رب العالمين
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[12 - 07 - 04, 07:26 م]ـ
المجلس الثاني و العشرون //
1 ـ كبار التابعين هم من أدركوا عامة الصحابة
وصغار التابعين هم من أدركوا الواحد و الاثنين من الصحابة، و غالبا ما يكون هذا الصحابي صغيرا لأنه لو كان كبيرا لروى عنه غير صغار التابعين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2 ـ إطلاق المرسل على كل ما سقط فيه الراوي قال بعضهم هو من استعمال الفقهاء
و لكن أقول / هو ليس قاصرا عليهم، بل هواستعمال موجود في كلام المحدثين أيضا ــ كما هو صنيع أبي داوود في المراسيل ــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
¥(6/199)
3 ـ المعتبر في الرواية هو وقت الأداء لا وقت التحمل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4 ـ لابد في تعريف المرسل أن يقيد التابعي بكونه ليس ممن له سماع من النبي صلى الله عليه و سلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
5 ـ فرق بين وصف الراوي بكون صحابي وبين وصف حديثه بأنه سمعه من النبي صلى الله عليه و سلم مباشرة، فقد يكون الراوي صحابي و لكنه سمع الحديث من غير رسول الله صلى الله عليه و سلم، و إنما كان سبب التفريق بين روايته بهذه الصورة و بين رواية التابعي نفس هذه الصورة أن الصحابي يكون الغالب من حاله أنه يرويه عن صحابي آخر لا عن تابعي، و إن كان احتمال الرواية عن تابعي وارد،،،
و هذا الأمر ـ أي عدم رواية الصحابي للحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم مباشرة ـ أمر مسلّم، فقد تقع القصة قبل أن يولد الصحابي أصلا، و يؤيده قول أنس بن مالك رضي الله عنه: ليس كل ما نحدثكم به أخذناه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم، و إنما كان يحدث بعضنا بعضا.
و هنا و إن سمي الجميع مرسلا، إلا أنه قد اختلف الحكم، أي من حيث القبول و الرد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
6 ـ كان بعض السلف يكره أن يستهزأ بالحديث الضعيف أو المرسل، وهو محكي عن علي بن المديني، فقد كرهوا أن يتعامل مع الحديث الضعيف على أنه كالحديث الموضوع ـ أي كأن لم يكن ـ فالضعيف درجات، فمنه ما يكون قابلا لأن يتقوى بخلا ف الموضوع، فهو ـ أي الموضوع ـ كأن لم يكن أصلا، و إنما أطلقنا عليه لفظ (حديث) من باب جرياننا على استعمال الواضح، فهو يقول (حديث) و نحن نقول (حديث موضوع).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
7 ـ يقول الشيخ: الكلام الذي قاله الشافعي في المرسل احفظه إن استطعت، و إن استطعت أن تجعله نقاطا و تحفظها، فهو في غاية الروعة، وهو وإن أورده في معرض كلامه على المرسل إلا أنه يصلح في باب الاعتبار مطلقا، و العلماء قد استخرجوا من كلام الشافعي في هذا الموضع فوائد في علوم الحديث عامة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
8 ـ يقول الشيخ: إن كتاب [النقد البناء] قد ألفته في ست سنوات على صغر حجمه فهو في 270 صفحة، و لكني ألفته في ست سنوات فوضعت فيه خلاصة رأسي.
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
لكم في ذمتي المجالس / 15 ـ 16 ـ 21
تروها قريبا جدا إن شاء الله تعالى
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[01 - 08 - 04, 02:27 ص]ـ
المجلس الثالث و العشرون
1 ـ الغالب في التابعي إذا أرسل أنه يكون مع الصحابي تابعي آخر، لا سيما إن كان التابعي الذي أرسل هو من صغار التابعين
ـــــــــــــــــــــــــــــ
2 ـ روايات الصحابة عن التابعين عن الصحابة نادرة جدا، بل الغالب عن الصحابة أنهم إذا رووا عن غير الصحابة فإنهم يبينون الوسائط، فلا تنتقض الصحة بهذا الورود النادر.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
3 ـ موضوع المراسيل عكس مواضيع المسانيد
ـــــــــــــــــــــــــــــ
4 ـ لم يختلف العلماء في أن الرواية إن أتت عن مبهم أنها لا يحتج بها، فالخلاف في الاتصال أو الانقطاع أو الإرسال لا دخل له في تضعيف الحديث بسبب الجهالة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
5 ـ المبهم و المنقطع سواء عند أهل العلم، لأن في المنقطع ندرك أن هناك شخص سقط من السند و لكن هذا الساقط من السند مبهم علينا فلا نعرفه، و في المبهم نحن ندرك أيضا وجود شخص، و لكن هذا الشخص مبهم علينا.
أقول ـ محمد رشيد ـ: فلا تباين في الحقيقة و إنما في المبهم أدركنا وجود الإبهام ابتداءا، و أما الانقطاع فكان وسيلة لمعرفة الإبهام، فالنتيجة في النهاية هي إدراك وجود شخص مبهم
ــــــــــــــــــــــــــــــ
6 ـ هناك شرط لقبول إبهام الصحابي لم أر من تعرض له من أهل العلم، و هو أن يثبت أن وصف الراوي بالصحبة صادر من تابعي، لأن كثيرا ممن يشتغل بالتحقيق يجد وصف الراوي عن النبي صلى الله عليه و سلم بالصحبة، فيحكم بالرفع ظنا منه أن هذا الوصف هو من التابعي، في حين أنه يكون صادرا من بعض الرواة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
7 ـ قولهم (عن رجل من الأنصار) لا يلزم منه أن يكون هذا الأنصاري صحابيا، لأن كل من كان من نسل الأنصار فإنه يطلق عليه (أنصاري) فقد يكون الأنصاري صحابيا، و قد يكون تابعيا، و قد يكون أنزل من ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
8 ـ من أراد أن يشد عزمه على دراسة علوم الحديث فليقرأ مقدمة علوم الحديث لجمال الدين القاسمي، و هي مقدمة كبيرة تبلغ حوالي مائة صفحة، و هي التي بدأت بها وقرأتها، و هي التي دفعتني لدراسة هذا العلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
9 ـ هل يشترط في التابعي حتى نقبل وصفه لشيخه بالصحبة أن يكون ممن يعرفون أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم؟
الجواب: هذا الشرط قد قيل، و لكني لا أراه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
10 ـ ((من لم يتقن الأصول النظرية فإنه لا يكون قادرا على الناحية العملية))
قاله الشيخ ردا على من على من اعترض بأننا نكثر من تعلم الناحية النظرية دون العملية.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
11 ـ حديث ((لأن يطعن في رأس أحدكم ... )) صحيح موقوفا، وحتى في حال وقفه فهو معمول به، لأنه من الأحاديث التي يمكن أن تأخذ حكم الرفع.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
12 ـ حديث ((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)) هو مرسل كما رجحه ابن رجب في شرح الأربعين، و لكنه من أحسن المراسيل.
&&&&&&&&&&&&
و الحمد لله رب العالمين
¥(6/200)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[01 - 08 - 04, 02:28 ص]ـ
المجلس الرابع و العشرون
1 ـ في الواقع هناك فرق بين (الزيادة) و بين (مطلق التفرد)
فمن رأى قبول زيادة الثقة مطلقا اعتبرها بالتفرد، فهي عنده من باب تعدد الروايات
و لكن القاعدة عند علماء الحديث و كما نص عليها ابن حجر في عدة مواضع من الفتح / (إذا اتحد المخرج فالأصل عدم التعدد)
فلا نلجأ إلى القول بالتعدد إلا إذا ظهر لنا ما يقوي ذلك، و أما إن كانت الرواية مخرجها واحد فالأصل أنها رواية واحدة.
و قد يسأل سائل: لماذا لا نقول بالتعدد و قد يكون الراوي رواها مرتين (مرسلة و مرفوعة)؟
الجواب: لأمر في غاية الأهمية، و هو استقراؤهم لحال الرواة، لأنهم خبروا و استقرأوا أن الراوي في الأعم الأغلب إذا روى الرواية على وجهين، فإن أقرب و أوثق تلامذته سيعرف الوجه الأشهر و الأصوب و الأقرب
و العلماء قد تبين لهم أن أغلب الروايات التي تأتي مخالفة للأكثرين تكون من غير كبار الحفاظ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2 ـ قد يكون من أوجه ترجيح من رجح الإرسال و الوقف على الوصل و الرفع، أنه يكون هو الأعم الأغلب في الرواية التي تعارض فيها الإرسال والوقف مع الاتصال و الرفع، لأن غالب الرواة إن أخطأوا فإنهم يخطئون في المرسل فيوصلونه و في الموقوف فيرفعونه، و يقل جدا أن يخطئوا في المتصل فيرسلونه وفي المرفوع فيوقفونه
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
3 ـ الترجيح بالأكثر أو بالأحفظ هي في الحقيقة ليست أقوال مختلفة بحيث من يقول بأحدها لا يقول بغيره، بل هي مرجحات تستعمل جميعها لدى أهل العلم و الترجيح
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
4 ـ كيف نعين هل الخطأ من الراوي أم من الرواة عنه؟
يعتمد في ذلك حال كل حديث على انفراده بما يحتف به من الظروف و القرائن ... و ليس في ذلك قاعدة مطردة، بل يعتبر و يبحث كل حديث على بذاته.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
5 ـ إذا خالف الأكثر للأحفظ، فإن غالب أهل العلم يقدمون الأحفظ
ــــــــــــــــــــــــــــــ
6 ـ طبعة الأحمدي أبي النور لجامع العلوم و الحكم هي أفضل الطبعات، و طبعة مؤسسة الرسالة جيدة أيضا
&&&&&&&&&&&
و الحمد لله رب العالمين
ـ[محب السلف]ــــــــ[01 - 08 - 04, 05:10 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم محمد رشيد على التلخيص الطيب للمجالس العطرة ..
واليوم يتجدد اللقاء مع الشيخ الفاضل المحقق طارق بن عوض الله حفظه الله ومع مجالسه العلمية الفياحة بالدرر ..
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[11 - 08 - 04, 09:21 م]ـ
المجلس السادس عشر
1 ـ مصطلح (حسن صحيح) ليس مما اختص به الترمذي رحمه الله تعالى، بل وجد في استعمال بعض من علماء الحديث، كأحمد؛ فإنه قال في حديث حمنة في الحيضة الشديدة (حسن صحيح)، و كذلك قال البخاري، و كذلك وجد في استعمال أبي حاتم الرازي في العلل، و إنما خص الترمذي بالذكر لكون أكثر من استعماله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2 ـ الحافظ ابن حجر ذهب في نخبة الفكر إلى أن قول الترمذي حسن صحيح إن كان للحديث سند واحد فهو بمعنى حسن أو صحيح، و إن كان له أكثر من سند فهو باعتبار تعداد السند، و هذا مخالف لما في النكت على ابن الصلاح، حيث رجح رأي ابن دقيق العيد بأن الصحيح يتضمن الحسن فيكون مندرجا تحته
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع المجلس السادس عشر بإذن الله
ـ[أبو زُلال]ــــــــ[21 - 08 - 04, 09:49 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء أخي المكرم محمد رشيد. نحن نستنظر للدوام ...
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[22 - 08 - 04, 03:32 ص]ـ
الشيخ في إجازة حتى أول يوم أحد في الشهر التاسع الميلادي (سبتمبر)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ألم أضع فائدتين من المجلس السادس عشر؟!!
ـ[اشهب]ــــــــ[01 - 09 - 04, 02:08 م]ـ
سلام عليكم اخى محمد رشيد
اتمنى ان تكون فى افضل حال
هل ان شاء الله درس الشيخ طارق الاحد القادم بعد صلاة العشاء كما قلت
وهل هناك نسخة لالفية السيوطى تحبذها لى للمتابعة مع الشيخ؟
ان شاء الله سيكون اول مجلس لى واتمنى ان اتشرف بكم جميعا
ـ[ابوفهد النجدي]ــــــــ[01 - 09 - 04, 03:02 م]ـ
بارك الله فيك اخي محمد رشيد وفي جميع اخواننا في ارض الكنانة .. ونسأل الله ان يمن علينا واياكم با العلم النافع والعمل الصالح .. وان يثبتنا واياكم على دين الإسلام وعلى السنه .. ونصيحتي لكم ان تتعاونوا على البر والتقوى فقد قال الله تعالى ((وتعاونو على البر والتقوى ولا تعاونو على الإثم والعدوان)) .. وحبذا لو سجلتم دروس الشيخ الفاضل / طارق بن عوض الله وقمتم بتفريغها وانزالها في كتاب فكم من الفوائد ستحوي؟؟ ..
اخوكم
ابو فهد النجدي
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[01 - 09 - 04, 07:55 م]ـ
الشيخ متوقف حاليا
و يبدأ إن شاء الله تعالى الأحد القادم أو الذي بعده (على الخلاف في دخول الغاية في المغايا أو خروجها منها) فقد ذكروا لي أنه متوقف لأول يوم أحد في شهر سبتمبر ـ الشهر التاسع الإفرنجي ـ
و أتابع إنزال دروسه إن شاء الله تعالى
الأخ أشهب
تجدني عن يمين الشيخ مباشرة و عادتي أنني أسند ظهري على الحائط بجوار الشيخ مباشرة،و أظنك ستعرفني بسرعة
بارك الله تعالى فيكم
¥(6/201)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[10 - 09 - 04, 08:17 م]ـ
بقية فوائد المجلس السادس عشر
3 ـ هذه الأبيات مذكورة في نسخة الشيخ أحمد شاكر على الألفية، وهي مذكورة أيضا على أنها من الألفية، و هذا غير صحيح، و قد وقعت على كلام لأهل العلم ـ وهو عبد الرحمن المباركفوري صاحب تحفة الأحوذي ـ يدل على أن هذه الأبيات له و ليست للسيوطي.
من قوله: كذا لي فيه معنايان .........
و البيتين التاليين
ــــــــــــــــــــــــــــــ
4 ـ رأي ابن رجب في معنى قول الترمذي (حسن صحيح) للأسف لم يذكر في أي من كتب الحديث، وابن رجب جرى فيه على ما فسره به الترمذي نفسه، و على حسب اصطلاحه للحسن الذي أبداه الترمذي، فكل من فسّر الحسن ووقع منهم الخلاف فيه قد بنوا هذا الكلام على تصور خاطئ من الأصل، و هو أن الحسن دون الصحيح، لأنه لا يمكن اجتماع الحسن و الصحيح فيآن واحد، لأن الحسن شيء دون الصحة، ثم هم لما أرادوا تفسير هذا الاصطلاح مشوا في نفسيرهم على أن الحسن صفة للرواية الواحدة، في حين أن الترمذي لما اصطلح الحسن عنده جعله صفة لمجموع روايات و ليس لرواية واحدة، فنجدهم قد تعاملوا مع كلام الترمذي على أنه يطلق الحسن على إسناد بعينه، مع أن الترمذي قد وضح في كلامه أنه لا يقصد بالحسن سندا معيّنا، فيتبين لنا أن الحسن ليس حقا لرواية بعينها عند الترمذي، و لهذا نجد من ذهب إلى أن الترمذي لا يعؤف الحسن لذاته أصلا و إنما يعرف الحسن لغيره
وهذا الإشكال في تفسير كلام الترمذي لم نجده لدى المتقدمين، بل ما وقع إلا للمتأخرين، و أغلبهم من غير المتخصصين في علم الحديث
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[10 - 09 - 04, 08:20 م]ـ
تنبيه / اعتذر الشيخ عن مجلس هذا الأحد الأخير، و كان هو ميعاده بعد فترة إجازته، و نواصل معكم وضع الفوائد أولا بأول إن شاء الله تعالى، و نعدكم بتدارك المجلسين الذين فاتا مني لظروف مرغمة، و لكن وقتا قد يطول شيئا ما للتمكن من الحصول عليها و تحديدهما
بارك الله تعالى لكم في علمكم و عملكم
أخوكم المحب / محمد رشيد
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[13 - 09 - 04, 12:15 ص]ـ
المجلس الخامس و العشرون
1 ـ اصطلاح المتقدمين في الرواية التي فيها إبهام أنها منقطعة كما بيّن ذلك النيسابوري و ابن الصلاح
2 ـ يفرق بعض العلماء بين (عن) و (أن) من حيث الدلالة، فعن تفيد الرواية ـ أي أن قائلها يقصد أن يروي الحديث بالسند ـ سواء كان ذلك عن سماع أو غير سماع، و أما أن فإنها تفيد فقط الحكاية و الإخبار لا الرواية، فعلى استخدام لفظ (عن) يكون القائل أحد رواة الحديث و أحد أفراد السند، و على استخدام لفظ (أن) يكون القائل فقط جاكيا للخبر و لا تعلق له بالرواية والإسناد.
3 ـ يتضح من نظم السيوطي أنه يرجح اشتراط ثبوت اللقي، و هو مذهب البخاري و المحققين من أهل العلم، و مسلم لم يشترط العلم باللقاء بل اشترط العلم بإمكانية وقوعه، و قد انتصر لذلك في مقدمة صحيحه و رد عليه المحققون من أهل العلم.
قال ـ محمد رشيد ـ: و قد رجح الشيخ طارق في نهاية كلامه على هذا الموضع مذهب البخاري باشتراط ثبوت اللقي
ـــــــــــــــــ
و الحمد لله رب العالمين
و إن شاء الله تعالى سيستفيض شيخنا طارق بن عوض الله في المجلس القادم في مسألة اشتراط اللقي من عدمه والخلاف بين أهل العلم فيها
ـ[هادي آل غانم]ــــــــ[13 - 09 - 04, 06:08 م]ـ
قال الأخ الفاضل: و طبع وحده ـ على طريقة نفخ الكتب ـ في سبعة مجلدات!!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأخ الفاضل: مختصر المستدرك للذهبي لا أعلمه طبع مفردا في سبعة مجلدات، والذي أعلمه أنه طبع مفردا هو: " مختصر استدراك الحافظ الذهبي، للحافظ ابن الملقن، فهو الذي طبع في سبعة مجلدات في دار العاصمة.
أما قولك أو قول الشيخ طارق عوض الله الذي أقدره وأجل علمه، " على طريقة نفخ الكتب "، فللعلم أن الكتاب عبارة عن رسالة ماجستير، ومعلوم طريقة الرسائل العلمية وكيف تكون.
والله الموفق
ـ[ابو عمر الاثري]ــــــــ[14 - 09 - 04, 01:39 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[12 - 12 - 04, 02:52 م]ـ
¥(6/202)
هذه هي فوائد مجلس الأحد الماضي، و أتابعكم بالفوائد أولا بأول ـ بما لم يوضع منها ـ إن شاء الله تعالى، فأنا مهتم جدا بألا يفوت مجلس من هذه المجالس، و قد استطعت الحصول على أشرطة المجالس التي فاتتني، و لكن قدر الله تعالى أن يعطل المسجل، و قريبا جدا إن شاء الله تعالى أبيض الفوائد كاملة على الوورد لمن يريدها، و قد بدأت في هذا وقمت بتبييض عشرة مجالس، و بالنسبة لمجلس اليوم فلن أستطيع حضوره لإصابتي بما أصاب عمران بن حصين لا أتمكن من الجلوس، ولكن أحصل على الشريط إن شاء الله تعالى ـ فلا تنسوا الدعاء بالشفاء
أخوكم المحب / محمد رشيد
1 ـ قال أستاذنا: الشاذ و المنكر كلاهما يكون تحققهما بسبب وقوع الخلاف بين الرواة، فلا يقع الشاذ و لا المنكر إلا إذا حدث خلاف بين الرواة.
**********
2 ـ قال أستاذنا: القول بأن الحديث الشاذ هو ما خالف فيه المقبول من هم أرجح منه، قد عزاه السيوطي إلى جمهور المحدثين و الشافعي، و هذا فيه نظر من وجهين:
أولا / أن ذلك ليس من قول جمهور المحدثين، بل ذكر القاضي أبو يعلى أن هذا القول للشافعي و علماء أهل الحجاز، و نسب القول الآخر إلى عامة الحفاظ
ثانيا / لفظ عبارة الشافعي (ليس الشاذ من الحديث أن يروي الثقة ما لم يروه غيره و إنما الشاذ أن يخالف الثقة ما يرويه الناس) لا تدل على أن الشذوذ هو ذلك المذكور فقط، بل فقط تدل على دخول الصورة المذكورة في المعنى الشامل للشاذ
**********
3 ـ قال أستاذنا: مما يدل على أن المتقدمين لم يقبلوا تفرد الثقة مطلقا موقف ابن حبان مع تفرد حماد بن سلمة، فحماد ثقة، بل هو عند ابن حبان خاصة في أعلى درجات الثقات، حتى أنه ـ أي ابن حبان ـ أنكر على البخاري أنه لم يخرج له و لو حديثا واحدا في الصحيح
**********
4 ـ مصطلح (ثقة) هو تماما كمصطلح (الحسن) من حيث إنه من الممكن أن يراد و يستعمل في أكثر من معنى، و لا يلزم من قولنا (ثقة) أن يكون وصفا للراوي الذي جمع بين العدالة و الضبط والذي يصحح حديثه، بل يطلقون هذا المصطلح أحيانا على الضعيف ويقصدون بذلك العدالة فقط، كما يطلقون على بعض الرواة مصطلح (الحافظ) ثم يضعفوه بالكذب كالواقدي و الشاذكوني ونوح ابن مريم، و من الأمثلة على ذلك أن أصبغ بن نافع صاحب حديث الفتون الطويل وثقه ابن معين و لم يحتج بحديثه، فقد قال فيه (ليس به بأس ولا أحسب حديث الفتون حقا) ـ ومعلوم أنه قال: إن قلت ليس به بأس فهو ثقة ـ
**********
5 ـ قال أستاذنا: الأقوال الثلاثة المذكورة في تعريف الشاذ هي في الحقيقة قولان، لأنه لا اختلاف بين القول الثاني و الثالث، فإن القول بأن تفرد الثقة من الشاذ، يلزم منه الحكم بالشذوذ على تفرد الضعيف من باب أولى، فلا تباين بينهما.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 12 - 04, 04:55 م]ـ
شيخنا الحبيب
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[22 - 02 - 05, 12:03 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أخ محمد رشيد أنك و الله طالب علم مجتهد و إني و الله اغبطك على أنك لك شيخا تطلب العلم عنده و تضع ركبتك بركبته
ـ[الأحمدي]ــــــــ[22 - 02 - 05, 12:23 ص]ـ
طهور إن شاء الله شيخنامحمد رشيد
************************************************** **********************
قال طالب علوم الحديث:
و إني و الله اغبطك على أنك لك شيخا تطلب العلم عنده و تضع ركبتك بركبته.
قلت ذكرتني بقول الناظم:
داويت جرحا فاستثار بقيتي ... ماقلت لي إن الجراح تثار
كلنا ذاك الرجل بارك الله فيك.
ـ[باز11]ــــــــ[22 - 02 - 05, 07:28 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد
ـ[ابن زهران]ــــــــ[22 - 02 - 05, 11:00 ص]ـ
هل ما زال الشيخ طارق يعقد جلسته إلى الآن؟
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[01 - 07 - 05, 04:04 ص]ـ
حبيبنا محمد رشيد
اين انتم فلقد اشتقنا لا كمال مجالسكم وفوائدكم
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[01 - 07 - 05, 05:03 ص]ـ
حقا و الله حبيبنا العولقي انقطعت منذ فترة عن المجالس لعدة أسباب، أرأسها انشغالي بالعمل الذي اقتطع جزءا كبيرا من وقتي، ثانيها انصباب اهتمامي في دراسة فقه المعاملات المالية و الاقتصاد .. فمعذرة شيخنا الحبيب
و لكن أوصيكم بعدم التذمر لسببين:
أولا / أن ما تم وضعه من فوائد قد تعلق بمهمات علوم الحديث، و هي الأبواب الأولى في كل مؤلف من مؤلفات علم الأثر، حول الصحيح و الضعيف و الحسن لذاته والحسن لغيره و مراد الترمذي .. إلخ، أما ما يأتي بعد ذلك من الأبواب فقد درستها من قبل في الباعث، كرواية الأقران، و رواية الآباء عن الأبناء و العكس .. إلخ، فأراه من فضول هذا العلم، و لا يصير في أهميته كالأبواب المبتدئة، و تلحظ شيخنا الكريم اقتصار مختصر كالبقيونية على ما ذكر من مهمات الأبواب دون ما زاد.
ثانيا / باستقرائي لما استللته من فوائد مجلس الشيخ طارق ـ حفظه الله تعالى ـ وجدت أنه لا يخرج بحال من الأحوال عما سطره الشيخ في كتبه في المصطلح، و التي اتصفت بالتحقيق الذي و الله ثم و الله ما وجدته لغيره من المختصين في هذا الباب .. لا حتى لكبار العلماء الذين عرفوا بالتحقيق و طول البحث في السنن و الآثار، فكلامي إنما هو منصب على (علم المصطلح) ذاته، فوالله ما رأيت مثله .. هذا ما أراه من جهة الشيخ طارق و من علم حجة على من لم يعلم
فيمكنكم شيخنا الحبيب جمع هذه التحقيقات من سردكم لكتبه القيمة في هذا الباب
و الله تعالى الموفق
¥(6/203)
ـ[داود البلجيكي]ــــــــ[14 - 08 - 05, 06:21 م]ـ
رايت ان للشيخ دروس الان
هل هي ما زالت في اشرح الالفية ام في غيرها
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[15 - 08 - 05, 02:32 م]ـ
الحمد لله وحده ...
شرح الألفية متوقف أخي الكريم حتى ينتهي الصيف،
وهذا دأب الشيخ كل صيف، يتوقف عما هو فيه وينشئ دورة صيفية.
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[07 - 11 - 07, 08:46 ص]ـ
رفع للفائدة
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[20 - 06 - 10, 03:42 ص]ـ
هل للشيخ دروس الآن؟
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[20 - 06 - 10, 06:19 م]ـ
هل انتهى الشيخ من شرح الالفية؟ وهل سيقوم بطبع شرح له عما قريب؟
ـ[أبو تميم الكفرسي]ــــــــ[20 - 06 - 10, 07:28 م]ـ
نيالكم يا أهل مصر: (: (: (
ـ[محمد البغدادي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 07:43 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[ابو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[26 - 06 - 10, 04:05 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبد الرحمن الدوسووي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 03:52 ص]ـ
أسأل الله يا أخانا محمدًا أن يجزيك خيرا على ما قمت بجمعه هنا
ـ[سيد بن عنتر الأزهري]ــــــــ[12 - 10 - 10, 03:55 ص]ـ
للرفع.
ـ[محمد شكرى]ــــــــ[12 - 10 - 10, 11:01 م]ـ
هل للشيخ دروس؟
واين المكان جزانا الله واياكم(6/204)
حول أخذ الإمام أحمد بالحديث الضعيف
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[03 - 03 - 04, 08:37 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة لله تعالى و بركاته
أفيدونا بارك اله فيكم ببحث شامل عن أخذ الإمام أحمد بن حنبل بالحديث الضعيف ..
على ألا يطكون البحث مقتصر على كلام ابن القيم في إعلام الموقعين
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - 03 - 04, 08:59 ص]ـ
لشيخ الإسلام ابن تيمية كلام جيد في معنى هذا الكلام في الرد على الرافضي (منهاج السنة)(6/205)
الكليات في علم الرجال
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[06 - 03 - 04, 12:04 ص]ـ
مما لا يخفى على أحد أهمية تقريب العلوم لطلابها، ونظراً لطول علم الرجال، وكثرة شعبه، اجتهد بعض الأئمة في إعطاء بعض الكليات التي تختصر الطريق على طالب العلم ليستوعب أكبر قدر ممكن من الأحكام الرواة، إما باسم، أو حكم عليهم،وهنا تنبيهات مهمة قبل البدء في هذا الموضوع الطريف اللطيف:
التنبيه الأول: أن بعض الأئمة قد يطلق "الكلية" ولا نجد أحداً تعقبه من الحفاظ المتقدمين ولا المتأخرين، فهذا أعلى أنواع الكليات.
التنبيه الثاني: أن بعض الأئمة قد يطلق "الكلية" ويتعقبه أحد الحفاظ المتقدمين، فهذا في الدرجة الثانية، ويليه أن يكون التعقب من حافظ متأخر.
التنبيه الثالث: أن هذه الكليات تعلو قيمتها بقدر مكانة ومنزلة من أطلقها من الأئمة، فبحسب اطلاعه وحفظه تقوى قيمة "الكلية".
التنبيه الرابع: أن هذه الكليات تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: أن تكون عامة في جميع الكتب غير مقيدة برواة كتب معينة.
القسم الثاني: أن تكون الكلية مقيدة بكتب معينة، وبإمام معين، كأن تكون الكلية مقيدة برجال الكتب الستة، من خلال "التقريب" للحافظ ابن حجر، مثلاً.
التنبيه الخامس: لا يعكر على الاستفادة من هذه الكليات وجود التعقب عليها، بل إذا حفظ الطالب الكلية، ثم حفظ التعقب عليها، حاز خيراً كثيراً.
وبعد: فهذه نماذج من هذه الكليات، راجياً من الإخوة الذين سيشاركون أن يراعوا الترتيب الرقمي، حتى ننظر في هذه الكليات، حتى إذا جمعت صارت فائدتها كبيرة.
1 ـ قول ابن علية: كل عاصم في الدنيا ففي حفظه شيء كما في "الكامل" لابن عدي 5/ 235.
ونحوه قول ابن معين: كل عاصم في الدنيا ضعيف.
وتعقبه الإمام أحمد بعاصم الأحول، ينظر: شرح العلل 2/ 875.
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء 7/ 181ـ في معرض الدفاع عن عاصم بن محمد
ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ـ: "فلا يعرج على قول القائل كل من اسمه عاصم ففيه ضعف".
2 ـ كل من اسمه رشدين، فهو ضعيف كما قال ابن رجب في شرح العلل 2/ 874.
3 ـ كل من كان (أبو فروة) فهو ثقة، إلا أبا فروة الجزري = يزيد بن سنان شرح العلل 2/ 874.
4 ـ آل كعب بن مالك كلهم ثقات، كل من روى عنه الحديث، يعني كل من روى عنه الحديث من أولاد كعب بن مالك وذريته، فهو ثقة (شرح العلل 2/ 876).
5 ـ كل من روى عنه مالك فهو ثقة، قاله أحمد، وتعقب بروايته عن عاصم بن عبيدالله، وعبدالكريم بن أبي المخارق [تعقبهما عليه النسائي]،، وعطاء الخراساني [تعقبه به البخاري] وتعقب البخاري في ذلك، بأن الخراساني ثقة،تعقبه به الترمذي وغيره.
ينظر (شرح العلل 2/ 876 – 877).
6 ـ ومما تبين لي من خلال كتاب "التقريب" للحافظ ابن حجر أن كل من كان يبدأ اسمه من الرواة بحرف اللام (مثل: ليث، لقمان) فهو إما متكلم في حفظه أو مجهول، إلا الليث بن سعد الإمام الفقيه الحجة.
يتبع إن شاء الله ....
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[06 - 03 - 04, 01:39 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=182&highlight=%DE%E6%C7%DA%CF
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[06 - 03 - 04, 08:29 ص]ـ
لو كنت أعلم بهذا الموضوع، ما رقمت حرفا واحداً هنا، فعذراً ...
سأشارك بما لدي هناك، شكر الله لكم يا شيخ خليل.(6/206)
حال الفاكهي والأزرقي، وكتابيهما (أخبار مكة) عند العلاَّمة المعلمي.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[07 - 03 - 04, 12:30 ص]ـ
حال الفاكهي والأزرقي رحمهما الله وكتابيهما (أخبار مكة) عند العلاَّمة المعلمي رحمه الله:
- قال العلاَّمة عبدالرحمن بن يحيى المعلِّمي (ت: 1386هـ) رحمه الله في كتابه عن مقام إبراهيم ط/ علي الحلبي (ص/56) بعد أن ساق خبراً من طريق الأزرقي:
((الأزرقي نفسه لم يوثِّقه أحدٌ من أئمة الجرح والتعديل، ولم يذكره البخاري، ولا ابن أبي حاتم.
بل قال الفاسي في ترجمته من العقد الثمين: (لم ارَ من ترجمه).
فهو على قاعدة أئمة الحديث: مجهول الحال)، وقد تفرّد بهذه الحكاية، والله أعلم)).
- وذكر في (ص/58) حديثاً ثم أعلَّه بالأزرقي.
ونحوه في (ص/61).
- وقال (ص/61 - 62): (الفاكهي وإن كان كالأزرقي في أنه لم يوثِّقه أحدٌ من المتقدِّمين ولا ذكَرَه؛ فقد أثنى عليه الفاسي في ترجمته من العقد الثمين، ونزَّهه من ان يكون مجروحاً، وفضَّل كتابه على كتاب الأزرقي تفضيلاً بالغاً.
ومع هذا فالأخبار التي يتفقان - في الجملة - على روايتها نجدُ الفاسي ومن قبله الطبري يُعنيان غالباً بنقل رواية الأزرقي، ويسكتان عن رواية الفاكهي، أو يشيران إليها إشارة فقط.
وأحسبُ الحامل لهما على ذلك حُسنُ سياق الأزرقي.
وقد قيل لشعبة رحمه الله: مالكَ لا تحدِّث عن عبدالملك بن أبي سليمان، وقد كان حسَن الحديث؟
فقال: من حسنها فرَرتُ!
ويريبني من الأزرقي حُسنُ سياقه للحكايات، وإشباعه القول فيها، ومثل ذلك قليلٌ فيما يصحُّ عن الصحابة والتابعين!).
- وبالله تعالى التوفيق، وصلَّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[خالد الفارس]ــــــــ[07 - 03 - 04, 01:06 ص]ـ
فوائد نفيسه جزاكم الله خيراً
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[02 - 10 - 06, 08:58 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(6/207)
التساهل في آثار الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ؟
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[07 - 03 - 04, 04:01 ص]ـ
هل نصَّ أحدٌ من أهل العلم ـ من المتقدمين أو المتأخرين ـ على التساهل في أسانيد الآثار عن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ؟
ـ[الجامع الصغير]ــــــــ[07 - 03 - 04, 04:27 ص]ـ
http://64.246.11.80/~baljurashi.com/vb/showthread.php?s=&threadid=5438&highlight=%C2%CB%C7%D1+%C7%E1%D5%CD%C7%C8%C9
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[07 - 03 - 04, 07:50 ص]ـ
جزيت خيراً أخي الجامع ...
لم أجد جواباً مطابقاً في الرابط ...
ويبقى السؤال، فهل من مفيد؟(6/208)
منهج المتقدمين والمتأخرين عند الشيخ مقبل رحمه الله
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[07 - 03 - 04, 11:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وبعد ..
فقبل أن أذكر كلام الشيخ (مقبل بن هادي الوادعي) ..
أحب أن أنوّه بل أبشّر الإخوة بأني ــ بحمد الله ــ قد جمعت الكثير والكثير من كلام العلماء المعاصرين في هذا المسألة ..
وبعض هذا البحوث أو الدراسات لم تنشر بعد، وسترى النور ــ بعون الله ــ عما قريب ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
1]
س/ هل هناك فرق بين منهج المتقدمين والمتأخرين في تصحيح الأحاديث وتضعيفها مع التفصيل إن كان هناك تفصيل؟
الجواب:
نعم يوجد فرق.
فالمتقدمون أحدهم يعرف المحدث، وما روى عن شيخه، وما روى عن طلبته، ويحفظون كتاب فلان، فإذا حدث بحديث يقولون: هذا ليس بحديث فلان. - إلى أن قال - والمعاصرون لا يعدو أحدهم أن يكون باحثاً أما كتب (العلل) فالمعاصرون لا يتحرون في هذا، وكذلك زيادة الثقة، والشاذ، فربما أخذ أحدهم بظاهر السند ويحكم على الحديث بظاهر السند وقد سبقه المتقدمون وحكموا عليه بأنه حديثٌ معل.
فينبغي أن تعرض كتب الحديث على كتب العلل حتى تعرف أخطاؤهم فإن لهم أخطاء كثيرة بالنسبة إلى العلماء المتقدمين، ولا يُقال: كم ترك الأول للآخر في غلم الحديث!
أروني شخصاً يحفظ مثل ما يحفظ البخاري، أو أحمد بن حنبل، أو تكون له معرفة بعلم الرجال مثل يحيى بن معين، أو له معرفة بالعلل مثل علي بن المديني والدارقطني، بل مثل معشار الواحد من هؤلاء، ففرق كبير بن المتقدمين والمتأخرين.
[2]
س/ إن كان الأئمه قد ضَعّفوا حديثاً بعينه ثم جاء المتأخرون فصححوه، وقد ذكر الأئمة في السابق أن له طريق بعضها ضعيفه وبعضها كذا إلا أن الرجل المتأ خر رد هذه العلة، مرة يرد هذه العلة ومرة يقول: أنا بحثت عن الحديث فوجدت له سنداً لم يطلع عليه الحفاظ الأولون، فماذا تقول؟
ج / سؤال حسن ومهم جداً ـ جزاكم الله خيرا ـ.
والعلماء المتقدمون مُقَدَّمون فى هذا، لأنهم ـ كما قلنا ـ قد عرفوا هذه الطرق.
ومن الأمثلة على هذا: ما جاء أن الحافظ ـ رحمه الله تعالى ـ يقول في حديث المسح على الوجه بعدالدعاء أنه بمجموع طرقة حسن، والأمام أحمد يقول: أنه حديث لا يثبت.
وهكذا إذا حصل من الشيخ ناصر الدين الألباني ـ حفظه الله تعالى ـ هذا نحن نأخذ بقول المتقدمين، ونتوقف في كلام الشيخ ناصر الدين الألباني، فهناك كتب ما وضعت للتصحيح والتوضعيف، وضعت لبيان أحوال الرجال، مثل: ((الكامل)) لابن عدي ((والضعفاء)) للعقيلي، هم وإن تعرضوا للتضعيف فى هذا فهى موضوعة لبيان أحوال الرجال وليست بكتب علل، فنحن الذى تطمئن إليه نفوسنا أننا نأخذ بكلام المتقدمين، لأن الشيخ ناصر الدين الألباني ـ حفظه الله تعالى ـ ما بلغ فى الحديث مبلغ الإمام أحمد بن حنبل، ولا مبلغ البخاري ومن جرى مجراهما. ونحن مانظن أن المتأخرين يعثرون على ما لم يعثر عليه المتقدمون، اللهم إلافى النادر.
القصد أن هذا الحديث إذا ضعفه العلماء المتقدمون الذين هم حفاظ ويعرفون كم لكل حديث طريق، أحسن واحد فى هذا الزمن هو الشيخ ناصر الدين الألباني ـ حفظه الله تعالى ـ وهو يعتبر باحثا ولا يعتبر حافظا، وقد أعطاه الله من البصيرة فى هذا الزمن مالم يعط غيره، حسبه أن يكون الوحيد فى هذا المجال، لكن ما بلغ مبلغ المتقدمين.
[3]
س / إذا قال أحد من أئمة الحديث: إن الحديث معلول. فهل لا بد من أن يبين السبب ويظهره لنا كطلبة علم، أو لا يقبل منه هذا القول، أو يقبل منه من غير بيان؟
الجواب:
أنا وأنت في هذا الأمر ننظر إلى القائل، فإذا قاله أبوحاتم، أو أبوزرعة، أو البخاري، أو أحمد بن حنبل، أو علي بن المديني، ومن جرى مجراهم، نقبل منه هذا القول.
وقد قال أبوزرعة كما في ((علوم الحديث للحاكم)) ص (113) عند جاء إليه رجل وقال: ما الحجة في تعليلكم الحديث؟ قال: الحجة ـ إذا أردت أن تعرف صدقنا من عدمه، أنحن نقول بتثبت أم نقول بمجرد الظن والتخمين؟ ـ أن تسألني عن حديث له علة فأذكر علته، ثم تقصد ابن وارة ـ يعني محمد بن مسلم بن وارة ـ وتسأله عنه ولا تخبره بأنك قد سألتني عنه فيذكر علته، ثم تقصد أبا حاتم فيعلله، ثم تميز كلام كل منا على ذلك الحديث، فإن وجدت بيننا خلاف فاعلم أن كلاً منا تكلم على مراده، وإن وجدت الكلمة متفقة فاعلم حقيقة هذا العلم. ففعل الرجل فاتفقت كلمتهم عليه فقال أشهد أن هذا العلم إلهام.
وقد قال عبدالرحمن بن مهدي كما في ((العلل)) لابن أبي حاتم (ج1 ص10): إن كلامنا في هذا الفن يعتبر كهانة عند الجهال.
وإذا صدر من حافظ من المتأخرين، حتى من الحافظ ابن حجر ففي النفس شيء، لكننا لا نستطيع أن نخطّئه، وقد مرّ بي حديث في ((بلوغ المرام)) قال الحافظ: إنه معلول. ونظرت في كلام المتقدمين، فما وجدت كلامًا في تصحيح الحديث ولا تضعيفه، ولا وجدت علةً، فتوقفت فيه.
ففهمنا من هذا، أنه إذا قاله العلماء المتقدمون ولم يختلفوا، أخذنا به عن طيبة نفس واقتناع، وإذا قاله حافظ من معاصري الحافظ ابن حجر نتوقف فيه.
¥(6/209)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[07 - 03 - 04, 11:50 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ خليل. ورحم الله الشيخ مقبل رحمة واسعة. ونحن في شوق لقراءة ما جمعته من أقوال العلماء في هذه المسألة المهمة.(6/210)
كيف تضبط راهويه؟
ـ[ماهر]ــــــــ[07 - 03 - 04, 03:22 م]ـ
قال الزركشي في نكته 1/ 129: ((يجوز في (راهويه) فتح الهاء والواو وإسكان الياء، ويجوز ضمّ الهاء وإسكان الواو وفتح الياء، وهذا الثاني هو المختار. وعن الحافظ جمال الدين المزّي أنّه قال: غالب ما عند المحدّثين (فعلويه) – بضم ما قبل الواو – إلاّ (راهويه) فالأغلب فيه عندهم فتح ما قبل الواو)).
وانظر: الأنساب 3/ 37، وسير أعلام النبلاء 11/ 358، وتدريب الراوي 1/ 338.
أمّا معناه فقد قال الزركشي 1/ 131: ((واعلم أن (راهويه) لقب لجده، وسمّي بذلك؛ لأنه ولد في الطريق، والرهو: الطريق، وكان أبوه يكره أن يسمّى به)). وانظر: تهذيب الكمال 1/ 176.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[07 - 03 - 04, 08:16 م]ـ
جزاكم الله تعالى خيرا أخي الذي أحب د ماهر الفحل
نفعنا الله بعلمه
ومن فوائد الشيخ عبد الله السعد حفظه الله تعالى التي في الملتقى، أن السبب في أن المحدثين ينطقون راهويه ونفطويه بخلاف المشهور عند أهل اللغة هو قول النخعي رحمه الله (ويه) تعني الشيطان.
ذكر هذه الفائدة الشيخ زياد العضيلة حفظه المولى
أخوكم ماهر
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[07 - 03 - 04, 09:13 م]ـ
أما شيخنا العلوان فيقول الصواب نطقها (راهوَيْهِ) بفتح الواو وسكون
المثناة من تحت، وكسر الهاء.
ـ[مسدد2]ــــــــ[08 - 03 - 04, 02:54 ص]ـ
سألتُ أحد الشيوخ الاتراك الاكراد ممن يحسنون اللغتين مع الفارسية والعربية، فقال معناها (طريق التفاح) ولم يذكر شيئا عن الشيطان. ولو كنت اعلم قول النخعي رحمه الله لسألته ان كانت ثمة مشاكلة او مشابهة.
وشيخنا ابو غدة رحمه الله كان يثبتها وينطقها على طريقة المحدّثين بضم الهاء، ويحكي الخلاف بينهم وبين اللغويين.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[08 - 03 - 04, 04:32 م]ـ
الحمد لله وحده ...
علمني أبي في الصغر أن سيبويه تعني: رائحة التفاح.
و لم يمر علي في تحقيق ذلك شيء فالله أعلم.
ولقنني بعض المشايخ الأزاهرة ما قاله أخونا أبو بكر إلا أنه قال:
(ويه) من الشيطان , لا أنها تعني الشيطان
فالله أعلم.
ـ[الساجي]ــــــــ[09 - 03 - 04, 07:29 م]ـ
ما ذكره ابو بكر عن السعد ذكره العلامة بكر ابو زيد
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 07 - 04, 07:28 م]ـ
سيب معناه بالفارسية
تفاح
http://www.learnir.com/sub/salamat/
وقد اشتهر في كلامهم
سيب سمرقندي وهذا معروف لدى اهل بخارى وسمرقند
فائدة
أهل سمرقند أو كثير منهم يتحدثون بالفارسية
والله أعلم
راه = طريق
راهويه لأنه ولد في الطريق
ومنه راستا أو نحو من ذلك في الأردية ومعناه طريق
والله أعلم
ولذا كره بعض السلف اطلاق ابن راهويه على اسحاق بن ابراهيم الحنظلي لانه كان يكره ذلك وقد كان الامام أحمد يتجنب قول ابن راهويه
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 07 - 04, 08:14 م]ـ
تصحيح خطأ غير مقصود
سيب كلمة فارسية
سيب = تفاح باللغة العربية
ـ[أبو حسن المسلم]ــــــــ[15 - 07 - 04, 03:21 ص]ـ
سمعت الشيخ عبد الكريم الخضير في شريط يرجح النطق بفتح الواو
وذكر الشيخ أن من المحدثين من لا ينطقها كذلك لمعنى -نسيته- لكلمة ويه بفتح الواو، وذكر الشيخ أن هذا المعنى لا يثبت، فيترجح النطق بفتح الواو لأنه رأي أهل اللغة والشأن شأنهم حيث لم يثبت ما ذكر من معنى لكلمة ويه (بفتح الواو).(6/211)
حول قول الشيخ الحويني ما هكذا تعلل الأخبار يا ابن المديني
ـ[البخاري]ــــــــ[08 - 03 - 04, 10:38 م]ـ
ما هكذا يكون النقد يا أبا إسحاق!
هذه المقولة نظير ما قاله الشيخ أبو إسحاق الحويني، في حق ابن المديني في رسالته نقد المغني عن الحفظ والكتاب -فيما أذكر- مستدركاً على ابن المديني: ما هكذا تعلل الأخبار يا ابن المديني!
لا يقعن في روع أحد أنني من المتعصبين لنهج، أو رجال، فإنني لا أعتقد عصمة أحد!
ومن وهم بيِّن وهمه، لا يحل لنا السكوت، وإغضاء الطرف عنه، لأن العلم دين!
لم أشأ تسطير أحرفٍ تبيِّن أحقية المتقدمين بالتقديم، في الحكم والنقد فهم أهل النقْد، وصيارفة المنقود، حتى استوقفتني عبارة، قالها الشيخ أبو إسحاق الحويني في موقعه نقلها عنه أحد تلامذته، وقد سأله عن نهج المتقدمين، ونَهج من يناصرة فقال: (وقد سمعت جوابا للشيخ الحويني - حفظه الله - عن سؤال في هذا الموضوع فقال – ما معناه – أنه يستكثر على الشيخ - يعني الألباني- أن يكون قد أخطأ في 17 حديثا. أما الموقع فالشيخ عنده – جانب الصواب – في مئات الأحاديث – إن لم أقل الألوف -. أما عن أقوالهم في تلاميذ الشيخ أمثال الشيخ الحلبي و الشيخ مشهور – حفظهم الله – فحدث ولا حرج .. )!
الشيخ أبو إسحاق الحويني باحث نقّاد محدِّث جلد، طويل النفس في البحث، يستوعب الطرق جمعاً نقداً على طريقة يراها صواباً وتحقيقاً، بينما هذا النهج يغني عنه أسطر من كلام الدارقطني وابن المديني في عللهم ..
قرأت للشيخ جُلَّ إن لم يكن كلَّ تصانيفة، فرأيته -وفقه الله- يسلك طريق طريق ابن حزم والألباني حذو القذة بالقذة، فهو لا يكاد يخالف الألباني في شيء من قوله، ولا أدل عليه قوله السابق: (أنه يستكثر على الشيخ أن يكون قد أخطأ في 17 حديثا)!
وأين الأحاديث التي خالف فيها االشيخ الألباني الأئمة المتقدمين التي تربو على المئات!
ءألحق معه فيها وهم أخطأوا!!
ما هكذا تعلل الأخبار يا أبا إسحاق!!
إنني أعجب من رجل علم، يبلغ من البحث ما بلغه الشيخ أبو إسحاق، ثم لا تلوح له بوارق التحقيق في دقة الأئمة الأوائل، وتقدمهم على من جاء بعدهم!
أيُستكثر على الشيخ الألباني الخطأ في 17 حديثاً، ولا يستكثر هذا على أحمد وابن معين والدارقطني والنسائي والترمذي!
وقولك هذا أيها الشيخ المحقق (أقرب إلى الرجم بالغيب منه إلى التحقيق العلمي)!
(ما بين القوسين قاله أبو إسحاق في حق شيخ الإسلام في كتابه نهي الصحبة ص 34)
وهو تعلُّق متداع، سبقه إليه جملة من المقلَّدة للشيخ حمل عليه تعظيم الشيوخ!
انظر نهي الصحبة 35)
وقد أبعدت وربي النجعة في قولك هذا، فللأمة مكانة في النفوس، لكن أن يكون مكثر في التصحيح والتضعيف، وقد صحح نحواً من أربعين ألف حديث - كما قال بعظهم - يخطيء في 17 حديثاً ويكون ذلك مستكثر عليه!
ما هكذا يكون الإنصاف يا أيا إسحاق!
وما الجواب حفظك الله عن مئات الأحاديث التي قوّاها الشيخ الألباني بجميع طرقها ولا سابق له!، بل منها ما اتفق الأئمة الأوائل على تضعيفها!
إن كان ثمة جواب فسيكون (جواب هزيل! بل أوهى من بيت العنكبوت! وأعجب أن يجيب محقق كأبي إسحاق على هذا)
(ما بين القوسين قاله أبو إسحاق في ابن الجوزي في نهي الصحبة 48)!
أما الأئمة المتقدمون فإليهم المآل وإن كثرت الطرق، وسودت الصحف بها، فقولهم لمن تأمله الفصل في الجملة، ومن حاد عنه جانب الصواب، قال شيخنا الشيخ إبراهيم اللاحم: إن المتأمل في مسيرة نقد السنة النبوية منذ عصر الرواية إلى وقتنا الحاضر- لابد أن يلاحظ وجود اختلاف في الأحكام النهائية على بعض الأحاديث بين نقاد السنة في عصور الرواية –أي في القرون الثلاثة الأولى- وبين نقاد السنة بعد هذه العصور إلى وقتنا الحاضر،ويلاحظ أيضاً أنه كلما تأخر الزمن بعدت الشقة،واشتد بروز الاختلاف.
فيلاحظ كثرة ما صحح من أحاديث قد حكم عليها الأولون بالنكارة والضعف،وربما صرحوا ببطلانها،أو بكونها موضوعة،وقد يقول المتقدم: هذا الباب –أي هذا الموضوع- لا يثبت،أو لا يصح فيه حديث،فيأتي المتأخر فيقول: بل صح فيه الحديث الفلاني، أو الأحاديث الفلانية.
¥(6/212)
وهكذا يقال في التصحيح، ربما يصحح المتقدم حديثاً فيأبى ذلك المتأخر،وربما-في الحالين-توارد الأولون وتتابعت كلماتهم على شيء،ومع ذلك لا يلتفت المتأخر إلى هذا الإجماع،أو شبه الإجماع.
وليس ما تقدم بالشيء اليسير،بل هو موجود بكثرة بالغة أوجبت أن يثور في نفوس كثير من العلماء والباحثين السؤال التالي: هل هذا الاختلاف سببه اختلاف الاجتهاد في تطبيق قواعد متفق عليها بين الجميع؟ فإذا قال أحمد –مثلاً- هذا الحديث منكر،أو لا يصح،وقال ابن جرير،أو ابن حزم،أو ابن القطان،أو النووي،أو السيوطي، أو أحد المشايخ المعاصرين: بل هو حديث صحيح،أو في غاية الصحة- فسبب ذلك راجع إلى اختلاف اجتهاد الإمامين،في تطبيق قواعد لا يختلفون عليها،وإنما يقع الاختلاف في الاجتهاد في تطبيقها،أو أن سبب الاختلاف هذا في جل الأحاديث التي وقع فيها الاختلاف مبني على اختلافهم في تقرير القواعد والضوابط التي على أساسها تصحح الأحاديث وتضعف،فالأول يسير على قواعد،ما لبث أن أغفلت عند المتأخرين، أو هذبت حتى لم يبق فيها روح، وحل محلها قواعد جديدة.
من يجيب بالجواب الأول لا جديد عنده، فالمسألة مسألة اجتهاد، وليس هناك شيء يستحق المناقشة، وباب الاجتهاد لا يصح إغلاقه،وإن دعى إلى ذلك بعضهم، بل قد يكون مع المتأخر-هكذا يقول- زيادة علم.
غير أن نفراً ليس بالقليل عددهم لم يرضوا بالجواب الأول،ويقولون:بل الأمر راجع في حقيقته إلى اختلاف في القواعد،إما عن عمد،كما صرح به بعضهم،فيقول: ذهب المحدثون إلى كذا،والصواب خلافه،وإما عن غير عمد، بحيث يسير على قاعدة يظن أن المتقدم يسير عليها أيضاً.
ويضيف بعض هؤلاء فيقول: على أن جانباً من الموضوع لا يتعلق بالقواعد،إذ هو يتعلق أساساً بشخص الناقد في الوقت الأول،وشخص الناقد في الوقت المتأخر، فالناقد في ذلك الوقت تهيأ له من العوامل النفسية،والمادية ما يجعل أحكامه أقرب إلى الصواب.
والمهم هنا هو ما يتعلق بقضية القواعد التي خالف المتأخر فيها المتقدم،إذ يبرز هؤلاء مجموعة قواعد يقولون إنها هي القواعد الأساس،ويتفرع عنها قواعد أخرى، وهذه القواعد هي:
أولاً: تجزئة حال الراوي.
فالمتقدم قد يكون الراوي عند ثقة في جانب،كبعض شيوخه،أو روايته عن أهل بلد،أو إذا حدث من كتابه،ضعيف في جانب آخر، فيضعف المتقدم ما يرويه في الجانب الذي هو ضعيف.
على حين يميل المتأخر إلى طرد حال الراوي، إما نصاً فيأبى تجزئة حال الراوي،وإما تطبيقاً، كأن يضعف الأولون ما يرويه معمر بن راشد عن ثابت البناني،ويقولون إنها نسخة فيها مناكير،أو ما يرويه عبد العزيز الداروردي عن عبيد الله بن عمر، بينما لا يلتفت المتأخر إلى ذلك،فهذه كتبهم وتحقيقاتهم يصححون أمثال هذين الطريقين،وربما ذكروا أنهما على شرط الشيخين أو أحدهما.
ثانياً: الأصل في الراوي أنه لم يسمع ممن روى عنه، حتى يثبت ذلك بطريق راجح.
هكذا يقرر المتقدم، على حين أن الأصل عند المتأخر أنه متى روى عنه وأمكنه أن يسمع منه فهو متصل،وهو على السماع حتى يثبت خلاف ذلك.
رابعاً: إذا روى الحديث جماعة عن شيخ لهم،وزاد بعضهم زيادة في إسناد الحديث، كوصله أو
رفعه، أو في متن الحديث، فإن المتقدم يسير على قاعدة: النظر في كل زيادة بحسبها.فقد تقوم
القرائن والأدلة على حفظها،وقد تقوم على ضعفها، في حين يسير المتأخر على قاعدة: زيادة الثقة مقبولة. وطرد هذه القاعدة،وتصحيح هذه الزيادات.
خامساً: تعدد الطرق من راو واحد قد يكون سببه اضطرابه أو اضطراب من يروي عنه، ولهذا تدرس بعناية، فقد يكون بعضها صواباً،وبعضها خطأ، وقد يتبين أن كثرة الطرق ترجع إلى طريق واحد، وما يظن أنه شاهد ليس كذلك، لأنه خطأ من بعض الرواة في تسمية الصحابي مثلاً، بل قد يكون ما يظن أنه شاهد هو كاشف لعلة في الحديث الذي يراد الاستشهاد له،على هذا يسير المتقدم،ويخالفه المتأخر،فيجوِّز كثيراً أن الطريقين محفوظان بل قد يذهب إلى عدد من الطرق والأوجه.
¥(6/213)
سادساً: كثرة الطرق قد لا تفيد الحديث شيئاً، هذه قاعدة أساسية عند المتقدم، فبعد دراسته لها يتبين له أنها أخطأ،أو مناكير،وهذه عنده لا يشد بعضها بعضاً،في حين أن المتأخر أضرب عن هذا صفحاً،فمتى توافر عنده إسنادان أو ثلاثة،أو وجد شاهداً رأى أنها اعتضدت ورفعت الحديث إلى درجت القبول.
سابعاً: المتن قد يكشف علة فنية في الإسناد، أو يساعد على تأكيد علة ظاهرة.
هذه قاعدة مهمة يسير عليها الناقد في العصر الأول، فالمتون يعرض بعضها على بعض،وتتخذ وسيلة عند تصادمها على كشف علة في الإسناد خفية، أو ضمها إلى علة قائمة أصلاً في الإسناد فيزداد
الحديث ضعفاً.
في حين يرفع المتأخر شعاراً ينادي فيه بدراسة الأسانيد بمعزل عن المتون، فالمتون يمكن التعامل معها
بعد النظر في الإسناد، وليس قبل، ولهذا كثر عندهم التعرض للجمع بين الأحاديث، وربما التكلف في
ذلك،فتتردد عندهم عبارات: تعدد القصة، الحادثة مختلفة، هذا حديث وذاك حديث، هذا ناسخ للأول ...... الخ.
هذه أبرز المعالم للمنهج الذي يسير عليه المتقدم، ويخالفه فيها المتأخر،وهناك غيرها أيضاً.
ولا بد من الإشارة إلى أن هذه المخالفات ليست مجموعة في كل شخص ممن تأخر،فإن بين المتأخرين بعض الاختلاف في هذه القواعد أيضاً، لكنها موجودة في مجموعهم،وهي السبب الرئيس
للاختلاف في تصحيح الأحاديث وتضعيفها.
هكذا يقرره بعض طلبة العلم،من المنتسيبين لهذا العلم الشريف.
ولا شك أن لكل جواب من الجوابين على السؤال المطروح أنصاره وأعوانه،ويسرناً جداً المشاركة في هذا الموضوع المهم رغبة في الوصول إلى الحقيقة ما أمكن،مع رجائنا بالتزام الأدب العلمي في الحوار والمناقشة.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
قال الشيخ المحدث حاتم الشريف: أما البيان الشافي فهو حري بمصنف كامل، وهو ما قمت به بفضل الله ومنته، من نحو ثلاث سنوات 0 وإنما أخرت طباعته ونشره استكمالا لبعض الجوانب غير الأساسية المتعلقة بالموضوع، فعسى أن ييسر الله تعالى نشره قريبا (بإذنه عز وجل) 0
لكني سوف أذكر بعض الأمور التي تجلى وجه الحق في هذه المسألة:
أولاً: لايتردد أحد ممن له علاقة بعلم الحديث أن أئمة النقد في القرن الثالث والرابع، من أمثال ابن معين وابن المديني وأحمد والبخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وأبي حاتم وأبي زرعة وابن خزيمة والعقيلي وابن أبي حاتم وابن عدي وابن حبان والدارقطني وأمثالهم = أنهم أعلم (بمراتب كثيرة) من المتأخرين من أمثال الذهبي وابن حجر والسخاوي والسيوطي فمن جاء بعدهم إلى المعاصرين 0
ثانياً: لايشك أحد ممن له علاقة بعلم الحديث وبعلمائه وتراجمهم وأخبارهم أن أئمة الحديث ممن سبق ذكر أعيانهم أسلم الناس قلبا (وفكرا) من العلوم الدخيلة على العلوم الإسلامية التي أثرت فيها تأثيرا سيئا، كعلم المنطق ووليده علم الكلام، وأنهم في هذا الأمر ليسوا كعامة المتأخرين ممن تأثروا بتلك العلوم: بطريق مباشر أو غير مباشر (كما بينت ذلك في المنهج المقترح) 0
ثالثاً: لايخفى على أحد أن علم الحديث كان خلال القرون الأولى حيا بين أهله؛ لأنهم هم الذين سايروا مراحل نموه وتطوره، وواجهوا الأخطار التي أحدقت به بما يدفعها، وهم الذين وضعوا قواعده وأتموا بناءه، حتى اكتمل 0 وأنه بعد ذلك ابتدأ في التناقص، حتى وصل الى درجة الغربة (كما صرح بذلك ابن الصلاح ت 643ه) 0ولذلك غمضت على المتأخرين كثير من معالمه، وخفيت عليهم معاني بعض مصطلحاته، وصاروا يصرحون في مواطن كثيرة (بلسان الحال والمقال) أنهم مفتقرون الى الإستقراء والدراسة لأقوال المتقدمين ومناهجهم لاستيضاح معالم علم الحديث ومعاني مصطلحاته التي كانت حية واضحة المعالم عند المتقدمين (كما سبق) 0
ولذلك كنت قد وصفت المتقدمين في كتابي (المنهج المقترح) ب (أهل الإصطلاح)، ووصفت المتأخرين بأنهم (ليسوا من أهل الإصطلاح)؛ لأنهم (أعني المتأخرين) مترجمون لمعاني مصطلحات المتقدمين،
ومستنبطون لمعالم علمهم: أصولا وفروعا، وليس لهم دور آخر سوى ذلك، إلا أن يحفظوا لنا الأوعية التي تركها المتقدمون (وهي الكتب) 0
¥(6/214)
وبذلك يظهر لنا الفرق الكبير بين الفريقين، إنه كالفرق بين: من كان من أهل الإحتجاج بلغته من العرب (فهم أهل اللغة)، ومن جاء بعد انقراض هؤلاء ممن صنف كتب اللغة 0 بل من جاء بعدهم بزمن، بعد أن أفسد علم المنطق من علوم اللغة ما أفسده في العلوم الأخرى، وبعد أن ضعف العلم باللغة كما ضعفت العلوم الأخرى!!!
وإذا كان الأمر بالنسبة للمتقدمين والمتأخرين على ما سبق شرحه، فهل يشك أحد أن هناك فرقا بين المتقدمين والمتأخرين؟!!!
وإني لأسأل: إذا تكلم في علم من العلوم رجلان، أحدهما: أعلم به، بل هو من مبدعيه وواضعيه 0 وثانيهما: أقل علما به بمراتب، بل قصارى شأنه أن يفهم كلام الأول ويستوضح منهجه = أيهما سيكون أولى بمعرفة الحق في مسائله؟ ومن منهما سيكون قوله أصوب وأسد 0
وبصراحة أكثر: إذا صحح أحد المتأخرين حديثا، لن يؤثر على تسديد حكمه أنه:
1 ــ أقل علما من المتقدمين.
2 ــ وأنه قد تأثر فكره وعقله بمناهج غريبة عن علم الحديث.
3 ــ وأنه ما زال مفتقرا لفهم واستيضاح بعض معالم علم الحديث 00؟!!
وإذا قرر أحد المتأخرين قاعدة من قواعد نقد الحديث في القبول والرد، أو أصل أصلا في إنزال الرواة منازلهم جرحا أو تعديلا، ثم وجدنا أن تلك القاعدة أو ذلك الأصل يخالف ولا يطابق التقعيد الواضح أو المنهج اللائح من أقوال أو تصرفات الأئمة المتقدمين = فمن سيتردد أن المرجع هم أهل الاصطلاح وبناة العلم (وهم المتقدمون)؟!!! إني – بحق – لا أعرف أحدا يخالف في ذلك؛ لأني لا أتصور طالب علم يخفى عليه مأخذه!
أما قول من يقول: إن المتأخرين من علماء الحديث (كالذهبي والعراقي وابن حجر والسخاوي والسيوطي) أعرف الناس بمنهج المتقدمين في قواعد الحديث , وأنهم نصروا مذهبهم = فإني أقول له:
أولاً: فإذا اختلف المتأخرون (وما أكثر ما اختلفوا فيه: من تعريف الحديث الصحيح 000إلى المدبج ومعناه) = فمن هو الحكم؟ وإلى ماذا المرجع؟ أو ليس هو تطبيقات المتقدمين وأحكامهم وأقوالهم؟
أم أن هذا القائل لتلك المقالة يريد منا أن نقفل باب الاستقراء والدراسة لأقول الأئمة المتقدمين؟!!!
ما أشبه الليلة بالبارحة! كنا – معشر أتباع الدليل – نذكر الأدلة لمقلدة المذاهب، ونعجب بل نستنكر قول المقلدين المتعصبين: إن إمامنا أعرف بهذه الأدلة منكم، وكل من خالف قول إمامنا إما مؤول أو منسوخ!! ثم أرى بعض أتباع الدليل يرجعون إلى مثل هذا القول!!!
فإن كان ذلك القائل لايريد منا إقفال باب الاستقراء والدراسة لأقوال الأئمة المتقدمين، بل هو مؤيد لهذا المنهج = فما الذي يستنكره على دعاة هذا المنهج؟! وأخشى ما أخشاه أنه بذلك يؤصل (من حيث يشعر أو لم يشعر) منهج التقليد الأعمى، وينسف أصل السلفية العظيم، وهو الرجوع الى الدليل الصحيح،وهذا ما نراه في بحوث ودراسات كثير من المعاصرين من المخالفين لنا في منهج دراسة علوم الحديث 0 فأصبحنا ضحكة لأهل البدع: نجتهد في الفروع الفقهية، ونقلد في علوم الحديث!! ونرضى أن نعد أخطاء العلماء العقدية، ونستشنع أن يخطأ أحد منهم في تفسير مصطلح من المصطلحات!!!
فإنا لله وإنا اليه راجعون 0
ثانياً: أضف الى ذلك كله في الرد على تلك المقالة: أن المتأخرين الذين تصدوا إلى علم الحديث تأليفا وبيانا لقواعده وشرحا لمصطلحاته قد أخطئوا في بعض ما قرروه، وهذا يعترف به المخالف قبل المؤالف0
وبجمع بعض تلك الأخطاء بعضها الى بعض، وبعد دراستها لمعرفة سبب وقوع ذلك العالم فيها 0 ولمعرفة ما اذا كانت مجرد خطأ جزئي أم أنها خطأ منهجي = تبين أن بعض تلك الأخطاء سببها خطأ منهجي، أي في طريقة دراسة ذلك العالم لتلك المسائل ومنهجه في تناولها 0 وهذا ما أثبته بوضوح كامل في كتابي (المنهج المقترح)، وبينت دواعيه التاريخية والعلمية والعقدية والفكرية، واستدللت له بأدلة واقعية من أخطاء بعض العلماء 0
وذلك الخطأ المنهجي في دراسة المصطلح لدى المتأخرين لم يتناول كل دراستهم، ولذلك أصابوا في كثير من مباحث علم الحديث، لما طبقوا المنهج الصواب، الذي لاندعوا – اليوم – إلا اليه 0
لكن ظهور ذلك المنهج الخطأ لدى بعض العلماء المتأخرين كان أثره واتساع دائرة تطبيقه تدريجيا، إلى العصر الحديث 0 فكان (المنهج المقترح) أول كتاب يبين بجلاء أن خطا المتأخرين في علوم الحديث ىليس دائما خطأ جزئيا كغيره من الأخطاء التي يمكن استدراكها بسهولة، ولا يكون له خطورة على العلم ذاته0 بل إن بعض تلك الأخطاء نتجت عن خطأ منهجي خطير، قائم (في وجهه اللسافر) على مشاحة أهل الاصطلاح اصطلاحهم، وعلى مناقضة أصحاب التقعيد تقعيدهم!! وكان (المنهج المقترح) بعد ذلك أول كتاب أيضا يبين معالم المنهج الصحيح لفهم المصطلح، بوضع خطوات واضحة له0
وفي الختام:
فإني أنصح كل من فاته أجر وشرف السبق إلى إحياء منهج المتقدمين، أن يبادر إلى مسايرة ركب هذا المنهج، الذي يزداد أتباعه يوما بعد يوم (بحمد الله تعالى) 0 ولا تقعدن بك (أخي) حظوظ النفس (من الحسد والكبر) عن فضيلة الرجوع الى الحق، فهذا لن يزيدك إلا كمدا وغما وإثما بزيادة ظهور الحق وأهله؛ فإن الحق يغلب ولا يغلب، وإن بدت للباطل دولة، فغلبة البرهان لاتكون إلا للحق في كل زمان
¥(6/215)
ـ[الذهبي]ــــــــ[10 - 03 - 04, 04:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ المكرم: البخاري حفظه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منذ قرابة عام اجتمعت مع الشيخ أبي إسحاق الحويني أنا وبعض طلاب العلم في جلسة خاصة جدًا، وذكر الشيخ في ضمن ما ذكر أنه تراجع عن بعض ما كان يتبناه من مسائل خاصة بعلم الحديث، ومن هذه المسائل تعقبه على بعض الأئمة المتقدمين، ثم ذكر أنه آسف جدًا من المقولة التي قالها في شأن ابن المديني: ((ما هكذا تعلل الأخبار يا ابن المديني)).
ثم ذكر الشيخ أنه يتمنى أن يجد بعض الوقت كي يتحذف من مصنفاته مما تراجع عنه.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[10 - 03 - 04, 06:26 ص]ـ
الأخ الذهبي ... وفقه الله وبارك فيه
قال الاخ البخاري: " قالها الشيخ أبو إسحاق الحويني في موقعه نقلها عنه أحد تلامذته ... " الخ.
كون هذا الكلام موجوداً في موقع الشيخ فلا بد من تنبيهه عليه، حتى يأمر بحذفه أو بيان تراجعه عنه.
هذا لو ثبت تراجعه ذلك في (كل ما تقدم) بيانه من كلام الأخ البخاري.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[10 - 03 - 04, 08:48 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
المتابع لأشرطة الشيخ أبي إسحق حفظه الله يتيقن مما قاله الشيخ المفضال الذهبي
فإن الشيخ أبا إسحق يزداد كل يوم - قربا - من الأئمة المتقدمين , وبعدا عن تساهل المعاصرين.
وقد لاحظ ذلك أيضا الشيخ محمد عمرو عبداللطيف كما أخبرني.
ـ[أبو هريره المصرى]ــــــــ[10 - 03 - 04, 12:07 م]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً
الأخ البخارى حفظه الله و بارك الله فيه كن ناقداً و لكن لا تكن قاسياً
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[10 - 03 - 04, 01:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخونا البخاري النقل الذي نقلته عن بعض طلبة الشيخ والذي نقله بدوره عن الشيخ وهو ((وقد سمعت جوابا للشيخ الحويني - حفظه الله - عن سؤال في هذا الموضوع فقال – ما معناه – أنه يستكثر على الشيخ - يعني الألباني- أن يكون قد أخطأ في 17 حديثا.))
هو نقل مبتور محرف وأنا لا أقصدك بهذا التحريف ولكن التسرع والقسوة في رمي أهل العلم
على أي حال أصل كلام الشيخ كما سمعته منه في أحد أشرطته:
هو سؤال سأله بعض الطلبة عن كتاب النظرات في السلسلة الصحيحة للشيخ العدوي حفظه الله ورفيقه ...
فاجاب الشيخ أبو إسحاق: (بأنهما تعقبا الشيخ في أول مئة حديث في الصحيحة بأن فيهما سبعة عشر حديثاً ضعيفاً وقال هذا كثير جداً على الشيخ ولو حتى في كل ألف حديث)
هذا أصل الكلام فنقله ناقل عن ناقل فصار أعجمياً
والشيخ أبو إسحاق نفسه يخالفه شيخه الألباني كما يخالف أهل العلم بعضهم بعضاً.
والله المستعان
أما عن هجومك الشديد على الشيخ فعند الله تجتمع الخصوم ...
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[10 - 03 - 04, 02:13 م]ـ
جزاك الله خيرا يا حنبلي فقد سمعت هذا الشريط الذي أشرت اليه آنفا في كلامك , و اسمه (أسئلة حولتخريج الأحاديث) و قد أصدرته شركة شور للانتاج الاسلامي و التوزيع بمصر , و لك عندي أخي _قبل كل شيء_ البخاري كلمة:
اللهم احفظ لنا أخانا البخاري و اجعله كالبخاري , ألا تعلم أن الحويني الآن من رؤسنا , ألا تعلم أن رؤسنا قلة الآن بعد موت الآكابر أمثال ابن باز و ابن عثيمين و الألباني , رحم الله الجميع , ألا تعلم أنك تستطيع أن ترد كل مخطيء و ان كان من العلماء , و لكن بمنهج تربوي قبل المنهج العلمي , ألا تعلم أن ابن حجر ترك التعقب على شيخه لأنه شق عليه هذا التعقب ,ألا تعلم أننا نحب للاسلام ما تحب , و أن الحق أحق أن يتبع , ألا تعلم أن ترك الاعتراض على الأكابر محمود , و عدم تركه يورث الصدود , ألا تعلم أنك تستطيع أن ترد على من شئت و لكن بعد حذف م لعلك علمت من تجاوز الحدود
اللهم اهد قلب أخي و زده علما بعد قراءة كلماتي هذه من حبيبه في الله .......
ـ[عبدالله الحسني]ــــــــ[11 - 03 - 04, 05:02 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو وكيع الغمري
ألا تعلم أن الحويني الآن من رؤسنا , ألا تعلم أن رؤسنا قلة الآن بعد موت الآكابر أمثال ابن باز و ابن عثيمين و الألباني , رحم الله الجميع , ألا تعلم أنك تستطيع أن ترد كل مخطيء و ان كان من العلماء , و لكن بمنهج تربوي قبل المنهج العلمي , ألا تعلم أن ابن حجر ترك التعقب على شيخه لأنه شق عليه هذا التعقب ,ألا تعلم أننا نحب للاسلام ما تحب , و أن الحق أحق أن يتبع , ألا تعلم أن ترك الاعتراض على الأكابر محمود , و عدم تركه يورث الصدود , ألا تعلم أنك تستطيع أن ترد على من شئت و لكن بعد حذف م لعلك علمت من تجاوز الحدود
اللهم اهد قلب أخي و زده علما بعد قراءة كلماتي هذه من حبيبه في الله .......
كلام جيد للغاية شكر الله لك أبا وكيع.
سؤالان للأخ البخاري:
1 - لماذا يقرأ كل كتب الشيخ، أو جلها، وهو يرى أنه بهذه المثابة من البعد عن المنهج الذي ارتضاه!؟
2 - ما الفائدة من الموضوع؟ أنت كتبت كلاما طويلا جدا، لكن ماذا تريد منه؟ أرجو إن تكرمت وضع ذلك في نقاط باختصار حتى لا تذهب بنا الأفكار شرقا وغربا والكاتب بيننا.
¥(6/216)
ـ[الورّاق]ــــــــ[11 - 03 - 04, 07:01 ص]ـ
أيها الطلاب النبلاء:
لاينبغي لطالب العلم أن يكون إلى هذه الدرجة من الحساسية المفرطة من النقد!! وما قاله أخونا البخاري لم يجاوز فيه حدود الأدب! وما من إلا راد ومردود عليه! إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم!
ولنجعل هذا المنتدى ميداناً للتمرين على النقد الهادف، وليس في الأمر مذمة ولو كان المنقود عالماً أو رمزاً أ, نحو ذلك.
ولا يسوغ أبداً أن نلف حول مشايخنا هالة من القداسة! بل ينبغي أن نسمعهم صوت الناقد حتى تألفه نفوسهم، وتتعود عليه، وبالتالي فنعينهم على أنفسهم من حيث لايشعرون.
ودمتم في رعاية الله
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[11 - 03 - 04, 10:34 ص]ـ
كلام الأخ الوراق في غاية الدقة و الوصف
ـــــــ
و أنا شخصيا في كثير من الأحيان لا أستطيع إخراج حقيقة ما بداخلي كتابة خشية من تلك الحساسية التي يحمل عليها الكلام و التي تحدث الوراق عنها،،،
و كما يقول الوراق .. لماذا نحيط المشايخ بهذه الهالة التي تحجب كثيرا من الحق؟!!
ماذا لو قلت لكم: أنا أعتقد أن الحويني لا يحسن الكلام في الفقه البتة و لا في الأصول؟
ماذا لو قلت لكم ... إنني إن سمعته يتكلم في الفقه أو الأصول أتمنى أني ما سمعته و أتمنى لو عرف قدر نفسه؟
هل إذا قوبلت بهذه الحساسية نكون قد غيرنا مما أعتقد شيئا؟
لا والله .. و من سمع الحويني و هو يتكلم فيما ذكرت و كان منصفا فسيجد ما أقول ...
ـــــــــــــــــــــــ
و هل هذا ينزل عندي من مكانة الشيخ؟
لا والله
بل يكفينا وقفته للحق في بلاد كمصر الآن و التي لا يخفى على أخ مصري ما يجري فيها لمن يتكلم باسم الدين .... و أنا والله لو رأيته لأسرعت و قبلت قدمه قبل يده و لحملت له نعله أتشرف بذلك، و لا يمنعني ذلك من أن أوجه له نصيحة أو نقد في نفس المجلس
ــــــــــــــ
فالمطلوب / الحق حق .. و النقد نقد .. و ما قبلتموه يا أهل الحديث في عرض أبي حنيفة فاقبلوا عشر معشاره في عرض الحويني الذي لا يبلغ عشر عشر عشر عشر عشر معشار أبي حنيفة
ـ[المؤمّل]ــــــــ[11 - 03 - 04, 11:23 ص]ـ
أحسن الله إليكم.
كذلك يجب أن تذهب هذه الحساسية عن البعض عندما يعترض أحد على شيخ يعز عليه أن ينتقده أحد في تصحيح حديث أو تضعيفه و أن لا يسطر الصفحات ويشعب الاستدلالات حتى يوافق قوله أو يسكت خصمه.
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[11 - 03 - 04, 07:32 م]ـ
يا اخوة اسمعوني جيدا
يبدو لي أن الوراق حفظه قد أصاب الحق
و لكن و الله هي نصيحة لي قبلكم
اسمعوها مشكورين
1_ من السياسة الشرعية في عصرنا الحالي: (ألا نفرد ردودا على علمائنا الذين يمثلون أهل السنة في عصرنا)
2_ و الله أنا لا ألومك على ردك قط , و ينبغي أن تستيقن هذا من أخيك , فأنا و اخواني جميعا من طلبة العلم ما نطلبه _ أي العلم _ الا لنحق الحق و نبطل الباطل , و الله أعلم بنوايانا جميعا. فكيف لو قلت مثلا _ و الكلام للبخاري _: (هناك قولا ما في المسألة الفلانية و هو كذا و هو خطأ في نفس الوقت من الوجوه الآتية .... ) , فما رأيك يا أخي في مثل هذا التعريض بالكلام؟ , فبهذه الطريقة الحسنة , عرفتنا الحق , و أبطلت لنا قولا , و نحن قبلنا منك كلامك المنهجي المستقيم , و هكذا أخي ...
3_ أخيرا هناك معلومة أريد أن أهمس بها في أذنك: (لقد رأيت الشيخ الحويني حفظه الله بعيني _ و الله على ما أقول شهيد _ و قد سئل عن فتوى الشيخ الألباني في مسألة الذهب المحلق , فأجاب الشيخ متعنا الله به: أنا لا أتبنا أي قول للشيخ _ يقصد الألباني _ في هذه المسألة) , علمت يا أخي منهج الشيخ , و هو منهج مشايخنا ابن باز و ابن عثيمين و الألباني و غيرهم , و منهجهم و الحمد لله هو احقاق الحق , و لكن في موضعه المناسب و بطريقة مناسبة , طيب الله ثراهم.
أخيرا اخواني جميعا بما فيهم البخاري و الوراق أعذروا أخا لكم أطال للفائدة ان شاء الله
بلغني الله و اياكم جناته بدون عثرات في طريقها , والله المستعان و عليه التكلان
سبحانك الله و بحمدك أشهد ألا اله الا أنت أستغفرك و أتوب اليك .....
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[11 - 03 - 04, 07:46 م]ـ
الحمد لله وحده ...
قال أخي:
(ولا يسوغ أبداً أن نلف حول مشايخنا هالة من القداسة! بل ينبغي أن نسمعهم صوت الناقد حتى تألفه نفوسهم، وتتعود عليه، وبالتالي فنعينهم على أنفسهم من حيث لايشعرون)
أقول:
لا والله بل ينبغي أن نحيط أشياخنا بهالة من القداسة , ولا يعني هذا ألا نسمعهم صوت الناقد
ولكن مع حفظ هذه القداسة لهم
هذا ما أدين الله به , و هو عندي من الأصول التي لا محيد عنها
فأنا شخصيا بدون مشايخي لا أساوي فلسا
ولا يعني هذا أنني ورائهم موافقا لهم حذو القذة بالقذة!
أو أنني أخشى أن أنتقدهم أو أخالفهم
فعلى كل واحد من بني آدم أن يعرف قدره جيدا , وبناء عليه فلتكن ردود أفعاله تجاه الآخرين , إما أن ينتقده مع التشديد , أو مع موفور الأدب وكمال اللطف
والله يرعاكم.
¥(6/217)
ـ[عبدالله الحسني]ــــــــ[11 - 03 - 04, 09:36 م]ـ
كلام الأخ محمد رشيد جيد لكن!
هل يكون في الجميع أو فيمن لا نوافقه!
بمعنى لو قلتُ: إن الشيخ عبد الله السعد لايحسن شيئا في النحو، أو الأصول وهذا حق ... لكنه إمام في الحديث هل يقبل هذا البخاري .. وبقية الأخوة من محبيه ..
المهم ألا تكون صراحتنا محدودة وتقعيدنا مع مخالفينا في بعض المناهج فقط ..
فالحق أحق أن يتبع.
ـ[ابو عبد الرحمن الغانم]ــــــــ[11 - 03 - 04, 10:22 م]ـ
من وجهة نظري أن من ينسب نفسه للمتقدمين وكأن غيره بخلاف ذلك ليس لهم هم إلا تتبع المخالفين فلم نجد لهم شيئا من تراث الأمة أحيوه مقارنة مع من يزعمون بأنهم من المتساهلين.
أيها الإخوة أليس الأئمة الأربعة وأئمة الفقه من أمثال عطاء والليث والأوزاعي وغيرهم هم سادة الفقه ومع ذلك نجد من يخالف جمهورهم لدليل رضيه بحق ولا يعاب ذلك.
فمثله ما يزعم بأنه منهج للمتقدمين فلا أظن أحدا ممن يزعم بأنه متساهل قد خالف إجماعا على تضعيف.
فلماذا تتبع الخلاف بأسلوب يزيد الجفاء ويوغر الصدور.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[11 - 03 - 04, 11:21 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الذهبي
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ المكرم: البخاري حفظه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منذ قرابة عام اجتمعت مع الشيخ أبي إسحاق الحويني أنا وبعض طلاب العلم في جلسة خاصة جدًا، وذكر الشيخ في ضمن ما ذكر أنه تراجع عن بعض ما كان يتبناه من مسائل خاصة بعلم الحديث، ومن هذه المسائل تعقبه على بعض الأئمة المتقدمين، ثم ذكر أنه آسف جدًا من المقولة التي قالها في شأن ابن المديني: ((ما هكذا تعلل الأخبار يا ابن المديني)).
ثم ذكر الشيخ أنه يتمنى أن يجد بعض الوقت كي يتحذف من مصنفاته مما تراجع عنه.
كلام مهم من الشيخ الذهبي ..
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[12 - 03 - 04, 08:02 م]ـ
نعم أخي عبد الله
هذا يكون في الجميع، و كثير من أساتذتي في الجامعة و الذين هم متمكنون في الأصول مثلا و الذين أجلهم جدا، أقول: هم لا يدرون شيئا في علم الحديث، و إذا تكلم أحد منهم في علم الحديث تمنيت لو سكت لأني حينها أرى السخرية في أعين كثير من الطلبة الجلوس الذين لهم لا أقول باع ـ بل اطلاع ـ في الحديث،،،
ـــــــ
و أسأل الله تعالى أن يوفقكم لما يحب و يرضى ... آمين
ـ[العدوي]ــــــــ[12 - 03 - 04, 09:36 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء أخي البخاري فقد أثلجت صدورنا ببيان المتعدين على الأئمة المتقدمين، وإني لأعجب للإخوة الذين يجعلون الشيخ في مقام المعصومين لمجرد أنهم يعتقدون فيه الرئاسة ويتعصبون له، وينتصرون له ضد من؟! ضد أئمتنا الذين حفظوا لنا الدين فالله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وأنا أظن أن الشيخ نفسه يرفض هذا التعصب ضد الحق، لأنا نعلم أنه محب للحق، والحق أحق أن يتبع، ينبغي أن تكون صدورنا رحبة تتقبل الحق أيًّا كان قائله، وأيًّا كان المخطأ، كيف لا وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم - فيما علقه البخاري، ووصله الحافظ من طرق صحيحة في التغليق - لأبي هريرة عندما أخبره الشيطان بأن من تلا آية الكرسي لا يقربه شيطان: صدقك وهو كذوب، فصدق النبي صلى الله عليه وسلم قولة الحق التي قالها الشيطان، فكيف بمن يأتي بكلام أئمة العلم الذين حفظ الله بهم ديننا فلولا الإسناد لقال من شاء ما شاء، وملاحظة أخيرة: لماذا لم يحذف الشيخ هذا الكلام من موقعه، إذا كان قد رجع عنه؟!، وهناك ملمح آخر في كلام أخي الأزهري فقد قال كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته، فقد صرح بأنه يدين الله تعالى بأن يحيط أشياخه بهالة من القداسة لا حول ولا قوة إلا بالله، ألا من مؤمن موحد يرد هذه القولة الشنعاء، ألا تعلم أخي أن القدوس إنما هي من أسماء الله جلا وعلا وصفاته، أأصبحنا نتشبه بالنصارى واليهود، لقد قلت كلمة شنعاء ترفع البشر إلى مقام الألوهية، تب إلى الله تعالى من كلمتك هذه، فلا تبغي قداسة لأحد من البشر، كيف لا وقد قال صلى الله عليه وسلم: لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، ولكن أنا عبدٌ، فقولوا عبد الله ورسوله، والحمد لله رب العالمين
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[13 - 03 - 04, 05:35 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
أخي العدوي , كلامك فيه مبالغة كله أوله وآخره
¥(6/218)
وقد راجعت الموضوع برمته بحثا عن:
(الإخوة الذين يجعلون الشيخ في مقام المعصومين لمجرد أنهم يعتقدون فيه الرئاسة ويتعصبون له، وينتصرون له ضد من؟! ضد أئمتنا الذين حفظوا لنا الدين)
فلم أجد شيئا من ذلك
فلا جعله أحد في مقام المعصومين , ولا تعصب له أحد , ولا انتصر له أحد ضد أحد
بل عاب من عاب على أخينا تشديد العبارة وفقط
ولو أنك قرأت بتمعن كلام أخينا البخاري , لوجدت غايته أن ينتقد أبا إسحق في أسلوبه مع ابن المديني فقط
فهو لم يبين موضع الإنتقاد
وكان كمال المقالة أن يبين لنا أخونا البخاري - إن استطاع - بالعلم وجه الصواب فيما انتقده أبو إسحق
ثم يتبعه بانتقاد أبي إسحق على أسلوبه الذي لا يليق مع واحد من أئمة المتقدمين , الذين خبروا الحديث والعلل
وأنا أوافقه على مُعتَرَضه كل الموافقه , وألومه على التشديد على الشيخ.
..........................
ثم إنني أخي لم أرفع أحدا إلى مقام العبودية (!)
ولم أدع أن أبا إسحق (قدوس)
فهذا محض تقول
فإن التقديس في اللغة معناه: التنزيه
وكان مقصدي تنزيه مشايخنا الذين علمنا فضلهم , وعلو كعبهم , وجهادهم في طلب العلم , وصبرهم على ما يحدث في بلد كمصر
من اتهامهم بسوء المقصد , ومن الخوض في أعراضهم , أو النيل من مكانتهم التي رفعم الله.
وجدلا أقول: هب أنني أخطأت , ما هكذا يكون التصويب
إذ كلامك متضمن لاتهامات خطيرة , عفا الله عنك
و كان زَعِمِي أن تبين بلطف
حقا لم أكن بحاجة إلى كل هذا التفصيل , فإن آخر كلامي يبين المراد منه
فإني قلت:
(ولا يعني هذا أنني ورائهم موافقا لهم حذو القذة بالقذة!
أو أنني أخشى أن أنتقدهم أو أخالفهم) أهـ
فأين التقديس الذي زَعَمتَهُ , هداني الله وإياك.
...........
وليعلم الجميع أن أبا إسحق ليس شيخي , ولم يجمعني به سوى أربعة أو خمسة مجالس
اثنان منهما في المسجد وسط عموم الناس
لكنني أوقره وأجله , وأحمد له ما يبذله في سبيل الله , وأعده من علماء الحديث الذين يسيرون على المناهج الشائعة في هذه الأعصار المتأخرة.
ولم أدّع قط أنه زُرَّقٌ
والسلام
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[13 - 03 - 04, 05:49 ص]ـ
ألم تقرأ أو تسمع قط:
(فلان قدس الله روحه)؟
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[13 - 03 - 04, 08:59 ص]ـ
قلتُ فوق:
(ثم إنني أخي لم أرفع أحدا إلى مقام العبودية (!))
والصواب
إلى مقام الألوهية.
فلتصحح.
ـ[أبو هريره المصرى]ــــــــ[13 - 03 - 04, 11:40 ص]ـ
الشيخ أبو إسحاق الحوينى مريض (شفاه الله و عافاه) و لم يكمل خطبة الجمعة الأخيرة
نرجو من الإخوة الدعاء له بتمام الصحة و العافية
ـ[خالد الفارس]ــــــــ[13 - 03 - 04, 01:03 م]ـ
نسأل الله أن يشفيه من مرضه
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[14 - 03 - 04, 04:02 ص]ـ
اللهم لا تجعل بأسنا بيننا شديدا
اللهم اغفر للمتقدمين و المتأخرين , أصحاب منهج الصحابة
أيها الاخوة صححوا أخطاء أي انسان في الدنيا
و لكن ألا فلتعلموا:
1 - أولا أن تتحقق من الشيء الذي تريد تصحيحه , هل هو خطأ يريد التصحيح , أم ثابت صحيح لا يحتاج الا العمل به
2 - لا تذكروا أسماء لا سيما أرباب المنهج الصحيح في هذا العصر
و هاكم مثال ...
3 - و الحل كالآتي: ((قول القائل "ما هكذا تعلل الأخبار يا ابن المديني " فهو خطأ لعدة وجوه 1 - 2 - 3 - 4 - 5)) فبذلك أفادنا بالحكم و لم يشوش علينا بذكر اسم لأي شيخ كان.
و هذا مثال ليس الا , مع أني لا أعتقد أن الشيخ تجاوز حد الأدب مع العلماء, فانه لم يفعل ذلك , فما أكثر دعوة الشيخ الى توقير الشيوخ و العلماء , و أرى أنه من يتكلم على شيوخنا بشيء من التنقيص و ان كان يسيرا جدا , فذلك لأنه لم يدم التأدب و الجلوس تحت ركبهم
و هذا ليس اتهام مني لاحد من اخواني , فأنا أجهل الخلق بأقدار العلماء و أحتاج للتربية و التأدب
و الله أعلم
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[14 - 03 - 04, 11:09 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركات ...........
جزاكم الله خيرا جميعا يا إخواني في الله
ولقد استفدنا من نقاشكم واني ارجو ان
يكون في مجال النقاش العلمي البناء
وارجو تخفيف حدة النقاش فكلنا اخوة في
الله، قال تعالى:" اشداء على الكفار رحماء
بينهم "
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[14 - 03 - 04, 05:28 م]ـ
أحسنت يا طالب علوم الحديث
و جزاك الله خيرا
و جزى الله خير الجزاء .. جميع اخواني الذين شاركوا في هذا البحث
و الحمد لله
ـ[العدوي]ــــــــ[17 - 03 - 04, 10:22 ص]ـ
أخي الأزهري حفظك الله تعالى اعلم رحمني الله تعالى وإياك أني لم أتقول عليك لأن كلامك ثابتٌ!!! وأظن أني لم آت بكلام من عند نفسي، والأهم من ذلك أنك تعلم جيدا الفارق بين عبارة " قدس الله روحه " وكلامك أنك تقدس مشايخك، إضافة إلى أن حمل الكلام يجب أن يكون على ظاهره العرفي، ولا يصار إلى معناه اللغوي إلا بقرينة صارفة، كما تعلم أخي الكريم أن الصلاة معناها في اللغة الدعاء مثلا، ولكنها إذا ذكرت لا تحمل على هذا المعنى إلا بقرينة، وكذلك الإيمان مثلا فمعناه في اللغة التصديق فحسب، فلا يصار إلى ذلك المعنى إلا بقرينة صارفة إلى أصل الوضع كما هو مقرر عند علماء البلاغة، وكما قرره المولى العصام في الأطول وغيره الكثير، فأين القرينة الصارفة في كلامك التي تدل على هذا؟!!! بل إن سياق كلامك حفظك الله تعالى يدل على أنك ما قلت هذه الكلمة إلا في سياق التعصب والانتصار للشيخ وحسب - شفاه الله تعالى - وأما إني أتقول عليك فإني أبرأ إلى الله تعالى من ذلك، وأعتذر إليك إن كنت قد فهمت كلامي على هذا النحو، فما أردت إلا النصح ما استطعت، وغفر الله تعالى لي ولك، وأرجو المعذرة مرة أخرى إن كنت قد فهمت كلامي على أنه إساءة فوالله ما ينبغي أن تكون بيننا في النهاية إلا روح المودة والمحبة، ورحمني الله تعالى وإياك وهدانا إلى سواء السبيل وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وسلم
¥(6/219)
ـ[ alhwri] ــــــــ[22 - 03 - 04, 02:03 ص]ـ
السلام عليكم
جزى الله جميع الاخوة المشاركين بالتعقيب خيرا, وليعلم الجميع أن الكثير من الطلبة يشوهون مشائخهم بهذه الصوفية العصرية. وكان يكفى ان يوضح سياق اكلام الذى قال فيه الشيخ الحوينى الجملة وينتهى الكلام عند هذا الحد أماكل هذه الردود فهى أهدار للوقت, وقد تجرن الى مغالاة فى المشايخ نحن فى غنا" عنها كقول أحد الأخوة ..... و أنا والله لو رأيته لأسرعت و قبلت قدمه قبل يده و لحملت له نعله أتشرف بذلك، و لا يمنعني ذلك من أن أوجه له نصيحة أو نقد في نفس المجلس ....
أألى هذا الحد وصلنا, وأعلمو أن أبواسحاق يوجد غيره كثر لم يعرف بهم أحد ربما فاقوه فى العلم والفضل .. وصدق القائل .. كم فى الزوايا من خباياوكم فى الاس بقايا ..
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[22 - 03 - 04, 09:02 ص]ـ
يا أخ هواري
ليس هناك إضاعة للوقت إن شاء الله
و ليس هناك صوفية معاصرة فينا و لله الحمد
بل أحترم مشايخنا أيا كان تخصصهم
و دمتم
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[22 - 03 - 04, 06:38 م]ـ
و ما وجه إيرادك بأن الحويني يوجد غيره كثر؟!!!
هل هذا اعتراف منك بأنه لو لم يوجد غيره كثر لجاز لنا أن نتعامل معه بطريقة صوفية معاصرة؟ .... ابتسامة
أعلم جيدا جدا بأن الحويني يوجد غيره كثر بل و يفوقونه علما و تحقيقا ...
و لكن ما دخل ذلك بإجلالي للشيخ؟
نجله و نجل غيره من أقرانه أو ممن هم دونه أو ممن هم يفوقونه
و أكررها // نعم و ألف نعم،،، أحمل له نعله و أتشرف بذلك،، و أقبل يده،، و رأسه،، و أعمل له خادما أيضا،،
و إن كان ذلك صوفية معاصرة (على الاصطلاح الجديد) الذي لا أدري مع من اصطلحت عليه ـ فلازم الاصطلاح وجود أكثر من وجه ممن يصطلحون ـ ... إن كانت هذه صوفية معاصرة،، فأنا كبير المتصوفة المعاصرين .. و يكون التصوف قد رجع إلى معناه القديم الممدوح
و الحمد لله
ـ[ alhwri] ــــــــ[23 - 03 - 04, 01:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ الكريم محمد رشيد, [وجميع الاخوة المشاركين, أرجو أن يتوقف النقاش عند الدعاء للشيخ بموفور الصحة والعافية, وجزاكم الله خير
والسلام عليكم(6/220)
هل تعرف معنى قول الإمام مسلم: ((لَيْسَ كلُ شيءٍ عندي صَحِيحٌ وضعتُهُ ههنا، إنَّمَا
ـ[ماهر]ــــــــ[10 - 03 - 04, 04:18 ص]ـ
هل تعرف معنى قول الإمام مسلم: ((لَيْسَ كلُ شيءٍ عندي صَحِيحٌ وضعتُهُ ههنا، إنَّمَا وضعتُ مَا أجمعوا عَلَيْهِ))؟
صحيح مسلم 2/ 15 عقيب (404).
حمل ابن الصَّلاح كلام الإمام مسلم هَذَا عَلَى محملين:
الأول: ذكره فِيْ كِتَابه (معرفة أنواع علم الحَدِيْث: 86) وَهُوَ: ((أراد - والله أعلم - أنَّهُ لَمْ يضع فِيْ كِتَابه إلا الأَحَادِيِث الَّتِي وجد عِنْدَهُ فِيهَا شرائط الصَّحِيح المجمع عَلَيْهِ، وإن لَمْ يظهر اجتماعها فِيْ بعضها عَنْد بعضهم)).
والثاني: أنه لم يضع في كتابه ما اختلف فيه الثقات في نفس الحديث متناً أو إسناداً. ولم يرد بكلامه هذا ما كان اختلافهم فيه في توثيق بعض رواته وتضعيفهم. ورجَّحَ ابن الصلاح هذا الاحتمال الثاني. انظر: صيانة صحيح مُسْلِم: 74 – 75.
ولكن ابن الصلاح استدرك فقال: ((ومع هذا فقد اشتمل كتابه على أحاديث اختلفوا في متنها أو إسنادها، وَفِي ذلك ذهول منه عن هذا الشرط أو سبب آخر، وقد استدركت وعلَّلت)).
وقد قيل في معناه أقوال أخر، إذ قال القرطبي في مفهمه: ((مراده إجماع من لقيه من أهل النقل والعلم
بالحديث)). انظر: البحر الذي زخر 2/ 570.
وقال الميانشي: ((يعني – إجماع – أئمة الحديث كمالك، والثوري، وشعبة، وأحمد بن حنبل، وابن مهدي وغيرهم)). ما لا يسع المحدّث جهله 27.
ـ[محمد زهير المحمد]ــــــــ[09 - 10 - 10, 10:09 م]ـ
هناك عبارة ايضا للبلقيني تفيد المقصود بـ: "اجمعوا عليه" وهي: ان المراد اربعة: احمد بن حنبل، وابن معين، وعثمان بن ابي شيبة، وسعيد بن منصور الخراساني".
وقيل: شيوخه،او من لقيه، وذكروا منهم:ابا زرعة. ولكن نحتاج الى تفسير سبب تضعيف ابي زرعة لأحاديث في مسلم. وكذلك تضعيف الامام احمد لأحاديث في صحيح مسلم.(6/221)
حول تلقي الأمة للصحيحين بالقبول
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[11 - 03 - 04, 06:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة مشايخنا في الملتقى
مسألة (تلقي الأمة للصحيحين بالقبول سوى أحرف يسيرة انتقدها الحفاظ رحمهم الله تعالى) مشهورة عند طلاب هذا العلم الشريف، وقد ألفتها أسماعنا منذ بداية قراءة المصطلح، السؤال ما هو مدى صحة هذه المقولة، ومن أول من تكلم بها، وهل يوجد من ناقش هذه المسألة؟
الرجاء من الإخوة الأحباب إثراء هذا الموضوع.
سبب السؤال ثلاثة أمور:
الأول:
هو أني رأيت عند بعض الإخوة ـ وقد وجدت شيئا من هذا في الملتقى المبارك ـ تسرعا عجيبا في تضعيف أحاديث في الصحيحين، وقد عرفت بشكل مباشر من ضعف أحاديث بقواعد خرقاء، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الثاني:
هو سؤال وجه إلى الشيخ الشريف حاتم بن عارف العوني وهو؛
هل صحيح أن الشيخ الألباني وجد أحاديث لا ترقى إلى الصحة في صحيح البخاري؟
وكان جواب الشيخ حفظه الله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد: أقول وبالله التوفيق
نعم .. لقد ضعَّف الشيخ الألباني أحاديث قليلة جداً في صحيح البخاري، ولكن لا يلزم من تضعيف الشيخ لها أن تكون ضعيفة بالفعل، بل قد تكون صحيحة كما ذهب إلى ذلك البخاري من قبل، وقد تكون ضعيفة فعلاً. فتضعيف الشيخ الألباني – عليه رحمة الله- اجتهاد منه، قابل للقبول والرد
لكن العلماء قد نصوا أن أحاديث الصحيحين صحيح البخاري وصحيح مسلم كلها مقبولة، إلا أحاديث يسيرة انتقدها بعض النقاد الكبار، الذين بلغوا رتبة الاجتهاد المطلق في علم الحديث. وأن ما سوى تلك الأحاديث اليسيرة، فهي متلقاة بالقبول عند الأمة جميعها
وبناء على ذلك: فإن الحديث الذي يضعفه الشيخ الألباني في صحيح البخاري له حالتان: الأولى: أن يكون ذلك الحديث الذي ضعفه الألباني قد سبقه إلى تضعيفه إمام مجتهد متقدم، فهذا قد يكون حكم الشيخ الألباني فيه صواباً، وقد يكون خطأ، وأن الصواب مع البخاري
الثانية: أن يكون الحديث الذي ضعفه الألباني لم يسبق إلى تضعيفه، فهذا ما لا يقبل من الشيخ -رحمه الله-؛ لأنه عارض اتفاق الأمة على قبول ذلك الحديث (كما سبق). والله أعلم
والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه
وكلام الشيخ الشريف حفظه الله تعالى هو في هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=16828&highlight=%C3%CD%C7%CF%ED%CB+%D6%DA%ED%DD%C9
الثالث:
قرأت في موضوع الأخ (بو الوليد) حفظه الله تعالى ما يأتي:
قال الأخ (مبارك) في المشاركة رقم (5)
الحديث المرفوع في صحيح مسلم وقد تلقت الأمة هذا الكتاب بالقبول سوى أحرف يسيرة، انتقدها بعض الحفاظ، وأظن أن هذا الحديث ليس منه، والله أعلم
وكان جواب الأخ (بو الوليد) في المشاركة رقم (6)
أقول:
هذا صحيح، ولكن لا يعني هذا ألا يوجد في الصحيح حديث فيه ضعف كما تعلم!! وقولك سوى أحرف يسيرة ليس بمضبوط (وأنا أعلم أنك مسبوق بهذه الكلمة) بل هناك أحاديث كثيرة انتقدها الحفاظ، ولايعني هذا عدم تصحيح ما في الكتاب جملة، فماذا يكون لو كانت الأحاديث المنتقدة تبلغ المائة أو أكثر من الأحاديث والأسانيد؛ في جنب ما لم ينتقد وهو بالآلاف؟!!
فهل أفهم من قولك هذا بأن تفقّد أسانيد مسلم في هذا الوقت من فضول علم الحديث، وليس له فائدة؟؟!!
وموضوع الأخ (بو الوليد) موجود على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3549
ملاحظة:
لا علاقة لما أقول بموضوع الأخ (بو الوليد)، وموضوعه جيد وقد أفدت منه ولله الحمد، وإنما ذكرت هذا من موضوعه إشارة إلى تفاوت الآراء في هذه المسألة لا أكثر.
وجزاكم الله تعالى خيرا
أخوكم ماهر بن عبد الوهاب.
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[13 - 03 - 04, 06:51 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=3148&highlight=%C7%E1%D5%CD%ED%CD%ED%E4+%C8%C7%E1%DE%C8 %E6%E1
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[16 - 03 - 04, 09:22 ص]ـ
الأخ خالد الشايع جزاكم الله خيرا
ـ[ابن سحمان الأثري]ــــــــ[17 - 03 - 04, 04:59 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
¥(6/222)
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله و بعد:
إسمحوا لمتطفل على طلبة الحديث أن يشارك بارك الله فيكم
ذكر ابن الصلاح في مقدمته المعروفة ص 28 أن الأحاديث التي اتفق الشيخان عليها مقطوع بصحتها و العلم اليقيني النظري واقع بها.
و هذا عليه كثير من أهل العلم المحققين
ذكر ابن الصلاح كذلك ص 28 أن معنى (متفق عليه) يعني اتفاق البخاري و مسلم، لا اتفاق الأمة عليه، لكن اتفاق الأمة عليه لازم من ذلك و حاصل معه لاتفاق الأمة على تلقي ما اتفقا عليه بالقبول.
و ذكر الشهرزوري كذلك ص 29 أن ما في البخاري و مسلم مقطوع بصحته سوى أحرف يسيرة تكلم عليها بعض أهل النقد من الحفاظ كالدارقطني.
و قد حكى ابن كثير في اختصاره ص27 الجملة الأخيرة من كلام أبي عثمان و أقره بل جوّده.
و قال أحمد شاكر في الباعث في نفس الموضع: (الحق الذي لا مرية فيه عند أ هل العلم بالحديث من المحققين و ممن اهتدى بهديهم و تبعهم على بصيرة من الأمر: إن أحاديث الصحيحين صحيحة كلها ليس في واحد منها مطعن أو ضعف، و إنما انتقد الدارقطني و غيره من الحفاظ بعض الأحاديث على معنى أن ما انتقدوه لم يبلغ في الصحة الدرجة العليا التي التزمها كل منهما في كتابه، و أما صحة الحديث في نفسه فلم يخالف أحد فيها، فلا يهولنك إرجاف المرجفين و زعم الزاعمين أن في الصحيحين أحاديث غير صحيحة ...... ).
و في كلام أبي الأشبال من المبالغة ما هو معلوم و الناظر في كلام الشيخ على الرواة و نحو ذلك يعلم التساهل عنده رحمه الله.
و قال السيوطي في ألفيته في علوم الحديث:
(وانتقدوا عليهما يسيرا ---------------- فكم ترى نحوهما نصيرا
و ليس في الكتب أصحّ منهما ---------------- بعد القرآن و لهذا قُدِّما).
قال ابن حجر في نكته 13 - قوله (ع): (ما ادعاه من أن ما أخرجه الشيخان مقطوع بصحته قد سبقه إليه أبو الفضل بن طاهر و أبو نصر بن يوسف) أقول: (أراد الشيخ بذكر هذين الرجلين كونهما من أهل الحديث و إلا فقد قدمنا من كلام جماعة من أئمة الأصول موافقته على ذلك و هم قبل ابن الصلاح.
نعم و سبق ابن طاهر إلى القول بذلك جماعة من المحدثين كأبي بكر الجوزقي و أبي عبد الله الحميدي، بل نقله ابن تيمية كما تقدم عن أهل الحديث قاطبة).
و جاء في نزهة النظر للحافظ أن ممن صرح بإفادة ما خرجه الشيخان العلم النظري: الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني و من أئمة الحديث أبو عبد الله الحميدي و أبو الفضل ابن طاهر و غيرهما
و في النكت 14 (ع) تفصيل جيّد بخصوص هذه الأحاديث المنتقدة و هل هي كثيرة أم قليلة و أن هذا الأمر نسبي مع ملاحظة كون المنتقد عليهما يبلغ 210 أحاديث تقريبا و ذكر التصانيف التي تكلمت عن هذه الأحاديث و أقسام هذه الأحاديث فانظره إن شئت.
و قال العسقلاني في نزهته ص 266: (لاتفاق العلماء بعدهما على تلقي كتابيهما بالقبول).
و ذكر القاري في شرح شرح النخبة أن ما اتفق عليه الشيخان قد تلقته كل الأمة إلا ما عُلِّلَ ....
و قال القاسمي في قواعد التحديث ص 87: (صحة الحديث توجب القطع به كما اختاره ابن الصلاح في الصحيحين و جزم بأنه هو القول الصحيح).
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[17 - 03 - 04, 10:59 ص]ـ
جزاك الله خيرا
1* هل من ضعف حديثا في الصحيحين لم يسبقه إليه أحد من النقاد يعتبر خارقا للإجماع.
2* هل المقصود إجماع المحدثين أم أكثر من ذلك.
3* إن أمكن من الإخوة طلبة الشيخ الشريف حاتم العوني حفظه الله تعالى أن يسألوا الشيخ عن المزيد في هذه المسألة.
وجزى الله تعالى خيرا من يمر في هذا الموضوع.
ماهر
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[17 - 03 - 04, 12:03 م]ـ
تحقيق الإجماع على صحة ما أخرجه الشيخان:
¥(6/223)
يزعم بعض المتأخرين إجماع جميع علماء الأمة على صحة ما أخرجه البخاري ومسلم، وهذا فيه نظر. ومثالها قول أبي إسحاق الإسفرائيني (وهو من الأصوليين وليس من المحدّثين): «أهل الصنعة مجمعون على أن الأخبار التي اشتمل عليها الصحيحان مقطوعٌ بصحة أصولها ومتونها». وقد بلغ الشطط بالدهلوي إلى القول في كتابه "حجة الله البالغة" (1\ 283): «أما الصحيحان فقد اتفق المحدثون على أن جميع ما فيهما من المتصل المرفوع صحيح بالقطع، وأنهما متواتران إلى مصنفيهما، وأنه كل من يهون من أمرهما فهو مبتدع متبع غير سبيل المؤمنين». بل أسوء من هذا ما قاله أحمد شاكر في تعليقاته على مختصر علوم الحديث لابن كثير (ص35): «الحق الذي لا مرية فيه عند أهل العلم بالحديث من المحققين، وممن اهتدى بهديهم، وتبعهم على بصيرة من الأمر: أن أحاديث الصحيحين صحيحة كلها (!)، ليس في واحد منها مطعن أو ضعف. وإنما انتقد الدار قطني وغيره من الحفاظ بعض الأحاديث، على معنى أن ما انتقدوه لم يبلغ الدرجة العليا التي التزمها كل واحد منهما في كتابه. وأما صحة الحديث نفسه، فلم يخالف أحد فيها».
أقول وكم من إجماعٍ نقلوه وهو أبطل من الباطل. ولنا أن نذكر مقولة الإمام أحمد: «من ادعى الإجماع فهو كاذب». نعم، أجمعت الأمة على أن جمهور الأحاديث التي في الصحيحين صحيحة. هذا الذي نقله الحفاظ الكبار وتداولوه. فجاء من بعدهم أقوامٌ ما فهموا مقالتهم، فأطلقوا القول وزعموا أن هذا الإجماع شاملٌ لكل حرفٍ أخرجه البخاري ومسلم بلا استثناء. وصاروا يضللون كل من يخالفهم. ولا حول ولا قوة إلا الله.
قال الحافظ أبو عُمْرو بنُ الصَّلاح في مبحثِ الصحيح، في الفائدة السابعة (ص27): « ... ما تفرّد به البخاريُّ أو مسلمٌ مندرجٌ في قَبيلِ ما يُقْطَعُ بصحته، لتلقّي الأمّةِ كل واحدٍِ من كتابيهما بالقبول، على الوجه الذي فصّلناه من حالِهما فيما سبق، سوى أحرفٍ يسيرةٍ تكلّم عليها بعضُ أهلِ النقدِ من الحُفّاظِ كالدارَقَطْني وغيرِه. وهي معروفةٌ عند أهل هذا الشأن». فاستثنى ابن الصلاح بعض الأحاديث من هذا الإجماع. فجاء بعض من بعده فعمّم كلامه وأساء إلى الأئمة. بل أساء إلى نفسه، وما يضر الأئمة أمثاله.
واعلم أن هناك أحاديثاً في الصحيحين ضعفها علماءٌ محدثون كثر. وما حصل إجماعٌ على صحة كل حديثٍ في الصحيحين، لا قبل البخاري ومسلم ولا بعدهما. فممن انتقد بعض تلك الأحاديث: أحمد بن حنبل وعلي بن المديني ويحيى بن معين وأبو داود السجستاني والبخاري نفسه (ضعف حديثاً عند مسلم) وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان وأبو عيسى الترمذي والعقيلي والنسائي وأبو علي النيسابوري وأبو بكر الإسماعيلي وأبو نعيم الأصبهاني وأبو الحسن الدارقطني وابن مندة والبيهقي والعطار والغساني الجياني وأبو الفضل الهروي بن عمار الشهيد وابن الجوزي وابن حزم وابن عبد البر وابن تيمية وابن القيم والألباني وكثير غيرهم. فهل كل هؤلاء العلماء قد مبتدعة متبعين غير سبيل المؤمنين؟!
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[18 - 03 - 04, 10:43 ص]ـ
شيخنا محمد الأمين جزاك الله تعالى خيرا على مرورك في هذا الموضوع، وأسأل الله أن ينفعنا بعلمك، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
قلتم:
أجمعت الأمة على أن جمهور الأحاديث التي في الصحيحين صحيحة. هذا الذي نقله الحفاظ الكبار وتداولوه. فجاء من بعدهم أقوامٌ ما فهموا مقالتهم، فأطلقوا القول وزعموا أن هذا الإجماع شاملٌ لكل حرفٍ أخرجه البخاري ومسلم بلا استثناء. وصاروا يضللون كل من يخالفهم. ولا حول ولا قوة إلا الله.
وقلتم أيضا:
واعلم أن هناك أحاديث في الصحيحين ضعفها علماء محدثون كثر. وما حصل إجماعٌ على صحة كل حديثٍ في الصحيحين، لا قبل البخاري ومسلم ولا بعدهما. فممن انتقد بعض تلك الأحاديث: أحمد بن حنبل وعلي بن المديني ويحيى بن معين وأبو داود السجستاني والبخاري نفسه (ضعف حديثاً عند مسلم) وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان وأبو عيسى الترمذي والعقيلي والنسائي وأبو علي النيسابوري وأبو بكر الإسماعيلي وأبو نعيم الأصبهاني وأبو الحسن الدارقطني وابن مندة والبيهقي والعطار والغساني الجياني وأبو الفضل الهروي بن عمار الشهيد وابن الجوزي وابن حزم وابن عبد البر وابن تيمية وابن القيم والألباني وكثير غيرهم. فهل كل هؤلاء العلماء مبتدعة
¥(6/224)
متبعين غير سبيل المؤمنين؟!
قلت:
شيخنا محمد الأمين، مما لا نزاع فيه استثناء ما انتقده الأئمة الحفاظ، وأما القول بالإجماع على صحتهما جملة وتفصيلا فهذا القول لا يقول به عاقل، ويكفي للرد عليه ذكر أحاديث مشهورة تكلم فيها الحفاظ رحمهم الله
المسألة الهامة:
قلتم يا شيخ إن إجماع الأمة حاصل على صحة جمهور الأحاديث التي في الصحيحين.
وهذا القول يعني بداهة أن الإجماع حاصل على أكثرهما، ثم ذكرتم أمثلة على أعيان من تكلم في بعض أحاديثما بدءا من ابن المديني وانتهاء بالألباني رحم الله الجميع.
أخي الحبيب إن المترقب لهذا المسألة سيجد فيها نقاط هامة:
1* أكثر من ذكر ممن تقدم لا يرد أصل الحديث (أعني المتن)، بل يتكلم في علة يراها في السند، وبما أن عامة أحاديث الصحيحين من المشاهير ففي الغالب (لا أقول دائما) تجد لها طرقا أخرى تحفظها.
2* أكثر من أتى بعدهم علل الأسانيد بعلل واهية، لا يصح أن تسمى عللا، على مقتضى نظر أهل هذا الفن.
3* بعض من أتى بعدهم رد الأحاديث (أعني المتون) بشكل عجيب غريب، ويقال عنه من أهل الحديث.
الذي أود ذكره يا شيخ:
أنت قلت بالإجماع على ما سوى المنتقد، ثم فتحت الباب لقبول كلام من انتقد حتى وصلت إلى الألباني رحمه الله، (أنا لا أقول أنك توافقهم في أقوالهم، إنما سوغت لهم عملهم).
شيخنا محمد الأمين يلزم من قولك السماح بالانتقاد لمن أتى وسيأتي بعد الألباني، ويلزم من هذا السماح لكل من انتقد (وكان معدودا في أهل هذا الفن) حتى ولو وصل عدد الأحاديث المردودة إلى عشر الكتابين، شيخنا إن قلت َ: لا، سأقول هات الدليل في وقوفك عند العُشر، وإن قلت نعم سأقول لك: حتى ولو وصل إلى ربع الكتابين، فإن قلتَ: لا، سأعود لطلب الدليل، وإن قلتَ نعم سأزيد، وقد نصل إلى مرحلة لا يكون في الكتابين إلا القليل من الصحيح على مقتضى نظر هؤلاء.
شيخنا الحبيب نحن لو نظرنا إلى عدد الأحاديث التي تكلم فيها المتقدمون لوجدناها لا تبلغ نصف ما تكلم فيه في هذا العصر، إذن العدد في ازدياد، بمعنى أنه قد يأتي يوم يصل فيه عدد المنتقد ـ لن أقول إلى النصف بل الثلث، فإذا كان الأمر هكذا فأي إجماع يبقى!!!!
أرجو بحث المسألة أكثر من الإخوة المهتمين، ولو ننظر حتى في أصل المسألة.
شيخنا محمد الأمين لا عدمنا الله مشاركتك
جزاكم الله خيرا
أخوكم ماهر بن عبد الوهاب علوش
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[19 - 03 - 04, 09:52 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو بكر بن عبدالوهاب
شيخنا محمد الأمين جزاك الله تعالى خيرا على مرورك في هذا الموضوع، وأسأل الله أن ينفعنا بعلمك، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
...
وقلتم أيضا:
واعلم أن هناك أحاديث في الصحيحين ضعفها علماء محدثون كثر. وما حصل إجماعٌ على صحة كل حديثٍ في الصحيحين، لا قبل البخاري ومسلم ولا بعدهما.
...
الذي أود ذكره يا شيخ:
أنت قلت بالإجماع على ما سوى المنتقد، ثم فتحت الباب لقبول كلام من انتقد حتى وصلت إلى الألباني رحمه الله
أخي الحبيب الفاضل ماهر بن عبد الوهاب علوش وفقه الله إلى مرضاته
لم أقل بالإجماع على ما سوى المنتقد، وإنما ذلك قول ابن الصلاح رحمه الله. وهو يرى إغلاق باب التصحيح والتضعيف، كما هو معروف، فمن باب أولى إغلاق باب انتقاد ما في الصحيحين.
ولو تأملنا الأحاديث المنتقدة على الصحيحين لوجدنا أكثر هذا النقد غير قوي. فالدارقطني رغم إمامته ذكر عللاً كثيرة غير قادحة. وهو يعلم حالها، ولم يرد تضعيف أكثر تلك الأحاديث. نعم، ضعف بعض أحاديث الصحيحين، لكن أكثر ما انتقده ليس بضعيف.
لكن الدارقطني حافظ يمشي على منهج المتقدمين. ولو تأملنا ما يفعل المعاصرون، لوجدنا أن أكثره نقد غير علمي ولا بناء. بل هو انتقاد للمتون فحسب (في الغالب) خجلاً من تعارضها مع ثقافة الغرب النصراني، كما هي حال أبو رية والغزالي وأمثالهما.
¥(6/225)
وقد عملت زمناً طويلاً في جمع الأحاديث المعلولة في الصحيحين. وقمت بتلخيص كتاب الدارقطني وغيره من الكتب، ومناقشتها حديثاً حديثاً، إضافة لانتقادات المعاصرين بما فيهم الألباني. والذي خلصت إليه أن المتون الضعيفة في الصحيحين قليلة جداً مقارنة بعدد الأحاديث الصحيحة. لكن أكثر الضعيف هو في الشواهد التي يذكرها مسلم بعدما يذكر اللفظ الصحيح للحديث. ومعلوم أنه يأتي بالشاهد تقوية للحديث الصحيح الذي في أصل الباب، وليس مراده تصحيح نفس القصة بعدة ألفاظ متغايرة كما يزعم المدخلي.
ـ[ابن سحمان الأثري]ــــــــ[20 - 03 - 04, 12:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
------------------------------
قيل:
قول أبي إسحاق الإسفرائيني (وهو من الأصوليين وليس من المحدّثين): «أهل الصنعة مجمعون على أن الأخبار التي اشتمل عليها الصحيحان مقطوعٌ بصحة أصولها ومتونها».
و أقول: حمل كلام العالم على وجه صحيح أولى من رده، فكلام الإسفراييني يتوجه إلى المتفق عليه في الصحيحين و هذا في الجملة صحيح، و أنصح القائل أن يبتعد عن التهويل و التكلف في فهم العبارة على الوجه الباطل ثم يرده!!!
------------------------------
قيل:
وقد بلغ الشطط بالدهلوي إلى القول في كتابه "حجة الله البالغة" (1\ 283): «أما الصحيحان فقد اتفق المحدثون على أن جميع ما فيهما من المتصل المرفوع صحيح بالقطع، وأنهما متواتران إلى مصنفيهما، وأنه كل من يهون من أمرهما فهو مبتدع متبع غير سبيل المؤمنين».
و أقول: و كم من عائب ... ، فالكلام يُوجه التوجيه السابق، كما أن الكتابين تواترا إلى الإمامين، و نعم كل من يهون من أمرهما فهو مبتدع و ربما زنديق، و كلام الدهلوي لا غبار عليه.
----------------------------------
قيل:
بل أسوء من هذا ما قاله أحمد شاكر في تعليقاته على مختصر علوم الحديث لابن كثير (ص35): «الحق الذي لا مرية فيه عند أهل العلم بالحديث من المحققين، وممن اهتدى بهديهم، وتبعهم على بصيرة من الأمر: أن أحاديث الصحيحين صحيحة كلها (!)، ليس في واحد منها مطعن أو ضعف. وإنما انتقد الدار قطني وغيره من الحفاظ بعض الأحاديث، على معنى أن ما انتقدوه لم يبلغ الدرجة العليا التي التزمها كل واحد منهما في كتابه. وأما صحة الحديث نفسه، فلم يخالف أحد فيها».
و أقول لماذا غفلت عن نقلي الأول لكلام أبي الأشبال و هو أتمّ من نقلك؟!!!
و قد بيّنت هناك بروية ما فيه
------------------------------------
ثم أقول لك أثبت العرش ثم انقش
نعم تستطيع أن تبطل الإجماع المزعوم و لكن أثبت أولا أن الذين نقلت عنهم قالوا بهذا الإجماع المدعى، و ذلك بدون تكلف.
-------------------------------
ثم أنصح الشباب المبتدئين في الطلب أن يتريّثوا و أن لا يتسرعوا
و أن يعلموا أن هذا العلم هو أدق علم عرفته الدنيا، فلابد أن ندقق و ننظر
و أن لا نكتفي بكتب أصول الحديث بل النظر كذلك في أمهات الكتب من صحاح و سنن و مسانيد و علل , و باستقراء هذه الكتب نفهم دقيق المسائل.
و فقني الله و إياكم و سدد الله الجميع
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 03 - 04, 04:36 ص]ـ
المدعو ابن سحمان. أما نقلي عن أبي إسحاق والدهلوي فهو كذلك على ظاهره وهو المراد. وتأويلك لكلامهما واه وبعيد. وكلام أحمد شاكر أوضح وأمتن عبارة وأبعد عن التأويل المزعوم. وكوني لم أعتمد عليك بالنقل لأني لم أقرأ لك مشاركاتك. ولا ألزم نفسي بقراءة كلام من سمى نفسه بالمتطفل (وقد صدقت في هذا). وباقي ردك هو صف كلام أنزه نفسي عن الرد عليه.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 03 - 04, 05:16 م]ـ
أظن أن الكلام على الصحيحين لن يقف سواء قررنا أنه قد أجمع على تلقيهما بالقبول، أو لا؟
لأن المبتدعة سيتكلمون كلاما باطلا في رد المتون ... ، ومن لا يحسن منهج نقد الحفاظ قد يقع في ذلك كما هو حاصل ... ولن يرضى بحكاية الإجماع ..
لكن المهم: هل يصمد الصحيحان لنقد هؤلاء؟
الجواب: نعم، فمن تكلم بنقد باطل لأحاديثهما رد عيه باطله، ولا تخلوا الأمة من قائم لله بحجة.
وقد ثبتا على ذلك منذ تأليفهما .. وقيض الله من أهل العلم من بين وجه الصواب في ذلك ..
ومن نقد بغير ذلك، نظر في نقده .. وبين وجه الصواب في محله .. وإن حالفه الصواب في نقده؛ فسنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أولى بحمايتها من الصحيحين ..
وبحمد الله: واقع الكتابين شديد الصلابة.
والله أعلم.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[20 - 03 - 04, 07:33 م]ـ
شيخنا محمد الأمين، معذرة فقد ظننت أنك تقرُّ ابن الصلاح رحمه الله على ما ادعاه.
على أي حال شيخنا الكريم من سبق ابن الصلاح فيما ادعاه من الإجماع؟
الشيخ عبد الرحمن السديس جزاكم الله تعالى خيرا، الأمر لا ريب كما ذكرتم ولله الحمد، لكن هل لنا أن نقول لمن انتقد خرقت الإجماع؟ وهذا مقتضى كلام ابن الصلاح رحمه الله.
الأخ ابن سمحان
بايعت الله ورسوله على السمع والطاعة وأن أنصح لكل مسلم.
اقتداء بهذا النهج أقول:
كن طالب علم فقط، إن تكلمت فبالعلم و إلا فلا، إن راودتك الفكرة وأسعفتك الحجة فبها، و إلا فلا.
أخي الكريم حذار حذار من انتقاص أهل العلم والفضل
قد تعيب فهم أخيك ويكن العيب في فهمك.
إن رأيت فهمه بعيدا فحسبك تقريب ما عندك، هذا جُلُّ ما تملك.
قد تظن أخاك مبتدئا في الطلب وتكشف لك الأيام أنه قد أطال البحث والنظر
وأنه لطول الليل والسهر قد شحَّ منه البصر
عندها قد تقول في نفسك:
لا حول ولا قوة إلا بالله، ما فعلتَ في نفسك يا من نُسبت إلى الأثر
لا حول ولا قوة إلا بالله، قاتل الله الكِبَر
وقد تقول بعدها:
يا شرف من أسأء واعتذر
عندها كن واثقا بمحبتي، و دعائي في السحر.
أخوك أبو بكر
¥(6/226)
ـ[ابن سحمان الأثري]ــــــــ[26 - 03 - 04, 04:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أبا بكر جزاك الله خيرا
لاحظ أخي من الذي يطلق العبارات غير اللائقة على العلماء و بدون حق
ثم حيدة و تكرار من الأمين سددني الله و إياه!!
فلم أشنع عليه و أقول المدعو بل قلت قيل ثم نصحت و قبل ذلك دافعت بلا تكلف عن أقوال العلماء
ثم يا أبا بكر نصيحتك طيبة ولكنه أولى بالتذكير مني و قارن بين الردين
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
المتطفل على أهل الحديث
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 03 - 04, 05:17 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو بكر بن عبدالوهاب
شيخنا محمد الأمين، معذرة فقد ظننت أنك تقرُّ ابن الصلاح رحمه الله على ما ادعاه.
على أي حال شيخنا الكريم من سبق ابن الصلاح فيما ادعاه من الإجماع؟
لم أجد أحداً نقل الإجماع بشكل صريح، لكن تجد بشكل عام اهتماماً كبيراً عند علماء الأمة من أيام البخاري ومسلم بصحيحيهما. فتجد الكثير من الأبحاث حول لماذا أخرجوا لهذا الراوي وليس ذاك؟ أو ما علة هذا الحديث الذي أخرجه أحدهما؟ ولماذا تركا هذا الحديث؟ هل له علة؟ وأمثال ذلك.
ـ[محمد زهير المحمد]ــــــــ[09 - 10 - 10, 10:03 م]ـ
كنت كتبت بحثا عن مسألة تلقي الامة أحاديث الصحيحين بالقبول ونشر في مجلة الشارقة. وبينت مذهب ابن حجر وغيره في التلقي، ومن الذي ادعى هذا التلقي؟ وهل يجوز الانتقاد، الى غير ذلك من مسائل ارجو ان اكون وفقت في عرضها.(6/227)
قَوُل البُخَارِيّ: ((أحفظ مئة ألف حَدِيث صَحِيح، ومئتي ألف حَدِيث غَيْر صَحِيح)
ـ[ماهر]ــــــــ[12 - 03 - 04, 02:27 م]ـ
قَوُل البُخَارِيّ: ((أحفظ مئة ألف حَدِيث صَحِيح، ومئتي ألف حَدِيث غَيْر صَحِيح)).؟
قول الإمام البخاري أسنده ابن عدي في تقدمة الكامل 1/ 226، والخطيب في تاريخه 2/ 25، والحازمي في شروط الأئمة 61، وابن نقطة في التقييد: 33.
قال الزركشي 1/ 178: ((قيل: إنه أراد المبالغة في الكثرة، وهذا ضعيف، بل أراد التحديد، وقد نقل عن غيره من الحفّاظ ما هو أكثر من ذلك، وعلى هذا ففيه وجهان:
أحدهما: أنه أراد به تعدد الطرق والأسانيد.
والثاني: أن مراده بالأحاديث ما هو أعمّ من المرفوع والموقوف وأقاويل السلف، وعلى هذا حمل البيهقي – في مناقب أحمد – قول أحمد: ((صحّ من الحديث سبع مئة ألف))، على أنه أراد أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقاويل الصحابة والتابعين، فإن قلت: قد قال: ومئتي ألف غير صحيح، فما فائدة حفظه
لذلك؟ قُلْت: التمييز بينهما)).
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[14 - 03 - 04, 07:06 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[15 - 03 - 04, 03:39 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة.
وماذا يعني قول السيوطي أحفظ مائتي ألف حديث ولو وجدت أكثر لحفظت. على الرغم أنه لم يودع في الجامع الكبير (والذي أعيد ترتيبه في كنز العمال) 46000 ستة وأربعين ألف حديث.
طبعا هناك الكثير من المكررات ولا أدري إلى كم ممكن اختصاره بدون المكررات، ولعله يصل إلى النصف.
فهل وافته المنية قبل إكماله أم أنه أيضا عنى الطرق، وفي هذا بعد لأن الطرق أكثر من ذلك بكثير.
ثم خطر لي أننا لو ضيقنا نطاق التكرار إلى العزو فقط دون تعددها داخل تلك المصادر لوصلنا للعدد.
أقصد لو تتبعنا تعدد العزو لكل حديث ففي المتوسط يكون بين ثلاثة وأربعة مصادر لكل حديث وبضربها في عدد الأحاديث 46000 يكون العدد حوالي 200000
والله أعلم.
طبعا كلام المتأخرين مختلف عن المتقدمين بسبب اختلاف طريقة الجمع والحفظ والعزو.
فما رأي الإخوة الأفاضل؟
ـ[صلاح هلل]ــــــــ[07 - 05 - 04, 03:18 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزى الله الدكتور ماهر بارك الله فيه وحفظه على ما ذكر.
لكن لي وجهة نظر طرأتْ لي الآن وأنا أقرأ ما ذكره الدكتور ماهر حفظه الله:
وهي أن مراد البخاري شيئًا آخر غير مراد السيوطي مثلاً الذي ورد ذِكْره في كلام الأخ راجي رحمة ربه هنا.
فمراد السيوطي المتون التي يحفظها.
غير أن مراد البخاري الأسانيد، وليست على عمومها أيصًا، لكنها أسانيد كل راو على حدة، فمثلاً هذا حديث حماد بن سلمة، وهذا حديث حماد بن زيد، وهذا حديث الدراوردي، وهذا حديث زهير بن معاوية، وغيرهم من الرواة.
وقد يجتمع خمسة أو ستة من هؤلاء مثلاً على رواية متنٍ ما، فيكون البخاري رحمه الله قد روى متنًا واحدًا في الحقيقة، لكنه عنده من حديث خمسة من الرواة، فليس مراد البخاري أسانيد الحديث؛ إذ قد يجتمع هؤلاء في إسناد واحد.
فالإسناد من البخاري إلى الصحابي مثلاً قد يرويه أربعة أنفس مثلاً، كل راو من الأربعة يوضع له هذا المتن في حديثه، فيقال في حديث الأعمال بالنيات مثلاً: هذا حديث عمر بن الخطاب، هذا حديث .... إلخ رواة الإسناد حتى البخاري.
فلو روى البخاري الحديث عن خمسة، فهو حديث الخمسة، وليس المراد من كلام البخاري أنه روى الحديث بخمسة أسانيد أو ما شابه، ثم ليس مراد البخاري أنه يحفظ مئات الألوف من المتون.
هذا ما طرأ الآن على ذهني في تفسير هذه العبارة للبخاري رحمه الله.
والحق أنني أراني مقتنعًا بذلك الآن، خاصةً وأن هذا التفسير الذي ذكرتُه يحل كثيرًا من الإشكالات، سواء في تفسير كلمات البخاري أو غيره المتشابهة في هذا المعنى.
ومَن كان عنده علم في ذلك فليفدني مشكورًا.
