ـ[ابن معين]ــــــــ[26 - 05 - 03, 07:50 م]ـ
المسألة الثالثة: علاقة المعنى اللغوي بالمعنى الاصطلاحي.
هناك علاقة بين المعنيين تظهر لنا فيما يلي:
فعلاقة المعنى الاصطلاحي بالمعنى اللغوي الأول وهو التكرار ظاهرة، لأن الحديث المعلول لا يتبين فيه سبب الضعف إلا بعد تكرار النظر فيه، لأنه _كما سبق _ فيه خفاء، ولذا لا بد من تكرار النظر في الحديث حتى تتبين سلامته من العلل الخفية.
وأما علاقة المعنى الاصطلاحي بالمعنى اللغوي الثاني وهو العائق يعوق، فإن الحديث المعلول عاقته العلة عن تصحيحه والعمل به.
وأما علاقة المعنى الاصطلاحي بالمعنى اللغوي الثالث وهو المرض فهي علاقة ظاهرة أيضاً، وذلك أن العلة إذا طرأت في الحديث أوجبت ضعفه.
والظاهر مما سبق إيراده أن أقرب هذه المعاني إلى اصطلاح المحدثين هو المعنى الثالث.
إلا أن للمعنيين الآخرين علاقة بالعلة عند المحدثين، فالمعنى اللغوي الأول يدخل في وسيلة تحصيل العلة، والمعنى الثاني هو نتيجة وثمرة وجود العلة.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[26 - 05 - 03, 08:13 م]ـ
أخي الكريم ابن معين وفقك الله لما يحب ويرضى
وبالنسبة لقول الحمادي فقد سبق أن استخرجت فوائد علل ابن أبي حاتم وسوف أعرضها قريبا في مبحث (الجواهر والدرر)
وعذرا للأخ (ابن معين لهذا الدخول المفاجئ)!!!
ـ[ابن معين]ــــــــ[27 - 05 - 03, 03:26 م]ـ
المسألة الرابعة: ما هو القياس في الحديث الذي طرأت عليه العلة؟
القياس في الحديث الذي طرأت عليه علة (بمعنى المرض) أن يسمى (مُعَلّ) لأنه اسم مفعول من الفعل أعلّ.
إلا أن المحدثين استعملوا (معلول)، وممن استعملها منهم:
1_ البخاري في قصته المشهورة مع مسلم لما سأله عن علة حديث كفارة المجلس، وانظر مثالاً آخر في: علل الترمذي (1/ 206).
2_ والترمذي في سننه: (1/ 163) (3/ 427).
3_ وأبوداود في رسالته لأهل مكة (34).
4_ وابن خزيمة كما في السنن الكبرى للبيهقي (3/ 198).
5_ والعقيلي في ضعفائه (1/ 252) (2/ 83، 139) (3،81).
6_ وابن حبان في صحيحه (3/ 408) (4/ 483) (5/ 180،342) (6/ 428) (8/ 302).
7_ والحاكم في معرفة علوم الحديث (59، 115).
8_ وأبونعيم في مستخرجه على صحيح مسلم: (1/ 48).
9_ والخليلي في الإرشاد (1/ 157،322، 378) (2/ 809).
10_ وابن عبدالبر في التمهيد (16/ 237).
11_ والبيهقي في سننه الكبرى (1/ 197) (4/ 143) (10/ 257).
وقد اختلف أهل اللغة في جواز هذا الاستعمال:
فذهب بعضهم إلى منعه، وممن منعه من أهل اللغة:
_ ابن سيده (ت 458هـ) صاحب المحكم حيث قال: (والعلة: المرض. علّ يعِل واعتل، وأعله الله، ورجل عليل.
وحروف العلة والاعتلال: الألف والياء والواو، سميت بذلك للينها وموتها.
واستعمل أبو إسحاق لفظة المعلول في المتقارب من العروض ….).
ثم قال: (والمتكلمون يستعملون لفظة المعلول في هذا كثيراً، وبالجملة فلست منها على ثقة ولا ثلج، لأن المعروف إنما هو أعله الله فهو معل.
اللهم إلا أن يكون على ما ذهب إليه سيبويه من قولهم: مجنون ومسلول من أنه جاء على جَنَنتُه وسَلَلته، وإن لم يُستعملا في الكلام استغني عنهما بأفعلت، قال: وإذا قالوا: جُن وسُلَّ فإنما يقولون جعل فيه الجنون والسل كما قالوا: حُزِن وفُسِل).
_وقال الحريري (ت 516هـ) _ كما في درة الغواص في أوهام الخواص _: (ويقولون للعليل: هو معلول، فيخطئون فيه، لأن المعلول هو الذي سقي العَلَل وهو الشرب الثاني، والفعل منه علَلْتُه، فأما المفعول من العلة فهو مُعَلَّ، وقد أعلّه الله تعالى).
_وقال الفيروزأبادي: (العلة _ بالكسر _: المرض، علّ يَعِلّ، واعتل وأعله الله تعالى فهو مُعَلّ وعليل، ولا تقل: معلول، والمتكلمون يقولونها، ولست منه على ثلج).
وتبعهم بعضُ المحدثين في تخطئة من يقول (معلول):
_قال ابن الصلاح في معرفة أنواع علم الحديث _ المشهور بمقدمة ابن الصلاح _:
(النوع الثامن عشر: الحديث المعلل، ويسميه أهل الحديث المعلول، وذلك منهم ومن الفقهاء في قولهم في باب القياس: (العلة والمعلول) = مرذول عند أهل العربية واللغة).
وتبعه النووي والعراقي والأبنوسي والسيوطي.
وذهب بعض أهل اللغة إلى جواز استعمال (معلول) في اللغة:
¥(4/226)
قال الزركشي: (والصواب أنه يجوز أن يُقال: علّه فهو معلول، من العلة والاعتلال، إلا أنه قليل. ومنهم من نص على أنه فعل ثلاثي وهو ابن القوطية في كتاب الأفعال، فقال: (علّ الإنسان علة مرض، والشيء أصابته العلة) انتهى. وكذلك قاله قطرب في كتاب فعلت وأفعلت، وكذلك الليلي، وقال أحمد صاحب الصحاح: (علّ الشيء فهو معلول من العلة).
ويشهد لهذه العلة قولهم: عليل، كما يقولون قتيل وجريح، وقد سبق نظير هذا البحث في المعضل. وظهر بما ذكرناه أن قول المصنف (مرذول) أجود من قول النووي في اختصاره (لحن) لأن اللحن ساقط غير معتبر البتة بخلاف المرذول).
وقال العراقي: (واعترض عليه (أي على ابن الصلاح) بأنه قد حكاه جماعة من أهل اللغة، منهم: قطرب فيما حكاه اللبلي، والجوهري في الصحاح، والمطرزي في المغرب).
وقال البلقيني: (فائدة: لا يُقال ليست مرذولة، حكاها صاحب الصحاح والمطرزي وقطرب، ولم يترددوا، وتبعهم غير واحد. لأنا نقول: المستعمل عند المحدثين والفقهاء والأصوليين إنما يقصدون به أن غيره أعله، لا أنه عُلّ بنفسه. والذي ذكره الجوهري: (عُلّ الشيء فهو معلول، وما ذكره في أول المادة من أن علّه الثلاثي يتعدى فذاك في السقي (أي بمعنى سقاه)، وحينئذ فصواب الاستعمال: المعلل إذا كان من أُعلّ).
والذي يظهر لي هو جواز استعمال (معلول) في وصف الحديث الذي طرأت عليه العلة، وذلك لأمور:
الأول: أنه قد أجاز هذا الاستعمال بعض كبار أئمة اللغة كقطرب والجوهري والمطرزي وابن القوطية وغيرهم، ولذا لم يجزم ابن سيده بخطأ هذا الاستعمال.
ولذا قال السخاوي: (إلا أن مما يساعد صنيع المحدثين ومن أشير إليهم استعمال الزجاج اللغوي له، وقول صاحب الصحاح: علّ الشيء فهو معلول يعني من العلة، ونص جماعة كابن القوطية في الأفعال على أنه ثلاثي …).
الثاني: أن له مخرجاً لغوياً.
قال الفيومي في المصباح المنير: (العلة: المرض الشاغل، والجمع عِلل مثل سدرة وسدر، وأعله الله فهو معلول، قيل: من النوادر التي جاءت على غير قياس، وليس كذلك فإنه من تداخل اللغتين، والأصل أعله الله فهو معلول، أو من علّه فيكون على القياس، وجاء معل على القياس لكنه قليل الاستعمال).
الثالث: أن المحدثين استعملوا (معلول) والذي هو اسم مفعول لـ (علّ) بمعنى التكرار = استعملوه اسماً مفعولاً لـ (أعلّ) بمعنى المرض _ والتي لا يصح عند أهل اللغة استعمال معلول منها _.
ولعل هذا جائز نظراً لأن أصل الكلمتين واحد، ولوجود علاقة بين معنى الكلمتين، فإن معنى الكلمة الأولى وهو التكرار هو وسيلة لكشف العلة المأخوذ تعريفها من المعنى الثالث وهو المرض.
ـ[ابن معين]ــــــــ[29 - 05 - 03, 11:10 م]ـ
فائدة: أيهما أولى استعمال معلول أو معلل؟
استعمال (معلول) أولى من استعمال بعض المحدثين (كابن الصلاح ومن جاء بعده) لـ (معلل)، إذ أن (معلل) اسم مفعول لـ (عَلَّلَ) وهو بمعنى ألهاه بالشيء وشغله به، وهذا لا يناسب المعنى الذي أراده المحدثون إلا بتجوز.
ولذا انتقد هذا الاستعمال بعض المحدثين، وممن انتقده:
الزركشي حيث قال: (وأما قول المحدثين: علله فلان بكذا، فهو غير موجود في اللغة، وإنما هو مشهور عندهم بمعنى ألهاه بالشيء وشغله، من تعليل الصبي بالطعام.
لكن استعمال المحدثين له في هذا المعنى على سبيل الاستعارة).
وقال العراقي: (والأحسن أن يقال فيه: معل بلام واحدة، لا معلل، فإن الذي بلامين يستعمله أهل اللغة بمعنى ألهاه بالشيء وشغله به، من تعليل الصبي بالطعام، وأما بلام واحدة فهو الأكثر في كلام أهل اللغة، وفي عبارة أهل الحديث أيضاً، لأن أكثر عبارات أهل الحديث في الفعل أن يقولوا: أعله فلان بكذا، وقياسه معل، وتقدم قول صاحب المحكم أن المعروف إنما هو أعله الله فهو معل، وقال الجوهري: لا أعلك الله أي لا أصابك بعلة).
وتبعهما على ذلك السخاوي وزكريا الأنصاري والصنعاني وطاهر الجزائري.
ولولا خشية الإطالة لذكرت كلامهم.
ـ[ابن معين]ــــــــ[29 - 05 - 03, 11:15 م]ـ
الفصل الثاني: طرق معرفة العلة.
¥(4/227)
لما كانت العلة سبباً خفياً غامضاً كان لا بد من وجود طرق ترشد إلى وجودها، ووسائل تعين على الوقوف عليها، ومن خلال كلام العلماء في هذا العلم وممارستي له تبين لي أنه لا بد من عدة خطوات حتى يمكن معرفة سلامة الحديث من العلة أو وجودها فيه.
وإليك هذه الخطوات:
أولاً: جمع طرق الحديث:
وقد كان المحدثون يهتمون بذلك ويؤكدون عليه:
قال أحمد: (الحديث إذا لم تُجمع طرقه لم تفهمه، والحديث يفسر بعضه بعضاً).
وقال علي بن المديني: (الباب إذا لم تُجمع طرقه لم يتبين خطؤه).
وقال عبدالله بن المبارك: (إذا أردت أن يصح لك الحديث فاضرب بعضه ببعض).
ولهذا قال يحيى بن معين: (اكتب الحديث خمسين مرة، فإن له آفات كثيرة).
وقال أيضاً: (لو لم نكتب الحديث من ثلاثين وجهاً ما عقلناه).
وقال أيضاً: (لو لم نكتب الحديث من مائة وجه ما وقعنا على الصواب).
وقال أبوحاتم الرازي: (لو لم يُكتب الحديث من ستين وجهاً ما عقلناه).
وكان بعض الحفاظ يقول: (إن لم يكن الحديث عندي من مائة طريق فأنا فيه يتيم).
وللمحدثين في ذلك الأخبار الكثيرة، ومن ذلك:
قال ابن حبان: (سمعت محمد بن إبراهيم بن أبي شيخ الملطي يقول: جاء يحيى بن معين إلى عفان ليسمع منه كتب حماد بن سلمة، فقال له: سمعتها من أحد؟ قال: نعم، حدثني سبعة عشر نفساً عن حماد بن سلمة، فقال: والله لا حدثتك. فقال: إنما هو درهم وانحدر إلى البصرة وأسمع من التبوذكي، فقال: شأنك. فانحدر إلى البصرة وجاء إلى موسى بن إسماعيل، فقال له موسى: لم تسمع هذه الكتب من أحد؟! قال: سمعتها على الوجه من سبعة عشر نفساً وأنت الثامن عشر!. فقال: وماذا تصنع بهذا؟ فقال: إن حماد بن سلمة كان يخطئ، فأردت أن أميز خطأه من خطأ غيره، فإذا رأيت أصحابه قد اجتمعوا على شيء علمت أن الخطأ من حماد نفسه، وإذا اجتمعوا على شيء عنه وقال واحد منهم بخلافه، علمت أن الخطأ منه لا من حماد، فأميز بين ما أخطأ هو بنفسه وبين ما أخطئ عليه).
ثانياً: الموازنة بين الطرق:
وفي هذه الخطوة يتم المقارنة بين طرق الحديث بعد جمعها، فإن اتفقت الطرق ولم يوجد بينها اختلاف علمنا حينئذ سلامة الحديث من العلة.
قال ابن حجر: (السبيل إلى معرفة سلامة الحديث من العلة كما نقله المصنف (أي ابن الصلاح) عن الخطيب: أن يُجمع طرقه، فإن اتفقت رواته واستووا ظهرت سلامته، وإن اختلفوا أمكن ظهور العلة، فمدار التعليل في الحقيقة على بيان الاختلاف).
قلت: وإن وجد اختلاف بين هذه الطرق (كالاختلاف بين الوصل والإرسال والوقف والرفع ونحوه) فلابد حينئذ من تحديد الراوي الذي اختلف عليه ومعرفة الأوجه التي رويت عنه، ثم يكون الترجيح بين هذه الطرق بقرائن كثيرة لا يمكن حصرها.
قال العلائي: (ووجوه الترجيح كثيرة لا تنحصر، ولا ضابط لها بالنسبة إلى جميع الأحاديث، بل كل حديث يقوم به ترجيح خاص، وإنما ينهض بذلك الممارس الفطن، الذي أكثر من الطرق والروايات، ولهذا لم يحكم المتقدمون في هذا المقام بحكم كلي يشمل القاعدة، بل يختلف نظرهم بحسب ما يقوم عندهم في كل حديث بمفرده، والله أعلم).
وقال ابن الصلاح: (ويستعان على إدراكها بتفرد الراوي وبمخالفة غيره له، مع قرائن تنضم إلى ذلك تنبه العارف بهذا الشأن على إرسال في الموصول، أو وقف في المرفوع، أو دخول حديث في حديث، أو وهم واهم بغير ذلك، بحيث يغلب على ظنه ذلك، فيحكم به أو يتردد فيتوقف فيه، وكل ذلك مانع من الحكم بصحة ما وجد ذلك فيه).
وهناك أحاديث ليس فيها اختلاف في طرقها، وإنما تدرك علتها بأمور أخرى:
قال ابن رجب: (حذاق النقاد من الحفاظ لكثرة ممارستهم للحديث ومعرفتهم بالرجال وأحاديث كل واحد منهم، لهم فهم خاص يفهمون به أن هذا الحديث يشبه حديث فلان، ولا يشبه حديث فلان، فيعللون الأحاديث بذلك. وهذا مما لا يعبر عنه بعبارة تحصره، وإنما يرجع فيه إلى أهله، إلى مجرد الفهم والمعرفة التي خصوا بها عن سائر أهل العلم).
ـ[ابن معين]ــــــــ[31 - 05 - 03, 07:12 م]ـ
الفصل الثالث: أقسام العلة وأنواعها.
يمكن تقسيم العلة بعدة اعتبارات:
أ_ تقسيم العلة بحسب تأثيرها.
فالعلة بحسب تأثيرها على قسمين:
¥(4/228)
1_علة قادحة: وهي العلة التي يُضعّف الحديث من أجلها.
2_وعلة غير قادحة: وهي العلة التي لا يُضعف بها الحديث.
ب_ تقسيم العلة بحسب محلها.
فالعلة بحسب محلها على قسمين أيضاً:
1_ علة في الإسناد: وهي العلة التي تقع في إسناد الحديث.
2_ علة في المتن: وهي العلة التي تقع في متن الحديث.
وسيأتي أمثلة للتقسيمين السابقين في التقسيم الثالث.
ج_ تقسيم العلة بحسب تأثيرها ومحلها معاً.
من خلال التقسيمين السابقين يمكن لنا ظهور هذا التقسيم الثالث، وهذا التقسيم هو الذي ذكره ابن حجر في نكته على ابن الصلاح فإنه قال:
(إذا وقعت العلة في الإسناد قد تقدح وقد لا تقدح، وإذا قدحت فقد تخصه وقد تستلزم القدح في المتن. وكذا القول في المتن سواء.
فالأقسام على هذا ستة:
_ فمثال ما وقعت العلة في الإسناد ولم تقدح مطلقاً:
ما يوجد مثلاً من حديث مدلس بالعنعنة، فإن ذلك علة توجب التوقف عن قبوله، فإذا وجد من طريق أخرى قد صرح فيها بالسماع تبين أن العلة غير قادحة.
وكذا إذا اختلف في الإسناد على بعض رواته، فإن ظاهر ذلك يوجب التوقف عنه، فإن أمكن الجمع بينها على طريق أهل الحديث بالقرائن التي تحف الإسناد تبين أن تلك العلة غير قادحة.
_ ومثال ما وقعت العلة فيه في الإسناد وتقدح فيه دون المتن:
ما مثّل به المصنف من إبدال راو ثقة براو ثقة، وهو بقسم المقلوب أليق.
_ فإن أبدل راو ضعيف براو ثقة وتبين الوهم فيه استلزم القدح في المتن أيضاً إن لم يكن له طريق أخرى صحيحة.
_ ومثال ما وقعت العلة في المتن دون الإسناد ولا تقدح فيهما:
ما وقع من اختلاف ألفاظ كثيرة من أحاديث الصحيحين إذا أمكن رد الجمع إلى معنى واحد، فإن القدح ينتفي عنها.
_ ومثال ما وقعت العلة فيه في المتن واستلزمت القدح في الإسناد:
ما يرويه راو بالمعنى الذي ظنه يكون خطأ والمراد بلفظ الحديث غير ذلك، فإن ذلك يستلزم القدح في الراوي فيعلل الإسناد.
_ ومثال ما وقعت العلة في المتن دون الإسناد:
ما ذكره المصنف (أي ابن الصلاح) من أحد الألفاظ الواردة في حديث أنس وهي قوله (لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا في آخرها) فإن أصل الحديث في الصحيحين، فلفظ البخاري (كانوا يفتتحون بالحمدلله رب العالمين)، ولفظ مسلم في رواية له نفي الجهر، وفي رواية أخرى نفي القراءة).
انتهى ما ذكره الحافظ ابن حجر باختصار يسير.
ـ[ابن معين]ــــــــ[31 - 05 - 03, 07:14 م]ـ
د_ تقسيم العلة بحسب صورها.
وقد قسمها أبوعبدالله الحاكم في كتابه معرفة علوم الحديث (113) إلى عشرة أقسام، ولم يذكر تعريفاً لكل نوع وإنما اكتفى ببيان أمثلة لكل نوع.
وجاء السيوطي بعده في تدريب الراوي (1/ 258) وذكر هذه الأنواع باختصار معرفاً لكل نوع منها، فقال:
(وقد قسم الحاكم في علوم الحديث أجناس المعلل إلى عشرة، ونحن نلخصها هنا بأمثلتها.
أحدها: أن يكون السند ظاهره الصحة وفيه من لا يعرف بالسماع ممن روى عنه.
كحديث موسى بن عقبة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من جلس مجلسا فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك واتوب إليك غفر له ما كان في مجلسه ذلك.
فروى أن مسلما جاء إلى البخاري وسأله عنه فقال هذا حديث مليح إلا أنه معلول حدثنا به موسى بن إسمعيل ثنا وهيب ثنا سهيل عن عون بن عبد الله قوله وهذا أولى لأنه لا يذكر لموسى بن عقبة سماع من سهيل.
الثاني أن يكون الحديث مرسلاً من وجه رواه الثقات الحفاظ، ويسند من وجه ظاهره الصحة.
كحديث قبيصة بن عقبة عن سفيان عن خالد الحذاء وعاصم عن أبي قلابة عن أنس مرفوعاً أرحم أمتي أبو بكر وأشدهم في دين الله عمر الحديث.
قال فلو صح إسناده لأخرج في الصحيح، إنما روى خالد الحذاء عن أبي قلابة مرسلاً.
الثالث أن يكون الحديث محفوظاً عن صحابي ويروى عن غيره لاختلاف بلاد رواته كرواية المدنيين عن الكوفيين.
كحديث موسى بن عقبة عن أبي إسحق عن أبي بردة عن أبيه مرفوعا إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة.
قال هذا إسناد لا ينظر فيه حديثي إلا ظن أنه من شرط الصحيح، والمدنيون إذا رووا عن الكوفيين زلقوا، و إنما الحديث محفوظ عن رواية أبي بردة عن الأغز المزني.
¥(4/229)
الرابع: أن يكون محفوظاً عن صحابي فيروي عن تابعي يقع الوهم بالتصريح بما يقتضي صحته بل ولا يكون معروفا من جهته.
كحديث زهير بن محمد عن عثمان بن سليمان عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور.
قال أخرج العسكري وغيره هذا الحديث في الوحدان وهو معلول، أبو عثمان لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم ولا رآه، وعثمان إنما رواه عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه، وإنما هو عثمان بن أبي سليمان.
الخامس: أن يكون روى بالعنعنة وسقط منه رجل دل عليه طريق أخرى محفوظة.
كحديث يونس عن ابن شهاب عن علي بن الحسين عن رجل من الأنصار أنهم كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فرمى بنجم فاستنار الحديث.
قال وعلته أن يونس مع جلالته قصر به، وإنما هو عن ابن عباس حدثني رجال، هكذا رواه ابن عيينة وشعيب وصالح والأوزاعي وغيرهم عن الزهري.
السادس: أن يختلف على رجل بالإسناد وغيره ويكون المحفوظ عنه ما قابل الإسناد. كحديث علي بن الحسين بن واقد عن أبيه عن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال قلت يا رسول الله مالك أفصحنا؟ الحديث.
قال وعلته ما أسند عن علي بن خشرم حدثنا علي بن الحسين بن واقد بلغني أن عمر فذكره.
السابع: الاختلاف على رجل في تسمية شيخه أو تجهيله.
كحديث الزهري عن سفيان الثوري عن حجاج بن فرافصة عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا المؤمن غر كريم والفاجر خب لئيم.
قال وعلته ما أسند عن محمد بن كثير حدثنا سفيان عن حجاج عن رجل عن أبي سلمة فذكره.
الثامن: أن يكون الراوي عن شخص أدركه وسمع منه لكنه لم يسمع منه أحاديث معينة فإذا رواها عنه بلا واسطة فعلتها أنه لم يسمعها منه.
كحديث يحيى ابن أبي كثير عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر عند أهل بيت قال أفطر عندكم الصائمون الحديث.
قال فيحيى رأى أنسا وظهر من غير وجه أنه لم يسمع منه هذا الحديث، ثم اسند عن يحيى قال حدثت عن أنس فذكره.
التاسع: أن تكون طريقه معروفة يروي أحد رجالها حديثاً من غير تلك الطريق فيقع من رواه من تلك الطريق بناء على الجادة في الوهم.
كحديث المنذر بن عبد الله الحزامي عن عبد العزيز بن الماجشون عن عبد الله دينار عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتح الصلاة قال سبحانك اللهم الحديث.
قال أخذ فيه المنذر طريق الجادة، وإنما هو من حديث عبد العزيز حدثنا عبد الله بن الفضل عن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي.
العاشر: أن يروي الحديث مرفوعاً من وجه وموقوفاً من وجه.
كحديث أبي فروة يزيد بن محمد حدثنا أبى عن أبيه عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر مرفوعا من ضحك في صلاته يعيد الصلاة ولا يعيد الوضوء.
قال وعلته ما أسند وكيع عن الأعمش عن أبي سفيان قال سئل جابر فذكره.
قال الحاكم وبقيت أجناس لم نذكرها وإنما جعلنا هذه مثالا لأحاديث كثيرة.
ـ[ابن معين]ــــــــ[02 - 06 - 03, 06:44 م]ـ
الفصل الرابع: أهمية علم علل الحديث.
إن علم علل الحديث هو أجل علوم الحديث شرفاً وذكرا، وأعظمها فخراً وخطرا، وأرفعها منزلةً وقدرا، وأهمها في بيان درجة الحديث صحةً وضعفاً.
قال الخطيب البغدادي: (معرفة علل الحديث أجلّ أنواع علم الحديث).
وقال ابن كثير: (وهو فن خفي على كثير من علماء الحديث!، حتى قال بعض حفاظهم: (معرفتنا بهذا كهانة عند الجاهل). وإنما يهتدي إلى تحقيق هذا الفن الجهابذة النقاد منهم، يميزون بين صحيحه وسقيمه، ومعوجه ومستقيمه، كما يميز الصيرفي البصير بصناعته بين الجياد والزيوف، والدنانير والفلوس، فكما لا يتمارى هذا، كذلك يقطع ذاك بما ذكرناه، ومنهم من يظن، ومنهم من يقف، بحسب مراتب علومهم وحذقهم واطلاعهم على طرق الحديث، وذوقهم حلاوة عبارة الرسول صلى الله عليه وسلم التي لا يشبهها غيرها من ألفاظ الناس).
¥(4/230)
وقال ابن حجر: (وهذا الفن أغمض أنواع الحديث وأدقها مسلكاً، ولا يقوم به إلا من منحه الله تعالى فهماً غايضاً واطلاعاً حاوياً، وإدراكاً لمراتب الرواة ومعرفة ثاقبة، ولهذا لم يتكلم فيه إلا أفراد أئمة هذا الشأن وحذاقهم، وإليهم المرجع في ذلك، لما جعل الله فيهم من معرفة ذلك، والاطلاع على غوامضه دون غيرهم ممن لم يمارس ذلك).
قلت: وذلك لأن من شروط صحة الحديث وسلامته انتفاء العلل القادحة فيه، فالقوادح الظاهرة البينة يدركها كل أحد، أما الخفي منها فلا يُدرك إلا لمن آتاه الله ملكة قوية في الفهم وإتقاناً في الحفظ.
فميدان علم العلل هو تمحيص أحاديث الثقات، وكشف ما يعتريها من وهم وخطأ ـ إذْ ليس يسلم من الخطأ أحد ـ.
أما أحاديث الضعفاء والمتروكين فأمرهم هّين، ووضوح خطئهم بّين.
قال الحاكم: (وإنما يُعلل الحديث من أوجه ليس للجرح فيها مدخل، فإن حديث المجروح ساقط واه، وعلة الحديث يكثر في أحاديث الثقات أن يحدثوا بحديث له على فيخفى عليه علمهم فيصير الحديث معلولاً).
ومما يدلك على أهمية هذا العلم وصعوبته:
أنه ربما توقف الناقد في حديث ما لخفاء علته فلا يقف عليها إلا بعد مدة طويلة.
قال الخطيب البغدادي: (فمن الأحاديث ما تخفى علته، فلا يُوقف عليها إلا بعد النظر الشديد ومضي الزمن البعيد)، ثم أسند عن علي بن المديني أنه قال: (ربما أدركت علة حديث بعد أربعين سنة!!).
_بل ربما خفيت هذه العلة على إمام ناقد وأدركها إمام آخر:
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث رواه أحمد بن حنبل وفضل الأعرج عن هشام بن سعيد أبي أحمد الطالقاني عن محمد بن مهاجر عن عقيل بن شبيب عن أبي وهب الجشمى ـ وكانت له صحبة ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سموا أولادكم أسماء الأنبياء، وأحسن الأسماء عبدالله وعبدالرحمن، وأصدقها حارث وهمام، وأقبحها حرب ومرة، وارتبطوا الخيل، وامسحوا على نواصيها وقلدوها ولا تقلدوها الأوثان). قال أبي: سمعت هذا الحديث من فضل الأعرج وفاتني من أحمد، وأنكرته في نفسي، وكان يقع في قلبي أنه أبو وهب الكلاعي ـ صاحب مكحول ـ وكان أصحابنا يستغربون، فلا يمكنني أن أقول شيئاً لما رواه أحمد.
ثم قدمت حمص فإذا قد حدثنا ابن المصفى عن أبي المغيرة قال حدثني محمد بن مهاجر قال حدثني عقيل بن سعيد عن أبي وهب الكلاعي قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم. قال ابن أبي حاتم: وحدثنا به أبي مرة أخبرني قال: حدثنا هشام عن عمار بن يحيى بن حمزة عن ابن وهب عن سليمان بن موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
قال أبي: فعلمت أن ذلك باطل، وعلمت أن إنكاري كان صحيحاً.
(ثم ذكر أبو حاتم أن أباوهب الكلاعي يروي عن التابعين) ثم قال: فبقيت متعجباً من أحمد بن حنبل كيف خفي عليه؟! فإني أنكرته حين سمعت به قبل أن أقف عليه …).
ولأجل هذا كان الناقد منهم يفرح إذا ظفر بعلة حديث.
قال عبدالرحمن بن مهدي: (لأن أعرف علة حديث هو عندي أحب إلّي من أكتب عشرين حديثاُ ليس عندي).
بل ربما تحمل المشاق والمصاعب من أجل معرفة علة حديث واحد!
قال نصر بن حماد: كنا بباب شعبة نتذاكر الحديث فقلت: حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبدالله بن عطاء عن عقبة بن عامر قال: كنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نتناوب رعاية الإبل، فرحت ذات يوم ورسول الله صلى الله عليه وسلم
جالس وحوله أصحابه فسمعته يقول: (من توضأ فأحسن الوضوء ثم دخل المسجد فصلى ركعتين واستغفر الله غفر الله له). قال: فما ملكت نفسي أن قلت: بخٍ بخٍ، قال: فجذبني رجل من خلفي فالتفت فإذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: يا ابن عامر الذي قال قبل أن تجيء أحسن، قلت: ما قال فداك أبي وأمي؟ قال: قال: من شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فتحت له ثمانية أبواب من الجنة من أيها شاء دخل). قال: فسمعني شعبة فخرج إليّ فلطمني لطمة!! ثم دخل ثم خرج، فقال: ما له يبكي؟! فقال عبدالله بن إدريس: لقد أسأت إليه، فقال: أما تسمع ما يحدث عن إسرائيل عن أبي اسحاق عن عبد الله بن عطاء عن عقبة بن عامر! وأنا قلت لأبي اسحاق: أسمع عبد الله بن عطاء من عقبة بن عامر؟ قال: لا. وغضب، وكان مسعر بن كدام حاضراً فقال لي مسعر: أغضبت الشيخ، فقلت: ما له ليصححن لي هذا الحديث أو لأسقطن حديثه! فقال مسعر: عبد الله بن عطاء بمكة، فرحلت إليه ولم أرد الحج إنما أردت الحديث، فلقيت عبد الله بن عطاء فسألته، فقال: سعد بن إبراهيم حدثني، فقال لي مالك بن أنس: سعد بن إبراهيم بالمدينة لم يحج العام، فدخلت المدينة فلقيت سعد ابن إبراهيم فسألته، فقال: الحديث من عندكم، زياد بن مخراق حدثني، فقلت: أي شيء هذا الحديث! بينا هو كوفي صار مكياً صار مدنياً صار بصرياً!! فدخلت البصرة، فلقيت زياد بن مخراق فسألته، فقال: ليس هذا من بابتك، قلت: بلى قال: لا تريده، قلت: أريده، قال: شهر بن حوشب حدثني عن أبي ريحانة عن عقبة بن عامر، قال: فلما ذَكر لي شهراً قلت: دمّر على هذا الحديث! لو صحّ لي هذا الحديث كان أحبّ إلّي من أهلي ومن مالي ومن الدنيا كلها!!).
¥(4/231)
ـ[ابن معين]ــــــــ[02 - 06 - 03, 06:51 م]ـ
ولخفاء هذا العلم وغموضه، وصعوبة الخوض فيه لغير أهله المتخصصين فيه = كان نقاد الحديث يصرحون دائما بأن خفايا علمهم ودقائق فنهم لا تدركها كثير من الأفهام:
قال عبد الرحمن بن مهدي: (معرفة الحديث الهام، لو قلت للعالم يُعَلِّل الحديث من أين قلت هذا؟ لم يكن له حجة).
قال ابن نمير: (صدق لو قلت من أين؟ لم يكن له جواب).
قال السخاوي بعد أن نقل عبارة ابن مهدي (لم يكن له حجة): (يعني يعبر بها غالباً، وإلا ففي نفسه حجج للقبول والرفض).
ويقول عبد الرحمن بن مهدي ـ أيضاً ـ: (إنكارنا الحديث عند الجهال كهانة).
وقال أبو داود السجستاني: (وربما أتوقف عن مثل هذه ـ أي عن بيان العلل ـ لأنه ضرر على العامة أن يكشف لهم كل ما كان من هذا الباب فيما مضى من عيوب الحديث، لأن علم العامة يقصر عن مثل هذا).
ولهذا كانوا يشبهون معرفتهم بهذا العلم ـ لمن هو ليس من أهله ـ بمعرفة الصيرفي للذهب:
قال الخطيب البغدادي: (المعرفة بالحديث ليست تلقيناً، وإنما هو علم يحدثه الله في القلب. ثم قال: أشبه الأشياء بعلم الحديث معرفة الصرف ونقد الدنانير والدراهم، فإنه لا يعرف جودة الدينار والدراهم بلون ولا مس ولا طراوة ولا دنس ولا نقش ولا صفةٍ تعود إلى صغر أو كبر ولا إلى ضيق أو سعة، وإنما يعرفه الناقد عند المعاينة، فيعرف البَهرج والزائف والخالص والمغشوش، وكذلك تمييز الحديث، فإنه عِلم يخلقه الله تعالى في القلوب بعد طول الممارسة له والاعتناء به).
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم سمعت أبي يقول: (معرفة الحديث كمثل فص ثمنه مائة دينار وآخر مثله على لونه ثمنه عشرة دراهم).
وقال أحمد بن صالح: (معرفة الحديث بمنزلة الذهب ـ وأحسبه قال: الجوهر ـ إنما يُبصره أهله، وليس للبصير فيه حجة إذا قيل له: كيف قلت إن هذا بائن يعني جيداً أو رديئاً).
وقال علي بن المديني: أخذ عبد الرحمن بن مهدي على رجل من أهل البصرة _ لا أسميه _ حديثاً، قال: فغضب له جماعة، قال: فأتوه فقالوا: يا أبا سعيد، من أين قلت هذا في صاحبنا؟ قال: فغضب عبد الرحمن بن مهدي، وقال: أرأيت لو أن رجلاً أتى بدينار إلى صيرفي، فقال انتقد لي هذا، فقال: هو بهرج، فيقول له: من أين قلت لي إنه بهرج؟ الزم عملي هذا عشرين سنة حتى تعلم منه ما أعلم).
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبى رحمه الله يقول: (جاءني رجل من جلة أصحاب الرأي من أهل الفهم منهم ومعه دفتر فعرضه عليّ. فقلت في بعضها: هذا حديث خطأ، قد دخل لصاحبه حديث في حديث، وقلت: وفي بعضه: هذا حديث باطل، وقلت في بعضه: هذا حديث منكر، وقلت في بعضه: هذا حديث كذب، وسائر ذلك أحاديث صحاح. فقال لي: من أين علمت أن هذا خطأ، وأن هذا باطل وأن هذا كذب؟ أخبرك راوي هذا الكتاب بأني غلطت وأني كذبت في حديث كذا؟ فقلت: لا، ما أدري هذا الجزء من رواية من هو!، غير أني أعلم أن هذا خطأ، وأن هذا الحديث باطل، وأن هذا الحديث كذب.
فقال: تدعي الغيب؟ قال: قلت: ما هذا ادعاء الغيب.
قال: فما الدليل على ما تقول؟ قلت: سل عما قلت من يحسن مثل ما أحسن، فإن اتفقنا علمت أنّا لم نجازف ولم نقله إلا بفهم.
قال: من هو الذي يحسن مثل ما تحسن؟ قلت: أبو زرعة. قال: ويقول أبو زرعة مثل ما قلتَ؟ قلت: نعم. قال هذا عجب.
فأخذ فكتب في كاغذ ألفاظي في تلك الأحاديث، ثم رجع إليّ وقد كتب ألفاظ ما تكلم به أبو زرعة في تلك الأحاديث، فما قلت: إنه باطل، قال أبو زرعة: هو كذب.
قلت: الكذب والباطل واحد. وما قلت: إنه كذب، قال أبو زرعة: هو باطل. وما قلت: إنه منكر، قال هو: منكر، كما قلت. وما قلت إنه صحاح قال أبو زرعة: هو صحاح.
فقال: ما اعجب هذا تتفقان من غير مواطأة فيما بينكما!! فقلت: فقد (كذا!) ذلك أنالم نجازف، وإنما قلناه بعلم ومعرفة قد أوتينا.
¥(4/232)
والدليل على صحة ما نقوله بأن دينار نبهرجاً يحمل إلى الناقد فيقول: هذا دينار نبهرج، ويقول لدينار هو جيد. فان قيل له: من أين قلت إن هذا نبهرج، هل كنت حاضراً حين بهرج هذا الدينار؟ قال: لا، فإن قيل له: فأخبرك الرجل الذي بهرجه أني بهرجت هذا الدينار؟ قال: لا، قيل: فمن أين قلت إن هذا نبهرج؟! قال: علماً رُزقت. وكذلك نحن رُزقنا معرفة ذلك.
قلت له: فتحمل فص ياقوت إلى واحد من البصراء من الجوهريين، فيقول: هذا زجاج، ويقول لمثله: هذا ياقوت. فإن قيل له: من أين علمت أن هذا زجاج وأن هذا ياقوت، هل حضرت الموضع الذي صنع فيه هذا الزجاج؟! قال: لا، قيل له: فهل أعلمك الذي صاغه بأنه صاغ هذا زجاجاً؟ قال: لا، قال: فمن أين علمت؟ قال: هذا علم رُزقت. وكذلك نحن رُزقنا علماً لا يتهيأ لنا أن نخبرك كيف علمنا بان هذا الحديث كذب، وهذا حديث منكر، إلا بما نعرفه.
قال أبو محمد (وهو ابن أبي حاتم): تعرف جودة الدينار بالقياس إلى غيره، فإن تخلف عنه في الحمرة والصفاء علم أنه مغشوش، ويُعلم جنس الجوهر بالقياس إلى غيره، فإن خالفه بالماء والصلابة عُلم أنه زجاج.
ويقاس صحة الحديث بعدالة ناقليه، وأن يكون كلاماً يصلح أن يكون من كلام النبوة، ويعلم سقمه وإنكاره بتفرد من لم تصح عدالته بروايته، والله اعلم).
قال السخاوي _ بعد أن ذكر القصة السابقة _: (وهو كما قال غيره، أمر يهجم على قلبهم لا يمكنهم رده، وهيئة نفسانية لا معدل لهم عنها، ولهذا ترى الجامع بين الفقه والحديث كابن خزيمة والإسماعيلي والبيهقي وابن عبد البر لا يُنكر عليهم، بل يشاركهم ويحذو حذوهم، وربما يُطالبهم الفقيه أو الأصولي العاري عن الحديث بالأدلة!، هذا مع اتفاق الفقهاء على الرجوع إليهم في التعديل والتجريح، كما اتفقوا على الرجوع في كل فن إلى أهله، ومن تعاطى تحرير فن غير فنه فهو متعنى، فالله تعالى بلطيف عنايته أقام لعلم الحديث رجالاً نقاداً تفرغوا له، وأفنوا أعمارهم في تحصيله، والبحث عن غوامضه وعلله ورجاله، ومعرفة مراتبهم في القوة واللين، فتقليدهم والمشي وراءهم، وإمعان النظر في تواليفهم، وكثرة مجالسة حفاظ الوقت، مع الفهم وجودة التصور، ومدوامة الاشتغال وملازمة التقوى والتواضع = يوجب لك إن شاء الله معرفة السنن النبوية، ولا قوة إلا بالله).
ـ[ابن معين]ــــــــ[02 - 06 - 03, 06:56 م]ـ
ولصعوبة هذا العلم ودقته ربما قصرت عبارة المعلل فلا يستطيع أن يعبر عما في نفسه!
قال ابن حجر: (وقد تقصر عبارة المعلل منهم، فلا يفصح بما استقر في نفسه من ترجيح إحدى الروايتين على الأخرى، كما في نقد الصيرفي سواء).
ولهذا كله لم يتكلم في هذا العلم إلا قلة من فحول المحدثين، وندرة من النقاد المبرزين:
قال ابن حجر: (ولهذا لم يتكلم فيه إلا أفراد أئمة هذا الشأن وحذاقهم، وإليهم المرجع في ذلك، لما جعل الله فيهم من معرفة ذلك، والاطلاع على غوامضه، دون غيرهم ممن لم يمارس ذلك).
بل كان النقاد في أزهى عصور السنة يشتكون من قلة من يحسن هذا العلم ويجيده!:
قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: (جرى بيني وبين أبي زرعة يوماً تمييز الحديث ومعرفته، فجعل يذكر أحاديث ويذكر عللها، وكذلك كنتُ اذكر أحاديث خطأ وعللها، وخطأ الشيوخ، فقال لي: يا أبا حاتم قلَّ من يفهم هذا، ما أعز هذا، إذا رفعت هذا من واحد واثنين فما أقل من تجد من يحسن هذا، وربما أشك في شيء أو يتخالجنى شيء في حديث فإلى أن التقي معك، لا أجد من يشفينى منه. قال أبي: وكذلك كان أمري).
قال أبو محمد: قلت لأبي: محمد بن مسلم؟ قال: (يحفظ أشياء عن محدثين يؤديها ليس معرفته للحديث غريزة!).
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي وجرى عنده معرفة الحديث فقال: (أبو عبد الله الذي يحدث عنه محمد بن جابر، والذي يحدث عن سعيد بن جبير، وعن مصعب بن سعد، وعن زاذان هو مسلم الجهني، ومسلم البطين أيضاً: يكنى أبا عبد الله، غير أنه لا يحتمل أن يكون مسلم الملائي:يحدث عن مصعب بن سعد وعن زاذان.
ثم قال: ذهب الذي كان يحسن هذا _ يعني أبا زرعة _ وما بقى بمصر ولا بالعراق أحد يحسن هذا!! قلت: محمد بن مسلم؟ قال يفهم طرفاً منه!).
¥(4/233)
فإذا تبين بعد هذا كله رفيع قدر، وجليل مكانته، وصعوبة الخوض فيه إلا لأهله الذين اختصهم الله بذلك، وأنه لم يتكلم فيه إلا أكابر النقاد = علمتَ حينئذ أنه لا بد من أخذ كلامهم في هذا العلم والتسليم لهم بذلك فيه:
قال العلائي: (الأئمة المتقدمين الذين منحهم الله التبحر في علم الحديث والتوسع في حفظه كشعبة و … وكذلك إلى زمن الدارقطني والبيهقي، ممن لم يجيء بعدهم مساوٍ لهم، بل ولا مقارب!، فمتى وجد في كلام أحد من المتقدمين الحكم على حديث بشيء كان معتمداً، لما أعطاهم الله من الحفظ العظيم والاطلاع الغزير، وإن اختلف النقل عنهم عُدل إلى الترجيح).
وقال ابن كثير: (أما كلام هؤلاء الأئمة المنتصبين لهذا الشأن، فينبغي أن يؤخذ مسلماً من غير ذكر أسباب، وذلك للعلم بمعرفتهم واطلاعهم واضطلاعهم في هذا الشأن، واتصافهم بالإنصاف والديانة والخبرة والنصح، لا سيما إذا أطبقوا على تضعيف رجل أو كونه متروكاً أو كذاباً أو نحو ذلك.
فالمحدث الماهر لا يتخالجه في مثل هذا وقفة في موافقتهم، لصدقهم وأمانتهم ونصحهم، ولهذا يقول الإمام الشافعي في كثير من كلامه على الأحاديث: (لا يثبته أهل العلم بالحديث) ويرده ولا يحتج به بمجرد ذلك).
وقال ابن حجر: (فمتى وجدنا حديثاً قد حكم إمام من الأئمة المرجوع إليهم بتعليله فالأولى اتباعه في ذلك كما نتبعه في تصحيح الحديث إذا صححه.
وهذا الإمام الشافعي مع إمامته يحيل القول على أئمة الحديث في كتبه، فيقول: (وفيه حديث لم يثبته أهل العلم بالحديث). وهذا حيث لا يوجد مخالف منهم لذلك المعلل، وحيث يصرح بإثبات العلة، فأما إن وُجد غيره صححه فينبغي حينئذ توجه النظر إلى الترجيح بين كلاميهما. وكذلك إذا أشار المعلل إلى العلة إشارة ولم يتبين منه ترجيح لإحدى الروايتين، فإن ذلك يحتاج إلى ترجيح، والله أعلم).
وقال أيضاً: (وبهذا التقرير يتبين عظم موقع كلام الأئمة المتقدمين، وشدة فحصهم، وقوة بحثهم، وصحة نظرهم، وتقدمهم بما يوجب المصير إلى تقليدهم في ذلك، والتسليم لهم فيه).
تم (الفصل الرابع)
ويليه (الفصل الخامس) والأخير إن شاء الله تعالى.
ـ[ابن معين]ــــــــ[04 - 06 - 03, 05:53 م]ـ
الفصل الخامس: مصنفات العلماء في علل الحديث.
نظراً لقيام بعض الباحثين بتتبع المصنفات المؤلفة في علل الحديث الموجود منها والمفقود (1)، فإنني سأكتفي ببيان المطبوع منها:
1ـ علل الحديث ومعرفة الرجال لعلي بن المديني (ت 234هـ) ـ رواية ابن البراء ـ له طبعتان، الأولى: بتحقيق: الدكتور عبدالمعطي أمين قلعجي، والثانية: بتحقيق محمد مصطفى الأعظمي.
2ـ العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد بن حنبل (ت 241هـ) رواية ابنه عبدالله ـ تحقيق: الدكتور وصي الله عباس.
3ـ العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد بن حنبل ـ رواية المروذي وغيره ـ له طبعتان، الأولى: بتحقيق الدكتور وصي الله عباس، والثانية بتحقيق صبحي البدري السامرائي.
4ـ التمييز الإمام مسلم بن الحجاج ـ تحقيق الدكتور محمد الأعظمي.
5ـ علل الترمذي الكبير ـ بترتيب أبي طالب القاضي ـ (ت 279هـ)، تحقيق حمزة ديب مصطفى.
6ـ علل الأحاديث في كتاب الصحيح لأبي الفضل ابن عمار الشهيد (ت 317 هـ)، تحقيق: علي حسن علي عبدالحميد الحلبي.
7ـ علل الحديث لابن أبي حاتم (ت 327 هـ)، تحقيق: محب الدين الخطيب وقد شرح جزءً منه ابن عبدالهادي، وقد طبع قريباً.
8ـ العلل للدار قطني (ت 385 هـ)، تحقيق: الدكتور: محفوظ الرحمن زين الله السلفي.
9ـ المنتخب من العلل للخلال لابن قدامة، تحقيق: طارق عوض الله.
10ـ علة الحديث المسلسل في يوم العيدين للحافظ أبي محمد الجرجاني (ت 489هـ)، تحقيق: الدكتور محمد التركي.
11ـ العلل المتناهية في الأحاديث الواهية لابن الجوزي (ت 597هـ)، تحقيق: إرشاد الحق الأثري.
12ـ شرح علل الترمذي لابن رجب (ت 795هـ)، له ثلاث طبعات، الأولى: تحقيق الدكتور همام عبدالرحيم سعيد، والثانية: تحقيق الدكتور نورالدين عتر، والثالثة: بتحقيق صبحي السامرائي.
وهناك كتب هي مظان للأحاديث المعلة وفيها نقولات عن أئمة العلل، فمنها:
أـ كتب الأحاديث المسندة، مثل:
ـ السنن الكبرى للنسائي (ت 313هـ)
¥(4/234)
ـ المسند للبزار (ت 292هـ).
ـ معاجم الطبراني (ت 360هـ).
ب ـ كتب التراجم، مثل:
ـ تواريخ البخاري (ت 256هـ).
ـ الضعفاء للعقيلي (ت 321هـ).
ـ الكامل لابن عدي (ت 365هـ).
ج ـ كتب السؤالات، مثل:
ـ سؤالات تلامذة أحمد له، كابنه صالح وعبد الله، وكأبي داود والمروذي وابن هانئ وغيرهم.
ـ سؤالات تلامذة الدارقطني له، كالبرقاني والسهمي ويحي بن بكير والحاكم وغيرهم.
د ـ كتب التواريخ، مثل:
ـ التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة (ت 279هـ) وهو مخطوط، وطبع منه قسم أخبار المكيين.
ـ تاريخ بغداد للخطيب (ت 463هـ).
ـ تاريخ دمشق لابن عساكر (ت 571هـ).
هـ ـ كتب الأفراد والغرائب، مثل:
ـ الأفراد للدار قطني، وقد وصلنا مرتباً على الأطراف لابن القيسراني.
الكتب المعاصرة في العلل:
قام بعض الباحثين المعاصرين بالكتابة حول هذا العلم والتعريف به، واختلفت مناهجهم فيه، فبعضهم كتب تنظيراً له، وبعضهم قام بدارسة بعض الأحاديث المعلة، إلا أن هذا العلم مازال يحتاج إلى جهود متضافرة لإبراز أهميته وتوضيح معالمه.
وإليك ما وجدته:
1ـ الحديث المعلل، إعداد: الدكتور خليل إبراهيم ملا خاطر.
2ـ العلل في الحديث، دراسة منهجية في ضوء شرح العلل لابن رجب، مع ترجمة ضافية لابن رجب، للدكتور: همام عبدالرحيم سعيد.
3ـ الحديث المعلول قواعد وضوابط، للدكتور حمزة عبد الله مليباري.
4ـ علم علل الحديث من خلال كتاب بيان الوهم والإيهام لابن القطان الفارسي، للدكتور إبراهيم بن الصديق الغماري.
5ـ شرح علل الحديث مع أسئلة وأجوبة في مصطلح الحديث، تأليف: أبي عبد الله مصطفى ابن العدوي. وهو كتاب للمبتدئين.
6ـ أثر علل الحديث في اختلاف الفقهاء، تأليف: د/ ماهر ياسن فحل.
7ـ مرويات الزهري المعلة، للدكتور عبد الله دمفو.
8ـ أحاديث معلة ظاهرها الصحة، للشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمة الله.
(1) ذكر الدكتور محفوظ الرحمن في مقدمة تحقيقه لعلل الدارقطني (1/ 47) خمسين كتاباً، أما الدكتور وصي الله عباس فذكر في مقدمة تحقيقه لمعرفة العلل لأحمد (1/ 39) ستة وخمسين كتاباً، ثم من جاء بعدهما حاول أن يضيف عليهما، فأضاف الدكتور عبدالله دمفو في مقدمة كتابه مرويات الزهري المعلة (1/ 86) ثمانية كتب، وأضاف الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التويجري في مقدمة تحقيقه للقسم الأول من علل ابن أبي حاتم سبعة كتب، وأضاف الدكتور إبراهيم بن الصديق الغماري في مقدمة كتابه علم علل الحديث من خلال كتاب بيان الوهم والإيهام ثمانية كتب، وأضاف الدكتور محمد التركي في مقدمة تحقيقه لقسم من علل ابن أبي حاتم (1/ 47) ثمانية كتب.
وفي بعض ما ذكروه تكرار، وفي بعضه نظر: لأن بعضهم ذكر بعض الكتب وإنما هي من مظان العلل وليست مخصصة له.
ـ[ابن معين]ــــــــ[04 - 06 - 03, 05:58 م]ـ
هذا ما تيسر كتابته حول علم العلل، ولعل الله أن ييسر كتابة مسائل أخر حول علم العلل أيضاً تجلي بعض جوانبه وتوضح بعض غوامضه.
أسأل الله أن ينفع بهذا البحث كاتبه وقارئه، وأن يجعل ذلك في موازين حسناتنا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخوكم: هشام بن عبدالعزيز الحلاف.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 06 - 03, 08:44 ص]ـ
اخي الحبيب الشيخ الفاضل ابن معين
جزاك الله خيرا
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[05 - 06 - 03, 09:20 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل هشام الحلاف
وللفائدة هذه نسخة من البحث على ملف وورد
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[15 - 10 - 03, 10:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك في علمكم.
ـ[ماهر]ــــــــ[22 - 10 - 03, 11:03 م]ـ
جزى الله الأخ هشام خيراً على هذا البحث النافع الماتع
ويضاف إلى قائمة المؤلفات في العلل
أثر اختلاف الأسانيد والمتون في اختلاف الفقهاء في 595 صفحة
وبالنية تأليف كتاب باسم الجامع في العلل
ماهر
دار الحديث
www.iraqweb.info
ـ[ابن معين]ــــــــ[24 - 10 - 03, 09:29 ص]ـ
جزا الله الإخوة الأفاضل (ابن وهب، وأهل الحديث، وعبدالرحمن الفقيه، والدكتور ماهر) خيراً على تعقيبهم.
ولعل الشيخ هيثم حمدان _ المشرف على مكتبة الملتقى _ أن يضع نسخة من هذا البحث في مكتبة الملتقى.
ـ[رندا مصطفي]ــــــــ[16 - 01 - 09, 09:08 م]ـ
جزاكم الله خيراً
سَلَمَتْ يداك
وهاكم حفظكم الله الكتاب مفهرس للشاملة
ـ[ابي حفص المسندي]ــــــــ[21 - 01 - 09, 02:58 م]ـ
شكرا الله لك ونفع بك على ما قدمته من إفاده حول هذا العلم
ـ[أبوحمزة السيوطي]ــــــــ[25 - 01 - 09, 08:19 ص]ـ
أستاذنا الكريم ابن معين جزاك الله خيرا
أطلب منكم إيضاح كيفية التدرج في قراءة كتب العلل؟(4/235)
فوائد وددر في منهج البخاري من كلام ابن حجر
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[24 - 05 - 03, 07:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام على خاتم الأنبياء، والمرسلين، نبينا محمد، وآله، وسلم تسليما كثيرا أما بعد:
فهذه بعض الفوائد، والدرر من فتح الباري لابن حجر، وهي متعلقة بمنهج الإمام البخاري رحم الله الجميع، أسوقها هنا لأخواني لتعم الفائدة:
1 - وننبه هنا على فائدتين إحداهما: أن البخاري يذهب إلى جواز تقطيع الحديث إذا كان ما يفصله منه لايتعلق بما قبله ولا بما بعده تعلقا يفضي إلى فساد المعنى فصنيعه كذلك يوهم من لا يحفظ الحديث أن المختصر غير التام لا سيما إذا كان ابتداء المختصر من اثناء التام ..
الفائدة الثانية: تقرر أن البخاري لا يعيد الحديث الا لفائده لكن تارة تكون في المتن وتارة في الإسناد وتارة فيهما وحيث تكون في المتن خاصة لا يعيده بصورته بل يتصرف فيه فإن كثرت طرقه أورد لكل باب طريقا وأن قلت اختصر المتن أو الإسناد. 1/ 84
2 - وقد تقرر أن البخاري حيث يخرج لبعض من فيه مقال لا يخرج شيئا مما أنكر عليه. 1/ 189
3 - وقد ظهر بالاستقراء من صنيع البخاري أنه إذا أورد الحديث عن غير واحد فإن اللفظ يكون للأخير والله اعلم. 1/ 436
4 - قوله وقال لنا محمد بن يوسف هو الفريابي قيل عبر بهذه الصيغة لأنه مما أخذه من شيخه في المذاكرة فلم يقل فيه حدثنا وقيل إن ذلك مما تحمله بالإجازة أو المناولة أو العرض وقيل هو متصل من حيث اللفظ منقطع من حيث المعنى والذي ظهر لي بالاستقراء خلاف ذلك وهو أنه متصل لكنه لا يعبر بهذه الصيغة إلا إذا كان المتن موقوفا أو كان فيه راو ليس على شرطه والذي هنا من قبيل الأول وقد وصله الإسماعيلي ... 2/ 188و2/ 335و4/ 242و9/ 154و9/ 433و11/ 256
5 - وقد تقرر أن الآثار التي يوردها البخاري في التراجم تدل على اختيار ما تضمنته عنده فهذا مصير منه إلى أن الغسل للجمعة لا يشرع إلا لمن وجبت عليه2/ 382
6 - حدثني إسحاق كذا للأكثر غير منسوب ونسبه أبو علي بن السكن فقال إسحاق بن منصور وأورده أبو نعيم في المستخرج من مسند إسحاق بن راهويه وهو المترجح عندي لتعبيره بقوله أخبرنا يعقوب لأن إسحاق بن راهويه لا يحدث عن مشايخه إلا بلفظ الإخبار بخلاف إسحاق بن منصور فيقول حدثنا. 3/ 570
7 - قوله وحدثنا علي كذا للأكثر غير منسوب، وفي رواية بن السكن، وكريمة علي بن عبد الله، ولا بن شبويه على بن المديني، ورجح أبو علي الجياني أنه علي بن سلمة اللبقي بفتح اللام والموحدة بعدها قاف وبه جزم الكلاباذي، وابن طاهر، وهو الذي ثبت في رواية المستملي، وهذا يشعر بأن البخاري لم ينسبه، وإنما نسبه من نسبه من الرواة بحسب ما ظهر له؛ فإن كان كذلك؛ فالأرجح أنه بن المديني؛ لأن العادة أن الإطلاق إنما ينصرف لمن يكون أشهر وابن المديني أشهر من اللبقي، ومن عادة البخاري إذا أطلق الرواية عن علي إنما يقصد به علي بن المديني. 4/ 438
8 - وقوله في أول السند حدثنا محمد هو بن سلام وقد حدث به عن وكيع، وممن يسمى محمد من شيوخ البخاري: محمد بن المثنى، ومحمد بن العلاء، وغيرهما، ولكن تقرر أن البخاري حيث يطلق محمد لا يريد إلا الذهلي، أو بن سلام، ويعرف تعيين أحدهما من معرفة من يروي عنه، والله أعلم 6/ 194
9 - وقد تقرر أن الحديث الواحد إذا تعددت ألفاظه وأمكن حمل بعضها على بعض تعين ذلك. 9/ 246
10 - قوله وقال هشام بن عمار حدثنا صدقة بن خالد هكذا في جميع النسخ من الصحيح من جميع الروايات مع تنوعها عن الفربري وكذا من رواية النسفي وحماد بن شاكر وذهل الزركشي في توضيحه فقال معظم الرواة يذكرون هذا الحديث في البخاري معلقا وقد أسنده أبو ذر عن شيوخه فقال قال البخاري حدثنا الحسين بن إدريس حدثنا هشام بن عمار قال فعلى هذا يكون الحديث صحيحا على شرط البخاري وبذلك يرد على بن حزم دعواه الانقطاع، وهذا الذي قاله خطأ نشأ عن ... انظر هذا البحث النفيس 10/ 52
11 - ذكر عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم هكذا ذكره بصيغة التمريض، وهو يعكر على ما تقرر بين أهل الحديث أن الذي يورده البخاري بصيغة التمريض لا يكون على شرطه مع أنه أخرج حديث بن عباس في الرقية بفاتحة الكتاب عقب هذا الباب وأجاب شيخنا في كلامه على علوم الحديث بأنه قد يصنع ذلك إذا ذكر الخبر بالمعنى ولا شك أن خبر بن عباس ليس فيه التصريح عن النبي صلى الله عليه وسلم بالرقية بفاتحة الكتاب، وإنما فيه تقريره على ذلك فنسبة ذلك إليه صريحا تكون نسبة معنوية، وقد علق البخاري بعض هذا الحديث بلفظه؛ فأتى به مجزوما كما تقدم في الإجارة في: باب ما يعطي في الرقية بفاتحة الكتاب، وقال بن عباس إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله، ثم قال شيخنا: لعل لابن عباس حديثا آخر صريحا في الرقية بفاتحة الكتاب ليس على شرطه فلذلك أتى به بصيغة التمريض قلت ولم يقع لي ذلك بعد التتبع. 10/ 198
12 - جرت عادة البخاري أنه يترجم بما ورد في بعض طرق الحديث، وإن لم يسق ذلك اللفظ بعينه ليبعث ذلك الناظر في كتابه على تتبع الطرق، وليقدح الفكر في التطبيق، ولغير ذلك من المقاصد التي فاق بها غيره من المصنفين. 11/ 500
13 - وقد يتمسك بهذا من يرى ان الثقات إذا اختلفوا في الوصل والإرسال يرجح قول من وصل لما معه من زيادة العلم لان وهيبا وعبد الوهاب ثقتان، وقد وصله وهيب، وأرسله عبد الوهاب، وصححه البخاري مع ذلك، والذي عرفناه بالاستقراء من صنيع البخاري أنه لا يعمل في هذه الصورة بقاعدة مطردة بل يدور مع الترجيح إلا إن استووا فيقدم الوصل والواقع هنا أن من وصله أكثر ممن أرسله قال الإسماعيلي وصله مع وهيب عاصم بن هلال، والحسن بن أبي جعفر، وأرسله مع عبد الوهاب خالد الواسطي، قلت: وخالد متقن وفي عاصم والحسن مقال فيستوي الطرفان فيترجح الوصل وقد جاء الحديث المذكور من وجه آخر ... 11/ 590
¥(4/236)
ـ[الحمادي]ــــــــ[25 - 05 - 03, 03:31 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل.
ويبدو أن لك عناية بالصحيح؛ فقد سبق أن طرحتَ الأحاديثَ التي أعلَّها البخاري في صحيحه، وكذا تلاميذ سفيان الثوري الذين سمع البخاري منهم.
حقيقةً هي "فوائد ودرر" من إمامٍ مارس الصحيح وعاش معه نحو ربع قرن من الزمان.
ومما وقفتُ عليه من ذلك:
قوله في سياق شرح حديثٍ خرجه البخاري لـ"فليح بن سليمان":
( ... تكلم بعض الأئمة في حفظه، ولم يخرج البخاري من حديثه في الأحكام إلا ما توبع عليه، وأخرج له في المواعظ والآداب وما شاكلها طائفة من أفراده، وهذا منها).
الحديث (59) ويُنظر / هدي الساري صـ 546 والأنوار الكاشفة للمعلمي صـ 194
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[25 - 05 - 03, 03:29 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحمادي
وإنه ليسرني، ويفرحني تشجيعك، وإضافاتك هذه الفوائد الجليلة، واصل بارك الله فيك.
ولعلي أكمل بعض الفوائد المتعلقة بالصحيح.
وانظر هذا، فهو متعلق بالصحيح أيضا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=8423&highlight=%D4%DF+%C7%E1%C8%CE%C7%D1%ED
ـ[أبو البراء]ــــــــ[27 - 05 - 03, 03:09 م]ـ
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن ..
وفقك الله .. استمر في هذه الدرر الثمينة.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[27 - 05 - 03, 03:29 م]ـ
الأخ الفاضل / عبد الرحمن السديس وفقه الله
الأخ الفاضل / الحمادي وفقه الله
أحسنتما، وجزكما لله خيراً، واسأل الله أن ينفع بكماالاسلام والمسلمين. وامضيا قدماً حيث ينتفع المسلمون.
كتب الله أجركما ورفع قدركما، وزادكما هدى ونور وخير على خير.
الأخ / أبو البراء برأك الله من النار
جزاك الله خير، على الهمة العالية.
أخوكم
أبو العالية
ـ[السكري]ــــــــ[29 - 05 - 03, 01:36 ص]ـ
الحمد لله:
أجدها فرصة مناسبة هنا لعرض بعض ما ذكره الإمام ابن حجر رحمه الله في الفتح عما يتعلق بمنهج الإمام البخاري في الصحيح كنت قد جمعتها أثناء قرائتي للفتح، أسأل الله تعالى أن يكتب لي وللإخوة النفع:-
1 - طريقة البخاري في الأحكام التي يقع فيها الاختلاف:أن لا يجزم فيها بشيء، بل يوردها على الاحتمال 1/ 246
2 - البخاري لا يخص صيغة التمريض بضعف الإسناد؛ بل إذا ذكر المتن بالمعنى أو اختصره: أتى بها أيضاً لما علم من الخلاف في ذلك. 1/ 136
3 - البخاري يذهب إلى جواز تقطيع الحديث إذا كان ما يفصله منه لا يتعلق بما قبله ولا بما بعده تعلقاً يفضي إلى فساد المعنى. تقرر أن البخاري لا يعيد الحديث إلا لفائدة؛ ولكن تارة تكون:-
أ- في المتن. ب- وتارة في الإسناد. ج- وتارة فيهما.
وحيث تكون في المتن خاصة:لا يعيده بصورته؛ بل يتصرف فيه، فإن كثرت طرقه: أورد لكل باب طريقاً، وإن قلت: اختصر المتن أو الإسناد. 1/ 105
4 - يغاير المصنف بين شيوخه الذين حدثوا عن الشيخ الواحد مراعاة للإتيان بالفائدة الإسنادية وهي: تكثير الطرق حيث يحتاج إلى إعادة المتن، فلا يعيد الحديث الواحد في موضعين على صورة واحدة. 1/ 103
5 - جرى البخاري في الصحيح على عادته في التبويب على ما يستفاد من المتن. 1/ 91
6 - الباب الذي لم تذكر له ترجمة خاصة: يكون بمنزلة الفصل مما قبله مع تعلقه به. 1/ 82
7 - أحياناً يسوق البخاري إسناداً ثم يعطف عليه إسناداً آخر لنفس الحديث، ويسوق لفظ الآخر منهما فقط، وقد يكون بين الإسنادين تغاير في الألفاظ (1/ 76) والبخاري يصنع مثل هذا نظراً إلى أصل الحديث لا إلى خصوص ألفاظه. 1/ 655
8 - البخاري لا يقول بالفرق بين "حدثنا" و"أخبرنا". 1/ 75
9 - كثيراُ ما يستدل المصنف (البخاري) بما يشتمل عليه بعض الألفاظ الأخرى للحديث الذي يذكره دون ذكرها لأنها
ليست على شرطه. 1/ 66
لا زال -لدي- أشياء يمكن ذكرها من هذه البابة، فإن كان الإخوة استحسنوها أكملتها وإلا فلن أشغل الوقت والمكان بمالا يعود بنفع كبير .. أعتذر عن الإطالة .. والله تعالى أعلم.(4/237)
فوائد وددر في منهج البخاري من كلام ابن حجر
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[24 - 05 - 03, 07:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام على خاتم الأنبياء، والمرسلين، نبينا محمد، وآله، وسلم تسليما كثيرا أما بعد:
فهذه بعض الفوائد، والدرر من فتح الباري لابن حجر، وهي متعلقة بمنهج الإمام البخاري رحم الله الجميع، أسوقها هنا لأخواني لتعم الفائدة:
1 - وننبه هنا على فائدتين إحداهما: أن البخاري يذهب إلى جواز تقطيع الحديث إذا كان ما يفصله منه لايتعلق بما قبله ولا بما بعده تعلقا يفضي إلى فساد المعنى فصنيعه كذلك يوهم من لا يحفظ الحديث أن المختصر غير التام لا سيما إذا كان ابتداء المختصر من اثناء التام ..
الفائدة الثانية: تقرر أن البخاري لا يعيد الحديث الا لفائده لكن تارة تكون في المتن وتارة في الإسناد وتارة فيهما وحيث تكون في المتن خاصة لا يعيده بصورته بل يتصرف فيه فإن كثرت طرقه أورد لكل باب طريقا وأن قلت اختصر المتن أو الإسناد. 1/ 84
2 - وقد تقرر أن البخاري حيث يخرج لبعض من فيه مقال لا يخرج شيئا مما أنكر عليه. 1/ 189
3 - وقد ظهر بالاستقراء من صنيع البخاري أنه إذا أورد الحديث عن غير واحد فإن اللفظ يكون للأخير والله اعلم. 1/ 436
4 - قوله وقال لنا محمد بن يوسف هو الفريابي قيل عبر بهذه الصيغة لأنه مما أخذه من شيخه في المذاكرة فلم يقل فيه حدثنا وقيل إن ذلك مما تحمله بالإجازة أو المناولة أو العرض وقيل هو متصل من حيث اللفظ منقطع من حيث المعنى والذي ظهر لي بالاستقراء خلاف ذلك وهو أنه متصل لكنه لا يعبر بهذه الصيغة إلا إذا كان المتن موقوفا أو كان فيه راو ليس على شرطه والذي هنا من قبيل الأول وقد وصله الإسماعيلي ... 2/ 188و2/ 335و4/ 242و9/ 154و9/ 433و11/ 256
5 - وقد تقرر أن الآثار التي يوردها البخاري في التراجم تدل على اختيار ما تضمنته عنده فهذا مصير منه إلى أن الغسل للجمعة لا يشرع إلا لمن وجبت عليه2/ 382
6 - حدثني إسحاق كذا للأكثر غير منسوب ونسبه أبو علي بن السكن فقال إسحاق بن منصور وأورده أبو نعيم في المستخرج من مسند إسحاق بن راهويه وهو المترجح عندي لتعبيره بقوله أخبرنا يعقوب لأن إسحاق بن راهويه لا يحدث عن مشايخه إلا بلفظ الإخبار بخلاف إسحاق بن منصور فيقول حدثنا. 3/ 570
7 - قوله وحدثنا علي كذا للأكثر غير منسوب، وفي رواية بن السكن، وكريمة علي بن عبد الله، ولا بن شبويه على بن المديني، ورجح أبو علي الجياني أنه علي بن سلمة اللبقي بفتح اللام والموحدة بعدها قاف وبه جزم الكلاباذي، وابن طاهر، وهو الذي ثبت في رواية المستملي، وهذا يشعر بأن البخاري لم ينسبه، وإنما نسبه من نسبه من الرواة بحسب ما ظهر له؛ فإن كان كذلك؛ فالأرجح أنه بن المديني؛ لأن العادة أن الإطلاق إنما ينصرف لمن يكون أشهر وابن المديني أشهر من اللبقي، ومن عادة البخاري إذا أطلق الرواية عن علي إنما يقصد به علي بن المديني. 4/ 438
8 - وقوله في أول السند حدثنا محمد هو بن سلام وقد حدث به عن وكيع، وممن يسمى محمد من شيوخ البخاري: محمد بن المثنى، ومحمد بن العلاء، وغيرهما، ولكن تقرر أن البخاري حيث يطلق محمد لا يريد إلا الذهلي، أو بن سلام، ويعرف تعيين أحدهما من معرفة من يروي عنه، والله أعلم 6/ 194
9 - وقد تقرر أن الحديث الواحد إذا تعددت ألفاظه وأمكن حمل بعضها على بعض تعين ذلك. 9/ 246
10 - قوله وقال هشام بن عمار حدثنا صدقة بن خالد هكذا في جميع النسخ من الصحيح من جميع الروايات مع تنوعها عن الفربري وكذا من رواية النسفي وحماد بن شاكر وذهل الزركشي في توضيحه فقال معظم الرواة يذكرون هذا الحديث في البخاري معلقا وقد أسنده أبو ذر عن شيوخه فقال قال البخاري حدثنا الحسين بن إدريس حدثنا هشام بن عمار قال فعلى هذا يكون الحديث صحيحا على شرط البخاري وبذلك يرد على بن حزم دعواه الانقطاع، وهذا الذي قاله خطأ نشأ عن ... انظر هذا البحث النفيس 10/ 52
11 - ذكر عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم هكذا ذكره بصيغة التمريض، وهو يعكر على ما تقرر بين أهل الحديث أن الذي يورده البخاري بصيغة التمريض لا يكون على شرطه مع أنه أخرج حديث بن عباس في الرقية بفاتحة الكتاب عقب هذا الباب وأجاب شيخنا في كلامه على علوم الحديث بأنه قد يصنع ذلك إذا ذكر الخبر بالمعنى ولا شك أن خبر بن عباس ليس فيه التصريح عن النبي صلى الله عليه وسلم بالرقية بفاتحة الكتاب، وإنما فيه تقريره على ذلك فنسبة ذلك إليه صريحا تكون نسبة معنوية، وقد علق البخاري بعض هذا الحديث بلفظه؛ فأتى به مجزوما كما تقدم في الإجارة في: باب ما يعطي في الرقية بفاتحة الكتاب، وقال بن عباس إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله، ثم قال شيخنا: لعل لابن عباس حديثا آخر صريحا في الرقية بفاتحة الكتاب ليس على شرطه فلذلك أتى به بصيغة التمريض قلت ولم يقع لي ذلك بعد التتبع. 10/ 198
12 - جرت عادة البخاري أنه يترجم بما ورد في بعض طرق الحديث، وإن لم يسق ذلك اللفظ بعينه ليبعث ذلك الناظر في كتابه على تتبع الطرق، وليقدح الفكر في التطبيق، ولغير ذلك من المقاصد التي فاق بها غيره من المصنفين. 11/ 500
13 - وقد يتمسك بهذا من يرى ان الثقات إذا اختلفوا في الوصل والإرسال يرجح قول من وصل لما معه من زيادة العلم لان وهيبا وعبد الوهاب ثقتان، وقد وصله وهيب، وأرسله عبد الوهاب، وصححه البخاري مع ذلك، والذي عرفناه بالاستقراء من صنيع البخاري أنه لا يعمل في هذه الصورة بقاعدة مطردة بل يدور مع الترجيح إلا إن استووا فيقدم الوصل والواقع هنا أن من وصله أكثر ممن أرسله قال الإسماعيلي وصله مع وهيب عاصم بن هلال، والحسن بن أبي جعفر، وأرسله مع عبد الوهاب خالد الواسطي، قلت: وخالد متقن وفي عاصم والحسن مقال فيستوي الطرفان فيترجح الوصل وقد جاء الحديث المذكور من وجه آخر ... 11/ 590
¥(4/238)
ـ[الحمادي]ــــــــ[25 - 05 - 03, 03:31 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل.
ويبدو أن لك عناية بالصحيح؛ فقد سبق أن طرحتَ الأحاديثَ التي أعلَّها البخاري في صحيحه، وكذا تلاميذ سفيان الثوري الذين سمع البخاري منهم.
حقيقةً هي "فوائد ودرر" من إمامٍ مارس الصحيح وعاش معه نحو ربع قرن من الزمان.
ومما وقفتُ عليه من ذلك:
قوله في سياق شرح حديثٍ خرجه البخاري لـ"فليح بن سليمان":
( ... تكلم بعض الأئمة في حفظه، ولم يخرج البخاري من حديثه في الأحكام إلا ما توبع عليه، وأخرج له في المواعظ والآداب وما شاكلها طائفة من أفراده، وهذا منها).
الحديث (59) ويُنظر / هدي الساري صـ 546 والأنوار الكاشفة للمعلمي صـ 194
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[25 - 05 - 03, 03:29 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحمادي
وإنه ليسرني، ويفرحني تشجيعك، وإضافاتك هذه الفوائد الجليلة، واصل بارك الله فيك.
ولعلي أكمل بعض الفوائد المتعلقة بالصحيح.
وانظر هذا، فهو متعلق بالصحيح أيضا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=8423&highlight=%D4%DF+%C7%E1%C8%CE%C7%D1%ED
ـ[أبو البراء]ــــــــ[27 - 05 - 03, 03:09 م]ـ
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن ..
وفقك الله .. استمر في هذه الدرر الثمينة.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[27 - 05 - 03, 03:29 م]ـ
الأخ الفاضل / عبد الرحمن السديس وفقه الله
الأخ الفاضل / الحمادي وفقه الله
أحسنتما، وجزكما لله خيراً، واسأل الله أن ينفع بكماالاسلام والمسلمين. وامضيا قدماً حيث ينتفع المسلمون.
كتب الله أجركما ورفع قدركما، وزادكما هدى ونور وخير على خير.
الأخ / أبو البراء برأك الله من النار
جزاك الله خير، على الهمة العالية.
أخوكم
أبو العالية
ـ[السكري]ــــــــ[29 - 05 - 03, 01:36 ص]ـ
الحمد لله:
أجدها فرصة مناسبة هنا لعرض بعض ما ذكره الإمام ابن حجر رحمه الله في الفتح عما يتعلق بمنهج الإمام البخاري في الصحيح كنت قد جمعتها أثناء قرائتي للفتح، أسأل الله تعالى أن يكتب لي وللإخوة النفع:-
1 - طريقة البخاري في الأحكام التي يقع فيها الاختلاف:أن لا يجزم فيها بشيء، بل يوردها على الاحتمال 1/ 246
2 - البخاري لا يخص صيغة التمريض بضعف الإسناد؛ بل إذا ذكر المتن بالمعنى أو اختصره: أتى بها أيضاً لما علم من الخلاف في ذلك. 1/ 136
3 - البخاري يذهب إلى جواز تقطيع الحديث إذا كان ما يفصله منه لا يتعلق بما قبله ولا بما بعده تعلقاً يفضي إلى فساد المعنى. تقرر أن البخاري لا يعيد الحديث إلا لفائدة؛ ولكن تارة تكون:-
أ- في المتن. ب- وتارة في الإسناد. ج- وتارة فيهما.
وحيث تكون في المتن خاصة:لا يعيده بصورته؛ بل يتصرف فيه، فإن كثرت طرقه: أورد لكل باب طريقاً، وإن قلت: اختصر المتن أو الإسناد. 1/ 105
4 - يغاير المصنف بين شيوخه الذين حدثوا عن الشيخ الواحد مراعاة للإتيان بالفائدة الإسنادية وهي: تكثير الطرق حيث يحتاج إلى إعادة المتن، فلا يعيد الحديث الواحد في موضعين على صورة واحدة. 1/ 103
5 - جرى البخاري في الصحيح على عادته في التبويب على ما يستفاد من المتن. 1/ 91
6 - الباب الذي لم تذكر له ترجمة خاصة: يكون بمنزلة الفصل مما قبله مع تعلقه به. 1/ 82
7 - أحياناً يسوق البخاري إسناداً ثم يعطف عليه إسناداً آخر لنفس الحديث، ويسوق لفظ الآخر منهما فقط، وقد يكون بين الإسنادين تغاير في الألفاظ (1/ 76) والبخاري يصنع مثل هذا نظراً إلى أصل الحديث لا إلى خصوص ألفاظه. 1/ 655
8 - البخاري لا يقول بالفرق بين "حدثنا" و"أخبرنا". 1/ 75
9 - كثيراُ ما يستدل المصنف (البخاري) بما يشتمل عليه بعض الألفاظ الأخرى للحديث الذي يذكره دون ذكرها لأنها
ليست على شرطه. 1/ 66
لا زال -لدي- أشياء يمكن ذكرها من هذه البابة، فإن كان الإخوة استحسنوها أكملتها وإلا فلن أشغل الوقت والمكان بمالا يعود بنفع كبير .. أعتذر عن الإطالة .. والله تعالى أعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 11 - 05, 02:10 م]ـ
الأخوة الفضلاء: أبو البراء، وأبو العالية، والسكري جزاكم الله خيرا.
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[24 - 11 - 05, 12:22 م]ـ
أيضا يضاف:
1_ قد يكون الحديث على شرط البخارى ويعارضه عنده ما هو أولى بالعمل به من حديث آخر فلا يخرج ذلك الحديث فى بابه ويخرجه فى باب آخر لينبه بذلك على أنه صحيح إلا أن ما دل ظاهره عليه غير معمول به عنده
6/ 698 كتاب الناقب
2_ عادة البخارى أن لا يهمل نسبة الراوى الا اذا ذكرها فى مكان آخر فيهملها استغناءا بما سبق 5/ 337كتاب الشهادات
3_ والبخارى فيما عرف بالإستقراء يتمسك بالمطلقات تمسك غيره بالعمومات 3/ 376 كتاب الزكاة
ـ[حافظ عبدالمنان]ــــــــ[29 - 11 - 05, 12:17 م]ـ
لقد ألف شيخنا حافظ ثناء الله الزاهدي حفظه الله في القواعد والفوائد الأصولية والحديثية والإسنادية من فتح الباري لابن حجر رحمه الله.
وسماه: توجيه القاري في القواعد والفوائد الأصولية والحديثية والإسنادية في فتح الباري.
وقد طبع الكتاب هذا من مكتبة "دار ابن حزم ".
فليراجع لزاما
¥(4/239)
ـ[ابو العز السلمى]ــــــــ[29 - 11 - 05, 10:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا(4/240)
للمهتمين بالأجزاء الحديثية
ـ[نبيل جرار]ــــــــ[28 - 05 - 03, 12:23 ص]ـ
للمهتمين بالأجزاء الحديثية أطرح هنا مشروعي الذي أعمل فيه منذ ما يزيد على سبع سنوات، وأرجو أن ييسر الله لي الفراغ منه بعد عام، وهو مشروع زوائد الأجزاء الحديثية والأمالي والفوائد والمعاجم والمشيخات والأربعينات على الكتب الستة والموطأ ومسند الإمام أحمد.
وأعني بالأجزاء الحديثية تلك التي لا ترتب الأحاديث على مسند صحابي - كمسند أبي بكر للمروزي -، أو موضوع - ككتب ابن أبي الدنيا وغيرها-.
ويبلغ عدد الزوائد من هذه الكتب (7000) حديث تقريباً، وقد رتبتها على مسانيد الصحابة، وأحاديث الصحابي الواحد على الموضوعات، على نسق ترتيب المسند الجامع.
وعملي يقتصر على الأحاديث المرفوعة، أما الآثار عن الصحابة وغيرهم فقد جمعتها لإخراجها في عمل منفصل بإذن الله.
وفيما يلي سرد للأ جزاء التي جردتها واستخرجت زوائدها، وسوف أقوم لاحقاً بعون الله بإدراج ملف على الوورد فيه جدول بهذه الأجزاء مرتبا أبجديا، ثم مرتبا على وفيات مؤلفيها، ثم مسند بريدة رضي الله عنه، أعددته ليكون نموذجاً لهذا العمل الذي أسأل الله أن يعينني على الفراغ منه قريباً.
والذي أرجوه وأنتظره من المهتمين بالإجزاء الحديثية خصوصاً، ومن أهل الحديث عموماً من أعضاء وزوار هذا المنتدى المبارك أن يكلفوا أنفسهم عناء النظر والتمعن في هذه الأجزاء والملف الذي سألحقه قريباً، لينظروا ما فاتني مما طبع من الأمالي والفوائد والمعاجم والمشيخات والأربعينات والأجزاء الحديثية.
فقد بذلت جهدي للحصول على ما طبع منها، ولكنني لست أشك أنه قد فاتني منها شيء، لا سيما تلك التي نشرت في المجلات الإسلامية، أو حققت كرسائل جامعية.
فأرجو من الإخوة الكرام أن ينبهوني على مافاتني منها، ومن ثم مساعدتي على الحصول عليها أو على صورة منها، حتى أضمها إلى المجموعة وأستخرج زوائدها.
أرجو من أهل الحديث الاهتمام والمساعدة.
وفقنا الله جميعا لما يحبه ويرضاه.
1 - أحاديث أبي عروبة الحراني / رواية أبي أحمد الحاكم
2 - أحاديث الشَّاموخي
3 - الأحاديث الصحاح الغرائب لأبي الفرج المزي
4 - الأحاديث المائة المشتملة على مائة نسبة إلى الصنائع / لابن طولون
5 - أحاديث عن أصحاب ابن طبرزد / تخريج البرزالي
6 - أخبار وحكايات /محمد بن فيض الغساني
7 - الأربعين البلدانية لابن عساكر
8 - الأربعين البلدانية للسلفي
9 - الأربعين الصغرى للبيهقي
10 - الأربعين العشارية لأبي الفضل العراقي
11 - الأربعين القشيرية لأبي سعد عبدالله بن عمر القشيري
12 - الأربعين المتبانية بشرط السماع لابن حجر
13 - أربعين حديثا لابن المقرب الكرخي
14 - الأربعين حديثا للبكري
15 - أربعين حديثا من حديث بريد للدارقطني
16 - الأربعين على مذهب المتحققين لأبي نعيم
17 - الأربعين في إرشاد السائرين لأبي الفتوح الطائي
18 - الأربعين في الجهاد والمجاهدين لأبي الفرج المقرئ
19 - الأربعين في الحث على الجهاد لابن عساكر
20 - الأربعين في دلائل التوحيد للهروي
21 - الأربعين في شيوخ الصوفية لأبي سعد الماليني
22 - الأربعين في فضل الدعاء لأبي الحسن المقدسي
23 - الأربعين في فضل الرحمة والراحمين لابن طولون
24 - الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين لعبد الرحمن بن عساكر
25 - الأربعين لأبي البركات النيسابوري
26 - الأربعين لابن المقرئ
27 - الأربعين لابن تيمية
28 - الأربعين للآجري
29 - الأربعين للثقفي القاسم بن الفضل
30 - الأربعين للسلمي
31 - الأربعين للطوسي محمد بن أسلم
32 - الأربعين للمؤيد الطوسي
33 - الأربعين للنسوي
34 - الأربعين من عوالي المجيزين لأبي بكر المراغي
35 - الإغراب من حديث شعبة والثوري للنسائي
36 - أمالي أالزَّجاج
37 - أمالي ابن بِشران
38 - أمالي ابن سمعون الواعظ
39 - أمالي البَاغندي الكبير
40 - الأمالي الحلبيّة / لابن حجر
41 - أمالي الخلال
42 - أمالي الشجري
43 - أمالي القالي
44 - أمالي المرتضى (غرر الفوائد ودرر القلائد)
45 - الأمالي المطلقَة / لابن حجر
46 - أمالي اليزيدي
47 - الأمالي في آثار الصحابة / عبد الرزاق
48 - الأمالي والقراءة / الحسن ومحمد ابني عفان
49 - أمالي يموت ابن المزرع
50 - الأول من حديث ابن السماك والخلدي /رواية ابن مخلد
51 - الأول من حديث العيسوي
52 - الأول من فوائد القاسم بن زكريا المطرز
¥(4/241)
53 - البلدانيات للسخاوي
54 - البَيتُوتَة / لأبي العباس الثقفي
55 - التاسع من أمالي أبي محمد ابن النحاس
56 - تسمية ماانتهى إلينا من الرواة عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين عالياً/ لأبي نعيم الأصبهاني
57 - تسمية ماانتهى إلينا من الرواة عن سعيد بن منصور عالياً / لأبي نعيم الأصبهاني
58 - الثالث من فوائد سمويه
59 - ثلاثة مجالس من أمالي ابن مَرْدَوَيْه
60 - جزء الغِطريفي
61 - جزء أبي الجهم
62 - جزء أحمد بن عصام
63 - جزء ابن الجُلابي
64 - جزء ابن جُريج
65 - جزء ابن عَمْشَليق
66 - جزء الأُشناني
67 - الجزء الأول من أمالي أبي إسحاق الهاشمي
68 - جزء البطاقة / لحمزة الكناني
69 - الجزء الثالث والعشرون من حديث أبي الطاهر الذهلي
70 - الجزء الثاني من حدبث يحيى بن معين
71 - جزء الجَرْكاني
72 - الجزء الحادي عشر من فوائد ابن البختري
73 - جزء الحسن بن عرفة
74 - الجزء الخامس من الأفراد / لابن شاهين
75 - جزء الخليلي
76 - الجزء الرابع من حديث ابن البختري
77 - الجزء العاشر من الرقائق والحكايات / لخيثمة بن سليمان
78 - جزء المؤمل بن إيهاب
79 - جزء بكر بن بكار
80 - جزء حنبل بن إسحاق (التاسع من فوائد ابن السمَّاك)
81 - جزء سعدان بن نصر
82 - جزء علي بن محمد الحميري
83 - الجزء فيه أحاديث أبي الزبير عن غير جابر / لأبي الشيخ
84 - جزء فيه أحاديث أبي علي الحسن بن موسى الأشْيَب
85 - جزء فيه أحاديث أبي محمد بن حيان (أبو الشيخ)
86 - جزء فيه أحاديث نافع بن أبي نُعيم وغيره / لابن المقرئ
87 - جزء فيه أحاديث يحيى بن معين / رواية أبي منصور الشيباني
88 - جزء فيه ثلاثة مجالس من أمالي ابن البختري
89 - جزء فيه ثلاثةٌ وثلاثون حديثاً من حديث أبي القاسم البغوي
90 - الجزء فيه حديث ابن ديزيل
91 - جزء فيه حديث سُفيان بن عيينة
92 - جزء فيه حديث لُوين
93 - جزء فيه سبعة مجالس من أمالي المخلص
94 - جزء فيه ستة مجالس من أمالي ابن البختري
95 - جزء فيه ما انتقى ابن مردوية على الطبراني
96 - جزء فيه مجلس عن أبي جعفر بن البختري ومجلس عن أبي بكر الشافعي /رواية ابن مخلد
97 - جزء فيه مجلس من فوائد الليث بن سعد
98 - جزء فيه مجلسان عن ابن البختري
99 - جزء فيه مجلسان من أمالي نظام المُلك
100 - جزء فيه مجلسان من إملاء النَّسائي
101 - جزء فيه من أحاديث أيوب السّختَياني / لإسماعيل القاضي
102 - جزء فيه من أمالي ابن البختري والنجاد والخلدي /ابن مخلد
103 - الجزء فيه من الفواءد المنتقاة من حديث أبي عمر السمرقندي
104 - جزء فيه من حديث أبي نعيم عن أبي علي الصواف
105 - جزء فيه من حديث ابن شاهين
106 - جزء فيه من فوائد ابن مخلد العطار
107 - جزء فيه منتقى من السادس عشر من حديث ابن البختري
108 - جزء لؤلؤ
109 - جزء محمد بن عاصم الثقفي
110 - جزء محمد بن هشام النُّميري
111 - جزء من حديث ابن شاهين عن شيوخه
112 - جزء من فوائد أبي بكر الشَّاشي
113 - جزء من فوائد حديث أبي ذرَّ الهروي
114 - جزء منتقى من حديث الحافظ العراقي
115 - الجعديات
116 - حديث أبي الفضل الزُّهري
117 - حديث أبي سعيد الأشج
118 - حديث أبي عروبة الحراني / رواية ابن بُندار
119 - حديث أبي محمد الفاكِهي عن ابن أبي مَسَرَّة
120 - حديث أبي نعيم الأزهري
121 - حديث أهل حُرادن لابن عساكر
122 - حديث ابن أبي شُريح (جزء بيبي بنت عبدالصمد)
123 - حديث ابن حذلم
124 - حديث البغوي وابن صاعد والهاشمي / رواية ابن زُنبور
125 - حديث التقي ابن المجد
126 - حديث الدرّاج
127 - حديث السكن بن جُميع
128 - حديث السلفي عن حاكم الكوفة الثقفي
129 - حديث العبدويي
130 - حديث العثماني
131 - حديث الهميان للطبري
132 - حديث بدر بن الهيثم
133 - حديث علي بن حجر السعدي (نسخة إسماعيل بن جعفر)
134 - حديث محمد بن عبدالله الأنصاري
135 - حديث مكي بن أبي طالب ومحمود بن محمد المزاحمي/ رواية ابن عساكر
136 - حديث موسى بن عامر
137 - حديث هشام بن عمار
138 - حديثان من إملاء أبي إسحاق الغساني
139 - خمسة أحاديث من حديث أبي الفضل العراقي
140 - الديباج / الخُتَّلي
141 - الدِّينار من حديث المشايخ الكبار / للذهبي
142 - ذكر ابن أبي الدنيا لأبي موسى المديني
143 - ذكر الأقران / لأبي الشيخ
144 - ذكر من اسمه شعبة / لأبي نعيم
145 - الرباعي في الحديث /عبد الغني الأزدي
146 - السادس من فوائد المؤمل بن أحمد الشيباني
¥(4/242)
147 - الطيوريات
148 - العمدة من الفوائد في مشيخة شهدة
149 - عوالي أبي الشيخ
150 - عوالي أبي بكر بن عبد الدائم
151 - عوالي الإمام مالك / لأبي اليُمن الكندي
152 - عوالي الإمام مالك / لابن الحاجب
153 - عوالي الإمام مالك / لزاهر الشحامي
154 - عوالي الإمام مالك / للخطيب البغدادي
155 - عوالي الإمام مالك / لهشام بن عمار
156 - عوالي الإمام مالك /لأبي أحمد الحاكم
157 - عوالي الإمام مالك /لسُليم الرازي
158 - عوالي الحارث بن أبي أسامة / أبو نعيم الأصبهاني
159 - عوالي الليث بن سعد /لابن قطلوبغا
160 - عيون الأخبار /لابن قتيبة
161 - غرائب حديث الإمام مالك / لأبي الحسين بن المظفر البزاز
162 - الغُنْيَة في شيوخ القاضي عياض
163 - الغيلانيات
164 - فنون العجائب لأبي سعيد النقاش
165 - فوائد أبي الشيخ
166 - فوائد أبي علي الصوّاف
167 - فوائد ابن الباغْبَان
168 - فوائد ابن شاهين
169 - فوائد ابن مَاسي
170 - فوائد ابن مندة عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق
171 - الفوائد الحسان عن الشيوخ الثقات / لابن النقور
172 - فوائد الخليلي
173 - فوائد العراقيين / لأبي سعيد النَّقاش
174 - الفوائد العوالي المؤرخة من الصِّحاح والغرائب / للتَّنوخي
175 - الفوائد الغرائب الحسان من حديث أبي بكر الأبهري
176 - فوائد الفوائد لابن خزيمة
177 - فوائد الكوفيين / انتخاب الصوري على العلوي
178 - الفوائد المنتقاة عن الشيوخ العوالي / لأبي الحسن الحربي
179 - فوائد تمَّام الرازي
180 - فوائد من حديث الفِريابي
181 - الفوائد والأخبار / لابن دريد
182 - الفوائد والأخبار والحكايات لابن حَمَكان
183 - القَطيعيِّات
184 - ما قرب سنده من حديث أبي القاسم السمرقندي
185 - مارواه الأكابر عن مالك بن أنس / ابن مخلد الدوري
186 - المجالسُ الخمسة السَّلَماسيَّة / للسِّلفي
187 - مجالس العلماء / للزجاج
188 - مجالس بن ثعلب
189 - المجالسة وجواهر العلم /للدينوري
190 - مُجرَّد أسماء الرُّواة عن مالك / للرشيد العطار
191 - مجلس من أمالي أبي نعيم
192 - مجلس من أمالي ابن الأَنباري
193 - مجلس من إملاء أبي عبدالله الدَّقاق
194 - مجلس من إملاء ابن الفاخر
195 - المحامليات (رواية ابن البيِّع)
196 - مسانيد أبي يحيى فراس بن يحيى / لأبي نعيم الأصبهاني
197 - مسند إبراهيم بن أدهم /ابن مندة مجمد بن إسحاق
198 - مسند أبي حنيفة لأبي نعيم
199 - مسند أمة الله مريم الحنبلية
200 - مسند الشاميين / للطبراني
201 - مسند المقلين من الأُمراء والسلاطين / تمَّام الرازي
202 - مسند عمر بن عبدالعزيز / للباغندي
203 - مشيخة أبي بكر الأنصاري قاضي المارستان
204 - مشيخة أبي بكر المراغي
205 - مشيخة أبي بكربن عبدالدّائم
206 - مشيخة ابن أبي الصقر
207 - مشيخة ابن البخاري
208 - مشيخة ابن الجوزي
209 - مشيخة ابن الحطاب الرازي
210 - مشيخة ابن جَماعة
211 - مشيخة ابن شاذان الصّغرى
212 - مشيخة ابن طهمان
213 - مشيخة الآبنوسي أبي الحسن محمد بن أحمد
214 - مشيخة السُّهْرَوردي
215 - مشيخة النّعال
216 - مشيخة شرف الدين اليونيني
217 - مشيخة محيي الدين اليونيني
218 - معجم أبي يعلى الموصلي
219 - معجم ابن الأعرابي
220 - معجم ابن المقرئ
221 - معجم الإسماعيلي
222 - معجم السَّفَر / للسِّلفي
223 - معجم الشيوخ (المعجم الكبير) / للذهبي
224 - معجم الشيوخ / ابن جُميع الصيداوي
225 - معجم الشيوخ لابن عساكر
226 - المعجم المختص بالمحدثين / للذهبي
227 - المعجم في أصحاب القاضي أبي علي الصّدفي / لابن الأبَّار
228 - معجم مشايخ أبي عبدالله الدقاق
229 - من اسمه عطاء من رواة الحديث / للطبراني
230 - من حديث أبي عبدالرحمن المقرئ مما وافق رواية الإمام أحمد / للمقدسي
231 - من حديث ابن المقرئ
232 - من حديث ابن مخلد البزاز عن شيوخه
233 - من حديث الأوزاعي لابن حذلم
234 - المنتخب من غرائب أحاديث مالك بن أنس
235 - منتخب من فوائد خيثمة بن سليمان
236 - المنتخب من معجم السمعاني
237 - المُنتقى من أخبار الأصمعي / لأبي محمد الرَّبَعي
238 - المنتقى من الفوائد الحسان في الحديث /الحضرمي _ انتقاء المزي
239 - منتقى من حديث الزهري للذهلي
240 - المنظوم والمنثور/ للخطيب البوشنجي
241 - المهروانيَّات
242 - المُوَفَّقيات / للزبير بن بكار
243 - نسخة أبي مُسهر وغيره
244 - نسخة وكيع عن الأعمش
245 - نُظم اللآلي بالمائة العوالي / للتنوخي
246 - الوجيز في ذكر المُجَاز والمُجِيز /السِّلفي
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[28 - 05 - 03, 02:32 ص]ـ
الاخ الفاضل نبيل جرار سلمكم الله
جزيتم خيرا على هذا المشروع الجبار , والذي يحتاج الى دقة وصبر.
وسنعلمكم بما لم تذكروه - ان وجد -.
دمتم بخير ولا زلتم مسددين
ـ[الذهبي]ــــــــ[28 - 05 - 03, 04:22 ص]ـ
الأخ الفاضل الشيخ: نبيل جرار حفظه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حقًا لقد سررت بمشروعك القيم هذا، وأسأل الله العظيم أن ييسر لك كل عسير حتى يخرج مشروعك القيم إلى النور، وأن يجعله لك ذخرًا في الدنيا والآخرة. إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
وجزاك الله خير الجزاء.
¥(4/243)
ـ[فالح العجمي]ــــــــ[28 - 05 - 03, 04:59 ص]ـ
وفقك الله فعلا مشروع عظيم
ولكن الزوائد هل ستكون مذكورة بأسانيدها
أم المتون فقط
وفقكم الله مرة أخرى
ـ[الذهبي]ــــــــ[28 - 05 - 03, 05:15 ص]ـ
نعم أرجو أن تكون الزوائد مذكورة بالأسانيد، فإن في ذلك فائدة لاتقدر بثمن، وكذلك أرجو من الأخ الفاضل الشيخ نبيل الجرار أن يضع في الإعتبار لو أن المتن ليس من الزوائد، ولكنه روي بطريق آخر ليس في الكتب الستة، أن يذكر هذا المتن بإسناده، فلعل أن تكون هذه الطريق فيها فائدة من الناحية الإسنادية سواء في التصحيح أو التعليل، ومن المؤكد أن هذه التنبيهات هي في ذهن الشيخ نبيل، ولكني أوردتها هاهنا للذكرى.
وجزاكم الله خيرًا.
ـ[محب أهل العلم]ــــــــ[28 - 05 - 03, 07:08 م]ـ
كتب ابن أبي الدنيا لم أر َ لها ذكر! مع مع أنها في ظني أول
من (مسند الشاميين) كذلك (معاجم الصحابة) كمعجم ابن قانع
ـ[الرايه]ــــــــ[29 - 05 - 03, 12:28 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي نبيل
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[29 - 05 - 03, 06:01 ص]ـ
هذا الجزء لم أره في القائمة:
المجلس الأول من أمالي الحافظ أبي عبد الله محمد بن أبي بكر الشهير بابن ناصر الدين.
دار النشر: دار العاصمة.
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[29 - 05 - 03, 06:34 م]ـ
ومن الكتب المطبوعة التي لم تذكر:
الأحاديث التساعية الاسناد لابن جماعة
الاحاديث الطوال للطبراني
جزء فيه من فوائد حديث أبي عمير لابن القاص
الفوائد المعللة لأبي زرعة الدمشقي
أربعون حديثا في حقوق الاخوان لابن زهرة الحلبي
الاربعون حديثا لعبدالرزاق بن عبدالقادر الكيلاني
جزء في الرواة عن مسلم للضياء المقدسي
جزء فيه طرق حديث ان لله تسعة وتسعين اسما لابي نعيم
جزء في الرخصة في تقبيل اليد لابي بكر ابن المقريء
جزء فيه أحاديث منتقاة من جزء ابن الفرات للعلائي والذهبي
جزء فيه من حديث أبي العشراء الدارمي لتمام الرازي
جزء فيه حديث الستة من التابعين للخطيب
المنتقى من مسند المقلين لدعلج
من وافقت كنيته كنية زوجه من الصحابة
من عوالي حديث الحافظ الضياء تخريجه من الموافقات في مشايخ أحمد
ـ[نبيل جرار]ــــــــ[29 - 05 - 03, 11:55 م]ـ
للمهتمين بالأجزاء الحديثية الذين تجاوبوا معي أقول: جزاكم الله خيراً، وهكذا الظن بكم، وأنتظر منكم المزيد من التجاوب والتواصل والاهتمام.
وأضع هنا ملف الوورد الذي ذكرته سابقاً، وفيه شرح موجز للمشروع، ثم جدول بأسماء الكتب التي استخرجت زوائدها مرتبة أبجدياً، ثم مرتبة على وفيات مؤلفيها.
ثم مسند بريدة رضي الله عنه، يظهر منه طبيعة عملي، ولعل فيه إجابة عن تساؤلات بعض الأخوة الكرام.
وقبل أن أترككم مع الملف أحب أن أنبه إلى أمرين:
الأمر الأول: أنني قسمت الأجزاء الحديثية إلى ثلاثة أقسام:
1) الأجزاء الحديثية التي تذكر أحاديث الصحابي الواحد، كمسند أبي بكر للمروزي، ومسند بلال، ومسند عبدالرحمن بن عوف.
2) الأجزاء الحديثية الموضوعية.
3) غير ذلك، وهي - بالإضافة إلى المعاجم والمشيخات والأربعينات والأمالي والفوائد - مجال عملي في هذا المشروع، أو في هذه المرحلة من المشروع، إن قدر الله أن يمن علي ويوفقني لإتمام هذه المرحلة والانطلاق لغيرها.
وهي الأجزاء الحديثية التي لا ترتب الأحاديث على صحابي، أو موضوع، سواء كان موضوعاً واحداً محدداً ككتب ابن أبي الدنيا، أو موضوعات مترابطة تندرج تحت موضوع عام، ككتب الزهد أو الآدب أو فضائل الأعمال أو مسائل العقيدة والتوحيد ونحوها.
ويدخل فيها الأجزاء التي تجمع طرق الحديث الواحد، مثل جزء فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم نضر الله امرءاً سمع مقالتي لأبي عمرو المديني، أو المجلس الأول لابن ناصر الدين في حديث الراحمون يرحمهم الرحمن، ونحوها.
فهذه الأجزاء اصطلحت على تسميتها بالأجزاء الموضوعية، ولعلها تكون المرحلة الثانية من مشروع الزوائد. والله ولي التوفيق.
الأمر الثاني: أنه قد طبع في الفترة الأخيرة بعض الكتب والأجزاء التي هي على شرطي، وقد حصلت على بعضها، وبعضها الأخر أرجو أن أحصل عليه قريباً، فأذكرها هنا للعلم بها حتى لا يظن أنها فاتتني:
1) الأربعين المرتبة على طبقات الأربعين لعلي المفضل المقدسي / أضواء السلف.
2) من عوالي حديث الضياء المقدسي / البشائر الإسلامية.
3) حديث مجاعة بن الزبير وغيره للطبراني / البشائر الإسلامية.
4) حديث مصعب بن الزبير للبغوي / ابن حزم _ الرياض.
5) المنتقى من السفينة البغدادية / ابن حزم _ الرياض.
6) المشيخة البغدادية للبرزالي / دار الغرب.
7) 8) عوالي الإمام أبي حنيفة ويليه الأربعين من حديثه / دار الفرفور.
9) المنتقى من الأول والثالث من حديث الحامض / الرشد.
10) الفوائد في مجلدين / دار الكتب العلمية.
بانتظار تواصلكم وتنبيهاتكم
وفقنا الله جميعاً لما يحبه ويرضاه
¥(4/244)
ـ[الطالب الصغير]ــــــــ[01 - 06 - 03, 10:02 ص]ـ
بوركت يا شيخ نبيل وتقبل الله منك
ـ[أبو العالية]ــــــــ[02 - 06 - 03, 01:41 م]ـ
الشيخ الفاضل / نبيل وفقه الله
جزاك الله خيراً على هذا الجهد المتميز، وهكذا لابد لطالب العلم أن يطرح المشاريع الهامة والمفيدة والجديدة لا المكررة.
بورك في خطواتكم نفع الله بكم.
ونحن على أهبة الاستعداد فيما يخدم السنة.
أخوك
أبو العالية
ـ[نبيل جرار]ــــــــ[03 - 06 - 03, 01:37 ص]ـ
جزاكم الله خيراً أعضاء هذا المنتدى المبارك
وأنتظر منكم المزيد من التواصل وتنبيهي لما فاتني من المشيخات والمعاجم والأمالي والفوائد والأجزاء الحديثية التي على شرطي.
وأخص بالذكر تلك التي طبعت في المجلات الإسلامية لصعوبة الإحاطة بها.
أو حققت كرسائل جامعية إذا كان بالإمكان الحصول على بعضها.
وأقول للأخ أبي الوفاء العبدلي: جزاك الله خيرا فقد نبهتني لجزأين هما في مكتبتي ولكني كنت غافلا عنهما مع أنهما على شرطي وهما الأحاديث الطوال للطبراني، وجزء في الرواة عن مسلم للضياء المقدسي.
وأنتظر منك معلومات أكثر عن الكتب التالية:
الأحاديث التساعية الاسناد لابن جماعة
الفوائد المعللة لأبي زرعة الدمشقي
جزء فيه أحاديث منتقاة من جزء ابن الفرات للعلائي والذهبي
وكذلك كتابي الأربعين الذين تفضلت بذكرهما إذا كانا يرويان الأحاديث بالإسناد
معلومات عن دار النشر، حتى أبحث عنهم في المكتبات المتوفرة عندنا لعلي أظفر بهم.
وفقنا الله جميعا لخدمة سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
ـ[ tarek2] ــــــــ[03 - 06 - 03, 01:59 ص]ـ
الأخ الفاضل هذا جهد رائع وبداية فأنا لم أدقق النظر في الملف المحمل ولكن أول ملاحظة لي هو أن مسألة الزوائد أحيانا ما تكون عائقا أمام الاستفادة الكاملة من الأجزاء الحديثية وخاصة الأحاديث التي فيها علل ووجوه واختلاف ألفاظ لذا يُفضل استيعاب كل الأحاديث بدلا من تكرار الجهد مرة أخرى
أمر آخر: كان هناك أحد الأخوة السوريين بالرياض يقوم بمشروع مماثل وعنده عدد أكبر من الأجزاء الحديثية (على الأقل يزيد 100 جزء عن العدد المذكور هنا) فحبذا لو تعاونتما، وسوف أحاول ‘رسال بريده إليك لأني من خارج المملكة ويمكنك المراسلة مؤقتا على هذا البريد
khflah@gawab.com
18
ـ[مركز السنة النبوية]ــــــــ[03 - 06 - 03, 04:45 ص]ـ
الأخ (نبيل): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
وفقك الله تعالى لِما يحب ويرضى، وجزاك الله خيرا على خدمتك لحديث سيدنا ـ وسيد الخلق ـ (صلى الله عليه وآله وسلم) ..
ولكن ..
هذا اقتراح ـ بل أمنية ـ أرجو أن ينالَ قبولاً من شخصك الكريم، ولك أن تنظر ـ فيه ـ كثيرًا قبل البت في أمره قبولا أو ردًا ..
وهو باختصارٍ: إخراج هذا العمل المبارك على نسق وترتيب (تُحفة الأشراف) و (الإتحاف) .. ؛ أي: الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ والرواة عنهم؛ جميعًا على حروف المعجم .. ؛ للأهمية الكبرى، وأنا في حلٍ من ذكر فوائد هذه ترتيب هذه الكتب المباركة وهي لك وللقراء معلومة مقررة ..
وأعرض عن ترتيب ((المسند الجامع [الموضوعي])) ـ وجزى الله خيرا القائمين عليه ـ؛ لأسباب كثيرة، منها على عجالة:
ما أشرتُ إليه بقولي [ .. الموضوعي]؛ فإنهم لَم يتبعوا الطرق المطروقة، والمناهج المسبوقة، فمالوا ميلة لا تفلح معها ما أخرجوه من فهارس بعد نظرة مطولة ..
(رجعت):
فإذا وفق اللهُ تعالى وتَمَّ الأمرُ ـ وهذا ما أرجو ـ؛ فقم مأجورًا بإعادة ترتيب كتابك هذا على الأبواب العلمية الموضوعية ..
وبارك اللهُ تعالى في جهودك وختمها بالفلاح والنجاح .. (آمين)
ـ[نبيل جرار]ــــــــ[05 - 06 - 03, 08:49 م]ـ
لماذا اخترت هذا الترتيب
لماذا لم أرتب مسانيد الصحابة بحسب الرواة عنهم، كصنيع المزي في تحفة الأشراف والحافظ في الإتحاف وغيرهما.
هذه الملاحظة التي أبداها الأخ الفاضل (مركز السنة النبوية) أبداها غيره أيضاً ممن عرضت عملي عليهم.
وجوابي:
أولا: لا شك أن في ترتيب مسانيد الصحابة حسب الرواة عنهم فيه فائدة، بل فوائد كثير جليلة، وإلا لما اعتمده المزي وغيره من الحفاظ.
لكنني أرى أن ترتيب مسانيد الصحابة على أبواب الفقه فيه فائدة كبيرة أيضاً، يظهر هذا من خلال أمرين:
¥(4/245)
الأمر الأول: أنه أيسر في التخريج - في بعض الأحيان على الأقل -، فمن الصعب التخريج من كتاب تحفة الأشراف إذا لم تكن تعرف سند الحديث، أو طرفاً منه.
كيف تخرج الأحاديث التي يشير إليها الترمذي بقوله: وفي الباب عن فلان وفلان من الصحابة الكرام. أو التي يشار إليها في كتب التخريج: ولأبي هريرة نحو هذا الحديث. وقد روي عن جابر نحوه.
إذا لم أكن أعرف من الحديث إلا صحابيه ومعناه فمن الصعب الاستفادة من الترتيب على الرواة.
الأمر الثاني: جمع طرق الحديث الواحد في مكان واحد، انظر مثلا في المسند الجامع طرق وروايات حديث البسملة لأنس، وكذا حديث القنوت، وحديث العرنيين له، وغير ذلك كثير.
إن اتباع طريقة الترتيب على الرواة سوف تفرق هذه الطرق أمام الناظر والباحث، والإحالة إلى الطرق الأخرى لنفس الحديث لن تعطي الباحث النتيجة التي يجنيها من رؤية طرق الحديث مجتمعة.
لهذا فأنا بحكم تجربتي المتواضعة في التخريج أرى أن ترتيب مسانيد الصحابة على الموضوعات فيه فائدة كبيرة.
ولقائل أن يقول: الفائدتان التي ذكرت تحصل بالترتيب على أبواب الفقه، فلماذا لم تختر ترتيب مجمع الزوائد، أو الإتحاف أو المطالب.
فأقول: إن الترتيب على أبواب الفقه فيه فوائد كبيرة جليلة، في باب الاستنباط والاستدلال، بل حتى في التخريج، خاصة إذا لم يكن الباحث يعرف صحابي الحديث، فليس أمامه إلا البحث بالاعتماد على معنى الحديث.
وهو في هذه الحالة - عند عدم معرفة الصحابي - يتفوق على الترتيب على المسانيد، ولكني اخترت هذا الأخير لأمرين:
الأمر الأول: أنه يضيق ويحدد دائرة البحث إذا عُلم الصحابي، ويعطي نتيجة أدق إذا كان الصحابي غير مكثر، فبإمكان الباحث أن يجرد مسنده كله بحثا عن حديثه، فقد يروى بغير اللفظ الذي يبحث عنه، وقد يروى ضمن حديث مطول فيه مواضيع أخرى تجعله يصنف في باب غير الذي يتوقعه فيه.
الأمر الثاني: أنني على أمل أن يوفقني الله لاتمام هذا المشروع وأن يطرح فيه القبول، لأنطلق إلى جرد مجموعة أخرى من الكتب على نفس المنوال، ثم أضع كتابا جامعا لما قمت به، مختصرا بذكر المتون، مرتباً على الموضوعات، وعلى الأغلب على ترتيب مجمع الزوائد. فمن أراد البحث على المسانيد فأمامه الكتب المطولة، ومن أراد البحث على الأبواب فأمامه المختصر الجامع.
هذا ما أهدف إليه، والله وحده يعلم ماذا سوف أحقق منه.
أساأل الله لي ولكم التوفيق لخدمة سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وأختم بما جاء في ترجمة بقي بن مخلد في سير أعلام النبلاء (13/ 291): قال ابن حزم: ومسند بقي روى فيه عن ألف وثلاثمئة صاحب ونيف، ورتب حديث كل صاحب على أبواب الفقه، فهو مسند ومصنف، وما أعلم هذه الرتبة لأحد قبله.
ـ[المُصنف]ــــــــ[06 - 06 - 03, 12:33 ص]ـ
الأخ العزيز نبيل جرار الكتاب الذي ذكره الأخ الحبيب أبو الوفا العبدلي باسم " الأربعون حديثا في حقوق الأخوان للسيد محي الدين محمد بن عبدالله الحسيني ابن زهرة الحلبي، (565 - 639) كتاب شيعي لا يصلح لمشروعك حفظك الله وهو من اصدار دار الأضواء/ بيروت والمحقق هو نبيل رضا علوان وكتب الأهداء هكذا:
سيدي و مولاي صاحب العصر والزمان الحجة ابن الحسن صلوات الله وسلامة عليك، اليك اهدي هذا المجهود المتواضع، عبدكم الصغير نبيل رضا علوان.
ولم أكن سمعت عن هذا الكتاب ولا عن مؤلفه من قبل ولولا أن ذكره أخونا أبو الوفا لما عرفته، ثم استلمت مصورته اليوم فسارعت إلى تنبيهك وتنبيه الأخ أبو الوفا حفطكما الله تعالي وأصل الكتاب موجود في مركز جمعة الماجد في دبي.
ـ[نبيل جرار]ــــــــ[06 - 06 - 03, 01:15 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي (المصنف) على هذا التنبيه
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 06 - 03, 12:01 ص]ـ
نسأل الله للأخ نبيل التوفيق في مشروعة المفيد.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[02 - 02 - 05, 08:37 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا المشروع الجبار.
وأوصيك بالصبر والتريث والمراجعة والدقة فإن هذا العمل ليس من السهولة بمكان.
ونفعنا الله بك.
ـ[صلاح الزيات]ــــــــ[02 - 02 - 05, 02:04 م]ـ
سدد الله الشيخ الكريم نبيل وأعانه على إتمام هذا المشروع .. آمين ولكن الله الله في الأسانيد لا تحذف ..
ـ[خادمة السنة]ــــــــ[03 - 02 - 05, 03:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا أهل الحديث
¥(4/246)
شيخنا الفاضل نبيل جرار بارك الله في جهدك ونفع بك فهذا جهد كبير فمجرد متابعة ماطبع من الأجزاء الحديثية أمر مرهق جدا وما أود معرفته هو هل كل ما ذكرت من الأجزاء والفوائد والأمالي مطبوع؟ لأني احتاج إلى هذه الكتب لبحث أعمل عليه وقد تعبت كثيرا للحصول على ما تحت يدي من كتب فضلا عن معرفة ما طبع منها فبارك الله جهدك.
ـ[الرايه]ــــــــ[03 - 02 - 05, 03:31 م]ـ
هناك كتاب بعنوان زوائد الأجزاء المنثورة على الكتب الستة المشهورة
تأليف: عبد السلام بن محمد علوش
في مجلد واحد في 937صفحة، طبع 1416هـ نشره المكتب الإسلامي، رتبه مؤلفه على الأبواب مبتدءاً بكتاب الإيمان، وساق فيه الأسانيد مع تعليق موجز على الحديث، ولم يذكر الطبعات التي اعتمدها في هذه الأجزاء أو النسخ الخطية.
وجاء عدد الأحاديث في هذا الكتاب 1169
أما ما اعتمده من الأجزاء الحديثية فعددها 13 جزء وهي كالتالي:
(1) جزء محمد بن عاصم الثقفي الاصبهاني [ت:262هـ]، المسمى " الجزء العالي المشهور"
(2) جزء من مسند عبد الرحمن بن عوف، للحافظ أحمد بن محمد بن عيسى البرتي [ت:280هـ]
(3) العرش وما روي فيه، للحافظ محمد بن عثمان بن أبي شيبة [ت:297هـ]
(4) جزء البعث، للحافظ أبي بكر بن داود السجستاني [ت:310هـ]
(5) جزء القناعة، للحافظ أبي بكر الدينوري، الشهير بـ ابن السني [ت:364هـ]
(6) جزء الفوائد، للحافظ أبي الشيخ الاصبهاني، [ت:369هـ]
(7) فوائد الحافظ أبي القاسم البجلي الدمشقي الرازي، [ت:414هـ]
(8) كتاب الأربعين الصوفية، للحافظ أبي نعيم الاصبهاني، [ت:430هـ]
(9) كتاب الأربعين الصغرى، للحافظ أبي بكر البيهقي، [ت:458هـ]
(10) جزء فضل التهليل وثوابه الجزيل، للحافظ ابن البنَّاء، [ت:471هـ]
(11) جزء الأربعين في فضل الدعاء والداعين، للحافظ شرف الدين أبي الحسن علي بن المفضل المقدسي، [ت:611هـ]
(12) جزء الأربعين في الجهاد والمجاهدين، للحافظ أبي الفرج محمد بن عبد الرحمن المقرئ، [ت:618هـ]
(13) جزء الأربعين العشارية، للحافظ العراقي، [ت:806هـ]
ودعواتنا للشيخ نبيل جرار بالتوفيق في عمله وأن يجعله خالصاً لوجه تعالى وأن ينفع به. آمين
ـ[المنصور]ــــــــ[04 - 02 - 05, 05:29 م]ـ
أين كتب ابن أبي الدنيا؟
وشكراً
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[04 - 02 - 05, 06:51 م]ـ
أين كتب ابن أبي الدنيا؟
وشكراً
قال الشيخ نبيل وفقه الله:
وأعني بالأجزاء الحديثية تلك التي لا ترتب الأحاديث على مسند صحابي - كمسند أبي بكر للمروزي -، أو موضوع - ككتب ابن أبي الدنيا وغيرها-.
وقال أيضاً:
وهي الأجزاء الحديثية التي لا ترتب الأحاديث على صحابي، أو موضوع، سواء كان موضوعاً واحداً محدداً ككتب ابن أبي الدنيا، أو موضوعات مترابطة تندرج تحت موضوع عام، ككتب الزهد أو الآدب أو فضائل الأعمال أو مسائل العقيدة والتوحيد ونحوها.
ـ[نبيل جرار]ــــــــ[09 - 02 - 05, 10:18 م]ـ
شكراً للأخ خليل بن محمد حيث أجاب عني.
وكما قدمت، فكتب ابن أبي الدنيا وغيرها من الأجزاء الموضوعية التي تورد الأحاديث في موضوع واحد، أو مواضيع مترابطة ضمن موضوع عام ككتب الفضائل والآداب والعقائد ونحوها، هذه الكتب في نيتي أن تكون مجال عملي بعد الفراغ من الأمالي والفوائد والأجزاء غير المرتبة على المواضيع، والله الموفق والميسر.
وكل هذه الكتب والأجزاء التي قمت بجردها مطبوعة، وقد يسر الله لي الحصول على معظمها، وبعضها قمت بتصويره من مكتبة الشيخ علي الحلبي ومشهور حسن جزاهما الله خيراً، ووفقهما لخدمة سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
هذا وقد مضى على بدء كتابتي لهذا الموضوع في هذا الملتقى المبارك قريب من العامين، ولعله كان من المفترض أن أكون الآن قد فرغت من العمل في الزوائد لو قُدر لي أن أتفرغ له تماما، ولكنني انشغلت بتحقيق المجموع الرابع والخامس، والآن وقد فرغت من المجموع الخامس: فوائد ابن أخي ميمي الدقاق، سوف أصرف معظم جهدي لمشروع الزوائد.
وكما يقال: في كل تأخيرة خيرة، في هذه المدة المنصرمة طُبعت عدة أجزاء، يسر الله لي الحصول عليها وقمت بجردها واستخراج زوائدها، وهي:
247 - الأربعين عى الطبقات لعلي بن المفضل المقدسي
248 - الأربعون الكيلانية
249 - الأربعين المساواة للفراوي تخريج ابن عساكر
¥(4/247)
250 - عوالي الإمام أبي حنيفة ليوسف بن خليل الدمشقي
251 - الأربعين من حديث الإمام أبي حنيفة ليوسف بن عبدالهادي
252 - منتقى من السفينة البغدادية للسلفي
253 - حديث مصعب الزبيري للبغوي
254 - حديث شعبة لابن المظفر
255 - الفوائد المعللة لأبي زرعة الدمشقي
256 - حديث مجاعة بن الزبير
257 - حديث ابن مخلد العطار عن ابن كرامة وغيره من شيوخه
258 - مسند حديث مالك لإسماعيل القاضي
259 - الأربعون التساعية لابن جماعة
260 - الرواة عن مسلم للضياء المقدسي
261 - العشرة من مرويات صالح ليوسف بن عبدالهادي
262 - جزء إسلام زيد وغيره لتمام
263 - عروس الأجزاء لمسعود بن الحسن الثقفي الأصبهاني
264 - جزء ابن ثرثال
265 - نسخة يعلى بن عباد
266 - الثالث والثمانون من الفوائد تخريج الدارقطني
267 - الأول والثاني من فوائد أبي الحسين بن بشران
268 - حديث ابن مقسم العطار
269 - فوائد أبي القاسم الحرفي
270 - أحاديث إسماعيل بن نجيد
271 - أحاديث أبي عمر المقرئ السلمي
272 - جزء محمد بن سنان القزاز
273 - التذكرة للحميدي
274 - جزء فيه أحاديث وأخبار عن أبي بكر الصولي
275 - جزء فيه أحاديث من مسموعات أبي ذر الهروي
276 - فوائد ابن المقير البغدادي علي بن أبي عبدالله
277 - جزء فيه عشرة أحاديث من حديث الليث بن سعد
278 - نسخة إبراهيم بن سعد الزهري
279 - نسخة أبي صالح عن عبدالله بن وهب
280 - الثالث والثمانون من أفراد الدارقطني [وهذه الأجزاء من رقم (264) إلى هنا من مجموع واحد طبع في مجلدين باسم: فوائد ابن مندة]
281 - المزكيات لأبي إسحاق إبراهيم بن محمد المزكي انتقاء الدارقطني
282 - حديث سفيان الثوري رواية السري بن يحيى الفريابي
283 - ذكر أبي عبدالله بن مندة لأبي عبدالله الخلال
284 - ذكر أبي القاسم الطبراني لأبي زكريا يحيى بن عبدالوهاب بن مندة
285 - المشيخة البغدادية لابن مسلمة البغدادي
286 - مشيخة أبي المنجا ابن اللتي
287 - الأحاديث الطوال للطبراني
288 - الأحاديث الستة لابن ناصر الدين
289 - جزء ابن الضريس
290 - جزء ابن المهتدي أبي الحسين محمد بن علي المهتدي بن الواثق
291 - جزء ابن هامل الحنبلي
292 - الجزء الثاني والثالث من حديث أبي العباس الأصم
293 - جزء الأصم
294 - مجلسان من أمالي أبي العباس الأصم
295 - جزء من حديث أبي العباس الأصم / رواية الطرازي
296 - جزء من حديث إسماعيل الصفار
297 - جزء إسماعيل الصفار / رواية ابن رزقويه
298 - السادس من حديث إسماعيل الصفار
299 - جزء الاعتكاف للحمامي
300 - الجزء الخامس من حديث الحمامي
301 - الجزء التاسع من فوائد الحمامي
302 - الجزء الأربعون من فوائد الحمامي
303 - حديث أبي الحسن السكري
304 - حديث علي بن معروف
305 - حديث البغوي رواية المخلص
306 - حديث ابن صاعد رواية المخلص
307 - جزء الحمامي
308 - أمالي ابن المسلمة
309 - جزء أبي أحمد البخاري
310 - جزء المخرمي والمروزي
311 - منتقى من الأول والثالث من حديث أبي القاسم الحامض
312 - الجزء الثاني من فوائد ابن البطر
313 - الجزء الثاني من حديث حماد بن سلمة للبغوي
314 - الثمانون للآجري
315 - جزء فيه ستة مجالس من أمالي أبي يعلى الفراء
316 - الأربعون الأبدال العوالي لابن عساكر
317 - مشيخة ابن إمام الصخرة محمد بن إبراهيم البياني / تخريج ابن رافع السلامي
318 - جزء فيه ذكر من لم يكن عنده إلا حديث واحد للخلال
319 - فوائد أبي أحمد الحاكم
320 - جزء فيه حديث أبي نصر العكبري وغيره للضياء
321 - حديث السراج أبي العباس محمد بن إسحاق الثقفي
322 - فوائد الكوافيين تخريج أبي الغنائم النرسي
323 - حديث عبدالغني بن سعيد الأزدي
324 - جزء فيه خمسة أحاديث تخريج ابن بلبان
325 - العشرة العشارية لابن حجر
326 - معجم الشيوخ لتاج الدين السبكي
327 - إثارة الفوائد المجموعة في الإشارة إلى الفرائد المسموعة للعلائي
328 - فوائد ابن أخي ميمي الدقاق.
كما وقد انشغلت في تلك الفترة بعمل ذي صلة من شأنه أن يجعل عملي في الزوائد أكثر دقة بإذن الله.
وأسأل الله أن ييسر لي ما بقي، وأن يعينني لإخراج هذا العمل على الوجه اللائق، وأن يرزقني الإخلاص فيه وفي سائر أعمالي. والله الموفق.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[10 - 02 - 05, 03:46 م]ـ
شَكَرَ الإلَهُ صَنِيعَكَ الْمَبْذُولا ... وَجَزَاكَ بِالصِّنْعِ الْجَمِيلِ جَمِيلالكن ما أود التنبيه عليه: التأكد من تحقيق شرط الزوائد، لئلا يحدث تكرار بذكر أحاديث واردة بالكتب الأصول.
مثال ذلك بالملف المرفق:
34_ عَنْ بُرَيْدَةَ عَنْ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ مَاتَ مِنْ أَصْحَابِي بِأَرْضٍ، كَانَ نُورَهُمْ وَقَائِدَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)).
فوائد تمام (251) حدثنا خيثمة بن سليمان إملاءً: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ حَيَّانَ الْمَدَائِنِي بِالْمَدَائِنِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ.
ليس من شرط الزوائد، فقد:
أخرجه الترمذى (3865): حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ نَاجِيَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمٍ أَبِي طَيْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِي يَمُوتُ بِأَرْضٍ إِلا بُعِثَ قَائِداً وَنُوراً لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)).
قَالَ أَبُو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. وَرُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمٍ أَبِي طَيْبَةَ عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلاً، وَهُوَ أَصَحُّ)).
¥(4/248)
ـ[نبيل جرار]ــــــــ[10 - 02 - 05, 10:11 م]ـ
الأخ الكريم أبومحمد الألفي
شكرا على هذا التنبيه، وسوف أحذف هذا الحديث من الزوائد.
وهذا الحديث شأنه شأن أحاديث أخرى استخرختها كزوائد، ثم من خلال عملي في التخريج تنبهت إلى أنها ليست من الزوائد وحذفتها، وفوق كل ذي علم عليم.
وأسأل الله العون والسداد حتى تقل مثل هذه الأخطاء قدر الإمكان، والله الموفق.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[10 - 02 - 05, 10:36 م]ـ
بارك الله في جهودك.
ولكن لو ذكرت علة كل حديث حتى تعم الفائدة.
ثم الترتيب الذي سلكته جيد ولكن لو رتب الكتاب على أبواب الفقه لكان فريدا في بابه، ولعم نفعه، فلا تستعجل ورتبه على أبواب الفقه، حتى يعم النفع ويكتب الله لك الأجر والثواب لكل من انتفع بهذا المشروع العظيم.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[27 - 03 - 05, 02:40 ص]ـ
ما شاء الله تبارك الله
بارك الله فيك
ولو تم هذا المشروع لكان من أجل الأعمال الحديثية في هذا العصر
ـ[أبو البراء]ــــــــ[27 - 03 - 05, 11:17 ص]ـ
جهد كبير وهمة عالية.
لكن لم تذكر وفقك الله طريقتك في اعتبار الحديث من الزوائد.
هل هو المتن أو السند؟
وأحب لي أن يكون الاثنين.
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[29 - 03 - 05, 12:35 م]ـ
الاخ نبيل جرار لو طبعت هذه الاجزاء الجميله في كتاب واحد (مجموعة) طبعة متقنه وحافظت على هذه الكنوز وعملت فهارس علمية لها ومنها الزوائد لكان العمل اجدر من استخراج الزوائد فقط
اولا لحفظ هذه الاجزاء مجموعة وعدم البحث هنا وهناك لجمعها
ثانيا بعض الاجزاء الحديثيه فيها فائده مجموعه في مكان واحد مثل الاربعينيات ومثل احاديث ابي الزبير التي عن غير جابر لابي الشيخ ومشروعك يبعثر هذه الفائده فلا يستغنى عن الجزء
ثالثا هذا العمل (المجموعة) او (موسوعة الاجزاء) اذا خدمته خدمه صحيحه متقنه كعمل تحفة الاشراف للاجزاء الحديثيه دخلت الزوائد ضمنا وحفظت لنا الاسانيد الزائه ايضا
والله يوفقك ويسددك والله اعلم
رابعا
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[29 - 03 - 05, 12:40 م]ـ
رابعا اني تعبت من حفظ الاجزاء الحديثيه في بداية الطلب فقصرت في جمعها ومتابعتها فهذه الفكره كانت عندي من زمان
ـ[نبيل جرار]ــــــــ[20 - 04 - 05, 07:28 م]ـ
استخرجت الزوائد باعتبار الصحابي والمتن، وليس باعتبار الإسناد.
وأتفهم رغبة الأخ الكريم أبي البراء أن تكون الزوائد باعتبار الإسناد، وذلك حتى لا تضيع الطرق التي تتفرد بها هذه الأجزاء.
مثال ذلك حديث أنس: طلب العلم فريضة. أخرجه ابن ماجة، ووقفت له على أكثر من خمسة عشر طريقاً عن أنس في الأجزاء التي قمت بجردها.
وحديث أبي هريرة: أوصاني خليلي بثلاث .. ، وقفت له على أكثر من عشر طرق سوى ما في المسند الجامع، ومثله كثير.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما مصير هذه الطرق، إذ إن استخراج الزوائد فقط سوف تضيع فيه هذه الطرق.
وجوابي أن هذه الطرق لن تضيع بإذن الله.
فهي مجموعة ومظبوطة عندي، ولها عمل آخر قريب سوف يسر المشتغلين بالحديث بإذن الله، بعيداً عن التكرار وتكثير الصفحات والمجلدات، وأعتقد أنه أكثر جدوى من جمع كل أحاديث هذه الأجزاء وترتيبها، لا سيما وأنه في نيتي جرد مجموعة أخرى من الأجزاء بعد الفراغ من هذه المجموعة. والله الموفق.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[20 - 05 - 05, 05:04 م]ـ
يا ترى كم تتوقع الوقت الباقي للانتهاء من هذا المشروع فيظهر للنور؟
ـ[نبيل جرار]ــــــــ[22 - 05 - 05, 11:05 م]ـ
هذا سؤال كنت أسأله لنفسي منذ بدأت بهذا المشروع عام (1417).
وبحمد الله فات الكثير ولم يبق إلا القليل.
وأنا أسأل الله العون لكي يكون هذا المشروع جاهزا للطباعة بعد عام أو أكثر بقليل، ويبقى أمر طباعته، وهذه علمها عند ربي، ولعل الله ييسر طباعته مباشرة بدون تأخير.
هذا، وقد بلغ عدد الأحاديث الزائدة إلى الآن (7250) حديثا، مع الأخذ بالاعتبار أنه إذا تعددت طرق الحديث إلى الصحابي، فلكل طريق رقم مستقل
وأحب هنا أن أجدد طلبي لجزأين لم أستطع الحصول عليهما:
- التذكرة للحميدي تحقيق أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري
- جزء فيه أحاديث منتقاة من جزء ابن الفرات للعلائي والذهبي
فمن كان عنده هذان الجزآن أو أحدهما وأحب أن يساعدني بإرسال صورة عنهما فليراسلني مشكوراً
ـ[أبو الحسن علي المصري]ــــــــ[23 - 05 - 05, 03:27 ص]ـ
أخي في الله فضيلة الأخ الشيخ نبيل جرار ـ زادك الله توفيقًا ونفع بك ـ لدي اقتراح ونصيحة، أما الاقتراح فهو أن تضع الملف المرفق مرة أخرى بعد تعديله بحيث تذكر فيه التحقيق العلمي الذي اعتمدت عليه فبعض هذه الأجزاء لم يحقق تحقيقًا علميًا يوثق به وبعضها حقق عدة تحقيقات، فيه الجيد المتقن وفيها الضعيف الهش، وفائدة ذلك أنك قد تقف على طبعة رديئة التحقيق فتضيع وقتك، وربما تكون كثيرة السقط وهنا مكمن الخطر فأنا أعلم أنك من أهل التحقيق، وغالبًا ستنتبه للتحريفات لكن من أين لك استدراك السقوط، فلو فعلت ذلك تعاون معك الإخوة بذكر الطبعات الجيدة التي لم تقف عليها، هذا هو الاقتراح وقبل أن أنسى ذكرتَ في قائمة مصادرك جزءًا واحدًا لابن معين لعله هو الذي قام على تحقيقه الدكتور عبد الله دمفو، وأقول: هناك جزء ثاني من حديث يحيى بن معين مطبوع: دار النشر: مكتبة الرشد - الرياض - 1419هـ - 1998م، الطبعة: الاولى، تحقيق: خالد بن عبد الله السبيت.
أما النصيحة فهي: إعلم أن كثيرين قبلك قد فكروا في عمل هذا المشروع ـ للعلم لست منهم ـ وبعضهم كان صاحب همة عالية، لكنك فيما يبدو لي أكثر توفيقًا منهم ـ إن شاء الله ـ لأنك مازلت مستمرًا وهذا من فضل الله عليك، فيلزمك أن تستديم هذه النعمة بدوام شكر الله والاعتراف بفضله عليك في هذا العمل، وأن تصل الليل بالنهار في هذا العمل الذي يراه الجميع نافعًا بإذن الله تعالى، وأدِمْ الانطراحَ بين يدي الله وأكثرِ الوقوفَ ببابه والدعاءَ له أن لا يصرفك عنه وأن يجمع شملك عليه وأن يوفقك في إتمامه على ما يسر كل مسلم غيور على دينه فاجتهد وسر على بركت الله سدد الله خطاك وجعل مستقرك الجنة مع النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته البررة.
¥(4/249)
ـ[الرايه]ــــــــ[06 - 12 - 05, 10:06 م]ـ
الاخ الكريم / نبيل جرار
أسأل الله لك التوفيق في عملك الطيب هذا وأن يجعله في ميزان حسناتك.
أما كتاب التذكرة بتحقيق محمد بن عمر العقيل (المعروف بأبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري)
فالمحقق صاحب دار ابن حزم في السعودية فبإمكانك مراسلتهم للحصول عليه، وإن لم يكن لديك عنوانهم ذكرته لك.
وفقك الله لكل خير
محبكم
الرايه
ـ[نبيل جرار]ــــــــ[16 - 12 - 05, 12:53 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
أما الجزآن فقد يسر الله لي الحصول عليهما
التذكرة أرسله لي الأخ محمد بن عبدالله قبل شهر أو أكثر
وجزء ابن الفرات أرسله لي د. محمد التركي قبل يومين
فجزاهما الله خيرا
ـ[الرايه]ــــــــ[16 - 12 - 05, 03:42 م]ـ
الحمد لله على حصولك عليهما.
و وفقك الله في عملك ويسر أمرك
اللهم آمين
ـ[ضعيف]ــــــــ[17 - 12 - 05, 09:42 ص]ـ
هذا مشروع عملاق وفقك الله
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[25 - 12 - 05, 03:28 م]ـ
الاخ نبيل وفقك الله ونفع بك وعملك انفع واوسع وحاول تجعله مستوعبا جدا بحيث لا تسمع بجزء سواء كان مخطوطا او مطبوعا ليس عندك في القائمة او ممن بينه احد الاخوة لك عليه الا وتدخله في مشروعك وهذا الكتاب حاول تجعله بالاسانيد لا تفعل كما فعل السيوطي في الدر المنثور فحرمنا اسانيد ابن المنذر وابن مردويه وغيرهما ولن يخيبك الله تعالى فطلبة العلم يحتاجون لهذا العمل العظيم وايضا مما يحسن التنبيه عليه ان تعمل بعد ذلك اطرافا لهذه الاجزاء على نسق الحافظ المزي في التحفة وكذا الحافظ في الاتحاف فنحن بحاجة لذلك وايضا تعمل لها بعد الانتهاء من الزوائد الجامع لاطراف واسانيد الاجزاء غير المطولات (فتكون فائدة هذه الاجزاء غير المطولات انها مجموعة في كتاب) لانه قد يكون مثلا الحديث في الكتب الست وغيرها ولكن هناك فوائد ولطائف ونكت اسنادية وايضا في الاستفادة من اللفظ الدقيق فيما يتعلق بعلم العلل ورواية الحديث بالمعنى واقترحت عليك هذا لانه قريب منك جدا والله يثيبك في الدنيا والاخرة ويكون خلاصة هذا المجهود المثمر ثلاثة اعمال:
الزوائد
والاطراف
والجامع
فتسفيد في انفاق ما في وقتك وعمرك ومالك وتعبك ثلاثة اعمال ونرتاح نحن من اصحاب الكمبيوثر لانه يوقعهم في اخطاء فاحشة وفضيعة والله اسال لك الاعانة والتوفيق والسداد في القول والعمل وان يضع لك القبول ولاعمالك في الارض. امين.
ـ[نبيل جرار]ــــــــ[25 - 08 - 06, 06:41 م]ـ
تم بحمد الله
بتوفيق الله بدأت هذا المشروع قبل عشر سنين
وبعون الله سرت فيه عاما بعد عام
والحمد لله ها أنا ذا أكتب تم بحمد الله
ولعل الله ييسر طباعته وخروجه للنور قريبا ويكتب له القبول عند طلبة العلم
وسميته: الإيماء إلى زوائد الأمالي والأجزاء
ويقع في ثمانية مجلدات مع الفهارس
ويضم (7437) حديثا
ومرفق مع الموضوع وريقات من العمل للاطلاع
والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[25 - 08 - 06, 06:52 م]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله، الحمد لله على توفيقه.
ولعل الله ييسر طباعته وخروجه للنور قريبا ويكتب له القبول عند طلبة العلم
اللهم آمين.
بارك الله فيكم، وأحسن إليكم، ونفع بكم، وكتب أجركم مضاعفًا.
ـ[محب آل مندة]ــــــــ[25 - 08 - 06, 08:14 م]ـ
عمل جليل
جزاك الله خيرا ونفع به.
ـ[خالد صالح]ــــــــ[25 - 08 - 06, 08:29 م]ـ
جزاكم الله خيراً شيخنا الكريم.
ـ[فواز الجهني]ــــــــ[31 - 08 - 06, 03:19 م]ـ
السلام عليكم بالنسبة للجعديات فقد استخرجت زوائدها على الكتب الستة في رسالة علمية وتحتاج إلى تخريج (في الأردن)
ـ[أبومحمد الكويتي]ــــــــ[14 - 09 - 06, 03:46 م]ـ
الأخ الفاضل نبيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، وبعد:
أسأل الله الكريم الجليل أن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يبارك لك في عمرك ووقتك، ويمدك بالصحة و العافية.
ولا شك أن مثل هذا العمل يعتبر من الأمور الجيدة و المفيدة لطلبة الحديث وعشاقه، فلا يعرف فائدته، ولا يستطعم حلاوته إلا من غاص في بحور الأسانيد وتمتع باختلافاتها وتنوع مشاربها ....
وأحب أن أذكر لك بعض الأجزاء و الأمالي و المشيخات التي هي من شرطك، ولم تذكرها، فلعلك لم تقف عليها، أو تعذر عليك الوصول إليها، فتستدركها بالطبعات التالية إن شاء الله تعالى، ولاتثريب عليك في ذلك، فإن التقصير يلحقنا دونك، فالأولى بنا أن نصلك ونعينك عليه، وما سأذكره هنا من الكتب كلها بتحقيقي وهي مطبوعة لأول مرة، فإن رمت الحصول عليها فأرسل لي عنوانك البريدي ورقم الجوال،،،
1 ـ جزء الحسن بن رشيق العسكري عن شيوخه من الأمالي.
2 ـ جزء أبي العباس رافع بن عصم العصمي.
3 ـ جزء مصافحات الإمام مسلم و النسائي للدمياطي.
4 ـ جزء من أمالي أبي أحمد الحاكم. يطبع لأول مرة
5 ـ جزء من أمالي ابن مردويه. يطبع لأول مرة
6 ـ مشيخة ابن النحاس المصري.
والله الموفق والهادي للصواب.
أخوك المحب: جاسم بن محمد بن حمود الزامل الفجي
¥(4/250)
ـ[محمد ابن ابى عامر]ــــــــ[14 - 09 - 06, 07:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا يا اخى
وبارك الله فيك
محمد ابن ابى عامر
matrix2292@yahoo.com
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[15 - 09 - 06, 06:29 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء.
ـ[نبيل جرار]ــــــــ[18 - 09 - 06, 12:24 ص]ـ
الأخ الكريم جاسم الزامل جزاك الله خيرا - وكل الأخوة الكرام - على كلامك الطيب بخصوص مشروع الزوائد
وبالنسبة للكتب التي ذكرتَها، فأرجو أن تذكر لي دار النشر للأجزاء الثلاثة الأخيرة [جزء من أمالي أبي أحمد الحاكم. وجزء من أمالي ابن مردويه. ومشيخة ابن النحاس] لأسعى للحصول عليها، وسوف أضمها للدفعة الثانية من الأجزاء الحديثية التي في نيتي استخراج زوائدها إن يسر الله لي ذلك.
أما الأجزاء الثلاثة الأولى منها فقد أدرجتها في القائمة، وكنت سابقاً طرحت هنا القائمة النهائية للأجزاء التي جردتها، لكنها ذهبت فيما ذهب من المقالات بسبب العطل الأخير، لذلك سأضع بقية القائمة هنا
329 - حديث يزيد بن حبيب لليث بن سعد
330 - حديث سفيان بن عيينة، رواية الطائي
331 - حديث عفان بن مسلم الصفار
332 - أحاديث منتقاة من جزء أبي مسعود ابن الفرات للعلائي
333 - عوالي جزء أبي مسعود ابن الفرات للذهبي
334 - حديث عيسى بن سالم الشاشي للبغوي
335 - حديث محمد بن بشار لأبي يعلى
336 - مشيخة أبي حفص عمر بن الحسن المراغي المزي
337 - أخبار عمرو بن عبيد
338 - أخبار ابن أبي ذئب
339 - أخبار الشيوخ
340 - مشيخة سراج الدين القزويني
341 - جزء الحسن بن رشيق العسكري
342 - جزء أبي العباس العصمي
343 - مصافحات مسلم والنسائي للدمياطي
344 - نزهة الناظر للرشيد العطار
345 - عوالي حديث الضياء المقدسي
346 - أخبار أبي حنيفة للصيمري
ـ[د. الناصري]ــــــــ[18 - 09 - 06, 05:27 م]ـ
شيخنا العزيز نبيل الجرار
جعل الله هذا العمل في ميزان حسناتك ووفقك الله إلى كل ما فيه علياء أهل الحق أهل السنة والجماعة، ولكني أحببت أن أنبه على أن أحد أخواننا الأعزاء يقوم بنفس عملك ولكنه اقتصر على كتب الحافظ ابن أبي الدنيا وهو على وشك مناقشتها كإطروحة لنيل درجة الدكتوراه فيةكن اتحاد الجهود وتوفير الوقت
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[12 - 10 - 06, 03:11 ص]ـ
اللهم بارك للأخ الفاضل نبيل على ما قام به ويسر له طباعة عمله المرموق.
ـ[أبو إسحاق الفواخري]ــــــــ[13 - 11 - 06, 01:44 م]ـ
أريد أي شيئ يخص سنن الترمذي وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[27 - 11 - 06, 04:42 ص]ـ
وفقكم الله
وأشدد على قضية الأسانيد
فهي من الأهمية بمكان
ـ[نبيل جرار]ــــــــ[20 - 12 - 06, 12:26 م]ـ
طبع بحمد الله
وهو في طريقه إلى مكتبة أضواء السلف في الرياض
فالحمد لله على فضله
وأسأل الله أن يكون الكتاب عند حسن الظن وعلى قدر الانتظار وأن يكتب الله له القبول
ـ[أبوشميس]ــــــــ[20 - 03 - 07, 08:07 م]ـ
الأخ الفاضل نبيل جرار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن ننتظر وصول كتاب الإيماء للمكتبات
نود أن نشكركم على هذا العمل الطيب ونسأل الله أن يكون في ميزان حسناتكم
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبوشميس]ــــــــ[29 - 03 - 07, 12:09 ص]ـ
أخبرونا أين نجد كتاب الإيماء ... للضرورة
و جزاكم الله خيرا
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[29 - 03 - 07, 04:22 ص]ـ
جزاك الله خيرا وأحسن إليك فالحمد لله على التوفيق.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[26 - 04 - 07, 05:34 ص]ـ
أخي الفاضل نبيل، أسأل الله تعالى أن يجزيك خير الجزاء ..
وهذه بعض الأجزاء الحديثية، وأعرف أن بعضها ليست على شرطك ..
ـ جزء فيه طرق حديث ابن عمر في ترائي الهلال، تخريج الخطيب البغدادي، تحقيق هشام بن محمد، دار الضياء 1418.
ـ نسخة نبيط بن شَريط الأشجعي في الأحاديث الموضوعة، تحقيق مجدي فتحي السيد، دار الصحابة للتراث، 1410.
ـ الأربعين لأبي العباس الحسن بن سفيان النسوي، تحقيق محمد بن ناصر العجمي، دار البشائر الإسلامية، 1414.
ـ من مسند المقلين لدعلج السِّجزي، تحقيق عبد الله بن يوسف الجديع، مكتبة دار الأقصى، 1405.
ـ الجزء فيه أحاديث السفر، لأبي اليُمْن ابن عساكر، تحقيق رياض حسين الطائي، در المغني 1425.
ـ من حديث أبي الحسين الكلابي عن شيوخه، تحقيق ناصر بن فائز آل سعيد.
ـ المفاريد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأبي يعلى الموصلي، تحقيق عبد الله بن يوسف الجديع، مكتبة دار الأقصى، 1405.
ـ حديث السنة من التابعين وذكر طرقه واختلاف وجوهه، للخطيب البغدادي، تحقيق محمد رزق طرهوني، دار فواز، 1412.
ـ الأحاديث العوالي من جزء ابن عرفة العبدي، رواية ابن تيمية، انتقاء الذهبي، تحقيق د. عبد الرحمن الفريوائي، دار الكتب السلفية، 1407.
ـ نسخة طالوت، وهي في أحاديث طالوت بن عباد البصري الصيرفي، تحقيق حمدي السلفي، دار النوادر، دمشق، 1427.
ـ الجزء من فوائد المقرئ أبي محمد عبد الله الطامذي، تحقيق سعود الدحياني، دار العاصمة، 1427.
ـ الجزء الأول من فوائد محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو بن شاكر القطان عن شيوخه، تحقيق سعود الدحياني، دار العاصمة، 1427.
¥(4/251)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[26 - 04 - 07, 12:37 م]ـ
عمل جليل. . . ما أعظمه. .!
فجراكم الله خير الجزاء.
وهل للكتاب موزع بالقاهرة؟
ـ[الرايه]ــــــــ[27 - 04 - 07, 02:14 م]ـ
الحمد لله على فضله
وأسأل الله أن يكون الكتاب عند حسن الظن وعلى قدر الانتظار وأن يكتب الله له القبول
اللهم آمين
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[27 - 04 - 07, 07:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزى الله خير الجزاء أخانا نبيل على هذا الجهد العظيم الذي يقوم به للدفع عن السنة المطهرة
وانا ندعوا الله ان يوفق هذا الاخ المبارك فأن كان هذا العمل يجبيي ويثمر فأنه سيكون بفضل الله تعالى من أجل الأعمال وأعظمها قدرا ونفعا للأمة جميعا فالله الموفق الى كل خير اخوكم أبو سفيان الأثري
ـ[نبيل جرار]ــــــــ[29 - 04 - 07, 02:45 م]ـ
أخي الكريم خليل بن محمد
شكرا على إفادتك، فبعض هذه الأجزاء لم أسمع بها إلا منك
مع التنبيه إلى أن جزء الأربعين للنسوي داخل ضمن المجموعة التي جردتُّها
وكذلك الجزء المنتقى من جزء الحسن بن عرفة، فكل أحاديثه في الجزء نفسه
أما قولك: بعضها ليست على شرطك
فنعم بعضها ليس على شرطي في كتاب الإيماء
لكنها وبقية الأجزاء ستكون على شرطي إن من الله علي بمتابعة المسيرة
فبعد انتهائي من تحقيق المخلصيات سأعد العدة - بعون الله - لعشر سنوات أخرى من العمل لاستخراج زوائد بقية الأجزاء. سائلاً المولى الكريم أن يعينني على التفرغ لذلك، فمثل هذه الأعمال لا بد فيها من التفرغ التام.