ولعل الدكتور ماهر حفظه الله، والشيخ عبد الرحمن الفقيه حفظه الله وغيرهما من الفضلاء في الملتقى يوافقوني على هذا التفسير الذي ما رأيته لأحدٍ قبل الآن، وأرجو الله أن يسلم لي تفسيري، وإلا فقد اجتهدتُ والصواب يعلمه الله على كل حال.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[ماهر]ــــــــ[07 - 05 - 04, 11:45 ص]ـ
جزى الله الأخ الشيخ الفاضل صلاح خيراً على هذا التعقيب النافع وأسأل الله أن ينفع بعلمه ومعرفته الأسلام والمسلمين
ـ[صلاح]ــــــــ[07 - 05 - 04, 02:18 م]ـ
جزيت خيرا
ـ[صلاح هلل]ــــــــ[07 - 05 - 04, 03:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الحبيب الدكتور ماهر بارك الله فيه وحفظه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرًا أنت أيضًا، وبارك فيك، ونفع بك، وهل أفهم من كلامك موافقتك على التفسير المذكور ولو مبدئيًّا من حيث الجملة.
الأخ الكريم صلاح بارك الله فيه وحفظه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزيت خيرًا أنت أيضًا أخي الكريم، وهل أفهم من ذلك رضاك بالتفسير المذكور؟
ونستطيع أن ندرس التفسير المذكور مع دراستنا لموضوع النسخ الحديثية للرواة، وإمعان النظر في مثل قول النقاد: اطلعتُ على حديث فلان، أو: نظرتُ في حديث علان، ونحو هذه العبارات.
ويساعدنا أيضًا في فهم ذلك ودراسته: أن أئمة الحديث كانت عنايتهم بمخرج الحديث، هل ثبتت روايته فعلاً عن حماد مثلاً؟ أم أنه مختلق عليه، توهَّمه بعض الرواة؟ أو توهمه حماد نفسه؟ ولم تكن أحكامهم وإعلالتهم بمجرد النظر في الأسانيد دون تحقيق نسبة هذا الحديث وغيره للرواة الذين رووها، وهذا واضح جدًا، وعندنا علل ابن أبي حاتم وغيره من كتب العلل طافحة بأمثلة ذلك.
ولعل الله ييسر أكثر من هذا في وقتٍ لاحق لشرح معطيات هذا التفسير؛ والله أعلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
¥(6/228)
ـ[أبو زُلال]ــــــــ[07 - 05 - 04, 08:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام عندي ملاحظة متعلقة بهذا الموضوع،
(على ما اطلعت عليه في قسم "الدراسات" من برنامج "الموسوعة الذهبية 1.0" لشركة التراث:
عدد الأحاديث الصحيحة المسندة بدون تكرار:
1. 4400 عند شعبة، الثوري، يحيي بن سعيد، عبد الرحمن بن مهدي، أحمد بن حنبل
2. نيف و7000 عند إسحاق بن راهويه
3. أقل من 10000 عند الذهبي.
وزد على هذا: إن العدد الإجمالي للأحاديث المذكورة في الكتب التسعة: 67000. وبعد طرح التكرارات: 7265
فإذن، إن المقصود من قولي الإمام البخاري والسيوطي (في أغلب الظن) هو "الأسانيد و الطرق" للأحاديث والآثار والأخبار.
ـ[صلاح هلل]ــــــــ[08 - 05 - 04, 01:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يزاد إلى ما سبق في كلامي على تفسير مراد البخاري بكلامه هذا:
ومقصودي من ذلك: تفسير كلام البخاري وربطه بنسخ الرواة وأحاديثهم لا بمجرد الأسانيد، فمثلاً إذا ورد حديث الأعمال بالنيات بإسنادٍ بين البخاري وبين النبي صلى الله عليه وسلم فيه خمسة مثلاً تكون هذه خمسة أحاديث يحفظها البخاري، فهو يحفظ حديث شيخه، وحديث شيخ الشيخ، وهكذا حتى ننتهي إلى الصحابي، وليس مرادي أن تفسير ذلك بالأسانيد من أولها إلى آخرها، بمعنى أن نعد إسناد البخاري للحديث إسنادًا واحدًا، فنقول مثلاً: رواه البخاري بإسناد، وأحمد بإسناد، وأبو داود بإسناد فهذه ثلاثة أسانيد يحفظها البخاري مثلاً.
وإنما مقصودي ضم رواه هذه الأسانيد الثلاثة، فلو اجتمع في كل إسناد منها خمسة من الرواة يصبح الحاصل خمسة عشر راويًا وهو مجموع ضرب الأسانيد الثلاثة في عدد الرواة الموجودين في كل إسناد فتصبح هذه خمسة عشر حديثًا داخل ثلاثة أسانيد فقط من أسانيد حديث الأعمال بالنيات.
وهذا هو الجديد في نظري في هذا التفسير، ويؤيده ما أشرتُ إليه من مباحث النسخ الحديثية والعناية بمخرج الحديث وغير ذلك مما أنتم به أخبر مني.
فأرجو البيان والمشورة من أهل العلم والفضل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[صلاح هلل]ــــــــ[08 - 05 - 04, 02:23 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة صلاح هلل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يزاد إلى ما سبق في كلامي على تفسير مراد البخاري بكلامه هذا: ... إلخ، يصحح هنا عبارة: ((ضم رواه)) إلى:
الصواب: ((ضم رواة)) بالتاء المربوطة، لم أدرك تصحيح ذلك في المدة المحددة لتحرير الرسائل في المنتدى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو زُلال]ــــــــ[19 - 05 - 04, 12:03 ص]ـ
؟؟؟ ...
هذا تأول بعيد وتكلف في نظري، والله أعلم بالصواب ....
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[19 - 05 - 04, 04:26 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو زُلال
عدد الأحاديث الصحيحة المسندة بدون تكرار:
1. 4400 عند شعبة، الثوري، يحيي بن سعيد، عبد الرحمن بن مهدي، أحمد بن حنبل
2. نيف و7000 عند إسحاق بن راهويه
3. أقل من 10000 عند الذهبي.
وزد على هذا: إن العدد الإجمالي للأحاديث المذكورة في الكتب التسعة: 67000. وبعد طرح التكرارات: 7265
معنى هذا:
الأحاديث المسندة تقريباً هي 7000 على تقدير ابن راهويه، يصح منها 4400 حديث بغير تكرار.
وهذا صحيح، فأنا عندي كتاب يجمع بين الكتب الـ14 وهي بغير تكرار عشرة آلاف. وأنا أعمل على تخريجه، وتبين لي أن أكثر من نصفه ضعيف. وهذا ينصر قول الجمهور في عدد الحديث الصحيح. مع الملاحظة بأن الحديث الحسن عند المتقدمين يعتبر من أنواع الحديث الضعيف كما أفاد شيخ الإسلام.
أما مقصود البخاري فهو: أن عدد محفوظه من الحديث هو 300 ألف طريق مسند. وطريقة إحصاء هذا يكون بعد عدد مشايخه، مع ترقيم أحاديثه التي يحفظها عن كل شيخ. فكل إسناد يرويه شيخ من شيوخه يعتبر حديثاً. فالمجموع 300 ألف. هذا مع النظر إلى علو إسناد البخاري بالنسبة للمتأخرين، وكون مميزاً لشيوخه (يعني إذا عرف ضعف الشيخ لا يكثر الكتابة عنه). وأقول هذا حتى لا يقال أن بعض المتأخرين كابن عقدة أحفظ منه. إذ كلما تأخر الزمان أمكن زيادة الطرق جداً.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 05 - 04, 03:36 م]ـ
الأخ الكريم صلاح هلل تفسيرك الأول وجيه جدا.
ومما يدل على أنهم لا يقصدون المتون ما يلي:
قال الذهبي رحمه الله في سير أعلام النبلاء 13/ 68
وقال صالح بن محمد جزرة: سمعت أبا زرعة يقول: كتبت عن إبراهيم بن موسى الرازي مئة ألف حديث، وعن أبي بكر بن أبي شيبة مئة ألف.
فقلت: له بلغني أنك تحفظ مئة ألف حديث تقدر أن تملي علي ألف حديث من حفظ؟ قال: لا، ولكن إذا القي علي عرفت. اهـ.
وهذا نص جليل يبين شيئا من المتشابه في كلامهم.
وقال الخطيب البغدادي 2/ 9
قرأت على الحسين بن محمد أخي الخلال عن عبد الرحمن بن محمد الإدريسي قال حدثني محمد بن حمّ قال نبأنا محمد بن يوسف الفربري قال نبأنا محمد بن أبي حاتم قال قلت: لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل تحفظ جميع ما أدخلت في المصنف؟
قال: لا يخفى على جميع ما فيه.
ولا يخفى الفرق بين الجواب بنعم، وهو أخصر، وبين جواب البخاري رحمه الله هذا، فمعرفته بما فيه لا تعني قطعا حفظه له، كالقارئ للقرآن المكثر للتلاوة والختم، وهو غير حافظ لا يخفى عليه ما في المصحف، مع أنه لا يلزم منه حفظه، أو كمن قرأ كتابا وكرره مرارا لا يخفى عليه ما فيه وإن لم يحفظه بحروفه.
والله أعلم بحقيقة الأمر.
¥(6/229)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[25 - 05 - 04, 09:27 م]ـ
قال ابن الجوزي في صيد الخاطر ص 225
فصل عدد الأحاديث
جرى بيني وبين أحد أصحاب الحديث كلام في قول الإمام أحمد: صح من الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع مائة ألف حديث.
فقلت له: إنما يعني به الطرق فقال: لا بل المتون فقلت: هذا بعيد التصور.
ثم رأيت لأبي عبد الله الحاكم كلاماً ينصر ما قال ذلك الشخص، وهو أنه قال في كتاب المدخل إلى كتاب الإكليل: كيف يجوز أن يقال: إن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبلغ عشرة آلاف حديث، وقد روى عنه من أصحابه أربعة آلاف رجل وامرأة صحبوه نيفاً، وعشرين سنة بمكة ثم بالمدينة حفظوا أقواله وأفعاله ونومه ويقظته وحركاته وغير ذلك سوى ما حفظوا من أحكام الشريعة.
واحتج بقول أحمد: صح من الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع مائة ألف حديث وكسر، وأن إسحاق بن راهويه كان يملي سبعين ألف حديث حفظاً وإن أبا العباس بن عقدة قال: أحفظ لأهل البيت ثلاث مائة ألف حديث.
قال ابن عقدة: وظهر لابن كريب بالكوفة ثلاثمائة ألف حديث.
قلت: ولا يحسن أن يشار بهذا إلى المتون.
وقد عجبتُ كيف خفي هذا على الحاكم، وهو يعلم أن أجمع المسانيد الظاهرة مسند أحمد بن حنبل، وقد طاف الدنيا مرتين حتى حصله وهو أربعون ألف حديث منها عشرة آلاف مكررة.
قال حنبل بن إسحاق: جمعنا أحمد بن حنبل أنا، وصالح، وعبد الله وقرأ علينا المسند وقال لنا: هذا كتاب جمعته من أكثر من سبع مائة ألف وخمسين ألفا.
فما اختلف المسلمون فيه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فارجعوا إليه فإن وجدتموه و إلا فليس بحجة.
افترى يخفى على متيقظ أنه أراد بكونه جمعه من سبعمائة ألف أنه أراد الطرق.
لأن السبع مائة الألف إن كانت من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف أهملها؟
فإن قيل: فقد أخرج في مسنده أشياء ضعيفة.
ثم أعوذ بالله أن يكون سبع مائة ألف ما تحقق منها سوى ثلاثين ألفا.
وكيف ضاعت هذه الجملة؟ ولم أهملت؟، وقد وصلت كلها إلى زمن أحمد فانتقى منها، ورمى الباقي.
وأصحاب الحديث قد كتبوا كل شيء من الموضوع، والكذب.
وكذلك قال أبو داود: جمعت كتاب السنن من ستمائة ألف حديث.
ولا يحسن أن يقال: إن الصحابة الذين رووها ماتوا، ولم يحدثوا بها التابعين.
فان الأمر قد وصل إلى احمد فأحصى سبع مائة ألف حديث، وما كان الأمر ليذهب هكذا عاجلاً.
ومعلوم أنه لو جمع الصحيح، والمحال الموضوع، وكل منقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأين الباقي؟
ولا يجوز أن يقال: تلك الأحاديث كلام التابعين فإن الفقهاء نقلوا مذاهب القوم، ودونوها واخذوا بها، ولا وجه لتركها ففهم كل ذي لب أن الإشارة إلى الطرق، وأن ما توهمه الحاكم فاسد.
ولو عرض هذا الاعتراض عليه وقيل له: فأين الباقي؟ لم يكن له جواب.
لكن الفهم عزيز.
والله المنعم بالتوفيق.
ومثل هذا تغفيل قوم قالوا: إن البخاري لم يخرج كل ما صح عنده، وإنما أخرج كالأنموذج و إلا فكان يطول.
وقد ذهب إلى نحو هذا أبو بكر الإسماعيلي، وحكي عن البخاري أنه قال: ما تركت من الصحيح أكثر.
وإنما يعني الطرق يدل على ما قلته: أن الدارقطني، وهو سيد الحفاظ جمع ما يلزم البخاري ومسلم إخراجه فبلغ ما لم يذكراه أحاديث يسيرة، ولو كان كما قالوا: لأخرج مجلدات ثم قوله: ما يلزم البخاري دليل صريح على ما قلته، لأنه من أخرج الأنموذج لا يلزمه شيء.
وكذلك أخرج أبو عبد الله الحاكم كتاباً جمع فيه ما يلزم البخاري إخراجه فذكر حديث الطائر فما أقل فهم هؤلاء الذين شغلهم نقل الحديث عن التدقيق الذي لا يلزم في صحة الحديث.
وإنما وقع لقلة الفقه والفهم. اهـ (!)
أقول: بقي كلام لا يحسن ذكره، ولا يُوافق ابن الجوزي في كلامه على الحاكم فهو إمام كبير من أئمة العلم خصوصا الحديث، وأين يقع منه ابن الجوزي. رحم الله الجميع.
ـ[المقرئ.]ــــــــ[27 - 05 - 04, 08:01 م]ـ
لا أظنه يخفى عليكم قصة ابن معين عندما جاءه رجل وقال له يا يحيى: إن فلانا قال: زوجتي طالق إن لم يكن يحيى يحفظ 100000 حديث فما تقول؟
فقال يحيى وما الذي دعاه لذلك؟ فقال الرجل: قد قالها فما قولك: فقال إني أحفظ 100000 حديث ومثلها ومثلها والرابعة عند المدارسة
وكذلك الإمام أحمد محفوظاتها أكثر حتى قيل 1000000 حديث فالذي ذكره الشيوخ أنهم يعنون بذلك الأسانيد وقد يدخل في ذلك الموقوف ونحوه فليس ببعيد والله أعلم.
ـ[أبو زُلال]ــــــــ[28 - 05 - 04, 01:07 ص]ـ
ما فهمت كيف يقول الإمام الحاكم: " ... وقد روى عنه من أصحابه أربعة آلاف رجل وامرأة صحبوه نيفاً"؟ وكيف لا يقول عليه شيئا ابن الجوزي؟ وهذا عجيب جدا! لأن عدد من روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لايزيد 1000 (مع أصحاب الأفراد) على ما ذُكر في "أسماء الصحابة وما لكل واحد منهم من العدد" لابن حزم. وإذا نظرنا إلى "كتاب الطبقات" للإمام مسلم، ينقص هذا العدد بنسبة %30 ...
أخي العزيز عبد الرحمن سديس،
لماذا "لا يُوافق ابن الجوزي في كلامه على الحاكم". أليس هو إمام كبير من أئمة الحديث أيضا (ولو كان متشددا في تقييم أحوال الرجال)؟
¥(6/230)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[28 - 05 - 04, 02:09 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن السديس
لكن الفهم عزيز.
وكذلك أخرج أبو عبد الله الحاكم كتاباً جمع فيه ما يلزم البخاري إخراجه فذكر حديث الطائر، فما أقل فهم هؤلاء الذين شغلهم نقل الحديث عن التدقيق الذي لا يلزم في صحة الحديث.
وإنما وقع لقلة الفقه والفهم. اهـ (!)
أقول: بقي كلام لا يحسن ذكره، ولا يُوافق ابن الجوزي في كلامه على الحاكم فهو إمام كبير من أئمة العلم خصوصا الحديث، وأين يقع منه ابن الجوزي. رحم الله الجميع.
هذا الذي أردت أنه لا يوافق ابن الجوزي فيه، فالحاكم أجل من ابن الجوزي بهذا الشأن، وأعلم منه، والمقصود التماس العذر لهؤلاء الأئمة، ووصفهم بعدم الفهم، وقلة الفقه غير سديد. والله ولي التوفيق.
ورحم الله الجميع.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 05 - 04, 02:31 ص]ـ
الحاكم أعلم من ابن الجوزي بعلم العلل لكنه اختلط في آخر عمره أثناء كتابته للمستدرك فانتكست أحكامه.
قال الذهبي عن الحاكم في "ميزان الاعتدال" (6\ 216): «إمامٌ صدوق، لكنه يصحّح في مُستدرَكِهِ أحاديثَ ساقطة، ويُكثِرُ من ذلك. فما أدري، هل خفِيَت عليه؟ فما هو ممّن يَجهل ذلك. وإن عَلِمَ، فهذه خيانةٌ عظيمة. ثُم هو شيعيٌّ مشهورٌ بذلك، من غير تَعَرّضٍ للشيخين ... ».
وقال محمد بن طاهر المقدسي: «قال الحاكم: "حديث الطير لم يخرج في الصحيح و هو صحيح". بل هو موضوع لا يُروى إلا عن سقاط أهل الكوفة من المجاهيل، عن أنس. فإن كان الحاكم لا يعرف هذا فهو جاهل. و إلا فهو معاند كذاب».
على أية هذا فلا يعني هذا حصول تحريف في إسنادٍ أو متنٍ، لأن رواية الحاكم كانت من أصوله المكتوبة لا من حفظه. وإنما شاخ وجاوز الثمانين فأصابته غفلة، فسبب هذا الخلل في أحكامه على الحديث. عدا أن غالب "المستدرك" هو مسودة مات الحاكم قبل أن يكمله.
ولذلك قال ابن القيم عن تصحيح الحاكم في المستدرك: " ولا يعبأ الحفاظ أطِبّاء عِلَل الحديث بتصحيح الحاكم شيئاً، ولا يرفعون به رأساً البَتّة. بل لا يعدِلُ تصحيحه ولا يدلّ على حُسنِ الحديث".
ـ[محمد زهير المحمد]ــــــــ[09 - 10 - 10, 10:22 م]ـ
ما ذكره الاخ صلاح كما قال: لم يسبق اليه، ولم يقله احد، ولن يقول به احد، لظهور بطلانه، ومخالفته للمشهور عندهم، فكيف يجعل حديث كل واحد في الاسناد حديثا؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!! البخاري سمع حديث شيخه فقط الى آخر الاسناد فهو حديث، وإن سمعه من شيخ آخر فهو حديث آخر وان كان متنه واحدا وهكذا.(6/231)
هل تعرف حفظ أبي زرعة؟
ـ[ماهر]ــــــــ[15 - 03 - 04, 09:48 م]ـ
ذكر السيوطي فِيْ البحر الَّذِي زخر 2/ 743 وصدره بقوله ((روي عَنْ أَبِي بكر مُحَمَّد عُمَر بن الرَّازِي الحافظ، قَالَ: ((كَانَ أبو زرعة يحفظ سبعمئة ألف حَدِيث، وكان يحفظ مئة وأربعين ألفاً فِيْ التفسير والقرآن)) وهناك روايات أخرى ومتعددة تدل عَلَى حفظه)). انظر: تاريخ بغداد 10/ 328و329 وتهذيب الكمال 5/ 47.
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[16 - 03 - 04, 12:40 ص]ـ
جزاك الله خيراً
وقد قال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله -: هذا الفتى - أي أبا زرعة - يحفظ ستمئة ألف حديث "(6/232)
من كان حديثه في آخره أحسن من حديثه في اوله (حديثه بعد الاختلاط احسن منه قبله)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[16 - 03 - 04, 04:28 ص]ـ
وهذا من دقيق هذا الفن وهو فن (التغير) او كما اصطلح عليه المحدثون الاختلاط وان كنت ارى ان العبارة السابقة ادق وأشمل لبعض المباحث.
لان الاختلاط منه ما هو مؤثر ومنه ماهو غير مؤثر:
فغير المؤثر اما ان يكون بسبب تغير يسير طبعى الحصول لمن تقدم في العمر , او ان يختلط اختلاطا شديدا لكن يحجب عن السماع , او يجعل له من يراجع معه في صحيح كتابه كما في حال ابن ابي داود في آخر عمره.
ومن الطريف ان همام يحي صار حديثه في آخر عمره اضبط من حديثه في اوله؟
قال عبدالله بن احمد بن حنبل قال ابي: ((ومن سمع من همام بآخرة فهو أجود لان هماما كان في آخر عمره أصابته زماننة فكان يقرب عهده بالكتاب فقل ما كان يخطئ)).
وقال عفان: ((أذا حدثنا بقرب عهده بالكتاب فقل ما كان يخطئ)).
نقل هذا ابن رجب في العلل ويظهر ان هماما كان يحدث من حفظه في الغالب فلما كبر حدث من كتابه وراجعه فصار اضبط.
والله الموفق.
ـ[صلاح]ــــــــ[16 - 03 - 04, 04:32 ص]ـ
أحسن الله إليك
وجزاك الله خيراً على هذه اللطيفة
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[16 - 03 - 04, 11:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ولعل كلمة اختلط أدق عند المحدثين من كلمة تغير في وصف من تغير بأخرة
لأن الغالب على من يوصف بهذا الوصف اختلاط الأحاديث عليه فيدخل رواية في رواية أخرى ويجعل هذا الحديث من مسند صحابي آخر غير الصحابي الراوي له وهكذا
والإختلاط منه ماهو اختلاط فاحش فمن كان هذا حاله فلا يقبل حديثه، ومنه اختلاط غير فاحش فالأصل أن يقبل حديثه حتى يتبين خطأه
وكلمة تغير تحتمل عدة معاني فقد تأتي بمعى تغير مذهبه أو قوله أو نحو ذلك
ولكن كلمة اختلط تعتبر عن هذا المعنى بتعبير دقيق، إضافة إلى أن هذا اللفظ هو الذي جرى عليه استعمال المحدثين رحمهم الله.(6/233)
من كان حديثه في آخره أحسن من حديثه في اوله (حديثه بعد الاختلاط احسن منه قبله)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[16 - 03 - 04, 04:28 ص]ـ
وهذا من دقيق هذا الفن وهو فن (التغير) او كما اصطلح عليه المحدثون الاختلاط وان كنت ارى ان العبارة السابقة ادق وأشمل لبعض المباحث.
لان الاختلاط منه ما هو مؤثر ومنه ماهو غير مؤثر:
فغير المؤثر اما ان يكون بسبب تغير يسير طبعى الحصول لمن تقدم في العمر , او ان يختلط اختلاطا شديدا لكن يحجب عن السماع , او يجعل له من يراجع معه في صحيح كتابه كما في حال ابن ابي داود في آخر عمره.
ومن الطريف ان همام يحي صار حديثه في آخر عمره اضبط من حديثه في اوله؟
قال عبدالله بن احمد بن حنبل قال ابي: ((ومن سمع من همام بآخرة فهو أجود لان هماما كان في آخر عمره أصابته زماننة فكان يقرب عهده بالكتاب فقل ما كان يخطئ)).
وقال عفان: ((أذا حدثنا بقرب عهده بالكتاب فقل ما كان يخطئ)).
نقل هذا ابن رجب في العلل ويظهر ان هماما كان يحدث من حفظه في الغالب فلما كبر حدث من كتابه وراجعه فصار اضبط.
والله الموفق.
ـ[صلاح]ــــــــ[16 - 03 - 04, 04:32 ص]ـ
أحسن الله إليك
وجزاك الله خيراً على هذه اللطيفة
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 03 - 04, 11:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ولعل كلمة اختلط أدق عند المحدثين من كلمة تغير في وصف من تغير بأخرة
لأن الغالب على من يوصف بهذا الوصف اختلاط الأحاديث عليه فيدخل رواية في رواية أخرى ويجعل هذا الحديث من مسند صحابي آخر غير الصحابي الراوي له وهكذا
والإختلاط منه ماهو اختلاط فاحش فمن كان هذا حاله فلا يقبل حديثه، ومنه اختلاط غير فاحش فالأصل أن يقبل حديثه حتى يتبين خطأه
وكلمة تغير تحتمل عدة معاني فقد تأتي بمعى تغير مذهبه أو قوله أو نحو ذلك
ولكن كلمة اختلط تعتبر عن هذا المعنى بتعبير دقيق، إضافة إلى أن هذا اللفظ هو الذي جرى عليه استعمال المحدثين رحمهم الله.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[05 - 04 - 05, 12:45 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا الكريم أبا عمر.
لاشك ان الاشهر هو لفظ الاختلاط مع العلم ان بعض اهل العلم يستخدم لفظ (التغير).
وانما قلتُ أن التغير اشمل لانه يشمل بعض المباحث التى لايدخل تحتها الاختلاط، لان التغير قد يحصل في المحدث للكبر ولكنه يبقى ثقة في بعض شيوخه الذين أختص بهم دون بقية مروياته كما قيل عن حماد بن سلمة في ثابت.
وأيضا قد يحصل التغير في الحديث الا انه لايخرجه من درجة الاحتجاج ولكنه ينزل به عن اعلى درجات الصحة.
والله أعلم.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[23 - 03 - 06, 09:58 م]ـ
ويمكن الاستفادة من هذا النص، لمعرفة ان حديث همام من كتابة اصح من حديثه من حفظه ومن سمع منه من كتابه - مطلقا - مقدم على من سمع منه من حفظه.
وهذا ذكره بعض أهل العلم لكن النص السابق قرينة زائدة على هذا الأمر.(6/234)
احتجاج الإمام مالك فى ((الموطأ)) بنسوةٍ مجهولاتٍ لم يرو عنهن إلا واحد
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[17 - 03 - 04, 06:42 م]ـ
احتجاج الإمام مالك فى ((الموطأ)) بنسوةٍ مجهولاتٍ لم يرو عنهن
إلا واحد، وقد وُثقن لتخريج مالك أحاديثهن فى ((الموطأ)) ج1
**************************************
الحمد لله العزيز الغفار، الذى نصب فى كلّ جيلٍ طائفةً ليتفقهوا فى الدين ويستقرئوا سالف الآثار، وهيأهم لإدراك الصحيح والضعيف من السنن والأخبار، أولئك الذين تنجلى بهم الظلم، وتنكشف بهم الغمم، ويُهتدَى بهم على كرِّ الدهور والأعصار.
أحمده وهباته تنزل تترى على توالى الليل والنهار، وأرجوه وأخافه وبيده مقاليد الأمور ويعلم كمائن الأسرار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً دلائلها مشرقة الأنوار، ونتيجة اعتقادها مباينة أهل العناد من المشركين والكفار، وأشهد أن محمداً عبده ورسولُه المجتبى ونبيُّه المختار. وبعد!
لما كان للمتأخرين مذهب مرجوح فى تضعيف أحاديث التابعيات المجهولات ممن لا يعرفن بجرحٍ ولا عدالةٍ، فقد أردنا أن نوقفك على وعورة هذا المسلك، مع بيان أنه خلاف الراجح مما كان عليه سلف الأئمة من تلقى أحاديثهن بالقبول والتصحيح والاحتجاج بها.
فهذا ((موطأ)) إمام الأئمة وحبر الأمة مالك بن أنس. ولا يغيبنَّ عنك أن مالكاً كان شديد التحرى فى البحث عن الرجال، فلم يدخل فى ((موطئه)) إلا الثقات. وقد قال أبو سعيد بن الأعرابى: كان يحيى بن معين يوثق الرجل لرواية مالك عنه، سئل عن غير واحد، فقال: ثقة روى عنه مالك. وقال الأثرم: سألت أحمد بن حنبل عن عمرو بن أبى عمرو مولى المطلب، فقال: يزين أمره عندى أن مالكاً روى عنه. فهذان إماما أئمة الجرح والتعديل: أحمد ويحيى قد رضيا مالكاً حكماً لهما فى توثيق الرجال، ونزلا على حكمه. وكفى بصنيعهما هذا دلالة!.
وقال شعبة بن الحجاج: كان مالك بن أنس أحد المميزين، ولقد سمعته يقول: ليس كل الناس يكتب عنهم، وإن كان لهم فضل فى أنفسهم، إنما هى أخبار رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فلا تؤخذ إلا من أهلها.
وقال مطرف بن عبد الله المدني: قال لي مالك بن أنس: عطاف ـ يعنى ابن خالد ـ يحدِّثُ؟، قلت: نعم، فأعظم ذلك إعظاما شديداً، ثم قال: لقد أدركت أناسا ثقات يحدثون ما يؤخذ عنهم، قلت: كيف وهم ثقات؟، قال: مخافة الزلل.
وقال عبد الله بن أحمد بن شبويه عن مطرف بن عبد الله: سمعت مالك بن أنس يقول: ويكتب عن مثل عطاف بن خالد!، لقد أدركت في هذا المسجد سبعين شيخا كلهم خير من عطاف ما كتبت عن أحد منهم، وإنما يكتب العلم عن قوم قد حوى فيهم العلم مثل عبيد الله بن عمر وأشباهه.
ففى ((الموطأ)) من هؤلاء التابعيات اللاتى لا يعرفن بجرحٍ ولا عدالةٍ جماعة، نذكر منهن:
(1) كبشة بنت كعب بن مالك لم يرو عنها إلا حميدة بنت عبيد بن رفاعة
*******************************************
أخرج حديثها محمد بن الحسن فى ((الموطأ)): عن مالك عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبى طلحة عن حُميدة بنت عبيد بن رفاعة عن خالتها كبشة بنت كعب بن مالك وكانت تحت ابن أبي قتادة الأنصاري أنها أخبرتها أن أبا قتادة دخل عليها فسكبت له وضوءاً، فجاءت هرة لتشرب منه، فأصغى لها الإناء حتى شربت، قالت كبشة: فرآني أنظر إليه، فقال: أتعجبين يا ابنة أخي! قالت: فقلت: نعم، فقال: إنَّ رسولَ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: ((إنها ليست بنجس، إنَّما هي من الطوافين عليكم أو الطوافات)).
وأخرجه كذلك الشافعى ((المسند)) (ص9) و ((الأم)) (1/ 5)، وعبد الرزاق (1/ 101/353)، وابن أبى شيبة (1/ 36/325 و7/ 308/36348)، وأحمد (5/ 303،309)، والدارمى (736)، وابن سعد ((الطبقات الكبرى)) (8/ 478)، وأبو داود (75)، والترمذى (92)، والنسائى ((المجتبى)) (1/ 5) و ((الكبرى)) (1/ 76/63) و ((الصغرى)) (184)، وابن ماجه (367)، وابن الجارود (60)، وابن خزيمة (104)، وابن المنذر ((الأوسط)) (1/ 303)، والطحاوى ((شرح المعانى)) (1/ 19:18)، وابن حبان (1296)، والدارقطنى (1/ 70/22)، والحاكم (1/ 263)، والبيهقى ((الكبرى)) (1/ 245)، وابن عبد البر ((التمهيد)) (1/ 319)، وابن الجوزى ((
¥(6/235)
التحقيق فى أحاديث الخلاف)) (1/ 79/61)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (35/ 290) جميعاً من طريق مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة عن حميدة بنت عبيد بن رفاعة عن كبشة بنت كعب عن أبى قتادة به.
وقال أبو عيسى الترمذى: ((هذا حديث حسن صحيح. وقد جوَّد مالك هذا الحديث عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، ولم يأت به أحد أتم من مالك)).
وقال أبو عبد اللَّه الحاكم: ((هذا حديث صحيح ولم يخرجاه، على أنهما قد شهدا جميعا لمالك بن أنس أنه الحكم في حديث المدنيين، وهذا الحديث مما صححه مالك، واحتج به في ((الموطأ))، ومع ذلك فإنَّ له شاهدا بإسنادٍ صحيح)).
قلت: وقد حكم جماهير الأئمة للحديث بالصحة: البخارى، والترمذى، والعقيلى، وابن خزيمة، وابن الجارود، وابن حبان، والدارقطنى، والحاكم، وكذلك أكابر الحفاظ: النووى، والمزى، وابن تيميه، وابن دقيق العيد، وابن الملقن، والزيلعى، وابن حجر وكثيرون.
على أن فى إسناده كبشة بنت كعب بن مالك الأنصارية لم يرو عنها إلا ابنة أختها حُميدة بنت عبيد.
وقد زعم الإمام ابن منده أنهما مجهولتان. قال الحافظ ابن الملقن ((خلاصة البدر المنير)) (1/ 19): ((وخالف ابن منده، فأعلَّه بأن قال: في سنده حميدة وكبشة، ومحلهما محل جهالة.
قلت: لا بل ذكرهما ابن حبان في ((ثقاته))، وروي عن حميدة ثلاثة.
ثم قال: ولا يعرف لها رواية إلا في هذا الحديث.
قلت: لا، فلحميدة ثلاثة أحاديث، هذا أحدها.
قال: ولا يثبت هذا الخبر من وجه من الوجوه وسبيله سبيل المعلول.
قلت: لا واللَّه، فله طريق آخر لا شك في صحتها، وقد أوضحت ذلك كله في الأصل بزيادة فوائد)) اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر ((تلخيص الحبير)) (1/ 42): ((أما قوله: إنهما لا يعرف لهما إلا هذا الحديث، فمتعقب بأن لحميدة حديثا آخر في تشميت العاطس. رواه أبو داود، ولها ثالث رواه أبو نعيم في ((المعرفة)). وأما حالهما فحُميدة روى عنها مع إسحاق ابنُه يحيى وهو ثقة عند ابن معين، وأما كبشة فقيل: إنها صحابية، فإن ثبت فلا يضر الجهل بحالها والله أعلم. وقال ابن دقيق العيد: لعل من صحَّحه اعتمد على تخريج مالك، وأن كل من خرج له فهو ثقة عند ابن معين)).
قلت: لم يبق من كلام ابن منده مما لا يتوجه دفعه بسهولةٍ إلا وصفه كبشة بنت كعب بالجهالة، فهى كذلك على الأرجح، وأما القول بصحبتها فهو قول ابن حبان، وذلك مصيراً منه إلى أنها زوجة أبى قتادة الأنصارى، وهو وهم.
قال فى ((الثقات)) (3/ 357/1181): ((كبشة بنت كعب بن مالك، كانت تحت أبى قتادة الأنصارى. لها صحبة)). والصواب أنها تابعية، كانت تحت ابن أبى قتادة، كما هو ثابت فى الحديث من رواية القعنبى، وزيد ابن حباب وجماعة عن مالك، وقد خولفوا والصواب قولهم.
قال أبو داود (75): حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن حميدة بنت عبيد بن رفاعة عن كبشة بنت كعب بن مالك ـ وكانت تحت ابن أبي قتادة ـ أن أبا قتادة دخل فسكبت له وضوءاً، فجاءت هرة فشربت منه، فأصغى لها الإناء حتى شربت، قالت كبشة: فرآني أنظر إليه فقال: أتعجبين يا ابنة أخي! فقلت: نعم، فقال: إن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: ((إنَّها ليست بنجسٍ، إنها من الطوافين عليكم والطوافات)).
قال أبو القاسم الرافعى: ((ويدل عليه أن أبا قتادة قال لها: يا ابنة أخى، ولا يحسن نسبة الزوجة باسم المحارم)).
وقال أبو الحجاج المزى ((تهذيب الكمال)) (35/ 290/79164): ((كبشة بنت كعب بن مالك الأنصارية. روت عن أبى قتادة. وكانت تحت عبد اللَّه بن أبى قتادة. روت عنها بنت أختها حُميدة بنت عبيد بن رفاعة زوجة إسحاق بن عبد اللَّه بن أبى طلحة. ذكرها ابن حبان فى ((الثقات)). روى لها الأربعة)).
قلت: فإذ قد ثبت أن كبشة بنت كعب بن مالك تابعية لم يرو عنها إلا واحد، فقد ثبت أن محلها محل الجهالة، ومع هذا فقد خرَّج مالك حديثها فى ((الموطأ))، وصحَّحه الأماثل من الأئمة وأودعوه ((صحاحهم)).
¥(6/236)
(بيان وإيضاح) أكثر العلماء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والتابعين، ومن بعدهم كمالكٍ والشافعي وأحمد وإسحاق ومحمد بن الحسن وأبى يوسف: لم يروا بسؤر الهرة بأسا. وأصحٌّ ما احتجوا به فى ذلك حديث كبشة بنت كعب. وخالفهم أبو حنيفة فكره سؤر الهرة وأوجب منه.
(2) حميدة أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف
لم يرو عنها غير محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمى
*******************************
أخرج حديثها يحيى بن يحيى ((الموطأ)) (1/ 47. تنوير الحوالك): عن مالك عن محمد بن عمارة عن محمد بن إبراهيم عن أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أنها سألت أم سلمة زوج النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلم فقالت: إني امرأة أطيل ذيلي وأمشي في المكان القذر، قالت أم سلمة: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((يطهره ما بعده)).
وأخرجه الشافعى ((المسند)) (ص50)، وإسحاق بن راهويه ((مسنده)) (1/ 90/43)، والدارمى (742)، وأبو داود (383)، والترمذى (143)، وابن ماجه (531)، والطبرانى ((الكبير)) (23/ 359/845)، وأبو نعيم ((الحلية)) (6/ 338)، والبيهقى ((الكبرى)) (2/ 406)، وابن عبد البر ((التمهيد)) (13/ 104)، وابن بشكوال ((غوامض الأسماء المبهمة)) (1/ 434)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (26/ 169) جميعاً من طريق مالك عن محمد بن عمارة بن عمرو بن حزم عن محمد بن إبراهيم عن أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أم سلمة.
قال الحافظ أبو الحجاج المزى ((تهذيب الكمال)) (35/ 159/7823): ((حميدة أنها سألت أم سلمة فقالت: إني امرأة طويلة الذيل الحديث. وعنها: محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، قاله الحسين بن الوليد النيسابوري عن مالك عن محمد بن عمارة عن محمد بن إبراهيم، وقال سائر الرواة عن مالك عن محمد بن عمارة عن محمد بن إبراهيم عن أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أم سلمة. روى لها النسائي في حديث مالك)).
وقال الحافظ الذهبى ((ميزان الإعتدال)) (7/ 468/10958): ((حميدة سألت أم سلمة. هي أم ولد لإبراهيم ابن عبد الرحمن بن عوف، تفرد عنها محمد بن إبراهيم التيمي)).
وقال الحافظ ابن حجر ((تقريب التهذيب)) (1/ 746/8569): ((حميدة عن أم سلمة. يقال هي أم ولد إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. مقبولة من الرابعة)).
قلت: فإذا كانت حميدة أو أم ولد إبراهيم بن عبد الرحمن قد تفرد بالرواية عنها محمد بن إبراهيم التيمى، فقد ثبت أن محلها محل الجهالة، ومع ذا أخرج مالك حديثها فى ((موطئه))، وفى ذاك الصنيع من إمام أئمة التزكية والتعديل توثيق لها، وإقرار بحجيَّة حديثها.
وتابع مالكاً عن محمد بن عمارة: عبد الله بن إدريس.
أخرجه ابن أبى شيبة (1/ 58/615)، وأحمد (6/ 290)، وإسحاق بن راهويه (1/ 89/42)، وابن الجارود (142)، وأبو يعلى (12/ 356،416/ 6925،6981)، والطبرانى ((الكبير)) (23/ 359/846) جميعاً من طريق عبد الله بن إدريس عن محمد بن عمارة عن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن عن أم ولد إبراهيم بن عبد الرحمن عن أم سلمة بنحوه.
وللبحث بقية إن شاء الله تعالى. والحمد لله أولاً وآخراً.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[17 - 03 - 04, 07:36 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الألفى
وقد قال أبو سعيد بن الأعرابى: كان يحيى بن معين يوثق الرجل لرواية مالك عنه، سئل عن غير واحد، فقال: ثقة روى عنه مالك. وقال الأثرم: سألت أحمد بن حنبل عن عمرو بن أبى عمرو مولى المطلب، فقال: يزين أمره عندى أن مالكاً روى عنه. فهذان إماما أئمة الجرح والتعديل: أحمد ويحيى قد رضيا مالكاً حكماً لهما فى توثيق الرجال، ونزلا على حكمه. وكفى بصنيعهما هذا دلالة!.
أخي مقالتك كلها مبنية على هذا القول
ولعلك تنتبه إلى أن التوثيق هو لمن روى عنه مالك أي كان من شيوخه
أما ما لم يلقه مالك فهو باق في حكم الجهالة
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[17 - 03 - 04, 11:48 م]ـ
يا أخ محمد.
سلمك الله وحيَّاك. وحفظ دينك ودنياك.
¥(6/237)
وددت لو أنك تريثت قليلاً، ولم تبادر بالاعتراض، فإن المقال المذكور واحد من جملة مقالات تالية، فيها البيان لما اعترضته وفهمته من بين السطور. وأنا لم اعتمد فقط، كما قلت، على قول أبى سعيد بن الأعرابى: كان يحيى بن معين يوثق الرجل لرواية مالك عنه، سئل عن غير واحد، فقال: ثقة روى عنه مالك. وقول الأثرم: سألت أحمد بن حنبل عن عمرو بن أبى عمرو مولى المطلب، فقال: يزين أمره عندى أن مالكاً روى عنه. وإن كان معنى قول الإمامين: أحمد ويحيى، على خلاف ما فهمته أنت، فلعلك فهمت منه: توثيق من حدَّث عنه مالك من شيوخه. فإن يكنه، فهذا بعض معناه وتأويله، وليس كل المراد من قولهما. فهل تفهم من قول أهل الحديث: روى الإمام أحمد عن أبى هريرة، وروى الإمام البخارى عن أنس، أن أنساً وأبا هريرة ممن حدَّث عنهما أحمد والبخارى، وأنهما من شيوخهما!!.
بل من تمام معنى قول أبى زكريا يحيى بن معين: روى عنه مالك؛ أى وضعه فى كتابه وأخرج حديثه. فإن قلت ـ وحقك عندى أن أبين لك وأجيبك ـ: ما الدليل على إرادة هذا المعنى؟، قلنا: قول بشر بن عمر الزهرانى: سألت مالك بن أنس عن رجل؟، فقال: هل رأيته في كتبي؟، قلت: لا، قال: ((لو كان ثقة لرأيته في كتبي)). وقول على بن المدينى: لا أعلم مالكاً ترك إنساناً إلا إنساناً فى حديثه شئ. وإليك بياناً أنطق وأبين لمراد أبى زكريا من قوله: روى عنه مالك، فقد قال يحيى بن معين عن سفيان بن عيينة: من نحن عند مالك، إنما كنا نتبع آثار مالك، وننظر إلى الشيخ، إن كان مالك كتب عنه وإلا تركناه.
وأظنك يا أخى طالب علم، وحقك علىَّ أن أعرفك بما بين السطور، فأقول: هل تأملت جيداً قول أبى بسطام شعبة بن الحجاج: كان مالك بن أنس أحد المميزين، ولقد سمعته يقول: ليس كل الناس يُكتب عنهم، وإن كان لهم فضل فى أنفسهم، إنما هى أخبار رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فلا تؤخذ إلا من أهلها. ولماذا لم تجعل هذا المقال لإمام التعديل والتزكية أبى بسطام حجة قائمة بذاتها، وماذا أفادك قوله ((يكتب عنه))؟!، هل أراد يحدِّث عنه أو أنه من شيوخه؟!.
شكر الله لك. وبارك فيك. وأسأل الله أن يسع صدرك جوابى.
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[18 - 03 - 04, 07:11 ص]ـ
حياك الله ابو محمد لم نراك منذ دهر وسمعنا انك تدرس في مسجد الامام البخاري بسيد بشر فبلي هل اوضحت لنا العنوان جيدا وجزاك الله خيرا
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[18 - 03 - 04, 09:29 ص]ـ
الأخ الطيب ابن عبد الوهاب السالمى
أظننى وإيَّاك لم نكمل من أعمارنا دهراً، وإن كنتً قد جاوزتً شطرَه، ولست ممن يطمعون فى إتمامه، وأسأله سبحانه أن يبارك لى ولك فيما بقى من عمرنا، أطال الله عمرك، وبارك لك.
وأما الدرس ففى ((جامع الترمذى)) لأبى عيسى، فى مسجد الإمام البخارى خلف مدينة فيصل. سيدى بشر قبلى. تسعدنى رؤيتك ومعرفة أخبارك.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[18 - 03 - 04, 12:43 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الألفى
الأثرم: سألت أحمد بن حنبل عن عمرو بن أبى عمرو مولى المطلب، فقال: يزين أمره عندى أن مالكاً روى عنه.
أخي الفاضل
يكفي أن يحيى بن معين (الذي تعتمد عليه) قد قال عن عمرو: ضعيف.
وكثير من شيوخ مالك فيهم ضعف، فما بالك بمن ذكرهم في كتابه من غير شيوخه وهم مجاهيل؟
ولعلمك فالإمام مالك يحتج بالمرسل المشهور في المدينة. فمن باب الأولى أن يحتج بمن في إسناده مجاهيل إن كان الرواة عنهم ثقات.
أما قول مالك "لو كان ثقة لرأيته في كتبي" فلم يلتفت إليه أحد. قال الساجي: ويُقال إن سعداً (يقصد قاضي المدينة الثقة الثبت الإمام سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف) وعَظَ مالكاً فوجد عليه، فلم يروِ عنه. حدثني أحمد بن محمد سمعت أحمد بن حنبل يقول: «سعدٌ ثقة». فقيل له: «إن مالكاً لا يحدِّث عنه». فقال: «من يلتفت إلى هذا؟!! سعد ثقة، رجل صالح». حدثنا أحمد بن محمد سمعت المعيطي يقول لابن معين: «كان مالك يتكلم في سعد سيّد من سادات قريش، و يروي عن ثور و داود بن الحصين خارجيين خبيثين!»
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 03 - 04, 07:58 ص]ـ
أخى الحبيب الشيخ عبد الرحمن بن عمر الفقيه
حياك الله ورقاك فى مراتب الرفعة.
أنت كما قال الأول، ولله دره:
صافى الطويَّة من غلٍّ يكدرها ..... وأولُ المجد أن تصفو الطوياتُ
وبديهتك تنبئ عن فراسة الأتقياء. وإنى والله لأحبك وأصطفيك لمودتى وألمح فيك النجابة.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 03 - 04, 08:05 ص]ـ
أخى الحبيب الشيخ عبد الرحمن بن عمر الفقيه
حياك الله ورقاك فى مراتب الرفعة.
أنت كما قال الأول، ولله دره:
صافى الطويَّة من غلٍّ يكدرها ..... وأولُ المجد أن تصفو الطوياتُ
وبديهتك تنبئ عن فراسة الأتقياء. وإنى والله لأحبك وأصطفيك لمودتى وألمح فيك النجابة.
¥(6/238)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 03 - 04, 08:40 ص]ـ
ياأخ محمد
جزاك الله وحيَّاك. وحفظ دينك ودنياك.
هاك تفصيل الجواب عما أوردتَه بنداً بنداً:
[البند الأول] أما قولك ((تعتمد على قول ابن معين وحده))، فقد بينت لك آنفاً، أنه أحد من تُعتمد أقوالهم فى قبول تزكية الإمام مالك للرواة والرجال، وهم كثير منهم: شعبة، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدى، وعلى بن المدينى، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وبشر بن عمر الزهرانى، وعبد الله بن وهب المصرى، ومعن بن عيسى القزاز، وخلق كثيرون. ولو ذهبنا نستقصى سؤالات هؤلاء لمالك وأجوبته لهم لطال المقام، وهذا يحيى بن سعيد القطان يقول: سألت مالك بن أنس عن إبراهيم بن أبي يحيى أكان ثقه؟، قال: لا ولا ثقه في دينه. وأظنك لم تطالع مثل هذه السؤالات، فلذا قلتَ ما قلتَه.
[البند الثانى] أما قول إمام التعديل والتزكية مالك بن أنس ((لو كان ثقة لرأيته في كتبي))، فقد وقع جواباً لسؤال بشر بن عمر الزهرانى إيَّاه عن رجلٍ ممن يروى الحديث؟، لا أدرى من هو تعييناً!!، ودلالته ظاهرة غير خفية: أن إمام التعديل والتزكية مالك بن أنس لم يدخل فى ((موطئه)) غير الثقات من الرواة، وهذا على مذهبه فى التوثيق، وربما خولف على بعض الرواة، أوليس قد خولف البخارى ومسلم على جماعة ممن خرَّجا لهم فى ((الصحيحين))!!، ولا يُنكر على ثلاثتهم اعتمادهم لجماعة من الرواة هم ثقات عندهم، ضعفاء عند غيرهم. وممن هو على هذه الشاكلة عند الإمام مالك فى ((موطئه)): عبد الكريم بن أبى المخارق أبى أمية المعلم البصرى، فقد ضعفوه جداً، بل ورماه أيوب السختياني بالكذب. وقال سفيان بن عيينة: قلت لأيوب بن أبى تميمة: يا أبا بكر مالك لم تكثر عن طاوس؟، قال: أتيته لأسمع منه، فرأيته بين ثقيلين: عبد الكريم أبى أمية، وليث بن أبي سليم فتركته. وقال أحمد بن حنبل: ليس هو بشيء قد ضربت على حديثه وهو شبيه المتروك. وقال ابن حبان: هو كثير الوهم فاحش الخطأ فلما كثر ذلك منه بطل الاحتجاج به، وقال النسائي والدارقطني: متروك. وأما إمام الأئمة مالك بن أنس، فقد اعتمد عبد الكريم فى موضعين من ((موطئه)):
(الأول) مالك عن عبد الكريم بن أبي المخارق البصري عن سعيد بن جبير: أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَقَدَ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ، فَقَالَ لِخَادِمِهِ: انْظُرْ مَا صَنَعَ النَّاسُ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ، فَذَهَبَ الْخَادِمُ، ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ: قَدِ انْصَرَفَ النَّاسُ مِنَ الصُّبْحِ، فَقَامَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، فَأَوْتَرَ، ثُمَّ صَلَّى الصُّبْحَ.
(الثانى) مالك عن عبد الكريم بن أبي المخارق البصري أنه قال: مِنْ كَلامِ النُّبُوَّةِ إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَافْعَلْ مَا شِئْتَ، وَوَضْعُ الْيَدَيْنِ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فِي الصَّلاةِ، يَضَعُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى، وَتَعْجِيلُ الْفِطْرِ، وَالاسْتِينَاءُ بِالسَّحُورِ.
قال أبو عمر بن عبد البر ـ ناصر مذهب مالك ورافع لوائه بالمغرب ـ فى كتابه ((التمهيد)): ((كان عبد الكريم بن أبى المخارق مؤدبَ كتَّابِ، وكان حسنَ السمت، غرَّ مالكاً منه سمتُه، ولم يكن من أهل بلده فيعرفه، كما غرَّ الشافعي من إبراهيم بن أبي يحيى حذقُه ونباهتُه، فروى عنه، وهو أيضا مجتمع على تجريحه وضعفه)).
ثم قال: ((ولم يخرِّج مالك عن عبد الكريم بن أبي المخارق حكماً في ((موطئه))، وإنما ذكر فيه عنه ترغيبا وفضلا، وكذلك الشافعي لم يحتج بابن أبي يحيى في حكم أفرده به)).
قلت: وهذا كلام بيِّنٌ فى الاعتذار عن مالكٍ فى احتجاجه بعبد الكريم بن أبى المخارق، ونظرائه ممن احتج بهم مالك فى ((الموطأ))، وضعفهم غيرُه من أئمة الجرح والتزكية.
¥(6/239)
[البند الثالث] أما قولك: قول مالك ((لو كان ثقة لرأيته في كتبي)) لم يلتفت إليه أحد!!. فمن أين جئت بهذا الكلام، وهل لك فيه سلف، أوليس من شعارك الذى تكتبه تحت كل رسالةٍ لك: قال الإمام أحمد ((إيَّاك أن تتكلم في السؤال ليس لك فيه إمام)). وأنا لن أجيبك بجوابٍ شافٍ يبين خطأ هذا الكلام، حتى تأتينى بإمامٍ سبقك إليه، أو تعتذر عن هذا الحشو الذى لا تنتهض به حجة
[البند الرابع] أما قولك: وكثير من شيوخ مالك فيهم ضعف!!. فهذا أيضاً كسابقه، وأكررها لك ((إيَّاك أن تتكلم في السؤال ليس لك فيه إمام))، ولن أبرح أقولها، أو تحذفها من شعارك فى رسائلك، فتخرج عن مذهبك. وأنت الآن خرجت من رواة الموطأ إلى شيوخ مالك، فوصفت الكثير منهم بالضعف، فهل نسيت ما ذكرته قبل من تأويل توثيق ابن معين لمن روى عنه مالك بشيوخه ومن لقيهم، ثم الآن تقول: وكثير منهم ضعفاء!. وأسألك: هل طالعت ترجمة إمام دار الهجرة مالك بن أنس فى ((الجرح والتعديل)) (1/ 47:11) لابن أبى حاتم، ونصيحتى لك أن تطالعها، فإن فيها إفادات مستجادات.
[البند الخامس] أما قولك عن الإمام مالك أنه ((ذكر في كتابه مجاهيل))، فلعلك لا تدرى مقصودى من هذه المقالات، وقد قلتُ آنفاً: وددت لو أنك تريثت قليلاً، ولم تبادر بالاعتراض، فإن المقال المذكور واحد من جملة مقالات تالية، فيها البيان لما اعترضته وفهمته من بين السطور. وقد استقصيت أحاديث كثيرات من المجهولات؛ اللاتى لم يعرفن بجرحٍ ولا تعديلٍ، ممن احتج بهن: مالك، والبخارى، والنسائى، وابن خزيمة، وابن حبان؛ فى كتابى ((الإكليل ببيان احتجاج الأئمة بروايات المجاهيل)).
[البند السادس] أما قول محمد بن عمر المعيطى ((روى مالك عن ثور وداود بن الحصين خارجيين خبيثين))، فأعجب شئٍ حملته وأودعته ردك، فهل تدرى أنك حملت غثاءاً، ورضيت به؟، فالمعيطى عراقى متعصب على المدنيين. وداود بن الحصين أبو سليمان الأموى، وثور بن زيد الديلى ثقتان ثبتان، لم يحتج بهما الإمام مالك وحده، بل احتج بهما إماما المحدثين: البخارى ومسلم، وإنما أنكر الأئمة إكثار داود بن الحصين عن عكرمة، وتفرده عنه بمناكير، وليس من رواياته عن عكرمة شئٌ البتة عند الثلاثة الأئمة. ولعلك لا تدرى كم روى الشيخان فى ((الصحيحين)) عن داود بن الحصين وثور بن زيد، فليكن هذا السؤال لغزاً ألزمك بحل رموزه. وهل تدرى من راوى هذه الأحاديث فى ((الصحيحين)):
(الأول) عن أبي الغيث عن أبي هريرة عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا هُنَّ؟، قَالَ: الشِّرْكُ بِاللهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلاتِ)).
(الثانى) عن أبي الغيث عن أبي هريرة قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ ـ وَأَحْسِبُهُ قَالَ ـ كَالْقَائِمِ لا يَفْتُرُ، وَكَالصَّائِمِ لا يُفْطِرُ)).
(الثالث) عن أبي الغيث عن أبي هريرة عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ)).
هل تعلم أن راوى هذه الأحاديث هو الثقة الثبت المتقن: ثور بن زيد الديلى، الذى رضيت أن يقال عنه: خارجى خبيث!!. ألم تر كيف حملت غثاءاً لا أرضاه لك. ووالله إنى أحبك فى الله يا محمد، فلا تجد فى صدرك منى، فأنا لك كالوالد الذى لن يضيق صدره بأسئلة أبنائه. وسلامى إليك كثير.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 03 - 04, 11:02 ص]ـ
جزى الله الشيخ الألفي خير الجزاء على هذا البحث النافع القوي، وما بينه حفظه الله في مسألة الجهالة هو مذهب المتقدمين من حفاظ الحديث، فكانوا يتعاملون مع حديث المجهول الذي لايعرف بالقرائن والشهرة
وفي هذه الروابط فوائد حول هذا الموضوع
¥(6/240)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&postid=76876#post76876
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=9941
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[21 - 03 - 04, 09:06 ص]ـ
ما أصدق بديهتك!. فحيَّاك الله وسلَّمك.
هكذا يفهم الأذكياء الفهماء مقاصد التصنيف، ودواعى التأليف.
هذا ما أردتُ، وله تصديتُ، مع علمى بكثرة المخالفين، وقلة الموافقين
لكن لا يضيرك أن تدور مع الحق أينما دار.
الأمر كما قلتَ: إنها القرائن مقرونة بظواهر الأسانيد وأحوال الرجال، والأمران متلازمان، لا ينفك واحد عن قرينه.
وللأستاذ الدكتور حمزة المليبارى كلام يُنقش بماء الذهب فى تأثير ما يحتف بالحديث من قرائن على صحته أو ضعفه، فقد قال: ((ولذلك فإننا نؤكد أن ما يحف بالحديث من القرائن والملابسات لا يحظى باهتمام المتأخرين عند التصحيح والتضعيف، بينما تكون هذه القرائن والملابسات هي المعول عليها عند نقاد الحديث المتقدمين في الحكم على الحديث، بغض النظر عن أحوال رواته العامة غير المتروكين، إذ إن أحوالهم من حيث التوثيق أو التضعيف أوالتهمة بالكذب، إنما ظهرت من خلال معرفة مروياتهم، وتميزت مراتبهم في سلم الجرح والتعديل بدقة بالغة في ضوء المقارنة بين نسبة خطئهم وصوابهم فيها، ولذا فإن الأحوال العامة لرواة الحديث لا تعد معايير للحكم في الحديث، إلا في حالة واحدة: وهي أن يخلو الحديث من القرائن التي تدل على أن راويه قد أخطأ فيه، أو حفظه وأتقن روايته. فعندئذ تبقى للنقاد وسيلة وحيدة في معرفة الصواب والخطأ، ألا وهي اعتماد أصل هذا الراوي وعادته في الرواية؛ فإن كان ثقة، فالأغلب في روايته الصواب، وبالتالي يكون حديثه صحيحاً، وإن كان ضعيفاً فالأصل في حالة أن يكون مخطئاً، ويكون حديثه ضعيفاً، وأما إن كان صدوقاً فيكون حديثه حسناً، مع تفاوت مراتبه طبعاً، ولذا فإن هذه الأحكام لا تفيد في الواقع إلا الظن الغالب لكونها مبنية على الأصل في حال الراوي)) اهـ.
وقال بعد بيانٍ أفاض فيه فأحسن: ((وأما الرجوع المباشر إلى أحوال الرواة العامة في تصحيح الحديث وتعليله، دون تتبع الملابسات، ودراسة القرائن التي تحيط به، فعمل استروح إليه كثير من المتأخرين والمعاصرين، مع أنهم يشعرون عن يقينٍ أن الإحاطة الشاملة بالعلل، أو التأكد من انتفائها، كانت من خصائص النقاد المتقدمين)) اهـ.
وأقول: لقد قال فأنصف، وفسَّر فأبلغ، وحكم فعدل، وهكذا فليكن الفهم والتدبر.
وكذلك أقول إن الحكم على الأحاديث بالصحة أو الضعف بمجرد اعتبار مرتبة الراوى وحكم النقاد على حاله ((ثقة .. صدوق .. سئ الحفظ .. ضعيف .. مجهول .. ونحوها))، بدون ملاحظة ما يحتف بالرواية من قرائن مؤثرة على الحكم، هو عملٌ خالٍ عن تطبيق القواعد الحديثية تطبيقاً صحيحاً، وإن شئت قل: هو أشبه شئٍ بأعمى وُهب سيفاً، فأول من يضربُ واهبَه وولىَ نعمتِه.
علَّمك الله وبصرك بمواقع الصواب.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[12 - 10 - 05, 02:53 م]ـ
الحمد لله وحده ...
بارك الله فيكم وحفظكم ..
تذكرت قول الحافظ الجهبذ الذهبي في الميزان (1/ 211) في ترجمة أسفع بن أسلع:
(( ... ما علمتُ روى عنه سوى سويد بن حجير الباهلي.
وثقه مع هذا يحيى بن معين، فما كل من لا يعرف ليس بحجة، لكنّ هذا الأصل)) أهـ
جزاكم الله خيرًا
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[22 - 08 - 07, 02:11 م]ـ
الحمد لله وحده ...
الميزان (1/ 211) في ترجمة أسفع بن أسلع:
(( ... ما علمتُ روى عنه سوى سويد بن حجير الباهلي.
وثقه مع هذا يحيى بن معين، فما كل من لا يعرف ليس بحجة، لكنّ هذا الأصل)) أهـ
.
للتأمّل ..
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[05 - 09 - 07, 09:34 ص]ـ
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
جزى الله شيخنا الجليل أبا محمد الألفي فقد كفى ووفى.
وهذه بعض النقول عن جماعة من أئمة الهدى لعله تنفع في هذا الباب ... وتصحح بعض المفاهيم المغلوطة ...
قال الإمام سفيان بن عيينة - رحمه الله - عن مالك: (كان لا يبلغ من الحديث إلا صحيحا، ولا يحدث إلا عن ثقات الناس).
وقال الإمام ابن حبان - رحمه الله -: ( ... كان مالك أول من انتقى الرجال من الفقهاء بالمدينة، وأعرض عمن ليس بثقة في الحديث، ولم يكن يروى إلا ما صح، ولا يحدث إلا عن ثقة مع الفضل والنسك ... ).
وقال الإمام يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ له بعد إيراده حديثا في فضل المدينة: ( ... وهذا اسناد جيد، عبد العزيز - يعني ابن محمد - عند أهل المدينة إمام ثقة، والعلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب مولي الحرقيين ثقة هو وأبوه، ومن كان من أهل العلم ونصح نفسه علم أن كل من وضعه مالك في موطائه وأظهر اسمه ثقة، تقوم به الحجة).
وقال الإمام الخطابي في معالمه وهو بصدد الحديث عن أثر سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - في بيع التمر بالتمر: ( ... وقد تكلم بعض الناس في إسناد حديث سعد بن أبي وقاص، وقال: زيد - أبو عياش - روايه ضعيف.
ومثل هذا الحديث على أصل الشافعي لا يجوز أن يحتج به.
قال الشيخ: وليس الأمر على ما توهمه، وأبو عياش - هذا - مولى لبني زهرة معروف، وقد ذكره مالك في الموطأ، وهو لا يروي عن رجل متروك الحديث بوجه، وهذا من شأن مالك وعادته معلوم ... ).
ونقل ما تقدم الإمام المنذري مسلما مرتضيًا له ... بل زاد بعده بأسطر قوله: ( ... هذا الإمام مالك قد أخرج حديثه في موطائه، مع شدة تحريه في الرجال ونقده، وتتبعه لأحوالهم ... ).
¥(6/241)
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[13 - 09 - 07, 09:11 م]ـ
الحمد لله.
أما قول مالك "لو كان ثقة لرأيته في كتبي" فلم يلتفت إليه أحد. قال الساجي: ويُقال إن سعداً (يقصد قاضي المدينة الثقة الثبت الإمام سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف) وعَظَ مالكاً فوجد عليه، فلم يروِ عنه. حدثني أحمد بن محمد سمعت أحمد بن حنبل يقول: «سعدٌ ثقة». فقيل له: «إن مالكاً لا يحدِّث عنه». فقال: «من يلتفت إلى هذا؟!! سعد ثقة، رجل صالح». حدثنا أحمد بن محمد سمعت المعيطي يقول لابن معين: «كان مالك يتكلم في سعد سيّد من سادات قريش، و يروي عن ثور و داود بن الحصين خارجيين خبيثين!»
قال الإما الذهبي في سيره: ( ... فهذا القول يعطيك بأنه لا يروي إلا عمَّن هو عنده ثقة. ولا يلزم من ذلك أنه يروي عن كل الثقات، ثم لا يلزم مما قال أن كل من روَى عنه، وهو عنده ثقة، أن يكون ثقة عند باقي الحفاظ، فقد يخفي عليه من حال شيخه ما يظهر لغيره، إلا أنه بكل حال كثير التحري في نقد الرجال).
وقال الإمام الباجي في كتابه التعديل والتجريح بعد أن أورد شيئا من كلام الأئمة في توثيق سعد بن إبراهيم - رحمه الله -: ( ... قال ابن البرقي سألت يحيى بن معين عن قول الناس في سعد بن إبراهيم: إنه كان يرى القدر وتركه مالك، فقال: لم يكن يرى القدر، وإنما ترك مالك الرواية عنه لأنه تكلم في نسب مالك، فكان لا يروي عنه وهو ثبت لا شك فيه.
وقال ابن حنبل لم يلق أحدا من الصحابة غير ابن عمر، قال أبو حاتم الرازي قال علي بن المديني: كان سعد بن إبراهيم لا يحدث بالمدينة فلذلك لم يكتب عنه أهل المدينة، ومالك لم يكتب عنه، وإنما سمع شعبة وسفيان منه بواسط، وسمع منه ابن عيينة بمكة شيئا يسيرا، وقال عبدالرحمن بن أبي حاتم روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري وأيوب.
وفي الجملة إن قول يحيى بن معين: إن مالكا ترك حديثه لطعنه في نسبه على ظاهره ولو تركه مالك لذلك مع رضا أهل المدينة به لحدث عنه سائر أهل المدينة، وقد ترك جميعهم الرواية عنه في قول جماعة أهل الحفظ من أيمة أهل الحديث، وما تقدم ذكره من أن يحيى بن سعيد الأنصاري روى عنه فيسيرا جدا، مثل ما يأخذ الصاحب عن الصاحب لأنه نظيره في السن، ولعله روى عنه حديثا عرف صحته وسلامته، أو لعله أخذ عنه قبل طعنه في نسب مالك، ثم سافر إلى العراق وحدث هناك ولم يعلم ما أحدث بعده، ورأي الجمهور أولى به، والظاهر أن أهل المدينة إنما اتفقوا على ترك الأخذ عنه إما لأنه قد طعن في نسب مالك طعنا استحق به عندهم الترك، وقد ترك شعبة الرواية عن أبي الزبير المكي ولا خلاف أنه أحفظ من سعد بن إبراهيم وأكثر حديثا، وجرحه بأن قال رأيته وزن فأرجح، وطعن سعد في نسب مالك أعظم إثما، مع ما يختص به من وجوب الحد الذي يمنع قبول الشهادة، ويحتمل أن يكونوا اتفقوا على ترك الأخذ عنه لما لم يرضوا حديثه فعندي أنه ليس بالحافظ.
وقد أغرب بما لا يحتمله عندي حاله مع قلة حديثه ولعل ذلك كان من قلة حفظه وإن كان البخاري قد أخرج عنه حديثه عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم: " كان يقرأ في الجمعة في صلاة الفجر الم تنزيل السجدة و هل أتى على الإنسان " و هذا الحديث مما انفرد به، ولم يتابع عليه من طريق صحيح، مع ترك الناس العمل به، ولا سيما أهل المدينة، ولو كان مما يحتج به لتلقي بالعمل به من جميع أهل المدينة أو بعضهم إذ هو من حديثها، ولكان عند أبي الزناد أو غيره من أصحاب الأعرج ممن هو أروى عن الأعرج منه.
وقول ابن معين وابن حنبل فيه ثقة يحتمل أن يريدا به أنه من أهل الثقة في نفسه مريد للخير ولا يقصد التحريف ولا يستجيزه ولا يعلم له فرية توجب رد حديثه غير قلة علمه بالحديث أو لطعنه في نسب مالك، وقد ذكر مالك أنه أدرك بالمدينة جماعة ممن يؤتمن على عظيم المال لم يأخذ عن أحد منهم لأنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن، يريد العلم بنقل الرواية،
¥(6/242)
وقد يستعمل يحيى بن معين وابن حنبل وأبو زرعة الثقة في من هذه صفته، وإن كان لا يحتج بحديثه، ولذلك قال ابن معين وابن حنبل في محمد بن إسحاق: هو ثقة ولكن لا يحتج بحديثه، وقد تقرر ذلك لهما ولغيرهما في غير ما رجل، ومن تأمل هذا في كتابنا وغيره وجده كثيرا، وغيرهم من أهل الحديث لا يقول: ثقة إلا في من يحتج بحديثه، ولذلك قال عبدالرحمن بن مهدي لما سئل عن أبي خالد الدالاني أهو ثقة فقال: هو مسلم هو خيار، الثقة شعبة وسفيان.
وأما قول علي بن المديني كان لا يحدث بالمدينة فمن هذا الباب أيضا يحتمل أن يكون لا يحدث بها لما شملهم من ترك الأخذ عنه إما لأنه لم يكن من أهل هذا الشأن أو لأنهم علموا من طعنه في نسب مالك ما أوجب ذلك ولذلك أنكر أهل النسب هذا القول وأثبتوا نسب مالك على ما كان ينتسب إليه فقال مصعب بن عبدالله: حدثني أبي عن أبيه مصعب قال ذكر لعامر بن عبدالله بن الزبير مالك بن أنس وأعماله وأهل بيته فقال: أما إنهم من اليمن، أما إنهم من العرب ذوو قرابة بالنضر بن بريم. وقد أثبتنا نسبه في باب مالك والوجهَ الذي به نسبه إلى ولاء التيميين من تعدى أو أخطأ،
وكان من أخذ عن سعد بن إبراهيم من الأيمة من غير أهل المدينة لم يعرفوا من حاله ما عرفه أهل بلده من قلة حفظه أو مما أوجب عندهم ترك حديثه من طعنه في نسب مالك على وجه يوجب ذلك وقد أخذ مالك مع كثرة توقيه وانتقائه وعلمه عن عبدالكريم بن أبي المخارق البصري، وتركه أهل البصرة أيوب وغيره فكان القول قولهم فيه لما كانوا أعلم بحاله،
وقد ترك مالك محمد بن إسحاق وأخذ عنه شعبة، وحسن القول فيه فكان القول قول مالك، لأنه كان من أهل بلده وكان أعلم به، ولا أذهب إلى أن سعد بن إبراهيم يجري مجرى محمد بن إسحاق فإن سعد بن إبراهيم أحسن حديثا وأكثر توقيا وأظهر تدينا ومحمد بن إسحاق أوسع علما، وكذلك لا أقول إن سعد بن إبراهيم يبلغ عندي مبلغ الترك، ولكني أهاب من حديثه مثل ما ذكرته، ولا يحتمل عندي الانفراد به، فإن كان مالك وأهل المدينة تركوا الأخذ عنه لأنه لم يكن عندهم من أهل هذا الشأن فهو الذي ذهبت إليه من حاله والذي ظهر إلي من قلة حديثه مع ما فيه مما لا يحتمله مثله كالحديث الذي ذكرته فلا أرى الاحتجاج به وإن كان أهل المدينة تركوه لطعنه في نسب مالك على وجه يوجب ردّ حديثه، فالأمر أشد فيه، والله أعلم).
نقلته من المكتبة الألفية مع شئ من المراجعة و التكميل و التصحيح.(6/243)
تعليقات على كتاب تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر رحمة الله عليه
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[22 - 03 - 04, 10:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
لقد عزمت بعد التوكل على الله تبارك وتعالى على وضع بعض تعليقات كنت أثبتها على حاشية تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر رحمة الله عليه أثناء عملي المتواضع في هذا العلم الشريف، أسأل الله تعالى أن يكون فيها الفائدة والخير لي ولإخواني في هذا الملتقى المبارك
اللهم تبرأت من حولي وقوتي والتجأت إلى حولك وقوتك يا رب العالمين
اللهم ما كان من صواب ففضلا منك تقبله مني، وما كان من خطأ وخطل فمن ضعفي وتقصيري، اللهم فتجاوزه عني، وهيء من يردني إلى الحق يا رب العالمين.
وسأكتب هذه التعليقات إن شاء الله في مشاركات متلاحقة على شكل تعقيبات حسب ما ييسر الله لي الوقت، اللهم بارك لي ولإخوتي في أوقاتنا.
وبعد:
فقد حان وقت الشروع في المقصود
يتبع إن شاء الله ......
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[22 - 03 - 04, 12:29 م]ـ
1* أحمد بن إسحاق بن الحصين بن جابر السلمي أبو إسحاق السرماري بضم المهملة وبفتحها وحكي كسرها واسكان الراء صدوق من الحادية عشرة مات سنة اثنتين وأربعين خ
قلت:
له عند البخاري ستة أحاديث، وهو من صغار شيوخه قاله الحافظ في الفتح، وقال أبو عبد الله ما يعلم في الإسلام مثله تهذيب التهذيب 1/ 12
2* أحمد بن إشكاب الحضرمي أبو عبد الله الصفار واسم إشكاب مجمع وهو بكسر الهمزة بعدها معجمة ثقة حافظ من الحادية عشرة مات سنة سبع عشرة أو بعدها خ
قلت:
له عند البخاري ثلاثة أحاديث.
3* أحمد بن أيوب بن راشد الضبي الشعيري بفتح المعجمة أبو الحسن مقبول من العاشرة بخ
قلت:
هو من شيوخ عبد الله ابن الإمام أحمد رحمة الله عليهما، و له رواية واحدة في المسند، وهي من الزوائد 5/ 126
4* أحمد بن شبيب بن سعيد الحبطي بفتح المهملة والموحدة أبو عبد الله البصري صدوق من العاشرة مات سنة تسع وعشرين خ خد س
قلت:
هو من شيوخ البخاري، روى له البخاري سبعة أحاديث واحد منها مكرر، مابين تعليق و تحديث، ليس فيها شيء في الأحكام فليتنبه، وهذا بيانها:
الأول معلق 1/ 53
والثاني قال فيه حدثنا أحمد بن شعيب 2/ 105 ذكره تقوية واستشهادا
والثالث اختلف فيه ففي أكثر النسخ تعليقا وفي رواية أبي ذر وحده حدثنا أحمد بن شبيب، ووضع عند رواية أبي ذر في نسختي (هي النسخة السلطانية التي قدم لها الشيخ أحمد شاكر والتي أعزو إليها دائما) في الحاشية علامة صح، وفيها وقفة.
والرابع قال فيه حدثنا احمد بن شبيب .... وذكر حديث أبي هريرة لو كان لي مثل أحد ذهبا .... الحديث 3/ 144 وهو مكرر 8/ 118
والخامس تعليقا متابعة 3/ 205
والسادس قال فيه حدثني أحمد بن شبيب، في مناقب عثمان 5/ 17
والسابع تعليقا 8/ 150
وقال الحافظ في الفتح 11/ 323
بصري صدوق، ضعفه ابن عبد البر تبعا لأبي الفتح الأزدي والأزدي غير مرضي فلا يتبع في ذلك , وأبوه يكنى أبا سعيد , روى عنه ابن وهب وهو من أقرانه , ووثقه ابن المديني.
5* أحمد بن عثمان بن أبي عثمان عبد النور بن عبد الله بن سنان النوفلي يكنى أبا عثمان بصري يلقب أبا الجوزاء بالجيم والزاي ثقة من الحادية عشرة مات سنة ست وأربعين م ت س
قلت:
قال أبو عبد الرحمن في أول حديث ذكره له في السنن أخبرنا أحمد بن عثمان أبو الجوزاء وهو ثقة بصري أخو أبي العالية 4/ 135
6* أحمد بن موسى بن معقل المصري المقرىء صدوق لم يذكره المزي من الثانية عشرة وهو في الطهارة لابن ماجة ق
قلت:
هو من زيادة ابن القطان على ابن ماجه.
7* آدم بن علي العجلي الشيباني صدوق من الثالثة خ س
قلت:
قال الحافظ في الفتح: آدم بن علي هو العجلي بصري ثقة، وليس له في البخاري إلا هذا الحديث 8/ 508
يتبع إن شاء الله ........
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[22 - 03 - 04, 11:23 م]ـ
8* إبراهيم بن عبد الله بن المنذر الصنعاني مستور من الحادية عشرة ت
قلت:
هو من شيوخ الترمذي وروى له حديثا واحدا برقم 2156 حديث عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قدر الله المقادير ..... الحديث قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب، قلت: وهو عند مسلم في الصحيح فليتأمل صنيع الترمذي فهو في غاية الأهمية، روى عن شيخه الذي عرفه وحده، حديثا واحدا، عرف برواية الثقات. رحم الله أبا عيسى.
9* إبراهيم بن عبيد بن رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان الزرقي الأنصاري المدني صدوق من الرابعة م
قلت:
روى له مسلم حديثا واحدا 2748/ 10 في المتابعات، والإمام أحمد ثلاثة أحاديث.
10* إبراهيم بن عمر الصنعاني صنعاء اليمن آخر مستور من العاشرة ت
قلت:
لم يرو له الترمذي، ولعل الصواب د رقم أبي داود، وقد روى له حديثا واحدا 4/ 58 ثم وجدت المزي رقم له د وساق حديثه عند أبي داود مرفوعا كل مخمر خمر وكل مسكر حرام ..... الحديث.
11* إبراهيم بن الفضل المخزومي المدني أبو إسحاق ويقال إبراهيم بن إسحاق متروك من الثامنة ت ق
قلت:
روى له الترمذي ثلاثة أحاديث عن المقبري عن أبي هريرة واستغربها وأشار إلى ضعف إبراهيم من قبل حفظه. وقال الحافظ في الفتح 9/ 691 مدني ضعيف ليس من شرط هذا الكتاب.
12* إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي أبو إسحاق المدني متروك من السابعة مات سنة أربع وثمانين وقيل إحدى وتسعين ق
قلت:
روى له ابن ماجه حديثا واحدا في الجنائز، وله عند أبي داود حديث معلق متابعة 4/ 394 قال فيه أبو داود: و رواه ابن جريج عن إبراهيم عن داود بن الحصين .... وهو يشبه أن يكون ابن أبي يحيى لأن ابن جريج كان يروي عنه ويدلسه، كما أن ابن أبي يحيى يروي عن داود بن الحصين. واحتمال أن يكون ابن إسماعيل بن أبي حبيبة كما ذكره صاحب عون المعبود بعيد وإن كان يروي عن داود لأني لا أعرف لابن جريج رواية عنه، والله أعلم.
يتبع إن شاء الله ......
¥(6/244)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[23 - 03 - 04, 09:17 ص]ـ
أحسنت ن جزاك الله خيرا وبارك فيك.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[23 - 03 - 04, 09:33 م]ـ
وإياكم شيخنا أبو عمر عبد الرحمن الفقيه
13ـ إبراهيم بن ميمون الصنعاني أو الزبيدي بفتح الزاي ثقة من الثامنة س
قلت: رقم له المزي ت وله عندالترمذي حديث واحد 2166 قال فيه غريب، ولم أقف على رواية النسائي له ولعلها في الكبرى أو يكون وهم والله أعلم.
14ـ إبراهيم بن أبي ميمونة حجازي مجهول الحال من الثامنة د ت ق
قلت: أخرج له أبو داود والترمذي وابن ماجه حديثا واحدا لا غير بنفس الإسناد، جميعهم قالوا في حديثهم حدثنا محمد بن العلاء أبو كريب حدثنا معاوية بن هشام حدثنا يونس بن الحارث عن إبراهيم بن أبي ميمونة عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نزلت هذه الآية في أهل قباء فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين قال كانوا يستنجون بالماء فنزلت هذه الآية فيهم. قال أبو عيسى هذا حديث غريب من هذا الوجه. قال وفي الباب عن أبي أيوب وأنس بن مالك ومحمد بن عبد الله بن سلام.
15ـ أجلح بن عبد الله بن حجية بالمهملة والجيم مصغر يكنى أبا حجية الكندي يقال اسمه يحيى صدوق شيعي من السابعة مات سنة خمس وأربعين بخ 4
قلت: قال الحافظ في الفتح 9/ 762 في سنده الأجلح وهو لين.
16ـ أسامة بن شريك الثعلبي بالمثلثة والمهملة صحابي تفرد بالرواية عنه زياد بن علاقة على الصحيح 4
قلت: لم يتفرد عنه زياد بن علاقة بل روى عنه عمرو بن الأرقم ومجاهد كما ذكر ذلك الإمام أبو الحسن الدارقطني رحمه الله تعالى، نقل عنه ذلك الحاكم أبو عبد الله في المستدرك 4/ 444، وروى له أحمد في المسند، وروايات الإمام أحمد وأصحاب السنن كلها من طريق زياد بن علاقة عنه، فليتأمل.
وقد ذكر المصنف عنه في التهذيب 1/ 136 علي بن الأرقم مع زياد بن علاقة. وعند الذهبي في الكاشف 1/ 232 قال: عنه زياد بن علاقة وعلي بن الأرقم، هكذا قالا (علي) والذي قاله الحاكم عن أبي الحسن (عمرو).
17ـ إسحاق بن بكر بن مضر بن محمد المصري أبو يعقوب صدوق فقيه من العاشرة مات سنة ثماني عشرة وله ست وسبعون م س
قلت: قال الحافظ في تهذيب التهذيب في ترجمة أبيه بكر بن مضر: قال الخليلي هو وابنه ثقتان 1/ 306 ولم يذكر المزي ولا الحافظ في ترجمته توثيق الخليلي.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?s=&threadid=9941
يتبع إن شاء الله ......
ـ[ابن المنذر]ــــــــ[24 - 03 - 04, 01:35 ص]ـ
عمل مشكور ......
واصل بارك الله فيك.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[24 - 03 - 04, 06:34 م]ـ
جزاكم الله خيرا
18ـ إسحاق بن سالم مولى بني نوفل بن عدي مجهول الحال من السادسة د
قلت:
لم يرو له أبو داود إلا حديثا واحدا 1/ 478 قال فيه .... إسحق بن سالم مولى نوفل بن عدي أخبرني بكر بن مبشر الأنصاري قال كنت أغدو مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المصلى يوم الفطر ويوم الأضحى فنسلك بطن بطحان .... الحديث.
19ـ إسحاق بن سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي مستور مقل من الثانية صد
قلت:
روى له الإمام أحمد حديثا واحدا في المسند مما يدل على قلة حديثه، ذكره في موضعين الأول 5/ 285 والثاني 6/ 7
20ـ إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة الأموي مولاهم المدني متروك من الرابعة مات سنة أربع وأربعين د ت ق
قلت:
روى له الترمذي حديثا واحدا في الفرائض قال فيه إسحق بن عبد الله عن الزهري ..... قال أبو عيسى عقبه: هذا حديث لا يصح، لا يعرف إلا من هذا الوجه، وإسحق بن عبد الله بن أبي فروة قد تركه بعض أهل الحديث منهم أحمد بن حنبل. وجاء له ذكر عند أبي داود في الجهاد 3/ 123، وروى له ابن ماجه عشرة أحاديث قال في بعضها عن الزهري وفي بعضها عن نافع ووفي أحدها عن أبي الزناد، وهؤلاء من الأئمة المعروفين الذين يجمع حديثهم فليتأمل كثيرا. ولا يقولن قائل روى له الترمذي، فإنما روى على وجه الاستنكار، أما أبو داود فإنما جاء ذكر ابن أبي فروة عنده عرضا. وله ذكر في مسند الإمام أحمد في ثلاثة مواضع، الأول من زوائد عبد الله 1/ 73 والثاني من طريق الإمام 4/ 37 لكن أورد حديثه بعده من طريق مستقيم، والثالث من زوائد عبد الله 4/ 73.
¥(6/245)
وقد قال الحافظ في الفتح: إسحاق بن أبي فروة ضعيف 3/ 579 وكان حقه أن يقول متروك كما أثبته هنا في التقريب.
21ـ إسحاق بن عبيد الله بن أبي مليكة التيمي مجهول الحال من السادسة وعندي أن الذي أخرج له ابن ماجة هو إسحاق بن عبيد الله بن أبي المهاجر وهو مقبول ق
قلت:
روى له ابن ماجه حديثا واحدا 1743 رواه عنه الوليد بن مسلم.
22ـ إسحاق بن الفرات بن الجعد التجيبي أبو نعيم المصري صدوق فقيه من التاسعة مات سنة أربع ومائتين س
قلت:
روى له النسائي حديثا واحدا في ذكر الاختلاف على نافع في وقت ركعتي الفجر 3/ 253
23ـ إسحاق بن كعب بن عجرة البلوي حليف الأنصار مجهول الحال قتل يوم الحرة من الثالثة د ت س
قلت:
روى له الترمذي وأبو داود والنسائي جميعا حديثا واحدا كلهم من طريق محمد بن موسى عن سعد بن إسحق بن كعب بن عجرة عن أبيه عن جده مرفوعا في الصلاة في البيوت. قال أبو عيسى عقبه هذا حديث غريب من حديث كعب بن عجرة لا نعرفه إلا من هذا الوجه ثم ذكر الصحيح فيه.
24ـ إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن المسيب بن أبي السائب المخزومي أبو محمد صدوق فيه لين ورمي بالقدر مات سنة ست ومائتين من التاسعة د
قلت:
روى له أبو داود حديثا واحدا في المتابعات 1/ 148
25ـ إسحاق بن يزيد الهذلي المدني مجهول من السادسة د ت ق
قلت:
روى له الأئمة الثلاثة جميعا حديثا واحدا من طريق ابن أبي ذئب عن إسحق بن يزيد الهذلي عن عون بن عبد الله بن عتبة عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا ركع أحدكم فقال في ركوعه .... الحديث قال الترمذي وأبو داود رحمهما الله إسناد ليس بمتصل، عون بن عبد الله بن عتبة لم يلق ابن مسعود رضي الله عنه، والله أعلم.
26ـ إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله بن ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري مجهول من الخامسة ق
قلت:
روى له ابن ماجه حديثا واحدا في الأدب من طريق ... حماد بن عبد الرحمن الكلبي حدثنا إسمعيل بن إبراهيم الأنصاري. وحماد الكلبي من الضعفاء، فليتنبه إلى هذا.
يتبع إن شاء الله ........
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[25 - 03 - 04, 08:54 م]ـ
27ـ إسماعيل بن إبراهيم الكرابيسي أبو إبراهيم البصري صاحب القوهي بضم القاف لين الحديث من الثامنة مات سنة أربع وتسعين ق
قلت:
روى له ابن ماجه حديثا واحدا في كتمان العلم 1/ 98
28ـ إسماعيل بن إبراهيم عن رجل من بني سليم مجهول من الثالثة د
قلت:
روى له أبو داود حديثا واحدا في النكاح 2/ 410
29 ـ إسماعيل بن بشير الأنصاري مولى بني مغالة بفتح الميم والمعجمة مجهول من الثالثة د
قلت:
روى له أبو داود حديثا واحدا في الأدب 5/ 125 من طريق الليث قال حدثني يحيى بن سليم أنه سمع إسماعيل بن بشير يقول سمعت جابر بن عبد الله وأبا طلحة بن سهل الأنصاري يقولان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من امرئ يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته ....... الحديث
وقد وجدت له نفس هذه الرواية بمثل هذا الإسناد من طريق الليث عند الإمام أحمد في المسند 4/ 30 وليس له غير هذا عند الإمام في المسند والله أعلم.
30 ـ إسماعيل بن عبد الرحمن بن عطية مقبول من الثالثة د
قلت:
روى له أبو داود حديثا واحدا في خروج النساء في العيد 1/ 472
31 ـ إسماعيل بن عبيد الله بن رفاعة بن رافع العجلاني ويقال بن عبيد بلا إضافة مقبول من السادسة بخ ت ق
قلت:
روى له الترمذي حديثا واحدا قال فيه حسن صحيح ومثله ابن ماجه روى له حديثا واحدا.
32 ـ إسماعيل بن عياش بن سليم العنسي بالنون أبو عتبة الحمصي صدوق في روايته عن أهل بلده مخلط في غيرهم من الثامنة مات سنة إحدى أو اثنتين وثمانين وله بضع وسبعون سنة ي 4
قلت:
قال الحافظ في الفتح 9/ 823
وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الضب أخرجه أبو داود بسند حسن , فإنه من رواية إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عتبة عن أبي راشد الحبراني عن عبد الرحمن بن شبل , وحديث ابن عياش عن الشاميين قوي , وهؤلاء شاميون ثقات , ولا يغتر بقول الخطابي: ليس إسناده بذاك , وقول ابن حزم: فيه ضعفاء ومجهولون , وقول البيهقي: تفرد به إسماعيل بن عياش وليس بحجة , وقول ابن الجوزي: لا يصح , ففي كل ذلك تساهل لا يخفى , فإن رواية إسماعيل عن الشاميين قوية عند البخاري وقد صحح الترمذي بعضها.
قلت: روى له الترمذي حوالي عشرين حديثا ولم أره صحح له إلا واحدا منها ولم أنظر فيمن أخرجه بعد فإن الترمذي قد يصحح حديثا مشهورا عند الثقات وإن كان فيه ضعيف.
قلت: وقال الترمذي عقب حديثه في الجنب والحائض لا يقرآن القرآن رقم 131: لا نعرفه إلا من حديث إسماعيل بن عياش عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقرأ الجنب ولا الحائض. قال وسمعت محمد بن إسماعيل يقول إن إسماعيل بن عياش يروي عن أهل الحجاز وأهل العراق أحاديث مناكير كأنه ضعف روايته عنهم فيما ينفرد به، وقال إنما حديث إسماعيل بن عياش عن أهل الشام، وقال أحمد بن حنبل إسماعيل بن عياش أصلح من بقية، ولبقية أحاديث مناكير عن الثقات، قال أبو عيسى حدثني أحمد بن الحسن قال سمعت أحمد بن حنبل يقول ذلك.
قلت: وشرح المباركفوري 1/ 304 قول البخاري (إنما حديث إسماعيل بن عياش عن أهل الشام) أي حديثه الصحيح الصالح للاحتجاج.
ولعله لم يصب رحمه الله تعالى في التقدير، ولعل الصواب فيما أرى حمل كلام البخاري على كلام أحمد بن حنبل رحمهما الله، ويكون المعنى إنما أجود حديثه عن أهل الشام، وهذا لا يقتضي صحة حديثه كما هو معلوم، وقد حصل مثل هذا الخلط عند الكلام في ابن لهيعة، حيث اشتهرت جودة رواية العبادلة عنه وهي أصح حديثه، فقام البعض بتصحيحها، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وليعلم أن الترمذي وغيره من الأئمة استنكروا شيئا من حديثه حتى عن أهل بلده، فليتأمل.
يتبع إن شاء الله .............
¥(6/246)
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[26 - 03 - 04, 03:40 ص]ـ
ملاحظة هامة:
هناك بعض التعليقات من فتح الباري حول جرح وتعديل بعض الرواة، استفدتها من نسخة شيخنا أبي بكر علي الشحود حفظه الله تعالى ومتعنا برؤيته عن قريب.
هي وإن لم تكن بالكثيرة، لكن وجدت لزاما علي الإشارة إلى هذا الأمر وفاء لشيخنا حفظه الله تعالى ورده إلينا في القريب العاجل اللهم آمين اللهم آمين.
أخوكم أبو بكر ماهر بن عبد الوهاب علوش
يتبع إن شاء الله .........
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[27 - 03 - 04, 12:19 ص]ـ
33 ـ إسماعيل بن زكريا بن مرة الخلقاني بضم المعجمة وسكون اللام بعدها قاف أبو زياد الكوفي لقبه شقوصا بفتح المعجمة وضم القاف الخفيفة وبالمهملة صدوق يخطىء قليلا من الثامنة مات سنة أربع وتسعين وقيل قبلها ع
قلت:
وقع في سنة وفاته تصحيف، والصواب 174 كما في التهذيبين وغيرهما.
34 ـ إسماعيل بن مجالد بن سعيد الهمداني أبو عمر الكوفي نزيل بغداد صدوق يخطىء من الثامنة خ ت عس
قلت:
روى له البخاري حديثا واحدا في مناقب أبي بكر 5/ 5 فليتأمل كثيرا.
35 ـ إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن يحيى بن زكريا بن يحيى بن طلحة التيمي الطلحي الكوفي صدوق يهم من العاشرة ق
قلت:
هو من شيوخ ابن ماجه، وروى عنه الإمام أحمد حديثا واحدا في المسند 1/ 426 متابعة.
36 ـ إسماعيل بن محمد بن جحادة العطار الكوفي المكفوف صدوق يهم من التاسعة ت
قلت:
روى له الترمذي حديثا واحدا في الدعوات قال فيه حسن غريب.
37 ـ إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل الحضرمي الكوفي متروك من العاشرة ت
قلت:
روى له الترمذي حديثا واحدا في المناقب قال فيه حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل حدثني أبي عن أبيه عن سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتدوا بالذين من بعدي .... الحديث. قال: حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن مسعود لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن سلمة بن كهيل ويحيى بن سلمة يضعف في الحديث. وله ذكر في مسند الإمام أحمد في الزوائد، قال عبد الله حدثني إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل حدثني أبي .... الحديث، وروى عبد الله أيضا نفس المتن من طريق الإمام في المسند فليتنبه لهذا.
وقال الحافظ في الفتح 2/ 376 عند ذكره لحديث سعد كنا نضع اليدين قبل الركبتين فأمرنا بالركبتين قبل اليدين: وهذا لو صح لكان قاطعا للنزاع، لكنه من أفراد إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه وهما ضعيفان.
38 ـ أفلح بن سعيد الأنصاري القبائي بضم القاف المدني أبو محمد صدوق مات سنة ست وخمسين من السابعة أيضا م س
قلت:
قال الحافظ في القول المسدد 1/ 31 ثقة مشهور.
يتبع إن شاء الله .................
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[28 - 03 - 04, 06:19 م]ـ
39 ـ أمية بن صفوان بن عبد الله بن صفوان بن أمية الجمحي المكي مقبول أيضا من السادسة م س ق
قلت:
روى له مسلم 2883/ 6 والنسائي 5/ 207 وابن ماجه حديثا واحدا جميعا من طريق سفيان بن عيينة عن أمية بن صفوان سمع جده عبد الله بن صفوان يقول أخبرتني حفصة أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ليؤمن هذا البيت جيش يغزونه .... الحديث وفي آخره عند مسلم فقال رجل أشهد عليك أنك لم تكذب على حفصة وأشهد على حفصة أنها لم تكذب على النبي صلى الله عليه وسلم. وفي آخره عند النسائي فقال له رجل (قلت أي لأمية) أشهد عليك أنك ما كذبت على جدك وأشهد على جدك أنه ما كذب على حفصة وأشهد على حفصة أنها لم تكذب على النبي صلى الله عليه وسلم.
ووقع له عند ابن ماجه حديث آخر من مسند معاذ بن رباح رضي الله عنه يوشك أن تعرفوا اهل الجنة من أهل النار .... الحديث. وكلا الحديثين، حديث حفصة وحديث معاذ رضي الله عنهما هما عند الإمام أحمد في المسند.
قلت: وله ذكر عند أبي داود في الأدب 5/ 232
40 ـ أمية بن هند المزني حجازي ويقال إنه بن هند بن سعد بن سهل بن حنيف مقبول من الخامسة س ق
قلت:
روى له النسائي حديثا واحدا في الإحصاء في الصدقة 5/ 73
41 ـ بشار بن موسى الخفاف شيباني عجلي بصري نزل بغداد ضعيف كثير الغلط كثير الحديث من العاشرة فق
قلت:
دافع عنه ابن عدي وحسن حاله، قال في الكامل 2/ 188:
وبشار بن موسى الخفاف رجل مشهور بالحديث، يروي عن قوم ثقات وأرجو أنه لا بأس به، وأنه قد كتب الحديث الكثير، وقد حدث عنه الناس، ولم أرَ في حديثه شيئا منكرا، وقول من وثقه أقرب إلى الصواب ممن ضعفه.
قلت: لعل أبو أحمد بن عدي رحمه الله لم يصب في ما قال.
42 ـ بشر بن حرب الأزدي أبو عمرو الندبي بفتح النون والدال بعدها موحدة بصري صدوق فيه لين من الثالثة مات بعد العشرين ومائة س ق
قلت:
وكذا حسن حاله ابن عدي، قال في الكامل 2/ 160
بشر بن حرب له غير ما ذكرت من الروايات، ولا أعرف في رواياته حديثا منكرا، وهو عندي لا بأس به.
قلت: ومن الروايات التي ساقها له حديثه عن ابن عمر في رفع اليدين قال: رأيتكم رفعتم أيديكم في الصلاة والله إنها لبدعة ...... الحديث. قلت: قال ابن الجوزي رحمه الله في العلل المتناهية 1/ 426 هذا حديث تفرد به بشر وقد ضعفه ابن المديني ويحيى والنسائي وغيرهم، وكان ينفرد عن الثقات بما ليس من حديثهم.
43 ـ بكر بن خنيس بالمعجمة والنون وآخره سين مهملة مصغر كوفي عابد سكن بغداد صدوق له أغلاط أفرط فيه بن حبان من السابعة ت ق
قلت:
قال الحافظ في الفتح ضعيف 9/ 302
44 ـ بكير بن شهاب الكوفي مقبول من السادسة ت س
قلت:
روى له الترمذي حديثا واحدا في التفسير في تفسير الرعد، قال فيه ..... بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال أقبلت يهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا أبا القاسم أخبرنا عن الرعد ما هو قال ملك من الملائكة .... الحديث.
قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب. ورواه الإمام أحمد مطولا في المسند 1/ 274 قال فيه الشيخ أحمد شاكر إسناده صحيح، وعزاه للنسائي، وهو عنده في الكبرى، فلعل الشيخ على عادة كثير من تقدم يعتمد الكبرى في التخريج والله أعلم.
يتبع إن شاء الله ...........
¥(6/247)
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[30 - 03 - 04, 12:06 ص]ـ
45 ـ بلال بن مرداس ويقال بن أبي موسى الفزاري المصيصي مقبول من السابعة د ت ق
قلت:
قال الحافظ في الفتح 11/ 317:بلال بن مرداس الفزاري شيخ كوفي أخرج له أبو داود وهو صدوق لا بأس به.
46 ـ تبيع الحميري بن امرأة كعب يكنى أبا عبيدة صدوق عالم بالكتب القديمة من الثانية مخضرم س
قلت:
قال المزي رحمه الله تعالى روى له النسائي حديثا واحدا موقوفا عن كعب، قلت: هو في كتاب قطع السارق 8/ 83 - 84 ولم يقصد أبو عبد الرحمن رحمه الله تعالى الرواية له، إنما أراد أن يبين أحد الرواة في أسانيده السابقة (وهو أيمن)، قال أبو عبد الرحمن: وأيمن الذي تقدم ذكرنا لحديثه ما أحسب أن له صحبة وقد روي عنه حديث آخر يدلُّ على ما قلناه. ثم ساق أبو عبد الرحمن رحمه الله تعالى له هذا الحديث بإسنادين الأول عن عبد الملك عن عطاء والثاني عن ابن جريج عن عطاء والله تعالى أعلم.
47ـ تميم بن عطية العنسي الشامي صدوق يهم من السابعة ت
قلت:
روى له الترمذي أثرا واحدا موقوفا عليه.
48ـ ثعلبة بن عباد بكسر المهملة وتخفيف الموحدة العبدي البصري مقبول من الرابعة عخ 4
قلت:
رووا له جميعا حديثا واحدا في صلاة الكسوف كلهم من طريق الأسود بن قيس عنه عن سمرة بن جندب رضي الله عنه.
قال الترمذي عقب حديثه حسن صحيح، فليتأمل كثيرا صنيع هذا الإمام رحمه الله، عرف بحديث واحد، فيه جهالة، من الرابعة، وإن قيل من الثالثة لم يبعد، و روى عن سمرة رضي الله عنه (مات سنة 58)، روى أصحاب السنن حديثه (مما يدل على نوع قبول له)، صححه له الترمذي.
و صحح الحافظ حديثه هذا في الإصابة 7/ 52
49ـ ثور بن يزيد بزيادة تحتانية في أول اسم أبيه أبو خالد الحمصي ثقة ثبت إلا أنه يرى القدر من السابعة مات سنة خمسين وقيل ثلاث أو خمس وخمسين ع
قلت:
لم أجد له رواية عند مسلم والله أعلم بالصواب.
50ـ الجارود بن معاذ السلمي الترمذي ثقة رمي بالإرجاء من العاشرة مات سنة أربع وأربعين ت
قلت:
الصواب أن يرقم له س أيضا لأن النسائي روى له حديثين وهو من شيوخه، الأول في الافتتاح 2/ 141 والثاني في الأشربة 8/ 328
51ـ الجراح بن الضحاك بن قيس الكندي الكوفي صدوق من السابعة ت
قلت:
روى له الترمذي حديثا واحدا في الدعوات برقم 3586 قال فيه: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وليس إسناده بالقوي.
52ـ جعفر بن عمرو بن أمية الضمري المدني أخو عبد الملك بن مروان من الرضاعة ثقة من الثالثة مات سنة خمس أو ست وتسعين خ م د ت س ق
قلت:
لم أجد له حديثا عند أبي داود، والذي أثبت في تهذيب الكمال (خ م ت س ق)، والذي في تهذيب التهذيب (خ م د ت س ق)، فإما يكون وهمٌ، أو وقف الحافظ على حديث له في إحدى روايات أبي داود، والله أعلم.
53ـ حبة بفتح أوله ثم موحدة ثقيلة بن جوين بجيم مصغر العرني بضم المهملة وفتح الراء بعدها نون أبو قدامة الكوفي صدوق له أغلاط وكان غاليا في التشيع من الثانية وأخطأ من زعم أن له صحبة مات سنة ست وقيل تسع وسبعين س
قلت:
قال الحافظ في الفتح 8/ 175 فيه حبة العدني (هكذا بالدال وصوابه بالراء) ثم قال و حبة ضعيف.
54ـ الحسن بن الصباح البزار آخره راء أبو علي الواسطي نزيل بغداد صدوق يهم وكان عابدا فاضلا من العاشرة مات سنة تسع وأربعين خ ت س
قلت:
قال الحافظ في الفتح 9/ 465 وثقه الجمهور ولينه النسائي قليلا.
55ـ حفص بن عبد الله الليثي البصري مقبول من الثالثة ت س
قلت:
روى له الترمذي والنسائي وأحمد حديثا واحدا جميعا من طريق أبي التياح عنه عن عمران بن حصين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحنتم ولبس الحرير والتختم بالذهب. قال الترمذي حسن صحيح ولم يذكر سوى التختم بالذهب، فليتأمل هذا كسابقه في التعليق 48 والله أعلم.
56ـ الحكم بن عطية العيشي، بالتحتانية والمعجمة البصري، صدوق له أوهام من السابعة مد ت
قلت:
قال الحافظ في الفتح 11/ 83 مختلف فيه.
57ـ حكيم بن معاوية النميري بالنون مصغر مختلف في صحبته له حديث وقيل إنما يروي عن أبيه أو عن عمه والصواب أنه تابعي من الثانية ت س
قلت:
أثبت صحبته في الإصابة، وهو الصواب.
لم أقف على رواية النسائي له، ولم أجد المزي رقم لها، فإما هي في الكبرى أو تكون وهما، وأثبت له المزي رقم ق لابن ماجه وساق حديثه عنده وهو في النكاح.
58ـ خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك وقد ينسب إلى جد أبيه أبو هاشم الدمشقي ضعيف مع كونه كان فقيها وقد اتهمه بن معين من الثامنة مات سنة خمس وثمانين وهو بن ثمانين ق
قلت:
قال الحافظ في الفتح 10/ 237: وكان من فقهاء الشام، لكنه ضعيف عند أحمد وابن معين وغيرهما ووثقه أحمد بن صالح المصري وأبو زرعة الدمشقي، وقال ابن حبان كان يخطىء كثيرا.
59ـ خلاد بن السائب بن خلاد بن سويد الخزرجي ثقة من الثالثة ووهم من زعم أنه صحابي 4
قلت:
أثبت صحبته في الإصابة.
60ـ داود بن عبد الله الأودي الزعافري بالزاي والمهملة وبالفاء أبو العلاء الكوفي ثقة من السادسة وهو غير عم عبد الله بن إدريس 4
قلت:
لم أقف على رواية الترمذي له، أما ابن يزيد الأودي فله عدة روايات عند الترمذي.
61ـ داود بن منصور النسائي أبو سليمان الثغري بالمثلثة والغين المعجمة سكن بغداد ثم المصيصة صدوق يهم كرهه أحمد للقضاء من التاسعة مات سنة ثلاث وعشرين س
قلت:
له عند النسائي حديث واحد.
يتبع إن شاء الله تعالى ...........
¥(6/248)
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[06 - 04 - 04, 10:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين
عذرا عن التأخير
غدا سأكمل إن شاء الله
ملاحظة هامة:
أكثر الإحصاءات التي أذكرها لأحاديث الرواة هي من موسوعة الكتب التسعة في الكمبيوتر وقد يكون فيها بعض الأخطاء.
يتبع إن شاء الله تعالى .........
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[08 - 04 - 04, 11:46 ص]ـ
61ـ زياد بن الربيع اليحمدي بضم التحتانية وسكون المهملة وكسر الميم أبو خداش بكسر المعجمة وآخره معجمة البصري ثقة من الثامنة مات سنة خمس وثمانين خ ت ق
قلت:
قال الحافظ في الفتح صدوق 10/ 736
قال في الفتح 7/ 593
قوله حدثنا زياد بن الربيع هو اليحمدي بفتح التحتانية والميم بينهما مهملة ساكنة بصري أيضا وثقه أحمد وغيره ونقل ابن عدي عن البخاري أنه قال: فيه نظر , قال ابن عدي وما أرى بروايته بأسا. قلت (ابن حجر): وليس له في البخاري سوى هذا الحديث.
62ـ سعيد بن بشير الأزدي مولاهم أبو عبد الرحمن أو أبو سلمة الشامي أصله من البصرة أو واسط ضعيف من الثامنة مات سنة ثمان أو تسع وستين 4
قلت:
قال الحافظ في الفتح مختلف فيه 10/ 419
63ـ سعيد بن زربي بفتح الزاي وسكون الراء بعدها موحدة مكسورة الخزاعي البصري العباداني أبو عبيدة أو أبو معاوية منكر الحديث من السابعة ت
قلت:
له عند الترمذي حديث واحد في الدعوات من مسند أنس رضي الله عنه قال فيه أبو عيسى هذا حديث غريب من هذا الوجه وقد روي من غير هذا الوجه عن أنس.
و قال الحافظ في الفتح ضعيف 2/ 136
64ـ سعيد بن زرعة الحمصي الجرار بالجيم ومهملتين الخزاف بمعجمة وزاي مستور من الثالثة ت
قلت:
روى له الترمذي حديثا واحدا في الطب وهو عند أحمد في المسند 5/ 281، قال أبو عيسى عقبه هذا حديث غريب.
و قال الحافظ في الفتح مختلف فيه 10/ 218
65ـ سعيد بن عبد الرحمن الجمحي من ولد عامر بن حذيم أبو عبد الله المدني قاضي بغداد صدوق له أوهام وأفرط بن حبان في تضعيفه من الثامنة مات سنة ست وسبعين وله اثنتان وسبعون عخ م د س ق
قلت:
قال الحافظ في الفتح وثقه الأكثر ولينه بعضهم من قبل حفظه 10/ 185
66ـ سعيد بن عمير بن نيار بكسر النون بعدها تحتانية وقيل بين عمير ونيار عقبة مقبول من الرابعة س
قلت:
قال يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ 3/ 188 كوفي لا بأس به.
67ـ سليمان بن عبد الرحمن بن عيسى التميمي الدمشقي بن بنت شرحبيل أبو أيوب صدوق يخطىء من العاشرة مات سنة ثلاث وثلاثين 4
قلت:
الصواب أن يزاد في رقمه خ للبخاري فقد روى عنه سبعة أحاديث وهو من شيوخه، قال الحافظ في هدي الساري ص 578 روى عنه البخاري أحاديث يسيرة من روايته عن الوليد بن مسلم فقط وروى له مقرونا بموسى بن هارون البردي حديثا من روايته عن الوليد أيضا، وروى له الباقون سوى مسلم. اهـ
قلت:
بل روى له عن غير الوليد وهذا بيان ذلك:
روى له حديثا في المناقب عن محمد بن حمير، وآخر في المغازي عن سعدان بن يحيى، وآخر في التفسير نزل به درجة قال فيه أبو عبد الله حدثنا عبد الله حدثنا سليمان بن عبد الرحمن وموسى بن هارون قالا حدثنا الوليد بن مسلم .... ، وروى له حديثا آخر عن عيس بن يونس قال فيه أبو عبد الله حدثنا سليمان بن عبد الرحمن وعلي بن حجر قالا أخبرنا عيسى بن يونس ...... ، والذي يظهر أن البخاري رحمه الله أخرج له من حديثه ما توبع عليه والله تعالى أعلم.
68ـ شجاع بن الوليد البخاري أبو الليث المؤدب مقبول من الحادية عشرة له عند البخاري حديث واحد خ
قلت:
قال الحافظ في الفتح ثقة من أقران البخاري له عنده حديث واحد 7/ 569
69ـ شرحبيل بن مسلم بن حامد الخولاني الشامي صدوق فيه لين من الثالثة د ت ق
قلت:
قال الحافظ في الفتح: شرحبيل بن مسلم شامي ثقة 5/ 456
70ـ شريك بن عبد الله بن أبي نمر أبو عبد الله المدني صدوق يخطىء من الخامسة مات في حدود أربعين ومائة خ م د تم س ق
يراجع حديث الإسراء والمعراج في الفتح برقم 7517 الجزء 13/ 583 ففيه فوائد.
71ـ صالح بن خوات بن جبير بن النعمان الأنصاري المدني ثقة من الرابعة وخوات بفتح المعجمة وتشديد الواو وآخره مثناة ع
قلت:
قال الحافظ في الفتح صالح بن خوات تابعي ثقة ليس له في البخاري إلا هذا الحديث الواحد 7/ 527
72ـ صفوان بن أبي الصهباء التيمي الكوفي مقبول من السابعة اختلف فيه قول بن حبان عخ
قلت:
قال الحافظ في الفتح: مختلف فيه 9/ 84
73ـ الصلت بن محمد بن عبد الرحمن البصري أبو همام الخاركي بخاء معجمة صدوق من كبار العاشرة مات سنة بضع عشرة خ م
قلت:
قال الحافظ في الفتح: بصري ثقة أكثر عنه البخاري 8/ 113
74ـ ضمضم بن زرعة بن ثوب بضم المثلثة وفتح الواو ثم موحدة الحضرمي الحمصي صدوق يهم من السادسة د فق
قلت:
ساق الحافظ في الفتح حديثا لأبي داود قال سنده حسن هو من رواية إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عتبة .... ثم قال وهؤلاء شاميون ثقات 9/ 823
75ـ طلحة بن يحيى بن النعمان بن أبي عياش الزرقي الأنصاري المدني نزيل بغداد صدوق يهم من السابعة خ م د س ق
قلت:
له عند البخاري حديثا واحدا في الحج برقم 1751
قال الحافظ في الفتح طلحة بن يحيى فيه ضعف 11/ 36
و قال الحافظ في الفتح 3/ 735
طلحة بن يحيى وثقه ابن معين وقال أحمد مقارب الحديث وقال أبو حاتم ليس بقوي , وزعم ابن طاهر أنه ليس له في البخاري سوى هذا الحديث. قلت (ابن حجر): لكنه لم يحتج به على انفراده , فقد استظهر له بمتابعة سليمان بن بلال في الباب الذي بعده وبمتابعة عثمان بن عمر أيضا كلاهما عن يونس كما سيأتي بعد باب وتابعهم عبد الله بن عمر النميري عن يونس عند الإسماعيلي.
76ـ عامر بن صالح بن عبد الله بن عروة بن الزبير القرشي الأسدي الزبيري أبو الحارث المدني نزل بغداد متروك الحديث أفرط فيه بن معين فكذبه وكان عالما بالأخبار من الثامنة مات في حدود التسعين ت
قلت:
روى له الترمذي حديثا واحدا في الجمعة برقم 594 والله تعالى أعلم.
و قال الحافظ في الفتح: عامر فيه ضعف 1/ 24
يتبع إن شاء الله تعالى .........
¥(6/249)
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[10 - 04 - 04, 02:19 م]ـ
77ـ عبد الله بن بديل بن ورقاء ويقال بن بديل بن بشر الخزاعي ويقال الليثي المكي صدوق يخطىء من الثامنة خت د س
قلت:
قال الحافظ في الفتح: ضعيف 4/ 349
78ـ عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق التيمي مقبول من الثالثة مات بعد السبعين خ م خد س ق
قلت:
قال الحافظ في الفتح 10/ 120
قوله: (عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق) هو ابن أخت أم سلمة التي روى عنها هذا الحديث .... وهو ثقة ما له في البخاري غير هذا الحديث.
79ـ عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله بن حنظلة الأنصاري أبو سليمان المدني المعروف بابن الغسيل صدوق فيه لين من السادسة مات سنة اثنتين وسبعين وهو بن مائة وست سنين خ م د تم ق
قلت:
قال الحافظ في الفتح 10/ 174
معدود في صغار التابعين لأنه رأى أنسا وسهل بن سعد , وجل روايته عن التابعين , وهو ثقة عند الأكثر واختلف فيه قول النسائي , وقال ابن حبان: كان يخطئ كثيرا ا هـ. وكان قد عمر فجاز المائة فلعله تغير حفظه في الآخر وقد احتج به الشيخان.
80ـ عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار مولى بن عمر صدوق يخطىء من السابعة خ د ت س
قلت:
وقد أخرج له البخاري أربعة عشر حديثا بدون المكرر، أكثرها متابعة أو توبع عليها، وقد ذكر ذلك الحافظ في الفتح، إلا أني وجدت أحاديث ضاقت على الحافظ رحمه الله فلم يذكر لها ما يقويها.
قال الحافظ في الفتح 1/ 364 و عبد الرحمن تكلم فيه بعضهم لكنه صدوق ولم ينفرد بهذا الحديث.
وقال في الفتح أيضا 2/ 640 مختلف في الاحتجاج به.
وقال في الفتح 2/ 243 تنبيه:
حديث الباب من رواية عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار وفيه مقال , وقد ذكرنا له شاهدا عند ابن حبان , وروى الشافعي معناه من طريق صفوان بن سليم عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ (يأتي قوم فيصلون لكم , فإن أتموا كان لهم ولكم , وإن نقصوا كان عليهم ولكم).
ومما ضاق على الحافظ:
ما جاء في البيوع قال أبو عبد الله حدثني عبد الله بن صباح حدثنا أبو علي الحنفي عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار قال حدثني أبي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبيع حاضر لباد وبه قال ابن عباس.
قال الحافظ في الفتح 4/ 470 (تنبيه):
حديث ابن عمر فرد غريب لم أره إلا من رواية أبي علي الحنفي عن عبد الرحمن بن عبد الله ابن دينار , وقد ضاق مخرجه على الإسماعيلي وعلى أبي نعيم فلم يخرجاه إلا من طريق البخاري , وله أصل من حديث ابن عمر أخرجه الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر وليس هو في (الموطأ) قال البيهقي: عدوه في أفراد الشافعي , وقد تابعه القعنبي عن مالك ثم ساقه بإسنادين إلى القعنبي.
81ـ عبد الرحمن بن أبي الموال واسمه زيد وقيل أبو الموال جده أبو محمد مولى آل علي صدوق ربما أخطأ من السابعة مات سنة ثلاث وسبعين خ 4
قلت:
قال الحافظ في الفتح 11/ 219
عبد الرحمن من ثقات المدنيين , وقد وثقه ابن المعين وأبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم , وذكره ابن عدي في (الكامل) في الضعفاء , وأسند عن أحمد بن حنبل أنه قال: كان محبوسا في المطبق حين هزم هؤلاء يعني بني حسن , قال: وروي عن محمد بن المنكدر حديث الاستخارة وليس أحد يرويه غيره , وهو منكر , وأهل المدينة إذا كان حديث غلطا يقولون: ابن المنكدر عن جابر , كما أن أهل البصرة يقولون: ثابت عن أنس يحملون عليهما. وقد استشكل شيخنا في (شرح الترمذي) هذا الكلام وقال: ما عرفت المراد به , فإن ابن المنكدر وثابتا ثقتان متفق عليهما. قلت: يظهر لي أن مرادهم التهكم والنكتة في اختصاص الترجمة للشهرة والكثرة. ثم ساق ابن عدي لعبد الرحمن أحاديث وقال: هو مستقيم الحديث والذي أنكر عليه حديث الاستخارة , وقد رواه غير واحد من الصحابة كما رواه ابن أبي الموال. قلت: يريد أن للحديث شواهد , وهو كما قال مع مشاححه في إطلاقه. قال الترمذي بعد أن أخرجه: حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي الموال , وهو مدني ثقة روي عنه غير واحد.
قلت: ويضاف هذا الحديث إلى غرائب أبي عبد الله البخاري رحمه الله تعالى، وسأضعه في موضعه إن شاء الله تعالى مع تخريج موسع له.
يتبع إن شاء الله تعالى ........
¥(6/250)
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[10 - 04 - 04, 02:24 م]ـ
للرفع
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[14 - 04 - 04, 09:20 م]ـ
82ـ عبد الوهاب بن مجاهد بن جبر المكي متروك وقد كذبه الثوري من السابعة ق
قلت:
قال الحافظ في الفتح 11/ 198
عبد الوهاب بن مجاهد ضعيف.
83ـ عبيد الله بن الأخنس النخعي أبو مالك الخزاز بمعجمات صدوق قال بن حبان كان يخطىء من السابعة ع
قلت:
قال الحافظ في الفتح 10/ 245
وثقه الأئمة وشذ ابن حبان فقال يخطىء.
له عند البخاري حديثين.
84ـ عبيد الله بن عبد الرحمن بن رافع الأنصاري ويقال بن عبد الله هو راوي حديث بئر بضاعة مستور من الرابعة د ت س
قلت:
قال الذهبي في الكاشف 1/ 683
صحح أحمد حديثه في بئر بضاعة، وعنده حديث في إحياء الموات.
85ـ عطاء بن السائب أبو محمد ويقال أبو السائب الثقفي الكوفي صدوق اختلط من الخامسة مات سنة ست وثلاثين خ 4
قلت:
قال الحافظ في الفتح 11/ 572
هو المحدث المشهور كوفي من صغار التابعين صدوق اختلط في آخر عمره وسماع هشيم منه بعد اختلاطه ولذلك أخرج له البخاري مقرونا بأبي بشر وماله عنده إلا هذا الموضع.
86ـ عطاء بن أبي مسلم أبو عثمان الخراساني واسم أبيه ميسرة وقيل عبد الله صدوق يهم كثيرا ويرسل ويدلس من الخامسة مات سنة خمس وثلاثين لم يصح أن البخاري أخرج له م 4
قلت:
روى له مسلم حديثا واحدا متابعة برقم 977/ 106 والله أعلم.
87ـ علي بن عبد الله بن إبراهيم البغدادي مقبول من الحادية عشرة خ
قلت:
قال الحافظ في الفتح 9/ 306
قوله (حدثنا علي بن عبد الله بن إبراهيم) هو البغدادي , أخرج عنه البخاري هنا فقط , وقد تقدم في فضائل القرآن روايته عن علي بن إبراهيم عن روح بن عبادة فقيل: هو هذا نسبه إلى جده , وقيل غيره كما تقدم بيانه , وذكر أبو عمرو والمستملي أن البخاري لما حدث عن علي بن عبد الله بن إبراهيم هذا سئل عنه فقال: متقن.
88ـ عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العمري المدني ضعيف من السادسة خت م د ت ق
قلت:
قال الحافظ 2/ 640
مختلف في الاحتجاج به.
89ـ عمرو بن سلمة بن قيس الجرمي أبو بريد بالموحدة والراء ويقال بالتحتانية والزاي نزل البصرة صحابي صغير خ د س
قلت:
قال في الفتح 8/ 29
مختلف في صحبته.
90ـ فليح بن سليمان بن أبي المغيرة الخزاعي أو الأسلمى أبو يحيى المدني ويقال فليح لقب واسمه عبد الملك صدوق كثير الخطأ من السابعة مات سنة ثمان وستين ومائة ع
قلت:
قال الحافظ في الفتح 1/ 188
من طبقة مالك وهو صدوق , تكلم بعض الأئمة في حفظه , ولم يخرج البخاري من حديثه في الأحكام إلا ما توبع عليه , وأخرج له في المواعظ والآداب وما شاكلها طائفة من أفراده وهذا منها.
وقال أيضا 2/ 608
تفرد به شيخه فليح وهو مضعف عند ابن معين والنسائي وأبي داود ووثقه آخرون فحديثه من قبيل الحسن , لكن له شواهد من حديث ابن عمر وسعد القرظ وأبي رافع وعثمان بن عبيد الله التيمي وغيرهم يعضد بعضها بعضا , فعلى هذا هو من القسم الثاني من قسمي الصحيح.
وفليح هذا له من الحديث عند البخاري ما يقرب من خمسين حديثا.
وقد اجتنبه مسلم والنسائي رحمهما الله تعالى فلم يخرجا له إلا متابعة، مسلم أربعة أحاديث، والنسائي حديثا واحدا قال فيه: فليح بن سليمان ليس بالقوي.
91ـ قبيصة بن حريث ويقال حريث بن قبيصة والأول أشهر الأنصاري البصري صدوق من الثالثة مات سنة سبع وستين د ت س
قلت:
له حديث عند ابن ماجه في الحدود.
92ـ قتادة بن الفضيل بن قتادة الحرشي بمهملتين مفتوحتين ثم معجمة أبو حميد الرهاوي مقبول من التاسعة مات سنة مائتين س
قلت:
قال أبو داود في السنن 1/ 140
قتادة لم يسمع من عروة شيئا.
93ـ محمد بن أنس مولى آل عمر كوفي سكن الدينور صدوق يغرب من التاسعة خت د
قلت:
له عند البخاري حديث واحد تعليقا في الجنائز تابع فيه شعبة.
وله عند أبي داود حديث واحد في الصلاة 2/ 89 متابعة.
94ـ محمد بن الحسن بن هلال بن أبي زينب فيروز أبو جعفر أو أبو الحسن لقبه محبوب صدوق فيه لين ورمي بالقدر من التاسعة خ ت
قلت:
قال الحافظ في الفتح 13/ 169
قوله (محبوب) بمهملة وموحدتين ابن الحسن بن هلال , بصري واسمه محمد ومحبوب لقب له وهو به أشهر , وهو مختلف الاحتجاج به , وليس له في البخاري سوى هذا الموضع وهو في حكم المتابعة لأنه تقدم في استتابة المرتدين من وجه آخر عن حميد بن هلال.
وله عند الترمذي حديث واحد أيضا وهو في الفتن.
95ـ محمد بن أبي حميد إبراهيم الأنصاري الزرقي أبو إبراهيم المدني لقبه حماد ضعيف من السابعة ت ق
قلت:
قال الترمذي ليس هو بالقوي عند أهل الحديث.
96ـ محمد بن عباد بن الزبرقان المكي نزيل بغداد صدوق يهم من العاشرة مات سنة أربع وثلاثين خ م ت س ق
قلت:
قال الحافظ في الفتح 7/ 396
ثقة مشهور , وليس له عند البخاري غير هذا الحديث (وهو في المغازي في شهود الملائكة بدرا).
يتبع إن شاء الله تعالى ..........
¥(6/251)
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[19 - 04 - 04, 12:19 ص]ـ
جزاكم الله تعالى خيرا شيوخنا الكرام
97ـ معاذ بن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي البصري وقد سكن اليمن صدوق ربما وهم من التاسعة مات سنة مائتين ع
قلت:
قال الحافظ في الفتح 7/ 528
ثقة صاحب غرائب.
98ـ مكي بن إبراهيم بن بشير التميمي البلخي أبو السكن ثقة ثبت من التاسعة مات سنة خمس عشرة ومائة وله تسعون سنة ع
قلت:
لعل الصواب أنه مات سنة 215، راجع التهذيب 5/ 532
99ـ منقذ بن قيس المصري مولى بن سراقة مقبول من الثالثة بخ
قلت:
قال الحافظ في الفتح 4/ 436
مجهول الحال.
100ـ المنهال بن عمرو الأسدي مولاهم الكوفي صدوق ربما وهم من الخامسة خ 4
قال الحافظ في الفتح 8/ 708 في تفسير سورة السجدة
ليس له في البخاري سوى هذا الحديث وآخر تقدم في قصة إبراهيم من أحاديث الأنبياء , وهو صدوق من طبقة الأعمش , وثقه ابن معين والنسائي والعجلي وغيرهم , وتركه شعبة لأمر لا يوجب فيه قدحا كما بينته في المقدمة.
قلت:
له عند البخاري حديث ثالث في الذبائح والصيد 7/ 122 في المتابعات هكذا هو:
قال أبو عبد الله حدثنا أبو النعمان حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال كنت عند ابن عمر فمروا بفتية أو بنفر نصبوا دجاجة يرمونها فلما رأوا ابن عمر تفرقوا عنها وقال ابن عمر من فعل هذا إن النبي صلى الله عليه وسلم لعن من فعل هذا.
تابعه سليمان عن شعبة حدثنا المنهال عن سعيد عن ابن عمر لعن النبي صلى الله عليه وسلم من مثل بالحيوان وقال عدي عن سعيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقع في نسختي هكذا حدثنا (بخط عريض إشارة إلى أن القائل البخاري) المنهال .... الحديث.
وليس في شيوخ البخاري من يقال له المنهال، ويتضح أنه ابن عمرو بالنظر إلى شيخه سعيد والراوي عنه وهو شعبة.
101ـ مهاجر بن مخلد أبو مخلد مولى البكرات بفتح الموحدة والكاف مقبول من السادسة ت س ق
قلت:
قال الحافظ في النكت عند الكلام عن الحديث الحسن ص 139
والمهاجر قال وهيب إنه كان غير حافظ وقال ابن معين صالح وقال الساجي صدوق وقال أبو حاتم لين الحديث يكتب حديثه فهذا على شرط الحسن لذاته كما تقرر.
102ـ موسى بن أبي عثمان التبان بمثناة وموحدة مولى المغيرة المدني مقبول من السادسة خت س
قلت:
علق له البخاري حديثا واحدا في النكاح، والترمذي علق له نفس الحديث في الصوم، و روى له النسائي حديثا واحدا.
103ـ موسى بن مسعود النهدي بفتح النون أبو حذيفة البصري صدوق سيء الحفظ وكان يصحف من صغار التاسعة مات سنة عشرين أو بعدها وقد جاز التسعين وحديثه عند البخاري في المتابعات خ د ت ق
قلت:
هو من شيوخ البخاري، وروى له ثلاثة أحاديث، وله حديث واحد عند الترمذي قال فيه أبو عيسى هذا حديث ليس إسناده بصحيح لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه من حديث موسى بن مسعود عن سفيان وموسى بن مسعود ضعيف في الحديث، قال سمعت محمد بن بشار يقول موسى بن مسعود ضعيف في الحديث قال محمد بن بشار وكتبت كثيرا عن موسى بن مسعود ثم تركته.
104ـ ميمون بن أبي شبيب الربعي أبو نصر الكوفي صدوق كثير الإرسال من الثالثة مات سنة ثلاث وثمانين في وقعة الجماجم بخ م 4
قلت:
لم أقف على رواية مسلم له في الصحيح، وله حديث عنده في المقدمة ص 9
105ـ يحيى بن يمان العجلي الكوفي صدوق عابد يخطىء كثيرا وقد تغير من كبار التاسعة مات سنة تسع وثمانين بخ م 4
قلت:
قال الحافظ في الفتح 10/ 53
ضعيف.
106ـ يزيد بن عياض بن جعدبة بضم الجيم والمهملة بينهما مهملة ساكنة الليثي أبو الحكم المدني نزيل البصرة وقد ينسب لجده كذبه مالك وغيره من السادسة ت ق
قلت:
روى له الترمذي حديثين متابعة الأول في التسمية عند الوضوء برقم 26 والثاني في الزكاة برقم 645 قال فيه أبو عيسى: يزيد بن عياض ضعيف عند أهل الحديث.
107ـ يوسف بن يزيد البصري أبو معشر البراء بالتشديد العطار صدوق ربما أخطأ من السادسة خ م
قلت:
روى له البخاري حديثين الأول في الأشربة 7/ 137 والثاني في الطب 7/ 170
قال فيه أبو عبد الله
¥(6/252)
حدثني سيدان بن مضارب أبو محمد الباهلي حدثنا أبو معشر البصري هو صدوق يوسف بن يزيد البراء قال حدثني عبيد الله بن الأخنس أبو مالك عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بماء ....... الحديث.
وروى له مسلم حديثا واحدا متابعة في الصيام برقم 1136/ 137
قال الحافظ ابن حجر في الفتح 10/ 51
ليس له في البخاري سوى هذا الحديث , وآخر سيأتي في الطب وكلاهما في المتابعات , وقد لينه ابن معين وأبو داود , ووثقه المقدمي.
يتبع إن شاء الله تعالى ..........
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[22 - 04 - 04, 09:30 ص]ـ
108ـ أبو جبير بالتصغير مولى الحكم ابن عمرو الغفاري مقبول من الثالثة ت
قلت:
روى له الترمذي حديثا واحدا في البيوع قال فيه حسن صحيح غريب.
109ـ أبو سلمة الكندي شيخ لزيد ابن الحباب مجهول من السابعة ت
قلت:
روى له الترمذي حديثا واحدا في البر والصلة قال عنه حديث غريب.
110ـ أبو صرمة بكسر أوله وسكون الراء المازني الأنصاري صحابي اسمه مالك ابن قيس وقيل قيس ابن صرمة وكان شاعرا بخ م 4
قلت:
قال الحافظ في الفتح مختلف في صحبته 11/ 603
وقال في موضع آخر صحابي مشهور من الأنصار 9/ 381
111ـ أبو المهزم بتشديد الزاي المكسورة التميمي البصري اسمه يزيد وقيل عبدالرحمن ابن سفيان متروك من الثالثة د ت ق
قلت:
روى له الترمذي ثلاثة أحاديث كلها عن أبي هريرة رضي الله عنه، وذكر الترمذي عقبها تضعيف شعبة له، وأن اسمه يزيد بن سفيان، وروى له أبو داود حديثا واحدا 2/ 295 عن أبي هريرة مرفوعا أن الجراد من صيد البحر قال عقبه أبو داود: أبو المهزم ضعيف والحديثان جميعا وهم.
قلت: يقصد هذا الحديث والذي قبله حديث ميمون بن جابان عن أبي رافع عن أبي هريرة مرفوعا الجراد من صيد البحر، وهذه فائدة كبيرة من هذا الإمام تحتاج إلى تأمل وتدبر كيف حكم عليهما بالوهم معا ولم يشد عضد أحدهما بالآخر، وكنت قد استخرجت أمثلة كثيرة لصنيع الأئمة في أحاديث رواها بعض الضعفاء وتوبعوا عليها وحُكم على الجميع بالوهم ولم يُقل تابعه فلان فصار حسنا، ومرة قال الإمام مسلم رحمه الله تابعه فلان وكلاهما واهم.
112ـ أبو نهيك بفتح أوله الأزدي البصري القارىء اسمه عثمان ابن نهيك ثقة من الثالثة بخ د
قلت:
تقدمت هذه الترجمة في التقريب برقم 4524 وقال فيها في ذاك الموضع مقبول.
113ـ أبو يحيى القتات بقاف ومثناة مثقلة وآخره مثناة أيضا الكوفي اسمه زاذان وقيل دينار وقيل مسلم وقيل يزيد وقيل زبان وقيل عبدالرحمن لين الحديث من السادسة بخ د ت ق
قلت:
قال الحافظ في الفتح 10/ 377
أبو يحيى القتات مختلف فيه.
114ـ أبو يزيد المدني نزيل البصرة مقبول من الرابعة خ س
قلت:
له عند البخاري حديث واحد في المناقب في قسامة الجاهلية 5/ 54
قال أبو عبد الله
حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا قطن أبو الهيثم حدثنا أبو يزيد المدني عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إن أول قسامة كانت في الجاهلية ...... الحديث بطوله.
عند القسطلاني (المديني).
قال الحافظ في الفتح 7/ 197
قطن بفتح القاف والمهملة ثم نون هو ابن كعب القطعي بضم القاف البصري , ثقة عندهم , وشيخه أبو يزيد المدني بصري أيضا ويقال له المديني بزيادة تحتانية , ولعل أصله كان من المدينة , ولكن لم يرو عنه أحد من أهل المدينة , وسئل عنه مالك فلم يعرفه ولا يعرف اسمه وقد وثقه ابن معين وغيره , ولا له ولا للراوي عنه في البخاري إلا هذا الموضع.
قلت: وليس له عند النسائي غير هذا الحديث بإسناده ومتنه 8/ 2
8503 - إبراهيم ابن أبي أسيد البراد عن جده لا يعرف من الثالثة بخ د
قلت:
له عند أبي داود حديث واحد عن جده عن أبي هريرة رضي الله عنه.
يتبع إن شاء الله تعالى ........
ـ[المقرئ.]ــــــــ[22 - 04 - 04, 11:45 م]ـ
إلى الشيخ الفاضل: أبي بكر: جعل الله جهدك في ميزان حسناتك وقليل هم الذين يجودون بالعلم وقد كنت أعتقد دهرا أن الباخل بماله أكثر من الباخل بعلمه فلما خالطت القوم وجدت أن اعتقادي يحتاج إلى إعادة نظر
عموما: لدي اقتراح أرجو أن ينال ستحسانك وهو:
أكثر ما يشكل-في نظري- في التقريب هو:
1 - من هو في منزلة المقبول أو المستور فبعضم بحاجة إلى إعادة نظر وقد رأيت بشار عواد أفاد في هذا الجانب في كتابه تحرير التقريب
2 - رجال البخاري ومسلم الذين هم بالمنزلة السابقة لو جمعوا وبحث عن تراجمهم وهل ضعف أحد الشيخين حديثا بسببهما
3 - لو أضفت من تكلم في روايته عن شيخه أو تلميذه إما بإرسال أو عدم ضبط أو تدليس أو نحوه
أحسب أن حاشية على التقريب لو خرجت هكذا لكان فيها نفع
عموما هو اقتراح إن زان لك فخذ به وإلا فيكفي أني أردت مشاركتك في فوائدك
أخوك: المقرئ
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[23 - 04 - 04, 08:08 م]ـ
أخي الحبيب المقرىء
جزاكم الله تعالى خيرا
لأمانة هذا العلم أقول لك أخي الكريم لستُ بشيخ، وأسأل الله تعالى أن أكون وإخواني طلبة علم على النحو الذي يرضيه عنا تبارك وتعالى، وإن أتاك خاطر أني أتواضع فدعه عنك ولا تكترث به لأني أعلم بنفسي من كل أحد.
بخصوص ما اقترحت فجزاك الله تعالى خيرا، وأسأل الله تعالى أن ييسر لي وإخواني خدمة هذا الدين، كلٌ بحسب طاقته.
أخوكم ماهر بن عبد الوهاب علوش.
¥(6/253)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - 04 - 04, 08:19 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة المقرئ
وقليل هم الذين يجودون بالعلم وقد كنت أعتقد دهرا أن الباخل بماله أكثر من الباخل بعلمه فلما خالطت القوم وجدت أن اعتقادي يحتاج إلى إعادة نظر
أخي الكريم المقرئ
لعلك تكون أدق لو قلتَ وقليل هم الذين يجودون بأوقاتهم، فكثير من طلبة العلم، والعلماء يمنعهم حب التحصيل والتعلم عن الجلوس وبذل العلم، أضف إلى ذلك أن كثيرا منهم محتقر لنفسه لا يظن أنه يُحتاج إلى علمه.
وأما البخل بالعلم نفسه بحيث لا يريد بذله كالباخل بماله لا يريد بذله فهذا لا يصدر إلا من لئيم خبيث النفس والطوية.
والله أعلم.
ونعتذر لأخينا الباحث (لا أقول شيخا حتى لا يغضب) المفيد أبي بكر ماهر على الخروح عن مقصود مقاله، فجزاه الله خيرا على ما يبذل.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[26 - 04 - 04, 12:58 م]ـ
جزاكم الله تعالى خيرا
وضعت هذه التعليقات البسيطة في ملف ورد لمن أحب الاستفادة منها.
أخوكم أبو بكر(6/254)
تعليقات على كتاب تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر رحمة الله عليه
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[22 - 03 - 04, 10:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
لقد عزمت بعد التوكل على الله تبارك وتعالى على وضع بعض تعليقات كنت أثبتها على حاشية تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر رحمة الله عليه أثناء عملي المتواضع في هذا العلم الشريف، أسأل الله تعالى أن يكون فيها الفائدة والخير لي ولإخواني في هذا الملتقى المبارك
اللهم تبرأت من حولي وقوتي والتجأت إلى حولك وقوتك يا رب العالمين
اللهم ما كان من صواب ففضلا منك تقبله مني، وما كان من خطأ وخطل فمن ضعفي وتقصيري، اللهم فتجاوزه عني، وهيء من يردني إلى الحق يا رب العالمين.
وسأكتب هذه التعليقات إن شاء الله في مشاركات متلاحقة على شكل تعقيبات حسب ما ييسر الله لي الوقت، اللهم بارك لي ولإخوتي في أوقاتنا.
وبعد:
فقد حان وقت الشروع في المقصود
يتبع إن شاء الله ......
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[22 - 03 - 04, 12:29 م]ـ
1* أحمد بن إسحاق بن الحصين بن جابر السلمي أبو إسحاق السرماري بضم المهملة وبفتحها وحكي كسرها واسكان الراء صدوق من الحادية عشرة مات سنة اثنتين وأربعين خ
قلت:
له عند البخاري ستة أحاديث، وهو من صغار شيوخه قاله الحافظ في الفتح، وقال أبو عبد الله ما يعلم في الإسلام مثله تهذيب التهذيب 1/ 12
2* أحمد بن إشكاب الحضرمي أبو عبد الله الصفار واسم إشكاب مجمع وهو بكسر الهمزة بعدها معجمة ثقة حافظ من الحادية عشرة مات سنة سبع عشرة أو بعدها خ
قلت:
له عند البخاري ثلاثة أحاديث.
3* أحمد بن أيوب بن راشد الضبي الشعيري بفتح المعجمة أبو الحسن مقبول من العاشرة بخ
قلت:
هو من شيوخ عبد الله ابن الإمام أحمد رحمة الله عليهما، و له رواية واحدة في المسند، وهي من الزوائد 5/ 126
4* أحمد بن شبيب بن سعيد الحبطي بفتح المهملة والموحدة أبو عبد الله البصري صدوق من العاشرة مات سنة تسع وعشرين خ خد س
قلت:
هو من شيوخ البخاري، روى له البخاري سبعة أحاديث واحد منها مكرر، مابين تعليق و تحديث، ليس فيها شيء في الأحكام فليتنبه، وهذا بيانها:
الأول معلق 1/ 53
والثاني قال فيه حدثنا أحمد بن شعيب 2/ 105 ذكره تقوية واستشهادا
والثالث اختلف فيه ففي أكثر النسخ تعليقا وفي رواية أبي ذر وحده حدثنا أحمد بن شبيب، ووضع عند رواية أبي ذر في نسختي (هي النسخة السلطانية التي قدم لها الشيخ أحمد شاكر والتي أعزو إليها دائما) في الحاشية علامة صح، وفيها وقفة.
والرابع قال فيه حدثنا احمد بن شبيب .... وذكر حديث أبي هريرة لو كان لي مثل أحد ذهبا .... الحديث 3/ 144 وهو مكرر 8/ 118
والخامس تعليقا متابعة 3/ 205
والسادس قال فيه حدثني أحمد بن شبيب، في مناقب عثمان 5/ 17
والسابع تعليقا 8/ 150
وقال الحافظ في الفتح 11/ 323
بصري صدوق، ضعفه ابن عبد البر تبعا لأبي الفتح الأزدي والأزدي غير مرضي فلا يتبع في ذلك , وأبوه يكنى أبا سعيد , روى عنه ابن وهب وهو من أقرانه , ووثقه ابن المديني.
5* أحمد بن عثمان بن أبي عثمان عبد النور بن عبد الله بن سنان النوفلي يكنى أبا عثمان بصري يلقب أبا الجوزاء بالجيم والزاي ثقة من الحادية عشرة مات سنة ست وأربعين م ت س
قلت:
قال أبو عبد الرحمن في أول حديث ذكره له في السنن أخبرنا أحمد بن عثمان أبو الجوزاء وهو ثقة بصري أخو أبي العالية 4/ 135
6* أحمد بن موسى بن معقل المصري المقرىء صدوق لم يذكره المزي من الثانية عشرة وهو في الطهارة لابن ماجة ق
قلت:
هو من زيادة ابن القطان على ابن ماجه.
7* آدم بن علي العجلي الشيباني صدوق من الثالثة خ س
قلت:
قال الحافظ في الفتح: آدم بن علي هو العجلي بصري ثقة، وليس له في البخاري إلا هذا الحديث 8/ 508
يتبع إن شاء الله ........
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[22 - 03 - 04, 11:23 م]ـ
8* إبراهيم بن عبد الله بن المنذر الصنعاني مستور من الحادية عشرة ت
قلت:
هو من شيوخ الترمذي وروى له حديثا واحدا برقم 2156 حديث عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قدر الله المقادير ..... الحديث قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب، قلت: وهو عند مسلم في الصحيح فليتأمل صنيع الترمذي فهو في غاية الأهمية، روى عن شيخه الذي عرفه وحده، حديثا واحدا، عرف برواية الثقات. رحم الله أبا عيسى.
9* إبراهيم بن عبيد بن رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان الزرقي الأنصاري المدني صدوق من الرابعة م
قلت:
روى له مسلم حديثا واحدا 2748/ 10 في المتابعات، والإمام أحمد ثلاثة أحاديث.
10* إبراهيم بن عمر الصنعاني صنعاء اليمن آخر مستور من العاشرة ت
قلت:
لم يرو له الترمذي، ولعل الصواب د رقم أبي داود، وقد روى له حديثا واحدا 4/ 58 ثم وجدت المزي رقم له د وساق حديثه عند أبي داود مرفوعا كل مخمر خمر وكل مسكر حرام ..... الحديث.
11* إبراهيم بن الفضل المخزومي المدني أبو إسحاق ويقال إبراهيم بن إسحاق متروك من الثامنة ت ق
قلت:
روى له الترمذي ثلاثة أحاديث عن المقبري عن أبي هريرة واستغربها وأشار إلى ضعف إبراهيم من قبل حفظه. وقال الحافظ في الفتح 9/ 691 مدني ضعيف ليس من شرط هذا الكتاب.
12* إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي أبو إسحاق المدني متروك من السابعة مات سنة أربع وثمانين وقيل إحدى وتسعين ق
قلت:
روى له ابن ماجه حديثا واحدا في الجنائز، وله عند أبي داود حديث معلق متابعة 4/ 394 قال فيه أبو داود: و رواه ابن جريج عن إبراهيم عن داود بن الحصين .... وهو يشبه أن يكون ابن أبي يحيى لأن ابن جريج كان يروي عنه ويدلسه، كما أن ابن أبي يحيى يروي عن داود بن الحصين. واحتمال أن يكون ابن إسماعيل بن أبي حبيبة كما ذكره صاحب عون المعبود بعيد وإن كان يروي عن داود لأني لا أعرف لابن جريج رواية عنه، والله أعلم.
يتبع إن شاء الله ......
¥(6/255)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 03 - 04, 09:17 ص]ـ
أحسنت ن جزاك الله خيرا وبارك فيك.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[23 - 03 - 04, 09:33 م]ـ
وإياكم شيخنا أبو عمر عبد الرحمن الفقيه
13ـ إبراهيم بن ميمون الصنعاني أو الزبيدي بفتح الزاي ثقة من الثامنة س
قلت: رقم له المزي ت وله عندالترمذي حديث واحد 2166 قال فيه غريب، ولم أقف على رواية النسائي له ولعلها في الكبرى أو يكون وهم والله أعلم.
14ـ إبراهيم بن أبي ميمونة حجازي مجهول الحال من الثامنة د ت ق
قلت: أخرج له أبو داود والترمذي وابن ماجه حديثا واحدا لا غير بنفس الإسناد، جميعهم قالوا في حديثهم حدثنا محمد بن العلاء أبو كريب حدثنا معاوية بن هشام حدثنا يونس بن الحارث عن إبراهيم بن أبي ميمونة عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نزلت هذه الآية في أهل قباء فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين قال كانوا يستنجون بالماء فنزلت هذه الآية فيهم. قال أبو عيسى هذا حديث غريب من هذا الوجه. قال وفي الباب عن أبي أيوب وأنس بن مالك ومحمد بن عبد الله بن سلام.
15ـ أجلح بن عبد الله بن حجية بالمهملة والجيم مصغر يكنى أبا حجية الكندي يقال اسمه يحيى صدوق شيعي من السابعة مات سنة خمس وأربعين بخ 4
قلت: قال الحافظ في الفتح 9/ 762 في سنده الأجلح وهو لين.
16ـ أسامة بن شريك الثعلبي بالمثلثة والمهملة صحابي تفرد بالرواية عنه زياد بن علاقة على الصحيح 4
قلت: لم يتفرد عنه زياد بن علاقة بل روى عنه عمرو بن الأرقم ومجاهد كما ذكر ذلك الإمام أبو الحسن الدارقطني رحمه الله تعالى، نقل عنه ذلك الحاكم أبو عبد الله في المستدرك 4/ 444، وروى له أحمد في المسند، وروايات الإمام أحمد وأصحاب السنن كلها من طريق زياد بن علاقة عنه، فليتأمل.
وقد ذكر المصنف عنه في التهذيب 1/ 136 علي بن الأرقم مع زياد بن علاقة. وعند الذهبي في الكاشف 1/ 232 قال: عنه زياد بن علاقة وعلي بن الأرقم، هكذا قالا (علي) والذي قاله الحاكم عن أبي الحسن (عمرو).
17ـ إسحاق بن بكر بن مضر بن محمد المصري أبو يعقوب صدوق فقيه من العاشرة مات سنة ثماني عشرة وله ست وسبعون م س
قلت: قال الحافظ في تهذيب التهذيب في ترجمة أبيه بكر بن مضر: قال الخليلي هو وابنه ثقتان 1/ 306 ولم يذكر المزي ولا الحافظ في ترجمته توثيق الخليلي.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?s=&threadid=9941
يتبع إن شاء الله ......
ـ[ابن المنذر]ــــــــ[24 - 03 - 04, 01:35 ص]ـ
عمل مشكور ......
واصل بارك الله فيك.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[24 - 03 - 04, 06:34 م]ـ
جزاكم الله خيرا
18ـ إسحاق بن سالم مولى بني نوفل بن عدي مجهول الحال من السادسة د
قلت:
لم يرو له أبو داود إلا حديثا واحدا 1/ 478 قال فيه .... إسحق بن سالم مولى نوفل بن عدي أخبرني بكر بن مبشر الأنصاري قال كنت أغدو مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المصلى يوم الفطر ويوم الأضحى فنسلك بطن بطحان .... الحديث.
19ـ إسحاق بن سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي مستور مقل من الثانية صد
قلت:
روى له الإمام أحمد حديثا واحدا في المسند مما يدل على قلة حديثه، ذكره في موضعين الأول 5/ 285 والثاني 6/ 7
20ـ إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة الأموي مولاهم المدني متروك من الرابعة مات سنة أربع وأربعين د ت ق
قلت:
روى له الترمذي حديثا واحدا في الفرائض قال فيه إسحق بن عبد الله عن الزهري ..... قال أبو عيسى عقبه: هذا حديث لا يصح، لا يعرف إلا من هذا الوجه، وإسحق بن عبد الله بن أبي فروة قد تركه بعض أهل الحديث منهم أحمد بن حنبل. وجاء له ذكر عند أبي داود في الجهاد 3/ 123، وروى له ابن ماجه عشرة أحاديث قال في بعضها عن الزهري وفي بعضها عن نافع ووفي أحدها عن أبي الزناد، وهؤلاء من الأئمة المعروفين الذين يجمع حديثهم فليتأمل كثيرا. ولا يقولن قائل روى له الترمذي، فإنما روى على وجه الاستنكار، أما أبو داود فإنما جاء ذكر ابن أبي فروة عنده عرضا. وله ذكر في مسند الإمام أحمد في ثلاثة مواضع، الأول من زوائد عبد الله 1/ 73 والثاني من طريق الإمام 4/ 37 لكن أورد حديثه بعده من طريق مستقيم، والثالث من زوائد عبد الله 4/ 73.
¥(6/256)
وقد قال الحافظ في الفتح: إسحاق بن أبي فروة ضعيف 3/ 579 وكان حقه أن يقول متروك كما أثبته هنا في التقريب.
21ـ إسحاق بن عبيد الله بن أبي مليكة التيمي مجهول الحال من السادسة وعندي أن الذي أخرج له ابن ماجة هو إسحاق بن عبيد الله بن أبي المهاجر وهو مقبول ق
قلت:
روى له ابن ماجه حديثا واحدا 1743 رواه عنه الوليد بن مسلم.
22ـ إسحاق بن الفرات بن الجعد التجيبي أبو نعيم المصري صدوق فقيه من التاسعة مات سنة أربع ومائتين س
قلت:
روى له النسائي حديثا واحدا في ذكر الاختلاف على نافع في وقت ركعتي الفجر 3/ 253
23ـ إسحاق بن كعب بن عجرة البلوي حليف الأنصار مجهول الحال قتل يوم الحرة من الثالثة د ت س
قلت:
روى له الترمذي وأبو داود والنسائي جميعا حديثا واحدا كلهم من طريق محمد بن موسى عن سعد بن إسحق بن كعب بن عجرة عن أبيه عن جده مرفوعا في الصلاة في البيوت. قال أبو عيسى عقبه هذا حديث غريب من حديث كعب بن عجرة لا نعرفه إلا من هذا الوجه ثم ذكر الصحيح فيه.
24ـ إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن المسيب بن أبي السائب المخزومي أبو محمد صدوق فيه لين ورمي بالقدر مات سنة ست ومائتين من التاسعة د
قلت:
روى له أبو داود حديثا واحدا في المتابعات 1/ 148
25ـ إسحاق بن يزيد الهذلي المدني مجهول من السادسة د ت ق
قلت:
روى له الأئمة الثلاثة جميعا حديثا واحدا من طريق ابن أبي ذئب عن إسحق بن يزيد الهذلي عن عون بن عبد الله بن عتبة عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا ركع أحدكم فقال في ركوعه .... الحديث قال الترمذي وأبو داود رحمهما الله إسناد ليس بمتصل، عون بن عبد الله بن عتبة لم يلق ابن مسعود رضي الله عنه، والله أعلم.
26ـ إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله بن ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري مجهول من الخامسة ق
قلت:
روى له ابن ماجه حديثا واحدا في الأدب من طريق ... حماد بن عبد الرحمن الكلبي حدثنا إسمعيل بن إبراهيم الأنصاري. وحماد الكلبي من الضعفاء، فليتنبه إلى هذا.
يتبع إن شاء الله ........
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[25 - 03 - 04, 08:54 م]ـ
27ـ إسماعيل بن إبراهيم الكرابيسي أبو إبراهيم البصري صاحب القوهي بضم القاف لين الحديث من الثامنة مات سنة أربع وتسعين ق
قلت:
روى له ابن ماجه حديثا واحدا في كتمان العلم 1/ 98
28ـ إسماعيل بن إبراهيم عن رجل من بني سليم مجهول من الثالثة د
قلت:
روى له أبو داود حديثا واحدا في النكاح 2/ 410
29 ـ إسماعيل بن بشير الأنصاري مولى بني مغالة بفتح الميم والمعجمة مجهول من الثالثة د
قلت:
روى له أبو داود حديثا واحدا في الأدب 5/ 125 من طريق الليث قال حدثني يحيى بن سليم أنه سمع إسماعيل بن بشير يقول سمعت جابر بن عبد الله وأبا طلحة بن سهل الأنصاري يقولان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من امرئ يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته ....... الحديث
وقد وجدت له نفس هذه الرواية بمثل هذا الإسناد من طريق الليث عند الإمام أحمد في المسند 4/ 30 وليس له غير هذا عند الإمام في المسند والله أعلم.
30 ـ إسماعيل بن عبد الرحمن بن عطية مقبول من الثالثة د
قلت:
روى له أبو داود حديثا واحدا في خروج النساء في العيد 1/ 472
31 ـ إسماعيل بن عبيد الله بن رفاعة بن رافع العجلاني ويقال بن عبيد بلا إضافة مقبول من السادسة بخ ت ق
قلت:
روى له الترمذي حديثا واحدا قال فيه حسن صحيح ومثله ابن ماجه روى له حديثا واحدا.
32 ـ إسماعيل بن عياش بن سليم العنسي بالنون أبو عتبة الحمصي صدوق في روايته عن أهل بلده مخلط في غيرهم من الثامنة مات سنة إحدى أو اثنتين وثمانين وله بضع وسبعون سنة ي 4
قلت:
قال الحافظ في الفتح 9/ 823
وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الضب أخرجه أبو داود بسند حسن , فإنه من رواية إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عتبة عن أبي راشد الحبراني عن عبد الرحمن بن شبل , وحديث ابن عياش عن الشاميين قوي , وهؤلاء شاميون ثقات , ولا يغتر بقول الخطابي: ليس إسناده بذاك , وقول ابن حزم: فيه ضعفاء ومجهولون , وقول البيهقي: تفرد به إسماعيل بن عياش وليس بحجة , وقول ابن الجوزي: لا يصح , ففي كل ذلك تساهل لا يخفى , فإن رواية إسماعيل عن الشاميين قوية عند البخاري وقد صحح الترمذي بعضها.
قلت: روى له الترمذي حوالي عشرين حديثا ولم أره صحح له إلا واحدا منها ولم أنظر فيمن أخرجه بعد فإن الترمذي قد يصحح حديثا مشهورا عند الثقات وإن كان فيه ضعيف.
قلت: وقال الترمذي عقب حديثه في الجنب والحائض لا يقرآن القرآن رقم 131: لا نعرفه إلا من حديث إسماعيل بن عياش عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقرأ الجنب ولا الحائض. قال وسمعت محمد بن إسماعيل يقول إن إسماعيل بن عياش يروي عن أهل الحجاز وأهل العراق أحاديث مناكير كأنه ضعف روايته عنهم فيما ينفرد به، وقال إنما حديث إسماعيل بن عياش عن أهل الشام، وقال أحمد بن حنبل إسماعيل بن عياش أصلح من بقية، ولبقية أحاديث مناكير عن الثقات، قال أبو عيسى حدثني أحمد بن الحسن قال سمعت أحمد بن حنبل يقول ذلك.
قلت: وشرح المباركفوري 1/ 304 قول البخاري (إنما حديث إسماعيل بن عياش عن أهل الشام) أي حديثه الصحيح الصالح للاحتجاج.
ولعله لم يصب رحمه الله تعالى في التقدير، ولعل الصواب فيما أرى حمل كلام البخاري على كلام أحمد بن حنبل رحمهما الله، ويكون المعنى إنما أجود حديثه عن أهل الشام، وهذا لا يقتضي صحة حديثه كما هو معلوم، وقد حصل مثل هذا الخلط عند الكلام في ابن لهيعة، حيث اشتهرت جودة رواية العبادلة عنه وهي أصح حديثه، فقام البعض بتصحيحها، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وليعلم أن الترمذي وغيره من الأئمة استنكروا شيئا من حديثه حتى عن أهل بلده، فليتأمل.
يتبع إن شاء الله .............
¥(6/257)
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[26 - 03 - 04, 03:40 ص]ـ
ملاحظة هامة:
هناك بعض التعليقات من فتح الباري حول جرح وتعديل بعض الرواة، استفدتها من نسخة شيخنا أبي بكر علي الشحود حفظه الله تعالى ومتعنا برؤيته عن قريب.
هي وإن لم تكن بالكثيرة، لكن وجدت لزاما علي الإشارة إلى هذا الأمر وفاء لشيخنا حفظه الله تعالى ورده إلينا في القريب العاجل اللهم آمين اللهم آمين.
أخوكم أبو بكر ماهر بن عبد الوهاب علوش
يتبع إن شاء الله .........
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[27 - 03 - 04, 12:19 ص]ـ
33 ـ إسماعيل بن زكريا بن مرة الخلقاني بضم المعجمة وسكون اللام بعدها قاف أبو زياد الكوفي لقبه شقوصا بفتح المعجمة وضم القاف الخفيفة وبالمهملة صدوق يخطىء قليلا من الثامنة مات سنة أربع وتسعين وقيل قبلها ع
قلت:
وقع في سنة وفاته تصحيف، والصواب 174 كما في التهذيبين وغيرهما.
34 ـ إسماعيل بن مجالد بن سعيد الهمداني أبو عمر الكوفي نزيل بغداد صدوق يخطىء من الثامنة خ ت عس
قلت:
روى له البخاري حديثا واحدا في مناقب أبي بكر 5/ 5 فليتأمل كثيرا.
35 ـ إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن يحيى بن زكريا بن يحيى بن طلحة التيمي الطلحي الكوفي صدوق يهم من العاشرة ق
قلت:
هو من شيوخ ابن ماجه، وروى عنه الإمام أحمد حديثا واحدا في المسند 1/ 426 متابعة.
36 ـ إسماعيل بن محمد بن جحادة العطار الكوفي المكفوف صدوق يهم من التاسعة ت
قلت:
روى له الترمذي حديثا واحدا في الدعوات قال فيه حسن غريب.
37 ـ إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل الحضرمي الكوفي متروك من العاشرة ت
قلت:
روى له الترمذي حديثا واحدا في المناقب قال فيه حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل حدثني أبي عن أبيه عن سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتدوا بالذين من بعدي .... الحديث. قال: حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن مسعود لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن سلمة بن كهيل ويحيى بن سلمة يضعف في الحديث. وله ذكر في مسند الإمام أحمد في الزوائد، قال عبد الله حدثني إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل حدثني أبي .... الحديث، وروى عبد الله أيضا نفس المتن من طريق الإمام في المسند فليتنبه لهذا.
وقال الحافظ في الفتح 2/ 376 عند ذكره لحديث سعد كنا نضع اليدين قبل الركبتين فأمرنا بالركبتين قبل اليدين: وهذا لو صح لكان قاطعا للنزاع، لكنه من أفراد إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه وهما ضعيفان.
38 ـ أفلح بن سعيد الأنصاري القبائي بضم القاف المدني أبو محمد صدوق مات سنة ست وخمسين من السابعة أيضا م س
قلت:
قال الحافظ في القول المسدد 1/ 31 ثقة مشهور.
يتبع إن شاء الله .................
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[28 - 03 - 04, 06:19 م]ـ
39 ـ أمية بن صفوان بن عبد الله بن صفوان بن أمية الجمحي المكي مقبول أيضا من السادسة م س ق
قلت:
روى له مسلم 2883/ 6 والنسائي 5/ 207 وابن ماجه حديثا واحدا جميعا من طريق سفيان بن عيينة عن أمية بن صفوان سمع جده عبد الله بن صفوان يقول أخبرتني حفصة أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ليؤمن هذا البيت جيش يغزونه .... الحديث وفي آخره عند مسلم فقال رجل أشهد عليك أنك لم تكذب على حفصة وأشهد على حفصة أنها لم تكذب على النبي صلى الله عليه وسلم. وفي آخره عند النسائي فقال له رجل (قلت أي لأمية) أشهد عليك أنك ما كذبت على جدك وأشهد على جدك أنه ما كذب على حفصة وأشهد على حفصة أنها لم تكذب على النبي صلى الله عليه وسلم.
ووقع له عند ابن ماجه حديث آخر من مسند معاذ بن رباح رضي الله عنه يوشك أن تعرفوا اهل الجنة من أهل النار .... الحديث. وكلا الحديثين، حديث حفصة وحديث معاذ رضي الله عنهما هما عند الإمام أحمد في المسند.
قلت: وله ذكر عند أبي داود في الأدب 5/ 232
40 ـ أمية بن هند المزني حجازي ويقال إنه بن هند بن سعد بن سهل بن حنيف مقبول من الخامسة س ق
قلت:
روى له النسائي حديثا واحدا في الإحصاء في الصدقة 5/ 73
41 ـ بشار بن موسى الخفاف شيباني عجلي بصري نزل بغداد ضعيف كثير الغلط كثير الحديث من العاشرة فق
قلت:
دافع عنه ابن عدي وحسن حاله، قال في الكامل 2/ 188:
وبشار بن موسى الخفاف رجل مشهور بالحديث، يروي عن قوم ثقات وأرجو أنه لا بأس به، وأنه قد كتب الحديث الكثير، وقد حدث عنه الناس، ولم أرَ في حديثه شيئا منكرا، وقول من وثقه أقرب إلى الصواب ممن ضعفه.
قلت: لعل أبو أحمد بن عدي رحمه الله لم يصب في ما قال.
42 ـ بشر بن حرب الأزدي أبو عمرو الندبي بفتح النون والدال بعدها موحدة بصري صدوق فيه لين من الثالثة مات بعد العشرين ومائة س ق
قلت:
وكذا حسن حاله ابن عدي، قال في الكامل 2/ 160
بشر بن حرب له غير ما ذكرت من الروايات، ولا أعرف في رواياته حديثا منكرا، وهو عندي لا بأس به.
قلت: ومن الروايات التي ساقها له حديثه عن ابن عمر في رفع اليدين قال: رأيتكم رفعتم أيديكم في الصلاة والله إنها لبدعة ...... الحديث. قلت: قال ابن الجوزي رحمه الله في العلل المتناهية 1/ 426 هذا حديث تفرد به بشر وقد ضعفه ابن المديني ويحيى والنسائي وغيرهم، وكان ينفرد عن الثقات بما ليس من حديثهم.
43 ـ بكر بن خنيس بالمعجمة والنون وآخره سين مهملة مصغر كوفي عابد سكن بغداد صدوق له أغلاط أفرط فيه بن حبان من السابعة ت ق
قلت:
قال الحافظ في الفتح ضعيف 9/ 302
44 ـ بكير بن شهاب الكوفي مقبول من السادسة ت س
قلت:
روى له الترمذي حديثا واحدا في التفسير في تفسير الرعد، قال فيه ..... بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال أقبلت يهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا أبا القاسم أخبرنا عن الرعد ما هو قال ملك من الملائكة .... الحديث.
قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب. ورواه الإمام أحمد مطولا في المسند 1/ 274 قال فيه الشيخ أحمد شاكر إسناده صحيح، وعزاه للنسائي، وهو عنده في الكبرى، فلعل الشيخ على عادة كثير من تقدم يعتمد الكبرى في التخريج والله أعلم.
يتبع إن شاء الله ...........
¥(6/258)
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[30 - 03 - 04, 12:06 ص]ـ
45 ـ بلال بن مرداس ويقال بن أبي موسى الفزاري المصيصي مقبول من السابعة د ت ق
قلت:
قال الحافظ في الفتح 11/ 317:بلال بن مرداس الفزاري شيخ كوفي أخرج له أبو داود وهو صدوق لا بأس به.
46 ـ تبيع الحميري بن امرأة كعب يكنى أبا عبيدة صدوق عالم بالكتب القديمة من الثانية مخضرم س
قلت:
قال المزي رحمه الله تعالى روى له النسائي حديثا واحدا موقوفا عن كعب، قلت: هو في كتاب قطع السارق 8/ 83 - 84 ولم يقصد أبو عبد الرحمن رحمه الله تعالى الرواية له، إنما أراد أن يبين أحد الرواة في أسانيده السابقة (وهو أيمن)، قال أبو عبد الرحمن: وأيمن الذي تقدم ذكرنا لحديثه ما أحسب أن له صحبة وقد روي عنه حديث آخر يدلُّ على ما قلناه. ثم ساق أبو عبد الرحمن رحمه الله تعالى له هذا الحديث بإسنادين الأول عن عبد الملك عن عطاء والثاني عن ابن جريج عن عطاء والله تعالى أعلم.
47ـ تميم بن عطية العنسي الشامي صدوق يهم من السابعة ت
قلت:
روى له الترمذي أثرا واحدا موقوفا عليه.
48ـ ثعلبة بن عباد بكسر المهملة وتخفيف الموحدة العبدي البصري مقبول من الرابعة عخ 4
قلت:
رووا له جميعا حديثا واحدا في صلاة الكسوف كلهم من طريق الأسود بن قيس عنه عن سمرة بن جندب رضي الله عنه.
قال الترمذي عقب حديثه حسن صحيح، فليتأمل كثيرا صنيع هذا الإمام رحمه الله، عرف بحديث واحد، فيه جهالة، من الرابعة، وإن قيل من الثالثة لم يبعد، و روى عن سمرة رضي الله عنه (مات سنة 58)، روى أصحاب السنن حديثه (مما يدل على نوع قبول له)، صححه له الترمذي.
و صحح الحافظ حديثه هذا في الإصابة 7/ 52
49ـ ثور بن يزيد بزيادة تحتانية في أول اسم أبيه أبو خالد الحمصي ثقة ثبت إلا أنه يرى القدر من السابعة مات سنة خمسين وقيل ثلاث أو خمس وخمسين ع
قلت:
لم أجد له رواية عند مسلم والله أعلم بالصواب.
50ـ الجارود بن معاذ السلمي الترمذي ثقة رمي بالإرجاء من العاشرة مات سنة أربع وأربعين ت
قلت:
الصواب أن يرقم له س أيضا لأن النسائي روى له حديثين وهو من شيوخه، الأول في الافتتاح 2/ 141 والثاني في الأشربة 8/ 328
51ـ الجراح بن الضحاك بن قيس الكندي الكوفي صدوق من السابعة ت
قلت:
روى له الترمذي حديثا واحدا في الدعوات برقم 3586 قال فيه: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وليس إسناده بالقوي.
52ـ جعفر بن عمرو بن أمية الضمري المدني أخو عبد الملك بن مروان من الرضاعة ثقة من الثالثة مات سنة خمس أو ست وتسعين خ م د ت س ق
قلت:
لم أجد له حديثا عند أبي داود، والذي أثبت في تهذيب الكمال (خ م ت س ق)، والذي في تهذيب التهذيب (خ م د ت س ق)، فإما يكون وهمٌ، أو وقف الحافظ على حديث له في إحدى روايات أبي داود، والله أعلم.
53ـ حبة بفتح أوله ثم موحدة ثقيلة بن جوين بجيم مصغر العرني بضم المهملة وفتح الراء بعدها نون أبو قدامة الكوفي صدوق له أغلاط وكان غاليا في التشيع من الثانية وأخطأ من زعم أن له صحبة مات سنة ست وقيل تسع وسبعين س
قلت:
قال الحافظ في الفتح 8/ 175 فيه حبة العدني (هكذا بالدال وصوابه بالراء) ثم قال و حبة ضعيف.
54ـ الحسن بن الصباح البزار آخره راء أبو علي الواسطي نزيل بغداد صدوق يهم وكان عابدا فاضلا من العاشرة مات سنة تسع وأربعين خ ت س
قلت:
قال الحافظ في الفتح 9/ 465 وثقه الجمهور ولينه النسائي قليلا.
55ـ حفص بن عبد الله الليثي البصري مقبول من الثالثة ت س
قلت:
روى له الترمذي والنسائي وأحمد حديثا واحدا جميعا من طريق أبي التياح عنه عن عمران بن حصين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحنتم ولبس الحرير والتختم بالذهب. قال الترمذي حسن صحيح ولم يذكر سوى التختم بالذهب، فليتأمل هذا كسابقه في التعليق 48 والله أعلم.
56ـ الحكم بن عطية العيشي، بالتحتانية والمعجمة البصري، صدوق له أوهام من السابعة مد ت
قلت:
قال الحافظ في الفتح 11/ 83 مختلف فيه.
57ـ حكيم بن معاوية النميري بالنون مصغر مختلف في صحبته له حديث وقيل إنما يروي عن أبيه أو عن عمه والصواب أنه تابعي من الثانية ت س
قلت:
أثبت صحبته في الإصابة، وهو الصواب.
لم أقف على رواية النسائي له، ولم أجد المزي رقم لها، فإما هي في الكبرى أو تكون وهما، وأثبت له المزي رقم ق لابن ماجه وساق حديثه عنده وهو في النكاح.
58ـ خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك وقد ينسب إلى جد أبيه أبو هاشم الدمشقي ضعيف مع كونه كان فقيها وقد اتهمه بن معين من الثامنة مات سنة خمس وثمانين وهو بن ثمانين ق
قلت:
قال الحافظ في الفتح 10/ 237: وكان من فقهاء الشام، لكنه ضعيف عند أحمد وابن معين وغيرهما ووثقه أحمد بن صالح المصري وأبو زرعة الدمشقي، وقال ابن حبان كان يخطىء كثيرا.
59ـ خلاد بن السائب بن خلاد بن سويد الخزرجي ثقة من الثالثة ووهم من زعم أنه صحابي 4
قلت:
أثبت صحبته في الإصابة.
60ـ داود بن عبد الله الأودي الزعافري بالزاي والمهملة وبالفاء أبو العلاء الكوفي ثقة من السادسة وهو غير عم عبد الله بن إدريس 4
قلت:
لم أقف على رواية الترمذي له، أما ابن يزيد الأودي فله عدة روايات عند الترمذي.
61ـ داود بن منصور النسائي أبو سليمان الثغري بالمثلثة والغين المعجمة سكن بغداد ثم المصيصة صدوق يهم كرهه أحمد للقضاء من التاسعة مات سنة ثلاث وعشرين س
قلت:
له عند النسائي حديث واحد.
يتبع إن شاء الله تعالى ...........
¥(6/259)
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[06 - 04 - 04, 10:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين
عذرا عن التأخير
غدا سأكمل إن شاء الله
ملاحظة هامة:
أكثر الإحصاءات التي أذكرها لأحاديث الرواة هي من موسوعة الكتب التسعة في الكمبيوتر وقد يكون فيها بعض الأخطاء.
يتبع إن شاء الله تعالى .........
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[08 - 04 - 04, 11:46 ص]ـ
61ـ زياد بن الربيع اليحمدي بضم التحتانية وسكون المهملة وكسر الميم أبو خداش بكسر المعجمة وآخره معجمة البصري ثقة من الثامنة مات سنة خمس وثمانين خ ت ق
قلت:
قال الحافظ في الفتح صدوق 10/ 736
قال في الفتح 7/ 593
قوله حدثنا زياد بن الربيع هو اليحمدي بفتح التحتانية والميم بينهما مهملة ساكنة بصري أيضا وثقه أحمد وغيره ونقل ابن عدي عن البخاري أنه قال: فيه نظر , قال ابن عدي وما أرى بروايته بأسا. قلت (ابن حجر): وليس له في البخاري سوى هذا الحديث.
62ـ سعيد بن بشير الأزدي مولاهم أبو عبد الرحمن أو أبو سلمة الشامي أصله من البصرة أو واسط ضعيف من الثامنة مات سنة ثمان أو تسع وستين 4
قلت:
قال الحافظ في الفتح مختلف فيه 10/ 419
63ـ سعيد بن زربي بفتح الزاي وسكون الراء بعدها موحدة مكسورة الخزاعي البصري العباداني أبو عبيدة أو أبو معاوية منكر الحديث من السابعة ت
قلت:
له عند الترمذي حديث واحد في الدعوات من مسند أنس رضي الله عنه قال فيه أبو عيسى هذا حديث غريب من هذا الوجه وقد روي من غير هذا الوجه عن أنس.
و قال الحافظ في الفتح ضعيف 2/ 136
64ـ سعيد بن زرعة الحمصي الجرار بالجيم ومهملتين الخزاف بمعجمة وزاي مستور من الثالثة ت
قلت:
روى له الترمذي حديثا واحدا في الطب وهو عند أحمد في المسند 5/ 281، قال أبو عيسى عقبه هذا حديث غريب.
و قال الحافظ في الفتح مختلف فيه 10/ 218
65ـ سعيد بن عبد الرحمن الجمحي من ولد عامر بن حذيم أبو عبد الله المدني قاضي بغداد صدوق له أوهام وأفرط بن حبان في تضعيفه من الثامنة مات سنة ست وسبعين وله اثنتان وسبعون عخ م د س ق
قلت:
قال الحافظ في الفتح وثقه الأكثر ولينه بعضهم من قبل حفظه 10/ 185
66ـ سعيد بن عمير بن نيار بكسر النون بعدها تحتانية وقيل بين عمير ونيار عقبة مقبول من الرابعة س
قلت:
قال يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ 3/ 188 كوفي لا بأس به.
67ـ سليمان بن عبد الرحمن بن عيسى التميمي الدمشقي بن بنت شرحبيل أبو أيوب صدوق يخطىء من العاشرة مات سنة ثلاث وثلاثين 4
قلت:
الصواب أن يزاد في رقمه خ للبخاري فقد روى عنه سبعة أحاديث وهو من شيوخه، قال الحافظ في هدي الساري ص 578 روى عنه البخاري أحاديث يسيرة من روايته عن الوليد بن مسلم فقط وروى له مقرونا بموسى بن هارون البردي حديثا من روايته عن الوليد أيضا، وروى له الباقون سوى مسلم. اهـ
قلت:
بل روى له عن غير الوليد وهذا بيان ذلك:
روى له حديثا في المناقب عن محمد بن حمير، وآخر في المغازي عن سعدان بن يحيى، وآخر في التفسير نزل به درجة قال فيه أبو عبد الله حدثنا عبد الله حدثنا سليمان بن عبد الرحمن وموسى بن هارون قالا حدثنا الوليد بن مسلم .... ، وروى له حديثا آخر عن عيس بن يونس قال فيه أبو عبد الله حدثنا سليمان بن عبد الرحمن وعلي بن حجر قالا أخبرنا عيسى بن يونس ...... ، والذي يظهر أن البخاري رحمه الله أخرج له من حديثه ما توبع عليه والله تعالى أعلم.
68ـ شجاع بن الوليد البخاري أبو الليث المؤدب مقبول من الحادية عشرة له عند البخاري حديث واحد خ
قلت:
قال الحافظ في الفتح ثقة من أقران البخاري له عنده حديث واحد 7/ 569
69ـ شرحبيل بن مسلم بن حامد الخولاني الشامي صدوق فيه لين من الثالثة د ت ق
قلت:
قال الحافظ في الفتح: شرحبيل بن مسلم شامي ثقة 5/ 456
70ـ شريك بن عبد الله بن أبي نمر أبو عبد الله المدني صدوق يخطىء من الخامسة مات في حدود أربعين ومائة خ م د تم س ق
يراجع حديث الإسراء والمعراج في الفتح برقم 7517 الجزء 13/ 583 ففيه فوائد.
71ـ صالح بن خوات بن جبير بن النعمان الأنصاري المدني ثقة من الرابعة وخوات بفتح المعجمة وتشديد الواو وآخره مثناة ع
قلت:
قال الحافظ في الفتح صالح بن خوات تابعي ثقة ليس له في البخاري إلا هذا الحديث الواحد 7/ 527
72ـ صفوان بن أبي الصهباء التيمي الكوفي مقبول من السابعة اختلف فيه قول بن حبان عخ
قلت:
قال الحافظ في الفتح: مختلف فيه 9/ 84
73ـ الصلت بن محمد بن عبد الرحمن البصري أبو همام الخاركي بخاء معجمة صدوق من كبار العاشرة مات سنة بضع عشرة خ م
قلت:
قال الحافظ في الفتح: بصري ثقة أكثر عنه البخاري 8/ 113
74ـ ضمضم بن زرعة بن ثوب بضم المثلثة وفتح الواو ثم موحدة الحضرمي الحمصي صدوق يهم من السادسة د فق
قلت:
ساق الحافظ في الفتح حديثا لأبي داود قال سنده حسن هو من رواية إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عتبة .... ثم قال وهؤلاء شاميون ثقات 9/ 823
75ـ طلحة بن يحيى بن النعمان بن أبي عياش الزرقي الأنصاري المدني نزيل بغداد صدوق يهم من السابعة خ م د س ق
قلت:
له عند البخاري حديثا واحدا في الحج برقم 1751
قال الحافظ في الفتح طلحة بن يحيى فيه ضعف 11/ 36
و قال الحافظ في الفتح 3/ 735
طلحة بن يحيى وثقه ابن معين وقال أحمد مقارب الحديث وقال أبو حاتم ليس بقوي , وزعم ابن طاهر أنه ليس له في البخاري سوى هذا الحديث. قلت (ابن حجر): لكنه لم يحتج به على انفراده , فقد استظهر له بمتابعة سليمان بن بلال في الباب الذي بعده وبمتابعة عثمان بن عمر أيضا كلاهما عن يونس كما سيأتي بعد باب وتابعهم عبد الله بن عمر النميري عن يونس عند الإسماعيلي.
76ـ عامر بن صالح بن عبد الله بن عروة بن الزبير القرشي الأسدي الزبيري أبو الحارث المدني نزل بغداد متروك الحديث أفرط فيه بن معين فكذبه وكان عالما بالأخبار من الثامنة مات في حدود التسعين ت
قلت:
روى له الترمذي حديثا واحدا في الجمعة برقم 594 والله تعالى أعلم.
و قال الحافظ في الفتح: عامر فيه ضعف 1/ 24
يتبع إن شاء الله تعالى .........
¥(6/260)
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[10 - 04 - 04, 02:19 م]ـ
77ـ عبد الله بن بديل بن ورقاء ويقال بن بديل بن بشر الخزاعي ويقال الليثي المكي صدوق يخطىء من الثامنة خت د س
قلت:
قال الحافظ في الفتح: ضعيف 4/ 349
78ـ عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق التيمي مقبول من الثالثة مات بعد السبعين خ م خد س ق
قلت:
قال الحافظ في الفتح 10/ 120
قوله: (عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق) هو ابن أخت أم سلمة التي روى عنها هذا الحديث .... وهو ثقة ما له في البخاري غير هذا الحديث.
79ـ عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله بن حنظلة الأنصاري أبو سليمان المدني المعروف بابن الغسيل صدوق فيه لين من السادسة مات سنة اثنتين وسبعين وهو بن مائة وست سنين خ م د تم ق
قلت:
قال الحافظ في الفتح 10/ 174
معدود في صغار التابعين لأنه رأى أنسا وسهل بن سعد , وجل روايته عن التابعين , وهو ثقة عند الأكثر واختلف فيه قول النسائي , وقال ابن حبان: كان يخطئ كثيرا ا هـ. وكان قد عمر فجاز المائة فلعله تغير حفظه في الآخر وقد احتج به الشيخان.
80ـ عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار مولى بن عمر صدوق يخطىء من السابعة خ د ت س
قلت:
وقد أخرج له البخاري أربعة عشر حديثا بدون المكرر، أكثرها متابعة أو توبع عليها، وقد ذكر ذلك الحافظ في الفتح، إلا أني وجدت أحاديث ضاقت على الحافظ رحمه الله فلم يذكر لها ما يقويها.
قال الحافظ في الفتح 1/ 364 و عبد الرحمن تكلم فيه بعضهم لكنه صدوق ولم ينفرد بهذا الحديث.
وقال في الفتح أيضا 2/ 640 مختلف في الاحتجاج به.
وقال في الفتح 2/ 243 تنبيه:
حديث الباب من رواية عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار وفيه مقال , وقد ذكرنا له شاهدا عند ابن حبان , وروى الشافعي معناه من طريق صفوان بن سليم عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ (يأتي قوم فيصلون لكم , فإن أتموا كان لهم ولكم , وإن نقصوا كان عليهم ولكم).
ومما ضاق على الحافظ:
ما جاء في البيوع قال أبو عبد الله حدثني عبد الله بن صباح حدثنا أبو علي الحنفي عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار قال حدثني أبي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبيع حاضر لباد وبه قال ابن عباس.
قال الحافظ في الفتح 4/ 470 (تنبيه):
حديث ابن عمر فرد غريب لم أره إلا من رواية أبي علي الحنفي عن عبد الرحمن بن عبد الله ابن دينار , وقد ضاق مخرجه على الإسماعيلي وعلى أبي نعيم فلم يخرجاه إلا من طريق البخاري , وله أصل من حديث ابن عمر أخرجه الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر وليس هو في (الموطأ) قال البيهقي: عدوه في أفراد الشافعي , وقد تابعه القعنبي عن مالك ثم ساقه بإسنادين إلى القعنبي.
81ـ عبد الرحمن بن أبي الموال واسمه زيد وقيل أبو الموال جده أبو محمد مولى آل علي صدوق ربما أخطأ من السابعة مات سنة ثلاث وسبعين خ 4
قلت:
قال الحافظ في الفتح 11/ 219
عبد الرحمن من ثقات المدنيين , وقد وثقه ابن المعين وأبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم , وذكره ابن عدي في (الكامل) في الضعفاء , وأسند عن أحمد بن حنبل أنه قال: كان محبوسا في المطبق حين هزم هؤلاء يعني بني حسن , قال: وروي عن محمد بن المنكدر حديث الاستخارة وليس أحد يرويه غيره , وهو منكر , وأهل المدينة إذا كان حديث غلطا يقولون: ابن المنكدر عن جابر , كما أن أهل البصرة يقولون: ثابت عن أنس يحملون عليهما. وقد استشكل شيخنا في (شرح الترمذي) هذا الكلام وقال: ما عرفت المراد به , فإن ابن المنكدر وثابتا ثقتان متفق عليهما. قلت: يظهر لي أن مرادهم التهكم والنكتة في اختصاص الترجمة للشهرة والكثرة. ثم ساق ابن عدي لعبد الرحمن أحاديث وقال: هو مستقيم الحديث والذي أنكر عليه حديث الاستخارة , وقد رواه غير واحد من الصحابة كما رواه ابن أبي الموال. قلت: يريد أن للحديث شواهد , وهو كما قال مع مشاححه في إطلاقه. قال الترمذي بعد أن أخرجه: حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي الموال , وهو مدني ثقة روي عنه غير واحد.
قلت: ويضاف هذا الحديث إلى غرائب أبي عبد الله البخاري رحمه الله تعالى، وسأضعه في موضعه إن شاء الله تعالى مع تخريج موسع له.
يتبع إن شاء الله تعالى ........
¥(6/261)
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[10 - 04 - 04, 02:24 م]ـ
للرفع
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[14 - 04 - 04, 09:20 م]ـ
82ـ عبد الوهاب بن مجاهد بن جبر المكي متروك وقد كذبه الثوري من السابعة ق
قلت:
قال الحافظ في الفتح 11/ 198
عبد الوهاب بن مجاهد ضعيف.
83ـ عبيد الله بن الأخنس النخعي أبو مالك الخزاز بمعجمات صدوق قال بن حبان كان يخطىء من السابعة ع
قلت:
قال الحافظ في الفتح 10/ 245
وثقه الأئمة وشذ ابن حبان فقال يخطىء.
له عند البخاري حديثين.
84ـ عبيد الله بن عبد الرحمن بن رافع الأنصاري ويقال بن عبد الله هو راوي حديث بئر بضاعة مستور من الرابعة د ت س
قلت:
قال الذهبي في الكاشف 1/ 683
صحح أحمد حديثه في بئر بضاعة، وعنده حديث في إحياء الموات.
85ـ عطاء بن السائب أبو محمد ويقال أبو السائب الثقفي الكوفي صدوق اختلط من الخامسة مات سنة ست وثلاثين خ 4
قلت:
قال الحافظ في الفتح 11/ 572
هو المحدث المشهور كوفي من صغار التابعين صدوق اختلط في آخر عمره وسماع هشيم منه بعد اختلاطه ولذلك أخرج له البخاري مقرونا بأبي بشر وماله عنده إلا هذا الموضع.
86ـ عطاء بن أبي مسلم أبو عثمان الخراساني واسم أبيه ميسرة وقيل عبد الله صدوق يهم كثيرا ويرسل ويدلس من الخامسة مات سنة خمس وثلاثين لم يصح أن البخاري أخرج له م 4
قلت:
روى له مسلم حديثا واحدا متابعة برقم 977/ 106 والله أعلم.
87ـ علي بن عبد الله بن إبراهيم البغدادي مقبول من الحادية عشرة خ
قلت:
قال الحافظ في الفتح 9/ 306
قوله (حدثنا علي بن عبد الله بن إبراهيم) هو البغدادي , أخرج عنه البخاري هنا فقط , وقد تقدم في فضائل القرآن روايته عن علي بن إبراهيم عن روح بن عبادة فقيل: هو هذا نسبه إلى جده , وقيل غيره كما تقدم بيانه , وذكر أبو عمرو والمستملي أن البخاري لما حدث عن علي بن عبد الله بن إبراهيم هذا سئل عنه فقال: متقن.
88ـ عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العمري المدني ضعيف من السادسة خت م د ت ق
قلت:
قال الحافظ 2/ 640
مختلف في الاحتجاج به.
89ـ عمرو بن سلمة بن قيس الجرمي أبو بريد بالموحدة والراء ويقال بالتحتانية والزاي نزل البصرة صحابي صغير خ د س
قلت:
قال في الفتح 8/ 29
مختلف في صحبته.
90ـ فليح بن سليمان بن أبي المغيرة الخزاعي أو الأسلمى أبو يحيى المدني ويقال فليح لقب واسمه عبد الملك صدوق كثير الخطأ من السابعة مات سنة ثمان وستين ومائة ع
قلت:
قال الحافظ في الفتح 1/ 188
من طبقة مالك وهو صدوق , تكلم بعض الأئمة في حفظه , ولم يخرج البخاري من حديثه في الأحكام إلا ما توبع عليه , وأخرج له في المواعظ والآداب وما شاكلها طائفة من أفراده وهذا منها.
وقال أيضا 2/ 608
تفرد به شيخه فليح وهو مضعف عند ابن معين والنسائي وأبي داود ووثقه آخرون فحديثه من قبيل الحسن , لكن له شواهد من حديث ابن عمر وسعد القرظ وأبي رافع وعثمان بن عبيد الله التيمي وغيرهم يعضد بعضها بعضا , فعلى هذا هو من القسم الثاني من قسمي الصحيح.
وفليح هذا له من الحديث عند البخاري ما يقرب من خمسين حديثا.
وقد اجتنبه مسلم والنسائي رحمهما الله تعالى فلم يخرجا له إلا متابعة، مسلم أربعة أحاديث، والنسائي حديثا واحدا قال فيه: فليح بن سليمان ليس بالقوي.
91ـ قبيصة بن حريث ويقال حريث بن قبيصة والأول أشهر الأنصاري البصري صدوق من الثالثة مات سنة سبع وستين د ت س
قلت:
له حديث عند ابن ماجه في الحدود.
92ـ قتادة بن الفضيل بن قتادة الحرشي بمهملتين مفتوحتين ثم معجمة أبو حميد الرهاوي مقبول من التاسعة مات سنة مائتين س
قلت:
قال أبو داود في السنن 1/ 140
قتادة لم يسمع من عروة شيئا.
93ـ محمد بن أنس مولى آل عمر كوفي سكن الدينور صدوق يغرب من التاسعة خت د
قلت:
له عند البخاري حديث واحد تعليقا في الجنائز تابع فيه شعبة.
وله عند أبي داود حديث واحد في الصلاة 2/ 89 متابعة.
94ـ محمد بن الحسن بن هلال بن أبي زينب فيروز أبو جعفر أو أبو الحسن لقبه محبوب صدوق فيه لين ورمي بالقدر من التاسعة خ ت
قلت:
قال الحافظ في الفتح 13/ 169
قوله (محبوب) بمهملة وموحدتين ابن الحسن بن هلال , بصري واسمه محمد ومحبوب لقب له وهو به أشهر , وهو مختلف الاحتجاج به , وليس له في البخاري سوى هذا الموضع وهو في حكم المتابعة لأنه تقدم في استتابة المرتدين من وجه آخر عن حميد بن هلال.
وله عند الترمذي حديث واحد أيضا وهو في الفتن.
95ـ محمد بن أبي حميد إبراهيم الأنصاري الزرقي أبو إبراهيم المدني لقبه حماد ضعيف من السابعة ت ق
قلت:
قال الترمذي ليس هو بالقوي عند أهل الحديث.
96ـ محمد بن عباد بن الزبرقان المكي نزيل بغداد صدوق يهم من العاشرة مات سنة أربع وثلاثين خ م ت س ق
قلت:
قال الحافظ في الفتح 7/ 396
ثقة مشهور , وليس له عند البخاري غير هذا الحديث (وهو في المغازي في شهود الملائكة بدرا).
يتبع إن شاء الله تعالى ..........
¥(6/262)
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[19 - 04 - 04, 12:19 ص]ـ
جزاكم الله تعالى خيرا شيوخنا الكرام
97ـ معاذ بن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي البصري وقد سكن اليمن صدوق ربما وهم من التاسعة مات سنة مائتين ع
قلت:
قال الحافظ في الفتح 7/ 528
ثقة صاحب غرائب.
98ـ مكي بن إبراهيم بن بشير التميمي البلخي أبو السكن ثقة ثبت من التاسعة مات سنة خمس عشرة ومائة وله تسعون سنة ع
قلت:
لعل الصواب أنه مات سنة 215، راجع التهذيب 5/ 532
99ـ منقذ بن قيس المصري مولى بن سراقة مقبول من الثالثة بخ
قلت:
قال الحافظ في الفتح 4/ 436
مجهول الحال.
100ـ المنهال بن عمرو الأسدي مولاهم الكوفي صدوق ربما وهم من الخامسة خ 4
قال الحافظ في الفتح 8/ 708 في تفسير سورة السجدة
ليس له في البخاري سوى هذا الحديث وآخر تقدم في قصة إبراهيم من أحاديث الأنبياء , وهو صدوق من طبقة الأعمش , وثقه ابن معين والنسائي والعجلي وغيرهم , وتركه شعبة لأمر لا يوجب فيه قدحا كما بينته في المقدمة.
قلت:
له عند البخاري حديث ثالث في الذبائح والصيد 7/ 122 في المتابعات هكذا هو:
قال أبو عبد الله حدثنا أبو النعمان حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال كنت عند ابن عمر فمروا بفتية أو بنفر نصبوا دجاجة يرمونها فلما رأوا ابن عمر تفرقوا عنها وقال ابن عمر من فعل هذا إن النبي صلى الله عليه وسلم لعن من فعل هذا.
تابعه سليمان عن شعبة حدثنا المنهال عن سعيد عن ابن عمر لعن النبي صلى الله عليه وسلم من مثل بالحيوان وقال عدي عن سعيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقع في نسختي هكذا حدثنا (بخط عريض إشارة إلى أن القائل البخاري) المنهال .... الحديث.
وليس في شيوخ البخاري من يقال له المنهال، ويتضح أنه ابن عمرو بالنظر إلى شيخه سعيد والراوي عنه وهو شعبة.
101ـ مهاجر بن مخلد أبو مخلد مولى البكرات بفتح الموحدة والكاف مقبول من السادسة ت س ق
قلت:
قال الحافظ في النكت عند الكلام عن الحديث الحسن ص 139
والمهاجر قال وهيب إنه كان غير حافظ وقال ابن معين صالح وقال الساجي صدوق وقال أبو حاتم لين الحديث يكتب حديثه فهذا على شرط الحسن لذاته كما تقرر.
102ـ موسى بن أبي عثمان التبان بمثناة وموحدة مولى المغيرة المدني مقبول من السادسة خت س
قلت:
علق له البخاري حديثا واحدا في النكاح، والترمذي علق له نفس الحديث في الصوم، و روى له النسائي حديثا واحدا.
103ـ موسى بن مسعود النهدي بفتح النون أبو حذيفة البصري صدوق سيء الحفظ وكان يصحف من صغار التاسعة مات سنة عشرين أو بعدها وقد جاز التسعين وحديثه عند البخاري في المتابعات خ د ت ق
قلت:
هو من شيوخ البخاري، وروى له ثلاثة أحاديث، وله حديث واحد عند الترمذي قال فيه أبو عيسى هذا حديث ليس إسناده بصحيح لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه من حديث موسى بن مسعود عن سفيان وموسى بن مسعود ضعيف في الحديث، قال سمعت محمد بن بشار يقول موسى بن مسعود ضعيف في الحديث قال محمد بن بشار وكتبت كثيرا عن موسى بن مسعود ثم تركته.
104ـ ميمون بن أبي شبيب الربعي أبو نصر الكوفي صدوق كثير الإرسال من الثالثة مات سنة ثلاث وثمانين في وقعة الجماجم بخ م 4
قلت:
لم أقف على رواية مسلم له في الصحيح، وله حديث عنده في المقدمة ص 9
105ـ يحيى بن يمان العجلي الكوفي صدوق عابد يخطىء كثيرا وقد تغير من كبار التاسعة مات سنة تسع وثمانين بخ م 4
قلت:
قال الحافظ في الفتح 10/ 53
ضعيف.
106ـ يزيد بن عياض بن جعدبة بضم الجيم والمهملة بينهما مهملة ساكنة الليثي أبو الحكم المدني نزيل البصرة وقد ينسب لجده كذبه مالك وغيره من السادسة ت ق
قلت:
روى له الترمذي حديثين متابعة الأول في التسمية عند الوضوء برقم 26 والثاني في الزكاة برقم 645 قال فيه أبو عيسى: يزيد بن عياض ضعيف عند أهل الحديث.
107ـ يوسف بن يزيد البصري أبو معشر البراء بالتشديد العطار صدوق ربما أخطأ من السادسة خ م
قلت:
روى له البخاري حديثين الأول في الأشربة 7/ 137 والثاني في الطب 7/ 170
قال فيه أبو عبد الله
¥(6/263)
حدثني سيدان بن مضارب أبو محمد الباهلي حدثنا أبو معشر البصري هو صدوق يوسف بن يزيد البراء قال حدثني عبيد الله بن الأخنس أبو مالك عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بماء ....... الحديث.
وروى له مسلم حديثا واحدا متابعة في الصيام برقم 1136/ 137
قال الحافظ ابن حجر في الفتح 10/ 51
ليس له في البخاري سوى هذا الحديث , وآخر سيأتي في الطب وكلاهما في المتابعات , وقد لينه ابن معين وأبو داود , ووثقه المقدمي.
يتبع إن شاء الله تعالى ..........
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[22 - 04 - 04, 09:30 ص]ـ
108ـ أبو جبير بالتصغير مولى الحكم ابن عمرو الغفاري مقبول من الثالثة ت
قلت:
روى له الترمذي حديثا واحدا في البيوع قال فيه حسن صحيح غريب.
109ـ أبو سلمة الكندي شيخ لزيد ابن الحباب مجهول من السابعة ت
قلت:
روى له الترمذي حديثا واحدا في البر والصلة قال عنه حديث غريب.
110ـ أبو صرمة بكسر أوله وسكون الراء المازني الأنصاري صحابي اسمه مالك ابن قيس وقيل قيس ابن صرمة وكان شاعرا بخ م 4
قلت:
قال الحافظ في الفتح مختلف في صحبته 11/ 603
وقال في موضع آخر صحابي مشهور من الأنصار 9/ 381
111ـ أبو المهزم بتشديد الزاي المكسورة التميمي البصري اسمه يزيد وقيل عبدالرحمن ابن سفيان متروك من الثالثة د ت ق
قلت:
روى له الترمذي ثلاثة أحاديث كلها عن أبي هريرة رضي الله عنه، وذكر الترمذي عقبها تضعيف شعبة له، وأن اسمه يزيد بن سفيان، وروى له أبو داود حديثا واحدا 2/ 295 عن أبي هريرة مرفوعا أن الجراد من صيد البحر قال عقبه أبو داود: أبو المهزم ضعيف والحديثان جميعا وهم.
قلت: يقصد هذا الحديث والذي قبله حديث ميمون بن جابان عن أبي رافع عن أبي هريرة مرفوعا الجراد من صيد البحر، وهذه فائدة كبيرة من هذا الإمام تحتاج إلى تأمل وتدبر كيف حكم عليهما بالوهم معا ولم يشد عضد أحدهما بالآخر، وكنت قد استخرجت أمثلة كثيرة لصنيع الأئمة في أحاديث رواها بعض الضعفاء وتوبعوا عليها وحُكم على الجميع بالوهم ولم يُقل تابعه فلان فصار حسنا، ومرة قال الإمام مسلم رحمه الله تابعه فلان وكلاهما واهم.
112ـ أبو نهيك بفتح أوله الأزدي البصري القارىء اسمه عثمان ابن نهيك ثقة من الثالثة بخ د
قلت:
تقدمت هذه الترجمة في التقريب برقم 4524 وقال فيها في ذاك الموضع مقبول.
113ـ أبو يحيى القتات بقاف ومثناة مثقلة وآخره مثناة أيضا الكوفي اسمه زاذان وقيل دينار وقيل مسلم وقيل يزيد وقيل زبان وقيل عبدالرحمن لين الحديث من السادسة بخ د ت ق
قلت:
قال الحافظ في الفتح 10/ 377
أبو يحيى القتات مختلف فيه.
114ـ أبو يزيد المدني نزيل البصرة مقبول من الرابعة خ س
قلت:
له عند البخاري حديث واحد في المناقب في قسامة الجاهلية 5/ 54
قال أبو عبد الله
حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا قطن أبو الهيثم حدثنا أبو يزيد المدني عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إن أول قسامة كانت في الجاهلية ...... الحديث بطوله.
عند القسطلاني (المديني).
قال الحافظ في الفتح 7/ 197
قطن بفتح القاف والمهملة ثم نون هو ابن كعب القطعي بضم القاف البصري , ثقة عندهم , وشيخه أبو يزيد المدني بصري أيضا ويقال له المديني بزيادة تحتانية , ولعل أصله كان من المدينة , ولكن لم يرو عنه أحد من أهل المدينة , وسئل عنه مالك فلم يعرفه ولا يعرف اسمه وقد وثقه ابن معين وغيره , ولا له ولا للراوي عنه في البخاري إلا هذا الموضع.
قلت: وليس له عند النسائي غير هذا الحديث بإسناده ومتنه 8/ 2
8503 - إبراهيم ابن أبي أسيد البراد عن جده لا يعرف من الثالثة بخ د
قلت:
له عند أبي داود حديث واحد عن جده عن أبي هريرة رضي الله عنه.
يتبع إن شاء الله تعالى ........
ـ[المقرئ]ــــــــ[22 - 04 - 04, 11:45 م]ـ
إلى الشيخ الفاضل: أبي بكر: جعل الله جهدك في ميزان حسناتك وقليل هم الذين يجودون بالعلم وقد كنت أعتقد دهرا أن الباخل بماله أكثر من الباخل بعلمه فلما خالطت القوم وجدت أن اعتقادي يحتاج إلى إعادة نظر
عموما: لدي اقتراح أرجو أن ينال ستحسانك وهو:
أكثر ما يشكل-في نظري- في التقريب هو:
1 - من هو في منزلة المقبول أو المستور فبعضم بحاجة إلى إعادة نظر وقد رأيت بشار عواد أفاد في هذا الجانب في كتابه تحرير التقريب
2 - رجال البخاري ومسلم الذين هم بالمنزلة السابقة لو جمعوا وبحث عن تراجمهم وهل ضعف أحد الشيخين حديثا بسببهما
3 - لو أضفت من تكلم في روايته عن شيخه أو تلميذه إما بإرسال أو عدم ضبط أو تدليس أو نحوه
أحسب أن حاشية على التقريب لو خرجت هكذا لكان فيها نفع
عموما هو اقتراح إن زان لك فخذ به وإلا فيكفي أني أردت مشاركتك في فوائدك
أخوك: المقرئ
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[23 - 04 - 04, 08:08 م]ـ
أخي الحبيب المقرىء
جزاكم الله تعالى خيرا
لأمانة هذا العلم أقول لك أخي الكريم لستُ بشيخ، وأسأل الله تعالى أن أكون وإخواني طلبة علم على النحو الذي يرضيه عنا تبارك وتعالى، وإن أتاك خاطر أني أتواضع فدعه عنك ولا تكترث به لأني أعلم بنفسي من كل أحد.
بخصوص ما اقترحت فجزاك الله تعالى خيرا، وأسأل الله تعالى أن ييسر لي وإخواني خدمة هذا الدين، كلٌ بحسب طاقته.
أخوكم ماهر بن عبد الوهاب علوش.
¥(6/264)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - 04 - 04, 08:19 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة المقرئ
وقليل هم الذين يجودون بالعلم وقد كنت أعتقد دهرا أن الباخل بماله أكثر من الباخل بعلمه فلما خالطت القوم وجدت أن اعتقادي يحتاج إلى إعادة نظر
أخي الكريم المقرئ
لعلك تكون أدق لو قلتَ وقليل هم الذين يجودون بأوقاتهم، فكثير من طلبة العلم، والعلماء يمنعهم حب التحصيل والتعلم عن الجلوس وبذل العلم، أضف إلى ذلك أن كثيرا منهم محتقر لنفسه لا يظن أنه يُحتاج إلى علمه.
وأما البخل بالعلم نفسه بحيث لا يريد بذله كالباخل بماله لا يريد بذله فهذا لا يصدر إلا من لئيم خبيث النفس والطوية.
والله أعلم.
ونعتذر لأخينا الباحث (لا أقول شيخا حتى لا يغضب) المفيد أبي بكر ماهر على الخروح عن مقصود مقاله، فجزاه الله خيرا على ما يبذل.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[26 - 04 - 04, 12:58 م]ـ
جزاكم الله تعالى خيرا
وضعت هذه التعليقات البسيطة في ملف ورد لمن أحب الاستفادة منها.
أخوكم أبو بكر
ـ[أبو عمر]ــــــــ[14 - 06 - 05, 03:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا كثيرا طيبا مباركا فيه
للرفع والتذكير طلبا لإكمال الفوائد(6/265)
ما معنى ثقة وليس بحجة؟
ـ[عصام البشير]ــــــــ[22 - 03 - 04, 08:52 م]ـ
السلام عليكم
في ترجمة أحمد بن عبد الله بن يونس من تهذيب التهذيب:
قال عثمان بن أبي شيبة: كان ثقة، وليس بحجة.
فما معنى ذلك؟ وما تأثيره على رواياته قبولا وردا؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[الذهبي]ــــــــ[23 - 03 - 04, 09:23 ص]ـ
هذا اصطلاح كثير ما يصدر من عثمان بن أبي شيبة، ومقصده في ذلك: أنه ثقة في دينه، يعني أنه عدل، ولكنه ليس بضابط في حفظه، ومن كان هذا شأنه لا تقبل منه مروياته إلا إذا توبع فيما يرويه متابعة تصلح للاعتبار. والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 03 - 04, 09:35 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزى الله الشيخ الذهبي خير الجزاء على ما بينه
ولزيادة الفائدة فهذا نقل عن الشيخ عبدالله السعد عن يعقوب بن شيبة، ولعل منهج عثمان بن أبي شيبة قريب من منهج يعقوب بن شيبة في هذا الأمر
(6): الفائدة السادسة: توثيق يعقوب بن شيبة لبعض الرواة بالاقتران لا يُستفاد منه التوثيق المطلق المصطلح عليه عند المحدثين:
قال الشيخ (ص/79) عند كلامه على توثيق يعقوب بن شيبة لعبدالله بن عمر العمري = قال حفظه الله: ((وأما توثيق يعقوب بن شيبة له؛ فجوابه: أنَّ يعقوب لم يوثِّقه توثيقاً مطلقاً؛ بل ليَّنه وأشار إلى ضعفه؛ فقال: ثقة ن صدوق، وفي حديثه اضطراب.
فذكر أنَّ في حديثه اضطراباً، وأما قوله: (ثقة ... ) فلا يظهر أنه يقصد الثقة في الحديث، وإنما يقصد لثقة في نفسه؛ بدليل ما تقدَّم [يعني: من بيان كون العمري ليس ثقة مطلقاً].
ولذلك قال عنه في روايةٍ أخرى: هو رجل صالحٌ، مذكور بالعلم والصلاح، وفي حديثه بعض الضعف والاضطراب، ويزيد في الأسانيد كثيراً.
فبيَّن في هذه الرواية جلالته وفضله وصلاحه ن وأنَّ في حديثه بعض الضعف، وأنه يزيد في الأسانيد كثيراً ن وهذا جرحٌ مفسَّرٌ.
وكثيراً ما يقرن يعقوب بن شيبة التوثيق مع التضعيف.
كقوله عن عبدالله بن محمد بن عقيل: صدوق، وفي حديثه ضعف شديد.
وقال عن الربيع بن صبيح: رجلٌ صالحٌ، صدوقٌ، ثقةٌ، ضعيفٌ جداً)).
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=16635
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[25 - 03 - 04, 11:58 ص]ـ
الأخوة الفضلاء
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
لا تنسونا من دعواتكم بشفاء والدى الشيخ أبى محمد.
يقول والدى الشيخ: دعونى أشارككم فى هذه المطارحة.
أما قول عثمان بن أبى شيبة هذا فقد قاله عن ثلاثة من الرواة، ونقله عنه أبو حفص بن شاهين فى ((تاريخ أسماء الثقات)) هكذا:
(1) أحمد بن عبد الله بن يونس.كان ثقة ليس بحجة قاله عثمان بن أبي شيبة.
(2) أشعث بن سوار. سئل عثمان بن أبي شيبة عن أشعث بن سوار فقال: ثقة صدوق، قيل: هو حجة؟، قال: أما حجة فلا.
(3) فضيل بن عياض. قال عثمان بن أبى شيبة: كان ثقة صدوقا ليس بحجة.
والنظر فى معنى قوله هذا عن الثلاثة المذكورين، وفيهم الثقتان النبيلان: فضيل وأحمد، يدور على ثلاثة أنحاء:
[أولاً] لا ينبغى أن يؤخذ من تأويل هذا المصطلح توهين الإمام الثبت المتقن المأمون أحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعى الكوفى شيخ الإسلام. وإليك ما قاله الحافظ الذهبى رداً على قول عثمان بن أبى شيبة عنه: ((ثقة وليس بحجة)):
قال الحافظ ((ميزان الإعتدال)) (8/ 34): ((اليربوعي أوثق من عثمان. قال فيه أحمد بن حنبل: شيخ الإسلام. وقال أبو حاتم: كان ثقة متقناً. وقال النسائي: ثقة. وقال ابن سعد والعجلي: ثقة صدوق صاحب سنة. وقال الخليلي: ثقة متفق عليه. وقال ابن قانع: ثقة مأمون. وذكره ابن حبان في الثقات)) اهـ.
قلت: وقد احتفى البخارى ومسلم باليربوعى، وهو فى الطبقة الوسطى من شيوخهما، فأخرج له البخارى فى ((صحيحه)) سبعين حديثاً، وأخرج له مسلم فى ((صحيحه)) أربعة وخمسين حديثاً. وهو فى الكوفيين كمسدد بن مسرهد فى البصريين، إلا أن مسدداً أكثر منه حديثاً، ولذا أخرج له البخارى: ثلاثمائة واثنين وتسعين حديثاً، فهو رأس المكثرين من شيوخ البخارى. وأما اليربوعى فكان ممن يقيم اللفظ ولا يروى بالمعنى، وقد جهدت أن أجد لليربوعى وهماُ أو خطأً، فلم أقف عليه.
*************
¥(6/266)
[ثانياً] تأويل قولهم فلان حجَّة. قد بان لى من معاني الحجَّة عندهم:
(1) الذى ثبتت إمامته، وذاعت شهرته، وعرف فضله. وهذا معنىً واسع، ولكنه غير شائع الاستعمال، وربما يستعمله بعض المتساهلين من أئمة التعديل والتزكية، كابن سعد. وهو واقع بكثرة فى تراجم المتأخرين كالحافظ الذهبى فى كتابيه ((سير الأعلام)) و ((تذكرة الحفاظ)). قال ابن سعد: كان الحسن البصرى جامعا عالما رفيعا ثقة حجة مأمونا عابدا ناسكا كثير العلم فصيحا جميلا. وقال:كان أيوب السختيانى ثقة ثبتا في الحديث جامعا كثير العلم حجة عدلا. وقال الذهبى: القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق الإمام القدوة الحافظ الحجة عالم وقته بالمدينة. وقال: عبد الرحمن بن أبي نعم الإمام الحجة القدوة الرباني أبو الحكم البجلي الكوفي. وهذا أكثر من أن يحصى.
(2) الحافظ الضابط المتقن. وهذا أشيع معانيه، وربما اقتصر عليه الأكثر. سئل يحيى بن معين عن محمد بن إسحاق بن يسار المطلبى فقال: ثقة وليس بحجة. وأصل ذلك أنه سئل عنه وعن موسى بن عبيدة الربذي: أيهما أحب إليك؟، فقال هذا القول، وإنما ذهب إلى أن ابن إسحاق أمثل وأوثق من موسى بن عبيدة الربذي، وإن لم يكن ضابطاً متقناً كمالك وعبيد الله بن عمر فى المدنيين.
(3) الذى يُرجع إليه عند الاختلاف ويؤخذ بقوله، فهو كالقائم مقام الدليل والبرهان، أو الذى تدفع به الخصومة. قال أبو زرعة الدمشقي قلت ليحيى بن معين وذكرت له الحجة، فقلت له: محمد بن إسحاق منهم؟، فقال: كان ثقة، إنما الحجة عبيد الله بن عمر ومالك بن أنس وذكر قوما آخرين. وهذا من ألطف المعانى وأخفاها، وإنما يستعمله المتشددون أمثال: عبد الرحمن بن مهدى، ويحيى بن سعيدٍ القطان، وابن معين، وأبى حاتم الرازى. وعليه يتنزل قول عثمان بن أبى شيبة، ومن طالع أحكامه على الرجال حكم من غير تردد أنه فى عدادهم، وإن وثق بعض الضعفاء.
(4) أن الحجة بالمعنى السابق، ولكن مقروناً براوٍ ما أكثر الثقة ملازمته والأخذ عنه، فكان الأضبط والأوثق والأحفظ لحديثه دون سائر أصحابه. وذلك شبيهٌ بقولهم:
الثورى حجة فى الأعمش على سائر أصحابه.
مالك حجة فى الزهرى على سائر أصحابه.
ابن عيينة حجة فى عمرو ين دينار على سائر أصحابه.
حماد بن سلمة حجة فى ثابت البنانى على سائر أصحابه.
شعبة حجة فى قتادة على سائر أصحابه.
إسرائيل حجة فى أبى إسحاق على سائر أصحابه.
الأوزاعى حجة فى يحيى بن أبى كثير على سائر أصحابه.
قال أبو حاتم الرازى: حماد بن سلمة في ثابتٍ وعلي بن زيد أحبّ إليَّ من همام، وهو أضبط الناس وأعلمهم بحديثهما، بيَّن خطأ الناس فى حديثهما. وقال يحيى بن معين: من خالف حماد بن سلمة في ثابتٍ فالقول قول حماد، وحماد أعلم الناس بثابتٍ.
ونزيدك إيضاحاً وبياناً، لهذا المعنى، بذكر هذا المثال:
قال أبو داود (5125): حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَجُلاً كَانَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي لأُحِبُّ هَذَا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَعْلَمْتَهُ؟))، قَالَ: لا، قَالَ: ((أَعْلِمْهُ))، قَالَ فَلَحِقَهُ، فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّكَ فِي اللهِ، فَقَالَ: أَحَبَّكَ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي لَهُ.
وأخرجه كذلك أحمد (3/ 156،150)، وأبو القاسم البغوى ((مسند ابن الجعد)) (3193)، والحاكم (4/ 171)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (6/ 488/9006) من طرق عن مبارك بن فضالة بإسناده نحوه.
وتابعه عن ثابت البنانى: الحسين بن واقد المروزى، وعبد الله بن الزبير الباهلى، وعمارة بن زاذان الصيدلانى.
¥(6/267)
فقد أخرجه أحمد (3/ 140)، والنسائى ((الكبرى)) (6/ 54/10010) و ((اليوم والليلة)) (182)، وابن حبان (571)، والضياء ((المختارة)) (5/ 17/1619،1618) أربعتهم عن الحسين بن واقد، وأبو يعلى (6/ 162/3432)، وابن عدى ((الكامل)) (4/ 175) كلاهما عن عبد الله بن الزبير الباهلى، والبخارى ((التاريخ الكبير)) (2/ 318/2607)، وابن أبى الدنيا ((الإخوان)) (71) كلاهما عن عمارة بن زاذان، ثلاثتهم عن ثابت البنانى عن أنس بنحو حديث مبارك بن فضالة.
قلت: هكذا رواه هؤلاء الأربعة: المبارك والحسين والباهلى وعمارة، فقالوا ((عن ثابت عن أنس))، وهؤلاء الرواة يشدّ بعضُهم أزر بعضٍ، إذ لا يخلو واحدٌ منهم من مقالٍ، وأمثلهم المبارك بن فضالة، لكنه مدلس، وقد صرّح هاهنا بالسماع من ثابت البنانى، ولهذا صحح حديثه الأئمة: ابن حبان، والحاكم، والضياء المقدسى وغيرهم.
وقد خالف الأربعة مجتمعين: حماد بن سلمة، والحديث له دونهم، فهو أعلم وأحفظ وأضبط الناس لحديث ثابت البنانى. وكيف لا، وهو ربيبه!. قال يحيى بن معين: من خالف حماد بن سلمة في ثابتٍ فالقول قول حماد، وحماد أعلم الناس بثابتٍ. وقال أبو حاتم الرازى: حماد بن سلمة في ثابتٍ وعلي بن زيد أحبّ إليَّ من همام، وهو أضبط الناس وأعلمهم بحديثهما، بيَّن خطأ الناس فى حديثهما.
واختلف أصحاب حماد بن سلمة على هذا الحديث على أربع وجوه:
[الأول] رواه أثبت أصحابه وأحفظهم: سليمان بن حرب عنه ((عن ثابت عن حبيب بن سبيعة عن الحارث عن رجل من أصحاب النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)).
وتابعه على هذا الوجه: الحسن بن موسى، وحجاج بن منهال، إلا أنهما قالا ((ابن أبى سبيعة الضبعى)). وهذا الوجه أصحها، والقول قول سليمان بن حرب.
أخرجه البخارى ((التاريخ الكبير)) (2/ 318/2607) عن سليمان بن حرب، والنسائى ((السنن الكبرى)) (6/ 54/10012،10011) و ((اليوم والليلة)) (184،183) عن الحسن بن موسى وحجاج بن منهال، وعبد بن حميد ((المنتخب)) (444) عن الحسن بن موسى، ثلاثتهم قالوا: حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن حبيب ـ قال سليمان بن حرب: ابن سبيعة، وقال الآخران: ابن أبي سبيعة الضبعي ـ عن الحارث أن رجلاً حدَّثه: أنَّه كَانَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي لأُحِبُّ هَذَا الرجلَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَعْلَمْتَهُ))، قَالَ: لا، قَالَ: ((فَاذْهَبْ إلِيهِ، فَأَعْلِمْهُ))، قَالَ: فَلَحِقَهُ، فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّكَ فِي اللهِ، فَقَالَ: أَحَبَّكَ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي لَهُ.
قال أبو عبد الرحمن النسائى: ((وهذا الصواب عندنا، وحديث حسين بن واقد ـ يعنى ومن تابعه ـ خطأ، وحماد بن سلمة أثبت وأعلم بحديث ثابت البنانى من حسين بن واقد والله أعلم)).
وقال أبو الحسن الدارقطنى: ((والقول قول حماد)).
[الثانى] قال موسى بن إسماعيل ثنا حماد عن ثابت عن حبيب بن سبيعة عن رجلٍ حدثه أنه كان إلى جنب النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمر به رجل. هكذا أسقط من إسناده الحارث، ولم يذكره.
أخرجه هكذا البخارى ((التاريخ)) (2/ 318/2607) قال: قال موسى بن إسماعيل به.
[الثالث] قال عبد الله بن المبارك عن حماد عن ثابت عن حبيب بن ضبيعة أن رجلاً أتى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. هكذا أرسله، وسمَّى التابعى ((ابن ضبيعة)).
أخرجه هكذا البخارى ((التاريخ)) (2/ 318) عن بشر بن محمد المروزى، وابن أبى الدنيا ((الأخوان)) (70) عن أحمد بن جميل المروزى، كلاهما عن ابن المبارك به.
[الرابع] وشذا مؤمل بن إسماعيل، فرواه عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس، كرواية المبارك بن فضالة ومن تابعه. وزاد فى متنه ((فَأَخْبِرْهُ تَثْبُتِ الْمَوَدَّةُ بَيْنَكُمَا)).
أخرجه أحمد (3/ 241)، ومن طريقه الضياء ((المختارة)) (5/ 78/1703) قال: حدثنا مؤمل ثنا حماد ثنا ثابت عن أنس به بهذه الزيادة.
والخلاصة، فالحديث ثابت معروف من حديث حماد بن سلمة عن ثابت عن حبيب بن سبيعة عن الحارث عن رجل من أصحاب النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والحكم فيه لحماد على هذا الجمع الكثير، لا لهم، لأنه الحجة فى حديث ثابت.
****************
[ثالثاً] الجمع والتفريق بين ثقة وحجة. إذا بانت لك معانى الحجة فى كلامهم، فلننظر الآن فى الفرق بينه وبين الثقة. ولنضرب له موعداً آخر، فإن الكلام عليه طويل الذيل بعيد المرامى. ونفعنى الله وإياكم بما علمنا. إنه نعم المولى ونعم النصير.
وأملاه أبو محمد الألفى
وكتبه بكر أولاده محمد أحمد
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 03 - 04, 12:26 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزى الله الشيخ أبو محمد خير الجزاء على ماتفضل به من هذا البحث النافع المفيد
ومما يضاف كذلك لما قاله عثمان بن أبي شيبة
تاريخ أسماء الثقات ص: 210
1267 قال عثمان بن أبي شيبة محمد بن الحسن الأسدي ثقة صدوق قلت هو حجة قال أما حجة فلا وهو ((ضعيف)).
¥(6/268)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[25 - 03 - 04, 12:40 م]ـ
الشيخ الحبيب عبد الرحمن
سلامى إليك وتحياتى.
بارك الله لك على هذه الإضافة، ولكن نرجو المزيد من المشاركة فى إيضاح طوايا وخفايا هذا المصطلح، ومدلولاته عند أهل التزكية والتعديل، إذ هو المقصود بالذات.
ولقد أفسحت لكم، قبل أن أضيف المزيد من البيان حول هذا السؤال: ماذا يعنى قول الإمام عثمان بن أبى شيبة هذا؟!.
أملاه أبو محمد الألفى
وكتبه بكر أولاده محمد أحمد شحاته
ـ[ alhwri] ــــــــ[26 - 03 - 04, 01:09 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزى الله الشيخين الكريمين أبو محمد الألفى , وعبد الرحمن الفقيه
خير الجزاء على المشاراكات والأيضاحات النافعة .....
ـ[ابوسحر]ــــــــ[26 - 03 - 04, 02:24 ص]ـ
ان قول عثمان ابن ابي شيبة مصطلح مستخدم بكثرة عند يحيى بن معين واحمد وطبقتهما بل وعند شيوخهما كابن مهدي والقطان، ويعنون بذلك انه من جملة الثقات الا انه عند الاختلاف يقدم عليه الحجة، فالحجة هي الدرجة العليا في مراتب القبول
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[26 - 03 - 04, 05:44 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبوسحر
فالحجة هي الدرجة العليا في مراتب القبول
الأخ أبو سحر
شكر الله لك، وسلامى إليك.
هلا راجعت البيان الذى ذكرتُه آنفاً عن تأويل معنى ((الحجة)) عندهم؟.
ومن الذى قال أن الحجة أعلى مراتب التعديل؟، وهذا صاحب الألفية ((التبصرة والتذكرة)) يقول:
فَأَرْفَعُ التَّعْدِيلِ: مَا كَرَّرْتَهُ ... كَثِقَةٍ ثَبْتٍ وَلَوْ أَعَدْتَهُ
ثُمَّ يَلِيْهِ ثِقَةٌ أوْ ثَبْتٌ أوْ ... مُتْقِنٌ أوْ حُجَّةٌ أوْ إذا عَزَوْا
بارك الله فيك، لا تتسرع يا أبا سحر، وتمهل قليلاً.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 03 - 04, 12:03 م]ـ
جزى الله الشيخ أبو محمد خير الجزاء على ما أفادنا به
والقصد أن لكل إمام من الأئمة أحيانا اصطلاحات خاصة به في الجرح والتعديل وفي الأحكام على الأحاديث، فمثل هذه الاصطلاحات يعرف معناها بجمعها ودراستها حتى يتضح معناها
فهنا عند قول عثمان بن ابي شيبة رحمه الله عن عدد من الرواة ثقة وليس بحجة
وقد تفضل الشيخ ابو محمد بذكر الرواة
فالرواي الأول هو
أحمد بن عبدالله بن يونس
وهو كما تفضل به الشيخ حفظه الله من الثقات المتقنين
وذكره الذهبي في الميزان لأجل هذه الكلمة، فهذه قرينة على أن الذهبي رحمه الله يعتبرها جرحا
والراوي الثاني هو
أشعث بن سوار
وهو متكلم فيه وقد ضعفه أهل العلم، فقد يكون كلام عثمان بن أبي شيبة فيه من قبيل التضعيف
الراوي الثالث
فضيل بن عياض
وقد تكلم بعضهم كذلك في عياض، قال ابن المديني (رجل صالح ولم يكن بالحافظ)
فقد يكون كلام عثمان بن ابي شيبة من هذا القبيل
والرابع
قال عثمان بن أبي شيبة محمد بن الحسن الأسدي ثقة صدوق قلت هو حجة قال أما حجة فلا وهو ((ضعيف)).
فهذا تصريح منه بالتضعيف
===========================
فوائد حول الثقة والحجة
علل ابن أبي حاتم ج: 1 ص: 133
قلت لأبي هذا الاسناد عندك صحيح قال حسن قلت لأبي من ربيعة بن الحرث قال هو ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب قلت سمع من الفضل قال ادركه قلت يحتج بحديث ربيعة بن الحرث قال
حسن فكررت عليه مرارا فلم يزدني على قوله حسن ثم قال الحجة سفيان وشعبة قلت فعبد ربه بن سعيد قال لا بأس به قلت يحتج بحديثه قال هو حسن الحديث
وفي النكت على مقدمة ابن الصلاح للزركشي ج: 3 ص: 432
وكلام أبي داود يقتضي أن الحجة أقوى من الثقة
قال الآجري سألت أباداود عن سليمان بن بنت شرحبيل فقال ثقة يخطي كما يخطي الناس قلت هو حجة قال الحجة أحمد بن حنبل
وكذا قال يحيى بن معين محمد بن إسحاق ثقة وليس بحجة وأبو أويس) انتهى.
وينظر تعليق عبدالفتاحة أبو غدة على رسالة المنذري في الجرح والتعديل ص 56 - 60
ومنها قول الذهبي في تذكرة الحفاظ (3/ 979 (الحجة فوق الثقة)
وقال الخطيب في الكفاية ص 22 (أرفع العبارات أن يقال حجة أو ثقة) انتهى.
وننتظر فوائد المشايخ وتعقبياتهم.
ـ[أم أحمد الحافظ]ــــــــ[16 - 02 - 06, 09:26 م]ـ
الأخ أبو سحر
شكر الله لك، وسلامى إليك.
هلا راجعت البيان الذى ذكرتُه آنفاً عن تأويل معنى ((الحجة)) عندهم؟.
ومن الذى قال أن الحجة أعلى مراتب التعديل؟، وهذا صاحب الألفية ((التبصرة والتذكرة)) يقول:
فَأَرْفَعُ التَّعْدِيلِ: مَا كَرَّرْتَهُ ... كَثِقَةٍ ثَبْتٍ وَلَوْ أَعَدْتَهُ
ثُمَّ يَلِيْهِ ثِقَةٌ أوْ ثَبْتٌ أوْ ... مُتْقِنٌ أوْ حُجَّةٌ أوْ إذا عَزَوْا
بارك الله فيك، لا تتسرع يا أبا سحر، وتمهل قليلاً.
ربما أراد الأخ أبو سحر القول إن الحجة مرتبة أعلى من مرتبة الثقة
ورغم أن ألفاظ الثقة والحجة والثبت والمتقن ... تقع في مرتبة واحدة من مراتب القبول إلا أنه قد وقع في كلام بعضهم التفريق بينها، وقد ذكر الشيخ عبد الرحمن أمثلة على ذلك من كلام الزركشي والذهبي. وهذا مثال آخر:
قال ابن معين: " وكيع أحب إلي في سفيان من عبد الرحمن بن مهدي ".
فذُكر ذلك لأبي حاتم، وقيل له: " أيهما أحب إليك؟ " فقال: "عبد الرحمن ثبت ووكيع ثقة"
قال ابن رجب الحنبلي في شرح العلل 1\ 201: "وظاهر هذا أنه قدم عبد الرحمن على وكيع".
¥(6/269)
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[16 - 02 - 06, 09:33 م]ـ
يُنظر: ألفاظ الجرح والتعديل بين الإفراد والتكرير والتركيب، للشيخ أحمد معبد عبد الكريم، ص 201 - 342، ط أضواء السلف، فقد ذكر أمثلة لذلك.
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[16 - 02 - 06, 09:37 م]ـ
هذا اصطلاح كثير ما يصدر من عثمان بن أبي شيبة، ومقصده في ذلك: أنه ثقة في دينه، يعني أنه عدل، ولكنه ليس بضابط في حفظه، ومن كان هذا شأنه لا تقبل منه مروياته إلا إذا توبع فيما يرويه متابعة تصلح للاعتبار. والله أعلم.
سامحك الله أخي, سامحك الله أخي, سامحك الله أخي, سامحك الله أخي, سامحك الله, سامحك الله, سامحك الله, والإمام الجليل أحمد بن عبد الله بن يونس, من جهابذة الحديث ونقاده, وهو أحد المراجع في هذا الشأن, بل هو أجل من عثمان بن أبي شيبة رحمهما الله. ((وأظن أن الفقيه الغامدي معي في هذا))
أين الإحساس بالمسؤلية وعدم إدراك خطورة ماوضحته بـ ((الأزرق)) -- لماذا أضفت من رصيدك الشخصي تلك العبارة؟؟
بل أحمد بن يونس حجة احتجت به كبار الأئمة وعلى رأسهم البخاري وغيره, ومروياته مقبولة, فهو من ائمة العلم, وماذكرته عن الاعتبار تقال لغيره, وابي بكر بن ابي شيبة شقيق عثمان هذا, على بعض السقط في مصنفه ذكر النقاد انه أجل من اخيه عثمان.
سامحك الله اخي, أكتب هذا الرد وأنا في قمة انفعالي وأنت السبب!!!
ـ[د جمعان البشيري]ــــــــ[16 - 02 - 06, 11:43 م]ـ
هذه ترجمته من تهذيب الكمال (1/ 375): ((ع أحمد بن عبد الله بن يونس بن عبد الله بن قيس التميمي اليربوعي أبو عبد الله الكوفي وقد ينسب إلى جده وهو والد أبي حصين عبد الله بن أحمد بن يونس ويقال إنه مولى الفضيل بن عياض
روى عن إبراهيم بن سعد خ وإسرائيل بن يونس خ وإسماعيل بن عياش والحسن بن صالح بن حي د وحفص بن غياث ورياح بن عمرو القيسي وزائدة بن قدامة الثقفي خ م د وزهير بن معاوية الجعفي خ م د ت س وسفيان بن سعيد الثوري خ وسفيان بن عيينة وسوار بن مصعب الهمداني وأبي الأحوص سلام بن سليم الحنفي م وعاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب خ م ق د وعبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب وأبي شهاب عبد ربه بن نافع الحناط خ د ق وعبد الرحمن بن أبي الزناد د وعبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون خ ق وعبد الملك بن الوليد بن معدان الضبعي وعبيد الله بن إياد بن لقيط السدوسي د وعطاف بن خالد المخزومي وعلي بن فضيل بن عياض س وعمرو بن شمر الجعفي وعنبسة بن عبد الرحمن القرشي ق وفضيل بن عياض م وقيس بن الربيع الأسدي وليث بن سعد المصري خ م ومالك بن أنس د ومحمد بن راشد المكحولي ومحمد بن طلحة بن مصرف ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب د ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ومحمد بن مسلم الطائفي مد ومسلم بن خالد الزنجي ومعرف بن واصل د ومندل بن علي العنزي د ونافع أبي هرمس ويعلى بن الحارث المحاربي د ويعقوب بن عبد الله القمي د وجده يونس بن عبد الله بن قيس اليربوعي وأبي بكر بن عياش خ ت س
روى عنه البخاري ومسلم وأبو داود وإبراهيم بن إسحاق الحربي وإبراهيم بن الحسين بن ديزيل الهمذاني وإبراهيم بن شريك الأسدي وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني س وأبو جعفر أحمد بن علي بن الفضيل الخزاز المقرئ وأحمد بن يحيي الحلواني وإسحاق بن الحسن الحربي وإسماعيل بن إسحاق القاضي وإسماعيل بن عبد الله سمويه الأصبهاني والحارث بن محمد بن أبي أسامة التميمي وحجاج بن يوسف الشاعر مق وسعيد بن مروان البغدادي نزيل نيسابور ق والعباس بن الفضل الأسفاطي وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ق وأبو بكر عبد الله بن محمد بن النعمان بن عبد السلام الأصبهاني وعبد بن حميد الكشي ت وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي س والفضل بن العباس الحلبي س ومحمد بن أحمد بن المثنى خال أبي يعلى الموصلي وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي وأبو حصين محمد بن الحسين الوادعي القاضي ومحمد بن عبد الرحيم البزاز المعروف بصاعقة وموسى بن سعيد الدنداني س ويوسف بن موسى بن راشد القطان خ
قال الفضل بن زياد القطان سمعت أحمد بن حنبل وقال له رجل عمن ترى أن نكتب الحديث فقال اخرج إلى أحمد بن يونس فإنه شيخ الإسلام وقال أبو حاتم كان ثقة متقنا آخر من روى عن سفيان الثوري
وقال النسائي ثقة قال البخاري مات بالكوفة في ربيع الآخر سنة سبع وعشرين ومئتين زاد غيره ليلة الجمعة لخمس بقين من الشهر وهو بن أربع وتسعين سنة وروى له الباقون.)).
وفي تهذيب التهذيب (1/ 44): ((ع الستة أحمد بن عبد الله بن يونس بن عبد الله بن قيس التميمي اليربوعي الكوفي وقد ينسب إلى جده روى عن الثوري وابن عيينة وزائدة وعاصم بن محمد وابن أبي الزناد وإسرائيل والليث ومالك وخلق روى عنه البخاري ومسلم وأبو داود والباقون بواسطة وأبو بكر بن أبي شيبة وحجاج بن الشاعر وعبد بن حميد وأبو زرعة وأبو حاتم وصاعقة ويوسف بن موسى والحارث بن أبي أسامة وإسماعيل سمويه وإسحاق الحربي وإبراهيم الجوزجاني وخلق قال أحمد بن حنبل لرجل اخرج الى أحمد بن يونس فإنه شيخ الإسلام وقال أبو حاتم كان ثقة متقنا آخر من روى عن الثوري وقال النسائي ثقة وقال البخاري مات بالكوفة في ربيع الآخر سنة 227 زاد غيره ليلة الجمعة لخمس بقين من الشهر وهو بن أربع وتسعين سنة قلت تعقب الذهبي قول أبي حاتم أنه آخر من روى عن الثوري بان علي بن الجعد تأخر بعده وقال عثمان بن أبي شيبة كان ثقة وليس بحجة وقال بن سعد كان ثقة صدوقا صاحب سنة وجماعة وقال العجلي ثقة صاحب سنة وقال أبو حاتم كان من صالحي أهل الكوفة وسنييها وذكره بن حبان في الثقات وقال أبو عبيد الآجري عن أبي داود سمعته يقول مات الأعمش وأنا بن 14 سنة ورأيت أبا حنيفة ومسعرا وابن أبي ليلى يقضي خارج المسجد من أجل الحيض قال أبو داود كان مولده سنة 34 وقال مطين سنة 133 وقال بن قانع كان ثقة مأمونا ثبتا وقال بن يونس أتيت حماد بن زيد فسألته أن يملي علي شيئا من فضائل عثمان رض فقال من أين أنت قلت من أهل الكوفة فقال كوفي يطلب فضائل عثمان والله لا أمليتها عليك الا وأنا قائم وأنت جالس وقال أبو داود هو أنبل من بن أبي فديك)).
¥(6/270)
ـ[سيف 1]ــــــــ[17 - 02 - 06, 01:09 م]ـ
[ QUOTE= أبو محمد الألفى] الأخوة الفضلاء
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
لا تنسونا من دعواتكم بشفاء والدى الشيخ أبى محمد. [ QUOTE]
اللهم اشف شيخنا وأبينا أبو محمد وارزقه رزقا واسعا اللهم آمين
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[17 - 02 - 06, 02:57 م]ـ
هذه ترجمته من تهذيب الكمال (1/ 375): ((ع))
أحمد بن عبد الله بن يونس بن عبد الله بن قيس التميمي اليربوعي أبو عبد الله الكوفي
روى عنه البخاري ومسلم وأبو داود وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ق وعبد بن حميد الكشي ت وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي س وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي
قال الفضل بن زياد القطان سمعت أحمد بن حنبل وقال له رجل عمن ترى أن نكتب الحديث فقال اخرج إلى أحمد بن يونس فإنه شيخ الإسلام وقال أبو حاتم كان ثقة متقنا آخر من روى عن سفيان الثوري
وقال بن يونس أتيت حماد بن زيد فسألته أن يملي علي شيئا من فضائل عثمان رض فقال من أين أنت قلت من أهل الكوفة فقال كوفي يطلب فضائل عثمان والله لا أمليتها عليك الا وأنا قائم وأنت جالس
رحمه الله رحمة واسعة, إذن أحمد بن حنبل سماه ((شيخ الإسلام)) وابو حاتم الرازي قال: ثقة متقن,
فليت العضو ((الذهبي)) يتأمل هذا!! ومن عثمان بن أبي شيبة بجانب هؤلاء!! بل من هو بجانب ابن يونس.
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[19 - 02 - 06, 12:29 م]ـ
"
جزاكم الله خيراً.
1 - ثَمَّ فرقٌ بين (حجة) و (يحتج به)، وكذلك بين (ثقة وليس بحجة) و (لا يحتج به)، خلافاً لما أوهمته عبارات بعض الفضلاء في بعض المشاركات المتقدمة.
2 - قال العلامة المعلمي في أول كتابه (الاستبصار):
(---أما بعد فهذه ـ إن شاء الله تعالى ـ رسالة في معرفة الحديث، أتوخّى فيها تحرير المطالب، وتقرير الأدلة، وأتتبع مذاهب أئمة الجرح والتعديل فيها ليتحرر بذلك ما تعطيه كلماتهم في الرواة؛
فإن منهم من لا يطلق " ثقة " إلا على من كان في الدرجة العليا من العدالة والضبط.
ومنهم من يطلقها على كل عدل ضابط وإن لم يكن في الدرجة العليا.
ومنهم من يطلقها على العدل وإن لم يكن ضابطاً.
ومنهم من يطلقها على المجهول الذي روى حديثاً و احداً قد تُوبع عليه.
ومنهم من يطلقها على المجهول الذي روى حديثاً له شاهد.
ومنهم من يطلقها على المجهول الذي روى حديثاً لم يستنكره هو.
ومنهم من يطلقها على المجهول الذي روى عنه ثقة.
إلى غير ذلك مما يأتي ـ إن شاء الله تعالى.
وهم ـ مع ذلك ـ مختلفون في الاستدلال على أحوال الرواة، فمنهم المبالغ في التثبت، ومنه المتسامح، ومن لم يعرف مذهب الإمام منهم ومنزلته من التثبت لم يعرف ما تعطيه كلمتُه، وحينئذ: فإما أن يتوقف، وإما أن يحملها على أدنى الدرجات ولعل ذلك ظلم لها، وإما أن يحملها على ما هو المشهور في كتب المصطلح ولعل ذلك رفع لها عن درجتها.
وبالجملة فإن لم يتوقف قال بغير علم، وسار على غير هدى-----).
"
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[19 - 02 - 06, 03:23 م]ـ
"
كان ابن سعد صاحب كتاب (الطبقات) رحمه الله قد أكثر من استعمال كلمة (ثقة) بمعنى كلمة (عدل)، فمن أمثلة ذلك ما يلي:
1 - قال ابن سعد في موسى بن عبيدة الربذي (تتمة الطبقات رقم 399): (وكان ثقة كثير الحديث وليس بحجة)؛ مع انه على ما قال محقق الكتاب مجمع على ضعفه وعدم الاحتجاج به!.
2 - وقال في أسباط بن محمد بن عبد الرحمن كما في (تهذيب التهذيب) (1/ 211): (كان ثقة صدوقاً إلا أن فيه بعض الضعف).
3 - وقال ابن حجر في الفصل التاسع من (مقدمة الفتح): (عمر بن نافع مولى ابن عمر، قال أبو حاتم: ليس به بأس، وكذا قال عباس الدوري عن ابن معين؛ وقال ابن عدي في ترجمته: حدثني ابن حماد عن عباس الدوري عن ابن معين قال: عمر بن نافع ليس حديثه بشيء، فوهم ابن عدي في ذلك؛ وإنما قال ابن معين ذلك في عمر بن نافع الثقفي؛ وقوله في هذا وفي هذا بيِّن في (تاريخ عباس).
وأما مولى ابن عمر فقال أحمد: هو من أوثق ولد نافع؛ ووثقه النسائي أيضاً وغيره؛ وقال ابن سعد: كان ثبتاً قليل الحديث، ولا يحتجون بحديثه؛ كذا قال وهو كلام متهافت كيف لا يحتجون به وهو ثبت). انتهى كلام ابن حجر.
4 - وقال ابن سعد في جعفر بن سليمان الضبعي كما في (التنكيل) (ص259): (ثقة وبه ضعف).
5 - وقال في راو آخر كما في (تهذيب الكمال) (5/ 15): (كان ثقة صدوقاً له رواية وفقه وفتوى في دهره، وكان كثير الخطأ في حديثه).
6 - وقال في نافع بن عمر الجمحي كما في (الميزان) (4/ 241): (ثقة فيه شيء).
7 - وقال في عاصم بن أبي النجود كما في (التنكيل) (ص654): (ثقة إلا أنه كثير الخطأ في حديثه).
8 - وقال في سلمة بن وردان الليثي كما في (تهذيب التهذيب) (4/ 160): (وقد رأى عدة من الصحابة، وكان عنده أحاديث يسيرة، وكان ثبتاً فيها، ولا يحتج بحديثه، وبعضهم يستضعفه)؛ وكلمتا ثقة وثبت لهما عند الجمهور معنى واحد.
9 - وقال في الإمام الجليل الثقة أبي إسحاق الفزاري إبراهيم بن محمد: كان ثقة فاضلاً صاحب سنة وغزو كثير الخطأ في حديثه.
وبعد هذه الأمثلة أنبه إلى ما يلي:
في استعمال ابن سعد لكلمة (ثقة) احتمالان:
الأول: أنه كان يقصر استعماله لكلمة ثقة بمعنى العدل على المواضع التي يستعمل فيها هذه الكلمة مقترنة بغيرها من عبارات النقد وألفاظه، دون المواضع التي يستعمل فيها هذه الكلمة (ثقة) مجردة أي غير مقترنة بكلمة أخرى دالة على نقص ضبط الراوي أو سوء حفظه، وأنه إذا جردها ولم يقرن بها ما ينافي التوثيق التام فإنه – أي التوثيق التام - هو مراده بكلمة (ثقة).
الثاني: أنه يستعملها بالمعنى المذكور حيثما وردت وكيفما وردت، مطلقاً.
فليحقق ذلك؛ فإنه يحتاج إلى استقراء لاستعمالاته لكلمة ثقة مقرونة ومجردة، مع الدراسة والمقارنة وملاحظة الاحتمالات؛ وذلك يستغرق وقتاً غير قصير؛ والله الموفق.
"(6/271)
هل تقبل الزيادة على المتواتر من الثقة؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[23 - 03 - 04, 07:27 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد،،
فمعلوم هو الخلاف في قبول زيادة الثقة و أنها على ثمانية أقوال،،،
فهل يجري هذا الخلاف فيما لو كانت الزيادة على ـ لا أقول من رواه جمع ـ ببل على ما تواتروا عليه؟
فهل التواتر يمنع وقوع الزيادة؟
و هل هذا واقع أصلا؟
و جزاكم الله تعالى خير الجزاء(6/272)
ما خالف فيه الشريف العوني الحافظ ابن حجر في التقريب
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[27 - 03 - 04, 12:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإن الحافظ ابن حجر هو الحافظ ابن حجر علماً وحفظاً، وإن التقريب هو التقريب انتشاراً وذيوعاً، وإن الشريف حاتم العوني هو الشريف حاتم العوني همة وبحثاً.
وإني قد استفدت من تراجم الرجال في رسالة الشريف حاتم (المرسل الخفي) حتى إني أعلمت على نسختي من تهذيب الكمال بمن ترجم لهم الشيخ في رسالته، كي أعود وأرى رأيه، لعل فيه ما يسدد ما رأيت أو يصلحه.
وإني قد بلوت بعض آرائه في الرجال، فوجدته ذا رأي مصيب، ونظر نافذ، وأنه ممن يحرص على معرفة رأيه.
وقد استعنت في ذلك بفهرس صنعه الشيخ (ص 1950)، وكان الشيخ قد ميز من خالف فيهم ابن حجر بتحبير أسمائهم.
وإني قد بلوت بعض آرائه في الرجال، فوجدته ذا رأي مصيب، ونظر نافذ، وأنه ممن يحرص على معرفة رأيه.
فأحببت أن أنقل لإخواني آراءه المخالفة لرأي الحافظ في التقريب، ذاكراً رقم الصفحة من الرسالة بعد اسم الراوي، والله من وراء القصد.
1 - إسحاق بن أبي إسرائيل المروزي 764
قال الحافظ ابن حجر: " صدوق تكلم فيه لوقفه في القرآن "
قال الشريف: " ومن نظر في ترجمة الرجل، علم أن كلمة النقد في دينه وورعه وحفظه متفقة، لا يرتابون في ذلك، إلا أنهم نقموا عليه قوله بالوقف في القرآن .. "
2 - أسد بن موسى بن إبراهيم (أسد السنة) 562
قال الحافظ: " صدوق يغرب، وفيه نصب "
قال الشريف: " بل هو ثقة مطلقاً ".
3 - أنس بن حكيم الضبي 396 - 397
قال الحافظ: " مستور "
قال الشريف: " لن ينزل عن (الصدوق) بحال ".
4 - جعفر بن سعد بن سمرة 1426 - 1431
قال الحافظ: " ليس بالقوي "
وذهب الشيخ الشريف إلى أنه يعد مجهول الحال، ولكن إذا درست نسخة رواها هو وغيره فقد يتغير هذا الحكم، أما الآن، فهي صالحة للاعتبار.
5 - جون بن قتادة 397 - 402
قال الحافظ: " لم تصح صحبته، ولأبيه صحبة، وهو مقبول "
قال الشريف: " فلا غرابة بعد ذلك إن قلنا إن جون بن قتادة ثقة "
6 - حزم بن أبي حزم القطعي 279 - 280
قال الحافظ: " صدوق يهم "
قال الشريف: " وفي حكم الحافظ هذا تشدد .. كان الأولى أن يقول الحافظ على منهجه: ثقة ربما أخطأ ونحوها بدلاً من قوله عنه صدوق يهم .. فمثله لا أنزله عن أن أقول فيه كما قال أحمد، وابن معين، وابن المديني، والدارقطني الذين قالوا عنه: ثقة.
7 - الحسن بن عرفة العبدي 1114
قال الحافظ: " صدوق "
قال الشريف: " بينما وثقه الذهبي في سير أعلام النبلاء 11/ 547. ولعله - أعني التوثيق - أعدل من غيره، فقد وثقه ابن معين، وكفى به ".
8 - خارجة بن مصعب 591
قال الحافظ: " متروك، وكان يدلس عن الكذابين، ويقال إن ابن معين كذبه ".
قال الشريف: " مع عراقة خارجة بن مصعب في الضعف، إلا أن عبارة غير ما واحد من الأئمة فيه ترفعه عن ترك الاعتبار به، فهو عندهم ضعيف يعتبر به .. وهذا كله يدل على أن خارجة مع ضعفه يعتبر به، صالح للمتابعات والشواهد ".
9 - خالد بن خداش 1500 - 1501
قال الحافظ: " صدوق يخطئ ".
قال الشريف: " بل هو عندي ثقة ".
10 - خالد بن يحيى السدوسي الجرمي أبو عبيد 1378 - 1380
ليس من شرطي، فليس من رجال التقريب.
11 - خبيب بن سليمان بن سمرة 1426 - 1431
قال الحافظ: " مجهول "
قلت: هو أحد رجال النسخة التي تقدم ذكرها في ترجمة جعفر بن سعد بن سمرة، فقد تقدم حكم الشريف عليه هناك، ولكني أعيده هنا: وذهب الشيخ الشريف إلى أنه يعد مجهول الحال، ولكن إذا درست نسخة رواها هو وغيره فقد يتغير هذا الحكم، أما الآن، فهي صالحة للاعتبار.
12 - الخليل بن عبد الله 899 - 900
قال الحافظ: " مجهول العين ".
قال الشريف: " متروك الحديث ".
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[28 - 03 - 04, 02:44 م]ـ
13 - دغفل بن حنظلة 416 - 427
قال الحافظ: " مخضرم، ويقال له صحبة، ولم يصح، نزل البصرة، غرق بفارس في قتال الخوارج قبل سنة ستين ".
قال الشريف: " فوفاة دغفل على هذا كانت سنة خمس وستين وليس كما ذكر الحافظ في التقريب ".
¥(6/273)
14 - زياد بن أبي زياد الجصاص 1011
قال الحافظ: " ضعيف ".
وقال الشريف: " ولعله شر من ذلك، فقد وهاه جداً جماعة من الأئمة ".
15 - سالم بن عبد الله الخياط 871 - 875
قال الحافظ: " صدوق سيء الحفظ ".
قال الشريف: " وأما سالم الخياط، فما وفق الحافظ في الحكم عليه، نعم هناك من وثقه كما سيأتي لكن ذلك لا يقوى على دفع كلام الأكثرين في تضعيفه والدليل الماثل، فسوف تقف بنفسك على كثرة مناكير هذا الراوي ".
16 - سعيد بن بشير الأزدي (قال الشريف: وهي ترجمة حافلة) 1328 - 1348
قال الحافظ: " ضعيف ".
وقال الشريف: " ثقة في غير قتادة، وله أخطاء عن غير قتادة أيضاً كغيره من الثقات. لكنه في قتادة أكثر خطأ، فهو فيه حسن الحديث، يقبل منه أن ينفرد في قتادة الانفراد المحتمل الذي يعضده شيء من كتاب أو سنة، ولا يقبل منه الإغراب الشديد عن قتادة أو المخالفة فيه ".
17 - سعيد بن سليمان النشيطي 1001
قال الحافظ: " ضعيف ".
قال الشريف: " لعله شر من ذلك .. إذن فلم يتابع عمرو بن عاصم على حديثه هذا معتبر به ".
18 - سلام بن أبي مطيع 1392 - 1395
قال الحافظ: " ثقة صاحب سنة، وفي روايته عن قتادة ضعف ".
قال الشريف: " فالأرجح عندي انه ثقة مطلقاً ".
19 - سليمان بن سمرة بن جندب 1426 - 1431
قال الحافظ: " مقبول ".
قلت: هو أحد رجال النسخة التي تقدم ذكرها في ترجمة جعفر بن سعد بن سمرة، فقد تقدم حكم الشريف عليه هناك، ولكني أعيده هنا: وذهب الشيخ الشريف إلى أنه يعد مجهول الحال، ولكن إذا درست نسخة رواها هو وغيره فقد يتغير هذا الحكم، أما الآن، فهي صالحة للاعتبار.
20 - سيف بن عمر التميمي 916
قال الحافظ: " ضعيف الحديث، عمدة في التاريخ، أفحش ابن حبان القول فيه ".
قال الشريف: " فلقد تساهل الحافظ فيه جداً بقوله: ضعيف الحديث عمدة في التاريخ، أما الحديث فأمره واضح حتى قال الذهبي في المغني في الضعفاء: (متروك الحديث باتفاق) وأما الزندقة فلم ينفرد ابن حبان باتهامه بها "
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[31 - 03 - 04, 12:17 ص]ـ
21 - شجاع بن مخلد 447
قال الحافظ: " صدوق، وهم في حديث واحد رفعه وهو موقوف، فذكره العقيلي بسببه في الضعفاء ".
قال الشريف: " رفع حديث واحد لا يحط الثقة عن كونه ثقة، فضلاً على أن يكون من الضعفاء، وشجاع بن مخلد أثنى عليه جماعة ثناء جليلاً، يقضي بثقته ".
22 - شعيب بن بيان الصفار 1493 - 1494
قال الحافظ: " صدوق يخطئ ".
قال الشريف: " فشعيب بن بيان على ما وجدناه من كلام العلماء فيه: ضعيف لا تقوم به حجة ".
23 - عبد الله بن حسين الأزدي أبو حريز 1506
قال الحافظ: " صدوق يخطئ ".
قال الشريف: " بل هو أسوأ مما قال الحافظ، فهو على ما ترجح عندي: ضعيف يعتبر به ".
24 - عبد الله بن أبي سليمان الأموي 1601
قال الحافظ: " صدوق ".
قال الشريف: " بل هو ثقة ".
25 - عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى 583
قال الحافظ: " مقبول ".
قال الشريف: " ولا أدري لم أنزله الحافظ هذه المنزلة وهو الذي ذكر في التهذيب أن الإمام أحمد قال عنه: حسن الحديث، وأن ابن حبان ذكره في الثقات .. لذلك كان قول الذهبي في الكاشف عنه: (وثق) أقرب للصواب ".
26 - عبد الله بن قدامة بن صخر العقيلي 1681 - 1698
ليس من شرطي فليس من رجال التقريب
27 - عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري 1087
قال الحافظ: " صدوق ربما اخطأ ".
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[31 - 03 - 04, 11:29 م]ـ
28 - عبد الصمد بن عبد الوارث العنبري 337 - 342
قال الحافظ: " صدوق، ثبت في شعبة ".
قال الشريف: " ثقة مطلقاً ".
29 - عبيد الله بن طلحة بن عبيد الله بن كريز 1730
قال الحافظ: " مقبول ".
قال الشريف: " فأقل أحوال عبيد الله بن طلحة أن يكون حسن الحديث ".
30 - عبيدة بن حميد الكوفي الحذاء 1239 - 1240
قال الحافظ: " صدوق، نحوي، ربما أخطأ ".
قال الشريف: " ولا شك أن كون عبيدة بن حميد ثقة، هو ما تقتضيه ترجمته في التقريب قبل غيره ".
31 - عراك بن خالد بن يزيد المري 942
قال الحافظ: " لين ".
قال الشريف: " وأنه حسن الحديث هو مقتضى ترجمته في التهذيب ".
32 - عطاء بن أبي مسلم الخراساني (قال الشريف: وهي ترجمة حافلة) 1644 - 1653
قال الحافظ: " صدوق يهم كثيراً ويرسل ويدلس ".
قال الشريف: " لكني اكتفيت بما يكفي، وبما انتهينا معه إلى أن عطاءً ثقة ".
33 - علي بن زيد ابن جدعان (قال الشريف: وهي ترجمة حافلة) 306 - 322، 352 - 353
قال الحافظ: " ضعيف ".
قال الشريف: " والخلاصة: أن علي بن زيد حسن الحديث، وفي الحسن البصري أولى بالتحسين ".
34 - عمر بن ربيعة الإيادي أبو ربيعة 750 - 759
قال الحافظ: " مقبول ".
قال الشريف: " لكن أبا حاتم الرازي قال عنه: (منكر الحديث) كما سبق، وصدق أبو حاتم ".
35 - عمر بن شبة النميري 361
قال الحافظ: " صدوق له تصانيف ".
قال الشريف: " بل هو ثقة كما قال الذهبي ".
36 - عمران بن موسى القزاز البصري 288
قال الحافظ: " صدوق ".
قال الشريف: " قال الذهبي في الكاشف: (ثقة) وهذا ما يميل إليه علمي ".
37 - عنبسة بن أبي رائطة الغنوي 715 - 716
قال الحافظ: " مقبول ".
قال الشريف: " صدوق أحاديثه حسان ".
38 - عوام بن عباد بن العوام 1561
قال الحافظ: " مقبول ".
قال الشريف: " ضعيف ".
¥(6/274)
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[06 - 04 - 04, 04:28 م]ـ
39 - مبارك بن فضالة (قال الشريف: وهي ترجمة حافلة) 342 - 365
قال الحافظ: " صدوق يدلس ويسوي ".
قال الشريف: " وأصاب الحافظ إلى في قوله: (يسوي) .. وهنا ألخص درجة المبارك بن فضالة: فدرجته من جميع ما سبق تتفرع إلى أربعة أقسام:
الأول: إذا عنعن المبارك بن فضالة في حديثه عمن سوى الحسن، فيكون حديثه ضعيفاً خاصة من نكارة حديثه.
الثاني: إذا صرح بالسماع عمن سوى الحسن، يكون حديثه حسناً جيداً.
الثالث: إذا عنعن المبارك في حديثه عن الحسن، يكون حديثه حسناً لبقاء احتمال التدليس، وإن ضعف.
الرابع إذا صرح بالسماع عن الحسن، يكون حديثه صحيحاً لاختصاصه بالحسن وكثرة ملازمته له ".
40 - محمد بن حمران بن عبد العزيز القيسي 1265 - 1267
قال الحافظ: " صدوق فيه لين ".
نقل الشريف تضعيفاً له عن علي بن المديني ويحيى بن معين مما فات الحافظ في التهذيب، ثم قال: " ولئن كان الحافظ ابن حجر دون تضعيف علي بن المديني ويحيى بن معين قال عن محمد بن حمران: (صدوق فيه لين)، فماذا سيقول عنه ما لو اطلع على تضعيفهما؟ ".
41 - محمد بن حميد بن حيان الرازي 914
قال الحافظ: " حافظ ضعيف، وكان ابن معين حسن الرأي فيه ".
قال الشريف: " بل هو متروك ".
42 - محمد بن خالد الجندي 799 - 805
قال الحافظ: " مجهول ".
قال الشريف: " ثم يأتي بعد ذلك توثيق ابن معين برواية مستور عنه شاهداً على ترجيح قبول محمد بن خالد ".
43 - محمد بن معمر بن ربعي القيسي 937
قال الحافظ: " صدوق ".
قال الشريف: " بل هو ثقة ".
44 - محمد بن يونس الكديمي 947
قال الحافظ: " ضعيف ".
قال الشريف: " بل هو متروك ".
45 - مطر بن طهمان الوراق 294 - 295
قال الحافظ: " صدوق كثير الخطأ، وحديثه عن عطاء ضعيف ".
قال الشريف: " وحرر الإمام الذهبي عبارته فيه فقال في سير أعلام النبلاء: (وغيره أتقن للرواية منه، ولا ينحط حديثه عن رتبة الحسن، وقد احتج به مسلم) ".
46 - معاذ بن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي 862 - 863
قال الحافظ: " صدوق ربما وهم ".
قال الشريف: " بينما قال الذهبي في سير أعلام النبلاء عنه: (الإمام المحدث الثقة).
قلت (أي الشريف): هو في أبيه - خاصة - ثقة متقن" .. ثم هذا الحافظ نفسه يحرر مرتبة معاذ بن هشام تحريراً خيراً من تحريره في التقريب، عندما قال في فتح الباري شرح الحديث رقم 4130: معاذ بن هشام ثقة صاحب غرائب ".
47 - هشام بن حسان 555 - 561
قال الحافظ: " ثقة من أثبت الناس في ابن سيرين، وفي روايته عن الحسن وعطاء مقال، لأنه قيل كان يرسل عنهما ".
قال الشريف: " بل هو من أثبت الناس في الحسن البصري أيضاً وقد سمع منه كثيراً ".
48 - همام بن نافع الحميري 277
قال الحافظ: " مقبول ".
قال الشريف: " فالأعدل فيه عندي أنه لا بأس به ".
49 - هياج بن عمران 443
قال الحافظ: " مقبول ".
قال الشريف: " ولا أدري لم قال الحافظ ذلك، مع انه في التهذيب نقل أن ابن سعد وثقه، وأن ابن حبان ذكره في الثقات ".
50 - الهيثم بن عبيد الصيد 291
ليس من شرطي فليس من رجال القريب.
51 - يحيى بن سعيد العطار الأنصاري الحمصي 568
قال الحافظ: " ضعيف ".
قال الشريف: " شديد الضعف ".
52 - يحيى بن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية 1615 - 1617
قال الحافظ: " صدوق له أفراد ".
قال الشريف: " ثقة ".
تم المقصود من النقل، فالحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - 04 - 04, 12:49 ص]ـ
جهد طيب
جزاك الله خيرا
ـ[ابن معين]ــــــــ[07 - 04 - 04, 11:53 ص]ـ
جهد موفق .. وبارك الله فيك على هذه الفائدة القيمة ..
ولعلك تنشط وتلتقط آراء الشيخ الآخرى في هذه المسألة من تحقيقه لكتب المشيخات ومنها تحقيقه لمشيخة عبدالباقي الأنصاري فإنها مليئة بالفوائد.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[08 - 04 - 04, 12:01 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ابن سفران الشريفي
25 - عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى 583
قال الحافظ: " مقبول ".
قال الشريف: " ولا أدري لم أنزله الحافظ هذه المنزلة وهو الذي ذكر في التهذيب أن الإمام أحمد قال عنه: حسن الحديث، وأن ابن حبان ذكره في الثقات .. لذلك كان قول الذهبي في الكاشف عنه: (وثق) أقرب للصواب ".
لا يخفى على من يراجع كتاب التقريب أن درجة مقبول عند الحافظ مرادفة لدرجة وثق عند الذهبي، والأمثلة لا تحصى على ذلك، ولا مشاحة في الاصطلاح
ولا تعرف درجة فوقها عند ابن حجر فيمن انفرد بتوثيقهم ابن حبان
وكان الأمثل بالشريف أن يصنف الراوي في طبقة تناسبه من طبقات التعديل التي سردها ابن حجر في مقدمته لا أن يلزمه بمصطلح غيره.
فهل هناك مزيد توضيح لهذا الاستدراك غير المكتمل في ظاهره؟
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[15 - 04 - 04, 09:17 ص]ـ
الأخ عبد الرحمن السديس
طيبك الله بعرف الجنة وجزاك خيراً.
الأخ ابن معين
لو كان بي نشاط لنقلت التراجم كاملة، ففيها جل الفائدة من بيان سبب الترجيح، إذ ليس المطلوب مجرد معرفة رأي الشيخ، وفي بيانه واستدلالاته لرأيه، فوائد كبار، ولكنه العجز.
فأنصح من قرأ هذا الموضوع ان لا يكتفي به بل يراجع الأصل معه
الأخ راجي رحمة ربه
أسأل ربي أن يرحمني ويرحمك
قلت وفقك الله: ((ولا تعرف درجة فوقها عند ابن حجر فيمن انفرد بتوثيقهم ابن حبان))
قلت: ولكن الشريف ذكر تحسين الإمام أحمد لحديثه مع توثيق ابن حبان، فينبغي أن يرتفع عن مرتبة مقبول عند ابن حجر.
¥(6/275)
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[13 - 01 - 07, 01:12 م]ـ
جهد طيب تشكر عليه
ـ[أبو يحيى المستور]ــــــــ[13 - 01 - 07, 02:38 م]ـ
جهد طيب تشكر عليه، فجزاك الله خيرا و بارك لك في جهدك و وقتك
ـ[رجل من أقصى المدينة]ــــــــ[14 - 01 - 07, 02:11 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[14 - 01 - 07, 08:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
شكرا لك أخي الكريم.(6/276)
أوضح النقول لأحاديث رجال الصحيحين الذين وصفهم ابن حجر بقوله ((مقبول))
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[27 - 03 - 04, 10:06 م]ـ
أوضح النقول لأحاديث رجال الصحيحين الذين وصفهم ابن حجر بقوله ((مقبول))
عونَك اللهمَّ وتأييدَك
وإرشادَك إيَّانا سُبلَ الخَيرِ وتسديدَك
الحمد لله المتعزِّز فى عليائه، المتوحِّد فى عظمته وكبريائه، النافذ أمرُه فى أرضه وسمائه، حمدا يكافئ المزيد من أفضاله ونعمائه، ويكون ذخراً لقائله عند ربه يوم لقائه. والصلاة والسلام الدائمان على المصطفى من رسل الله وأنبيائه، ورضى الله عن آله وصحبه وأصفيائه. وبعد ...
فقد ذكرت لك فى المقال السابق عدَّة رجال الصحيحين الذين وصفهم ابن حجر بقوله ((مقبول))، وعلمت أنهم أربع ومائة (104) راوٍ، موزعون على الطبقات من الثانية حتى الثانية عشرة. وهذا حين الشروع فى:
(1) بيان أحاديث بعض هؤلاء الثقات المقبولين، التى جعلتها كنماذج للإبانة والافصاح عن مقصود الحافظ بهذا المصطلح.
(2) بيان أن أكثر هذه الأحاديث أصول فى أبوابها، ولم يتابع عليها رواتها، ومع ذلك احتج بها الشيخان فى أصح كتب الحديث مطلقاً ((الصحيحين)).
على أننى قد أطلت بيان أحاديث كل هؤلاء الثقات فى ((المنهج المأمول ببيان معنى قول ابن حجر مقبول))، وإنما اقتصرت هاهنا على تتمات الأمر وغاياته، فنقول والله المستعان.
فمن رجال الطبقة الثالثة:
(1) عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر التيمى المدنى. [خ م]
قال البخارى فى ((الأشربة)) (5634. فتح): حدثنا إسماعيل حدثني مالك بن أنس عن نافع عن زيد بن عبدالله بن عمر عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق عن أم سلمة أن َّرَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الَّذِي يَشْرَبُ فِي إِنَاءِ الْفِضَّةِ، إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ)).
وقال مسلم فى ((الأشربة)) (2065): حدثنا يحيى بن يحيى قرأت على مالك عن نافع عن زيد بن عبد الله عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الذي يشرب في آنية الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم
وحدثناه قتيبة ومحمد بن رمح عن الليث بن سعد ح وحدثنيه علي بن حجر السعدي حدثنا إسمعيل يعني ابن علية عن أيوب ح وحدثنا ابن نمير ثنا محمد بن بشر ح وحدثنا محمد بن المثنى ثنا يحيى بن سعيد ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة والوليد بن شجاع قالا ثنا علي بن مسهر عن عبيد الله ح وحدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا الفضيل بن سليمان ثنا موسى بن عقبة ح وحدثنا شيبان بن فروخ ثنا جرير يعني ابن حازم عن عبد الرحمن السراج كل هؤلاء عن نافع بمثل حديث مالك بن أنس بإسناده عن نافع.
وهذا الحديث من أوثق الأصول التى اعتمدها الشيخان فى ((الصحيحين))، وفى هذا البيان الوافى لإمام النيسابوريين أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيرى دلالة بيِّنة على ما أردناه من تخريجهما لحديث من وصفه ابن حجر بقوله ((مقبول)) فى الأصول، وكل من ذكر هذا المعنى ((الَّذِي يَشْرَبُ فِي إِنَاءِ الْفِضَّةِ، إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ))، فإنما معتمده ومرجعُه حديث عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر التيمى الموصوف بـ ((مقبول)) عند الحافظ ابن حجر، فالناس كلهم عيال فى هذا الحديث على نافع مولى ابن عمر راويه عن زيد بن عبد الله بن عمر، ولا يصح إلا من طربقه عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر التيمى. وهو كذلك كالأصل فى إرادة ابن حجر بقوله عن الراوى ((مقبول)) توثيقَه، وليس توهينه أو تليينه كما يزعم المتأخرون، فقد قال الحافظ بلفظه فى ((فتح البارى)) (10/ 97): ((عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، هو ابن أخت أم سلمة التي روى عنها هذا الحديث. أمُّه المساجد بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومية، ((وهو ثقة))، ما له غير هذا الحديث)). فهذا نص الحافظ الصريح على توثيق عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر، الذى قال عنه فى ((التقريب)): ((مقبول)).
¥(6/277)
ومن تمام البيان لما قصدناه: أن نذكر تخريجات هذا الحديث للدلالة على شيوعه وشهرته، مع تفرد عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر به، إذ لا يتابع عليه من طريق يثبتها أهل المعرفة بالعلل:
فقد أخرجه كذلك الشافعى ((الأم)) (1/ 10) و ((المسند)) (ص10)، والطيالسى (1601)، ويحيى بن يحيى ((الموطأ)) (1717)، وابن أبى شيبة (5/ 103/24136)، وأحمد (6/ 306،304،302،300)، وإسحاق بن راهويه ((مسنده)) (124،39)، والدارمى (2036)، والنسائى ((الكبرى)) (4/ 196:195/ 6872،6873)، وابن ماجه (3413)، وأبو يعلى (6882، 6914، 6998)، وأبو عوانة ((المسند)) (5/ 218:216/ 8467:8454)، وأبو القاسم البغوى ((مسند ابن الجعد)) (3027:3024)، وابن حبان (5341)، والطبرانى ((الكبير)) (23/ 288/635:633) و ((الأوسط)) (3753) و ((مسند الشاميين)) (108)، والبيهقى ((الكبرى)) (1/ 27و4/ 145) و ((الصغرى)) (219) و ((شعب الإيمان)) (5/ 208/6381)، وابن عبد البر ((التمهيد)) (16/ 102)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (15/ 198) من طرق عن نافع عن زيد بن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق عن أم سلمة به.
قال الذهبى ((الكاشف)) (1/ 567/2816): ((عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق. عن: أبيه، وخالته أم سلمة. وعنه: ابنه طلحة، والقاسم. ثقة)).
(2) معبد بن كعب بن مالك الأنصارى السلمى المدنى. [خ م]
قال البخارى فى ((الرقاق)) (6512):حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن محمد بن عمرو بن حلحلة عن معبد بن كعب بن مالك عن أبي قتادة بن ربعي الأنصاري أنه كان يحدِّث: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ، فَقَالَ: ((مُسْتَرِيحٌ، وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ))، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟، قَالَ: ((الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللهِ، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ، وَالْبِلادُ، وَالشَّجَرُ، وَالدَّوَابُّ)).
وقال (6513):حدثنا مسدد ثنا يحيى عن عبد ربه بن سعيد عن محمد بن عمرو بن حلحلة حدثني ابن كعب عن أبي قتادة عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ، الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ)) الحديث.
وقال مسلم فى ((الجنائز)) (950): حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه عن محمد بن عمرو بن حلحلة عن معبد بن كعب بن مالك عن أبي قتادة بن ربعي أنه كان يحدِّث أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ، فَقَالَ: ((مُسْتَرِيحٌ، وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ))، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟، قَالَ: ((الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللهِ، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ، وَالْبِلادُ، وَالشَّجَرُ، وَالدَّوَابُّ)).
وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى بن سعيد ح وحدثنا إسحق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق جميعا عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن محمد بن عمرو عن ابن لكعب بن مالك عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وفي حديث يحيى بن سعيد ((يستريح من أذى الدنيا ونصبها إلى رحمة الله)).