ولعل أخاً كريما انتفع بكتاب الزوائد وأحب أن يرى مثل هذا العمل في بقية الأجزاء أن يدعو لي في ظهر الغيب أن يديم ربي علي نعمة التفرغ لخدمة سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يكفيني - إن كان في العمر بقية - هذه السنين القادمة كما كفاني السابقة.
وأنا هنا أذكر إخواني بما ذكرته في آخر مقدمات الكتاب من انتظاري للتصويبات مما لا بد أن يقع مني من أوهام. لا سيما في باب الوهم في اعتبار الحديث من الزوائد وهو ليس كذلك، أو الغفلة عما هو زائد على شرطي.
وفي الأشهر القليلة التي مضت بعد طباعة الكتاب وقفت على وهمين وقعا لي:
* الأول: ذكرتُ في الزوائد (4739) حديث عمرو بن تغلب: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب قال: أما بعد.
وهو عند البخاري (923) في حديث طويل!!!
* الثاني: فاتني أن أذكر في الزوائد حديث عائشة في الغيلانيات (1018) بإسناده إلى القاسم بن محمد قال: علمتني عائشة قالت: هذا ما تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: التحيات لله والطيبات، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله. قال صالح: قال أبي: قلت للقاسم: بسم الله؟ قال: بسم الله على كل حال.
فقد جاء بعد عدة أحاديث موقوفة في تشهد عائشة رضي الله عنها، فلم أتنبه لكونه مرفوعاً.
وهل للكتاب موزع بالقاهرة؟
الإجابة أخي الكريم تجدها عند مكتبة الإمام البخاري في الإسماعيلية (0643343743)
ويظهر أن توزيع الكتاب في البلاد العربية ليس بالشكل المطلوب إلى الآن، والله المستعان.
ـ[بالحارث]ــــــــ[11 - 05 - 07, 03:07 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والله إنها لنعمة عظيمة من نعم الله جلت نعمه أن يسر للمسلمين من ينشط لهذا العمل في جمع زوائد الأجزاء الحديثية على الأصول المشهورة من دواوين السنة الشريفة
فهنيئا لنا أخونا الشيخ نبيل جرار وفقه الله وسدد خطاه ونفعنا به
والله لقد سررت كثيرا عندما قرأت هذا الخبر السار في هذه الصفحة عن عزم الشيخ نبيل جرار على الاستمرار في هذا المشروع الذي أخذ منه سنوات نفيسة من عمره المبارك بإذن الله تعالى
وازداد سروري - وكل من سمع من الإخوة - ببشرى الشيخ أنه انتهى من عمله المبارك
والله إنها لمنة عظمى أن وفق الله شيخنا للانتهاء من هذا العمل الذي قد تعجز بعض لجان البحوث في دور النشر عن أن تنجزه كما ينبغي.
وإن من تمام المنة أن نحمد الله ونشكره على هذا الخير, وأن نشكر الشيخ نبيل جرار زاده الله نبلا وفضلا, الذي عمل بجد واجتهاد, بلا كلل أو ملل, والكل يعلم أن مثل هذه المشاريع تتطلب ذلك بصبر و مواصلة, والشيخ نبيل جرار نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا.
فلله درك يا شيخ نبيل , وبارك الله فيك وفي عملك, وهنيئا لك – ومن ثم لنا - هذا الفضل من الله, وجزاك الله عن سنة نبينا صلى الله عليه وسلم , وعن أهل الحديث خير الجزاء, وكل من أعان على ذلك.
ولعل الشيخ الكريم أن يجملنا وإخوانه المسلمين بدعوة مباركة بظهر الغيب , وبين يديكم هذا العمل والجهد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[21 - 05 - 07, 10:02 ص]ـ
(الجزء فيه من صفة المنافق وعلاماته) رواية أبي بكر حعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض الفيريابي (كذا في الأصل بمد الفاء) القاضي رحمه الله عليه عن شيوخه.
مخطوط في 17 لوحة.
هل هذا من شرطك يا شيخنا الفاضل؟ أم تعدّه من طراز كتب ابن أبي الدنيا؟
وبالمناسبة، أتسائل لماذا اقتصر العمل على الكتب التي لا ترتب الأحاديث على موضوع أو مسند صحابي؟
ويا ليته يشملها! فيكون أنفع وأجل.
¥(4/252)
ـ[نبيل جرار]ــــــــ[23 - 05 - 07, 02:11 ص]ـ
نعم أخي الكريم، الجزء الذي ذكرتَ هو من ضمن الأجزاء الموضوعية، ككتب ابن أبي الدنيا
[وهي مِن حيثُ العددُ أكثرُ من الأجزاءِ والكتبِ التي يقومُ عَليها كتابي هذا، لذلكَ رأيتُ أنَّه مِن الأيسرِ لي أَن أَقسمَ العملَ في الأجزاءِ على مرحلَتينِ، فلا يعلمُ الإنسانُ ما يعرضُ له ويحولُ بينَه وبينَ مرادِه، والحمدُ ? أَن وفَّقني لإتمامِ المرحلةِ الأُولى.
ولعلَّ هذه الأجزاءَ الموضوعيةَ تكونُ المرحلةَ الثانيةَ مِن مشروعِ الزوائدِ. واللهُ وليُّ التوفيقِ]
هذا ما كتبته في مقدمة كتاب الإيماء.
ولي سلف في تجزئة العمل، حيث قلتُ أيضاً (ص 15):
الأمرُ الثاني: أنَّني قد عملتُ لنَفسي مشروعاً خاصاً مصغراً، جمعتُ فيه الأحاديثَ المرفوعةَ مِن كتبِ الزوائدِ الجامعةِ: المجمعِ والمطالبِ والإتحافِ، وضممتُ إليها زوائدَ هذا الكتابِ، وفي نيَّتي أن أضمَّ إليهم زوائدَ بقيةِ الأجزاءِ الحديثيةِ إِن منَّ اللهُ عليَّ ووفَّقني لجمعِها. فلعلَّه إن تم لي ذلكَ أُخرجُها جميعاً مرتبةً على الأبوابِ مختصرةَ الأسانيدِ، فمَن أرادَ البحثَ على المسانيدِ فأمامَه الكتبُ المطولةُ، ومَن أرادَ البحثَ على الأبوابِ فأمامَه المختصرُ الجامعُ. واللهُ وليُّ التوفيقِ (*).
(*) وأنا بذلك أسير على خطى الهيثمي رحمه الله مع بعض الاختلاف، فمعلوم أن كتابه الجامع الفذ «مجمع الزوائد» هو جمع لكتبه السابقة في الزوائد: زوائد مسند أحمد وأبي يعلى والبزار ومعاجم الطبراني الثلاثة.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[25 - 05 - 07, 02:33 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل ويسركم الله للخير كله. . . آمين.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[09 - 08 - 07, 06:59 ص]ـ
من الأجزاء الحديثية التي لم أر الشيخ نبيل أشار إليها في هذا الموضوع ..
[منتقى من حديث ابن مخلد وهناد والفارسي والجوهري ومن أمالي ابن السمرقندي].
وقد نشره هشام بن محمد الكدش مع جزء آخر، عام 1426، مكتبة التوعية الإسلامية بمصر ..
والجزء الآخر له طبعات أخرى ..
منها نشرة محمد زياد تكلة ضمن (جمهرة الأجزاء الحديثية)، مكتبة العبيكان.
ومنها ضمن الكتاب الذي سماه محققه (الفوائد لابن منده!)، دار الكتب العلمية.
ـ[ابوهادي]ــــــــ[09 - 08 - 07, 01:21 م]ـ
جزاكم الله خيرا
لو تكرمتم يا شيخ سعد بوضع فهارس لجميع الرواة المذكورين في الاسانيد
وفهرسا لأهم الفوائد الاسنادية كتصريح بالسماع أو تصريح بالتحديث أو متابة ... ونحو ذلك
زادكم الله توفيقا
ـ[ابوهادي]ــــــــ[09 - 08 - 07, 01:23 م]ـ
عفوا كأنني قرأت على غلاف المطبوع سعد
أكرر اعتذاري يا شيخ نبيل
ـ[نبيل جرار]ــــــــ[19 - 08 - 07, 12:52 ص]ـ
شكرا للأخ الكريم خليل بن محمد على اهتمامه بتعريفي بالأجزاء الجديدة، ففي تتبع ما يطبع منها صعوبة كبيرة.
وقد ذكرت في مشاركة سابقة
ـ من حديث أبي الحسين الكلابي عن شيوخه، تحقيق ناصر بن فائز آل سعيد.
فلعلك تذكر دار النشر، وهل هو نفس الجزء الذي طبع بتحقيق الشيخ مشهور؟
أما بالنسبة لما ذكره الأخ أبوهادي من فهارس الأعلام ونحوها، فقد كان فهرس الأعلام في بالي منذ بداية العمل، لكني رأيت أن إخراج مثل هذا الفهرس في مثل هذا العمل الكبير سيأخذ وقتاً ليس بالقليل، فكثير من الأسانيد ستحتاج عندها للدراسة لتمييز الرواة. وكنت حريصاً ألا يخرج عملي عن الجمع والترتيب والتخريج المختصر من كتب الزوائد، حتى لا يكون المشروع أكثر من طاقتي وإمكاناتي، فليس لدي مكتب تحقيق (دُعابة)
ويمكن للفهارس التفصيلية أن تخرج بعد ذلك إن دعت الضرورة وكُتب القبول لأصل العمل.
فلا تزال في بالي بعض اللواحق، كالذيل على المسند الجامع، وجمع الآثار.
وخطر في بالي إصدار مجلد مختصر يرتب متون أحاديث الإيماء على ترتيب المجمع.
وكل هذا مرهون أولاً وأخيراً بتقدير المولى الكريم، والهمة إليه متوقفة على الحاجة لهذه الأعمال.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[19 - 08 - 07, 05:22 ص]ـ
وهل هو نفس الجزء الذي طبع بتحقيق الشيخ مشهور؟
إن كنت تقصد الذي نشره ضمن كتابه (مجموعة أجزاء حديثية) فلا.
والكتاب طُبع باسم المحقق، لكن كُتب في آخر صفحة مكتبة الرشد ..
وفي المرفقات صور أغلفة الكتاب لعلها تفيدك بشيء
وإن رغبت بنسخة فراسلني بعنوانك البريدي ..
ـ[ابوهادي]ــــــــ[20 - 08 - 07, 01:42 م]ـ
وكنت حريصاً ألا يخرج عملي عن الجمع والترتيب والتخريج المختصر من كتب الزوائد، حتى لا يكون المشروع أكثر من طاقتي وإمكاناتي، فليس لدي مكتب تحقيق (دُعابة)
جزاك الله خيرا يا شيخ نبيل وبارك فيك
إنتاجك خير من بعض مكاتب التحقيق وما ترجوه ونرجوه من القبول والحمد لله ظاهر وموجدود فنسأل الله أن يتم عليكم وعلينا نعمه ويرزقنا شكرها
وما تفضلتم بذكره من عزمكم على عمل اللواحق والذيل والترتيب فنحن وسائر محبيك ومحبي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم نستبشر به وندعو لك بمزيد من التوفيق
¥(4/253)
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[21 - 08 - 07, 11:06 م]ـ
من الأجزاء الحديثية الجديدة ..
فوائد أبي القاسم عبد الرحمن بن عمر بن نصر الدمشقي عن مشايخه.
تحقيق أبي عبد الله حمزة الجزائري
ووقع في غلاف المطبوع أغلاط مطبعية ..
1. فؤاد، وصوابه: فوائد.
2. ناصر، وصوابه: نصر.
ـ[همام ابن سليمان]ــــــــ[22 - 08 - 07, 12:30 ص]ـ
بارك الله فيكم، والجزء الذي ذكره الأخ خليل بعنوان (من حديث أبي الحسين الكِلَابي) حققه أيضاً الشيخ مشهور حسن -وهو ما سأل عنه الشيخ نبيل-، وطبعته الدار الأثرية بالأردن، عام 1427، وكتب على غلافه: (ينشر لأول مرة)، وعنوانه: (جزء فيه من حديث أبي الحسين عبد الوهاب بن الحسن الكلابي المعروف بأخي تبوك عن شيوخه).
ـ[صلاح أبو عقبة]ــــــــ[27 - 08 - 07, 02:56 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[02 - 09 - 07, 03:05 ص]ـ
ومن الأجزاء الحديثية:
ـ بغية الملتمس في سباعيات حديث الإمام مالك بن أنس، للعلائي، تحقيق حمدي السلفي، عام 1405.
ولا أدي أوقفت عليه أم لا؟
ـ[صلاح أبو عقبة]ــــــــ[02 - 09 - 07, 01:14 م]ـ
جزاكم الله خيرا، لم أقف عليه وهذا الرابط يحول إلى عنوان: الدورات التعليمية الصيفية ولا يوجد شئ آخر في الصفحة
وكنت أود لو أجد رابط لكتاب جمهرة الأجزاء الحديثية جمع ةتحقيق الأستاذ الفاضل عمر محمد تكلة طبع مكتبة العبيكان - في صيغة Pdf
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[24 - 06 - 09, 08:35 م]ـ
معذرة، لمجرد الإفادة، الكتاب ضمن مرفوعات الأخ الشهري (وفقه الله) - فيما ذكر أحد الأعضاء في ملتقى أهل الأثر.
ومن فضل الله أنهم أرشدوا إلى هذا الرابط: http://www.archive.org/details/imaaa
ـ[عصام عمر معاذ]ــــــــ[30 - 06 - 09, 08:53 م]ـ
أسأل الله عز وجل أن يعينك على هذا العمل وأن ينفع به المسلمين ..
ـ[مشبب القحطاني]ــــــــ[12 - 10 - 09, 02:32 م]ـ
زاك الله خير اخي نبيل وبارك الله فيك وفي عملك و في عمرك
كتاب فوائد الكوفيين تخريج الشيخ ابوالغنائم النرسي من حديثه تحقيق الدكتور عبدالرحمن محمد شريف كلية الشريعة جامعة قطر طباعة دار الضياء
وجزيت خيرا
ـ[العابري]ــــــــ[28 - 11 - 09, 10:54 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
من الأجراء الحديثية /
حديث الإمام أبي محمد عباس بن عبد الله بن أبي عيسى الباكسائي
المعروف ب ((جز التَّرْقُفِي)) المتوفى سنة 267هـ
مكتبة الصحابة - الإمارات - الشارقة
تحقيق: د/ أيمن الدروي
ط 1/ عام 130هـ
ـ[العابري]ــــــــ[28 - 11 - 09, 10:55 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
من الأجراء الحديثية /
حديث الإمام أبي محمد عباس بن عبد الله بن أبي عيسى الباكسائي
المعروف ب ((جز التَّرْقُفِي)) المتوفى سنة 267هـ
مكتبة الصحابة - الإمارات - الشارقة
تحقيق: د/ أيمن الدروي
ط 1/ عام 130هـ
ـ[العابري]ــــــــ[28 - 11 - 09, 11:22 ص]ـ
المعذرة
ط1/ عام 1430هـ
وقد قيل إن د/ محمد إسحاق (في جامعة الإمام) يعمل على تحقيقه، ولا أدري عن صحة هذه المعلومة(4/254)
حول صحيفة علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في التفسير
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 05 - 03, 03:42 ص]ـ
لعلنا نتكلم أولا عن علي بن أبي طلحة
فقد اختلف أهل العلم في علي بن أبي طلحة هل هو راو واحد أم هما راويين
فذهب أحمد والخطيب البغدادي ومن المعاصرين المعلمي إلى التفريق بينهما
وذهب ابن معين وأبي داود وظاهر كلام المزي وابن حجر إلى عدم التفريق بينهما
قال الإمام أحمد كما في العلل برواية ابنه عبدالله (5420) والجرح والتعديل (6/ 191) حدثنا حجاج قال حدثنا ليث قال حدثني معاوية ابن ابي طلحة قال حجاج وقد رأيت علي بن أبي طلحة
قال أحمد وعلي بن أبي طلحة رجلان هذا الشامي روى عنه معاوية بن صالح وأبو فضالة وروى عنه داود ابن أبي هند
والذي روى عنه الكوفيون روى عنه الثوري وحسن بن صالح
والذي رأى حجاج إنما رأى هذا الذي حدث عنه سفيان وحسن ولا أراه أدرك الشاميين) انتهى
وقال الخطيب البغدادي في الموضح (1/ 357) (ويغلب على ظني أن علي بن أبي طلحة شيخ الثوري غير شيخ معاوية بن صالح والله اعلم) انتهى
وعلق عليه الشيخ عبدالرحمن المعلمي في الحاشية بقوله (هذا هو الظاهر وقال المزي وذكر الخطيب ان أحمد بن حنبل قال 000كوفي غير الشامي والصواب أنهما واحد قال أبو بكر 000 مات سنة 143 فإن كان فهم التصويب من كلام الخطيب فقد وهم وإن كان من عنده فلم يأت بحجة والله اعلم 0 المعلمي) انتهى كلام المعلمي
تنبيه قال الحافظ مغلطاي في الإكمال (9/ 347) (وأما كتاب الموضح فليس فيه ترجمة مفردة لعلي هذا ولا لمن اسمه علي فينظر في هذا القول كيف هو) انتهى كلامه
وهذا وهم كما هو ظاهر فقد ذكره الخطيب في الموضح كما سبق (1/ 345_357)
وذهب يحيى بن معين إلى أن شعبة وسفيان قد سمعا من علي بن أبي طلحة كما في التاريخ (3/ 290) و (4/ 325)
وكذلك قال أبو داود كما في سؤالات الآجري عنه (2/ 265) (سمعت ابا داود سئل عن علي بن أبي طلحة فقال هو في الحديث إن شاء الله مستقيم كان له راي سوء وكان يرى السيف وقد رآه حجاج الأعور وروى عنه سفيان الثوري والحسن بن صالح أصله من الجزيرة وانتقل الى حمص) انتهى
وقال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب بعد أن نقل كلام أحمدعن الخطيب والصواب أنهما واحد) انتهى
الأمر الثاني في كلام العلماء في علي بن أبي طلحة
قال الميموني عن أحمد له أشياء منكرات
وقال الآجري عن أبي داود وهو ((إن شاء الله)) مستقيم الحديث ولكن ((له رأي سوء)) كان يرى السيف
وقال يعقوب بن سفيان ضعيف الحديث منكر ليس محمود المذهب
وقال في موضع آخر شامي ليس هو بمتروك ولا هو حجة
قال النسائي ليس به باس ووثقه العجلي وابن حبان وروى له مسلم في صحيحه
فتبين لنا أن الذي ضعفه هو يعقوب الفسوي فقط والبقية على توثيقه وهم أكثر
أما قول الإمام أحمد (له أشياء منكرات) فيقصد بها تفردات وليست بتضعيف وقد قالها في عدد من الثقات ويقصد بها التفردات
فتيبن لنا أنه لابأس به والنسائي مع تشدده قال فيه ليس به بأس
والله أعلم
وأما الواسطة بينه وبين ابن عباس فذكر الحافظ وغيره أنه مجاهد وسعيد بن جبير
فصحيح ان علي ابن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس رضي الله عنه
ولكن ذكروا أن الواسطة بينهم هو مجاهد ابن جبر أو سعيد بن جبير
وهي صحيفة كما نص على ذلك أهل العلم كأحمد وغيره وقد قال الإمام أحمد عنها (بمصر صحيفة في التفسير رواها علي بن أبي طلحة لو رحل رجل فيها الى مصر قاصدا ما كان كثيرا) كما أسنده النحاس في كتاب الناسخ والمنسوخ
قال ابن حجر (وهذه النسخة كانت عند أبي صالح كاتب الليث رواها عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة وهي عند البخاري عن أبي صالح وقد اعتمد عليها في صحيحه كثيرا فيما يعلقه عن ابن عباس
وأخرج منها ابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر كثيرا بوسائط بينهم وبين أبي صالح وقال قوم لم يسمع ابن أبي طلحة من ابن عباس التفسير وإنما أخذه عن مجاهد أو سعيد بن جبير (قال ابن حجر) بعد أن عرفت الواسطة وهو ثقة فلا ضير في ذلك) انتهى من الإتقان
وهذه الصحيفة ينقل منها البخاري كثيرا عن ابن عباس ويجزم به عنه احيانا كما ذكر الحافظ ابن حجر
فكونها صحيفة وكون أهل العلم يثنون عليها وينقلون منها بالجزم فهذا يقوى من شأنها
فالصحيح هو قبول ماجاء بهذه الصحيفة مالم يظهر فيه نكارة أو مخالفة
قال الحافظ ابن حجر في العجاب (1/ 207) (وعلي صدوق ولم يلق ابن عباس لكنه إنما حمل عن ثقات أصحابه فلذلك كان البخاري وابن أبي حاتم وغيرهما يعتمدون على هذه النسخة) انتهى.
والله أعلم.
يمكن مراجعة
العجاب في بيان الأسباب للحافظ ابن حجر (1/ 206 - 207) مهم وفتح الباري (8/ 438 - 439) والإرشاد للخليلي (1/ 394) والتفسير والمفسرون (1/ 77) والإتقان (2/ 415) واختلاف المفسرين للفنيسان ص 33
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=8182
¥(4/255)
ـ[البخاري]ــــــــ[07 - 12 - 03, 12:55 ص]ـ
من التحجيل في تخريج ما لم يخرج من الأحاديث والآثار في إرواء الغليل:
(وعلي بن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس، قاله ابن معين ودُحيم وابن حبان وغيرهم.
وحديثه عن ابن عباس من كتاب لم يسمعه، وقد أخذه من أصحاب ابن عباس كمجاهد بن جبر وغيره، رواه عبد الله بن صالح كاتب الليث عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنه.
وهذا الإسناد لا يطلق القول برده ولا بقبوله، حتى ينظر في المتون، وكثير منها مستقيمة صالحة.
قال أبو جفعر النحاس في «معاني القرآن»: ():
(قال أحمد بن حنبل:
بمصر صحيفة في التفسير، رواها علي بن أبي طلحة، لو رحل رجل فيها إلى مصر قاصداً ما كان كثيراً) انتهى.
إلا أنه جاء من هذا الطريق ما يستنكر ويرد، ولذا قال الإمام أحمد ابن حنبل رحمه الله كما أسنده عنه العقيلي في «كتابه الضعفاء»: (3/ 234).
(علي بن أبي طلحة له أشياء منكرات وهو من أهل حمص) انتهى.
وقد نظرت في حديثه، فرأيت له ما ينكر، وما يتفرد بمعناه عن سائر أصحاب ابن عباس، منها ما أخرجه البيهقي في «الأسماء والصفات»: (81) واللالكائي في «شرح أصول اعتقاد أهل السنة»: (2/ 201) من طريق عبد الله بن صالح عن معاوية عن علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: {اللَّهُ ... } [النور: 35] يقول: الله سبحانه وتعالى هادي أهل السموات والأرض، [النُّور: 35] {مَثَلُ نُورِهِ} مثل هداه في قلب المؤمن، كما يكاد الزيت الصافي يضيئ قبل أن تمسه النار، فإذا مسته ازداد ضوءاً على ضوءٍ.
وهذا خبر منكر.
ومنها ما أخرجه الطبري في مواضع من «تفسيره»: (8/ 115) (19/ 58، 131) (22/ 48) (23/ 117) (26/ 147) والبيهقي في «الأسماء والصفات»: (94) بهذا لإسناد مرفوعاً في قوله تعالى: {المص} {كهيعص} {طه} {يس} {ص} {طس} {حم} {ق} {ن} ونحو ذلك قال: قسم أقسمه الله تعالى، وهو من أسماء الله عزّ وجلّ.
وهذا خبر منكر بمرة.
ويروي هذا الطريق من حديث عبد الله بن صالح كاتب الليث وهو ضعيف، إلا أنه في حديثه عن معاوية أحسن حالاً.) انتهى
ـ[البخاري]ــــــــ[07 - 12 - 03, 01:04 ص]ـ
بارك الله فيكم اخي الفاضل
ـ[المتبصر]ــــــــ[07 - 12 - 03, 06:57 ص]ـ
أحسنتم بارك الله فيكم
و ما توصلتم إليه صواب و قد كنت قبل نحو عشر سنوات بحثت هذا الإسناد، و خلصت إلى أن الصحيفة جيدة الإسناد في الجملة، عدا ألفاظ فيها يتجاذبها النظر أو الحكم فيها بالوهم.
و هذا لا يضرها، فهذه صحيفة عمرو بن شعيب وقع فيها ما يستنكر و مثلها بهز بن حكيم و غيرها من الصحف الحديثية.
و الصحيفة احتج بها البخاري في تراجم أبواب التفسير من صحيحه، و دافع عنها أيضا النحاس تلميذ النسائي فقال: (و الذي يطعن في إسناده يقول ابن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس و إنما أخذ التفسير عن مجاهد و عكرمة و هذا القول لا يجب طعنا لأنه أخذه عن رجلين ثقتين و هو في نفسه ثقة صدوق).
و هذا الصواب، و لهذا اختارها البخاري و غيره و احتجوا بها في تفسير الآي.
و قد تكلم فيها جماعة فأعلوها بالانقطاع البيِّن بين علي و ابن عباس، و من هؤلاء العلائي في تفسير الباقيات الصالحات (ق4/ 2).
و لم أقف إلى ساعتي على من أعلها بأبي صالح كاتب الليث، سوى العلامة الألباني رحمه الله، و هو تعليل مردود من أوجه:
الأول: أن الصحيفة روها الإئمة الكبار كما قال الخليلي في الإرشاد و منهم البخاري والرازيان و الدارمي و جماعة، و هؤلاء يعرفون صحيح أبي صالح من ضعيفه، لا سيما البخاري، فإنه لا يخرج لمن لا يتميز صحيح حديثه من سقيمه كما صرح هو نفسه بذلك في مواضع.
و الثاني: أنها صحيفة فلا يضير رواية أبي صالح لها، و ما يتخوف منه تجاهها هنا منتف.
و الثالث: انه سمعها مرتين من معاوية بن صالح فأتقنها.
و لهذا اشتهرت الصحيفة بمعاوية بن صالح، دون راويها عنه، و كثر الحديث عنها حتى قال عنها الإمام أحمد مقولته السائرة (بمصر صحيفة في التفسير رواها علي بن أبي طلحة لو رحل رجل فيها الى مصر قاصدا ما كان كثيرا).
ـ[عبدالعزيز الجزري]ــــــــ[10 - 12 - 03, 11:39 م]ـ
1 - ثناء الإمام أحمد للصحيفة لا يعني تصحيحه لسندها هذا إن صحت نسبة المقولة له فالإمام أحمد يعتبر بالضعيف ولا يرده وكذلك لا يحتج به.
2 - كيف البخاري صححها أو أخذ بها؟
3 - ما الدليل على أن الواسطة هو مجاهد أو سعيد بن جبير؟
ـ[إبْنَ القَرْيَة]ــــــــ[11 - 12 - 03, 02:10 ص]ـ
أختصر لكم القول
أنا (#أطالبكم#) أن تثبتوا لي أن الوساطة بينهما ما ذكر ببيان شاف كاف يكون الشاهد على ذلك من عاصر ابن أبي طلحة أما الظن فهو لا يغني من الحق شيء وكذا الإحتمالات لا تنفع ولا تصلح في سوق المناظرة.
(#حرّره المشرف#).
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[11 - 12 - 03, 04:44 ص]ـ
فضيلة الشيخ: عبدالرحمن
جزاك الله خيراً.
أخي الغالي: البخاري
نقل موفق من عالم بحاثة.
.
¥(4/256)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[11 - 12 - 03, 12:45 م]ـ
رأي الشيخ سليمان العلوان في الصحيفة:
http://www.3lwan.org/dalel/pafiledb.php?action=download&id=331
ـ[إبْنَ القَرْيَة]ــــــــ[11 - 12 - 03, 04:45 م]ـ
أخي الكريم هيثم بن حمدان وفقه الله تعالى كل منا يصيب ويخفق وهذا أمر بدهي لا نقاش فيه ولكن أخي أدعوك لتكون أنت الحكم هذا ما قاله الطحاوي في معاني الآثار 0
قال: " من خبر ابن عباس رضي الله عنهما الذي رويناه في صدر هذا الكتاب وإن كان خبرا منقطعا لا يثبت مثله غير أن قوما من أهل العلم بالآثار يقولون إنه صحيح وإن علي بن أبي طلحة وإن كان لم يكن رأى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فإنما أخذ ذلك عن مجاهد وعكرمة مولى بن عباس رضي الله عنهما0 شرح معاني الآثار ج 3 ص 279 0 أهـ
أقول: فهل سمى أحدا من أهل العلم الذين عاصروا ابن أبي طلحة وعرفواه حق المعرفة؟
وهل مجرد العزو للمجهول يعتبر حجة؟
علما أن الطحاوي رحمه الله تعالى يقول كما هو مبين أعلاه " وإن كان خبرا منقطعا لا يثبت مثله " فهو يقصد الإنقطاع الوارد بين ابن أبي طلحة وابن عباس 0
فهل ترى أن الشيخ العلوان وفقه الله تعالى أصاب بقوله أنه ثبت؟
والسؤال الأخير ماذا روى ابن أبي طلحة هنا إن سلمنا جدلاً عن ابن عباس هل روى جميع الصحيفة؟ أو بعضها؟ أو روى بالواساطة المذكورة غيرها دونها؟ أم روى الجميع حتى المنكرات المذكورة فيها كجعل " قاف وصاد ونون ألمص و كهيعيص من أسماء الله وغير ذلك أجبني بإنصاف والله الهادي إلى سواء السبيل 0
ـ[ابوعبدالكريم]ــــــــ[12 - 12 - 03, 06:58 ص]ـ
قد سمعت شيخنا سماحة الشيخ ابن باز يقول في احد دروسه ان صحيفة علي ابن طلحة انها مقبولة وان كانت منقطعة فالواسطة فيها معلومة وقد قبلها العلماء
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 - 12 - 03, 04:47 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة إبْنَ القَرْيَة
أقول: فهل سمى أحدا من أهل العلم الذين عاصروا ابن أبي طلحة وعرفواه حق المعرفة؟
وهل مجرد العزو للمجهول يعتبر حجة؟
والسؤال الأخير ماذا روى ابن أبي طلحة هنا إن سلمنا جدلاً عن ابن عباس هل روى جميع الصحيفة؟ أو بعضها؟ أو روى بالواساطة المذكورة غيرها دونها؟ أم روى الجميع حتى المنكرات المذكورة فيها كجعل " قاف وصاد ونون ألمص و كهيعيص من أسماء الله وغير ذلك أجبني بإنصاف والله الهادي إلى سواء السبيل 0
أخي الكريم
الإنصاف عزيز، والله المستعان
لم يسم أحد من العلماء المعاصرين لابن أبي طلحة الواسطة. ومن سماه ممن تأخر عنه، إنما يخرص بظنه. إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ.
ومن المنكرات الموضوعة التي رواها الوالبي هذا:
أخرج ابن جرير في تفسيره (6\ 257): حدثني المثنى قال ثنا عبد الله بن صالح قال ثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون قال: من جحد ما أنزل الله فقد كفر، ومن أقر به ولم يحكم فهو ظالم فاسق.
وهذا كذبٌ على ابن عباس، مخالفٌ لإجماع الصحابة. بل ومخالف أيضاً لابن عباس نفسه!
وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال سئل ابن عباس عن قوله " ومن لم يحكم " الآية قال: هي به كفر!
وهذا إسنادٌ غاية في الصحة كما ترى.
ومن المنكرات أيضاً:
21861 - حدثني علي , قال: ثنا أبو صالح , قال: ثني معاوية , عن علي , عن ابن عباس , قوله: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن} أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلابيب , ويبدين عينا واحدة.
وكأن الله خلق المرأة لتكون عوراء!
وهو مخالف لما روي عن عكرمة أيضاً الذي يزعمون أنه الواسطة. فقد قال عكرمة تغطي ثغرة نحرها بجلبابها تدنيه عليها. وقول عكرمة هو الموافق لما رواه العوفي عن ابن عباس , قوله: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن} .... إلى قوله: {وكان الله غفورا رحيما} قال: كانت الحرة تلبس لباس الأمة , فأمر الله نساء المؤمنين أن يدنين عليهن من جلابيبهن ; وإدناء الجلباب: أن تقنع وتشد على جبينها.
ثم هو مخالف لما رواه الوالبي نفسه عن ابن عباس! 19655 - حدثني علي , قال: ثنا عبد الله , قال: ثني معاوية , عن علي , عن ابن عباس , قوله: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} قال: والزينة الظاهرة: الوجه , وكحل العين , وخضاب الكف , والخاتم ...
ومن الطوام التي تضمنتها تلك الصحيفة:
19669 - حدثني علي , قال: ثنا أبو صالح , قال: ثني معاوية , عن علي , عن ابن عباس , قال {ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن} ... إلى قوله: {عورات النساء} قال: الزينة التي يبدينها لهؤلاء: قرطاها وقلادتها وسوارها , فأما خلخالاها ومعضداها ونحرها وشعرها فإنه لا تبديه إلا لزوجها.
ومعناها أنه لا يجوز للمرأة أن تبدي شعر رأسها أمام أولادها، وهذه طامة.
فالخلاصة أن هذه الصحيفة فيها من المناكير ما ينزلها عن درجة الاحتجاج. والصواب هو ما ذكره شيخ الإسلام فيها.
¥(4/257)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 05 - 04, 03:02 ص]ـ
فالصحيح هو قبول ماجاء بهذه الصحيفة مالم يظهر فيه نكارة أو مخالفة
قال الحافظ ابن حجر في العجاب (1/ 207) (وعلي صدوق ولم يلق ابن عباس لكنه إنما حمل عن ثقات أصحابه فلذلك كان البخاري وابن أبي حاتم وغيرهما يعتمدون على هذه النسخة) انتهى.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 05 - 04, 04:53 ص]ـ
ما ذكره الشيخ الفاضل عبد الرحمن قريب مما ذكرته في منتدى التفسير:
ولذلك تجد في هذه الصحيفة بعض المناكير والشذوذات والأقوال التي تعارض الثابت عن ابن عباس. وإجمالاً فهي تفسير قيّم جميل، ولعل غالبه مأخوذ من ابن عباس لكن فيها دس ووضع. ولذلك لا نستطيع أن نجزم بشيء منها ما لم يوافق ما هو معروفٌ عن ابن عباس. وقد علق البخاري نذراً يسيراً منها في التفسير اللغوي للقرآن وأشباهه، بسبب قرائن تشهد لذلك النذر اليسير بالصحة.
قال شيخ الإسلام في "نقض التأسيس" (3|41): «وهذا إنما هو مأخوذ من تفسير الوالبي علي بن أبي طلحة الذي رواه عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ... ». إلى أن قال: «وأما ثبوت ألفاظه عن ابن عباس، ففيها نظر. لأن الوالبي لم يسمعه من ابن عباس ولم يدركه، بل هو منقطع. وإنما أخذ عن أصحابه. كما أن السّدّي أيضا يذكر تفسيره عن ابن مسعود وعن ابن عباس وغيرهما من أصحاب النبي ? وليست تلك ألفاظهم بعينها. بل نقل هؤلاء شبيه بنقل أهل المغازي والسِّيَر. وهو مما يُستشهدُ به ويُعتبَرُ به، وبضم بعضه إلى بعض يصير حجة. وأما ثبوت شيءٍ بمجرد هذا النقل عن ابن عباس، فهذا لا يكون عند أهل المعرفة بالمنقولات».
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1785
والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 05 - 04, 08:17 ص]ـ
وفقك الله وبارك فيك
ولعلي أذكر نقولات من هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=8182
و دافع عنها أيضا النحاس تلميذ النسائي فقال: (و الذي يطعن في إسناده يقول ابن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس و إنما أخذ التفسير عن مجاهد و عكرمة و هذا القول لا يجب طعنا لأنه أخذه عن رجلين ثقتين و هو في نفسه ثقة صدوق).
---------------------------------
والصحيح تصحيحها من وجوه أقربها لطرف القلم:
اعتماد البخاري عليها في صحيحه وهو أشد الناس شرطًا في الاتّصال،
وقول الإمام أحمد: بمصر نسخة يرحل إليها يرويها عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ا. هـ
والأظهر أن عليًّا رواها عن مجاهد.
والقاعدة أنّ ما لم يكن بمحلّ الاشتهار تسوهل في شرطه، والتفسير من هذا الباب.
--------------------------------------------
وهذه النسخة رواها عنه جمع من الحفاظ منهم أبو حاتم الرازي، والبخاري، وأبو عبيد القاسم بن سلاّم.
أمّا أنّ فيه دسًّا ووضعًا فهذه زلّة قلم، ولا إخال أخانا الأمين قصدها.
وحسبك أن البخاري ما كاد يعتمد من تفسير ابن عباس في صحيحه إلا هذه النسخة.
--------------------------------------------
ما قال الأخ الكريم محمد الأمين عن عبد الله بن صالح كاتب الليث، ففيه قلق.
فقد قال الحافظ ابن حجر في هدي الساري (1/ 414):" قلت: ظاهر كلام هؤلاء الأئمة أن حديثه في الأول كان مستقيما ثم طرأ عليه فيه تخليط فمقتضى ذلك أن ما يجيء من روايته عن أهل الحذق كيحيى بن معين والبخاري وأبي زرعة وأبي حاتم فهو من صحيح حديثه، وما يجيء من رواية الشيوخ عنه فيتوقف فيه " اهـ، قلت: وهذا منها، وكذلك استثنوا ما رواه من كتاب، مثل روايته عن معاوية بن صالح والليث بن سعد.
ونسخة التفسير اجتمع فيها الأمرين، رواية الأكابر عنه، وواها من كتاب، فلا وجه لإعلال النسخة بعبد الله بن صالح.
وقد قال ابن عدي في الكامل (4/ 207): "وعنده عن معاوية نسخة كبيرة".
ويضاف لرواة النسخة عثمان بن سعيد الدارمي وعلي بن داود القنطري، ويحيى بن عثمان بن صالح، محمد بن الحجاج بن سليمان الحضرمي ومحمد بن خزيمة بن راشد البصري وعلي بن عبد الرحمن بن المغيرة الكوفي وبكر بن سهل الدمياطي وأبو حاتم الرازي ويعقوب بن سفيان الفسوي، وعبد العزيز بن عمران، وأحمد بن ثابت، ومحمد بن إسماعيل الترمذي ومحمد بن يحيى، وعبد الله بن محمد المسندي، وأحمد بن منصور الرمادي.
وروى الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 280) عن الإمام أحمد أنه قال: "لولا أن رجلا رحل إلى مصر فأنصرف منها بكتاب التأويل لمعاوية بن صالح ما رأيت رحلته ذهبت باطلة"، يقصد -رحمه الله-: نسخة التفسير عن علي بن أبي طلحة، والله أعلم ..
------------------------------------------
تنبيه ..
الخلاف في قبول رواية علي بن أبي طلحة التفسيرَ عن ابن عباس
أشهرُ من أن ينبه عليه , فَلِمَ المصادرة؟!
وقد قبلها من الأئمة: أحمد , والبخاري , وابن أبي حاتم , والطحاوي ,
وأبو جعفر النحاس , والمزي , والذهبي , وابن حجر , وابن كثير ,
وابن الوزير , والسيوطي.
وهو الذي يترجح لي لأدلة ليس الغرض هاهنا بيانها.
وأعلها بالانقطاع ابن تيمية , وابن كثير - في موضع آخر - , والمعلمي ,
وأحمد شاكر , والألباني , وعبد المحسن العباد.
أما الدعوى العريضة التي تقدم بها أحد الإخوة , والتي يدَّعِي فيها
(والبينة على المدعي) أن في هذه الرواية مناكير وشذوذات ودسّ
ووضع (!!)
-------------------------------------------------------
ملحوظة:
شيخ الإسلام ابن تيمية قوّى رواية علي بن أبي طلحة في موضع لا أذكره على التحديد.
¥(4/258)
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[14 - 05 - 04, 11:11 ص]ـ
قال الإمام ابن تيمية كما في ((مجموع الفتاوى)) (8/ 150):
[وهذا التفسير ثابت عن عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة الوالبي، لكن يقال: أنه لم يسمع التفسير من ابن عباس ... ].
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 05 - 04, 11:38 ص]ـ
لعلي أعيد نشر ما ذكرته في ذلك الرابط، إذ فيه الرد على أسئلة الإخوة واستغراباتهم.
طريق أبو صالح عبد الله بن صالح (كاتب الليث، ضعيف)، عن معاوية بن صالح (قاضي الأندلس)، عن علي بن أبي طلحة (مرسلاً)، عن ابن عباس. وهذه هي صحيفة علي بن أبي طلحة الهاشمي، التي رواها عن عبد الله بن صالح جمع غفير من أئمة أهل الحديث. وهي لا تصح لعدة أسباب:
أولاً: بسبب الانقطاع بين علي بن أبي طلحة وابن عباس، فقد اتفق الحفاظ على أن ابن أبي طلحة لم يسمعه من ابن عباس. أما زعم البعض أنه أخذه من ابن جبير أو من مجاهد أو من غيرهما (على اضطرابهم في هذا الأمر) فليس عليه دليل. وقد أعلها بالانقطاع عدد من المحققين مثل ابن تيمية وابن كثير، وعدد من المعاصرين مثل المعلمي وأحمد شاكر والألباني وغيرهم.
ثانياً: اختلف العلماء في عبد الله بن صالح: منهم من جعله كذاباً، ومنهم من ضعّفه، ومنهم من صدقه. وجامع القول فيه ما قاله الإمام ابن حبان: «كان في نفسه صدوقاً، إنما وقعت له مناكير في حديثه من قبل جارٍ له. فسمعت ابن خزيمة يقول: كان له جار بينه وبينه عداوة. كان يضع الحديث على شيخ أبي صالح، ويكتبه بخط يشبه خط عبد الله، ويرميه في داره بين كتبه، فيتوهم عبد الله أنه خطه، فيحدّث به». وقد قال عنه أبو زرعة: «كان يسمع الحديث مع خالد بن نجيح، وكان خالد إذا سمعوا من الشيخ أملى عليهم ما لم يسمعوا قبلوا به». ثم قال: «وكان خالد يضع في كتب الشيوخ ما لم يسمعوا ويدلس لهم هذا». ووافقه الحاكم على هذا. وقال أبو حاتم: «الأحاديث التي أخرجها أبو صالح في آخر عمره فأنكروها عليه، أرى أن هذا مما افتعل خالد بن نجيح، وكان أبو صالح يصحبه. وكان أبو صالح سليم الناحية. وكان خالد بن يحيى يفتعل الكذب ويضعه في كتب الناس». انظر تهذيب التهذيب (5|227).
هذا وقد شَغِبَ البعض علينا، فقال إن هذه صحيفة مكتوبة فلا يؤثر بها سوء حفظ عبد الله بن صالح إذا روى عنه ثقة. أقول: كلامنا واضح أنه عن الدس في كتب عبد الله بن صالح، وليس عن سوء حفظه. وإذا كان الخط الذي يزوّره جار ابن صالح من الإتقان بحيث أن ابن صالح نفسه لا يستطيع تمييزه عن خطه، فمن الأجدر أن الرواة عن ابن صالح كذلك لا يميزونه.
ثالثاً: علي بن أبي طلحة (وهو علي بن سالم بن المخارق الهاشمي) قد تكلم بعض العلماء فيه. قال عنه أحمد بن حنبل: «له أشياء منكرات». ونقل ابن تيمية في "الرد على البكري" (ص75) عن أحمد أنه قال: «علي بن أبي طلحة ضعيف». وقال عنه يعقوب بن سفيان: «هو ضعيف الحديث، منكَر، ليس بمحمود المذهب». وفيه تشيّع، وكان يرى السيف على المسلمين.
(طبعاً فيه توثيق، لكن المقصود أنه في كلام من ناحية حفظه ومن ناحية عدالته)
رابعاً: معاوية بن صالح الحضرمي، فيه خلاف طويل كذلك. قال يعقوب بن شيبة: «قد حمل الناس عنه، و منهم من يرى أنه وسط ليس بالثبت و لا بالضعيف، و منهم من يضعفه». قلت: من وثقه أكثر، لكن انتقدوا عليه إفرادات. والخلاف فيه تجده في ترجمته في التهذيب. وممن ضعفه –وليس قوله في التهذيب– ابن حزم في المحلّى (5|70). ولخّص ابن حجر حاله في التقريب بقوله: «صدوقٌ له أوهام».
ولذلك تجد في هذه الصحيفة بعض المناكير والشذوذات والأقوال التي تعارض الثابت عن ابن عباس. وإجمالاً فهي تفسير قيّم جميل، ولعل غالبه مأخوذ من ابن عباس لكن فيها دس ووضع. ولذلك لا نستطيع أن نجزم بشيء منها ما لم يوافق ما هو معروفٌ عن ابن عباس. وقد علق البخاري نذراً يسيراً منها في التفسير اللغوي للقرآن وأشباهه، بسبب قرائن تشهد لذلك النذر اليسير بالصحة.
(والجملة الأخيرة يجب تأملها لأنها إجابة عن سؤال قد تكرر)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 05 - 04, 04:01 م]ـ
قال الأخ المتبصر في تأييده لقبول هذه الصحيفة
أحسنتم بارك الله فيكم
و ما توصلتم إليه صواب و قد كنت قبل نحو عشر سنوات بحثت هذا الإسناد، و خلصت إلى أن الصحيفة جيدة الإسناد في الجملة، عدا ألفاظ فيها يتجاذبها النظر أو الحكم فيها بالوهم.
و هذا لا يضرها، فهذه صحيفة عمرو بن شعيب وقع فيها ما يستنكر و مثلها بهز بن حكيم و غيرها من الصحف الحديثية.
و الصحيفة احتج بها البخاري في تراجم أبواب التفسير من صحيحه، و دافع عنها أيضا النحاس تلميذ النسائي فقال: (و الذي يطعن في إسناده يقول ابن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس و إنما أخذ التفسير عن مجاهد و عكرمة و هذا القول لا يجب طعنا لأنه أخذه عن رجلين ثقتين و هو في نفسه ثقة صدوق).
و هذا الصواب، و لهذا اختارها البخاري و غيره و احتجوا بها في تفسير الآي.
و قد تكلم فيها جماعة فأعلوها بالانقطاع البيِّن بين علي و ابن عباس، و من هؤلاء العلائي في تفسير الباقيات الصالحات (ق4/ 2).
و لم أقف إلى ساعتي على من أعلها بأبي صالح كاتب الليث، سوى العلامة الألباني رحمه الله، و هو تعليل مردود من أوجه:
الأول: أن الصحيفة روها الإئمة الكبار كما قال الخليلي في الإرشاد و منهم البخاري والرازيان و الدارمي و جماعة، و هؤلاء يعرفون صحيح أبي صالح من ضعيفه، لا سيما البخاري، فإنه لا يخرج لمن لا يتميز صحيح حديثه من سقيمه كما صرح هو نفسه بذلك في مواضع.
و الثاني: أنها صحيفة فلا يضير رواية أبي صالح لها، و ما يتخوف منه تجاهها هنا منتف.
و الثالث: انه سمعها مرتين من معاوية بن صالح فأتقنها.
و لهذا اشتهرت الصحيفة بمعاوية بن صالح، دون راويها عنه، و كثر الحديث عنها حتى قال عنها الإمام أحمد مقولته السائرة (بمصر صحيفة في التفسير رواها علي بن أبي طلحة لو رحل رجل فيها الى مصر قاصدا ما كان كثيرا).
¥(4/259)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 05 - 04, 08:38 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الفقيه
و الصحيفة احتج بها البخاري في تراجم أبواب التفسير من صحيحه
هذا غير دقيق. والأصح أن نقول: لقد علق البخاري نذراً يسيراً منها في التفسير اللغوي للقرآن وأشباهه، بسبب قرائن تشهد لذلك النذر اليسير بالصحة.
قال المحدث بسام بن عطيّة: «لقد ذكرتم مراراً أن المُلَيَّن لا يُخرج له أصحاب الصحاح إلا ما صحّ في حديثه. فلا يُعتبر هنا الاستدلال بذلك –أي بأن البخاري أخرج له– فتنبّه. وما أكثر تناقضات أهل الفن في أمثال ذلك!».
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - 05 - 04, 11:48 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الفقيه
ملحوظة:
شيخ الإسلام ابن تيمية قوّى رواية علي بن أبي طلحة في موضع لا أذكره على التحديد.
هنا نقل طويل نفيس لابن تيمية بعضه مناسب للموضوع، وبعضه لا لكنه غزير الفائدة .. ولذا أحببت نقله.
قال ابن تيمية في الرد على البكري (تلخيص كتاب الاستغاثة) ص15 - 20
و أما رجال التفسير القدماء فمنهم الإمام المتفق عليه كمجاهد الذي قال عرضت المصحف على ابن عباس من أوله إلى آخره أقفه عند كل آية و أسأله عنها، وقال الثوري إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به وعلى تفسيره يعتمد البخاري و الشافعي، وكذلك تفسير طاووس و سعيد بن جبير و عطاء بن أبي رباح، و نحوهم من التابعين فإنهم بهذا الشأن من أعلم الناس، وكذلك أصحاب ابن مسعود كعلقمة و الأسود و عبيدة السلماني و غيرهم.
و منهم من إسناده في التفسير عن ابن عباس منقطع وهو في نفسه ثقة كالسدي الكبير و الضحاك فإن الضحاك لم يصح سماعه من ابن عباس، و السدي جمع ما ذكره من التفسير الذي ذكره عن التابعين كما جمع ابن إسحاق السيرة.
وعلي بن أبي طلحة الوالبي لم يسمع من ابن عباس، و قتادة ثقة حافظ في نفسه ورواية معمر عنه صحيحة، و إن كان مالك أنكر ذلك لأجل القدر.
و أما الكلبي و السدي الصغير فمتروكان و كذلك مقاتل بن سليمان بخلاف مقاتل بن حيان فإنه ثقة.
وأصحاب ابن عباس الأخصاء الذين رووا عنه ما فسره من القرآن وما رواه من الحديث وما نقلوه عنه في سائر العلوم الحديث والفقه والتفسير و شرح الغريب و غير ذلك سعيد بن جبير و طاووس بن كيسان و مجاهد ابن جبر و عكرمة مولاه و عمرو بن دينار وجابر بن زيد أبو الشعثاء و عبيد الله بن عبد الله بن عتبة فهؤلاء هم المخصوصون به و بطريقهم انتشر علمه.
و أما التفاسير المضافة إليه كالتفسير الذي يرويه جويبر بن سعيد عن الضحاك عن ابن عباس فجويبر ضعفه علي بن المديني ويحيى بن سعيد القطان وقال أحمد لا يشتغل بحديثه و قال يحيى بن سعيد الخرساني البلخي لا يلتفت إليه و قال علي بن الجنيد و الدارقطني متروك و الضحاك لم يسمع من ابن عباس حرفا واحدا، و تفسيرآخر يرويه عبيدالله بن سليمان عن الضحاك عن ابن عباس و يقال إن عبيدالله هذا في الوهن و الضعف أنزل من جويبر، و تفسير آخر يرويه محمد بن سعد العوفي عن آبائه عن عطية العوفي عن ابن عباس و عطية بن سعد ضعيف تكلم الناس فيه.
و تفسير علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال أحمد علي بن أبي طلحة ضعيف ولم يسمع من ابن عباس شيئا، و تفسير يرويه محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح باذام عن ابن عباس والكلبي كذاب، و باذام ضعيف ولم يسمع من ابن عباس شيئا، قال عبد الصمد بن الفضل سئل أحمد عن تفسير الكلبي؟ فقال: كذب. فقيل له: أفيحل النظر فيه؟ قال: لا.
وقال عبدالله بن أحمد سمعت أبي يقول: ترك عبدالرحمن بن مهدي أبا صالح باذام، وكذلك ضعفه سفيان و غيره، وكان الشعبي يمسك بأذنه، ويقول: ويلك أنت لا تحفظ القرآن و تفسر القرآن. وكان مجاهد ينهى عن تفسيره قاله البخاري. وقال حبيب بن أبي ثابت كنا نسمي أبا صالح دروع زن أي كذابا يكذب، وقال الإمام أحمد ثلاث علوم ليس لها أصول المغازي والملاحم والتفسير. وفي لفظ ليس لها أسانيد، ومعنى ذلك أن الغالب عليها أنها مرسلة و منقطعة فإذا كان الشيء مشهورا عند أهل الفن قد تعددت طرقه، فهذا مما يرجع إليه أهل العلم بخلاف غيره. و أما تفاسير تابع التابعين كقتادة ومعمر وسفيان الثوري و ابن أبي عروبة وابن جريج و غيرهم ممن صنف التفاسير فإنما يذكرون من أصولهم ما سمعوه من شيوخهم عن الصحابة و التابعين و قد صنف في
¥(4/260)
تفاسير الصحابة و التابعين و تابعيهم كتب كثيرة يذكرون فيها ألفاظهم بأسانيدها مثل: تفسير وكيع وعبدالرزاق وعبد ابن حميد وآدم ابن أبي إياس وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه و أبي بكر بن أبي شيبة و بقي بن مخلد وسنيد ودحيم وابن أبي حاتم وابن المنذر وابن جرير وأبي بكر بن داود.
ومن هؤلاء من لا يذكر شيئا عن مقاتل والكلبي.
وعامة الكتب تحتاج إلى نقد و تمييز كالمصنفات في سائر العلوم من الأصول و الفروع و غير ذلك فإن الفقهاء قد وضعوا في الفقه أشياء كثيرة من الموضوعات والضعاف، أما جمهور المصنفين في الأخبار والتواريخ والسير والفتن من رجال الجرح والتعديل منهم من هو في نفسه متهم أو غير حافظ كأبي مخنف لوط بن يحيى و هشام بن محمد السائب الكلبي و إسحاق بن بشر و أمثالهم من الكذابين، بل الواقدي خير من ملء الأرض مثل هؤلاء، وقد علم ما قيل فيه، ومحمد بن سعد كاتبة ثقة لكن ينظر عمن نقل، و كذلك أبو الحسن المدائني، و أمثاله و إن سلموا من الطعن فيهم فليسوا من علماء الجرح والتعديل حتى يكون ما رووه و لم ينكروا مقبولا، و إنما العالمون بالجرح والتعديل هم علماء الحديث وهم نوعان:
منهم من لم يرو إلا عن ثقة عنده كمالك و شعبة و يحيى ين سعيد و عبدالرحمن بن مهدي وأحمد بن حنبل و كذلك البخاري و أمثاله.
و منهم من يروي عن الثقة و غيره للمعرفة ولما عنده من التمييز كالثوري و غيره و الذين جمعوا المنقولات فيهم من يمكنه التمييز بين الصحيح و الضعيف في الغالب كالدارقطني وأبي نعيم والخطيب والبيهقي وابن ناصر و ابن عساكر و أبي موسى المديني و ابن الجوزي و أمثالهم، لكن قد يروون في كتبهم الغرائب المنكرات و الأحاديث الموضوعات للمعرفة بها، وكما يروى عن أحمد أنه قال: إذا سمعت أهل الحديث يقولون هذا الحديث فائدة فاعلم أنه غريب منكر ـ يعني أنهم يستفيدون غرائب الحديث كما يستفيد الفقهاء ـ و نحوهم غرائب الأقوال و الطرق و الوجوه و إن كانت وجوها سودا، و أبو نعيم يروي في الحلية في فضائل الصحابة وفي الزهد أحاديث غرائب يعلم أنها موضوعة، و كذلك الخطيب، وابن الجوزي، وابن عساكر وابن ناصر و أمثالهم.
والدارقطني صنف سننه ليذكر فيها غرائب السنن وهو في الغالب يبين حال ما رواه وهو من أعلم الناس بذلك.
و البيهقي يعزو ما رواه إلى الصحيح في الغالب وهو من أقلهم استدلالا بالموضوع لكن يروي في الجهة التي ينصرها من المراسيل و الآثار ما يصلح للاعتضاد ولا يصلح للاعتماد ويترك في الجهة التي يضعفها ما هو أقوى من ذلك الإسناد.
وهم فيما يقولونه من أصدق الناس و أثبتهم لكن الشأن في من قبلهم من الإسناد فإنهم كثيرا ما يتركون التمييز فيه بخلاف الأئمة الكبار الذين يعتمدون على الحديث و يحتجون به فيما بينهم و بين الله تعالى كمالك و الشافعي و أحمد و إسحاق وعبدالرحمن بن مهدي و يحيى بن سعيد والبخاري وأبي داود فإنهم يحررون الكلام في المتن و الإسناد والله الهادي إلى سبيل الرشاد.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 05 - 04, 02:16 ص]ـ
أما من قال إن البخاري لايعلق عنه إلا النذر اليسير في التفسير اللغوي للقرآن وأشباهه فكلام غير دقيق
وكلام السلف في التفسير غالبا ما يكون في بيان معنى كلمة أو نحوها كما هو معلوم وكذلك ذكر أسباب النزول، وإذا تأملنا ماذكره البخاري من ذلك تبين له خلاف قول من قال لايعلق عنه إلا النذر اليسير في التفسير اللغوي
والإمام أحمد سماها (صحيفة في التفسير) فسمى ما نقل عن ابن عباس فيها تفسير وليس تفسير لغوي! وكذلك العلماء يسمونها صحيفة الوالبي في التفسير عن ابن عباس.
وجزى الله الشيخ عبدالرحمن السديس على ما تفضل به
وقد ذكرت هذه الفائدة وغيرها سابقا على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=19547
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 05 - 04, 12:22 ص]ـ
أمثلة على ما نقله البخاري من صحيفة الوالبي عن ابن عباس جازما به
فتح الباري (8/ 175) قال ابن عباس (الصفوان الحجر)
قال الحافظ (8/ 176) (وقال بن عباس الصفوان الحجر وصله الطبري من طريق علي بن أبي طلحة) انتهى.
فانظر إلى جزم البخاري به عن ابن عباس رضي الله عنهما
فتح الباري (8/ 206)
وقال ابن عباس (إصرا عهدا)
قال الحافظ (8/ 207) (وقال بن عباس أصرا عهدا وصله الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن بن عباس في قوله ولا تحمل علينا اصرا أي عهدا) انتهى.
فانظر إلى جزم البخاري به عن ابن عباس رضي الله عنهما
فتح الباري (8/ 227) (وقال ابن عباس (إحدى الحسنيين) فتحا أو شهادة)
قال الحافظ (8/ 228)
(وقد وصله بن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن بن عباس مثله) انتهى.
فانظر إلى جزم البخاري به عن ابن عباس رضي الله عنهما
فتح الباري (8/ 237) (وقال ابن عباس 000قواما قوامكم من معاشكم)
قال الحافظ (8/ 237)
(قوله قواما قوامكم من معايشكم هكذا وصله بن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن بن عباس ووصله الطبري من هذا الوجه بلفظ لا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما يعني قوامكم من معايشكم يقول لا تعمد إلى مالك الذي جعله الله لك معيشة فتعطيه امرأتك ونحوها).
فانظر إلى جزم البخاري به عن ابن عباس رضي الله عنهما
يتبع بإذن الله تعالى
¥(4/261)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[19 - 05 - 04, 09:08 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الفقيه
أمثلة على ما نقله البخاري من صحيفة الوالبي عن ابن عباس جازما به
فتح الباري (8/ 175) قال ابن عباس (الصفوان الحجر)
قال الحافظ (8/ 176) (وقال بن عباس الصفوان الحجر وصله الطبري من طريق علي بن أبي طلحة) انتهى.
فانظر إلى جزم البخاري به عن ابن عباس رضي الله عنهما
سبحان الله. إن لم يكن هذا هو التفسير اللغوي، فما هو إذاً؟
وهذا التفسير ليس فيه أصل فقهي، وإنما تفسير لغوي معروف عند العرب.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 05 - 04, 01:04 م]ـ
وهل تفسير السلف إلا ذاك.
قال ابن حجر في فتح الباري (8/ 438)
قال أبو جعفر النحاس في كتاب معاني القرآن له بعد أن ساق رواية على بن أبي طلحة عن بن عباس في تأويل الآية هذا من أحسن ما قيل في تأويل الآية وأعلاه وأجله
ثم أسند عن أحمد بن حنبل قال بمصر صحيفة في التفسير رواها على بن أبي طلحة لو رحل رجل فيها إلى مصر قاصدا ما كان كثيرا انتهى
وهذه النسخة كانت عند أبي صالح كاتب الليث رواها عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن بن عباس وهي عند البخاري عن أبي صالح
وقد اعتمد عليها في صحيحه هذا كثيرا على ما بيناه في أماكنه وهي عند الطبري وابن أبي حاتم وابن المنذر بوسائط بينهم وبين أبي صالح) انتهى.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 05 - 04, 03:50 ص]ـ
شيخنا عبد الرحمان
لا يخفى عليكم أنه ليس كل تفسير السلف لغوي بل فيه التفسير العقائدي والفقهي وفيه قصص الأمم السابقة والملاحم والسير وغير ذلك.
ثم القصة التي ذكرها الطحاوي والنحاس لا يصح إسنادها إلى أحمد بن حنبل. وعلى فرض صحته، فليس فيه تصحيحها، وهو نفسه قد ضعف علي بن أبي طلحة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 05 - 04, 08:58 ص]ـ
بارك الله فيكم وحفطكم
ما ذكرته أن تفسير السلف فيه ذكر لأسباب النزول وغيرها فلا خلاف في ذلك وقد اشرت إلى هذا سابقا
قال الشيخ مساعد الطيار حفظه الله وبارك في علمه في كتابه النافع (التفسير اللغوي) ص 674
(التفسير اللغوي جزء من علم التفسير، ولذا لايمكن أن يخلو منه كتاب في التفسير، إلا أن يكون من التفاسير المنحرفة التي لاتعتمد على لغة العرب في بيان القرآن، كتفاسير الباطنية والصوفية والفلاسفة وغيرها.
وأنه من أكبر مصادر التفسير، وهذا ظاهر لمن يقرأ مدونات التفسير، كتفسير الطبري (ت: 310)، وتفسير ابن عطية (ت: 542) وغيرهما.) انتهى.
وأما تضعيفك للقصة التي رواها النحاس في كتاب الناسخ والمنسوخ عن الإمام أحمد فما هو دليلك في ذلك.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 05 - 04, 10:43 ص]ـ
إسناد قول الإمام أحمد بمصر صحيفة
قال الطحاوي في شرح معاني الآثار ج: 3 ص: 280
حدثنا علي بن الحسين بن عبد الرحمن بن فهم قال سمعت أحمد بن حنبل يقول لولا أن رجلا رحل إلى مصر فأنصرف منها بكتاب التأويل لمعاوية بن صالح ما رأيت رحلته ذهبت باطلة
وقال في بيان مشكل الآثار (12/ 389 الرسالة)
وحملنا على قبول رواية علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، وإن كان لم يلقه؛ لأنها في الحقيقة عنه عن مجاهد وعكرمة، وعن ابن عباس
ولقد حدثني علي بن الحسين القاضي قال: سمعت الحسين بن عبد الرحمن بن ((فهد)) يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: بمصر كتاب معاوية بن صالح في التأويل، لو دخل رجل إلى مصر، فكتبه , ثم انصرف به ما رأيت رجليه ذهبت باطلا والله عز وجل نسأله التوفيق *
http://www.sonnh.com/Hadith.aspx?HadithID=385042#LblPath
وفي الناسخ والمنسوخ للنحاس ص: 75 (مكتبة الفلاح بالكويت)
قال أبو جعفر وأولى الأقوال بالصواب الأول وهو صحيح عن ابن عباس والذي يطعن في إسناده يقول ابن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس وإنما أخذ التفسير عن مجاهد وعكرمة
قال أبو جعفر وهذا القول لا يوجب طعنا لأنه أخذه عن رجلين ثقتين وهو في نفسه ثقة صدوق
وقد حدثني أحمد بن محمد الأزدي قال سمعت علي بن الحسين يقول سمعت الحسين بن عبد الرحمن بن فهم يقول سمعت أحمد بن حنبل رحمه الله يقول بمصر كتاب التأويل عن معاوية بن صالح لو جاء رجل إلى مصر فكتبه ثم انصرف به ما كانت رحلته عندي ذهبت باطلا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 05 - 04, 10:57 ص]ـ
وما جاء في مطبوع الرسالة في الإسناد السابق (الحسين بن عبدالرحمن بن فهد) لعله تصحيف والمقصود به (الحسين بن عبدالرحمن بن فهم) وهو والد علي
والدليل على ذلك وروده في الإسناد في شرح معاني الآثار وكذلك في الناسخ والمنسوخ للنحاس كذلك.
السير (13/ 427).
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 05 - 04, 11:09 ص]ـ
الشيخ الفاضل عبد الرحمن
1 - إذا كان مقصودك التساهل في التفسيل اللغوي، فلعل الأمر كذلك. وعلماء اللغة يرون التساهل أكثر من هذا في أسانيدهم.
2 - نقل ابن تيمية في "الرد على البكري" (ص75) عن أحمد أنه قال: «علي بن أبي طلحة ضعيف». فكيف يرى تصحيحها؟!
أما القصة التي رواها الطحاوي والنحاس فهي من طريق علي بن الحسين بن عبد الرحمن بن فهم وهو مجهول كجده، وأبوه ضعيف.
¥(4/262)
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[24 - 05 - 04, 06:42 م]ـ
قال أبو بكر أحمد بن علي بن منجويه الأصبهاني (قال عنه شيخ الإسلام إسماعيل الأنصاري أحفظ من رأيت من البشر) ت 428هـ في كتابه رجال مسلم (تفسيره غير معتمد يقال إنه لم ير ابن عباس)، قال الخليلي (ت 446هـ) في الإرشاد: وأجمع الحفاظ على أن ابن أبي طلحة لم يسمعه (أي التفسير) من ابن عباس، ولم يزد!!.
لكن قال الطحاوي في شرح معاني الآثار ج3/ص279بعد أن روى أثرا عن ابن عباس من طريقه (وإن كان خبرا منقطعا لا يثبت مثله غير أن قوما من أهل العلم بالآثار يقولون إنه صحيح وإن علي بن أبي طلحة وإن كان لم يكن رأى ابن عباس رضي الله عنهما فإنما أخذ ذلك عن مجاهد وعكرمة مولى ابن عباس رضي الله عنهما).
قال المزي في تهذيب الكمال بينهما مجاهد، قال الذهبي في الميزان وأخذ تفسير ابن عباس عن مجاهد.
وهذا القول لم يسندوه إلى أحد من أئمة الجرح والتعديل المتقدمين الذين نفوا سماعه من ابن عباس ولم يزيدوا على ذلك شيئا حتى الطحاوي لم يسم أحدا بل أبهم وقال عنهم قوم من أهل العلم بالآثار وأظن أن الطحاوي يقصد بذلك الإمام أحمد بن حنبل حيث روى بعد ذلك عن الإمام أحمد قوله لو أن رجلا رحل إلى مصر فانصرف منها بكتاب التأويل لمعاوية بن صالح ما رأيت رحلته ذهبت باطلا ورواه أيضا أبو جعفر النحاس من طريق الطحاوي وأجيب عن هذا بأنه لايثبت عن الإمام أحمد فالراوي عنه هو الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن فهم قال عنه الحاكم ليس بالقوي وقال الدارقطني أيضا ليس بالقوي وذكره الذهبي في المغني في الضعفاء، وأيضا المعروف عن الإمام أحمد تضعيف علي بن أبي طلحة، ولو ثبت عن الإمام أحمد فليس فيه البتة إثبات سماع ابن أبي طلحة من أحد من تلامذة بن عباس.
قال العلامة المعلمي في التنكيل بعد أن قال بالإنقطاع بينه وبين ابن عباس ولا دليل على أنه لا يروي عنه بواسطة غيرهما والثابت عنهما (مجاهد وسعيد بن جبير) في تفسير الصمد خلاف هذا. وقال أيضا الإمام الألباني في تعليقه على التنكيل رادا على هذا القول (ولكن أين السند بذلك؟).
بل ثبت عن أحد أئمة الجرح والتعديل نفيه لأخذ ابن أبي طلحة التفسير عن أحد فقد أخرج الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد بسنده الصحيح عن الحافظ الفقيه يعقوب بن إسحاق الهروي قوله سئل صالح بن محمد (جزرة) عن علي بن أبي طلحة ممن سمع التفسير قال من لا أحد. (ذكره كذلك المزي في تهذيب الكمال معلقا).
قال ابن كثير في تحفة الطالب ج1/ص380: هذا الإسناد فيه انقطاع لأن علي بن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس. وكذلك أعله ابن القيم في إغاثة اللهفان بالانقطاع.
وقال ابن الملقن خلاصة البدر المنير ج2/ص348:من رواية علي بن أبي طلحة عنه (أي ابن عباس) وهو مرسل قاله ابن أبي حاتم وغيره.
ومما يدل على عدم ثبوت هذا الطريق عن ابن عباس قول الإمام الشافعي الذي رواه عنه بإسناده أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شاكر القطان ت 407هـ في فضائل الإمام الشافعي: لم يثبت عن ابن عباس في التفسير إلا شبيه بمائة حديث.
ذكر ذلك السيوطي في الإتقان، ورواه كذلك البيهقي في مناقب الشافعي في باب ما يستدل به على معرفته بصحة الحديث. فكيف وقد روي من هذا الطريق ما يجاوز الألف أثر عن ابن عباس في كتب التفسير.
وقد أعل هذا الطريق بالإنقطاع من أهل العلم المعاصرين العلامة المعلمي والشيخ أحمد شاكر والشيخ الألباني وغيرهم الكثير من طلبة العلم مثل الشيخ علي الحلبي والشيخ عبدالله العبيلان (مشافهة) والشيخ زكريا الباكستاني وغيرهم.
وقد روي من هذا الطريق العديد من الآثار المنكرة عن ابن عباس مثل القول بأن الحروف المقطعة في القرآن هي من أسماء الله عزوجل وتأويل قوله تعالى يوم يكشف عن ساق والقول بموت عيسى عليه الصلاة والسلام والقول بعدم إبدء المرأة شعرها لأحد إلا لزوجها ولا حتى محارمها والقول بالإشهاد عند الطلاق وغير ذلك الكثير.
ويروى أيضا من هذا الطريق عن ابن عباس ما يخالف الثابت عنه من طرق أخرى صحيحة مثل تفسير قوله تعالى إلا اللمم وغير ذلك أيضا.
ويروى أيضا من هذا الطريق ما يخالف الثابت عن مجاهد وسعيد بن جبير كما أشار إلى ذلك العلامة المعلمي في التنكيل وقد وقفت على العديد من الأمثلة الدالة على ذلك.
وقد احتج بعضهم على صحة هذا الطريق باعتماد البخاري عليه في التعليق عن ابن عباس في صحيحه وبرواية ابن أبي حاتم من هذا الطريق في تفسيره وقد أجاب عن ذلك الإمام الألباني في تعليقه على التنكيل فارجع إليه. (وأزيد فأقول ما قاله الأخ محمد الأمين جد وجيه وله حظ كبير من النظر).
وتباكى بعضهم فقال هل يعقل أن نضعف هذا الطريق وقد روي منه الكثير من الآثار فكيف نقول عن هذا كله ضعيف هكذا بكل بساطة، فيقال قد روي عن ابن عباس من طريق العوفيين العدد الكبير من الآثار في كتب التفسير جاوزت الألف عند ابن جرير الطبري ومع ذلك فهذا الطريق مجمع على ضعفه.
¥(4/263)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 05 - 04, 08:50 ص]ـ
بارك الله في الشيخين محمد الأمين وعبدالإله العباسي على ما تفضلوا به
وأما مسألة عدم سماع علي بن أبي طلحة من ابن عباس فهي موضع اتفاق بين الحفاظ، ولكنه أخذ التفسير عن مجاهد وغيره
قال ابن أبي حاتم في المراسيل ص 140 (سمعت أبي يقول علي بن أبي طلحة (عن) ابن عباس مرسل، إنما يروي عن مجاهد والقاسم بن محمد وراشد بن سعد ومحمد بن زيد) انتهى.
وقال في بيان مشكل الآثار (12/ 389 الرسالة)
وحملنا على قبول رواية علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، وإن كان لم يلقه؛ لأنها في الحقيقة عنه عن مجاهد وعكرمة، وعن ابن عباس
وفي الناسخ والمنسوخ للنحاس ص: 75 (مكتبة الفلاح بالكويت)
قال أبو جعفر وأولى الأقوال بالصواب الأول وهو صحيح عن ابن عباس والذي يطعن في إسناده يقول ابن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس وإنما أخذ التفسير عن مجاهد وعكرمة
قال أبو جعفر وهذا القول لا يوجب طعنا لأنه أخذه عن رجلين ثقتين وهو في نفسه ثقة صدوق
ومن علم حجة على من لم يعلم.
فائدة:
السنن الكبرى - النسائي ج 6 ص 352:
(11211) أنا الربيع بن سليمان حدثنا عبد الله بن يوسف نا عبد الله بن سالم نا علي بن أبي طلحة عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم قال سبقت لهم من الله الرحمة قبل أن يعملوا بالمعصية.
تنبيه:
وقع خطأ في المطبوع من شرح معاني الآثار للطحاوي في إسناد الرواية عن أحمد فالذي في المطبوع ج: 3 ص: 280
حدثنا علي بن الحسين بن عبد الرحمن بن فهم قال سمعت أحمد بن حنبل يقول لولا أن رجلا رحل إلى مصر فأنصرف منها بكتاب التأويل لمعاوية بن صالح ما رأيت رحلته ذهبت باطلة
والصواب (حدثنا علي بن الحسين حدثنا الحسين بن عبدالرحمن بن فهم) كما في بيان مشكل الآثار والناسخ والمنسوخ للطحاوي
وعلي بن الحسين القاضي هذا هو قاضي مصر أحد مشايخ أبي جعفر الطحاوي
قال العيني في مغاني الأخيار (2/ 734 - 735)
ذكره ابن يونس في تاريخ الغرباء الذين قدموا مصر وقال كان يكنى أباعبيد قدم مصر على القضاء فأقام بها طويلا، وكان شيئا عجبا ما رأينا مثله قبله ولابعده، وكان يتفقه على مذهب أبي ثور صاحب الشافعي، عزل عن القضاء سنة إحدى وعشرة وثلثمائة، وكان سبب عزله أنه كتب يستعفي من القضاء ووجه إلى بغداد وسأل في عزلة، وكان قد أغلق بابه وامتنع من أن يقضي بين الناس فكتب يعزله وأعفي فحدث حين جاء عزله وكتب عنه وكانت له مجالس إملاء فيها على الناس ورجع إلى بغداد وكانت وفاته ببغداد سنة سبع عشرة وثلاثمائة وكان ثقة ثبتا.
حدث عن زيد بن أخزم وطبقة محله) انتهى. وله ترجمة في الثقات (5/ 159)
فقال عنه ابن يونس (وكان ثقة ثبتا).
وأما الحسين بن عبدالرحمن بن فهم فله ترجمة في
السير (13/ 427) وهذه هي.
- الحسين بن فهم *
هو: الحافظ، العلامة، النسابة، الاخباري، أبو علي، الحسين ابن محمد بن عبدالرحمن بن فهم بن محرز البغدادي. روى عن: محمد بن سلام الجمحي، وخلف بن هشام، ويحيى بن معين ومحمد بن سعد الكاتب، ولزمه وأكثر عنه، ومحرز بن عون، ومصعب بن عبدالله، وزهير بن حرب، وطبقتهم. وجمع وصنف.
حدث عنه: أحمد بن معروف الخشاب، وأحمد بن كامل، وإسماعيل الخطبي، وأبو علي الطوماري، وطائفة.