وأخرج حديثه كذلك يحيى بن يحيى ((الموطأ)) (1/ 239. تنوير الحوالك)، وعبد الرزاق ((3/ 443/6254)، وأحمد (5/ 304،302،296)، وعبد بن حميد (193)، والنسائى ((الكبرى)) (1/ 628/2057) و ((المجتبى)) (4/ 48)، وابن حبان (3012،3007)، وأبو نعيم ((المسند المستخرج)) (3/ 33/2128،2127) و ((حلية الأولياء)) (6/ 336)، والبيهقى ((الكبرى)) (3/ 379) , ((شعب الإيمان)) (7/ 9/9264)، وابن عبد البر ((التمهيد)) (13/ 62)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (28/ 237) من طرق عن معبد بن كعب عن أبى قتادة به.
¥(6/278)
قلت: وهذا حديث صحيح غريب، تفرد به معبد بن كعب بن مالك الأنصارى عن أبى قتادة، ولم يتابع عليه. ومعبد بن كعب مدنى ثقة قليل الحديث، خرَّج مالك حديثه فى ((الموطأ))، واحتجَّ به. وكذلك احتجَّا به فى ((الصحيحين))، على أن أبا حاتم الرازى لم يعرف حاله.
فقد ذكره ابن أبى حاتم فى ((الجرح والتعديل)) (8/ 279/1279): ((معبد بن كعب بن مالك. وكان قائد أبيه بعد ما ذهب بصره. روى عن: أبى قتادة، وجابر بن عبد الله. روى عنه: محمد بن عمرو بن حلحلة، وأسامة بن زيد، ومحمد بن إسحاق، والوليد بن كثير. سمعت أبى يقول ذلك)) كذا قال أبو حاتم الرازى، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وقال أبو الحسن العجلى ((معرفة الثقات)) (2/ 285/1753): ((مدنى تابعى ثقة)). وذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (5/ 432/5569)، واحتجَّ بحديثه فى ((صحيحه)).
وهذا من أوضح البيان وأفصحه أن معبد بن كعب الأنصارى الذى وصفه ابن حجر بقوله ((مقبول))، وتفرد بالرواية عن أبى قتادة، ولم يتابع، قد وثقه الأئمة وتلقوا حديثه بالقبول، وأودعوه صحاحهم. وفيه رد على من زعم أن المقبول إذا لم يتابع، فلا يحتج به!!.
(3) عوف بن الحارث بن الطفيل بن سخبرة بن جرثومة الأزدى. [خ]
قال البخارى فى ((الأدب)) (6075): حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري حدثني عوف بن مالك بن الطفيل هو ابن الحارث وهو ابن أخي عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم لأمها أن عائشة حُدِّثَتْ: أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ فِي بَيْعٍ أَوْ عَطَاءٍ أَعْطَتْهُ عَائِشَةُ: وَاللهِ لَتَنْتَهِيَنَّ عَائِشَةُ أَوْ لأَحْجُرَنَّ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: أَهُوَ قَالَ هَذَا، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَتْ: هُوَ لِلَّهِ عَلَيَّ نَذْرٌ أَنْ لا أُكَلِّمَ ابْنَ الزُّبَيْرِ أَبَدًا، فَاسْتَشْفَعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِلَيْهَا حِينَ طَالَتِ الْهِجْرَةُ، فَقَالَتْ: لا وَاللهِ لا أُشَفِّعُ فِيهِ أَبَدًا، وَلا أَتَحَنَّثُ إِلَى نَذْرِي، فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، كَلَّمَ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِيَغُوثَ، وَهُمَا مِنْ بَنِي زُهْرَةَ، وَقَالَ لَهُمَا: أَنْشُدُكُمَا بِاللهِ لَمَّا أَدْخَلْتُمَانِي عَلَى عَائِشَةَ، فَإِنَّهَا لا يَحِلُّ لَهَا أَنْ تَنْذِرَ قَطِيعَتِي، فَأَقْبَلَ بِهِ الْمِسْوَرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ مُشْتَمِلَيْنِ بِأَرْدِيَتِهِمَا، حَتَّى اسْتَأْذَنَا عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالا: السَّلامُ عَلَيْكِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، أَنَدْخُلُ؟، قَالَتْ عَائِشَةُ: ادْخُلُوا، قَالُوا: كُلُّنَا، قَالَتْ: نَعَم ادْخُلُوا كُلُّكُمْ، وَلَا تَعْلَمُ أَنَّ مَعَهُمَا ابْنَ الزُّبَيْرِ، فَلَمَّا دَخَلُوا دَخَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ الْحِجَابَ، فَاعْتَنَقَ عَائِشَةَ، وَطَفِقَ يُنَاشِدُهَا، وَيَبْكِي، وَطَفِقَ الْمِسْوَرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ يُنَاشِدَانِهَا إِلا مَا كَلَّمَتْهُ، وَقَبِلَتْ مِنْهُ، وَيَقُولانِ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَمَّا قَدْ عَلِمْتِ مِنَ الْهِجْرَةِ، فَإِنَّهُ لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثِ لَيَالٍ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَى عَائِشَةَ مِنَ التَّذْكِرَةِ وَالتَّحْرِيجِ، طَفِقَتْ تُذَكِّرُهُمَا نَذْرَهَا، وَتَبْكِي، وَتَقُولُ: إِنِّي نَذَرْتُ، وَالنَّذْرُ شَدِيدٌ فَلَمْ يَزَالا بِهَا حَتَّى كَلَّمَتِ ابْنَ الزُّبَيْرِ، وَأَعْتَقَتْ فِي نَذْرِهَا ذَلِكَ أَرْبَعِينَ رَقَبَةً، وَكَانَتْ تَذْكُرُ نَذْرَهَا بَعْدَ ذَلِكَ، فَتَبْكِي حَتَّى تَبُلَّ دُمُوعُهَا خِمَارَهَا.
وأخرجه كذلك عبد الرزاق (8/ 444/15851)، وأحمد (4/ 327)، وابن حبان (5662) ثلاثتهم عن معمر، والبخارى ((الأدب المفرد)) (397) عن عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، والطبرانى ((الكبير)) (20/ 31:21/ 27،25،24) عن معمر وعبد الرحمن بن خالد وعبيد الله بن أبى زياد الرصافى، والبيهقى ((الكبرى)) (6/ 61) عن الرصافى، ثلاثتهم عن الزهرى عن عوف بن الحارث بن الطفيل بن سخبرة عن عائشة به.
وأخرجه أحمد (4/ 327) قال: ثنا الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعي ثنا الزهري عن الطفيل بن الحرث وكان رجلا من أزد شنوءة وكان أخاً لعائشة لأمها أم رومان .... فذكر الحديث بنحوه.
قلت: هكذا ضبط معمر هذا الاسم، فقال ((عوف بن الحارث بن الطفيل بن سخبرة))، وهو الحجة فى حديث الزهرى، ووافقه عليه الجماعة، بينما قال شعيب ((عوف بن مالك بن الطفيل بن الحارث))، فوهم فى الاسم، إلا أنه أقام متنه وجوَّده. وأبعد الأوزاعى إذ قال ((الطفيل بن الحارث))، وإنما هو ((عوف بن الحارث))، والقول لمعمر.
والخلاصة، فهذا حديث صحيح غريب، تفرد به عوف بن الحارث بن الطفيل بن سخبرة الأزدى. وقد ذكره البخارى فى ((التاريخ الكبير)) (7/ 57/261)، وابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (7/ 14/66)، فلم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (5/ 275). وقال فى ((مشاهير علماء الأمصار)) (ص74): ((عوف بن الحارث بن الطفيل بن سخبرة الأزدي، والطفيل أخو عائشة لأمها من الرضاعة. من جلة أهل المدينة)). وقال الحافظ الذهبى ((الكاشف)) (2/ 101): ((عوف بن الحارث الأزدي. عن: عمته عائشة وعدة. وعنه: هشام بن عروة، ومحصن بن علي، وجماعة. وثق)).
وهذا البيان مما تقام به الحجة على من زعم أن ((المقبول)) لا يحتج بحديثه حتى يتابع، إذ لا متابع لعوف بن الحارث، وقد صححه حديثه الأئمة: البخارى، وابن حبان. ووافقهم الحافظ ابن حجر، فدل صنيعه ذاك على توثيق ((المقبول)) عنده.
وللحديث بقية، إن شاء الله مولانا، فهو ملاذنا ومأوانا، فتعم المولى ونعم النصير.(6/279)
أوضح النقول لأحاديث رجال الصحيحين الذين وصفهم ابن حجر بقوله ((مقبول))
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[27 - 03 - 04, 10:06 م]ـ
أوضح النقول لأحاديث رجال الصحيحين الذين وصفهم ابن حجر بقوله ((مقبول))
عونَك اللهمَّ وتأييدَك
وإرشادَك إيَّانا سُبلَ الخَيرِ وتسديدَك
الحمد لله المتعزِّز فى عليائه، المتوحِّد فى عظمته وكبريائه، النافذ أمرُه فى أرضه وسمائه، حمدا يكافئ المزيد من أفضاله ونعمائه، ويكون ذخراً لقائله عند ربه يوم لقائه. والصلاة والسلام الدائمان على المصطفى من رسل الله وأنبيائه، ورضى الله عن آله وصحبه وأصفيائه. وبعد ...
فقد ذكرت لك فى المقال السابق عدَّة رجال الصحيحين الذين وصفهم ابن حجر بقوله ((مقبول))، وعلمت أنهم أربع ومائة (104) راوٍ، موزعون على الطبقات من الثانية حتى الثانية عشرة. وهذا حين الشروع فى:
(1) بيان أحاديث بعض هؤلاء الثقات المقبولين، التى جعلتها كنماذج للإبانة والافصاح عن مقصود الحافظ بهذا المصطلح.
(2) بيان أن أكثر هذه الأحاديث أصول فى أبوابها، ولم يتابع عليها رواتها، ومع ذلك احتج بها الشيخان فى أصح كتب الحديث مطلقاً ((الصحيحين)).
على أننى قد أطلت بيان أحاديث كل هؤلاء الثقات فى ((المنهج المأمول ببيان معنى قول ابن حجر مقبول))، وإنما اقتصرت هاهنا على تتمات الأمر وغاياته، فنقول والله المستعان.
فمن رجال الطبقة الثالثة:
(1) عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر التيمى المدنى. [خ م]
قال البخارى فى ((الأشربة)) (5634. فتح): حدثنا إسماعيل حدثني مالك بن أنس عن نافع عن زيد بن عبدالله بن عمر عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق عن أم سلمة أن َّرَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الَّذِي يَشْرَبُ فِي إِنَاءِ الْفِضَّةِ، إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ)).
وقال مسلم فى ((الأشربة)) (2065): حدثنا يحيى بن يحيى قرأت على مالك عن نافع عن زيد بن عبد الله عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الذي يشرب في آنية الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم
وحدثناه قتيبة ومحمد بن رمح عن الليث بن سعد ح وحدثنيه علي بن حجر السعدي حدثنا إسمعيل يعني ابن علية عن أيوب ح وحدثنا ابن نمير ثنا محمد بن بشر ح وحدثنا محمد بن المثنى ثنا يحيى بن سعيد ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة والوليد بن شجاع قالا ثنا علي بن مسهر عن عبيد الله ح وحدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا الفضيل بن سليمان ثنا موسى بن عقبة ح وحدثنا شيبان بن فروخ ثنا جرير يعني ابن حازم عن عبد الرحمن السراج كل هؤلاء عن نافع بمثل حديث مالك بن أنس بإسناده عن نافع.
وهذا الحديث من أوثق الأصول التى اعتمدها الشيخان فى ((الصحيحين))، وفى هذا البيان الوافى لإمام النيسابوريين أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيرى دلالة بيِّنة على ما أردناه من تخريجهما لحديث من وصفه ابن حجر بقوله ((مقبول)) فى الأصول، وكل من ذكر هذا المعنى ((الَّذِي يَشْرَبُ فِي إِنَاءِ الْفِضَّةِ، إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ))، فإنما معتمده ومرجعُه حديث عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر التيمى الموصوف بـ ((مقبول)) عند الحافظ ابن حجر، فالناس كلهم عيال فى هذا الحديث على نافع مولى ابن عمر راويه عن زيد بن عبد الله بن عمر، ولا يصح إلا من طربقه عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر التيمى. وهو كذلك كالأصل فى إرادة ابن حجر بقوله عن الراوى ((مقبول)) توثيقَه، وليس توهينه أو تليينه كما يزعم المتأخرون، فقد قال الحافظ بلفظه فى ((فتح البارى)) (10/ 97): ((عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، هو ابن أخت أم سلمة التي روى عنها هذا الحديث. أمُّه المساجد بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومية، ((وهو ثقة))، ما له غير هذا الحديث)). فهذا نص الحافظ الصريح على توثيق عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر، الذى قال عنه فى ((التقريب)): ((مقبول)).
¥(6/280)
ومن تمام البيان لما قصدناه: أن نذكر تخريجات هذا الحديث للدلالة على شيوعه وشهرته، مع تفرد عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر به، إذ لا يتابع عليه من طريق يثبتها أهل المعرفة بالعلل:
فقد أخرجه كذلك الشافعى ((الأم)) (1/ 10) و ((المسند)) (ص10)، والطيالسى (1601)، ويحيى بن يحيى ((الموطأ)) (1717)، وابن أبى شيبة (5/ 103/24136)، وأحمد (6/ 306،304،302،300)، وإسحاق بن راهويه ((مسنده)) (124،39)، والدارمى (2036)، والنسائى ((الكبرى)) (4/ 196:195/ 6872،6873)، وابن ماجه (3413)، وأبو يعلى (6882، 6914، 6998)، وأبو عوانة ((المسند)) (5/ 218:216/ 8467:8454)، وأبو القاسم البغوى ((مسند ابن الجعد)) (3027:3024)، وابن حبان (5341)، والطبرانى ((الكبير)) (23/ 288/635:633) و ((الأوسط)) (3753) و ((مسند الشاميين)) (108)، والبيهقى ((الكبرى)) (1/ 27و4/ 145) و ((الصغرى)) (219) و ((شعب الإيمان)) (5/ 208/6381)، وابن عبد البر ((التمهيد)) (16/ 102)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (15/ 198) من طرق عن نافع عن زيد بن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق عن أم سلمة به.
قال الذهبى ((الكاشف)) (1/ 567/2816): ((عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق. عن: أبيه، وخالته أم سلمة. وعنه: ابنه طلحة، والقاسم. ثقة)).
(2) معبد بن كعب بن مالك الأنصارى السلمى المدنى. [خ م]
قال البخارى فى ((الرقاق)) (6512):حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن محمد بن عمرو بن حلحلة عن معبد بن كعب بن مالك عن أبي قتادة بن ربعي الأنصاري أنه كان يحدِّث: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ، فَقَالَ: ((مُسْتَرِيحٌ، وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ))، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟، قَالَ: ((الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللهِ، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ، وَالْبِلادُ، وَالشَّجَرُ، وَالدَّوَابُّ)).
وقال (6513):حدثنا مسدد ثنا يحيى عن عبد ربه بن سعيد عن محمد بن عمرو بن حلحلة حدثني ابن كعب عن أبي قتادة عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ، الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ)) الحديث.
وقال مسلم فى ((الجنائز)) (950): حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه عن محمد بن عمرو بن حلحلة عن معبد بن كعب بن مالك عن أبي قتادة بن ربعي أنه كان يحدِّث أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ، فَقَالَ: ((مُسْتَرِيحٌ، وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ))، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟، قَالَ: ((الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللهِ، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ، وَالْبِلادُ، وَالشَّجَرُ، وَالدَّوَابُّ)).
وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى بن سعيد ح وحدثنا إسحق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق جميعا عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن محمد بن عمرو عن ابن لكعب بن مالك عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وفي حديث يحيى بن سعيد ((يستريح من أذى الدنيا ونصبها إلى رحمة الله)).
وأخرج حديثه كذلك يحيى بن يحيى ((الموطأ)) (1/ 239. تنوير الحوالك)، وعبد الرزاق ((3/ 443/6254)، وأحمد (5/ 304،302،296)، وعبد بن حميد (193)، والنسائى ((الكبرى)) (1/ 628/2057) و ((المجتبى)) (4/ 48)، وابن حبان (3012،3007)، وأبو نعيم ((المسند المستخرج)) (3/ 33/2128،2127) و ((حلية الأولياء)) (6/ 336)، والبيهقى ((الكبرى)) (3/ 379) , ((شعب الإيمان)) (7/ 9/9264)، وابن عبد البر ((التمهيد)) (13/ 62)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (28/ 237) من طرق عن معبد بن كعب عن أبى قتادة به.
¥(6/281)
قلت: وهذا حديث صحيح غريب، تفرد به معبد بن كعب بن مالك الأنصارى عن أبى قتادة، ولم يتابع عليه. ومعبد بن كعب مدنى ثقة قليل الحديث، خرَّج مالك حديثه فى ((الموطأ))، واحتجَّ به. وكذلك احتجَّا به فى ((الصحيحين))، على أن أبا حاتم الرازى لم يعرف حاله.
فقد ذكره ابن أبى حاتم فى ((الجرح والتعديل)) (8/ 279/1279): ((معبد بن كعب بن مالك. وكان قائد أبيه بعد ما ذهب بصره. روى عن: أبى قتادة، وجابر بن عبد الله. روى عنه: محمد بن عمرو بن حلحلة، وأسامة بن زيد، ومحمد بن إسحاق، والوليد بن كثير. سمعت أبى يقول ذلك)) كذا قال أبو حاتم الرازى، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وقال أبو الحسن العجلى ((معرفة الثقات)) (2/ 285/1753): ((مدنى تابعى ثقة)). وذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (5/ 432/5569)، واحتجَّ بحديثه فى ((صحيحه)).
وهذا من أوضح البيان وأفصحه أن معبد بن كعب الأنصارى الذى وصفه ابن حجر بقوله ((مقبول))، وتفرد بالرواية عن أبى قتادة، ولم يتابع، قد وثقه الأئمة وتلقوا حديثه بالقبول، وأودعوه صحاحهم. وفيه رد على من زعم أن المقبول إذا لم يتابع، فلا يحتج به!!.
(3) عوف بن الحارث بن الطفيل بن سخبرة بن جرثومة الأزدى. [خ]
قال البخارى فى ((الأدب)) (6075): حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري حدثني عوف بن مالك بن الطفيل هو ابن الحارث وهو ابن أخي عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم لأمها أن عائشة حُدِّثَتْ: أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ فِي بَيْعٍ أَوْ عَطَاءٍ أَعْطَتْهُ عَائِشَةُ: وَاللهِ لَتَنْتَهِيَنَّ عَائِشَةُ أَوْ لأَحْجُرَنَّ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: أَهُوَ قَالَ هَذَا، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَتْ: هُوَ لِلَّهِ عَلَيَّ نَذْرٌ أَنْ لا أُكَلِّمَ ابْنَ الزُّبَيْرِ أَبَدًا، فَاسْتَشْفَعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِلَيْهَا حِينَ طَالَتِ الْهِجْرَةُ، فَقَالَتْ: لا وَاللهِ لا أُشَفِّعُ فِيهِ أَبَدًا، وَلا أَتَحَنَّثُ إِلَى نَذْرِي، فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، كَلَّمَ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِيَغُوثَ، وَهُمَا مِنْ بَنِي زُهْرَةَ، وَقَالَ لَهُمَا: أَنْشُدُكُمَا بِاللهِ لَمَّا أَدْخَلْتُمَانِي عَلَى عَائِشَةَ، فَإِنَّهَا لا يَحِلُّ لَهَا أَنْ تَنْذِرَ قَطِيعَتِي، فَأَقْبَلَ بِهِ الْمِسْوَرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ مُشْتَمِلَيْنِ بِأَرْدِيَتِهِمَا، حَتَّى اسْتَأْذَنَا عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالا: السَّلامُ عَلَيْكِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، أَنَدْخُلُ؟، قَالَتْ عَائِشَةُ: ادْخُلُوا، قَالُوا: كُلُّنَا، قَالَتْ: نَعَم ادْخُلُوا كُلُّكُمْ، وَلَا تَعْلَمُ أَنَّ مَعَهُمَا ابْنَ الزُّبَيْرِ، فَلَمَّا دَخَلُوا دَخَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ الْحِجَابَ، فَاعْتَنَقَ عَائِشَةَ، وَطَفِقَ يُنَاشِدُهَا، وَيَبْكِي، وَطَفِقَ الْمِسْوَرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ يُنَاشِدَانِهَا إِلا مَا كَلَّمَتْهُ، وَقَبِلَتْ مِنْهُ، وَيَقُولانِ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَمَّا قَدْ عَلِمْتِ مِنَ الْهِجْرَةِ، فَإِنَّهُ لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثِ لَيَالٍ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَى عَائِشَةَ مِنَ التَّذْكِرَةِ وَالتَّحْرِيجِ، طَفِقَتْ تُذَكِّرُهُمَا نَذْرَهَا، وَتَبْكِي، وَتَقُولُ: إِنِّي نَذَرْتُ، وَالنَّذْرُ شَدِيدٌ فَلَمْ يَزَالا بِهَا حَتَّى كَلَّمَتِ ابْنَ الزُّبَيْرِ، وَأَعْتَقَتْ فِي نَذْرِهَا ذَلِكَ أَرْبَعِينَ رَقَبَةً، وَكَانَتْ تَذْكُرُ نَذْرَهَا بَعْدَ ذَلِكَ، فَتَبْكِي حَتَّى تَبُلَّ دُمُوعُهَا خِمَارَهَا.
وأخرجه كذلك عبد الرزاق (8/ 444/15851)، وأحمد (4/ 327)، وابن حبان (5662) ثلاثتهم عن معمر، والبخارى ((الأدب المفرد)) (397) عن عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، والطبرانى ((الكبير)) (20/ 31:21/ 27،25،24) عن معمر وعبد الرحمن بن خالد وعبيد الله بن أبى زياد الرصافى، والبيهقى ((الكبرى)) (6/ 61) عن الرصافى، ثلاثتهم عن الزهرى عن عوف بن الحارث بن الطفيل بن سخبرة عن عائشة به.
وأخرجه أحمد (4/ 327) قال: ثنا الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعي ثنا الزهري عن الطفيل بن الحرث وكان رجلا من أزد شنوءة وكان أخاً لعائشة لأمها أم رومان .... فذكر الحديث بنحوه.
قلت: هكذا ضبط معمر هذا الاسم، فقال ((عوف بن الحارث بن الطفيل بن سخبرة))، وهو الحجة فى حديث الزهرى، ووافقه عليه الجماعة، بينما قال شعيب ((عوف بن مالك بن الطفيل بن الحارث))، فوهم فى الاسم، إلا أنه أقام متنه وجوَّده. وأبعد الأوزاعى إذ قال ((الطفيل بن الحارث))، وإنما هو ((عوف بن الحارث))، والقول لمعمر.
والخلاصة، فهذا حديث صحيح غريب، تفرد به عوف بن الحارث بن الطفيل بن سخبرة الأزدى. وقد ذكره البخارى فى ((التاريخ الكبير)) (7/ 57/261)، وابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (7/ 14/66)، فلم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (5/ 275). وقال فى ((مشاهير علماء الأمصار)) (ص74): ((عوف بن الحارث بن الطفيل بن سخبرة الأزدي، والطفيل أخو عائشة لأمها من الرضاعة. من جلة أهل المدينة)). وقال الحافظ الذهبى ((الكاشف)) (2/ 101): ((عوف بن الحارث الأزدي. عن: عمته عائشة وعدة. وعنه: هشام بن عروة، ومحصن بن علي، وجماعة. وثق)).
وهذا البيان مما تقام به الحجة على من زعم أن ((المقبول)) لا يحتج بحديثه حتى يتابع، إذ لا متابع لعوف بن الحارث، وقد صححه حديثه الأئمة: البخارى، وابن حبان. ووافقهم الحافظ ابن حجر، فدل صنيعه ذاك على توثيق ((المقبول)) عنده.
وللحديث بقية، إن شاء الله مولانا، فهو ملاذنا ومأوانا، فتعم المولى ونعم النصير.
¥(6/282)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[07 - 09 - 05, 04:51 م]ـ
الْحَمْدُ للهِ الْكَرِيْمِ الْمَنَّانِ. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَتَمَّانِ الأَكْمَلانِ عَلَى الْمَبْعُوثِ بِالْهِدَايَةِ وَالإِيْمَانِ.
وبعد .. جَارِي تَجْهِيزُ بِقَيَّةَ هَذَا الْمَقَالِ، وَهُوَ ضِِمْنَ مَقَالاتِ:
((الْمَقَالاتُ الْقِصَارْ فِي فَتَاوَى الأَحَادِيثِ وَالأَخْبَارْ)) ج2
ـ[السبيل]ــــــــ[08 - 09 - 05, 02:03 ص]ـ
ألأخ محمد الألفي جزاك الله خيرا في عجالة وضيق وقت أقول أرى في عملك شيئاً من التسرع والله أعلم فلقد غفلت عن إخراج البخاري في الباب الذي قبل لحديث حذيفة وفي نفس الباب الذي انتزعت منه الحديث
من طريقين عن إبن أبي ليلى " خرجنا مع حذيفة وذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تشربوا في آنية الذهب والفضة، ولا تلبسوا الحرير والدِّيباج فإنها لهم في الدنيا، ولكم في الآخرة"
ثم أخرج حديث عبد الله ابن عبد الرحمن هذا
وكذلك أخرج البخاري في الباب حديث البراء وفيه النهي عن الشرب في آنية الفضة فتأمل!
بقي الكلام على عبد الله، فحسب ما ذكرتَ يكون الحافظ قد تناقض، فيكون عبد الله ثقة بتوثيق الذهبي وبهذا يكون الحديث عن الثقات والله أعلم،
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[08 - 09 - 05, 02:41 ص]ـ
ألأخ محمد الألفي جزاك الله خيرا في عجالة وضيق وقت أقول أرى في عملك شيئاً من التسرع.
بقي الكلام على عبد الله، فحسب ما ذكرتَ يكون الحافظ قد تناقض، فيكون عبد الله ثقة بتوثيق الذهبي وبهذا يكون الحديث عن الثقات والله أعلم،
فحسب ما ذكرتَ يكون الحافظ قد تناقض، فيكون عبد الله ثقة بتوثيق الذهبي وبهذا يكون الحديث عن الثقات؟؟؟.
إيهَاً فَإِنَّ مِنَ السُّكُوتِ بَلاغَةً ... جَلَلاً تَفِيضُ عَلَى الْعُقُولِ مَعَانِيَا
فَلَئِنْ صَمَتُّ لأََصْمُتَنَّ تَجَلُّدَاً ... وَلَئِنْ نَطَقتُ لأَنطِقَنَّ تَشَاكِيَا
ـ[السبيل]ــــــــ[08 - 09 - 05, 05:09 م]ـ
إعلم خفظك الله أني لم أقرأ ما كتبتَه من قبل حول بيان مقصود الحافظ، فأعود وأقول تسرعت بخصوص حديث عبدالله بن عبدالرحمن عند البخاري، فراجع البابين في الأشربة من الفتح، 27 و 28 وتدبر، ثم أنت تقول أن الحافظ قال عنه مقبول في التقريب {ولم أرجع إليه لثقتنا بنقلك} وقال عنه ثقة في الفتح! وبين الثقة والمقبول بون، فإما ثقة وإما مقبول، وعدالته الدينية واضحة، ثم قد يصدق الكذوب، ويصيب الضعيف والقرائن تتكفل بهذا، وإذا حكم الحافظ على راو بأنه مقبول فهذا لايلزم غيره ألم تقل أن الذهبي قال عنه ثقة، {ولم نرجع إليه لثقتنا بنقلك} فعاد الحديث من رواية الثقات فافهم ومشاركتي في جزئية من موضوعك كما وضح لك، ولا بد لك من دراستها لتعمم وتستثني إن لم أكن قد أخطأتُ وليس ذلك عيبا، ثم إن الحافظ قد أفصح عن مقصوده من قوله مقبول فقال "السادسة: من ليس له من الحديث إلا القليل، ولم يثبت فيه ما ُيترك حديثه من أجله، وإليه الإشارة بلفظ مقبول، حيث يتابع وإلا فليّن الحديث" التقريب ص5 أفنأخذ بقوله لبيان مقصوده أم بقولك وقول دارسيه؟ ثم رب حامل علم إلى من هو أفقه، وكل إناء بما فيه ينضح، فهون عليك ولا تملأن الصفحة شعرا(6/283)
فائدة: غلط أبي القاسم الطبراني رحمه الله في اسم أحد الرواة.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[28 - 03 - 04, 06:55 م]ـ
- فائدة: غلط أبي القاسم الطبراني رحمه الله في اسم أحد الرواة:
- أبو بكر أحمد بن عبد الله بن البرقي، المحدَّث، الحافظ، الصادق، له كتاب في معرفة الصحابة وأنسابهم، وكان من أئمة الأثر، مات سنة سبعين ومئتين.
- استمرَّ في اسمه الوهم على أبي القاسم الطبراني رحمه الله، فكان يقول كثيراً في كتبه: (حدثنا أحمد بن عبد الله البرقي)، وهولم يلقه أصلاً.
- وإنما وهم فيه الطبراني!
إذ الذي لقيه، وحدَّث عنه: أخاه عبد الرحيم، وأكثر عنه، واعتقد أنَّ اسمه أحمد، فغلط في اسمه.
- انظر: سير أعلام النبلاء (13/ 46 - 47).(6/284)
سَبَبُ، وطريقةُ تأليفِ الدارقطني لكتابه العلل؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[28 - 03 - 04, 11:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام على نبينا محمد، وآله، أما بعد:
فسَبَبُ، وطريقةُ تأليفِ الدارقطني لكتابه العلل؟
جوابها = ما ذكره الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 12/ 37 - 38، وعنه ابن عساكر في تأريخ دمشق 43/ 102:
قال: سألتُ البرقانيَ قلتُ لَهُ: هلْ كان أبو الحسنِ الدارقطني يملى عليك العلل من حفظه؟
فقال: نعم، ثم شرح لي قصة جمع العلل، فقال: كان أبو منصور بن الكرخي يريد أن يصنف مسندا معللا؛ فكان يدفع أصوله إلى الدارقطني، فيعلم له على الأحاديث المعللة، ثم يدفعها أبو منصور إلى الوراقين، فينقلون كل حديث منها في رقعة فإذا أردتُ تعليقَ الدارقطني على الأحاديثِ نظر فيها أبو الحسن، ثم أملى علي الكلام من حفظه، فيقول: حديث الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود: الحديث الفلاني اتفق فلان وفلان على روايته، وخالفهما فلان، ويذكر جميع ما في ذلك الحديث، فاكتب كلامه في رقعة مفردة، وكنت أقول له: لم تنظر قبل إملائك الكلام في الأحاديث؟
فقال: أتذكر ما في حفظي بنظري، ثم مات أبو منصور، والعلل في الرقاع، فقلت لأبي الحسن بعد سنين من موته: إني قد عزمت أن أنقل الرقاع إلى الأجزاء، وأرتبها على المسند؛ فأذن لي في ذلك، وقرأتها عليه من كتابي، ونقلها الناس من نسختي.
وقال قبل ذلك في ترجمة أبي منصور بن الكرخي 6/ 59:
وكان قد أكثر الكتاب، وأراد أن يصنف مسندا معللا، فكان أبو الحسن الدارقطني يحضره عنده في كل أسبوع يوما، ويعلم على الأحاديث في أصوله، وينقلها شيخنا أبو بكر البرقاني ـ وكان إذ ذاك يورق له ـ ويملي عليه أبو الحسن علل الأحاديث حتى خرج من ذلك شيئا كثيرا، وتوفي أبو منصور قبل استتمامه، فنقل البرقاني كلام الدارقطني، ورتبه على المسند، وقرأه على أبي الحسن، وسمعه الناس بقراءته = فهو كتاب العلل الذي دونه الناس عن الدارقطني.
وفي السير للذهبي 16/ 455:
وقال أبو بكر البرقاني كان الدارقطني يملي علي العلل من حفظه. (القصة مختصرة)
قلتُ: إن كان كتاب العلل الموجود قد أملاه الدارقطني من حفظه ـ كما دلت عليه هذه الحكاية ـ = فهذا أمر عظيم، يقضى به للدارقطني: أنه أحفظ أهل الدنيا،
وإن كان قد أملى بعضه من حفظه؛ فهذا ممكن، وقد جمع قبله كتاب العلل علي بن المديني حافظ زمانه. اهـ.
تأمل هذه النصوص يتبين لك كيف اجتمعت النصوص المعلة التي تكون منها كتاب العلل للدارقطني، وهل كان الإمام يسأل عنها فجأة؟ أو أنه يطلع على ذلك قبل السؤال في كل أسبوع؟ وهل كان الإمام رحمه الله يراجع محفوظه قبل ذلك أم لا؟
والله أعلم.
وهناك شبهة أثيرت بأن الدارقطني أخذ العلل من مسند يعقوب بن شيبة السدوسي، ففي فتح المغيث للسخاوي 2/ 378:
قال الحافظ أبو الفضل بن طاهر في فوائد الرحلة: سمعت الإمام أبا الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي يقول: إن كتاب العلل الذي أخرجه الدارقطني إنما استخرجه من كتاب يعقوب بن شيبة .. واستدل له بعدم وجود مسند ابن عباس فيهما.
لكن قد تعقب شيخنا رحمه الله (ابن حجر) هذا بقوله: هذا الاستدلال لا يثبتُ المدّعَى، ومن تأمل العلل عرف أن الذي قاله الشيخ نصر ليس على عمومه، بل يحتمل أن لا يكون نظر في علل يعقوب أصلا (1)، وقال: والدليل على ما قلته: أنه يذكر كثيرا من الاختلاف إلى شيوخه، أو شيوخ شيوخه الذين لم يدركهم يعقوب، ويسوق كثيرا بأسانيده. قلتُ (السخاوي): وليس ذلك بلازم أيضا.
وانظر مناقشة هذه القضية في مقدمة العلل للشيخ الدكتور محفوظ الرحمن رحمه الله 1/ 75 - 84، وتحقيق مسند يعقوب بن شيبة لأخينا الشيخ الدكتور علي الصياح ص72.
ولا يفوت في الختام إلى التذكير بفائدة عظيمة، وهي أن هذا الكتاب العظيم الذي عم نفعه كان بسبب ذاك الرجل الصالح ابن الكرخي الذي قال عنه البرقاني ـ تأريخ بغداد 6/ 59 ـ: ولم أر مثل أبي منصور صحبته نحوا من عشرين سنة أدام فيها الصيام .. وكان وقت العتمة كل ليلة يصلي أربع ركعات يقرأ فيها سبع القرآن كل ركعة جزءا.اهـ.
قلتُ: وكم كتاب ألف بسببِ طلبٍ من شيخ أو صاحب أو تلميذ = يعجزك حصرها، لكن الدال على الخير كفاعله، فاحرص على نفسك .. وكن منهم.
---------------------------
(1) بل قد اطلع عليه، وقال: لو أن كتاب يعقوب بن شيبة كان مسطورا على حمام لوجب أن يكتب. تأريخ بغداد 14/ 281.
وفي كتاب مرويات الإمام الزهري المعلة .. للدكتور عبد الله بن محمد حسن دمفو 1/ 118 - 134 فوائد نفيسة، وكلام على منهج الكتاب ومدى استيعاب الطرق ... الخ.
ـ[ alhwri] ــــــــ[28 - 03 - 04, 11:50 م]ـ
الشيخ الجليل
عبد الرحمن السديس, بارك الله فيك وجزاك خيرا, وأسأل الله لك دوام
الصحة والعافية ,وان يفسح الله مدتك بحسن العمل.
أبو الأشبال السكندرى.
¥(6/285)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[29 - 03 - 04, 03:11 م]ـ
بارك الله في الشيخ عبدالرحمن على هذه الفائدة
وقد نبه الرحيلي في كتابه (الإمام أبو الحسن الدارقطني) ص 207 على وهم السخاوي في فتح المغيث (2/ 334) من قوله إن البرقاني لم يجمع العلل إلا بعد وفاة الدارقطني، وقال كأنه اشتبه عليه موت أبي منصور بموت أبي الحسن الدارقطني، والصواب ماذكرته، لثبوته بالسند إلى البرقاني، وأنه استأذن الدارقطني في جمعه، وقرأه عليه.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[30 - 03 - 04, 01:09 م]ـ
- جزاك الله خيرا أخي أبا الأشبال على هذه الدعوات، وأسأل الله أن يعطيك خيرا منها.
- شيخنا الفاضل عبد الرحمن الفقيه حفظه الله ونفع به،
هذا الذي ذكرتموه عن الرحيلي قد أعرضت عنه عمدا لظهور خطئه، وقد ذكر ذلك الشيخ د. محفوظ الرحمن رحمه الله في تحقيق العلل 1/ 68:
ورد عليه ردا شافيا كافيا.
لكنه لم ينسب هذا القول للسخاوي بل نسبه لأبي الوليد بن خيره في برنامج شيوخه كما نقل السخاوي في فتح المغيث ..
والذي في فتح المغيث هذا نصه ولأبي الحسن الدارقطني وهو على المسانيد مع أنه أجمعها، وليس من جمعه بل الجامع له تلميذه الحافظ أبو بكر البرقاني لأنه كان يسأله عن علل الأحاديث فيجيبه عنها بما يقيده عنه بالكتابة فلما مات الدارقطني وجد البرقاني قمطره امتلأ من صكوك تلك الأجوبة فاستخرجها وجمعها في تأليف نسبة لشيخه ذلك الحافظ أبو الوليد بن خيرة في ترجمة إستاذه القاضي أبي بكر بن العربي من برنامج شيوخه قال: ومثل هذا يذكر في البارع في اللغة لأبي علي البغدادي فإنه جمعه بخطه في صكوك فلما توفي أخرجه أصحابه ونسبوه إليه هكذا هو في النسخة التي بين يدي، وكذا في برنامج التراث، ويبوا أن الكلام فيه نقص، وهو مردود أيا كان قائله لصحة الخبر المقدم عن الخطيب بخلافه، والله أعلم.
- لكن جاء عند السخاوي بعد هذا الكلام بقليل قوله: أروي كتاب الدارقطني بسند عال، عن أبي عبد الله محمد بن أحمد الخليلي، عن الصدر الميدومي، عن أبي عيسى بن علاق، عن فاطمة ابنة سعد الخير الأنصاري قالت: أنا به أبي وأنا في الخامسة، أنا به أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني، عن البرقاني، وأبي القاسم عبد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي بسماعهما من الدارقطني.
فهذا نص يعكر على القول المقدم، لأنه نص على سماع البرقاني، وأبي القاسم الصيرفي عن المؤلف لهذا الكتاب.
- وإن صح أن الكلام لأبي الوليد، وليس للسخاوي، فكان الواجب عليه تعقبه وبيان ما فيه.
والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[30 - 03 - 04, 01:28 م]ـ
بارك الله وحفظك
والنقص الذي أشرت إليه موجود في تحقيق علي حسين علي طبع دار الإمام الطبري (3/ 312) قال السخاوي (ذكر ذلك الحافظ أبو الوليد بن خيره في ترجمة إستاذه القاضي أبي بكر بن العربي من برنامج شيوخه، قال: ومثل هذا يذكر في البارع في اللغة لأبي علي البغدادي، فإنه جمعه بخطه من صكوك، فلما توفي أخرجه أصحابه ونسبوه إليه).
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[30 - 03 - 04, 06:27 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[14 - 06 - 04, 10:30 م]ـ
بارك الله فيكم وأحسن إليكم جميعاً.
على ضوء هذه القصة ...
1) في علل الدارقطني أحياناً توجد عبارة: "وقد أوردناه في مسند فلان"، فهل قائل هذه العبارة هو الدارقطني أم البرقاني الذي ألّف بين الأسئلة؟
2) نجد في سنن الدارقطني أنه يقول: "وقد بيّنتُ علل هذا الحديث"، ثم نجد الحديث نفسه في العلل (مثل حديث هلال بن أسامة عن ابن عمر: الأذنان من الرأس). فهل يقصد الدارقطني أنه بيّن علل الحديث في كتاب العلل؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[16 - 06 - 04, 07:48 ص]ـ
الأقرب أن القائل (وقد وضعناه في مسند فلان) هو البرقاني لأنه هو الذي رتب العلل على الأسانيد
وأما قول الدارقطني في السنن وقد بينا علله فقد يكون في العلل وقد يكون في بعض كتبه ومؤلفاته غير العلل
فقد ذكر في السنن ج: 1 ص: 55 في كلامه على حديث ابن مسعود في الثلاثة أحجار قال (وقد بينت الاختلاف في مواضع أخر)
وهذا الحديث تكلم عليه في التتبع وفي العلل.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[16 - 06 - 04, 11:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد وآله وصحبه ومن والاه وبعد:
¥(6/286)
اشتغلت أواخر عام 1423 بعلل الدارقطني [المخطوط] وكنت عازما على فهرسة أحاديثه مع اختصار حكم الدارقطني رحمه الله لأستفيد منه وأفيد الإخوة في الملتقى
وبعد أن بلغت 456 حديثا، أخبرني شيخي أبو عمر الفقيه أن الشيخ أبا تيمية الميلي وفقه الله أخبره أن هناك فهرسا لكامل مخطوط العلل المتبقي (المجلد الرابع، والمجلد الخامس) فتوقفت عن ذلك العمل، ولو استمريت لكان فيه خير كثير، لأن الإنسان يستفيد كثيرا من النظر في كلام أئمة العلل ويتعرف على تعليلاتهم ومناهجهم، ولعل الله ييسر لي الاستمرار فيه إن لم يطبع المخطوط قريبا.
ومما وقفت عليه في عملي: في الجزء الرابع من المخطوط (ق / 37 / ب)
203 _ (ترقيمي)
وسئل عن حديث أبي قلابة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم كان يقول: ((اللهم إني أسألك الطيبات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تتوب علي وترحمني، وإذا أردت بين عبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون)).
فقال: يرويه أيوب السختياني؛ واختلف عنه
فرواه عدي بن الفضل عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس
ورواه أبو (1) قتادة عن أبي قلابة عن خالد بن اللجلاج عن ابن عايش، و الصَّحيح عن ابن عبَّاس.
وقد بيَّنَّا الاختلاف في مسند معاذ (2). ا. هـ
وهذا الكلام لا يمكن أن يقوله غير الدارقطني
و هذا الكلام يدل على أن البرقاني كان يسأل الدارقطني عن الأحاديث مرتبة على مسانيد الصَّحابة، ولم يكن يسأله كل مرَّة عن حديث من مسند صحابي
فلا يسأله اليوم من مسند أبي برزة ثم غدا من مسند أبي بكر وبعد غد من مسند عمر ثم يرجع بعد ذلك إلى مسند أبي برزة، والله أعلم.
وأمَّا الترتيب الذي فعله البرقاني _ والله أعلم _ فهو الترتيب النهائي حيث قدم مسند أبي بكر ثم عمر ثم عثمان ثم عليا و هكذا.
وهناك احتمال آخر
وهو أن تكون هذه الزيادات من الدارقطني بعد أن رتب البرقاني العلل وقرأها عليه ويدل عليه قول البرقاني ((إني قد عزمت أن أنقل الرقاع إلى الأجزاء، وأرتبها على المسند؛ فأذن لي في ذلك، وقرأتها عليه من كتابي، ونقلها الناس من نسختي.)).
والله أعلم وأحكم
*************
(1) هذه الزيادة غير صحيحة، فلعل فيها سقطا، وليت الأخ ((المنتفض: أكرم رضوان المكي) يفيدنا عن ذلك أكثر. http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=20474
(2) في العلل المطبوع (6/ 56) رقم 973
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 06 - 04, 05:59 م]ـ
جزاكم الله خيرا
تتمة لما ذكره الشيخ خالد بن عمر وفقه الله
في العلل
(وقد أسند مالك بن أنس في روايته عن الزهري فيه ألفاظا عن عمر عن أبي بكر
ذكرناها في مسند أبي بكر الصديق استغنينا عن إعادتها ها هنا وذكر أيضا هناك من تابع مالكا على إسناده عن عمر عن أبي بكر)
([1043] وسئل عن حديث مولى أبي قتادة عن أبي قتادة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة عاق ولا ولد زنا ولا مدمن خمر ولا منان فقال يرويه أبو إسرائيل الملائي واسمه بن أبي إسحاق واختلف عنه فقال أحمد بن يونس عن أبي إسرائيل عن فضيل بن عمرو عن أبي الحجاج وهو مجاهد وقال عبيد الله بن موسى عن أبي إسرائيل عن منصور عن مجاهد عن مولى لأبي قتادة عن أبي قتادة وهو وهم وأبو إسرائيل ضعيف وإنما روى هذا الحديث منصور بن سالم بن أبي الجعد عن جابان عن عبد الله بن عمرو وقد ذكرناه في حديث عبد الله بن عمرو
)
([1718] وسئل عن حديث بن المسيب عن أبي هريرة لا تنكح المرأة إلا بولي فقال يرويه الزهري واختلف عنه فرواه عمر بن قيس عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة ووهم في إسناده ومتنه وإنما روى عن الزهري هذا الحديث عن عروة عن عائشة وقد بيناه في حديث عائشة رضى الله تعالى عنها)
¥(6/287)
([92] وسئل عن حديث نافع عن بن عمر عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في المسح على الخفين فقال رواه عن بن عمر جماعة فرفعه بعضهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم ووفقه بعضهم فرواه نافع عن بن عمر عن عمر فرفعه عنه قوم ووقفه آخرون فممن رفعه عن نافع أيوب السختياني من رواية سعيد بن أبي عروبة ومعمر وعبد الله بن الزبير الباهلي ووقفه غيرهم عن أيوب ورواه شريك عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم حدث عبد العزيز بن أبان عن شريك ولم يأت به غيره وأسنده أيضا عكرمة بن عمر عن نافع من رواية عنبسة بن عبد الواحد عنه وخالفه النضر بن محمد فرواه عن عكرمة بن عمار ولم يصرح برفعه وقال فيه فإنه من السنة ورواه عبد الله بن عمر العمري وأيوب السختياني عن نافع عن بن عمر عن عمر مرفوعا وتابعهم محمد بن أب حميد المدني عن نافع فرفعه أيضا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ورواه أبو بكر بن أبي الجهم عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم حدث به عنه أبو حنيفة وأبو بكر النهشلي ورواه سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن عمر مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم حدث به عنه كذلك عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر قال ذلك الحسن بن صالح عن عاصم وخالفه يزيد بن أبي زياد واختلف عن يزيد فقال خالد بن عبد الله الواسطي عنه عن عاصم بن عبيد الله عن أبيه أو عن جده عن عمر وقال بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن عاصم بن عبيد الله عن جده عمر وقال شريك عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه أو عن عمر واختلف عن شريك فقال عنه أبو داود الطيالسي قولا آخر عن عاصم بن عبيد الله عن أبيه عن عمر والاضطراب في هذا من عاصم بن عبيد الله لأنه كان سيء الحفظ ورواه أشرس بن عبيدعن سالم عن أبيه عن عمر موقوفا عليه غير مرفوع ورواه خالد بن أبي بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الحطاب عن سالم عن أبيه عن عمر وأغرب فيه بألفاظ لم يأت بها غيره ذكر فيه المسح وقال فيه على ظهر لخف وذكر في التوقيت ثلاثا للمسافر ويوما وليلة للمقيم وخالد بن أبي بكر العمري هذا ليس بقوي قاله زيد بن الحباب عنه حدثنا القاضي المحاملي قال ثنا علي بن حرب قال ثنا زيد بن الحباب بذلك ورواه حصين بن عبد الرحمن عن محارب بن دثار عن بن عمر عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سويد بن عبد العزيز عن حصين وخالفه هشيم فرواه عن حصين موقوفا ورواه أبو سلمة بن عبد الرحمن عن بن عمر واختلف عنه فرواه أبو النضر سالم مولى عمر بن عبيد الله عن أبي سالمة عن بن عمر عن عمر وسعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك أبو أيوب الإفريقي وابن لهيعة عن أبي النضر ورواه موسى بن عقبة عن أبي النضر واختلف عنه فقال عبد العزيز بن المختار عن موسى بن عقبة عن أبي النضر عن أبي سلمة عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن بن عمر عن عمر موقوفا من قوله وقال وهيب عن موسى بن عقبة عن أبي النضر عن أبي سلمة عن بن عمر قال قال إذا حدثك سعد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تشك فيه وقال الفضيل بن سليمان عن موسى بن عقبة عن أبي النضر عن أبي سلمة قال حدث سعد ولم يذكر فيه بن عمر وقال عمرو بن الحارث وابن لهيعة عن أبي النضر عن أبي سلمة عن بن عمر عن سعد وقيل عن بن لهيعة عن أبي النضر عن بسر بن سعيد وقد ذكرنا بقية طرقه في مسند سعد بن أبي وقاص
وقال أبو إسحاق السبيعي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن بن عمر عن عمر وسعد موقوفا عليهما غير مرفوع قال ذلك يونس بن أبي إسحاق وأبو الأحوص وقال شعبة عن أبي إسحاق عن أبي سلمة عن بن عمر قوله ولم يجاوز به بن عمر ورواه الزهري عن حميد بن عبد الرحمن وسالم بن عبد الله عن بن عمر عن عمر وسعد قولهما غير مرفوع ورواه عبد الله بن دينار وأصحاب نافع غير من تقدم ذكره والحكم بن الأعرج وأبو حازم الأشجعي عن عامر الشعبي وخيثمة بن عبد الرحمن والنعمان بن سالم وميمون بن مهران عن بن عمر عن عمر وسعد قولهما غير مرفوع حدثنا محمد بن سليمان بن محمد النعماني قال ثنا أحمد بن يحيى بن مالك البسوسي ثنا عبد الوهاب عن سعيد عن أيوب عن نافع أن بن عمر رأى سعد بن مالك يمسح على الخفين فقال إنكم لتفعلون ذلك فاجتمعا عند عمر فقال سعد لعمر افت بن أخي في المسح
¥(6/288)
على الخفين فقال عمر كنا ونحن مع نبينا صلى الله عليه وسلم نمسح على خفافنا لا نرى بذلك بأسا فقيل له وإن جاء من الغائط قال نعم حدثنا أبو عبد الله محمد بن القاسم بن محمد الأزدي بن بنت كعب من كتابه ثنا أحمد بن سعيد الجمال قال ثنا قبيصة ثنا سفيان ثنا الحسن بن صالح عن عاصم بن عبيد الله عن سالم عن أبيه عن عمر قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على الخفين في السفر قال لنا أبو عبد الله هكذا حدثنا أحمد بن سعيد عن قبيصة عن سفيان عن الحسن بن صالح قال الشيخ أبو الحسن إنما هو قبيصة عن الحسن بن صالح
)
([149] وسئل عن حديث عقبة بن عامر عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل من مات على الإسلام وفي فضل الوضوء فقال رواه أبو إدريس الخولاني وجبير بن نفير وليث بن سليم الجهني وابن عم زهرة بن معبد وأبو سلام الأسود ممطور ومحمد بن ثابت القرشي والقاسم أبو عبد الرحمن وأبو الأحوص حكيم بن عمير عن عقبة بن عامر وروى عن حميد بن هلال العدوي عن عقبة بن عامر ولم يسمع من عقبة شيئا وروى عن عبد الله بن عطاء عن عقبة فرواه إسرائيل وأبو الأحوص وعبيدة بن معتب ومسعر ويوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق وسلمة بن صالح الأحمر وغيرهم عن أبي إسحاق عن عبد الله بن عطاء عن عقبة بن عامر ورواه شعبة ففحص عن إسناده وبين علته وذكر أنه سمعه من بن إسحاق عن عبد الله بن عطاء عن عقبة بن عامر وأنه لقي عبد الله بن عطاء فسأله عنه فأخبره أنه سمعه من سعد بن إبراهيم وأنه لقي سعد بن إبراهيم فسأله فأخبره أنه سمعه من زياد بن مخراق وأنه لقي زياد بن مخراق فأخبره أنه سمعه من شهر بن حوشب وأن الحديث فسد شعبة بذكر بن حوشب فيه وأحسن أسانيده ما رواه معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني وعن أبي عثمان عن جبير بن نفير عن عقبة بن عامر وهو عثمان هذا الأصبحي وحديث يحيى بن حمزة عن يزيد بن أبي مريم عن القاسم أبي عبد الرحمن عن عقبة ليس به بأس أيضا والله أعلم وروى هذا الحديث يزيد بن أبي منصور عن دحين أبي الهيثم عن عقبة بن عامر وأسنده عن أبي بكر الصديق عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد تقدم ذكرنا له في مسند أبي بكر رضى الله تعالى عنه)
([206] وسئل عن حديث عاصم بن عمر عن عمر خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة فأصابنا جوع شديد فجمعنا فضلة أزوادنا فدعى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبركة فأخذوا حتى جعل يربط الرجل كم قميصه لأخذ فيه وفضلت فضلة فقال هو حديث يرويه يزيد بن أبي زياد عن عاصم واختلف عنه فرواه جرير بن عبد الحميد ومحمد بن فضيل عن يزيد عن عاصم بن عبيد الله بن عاصم عن أبيه عن جده عمر وقال بعضهم عن جرير عن يزيد عن عاصم عن أبيه عن جده عن عمر وقال أبو بكر بن عياش عن يزيد بن أبي زياد عن عاصم بن عبيد الله عن عبيد الله بن عاصم بن عمر عن عمر قاله أحمد بن يونس عن أبي بكر وقال سعيد بن يحيى عن أبي بكر بن عياش عن يزيد بن أبي زياد عن عاصم بن عبيد الله عن عاصم بن عمر بن الخطاب عن أبيه وقال خالد بن عبد الله الواسطي وعلي بن عاصم عن يزيد بن أبي زياد عن عاصم بن عبيد الله عن أبيه أو جده عن عمر والاضطراب فيه عن عاصم بن عبيد الله وقد تقدم ذكرنا له بسوء حفظه وقلة ضبطه للإسناد
وروى هذا الحديث محمد بن عجلان عن عاصم بن عبيد الله عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أبي النصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم ورواه الزهري والأوزاعي جميعا عن المطلب عن عبد الله بن حنطب عن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري عن أبيه وهو الصحيح
)
وقد ذكر عاصم بن عبيد الله
(عاصم بن عبيد الله
([83] وسئل عن حديث عثمان عن عمر ضع خدي بالأرض ويل لي ان لم يغفر الله لي فقال هو حديث يرويه عاصم بن عبيد الله بنعاصم عن عبد الرحمن بن أبن بن عثمان عن أبيه عن عثمان أنا آخر الناس عهدا بعمر قال حدث به حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن عاصم بن عبيد الله كذلك وخالفه مالك بن أنس فرواه عن يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان عن أبيه عن عثمان ولم يذكر بينهما عاصم بن عبيد الله وقيل عن مالك عن يحيى بن سعيد عن حمران بن أبان عن عثمان قاله أبو خليفة عن القعنبي ووهم فيه أبو خليفة ورواه الثوري عن عاصم بن عبيد الله عن أبان بن عثمان عن عثمان عن عمر ولم يذكر فيه عبد
¥(6/289)
الرحمن بن أبان وهذا الإضطراب فيه من عاصم بن عبيد الله ووهم مالك في قوله عن يحيى عن يحيى عن عبد الرحمن بن أبان أو تعمد إسقاط عاصم بن عبيد الله فإن له عادة بهذا أن يسقط اسم الضعيف عنده في الإسناد مثل عكرمة ونحوه
وقال شعبة عن عاصم بن عبيد الله عن سالم عن بن عمر عن عمر والقول قول حماد بن زيد
)
([92] وسئل عن حديث نافع عن بن عمر عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في المسح على الخفين فقال رواه عن بن عمر جماعة فرفعه بعضهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم ووفقه بعضهم فرواه نافع عن بن عمر عن عمر فرفعه عنه قوم ووقفه آخرون فممن رفعه عن نافع أيوب السختياني من رواية سعيد بن أبي عروبة ومعمر وعبد الله بن الزبير الباهلي ووقفه غيرهم عن أيوب ورواه شريك عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم حدث عبد العزيز بن أبان عن شريك ولم يأت به غيره وأسنده أيضا عكرمة بن عمر عن نافع من رواية عنبسة بن عبد الواحد عنه وخالفه النضر بن محمد فرواه عن عكرمة بن عمار ولم يصرح برفعه وقال فيه فإنه من السنة ورواه عبد الله بن عمر العمري وأيوب السختياني عن نافع عن بن عمر عن عمر مرفوعا وتابعهم محمد بن أب حميد المدني عن نافع فرفعه أيضا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ورواه أبو بكر بن أبي الجهم عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم حدث به عنه أبو حنيفة وأبو بكر النهشلي ورواه سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن عمر مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم حدث به عنه كذلك عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر قال ذلك الحسن بن صالح عن عاصم وخالفه يزيد بن أبي زياد واختلف عن يزيد فقال خالد بن عبد الله الواسطي عنه عن عاصم بن عبيد الله عن أبيه أو عن جده عن عمر وقال بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن عاصم بن عبيد الله عن جده عمر وقال شريك عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه أو عن عمر واختلف عن شريك فقال عنه أبو داود الطيالسي قولا آخر عن عاصم بن عبيد الله عن أبيه عن عمر والاضطراب في هذا من عاصم بن عبيد الله لأنه كان سيء الحفظ)
)
([230] وسئل عن حديث مالك بن أوس بن الحدثان عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينفق على أهله نفقة سنته من أموال بني النضير وكانت مما أفاء الله على رسوله الحديث فقال رواه الزهري عن مالك بن أوس سمعه منه وقال إسحاق الفروي عن مالك عن الزهري وكان محمد بن جبير بن مطعم ذكر لي ذكرا من حديث مالك بن أوس فلقيته فسألته عنه وتابعه على ذلك عقيل بن خالد وابن أخي الزهري وهو حديث طويل في ميراث النبي صلى الله عليه وسلم وصدقته ونفقته على أهله رواه عن الزهري مالك بن أنس وعمرو بن دينار ومعمر ويونس وعقيل وابن أخي الزهري وأسامة بن زيد وهشام بن سعد وابن أبي عتيق وغيرهم فمنهم من رواه عن الزهري بتمامه ومنهم من اختصره ورواه عن مالك بن أوس مع الزهري عكرمة بن خالد المخزومي حدث به عنه أيوب السختياني قال ذلك حماد بن زيد وابن علية عن أيوب وقال حاتم بن وردان عن أيوب عن عمرو بن دينار وعكرمة بن خالد وعمرو بن دينار إنما سمع هذا الحديث من الزهري وقال عبد الوارث عن أيوب عن عكرمة بن خالد وأبي الزبير المكي عن مالك بن أوس ورواه محمد بن عمرو بن حلحلة عن مالك بن أوس مختصرا وروى عن محمد بن المنكدر عن مالك بن أوس تفرد به آل المنكدر عنه وهو حديث صحيح من رواية الزهري وعكرمة بن خالد عن مالك بن أوس وقد أسند مالك بن أنس في روايته عن الزهري فيه ألفاظا عن عمر عن أبي بكر ذكرناها في مسند أبي بكر الصديق استغنينا عن إعادتها ها هنا وذكر أيضا هناك من تابع مالكا على إسناده عن عمر عن أبي بكر)
([367] وسئل عن حديث زيد بن وهب عن علي خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر فقال يرويه إسماعيل بن أبي خالد واختلف عنه وقد ذكرنا الخلاف على إسماعيل بن أبي خالد في حديث أبي جحيفة عن علي في قوله خير هذه الأمة
¥(6/290)
فأما حديثه عن زيد بن وهب عن علي فرواه عبد الملك بن خالد بن وردان تفرد به عن إسماعيل بن أبي خالد عن زيد بن وهب عن علي حدث به عنه جعفر بن سليمان وخالفه يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية فرواه عن إسماعيل بن أبي خالد عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه عن علي تفرد به أبو سعيد الجعفي عن بن أبي غنية وخالفه عمر بن أبي شجاع الوراق الكوفي فرواه عن إسماعيل بن أبي خالد عن وهب عن علي وهب هو أبو جحيفة وخالفهم يحيى بن سعيد القطان وخالد بن عبد الله الواسطي ويعلى بن عبيد وأبو معاوية وسفيان بن عيينة ووكيع وعلي بن محمد بن زرارة الحضرمي والمحاربي فرووه عن إسماعيل عن الشعبي عن أبي جحيفة عن علي وزاد عليهم علي بن محمد عن إسماعيل إسنادا آخر تفرد به عن أبي إسحاق السبيعي عن عبد خير عن علي)
([420] وسئل عن حديث عبيدة عن علي قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جيء بهذا الغلام يعني بن الزبير إلى أبيه وهو عند النبي صلى الله عليه وسلم وفيه عن النبي صلى الله عليه وسلم ما من مسلمين يموت بينهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث الحديث فقال رواه هشام بن حسان عن بن سيرين عن عبيدة عن علي تفرد به إسحاق بن الضيف عن أبي عاصم عن هشام متصلا مسندا وأرسله غيره عن هشام ورواه يونس بن عبيد من رواية عبد الحكيم بن منصور عنه عن بن سيرين عن عبيدة عن بن الزبير عن النبي صلى الله عليه وسلم والمرسل هو الصحيح وقد ذكرنا بقية العلل عن بن سيرين في مسند أبي هريرة
)
([582] وسئل عن حديث بن عمر عن سعد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسح على الخف فقال هو حديث رواه سالم أبو النضر عن أبي سلمة واختلف عنه فرواه أبو أيوب الأفريقي وابن لهيعة عن أبي النضر عن أبي سلمة عن بن عمر وأسنده عن عمر وسعد عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا أبو القاسم بن منيع حدثنا أبو الربيع الزهراني ثنا أبو يوسف القاضي عن عبد الله بن علي عن أبي النضر عن أبي سلمة عن بن عمر عن عمر وسعد قالا رأينا النبي صلى الله عليه وسلم يمسح على الخفين ورواه عمرو بن الحارث عن أبي النضر عن أبي سلمة عن بن عمر عن سعد وحده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وان بن عمر سأل أباه فقال إذا حدثك سعد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تسأل عنه غيره ورواه موسى بن عقبة واختلف عنه فقال عبد العزيز بن المختار وعبد العزيز بن أبي حازم عن موسى بن عقبة عن أبي النضر عن أبي سلمة عن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم واختلف عن بن أبي حازم فقال سهل بن صقير عنه عن موسى بن عقبة عن أبي النضر عن أبي سلمة عن بن عمر عن سعد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك قال بن لهيعة عن أبي النضر وقال وهيب وفضيل بن سليمان وإسماعيل بن جعفر والداروردي عن موسى بن عقبة عن أبي النضر عن أبي سلمة عن سعد ولم يذكروا بن عمر وقال الحماني عن الدراوردي عن موسى بن عقبة عن أبي النضر عن أبي سلمة عن بسر بن سعيد عن ووهم في ذكر بسر بن سعيد وقال كديم بن موسى عن فضي بن سليمان عن موسى بن عقبة عن أبي النضر عن عامر بن سعد عن أبيه ووهم في ذكر عامر بن سعد والصواب من ذلك قول عمرو بن الحارث ومن تابعه عن أبي النضر وقد ذكرنا بقية طرقه في مسند بن عمر عن عمر والخلاف على أبي سلمة بن عبد الرحمن فيه فاسغتنينا عن إعادته ها هنا
حدثنا أبو بكر الشافعي قال ثنا معاذ بن المثنى ثنا كديم بن موسى ثنا فضيل بن سليمان ثنا موسى بن عقبة عن سالم عن أبي النضر عن عامر بن سعد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على الخفين
)
([692] وسئل عن حديث الحارث بن عبد الله الأعور عن بن مسعود قال إن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهده والواشمة والمستوشمة ولاوي الصدقة والمرتد أعرابيا بعد هجرته ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه وسلم فقال يرويه الأعمش واختلف عنه فرواه أبو معاوية ووكيع ويحيى القطان وعبد الله بن نمير وحفص بن غياث وجرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن الحارث الأعور عن عبد الله ورواه الثوري واختلف عنه فقال عبد الرزاق ومعاوية بن هشام وقبيصة بخلاف عنه عن الثوري عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن الحارث عن عبد الله وقال شعيب بن أيوب عن قبيصة فيه عن عمرو بن مرة ووهم فيه وقال بن إسحاق عن الأعمش عن عبد الله بن سخبرة عن عبد الله بن
¥(6/291)
الحارث بن نوفل عن بن مسعود ووهم فيه وهما قبيحا وقال يحيى بن عيسى الرملي عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله وقال عمرو بن ثابت عن الأعمش عن إبراهيم عن مالك بن مالك عن أبي مسعود وقال المسعودي عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله والصواب قول أبي معاوية ووكيع ومن تابعهم عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن الحارث عن عبد الله والشعبي يروي هذا الحديث عن الحارث عن علي بن أبي طالب وقد ذكرنا ذلك في حديث علي والخلاف فيه)
([924] وسئل عن حديث رواه الفضل بن عباس بن عميرة البرجمي عن ثابت بن محمد عن فطر عن الشعبي عن أبي الأحوص عن عبد الله مرفوعا في التشهد فقال هذا وهم وإنما أراد أن يقول عن السبيعي عن أبي الأحوص عن عبد الله وقد ذكرنا علة هذا الحديث في أول ترجمة أبي الأحوص عن عبد الله
)
([1043] وسئل عن حديث مولى أبي قتادة عن أبي قتادة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة عاق ولا ولد زنا ولا مدمن خمر ولا منان فقال يرويه أبو إسرائيل الملائي واسمه بن أبي إسحاق واختلف عنه فقال أحمد بن يونس عن أبي إسرائيل عن فضيل بن عمرو عن أبي الحجاج وهو مجاهد وقال عبيد الله بن موسى عن أبي إسرائيل عن منصور عن مجاهد عن مولى لأبي قتادة عن أبي قتادة وهو وهم وأبو إسرائيل ضعيف وإنما روى هذا الحديث منصور بن سالم بن أبي الجعد عن جابان عن عبد الله بن عمرو [ COLOR=purple] وقد ذكرناه في حديث عبد الله بن عمرو
)
([1127] وسئل عن حديث يزيد بن شريك عن أبي ذر قال كانت المتعة لنا خاصة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يعنى متعة الحج فقال يرويه الأعمش وعياش بن عمرو العامري وأبو حصين وعبد الرحمن بن أبي الشعثاء المحاربي وأبو سعد البقال وحبيب بن حسان عن إبراهيم بن يزيد عن أبيه عن أبي ذر واختلف عن عبد الرحمن بن الأسود فرواه مالك بن مغول عن عبد الرحمن بن الأسود عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر وخالفه محمد بن إسحاق فرواه عن عبد الرحمن بن الأسود عن عبد الرحمن بن سليم المحاربي وهو عبد الرحمن بن أبي الشعثاء عن يزيد بن شريك عن أبي ذر ورواه معاوية بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن عثمان بن عفان ووهم فيه والصحيح حديث أبي ذر وقد ذكرنا حديث معاوية بن إسحاق في مسند عثمان بن عفان رضي اللهد عنه)
([1187] وسئل عن حديث أبي إبراهيم الأشهلي عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدعاء في الصلاة على الجنازة فقال يرويه يحيى بن أبي كثير واختلف عنه فرواه الأوزاعي عنه عن أبي إبراهيم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم وقيل عن يحيى عن أبي سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وقيل عن يحيى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وقد ذكرنا هذا الحديث بعلله في مسند أبي هريرة
)
([1768] وسئل عن حديث أبي سلمة عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى أنا الرحمن وهي الرحمة شققت لها من اسمي فمن يصلها أصله ومن يقطعها أقطعه فقال يرويه محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة كذلك قال علي بن مسهر ومحمد بن بشر وإسماعيل بن زكريا وقال إسماعيل بن جعفر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة مرسلا وقال حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن عبد الرحمن بن عوف وخالفه الزهري رواه عن أبي سلمة عن أبي الرداد عن عبد الرحمن بن عوف واختلف عن الزهري في هذا الحديث وقدمنا الاختلاف فيه في مسند عبد الرحمن بن عوف رضى الله تعالى عنه
وروي عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة
)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 06 - 04, 06:09 م]ـ
فائدة
(قال الحافظ أبو الفضل بن طاهر في فوائد الرحلة: سمعت الإمام أبا الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي يقول: إن كتاب العلل الذي أخرجه الدارقطني إنما استخرجه من كتاب يعقوب بن شيبة .. واستدل له بعدم وجود مسند ابن عباس فيهما.
لكن قد تعقب شيخنا رحمه الله (ابن حجر) هذا بقوله: هذا الاستدلال لا يثبتُ المدّعَى، ومن تأمل العلل عرف أن الذي قاله الشيخ نصر ليس على عمومه، بل يحتمل أن لا يكون نظر في علل يعقوب أصلا (1)، وقال: والدليل على ما قلته: أنه يذكر كثيرا من الاختلاف إلى شيوخه، أو شيوخ شيوخه الذين لم يدركهم يعقوب، ويسوق كثيرا بأسانيده.
قلتُ (السخاوي): وليس ذلك بلازم أيضا.
انتهى
اجاد السخاوي في تعقب الحافظ ابن حجر رحمه الله فقد استفاد الدارقطني من كتاب العلل ليعقوب بن شيبة
وهذا امر معقول جدا ان يستفيد من الكتب المصنفة قبله
وفي الحقيقة ان اهم مصدر اعتمد عليه الدارقطني
هو كتاب العلل لعلي بن المديني وهو الكتاب الذي اعتمدعليه يعقوب بن شيبة
بل كل من صنف في العلل فقد اعتمد على كتاب ابن المديني
وماذكره الحافظ ابن حجر رحمه الله من انه يذكر اختلاف الطبقة المتأخرة
فهذا بعضه من الكتب المصنفة في العلل
وبعضه من قبل نفسه
فالدارقطني اعتمد على كتاب كثيرة
منها كتب مفردة
اعني تلك التي اعتنت بعلل حديث شعبة او مالك او
الخ
او علل حديث مسانيد بعض الصحابة
او كتب الغرائب
وقد اعتمد على كتب الساجي والذهلي وابن ابي داود
ومن الطبقة المتاخرة اعتمد على كتاب موسى بن هارون
واما في طبقة شيوخه فهذا من الدارقطني نفسه
والدارقطني في اثناء اعتماده على هذه الكتب ينتقد ويختار ويتعقب
وقد تعقب السجستاني وغيره
والله أعلم بالصواب
¥(6/292)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[16 - 06 - 04, 11:06 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وما ذكرتموه محتمل
وهذه بعض النقولات قد تحتمل أن القائل هو البرقاني
جاء في علل الدارقطني (2/ 217) من قوله
وقد أسند مالك بن أنس في روايته عن الزهري فيه ألفاظا عن عمر عن أبي بكر ذكرناها في مسند أبي بكر الصديق استغنينا عن إعادتها ها هنا
وذكر أيضا هناك من تابع مالكا على إسناده عن عمر عن أبي بكر
فهل قوله (وذكر) بالفتح أم الضم
فإذا قيل إنها بالفتح فتحمل على أن القائل هو البرقاني.
ومما يفيد كذلك في هذا الأمر ما جاء في العلل في هذه المواضع
العلل الواردة في الأحاديث النبوية ج:1 ص:235
... ويأتي ذلك في مسند عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم
فقوله هنا ويأتي يدل على أن القائل هو البرقاني المرتب للعلل على المسانيد
وفي العلل (2/ 114)
وقد تقدم ذكرنا له في مسند أبي بكر رضي الله عنه
وهذا يدل على أن القائل هو البرقاني المرتب للمسانيد
وكذلك في (4/ 34)
وقد ذكرنا بقية العلل عن ابن سيرين في مسند أبي هريرة
وفي العلل (7/ 33) (قبل مسند أبي هريرة)
وقد ذكرنا هذا الحديث بعلله في مسند أبي هريرة
وهذا يدل على أن القائل هو البرقاني لأنه ذكر هذا الكلام قبل مسند أبي هريرة
وفي العلل 5/ 332
وقد ذكرنا علة هذا الحديث في أول ترجمة أبي الأحوص عن عبد الله
وهذا يدل على أن القائل هو البرقاني
وفي العلل (4/ 348)
وقد كتبنا علته
في مسند أبي بكر الصديق رضي الله عنه
وهذا قد يدل على أن القائل هو البرقاني لأنه هو الكاتب
وفي العلل (9/ 291)
وقدمنا الاختلاف فيه في مسند عبد الرحمن بن عوف رضي الله
ومن إضافات البرقاني كذلك في العلل
686 ــ وسئل عن حديث الأسود عن عبد الله سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أحبها إلى الله؟ قال: الصلاة لوقتها، قلت: ثم ماذا؟ الحديث. فقال: يرويه عون ابن عبد الله ابن عتبة، واختلف عنه، فرواه أبو جناب الكلبي عن عون عن الأسود عن عبد الله. وخالفه إسماعيل ابن أبي خالد، فرواه عن عون عن عبد الله لا يذكر بينهما أحدا. كذلك رواه الحفّاظ عن إسماعيل. وخالفهم إسماعيل ابن عياش فرواه عن إسماعيل ابن أبي خالد عن عون ابن عبد الله ابن عتبة عن ابن مسعود. وروي عن أشعث عن الشعبي عن عون عن ابن مسعود. والصحيح حديث إسماعيل عن عون عن ابن مسعود.
قال ((البرقاني)): الذي رأيت ابن صاعد ذكره عن أبي عتبة أحمد ابن الفرج، عن يحيى ابن صالح الوُحَاظي عن إسماعيل ابن عياش عن إسماعيل ابن أبي خالد عن عبيد الله ابن عبد الله ابن عتبة عن أبيه. قال ابن صاعد: ورأيته في موضع آخر ثنا إسماعيل ابن عياش عن عبد العزيز ابن عبيد الله عن إسماعيل ابن أبي خالد.
ــ وسئل عن حديث سعيد وأبي سلمة عن أبي هريرة سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من احتجم يوم السبت ويوم الأربعاء فلا يلومن إلا نفسه». فقال: اختلف فيه على الزهري، فرواه داود ابن عطاء، عن ابن أبي ذئب وابن سمعان عن الزهري عن سعيد وأبي سلمة عن أبي هريرة. ورواه سلمان ابن أرقم واختلف عنه فرواه إسماعيل ابن عياش عن سليمان ابن أرقم وابن سمعان عن الزهري عن أبي سلمة وسعيد بالشك. وخالفه حماد ابن سلمة وداود ابن الزبرقان روياه عن سليمان عن الزهري عن سعيد وحده عن أبي هريرة. ورواه عون مولى أم حكيم عن الزهري مرسلاً عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أشبهها بالصواب. ثنا إسماعيل الصفار ثنا عباس الدوري ثنا حفص ابن عمرو ابن عبيد الطنافسي ـ ثقة ـ ثنا عبد العزيز ابن أبي سلمة الماجشون عن عون مولى أم حكيم عن الزهري « ... من احتجم يوم الأربعاء أو يوم السبت فظهر به وضح فلا يلومن إلا نفسه».
((قال: الشيخ أبو بكر)): وحفص ثقة وله ابن اسمه حفص ابن عبد الرحمن الطنافسي روى المغازي عن زياد البكائي عن محمد ابن إسحاق وغيره.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[14 - 02 - 05, 09:33 ص]ـ
للفائدة.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 02 - 05, 10:08 م]ـ
فائدة
ان اهم مصدر اعتمد عليه الدارقطني
هو كتاب العلل لعلي بن المديني
قولك أخي الحبيب ابن وهب أظنه صحيح، لكن ما الذي استندت عليه في قولك أن كتاب ابن المديني هو أهم مصدر، مع الأخذ بعين الاعتبار بأنه مفقود اليوم؟ هل لأنه أهم كتاب من كتب العلل؟ لكني أذكر أنك قلت ان أحمد والدارقطني قد جمعا بين طريقة البصريين وطريقة الكوفيين في منهج العلل، مما يدل على أن الدراقطني لم يكن اعتماده الرئيسي على كتاب ابن المديني فقط. أو لعلك توضح لنا هذا الإشكال بارك الله بك.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[28 - 10 - 06, 09:15 م]ـ
للفائدة.
وفي تاريخ بغداد (12/ 38) بعد القصة المذكورة أولاً عن البرقاني، قال الخطيب: (قال أبو بكر البرقاني: "وكنت أكثر ذكر الدارقطني والثناء عليه بحضرة أبي مسلم بن مهران الحافظ، فقال لي أبو مسلم: "أراك تفرط في وصفه بالحفظ، فتسأله عن حديث الرضراض عن ابن مسعود؟ "
فجئت إلى أبي الحسن وسألته عنه، فقال: "ليس هذا من مسائلك، وإنما قد وضعت عليه"، فقلت له: نعم، فقال: "من الذي وضعك على هذه المسألة؟ "، فقلت: لا يمكنني أن أسميه، فقال: "لا أجيبك، أو تذكره لي"، فأخبرته، فأملى علي أبو الحسن حديث الرضراض باختلاف وجوهه، وذكر خطأ البخاري فيه، فألحقته بالعلل ونقلته إليها" - أو كما قال -) ا. هـ.
¥(6/293)
ـ[الناصح]ــــــــ[22 - 10 - 10, 08:24 ص]ـ
فائدة
(ق
والدارقطني في اثناء اعتماده على هذه الكتب ينتقد ويختار ويتعقب
وقد تعقب السجستاني وغيره
والله أعلم بالصواب
في العلل
((علل الدارقطني - (2/ 203)
س 222 - وسئل عن حديث قيس بن مروان الجعفي، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد.
فقال: هو حديث يرويه الأعمش، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن قيس بن مروان، عن عمر.
ورواه الأعمش أيضا بإسناد آخر، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عمر.
ورواه الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم، عن علقمة، عن القرثع، عن قيس، أو ابن قيس رجل من جعفي، عن عمر، وهو قيس بن مروان.
ورواه عمارة بن عمير، عن رجل من جعفي، عن عمر، وهو قيس بن مروان.
وقد ضبط الأعمش إسناده وحديثه، وهو الصواب.
[ COLOR="Red"] قلت له: فإن البخاري فيما ذكره أبو عيسى عنه، حكم بحديث الحسن بن عبيد الله، على حديث الأعمش.
قال الشيخ: وقول الحسن بن عبيد الله، عن قرثع، غير مضبوط لأن الحسن بن عبيد الله ليس بالقوي، ولا يقاس بالأعمش.
وروى هذا الحديث أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود، عن أبي بكر، وعمر. انتهى من كتاب العلل "الشاملة"
ـ[الناصح]ــــــــ[22 - 10 - 10, 08:55 ص]ـ
وهذه بعض النقولات قد تحتمل أن القائل هو البرقاني
((قال: الشيخ أبو بكر)): وحفص ثقة وله ابن اسمه حفص ابن عبد الرحمن الطنافسي روى المغازي عن زياد البكائي عن محمد ابن إسحاق وغيره.
أخي عبدالرحمن وجدت في موسوعة أقوال الدارقطني
مانصه
[[[موسوعة أقوال الدارقطني - (11/ 247)
حفص بن عمر بن عبيد الطنافسي الكوفي.
(*) وقال قال الشيخ أبو بكر، يعني النيسابوري حفص ثقة، وله ابن اسمه عبد الرحمان بن حفص الطنافسي، روى المغازي عن زياد البكائي، عن محمد بن إسحاق، وغيره. ((العلل)) 9 383.]]]
انتهى من الشاملة
(تنبيه) في العلل قال
{وحفص ثقة وله ابن اسمه حفص ابن عبد الرحمن} ولعل الصواب عبد الرحمن بن حفص
والله أعلم
ـ[إبراهيم الأبياري]ــــــــ[22 - 10 - 10, 11:16 م]ـ
قال الحافظ أبو الفضل بن طاهر في فوائد الرحلة: سمعت الإمام أبا الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي يقول: إن كتاب العلل الذي أخرجه الدارقطني إنما استخرجه من كتاب يعقوب بن شيبة .. واستدل له بعدم وجود مسند ابن عباس فيهما. - نص كلام الحافظ ابن طاهر المقدسي في «المنثور من الحكايات والسؤالات» (ص 54، 55 - ت عزون):
«سمعت الإمام أبا الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي بها -وهو أول شيخ سمعت منه الحديث في سنة ستين وأنا يومئذ ابن اثنتي عشرة سنة- رحمه الله يقول: يقال: إن (كتاب العلل) الذي خرجه الدراقطني إنما استخرجه من كتاب يعقوب؛ وذلك أن كتاب يعقوب بن شيبة لا يوجد فيه مسند ابن عباس، ولا يوجد علل حديث ابن عباس في (كتاب الدارقطني)». اهـ
- فائدة:
قال الحافظ ابن حجر:
« ... ومن ثم استخرجت مسند ابن عباس -رضي الله عنهما- من «علل الدارقطني»، ولم يفرده، والشائع بين طلبة الفن أنه ليس فيه، فقصدت إلى ترتيبه فوجدته يذكر في أثناء المسانيد أحاديث لابن عباس -رضي الله عنهما- اختلف فيها على الرواة، فكنت كلما مر بي حديث له أفردته، فما كمل حتى تمَّ مسند ابن عباس -رضي الله عنهما-.
ولا يقال: إن أحاديث ابن عباس -رضي الله عنهما- كلها معللة، بل المعلل منها الأحاديث الواردة في كتابه، فإن المُعلِّل لا يلزمه أن يذكر جميع أحاديث الصحابي، وإنما يلزمه ذكر ما أُعل من حديثه، فإن أتى بغيره كان متبرِّعا». اهـ
النكت الوفية بما في شرح الألفية (2/ 390).
ـ[عمر عيسى]ــــــــ[25 - 10 - 10, 10:55 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا
ـ[محمد بن محمود بن إسماعيل]ــــــــ[25 - 10 - 10, 02:23 م]ـ
رحم الله الدارقطنى وجميع علماء المسلمين
ـ[أبو عبد الله المقدسي]ــــــــ[28 - 10 - 10, 03:18 م]ـ
ف
هو كتاب العلل لعلي بن المديني وهو الكتاب الذي اعتمدعليه يعقوب بن شيبة
بل كل من صنف في العلل فقد اعتمد على كتاب ابن المديني
فالدارقطني اعتمد على كتاب كثيرة
منها كتب مفردة
اعني تلك التي اعتنت بعلل حديث شعبة او مالك او
الخ
او علل حديث مسانيد بعض الصحابة
او كتب الغرائب
¥(6/294)
وقد اعتمد على كتب الساجي والذهلي وابن ابي داود
ومن الطبقة المتاخرة اعتمد على كتاب موسى بن هارون
واما في طبقة شيوخه فهذا من الدارقطني نفسه
والدارقطني في اثناء اعتماده على هذه الكتب ينتقد ويختار ويتعقب
وقد تعقب السجستاني وغيره
والله أعلم بالصواب
جزاكم الله خيراً. .
- هل ذكر أحد من أهل العلم اعتماده على مسند السرجسي؟
ـ[أبو عبد الله المقدسي]ــــــــ[02 - 11 - 10, 10:54 ص]ـ
- الماسرجسيّ: الحافظ البارع أبو على الحسين بن محمد بن احمد بن محمد بن الحسين ابن عيسى بن ما سرجس الماسرجسى النيسابوري صاحب المسند الاكبر، سمع جده احمد بن محمد وأبا بكر بن خزيمة وابا العباس السراج وابن الشرقي فمن بعدهم بخراسان ومصر والشام والعراق.
قال الحاكم: هو سفينة عصره في كثرة الكتابة، ارتحل إلى العراق في سنة احدى وعشرين وأكثر المقام بمصر وصنف المسند الكبير مهذبا معللا في الف جزء وثلاث مائة جزء، وجمع حديث الزهري جمعا لم يسبقه احد، وكان يحفظه مثل الماء، وصنف الابواب والشيوخ والمغازى والقبائل، وخرج على صحيح البخاري كتابا وعلى صحيح مسلم وأدركته المنية قبل الحاجة إلى اسناده ودفن علم كثير بدفنه، وسمعته يقول سمعت ابى يقول سمعت مسلم بن الحجاج القشيرى يقول: صنفت هذا المسند - يعنى صحيحه - من ثلاث مائة الف حديث مسموعة.
وقال الحاكم في موضع آخر: صنف أبو على حديث الزهري فزاد على محمد بن يحيى الذهلى، قال: وعلى التخمين يكون مسنده بخطوط الوراقين في اكثر من ثلاثة الف جزء، فعندي انه لم يصنف في الاسلام مسند اكبر منه، وعقد أبو محمد بن زياد مجلسا عليه لقراءته، وكان مسند ابى بكر الصديق بخطه في بضعة عشر جزءا بعلله وشواهده فكتبه النساخ في نيف وستين جزءا، مولده سنة ثمان وتسعين ومائتين، وتوفى في تاسع رجب سنة خمس وستين وثلاث مائة، وصلى عليه ابن اخيه الفقيه أبو الحسن الماسرجسى.
تذكرة الحفاظ للذهبي 3/ 956
ـ[عمر عيسى]ــــــــ[05 - 11 - 10, 11:01 م]ـ
السلام عليكم بصراحة الموضوع يدل العناية به من قبل القائمين جزاكم الله خيرا والشيخ السديس المبارك والشيخ عبد الرحمن الفقيه الحبيب بارك الله فيكم جميعا
ـ[عبدالله بن هاشم]ــــــــ[06 - 11 - 10, 06:38 م]ـ
جزاكم الله كل خير أمتعتمونا وأفدتم وأجدتم وكفيتم ووفيتم.
ولكن لي سؤال:
هل معنى ذكر الإمام الدارقطني للحديث في العلل يدل على ضعفه أم فيه أحاديث معللة بعلل غير قادحة , وكيف نميز ما ضعفه مما لم يضعفه؟
ـ[عبدالله بن هاشم]ــــــــ[08 - 11 - 10, 11:53 م]ـ
لا يزال السؤال مطروحاً!(6/295)
حول إسناد صحيح ابن خزيمة (ط. الأعظمي)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[31 - 03 - 04, 11:12 م]ـ
الحمد لله وحده ...
أحيانا يرد الحديث من كلام ابن خزيمة عن شيوخه الذين أخرج عنهم الصحيح رأساً
و أحيانا يرد الحديث برواية أبي طاهر محمد بن الفضل بن إسحاق بن خزيمة عن جده الإمام , وهذا أكثر ما في المطبوع منه
وأحيانا يرد هكذا:
أبو الحسن علي بن المسلم بن محمد , عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني , عن أبي عثمان إسماعيل بن عبدالرحمن الصابوني , عن أبي طاهر عن جده
..
فهل من تفسير يليق بشدة اعتناء المحدثين بتوثيق المخطوطات , وإثبات السماعات؟
أعني باختصار
مخطوطة من هذه التي حقق الشيخ الأعظمي عليها الكتاب؟
................
وهل من طبعة أخرى للكتاب؟
ـ[رمضان عوف]ــــــــ[04 - 04 - 06, 09:19 م]ـ
قبل الرد برجاء أن تقرأ مقدمة شيخنا الأعظمي حول رواة هذا الكتاب من المقدمة من ص 25 - 31
وساعتها تعرف قبل أن تتكلم
وأنا في انتظار قراتك وما فهمته
زادك الله حرصا ولاتعد
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[04 - 04 - 06, 10:33 م]ـ
اسأل الله ان لا يحرمكم الاجر والثواب في الدنيا والاخرة
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[05 - 04 - 06, 04:42 م]ـ
قبل الرد برجاء أن تقرأ مقدمة شيخنا الأعظمي حول رواة هذا الكتاب من المقدمة من ص 25 - 31
وساعتها تعرف قبل أن تتكلم
وأنا في انتظار قراتك وما فهمته
زادك الله حرصا ولاتعد
الحمد لله وحده ...
الأخ المحترم رمضان عوف ..
قرأتُ المقدمّة كاملة قبل أن أضع الموضوع قبل سنتين .. وأعدت قراءتها أمس حين رأيت مشاركتك .. إكرامًا لك.
ويبدو أنك بحاجة إلى مزيد من التركيز وأنت تقرأ المشاركات قبل أن تردّ عليها، وإن كان لديك أي مشكلة تحول دون صفاء ذهنك فإن أحدًا لم يلزمك بالرد، فلتتأنّ ولتكن حليمًا، تمامًا مثلما فعلتُ حين قرأت ردّك العصبي بالأمس.
وكان يكفيك ويكفيني أن ترد سؤالي إن كنت فهمتَه.
وأتسائل: إذا كانت مشاركاتك التي لا تتجاوز معدّل ال70 مشاركة في السنة بهذا الأسلوب فهل تتوقع أنك مفيدٌ لإخوانك؟
لم أطلب تراجم رواة النسخة الذين ذكرتُهم فوق (وفيهم أبو عثمان الصابوني وعبدالعزيز الكناني!) حتى تحيلني على تراجمهم في المقدّمة (آخر ص25 إلى أول ص31) ..
ولم أشكك في كون هذا الكتاب المطبوع هو صحيح ابن خزيمة حتى تحيلني على إثبات نسبته إليه (ص25).
فالمتحصّل أن إجابتك متسرّعة .. وعصبيّة ..
حاول فهم السؤال .. وسوف أسعد بالاستفادة منك ..
وزادك الله حرصًا ولا تعد ..(6/296)
كتاب ((موقف الإمامين البخاري ومُسلم .. )) للشيخ خالد الدريس
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[03 - 04 - 04, 06:42 م]ـ
موقف الإمامين البخاري ومُسلم
من اشتراط اللّقيّا والسّمَاع
في السّند المعنعن بَين المتعَاصِرين
خَالِد مَنصُور عَبد الله الدريس(6/297)
للتحميل: الأبحاث المقدمة لندوة علوم الحديث واقع وآفاق .. في 6 - 8 صفر 1424هـ ـالإمارات
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[06 - 04 - 04, 12:53 ص]ـ
أزف لإخواني هذه البشارة، سائلا الله تعالى أن ينفع بها ...
الأبحاث المقدمة لندوة علوم الحديث واقع وآفاق .. في 6 - 8 صفر 1424هـ ـ دولة الإمارات ..
وهو يحتوي على (17) بحثاً لعدد من المختصين في هذا العلم، أثابهم الله تعالى.
على هذا الرابط:
http://saaid.net/book/open.php?cat=&book=1098
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[06 - 04 - 04, 01:16 ص]ـ
الشيخ عمر وفقه الله
بشَّرك الله بالخير و جزاك خيرا على حرصك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=18174&highlight=%C7%E1%CF%D1%DA(6/298)
هل جزم البخاري بتعليق حديث وأعله؟
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[08 - 04 - 04, 01:52 ص]ـ
هل جزم البخاري بتعليق حديث وأعله في موضع آخر؟ أو ذكره بصيغة التمريض وهو صحيح أخرجه في صحيحه؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 04 - 04, 03:12 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3496
حول الجزء الثاني من السؤال (أو ذكره بصيغة التمريض وهو صحيح أخرجه في صحيحه؟)
قال الحافظ ا بن حجر فى فتح البارى (1/ 111) (وذلك محمول (اى تعليق البخارى لاثر صيح بصيغة التريض)
على قاعدة ذكرها لى شيخنا ابو الفضل بن الحسين الحافظ رحمه الله وهى ان البخارى لايخص صيغة التمريض بضعف الاسناد بل اذا ذكر المتن بالمعنى او اختصره اتى بها ايضا) واشاره الى نحوه فى الفتح (2/ 205)
وقد بين ذلك الحافظ ا بن رجب فى فتح الباري (4/ 366) حيث قال (وقد علقه هنا بقوله (ويذكر) (وهو قد اخرجه فى موضع آخر) فدل على ان هذه الصيغة عنده لاتقتضى ضعفا فيما علقه بها وانه يعلق بها الصحيح والضعيف الا ان اغلب ما يعلق بها ما ليس على شرطه)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=275
وقال الحافظ ابن حجر فى النكت علىا بن الصلاح (1/ 325) (وأما الثانى وهو المعلق بصيغة التمريض مما لم يورده فى موضع آخر فلايوجد فيه ما يلتحق بشرطه إلا مواضع يسيرة قد أوردها بهذه الصيغة لكونه ذكرها بالمعنى كما نبه عليه شيخنا رضى الله عنه
نعم فيه ما هو صحيح وإن تقاعد عن شرطه إما لكونه لم يخرج لرجاله أولوجود علة فيه عنده
ومنه ماهو حسن ومنها ما هو ضعيف وهو على قسمين
أحدهما ما ينجبر بأمر آخر
وثانيهما ما لايرتقى عن مرتبة الضعيف
وحيث يكون بهذه المثابة فانه يبين ضعفه ويصرح به حيث يورده فى كتابه)
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[14 - 04 - 04, 03:05 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخنا عبدالرحمن.
وهل هناك إفاده من الاخوة حوله؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 08 - 05, 08:51 ص]ـ
وحول ما يتعلق بالجزء اول من السؤال فقد يستدل له بهذه الأمثلة
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري [جزء 13 - صفحة 187]
(وقد اعترض بعضهم على بن الصلاح ومن تبعه في أن الذي يجزم به البخاري يكون على شرط الصحيح وقد جزم بهذا مع أن عبد الرحمن بن أبي الزناد قد قال فيه ابن معين ليس ممن يحتج به أصحاب الحديث ليس بشيء وفي رواية عنه ضعيف وعنه هو دون الدراوردي وقال يعقوب بن شبة صدوق وفي حديثه ضعف سمعت علي بن المديني يقول حديثه بالمدينة مقارب وبالعراق مضطرب وقال صالح بن احمد عن أبيه مضطرب الحديث وقال عمرو بن علي نحو قول علي وقالا كان عبد الرحمن بن مهدي يحط على حديثه وقال أبو حاتم والنسائي لا يحتج بحديثه
ووثقه جماعة غيرهم كالعجلي والترمذي!
فيكون غاية أمره أنه مختلف فيه فلا يتجه الحكم بصحة ما ينفرد به بل غايته أن يكون حسنا!
وكنت سألت شيخي الامامين العراقي والبلقيني عن هذا الموضع فكتب لي كل منهما بأنهما لا يعرفان له متابعا وعولا جميعا على أنه عند البخاري ثقة فاعتمده
وزاد شيخنا العراقي أن صحة ما يجزم به البخاري لا يتوقف أن يكون على شرطه وهو تنقيب جيد ثم ظفرت بعد ذلك بالمتابع الذي ذكرته فانتفى الاعتراض من أصله ولله الحمد) انتهى.
وقال كذلك في الفتح [جزء 13 - صفحة 414]
قوله عن أبي سلمة هو ابن عبد الرحمن بن عوف قال أبو مسعود الدمشقي في الأطراف وتبعه جماعة من المحدثين إنما روى الماجشون هذا عن عبد الله بن الفضل عن الأعرج لا عن أبي سلمة وحكموا على البخاري بالوهم في قوله عن أبي سلمة
وحديث الأعرج الذي أشير إليه تقدم في أحاديث الأنبياء من رواية عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون كما قالوا وكذا أخرجه مسلم في الفضائل والنسائي في التفسير من طريقه
ولكن تحرر لي ان لعبد الله بن الفضل في هذا الحديث شيخين فقد أخرج أبو داود الطيالسي في مسنده عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن عبد الله بن الفضل عن أبي سلمة طرفا من هذا الحديث وظهر لي ان قول من قال عن الماجشون عن عبد الله بن الفضل عن الأعرج أرجح ومن ثم وصلها البخاري وعلق الأخرى
فان سلكنا سبيل الجمع استغني عن الترجيح والا فلا استدراك على البخاري في الحالين
وكذا لا تعقب على ابن الصلاح في تفرقته بين ما يقول فيه البخاري قال فلان جازما فيكون محكوما بصحته بخلاف ما لا يجزم به فإنه لا يكون جازما بصحته،وقد تمسك بعض من اعترض عليه بهذا المثال فقال جزم بهذه الرواية وهي وهم وقد عرف مما حررته الجواب عن هذا الاعتراض) انتهى.
ـ[ماهر]ــــــــ[05 - 12 - 08, 02:00 م]ـ
الشيخ عبد الرحمن الفقيه.
أجزل الله لكم الثواب وأدخلكم الجنة بغير حساب، وجمعنا ووالدينا وإياكم في الفردوس الأعلى.
ـ[أبو أيوب المصري]ــــــــ[21 - 12 - 08, 10:58 م]ـ
الشيخ عبد الرحمن الفقيه.
أجزل الله لكم الثواب وأدخلكم الجنة بغير حساب، وجمعنا ووالدينا وإياكم في الفردوس الأعلى.
آميييييييييييييين(6/299)
هل من أحد جمع الفوائد الحديثية من كتاب فتح الباري للحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[08 - 04 - 04, 10:08 م]ـ
هل من أحد جمع الفوائد الحديثية من كتاب فتح الباري للحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى.
إذا كان ذلك فليذكر مؤلفه والدار التي طبعته وغير ذلك.
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو خليفة العسيري]ــــــــ[09 - 04 - 04, 12:20 ص]ـ
(توجيه القاري إلى القواعد والفوائد الأصولية والحديثية والإسنادية في فتح الباري) / حافظ ثناء الله الزاهدي / جامعة العلوم الأثرية / ط الأولى 1986م
ثم ضمته بعض دور النشر إلى طبعة فتح الباري، ولا أذكر أي دار.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[09 - 04 - 04, 12:23 ص]ـ
هناك كتاب للشيخ محمد العوشن
الفوائد المنتقاه من فتح الباري
لكنه عام، وليس في الفوائد الحديثية فقط.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[09 - 04 - 04, 12:45 ص]ـ
الفوائد المنتقاة من فتح الباري وكتب أخرى للشيخ عبدالمحسن العباد
ولشيخ مشايخنا الشيخ عبدالحق الهاشمي رحمه الله مقدمة نفيسة على شرحه للبخاري ذكر فيها فوق أربعين عادة للبخاري في صحيحة، وقد رأيتها مخطوطة عند ابنه شيخنا عبدالوكيل بن عبدالحق
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=12455
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[09 - 04 - 04, 12:54 ص]ـ
جزاكم الله تعالى خيرا شيوخنا الكرام
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[14 - 01 - 05, 10:33 م]ـ
هل كتاب توجيه القاري موجود على الشبكة؟(6/300)
نظرات فى تصحيح الأحاديث وتضعيفها من خلال دراسة أحاديث بعض من تُكلم فيهم
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[09 - 04 - 04, 09:57 ص]ـ
نظرات فى تصحيح الأحاديث وتضعيفها
من خلال دراسة أحاديث بعض من تُكلم فيهم
الحمد لله بالعشى والإشراق، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على من وقع على محبته الإتفاق، وطلعت شموس أنواره في غاية الإشراق، وتفرد فى ميدان الكمال بحسن الإستباق، الناصح الأمين الذي اهتدى الكون كله بعلمه وعمله، والقدوة المكين الذي اقتدي الفائزون بحاله وقوله، ناشر ألوية العلوم والمعارف، ومسدي الفضل للأسلاف والخوالف، الداعي على بصيرة إلى دار السلام، والسراج المنير والبشير النذير، علم الأئمة الأعلام. وبعد ..
فإنى أثناء مراجعتى كتاب ((زوائد الأدب المفرد)) للشيخ أبى عبد الرحمن محمد بن مصطفى السكندرى ـ أحسن الله مثوبته ـ، كتبت تعليقاً وجيزاً على حديث دراج أبى السمح عن عيسى بن هلال الصدفى عن عبد الله بن عمرو عن النبى صلى الله عليه وسلم: ((إن روحي المؤمنين ليلتقيان في مسيرة يوم، وما رأى أحدهما صاحبه))، وقد حكم عليه الشيخ بالضعف ترجيحا لأقوال من ضعَّف دراجاً بإطلاقٍ.
غير أن الشيخ أبا عبد الرحمن آثر أن ينقل ما علقتُه بنصه بالحاشية، إذ قلت: ((الخلاف فى دراج أبى السمح المصرى الواعظ الزاهد، أوسع من أن يحكم معه بإطلاق الضعف عليه، وتوهين أخباره، سيما والإمام الجهبذ أبا حاتم بن حبان يصحح أحاديثه خاصة ((دراج عن أبى الهيثم عن أبى سعيد))، فقد أخرج بهذا الإسناد فى ((صحيحه)) ثمانية أحاديث، وكان الإمام أبو زكريا يحيى بن معين يصحح هذا الإسناد، كما أسنده أبو عبد الله الحاكم فى ((المستدرك)) (2/ 247:246) قال: سمعت أبو العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت العباس بن محمد الدورى يقول: سألت يحيى بن معين عن أحاديث دراج عن أبى الهيثم عن أبى سعيد فقال: هذا إسناد صحيح.
وأنا، إن أذن الله لى بتوفيقه وعونه، عازم على تسطير بحث بعنوان ((الابتهاج ببيان صحاح أحاديث دراج))، وذلك لأنه تصفو له جملة من الأحاديث الحسان، وأما مناكيره فمعروفة عند أهل التحقيق)) اهـ.
قلت: هذا ما كتبته على عجل، راجياً أن يفسح الله لى فى الأجل، لانجاز ما وعدت، وتحقيق ما رجوت، خاصة وأنا انظر إلى أحكام الأئمة المتقدمين بعين الإنصاف، وابتعد بنفسى فى حضرتهم عن أحكام التعنت والاعتساف. ولست أعنى أن من ضعَّفه لم يكن منصفاً، إذ كثير من أحكام الجرح لها محامل خاصة، وليس كما يعتقد المتأخرون عمومها، سيما قول الإمام أحمد: أحاديثه مناكير أو منكر الحديث. فمثل هذا يقوله الإمام أحمد عن جماعة من الثقات أمثال: محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمى، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، والمغيرة بن زياد البجلى، ونحوهم ممن وثقوا، ولم يضعف الأئمة من أحاديثهم إلا ما تيقنوا نكارته، فقد يروى الثقة المناكير.
وقد حفزنى ما قوبل به هذا التعليق، وما وصلنى من رسائل خاصة، لا داعى لذكر محتواها من الغمز واللمز، والاستخفاف بما وصفتُه تحقيقاً وإنصافاً، حفزنى ذلك على التوطئة للاحتجاج بما عزمت عليه، بذكر هذه اللمحة الوجيزة عن صنيع الأئمة النقاد مع أحاديث من اختلفوا عليه من الرواة، ولم يجمعوا على جرحه وتوهينه، فوثَّقه بعضهم، ووهَّنه بعضهم.
على أنى أقطع فى نفسى، من خلال نظرةٍ فاحصةٍ لواقع اليوم، أن الأغلب الأعم من طلبة هذا العلم الشريف، بل وكثير من فضلاء علماء زماننا، يبادرون إلى تضعيف أحاديث أمثال هؤلاء الرواة ـ أعنى المتكلم فيهم ـ عملاً بظاهر كلام أئمة الجرح وأحكامهم، من غير إمعان النظر فى مروياتهم، وموافقتها أو مخالفتها لروايات أهل الضبط والتيقظ، وإن شئت فقل: من غير سبر الروايات والوقوف على ما يحتف بها من قرائن مؤثرة فى الحكم عليها.
ولله در الحافظ العسقلانى إذ يقول فى ((النكت)) (1/ 4045): ((صحة الحديث وحسنه ليس تابعاً لحال الراوي فقط، بل لأمور تنضم إلى ذلك من المتابعات والشواهد، وعدم الشذوذ والنكارة)).
¥(6/301)
فما أيسره عملاً، وأسهله منهجاً، أن يعمد أحدهم إلى الحديث وقد اطَّلع على بعض مصادره، فيتعرف على رجال إسناده، ثم يقابلهم بما اختصره الحافظ المزى أو الذهبى أو العسقلانى من مراتبهم فى الجرح والتعديل، ويحكم بمقتضى ذلك على الحديث بالضعف أو الصحة، كنحو قوله ((هذا حديث ضعيف، لأن راويه ضعيف))، و ((هذا حديث منكر، لأن راويه يروى المناكير))، و ((هذا حديث موضوع، لأن راويه كذاب أو وضاع)).
وقد أفرزت هذه السطحية والظاهرية كماً هائلاً من الأحكام الخاطئة على الأحاديث النبوية، والآثار المصطفوية، حتى تطرق ذلك إلى أحاديث ((الصحيحين))، و ((السنن الأربعة))، وصحيحى ابن خزيمة وابن حبان، والكثير من الأحاديث التى احتج بها أكثر أهل العلم من المحدثين والفقهاء والأصوليين. ومن محدثات الأمور فى ذلك أن حُملتْ أحكام أئمة الجرح والتعديل على غير محاملها، وصُرفتْ إلى غير معانيها، وحُرفتْ عن مواضعها، فضلاً عن الآراء المنحرفة فى حقِّ الكثير من رفعاء الأئمة وعلماء الأمة.
ومما يحسُن نقله هاهنا، قول الإمام أبى الحسين مسلم بن الحجاج فى مقدمة ((الصحيح)) حيث قال: ((وَقَدْ تَكَلَّمَ بَعْضُ مُنْتَحِلِي الْحَدِيثِ مِنْ أَهْلِ عَصْرِنَا فِي تَصْحِيحِ الأَسَانِيدِ وَتَسْقِيمِهَا بِقَوْلٍ، لَوْ ضَرَبْنَا عَنْ حِكَايَتِهِ وَذِكْرِ فَسَادِهِ صَفْحًا، لَكَانَ رَأْيًا مَتِينًا وَمَذْهَبًا صَحِيحًا، إِذِ الإِعْرَاضُ عَنِ الْقَوْلِ الْمُطَّرَحِ أَحْرَى لإِمَاتَتِهِ، وَإِخْمَالِ ذِكْرِ قَائِلِهِ، وَأَجْدَرُ أَنْ لا يَكُونَ ذَلِكَ تَنْبِيهًا لِلْجُهَّالِ عَلَيْهِ، غَيْرَ أَنَّا لَمَّا تَخَوَّفْنَا مِنْ شُرُورِ الْعَوَاقِبِ، وَاغْتِرَارِ الْجَهَلَةِ بِمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ، وَإِسْرَاعِهِمْ إِلَى اعْتِقَادِ خَطَإِ الْمُخْطِئِينَ، وَالأَقْوَالِ السَّاقِطَةِ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ، رَأَيْنَا الْكَشْفَ عَنْ فَسَادِ قَوْلِهِ، وَرَدَّ مَقَالَتِهِ بِقَدْرِ مَا يَلِيقُ بِهَا مِنَ الرَّدِّ أَجْدَى عَلَى الأَنَامِ وَأَحْمَدَ لِلْعَاقِبَةِ إِنْ شَاءَ اللهُ)).
وهذا حين الشروع فى ذكر الأمثلة على ما تختلف فيه الأحكام، باختلاف القرائن المحيطة بأحاديث الرواة المتكلم فيهم.
ولنبدأ من ذلك بـ ((قرَّة بن عبد الرحمن بن حيوئيل أبو محمد المعافرى)).فنقول والله المستعان:
أخرج الترمذى (700) قال: حدثنا إسحق بن موسى الأنصاري ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن قرة بن عبد الرحمن عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَحَبُّ عِبَادِي إِلَيَّ أَعْجَلُهُمْ فِطْرًاً)).
وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا أبو عاصم وأبو المغيرة عن الأوزاعي بهذا الإسناد نحوه.
وأخرجه كذلك أحمد (2/ 237،329)، والعقيلى ((الضعفاء الكبير)) (3/ 485)، وأبو يعلى (10/ 378/5974)، وابن حبان (3498) وصحَّحه، والبيهقى ((السنن الكبرى)) (4/ 237)، وابن عبد البر ((التمهيد)) (20/ 23)، وابن عبد الغنى البغدادى ((التقييد)) (ص208) من طرق عن الأوزاعى عن قرَّة بن عبد الرحمن عن الزهرى عن أبى سلمة عن أبى هريرة مرفوعاً به.
قال أبو عيسى الترمذى: ((هذا حديث حسن غريب)).
وقال أبو جعفر العقيلى: ((لا يتابع قرَّة عليه، وهو يروى من غير هذا الوجه بإسناد أصلح من هذا)).
قلت: أما أبو عيسى، فقد أراد بالحسن تعدد مخارج الحديث، وبالغرابة تفرد قرة بن عبد الرحمن بهذا الوجه عن الزهرى. وكلام أبى جعفر العقيلى من أوضح الأدلة على إرادته هذا المعنى. فهذا الحديث عند أبى عيسى حديث يُروى من غير وجهٍ نحوه، ولكنه بهذا الإسناد عن الزهرى عن أبى سلمة عن أبى هريرة، لم يروه عنه غير قرَّة بن عبد الرحمن المعافرى.
وأما أبو جعفر، فلعلَّه أراد إسناداً ليس للزهرى ولا لقرَّة فيه ذكر، ولم أقف عليه مع شدَّة التحرى لطلبه.
فإن قيل: فقد أخرجه الطبرانى فى ((الأوسط)) (1/ 54/149)، وابن عدى ((الكامل)) (6/ 314) كلاهما من طريق مسلمة بن على الخشنى عن محمد بن الوليد الزبيدى عن الزهرى عن أبى سلمة عن أبى هريرة مرفوعاً بمثله.
¥(6/302)
وقال أبو القاسم الطبرانى: ((لم يرو هذا الحديث عن الزبيدى إلا مسلمة بن على)).
فهذا معارض لكلام أبى عيسى وأبى جعفر، ومنافٍ لمرادهما من تفرد قرَّة عن الزهرى به!.
قلت جواباً على هذا الاعتراض: لستُ أعلم أحداً أثنى على الخشنى أو رضيه، وذلك أنه يروى الأباطيل والمناكير ويركِّبها على أسانيد الثقات المشاهير من أهل الشام كالأوزاعى والزبيدى. قال أبو حاتم بن حبان: ((كان ممن يروى عن الثقات ما ليس من أحاديثهم توهماً، فلما كثر ذلك منه بطل الاحتجاج به)).
وقال الحافظ الذهبى فى ((الميزان)) (6/ 423/8533): ((مسلمة بن على الخشنى؛ شامى واهٍ تركوه. قال دحيم: ليس بشئٍ. وقال أبو حاتم: لا يشتغل به. وقال البخارى: منكر الحديث. وقال النسائى: متروك. وقال ابن عدى: عامة أحاديثه غير محفوظة)).
فلا يبعد أن يكون الخشنى سرق حديث قرَّة بن عبد الرحمن، وركَّبه على هذا الإسناد عن الزبيدى عن الزهرى عن أبى سلمة عن أبى هريرة. وعليه فالحديث باقٍ على غرابته لتفرد قرَّة عن الزهرى به.
وأما قرَّة بن عبد الرحمن بن حيوئيل المصرى. فقد ضعَّفه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان وأبو داود والنسائى. وقوَّى أمرَه عند مصححى حديثه هذا وغيرِه:
(1) ثناء الأوزاعى عليه، وهو من أعرف الناس به وأرواهم لحديثه.
(2) تخريج مسلم حديثاً له فى المتابعات مقروناً بعمرو بن الحارث المصرى. فقد قال الإمام مسلم فى ((كتاب المساقاة)) (1591): حدثني أبو الطاهر أخبرنا ابن وهب عن قرة بن عبد الرحمن المعافري وعمرو بن الحارث وغيرهما أن عامر بن يحيى المعافري أخبرهم عن حنش أنه قال: كنا مع فضالة بن عبيد في غزوة فطارت لي ولأصحابي قلادة فيها ذهب وورق وجوهر فأردت أن أشتريها، فسألت فضالة بن عبيد فقال: انزع ذهبها فاجعله في كفة، واجعل ذهبك في كفة، ثم لا تأخذن إلا مثلاً بمثل، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، فَلا يَأْخُذَنَّ إِلا مِثْلاً بِمِثْلٍ)).
(3) تصحيح ابن خزيمة وابن حبان والحاكم والضياء المقدسى جملةً من أحاديثه.
وأما كلام من ضعَّفه ولم يقبله بمرة، فقال أحمد بن حنبل: ((منكر الحديث جداً)). وقال يحيى بن معين: ((ضعيف الحديث)). وقال أبو حاتم الرازى والنسائى: ((ليس بقوى)). وقال أبو زرعة: ((أحاديثه مناكير)). وقال أبو داود: فى حديثه نكارة.
ففى ((الجرح والتعديل)) (7/ 131/751) لابن أبى حاتم: ((قرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل بن ناشرة المعافري المزني المصري. روى عن الزهرى. روى عنه الأوزاعي، وحيوة بن شريح، وسويد بن عبد العزيز، وعبد الله بن وهب. وأخبرنا أبى نا إبراهيم بن الوليد بن سلمة الطبراني نا أبو مسهر نا يزيد بن السمط قال: كان الأوزاعي يقول ما أحد أعلم بالزهرى من قرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل. وأخبرنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني فيما كتب إلىَّ قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: قرة بن عبد الرحمن صاحب الزهرى منكر الحديث جداً. وأخبرنا أبو بكر بن أبى خيثمة فيما كتب إلىَّ قال: سئل يحيى بن معين عن قرة بن عبد الرحمن فقال: ضعيف الحديث. وسألت أبى عن قرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل فقال: ليس بقوي. وسئل أبو زرعة عن قرة بن حيوئيل فقال: الأحاديث التي يرويها مناكير)).
وأما من وثَّقه، فقد قال أبو عمرو الأوزاعى: ما أحد أعلم بالزهرى من قرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل. وقال أبو حاتم بن حبان: ((من ثقات أهل مصر)). وقال أبو أحمد بن عدى: ((ولقرَّة أحاديث صالحة، وأرجو أنه لا بأس به)).
¥(6/303)
وربما يحمل كلام الأوزاعى على علمه بحال الزهرى لا بأحاديثه، فإن أعلم الناس بحديث الزهرى: مالك بن أنس، وابن عيينة، ومعمر، ليس قرَّة ولا غيره. قال أبو حاتم بن حبان ((الثقات)) (7/ 342): ((سمعت عمر بن حفص البزار بجنديسابور يقول سمعت إسحاق بن ضيف يقول سمعت أبا مسهر يقول سمعت يزيد بن السمط يقول: أعلم الناس بالزهرى قرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل. قال أبو حاتم: هذا الذي قاله يزيد بن السمط ليس بشيء يحكم به على الإطلاق، وكيف يكون قرة بن عبد الرحمن أعلم الناس بالزهرى، وكل شيء روى عنه لا يكون ستين حديثا، بل أتقن الناس في الزهرى: مالك، ومعمر، والزبيدى، ويونس، وعقيل، وابن عيينة، هؤلاء الستة أهل الحفظ والإتقان والضبط والمذاكرة، وبهم يعتبر حديث الزهرى، إذا خالف بعض أصحاب الزهرى بعضا في شيء يرويه)).
قلت: وهذا الذى ذكره أبو حاتم هو الغاية فى الإجادة والإفادة، ولكن لا يسقط به الاحتجاج بأحاديث قرَّة عن الزهرى، سيما إذا توبع ولم يتفرد.
ومما يقتضيه النظر الممعن فيما حُكى من الاختلاف على جرح أو توثيق قرَّة بن عبد الرحمن، ألا يطرح حديثُه بمرَّة، بل يُحتج بما وافق فيه الثقات، كنحو صنيع الإمام مسلم فى احتجاجه بحديثه عن عامر بن يحيى المعافرى عن حنشٍ الصنعانى عن فضالة بن عبيد أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، فَلا يَأْخُذَنَّ إِلا مِثْلاً بِمِثْلٍ)).
وسبيل هذا الإيضاح كما فى الحديث التالى:
فقد أخرج الدارمى (1958) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي ثنا ابن وهب عن قرَّة بن عبد الرحمن عن الزهري عن عروة عن أسماء بنت أبي بكر: أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا أُتِيَتْ بِثَرِيدٍ أَمَرَتْ بِهِ، فَغُطِّيَ حَتَّى يَذْهَبَ فَوْرَةُ دُخَانِهِ، وَتَقُولُ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((هُوَ أَعْظَمُ لِلْبَرَكَةِ)).
وأخرجه كذلك ابن أبى الدنيا ((الجوع))، وابن أبى عاصم ((الآحاد والمثانى)) (5/ 453/3140)، وابن حبان وصححه، والطبرانى ((الكبير)) (24/ 84/226)، والحاكم (4/ 118)، والبيهقى ((الكبرى)) (7/ 280) و ((شعب الإيمان)) (5/ 93/5909) من طرق عن عبد الله بن وهبٍ به بنحوه.
وقال أبو عبد الله الحاكم: ((هذا حديث صحيح على شرط مسلم في الشواهد، ولم يخرجاه)).
قلت: هو كما قال، وذلك أنه لم يتفرد به عن الزهرى، فقد تابعه: عقيل بن خالد الأيلى.
أخرجه أحمد (6/ 350) قال: حدثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا عقيل بن خالد عن ابن شهاب عن أسماء بنت أبي بكر: أنها كانت إذا ثردت غطته شيئا، حَتَّى يَذْهَبَ فَوْرُهُ، ثم تقول إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((إنَّه أَعْظَمُ لِلْبَرَكَةِ)).
حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا ابن لهيعة عن عقيل ح وحدثنا عتَّاب ثنا عبد الله ـ يعنى ابن المبارك ـ أنبأنا ابن لهيعة حدثني عقيل بن خالد عن ابن شهاب عن عروة عن أسماء بنت أبي بكر: أنها كانت إذا ثردت غطته فذكر مثله.
قلت: وهذا من صحاح أحاديث ابن لهيعة، فإنه من رواية عبد الله بن المبارك، وهو من قدماء أصحابه الذين رووا عنه قبل اختلاطه، وعتَّاب هو ابن زياد الخراسانى أبو عمرو المروزى. قال ابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (7/ 13/58): ((عتاب بن زياد المروزي. سمع ابن المبارك، وأبا حمزة السكري. كتب عنه أبى بالري، وروى عنه. وسئل أبى عنه، فقال: ثقة)). وذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (8/ 522).
ومن شواهد الحديث الصحيحة: حديث أبى هريرة موقوفاً.
أخرجه البيهقى ((الكبرى)) (7/ 280) قال: أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا بحر بن نصر نا ابن وهب حدثني الليث عن جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة أنه كان يقول: لا يُؤْكَلُ طَعَامٌ حتَّى يذهبَ بُخَارُهُ.
قلت: وهذا إسناد صحيح غاية، رجاله ثقات كلهم، المزكى فما فوقه، وهو على رسم البخارى من راويه عبد الله بن وهبٍ إلى أبى هريرة. وقد روى نحوه عن أبى هريرة مرفوعاً بإسناد ليس بالقائم.
فقد أخرجه الطبرانى ((الصغير)) (934)، ومن طريقه ابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (10/ 522) من طريق عبد الله بن يزيد البكري ثنا يعقوب بن محمد بن طحلاء المديني ثنا بلال بن أبي هريرة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بصفحة تفور، فرفع يده منها، فقال: ((اللهم لا تطعمنا نارا)).
وقال أبو القاسم: ((لم يروه عن بلال بن أبي هريرة إلا يعقوب بن محمد، ولا عنه إلا عبد الله بن يزيد. وبلال قليل الرواية عن أبيه)).
قال ابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (5/ 201/940): ((عبد الله بن يزيد البكري. روى عن: عكرمة بن عمار، وشعيب بن أبى حمزة، وسليمان بن راشد البصري. روى عنه: هشام بن عمار. سألت أبى عنه، فقال: ضعيف الحديث ذاهب الحديث)).
والخلاصة، فحديث قرَّة ((هُوَ أَعْظَمُ لِلْبَرَكَةِ)) صحيح فى المتابعات، وأمثل شواهده حديث أبى هريرة موقوفاً.
ولأحاديث قرَّة بقية إن شاء الله تعالى.
¥(6/304)
ـ[أبوالأشبال السكندرى]ــــــــ[10 - 04 - 04, 02:38 م]ـ
جزاك الله، خيرا" يا أبا محمد، وسدد على طريق الحق خطاك، ولعل مسئلة الأعتبار بالمتابعات والشواهد، ومدى تأثيرها على حال الراوى وقبول حديثه تحتاج الى بحث مستقل، يوضح من خلاله صنيع أهل التحقيق، ونظرتهم الفاحصة لهذه المسئلة ... كىلا تصبح الأحكام العامة على الرواة والتى تصدر من بعض أهل الاصطلاح والتحقيق،أحكاما" عامة ونهائية، يأخذها الطلاب ويعملون بها بعيدا عن ما يحتف بالخبر من متابعات وقرائن،يكون لها تأثير بليغ فى الحكم على الراوى، وقبول خبره أو رده .. وأعنى بقولى بحث مستقل، بحث يوضح فيه الأسس النظرية للمسئلة مضافا اليها التطبيقات العملية ..
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[11 - 04 - 04, 04:55 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبوالأشبال السكندرى
جزاك الله، خيرا" يا أبا محمد، وسدد على طريق الحق خطاك، ولعل مسئلة الأعتبار بالمتابعات والشواهد، ومدى تأثيرها على حال الراوى وقبول حديثه تحتاج الى بحث مستقل،
الحمد لله. نسترفده العون والسداد.
الأخ الطيب المسدَّد / أبو الأشبال السكندرى
آمين. وجزاك الله خيراً، وبارك فيك، وأنعم عليك بالعلم النافع، وبصَّرك بمواقع الصواب.
فى ثنايا هذا البحث، سنتعرض لهذه المسألة بتوسع، إن كان لنا فى العمر بقية، متعنا الله وإياكم بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا أبداً ما أحيانا ..
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[11 - 04 - 04, 09:04 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا أبا محمد ونفعنا بكم
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[12 - 04 - 04, 09:35 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو بكر بن عبدالوهاب
جزاكم الله خيرا شيخنا أبا محمد ونفعنا بكم
الأخ الطيب المبارك / أبو بكر بن عبد الوهاب
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته. وبارك الله لكم، وأعزَّكم وأعلى قدركم، ونفع بكم المسلمين أجمعين.
ونسأل الله ان ينفعنى وإياكم بما علمنا، وأن يبارك لى ولكم فيما بقى من أعمارنا، وأن يمتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا أبداً ما أحيانا.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[13 - 04 - 04, 02:45 ص]ـ
الحمد لله الهادى إلى سبل الرشاد. نستعينُه ونستهديه ونسترفدُه العونَ والسداد. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على المبعوث بالهدى والخير والرحمة إلى كلِّ العباد. وبعد ..
فلا يذهبنَّ عنك ما قررته آنفاَ بقولى: ((ما أيسره عملاً، وأسهله منهجاً، أن يعمدَ أحدُهم إلى الحديث، وقد اطَّلع على بعض مصادره، فيتعرف على رجال إسناده، ثم يقابلهم بما اختصره الحافظ المزى أو الذهبى أو العسقلانى من مراتبهم فى الجرح والتعديل، ويحكم بمقتضى ذلك على الحديث بالضعف أو الصحة.
وقد أفرزت هذه السطحية والظاهرية كماً هائلاً من الأحكام الخاطئة على الأحاديث النبوية، والآثار المصطفوية، حتى تطرق ذلك إلى أحاديث ((الصحيحين))، و ((السنن الأربعة))، وصحيحى ابن خزيمة وابن حبان، والكثير من الأحاديث التى احتج بها أكثر أهل العلم من المحدثين والفقهاء والأصوليين.
ومن محدثات الأمور فى ذلك أن حُملتْ أحكام أئمة الجرح والتعديل على غير محاملها، وصُرفتْ إلى غير معانيها، وحُرفتْ عن مواضعها، فضلاً عن الآراء المنحرفة فى حقِّ الكثير من رفعاء الأئمة وعلماء الأمة)).
وكذلك لا يغيبنّ عنك ما أثبتُه فى حق قرَّة بن عبد الرحمن المعافرى بقولى: ((ومما يقتضيه النظر الممعن فيما حُكى من الاختلاف على جرح أو توثيق قرَّة بن عبد الرحمن، ألا يطرح حديثُه بمرَّة، بل يُحتج بما وافق فيه الثقات، كنحو صنيع الإمام مسلم فى احتجاجه بحديثه عن عامر بن يحيى المعافرى عن حنشٍ الصنعانى عن فضالة بن عبيد أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، فَلا يَأْخُذَنَّ إِلا مِثْلاً بِمِثْلٍ)).
وتتمةً لما سبق بيانه، أقول والله المستعان وعيه التكلان:
وأما الحديث الثانى من أحاديث قرَّة بن عبد الرحمن المعافرى:
¥(6/305)
قال أبو داود (3722): حدثنا أحمد بن صالح ثنا عبد الله بن وهب أخبرني قرة بن عبد الرحمن عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن أبي سعيد الخدري أنه قال: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الشُّرْبِ مِنْ ثُلْمَةِ الْقَدَحِ، وَأَنْ يُنْفَخَ فِي الشَّرَابِ.
وأخرجه كذلك أحمد (3/ 80)، وعبد الله بن أحمد ((زوائد المسند)) (3/ 80)، وابن حبان (5315) وصحَّحه، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (5/ 117/6019) من طرق عن عبد الله بن وهبٍ أخبرنى قرَّة به مثله.
قلت: هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال البخارى، خلا قرَّة بن عبد الرحمن المعافرى، وقد وثق، ولم يتفرد بهذا المتن، بل توبع عليه.
فمما يشهد للشطر الأول منه: حديث أبى هريرة.
أخرجه عبد الرزاق ((جامع معمر)) (10/ 427)، ومن طريقه الخطيب ((موضح الأوهام)) (1/ 534) عن معمر، والطبرانى ((الأوسط)) (7/ 55/6833) عن عبد الله بن المبارك عن معمر، عن جعفر بن برقان الجزرى عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة قال: ((نهي أنْ نَشْرَبَ مِنْ كَسْرِ الْقَدَحِ)).
ولفظ عبد الرزاق ((كره أنْ يَشْرَبَ الرَّجُلُ مِنْ كَسْرِ الْقَدَحِ، أو يتوضأ منه)).
قلت: وهذا إسناد صحيح على رسم مسلم، وحكمه الرفع. ولهذا قال الحافظ الهيثمى ((مجمع الزوائد)) (5/ 78): ((رواه الطبراني في ((الأوسط))، ورجاله ثقات رجال الصحيح)).
ومما يشهد للشطر الثانى منه: حديث أبى سعيد الخدرى.
أخرجه يحيى بن يحيى ((موطأ مالك)) (1718): عن مالك عن أيوب بن حبيب مولى سعد بن أبي وقاص عن أبي المثنى الجهني أنه قال: كنت عند مروان بن الحكم، فدخل عليه أبو سعيد الخدري، فقال له مروان بن الحكم: أَسَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نَهَى عَنِ النَّفْخِ فِي الشَّرَابِ؟، فَقَالَ لَهُ أَبُو سَعِيدٍ: نَعَمْ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي لا أَرْوَى مِنْ نَفَسٍ وَاحِدٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((فَأَبِنِ الْقَدَحَ عَنْ فِيكَ، ثُمَّ تَنَفَّسْ))، قَالَ: فَإِنِّي أَرَى الْقَذَاةَ فِيهِ، قَالَ: ((فَأَهْرِقْهَا)).
وأخرجه كذلك ابن أبى شيبة (5/ 107/24178)، وأحمد (3/ 26،32،57)، والدارمى (2040،2029)، وعبد بن حميد (980)، والترمذى (1887)، وأبو يعلى (1301)، وابن حبان (5327)، والحاكم (4/ 155)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (5/ 114/6005) من طرق عن مالك بإسناده نحوه، وأكثرهم يرويه مختصراً.
قال أبو عبد الله الحاكم: ((هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)).
قلت: وهو كما قال، ويكفى تخريج إمام دار الهجرة إيَّاه فى ((موطئه)). وأبو المثنى الجهنى ممن يذكر فى الوحدان، ليس له فى ((الكتب الستة)) إلا هذا الحديث. وهو ثقة لذكر الإمام مالك إيَّاه فى ((الموطأ))، إذ لا يذكر فيه إلا الثقات. قال ابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (9/ 444/2241): ((أبو المثنى الجهني مدينى. سمع سعد بن أبى وقاص، وأبا سعيد الخدري. روى عنه: أيوب بن حبيب، ومحمد بن أبى يحيى سمعت أبى يقول ذلك. وذكره أبى عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين قال: أبو المثنى الذي يروى عنه أيوب بن حبيب ثقة)). وذكره كذلك ابن حبان فى ((الثقات)) (5/ 565) وصحَّح حديثه.
وفى النهى عن النفخ فى الشراب والإناء أحاديث عن: ابن عباس، وابن عمر، وأبى قتادة، وليس ذا موضع بسطها.
فإن قيل: قد أخرج الحديث بتمامه الطبرانى ((الكبير)) (6/ 125/5722) قال: حدثنا عبدان بن أحمد ثنا أبو مصعب ثنا عبد المهيمن عن أبيه عن جده ـ يعنى سهل بن سعد ـ: أنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى أَنْ يُنْفَخَ فِي الشَّرَابِ، وَأَنْ يُشْرَبُ مِنْ ثُلْمَةِ الْقَدَحِ.
¥(6/306)
قلنا: هذا إسناد ليس بالقائم، والحديث منكر بهذا الإسناد. وإن كان كلُّ رجاله موثقين: عبدان المروزى فما فوقه، إلا أن عبد المهيمن بن العباس بن سهل بن سعد الساعدى واهٍ بمرَّة، لا أعلم أحداً رضيه أو حمده، له نسخة عن أبيه عن جده فيها مناكير، قاله أبو زكريا الساجى. وقال البخارى وأبو حاتم الرازى: منكر الحديث. وقال الحافظ ابن الجوزى ((الضعفاء والمتروكين)) (2/ 154/2193): ((عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي منكر الحديث. قال علي بن الحسين بن الجنيد: ضعيف الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال ابن حبان: لما فحش الوهم في روايته بطل الاحتجاج به. وقال الدارقطني: ليس بالقوي)).
قلت: عبارة ابن حبان فى ((المجروحين)) (2/ 148): ((ينفرد عن أبيه بأشياء مناكير لا يتابع عليها من كثرة وهمه، فلما فحش ذلك في روايته بطل الاحتجاج به)).
وأما الحديث الثالث من أحاديث قرَّة بن عبد الرحمن المعافرى:
قال أبو بكر بن خزيمة (1595): أخبرنا عيسى بن إبراهيم الغافقي ثنا ابن وهب عن يحيى بن حميد عن قرة بن عبد الرحمن عن ابن شهاب أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدركها، قبل أن يقيم الإمام صلبه)).
وأخرجه كذلك العقيلى ((الضعفاء الكبير)) (4/ 398)، وابن عدى ((الكامل)) (7/ 228)، والدارقطنى (1/ 346/1)، والبيهقى ((الكبرى)) (2/ 89) من طرق عن ابن وهب عن يحيى بن حميد عن قرَّة به مثله.
قلت: وهذا الحديث مستفيض مشهور من حديث الزهرى بدون هذه الزيادة ((قبل أن يقيم الامام صلبه))، والحمل فيه على يحيى بن حميد شيخ ابن وهب، فإنه غير معروف بحمل العلم، وليس له من المسندات غير هذا الحديث، ولم يتابع عليه.
وذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (9/ 251). وقال أبو عبد الرحمن بن يونس المصرى كما فى ((لسان الميزان)) (6/ 250): ((يحيى بن حميد بن أبي سفيان المعافري. أسند حديثاً واحداً، وله مقطعات)).
وقال أبو أحمد بن عدى: ((وهذه الزيادة: ((قبل أن يقيم الامام صلبه)) يقولها يحيى بن حميد، وهو مصري، ولا أعرف له إلا هذا الحديث)) اهـ.
وبيَّن ذلك أبو جعفر العقيلى غاية البيان، فقال: ((رواه معمر ومالك ويونس وعقيل وابن جريج وابن عيينة والأوزاعي وشعيب عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة))، ولم يذكر أحد منهم هذا اللفظ ((قبل أن يقيم الإمام صلبه))، ولعل هذا من كلام الزهري، فأدخله يحيى بن حميد في الحديث، ولم يبينه)).
قلت: وهذا من أوضح وأبين ما عُلل به هذا الحديث، وسبيل إيضاحه أن نقول:
أخرج يحيى بن يحيى ((موطأ مالك)) (15): عَنْ مَالِك عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الصَّلاةِ، فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلاةَ)).
وأخرجه كذلك البخارى (580)، ومسلم (607)، وأبو داود (1121)، والنسائى ((الكبرى)) (1/ 481/1537) و ((المجتبى)) (1/ 274)، وأبو عوانة ((المسند)) (1530،1529)، والطحاوى ((السنن المأثورة عن الشافعى)) (110)، وابن حبان (1483)، وأبو نعيم ((المسند المستخرج)) (2/ 203/1349)، والبيهقى ((الكبرى)) (1/ 386) من طرق عن مالك عن الزهرى أخبرنى أبو سلمة عن أبى هريرة به.
وتابع مالكاً عن الزهرى جماعة كثيرون: عبيد الله بن عمر، وابن عيينة، ومعمر، والأوزاعى، وابن جريج، ويونس بن يزيد، وشعيب بن أبى حمزة، وعقيل بن خالد، ويزيد بن عبد الله بن الهاد، وإبراهيم بن أبى عبلة، وثابت بن ثوبان، ومعاوية بن يحيى الصدفى، وكلهم يقول ((مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الصَّلاةِ، فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلاةَ)). وسبيل تخريج أحاديثهم يطول.
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[13 - 07 - 04, 10:42 ص]ـ
نظرات فى تصحيح الأحاديث وتضعيفها
من خلال دراسة أحاديث بعض من تُكلم فيهم
¥(6/307)
الحمد لله بالعشى والإشراق، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على من وقع على محبته الإتفاق، وطلعت شموس أنواره في غاية الإشراق، وتفرد فى ميدان الكمال بحسن الإستباق، الناصح الأمين الذي اهتدى الكون كله بعلمه وعمله، والقدوة المكين الذي اقتدي الفائزون بحاله وقوله، ناشر ألوية العلوم والمعارف، ومسدي الفضل للأسلاف والخوالف، الداعي على بصيرة إلى دار السلام، والسراج المنير والبشير النذير، علم الأئمة الأعلام. وبعد ..