وكان له جلساء من أهل العلم يذاكرهم، لكنه عسر في الرواية.
وقد قال الدارقطني: ليس بالقوي.
وقال الخطبي: مولده في سنة إحدى عشرة ومئتين، ومات في رجب سنة تسع وثمانين ومئتين.
وقال ابن كامل القاضي: كان حسن المجلس، مفننا في العلوم، كثير الحفظ للحديث، مسنده ومقطوعه، ولاصناف الاخبار والنسب والشعر والمعرفة بالرجل، فصيحا، متوسطا في الفقه، يميل إلى مذهب العراقيين، سمعنه يقول: صحبت يحيى بن معين، فأخذت عنه معرفة الرجال، وصحبت مصعبا، فأخذت عنه النسب، وصحبت أبا خيثمة، فأخذت عنه المسند، وصحبت سجادة (1)، فأخذت عنه الفقه (2).
* (هامش) *
* تاريخ بغداد: 8/ 92 - 93، المنتظم: 6/ 36، تذكرة الحفاظ، 2/ 680، عبر المؤلف: 2/ 83، البداية والنهاية: 11/ 95 - 96، طبقات الحفاظ: 295 - 296، شذرات الذهب: 2/ 201.
1) هو: الحسن بن حماد، أبو علي الحضرمي البغدادي المتوفى سنة (240 ه). انظر: عبر المؤلف: 1/ 435 - 436.
(2) تاريخ بغداد: 8/ 93.
-----------------------------------
انتهت الترجمة مع حاشية المحقق.
والحسين بن فهم قد وثقه الحاكم في المستدرك
قال في المستدرك (3/ 127)
ليعلم المستفيد لهذا العلم ان الحسين بن فهم بن عبد الرحمن ثقه مأمون حافظ.
وقال عنه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (8/ 92) (وكان ثقة).
وأما ما نقله الذهبي في الميزان (1/ 545) عن الحاكم أنه قال عنه (ليس بالقوي) فهو مخالف لتصريح الحاكم في المستدرك، ولم يذكره الذهبي كذلك في السير، فلعله خطأ أو تصحيف.
فالرجل صدوق على أقل الأحوال
فصح الإسناد إلى أحمد بن حنبل رحمه الله أنه قال بمصر كتاب معاوية بن صالح في التأويل، لو دخل رجل إلى مصر، فكتبه , ثم انصرف به ما رأيت رجليه ذهبت باطلا.
والحمد لله رب العالمين.
¥(4/264)
ـ[يحيى القطان]ــــــــ[27 - 05 - 04, 04:14 ص]ـ
الأخ الفاضل ابن القرية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دعني أخرج من موضوع النقاش قليلًا لفصل الخطاب فيه من قبل المشايخ الكرام، ثم أقول ما رأيك فيما توقع به ((الصفاء من القرية)) بعد سماعك لما قاله وأنشده بعض رجال الأزهر الظرفاء عندنا:
لا تسكن الأرياف إن أردت العلا
إن المذلة بالقرى ميراث
تسبيحهم هات العلف حط الكلف
عَلَّقْ لتورك جاءك المحراث
وأشكركم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[يحيى القطان]ــــــــ[27 - 05 - 04, 05:06 م]ـ
الأخ ابن القرية والأخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو أن تأخذ كلامي أخي ابن القرية بشيئ من سعة الصدر فإنما أردت مداعبتك في كلامي السابق.
ودعنا نعود إلى الصحيفة:
والأمر يا أحبتي الكرام ليس متعلقًا بعلي بن أبي طلحة أو الواسطة وغير ذلك.
الصحف الحديثية هذه لا تُعامَل معاملة الأسانيد، وإنما تدخل في حيز الكتب والعناية بها ونحو ذلك من المباحث، ولذا احتج بها من يرى العمل بالوجادة أو المناولة المأمون فيها من التحريف والتبديل، وهذا هو مأخذ البخاري رحمه الله تعالى.
وهذا هو السر في اختلافهم في مثل هذا النوع من الرويات.
ولذا ينبغي أن يدور الكلام حول الصحيفة المذكورة من هذه الزاوية.
وعلي مأمون والزمن الأول أمناء على النقل، ولذا كانت الصحيفة مقبولة، خاصة مع حرصهم على أمانة النقل، وعدم الزيادة والنقصان في الأحاديث والأقوال.
ولذا نجد أن الصحيفة معتمدة بلا إشكال عند البخاري وغيره.
اللهم إلا أن تأتي بما يُنكر فيرد، مثلها مثل غيرها من الصحف.
فهذا حاصل ما عندي، والله يتولاني برحمته.
مع السلام الخاص لأخي ابن القرية ليعلم أنني أداعبه بالأبيات السابقة لا أكثر من ذلك.
والمصريون أصحاب دعابة، لكنها دعابة فقط، وليست سخفًا أو خروجًا بالمداعبات إلى حد الهزل.
وسلام على أم عباس؟!!!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 06 - 04, 07:04 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
فصح الإسناد إلى أحمد بن حنبل رحمه الله أنه قال بمصر كتاب معاوية بن صالح في التأويل، لو دخل رجل إلى مصر، فكتبه , ثم انصرف به ما رأيت رجليه ذهبت باطلا.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 - 06 - 04, 08:16 ص]ـ
سبحان الله!
ـ[أبو يونس]ــــــــ[22 - 06 - 04, 04:40 ص]ـ
سؤال للمشايخ واصحاب الفضل.
قال البلاذري في أنساب الأشراف:
حدثني بكر بن الهيثم الأهوازي، حدثنا عبد الله بن صالح المصري عن معاوية بن صالح الحضرمي عن علي بن أبي طلحة قال: كان عبد الله بن عباس مديد القامة جيد الهامة، مستدير الوجه، جميله أبيضه، وليس بالمفرط البياض، سبط اللحية، في أنفه قنى، معتدل الجسم، وكان أحسن الناس عينا قبل أن يكف بصره، وكف قبل موته بست سنين أو نحوها، وتوفي بالطائف.
كيف يصف علي بن أبي طلحة ابن عباس رضي الله عنهما هذا الوصف الدقيق ان لم يره ويقابله؟ ومن وصفه هكذا غير علي؟ (هذا ان صح السند)
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 08 - 04, 02:53 ص]ـ
الأخ الفاضل أبو يونس حفظه الله، قد يكون هذا الوصف أخذه علي بن طلحة ممن عاصر ابن عباس ورآه، وعلي بن طلحة لم ير ابن عباس ولم يسمع منه كما اتفقت بذلك كلمة المحدثين.
ـ[أبو عبد الله المعتصم]ــــــــ[06 - 08 - 04, 07:33 ص]ـ
لم أرَ حجة أقوى وأنصع على قصرها من ابن القرية وفقه الله تعالى
ـ[ابن وهب]ــــــــ[07 - 08 - 04, 01:14 م]ـ
قال الإمام الطحاوي رحمه الله
(وإن كان خبرا منقطعا لا يثبت مثله غير أن قوما من أهل العلم بالآثار يقولون إنه صحيح وإن علي بن أبي طلحة وإن كان لم يكن رأى عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما فإنما أخذ ذلك عن مجاهد وعكرمة مولى بن عباس رضى الله تعالى عنهما)
انتهى
وقد نقله الاخوة
تأمل قوله (قوما من أهل العلم بالآثار) اذا الكلام من عالم متقن من أئمة هذا الشأن
والطحاوي ثقة فيما ينقل فهو ينقل هذا الأمر عن قوم من أهل العلم والمعرفة بالآثار والعلل
وللموضوع صلة
ـ[ابن وهب]ــــــــ[07 - 08 - 04, 01:29 م]ـ
نقل شيخنا الفقيه وفقه الله
(دافع عنها أيضا النحاس تلميذ النسائي فقال: (و الذي يطعن في إسناده يقول ابن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس و إنما أخذ التفسير عن مجاهد و عكرمة و هذا القول لا يجب طعنا لأنه أخذه عن رجلين ثقتين و هو في نفسه ثقة صدوق).
انتهى
تأمل قوله (والذي يطعن)
)
فحتى الطاعن الذي ينقل عنه النحاس لاينكر انه أخذه عن مجاهد وعكرمة وانما يذكر الانقطاع وأنه لم يأخذه عن ابن عباس
وللموضوع صلة
ـ[محمد سعيد الخريمي]ــــــــ[08 - 08 - 04, 06:59 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[الرايه]ــــــــ[11 - 08 - 04, 03:44 ص]ـ
هناك رسالة ماجستير
عنوانها/ صحيفة علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في التفسير
جمع وتخريج ودراسة.
للباحث/ أحمد بن عايش عبد اللطيف العاني
من جامعة أم القرى - كلية الدعوة وأصول الدين - قسم الكتاب والسنة
نوقشت عام 1410هـ
فهل علم أحد من الاخوة عن طبعها؟
فلعل ما جاء في قسم الدراسة منها يفيد في هذا الموضوع.
والله الموفق
¥(4/265)
ـ[محمد سعيد الخريمي]ــــــــ[11 - 08 - 04, 04:33 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 08 - 05, 02:45 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[سيف 1]ــــــــ[24 - 08 - 05, 01:48 م]ـ
ذكر شيخنا الكريم عبد الرحمن الفقيه (- الحسين بن فهم *
هو: الحافظ، العلامة، النسابة، الاخباري، أبو علي، الحسين ابن محمد بن عبدالرحمن بن فهم بن محرز البغدادي. روى عن: محمد بن سلام الجمحي، وخلف بن هشام، ويحيى بن معين ومحمد بن سعد الكاتب، ولزمه وأكثر عنه، ومحرز بن عون، ومصعب بن عبدالله، وزهير بن حرب، وطبقتهم. وجمع وصنف.
حدث عنه: أحمد بن معروف الخشاب، وأحمد بن كامل، وإسماعيل الخطبي، وأبو علي الطوماري، وطائفة.
وكان له جلساء من أهل العلم يذاكرهم، لكنه عسر في الرواية.
وقد قال الدارقطني: ليس بالقوي.
وقال الخطبي: مولده في سنة إحدى عشرة ومئتين، ومات في رجب سنة تسع وثمانين ومئتين.
وقال ابن كامل القاضي: كان حسن المجلس، مفننا في العلوم، كثير الحفظ للحديث، مسنده ومقطوعه، ولاصناف الاخبار والنسب والشعر والمعرفة بالرجل، فصيحا، متوسطا في الفقه، يميل إلى مذهب العراقيين، سمعنه يقول: صحبت يحيى بن معين، فأخذت عنه معرفة الرجال، وصحبت مصعبا، فأخذت عنه النسب، وصحبت أبا خيثمة، فأخذت عنه المسند، وصحبت سجادة (1)، فأخذت عنه الفقه
والحسين بن فهم قد وثقه الحاكم في المستدرك
قال في المستدرك (3/ 127)
ليعلم المستفيد لهذا العلم ان الحسين بن فهم بن عبد الرحمن ثقه مأمون حافظ.
وقال عنه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (8/ 92) (وكان ثقة).
وأما ما نقله الذهبي في الميزان (1/ 545) عن الحاكم أنه قال عنه (ليس بالقوي) فهو مخالف لتصريح الحاكم في المستدرك، ولم يذكره الذهبي كذلك في السير، فلعله خطأ أو تصحيف.
فالرجل صدوق على أقل الأحوال
فصح الإسناد إلى أحمد بن حنبل رحمه الله أنه قال بمصر كتاب معاوية بن صالح في التأويل، لو دخل رجل إلى مصر، فكتبه , ثم انصرف به ما رأيت رجليه ذهبت باطلا.
والحمد لله رب العالمين.)
قلت (سيف):الا يجب ان نفرق بين ضعف الراوي في رواية الحديث النبوي الكريم المسلسل بالرواة والذي قد يقع فيه الخطأ من تصريح بسماع غير موجود او قلب اسناد او اسقاط راوي او رفع موقوف او وهم. وبين رواية راوي مسلم عدل في ذاته لم يطعن في عدالته وفي كونه ثقة في نفسه بانه سمع أحمد بن حنبل يقول كذا وكذا. فهل ترد شهادته على امر سمعه باذنيه. وهل كان القضاة وقتئذ قد يمتنعون عن شهادة هذا المسلم ولو علموا انه يهم احيانا في روايته للحديث وعلمهم انه في نفسه غير متهم؟!. فهل يتخيل ان يشهد هذا الرجل عند القاضي ان فلان قد سب فلان امامه وقد سمعهما فيقول القاضي كلا لأنك تهم أحيانا في اسانيد الحديث الطويلة المتشعبة؟!!
فوجب قول شهادة مثل هذا الراوي لما سمعه من أحمد رحمه الله باذنيه
مع العلم اني بنيت كلامي على ان الراوي محل التعليق ضعيف (ضعف رواية لا عدالة) والحق أنه لا يسقط عن رتبة الصدوق (رواية) كما أسلف شيخنا عبد الرحمن جزاه الله خيرا
ـ[ابن وهب]ــــــــ[27 - 08 - 05, 07:32 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
(أما ما نقله الذهبي في الميزان (1/ 545) عن الحاكم أنه قال عنه (ليس بالقوي) فهو مخالف لتصريح الحاكم في المستدرك، ولم يذكره الذهبي كذلك في السير، فلعله خطأ أو تصحيف.
)
لعل الصواب
الحاكم عن الدارقطني ونحو ذلك
لان هذا النص هو في سؤالات الحاكم للدارقطني
والله أعلم بالصواب
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 03 - 06, 08:43 ص]ـ
قلت (سيف):الا يجب ان نفرق بين ضعف الراوي في رواية الحديث النبوي الكريم المسلسل بالرواة والذي قد يقع فيه الخطأ من تصريح بسماع غير موجود او قلب اسناد او اسقاط راوي او رفع موقوف او وهم. وبين رواية راوي مسلم عدل في ذاته لم يطعن في عدالته وفي كونه ثقة في نفسه بانه سمع أحمد بن حنبل يقول كذا وكذا. فهل ترد شهادته على امر سمعه باذنيه. وهل كان القضاة وقتئذ قد يمتنعون عن شهادة هذا المسلم ولو علموا انه يهم احيانا في روايته للحديث وعلمهم انه في نفسه غير متهم؟!. فهل يتخيل ان يشهد هذا الرجل عند القاضي ان فلان قد سب فلان امامه وقد سمعهما فيقول القاضي كلا لأنك تهم أحيانا في اسانيد الحديث الطويلة المتشعبة؟!!
فوجب قول شهادة مثل هذا الراوي لما سمعه من أحمد رحمه الله باذنيه
مع العلم اني بنيت كلامي على ان الراوي محل التعليق ضعيف (ضعف رواية لا عدالة) والحق أنه لا يسقط عن رتبة الصدوق (رواية)
بارك الله فيكم، إذا كان الراوي ضعيف فإن روايته في نقل الأقوال في الجرح والتعديل وغيرها تكون كذلك ضعيفة، لأن السبب في تضعيفه هو سوء حفظه أو غير ذلك من أسباب الجرح، فقد يخشى منه الخطأ كذلك في نقله لألفاظ الجرح والتعديل كما يخشى من خطئه في نقل الحديث النبوي.(4/266)
فائدة في عبارات الأئمة في الجرح والتعديل
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[28 - 05 - 03, 04:04 م]ـ
كان ابن المبارك ـ رحمه الله ـ إذا قال عن الراوي: قد عرفته،فقد أهلكه.
ينظر: تهذيب الكمال 18/ 68،وهذه الكلمة ذكرها عنه الإمام أحمد رحمه الله،ولكن لا أعرف موضعها الآن.
وهذه مما تستدرك على كتاب د. سعدي الهاشمي في كتابه "ألفاظ الجرح النادرة".
وقد جمعت عدداً لا بأس به من الاستدراكات على كتاب الدكتور،فلا أدري هل طبع الكتاب غير طبعته التي نشرتها مكتبة السوادي أم لا؟
أرجو الإفادة.
ـ[صلاح]ــــــــ[28 - 05 - 03, 04:14 م]ـ
بارك الله فيكم.
هناك موضوع سبق أن طرح هنا اظنه بعنوان: (تفسير الفاظ الجرح والتعديل)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[28 - 05 - 03, 04:25 م]ـ
لكن هل هناك من خبر عن كتاب د. الهاشمي؟
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[28 - 05 - 03, 06:15 م]ـ
بارك الله في الشيخ المقبل.
ليس عندي خبر الكتاب.
وهذا هو رابط الموضوع الذي ذكره الأخ صلاح (وفقه الله):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=438(4/267)
سؤال عن حديث في الأجزاء المتتمة للأحاديث المختارة للضياء
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[28 - 05 - 03, 04:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
أما بعد، فعندي بعض الأسئلة عن حديث في الأجزاء الثلاثة المتتمة للأحاديث المختارة التي طبعت حديثا، وهي حديث (اسمح يُسمح لك)، وهو من حديث ابن عباس، فحبذا لو يتفحنا بعض الإخوة بإسناد ومتن الحديث مع العزو إلى الجزء والصفحة ورقم الحديث ..
وكذلك عندي استفسار، هل طبع ضمن الجزاء المتممة، مسانيد هؤلاء الصحابة: (أبو الدرداء، والعرباض بن سارية، وجابر بن عبد الله رضي الله عنهم) ..
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[30 - 05 - 03, 03:21 ص]ـ
للرفع ...
ما زلت في انتظار الجواب، وأرجو ممن لديه الكتاب أن يفيدني، وجزاكم الله خيرا ..
ـ[الدارقطني]ــــــــ[31 - 05 - 03, 07:53 م]ـ
قال الضياء في المختارة 11\ح 204 أخبرنا أبو الفتوح أسعد بن محمود بن
خلف العجلي وأبو القاسم عبدالواحد بن القاسم بن الفضل الصيدلاني
أنّ فاطمة بنت عبدالله الجوزدانية ابنا محمد بن عبدالله بن ريذة ابنا سليمان بن أحمد الطبراني ثنا يحيى -أظنه ابن علي بن محمد بن هاشم الحلبي - ثنا عمرو بن عثمان ثنا الوليد بن مسلم ثنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" اسمح يُسمح لك ". سمعه الإمام أحمد من مهدي بن جعفر الرملي عن الوليد بن مسلم، ورواه عبدالله بن أحمد عن أبيه وجادة بخط أبيه.
انتهى من المختارة بخصوص هذا الحديث والله الموفق
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[01 - 06 - 03, 06:53 م]ـ
جزى الله خير الشيخ المفضال (الدارقطني) على إفادته الجليلة، فجزاه الله خير الجزاء ...
وأنا في انتظار الجواب على سؤالي الآخر، حول مسندي العرباض وأبي الدرداء رضي الله عنهما ..(4/268)
فائدة في تقديم رواية الأثرم على حنبل!
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[28 - 05 - 03, 07:26 م]ـ
قال ابن رجب – رحمه الله – في كتابه (الاستخراج لأحكام الخراج) (106 ط. دار المعرفة، صححه وعلق عليه عبد الله بن الصديق) عندما ذكر اختلاف رواية الأثرم وحنبل في النقل عن الإمام أحمد رجح رواية الأثرم، فقال: والأثرم أحفظ من حنبل بما لا يوصف!.
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[28 - 05 - 03, 07:57 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي المحرر
لزيادة الفائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3557&highlight=%CD%E4%C8%E1(4/269)
ليس بشيء عند ابن معين
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[30 - 05 - 03, 03:03 ص]ـ
في الحقيقة قمت بتتبع مجموعة من الرواة ممن قال فيهم ابن معين
(ليس بشيء) ولم أستوعب في ذلك وخلصت إلى نتيجة وهي أن ابن معين يقصد بقوله (ليس بشيء) الجرح فهي من صيغ الجرح وسوف يتضح ذلك من خلال الرواة الذين نذكرهم والله الموفق
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[30 - 05 - 03, 03:23 ص]ـ
أسماء الرواة الذين قال فيهم ابن معين (ليس بشيء)
1 - حسام بن مصك
2 - الحسن بن عمارة
3 - ابان أبي عياش
4 - حكيم بن جبير الأسدي
5 - الحكم بن عبد الملك القرشي
6 - حماد بن الجعد الهذلي
7 - حمران بن أعين الكوفي
8 - خارجة بن مصعب الخراساني
9 - خالد بن يزيد الدمشقي
10 - داود بن يزيد الأودي
11 - داود بن الزبرقان
12 - ذواد بن علبة الحارثي
13 - ابراهيم الهجري
14 - حماد بن الجعد
15 - تليد بن سليمان
16 - ابرهيم بن إسماعيل الأنصاري
17 - حفص بن عمر الرازي
18 - الحسين بن قيس الرحبي
19 - اسامة بن زيدبن أسلم
20 - إبراهيم بن خثيم بن عراك
وهؤلاء جميعهم قال فيهم يحي بن معين (ليس بشيء)
وبعضهم ضعفهم ابن معين بصيغة من صيغ التضعيف عنده
كقوله ضعيف إما في نفس الرواية أو في رواية أخرى عند أحد من أصحابه وأحيانا يقصد ابن معين بقوله (ليس بشيء) الرواية وليس الراوي وربما قصد بقوله ليس بشيء (الجهالة) كما في رواية الدوري
ولكن هذا نادر والنادر لاحكم له ولاحظنا أن أكثر من ذكرناهم مشهورين بالضعف والضعف الشديد كما سيأتينا بالتفصيل إن شاء الله
ـ[أبو البراء]ــــــــ[30 - 05 - 03, 10:15 ص]ـ
همة عالية .. وجهد مشكور .. جزيت خيرا أبا حاتم ..
ذكرت بارك الله فيك .. أن من قال فيهم ابن معين "ليس بشيء" مشهورين بالضعف والضعف الشديد .. ولا أريد تعجل ما ستورده .. لكن هذا يوضح على أقل تقدير أن ابن معين كان متشددا في حكمه على الرجال .. والله أعلم.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[30 - 05 - 03, 07:16 م]ـ
من قال فيهم ابن معين ليس بشيء
1 - وهب بن إ‘سماعيل. قال ابن معين: كوفي قد سمعت منه ليس بشيء. قلت: ليس بشيء؟ قال: لم يكن بثقة. سؤالات الجنيد (245)
2 - وقال عن حديث: موت الغريب شهادة. ليس هذا الحديث بشيء
هذا حديث منكر. الجنيد (222)
3 - رشدين بن سعد. قال يحي بن معين: رشدين ليس بشيء
الجنيد (161)
4 - محمد بن الحسن بن زبالة. قال يحي: ليس بشيء هذا كذاب
الجنيد (390)
5 - عبد الأعلى بن أبي المساور: ليس بشيء كذاب
الجنيد (158)
6 - شعيب بن صفوان.
قال يحي: كان هاهنا ببغداد وليس حديثه بشيء. وإيش كان عنده؟
كان عنده سمر!! لم يكتب عنه يحي بن معين شيئا
قلت ليحي: حدثنا عنه منصور بتلك الأحاديث الطوال. فقال: نعم
الجنيد (141)
7 - وقال عن صدقة الدمشقي وصدقة بن يزيد. ضعيفان ليسا بشيء
وأرفعهم صدقة بن خالد. الجنيد (143)
8 - قيس بن الربيع ليس بشيء ومحمد بن أبان وحماد بن شعيب ولامحمد بن جابر ليس هؤلا ثقات. الجنيد
9 - حسام بن مصك. قال ابن معين حديثه ليس بشيء. التاريخ 2/ 107) رواية الدوري
قال البخاري: ليس بالقوي عندهم.
قال أبو زرعة الرازي: واهي الحديث منكر الحديث.
أبو حاتم: ليس بالقوي
الجامع في الجرح والتعديل (1/ 159)
تهذيب التهذيب (1/ 379)
11 - الحسين بن قيس الرحبي: قال يحي رواية معاوية بن صالح (ليس بشيء)
قال أحمدبن حنبل: ليس حديثه بشيء لاأروي عنه شيئا.
أبو حاتم: ضعيف الحديث (الجامع في الجرح والتعديل 1/ 176)
12 - خارجةبن مصعب. قال يحي في رواية الدوري: ليس بشيء
(2/ 143) وفي رواية (ليس بثقة)
وسائر العلماء على تضعيفه الجامع في الجرح (1/ 206)
تهذيب التهذيب. الضعفاء والمتروكون. تاريخ الدوري
13 - حماد بن الجعد الهذلي (رواية الدوري: ليس بشيء (2/ 129)
14 - حكيم بن جبير الأسدي ليس بشيء (2/ 129)
كان شعبة يتكلم فيه. قال البخاري: لنا فيه نظر
أبو حاتم: ذاهب الحديث
الدار قطني: ضعيف الحديث.
تهذيب التهذيب (471) التاريخ الكبير (1/ 986) الجامع في الجرح
(1/ 190).
قال أبو حاتم الشريف: الذي ظهر لي من خلال البحث أن يحي بن معين لايختلف عن أقرانه من علماء الحديث في إطلاق عبارة (ليس بشيء) على الجرح الشديد كما قد تبين لنا من خلال الرواة الذين ذكرناهم وما لم أذكرهم أكثر , وهناك رواة قال فيهم ابن معين (ليس بشيء) وهم ممن يكتب حديثهم وهم قليل وأقل من ذلك إذا قصد بذلك
من لم يعرفوا بالحديث كما قال عن شباب وعبيدالله بن معاذ العنبري
(ليسوا أصحاب حديث ليسوا بشيء) الجنيد (291)
والاحتمال فيها وارد وشباب هو خليفة بن خياط. وقد تكلم فيه.راجع
الميزان للذهبي (1/ 665). هدي الساري (421)
وعبيد الله بن معاذ ثقة حافظ. ولكن هذا قليل جدا لايمكن أن نقيس عليه والعبرة بالكثرة الكاثرة وأما الحالات الفردية النادرة يتطرق لها احتمالات كثيرة إما خطأ من الناسخ أو خطأ من الراوي عن يحي
أو يكون حصل هناك التباس بينه وبين راو آخر والله أعلم
هذا ما لدي حول قول ابن معين (ليس بشيء) وحاولت الاختصار بقدر المستطاع والله أعلم
¥(4/270)
ـ[بو الوليد]ــــــــ[31 - 05 - 03, 12:32 ص]ـ
هذه التنيجة قريبة جداً من النتيجة التي خرج بها الشيخ عبد الفتاح أبو غدة في تحقيقه لكتاب اللكنوي الرفع والتكميل في الجرح والتعديل، ص213، ولعلي أنقل عبارة شيخه ثم تعلقه هو عليها:
قال اللكنوي:
وقال السخاوي في فتح المغيث: قال ابن القطان: إن ابن معين إذا قال في الراوي ليس بشئ؛ إنما يريد أنه لم يرو حديثاً كثيراً.
قال عبد الفتاح:
قلت لكن هذا القصد في عبارة ابن معين الظاهر أنه غير مطرد، فقد جاء قوله (ليس بشئ)، (ولا شئ) في مواطن عديدة من كلامه مراداً به تضعيف الراوي، لا بيان قلة أحاديثه، وإليك بعض تلك المواطن .. ثم ذكر الشيخ 31 مثالاً على ذلك، ولكنه استدرك على نفسه في المثال الرابع ص215، فقال:
وعلى هذا ينبغي أن يقال: الغالب من حال ابن معين أنه يقصد بقوله ليس بشئ أن أحاديثه قليلة ومن غير الغالب يريد به تضعيف الراوي؛ هكذا كنت رجحت أول الأمر في بيان المراد من قول ابن معين في الراوي ليس بشئ؛ أنه ينبغي أن يقال الغالب أنه يريد به أن أحاديثه قليلة، ومن غير الغالب يريد به تضعيف الراوي، ثم ترجح عندي الآن بما وقفت عليه من شواهد كثيرة - سأسوقها - الجزم بأن قول ابن معين في الراوي ليس بشئ يعني به ضعف الراوي، وقد يعني به قلة أحاديثه في بعض الروايات على حد تعبير ابن القطان ... .
هذا مما يؤيد نتيجتك التي توصلت لها، مع أني قد كتبت تعليقاً على الكتاب حين قرأت رأي عبد الفتاح الأول قبل تغييره، وذكرت أن الرواة الذين يقول ابن معين في أحدهم ليس بشئ؛ هم ممن أنكرت أحاديثهم أو اتهموا أحياناً، فهي توازي تقريباً منكر الحديث عند الإمام النسائي أو غيره.
ـ[ابن معين]ــــــــ[31 - 05 - 03, 02:53 م]ـ
بارك الله في أخويّ الفاضلين (أبي حاتم الشريف) على إفادته، و (بوالوليد) على تعقيبه.
وقول ابن معين في الراوي (ليس بشيء) الأصل فيه أن مراده هو التضعيف الشديد، وقد يكون مراده معنى آخر وتدل القرائن على ذلك _.
قال المنذري في رسالة في الجرح والتعديل (55):
(وأما قولهم " فلان ليس بشيء " ويقولون مرة " ليس حديثه بشيء " فهذا يُنظر فيه: فإن كان الذي قيل فيه هذا وثقه غير هذا القائل واحتج به فيُحتمل أن يكون قوله محمولاً على أنه ليس حديثه بشيء يُحتج به، بل يكون حديثه عنده يُكتب للاعتبار والاستشهاد وغير ذلك.
وإن كان الذي قيل فيه ذلك مشهوراً بالضعف ولم يوجد من الأئمة من يحسن أمره فيكون محمولاً على أن حديثه ليس بشيء يحتج ولا يعتبر به ولا يستشهد به، ويلتحق هذا بالمتروك، والله عزوجل أعلم).
وأما الأدلة على أن الأصل في مراده هو التضعيف الشديد فهي:
الأول: مرادفة ابن معين لهذا اللفظ أحياناً بألفاظ أخرى من ألفاظ التضعيف الشديد، كقوله (ليس بشيء، ليس بثقة) ونحوها.
الثاني: ورود روايات أخرى عن ابن معين في هؤلاء الرواة الذين قال عنهم (ليس بشيء) وفيها تضعيف شديد لهم.
فهو قد قال عن بعضهم: (ليس بثقة ولا مأمون)، وقال: (كذاب)، وقال: (كان يسرق الحديث)، وقال: (لا يُكتب عنه ولا كرامة) وغيرها من العبارات.
الثالث: أن دلالة الكلمة عند المحدثين وعرفهم فيها هو أنها تدل على التضعيف الشديد، ولذا كل من ألف في علوم الحديث قد وضع هذه اللفظة ضمن ألفاظ التضعيف الشديد.
الرابع: أن الاستقراء لهذه الكلمة عند ابن معين قد دل على أن مراده في الغالب هو التضعيف الشديد، وقد قام بالاستقراء الدكتور أحمد نور سيف في مقدمة تحقيقه لكتاب التاريخ للدوري (1/ 115_119، 204_209) وأحصى من قال عنهم ابن معين (ليس بشيء) فبلغوا خمساً وثمانين راوياً.
الخامس: أنني وجدت كبار الأئمة المتقدمين على فهمهم لقول ابن معين (ليس بشيء) أنه تضعيف شديد، ولا شك أن فهم الأئمة المتقدمين لكلام ابن معين أولى من فهم غيرهم.
وممن وجدته منهم:
_ ابن أبي حاتم الرازي (ت327هـ)
فإنه قال في كتابه الجرح والتعديل (3/ 321) بعد أن أسند عن يحيى بن معين قوله: (خالد بن أيوب لا شيء). قال: (يعني ليس بثقة).
وممن وجدته من الأئمة أيضاً:
_ ابن حبان (ت354هـ)
فإنه قال في كتابه المجروحين في ترجمة عزرة بن قيس (2/ 197_198):
(على أن يحيى بن معين كان سيء الرأي فيه.
¥(4/271)
سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سئل يحيى بن معين عن عزرة بن قيس فقال: لاشيء).
وقال في ترجمة قيس بن الربيع الأسدي (2/ 216_217):
(اختلف فيه أئمتنا .. .. ، وأما يحيى بن معين فكذبه .. .. ).
ثم أسند ابن حبان فقال: (سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول ليحيى بن معين: قيس بن الربيع؟ قال: ليس بشيء).
والله أعلم.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[31 - 05 - 03, 07:25 م]ـ
وهذا مقدمة لبحث لم يتم أرجو أن يكون فيه فائدة
الحمد لله
الأمر كما قال أخي الدار قطني
وقول ابن معين واضح الدلالة على مراده في تضعيف الراوي
لكن وجدت فائدة مهمة عن قوله ومن كلام الحافظ ابن حجر وهي:
أنه قد يكون قول ابن معين هذا في حديث بعينه لا أنه في كل حديثه
قال الحافظ ابن حجر:
وعبد الله بن المثنى ممن تفرد البخاري بإخراج حديثه دون مسلم، وقد وثقه العجلي والترمذي، وقال أبو زرعة وأبو حاتم: صالح، وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين: ليس بشيء، وقال النسائي: ليس بالقوي.
قلت: لعله أراد في بعض حديثه.
وقد تقرر أن البخاري حيث يخرج لبعض من فيه مقال لا يخرج شيئا مما أنكر عليه.
وقول ابن معين " ليس بشيء " أراد به في حديث بعينه سئل عنه، وقد قواه في رواية إسحاق بن منصور عنه.
" فتح الباري " (1/ 189).
ولا تعارض مع ما نقله الأخ المنهال عن ابن القطان أن معنى كلمة ابن معين أنه قليل الحديث مع ما ذكره الأخ الدار قطني أنه ضعيف، فقد تكون أحاديث قليلة وهو مع ذلك ضعيف الحديث، ومن نفى عنه التضعيف بكون أحاديثه قليلة لم يصب، بل يمكن أن يراد به شيء آخر غير التضعيف وهو أنه ليس له كثير حديث ليشتغل به، وهو ما فهمه الحاكم ونقله عنه الحافظ ابن حجر.
قال الحافظ:
قوله " حدثنا كثير " هو: ابن شنظير بكسر المعجمة وسكون النون بعدها ظاء معجمة، بصري، قد قال فيه ابن معين " ليس بشيء "، قال الحاكم: مراده بذلك أنه ليس له من الحديث ما يشتغل به، وقد قال فيه ابن معين - مرة -: صالح.
" فتح الباري " (6/ 356).
فكما لاحظنا ليست عبارة ابن معين بنفسها دالة على تضعيف، بل إما أن تكون على حديث بعينه، أو تكون لوصف الراوي أنه قليل الحديث، على أن أكثر استعمالها إنما هو للتضعيف، وقد يزيد عليها بقوله " هالك " أو غيرها من العبارات الدالة على شدة الضعف.
ومن أمثلة ذلك:
1. خالد بن إياس العدوي روى عن محمد بن المنكدر وهشام بن عروة بالمناكير قال يحيى بن معين: " ليس بشيء، لا يكتب حديثه ".
" المسند المستخرج على مسلم " (1/ 64).
وكذا قال عن: دَهْتم بن قُران، و عبد الوهاب بن مجاهد.
2. طلحة بن عمرو المكي، " ضعيف ليس بشيء "، قاله يحيى بن معين.
" المسند المستخرج على مسلم " (1/ 69).
وكذا قال عن: هلال بن أبي سويد.
3. وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " العالم والمتعلم شريكان في الخير وسائر الناس لا خير فيه ".
قال الهيثمي:
رواه الطبراني في " الكبير "، وفيه معاوية بن يحيى الصدفي، قال ابن معين: " هالك ليس بشيء ".
4. قال ابن رجب الحنبلي – عن نعيم بن حماد -:
فلما كثر عثورهم على مناكيره حكموا عليه بالضعف، فروى صالح بن محمد الحافظ عن ابن معين أنه سئل عنه فقال: " ليس بشيء، إنما هو صاحب سنَّة "، قال صالح: وكان يحدث من حفظه، وعنده مناكير كثيرة، لا يتابع عليها.
" جامع العلوم والحكم " (1/ 388).
5. عبد الرحمن بن أبي الزناد، قال فيه ابن معين: ليس ممن يحتج به أصحاب الحديث، ليس بشيء، وفي رواية عنه: ضعيف.
" فتح الباري " (13/ 187).
6. قال المنذري: في إسناده أيوب بن سويد أبو مسعود الحميري السيباني، قدم مصر وحدث بها، قال يحيى بن معين: ليس بشيء، كان يسرق الأحاديث.
" عون المعبود " (14/ 19).
وهذه طائفة ممن فهموا أن عبارة ابن معين تدل على ضعف الراوي بإطلاق.
1. قال ابن كثير:
قلت: الحارث بن عبيد هذا هو أبو قدامة الإيادي، أخرج له مسلم في صحيحه، إلا أن ابن معين ضعفه، وقال: ليس هو بشيء.
" تفسير ابن كثير " (4/ 249).
= قول ابن معين " ليس حديثه بشيء ".
2. قال ابن القيم:
¥(4/272)
وإنما ضعفه – أي: البيهقي - لأن يحيى – أي: ابن المتوكل - هذا قال فيه الإمام أحمد: واهي الحديث، وقال ابن معين: ليس بشيء، وضعفه الجماعة كلهم.
" حاشية تهذيب سنن أبي داود " (1/ 25).
قال ابن رجب الحنبلي:
... فإن خالد بن عمرو القرشي الأموي قال فيه الإمام أحمد: منكر الحديث، وقال – مرة -: ليس بثقة، يروى أحاديث بواطيل، وقال ابن معين: " ليس حديثه بشيء "، وقال – مرة -: كان كذابا يكذب، حدث عن شعبة أحاديث موضوعة.
" جامع العلوم والحِكَم " (1/ 287).
= معناها " قلة الحديث "
قال المناوي:
وقال عبد الحق: فيه بكار – أي: ابن عبد العزيز - وليس بقوي، قال ابن القطان: لكنه مشهور مستور، وقد عهد قبول المستورين.
وقول ابن معين " ليس بشيء " أراد به: قلة حديثه.
" فيض القدير " (5/ 118).
= من قال فيهم هذه العبارة وهم شديدو الضعف.
1. " يا عمر هاهنا تسكب العبرات "، أخرجه ابن ماجه والحاكم عن ابن عمر رضي الله عنه قال المناوي: فيه محمد بن عون الخراساني، قال في الميزان عن النسائي: متروك، وعن البخاري: منكر الحديث، وعن ابن معين: ليس بشيء، ثم أورد له هذا الخبر.
" البيان والتعريف " (2/ 252).
2. وقال الذهبي في " الميزان " كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف بن زيد المزني عن أبيه عن جده، قال ابن معين: ليس بشيء، وقال الشافعي وأبو داود: ركن من أركان الكذب، وضرب أحمد على حديثه، وقال الدارقطني - وغيره -: متروك، وقال ابن حبان: له عن أبيه عن جده نسخة موضوعة.
" تحفة الأحوذي " (2/ 504).
3. محمد بن ميسر الصغاني الضرير، قال ابن معين: جهمي ليس بشيء.
" المقتنى في سرد الكنى " (1/ 262).
= اختلاف القول عن ابن معين في الراوي الواحد.
1. قال المنذري: في إسناده كثير بن زيد أبو محمد الأسلمي مولاهم المدني، قال ابن معين: ثقة، وقال - مرة -: ليس بشيء، وقال – مرة -: ليس بذاك القوي.
" عون المعبود " (9/ 373).
2. صدقة بن موسى أبو المغيرة، ويقال: أبو محمد السلمي البصري الدقيقي، قال يحي بن معين: ليس بشيء، وقال - مرة -: ضعيف.
" عون المعبود " (11/ 170).
(لم يتم ترتيبه ولا تبييضه)
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[18 - 02 - 05, 06:27 م]ـ
(عمير بن إسحاق)
قال فيه ابن معين ليس بشيء
وعند النظر في ترجمته نخلص إلى أنه ثقة وليس متروكاً
سمعت يحيى يقول كان عمير بن إسحاق لا يساوي شيئا ولكن يكتب حديثه قال أبو الفضل يعني يحيى بقوله إنه ليس بشيء يقول إنه لا يعرف ولكن بن عون روى عنه فقلت ليحيى ولا يكتب حديثه قال بلى. تاريخ ابن معين (رواية الدوري) ج4/ص250
عمير بن إسحاق أبو محمد مولى بنى هاشم سمع أبا هريرة وعمرو بن العاص والحسن بن على روى عنه بن عون ولا نعلم روى عنه غير بن عون سمعت أبى يقول ذلك نا عبد الرحمن انا يعقوب بن إسحاق فيما كتب الى قال انا عثمان بن سعيد قال قلت ليحيى بن معين عمير بن إسحاق كيف حديثه فقال ثقة. الجرح والتعديل ج6/ص375
خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1/ص296
عمير بن إسحاق مولى بني هاشم أبو محمد عن المقداد وعنه ابن عون فقط وثقه ابن معين في رواية عثمان الدارمي 6
قال الذهبي: عمير بن إسحاق س شيخ ابن عون خرج له مسلم وفيه جهالة قال ابن معين لا يساوي شيئا. من تكلم فيه ج1/ص
ا والذهبي رحمه الله اقتصر على قوله لايساوي شيئا ونسي رواية الدارمي وفيها توثيق صريح
وهوكذلك
قال ابن حبان: عمير بن إسحاق مولى بنى هاشم كنيته أبو محمد يروى عن أبى هريرة وعمرو بن العاص روى عنه عبد الله بن عون وهو من أهل المدينة قد رأى الحسن بن على بن أبى طالب.
الثقات ج5/ص254
حدثنا محمد بن عيسى قال حدثنا عباس قال سمعت يحيى قال عمير بن إسحاق لا يساوي شيئا ولكنه يكتب حديثه. ضعفاء العقيلي ج3/ص317
البخاري: عمير بن إسحاق أبو محمد مولى لبني هاشم سمع أبا هريرة وعمرو بن العاص والحسن بن علي رضي الله عنهم نسبه يحيى بن موسى حدثنا قريش بن أنس حدثنا بن عون. التاريخ الكبير ج6/ص534
ت عمير بن إسحاق س وثق ما حدث عنه سوى ابن عون. ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج5/ص355.
العلل ومعرفة الرجال ج3/ص109
¥(4/273)
سألته عن عمير بن إسحاق فقال حدث عنه بن عون فقلت له حدث عنه غير بن عون فقال لا ثم قال سألوا مالكا عنه فقال لا أعرفه قال أبي وهو مديني
حدثني القواريري قال حدثنا سليم بن أخضر قال أخبرنا بن عون قال سألت عمير بن إسحاق يوما عن حديث فابتدأ فحدثنيه ثم استصغرني فقطعه.
حدثني أبي قال حدثنا إسماعيل بن علية عن بن 1 - عون عن عمير بن إسحاق قال كان من أدركت من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أكثر ممن سبقني. العلل ومعرفة الرجال ج2/ص406
عمير بن إسحاق كان من أهل المدينة فتحول إلى البصرة فنزلها فروى عنه البصريون بن عون وغيره ولم يرو عنه أحد من أهل المدينة شيئا وقد روى عمير بن إسحاق عن أبي هريرة وغيره قال أخبرنا روح بن عبادة قال حدثنا بن 2 - عون عن عمير بن إسحاق قال كان من أدركت من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أكثر ممن سبقني فما رأيت قوما أهون سيرة ولا أقل تشديدا منهم. الطبقات الكبرى ج7/ص220
خلف قال أخبرنا عثمان بن عمر ومحمد بن عبد 3 - الله الأنصاري قالا أخبرنا بن عون عن عمير بن إسحاق قال كان بلال إذا اشتدوا عليه في العذاب قال أحد أحد فيقولون له قل كما نقول فيقول إن لساني لا يحسنه. الطبقات الكبرى ج3/ص232
صحيح
4 - قال أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة وإسحاق بن يوسف الأزرق عن بن عون عن عمير بن إسحاق قال كان حمزة بن عبد المطلب يقاتل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد بسيفين ويقول أنا أسد الله وجعل يقبل ويدبر قال فبينما هو كذلك إذ عثر عثرة فوقع على ظهره وبصر به الأسود قال أبو أسامة فزرقه بحربة فقتله وقال إسحاق بن يوسف فطعنه الحبشي بحربة أو رمح فبقر. الطبقات الكبرى ج3/ص12
صحيح
5 - نا بشر بن المفضل نا ابن عون عن عمير بن إسحاق عن المقداد بن الأسود قال استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمل فلما رجعت قال كيف وجدت الإمارة قلت يا رسول الله ما ظننت إلا أن الناس كلهم حولي والله لا ألي على عمل ما دمت حيا ح.
تاريخ مدينة دمشق ج60/ص169
صحيح
6 - =فضائل الصحابة لابن حنبل ج2/ص780
حدثنا إبراهيم بن عبد الله أبو مسلم البصري نا أبو عاصم وهو الضحاك بن مخلد عن بن عون عن عمير بن إسحاق أن أبا هريرة لقي الحسن يعني بن علي فقال ارفع ثوبك حتى أقبل منك حيث رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل فرفع عن بطنه فوضع فمه على سرته
حدثنا عبد الله قال حدثنا أبي نا بن أبي عدي عن بن عون عن عمير بن إسحاق قال كنت مع الحسن بن علي فلقينا أبو هريرة فقال أرني أقبل منك حيث رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل قال فقال بقميصه قال فقبل سرته.
فضائل الصحابة لابن حنبل ج2/ص777
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[18 - 02 - 05, 06:28 م]ـ
نشكر الإخوة على هذه الفوائد وللفائدة أيضا
(عمير بن إسحاق)
قال فيه ابن معين ليس بشيء
وعند النظر في ترجمته نخلص إلى أنه ثقة وليس متروكاً
سمعت يحيى يقول كان عمير بن إسحاق لا يساوي شيئا ولكن يكتب حديثه قال أبو الفضل يعني يحيى بقوله إنه ليس بشيء يقول إنه لا يعرف ولكن بن عون روى عنه فقلت ليحيى ولا يكتب حديثه قال بلى. تاريخ ابن معين (رواية الدوري) ج4/ص250
عمير بن إسحاق أبو محمد مولى بنى هاشم سمع أبا هريرة وعمرو بن العاص والحسن بن على روى عنه بن عون ولا نعلم روى عنه غير بن عون سمعت أبى يقول ذلك نا عبد الرحمن انا يعقوب بن إسحاق فيما كتب الى قال انا عثمان بن سعيد قال قلت ليحيى بن معين عمير بن إسحاق كيف حديثه فقال ثقة. الجرح والتعديل ج6/ص375
خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1/ص296
عمير بن إسحاق مولى بني هاشم أبو محمد عن المقداد وعنه ابن عون فقط وثقه ابن معين في رواية عثمان الدارمي 6
قال الذهبي: عمير بن إسحاق س شيخ ابن عون خرج له مسلم وفيه جهالة قال ابن معين لا يساوي شيئا. من تكلم فيه ج1/ص
ا والذهبي رحمه الله اقتصر على قوله لايساوي شيئا ونسي رواية الدارمي وفيها توثيق صريح
وهوكذلك
قال ابن حبان: عمير بن إسحاق مولى بنى هاشم كنيته أبو محمد يروى عن أبى هريرة وعمرو بن العاص روى عنه عبد الله بن عون وهو من أهل المدينة قد رأى الحسن بن على بن أبى طالب.
الثقات ج5/ص254
حدثنا محمد بن عيسى قال حدثنا عباس قال سمعت يحيى قال عمير بن إسحاق لا يساوي شيئا ولكنه يكتب حديثه. ضعفاء العقيلي ج3/ص317
¥(4/274)
البخاري: عمير بن إسحاق أبو محمد مولى لبني هاشم سمع أبا هريرة وعمرو بن العاص والحسن بن علي رضي الله عنهم نسبه يحيى بن موسى حدثنا قريش بن أنس حدثنا بن عون. التاريخ الكبير ج6/ص534
ت عمير بن إسحاق س وثق ما حدث عنه سوى ابن عون. ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج5/ص355.
العلل ومعرفة الرجال ج3/ص109
سألته عن عمير بن إسحاق فقال حدث عنه بن عون فقلت له حدث عنه غير بن عون فقال لا ثم قال سألوا مالكا عنه فقال لا أعرفه قال أبي وهو مديني
حدثني القواريري قال حدثنا سليم بن أخضر قال أخبرنا بن عون قال سألت عمير بن إسحاق يوما عن حديث فابتدأ فحدثنيه ثم استصغرني فقطعه.
حدثني أبي قال حدثنا إسماعيل بن علية عن بن 1 - عون عن عمير بن إسحاق قال كان من أدركت من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أكثر ممن سبقني. العلل ومعرفة الرجال ج2/ص406
عمير بن إسحاق كان من أهل المدينة فتحول إلى البصرة فنزلها فروى عنه البصريون بن عون وغيره ولم يرو عنه أحد من أهل المدينة شيئا وقد روى عمير بن إسحاق عن أبي هريرة وغيره قال أخبرنا روح بن عبادة قال حدثنا بن 2 - عون عن عمير بن إسحاق قال كان من أدركت من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أكثر ممن سبقني فما رأيت قوما أهون سيرة ولا أقل تشديدا منهم. الطبقات الكبرى ج7/ص220
خلف قال أخبرنا عثمان بن عمر ومحمد بن عبد 3 - الله الأنصاري قالا أخبرنا بن عون عن عمير بن إسحاق قال كان بلال إذا اشتدوا عليه في العذاب قال أحد أحد فيقولون له قل كما نقول فيقول إن لساني لا يحسنه. الطبقات الكبرى ج3/ص232
صحيح
4 - قال أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة وإسحاق بن يوسف الأزرق عن بن عون عن عمير بن إسحاق قال كان حمزة بن عبد المطلب يقاتل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد بسيفين ويقول أنا أسد الله وجعل يقبل ويدبر قال فبينما هو كذلك إذ عثر عثرة فوقع على ظهره وبصر به الأسود قال أبو أسامة فزرقه بحربة فقتله وقال إسحاق بن يوسف فطعنه الحبشي بحربة أو رمح فبقر. الطبقات الكبرى ج3/ص12
صحيح
5 - نا بشر بن المفضل نا ابن عون عن عمير بن إسحاق عن المقداد بن الأسود قال استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمل فلما رجعت قال كيف وجدت الإمارة قلت يا رسول الله ما ظننت إلا أن الناس كلهم حولي والله لا ألي على عمل ما دمت حيا ح.
تاريخ مدينة دمشق ج60/ص169
صحيح
6 - =فضائل الصحابة لابن حنبل ج2/ص780
حدثنا إبراهيم بن عبد الله أبو مسلم البصري نا أبو عاصم وهو الضحاك بن مخلد عن بن عون عن عمير بن إسحاق أن أبا هريرة لقي الحسن يعني بن علي فقال ارفع ثوبك حتى أقبل منك حيث رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل فرفع عن بطنه فوضع فمه على سرته
حدثنا عبد الله قال حدثنا أبي نا بن أبي عدي عن بن عون عن عمير بن إسحاق قال كنت مع الحسن بن علي فلقينا أبو هريرة فقال أرني أقبل منك حيث رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل قال فقال بقميصه قال فقبل سرته.
فضائل الصحابة لابن حنبل ج2/ص777
ـ[الفضيل]ــــــــ[18 - 02 - 05, 09:30 م]ـ
قال العلامة المعلمي في كتابه التنكيل (طلعية التنكيل ص 54 - 55)
(فابن معين ممن يطلق (ليس بشيء) لا يريد بها الجرح وإنما يريد أن الرجل قليل الحديث)
وقال رحمه الله تعالى: (وحاصله أن ابن معين قد يقول (ليس بشيء) على معنى قلة الحديث فلا تكون جرحا وقد يقولها على وجه الجرح كما يقولها غيره فتكون جرحا فإذا وجدنا الراوي الذي قال فيه ابن معين (ليس بشيء) قليل الحديث وقد وُثق وجب حمل كلمة ابن معين على معنى قلة الحديث لا الجرح وإلا فالظاهر أنها جرح). السابق.
وقال رحمه الله في ترجمة ثعلبة بن سهيل القاضي:
فلما نظرنا في حال ثعلبة وجدناه قليل الحديث ووجدنا ابن معين نفسه قد ثبت عنه أنه قال في ثعلبة لا بأس به وقال مرة ثقة كما في التهذيب) - السابق وقد أشار إليه مرة أخرى في التنكيل (1\ 216)
وقال رحمه الله:
وممن قال ابن معين فيه (ليس بشيء) أبو العطوف الجراح بن المنهال فنظرنا في حاله فإذا له أحاديث غير قليلة ولم يوثقه أحد بل جرحوه قال ابن المديني: لا يكتب حديثه وقال البخاري ومسلم منكر الحديث وقال النسائي والدراقطني متروك وقال أبوحاتم والدولابي الحنفي مترو ك الحديث ذاهب لا يكتب حديثه ...
والكلام فيه أكثر من هذا
فعرفنا أن قول ابن معين فيه (ليس بشيء) أراد بها الجرح كما هو معروف عند غيره في معناها.
- طليعة التنكيل ص 55 وقد أشار إليه مرة أخرى في 1\ 216
والله أعلم
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[19 - 02 - 05, 07:56 م]ـ
أشكر الأخ الكريم (الفضيل) على هذه الفوائد التي أتحفنا بها من كلام المعلمي وكنت قد قرأت التنكيل أكثر من ثلاث مرات قبل سنوان عدة وكنت كلما أقرأ الكتاب أحس أني لأول مرة أقرأ الكتاب من غزارة المعلومات الموجودة فيه ودقتها وقوتها وبعد ذلك عزمت على استخراج الفوائد من هذا الكتاب وفعلاً تم ذلك وكنت على وشك نشر هذا الكتاب بعنوان (إتحاف النبيل في الفوائد من كتاب التنكيل) لكن وجدت كتاباً قريبا من هذا المسمى فتكاسلت عن إتمام هذا العمل واتجهت إلى غيره
ومن فوائد هذا المبحث ما ذكرته أخي الفضيل عن قول ابن معين (ليس بشيء)
وكنت أود أن نخرج من عباءة المعلمي وغيره ونحاول أن نعتمد على أنفسنا بالرجوع إلى المصادر الأصلية مع الاستفادة من كلام المعاصرين وهذا المبحث من هذا القبيل وسوف تجد فوائد كثيرة من كلام المعلمي في مبحث (تمام المنة) والله الموفق
¥(4/275)
ـ[عبدالرحمن برهان]ــــــــ[19 - 02 - 05, 08:59 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع القيم وزادكم علما وهدى .......(4/276)
ليس بشيء عند ابن معين
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[30 - 05 - 03, 03:03 ص]ـ
في الحقيقة قمت بتتبع مجموعة من الرواة ممن قال فيهم ابن معين
(ليس بشيء) ولم أستوعب في ذلك وخلصت إلى نتيجة وهي أن ابن معين يقصد بقوله (ليس بشيء) الجرح فهي من صيغ الجرح وسوف يتضح ذلك من خلال الرواة الذين نذكرهم والله الموفق
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[30 - 05 - 03, 03:23 ص]ـ
أسماء الرواة الذين قال فيهم ابن معين (ليس بشيء)
1 - حسام بن مصك
2 - الحسن بن عمارة
3 - ابان أبي عياش
4 - حكيم بن جبير الأسدي
5 - الحكم بن عبد الملك القرشي
6 - حماد بن الجعد الهذلي
7 - حمران بن أعين الكوفي
8 - خارجة بن مصعب الخراساني
9 - خالد بن يزيد الدمشقي
10 - داود بن يزيد الأودي
11 - داود بن الزبرقان
12 - ذواد بن علبة الحارثي
13 - ابراهيم الهجري
14 - حماد بن الجعد
15 - تليد بن سليمان
16 - ابرهيم بن إسماعيل الأنصاري
17 - حفص بن عمر الرازي
18 - الحسين بن قيس الرحبي
19 - اسامة بن زيدبن أسلم
20 - إبراهيم بن خثيم بن عراك
وهؤلاء جميعهم قال فيهم يحي بن معين (ليس بشيء)
وبعضهم ضعفهم ابن معين بصيغة من صيغ التضعيف عنده
كقوله ضعيف إما في نفس الرواية أو في رواية أخرى عند أحد من أصحابه وأحيانا يقصد ابن معين بقوله (ليس بشيء) الرواية وليس الراوي وربما قصد بقوله ليس بشيء (الجهالة) كما في رواية الدوري
ولكن هذا نادر والنادر لاحكم له ولاحظنا أن أكثر من ذكرناهم مشهورين بالضعف والضعف الشديد كما سيأتينا بالتفصيل إن شاء الله
ـ[أبو البراء]ــــــــ[30 - 05 - 03, 10:15 ص]ـ
همة عالية .. وجهد مشكور .. جزيت خيرا أبا حاتم ..
ذكرت بارك الله فيك .. أن من قال فيهم ابن معين "ليس بشيء" مشهورين بالضعف والضعف الشديد .. ولا أريد تعجل ما ستورده .. لكن هذا يوضح على أقل تقدير أن ابن معين كان متشددا في حكمه على الرجال .. والله أعلم.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[30 - 05 - 03, 07:16 م]ـ
من قال فيهم ابن معين ليس بشيء
1 - وهب بن إ‘سماعيل. قال ابن معين: كوفي قد سمعت منه ليس بشيء. قلت: ليس بشيء؟ قال: لم يكن بثقة. سؤالات الجنيد (245)
2 - وقال عن حديث: موت الغريب شهادة. ليس هذا الحديث بشيء
هذا حديث منكر. الجنيد (222)
3 - رشدين بن سعد. قال يحي بن معين: رشدين ليس بشيء
الجنيد (161)
4 - محمد بن الحسن بن زبالة. قال يحي: ليس بشيء هذا كذاب
الجنيد (390)
5 - عبد الأعلى بن أبي المساور: ليس بشيء كذاب
الجنيد (158)
6 - شعيب بن صفوان.
قال يحي: كان هاهنا ببغداد وليس حديثه بشيء. وإيش كان عنده؟
كان عنده سمر!! لم يكتب عنه يحي بن معين شيئا
قلت ليحي: حدثنا عنه منصور بتلك الأحاديث الطوال. فقال: نعم
الجنيد (141)
7 - وقال عن صدقة الدمشقي وصدقة بن يزيد. ضعيفان ليسا بشيء
وأرفعهم صدقة بن خالد. الجنيد (143)
8 - قيس بن الربيع ليس بشيء ومحمد بن أبان وحماد بن شعيب ولامحمد بن جابر ليس هؤلا ثقات. الجنيد
9 - حسام بن مصك. قال ابن معين حديثه ليس بشيء. التاريخ 2/ 107) رواية الدوري
قال البخاري: ليس بالقوي عندهم.
قال أبو زرعة الرازي: واهي الحديث منكر الحديث.
أبو حاتم: ليس بالقوي
الجامع في الجرح والتعديل (1/ 159)
تهذيب التهذيب (1/ 379)
11 - الحسين بن قيس الرحبي: قال يحي رواية معاوية بن صالح (ليس بشيء)
قال أحمدبن حنبل: ليس حديثه بشيء لاأروي عنه شيئا.
أبو حاتم: ضعيف الحديث (الجامع في الجرح والتعديل 1/ 176)
12 - خارجةبن مصعب. قال يحي في رواية الدوري: ليس بشيء
(2/ 143) وفي رواية (ليس بثقة)
وسائر العلماء على تضعيفه الجامع في الجرح (1/ 206)
تهذيب التهذيب. الضعفاء والمتروكون. تاريخ الدوري
13 - حماد بن الجعد الهذلي (رواية الدوري: ليس بشيء (2/ 129)
14 - حكيم بن جبير الأسدي ليس بشيء (2/ 129)
كان شعبة يتكلم فيه. قال البخاري: لنا فيه نظر
أبو حاتم: ذاهب الحديث
الدار قطني: ضعيف الحديث.
تهذيب التهذيب (471) التاريخ الكبير (1/ 986) الجامع في الجرح
(1/ 190).
قال أبو حاتم الشريف: الذي ظهر لي من خلال البحث أن يحي بن معين لايختلف عن أقرانه من علماء الحديث في إطلاق عبارة (ليس بشيء) على الجرح الشديد كما قد تبين لنا من خلال الرواة الذين ذكرناهم وما لم أذكرهم أكثر , وهناك رواة قال فيهم ابن معين (ليس بشيء) وهم ممن يكتب حديثهم وهم قليل وأقل من ذلك إذا قصد بذلك
من لم يعرفوا بالحديث كما قال عن شباب وعبيدالله بن معاذ العنبري
(ليسوا أصحاب حديث ليسوا بشيء) الجنيد (291)
والاحتمال فيها وارد وشباب هو خليفة بن خياط. وقد تكلم فيه.راجع
الميزان للذهبي (1/ 665). هدي الساري (421)
وعبيد الله بن معاذ ثقة حافظ. ولكن هذا قليل جدا لايمكن أن نقيس عليه والعبرة بالكثرة الكاثرة وأما الحالات الفردية النادرة يتطرق لها احتمالات كثيرة إما خطأ من الناسخ أو خطأ من الراوي عن يحي
أو يكون حصل هناك التباس بينه وبين راو آخر والله أعلم
هذا ما لدي حول قول ابن معين (ليس بشيء) وحاولت الاختصار بقدر المستطاع والله أعلم
¥(4/277)
ـ[بو الوليد]ــــــــ[31 - 05 - 03, 12:32 ص]ـ
هذه التنيجة قريبة جداً من النتيجة التي خرج بها الشيخ عبد الفتاح أبو غدة في تحقيقه لكتاب اللكنوي الرفع والتكميل في الجرح والتعديل، ص213، ولعلي أنقل عبارة شيخه ثم تعلقه هو عليها:
قال اللكنوي:
وقال السخاوي في فتح المغيث: قال ابن القطان: إن ابن معين إذا قال في الراوي ليس بشئ؛ إنما يريد أنه لم يرو حديثاً كثيراً.
قال عبد الفتاح:
قلت لكن هذا القصد في عبارة ابن معين الظاهر أنه غير مطرد، فقد جاء قوله (ليس بشئ)، (ولا شئ) في مواطن عديدة من كلامه مراداً به تضعيف الراوي، لا بيان قلة أحاديثه، وإليك بعض تلك المواطن .. ثم ذكر الشيخ 31 مثالاً على ذلك، ولكنه استدرك على نفسه في المثال الرابع ص215، فقال:
وعلى هذا ينبغي أن يقال: الغالب من حال ابن معين أنه يقصد بقوله ليس بشئ أن أحاديثه قليلة ومن غير الغالب يريد به تضعيف الراوي؛ هكذا كنت رجحت أول الأمر في بيان المراد من قول ابن معين في الراوي ليس بشئ؛ أنه ينبغي أن يقال الغالب أنه يريد به أن أحاديثه قليلة، ومن غير الغالب يريد به تضعيف الراوي، ثم ترجح عندي الآن بما وقفت عليه من شواهد كثيرة - سأسوقها - الجزم بأن قول ابن معين في الراوي ليس بشئ يعني به ضعف الراوي، وقد يعني به قلة أحاديثه في بعض الروايات على حد تعبير ابن القطان ... .
هذا مما يؤيد نتيجتك التي توصلت لها، مع أني قد كتبت تعليقاً على الكتاب حين قرأت رأي عبد الفتاح الأول قبل تغييره، وذكرت أن الرواة الذين يقول ابن معين في أحدهم ليس بشئ؛ هم ممن أنكرت أحاديثهم أو اتهموا أحياناً، فهي توازي تقريباً منكر الحديث عند الإمام النسائي أو غيره.
ـ[ابن معين]ــــــــ[31 - 05 - 03, 02:53 م]ـ
بارك الله في أخويّ الفاضلين (أبي حاتم الشريف) على إفادته، و (بوالوليد) على تعقيبه.
وقول ابن معين في الراوي (ليس بشيء) الأصل فيه أن مراده هو التضعيف الشديد، وقد يكون مراده معنى آخر وتدل القرائن على ذلك _.
قال المنذري في رسالة في الجرح والتعديل (55):
(وأما قولهم " فلان ليس بشيء " ويقولون مرة " ليس حديثه بشيء " فهذا يُنظر فيه: فإن كان الذي قيل فيه هذا وثقه غير هذا القائل واحتج به فيُحتمل أن يكون قوله محمولاً على أنه ليس حديثه بشيء يُحتج به، بل يكون حديثه عنده يُكتب للاعتبار والاستشهاد وغير ذلك.
وإن كان الذي قيل فيه ذلك مشهوراً بالضعف ولم يوجد من الأئمة من يحسن أمره فيكون محمولاً على أن حديثه ليس بشيء يحتج ولا يعتبر به ولا يستشهد به، ويلتحق هذا بالمتروك، والله عزوجل أعلم).
وأما الأدلة على أن الأصل في مراده هو التضعيف الشديد فهي:
الأول: مرادفة ابن معين لهذا اللفظ أحياناً بألفاظ أخرى من ألفاظ التضعيف الشديد، كقوله (ليس بشيء، ليس بثقة) ونحوها.
الثاني: ورود روايات أخرى عن ابن معين في هؤلاء الرواة الذين قال عنهم (ليس بشيء) وفيها تضعيف شديد لهم.
فهو قد قال عن بعضهم: (ليس بثقة ولا مأمون)، وقال: (كذاب)، وقال: (كان يسرق الحديث)، وقال: (لا يُكتب عنه ولا كرامة) وغيرها من العبارات.
الثالث: أن دلالة الكلمة عند المحدثين وعرفهم فيها هو أنها تدل على التضعيف الشديد، ولذا كل من ألف في علوم الحديث قد وضع هذه اللفظة ضمن ألفاظ التضعيف الشديد.
الرابع: أن الاستقراء لهذه الكلمة عند ابن معين قد دل على أن مراده في الغالب هو التضعيف الشديد، وقد قام بالاستقراء الدكتور أحمد نور سيف في مقدمة تحقيقه لكتاب التاريخ للدوري (1/ 115_119، 204_209) وأحصى من قال عنهم ابن معين (ليس بشيء) فبلغوا خمساً وثمانين راوياً.
الخامس: أنني وجدت كبار الأئمة المتقدمين على فهمهم لقول ابن معين (ليس بشيء) أنه تضعيف شديد، ولا شك أن فهم الأئمة المتقدمين لكلام ابن معين أولى من فهم غيرهم.
وممن وجدته منهم:
_ ابن أبي حاتم الرازي (ت327هـ)
فإنه قال في كتابه الجرح والتعديل (3/ 321) بعد أن أسند عن يحيى بن معين قوله: (خالد بن أيوب لا شيء). قال: (يعني ليس بثقة).
وممن وجدته من الأئمة أيضاً:
_ ابن حبان (ت354هـ)
فإنه قال في كتابه المجروحين في ترجمة عزرة بن قيس (2/ 197_198):
(على أن يحيى بن معين كان سيء الرأي فيه.
¥(4/278)
سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سئل يحيى بن معين عن عزرة بن قيس فقال: لاشيء).
وقال في ترجمة قيس بن الربيع الأسدي (2/ 216_217):
(اختلف فيه أئمتنا .. .. ، وأما يحيى بن معين فكذبه .. .. ).
ثم أسند ابن حبان فقال: (سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت الدارمي يقول ليحيى بن معين: قيس بن الربيع؟ قال: ليس بشيء).
والله أعلم.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[31 - 05 - 03, 07:25 م]ـ
وهذا مقدمة لبحث لم يتم أرجو أن يكون فيه فائدة
الحمد لله
الأمر كما قال أخي الدار قطني
وقول ابن معين واضح الدلالة على مراده في تضعيف الراوي
لكن وجدت فائدة مهمة عن قوله ومن كلام الحافظ ابن حجر وهي:
أنه قد يكون قول ابن معين هذا في حديث بعينه لا أنه في كل حديثه
قال الحافظ ابن حجر:
وعبد الله بن المثنى ممن تفرد البخاري بإخراج حديثه دون مسلم، وقد وثقه العجلي والترمذي، وقال أبو زرعة وأبو حاتم: صالح، وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين: ليس بشيء، وقال النسائي: ليس بالقوي.
قلت: لعله أراد في بعض حديثه.
وقد تقرر أن البخاري حيث يخرج لبعض من فيه مقال لا يخرج شيئا مما أنكر عليه.
وقول ابن معين " ليس بشيء " أراد به في حديث بعينه سئل عنه، وقد قواه في رواية إسحاق بن منصور عنه.
" فتح الباري " (1/ 189).
ولا تعارض مع ما نقله الأخ المنهال عن ابن القطان أن معنى كلمة ابن معين أنه قليل الحديث مع ما ذكره الأخ الدار قطني أنه ضعيف، فقد تكون أحاديث قليلة وهو مع ذلك ضعيف الحديث، ومن نفى عنه التضعيف بكون أحاديثه قليلة لم يصب، بل يمكن أن يراد به شيء آخر غير التضعيف وهو أنه ليس له كثير حديث ليشتغل به، وهو ما فهمه الحاكم ونقله عنه الحافظ ابن حجر.
قال الحافظ:
قوله " حدثنا كثير " هو: ابن شنظير بكسر المعجمة وسكون النون بعدها ظاء معجمة، بصري، قد قال فيه ابن معين " ليس بشيء "، قال الحاكم: مراده بذلك أنه ليس له من الحديث ما يشتغل به، وقد قال فيه ابن معين - مرة -: صالح.
" فتح الباري " (6/ 356).
فكما لاحظنا ليست عبارة ابن معين بنفسها دالة على تضعيف، بل إما أن تكون على حديث بعينه، أو تكون لوصف الراوي أنه قليل الحديث، على أن أكثر استعمالها إنما هو للتضعيف، وقد يزيد عليها بقوله " هالك " أو غيرها من العبارات الدالة على شدة الضعف.
ومن أمثلة ذلك:
1. خالد بن إياس العدوي روى عن محمد بن المنكدر وهشام بن عروة بالمناكير قال يحيى بن معين: " ليس بشيء، لا يكتب حديثه ".
" المسند المستخرج على مسلم " (1/ 64).
وكذا قال عن: دَهْتم بن قُران، و عبد الوهاب بن مجاهد.
2. طلحة بن عمرو المكي، " ضعيف ليس بشيء "، قاله يحيى بن معين.
" المسند المستخرج على مسلم " (1/ 69).
وكذا قال عن: هلال بن أبي سويد.
3. وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " العالم والمتعلم شريكان في الخير وسائر الناس لا خير فيه ".
قال الهيثمي:
رواه الطبراني في " الكبير "، وفيه معاوية بن يحيى الصدفي، قال ابن معين: " هالك ليس بشيء ".
4. قال ابن رجب الحنبلي – عن نعيم بن حماد -:
فلما كثر عثورهم على مناكيره حكموا عليه بالضعف، فروى صالح بن محمد الحافظ عن ابن معين أنه سئل عنه فقال: " ليس بشيء، إنما هو صاحب سنَّة "، قال صالح: وكان يحدث من حفظه، وعنده مناكير كثيرة، لا يتابع عليها.
" جامع العلوم والحكم " (1/ 388).
5. عبد الرحمن بن أبي الزناد، قال فيه ابن معين: ليس ممن يحتج به أصحاب الحديث، ليس بشيء، وفي رواية عنه: ضعيف.
" فتح الباري " (13/ 187).
6. قال المنذري: في إسناده أيوب بن سويد أبو مسعود الحميري السيباني، قدم مصر وحدث بها، قال يحيى بن معين: ليس بشيء، كان يسرق الأحاديث.
" عون المعبود " (14/ 19).
وهذه طائفة ممن فهموا أن عبارة ابن معين تدل على ضعف الراوي بإطلاق.
1. قال ابن كثير:
قلت: الحارث بن عبيد هذا هو أبو قدامة الإيادي، أخرج له مسلم في صحيحه، إلا أن ابن معين ضعفه، وقال: ليس هو بشيء.
" تفسير ابن كثير " (4/ 249).
= قول ابن معين " ليس حديثه بشيء ".
2. قال ابن القيم:
¥(4/279)
وإنما ضعفه – أي: البيهقي - لأن يحيى – أي: ابن المتوكل - هذا قال فيه الإمام أحمد: واهي الحديث، وقال ابن معين: ليس بشيء، وضعفه الجماعة كلهم.
" حاشية تهذيب سنن أبي داود " (1/ 25).
قال ابن رجب الحنبلي:
... فإن خالد بن عمرو القرشي الأموي قال فيه الإمام أحمد: منكر الحديث، وقال – مرة -: ليس بثقة، يروى أحاديث بواطيل، وقال ابن معين: " ليس حديثه بشيء "، وقال – مرة -: كان كذابا يكذب، حدث عن شعبة أحاديث موضوعة.
" جامع العلوم والحِكَم " (1/ 287).
= معناها " قلة الحديث "
قال المناوي:
وقال عبد الحق: فيه بكار – أي: ابن عبد العزيز - وليس بقوي، قال ابن القطان: لكنه مشهور مستور، وقد عهد قبول المستورين.
وقول ابن معين " ليس بشيء " أراد به: قلة حديثه.
" فيض القدير " (5/ 118).
= من قال فيهم هذه العبارة وهم شديدو الضعف.
1. " يا عمر هاهنا تسكب العبرات "، أخرجه ابن ماجه والحاكم عن ابن عمر رضي الله عنه قال المناوي: فيه محمد بن عون الخراساني، قال في الميزان عن النسائي: متروك، وعن البخاري: منكر الحديث، وعن ابن معين: ليس بشيء، ثم أورد له هذا الخبر.
" البيان والتعريف " (2/ 252).
2. وقال الذهبي في " الميزان " كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف بن زيد المزني عن أبيه عن جده، قال ابن معين: ليس بشيء، وقال الشافعي وأبو داود: ركن من أركان الكذب، وضرب أحمد على حديثه، وقال الدارقطني - وغيره -: متروك، وقال ابن حبان: له عن أبيه عن جده نسخة موضوعة.
" تحفة الأحوذي " (2/ 504).
3. محمد بن ميسر الصغاني الضرير، قال ابن معين: جهمي ليس بشيء.
" المقتنى في سرد الكنى " (1/ 262).
= اختلاف القول عن ابن معين في الراوي الواحد.
1. قال المنذري: في إسناده كثير بن زيد أبو محمد الأسلمي مولاهم المدني، قال ابن معين: ثقة، وقال - مرة -: ليس بشيء، وقال – مرة -: ليس بذاك القوي.
" عون المعبود " (9/ 373).
2. صدقة بن موسى أبو المغيرة، ويقال: أبو محمد السلمي البصري الدقيقي، قال يحي بن معين: ليس بشيء، وقال - مرة -: ضعيف.
" عون المعبود " (11/ 170).
(لم يتم ترتيبه ولا تبييضه)
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[18 - 02 - 05, 06:27 م]ـ
(عمير بن إسحاق)
قال فيه ابن معين ليس بشيء
وعند النظر في ترجمته نخلص إلى أنه ثقة وليس متروكاً
سمعت يحيى يقول كان عمير بن إسحاق لا يساوي شيئا ولكن يكتب حديثه قال أبو الفضل يعني يحيى بقوله إنه ليس بشيء يقول إنه لا يعرف ولكن بن عون روى عنه فقلت ليحيى ولا يكتب حديثه قال بلى. تاريخ ابن معين (رواية الدوري) ج4/ص250
عمير بن إسحاق أبو محمد مولى بنى هاشم سمع أبا هريرة وعمرو بن العاص والحسن بن على روى عنه بن عون ولا نعلم روى عنه غير بن عون سمعت أبى يقول ذلك نا عبد الرحمن انا يعقوب بن إسحاق فيما كتب الى قال انا عثمان بن سعيد قال قلت ليحيى بن معين عمير بن إسحاق كيف حديثه فقال ثقة. الجرح والتعديل ج6/ص375
خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1/ص296
عمير بن إسحاق مولى بني هاشم أبو محمد عن المقداد وعنه ابن عون فقط وثقه ابن معين في رواية عثمان الدارمي 6
قال الذهبي: عمير بن إسحاق س شيخ ابن عون خرج له مسلم وفيه جهالة قال ابن معين لا يساوي شيئا. من تكلم فيه ج1/ص
ا والذهبي رحمه الله اقتصر على قوله لايساوي شيئا ونسي رواية الدارمي وفيها توثيق صريح
وهوكذلك
قال ابن حبان: عمير بن إسحاق مولى بنى هاشم كنيته أبو محمد يروى عن أبى هريرة وعمرو بن العاص روى عنه عبد الله بن عون وهو من أهل المدينة قد رأى الحسن بن على بن أبى طالب.