حُيي بن عبد الله بن شريح المعافري أبو عبد الله المصرى
ـــــــــــ ... ــــــــــ ... ــــــــــــ
قال أبو داود (3107): حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ خَالِدٍ الرَّمْلِيُّ ثنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ حُيَيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ عَنِ ابْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا جَاءَ الرَّجُلُ يَعُودُ مَرِيضًا، فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ اشْفِ عَبْدَكَ، يَنْكَأُ لَكَ عَدُوًّا، أَوْ يَمْشِي لَكَ إِلَى جَنَازَةٍ)). قَالَ أَبو داود: وَقَالَ ابْنُ السَّرْحِ ((إِلَى صَلاةٍ)).
وأخرجه كذلك ابن أبى الدنيا ((كتاب المرض والكفارات)) (174)، والعقيلى ((الضعفاء)) (1/ 319)، وابن حبان (2974)، والحاكم (1/ 734،495) من طرق عن ابن وهبٍ عَنْ حُيَيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ عَنِ ابْنِ عَمْرٍو بمثله.
وأخرجه أحمد (2/ 172) عن ابن لهيعة، وعبد بن حميد (344) عن رشدين بن سعد، كلاهما عن حُيَيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ به نحوه.
وقال أبو جعفر العقيلى: ((حيي بن عبد الله المعافري المصري. حدثنا عبد الله بن أحمد سمعت أبي يقول: حيي ودراج وزبان هؤلاء الثلاثة أحاديثهم مناكير. ومن حديثه ... فذكر الحديث)).
قلت: والحديث بإسناد ابن وهبٍ حديثٌ مصرىٌّ رجاله ثقات كلهم خلا حُيَيَّ بْنَ عَبْدِ اللهِ المعافرى، وقد وثق. قال عثمان بن سعيد قال يحيى بن معين: ليس به بأس. وذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (6/ 235/7515)، وقال فى ((مشاهير علماء الأمصار)) (ص288): حيي بن عبد الله المعافري من خيار أهل مصر ومتقنيهم، وكان شيخا جليلا فاضلاً. وقال ابن عدى: أرجو أنه لا بأس به إذا روى عنه ثقة.
وقد سبرت روايات عبد الله بن وهبٍ عنه، فلم أر فيها حديثاً منكراً، وإنما تقع النكارة فى حديثه من بعض الرواة عنه: كابن لهيعة، ورشدين بن سعد، سيما إذا تفردا عنه، ولم يتابعا، وأما روايات ابن وهب عنه فعامتها مستقيمة ليس فيها ما ينكر، وقد صحَّح أبو حاتم بن حبان منها سبعة أحاديث، وأودعها ((صحيحه)).
وأما من لم يعتبر بروايته، فلقول الإمام أحمد بن حنبل: أحاديثه مناكير. وقول البخارى: فيه نظر. وقول النسائى: ليس بالقوى.
ولا يغيبنَّ عنك ما سبق أن ذكرناه من تأويل قول الإمام أحمد عن راوٍ: أحاديثه مناكير، أنه يقول مثل هذا ((عن جماعة من الثقات أمثال: محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمى، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، والمغيرة بن زياد البجلى، ونحوهم ممن وثقوا، ولم يضعف الأئمة من أحاديثهم إلا ما تيقنوا نكارته، فقد يروى الثقة المناكير)).
فكلام الإمام أحمد محمول على إنكار تفرده بأحاديثٍ عن أهل مصر لا يُتابع عليها. وليس فى هذا ما يوجب ضعف حديثه ولا رده، فكم من الأحاديث التى تفرد بها ثقات المصريين ولم يُتابعوا عليها، وقد صححها الأئمة، وتلقوها بالقبول.
فمن أفراد وغرائب صحاح أحاديث المصريين:
[1] قال الإمام أحمد (2/ 167) قال: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ثنا لَيْثُ بنُ سَعْدٍ حَدَّثَنِي أَبُو قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيُّ عَنْ شُفَيٍّ الأَصْبَحِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي يَدِهِ كِتَابَانِ، فَقَالَ: أَتَدْرُونَ مَا هَذَانِ الْكِتَابَانِ؟، قُلْنَا: لا إِلا أَنْ تُخْبِرَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ لِلَّذِي فِي يَدِهِ الْيُمْنَى: هَذَا كِتَابٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِأَسْمَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ
¥(6/308)
وَقَبَائِلِهِمْ، ثُمَّ أُجْمِلَ عَلَى آخِرِهِمْ لا يُزَادُ فِيهِمْ، وَلا يُنْقَصُ مِنْهُمْ أَبَدًا، ثُمَّ قَالَ لِلَّذِي فِي يَسَارِهِ: هَذَا كِتَابُ أَهْلِ النَّارِ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ، ثُمَّ أُجْمِلَ عَلَى آخِرِهِمْ لا يُزَادُ فِيهِمْ، وَلا يُنْقَصُ مِنْهُمْ أَبَدًا، فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَلأَيِّ شَيْءٍ إِذَنْ نَعْمَلُ إِنْ كَانَ هَذَا أَمْرًا قَدْ فُرِغَ مِنْهُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((سَدِّدُوا وَقَارِبُوا، فَإِنَّ صَاحِبَ الْجَنَّةِ يُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنْ عَمِلَ أَيَّ عَمَلٍ، وَإِنَّ صَاحِبَ النَّارِ لَيُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنْ عَمِلَ أَيَّ عَمَلٍ))، ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ فَقَبَضَهَا، ثُمَّ قَالَ: ((فَرَغَ رَبُّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْعِبَادِ))، ثُمَّ قَالَ بِالْيُمْنَى، فَنَبَذَ بِهَا، فَقَالَ: ((فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ))، وَنَبَذَ بِالْيُسْرَى، فَقَالَ: ((فَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ)).
وأخرجه الترمذى (2141)، والنسائى ((الكبرى)) (6/ 452/11473)، وابن أبى عاصم ((كتاب السنة)) (348)، وابن جرير ((التفسير)) (25/ 9) من طرق عن أبى قبيلٍ المعافرى عَنْ شُفَيٍّ الأَصْبَحِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو به.
وقال أبو عيسى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ)).
قلت: وإنما استغربه الترمذى، لأنه لا يعلمه من حديث ابن عمرو إلا بهذ الإسناد، لم يروه عنه إلا شفى بن ماتع الأَصْبَحِيُّ، تفرد به أبو قبيل المعافرى. والحديث من غرائبه وأفراده، وهو فى عداد ثقات المصريين، وثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة والعجلى.
[2] قال الإمام أحمد (5/ 184): حدثنا يحيى بن إسحاق أخبرنا يحيى بن أيوب ثنا يزيد بن أبي حبيب أن عبد الرحمن بن شماسة أخبره أن زيد بن ثابت قال: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُؤَلِّفُ الْقُرْآنَ مِنَ الرِّقَاعِ، إِذْ قَالَ: ((طُوبَى لِلشَّامِ))، قِيلَ: وَلِمَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟، قَالَ: ((إِنَّ مَلائِكَةَ الرَّحْمَنِ بَاسِطَةٌ أَجْنِحَتَهَا عَلَيْهَا)).
وأخرجه كذلك ابن أبى شيبة (6/ 409/32466)، والترمذى (3954)، والطبرانى ((الكبير)) (5/ 158/4933)، والحاكم (2/ 249)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (2/ 432/2311)، وابن عساكر ((التاريخ)) (1/ 127:125) من طرق عن يحيى بن أيوب ثنا يزيد بن أبى حبيب به مثله، وزاد الترمذى ((كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُؤَلِّفُ الْقُرْآنَ مِنَ الرِّقَاعِ)).
وأخرجه الطبرانى ((الكبير)) (5/ 158/4935)، وابن عساكر (1/ 127) كلاهما من طريق عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبى حبيب به.
وأخرجه أحمد (5/ 184) عن حسن بن موسى، الطبرانى ((الكبير)) (5/ 185/4934) عن عمرو بن خالد، وابن عساكر (1/ 127، 128) عن حسن وعمرو والوليد بن مسلم، ثلاثتهم عن ابن لهيعة عن يزيد به.
قال أَبو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ إِنَّمَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ)).
قلت: فهذا كذلك من غرائب أحاديث أهل مصر، لا نعلمه من حديث زيد بن ثابت إلا بهذا الإسناد، لم يروه عنه إلا عبد الرحمن بن شماسة أبو عمرو المهرى المصرى، تفرد به يزيد بن أبى حبيب عنه. والحديث من غرائب وأفراد ابن شماسة، وهو مصرى تابعى ثقة، سمع جلَّة من الصحابة: عمرو بن العاص، وعقبة بن عامر، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن عمرو، وغيرهم.
¥(6/309)
[3 ٍ] قال أبو عيسى الترمذى (2639): حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ ـ يعنى ابن المبارك ـ عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَعَافِرِيِّ الْحُبُلِيِّ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ اللهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلاً، كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ؟، فَيَقُولُ: لا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: أَفَلَكَ عُذْرٌ؟، فَيَقُولُ: لا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: بَلَى! إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً، فَإِنَّهُ لا ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ، فَتَخْرُجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولُ: احْضُرْ وَزْنَكَ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلاتِ، فَقَالَ: إِنَّكَ لا تُظْلَمُ، قَالَ: فَتُوضَعُ السِّجِلاتُ فِي كَفَّةٍ، وَالْبِطَاقَةُ فِي كَفَّةٍ، فَطَاشَتِ السِّجِلاتُ، وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ، فَلا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللهِ شَيْءٌ)).
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عَامِرِ بْنِ يَحْيَى بِهَذَا الإِسْنَادِ نَحْوَهُ.
قَالَ أَبو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ)).
وأخرجه كذلك ابن المبارك ((الزهد)) (371)، وأحمد (2/ 213)، وابن ماجه (4300)، وحمزة بن محمد الكنانى ((جزء البطاقة)) (2)، وابن حبان (225)، والحاكم (1/ 710،46)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (1/ 264/283)، والخطيب ((موضح الأوهام)) (2/ 204)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (14/ 84)، والذهبى ((معجم المحدثين)) (ص48) من طرق عن الليث بن سعد به نحوه.
وهو عند أكثرهم بلفظ ((يُصَاحُ بِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلائِقِ)).
ومن لطائف رواية هذا الحديث، ما أخرجه الحافظ الجلال السيوطى ((تدريب الراوى)) (2/ 408) قال: قرئ على أم الفضل بنت محمد المصرية وأنا أسمع: شيخ الإسلام أبو حفص البلقيني ومحمد ومريم ولدا أحمد بن إبراهيم سماعا قالوا كلهم: أنا أبو الفتح محمد بن محمد الميدومي أنا أبو عيسى بن علاق أنا أبو القاسم هبة الله بن علي البوصيري ثنا أبو صادق مرشد بن يحيى أنا أبو الحسن علي بن عمر الصواف ثنا أبو القاسم حمزة بن محمد الكنانى أنا عمران بن موسى بن حميد الطبيب ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثني الليث بن سعد عن عَامِرِ بْنِ يَحْيَى المعافري عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِوٍ يَقُولُ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يُصَاحُ بِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فينشر له تسعة وتسعون سجلا ً ..... )) الحديث.
ثم قال الجلال السيوطى: ((ورجال هذا الإسناد الذي سقناه مني إلى عبد الله بن عمرو كلهم مصريون)).
قلت: فهذا كذلك من غرائب أحاديث أهل مصر، لا نعلمه من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعاً موصولاً إلا بهذا الإسناد، لم يروه عنه إلا أبو عبد الرحمن الحبلى، تفرد به عامر بن يحيى بن جشيب أبو خنيس المعافرى المصرى. والحديث من غرائبه وأفراده، وهو ثقة مأمون قليل الحديث، روى عنه رفعاء المصريين: خالد بن أبي عمران، وسعيد بن يزيد الإسكندراني، والضحاك بن شرحبيل، وعمرو بن الحارث، وقرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل، والليث بن سعد، ويزيد بن أبي حبيب وغيرهم.
وهذه أمثلة لمئاتٍ غيرها من أفراد وغرائب رواة أهل مصر، وكلها صحاح محتج بها، ومتلقاة بالقبول لا يُرد منها شئ البتة.
والخلاصة، فإن حيي بن عبد الله المعافري، وإن تفرد عن تابعى المصريين بأحاديث غرائب، فسبيله كسبيل هؤلاء ممن تلقى الأئمة أحاديثهم بالقبول، وهو من خيار أهل مصر ومتقنيهم، كما قاله أبو حاتم بن حبان البستى.
¥(6/310)
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى بتوفيقه وعونه.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[14 - 07 - 04, 10:45 م]ـ
الحمد لله الهادى إلى سبل الرشاد. نستعينُه ونستهديه ونسترفدُه العونَ والسداد. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على المبعوث بالهدى والخير والرحمة إلى كلِّ العباد. وبعد ..
فلا يذهبنَّ عنك ما قررته آنفاَ أنَّ: حُيَيَّ بْنَ عَبْدِ اللهِ المعافري صدوق لا بأس به، من خيار أهل مصر ومتقنيهم، وأن روايات عبد الله بن وهب عنه عامتها مستقيمة ليس فيها ما ينكر، وقد صحَّح أبو حاتم بن حبان منها سبعة أحاديث، وأودعها ((صحيحه)). وإنما تقع النكارة فى حديثه من بعض الرواة عنه: كابن لهيعة، ورشدين بن سعد المهرى، سيما إذا تفردا عنه، ولم يتابعا. ولعبد الله بن لهيعة عنه نسخة كبيرة، أخرج أكثرها الإمام أحمد فى ((المسند)) (2/ 178:171)، وأحاديث هذه النسخة تعرف وتنكر.
فمن مناكير ابن لهيعة عنه:
[1] ما أخرجه ابن حبان ((المجروحين)) (2/ 14) وابن عدى ((الكامل)) (2/ 450) قالا: حدثنا أبو يعلى ثنا كامل بن طلحة ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو أن رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ في مرضه: ادعُو لي أخي، فدُعِي له أبو بكر، فأعرض عنه، ثم قال: ادعوا لي أخي، فدعي له عثمان، فأعرض عنه، ثم دعي له علي، فستره بثوبه، وأكبَّ عليه، فلما خرج من عنده، قيل له: ما قال؟، قال: عَلَّمَني ألفَ بابٍ، كلُّ بابٍ يفتحُ ألفَ بابٍ.
قال أبو أحمد بن عدى: ((هذا حديث منكر، ولعل البلاء فيه من ابن لهيعة، فإنه شديد الإفراط في التشيع، وقد تكلم فيه الأئمة ونسبوه إلى الضعف)).
وقال الحافظ الذهبى: ((هذا حديث منكر، كأنه موضوع)).
قلت: وإنما أوتى ابن لهيعة من قِبَل اختلاطه لما احترقت أصوله، فساء حفظه، وأما التشيع والغلو فيه، فلا!!.
[2] ما أخرجه الإمام أحمد (2/ 173) قال: حَدَّثَنَا حَسَنٌ ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ائْذَنْ لِي أَنْ أَخْتَصِيَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((خِصَاءُ أُمَّتِي الصِّيَامُ وَالْقِيَامُ)).
[3] وبهذا الإسناد (2/ 175) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي إِلا اللَّبَنَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ بَيْنَ الرَّغْوَةِ وَالصَّرِيحِ)).
وأما صحاح أحاديث حُيَيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ، فهذه عشارية من صحاح أحاديث ابن وهب عنه عن الْحُبُلِيِّ عن ابْنِ عَمْرٍو:
[الحديث الأول]
قال أبو داود (524): حَدَّثَنَا ابْنُ السَّرْحِ وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ قَالا حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ حُيَيٍّ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ الْمُؤَذِّنِينَ يَفْضُلُونَنَا!، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((قُلْ كَمَا يَقُولُونَ فَإِذَا انْتَهَيْتَ فَسَلْ تُعْطَهْ)).
وأخرجه كذلك النسائى ((الكبرى)) (6/ 16/9872) و ((عمل اليوم والليلة)) (44)، وأبو العباس السرَّاج ((مسنده)) (65)، وابن حبان (1695)، والبيهقى ((الكبرى)) (1/ 410) من طرق عن ابن وهبٍ به مثله.
وتابعه ابن لهيعة. فقد أخرجه أحمد (2/ 172) قال: حَدَّثَنَا حَسَنٌ ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ به نحوه.
[الحديث الثانى]
¥(6/311)
قال أبو داود (2747): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ثَنَا حُيَيٌّ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يَوْمَ بَدْرٍ فِي ثَلاثِ مِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ حُفَاةٌ فَاحْمِلْهُمُ، اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ عُرَاةٌ فَاكْسُهُمُ، اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ جِيَاعٌ فَأَشْبِعْهُمْ))، فَفَتَحَ اللهُ لَهُ يَوْمَ بَدْرٍ، فَانْقَلَبُوا حِينَ انْقَلَبُوا، وَمَا مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلا وَقَدْ رَجَعَ بِجَمَلٍ أَوْ جَمَلَيْنِ، وَاكْتَسَوْا، وَشَبِعُوا.
وأخرجه كذلك ابن سعد ((الطبقات)) (2/ 20)، والحاكم (2/ 157،144)، والبيهقى ((الكبرى)) (6/ 305 و9/ 57)، وابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (24/ 443) من طرق عن ابن وهبٍ به نحوه.
وتابعه ابن لهيعة. فقد أخرجه ابن عساكر ((التاريخ)) (24/ 443) من طريق حسن بن موسى ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ به نحوه.
[الحديث الثالث]
قال أبو عبد الرحمن النسائى ((المجتبى)) (4/ 7) و ((الكبرى)) (1/ 602): أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى أَنْبَأَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: مَاتَ رَجُلٌ بِالْمَدِينَةِ مِمَّنْ وُلِدَ بِهَا، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: ((يَا لَيْتَهُ مَاتَ بِغَيْرِ مَوْلِدِهِ))، قَالُوا: وَلِمَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟، قَالَ: ((إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا مَاتَ بِغَيْرِ مَوْلِدِهِ، قِيسَ لَهُ مِنْ مَوْلِدِهِ إِلَى مُنْقَطَعِ أَثَرِهِ فِي الْجَنَّةِ)).
وأخرجه كذلك ابن ماجه (1614)، وابن حبان (2934)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (7/ 172/9887) من طرق عن ابن وهبٍ به نحوه.
وتابعه ابن لهيعة. فقد أخرجه أحمد (2/ 177) قال: حَدَّثَنَا حَسَنٌ ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ به نحوه.
[الحديث الرابع]
قال أبو عبد الرحمن النسائى ((المجتبى)) (8/ 268،265) و ((الكبرى)) (4/ 456،453): أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ أَنْبَأَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيُّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو بِهَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الْعَدُوِّ، وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ)).
وأخرجه كذلك ابن حبان (1027)، والحاكم (1/ 713) من طريق ابن وهبٍ به نحوه، وزاد ابن حبان ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا، وَظُلْمَنَا، وَهَزْلَنَا، وَجِدَّنَا، وَعَمْدَنَا)).
وتابعه ابن لهيعة. فقد أخرجه أحمد (2/ 173) قال: حَدَّثَنَا حَسَنٌ ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ به نحوه.
[الحديث الخامس]
قال أبو حاتم بن حبان (3115): أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى ثنا أحمد بن عيسى المصري ثنا ابن وهب حدثني حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ فَتَّانى الْقبُرِ، فَقَالَ عُمَرُ بنُ الخطَابِ: أَتُرَدُّ عَلَيْنَا عُقُولُنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((نَعَمْ كَهَيْئَتِكُمُ الْيَوْمَ))، فَقَالَ عُمَرُ: بِفِيهِ الْحَجَرُ.
وأخرجه كذلك ابن عدى ((الكامل)) (2/ 450) من طريق أحمد بن صالح ثنا ابن وهب به مثله.
وتابعه ابن لهيعة. فقد أخرجه أحمد (2/ 172) قال: حَدَّثَنَا حَسَنٌ ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ به مثله.
[الحديث السادس]
¥(6/312)
قال أبو حاتم بن حبان (2039): أخبرنا ابن قتيبة ثنا حرملة بن يحيى ثنا ابن وهب حَدَّثَنَا حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ عَنْ أَبِى عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنَ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ رَاحَ إِلَى مَسْجِدِ الْجَمَاعَةِ، فَخَطْوَةٌ تَمْحُو سَيِّئَةً، وَخَطْوَةٌ تُكْتَبُ لَهُ حَسَنَةٌ، ذَاهِبًا وَرَاجِعًا)).
وتابعه ابن لهيعة. فقد أخرجه أحمد (2/ 172) قال: حَدَّثَنَا حَسَنٌ ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ به مثله.
[الحديث السابع]
قال أبو حاتم بن حبان (1722): أخبرنا عمر بن محمد بن بجير الهمداني ثنا أبو الظاهر بن السرح ثنا ابن وهب أخبرني حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ عَنْ أَبِى عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنَ عَمْرٍو قَالَ: إِنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَهُ عَنْ أَفْضَلِ الأَعْمَالِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الصَّلاةُ، ثُمَّ قَالَ: مَهْ؟، قَالَ: الصَّلاةُ ثُمَّ قَالَ: مَهْ؟، قَالَ: الصَّلاةُ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، قَالَ: فَلَمَّا غَلَبَ عَلَيْهِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ قَالَ الرَّجُلُ: فَإِنَّ لِي وَالِدَيْنِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: آمُرُكَ بِالْوَالِدَيْنِ خَيْرًا، قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيًّا لأُجَاهِدَنَّ وَلأَتْرُكَنَّهُمَا، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَنْتَ أَعْلَمُ)).
وتابعه ابن لهيعة. فقد أخرجه أحمد (2/ 172) قال: حَدَّثَنَا حَسَنٌ ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ به مثله.
[الحديث الثامن]
قال الإمام أحمد (2/ 175): حَدَّثَنَا حَسَنٌ ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً، فَغَنِمُوا، وَأَسْرَعُوا الرَّجْعَةَ، فَتَحَدَّثَ النَّاسُ بِقُرْبِ مَغْزَاهُمْ، وَكَثْرَةِ غَنِيمَتِهِمْ، وَسُرْعَةِ رَجْعَتِهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَقْرَبَ مِنْهُ مَغْزًى، وَأَكْثَرَ غَنِيمَةً، وَأَوْشَكَ رَجْعَةً: مَنْ تَوَضَّأَ، ثُمَّ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ لِسُبْحَةِ الضُّحَى، فَهُوَ أَقْرَبُ مَغْزًى، وَأَكْثَرُ غَنِيمَةً، وَأَوْشَكُ رَجْعَةً)).
قال الحافظ الهيثمى ((مجمع الزوائد)) (2/ 235): ((ورواه الطبراني في ((الكبير))، ورجال إسناده ثقات، لأنه جعل بدل ابن لهيعة: ابن وهبٍ)).
وله شاهد بإسنادٍ صالحٍ من حديث أبى هريرة.
أخرجه أبو يعلى (6559)، ومن طريقه ابن حبان (2535) عن ابن أبي شيبة ثنا حاتم بن إسماعيل عن حميد بن صخر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا، فأعظموا الغنيمة، وَأَسْرَعُوا الكرَّةَ، فقال رجل: يا رسول الله ما رأينا بعثَ قومٍ أسرعَ كرَّةً، ولا أعظمَ غَنِيمَةً من هذا البعث، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((ألا أخبركم بأسرعَ كرَّة، وأعظمَ غَنِيمَةً من هذا البعث: رجلٌ توضأ في بيته، فأحسنَ الوضوء، ثم تحمل إلى المسجد، فصلى فيه الغداة، ثم الضحى، فقد أسرعَ الكرَّة، وأعظمَ الغنيمةَ)).
قلت: هذا حديث صحيح غريب، لم يروه عن أبى هريرة إلا المقبرى، تفرد به حميد بن صخر أبو صخر المدنى. وهو صدوق صالح الحديث يخطئ أحياناً. وقد توبع على حديثه هذا، فصحَّ حديثه مع غرابته.
[الحديث التاسع]
¥(6/313)
قال الإمام أحمد (2/ 174): حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ حُيَيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ)).
وتابعه ابن وهب. فقد أخرجه الحاكم (1/ 740)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (2/ 346/1994) كلاهما من طريق هارون بن سعيد الأيلى ثنا ابن وهبٍ حدثني حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ به مثله.
وأخرجه نعيم بن حماد ((زوائد زهد ابن المبارك)) (385)، وأبو نعيم ((حلية الأولياء)) (8/ 161)، والجوزقانى ((الأباطيل)) (2/ 280) من طريق رشدين بن سعد عن حُيَيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ به.
[الحديث العاشر]
أخرج الحاكم (1/ 466)، ومن طريقه البيهقى ((شعب الإيمان)) (3/ 128/3090) عن أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ ثنا ابْنُ وَهْبٍ أخبرنى حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرْفَةً يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا))، فَقَالَ أَبُو مَالكٍ الأَشْعَرِيُّ: لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟، قَالَ: ((لِمَنْ أَطَابَ الْكَلامَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَبَاتَ قَائِمًا، وَالنَّاسُ نِيَامٌ)).
وتابعه ابن لهيعة. فقد أخرجه أحمد (2/ 173) قال: حَدَّثَنَا حَسَنٌ ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ به مثله، إلا أنه قال: قال أبو موسى الأشعرى.
والحديث ثابت عن الاثنين: أبى موسى، وأبى مالك الأشعريين.
يمكن متابعة المقال بتمامه على الوصلة التالية:
http://www.shehata.netfirms.com/fonoon/bayqonia/bayqonia2.htm
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[14 - 07 - 04, 10:56 م]ـ
الحمد لله الهادى إلى سبل الرشاد. نستعينُه ونستهديه ونسترفدُه العونَ والسداد. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على المبعوث بالهدى والخير والرحمة إلى كلِّ العباد. وبعد.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[14 - 07 - 04, 11:00 م]ـ
الحمد لله الهادى إلى سبل الرشاد. نستعينُه ونستهديه ونسترفدُه العونَ والسداد. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على المبعوث بالهدى والخير والرحمة إلى كلِّ العباد. وبعد ..
تحميل نسخة مضغوطة من المقالات الأربعة
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[16 - 07 - 04, 09:10 ص]ـ
الحمد لله الهادى إلى سبل الرشاد. نستعينُه ونستهديه ونسترفدُه العونَ والسداد. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على المبعوث بالهدى والخير والرحمة إلى كلِّ العباد. وبعد ..
سنان بن سعد الكندى المصرى
أخرج الترمذى (2396) قال:
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ ثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)).
وَبِهَذَا الإِسْنَادِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ)).
قَالَ أَبو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ)).
¥(6/314)
وأخرج الأول كذلك أبو يعلى (7/ 247/4254،4255)، وابن عدى ((الكامل)) (3/ 355)، والدارقطنى ((مجلس إملاء فى رؤية الله تبارك وتعالى)) (180) من طرق عن ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن سعد بن سنان عن أنس بن مالك قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، ... )) الحديث.
وأخرجه الحاكم (4/ 651) من طريق ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث وابن لهيعة عن سنان بن سعد عن أنس بن مالك به.
وأخرج الثانى ابن ماجه (4031)، وأبو يعلى (7/ 247/4253)، وابن عدى ((الكامل)) (3/ 356)، والدارقطنى ((مجلس إملاء فى رؤية الله تبارك وتعالى)) (244)، والقضاعى ((مسند الشهاب)) (1121)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (7/ 144/9783) من طرق عن ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن سعد بن سنان عن أنس بن مالك به.
وأخرجه البيهقى ((شعب الإيمان)) (7/ 144/9782) من طريق ابن وهب أخبرني ابن لهيعة وعمرو بن الحارث والليث عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد عن أنس بن مالك به.
قلت: هذا إسناد مصرى حسن، رجاله موثقون كلهم، غير أنهم اختلفوا فى اسم التابعى راويه عن أنس، كما اختلف عليه غيرُهم على ثلاثة أقوال:
(الأول) سنان بن سعد، هكذا يقوله عن يزيد بن أبى حبيب: عمرو بن الحارث، وابن لهيعة، ومحمد بن إسحاق، وابن أبى ذئب، وسعيد بن أبى أيوب، والليث من رواية عبد الله بن صالح عنه.
(الثانى) سعد بن سنان، هكذا يقوله عن يزيد بن أبى حبيب: الليث بن سعد من رواية معظم أصحابه عنه، ولا يتابع عليه.
(الثالث) سعيد بن سنان، هكذا روى محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عنه عدة أحاديث سمَّاه في بعضها سعيد بن سنان، وفي بعضها سعد بن سنان، وفي بعضها سنان بن سعد، قاله أبو بكر الخطيب فى ((موضح أوهام الجمع والتفريق)) (2/ 168).
وأصح ما في هذه الأسماء وأصوبه أولها ((سنان بن سعد))، كما صوَّبه البخارى وابن حبان وابن يونس وابن شاهين وجماعة.
قال أبو عيسى الترمذى: ((وسَمِعْت مُحَمَّدًا ـ يعنى البخارى ـ يَقُولُ: وَالصَّحِيحُ سِنَانُ بْنُ سَعْدٍ)).
وقال ابن حبان فى ((مشاهير علماء الأمصار)) (ص122): ((سنان بن سعد. من جلة المصريين، وهو الذي يخطىء الرواة فيه، منهم من قال سعد بن سنان، وقال بعضهم سعيد بن سنان. والصحيح سنان بن سعد والله أعلم)).
وقال فى ((الثقات)) (4/ 336/3210): ((سنان بن سعد. يروى عن أنس بن مالك. حدث عنه المصريون، وهم مختلفون فيه، يقولون سعد بن سنان، وسعيد بن سنان، وسنان بن سعيد. وأرجو أن يكون الصحيح ((سنان بن سعد)). وقد اعتبرت حديثه، فرأيت ما روى عن سنان بن سعد يشبه أحاديث الثقات، وما روى عن سعد بن سنان وسعيد بن سنان فيه المناكير كأنهما اثنان فالله أعلم)).
وقال أبو حفص بن شاهين ((تاريخ أسماء الثقات)) (ص104): ((قال أحمد بن صالح: سنان بن سعد ثقة، ليس في قلبي من حديثه شيء، هو من أهل البصرة)).
وقال الأمير ابن ماكولا ((الإكمال)) (4/ 443): ((سنان بن سعد الكندى عن أنس، وعن أبيه. روى عنه: يزيد بن أبي حبيب، ومحمد بن يزيد بن أبي زياد الثقفي. وقيل فيه: سعد بن سنان. قال أبو سعيد بن يونس: وسنان بن سعد أصح)).
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[16 - 07 - 04, 08:11 م]ـ
تتمة ما سبق
ولهذا الاختلاف والاضطراب فى اسم سنان بن سعد، تكلم فيه من ضعَّفه من الأئمة. قال أحمد بن أبي يحيى سمعت أحمد بن حنبل يقول: لم أكتب أحاديثه، لأنهم اضطربوا فيها، فقال بعضهم سعد بن سنان، وبعضهم سنان بن سعد. وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: تركت حديثه، لأنه حديث مضطرب، وسمعته يقول: يشبه حديثه حديث الحسن، ولا يشبه أحاديث أنس. وقال السعدي: أحاديثه واهية لا تشبه أحاديث الناس عن أنس. وقال النسائي: منكر الحديث.
وأما من رجَّح الوجه الأول من أسماءه، فلم يتردد فى توثيقه وقبوله. فقال أبو بكر بن أبى خيثمة: سئل يحيى بن معين عن سنان بن سعد الذي روى عنه يزيد بن أبى حبيب، فقال: ثقة.
¥(6/315)
وقال العجلى فى ((معرفة الثقات)) (1/ 390/564): ((بصرى تابعي ثقة)). وذكره ابن حبان فى ((كتاب الثقات)) (4/ 336/3210)، وقال فى ((مشاهير علماء الأمصار)) (ص122): ((من جلة المصريين)). وقال أبو حفص بن شاهين ((تاريخ أسماء الثقات)) (ص104): ((قال أحمد بن صالح: سنان بن سعد ثقة، ليس في قلبي من حديثه شيء، هو من أهل البصرة)).
وقال ابن حجر فى ((التقريب)) (1/ 231/2238): ((صدوق له أفراد)).
وأما الحافظ الذهبى، فقد أسند فى ((سير الأعلام)) (8/ 138) حديثه عن أنس أنَّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((تَكُونُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ أَقْوَامٌ دِينَهُمْ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا))، ثم قال: ((هذا الحديث حسنٌ عالٍ، أخرجه الترمذي عن قتيبة، فوافقناه بعلوٍ)).
قلت: وجملة ماله من الحديث خمسة عشر حديثاً، المذكور منها فى ((الكتب الستة)) عشرة أحاديث، هاكها:
(الأول) و (الثانى) السالف ذكرهما.
(الثالث) قال ابن ماجه (3987): حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ أَنْبَأَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ الإِسْلامَ بَدَأَ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ)).
(الرابع) وقال (4056) بهذا الإسناد أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ سِتًّا: طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدُّخَانَ، وَدَابَّةَ الأَرْضِ، وَالدَّجَّالَ، وَخُوَيْصَّةَ أَحَدِكُمْ، وَأَمْرَ الْعَامَّةِ)).
(الخامس) وقال (4214) بهذا الإسناد رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ اللهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا، وَلا يَبْغِي بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ)).
(السادس) قال ابن ماجه (273): حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ ثَنَا أَبُو زُهَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَقَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((لا يَقْبَلُ اللهُ صَلاةً بِغَيْرِ طُهُورٍ، وَلا صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ)).
(السابع) وقال الترمذى (987): حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا اللَّيْثُ بنْ سَعدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الصَّبْرُ فِي الصَّدْمَةِ الأُولَى)).
وقال ابن ماجه (1596): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ به مثله.
(الثامن) وقال الترمذى (2197) بإسناده السالف أنَّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((تَكُونُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ أَقْوَامٌ دِينَهُمْ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا)).
(التاسع) قال ابن ماجه (205): حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ الْمِصْرِيُّ ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ((أَيُّمَا دَاعٍ دَعَا إِلَى ضَلالَةٍ فَاتُّبِعَ، فَإِنَّ لَهُ مِثْلَ أَوْزَارِ مَنِ اتَّبَعَهُ، وَلا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا، وَأَيُّمَا دَاعٍ دَعَا إِلَى هُدًى فَاتُّبِعَ، فَإِنَّ لَهُ مِثْلَ أُجُورِ مَنِ اتَّبَعَهُ، وَلا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا)).
¥(6/316)
(العاشر) قال أبو داود (1585)، والترمذى (646) كلاهما: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا اللَّيْثُ بنْ سَعدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الْمُعْتَدِي الْمُتَعَدِّي فِي الصَّدَقَةِ كَمَانِعِهَا)).
وقال ابن ماجه (1808): حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ الْمِصْرِيُّ ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ به مثله.
قلت: ومتون هذه الأحاديث أكثرها بل كلها صحاح محفوظة، وليس فيها ما ينكر.
ولهذا قال أبو أحمد بن عدى ((الكامل)) (3/ 356): ((وهذه الأحاديث ومتونها وأسانيدها، والاختلاف فيها، يحمل بعضها بعضا، وليس هذه الأحاديث مما يجب أن تترك أصلا، كما ذكروا عن أحمد بن حنبل أنه ترك هذه الأحاديث للاختلاف الذي فيه من سعد بن سنان وسنان بن سعد، لأن في الحديث وفي أسانيدها ما هو أكثر اضطرابا منها في هذه الأسانيد، ولم يتركه أحد أصلا، بل أدخلوه في مسانيدهم وتصانيفهم)).
قلت: ما أبينَ وأجلى وأوضحَ ما قاله أبو أحمد بن عدى، فليس فى متون أحاديث سنان بن سعد ما ينكر أصلاً، وبعضها مخرَّج فى ((الصحيحين)) من غير حديث أنس، مما يشهد لها بالصحة.
فمما أخرجه الشيخان فى ((كتاب الجنائز)) قالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ ثَابِتٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسًا رَضِي الله عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى)).
ومما أخرجه الإمام مسلم فى ((كتاب الإيمان)) (145): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ جَمِيعًا عَنْ مَرْوَانَ الْفَزَارِيِّ عَنْ يَزِيدَ بْنَ كَيْسَانَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ)).
وفى ((كتاب الفتن)) (2947) قال: حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامَ الْعَيْشِيُّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ زِيَادِ بْنِ رِيَاحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ سِتًّا: الدَّجَّالَ، وَالدُّخَانَ، وَدَابَّةَ الأَرْضِ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَأَمْرَ الْعَامَّةِ، وَخُوَيْصَّةَ أَحَدِكُمْ)).
وفى ((كتاب الجنة وصفة نعيمها)) (2865) قال: حَدَّثَنِي أَبُو عَمَّارٍ حُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ ثنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنِ الْحُسَيْنِ ـ يعنى ابن واقد ـ عَنْ مَطَرٍ ـ يعنى ابن طهمان ـ حَدَّثَنِي قَتَادَةُ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ أَخِي بَنِي مُجَاشِعٍ قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ خَطِيبًا فَقَالَ: ((إِنَّ اللهَ أَمَرَنِي ... )) وَسَاقَ الْحَدِيثَ إلى أن قال ((وَإِنَّ اللهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا، حَتَّى لا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، وَلا يَبْغِ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ)).
وفى ((كتاب الطهارة)) (224) قال: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَأَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: دَخَلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ عَلَى ابْنِ عَامِرٍ يَعُودُهُ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَقَالَ: أَلا تَدْعُو الله لِي يَا ابْنَ عُمَرَ، قَالَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((لا تُقْبَلُ صَلاةٌ بِغَيْرِ طُهُورٍ، وَلا صَدَقَةٌ مِنْ غُلُولٍ)).
وفى ((كتاب الإيمان)) (118): حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَقُتَيْبَةُ وَابْنُ حُجْرٍ جَمِيعًا عَنْ إِسْمَعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ أَخْبَرَنِي الْعَلاءُ بن عبد الرحمن عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا، وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا، وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا)).
وفى ((كتاب الزكاة)) (1017): حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنَزِيُّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَدْرِ النَّهَارِ، فَجَاءَهُ قَوْمٌ حُفَاةٌ عُرَاةٌ مُجْتَابِي النِّمَارِ ... فساق الحديث، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا، وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ)).(6/317)
من طرق الترجيح والتعليل عند البيهقي (لم يحتج به الشيخان، لم يخرجاه)
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[11 - 04 - 04, 09:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لم يحتج به الشيخان.
لم يخرجاه.
أعرضا عنه.
هذه من طرق الترجيح والتعليل عند الإمام البيهقي رحمه الله تعالى، كما يظهر ذلك من خلال السنن الكبرى له.
وقبل البدء لا بد من الإشارة في هذا المقام إلى جملة من المواضيع كتبت في هذا الملتقى المبارك لها ارتباط في هذا الموضوع.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?s=&threadid=9941
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?s=&threadid=1406
والآن:
إنه كثيرا لما نقول: إن ترك صاحبي الصحيح تخريج حديث على شهرته في بابه يدل على أن به علة ـ أيا كانت علته قادحة أو غير قادحة ـ إنه كثيرا لما نقول هذا نجد ردا متسرعا كصاحبه ألا وهو من قال لك إنهما استوعبا الصحيح من الحديث، وكأنا لا نعلم هذا، ولا أخطىء إن قلت إن أبسط طالب حديث يعلم هذه المسألة، وهي مبثوثة في كتب كل من كتب في المصطلح، ولكنه تسرع الإجابة، ومحبة الإنكار، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
طالما أوقفتني هذه المسألة وهي ترك صاحبي الصحيح التخريج لراو أو رواية هل يدل على شيء؟، والذي شد انتباهي لها بداية هو الإمام البيهقي رحمه الله تعالى في سننه الكبرى، لكن في البداية كان يشكل علي قول ابن التركماني رحمه الله في تعليقاته عليه، حيث أكثر من قوله (وهما لم يستوعبا الصحيح) وقوله (ومن قال أنهما أخرجا عن كل ثقة)، وكنت أستنكر هذا بصمت بالغ، أقول في نفسي: أنا أعلم أنهما لم يستوعبا الصحيح، وأنهما لم يخرجا عن كل ثقة، كيف يخاطب ابن التركماني أبا بكر بهذا، أيظن به جهلا بها وأصغر طالب حديث اليوم يعرفها، بقيت صامتا إلى أن تكاثرت لدي الأمثلة، ووجدت القاسم المشترك بينها،متى يطلق البيهقي ذلك، في أي وقت يذكره، ولماذا؟
يتبع إن شاء الله تعالى .....
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[11 - 04 - 04, 06:22 م]ـ
لم يحتج به الشيخان:
المثال الأول:
قال أبو بكر البيهقي رحمه الله 1/ 292
..... وكذلك رواه أبو السوداء عن ابن عبد خير عن أبيه، وعبد خير لم يحتج به صاحبا الصحيح، فهذا وما روي في معناه إنما أريد به قدما الخف، بدليل ما مضى وبدليل ما روينا عن خالد بن علقمة عن عبد خير عن علي في وصفه وضوء النبي صلى الله عليه وسلم فذكر أنه غسل رجليه ثلاثا ثلاثا.
قال ابن التركماني 1/ 74
الذى أعل به ذلك الحديث في باب الاقتصار بالمسح على ظاهر الخفين أن عبد خير لم يحتج به صاحبا الصحيح، ثم قال: فهذا وما ورد في معناه أنه أريد به قدما الخف.انتهى كلامه.
وهما لم يلتزما الإخراج عن كل ثقة على ما عرف، فلا يلزم من كونهما لم يحتجا به أن يكون ضعيفا، وعبد بن خير وثقه ابن معين وأخرج له ابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما، وروى له أصحاب السنن الأربعة، فتبين بهذا أنه لم يذكر الحديث (هكذا في المطبوع في هامش السنن ولعل الصواب للحديث) ولا علة واحدة.
قلت:
ساق البيهقي أحاديث المسح على ظاهر الخفين، وألفاظها صريحة في المسح على ظاهر الخف ومنها حديث لعبد خير من طريق أبي داود في السنن، ثم ساق حديثا آخر لعبد خير اختصره فأخل فيه
قال أبو بكر بعد أن أتى بالروايات التامة الصحيحة الصريحة في أن المسح على ظاهر الخف قال:
وفي كل هذه الروايات المقيدات بالخفين دلالة على اختصار وقع في حديث .... عبد خير قال رأيت عليا توضأ ومسح ثم قال: لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على ظهر القدمين لرأيت أن أسفلهما أو باطنهما أحق بذلك.
قال أبو بكر:
وكذلك رواه أبو السوداء عن ابن عبد خير عن أبيه، وعبد خير لم يحتجَّ به صاحبا الصحيح فهذا وما روي في معناه إنما أريد به قدما الخف بدليل ما مضى وبدليل ما روينا عن خالد بن علقمة عن عبد خير عن علي في وصفه وضوء النبي صلى الله عليه وسلم فذكر أنه غسل رجليه ثلاثا ثلاثا.
قلت:
¥(6/318)
وهذا من البيهقي رحمه الله في غاية الجودة، إذ لو قلنا إن حديث عبد خير الثاني ظاهر في المسح على القدمين لزمنا أن نرد حديثه في غسلهما والذي وافق فيه الأئمة، فكان القول بأنه اختصر فأخل أولى من ذلك، ويحمل حديثه هذا على حديثه الأول الصحيح وحديث أصحابه في المسح على ظاهر الخفين لا ظهر القدمين.
وبالطبع لا يظنن ظان أن البيهقي يضعف عبد خير مطلقا، إنما أراد بمقالته هذه غمزه والإشارة إلى أنه لا يقال عبد خير ثقة ويأخذ بحديثه استدلالا على المسح على ظهور القدمين، فعبد خير يضيق أن يحتج به في مثل هذا، ويدعم البيهقي رحمه الله ما ذهب إليه بأن صاحبي الصحيح لم يخرجا لعبد خير، فهذه قرينة على أنه ليس بذاك الثقة المتقن الذي يحتمل في مثل هذا، والله تعالى أعلم.
المثال الثاني:
قال أبو بكر البيهقي رحمه الله 1/ 190
.... وهذا الحديث رواته ثقات إلا أن حميدا لم يسم الصحابي الذي حدثه، فهو بمعنى المرسل، إلا أنه مرسل جيد لولا مخالفته الأحاديث الثابتة الموصولة قبله، وداود بن عبد الله الأودي لم يحتج به الشيخان البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى.
وقد علق ابن التركماني على أبي بكر عدة نقاط وما يخصنا منها قوله:
.... ثم داود بن عبد الله الأودي وثقه ابن معين وابن حنبل والنسائي، كذا ذكره ابن القطان، ووثقه البيهقي بقوله: (وهذا الحديث رواته ثقات)، فلا يضره كون الشيخين لم يحتجا به لأنهما لم يلتزما الإخراج عن كل ثقة على ما عرف، فلا يلزم من كونهما لم يحتجا به أن يكون ضعيفا.
وقد قال البيهقي في كتاب المدخل:
وقد بقيت أحاديث صحاح لم يخرجاها وليس في تركهما إياها دليل على ضعفها، فإن كان قصد البيهقي بقوله (لم يحتجا به) تضعيفه كما هو المفهوم من ظاهر كلامه فعليه ثلاثة أمور:
أحدها أنه ناقض نفسه كما تقدم.
ثانيها أنه قصد تجريج من وثقه الناس.
ثالثها تجريجه بما ليس يجرحه.
قلت:
ساق البيهقي أحاديث الوضوء بفضل المحدث، ومنها حديث نافع عن عبد الله بن عمر أن الرجال والنساء في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يتوضأون جميعا في الإناء الواحد. قال أبو بكر: رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف عن مالك بن أنس.
ثم ساق أحاديث النهي عن ذلك ومنها حديث داود بن عبد الله الأودي عن حميد بن عبد الرحمن الحميري قال لقيت رجلا صحب النبي صلى الله عليه وسلم كما صحبه أبا هريرة أربع سنين قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمتشط أحدنا كل يوم، أو يبول في مغتسله، أو تغتسل المرأة بفضل الرجل أو يغتسل الرجل بفضل المرأة، وليغترفا جميعا.
ثم ذكر نحوه من طريق داود عن حميد أيضا. قال أبو بكر: إلا أنه لم يقل: وليغترفا جميعا.
ثم قال أبو بكر:
وهذا الحديث رواته ثقات إلا أن حميدا لم يسم الصحابي الذي حدثه، فهو بمعنى المرسل، إلا أنه مرسل جيد لولا مخالفته الأحاديث الثابتة الموصولة قبله، وداود بن عبد الله الأودي لم يحتج به الشيخان البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى.
قلت:
الذي حصل مع البيهقي رحمه الله أنه وجد حديثين متعارضين، إباحة ونهي فما تُراه يفعل بهما، نظر إلى الأول فإذ هو قد جاز القنطرة، نظر إلى الثاني فوجد رجاله موثوقون، لكنه مرسل، قال أبو بكر إرسال جيد لكنه مشكل مع مخالفته الصحيح المتصل عند البخاري، كيف الطريق إلى حل الإشكال، الذي قرره هذا الإمام الجهبذ أن حديث البخاري هو الصواب وهذا مخالف له، فإن قيل له رجاله ثقات، قال وقد يهم الثقة، ومن اتفق على ثقته ليس كمن لم يُتَّفق، والأودي لم يحتج به الشيخان، فإن قيل هل أبو بكر يضعف الأودي؟ قلنا:لا، بل يغمز روايته هذه، ويقدم تلك عليها.
المثال الثالث:
قال أبو بكر 2/ 52
ورواه الحسين بن حفص عن سفيان وقال: لا يجهرون ولم يقل لا يقرؤون، وأبو نعامة قيس بن عباية لم يحتج به الشيخان والله أعلم.
قال ابن التركماني:
¥(6/319)
ذكر صاحب الميزان أنه صدوق تكلم فيه بلا حجة، ووثقه ابن معين، وتحسين الترمذي للحديث كما تقدم (أي تعليق سابق ذكره) دليل على ذلك، فلا يضره كون الشيخين لم يحتجا به كما تقدم غير مرة، ولئن كان هذا علة فابن عبد الله بن مغفل لم يحتجا به أيضا فيلزمه أن يذكر الآخر كما فعل في كتاب المعرفة فقال: وابن عبد الله بن مغفل وأبو نعامة لم يحتج بهما صاحبا الصحيح.
قلت:
ساق البيهقي رحمه الله أحاديث عدم الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم كلها على وجه الاتفاق أن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضى الله تعالى عنهم فكانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين، لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا في أخرها.
قال أبو بكر رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن مهران عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي.
ثم ساق حديث عثمان بن غياث عن أبو نعامة عن ابن عبد الله بن مغفل عن أبيه رضي الله عنه قال: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر فما سمعت أحدا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم.
قال أبو بكر:
وكذلك رواه الجريري (أي بإسناده إلى عبد الله بن مغفل) عن أبي نعامه قيس بن عباية الحنفي وزاد في متنه عثمان رضى الله عنهم، إلا أنه قال: فلم أسمع أحدا منهم جهر بها.
قال أبو بكر:
وخالفهما خالد الحذاء فرواه عن أبي نعامة عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر لا يقرؤون يعني لا يجهرون بسم الله الرحمن الرحيم،كذا في الحديث.
قال أبو بكر:
ورواه الحسين بن حفص عن سفيان وقال لا يجهرون، ولم يقل لا يقرؤون. وأبو نعامة قيس بن عباية لم يحتج به الشيخان والله أعلم.
قلت:
ومن تأمل هذا عرف دقة صنيع هذا الإمام رحمة الله عليه، إذ لما رأى الاختلاف حاصل في حديث قيس بن عباية غمزه وقدم حديث مسلم عليه، فكأنه قال وحديث مسلم أولى من هذا لأن ذاك لم يختلف فيه أما هذا فاختلف، ومما يقوي ما ذهب إليه من الناحية العملية أن قيس بن عباية لم يحتجا به، فإذا انضم عدم احتجاجهما به إلى اختلاف هذا الحديث انقدح في النفس صواب ما ذهب إليه أبو بكر رحمه الله، والله أعلم.
المثال الرابع:
قال أبو بكر البيهقي رحمه الله 10/ 267
..... والأجلح بن عبد الله قد روى عنه الأئمة الثوري وابن المبارك ويحيى بن القطان إلا أنه لم يحتج به الشيخان البخاري ومسلم، وعبد الله بن الخليل ينفرد به واختلف عليه في إسناده ورفعه.
قال ابن التركماني:
ضعفه النسائي (أي الأجلح) ووثقه ابن معين وغيره، وذكر صاحب المستدرك هذا الحديث وقال: الأجلح إنما هو نقما عليه ـ يعني الشيخين ـ حديثا واحدا لعبد الله بن بريدة، وقد تابعه على ذلك الحديث ثلاثة من الثقات، فهذا الحديث إذا صحيح، وقد قدمنا غير مرة أن قول البيهقى لم يحتج به الشيخان لا يلزم منه التضعيف.
قلت:
ويقال في هذا ما قيل فيما سبق.
وفي هذه الأمثلة كفاية لهذه الفقرة.
يتبع غدا إن شاء الله تعالى ......
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[12 - 04 - 04, 11:18 م]ـ
أعرض عنه صاحبا الصحيح أو واحد منهما:
المثال الأول:
قال أبو بكر البيهقي 3/ 167
.... رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة، وغيره عن أبي معاوية عن أبي كريب، وغيره عن وكيع، ولم يخرجه البخاري مع كون حبيب بن أبي ثابت من شرطه، ولعله إنما أعرض عنه والله أعلم لما فيه من الاختلاف على سعيد بن جبير في متنه، ورواية الجماعه عن أبي الزبير أولى أن تكون محفوظة، فقد رواه عمرو بن دينار عن جابر بن زيد أبي الشعثاء عن ابن عباس بقريب من معنى رواية مالك عن أبي الزبير.
قلت:
ساق البيهقي حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء في المدينة من غير خوف ولا سفر، قلت لم ترى يا ابن عباس، قال أراد أن لا يحرج أمته.
ذكره البيهقي رحمه الله من عدة أوجه عن سعيد، كلها على الاتفاق فيما بينها (من غير خوف ولا سفر)، ثم ساق البيهقي رحمه الله حديث حبيب عن سعيد عن ابن عباس رضي الله عنهما وفيه ... من غير خوف ولا مطر.
ثم قال أبو بكر:
¥(6/320)
.. ولم يخرجه البخاري مع كون حبيب بن أبي ثابت من شرطه، ولعله إنما أعرض عنه والله أعلم لما فيه من الاختلاف على سعيد بن جبير في متنه.
وهنا إشارة كبيرة من هذا الإمام تعلمنا أن التنقير عما ظاهره الصحة وليس عندهما أو أحدهما لازمٌ، إذ حبيب من رجال البخاري، وحديثه هذا ظاهره الصحة، إذن علينا أن نسأل أنفسنا لماذا لم يخرجه وهو على شرطه، لا بد لنا من هذا السؤال، فإذا عرفنا الإجابة فقد تكون قادحة أو غير قادحة، مثل ما صنع البيهقي إذ رأى أن الاختلاف على سعيد غير قادح في الحديث، فقال رحمه الله:
ورواية الجماعه عن أبي الزبير أولى أن تكون محفوظة، فقد رواه عمرو بن دينار عن جابر بن زيد أبي الشعثاء عن ابن عباس بقريب من معنى رواية مالك عن أبي الزبير.
والله تعالى أعلم.
المثال الثاني:
قال أبو بكر البيهقي رحمه الله 2/ 403
.... وكان الشافعي رحمه الله رغب عن حديث أبي سعيد لاشتهاره بحماد بن سلمة عن أبي نعامة السعدي عن أبي نضرة، وكل واحد منهم مختلف في عدالته، وكذلك لم يحتج البخاري في الصحيح بواحد منهم، ولم يخرجه مسلم في كتابه مع احتجاجه بهم في غير هذه الرواية.
قال ابن التركماني:
أساء القول فيهم:
أما حماد بن سلمة فإمام جليل ثقة ثبت وهذا أشهر من أن يحتاج إلى الاستشهاد عليه، ومن نظر في كتب أهل هذا الشأن عرف ذلك، قال ابن المدينى: من تكلم في حماد بن سلمة فاتهموه في الدين، وقال ابن عدى: وهكذا قول ابن حنبل فيه، وفي الكمال قال ابن حنبل: إذا رأيت الرجل يغمز حماد بن سلمة فاتهمه فإنه كان شديدا على أهل البدع، وقال ابن معين: إذا رأيت الرجل يقع في عكرمة وحماد بن سلمة فاتهمه في الإسلام، وقال ابن مهدى: حماد بن سلمة صحيح السماع حسن اللقاء أدرك الناس، لم يتهم بلون من الألوان ولم يلتبس بشئ، أحسن ملكة نفسه ولسانه ولم يطلقه على أحد ولا ذكر خلقا بسوء فسلم حتى مات.
وأما أبو نعامة فوثقه ابن معين.
وأما أبو نضرة فوثقه ابن معين وأبو زرعة وأخرج مسلم للثلاثة، ولا يلزم من ترك البخاري الاحتجاج بشخص أن يكون للاختلاف في عدالته، لأنه لم يلتزم هو ولا مسلم التخريج عن كل عدل على ما عرف.
قلت:
أما قول البيهقي (وكل واحد منهم مختلف في عدالته) أي عدالة الرواية وهي الضبط، وهذا بَيِّنٌ إن شاء الله تعالى لكن أحببت التنبيه إليه لأن البيهقي كثيرا ما يعبر بالعدالة عن الضبط والله تعالى أعلم.
وأما كلامه رحمه الله تعالى ففي غاية الإتقان (نفعنا الله به) إذ كل واحد من هؤلاء الثلاثة لم يخرج له البخاري رحمه الله حديثا مسندا، فدل هذا أن هذا الحديث على غير شرطه فليتنبه له، الأمر الآخر وهو الأهم أن هؤلاء الثلاثة جميعا على شرط مسلم وقد أخرج لهم في صحيحه، فلم عدل عن هذه الرواية؟ هذا سؤال هام جدا علينا التنبه له دائما في كل راو يخرج له إمام معتبر، فإذا أخرج الإمام لراوٍ ثم وجدنا له حديثا لم يخرجه له وكان الرواة إليه ثقات، علينا أن نبحث لم أعرض هذا الإمام عن هذا الحديث، فلا بد له من سبب والله أعلم
المثال الثالث:
قال أبو بكر البيهقي 1/ 300
أخرج مسلم في الصحيح حديث مصعب بن شيبة عن طلق بن حبيب عن ابن الزبير عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم عشر من الفطرة، وترك هذا الحديث فلم يخرجه (أي حديث الغسل من أربع وفيها من غسل الميت)، ولا أراه تركه إلا لطعن بعض الحفاظ فيه.
قلت:
رحمة الله على هذا الإمام ما أشد تيقظه وانتباهه، لم يخرج مسلم بهذه النسخة إلا حديثا واحدا وهو حديث عشر من الفطرة، الذي ذكره البيهقي، إن أبا بكر لما وجد مسلما خرَّج حديث عشر من الفطرة أشكل عنده تركه لهذا الحديث وهو أصل في بابه، سأل البيهقي نفسه هذا السؤال ثم أجاب بقوله:
ولا أراه تركه إلا لطعن بعض الحفاظ فيه.
قلت:
ومشهور قول كثير من الأئمة لا يصح في هذا الباب شيء، وليس هذا مقام الكلام فيه.
المثال الرابع:
قال أبو بكر البيهقي 3/ 263
هذا حديث لم يخرجه البخاري ولا مسلم في كتابيهما، وأبو بكر بن أبي الجهم يتفرد بذلك، هكذا عن عبيد الله بن عبد الله.
قال ابن التركماني:
¥(6/321)
أخرجه النسائي ولم يعلله بشئ، وعدم تخريجهما له ليس بعلة كما ذكرناه مرارا، وابن أبى الجهم ثقة أخرج له مسلم، فلا يضره تفرده، كيف وقد جاء له شواهد ذكرها البيهقى.
قلت:
رحم الله ابن التركماني، فإن قوله عن ابن أبي الجهم (أخرج له مسلم) قوة لكلام البيهقي وليس فيه تضعيف له، إذا مما تقدم من صنيع البيهقي رحمه الله ينبني عندنا ههنا سؤال هام ألا وهو، طالما أخرج مسلم لابن أبي الجهم لماذا لم يخرج له هذا الحديث؟! هذا محل نظر كبير عند أهل هذا الشأن رحمة الله عليهم.
وفي هذه الأمثلة كفاية
يتبع إن شاء الله تعالى .........
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[14 - 04 - 04, 08:51 م]ـ
المثال الخامس:
قال أبو بكر البيهقي 5/ 190
.... هذه لفظة غريبة لم نكتبها إلا من هذا الوجه، وقد روينا عن أبي حازم بن دينار عن عبد الله بن أبي قتادة في هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل منها.
وتلك الرواية أودعها صاحبا الصحيح كتابيهما دون رواية معمر، وإن كان الإسنادان صحيحين والله أعلم.
قلت:
ساق البيهقي رحمه الله حديث أبي قتادة رضي الله عنه في قصة صيده حمار وحش والصحابة رضي الله عنهم محرمون.
وهو في الصحيحين.
ثم ساق حديثه من طريق معمر وزاد فيه (وإني إنما اصطدته لك) وقوله (ولم يأكل منه حين أخبرته أني اصطدته له).
ثم قال أبو بكر:
قال علي: قال لنا أبو بكر: قوله اصطدته لك وقوله ولم يأكل منه لا أعلم أحدا ذكره في هذا الحديث غير معمر وهو موافق لما روي عن عثمان. (تم تصويب عبارة البيهقي من سنن الدارقطني)
ثم قال راوي السنن:قال الشيخ (أي البيهقي): هذه لفظة غريبة لم نكتبها إلا من هذا الوجه.
ثم ذكر البيهقي قوله:
وتلك الرواية أودعها صاحبا الصحيح كتابيهما دون رواية معمر، وإن كان الإسنادان صحيحين والله أعلم.
فعلم من هذا أن البيهقي يرى أن إسناد رواية معمر صحيح، وهذا بيِّن ظاهر، لكنه يقول وإن كان إسنادها صحيح لكن رواية أصحاب الصحيح أولى بالتقديم وأجدر لما عرف عنهما من شدة الفحص والتدقيق وانتقاء الروايات.
المثال السادس:
قال أبو بكر البيهقي 6/ 11
... أخرجه أبو داود في السنن عن جماعة عن عيسى بن يونس، وهذا حديث صحيح على شرط مسلم بن الحجاج دون البخاري، فإن البخاري لا يحتج برواية أبي الزبير ولا برواية أبي سفيان، ولعل مسلما إنما لم يخرجه في الصحيح لأن وكيع بن الجراح رواه عن الأعمش، قال: قال جابر بن عبد الله فذكره. ثم قال: قال الأعمش: أرى أبا سفيان ذكره، فالأعمش كان يشك في وصل الحديث فصارت رواية أبي سفيان بذلك ضعيفة.
وهذا يضاف إلى موضوع شيخنا ابن وهب في الرابط في أول مشاركة، فإن ترك مسلم رواية ظاهرها أنها على شرطه مسألة مهمة ينبغي الاعتناء بها، إذ لا بد أنه أعرض عنها لعلة ما فيها، أيا كانت العلة كما تقدم ذكره في غير موضع.
أبو بكر
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[24 - 02 - 05, 08:34 م]ـ
للفائدة
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[25 - 02 - 05, 01:08 ص]ـ
بارك الله فيكم
فصّل في هذه المسألة بصورة جيدة الدكتور نجم عبد الرحمن خلف في كتابه الصناعة الحديثية في السنن الكبرى
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[23 - 03 - 05, 05:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا
يتبع إن شاء الله(6/322)
راوي فات جميع المصنفين في المراسيل ثبوت سماعه من شيخه
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[11 - 04 - 04, 11:16 م]ـ
محمد بن ابي حرملة المدني، ترجم له المزي في "تهذيبه" فقال 25/ 47: (خ م د ت س محمد بن أبي حرملة القرشي أبو عبد الله المدني مولى عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب بن عبد العزى روى عن سالم بن عبد الله بن عمر م س وسليمان بن يسار بخ م وعبد الله بن عمر بن الخطاب وفي سماعه منه نظر)
والشاهد منه قوله: (وعبد الله بن عمر بن الخطاب وفي سماعه منه نظر) فقد اعتمدها ابن حجر،وأبو زرعة العراقي في "التحفة".
ولم يستدرك ذلك صاحب "الإكليل" ـ بارك الله فيه ـ ولعله ليس من شرطه.
والشاهد أن كل من ترجمة ـ حسب ما وقفت عليه ـ يذكر أن في سماعه من ابن عمر نظراً، وقد وقفت على ما يثبت سماعه منه بالسند الصحيح، فقد روى الإمام مالك في "الموطأ" 1/ 229 ح (538) عن محمد بن أبي حرملة مولى عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب أن زينب بنت أبي سلمة توفيت وطارق أمير المدينة فأتي بجنازتها بعد صلاة الصبح فوضعت بالبقيع قال وكان طارق يغلس بالصبح قال بن أبي حرملة فسمعت عبد الله بن عمر يقول لأهلها إما أن تصلوا على جنازتكم الآن وإما أن تتركوها حتى ترتفع الشمس.
والشاهد منه: (فسمعت عبد الله بن عمر).
فصح بهذا سماعه منه،والحمد لله.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[12 - 04 - 04, 10:13 ص]ـ
جزاك الله خيرا
فائدة نفيسة واستدراك مهم
وقد ذكر الإمام البخاري في التاريخ الكبير سماعه من ابن عمر
قال رحمه الله في التاريخ الكبير (1/ 59)
محمد بن أبي حرملة المديني مولى عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب بن عبد العزي القرشي
سمع ابن عمر وعطاء بن يسار
سمع منه مالك وابن عيينة
وقال لي إسماعيل بن أبي أويس حدثني بن أبي حازم عن محمد بن أبي حرملة سمع النعمان بن أبي عياش سمع أبا سعيد الخدري سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول (لا صلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس ولا بعد العصر حتى تغرب الشمس)
وللفائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3121
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[13 - 04 - 04, 12:37 ص]ـ
شكر الله لكم أبا عمر .. ومن مثلكم أستفيد، لا حرمنا الله من فوائدكم وعوائدكم ..(6/323)
معنى قول البخاري (هذا أكثر)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 04 - 04, 10:19 ص]ـ
تجد في كلام الإمام البخاري رحمه الله تعالى سواء كان في التاريخ الكبير أو الأوسط أو من نقولات العلماء الآخرين عنه يقول بعد أن يذكر حديثا أو غيره ثم يذكر روايات أخرى تخالف هذه الرواية فيقول (وهذا أكثر) أو نحوها من العبارت، ويقصد بها تعليل الحديث الأول الذي ذكره
وهناك أمثلة متعددة فلعلي أذكر بعضها للفائدة
التاريخ الأوسط ج:1 ص:249
حدثنا علي بن فضل قال حدثنا صدقة بن المثنى عن رباح بن الحارث عن أبي بردة قال بينا أنا في إمارة زياد قال رجل من الأنصار كان لوالده صحبة مع النبي صلى الله عليه وسلم إنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال أمتي أمة مرحومة عذابها بأيديها
وقال سعيد بن يحيى حدثنا أبي قال حدثنا أبو بردة عن أبي بردة عن رجل من الأنصار عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا
حدثنا موسى قال حدثنا حماد قال أخبرنا يونس عن حميد عن أبي بردة أنه خرج من عند زياد أو بن زياد فجلس إلى رجل من أصحاب النبي فقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم بهذا
حدثنا محمد بن حوشب قال حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حصين عن أبي بردة كنت عند بن زياد فقال عبد الله بن يزيد سمعت النبي
ويروى عن طلحة بن يحيى وعبد الملك بن عمير ومحمد بن إسحاق بن طلحة وعمارة القرشي وسعيد بن أبي بردة وعون وعمرو بن قيس والبخثري بن المختار ومعاوية بن إسحاق وليث والوليد بن عيسى أبو وهب عن أبي بردة عن أخيه عن النبي صلى الله عليه وسلم
وفي أسانيدها نظر والأول أشبه والخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الشفاعة وأن قوما يعذبون ثم يخرجون أكثر وأبين
--------------------------------------------------------------------------------
التاريخ الأوسط ج:1 ص:297
قال بعد أن سرد روايات متعددة في النهي عن الرمي قبل طلوع الشمس
حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى عن بن جريج قال حدثني عبد الله مولى أسماء أنها ارتحلت من جمع حين غاب القمر فمضت حتى رمي الجمر ثم رجعت فصلت الصبح فقلت لها فقالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن للظعن
وكذلك حكي عبد الله بن صالح عن الليث عن يونس عن بن شهاب عن سالم عن بن عمر قال فمنهم من يقدم ليلا ومنهم من يقدم بعد ذلك فإذا قدموا رمو الجمرة وكان بن عمر يقول أرخص في أولئك رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك فعلت أم سلمة
وحديث هؤلاء أكثر وأصح في الرمي قبل طلوع الشمس
--------------------------------------------------------------------------------
التاريخ الكبير ج:1 ص:39
وقال لنا موسى حدثنا حماد عن علي بن زيد عن عمارة القرشي أنه شهد عمر حدثه أبو بردة بهذا وقال لنا المقرئ حدثنا سعيد قال حدثني أبو القاسم الحمصي عن عمرو بن قيس السكوني عن أبي بردة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم
وقال محمد بن سلام أخبرنا إسماعيل بن عياش عن يزيد بن سعيد عن عبد الملك بن عمير عن أبي بردة عن أبيه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
وقال لنا عبيد الله بن موسى عن طلحة بن يحيى عن أبي بردةعن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم
وقال لي محمد بن حوشب حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حصين عن أبي كنت عند بن زياد فقال عبد الله بن يزيد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
وقال لنا موسى حدثنا حماد قال أخبرنا يونس عن حميد عن أبي بردة أنه خرج من عند زياد أو بن زياد فجلس إلى رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
وقال بن فضيل حدثنا صدقة بن المثنى عن رياح بن الحارث عن أبي بردة بينا أنا في إمارة زياد قال رجل من الأنصار كان لوالده صحبة مع النبي صلى الله عليه وسلم قال سمعت والدي أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم بهذا
وقال لنا سعيد بن يحيى حدثنا أبي قال حدثنا بريد عن أبي بردة عن رجل من الأنصار عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا
حدثني عبدة بن عبد الله قال حدثنا زيد بن الحباب قال ثنا الوليد بن عيسى أبو وهب قال حدثنا أبو بردة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال ليث عن أبي بردة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال محمد بن سابق حدثصلى الله عليه وسلم
نا الربيع أبو سعيد عن معاوية بن إسحاق عن أبي بردة سمع أباه سمع النبي صلى الله عليه وسلم نحوه
قال أبو عبد الله والخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الشفاعة وأن قوما يعذبون ثم يخرجون أكثر وأبين وأشهر
حدثني علي قال حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا مسعر قال حدثني علي بن مدرك عن أبي بردة قال حدثني رجل من الأنصار عن بعض أهله يرفعه هذه أمة مرحومة بهذا
قال أبو عبد الله ألفاظهم مختلفة الا أن المعنى قريب
التاريخ الكبير ج:1 ص:148
وقال لنا آدم حدثنا شعبة قال نا محمد بن عبد الرحمن الأنصاري سمعت عمتي سمعت عائشة قالت كسر عظم الميت ككسره حيا عن عمرة عن عائشة قولها
ورفعه سعد بن سعيد وحارثة عن عمرة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم
وروى سليمان والداروردي عن سعد ولم يرفعاه
قال أبو عبد الله وغيره مرفوع أكثر
ورواه عروة والقاسم عن عائشة قولها
--------------------------------------------------------------------------------
التاريخ الكبير ج:2 ص:135
برد بن عرين حديثه في البصريين حدثني بشر بن آدم قال حدثنا روح بن عبادة قال ثنا عثمان بن غياث عن برد بن عرين عن عمته زينب بنت منجل سألنا عائشة عن الجراد فقالت زجر النبي صلى الله عليه وسلم صبياننا وكانوا يأكلونه
حدثني عبد الأعلى قال ثنا أبو عوانة عن السدي عن عبد الله البهي رأيت عائشة تأكل الجراد
تابعه عبيد الله عن إسرائيل عن السدي نحوه
حدثني محمود قال ثنا أبو النضر قال حدثنا شيبان عن زياد عن حسان بن أنس الثعلبي كنت عند بن أخت عائشة فأرسلت إليه بجراد
قال أبو عبد الله وهذا أكثر وهذا أصح
حدثنا أبو الوليد قال ثنا شعبة عن أبي يعفور قال سمعت عبد الله بن أبي أوفى يقول غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أو ست غزوات نأكل الجراد
¥(6/324)
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[17 - 04 - 04, 11:56 م]ـ
جزاكم الله تعالى خيرا شيخنا أبا عمر
وأذكر أنه مر معي مثل ذلك في الصحيح في مواضع كثيرة، وأظنه لا يخفى على أمثالكم حفظكم الله، فلعلكم تتحفونا به.
أخوكم ماهر.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 04 - 04, 02:19 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ولعلك تتحفنا بما تفضلت به
فالقصد المشاركة في ذكر أمثلة من استخدام الإمام البخاري رحمه الله لهذه الكلمة لتأكيد المعنى.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[18 - 04 - 04, 11:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا أبا عمر
وفي صحيح أبي عبد الله البخاري في الحج 2/ 174
قال أبو عبد الله
حدثنا أحمد حدثنا أبي حدثنا إبراهيم عن الحجاج بن حجاج عن قتادة عن عبد الله بن أبي عتبة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليحجن البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج
تابعه أبان وعمران عن قتادة، وقال عبد الرحمن عن شعبة قال لا تقوم الساعة حتى لا يُحَجَّ البيت، والأول أكثر، سمع قتادة عبد الله وعبد الله أبا سعيد.
وفي البيوع 3/ 87
قال أبو عبد الله
حدثنا ابن بكير حدثنا الليث عن جعفر بن ربيعة عن الأعرج قال أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تصروا الإبل والغنم فمن ابتاعها بعد فإنه بخير النظرين بعد أن يحتلبها إن شاء أمسك وإن شاء ردها وصاع تمر.
ويذكر عن أبي صالح ومجاهد والوليد بن رباح وموسى بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم صاع تمر، وقال بعضهم عن ابن سيرين صاعا من طعام وهو بالخيار ثلاثا، وقال بعضهم عن ابن سيرين صاعا من تمر ولم يذكر ثلاثا والتمر أكثر.
وفي الشروط 3/ 235
قال أبو عبد الله
حدثنا أبو نعيم حدثنا زكرياء قال سمعت عامرا يقول حدثني جابر رضي الله عنه أنه كان يسير على جمل له قد أعيا فمر النبي صلى الله عليه وسلم فضربه فدعا له فسار بسير ليس يسير مثله ثم قال بعنيه بوقية قلت لا ثم قال بعنيه بوقية فبعته فاستثنيت حملانه إلى أهلي فلما قدمنا أتيته بالجمل ونقدني ثمنه ثم انصرفت فأرسل على إثري قال ما كنت لآخذ جملك فخذ جملك ذلك فهو مالك قال شعبة عن مغيرة عن عامر عن جابر أفقرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهره إلى المدينة وقال إسحاق عن جرير عن مغيرة فبعته على أن لي فقار ظهره حتى أبلغ المدينة وقال عطاء وغيره لك ظهره إلى المدينة وقال محمد بن المنكدر عن جابر شرط ظهره إلى المدينة وقال زيد بن أسلم عن جابر ولك ظهره حتى ترجع وقال أبو الزبير عن جابر أفقرناك ظهره إلى المدينة وقال الأعمش عن سالم عن جابر تبلغ عليه إلى أهلك وقال عبيد الله وابن إسحاق عن وهب عن جابر اشتراه النبي صلى الله عليه وسلم بوقية وتابعه زيد بن أسلم عن جابر وقال ابن جريج عن عطاء وغيره عن جابر أخذته بأربعة دنانير وهذا يكون وقية على حساب الدينار بعشرة دراهم ولم يبين الثمن مغيرة عن الشعبي عن جابر وابن المنكدر وأبو الزبير عن جابر وقال الأعمش عن سالم عن جابر وقية ذهب وقال أبو إسحاق عن سالم عن جابر بمائتي درهم وقال داود بن قيس عن عبيد الله بن مقسم عن جابر اشتراه بطريق تبوك أحسبه قال بأربع أواق وقال أبو نضرة عن جابر اشتراه بعشرين دينارا وقول الشعبي بوقية أكثر الاشتراط أكثر وأصح عندي قاله أبو عبد الله.
وفي باب لبس القسي 7/ 195
قال أبو عبد الله
وقال عاصم عن أبي بردة قال قلت لعلي ما القسية قال ثياب أتتنا من الشأم أو من مصر مضلعة فيها حرير وفيها أمثال الأترنج والميثرة كانت النساء تصنعه لبعولتهن مثل القطائف يصفرنها، وقال جرير عن يزيد في حديثه القسية ثياب مضلعة يجاء بها من مصر فيها الحرير، والميثرة جلود السباع.
قال أبو عبد الله عاصم أكثر وأصح في الميثرة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 04 - 04, 02:47 م]ـ
أحسنت
جزاك الله خيرا وبارك فيك وفي علمك.
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[04 - 03 - 08, 11:41 ص]ـ
جزاكم الله خيراً.
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[04 - 03 - 08, 12:16 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخ عبد الرحمن
والاخوة
لكن انبه ولا يخفاك ذلك ان حديث ابي موسى الاول رواه مسلم في الصحيح
وانما نبهت حتى لا يعتقد القارئ ان جميع ما يعله
(الجبل البخاري) ضعيف السند بل قد يكون صحيح السند منكر المتن
او له احتمالات اخرى
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 03 - 08, 09:38 ص]ـ
بارك الله فيك على هذا التنبيه والإفادة.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[10 - 03 - 08, 03:28 م]ـ
بارك الله بعلمك ونفع بك يا شيخ عبد الرحمن ...
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[10 - 03 - 08, 04:51 م]ـ
في كتاب الحيض من صحيح البخاري:
باب كيف كان بدء الحيض وقول النبي صلى الله عليه وسلم: هذا شيء كتبه الله على بنات آدم، وقال بعضهم: كان أول ما أرسل الحيض على بني إسرائيل، قال أبو عبدالله: وحديث النبي صلى الله عليه وسلم أكثر. اهـ.
ولعله إعلال منه لحديث: أول ما أرسل الحيض على بني إسرائيل.
والله أعلم.
¥(6/325)
ـ[هشام بن بهرام]ــــــــ[12 - 03 - 08, 02:35 ص]ـ
ولعل من تمام الفائدة النظر في استخدام معاصري الإمام البخاري رحمه الله تعالى لهذا المصطلح.
فربما ذكره الإمام مسلم ولكن يظهر أنه يستخدمه لتمام السياق والألفاظ.
وربما قاله الإمام أحمد ليدفع بالحديث ما صح عن الصحابي.
فهذا بعض ما رأيته.
وقد يقولون في الراوي أنه أكثر من فلان.
وفي الكنى:
أبو الجراح مولى أم حبيبة عن أم حبيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم العير التي فيها جرس لا تصحبها الملائكة قاله إسماعيل بن أبي أويس ومعن عن مالك عن نافع عن سالم عن أبي الجراح وقال بن المبارك عن موسى بن عقبة عن نافع عن أبي الجراح عن أم حبيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله وقال عبدة عن بن إسحاق عن أبي الجراح وقال محمد بن بشر عن عبيد الله عن نافع عن أبي الجراح وقال خلف بن خالد ويحيى بن بكير عن بكر بن مضر عن جعفر بن ربيعة عن عراك عن سالم عن أبي الجراح مثله وقال الليث عن يزيد بن الهاد عن سالم عن أبي الجراح مولى أم سلمة عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال يسرة بن صفوان عن نافع بن عمر عن أبي بكر بن أبي شيخ السهمي كنت مع سالم بن عبد الله يخبر عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه وقال يوسف عن مالك عن الجراح وقال الليث عن نافع عن الجراح عن أم حبيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال بن أبي حازم عن موسى بن عقبة عن نافع عن الجراح وقال معمر عن أيوب عن نافع عن الجراح وقال همام عن نافع عن الجراح وقال يزيد بن أبي حبيب عن عراك عن سالم عن الجراح وقال عبد الله وسعيد بن عفير عن الليث عن عقيل عن بن شهاب أخبرني سالم بن عبد الله بن عمر أن سفينة مولى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبره عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله وقال على نا يعقوب بن إبراهيم قال نا أبي عن أبي إسحاق قال حدثني محمد بن طلحة بن يزيد عن سالم بن عبد الله عن أبي الجراح مولى أم حبيبة عن أم حبيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لولا أن أشق على أمتي لامرتهم بالسواك كلما يتوضأو ن وقال عبيد بن يعيش عن بن إسحاق عن محمد بن طلحة عن سالم عن أم حبيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله وأبو الجراح أكثر وأصح
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 03 - 08, 01:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا مشايخنا الكرام.
ـ[أبوحسان الغامدي]ــــــــ[12 - 03 - 08, 09:06 م]ـ
هذه مشاركة على هذا الموضوع
من التاريخ الكبير >> المجلد الثاني
حدثني بشر بن آدم قال حدثنا روح بن عبادة قال ثنا عثمان بن غياث عن برد بن عرين عن عمته زينب بنت منجل سألنا عائشة عن الجراد فقالت زجر النبي صلى الله عليه وسلم صبياننا وكانوا يأكلونه حدثني عبد الأعلى قال ثنا أبو عوانة عن السدي عن عبد الله البهي رأيت عائشة تأكل الجراد تابعه عبيد الله عن إسرائيل عن السدي نحوه حدثني محمود قال ثنا أبو النضر قال حدثنا شيبان عن زياد عن حسان بن أنس الثعلبي كنت عند بن أخت عائشة فأرسلت إليه بجراد قال أبو عبد الله وهذا أكثر وهذا أصح حدثنا أبو الوليد قال ثنا شعبة عن أبي يعفور قال سمعت عبد الله بن أبي أوفى يقول غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أو ست غزوات نأكل الجراد
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[16 - 03 - 08, 08:57 ص]ـ
جزاك الله خيرا ابا حسان
وهذا النقل موجود في المشاركة الاولى للشيخ الفقيه!!(6/326)
ذكر خطأ شعبة في أسماء الرجال من خلال العلل ومعرفة الرجال
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[18 - 04 - 04, 02:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لما عرفت أن شيخنا أبا محمد الألفي حفظه الله تعالى عنده كتاب وسمه بـ (تفصيل المقال بأن أكثر وهم شعبة في أسماء الرجال) أحببت أن أذكر أمثلة تقرر ما ذهب إليه أئمة هذا الشأن رحمهم الله تعالى، وما تابعهم عليهم مقررا لهم شيخنا الألفي حفظه الله تعالى، قلت في نفسي أكتب ما جمعته لعل فيه الخير لمن يهمه الأمر ولعل الشيخ إن قرأه يتحفنا برؤية شيء من هذا الكتاب جزاه الله تعالى كل خير.
هذا ما جاء من أخطاء الإمام الجهبذ شعبة بن الحجاج أبو بسطام رحمه الله تعالى في أسماء الرجال، هي فوائد دونتها على حاشية كتاب العلل ومعرفة الرجال لأبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل عند قراءتي له، ونصيحة من أخ أمين لكل طالب حديث؛ عليك بهذا الكتاب، ففيه من العلم ما لذ وطاب، لا تفوتنه، ففيه من الخير الكثير.
مقدمة:
قال الذهبي رحمه الله تعالى في الكاشف 1/ 485
أمير المؤمنين في الحديث، له نحو من ألفي حديث، ثبت حجة و يخطىء في الأسماء قليلا.
وقال المزي في تهذيب الكمال قال أبو عبيد الآجري سمعت أبا داود قال: لما مات شعبة قال سفيان مات الحديث، قيل له: هو أحسن حديثا من سفيان؟ فقال: ليس في الدينا أحسن حديثا من شعبة ومالك على القلة، والزهري أحسن الناس حديثا، و شعبة يخطىء فيما لا يضره و لا يعاب عليه، يعني في الأسماء.
قال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب قال الدارقطني في العلل:
كان شعبة رحمه الله يغلط في أسماء الرجال لاشتغاله بحفظ المتن.
وقال أحمد بن عبد الله العجلى واسطي سكن البصرة ثقة ثبت في الحديث، وكان يخطىء في أسماء الرجال قليلا.
نصوص من العلل ومعرفة الرجال لأبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل عليه رحمة الله:
الخطأ من شعبة:
1210ـ قال أبي أخطأ شعبة في اسم خالد بن علقمة فقال مالك بن عرفطة.
وأخطأ أيضا في سلم بن عبد الرحمن فقال عبد الله بن يزيد في حديث الشكال من الخيل، قلب اسمه.
وأخطأ شعبة في اسم أبي الثورين فقال أبو السوار، وإنما هو أبو الثورين.
قلت لأبي من هذا أبو الثورين فقال رجل من أهل مكة مشهور اسمه محمد بن عبد الرحمن من قريش قلت لأبي إن عبد الرحمن بن مهدي زعم أن شعبة لم يخطي في كنيته فقال هو السوار قال أبي: عبد الرحمن لا يدري أو كلمة نحوها.
1858ـ سمعت أبي يقول أخطأ شعبة في حديث سلم بن عبد الرحمن عن أبي زرعة تسموا باسمي وكره الشكال فقال: عبد الله بن يزيد النخعي، قال أبي: إنما هو سلم بن عبد الرحمن. (مكرر 1210)
1859ـ سمعت أبي يقول أخطأ شعبة في حديث علي بن زيد عن يوسف بن مهران فقال: يوسف بن ماهك وهو خطأ إنما هو ابن مهران.
1867ـ سمعت أبي يقول كذا قال غندر وأظن شعبة أخطأ في اسمه، في حديث شعبة عن محمد بن إسحاق عن عمر بن عاصم بن قتادة عن محمود عن رافع عن النبي صلى الله عليه وسلم أسفروا بصلاة الصبح. قال أبي وإنما هو عاصم بن عمر بن قتادة.
1903ـ حدثني أبي قال حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا شعبة عن أبي بكير عن زياد بن حدير قال ما رأيت أحدا أكثر يستاك وهو صائم من عمر. قال أبي: وإنما هو أبو نهيك فأخطأ شعبة فيه فقال أبو بكير.
1932ـ حدثني أبي قال حدثنا غندر قال حدثنا شعبة عن سليمان يعني الأعمش عن صالح بن خباب عن حصين بن سمرة عن سلمان أنه قال: ما من شيء أحق بطول سجن من لسان. قال أبي: قال أبو معاوية عن الأعمش عن صالح بن خباب الكيشمي عن حصين بن عقبة، قال أبي: أخطأ شعبة فيه، وإنما هو ما قال أبو معاوية: حصين بن عقبة.
1935ـ حدثني أبي قال حدثنا غندر قال حدثنا شعبة عن عمرو بن دينار عن أبي السوار يقول: سألت ابن عمر عن صوم يوم ـ يعني عرفة ـ فنهى عنه. قال أبي: وقال ابن عيينة عن عمرو عن أبي الثورين، أخطأ شعبة. (مكرر 1210)
¥(6/327)
2284ـ حدثني أبي قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن يزيد بن خمير قال سمعت عبد الله بن أبي موسى قال أرسلني مدرك أو ابن مدرك إلى عائشة، فقلت لآذنها كيف أستأذن عليها؟ قال: قل السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، السلام على أمهات المؤمنين أو أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، السلام عليكم، فدخلت عليها.
سمعت أبي يقول: يزيد بن خمير صالح الحديث.
قال أبي: عبد الله بن أبي موسى هو خطأ، أخطأ شعبة، وهو عبد الله بن أبي قيس.
3660ـ قال أبي عبد الله بن أبي موسى خطأ، أخطأ شعبة هو عبد الله بن أبي قيس. (مكرر 2284)
5489ـ حدثني محمد بن بشار بندار قال حدثنا محمد بن أبي عدي عن شعبة عن منصور عن سدوس عن البراء بن قيس عن حذيفة قال: ما أبالي إياه مسست أو أذني.
5490ـ سألت أبي عن هذا الحديث فقال أخطأ فيه شعبة على منصور، إنما هو منصور عن إياد بن لقيط السدوسي، فأخطأ فقال سدوس.
5695ـ حدثني أبي قال أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن عبد الله بن يزيد عن أبي زرعة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي، وكان يكره الشكال من الخيل.
قال أبي: هو سلم بن عبد الرحمن، ولكن أخطأ شعبة. (مكرر 1210 – 1858)
1959ـ سمعت أبي يقول قال حماد بن سلمة: وكيع بن حدس.
قال أبي: سمعناه من هشيم يقول عدس.
قال أبي: هكذا قال شعبة.
قال أبي: وأخذته من كتاب الأشجعي عن سفيان قال: وكيع بن حدس، قال: وهو الصواب.
5827ـ حدثني أبي قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن عدس عن عمه أبي رزين.
قال أبي: الصواب ما قال حماد بن سلمة وأبو عوانة وسفيان قالوا وكيع بن حدس، وكان الخطأ عنده ما قال شعبة وهشيم، وأظنه قال: هشيم كان يتابع شعبة. (مكرر 1959)
3954ـ سألت يحيى قلت شعبة عن أبي شعيب الشامي فقال إنما هو بصري، كان له ابن بالبصرة يحدث، قلت: فمن قال الشامي؟ قال أخطأ إنما هو بصري.
1093ـ قال أبو عبد الله عند ذكره من رآهم شعبة ......
وأبو بكر بن عمرو بن حزم. وقال روح عن شعبة عن ابن أبي بكر أن أباه كان ينفر في اليوم الثالث.
وزعم عبد الرحمن بن مهدي أنه سمعه ـ يعني شعبة ـ من أبي بكر بن حزم.
.......... والجلاس.
قال أبو عبد الرحمن قال أبي: وإنما هو أبو الجلاس عقبة بن سيار ولكن شعبة كذا يقول.
لا يدرى الخطأ من شعبة أم من غندر:
1918ـ قال أبي في حديث شعبة عن ابن أبي نجيح عن محمد بن إسماعيل، كذا قال غندر قال حدثني من رأى على سعد وطلحة وذكر ستة أو سبعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خواتيم الذهب.
قال أبي: وهذا خطأ إنما هو إسماعيل بن محمد.
2276ـ حدثني أبي قال حدثنا محمد قال حدثنا شعبة عن أبي بكر بن جهم، كذا قال غندر.
قال أبي: وإنما هو ابن أبي الجهم.
1936ـ حدثني أبي قال حدثنا غندر قال حدثنا شعبة قال سمعت يونس بن عبيد قال سمعت يونس بن جبير قال سمعت رجلا سأل ابن عمر أنه نذر أن يصوم كل يوم اثنين.
قال أبي: إنما هو زياد بن جبير، ولكن أخطأ فقال يونس بن جبير.
قال أبو عبد الرحمن: لا أدري أخطأ فيه شعبة أو غندر.
قال المحقق:
(الظاهر أن الخطأ فيه من غندر لا من شعبة فقد رواه أبو عوانة والطيالسي أبو داود في مسنده عن شعبة عن يونس بن عبيد عن زياد بن جبير.) وأحال إلى الفتح.
فائدة لا بد من التنبه لها، وهي أن شعبة رحمه الله كان ألثغا مما قد يُظن أنه أخطأ:
2504ـ حدثني أبي قال حدثنا يحيى بن سعيد عن سليمان يعني التيمي عن أبي عثمان عن سلمان قال: تُدنى الشمس .. وقص الحديث، وأما الكفار أو قال الآخرون فإنها تطبخهم، فأما أجوافهم فتقول: غق عق.
قال أبي: بلغني أن شعبة كان يقول عن التميمي عو عو، وإنما هو غق غق.
قال أبي: وكان شعبة ألثغ فلا أدري صحف في هذا الحرف أم من قبل لثغته.
قلت: ولعله من حيث النطق بعيد والله تعالى أعلم.
1865ـ قال أبي: ابن الثَّلِب (بالمثلثة) إنما هو ابن التَّلِب (بالمثناة فوق)، ولكن شعبة كان في لسانه شيء ولعل غندرا لم يفهم عنه.
فائدة تلزمنا التثبت في الحكم بأن الخطأ من شعبة وإن كان في أسماء الرواة، إذ الحمل في هذا المثال على من فوق شعبة رحمه الله:
3564ـ حدثني أبي قال حدثنا أبو قطن عن شعبة عن العوام بن مراجم فقال له يحيى بن معين إنما هو ابن مزاحم، فقال أبو قطن عليه وعليه، أوقال ثيابه فيء المساكين إن لم يكن ابن مراجم، فقال يحيى حدثنا به وكيع وقال: ابن مزاحم، فقلت أنا حدثنا به وكيع فقال: ابن مراجم فسكت يحيى.
قال أبي حدثنا يحيى عن شعبة عن العوام بن مراجم وهو الصواب.
حدثني أبي قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن العوام القيسي، قال أبي: أظنه فر منه، لم يقل مراجم ولا مزاحم.
كتبه أبو بكر ماهر بن عبد الوهاب علوش.
¥(6/328)
ـ[ابن معين]ــــــــ[18 - 04 - 04, 05:52 م]ـ
بارك الله فيك أخي ماهر على هذه الفائدة الحديثية.
وهذا الخطأ من شعبة قد استكثره بعض الأئمة، واستقلّه آخرون، والكثرة والقلة أمر نسبي، وهذا راجع إلى مقارنته بغيره، فمن قارن خطأه بخطأ غيره من الأئمة الكبار رأى أن هذا الخطأ كثير من شعبة، كما قال أحمد: (ما أكثر ما يخطئ شعبة في أسامي الرجال)،
وقال الدارقطني: (كان شعبة يخطئ في أسماء الرجال كثيراً، لتشاغله بحفظ المتون)
وقال الخطيب: (كان شعبة يخطىء في الأسماء كثيراً).
ومن قارنه بمن دونه من الثقات رآه قليلاً _ وهو كذلك _، كما قال العجلي: (وكان يخطئ في أسماء الرجال قليلاً).
وبالعموم فقد قال أبوداود: (وشعبة يخطىء فيما لا يضره ولا يعاب عليه، يعني في الأسماء).
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[18 - 04 - 04, 07:47 م]ـ
موضوع مهم ومفيد، فجزى الله كاتبه ومن عقب عليه خير الجزاء
والعجب من الشيخ أحمد شاكر رحمه الله حيث ذكر في تعليقه على الترمذي (1/ 69 - 70) دفاعا عجيبا عن شعبة في تصحيفه للأسماء، وكلامه هذا لايوافق عليه مع ما ذكره الإخوة سابقا من كلام العلماء
وفي العلل لابن أبي حاتم كذلك تنبيهات متعددة من الحفاظ على تصحيفات شعبة في الرجال ولعل سببها لثغة في لسانه كما قال الإمام أحمد (سنن أبي داود -كتاب العتق) والعلل (1/ 276)
ومن هذه المواضع
العلل لابن ابي حاتم (1/ 56و90و108و132و199و399و254 وغيرها
وقال مكي حسين حمدان الكبيسي في كتابه (الإمام شعبة بن الحجاج ومكانته بين علماء الجرح والتعديل) ص 307 (وبهذا يتضح أن التصحيف المنسوب إلى الإمام شعبة رحمه الله تعالى منه ماهو صحيح ثابت، ومرجعه إلى الطبيعة البشرية، وهو قليل جدا!!، ومنه ماكان الوهم فيه من غيره، إما لعدم تحري الرواة عنه في أثناء السماع منه، أو لعدم تنبههم إلى جرائر لثغته في لسانه، ومنه مالاتصح نسبته إليه، وقد أخطأ من اتهم الإمام شعبة ونسبه فيه إلى التصحيف000والله أعلم) انتهى.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 04 - 04, 01:47 م]ـ
الأخوة الفضلاء. أعزكم الله، وأعلى أقداركم، ونفع بكم.
سلامى إليكم جميعاً، وجمعنى الله وإيَّاكم فى مستقر روضاتِه، وأسبغ علينا وافرَ رحماتِه.
هذا البيان الذى شاركتم جميعاً بما تُحمد فيه آثارُكم، وتُشكر فعالُكم، مما تقام به الحجة على أن الثقة الثبت لا ينفك عن الخطأ والوهم، وقد قالوا: ((من حدَّثك أن أحداً عرى عن الوهم فلا تصدقه)). والوقوف على أوهام الكبراء الرفعاء أمثال: مالك، وشعبة، ومعمر، وابن عيينة، والحمادان: ابن ز يد وابن سلمة، وأبى عاصمٍ النبيل، ومن جرى مجراهم فى وجاهة الذكر، وعلو الكعب فى حفظ مصادر الشريعة، سيما أحاديث خير البرية، الوقوف على أوهامهم ليس تنقيصاً من أقدارهم، ولا كشفاً لمستور عواراتهم، ولا طعناً فى جلالتهم، ولا ثلباً لمآثر إمامتهم، كيف! وهم تيجان الرؤوس، وحلية الطروس، وأولياء الشفاعة، وأئمة هاتيك الصناعة، أعلى الله فى العالمين منارهم، وطيّب آثارهم، وجزاهم عن الإسلام وأهله أفضل ما جازى ورثة المرسلين والنبيين.
وقد أنكر علىَّ بعضُ العلماء الفضلاء حين بلغه أنى زبرت رسالتين: إحداهما بعنوان ((إتحاف الألحاظ ببيان أوهام الحفاظ))، والأخرى بعنوان ((تفصيل المقال بأن أكثر وهم شعبة فى أسماء الرجال))، ذكرت فيهما جملةً من أوهام بعض هؤلاء الرفعاء، ولم يكن بعدُ فد نظر فى الرسالتين ولا قرأهما، فلما أرسلتُ إليه ببعض ما زبرته فيهما ألان لى القول وأسلم لصحة مقالى، إلا أنه نصحنى ـ أحسن الله مثوبته ـ أن أرجئ نشرهما، لغاياتٍ ومقاصد لم أنكرها عليه، فتوافقنا معاً على صحة المقال، واقتضاء الواقع والحال. وكان مما اعتذرت به أضعاف ما ذكرته هاهنا من الثناء على أئمتنا وكبرائنا، وشفعت ذلك بقولى: إنَّ هذا من لطائف علم العلل وملحه، فليس الخطأ من مالكٍ وشعبة كالخطأ من المجروحين والمتروكين والوضاعين.
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[19 - 04 - 04, 08:33 م]ـ
جزاكم الله تعالى خيرا شيوخنا الكرام
بالطبع مسألة القلة و الكثرة تختلف من حيث نظر الأئمة رحمهم الله تعالى
بعض الأئمة يدع الراوي من ثلاثة أو أربعة أخطاء ....
وبعضهم يحتمل منه أكثر من ذلك إذا كثر حديثه بعض الشيء .....
فمن عرف من طريقه عشرة أحاديث وأخطأ في ستة مثلا فحري أن لا يروى عنه.
ومن روى المائة أفلا يحتمل منه عشرة، أين هذا من ذاك.
فكيف بالإمام يروى ألفي حديث ويخطأ بعشرين وثلاثين .....
أين هو ممن ذكرنا.
وقد كان يشغلني هذا الأمر (وهو التدقيق في النِّسب) كثيرا بخصوص المدلسين ولا زلت أهتم به، قد يوصف الواحد بالتدليس ويكون مكثرا من الرواية، وقد لا تجد له في كتب أهل الشأن إلا القليل من الحديث الذي قالوا لنا إنه دلسها، مثل هذا هل يعامل كمدلس صار مضرب المثل في كتب هذا الشأن، لعل هذا بعيد جدا.
أخوكم ماهر.
¥(6/329)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[20 - 04 - 04, 01:36 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
فائدة
تصحيف لشعبة في متن حديث
قال الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه (1/ 182)
وحدثنا محمد بن منهال الضرير حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد بن أبي عروبة وهشام صاحب الدستوائي عن قتادة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ح وحدثني أبو غسان المسمعي ومحمد بن المثنى قالا حدثنا معاذ وهو بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة حدثنا أنس بن مالك أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن برة ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن ذرة
زاد بن منهال في روايته قال يزيد فلقيت شعبة فحدثته بالحديث فقال شعبة حدثنا به قتادة عن أنس بن مالك عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالحديث إلا أن شعبة جعل مكان الذرة ذرة
قال يزيد صحف فيها أبو بسطام
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[21 - 07 - 04, 10:58 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الألفى
والوقوف على أوهام الكبراء الرفعاء أمثال: مالك، وشعبة، ومعمر، وابن عيينة، والحمادان: ابن ز يد وابن سلمة، وأبى عاصمٍ النبيل، ومن جرى مجراهم فى وجاهة الذكر، وعلو الكعب فى حفظ مصادر الشريعة، سيما أحاديث خير البرية، الوقوف على أوهامهم ليس تنقيصاً من أقدارهم، ولا كشفاً لمستور عواراتهم، ولا طعناً فى جلالتهم، ولا ثلباً لمآثر إمامتهم، كيف! وهم تيجان الرؤوس، وحلية الطروس، وأولياء الشفاعة، وأئمة هاتيك الصناعة، أعلى الله فى العالمين منارهم، وطيّب آثارهم، وجزاهم عن الإسلام وأهله أفضل ما جازى ورثة المرسلين والنبيين.
تفصيل المقال بأن أكثر وهم شعبة فى أسماء الرجال
الحمد لله تعالى. والصلاة الزاكية على محمَّدٍ تتوالى. وبعد ..
الأخ المسدد / أبو بكر.
سلَّمك الله وحيَّاك. وحرس دينك ودنياك. وقابل جهدك بالقبول والمثوبة. ونفعك بالعلم ونفع بك.
قد تلخص مما ذكرته من أوهام شعبة فى أسماء الرجال اثنا عشر موضعاً، بيانها:
(1) إياد بن لقيط السدوسي أخطأ فيه شعبة فقال سدوس.
(2) حصين بن عقبة أخطأ فيه شعبة فقال حصين بن سمرة.
(3) خالد بن علقمة أخطأ فيه شعبة فقال مالك بن عرفطة.
(4) سلم بن عبد الرحمن أخطأ فيه شعبة فقال عبد الله بن يزيد.
(5) شعيب أخطأ فيه شعبة فقال أبو شعيب.
(6) عبد الله بن أبي قيس أخطأ فيه شعبة فقال عبد الله بن أبي موسى.
(7) عاصم بن عمر بن قتادة أخطأ فيه شعبة فقال عمر بن عاصم بن قتادة.
(8) وكيع بن حُدْس أخطأ فيه شعبة فقال وكيع بن عُدْس.
(9) يوسف بن مهران أخطأ فيه شعبة فقال يوسف بن ماهك.
(10) أبو الثورين أخطأ فيه شعبة فقال أبو السوار.
(11) أبو الجلاس عقبة بن سيار أخطأ فيه شعبة فقال الجلاس.
(12) أبو نهيك أخطأ فيه شعبة فقال أبو بكير.
ومما يستدرك على ما سبق من أخطائه فى أسماء الرجال:
(13) سليمان بن رزين أخطأ فيه شعبة فقال سالم بن رزين.
(14) سويد بن قيس أبو مرحب أخطأ فيه شعبة فقال مالك بن عميرة أبو صفوان.
(15) عبد الملك بن قتادة بن ملحان أخطأ فيه شعبة فقال عبد الملك بن منهال.
(16) عبيد بن على أبو على أخطأ فيه شعبة فقال الفيض بن أبى حثمة.
(17) عبيد بن المغيرة أبو المغيرة أخطأ فيه شعبة فقال الوليد أبو المغيرة أو المغيرة أبو الوليد.
(18) على بن شماخ أخطأ فيه شعبة فقال عثمان بن شماس.
(19) أبو النعمان أخطأ فيه شعبة فقال أبو طلق.
وقد اكتفيتَ ـ أخى الموفَّق ـ فى عزو المواضع الآنفة الذكر بـ ((العلل ومعرفة الرجال)) للإمام أحمد، وفيه مقنع وكفاية للقنوع المستكفى، ولكن مثل هذا النوع من علم الأثر، لا تشبع منه نفس المنهوم بالاختصار، حتى يتعرف على مصادره، ويقف على تخريجات أخباره، ويتلمس مواقع الخطأ ويقارنها بالصواب، فهو من أدق فنون علم العلل. وربما ظن البعض أن فيه طعناً على رفعاء الأئمة، فقال منافحاً: وماذا أفادنا الوقوف على أخطاء شعبة، ومالك، وابن عيينة، ومعمر، وأمثالهم من المشاهير؟!. فنقول: إن معرفة أخطاء المشهورين ربما فاق النفع بها على معرفة أخطاء المجروحين، لإن النفوس تبادر إلى قبول كل ما يصدر عن الثقة، وتحتج به، ركوناً إلى التوثق من مجانبته الخطأ، وإحساناَ للظن به والاطمئنان لضبطه وتيقظه.
فقد بان للمستبصر الواعى أن التعريف بأوهام الحفاظ الرفعاء ليس تنقيصاً من أقدارهم، ولا كشفاً لمستور عواراتهم، ولا طعناً فى جلالتهم، ولا ثلباً لمآثر إمامتهم، كيف! وهم تيجان الرؤوس، وحلية الطروس، وأولياء الشفاعة، وأئمة هاتيك الصناعة، أعلى الله فى العالمين منارهم، وطيّب آثارهم، وجزاهم عن الإسلام وأهله أفضل ما جازى ورثة المرسلين والنبيين.
وبيان تفصيلات هذه المواضع الانفة الذكر فيه إطالة، وهى مبسوطة فى كتابين عندى: أولهما ((تفصيل المقال بأن أكثر وهم شعبة فى أسماء الرجال)) أو ((الديباج ببيان أوهام شعبة بن الحجاج))، وثانيهما ((إتحاف الألحاظ ببيان أوهام الحفاظ))
¥(6/330)
ـ[ابو عاصم]ــــــــ[21 - 07 - 04, 06:33 م]ـ
كذلك روى الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان (برقم 12): باب بيان الإيمان الذي يدخل به الجنة وأن من تمسك بما أمر به دخل الجنة:
"حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا أبي حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا موسى بن طلحة قال: حدثني أبو أيوب أن أعرابيا عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في سفر فأخذ بخطام ناقته أو بزمامها ثم قال: يا رسول الله! أو يا محمد! أخبرني بما يقربني من الجنة وما يباعدني من النار قال: فكف النبي صلى الله عليه وسلم ثم نظر في أصحابه ثم قال: "لقد وفق أو لقد هدي" قال "كيف قلت؟ " قال: فأعاد، فقال: النبي صلى الله عليه وسلم: "تعبد الله لا تشرك به شيئا. وتقيم الصلاة. وتؤتي الزكاة. وتصل الرحم. دع الناقة".
ثم روى هذا الحديث بعد ذلك قائلاً" وحدثني محمد بن حاتم، وعبد الرحمن بن بشر قالا: حدثنا بهز حدثنا شعبة حدثنا محمد بن عثمان بن عبد الله بن موهب، وأبوه عثمان أنهما سمعا موسى بن طلحة يحدث عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم: بمثل هذا الحديث".
قال النووي في شرح مسلم"واتفقوا على أن الثاني وهم و غلط من شعبة وأن صوابه هو عمرو بن عثمان كما في الطريق الأول.
قال الكلاباذي وجماعات لا يُحصون من أهل الشأن: هذا وهم من شعبة فإنه كان يسميه محمداً وإنما هو عمرو، وهكذا وقع على الوهم من رواية شعبة في كتاب الزكاة من البخاري والله أعلم".باب بيان الإيمان الذي يدخل به الجنة وأن من تمسك بما أمر به دخل الجنة
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[21 - 07 - 04, 09:17 م]ـ
الحمد لله تعالى. والصلاة الزاكية على محمَّدٍ تتوالى. وبعد ..
بارك الله فيك يا أبا عاصم. وأحسن مثوبتك. فقد أفدتنا والله. فلله أنت. وإنها لتستحق أن تدرج وتقيد فى جملة الأوهام.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[21 - 07 - 04, 09:20 م]ـ
الحمد لله تعالى. والصلاة الزاكية على محمَّدٍ تتوالى. وبعد ..
تفصيل المقال بأن أكثر وهم شعبة فى أسماء الرجال
(الوهم الأول) إياد بن لقيط السدوسي أخطأ فيه شعبة فقال سدوس
ـــــــــ ... ـــــ ... ــــــــــ
أخرجه عبد الله بن أحمد ((العلل ومعرفة الرجال)) (3/ 336/5489) قال: حدثني محمد بن بشار بندار حدثنا محمد بن أبي عدي عن شعبة عن منصور عن سدوس عن البراء بن قيس عن حذيفة قال: ما أبالي إياه مسست أو أذني.
وأخرجه كذلك الطحاوى ((شرح المعانى)) (1/ 78) قال: حدثنا أبو بكرة بكار بن قتيبة ثنا أبو داود ـ يعنى الطيالسى ـ ثنا شعبة عن منصور به مثله.
قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد: ((سألت أبي عن هذا الحديث، فقال: أخطأ فيه شعبة على منصور، إنما هو ((منصور عن إياد بن لقيط السدوسي))، فأخطأ فقال: سدوس)).
وقال ابن أبى حاتم ((علل الحديث)) (1/ 70/188): ((سألت أبي عن حديث رواه أبو داود الطيالسي عن شعبة عن منصور عن سدوس عن البراء بن قيس عن حذيفة قال: ما أبالي مسست ذكرى أم أنفي. فسمعت أبي يقول: هذا خطأ، إنما هو منصور عن إياد بن لقيط السدوسي عن البراء بن قيس عن حذيفة. قلت لأبي: الخطأ ممن هو؟، قال: لا أدري من أبي داود أو من شعبة؟، قلت: ورواه أبو عوانة عن منصور عن إياد بن لقيط عن البراء بن قيس عن حذيفة)).
قلت: وإنما تردد أبو حاتم الرازى فى نسبة شعبة إلى الخطأ فى هذا الحديث، لأنه لم يعرفه إلا من رواية الطيالسى عنه. ولم يتفرد الطيالسى، فقد تابعه عن شعبة بهذا الإسناد: ابن أبى عدى.
وقد خالف شعبة: مسعر، والثورى، وعبيد الله بن إياد بن لقيط فقال ثلاثتهم ((عن إياد بن لقيط السدوسى))، إلا أن مسعراً خاصةً لا ينسبه. وتابعهم على اسمه: أبو عوانة عن منصور. فهؤلاء أربعة: ثلاثة يروونه عن إياد بن لقيط بلا واسطة، وفيهم ابنه عبيد الله، وتابعهم رابعهم منصور بن المعتمر من رواية أبى عوانة عنه. وقد كان يكفى رواية الثورى وحده، فكيف وقد رواه ثلاثة من أثبات أصحاب إياد بن لقيط السدوسى غيره!.
فقد أخرجه الطحاوى ((شرح المعانى)) (1/ 78) عن أبى عامر العقدى، وابن المنذر ((الأوسط)) (96) عن عبد الله بن الوليد العدنى كلاهما عن سفيان الثورى ثنا إياد بن لقيط السدوسي ثنا البراء بن قيس قال: سمعت حذيفة وسأله رجل عن مس الذكر في الصلاة؟، فقال:: ما أبالي إياه مسست أم أنفي.
وأخرجه الطحاوى ((شرح المعانى)) (1/ 78) قال: حدثنا أبو بكرة ثنا أبو داود ثنا عبيد الله بن إياد بن لقيط عن أبيه عن البراء بن قيس سمعت حذيفة بمثله.
وأخرجه البخارى ((التاريخ الكبير)) (2/ 117/1889) قال: قال لنا أبو نعيم حدثنا مسعر عن إياد بن لقيط عن البراء عن حذيفة سئل عن مس الذكر، فقال: إنما هي مثل أنفي أو أنفك.
قلت: وإياد بن لقيط السدوسى ثقة حديثه فى الكوفيين. قال الحافظ المزى ((تهذيب الكمال)): ((روى عن: البراء بن عازب، والبراء بن قيس السكوني، والحارث بن حسان الذهلي، وزهير بن علقمة، وسويد بن سرحان، وعبد الله بن سعيد الهمداني، وقبيصة بن برمة الأسدي، ويزيد بن معاوية العامري، وأبي رمثة البلوي، وأبي عطارد، وامرأة بشير بن الخصاصية واسمها الجهدمة. روى عنه: سفيان الثوري، وصدفة بن أبي عمران، وعبد الله بن شبرمة، وعبد الملك بن سعيد بن أبجر، وعبد الملك بن عمير، وابنه عبيد الله بن إياد بن لقيط، وعثمان بن عبد الله بن شبرمة، وغيلان بن جامع، وقيس بن الربيع، ومسعر بن كدام، ومنصور بن المعتمر. قال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين: ثقة. وكذلك قال النسائي. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. روى له البخاري في ((الأدب))، والباقون سوى ابن ماجة)).
وذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (4/ 62/1829). وقال فى ((التقريب)) (1/ 116): ثقة من الرابعة.
¥(6/331)
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[02 - 08 - 04, 03:05 ص]ـ
جزاكم الله تعالى خيرا شيخنا الجليل أبا محمد
أسأل الله تعالى أن يبارك لكم في علمكم.
ماهر
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[04 - 08 - 04, 02:02 ص]ـ
الحمد لله تعالى. والصلاة الزاكية على محمَّدٍ تتوالى. وبعد ..
واستدركتُ ثلاث فوائت من هذه المواضع:
(1) جعفر بن أبى ثور بن جابر بن سمرة أخطأ فيه شعبة فقال أبو ثور بن عكرمة.
(2) حجر بن العنبس أبو السكن أخطأ فيه شعبة فقال حجر أبو العنبس، وأخطأ فى متن حديثه.
(3) عمران بن أبى أنس أخطأ فيه شعبة فقال أنس بن أبى أنس.
فإذا انضافت إلى ما أفادناه أبو عاصم، صاروا أربعة:
(4) عمرو بن عثمان بن عبد الله بن موهب أخطأ فيه شعبة فقال محمد بن عثمان بن عبد الله بن موهب.
فيبلغ مجموع الأوهام ثلاثةً وعشرين وهماً.
(الوهم الثانى) جعفر بن أبى ثور أخطأ فيه شعبة فقال أبو ثور بن عكرمة
ـــــــــ ... ـــــ ... ــــــــــ
قال الإمام أحمد (5/ 93): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ أَبِي ثَوْرِ بْنِ عِكْرِمَةَ عَنْ جَدِّهِ وَهُوَ جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الصَّلاةِ فِي مَبَارِكِ الإِبِلِ؟، فَقَالَ: ((لا تُصَلِّ))، وَسُئِلَ عَنِ الصَّلاةِ فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ؟، فَقَالَ: ((صَلِّ))، وَسُئِلَ عَنِ الْوُضُوءِ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ؟، فَقَالَ: ((تَوَضَّأْ مِنْهُ))، وَسُئِلَ عَنْ لُحُومِ الْغَنَمِ؟، فَقَالَ: ((إِنْ شِئْتَ تَوَضَّأْ، وَإِنْ شِئْتَ لا تَتَوَضَّأْ)).
وأخرجه كذلك عبد الله بن أحمد ((زوائد المسند)) (5/ 100)، وابن حبان (1126) كلاهما عن النَّضْرِ بْنِ شُمَيْلٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا ثَوْرِ بْنَ عِكْرِمَةَ بْنِ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الصَّلاةِ فِي مَبَاتِ الْغَنَمِ؟، فَرَخَّصَ، وَسُئِلَ عَنِ الصَّلاةِ فِي مَبَاتِ الإِبِلِ؟، فَنَهَى عَنْهُ، وَسُئِلَ عَنِ الْوُضُوءِ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ؟، فَقَالَ: ((تَوَضَّئُوا))، وَسُئِلَ عَنِ الْوُضُوءِ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ؟، فَقَالَ: ((إِنْ شِئْتَ فَتَوَضَّأْ، وَإِنْ شِئْتَ فَلا)).
وأخرجه الخطيب ((موضح الأوهام)) (1/ 531) من طريق الطيالسى حَدَّثَنَا شُعْبَةُ أخبرني سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ قال سَمِعْتُ أَبَا ثَوْرِ يحدِّث عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ بنحوه.
قلت: هكذا اتفق الأثبات من أصحاب شعبة، ورأسهم غندر: أنه يقول ((أَبُو ثَوْرِ))، وبيَّنه النضر بن شميل ((أَبُو ثَوْرِ بْنُ عِكْرِمَةَ بْنِ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ))، وأخطأ شعبة فى هذا الاسم.
وفى ((علل الترمذى)) (1/ 47) للقاضى أبى طالبٍ: ((قال أبو عيسى أخطأ شعبة في حديث سِمَاكٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ عن النبي صلى الله عليه وسلم في الوضوء من لحوم الإبل، فقال: عن سماك عن أبي ثور. وجَعْفَرُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ رجل مشهور، روى عنه: سماك بن حرب، وعثمان بن عبد الله بن موهب، وأشعث بن أبي الشعثاء، وهو من ولد جابر بن سمرة)).
قلت: وهو كما قاله أبو عيسى. فقد خالفه سفيان الثورى، وزائدة بن قدامة، وزكريا بن أبى زائدة، والحسن بن صالح فقالوا ((جَعْفَرُ بْنُ أَبِي ثَوْرِ))، وقال حماد بن سلمة ((جَعْفَرُ بْنُ أَبِي ثَوْرِ بْنِ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ))، فأبانه بياناً وافياً.
وكذلك من تابع سماكاً: أشعث بن أبى الشعثاء المحاربى، وعثمان بن عبد الله بن موهب، ومحمد بن قيس الأسدى لا يختلفون أنه ((جَعْفَرُ بْنُ أَبِي ثَوْرِ))، وشعبة وحده يقول ((أَبُو ثَوْرِ بْنُ عِكْرِمَةَ))، فيخطئ فيه.
¥(6/332)
فقد أخرجه أحمد (5/ 88،86،100) عن مؤمل بن إسماعيل وعبد الله بن الوليد العدنى، وابن الجارود (25) عن أبى حذيفة، والطحاوى ((شرح المعانى)) (1/ 70) عن مؤمل بن إسماعيل، وابن الجوزى ((التحقيق فى أحاديث الخلاف)) (222) عن العدنى، ثلاثتهم عن سُفْيَانَ الثورى عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكر نحوه.
وأخرجه أحمد (5/ 108)، ومسلم (360)، وابن أبى عاصم ((الآحاد والمثانى)) (3/ 130)، والطحاوى ((شرح المعانى)) (1/ 70)، والطبرانى ((الكبير)) (2/ 210/1859)، وأبو نعيم ((المستخرج)) (795)، والبيهقى ((الكبرى)) (2/ 448) من طرق عن زَائِدَةَ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ به.
وأخرجه أحمد (5/ 102،92)، وابن أبى عاصم ((الآحاد والمثانى)) (3/ 129)، والطحاوى ((شرح المعانى)) (1/ 70)، والطبرانى ((الكبير)) (2/ 210/1860) من طرق عن حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي ثَوْرِ بْنِ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنحو حديث الثورى.
وأخرجه ابن أبى عاصم ((الآحاد والمثانى)) (3/ 129)، والطبرانى ((الكبير)) (2/ 210/1861)، والخطيب ((موضح الأوهام)) (1/ 531) ثلاثتهم عن عبيد الله بن موسى ثنا زكريا بن أبي زائدة عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ بنحوه.
وأخرجه الطبرانى ((الكبير)) (2/ 211/1862) من طريق حسن بن صالح عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ بنحوه.
وأما متابعو سماك بن حرب، فلنجتزئ من رواياتهم ما أخرجه مسلم فى ((صحيحه)) (360) قال: حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ فُضَيْلُ بْنُ حُسَيْنٍ الْجَحْدَرِيُّ ثنا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَأَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ؟، قَالَ: ((إِنْ شِئْتَ فَتَوَضَّأْ، وَإِنْ شِئْتَ فَلا تَوَضَّأْ))، قَالَ: أَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ؟، قَالَ: ((نَعَمْ فَتَوَضَّأْ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ))، قَالَ: أُصَلِّي فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ؟، قَالَ: ((نَعَمْ))، قَالَ: أُصَلِّي فِي مَبَارِكِ الإِبِلِ؟، قَالَ: ((لا)).ح وحَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّاءَ ثنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى عَنْ شَيْبَانَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ وَأَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ كُلُّهُمْ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِه.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[04 - 08 - 04, 10:02 م]ـ
الحمد لله تعالى. والصلاة الزاكية على محمَّدٍ تتوالى. وبعد ..
الوهم الثالث: حُجْرُ بْنُ العَنْبَسٍ أبو السَّكَن أخطأ فيه شعبة فقال حُجْرُ أَبو الْعَنْبَسِ
ـــــــــ ... ـــــ ... ــــــــــ
قال الإمام أحمد (4/ 316): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ حُجْرٍ أَبِي الْعَنْبَسِ سَمِعْتُ عَلْقَمَةَ يُحَدِّثُ عَنْ وَائِلٍ أَوْ سَمِعَهُ حُجْرٌ مِنْ وَائِلٍ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا قَرَأَ ((غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ))، قَالَ: آمِينَ، وأخفى بِهَا صَوْتَهُ، وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى يَدِهِ الْيُسْرَى، وَسَلَّمَ عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ يَسَارِهِ.
¥(6/333)
وقال الإمام مسلم ((التمييز)) (36): حدثنا محمد بن بشار ثنا يحيى بن سعيد ومُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قالا ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ سَمِعْتُ حُجْراً أَبَا الْعَنْبَسِ يقول حدثني عَلْقَمَةُ بْنِ وَائِلٍ عن وَائِلٍ عن النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ح وثنا اسحاق أنا أبو عامر ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَلَمَةَ سَمِعْتُ حُجْراً أَبَا الْعَنْبَسِ يُحَدِّثُ عَنْ وَائِلٍ بْنِ حُجْرٍ عن النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهذا الحديث.
وأخرجه كذلك الطيالسى (1024)، ومن طريقه البيهقى ((الكبرى)) (2/ 57)، وابن حبان (1805) عن عبد الصمد بن عبد الوارث ووهب بن جرير، والطبرانى ((الكبير)) (22/ 45،9/ 112،3) عن عفان ووكيع، والدارقطنى (1/ 334/4) عن يزيد بن زريع، والحاكم (2/ 253) عن سليمان بن حرب وأبى الوليد الطيالسى، ثمانيتهم عن شُعْبَةَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ حُجْرٍ أَبِي الْعَنْبَسِ عن عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ عن أبيه أَوْ سَمِعَهُ حُجْرٌ مِنْ وَائِلٍ بنحوه، إلا أن عفان لم يذكر وضع اليمنى، والتسليم. واقتصر سليمان بن حرب وأبو الوليد على القراءة والتأمين.
وأخرجه كذلك الطبرانى ((الكبير)) (22/ 44/110) قال: حدثنا أبو مسلم الكشي ثنا حجاج بن نصير ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ سمعت حُجْرَ أَبَا الْعَنْبَسِ يحدث عن وَائِلٍ الحضرمي: أنه صلَّى مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين قَرَأَ ((وَلا الضَّالِّينَ))، قَالَ: آمِينَ، وأخفى بها صوته، وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى يَدِهِ الْيُسْرَى، وجعلها على بطنه، وكان إذا قال سمع الله لمن حمده، قال اللهم ربنا لك الحمد، ويسلم عن يمينه، وعن يساره تسليمتين.
وقال (22/ 43/109): حدثنا معاذ بن المثنى ثنا أبو الوليد ـ يعنى الطيالسى ـ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ سمعت أَبَا الْعَنْبَسِ يحدث عن وَائِلٍ الحضرمي: أنه صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه.
قلت: هكذا رواه الجم الغفير عن شعبة، وفيهم أثبات أصحابه، فقال ((عَنْ حُجْرٍ أَبِي الْعَنْبَسِ))، وقال ((وأخفى بِهَا صَوْتَهُ)) أو ((وخَفَضَ صَوْتَهُ))، وزاد فى إسناده ((عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ))، إلا أنه كان يتردد فى هذه الزيادة، وربما رواه بدونها فقال ((حُجْرٌ عَنْ وَائِلٍ)).
قال البخارى ((التاريخ)) (3/ 73/259): ((حُجْرُ بْنُ عَنْبَسٍ أبو السكن الكوفي، كناه محمد بن هارون بن المغيرة عن عنبسة عن سلمة بن كهيل. وقال شعبة أبو العنبس. وقال شعبة عن سلمة بن كهيل عن حجر أبي العنبس عن علقمة بن وائل عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال آمين خفض بها صوته. وخولف فيه في ثلاثة أشياء: قيل حجر أبو السكن، وقال هو أبو عنبس، وزاد فيه علقمة وليس فيه، وقال خفض صوته، وإنما هو جهر بها)).
وقال ابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (3/ 266): ((حُجْرُ بْنُ عَنْبَسٍ أبو السكن، ويقال أبو العنبس. روى عن علي. روى عنه: سلمة بن كهيل، وموسى بن قيس الحضرمي. أخبرنا يعقوب بن إسحاق الهروي فيما كتب إليَّ قال أنا عثمان بن سعيد الدارمي قال: سألت يحيى بن معين عن حجر بن العنبس الذي يروي عنه سلمة، فقال: شيخ كوفي مشهور)).
وقال ابن حبان فى ((الثقات)) (4/ 177/2363): ((حُجْرُ بْنُ عَنْبَسٍ أبو السكن الكوفى، وهو الذي يقال له حجر أبو العنبس. يروى عن: على، ووائل بن حجر. روى عنه: سلمة بن كهيل)).
قلت: وهو كما قاله البخارى وابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة وابن حبان والترمذى؛ حجر بن عنبس أبو السكن أخطأ فيه شعبة فقال حجر أبو العنبس، وأخطأ كذلك فى إسناده ومتنه، إذ زاد فى إسناده ((عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ))، وقال ((وأخفى بِهَا صَوْتَهُ)).
وخالفه سفيان الثورى، فأقام إسناده، وجوَّد متنه، والحديث له، فقد توبع عليه.
¥(6/334)
فقد أخرجه الترمذى (248): حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ثنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالا ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ حُجْرِ بْنِ عَنْبَسٍ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ ((غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ))، فَقَالَ آمِينَ وَمَدَّ بِهَا صَوْتَهُ.
وأخرجه كذلك ابن أبى شيبة (2/ 187/7960)، وأحمد (4/ 315)، ومسلم ((التمييز)) (37) ثلاثتهم عن وكيع، والدارقطنى (1/ 334) عن الفريابى وابن مهدى، والبيهقى ((الكبرى)) (2/ 57) و ((الصغرى)) (1/ 256) عن خلاد بن يحيى وأبى داود الحفرى والأشجعى، وابن الجوزى ((التحقيق فى احاديث الخلاف)) (467) عن غندر وابن مهدى، سبعتهم عن الثورى عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ حُجْرِ بْنِ عَنْبَسٍ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ به مثله.
وتابعهم محمد بن كثير العبدى على إسناده ومتنه، إلا أنه قال مرةً ((حجر أبى العنبس))، بنحو قول شعبة، وهذا وهم منه، إذ كان يرويه عن الثورى وشعبة كليهما.
فقد أخرجه الدارمى (1247) قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ نَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ حُجْرِ بْنِ الْعَنْبَسِ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَرَأَ ((وَلا الضَّالِّينَ))، قَالَ آمِينَ، وَيَرْفَعُ بِهَا صَوْتَهُ.
وأخرجه أبو داود (932): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ نَا سُفْيَانُ عَنْ سَلَمَةَ عَنْ حُجْرٍ أَبِي الْعَنْبَسِ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ بمثله.
قَالَ أَبو عِيسَى: ((هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَرَوَى شُعْبَةُ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ حُجْرٍ أَبِي الْعَنْبَسِ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ ((غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ))، فَقَالَ آمِينَ وَخَفَضَ بِهَا صَوْتَهُ. وسَمِعْت مُحَمَّدًا ـ يعنى البخارى ـ يَقُولُ: حَدِيثُ سُفْيَانَ أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ فِي هَذَا، وَأَخْطَأَ شُعْبَةُ فِي مَوَاضِعَ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ عَنْ حُجْرٍ أَبِي الْعَنْبَسِ، وَإِنَّمَا هُوَ حُجْرُ بْنُ عَنْبَسٍ، وَيُكْنَى أَبَا السَّكَنِ، وَزَادَ فِيهِ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، وَلَيْسَ فِيهِ عَنْ عَلْقَمَةَ، وَإِنَّمَا هُوَ عَنْ حُجْرِ بْنِ عَنْبَسٍ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، وَقَالَ وَخَفَضَ بِهَا صَوْتَهُ، وَإِنَّمَا هُوَ وَمَدَّ بِهَا صَوْتَهُ.
قَالَ أَبو عِيسَى: وَسَأَلْتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟، فَقَالَ: حَدِيثُ سُفْيَانَ فِي هَذَا أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ، وَرَوَى الْعَلاءُ بْنُ صَالِحٍ الأَسَدِيُّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ نَحْوَ رِوَايَةِ سُفْيَانَ)).
قَالَ أَبو عِيسَى (248/ 2): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ صَالِحٍ الأَسَدِيُّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ حُجْرِ بْنِ عَنْبَسٍ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ حَدِيثِ سُفْيَانَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ.
وأخرجه كذلك ابن أبى شيبة (1/ 266/3047)، ومن طريقه الطبرانى ((الكبير)) (22/ 45/114)، وأبو داود (933)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (22/ 513) جميعاً من طريق عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ صَالِحٍ الأَسَدِيُّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ حُجْرِ بْنِ عَنْبَسٍ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْر ٍ: أَنَّهُ صَلَّى خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَهَرَ بِآمِينَ، وَسَلَّمَ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ خَدِّهِ.
¥(6/335)
إلا أن أبا داود يقول ((علىُّ بْنُ صَالِحٍ))، وهو وهم، وإنما هو الْعَلاءُ بْنُ صَالِحٍ الأَسَدِيُّ كوفى ثقة مشهور. قال عباس الدوري وأبو بكر بن أبي خيثمة عن يحيى بن معين وأبو داود: ثقة. وقال غيرهما عن يحيى بن معين وأبو زرعة وأبو حاتم: لا بأس به. وذكره ابن حبان فى ((كتاب الثقات)) (7/ 268)، والعجلى فى ((معرفة الثقات)) (2/ 149).
وأما محمد بن سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، فقد ذكر حجراً باسمه وكنيته.
فقد أخرج الطبرانى ((الكبير)) (22/ 45/113): حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا الأزرق بن علي ثنا حسان بن إبراهيم ثنا محمد بن سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عن أبيه عن أبي السَّكَنِ حجر بن عنبس سمعت وائل بن حجر الحضرمي يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلِّم، حتى رأيت بياض خده من ذا الجانب، ومن ذا الجانب.
[إيقاظ] لعل قائلاً يقول: إن شعبة لم يخطئ فى هذا الاسم ((حُجْرُ أَبو الْعَنْبَسِ))، فقد يكون لحجرٍكنيتان، فذكر شعبة إحداهما، وذكر غيره الثانية؟.
فنقول: قد بان للمستبصر أن الخطأ من شعبة فى هذا الحديث قد تجاوز الإسناد إلى متن الحديث وسياقه، وأن المبين لخطئه هو الثقة الحجة سفيان الثورى، وقد تقرر أن أكثر خطأ شعبة فى أسماء الرجال، وأن سفيان أحفظ منه للأسانيد والمتون، وإذا خالف سفيان فالقول قول سفيان، فكيف وقد توبع سفيان!. هذا مع نص هؤلاء الأئمة الرفعاء بنسبة شعبة إلى الخطأ فى سند الحديث ومتنه: البخارى، وأبو زرعة، والترمذى، والدارقطنى.
[إيقاظ ثان] قال أبو بكر البيهقى ((الكبرى)) (2/ 57): ((وأما خطأ شعبة في متنه فبيِّن، وأما قوله ((حُجْرُ أَبو الْعَنْبَسِ))، فكذلك ذكره محمد بن كثير عن الثوري، وأما قوله ((عن علقمه))، فقد بيَّن في روايته أن حجرا سمعه من علقمة، وقد سمعه أيضا من وائل نفسه، وقد رواه أبو الوليد الطيالسي عن شعبة نحو رواية الثوري)).
ثم أسنده أبو بكرٍعن إبراهيم بن مرزوق البصري ثنا أبو الوليد ثنا شعبة عن سلمة بن كهيل سمعت حجرا أبا عنبس يحدث عن وائل الحضرمي: أنه صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قال ((وَلا الضَّالِّينَ))، قَالَ: آمِينَ، رافعاً بها صوته.
فنقول: أما حديث محمد بن كثير العبدى، فقد سبق بيان أنه رواه عن الثورى على الوجهين:
[الأول] ((عَنْ حُجْرِ بْنِ الْعَنْبَسِ)) كرواية الجم الغفير عن الثورى، ورواه عنه الدارمى (1247).
[الثانى] ((عَنْ حُجْرٍ أَبِي الْعَنْبَسِ)) كرواية شعبة سواء، ورواه عنه أبو داود (932).
وإنما أوتى ابن كثير العبدى من حيث أنه كان راويةً للاثنين: الثورى وشعبة، وما وافق فيه أثبات أصحاب الثورى فهو أولى بالقبول، مما شذَّ فيه عنهم.
وأما حديث أبى الوليد عن شعبة، وقوله فيه ((رافعاً بها صوته))، فقد خولف عليه إبراهيم بن مرزوق البصري. خالفه معاذ بن المثنى كما سبق بيانه، فرواه عن أبى الوليد عن شعبة بلفظ ((فَأخْفَى بِهَا صَوْتَهُ)) بنحو رواية الجماعة عن شعبة.
أخرجه بهذا اللفظ الطبرانى ((الكبير)) (22/ 43/109) قال: حدثنا معاذ بن المثنى ثنا أبو الوليد ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ سمعت أَبَا الْعَنْبَسِ يحدث عن وَائِلٍ الحضرمي: أنه صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قال ((وَلا الضَّالِّينَ))، قَالَ:آمِينَ، فَأخْفَى بِهَا صَوْتَهُ، وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى يَدِهِ الْيُسْرَى، وسلَّم عن يمينه، وعن يساره.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[04 - 08 - 04, 10:07 م]ـ
الحمد لله تعالى. والصلاة الزاكية على محمَّدٍ تتوالى. وبعد ..
الوهم الرابع: خَالِدُ بْنُ عَلْقَمَةَ أخطأ فيه شعبة فقال مَالِكُ بْنُ عُرْفُطَةَ
ـــــــــ ... ـــــ ... ــــــــــ
¥(6/336)
قال الإمام أحمد (1/ 122): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ شُعْبَةَ حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ عُرْفُطَةَ سَمِعْتُ عَبْدَ خَيْرٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَلِيٍّ، فَأُتِيَ بِكُرْسِيٍّ وَتَوْرٍ، فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلاثًا، وَوَجْهَهُ ثَلاثًا، وَذِرَاعَيْهِ ثَلاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ ـ وَصَفَ يَحْيَى ـ فَبَدَأَ بِمُقَدَّمِ رَأْسِهِ إِلَى مُؤَخَّرِهِ، وَقَالَ: وَلا أَدْرِي أَرَدَّ يَدَهُ أَمْ لا، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى وُضُوءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهَذَا وُضُوءُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ أَبو عَبْد الرَّحْمَنِ عبد الله بن أحمد: هَذَا أَخْطَأَ فِيهِ شُعْبَةُ، إِنَّمَا هُوَ عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ.
وأخرجه الطيالسى (149)، ومن طريقه البيهقى ((الكبرى)) (1/ 50)، والخطيب ((موضح الأوهام)) (2/ 61) و ((الفصل للوصل المدرج)) (1/ 568)، وأحمد (1/ 139) عن غندر وحجاج، وأبو داود (113)، وأبو يعلى (535) كلاهما عن غندر، والنسائى ((المجتبى)) (1/ 69،68) و ((الكبرى)) (1/ 100،84،80/ 99،83،163) عن عبد الله بن المبارك ويزيد بن زريع، والبزار (793) عن وهب بن جرير، والطحاوى ((شرح المعانى)) (1/ 35) عن أبى عامر العقدى، والضياء ((المختارة)) (2/ 281/660) عن يحيى بن سعيد، ثمانيتهم عن شعبة حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ عُرْفُطَةَ سَمِعْتُ عَبْدَ خَيْرٍ به نحوه.
وقال ابن أبى حاتم ((علل الحديث)) (1/ 56/145): ((سئل أبو زرعة عن حديث رواه شعبة عن مالك بن عرفطة عن عبد خير عن عليٍّ رضي الله عنه في الوضوء ثلاثا، ورواه أبو عوانة وزائدة عن خالد بن علقمة عن عبد خير عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الوضوء. فقال أبو زرعة: وهم فيه شعبة، إنما أراد خالد بن علقمة)).
قلت: فأما زائدة، فهو أحسنهم وأوفاهم له سياقاً، فقد جوَّد متنه وأتمَّه وأحسن سياقته.
قال الإمام أحمد (1/ 135): حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ثَنَا زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ خَيْرٍ قَالَ: جَلَسَ عَلِيٌّ بَعْدَمَا صَلَّى الْفَجْرَ فِي الرَّحَبَةِ، ثُمَّ قَالَ لِغُلامِهِ: ائْتِنِي بِطَهُورٍ، فَأَتَاهُ الْغُلامُ بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ وَطَسْتٍ، قَالَ عَبْدُ خَيْرٍ: وَنَحْنُ جُلُوسٌ نَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَأَخَذَ بِيَمِينِهِ الإِنَاءَ، فَأَكْفَأَهُ عَلَى يَدِهِ الْيُسْرَى، ثُمَّ غَسَلَ كَفَّيْهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى الإِنَاءَ، فَأَفْرَغَ عَلَى يَدِهِ الْيُسْرَى، ثُمَّ غَسَلَ كَفَّيْهِ فَعَلَهُ ثَلاثَ مِرَارٍ، قَالَ عَبْدُ خَيْرٍ: كُلُّ ذَلِكَ لا يُدْخِلُ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ، حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى فِي الإِنَاءِ، فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ، وَنَثَرَ بِيَدِهِ الْيُسْرَى فَعَلَ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى فِي الإِنَاءِ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى ثَلاثَ مَرَّاتٍ إِلَى الْمِرْفَقِ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُسْرَى ثَلاثَ مَرَّاتٍ إِلَى الْمِرْفَقِ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى فِي الإِنَاءِ حَتَّى غَمَرَهَا الْمَاءُ، ثُمَّ رَفَعَهَا بِمَا حَمَلَتْ مِنَ الْمَاءِ، ثُمَّ مَسَحَهَا بِيَدِهِ الْيُسْرَى، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ بِيَدَيْهِ كِلْتَيْهِمَا مَرَّةً، ثُمَّ صَبَّ بِيَدِهِ الْيُمْنَى ثَلاثَ مَرَّاتٍ عَلَى قَدَمِهِ الْيُمْنَى، ثُمَّ غَسَلَهَا بِيَدِهِ الْيُسْرَى، ثُمَّ صَبَّ بِيَدِهِ الْيُمْنَى عَلَى قَدَمِهِ الْيُسْرَى، ثُمَّ غَسَلَهَا بِيَدِهِ الْيُسْرَى ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى، فَغَرَفَ بِكَفِّهِ فَشَرِبَ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا طُهُورُ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى طُهُورِ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهَذَا طُهُورُهُ.
¥(6/337)
وأخرجه كذلك البزار (791)، وأبو يعلى (286)، وابن الجارود (68)، وابن خزيمة (147)، والضياء ((المختارة)) (659) كلهم عن عبد الرحمن بن مهدى، وأبو داود (112)، والبيهقى ((الكبرى)) (1/ 48) كلاهما عن حسين بن على الجعفى، والدارمى (701)، والبيهقى ((الكبرى)) (1/ 47) كلاهما عن أبى الوليد الطيالسى، وابن المنذر ((الأوسط)) (378،352) عن يحيى بن أبى بكير، وابن حبان (1079،1056) عن ابن المبارك وأبى الوليد، والدارقطنى (1/ 105/48) عن الجعفى وأبى الوليد وابن أبى بكير، خمستهم عن زَائِدَةَ بْنِ قُدَامَةَ عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ خَيْرٍ عن علىٍّ به نحوه.
وأما أبو عوانة، فكان يضبط الحديث فى كتابه على الصواب ((عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ))، ولكنه كان يعظِّم شعبة وينأى عن مخالفته، فكان يرويه قديماً ((عن مَالِكِ بْنِ عُرْفُطَةَ))، فلما تبيَّن له بآخرة خطأ شعبة، رواه على ما فى كتابه ((عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ)).
قال الإمام أبو داود: ((مَالِكُ بْنُ عُرْفُطَةَ إنما هو ((خَالِدُ بْنُ عَلْقَمَةَ))، أخطأ فيه شعبة.
قال أبو عوانة يوماً: حدثنا مَالِكُ بْنُ عُرْفُطَةَ عن عبد خير، فقال عمرو الأعصف: رحمك الله يا أبا عوانة، هذا خالد بن علقمة، ولكن شعبة مخطىء فيه. فقال أبو عوانة: هو في كتابي ((خَالِدُ بْنُ عَلْقَمَةَ))، ولكن قال شعبة هو ((مَالِكُ بْنُ عُرْفُطَةَ)).
قال أبو داود: حدثنا عمرو بن عون ثنا أبو عوانة عن مالك بن عرفطة.
قال أبو داود: وسماعه ـ يعنى عمرو ـ قديم.
قال أبو داود: وحدثنا أبو كامل ثنا أبو عوانة عن خالد بن علقمة، وسماعه متأخر، كأنَّه ـ يعنى أبا عوانة ـ بعد ذلك رجع إلى الصواب)).
قلت: هذه العبارة ليست في أكثر نسخ ((سنن أبي داود))، وقد ذكرها الحافظ أبو الحجاج المزي فى ((تحفة الأشراف)) (7/ 417)، ثم قال: هذه العبارة في رواية أبي الحسن بن العبد، ولم يذكرها أبو القاسم اهـ.
وقد أخرج المحفوظ أحمد (1/ 154) عن عفان، وأبو داود (111)، والبيهقى ((الكبرى)) (1/ 68،50)، والخطيب ((موضح الأوهام)) (2/ 59) ثلاثتهم عن مسدد، والنسائى ((الكبرى)) (1/ 102،79/ 169،77) و ((المجتبى)) (1/ 68) عن قتيبة، وعبد الله بن أحمد ((زوائد المسند)) (1/ 141) عن ابن أبى شيبة، والبزار (793) عن محمد بن عبد الملك القرشي، خمستهم عن أبى عوانة عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدُ خَيْرٍ عن علىٍّ
قلت: والحديث مستفيض ((عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ))، رواه عنه أئمة مشاهير رفعاء، فمنهم من يستقصيه، ومنهم من يختصره، وأوفاهم له سياقاً: زائدة بن قدامة كما سبق بيانه.
قال أبو الحسن الدارقطنى: ((رواه عنه جماعة من الحفاظ الثقات: زائدة بن قدامة، وسفيان الثوري، وأبو عوانة، وشريك، وأبو الأشهب جعفر بن الحارث، وهارون بن سعد، وجعفر بن محمد، وحجاج بن أرطاة، وأبان بن تغلب، وعلي بن صالح بن حيي، وحازم بن إبراهيم وحسن بن صالح، وجعفر الأحمر، وأبو حنيفة كلهم ((عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ))، فقالوا فيه ((ومسح رأسه مرة))، ولا نعلم أحداً منهم قال في حديثه ((مسح رأسه ثلاثاً)) غير أبي حنيفة، إلا أن حجاجا من بينهم جعل مكان ((عبد خير)) عمراً ذا مر، ووهم فيه)).
وقد أطلت فى ذكر طرق هذا الحديث فى ((تفصيل المقال بأن أكثر وهم شعبة فى أسماء الرجال)).
وللحديث بقية، إن شاء الله تعالى، فهو المستعان وعليه التكلان.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[03 - 10 - 04, 12:51 م]ـ
بارك الله بشيوخنا
جاء عند مسلم رحمه الله تعالى في الوحدان 318 بترقيمي وكذا ما بعده
فيمن تفرد بالرواية عنه أبو إسحاق السبيعي
عبيدة بن ربيعة قاله الثوري وقال شعبة عن عياش بن ربيعة عن عثمان في التفليس.
وقال أبو نصر بن ماكولا في الإكمال 6/ 45
وعبيدة بن ربيعة روى عن عثمان وابن مسعود رضى الله عنهما
روى عنه السبيعى وقيل عبيد بغير هاء بالفتح وهو أكثر
وقال شعبة عامر بن ربيعة.
وجاء عند مسلم أيضا في الوحدان 322
فيمن تفرد بالرواية عنه أبو إسحاق السبيعي أيضا
عبد الرحمن بن أدنان قاله الثوري عن أبي إسحاق
وقال شعبة عبد الرحمن بن هامل.
وجاء عند مسلم أيضا في الوحدان 343
فيمن تفرد بالرواية عنه أبو إسحاق السبيعي أيضا
يزيد بن يثيع
وقال شعبة زيد بن أثيل والأول أحفظ.
وجاء عند مسلم أيضا في الوحدان 408
وممن تفرد عنه سماك بن حرب بالرواية
قابوس بن مخارق
وقال شعبة محمد بن قابوس بن مخارق عن أبيه.(6/338)
استدراك على الحافظ ابن حجر في عده الصحابة في هدي الساري
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[24 - 04 - 04, 02:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في هدي الساري ص 665 عدة ما لكل صحابي في الصحيح موصولا ومعلقا، ولما قمت بعرض ما أثبته الحافظ رحمه الله في الفصل المذكور من أسماء الصحابة على ما جمعته بيدي وجدت بعض الفروق
فقلت أذكرها لعل ينتفع بها أحد الإخوة.
ويناقش الحافظ في بعض الأعداد وما التزمت ذكر ذلك ههنا.
صحابة ذكرهم الحافظ ولم أذكرهم:
1ـ زيد بن الخطاب العدوي أخو عمر رضي الله عنهما قال له حديث واحد.
قلت: له حديث في بدء الخلق في باب قول الله تعالى (وبث فيها من كل دابة) 4/ 154 والحديث من مسند ابن عمر رضي الله تعالى عنهم.
قال أبو عبد الله حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام بن يوسف حدثنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر يقول اقتلوا الحيات واقتلوا ذا الطفيتين والأبتر فإنهما يطمسان البصر ويستسقطان الحبل قال عبد الله فبينا أنا أطارد حية لأقتلها فناداني أبو لبابة لا تقتلها فقلت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر بقتل الحيات قال إنه نهى بعد ذلك عن ذوات البيوت وهي العوامر وقال عبد الرزاق عن معمر فرآني أبو لبابة أو زيد بن الخطاب وتابعه يونس وابن عيينة وإسحاق الكلبي والزبيدي وقال صالح وابن أبي حفصة وابن مجمع عن الزهري عن سالم عن ابن عمر رآني أبو لبابة وزيد بن الخطاب.
2ـ خفاف بن إيماء الغفاري الخزاعي، قال الحافظ ذكر المزي في الأطراف أن البخاري أخرج له حديثا، قال الحافظ والحديث الذي أشار إليه هو من مسند ابنته.
3ـ بنت خفاف بن إيماء قال لها حديث واحد.
قلت: حديثها في المغازي، في باب غزوة الحديبية 5/ 158، والحديث من مسند عمر.
قال أبو عبد الله حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه قال خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى السوق فلحقت عمر امرأة شابة فقالت يا أمير المؤمنين هلك زوجي وترك صبية صغارا والله ما ينضجون كراعا ولا لهم زرع ولا ضرع وخشيت أن تأكلهم الضبع وأنا بنت خفاف بن إيماء الغفاري وقد شهد أبي الحديبية مع النبي صلى الله عليه وسلم فوقف معها عمر ولم يمض ثم قال مرحبا بنسب قريب ثم انصرف إلى بعير ظهير كان مربوطا في الدار فحمل عليه غرارتين ملأهما طعاما وحمل بينهما نفقة وثيابا ثم ناولها بخطامه ثم قال اقتاديه فلن يفنى حتى يأتيكم الله بخير فقال رجل يا أمير المؤمنين أكثرت لها قال عمر ثكلتك أمك والله إني لأرى أبا هذه وأخاها قد حاصرا حصنا زمانا فافتتحاه ثم أصبحنا نستفيء سهمانهما فيه.
4ـ فاطمة بنت قيس الفهرية، قال لها حديث واحد.
قلت: حديثها في الطلاق، في باب قصة فاطمة بنت قيس 7/ 74، والحديث من مسند عائشة رضي الله عنها.
5ـ مروان بن الحكم قال له حديثان.
قلت: قال الحافظ في هدي الساري ص 624 يقال له رؤية، وفي التقريب نفى صحبته، وقال هنا له حديثان.
صحابة لم يذكرهم الحافظ وذكرتهم:
1ـ معاذ بن سعد أو سعد بن معاذ، وحديثه في الذبائح والصيد، باب ذبيحة المرأة والأمة 7/ 119
2ـ جويرية بنت الحارث، حديثها في الصوم، باب صوم يوم الجمعة 3/ 52
3ـ زاهر بن الأسود، حديثه في المغازي، باب غزوة الحديبية 5/ 160
4ـ الحكم بن عمرو الغفاري، وحديثه في الذبائح والصيد، في باب لحوم الحمر الإنسية 7/ 124
والحمد لله رب العالمين.
أخوكم ماهر
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[27 - 04 - 04, 03:02 م]ـ
جزى الله الشيخ ماهر بن عبدالوهاب خير الجزاء على ما تفضل به من فوائد
وما ذكرته من تعقب على الحافظ رحمه الله في جعله لزيد بن الخطاب حديثا مسندا بالمعنى المتعارف عليه عند المحدثين تعقب صحيح فجزاك الله خيرا
وكذلك ما استدركته من أسماء لصحابة مسندين لم يذكرهم ابن حجر رحمه الله
فجزاك الله خيرا وبارك فيك ونفع بك
وأرجوا أن تفيدنا حفظك الله ببعض الفوائد التي وقفت عليها في صحيح البخاري.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[27 - 04 - 04, 08:31 م]ـ
شيخنا أبو عمر عبد الرحمن الفقيه حفظه الله
جزاكم الله تعالى خيرا على فوائدكم التي طالما استفدت منها.
وأنتم تعلمون أني لست بشيخ، لكنكم تحسنون الظن فجزاكم الله خيرا.
وبخصوص ما طلبتم فهذا علي حق واجب الأداء.
ولعلي أفرغ له قريبا إن شاء الله تعالى.
أخوكم المحب ماهر بن عبد الوهاب(6/339)
منهج الدراقطني في سننه (أرجو التعقيب)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 04 - 04, 04:21 ص]ـ
منهج الدراقطني
أبو الحسن الدّارَقَطْني (385هـ) من كبار حفاظ الحديث. ورغم تأخر زمانه، إلا أنه محسوب على متقدمي المحدّثين: لسلوكه طريقتهم، و لأن اعتماده في علم العلل على كتبهم في العلل، مثل "علل ابن المديني" وغيرها. فأما كتابه في "العلل" الذي أملاه على تلميذه من حافظته، فهو من أجود كتب العلل وأكبرها وأسهلها وضوحاً. إلا أن الإشكال في كتابه "السنن"، الذي يظن بعض الفقهاء أنها من جنس "سنن" الترمذي أو "سنن" النسائي، فينقلون منها دون تحقيق، كأنما ينقلون من الصحيحين!
والحق أن سنن الدارقطني أشبه بكتب العلل، وإن كانت تختلف عنها كذلك في الإسلوب. قال شيخ الإسلام في الرد على البكري (1\ 78): «الدارقطني صَنّفَ سُننه ليذكر فيها غرائب السُّنَن. وهو في الغالب يبيّن ما رواه، وهو من أعلم الناس بذلك». وقال في الفتاوى الكبرى (5\ 299): «أبو الحسن (الدراقطني) –مع إتمام إمامته في الحديث– فإنه إنما صنف هذه السنن كي يذكر فيها الأحاديث المستغربة في الفقه، ويجمع طرقها. فإنها هي التي يحتاج فيها إلى مثله».
فإن أنت اعتبرت سنن الدارقطني مثل باقي كتب السنن، فهي أكثرهم على الإطلاق احتواءً للأحاديث الضعيفة والغريبة والموضوعة. قال الذهبي: «سنن الدارقطني بيت المنكرات». ووصف هذا الكتاب الزيلعي بأنه «مجمع الأحاديث المعلولة، ومنبع الأحاديث الغريبة». وكذلك وصفه ابن رجب. وإذا أنت اعتبرتها من كتب العلل، فأسلوبها من أصعب الأساليب في كتابة العلل. فالملاحظ على الدارقطني في كتاب السنن ما يلي:
بعض تلك الأحاديث يبين الدارقطني عللها بكلمات موجزة مختصَرة، مثل: "هذا مرسل" و "فلان مجهول" وشيء من هذا.
وأحياناً يبين العلة بأصطلاح له هو "حديث حسن". وهو لا يطلقه عادة إلا على الحديث المعلول. بل تراه يقول: "رواته ثقات وإسناده حسن"، وهو يريد الإشارة لعلة كانقطاع في السند أو خطأ من أحد الرواة الثقات.
وأحياناً لا يذكر العلة، لكنه يذكر الروايات التي تبين العلة، حيث يكتفي بذلك وكأن كتابه خاص بالمتبحرين بعلم العلل، الذين سيفهمون مقصوده بسرعة.
وأحياناً يذكر رواية ضعيفة، ليس لبيان ضعفها، لكن لأن بعض ألفاظها تشرح الغموض في الرواية الصحيحة، التي قد يذكرها وقد لا يذكرها.
وأحياناً يذكر رواية ضعيفة، ولا يذكر ما يدل على ضعفها، كأنه قصد جمع هذه الروايات المستغربة في الفقه.
http://www.ibnamin.com/Manhaj/daraqatni.htm
هذا ما أراه والله أعلم. فإن كان من خطأ فأرجو من الإخوة بيانه.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[27 - 04 - 04, 05:53 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع بك
ومن باب الفائدة هذه بعض الروابط فيها فوائد حول الموضوع
فائدة عن تساهل الإمام الدارقطني وتشدده ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=12816)
معنى قول الدارقطني (إسناده حسن) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=13666)
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[15 - 05 - 07, 04:06 م]ـ
منهج الدراقطني
أبو الحسن الدّارَقَطْني (385هـ) من كبار حفاظ الحديث. ورغم تأخر زمانه، إلا أنه محسوب على متقدمي المحدّثين: لسلوكه طريقتهم، و لأن اعتماده في علم العلل على كتبهم في العلل، مثل "علل ابن المديني" وغيرها. فأما كتابه في "العلل" الذي أملاه على تلميذه من حافظته، فهو من أجود كتب العلل وأكبرها وأسهلها وضوحاً. إلا أن الإشكال في كتابه "السنن"، الذي يظن بعض الفقهاء أنها من جنس "سنن" الترمذي أو "سنن" النسائي، فينقلون منها دون تحقيق، كأنما ينقلون من الصحيحين!
والحق أن سنن الدارقطني أشبه بكتب العلل، وإن كانت تختلف عنها كذلك في الإسلوب. قال شيخ الإسلام في الرد على البكري (1\ 78): «الدارقطني صَنّفَ سُننه ليذكر فيها غرائب السُّنَن. وهو في الغالب يبيّن ما رواه، وهو من أعلم الناس بذلك». وقال في الفتاوى الكبرى (5\ 299): «أبو الحسن (الدراقطني) –مع إتمام إمامته في الحديث– فإنه إنما صنف هذه السنن كي يذكر فيها الأحاديث المستغربة في الفقه، ويجمع طرقها. فإنها هي التي يحتاج فيها إلى مثله».
فإن أنت اعتبرت سنن الدارقطني مثل باقي كتب السنن، فهي أكثرهم على الإطلاق احتواءً للأحاديث الضعيفة والغريبة والموضوعة. قال الذهبي: «سنن الدارقطني بيت المنكرات». ووصف هذا الكتاب الزيلعي بأنه «مجمع الأحاديث المعلولة، ومنبع الأحاديث الغريبة». وكذلك وصفه ابن رجب. وإذا أنت اعتبرتها من كتب العلل، فأسلوبها من أصعب الأساليب في كتابة العلل. فالملاحظ على الدارقطني في كتاب السنن ما يلي:
بعض تلك الأحاديث يبين الدارقطني عللها بكلمات موجزة مختصَرة، مثل: "هذا مرسل" و "فلان مجهول" وشيء من هذا.
وأحياناً يبين العلة بأصطلاح له هو "حديث حسن". وهو لا يطلقه عادة إلا على الحديث المعلول. بل تراه يقول: "رواته ثقات وإسناده حسن"، وهو يريد الإشارة لعلة كانقطاع في السند أو خطأ من أحد الرواة الثقات.
وأحياناً لا يذكر العلة، لكنه يذكر الروايات التي تبين العلة، حيث يكتفي بذلك وكأن كتابه خاص بالمتبحرين بعلم العلل، الذين سيفهمون مقصوده بسرعة.
وأحياناً يذكر رواية ضعيفة، ليس لبيان ضعفها، لكن لأن بعض ألفاظها تشرح الغموض في الرواية الصحيحة، التي قد يذكرها وقد لا يذكرها.
وأحياناً يذكر رواية ضعيفة، ولا يذكر ما يدل على ضعفها، كأنه قصد جمع هذه الروايات المستغربة في الفقه.
http://www.ibnamin.com/Manhaj/daraqatni.htm
هذا ما أراه والله أعلم. فإن كان من خطأ فأرجو من الإخوة بيانه.
جزاك الله خيرا
وهذا هو الصواب، ومن قرأ السنن بان له ذلك
وقد رأيت الشيخ عبد الوهاب الزيد في حواشي أحد الكتب يسميها " السنن المعللة "
وقد قرأنا السنن كاملة على الشيخ أبي خالد عبد الوكيل الهاشمي وظهر لنا ذلك جليا
فقد سار في تعليلاته على سير أئمة العلل التي لا يفهمها كثير ممن يدعون أنهم من أهل التحقيق
والله أعلم(6/340)
علة خفية هل وقفت على من ذكرها؟.
ـ[ماهر]ــــــــ[27 - 04 - 04, 05:57 ص]ـ
أخبرنا أبو طاهر، قالَ: حدثنا أبو بكر، قالَ: حدثنا محمد بن
الوليد، قالَ: حدثنا محمد بن جعفر، قالَ: حدثنا مَعمر، عن هشام بن عروة،
عن أبيه، عن عائشة -رضي اللهِ عَنها- قالَت: كنْتُ أَناَ ورسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نتوضَّأُ مِنْ إِناءٍ واحدٍ.
(119) مختصر المختصر
هذا الحديث معلول؛ إذ أخطأ فيه معمر بن راشد فرواه بهذا النحو والدليل على خطئه أمران:
أولاً: إنه خالف أصحاب هشام بهذه الرواية؛ إذ رواه عن هشام جمع بلفظ:
((كنا نغتسل)) وهم:
أبان عند البيهقي 1/ 188.
وجرير بن حازم عند أحمد 6/ 193.
وعامر بن صالح عند عبد الله بن أحمد في "زياداته" على مسند أبيه 6/ 281.
وعبد الله بن داود عند البخاري 7/ 216 (5955).
وعبد الله بن المبارك عند البخاري 1/ 76 (273)، والنسائي 1/ 128 و201، والبيهقي 1/ 175.
وعبد الله بن نمير عند أحمد 6/ 231.
وعبد الرحمان بن أبي الزناد عند الترمذي (1755) وفي "الشمائل"، له (25) بتحقيقي.
وعبدة بن سليمان عند إسحاق بن راهويه (559).
وعبيد الله بن عمر عند الطبراني في "الأوسط" (1248) و (4551).
وعبيد الله بن موسى عند ابن المنذر في "الأوسط"
(210)، والبيهقي 1/ 193.
وعمر بن علي عند أبي يعلى (4429).
ومالك عند الشافعي في "الأم" 2/ 25 (24) ط. دار الوفاء، والنسائي 1/ 128 و201 وفي "الكبرى"، له (236)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 24، وابن حبان (1194).
وهشام بن حسان عند البخاري 9/ 130 (7339)، وابن خزيمة (239).
وهمام عند أحمد 6/ 130، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 26.
ووكيع عند أحمد 6/ 192، وأبي يعلى (4726).
ويحيى بن سعيد القطان عند أحمد 6/ 193.
ويحيى بن محمد بن قيس عند
إسحاق بن راهويه (892).
وأبو معاوية عند إسحاق بن راهويه (676)، وأحمد
6/ 230، وابن ماجه (3067).
وابن جريج عند عبد الرزاق (1043)، والبيهقي 1/ 188
جميعهم، عن هشام، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها: ((أنها كانت تغتسل هي ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد ... )) فذكروا الغسل مكان الوضوء.
وكذلك فإن معمراً قد خالف أصحاب عروة؛ إذ رووه أيضاً بنحو رواية هشام السابقة وذكروا فيه الغسل وهم:
الزهري عند الحميدي (159)، وإسحاق بن راهويه (557) و (558)، وأحمد 6/ 37 و127 و173، والدارمي (755) و (756)، والبخاري 1/ 72 (250)، ومسلم 1/ 175 (319) (41)، وابن ماجه (376)، والنسائي 1/ 57 و 127، وفي "الكبرى"، له (73) و (231)، وابن الجارود (57)، وأبي عوانة 1/ 247
(845) و (846) و (848)، والطحاوي في "شرح المعاني" 2/ 48 - 49، وابن حبان
(1108)، والبيهقي 1/ 193، والبغوي (255).
وتميم بن سلمة عند أحمد 6/ 230، وإسحاق بن راهويه (584) و (1731).
وأبو بكر بن حفص عند البخاري 1/ 74 (263).
ثلاثتهم: رووه عن عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها وفيه: ((أنها اغتسلت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد)).
وكذلك جاء هذا الحديث من طريق غير عروة عن عائشة رضي الله عنها إذ ورد من
طريق:
- الأسود بن يزيد عند أحمد 6/ 189 و191 و192 و210، والبخاري 1/ 82
(299)، وأبي داود (77)، والنسائي 1/ 129 و202 وفي "الكبرى"، له (234)، والطحاوي 1/ 25.
- وعطاء بن أبي رباح عند عبد الرزاق (1028)، وأحمد 6/ 168 و170، وأبي يعلى
(4457)، وابن حبان (1193).
- وعكرمة مولى ابن عباس عند إسحاق بن راهويه (1203)، وأحمد 6/ 255، وأبي يعلى (4872)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 25.
- والقاسم بن محمد عند الشافعي في "الأم" 2/ 23 (27) ط. الوفاء، وإسحاق بن راهويه (959) و (960) و (1705)، وأحمد 6/ 172 و192، والبخاري 1/ 74
(261)، ومسلم 1/ 176 (321) (45)، والنسائي 1/ 128 و201 وفي "الكبرى"، له (237)، وأبي يعلى (4412)، وأبي عوانة (811) و (812)، والطحاوي
1/ 26، وابن حبان (111) و (1262) و (1264)، والطبراني في "الأوسط"
(2412)، والبيهقي 1/ 186 و 188.
¥(6/341)
- ومسروق بن الأجدع عند أحمد 6/ 129 و 157، والطحاوي في " شرح معاني الآثار "1/ 25.
- وأبو سلمة بن عبد الرحمان عند أحمد 6/ 30 و64 و103 و171، ومسلم 1/ 176
(321) (43)، وابن المنذر في "الأوسط" (645)، والطبراني في "الأوسط" (1289).
- وحفصة بنت عبد الرحمان عند مسلم 1/ 176 (321) (44)، وابن حبان
(1202)، والبيهقي 1/ 195.
- وصفية بنت شيبة عند الطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 25.
- ومعاذة العدوية عند الحميدي (168)، وابن الجعد (1536)، وإسحاق بن راهويه
(1380) و (1381) و (1382) و (1383)، وأحمد 6/ 91 و103 و118 و123 و161 و171 و172 و235 و265، ومسلم 1/ 176 (321) (46)، والنسائي
1/ 130 و202، وأبي يعلى (4483) و (5747)، والطحاوي 1/ 24، وابن حبان
(1192) و (1195)، والبيهقي 1/ 187 و 188، والبغوي (254).
جميعهم عن عائشة رضي الله عنها، بذكر الغسل حسب.
وقد يقول قائل: إنَّ لمعمر متابعة في حديثه عن عائشة رضي الله عنها بذكر الوضوء عند الدارقطني 1/ 52 من طريق أبي الزبير، عن عبد بن عمير، عن عائشة، به بذكر الوضوء
أقول: هذا سند ضعيف فإن أبا الزبير مدلس وقد عنعن؛ فلم تنفع هذه المتابعة.
أما المتابعة الثانية وهي في حديث ابن أبي زائدة، عن حارثة بن محمد، عن عمرة، عن
عائشة، بذكر الوضوء عند الدارقطني في "سننه" 1/ 69 وهذه متابعة ضعيفة أيضاً فحارثة ضعيف (انظر: الجرح والتعديل 3 / (1138)، والتقريب: (1062)) كما إنه خالف من هو أكثر منه عدداً وحفظاً فرواه عن عمرة بهذا اللفظ وخالف الرواة عن عمرة الذين رووه عنها بذكر الغسل كما تقدم.
ثانياً: ومما يزيد اليقين على أن معمراً أخطأ في هذا الحديث هو أن هذا الحديث من رواية أهل البصرة عنه، ورواية معمر في البصرة فيها أغاليط كما قال: أبو حاتم في " الجرح والتعديل " 8/ 293 (1165) وكذلك مما يؤكد أن هذا الحديث وهم من معمر أنَّ عبد الرزاق رواه عن معمر، وابن جريج، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، بذكر الغسل
(المصنف (1027)) ومن طريقه إسحاق بن راهويه (634)، وأحمد 6/ 199، والنسائي 1/ 128 وفي "الكبرى"، له (235)، وأبو عوانة (847)، وابن المنذر في "الأوسط" (209)، والبيهقي 1/ 194 وتابع عبد الرزاق على هذه الرواية عبد الله بن المبارك عند النسائي 1/ 128 فظهر بذلك أن الحديث عند معمر هو عن الزهري وبذكر الغسل.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[27 - 04 - 04, 06:11 ص]ـ
جزى الله شيخنا المحقق ماهر الفحل خيرا على هذه الإفادة
وقد وقفت على فائدة في كتاب الفوائد المعللة لأبي زرعة الدمشقي أحببت نقلها هنا
حدثنا أبو زرعة قال وسألت أبا عبد الله عن حديث حدثنا به أبو مسهر عن ابن سماعة عن الأوزاعي عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت فعلته أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم فاغتسلنا
فقال أحمد بن حنبل ثنا به الوليد بن مسلم يعني عن الأوزاعي فلم يعجبه
فقلت له ليحسن عنده حدثنا أبو مسهر عن أبي سماعة عن الأوزاعي فقال لي كان الأوزاعي يحدث بهذا الحديث فإذا بلغ هذا الموضع زاد عن يحيى ابن أبي كثير بلغني عن عائشة أنها قالت فعلته أنا ورسول الله فاغتسلنا
هذا عنده الصواب
قال أبو زرعة فإن كان أبو عبد الله قال هذا فإني رأيت أبا مسهر يمليه عن يحيى بن معين عن ابن سماعة عن الأوزاعي فقبله يحيى ولم ينكره.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=19030
ـ[ماهر]ــــــــ[28 - 04 - 04, 05:49 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا عمر ونفع بك وبعلمك وأسأل الله أن يفتح عليك في اطلاعك الواسع
ـ[ماهر]ــــــــ[12 - 07 - 07, 06:20 ص]ـ
وبعد سنتين تغير الاجتهاد في الحكم على هذا الحديث، وسيأتي إن شاء الله تعالى
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[12 - 07 - 07, 02:06 م]ـ
أخبرنا أبو طاهر، قالَ: حدثنا أبو بكر، قالَ: حدثنا محمد بن
الوليد
من القائل: أخبرنا أبو طاهر؟
ـ[هادي آل غانم]ــــــــ[12 - 07 - 07, 02:32 م]ـ
أخي الفاضل: أبو أويس المغربي
القائل أخبرنا أبو طاهر هو الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني راوي كتاب صحيح ابن خزيمة عن أبن طاهر محمد بن الفضل بن إسحاق بن خزيمة عن الإمام ابن خزيمة
لأن هذا الكتاب الذي نقل منه الشيخ الدكتور ماهر الفحل هو صحيح ابن خزيمة المسمى مختصر المختصر من المسند الصحيح بنقل العدل عن العدل موصولا إليه صلى الله عليه وسلم من غير قطع في أثناء الإسناد ولا جرح في ناقلي الأخبار.
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[12 - 07 - 07, 02:58 م]ـ
أحسن الله إليك أخي الكريم.
ما تفضلت بذكره معلوم، لكنني طرحت السؤال تنكيتا وتنبيها ليجتنب إخواننا الباحثون هذه الطريقة في النقل، وأكثر أسانيد مختصر المختصر تبدأ بقول أبي عثمان إسماعيل الصابوني: أخبرنا أبو طاهر، قال: حدثنا أبو بكر.
وأبو طاهر هذا حفيد إمام الأئمة وراوية الكتاب عنه.
لكن كثيرا من إخواننا دأبوا على قولهم: قال ابن خزيمة: أخبرنا أبو طاهر.
ولا يعلم كثير منهم أن أبا طاهر حفيده لا شيخه.
وقد وقع في هذا الخطإ بعض مشاهير الشيوخ.
وقد عمت البلية بمثل هذه الأخطاء، حتى في النقل عن الموطإ والمسند، والله المستعان.
¥(6/342)
ـ[هادي آل غانم]ــــــــ[12 - 07 - 07, 03:23 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
وما أظن أتي الشيخ إلا من قبيل القص واللزق الذي يلجأ إليه بعض إخواننا دون التنبه إلا الخلل في ذلك.
وأنا أربأ بالشيخ الفاضل أن يقع بمثل هذا الخطأ الذي لا يقع فيه إلا المبتذئين بالتخريج الذين يستعجلون ذلك ويحسبون الأمر هينا وهو ــ والله ــ عظيم
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[12 - 07 - 07, 03:36 م]ـ
مثل هذا الخطأ الذي لا يقع فيه إلا المبتدئون بالتخريج الذين يستعجلون ذلك
أخي الكريم، هذا الحصر غير صحيح، ولكل جواد كبوة، ولكل صارم نبوة، ولكل عالم هفوة.
وقد وقع في هذا الخطإ بعض الأفاضل، والواجب علينا النصح والتوجيه، والتسديد والمقاربة، وترك التشنيع على الأفاضل.
ومن ذا الذي ما أساء قط؟
ومن له الحسنى فقط؟
ـ[هادي آل غانم]ــــــــ[12 - 07 - 07, 06:08 م]ـ
أخي الفاضل: أنا لم أشنع على الشيخ الفاضل بل إني أحبه في الله وإن لم التقي به ولكن من خلال تحقيقاته وتخريجاته المسددة بإذن الله.
بل إني أقدره وأعظمه، ولكني ذكرت سببا ظننته هو السبب الذي أوقعه في مثل هذا الخطأ وهو أن ذلك من قبيل القص واللزق الذي يلجأ إليه بعض الإخوة من أجهزة الحاسوب أو الأنترنت دون أن يراجعوا عملهم بعد ذلك. ولا تثريب على من عمل ذلك لأن في ذلك محافظة على الجهد والوقت ولكن بشرط أن يراجع الأصول لكي لا يقع في مثل ذلك
ولذلك قلت إني أربأ بالشيخ أن يقع في مثل هذا الخطأ
وأظن الشيخ ماهرا لو قرأ كلامي سيؤيدني والله أعلم
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[13 - 07 - 07, 07:05 ص]ـ
جزى الله شيخنا المحقق ماهر الفحل خيرا على هذه الإفادة
ـ[ماهر]ــــــــ[13 - 07 - 07, 08:09 ص]ـ
أجزل الله لكم الثواب جميعاً وأدخلكم الجنة بغير حساب وجمعنا ووالدينا وإياكم في الفردوس الأعلى.
ومعرفة رواة الكتب عن أصحابها سهلة، وكذلك زيادات من زاد من الرواة عن أصحاب الكتب
وكتاب مختصر المختصر عاش معي مدة طويلة، وكتبت في هذا الملتقى المبارك عنه دراسات عديدة.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وأسأل الله أن يحسن عاقبتنا وإياكم في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة
ـ[هادي آل غانم]ــــــــ[13 - 07 - 07, 03:08 م]ـ
ما شاء الله يا شيخ ماهر على هذا الخلق الكريم
جعلنا الله وإياكم من أهل التقوى
وغفر الله لنا ولكم.
وسامحنا إن كنا قد أخطأنا في حقك، وإن لم يكن قصدي الإساءة إلى شخصكم الكريم(6/343)
كتاب (الأربعين السيلقيه) هل يستدل به ?!
ـ[محب الالباني]ــــــــ[27 - 04 - 04, 10:10 ص]ـ
السلام عليكم .. افيدونا جزاكم الله خير .. هل ممكن الاستدلال بالاحاديث الضعيفة في الترغيب والترهيب ?وهل كل حديث ضعيف يمكن الاستدلال به في الترغيب والترهيب ? هل توجد شروط وضوابط للاستدلال بالاحاديث الضعيفة ?
سؤالي الثاني انكرت على احد الاخوة (زيدي المذهب) انكرت عليه
انه يذكر احاديث عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم دون ان يذكر تخريحها ولا درجة صحتها .. لكنه فاجئني بقوله انه ليست هناك ضرورة لتخريج لان هذة الاحاديث من كتاب موثوق اسمه (كتاب الأربعين السيلقيه)!
وذ كر ايضا بالحرف التالي (ولم أكن أشعر بضرورة تخريج أحاديثها، لتلقي أئمتنا عليهم السلام لها بالقبول، وقد تناقلوها، وصحّ لهم سماعها عن أسلافهم الثقات رضوان الله عليهم، قال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة عليه السلام: (وأوردنا الأحاديث مجردة عن الأسانيد؛ لكون ذلك بحمد الله موجوداً في نسخ سماعنا وكتب أصحابنا) قلت: ولا عبرة بما قاله الذهبي في ميزانه عنها، طالما وقد تلقاها أئمتنا عليهم السلام بالقبول، ولكونها من أحاديث الترغيب والترهيب ولم يقدح فيها إلا لأن مؤلفها المحدث زيد بن عبد الله بن مسعود الهاشمي أحد الشيعة المعاصرين للصاحب ابن عباد رحمه الله تعالى، وكلام الذهبي وأسلافه في الشيعة معروف لأن قاعدتهم جرح الشيعي مطلقاً وتوثيق الناصبي غالباً، فأنى له ولأمثاله الجزم بصحتها مع ما وضعه وأسلافه من هذه القواعد الباطلة.)!!
افيدونا بارك الله فيكم. اعطونا نبذة عن هذا الكتاب وعن مؤلفه .. هل هم روافض ام زيود
والزيود كما هو معلوم قريبين جدا من اهل السنة والجماعة ..
لكن كلامه واستدلالاته كئنه شيعي رافضي وليس زيدي!!
افيدووووونا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 04 - 04, 07:00 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أولا حول هذا الكتاب فلا يصح الإستدلال به لأن من شرط قبول الحديث معرفة إسناده والحكم عليه على منهج المحدثين، أما ماذكره هذا الزيدي وغيره أنه لايحتاج إلى إسناد فهذا غير صحيح، بل هو من أبطل الباطل
والزيدية يقع بعضهم في البدع المغلظة، وهم عدة فرق
وأنصح الإخوة بقراءة هذا الكتاب الفريد لمعرفة عقائد الزيدية وهو
((الروض الباسم، في الذب عن سنة أبي القاسم)) للإمام محمد بن إبراهيم الوزير ــ رحمه الله ــ.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=14862
ففي هذا الكتاب مع أصله العواصم والقواصم فوائد نفيسة
وهذه معلومات متفرقة حول الأربعين السيلقية! ومؤلفها وشارحها
قال الشوكاني في البدر الطالع في ترجمة المؤيد بالله يحيى بن حمزة
البدر الطالع ج: 2 ص: 331
ومن مصنفاته الأنوار المضية شرح الأحاديث النبوية على السيلقية مجلدان
والسيلقية هى المعروفة عند المحدثين بالودعانية
وفي كتاب سر السلسلة العلوية لأبي نصر البخاري ص 19:
أبو الحسن جعفر بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب
أمه أم خالد تدعى حبيبة أم أخيه داود بن الحسن، مات بالمدينة وهو ابن سبعين سنة. وكان لبيبا فصيحا يعد في خطباء بنى هاشم.
وله كلام ماثور.
وهو جد السيلقية الحسنية.
حبسه المنصور مع أخو به لقصة له، ولد جعفر ابن الحسن - الحسن بن جعفر بن الحسن، أمه عائشة بنت عوف بن الحارث ابن الطفيل الازدية، وأبراهيم بن جعفر من أم ولد رومية تدعى عنان، وولد الحسن بن جعفر - محمد السيلق أمه مليكة بنت داود بن الحسن المثنى، وعبد الله ابن الحسن، وابراهيم بن الحسن من أم ولد. وقيل من عربية والله أعلم. وولد عبد الله بن الحسن بن جعفر - عبيد الله وحسنا ومحمدا وجعفرا أمهم العمرية العلوية. فاما عبيد الله بن عبد الله بن الحسن بن جعفر بن الحسن ابن الحسن فانه الامير. ولاه المأمون الكوفة.
قال) وأبو محمد الحسن بن الحسين الاصغر نزيل مكة ولد محمدا وعبد الله امهما خليدة بنت عتبة بن سعيد بن العاص. ومحمد بن الحسن وهو السيلق (2) إليه ينتسب السيلقية من الحسينية،
لقب بذلك لسلاقة لسانه وسبقه ماخوذ
ومحمد بن الحسن وهو السيلق (2) إليه ينتسب السيلقية من الحسينية، لقب بذلك لسلاقة لسانه وسبقه ماخوذ
(2) - سيلق بتقديم الياء على اللام وقد ضبطه بعض اللغويين والنسابين (سليق) بتقديم اللام على الياء المثناة التحتانية زنة أمير، أنظر تاج العروس شرح القاموس للزبيدي، ومحمد بن الحسن هذا خرج معه محمد الصادق بمكة كما ذكره العمرى النسابة.
.................................................. ..........
وفي الذريعة إلى تصانيف الشيعة للطهراني ج 6 ص 383:
2400: حديقة الحكمة في شرح الاربعين حديثا النبوية السيلقية؟؟، للمنصور بالله عبد الله بن حمزة بن سليمان المنتهى نسبه إلى الامام القاسم الرسى بن ابراهيم طباطبا المولود (551) والقائم في صنعاء (594) والمتوفى بكوكيان (614) ترجمه في " نسمة السحر فيمن تشيع وشعر " وذكر تصانيفه،
وقال محمد بن مصطفى الكانى في " بغية الخواطر " الذى صنفه (1033) ان " حديقة الحكمة " كتاب نفيس مجلد أقول رأيت منه النسخة الناقصة في كتب السيد محمد على السبزواري فيها من أول الشرح إلى آخر شرح الحديث الرابع عشر.
¥(6/344)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 04 - 04, 07:03 م]ـ
والأربعون الودعانية (التي يسميها الزيدية السيلقية) مكذوبة موضوعة كما كما ذكر أهل العلم.
وقد طبعت بتحقيق الشيخ علي الحلبي.
.................................................. ..........
- ميزان الاعتدال - الذهبي ج 3 ص 657:
7983 - محمد بن على بن ودعان القاضى، أبو نصر الموصلي، صاحب تلك الاربعين الودعانية (5) الموضوعة ذمه أبو طاهر السلفي، وأدركه، وسمع منه، وقال: هالك متهم بالكذب.
قلت: توفى سنة أربع وتسعين وأربعمائة في المحرم بالموصل عقيب رجوعه من بغداد عن ثنتين وتسعين سنة.
* (هامش) *
(5) سئل المزى عن الاربعين الودعانية فأجاب بما ملخصه: لا يصح منها على هذا النسق بهذه الاسانيد شئ، وإنما يصح منها ألفاظ يسيرة بأسانيد معروفة يحتاج في تتبعها إلى فراغ، وهى مع ذلك مسروقة، سرقها ابن ودعان من زيد بن رفاعة وقيل زيد بن عبدالله بن مسعود بن رفاعة الهاشمي، وهو الذى وضع رسائل أحوال الضعفاء فيما يقال، وكان جاهلا بالحديث، وسرقها منه ابن ودعان فركب بها أسانيد، فتارة يروى عن رجل عن شيخ ابن رفاعة، وتارة يدخل اثنين، وعامتهم مجهولون، ومنهم من يشك في وجوده، والحاصل إنها فضيحة مفتعلة وكذبة مؤتفكة (ل 5 - 306). وقريب مما تقدم في هامش س، ورقة 341.
روى عن عمه أبي الفتح أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن صالح بن سليمان بن ودعان ومحمد بن على بن بحشل، والحسين بن محمد الصيرفى، قال السفلى: تبين لي حين تصفحت الاربعين له تخليط عظيم يدل على كذبه وتركيبه الاسانيد. وقال هزارست بن عوض: سألته عن مولده، فقال: ليلة نصف شعبان سنة إحدى وأربعمائة، وأول سماعي في سنة ثمان. وقال ابن ناصر: رأيته ولم أسمع منه، لانه كان متهما بالكذب، وكتابه في الاربعين سرقه من عمه أبي الفتح. وقيل: سرقه من زيد بن رفاعة، وحذف منه الخطبة، وركب على كل حديث منه رجلا أو رجلين إلى شيخ ابن رفاعة، وابن رفاعة وضعها أيضا، ولفق كلمات من رقائق (1) من كلمات الحكماء، ومن قول لقمان، وطول الاحاديث. أخبرنا إسحاق الآمدي، أخبرنا أبو طاهر بن عباس، أخبرنا عبد الواحد بن حموية، أخبرنا وجيه بن طاهر، أخبرنا القاضى أبو نصر محمد بن على بن عبدالله بن أحمد ابن ودعان، حدثنا الحسين بن محمد الصيرفى، حدثنا الحسين بن عصمة الاهوازي، حدثنا أبو بكر بن الانباري، حدثنا أبي، حدثنا أبو سلمة المنقرى، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقته الجدعاء فقال: أيها الناس، كأن الموت على غيرنا كتب، وكأن الحق فيها على غيرنا وجب، وكأن الذي نشيع من الاموات سفر عما قريب إلينا راجعون، بيوتهم أجداثهم، ونأكل تراثهم. . . وذكر الحديث. هذا وضع على المنقرى، وما لحقه الانباري
قال السلفي: إن كان ابن ودعان خرج على كتاب زيد كتابه يزعمه حين وقعت له أحاديث عن شيوخه فقد أخطأ، إذا لم يبين ذلك في الخطبة، وإن كان سوى ذلك - وهو الظاهر - قلت: لا بل المتيقن - فأطم واعم، إذ غير متصور لمثله مع نزارة روايته، وقلة طلبه أن يقع له كل حديث فيه من رواية الهاشمي، على أن الاربعين رواها عن ابن ودعان محمد الهادى بمصر، وأبو عبد الله البلخى بالعراق، ومروان بن على الطنزى، بديار بكر، وإسماعيل بن محمد [النيسابوري] بالحجاز. وآخرون.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 04 - 04, 07:19 م]ـ
وفي لسان الميزان - ابن حجر ج 2 ص 506:
وقال المزى في جوابه عن حال الاربعين الودعانية كان من اجهل خلق الله بالحديث واقلهم حياء واجرأهم على الكذب وقد وضع عامتها على اسانيد صحاح مشهورة بين اهل الحديث يعرفها الخاص منهم والعام فكان ذلك ابلغ في هتك ستره وبيان عواره * وقال أبو حيان التوحيدي في (كتاب الامتناع والموانسة) كان زيد بن رفاعة ذاذكاء وذهن وقاد ويقظة واتساع في الفنون من النظم والنثر والكتابة والبراعة في الحساب والحفظ لايام الناس ومعرفة بالمقالات وتبصر في الآراء وتصرف في كل فن لكنه لا ينسب لمذهب لجيشانه في كل شئ وغليانه في كل باب وكان قد صحب المقدسي والمهرجوني والريحاني وغيرهم وهم الذين كانوا وضعوا رسائل اخوان الصفا وراموا الجمع بين الفلسفة والشريعة وقصتهم في ذلك مشهورة وساق أبو حيان قصتهم بطولها *
وفي كشف الخفاء - العجلوني ج 2 ص 407:
ومن الأحاديث الموضوعة الأربعون الودعانية،
قال القاري في موضوعاته قال الجلال السيوطي في الذيل: إن الأحاديث الودعانية لا يصح فيها حديث مرفوع على هذا النسق بهذه الأسانيد، وإنما يصح منها ألفاظ يسيرة وإن كان كلا منها حسنا وموعظة فليس كل ما هو حق حديثا بل عكسه وهي مسروقة سرقها ابن ودعان من واضعها زيد بن رفاعة، ويقال إنه الذي وضع رسائل إخوان الصفا وكان من أجهل خلق الله تعالى في الحديث وأقلهم حياءا وأجرأهم على الكذب، قال الصغاني أول هذه الودعانية كان: الموت فيها على غيرنا كتب. قال القاري وقد ذكرناه مع غيره من موضوعات الشبان، وآخرها: ما من بيت إلا وملك الموت يقف على بابه خمس مرات فإذا وجد الإنسان قد فسد أكله وانقطع أجله ألقى عليه غم الموت فغشيته كربته وغمرته سكرته.
وفي حاشية سير أعلام النبلاء - الذهبي ج 8 ص 328:
2) هي أربعون خطبة منسوبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جمعها ابن ودعان محمد بن علي القاضي، وهي موضوعة، سئل المزي عنها فأجاب: لا يصح منها على هذا النسق بهذه الاسانيد شئ، وإنما يصح منها ألفاظ يسيرة معروفة، يحتاج في تتبعها إلى فراغ، وهي مع ذلك مسروقة، سرقها ابن ودعان من زيد بن رفاعة، وقيل: زيد بن عبدالله بن مسعود بن رفاعة الهاشمي. قال السلفي: تبين لي حين تصفحت الاربعين له تخليط عظيم يدل على كذبه وتركيبه الاسانيد. انظر " ميزان الاعتدال " 3/ 657، و " لسان الميزان " و " الفوائد المجموعة ": 423.
¥(6/345)
ـ[محب الالباني]ــــــــ[28 - 04 - 04, 02:59 ص]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم عبدالرحمن الفقيه على اجابتك وجزاك الله خيرا
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[28 - 04 - 04, 03:37 ص]ـ
قال ابن كثير في البداية والنهاية (12/ 172)
محمد بن علي بن عبيد الله ابن أحمد بن صالح بن سليمان بن ودعان، أبو نصر الموصل القاضي، قدم بغداد سنة ثلاث وتسعين، وحدث عن عمه بالأربعين الودعانية، وقد سرقها عمه أبو الفتح بن ودعان من زيد بن رفاعة الهاشمي، فركب لها أسانيد إلى من بعد زيد بن رفاعة، وهي موضوعة كلها، وإن كان في بعضها معاني صحيحة، والله أعلم. اهـ
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء (8/ 329) في آخر ترجمة إسماعيل بن عياش
" ومن غرائبه: ما يرويه علي بن عياش، عنه، قال: ثنا مطعم بن المقدام، عنِ ابن غنَيم الكلاعي، عن نصيح العنسي، عن ركب المصري: عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (طوبى لمن تواضع من غير منقصة ... )، وذكر الحديث. وليس في (الأربعين الودعانية) متن أمثل منه، لَكنه ساقه ابن ودعان بسند موضوع ".اهـ
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 10 - 04, 01:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وقال الشيخ محمد رشيد رضا في مجلة المنار
قسم الأحاديث الموضوعة
(2)
الكتب والرسائل الموضوعة
إن الأحاديث الموضوعة تعد بمئات الألوف وألوف الألوف فلا يمكن حصرها
فتنشر ويتحاماها الناس , وقد ذكروا ضوابط يعرف بها الموضوع , وكتب بعض
الفضلاء مقالة في الموضوعات نشرت في مجلة السنة الثانية من المنار وسنزيد
الموضوع بحثًا. ومن غرائب هذا الباب أن المحدثين بينوا أن بعض المصنفات
موضوعة في جملتها وتفصيلها فمنها الأربعون الودعانية التي يقال لها في بلاد
اليمن السبلقية قال الصغاني عند النص على وضعها: وأول هذه الودعانية: (كأن
الموت فيها على غيرنا كتب) , وآخرها: (ما من بيت إلا وملك يقف على بابه
كل يوم خمس مرات) إلخ وفي رواية (ملك الموت) والحديث مشهور سمعته على
المنابر من خطباء الجهل , وقال في الذيل: إن الأربعين الودعانية لا يصح منها
حديث مرفوع على هذا النسق في هذه الأسانيد وإنما تصح منها ألفاظ يسيرة وإن
كان كل كلامها حسنًا وموعظة , فليس كل ما هو حسن حديثًا. ثم قال: وهي
مسروقة سرقها ابن ودعان من واضعها زيد بن رفاعة ويقال: إنه الذي وضع
رسائل إخوان الصفا وكان من أجهل خلق الله في الحديث وأقلهم حياء وأجرأهم على
الكذب. وذكر الذهبي نحو هذا في مؤلفاته غير مرة.
((مجلة المنار ـ المجلد [3] الجزء [22] صـ 522 11 جمادى الآخرة 1318 ـ 5 أكتوبر 1900))(6/346)
أحكام ابن الجوزي والسخاوي والسيوطي
ـ[ابو حيان]ــــــــ[30 - 04 - 04, 05:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبارك لكم هذا المندى النافع وأسأل الله أن يبارك فيه والقائمين عليه
ابن الجوزي
السخاوي
السيوطي
القيسراني
رحمهم الله أجمعين
أريد كلام العلماء على أحكام هؤلاء الأعلام هل هم متساهلون أم متشددون؟ هل يعتبر تصحيحهم وتضعيفهم للأحاديث؟ هل انتقد العلماء عليهم شيئا من ذلك؟ وهل تكلم أحد عليهم من ناحية الصناعة الحديثية؟ وأين أجد ذلك؟
وكذلك كلام الالباني على أحكامهم أين أجده وهل له شيء في ذلك؟
أرجو أن تعينوا أخاكم في هذا فإني محتاج إليه
وجزاكم الله خير
ـ[ابو حيان]ــــــــ[02 - 05 - 04, 01:47 م]ـ
أيها الإخوة الكرام
من لها
من تحصل على شيء يفيد في هذا فلا يبخل علينا
ـ[ابن معين]ــــــــ[03 - 05 - 04, 05:45 م]ـ
ما يتعلق بكلام العلماء على السيوطي تجده في هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=7258&highlight=%E3%CA%D3%C7%E5%E1(6/347)
((إتحاف الأريب بمعنى قول الترمذى حسن غريب))
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[01 - 05 - 04, 04:04 ص]ـ
الحمد لله المتعزِّز فى عليائه، المتوحِّد فى عظمته وكبريائه، النافذ أمرُه فى أرضه وسمائه، حمدا يكافئ المزيد من أفضاله ونعمائه، ويكون ذخراً لقائله عند ربه يوم لقائه. والصلاة والسلام الدائمان على المصطفى من رسل الله وأنبيائه، ورضى الله عن آله وصحبه وأصفيائه.
وبعد ..
فإنَّ ((جامع الترمذى)) كتاب على أكف القبول مرفوع. وفن الحديث فى طياته مبثوث لا مقطوع ولا ممنوع. أعجز من أتى بعده عن تحصيله. وأخمل همم النقاد الكملة عن تأويله أو تكميله.
فقد عُنى ببيان مرتبة الحديث من الصحة والضعف، ولكنه ذكر اصطلاحات زائدة عما ذكرها أهل الاصطلاح، وعن ذلك استشكل الحفاظ بعده جملة ً من أحكامه على درجات الأحاديث ومراتبها!.
ومما وقع فى كلام الترمذى فى ثنايا بيانه مراتب الأخبار، زائداً عما ذكره أهل الاصطلاح؛ قوله ((حسن غريب)). واستشكل جماعة من أهل الاصطلاح اجتماع الغرابة والحسن فى حديثٍ واحدٍ، وهذا باعتبار تعريف الغريب عندهم بأنه ((الحديث الذى يتفرد به راو إما فى متنه أو فى إسناده أو هما معاً))، وباعتبار تعريف الحسن عند الترمذى على ما أصلَّه فى ((العلل الصغير)) بقوله: ((وما ذكرنا فى هذا الكتاب حديث حسن، فإنما أردنا حسن إسناده عندنا، وهو كلُّ حديثٍ لا يكون فى إسناده من يتهم بالكذب، ولا يكون شاذاً، ويروى من غير وجهٍ نحو ذاك، فهو عندنا حديث حسن)).
ووجه الإشكال هاهنا: كيف يجتمع الحسن والغرابة، مع أن الترمذى اعتبر فى الحسن تعدد الطرق؟ كيف يكون غريباً والأمر كذلك؟. وقد حاول الشيخ عبد الحق الدهلوى فى ((شرح المشكاة)) رفع هذا الإشكال فقال: ((ويجيبون بأن اعتبار تعدد الطرق فى الحسن ليس على الإطلاق، بل فى قسمٍ منه، فحيث حكم باجتماع الحسن والغرابة، فالمراد قسم آخر. وقال بعضهم: أشار بذلك إلى اختلاف الطرق بأن جاء فى بعض الطرق غريباً وفى بعضها حسناً.
وقيل: الواو بمعنى أو بأنه يشكُّ ويترددُ فى أنه غريب أو حسن لعدم معرفته جزماً. وقيل: المراد بالحسن هاهنا ليس معناه الاصطلاحى، بل اللغوى، بمعنى ما يميل إليه الطبع، وهذا القول بعيدٌ جداً)) اهـ.
قلت: بل الأقوال كلُّها بعيدة عن مراد الترمذى بهذا الإصطلاح، سيما وقد أوضح هو معناه فى ثنايا تعقيبه على الأحاديث التى حكم عليها بأنها ((حسن غريب)). والظاهر أن الذى اختاره الشيخ عبد الحق الدهلوى هو الأول فى كلامه، وهو أبعدها عن مراد الترمذى لأمرين:
(أولهما) أنه لم يأخذ فى اعتباره رسم الحسن عند الترمذى، وأنه يشترط فيه تعدد الطرق؛ بقوله ((يروى من غير وجهٍ)).
(ثانيهما) أن الترمذى كثيراً ما أورد هذا الاصطلاح مقروناً بقوله ((وقد روى من غير وجه نحوه))، وبقوله ((وفى الباب عن فلان))، وهذا أقوى البراهين على إرادة الترمذى بقاء رسم الحسن على إطلاقه؛ أطلق اللفظ أو قرنه بالغرابة أو الصحة أو هما معاً.
واعتبر ما قلناه بأقوال الترمذى نفسه، تعقيباً على الأحاديث التى هذا حكمها عنده، فمن ذلك:
((أولاً)) خرَّج حديث قبيصة بن حريث عن أبى هريرة ((أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة))، فقال عقبه: ((هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وقد رُوى هذا الحديث من غير هذا الوجه عن أبى هريرة. ورُوى عن أنس بن حكيم عن أبى هريرة عن النَّبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم)) اهـ.
((ثانياً)) خرَّج حديث نافع عن ابن عمر ((أن النَّبىَّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم كان إذا أدخل الميت القبر، قال بسم الله، وعلى ملَّة رسول الله))، فقال عقبه: ((هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وقد روى هذا الحديث من غير هذا الوجه عن ابن عمر عن النَّبىِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم. وقد روى عن أبى الصديق الناجى عن ابن عمر موقوفاً)) اهـ.
وهذا كثير فى تعقبات الترمذى على الأحاديث التى على هذه الشاكلة. ومن أوضح الأمثلة الدالة على إرادة الترمذى بقاء رسم الحسن على إطلاقه، حتى ولو قرَّن لفظة ((حسن)) بلفظة ((غريب)) فى قوله ((حسن غريب)):
قال فى ((كتاب المناقب)) (3664):
¥(6/348)
حدَّثنا الحسن بن الصباح البزار ثنا محمد بن كثير العبدى عن الأوزاعى عن قتادة عن أنس قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم لأبى بكر وعمر ((هذان سيَّدا كهول أهل الجنَّة من الأولين والآخرين إلا النبيِّين والمرسلين)).
وقال: ((هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه)).
ثمَّ ذكر بعض وجوه الحديث المفسِّرة لمراده بهذا الاصطلاح، فقال (3665): حدَّثنا على بن حجر أخبرنا الوليد بن محمد الموقرى عن الزهرى عن على بن الحسين عن على بن أبى طالبٍ قال: كنت مع رسولِ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم إذ طلع ابو بكر وعمر، فقال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((هذان سيَّدا كهول أهل الجنَّة من الأولين والآخرين إلا النبيِّين والمرسلين. يا على! لا تخبرهما)).
وقال (3666): حدَّثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقى ثنا سفيان بن عيينة قال: ذكر داود عن الشعبى عن الحارث عن على عن النَّبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((أبو بكر وعمر سيَّدا كهول أهل الجنَّة من الأولين والآخرين ما خلا النبيِّين والمرسلين، ولا تخبرهما يا على)).
ففى هذا بيانٌ جلىٌّ أن الترمذى أراد بالحسن تعدد مخارج الحديث، وبالغرابة تفرد الراوى بهذا الوجه الذى ذكره عنه.
وعليه فاللائق بصنيع الترمذى أن نقول:
((كلُّ حديث قال عنه ((حسن غريب)) فهو حديث قد رُوى من غير وجهٍ نحوه، وإنما يُستغربُ من الطريق المذكورة لتفرد راوٍ بها)).
ولا يشذ عن هذا الحكم حديث، إلا وفى شذوذه لطيفة دقَّتْ عن أفهام من لم يمعن النظر فى أسانيد الأخبار وطرقها، وسوف نشير إلى بعضها فى ثنايا سرد الأمثلة المؤكدة لعموم هذا الحكم، مع تقرير أن عدم المعرفة بالطرق لا ينفى وجودها، ولا يثبت عدم إحاطة الترمذى بها، ومع إحاطة علم الناظر فى ((جامعه)) أن نسخه المخطوطة والمطبوعة قد تفاوتت تفاوتاً ما فى أمرين:
(الأول) حكم الترمذى على الأحاديث.
(الثانى) سرده لأسماء الصحابة الذين يذكرهم بقوله ((فى الباب عن فلان)).
ومن طالع ((جامع الترمذى)) بتحقيق الشيخ العلامة أحمد شاكر، يجد تفاوتاً بينه وبين غيره من الجوامع التى حققها غيره، فله فيه مزايا فى التحقيق والمقابلة بين النسخ ينبغى أن تعقد عليها الخناصر، والله يؤتى فضله من يشاء.
ومن أبين الأمثلة على ما وقع الاختلاف فيه على حكم الترمذى على الحديث: ما أخرجه الترمذى (174) من حديث سعيد بن أبى هلال عن إسحق بن عمر عن عائشة قالت: ((مَا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةً لِوَقْتِهَا الآخِرِ مَرَّتَيْنِ حَتَّى قَبَضَهُ اللهُ)).
واختلف الحفاظ فى حكم أبى عيسى الترمذى على هذا الحديث، فاقتصر الحافظ الزيلعى فى ((نصب الراية))، والحافظ ابن حجر فى ((التهذيب)) كلاهما على الغرابة ـ يعنى قوله ((غريب)) ـ، بينما نقل العلامة أحمد شاكر عن الترمذى قوله ((هذا حديث حسن غريب))، وأبان أن ذلك مذكور فى ثلاث نسخ صحيحة ذكرها فى ثنايا تحقيقه الحديث.
ومما يؤكد صحة هذا النقل أن الحديث مروى من غير وجهٍ عن عائشة نحوه.
وإذ قد تبين لك معنى قول الترمذى ((حسن غريب))، فلنشرع فى ذكر أمثلةٍ تؤكد عموم هذا المعنى السالف إيضاحه، ونبتدئُ كلَّ مثالٍ منها بذكر الحديث من ((الجامع))، ثم نذكر بياناً بتخريجاته فى الكتب الأخرى، ثم نبين الوجوه والطرق التى رُوى بها نحوه للدلالة على صحة هذا المعنى المختار.
مع الإعلام بأننا نعتمد فى ذكر الأحاديث: متونها وأسانيدها وأرقامها، على النسخة المطبوعة بتحقيق الشيخ العلامة أحمد شاكر وآخرين، ولا نكتفى فى ذكر الحكم على الأحاديث، بالاعتماد على هذه النسخة، حتى نقارنه بما ذكره الإمام الحجة أبو الحجاج المزى فى موسوعته ((تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف))، وبما ذكره الحافظ المباركفورى فى ((تحفة الأحوذى بشرح جامع الترمذى))، وبما ذكره الحافظ الزيلعى فى ((نصب الراية))، وبما ذكره الحافظ الحجة المجد ابن تيمية فى ((منتقى الأخيار))، مع اختيارنا للراجح من الحكم إن كان ثمَّ اختلافٌ.
وهذا حين الشروع فى الإبانة، ومن الله التوفيق والإعانة:
((الحديث الأول))
... *** ... ***
قال الترمذى فى ((كتاب الطهارة)) (43):
¥(6/349)
حدَّثنا أبو كريب ومحمد بن رافع قالا: ثنا زيد بن حباب عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان حدَّثنى عبد الله بن الفضل عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عن أبى هريرة ((أن النَّبىَّ صلَّى الله عليه وسلَّم توضأ مرتين مرتين)).
قال أبوعيسى: ((هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن ثوبان عن عبد الله بن الفضل، وهو إسناد حسن صحيح. وفى الباب عن جابر)) اهـ.
قلت: وأخرجه كذلك أحمد (2/ 288)، وأبو داود (136)، وابن الجارود (71)، وابن حبان كما فى ((الإحسان)) (1091)، والحاكم (1/ 150)، والبيهقى ((الكبرى)) (1/ 79) جميعاً من طريق عبد الرحمن ابن ثابت بن ثوبان حدثنى عبد الله بن الفضل عن الأعرج عن أبى هريرة به.
وهذا مما يصدق أن يقال عنه ((رُوى من غير وجهٍ نحوه))، وإنما استغربه أبو عيسى من هذا الوجه لتفرد عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان به، وبيَّن بقوله ((حسن)) أنه مروىٌّ من غير وجهٍ نحوه، وزاد ذلك إيضاحاً بقوله ((وفى الباب عن جابر)).
قلت: وفى الباب كذلك ((عن عبد الله بن زيد المازنى، وابن عمر، وزيد بن ثابت، وأبى بن كعب، ومعاذ بن جبل، وعائشة)). وهذا بيان هذه الوجوه:
[حديث عبد الله بن زيد المازنى] أخرجه أحمد (4/ 41)، والبخارى (1/ 42. سندى)، وابن خزيمة (170)، والبيهقى (1/ 79) جميعا من طريق فليح بن سليمان عن عبد اللَّه بن أبى بكر بن عمرو بن حزم عن عبَّاد بن تميمٍ عن عبد الله بن زيدٍ ((أنَّ النَّبىَّ صلَّى الله عليه وسلَّم توضأ مرتين مرتين)).
[حديث عبد الله بن عمر] أخرجه ابن ماجه (419)، والعقيلى ((الضعفاء الكبير)) (2/ 288)، وأبو يعلى ((مسنده)) (9/ 448/ 5598) و ((معجمه)) (46)، وابن حبان ((المجروحين)) (2/ 161)، والدارقطنى (1/ 80/2،3)، والبيهقى ((الكبرى)) (1/ 80) و ((الصغرى)) (112) جميعا من طريق عبد الرحيم بن زيدٍ العمِّى عن أبيه عن معاوية بن قُرَّة عن ابن عمر: أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم توضأ مرَّة مرَّة، فقال: ((هذا وضوء من لا يقبل اللهُ منه صلاة إلا به))، ثمَّ توضأ مرَّتين مرَّتين، فقال: ((هذا إسباغ الوضوء)) ثمَّ توضأ ثلاثاً ثلاثاً، فقال: ((هذا وضوئى ووضوء إبراهيم خليل الله ووضوء الأنبياء قبلى وهو إسباغ الوضوء، فمن توضأ هكذا وقال بعد وضوئه: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله فتحت له أبواب الجنَّة الثمانية، يدخل من أيِّها شاء)).
وأخرجه الطيالسى (1924)، وابن عدى ((الكامل)) (3/ 300)، والبيهقى ((الكبرى)) (1/ 80) من طريق سلام الطويل عن زيدٍ العمِّى عن معاوية بن قرَّة عن ابن عمر بنحوه.
قلت: وكلا الإسنادين واهيان لا يُحتج بمثلهما، عبد الرحيم بن زيد العمِّى، وسلام الطويل متروكان يرويان المناكير.
قال ابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (1/ 45/100): ((سألت أبى عن حديثٍ رواه عبد الرحيم بن زيد العمِّى عن أبيه .. .. .. فذكره. فقال أبى: عبد الرحيم بن زيد متروك الحديث، وزيد العمِّى ضعيف الحديث، ولا يصح هذا الحديث عن النَّبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم. وسئل أبو زرعة عن هذا الحديث، فقال: هو عندى حديث واهٍ، ومعاوية بن قرَّة لم يلحق ابن عمر. قلت لأبى: فإن الربيع بن سليمان حدثنا هذا الحديث عن أسد بن موسى عن سلام بن سليم عن زيد العمِّى عن معاوية بن قرَّة عن ابن عمر عن النَّبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم. فقال: هو سلام الطويل، وهو متروك الحديث، وزيد العمِّى هو ضعيف الحديث)).
حديث زيد بن ثابت أخرجه الدارقطنى فى ((غرائب مالك)) كما فى ((نصب الراية)) (1/ 29) من طريق على بن الحسن الشامى ثنا مالك عن ربيعة عن سعيد بن المسيب عن زيد بن ثابت وأبى هريرة أن النَّبىَّ صلَّى الله عليه وسلَّم توضأ مرة مرة، وقال: ((هذا الذى لا يقبل العمل إلا به))، وتوضأ مرتين مرتين، وقال: ((هذا يضاعف الله به الأجر))، وتوضأ ثلاثاً ثلاثاً، وقال: ((هذا وضوئى ووضوء الأنبياء قبلى)).
قال أبو الحسن الدارقطنى: ((تفرد به على بن الحسن، وكان ضعيفاً)).
¥(6/350)
قلت: لو أقسمت بالله ثلاثاً أن هذا الحديث لم يرويه زيد بن ثابت، ولا رواه عنه ابن المسيب، ولا رواه عنه ربيعة بن عبد الرحمن، ولا حدَّث به عنه مالك بن أنس ما حنثتُ.
[حديث أبى بن كعب] أخرجه ابن ماجه (420)، والعقيلى ((الضعفاء)) (2/ 288)، وابن المنذر ((الأوسط)) (1/ 409/413)، والدارقطنى (1/ 81/6)، وابن عبد البر ((التمهيد)) (20/ 260)، وابن الجوزى ((التحقيق فى أحاديث الخلاف)) (1/ 162/153) جميعا من طريق عبد الله بن عرادة عن زيد بن أبى الحوارى عن معاوية بن قرَّة عن عبيد بن عمير عن أبى بن كعب بنحو حديث ابن عمر.
قال أبو الفرج: ((فى هذا الإسناد زيد بن أبى الحوارى العمِّى، قال يحيى: ليس بشئٍ، وقال النسائى: ضعيف، وقال أبو زرعة: واهى الحديث. وفيه عبد الله بن عرادة، قال يحيى: ليس بشئٍ، وقال البخارى: منكر الحديث، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به)) اهـ.
[حديث جابر بن عبد الله] أخرجه الترمذى (45)، والدارقطنى (1/ 81/8) كلاهما عن شريك عن ثابت بن أبى صفية الثمالى قال: قلت لأبى جعفر: حدَّثك جابر ((أن النَّبىَّ صلَّى الله عليه وسلَّم توضأ مرَّة مرَّة، ومرَّتين مرَّتين، وثلاثاً ثلاثاً))، قال: نعم.
قلت: هذا إسناد واهٍ، ثابت بن أبى صفية أبو حمزة الثمالى، قال ابن حبان: كثير الوهم فى الأخبار حتى خرج عن حد الاحتجاج به، مع غلوه فى التشيع.
وأخرجه ابن عدى (6/ 249) عن محمد بن القاسم الأسدى عن زهير بن معاوية عن أبى الزبير عن جابر أنَّ النَّبىَّ توضأ مرتين مرتين.
قال أبو أحمد: ((وهذا عن زهير بهذا الإسناد، لا أعلم رواه عنه غير محمد بن القاسم الأسدى)).
[حديث معاذ بن جبل] أخرجه الطبرانى ((الكبير)) (20/ 68/125)، و ((مسند الشاميين)) (2248) من طريق محمد بن سعيد المصلوب عن عبادة بن نُسَىٍّ عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل قال: ((كان النَّبىُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يتوضأ مرَّة مرَّة، واثنتين اثنتين، وثلاثاً ثلاثاً. كلُّ ذلك كان يفعل)).
قلت: هذا إسناد باطلٌ. محمد بن سعيدٍ المصلوب وضَّاع، لا يحل الاحتجاج به بحال، كان لا يسمع كلمة إلا وضع لها إسناداً.
[حديث عائشة] قال ابن أبى حاتم ((1/ 57/146): ((سئل أبو زرعة عن حديث يحيى بن ميمون عن ابن جريج عن عطاء عن عائشة عن النَّبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فى صفة الوضوء مرَّة مرَّة، فقال: ((هذا الذى افترض عليكم))، ثم توضأ مرتين مرتين، فقال: ((من ضعَّف ضعَّف الله له))، ثمَّ أعادها الثالث، فقال: ((هذا وضوءنا معشر الأنبياء)). فقال أبو زرعة: هذا حديثٌ واهٍ منكر ضعيف)) اهـ.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[02 - 05 - 04, 12:59 م]ـ
الحمد لله المتعزِّز فى عليائه، المتوحِّد فى عظمته وكبريائه، النافذ أمرُه فى أرضه وسمائه، حمدا يكافئ المزيد من أفضاله ونعمائه، ويكون ذخراً لقائله عند ربه يوم لقائه. والصلاة والسلام الدائمان على المصطفى من رسل الله وأنبيائه، ورضى الله عن آله وصحبه وأصفيائه.
وبعد ..
فإنَّ ((جامع النرمذى)) كتاب على أكف القبول مرفوع. وفن الحديث فى طياته مبثوث لا مقطوع ولا ممنوع. أعجز من أتى بعده عن تحصيله. وأخمل همم النقاد الكملة عن تأويله أو تكميله.
فهو كشَّاف معضلات أسانيد الأخبار. ووضَاح أسرار دقائق علل الآثار. وروضةُ علمٍ تنزهت فى جنباتها أبصارُ بصائر أهل السنَّة. وجنَّةٌ يتلى على متفيئِ ظلها ارتع فى رياض الجنَّة.
فأكرم به كتاباً ما الكواكب الدرارى بأجلى للظلمات من أضواءه. ولا السحائب الجوارى بأغدق بالحيا من أنواءه.
كتابٌ لهُ من شرعِ أحمدَ شِرْعةٌ ... مطهَّرةٌ تعلو السِّماكينِ والنَّسرا
على مفرقِ الإسلامِ تَاجٌ مُرصِّعٌ ... أضاء به شمساً ونارَ به بَدرا
وقد سبق بيان أن أبا عيسى ذكر اصطلاحات زائدةً عما ذكره أهل الاصطلاح، ومن ذلك قوله فى بيان مراتب الأخبار ((حسن غريب)). وتفسير معناه على ما سبق بيانه أنَّ: ((كلُّ حديث قال عنه ((حسن غريب)) فهو حديث قد رُوى من غير وجهٍ نحوه، وإنما يُستغربُ من الطريق المذكورة لتفرد راوٍ بها)).
وهذه تتمة الأمثلة النماذج المبينة لهذا التفسير:
((الحديث الثانى))
... *** ... ***
¥(6/351)
قال الترمذى فى ((كتاب الصلاة)) (360):
حدَّثنا محمد بن إسماعيل ثنا على بن الحسن ثنا الحسين بن واقد ثنا أبو غالب قال: سمعتُ أبا أمامة يقول: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم: العبد الآبق حتَّى يرجع، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخطٌ، وإمام قومٍ وهم له كارهون)).
قال أبو عيسى: ((هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه)) اهـ.
وأخرجه كذلك ابن أبى شيبة (3/ 358/17138)، والطبرانى (8/ 284،286/ 8090،8098)، والبغوى ((شرح السنة)) (3/ 404) جميعا من طريق على بن الحسن ابن شقيق عن الحسين بن واقد المروزى عن أبى غالب عن أبى أمامة به.
وهذا مما يصدق أن يقال عنه ((رُوى من غير وجهٍ نحوه))، وإنما استغربه الترمذى من حديث أبى أمامة لتفرد الحسن بن على به، وبيَّن بقوله ((حسن)) أنه مروى من غير وجهٍ نحوه، وزاده إيضاحاً بإيراده حديث أنس، وحديث عمرو بن الحارث فى باب ما جاء فيمن أمَّ قوماً وهم له كارهون، ثم قال: ((وفى الباب عن ابن عباس، وابن عمرو، وطلحة)) اهـ.
وهاك بيان هذه الوجوه، والله المستعان:
[حديث عبد الله بن عبَّاسٍ]
أخرجه ابن ماجه (971)، وابن حبان (1754)، والطبرانى (11/ 449/12275)، والمقدسى ((الأحاديث المختارة)) (10/ 374/400،401) جميعا من طريق عبيدة بن الأسود عن القاسم بن الوليد عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة: إمام قومٍ وهم له كارهون، وامرأة باتت وزوجها عليها غضبان، وأخوان متصارمان)).
[حديث عبد الله بن عمروٍ]
أخرجه أبو داود (593)، وابن ماجه (970)، والبيهقى ((الكبرى)) (3/ 128) و ((الصغرى)) (565)، والأصبهانى ((الترغيب والترهيب)) (1989)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (22/ 238) جميعا من طريق عبد الرحمن بن زياد الأفريقى عن عمران بن عبدٍ المعافرى عن ابن عمرو قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((ثلاثة لا تقبل لهم صلاة: الرجل يؤم القوم وهم له كارهون، والرجل لا يأتى الصلاة إلا دباراً، ومن اعتبد محرَّراً)).
قلت: عبد الرحمن بن زياد الأفريقى أحد المشاهير الأعلام، ولكن ضعَّفه أحمد وابن معين والنسائى، وقال الدارقطنى: ليس بالقوى. وكان البخارى يقوَّى أمره، ولم يذكره فى الضعفاء.
وأما عمران بن عبدٍ المعافرى، فهو إلى الضعف أقرب. فقد ذكره العجلى فى ((معرفة الثقات)) (2/ 189) وقال: ((مصرى تابعى ثقة)). ولكن قال ابن حبان فى ((الثقات)) (5/ 220): ((يعتبر حديثه من غير رواية عبد الرحمن بن زياد الأفريقى عنه)).
قال الحافظ ابن حجر: ((فكأنه لم يوثقه، إذ ليس له راوٍ غيره)).
[حديث أنس بن مالك]
أخرجه الترمذى (358)، وابن الجوزى ((العلل المتناهية)) (1/ 436/744) عن محمد بن القاسم الأسدى عن الفضل بن دلهم عن الحسن سمعت أنس بن مالك يقول: ((لعن رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم ثلاثة: رجل أمَّ قوماً وهم له كارهون، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، ورجل سمع حى على الفلاح ثم لم يجب)).
قال أبو عيسى: ((حديث أنس لا يصح، لأنه قد رُوى هذا الحديث عن الحسن عن النَّبىِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم. ومحمد بن القاسم تكلم فيه أحمد بن حنبل وضعَّفه، وليس بالحافظ)).
[حديث عمرو بن الحارث المصطلقى]
أخرجه الترمذى (359)، وابن أبى شيبة (1/ 358/4110) عن منصور عن هلال بن يساف عن زياد بن أبى الجعد عن عمرو بن الحارث بن المصطلق قال: كان يقال ((أشد الناس عذابا يوم القيامة اثنان: امرأة عصت زوجها، وإمام قومٍ وهم له كارهون)).
قلت: وإسناده رجاله ثقات كلهم، وله حكم الرفع كما قاله الحافظ العراقى.
[حديث طلحة بن عبيد الله]
أخرجه الطبرانى (1/ 115/210)، والمقدسى ((الأحاديث المختارة)) (3/ 42/746) عن سليمان بن أيوب ثنا أبى عن جدى عن موسى بن طلحة عن طلحة أنَّه صلَّى بقومٍ، فلما انصرف قال: نسيت أن أستأمركم قبل أن أتقدكم، أفرضتم بصلاتى؟، قالوا: نعم، قال: سمعت رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: ((أيم رجلٍ أمَّ قوماً وهم له كارهون لم تجز صلاته أذنه)).
¥(6/352)
(إيقاظ) هذه الطرق المذكورة كلها تفسير لقول الترمذى فى باب فيمن أمَّ قوماً وهم له كارهون، فجاءت كلها جرياً على مقصوده وإيضاحاً له. وأما حديث الأصل، ففى متنه أمر زائد: العبد الآبق، وله طرق كثيرة ليس ذا موضع حصرها، فليتنبه!.
((الحديث الثالث))
... *** ... ***
قال الترمذى فى ((كتاب الصلاة)) (324):
حدَّثنا محمد بن العلاء أبو كريب وسفيان بن وكيع قالا: حدثنا أبو أسامة عن عبد الحميد بن جعفر ثنا أبو الأبرد مولى بنى خطمة أنَّه سمع أسيد بن ظُهيرٍ، وكان من أصحاب النَّبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم يحدِّث عن النَّبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((الصلاة فى مسجد قباء كعُمرةٍ)).
قال أبوعيسى: ((حديث حسن غريب. ولا نعرف لأُسيد بن ظُهير شيئاً يصح غير هذا الحديث، ولا نعرفه إلا من حديث أبى أسامة عن عبد الحميد بن جعفر)) اهـ.
وأخرجه ابن أبى شيبة (2/ 149/7529 و6/ 416/ 32524)، وابن سعد ((الطبقات الكبرى)) (1/ 245)، والبخارى ((التاريخ الكبير)) (2/ 47/1641)، وابن ماجه (1411)، وابن أبى عاصم ((الآحاد والمثانى)) (4/ 43/1989)، وأبو يعلى (13/ 117)، والطبرانى (1/ 210/570)، والحاكم (1/ 478)، والبيهقى ((الكبرى)) (5/ 248) و ((شعب الإيمان)) (3/ 499/4190)، والمقدسى ((الأحاديث المختارة)) (4/ 281،282/ 1472،1473،1474)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (9/ 528) جميعا من طريق أبى أسامة عن عبد الحميد بن جعفر عن أبى الأبرد الخطمى عن أسيد بن ظُهيرٍ به.
ولم يتفرد به أبو أسامة عن عبد الحميد، بل تابعه على بن ثابت الجزرى، خلافاً لقول الترمذى.
فقد أخرجه عمر بن شبة ((تاريخ المدينة)) (1/ 32/132) قال: حدَّثنا محمد بن حاتم ثنا على بن ثابت ثنا عبد الحميد بن جعفر بنحوه.
وهذا مما يصدق أن يقال عنه ((رُوى من غير وجهٍ نحوه))، وإنما استغربه الترمذى من حديث أسيد بن ظُهيرٍ لتفرد عبد الحميد بن جعفرٍ به. فقد رُوى عن: سهل بن حنيف، وابن عمر، وكعب بن عجرة.
قلت: وحديث أسيد بن ظُهيرٍ، رجال إسناده موثقون غير أبى الأبرد الخطمى، ذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (5/ 580/6370). وقال الذهبى ((الكاشف)) (1/ 413): وثق.
[حديث سهل بن حنيفٍ]
أخرجه أحمد (3/ 87)، والبخارى ((التاريخ)) (1/ 96/266)، وعمر بن شبة ((تاريخ المدينة)) (1/ 32/129)، والنسائى ((الكبرى)) (1/ 258/777) و ((المجتبى)) (2/ 37) وابن ماجه (1412)، والطبرانى (6/ 74/ 5558،5559)، والحاكم (3/ 12)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (3/ 49/4191) جميعا من طريق محمد بن سليمان الكرمانى سمعت أبا أمامة بن سهل ابن حنيف عن سهل بن حنيف قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((من تطهَّر فى بيته، ثمَّ أتى مسجد قباءٍ، فصلَّى فيه صلاة، كان له كأجر عمرة)).
قلت: هذا إسناد رجاله ثقات كلهم. ومحمد بن سليمان الكرمانى من أهل قباء، وقد وثق.
ذكره البخارى فى ((التاريخ الكبير)) (1/ 96/266)، وابن أبى حاتم فى ((الجرح والتعديل)) (7/ 267/1456)، فلم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وقال ابن أبى حاتم: ((روى عن: أبى أمامة بن سهل بن حنيف. وروى عنه: سعد بن إسحاق، ومجمع ابن يعقوب، وعبد الرحمن ابن أبى الموال، وعاصم بن سويد، وحاتم بن إسماعيل)).
وذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (7/ 372/10490)، وزاد فى الرواة عنه: عبد العزيز الداروردى، وعيسى بن يونس. وقال الذهبى فى ((الكاشف)) (2/ 176/4885): ((وثق)).
قلت: ولم يتفرد، تابعه عن أبى أمامة بن سهل: يوسف بن طهمان مولى آل معاوية. وقد ذكره العقيلى، وابن عدى فى ((الضعفاء))، على أنه ليس له كثير حديث، بل لا يعرف إلا بهذا الحديث وحديث آخر، لا يزيدان شيئاً.
أخرجه البخارى ((التاريخ الكبير)) (8/ 378/389)، وعمر بن شبة ((تاريخ المدينة)) (1/ 133/1356) كلاهما عن إسماعيل ابن المعلى عن يوسف بن طهمان عن أبى أمامة بن سهل بن حنيف بنحوه.
وأخرجه ابن أبى شيبة (2/ 149/7530 و6/ 416/32525)، وعمر بن شبة ((تاريخ المدينة)) (1/ 32/130)، والعقيلى (4/ 449)، والطبرانى (6/ 75/5560) جميعا من طريق موسى بن عبيدة الربذى عن يوسف بن طهمان بنحوه.
[حديث عبد الله بن عمر]
أخرجه ابن حبان كما فى ((الإحسان)) (1625) من طريق عاصم بن سويد حدَّثنى داود بن إسماعيل الأنصارى عن ابن عمر ((أنه شهد جنازة بالأوساط فى سعد بن عبادة، فأقبل ماشياً إلى بنى عمرو بن عوف بقباء بنى الحارث ابن الخزرج، فقيل له: أين تؤم يا أبا عبد الرحمن؟، قال: أؤم هذا المسجد فى بنى عمرو بن عوف، فإنى سمعت رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يقول: ((من صلَّى فيه كان كعدل عُمُرةٍ)).
قلت: هذا إسناد رجاله ثقات كلهم، غير داود بن إسماعيل بن مجمع الأنصارى. ذكره البخارى فى ((التاريخ الكبير)) (3/ 231/777)، وان أبى حاتم فى ((الجرح والتعديل)) (3/ 406/1862)، فلم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. وذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (4/ 217/2585).
[حديث كعب بن عجرة]
أخرجه الطبرانى (19/ 146/319) من طريق يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلى عن أبيه عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه عن جده أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((من توضأ، فأسبغ الوضوء، ثمَّ عمد إلى مسجد قباءٍ، لا يريد غيره، ولم يحمله على الغدو إلا الصلاة فى مسجد قباءٍ، فصلَّى فيه أربع ركعاتٍ، يقرأ فى كلَّ ركعة بأم القرآن، كان له كأجر المعتمر إلى بيت الله)).
قلت: وفى إسناده يزيد بن عبد الملك النوفلى، قال أحمد: عنده مناكير. وقال ابن عدى: عامة ما يرويه غير محفوظ. وقال ابن حبان: كان ممن ساء حفظه، فكان يروى المقلوبات عن الثقات ويأتى بالمناكير عن المشاهير، وإن اعتبر معتبر بما وافق الثقات من حديثه من غير أن يحتج به لم أر بذلك بأساً.
¥(6/353)
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[02 - 05 - 04, 03:21 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخنا و هذا هو عهدنا بك دوماً:)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[15 - 12 - 05, 04:17 م]ـ
((الْحَدِيثُ الرَّابِعُ))
... *** ...
قَالَ التِّرْمِذِيُّ فِي ((كِتَابِ الطَّهَارَةِ)) (9):
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى قَالا حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ثَنَا أَبِي عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَسْتَقْبِلَ القِبْلَةَ بِبَوْلٍ، فَرَأَيْتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْبَضَ بِعَامٍ يَسْتَقْبِلُهَا.
قَالَ أَبُو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. وَفِي البَابِ عَنْ: أَبِي قَتَادَةَ، وَعَائِشَةَ، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ)).
قُلْتُ: وَأَخْرَجَهُ أبُو دَاوُدَ (13)، وابْنُ مَاجَهْ (325)، وابْنُ خُزَيْمَةَ (58) ثلاثتهم قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ثَنَا أَبِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبَانَ ابْنِ صَالِحٍ بِمِثْلِ حَدِيثِ التِّرْمِذِيُّ.
وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ أَحْمَدُ (3/ 360)، وابْنُ الجَارُودِ (31)، وابْنُ حبَّانَ كما فِى ((الإحْسَانِ)) (1420)، والطَّحَاوِيُّ ((شَرْحُ المَعَانِي)) (4/ 234)، والدَّارقطنِيُّ (1/ 58/2)، وابْنُ شَاهِينَ ((النَّاسِخُ والمَنْسُوخُ)) (1/ 83)، والحَاكِمُ (1/ 154)، والبَيْهَقِيُّ ((الكُبْرَى)) (1/ 92)، والحَازمِيُّ ((الإعْتِبَارُ)) (ص75) جَمِيعَاً مِنْ طَرِيقِ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ثَنَا أَبِي سَمِعْتُ ابْنَ إِسْحَاقَ قال حَدَّثَنِي أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ جَابِرِ بِهِ.
وفِي رِوَايَةِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيِّ التَّصْرِيحُ بِسَمَاعِ ابْنِ إِسْحَاقَ مِنْ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ، وَهُوَ مِمَّا يَتَحَرَّاهُ وَيَتَتَبَّعَهُ المُحَقِقُّونَ، إِذْ لا يَصِحُّ مِنْ مَحَامِلِ التَّجَرِيحِ لِمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ سِوَى التَّدْلِيسِ. وَإِذْ ثَبَتَ سَمَاعُهُ لِلَحَدِيثِ مِنْ طَرِبقَ أَثْبَتِ وَأَوْثَقِ أَصْحَابِهِ فَلا حُجَّةَ فِي دَفَعِ صِحَّةِ الحَدِيثِ وَقَبُولِهِ.
وَلِهَذَا صَحَّحَهُ إِمَامُ المُحَدِّثِينَ فِيمَا حَكَاهُ عَنْهُ التِّرْمِذِيُّ قَالَ: سَأَلتُ مُحَمَّدَاً - يَعْنِي البُخَارِيَّ - عَنْ هَذَا الحَدِيثِ , فَقَالَ: حَدِيث صَحِيحٌ. وَصَحَّحَهُ كَذَلِكَ ابْنُ خُزَيْمَةَ، وابْنُ حبَّانَ، والحَاكِمُ، وَغَيْرُهُمْ.
وَأَمَّا قَوْلُ أبِي مُحَمَّدِ بْنِ حَزْمٍ ((المُحَلَّى)) (1/ 198): ((حَدِيثُ جَابِرٍ لَيْسَ بِصَحِيحٍ، لأَنَّ أَبَانَ بْنَ صَالِحٍ مَجْهُولٌ , وَلا يُحْتَجّ بِرِوَايَةِ مَجْهُولٍ))، وَكَذَا قَوْلُ أبِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ البَرِ ((التَّمْهِيدُ)) (1/ 312): ((لَيْسَ حَدِيثُ جَابِرٍِ بِصَحِيحٍ عَنْهُ، لأَنَّ أَبَانَ بْنَ صَالِحٍ ضَعِيفٌ))، فَمِمَّا لا يُقْبَلُ، وَلا يُعْتَمَدُ؛ إِذْ لَمْ يُسْبَقَا إِلَيْهِ.
وَلِذَا رَدَّهُمَا الحَافِظُ فِي ((التَّهْذِيبِ)) بِقَوْلِهِ: ((وَهَذِهِ غَفْلَةٌ مِنْهُمَا، وَخَطَأٌ تَوَارَدَا عَلَيْهِ، فَلَمْ يُضَعِّفْ أَبَانَ بْنَ صَالِحٍ أَحَدٌ قَبْلَهُمَا)).
قُلْتُ: وَأَبَانُ بْنُ صَالِحٍ مَشْهُورٌ ثِقَةٌ صَاحِبُ حَدِيثٍ، وَهُوَ أَبَانُ بْنُ صَالِحِ بْنِ عُمَيْرٍ , أَبُو مُحَمَّدٍ المَكِّيُّ القُرَشِيُّ , مَوْلَى لَهُمْ. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، واِبْنُ جُرَيْجٍ , وَابْنُ عَجْلانَ , وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، وسَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ الثَّوْرِيُّ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَأَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيَّانِ، وَالنَّسَائِيُّ، وَيَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ. واِسْتَشْهَدَ بِهِ البُخَارِيُّ فِي ((صَحِيحِهِ)) مِنْ رِوَايَتِهِ عَنْ مُجَاهِدٍ، وَالحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، وَعَطَاءٍ.
¥(6/354)
وَحَدِيثُ جَابِرٍِ هَذَا مِمَّا يَصْدُقُ أَنَّ يُقَالَ عَنْهُ ((رُوِي مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ نَحْوُهُ))، وَإِنَّمَا اسْتَغْرَبَهُ أبُو عِيسَى مِنْ هَذَا الوَجْهِ لِتَفَرُّدِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بِهِ، وَبَيَّنَ بِقَوْلِهِ ((حَسَنٌ)) أَنَّهُ مَرْوِىٌّ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ نَحْوُهُ، وَزَادَ ذَلِكَ إِيْضَاحَاً بِقَوْلِهِ ((وَفِى البَابِ عَنْ: أَبِي قَتَادَةَ، وَعَائِشَةَ، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ)).
وَهَذَا بَيَانُ هَذِهِ الوُجُوهِ:
[1] حَدِيثُ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ (5/ 300): حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ: أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبُولُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ.
وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ يَعْنِي ابْنَ الطَّبَّاعِ مِثْلَهُ، قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو قَتَادَةَ.
وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ الطَّحَاوِيُّ ((شَرْحُ المَعَانِي)) (4/ 234) عَنْ أَسَدِ بْنِ مُوسَى، وَالطَّبَرَانِيُّ ((الأَوْسَطُ)) (172) و ((الكَبِيرُ)) (3/ 240/3276) عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرِيمٍ، كِلاهُمَا عَنْ ابْنِ لَهِيعَةَ بِمِثْلِهِ.
قُلْتُ: وَالرُّوَاةُ الخَمْسُ - حَسَنُ بْنُ مُوسَى وَمُتَابِعُوهُ – لَيْسُوا مِنْ قُدَمَاءِ أَصْحَابِ ابْنِ لَهِيعَةَ، فَلا تُقْبَلُ رِوَايَتُهُمْ عَنْهُ، لِجَوازِ أَنْ تَكُونَ مِنْ رِوَايَاتِهِ بَعْدَ اخْتِلاطِهِ.
[2] حَدِيثُ عَائِشَةَ رضِيَ اللهُ عَنْهَا:
أَخْرَجَهُ الطَّيَالِسِيُّ (1541)، وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ (1/ 140/1613)، وَأَحْمَدُ (6/ 239،227،219،137)، وإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ (1095)، وَابْنُ مَاجَهْ (324)، وَالبُخَارِيُّ ((التَّارِيخُ)) (3/ 155)، وَالطَّحَاوِيُّ ((شَرْحُ المَعَانِي)) (4/ 234)، وَابْنُ المُنْذِرِ ((الأَوْسَطُ)) (1/ 326)، وَالدَّارَقُطْنِيُّ (1/ 60/7)، وَابْنُ عَبْدِ البَرِّ ((التَّمْهِيدُ)) (1/ 310)، وَابْنُ عَسَاكِرَ ((تَارِيخُ دِمِشْقَ)) (16/ 117) مِنْ طُرُقٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ قَالَ: ذَكَرُوا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللهُ اسْتِقْبَالَ الْقِبْلَةِ بِالْفُرُوجِ، فَقَالَ عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ: قَالَتْ عَائِشَةُ: ذَكَرُوا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ قَوْمَاً يَكْرَهُونَ ذَلِكَ، فَقَالَ: ((قَدْ فَعَلُوهَا، حَوِّلُوا مَقْعَدَتِي نَحْوَ الْقِبْلَةِ)). وَفِي رِوَايَةِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ ((حَوِّلِي مَقْعَدِي إِلَى الْقِبْلَةِ)).
رَوَاهُ هَكَذَا: أَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَبَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَوَكِيعٌ، وَيَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ السِّيلِحِينِيُّ، وَحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالِ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَأبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَمُظَفَّرُ بْنُ مُدْرِكٍ الخُرَاسَانِيُّ أبُو كَامِلٍ (1)، تِسْعَتُهُمْ عَنْ حَمَّادٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
وَتَابَعَهُ عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاءِ: عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، وَعَبْدُ العَزِيزِ بْنُ المُغِيرَةِ، وَهُشَيْمٌ وَاخْتَصَرَهُ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الثقفِيُّ، إِلا أَنَّهُ قَالَ: عَنْ رَجُلٍ، وَلَمْ يُسَمِّهِ.
قَالَ الإِمَامَ أَحْمَدُ (6/ 184): حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ خَالِدٌ الحَذَّاءُ أَخْبَرَنِي عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلَافَتِهِ، وَعِنْدَهُ عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا اسْتَقْبَلْتُ الْقِبْلَةَ وَلا اسْتَدْبَرْتُهَا بِبَوْلٍ وَلا غَائِطٍ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ عِرَاكٌ حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَلَغَهُ قَوْلُ النَّاسِ فِي ذَلِكَ أَمَرَ بِمَقْعَدَتِهِ، فَاسْتَقْبَلَ بِهَا الْقِبْلَةَ.
¥(6/355)
وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ الدَّارَقُطْنِيُّ (1/ 59/6)، وَالبَيْهَقِيُّ ((الكُبْرَى)) (1/ 92)، وَابْنُ عَسَاكِرَ ((تَارِيخُ دِمِشْقَ)) (16/ 117)، وَالمِزِّيُّ ((تَهْذِيبُ الكَمَالِ)) (8/ 93) مِنْ طُرُقٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ بِهِ.
وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ (6/ 183)، وَالدَّارَقُطْنِيُّ (1/ 60/8) كِلاهُمَا عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ ثَنَا خَالِدٌ عَنْ رَجُلٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ قَالَ: مَا اسْتَقْبَلْتُ الْقِبْلَةَ بِفَرْجِي مُنْذُ كَذَا وَكَذَا، فَحَدَّثَ عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِخَلائِهِ أَنْ يُسْتَقْبَلَ بِهِ الْقِبْلَةَ لَمَّا بَلَغَهُ أَنَّ النَّاسَ يَكْرَهُونَ ذَلِكَ.
وَقال ابْنُ شَاهِينَ ((النَّاسِخُ والمَنْسُوخُ)) (1/ 84): حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ القَاسِمِ ثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ ثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاءِ عَنْ خَالِدِ بْنِ اَبِي الصَّلْتِ عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْتَقْبِلُ القِبْلَةَ لِحَاجَتِهِ بَعْدَ النَّهْي.
وَأَخْرَجَهُ أبُو الحَسَنِ القَطَّانُ ((زِيَادَاتُ ابْنِ مَاجَهْ)) (1/ 117) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ المُغِيرَةِ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ بِمِثْلِ حَدِيثِ حَمَّادٍ.
قُلْتُ: وَهَذِهِ الرِّوَايَاتُ هَي أَرْجَحُ رِوَايَاتِ هَذَا الحَدِيثِ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، لاتِّفَاقِ هَؤُلَاءِ الجَمَاعَةِ، وَإِنْ خَالَفَهُمْ غَيْرُهُمْ مِمَّنْ لا يَبْلُغْ مَبْلَغَهُمْ.
فَقَدْ أَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ (1/ 59/5،4،3) مِنْ طَرِيقِ أَبِي عَوَانَةَ وَيَحْيَى بْنِ مَطَرٍ وَالقَاسِمِ بْنِ مُطَيَّبٍ، ثَلاثَتُهُمْ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ عَائِشَةَ.
قُلْتُ: وَالحَدِيثُ مِنْ رِوَايَةِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، رِجَالُهُ ثِقَاتٌ كُلُّهُمْ. وَخَالِدَ بْنَ أَبِي الصَّلْتِ البَصْرِيُّ عَامِلُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ، مَشْهُورُ الرِّوَايَةِ. رَوَى عَنْ: رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَعَبْدِ المَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَعِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ العزيز، وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ. وَرَوَى عَنْهُ: خَالِدٌ الحَذَّاءُ، وَسُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، وَالمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، وَوَاصِلٌ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ. وَهُوَ مَعْرُوفُ العَدَالَةِ غَيْرُ مَجْهُولِهَا، إِذْ تَكْفِي عَمَالَتُهُ لَدَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ، فَإِنَّهُ لَمْ يَسْتَعْمِلْ إِلا الثِّقَاتِ.
وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي ((الثِّقَاتِ)). وَقَالَ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ ((الكَاشِفُ)) (1/ 365): ثِقَةٌ.
وَأَمَّا القَوْلُ بِجَهَالَتِهِ، كَمَا قَالَهُ أبُو مُحَمَّدٍ بْنُ حَزْمٍ: ((خَالِدُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ، وَهُوَ مَجْهُولٌ، لا نَدْرِي مَنْ هُوَ!!)) (2)، فَقَدْ تَعَقَّبَهُ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ ((التَّهْذِيبُ)) (3/ 84) بِقَوْلِهِ: ((قَالَ ابْنُ مَفُوزٍ: بَلُ مَشْهُورٌ بِالرِّوَايَةِ، مَعْرُوفٌ بِحَمْلِ العِلْمِ، وَلَكَنْ حَدِيثُهُ مَعْلُولٌ، وَذَكَرَ بَحْشَلٌ فِي ((تَارِيخِ وَاسِطٍ)) (1/ 128) منْ طَرِيقِ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: كُنَّا نَأْتِي خَالِدَ بْنَ أَبِي الصَّلْتِ، وَكَانَ عَيْنَاً لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ بِوَاسِطٍ، وَكَانَتْ لَهُ هَيْئَةٌ)) اهـ.
قُلْتُ: وَالقَوْلُ بِتَوْثِيقِ خَالِدِ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ لا يُنَافِي تَعْلِيلَ حَدِيثِهِ، وَلا القَوْلَ بِنَكَارَتِهِ، فَقَدْ يُخْطِئُ الثِّقَةُ وَيَهِمّ. وَقَدْ خَالَفَهُ فِيهِ الثِّقَةُ الثَّبْتُ جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَهُوَ أَثْبَتُ النَّاسِ فِي عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ وَأَضْبَطُهُمْ لِحَدِيثِهِ , فَرَوَاهُ عَنْ عِرَاكٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا كَانَتْ تُنْكِر ذَلِكَ، فَجَعَلَهُ مِنْ قَوْلِهَا، وَلَمْ يَرْفَعْهُ.
¥(6/356)
فَقَدْ أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ ((التَّارِيخُ)) (3/ 155)، وَابْنُ عَسَاكِرَ ((تَارِيخُ دِمِشْقَ)) (16/ 117) عَنْ بَكْرِ بْنِ مُضَرَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ عِرَاكٍ عَنْ عُرْوَةَ أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تُنْكِر قَوْلَهُمْ: لا تُسْتَقْبَلُ القِبْلَةُ.
وَقَالَ البُخَارِيُّ: ((وَهَذَا أَصَحُّ – يَعْنِي مِنْ حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ -)).
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ((عِلَلُ الحَدِيثِ)) (1/ 29): ((سَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاءِ عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ سَمِعَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمَاً يَكْرَهُونَ اسْتِقْبَالَ القِبْلَةِ بِالغَائِطِ، فَقَالَ: ((حَوِّلُوا مَقْعَدَتِي إِلَى القِبْلَةِ)). قَالَ أَبِي: فَلَمْ أَزَلْ أَقْفُو أَثَرَ هَذَا الحَدِيثَ حَتَّى كَتَبْتُ بِمِصْرَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ بَكْرِ بْنِ مُضَرَ أَوْ غَيْرِهِ عَنْ بَكْرِ بْنِ مُضَرَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ مَوقُوفٌ، وَهَذَا أَشْبَهُ)) اهـ.
وَقَالَ الشَّيْخ شَمْسُ الدِّينِ بْنُ الْقَيِّمِ رَحِمه اللهُ: ((حَدِيث عِرَاكٍ عَنْ عَائِشَةَ هَذَا لا يَصِحُّ , وَإِنَّمَا هُوَ مَوْقُوفٌ عَلَى عَائِشَةَ. حَكَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي ((كِتَابِ الْعِلَلِ)) عَنْ الْبُخَارِيِّ. وَقَالَ بَعْضُ الْحُفَّاظِ: هَذَا حَدِيثٌ لا يَصِحّ , وَلَهُ عِلَّةٌ لَا يُدْرِكُهَا إِلَّا المُعْتَنُونَ بِالصِّنَاعَةِ , المُعَانُونَ عَلَيْهَا، وَذَلِكَ أَنَّ خَالِدَ بْنَ أَبِي الصَّلْتِ لَمْ يَحْفَظ مَتْنه , وَلَا أَقَامَ إِسْنَاده، خَالَفَهُ فِيهِ الثِّقَةُ الثَّبْتُ صَاحِبُ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ المُخْتَصّ بِهِ , الضَّابِطُ لِحَدِيثِهِ: جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ الْفَقِيهُ , فَرَوَاهُ عَنْ عِرَاكٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا كَانَتْ تُنْكِر ذَلِكَ، فَبَيَّنَ أَنَّ الْحَدِيث لِعِرَاكٍ عَنْ عُرْوَةَ , وَلَمْ يَرْفَعهُ , وَلَا يُجَاوِز بِهِ عَائِشَةَ، وَجَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ هُوَ الْحُجَّة فِي عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ , مَعَ صِحَّة الْأَحَادِيث عَنْ النَّبِيّ وَشُهْرَتهَا بِخِلَافِ ذَلِكَ , وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي ((كِتَابِ المَرَاسِيلِ)) عَنْ الأَثْرَمِ قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْدِ اللهِ - وَذَكَرَ حَدِيث خَالِدِ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مُرْسَل. فَقُلْت لَهُ: عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْت عَائِشَةَ؟، فَأَنْكَرَهُ، وَقَالَ: عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ مِنْ أَيْنَ سَمِعَ عَائِشَةَ؟! مَا لَهُ وَلِعَائِشَةَ؟! إِنَّمَا يَرْوِيه عَنْ عُرْوَةَ , هَذَا خَطَأ , قَالَ لِي: مَنْ رَوَى هَذَا؟ قُلْت: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ , قَالَ: رَوَاهُ غَيْر وَاحِد عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ , وَلَيْسَ فِيهِ سَمِعْت. وَقَالَ غَيْر وَاحِد أَيْضَاً عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ , لَيْسَ فِيهِ سَمِعْت. فَإِنْ قِيلَ: قَدْ رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحه حَدِيثَاً عَنْ عِرَاكٍ عَنْ عَائِشَةَ. قِيلَ: الْجَوَاب أَنَّ أَحْمَدَ وَغَيْره خَالَفَهُ فِي ذَلِكَ , وَبَيَّنُوا أَنَّهُ لَمْ يَسْمَع مِنْهَا)) اهـ.
وَثَمَّةُ أَمْرٍ آخَرَ أُعِلَّ بِهِ الحَدِيثُ، وَهُوَ نَكَارَةُ مَتْنِهِ، فَرَاجِعْهُ فِي مَظَانِهِ مِنْ الفِقْهِ (3). وَلِذَا قَالَ الذَّهَبِيُّ ((المِيزَانُ)) (2/ 414): هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ أَبِي الصَّلْتِ.
[3] حَدِيثُ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
¥(6/357)
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ ((الكَبِيرُ)) كما فِي ((مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ)) (1/ 206)، وَابْن ُعَدِيٍّ ((الكَامِلُ)) (2/ 560) مِنْ طَرِيقِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ القَاسِمِ عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ النَّهْي يَسْتَقْبِلُ القِبْلَةَ وَيَسْتَدْبِرُهَا.
قُلْتُ: وَهَذَا مِنْ مَنَاكِيرِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ الشَّامِيِّ، فَهُوَ بَيَّنُ الأَمْرِ فِي الضُّعَفَاءِ، وَكَذَّبَهُ شُعْبَةُ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ َأَحَمْدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالبُخَارِيُّ وَأبُو حَاتِمٍ وَالنَّسَائِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ الجُنَيْدِ وَالأَزْدِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ.
[4] حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
أَخْرَجَهُ أبُو دَاوُدَ (11)، وَابْنُ خُزَيْمَةَ (60)، وَابْنُ الجَارُودِ (32)، والدَّارَقُطْنِيُّ (1/ 58)، وَابْنُ شَاهِينَ ((النَّاسِخُ وَالمَنْسُوخُ)) (1/ 84)، وَالحَاكِمُ (1/ 256)، وَالبَيْهَقِيُّ ((الكُبْرَى)) (1/ 92) و ((الصُّغْرَى)) (59)، والحازمِيُّ ((الاعتبار)) (ص77) مِنْ طُرُقٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عِيسَى عَنْ الْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ عَنْ مَرْوَانَ الأَصْفَرِ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، ثُمَّ جَلَسَ يَبُولُ إِلَيْهَا، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؛ أَلَيْسَ قَدْ نُهِيَ عَنْ هَذَا؟، قَالَ: بَلَى، إِنَّمَا نُهِيَ عَنْ ذَلِكَ فِي الْفَضَاءِ، فَإِذَا كَانَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ شَيْءٌ يَسْتُرُكَ، فَلا بَأْسَ.
وَقَالَ أبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ: صَحِيحٌ، رِجَالُهُ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ.
وَقَالَ أبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: ((هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ البُخَارِيِّ، فَقَدْ احْتَجَّ بِالحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ)).
قُلْتُ: وَإِنَّمَا أَخْرَجَ البُخَارِيُّ لَهُ حَدِيثَاً وَاحِدَاً صَرَّحَ بِسَمَاعِهِ مِمَّنْ فَوْقَهُ (4)، وَرَوَاهُ عَنْهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ القَطَّانُ، مَعَ تَعَنُّتِهِ فِي الرِّجَالِ، وَمَعْ الجَزْمِ بِضَعْفِهِ وَشِدِّةِ وَهْيِهِ، وَتَدْلِيسِهِ الفَاحِشِ، فَقَدْ قَالَ القَطَّانُ: يُحَدِّثُ عِنْدَنَا بِعَجَائِبَ!. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: وَهُوَ صَاحِبُ أَوَابِدَ.
وَقَالَ الأَثْرَمُ: ((قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللهِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: مَا تَقُولُ فِى الحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ؟، قَالَ: أَحَادِيثُهُ أَبَاطِيلٌ! يَرْوِى عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِى ثَابِتٍ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ، إِنَّمَا هَذَهِ أَحَادِيثُ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ الوَاسِطِيِّ)).
وَأَوْرَدَ لَهُ أبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ ((الكَامِلُ)) (5/ 125) أَرْبَعَةَ أَحَادِيثَ دَلَّسَهَا عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ الْوَاسِطِيِّ الْكَذَّابِ الْوَضَّاعِ (5).
ـــ هامش ـــ
(1) أَوْرَدَهُ الشَّيْخُ الأَلْبَانِيُّ «الضَّعِيفَةُ» (ح947) مِنْ طَرِيقِ الرُّوَاةِ الْخَمْسَةِ الأُوُّلِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، ثُمَّ قَالَ: «وَخَالَفَهُمْ أَبُو كَامِلٍ، وَاسْمُهُ الفُضَيْلُ بْنُ حُسَيْنٍ يَعْنِي الْجَحْدَرِيَّ، فَقَالَ: ثَنَا حَمَّادٌ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ أَنَّ عِرَاكَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: ذُكِرَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَدِيثَ، فَأَدْخَلَ بَيْنَ عِرَاكٍ وَعَائِشَةَ: عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ».
قُلْتُ: وَهَذَا خَطَأٌ مِنْ جِهَتَيْنِ:
¥(6/358)
[الأًُولَى] أَنَّ أَبَا كَامِلٍ الْمَذْكُورَ لَيْسَ هُوَ فُضَيْلاً الْجَحْدَرِيَّ، وَإِنَّمَا هُوَ الْمُظَفَّرُ بْنُ مُدْرِكٍ الخُرَاسَانِيُّ، أَحَدُ أَثْبَاتِ شُيُوخِ أَحْمَدَ الْخُرَاسَانِيِّينَ، مِمَّنْ أَكْثَرَ الرِّوَايَةِ عَنْهُ فِي " الْمُسْنَدِ "، فَقَدْ رَوَى عَنْهُ (223حَدِيثَاً)، وَهُوَ مِنْ الأَثْبَاتِ فِي حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَأَوَّلُ أَحَادِيثِهِ فِي «الْمُسْنَدِ»:
قَالَ الإمَامُ أَحْمَدُ (1/ 3): حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ ثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ عَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ، مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ».
وَقَدْ سَمَّاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةٍ لَهُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، فَقَالَ (3/ 159): حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ وَاسْمُهُ مُظَفَّرُ بْنُ مُدْرِكٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَصُومُ حَتَّى يُقَالَ: صَامَ صَامَ، وَيُفْطِرُ حَتَّى يُقَالَ: أَفْطَرَ أَفْطَرَ.
[الثَّانِيَةُ] أَنَّ قَوْلَهُ فِي الْحَدِيثِ «أَنَّ عِرَاكَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ» فِيهِ تَصْحِيفٌ وَاضِحٌ لا خَفَاءَ فِيهِ!، وَإِنَّمَا الرِّوَايَةُ «أَنَّ عِرَاكَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: ذُكِرَ لِرَسُولِ اللهِ الْحَدِيثَ»، فَقَدْ تَصَحَّفَتْ لَدِيهِ «عِنْدَ»، فَصَارَتْ «عَنْ»!!.
(2) وَمِثْلُهُ قَوْلُ الشَّيْخِ الأَلْبَانِيِّ «الضَّعِيفَةُ» (ح947): «خَالِدُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ لَمْ يَكُنْ مَشْهُورَاً بِالْعَدَالَةِ، وَلا مَعْرُوفَاً بِالضَّبْطِ لَدَى عُلَمَاءِ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ، وَأَوْرَدَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي «الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ»، وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ جَرْحَاً وَلا تَعْدِيلاً، وَصَرَّحَ الإِمَامُ أَحْمَدُ بِجَهَالَتِهِ فَقَالَ: لَيْسَ مَعْرُوفَاً».
(3) وَقَدْ أَطَالَ الشَّيْخُ الأَلْبَانِيُّ فِي «الضَّعِيفَةُ» (ح947) فِي بِيَانِ عِلَلِ هَذَا الْحَدِيثِ، وَأَقْوَى مَا أَعَلَّ بِهِ الْحَدِيثَ: مُخَالَفَةُ الثِّقَةِ، وَالانْقِطَاعُ بَيْنَ عِرَاكٍ وَعَائِشَةَ، وَنَكَارَةُ مَتْنِهِ.
(4) قَالَ البُخَارِيُّ «كِتَابُ الرِّقَاقِ» (4/ 139. سِنْدِيُّ): حَدَّثنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى - يَعْنِى القَطَّانَ - عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ ثنَا أَبُو رَجَاءٍ حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ بِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، يُسَمَّوْنَ الْجَهَنَّمِيِّينَ)).
(5) ذَكَرَتُهَا كُلَّهَا فِي «الْمَقَالاتُ الْقِصَارُ فِي فَتَاوَى الأَحَادِيثِ وَالأَخْبَارِ» ج1.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[05 - 09 - 06, 01:38 ص]ـ
الْحَدِيثُ الْخَامِسُ
ـــــــ
قَالَ التِّرْمِذِيُّ فِي «كِتَابِ الْجُمُعَةِ» (590):
حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الله ثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الالْتِفَاتِ فِي الصَّلاةِ؟، قَالَ: «هُوَ اخْتِلَاسٌ يَخْتَلِسُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ صَلاةِ الرَّجُلِ».
قَالَ أَبُو عِيسَى: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ».
¥(6/359)
وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ أَحْمَدُ (6/ 106)، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ «مُسْنَدُهُ» (3/ 826/1473)، وَابْنُ حَزْمٍ «المُحَلَّى» (3/ 77) ثَلاثَتُهُمْ عَنْ زَائِدَةَ بْنِ قُدَامَةَ، وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ (1/ 394/4531)، وَالْبُخَارِيُّ (751، 3291)، وأبُو دَاوُدَ (910)، وَأَبُو يَعْلَى (4913،4634)، وَالْبَيْهَقِيُّ «الْكُبْرَى» (2/ 281) و «الصُّغْرَى» (875) خَمْسَتُهُمْ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، وَالنَّسَائِيُّ «المُجْتَبَى» (3/ 8) و «الْكُبْرَى» (1/ 357،190/ 1120،1119،525)، وَأبُو نُعَيْمٍ «الْحِلْيَةُ» (9/ 30،23) كِلاهُمَا عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ وَزَائِدَةَ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ (484، 921) عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ وَشَيْبَانَ، وَابْنُ حِبَّانَ (2284) عَنْ مِسْعَرٍ، وَالْبَيْهَقِيُّ «شُعُبُ الإِيْمَانِ» (3/ 137/3125) عَنْ شَيْبَانَ، أَرْبَعَتُهُمْ – زَائِدَةُ وَمُتَابِعُوهُ - عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ بِهِ.
قُلْتُ: هَكَذَا رَوَاهُ بِهَذَا الإِسْنَادِ عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ: مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ، وَأبُو الأَحْوَصِ سَلامُ بْنُ سُلَيْمٍ، وَزَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ، وَشَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَرَوَاهُ عَنْهُ إِسْرَائِيلُ، وَاضْطَرَبَ فِى إِسْنَادِهِ عَلَى ثَلاثَةِ أَوْجُهٍ:
[الأوَّلُ] عَنْهُ عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ الْوَادِعِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ:
هَكَذَا أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ «الْكُبْرَى» (1/ 191/526) و «المُجْتَبَى» (3/ 8) قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ثَنَا إِسْرَائِيلُ بِهِ.
[الثَّانِى] عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ الْوَادِعِيِّ عَنْ عَائِشَةَ:
هَكَذَا أَخْرَجَهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ «مُسْنَدُهُ» (3/ 826/1472) قَالَ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ عَنْ إِسْرَائِيلَ بِهِ.
[الثَّالِثُ] عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَسْرُوقٍ أَوْ أَبِي عَطِيَّةَ الْوَادِعِيِّ عَنْ عَائِشَةَ:
هَكَذَا أَخْرَجَهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ (3/ 825/1471) قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ نَا إِسْرَائِيلُ بِهِ.
قُلْتُ: وَحَدِيثُ عَائِشَةَ هَذَا مِمَّا يَصْدُقُ أَنْ يُقَالَ عَنْهُ «رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ نَحْوُهُ»، وَإِنَّمَا اسْتَغْرَبَهُ أبُو عِيسَى مِنْ هَذَا الْوَجْهِ لِتَفَرُّدِ أَشْعَثَ بِهِ. وَقَدْ رُوِى نَحْوُهُ عَنْ: أَنَسٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وأَبِي ذَرٍّ، وأَبِي الدَّرْدَاءِ.
وَهَاكَ بَيَانَ أَحَادِيثِهِمْ:
[1] حَدِيثُ أَنَسٍ رضِيَ اللهُ عَنْهُ:
قَالَ التَّرْمِذِيُّ (589): حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ مُسْلِمُ بْنُ حَاتِمٍ الْبَصْرِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا بُنَيَّ إِيَّاكَ وَالالْتِفَاتَ فِي الصَّلاةِ، فَإِنَّ الالْتِفَاتَ فِي الصَّلاةِ هَلَكَةٌ، فَإِنْ كَانَ لا بُدَّ، فَفِي التَّطَوُّعِ لا فِي الْفَرِيضَةِ».
قَالَ أَبُو عِيسَى: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ **».
وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ «الأَوْسَطُ» (5991) و «الصَّغِيرُ» (2/ 100/856) مُطَوَّلاً، وَالرَّافِعِيُّ «التَّدْوِينُ فِى أَخْبَارِ قَزْوِين» (2/ 39) مُطَوَّلاً، جَمِيعَاً مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ المُثَنَّى الأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ عَنْ أَنَسٍ بِهِ.
[2] حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ رضِيَ اللهُ عَنْهُ:
¥(6/360)
قَالَ أبُو دَاوُدَ (909): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ سَمِعْتُ أَبَا الْأَحْوَصِ يُحَدِّثُنَا فِي مَجْلِسِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَزَالُ اللهُ مُقْبِلاً عَلَى الْعَبْدِ، وَهُوَ فِي صَلاتِهِ، مَا لَمْ يَلْتَفِتْ، فَإِذَا الْتَفَتَ انْصَرَفَ عَنْهُ».
وَأَخْرَجَهُ ابْنُ المُبَارَكِ «الزُّهْدُ» (1186)، وَالدَّارَمِيُّ (1423)، وَالنَّسَائِيُّ «الْكُبْرَى» (1/ 356/1118) و «المُجْتَبَى» (3/ 8)، وَابْنُ خُزَيْمَةَ (482)، وَالحَاكِمُ (1/ 236)، وَالْبَيْهَقِيُّ «الْكُبْرَى» (2/ 281)، وَابْنُ حَزْمٍ «المُحَلَّى» (3/ 77)، وَالمِزِّيُّ «تَهْذِيبُ الْكَمَالِ» (33/ 18) مِنْ طُرُقٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ الزُّهْرِيِّ سَمِعْتُ أَبَا الأَحْوَصِ يُحَدِّثُنَا فِى مَجْلِسِ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا ذَرٍّ بِهِ.
وَقَالَ الْحَاكِمُ: «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ. وَأبُو الأَحْوَصِ هَذَا مَوْلَى بَنِي اللَّيْثِ، تَابِعِيٌّ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَثَّقَهُ الزُّهْرِيُّ وَرَوَى عَنْهُ، وَجَرَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مُنَاظَرَةٌ فِى مَعْنَاهُ».
قُلْتُ: هُوَ كَمَا قَالَ أبُو عَبْدِ اللهِ النَّيْسَابُورِيُّ، أبُو الأَحْوَصِ هَذَا ثِقَةٌ لَيْسَ لَهُ كَثِيرَ حَدِيثٍ، وَإِنَّمَا يُعْرَفُ بِحَدِيثَيْنِ اثْنَيْنِ. وَاحْتَجَّ بِهِ النَّسَائِيُّ وَوَثَّقَهُ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِى «الثِّقَاتِ» (5/ 564/6258).
[3] حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رضِيَ اللهُ عَنْهُ:
أَخْرَجَهُ الحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ (1/ 273/154. بُغْيَةُ الحَارِثِ)، وَالطَّبَرَانِيُّ «الأوسط» (3935) مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْوَاقِدِيِّ عَنْ نَافِعِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ابْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إِلَى صَلاتِهِ، فَلْيُقْبِلْ عَلَيْهَا حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهَا، وَإيَّاكُمْ وَالالْتِفَاتَ فِى الصَّلاةِ، فَإِنَّمَا أَحَدَكُمْ يُنَاجِى رَبَّهُ فِى الصَّلاةِ».
قُلْتُ: وَهَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ. مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ، إِلَيْهِ المُنْتَهَى فِى الأَخْبَارِ وَالسِّيَرِ وَالمَغَازِي، وَلَكِنَّهُ مَتْرُوكُ الحَدِيثِ، كَذَّبَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَنْ الثِّقَاتِ المَقْلُوبَاتِ، وَعَنْ الأَثْبَاتِ المُعْضَلاتِ، حَتَّى رُبَّمَا سَبَقَ إِلَى الْقَلْبِ أَنَّهُ المُتَعَمِّدُ لِذَلِكَ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ (1/ 395/4544) عَنْ وَكِيعٍ، وَالْعُقَيْلِيُّ (1/ 147) عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَسْلَمَةَ وَاللَّفْظُ لَهُ، قَالا: ثَنَا أبُو عُبَيْدَةَ النَّاجِيُّ عَنْ الحَسَنِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالالْتِفَاتَ فِي الصَّلاةِ، فَإِنَّهَا هَلَكَةٌ». وَقَالَ وَكِيعٌ: «لا يَلْتَفِتْ أَحَدُكُمْ فِي صَلاتِهِ، فَإِنْ كَانَ لا بُدَّ فَاعِلَاً فَفِي غَيْرِ مَا افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْهِ».
وَقَاَلَ أبُو جَعْفَرٍ: «بَكْرُ بْنُ الأَسْوَدِ أبُو عُبَيْدَةَ النَّاجِيُّ كَانَ يَرَى الْقَدَرَ. حَدَّثَنِي آدَمُ بْنُ مُوسَى سَمِعْتُ الْبُخَارِيَّ قَالَ قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: بَكْرُ بْنُ الأَسْوَدِ أبُو عُبَيْدَةَ النَّاجِيُّ هُوَ كَذَّابٌ. قَالَ: وَلا يُتَابَعُ عَلَى هَذَا الحَدِيثِ بِهَذَا اللَّفْظِ».
قُلْتُ: كَذَا قَالَ أبُو جَعْفَرٍ أَنَّ الَّذِي كَذَّبَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَالَّذِي فِي «التَّارِيخِ الْكَبِيرِ» (2/ 87) أَنَّ الْبُخَارِيَّ قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ: هُوَ كَذَّابٌ.
¥(6/361)
قُلْتُ: فَهَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ جَدَّاً لا يُحْتَجُّ بِمِثْلِهِ بِحَالٍ.
وَأَصْلَحُ مَا فِي هَذَا المَعْنَى عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ المَوْقُوفُ.
وَذَلِكَ مَا أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ (1/ 395/4538) قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: إِذَا صَلَّيْتَ، فَإِنَّ رَبَّكَ أَمَامَكَ، وَأَنْتَ مُنَاجِيهِ، فَلا تَلْتَفِتْ.
[4] حَدِيثُ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ (6/ 442): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ ثَنَا مَيْمُونٌ يَعْنِي أَبَا مُحَمَّدٍ المَرَئِيَّ التَّمِيمِيَّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ: صَحِبْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ أَتَعَلَّمُ مِنْهُ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ، قَالَ: آذِنْ النَّاسَ بِمَوْتِي، فَآذَنْتُ النَّاسَ بِمَوْتِهِ فَجِئْتُ، وَقَدْ مُلِئَ الدَّارُ وَمَا سِوَاهُ، قَالَ: فَقُلْتُ: قَدْ آذَنْتُ النَّاسَ بِمَوْتِكَ، وَقَدْ مُلِئَ الدَّارُ وَمَا سِوَاهُ، قَالَ: أَخْرِجُونِي، فَأَخْرَجْنَاهُ، قَالَ: أَجْلِسُونِي، فَأَجْلَسْنَاهُ، قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ تَوَضَّأَ، فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ يُتِمُّهُمَا، أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا سَأَلَ، مُعَجِّلاً أَوْ مُؤَخِّرَاً»، قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِيَّاكُمْ وَالالْتِفَاتَ، فَإِنَّهُ لا صَلاةَ لِلْمُلْتَفِتِ، فَإِنْ غُلِبْتُمْ فِي التَّطَوُّعِ فَلَا تُغْلَبُنَّ فِي الْفَرِيضَةِ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ (1/ 395/4535): حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ حَيَّانَ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ المُطَّلِبِ السَّهْمِيِّ قَالَ قَالَ أبُو الدَّرْدَاءٍِ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِيَّاكُمْ وَالالْتِفَاتَ فِي الصَّلاةِ بِمِثْلِهِ.
[5] حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ «التَّارِيخِ الْكَبِيرِ» (4/ 303)، وَالطَّبَرَانِيُّ «الأَوْسَطُ» (2021) كِلاهُمَا مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ عَنْ سَلْمِ بْنِ قُتَيْبَةَ نَا الصَّلْتُ بْنُ طَرِيفٍ عَنْ أَبِي شَمَرٍ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ يُوسُفَ ْبْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلامٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَلْتَفِتُوا فِي صَلاتِكُمْ، فَإِنَّهُ لا صَلاةَ لِلْمُلْتَفِتِ».
قُلْتُ: وَخُولِفَ مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ بِمَا دَلَّ عَلَى اضْطِرَابِ سَلْمِ بْنِ قُتَيْبَةَ وَسُوءِ حِفْظِهِ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ «التَّارِيخِ الْكَبِيرِ» (4/ 303): حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ نَا سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ نَا الصَّلْتُ بْنُ طَرِيفٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ يُوسُفَ ْبْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهِ، وَعَنْ غُنْدَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي شَمَرٍ الضُّبَعِيِّ عَنْ رَجُلٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ عَنْ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ. وَقَالَ خَلِيفَةُ عَنْ أَبِي دَاوُدَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي شَمَرٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ مِثْلَهُ وَهُوَ مُرْسَلٌ.
ــــ هامش ــــــ
** ذَكَرَهُ الْمَجْدُ ابْنُ تَيْمِيَّةَ فِى «الْمُنْتَقَى» وَقَالَ: «رَوَاهُ التَّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ»، وَمِثْلَهُ الصَّنْعَانِيُّ فِى «سُبُلِ السَّلامِ» (1/ 149)، وَالشَّوْكَانِيُّ فِى «نَيْلِ الأَوْطَارِ» (2/ 378).
وَذَكَرَهُ الزَّيْلَعِيُّ فِى «نَصْبِ الرَّايَةِ» (2/ 89) وَقَالَ: «قَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَسَنٌ صَحِيحٌ».
قُلْتُ: اللائِقُ فِى الْحُكْمِ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ مَا ذَكَرْنَاهُ بِعَالِيهِ، وَذَلِكَ لأَنَّ التِّرْمِذِيَّ خَرَّجَ طَرَفَاً مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ فِى «كِتَابِ الْعِلْمِ) (2678) فِيهِ «قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا بُنَيَّ؛ إِنْ قَدَرْتَ أَنْ تُصْبِحَ وَتُمْسِيَ لَيْسَ فِي قَلْبِكَ غِشٌّ لأَحَدٍ فَافْعَلْ، ثُمَّ قَالَ لِي: يَا بُنَيَّ؛ وَذَلِكَ مِنْ سُنَّتِي، وَمَنْ أَحْيَا سُنَّتِي فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَحَبَّنِي كَانَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ».
وَقَالَ أَبُو عِيسَى: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ ثِقَةٌ وَأَبُوهُ ثِقَةٌ، وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ صَدُوقٌ إِلا أَنَّهُ رُبَّمَا يَرْفَعُ الشَّيْءَ الَّذِي يُوقِفُهُ غَيْرُهُ. قَالَ: وسَمِعْت مُحَمَّدَ بْنَ بَشَّارٍ يَقُولُ: قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ شُعْبَةُ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ وَكَانَ رَفَّاعَاً، وَلا نَعْرِفُ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَنَسٍ رِوَايَةً إِلا هَذَا الْحَدِيثَ بِطُولِهِ. وَقَدْ رَوَى عَبَّادُ بْنُ مَيْسَرَةَ الْمِنْقَرِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ. وَذَاكَرْتُ بِهِ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ فَلَمْ يَعْرِفْهُ، وَلَمْ يُعْرَفْ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَنَسٍ هَذَا الْحَدِيثُ، وَلا غَيْرُهُ. وَمَاتَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ سَنَةَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ، وَمَاتَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ بَعْدَهُ بِسَنَتَيْنِ».
¥(6/362)
ـ[ماهر]ــــــــ[05 - 09 - 06, 08:53 م]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا محمد على هذا البحث الماتع، وزادك الله علماً وفضلاً ونفع بك الإسلام والمسلمين.
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[06 - 09 - 06, 02:26 ص]ـ
شيخنا الكريم، بعد التحية والشكر أود أن أسألكم: هل قمتم بتطبيق هذا التفسير المختار عندكم على جميع ما قال فيه الترمذي (حسن غريب)؟
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[06 - 09 - 06, 03:15 ص]ـ
الدكتور ماهر
أدامَ اللهُ تَأْيِيدَهُ
جزاك الله خيراً يا أبا محمد على هذا البحث الماتع، وزادك الله علماً وفضلاً ونفع بك الإسلام والمسلمين.