الثقات ج5/ص254
حدثنا محمد بن عيسى قال حدثنا عباس قال سمعت يحيى قال عمير بن إسحاق لا يساوي شيئا ولكنه يكتب حديثه. ضعفاء العقيلي ج3/ص317
البخاري: عمير بن إسحاق أبو محمد مولى لبني هاشم سمع أبا هريرة وعمرو بن العاص والحسن بن علي رضي الله عنهم نسبه يحيى بن موسى حدثنا قريش بن أنس حدثنا بن عون. التاريخ الكبير ج6/ص534
ت عمير بن إسحاق س وثق ما حدث عنه سوى ابن عون. ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج5/ص355.
العلل ومعرفة الرجال ج3/ص109
¥(4/280)
سألته عن عمير بن إسحاق فقال حدث عنه بن عون فقلت له حدث عنه غير بن عون فقال لا ثم قال سألوا مالكا عنه فقال لا أعرفه قال أبي وهو مديني
حدثني القواريري قال حدثنا سليم بن أخضر قال أخبرنا بن عون قال سألت عمير بن إسحاق يوما عن حديث فابتدأ فحدثنيه ثم استصغرني فقطعه.
حدثني أبي قال حدثنا إسماعيل بن علية عن بن 1 - عون عن عمير بن إسحاق قال كان من أدركت من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أكثر ممن سبقني. العلل ومعرفة الرجال ج2/ص406
عمير بن إسحاق كان من أهل المدينة فتحول إلى البصرة فنزلها فروى عنه البصريون بن عون وغيره ولم يرو عنه أحد من أهل المدينة شيئا وقد روى عمير بن إسحاق عن أبي هريرة وغيره قال أخبرنا روح بن عبادة قال حدثنا بن 2 - عون عن عمير بن إسحاق قال كان من أدركت من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أكثر ممن سبقني فما رأيت قوما أهون سيرة ولا أقل تشديدا منهم. الطبقات الكبرى ج7/ص220
خلف قال أخبرنا عثمان بن عمر ومحمد بن عبد 3 - الله الأنصاري قالا أخبرنا بن عون عن عمير بن إسحاق قال كان بلال إذا اشتدوا عليه في العذاب قال أحد أحد فيقولون له قل كما نقول فيقول إن لساني لا يحسنه. الطبقات الكبرى ج3/ص232
صحيح
4 - قال أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة وإسحاق بن يوسف الأزرق عن بن عون عن عمير بن إسحاق قال كان حمزة بن عبد المطلب يقاتل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد بسيفين ويقول أنا أسد الله وجعل يقبل ويدبر قال فبينما هو كذلك إذ عثر عثرة فوقع على ظهره وبصر به الأسود قال أبو أسامة فزرقه بحربة فقتله وقال إسحاق بن يوسف فطعنه الحبشي بحربة أو رمح فبقر. الطبقات الكبرى ج3/ص12
صحيح
5 - نا بشر بن المفضل نا ابن عون عن عمير بن إسحاق عن المقداد بن الأسود قال استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمل فلما رجعت قال كيف وجدت الإمارة قلت يا رسول الله ما ظننت إلا أن الناس كلهم حولي والله لا ألي على عمل ما دمت حيا ح.
تاريخ مدينة دمشق ج60/ص169
صحيح
6 - =فضائل الصحابة لابن حنبل ج2/ص780
حدثنا إبراهيم بن عبد الله أبو مسلم البصري نا أبو عاصم وهو الضحاك بن مخلد عن بن عون عن عمير بن إسحاق أن أبا هريرة لقي الحسن يعني بن علي فقال ارفع ثوبك حتى أقبل منك حيث رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل فرفع عن بطنه فوضع فمه على سرته
حدثنا عبد الله قال حدثنا أبي نا بن أبي عدي عن بن عون عن عمير بن إسحاق قال كنت مع الحسن بن علي فلقينا أبو هريرة فقال أرني أقبل منك حيث رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل قال فقال بقميصه قال فقبل سرته.
فضائل الصحابة لابن حنبل ج2/ص777
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[18 - 02 - 05, 06:28 م]ـ
نشكر الإخوة على هذه الفوائد وللفائدة أيضا
(عمير بن إسحاق)
قال فيه ابن معين ليس بشيء
وعند النظر في ترجمته نخلص إلى أنه ثقة وليس متروكاً
سمعت يحيى يقول كان عمير بن إسحاق لا يساوي شيئا ولكن يكتب حديثه قال أبو الفضل يعني يحيى بقوله إنه ليس بشيء يقول إنه لا يعرف ولكن بن عون روى عنه فقلت ليحيى ولا يكتب حديثه قال بلى. تاريخ ابن معين (رواية الدوري) ج4/ص250
عمير بن إسحاق أبو محمد مولى بنى هاشم سمع أبا هريرة وعمرو بن العاص والحسن بن على روى عنه بن عون ولا نعلم روى عنه غير بن عون سمعت أبى يقول ذلك نا عبد الرحمن انا يعقوب بن إسحاق فيما كتب الى قال انا عثمان بن سعيد قال قلت ليحيى بن معين عمير بن إسحاق كيف حديثه فقال ثقة. الجرح والتعديل ج6/ص375
خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ج1/ص296
عمير بن إسحاق مولى بني هاشم أبو محمد عن المقداد وعنه ابن عون فقط وثقه ابن معين في رواية عثمان الدارمي 6
قال الذهبي: عمير بن إسحاق س شيخ ابن عون خرج له مسلم وفيه جهالة قال ابن معين لا يساوي شيئا. من تكلم فيه ج1/ص
ا والذهبي رحمه الله اقتصر على قوله لايساوي شيئا ونسي رواية الدارمي وفيها توثيق صريح
وهوكذلك
قال ابن حبان: عمير بن إسحاق مولى بنى هاشم كنيته أبو محمد يروى عن أبى هريرة وعمرو بن العاص روى عنه عبد الله بن عون وهو من أهل المدينة قد رأى الحسن بن على بن أبى طالب.
الثقات ج5/ص254
حدثنا محمد بن عيسى قال حدثنا عباس قال سمعت يحيى قال عمير بن إسحاق لا يساوي شيئا ولكنه يكتب حديثه. ضعفاء العقيلي ج3/ص317
¥(4/281)
البخاري: عمير بن إسحاق أبو محمد مولى لبني هاشم سمع أبا هريرة وعمرو بن العاص والحسن بن علي رضي الله عنهم نسبه يحيى بن موسى حدثنا قريش بن أنس حدثنا بن عون. التاريخ الكبير ج6/ص534
ت عمير بن إسحاق س وثق ما حدث عنه سوى ابن عون. ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج5/ص355.
العلل ومعرفة الرجال ج3/ص109
سألته عن عمير بن إسحاق فقال حدث عنه بن عون فقلت له حدث عنه غير بن عون فقال لا ثم قال سألوا مالكا عنه فقال لا أعرفه قال أبي وهو مديني
حدثني القواريري قال حدثنا سليم بن أخضر قال أخبرنا بن عون قال سألت عمير بن إسحاق يوما عن حديث فابتدأ فحدثنيه ثم استصغرني فقطعه.
حدثني أبي قال حدثنا إسماعيل بن علية عن بن 1 - عون عن عمير بن إسحاق قال كان من أدركت من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أكثر ممن سبقني. العلل ومعرفة الرجال ج2/ص406
عمير بن إسحاق كان من أهل المدينة فتحول إلى البصرة فنزلها فروى عنه البصريون بن عون وغيره ولم يرو عنه أحد من أهل المدينة شيئا وقد روى عمير بن إسحاق عن أبي هريرة وغيره قال أخبرنا روح بن عبادة قال حدثنا بن 2 - عون عن عمير بن إسحاق قال كان من أدركت من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أكثر ممن سبقني فما رأيت قوما أهون سيرة ولا أقل تشديدا منهم. الطبقات الكبرى ج7/ص220
خلف قال أخبرنا عثمان بن عمر ومحمد بن عبد 3 - الله الأنصاري قالا أخبرنا بن عون عن عمير بن إسحاق قال كان بلال إذا اشتدوا عليه في العذاب قال أحد أحد فيقولون له قل كما نقول فيقول إن لساني لا يحسنه. الطبقات الكبرى ج3/ص232
صحيح
4 - قال أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة وإسحاق بن يوسف الأزرق عن بن عون عن عمير بن إسحاق قال كان حمزة بن عبد المطلب يقاتل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد بسيفين ويقول أنا أسد الله وجعل يقبل ويدبر قال فبينما هو كذلك إذ عثر عثرة فوقع على ظهره وبصر به الأسود قال أبو أسامة فزرقه بحربة فقتله وقال إسحاق بن يوسف فطعنه الحبشي بحربة أو رمح فبقر. الطبقات الكبرى ج3/ص12
صحيح
5 - نا بشر بن المفضل نا ابن عون عن عمير بن إسحاق عن المقداد بن الأسود قال استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمل فلما رجعت قال كيف وجدت الإمارة قلت يا رسول الله ما ظننت إلا أن الناس كلهم حولي والله لا ألي على عمل ما دمت حيا ح.
تاريخ مدينة دمشق ج60/ص169
صحيح
6 - =فضائل الصحابة لابن حنبل ج2/ص780
حدثنا إبراهيم بن عبد الله أبو مسلم البصري نا أبو عاصم وهو الضحاك بن مخلد عن بن عون عن عمير بن إسحاق أن أبا هريرة لقي الحسن يعني بن علي فقال ارفع ثوبك حتى أقبل منك حيث رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل فرفع عن بطنه فوضع فمه على سرته
حدثنا عبد الله قال حدثنا أبي نا بن أبي عدي عن بن عون عن عمير بن إسحاق قال كنت مع الحسن بن علي فلقينا أبو هريرة فقال أرني أقبل منك حيث رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل قال فقال بقميصه قال فقبل سرته.
فضائل الصحابة لابن حنبل ج2/ص777
ـ[الفضيل]ــــــــ[18 - 02 - 05, 09:30 م]ـ
قال العلامة المعلمي في كتابه التنكيل (طلعية التنكيل ص 54 - 55)
(فابن معين ممن يطلق (ليس بشيء) لا يريد بها الجرح وإنما يريد أن الرجل قليل الحديث)
وقال رحمه الله تعالى: (وحاصله أن ابن معين قد يقول (ليس بشيء) على معنى قلة الحديث فلا تكون جرحا وقد يقولها على وجه الجرح كما يقولها غيره فتكون جرحا فإذا وجدنا الراوي الذي قال فيه ابن معين (ليس بشيء) قليل الحديث وقد وُثق وجب حمل كلمة ابن معين على معنى قلة الحديث لا الجرح وإلا فالظاهر أنها جرح). السابق.
وقال رحمه الله في ترجمة ثعلبة بن سهيل القاضي:
فلما نظرنا في حال ثعلبة وجدناه قليل الحديث ووجدنا ابن معين نفسه قد ثبت عنه أنه قال في ثعلبة لا بأس به وقال مرة ثقة كما في التهذيب) - السابق وقد أشار إليه مرة أخرى في التنكيل (1\ 216)
وقال رحمه الله:
وممن قال ابن معين فيه (ليس بشيء) أبو العطوف الجراح بن المنهال فنظرنا في حاله فإذا له أحاديث غير قليلة ولم يوثقه أحد بل جرحوه قال ابن المديني: لا يكتب حديثه وقال البخاري ومسلم منكر الحديث وقال النسائي والدراقطني متروك وقال أبوحاتم والدولابي الحنفي مترو ك الحديث ذاهب لا يكتب حديثه ...
والكلام فيه أكثر من هذا
فعرفنا أن قول ابن معين فيه (ليس بشيء) أراد بها الجرح كما هو معروف عند غيره في معناها.
- طليعة التنكيل ص 55 وقد أشار إليه مرة أخرى في 1\ 216
والله أعلم
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[19 - 02 - 05, 07:56 م]ـ
أشكر الأخ الكريم (الفضيل) على هذه الفوائد التي أتحفنا بها من كلام المعلمي وكنت قد قرأت التنكيل أكثر من ثلاث مرات قبل سنوان عدة وكنت كلما أقرأ الكتاب أحس أني لأول مرة أقرأ الكتاب من غزارة المعلومات الموجودة فيه ودقتها وقوتها وبعد ذلك عزمت على استخراج الفوائد من هذا الكتاب وفعلاً تم ذلك وكنت على وشك نشر هذا الكتاب بعنوان (إتحاف النبيل في الفوائد من كتاب التنكيل) لكن وجدت كتاباً قريبا من هذا المسمى فتكاسلت عن إتمام هذا العمل واتجهت إلى غيره
ومن فوائد هذا المبحث ما ذكرته أخي الفضيل عن قول ابن معين (ليس بشيء)
وكنت أود أن نخرج من عباءة المعلمي وغيره ونحاول أن نعتمد على أنفسنا بالرجوع إلى المصادر الأصلية مع الاستفادة من كلام المعاصرين وهذا المبحث من هذا القبيل وسوف تجد فوائد كثيرة من كلام المعلمي في مبحث (تمام المنة) والله الموفق
¥(4/282)
ـ[عبدالرحمن برهان]ــــــــ[19 - 02 - 05, 08:59 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع القيم وزادكم علما وهدى .......
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[01 - 07 - 05, 07:40 ص]ـ
بارك الله فيك أخي عبد الرحمن والأخ الفضيل وقبلهم الشيخ هشام والشيخ إحسان وبقية الإخوة
الكرام
وهذا رابط مفيد له علاقة بالموضوع http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=33523
ـ[عبد الله بن إبراهيم المدني]ــــــــ[29 - 08 - 06, 12:28 ص]ـ
همة عالية .. وجهد مشكور .. جزيت خيرا أبا حاتم ..
ذكرت بارك الله فيك .. أن من قال فيهم ابن معين "ليس بشيء" مشهورين بالضعف والضعف الشديد .. ولا أريد تعجل ما ستورده .. لكن هذا يوضح على أقل تقدير أن ابن معين كان متشددا في حكمه على الرجال .. والله أعلم.
ليست - أخي - المسألة مسألة تشدد، وإلا فابن معين رحمه الله معروف عنه ذلك بغير ما ذكر.
ولكن المسألة هي تفسير مصطلح ابن معين رحمه الله ليس إلا.
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[04 - 09 - 06, 04:58 م]ـ
«ليس بشيء» عند ابن معين وعند الجمهور تعني أنّ الراوي ضعيف جداً، ولكن أحياناً تعني عند ابن معين أنّ أحاديثه قليلة جداً، كما قاله ابن القطان الفاسي في هدي الساري (ص421). وقد استعملها الشافعي بمعنى كذاب. كذا استفدتها من الشيخ محمد الأمين حفظه الله تعالى.(4/283)
فوائد في مناهج المتقدمين
ـ[عبدالرحمن ز]ــــــــ[30 - 05 - 03, 11:26 ص]ـ
المقدمة:
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، أحمده سبحانه وأشكره على آلائه ونعمه التي تترى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الرحمن الرحيم عالم السر والنجوى، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وخاتم رسله المبعوث بالحق والهدى، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد: فإن علم الحديث من أشرف العلوم بعد كتاب الله عز وجل، ولقد هيأ الله تعالى لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أئمة أعلاماً وهداة كراماً، نضر الله وجوههم بالبلاغ عن نبيه والذب عن سنته والحفظ لدينه، فبذلوا أوقاتهم وأتعبوا أجسادهم وأسهروا ليلهم وواصلوا نهارهم، فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
في هذا البحث نقف مع فوائد من مناهجهم وفرائد من طرائقهم، لنقتفي أثرهم فالخير – والله – في سلوك طريق من سلف من أهل العلم والهدي المستقيم.
سبب اختيار البحث:
هذا البحث مشاركة في الندوة المقامة بكلية الدراسات الإسلامية بدبي حول ((علوم الحديث واقع وآفاق) فإنه لما عرضت علي المشاركة في أحد موضوعاتها آثرت موضوع ((مناهج القدماء في التعامل مع السنة تصحيحاً وتضعيفاً))، فهو موضوع قريب إلى نفسي موافق لتخصصي.
ولقد كان لرسالتي في الماجستير ((تحقيق القسم الأول من كتاب الكامل في ضعفاء الرجال)) للحافظ ابن عدي، كان لها الأثر في ارتباطي بكتب المتقدمين ا لأوائل في السنة وتراجم الرواة وعلوم الحديث مما زاد تعلقي وحبي لهذا الجانب خاصة ما يتعلق بعلوم الحديث والإسناد.
ولا شك أن هذا الموضوع طويل ودقيق وشائك يحتاج إلى استقراء طويل وإدمان للقراءة في كتب القوم والبحث في زواياها واستخراج خباياها، وهذا قد لا يُتمكن منه في مثل هذا البحث.
ورغم ما كتبته فهذ الموضوع يحتاج إلى توسع أكثر وإلى تأمل أطول، فلا أزعم أني استوفيت ولا أقول إني كفيت، ففي الموضوع وقفات للمتأمل وثغرات للناقد المبصر، ولذا فإني أرى أن يسمى البحث: ((فوائد في مناهج المتقدمين في التعامل مع السنة تصحيحاً وتضعيفاً)).
خطة البحث:
قسمت البحث إلى تمهيد ومدخل ومباحث وفروع:
1 - تمهيد: المقصود بالمتقدمين وبيان فضلهم وعلوهم في هذا الشأن.
2 - مدخل: شروط الاحتجاج بالحديث.
3 - المبحث الأول: المسائل المتعلقة بالعدالة وتحته ثلاثة فروع:
1 - رواية المجهول.
2 - رواية العدل والعدول عن الراوي هل تعد تعديلاً له؟
3 - رواية المبتدع.
المبحث الثاني: المسائل المتعلقة بالضبط.
المبحث الثالث: المسائل المتعلقة باتصال السند، وتحته فروع:
1 - هل يكفي في الاتصال بين الراويين المعاصرة أم لا بد من ثبوت اللقاء في المعنعن.
2 - المدلس.
المبحث الرابع: المسائل المتعلقة بشرط السلامة من الشذوذ، وتحته فروع:
1 - بين الشاذ والمنكر.
2 - التفرد والشذوذ والنكارة.
3 - زيادة الثقة.
المبحث الخامس: المسائل المتعلقة بالسلامة من العلة القادحة.
المبحث السادس: المسائل المتعلقة بتقوية الحديث.
- الخاتمة.
- الفهارس.
هذا وأسأل الله تعالى أن يجعل عملي خالصاً لوجهه وأن يجعله لي ذخراً وأن يحسن لنا العاقبة، ومن رأى فيما ذكرت خطأ فليدلني عليه فالمرء ضعيف بنفسه قوي بإخوانه
والله ولي التوفيق
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه
كتبه:
د. عبدالرحمن عبد الكر يم الز يد
10/ 11/1423هـ
13/ 1/2003م
رأس الخيمة، ص: 144، الإمارات العربية المتحدة
تمهيد
المقصودبالمتقدمين وبيان فضلهم وعلوهم في هذا الشأن.
من أهل العلم من ذهب الى أن المتقدمين من كان قبل الثلاثمائة للهجرة، و هذا القول للحافظ الذهبي رحمه الله تعالى، (1) وكأن هذا القول اعتمد على أن ذلك عصر القرون المفضلة التي قال عنها النبي ?: ((خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)) (2).
أو لأن آخر الأئمة الستة أصحاب الكتب المشهورة في السنة كانت وفاته قريب الثلاثمائة وهو الإمام أحمد بن شعيب النسائي حيث توفي سنة 303هـ.
¥(4/284)
وهذا الرأي وجيه وله حظ من القوة، ففي تلك القرون عاش الجهابذة الذين كان لهم قصب السبق في حفظ السنة والذب عنها وبيان صحيحها من معلولها، وكان لهم المؤلفات الضخمة في الحديث والرجال والعلل وغيرها إلا أنه وجد بعد الثلاثمائة من الأئمة من سار على منهج المتقدمين وحذا على قواعدهم وطرائقهم فهو ملحق بهم كالإمام الدار قطني والخطيب البغدادي وابن رجب وغيرهم. وهناك قول آخروسع دآئرة المتقدمين للحافظ ابن حجر رحمه الله حيث قال في النكت على علوم الحديث ـ عند تكلم على أحوال لفظ (عن):وأما المتأخرون وهم من بعد الخمسمائة وهلم جرا فاصطلحوا عليها للإجازة. (3)
وقد عدّ الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى ابن حبان من المتقدمين فقال في كتابه (تعريف أهل التقديس في كلامه عن مكحول قال: ((مكحول الشامي الفقيه المشهور تابعي يقال إنه لم
يسمع من الصحابة إلا عن نفر قليل ووصفه بذلك ابن حبان، وأطلق الذهبي أنه كان يدلس ولم أره للمتقدمين إلا في قول ابن حبان)) () ا. هـ
وفي نزهة النظر لما تكلم عن زيادة الثقة قال: والمنقول عن أئمة الحديث المتقدمين ... وذكر منهم الدار قطني ... )) وسيأتي قوله في مبحث زيادة الثقة.
فهذا يدل على أن ابن حجر رحمه الله يوسع دائرة المتقدمين، فابن حبان رحمه الله توفي سنة (354) هـ، والدار قطني مات سنة (385) هـ.
وعلى كلٍّ فالمسألة ليس لها ضابط متفق عليه وهي مسألة نسبية من حيث التعبير اللغوي ولذا فقد عد الذهبي الإسماعيلي (صاحب المستخرج) من المتقدمين مع أنه توفي عام (371هـ) (2) والعبرة في هذا الباب فيما يظهر لي بالمنهج فمن كان على طريقة الأئمة النقاد المتقدمين واستقى منهم فهو ملحق بهم والله أعلم.
أما فضل المتقدمين من المحدثين فيشهد به كل من قرأ شيئاً من كتبهم أو نظر في مؤلفاتهم أو اطلع على سيرهم وجهودهم العظيمة في الحفاظ على السنة والذب عنها حتى إن المرء ليوقن أن الله سبحانه وتعالى هيأهم وسخرهم لحفظ دينه وإبلاغ سنة نبيه ?، والأخذُ عنهم والعناية بكتبهم وأقوالهم من المهمات التي لا يستغنى عنها طالب العلم خاصة في باب الحديث ومعرفة الرجال والعلل.
يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله: فضبط ما روي عنهم – يعني علماء السلف – في ذلك أفضل العلوم مع تفهمه وتعقله والتفقه فيه، وما حدث بعدهم من التوسع لا خير في كثير منه إلا أن يكون شرحاً لكلام يتعلق بكلامهم، وأما ما كان مخالفاً لكلامهم فأكثره باطل أو لا منفعة فيه، وفي كلامهم في ذلك كفاية وزيادة، فلا يوجد في كلام من بعدهم من حق إلا وهو في كلامهم موجود بأوجز لفظ وأخصر عبارة، ولا يوجد في كلام من بعدهم من باطل إلا وفي كلامهم ما يبين بطلانه لمن فهمه وتأمله، ويوجد في كلامهم من المعاني البديعة والمآخذ الدقيقة ما لا يهتدي إليه من بعدهم ولا يُلمّ به، فمن لم يأخذ العلم من كلامهم فاته ذلك الخير كله مع ما يقع في كثير من الباطل متابعة لمن تأخر عنهم ويحتاج من جمع كلامهم إلى معرفة صحيحه من سقيمه وذلك بمعرفة الجرح والتعديل والعلل ().
كذا قال ابن رجب رحمه الله، وهي وصية عظيمة نافعة في الاستفادة من علوم السلف وتقديمها على غيرها.
أقول: ويتأكد ذلك في هذا الباب الذي نحن بصدده وهو منهجهم في التعامل مع السنة تصحيحاً وتضعيفاً ومعرفة قواعدهم في ذلك وضوابطهم، فإنهم كانوا أقرب إسناداً وأخبر بالرواة وأحفظ للمتون.
يقول ابن حبان رحمه الله في وصفهم: أمعنوا في الحفظ وأكثروا في الكتابة وأفرطوا في الرحلة وواظبوا على السنة والمذاكرة والتصنيف والدراسة حتى إن أحدهم لو سئل عن عدد الأحرف في السنة لكل سنة منها عدّها عدّا، ولو زيد فيها ألِف أو واو لأخرجها طوعاً ولأظهرها ديانة، ولولاهم لدرست الآثار واضمحلت الأخبار، وعلا أهل الضلالة والهوى وارتفع أهل البدع والعمى)) ().
فهذا في الحقيقة موجب للرجوع إلى علمهم والعناية بكلامهم والاستفادة من قواعدهم والتسليم لهم في نقدهم لشدة تدقيقهم وغلبة توفيقهم.
يقول الذهبي رحمه الله تعالى في كتابه (الموقظة) بعد كلام له على بعض رواة الحديث: ((وهذا في زماننا يعسر نقده على المحدث فإن أولئك الأئمة كالبخاري وأبي حاتم وأبي داود عاينوا الأصول وعرفوا عللها، وأما نحن فطالت علينا الأسانيد وفقدت العبارات المتيقنة)) ().
¥(4/285)
ويقول الحافظ ابن حجر في نكته على ابن الصلاح بعد كلام له حول تعليل القدماء لبعض الأحاديث: وبهذا التقرير يتبين عظم موقع كلام الأئمة المتقدمين وشدة فحصهم وقوة بحثهم وصحة نظرهم وتقدمهم بما يوجب المصير إلى تقليدهم في ذلك والتسليم لهم فيه)) ().
وهذا كلام خبير عارف مارس كلام المتقدمين وعرف قدره ودقته، ومن هذا كان لزاماً على محدثني عصرنا – من باب أولى – العناية بمنهج المتقدمين والتسليم لهم وترك التطاول عليهم كما نراه – مع الأسف – من بعض من سلك التصحيح والتضعيف للأحاديث.
فهذا ابن حجر على حفظه وعلو كعبه وهو ممن أرسى علوم مصطلح الحديث وأبدع وأتقن الكلام فيها، يقول: هذا الكلام النفيس فما بالك من أهل زماننا في وقت ضعف فيه الحفظ وانعدم الضبط أو كاد؟ ولعلي هنا ألخص أهم الأسباب التي تدعو إلى الأخذ بمنهج المتقدمين وتقديمهم.
1 - سعة حفظهم وتمام ضبطهم:
وهذا بابٌ يطول منه العجب، فهذا الإمام البخاري رحمه الله تعالى يقول: أحفظ مائة ألف حديث صحيح وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح (). وقال علي بن الحسين بن عاصم البيكندي: قدم علينا محمد بن إسماعيل فقال له رجل من أصحابنا: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: كأني أنظر إلى سبعين ألف حديث من كتابي، فقال له محمد بن إسماعيل: أو تعجب من هذا القول؟ لعلّ في هذا الزمان من ينظر إلى مائتي ألف ألفٍ من كتابه، وإنما عنى نفسه ().
وهذا أبو زرعة الرازي رحمه الله تعالى أقسم رجل بالطلاق أنه يحفظ مائة ألف حديث، فقالواله: طلقت زوجتك، ثم سألوا أبا زرعة فقال: قولوا له يمسك زوجته (). وهذا يحيى بن معين يقول: كتبت بيدي هذه ستمائة ألف حديث ()، وهذا الإمام أحمد قال عنه أبو زرعة: كان يحفظ ألف ألف حديث فقيل له: ما يدريك؟ قال: ذاكرْته فأخذت عليه الأبواب ().
وأخبارهم في هذا مشهورة، ومن قرأ مقدمة الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ومقدمة الكامل لابن عدي عرف ذلك.
2 - كثرت ممارستهم للحديث ومدارستهم له بحيث صارت عندهم ملكة يميزون بها ألفاظ
النبي ? من غيرها.
فألفاظ النبوة لها نور فيدركها من طالت ممارسته وكثر حفظه. يقول الأوزاعي: ((كنا نسمع الحديث فنعرضه على أصحابنا كما نعرض الدرهم الزائف على الصيارفة فما عرفوا أخذنا وما أنكروا تركنا)) ().
وقيل لعبدالرحمن بن مهدي: إنك تقول للشيء: هذا يصح وهذا يثبت، فعمن تقول ذلك؟ فقال: أرأيت لو أتيت الناقد فأريته دراهمك فقال: هذا جيد وهذا بهرج أكنت تسأله عن ذلك أو تسلم الأمر إليه؟ قال: لا، بل كنت أسلم الأمر إليه، فقال: فهذا كذلك لطول المجادلة والمناظرة والخبرة)) ().
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: جاءني رجل من جلة أصحاب الرأي من أهل الفهم فيهم ومعه دفتر فعرضه علي فقلت في بعضها: هذا حديث خطأ قد دخل لصاحبه حديث في حديث، وقلت في بعضه: هذا حديث باطل، وقلت في بعضه: هذا حديث منكر، وقلت في بعضه: هذا حديث كذب وسائر ذلك أحاديث صحاح، فقال: من أين علمت أن هذا خطأ وأن هذا باطل وأن هذا كذب؟ أخبرك راوي هذا الكتاب بأني غلطت وأني كذبت في حديث كذا وكذا؟ فقلت: لا، ما أدري هذا الجزء من رواية من هو غيرَ أني أعلم أن هذا خطأ، وأن هذا باطل، وأن هذا كذب، فقال لي: تدعي الغيب؟ قال: قلت: ما هذا ادعاء الغيب، قال: فما الدليل على ما تقول؟ قلت: سل عما قلت من يحسن مثل ما أحسن، فإن اتفقنا علمت أنا لم نجازف ولم نقله إلا بفهم، قال: من هو الذي يحسن مثل ما تحسن؟ قلت: أبو زرعة. قال: ويقول أبو زرعة مثل ما قلت؟ قلت: نعم. قال: هذا عجب، فأخذ يكتب في كاغد ألفاظي في تلك الأحاديث ثم رجع إلي وقد كتب ألفاظاً ما تكلم به أبو زرعة في تلك الأحاديث، فما قلت إنه باطل قال أبو زرعة: هذا كذب، قلت: الكذب والباطل واحد، وما قلت: إنه كذب، قال أبو زرعة: هو باطل، وما قلت: إنه منكر قال: هو منكر كما قلت، وما قلت: إنه صحاح قال أبو زرعة هو صحاح. فقال: ما أعجب هذا تتفقان من غير مواطأة فيما بينكما؟ فقلت: قلت لك: إنا لم نجازف وإنما قلناه بعلم ومعرفة أوتيناه والدليل على صحة ما نقوله أن ديناراً نبهرجاً - يعني زائفاً - يحمل إلى الناقد فيقول: هذا دينار نبهرج ويقول لدينار هو جيد: هذا جيد
¥(4/286)
.. إلخ)) () فهذه القصة تدل على قدر ما أوتي المحدثون الأوائل من المعرفة والفهم والتوفيق الرباني.
3 - قربهم من الرواة ومعاصرتهم لكثير منهم:
فهذا مما يوجدب تقديم أقوالهم. ورحم الله الذهبي حين قال - فيما سبق نقله عنه -: ((وأما نحن فطالت علينا الأسانيد وفقدت العبارات المتيقنة)). ولقد كان المحدثون الأوائل يعتنون بما سمعوه من شيوخهم ويحققون فلا يأخذون ما فيه تدليس كما روى عن شعبة أنه كان يرقب فم شيخه قتادة، فإذا صرح بالتحديث والسماع كتب ()، بل كان بعضهم يسأل شيخه هل سمع هذا الحديث ممن فوقه أو لا؟ فمن ذلك ما رواه أبو داود الطيالسي: حدثنا شعبة عن عمرو عن جابر قال: ((كنا نعزل على عهد رسول الله ? والقرآن ينزل)) فقلت - أي شعبة -: أنت سمعته من جابر؟ قال - أي عمرو –: لا ().
ومن دقة المحدثين الجهابذة الأوائل أنهم كانوا يضعفون أحاديث بعض الثقات في بعض شيوخهم دون بقيتهم مثل حماد بن سلمة في روايتة عن قيس بن سعد قال أحمد: ضاع كتابه عنه فكان يحدث من حفظه فيخطئ، وكذا ضعف يحيى القطان روايات حماد بن سلمة عن قيس بن سعد ورواياته عن زيد الأعلم ()، وكذ تكلم أحمد في روايات جرير بن حازم عن قتادة ()، والأمثلة على هذا كثيرة بل جعلوا من هذا القبيل أنواعاً فمنها: من ضُعِّف حديثه في وقت دون آخر، ومنها: من ضُعِّف حديثه في مكان دون آخر، ومنها: من حدث عن أهل مصرٍ فحفظ حديثهم وحدث عن غيرهم فلم يحفظ، ومنها من حدّث عنه أهل مصرٍ فحفظوا حديثه وحدث عنه غيرهم فلم يقيموا حديثه، وأقرأ هذه الأنواع وأمثلتها لترى عجباً في شرح العلل لابن رجب ().
4 - جمعهم للطرق ومعرفتهم بالعلل.
وبمعرفة طرق الحديث تتبين علله كما قال علي بن المديني رحمه الله – وكان إماماً في العلل -: الباب إذا لم تجمع طرقه يتبين خطؤه ()، وقال الخطيب البغدادي رحمه الله: والسبيل إلى معرفة علة الحديث أن يجمع بين طرقه وينظر في اختلاف رواته ويعتبر بمكانتهم من الحفظ ومنزلتهم من الإتقان والضبط ().
وقال عبدالله بن المبارك رحمه الله تعالى: إذا أردت أن يصح لك الحديث فاضرب بعضها ببعض (). أقول: وهكذا كان الأئمة الجهابذة كالإمام أحمد وابن معين وعلي بن المديني والبخاري وأضرابهم كانوا على معرفة بطرق الحديث، ولذلك تجدهم يعلون بعض الطرق بسبب معرفتهم بطرق أخرى، من ذلك ما ذكره العلائي أن الأعمش روى عن أبي وائل عن عبدالله – يعني ابن مسعود -: ((كنا لا نتوضأ من موطئ))، قال الإمام أحمد: كان الأعمش يدلس هذا الحديث، لم يسمعه من أبي وائل، قال: فهنا قلت له: وعمن هو؟ قال: كان الأعمش يرويه عن الحسن بن عمرو الفقمي عن أبي وائل فطرح الحسن بن عمرو وجعله عن أبي وائل ولم يسمعه منه (). والأمثلة في هذا الباب كثيرة.
مدخل: ((شروط الاحتجاج بالحديث)).
من المهم قبل الكلام في هذا الموضوع أن أتطرق للشروط التي اشترطها العلماء للحديث الصحيح والحسن والتي أسسوا عليها بنيان التصحيح أو التحسين وبانخرامها أو بعضها ضعفوا الأحاديث.
وهذه الشروط التي ذكرها من ألف في مصطلح الحديث قديماً وحديثاً بناء على نص من المتقدمين من المحدثين أو استقراءاً من صنيعهم وتعاملهم مع السنة.
فأقول: الشروط التي ذكروها للحديث الصحيح خمسة:
1 - عدالة الرواة.
2 - اتصال السند.
3 - السلامة من الشذوذ.
4 - السلامة من العلل القادحة ().
وهذه الشروط ينص عليها العلماء أو يذكرونها ضمن تعريف الحديث الصحيح، يقول ابن جماعة: أعلم أن الحديث الصحيح: هو ما اتصل سنده برواية العدل الضابط عن مثله وسلم من شذوذ وعلة ().
أما الحسن فإنه وإن اختلفت تعريفاتهم له كما هو معلوم عند الترمذي والخطابي وغيرهم إلا أن العلماء وجهوا ذلك كما فعل ابن الصلاح () وابن جماعة () ومن بعدهم، فجعلوا الحسن قسمين: الحسن لذاته هو ما توفرت فيه الشروط السابقة إلا أن ضبط راويه خف فليس هو بالمتقن ().
¥(4/287)
والقسم الآخر وهو ما عرف عند المتأخرين بالحسن لغيره وهو الضعيف إذا تعددت طرقه والمقصو بالضعيف هو الذي يقبل الانجبار ويعتبر به وهذا التعريف هو ما عبر عنه الترمذي بقوله: ((كل حديث يروى ليس في إسناده متهم بالكذب، ولا يكون الحديث شاذاً ويروى عن من غير وجه نحو ذلك فهو عندنا حديث حسن)) ().
إذاً فالحسن لغيره يشترط فيه أن يأتي من طريق آخر مثله أو أعلى منه، وقد ذكر الإمام الشافعي رحمه الله هذه الشروط للحديث الصحيح بكلام جامع فقال الربيع: قال الشافعي: ولا تقوم الحجة بخبر الخاصة حتى يجمع أموراً منها: أن يكون من حدث به ثقة في دينه معروفاً بالصدق في حديثه، عاقلاً لما يحدث به، عالماً بما يحيل معاني الحديث من اللفظ، وأن يكون ممن يؤدي الحديث بحروفه كما سمعه، ولا يحدث به على المعنى؛ لأنه إذا حدث به على المعنى وهو غير عالم بما يحيل معناه لم يدر لعله يحل الحلال إلى الحرام، وإذا أدى بحروفه لم يبق وجه يخاف فيه إحالة الحديث، حافظاً إن حدث من حفظه، حافظاً لكتابه إن حدث من كتابه، وإذا أشرك أهل الحفظ في الحديث وافق حديثهم بريئاً أن يكون مدلساً يحدث عمن لقي ما لم يسمع منه أو يحدث عن النبي ? بما يحدث الثقات خلافه، ويكون هكذا من فوقه ممن حدثه حتى ينتهي بالحديث موصولاً إلى النبي ? أو إلى من انتهى به إليه دونه، لأن كل واحد مثبت لمن حدثه ومثبت على من حدث عنه () ا. هـ كلام الشافعي. وقد شرح ابن رجب رحمه الله في شرح العلل ثم قال: وقد روى مثل هذا الكلام عن جماعة من السلف ().
وسأذكر هنا ما تيسر لي جمعه حول مناهجهم في هذه الشروط التي ينبني عليها التصحيح والتضعيف وإلا فكل فقرة مما يأتي كفيلة أن تكون بحثاً يكتب فيه المجلد أو أكثر.
وقد أعرضت عن المسائل والأمور الواضحة المتفق عليها وهذا من باب الاختصار:
المبحث الأولً: مناهج المتقدمين فيما يتعلق بالعدالة.
هنا مسائل مهمة متعلقة بالعدالة ينبني عليها التصحيح والتضعيف، سأذكر في كل منها نبذة مختصرة مع الاستدلال لذلك ببعض نصوص المتقدمين وهي كالتالي:
1 - رواية المجهول، ويتفرع منها أو قريب منها مسألة.
2 - رواية العدل أو العدول عن راوٍ هل تعتبر تعديلاً له.
3 - رواية المبتدع.
رواية المجهول:
المجهول كما هو معروف عند العلماء، هو الراوي الذي عرف اسمه ولم يرو عنه إلا راوٍ واحد ولا يعرف فيه جرح ولا تعديل، وهذا التعريف يدخل فيه مجهول العين ومجهول الحال، إلا أن الأخير يعم من روى عنه أكثر من واحد.
وقد ذهب المتأخرون إلى أن الجهالة ترتفع بأن يروي عن الرجل اثنان فصاعداً، يقول الخطيب البغدادي رحمه الله: أقل ما ترتفع به الجهالة أن يروي عن الرجل اثنان فصاعداً من المشهورين بالعلم كذلك ()، وكذا قال عامة كتب المصطلح.
لكن طريقة المتقدمين تختلف، ولنتأمل هذا النص: قال يعقوب بن أبي شيبة: قلت ليحيى بن معين: متى يكون الرجل معروفاً إذا روى عندكم؟ قال: إذا روى عن الرجل مثل ابن سيرين والشعبي وهوؤلاء أهل العلم فهو غير مجهول. قلت: فإذا روى عن الرجل مثل سماك بن حرب وأبي إسحاق؟ قال: هؤلاء يروون عن المجهولين ().
علّق ابن رجب رحمه الله في شرح العلل على هذا - وابن رجب رحمه الله من أمثل من يتتبع طريقة المتقدمين – قال: وهذا تفصيل حسن وهو يخالف إطلاق محمد بن يحيى الذهلي الذي تبعه عليه المتأخرون، أنه لا يخرج الرجل من الجهالة إلا برواية رجلين فصاعداً عنه.
وابن المديني اشترط أكثر من ذلك، فإنه يقول فيمن يروي عنه يحيى بن أبي كثير وزيد بن أسلم فقال: إنه مجهول. ويقول فيمن يروي عن شعبة وحده إنه مجهول. وقال فيمن يروي عنه ابن المبارك ووكيع وعاصم: هو معروف ... إلخ ().
فمما تقدم مما نقله ابن رجب رحمه الله يتبين أنهم يخالفون المتأخرين فيرفعون الجهالة عن الرجل برواية واحد لكن يكون هذا الواحد من العلماء الثقات الكبار.
¥(4/288)
لكن منهج ابن المديني في هذا الباب فيه تشدد، وقد لخص ابن رجب مذهبه بقوله: والظاهر أنه ينظر إلى اشتهار الرجل بين العلماء وكثرة حديثه ونحو ذلك، لا ينظر إلى مجرد رواية الجماعة عنه (). وقريب من ابن المديني أيضاً أبوحاتم الرازي والإمام أحمد بن حنبل، فقد نقل ابن رجب رحمه الله عنه أنه قال في إسحاق بن أسيد الخراساني: ليس بالمشهور (). قال: مع أنه روى عنه جماعة من المصريين لكنه لم يشتهر حديثه بين العلماء، وكذا قال أحمد في حصين بن عبدالرحمن الحارثي: ليس يعرف ما روى عنه غير حجاج بن أرطأة وإسماعيل بن أبي خالد وروى عنه حديثاً واحداً وقال في عبدالرحمن بن وعلة إنه مجهول مع أنه روى عنه جماعة، ولكن مراده أنه لم يشتهر حديثه ولم ينتشر بين العلماء.
وقد صحح حديث بعض من روى عنه واحد ولم يجعله مجهولاً، وقال في خالد بن عمير: لا أحد روى عنه غير الأسود بن شيبان ولكنه حسن الحديث. وقال مرة أخرى: حديثه عندي صحيح.
كذا قرر ابن رجب مذهب أبي حاتم وأحمد ثم علق على ذلك بقوله: وظاهر هذا أنه لا عبرة بتعدد الرواة وإنما العبرة بالشهرة ورواية الحفاظ الثقات ().
ويدل لهذا المعنى أيضاً سؤال ابن أبي حاتم لأبيه حيث قال: سألت أبي عن رواية الثقات عن رجل غير ثقة مما يقويه؟ قال: إذا كان معروفاً بالضعف لم تقوه روايته، وإن كان مجهولاً نفعه رواية الثقة عنه ().
وسأل أبا زرعة أيضاً فقال: ((سألت أبا زرعة عن رواية الثقات عن رجل مما تقوي حديثه فقال: أي لعمري. قلت: الكلبي روى عنه الثوري، قال: إنما ذلك إذا لم يتكلم فيه العلماء، وكان الكلبي يتكلم فيه ... )) ().
فاعتراض ابن أبي حاتم بالثوري يدل على أن الثقة الذي ترفع روايته الجهالة هو الثقة المتميز، وأضاف أبو زرعة حيث لا يكون المرء متكلماً فيه.
فالخلاصة مما سبق مما نقلناه أن الراوي عند المتقدمين ترتفع عنه الجهالة إذا:
- روى عنه واحد من الأئمة الثقات الحفاظ بشرط أن لا يكون الراوي عنه يروي عن المجهولين كما دل عليه كلام يحيى بن معين.
- وأن لا يكون معروفاً بالضعف كما عبر عنه أبو حاتم.
- أو لا يكون تكلم فيه العلماء كما عبر بذلك أبو زرعة.
وبعضهم كابن المديني لا يرفع عنه الجهالة ولو روى عنه أكثر من ثقة، بل يعتبر في ذلك اشتهار حديثه بين العلماء كما سبق. لكن هنا سؤال وهو: ما الذي يرتفع؟ هل هو جهالة العين أو جهالة الحال؟
ظاهر كلام أبي حاتم عندما قال: وإن كان مجهولاً نفعه رواية الثقة عنه أنها تقوي حاله، والذي يظهر لي أن الذي تقوي حاله ويوثق من هذا النوع إذا كان الراوي عنه من أهل التحري والتدقيق كمن صرح أنه لا يروي إلا عن ثقة أو نُص أو اشتهر على أنه لا يروي إلا عن ثقة، ولعل هذا هو مراد أبي حاتم. وقد سأل أبو داود الإمام أحمد رحمه الله تعالى فقال: إذا روى يحيى – يعني ابن سعيد القطان – أو عبدالرحمن بن مهدي عن رجل مجهول يحتج بحديثه؟ قال: يحتج بحديثه (). وروى أيضاً في سؤالات أبي داود: سمعت أحمد قال: عثمان بن غياث ثقة أو قال: لا بأس به ولكنه مرجئ، حدث عنه يحيى، ولم يكن يحدث إلا عن ثقة (). وفيه أيضاً سمعت أحمد قال: أبان بن خالد شيخ بصري لا بأس به، كان عبدالرحمن – يعني ابن المهدي – يحدث عنه وكان لا يحدث إلا عن ثقة ().
قال ابن رجب: والمنصوص عن أحمد يدل على أنه من عرف منه أنه لا يروي إلا عن ثقة، فروايته عن إنسان تعديل له، ومن لم يعرف منه ذلك فليس بتعديل. ثم نقل ابن رجب الروايات عن أحمد فيمن لا يروي إلا عن ثقة، فذكر يحيى بن سعيد وابن مهدي وذكر منهم الإمام مالك حيث قال الإمام أحمد: ما رووى مالك عن أحد إلا وهو ثقة، وكل من روى عنه مالك فهو ثقة.
وقول يحيى بن معين: لا تريد أن تسأل عن رجال مالك، كل من حدث عنه ثقة إلا رجل أو رجلين ().
وممن كان لا يروي إلا عن ثقة إلا في النادر غير ما سبق: الإمام أحمد، وبقي ابن مخلد وحريز بن عثمان، وسليمان بن حرب وشعبة ()، ومنهم ابن معين والبخاري ومسلم والنسائي وأبو زرعة وغيرهم.
¥(4/289)
فتبين بهذا أنه قد أخطأ من أطلق من المتأخرين رد رواية مجهول العين مطلقاً بل هو على التفصيل السابق، وقد عمل بهذا الحافظ ابن حجر فقال في التهذيب في ترجمة أحمد بن نفيل السكوني الكوفي: روى عن حفص بن غياث وعنه النسائي وقال: لا باس به. وقال الذهبي: مجهول. قلت (الحافظ): بل هو معروف، يكفيه رواية النسائي عنه (). فاعتبر رواية النسائي وحده كافية في رفع جهالة عينه، ثم قوله: لا بأس به ترفع جهالة حاله.
وقال في ترجمة أحمد بن يحيى الحراني: وقال الذهبي في الطبقات: أحمد بن يحيى بن محمد لا يعرف، قلت: بل يكفي في رفع جهالة عينه رواية النسائي عنه، وفي التعريف بحاله توثيقه له (). وهذا يدل على أن ابن حجر رحمه الله يرى زوال الجهالة برواية واحد من الأئمة مع تزكيته وأيد هذا ابن الوزير والصنعاني رحمه الله ()، ويوجد في التهذيب والميزان أدلة غير التي ذكرت.
وأنبه إلى أن الذهبي رحمه الله رغم ما سبق إلا أنه يتساهل في رواية المجهولين من كبار التابعين، فقد قال في كتابه (ديوان الضعفاء): وأما المجهولون من الرواة فإن كان الرجل من كبار التابعين أو أوساطهم احتمل حديثه وتلقي بحسن الظن إذا سلم من مخالفة الأصول وركاكة الألفاظ، وإن كان الرجل من صغار التابعين فيتأنى في رواية خبره ويختلف ذلك باختلاف جلالة الراوي عنه وتحريه وعدم ذلك، وإن كان المجهول من أتباع التابعين فمن بعدهم فهو أضعف لخبره لاسيما إذا انفرد به ().
وممن تساهل في المجهولين من القدماء: الإمام ابن حبان كما هو معروف من مذهبه، فإنه نص على أن المسلم ممن لم يعرف بجرح فهو عدل إذا لم يتبين ضده إذ لم يكلف الناس معرفة ما غاب عنهم ().
وبهذا المذهب وثق ابن حبان كثيراً من المجهولين المستورين () الذين يصرح هو أحياناً بأنه لا يعرفهم، ولذلك نجد كثيراً ممن قال عنه الذهبي وابن حجر: مجهول أو لا يعرف أو مستور، ونجد ابن حبان رحمه الله ذكره في الثقات لكن ليس كل من ذكره ابن حبان في الثقات مجهول كما هو معلوم، بل أحياناً يصرح بالتوثيق أو يكون ذلك الراوي من شيوخه الذين عرفهم وخبرهم، وقد فصل في هذه المسألة المعلمي رحمه الله في التنكيل.
وقريب من ابن حبان الحاكم رحمه الله في كتابه المستدرك حيث ذكر قريباً مما ذكره ابن حبان ()، كما أنه أورد في المستدرك أحاديث، ومع ذلك قال: فيه فلان لا أعرفه بعدالة ولا جرح ().
مبحث:
مسألة: رواية الثقة أو الثقات عن الراوي هل تعدّ تعديلاً له؟
أما إن كان الراوي الثقة ليس من أهل التحري ولا يشترط أن يروي عن ثقة فروايته لا تعتبر توثيقاً فنصوصهم تدل على أن رواية الثقة عن رجل لا تدل على توثيقه، والسبب في ذلك أنهم كانوا يروون عن الضعفاء إما لقصد المعرفة والكشف عن روايتهم أو لغير ذلك من الأغراض. وقد سبق اعتراض ابن أبي حاتم بأن الثوري روى عن الكلبي وهو ضعيف، وقول يحيى ابن معين إن سماك بن حرب وأبا إسحاق يروون عن المجاهيل. وقد ذكر العقيلي بإسناد له عن الثوري قال: إني لأروي الحديث على ثلاثة أوجه: أسمع الحديث من الرجل أتخذه ديناًوأسمع الحديث من الرجل أوقف حديثه، وأسمع الحديث من الرجل لا أعبأ بحديثه وأحب معرفته ().
قال ابن رجب رحمه الله: رواية الثقة عن رجل لا تدل على توثيقه، فإن كثيراً من الثقات رووا عن الضعفاء كسفيان الثوري وشعبة وغيرهما، وكان شعبة يقول: لو لم أحدثكم إلا عن الثقات لم أحدثكم إلا عن نفر يسير، قال يحيى القطان: إن لم أرو إلا عمن أرضى ما رويت إلا عن خمسة أو نحو ذلك ()، وقال في موضع آخر عندما تكلم عن مسألة جواز الرواية عن الضعفاء، قال: وكذلك من بعدهم من أئمة المسلمين قرناً بعد قرن وعصراً بعد عصر إلى عصرنا هذا لم يخل حديث إمام من أئمة الفريقين عن مطعون فيه من المحدثين، وللأئمة في ذلك غرض ظاهر، وهو أن يعرفوا الحديث من أين مخرجه والمنفرد به عدل أو مجروح ().
كذالك مما يوثق ممن يدخل في اصطلاح المجهول ما احتج به البخاري ومسلم أو أحدهما فصححا له فإن هذا توثيق ضمني له إذ التصحيح فرع التوثيق، أو نقول كما قال شيخنا الشيخ المحديث أحمد معبد عبد الكريم - محقق النفخ الشذي لابن سيد الناس – قال: إن هذا توثيق عملي، فهذا النوع من الرواة محتج بهم.
¥(4/290)
قال ابن الصلاح رحمه الله: ((قد خرّج البخاري في صحيحه حديث جماعة ليس لهم غير راوٍ واحد ... وكذلك خرّج مسلم حديث قوم لا راوي لهم غير واحد، وذلك مصير منهما إلى أن الراوي قد يخرج عن كونه مجهولاً مردوداً برواية واحد عنه)) ().
وقال الذهبي رحمه الله في الموقظة: ((الثقة من وثقه كثير ولم يضعف، ودونه من لم يوثق ولا ضعف، فإن خرّج حديث هذا في الصحيحين فهو موثق بذلك)).
وقال في موضع آخر: ((فمن احتجا به أو أحدهما ولم يوثق ولا غمز فهو ثقة حديثه قوي)) ().وذكر السخاوي رحمه الله جماعة ممن روى لهم البخاري ومسلم ولم يرو عنهم إلا راوٍ واحد فمنهم حصين بن محمد الأنصاري أخرجا له ولم يرو عنه إلا الزهري وأخرج البخاري لجارية أو جويرية بن قدامة وانفرد عنه أبو جمرة نصر بن عمران الضبعي، وزيد بن رباح ولم يرو عنه إلا مالك، وأخرج مسلم كذلك لجماعة منهم جابر بن إسماعيل الحضرمي ولم يرو عنه إلا ابن وهب، وخباب المدني تفرد به عامر بن سعد، ثم علق السخاوي فقال: فإنهم مع ذلك موثقون ولم يتعرض أحد من أئمة الجرح والتعديل لأحد منهم بتجهيل، نعم جهل أبو حاتم محمد بن الحكم المروزي الأحول، أحد شيوخ البخاري في صحيحه والمنفرد عنه بالرواية لكونه لم يعرفه ولكن نقول: معرفة البخاري به التي اقتضت له روايته عنه ولو انفرد بهما كافية في توثيقه ... إلى أن قال: وبالجملة فرواية إمام ناقل للشريعة لرجل ممن لم يرو عنه سوى واحد في مقام الاحتجاج كافية في تعريفه وتعديله ().
أما إن روى عنه جماعة من الثقات ولم يجرح ولم يوثق فقد قال طائفة إنه يوثق بمجرد ذلك، قال السخاوي: وذهب بعضهم إلى أن مما تثبت به العدالة رواية جماعة من الجُلة عن الراوي وهذه طريقة البزار () في مسنده، وجنح إليها ابن القطان في الكلام على حديث قطع السدر من كتابه الوهم والإيهام ونحوه قول الذهبي في ترجمة مالك بن الخير الزيادي من ميزانه ().
وقد نقل عن ابن القطان أنه ممن لم تثبت عدالته، يريد أنه ما نص أحد على أنه ثقة، قال: وفي رواة الصحيحين عدد كثير ما علمنا أن أحداً نص على توثيقهم، والجمهور على أن من كان من المشايخ قد روى عنه جماعة ولم يأت بما ينكر عليه أن حديثه صحيح، لكن تعقبه شيخنا – يعني ابن حجر – بقوله: ما نسبه للجمهور لم يصرح به أحد من أئمة النقد إلا ابن حبان، نعم هو حق فيمن كان مشهوراً بطلب الحديث والانتساب إليه كما قررته في علوم الحديث ().
أقول: ما استدل به الذهبي من رجال الصحيحين يجاب عليه بما سبق أن الرواية لهم في مقام الاحتجاج توثيق لهم. وردّ عليه ابن حجر في اللسان بقوله: فإن هذا شيء نادر لأن غالبهم معروفون بالثقة إلا من خرجا له في الاستشهاد ().
وقال الذهبي في الموقظة: وقد اشتهر عند طوائف من المتأخرين إطلاق اسم الثقة على من لم يجرح مع ارتفاع الجهالة عنه، وهذا يسمى مستوراً ويسمى محله الصدق ويقال فيه شيخ ().
وقد نصر الشيخ المحدث الألباني رحمه الله ما ذهب إليه ابن القطان والذهبي ونقل قول ابن القطان وذكر أنه جرى عليها الذهبي وابن حجر في توثيق بعض الرواة الذين لم يسبقوا إلى توثيقهم.
قال ذلك الألباني في رده على من انتقد عليه توثيق الهيثم بن عمران العبسي وقد وثقه ابن حبان وروى عنه خمسة ()، وكذلك فعل شعيب الأرناؤوط وغيره حيث أعملوا هذا القول في تحقيقهم للمسند ().
أقول: والذي يظهر لي أن منهج المتقدمين بخلاف ذلك، فقد أسلفت فيما نقل عن الإمام أحمد رحمه الله أنه قال في عبدالرحمن بن وعلة أنه مجهول مع أنه روى عنه جماعة، وقول علي بن المديني في داود بن عامر بن سعد بن أبي وقاص: ليس بالمشهور مع أنه روى عنه جماعة ().
ومن تأمل كتب المتقدمين في التراجم يجد أنهم لا يوثقون بمجرد رواية جماعة من الثقات في كثير ممن ترجموا لهم، وانظر مثلاً ترجمة إسماعيل بن قيس العبسي أبو سعيد في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم، فقد ذكر أنه روى عنه معن بن عيسى، وموسى بن إسماعيل والقواريري، ومع ذلك قال عنه أبو حاتم: مجهول ليس بالمشهور ()، وأيضاً في ترجمة صالح بن رستم الهاشمي أبو عبدالسلام الدمشقي ذكر أنه روى عنه عبدالرحمن بن يزيد بن جابر وسعيد بن أبي أيوب، وقال عنه أبو حاتم: مجهول لا نعرفه ().
وقد تقدم ما ذكره ابن رجب رحمه الله عن ابن المديني أنه ينظر إلى اشتهار الرجل بين العلماء وكثرة حديثه ونحو ذلك لا ينظر إلى مجرد رواية الجماعة عنه، وكذا قوله: لا عبرة بتعدد الرواة وإنما العبرة بالشهرة ورواية الحفاظ الثقات.
فالخلاصة: أن من روى عنه ولو واحد من أئمة النقل أهل النقد والتحري ممن لا يروي إلا عن الثقات ولم يُتَكلم فيه فإنه ينفعه ذلك، أما إن كان الراوي عنه ليس كذلك فإنه لا ينفعه ولو كثروا. والله
ـ[المنتظم]ــــــــ[02 - 01 - 04, 06:22 م]ـ
أين بقية البحث وكذلك الحواشي؟(4/291)
فوائد في مناهج المتقدمين للدكتور عبدالرحمن الزيد [جميع الحلقات]
ـ[عبدالرحمن ز]ــــــــ[30 - 05 - 03, 11:35 ص]ـ
[1]
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا البحث الذي وعدت الأخوة بنشره وسيكون على عدة حلقات واعتذر مما يحصل من نقص أو تغييرات جراء النسخ والنقل فخبرتي قليلة وقد لاحظت سقطا في الهواش اثناء النقل لعله يتدارك فيما يأتي
اخوكم عبدالرحمن الزيد
لمقدمة:
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، أحمده سبحانه وأشكره على آلائه ونعمه التي تترى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الرحمن الرحيم عالم السر والنجوى، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وخاتم رسله المبعوث بالحق والهدى، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد: فإن علم الحديث من أشرف العلوم بعد كتاب الله عز وجل، ولقد هيأ الله تعالى لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أئمة أعلاماً وهداة كراماً، نضر الله وجوههم بالبلاغ عن نبيه والذب عن سنته والحفظ لدينه، فبذلوا أوقاتهم وأتعبوا أجسادهم وأسهروا ليلهم وواصلوا نهارهم، فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
في هذا البحث نقف مع فوائد من مناهجهم وفرائد من طرائقهم، لنقتفي أثرهم فالخير – والله – في سلوك طريق من سلف من أهل العلم والهدي المستقيم.
سبب اختيار البحث:
هذا البحث مشاركة في الندوة المقامة بكلية الدراسات الإسلامية بدبي حول ((علوم الحديث واقع وآفاق) فإنه لما عرضت علي المشاركة في أحد موضوعاتها آثرت موضوع ((مناهج القدماء في التعامل مع السنة تصحيحاً وتضعيفاً))، فهو موضوع قريب إلى نفسي موافق لتخصصي.
ولقد كان لرسالتي في الماجستير ((تحقيق القسم الأول من كتاب الكامل في ضعفاء الرجال)) للحافظ ابن عدي، كان لها الأثر في ارتباطي بكتب المتقدمين ا لأوائل في السنة وتراجم الرواة وعلوم الحديث مما زاد تعلقي وحبي لهذا الجانب خاصة ما يتعلق بعلوم الحديث والإسناد.
ولا شك أن هذا الموضوع طويل ودقيق وشائك يحتاج إلى استقراء طويل وإدمان للقراءة في كتب القوم والبحث في زواياها واستخراج خباياها، وهذا قد لا يُتمكن منه في مثل هذا البحث.
ورغم ما كتبته فهذ الموضوع يحتاج إلى توسع أكثر وإلى تأمل أطول، فلا أزعم أني استوفيت ولا أقول إني كفيت، ففي الموضوع وقفات للمتأمل وثغرات للناقد المبصر، ولذا فإني أرى أن يسمى البحث: ((فوائد في مناهج المتقدمين في التعامل مع السنة تصحيحاً وتضعيفاً)).
خطة البحث:
قسمت البحث إلى تمهيد ومدخل ومباحث وفروع:
1 - تمهيد: المقصود بالمتقدمين وبيان فضلهم وعلوهم في هذا الشأن.
2 - مدخل: شروط الاحتجاج بالحديث.
3 - المبحث الأول: المسائل المتعلقة بالعدالة وتحته ثلاثة فروع:
1 - رواية المجهول.
2 - رواية العدل والعدول عن الراوي هل تعد تعديلاً له؟
3 - رواية المبتدع.
المبحث الثاني: المسائل المتعلقة بالضبط.
المبحث الثالث: المسائل المتعلقة باتصال السند، وتحته فروع:
1 - هل يكفي في الاتصال بين الراويين المعاصرة أم لا بد من ثبوت اللقاء في المعنعن.
2 - المدلس.
المبحث الرابع: المسائل المتعلقة بشرط السلامة من الشذوذ، وتحته فروع:
1 - بين الشاذ والمنكر.
2 - التفرد والشذوذ والنكارة.
3 - زيادة الثقة.
المبحث الخامس: المسائل المتعلقة بالسلامة من العلة القادحة.
المبحث السادس: المسائل المتعلقة بتقوية الحديث.
- الخاتمة.
- الفهارس.
هذا وأسأل الله تعالى أن يجعل عملي خالصاً لوجهه وأن يجعله لي ذخراً وأن يحسن لنا العاقبة، ومن رأى فيما ذكرت خطأ فليدلني عليه فالمرء ضعيف بنفسه قوي بإخوانه
والله ولي التوفيق
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه
كتبه:
د. عبدالرحمن عبد الكر يم الز يد
10/ 11/1423هـ
13/ 1/2003م
رأس الخيمة، ص: 144، الإمارات العربية المتحدة
تمهيد
المقصودبالمتقدمين وبيان فضلهم وعلوهم في هذا الشأن.
من أهل العلم من ذهب الى أن المتقدمين من كان قبل الثلاثمائة للهجرة، و هذا القول للحافظ الذهبي رحمه الله تعالى، (1) وكأن هذا القول اعتمد على أن ذلك عصر القرون المفضلة التي قال عنها النبي ?: ((خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)) (2).
¥(4/292)
أو لأن آخر الأئمة الستة أصحاب الكتب المشهورة في السنة كانت وفاته قريب الثلاثمائة وهو الإمام أحمد بن شعيب النسائي حيث توفي سنة 303هـ.
وهذا الرأي وجيه وله حظ من القوة، ففي تلك القرون عاش الجهابذة الذين كان لهم قصب السبق في حفظ السنة والذب عنها وبيان صحيحها من معلولها، وكان لهم المؤلفات الضخمة في الحديث والرجال والعلل وغيرها إلا أنه وجد بعد الثلاثمائة من الأئمة من سار على منهج المتقدمين وحذا على قواعدهم وطرائقهم فهو ملحق بهم كالإمام الدار قطني والخطيب البغدادي وابن رجب وغيرهم. وهناك قول آخروسع دآئرة المتقدمين للحافظ ابن حجر رحمه الله حيث قال في النكت على علوم الحديث ـ عند تكلم على أحوال لفظ (عن):وأما المتأخرون وهم من بعد الخمسمائة وهلم جرا فاصطلحوا عليها للإجازة. (3)
وقد عدّ الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى ابن حبان من المتقدمين فقال في كتابه (تعريف أهل التقديس في كلامه عن مكحول قال: ((مكحول الشامي الفقيه المشهور تابعي يقال إنه لم
يسمع من الصحابة إلا عن نفر قليل ووصفه بذلك ابن حبان، وأطلق الذهبي أنه كان يدلس ولم أره للمتقدمين إلا في قول ابن حبان)) () ا. هـ
وفي نزهة النظر لما تكلم عن زيادة الثقة قال: والمنقول عن أئمة الحديث المتقدمين ... وذكر منهم الدار قطني ... )) وسيأتي قوله في مبحث زيادة الثقة.
فهذا يدل على أن ابن حجر رحمه الله يوسع دائرة المتقدمين، فابن حبان رحمه الله توفي سنة (354) هـ، والدار قطني مات سنة (385) هـ.
وعلى كلٍّ فالمسألة ليس لها ضابط متفق عليه وهي مسألة نسبية من حيث التعبير اللغوي ولذا فقد عد الذهبي الإسماعيلي (صاحب المستخرج) من المتقدمين مع أنه توفي عام (371هـ) (2) والعبرة في هذا الباب فيما يظهر لي بالمنهج فمن كان على طريقة الأئمة النقاد المتقدمين واستقى منهم فهو ملحق بهم والله أعلم.
أما فضل المتقدمين من المحدثين فيشهد به كل من قرأ شيئاً من كتبهم أو نظر في مؤلفاتهم أو اطلع على سيرهم وجهودهم العظيمة في الحفاظ على السنة والذب عنها حتى إن المرء ليوقن أن الله سبحانه وتعالى هيأهم وسخرهم لحفظ دينه وإبلاغ سنة نبيه ?، والأخذُ عنهم والعناية بكتبهم وأقوالهم من المهمات التي لا يستغنى عنها طالب العلم خاصة في باب الحديث ومعرفة الرجال والعلل.
يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله: فضبط ما روي عنهم – يعني علماء السلف – في ذلك أفضل العلوم مع تفهمه وتعقله والتفقه فيه، وما حدث بعدهم من التوسع لا خير في كثير منه إلا أن يكون شرحاً لكلام يتعلق بكلامهم، وأما ما كان مخالفاً لكلامهم فأكثره باطل أو لا منفعة فيه، وفي كلامهم في ذلك كفاية وزيادة، فلا يوجد في كلام من بعدهم من حق إلا وهو في كلامهم موجود بأوجز لفظ وأخصر عبارة، ولا يوجد في كلام من بعدهم من باطل إلا وفي كلامهم ما يبين بطلانه لمن فهمه وتأمله، ويوجد في كلامهم من المعاني البديعة والمآخذ الدقيقة ما لا يهتدي إليه من بعدهم ولا يُلمّ به، فمن لم يأخذ العلم من كلامهم فاته ذلك الخير كله مع ما يقع في كثير من الباطل متابعة لمن تأخر عنهم ويحتاج من جمع كلامهم إلى معرفة صحيحه من سقيمه وذلك بمعرفة الجرح والتعديل والعلل ().
كذا قال ابن رجب رحمه الله، وهي وصية عظيمة نافعة في الاستفادة من علوم السلف وتقديمها على غيرها.
أقول: ويتأكد ذلك في هذا الباب الذي نحن بصدده وهو منهجهم في التعامل مع السنة تصحيحاً وتضعيفاً ومعرفة قواعدهم في ذلك وضوابطهم، فإنهم كانوا أقرب إسناداً وأخبر بالرواة وأحفظ للمتون.
يقول ابن حبان رحمه الله في وصفهم: أمعنوا في الحفظ وأكثروا في الكتابة وأفرطوا في الرحلة وواظبوا على السنة والمذاكرة والتصنيف والدراسة حتى إن أحدهم لو سئل عن عدد الأحرف في السنة لكل سنة منها عدّها عدّا، ولو زيد فيها ألِف أو واو لأخرجها طوعاً ولأظهرها ديانة، ولولاهم لدرست الآثار واضمحلت الأخبار، وعلا أهل الضلالة والهوى وارتفع أهل البدع والعمى)) ().
فهذا في الحقيقة موجب للرجوع إلى علمهم والعناية بكلامهم والاستفادة من قواعدهم والتسليم لهم في نقدهم لشدة تدقيقهم وغلبة توفيقهم.
¥(4/293)
يقول الذهبي رحمه الله تعالى في كتابه (الموقظة) بعد كلام له على بعض رواة الحديث: ((وهذا في زماننا يعسر نقده على المحدث فإن أولئك الأئمة كالبخاري وأبي حاتم وأبي داود عاينوا الأصول وعرفوا عللها، وأما نحن فطالت علينا الأسانيد وفقدت العبارات المتيقنة)) ().
ويقول الحافظ ابن حجر في نكته على ابن الصلاح بعد كلام له حول تعليل القدماء لبعض الأحاديث: وبهذا التقرير يتبين عظم موقع كلام الأئمة المتقدمين وشدة فحصهم وقوة بحثهم وصحة نظرهم وتقدمهم بما يوجب المصير إلى تقليدهم في ذلك والتسليم لهم فيه)) ().
وهذا كلام خبير عارف مارس كلام المتقدمين وعرف قدره ودقته، ومن هذا كان لزاماً على محدثني عصرنا – من باب أولى – العناية بمنهج المتقدمين والتسليم لهم وترك التطاول عليهم كما نراه – مع الأسف – من بعض من سلك التصحيح والتضعيف للأحاديث.
فهذا ابن حجر على حفظه وعلو كعبه وهو ممن أرسى علوم مصطلح الحديث وأبدع وأتقن الكلام فيها، يقول: هذا الكلام النفيس فما بالك من أهل زماننا في وقت ضعف فيه الحفظ وانعدم الضبط أو كاد؟ ولعلي هنا ألخص أهم الأسباب التي تدعو إلى الأخذ بمنهج المتقدمين وتقديمهم.
1 - سعة حفظهم وتمام ضبطهم:
وهذا بابٌ يطول منه العجب، فهذا الإمام البخاري رحمه الله تعالى يقول: أحفظ مائة ألف حديث صحيح وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح (). وقال علي بن الحسين بن عاصم البيكندي: قدم علينا محمد بن إسماعيل فقال له رجل من أصحابنا: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: كأني أنظر إلى سبعين ألف حديث من كتابي، فقال له محمد بن إسماعيل: أو تعجب من هذا القول؟ لعلّ في هذا الزمان من ينظر إلى مائتي ألف ألفٍ من كتابه، وإنما عنى نفسه ().
وهذا أبو زرعة الرازي رحمه الله تعالى أقسم رجل بالطلاق أنه يحفظ مائة ألف حديث، فقالواله: طلقت زوجتك، ثم سألوا أبا زرعة فقال: قولوا له يمسك زوجته (). وهذا يحيى بن معين يقول: كتبت بيدي هذه ستمائة ألف حديث ()، وهذا الإمام أحمد قال عنه أبو زرعة: كان يحفظ ألف ألف حديث فقيل له: ما يدريك؟ قال: ذاكرْته فأخذت عليه الأبواب ().
وأخبارهم في هذا مشهورة، ومن قرأ مقدمة الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ومقدمة الكامل لابن عدي عرف ذلك.
2 - كثرت ممارستهم للحديث ومدارستهم له بحيث صارت عندهم ملكة يميزون بها ألفاظ
النبي ? من غيرها.
فألفاظ النبوة لها نور فيدركها من طالت ممارسته وكثر حفظه. يقول الأوزاعي: ((كنا نسمع الحديث فنعرضه على أصحابنا كما نعرض الدرهم الزائف على الصيارفة فما عرفوا أخذنا وما أنكروا تركنا)) ().
وقيل لعبدالرحمن بن مهدي: إنك تقول للشيء: هذا يصح وهذا يثبت، فعمن تقول ذلك؟ فقال: أرأيت لو أتيت الناقد فأريته دراهمك فقال: هذا جيد وهذا بهرج أكنت تسأله عن ذلك أو تسلم الأمر إليه؟ قال: لا، بل كنت أسلم الأمر إليه، فقال: فهذا كذلك لطول المجادلة والمناظرة والخبرة)) ().
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: جاءني رجل من جلة أصحاب الرأي من أهل الفهم فيهم ومعه دفتر فعرضه علي فقلت في بعضها: هذا حديث خطأ قد دخل لصاحبه حديث في حديث، وقلت في بعضه: هذا حديث باطل، وقلت في بعضه: هذا حديث منكر، وقلت في بعضه: هذا حديث كذب وسائر ذلك أحاديث صحاح، فقال: من أين علمت أن هذا خطأ وأن هذا باطل وأن هذا كذب؟ أخبرك راوي هذا الكتاب بأني غلطت وأني كذبت في حديث كذا وكذا؟ فقلت: لا، ما أدري هذا الجزء من رواية من هو غيرَ أني أعلم أن هذا خطأ، وأن هذا باطل، وأن هذا كذب، فقال لي: تدعي الغيب؟ قال: قلت: ما هذا ادعاء الغيب، قال: فما الدليل على ما تقول؟ قلت: سل عما قلت من يحسن مثل ما أحسن، فإن اتفقنا علمت أنا لم نجازف ولم نقله إلا بفهم، قال: من هو الذي يحسن مثل ما تحسن؟ قلت: أبو زرعة. قال: ويقول أبو زرعة مثل ما قلت؟ قلت: نعم. قال: هذا عجب، فأخذ يكتب في كاغد ألفاظي في تلك الأحاديث ثم رجع إلي وقد كتب ألفاظاً ما تكلم به أبو زرعة في تلك الأحاديث، فما قلت إنه باطل قال أبو زرعة: هذا كذب، قلت: الكذب والباطل واحد، وما قلت: إنه كذب، قال أبو زرعة: هو باطل، وما قلت: إنه منكر قال: هو منكر كما قلت، وما قلت: إنه صحاح قال أبو
¥(4/294)
زرعة هو صحاح. فقال: ما أعجب هذا تتفقان من غير مواطأة فيما بينكما؟ فقلت: قلت لك: إنا لم نجازف وإنما قلناه بعلم ومعرفة أوتيناه والدليل على صحة ما نقوله أن ديناراً نبهرجاً - يعني زائفاً - يحمل إلى الناقد فيقول: هذا دينار نبهرج ويقول لدينار هو جيد: هذا جيد ... إلخ)) () فهذه القصة تدل على قدر ما أوتي المحدثون الأوائل من المعرفة والفهم والتوفيق الرباني.
3 - قربهم من الرواة ومعاصرتهم لكثير منهم:
فهذا مما يوجدب تقديم أقوالهم. ورحم الله الذهبي حين قال - فيما سبق نقله عنه -: ((وأما نحن فطالت علينا الأسانيد وفقدت العبارات المتيقنة)). ولقد كان المحدثون الأوائل يعتنون بما سمعوه من شيوخهم ويحققون فلا يأخذون ما فيه تدليس كما روى عن شعبة أنه كان يرقب فم شيخه قتادة، فإذا صرح بالتحديث والسماع كتب ()، بل كان بعضهم يسأل شيخه هل سمع هذا الحديث ممن فوقه أو لا؟ فمن ذلك ما رواه أبو داود الطيالسي: حدثنا شعبة عن عمرو عن جابر قال: ((كنا نعزل على عهد رسول الله ? والقرآن ينزل)) فقلت - أي شعبة -: أنت سمعته من جابر؟ قال - أي عمرو –: لا ().
ومن دقة المحدثين الجهابذة الأوائل أنهم كانوا يضعفون أحاديث بعض الثقات في بعض شيوخهم دون بقيتهم مثل حماد بن سلمة في روايتة عن قيس بن سعد قال أحمد: ضاع كتابه عنه فكان يحدث من حفظه فيخطئ، وكذا ضعف يحيى القطان روايات حماد بن سلمة عن قيس بن سعد ورواياته عن زيد الأعلم ()، وكذ تكلم أحمد في روايات جرير بن حازم عن قتادة ()، والأمثلة على هذا كثيرة بل جعلوا من هذا القبيل أنواعاً فمنها: من ضُعِّف حديثه في وقت دون آخر، ومنها: من ضُعِّف حديثه في مكان دون آخر، ومنها: من حدث عن أهل مصرٍ فحفظ حديثهم وحدث عن غيرهم فلم يحفظ، ومنها من حدّث عنه أهل مصرٍ فحفظوا حديثه وحدث عنه غيرهم فلم يقيموا حديثه، وأقرأ هذه الأنواع وأمثلتها لترى عجباً في شرح العلل لابن رجب ().
4 - جمعهم للطرق ومعرفتهم بالعلل.
وبمعرفة طرق الحديث تتبين علله كما قال علي بن المديني رحمه الله – وكان إماماً في العلل -: الباب إذا لم تجمع طرقه يتبين خطؤه ()، وقال الخطيب البغدادي رحمه الله: والسبيل إلى معرفة علة الحديث أن يجمع بين طرقه وينظر في اختلاف رواته ويعتبر بمكانتهم من الحفظ ومنزلتهم من الإتقان والضبط ().
وقال عبدالله بن المبارك رحمه الله تعالى: إذا أردت أن يصح لك الحديث فاضرب بعضها ببعض (). أقول: وهكذا كان الأئمة الجهابذة كالإمام أحمد وابن معين وعلي بن المديني والبخاري وأضرابهم كانوا على معرفة بطرق الحديث، ولذلك تجدهم يعلون بعض الطرق بسبب معرفتهم بطرق أخرى، من ذلك ما ذكره العلائي أن الأعمش روى عن أبي وائل عن عبدالله – يعني ابن مسعود -: ((كنا لا نتوضأ من موطئ))، قال الإمام أحمد: كان الأعمش يدلس هذا الحديث، لم يسمعه من أبي وائل، قال: فهنا قلت له: وعمن هو؟ قال: كان الأعمش يرويه عن الحسن بن عمرو الفقمي عن أبي وائل فطرح الحسن بن عمرو وجعله عن أبي وائل ولم يسمعه منه (). والأمثلة في هذا الباب كثيرة.
مدخل: ((شروط الاحتجاج بالحديث)).
من المهم قبل الكلام في هذا الموضوع أن أتطرق للشروط التي اشترطها العلماء للحديث الصحيح والحسن والتي أسسوا عليها بنيان التصحيح أو التحسين وبانخرامها أو بعضها ضعفوا الأحاديث.
وهذه الشروط التي ذكرها من ألف في مصطلح الحديث قديماً وحديثاً بناء على نص من المتقدمين من المحدثين أو استقراءاً من صنيعهم وتعاملهم مع السنة.
فأقول: الشروط التي ذكروها للحديث الصحيح خمسة:
1 - عدالة الرواة.
2 - اتصال السند.
3 - السلامة من الشذوذ.
4 - السلامة من العلل القادحة ().
وهذه الشروط ينص عليها العلماء أو يذكرونها ضمن تعريف الحديث الصحيح، يقول ابن جماعة: أعلم أن الحديث الصحيح: هو ما اتصل سنده برواية العدل الضابط عن مثله وسلم من شذوذ وعلة ().
أما الحسن فإنه وإن اختلفت تعريفاتهم له كما هو معلوم عند الترمذي والخطابي وغيرهم إلا أن العلماء وجهوا ذلك كما فعل ابن الصلاح () وابن جماعة () ومن بعدهم، فجعلوا الحسن قسمين: الحسن لذاته هو ما توفرت فيه الشروط السابقة إلا أن ضبط راويه خف فليس هو بالمتقن ().
¥(4/295)
والقسم الآخر وهو ما عرف عند المتأخرين بالحسن لغيره وهو الضعيف إذا تعددت طرقه والمقصو بالضعيف هو الذي يقبل الانجبار ويعتبر به وهذا التعريف هو ما عبر عنه الترمذي بقوله: ((كل حديث يروى ليس في إسناده متهم بالكذب، ولا يكون الحديث شاذاً ويروى عن من غير وجه نحو ذلك فهو عندنا حديث حسن)) ().
إذاً فالحسن لغيره يشترط فيه أن يأتي من طريق آخر مثله أو أعلى منه، وقد ذكر الإمام الشافعي رحمه الله هذه الشروط للحديث الصحيح بكلام جامع فقال الربيع: قال الشافعي: ولا تقوم الحجة بخبر الخاصة حتى يجمع أموراً منها: أن يكون من حدث به ثقة في دينه معروفاً بالصدق في حديثه، عاقلاً لما يحدث به، عالماً بما يحيل معاني الحديث من اللفظ، وأن يكون ممن يؤدي الحديث بحروفه كما سمعه، ولا يحدث به على المعنى؛ لأنه إذا حدث به على المعنى وهو غير عالم بما يحيل معناه لم يدر لعله يحل الحلال إلى الحرام، وإذا أدى بحروفه لم يبق وجه يخاف فيه إحالة الحديث، حافظاً إن حدث من حفظه، حافظاً لكتابه إن حدث من كتابه، وإذا أشرك أهل الحفظ في الحديث وافق حديثهم بريئاً أن يكون مدلساً يحدث عمن لقي ما لم يسمع منه أو يحدث عن النبي ? بما يحدث الثقات خلافه، ويكون هكذا من فوقه ممن حدثه حتى ينتهي بالحديث موصولاً إلى النبي ? أو إلى من انتهى به إليه دونه، لأن كل واحد مثبت لمن حدثه ومثبت على من حدث عنه () ا. هـ كلام الشافعي. وقد شرح ابن رجب رحمه الله في شرح العلل ثم قال: وقد روى مثل هذا الكلام عن جماعة من السلف ().
وسأذكر هنا ما تيسر لي جمعه حول مناهجهم في هذه الشروط التي ينبني عليها التصحيح والتضعيف وإلا فكل فقرة مما يأتي كفيلة أن تكون بحثاً يكتب فيه المجلد أو أكثر.
وقد أعرضت عن المسائل والأمور الواضحة المتفق عليها وهذا من باب الاختصار:
المبحث الأولً: مناهج المتقدمين فيما يتعلق بالعدالة.
هنا مسائل مهمة متعلقة بالعدالة ينبني عليها التصحيح والتضعيف، سأذكر في كل منها نبذة مختصرة مع الاستدلال لذلك ببعض نصوص المتقدمين وهي كالتالي:
1 - رواية المجهول، ويتفرع منها أو قريب منها مسألة.
2 - رواية العدل أو العدول عن راوٍ هل تعتبر تعديلاً له.
3 - رواية المبتدع.
رواية المجهول:
المجهول كما هو معروف عند العلماء، هو الراوي الذي عرف اسمه ولم يرو عنه إلا راوٍ واحد ولا يعرف فيه جرح ولا تعديل، وهذا التعريف يدخل فيه مجهول العين ومجهول الحال، إلا أن الأخير يعم من روى عنه أكثر من واحد.
وقد ذهب المتأخرون إلى أن الجهالة ترتفع بأن يروي عن الرجل اثنان فصاعداً، يقول الخطيب البغدادي رحمه الله: أقل ما ترتفع به الجهالة أن يروي عن الرجل اثنان فصاعداً من المشهورين بالعلم كذلك ()، وكذا قال عامة كتب المصطلح.
لكن طريقة المتقدمين تختلف، ولنتأمل هذا النص: قال يعقوب بن أبي شيبة: قلت ليحيى بن معين: متى يكون الرجل معروفاً إذا روى عندكم؟ قال: إذا روى عن الرجل مثل ابن سيرين والشعبي وهوؤلاء أهل العلم فهو غير مجهول. قلت: فإذا روى عن الرجل مثل سماك بن حرب وأبي إسحاق؟ قال: هؤلاء يروون عن المجهولين ().
علّق ابن رجب رحمه الله في شرح العلل على هذا - وابن رجب رحمه الله من أمثل من يتتبع طريقة المتقدمين – قال: وهذا تفصيل حسن وهو يخالف إطلاق محمد بن يحيى الذهلي الذي تبعه عليه المتأخرون، أنه لا يخرج الرجل من الجهالة إلا برواية رجلين فصاعداً عنه.
وابن المديني اشترط أكثر من ذلك، فإنه يقول فيمن يروي عنه يحيى بن أبي كثير وزيد بن أسلم فقال: إنه مجهول. ويقول فيمن يروي عن شعبة وحده إنه مجهول. وقال فيمن يروي عنه ابن المبارك ووكيع وعاصم: هو معروف ... إلخ ().
فمما تقدم مما نقله ابن رجب رحمه الله يتبين أنهم يخالفون المتأخرين فيرفعون الجهالة عن الرجل برواية واحد لكن يكون هذا الواحد من العلماء الثقات الكبار.
¥(4/296)
لكن منهج ابن المديني في هذا الباب فيه تشدد، وقد لخص ابن رجب مذهبه بقوله: والظاهر أنه ينظر إلى اشتهار الرجل بين العلماء وكثرة حديثه ونحو ذلك، لا ينظر إلى مجرد رواية الجماعة عنه (). وقريب من ابن المديني أيضاً أبوحاتم الرازي والإمام أحمد بن حنبل، فقد نقل ابن رجب رحمه الله عنه أنه قال في إسحاق بن أسيد الخراساني: ليس بالمشهور (). قال: مع أنه روى عنه جماعة من المصريين لكنه لم يشتهر حديثه بين العلماء، وكذا قال أحمد في حصين بن عبدالرحمن الحارثي: ليس يعرف ما روى عنه غير حجاج بن أرطأة وإسماعيل بن أبي خالد وروى عنه حديثاً واحداً وقال في عبدالرحمن بن وعلة إنه مجهول مع أنه روى عنه جماعة، ولكن مراده أنه لم يشتهر حديثه ولم ينتشر بين العلماء.
وقد صحح حديث بعض من روى عنه واحد ولم يجعله مجهولاً، وقال في خالد بن عمير: لا أحد روى عنه غير الأسود بن شيبان ولكنه حسن الحديث. وقال مرة أخرى: حديثه عندي صحيح.
كذا قرر ابن رجب مذهب أبي حاتم وأحمد ثم علق على ذلك بقوله: وظاهر هذا أنه لا عبرة بتعدد الرواة وإنما العبرة بالشهرة ورواية الحفاظ الثقات ().
ويدل لهذا المعنى أيضاً سؤال ابن أبي حاتم لأبيه حيث قال: سألت أبي عن رواية الثقات عن رجل غير ثقة مما يقويه؟ قال: إذا كان معروفاً بالضعف لم تقوه روايته، وإن كان مجهولاً نفعه رواية الثقة عنه ().
وسأل أبا زرعة أيضاً فقال: ((سألت أبا زرعة عن رواية الثقات عن رجل مما تقوي حديثه فقال: أي لعمري. قلت: الكلبي روى عنه الثوري، قال: إنما ذلك إذا لم يتكلم فيه العلماء، وكان الكلبي يتكلم فيه ... )) ().
فاعتراض ابن أبي حاتم بالثوري يدل على أن الثقة الذي ترفع روايته الجهالة هو الثقة المتميز، وأضاف أبو زرعة حيث لا يكون المرء متكلماً فيه.
فالخلاصة مما سبق مما نقلناه أن الراوي عند المتقدمين ترتفع عنه الجهالة إذا:
- روى عنه واحد من الأئمة الثقات الحفاظ بشرط أن لا يكون الراوي عنه يروي عن المجهولين كما دل عليه كلام يحيى بن معين.
- وأن لا يكون معروفاً بالضعف كما عبر عنه أبو حاتم.
- أو لا يكون تكلم فيه العلماء كما عبر بذلك أبو زرعة.
وبعضهم كابن المديني لا يرفع عنه الجهالة ولو روى عنه أكثر من ثقة، بل يعتبر في ذلك اشتهار حديثه بين العلماء كما سبق. لكن هنا سؤال وهو: ما الذي يرتفع؟ هل هو جهالة العين أو جهالة الحال؟
ظاهر كلام أبي حاتم عندما قال: وإن كان مجهولاً نفعه رواية الثقة عنه أنها تقوي حاله، والذي يظهر لي أن الذي تقوي حاله ويوثق من هذا النوع إذا كان الراوي عنه من أهل التحري والتدقيق كمن صرح أنه لا يروي إلا عن ثقة أو نُص أو اشتهر على أنه لا يروي إلا عن ثقة، ولعل هذا هو مراد أبي حاتم. وقد سأل أبو داود الإمام أحمد رحمه الله تعالى فقال: إذا روى يحيى – يعني ابن سعيد القطان – أو عبدالرحمن بن مهدي عن رجل مجهول يحتج بحديثه؟ قال: يحتج بحديثه (). وروى أيضاً في سؤالات أبي داود: سمعت أحمد قال: عثمان بن غياث ثقة أو قال: لا بأس به ولكنه مرجئ، حدث عنه يحيى، ولم يكن يحدث إلا عن ثقة (). وفيه أيضاً سمعت أحمد قال: أبان بن خالد شيخ بصري لا بأس به، كان عبدالرحمن – يعني ابن المهدي – يحدث عنه وكان لا يحدث إلا عن ثقة ().
قال ابن رجب: والمنصوص عن أحمد يدل على أنه من عرف منه أنه لا يروي إلا عن ثقة، فروايته عن إنسان تعديل له، ومن لم يعرف منه ذلك فليس بتعديل. ثم نقل ابن رجب الروايات عن أحمد فيمن لا يروي إلا عن ثقة، فذكر يحيى بن سعيد وابن مهدي وذكر منهم الإمام مالك حيث قال الإمام أحمد: ما رووى مالك عن أحد إلا وهو ثقة، وكل من روى عنه مالك فهو ثقة.
وقول يحيى بن معين: لا تريد أن تسأل عن رجال مالك، كل من حدث عنه ثقة إلا رجل أو رجلين ().
وممن كان لا يروي إلا عن ثقة إلا في النادر غير ما سبق: الإمام أحمد، وبقي ابن مخلد وحريز بن عثمان، وسليمان بن حرب وشعبة ()، ومنهم ابن معين والبخاري ومسلم والنسائي وأبو زرعة وغيرهم.
¥(4/297)
فتبين بهذا أنه قد أخطأ من أطلق من المتأخرين رد رواية مجهول العين مطلقاً بل هو على التفصيل السابق، وقد عمل بهذا الحافظ ابن حجر فقال في التهذيب في ترجمة أحمد بن نفيل السكوني الكوفي: روى عن حفص بن غياث وعنه النسائي وقال: لا باس به. وقال الذهبي: مجهول. قلت (الحافظ): بل هو معروف، يكفيه رواية النسائي عنه (). فاعتبر رواية النسائي وحده كافية في رفع جهالة عينه، ثم قوله: لا بأس به ترفع جهالة حاله.
وقال في ترجمة أحمد بن يحيى الحراني: وقال الذهبي في الطبقات: أحمد بن يحيى بن محمد لا يعرف، قلت: بل يكفي في رفع جهالة عينه رواية النسائي عنه، وفي التعريف بحاله توثيقه له (). وهذا يدل على أن ابن حجر رحمه الله يرى زوال الجهالة برواية واحد من الأئمة مع تزكيته وأيد هذا ابن الوزير والصنعاني رحمه الله ()، ويوجد في التهذيب والميزان أدلة غير التي ذكرت.
وأنبه إلى أن الذهبي رحمه الله رغم ما سبق إلا أنه يتساهل في رواية المجهولين من كبار التابعين، فقد قال في كتابه (ديوان الضعفاء): وأما المجهولون من الرواة فإن كان الرجل من كبار التابعين أو أوساطهم احتمل حديثه وتلقي بحسن الظن إذا سلم من مخالفة الأصول وركاكة الألفاظ، وإن كان الرجل من صغار التابعين فيتأنى في رواية خبره ويختلف ذلك باختلاف جلالة الراوي عنه وتحريه وعدم ذلك، وإن كان المجهول من أتباع التابعين فمن بعدهم فهو أضعف لخبره لاسيما إذا انفرد به ().
وممن تساهل في المجهولين من القدماء: الإمام ابن حبان كما هو معروف من مذهبه، فإنه نص على أن المسلم ممن لم يعرف بجرح فهو عدل إذا لم يتبين ضده إذ لم يكلف الناس معرفة ما غاب عنهم ().
وبهذا المذهب وثق ابن حبان كثيراً من المجهولين المستورين () الذين يصرح هو أحياناً بأنه لا يعرفهم، ولذلك نجد كثيراً ممن قال عنه الذهبي وابن حجر: مجهول أو لا يعرف أو مستور، ونجد ابن حبان رحمه الله ذكره في الثقات لكن ليس كل من ذكره ابن حبان في الثقات مجهول كما هو معلوم، بل أحياناً يصرح بالتوثيق أو يكون ذلك الراوي من شيوخه الذين عرفهم وخبرهم، وقد فصل في هذه المسألة المعلمي رحمه الله في التنكيل.
وقريب من ابن حبان الحاكم رحمه الله في كتابه المستدرك حيث ذكر قريباً مما ذكره ابن حبان ()، كما أنه أورد في المستدرك أحاديث، ومع ذلك قال: فيه فلان لا أعرفه بعدالة ولا جرح ().
مبحث:
مسألة: رواية الثقة أو الثقات عن الراوي هل تعدّ تعديلاً له؟
أما إن كان الراوي الثقة ليس من أهل التحري ولا يشترط أن يروي عن ثقة فروايته لا تعتبر توثيقاً فنصوصهم تدل على أن رواية الثقة عن رجل لا تدل على توثيقه، والسبب في ذلك أنهم كانوا يروون عن الضعفاء إما لقصد المعرفة والكشف عن روايتهم أو لغير ذلك من الأغراض. وقد سبق اعتراض ابن أبي حاتم بأن الثوري روى عن الكلبي وهو ضعيف، وقول يحيى ابن معين إن سماك بن حرب وأبا إسحاق يروون عن المجاهيل. وقد ذكر العقيلي بإسناد له عن الثوري قال: إني لأروي الحديث على ثلاثة أوجه: أسمع الحديث من الرجل أتخذه ديناًوأسمع الحديث من الرجل أوقف حديثه، وأسمع الحديث من الرجل لا أعبأ بحديثه وأحب معرفته ().
قال ابن رجب رحمه الله: رواية الثقة عن رجل لا تدل على توثيقه، فإن كثيراً من الثقات رووا عن الضعفاء كسفيان الثوري وشعبة وغيرهما، وكان شعبة يقول: لو لم أحدثكم إلا عن الثقات لم أحدثكم إلا عن نفر يسير، قال يحيى القطان: إن لم أرو إلا عمن أرضى ما رويت إلا عن خمسة أو نحو ذلك ()، وقال في موضع آخر عندما تكلم عن مسألة جواز الرواية عن الضعفاء، قال: وكذلك من بعدهم من أئمة المسلمين قرناً بعد قرن وعصراً بعد عصر إلى عصرنا هذا لم يخل حديث إمام من أئمة الفريقين عن مطعون فيه من المحدثين، وللأئمة في ذلك غرض ظاهر، وهو أن يعرفوا الحديث من أين مخرجه والمنفرد به عدل أو مجروح ().
كذالك مما يوثق ممن يدخل في اصطلاح المجهول ما احتج به البخاري ومسلم أو أحدهما فصححا له فإن هذا توثيق ضمني له إذ التصحيح فرع التوثيق، أو نقول كما قال شيخنا الشيخ المحديث أحمد معبد عبد الكريم - محقق النفخ الشذي لابن سيد الناس – قال: إن هذا توثيق عملي، فهذا النوع من الرواة محتج بهم.
¥(4/298)
قال ابن الصلاح رحمه الله: ((قد خرّج البخاري في صحيحه حديث جماعة ليس لهم غير راوٍ واحد ... وكذلك خرّج مسلم حديث قوم لا راوي لهم غير واحد، وذلك مصير منهما إلى أن الراوي قد يخرج عن كونه مجهولاً مردوداً برواية واحد عنه)) ().
وقال الذهبي رحمه الله في الموقظة: ((الثقة من وثقه كثير ولم يضعف، ودونه من لم يوثق ولا ضعف، فإن خرّج حديث هذا في الصحيحين فهو موثق بذلك)).
وقال في موضع آخر: ((فمن احتجا به أو أحدهما ولم يوثق ولا غمز فهو ثقة حديثه قوي)) ().وذكر السخاوي رحمه الله جماعة ممن روى لهم البخاري ومسلم ولم يرو عنهم إلا راوٍ واحد فمنهم حصين بن محمد الأنصاري أخرجا له ولم يرو عنه إلا الزهري وأخرج البخاري لجارية أو جويرية بن قدامة وانفرد عنه أبو جمرة نصر بن عمران الضبعي، وزيد بن رباح ولم يرو عنه إلا مالك، وأخرج مسلم كذلك لجماعة منهم جابر بن إسماعيل الحضرمي ولم يرو عنه إلا ابن وهب، وخباب المدني تفرد به عامر بن سعد، ثم علق السخاوي فقال: فإنهم مع ذلك موثقون ولم يتعرض أحد من أئمة الجرح والتعديل لأحد منهم بتجهيل، نعم جهل أبو حاتم محمد بن الحكم المروزي الأحول، أحد شيوخ البخاري في صحيحه والمنفرد عنه بالرواية لكونه لم يعرفه ولكن نقول: معرفة البخاري به التي اقتضت له روايته عنه ولو انفرد بهما كافية في توثيقه ... إلى أن قال: وبالجملة فرواية إمام ناقل للشريعة لرجل ممن لم يرو عنه سوى واحد في مقام الاحتجاج كافية في تعريفه وتعديله ().
أما إن روى عنه جماعة من الثقات ولم يجرح ولم يوثق فقد قال طائفة إنه يوثق بمجرد ذلك، قال السخاوي: وذهب بعضهم إلى أن مما تثبت به العدالة رواية جماعة من الجُلة عن الراوي وهذه طريقة البزار () في مسنده، وجنح إليها ابن القطان في الكلام على حديث قطع السدر من كتابه الوهم والإيهام ونحوه قول الذهبي في ترجمة مالك بن الخير الزيادي من ميزانه ().
وقد نقل عن ابن القطان أنه ممن لم تثبت عدالته، يريد أنه ما نص أحد على أنه ثقة، قال: وفي رواة الصحيحين عدد كثير ما علمنا أن أحداً نص على توثيقهم، والجمهور على أن من كان من المشايخ قد روى عنه جماعة ولم يأت بما ينكر عليه أن حديثه صحيح، لكن تعقبه شيخنا – يعني ابن حجر – بقوله: ما نسبه للجمهور لم يصرح به أحد من أئمة النقد إلا ابن حبان، نعم هو حق فيمن كان مشهوراً بطلب الحديث والانتساب إليه كما قررته في علوم الحديث ().
أقول: ما استدل به الذهبي من رجال الصحيحين يجاب عليه بما سبق أن الرواية لهم في مقام الاحتجاج توثيق لهم. وردّ عليه ابن حجر في اللسان بقوله: فإن هذا شيء نادر لأن غالبهم معروفون بالثقة إلا من خرجا له في الاستشهاد ().
وقال الذهبي في الموقظة: وقد اشتهر عند طوائف من المتأخرين إطلاق اسم الثقة على من لم يجرح مع ارتفاع الجهالة عنه، وهذا يسمى مستوراً ويسمى محله الصدق ويقال فيه شيخ ().
وقد نصر الشيخ المحدث الألباني رحمه الله ما ذهب إليه ابن القطان والذهبي ونقل قول ابن القطان وذكر أنه جرى عليها الذهبي وابن حجر في توثيق بعض الرواة الذين لم يسبقوا إلى توثيقهم.
قال ذلك الألباني في رده على من انتقد عليه توثيق الهيثم بن عمران العبسي وقد وثقه ابن حبان وروى عنه خمسة ()، وكذلك فعل شعيب الأرناؤوط وغيره حيث أعملوا هذا القول في تحقيقهم للمسند ().
أقول: والذي يظهر لي أن منهج المتقدمين بخلاف ذلك، فقد أسلفت فيما نقل عن الإمام أحمد رحمه الله أنه قال في عبدالرحمن بن وعلة أنه مجهول مع أنه روى عنه جماعة، وقول علي بن المديني في داود بن عامر بن سعد بن أبي وقاص: ليس بالمشهور مع أنه روى عنه جماعة ().
ومن تأمل كتب المتقدمين في التراجم يجد أنهم لا يوثقون بمجرد رواية جماعة من الثقات في كثير ممن ترجموا لهم، وانظر مثلاً ترجمة إسماعيل بن قيس العبسي أبو سعيد في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم، فقد ذكر أنه روى عنه معن بن عيسى، وموسى بن إسماعيل والقواريري، ومع ذلك قال عنه أبو حاتم: مجهول ليس بالمشهور ()، وأيضاً في ترجمة صالح بن رستم الهاشمي أبو عبدالسلام الدمشقي ذكر أنه روى عنه عبدالرحمن بن يزيد بن جابر وسعيد بن أبي أيوب، وقال عنه أبو حاتم: مجهول لا نعرفه ().
وقد تقدم ما ذكره ابن رجب رحمه الله عن ابن المديني أنه ينظر إلى اشتهار الرجل بين العلماء وكثرة حديثه ونحو ذلك لا ينظر إلى مجرد رواية الجماعة عنه، وكذا قوله: لا عبرة بتعدد الرواة وإنما العبرة بالشهرة ورواية الحفاظ الثقات.
فالخلاصة: أن من روى عنه ولو واحد من أئمة النقل أهل النقد والتحري ممن لا يروي إلا عن الثقات ولم يُتَكلم فيه فإنه ينفعه ذلك، أما إن كان الراوي عنه ليس كذلك فإنه لا ينفعه ولو كثروا. والله
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[30 - 05 - 03, 03:40 م]ـ
أهلا بشيخنا أبي عبد الكريم
هنيئا لهذا الملتقى المبارك التحاق أمثالكم به، ونشكر لكم شيخنا هذا البحث القيم، ونرجوا أن تواصل، وتتحفنا بالمشاركات.
تلميذك: أبو عبد الله عبد الرحمن بن صالح السديس.
¥(4/299)
ـ[عبدالرحمن ز]ــــــــ[03 - 06 - 03, 03:39 م]ـ
[2]
هذ العدد الثاني من موضوع: فوائد في مناهج المتقدمين وارجو المعذرة مما يحصل من سقط اثناء نقل الملف وأنا اتقبل واستفيد من أي ملاحظة وجزاكم الله خيرا اخوكم:عبدالر حمن الزيد
مبحث: رواية المبتدع.
والكلام فيها تفصيلاً طويل لكن لخص ابن رجب رحمه الله تعالى أقوال القدماء فيها على ثلاثة أقوال:
1 - المنع مطلقاً:
ونسبه لابن سيرين ومالك وابن عيينة والحميدي ويونس بن إسحاق وعلي بن حرب.
أما ابن سيرين فقد أخرج مسلم في مقدمة صحيحه قال: لم يكونوا ليسألوا عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا: سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم (). وقال يعقوب بن شيبة: قلت ليحيى بن معين: تعرف أحداً من التابعين كان ينتقي الرجال كما كان ابن سيرين ينتقيهم؟ فقال: لا ().
أما مالك رحمه الله فقد أسند ابن أبي حاتم في ترجمته له في مقدمة الجرج والتعديل ما يدل على شدة انتقائه، كذلك أخرج ابن عدي عنه ذلك في مقدمة الكامل في ضعفاء الرجال.
2 - القول الثاني
قال ابن رجب: ورخصت طائفة في الرواية عنهم إذا لم يتهموا بالكذب، منهم أبو حنيفة والشافعي ويحيى بن سعيد وعلي بن المديني، وقال ابن المديني: لو تركت أهل البصرة للقدر وتركت أهل الكوفة للتشيع لخربت الكتب (). ونقل الخطيب عن الشافعي قال: وتقبل شهادة أهل الأهواء إلا الخطابية من الرافضة؛ لأنهم يرون الشهادة بالزور لموافقيهم ().
3 - القول الثالث:
وفرقت طائفة أخرى بين الداعية فمنعوا الرواية عن الداعية إلى البدعة دون غيره، منهم ابن المبارك وابن مهدي وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين، وروي أيضاً عن مالك.
وفي سؤالات أبي داود: قلت لأحمد يكتب عن القدري قال: إذا لم يكن داعياً، وسمعت أحمد يقول: احتملوا المرجئة في الحديث ().
وقال يزيد بن هارون: لا يكتب عن الرافضة فإنهم يكذبون ().
وقال أبو داود: ليس في أهل الأهواء أصح حديثاً من الخوارج، ثم ذكر عمران بن حطان وأبا حسان الأعرج، ومنهم من فرق بين من يغلو ومن لا يغلو، كما ترك ابن خزيمة حديث عباد بن يعقوب ().
والذي يظهر مما سبق قبول رواية المبتدع إذا اشتهر بالصدق ولم يكن غالياً ولم يكن داعياً لبدعتة. وقد نقل ابن حبان الاتفاق على هذا القول في ثقاته قال: ليس بين أهل الحديث من أئمتنا خلاف أن الصدوق المتقن إذا كان فيه بدعة ولم يكن يدعو إليها أن الاحتجاج بأخباره جائز، فإن دعى إليها سقط الاحتجاج بأخباره (). وحكى هذا القول الخطيب عن الأكثرين ().
وقال ابن رجب بعد ذكر الأقوال: فيخرج من هذا أن البدع الغليظة كالتجهم يرد بها الرواية مطلقاً، والمتوسطة كالقدر إنما يرد الداعي إليها، والخفيفة كالإرجاء هل تقبل معها الرواية مطلقاً أو يرد عن الداعية على روايتين () - يعنى عن الإمام أحمد -.
أقول: وعلى ما سبق يحمل تخريج الشيخين لطائفة من المبتدعة، فقد أجاب ابن حجر على تخريج البخاري لعمران بن حطان بقوله: إنما أخرج له على قاعدته في تخريج أحاديث المبتدع إذا كان صادق اللهجة متديناً ().
وقد ذكر السخاوي رحمه الله طائفة من المبتدعة من خرج لهم في الصحيحين وذكر الأعذار للشيخين في ذلك ().
المبحث الثاني: المسائل المتعلقة بالضبط.
ومن المهم التنبيه عليه في هذا الباب ذكر منهج المتقدمين في الرواة الذين يكونون من أهل الصدق والحفظ ولكن يقع الوهم في حديثهم كثيراً لكن ليس هو الغالب عليهم، فإن المتأمل في طريقة كثير من المتأخرين يجدهم على طرفين، فمنهم من يقبل رواياتهم مطلقاً ومنهم من يردها مطلقاً، بينما نجد أن طريقة المتقدمين التطبيقية هي الانتقاء من حديث هؤلاء ما ضبطوه ولم يظهر فيه الخطأ وإن كان منهم من شدد فترك حديث هذه الطبقة.
¥(4/300)
يقول أبو عيسى الترمذي في العلل: ((وقد تكلم بعض أهل الحديث في قوم من جلة أهل العلم وضعفوهم من قبل حفظهم، ووثقهم آخرون لجلالتهم وصدقهم وإن كانوا قد وهموا في بعض ما رووا.وقد تكلم يحيى بن سعيد القطان في محمد بن عمرو ثم روى عنه، ثم روى الترمذي عن علي بن المديني أن يحيى بن سعيد لم يرو عن شريك ولا عن أبي بكر بن عياش ولا عن الربيع بن صبيح ولا عن المبارك بن فضالة، ثم قال الترمذي: وهؤلاء الذين تركهم يحيى بن سعيد القطان حدث عنهم عبدالله بن المبارك ووكيع بن الجراح وعبدالرحمن بن مهدي وغيرهم من الأئمة ().
وذكر ابن رجب رحمه الله في شرحه أن هذا - يعني الرواية عنهم - رأي سفيان وأكثر أهل الحديث المعنيين منهم في السنن والصحاح كمسلم بن الحجاج وغيره، فإنه ذكر في مقدمة كتابه () أنه لا يخرج حديث من هو متهم عند أهل الحديث ولا من الغالب على حديثه المنكر أو الغلط، وذكر قبل ذلك أنه يخرج حديث أهل الحفظ والإتقان وأنهم على ضربين أحدهما: من لم يوجد في حديثه اختلاف شديد ولا تخليط فاحش، والثاني: من هو دونهم في الحفظ والإتقان ويشملهم اسم الصدق والستر وتعاطي العلم كعطاء بن السائب ويزيد بن أبي زياد وليث بن أبي مسلم، قيل إنه أدركته المنية قبل تخريج حديث هؤلاء، وقيل: إنه خرّج لهم في المتابعات وذلك مراده، وعلى هذا المنوال الشيخ أبو داود والنسائي والترمذي مع أنه خرّج لبعض ممن هو دون هؤلاء وبين ذلك ولم يسكت عنه، وإلى طريقة يحيى بن سعيد يميل علي بن المديني والامام البخاري ().وروى العقيلي عن عبدالرحمن بن مهدي قال: الناس ثلاثة (رجل حافظ متقن فهذا لا يختلف فيه، وآخر متهم والغالب على حديثه الصحة فهذا لا يترك حديثه، وآخر متهم والغالب على حديث الوهم فهذا يترك حديثه ().
وروى الخطيب في الكفاية عن سفيان الثوري قال: ليس يفلت من الغلط أحد، إذا كان الغالب على الرجل الحفظ فهو حافظ وإن غلط، وإذا كان الغالب عليه الغلط ترك ().
أقول: وهؤلاء الممثل بهم إذا رأيت عمل الأئمة وجدتهم يخرجون لهم، فمحمد بن عمرو الذي تكلم فيه يحيى خرّج له البخاري رحمه الله مقروناً بغيره ومسلم في المتابعات واحتج به أصحاب السنن ()، وكذلك عبدالرحمن بن حرملة أخرج له مسلم وكان القطان يضعفه ولا يرضاه وكان يقول: كنت سيء الحفظ فسألت سعيد بن المسيب فرخص لي في الكتاب ()، وشريك هو ابن عبدالله النخعي أخرج له مسلم مقروناً بغيره وكان كثير الوهم لاسيما بعد أن ولي القضاء ()، وأبو بكر بن عياش المقرئ أخرج له البخاري رحمه الله وهو رجل صالح لكنه كثير الوهم ().
وأما الربيع بن صبيح ومبارك بن فضالة فلم يخرجا لهما في الصحيح، وقد وثقا وتكلم فيهما ()، ونحو هؤلاذكره الترمذي رحمه الله بعد ذلك حيث قال: ((وقد تكلم بعض أهل الحديث في سهيل بن أبي صالح ومحمد بن إسحاق وحماد بن سلمة ومحمد بن عجلان، وأشباه هؤلاء من الأئمة إنما تكلموا فيهم من قبل حفظهم في بعض ما رووا وقد حدث عنهم الأئمة)) ().
فهؤلاء أيضاً خرّج لهم مسلم ولبعضهم البخاري رحمهم الله لكن كما أشرت أن الأئمة ينتقون من روايات هؤلاء أجودها، قال ابن رجب رحمه الله: والترمذي يخرج حديث الثقة الضابط ومن يهم قليلاً، ومن يهم كثيراً أو من يغلب عليه الوهم يخرّج حديثه نادراً يبين ذلك ولا يسكت عنه، وأبو داود قريب من الترمذي في هذا بل هو أشد انتقاء للرجال منه، وأما النسائي فشرطه أشد من ذلك ولا يكاد يخرج لمن يغلب عليه الوهم ولا عمن فحش خطؤه وكثر وأما مسلم فلا يخرّج إلا حديث الثقة الضابط، ومن في حفظه شيء تكلم فيه لحفظه لكنه يتحرى في التخريج عنه ولا يخرج عنه إلا ما لا يقال إنه مما وهم فيه، وأما البخاري فشرطه أشد في ذلك وهو أنه لا يخرج إلا الثقة الضابط ولمن ندر وهمه وإن كان قد اعترض عليه في بعض من خرّج عنه ().
¥(4/301)
وقال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد - في رده على ابن القطان عندما عاب على مسلم الاحتجاج بـ مطر الوراق - وقال: كان يشبهه في سوء الحفظ محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى فقال ابن القيم: ولا عيب على مسلم في إخراج حديثه؛ لأنه ينتقي من أحاديث هذا الضرب ما يعلم أنه حفظه، كما يطرح من أحاديث الثقة ما يعلم أنه غلط فيه فغلط في هذا المقام من استدرك عليه إخراج جميع حديث الثقة، ومن ضعف جمع حديث سيء الحفظ فالأولى طريقة الحاكم وأمثاله، والثانية طريقة أبي محمد بن حزم وأشكاله، وطريقة مسلم هي طريقة أئمة هذا الشأن، والله المستعان ().
أقول: وهذا كلام جيد محقق يتبين به طريقة المتقدمين في الرواية عمن تكلم فيه، ونحو هذا الكلام قال ابن القيم في جزء له في فوائد في الكلام على حديث الغمامة قال: وقد روى الحاكم حديث عبدالرحمن بن غزوان هذا في المستدرك وقال: ((هو على شرط مسلم)) وليس كما قال فإن مسلماً إذا احتج بثقة لم يلزمه تصحيح جميع ما رواه ويكون كل ما رواه على شرطه، فإن الثقة قد يغلط ويهم ويكون الحديث من حديثه معلولاً علة مؤثرة فيه مانعة من صحته، فإذا احتج بحديث من حديثه غير معلول لم يكن الحديث المعلول على شرطه، والله أعلم ().
أقول: وبناءً على هذا فلا يجزم بصحة ما قيل فيه رجاله رجال الصحيح أو على شرط الصحيح حتى ينظر فيه واتصاله وخلوه من الشذوذ والنكارة والعلة. والله أعلم.
المبحث الثالث: المسائل المتعلقة باتصال السند:
المسألة الأولى: هل يكفي في الاتصال بين الراويين المعاصرة أم لا بد من ثبوت اللقاء؟
هذه المسألة المشهورة بين الإمامين البخاري ومسلم، فمن المعلوم أن الإمام مسلم شنّع في مقدمة صحيحه على من اشترط ثبوت اللقاء ورأى الاكتفاء بالمعاصرة وقصد بذلك الرد على علي بن المديني وقيل إنه أراد البخاري ()، وقيل إنه أراد بذلك بعض أقرانه أو من دونه ().
وعلى كلٍّ فالمقصود القول لا القائل، فالبخاري رحمه الله يشترط ثبوت اللقاء ولو مرة واحدة والتزم ذلك في صحيحه، ومسلم رحمه الله يقبل الحديث المعنعن بين متعاصرين أمكن لقاؤهما وسلم المعنعِن من التدليس، والمسألة تكلم فيها العلماء قديماً وحديثاً بل ألفت فيها المؤلفات ككتاب السنن الأبين في المحاكمة بين الإمامين البخاري ومسلم في السند المعنعن () لابن رشيد الفهري، وهو كتاب قيّم عرض فيه مؤلفه المسألة ورجح فيه قول البخاري وأجاب على أدلة مسلم التي استدل بها في مقدمة صحيحه بأجوبة مقنعة لمن قرأها. وذكر ابن رشيد في كتابه أن قول البخاري هو قول كثير من المحدثين () وكذا رجح قول البخاري ابن الصلاح فقال: والذي صار إليه مسلم هو المستنكر وما أنكره قد قيل إنه القول الذي عليه أئمة هذا العلم علي ابن المديني والبخاري وغيرهما ()، ونحو هذا قال النووي في شرحه لمسلم () ونسبه العلائي لأكثر الأئمة ()، وقال ابن رجب: ((وأما جمهور المتقدمين فعلىما قاله ابن المديني والبخاري وهو القول الذي أنكره مسلم على من قاله)) ().
ثم قرر ابن رجب هذا بأمثلة وأدلة كثيرة تدل على أنه قول المتقدمين، وذكر رحمه الله أن كثيراً من العلماء المتأخرين على ما قاله مسلم رحمه الله ... قال: وهو ظاهر كلام ابن حبان وغيره، وقد حكى بعض أصحابنا عن أحمد مثله، لكن ابن رجب رحمه الله رجح قول البخاري وردّ على مسلم دعوى الإجماع على قوله وأجاب على بعض أدلته ().
وقد رجح قول مسلم جماعة من الأئمة كابن جماعة في المنهل الروي حيث رجحه ونسبه لجماهير العلماء () وصححه ابن كثير وقال: عليه العمل ().
أقول: وهو الذي جرى عليه عمل كثير من المحدثين المعاصرين كأحمد شاكر والألباني () رحمهما الله تعالى، ولست بصدد التوسع في هذه المسألة فقد ألفت فيها مؤلفات كما أسلفت وقد جمعت فيها رسالة ماجستير للشيخ خالد بن منصور الدريس وفقه الله، وقد علمت عنها أثناء البحث فوقفت عليها وقرأت بعضها وهي قيّمة وفيها فوائد جليلة، والمقصود هنا التنبيه على بعض الأمور المهمة التي وقع التساهل بها في هذا الباب منها:
¥(4/302)
1 - أن الإمام مسلم رحمه الله تعالى رغم قوله ونصرته لهذا القول إلا أنه احتاط في صحيحه فأخرج من هذا النوع ما له متابعات، قال النووي رحمه الله في شرحه: ((وإن كنا لا نحكم على مسلم بعمله في صحيحه بهذا المذهب لكونه يجمع طرقاً كثيرة يتعذر معها وجود مثل هذا الحكم الذي جوّزه)) ()، ونحو هذا ذكر ابن الصلاح في كتابه صيانة صحيح مسلم ().
ومما يدل على ذلك أيضاً حديث أخرجه مسلم من رواية طاووس عن عائشة في النهي عن الصلاة حال طلوع الشمس وغروبها، وطاووس كما في ترجمته في
التهذيب () ذكر أنه لم يسمع من عائشة، وقد ساق مسلم رحمه الله للحديث طرقاً كثيرة عن عائشة وشواهد ().
فالذي أراه أن لا يتساهل الباحث والمحقق في تصحيح الحديث إذا لم يثبت اللقاء في العنعنة بين ثقتين إلا إن كان هناك قرائن تدل على اللقاء كما سيأتي.
2 - رغم أن قول البخاري رحمه الله تعالى ومن قال بقوله هو الأقوى والأحوط إلا أن من تتبع كلام الأئمة وجد أنهم يثبتون اللقاء بالقرائن ولولم يكن هناك ما يدل صريحاً عليه مثل طول المعاصرة وكونهما من بلد واحد أو كونهما قريبين كالولد مع أبيه وغير ذلك.
قال الحافظ ابن رشيد الفهري في كتابه الفائق السنن الأبين: ((فقد يكون لكل حديث حكم يخصه فيطلع فيه على ما يفهم اللقاء أو السماع، ويثير ظناً خاصاً في صحة ذلك الحديث فيصحح اعتماداً على ذلك لا من مجرد العنعنة، ومثل هذا أيها الإمام - يعني الإمام مسلم - لا يُقدر على إنكاره، وقد فعلت في كتابك مثله من رعي الاعتبار بالمتابعات والشواهد وذلك مشهور عند أهل الصنعة)) ().
وقد عمل العلائي رحمه الله بالقرائن فقال حينما ذكر قول أبي زرعة: حميد بن عبدالرحمن عن علي وأبي بكر مرسل، قال: قد سمع من أبيه وعثمان رضي الله عنهما فكيف يكون عن علي مرسلاً وهو معه بالمدينة؟)) ().
وقبله أبو حاتم رحمه الله فقد قال: ((يشبه أن يكون زيد بن أبي أنيسة قد سمع من عبيد بن فيروز؛ لأنه من أهل بلده)) ().ومن هذا الباب أيضاً ما ذكره ابن رجب رحمه الله عن الإمام أحمد أنه سئل عن أبي ركانة سمع من سفينة قال: ينبغي هو قديم قد سمع من ابن عمر ().فهذه أمور بنبغي مراعاتها في هذا الباب. والله الموفق.
المرسل:
قد تكلم العلماء في المرسل قديماً وحديثاً وألفت فيه المؤلفات ومن أنفعها: جامع التحصيل للعلائي رحمه الله تعالى، ولابن رجب رحمه الله في شرح العلل كلام نفيس فيها.
والذي يهم أن أنبه عليه من منهج المتقدمين في هذا الباب عدة أمور:
1 - من المعلوم أن جمهور المحدثين القدماء على عدم الاحتجاج بالمرسل كما قال الإمام مسلم في مقدمة صحيحه: ((المرسل من الروايات في أصل قولنا وقول أهل العلم بالأخبار ليس بحجة وقال: إذا كان مرسلاً فإنه لا يصح عند أكثر أهل الحديث)) () وقال الترمذي: الحديث إذا كان مرسلاً فإنه لا يصح عند أكثر أهل الحديث (). ومن قبِله منهم كالشافعي وغيره فقد شرطوا له شروطاً في المرسِل والمرسل ذكرها الشافعي رحمه الله في الرسالة ()، وإنما أطلق قبول المرسل كثير من الفقهاء، والمحدثين بخلافهم لكن من المراسيل عند طائفة من المتقدمين كأحمد وابن المديني وغيرهم ما هو صحيح كمراسيل سعيد بن المسيب ومحمد بن سيرين وإبراهيم النخعي، وقد نقل ذلك عنهم ابن رجب وقال: هي عندهم صحاح ()، والسبب في ذلك أنهم يرسلون عن الثقات، ومنهم من تتبعها فوجدها صحيحة الأسانيد كما ذكر ذلك الحاكم في مراسيل سعيد بن المسيب () لكن يستثنى مراسيل سعيد عن أبي بكر رضي الله عنه فقد قال عنها يحيى بن سعيد: ذلك شبه الريح (). والقول بقبول مرسل من لا يرسل إلا عن ثقة قول كثيرين من أئمة الجرج والتعديل كما ذكر العلائي () وقال ابن رجب: وقد نقل ابن عبدالبر ما يقتضي أن ذلك إجماع ()، وقال العلائي: فهذا القول أرجح الأقوال في هذه المسألة وأعدلها، لكن هل مراسيل هؤلاء مقبولة بمفردها أو باعتضادها بموصول أو مرسل آخر أو قول صحابي وغيره مما ذكره الشافعي؟
¥(4/303)
ظاهر نقل من تكلم في هذه المسألة أن المراد الاحتجاج بها بمفردها، وتأول الخطيب البغدادي رحمه الله ما ورد عن الشافعي أن إرسال سعيد بن المسيب حسن بأن ذلك إذا اعتضدت قال: لا أنها تقبل بانفرادها لأنه وجد لسعيد بن المسيب عدة مراسيل لم تعرف مسنده () لكن العلائي رحمه الله رجح الأول، وأن مقصود الشافعي في قبول مرسل ابن المسيب بمفرده ().
والذي يظهر لي أن هذا النوع من المراسيل أن الأئمة القدماء إنماحكموا عليها بالصحة والحسن بعد اعتبارها وتتبعها ووجود ما يشهد لها عندهم، فنحن نقبلها اتباعاً لهم، والله أعلم.
2 - المراسيل تتفاوت صحة وضعفاً، وهذا أمر يكثر في كتب المراسيل يفاضلون بينها، وأسباب التفاوت كما ذكر ابن رجب يدور على أربعة أسباب:
أحدها: أن من عرفت روايته عن الضعفاء ضعف مرسله بخلاف غيره.
ثانيها: أن من عرف له سند صحيح إلى من أرسل عنه فإرساله خير ممن لم يعرف له ذلك.
ثالثها: أن من قوي حفظه يحفظ كل ما يسمعه ويثبت في قلبه ويكون منه ما لا يجوز الاعتماد عليه بخلاف من لم يكن له قوة في الحفظ.
رابعها: أن الحافظ إذا روى عن ثقة لا يكاد يترك اسمه، فإذا ترك اسمه دلّ إبهامه على أنه غير مرضي ().
3 - المتقدمون من المحدثين يطلقون المرسل على كل ما لم يسمعه الراوي عمن فوقه ورواه عنه، فيطلق عندهم على كل انقطاع بين راويين. قال عبدالله بن الإمام أحمد: قال أبي: ما سمع سفيان الثوري من أبي عون غير هذا الحديث - يعني حديث الوضوء مما مست النار - والباقي يرسلها عنه (). فقد سمى الإمام أحمد الرواية المنقطعة مرسلة، ويكثر في استعمالهم أن يقولوا: أرسله فلان. وكتب المراسيل والعلل مليئة بهذا الاستعمال، أما المتأخرون ممن ألّف في المصطلح فقد خصصوا المراسيل برواية التابعي عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو ما سقط منه الصحابي والأول أدق.
4 - يجب على من يدرس الأسانيد العناية بهذا الباب، فقد يجد في السند رجلاً ذكر في ترجمته أنه يرسل أو كثير المراسيل، فعليه النظر في عنعنته فقد يكون لم يلق من فوقه فيكون الحديث منقطعاً لا يصح فيأتي من يصححه بناءً على الظاهر، فالأسلم في هذا مراجعة كتب المراسيل كـ (جامع التحصيل) وغيره.
المدلس:
والتدليس أنواع كثيرة أشار إلى بعضها ابن حجر في النكت ()، وفي كتابه تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس وليس المجال لذكرها ولكن أبرزها تدليس الإسناد وهو المراد عند الإطلاق وهو أخص من المرسل كما هو معلوم، فهو رواية الراوي عمن لقيه وسمع منه ما لم يسمعه منه بلفظ موهم وهذا هو أشهر أنواع التدليس، بينما المرسل رواية الراوي عمن لم يلقه وأخص منه ما ذكره بعض المحدثين كابن حجر وهو المرسل الخفي وهو رواية الراوي عمن عاصره ولم يسمع منه ()، لكن كثيراً من المتقدمين يطلقون على هذا تدليساً بل جعله الحاكم من أجناس التدليس فقال: ((والجنس السادس من التدليس قوم رووا عن شيوخ لم يروهم قط ولم يسمعوا منهم ... )) ().
وهذا الاختلاف ترتب عليه اختلاف بين المتقدمين والمتأخرين، فبعض المتأخرين رتبوا على إطلاق بعض المتقدمين على هذا النوع تدليساً أن وصفوا بعض الرواة بالتدليس ومن ثم لم يقبلوا عنعنتهم مطلقاً، وإذا علمت أن بعض المحدثين يستجيزون الإرسال لأغراض شتى أشار إليها ابن رجب والعلائي عرفت خطأ هذه النتيجة، فالمرسل إنما يرد حديثه فيمن أرسل عنه بينما تقبل عنعنته فيمن ثبت سماعه له، ومن هذا القبيل الحسن البصري () والإمام الزهري فلينتبه لهذا فلا يكتفى بالرجوع لكتب المتأخرين فقط.
ولعلي لا أطيل في هذا المبحث، فقد كتب فيه أحد طلاب العلم وهو الشيخ/ ناصر الفهد كتاباً قرأته واستفدت منه وفيه فوائد جمّة أنصح بقراءته لمعرفة تعامل القدماء مع المدلسين، لكني باختصار أنبه إضافة لما سبق على بعض الأمور:
1 - أن روايات المدلسين في الصحيحين محمولة على السماع كما قال طائفة من أهل العلم لأن الأمة تلقت أحاديثهما بالقبول كما ذكر ذلك ابن الصلاح وغيره، يقول النووي: ((وما كان في الصحيحين وشبههما عن المدلسين
¥(4/304)
((بعن)) محمول على ثبوت السماع من جهة أخرى)) ()، وقال القطب الحلبي: أكثر العلماء على أن المعنعنات التي في الصحيحين منزلة منزلة السماع إما لمجيئها من وجه آخر بالتصريح أو لكون المعنعن لا يدلس إلى عن ثقة أو عن بعض شيوخه أو لوقوعها من جهة بعض النقاد المحققين سماع المعنعن لها (). وذكر العلائي أيضاً نحو هذا عن بعض الأئمة (). ثم إن البخاري ومسلم رحمهما الله اعتنيا بأحاديث كتابيهما بذكر الطرق والمتابعات والتي تفيد أحياناً إثبات السماع في الطريق المعنعن للمدلس، وانظر كلام ابن حجر رحمه الله في فتح الباري (13/ 376) كما أن من استخرج عليها من كتب المستخرجات يذكرون طرقاً تفيد تصريح المدلس بالسماع من طريق ذلك المستخرج كما ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله ()، وقد تتبع أخونا الشيخ/خالد العيد في رسالته العلمية أحاديث أبي الزبير عن جابر المروية بـ (عن) في صحيح مسلم فوجدها (130) حديثاً كلها لها متابعات وشواهد إلا ثلاثة أحاديث.
2 - إن هناك بعض المحدثين الذين وصفوا بالتدليس وجعلهم المتأخرين في رتبة من لا يقبل حديثه إلا ما صرح فيه بالسماع وهي المرتبة الثالثة، وإذا تأملت كلام المتقدمين فيهم وتعاملهم مع مروياتهم رأيت أن الراجح في حكمهم أن لا يكونوا في هذه المرتبة كالإمام الزهري (محمد بن مسلم بن شهاب) أحد الأئمة الحفاظ، فقد جعله ابن حجر في المرتبة الثالثة ()، والصواب أنه من المرتبة الثانية وهم من احتمل الأئمة تدليسهم وأخرجوا له في الصحيح أو من الأولى وهم من لا يدلس إلا نادراً فإن الذهبي رحمه الله قال في الزهري: كان يدلس في النادر ()، وقد نبه على هذه النقطة شيخنا الدكتور مسفر الدميني حفظه الله في كتابه في التدليس. وقد خالف ابن حجر العلائي وسبط العجمي في كتابه التبيين في أسماء المدلسين، فقد ذكر أن الإمام الزهري قد قبل الأئمة عنعنته، وهذا يظهر لقلة تدليسه، ومن هذا القبيل أيضاً قتادة بن دعامة السدوسي فلم يرد عن المتقدمين وصفه بكثرة التدليس مع أن ابن حجر رحمه الله ذكره أيضاً في المرتبة الثالثة ().
3 - أما أبو الزبير المكي محمد بن مسلم بن تدرس رحمه الله فهو وإن ذكره ابن حجر رحمه الله في المرتبة الثالثة أيضاً () فلا يكفي أن نقول إنه ليس من المكثرين أو المشهورين بالتدليس بل إن القول بأنه مدلس فيه نظر، وقد ناقش الأدلة التي دلت على تدليس أبي الزبير الشيخ الباحث خالد بن عبدالله العيد في رسالته الرائعة: ((ضوابط تصحيح الإمام مسلم في صحيحه لمرويات أبي الزبير المكي بالعنعنة عن جابر بن عبدالله)) () وقد أجاد فيها وأفاد، وأذكر طرفاً مختصراً مما ذكره، قال: ويمكن أن يقال في نفي التدليس عن أبي الزبير ما يلي:
1 - الإمام ابن عبدالبر استوعب في كتابه الاستغناء ما طعن به في أبي الزبير وقد أجاب عنها ولم يتعرض لمسألة التدليس.
2 - أن الأئمة المتقدمين ممن كتب عنهم في الجرح والتعديل ... لم يذكروا أبا الزبير بالتدليس.
3 - أن من تشددوا في أمر التدليس وعظم أمره وهو شعبة قد روى عنه ولم يصفه بالتدليس.
4 - أن الإمام الشافعي رحمه الله قد نفى التدليس عن أهل الحجاز.
5 - أن الحاكم رحمه الله ذكر حديثاً من طريق أبي الزبير عن جابر بالعنعنة ثم قال: هذا حديث رواته بصريون ثم مدنيون وليس من مذهبهم التدليس ().
6 - ثم على افتراض أن أبا الزبير مدلس فتدليسه عن جابر فقط دون غيره وتدليسه عن ثقة، فالصحيفة التي عنده هي صحيفة اليشكري وقد مضى توثيق أبي زرعة له وكذا الذهبي وغيره، وكذلك لما استفسر في حديث آخر - إن ثبت تدليسه فيه - ذكر صفوان بن عبدالله وهو ثقة ().
هذا وقد سمعت أن الشيخ/ خالد الدريس وفقه الله صاحب كتاب ((موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين)) والذي سبق أن أشرت إليه له كتاب مخطوط بعنوان ((الإيضاح والتبيين بأن أبا الزبير ليس من المدلسين)) ().
¥(4/305)
4 - الإطلاق بأن مجرد (العنعنة) لاتعل حديث المدلس الثقة إلا في حالة وجود التدليس فعلاً أو في حالة وجود علة في المتن أو الإسناد () هذا الإطلاق فيه نظر، نعم هو حق فيمن كان مقلاً من التدليس أو من لا يدلس إلا عن ثقة، أما من كان مشهوراً بالتدليس مكثراً منه فإنه لا يحتج بما عنعنه إلا إن ورد مصرحاً بالسماع، وعلى ذلك يدل كلام المتقدمين.
روى الخطيب البغدادي بسنده إلى يعقوب بن شيبة أنه قال: سألت علي بن المديني عن الرجل يدلس أيكون حجة فيما لم يقل حدثنا؟ قال: إذا كان الغالب عليه التدليس فلا حتى يقول حدثنا ().
فهذا إمام العلل والجرح والتعديل علي بن المديني يرد عنعنة من غلب عليه التدليس، وقال الإمام مسلم رحمه الله في مقدمة صحيحه: ((وإنما كان تفقد من تفقد منهم سماع رواة الحديث ممن روى عنهم إذا كان الراوي ممن عرف بالتدليس في الحديث وشهر به، فحينئذ يبحثون عن سماعه في روايته ويتفقدون ذلك منها)) ().
فقول الإمام مسلم يحكي عن المحدثين أنهم يتفقدون السماع فيمن اشتهر بالتدليس، بل إن الشافعي رحمه الله شرط ذلك فيمن دلس ولو مرة.
يقول ابن رجب: ولم يعتبر الشافعي أن يتكرر التدليس من الراوي ولا أن يغلب على حديثه بل اعتبر تدليسه ولو مرة واحدة، واعتبر غيره من أهل الحديث أن يغلب التدليس على حديث الرجل فقالوا: إذا غلب التدليس لم يقبل حديثه حتى يقول: حدثنا ()، لكن قول الشافعي رحمه الله مرجوح مخالف لقول المحدثين كما أشار إليه ابن رجب رحمه الله.
فالخلاصة: أن من كان مكثراً من التدليس مشهوراً به فإنه لا يقبل منه إلا ما صرح فيه بالسماع ()، أما إذا كان مقلاً من التدليس أو لا يدلس إلا عن ثقة كابن عيينة فإنهم قبلوا عنعنتهم، واستثنى ابن رجب أيضاً من عرف بالتدليس وكان له شيوخ لا يدلس عنهم فحديثه عنهم متصل ().
وذكر هذا الذهبي في ترجمة الأعمش حيث قال عنه: فمتى قال: حدثنا فلا كلام، ومتى قال ((عن)) تطرق إليه احتمال التدليس إلا في شيوخ له أكثر عنهم كإبراهيم وأبي وائل وأبي صالح السمان فإن روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال ().
كذا تقبل العنعنة إذا كان الراوي عن المدلس لا يروي عنه إلا ما ثبت له سماع كشعبة بن الحجاج عن قتادة وأبي إسحاق والأعمش، فقد ورد عن شعبة أنه قال: كفيتكم تدليس ثلاثة: الأعمش وأبي إسحاق وقتادة. وكذلك من هذا رواية يحيى القطان عن زهير عن أبي إسحاق، وكذلك رواية الليث بن سعد عن أبي الزبير () على القول بتدليسه.
الى هنا وللبحث تتمة والله اعلم
ـ[ابوعبدالكريم]ــــــــ[15 - 06 - 03, 08:10 ص]ـ
[3]
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه
فهذا العدد الأخير من فوائد في مناهج المتقدمين في تصحيح الأحاديث وتضعيفها آمل ان يستفيد منه الأخوة وأعتذر عن التأخير لظروف الإمتحانات اخوكم:د. عبدالرحمن الزيد
المبحث الرابع:المسائل المتعلقة بشرط السلامة من الشذوذ:
من المعلوم أن العلماء اختلفوا في ضابط الشاذ على أقوال، فمنهم من عممه كالخليل حيث سوى بين الشاذ والفرد المطلق حيث قال: إن الشاذ ما ليس له إلا إسناد واحد يشذ بذلك شيخ ثقة كان أو غير ثقة، وأخص منه تعريف الحاكم لأنه يقول: إنه تفرد الثقة فيخرج تفرد غير الثقة فيلزم من قوله أن يكون في الصحيح الشاذ وغير الشاذ، وأخص منه كلام الشافعي حيث يقول: إنه تفرد الثقة بخالفة من هو أرجح منه. () وتعريف الشافعي رجحه الكثير منهم ابن حجر رحمه الله وغيره، أما ابن الصلاح رحمه الله فمن كلامه أنه جعل الشاذ قسمين: أحدهما: الحديث الفرد المخالف، والثاني: الفرد الذي ليس في راويه من الثقة والضبط ما يقع جابراً لما يوجبه التفرد والشذوذ من النكارة والضعف (). وتبعه ابن دقيق العيد حيث قال في الشاذ: هو ما خالف رواية الثقات أو ما انفرد به من لا يحمل حاله أن يقبل ما تفرد به ().
وقد أورد العراقي في التقييد والإيضاح وابن حجر في النكت الاعتراضات على تعريف الخليلي والحاكم وابن الصلاح وليس المجال عرض ذلك وإنما سأعرض لمسائل لها علاقة بمنهج المتقدمين:
1 - بين الشاذ والمنكر:
¥(4/306)
فرق بينهما بأن الشاذ ما خالف فيه الثقة من هو أولى منه، والمنكر: ما خالف فيه الضعيف من هو أولى منه، وهذا الاصطلاح الذي عليه كثير من المتأخرين التفريق بينهما كما ذكره ابن حجر حيث قال: إن بين الشاذ والمنكر عموماً وخصوصاً من وجه لأن بينهما اجتماعاً في اشتراط المخالفة وافتراقاً في أن الشاذ رواية ثقة أو صدوق، والمنكر رواية ضعيف، وقد غفل من سوى بينهما () يعني بذلك ابن الصلاح حيث يدخل المنكر في تعريفه الثاني ولأنه قال: وإن كان بعيداً عن ذلك - يعني الحفظ والضبط - لرددنا ما انفرد به وكان من قبل الشاذ والمنكر.
أقول: ورد إطلاق المنكر على ((ما خالف فيه الثقات)) في كلام المتقدمين، فأبو داود رحمه الله قال عن حديث همام بن يحيى عن ابن جريج عن الزهري عن أنس في وضع الخاتم عند دخول الخلاء، قال أبو داود: حديث منكر وإنما يعرف عن ابن جريج عن زياد بن سعد عن الزهري عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتماً من ورق ثم ألقاه، والوهم فيه من همام ().
فهنا عدّ أبو داود مخالفة همام من المنكر مع أن همام بن يحيى ثقة روى له الشيخان ()، ولذلك لما مثل العراقي في التقييد والإيضاح بهذا المثال للمنكر تعقبه ابن حجر في النكت فقال: فإنه شاذ في الحقيقة إذ المنفرد به من شرط الصحيح ().
ومن هذا الباب أيضاً حديث أخرجه النسائي في الكبرى من طريق أبي الأحوص عن سماك عن القاسم بن عبدالرحمن عن أبيه عن بردة بن نيار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اشربوا في الظروف ولا تسكروا. قال أبو عبدالرحمن (النسائي) وهذا حديث منكر غلط فيه أبو الأحوص سلام بن سليم، ثم نقل عن أحمد قال: كان أبو الأحوص يخطئ في هذا الحديث، خالفه شريك في إسناده ولفظه ().
وسلام بن سليم أبو الأحوص الكوفي ثقة متقن صاحب حديث كما في التقريب ()، فانظر كيف حكم النسائي على مخالفة أبي الأحوص بالنكارة مع أن اصطلاح المتأخرين أنه شاذ، والمقصود: أن بعض المتقدمين يطلقون النكارة على الشذوذ كما جرى عليه ابن الصلاح رحمه الله، والأمثلة في هذا الباب كثيرة لمن تأمل.
2 - التفرد والشذوذ والنكارة ((هل كل ما تفرد به راوٍ يعد شاذا أو منكراً؟ ولو لم
يخالف)).
هذا المبحث مهم لا يستغني عنه الباحثون والمتخصصون وهو مبحث دقيق اضطرب فيه كثيرون، وحقيق أنه يخص مستقلاً ببحوث ومؤلفات وله علاقة بالعلة ولكني ذكرته هنا لأن علاقته بالشاذ أقوى، فالخليلي رحمه الله جعل مطلق التفرد شذوذاً والحاكم جعل تفرد الثقة شذوذاَ وقد تعقبوا عليهما كما أشرت سابقاً.
لكن المتأمل لكلام المتقدمين يجد أنهم أطلقوا الشذوذ والنكارة على بعض ما انفرد به الثقات بدون مخالفة ولذلك قال ابن الصلاح رحمه الله تعالى: وإطلاق الحكم على التفرد بالرد أو النكارة أو الشذوذ موجود في كلام كثير من أهل الحديث ().
أقول: واستعمالهم للنكارة في هذا الباب أكثر، وهذا والله أعلم لأن لفظ ((الإنكار)) عام في كل ما استنكر وأنكره عليه غيره ولو كان المنكر عليه ثقة.
ومن هذا الباب ما يقولون عنه: إسناده صحيح وهو شاذ، يعني للتفرد كما في حديث أخرجه الحاكم والبيهقي من طريق شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي الضحى عن ابن عباس في قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنّ} ()، قال: في كل أرض نبي كنبيكم وآدم كآدم ... إلخ، ورواه من طريق شريك عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى، وصححه الحاكم وقال البيهقي: إسناد هذا عن ابن عباس صحيح وهو شاذ بمرة لا أعلم لأبي الضحى عليه متابعاً (). كذلك أخرج الحاكم حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة يهلكون عند الحساب: جواد وشجاع وعالم)) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد وعلى شرطهما وهو غريب شاذ ().
¥(4/307)
وسأنقل هنا كلاماً عن ابن رجب في إطلاق النكارة على ما انفرد به الثقة، فقد نقل ابن رجب رحمه الله عن الإمام أحمد قال: قال لي يحيى بن سعيد: لا أعلم عبيدالله بن عمر أخطأ إلا في حديث واحد لنافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تسافر امرأة فوق ثلاثة أيام .... الحديث، قال أبو عبدالله: فأنكره يحيى بن سعيد عليه، قال أبو عبدالله: فقال لي يحيى بن سعيد: فوجدته قد حدّث به العمري الصغير عن نافع عن ابن عمر مثله، قال أبو عبدالله: لم يسمعه إلا من عبدالله فلما بلغه عن العمري صححه، وهذا الكلام يدل على أن النكارة عند يحيى القطان لا تزول إلا بمعرفة الحديث من وجه آخر وكلام أحمد قريب من ذلك. وقال عبدالله: سألت أبي عن حسين بن علي الذي يروي حديث المواقيت؟ فقال:هو أخو أبي جعفر محمد بن علي، وحديثه الذي روى في المواقيت ليس بمنكر؛ لأنه قد وافقه على بعض صفاته غيره، وقال أحمد في بريد بن عبدالله بن أبي بردة يروي أحاديث مناكير، وقال أحمد في محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي: هو المتفرد برواية حديث الأعمال بالنيات في حديثه شيء، يروي أحاديث مناكير أو قال: منكرة، وقال في زيد بن أبي أنيسة: إن حديثه لحسن مقارب وإن فيها بعض النكارة، وقال الأثرم: قلت لأحمد: إن له أحاديث إن لم تكن مناكير فهي غرائب؟ قال: نعم. وهؤلاء الثلاثة متفق على الاحتجاج بحديثهم في الصحيح، وقد استنكر أحمد ما انفردوا به، وكذلك قال في عمرو بن الحارث: له مناكير، وفي الحسين بن داود وخالد بن مخلد وجماعة خرج لهم في الصحيح بعض ما ينفردون به، وأما تصرف الشيخين والأكثرين فيدل على خلاف هذا وإن ما رواه الثقة عن الثقة إلى منتهاه وليس له علة فليس بمنكر، وقد خرجا في الصحيحين حديث بريد بن عبدالله بن أبي بردة وحديث محمد بن إبراهيم التيمي وحديث زيد بن أبي أنيسة. انتهى كلام ابن رجب ().
وهذا يدل على إن إطلاق النكارة على التفرد من الثقة فيما سبق استعمله يحيى بن سعيد والإمام أحمد ()، أما الإمام البخاري ومسلم والأكثرون من المحدثين بخلافهم يصححونه ولا يعدونه منكراً، وقد ذكر ابن رجب رحمه الله في آخر شرحه للعلل أمثلة كثيرة لأحاديث أنكرت على بعض الثقات ().
وتفرد الثقات في الأصل ليس بعلة وإلا للزم القول بوجوب تعدد الرواة في شرط الصحة ولم يقل بهذا عامة أهل العلم، لكن طائفة من المتقدمين قد يعلون الحديث بتفرد الثقة ويجعلونه شاذاً أو منكراً، فمتى يكون تفرد الثقة علة؟
فيما يظهر لي من خلال التتبع أن ذلك يكون في حالات أذكر أبرزها:
الأولى: أن يكون المتفرد الثقة تفرد عن راوٍ عالم حريص على نشر ما عنده من الحديث وتدوينه ولذلك العالم طلاب كثيرون مشهورون وقد يكون له كتب معروفة قيد حديثه فيها وكان تلامذته حفاظاً حريصين على ضبط حديثه حفظاً وكتابة، فإن شذ هذا الراوي عن هؤلاء فروى ما لا يروونه فإن هذا ريبة قد توجب زوال الظن بحفظه حسب القرائن () بينما لو انفرد راوٍ بحديث عمن ليس على هذه الشاكلة من مشايخه فليس هناك ريبة في الأمر وهذا ما أشار إليه الإمام مسلم رحمه الله في مقدمة صحيحه حيث قال: فأما من تراه يعمد لمثل الزهري في جلالته وكثرة أصحابه الحفاظ المتقنين لحديثه وحديث غيره أو كمثل هشام ابن عروة وحديثهما عند أهل العلم مبسوط مشترك، وقد نقل أصحابهما عنهما حديثهما على اتفاق منهم في الكثرة، فيروي عنهما أو عن أحدهما العدد من الحديث ممن لا يعرفه أحد من أصحابهما وليس من قد شاركهم في الصحيح الذي عندهم فغير جائز قبول حديث هذا الضرب من الناس ().
وفي هذا أيضاً يقول الذهبي في الموقظة: وقد يعد مفرد الصدوق منكراً، وقال في موضع آخر وقد يسمى جماعة من الحفاظ الحديث الذي ينفرد به مثل هشيم وحفص بن غياث منكراً () فيحمل كلام الذهبي على ما سبق، ويحمل عليه أيضاً تعريف الحاكم للشاذ، وقد أحسن الدكتور حمزة المليباري حيث دافع عن الحاكم في هذا فقال: ولم يقصد الحاكم بذلك تفرد الثقة على إطلاقه، بل قصد نوعاً خاصاً منه وينقدح في نفس الناقد أنه غلط (). ومن أمثلته أيضاً ما تفرد به محمد بن عبدالله بن الحسن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا سجد أحدكم فلا يبرك
¥(4/308)
كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه)) رواه أهل السنن.
فمحمد بن عبدالله بن الحسن ثقة لكن أعل البخاري الحديث بتفرده فقال: لا يتابع عليه قال: ولا أدري أسمع محمد بن عبدالله بن حسن من أبي الزناد أو لا (). وقد فصّل القول في هذا المثال وبينه ببيان واضح الشيخ الفاضل الدكتور حمزة بن عبدالله المليباري في كتابه الفائق ((الموازنة بين المتقدمين والمتأخرين في تصحيح الأحاديث وتعليلها)) ()، وقد تطرق الشيخ الدكتور حمزة في كتابه لمسألة التفرد وتوسع في بيانها بالأمثلة بكلام جيد موثق قد استفدت منه.ومن أمثلة هذا وأمثلته كثيرة ما ذكره الشيخ المحدث عبدالله السعد وفقه الله في بعض أشرطته المسجلة من تفرد خالد بن دريك عن عائشة رضي الله عنها بحديث: ((إذا بلغت المرأة المحيض لم يصح أن يرى منها إلا وجهها وكفيها)) قال: فأين الرواة عن عائشة كابن أختها عروة، والأسوة بن يزيد وعمرة عن هذا الحديث؟.
ومن أمثلته أيضاً تفرد عبدالمجيد بن أبي رواد عن مالك عن يزيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري بحديث: ((إنما الأعمال بالنيات)) فأين أصحاب مالك وتلاميذه عن هذا الحديث لم يرووه؟
الحالة الثانية: أن يكون المتفرد من الثقات الحفاظ الكبار لكنه تبين وهمه أو خطؤه بتفرده فينبه على ذلك النقاد من حفاظ المحدثين لقرائن ظهرت لهم.
وإلى هذا يشير ابن رجب رحمه الله في قوله: وأما أكثر الحفاظ المتقدمين فإنهم يقولون في الحديث إذا تفرد به واحد، وإن لم يرو الثقات خلافه إنه لا يتابع عليه، ويجعلون ذلك علة فيه، اللهم إلا أن يكون ممن كثر حفظه واشتهرت عدالته وحديثه كالزهري ونحوه، وربما يستنكرون بعض تفردات الثقات الكبار أيضاً ولهم في كل حديث نقد خاص، وليس عندهم لذلك ضابط يضبطه ().
أقول: إنما يستنكرون بعض تفردات الثقات الكبار لقرائن ودلالات ظهرت لهم، ولذلك فالإمام أحمد عندما سأله الأثرم كماسبق (ص:43) وقال عن زيد بن أنيسة:ان له أحاديث ان لم تكن غرائب فهي مناكير؟ قال: نعم. ممايدل علىأنه يفرق بين الغرابة والنكارة, وكلام ابن رجب رحمه الله كلام محقق مدقق مارس كلام المتقدمين وخبره.ولهذا أمثلة كثيرة، ومن تأمل كتب العلل وكامل ابن عدي وجد من ذلك كثيراً، فمن ذلك أحاديث أنكرها ابن عدي على إسماعيل بن أبي أويس رواها عن خاله مالك بن أنس وقال: لا يتابع عليها وإسماعيل ثقة مخرج له في الصحيحين وغيرهما (). ومن ذلك تفرد عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن عباس بحديث"من رأيتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به" فقداستنكره عليه ابن معين والنسائي مع انه ثقة احتج به الشيخان والأربعة (2)
ومن ذلك أيضاً تفرد قتيبة بن سعيد عن الليث بحديث معاذ في الجمع بين الصلاتين في السفر، فقد أعله البخاري وأبو حاتم وأبو داود بذلك وتوسع في بيان ذلك الشيخ الدكتور حمزة المليباري في كتابه (3) فليراجع.
الحالة الثالثة: اشار اليها الذهبي في الموقظة (ص 77) وهي اذاكان المتفرد من اصحاب الكتب المتأخرة بعد كتب السنة المشهورة فانه قلّ أن يتفرد بحديث صحيح بعد تلك الفترة كما ذكر
زيادة الثقة:
وهي مبحث مهم له علاقة بالشذوذ والتفرد والنكارة وقد كُتب وبُحث فيها كثيراً لكني سأنقل في هذا ملخصاً لطريقة المتقدمين حيال زيادات الثقات، وذلك لأنك ترى عند المتأخرين خللاً في هذا الباب فيطلقون القول بقبول زيادة الثقة مطلقاً وقد ينسبون ذلك للمحدثين (4)، وإنما هو قول الفقهاء ومن تبعهم الخطيب البغدادي في الكفاية وابن حبان والحاكم (5).