ـــــــــــ
حَسْبِي مِنَ الْعُلَمَاءِ أَنَّكَ بَيْنَنَا ... أَخْلَصْتَ فِي وُدٍّ لَنَا وَسَرَائِرِ
وَلأَنْتَ فِينَا دُرَّةٌ مَكنونَةٌ ... تَعْلُو عَلَى تَعْدِيلِِهَا بِجَوَاهِرِ
وَرَأَيتُ فِي الدِّيوَانِ قَدْرَكَ عَالِيَاً ... وَالنَّاسُ تَهْتِفُ بِالثََّنَاءِ الْعَاطِرِ
كَلِمَاتٍ صِدْقٍ أَتْبَعَتْ نَجْمَ الْهُدَى ... إذْ لاحَ بَيْنَ حَنَادِسٍ وَدَيَاجِرِ
أبقَاكَ رَبُّكَ سَالِمَاً فِي غِبْطَةٍ ... جَذَلانَ يَجْنِى كُلَّ حَظٍّ وَافِرِ
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[06 - 09 - 06, 12:03 م]ـ
أبو سليمان البدراني
أدَامَ اللهُ تَوْفِيقَهُ
شيخنا الكريم، بعد التحية والشكر أود أن أسألكم: هل قمتم بتطبيق هذا التفسير المختار عندكم على جميع ما قال فيه الترمذي
(حسن غريب)؟
ــــــــــ
الْحَمْدُ للهِ الْكَرِيْمِ الْمَنَّانِ. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَتَمَّانِ الأَكْمَلانِ عَلَى الْمَبْعُوثِ بِالْهِدَايَةِ وَالإِيْمَانِ.
وَبَعْدُ ...
اقْتَصَرْتُ هَاهُنَا عَلَى عُشَارِيَّةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ خَمْسَةٍ وَخَمْسِينَ أَمْثَالِهَا، هِيَ جُمْلَةُ مَا حَكَمَ عَلَيْهِ التِّرْمِذِيُّ فِي «الجَامِعِ» بِقَوْلِهِ:
«حَسَنٌ غَرِيبٌ»، وَقَدْ اسْتَوْعَبْتُهَا فِي الْكِتَابِ الْكَبِيرِ المُسَمَّى:
«مَشَارِقُ الأَنْوَارِ وَخَزَائِنُ الأَسْرَارِ فِى كِلامِ التِّرْمِذِيِّ عَلَى مَرَاتِبِ الأَخْبَارِ»
عَلَى مَعَانٍ أَوْضَحْتُ دِلالاتِهَا فِي مَقَالٍ آخَرَ بِعُنْوَانِ:
أَوْضَحُ الْمَسَالِكِ بِبَيَانِ مَعْنَى قَوْلِ التِّرْمِذِيِّ «يُرْوَي مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ نَحْوُ ذَلِكَ»
عَلَى هَذَا الرَّابِطِ:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=80921
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[06 - 09 - 06, 01:06 م]ـ
((كلُّ حديث قال عنه ((حسن غريب)) فهو حديث قد رُوى من غير وجهٍ نحوه، وإنما يُستغربُ من الطريق المذكورة لتفرد راوٍ بها)) [/ COLOR] .
[/SIZE]
جزاك الله خيرا على هذه الدراسة التطبيقية، وحبذا لو نظرت بعين الاعتبار إلى هذه الدراسة النظرية على أحكام الترمذي المركبة. فلعل فيها ما يستحق الوقوف عنده فقد ذكرتُ فيها بعض الوجوه الأخرى لتفسير قول الترمذي حسن غريب.
وهي على هذا الرابط، وقد كنت اودعتها صفحات هذا المنتدى المبارك، ولكنها فقدت ضمن مثيلاتها.
http://forum.turath.com/showthread.php?t=64
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[06 - 09 - 06, 03:00 م]ـ
الْحَدِيثُ السَّادِسُ
ـــ
قَالَ التِّرْمِذِيُّ فِي «كِتَابِ الصَّلاةِ» (413):
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ نَصْرِ بْنِ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ ثَنَا سَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ ثَنَا هَمَّامٌ حَدَّثَنِي قَتَادَةُ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ حُرَيْثِ بْنِ قَبِيصَةَ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِي جَلِيسَاً صَالِحَاً قَالَ: فَجَلَسْتُ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقُلْتُ: إِنِّي سَأَلْتُ الله أَنْ يَرْزُقَنِي جَلِيسَاً صَالِحَاً، فَحَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَنْفَعَنِي بِهِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلاتُهُ، فَإِنْ صَلُحَتْ، فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ، فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ، قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ،
¥(6/363)
فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنْ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ».
قَالَ أَبُو عِيسَى: «حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَقَدْ رَوَى بَعْضُ أَصْحَابِ الْحَسَنِ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ حُرَيْثٍ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ، وَالْمَشْهُورُ هُوَ قَبِيصَةُ بْنُ حُرَيْثٍ. وَرُوِي عَنْ أَنَسِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوُ هَذَا».
قَالَ: «وَفِي الْبَاب عَنْ: تَمِيمٍ الدَّارِيِّ».
قُلْتُ: وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ النَّسَائِيُّ «الْكُبْرَى» (1/ 143/325) و «الْمُجْتَبَى» (1/ 232) عن هَارُونَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْخَزَّازِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ المَرْوزِيُّ «تَعْظِيمُ قَدْرِ الصَّلاةِ» (185) عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَلِيِّ، كِلاهُمَا عَنْ هَمَّامٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ حُرَيْثِ بْنِ قَبِيصَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ بِنَحْوِ حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ حَمَّادٍ.
وَقَالَ الْخَزَّازُ: قَالَ هَمَّامٌ: لا أَدْرِي هَذَا مِنْ كَلامِ قَتَادَةَ أَوْ مِنْ الرِّوَايَةِ «فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ، قَالَ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ».
وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ «الشَّامِيِّينَ» (2673) قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرِ بْنِ حَبِيبٍ البَيْرُوتِيُّ ثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنِ بَكَّارٍ السُّلَمِيُّ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ حُرَيْثِ بْنِ قَبِيصَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَوُّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ صَلاتُهُ، فَإِنْ كَانَتْ كَامِلَةً، وِ إِلا زِيدَ عَلَيْهَا مِنْ تَطَوُّعِهِ، ثُمَّ سَائِرُ الْعَمَلِ مِثْلَهُ».
وَهَذَا مِمَّا يَصْدُقُ أَنْ يُقَالَ عَنْهُ «رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ نَحْوُهُ»، وَإِنَّمَا اسْتَغْرَبَهُ أبُو عِيسَى مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، لِتَفَرُّدِ قَتَادَةَ بِهِ، وَبَيَّنَ تَعَدُّدَ طُرُقِهِ بِقَوْلِهِ «وَقَدْ رُوِى مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ»، وَذَكَرَ بَعْضَ وُجُوهِهِ بِقَوْلِهِ «وَرُوِى عَنْ أَنَسِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ».
قُلْتُ: قَدْ اخْتَلَفُوا عَلَى الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ فِى هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى خَمْسَةِ أَوْجُهٍ خَلا هَذَا الْمَذْكُورَ آنِفَاً:
[الوَجْهُ الأَوَّلُ] الْحَسَنُ عَنْ أَنَسِ بْنِ حَكِيمٍ الضَّبِّيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ (2/ 425): حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ عُلَيَّةَ أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ حَكِيمٍ الضَّبِّيِّ: أَنَّهُ خَافَ زَمَنَ زِيَادٍ أَوْ ابْنِ زِيَادٍ، فَأَتَى الْمَدِينَةَ، فَلَقِيَ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: فَانْتَسَبَنِي فَانْتَسَبْتُ لَهُ، فَقَالَ: يَا فَتَى أَلا أُحَدِّثُكَ حَدِيثَاً لَعَلَّ الله أَنْ يَنْفَعَكَ بِهِ، قُلْتُ: بَلَى رَحِمَكَ اللهُ، قَالَ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ الصَّلاةِ، يَقُولُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ لِمَلائِكَتِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ: انْظُرُوا فِي صَلاةِ عَبْدِي أَتَمَّهَا أَمْ نَقَصَهَا، فَإِنْ كَانَتْ تَامَّةً كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً، وَإِنْ كَانَ انْتَقَصَ مِنْهَا شَيْئَاً، قَالَ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ، فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ، قَالَ: أَتِمُّوا لِعَبْدِي فَرِيضَتَهُ مِنْ تَطَوُّعِهِ، ثُمَّ تُؤْخَذُ الْأَعْمَالُ عَلَى ذَلِكُمْ»، قَالَ يُونُسُ: وَأَحْسَبُهُ قَدْ ذَكَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
¥(6/364)
وَأَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ «التَّارِيخُ الْكَبِيرُ» (2/ 34/1593)، وَأَبُو دَاوُدَ (864)، وَالْمَرْوزِيُّ «تَعْظِيمُ قَدْرِ الصَّلاةِ» (182)، وَالْحَاكِمُ (1/ 394)، والْبَيْهَقِيُّ «الْكُبْرَى» (2/ 386)، وَابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ «التَّمْهِيدُ» (24/ 80)، وَابْنُ حَزْمٍ «الْمُحَلَّى» (2/ 245) مِنْ طُرُقٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِهِ.
وَتَابَعَهُ عَنِ الْحَسَنِ: قَتَادَةُ، وَلَمْ يَشُكَّ فِي رَفْعِهِ.
فَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ (7/ 276/36047)، وَالبُخَارِيُّ «التَّارِيخُ الْكَبِيرُ» (2/ 33/1593)، وَالمَرْوزِيُّ «تَعْظِيمُ قَدْرِ الصَّلَاةِ» (181)، والْبَيْهَقِيُّ «شُعُبُ الإِيْمَانِ» (3/ 182/3286)، وَابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ «التَّمْهِيدُ» (24/ 82) جَمِيعَاً مِنْ طَرِيقِ أَبَانَ بْنِ يِزَيدَ العَطَّارِ ثَنَا قَتَادَةُ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ: هَذَانِ إِسْنَادَانِ رِجَالُهُمَا ثِقَاتٌ كُلُّهُمْ، خَلا أَنَسَ بْنَ حَكِيمٍ الضَّبِّيَّ، وَقَدْ وُثِّقَ، وَذَكَرُوا سَمَاعَهُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «الثِّقَاتِ».
وَمَا يُخْشَى مِنْ تَدْلِيسِ الْحَسَنِ فَمَدْفُوعٌ بِثُبُوِت سَمَاعِهِ مِنْ أَنَسِ بْنِ حَكِيمٍ.
قال البُخَارِيُّ «التَّارِيخُ الْكَبِيرُ» (3/ 182): «وَقَالَ لَنَا أبُو مَعْمَرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ سَمِعَ يُونُسَ عَنْ الْحَسَنِ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ حَكِيمٍ سَمِعَ أبَا هُرَيْرَةَ قَوْلَهُ».
وَلَمْ يَتَفَرَّدْ الْحَسَنُ، فَقَدْ تَابَعَهُ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ حَكِيمٍ.
فَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ (7/ 268/35968)، وَأَحْمَدُ (2/ 290)، وَابْنُ مَاجَهْ (1425)، وَالْمَرْوزِيُّ «تَعْظِيمُ قَدْرِ الصَّلَاةِ» (180)، وَابْنُ عَبْدِ البَرِّ «التَّمْهِيدُ» (24/ 79) جَمِيعَاً عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، وَالطَّبَرَانِيُّ «الأوسط» (2199) و «مُسْنَدُ الشَّامِيِّينَ» (151) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، كِلاهُمَا عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بن جُدْعَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ حَكِيمٍ الضَّبِّيِّ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو هُرَيْرَةَ: إِذَا أَتَيْتَ أَهْلَ مِصْرِكَ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الصَّلَاةُ الْمَكْتُوبَةُ، فَإِنْ أَتَمَّهَا، وَإِلا قِيلَ: انْظُرُوا هَلْ لَهُ مِنْ تَطَوُّعٍ، فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ أُكْمِلَتْ الْفَرِيضَةُ مِنْ تَطَوُّعِهِ، ثُمَّ يُفْعَلُ بِسَائِرِ الأَعْمَالِ الْمَفْرُوضَةِ مِثْلُ ذَلِكَ».
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ «الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ» (1/ 152/426): «سَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ حُرِيثِ بْنِ قَبِيصَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَوَّلُ مَا يُحَاسَبْ الرَّجُلُ عَنْ صَلاتِهِ .. » الحَدِيثَ. قَالَ أَبِي: يَرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ أَبَانُ العَطَّارُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ حَكِيمٍ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَذَكَرَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أبُو مُحَمَّدٍ: وَرَوَاهُ حُمَيْدٌ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَرَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ المَكِّيُّ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَسُئِلَ أبُو زُرْعَةَ عَنْهُ فَقَالَ: الصَّحِيحُ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» اهـ.
¥(6/365)
وَكَذَا قَالَ أبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيًُّ «الْعِلَلُ» (8/ 247) بَعْدَ ذِكْرِهِ وَاسْتِيفَائِهِ لِكُلِّ أَوْجُهِ رِوَايَاتِهِ: وَأَشْبَهُهَا بِالصَّوَابِ قَوْلُ مَنْ قَالَ «عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبىِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».
[الْوَجْهُ الثَّانِي] الْحَسَنُ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِى سَلِيطٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ (4/ 103): حَدَّثَنَا عَفَّانُ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ حُمَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنْ دَاوُدَ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الصَّلاةُ، فَإِنْ كَانَ أَكْمَلَهَا كُتِبَتْ لَهُ كَامِلَةً، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَكْمَلَهَا، قَالَ لِلْمَلَائِكَةِ: انْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَأَكْمِلُوا بِهَا مَا ضَيَّعَ مِنْ فَرِيضَةٍ، ثُمَّ الزَّكَاةُ، ثُمَّ تُؤْخَذُ الْأَعْمَالُ عَلَى حَسَبِ ذَلِكَ».
وَأَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ «التَّارِيخُ الْكَبِيرُ» (2/ 34)، وَأبُو دَاوُدَ (864/ 2)، وَابْنُ مَاجَهْ (1426)، وَالْمَرْوزِيُّ «تَعْظِيمُ قَدْرِ الصَّلَاةِ» (187)، وَالدَّارَقُطْنِيُّ «العِلَلِ» (8/ 247)، وَالحَاكِمُ (1/ 395)، وَالْبَيْهَقِيُّ «الْكُبْرَى» (2/ 386) مِنْ طُرُقٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سَلِيطٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ.
وَأَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ «شُعُبُ الإِيْمَانِ» (3/ 181/3284) مِنْ طَرِيقِ الْعُوَذِيِّ ثَنَا عَبْدُ اللهِ ثَنَا حَمَّادٌ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سَلِيطٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو هُرَيْرَةَ: مِنْ أَيْنَ اَنْتَ؟، وَذَكَرَ نَحْوَهُ.
[الْوَجْهُ الثَّالِثُ] الْحَسَنُ قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ الْمَدِينَةَ فَلَقِي أَبَا هُرَيْرَةَ:
أَخْرَجَهُ الطَّيَالِسِيُّ (2468) وَاللَّفْظُ لَهُ، وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ (2/ 171/7770)، وَالْبُخَارِيُّ «التَّارِيْخُ» (2/ 34) مُعَلَّقَاً، وَأَبُو يَعْلَى (6225)، وَالْبَيْهَقِيُّ «شُعُبُ الإِيْمَانِ» (3/ 181/3283) مِنْ طُرُقٍ عَنْ أَبِي الأَشْهَبِ العُطَارِدِيِّ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ المَدِينَةَ، فَلَقِي أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقَالَ لَهُ أبُو هُرَيْرَةَ: كَأَنَّكَ لَسْتَ مِنْ أَهْلِ هَذَا الْبَلَدِ، قَالَ: أَجَلْ، قَالَ: أَلا أُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: بَلَى، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ الصَّلَاةُ، يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَلائِكَتِهِ: انْظُروا فِي صَلاتِهِ: أَتَّمَهَا أَمْ نَقَصَهَا، فَيَنْظُرُونَ، فَإِنْ كَانَتْ كَامِلَةً كُتِبَتْ كَامِلَةً، وَإِنْ كَانَ انْتَقَصَ مِنْهَا شَيْءٌ، قَالَ: اكْمِلُوا لِعَبْدِي فَرِيضَتَهُ مِنْ تَطَوُّعِهِ، ثُمَّ تُؤْخَذُ الأَعْمَالُ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ». قَالَ أبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: وَسَمِعْتُ شَيْخَاً مِنْ الْمَسْجِدِ الحَرَامِ يُحَدِّثُ بِهَذَا الحَدِيثِ، فَقَالَ الْحَسَنُ لَمَّا حَدَّثَ هَذَا الْحَدِيثَ: وَاللهِ لَهَذَا لابْنِ آدَمَ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا.
[الْوَجْهُ الرَّابِعُ] الْحَسَنُ عَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
¥(6/366)
أَخْرَجَهُ حَبَّانُ بْنُ مُوسَى «مُسْنَدُ ابْنِ الْمُبَارَكِ» (40)، وَالْحُسَيْنُ الْمَرْوزِيُّ «زُهْدُ ابْنِ الْمُبَارَكِ» (915)، وَابْنُ نَصْرٍ الْمَرْوزِيُّ «تَعْظِيمُ قَدْرِ الصَّلاةِ» (183،184)، وَالدَّارَقُطْنِيُّ «العِلَلُ» (8/ 247)، وَالذَّهَبِيُّ «تَذْكِرَةُ الحُفَّاظِ» (4/ 1386) مِنْ طُرُقٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الْمَكِّيِّ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ: لَقِيتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قلت: مِنْ أَهْلِ العِرَاقِ، فَقَالَ: أَلا أُحَدِّثُكَ حَدِيثَاً يَنْفَعُ مَنْ بَعْدَكَ، قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ» فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
قُلْتُ: وَهَذَا أَوْهَى أَسَانِيدِهِ كُلِّهَا. إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ المَكِّيُّ لَيْسَ بِشَيْءٍ، يُحَدِّثُ بِالحَدِيثِ الْوَاحِدِ عَلَى ثَلاثَةِ أَضْرُبٍ، قَالَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَابْنُ الجُنَيْدِ: مَتْرُوكٌ.
[الْوَجْهُ الخَامِسُ] الْحَسَنُ عَنْ ضبَّةَ بْنِ مِحْصَنٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
أَخْرَجَهُ ابْنُ نَصْرٍ الْمَرْوزِيُّ «تَعْظِيمُ قَدْرِ الصَّلاةِ» (188) مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الأَنْصَارِيِّ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ ضَبَّةَ بْنِ مِحْصَنٍ أَنَّهُ خَرَجَ إِلَى عُمَرَ، فَلَقِى أَبُو هُرَيْرَةَ ضَبَّةَ فِى المَسْجِدِ، فَقَالَ: أَلا أُحَدِّثْكَ حَدِيثَاً سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ: فَذَكَرَهُ.
قُلْتُ: هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ، رِجَالُهُ مُوَثَّقُونَ.
[الْوَجْهُ السَّادِسُ] الْحَسَنُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ لَيْسَ بَيْنَهُمَا أَحَدٌ:
أَخْرَجَهُ أبُو القَاسِمِ بْنُ بَشْرَانَ «أَمَالِيهِ» (118) مِنْ طَرِيقِ الحُرِّ بْنِ مَالِكٍ العَنْبَرِيِّ ثَنَا عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ صَلاتُهُ» فَذَكَرَهُ.
وَقَالَ البُخَارِيُّ «التَّارِيخُ» (2/ 34): وَقَالَ لَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَلِيٍّ الرِّفَاعِيُّ سَمِعْ الْحَسَنَ قَالَ قَالَ أبُو هُرَيْرَةَ قَوْلَهُ. وَقَالَ عَبَّادُ بْنُ مَيْسَرَةَ ثَنَا الْحَسَنُ ثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَلا يَصِحُّ سَمَاعُ الْحَسَنِ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي هَذَا. اهـ
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ «العِلَلُ» (8/ 247): وَاخْتُلِفَ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، فَرَوَاهُ ثَابِتٌ أبُو زَيْدٍ عَنِ هِشَامٍ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلاً، وَخَالَفَهُ يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ فَرَوَاهُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعَاً، وَقِيلِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وكَذَلِكَ رَوَي عَنْ عَوْفٍ الأَعْرَابِيِّ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَرَوَاهُ رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ عَنْ أَشْعَثَ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَكَذَلِكَ قَالَ عُثْمَانُ السَّرِيُّ عَنْ قتَاَدَةَ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
قُلْتُ: وَلِلْحَدِيثِ وُجُوهٌ أُخْرَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مِنْهَا:
(الأوَّلُ) الأَزْرَقُ بْنُ قَيْسٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ:
¥(6/367)
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى شَيْبَةَ (7/ 272/36008)، وَأَحْمَدُ (4/ 103،65 و5/ 377،72)، وَابْنُ نَصْرٍ الْمَرْوزِيُّ «تَعْظِيمُ قَدْرِ الصَّلاةِ» (186) مِنْ طُرُقٍ عَنْ حَسَنِ بْنِ مُوسَى وَعَفَّانِ بْنِ مُسْلِمٍ وَأبُو الوَلِيدِ الطَّيَالِسِيِّ، ثَلاثَتُهُمْ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنِ الأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ صَلاتُهُ، فَإِنْ كَانَ أَتَمَّهَا كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَتَمَّهَا، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ، فَتُكْمِلُوا بِهَا فَرِيضَتَهُ، ثُمَّ الزَّكَاةُ كَذَلِكَ، ثُمَّ تُؤْخَذُ الأَعْمَالُ عَلَى حَسَبِ ذَلِكَ».
وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ «مُسْنَدُهُ» (1/ 436/506)، وَالنَّسَائِيُّ «الكُبْرَى» (1/ 143/325) و «المْجْتَبَى» (1/ 233)، وَالخَطِيبُ «تَارِيخُ بَغْدَادَ» (6/ 80) جَمِيعَاً مِنْ طَرِيقِ النَّضْرِ بْنِ شُمَيْلٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنِ الأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ.
قُلْتُ: هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ كُلُّهُمْ.
[تَنِبيَهٌ وَإيْضَاحٌ] وَرَدَ الحَدِيثُ فِي الْمَطْبُوعِ مِنْ «مُسْتَدْرَكِ الحَاكِمِ» (1/ 263) مِنْ طَرِيقِ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ الحَجَّاجِ وَالرَّبِيعِ بْنِ يَحْيَى ثَلاثَتُهُمْ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنِ الأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْفُوعَاً بِهِ.
قُلْتُ: وَلا أَحَسَبُهُ إِلا خَطَأً مِنَ النَّاسِخِ حَيْثَ أَسْقَطَ مِنْ إِسْنَادِهِ: يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ.
(الثَّانِى) الْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
قَالَ النَّسَائِيُّ «الْمُجْتَبَى» (1/ 233): أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ الحَرَّانِيُّ قَالَ ثَنَا شُعَيْبُ بْنُ بَيَانِ بْنِ زِيَادِ بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ كَتَبَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ عَنْهُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَوَّامِ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَذَكَرَهُ نَحْوَهُ.
وَأَخْرَجَهُ الْمِزِّيُّ «تَهْذِيبُ الكَمَالِ» (12/ 508) مِنْ طَرِيقِ أَبِي طَاهِرٍ المُخَلِّصُ ثَنَا شُعَيْبُ بْنُ بَيَانِ الصَّفَّارُ نَا أبُو العَوَّامِ عِمْرَانُ القَطَّانُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِهِ.
قَالَ أبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ صَاعِدٍ: «هَذَا حَدِيثٌ مُتِّصِلُ الإِسْنَادِ غَرِيبٌ، مَا سَمِعْنَاهُ إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ».
قُلْتُ: لَيْسَ لشُعَيْبِ بْنِ بَيَانِ بْنِ زِيَادٍ الصَّفَّارُ فِي «الكُتُبِ السِّتَّةِ» إِلا هَذَا الحَدِيثَ، وَهُوَ صَدُوقٌ يَغْلِبُ عَلَى حَدِيثِهِ الْوَهْمُ.
ذَكَرَهُ العُقَيْلِيُّ فِي «الضُّعَفَاءِ» (2/ 183) فَقَالَ: «شُعَيْبُ بْنُ بَيَانٍ الصَّفَّارُ بَصْرِيٌّ يُحَدِّثُ عَنْ الثِّقَاتِ بِالمَنَاكِيرِ، وَكَادَ أَنْ يَغْلِبَ عَلَى حَدِيثِهِ الْوَهْمُ. وَمِنْ حَدِيثِهِ: مَا حَدَّثَنَاهُ الحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ المُسْتَمِرِّ العُرُوقِيُّ ثَنَا شُعَيْبُ بْنُ بَيَانٍ الصَّفَّارُ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَجُلاً أَخَذَ ثَوْبَ رَجُلٍ، فَلَمْ يَرُدَّهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تُرِعْ أَخَاكَ المُسْلِمَ، فَإِنَّ رَوْعَةَ المُسْلِمِ ظُلْمٌ عَظِيمٌ». وَقَدْ رُوِى هَذَا بِغَيْرِ هَذَا الإِسْنَادِ، وَفِيهِ لِينٌ أَيْضَاً».
¥(6/368)
وَأَمَّا شَوَاهِدُ الْحَدِيثِ، فَهِيَ:
[1] حَدِيثُ تَمِيمِ بْنِ أَوْسٍ الدَّارِيِّ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ:
قَالَ الدَّارِمِيُّ (1355): أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ الصَّلاةُ، فَإِنْ وَجَدَ صَلاتَهُ كَامِلَةً كُتِبَتْ لَهُ كَامِلَةً، وَإِنْ كَانَ فِيهَا نُقْصَانٌ قَالَ اللهُ تَعَالَى لِمَلَائِكَتِهِ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَأَكْمِلُوا لَهُ مَا نَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ، ثُمَّ الزَّكَاةُ، ثُمَّ الأَعْمَالُ عَلَى حَسَبِ ذَلِكَ».
وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ أَحْمَدُ (4/ 103)، وَأبُو دَاوُدَ (866)، وَابْنُ مَاجَهْ (1426)، وَابْنُ نَصْرٍ الْمَرْوزِيُّ «تَعْظِيمُ قَدْرِ الصَّلاةِ» (190)، وَالطَّبَرَانِيُّ «الكَبِيرُ» (2/ 51/1255) و «الأَوَائِلُ» (23)، وَالْحَاكِمُ (1/ 263،262)، وَالبَيْهَقِيُّ «الكُبْرَى» (2/ 387) و «شُعُبُ الإِيْمَانِ» (3/ 180/3282) مِنْ طُرُقٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ بِهِ.
هَكَذَا رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ مَرْفُوعَاً، وَوَقَفَهُ جَمَاعَةٌ غَيْرُهُ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِى شَيْبَةَ (2/ 171/7771و7/ 262/35904) عَنْ هُشَيْمٍ وَيَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، وَابْنُ نَصْرٍ الْمَرْوزِيُّ «تَعْظِيمُ قَدْرِ الصَّلاةِ» (192،191) عَنْ بِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ وَخَالِدِ الوَاسِطِيِّ، أَرْبَعَتُهُمْ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ قَوْلَهُ.
[2] حَدِيثُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ:
أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ «الأَوْسَطُ» (1859)، وَالضِّيَاءُ «المُخْتَارَةُ» (2579،2578) كِلَاهُمَا مِنْ طَرِيقِ إِسْحَاقَ بْنِ يُوسُفَ الأَزْرَقِ ثَنَا القَاسِمُ بْنُ عُثْمَانَ أبُو العَلاءِ البَصْرِيُّ عَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ الصَّلاةُ، فَإِنْ صَلُحَتْ صَلَحَ لَهُ سَائِرُ عَمَلِهِ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَسَدَ سَائِرُ عَمَلِهِ».
قُلْتُ: وَهَذَا مُنْكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ. القَاسِمُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ أَنَسٍ لا يُتَابَعُ عَلَى حَدِيثِهِ، حَدَّثَ عَنْهُ إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ أَحَادِيثَ لا يُتَابَعْ مِنْهَا عَلَى شَيْءٍ، قَالَهُ الْعُقَيْلِيُّ.
وَقَالَ الْحَافِظُ الذَّهَبِيُّ «مِيزَانُ الاعْتِدَالِ» (5/ 456): حَدَّثَ عَنْهُ إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ بِقِصَّةِ إِسْلامِ عُمَرَ، وَهِيَ مُنْكَرَةٌ جِدَّاً.
قُلْتُ: يَعْنِى مَا أَخْرَجَهُ ابْنُ سَعْدٍ «الطَّبَقَاتُ» (3/ 267) قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ أَخْبَرَنَا القَاسِمُ بْنُ عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ مُتَقَلِّدَ السَّيْفِ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ، قَالَ: أَيْنَ تَعْمَدُ يَا عُمَرُ؟، فَقَالَ: أُرِيدُ أَنْ أَقْتُلَ مُحَمَّدَاً؟، قَالَ: وَكَيْفَ تَأْمَنُ فِي بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي زُهْرَةَ، وَقَدْ قَتَلْتَ مُحَمَّدَاً؟، قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: مَا أَرَاكَ إِلا قَدْ صَبَوْتَ، وَتَرَكْتَ دِينَكَ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ!، قَالَ: أَفَلَا أَدُلُّكَ عَلَى العَجَبِ يَا عُمَرُ!، إِنَّ خَتْنَكَ وَأُخْتَكَ قَدْ صَبَوَا، فَأَتَاهُمَا عُمَرُ، وَعِنْدَهُمَا رَجُلٌ مِنْ المُهَاجِرِينَ يُقَالُ لَهُ خَبَابٌ، وَكَانُوا يَقْرَؤُونَ طَهْ .. الْحَدِيثَ بِتَمَامِهِ.
وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ الدَّارَقُطْنِيُّ «السُّنُنُ» (1/ 123/7)، وَاْلحَاكِمُ (4/ 65)، وَالبَيْهَقِيُّ «الكُبْرَى» (1/ 88) مِنْ طَرِيقِ إِسْحَاقَ بْنَ يُوسُفَ الأَزْرَقَ بِنَحْوِهِ.
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[07 - 09 - 06, 01:26 ص]ـ
لله درك يا من حسنت الدنيا ومن فيها بعلمه.
دونك منا بذل النفوس والمهج للحصول على مؤلف من مؤلفاتك يا شيخ.
والله المستعان.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[07 - 09 - 06, 02:13 ص]ـ
أبو الزهراء الشافعي
لله درك يا من حسنت الدنيا ومن فيها بعلمه.
أمَّا هَذِهِ، فَلَيْسَتْ لِي وَلا لأَحَدٍ كَائِنَاً مَنْ كَانَ، بَلْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
دونك منا بذل النفوس والمهج للحصول على مؤلف من مؤلفاتك يا شيخ.
بَلْ تَصِلُ إِلَيْكمْ بِلا مَشَقَةٍ وَلا تَكَلُّفِ عَنَاءٍ، وَنَشْكُرُكُمْ عَلَى قَبُولِهَا وَالدُّعَاءِ لَنَا.
¥(6/369)
ـ[ابو صهيب العنزي]ــــــــ[07 - 09 - 06, 08:41 ص]ـ
وفقك الله .. و إلى الإمام
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[07 - 09 - 06, 03:15 م]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[13 - 09 - 06, 04:09 ص]ـ
لله درك يا من له عظيم فضل علي بعده تعالى.
شيخُ الأنامِ وحيدُ العصرِ جامعُ أش ... تاتِ الفنونِ بلا مَيْن ولا كذبِ
-----
شَيخٌ أَحاطَ بِأَنواعِ المَديحِ فَما ... أَبقى لِمَن بَعدَهُ شَيئاً وَلا وَذَرا
إِن تَنممِ أَهلَ العُلا إِلى مَحاسِنِهِ ... تَجِد جَميعَهُم مِن بَحرِهِ نَهرا
ذو هِمَّةٍ شُغِفَت بِالمَجدِ عالِيَةٍ ... حُمَّ بِها أَحَدُ النَسرَينِ فَاِنكَدَرا
بَقِيَّةُ السَلَفِ الماضي وَنُخبَتِهِ ... لَكِن مَحاسِنُهُ أَزرَت بِمَن غَبَرا
قالوا يا أخي قد أكثرت والله المدح فأرد:
وفضُلُكَ لا يستوعبُ الحَصْرُ وصْفَهُ ... ومجْدُكَ يَكبو دونَ غاياتِهِ الفِكْرُ
ومِنْ شِيَمي أن أُبليَ العُذْرَ فاسْتَمِعْ ... ثَناءً كما يُثْني على الوابِلِ الزَّهْرُ
فإنّكَ بَحْرٌ والقَوافي لآلئٌ ... ولا غَرْوَ أن يُستَوْدَعَ اللُّؤلُؤَ البَحْرُ
وكُلُّ مَديحٍ فيكَ يخلُدُ ذِكرُهْ ... فمجْدُكَ والمَدْحُ القِلادَةُ والنَّحْرُ
وخَيْرُ قَريضِ القوْمِ ما طالَ عُمْرُهُ ... على عُقَبِ الأيامِ طالَ لكَ العُمْرُ
والله الموفق.
ـ[ابو قتيبة البرجي]ــــــــ[13 - 09 - 06, 01:25 م]ـ
للفائدة هناك رسالة ماجستير حول قول الترمذي حسن غريب نوقشت بالجامعة الاردنية قبل حوالي 8سنوات وهي موجودة بقاعة الرسائل العلمية وقد اجاد فيها الباحث فجزاه الله خيرا وجزى الله خيرا اخانا ابا محمد
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[14 - 09 - 06, 07:37 م]ـ
الْحَبِيبُ الْوَدُودُ / أبُو الزَّهْرَاءِ
فَليَجْزِه اللهُ خَيْرَاً مِنْ أَخي ثِقَةٍ ... وَليَهْدِهِ بِهُدَى الْخَيْرَاتِ هَادِيهَا
ـــــــــ
أَخْجَلْتَنِي بِمَدِيحٍ كَانَ غَايَتُه ... أَنْ أُخْبِرَ النَّاسَ عَنْ فَقْرِي وَعَنْ حَصَرْ
فَاصْرِفُهُ عَنِي إِلَى الأَكْفَاءِ قَدْ كَفَى ... مَا بَيْنَنَا مِنْ صَفَاءِ الْوُدِّ فاقْتَصِرْ
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[15 - 09 - 06, 05:34 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا محمد وجعل هذا العمل نوراً لك في قبرك.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[16 - 09 - 06, 03:06 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا محمد
وجعل هذا العمل نوراً لك في قبرك.
آمين .. آمين
وَبَارَكَ اللهُ فِيكُمْ. وَجَزَاكُمْ خَيْرَاً.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[16 - 09 - 06, 07:18 م]ـ
الْحَدِيثُ السَّابِعُ
ـــ
قَالَ التِّرْمِذِيُّ (2160): حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ثنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ثنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَأْخُذْ أَحَدُكُمْ عَصَا أَخِيهِ لاعِبَاً أَوْ جَادًّا، فَمَنْ أَخَذَ عَصَا أَخِيهِ، فَلْيَرُدَّهَا إِلَيْهِ».
قَالَ أَبو عِيسَى: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ، لا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ. وَالسَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ لَهُ صُحْبَةٌ، قَدْ سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ أحَادِيثَ وَهُوَ غُلامٌ، وَقُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ. وَوَالِدُهُ يَزِيدُ بْنُ السَّائِبِ لَهُ أَحَادِيثُ , وهُوَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ رَوَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».
وَقَالَ: «وَفِي الْبَاب عَنْ: ابْنِ عُمَرَ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدَ، وَجَعْدَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ».
¥(6/370)
قُلْتُ: وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ أَحْمَدُ (4/ 221) عَنْ مَعْمَرٍ وَيَزِيدَ بْنِ هَارُونَ وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ (437) عَنْ مَعْمَرٍ، وَالْبُخَارِيُّ «الأَدَبُ الْمُفْرَدُ» (241)، والطَّبَرَانِيُّ «الْكَبِيْرُ» (7/ 145/6641)، وَابْنُ قَانِعٍ «مُعْجَمُ الصَّحَابَةِ» ثَلاثَتُهُمْ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَلِيٍّ، وَأبُو دَاوُدَ (4350) عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وشُعَيْبِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَابْنُ أبِي عَاصِمٍ «الآحَادُ وَالْمَثَانِي» (5/ 325) عَنْ الدَّرَاوَرْدِيِّ، وَالطَّحَاوِيُّ «شّرْحُ الْمَعَانِي» (4/ 243)، وَالْحَاكِمُ (3/ 739)، وَأبُو نُعَيْمٍ «مَعْرِفَةُ الصَّحَابَةِ» (6010)، وَالْمِزِّيُّ «تَهْذِيبُ الْكَمَالِ» (14/ 557) أَرْبَعَتُهُمْ عَنْ أَسَدِ بْنِ مُوسَى، وَالْبَغَوِيُّ «شَرْحُ السُّنَّةِ» عَنْ شَبَابَةَ، والْبَيْهَقِيُّ «الْكُبْرَى» (6/ 100،92) عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ وَعَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ الْجَهْضَمِيِّ، وَفِي «شُعُبِ الإِيْمَانِ» (4/ 388/5494) عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، وَابْنُ عَسَاكِرَ «تَارِيْخُ دِمَشْقَ» عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ وَأَبِى نُعَيْمٍ، اثْنَا عَشْرِهِمْ - مَعْمَرٌ وَمُتَابِعُوهُ - عَنْ ابْنِ أَبِى ذِئْبٍ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ بِهِ.
وَأَخْرَجَهُ الطَّيَالِسِيُّ «الْمُسْنَدُ» (1302) قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ ابْنِ السَّائِبِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَأْخُذْ أَحَدُكُمْ ... » الْحَدِيثَ.
قَالَ أبُو بِشْرٍ يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ رَاوِي «الْمُسْنَدِ»: هَكَذَا هُوَ فِي كِتَابِي عَنْ أَبِي دَاوُدَ - يَعْنِي الطَّيَالِسِيَّ -، وَالنَّاس يَقُولُونَ «عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنُ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ».
وَكَذَلِكَ أَخْرَجَهُ الطحاويُّ «مُشْكَلُ الآثَارِ» (2/ 168) قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ ثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ جَدِّهِ أنَّه سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ.
قلت: وَالْحَدِيثُ مَحْفُوظٌ بِرِوَايَةِ جَمَاعَةٍ مِنَ الرُّفَعَاءِ الْكُبَرَاءِ كَمَا بَيَّنَاهُ مِنْ حَدِيثِ الأَبْنَاءِ عَنْ الآبَاءِ عَنْ الأَجْدَادِ، وَالْخَطَأُ هَاهُنَا مِنَ الطَّيَالِسِيَّ والْحَنَفِيِّ؛ إذْ أَسْقَطَا مِنَ الإِسْنَادِ «أَبِيهِ»، وَالْمَحْفُوظُ «عَبْدُ اللهِ بْنُ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ».
وَقَالَ أبُو بَكْرٍ الأثْرَمُ: سَمِعْتُ أبَا عَبْدِ اللهِ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلَ يُسْئَلُ: عَنْ حديث ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ «لا يَأْخُذْ أَحَدُكُمْ عَصَا أَخِيهِ» تَعْرِفُهُ مِنْ غَيْرِ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ؟، فَقَالَ: لا، وَهُوَ - يَعْنِي ابْنَ السَّائِبِ - ابْنُ أُخْتِ نَمَرٍ، وَلا أَعْرَفُ لَهُ غَيْرَهُ».
قُلْتُ: وَرِجَالُ أَسَانِيدِ هَذَا الْحَدِيثِ مُوَثَّقُونَ كُلُّهُمْ، وَإِسْنَادُ التِّرْمِذِيِّ متَّصِلٌ صَحِيحٌ، رِجَالُهُ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ، بُنْدَارُ فَمَنْ فَوْقَهُ. فَأَمَّا السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ، وَأبُوهُ فَصَحَابِيَّانِ لَهُمَا سَمَاعٌ وَرِوَايَةٌ.
وعَبْدُ اللهِ بْنُ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، وَإنْ تَفَرَّد عَنْهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، فَقَدُ وُثِّقَ. وَثَّقَهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ وَالنَّسَائيُّ، وَزَادَ ابْنُ سَعْدٍ: قَلِيلُ الْحَدِيثِ. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِى «الثِّقَاتِ» (5/ 32).
وَأَطْلَقَ الْحَافِظُ الذَّهَبِيُّ الْقَوْلَ بِتَوْثِيقِهِ، فَقَالَ «الْكَاشِفُ» (1/ 556): «ثِقَةٌ تُوُفِّي سَنَةَ 126».
فَإِنْ قِيلَ: فَالْحَدِيثُ قَدْ تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَلا مُتَابِعَ لَهُ!.
¥(6/371)
فَرُدَّ مَا قِيلَ بِفَرْدِ الثِّقَةِ ... كالنَّهْي عَنْ بَيْعِ الْوَلاَ وَالْهِبَةِ
وَقَوْلِ مُسْلِمٍ: رَوَى الزُّهْرِيُّ ... تِسْعِينَ فَرْدَاً كُلُّهَا قَوِيُّ
فَلَيْسَ مِنْ شُرُوطِ صِحَّةِ الْحَدِيثِ أَنْ يُتَابَعَ الرَّاوِي الثِّقَةُ، وَهَذِهِ أَفْرَادُ الثِّقَاتِ أَمْثَالِ: الزُّهْرِيِّ، وَالأَعْمَشِ، ويَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وشُعْبَةَ، وَمَنْ دُونَهُمْ فِي نَبَاهَةِ الْقَدْرِ وَشُيُوعِ الذِّكْرِ أَمْثَالِ: شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، وعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى الْمَوَالِ، مَزْبُورَةٌ فِي «الصِّحَاحِ»، وَمُحْتَجٌ بِهَا، وَلَمْ نَسْمَعْ مِنْ أَحَدٍ مِمَّنْ يُحْتَجُّ بِهِ قَوْلَهُ: كَيْفَ أَوْدَعَهَا الْبُخَارِيُّ فِي «الصَّحِيحِ»، وَقَدْ تَفَرَّدَ بِهَا فُلانٌ أَوْ فُلانٌ مِنْ هَؤُلاءِ الثِّقَاتِ!.
وَأَعْدَلُ شَاهِدٍ عَلَى مَا قَرَّرْنَاهُ: حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَلَى الْمِنْبَرِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ» الْحَدِيثَ. فَهَذَا مِمَّا تَفَرَّدَ عَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ عَنْ عُمَرَ بِهِ، وَتَفَرَّدَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بِهِ عَنْهُ، وَتَفَرَّدَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأنْصَارِيُّ بِهِ عَنْهُ.
وَمِنْ أَعْجَبِ شَوَاهِدِهِ: مَا أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِى «كِتَابِ الأَذَانِ» (579. فتح) قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ ثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلاةِ الْقَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ، حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
فَهَذَا مِمَّا تَفَرَّدَ ابْنُ الْمُنْكًدِرِ عَنْ جَابِرٍ بِهِ، وَتَفَرَّدَ شُعَيْبُ بْنُ أَبِى حَمْزَةَ الْحِمْصِيُّ بِهِ عَنْهُ، وَتَفَرَّدَ عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ الألْهَانِيُّ بِهِ عَنْهُ.
وَابْنُ أبِي ذَئِبٍ بِهَذِهِ السَّبِيلِ، فهُوَ ثِقَةٌ ثَبْتٌ حُجَّةٌ فِى رِوَايَتِهِ عَنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، إِلا فِى حَدِيثِهِ عَنْ الزُّهْرِيِّ خاصَّةً، وَسَبِيلُ الاحْتِجَاجِ بِمَفَارِيدِهِ وَغَرَائِبِهِ بِنَحْوِ سَابِقِيهِ مِنَ الثِّقَاتِ.
وَمِمَّا احْتَجَّ بِهِ الْبُخَارِيُّ مِنْ مَفَارِيدِهِ وَغَرَائِبِهِ: مَا أَخْرَجَهُ فِي «كِتَابِ الْبُيُوعِ» (2059) قَالَ: حَدَّثَنَا آدَمُ ثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ثَنَا سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لا يُبَالِي الْمَرْءُ مَا أَخَذَ مِنْهُ، أَمِنَ الْحَلالِ أَمْ مِنَ الْحَرَامِ».
وَلَوْ شِئْتُ أَنْ اسْتَقْصِي مَفَارِيدَ ابْنِ أَبِى ذِئْبٍ وَغَرَائِبِهِ، مِمَّا صَحَّحَهُ الأئِمَّةُ، لَطَالَ الْمَقَامُ.
وَالْخُلاصَةُ، فَحَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ مِمَّا يَصْدُقُ أَنْ يُقَالَ عَنْهُ «رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ نَحْوُهُ»، وَإِنَّمَا اسْتَغْرَبَهُ أبُو عِيسَى مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، لِتَفَرُّدِ ابْنِ أَبِى ذِئْبٍ بِهِ. وَأَمَّا قَوْلُ أبِي عِيسَى التِّرْمِذِيِّ تَعْقِيبَاً عَلَى الْحَدِيثِ: «وَفِي الْبَاب عَنْ: ابْنِ عُمَرَ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدَ، وَجَعْدَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ»، فَإِنَّ لَهُ تَعَلُّقَاً وَثِيقَاً بِمَا بَوَّبَ بِهِ عَلَى الْحَدِيثِ، أَعْنَي قَوْلَهُ: بَابُ مَا جَاءَ لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمَاً. فَقَدْ جَاءَتْ هَذِهِ الأَحَادِيثُ مُتَضَمِّنَةٌ هَذَا الْمَعْنَى، وَإِنْ تَبَايَنَتْ أَلْفَاظُهَا، ولَمْ يُطَابِقْ ظَاهِرُهَا الَحْدِيثَ الآنِفَ الذِّكْرِ.
ويُتْبَعُ بِتَوْفِيقِ اللهِ.
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[16 - 09 - 06, 11:29 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الدراسة التطبيقية، وحبذا لو نظرت بعين الاعتبار إلى هذه الدراسة النظرية على أحكام الترمذي المركبة. فلعل فيها ما يستحق الوقوف عنده فقد ذكرتُ فيها بعض الوجوه الأخرى لتفسير قول الترمذي حسن غريب.
وهي على هذا الرابط، وقد كنت اودعتها صفحات هذا المنتدى المبارك، ولكنها فقدت ضمن مثيلاتها.
http://forum.turath.com/showthread.php?t=64
للرفع والتذكير.
¥(6/372)
ـ[أبو محمد العدني]ــــــــ[17 - 08 - 08, 01:49 ص]ـ
((الحديث الثانى))
... *** ... ***
قال الترمذى فى ((كتاب الصلاة)) (360):
حدَّثنا محمد بن إسماعيل ثنا على بن الحسن ثنا الحسين بن واقد ثنا أبو غالب قال: سمعتُ أبا أمامة يقول: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم: العبد الآبق حتَّى يرجع، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخطٌ، وإمام قومٍ وهم له كارهون)).
قال أبو عيسى: ((هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه)) اهـ.
وأخرجه كذلك ابن أبى شيبة (3/ 358/17138)، والطبرانى (8/ 284،286/ 8090،8098)، والبغوى ((شرح السنة)) (3/ 404) جميعا من طريق على بن الحسن ابن شقيق عن الحسين بن واقد المروزى عن أبى غالب عن أبى أمامة به.
وهذا مما يصدق أن يقال عنه ((رُوى من غير وجهٍ نحوه))، وإنما استغربه الترمذى من حديث أبى أمامة لتفرد الحسن بن على به، وبيَّن بقوله ((حسن)) أنه مروى من غير وجهٍ نحوه، وزاده إيضاحاً بإيراده حديث أنس، وحديث عمرو بن الحارث فى باب ما جاء فيمن أمَّ قوماً وهم له كارهون، ثم قال: ((وفى الباب عن ابن عباس، وابن عمرو، وطلحة)) اهـ.
.... .
الشيخ محمد تنبيه وسؤال:
قلت في كلامك السابق: "وإنما استغربه الترمذى من حديث أبى أمامة لتفرد الحسن بن على به " إنما هو على بن الحسن إنقلب عليك.
أما السؤال: فهو لماذا جعلت الغرابة التي أشار إليها الترمذي في شيخ البخاري؟؟
ـ[أبو حازم فكرى زين]ــــــــ[17 - 08 - 08, 06:37 م]ـ
الشيخ محمد تنبيه وسؤال:
قلت في كلامك السابق: "وإنما استغربه الترمذى من حديث أبى أمامة لتفرد الحسن بن على به " إنما هو على بن الحسن إنقلب عليك.
الأخ الحبيب جعلني الله فداك
أمّا عَنْ التنبيه فهذا سبق قلم من الشيخ – حفظه الله -، وليس مما يصدق عليه قول مقلوب؛ فالإسناد قَدْ ذكره الشيخ حفظه الله على الوجه الصحيح، وأعاد ذكر على بن الحسن قبل موضع سبق القلم بسطرين على الوجه الصحيح، فتقبل تعليقي هَذَا من باب تصحيح الألفاظ – خاصة مَعَ من كَانَ على شاكلة الشيخ بارك الله في عمره وعلمه -، و إلا فأنا ألزمك بلازم قولك فقد انقلب عليك اسم الشيخ – حفظه الله – فهو ((أبو محمد أحمد بن محمد الألفي)) وليس ((محمد))، ومما يحسن التنبيه عليه أنه قَدْ وقع منك سبق قلم: فكلمة ((إنقلب)) صوابها ((انْقَلَب)).
الشيخ محمد تنبيه وسؤال:
أما السؤال: فهو لماذا جعلت الغرابة التي أشار إليها الترمذي في شيخ البخاري؟؟
أمّا عَنْ السؤال فأنا تارك جوابه للشيخ – حفظه الله -، وإن كَانَ الجواب أوضح من السؤال، فتأمل كلام الشيخ جيداً، فقد قَالَ - بعد ذكر إسناد الترمذي - و أخرجه كذلك ابن أبى شيبة (3/ 358/17138)، والطبرانى (8/ 284،286/ 8090،8098)، والبغوى ((شرح السنة)) (3/ 404) جميعا من طريق على بن الحسن ابن شقيق عن الحسين بن واقد المروزى عن أبى غالب عن أبى أمامة بِهِ.
قُلْتُ: فقد تفرد بِهِ على بن الحسن؛ أي لا يعرف من حديث أبي أمامة رضي الله عَنْهُ إلا من طريق على بن الحسن عن الحسين بن واقد المروزى عن أبى غالب عَنْهُ.
لذا قَالَ الشيخ: استغربه الترمذى من حديث أبى أمامة لتفرد على بن الحسن به، وبيَّن بقوله ((حسن)) أنه مروى من غير وجهٍ نحوه، وزاده إيضاحاً بإيراده حديث أنس، وحديث عمرو بن الحارث في باب ما جاء فيمن أمَّ قوماً وهم له كارهون، ثم قال: ((وفى الباب عن ابن عباس، وابن عمرو،وطلحة)) – اهـ.
وأخيراً جزاكم الله خيراً على هذا التنبيه
ـ[أبو محمد العدني]ــــــــ[17 - 08 - 08, 10:23 م]ـ
أخي الفاضل أبي حازم وفقه الله لطاعته،،،
أشكرك على الرد نيابةً عن الشيخ.
فأما بخصوص التنبيه فلم أرد استنقاص الشيخ به حاشى وكلا وإنما أردت التنبيه ليس إلاّ!
وأما بخصوص الأخطاء وهي تسميتي للشيخ بمحمد فإنما هو زلة مني استغفر الله وأتوب إليه منها، وكذلك بخصوص همزة القطع فإنما هي همزة وصل كما ذكرت لأنه فعل خماسي.
وأما بالنسبة للسؤال: فأحب أن يجيبني الشيخ عليه إن كان كما ذكرت فبه ونعمة وإن كان غير ذلك فلي تعقيب عليه من كلام أهل العلم.
ـ[هشام جبر]ــــــــ[20 - 08 - 08, 12:31 ص]ـ
الظاهر أخي العدني بارك الله فيك، يبدو أن الشيخ أحمد شحاته مبتعد لفترة عن النت، ولذا رد تلميذه الهمام أبوحازم فكري زين العابدين، فاحفظ استدراكك ريثما يعود الشيخ للنت، أو أرسله على الخاص ... وفقك الله ونفع بك.
ـ[أحمد محمد بسيوني]ــــــــ[06 - 11 - 08, 06:55 م]ـ
جزاكم الله خيرا، ونفع الله بكم(6/373)
سؤال لطلبه العلم عن روايات من طرق الخوارج
ـ[عبدالغفور]ــــــــ[05 - 05 - 04, 01:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبالله نستعين
اخواني هل الروايات التي اتت من طريق راوي ثقه لكنه يعد من الخواري
ك عمران بن حطان
هل تقبل روايته؟؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 05 - 04, 09:27 ص]ـ
لعلك تستفيد من هذه الروابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=18916
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4846
ولعل في هذا النقل ما يفيدك من كتاب منهج الإمام البخاري لأبي بكر كافي
* * *
المطلب الرابع
موقف البخاري من أحاديث أهل البدع والأهواء
من المسائل التي لها تعلق بشرط العدالة. وهي شرط أساسي في صحة الحديث – الرواة الذين طعن في عدالتهم بسبب البدع والأهواء، وذلك لأن القدح في الراوي يكون بعشرة أشياء. خمسة تتعلق بالعدالة وخمسة تتعلق بالضبط، فقد بينها الحافظ فقال: " ثم الطعن إما أن يكون لكذب الراوي، أو تهمته بذلك، أو فحس غلطه، أو غفلته، أو فسقه، أو وهمه، (ص 98) أو مخالفته، أو جهالته، أو بدعته، أو سوء حفظه " () وهذه العشرة اختصها الحافظ بنفسه في خمسة فقال: "أسباب الجرح مختلفة، ومدارها على خمسة أشياء: البدعة، أو المخالفة، أو الغلط، أو جهالة الحال، أو دعوى الانقطاع في السند " ().
وقبل تحديد موقف البخاري من أحاديث أهل البدع والأهواء، ينبغي التعريف بالبدعة لغة واصطلاحاً، وبيان أقسامها، ثم تحديد موقف الأئمة من روايات المبتدعة. ثم أعرج على موقف الإمام البخاري في ذلك مقروناً بالأمثلة التطبيقية من خلال الجامع الصحيح.
تعريف البدعة:
لغة: أبدع الشيء: اخترعه لا على مثال، والله بديع السموات والأرض أي (مبدعهما) (البديع) المُبتدع، وشيء (بدع) بالكسر أي مُبتدع ومنه قوله تعالى: ? قل ما كنت بدعاً من الرسل? () والبدعة: الحدث في الدين بعد الإكمال، وبدعة تبديعاً: نسبة إلى البدعة ().
أما في الاصطلاح: فقد اختلفت أنظار العلماء، وتنوعت تعاريفهم، فمنهم من توسع في مدلولها، ومنهم من ضيق. ومن هنا يمكن حصر التعاريف الاصطلاحية للبدعة في اتجاهين ().
1 – الاتجاه الأول: وهو التوسع في مدلول البدعة لتشمل كل أمر لم (ص 99) يكن في عهده صلى الله عليه وسلم، ولم يأت شيء في القرآن والسنة يدل عليه، سواء أكان دينياً أم دنيوياً، محموداً كان أم مذموماً، وهو مطابق تماماً للتعريف اللغوي ويمثل هذا الاتجاه جماعة من الأئمة منهم: الإمام الشافعي، وابن حزم، والعز بن عبد السلام، والقرافي وغيرهم.
2 – الاتجاه الثاني: وهو التضيق في مدلول البدعة لتنحصر في الجديد (المحدث) المخالف للسنة، ومنهم من ضيق أكثر فقال: البدعة كل محدث مخالف للسنة ينسب إلى الدين ويتعبد به ويمثل هذا الاتجاه جماعة من العلماء منهم: ابن رجب الحنبلي، وابن حجر العسقلاني، وابن حجر الهيتمي، والزركشي وغيرهم، وأما من اعتبر قيد المخالفة للسنة والتدين بهذا المحدث، فعلى رأس هؤلاء الإمام الشاطبي. وقد ناقش في كتابه " الاعتصام " أصحاب الرأي الأول مناقشة علمية، وأبطل تقسيمهم للبدع إلى محمود ومذموم، وعرف البدعة بقوله: " البدعة طريقة في الدين مخترعة، تضاهي الشرعية. يقصد بالسلوك عليها، المبالغة في التعبد لله تعالى " ().
وعلى الرغم من تباين هذين الاتجاهين من حيث التوسع والتضييق في مفهوم البدعة إلا أن الواقع العملي في إطلاق البدعة عند علماء الجرح والتعديل المقصود به دائماً ما هو مذموم من الآراء والاعتقادات والأعمال، مما يكون سبيله التأويل الفاسد المستند إلى الشبهات. قال السخاوي – رحمه الله -: " البدعة هي ما أحدث على غير مثال متقدم، فيشمل المحمود والمذموم لكن خصت شرعاً بالمذموم، مما هو خلاف المعروف عن النبي صلى الله عليه وسلم فالمبتدع من اعتقد ذلك لا بمعاندة، بل بنوع شبهة " ().
أقسام البدعة:
قسم العلماء البدعة إلى قسمين هما: البدعة المكفرة، والبدعة (ص 100) المفسقة ().
1 – البدعة المكفرة:
ما يخرج صاحبها عن دائرة الإيمان وهي نوعان:
أ – ما اتفق على تكفير أصحابها: كمنكري العلم بالمعدوم القائلين: ما يعلم الأشياء حتى يخلقها، أو منكري العلم بالجزئيات، أو الإيمان برجوع سيدنا علي إلى الدنيا، أو حلول الإلهية في علي أو غيره.
¥(6/374)
ب – ما اختلف في تكفير أصحابها: كالقائلين بخلق القرآن، والنافين لرؤية الله تعالى يوم القيامة.
2 – البدعة المفسقة:
وهي التي لا تخرج صاحبها عن دائرة الإيمان: مثل بدع الخوارج، والروافض الذين لا يغلون ذاك الغلو، وغير هؤلاء من الطوائف المخالفين لأصول السنة خلافاً ظاهراً لكنه مستند إلى تأويل ظاهره سائغ.
مناقشة التقسيم السابق:
هذا التقسيم – الذي ذكره العلماء للبدع – يترتب عليه إشكال كبير وذلك أننا اشترطنا في حد العدالة " السلامة من أسباب الفسق " ثم مثلوا للبدع المفسقة ببدع الخوارج وغيرها من الفرق المخالفين لأصول السنة، ومقتضى ذلك الحكم عليهم بالفسق ورد رواياتهم، والصواب – فيما أرى- أن هذا التقسيم نظري فحسب وذلك أن الحكم بالكفر أو الفسق أو البدعة، إنما يكون بعد إقامة الحجة، وإزالة الشبهة، فمن وقع في شيء من البدع فلا نجرؤ على تبديعه أو تفسيقه أو تكفيره، فإذا كان متأولاً أو جاهلاً، فهو معذور بجهله أو تأويله، لكن من بلغته الحجة، وكشفت له الشبهة، فأصرّ على قوله المخالف لأصول السنة، فهو معاند، ولا شك في فسق هذا النوع، لأنه مخالف لأوامر الله وأحكامه، والفسق هو الخروج عن (ص 101) طاعة الله، ولا فرق في ذلك بين العمليات والأخبار، وإلى هذا المعنى أشار الإمام مسلم في " مقدمة صحيحه " فقال – رحمه الله -: " أعلم أن الواجب على كل أحد عرف التمييز بين صحيح الروايات وسقيمها، وثقات الناقلين لها أن لا يروي إلا ما عرف صحة مخارجه، والستارة في ناقليه، وأن يتقي منها ما كان عن أهل التهم والمعاندين من أهل البدع " (). والإمام مسلم – صحيحه – ملآن بأحاديث المبتدعة ممن تصنف بدعهم في البدع المفسقة، وليس هناك تناقض بين قوله وفعله، إذا تأملنا القيد السابق، لأن هؤلاء المبتدعة كانت بجعهم عن تأويل وشبهة لا بعناد.
مذاهب العلماء في الرواية عن أهل البدع والأهواء:
اختلف العلماء من أئمة الحديث ونقاده في حكم الرواية عن أهل البدع والأهواء، اختلافاً كثيراً وخاصة عند المتأخرين منهم. وقد تباينت أنظارهم تبايناً واضحاً، فمنهم من ذهب إلى رد رواية المبتدع رداً كاملاً ولم يقبلها سواء أكان هؤلاء من الغالين أم من غير الغالين، من الدعاة أ غيرهم، ومنهم من قبلها حتى من الغالين، والدعاة منهم، وسأذكر تفصيل ذلك حسب نوعي البدعة.
أما بالنسبة للمبتدعة الذين بدعتهم مكفرة. فللعلماء في رواياتهم ثلاثة مذاهب:
الأول: القبول مطلقاً وإن كانوا كفاراً أو فساقاً بالتأويل، إليه ذهب جماعة من أهل النقل والمتكلمين ().
الثاني: يقبل خبرهم إذا كانوا يعتقدون حرمة الكذب، وقد ذهب إليه جماعة من الأصوليين، كأبي الحسن البصري المعتزلي () وفخر الدين (ص 102) الرازي ()، والبيضاوي ().
الثالث: الرد مطلقاً، وقد حكى النووي الاتفاق على أن المكفرين ببدعهم لا يحتج بهم ولا تقبل روايتهم () وما سبق ينقض قوله.
وقد حقق الحافظ رحمه الله هذه المسألة وأتى فيها بقول فصل موافق لما عليه أئمة الحديث ونقاده فقال – رحمه الله -: " والتحقيق أنه لا يرد كل مكفر ببدعته، لأن كل طائفة تدعي أن مخالفيها مبتدعة، وقد تبالغ فتكفر مخالفيها، فلو أخذ على الإطلاق لاستلزم تكفير جميع الطوائف. فالمعتمد: أن الذي ترد روايته: من أنكر أمراً متواتراً من الشرع معلوماً من الدين بالضرورة، وكذا من اعتقد عكسه، فأما من لم يكن بهذه الصفة وانضم إلى ذلك ضبطه لما يرويه مع ورعه وتقواه، فلا مانع من قبوله " ().
وأما بالنسبة للمبتدعة الذين لم يكفروا ببدعتهم. فللعلماء في رواياتهم خمسة مذاهب:
الأول: الرد مطلقاً: وممن ذهب إليه مالك بن أنس، وابن غُيينة، والحميدي، ويونس بن أبي إسحاق، وعلي بن حرب، وقد وجه الحافظ ابن رجب هذا المذهب بقوله: " والمانعون من الرواية، لهم مأخذان: أحدهما تكفير أهل الأهواء وتفسيقهم، وفيه خلاف مشهور. والثاني: الإهانة لهم، والهجران، والعقوبة بترك الرواية عنهم، وإن لم نحكم بكفرهم أو فسقهم. ولهذا مأخذ ثالث: وهو أن الهوى والبدعة لا يؤمن معه الكذب ولا سيما إذا كانت الرواية مما تعضد هوى الراوي " (). (ص 103)
¥(6/375)
الثاني: يحتج بهم إن لم يكونوا يستحلون الكذب في نصرة مذهبهم، سواء أكانوا دعاة أم لا، وممن قال به الشافعي وابن أبي ليلى وسفيان الثوري وروي عن أبي يوسف وأبي حنيفة، وحكاه الحاكم في المدخل عن أكثر أئمة الحديث ().
الثالث: تقبل رواية المبتدع إذا كان مرويه مما يشتمل على ما ترد به بدعته، وذلك لبعده حينئذ عن تهمة الكذب ().
الرابع: تقبل روايته إذا كانت بدعته صغرى، وإذا كانت كبرى فلا تقبل () فالبدعة الصغرى كالتشيع بلا غلو ولا تحرق، والكبرى كالتشيع مع الغلو والطعن وسب الصحابة.
الخامس: تقبل أخبار غير الدعاة إلى بدعهم، وترد أخبار الدعاة منهم، وقد صرح الخطيب وغيره بأنه مذهب الكثير من العلماء ().
بعد أن سردت أقوال الأئمة ومذاهبهم في الرواية عن أهل البدع والأهواء، فقد تبين أن مذاهبهم متباينة جداً. امتزجت فيها أقوال المحدثين بآراء علماء الكلام والأصول. فلا بد من استجلاء الموقف العملي للمحدثين من خلال مصنفاتهم، ومن هؤلاء الإمام البخاري – رحمه الله – فكيف تعامل مع روايات أهل البدع في صحيحه؟
إذا تأملنا رجال البخاري – رحمه الله – نجد جملة كبيرة منهم قد رموا ببدع اعتقاية مختلفة وقد أورد الحافظ في " هدي الساري " () من رمي من رجال البخاري بطعن في الاعتقاد فبلغوا (69) راوياً، ومن خلال التتبع لهؤلاء الرواة يمكن أن نستخلص المعايير التي اعتمدها البخاري في الرواية (ص 104) عن أهل البدع ويمكن أن نجملها في النقاط التالية:
- ليس فيهم من بدعتهم مكفرة.
- أكثرهم لم يكن داعية إلى بدعته، أو كان داعية ثم تاب ().
- أكثر ما يروي لهم في المتابعات والشواهد.
- أحياناً يروى لهم في الأصول لكن بمتابعة غيرهم لهم.
- كثير منهم لم يصح ما رموا به.
إذن فالعبرة إنما هي صدق اللهجة، وإتقان الحفظ، وخاصة إذا انفرد المبتدع بشيء ليس عند غيره.
وما ذهب إليه البخاري هو مذهب كثير من المحدثين، ومن هؤلاء تلميذه وخريجه الإمام مسلم، فقد روى في صحيحه عن أهل البدع والأهواء المعروفين بالصدق والإتقان، وخاصة إذا انضم إلى ذلك الورع والتقوى، وما ذهب إليه الشيخان هو رأي أكثر الأئمة من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، وإنما توقف من توقف منهم في الرواية عن أهل البدع إما لأنه لم يتبين لهم صدقهم، أو أرادوا محاصرة البدعة وإخمادها حتى لا تفشوا، ولكن شاء الله تعالى أن تكثر البدع وتفشو، وتبناها كثير من العلماء والفقهاء والعباد فلم يكن من المصلحة ترك رواياتهم، لأن في تركها، اندراساً للعلم، تضييعاً للسنن. فكانت المصلحة الشرعية تقتضي قبولها ما داموا ملتزمين بالصدق والأمانة. قال الخطيب البغدادي – بعد أن ذكر أسماء كثير من الرواة احتج بهم وهم منسوبون إلى بدع اعتقادية مختلفة: ". دون أهل العلم قديماً وحديثاً رواياتهم واحتجوا بأخبارهم، فصار ذلك كالإجماع منهم، وهو أكبر الحجج في هذا الباب وبه يقوى الظن في مقارنة الصواب " (). (ص 105)
وقال علي بن المديني: " لو تركت أهل البصرة لحال القدر، ولو تركت أهل الكوفة لذلك الرأي خربت الكتب " ().
الحواشي بالترتيب:
() ابن حجر العسقلاني: نخبة الفكر مع شرحه نزهة النظر – شركة الشهاب الجزائر، ص40.
() ابن حجر العسقلاني: هدي الساري – ط دار الريان – القاهرة، ص381.
() سورة الأحقاف، الآية: 9.
() محمد بن أبي بكر الرازي: مختار الصحاح – ت مصطفى البغا – دار الهدى للطباعة والنشر ص36.
() انظر: الدكتور عزت علي عطية: البدعة تحديدها وموقف الإسلام منها – مطبعة المدني – القاهرة 1973م ص195 – 220.
() أبو إسحاق الشاطبي: الاعتصام – ضبطه وصححه الأستاذ أحمد عبد الشافي – دار اشريفة، ج1 ص28.
() شمس الدين السخاوي: فتح المغيث – ت محمد عويضة – ج1 ص356.
() المصدر نفسه ص364، وهدي الساري ص404.
() مقدمة صحيح مسلم – تحقيق فؤاد عبد الباقي – دار الكتاب المصري – القاهرة ص8.
() انظر الكفاية ص148.
() انظر كتابه: المعتمد في أصول الفقه – تحقيق د. محمد حميد الله – المطبعة الكاثوليكية بيروت 1385هـ، ج2 ص617 –619.
() انظر كتابه: المحصول في علم أصول الفقه، تحقيق طه جابر فياض العلواني، ق1 ج2 ص567 – 571.
() انظر كتابه: منهاج الوصول في علم الأصول بشرح البدخشي والأسنوي – مطبعة محمد علي صبيح – القاهرة، ج2 ص241.
() التقريب مع شرحه التدريب للسيوطي – تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف، ج1 ص324.
() نزهة النظر ص53.
() ابن رجب الحنبلي: شرح علل الترمذي – حققه وعلق عليه صبحي السامرائي – عالم الكتب – ط الثانية 1405هـ – 1985م، ص65.
() الكفاية ص148 – 149.
() فتح المغيث: ج1 ص361.
() انظر تفصيل ذلك في ميزان الاعتدال ج1 ص605، وتهذيب التهذيب ج1 ص94 في ترجمة أبان بن تغلب الشيعي.
() الكفاية ص149، وفتح المغيث: ج1 ص360، وعلوم الحديث ص103.
() هدي الساري ص483 – 484.
() انظر ترجمة: عمران بن حطان في هدي الساري ص404، وترجمة شبابه بن سوار في الهدي ص469، وترجمة: عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني في الهدي ص437.
() الكفاية ص153 – 154.
() المصدر نفسه ص157.
تجد الكتاب كاملا هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=9964
¥(6/376)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 05 - 04, 09:37 ص]ـ
يقول الشخ عبدالرحمن الزيد
مبحث: رواية المبتدع.
والكلام فيها تفصيلاً طويل لكن لخص ابن رجب رحمه الله تعالى أقوال القدماء فيها على ثلاثة أقوال:
1 - المنع مطلقاً:
ونسبه لابن سيرين ومالك وابن عيينة والحميدي ويونس بن إسحاق وعلي بن حرب.
أما ابن سيرين فقد أخرج مسلم في مقدمة صحيحه قال: لم يكونوا ليسألوا عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا: سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم (). وقال يعقوب بن شيبة: قلت ليحيى بن معين: تعرف أحداً من التابعين كان ينتقي الرجال كما كان ابن سيرين ينتقيهم؟ فقال: لا ().
أما مالك رحمه الله فقد أسند ابن أبي حاتم في ترجمته له في مقدمة الجرج والتعديل ما يدل على شدة انتقائه، كذلك أخرج ابن عدي عنه ذلك في مقدمة الكامل في ضعفاء الرجال.
2 - القول الثاني
قال ابن رجب: ورخصت طائفة في الرواية عنهم إذا لم يتهموا بالكذب، منهم أبو حنيفة والشافعي ويحيى بن سعيد وعلي بن المديني، وقال ابن المديني: لو تركت أهل البصرة للقدر وتركت أهل الكوفة للتشيع لخربت الكتب (). ونقل الخطيب عن الشافعي قال: وتقبل شهادة أهل الأهواء إلا الخطابية من الرافضة؛ لأنهم يرون الشهادة بالزور لموافقيهم ().
3 - القول الثالث:
وفرقت طائفة أخرى بين الداعية فمنعوا الرواية عن الداعية إلى البدعة دون غيره، منهم ابن المبارك وابن مهدي وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين، وروي أيضاً عن مالك.
وفي سؤالات أبي داود: قلت لأحمد يكتب عن القدري قال: إذا لم يكن داعياً، وسمعت أحمد يقول: احتملوا المرجئة في الحديث ().
وقال يزيد بن هارون: لا يكتب عن الرافضة فإنهم يكذبون ().
وقال أبو داود: ليس في أهل الأهواء أصح حديثاً من الخوارج، ثم ذكر عمران بن حطان وأبا حسان الأعرج، ومنهم من فرق بين من يغلو ومن لا يغلو، كما ترك ابن خزيمة حديث عباد بن يعقوب ().
والذي يظهر مما سبق قبول رواية المبتدع إذا اشتهر بالصدق ولم يكن غالياً ولم يكن داعياً لبدعتة. وقد نقل ابن حبان الاتفاق على هذا القول في ثقاته قال: ليس بين أهل الحديث من أئمتنا خلاف أن الصدوق المتقن إذا كان فيه بدعة ولم يكن يدعو إليها أن الاحتجاج بأخباره جائز، فإن دعى إليها سقط الاحتجاج بأخباره (). وحكى هذا القول الخطيب عن الأكثرين ().
وقال ابن رجب بعد ذكر الأقوال: فيخرج من هذا أن البدع الغليظة كالتجهم يرد بها الرواية مطلقاً، والمتوسطة كالقدر إنما يرد الداعي إليها، والخفيفة كالإرجاء هل تقبل معها الرواية مطلقاً أو يرد عن الداعية على روايتين () - يعنى عن الإمام أحمد -.
أقول: وعلى ما سبق يحمل تخريج الشيخين لطائفة من المبتدعة، فقد أجاب ابن حجر على تخريج البخاري لعمران بن حطان بقوله: إنما أخرج له على قاعدته في تخريج أحاديث المبتدع إذا كان صادق اللهجة متديناً ().
وقد ذكر السخاوي رحمه الله طائفة من المبتدعة من خرج لهم في الصحيحين وذكر الأعذار للشيخين في ذلك ().
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=8747
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 05 - 04, 09:42 ص]ـ
وقال الشيخ العلامة عبدالرحمن بن يحيى المعلمي رحمه الله في التنكيل (1/ 440) عن عمران بن حطان (اتفق أهل العلم على أنه من أصدق الناس في الرواية، وقد جاء أنه رجع عن بدعته،
ولم يحتج به البخاري، إنما ذكره في المتابعات في حديث واحد) انتهى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 05 - 04, 10:03 ص]ـ
وهذه الأحاديث التي لعمران بن حطان عند البخاري
(5885) حدثني محمد بن بشار حدثنا عثمان بن عمر حدثنا علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن عمران بن حطان قال سألت عائشة عن الحرير فقالت ائت ابن عباس فسله قال فسألته فقال سل ابن عمر قال فسألت ابن عمر فقال أخبرني أبو حفص يعني عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما يلبس الحرير في الدنيا من لا خلاق له في الآخرة فقلت صدق وما كذب أبو حفص على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال عبد الله بن رجاء حدثنا حرب عن يحيى حدثني عمران وقص الحديث
قال الحافظ ابن حجر في الفتح
وعمران هو السدوسي كان أحد الخوارج من العقدية بل هو رئيسهم وشاعرهم , وهو الذي مدح ابن ملجم قاتل علي بالأبيات المشهورة , وأبوه حطان بكسر المهملة بعدها طاء مهملة ثقيلة , وإنما أخرج له البخاري على قاعدته في تخريج أحاديث المبتدع إذا كان صادق اللهجة متدينا ; وقد قيل إن عمران تاب من بدعته وهو بعيد , وقيل: إن يحيى بن أبي كثير حمله عنه قبل أن يبتدع , فإنه كان تزوج امرأة من أقاربه تعتقد رأي الخوارج لينقلها عن معتقدها فنقلته هي إلى معتقدها ,
وليس له في البخاري سوى هذا الموضع وهو متابعة , وآخر في " باب نقض الصور ") انتهى.
وقال البخاري (5952) حدثنا معاذ بن فضالة حدثنا هشام عن يحيى عن عمران بن حطان أن عائشة رضي الله عنها حدثته أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يترك في بيته شيئا فيه تصاليب إلا نقضه.
¥(6/377)
ـ[عبدالغفور]ــــــــ[05 - 05 - 04, 08:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وبارك الله في علمك
قد افتدوني كثيرا(6/378)
الموقف من توثيق ابن حبان:
ـ[ماهر]ــــــــ[06 - 05 - 04, 05:45 ص]ـ
فصل العلامة المعلمي اليماني - رحمه الله - الحكم في توثيق ابن حبان؛ إذ قال في " التنكيل " (1/ 437 – 438): ((والتحقيق أن توثيقه على درجات:
الأولى: أن يصرح به، كأن يقول: ((كان متقناً)) أو ((مستقيم الحديث)) أو نحو ذلك.
الثانية: أن يكون الرجل من شيوخه الذين جالسهم وخبرهم.
الثالثة: أن يكون الرجل من المعروفين بكثرة الحديث بحيث يعلم أن ابن حبان وقف له على أحاديث كثيرة.
الرابعة: أن يظهر من سياق كلامه أنه عرف ذلك الرجل معرفة جيدة.
الخامسة: ما دون ذلك.
فالأولى لا تقل عن توثيق غيره من الأئمة، بل لعلها أثبت من توثيق كثير منهم، والثانية قريب منها، والثالثة مقبولة، والرابعة صالحة، والخامسة لا يؤمن فيها الخلل - والله أعلم -)).
وقال الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - معقباً على كلام المعلمي: ((هذا تفصيل دقيق يدل على معرفة المؤلف المعلمي - رحمه الله - وتمكنه من علم الجرح والتعديل، وهو مما لم أره لغيره فجزاه الله خيراً.
غير أنه قد ثبت لدي بالممارسة أن من كان منهم من الدرجة الخامسة فهو على الغالب مجهول لا يعرف، ويشهد بذلك صنيع الحفاظ كالذهبي والعسقلاني وغيرهما من المحققين، فإنهم نادراً ما يعتمدون على توثيق ابن حبان وحده ممن كان في هذه الدرجة، بل والتي قبلها أحيانا)).
والحق في ذلك أن ما قرره العلامتان المعلمي والألباني إطلاق يفتقر إلى
تقييد، لتصحح هذه القاعدة، وقد أجاد بعض الباحثين في تفصيل ذلك، إذ قسم الرجال الذين ترجم لهم ابن حبان في ثقاته إلى قسمين:
القسم الأول: الذين انفرد بالترجمة لهم.
القسم الثاني: الذين اشترك مع غيره بالترجمة لهم، وهم على قسمين أيضاً:
الأول: الرواة الذين أطلق عليهم ألفاظ الجرح والتعديل، وهؤلاء الرواة لم يكونوا على درجة واحدة، بل كان فيهم الحافظ والصدوق والمجروح والضعيف والمجهول.
الثاني: الرواة الذين سكت عنهم، وفيهم الحافظ والصدوق والمستور والمجهول والضعيف ومنكر الحديث.
وختاماً نص الباحث نفسه فقال: ((والفصل في الرواة الذين سكت عليهم ابن حبان هو عرضهم على كتب النقد الأخرى، فإن وجدنا فيها كلاماً أخذنا بما نراه صواباً مما قاله أصحاب كتب النقد، وإن لم نجد فيها كلاماً شافياً طبقنا قواعد النقاد عليهم، وقواعد ابن حبان نفسه.
وأغلب الرواة الذين يسكت عليهم ابن حبان، ويكون الواحد منهم قد روى عنه ثقة، وروى عن ثقة، يكونون مستورين، يقبلون في المتابعات والشواهد ولذلك فإنني قلت في رسالتي عن ابن حبان في الرواة الذين ترجمهم ساكتاً عليهم: بأنهم على ثلاث درجات:
1 - فمنهم الثقات وأهل الصدق.
2 - ومنهم رواة مرتبة الاعتبار.
3 - ومنهم الرواة الذين لا تنطبق عليهم شروط ابن حبان النقدية في
المقبول، وهؤلاء ذكرهم للمعرفة - والله أعلم -)) (رواة الحديث الذين سكت عليهم أئمة الجرح والتعديل بين التوثيق والتجهيل (ص72)، وانظر لزاماً: دراسة الشيخ محمد عوامة في مقدمته للكاشف (1/ 30 – 33)، فهو بحث نافع ماتع.
).
والذي أميل إليه: أن ما ذهب إليه بعضهم من تقييد ذلك بعدد الرواة (وهما مؤلفا تحرير تقريب التهذيب 1/ 33 - 34) خطأ محض نشأ عن تسرع في الأحكام وعجلة، وأن ما ذهب إليه اليماني وتابعه عليه الألباني وما نظّره الباحث جيد؛ غير أن الأولى أن يقال: إن ذلك لا يناط تحت قاعدة كلية مطردة بل الأمر يختلف من راوٍ إلى راوٍ حسب المرجحات والقرائن المحيطة التي تحف الراوي، فعندها يحكم على ذلك، وعليه يحمل صنيع الإمامين الجهبذين الذهبي وابن حجر، إذ إنهما لم يعملا ذلك تحت قاعدة كلية، بل مرجع ذلك إلى القرائن المحيطة وحال الراوي وقرب عهده من بُعْدِه، وكونه من المعروفين أو غير المعروفين، وكونه من أهل بلد ابن حبان من غيرهم، والله أعلم.
ومن المناسب أن أنقل هنا ما أملاه الشيخ العلامة سليمان العلوان _ رعاه الله – إذ قال: ((3/ كتاب الثقات:
وقد حصل لنا إستقراء للكتاب، وأنه على أقسام:
1ـ أن يوثق من ضعفه بنفسه في كتابه المجروحين، فله حالتان:
ـ أن يكون تغير اجتهاده، إحساناً للظن في أئمة الإسلام.
¥(6/379)
ـ أن يكون قد وهم فيه، ومن الذي يسلم من الوهم ويعرى من الخطأ.
ولقد وقفت على كتاب لبعض من يتصدى للتصحيح والتضعيف من أهل عصرنا ممن يلمز ابن حبان ولا يعتد في تصحيحه فوجدت في كتابه خمسين خطأ له، فلو كان كل عالم يخطئ تطرح أقواله لكان هذا أولى بالطرح.
2ـ أن يوثقه ابن حبان ويضعفه غيره فهذا سبيله سبيل الإجتهاد، وهناك جماعة وثقهم أحمد وضعفهم البخاري فهل يقول عاقل أن أحمد متساهل.
وهناك جماعة وثقهم ابن معين وابن المديني وضعفهم غيرهم فهل يقول أحد بأنهما متساهلان.
ولو فتحنا هذا الباب ورمي أئمة الحديث بالتساهل مع بذلهم وجهدهم وتعبهم، لفتحنا باباً عظيماً للتجرأ على هداة الإسلام والعلماء الأعلام.
3ـ أن لا يروي عن الراوي إلا راو واحد ولا يأتي بما ينكر عليه من حديثه، فابن حبان يرى أنه
ثقة لأن المسلمين كلهم عدول لذلك أودع من هذه صفته في كتابه الثقات.
وهذا اجتهاد منه، خالفه فيه الجمهور، ولكن قوله هذا ليس بحد ذاك من الضعف، بل في قوله هذا قوة خصوصاً في التابعين بل إن ابن القيم ـ رحمه الله ـ قال: (المجهول إذا عدله الراوي عنه الثقة ثبتت عدالته وإن كان واحداً على أصح القولين).
وأكثر المعاصرين شنع عليه من جهة هذه المسألة فقط، فلا يكاد يمر ذكر ابن حبان في كتبهم إلا ويوصف بأنه من المتساهلين في التصحيح فلا يعتمد عليه والأولى على منهجهم تقييد تساهله في هذه المسألة لا أنه يعمم وتهضم مكانة الرجل العلمية حتى جر ذلك إلى طرح قراءة كتبه، وخاض في ذلك من يحسن ومن لا يحسن دون بحث وتروي.
4ـ أن يروي عن الراوي اثنان فصاعداً ولا يأتي بما ينكر من حديثه فيخرج له ابن حبان في ثقاته وهذا لا عتب عليه فيه لأنه هو الصواب.
مع العلم أن العلماء اختلفوا في ذلك على أقوال:
1 - القبول مطلقاً (وهو الراجح). 2 - الرد مطلقاً. 3 - التفصيل.
والصواب الأول بشرط أن لا يأتي بما ينكر عليه.
ورجحناه لوجوه:
1ـ أن رواية اثنين فصاعداً تنفي الجهالة على القول الصحيح وقد نص على ذلك ابن القيم.
2ـ أنه لم يأتي بما ينكر من حديثه فلا داعي لطرح حديثه بل طرح حديثه في هذه الحالة تحكم بغير دليل.
3ـ أن الإمامين الجليلين الجهبذين الخريتين البخاري ومسلماً قد خرجا في صحيحهما لمن كانت هذه صفته مثاله:
ـ (جعفر بن أبي ثور) الراوي عن جابر بن سمرة: (الوضوء من أكل لحوم الإبل) هذا الحديث أخرجه مسلم وتلقته الأمة بالقبول حتى قال ابن خزيمة: لا أعلم خلافاً بين العلماء في قبوله.
مع أن فيه جعفر بن أبي ثور لم يوثقه أحد إلا ابن حبان، ولكنه لكا لم يأتي بما ينكر من حديثه
وروى عنه اثنان فصاعداً قبل العلماء حديثه، وممن روى عنه: عثمان بن عبدالله بن موهب وأشعث بن أبي الشعثاء وسماك بن حرب.
(أبو سعيد مولى عبدالله بن عامر بن كريز) الراوي عن أبي هريرة حديث: (لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا … .. الحديث في مسلم).
أبو سعيد أخرج له مسلم في صحيحه مع العلم أنه لم يوثقه إلا ابن حبان ولكنه لم يرو عنه إلا الثقات ولم يأت بما ينكر.
احتمل العلماء حديثه وقد روى عنه داود بن قيس والعلاء بن عبدالرحمن ومحمد بن عجلان وغيرهم.
وفي الصحيحين من هذا الضرب شئ كثير جداً.
حتى قال الذهبي في ترجمة مالك بن الخير الزيادي: ((قال ابن القطان: هو ممن لم تثبت عدالته.
قال الذهبي: يريد أنه ما نص أحد على أنه ثقة.
وفي رواة الصحيحين عدد كثير ما علمت أن أحداً نص على توثيقهم، والجمهور على أنه من كان من المشايخ قد روى عنه جماعة ولم يأت بما ينكر عليه أن حديثه صحيح)).
تمت والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله هذا آخر ما أملاه شيخنا أبو عبدالله سليمان بن ناصر العلوان /بريدة ـ صباح الثلاثاء ـ 14/محرم / 1413هـ)).
وما نقلته عن الشيخ سليمان هو ما نقله وكتبه عنه بعض تلاميذه –رعاهم الله جميعاً – في هذا الملتقى المبارك
وكتب
أبو الحارث ماهر بن ياسين بن فحل الدكتور
العراق الأنبار الرمادي
دار الحديث
16/ 3/1425
maher_fahl@hotmail.com
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[06 - 05 - 04, 07:37 ص]ـ
جزاك الله خيرا واثابك على ما كتبت يداك خير الثواب
والله اني كنت محتار في هذه المسألة حتى اعرضت عنها بغيت سؤال اهل العلم
فالحمد لله حمدا كثيرا طيبا
و غفر الله لك ولوالديك
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 - 05 - 04, 10:29 ص]ـ
http://www.ibnamin.com/Manhaj/ibn_hibban.htm
مقولة المعلمي ليست جيدة، لأن كلامه هنا -على غير العادة- كلام نظري بحت بعيد عن الاستقراء والتحقيق العملي. فمثلاً يقول: "أن يكون الرجل من شيوخه الذين جالسهم وخبرهم". فهل له أن يذكر لنا كم عدد شيوخ ابن حبان الذين ترجم لهم في ثقاته؟
مع أن عادة العلامة المعلمي أن يصدر تقريراته من الاستقراء، لكن في هذه المرة جاءت نظرية بحتة.
أما مقولة العلوان فقد رددنا عليها أكثر من مرة في هذا المنتدى، فليراجع إذ لا داعي للإعادة. والله الموفق.
¥(6/380)
ـ[أسامة الهيتي]ــــــــ[16 - 01 - 09, 06:24 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[عبدالرزاق العنزي]ــــــــ[16 - 01 - 09, 11:15 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخ ماهر واحسن اليك(6/381)
زيادات على مسند أحمد ... الدكتور / دخيل بن صالح اللحيدان
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 05 - 04, 10:00 ص]ـ
زيادات القَطِيعي
على مسند الإمام أحمد برواية ابنه عبد الله
دراسةً وتخريجاً
تأليف
الدكتور / دخيل بن صالح اللحيدان
الأستاذ المساعد في قسم السنة وعلومها
كلية أصول الدين بالرياض
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
المبحث الثاني: التعريف بالقَطِيعي:
أولاً: اسمه ونسبه ونسبته وكنيته:
هو: أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شعيب البغدادي القَطِيعي أبو بكر، واشتهر "بالقَطِيعي" و " بأبي بكر ابن مالك"، وربما نسبه بعضهم إلى جده فقال: أحمد بن شبيب، وحمدان لقب جده، واسمه: أحمد، قاله ابن الجوزي –ت 597هـ-.
والقَطيعي: بفتح القاف، وكسر الطاء وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها العين المهملة، قاله الأمير ابن ماكولا –ت475هـ – والسمعاني –ت562هـ-، وهي نسبة إلى: قطيعة الدقيق مَحَلّة في أعلى غربي بغداد، سكنها فنسب إليها.
ثانياً: ولادته ونشأته:
ولد القَطِيعي سنة 274هـ، قال أبو طالب: محمد بن الحسين بن أحمد بن بُكير–ت 436هـ -: "سمعت أبا بكر بن مالك يذكر أن مولده في يوم الاثنين لثلاث خلون من المحرم سنة أربع وسبعين ومائتين، وقال: كانت والدتي بنت أخي ابن عبد الله الجصاص، وكان عبد الله بن أحمد بن حنبل يجيئنا فنقرأ عليه ما نريده، وكان يُقعدني في حجره حتى يقال له: يؤلمك فيقول: إني أحبه ".
وهو صاحب رحلة، قال عنه الذهبي –ت748هـ: "رحل وكَتَب وخرَّج "، وقال عنه ابن الجزري –ت833هـ-: "ارتحل إلى البصرة والموصل وواسط وكتب وجمع، مع الصدق والدّين والخير والسنة ".
ثالثاً: شيوخه:
أخذ القَطِيعِي العلم عن عدد من المحدثين والحفاظ، مثل الحافظ أبي إسحاق: إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم الحربي البغدادي –ت 285هـ- صاحب الإمام أحمد وكتاب غريب الحديث، والحافظ المسند أبي مسلم: إبراهيم بن عبد الله بن مسلم بن ماعز البصري الكَجِّ –ت 292هـ- صاحب كتاب السنن، والإمام الحافظ أبي العباس: أحمد بن علي بن مسلم البغدادي الأبَّار–ت 290هـ- صاحب التأريخ، والمقرئ الثقة أبي الحسن: إدريس بن عبد الكريم البغدادي الحداد–ت 292هـ-، والحافظ أبي يعقوب: إسحاق بن الحسن بن ميمون البغدادي الحربي من رواة الموطأ عن القَعْنَبي –ت 284هـ، والحافظ أبي علي: بشر بن موسى بن صالح الأسدي البغدادي– ت 288هـ –، والإمام الحافظ أبي بكر: جعفر بن محمد بن الحسن الفِرْيابي صاحب كتاب أحكام العيدين، ودلائل النبوة وغيرهما –ت 301هـ-، والحافظ أبي عبد الرحمن: عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل الشيباني المروزي ثم البغدادي– ت 290هـ-، والمسند أبي شعيب: عبد الله بن الحسن بن أحمد الحراني – ت 295هـ-، والمسند الثقة أبي خليفة: الفضل بن الحباب بن محمد الجُمَحي – ت306هـ-، وأبي العباس: محمد بن يونس بن موسى الكُدَيمي القرشي البصري –ت 286هـ-، والإمام الحافظ الفقيه القاضي المقرئ أبي بكر: موسى بن إسحاق بن موسى الخطمي الأنصاري - ت297هـ –.
رابعاً: تلاميذه:
لقد كانت للقَطِيعي منزلة جليلة في عصره، ومما يدل على ذلك: عناية أئمة الحديث في وقته بالأخذ عنه، والسماع منه مثل: الحافظ أبي نُعيم: أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني صاحب الحلية – ت 430هـ-، والمسند المعمر أبي الحسن: بُشْرى بن مَسِيس الفاتِني الرومي -ت 431هـ-، والإمام العلامة الفقيه أبي علي: الحسن بن شهاب بن الحسن العُكْبري–ت 428هـ-، والمحدث المسند أبي علي: الحسن بن علي بن محمد التميمي البغدادي المعروف بابن المُذْهب–ت 444هـ-، والإمام المحدث الثقة أبي محمد: الحسن بن علي بن محمد بن الحسن الشيرازي ثم البغدادي الجوهري المُقَنَّعي – ت 454هـ- سمع من القَطِيعي سنة ثلاث وستين وثلاث مئة قاله الذهبي، والحافظ أبي محمد: الحسن بن أبي طالب: محمد بن الحسن بن علي البغدادي الخلال – ت 439هـ-، والحافظ الناقد أبي علي: خلف بن محمد بن علي الواسطي صاحب كتاب: "أطراف الصحيحين" –المتوفى بُعيد الأربع مئة بيسير-، والحافظ الواعظ أبي القاسم: عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران الأموي البغدادي صاحب الأمالي– ت 430هـ-، والمسند المقرئ أبي القاسم: عُبيد الله بن أحمد بن عثمان الأزهري البغدادي الصيرفي
¥(6/382)
المعروف بابن السَّوَادي- ت 430هـ-، والواعظ المحدث أبي الفتح: عُبيد الله بن أبي حفص: عمر بن عثمان ابن شاهين البغدادي –ت 440هـ-، والحافظ الناقد الجهبذ أبي الحسن: علي بن عمر بن أحمد الدارقطني البغدادي صاحب كتاب: "السنن والعلل" –ت385هـ-، والفقيه الثقة أبي طالب: عمر بن إبراهيم بن سعيد الزهري الوقاصي –ت 434هـ-، والإمام الحافظ أبي الحسن: محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رَزْق البغدادي البزاز المعروف بابن رَزْقويه –ت412هـ-، والإمام الحافظ المحقق أبي الفتح: محمد بن أحمد بن محمد بن فارس ابن أبي الفوارس البغدادي –ت 412هـ -، والمسند الصدوق أبي طالب: محمد بن الحسين بن أحمد بن بُكير–ت436هـ-، والفقيه المحدث القاضي أبي عمر: محمد بن الحسين بن محمد البَسْطامي –ت 408هـ-، والحافظ أبي عبد الله: محمد بن عبد الله بن محمد الحاكم النيسابوري –ت405هـ- صاحب كتاب المستدرك على الصحيحين، والمحدث الواعظ أبي طاهر: محمد بن علي بن محمد البغدادي المشهور بابن العَلاَّف – ت 442هـ-، والمحدث أبي بكر: محمد بن المؤمل بن الصقر الوراق المعروف بغلام الأبهري –ت 434هـ-.
وآخر من حدث عنه: أبو محمد: الحسن بن علي بن محمد الشيرازي الجوهري المُقَنَّعي، قال الذهبي عنه: "خاتمة أصحابه "، وقال أيضاً: "كان آخر من روى في الدنيا عنه بالسماع والإذن "، وذكر أن سماعه منه كان سنة 368هـ.
خامساً: مكانته العلمية:
كان القَطِيعي محدثاً مكثراً من أسند أهل زمانه، قال عنه تلميذه الدارقطني: "ثقة زاهد قديم سمعت أنه مجاب الدعوة "، وقال تلميذه أبو عبد الله الحاكم: "ثقة مأمون "، وقال تلميذه ابن المُذْهِب: "المحدث العالم المفيد الثقة "، وقال عنه تلميذه أبو بكر: أحمد بن محمد بن غالب البَرْقاني -ت425هـ- "ثقة "، وقال عنه الخطيب البغدادي،والأمير ابن ماكولا، والسمعاني، وابن كثير، وابن الجزري: "كثير الحديث "، وزاد الأخيران: "ثقة ".
وقد تُكلم فيه بسبب نسخه بعض كتبه من غيرها بعد غرق كتبه قال تلميذه محمد بن أحمد بن أبي الفوارس: "له في بعض المسند أصول فيها نظر، ذُكر أنه كتبها بعد الغرق "، وقال تلميذه أبو بكر البَرْقاني: "كان شيخاً صالحاً غرقت قطعة من كتبه فنسخها من كتاب ذكروا أنه لم يكن سماعه فيه، فغمزوه لأجل ذلك، وإلا فهو ثقة "، وقال أيضاً: "كنت شديد التنقير عن حال ابن مالك حتى ثبت عندي أنه صدوق لا يُشَك في سماعه، وإنما كان فيه بله فلما غرقت القَطِيعة بالماء الأسود غرق كل شيء من كتبه، فنسخ بدل ما غرق من كتاب لم يكن فيه سماعه، ولما اجتمعت مع الحاكم بن عبد الله بن البيع بنيسابور، ذكرت ابن مالك ولينته فأنكر علي، وقال: ذاك شيخي وحسن حاله أو كما قال ".
وهذا الجرح محل تأمل؛ لأن الثقة لا يُقدم على ذلك إلا إذا كانت هذه الكتب معارضة على كتبه، قال ابن الجوزي: "مثل هذا لا يطعن به عليه؛ لأنه يجوز أن تكون تلك الكتب قد قُرئت عليه، وعورض بها أصله "، وقال ابن كثير: "هذا ليس بشيء؛ لأنها قد تكون معارضة على كتبه التي غرقت "، ويؤكد ذلك ما تقدم من توثيق الأئمة له، ثم إنهم على شدة تحريهم لم يمتنعوا من الرواية عنه بسبب ذلك، ولا سيما أن فيهم الحافظ الناقد الدارقطني، ولهذا يقول الخطيب البغدادي: "لم نر أحداً امتنع من الرواية عنه، ولا ترك الاحتجاج به "، ويقول ابن الجوزي: "قد روى عنه الأئمة: الدارقطني وابن شاهين والبَرْقاني، وأبو نُعيم والحاكم، ولم يُمْتَنع من الرواية عنه، ولا تُرِك الاحتجاج به "، ويقول ابن كثير: "لم يمتنع أحد من الرواية عنه ولا التفتوا إلى ما طعن عليه بعضهم وتكلم فيه ".
وتُكلم فيه أيضاً بسبب اختلاطه، قال أحمد بن أحمد القَصْري: "قال لي ابن اللبان الفَرَضي: لا تذهبوا إلى القَطِيعي، قد ضعف واختل، وقد منعت ابني من السماع منه "، ويروي عن أبي الحسن: محمد بن العباس بن أحمد بن الفرات البغدادي -ت 384هـ – أنه قال: "خلط في آخر عمره، وكف بعده وخرف، حتى كان لا يعرف شيئاً مما يُقرأ عليه"، وقال أبو عمرو ابن الصلاح: "اختل في آخر عمره وخَرِف حتى لا يعرف شيئاً مما يُقرأ عليه "، ويرى الإمام الذهبي أن تغير ه كان قليلاً، وتعقب ابن الصلاح على كلامه السابق فقال: "هذا القول غلو وإسراف، وقد كان أبو بكر أسند أهل زمانه "،
¥(6/383)
وكلام الذهبي محل تأمل؛ لأن ابن الصلاح مؤيد بمن سبق، وبذلك أجاب ابن حجر، وذكر أن سماع ابن المُذْهِب منه كان قبل اختلاطه.
والذي يترجح أنه: ثقة مسند مكثر زاهد تغير بأخرة.
هذا ما يتعلق بحاله، أما عن مروياته فالذي يظهر أنه لم يكن من الأئمة النقاد الذين يعنون بالانتقاء، ويعرفون أحوال الرواة، ولعله ممن يرى براءة الذمة بمجرد الإسناد، وقد اشتهر ذلك أيضاً عن فريق من متقدمي أهل الحديث؛ لأنهم يرون أن من أسند أحال إلى مَلِئِ، قال الحافظ ابن حجر: "أكثر المحدثين في الأعصار الماضية من سنة مائتين وهلمَّ جرَّا إذا ساقوا الحديث بإسناده، اعتقدوا أنهم برئوا من عهدته "، ويقول الذهبي عنه: "لم يكن القَطِيعي من فرسان الحديث، ولا مجوداً بل أدى ما تحمله إن سَلِم من أوهام في بعض الأسانيد والمتون ".
سادساً: آثاره ومؤلفاته:
يُعتبر القَطِيعي من مكثري الرواية ولا سيما عن عبد الله بن الإمام أحمد – كما تقدم-، وقد سمع من عبد الله بن الإمام أحمد: المسند، وذكر ابن نقطة أنه فاته على عبد الله بن أحمد خمسة أوراق من مسند عبد الله بن مسعود، فرواها عنه بالإجازة، وهي من أوله.
وسمع منه أيضاً: الزهد، والفضائل، والتأريخ، والمسائل وغير ذلك، قاله الخطيب البغدادي.
ومن مروياته أيضاً كتاب: "النهي عن اللقب " لشيخه أبي إسحاق: إبراهيم الحربي،وحديث أبي عاصم: الضحاك بن مَخْلد النبيل لأبي مسلم: إبراهيم بن عبد الله الكَجِّي.
وأما مؤلفاته فمنها:
أ - الفوائد المنتقاة والأفراد والغرائب الحسان، وتسمى أيضاً القطيعات الخمسة، وخامسها هو جزء الألف دينار.
ب - أمالي ذكرها الحافظ ابن حجر، والكتاني.
سابعاً: وفاته:
توفي القَطِيعي في ذي الحجة سنة 368هـ ببغداد، ودفن في مقابر باب حرب قريباً من قبر الإمام أحمد، رحمة الله عليهما.
----------------
المبحث الخامس: التعريف بزيادات القَطِيعي.
اُختلف في وجود زيادات للقَطِيعي على مسند الإمام أحمد برواية ابنه عبد الله، فأثبتها الساعاتي حيث يقول: "أحاديث المسند تنقسم إلى ستة أقسام .... وقسم رواه الحافظ أبو بكر القَطِيعي، عن غير عبد الله وأبيه –رحمهم الله تعالى-، وهو أقل الجميع ".
وذكر عبد الحي اللكنوي أنها زيادات كثيرة، ونسبه إلى شيخ الإسلام ابن تيمية، فقال: "قال ابن تيمية في منهاج السنة: ... ثم زاد ابنه عبد الله على مسند أحمد زيادات، وزاد أبو بكر القَطِيعي زيادات، وفي زيادات القَطِيعي أحاديث كثيرة موضوعة "، وصنيع عبد الحي اللكنوي محل تأمل؛ لأن كلام شيخ الإسلام في وصف زوائد القَطِيعي على فضائل الصحابة للإمام أحمد برواية ابنه عبد الله، وتقدم بيانه.
وقد تعقب العلامة الألباني من يرى كثرتها، إلا أنه نفى وجودها مطلقاً فقال: "ليس له زيادات في المسند خلافاً لما اشتهر "،
ونفيه لها مطلقاً محل تأمل،
ولعله ظنها من زيادات عبد الله بن الإمام أحمد، ولا سيما أن الموجود منها في المطبوع من مسند الإمام أحمد موضع واحد، قد يخفى على المستقرئ للمسند.
والحاصل أن للقَطِيعي زيادات على المسند بيدَ أنها قليلة جداً، ولهذا يقول الحافظ ابن حجر: "فيه شيء يسير من زيادات أبي بكر القَطِيعي الراوي عن عبد الله "، وبيّنها في عدة مواضع من كتابه: "إطراف المُسْنِد المُعتلي بأطراف المسند الحنبلي "، وكتابه: "إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة "، وقد وقفت على أربعة أحاديث منها، رواها عن شيوخه المعروف بالرواية عنهم.
وقد حصل وهم للعلامة الهيثمي فعزى أحدها إلى الإمام أحمد في مسنده، وسبب هذا الوهم عناية الهيثمي في كتابه: "مجمع الزوائد " بمتن الحديث وصحابيه، ولهذا ذهل في هذا الموضع عن طرف إسناده الأدنى، ومن ذا يسلم.
ويتبين من خلال دراسة هذه الزيادات أن إسناد الحديث الأول واه، فشيخ القَطِيعي فيه رموه بالكذب.
وكذا إسناد الحديث الثاني حيث إن فيه راوياً رموه بالكذب، مع أن في إسناده اضطراب، والحديث الثالث صحيح، وأما الرابع فالذي يظهر أن القَطِيعي أخطأ في متنه فقلب المعنى.
¥(6/384)
والخلاصة: أن أسانيد أكثرها واهية مع قلتها، والقَطِيعي ليس من الأئمة النقاد الذين لهم الخبرة بأحوال الرواة والأسانيد، وهو مثل المؤلفين في الفضائل والمغازي وغيرهم ممن يعنون بمجرد نقل الأخبار وأداء ما سمعوا، وفيهم يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "هؤلاء وأمثالهم قصدوا أن يرووا ما سمعوا من غير تمييز بين صحيح ذلك وضعيفة ".
الفصل الثاني:
تخريج زيادات القَطِيعي. الحديث الأول:
قال القَطِيعي: "حدثنا أبو شعيب: عبد الله بن الحسن بن أحمد الحراني، ثنا أبو جعفر النُفيلي، ثنا كثير بن مروان، عن إبراهيم بن أبي عَبلَة الشامي، عن أنس رضي الله عنه قال: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم -يعني المدينة- فلم يكن في أصحابه أَشْمط غير أبي بكر، وكان يُغَلِّفُها بالحِناء والكَتَم ".
وذكر ابن حجر أنه من زيادات القَطِيعي.
1 - دراسة الإسناد:
* أبو شعيب، هو: الأموي البغدادي المؤدب.
سمع من أبيه، وجده، وأحمد بن عبد الملك الحراني، وأبي جعفر النُفيلي، وكان سماعه منه سنة ثماني عشرة ومائتين قاله أبو علي بن الصواف.
وروى عنه المحاملي، ومحمد بن مخلد، وإسماعيل بن علي الخطبي، وغيرهم، ورواية القطيعي عنه مشهورة.
قال عنه صالح بن محمد –جزرة-، والدارقطني، ومسلمة: "ثقة "، وزاد الدارقطني: "مأمون".
وقال موسى بن هارون: "صدوق ... السماع من أبي شعيب الحراني يفضل على السماع من غيره؛ فإنه المحدث بن المحدث بن المحدث ".
وذكر نصر الصائغ أنه كان يأخذ الأجرة على التحديث، ولا يقدح هذا في ضبط الراوي.
وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "كتب عنه أصحابنا، يخطئ ويهم "، وهذا جرح مفسر فيقدم؛ ولهذا فإن الذهبي قال عنه: "صدوق ".
والخلاصة أنه: صدوق، ومات سنة 295 قاله أبو علي بن الصواف، وصححه الخطيب البغدادي، ومولده سنة 206هـ.
* وأبو جعفر النُفيلي، هو: عبد الله بن محمد بن علي بن نُفيل القضاعي الحراني.
روى عن: الإمام مالك، وزهير بن معاوية، وعبد الله بن مبارك، وغيرهم.
وروى عنه: أبو داود، والنسائي، وأبو زرعة، ويحيى بن معين، وغيرهم.
وبالدراسة لحاله يتبين أنه: ثقة حافظ، وثقه وأثنى عليه الإمام أحمد، وأبو حاتم، وأبو داود، والنسائي، والدارقطني، وابن حبان، وغيرهم، وأخرج له البخاري، وأصحاب السنن، ومات سنة 234هـ.
* وكثير بن مروان بن محمد بن سُويد الفِهْري المقدسي أبو محمد.
روى عن: إبراهيم بن أبي عَبْلة، وعبد الله بن يزيد الدمشقي، والحسن بن عرفة، وغيرهم.
وروى عنه: محمد بن الصباح، وأبو جعفر النُفيلي، وابنه محمد بن كثير، وغيرهم.
قال ابن معين: "ضعيف"، وقال أيضاً: "شامي ليس بشيء، كذاب كان ببغداد يحدث بالمنكرات"، وقال أيضاً: "رأيته وكان كذاباً " (3)، وقال محمود بن غيلان: "أسقطه أحمد وابن معين وأبو خيثمة "، وقال الآجري: "سألت أبا داود عن كثير بن مروان، قال: شامي، بلغني عن يحيى أنه ضعفه "، وقال يعقوب بن سفيان: "شامي ليس حديثه شيء "، وقال النسائي: "ليس بشيء "، وقال أبو حاتم: "يكتب حديثه ولا يحتج به "، وذكره العقيلي والدارقطني، وابن شاهين، وابن الجوزي في الضعفاء، وقال ابن حبان في المجروحين: "منكر الحديث جداً لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا وجه التعجب ".
والذي يظهر أنه: كذاب يحدث بالمنكرات؛ لما تقدم من كلام الإمام ابن معين، حيث رآه وسبر مروياته وتبين له كذبه.
* وإبراهيم بن أبي عَبْلة الشامي، واسم أبي عَبْلَة: شِمْر بن يقظان بن عبد الله الفلسطيني الرملي.
روى عن: واثلة بن الأسقع رضي الله عنه، وأم الدرداء رضي الله عنها، وغيرهما.
وروى عنه: مالك، والليث، وابن المبارك، وغيرهم.
وبالدراسة لحاله يتبين أنه: ثقة، وثقه ابن معين، ودُحيم، والنسائي، ويعقوب بن سفيان، وأبو حاتم، والدارقطني، وغيرهم، وأخرج له البخاري، ومسلم، وأبوداود، والنسائي، وابن ماجه، ومات سنة 152هـ.
2 – الحكم عليه: مما سبق يتبين أنه إسناد واهٍ، وسيأتي أنه معل بالنكارة، وأما متنه فثبت من طرق أخرى.
3 – تخريجه وبيان اختلاف الرواة فيه على وجهين:
الوجه الأول: من رواه عن إبراهيم بن أبي عَبْلَة، عن أنس بن مالكرضي الله عنه، وهو:
* كثير بن مروان في هذه الرواية التي أخرجها القَطِيعي.
¥(6/385)
الوجه الثاني: من رواه عن إبراهيم بن أبي عَبْلَة، عن عُقبة بن وَسَّاج، عن أنس رضي الله عنه، وهما:
أ – محمد بن حِمْير:
أخرجه البخاري، وابن سعد، وأبو نُعيم من طريق محمد، عن إبراهيم به بنحوه.
ب – وأبو عُبيد المَذْحجي مولى سليمان بن عبد الملك:
علّقه البخاري بالجزم ووصله الإسماعيلي، وابن حبان من طريق الأوزاعي عنه به بنحوه وبلفظ: "فكان أسنَّ أصحابه " وزيادة في آخره.
* النظر في أحوال الرواة *
* كثير بن مروان، تقدم عند دراسة الإسناد.
* ومحمد بن حِمْير، هو: السَّليحي الحمصي.
روى عن: إبراهيم بن أبي عَبْلَة، ومحمد بن زياد، والأوزاعي، والثوري، وغيرهم.
وروى عنه: سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، ونُعيم بن حماد، وهشام بن عبد الملك، وغيرهم.
قال ابن معين، ودُحيم: "ثقة "، وذكره ابن حبان في الثقات، وأخرج له البخاري، وأبوداود في المراسيل، والنسائي، وابن ماجه.
وقال الإمام أحمد: "ما علمت إلا خيراً "، وقال ابن معين، والنسائي، والدارقطني: "لا بأس به ".
وقال أبو حاتم: "يكتب حديثه ولا يحتج به"، وقال يعقوب بن سفيان: "ليس بالقوي"، ولهذا أورده ابن الجوزي في الضعفاء والكذابين، وقال الذهبي: "له غرائب وأفراد".
وأبو حاتم متشدد، ويعقوب قد خالفه الجمهور، وتفسير الذهبي لا يحطه إلى مرتبة الضعيف، ولهذا فإن ابن حجر قال عنه "صدوق ".
والخلاصة أنه: لا بأس به، وله غرائب وأفراد.
* وأبو عُبيد المَذْحجي مولى سليمان بن عبد الملك، قيل اسمه حَي أو حُيَي.
روى عن: أنس، وعمر بن عبد العزيز، وعقبة بن وَسَّاج، وغيرهم.
وروى عنه: الأوزاعي، ومالك، وسهيل بن أبي صالح، وغيرهم.
وبالداسة لحاله يتبين أنه: ثقة، وثقه أحمد، وأبوزرعة، ويعقوب بن سفيان، وعلي المديني، وغيرهم، وأخرج له البخاري تعليقاً، ومسلم، وأبوداود، والنسائي، ومات سنة بعد المئة.
* النظر في اختلاف الرواة *
مما سبق يتبين أن رواية كثير: منكرة لمخالفته رواية الثقات، وقال ابن حجرعن روايتهم: "وهو الصواب".
4 – الحكم العام على الحديث:
مما تقدم يتبين أن متن الحديث قد صح من طرق أخرى.
5 – شرح غريبه:
* قوله: "أَشْمَط "،الشَمْط: الشيب قاله ابن الأثير، والمقصود بيان أنه أكبرهم سناً، وقد جاء في رواية البخار ي المتقدمة بلفظ: "أسنّ "، وهذا يدل أيضاً على أن البقية كانوا شباباً.
* وقوله: "الكَتَم " هو: بفتح الكاف والمثناة الخفيفة: ورق يخضب به، ينبت في الصخور فيتدلى خيطاناً لطافاً.
الحديث الثاني:
قال القَطِيعي: "حدثنا محمد بن يونس، ثنا محمد بن خالد بن عَثْمة، ثنا إبراهيم بن سعد، عن عبد الله بن عامر، عن محمد، عن رجل من أهل البصرة، عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ليس من البر الصيام في السفر".
وذكر ابن حجر أنه من زيادات القَطِيعي، وعزاه الهيثمي للإمام أحمد، وهو وهم منه؛ لأن محمد بن يونس من شيوخ القَطِيعي كما سيأتي.
1 – دراسة الإسناد:
* شيخ القَطِيعي، هو: محمد بن يونس بن موسى بن سليمان الكُدَيْمي القرشي السامي -بالمهملة- البصري أبو العباس.
روى عن: روح بن عبادة، وأبي داود الطيالسي، وسعيد بن عامر، وغيرهم.
وروى عنه: ابن أبي الدنيا، والمحاملي، والقَطِيعي، وغيرهم.
وبالدراسة لحاله يتبين أنه: كذاب يضع الحديث، فقد كذبه محمد بن هارون، وأبو داود، وعبد الله بن الإمام أحمد، والحافظ القاسم بن زكريا المُطَرِّز، وابن حبان، وابن عدي.
وقال ابن أبي حاتم: "سمعت أبي وعرض عليه شيء من حديثه فقال: ليس هذا حديث أهل الصدق "، وقال ابن عدي: "كان ابن صاعد وعبد الله بن محمد لا يمتنعان من الرواية عن كل ضعيف ... إلا عن الكُدَيمي فإنهما كانا لا يرويان عنه لكثرة مناكيره، ولو ذكرت كلما أنكر عليه وإدعائه ووضعه لطال ذلك "، وقال أبو أحمد الحاكم: "ذاهب الحديث، تركه ابن صاعد وابن عقدة، وسمع منه ابن خزيمة ولم يحدث عنه، وقد حفظ فيه سوء القول عن غير واحد من أئمة الحديث "، وقال الدارقطني: "يتهم بوضع الحديث "، وقال الذهبي: "هالك "، وقال أيضاً: "أحد المتروكين "، وقال حين أورد بعض مناكيره: "ومن افترى هذا على أبي نُعيم!؟ " (1)، قال ابن حجر: "يعني أنه من أكذب الناس ".
¥(6/386)
فإن قيل: إن الإمام أحمد أثنى عليه حيث يقول: "كان حسن المعرفة، حسن الحديث ما وجد عليه إلا صحبته سليمان الشاذكوني "، فيجاب عليه بأنه لم يتبين حاله إلا بعد وفاة الإمام أحمد حيث كانت في سنة 241هـ، وتوفي الكُدِيمي سنة 286هـ، ولهذا يقول الدارقطني: "ما أحسن القول فيه إلا من لم يخبر حاله ".
هذا وقال ابن حجر في التقريب: "ضعيف "، وحكمه محل تأمل، وتقدم ما يخالفه، وابن حجر نفسه قال عنه في هدي الساري – مقدمة فتح الباري-: "واهي ".
* ومحمد بن خالد بن عَثْمة، هو: الحنفي البصري، وعَثْمة: أمه، قاله أبو داود، وابن أبي حاتم.
روى عن: إبراهيم بن إسماعيل، ومالك بن أنس، وسليمان بن بلال، وغيرهم.
وروى عنه: بُنْدار، وعلي المديني، والكُدَيمي، وغيرهم.
وبالدراسة لحاله يتبين أنه: لا بأس به، فقد قال عنه الإمام أحمد: "ما أرى بحديثه بأس "، وقال أبو زرعة: "لا بأس به "، وقال أبو حاتم: "صالح الحديث "، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: "ربما أخطأ "، وأخرج له أصحاب السنن.
* وإبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري المدني ثم البغدادي أبو إسحاق.
روى عن: أبيه، والزهري، وشعبة، وغيرهم.
وروى عنه: الليث، وأبو داود الطيالسي، وابناه يعقوب وسعد، وغيرهم.
وبالدراسة لحاله يتبين أنه: ثقة حجة، وثقه الإمام أحمد، وابن معين، وأبو حاتم، والعجلي وغيرهم، وأثنى عليه ابن معين أيضاً، وأخرج له أصحاب الكتب الستة، ومات سنة 185هـ.
* وعبد الله بن عامر، هو: الأسلمي المدني أبو عامر.
روى عن: أبي الزناد، ومحمد بن المنكدر، وسُهيل بن أبي صالح، وغيرهم.
وروى عنه: يزيد بن حبيب، والأوزاعي، وسليمان بن بلال، وغيرهم.
وبالدراسة لحاله يتبين أنه: ضعيف يقلب الأسانيد والمتون ويرفع المراسيل والموقوف، وضعفه: ابن سعد، وابن معين، وأحمد، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأبو داود، والنسائي، والدارقطني، وأبو أحمد الحاكم، وزاد ابن معين: "ليس بشيء "، وزاد أبو حاتم: "ليس بمتروك "، وأخرج له ابن ماجه.
وقال الإمام البخاري: "يتكلمون في حفظه "، وقال أيضاً: "ذاهب الحديث "، وقال ابن حبان في المجروحين: "يقلب الأسانيد والمتون، ويرفع المراسيل والموقوف "، وقال ابن عدي "لا يتابع في بعض هذه الأخبار ... وهو ممن يكتب حديثه "، وقال ابن حجر: "ضعيف ".
* ومحمد: كذا قال عبد الله بن عامر هنا، وسيأتي أنه قال مرة أخرى: "عن رجل يقال له محمد، عن أبي بَرْزة ... "، وقال أيضاً: "عن محمد بن آل أبي بَرْزة، عن أبي بَرْزة " وهذا كله اضطراب منه، وقد أورد الإمام البخاري محمد هذا في باب أفناء الناس من المحمدين، وهم غير المنسوبين، وقال: "لم يصح حديثه ".
والخلاصة أنه: مجهول العين.
* ورجل من أهل البصرة: تقدم في السابق ما يدل على أنه محمد، ولم يضبط عبد الله بن عامر هذا الإسناد.
* وأبو بَرْزة، هو: نَضْلة بن عبيد الأسلمي الصحابي رضي الله عنه.
2 – الحكم عليه: مما سبق يتبين أنه إسناد واهٍ، وتقدم أن البخاري ذكر عدم صحته، وقال الدارقطني في العلل: "غير ثابت "، وحكمهما على هذا الإسناد، وأما متنه فصح من حديث جابر رضي الله عنه كما سيأتي.
3 – تخريجه وبيان اختلاف رواية عبد الله بن عامر له على ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: رواه عن: محمد، عن رجل من أهل البصرة، عن أبي بَرْزة رضي الله عنه.
وهي رواية القَطِيعي هنا عن الكُدَيمي، عن محمد بن خالد بن عَثْمة، عن إبراهيم بن سعد، عن عبد الله به.
الوجه الثاني: رواه عن: رجل يقال له محمد، عن أبي بَرْزة رضي الله عنه.
أخرجه الإمام البخاري في التأريخ الكبير، وأعرض عن أدائه بصيغة التحديث حيث قال: "قال لي: محمد بن أبي سمينة حدثنا محمد بن عَثْمة، عن إبراهيم بن سعد، عن عبد الله بن عامر الأسلمي، عن رجل يقال له محمد، عن أبي بَرْزة " (2) الحديث، والذي يظهر أن الإمام صنع ذلك لوهن هذا الإسناد ولهذا قال بعده: "ولم يصح حديثه ".
وأخرجه البزار عن محمد بن معمر، عن محمد بن خالد، عن إبراهيم بن سعد، عن عبد الله بن عامر، عن محمد بن آل أبي بَرْزة، عن أبي بَرْزة رضي الله عنه.
الوجه الثالث: رواه عن: خاله عبد الرحمن بن حَرْمَلة، عن محمد بن المنكدر، عن أبي بَرْزة الأسلمي رضي الله عنه.
¥(6/387)
أخرجه الطبراني عن محمد بن عبد الله الحضرمي، عن معمر بن بكار السعدي، عن إبراهيم بن سعد، عن عبد الله بن عامر به، وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن عبدالرحمن بن حَرْمَلة إلا عبد الله بن عامر، ولا عن عبد الله بن عامر إلا إبراهيم بن سعد تفرد به: معمر بن بكار، ولا يُروى عن أبي بَرْزة إلا بهذا الإسناد "، ويَرِد على الطبراني ما تقدم.
* النظر في الاختلاف السابق *
مما سبق يتبين أن عبد الله بن عامر اضطرب في إسناده اضطراباً شديداً، كما أنه قلب إسناده إذ الحديث مشهور برواية جابر بن عبد الله رضي الله عنه كما سيأتي، وابن عامر معروف بالضعف وقلب الأسانيد كما تقدم، ويؤكد ذلك أن المحفوظ عن عبد الرحمن بن حَرْملة في هذا الباب مرسل سعيد المُسيِّب بلفظ آخر، وهو ما أخرجه عبد الرزاق عن ابن عيينة، عن عبدالرحمن بن حَرْمَلة، عن ابن المُسيِّب قال: "كنت عنده فأتاه قوم من أهل الجزيرة فقالوا: يا أبا محمد إنا نسافر في المحامل وإنا نُكفى، أفنصوم؟ قال: لا، قالوا: إنا نقوى على ذلك، قال (1): رسول الله كان أقوى وخيراً منكم، قال: خياركم الذين إذا سافروا قصروا الصلاة، ولم يصوموا "، وبذلك يتبين أنه قلب الأسانيد والمتون.
هذا ولا يتابعه على روايته عن محمد بن المنكدر إلا من هو أدنى منه، حيث أخرج البخاري في تأريخه، وابن عدي من طريق خالد العبد، عن محمد بن المنكدر، عن جابر رضي الله عنه مرفوعاً "خياركم من قصر الصلاة في السفر، وأفطر ".
* وخالد العَبْد، هو: ابن عبد الله البصري.
روى عن: الحسن البصري، وابن المنكدر.
وروى عنه: سَلْم بن قتيبة، وإسرائيل، وغيرهما.
وبالدراسة لحاله يتبين أنه: كذاب قدري، رماه عمرو بن علي بالوضع، وروى البخاري بإسناده إلى عبد الصمد بن عبد الوارث أنه قال: "سمعت خالداً العبد هو ضعيف يقول: قال: الحسن صليت خلف ثمانية وعشرين بدرياً كلهم يقنت بعد الركوع، فقلت: من حدثك؟ قال: حدثنا ميمون المَرَائي، فلقيت ميموناً فسألته، فقال: قال الحسن مثله، قلت من حدثك؟! قال: خالد العَبْد "، قال البخاري: "ما أعلم لميمون إلا حديثين "، وهذه الحكاية دليل على أن خالداً كان يكذب، وروى البخاري أيضاً بإسناده إلى سَلْم بن قتيبة أنه قال: "أتيت خالداً العبد، فإذا معه درج فيه: حدثنا الحسن، حدثنا الحسن، فانفلت الدرج من يده، فإذا في أوله هشام بن حسان قد محاه، قلت ما هذا؟ قال: هذا كتبت أنا هشام بن حسان عن الحسن، قلت: تكون مع هشام، وتكتب فيه هشام؟! قال: ما أعرفني بك ألست خرجت مع إبراهيم "، قال البخاري: "إبراهيم هذا كان إنساناً علوياً خرج "، وصنيع خالد السابق يدل على أنه كان يسرق الأسانيد ويغيرها، وقد أورد البخاري في ترجمة حديث "خياركم " – حديث الباب-، وقال بعده: "منكر الحديث "، وكذبه الدارقطني، وقال في الضعفاء والمتروكين: "متروك " وقال ابن حبان في المجروحين: "كان يسرق الحديث، ويحدث من كتب الناس من غير سماع "، وقال ابن عدي: "قدري ... ليس له من الحديث إلا مقدار عشرة وأقل ... وأحاديثه ... مناكير "، وقال الذهبي: "قدري واه تركوه ".
وقد أورد الدارقطني في العلل رواية عبد الله بن عامر، عن عبد الرحمن بن حَرْملة، عن ابن المنكدر، عن أبي بَرْزة، ورواية خالد العَبْد، عن ابن المنكدر، عن جابر، وقال: "كلاهما غير ثابت"، يعني بهذا الإسناد.
4 – الحكم العام: متن الحديث قد صح من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه حيث أخرجه الإمام أحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وغيرهم من طريق شعبة، عن محمد بن عبد الرحمن بن أسعد، عن محمد بن عمرو بن الحسن، عن جابر به بمثله وقصة في متنه.
الحديث الثالث:
قال القَطِيعي: "حدثنا الفضل بن الحُبَاب، حدثنا القَعْنَبي، حدثنا شعبة، حدثنا منصور، عن رِبْعي، عن أبي مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنما مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت".
وذكر ابن حجر أنه من زوائد القَطِيعي.
1 – دراسة الإسناد:
* شيخ القَطِيعي، هو: الفضل بن الحُبَاب بن محمد بن شُعيب بن عبد الرحمن الجُمَحي البصري، والحُبَاب لقب أبيه، واسمه: عمرو، قاله ابن حبان.
روى عن: القَعْنَبي، وأبي الوليد الطيالسي، ومُسَدَّد، وعلي المديني، وغيرهم.
¥(6/388)
وروى عنه: أبو عَوانة، وابن حبان في صحيحيهما، والطبراني، والإسماعيلي، وغيرهم.
ذكره ابن حبان في الثقات (3)، وقال مسلمة بن القاسم: "كان ثقة مشهوراً كثير الحديث"، وقال الخليلي: "احترقت كتبه، منهم من وثقه، ومنهم من تكلم فيه، وهو إلى التوثيق أقرب، والمتأخرون أخرجوه في الصحيح "، وقال ابن حجر: "روى عنه ابن عبد البر في الاستذكار من طريقه حديثاً منكراً جداً ما أدري مَنِ الآفة فيه ... () فلعل ابن الأحمر سمعه منه بعد احتراق كتبه"، وذكر الدارقطني في الغرائب له حديثاً وقال: "تفرد به أبو خليفة "، وقال ابن حجر: "أخطأ في سنده ".
ولم يصرح الخليلي باختلاطه بعد احتراق كتبه، وما ذكره ابن حجر –مع أنه احتمال- لا يفيد الاختلاط، بل هو عند التأمل دليل على الضبط؛ لأن من كان مكثراً واحترقت كتبه، ولم يخطئ إلا في حديثين، فهو بالإتقان والثقة والحفظ أولى، وقد أغرب عدد من الحفاظ المتقنين المكثرين في أحاديث مع جلالتهم وتوفر كتبهم، ولم يحطهم ذلك عن مرتبتهم، ولهذا فإن الذهبي قال عنه: "مسند عصره بالبصرة ... كان ثقة عالماً ما علمت فيه ليناً"، وقال أيضاً: "ولد سنة ست ومئتين، وعُني بهذا الشأن وهو مراهق، فسمع سنة عشرين ومئتين، ولقي الأعلام، وكتب علماً جماً ... وكان ثقة صادقاً مأموناً ".
والذي يظهر أنهم تكلموا فيه من أجل مسألة الوقف في القرآن، حيث قال مسلمة بن القاسم: "كان يقول بالوقف وهو الذي نُقم عليه "، وذكر السهمي أنه لما حضرته الوفاة قال: "قد جعلت كل من تكلم فيَّ في حِل إلا من قال إني أُقف في القرآن، أقول: القرآن كلام الله غير مخلوق"، وقال أبو علي النَّيْسَابُوري الحافظ: "دخلت أنا وأبو عَوَانة البصرة، فقيل: إن أبا خليفة قد هُجر، ويُدَّعى عليه أنه قال: القرآن مخلوق، فقال لي أبو عَوَانة: يا بني لا بد أن ندخل عليه، قال: فقال له أبو عَوَانة: ما تقول في القرآن؟ فاحمر وجهه وسكت، ثم قال: القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق، فهو كافر، وأنا تائب إلى الله من كل ذنب إلا الكذب، فإني لم أكذب قط استغفر الله، قال: فقام أبو علي فقبل رأسه، ثم قام أبو عوَانة إلى أبي خليفة فقبل كتفه ".
والخلاصة أنه: ثقة احترقت كتبه فربما أغرب، ومات سنة 305هـ.
* والْقَعْنَبي، هو: عبد الله بن مَسلمة بن قَعْنَب الحارثي المدني البصري أبو عبدالرحمن.
روى عن: مالك، وشعبة، والليث، وغيرهم.
وروى عنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وغيرهم.
وثقه: العجلي وابن قانع، وأثنى عليه: مالك، وابن معين، وأبو زرعة، والنسائي، وابن المديني، وغيرهم، وأخرج له الجماعة إلا ابن ماجه.
وقال ابن حجر: "ثقة عابد "، وكلامه محل تأمل فمرتبته أعلى من ذلك، فقد قال ابن معين: "ثقة مأمون لا يسأل عنه، لو ضاع كتابه ثم أخذه ممن سمع معه في المثل، كان حائزاً، هو رجل صدق "،وقال أبو حاتم – على تشدده-: "ثقة حجة "، وقال أبو زرعة: "ما كتبت أجل في عيني منه "، وذكر يعقوب بن سفيان أنه ثقة ثم قال: "حجة"، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: "كان من المتقنين في الحديث "، ولهذا قال عنه الذهبي: "أحد الأعلام "، وقال أيضاً: "الإمام الثبت القدوة شيخ الإسلام ".
والخلاصة أنه: ثقة حجة عابد، ومات سنة 221هـ.
* وشعبة هو: ابن الحجاج العَتَكي مولاهم الواسطي ثم البصري أبو بِسطام، الثقة الحافظ المتقن أمير المؤمنين في الحديث.
* ومنصور، هو: ابن المعتمر بن عبد الله السلمي الكوفي أبو عَتَّاب.
روى عن: زيد بن وهب، وإبراهيم النخعي، والحسن البصري ورِبْعي بن حِراش، وغيرهم.
روى عنه: الأعمش، وسليمان التيمي، والثوري، وشعبة، وغيرهم.
وهو: ثقة ثبت، وثقه وأثنى عليه: الإمام أحمد، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، والعجلي، وأبو حاتم، وأبو زرعة، وغيرهم، وأخرج له أصحاب الكتب الستة، ومات سنة132هـ.
* ورِبْعِي، هو: ابن حِراش –بكسر الحاء المهملة، وآخره معجمة- العبسي الكوفي أبو مريم.
روى عن: عمر، وعلي، وابن مسعود، وأبي موسى، وأبي مسعود، رضوان الله عليهم، وغيرهم.
وروى عنه: الشعبي، ومنصور بن المعتمر، وأبو مالك الأشجعي، وغيرهم.
وهو: ثقة عابد مخضرم، وثقه ابن سعد والعجلي، وغيرهما، وأخرج له أصحاب الكتب الستة، ومات سنة 100هـ على خلاف.
¥(6/389)
* وأبو مسعود، هو: عقبة بن عمرو الأنصاري البدري رضي الله عنه.
2 – الحكم عليه: مما سبق يتبين أنه إسناد صحيح، ولم يسمع الْقَعْنَبي من شعبة إلا هذا الحديث كما سيأتي في التخريج.
3 – لطائفه: إسناده كله عراقيون، وأبو مسعود نزل الكوفة قاله ابن سعد.
4 – تخريجه:
أخرجه ابن حبان عن أبي خليفة: الفضل بن الحُبَاب.
وأبو داود، كلاهما عن: القَعْنَبي.
والبخاري عن آدم بن أبي إياس.
والطيالسي، وأحمد عن محمد بن جعفر، وروح بن عبادة، كلهم – القَعْنَبي، وآدم والطيالسي، ومحمد، وروح- عن شعبة.
وأخرجه أحمد عن سفيان الثوري.
والبخاري من طريق زُهير بن معاوية، ثلاثتهم – شعبة، والثوري، وزُهير- عن منصور به بمثله، ورواية آدم عند البخاري بدون قوله: "الأولى ".
وسئل أبو داود: "أعند القَعْنَبي عن شعبة غير هذا الحديث؟ قال: لا "، وقال ابن حبان "ما سمع القَعْنَبي من شعبة إلا هذا الحديث ".
5 – شرح قوله: "فاصنع ما شِئت ":
ذكر أهل العلم في معناها أقوال منها:
أ – أنه أمر بمعنى التهديد والوعيد، وإلى هذا ذهب أبو العباس: أحمد بن يحيى ثعلب، والمعنى: إذا لم يكن حياء، فاعمل ما شئت فإن الله يجازيك عليه، ولهذا نظائره ومنه قول تعالى: {اعْمَلُواْ مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}، وقوله: {فَاعْبُدُواْ مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ}
ب – أنه بمعنى الخبر وإن كان لفظه لفظ الأمر، وإلى هذا ذهب أبو عبيد: القاسم بن سلام، والمعنى: من لم يستح صَنَعَ ما يشاء وانهمك في كل فاحشة ومنكر.