والصحيح من مذهب المتقدمين أنهم لا يطلقون قبول الزيادة بل الأمر عندهم حسب القرائن والمرجحات كأن يكون الزائد مبرزاً في الحفظ والضبط.
قال ابن رجب: من تأمل كتاب تاريخ البخاري تبين له قطعاً أنه لم يكن يرى أن زيادة كل ثقة في الإسناد مقبولة، وهكذا الدار قطني يذكر في بعض المواضع أن الزيادة من الثقة مقبولة ثم يرد في أكثر المواضع زيادات كثيرة من الثقات ويرجح الإرسال على الإسناد، فدل على أن مرادهم زيادة الثقة في تلك المواضع الخاصة وهي إذا كان الثقة مبرزاً في الحفظ ().
وقال الترمذي في العلل: وإنما تقبل الزيادة ممن يعتمد على حفظه، وقال ابن خزيمة: لسنا ندفع أن تكون الزيادة مقبولة من الحفاظ ().
¥(4/309)
وقال ابن دقيق العيد: من حكى عن أهل الحديث أو أكثرهم أنه إذا تعارض رواية مرسل ومسند ورافع وواقف أو ناقص وزائد أن الحكم للزائد فلم يصب في هذا الإطلاق فإن ذلك ليس قانوناً مطرداً وبمراجعة أحكامهم الجزئية يعرف صواب ما نقول ().
وقال ابن حجر في النزهة: المنقول عن الأئمة المتقدمين في هذا الفن كعبدالرحمن بن مهدي ويحيى بن سعيد القطان وأحمد بن حنبل والبخاري ويحيى بن معين وعلي بن المديني وأبي زرعة وأبي حاتم والنسائي والدار قطني وغيرهم اعتبار الترجيح فيما يتعلق بالزيادة وغيرها، ولا يعرف عن أحد منهم إطلاق قبول الزيادة ().
وقال ابن حجر: والذي يجري على قواعد المحدثين أنهم لا يحكمون عليه- يعني ما زاده الثقات - بحكم مستقل بل يرجحون بالقرائن، وقال في موضع آخر - بعد أن نقل كلاماً عن بعض الأئمة كالدار قطني وابن عبدالبر قال: فحاصل كلام هؤلاء أن الزيادة إنما تقبل ممن يكون حافظاً متقناً إلى أن قال: وإنما الزيادة التي يتوقف أهل الحديث في قبولها من غير الحافظ حيث يقع في الحديث الذي يتحد مخرجه كمالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما إذا روى الحديث جماعة من الحفاظ الأثبات العارفين بحديث ذلك الشيخ وانفرد دونهم بعض رواته بزيادة فإنها لو كانت محفوظة لما غفل الجمهور من رواته عنها، فتفرد واحد عنه بها دونهم مع توافر دواعيهم على الأخذ عنه وجمع حديثه يقتضي ريبة توجب التوقف عنها ().
وهذا كلام جيد محقق في هذا الباب وأكتفي بهذا، والله أعلم.
المبحث الخامس: في المسائل المتعلقة بالعلة.
وهذا باب واسع يطول الكلام فيه إنما أذكر فيه نقاطاً مهمة مختصرة حول منهج المتقدمين في إعلال الحديث:
1 - طريقة المتقدمين في الكشف عن العلة هي جمع طرق الحديث والنظر في اختلاف الرواة وهذا واضح من كلامهم:
وقد تقدم قول علي بن المديني رحمه الله: الباب إذا لم تجمع طرقه لم يتبين خطؤه (). وقال الخطيب البغدادي: السبيل إلى معرفة علة الحديث أن يجمع بين طرقه وينظر في اختلاف رواته ويعتبر بمكانهم في الحفظ ومنزلتهم في الإتقان والضبط ().
وقال الحافظ العراقي: وتدرك العلة بتفرد الراوي بمخالفة غيره له مع قرائن تنضم إلى ذلك يهتدي الجهبذ أي الناقد بذلك إلى اطلاعه على إرسال في الموصول أو وقف في المرفوع أو دخول حديث في حديث أو وهمه وغير ذلك ().
2 - أن النقاد من المحدثين قد لا يصرحون بالعلة وقد تقصر عباراتهم عنها:
يقول ابن رجب رحمه الله: قاعدة مهمة، حذاق النقاد من الحفاظ لكثرة ممارستهم للحديث ومعرفتهم بالرجال وأحاديث كل واحد منهم لهم فهم خاص يفهمون به أن هذا الحديث يشبه حديث فلان ولايشبه حديث فلان فيعللون الأحاديث بذلك، وهذا مما لا يعبر عنه بعبارات تحضره وإنما يرجع فيه أهله إلى مجرد الفهم والمعرفة التي خصوا بها عن سائر أهل العلم ().
وذكر ابن رجب مثالاً لذلك ما قاله أحمد في سعيد بن سنان: يشبه حديثه حديث الحسن لا يشبه أحاديث أنس، ومراده أن الأحاديث التي يرويها عن أنس مرفوعة إنما تشبه كلام الحسن البصري أو مراسيله، وقال الجورجاني: أحاديثه واهية لا تشبه أحاديث الناس عن أنس ().
3 - من طرائق العلة عند أئمة الجرح والتعديل نقد المتون وإعلال الأسانيد بها.
وذلك لأنهم يعرفون الكلام الذي يشبه كلام النبي صلى الله عليه وسلم من الكلام الذي لا يشبه كلامه، قال ابن أبي حاتم عن أبيه: نعلم صحة الحديث بعدالة ناقليه وأن يكون كلاماً يصلح أن يكون مثله كلام النبوة، ونعرف سقمه وإنكاره بتفرد من لم تصح عدالته بروايته ().
ولذلك تجدهم كثيراً ما يضعفون الحديث الذي في متنه نكارة وغرابة ولو كان إسناده ظاهره الصحة، فمن ذلك حديث علي رضي الله عنه الطويل ((في الصلاة أربعاً والدعاء لحفظ القرآن)) فهذا الحديث أخرجه الترمذي من طريق الوليد بن مسلم حدثنا ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح وعكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس به قال الترمذي: حسن غريب ().
¥(4/310)
وأخرجه أبو عبدالله الحاكم في المستدرك بسنده من طريق الوليد أيضاً، وقال: صحيح على شرط الشيخين ()، فهذا الحديث استغربه الترمذي كما أعله أبو أحمد والحاكم () فقال: إنه يشبه أحاديث القصاص ()، وأعله من المتأخرين الحافظ ابن كثير في كتاب فضائل القرآن قال - بعد نقل كلام الترمذي والحاكم - ولا شك أن سنده من الوليد على شرط الشيخين حيث صرح الوليد بالسماع من ابن جريج، فالله أعلم، فإنه من البين غرابته بل نكارته ().
ومن هذا الباب أيضاً حديث: ((في كل أرض آدم كآدمكم)) وقد سبق الكلام عليه في المبحث السابق، ومن ذلك أيضاً أن يكون متن الحديث سمج المعنى أو مخالفاً للقرآن فيعلونه بذلك مثل ما ورد: ((عليكم بالعدس فإنه مبارك يرقق القلب ويكثر الدمعة قُدس فيه سبعون نبياً)) فهذا أعله الإمام عبدالله بن المبارك رحمه الله فقال لما سئل عنه: أرفع شيء في العدس أنه شهوة اليهود ولو قدّس فيه نبي واحد لكان شفاء من الأدواء فكيف بسبعين نبياً؟ وقد سماه الله ((أدنى)) ونعى على من اختاره على المن والسلوى وجعله قرين الثوم البصل ().
فانظر كيف أعلّ ابن المبارك هذا القول لسوء معناه ومخالفته لكتاب الله.
ونقد المتون عند المتقدمين بابه واسع وأمثلته كثيرة، وقد اعتنى به وألف فيه شيخنا الدكتور مسفر غرم الله الدميني في كتابه الرائع: ((مقاييس نقد متون السنة)) فليراجع.
وبعد هذا فإنك تعجب أن تجد من المتأخرين من يصحح الأحاديث أو يحسنها مغفلاً هذا الجانب كما تراه كثيراً عند السيوطي في كتابه اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة، فمن ذلك أنه قال في حديث: ((إذا بعثتم بريداً فابعثوه حسن الوجه حسن الاسم)) قال: وهذا الحديث في معتقدي حسن صحيح وقد جمعت طرقه في جزء ()، وأيضاً قد حسنه المناوي () مع ما يظهر في متنه من نكارة بل إن الحافظ بن القيم أورده في المنار المنيف وقال: وفيه عمرو ابن راشد، قال ابن حبان: يضع الحديث، وذكره أبو الفرج بن الجوزي في الموضوعات (). وقال الهيثمي: رواه البزار والطبراني في الأوسط وفي إسناد الطبراني عمر بن راشد وثقه العجلي وضعفه جمهور الأئمة وبقيةرجاله ثقات، وطرق البزار ضعيفة. () فمثل هذا كيف يصحح.
ووقع التساهل أيضاً من بعض من المعاصرين في هذا الباب، ولعلي أذكر لذلك من تصحيحات الشيخ المحدث الألباني تغمده الله برحمته، فرغم جهوده الضخمة في خدمة السنة وسمعت شيخنا سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز يثني عليه كثيراً، إلا أنه رحمه الله يتساهل أحياناً في التصحيح فقد صحح حديث: ((ولد الزنى شر الثلاثة)) () وحمل معنى الحديث على الرواية: ((إذا عمل بعمل أبويه)) مع ضعف هذه الرواية حيث ضعفها الألباني نفسه وكان الأولى أن يحمل الحديث كما حمله الطحاوي وابن القيم على شخص بعينه وذلك لرواية الطحاوي والحاكم وهي: ((بلغ عائشة رضي الله عنها أن أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولد الزنى شر الثلاثة، فقالت: يرحم الله أبا هريرة أساء سمعاً فأساء إجابة، لم يكن الحديث على هذا إنما كان رجل من المنافقين يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: من يعذرني من فلان؟ قيل يا رسول الله إنه مع ما به ولد زنى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هو شر الثلاثة))، والله يقول: ولا تزر وازرة وزر أخرى. صححه الحاكم على شرط مسلم () وتعقبه الذهبي بأن فيه سلمة بن الفضل الأبرش لم يحتج به مسلم، وقد وثق وضعفه ابن راهويه، وقد ذكر هذا كله الألباني وضعف هذه الرواية ولم يحمل الحديث عليها بل قال بعمومه.
أقول: وحمل الحديث على هذه الرواية وهي ضعيفة أولى من حمله على رواية: ((إذا عمل بعمل أبويه)) لأنها أشد ضعفاً منها، ففي أحد طرقها راوٍ متروك كما ذكر الألباني نفسه، ومما يؤيد نكارة معناه أن ابن عباس رضي الله عنه لما بلغه هذا الحديث قال: ((لو كان شر الثلاثة لما استؤني بأمه حتى تضعه)) () يعني الأحاديث الواردة بإمهال الحامل من الزنى حتى تضع وهي صحيحة.
¥(4/311)
ففهم عائشة رضي الله عنها معارضة عموم الحديث للقرآن مع ما يؤيده من قول ابن عباس أولى من القول بعموم هذا الحديث والتعسف في تأويله كما فعل الألباني حيث قال: فإنه لم يحرم الجنة بفعل والديه بل إن النقطة الخبيثة لا يتخلق منها طيب في الغالب ولا يدخل الجنة إلا نفس طيبة، فإن كانت في هذا الجنس طيبة دخلت الجنة، وكان الحديث من العام المخصوص ().
ثم أراد الألباني رحمه الله أن يؤيد ما ذكره فقوى زيادة: ((ولا ولد زنية)) في حديث: ((لا يدخل الجنة عاق ... إلخ)) وليست بقوية لمن دقق وتأمل، ثم حاول أن يؤولها فتعسف أيضاً () مع أنه صحح ما رواه عبدالرزاق عن عائشة أنها قالت: ((ما عليه من وزر أبويه، قال تعالى: ولا تزر وازرة وزر أخرى)) قالته رداً على من روى هذا الحديث.
ومن هذا الباب أيضاً فيما يظهر لي تصحيحه لحديث: أكثر من يموت من أمتي بعد كتاب الله وقضائه وقدره بالأنفس (يعني بالعين) () فهو مع ما في متنه ففي سنده طالب بن حبيب بن عمرو بن سهل الأنصاري يهم، ونقل ابن عدي عن البخاري قال: فيه نظر، وقد تفرد به كما ذكر ابن عدي () وإن كان قد وثق إلا أن التفرد مع الوهم يقضي التوقف فيما رواه.
وأعجب من ذلك تصحيحه لحديث: ((إن الله أذن لي أن أحدث عن ديك قد مرقت رجلاه في الأرض، وعنقه منثن تحت العرش وهو يقول: سبحانك ما أعظمك ربنا، فيرد عليه ما يعلم ذلك من حلف بي كاذباً)) ().مع أن الحديث تفرد به معاوية بن اسحاق بن طلحة التيمي وهو وان كان ثقةروى له البخاري الا ان له اوهام ولذلك تكلم فيه ابو زرعةفقال: شيخ واه. (الجرح والتعديل8/ 381) ولهذا قال عنه ابن حجر: صدوق يهم (التقريب ص:537) وليس المجال تتبع ذلك فأكتفي بما سبق خوف الإطالة، والأمثلة كثيرة.
4 - ومن طرق الإعلال عند المتقدمين إعلال الحديث إذا دل على معنى يخالف المعنى الذي
دلت عليه الأحاديث الصحيحة:
وأذكر مثالاً لذلك حديث: ((أمتي أمة مرحومة جعل عذابها بأيديها في الدنيا)) فهذا الحديث ذكر طرقه الإمام البخاري رحمه الله في كتابه التاريخ الكبير ثم أعلّه بقوله: والخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الشفاعة وأن قوماً يعذبون ثم يخرجون أكثر وأبين وأشهر () ا. هـ فهذا تعليل إمام الحديث والعلل البخاري رحمه الله نظر فيه إلى مخالفة معنى هذا الحديث لما ثبت في الأحاديث الصحيحة الكثيرة الأخرى التي تثبت دخول طائفة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم النار ().
وعلى كل فللمتقدمين طرائق كثيرة في إعلال الحديث يطول استيعابها، إنما أشرت لإبرزما غفل عنه المتأخرون.
تنبيه حول الأحاديث المعلّة في الصحيحين:
من المعلوم أن هناك أحاديث انتقدت على البخاري ومسلم رحمهما الله وذكر لها علل لكن ليس كل ما انتقد على البخاري ومسلم يكون فيه وجه الحق مع المنتقد بل يكون كثيراً معهما خاصة البخاري، وما كان فيها من منتقد فهو ليس من قبل ثقة الرواة بل من قبل خطئهم.
يقول ابن تيمية رحمه الله تعالى: ((ولهذا كان جمهور ما أنكر على البخاري مما صححه يكون قوله فيه راجحاً على قول من نازعه بخلاف مسلم فإنه نوزع في أحاديث مما خرجها وكان الصواب فيها مع من نازعه، كما روى في حديث الكسوف أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بثلاث ركوعات وبأربع ركوعات، والصواب أنه لم يصل إلا بركوعين وكذلك روى مسلم: خلق الله التربة يوم السبت ونازعه فيه من هو أعلم منه يحيى بن معين والبخاري وغيرهما فبينوا أن هذا غلط ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم والحجة مع هؤلاء () ثم فصل في ذلك إلخ كلامه رحمه الله.
أقول: ومن هذا الباب ما يقع للباحث في الصحيح من ألفاظ يجزم أنها خطأ، فمن ذلك حديث في صحيح مسلم ذاكرني به بعض طلاب العلم من طلابنا وهو حديث القراءة في ركعتي الفجر: ((قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا)) والتي في آل عمران: ((تعالوا إلى كلمة سواء بيينا وبينكم)) هذا الحديث أخرجه مسلم في صحيحه من طريق أبي خالد الأحمر عن عثمان بن حكيم عن سعيد بن يسار عن ابن عباس، فهذا فيما يظهر خطأ والصواب الرواية الأخرى التي أخرجها مسلم من طريق مروان بن معاوية الفزاري عن عثمان بن حكيم به بلفظ: ((كان يقرأ في ركعتي الفجر في الأولى منهما: ((قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا)) الآية التي في البقرة
¥(4/312)
، وفي الآخرة منها: ((آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون)) وتابع مروان بن معاوية على هذا اللفظ عيسى ابن يونس عن عثمان بن حكيم، كما أخرج مسلم رحمه الله (). وتابعهما ابن نمير عند أحمد في المسند (1934).
فهؤلاء ثلاثة خالفهم أبو خالد الأحمر (سليمان بن حيان) وقد ذكر في ترجمته أنه يخطئ فذكر الآية: ((تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم)) فأخطأ، والصواب رواية الجماعة وأن الآية هي: ((فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون)).
ولعل أبا خالد الأحمر اشتبه عليه الأمر لأن آية: ((قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء .. آخرها: ((فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون)) فأخطأ فذكر آية بدل الأخرى. والله أعلم.
فالمقصود أن هذا لا ينقص من قدر الصحيحين فهو قليل ونادر بالنسبة لأحاديثهما، كما أنه لا ينافي القول إن الأمة تلقتهما بالقبول فإن ذلك مستثنى منه كما ذكر ابن الصلاح، والله أعلم.
المبحث السادس:
المسائل المتعلقة بتقوية الحديث بالطرق الأخرى والشواهد:
وهذا مبحث مهم يضطرب فيه بعض المتأخرين والمعاصرين، وقد تكلم عليه أهل العلم في كتب المصطلح وفي كتب التخاريج والعلل، وقد كفانا في هذا الموضوع أحد الباحثين، فقد جمع في هذا الباب الشيخ الدكتور المرتضى الزين أحمد كتابه ((مناهج المحدثين في تقوية الأحاديث الحسنة والضعيفة)) ط: مكتبة الرشد، وهو في الأصل رسالة دكتوراه مقدمة للجامعة الإسلامية بالمدينة وهو كتاب جيد جمع فيه مؤلفه ما ورد عن المحدثين المتقدمين والمتأخرين في هذا الباب فأجاد وأفاد جزاه الله خيراً، وقد أثنى على الكتاب الشيخ المحدث حماد الأنصاري رحمه الله إلا أني هنا سأنبه على نقطتين:
1 - أن بعض المتأخرين تساهلوا في تقوية الأحاديث، فإذا اجتمعت عندهم طرق كثيرة للحديث ولو كانت غير معتبرة - يعني غير صالحة للانجبار - كأن يكون في أسانيدها من هو متروك أو متهم أو هي واهية شديدة الضعف فإنهم يقوون الحديث بذلك فيصححونه أو يحسنونه، ومن هذا القبيل ما أشرت إليه سابقاً من تصحيح السيوطي لحديث: ((إذا بعثتم بريداً فابعثوا حسن الوجه حسن الاسم))، ويقع له من هذا النوع في كتابه اللآلي المصنوعة.
وابن حجر رحمه الله شدد في هذا في النزهة فقال: ((ومتى توبع السيء الحفظ بمعتبر كأن يكون فوقه أو مثله لا دونه .. )) () فلاحظ أنه لم ير التقوية بالأدني ونقل الدكتور المرتضى عنه أن الحديث الذي ضعفه ناشيئ عن تهمة أو جهالة إذا كثرت طرق ارتقى عن مرتبة المردود والمنكر الذي لا يجوز العمل به بحال إلى رتبة الضعيف الذي يجوز العمل به في فضائل الأعمال.
ونقل عن ابن كثير، قال: قال الشيخ أبو عمرو: لا يلزم من ورود الحديث من طرق متعددة أن لا يكون حسناً لأن الضعيف يتفاوت، فمنه ما لا يزول بالمتابعات كرواية الكذابين والمتروكين، ومنه ضعف يزول بالمتابعة كما إذا كان راويه سيء الحفظ أو روي الحديث مرسلاً فإن المتابعة تنفع حنيئذ ويرفع الحديث عن حضيض الضعف إلى أوج الحسن أو الصحة ().
أقول: وبهذا يتبين خطأ طريقة بعض المتأخرين من التقوية بكثرة الطرق ولو كانت واهية.
2 - الحديث إذا تلقته الأمة بالقبول وهو ضعيف هل يقوى عن ضعفه؟
تعرض الدكتور المرتضى لهذه المسألة ورجح أنه لا يرتفع عن ضعفه ().
أقول: والذي عليه جماهير العلماء من السلف والخلف كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أنه يفيد العلم - يعني القطع - وذكر أنه قول أهل الحديث قاطبة، وقال به الشافعي وابن عبدالبر، وابن حجر والسيوطي والزركشي، ولعلي هنا أنقل كلام الشافعي وابن عبدالبر وابن تيمية رحمه الله (ملخصاً):
أما الشافعي فقال في الرسالة: ((ووجدنا أهل الفتيا ومن حفظنا عنه من أهل العلم بالمغازي لا يختلفون في أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عام الفتح: ((لا وصية لوارث ولا يقتل مؤمن بكافر)) ويأثرونه عمن حفظوا عنه العلم ممن لقوا من أهل العلم بالمغازي، فكان هذا النقل عامة عن عامة وكان أقوى في بعض الأمر من نقل واحد عن واحد، وكذلك وجدنا أهل العلم عليه مجمعين.
¥(4/313)
ثم ذكر الشافعي أنه ورد بإسناد لا يثبته أهل الحديث ثم قال: وإنما قبلناه بما وصفت من نقل أهل المغازي وإجماع العامة عليه ().
أما الإمام الحافظ ابن عبدالبر فقال بعدحديث عمرو بن حزم في الديات وهو كتاب كتبه النبي صلى الله عليه وسلم له، وقد رواه مالك مرسلاً ()، قال ابن عبدالبر رحمه الله: وهو كتاب مشهور عند أهل السير معروف ما فيه عند أهل العلم معرفة يستغنى بشهرتها عن الإسناد لأنه أشبه التواتر في مجيئه لتلقي الناس له بالقبول ().
أما ابن تيمية فأطال في تقرير ذلك فألخص ما قاله قال: الخبر إذا تلقته الأمة بالقبول تصديقاً له وعملأً بموجبه أفاد العلم عند جماهير العلماء من السلف والخلف، وهو الذي ذكره جمهور المنصفين في أصول الفقه كالسرخسي، وذكر طائفة من الأصوليين، ثم قال: وهو قول أكثر أهل الكلام وهو مذهب أهل الحديث قاطبة وهو معنى ما ذكره ابن الصلاح في مدخله إلى علوم الحديث، فذكر ذلك استنباطاً وافق فيه هؤلاء الأئمة، ثم ذكر من خالف في هذا كالباقلاني والغزالي وابن عقيل قال: وعمدتهم أن خبر الواحد لا يفيد العلم بمجرده، وأجاب عليهم بقوله: إن إجماع الأئمة معصوم عن الخطأ في الباطن وإجماعهم على تصديق الخبر كإجماعهم على وجوب العمل به ... إلخ كلامه رحمه الله ().
ونقل الحافظ بن حجر رحمه الله كلام ابن تيمية وأيده بنقول نقلها عن طائفة من أهل العلم في كتابه النكت على كتاب ابن الصلاح ().
هذا ما تيسر لي جمعه في هذا الموضوع، وأسأل الله التوفيق والسداد.
() النكت على ابن الصلاح (2/ 652) وما بعدها.
() مقدمة ابن الصلاح على التنبيه والإيضاح، ص 88.
() الاقتراح، ص 211، ت: عامر صبري.
() نزهة النظر، ص 36، وقد فصل في هذا في النكت (2/ 674، 675).
() سنن أبي داود وكتاب الطهارة، باب: الخاتم يكون فيه ذكر الله يدخل به الخلاء، ج: 19.
() انظر ترجمته في التقريب، ص 574.
() النكت، ص 677.
() سنن النسائي الكبرى (3/ 231)، ح: 5187.
() التقريب، ص 261.
() مقدمة ابن الصلاح على التقييد والإيضاح، ص 88.
() (الطلاق: من الآية 12).
() انظر: المستدرك (2/ 493) وتفسير ابن كثير (4/ 386) وذكره السيوطي في التدريب (1/ 233).
() المستدرك (1/ 189).
() شرح علل الترمذي، ص 254، 255.
() ذكر الحافظ بن حجر في هدي الساري في ترجمة يزيد بن عبدالله بن خصيفة بعد أن نقل توثيقه عن ابن معين وأبي حاتم
والنسائي، قال: وروى الآجري عن أبي داود عن أحمد أنه قال: منكر الحديث. قلت (الحافظ): هذه لفظة يطلقها
أحمد على من يغرب على أقرانه بالحديث عرف ذلك بالاستقراء من حاله وقد احتج بابن خصيفة مالك والأئمة
كلهم. هدي الساري، ص (453). وذكر السخاري أنهم قد يطلقون ((منكر الحديث)) على الثقة إذا روى المناكير
عن الضعفاء كما قال الحاكم للدار قطني: فسليمان ابن بنت شرحبيل قال: ثقة، قلت: أليس عنده مناكير؟ قال:
يحدث بها عن قوم ضعفاء فأما هو فثقة. فتح المغيث (ا/375).
() انظر: شرح علل الترمذي لابن رجب، ص 308، تحت عنوان: في ذكر قوم من الثقات لا يذكر أكثرهم في كتب
الجرح وقد ضعف حديثهم، إما في بعض الأوقات أو في بعض الأماكن أو عن بعض الشيوخ.
() انظر: توضيح الأفكار للصنعاني (1/ 383 - 384).
() مقدمة صحيح مسلم (1/ 7).
() الموقظة، ص 4277.
() الموازنة بين المتقدمين والمتأخرين في تصحيح الأحاديث وتعليلها، ص 22.
() التاريخ الكبير (1/ 139).
() انظر الكتاب المذكور، ص 40.
() شرح علل الترمذي، ص 208.
() الكامل لابن عدي (1/ 324).
(2) انظر تهذيب التهذيب (3/ 294)
(3) الموازنة بين المتقدمين والمتأخرين في تصحيح الأحاديث وتعليلها.
(4) كما فعل ذلك النووي ورد عليه ابن حجر. النكت (2/ 688).
(5) النكت (2/ 687).
() شرح علل الترمذي، ص 244.
() النكت (2/ 689).
() نقله الصنعاني في توضيح الأفكار (1/ 343).
() نزهة النظر، ص 34.
() النكت على ابن الصلاح (2/ 687، 690، 692).
() علوم الحديث، ص 82.
() تدريب الراوي (1/ 283).
() شرح ألفية الحديث (1/ 260).
() شرح علل الترمذي، ص 290.
() الموضع السابق.
() الجرح والتعديل (1/ 351).
() سنن الترمذي (5/ 564).
¥(4/314)
() المستدرك (1/ 461).
() هو الحافظ محمد بن أحمد النيسابوري الكرابيسي، قال الذهبي: أبو أحمد الحاكم محدث خراسان الإمام الحافظ الجهبذ
... صاحب التصانيف، وهذا هو الحاكم الكبير، وهو شيخ أبو عبدالله الحاكم صاحب المستدرك، قال عنه تلميذه
أبوعبدالله: كان أبو أحمد من الصالحين الثابتين على سنن السلف ومن المنصفين. انظر: تذكرة الحفاظ
(3/ 977، 978).
() شرح العلل لابن رجب، ص 395.
() فضائل القرآن، مطبوع مع تفسير ابن كثير، ص 56، 57.
() ذكره عنه ابن القيم في المنار المنيف، ص 64.
() اللآلئ المصنوعة للسيوطي (2/ 81).
() فيض القدير (1/ 312).
() المنار المنيف (63).
() مجمع الزوائد (8/ 47).
() انظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة (2/ 225)، رقم 672، وعزاه لأبي داود وأحمد والطحاوي والحاكم.
() المستدرك (4/ 100).
() انظر: الإجابة فيما استدركته عائشة على الصحابة، ص 119.
() سلسلة الأحاديث الصحيحة (2/ 228).
() انظر المرجع السابق (2/ 230).
() السلسلة الصحيحة (2/ 309)، رقم 747.
() انظر ترجمته في: الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي (4/ 119).
() السلسلة الصحيحة (1/ 258)، رقم 150، وعزاه للطبراني.
() التاريخ الكبير للإمام البخاري (1/ 39).
() الحديث أخرجه أبو داود (4/ 105)، ج: 4278 والحاكم في المستدرك (4/ 491) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
() فتاوى ابن تيمية (1/ 226)، وانظر نحوه أيضاً في (17/ 236).
() صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافر، باب: استحباب ركعتي سنة الفجر والحث عليها، ج: 1196 ترقيم العالمية.
() نزهة النظر، ص 51، 52.
() انظر: فصل التقوية بالأدنى من كتاب ((مناهج المحدثين في تقوية الأحاديث الحسنة والضعيفة))، ص 92 وما بعدها،
وانظر النص فيـ: اختصار علوم الحديث مع الباعث الحثيث، ص 33.
() مناهج المحدثين، ص 22.
() الرسالة، ص 139، 140، ت: أحمد شاكر.
() موطأ مالك (4/ 201) بشرح الزرقاني وأخرجه عبدالرزاق في المصنف (4/ 4) وابن خزيمة (4/ 19) مرسلاً، ورواه
موصولاً النسائي في السنن (8/ 57) وغيره من طريق سليمان بن داود عن الزهري عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن
حزم عن أبيه عن جده. وسليمان بن داود المذكور هنا وهم أنها هو سليمان بن أرقم كما رجحه المحققون من
أهل العلم، وسليمان بن أرقم ضعيف فلا يصح الحديث موصولاً كما قال أبو داود وغيره. انظر: التلخيص الحبير
(4/ 18)، وميزان الاعتدال (3/ 287)، ونيل الأوطار (7/ 163).
() التمهيد (17/ 338).
() انظر: فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (18/ 40) فما بعدها، ونقله عنه تلميذه ابن القيم في الصواعق المرسلة، ص
481.
() النكت على كتاب ابن الصلاح (1/ 374).
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[15 - 06 - 03, 09:48 ص]ـ
جمعت البحث تحت رابط واحد لتعم الفائدة
وإن كان جاهزا على الوورد فالرجاء إرفاقه تحت هذه المشاركة في ملف مضغوط
وجزاك الله خيرا يا أبا عبدالكريم مرة أخرى على هذا البحث الماتع
ـ[الجامع الصغير]ــــــــ[21 - 06 - 03, 03:14 م]ـ
يرفع للفائدة، ونحن بانتظار الملف المضغوط.
ـ[القعنبي]ــــــــ[01 - 07 - 03, 08:43 ص]ـ
بانتظار ملف الوورد .. !
ـ[ابن المنذر]ــــــــ[01 - 07 - 03, 10:09 م]ـ
نعم نحن بانتظار ملف الوورد،،،،،،،،،،،،،،،، وإنا لك من الشاكرين.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[02 - 07 - 03, 02:20 ص]ـ
يا أخوني الشيخ سافر من الإمارات وهو الآن في الرياض، وهو منشغل جدا، وبعيد عن جهازه وبحثه، ولعلي أراه قريبا فأخبره بما تريدون، لعل عنده حل.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 01 - 04, 01:07 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - 04 - 05, 11:05 م]ـ
الملف المضغوط على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=151880#post151880
ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[12 - 11 - 10, 06:44 م]ـ
للفائدة(4/315)
اصحاب الروايات المنقطعة الصحيحة
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[30 - 05 - 03, 11:55 م]ـ
اصحاب الروايات المنقطعة الصحيحة:
1 - ابراهيم النخعي عن ابن مسعود رضي الله عنه0
2 - سعيد بن المسيب عن عمر رضي الله عنه0
3 - طاوس عن معاذ بن جبل رضي الله عنه0
4 - عبدالجبار عن ابيه رض الله عنه0
5 - ابو عبيدة عن ابيه0
6 - رواية الليث بن سليم وابن جريج وابن أبي نجيح عن مجاهد رحمهم الله جميعاً0
*الاصل في في الاسانيد السابقة الصحة مالم يروي مايستنكر0
مع ان بعض الروايات ثبت بالاجماع عدم السماع0
*تنبيه:الترمذي رحمه الله تعالى في بعض المواضع من سننه يصحح رواية أبي عبيدة عن ابيه0
(وفي بعض المواضع يقول (لم يسمع من ابيه000)
س/هل أحد يعرف عن الائمة المتقدمين غير ماذكرت؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[31 - 05 - 03, 12:30 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[31 - 05 - 03, 12:47 ص]ـ
أخي الكريم:محمد الأمين
طاوس لم يسمع عن معاذ بالاجماع ولكن مع ذلك محمولة على السماع 0
واتمنى أن ترشدني الى تضعيف ابي زراعة لها مطلقاً0
وقد ثبت في البخاري عن طاوس عن معاذ في دفع زكاة الفطر نقوداً
ولكن هذا الاثر يضعفه بعض أهل العلم لمخالفة الحديث الصحيح00000
وارجو ممن يعقب أن يلحظ قولي (مالم يروي مايستنكر)
والتفريق بين عدم السماع والقبول0
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[04 - 06 - 03, 07:05 ص]ـ
الرواة الذين ذكرنا عن مجاهد روايتهم صحيحة في التفسير لاغير0
قال ابن حبان: (لم يسمع التفسير من مجاهد أحد غير القاسم بن بزة
وأخذ الحكم بن ابان وليث بن سليم وابن أبي نجيح وابن جريج وابن
عيينة من كتابه ولم يسمعوا من مجاهد 00) الثقات (7/ 330) 0
وقد سألت الشيخ الاجل الطريفي عن رواية هولاء في غير التفسير
فقال ضعيفة ماعدا رواية القاسم بن بزة فهي صحيحة0
فائدة:قال سفيان بن عيينة: (لم يسمع -من مجاهد- الا القاسم)
تعليق بشار 0 تهذيب الكمال (23/ 339) 0
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 06 - 03, 08:15 ص]ـ
الأخ عبد القاهر
ما الدليل على صحة رواية عبد الجبار بن وائل عن أبيه؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 06 - 03, 02:19 م]ـ
لعل هذا الرابط يفيد في البحث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=248237#post248237
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[04 - 06 - 03, 07:11 م]ـ
بارك الله فيك أخي عبدالقاهر وفي الشيخ المحقق الطريفي ..
الأخ الأمين هاك الدليل:
قال الدارقطني في سننه: (1/ 334)
[حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب ثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه قال صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم فلما قال ولا الضالين قال آمين مد بها صوته. هذا إسناد صحيح]
انتهى كلانه رحمه الله
ـ[ابن وهب]ــــــــ[04 - 06 - 03, 09:06 م]ـ
الإمام الدارقطني على جلالته وعلمه ومعرفته
الا انه في السنن يذهب الى الانتصار لمذهب الإمام الشافعي
فيقول مثلا بعد ان يخرج حديث
رواته ثقات
او يقول زياد بن سعد من الثقات الأثبات وهذا اسناد متصل حسن
وهكذا
انظر
[126] ثنا أبو محمد ابن صاعد نا عبد الله بن عمران العابدي نا سفيان بن عيينة عن زياد بن سعد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يغلق الرهن له غنمه وعليه غرمه زياد بن سعد من الحفاظ الثقات وهذا إسناد حسن متصل
)
(أبو محمد ابن صاعد نا محمد بن عوف نا عثمان بن سعيد بن كثير نا إسماعيل بن عياش عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يغلق الرهن لصاحبه غنمه وعليه غرمه
[128] حدثني أبو الطيب محمد بن جعفر بن دران ومحمد بن أحمد بن الصلت الأطروش قالا: نا محمد بن خالد بن يزيد الراسبي نا أبو ميسرة أحمد بن عبد الله بن ميسرة نا سليمان بن داود الرقي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يغلق الرهن حتى يكون له غنمه وعليك غرمه
¥(4/316)
[129] ثنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن نصر بن بحير نا عمران بن بكار نا عبد الله بن عبد الجبار نا إسماعيل بن عباس نا الزبيدي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يغلق الرهن له غنمه وعليه غرمه
[130] ثنا أحمد بن عبد الله نا عمران بن بكار نا عبد الله بن عبد الجبار نا إسماعيل نا محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
[131] ثنا محمد بن أحمد بن زيد الحنائي نا موسى بن زكريا نا محمد بن يزيد بن الرواس نا كدير أبو يحيى نا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يغلق الرهن لك غنمه وعليك غرمه أرسله عبد الرزاق وغيره عن معمر
[132] ثنا أبو بكر النيسابوري نا أبو الأزهر نا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يغلق الرهن له غنمه وعليه غرمه
[133] ثنا إبراهيم بن أحمد القرميسيني نا يحيى بن أبي طالب بطرسوس نا عبد الله بن نصر الأصم نا شبابة نا ابن أبي ذئب عن الزهري عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يغلق الرهن والرهن لمن رهنه له غنمه وعليه غرمه
)
ذكر هذه الأحاديث ولم يعلق الا على رواية معمر فقط
رغم أنه سرد الصواب في رواية ابن ابي ذئب وغيره
ولكنه لم يعلق هنا ان الصواب في الحديث الارسال
وفي اول حديث ذكر ان
(زياد بن سعد من الثقات الاثبات وهذا اسناد حسن متصل)
والدارقطني رحمه الله يعلم علة هذا الحديث
وان الصواب في هذا الحديث الارسال
=============
هناك أمثلة أخرى في سنن الدارقطني
===================
القول بأن رواية عبدالجبار عن أبيه رواية منقطعة صحيحة عند المتقدمين باطلاق لايصح
ويكفي ان البخاري رحمه الله لم يخرج شيئا من احاديث عبدالجبار وتجنبه
لعلة الانقطاع
وحتى حديث طاوس عن معاذ
ليس من دليل على انه محمول على الاتصال على الاطلاق
واذا البخاري علق الاثر محتجا به فهذا لايعني ان رواية طاوس عن معاذ
يحتج بها مطلقا
في كل رواية وكل اثر
فهذ يختلف من اثر الى اخر
وطاوس لايقبل مراسيله ولانقطاعه اذا ارسل عن اهل مكة
فضلا عن ان يقبل عن معاذ
معاذ توفي 18 ه
وطاوس ليس ممن ينقي شيوخه
كابن سيرين وغيره
ومجرد احتجاج البخاري بأثر طاووس عن معاذ لايعني ان رواية طاوس عن معاذ يحتج بها في غير هذا الموضع
وحتى لو ثبت هذا عن البخاري فهذا لايعني أنه مذهب المتقدمين باطلاق
فلا اجماع على مسألة من هذه المسائل
والله اعلم بالصواب
=============
انظر
الفتاوى الكبرى لابن تيمية
(وقد اتفق أهل المعرفة بالحديث على أنه ليس في الجهر بها حديث صريح ولم يرو أهل > السنن < المشهورة: كأبي داود والترمذي والنسائي شيئاً من ذلك وإنما يوجد الجهر بها صريحاً في أحاديث موضوعة يرويها الثعلبي والماوردي وأمثالهما في > التفسير < أو في بعض كتب الفقهاء الذين لا يميزون بين الموضوع وغيره بل يحتجون بمثل حديث الحميراء. وأعجب من ذلك أن من أفاضل الفقهاء من لم يعز في كتابه حديثاً إلى البخاري إلا حديثاً في البسملة وذلك الحديث ليس في البخاري ومن هذا مبلغ علمه في الحديث كيف يكون حالهم في هذا الباب أو يرويها من جمع هذا الباب: كالدارقطني والخطيب وغيرهما فإنهم جمعوا ما روي وإذا سئلوا عن صحتها قالوا بموجب علمهم. كما قال الدارقطني لما دخل مصر وسئل أن يجمع أحاديث الجهر بها فجمعها فقيل له: هل فيها شيء صحيح فقال: أما عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا وأما عن الصحابة فمنه صحيح ومنه ضعيف.)
ـ[بو الوليد]ــــــــ[05 - 06 - 03, 02:35 ص]ـ
أخي ابن وهب بارك الله فيه ..
لعل منهج الدارقطني في السنن يختلف عنه في العلل وغيره من كتب النقد، ولذلك احتج بأحاديث كثيرة لا تصح على مذهبه بل يكون قد أعلها أحياناً، وذلك يجسد لنا التوازن في منهج المتقدمين فليس كل حديث يعلونه لا يحتجون به، بل لهم في كل حديث نقد خاص، بالنظر في القرائن التي حوله، ولذلك أشكل على كثير من أهل العلم مواطن من هذا القبيل.
عموماً من تأمل منهجهم تبين له صحة هذا القول، وحتى يعود الفضل لأهله؛؛ أول من شنف أذنيّ بهذه الفائدة الشيخ عبد الله السعد حفظه الله، فما رأيك أخي ابن وهب في هذا الكلام وبقية الإخوة ..
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 06 - 03, 03:09 ص]ـ
أخي الحبيب ابا الوليد
بارك الله فيك
ووفق الله الشيخ السعد لكل خير
وهذا الأمر الذي ذكره دلالة على عنايته بالحديث فقها وحديثا ومعرفة
فجزاه الله خيرا
ومن الخطأ في هذا الجانب الظن ان كل حديث أعله الحفاظ بعلة فانه لايصلح للاحتجاج به مطلقا
ومن يظن هذا الظن
فانه يختار الشذوذ في مسائل الفقه
بينما الحفاظ لهم ذوق خاص في كل حديث
والفرق بين العلة الحديثية التي تبطل الاحتجاج بالحديث وبين
القرائن التي تساعد على الاحتجاج بالحديث في الابواب الفقهية
تجد ذلك واضحا في منهج الامام احمد رحمه الله
فتجده يعلل حديث لسبب ما ويعمل به في موضع اخر
فيظن البعض ان هذا تناقض
والبعض بان هذا مصير منه للعمل بالحديث الضعيف مطلقا
والبعض بانه اختلف قوله في الحديث
والصواب
انه بين العلة الحديثية
وفي الوقت نفسه عمل بالحديث
وهذا موضع مشكل
وحبذا لويقوم بعض المتقنيين في فقه الامام احمد مع عنايتهم بالحديث بدراسة هذه المواضع في كلام الامام احمد
¥(4/317)
ـ[ابن معين]ــــــــ[05 - 06 - 03, 08:59 ص]ـ
أخي الفاضل: ابن وهب .. وفقه الله
قولك عن الدارقطني بأنه يذهب في كتابه السنن إلى الانتصار لمذهب الشافعي، يُفهم منه أنه يقوي الحديث إذا كان موافقاً لمذهب الشافعي ويرده إذا كان مخالفاً له، ولا يخفاك أن أئمة الإسلام أجلّ وأعظم من أن يردوا حديثاً لمجرد مخالفته لما تمذهبوا عليه.
ثم المثال الذي ذكرته، قلت فيه (ذكر هذه الأحاديث ولم يعلق إلا على رواية معمر فقط).
قلت: لأن الاختلاف إنما وقع على معمر فقط.
ثم قلت: (رغم أنه سرد الصواب في رواية ابن ابي ذئب وغيره).
وهذه الجملة تحتاج إلى توضيح منك، فلم تتضح لي!، فرواية ابن أبي ذئب متصلة وتقول هنا بأن الدارقطني سرد الصواب في رواية ابن أبي ذئب وغيره، ثم قلت بعد بأن الصواب في هذا الحديث الإرسال!
قلت: (والدارقطني رحمه الله يعلم علة هذا الحديث، وان الصواب في هذا الحديث الارسال) أقول: ذكر الدارقطني الاختلاف على معمر بين الوصل والإرسال فقط، فأين ترجيحه بين هاتين الروايتين عن معمر؟!
ثم لم الصواب في هذا الحديث الإرسال، والرواة عن الزهري يروونه متصلاً _ ومنهم زياد بن سعد وهو حافظ ثقة وهو من المقدمين في الزهري _ ولم يروه عن الزهري مرسلاً سوى معمر وقد اختلف عليه كما سبق!
آمل أن أجد توضيحاً منك لهذا المثال فإني استشكلته كثيراً منك، والله يلهمني وإياك الصواب ويوفقني وإياك لكل خير.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 06 - 03, 09:49 ص]ـ
أخي الحبيب
الشافعي من أجل أصحاب سفيان
أين هو من هذا الحديث الموصول الذي رواه سفيان عن زياد بن سعد
واين بقية اصحاب سفيان الاثبات من هذا الحديث
ولايخفى عليكم الضعف الذي في بقية الروايات
معمر اثبت الناس في الزهري
وعبدالرزاق اثبت الناس في معمر
تامل قول الدارقطني
(عبدالرزاق وغيره)
امر اخر قول الدارقطني
زياد بن سعد من الثقات الاثبات وهذا اسناد حسن متصل
او نحو ذلك
لايعني به (بالضرورة) ان الحديث صحيح سالم من العلل
وهذا كما ذكرته
لما يقول رواته ثقات
ويكون للحديث علة اخرى
وكأنه يحيل من يريد معرفة العلل الى كتابه العلل
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 06 - 03, 11:33 ص]ـ
ملاحظتي الشخصية أن قول الدارقطني إن إسناد بأنه حسن فيبدو لي أنه معلول. ولا أدري هل قصد بكلمة حسن أن فيه نكارة كما عند بعض المتقدمين، أم أنه يقصد استحسان المتن؟ هذا يحتاج لبحث. لكن كلام شيخنا ابن وهب صحيح.
أيضا رواية أبي عبيدة عن أبيه أنا أصححها لكن الترمذي أحيانا يضعفها ولعله يمشي حسب الشواهد والله أعلم.
ـ[ابن معين]ــــــــ[07 - 06 - 03, 06:20 م]ـ
أخي الفاضل: ابن وهب ..
أولاً: ينبغي التنبه إلى الفرق بين أن من أئمة الحديث من قد (يتأثر) في أحكامه على الأحاديث بمذهبه الفقهي، وبين القول أن منهم من يحكم (عمداً) على الحديث قبولاً ورداً من أجل موافقة مذهبه الفقهي وهو يعلم أن حكمه يخالف قواعد أهل العلم!.
والمعنى الثاني هو الذي نفيته عن الأئمه وهو الذي قصدته.
ثانياً: ينبغي التنبه في هذا المثال إلا أن الدارقطني لم يصحح رواية زياد بن سعد أو يقدمها على رواية معمر!
وإنما حكم على رواية زياد بن سعد بأنها حسنة، وقد قام أحد زملائنا ببحث منهج الدارقطني في تحسينه للأحاديث في رسالة ماجستير، وقد وجد الدارقطني حكم على أحاديث بأنها حسنة وفيها رواة ضعفاء بل شديدو الضعف! وأحاديث شاذة! وأحاديث فيها تفرد وغرابة وغير ذلك.
فلا يعني حكمه على الحديث بأنه (حسن) قبوله لهذا الحديث.
وأما كلامك على الحديث فجيد، وهذا الحديث الصواب فيه الإرسال كما ذكرت، وقد صحح إرساله أبوداود والبزار والدارقطني كما قاله ابن حجر في التلخيص.
إلا أن الدارقطني عرض الاختلاف في علله ولم أره رجح الإرسال، فالله أعلم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[07 - 06 - 03, 10:01 م]ـ
أخي الحبيب الشيخ ابن معين وفقه الله
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
الامام
الدارقطني لم يرجح رواية زياد بن سعد
ولكن اعتراضي هو عن سكوته عن بيان العلة في الروايات الاخرى
والدارقطني بالطبع لايمكن ان يرجح رواية زياد بن سعد
لأن ذلك يخالف منهجه في الحكم على الاحاديث
فاعتراضي هو عن السكوت
واما عن قوله عن اسناد بانه حسن
لايعني قبوله ولاحتى رده كما قال به بعض المعاصرين
-----------
واحكام غيره من النقاد غير لازمة له
-----------
وهو يقصد احيانا بقوله اسناد حسن
القبول
واحيانا يقصد به التفرد
وهذا كثير في كلام المتقدمين
وكنت قد قلت في موضوع سابق أن عبارة حسن واسناده حسن
ونحو ذلك في كلام المتقدمين لايمكن حمله على معنى واحد
بل أنه يختلف باختلاف القرائن
فاحيانا يقصدون به قوة الحديث
واحيانا يكون قولهم حسن نظير قولهم فائدة
فيكون ما اطلقوا عليه حسن
جدير بأن يدخل في كتاب الفوائد
والفوائد = الغرابة والتفرد ونحو ذلك
وجزاكم الله خيرا
وأظن أن قصد الدراقطني هنا
الغرابة والتفرد
¥(4/318)
ـ[ابن معين]ــــــــ[08 - 06 - 03, 12:09 ص]ـ
وجزاكم الله خيراً أخي الحبيب على حسن مشاركتك وجميل تعقيبك.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 06 - 03, 01:58 ص]ـ
فائدة عن تحسين الدارقطني
قال طارق عوض الله في الإرشادات
((وهذه أمثلة عن الإمام الدارقطني:
فمن ذلك:
أخرج في " السنن " ():
حديث: الوليد بن مسلم: أخبرني ابن لهيعة: أخبرني جعفر بن ربيعة، عن يعقوب بن الأشج، عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، عن عمر بن الخطاب، عن النبي ? ـ في التشهد ـ: " التحيات لله، والصلوات الطيبات المباركات لله ".
ثم قال:
" هذا إسناد حسن، وابن لهيعة ليس بالقوي ".
وقوله: " إسناد حسن " بمعنى: غريب منكر.
ويدل على ذلك:
أنه أخرجه في كتاب " الغرائب والأفراد " ()، وقال:
" غريب من حديث عمر عن النبي ?، ومن حديث ابن عباس عنه، ولم يروه غير جعفر بن ربيعة عن يعقوب بن الأشج، ولا نعلم أحداً رواه غير الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة، وتابعه عبد الله بن يوسف التَّنَّيسي".
يعني: تابع الوليد؛ فالحديث مما تفرد به ابن لهيعة.
وقال نحو هذا في " العلل " ()؛ وزاد:
" ... ولا نعلم رفعه عن عمر عن النبي ? غير ابن لهيعة، والمحفوظ ما رواه عروة، عن عبد الرحمن بن عبد القاري، أن عمر كان يعلِّم الناس التشهد ـ من قوله؛ غير مرفوع ".
قلت: وهذا يدل على أن رواية ابن ليهعة عند شاذة أو منكرة؛ لتفرده برفع الحديث عن عمر عن النبي ?، ثم لمخالفته للمحفوظ عند الدارقطني، وهو وقف الحديث.
ومن ذلك:
أخرج الدارقطني في " السنن " ():
عن عبد الله بن سالم: عن الزبيدي: حدثني الزهري، عن أبي سلمة وسعيد، عن أبي هريرة، قال: كان النبي ? إذا فرغ من قراءة أم القرآن رفع صوته، وقال: " آمين ".
ثم قال الدارقطني:
" هذا إسناد حسن ".
ولم يرد الدارقطني من قوله هذا تثبيت الحديث؛ بدليل أنه ذكر هذا الحديث في " العلل " ()، وذكر أوجه الخلاف فيه سنداً ومتناً، ثم قال: " والمحفوظ: من قول الزهري مرسلاً ".
ومن ذلك:
أخرج في " السنن " ():
حديث: محمد بن عقيل بن خويلد، عن حفص بن عبد الله، عن إبراهيم بن طهمان، عن أيوب، عن ابن عمر ـ مرفوعاً ـ: " أيُما إهاب دُبغ فقد طهُر ".
ثم قال الدراقطني:
" إسناد حسن ".
أي: غريب؛ بدليل:
أن هذا الحديث ـ مع أحاديث أخرى ـ مما استنكروه على ابن خويلد هذا، وهو وإن كان من جملة الثقات، إلا أنه أخطأ في إسناد هذا الحديث.
قال أبو أحمد الحاكم:
" حدث عن حفص بن عبد الله بحديثين، لم يتابع عليهما، ويقال: دخل له حديث في حديث، وكان أحد الثقات النبلاء ".
وقال ابن حبان في " الثقات " ():
" ربما أخطأ؛ حدَّث بالعراق بمقدار عشرة أحاديث مقلوبة ".
وذكره الذهبي في " الميزان " ()، وقال:
" معروف، لا بأس به، إلا أنه تفرد بهذا ".
ثم ذكر له هذا الحديث بعينه، وأتبعه بقول الدارقطني!
هذا؛ وإنما يعرف هذا المتن من حديث عبد الرحمن بن وعلة، عن ابن عباس، وقد أخرجه مسلم (1/ 191) وغيره.
راجع: "غاية المرام " (28) للشيخ الألباني ـ حفظه الله تعالى.
ومن ذلك:
أخرج في " السنن " ():
حديث: ابن أبي مسرة، عن يحيى بن محمد الجاري، عن زكريا ابن إبراهيم بن عبد الله بن مطيع، عن أبيه، عن عبد الله بن عمر ـ مرفوعاً ـ: " من شرب في إناء من ذهب أو فضة، أو إناء فيه شيء من ذلك، فإنما يجرجر في بطنه نار جهنم ".
ثم قال:
" إسناده حسن ".
وقول الدارقطني هذا، لا يمكن حمله على " الحسن " الاصطلاحي؛ وإنما هذا بمعنى الغريب أو المنكر، على نحو ما يُعرف عن المتقدمين.
وذلك لأمور:
الأول: أن يحيى الجاري هذا؛ لا يرقى حديثه إلى رتبة الحسن، بل هو إلى الضعيف أقرب ().
قال البخاري: " يتكلمون فيه ".
وأدخله ابن حبان في " الثقات "، وقال " يُغْرب ".
ثم أدخله في " المجروحين "، وقال: " كان ممن ينفرد بأشياء لا يتابع عليها، على قلة روايته، كأنه كان يَهِم كثيراً؛ فمن هنا وقع المناكير في روايته، يجب التكُّبُ عما انفرد من الروايات، وإن احتج به محتج فيما وافق الثقات، لم أر بذلك بأساً ".
ووثقه العجلي، وقال ابن عدي: " ليس بحديثه بأس ".
الثاني: أن زكريا بن إبراهيم بن عبد الله بن مطيع، مجهول الحال، وكذا أبوه ().
الثالث: أن زيادة " أو إناء فيه شيء من ذلك "، زيادة منكرة في هذا الحديث، وقد صرح بذلك، الإمام الذهبي، حيث أدخل الحديث في ترجمة يحيى الجاري من " الميزان "، ثم قال:
" هذا حديث منكر، أخرجه الدارقطني، وزكريا ليس بالمشهور ".
وجزم شيخ الإسلام ابن تيمية بضعف هذه الزيادة، فقال (): " إسناده ضعيف ".
وإنما هذه الزيادة تصح عن ابن عمر، من فعله هو، وقد بين ذلك الحافظ البيهقي في " السنن الكبرى: و " الخلافيات ". وأشار إليه الحاكم في " معرفة علوم الحديث " ().
فالحاصل؛ أن إطلاق الدارقطني لفظ " الحسن " على هذا الحديث، ليس من باب الإطلاق الاصطلاحي، بل بمعنى الغريب والمنكر، كما سبق.
وبالله التوفيق.) انتهى.
وكذلك تكلم عنها بكلام نحو هذا عمرو عبدالمنعم سليم في كتابه (الحديث الحسن بمجموع طرقه).
¥(4/319)
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[08 - 06 - 03, 11:25 م]ـ
جزى الله المشائخ خيراً على الفوائد والفرائد0
أخي الكريم: محمد الأمين
تقول وفقك الله تعالى:
ما الدليل على صحة رواية عبد الجبار بن وائل عن أبيه؟
الدليل ذكره أخونا (المنيف)
قال الدارقطني في سننه: (1/ 334)
[حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب ثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه قال صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم فلما قال ولا الضالين قال آمين مد بها صوته. هذا إسناد صحيح]
وايضاً مما يستدل به على صحة الرواية أن عبدالجبار يروي عن أهله
واهله ثقات0 فيكون الساقط في الغالب أهله0
وايضاً مما يستدل به على صحة الرواية أنه لايعرف عن الحفاظ تضعيف الرواية مع تصريحهم بعد السماع 0
تنبه:نص الحفاظ الكبار أن عبدالجبار لم يسمع من ابيه وما ورد في الصحيح أنه عقل مجة من ابيه فهذا وهم انما هو اخوه (معقل) كما قرر ذلك بعض الحفاظ0
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[07 - 07 - 03, 08:08 م]ـ
قال النسائيّ - رحمه الله - في السنن الكبرى: أخبرنا محمد بن رافع، قال: حدّثنا محمد بن بِشْر، قال: حدّثنا فِطْر بن خليفة، عن عبدالجبّار بن وائل عن أبيه، أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلّم إذا افتتح الصّلاة، رفع يديْه حتى تكاد إبهاماه تحاذي شحْمة أذنيْه.
قال أبو عبدالرحمن: عبدالجبّار بن وائل لم يسمع من أبيه، والحديث في نفسه صحيح. انتهى 1/ 460.
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[18 - 07 - 03, 10:18 م]ـ
للنقاش في هذه المسألة المهمة
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 08 - 03, 01:55 ص]ـ
=======
جزاكم الله خيرا
فائدة
قال ابن رجب رحمه الله
(
وقد قَالَ العقيلي فِي ((كتابه)): لا يصح فِي الجهر بالبسملة حَدِيْث مسند
وحكي مثله عَن الدارقطني.
وما ينقل عَنْهُ فِي ((سننه)) من تصحيح احاديث فِي هَذَا الباب، فلا توجد فِي جميع النسخ، بل فِي بعضها، ولعله من زيادة بعض الرواة
)
انتهى
والاحتمال الذي ذكره مستبعد
بيان ذلك
ان الذي في السنن
(((((
(في سنن الدارقطني
([14] حدثنا أبو بكر النيسابوري ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم حدثنا أبي وشعيب بن الليث قالا: أخبرنا الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن نعيم المجمر أنه قال صليت وراء أبي هريرة فقرأ {بسم الله الرحمن الرحيم} ثم قرأ بأم القرآن حتى بلغ {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال آمين، وقال الناس آمين ويقول كلما سجد الله أكبر وإذا قام من الجلوس من اثنتين قال الله أكبر ثم يقول إذا سلم والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم هذا صحيح ورواته كلهم ثقات)
(
=========================37] قرئ على عبد الله بن محمد بن عبد العزيز وأنا أسمع حدثكم أبو خيثمة وقرئ على علي بن الحسن بن قحطبة وأنا أسمع حدثكم محمود بن خداش قالا: نا يحيى بن سعيد الأموي وقرئ على عبد الله بن محمد وأنا أسمع حدثكم سعيد بن يحيى الأموي حدثنا أبي ثنا ابن جريج عن عبد الله بن أبي مليكة عن أم سلمة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ يقطع قراءته آية آية بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين واللفظ لعبد الله بن محمد إسناده صحيح وكلهم ثقات قال لنا عبد الله بن محمد، ورواه عمر بن هارون عن ابن جريج فزاد فيه كلاما
)
وهذا لايخالف منهج الدارقطني
بيان ذلك
قال ابن رجب
((ومن أقوى مَا احتجوا بِهِ: حَدِيْث خَالِد بْن يزيد، عَن سَعِيد بْن أَبِي هلال، عَن نعيم المجمر، أَنَّهُ صلى وراء أَبِي هُرَيْرَةَ، فقرأ: ((بسم الله الرحمن الرحيم))، ثُمَّ قرأ بأم القرآن، ثُمَّ قَالَ لما سلم: إني لأشبهكم صلاة برسول الله r .
خرجه النسائي وابن خزيمة والحاكم وغيرهم.
وسعيد وخالد، وإن كانا ثقتين، لكن قَالَ أبو عُثْمَان البرذعي فِي ((علله عَن أَبِي زُرْعَة الرَّازِي))، أَنَّهُ قَالَ فيهما: ربما وقع فِي قلبي من حسن حديثهما.
قَالَ: وَقَالَ أبو حاتم: أخاف أن يكون بعضها مراسيل، عَن ابن أبي فروة وابن سمعان.
يعني: مدلسة عنهما.
¥(4/320)
ثُمَّ هَذَا الحَدِيْث ليس بصريح فِي الجهر، إنما فِيهِ أَنَّهُ قرأ البسملة، وهذا يصدق بقراءتها سراً.
وقد خرجه النسائي فِي ((باب: ترك الجهر بالبسملة)).
وعلى تقدير أن يكون جهر بِهَا، فيحتمل أن يكون جهر بِهَا ليعلم النَّاس استحباب قراءتها فِي الصلاة، كما جهر عُمَر بالتعوذ لذلك)
)
انتهى
والذي في سنن النسائي
((قراءة بسم الله الرحمن الرحيم)
- أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عن شعيب حدثنا الليث حدثنا خالد عن أبي هلال عن نعيم المجمر
-قال صليت وراء أبي هريرة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ثم قرأ بأم القرآن حتى إذا بلغ غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقال آمين فقال الناس آمين ويقول كلما سجد الله أكبر وإذا قام من الجلوس في الاثنتين قال الله أكبر وإذا سلم قال والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي نصب الراية
قال ابن عبدالهادي
(رواه النسائي في سننه فقال باب الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم
ورواه ابن خزيمة في صحيحه وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه وقال انه على شرط الشيخين ولم يخرجاه والدارقطني في سننه وقال حديث صحيح وروانه ثقات والبيهقي وقال اسناده صحيح وله شواهد وقال في الخلافيات رواته كلهم ثقات مجمع على عدالتهم محتج بهم في الصحيح)
انتهى
وقوله اسناده صحيح رواته ثقات لايعني به صحة الحديث
فما ورد من قوله حديث صحيح او صحيح
فلعله اصله اسناده صحيح وهذا احتمال
واحتمال اخر انه صحح الحديث
وقد سبقه الى تصحيح الحديث النسائي
على القول بأن المجتبى من تصنيف النسائي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=8176&highlight=%C7%E1%E3%CC%CA%C8%EC
=============
العلماء الذي أطلقوا الصحة على كتاب النسائي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=6715&highlight=%C7%E1%E3%CC%CA%C8%EC
=============
ومما يوضح ذلك
ان ابن رجب رحمه الله فهم عبارة الدارقطني في قوله (اسناده حسن)
على غير مراد الدراقطني (فيما يظهر)
قال ابن رجب رحمه الله
(780 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أنا مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، أنهما أخبراه، عن أبي هريرة، أن النبي r قال:
((إذا أمن الإمام فأمنوا؛ فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر لهُ ما تقدم من ذنبه)).
وقال ابن شهاب: وكان رسول الله r يقول: ((آمين)). قول النَّبيّ r :
(( آمين)) هوَ مما أرسله الزهري في آخر الحديث. وقد روي عن الزبيدي، عن الزهري بهذا الإسناد، أن النَّبيّ r كانَ إذا فرغ من قراءة أم القرآن رفع صوته، فقالَ:
((آمين)).
خرجه الدارقطني.
وقال: إسناده حسن.
كذا قال، ووصله وهم، إنما هو مدرج من قول الزهري، كما رواه مالك.
)
بيان ذلك ما نقله الشيخ الفقيه عن الشيخ طارق عوض الله وفقه الله
(ومن ذلك:
أخرج الدارقطني في " السنن " ():
عن عبد الله بن سالم: عن الزبيدي: حدثني الزهري، عن أبي سلمة وسعيد، عن أبي هريرة، قال: كان النبي ? إذا فرغ من قراءة أم القرآن رفع صوته، وقال: " آمين ".
ثم قال الدارقطني:
" هذا إسناد حسن ".
ولم يرد الدارقطني من قوله هذا تثبيت الحديث؛ بدليل أنه ذكر هذا الحديث في " العلل " ()، وذكر أوجه الخلاف فيه سنداً ومتناً، ثم قال: " والمحفوظ: من قول الزهري مرسلاً)
انتهى
ومراده بحسن هو ما ذكره الامام احمد
(في الكفاية
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال انا أبو بكر محمد بن الحسن بن زياد المقرى النقاش قال ثنا محمد بن عثمان بن سعيد قال ثنا محمد بن سهل بن عسكر قال سمعت أحمد بن حنبل يقول إذا سمعت أصحاب الحديث يقولون هذا حديث غريب أو فائدة فاعلم أنه خطأ أو دخل حديث في حديث أو خطأمن المحدث أو حديث ليس له إسناد وإن كان قد روى شعبة وسفيان فإذا سمعتهم يقولون هذا لا شيء فاعلم انه حديث صحيح
)
فقوله حسن =قولهم فائدة
اي ان هذا الحديث يصح اخراجه في كتب الفوائد
وهذا الحكم غير مطرد
======
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 - 08 - 03, 03:02 ص]ـ
أخانا الحبيب ابن وهب وفقه الله
هل ترى أن من أطلق إسم الصحة على مجتبى النسائي يقصد أن كل رواية فيه صحيحة، أم أنه قصد أن غالب الكتاب صحيح (مثل صحيح مسلم)؟
إذ أنه كما تعلمون فإن النسائي قد أعلّ بنفسه عدداً من تلك الأحاديث. أفلا يدل هذا على أنه لم يقصد الصحة المطلقة؟
وقضية تصنيفه للمجتبى رغم أنه قد تكون صحيحة كما ذكرت، فيبقى هناك تساؤل عن اختفاء أحاديث صحيحة في الكبرى من المجتبى.
والله أعلم.
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[12 - 08 - 03, 04:29 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الفقيه
فائدة عن تحسين الدارقطني
" هذا إسناد حسن، وابن لهيعة ليس بالقوي ".
وقوله: " إسناد حسن " بمعنى: غريب منكر.
.........................................
.........................................
ثم قال الدارقطني:
" هذا إسناد حسن ".
ولم يرد الدارقطني من قوله هذا تثبيت الحديث
..........................................
..........................................
ثم قال الدراقطني:
" إسناد حسن ".
أي: غريب
...........................................
...........................................
ثم قال:
" إسناده حسن ".
وقول الدارقطني هذا، لا يمكن حمله على " الحسن " الاصطلاحي؛ وإنما هذا بمعنى الغريب أو المنكر، على نحو ما يُعرف عن المتقدمين.
لم يكن (الحسن) له ضابط عند المتقدمين
كما هو الحال عند المتأخرين
وهذا في النفس منه شيء
فكيف جعله المتأخرون قسماً ثالثاً بين الصحيح والضعيف
ملحقاً بالصحيح
¥(4/321)
ـ[المهذب]ــــــــ[24 - 05 - 04, 06:23 ص]ـ
للفائدة وللنقاش في هذه المسألة.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[29 - 03 - 05, 11:13 م]ـ
أردت رفع الموضوع لأهميته، وللإضافة:
قال الشيخ إبراهيم اللاحم - حفظه الله - في كتابه "الاتصال والانقطاع" (ص413، 414): "ومثله - يعني: الروايات المنقطعة التي عرف الواسطة فيها - رواية محمد بن سيرين، عن ابن عباس عدة أحاديث، وهو لم يسمع منه، وإنما سمع من عكرمة مولى ابن عباس، عن ابن عباس، كذا قال خالد الحذاء وشعبة وغيرهما، وأخرج البخاري منها حديثاً واحداً في المتابعات، وساق بعده طريقين آخرين إلى عكرمة، عن ابن عباس، واستظهر ابن حجر أن يكون ابن حجر قصد بإيرادهما الإشارة إلى الانقطاع في السند الأول".
وقال (ص416): "وذكر لأبي حاتم وأبي زرعة حديثٌ من رواية الثوري، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، فقالا: (هذا هو جعفر بن أبي وحشية، ولم يدرك الثوري جعفر بن أبي وحشية، إنما يروي الثوري، عن شعبة، عن أبي بشر جعفر بن وحشية) ".
وقال أيضاً (ص417): "وقال أحمد أيضاً في أحاديث يرويها هشيم، عن القاسم الأعرج: (هشيم لم يسمع من القاسم الأعرج شيئاً، إنما سمعها من أصبغ الوراق)، وأصبغ هو ابن زيد، وقد قواه أكثر الأئمة".
وقال كذلك في الحديث عن الذين سمعوا من شيوخ، غير أنهم رووا أحاديث عنهم بواسطةٍ وأسقطوها (ص419، 420): "ورواية هشام بن حسان، عن الحسن، وعطاء، فهو يرسل عنهما، وما يرسله عن الحسن أخذه من كتب حوشب بن عقيل، وهو ثقة، وما يرسله عن عطاء شيء منه أخذه من قيس بن سعد، وهو ثقة أيضاً، قال ابن المديني: (قال بعضهم: "كتب هشام بن حسان أخذها من حوشب، وأحاديث عطاء شيء منه في المناسك عن قيس بن سعد"). وقال أيضاً: (أحاديث هشام عن الحسن، عامتها تدور على حوشب)، وقال أبو داود: (كانوا يرون أنه أخذ كتب حوشب).
ورواية يونس بن عبيد، عن الحسن البصري، فهو من أصحاب الحسن، وقد روى عن أشياء لم يسمعها منه، وإنما أخذها من أشعث بن عبد الملك الحمراني، وهو ثقة، قال شعبة: (عامة تلك الدقائق - يعني: مسائل الدقائق - التي حدث بها يونس - يعني: ابن عبيد - عن الحسن، إنما كانت عن أشعث - يعني: ابن عبد الملك -)، وقال أحمد في أشعث: (كان عالماً بمسائل الحسن الرقاق، ويقال: ما روى عن يونس فقال: نبئت عن الحسن - إنما أخذه من أشعث بن عبد الملك). ثم إن الأشعث لم يسمعها من الحسن أيضاً، فبينهما حفص بن سليمان المنقري، كما قال شعبة: (إناما فقه مسائل يونس عن الحسن، لأنه كان يقال: أخذها من أشعث، وإنما كثر علم الأشعث لأن أخته كانت تحت حفص بن سليمان مولى بني منقر، وكان نظر في كتبه، وكان حفص أعلمهم بقول الحسن). وقال إسماعيل بن علية: (كنا نرى أن يونس سمعها من أشعث، وأشعث من حفص). وحفص بن سليمان هذا ثقة، من قدماء أصحاب الحسن، ومن المقدمين فيه، بل قدمه ابن المديني على جميع أصحابه".
ولعل هذا يصلح أن يُلغز به.
وقال أيضاً (ص423) "ومن أمثلة ذلك رواية معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس تفسيره، فإن علياً لم يسمع منه بالاتفاق، وقد سمى بعض العلماء الواسطة بينهما، فقيل: الواسطة بينهما مجاهد، وقيل: مجاهد وعكرمة، وقيل: مجاهد وسعيد بن جبير، والثلاثة أئمة ثقات، ولهذا يعد هذا الطريق - رغم انقطاعه - أقوى الطرق في التفسير إلى ابن عباس، وقد اعتمدها البخاري كثيراً فيما يعلقه عن ابن عباس. وقال أحمد في شأن هذه النسخة: (لو أن رجلاً رحل إلى مصر، فانصرف منها بكتاب التأويل لمعاوية بن صالح، ما رأيت رحلته ذهبت باطلاً) ".
انتهى المقصود من كلام الشيخ إبراهيم اللاحم حول الروايات المنقطعة التي عرف الواسطة فيها، وكان ثقة.
وقد سألت الشيخ - حفظه الله - قلت: ماذا عن الروايات المنقطعة الصحيحة؟ قال - بالمعنى -: (هي ليست صحيحة، وإنما يقوونها، قواها العلماء، وقد ذكرت في الكتاب أمثلة منها).
وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[06 - 04 - 05, 06:52 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ محمد بن عبد الله.
أما رواية عبد الجبار بن وائل بن حجر عن أبيه، فقد أعل البخاري حديثا بها:
قال الترمذي في علله الكبير، رقم (426):
حدثنا علي بن حجر حدثنا معمر بن سليمان الرقي عن الحجاج بن أرطاة عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه قال استكرهت امرأة على عهد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فدرأ عنها الحد وأقامه على الذي أصابها ولم يذكر أنه جعل لها مهرا.
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: الحجاج بن أرطاة لم يسمع من عبد الجبار بن وائل وعبد الجبار لم يسمع من أبيه ولد بعد موت أبيه. أهـ
فلو أن البخاري يرى صحة الرواية ما أعل الحديث بها.
هذا ما أحببت إضافته، والموضوع يحتاج إلى مزيد بحث وتحرير، والله الموفق،،،
¥(4/322)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[06 - 04 - 05, 09:10 م]ـ
الشيخ الكريم (أبا المقداد) ..
بارك الله فيكم وأثابكم.
وكما ترون أني أشرت إلى قول الشيخ إبراهيم أن هذه الروايات لا يقال عنها: (صحيحة) مطلقاً، وإنما قواها الأئمة بقرائن ظهرت لهم.
ولا يخفى عليكم أن الأكثر على الانقطاع في رواية عبد الجبار، وأنه لم يسمع من أبيه، وهذا ما ذكره البخاري فيما نقلتم - أثابكم الله -، وهو ظاهر كلامه.
ولكن قوى بعض الأئمة هذه الرواية كالنسائي، كما ذكر الأخ (المنيف) أعلاه (المشاركة رقم 19)، والدارقطني، كما ذكر الأخ (المنيف) بارك الله فيه - أيضاً - أعلاه (المشاركة رقم 7).
ويَرِدُ على هذا إيراد قوي، وهو أن هذا قد يكون في حديث خاص (حديث صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم)، ويقوي هذا أن الحديث الذي قواه النسائي والدارقطني واحدٌ، وأنه قد يكونان علما أنه يرويه عبد الجبار عن أخيه عن أبيهما.
وهذا ما ذكر لي الشيخ إبراهيم قال: (كأني أذكر أن هذا في حديث خاص، عُلم أن عبد الجبار يرويه عن أخيه).
وأما قولكم بارك الله فيكم: (فلو أن البخاري يرى صحة الرواية ما أعل الحديث بها).
فإنه لا يلزم من إعلال البخاري لهذه الرواية بعدم السماع أنه لا يرى قوتها (على فرض صحة قوتها)، بل إن البخاري هنا ذكر - فقط - عدم سماع عبد الجبار من أبيه، وهذا أمر أكثر الأئمة عليه، والعلماء يبينون الانقطاع، ولو كانوا يرون قوة الرواية بالقرائن.
هذا ما عنَّ لي ذكرُهُ.
بارك الرحمن فيكم، وجزاكم كل خير.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 04 - 05, 09:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا
فائدة حول سماع عبدالجبار من أبيه
ذكر البخاري وابن معين أنه لم يسمع من أبيه، وأما أخاه علقمة فسماعه ثابت من أبيه
وقد حصل وهم في علل الترمذي الكبير
جاء في ترتيب العلل (1/ 542 ديب) وص (201 السامرائي) وكذلك في مخطوط الكتاب (أحمد الثالث 38/أ)
وكذلك نقله الزيلعي في نصب الراية وغيره أن الترمذي قال، وسألت محمدا عن علقمة بن وائل هل سمع من أبيه فقال إنه ولد بعد موت أبيه بستة أشهر) انتهى.
والصواب أن هذا الكلام في عبدالجبار وليس في علقمة
وقد جاء في موضع آخر من العلل الكبير على الصواب ص 235 (سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: الحجاج بن أرطاة لم يسمع من عبد الجبار بن وائل وعبد الجبار لم يسمع من أبيه ولد بعد موت أبيه.)
وهذا ما ذكره البخاري في التاريخ الكبير (6/ 106) عن عبدالجبار وليس عن علقمة.