الحديث الرابع:
قال القَطِيعي: "حدثنا بشر بن موسى بن صالح بن شيخ بن عميرة الأسدي، ثنا الفضل بن دُكَيْن، ثنا زكريا بن أبي زائدة، عن عامر الشَّعْبي، عن مسروق، قال: قالت عائشة: فتلت القلائد لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم ".
وذكر ابن حجر أنه من زيادات القَطِيعي.
1 – دراسة الإسناد:
* شيخ القَطِيعي، هو: أبو علي البغدادي.
روى عن: حفص بن عمر، والحميدي، وسعيد بن منصور، وغيرهم.
روى عنه: إسماعيل الصَّفَّار، وأبو علي بن الصواف، والطبراني، والقَطِيعي، وغيرهم.
وهو: ثقة نبيل، وثقه الدارقطني، والخطيب البغدادي، والذهبي، وغيرهم، ومات سنة 288هـ.
* والفضل بن دُكَين بن حماد التيمي مولاهم الأحول أبو نُعيم المُلاَئي الكوفي مشهور بكنيته، ودُكَين لقب أبيه، واسمه: عمرو، روى عن: الأعمش، والثوري، ومالك، وغيرهم.
روى عنه: البخاري، ومحمد بن عبد الله بن نُمير، وابن أبي شيبة، وغيرهم.
وهو: ثقة ثبت، وثقه وأثنى عليه: ابن سعد، وابن معين، وابن المديني، وأحمد، والعجلي، وأبو حاتم، وغيرهم، وأخرج له أصحاب الكتب الستة، وذكر ابن المديني، وابن معين أن أوثق أصحاب الثوري: يحيى القطان، وابن مهدي، ووكيع، وابن المبارك، وأبو نُعيم-يعني: الفضل بن دُكَين-، ومات سنة 219هـ.
* وزكريا بن أبي زائدة، هو: الهمداني الوادعي الكوفي أبو يحيى.
روى عن: أبي إسحاق السَّبيعي، وعامر الشعبي، وسماك بن حرب، وغيرهم.
روى عنه: الثوري، وشعبة، وابن المبارك، ويحيى القطان، وأبو نُعيم، وغيرهم.
وبالدراسة لحاله يتبين أنه: ثقة، وثقه: ابن سعد، والعجلي، وأحمد، وأبو داود، والنسائي، والبزار، ويعقوب بن سفيان، وغيرهم، وأخرج له أصحاب الكتب الستة، وكان يدلس، قاله أبو حاتم، وقال أبو زرعة: "كان يدلس كثيراً عن الشعبي "، وجعله ابن حجر في المرتبة الثانية، ومات سنة 148هـ.
* وعامر الشَّعْبي، هو: ابن شراحيل الكوفي أبو عمرو.
روى عن: علي، وسعد بن أبي وقاص، وأبي هريرة، وغيرهم رضوان الله عليهم.
روى عنه: أبو إسحاق السَّبِيعي، والأعمش، ومنصور بن المعتمر، وغيرهم.
وهو: ثقة ثبت فقيه فاضل، وثقه وأثنى عليه: سفيان بن عيينة، والحسن البصري، وابن معين، وأبو زرعة، والعجلي، وغيرهم، وأخرج له أصحاب الكتب الستة، ومات بعد 100هـ.
* ومسروق، هو: ابن الأجدع بن مالك الهمْداني الوادعي الكوفي أبو عائشة.
روى عن: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، ومعاذ، وعائشة رضوان الله عليهم، وغيرهم.
وروى عنه: الشعبي، وإبراهيم النخعي، ومكحول، وغيرهم.
وهو: ثقة فقيه عابد مخضرم، وثقه ابن سعد، وابن معين، والعجلي، وغيرهم، وأخرج له أصحاب الكتب الستة، ومات سنة 62هـ.
¥(6/390)
2 – الحكم عليه: متن هذا الحديث معلول إذ قوله: "وهو محرم " يخالف المحفوظ من أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن محرماً حينذاك، والذي يظهر أن الوهم من القَطِيعي نفسه.
3 – تخريجه، وبيان وهم القَطِيعي فيه:
قال القَطِيعي في روايته لهذا الحديث: "وهو محرم " فخالف بذلك رواية الحفاظ له بهذا الإسناد وبغيره من أن النبي صلى الله عليه وسلم كان حلالاً ولم يكن محرماً.
والقَطِيعي نفسه قد رواه على الصواب في جزء الألف دينار بهذا الإسناد حيث قال: "حدثنا بشر قال: حدثنا أبو نُعيم، قال: حدثنا زكريا بن أبي زائدة، عن عامر الشعبي عن مسروق، عن عائشة قالت: فَتَلْت لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم القلائد قبل أن يُحرم ".
وأخرجه الإمام أحمد عن يحيى بن سعيد.
والبخاري عن أبي نُعيم.
ومسلم عن ابن نمير، ثلاثتهم عن زكريا بن أبي زائدة، وصرح بالسماع عند الإمام أحمد.
وأخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، والنسائي، والطحاوي، من طريق إسماعيل بن أبي خالد.
وأخرجه أحمد، ومسلم، وأبو يعلى، والطحاوي من طريق داود بن أبي هند، ثلاثتهم – زكريا، وإسماعيل وداود – عن عامر الشَّعْبي به.
وأخرجه مالك، وأحمد، والبخاري، ومسلم، والنسائي، وابن خزيمة من طريق عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة رضي الله عنها.
وأخرجه الحميدي، وأحمد، والبخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وابن خزيمة من طريق الأسود، عن عائشة رضي الله عنها.
وأخرجه الحميدي، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، من طريق عروة، عن عائشة رضي الله عنها.
وروايات حديث عائشة رضي الله عنها كثيرة، وكلها تنص على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان حلالاً ولم يحرم.
4– شرح غريبه:
* قولها: "فَتَلْتُ "، الفَتْل: لَيُّ وبرْم شعبتي الحبل وهو الجَدْل قال الليث: "الفتل: لي الشيء كليك الحبل "، وقال صاحب القاموس: "أَبْرَم الحبل: جعله طاقَيْن ثم فتله "، وقال أيضاً: "جدله يجدله: احكم فَتْلَه ".
* وقولها: "القلائد "، هي: الحبال من الصوف التي تُعلق في عنق الهدي ليعرف أنه هدي، قال أبو عبد الله: محمد بن أبي نصر الحميدي –ت488هـ-: "قلائد الهدي: ما يُعلّق في عنقه ليُعلم أنه هدي "، وقال القاضي عياض – ت544هـ-: "تقليد الهدي وقلائد الهدي هو: أن يعلق في عنقه نعل أو جلدة أو شبه ذلك علامة له "، وهي هنا من الصوف بدليل ما جاء في رواية القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها بلفظ: "فَتَلْتُ قلائدها من عِهْن كان عندي "، والعِهْن: الصوف، قال الحميدي: "العِهْن: الصوف الملون، الواحدة عِهْنَة، وهي القطعة من العِهْن ".
الخاتمة
تظهر من خلال هذه الدراسة عدة نتائج يتم إجمال أهمها فيما يلي:
1. حاجة أبواب علم مصطلح الحديث إلى الإكمال، وذلك بأن يضاف إليها ما يتعلق بمعرفة زيادات رواة الكتب على مؤلفيها، وتعد زيادات القَطِيعي على مسند الإمام أحمد برواية ابنه عبد الله مثالاً لها.
2. إن غاية أكثر هؤلاء الرواة –أصحاب الزيادات- أداء ما سمعوا ونقل الأحاديث دون تمييز بين الثابت وغيره؛ لأنهم ليسوا من الأئمة النقاد الذين يعنون بانتقاء مروياتهم، ويعرفون أحوال الرواة.
3. إن للقَطِيعي زيادات قليلة على مسند الإمام أحمد برواية ابنه عبد الله، بلغت أربعة أحاديث.
4. إنه روى أكثرها بأسانيد واهية، ويروي عن شيوخ له اتهموا بالكذب، وفيها من الرواة كذلك.
5. إن تقدم وفاة المعدِّل على وفاة الراوي، من أسباب خفاء حاله على المعدِّل عند تعارض الجرح والتعديل في الراوي، وسبق أن الإمام أحمد حسن حال: محمد بن يونس الكُدَيمي مع أن جمهور الأئمة على خلافه، وهو محمول على أن الإمام أحمد وثقه بناء على ما علمه من حاله قبل وفاته، إذ توفي قبله بخمس وأربعين سنة، وهي المدة التي تبين فيها حاله لغالب الأئمة الذين رموه بالكذب.
6. الأصل اتصال رواية الثقة الذي لم يوصف بالتدليس عمن عاصره بحيث يمكن سماعه منه، أو سمع منه إلا إذا نص أحد الأئمة النقاد على أن هذا الراوي لم يسمع من شيخه إلا أحاديث معدودة، مثل الْقَعْنَبي، فقد نص أبو داود وغيره على أنه لم يسمع من شيخه شعبة إلا حديثاً واحداً.
¥(6/391)
7. ضرورة التنبيه عند دراسة كتب الرواية إلى ما هو أصيل من صنيع صاحب الكتاب، وإلى ما هو زيادات عليه، حتى يَصْدُق الحكم على تلك الكتب، وتُعرف مناهج أصحابها وشروطهم، ونحو ذلك.
-----------------
مستفاد من
زيادات القَطِيعي
على مسند الإمام أحمد برواية ابنه عبد الله
دراسةً وتخريجاً
تأليف
الدكتور / دخيل بن صالح اللحيدان
الأستاذ المساعد في قسم السنة وعلومها
كلية أصول الدين بالرياض
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=19439
المشاركة (7)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 05 - 04, 09:10 ص]ـ
هذه الأحاديث الأربعة التي ذكرها الباحث من زيادات القطيعي
الحديث الأول:
قال القَطِيعي: "حدثنا أبو شعيب: عبد الله بن الحسن بن أحمد الحراني، ثنا أبو جعفر النُفيلي، ثنا كثير بن مروان، عن إبراهيم بن أبي عَبلَة الشامي، عن أنس رضي الله عنه قال: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم -يعني المدينة- فلم يكن في أصحابه أَشْمط غير أبي بكر، وكان يُغَلِّفُها بالحِناء والكَتَم ".
الحديث الثاني:
قال القَطِيعي: "حدثنا محمد بن يونس، ثنا محمد بن خالد بن عَثْمة، ثنا إبراهيم بن سعد، عن عبد الله بن عامر، عن محمد، عن رجل من أهل البصرة، عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ليس من البر الصيام في السفر".
الحديث الثالث:
قال القَطِيعي: "حدثنا الفضل بن الحُبَاب، حدثنا القَعْنَبي، حدثنا شعبة، حدثنا منصور، عن رِبْعي، عن أبي مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنما مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت".
الحديث الرابع:
قال القَطِيعي: "حدثنا بشر بن موسى بن صالح بن شيخ بن عميرة الأسدي، ثنا الفضل بن دُكَيْن، ثنا زكريا بن أبي زائدة، عن عامر الشَّعْبي، عن مسروق، قال: قالت عائشة: فتلت القلائد لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم ".
ـ[أبو يوسف السبيعي]ــــــــ[23 - 05 - 04, 07:36 م]ـ
قال الشيخ الألباني في كتاب الذب الأحمد عن مسند الإمام أحمد ص 75:
- (تذييل واستدراك)
(وبعد انتهائي من تآليف هذه الرسالة بأكثر من عشرين سنة صدرت كتب علمية حديثية كثيرة والحمد لله لم تكن مطبوعة من قبل، وقد تأكدت من بعضها صحة ما انتهيت إليه فيها من سلامة المسند المطبوع من الأحاديث الموضوعة من رواية القطيعي ....
وإن من تلك الكتب جامع المسانيد والسنن للحافظ ابن كثير بتعليق الدكتور القلعجي وإتحاف المهرة ... بتحقيق الدكتور زهير بن ناصر الناصر وغيره وأطراف مسند الإمام أحمد للحافظ ابن حجر أيضاً تحقيق الدكتور زهير أيضاً ...
وأهم من هذا كله أن هذا الدكتور الفاضل قال في مقدمته 1/ 61 - 62:
(وقد وقفت في أطراف المسند على أربعة أحاديث من زيادات القطيعي أنقلها هنا ثم ساقها وهي أربعة: من حديث أنس، وأبي برزة الأسلمي، وأبي مسعود الأنصاري، وقد صدرها كلها بقوله لم أجده إلا الثالث منها وهو عن أبي مسعود الأنصاري بلفظ إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت ...
إلى أن قال: والخلاصة أن في هذا التذييل فائدة كبرى تؤيد ما سبق تحقيقه من أنه لا يوجد في مسند الإمام أحمد غير حديث واحد من زيادات القطيعي، وأنه لم يتفرد به كما سبق .... )
ـ[أبو يوسف السبيعي]ــــــــ[23 - 05 - 04, 07:39 م]ـ
لم يذكر الدكتور دخيل اللحيدان طريقته في إحصاء الزيادات، لا سيما وقد حصرها في أربع،
وهل اعتمد على كلام د. زهير الناصر أم جرد المسند بنفسه أو الاتحاف؟
ـ[الرايه]ــــــــ[23 - 05 - 04, 09:39 م]ـ
لله درك شيخ عبد الرحمن ...
فقد اعدت بالذاكرة حين قرأت اسم كاتب المقال الى ايام الدراسة الجامعية.
حيث تشرفت ان درسني الشيخ مادة التخريج.
فاستفدت منه العلم الجم والخُلُق العظيم الذي كنت اسمع عنه في كتب اخلاق من سبقنا.
وما ذا اذكر عن هذا الشيخ؟
ااذكر احيائه لسنة الاجازات للكتب الحديثة، حيث احياها في الكلية وحث عليه، وعقد مجلسا للسماع!
ااذكر حرصه على استيعاب الطالب للعم مع هضم للنفس من التضجر من تكرار المعلومات!!
ااذكر عنه الادب الرفيع الذي انقرض في بعض الكليات الشرعية، فهل يكفي ان اذكر انه طلب رقم الهاتف من كل طالب حتى يتصل به شخصياً ويعلمه الدرجة النهائية لمادة التخريج، التي كان يدرسها.
ااذكر حرصه على عدم اظهاره لنفسه، فقد اعد مذكرة ضخمة للتخريج مطبوعة على الحاسب -لم ترى عيني مثلها-،
يقول الشيخ عنها: اخذت مني اكثر مما اخذته رسالة الدكتوراه، واكتشف بعد حين ان هناك من لصوص النشر من سطى على شيء منها فاراد احد الطلاب ذكر اسمه ذات مرة فقاطعه الشيخ طالبا عدم ذكر اسمه والتمس له العذر!!
ان ذاكرتي لاتزال كغيري - من الزملاء الذي تشرفوا بالتتلمذ على يديه وخصوصا مادة التخريج-، يستعذبون الفوائد والملح التي كان يتحفنا بها في معمل التخريج، ويستعذبون اكثر من نهر اخلاقه المتدفق بدون تكلف.
ومن باب رد بعض الجميل لشيخنا الكريم، فمن اراد مذكرة التخريج، فليرسل لي على البريد الخاص عنوانه البريدي.
وستصله بإذن الله
فجزاك الله خيرا شيخ عبد الرحمن على هذه الفائدة وبارك فيك
¥(6/392)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 05 - 04, 11:20 م]ـ
بارك الله في المشايخ الكرام أبو يوسف السبيعي والرايه
وأما الشيخ دخيل في بحثه فلم يشر إلى كلام الناصر أو غيره وإنما قال (والحاصل أن للقَطِيعي زيادات على المسند بيدَ أنها قليلة جداً، ولهذا يقول الحافظ ابن حجر: "فيه شيء يسير من زيادات أبي بكر القَطِيعي الراوي عن عبد الله "، وبيّنها في عدة مواضع من كتابه: "إطراف المُسْنِد المُعتلي بأطراف المسند الحنبلي "، وكتابه: "إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة "،
وقد وقفت على أربعة أحاديث منها، رواها عن شيوخه المعروف بالرواية عنهم.
وقد حصل وهم للعلامة الهيثمي فعزى أحدها إلى الإمام أحمد في مسنده، وسبب هذا الوهم عناية الهيثمي في كتابه: "مجمع الزوائد " بمتن الحديث وصحابيه، ولهذا ذهل في هذا الموضع عن طرف إسناده الأدنى، ومن ذا يسلم.
ويتبين من خلال دراسة هذه الزيادات أن إسناد الحديث الأول واه، فشيخ القَطِيعي فيه رموه بالكذب.
وكذا إسناد الحديث الثاني حيث إن فيه راوياً رموه بالكذب، مع أن في إسناده اضطراب، والحديث الثالث صحيح، وأما الرابع فالذي يظهر أن القَطِيعي أخطأ في متنه فقلب المعنى.).
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 05 - 04, 12:11 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
فهل كتاب فضائل الصحابة هو الذي فيه كثير من زيادات القطيعي كما يظهر من كلام ابن تيمية؟
ـ[الرايه]ــــــــ[30 - 05 - 04, 02:51 م]ـ
للتذكير بالموضوع.
وكذلك من يرغب في مذكرة التخريج للشيخ د. دخيل اللحيدان التي ذكرتها في تعليقي السابق
ارسال صندوق بريده في رسالة خاصة لي لتصله باذن الله، لان الاجازة مقبلة وربما انقطعت عن دخول الانترنت ...
وفق الله الجميع
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 10 - 05, 05:22 م]ـ
نعم القطيعي له زيادات متعددة في كتاب فضائل الصحابة.
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[16 - 11 - 07, 02:26 ص]ـ
ذكر الشيخ الألباني رحمه الله تعالى الزيادات التي قيل أنها ييقطيعي فإذا بشيوخ القطيعي على القول بأنها له يكون بين وفات شيوخه وولادته بعض سنين
فالأول وهو أبو عبد الله العنبري واسمه سوار بن عبد الله بن سوار التميمي مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245)
والثاني عبيد الله بن عمر القواريري مات سنة سبع وثلاثين ومئتين (237)
الثالث محمد بن أحمد الجنيدي وهو أبو جعفر البغدادي مات سنة سبع وستين ومئتين (267)
والرابع عبيد الله بن معاذ وهو أبو عمرو العنبري البصري مات سنة سبع وثلاثين ومئتين (237)
والخامس عبد الله بن سعد الزهري مات سنة ثمان وثلاثين ومئتين (238
والسادس يعقوب بن إبراهيم الدورقي مات سنة اثنتين وخمسين ومئتين (252)
وإذا أنت تذكر أن ولادة القطيعي كانت سنة (274) فيكون هؤلاء الشيخ ماتوا قبل ولادته بسنين كثيرة وآخرهم وفاة الجنيدي فبينها وبين ولادة القطيعي سبع سنين
كذا في الذب الأحمد 47 - 48
فكيف ما قاله الشيخ رحمه الله(6/393)
ترجمة الحافظ ابن حبان
ـ[ماهر]ــــــــ[09 - 05 - 04, 11:11 ص]ـ
1 - اسمه: هو الإمام العلاّمة الحافظ أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد بن سهيد بن هديَّة بن مرة بن سعد بن يزيد التميمي الدارمي البستي، يعرف بابن حبان ((انظر ترجمته في: الأنساب 1/ 248، ومعجم البلدان 2/ 328، والكامل 8/ 566، واللباب 1/ 105، وسير أعلام النبلاء 16/ 92، وتذكرة الحفاظ 3/ 920، وتاريخ الإسلام وفيات 354، والعبر 2/ 94، والوافي بالوفيات 2/ 317، والبداية والنهاية 11/ 248، وشذرات الذهب 3/ 16، وهدية العارفين 6/ 44).
2 - كنيته: كني رحمه الله بـ ((أبي حاتم)).
3 - نسبته: البستي نسبة إلى بُسْت بالضم مدينة كبيرة بين سجستان وغزنين وهراة، وهي من البلاد الحارة المِزاج وهي كبيرة ويقال لناحيتها اليوم كَرْم سير معناه النواحي الحارة المزاج وهي كثيرة الأنهار والبساتين إلا أن الخراب فيها ظاهر، خرج من هذه المدينة كبار العلماء أمثال: أبو سليمان الخطابي صاحب كتاب
" معالم السنن "، وإسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل أبو محمد القاضي، وأبو الفتح البستي الشاعر الكاتب صاحب التجنيس، وغيرهم (انظر: معجم البلدان 2/ 328).
4 - وفاته: أجمعت المصادر التي اطلعنا عليها على أنّ وفاة ابن حبان -رحمه الله - كانت سنة (354ه) في شهر شوال بسجستان بمدينة بُست.
5 - سيرته العلمية:
لم تذكر لنا المصادر التي بين أيدينا بداية هذا الإمام في طلب العلم، وكيف كانت، ولكن الذي يبدو أنه طلب العلم بنفسه فطاف البلاد ورحل إلى الآفاق طلباً للعلم والعلماء، فشدَّ الرحال إلى البصرة ومصر والموصل ونسا وجرجان وبغداد ودمشق ونيسابور وعسقلان، وبيت المقدس وطبرية وهراة، وغيرها من المدن، وقد بلغ مجموع شيوخه قرابة ألفي شيخ، كما صرح في مقدمة كتابه " التقاسيم والأنواع " فقال: ((لعلنا قد كتبنا عن أكثر من ألفي شيخ من إسبيجاب إلى الإسكندرية)) (التقاسيم والأنواع 1/ 152).
وقد علق الذهبي على ذلك فقال: ((كذا فلتكن الهمم)) (سير أعلام النبلاء 16/ 94).
أبدع رحمه الله في شتى العلوم فإلى جانب تبحره في علم الحديث، كانت له معرفة واسعة في علم الفقه، مع القدرة الفائقة على استنباط المسائل والأحكام من النصوص، وأبدع أيضاً في علم العربية وعلم الطب والنجوم وغيرها، ويظهر ذلك واضحاً من خلال الثروة العلمية الهائلة من المصنفات التي خلفها لنا.
قال فيه أبو سعد الإدريسي: ((كان على قضاء سمرقند زماناً، وكان من فقهاء الدين، وحفاظ الآثار عالماً بالطب وبالنجوم وفنون العلم)) (انظر: سير أعلام النبلاء 16/ 94).
وقال الحاكم: ((كان ابن حبان من أوعية العلم في الفقه واللغة والحديث والوعظ، ومن عقلاء الرجال)).
وقال أبو بكر الخطيب: ((كان ابن حبان ثقة نبيلاً فهماً)).
وقال ياقوت الحموي: ((أخرج من علوم الحديث ما عجَزَ عنه غيره، ومن تأمل تصانيفه تأمُّل منصف علم أنّ الرجل كان بحراً في العلوم)) (معجم البلدان 2/ 329).
وقد تتلمذ في الفقه على يد شيخه إمام الأئمة، وأخذ عنه طريقته في استنباط الأحكام والمسائل الفقهية، ويظهر ذلك جلياً في كتابه " التقاسيم
والأنواع " الذي يبيّن مدى تمسك ابن حبان بمنهج شيخه في الاستنباط، وتقليده الكامل له، لكن مع تصرفه الخاص الذي يمليه عليه عقله وأسلوبه، رحم الله ابن حبان وشيخه ورحمنا جميعاً.
6 - شيوخه:
سبق أن بيَّنّت أنّ ابن حبان رحمه الله روى عن ألفي شيخ كما صرح بذلك في كتابه، إلاّ أنني لا يمكنني استقصاؤهم في هذا المختصر، وسأكتفي بذكر أهم من روى عنهم، فمنهم:
1 - أحمد بن الحسن بن عبد الجبار بن راشد البغدادي الصوفي الكبير، (أبو محمد) وثقه الخطيب وغيره وكان صاحب حديث وإتقان (ت 306ه) (انظر: تاريخ بغداد 5/ 132، وسير أعلام النبلاء 14/ 152).
2 - أحمد بن علي بن المثنى بن يحيى بن عيسى بن هلال التميمي (أبو يعلى الموصلي) محدث الموصل وصاحب المسند والمعجم (ت 307ه) (انظر: سير أعلام النبلاء 14/ 174، وتذكرة الحفاظ 2/ 707).
¥(6/394)
3 - الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز، أبو العباس الشيباني الخراساني النسوي، صاحب المسند (ت 303ه) وقد حضر دفنه ابن حبان (انظر: سير أعلام النبلاء 14/ 157، وتذكرة الحفاظ 2/ 703).
4 - الحسين بن محمد بن أبي معشر مودود، أبو عروبة السلمي الحراني الجزري، مفتي أهل حَرّان ومصنف كتاب " الطبقات " و" تاريخ الجزيرة " (ت 318ه) (انظر: سير أعلام النبلاء 14/ 510، وشذرات الذهب 2/ 279).
5 - ابن خزيمة إمام الأئمة وشيخ خراسان.
6 - السَرّاج: هو محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران، أبو العباس السراج الثقفي مولاهم الخراساني النيسابوري، صاحب " المسند الكبير "
(ت 313ه) (انظر: سير أعلام النبلاء 14/ 388، والوافي بالوفيات 2/ 187).
.
7 - عبد الله بن محمد بن سلم، أبو محمد المقدسي الفريابي الأصل، وصفه ابن المقرئ بالصلاح والدين، توفي سنة اثني عشر وثلاث مئة (انظر: الأنساب 3/ 452، وسير أعلام النبلاء 14/ 306).
8 - عبد الله بن محمد بن عبد الرحمان بن شيرويه بن أسد، أبو محمد القرشي المطلبي النيسابوري، صاحب التصانيف (ت 305ه) (انظر: سير أعلام النبلاء 14/ 166، وشذرات الذهب 2/ 246).
9 - عمران بن موسى بن مجاشع، أبو إسحاق الجرجاني السختياني، مصنف " المسند " (ت 305ه) (انظر: سير أعلام النبلاء 14/ 136، وتذكرة الحفاظ 2/ 762).
10 - عمر بن سعيد بن أحمد بن سعد بن سنان، أبو بكر الطائي المنبجي، قال الذهبي: ((لم أظفر له بوفاة)) (انظر: تاريخ دمشق 48/ 38، وسير أعلام النبلاء 14/ 290).
.
11 - عمر بن محمد بن بُجير، أبو حفص الهمداني البُجَيري السمرقندي محدث ما وراء النهر ومصنف " المسند " و" التفسير " وغيرها (ت 311ه) (انظر: تاريخ دمشق 48/ 213، وتذكرة الحفاظ 2/ 719).
12 - الفضل بن الحُبَاب، أبو خليفة الجمحي البصري الأعمى، لقي الأعلام وكتب علماً جمّاً، وكان ثقة صادقاً مأموناً أديباً فصيحاً مفوَّهاً، رُحِل إليه من الآفاق، (ت 305ه) (انظر: تاريخ دمشق 48/ 213، وتذكرة الحفاظ 2/ 719).
.
13 - محمد بن الحسن بن قتيبة، أبو العباس اللخمي العسقلاني، كان مسند أهل فلسطين، ذا معرفة وصدق (ت 310ه) (انظر: سير أعلام النبلاء 14/ 292، وتذكرة الحفاظ 2/ 764).
14 - النسائي: هو أبو عبد الرحمان أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخراساني النسائي صاحب " السنن " كان من بحور العلم (ت 303ه) (انظر: تهذيب الكمال 1/ 43 (45)، وسير أعلام النبلاء 14/ 125).
7 - تلامذته:
1 - الحاكم: هو محمد بن حمدوُيه بن نعيم بن الحكم، أبو عبد الله بن البَيِّع الضبي الطهماني النيسابوري الشافعي، صاحب التصانيف (ت 405ه) (انظر: سير أعلام النبلاء 17/ 162، وتذكرة الحفاظ 3/ 1039).
2 - الدارقطني: هو أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الدارقطني، من بحور العلم، وأئمة الدنيا في الحفظ والفهم والورع، صاحب " السنن "
و" العلل " وغيرها (ت 385ه) (انظر: سير أعلام النبلاء 16/ 449، وتذكرة الحفاظ 3/ 991).
3 - ابن منده: هو أبو عبد الله محمد بن المحدث أبي يعقوب إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده العبدي الأصبهاني، صاحب كتاب " معرفة الصحابة "
و" التوحيد " وغيرها (ت 395ه) (انظر: سير أعلام النبلاء 17/ 28، وتذكرة الحفاظ 3/ 1031).
وغير ذلك من العلماء ممّا حوته كتب التراجم والأعلام.
8 - آثاره العلمية:
يعد ابن حبان رحمه الله أحمد العلماء البارزين المكثرين في التصنيف، إذ له عدد كبير من المصنفات، يغلب عليها التصنيف في الحديث والجرح والتعديل، وقد أبدع فيها، شهد بذلك ياقوت الحموي كما مر إذ قال: ((أخرج من علوم الحديث ما عجز عنه غيره)) (معجم البلدان 2/ 329).
وقد استقصى هذه المصنفات عدد من الباحثين المعاصرين (منهم: الشيخ شعيب الأرناؤوط في مقدمة كتاب " الإحسان " 1/ 29 – 33)، وفصلوا القول فيها، فبينوا مطبوعها من مخطوطها من مفقودها، وسأكتفي هنا بذكر بعض تلك، فمنها:
1 - أسامي من يعرف بالكنى، ثلاثة أجزاء (معجم البلدان 2/ 330).
2 - أنواع العلوم وأوصافها، ثلاثة مجلدات (سير أعلام النبلاء 16/ 95).
3 - التقاسيم والأنواع، وقد طبع ترتيبه باسم الاحسان.
4 - الثقات، وهو كتاب مطبوع متداول.
5 - روضة العقلاء ونزهة الفضلاء، وهو مطبوع.
6 - علل أوهام أصحاب التواريخ، عشرة أجزاء (معجم البلدان 2/ 330).
7 - علل حديث مالك، عشرة أجزاء (سير أعلام النبلاء 16/ 95).
8 - علل مناقب الزهري، عشرون جزءاً (سير أعلام النبلاء 16/ 95).
9 - غرائب الأخبار، عشرون جزءاً (معجم البلدان 2/ 330).
10 - الفصل والوصل، عشرة أجزاء (معجم البلدان 2/ 330).
11 - ما انفرد به أهل مكة من السنن، عشرة أجزاء (سير أعلام النبلاء 16/ 95).
12 - ما انفرد فيه أهل المدينة من السنن، عشرة أجزاء (معجم البلدان 2/ 330).
13 - ما خالف فيه الثوري شعبة، ثلاثة أجزاء (معجم البلدان 2/ 330).
14 - المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين، وهو مطبوع متداول بين أهل العلم.
15 - مشاهير علماء الأمصار، وهو كتاب مطبوع.
16 - المعجم على المدن، عشرة أجزاء (سير أعلام النبلاء 16/ 95).
17 - الهداية إلى علم السنن، مجلد (سير أعلام النبلاء 16/ 95).
وغير ذلك من المصنفات ممّا ورد في كتب التراجم والأعلام.(6/395)
ترجمة الحافظ ابن حبان
ـ[ماهر]ــــــــ[09 - 05 - 04, 11:11 ص]ـ
1 - اسمه: هو الإمام العلاّمة الحافظ أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد بن سهيد بن هديَّة بن مرة بن سعد بن يزيد التميمي الدارمي البستي، يعرف بابن حبان ((انظر ترجمته في: الأنساب 1/ 248، ومعجم البلدان 2/ 328، والكامل 8/ 566، واللباب 1/ 105، وسير أعلام النبلاء 16/ 92، وتذكرة الحفاظ 3/ 920، وتاريخ الإسلام وفيات 354، والعبر 2/ 94، والوافي بالوفيات 2/ 317، والبداية والنهاية 11/ 248، وشذرات الذهب 3/ 16، وهدية العارفين 6/ 44).
2 - كنيته: كني رحمه الله بـ ((أبي حاتم)).
3 - نسبته: البستي نسبة إلى بُسْت بالضم مدينة كبيرة بين سجستان وغزنين وهراة، وهي من البلاد الحارة المِزاج وهي كبيرة ويقال لناحيتها اليوم كَرْم سير معناه النواحي الحارة المزاج وهي كثيرة الأنهار والبساتين إلا أن الخراب فيها ظاهر، خرج من هذه المدينة كبار العلماء أمثال: أبو سليمان الخطابي صاحب كتاب
" معالم السنن "، وإسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل أبو محمد القاضي، وأبو الفتح البستي الشاعر الكاتب صاحب التجنيس، وغيرهم (انظر: معجم البلدان 2/ 328).
4 - وفاته: أجمعت المصادر التي اطلعنا عليها على أنّ وفاة ابن حبان -رحمه الله - كانت سنة (354ه) في شهر شوال بسجستان بمدينة بُست.
5 - سيرته العلمية:
لم تذكر لنا المصادر التي بين أيدينا بداية هذا الإمام في طلب العلم، وكيف كانت، ولكن الذي يبدو أنه طلب العلم بنفسه فطاف البلاد ورحل إلى الآفاق طلباً للعلم والعلماء، فشدَّ الرحال إلى البصرة ومصر والموصل ونسا وجرجان وبغداد ودمشق ونيسابور وعسقلان، وبيت المقدس وطبرية وهراة، وغيرها من المدن، وقد بلغ مجموع شيوخه قرابة ألفي شيخ، كما صرح في مقدمة كتابه " التقاسيم والأنواع " فقال: ((لعلنا قد كتبنا عن أكثر من ألفي شيخ من إسبيجاب إلى الإسكندرية)) (التقاسيم والأنواع 1/ 152).
وقد علق الذهبي على ذلك فقال: ((كذا فلتكن الهمم)) (سير أعلام النبلاء 16/ 94).
أبدع رحمه الله في شتى العلوم فإلى جانب تبحره في علم الحديث، كانت له معرفة واسعة في علم الفقه، مع القدرة الفائقة على استنباط المسائل والأحكام من النصوص، وأبدع أيضاً في علم العربية وعلم الطب والنجوم وغيرها، ويظهر ذلك واضحاً من خلال الثروة العلمية الهائلة من المصنفات التي خلفها لنا.
قال فيه أبو سعد الإدريسي: ((كان على قضاء سمرقند زماناً، وكان من فقهاء الدين، وحفاظ الآثار عالماً بالطب وبالنجوم وفنون العلم)) (انظر: سير أعلام النبلاء 16/ 94).
وقال الحاكم: ((كان ابن حبان من أوعية العلم في الفقه واللغة والحديث والوعظ، ومن عقلاء الرجال)).
وقال أبو بكر الخطيب: ((كان ابن حبان ثقة نبيلاً فهماً)).
وقال ياقوت الحموي: ((أخرج من علوم الحديث ما عجَزَ عنه غيره، ومن تأمل تصانيفه تأمُّل منصف علم أنّ الرجل كان بحراً في العلوم)) (معجم البلدان 2/ 329).
وقد تتلمذ في الفقه على يد شيخه إمام الأئمة، وأخذ عنه طريقته في استنباط الأحكام والمسائل الفقهية، ويظهر ذلك جلياً في كتابه " التقاسيم
والأنواع " الذي يبيّن مدى تمسك ابن حبان بمنهج شيخه في الاستنباط، وتقليده الكامل له، لكن مع تصرفه الخاص الذي يمليه عليه عقله وأسلوبه، رحم الله ابن حبان وشيخه ورحمنا جميعاً.
6 - شيوخه:
سبق أن بيَّنّت أنّ ابن حبان رحمه الله روى عن ألفي شيخ كما صرح بذلك في كتابه، إلاّ أنني لا يمكنني استقصاؤهم في هذا المختصر، وسأكتفي بذكر أهم من روى عنهم، فمنهم:
1 - أحمد بن الحسن بن عبد الجبار بن راشد البغدادي الصوفي الكبير، (أبو محمد) وثقه الخطيب وغيره وكان صاحب حديث وإتقان (ت 306ه) (انظر: تاريخ بغداد 5/ 132، وسير أعلام النبلاء 14/ 152).
2 - أحمد بن علي بن المثنى بن يحيى بن عيسى بن هلال التميمي (أبو يعلى الموصلي) محدث الموصل وصاحب المسند والمعجم (ت 307ه) (انظر: سير أعلام النبلاء 14/ 174، وتذكرة الحفاظ 2/ 707).
¥(6/396)
3 - الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز، أبو العباس الشيباني الخراساني النسوي، صاحب المسند (ت 303ه) وقد حضر دفنه ابن حبان (انظر: سير أعلام النبلاء 14/ 157، وتذكرة الحفاظ 2/ 703).
4 - الحسين بن محمد بن أبي معشر مودود، أبو عروبة السلمي الحراني الجزري، مفتي أهل حَرّان ومصنف كتاب " الطبقات " و" تاريخ الجزيرة " (ت 318ه) (انظر: سير أعلام النبلاء 14/ 510، وشذرات الذهب 2/ 279).
5 - ابن خزيمة إمام الأئمة وشيخ خراسان.
6 - السَرّاج: هو محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران، أبو العباس السراج الثقفي مولاهم الخراساني النيسابوري، صاحب " المسند الكبير "
(ت 313ه) (انظر: سير أعلام النبلاء 14/ 388، والوافي بالوفيات 2/ 187).
.
7 - عبد الله بن محمد بن سلم، أبو محمد المقدسي الفريابي الأصل، وصفه ابن المقرئ بالصلاح والدين، توفي سنة اثني عشر وثلاث مئة (انظر: الأنساب 3/ 452، وسير أعلام النبلاء 14/ 306).
8 - عبد الله بن محمد بن عبد الرحمان بن شيرويه بن أسد، أبو محمد القرشي المطلبي النيسابوري، صاحب التصانيف (ت 305ه) (انظر: سير أعلام النبلاء 14/ 166، وشذرات الذهب 2/ 246).
9 - عمران بن موسى بن مجاشع، أبو إسحاق الجرجاني السختياني، مصنف " المسند " (ت 305ه) (انظر: سير أعلام النبلاء 14/ 136، وتذكرة الحفاظ 2/ 762).
10 - عمر بن سعيد بن أحمد بن سعد بن سنان، أبو بكر الطائي المنبجي، قال الذهبي: ((لم أظفر له بوفاة)) (انظر: تاريخ دمشق 48/ 38، وسير أعلام النبلاء 14/ 290).
.
11 - عمر بن محمد بن بُجير، أبو حفص الهمداني البُجَيري السمرقندي محدث ما وراء النهر ومصنف " المسند " و" التفسير " وغيرها (ت 311ه) (انظر: تاريخ دمشق 48/ 213، وتذكرة الحفاظ 2/ 719).
12 - الفضل بن الحُبَاب، أبو خليفة الجمحي البصري الأعمى، لقي الأعلام وكتب علماً جمّاً، وكان ثقة صادقاً مأموناً أديباً فصيحاً مفوَّهاً، رُحِل إليه من الآفاق، (ت 305ه) (انظر: تاريخ دمشق 48/ 213، وتذكرة الحفاظ 2/ 719).
.
13 - محمد بن الحسن بن قتيبة، أبو العباس اللخمي العسقلاني، كان مسند أهل فلسطين، ذا معرفة وصدق (ت 310ه) (انظر: سير أعلام النبلاء 14/ 292، وتذكرة الحفاظ 2/ 764).
14 - النسائي: هو أبو عبد الرحمان أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخراساني النسائي صاحب " السنن " كان من بحور العلم (ت 303ه) (انظر: تهذيب الكمال 1/ 43 (45)، وسير أعلام النبلاء 14/ 125).
7 - تلامذته:
1 - الحاكم: هو محمد بن حمدوُيه بن نعيم بن الحكم، أبو عبد الله بن البَيِّع الضبي الطهماني النيسابوري الشافعي، صاحب التصانيف (ت 405ه) (انظر: سير أعلام النبلاء 17/ 162، وتذكرة الحفاظ 3/ 1039).
2 - الدارقطني: هو أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الدارقطني، من بحور العلم، وأئمة الدنيا في الحفظ والفهم والورع، صاحب " السنن "
و" العلل " وغيرها (ت 385ه) (انظر: سير أعلام النبلاء 16/ 449، وتذكرة الحفاظ 3/ 991).
3 - ابن منده: هو أبو عبد الله محمد بن المحدث أبي يعقوب إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده العبدي الأصبهاني، صاحب كتاب " معرفة الصحابة "
و" التوحيد " وغيرها (ت 395ه) (انظر: سير أعلام النبلاء 17/ 28، وتذكرة الحفاظ 3/ 1031).
وغير ذلك من العلماء ممّا حوته كتب التراجم والأعلام.
8 - آثاره العلمية:
يعد ابن حبان رحمه الله أحمد العلماء البارزين المكثرين في التصنيف، إذ له عدد كبير من المصنفات، يغلب عليها التصنيف في الحديث والجرح والتعديل، وقد أبدع فيها، شهد بذلك ياقوت الحموي كما مر إذ قال: ((أخرج من علوم الحديث ما عجز عنه غيره)) (معجم البلدان 2/ 329).
وقد استقصى هذه المصنفات عدد من الباحثين المعاصرين (منهم: الشيخ شعيب الأرناؤوط في مقدمة كتاب " الإحسان " 1/ 29 – 33)، وفصلوا القول فيها، فبينوا مطبوعها من مخطوطها من مفقودها، وسأكتفي هنا بذكر بعض تلك، فمنها:
1 - أسامي من يعرف بالكنى، ثلاثة أجزاء (معجم البلدان 2/ 330).
2 - أنواع العلوم وأوصافها، ثلاثة مجلدات (سير أعلام النبلاء 16/ 95).
3 - التقاسيم والأنواع، وقد طبع ترتيبه باسم الاحسان.
4 - الثقات، وهو كتاب مطبوع متداول.
5 - روضة العقلاء ونزهة الفضلاء، وهو مطبوع.
6 - علل أوهام أصحاب التواريخ، عشرة أجزاء (معجم البلدان 2/ 330).
7 - علل حديث مالك، عشرة أجزاء (سير أعلام النبلاء 16/ 95).
8 - علل مناقب الزهري، عشرون جزءاً (سير أعلام النبلاء 16/ 95).
9 - غرائب الأخبار، عشرون جزءاً (معجم البلدان 2/ 330).
10 - الفصل والوصل، عشرة أجزاء (معجم البلدان 2/ 330).
11 - ما انفرد به أهل مكة من السنن، عشرة أجزاء (سير أعلام النبلاء 16/ 95).
12 - ما انفرد فيه أهل المدينة من السنن، عشرة أجزاء (معجم البلدان 2/ 330).
13 - ما خالف فيه الثوري شعبة، ثلاثة أجزاء (معجم البلدان 2/ 330).
14 - المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين، وهو مطبوع متداول بين أهل العلم.
15 - مشاهير علماء الأمصار، وهو كتاب مطبوع.
16 - المعجم على المدن، عشرة أجزاء (سير أعلام النبلاء 16/ 95).
17 - الهداية إلى علم السنن، مجلد (سير أعلام النبلاء 16/ 95).
وغير ذلك من المصنفات ممّا ورد في كتب التراجم والأعلام.
¥(6/397)
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[11 - 11 - 05, 07:16 م]ـ
المعلومات فيها تكرار مع موضوع عن صحيح ابن حبان.
بارك الله فيك
ـ[القرشي]ــــــــ[29 - 01 - 09, 08:20 م]ـ
جزاكم الله خيراً(6/398)
فوائد حول صحيح ابن حبان
ـ[ماهر]ــــــــ[09 - 05 - 04, 11:13 ص]ـ
ابن حبان
1 - اسمه: هو الإمام العلاّمة الحافظ أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد بن سهيد بن هديَّة بن مرة بن سعد بن يزيد التميمي الدارمي البستي، يعرف بابن حبان ((انظر ترجمته في: الأنساب 1/ 248، ومعجم البلدان 2/ 328، والكامل 8/ 566، واللباب 1/ 105، وسير أعلام النبلاء 16/ 92، وتذكرة الحفاظ 3/ 920، وتاريخ الإسلام وفيات 354، والعبر 2/ 94، والوافي بالوفيات 2/ 317، والبداية والنهاية 11/ 248، وشذرات الذهب 3/ 16، وهدية العارفين 6/ 44).
2 - كنيته: كني رحمه الله بـ ((أبي حاتم)).
3 - نسبته: البستي نسبة إلى بُسْت بالضم مدينة كبيرة بين سجستان وغزنين وهراة، وهي من البلاد الحارة المِزاج وهي كبيرة ويقال لناحيتها اليوم كَرْم سير معناه النواحي الحارة المزاج وهي كثيرة الأنهار والبساتين إلا أن الخراب فيها ظاهر، خرج من هذه المدينة كبار العلماء أمثال: أبو سليمان الخطابي صاحب كتاب
" معالم السنن "، وإسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل أبو محمد القاضي، وأبو الفتح البستي الشاعر الكاتب صاحب التجنيس، وغيرهم (انظر: معجم البلدان 2/ 328).
4 - وفاته: أجمعت المصادر التي اطلعنا عليها على أنّ وفاة ابن حبان -رحمه الله - كانت سنة (354ه) في شهر شوال بسجستان بمدينة بُست.
5 - سيرته العلمية:
لم تذكر لنا المصادر التي بين أيدينا بداية هذا الإمام في طلب العلم، وكيف كانت، ولكن الذي يبدو أنه طلب العلم بنفسه فطاف البلاد ورحل إلى الآفاق طلباً للعلم والعلماء، فشدَّ الرحال إلى البصرة ومصر والموصل ونسا وجرجان وبغداد ودمشق ونيسابور وعسقلان، وبيت المقدس وطبرية وهراة، وغيرها من المدن، وقد بلغ مجموع شيوخه قرابة ألفي شيخ، كما صرح في مقدمة كتابه " التقاسيم والأنواع " فقال: ((لعلنا قد كتبنا عن أكثر من ألفي شيخ من إسبيجاب إلى الإسكندرية)) (التقاسيم والأنواع 1/ 152).
وقد علق الذهبي على ذلك فقال: ((كذا فلتكن الهمم)) (سير أعلام النبلاء 16/ 94).
أبدع رحمه الله في شتى العلوم فإلى جانب تبحره في علم الحديث، كانت له معرفة واسعة في علم الفقه، مع القدرة الفائقة على استنباط المسائل والأحكام من النصوص، وأبدع أيضاً في علم العربية وعلم الطب والنجوم وغيرها، ويظهر ذلك واضحاً من خلال الثروة العلمية الهائلة من المصنفات التي خلفها لنا.
قال فيه أبو سعد الإدريسي: ((كان على قضاء سمرقند زماناً، وكان من فقهاء الدين، وحفاظ الآثار عالماً بالطب وبالنجوم وفنون العلم)) (انظر: سير أعلام النبلاء 16/ 94).
وقال الحاكم: ((كان ابن حبان من أوعية العلم في الفقه واللغة والحديث والوعظ، ومن عقلاء الرجال)).
وقال أبو بكر الخطيب: ((كان ابن حبان ثقة نبيلاً فهماً)).
وقال ياقوت الحموي: ((أخرج من علوم الحديث ما عجَزَ عنه غيره، ومن تأمل تصانيفه تأمُّل منصف علم أنّ الرجل كان بحراً في العلوم)) (معجم البلدان 2/ 329).
وقد تتلمذ في الفقه على يد شيخه إمام الأئمة، وأخذ عنه طريقته في استنباط الأحكام والمسائل الفقهية، ويظهر ذلك جلياً في كتابه " التقاسيم
والأنواع " الذي يبيّن مدى تمسك ابن حبان بمنهج شيخه في الاستنباط، وتقليده الكامل له، لكن مع تصرفه الخاص الذي يمليه عليه عقله وأسلوبه، رحم الله ابن حبان وشيخه ورحمنا جميعاً.
6 - شيوخه:
سبق أن بيَّنّت أنّ ابن حبان رحمه الله روى عن ألفي شيخ كما صرح بذلك في كتابه، إلاّ أنني لا يمكنني استقصاؤهم في هذا المختصر، وسأكتفي بذكر أهم من روى عنهم، فمنهم:
1 - أحمد بن الحسن بن عبد الجبار بن راشد البغدادي الصوفي الكبير، (أبو محمد) وثقه الخطيب وغيره وكان صاحب حديث وإتقان (ت 306ه) (انظر: تاريخ بغداد 5/ 132، وسير أعلام النبلاء 14/ 152).
2 - أحمد بن علي بن المثنى بن يحيى بن عيسى بن هلال التميمي (أبو يعلى الموصلي) محدث الموصل وصاحب المسند والمعجم (ت 307ه) (انظر: سير أعلام النبلاء 14/ 174، وتذكرة الحفاظ 2/ 707).
¥(6/399)
3 - الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز، أبو العباس الشيباني الخراساني النسوي، صاحب المسند (ت 303ه) وقد حضر دفنه ابن حبان (انظر: سير أعلام النبلاء 14/ 157، وتذكرة الحفاظ 2/ 703).
4 - الحسين بن محمد بن أبي معشر مودود، أبو عروبة السلمي الحراني الجزري، مفتي أهل حَرّان ومصنف كتاب " الطبقات " و" تاريخ الجزيرة " (ت 318ه) (انظر: سير أعلام النبلاء 14/ 510، وشذرات الذهب 2/ 279).
5 - ابن خزيمة إمام الأئمة وشيخ خراسان.
6 - السَرّاج: هو محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران، أبو العباس السراج الثقفي مولاهم الخراساني النيسابوري، صاحب " المسند الكبير "
(ت 313ه) (انظر: سير أعلام النبلاء 14/ 388، والوافي بالوفيات 2/ 187).
.
7 - عبد الله بن محمد بن سلم، أبو محمد المقدسي الفريابي الأصل، وصفه ابن المقرئ بالصلاح والدين، توفي سنة اثني عشر وثلاث مئة (انظر: الأنساب 3/ 452، وسير أعلام النبلاء 14/ 306).
8 - عبد الله بن محمد بن عبد الرحمان بن شيرويه بن أسد، أبو محمد القرشي المطلبي النيسابوري، صاحب التصانيف (ت 305ه) (انظر: سير أعلام النبلاء 14/ 166، وشذرات الذهب 2/ 246).
9 - عمران بن موسى بن مجاشع، أبو إسحاق الجرجاني السختياني، مصنف " المسند " (ت 305ه) (انظر: سير أعلام النبلاء 14/ 136، وتذكرة الحفاظ 2/ 762).
10 - عمر بن سعيد بن أحمد بن سعد بن سنان، أبو بكر الطائي المنبجي، قال الذهبي: ((لم أظفر له بوفاة)) (انظر: تاريخ دمشق 48/ 38، وسير أعلام النبلاء 14/ 290).
.
11 - عمر بن محمد بن بُجير، أبو حفص الهمداني البُجَيري السمرقندي محدث ما وراء النهر ومصنف " المسند " و" التفسير " وغيرها (ت 311ه) (انظر: تاريخ دمشق 48/ 213، وتذكرة الحفاظ 2/ 719).
12 - الفضل بن الحُبَاب، أبو خليفة الجمحي البصري الأعمى، لقي الأعلام وكتب علماً جمّاً، وكان ثقة صادقاً مأموناً أديباً فصيحاً مفوَّهاً، رُحِل إليه من الآفاق، (ت 305ه) (انظر: تاريخ دمشق 48/ 213، وتذكرة الحفاظ 2/ 719).
.
13 - محمد بن الحسن بن قتيبة، أبو العباس اللخمي العسقلاني، كان مسند أهل فلسطين، ذا معرفة وصدق (ت 310ه) (انظر: سير أعلام النبلاء 14/ 292، وتذكرة الحفاظ 2/ 764).
14 - النسائي: هو أبو عبد الرحمان أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخراساني النسائي صاحب " السنن " كان من بحور العلم (ت 303ه) (انظر: تهذيب الكمال 1/ 43 (45)، وسير أعلام النبلاء 14/ 125).
7 - تلامذته:
1 - الحاكم: هو محمد بن حمدوُيه بن نعيم بن الحكم، أبو عبد الله بن البَيِّع الضبي الطهماني النيسابوري الشافعي، صاحب التصانيف (ت 405ه) (انظر: سير أعلام النبلاء 17/ 162، وتذكرة الحفاظ 3/ 1039).
2 - الدارقطني: هو أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الدارقطني، من بحور العلم، وأئمة الدنيا في الحفظ والفهم والورع، صاحب " السنن "
و" العلل " وغيرها (ت 385ه) (انظر: سير أعلام النبلاء 16/ 449، وتذكرة الحفاظ 3/ 991).
3 - ابن منده: هو أبو عبد الله محمد بن المحدث أبي يعقوب إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده العبدي الأصبهاني، صاحب كتاب " معرفة الصحابة "
و" التوحيد " وغيرها (ت 395ه) (انظر: سير أعلام النبلاء 17/ 28، وتذكرة الحفاظ 3/ 1031).
وغير ذلك من العلماء ممّا حوته كتب التراجم والأعلام.
8 - آثاره العلمية:
يعد ابن حبان رحمه الله أحمد العلماء البارزين المكثرين في التصنيف، إذ له عدد كبير من المصنفات، يغلب عليها التصنيف في الحديث والجرح والتعديل، وقد أبدع فيها، شهد بذلك ياقوت الحموي كما مر إذ قال: ((أخرج من علوم الحديث ما عجز عنه غيره)) (معجم البلدان 2/ 329).
وقد استقصى هذه المصنفات عدد من الباحثين المعاصرين (منهم: الشيخ شعيب الأرناؤوط في مقدمة كتاب " الإحسان " 1/ 29 – 33)، وفصلوا القول فيها، فبينوا مطبوعها من مخطوطها من مفقودها، وسأكتفي هنا بذكر بعض تلك، فمنها:
1 - أسامي من يعرف بالكنى، ثلاثة أجزاء (معجم البلدان 2/ 330).
2 - أنواع العلوم وأوصافها، ثلاثة مجلدات (سير أعلام النبلاء 16/ 95).
3 - التقاسيم والأنواع، وقد طبع ترتيبه باسم الاحسان.
4 - الثقات، وهو كتاب مطبوع متداول.
¥(6/400)
5 - روضة العقلاء ونزهة الفضلاء، وهو مطبوع.
6 - علل أوهام أصحاب التواريخ، عشرة أجزاء (معجم البلدان 2/ 330).
7 - علل حديث مالك، عشرة أجزاء (سير أعلام النبلاء 16/ 95).
8 - علل مناقب الزهري، عشرون جزءاً (سير أعلام النبلاء 16/ 95).
9 - غرائب الأخبار، عشرون جزءاً (معجم البلدان 2/ 330).
10 - الفصل والوصل، عشرة أجزاء (معجم البلدان 2/ 330).
11 - ما انفرد به أهل مكة من السنن، عشرة أجزاء (سير أعلام النبلاء 16/ 95).
12 - ما انفرد فيه أهل المدينة من السنن، عشرة أجزاء (معجم البلدان 2/ 330).
13 - ما خالف فيه الثوري شعبة، ثلاثة أجزاء (معجم البلدان 2/ 330).
14 - المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين، وهو مطبوع متداول بين أهل العلم.
15 - مشاهير علماء الأمصار، وهو كتاب مطبوع.
16 - المعجم على المدن، عشرة أجزاء (سير أعلام النبلاء 16/ 95).
17 - الهداية إلى علم السنن، مجلد (سير أعلام النبلاء 16/ 95).
وغير ذلك من المصنفات ممّا ورد في كتب التراجم والأعلام.
التقاسيم والأنواع
اشتهر هذا الكتاب عند أهل العلم من الحفاظ والمحدثين باسم " صحيح ابن حبان "، وسبب ذلك هو أنّ ابن حبان اشترط فيه الصحيح، واسمه الكامل هو كما سمّاه به مؤلفه في عنوان الكتاب من النسخة الموجودة بدار الكتب المصرية، إذ جاء فيه ((المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع من غير وجود قطع في سندها ولا ثبوت جرح في ناقليها)) (انظر: مقدمة كتاب الإحسان 1/ 34 بتحقيق الشيخ شعيب).
وقد اقتصر بعض العلماء على لفظ ((التقاسيم والأنواع)) كالأمير
علاء الدين مرتّبه ومبوّبه، والذهبي، والهيثمي، والسيوطي (انظر: مقدمة الإحسان في تقريب ابن حبان 1/ 172، وسير أعلام النبلاء 16/ 94، وموارد الظمأن: 29، وتدريب الراوي 1/ 109).
وهذا الكتاب قام بترتيبه الأمير علاء الدين الفارسي الذي رتبه على الكتب والأبواب، وأسماه " الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان " وقد قام بتحقيقه الشيخ شعيب الأرناؤوط، وطبع سنة 1418ه - 1987م، ويحتوي على ثمانية عشر مجلداً، والسابع عشر والثامن عشر منها فهارس لأطراف الأحاديث والآثار والرواة والموضوعات.
سبب تأليف هذا الكتاب يذكره ابن حبان في مقدمة كتابه إذ يقول: ((وإنيّ لما رأيت الأخبار طُرُقُها كثرت، ومعرفة الناس بالصحيح منها قلت؛ لاشتغالهم بكتبة الموضوعات وحفظ الخطأ والمقلوبات، حتى صار الخبر الصحيح مهجوراً لا يكتب، والمنكر المقلوب عزيزاً يستغرب، وأن من جمع السنن من الأئمة المرضيين، وتكلّم عليها من أهل الفقه والدين، أمعنوا في ذكر الطرق للأخبار، وأكثروا من تكرار المُعاد للآثار، قصداً منهم لتحصيل الألفاظ، على من رام حفظها من
الحفاظ، فكان ذلك سبب اعتماد المتعلم على ما في الكتاب، وترك المقتبس التحصيل للخطاب.
فتدبرت الصحاح لأسهل حفظها على المتعلمين، وأمعنتُ الفكر فيها لئلا يصعب وعُيها على المقتبسين)) (مقدمة الإحسان 1/ 102).
2 - شرط ابن حبان في كتابه ومنزلته:
لقد ذكر ابن حبان رحمه الله شرطه في كتابه " التقاسيم والأنواع " في مقدمة الكتاب فقال: ((وأما شرطنا في نقله ما أودعناه كتابنا هذا من السنن، فإنّا لم نحتجّ فيه إلا بحديث اجتمع في كل شيخ من رواته خمسة أشياء:
الأول: العدالة في الدين بالستر الجميل.
والثاني: الصدق في الحديث بالشهرة فيه.
والثالث: العقل بما يحدث من الحديث.
والرابع: العلمُ بما يُحيل من معاني ما يروي.
والخامس: المتعرِّي خبره عن التدليس.
فكل من اجتمع فيه هذه الخصال الخمس، احتججنا بحديثه وبنينا الكتاب على روايته، وكل من تعرَّى عن خصلة من هذه الخصال الخمس، لم نحتجّ
به)) (مقدمة الإحسان 1/ 151).
وقد عدّ العلماء صحيح ابن خزيمة أعلى مرتبة من صحيح ابن حبان ولم يشذ منهم سوى الشيخ شعيب الأرناؤوط وفيما يأتي أعرض أقوالهم بالتفصيل:
قال السيوطي: ((صحيح ابن خزيمة أعلى مرتبة من صحيح ابن حبان لشدة تحريه، حتى إنه يتوقف في التصحيح لأدنى كلام)) (تدريب الراوي 1/ 109).
¥(6/401)
وقال أيضاً: ((إنَّ أصحهم صحيحاً ابن خزيمة، ثمّ ابن حبان، ثم الحاكم فينبغي أن يقال: أصحها بعد مسلم ما اتفق عليه الثلاثة، ثمّ ابن خزيمة وابن حبان، أو الحاكم، ثمّ ابن حبان والحاكم ثمّ ابن خزيمة فقط، ثمّ ابن حبان، ثم الحاكم
فقط، إن لم يكن الحديث على شرط أحد الشيخين، ولم أر من تعرض
لذلك)) (البحر الذي زخر 2/ 661 – 662).
وقال الحازمي: ((وصحيح ابن خزيمة أعلى رتبة من صحيح ابن حبان؛ لشدة تحريه فأصح من صنف في الصحيح بعد الشيخين ابن خزيمة فابن حبان فالحاكم)) (فيض القدير 1/ 35).
وقال إبراهيم دسوقي الشهاوي صاحب كتاب " مصطلح الحديث ": ((اتفقوا على أن صحيح ابن خزيمة أصح من صحيح ابن حبان، وصحيح ابن حبان أصح من مستدرك الحاكم؛ لتفاوتهم في الاحتياط)) (مصطلح الحديث: 17).
وقد أشار إلى ذلك العلاّمة محمد بن جعفر الكتاني صاحب كتاب " الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة "، إذ قال: ((وقد قيل إن أصح من صنف في الصحيح بعد الشيخين، ابن خزيمة فابن حبان)) (الرسالة المستطرفة: 21).
وتابعه في ذلك الدكتور محمد أديب صالح في كتابه " لمحات في أصول الحديث "، فقال: ((والذي قيل فيه - أي صحيح ابن خزيمة - إنّه أصح ما صنف في الصحيح بعد الصحيحين)) (لمحات في أصول الحديث: 155).
وقال العلاّمة أحمد شاكر رحمه الله: ((وقد رتب علماء هذا الفن ونقاده هذه الكتب الثلاثة التي التزم مؤلفوها رواية الصحيح من الحديث وحده، أعني الصحيح المجرد بعد الصحيحين: البخاري ومسلم، على الترتيب الأتي:
صحيح ابن خزيمة، صحيح ابن حبان، المستدرك للحاكم، ترجيحاً منهم لكل كتاب منها على ما بعده في التزام الصحيح المجرد، وإن وافق هذا مصادفة ترتيبهم الزمني من غير قصد إليه)).
وقد خالف الشيخ شعيب ما اتفق عليه العلماء، إذ ذهب إلى تقديم صحيح ابن حبان على صحيح ابن خزيمة، فقال: ((إن صحيح ابن حبان أعلى مرتبة من صحيح شيخه ابن خزيمة، بل إنه ليزاحم بعض الكُتُب الستة، وينافس بعضها في درجته …)) (الإحسان 1/ 43).
وهذا غير صحيح، وهو فيه مخالف لقول أهل العلم الذين أطبقوا على تقديم كتاب ابن خزيمة على كتاب ابن حبان، ولعل أقدم من تكلم في هذا هو ابن عدي فقد قال: ((وصحيح ابن خزيمة الذي قرظه العلماء بقولهم: صحيح ابن خزيمة يكتب بماء الذهب فإنه أصح ما صنف في الصحيح المجرد بعد الشيخين البخاري ومسلم)) (الكامل 1/ 33).
ولعل الذي دفع الشيخ شعيب على ذلك هو ما يراه من بعض الأحاديث المنتقدة من مختصر المختصر مع غياب المنهج الذي رسمه ابن خزيمة كما في الأحاديث التي عللها، أو التي توقف فيها أو التي صدر المتن على السند، ولو قرأ الكتاب قراءة دارس لما قال مقالته هذه مع سقم الطبعة القديمة التي حوت ما يزيد على (1761) خطأ.
وبودي في هذا المقام أن أنقل كلام الشيخ العلامة سليمان العلوان في الكلام عن كتاب ابن حبان قال – رعاه الله – ((/ كتابه الصحيح:
أما الصحيح فقد حصل لنا استقراء وقراءة لكتابه وهو ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1ـ الصحيح الذي يوافقه عليه جمهور أهل العلم، وهذا ولله الحمد هو الغالب على كتابه، يعرف ذلك من قرأه وأمعن النظر فيه.
2ـ مما تنازع العلماء فيه وأورده ـ رحمه الله ـ في صحيحه، فهذا لا عتب عليه فيه، لأنه إمام له مكانته العلمية يعدل ويجرح وينتقد كغيره من العلماء. ومن هؤلاء ممن خرج لهم في صحيحه ممن تنازع العلماء فيهم: محمد بن إسحاق، ومحمد بن عجلان، والعلا بن عبد الرحمن، والمطلب بن حنطب وغيرهم. وهؤلاء فيهم أن أحاديثهم لا تنزل عن مرتبة الحسن، مع العلم أن مسلماً قد أخرج في صحيحه لمحمد بن عجلان وابن إسحاق
3ـ أن يكون ـ رحمه الله ـ قد وهم فيه كتخرجه لسعيد بن سماك بن حرب، فإنه قد روى عن أبيه عن جابر بن سمرة: (أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يقرأ ليلة الجمعة في صلاة المغرب، بقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد) وهذا حديث متروك، سعيد بن سماك قال عنه أبو حاتم: متروك الحديث. ولكن هذا لا يدل على أن ابن حبان متساهل لأنه بشر يخطئ ويصيب والعبرة بكثرة الصواب وهو كثير كما قدمنا قال الشاعر:
…………………… كفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه
وقد انتقد شئ كثير على البخاري ومسلم في توثيقهم لبعض الضعفاء ومن ذلك:
(إسماعيل بن أبي أويس) أخرج له البخاري في الأصول، وهو ضعيف الحديث على القول الصحيح، ومع ذلك من أمعن في كتب الرجال كتهذيب الكمال وتهذيب التهذيب والجرح والتعديل لابن أبي حاتم وغيرها ولم يعتمد على المختصرات والله الهادي إلى سواء السبيل.)).
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 05 - 04, 01:29 م]ـ
حفظك الله شيخنا الكريم وبارك في علمك
وقد افدتنا بفائدة نفيسة حول تقديم صحيح بن خزيمة على صحيح بن حبان خلافا لمن عكس الأمر أو توقف في ذلك.
¥(6/402)
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[11 - 11 - 05, 07:15 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أسامة الهيتي]ــــــــ[16 - 01 - 09, 06:27 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[رندا مصطفي]ــــــــ[16 - 01 - 09, 07:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا المبارك(6/403)
فائدة نفيسة من صحيح أبي عبد الله
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[10 - 05 - 04, 08:18 ص]ـ
فائدة لعلها نفيسة
قال أبو عبد الله البخاري رحمه الله تعالى في فضائل القرآن
فضل قل هو الله أحد 6/ 233
حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا إبراهيم والضحاك المشرقي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة فشق ذلك عليهم وقالوا أينا يطيق ذلك يا رسول الله فقال الله الواحد الصمد ثلث القرآن. (قال أبو عبد الله عن إبراهيم مرسل وعن الضحاك المشرقي مسند).
ورمز على مابين القوسين بـ ِ (لا ص س ط إلى) أي غير موجودة في نسخة الأصيلي وابن عساكر وأبي الوقت.
وأخذ رقم (6) عند كلمة القرآن في آخر الحديث قبل قول أبي عبد الله ورقم في الحاشية (6) وأخذ عنده ما يلي:
(قال الفربري سمعت أبا جعفر محمد بن أبي حاتم وراق أبي عبد الله) ووضع فوقها (هاء هكذا ه) أي في نسخة الهروي، وفوقها ـ أي فوق الهاء ـ علامة (صحـ).
قال الحافظ ابن حجر في الفتح 9/ 76
قوله: (إبراهيم) هو النخعي والضحاك المشرقي بكسر الميم وسكون المعجمة وفتح الراء نسبة إلى مشرق بن زيد ابن جشم بن حاشد بطن من همدان , قيده العسكري وقال: من فتح الميم فقد صحف , كأنه يشير إلى قول ابن أبي حاتم مشرق موضع , وقد ضبطه بفتح الميم وكسر الراء الدارقطني وابن ماكولا وتبعهما ابن السمعاني في موضع , ثم غفل فذكره بكسر الميم كما قال العسكري لكن جعل قافه فاء , وتعقبه = ابن = الأثير فأصاب. والضحاك المذكور هو ابن شراحبيل ويقال شراحبيل , وليس له في البخاري سوى هذا الحديث وآخر يأتي في كتاب الأدب قرنه فيه بأبي سلمة بن عبد الرحمن كلاهما عن أبي سعيد الخدري , وحكى البزار أن بعضهم زعم أنه الضحاك ابن مزاحم وهو غلط.
قوله: (قال الفربري. سمعت أبا جعفر محمد بن أبي حاتم وراق أبي عبد الله يقول قال أبو عبد الله: عن إبراهيم مرسل , وعن الضحاك المشرقي مسند) ثبت هذا عند أبي ذر عن شيوخه , والمراد أن رواية إبراهيم النخعي عن أبي سعيد منقطعة ورواية الضحاك عنه متصلة , وأبو عبد الله المذكور هو البخاري المصنف , وكأن الفربري ما سمع هذا الكلام منه فحمله عن أبي جعفر عنه , وأبو جعفر كان يورق للبخاري أي ينسخ له وكان من الملازمين له والعارفين به والمكثرين عنه , وقد ذكر الفربري عنه في الحج والمظالم والاعتصام وغيرها فوائد عن البخاري ويؤخذ من هذا الكلام أن البخاري كان يطلق على المنقطع لفظ المرسل وعلى المتصل لفظ المسند , والمشهور في الاستعمال أن المرسل ما يضيفه التابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم والمسند ما يضيفه الصحابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بشرط أن يكون ظاهر الإسناد إليه الاتصال , وهذا الثاني لا ينافي ما أطلقه المصنف.
أبو بكر ماهر بن عبد الوهاب علوش.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 05 - 04, 09:03 ص]ـ
بارك الله فيك وأحسن إليك وحفظك، وهذا الذي تفضلت به يشتمل على فوائد منها
ذكرك حفظك الله استفادة الرواة من أبي حاتم وراق البخاري في بعض المواضع من الصحيح.
وقد ذكر الشيخ عبدالوكيل الهاشمي في ختم البخاري المواضع التي فيها نقل عن أبي حاتم وراق البخاري في الصحيح فقال:
قلت: الرواية السادسة، المفقودة التي لم يذكروها المشايخ، لأبي جعفر محمد بن حاتم ورَّاق البخاري
هل هي رواية مهملة، أم هي نسخة مفقودة. أم لم يعتبروها رواية،
وأن محمد بن يوسف الفربري استفاد من هذه النسخة في عدة مواضع من البخاري.
الاستفادة الأولى: في كتاب المناسك قال محمد بن يوسف الفربري: وجدت في كتاب أبي جعفر قال أبو عبد الله الزبيربن عدي كوفي، والزبير بن عربي بصري.
الاستفادة الثانية: في كتاب الصوم، قال أبو جعفر، سالت أبا عبد الله إذا أفطر الصائم يكفر مثل المجامع قال، ألا ترى الأحاديث.
الاستفادة الثالثة: في كتاب المظالم، قال الفربري، وجدت بخط أبى جعفر قال أبو عبد الله تفسيره أن ينزع منه يريد الإيمان.
الاستفادة الرابعة: في كتاب فضائل القرآن، قال الفربري سمعت أبا جعفر محمد بن أبي حاتم وراق البخاري أبي عبد الله يقول قال أبو عبد الله عن إبراهيم مرسل، وعن الضحاك مسند.
قلت: لما ثبتت هذه المواضع من أشهر راوٍ للبخاري فإذا هي النسخة السادسة ولكنها لم تشتهر، ولم يذكروها.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=7094
المشاركة (16)
ومن الفوائد من نقلك السابق أن البخاري يسمى المنقطع مرسلا، وهذا مستعمل عند المتقدمين كما أنهم يسمون المرسل منقطعا.
كذلك تسمية الحديث المتصل مسندا عند البخاري
وكذلك ملازمة أبي حاتم الوراق لشيخه البخاري ومعرفته بأحواله ورجوع الرواة إليه
وغيرها، فجزاك الله خيرا وبارك فيك ونفعنا بعلمك.
¥(6/404)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[11 - 05 - 04, 04:00 ص]ـ
إن إطلاق المرسل على ما لم يتصل سنده، جرى عليه الخطيب في الكفاية ص 384، وابن الأثير وجامع الأصول 1/ 115 - 119وهو مذهب الفقهاء والأصوليين، نقله التهانوي في القواعد في علوم الحديث نقلا عن السراج الهندي ص 163، وغيرهم كابن الصلاح والعراقي وآخرين.
واستعمله المتقدمون:
قول أبي زرعة الرازي:
أخرج الدارقطني (2/ 96): من حديث موسى بن طلحة عن عمر بن الخطاب قال: "إنما سن رسول الله الزكاة في هذه الأربعة: الحنطة والشعير والزبيب والتمر"
قال أبو زرعة الرازي" مرسل موسى بن طلحة بن عبيد الله عن عمر مرسل"
جاء في مراسيل ابن أبي حاتم ص 104:
أبو زرعة: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن عن عمر مرسل
أبو زرعة: عمر بن شعيب عن عمر مرسل ص 123
سئل أبو زرعة عن: عطاء بن أبي رباح عن عثمان؟ قال: مرسل، رواه ابن جريج عن عطاء، أنه بلغه عن عثمان.
أبوزرعة: عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب عن عثمان مرسل ص 129
أبو زرعة: موسى بن طلحة بن عبيد اله عن عمر مرسل ص 164
قول يحيى بن معين:
وقال يحيى بن معين: ما روى الشعبي عن عائشة مرسل (المراسيل لابن أبي حاتم ص 132)
قول الإمام أحمد:
قال الإمام أحمد: عراك عن عائشة مرسل (شرح علل الترمذي (1/ 312)
ونقل مهنا عن أحمد أنه ذكر إبراهيم بن محمد بن طلحة قال: قال عمر: " لأمنعن فروج ذوي الأحساب إلا على الأكفاء" قال: فقلت له: "هذا مرسل عن عمر؟ " قال نعم ولكن إبراهيم بن محمد بن طلحة كبير.
قول أبي حاتم:
مجاهد عن عائشة مرسل (المراسيل لابنه ص 162)
المسيب بن رافع عن سعد مرسل ص 163
واستعمل ذلك على نفس المعنى أبو داود ويحيى القطان والدارقطني والبيهقي.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[13 - 05 - 04, 09:15 م]ـ
شيخنا أبا عمر جزاكم الله تعالى خيرا على فوائدكم
أسأل الله تعالى أن يثقل موازينكم
ويبارك لكم في علمكم ووقتكم
الأخ مصطغى الفاسي بارك الله بكم على هذه الفوائد
أسعدتني مشاركتك
ماهر
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[13 - 05 - 04, 09:25 م]ـ
ونحن الأكثر سعادة مشايخنا الأفاضل:
الشيخ أبا بكر بن عبد الوهاب
الشيخ عبد الرحمن الفقيه
وما أجد لي من عذر لكي أتقدم بين أياديكم إلا أن ###.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[18 - 05 - 04, 08:33 م]ـ
قال أبو عبد الله رحمه الله تعالى في الصحيح في كتاب النكاح 7/ 14
باب ما يحل من النساء وما يحرم وقوله تعالى حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت إلى آخر الآيتين إلى قوله إن الله كان عليما حكيما وقال أنس والمحصنات من النساء ذوات الأزواج الحرائر حرام إلا ما ملكت أيمانكم لا يرى بأسا أن ينزع الرجل جاريته من عبده وقال ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن وقال ابن عباس ما زاد على أربع فهو حرام كأمه وابنته وأخته وقال لنا أحمد بن حنبل حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان حدثني حبيب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس حرم من النسب سبع ومن الصهر سبع ثم قرأ حرمت عليكم أمهاتكم الآية وجمع عبد الله بن جعفر بين ابنة علي وامرأة علي وقال ابن سيرين لا بأس به وكرهه الحسن مرة ثم قال لا بأس به وجمع الحسن بن الحسن بن علي بين ابنتي عم في ليلة وكرهه جابر بن زيد للقطيعة وليس فيه تحريم لقوله تعالى وأحل لكم ما وراء ذلكم وقال عكرمة عن ابن عباس إذا زنى بأخت امرأته لم تحرم عليه امرأته ويروى عن يحيى الكندي عن الشعبي وأبي جعفر فيمن يلعب بالصبي إن أدخله فيه فلا يتزوجن أمه ويحيى هذا غير معروف ولم يتابع عليه وقال عكرمة عن ابن عباس إذا زنى بها لم تحرم عليه امرأته ويذكر عن أبي نصر أن ابن عباس حرمه وأبو نصر هذا لم يعرف بسماعه من ابن عباس ويروى عن عمران بن حصين وجابر بن زيد والحسن وبعض أهل العراق تحرم عليه وقال أبو هريرة لا تحرم حتى يلزق بالأرض يعني يجامع وجوزه ابن المسيب وعروة والزهري وقال الزهري قال علي لا تحرم وهذا مرسل.
قال الحافظ في الفتح 9/ 195
قوله (ويحيى هذا غير معروف ولم يتابع عليه) انتهى وهو ابن قيس , روى أيضا عن شريح روى عنه الثوري وأبو عوانة وشريك. فقول المصنف " غير معروف " أي غير معروف العدالة وإلا فاسم الجهالة ارتفع عنه برواية هؤلاء , وقد ذكره البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا , وذكره ابن حبان في الثقات كعادته فيمن لم يجرح.
وقوله (وأبو نصر هذا لم يعرف بسماعه من ابن عباس) كذا للأكثر , وفي رواية ابن المهدي عن المستملي لا يعرف سماعه وهي أوجه وأبو نصر هذا بصري أسدي , وثقه أبو زرعة.
قلت:
رحم الله البخاري كثيرا ما أكثر تحريه للسماع.
وقوله (وهذا مرسل) ففي رواية الكشميهني وهو مرسل أي منقطع، فأطلق المرسل على المنقطع كما تقدم في فضائل القرآن والخطب فيه سهل، والله أعلم.
أبو بكر
¥(6/405)
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[09 - 06 - 04, 04:50 م]ـ
الاستفادة الخامسة:
في الرقاق في آخر باب رفع الأمانة 8/ 130
قال الفربري قال أبو جعفر حدثت أبا عبد الله فقال: سمعت أبا أحمد بن عاصم يقول: سمعت أبا عبيد يقول قال الأصمعي وأبو عمرو وغيرهما جذر قلوب الرجال، الجذر الأصل من كل شيء، والوَكْت أثر الشيء اليسيرُ منه.
وفي النسخة التي شرحها القسطلاني
زيادة نصها:
والمَجْلُ أثر العمل في الكف إذا غلظ.
قال القسطلاني رحمه الله في إرشاد الساري 9/ 286
وهذا كلام أبي عبيد أيضا وهذا ثابت في رواية أبي ذر عن المستملي وحده.
قلت: وقول أبي عبد الله (سمعت أبا أحمد بن عاصم) وقع هكذا (أبا أحمد بن عاصم) فيما بين يدي من نسخ الصحيح المطبوعة، وفيه إشكال لعل صوابه أحمد بن عاصم والله تعالى أعلم.
بانتظار فوائد شيخنا الجليل أبي عمر حفظه الله تعالى ونفعنا بعلمه، وهل ما استشكلته صواب.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[09 - 06 - 04, 09:21 م]ـ
قال المزي عن أحمد بن عاصم في تهذيب الكمال (1/ 50) ط مؤسسة الرسالة (وهي 8 مجلدات كبار فقط) ما نصه:
روى عنه البخاري في (آخر باب رفع الأمانة من كتاب الرقائق)، وفي كتاب الأدب المفرد، عبد الله بن محمد الجوزجاني.
وقال البخاري: مات قبل الأضحى بثلاثة أيام سنة سبع وعشرين ومئتين. اهـ
وقال ابن حجر في الفتح (11/ 406) وقوله "فقال سمعت " القائل هو البخاري وشيخه أحمد بن عاصم هو البلخي، وليس له في البخاري إلا هذا الموضع. وأخرج عنه البخاري في الأدب المفرد. اهـ
قال ابن حجر في التهذيب: روى عنه البخاري في كتاب الرقائق حديثا هو في رواية المستملي عن الفربري
قلت: خرج له البخاري في الأدب المفرد في ثلاث أبواب (المسلم مرآة أخيه)، و باب (الألفة)، و (ساكن القرى).
إذن فالذي ذهبت إليه أخي أبا بكر هو في محله ولا ريب، والصواب هو "أحمد بن عاصم" البلخي لا "أبا أحمد"
وآسف لأنك وجهت السؤال لشيخنا أبي عمر حفظه الله.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[10 - 06 - 04, 07:48 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك بكم أخي الحبيب مصطفى الفاسي
أخوك ماهر بن عبد الوهاب علوش.
ـ[طالب النصح]ــــــــ[11 - 06 - 04, 04:49 ص]ـ
تنبيه من المشرف
تم التعديل وجزاكم الله خيرا فضيل الشيخ الناصح.(6/406)
سؤال مهم حول رواية أبي اليمان (الحكم بن نافع) عن شعيب ,,,,,
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[13 - 05 - 04, 01:38 ص]ـ
هذه الرواية مشهورة وقد اعتمدها البخارى رحمه الله رغم كلام الامام أحمد وابو زرعه بل ونص كلام الحكم (نفسه) من أنه لم يسمع الكثير من حديث شعيب بن ابي حمزه.
الذي يظهر لي والله أعلم أنها لاتثبت سماعا غير انها تثبت وجادة صحيحه وخاصة ان كتاب شعيب من أصح الكتب ضبطا وتحريرا.
غير اني أنتظر من أحبتي الافاضل زيادة بسط في هذه المسألة المهمه.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[13 - 05 - 04, 03:29 ص]ـ
فائدة عزيزة جدا
جاء في:
الفوائد المعللة
الجزء الأول والثاني من حديثه
تأليف
عبدالرحمن بن عمرو النصري
المشهور بأبي زرعة الدمشقي
الملقب بشيخ الشباب
(281هـ)
تحقيق
رجب بن عبدالمقصود
(203) - حدثنا أبو زرعة قال سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن حديث أبي اليمان عن شعيب ابن أبي حمزة عن الزهري عن أنس بن مالك عن أم حبيبة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((أريت ما تلقى أمتي من بعدي وسفك بعضهم دماء بعض وكان ذلك سابقا من الله عز وجل فسألته أن يوليني شفاعة فيهم يوم القيامة ففعل)).
قال أبو عبد الله ليس له عن الزهري أصل وأخبرني أنه من حديث شعيب عن أبي حسين
وقال لي كتاب شعيب عن أبي حسين اختلط بكتاب الزهري إذ كان به ملصق بكتاب الزهري قال وبلغني أن أبا اليمان قد اتهم وليس له أصل كأنه يذهب إلى أنه اختلط بكتاب الزهري إذ كان به ملصقا ورأيته كأنه يعذر أبا اليمان ولا يحمل
قال أبو زرعة وقد سألت عنه أحمد بن صالح مقدمه دمشق سنة تسع عشرة ومائتين فقال لي مثل قول أحمد أنه لا أصل له عن الزهري.
والكتاب موجود في خزانة الكتب في الملتقى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=19030
ـ[ابن معين]ــــــــ[13 - 05 - 04, 06:34 م]ـ
بارك الله في الأخوين (زياد وخالد) على فوائدهما.
أقول: جاء ما يفيد أنه سمع من شعيب بعض حديثه.
قال إبراهيم بن الحسين بن ديزيل _ كما في سير الذهبي وميزانه _: (سمعت أباليمان الحكم بن نافع يقول: قال لي أحمد بن حنبل: كيف سمعت الكتب من شعيب؟ قلت: قرأت عليه بعضه، وبعضه قرأ عليّ، وبعضه أجاز لي، وبعضه مناولة، فقال: قل في كله: أخبرنا شعيب).
وللفائدة:
قال الحافظ ابن حجر في هدي الساري: (مجمع على ثقته، اعتمده البخاري وروى عنه الكثير، وروى له الباقون بواسطة.
تكلم بعضهم في سماعه من شعيب، فقيل إنه مناولة، وقيل إنه إذن مجرد.
وقد قال الفضل بن غسان: سمعت يحيى بن معين يقول: سألت يحيى بن اليمان عن حديث شعيب، فقال: " ليس هو مناولة، المناولة لم أخرجها لأحد "، وبالغ أبوزرعة الرازي فقال:لم يسمع أبواليمان من شعيب إلا حديثاً واحداً (والباقي إجازة).
قلت (أي ابن حجر): إن صح ذلك فهو حجة في صحة الرواية بالإجازة، إلا أنه كان يقول في جميع ذلك أخبرنا،ولا مشاحة في ذلك أن كان اصطلاحاً له) ا. هـ
قلت: ولم ينفرد أبوزرعة بهذا القول بل وافقه أبوداود السجستاني كما في التهذيب.
قال الحافظ في التقريب: (ثقة ثبت، يُقال إن أكثر حديثه عن شعيب مناولة).
وأمّا ما جاء عن الأثرم عن أحمد أنه قال: (وهو (أبواليمان) يقول أخبرنا شعيب، واستحل ذلك بشيء عجيب، قال أبوعبدالله: كان أمر شعيب في الحديث عسراً جداً، وكان علي بن عياش سمع منه، وذكر قصةً لأهل حمص أراها أنهم سألوه أن يأذن لهم أن يروُوا عنه، فقال لهم: لا، ثم كلموه وحضر ذلك أبواليمان، فقال لهم: ارووا عني تلك الأحاديث، فقلت لأبي عبدالله: مناولة؟ قال: لو كان مناولة كان لم يعطهم كتباً ولا شيئاً، إنما سمع هذا فقط، فكان ابن شعيب يقول: إن أباليمان جاءني فأخذ كتب شعيب مني بعد وهو يقول:أخبرنا).
فقد قال ابن رجب: (وإذا كان حديث شعيب عندهم معروفاً، وأذن لهم في روايته عنه، فلا حاجة إلى إحضاره ومناولته، بل هذه إجازة من غير مناولة).
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[13 - 05 - 04, 08:07 م]ـ
جزى الله الاحبة خيرا على افادتهم ,,,,
ولابي داود قول نقله عنه في التهذيب قال لم يسمع منه (الا كلمة)
(كذا) ولعله تصحيف والاصح (ولا كلمة).
¥(6/407)
وهذا مجرد ظن! لقرائن منها متابعة ابي دواد لشيخه أحمد في النفى المطلق للسماع.
ومنها غرابة اللفظة.
والامام احمد طعن في سماعه فكيف يجيزه بأن يروى الجميع بصيغة الاخبار ما سمع وما لم يسمع؟؟
لكن هل يقال ان كلام الائمة منصب على السماع الصحيح ولا ينسحب على بقية وسائط التحمل؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[22 - 05 - 04, 01:34 ص]ـ
يرفع للفائدة، ولسؤال الشيخ ابي عمر.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[29 - 05 - 04, 11:44 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم وما ذكره مشايخنا الكرام فيه كفاية بإذن الله تعالى
والخلاصة من كلامهم حفظهم الله أن رواية الحكم بن نافع عن شعيب تنقسم إلى قسمين:
الأول: ما كان معروفا ومشهورا من حديث شعيب فهذا يويه عنه أبو اليمان بالإجازة وقد يكون سمع شيئا يسيرا منها، وقد يكون المقصود بمن أثبت السماع له ما نقله عنه عند موته من إخباره بالإجازة لهم في رواية حديث، ويقصد من نفاها أن الحكم لم يسمع من شعيب أي حديث مسند، ويدل عليه قول الإمام أحمد (إنما سمع هذا فقط) وإن كان يشكل عليه ما جاء عن إبراهيم بن الحسين بن ديزيل سمعت أباليمان الحكم بن نافع يقول: قال لي أحمد بن حنبل: كيف سمعت الكتب من شعيب؟ قلت: قرأت عليه بعضه، وبعضه قرأ عليّ، وبعضه أجاز لي، وبعضه مناولة، فقال: قل في كله: أخبرنا شعيب).
وظاهرها فيه مخالفة لبقية الروايات في سماع أبي اليمان
وإسنادها (وقال القاسم بن أبي صالح الهمذاني! عن إبراهيم بن الحسين بن ديزيل عن أبي اليمان)
والقاسم بن أبي صالح لاتحتمل مخالفته لهذه النقول عن أحمد فهذه الرواية فيها نظر
قال الخليلي في الإرشاد ج: 2 ص: 657
القاسم بن ابي صالح روى عن أبي حاتم الرازي وابن ديزيل وغيرهما ثقة لكنه ذهبت كتبه في أيام المحنة بهمذان سمعت شعيب بن علي القاضي الهمذاني يقول سمعنا منه قبل ان امتحن بكتبه فبعد المحنة روى من كتب غيره فلا يعتمد على ما رواه بعد ذلك وصار مكفوفا مات سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة) انتهى.
.
والثاني: الأكثر والأغلب من رواية أبي اليمان هي من كتاب شعيب بن أبي حمزة الذي أخذه من ابنه.
وكلا الطريقتين من طرق التحمل المعروفة عند المحدثين.
فالإجازة يقول فيها أخبرنا والسماع يقول سمعت وغير ذلك من صيغ الأداء
فقول الإمام أحمد لأبي اليمان قل في جميعها أخبرنا تحمل على قول من لايرى أن هناك فرق بين حدثنا وأخبرنا ونحوها وأنبأنا وأن الأمر واسع، ولكن الأحوط له هنا أن يقول أخبرنا حتى لايقع في الخلط والتدليس فقد يقول في ما أخذه بالإجازة سمعت وقد يقول في غيرها أخبرنا، فإذا قال فيها اخبرنا جميعا يسلم من الوهم لأنها حصلت له كلها بالإجازة والإجازة يقول فيها أخبرنا.
وهذا كله بناء على القول بصحة الرواية وقد سبق ما فيها، والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[05 - 07 - 04, 10:02 ص]ـ
فائدة:
في الضفاء للبرذعي
وقلت لمحمد بن يحيى في حديث أنس عن أم حبيبة حديث شعيب بن أبي حمزة حدثكم به أبو اليمان وقال عن ابن أبي حسين
فقال لي محمد بن يحيى: نعم، حدثنا به من أصله عن ابن أبي حسين
فقلت له حدثنا به غير واحد عن أبي اليمان فقالوا عن الزهري
فقال لقنوه عن الزهري
قلت يحيى بن معين رحل إليه قبلك أو بعدك -وذاك أن يحيى روى هذا عن أبي اليمان وقال عن الزهري-
فقال لي محمد بن يحيى رحل إليه بعدي
قلت فيقال إنه لم يسمع من شعيب بن أبي حمزة غير حديث واحد والبقية عرض
قال لا أعلم
قلت وبشر بن شعيب بن أبي حمزة سمع الكتب من أبيه أو هي إجازة فقال ما أدري إلا أنه كان يقول حدثنا أبي
وقال لي محمد بن عوف الحمصي قال لي أحمد بن حنبل عندما قدم علينا تأتي بشر بن شعيب فتسأله ان يخرج إلى كتب أبيه
فأتيته فعرفته مكان أحمد وعظمت مكانه عنده
فقلت له أن يسألك أن تخرج إليه كتب أبيك لينظر فيها
فقال لي أنا لم أسمع من أبي شيئا
فأتيت أحمد فأخبرته فردني إليه وقال هؤلاء يرون الإجازة سماعا ويروونه فأنا أرى احتماله والسماع منه
فأتيت بشرا فسألته ان يخرج ذلك إليه وأعلمته أني قد أعلمته أنك لم تسمع من أبيك شيئا
فقال لي بشر فليس الرجل إذا كما وصفت ولو كان وصفت لم ير الكتابة عني لأني لم أسمع من أبي شيئا فأعلمته ما احتج به أحمد وذهبت به إليه حتى نظر في كتبه وسمع منه) انتهى.(6/408)
فائدة في أربعة أحاديث نزل بها البخاري وحدث بها مسلم عن شيخ شيخه
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[15 - 05 - 04, 11:44 ص]ـ
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في الفتح 13/ 396
وقد أخرج مسلم حديث الباب (أي باب من رأى ترك النكير .... في الاعتصام بالكتاب والسنة) عن عبيد الله بن معاذ بلا واسطة , وهو أحد الأحاديث التي نزل فيها البخاري عن مسلم , أخرجها مسلم عن شيخ وأخرجها البخاري بواسطة بينه وبين ذلك الشيخ وهي أربعة أحاديث ليس في الصحيح غيرها بطريق التصريح , وفيه عدة أحاديث نحو الأربعين مما يتنزل منزلة ذلك , وقد أفردتها في جزء جمعت ما وقع للبخاري من ذلك فكان أضعاف أضعاف ما وقع لمسلم , وذلك أن مسلما في هذه الأربعة باق على الرواية عن الطبقة الأولى أو الثانية من شيوخه , وأما البخاري فإنه نزل فيها عن طبقته العالية بدرجتين , مثال ذلك من هذا الحديث أن البخاري إذا روى حديث شعبة عاليا كان بينه وبينه راو واحد , وقد أدخل بينه وبين شعبة فيه ثلاثة , وأما مسلم فلا يروي حديث شعبة بأقل من واسطتين.
والحديث الثاني من الأربعة مضى في تفسير سورة الأنفال , أخرجه عن أحمد وعن محمد بن النضر النيسابوريين عن عبيد الله بن معاذ أيضا عن أبيه عن شعبة بسند آخر , وأخرجه مسلم عن عبيد الله بن معاذ نفسه.
والحديث الثالث أخرجه في آخر المغازي عن أحمد بن الحسن الترمذي عن أحمد بن حنبل عن معتمر بن سليمان عن كهمس بن الحسن عن عبد الله بن بريدة عن أبيه في عدد الغزوات , وأخرجه مسلم عن أحمد بن حنبل بهذا السند بلا واسطة.
والحديث الرابع وقع في (كتاب كفارة الأيمان) عن محمد بن عبد الرحيم , وهو الحافظ المعروف بصاعقة عن داود بن رشيد عن الوليد بن مسلم عن أبي غسان محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم عن علي بن الحسين بن علي بن سعيد بن مرجانة عن أبي هريرة في فضل العتق , وأخرجه مسلم عن داود بن رشيد نفسه وهذا مما نزل فيه البخاري عن طبقته درجتين , لأنه يروي حديث ابن غسان بواسطة واحدة كسعيد بن أبي مريم , وهنا بينهما ثلاث وسائط , وقد أشرت لكل حديث من هذه الأربعة في موضعه , وجمعتها هنا تتميما للفائدة.اهـ
ـ[الذهبي]ــــــــ[16 - 05 - 04, 03:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والكتاب الذي أشار إليه الحافظ ابن حجر – رحمه الله تعالى – طبع بتحقيق الحوت، نشر مؤسسة الكتب الثقافية، وعنوان الكتاب: {{عوالي مسلم أربعون حديثًا منتقاة من صحيح مسلم}}.
وقال الحافظ في مقدمته: {{فهذه أربعون حديثًا انتقيتها من صحيح مسلم بن الحجاج هم من العزيز الذي علا مسلم البخاري برجل في كل إسناد منها.
إما أن يروي مسلم عن رجل حديثًا ويكون البخاري قد روى ذلك الحديث بعينه عن ذلك الرجل بعينه بواسطة بينه وبينه.
وإما أن يتفق معه في الشيخ الثالث للبخاري، وهو الثاني له. أو يتفق معه في الرابع، وهو في الثالث له.
وعلى نظير ذلك كله أكثر هذه الأربعين}}.
ثم روى أحاديث الكتاب بإسناده من طريق أبي أحمد الجلودي، أنا إبراهيم بن محمد بن سفيان، ثنا أبو الحسين مسلم بن الحجاج ...
ـ[الوليد بن أحمد الأثري]ــــــــ[16 - 08 - 09, 08:28 م]ـ
ذكرها ابن حجر في الفتح 13/ 336 ط. الريان
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[17 - 08 - 09, 09:56 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
جزاكم الله خيراً على هذه الفوائد والدرر00بارك الله فيكم0
أخوكم من بلاد الشام
ابو محمد السوري(6/409)
اختلاف أقوال النقاد في الرواة المختلف فيهم مع دراسة هذه الظاهرة عند ابن معين
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 05 - 04, 11:18 ص]ـ
اختلاف أقوال النقاد في الرواة المختلف فيهم
مع دراسة هذه الظاهرة عند ابن معين
الأستاذ الدكتور
سعدي مهدي الهاشمي
جامعة أم القرى
?
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ?. أما بعد:
فإن القارئ والدارس لأقوال النقاد في كتب الجرح والتعديل - الرجال - يلاحظ ظاهرة واضحة تكاد تشمل معظم الأئمة المكثرين في نقد الرجال، ألا وهي تعدد أقوالهم المختلفة في الراوي الواحد. وقد حاول العلماء والحفاظ من المحدثين وغيرهم كالأصوليين، معالجتها ودراستها فيما اصطلحوا عليه بـ (تعارض الجرح والتعديل) وذلك لصلتها الوثيقة، بل هي الأساس المعتمد عليه في الحكم على الرواة الذين يُؤَثِّر اجتهاد الناقد فيهم في الحكم على الأحاديث. واختلافهم هذا كاختلاف الفقهاء في الحكم على القضايا الفقهية وتعددها. قال الإمام الترمذي (ت297ه): "وقد اختلف الأئمة من أهل العلم في تضعيف الرجال كما اختلفوا في سوى ذلك من العلم" ().
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية (ت728ه) نحو هذا القول
فقال: "وللعلماء بالرجال وأحوالهم في ذلك من الإجماع والاختلاف مثل ما لغيرهم من سائر أهل العلم في علومهم" ().
وقد صنف العلماء أئمة النقد؛ الرواة. إلى ثلاثة أقسام:
1 - الرواة المتفق على تعديلهم وصحت أحاديثهم.
2 - والضعفاء والمتروكين الذين سقط الاستدلال بمروياتهم.
3 - والرواة المختلف فيهم، الذين تعددت أقوال النقاد في بيان أحوالهم، وترددوا في البتِّ، فيهم سواء مَنْ تشدد من الأئمة في توثيقه وتجريحه، ومن تساهل أو اعتدل منهم.
وتأتي أقوالهم في التوثيق أو التجريح تارة واضحة المعنى محددة الدلالة، وقد تتعدد وتتكرر ولكنها تدل على تعديل الراوي وتوثيقه أو توهينه بل تجريحه مثل قولهم: (لا بأس به)، (صدوق)، (صالح الحديث)، و (ثقة متقن)، (ثبت حجة)، (ثقة ثقة)، و (ليس بحجة)، (ليس بذاك)،
(يعرف وينكر)، و (متروك)، (ليس بثقة)، أو ترد الألفاظ عن الناقد نفسه، ومجموعة في لفظ واحد، التعديل والتجريح، وهذا يدل على ورعهم وخوفهم من قدحهم في راو ليس كما يبدو له، فيتردد في أمره، فيذكر التعديل والتوهين، أو لبيان حاله، والتفصيل في شأنه من خلال تلك العبارة أو اللفظة التي تبدو للناظر متناقضة. ولو ترجح عندهم التجريح بقرينة أخرى لحكموا بجرحهم، وكذلك لو ترجَّح عندهم التوثيق على ضوء قرائن التعديل لعدَّلوهم، وورود مثل هذه الألفاظ على القلة والندرة وهذه بعض النماذج:
1 - قال يعقوب بن شيبة (ت262ه) في عبد الرحمن بن زياد بن أنعم (): "ضعيف الحديث، وهو ثقة صدوق، رجل صالح"، وقال فيه ابن معين (ت234ه): "ليس به بأس وهو ضعيف ".
2 - وقال يعقوب أيضاً في الربيع بن صبيح (): "رجل صالح، صدوق ثقة، ضعيف جداً".
3 - وقال يعقوب بن سفيان (ت277ه) في محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري (): "ثقة عدل، في حديثه بعض المقال، لَيِّن الحديث عندهم".
4 - وقال أبو حاتم الرازي (ت 277ه) في محمد بن الحسن بن زبالة (): "واهي الحديث، ضعيف الحديث، ذاهب الحديث، منكر الحديث، عنده مناكير، وليس بمتروك الحديث".
5 - وقال أبو زرعة الرازي (ت 264ه) في عمر بن عطاء بن وراز (): "ثقة لَيِّن ".
وقد تَرِد الأقوال متعددة ومختلفة لناقد واحد في الراوي نفسه، فينصُّ على توثيقه مرة، وتجريحه مرة أخرى، وقد سوَّغ العلماء ذلك الاختلاف بأن يكون ذلك الراوي عنده ثقة ثم يظهر منه ما يسوِّغ له تجريحه، كأن يحدِّث بحديث ضعيف ثبت عند الناقد ضعف طرقه، أو يعتمد على تجريح أحد أئمة النقد السابقين له، ويعول على تجريحه، أو يطرأ عليه طارئ من اختلاط أو عمى أو غير ذلك فيختل ضبطه ويضعف حفظه، فيجرِّحه، أو عكس ذلك يكون ضعيفاً في بداية أمره، ثم يقوى ويتنبه لمروياته وانتقاده للأحاديث الصحيحة منها، ويختار الرواة الثقات. وبناء على ذلك تتغير صورته عند الناقد الذي سبق تجريحه فيوثقه، وقد تناول الأئمة والحفاظ هذه القضية
¥(6/410)
- وهي "إذا اجتمع في شخص واحد جرح وتعديل" - في كتبهم، وما صنفه العديد منهم في كتب "مصطلح الحديث"، واختلفت أقوالهم وتعددت شروطهم؛ وخلاصة ذلك خمسة أقوال، يحتاج لعرضها مبحث خاص ().
وقد يزداد الأمر تعقيداً فتكثر الأقوال، وتزيد على القولين المتضادين، وهذه الظاهرة واضحة جلية عند يحيى بن معين الذي شمل نقده بالجرح أو التعديل سائر الرواة تقريباً، وتعددت مجالس نقده، وتكاثر رواة مادتها في الجرح والتعديل عنه.
ولأجل معالجة هذه الظاهرة عند ابن معين، خصصت هذا البحث؛ لدراستها ومحاولة الخروج بنتائج يستفيد منها الباحث عن الحكم في الرواة المختلف فيهم.
هذا وقد جعلت البحث في مقدمة وستة مباحث، تناولت في المبحث الأوّل: المصنفات المتعلقة بالموضوع.
وفي المبحث الثاني: نماذج من أقوال بعض النقاد المختلفة في الرّاوي الواحد.
وفي المبحث الثالث: نموذج لأحد الرّواة الّذين اختلفت أقوال النقاد فيهم.
وفي المبحث الرابع: التعريف بابن معين مع دراسة أقواله المختلفة في محمد بن إسحاق نموذجاً.
وفي المبحث الخامس: مواقف بعض الحفاظ من أقوال ابن معين المختلفة.
وفي المبحث السادس: بيان الخطوات المتبعة في الجمع والتوفيق بين أقوال ابن معين المختلفة في الرّواة.
وبالله التوفيق.
المبحث الأول: مصنفات في الرواة المختلف فيهم.
لقد عالج علماء الحديث كثيراً من المعضلات التي تعترضهم في بحثهم عن الرواة، ومنها الرواة المختلف فيهم؛ لأنه يتوقف على معرفتهم الحكم على الأحاديث، لذا حاول بعضهم أن يجمعهم في مصنف أو أن يبين أسباب الاختلاف في الحكم عليهم، ولعل أقدم مصنف وصل إلينا من مصنفات الرواة المختلف فيهم هو كتاب أبي حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين البغدادي (ت 385ه)، وهو:
1 - (ذكر من اختلف العلماء ونقاد الحديث فيه، فمنهم من وثقه، ومنهم من ضعفه، ومن قيل فيه قولان):
ولم يصل إلينا منه إلا قطعة واحدة، وهي محفوظة في مكتبة محمد بن يوسف بمدينة مراكش في المغرب ().
2 - (الفضَّل من النقلة):
ذكر الإمام ابن حبان (ت 354ه) في كتابه المجروحين () في ترجمة داود ابن الزبرقان كتابه (الفضل من النقلة) حيث قال: "وإنما نملي بعد هذا الكتاب كتاب (الفضل من النقلة) ونذكر فيه كل شيخ اختلف فيه أئمتنا ممن ضعفه ووثقه البعض، ونذكر السبب الداعي لهم إلى ذلك، ونحتجُّ لكل واحد، ونذكر الصواب فيه؛ لئلا نطلق على المسلم الجرح بغير علم ولا يقال فيه أكثر مما فيه إن قضى الله ذلك وشاءه". وكذلك ذكره في كتابه "الثقات" () وسمَّاه (الفصل بين النقلة)، ولعل هذا هو الاسم الصحيح للكتاب والله أعلم.
ولقد حاول الدكتور مبارك الهاجري أن يجمع الرواة الذين ذكرهم ابن حبان في المجروحين وأعادهم في الثقات فكان مجموعهم (159) راوياً ()، واستدرك عليه بعض الباحثين (25) راوياً وذكرها على موقع ملتقى أهل الحديث في الشبكة العنكبوتية. وطريقة الدكتور الهاجري: أن يذكر ترجمة الراوي (المختلف فيه) من كتاب المجروحين ثم الثقات، وقد يخالف ذلك المنهج في بعض التراجم لأسباب خاصة ().
3 - (الرواة المختلف فيهم):
للحافظ عبد العظيم بن عبد القوي المنذري (ت 656ه)، ألحقه في آخر كتابه "الترغيب والترهيب"، واستغرق ذلك (15) صفحة ().
المبحث الثاني: نماذج من اختلاف أقوال بعض النقاد في الراوي الواحد.
حفظت دواوين الرجال في الجرح والتعديل طائفة كبيرة من الرواة اختلفت فيهم أقوال العديد من أئمة النقد فتارة يعدلونهم، أو يوثقونهم، وتارة يجرحونهم، أو يضعفونهم، وذلك حسبما يقفون عليه من مرويات أولئك الرواة، ودراسة أحوالهم في الأداء، والاطلاع على أصولهم للتثبت من ضبطها، تلك الأمور وغيرها تجعل الناقد مضطراً إلى تغيير حكمه على الراوي، وقد يحكم عليه بنقيض الحكم الأول. وهذه نماذج لأقوال بعض النقاد المختلفة في الرواة أنفسهم:
أولاً: الإمام أحمد بن حنبل (ت 241ه):
1 - إسماعيل بن زكريا بن مُرَّة الخُلقاني الأسدي مولاهم أبو زياد الكوفي نزيل بغداد ولقبه شَقُوصا (ت 194ه) وقيل قبلها ():
- قال عنه في رواية عبد الله: "حديثه حديث مقارب" ().
- وقال عنه في رواية عبد الملك الميموني (ت 274ه): " أما الأحاديث المشهورة التي يرويها فهو فيها مقارب الحديث، صالح، ولكنه ليس ينشرح الصدر له، ليس يعرف هكذا يريد بالطلب" ().
¥(6/411)
- وقال عنه في رواية أحمد بن ثابت أبو يحيى: "ضعيف الحديث" ().
- وقال عنه في رواية أبي داود: "ما كان به بأس" ().
- وقال عنه في رواية أبي العباس الفضل بن زياد - ثقة من المتقدمين عند أحمد -: "ثقة" ().
2 - حفص بن سليمان الأسدي أبو عمر البزاز الكوفي الغاضري (ت 180ه) ().
- قال عنه في رواية عبد الله، وحنبل بن إسحاق: "متروك الحديث" ().
- وقال عنه في رواية عبد الله: "صالح" ().
- وقال عنه في رواية حنبل بن إسحاق: "ما كان به بأس" ().
ثانياً: أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي (ت 264ه):
1 - الحكم بن عبدالله بن إسحاق بن الأعرج البصري ():
- سئل عنه فقال: "بصري ثقة" ().
- وقال مرة أخرى: "فيه لين" ().
2 - خطاب بن القاسم الحراني، قاضيها ():
- سئل عنه فقال: "قاضي حران ثقة" ().
- وقال عنه: "منكر الحديث يقال إنه اختلط قبل موته" ().
- وانظر أمثلة أخرى في (أبو زرعة الرازي وجهوده في السنة النبوية) ().
ثالثاً: أحمد بن شعيب النسائي (ت 303ه):
1 - سماك بن حرب بن أوس بن خالد الذهلي البكري الكوفي أبو المغيرة (ت 123ه) ().
- قال عنه: "سماك ليس بالقوي وكان يقبل التلقين" ().
- وقال عنه: " ليس ممن يعتمد عليه إذا انفرد بالحديث؛ لأنه كان يقبل التلقين " ().
- وقال عنه: "ليس به بأس، وفي حديثه شيء" ().
2 - إسماعيل بن مسلم العبدي أبو محمد البصري القاضي ():
- قال عنه: "لا بأس به" ().
- وقال أيضاً: "ثقة" ().
3 - عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله بن حنظلة الأنصاري أبو سليمان المدني، (ت 172ه) ():
- قال عنه: "ثقة" ().
- وقال أيضاً: "ليس به بأس" ().
- وقال أيضاً: "ليس بالقوي" ().
رابعاً: علي بن المديني (ت 234ه):
1 - عرعرة بن البِرِنْد السامي الناجي أبو عمرو البصري لقبه كُزْمان ():
- قال عنه فيما رواه محمد بن عثمان بن أبي شيبة (ثقة حافظ شهير،
ت 239ه): "كان عرعرة ثقة ثبتاً" ().
- وفيما رواه العقيلي (ثقة، ت 322ه): "ضعيف" ().
2 - الأحوص بن حكيم بن عمير العَنْسي أو الهمداني الحمصي ():
- روى ابن عدي بسنده إلى علي بن المديني أنه قال: "سمعت يحيى بن سعيد يقول: كان ثور - أي ابن يزيد الكلاعي - عندي ثقة. قال علي: ثور عندي أكبر من الأحوص، والأحوص صالح" ().
- ثم عقب المزي على ذلك بقوله عن ابن المديني: "وقال في موضع آخر: والأحوص ثقة، وقال في رواية: لا يكتب حديثه " ().
المبحث الثالث: نموذج لأحد الرواة الذين اختلفت أقوال النقاد فيهم.
الإمام العالم الصدوق أسامة بن زيد الليثي مولاهم أبو زيد المدني (ت153ه) ()، "من كبار العلماء من أهل المدينة" (). قال الذهبي: "وقد يرتقي حديثه إلى رتبة الحسن، استشهد به البخاري وأخرج له مسلم في المتابعات" ()، وقال السخاوي: "وأخرج له مسلم في صحيحه متابعة، وأصحاب السنن، واستشهد به البخاري ولم يحتج به، وحديثه من قبيل الحسن" (). قال ابن خلفون (ت 636ه): "هو عندي في الطبقة الثالثة من المحدثين، وهو حجة في بعض شيوخه وضعيف في بعضهم، ومن تدبر حديثه عرف ذلك" ().
اختلف عدد من أئمة النقد في أسامة بن زيد، وهم:
1 - يحيى بن سعيد القطان (ت 198ه).
2 - يحيى بن معين (ت 233ه).
3 - أحمد بن حنبل (ت 241ه).
4 - أحمد بن شعيب ا لنسائي (ت303ه).
5 - الحافظ الذهبي (ت 748ه).
6 - الحافظ ابن حجر أحمد بن علي العسقلاني (ت 852ه).
وأكد هذا الأمرَ كلٌ من: أبو العرب محمد بن أحمد القيرواني
(ت 333ه) في كتابه الضعفاء حيث قال: "اختلفوا فيه، وقيل: ثقة، وقيل: غير ثقة" (). وأبو الحسن علي بن محمد بن عبد الملك بن القطان الفاسي (ت628ه) حيث قال في كتابه (الوهم والإيهام) إن مسلماً - رحمه الله - لم يحتج به إنما روى له استشهاداً كالبخاري، وأقره على ذلك ابن الموَّاق -محمد ابن يحيى القرطبي المراكشي (ت642ه) - قال أبو الحسن: "وهو مختلف فيه" ().
قال الساجي - زكريا بن يحيى (ت 307ه) -: "اختلف أحمد بن حنبل ويحيى بن معين في أسامة الليثي" ().
وإلى ذكر أقوال الأئمة - رحمهم الله - فيه:
1 - يحيى بن سعيد القطان: قال ابن حبان في الثقات: "كان يحيى القطان يسكت عنه وفي نسخة: يكتب عنه" ()، فمن هذا الخطأ ظن البعض اختلاف قول يحيى القطان فيه، والصواب ما ذكره الدارقطني في سؤالات الحاكم له
¥(6/412)
رقم (285) - وسماه مغلطاي بـ (التجريح والتعديل) -: "كان يحيى بن سعيد حدث عنه ثم تركه وقال: إنه حدث عن عطاء عن جابر أن النبي ? قال: "منى كلها منحر" فقال يحيى: اشهدوا أني قد تركت حديثه. زاد حمزة السهمي في (سؤالات الدارقطني) قلت: فمن أجل هذا احتج به مسلم وتركه البخاري" ().
وفي "السؤالات الكبرى" للحاكم: وقد احتج به البخاري (). وخالف ذلك في كتاب (المدخل) فقال: "روى له مسلم كتاباً لعبد الله بن وهب، والذي استدللت به في كثرة روايات له أنه عنده صحيح الكتاب، على أن أكثر تلك الأحاديث مستشهد بها أو هو مقرون في الإسناد. وقال البخاري: هو ممن يحتمل" (). لذلك قال الذهبي: "اختلف قول القطان فيه" ().
2 - أحمد بن شعيب النسائي (ت 303ه): قال النسائي عنه
- أسامة -: "ليس بثقة" ()، وقال أيضاً: "ليس بالقوي" ()، وفي نسخة من كتاب الجرح والتعديل للنسائي: "ليس به بأس" ().
3 - أحمد بن حنبل ت (241ه):
قال عبد الله بن أحمد قال أبي: "روى أسامة بن زيد عن نافع أحاديث مناكير. قلت له: إن أسامة حسن الحديث. قال: إن تدبرت حديثه فستعرف النكرة فيها" (). وقال المروذي: "سألته (يعني أبا عبد الله) عن أسامة بن زيد، قال: الليثي أقوى من ذا يريد ابن زيد بن أسلم" (). وقال أيضا: "قلت: (يعني للإمام أحمد) أسامة بن زيد يروي عن القاسم؟. قال: وهذا أيضا يحتمله الناس إلا أن يحيى القطان تركه " ().
وقال أبو داود: "قلت لأحمد في أسامة بن زيد الليثي فقال: تركه بأَخَرَة، وسمعت أحمد يقول: يحيى ترك أسامة بأخرة، وذاك أن عثمان بن عمر ذاكره عنه عن عطاء .... حديث المناسك" ().
وفي رواية الأثرم - أحمد بن محمد بن هاني (ت 273ه) -: "ليس بشيء" ().
وقال عبد الله: "سئل أبي عنه فقال: هو دونه، وَحرَّك يَدَهُ" ().
أي: أسامة بن زيد الليثي هو دون حاتم بن أبي صغيرة - ثقة - الذي سئل عنه أحمد قبل السؤال عن أسامة. والله أعلم.
وقد روى الإمام أحمد لأسامة بن زيد الليثي (76) حديثاً في مسنده.
4 - يحيى بن معين (ت 233ه): في رواية عباس الدوري وأحمد بن سعد ابن أبي مريم (ثقة) ()، قال ابن الجوزي: "واختلفت الرواية عن يحيى، فقال مرة: ثقة صالح، وقال مرة: ليس به بأس. وقال مرة: ترك حديثه بأخرة" ().
وقال ابن الجنيد - إبراهيم بن عبد الله الختلي (ت260ه) -: "مديني صالح ليس بذاك" (). وقال في رواية الدارمي - عثمان بن سعيد
(ت 280ه) -: "ليس به بأس" (). وقال الحافظ الذهبي منبهاً على وهم قد وقع في نسبة قول لابن معين: "وجاء عن يحيى بن معين أنه ثقة وجاء عنه قال: ترك حديثه بأخرة، وهذا وهم بل هذا القول الأخير هو قول يحيى، بن سعيد فيه" ().
وبعد أن درس الحافظ الذهبي أقوال ابن معين خرج بنتيجة اتفق عليها اثنان من الرواة عن يحيى تمثَّلَتْ بقول الذهبي: "وقد روى عباس عن يحيى: ثقة، وروى أحمد بن أبي مريم عن يحيى: ثقة حجة، فابن معين حسن الرأي في أسامة" ().
والحافظ الذهبي من النقاد المتأخرين، وقد شهد الحافظ ابن حجر له بأنه: "من أهل الاستقراء التام في الرجال" وقد اختلفت أقواله في أسامة الليثي: فقال عنه في المغني: "صدوق يهم، اختلف قول القطان فيه " ().
وقال عنه: "صدوق فيه لين يستر" ().
وقال أيضاً بعد كلام النقاد فيه: "وقد يرتقي حديثه إلى رتبة الحسن، استشهد به البخاري، وأخرج له مسلم في المتابعات" ().
وقال عنه: "الليثي لا العدوي، صدوق قوي الحديث، أكثر مسلم إخراج حديث ابن وهب عنه، ولكن أكثرها شواهد ومتابعات، والظاهر أنه ثقة، وقال النسائي وغيره: ليس بالقوي" ().
ونقل في ((الكاشف)) قول الحاكم ولفظه: " ... أكثرها شواهد أو يقرنه بآخر، قال النسائي وغيره: ليس بالقوي" (). وانتهى من تأليفه سنة 720ه، ولعل القول الفصل الذي نخرج به للحافظ الذهبي في أسامة الليثي هو ما ذكره في "سير أعلام النبلاء" والله أعلم.
5 - الحافظ ابن حجر العسقلاني (ت 852ه):
¥(6/413)
تعددت أقواله في هذا الراوي (أسامة) واختلفت أيضاً فقال فيه: "مختلف فيه، وعلق له البخاري قليلاً" (). وقال عنه: "سيئ الحفظ" (). وفي موضع آخر قال: "فيه مقال" (). وقال أيضاً: "صدوق في حفظه شيء، أخرج له مسلم استشهاداً" (). وقال أيضاً في نقده لحديث من روايته: "وهو لين، وقال الدارقطني: تفرد عثمان بن عمر بهذه الزيادة، وقد رواه ابن وهب عن أسامة وهو أعلم الناس بحديثه" (). وقال: "صدوق يَهِمُ" (). ويبدو أن الحافظ ابن حجر اقتنع بعد دراسة أحواله ومروياته أن حديثه حسن فحسنه ().
المبحث الرابع: تعريف موجز بالإمام يحيى بن معين.
هو (ع) يحيى بن معين بن عَوْن بن زياد المُرِّيُّ الغطفاني، أبو زكريا البغدادي الحافظ، مولى غطفان، إمام أهل الحديث في زمانه والمشار إليه من بين أقرانه، وهو كما وصفه الخطيب البغدادي: "كان إماماً ربانياً، عالماً، حافظاً، ثبتاً، متقناً" () اختاره الله - سبحانه وتعالى - من بين رهط مبارك؛ لحفظ سنة نبيه ? والذَّبِّ عنها، وجمع له ما حفظه اثنا عشر عَلَماً من علماء الأمة في البصرة، والكوفة والحجاز ()، حتى أصبح متميزاً من بين خاصة أهل الحديث وأعلمهم بصحيح الحديث وسقيمه" ().
تخصص يحيى بن معين بمعرفة الرجال حتى إذا اختلف أساطين العلم رجعوا إليه كما ورد عن علي بن المديني وأحمد بن حنبل (). وجَنَّد نفسه من نعومة أظفاره وأفنى حياته وما يملك حتى توفاه الله - عز وجل - في خدمة حديث النبي ?، فقد ورث عن أبيه "ألف ألف درهم وخمسين ألف درهم، فأنفقه كله على الحديث حتى لم يبق له نعل يلبسه" () وكان يقول: "كتبت بيدي هذه ستمائة ألف حديث. قال أحمد - راوي الخبر -: وإني أظن أن المحدثين قد كتبوا له بأيديهم ستمائة ألف، وستمائة ألف" ().
ورحل كثيراً في طلب الحديث، وكان صبوراً على طلب العلم، فهذا مظفر بن مُدْرِك الخراساني نزيل بغداد - ثقة متقن، كان لا يُحَدِّث إلا عن ثقة ت 207ه- كان أول من جاء إليه مع الإمام أحمد، ولم يحدِّثهم سنة شيئاً، فعدّوا الأيام، فلما تمت السنة جاؤوا فحدَّثهم" ومنه تعلم صنعة الحديث ومعرفة الرجال ().
وكان حريصاً على سؤال بعض الشيوخ الكبار في أول لقائه بهم والتعرف عليهم، فحينما قدم حران مع الإمام أحمد للقاء عبد الله بن محمد النفيلي - ثقة حافظ ت 234ه- سأله وهو يعانقه قال: "يا أبا جعفر. قرأت على معقل ابن عبيد الله عن عطاء (أدنى وقت الحائض اليوم؟) فقال له أبو عبد الله - يعني الإمام أحمد - لو جلست؟ قال: أكره أن يموت أو يفارق الدنيا قبل أن أسمعه" (). وكان يقول: "كتبت بيدي ألف ألف حديث، وكل حديث لا يوجد ها هنا - وأشار بيده إلى الأسفاط - فهو كذب" (). ورغم هذا الكم الهائل من الحديث كان كما يقول ابن سعد: " ... وكان لا يكاد يحدث" ().
ولعل السبب في ذلك ما ذكره أبو زرعة: "لم ينتفع بيحيى؛ لأنه كان يتكلم في الناس" ().
وقد اعتنى بمعرفة الرجال وأحوالهم، حتى إن الحافظ الذهبي عَدَّه من الذين تكلموا في أكثر الرواة ()، وصنفه ضمن المتعنتين في الجرح والمتثبتين في التعديل، يغمز الواحد منهم الراوي بالغلطتين والثلاث ويلين بذلك حديثه، ثم وصف هذا القسم وأصحابه بأنه "إذا وَثَّقَ شخصاً فعض على قوله بناجذيك، وتمسك بتوثيقه، وإذا ضَعَّفَ رجلاً فانظر هل وافقه غيره على تضعيفه؟ فإن وافقه، ولم يوثق ذاك أحد من الحذاق فهو ضعيف، وإن وثقه أحد فهذا الذي قالوا فيه: لا يقبل تجريحه إلا مفسراً يعني لا يكفي أن يقول فيه ابن معين مثلاً: هو ضعيف، ولم يوضح سبب ضعفه، وغيره قد وثقه، فمثل هذا يتوقف في تصحيح حديثه، وهو إلى الحُسن أقرب. وابن معين وأبو حاتم، والجوزجاني: متعنتون" ().
وبسبب كثرة السائلين له عن الرجال تعدَّدت أقواله واختلفت، يقول الحافظ السخاوي: "يحيى بن معين وقد سأله عن الرجال غير واحد من الحفاظ، ومن ثَمَّ اختلفت آراؤه وعباراته في بعض الرجال، كما اختلف اجتهاد الفقهاء، وصارت لهم الأقوال والوجوه، فاجتهدوا في المسائل كما اجتهد ابن معين في الرجال" ().
ولمعالجة هذه الظاهرة عند ابن معين كان هذا البحث محاولةً للوصول إلى طرق يوفق فيها وتجمع أقواله المختلفة، والخطوات التي ينبغي سلوكها لمعرفتها والتثبت منها، وكذلك تمييزها والوصول إلى نتائج مبنية على قواعد النقاد ومسالك بحثهم، وبالله التوفيق.
¥(6/414)
نموذج لأحد الرواة الذين اختلفت فيهم أقوال
ابن معين
محمد بن إسحاق:
لعل أكثر الرواة الذين تعددت فيهم أقوال ابن معين واختلفت هو
محمد بن إسحاق بن يسار، أبو بكر المطلبي مولاهم المدني إمام المغازي
(ت 150ه) ().
الذي قال عنه الخطيب: "احتجَّ بروايته في الأحكام قوم من أهل العلو وصَدَفَ عنها آخرون" ().
وقال عنه الحافظ الذهبي: "فالذي يظهر لي أن ابن إسحاق حسنُ الحديث، صالح الحال صدوق، وما انفرد به ففيه نكارة؛ فإن في حفظه شيئاً. وقد احتج به أئمة؛ فالله أعلم" ().
أقوال ابن معين في ابن إسحاق:
1 - سأله الدوري: "أيما أحبّ إليك: موسى بن عبيدة الرَّبَذِي - ضعيف ولاسيما في عبد الله بن دينار - أو محمد بن إسحاق؟ فقال: محمد بن إسحاق، محمد بن إسحاق صدوق ولكنه ليس بحجة" ().
2 - وقال في روايته عنه أيضاً: "محمد بن إسحاق ثقة، ولكنه ليس بحجة" ()، وعقَّبَ على ذلك ابن سيِّد النّاس بقوله: "وأما قول يحيى: ثقة وليس بحجة. فيكفينا التوثيق، ولو لم يُقبل إلا مثل العمري - عبيد الله بن عمر - ومالك لقلَّ المقبولون" ().
3 - وقال الدوري: " سمعت يحيى يقول: لا تتشبث بشيء مما يحدثك به ابن إسحاق؛ فإن ابن إسحاق ليس هو بقوي في الحديث. فقال رجل ليحيى: يصح أن ابن إسحاق كان يرى القدر؟ قال: نعم كان يرى القدر" ().
4 - وقال الدوري: "سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن عمرو أحب إليّ من محمد بن إسحاق" ().
5 - وقال الدوري: "سمعت يحيى بن معين يقول: ليث بن سعد أثبت في يزيد بن أبي حبيب من محمد ابن إسحاق" ().
6 - وقال الدوري: "محمد بن عبد الله بن أخي الزهري أحبُّ إليّ من محمد بن إسحاق في الزهري" ().
7 - وقال الدوري: "سمعت يحيى يقول: محمد بن عجلان أحب إليّ من محمد بن عمرو، ومحمد بن عمرو أحب إلي من محمد بن إسحاق" ().
وفي رواية العقيلي من طريق الدوري بلفظ: " ... محمد بن عجلان أوثق من محمد بن عمرو، ولم يكونوا يكتبون حديث محمد بن عمرو، حتى اشتهاها أصحاب الإسناد فكتبوها، ومحمد بن عمرو أحب إلي من محمد بن
إسحاق" ().
8 - وقال في رواية الدارمي: "ليس به بأس، وهو ضعيف الحديث عن الزهري" ().
9 - وقال أبو زرعة الدمشقي: "قلت ليحيى بن معين وذكرت له الحجة، فقلت له: محمد بن إسحاق منهم؟ فقال: كان ثقة، إنما الحجة عبيد الله بن عمر ومالك بن أنس، وذكر قوماً آخرين" ().
10 - وقال المفضل بن غسان الغلابي: "سألت ابن معين عن محمد بن إسحاق، فقال: كان ثقة، وكان حسن الحديث. فقلت: إنهم يزعمون أنه رأى سعيد بن المسيب. فقال: إنه لقديم" ().
11 - وقال أيضاً في رواية الغلابي: "ابن إسحاق ثبت في الحديث" ().
12 - وقال في رواية أحمد بن أبي خيثمة: " محمد بن إسحاق ليس به
بأس" ().
13 - وقال في رواية أخرى عنه: "ليس بذاك، ضعيف" ().
14 - وقال في رواية أخرى عنه: "محمد بن إسحاق عندي سقيم، ليس بالقوي" ().
15 - وقال ابن أبي خيثمة: "سمعت يحيى وقيل له أيما أحب إليك موسى ابن عبيدة الرَّبَذي أو محمد بن إسحاق؟ فقال: محمد بن إسحاق" ().
16 - وقال أيضاً: وسمعت يحيى يقول: "لم يزل الناس يتقون حديث محمد ابن إسحاق" ().
17 - قال يعقوب بن شيبة: "سألت يحيى بن معين قلت: كيف محمد بن إسحاق عندك؟ قال: ليس هو عندي بذاك، ولم يثبّتْه وضعّفه، ولم يضعّفه جداً. فقلت له: ففي نفسك من صدقه شيء؟ قال: لا، كان صدوقاً" ().
18 - قال الميموني: "سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن إسحاق ضعيف" ().
19 - وقال في رواية محمد بن عبيد الله الزهري: "محمد بن إسحاق ليس بذاك" ().
20 - قال أحمد بن محمد بن القاسم بن مُحْرِز وسمعت يحيى وقيل له: "أيما أكثر محمد بن إسحاق أو محمد بن عمرو؟ قال: محمد بن عمرو أحب إليّ منه، وأهل المدينة لا يرون أن يحدثوا عن ابن إسحاق، وذلك أنه كان
قدرياً" ().
21 - قال إسحاق بن منصور: "سئل يحيى بن معين عن محمد بن عمرو ومحمد بن إسحاق أيهما يقدم؟ فقال: محمد بن عمرو" ().
22 - وقال أحمد بن سعيد بن أبي مريم: "قال يحيى بن معين: الليث بن سعد الفَهْمي -ثقة ثبت فقيه إمام مشهور (ت 175ه) - عندي أرفع من محمد بن إسحاق. قلت له: فالليث أو مالك؟ قال لي: مالك" ().
23 - وقال الليث بن عَبْدَة المروزي نزيل مصر: "سمعت يحيى بن معين يقول: الليث أرفع عندي من محمد بن إسحاق" ().
¥(6/415)
24 - وقال محمد بن هارون الفلاس المخرمي: "سألت يحيى بن معين عن محمد بن إسحاق؟ فقال: ما أحب أن احتج به في الفرائض" ().
وعقب ابنُ سَيِّد النَّاس على قول ابن معين فقال: "وأما قول يحيى: ما أحب أن احتج به في الفرائض، فقد سبق الجواب عنه فيما نقلناه عن الإمام أحمد رحمه الله - قوله ... أما في المغازي وأشباهها فيكتب، وأما في الحلال والحرام فيحتاج إلى مثل هذا - ومدّ يده وضمّ أصابعه - على أن المعروف عن يحيى في هذه المسألة التسوية بين المرويات من أحكام وغيرها والقبول مطلقاً أو عدمه من غير تفصيل" ().
رواية ابن معين لأقوال بعض شيوخه في محمد بن إسحاق:
قال أحمد بن أبي خيثمة: "سألت يحيى بن معين عن محمد بن إسحاق، فقال: قال عاصم بن عمر بن قتادة - ثقة عالم بالمغازي (ت بعد120ه) -: لا يزال في الناس عِلْمٌ ما عاش محمد بن إسحاق" ().
قال أحمد بن الدورقي: "حَدَّثني يحيى بن معين عن يحيى القطان- ثقة متقن حافظ إمام قدوة (ت 198ه) - أنه كان لا يرضى ابن إسحاق، ولا يروي عنه" ().
وقال أحمد بن الدورقي أيضاً: "قال يحيى بن معين: محمد بن عمرو
- صدوق له أوهام (ت 145 ه) - روى عنه يحيى القطان، وقال: هو أحب إليّ من محمد بن إسحاق" ().
معرفة ابن معين بأحوال ابن إسحاق ومروياته وسماعاته:
1 - قال ابن محرز: " سمعت يحيى بن معين يقول: ما رأيت لمحمد بن إسحاق شيخين أقدم من هذين: أبي سلمة بن عبد الرحمن - الزهري ثقة مكثر (ت 94ه) - وسالم بن عبد الله - بن عمر بن الخطاب أحد الفقهاء السبعة كان ثبتاً عابداً فاضلاً (ت 106ه) - " ().
2 - قال الدوري: "سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن إسحاق مولى قيس بن مخرمة" ().
3 - قال أحمد بن زهير: "سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن إسحاق مات سنة 152ه" ().
4 - قال عباس الدوري: "سمعت يحيى بن معين يقول: لم نسمع من عبدالله بن دينار، عن أنس إلا الحديث الذي يحدث به محمد بن إسحاق يعني حديث الرويبضة. وعقب عليه ابن عدي برواياته له من طريق ابن إسحاق فقال: حدثناه أحمد بن علي بن المثنى ثنا أبو كريب ثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن دينار عن أنس قيل: يا رسول الله، ما الرويبضة؟ قال: الفاسق يتكلم في أمر العامَّة" ().
5 - قال الدوري: "سمعت يحيى يقول: لم يسمع محمد بن إسحاق من طلحة بن نافع شيئاً" ().
6 - وقال أيضاً: "سمعت يحيى يقول: لم يسمع محمد بن إسحاق من طلحة بن نافع شيئاً، ولم يسمع حديث ابن عباس في البكر، وهو حديث ليس له أصل" ().
7 - وقال أيضاً: "سمعت يحيى يقول: لم نسمع عن عبد الله بن دينار عن أنس الحديث الذي يحدث به محمد بن إسحاق عن عبد الله بن دينار عن أنس" ().
8 - وقال أيضاً: سمعت يحيى يقول: "قد سمع محمد بن إسحاق عن أبان ابن عثمان، وسمع من عطاء، وسمع عن أبي سلمة عن عبد الرحمن، وسمع أيضاً من القاسم بن محمد" ().
9 - وقال أيضاً: "وسمع من مكحول، وسمع من عبد الرحمن بن الأسود" ().
تصنيف الأقوال وتحليلها ومحاولة الوصول إلى الحكم المناسب له:
أولاً: بعد جمع الأقوال المختلفة لابن معين في ابن إسحاق، والتي يمكننا أن نصنفها حسب التقويم التالي:
1 - الأقوال التي تنطق بالتوثيق والتعديل، وكذا التليين والتضعيف والتوسط في ذلك.
2 - الأقوال التي تُعَدُّ من قبيل التعديل النسبي وضده.
3 - الأقوال التي نقلها عن شيوخه وبخاصة بعض أئمة النقد منهم كالقطان مثلاً.
4 - الأقوال التي تدل على معرفة ابن معين بأحوال ابن إسحاق كسماعاته عن بعض الشيوخ وطبيعة - نوعية - المرويات عنهم، إلى غير ذلك مما يساعد على إعطائه التصور المتكامل عنه.
أقوال ابن معين في توثيق ابن إسحاق:
1 - (الدوري) - صدوق ولكنه ليس بحجه.
2 - (الدوري) - ثقة ولكنه ليس بحجة.
3 - (أبو زرعة الدمشقي) - ثقة، إنما الحجة فلان ....
12 - (ابن أبي خيثمة) - ليس به بأس.
11 - (الغلابي) - ثبت في الحديث.
أقوال ابن معين في تضعيف ابن إسحاق:
13 - (ابن أبي خيثمة) - ليس بذاك، ضعيف.
14 - (ابن أبي خيثمة) – سقيم، ليس بالقوي.
18 - (الميموني) - ضعيف.
أقوال ابن معين التي توسط فيها في ابن إسحاق:
10 - (الغلابي) - ثقة حسن الحديث.
19 - (محمد بن عبيد الزهري) - ليس بذاك - أي القوي.
8 - (الدارمي) - ليس به بأس - وهو ضعيف الحديث عن الزهري.
3 - (الدوري) - ليس هو بقوي في الحديث.
¥(6/416)