وأما علقمة فذكر البخاري سماعه من أبيه في التاريخ الكبير (7/ 41) وروى في جزء رفع اليدين التصريح بسماعه من أبيه، وقد روى له مسلم عن أبيه مصرحا له بالسماع منه
وفي حديث مسلم وابن حبان ان عبدالجبار قال (كنت غلاما لاأعقل صلاة ابي فحدثني علقمة بن وائل عن وائل .... )
فاستدل بها بعضهم على أنه أدرك والده
وفي حاشية (صحيح ابن حبان) (5/ 174 - 176) كلام مهم حول هذه المسألة.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[07 - 04 - 05, 02:59 م]ـ
الشيخ (عبد الرحمن) ..
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم.
وهذا تنبيه مهم، خاصةً مع هذا التوارد على هذا الخطأ.
ويُضاف بالنسبة للروايات القوية مع انقطاعها: ما ذكره الشيخ عبد الله السعد في شريط (منهج تعلم علم الحديث)، ونقله الأخ الفاضل (خليل بن محمد) على هذا الرابط - وقد يكون نقله في غيره -:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=522&highlight=%C5%E4%E3%C7+%C7%D3%CA%CC%C7%D2+%C3%D5%C D%C7%C8%E4%C7
حيث قال الشيخ - حفظه الله -:
"حُمَيْد الطويل، روايته عن أنس مقبولة على الإطلاق، لأن الواسطة معلومة، وإن كان حُمَيْد وُصف ومُسَّ بالتدليس، إلا أن الواسطة معلومة، ألا وهي ثابت البُناني كما ذكر ذلك الحفاظ، وثابت رأس في الحفظ والإتقان، إذاً من توقف في حديث حُمَيْد الطويل فقد أخطأ".
وأحسن الله إليكم.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[07 - 04 - 05, 03:04 م]ـ
وقد سبق كلامٌ حول هذا الموضوع، وذكر الأخ (المهذب) رواية حميد عن أنس، على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3957&highlight=%C5%E4%E3%C7+%C7%D3%CA%CC%C7%D2+%C3%D5%C D%C7%C8%E4%C7
لكن يبقى التنبيه على إطلاق وصف الصحة على مثل هذه الأسانيد.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[07 - 04 - 05, 03:16 م]ـ
الشيخ الفاضل (محمد عبد الله) وفقه الله وسدده.
جزاك الله خيرا ... والإيراد الذي أورته قوي فعلا.
ولكن ألا ترى أن البخاري ذكر عدم سماع عبد الجبار من أبيه في معرض الإعلال للحديث، بل قرنه بعد سماع الحجاج من عبد الجبار.
وكما قلت: الأمر يحتاج إلى مزيد تحرير.
وأحب أن أنبه إلا أنه لا خلاف في عدم سماع عبد الجبار من أبيه؛ وانظر ما يأتي:
قال ابن معين في تاريخه (الدوري) رقم (44):
عبد الجبار بن وائل بن حجر ثبت ولم يسمع من أبيه شيئا إنما كان يحدث عن أهل بيته عن أبيه
وقال، رقم (1890):
عبد الجبار بن وائل لم يسمع من وائل يقولون إنه مات وهو حبل يعنى يحيى أن أمه به حبلى
ونقله أبو داود عن يحيى، كما في سؤالات الآجري له رقم (70)
ونقله النووي إجماعا، كما قال الحافظ في التلخيص (301):
ونقل النووي اتفاق أئمة الحديث على انه لم يسمع من أبيه. ونقل عن بعضهم أنه ولد بعد وفاة أبيه ولا يصح ذلك لما يعطيه ظاهر سياق مسلم.
وهنا ملاحظة أختم بها: حديث النسائي قد جاء عند ابن قانع في معجم الصحابة (1844): حدثنا بشر بن موسى نا خلاد بن يحيى نا فطر بن خليفة عن عبد الجبار الحضرمي قال: سمعت أبي ...
وهذا عجيب، فلينظر في الإسناد.
و جزاكم الله خيرا.
وإلى مشرفنا الفاضل الشيخ (عبد الرحمن الفقيه) جزاكم الله خيرا على الفائدة.
¥(4/323)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[07 - 04 - 05, 03:57 م]ـ
ولكن ألا ترى أن البخاري ذكر عدم سماع عبد الجبار من أبيه في معرض الإعلال للحديث، بل قرنه بعدم سماع الحجاج من عبد الجبار.
الشيخ الكريم (أبا المقداد)، حفظه الله ..
جزاكم الله خيراً، وبارك فيكم.
وما ذكرتموه صحيح، بدلالة أن قوة رواية عبد الجبار عن أبيه مطلقاً فيها نظر.
وهنا ملاحظة أختم بها: حديث النسائي قد جاء عند ابن قانع في معجم الصحابة (1844): حدثنا بشر بن موسى نا خلاد بن يحيى نا فطر بن خليفة عن عبد الجبار الحضرمي قال: سمعت أبي ...
وهذا عجيب، فلينظر في الإسناد.
أولاً: عبد الجبار الحضرمي، هو ابن وائل، كما هو واضح.
ثانياً: في السند: خلاد بن يحيى، قال فيه أبو حاتم: (ليس بذاك المعروف محله الصدق)، وقال محمد بن عبد الله بن نمير: (صدوق إلا أن في حديثه غلطاً قليلاً). [تهذيب الكمال: 8/ (1741)]
وفطر بن خليفة، قال عبد الله بن أحمد (العلل: 5043): "كتب إلي ابن خلاد، قال: حدثني يحيى، قال: حدثني فطر، قال: حدثني أبو إسحاق، قال: سمعت صلة، قال: سمعت عمارًا. وكان فطر صاحب ذا: سمعت، سمعت. والمسعودي أحفظ من فطر".
فلا يبعد أبداً - بعد ذلك - أن يكون ذكر السماع في هذا الحديث خطأٌ.
وبارك الله فيكم على ما نقلتم فأفدتم.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[07 - 04 - 05, 06:43 م]ـ
وفيكم أخي الفاضل ...
وجزاكم الله خيرا على الجواب المسدد.
وهنا إضافة على ((الروايات المنقطعة الصحيحة)):
عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة:
قال البخاري: ولا نعرف سماعه من أبي قتادة [التاريخ الكبير (662)]
وأبو قتادة توفي سنة (54هـ) وقيل سنة (38هـ) [تهذيب الكمال 8169)]
وقد احتج مسلم بروايته في صحيحه (1162) مما يدل على صحة روايته عن أبي قتادة.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هي روايته عنه صحيحة مطلقا؟ أم أن مسلما انتقى منها هذا الحديث وأخرجه في صحيحه؟؟
أرجوا من المشائخ الفضلاء الإدلاء بما عندهم حول هذا الموضوع المهم غاية الأهمية.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[07 - 04 - 05, 07:12 م]ـ
أخي الكريم (أبا المقداد) ..
جزاكم الله خيراً ..
عبد الله بن معبد الزماني توفي قبل المئة، كما قال الذهبي (السير: 4/ 207)، وأبو قتادة - كما ذكرتم - توفي - رضي الله عنه - عام (54)
على قول الأكثر.
فيُحتمل إدراكه أبا قتادة.
وقد يكون مسلم هنا سار على قاعدته في الرواية: "أن كل رجل ثقة روى عن مثله حديثاً، وجائز ممكن له لقاؤه، والسماع منه، لكونهما جميعاً كانا في عصر واحد، وإن لم يأت في خبر قط أنهما اجتمعا، ولا تشافها بكلام؛ فالرواية ثابتة. والحجة بها لازمة. إلا أن يكون هناك دلالة بينة، أن هذا الراوي لم يلق من روى عنه، أو لم يسمع منه شيئاً. فأما والأمر مبهم على الإمكان الذي فسرنا، فالرواية على السماع أبداً، حتى تكون الدلالة التي بَيَّنَّا" (مقدمة الصحيح: 1/ 29).
وفعلاً ..
أرجو من المشايخ الفضلاء الإدلاء بما عندهم حول هذا الموضوع المهم غاية الأهمية.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[17 - 04 - 05, 10:42 م]ـ
للإضافة والرفع ..
قال الشيخ عبد العزيز الطريفي - حفظه الله - (زوائد سنن أبي داود، ص230)، معلقاً على حديث وائل بن حجر - رضي الله عنه في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم:
"عبد الجبار (يعني: ابن وائل بن حجر) وإن لم يسمع حديث أبيه، فهو مغتفر ما لم يخالف، أو ينفرد".
والشيخ عبد العزيز - حفظه الله - ممن يضاف لمن قوى رواية أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه، زيادةً على من ذكرهم الأخ الفاضل (خليل بن محمد) في الرابط الذي وضعه الشيخ (عبد الرحمن الفقيه) في الأعلى:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=3161
حيث قال في كتابه المذكور (ص281):
أبو عبيدة لم يسمع من أبيه، لكن حديثه عنه صحيح، صححه الحفاظ كابن المديني والنسائي والدارقطني والطحاوي وابن رجب وابن تيمية وغيرهم.
ـ[ابو السعادات]ــــــــ[22 - 04 - 05, 01:55 ص]ـ
الأخوة الكرام هل يعني هذا أنه لم يكن عند المتقدمين قواعد يسيرون عليها في تصحيح الأحاديث وتعليلها؟! إذن على أي أساس زف البخاري ومسلم كتابيهما إلى الأمة على أنهما صحيحين؟! وهذه القواعد التي دونها المتأخرون من أين أتوا بها ألم يفهموها من كلام الأئمة المتقدمين؟ أرجو المساعدة في حل ألإشكالات وتوضيح المقام.
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[25 - 04 - 05, 06:28 ص]ـ
السلام عليكم
شيوخنا الأفاضل لي عدة أسئلة:
1_ من أين علمنا أن الداراقطني رحمه الله تعالي جعل أحاديث كتابه السنن للاحتجاج؟؟؟
2_ ما الدليل علي كون لفظة الحسن عند المتقدمين تعني الغرابة أو النكارة؟؟ فقد وصفا بها أحاديث ليست منكرة ولا غريبة بل في غاية الصحة؟؟؟؟؟؟
3_ القول بأن لفظة الحسن عند المتقدمين لا ضابط لها أليس معارضاً لشدة تدقيقهم في تتبع الروايات والألفاظ التي نعرفها عنهم؟؟؟ كم أنهم تلقوها من بعضهم البعض من غير طلب لبيان معناها، ألا يدل ذلك علي أن لها معني ثابت معروف عندهم؟؟
والسلام عليكم
¥(4/324)
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[28 - 01 - 08, 12:47 ص]ـ
للفائدة(4/325)
الفرق بين الشذوذ وبين العِلّة - مع توضيح الفرق في المنهج بين المتقدمين والمتأخرين
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[31 - 05 - 03, 06:06 ص]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
أما بعد
فهذا موضوع كتبته منذ زمن طويل استجابة لسؤال أخ في أنا مسلم. ثم إني الآن في صدد كتابة كتاب في شرح الحديث وفق نهج المتقدمين. فقمت بإعادة إثراء هذا البحث وزيادة شرحه، وألحقته في فصل الحديث الصحيح. حيث تحدثت في البداية عن تعريف الحديث الصحيح وبينت أن من شروط الصحة خلو الحديث من الشذوذ والعلة. ثم كتبت هذا البحث لتبيين الفرق بين الشذوذ والعلة لأن المتأخرين وفق تعريفهم المغاير يعتبرون الحديث الشاذ معلولا كذلك.
وسأقوم بإنزالها تدريجياً، حتى يتمكن الإخوة من مناقشتها جميعاً.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[31 - 05 - 03, 07:34 ص]ـ
تفضّل أخي الأمين (وفقك الله).
ولا أخفيك أنني في شوق لقراءة بحثك هذا.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[31 - 05 - 03, 08:18 ص]ـ
حياك الله أخي هيثم
سأقوم بإذن الله بسرد كلام الحاكم وشرحه في شرح الفرق. ثم أتبعه بالمثال الذي ذكره الحاكم. ثم أشرح ذلك المثال. ثم أترك فرصة للإخوة لمناقشة هذا. ثم أذكر رد الذهبي وابن حجر، مع مناقشة كلامهما. ثم أترك فرصة ثانية للإخوة. ثم أتبع ذلك بكلام ابن القيم، مع مناقشة ذلك.
======
قال أبو عبد الله الحاكم النيسابوري في "معرفة علوم الحديث" (1\ 119): ذكر النوع الثامن والعشرين من علوم الحديث هذا النوع منه معرفة الشاذ من الروايات. وهو غير المعلول. فإن المعلول ما يوقف على علته: أنه دَخَل حديثٌ في حديث، أو وَهمَ فيه راوٍ، أو أرسلَهُ واحدٌ فوصلَهُ واهِم. فأما الشاذ فإنه: حديثٌ يتفرّدُ به ثقةٌ من الثقات، وليس للحديث أصلٌ متابعٌ لذلك الثقة. سمعت أبا بكر أحمد بن محمد المتكلم الأشقر يقول سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق يقول سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول قال لي الشافعي: «ليس الشاذ من الحديث أن يروي الثقة ما لا يرويه غيره. هذا ليس بشاذ. إنما الشاذ أن يروي الثقة حديثاً، يخالف فيه الناس. هذا الشاذ من الحديث». انتهى.
أقول: الحاكمُ أورد كلامَ الشافعي (وهو إمامه) عقب كلامه دون استدراكٍ أو معارضةٍ أو أي تعقيب، كهيئة المستدل بكلامه المحتج به. وهذا ظاهِرٌ لمن نظر في سياق كلام الحاكم. ومن تأمّل كلامهما لوجد أنه واحدٌ، خلافاً لفهم كثيرٍ من المتأخرين. فلو تفرد رجل –ثقة لا بأس به– عن الزهري بحديث لم يأت به أحدٌ من أصحابه، وخالف صيغة الحديث الذي رووه، فهذا دليل الشذوذ. ويكون بذلك قد خالف الناس بإيراد حديثٍ ليس له أصلٌ عندهم. حتى لو كان ذلك الرجل بمستوى مالك في الحفظ.
والحديث الشاذ غير الحديث الغريب. ومع أن الغالب على الغرائب الضعف، فإن الحديث الغريب قد يكون صحيحاً، كما في حديث "إنما الأعمال بالنيات" (وهو ليس شاذاً لأن أصله معروف مجمع عليه ولأنه ليس فيه مخالفة). ولكن الحديث الشاذ دوماً ضعيف، لأن من شروط الحديث الصحيح أن لا يكون شاذاً. والحديث الشاذ يكون غريباً، لكن يكون فيه مخالفة. والبعض قد يظن ذلك الحديث مستقلاً بذاته فيزعم عدم وجود المخالفة، غير أن هذا لا يخفى على الجهابذة.
وهذا التعريف يشبه –لا كل الشبه– ما خرج به ابن الصلاح في نوع "الشاذ"، حيث قال في "علوم الحديث" (79): «فخرج من ذلك، أن الشاذ المردود قسمان، أحدهما: الحديث الفرد المخالف. والثاني: الفرد الذي ليس في راويه من الثقة والضبط ما يقع جابراً لما يوجبه التفرد والشذوذ من النكارة والضعف». وقال النووي في التقريب (1\ 272): «والحاصل أن الشاذ المردود هو: الفرد المخالف، والفرد الذي ليس في رواته من الثقة والضبط ما يجبر به تفرده». وهذا التعريف فيه ما فيه، من جهة أن الحاكم والشافعي ما ذكرا شيئاً يتعلق بقوة ضبط الراوي. بل هذا جبل الحفظ مالك قد أخطأ في أحاديث، وللدارقطني كتاب في الأحاديث التي خولف بها مالك. الحديث الذي مثَّلَ به الحاكم –كما سنرى– الشذوذ فيه من طريق قتيبة بن سعيد، وهو ثقةٌ ثبتٌ بإجماعهم. وسترى أثر اختلاف مفهوم الشذوذ في مخالفة المتأخرين لأحكام المتقدمين على الحديث الذي مثَّلَ به الحاكم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[31 - 05 - 03, 10:01 ص]ـ
¥(4/326)
قال الحاكم عقب كلامه السابق: ومثاله: ما حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه قال ثنا موسى بن هارون قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل عن معاذ بن جبل: «أن النَّبِيّ ? كَانَ في غزوة تبوك إذا ارتحل قَبْلَ زيغ الشمس، أخّر الظهر حتى يجمعها إلى العصر فيصليهما جميعاً. وإذا ارتحل بَعْدَ زيغ الشمس، صلى الظهر والعصر جميعاً، ثُمَّ سار. وَكَانَ إذا ارتحل قَبْلَ المغرب، أخّر المغرب حَتَّى يصليها مع العشاء، وإذا ارتحل بَعْدَ المغرب، عجّل العشاء فصلاها مع المغرب».
قال أبو عبد الله (الحاكم): «هذا حديث رواته أئمة ثقات، وهو شاذ الإسناد والمتن، لا نعرف له علة نعلله بها. ولو كان الحديث عند الليث عن أبي الزبير عن أبي الطفيل، لعللنا به الحديث. ولو كان عند يزيد بن أبي حبيب عن أبي الزبير، لعللنا به. فلما لم نجد له العلتين، خرج عن أن يكون معلولاً. ثم نظرنا فلم نجد ليزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل رواية، ولا وجدنا هذا المتن –بهذه السياقة– عند أحدٍ من أصحاب أبي الطفيل، ولا عند أحدٍ ممن رواه عن معاذ بن جبل عن أبي الطفيل. فقلنا الحديث شاذ. وقد حدثونا عن أبي العباس الثقفي قال كان قتيبة بن صعيد يقول لنا: على هذا الحديث علامة أحمد بن حنبل وعلي بن المديني ويحيى ين معين وأبي بكر بن أبي شيبة وأبي خيثمة، حتى عد قتيبة أسامي سبعة من أئمة الحديث كتبوا عنه هذا الحديث».
قال أبو عبد الله (الحاكم): فأئمة الحديث إنما سمعوه من قتيبة تعجباً من إسناده ومتنه. ثم لم يبلغنا عن أحد منهم أنه ذكر للحديث علة (أي لم يبلغه في أول الأمر). وقد قرأ علينا أبو علي الحافظ هذا الباب، وحُدِّثنا به عن أبي عبد الرحمن النسائي –وهو إمام آلاف– عن قتيبة بن سعيد، ولم يذكر أبو عبد الرحمن ولا أبو علي للحديث علة. فنظرنا فإذا الحديث موضوع وقتيبة بن سعيد ثقة مأمون! حدثني أبو الحسن محمد بن موسى بن عمران الفقيه قال ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال سمعت صالح بن حفصويه النيسابوري –قال أبو بكر: وهو صاحب حديث– يقول سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: قلت لقتيبة بن سعيد: «مع من كتبت عن الليث بن سعد حديث يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل؟». فقال: «كتبته مع خالد المدايني». قال البخاري: «وكان خالد المدايني يدخل الأحاديث على الشيوخ». انتهى.
قلت: خالد المدايني هو أبو الهيثم بن القاسم المدايني: متروك الحديث. فقد حكم الحاكم على هذا الحديث بالشذوذ قبل أن يبلغه عن أحد من العلماء علة هذا الحديث. ثم أخيراً وقع على علة الحديث التي عرفها البخاري، فعلم أن الحديث موضوع وقتيبة ثقة مأمون ليس الخطأ منه. وهذا حديث اتفق المتقدمون على بطلانه وضعفه، بينما صححه الكثير من المتأخرين غير مبالين بما تكلم عليه المتقدمون. والمتقدمون الذين لم يقعوا على علته التي ذكرها البخاري: إما ردوا الحديث بأنه شاذ، وإما حاولوا إعلال الحديث بعلل أخرى.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[31 - 05 - 03, 10:54 ص]ـ
قَالَ أبو حاتم الرازي في "علل الْحَدِيْث" (1\ 91 #245): «كتبت عن قتيبة حديثاً، عن الليث بن سعد لَمْ أُصِبه بمصر عن الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الطفيل، عن معاذ، عن النَّبِيّ ? أنه كَانَ في سفر فجمع بَيْنَ الصلاتين». ثُمَّ قَالَ: «لا أعرفه من حَدِيْث يزيد. والذي عندي أنه دَخل لَهُ حَدِيْثٌ في حَدِيْث». فهذا حديثٌ عرف أبو حاتم أنه شاذٌ لا أصل له، رغم أن قتيبة ثقة ثبت. فحاول أبو حاتم إعلال الحديث بأن قتيبة قد أخطأ ودخل له حديث في حديث. هذا مع أن أبا حاتم –على تعنته في الرجال– قد وثق قتيبة. وما حمله على إعلال الحديث إلا علمه بشذوذه.
وقد خالف قتيبة في روايته هذه عن الليث عن يزيد بن أبي حبيب، عدداً من الرواة الثقات مثل مالك بن أنس وسفيان الثوري وقرة بن خالد وعمرو بن الحارث وزهير أبي خثيمة و زيد بن أبي أنيسة وغيرهم. وهؤلاء رووه عن أبي الزبير عن أبي الطفيل عن معاذ. وكذلك أصحاب الليث رووه عَنْهُ، عن هشام بن سعد، عن أبي الزبير، عن أبي الطفيل، عن معاذ.
¥(4/327)
وهذا يُفسّر لك معنى قول الحاكم: «ثم نظرنا فلم نجد ليزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل رواية، ولا وجدنا هذا المتن –بهذه السياقة– عند أحدٍ من أصحاب أبي الطفيل، ولا عند أحد ممن رواه عن معاذ بن جبل عن أبي الطفيل. فقلنا الحديث شاذ». وانتبه كثيراً لقول الحاكم "بهذه السياقة" لأن هؤلاء كلهم رووه بغير هذه السياقة، ولذلك عرفنا أن الحديث شاذ. ولو لم يروِ هؤلاء هذا الحديث بالمرة (لا بهذه السياقة ولا بغيرها)، لصار الحديث غريباً وخرج أن يكون شاذاً (إن استثنينا الشذوذ في المتن).
وسياق الحديث الصحيح أخرجه مالك في موطئه (1\ 143): عن أبي الزبير المكي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة أن معاذ بن جبل أخبره: «أنهم خرجوا مع رسول الله ? عام تبوك. فكان رسول الله ? يجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء. فأخّر الصلاة يوماً، ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعاً». وأخرجه –مختصَراً– مسلم في صحيحه (1\ 490 #706): حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا زهير حدثنا أبو الزبير عن أبي الطفيل عامر عن معاذ قال: «خرجنا مع رسول الله ? في غزوة تبوك، فكان يصلي الظهر والعصر جميعاً والمغرب والعشاء جميعاً». (#706): حدثنا يحيى بن حبيب حدثنا خالد –يعني ابن الحارث– حدثنا قرة بن خالد حدثنا أبو الزبير حدثنا عامر بن واثلة أبو الطفيل حدثنا معاذ بن جبل قال: «جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء». فقلت: «ما حمله على ذلك؟». فقال: «أراد أن لا يحرج أمته». انتهى.
وقد تتابع الحافظ على إنكار هذا الحديث. قال أبو داود في سننه (2\ 7): «لَمْ يروِ هَذَا الْحَدِيْث إلا قتيبة وحده». ونقل الدارقطني هذا في سننه (1\ 392). وفي رواية اللؤلؤي لسنن أبي داود أنه قال: «هذا حديثٌ منكَر. وليس في تقديم الوقت حديثٌ قائِم». وكذلك أثبته عنه ابن حجر في تلخيص الحبير (2\ 49). فهذا إعلالٌ للحديث بالشذوذ. وقال الترمذي عن هذا الحديث في سننه (2\ 438): «حسن غريب، تفرّد بِهِ قتيبة. لا نعرف أحداً رواه عن الليث غيره. وحديث الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل عن معاذ حديثٌ غريب. والمعروف عند أهل العلم حديث معاذ: من حديث أبي الزبير عن أبي الطفيل عن معاذ أن النبي ? جمع في غزوة تبوك بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء (يعني: وليس فيه جمعُ تقديم). رواه قرة بن خالد وسفيان الثوري ومالك وغير واحد عن أبي الزبير المكي» يعني الذي أخرجه مسلم ومالك. وقال الذهبي في السير (11\ 22): «وأمَّا النَّسَائِيُّ، فامتنعَ مِن إِخراجِهِ؛ لِنَكَارتهِ». وقد ذكر الحاكم أن النسائي حدث به، لكن هناك فرق بين هذا وبين إخراجه في كتابه السنن.
قال البيهقي في سننه الكبرى (3\ 163): «تفرد به قتيبة بن سعيد عن ليث عن يزيد». ثم نقل اتهام البخاري لخالد المدائني بوضع الحديث، ثم قال البيهقي: «وإنما أنكروا من هذا رواية يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل (التي رواها قتيبة عن الليث عن يزيد). فأما رواية أبي الزبير عن أبي الطفيل فهي محفوظة صحيحة». وهذا القول سمعه بعض الفقهاء ممن ليس لهم فهم في الحديث، فظنوا أن البيهقي قد صحح حديث قتيبة! مع أن كلامه عن رواية أبي الزبير التي في الصحيح، أما رواية قتيبة فهو نفسه أعلها بالتفرد ونقل كلام البخاري بأنها موضوعة. فكيف ينسبون له تصحيحها؟!
ومن المهازل أن نرى الفقهاء يقولون في كتبهم عن هذا الحديث: «أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي والدارقطني والبيهقي والحاكم»! ثم يقولون: «قال الترمذي حديث حسن، وقال البيهقي هو محفوظ صحيح»!! وقد بيّنّا أنه لم يصححه أو يحسنه أحدٌ من هؤلاء. أما أبو داود فقد أنكره وضعفه، وأما الترمذي فقد قال "حسن غريب" ثم بيّن ضعفه. والبيهقي أشار لوضعه ونكارته. والدارقطني تكلم عليه بكلام طويل وأشار إلى نكارته. والحاكم هو أكثر من فصّلَ في أن الحديث موضوع. فظهر لك كيف أن الفقهاء بضاعتهم مزّاجة. لم يتوقف الأمر على جهلهم في الحديث، لكنهم لم يعرفوا ولا حتى التقليد في نقل الأقوال عن علماء الحديث.
وقد ضعف ابن حزم هذا الحديث بسبب انقطاع سنده، وبسبب تضعيف البخاري له. لكن ابن حزم شذّ بإضافة سببٍ جديدٍ لتضعيف الحديث بطعنه في الصحابي الجليل أبي طفيل! فقال عنه في المحلى (3\ 174): «أبا الطفيل صاحب راية المختار، وذُكِر أنه كان يقول بالرجعة». قلنا إنما خرج مع المختار على قاتلي الحسين ? لأخذ الثأر منهم، ولم يَعلم من المختار الإيمان بالرجعة. قال ابن القيم في "حاشيته على سنن أبي داود" (1\ 181): «وقد طعن أبو محمد بن حزم في أبي الطفيل، وردّ روايته بكونه كان صاحب راية المختار أيضاً. مع أن أبا الطفيل كان من الصحابة. ولكن لم يكونوا يعلمون ما في نفْسِ المختار وما يُسُرّه». وطعنه في عدالة الصحابي أمر جد خطير مخالف للجمهور خاصة في مسألة هو المخطئ فيها. وصحبته ثابتة لا مطعن فيها. وقد أخرج له الأربعة حديثه. بل قد أخرج له مسلم في صحيحه (4\ 1820) قوله: «رأيت رسول الله ?، وما على وجه الأرض (أي اليوم) رجل رآه غيري». ولذلك لا يؤخذ ما تفرد به ابن حزم من رأيٍ في الرجال.
وقد سبق وقلنا أن الذي لم يعرف علة الحديث، أعلّه بمجرد الشذوذ. وقد اجتمع في هذا الحديث التفرد بالإسناد والتفرد بالمتن. لذلك قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (12\ 467): «لَمْ يروِ حَدِيْث يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الطفيل، عن الليث: غَيْر قتيبة. وهو مُنكَرٌ جداً من حديثه. ويَرَوْنَ (أي علماء الحديث) أن خالداً المدائني أدخله على الليث، وسمعه قتيبة معه». وقد أعله الطبراني أيضاً فقال في المعجم الصغير (1\ 391): «لم يُروى هذا الحديث عن معاذ، إلا بهذا الإسناد. تفرد به قتيبة». لكن كثيراً من المتأخرين لم يفهم معنى كلام هؤلاء الحفاظ. فتجدهم يقولون أن التفرد لا يضر لأن قتيبة ثقة، وتفرد الثقة مقبول كما هو مُقرّرٌ في كتب المصطلح! أقول: وقد سبق وبينا –في أول هذا البحث– الاختلاف في تعريف الحديث الشاذ بين المتقدمين والمتأخرين.
¥(4/328)
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[31 - 05 - 03, 12:34 م]ـ
شيخنا الحبيب الشيخ محمد الأمين _ وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى _
انتفعت بقراءة بحثكم الماتع، فلا حرمنا الله فوائدكم
واستوقفتني عبارة ذكرتموها في سياق كلامكم وهي:
(والحديث الشاذ يكون غريباً، لكن يكون فيه مخالفة.) اهـ
فالذي كنت أظنه أن الشاذ لا يلزم أن يكون غريبا، بل يمكن أن يكون عزيزا أو مشهورا، وقد خالف راوياه أو رواته من هم أرجح منهم لمزيد ضبط أو كثرة عدد أو غير ذلك من وجوه الترجيحات.
فهل قصدتم (يكون غريبا) أي يمكن أن يكون غريبا؟ أم لا يمكن إلا أن يكون غريبا؟
نأمل منكم مزيدا من التوضيح لهذه المسألة، وجزاكم الله خيرا.
ـ[ابن معين]ــــــــ[31 - 05 - 03, 09:25 م]ـ
أخي الفاضل: محمد الأمين ..
وفقك الله فيما عزمت عليه، وألهمك الصواب فيما نحوت إليه.
قرأت موضوعك هذا واستوقفتني بعض النقاط أرجو منك توضيحها:
أولاً: قررت أن التفرد مطلقاً من أي راو حتى ولو كان هذا المتفرد جبلاً في الحفظ كمالك هو دليل على الشذوذ، وأن الحديث الشاذ دوماً ضعيف كما تقول، فهل تفرد الأئمة الكبار مطلقاً لا تقبله وتضعف به الحديث؟!
ثانياً: شرحت تعريف الحاكم للحاديث الشاذ وأن هذا هو تعريف المتقدمين له، وبينت مخالفته لما عرفه المتأخرون. وقررت أن الحديث الشاذ دوماً ضعيف.
بينما يرى الحاكم _كما أفهمه وكما فهمه ابن حجر أيضاً في نكته _ أن الشذوذ على قسمين!، فهناك شذوذ يرد به الحديث وهو الذي عناه في تعريفه للشاذ.
وهناك شذوذ لا يرد به الحديث!! وإنما قصد به الغرابة والتفرد فقط وطبعاً ممن يحتمل التفرد، ولهذا حكم في مواضع كثيرة في مستدركه على أحاديث بأنها شاذة صحيحة؟!
ثالثاً: ظاهر تعريف الحاكم للشذوذ هو الحديث الذي يتفرد به الثقة بدون قيد المخالفة ويكون الحديث وهماً وخطأً، لأنه إذا وجدت المخالفة صار الحديث معلولاً كما قرره الحاكم وفارق بهذا الحديث الشاذ!
وهذا بخلاف ما قررته أنت من أن الشاذ هو التفرد مع المخالفة، فكيف فسرت تعريف الحاكم للشاذ بالتفرد مع المخالفة مع أن ظاهر كلامه هو تفرد الثقة فقط؟!
وإلا فما الفرق بين الشاذ والمعلول عند الحاكم؟!
ـ[عبدالرحمن ز]ــــــــ[31 - 05 - 03, 11:40 م]ـ
شكرا للكاتب جهده المبارك وافيد ان في هذه المسألة مؤلف للمحدث القاضي حسين بن محسن الأنصاري اليماني المتوفى 1327هـ اسمه: البيان المكمل في تحقيق الشاذ والمعلل طبع في الهند مطبوعت الجامعة السلفية بنارس طبع عام 1399هـ وهو كتاب جيد فيه نقولات كثيره مفيدة في هذا الباب
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 06 - 03, 11:56 ص]ـ
الشيخ الفاضل أبو خالد السلمي حفظه الله
تأملت ما ذكرتموه طويلاً. ويبدو أن الحاكم كذلك قد خصص الشذوذ برواية شخص واحد، إذ قال: فأما الشاذ فإنه: حديثٌ يتفرّدُ به ثقةٌ من الثقات، وليس للحديث
أصلٌ متابعٌ لذلك الثقة.
ولعل ذلك على الحالة الغالبة. وإلا فاستدراككم صحيح في أنه قد يتفق إثنان على نفس الشذوذ، ولو أن الغالب هو شخص واحد.
أخي الشيخ ابن معين حفظه المولى
تقول: <<أولاً: قررت أن التفرد مطلقاً من أي راو حتى ولو كان هذا المتفرد جبلاً في الحفظ كمالك هو دليل على الشذوذ، وأن الحديث الشاذ دوماً ضعيف كما
تقول، فهل تفرد الأئمة الكبار مطلقاً لا تقبله وتضعف به الحديث؟! >>
أقول: هذه المسألة فيها كثير من التعقيد، فقد لا تنضبط الكلمات فيتم فهمها على غير مراد كاتبها. ولذلك أطرحها حتى أعرف إن كانت واضحة أم لا. والظاهر
أن عبارتي السابقة مشكلة بعض الشيء. فأنا لم أقصد ما ذكرتموه.
أنا قلت: <<فلو تفرد رجل –ثقة لا بأس به– عن الزهري بحديث لم يأت به أحدٌ من أصحابه، وخالف صيغة الحديث الذي رووه، فهذا دليل الشذوذ. ويكون بذلك قد
خالف الناس بإيراد حديثٍ ليس له أصلٌ عندهم. حتى لو كان ذلك الرجل بمستوى مالك في الحفظ.>>
فأنا أقول أن الحديث الشاذ دوماً ضعيف لأن من شروط صحة الحديث خلوه من الشذوذ. لكن التفرد قد يكون غرابة فحسب، ولا يكون شذوذاً. وقد ضربتُ مثالاً على ذلك
بالحديث المشهور المتفق عليه "إنما الأعمال بالنيات" وقلت: (وهو ليس شاذاً لأن أصله معروف مجمع عليه ولأنه ليس فيه مخالفة). ومن الممكن أن نستشهد كذلك
¥(4/329)
بحديث "فرض زكاة الفطر من رمضان على الناس ... من المسلمين" حيث اعتبر البعض أن مالكاً تفرد بها، وهي زيادة تغير الحكم الفقهي. ومنهم (كالقطان) من
قبل هذه الزيادة بسبب متابعة غير مالك له عليها، ومنهم من قبلها لأن مالك يحتمل هذه الزيادة، بغير اعتبار موافقة غيره لها.
فتلك أمثلة على الروايات الصحيحة. أما الحديث الشاذ فقد أعطى الحاكم مثالاً عليه تفرد به ثقة ثبت، وفيه أصل جديد وهو صلاة التقديم، فاتفق الحفاظ على
إنكاره رغم أن رواته ثقات أثبات.
تقول: <<يرى الحاكم _كما أفهمه وكما فهمه ابن حجر أيضاً في نكته _ أن الشذوذ على قسمين!، فهناك شذوذ يرد به الحديث وهو الذي عناه في تعريفه للشاذ
. وهناك شذوذ لا يرد به الحديث!! وإنما قصد به الغرابة والتفرد فقط وطبعاً ممن يحتمل التفرد، ولهذا حكم في مواضع كثيرة في مستدركه على أحاديث
بأنها شاذة صحيحة؟! >>
أقول: الشذوذ الأول تكلم الحاكم عليه صراحة كما سبق وذكرناه. وأما ما ذكرته أنت في شذوذ ثان فهو -والله أعلم- دعوى استقرائية. وعليها ملاحظات. فمن
المعروف أن الحاكم قد أصابته غفله في آخر عمره عند تأليفه المستدرك. فلا يعتد كثيراً بأحكامه خلال تلك الفترة. كما أن المستدرك مسودة ما بيضها ولا
انتهى من تحريرها، فيصعب محاكمته عليها. والملاحظة الثالثة هو أن ذلك لا يُسلّم. فمثلاً قال الحاكم في المستدرك (1\ 289): <<وقد روي هذا الحديث عن أنس بن
مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسناد صحيح رواته عن آخرهم ثقات إلا أنه شاذ بمرة>>. ففرق بين تصحيح الإسناد وبين تصحيح الحديث. حيث
انه استدرك على كلامه السابق بأنه الحديث شاذ. ونفس الشيء بالنسبة للمثال السابق الذي ذكره سابقاً إذ قال: هذا حديث رواته أئمة ثقات، وهو شاذ الإسناد
والمتن، لا نعرف له علة نعلله بها. فكون رجاله أئمة ثقات وعدم علمه بعلة له لا يعني أنه صحح الحديث لأنه بين أنه شاذ.
تقول: <<ظاهر تعريف الحاكم للشذوذ هو الحديث الذي يتفرد به الثقة بدون قيد المخالفة ويكون الحديث وهماً وخطأً>>. أقول: لكنه استدل لتعريفه بتعريف
الشافعي (الذي فيه المخالفة)، كهيئة المستدل بكلامه المحتج به. فدل هذا على أن كلامهما واحد وإن كانت صياغته مختلفة.
تقول: <<لأنه إذا وجدت المخالفة صار الحديث معلولاً كما قرره الحاكم وفارق بهذا الحديث الشاذ! >>. أقول: ليس في كلام الحاكم ذلك. وسيأتي الكلام عن
الفرق بين الشاذ والمُعَلّ.
تقول: <<وهذا بخلاف ما قررته أنت من أن الشاذ هو التفرد مع المخالفة>>. أقول: قد عرف الحاكم الحديث الشاذ بنفس ذلك فقا: الشاذ فإنه: حديثٌ يتفرّدُ به
ثقةٌ من الثقات، وليس للحديث أصلٌ متابعٌ لذلك الثقة. فإذا جاء الراوي (وإن كان ثبتاً كقتيبة) بأصل جديد لم يأت به غيره، يكون بذلك قد خالف الناس
بإيراد حديثٍ ليس له أصلٌ عندهم.
تقول: <<وإلا فما الفرق بين الشاذ والمعلول عند الحاكم؟! >>. أقول: المعلول هو ما يوقف على علته. وأما الشاذ فعلته غير معروفة. لذلك قال الحاكم عن
المثال الذي ذكره: هذا حديث رواته أئمة ثقات، وهو شاذ الإسناد والمتن، لا نعرف له علة نعلله بها. إلى أن عرف علة الحديث مما بلغه عن البخاري فصار
الحديث مُعَلاًّ. فقال الحاكم: فنظرنا فإذا الحديث موضوع وقتيبة بن سعيد ثقة مأمون. يقصد بعد أن عرف علته.
ـ[ابن معين]ــــــــ[01 - 06 - 03, 06:47 م]ـ
أخي الفاضل: محمد الأمين ..
بالنسبة لتعليقكم على ملاحظتي الأولى:
فقد فهمت منها الآن عدم ردكم لتفرد الثقات (مطلقاً) وأوافقك على ذلك، فإن القول بتفرد الثقة مطلقاً قول ظاهري جداً وهو يخالف عمل الأئمة وأوافقك على أن مسألة الإعلال بالتفرد مسألة دقيقة، وتنبيهي على هذه الملاحظة لأن ظاهر عبارتكم الأولى تخالف ذلك.
أما بخصوص الملاحظة الثانية:
وهي أنني أرى أن الحاكم لا يرى الشذوذ (أحياناً) مانعاً من تصحيح الحديث.
فهذا ظاهر جداً، ويدل لذلك ما ذكره في كتابه المدخل إلى الإكليل حين ذكر أقسام الحديث المتفق عليها، فقال في القسم الرابع من الصحيح المتفق عليه:
(هذه الأحاديث الأفراد الغرائب التي يرويها الثقات العدول، تفرد بها ثقة من الثقات، وليس لها طرق مخرجة في الكتب .. ).
ثم ضرب أمثلة منها حديث عائشة في سحر النبي صلى الله عليه وسلم وقد اتفق على إخراجه الشيخان، ثم قال الحاكم (هذا الحديث مخرج في الصحيح، وهو شاذ بمرة).
فالحاكم موافق على أنه صحيح حجة، لكنه يصفه بالشذوذ باعتبار التفرد فقط.
والأمثلة مما حكم عليه بالشذوذ في مستدركه كثيرة كما قلت سابقاً، وتعقبك في بعض الأمثلة بأنه فرق بين تصحيح الإسناد وتصحيح الحديث لا يُسلم لك، لأنه أدخل هذه الأحاديث في كتابه المستدرك محتجاً بها ومستدركاً بها على الشيخين!
ومما يقطع بذلك قوله عقب حديث في المستدرك: (ولعل متوهماً يتوهم أنه هذا متن شاذ، فلينظر في الكتابين (يعني البخاري ومسلم) ليجد من المتون الشاذة التي ليس لها إلا إسناد واحد ما يتعجب منه، ثم ليقس هذا عليه).
وأما تعقيبك بأن الحاكم أصابته غفلة في آخر عمره فلا يعتد كثيراً بأحكامه في المستدرك فمردود لعدة أمور:
أولاً: قد نقول بنفس طريقتك لا يعتد بتعريفه للشاذ لنفس العلة!، وإلا أثبت أن تأليفه لمعرفة علوم الحديث هو قبل أن تصيبه الغفلة.
ثانياً: من قال من العلماء بتغير الحاكم في آخر عمره ذكر أن تأليفه للمجلد الأول من المستدرك هو قبل ذلك، وفي المجلد الأول الكثير من أحكامه على الأحاديث بالشذوذ.
ثالثاً: تعقيبك هذا إن سلمنا به لا ينطبق على مسألتنا هذه!
لأن المراد هنا هو أن من منهج الحاكم أنه لا يرى الشذوذ مانعاً من تصحيح الحديث، بدليل وصفه لكثير من الأحاديث بذلك، لا أن المراد هو الاستدلال بحكمه على الحديث!
وأما الملاحظة الثالثة فأرجئ الحديث عنها إلى وقت آخر، لأن عندي كلام طويل فيها، ولعل الله أن ييسر مناقشته قريباً.
وبانتظار جوابك على ملاحظتي الثانية.
¥(4/330)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 06 - 03, 02:46 ص]ـ
قَالَ أبو حاتم الرازي في "علل الْحَدِيْث" (1\ 91 #245): «كتبت عن قتيبة حديثاً، عن الليث بن سعد لَمْ أُصِبه بمصر عن الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الطفيل، عن معاذ، عن النَّبِيّ ? أنه كَانَ في سفر فجمع بَيْنَ الصلاتين». ثُمَّ قَالَ: «لا أعرفه من حَدِيْث يزيد. والذي عندي أنه دَخل لَهُ حَدِيْثٌ في حَدِيْث». فهذا حديثٌ عرف أبو حاتم أنه شاذٌ لا أصل له، رغم أن قتيبة ثقة ثبت. فحاول أبو حاتم إعلال الحديث بأن قتيبة قد أخطأ ودخل له حديث في حديث. هذا مع أن أبا حاتم –على تعنته في الرجال– قد وثق قتيبة. وما حمله على إعلال الحديث إلا علمه بشذوذه.
وقد خالف قتيبة في روايته هذه عن الليث عن يزيد بن أبي حبيب، عدداً من الرواة الثقات مثل مالك بن أنس وسفيان الثوري وقرة بن خالد وعمرو بن الحارث وزهير أبي خثيمة و زيد بن أبي أنيسة وغيرهم. وهؤلاء رووه عن أبي الزبير عن أبي الطفيل عن معاذ. وكذلك أصحاب الليث رووه عَنْهُ، عن هشام بن سعد، عن أبي الزبير، عن أبي الطفيل، عن معاذ.
وهذا يُفسّر لك معنى قول الحاكم: «ثم نظرنا فلم نجد ليزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل رواية، ولا وجدنا هذا المتن –بهذه السياقة– عند أحدٍ من أصحاب أبي الطفيل، ولا عند أحد ممن رواه عن معاذ بن جبل عن أبي الطفيل. فقلنا الحديث شاذ». وانتبه كثيراً لقول الحاكم "بهذه السياقة" لأن هؤلاء كلهم رووه بغير هذه السياقة، ولذلك عرفنا أن الحديث شاذ. ولو لم يروِ هؤلاء هذا الحديث بالمرة (لا بهذه السياقة ولا بغيرها)، لصار الحديث غريباً وخرج أن يكون شاذاً (إن استثنينا الشذوذ في المتن).
وسياق الحديث الصحيح أخرجه مالك في موطئه (1\ 143): عن أبي الزبير المكي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة أن معاذ بن جبل أخبره: «أنهم خرجوا مع رسول الله ? عام تبوك. فكان رسول الله ? يجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء. فأخّر الصلاة يوماً، ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعاً». وأخرجه –مختصَراً– مسلم في صحيحه (1\ 490 #706): حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا زهير حدثنا أبو الزبير عن أبي الطفيل عامر عن معاذ قال: «خرجنا مع رسول الله ? في غزوة تبوك، فكان يصلي الظهر والعصر جميعاً والمغرب والعشاء جميعاً». (#706): حدثنا يحيى بن حبيب حدثنا خالد –يعني ابن الحارث– حدثنا قرة بن خالد حدثنا أبو الزبير حدثنا عامر بن واثلة أبو الطفيل حدثنا معاذ بن جبل قال: «جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء». فقلت: «ما حمله على ذلك؟». فقال: «أراد أن لا يحرج أمته». انتهى.
وقد تتابع الحافظ على إنكار هذا الحديث. قال أبو داود في سننه (2\ 7): «لَمْ يروِ هَذَا الْحَدِيْث إلا قتيبة وحده». ونقل الدارقطني هذا في سننه (1\ 392). وفي رواية اللؤلؤي لسنن أبي داود أنه قال: «هذا حديثٌ منكَر. وليس في تقديم الوقت حديثٌ قائِم». وكذلك أثبته عنه ابن حجر في تلخيص الحبير (2\ 49). فهذا إعلالٌ للحديث بالشذوذ. وقال الترمذي عن هذا الحديث في سننه (2\ 438): «حسن غريب، تفرّد بِهِ قتيبة. لا نعرف أحداً رواه عن الليث غيره. وحديث الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل عن معاذ حديثٌ غريب. والمعروف عند أهل العلم حديث معاذ: من حديث أبي الزبير عن أبي الطفيل عن معاذ أن النبي ? جمع في غزوة تبوك بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء (يعني: وليس فيه جمعُ تقديم). رواه قرة بن خالد وسفيان الثوري ومالك وغير واحد عن أبي الزبير المكي» يعني الذي أخرجه مسلم ومالك. وقال الذهبي في السير (11\ 22): «وأمَّا النَّسَائِيُّ، فامتنعَ مِن إِخراجِهِ؛ لِنَكَارتهِ». وقد ذكر الحاكم أن النسائي حدث به، لكن هناك فرق بين هذا وبين إخراجه في كتابه السنن.
¥(4/331)
قال البيهقي في سننه الكبرى (3\ 163): «تفرد به قتيبة بن سعيد عن ليث عن يزيد». ثم نقل اتهام البخاري لخالد المدائني بوضع الحديث، ثم قال البيهقي: «وإنما أنكروا من هذا رواية يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل (التي رواها قتيبة عن الليث عن يزيد). فأما رواية أبي الزبير عن أبي الطفيل فهي محفوظة صحيحة». وهذا القول سمعه بعض الفقهاء ممن ليس لهم فهم في الحديث، فظنوا أن البيهقي قد صحح حديث قتيبة! مع أن كلامه عن رواية أبي الزبير التي في الصحيح، أما رواية قتيبة فهو نفسه أعلها بالتفرد ونقل كلام البخاري بأنها موضوعة. فكيف ينسبون له تصحيحها؟!
ومن المهازل أن نرى الفقهاء يقولون في كتبهم عن هذا الحديث: «أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي والدارقطني والبيهقي والحاكم»! ثم يقولون: «قال الترمذي حديث حسن، وقال البيهقي هو محفوظ صحيح»!! وقد بيّنّا أنه لم يصححه أو يحسنه أحدٌ من هؤلاء. أما أبو داود فقد أنكره وضعفه، وأما الترمذي فقد قال "حسن غريب" ثم بيّن ضعفه. والبيهقي أشار لوضعه ونكارته. والدارقطني تكلم عليه بكلام طويل وأشار إلى نكارته. والحاكم هو أكثر من فصّلَ في أن الحديث موضوع. فظهر لك كيف أن الفقهاء بضاعتهم مزّاجة. لم يتوقف الأمر على جهلهم في الحديث، لكنهم لم يعرفوا ولا حتى التقليد في نقل الأقوال عن علماء الحديث.
وقد ضعف ابن حزم هذا الحديث بسبب انقطاع سنده، وبسبب تضعيف البخاري له. لكن ابن حزم شذّ بإضافة سببٍ جديدٍ لتضعيف الحديث بطعنه في الصحابي الجليل أبي طفيل! فقال عنه في المحلى (3\ 174): «أبا الطفيل صاحب راية المختار، وذُكِر أنه كان يقول بالرجعة». قلنا إنما خرج مع المختار على قاتلي الحسين ? لأخذ الثأر منهم، ولم يَعلم من المختار الإيمان بالرجعة. قال ابن القيم في "حاشيته على سنن أبي داود" (1\ 181): «وقد طعن أبو محمد بن حزم في أبي الطفيل، وردّ روايته بكونه كان صاحب راية المختار أيضاً. مع أن أبا الطفيل كان من الصحابة. ولكن لم يكونوا يعلمون ما في نفْسِ المختار وما يُسُرّه». وطعنه في عدالة الصحابي أمر جد خطير مخالف للجمهور خاصة في مسألة هو المخطئ فيها. وصحبته ثابتة لا مطعن فيها. وقد أخرج له الأربعة حديثه. بل قد أخرج له مسلم في صحيحه (4\ 1820) قوله: «رأيت رسول الله ?، وما على وجه الأرض (أي اليوم) رجل رآه غيري». ولذلك لا يؤخذ ما تفرد به ابن حزم من رأيٍ في الرجال.
وقد سبق وقلنا أن الذي لم يعرف علة الحديث، رده بمجرد الشذوذ. وقد اجتمع في هذا الحديث التفرد بالإسناد والتفرد بالمتن. لذلك قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (12\ 467): «لَمْ يروِ حَدِيْث يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الطفيل، عن الليث: غَيْر قتيبة. وهو مُنكَرٌ جداً من حديثه. ويَرَوْنَ (أي علماء الحديث) أن خالداً المدائني أدخله على الليث، وسمعه قتيبة معه». وقد أعله الطبراني أيضاً فقال في المعجم الصغير (1\ 391): «لم يُروى هذا الحديث عن معاذ، إلا بهذا الإسناد. تفرد به قتيبة». لكن كثيراً من المتأخرين لم يفهم معنى كلام هؤلاء الحفاظ. فتجدهم يقولون أن التفرد لا يضر لأن قتيبة ثقة، وتفرد الثقة مقبول كما هو مُقرّرٌ في كتب المصطلح! أقول: وقد سبق وبينا –في أول هذا البحث– الاختلاف في تعريف الحديث الشاذ بين المتقدمين والمتأخرين.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 - 06 - 03, 08:25 ص]ـ
ومن العبارات التي أساء المتأخرون فهمها هو قول الحافظ أبو سعيد بن يونس المصري (ت 347هـ): «لَمْ يحدِّث بِهِ إلا قتيبة، ويقال: إنه غلط، وإن موضع يزيد بن أبي حبيب: أبو الزبير». نقله المِزِّي في تهذيب الكمال (23\ 535) في ترجمة قتيبة. فإن ابن يونس لم يعرف علة الحديث (وهي المدائني) مع إقراره بشذوذه، فجعل علة الحديث هو خطأ من قتيبة. لكن المحققين من المتأخرين مالوا إلى كلامه وأعرضوا عن كلام البخاري.
¥(4/332)
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (11\ 23) معلّقاً على مقولة ابن يونس: «فيكون (أي قتيبة) قد غلط في الإسناد وأتى بلفظٍ مُنكَرٍ جداً». ثم قال: «يَرَوْنَ (أي علماء الحديث) أن خالداً المَدَائِنِيَّ ادخَلهُ على الليثِ، وسمِعه قتيبةُ معهُ، فالله اعلم. قلت (الكلام للذهبي): هَذَا التقرير يؤدي إلى أن الليث كَانَ يقبلُ التلقين، ويروي ما لَمْ يَسْمَع. وما كَانَ كذلك، بَلْ كَانَ حُجةً متثبّتاً، وإنما الغفلةُ وقعت فِيْهِ من قتيبة، وَكَانَ شيخ صِدقٍ، قَدْ رَوَى نحواً من مئة ألفٍ، فيغتفر لَهُ الخطأ في حَدِيْث واحدٍ».
وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب (8\ 322): «وما اعتمده الحاكم –من الحكم على ذلك بأنه موضوع– ليس بشيء (!!). فإن مقتضى ما استأنس به من الحكاية التي عن البخاري أن خالداً أدخل هذا الحديث عن الليث. ففيه نسبة الليث مع إمامته وجلالته إلى الغفلة، حتى يُدْخِل عليه خالد ما ليس من حديثه. والصواب ما قاله أبو سعيد بن يونس، أن يزيد بن أبي حبيب غَلَطٌ من قتيبة، وأن الصحيح عن أبي الزبير. وكذلك رواه مالك وسفيان عن أبي الزبير عن أبي الطفيل. لكن في متن الحديث الذي رواه قتيبة التصريح بجمع التقديم في وقت الأولى، وليس ذلك في حديث مالك. وإذا جاز أن يغلط في رجُلٍ من الإسناد، فجائز أن يغلط في لفظةٍ من المتن. والحكم عليه –مع ذلك– بالوضع، بعيدٌ جداً. والله أعلم».
نلاحظ فتور ابن حجر في الحكم على الحديث الموضوع بالوضع، كما قال أحمد الغماري في "المغير" (ص7): «الحافظ (ابن حجر) وشيخُه العراقي متساهلان في الحكم للحديث، ولا يكادات يُصرّحان بوضعِ حديثٍ إلا إذا كان كالشمس في رابعة النهار». كما نلاحظ أن منهج الحافظَين الذهبي وابن حجر ليس بعيداً عن منهج المتقدمين. وعلى الرغم من تأثرهما كثيراً بمناهج المتأخرين، فإن حالهما أفضل بكثير من باقي المتأخرين. فهما هنا قد قبلا تضعيف المتقدمين للحديث. واختارا من أقوالهم القول الأقرب لمنهجهما. ولنا مع كلامهما وقفتان.
الوقفة الأولى أنه ليس من المستحيل أن ينجح ابن نجيح بإدخال حديث واحدٍ على الليث، وهذا لو حصل لكشفه النقاد فوراً وأذاعوه. لكنهما رفضا هذه النتيجة لأن منهج المتأخرين يميل إلى إسقاط الراوي إذا تلقن، فنزها الليث عن هذا. مع أن هذا في الواقع لا يعني أن الليث يقبل التلقين. قال أحمد بن محمد بن سليمان التستري: «سألت أبا زرعة الرازي عن حديث زهرة بن معبد، عن سعيد بن المسيب، عن جابر، عن النبي ? في "الفضائل"، فقال: هذا حديث باطل، كان خالد بن نجيح المصري وضعه ودلسه في كتاب الليث. وكان خالد بن نجيح هذا يضع في كتب الشيوخ ما لم يسمعوا ويدلس لهم. وله غير هذا». اهـ من "تهذيب الكمال" (15\ 105).
الوقفة الثانية أنه ليس في كلام البخاري أن ابن نجيح أدخل هذا الحديث على الليث، وإلا لحدث به عنه أكثر من واحد. ويبدو أن ابن نجيح أملاه على قتيبة نفسه، وكان ابن نجيح بارعاً في هذا العمل الخبيث. والذي تسبب في تردد المتأخرين في هذه القضية هو تصريح قتيبة بالسماع (كما ستجده في كلام ابن القيم). فكيف أدخل ابن نجيح هذه الحديث عليه؟ والجواب أن قتيبة –ككثير غيره من حفاظ زمانه– كان يعتمد على كتابه. وكانت مجالس السماع عند مشاهير الرواة مزدحمة. فقد لا يسمع كلمة، فيمليها عليه شخص آخر عند الكتابة. وهذا أمر كان يعرفه المتقدمون لأنه واقع يعيشونه. أما المتأخرون فلربما غفلوا عنه.
ومن هنا نعرف العبقرية في سؤال البخاري لقتيبة: «مع من كتبت عن الليث بن سعد حديث يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل؟». فالبخاري لا يسأل من أدخل الحديث على الليث، لأنه لو حصل ذلك فمن أين لقتيبة أن يعرف؟ لكنه يسأل قتيبة من الذي أملى عليك هذا الحديث. لذلك أجابه قتيبة: «كتبته مع خالد المدايني». فأجاب البخاري إجابة مختصرة لكنها معبرة: «وكان خالد المدايني يدخل الأحاديث على الشيوخ».
¥(4/333)
وفعلاً كان خالد هذا مشهوراً فهذا الفعل الخبيث. قال البرذعي: «قلت لأبي زرعة: رأيت بمصر أحاديث لعثمان بن صالح عن ابن لهيعة –يعني منكرة–. فقال: لم يكن عثمان عندي ممَّن يَكْذب، ولكن كان يسمع الحديث مع خالد بن نجيح. وكان خالد إذا سَمِعوا من الشيخ، أملى عليهم ما لم يسمعوا، فبُلوا به». انتهى من "تهذيب التهذيب" (5\ 227). وقال ابن حبان في "المجروحين" (2/ 40) عن كاتب الليث: «سمعت ابن خزيمة يقول: كان له جارٌ بينه وبينه عداوة، فكان يضع الحديث على شيخ عبد الله بن صالح، ويكتب في قرطاس بخط يشبه خط عبد الله بن صالح، ويطرح في داره في وسط كتبه، فيجده عبد الله فيحدِّث به، فيتوهّم أنه خطه وسماعه. فمن ناحيته (ابن نجيح) وقع المناكير في أخباره (أي كاتب الليث)» اهـ.
بقيت قضية العلامات التي أشار إليها الحاكم. قال الخطيب في تاريخ بغداد (12\ 466): «قال أبو العباس السراج: سمعت قتيبة يقول رأيت عليه سبع علامات: علامة أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبي خيثمة، وأبي بكر بن أبي شيبة، ويحيى الحماني. وعندي أن الرجلين اللذين أغفلهما: أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي، وأبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري، والله أعلم». ويبدو أن بعض المتأخرين فهموا هذه العلامات أنها تصحيح! وليست كذلك، بل هي تعجب واستغراب. فإن الأئمة هؤلاء ينظرون في كتابه ثم يعلّمون على الروايات الغريبة التي لم تقع لهم من غيره، فيطلبون منه تحديثهم بها. إذ أن أئمة العلل مولعون بجمع تلك الروايات الشاذة حتى يضعوها في كتب العلل التي كانوا يسمونها أحياناً كتب الفوائد. وقد بين الحاكم غرض هذه العلامات بقوله: «فأئمة الحديث إنما سمعوه من قتيبة تعجباً من إسناده ومتنه».
قال محمد بن أبي حاتم: سمعتُ محمدَ بن يوسُفَ يقول: سأل أبو عبد الله (الإمام البخاري) أبا رجاءَ البَغلانيَّ –يعني قُتَيبة– إخراجَ أحاديثِ ابنِ عُيَينة، فقال: «مُنذُ كتبتُها ما عرضتُها على أحدٍ. فإن احتسبتَ ونظرتَ فيها، وعَلَّمتَ على الخطأِ مِنها، فعلت، وإلاّ لم أُحَدِّث بها لأني لا آمَنُ أن يكون فيها بعضُ الخطأِ. وذلكَ أنَّ الزِّحامَ كان كثيراً، وكانَ الناسُ يُعارِضونَ كُتُبَهُم، فيُصحِّحُ بعضُهُم من بعضٍ، وتركتُ كِتابي كما هُوَ». فَسُرَّ البُخاريُّ بذلكَ، وقال: «وُفِّقْتَ». ثم أخذَ يختلِفُ إليهِ كلَّ يومٍ صلاةَ الغداةِ، فيَنظُرُ فيهِ إلى وقتِ خُروجِهِ إلى المجلسِ، ويُعلِّم على الخطأِ منهُ. فسمعتُ البخاريَّ ردَّ على أبي رجاء يوماً حديثاً. فقال: «يا أبا عبد الله، هذا مما كتَبَ عني أهلُ بغدادَ، وعليه علامةُ يحيى بنِ مَعينٍ وأحمدَ بنِ حنبلٍ، فلا أقدِرُ أُغيِّرُهُ». فقالَ لهُ أبو عبدِ اللهِ: «إنما كتبَ أولئكَ عنكَ لأنكَ كنتَ مُجْتَازاً. وأنا قد كتبتُ هذا عن عِدَّةٍ على ما أقولُ لكَ، كتبتُهُ عن يحيى بنِ بُكَيْرٍ وابنِ أبي مريَمَ وكاتِبِ اللَّيثِ، عن الليثِ». فرجعَ أبو رجاءَ، وفَهِمَ قولهُ، وخَضَعَ لهُ. انتهى.
فانظر كيف أقر قتيبة للبخاري بحصول الخطأ في كتابه. فمن الغريب أن الذهبي وابن حجر قد مرا على هذا النص ثم أنكرا إمكانية حصول ذلك في الحديث الذي نتكلم عنه.(4/334)
الوضع المأساوي لمنهج الحديث ونقده ... عند الرافضة
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[03 - 06 - 03, 01:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه كلمة مكونة من نقاط
للشيخ الفاضل / عبد الرحمن دمشقية -حفظه الله-
وهي أثناء مناظرة ... مع أحد الرافضة في موقع / السرداب
كلمة لا بد منها عن الوضع المأسوي لمنهج الحديث في الحديث وعلم نقد الرواية
كلمة عن الوضع الحديثي في المذهب الشيعي
النقطة الأولى: الاضطراب الشديد بين علماء الشيعة في مناهجهم الرجالية وعدم وجود نقاط مشتركة فيما بينهم:
أن الشيعة لم يتفقوا على شيء من القواعد الرجالية فيما بينهم إلا في مسألة قبول توثيقات علمائهم المتقدمين وهم: النجاشي والطوسي والكشي قليلاً والصدوق أقل والمفيد أقل منهم جميعا وغيرهم كابن فضال فيما ينقله عنه الكشي وغيره.
أما ما عدا ذلك من القواعد الرجالية فكلها اختراعات متأخرة، مثل: قبول ترضيات الصدوق، وقوع الرجل في أسانيد كتاب كامل الزيارات أو أسانيد تفسير القمي، أصحاب الصادق، شيخوخة الإجازة، من كان للصدوق طريق إليه في الفقيه، رواية الأجلاء، مراسيل ابن أبي عمير وأضرابه، وغيرها.
فكل مرجع من مراجع الشيعة يأخذ من هذه القواعد ما يشاء ويترك ما يشاء، ليقوم بتشكيل خلطة رجالية جديدة يطبقها على أحاديث الفقه والفروع فقط دون تطبيق هذه القواعد على أصول الدين.
النقطة الثانية: من المشهور الشائع الذائع عند علماء الشيعة أن روايات العقائد لا تخضع للمناهج الرجالية فتجدهم يطبقون أحكامهم الرجالية على رواياتهم الفقهية فقط ولم نسمع من قبل بأحد علماء الإمامية على مر التاريخ يقوم بنقد روايات الإمامة أو العصمة، وأكبر مثال على ذلك أنك لو طلبت من أحدهم إسناداً صحيحاً لحديث الثقلين أو آية التطهير أو حديث المنزلة من كتبهم لاحتاج إلى بحث مطوّل ليعثر على ما يعينه!
والسبب: أنهم يستثون أحاديث العقائد من النقد، فكل ما جاء في فضائل أهل البيت صحيح، وكل ما دل على العصمة فهو صحيح، وهكذا يستمرون في منهج أحمق يتقبل بصدر رحب كل ما يرد في فضل أهل البيت، حتى تصل المرحلة إلى الغلو المفرط، فعندها تعرض عليهم دليلهم فيفزعون إلى القواعد الرجالية ونقد الأسانيد للهرب.
لهذا لا بد من إجراء اختبار على من ينادي بضرورة نقد الأسانيد أمثال الفقير جدا فنقول لك:
اذكر لنا إسناداً صحيحاً من كتبكم لحديث المنزلة والكساء وراية خيبر والثقلين، فإن لم تجد فعليك طرحها وعدم الإيمان بها.
النقطة الثالثة:
للتدليل على الاضطراب الكبير بين علماء الشيعة: نضرب هذين المثالين لعالمين كبيرين من علماء الإمامية:
الأول: هو إمامهم النوري الطبرسي حيث جعل رواية مطلق الثقة عن أحد كاشفة عن وثاقته واعتباره!!
وهذه الدعوى تقتضي وثاقة جميع رواة الإمامية!! لأن صاحب الكتاب سيكون ثقة بطبيعة الحال عندهم، وروايته عن مشايخه ستكون دليلاً على وثاقتهم بناء على هذه القاعدة النورية الطبرسية، ورواية مشائخ صاحب الكتاب (الثقات) عن مشائخهم ستكون دليلاً على وثاقتهم أيضاً، وهكذا حتى تنتهي الأسانيد إلى الأئمة!!
وهذه دعوى من العجب بمكان. إذ لا وجود لراو ضعيف عند الإمامية .. !
وقريب من ذلك ما ذكره السيد محمد رضا الحسيني الجلالي في تحقيقه لكتاب رجال ابن الغضائري الخاص بذكر الضعفاء من الرجال حيث جعل من أهم نتائج التحقيق أن عدم ذكر ابن الغضاري لأحد الرواة نصاً في وثاقته! مع أن عدد الرواة المترجَم لهم في هذا الكتاب هو 225 راو.
ولكم أن تتخيلوا أن هذا الاستنتاج قد نقل آلاف الرواة من حيز المجهول إلى حيز الثقة!!!
ضربة حظ خيالية!!
المثال الثاني: السيد الخوئي في معجمه، حيث نقض جميع قواعد التوثيق الإجمالية، ورفض الأخذ بأية واحدة منها ما عدا توثيق الرواة الواقعين في أسانيد كامل الزيارات وتفسير القمي، وفي آخر حياته [تبين] له بعد عمر طويل أن قرابة نصف أسانيد كامل الزيارات ضعيفة!! وأن القول بوثاقة رواتها لا يمكن الاطمئنان به!!
هكذا: أطلق الدعوى الأولى ونشرها في أضخم موسوعة رجالية شيعية في التاريخ (هي معجمه الشهير) وبعدها بعشرين سنة تبين له أن في الكتاب قرابة أربعمائة حديث ضعيف!!
أما رواة تفسير القمي فبقي على القول بوثاقتهم حتى توفي .. ولو عاش عشرين سنة قادمة فلربما تراجع عنها أيضاً!!
¥(4/335)
فهذان مثالان لعالمين من كبار علماء الإمامية وكل منهما جمع منهجه الرجالي وقواعده التي يختارها في كتاب مشهور وقام بنقد الرواة حسب هذا المنهج الذي خططه لكن وجدنا أحدهما في المشرق والآخر في المغرب .. أحدهما متعنت لا يقبل شيئاً .. والآخر سمح متساهل لا يرد شيئاً ..
وبينما مئات الدرجات والطبقات التي يمثلها علماء الشيعة ..
فكيف يريدون أن يناقشوا غيرهم في نقد رواياتهم؟
النقطة الرابعة:
النقد الذي قدمه الفقير جداً على رواية (لا تتخذوا إلهين اثنين) يمكن رده عند بعض علماء الشيعة، وبمعنى آخر يمكن ترقيع هذا الإسناد ليكون صحيحاً عند بعض علماء الإمامية.
وإذا عدنا الى الراوي المجروح وهو الحكم بن بهلول نجد إمكانية توثيق الحكم بن بهلول بناء على رواية إبراهيم بن هاشم عنه وإبراهيم بن هاشم من مشاهير رواة الشيعة بل هو أكثرهم رواية في الكتب الأربعة.
أما ذاك الرجل المبهم من أصحاب الصادق فقد قال بعض علماء الشيعة بوثاقة جميع أصحاب الصادق الذين ذكرهم الشيخ الطوسي في رجاله.
وذكروا أن عدد أصحاب الصادق 4000 راو بينما لم يذكر الطوسي في رجاله إلا قرابة ثلاثة آلاف فوجود ألف راو غير معروف يمكننا وبيسر أن ندخل هذا الراوي المجهول بينهم.
وبهذا يكون الإسناد صحيحاً حسب رأي النوري الطبرسي والحر العاملي.
(أنظر سماء المقال في علم الرجال1/ 156 لأبي الهدى الكلباسي تحقيق وطبع مؤسسة ولي العصر).
النقطة الخامسة:
علماء الشيعة المتقدمون كانوا ينظرون إلى متون الروايات ولا ينظرون إلى أسانيدها إطلاقاً، ولهذا تراهم يصححون كثيراً من الروايات التي يرويها أبو هريرة وعائشة وعكرمة مولى ابن عباس والزهري وغيرهم كثير ممن يدرجونهم في قوائم النواصب!!
وقد صرّح الصدوق بذلك في مقدمة من لا يحضره الفقيه، وأنه لم يدرج في كتابه إلا ما جعله حجة بينه وبين الله تعالى، مع أن طائفة كبيرة من أحاديث كتابه مرسلة دون أسانيد! وهي تقريباً ثلث الكتاب!!
فالصدوق يصحح أكثر من ألف حديث مرسل ليس لها أسانيد.
بينما الفقير جداً يحاسبنا على تصحيح حديث واحد رغم إمكانية تصحيحه حسب آراء بعض علمائهم.
ومن الطرائف في مسألة إبهام أسماء الرواة عند قدماء الإمامية أن والد الصدوق علي بن الحسين بن بابويه قال في مقدمة كتابه الإمامة والتبصرة من الحيرة (وقد بينت الأخبار التي ذكرتها من طريق العدد وكل ما وقع في عصر إمام من إشارة إلى رجل أو داعية منه بغير حق، واستحالة مجاوزة العدد وتبديل الأسماء [[بصحيح الأخبار]] عن الأئمة الهادين عليهم السلام).
فهو هنا يصحح روايات كتابه البالغ عددها 87 رواية، في حين يوجد بينها 16 رواية فيها إبهام في أسانيدها، وأرقام هذه الروايات حسب ترقيم محمد رضا الحسيني نشر مؤسسة آل البيت: 4 - 7 - 10 - 33 - 43 - 44 - 45 - 53 - 60 - 62 - 72 - 74 - 77 - 82 - 85 - 86.
فيا عجباً من هذا المذهب وعلمائه:
تجد أحدهم يوثق جميع الرواة بالآلاف!!
بينما الآخر يضعف هذه الآلاف دون أن يطرف رمش في عينه ..
ثم يصحح أربعمائة رواية دفعة واحدة، ثم ينقضها دفعة واحدة بعد أن تبين له ضعف أسانيدها!!
وآخر يصحح خمس رواياته تقريباً مع وجود إبهام في أسانيدها، أو إرسال كما يسميه الفقير جداً!
وهم يتكلمون عن الحديث الصحيح والضعيف في حواراتهم مع أهل السنة، بينما تجدهم في الحسينيات يروون لعامتهم روايات ظاهرة في الغلو والخرافة ويكتمونهم كذبها ووضعها.
هل من مزيد ... إخوتي أهل العلم ... في هذا الباب
أثابكم الله
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[03 - 06 - 03, 02:53 ص]ـ
قاد العامة واصطلاحهم , بل هو مأخوذ من كتبهم كما هو ظاهر بالتتبعةلشيعة الامامية لايوجد لديهم معرفة بالحديث , ولا توجد لديهم قواعد محددة في قبول الروايات وردها , وهم فرقتان: الاخبارية وهم الذين يقبلون جميع الاخبار والروايات التي في كتبهم خاصة الكتب الأربعة المقدمة عندهم وهي: الكافي والاستبصار ومن لا يحضره الفقيه والتهذيب , وعلى طريقة هذه الفرقة كان الشيعة الامامية حتى منتصف القرن السابع , حين قام أحد علمائهم - ابن طاووس - بتصنيف كتابا في مصطلح الحديث أخذه من كتب أهل السنة, وتبعه تلميذه الملقب عندهم بالعلامة الحلي المتوفى سنة726هج صاحب كتاب الالفين في إثبات الامامة , والذي رد عليه شيخ الاسلام ابن تيمية بكتابه الخالد منهاج السنة. ثم تتابع الشيعة الى اعتناق ما أتى به ابن طاووس والحلي , وأطلق عليهم الفرقة الأصولية , والذين قالوا بعدم صحة كل ما في كتبهم وأخضعوها للبحث والدراسة , ولم يفعلوا ذلك حبا منهم في اتباع الحق والاقتداء بالسنة الصحيحة , وانما استخدموا هذا العلم للانعتاق من خزايا مروياتهم ورد ما يشنع به عليهم أهل السنة من قولهم بتحريف القرآن وغيرها من الطوام والبلايا.
وأكثر الرافضة في عصرنا هذا من الفرقة الأصولية , ولم يبق من الاخباريين الا شرذمة قليلون في البحرين , ولا يزال الخلاف بينهم قائما.
قال الحر العاملي خاتمة محدثي الرافضة وصاحب أحد الكتب المعتمدة عندهم (وسائل الشيعة) رادا على الاصوليين:
* أن طريقة المتقدمين مباينة لطريقة العامة , والاصطلاح الجديد موافق لاعتقاد العامة واصطلاحهم , بل هو مأخوذ من كتبهم كما هو ظاهر بالتتبع ... , وقد أمرنا الائمة عليهم السلام باجتناب طريق العامة.
قلت: يعني بطريقة المتقدمين الفرقة الاخبارية التي تقبل جميع المروياتالموجودة في كتبهم , والاصطلاح الجديد يقصد بهم الاصوليين , ويعني بالعامة أهل السنة.
وقال أيضا:
¥(4/336)
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[03 - 06 - 03, 03:10 ص]ـ
الشيعة الامامية لا معرفة لهم بالحديث , ولا توجد لديهم قواعد محددة في قبول الروايات وردها , وهم فرقتان: الاخبارية وهم الذين يقبلون جميع الاخبار والروايات التي في كتبهم خاصة الكتب الأربعة المقدمة عندهم وهي: الكافي والاستبصار ومن لا يحضره الفقيه والتهذيب , وعلى طريقة هذه الفرقة كان الشيعة الامامية حتى منتصف القرن السابع , حين قام أحد علمائهم - ابن طاووس - وصنف كتابا في مصطلح الحديث أخذه من كتب أهل السنة, وتبعه تلميذه الملقب عندهم بالعلامة الحلي المتوفى سنة726هج صاحب كتاب الالفين في إثبات الامامة , والذي رد عليه شيخ الاسلام ابن تيمية بكتابه الخالد منهاج السنة. ثم تتابع الشيعة الى اعتناق ما أتى به ابن طاووس والحلي , وأطلق عليهم الفرقة الأصولية , وهم الذين قالوا بعدم صحة كل ما في كتبهم وأخضعوها للبحث والدراسة , ولم يفعلوا ذلك حبا منهم في اتباع الحق والاقتداء بالسنة الصحيحة , وانما استخدموا هذا العلم للانعتاق من خزايا مروياتهم ورد ما يشنع به عليهم أهل السنة من قولهم بتحريف القرآن وغيرها من الطوام والبلايا التي تحفل بها كتبهم.
وأكثر الرافضة في عصرنا هذا من الفرقة الأصولية , ولم يبق من الاخباريين الا شرذمة قليلون في البحرين , ولا يزال الخلاف بينهم قائما.
قال الحر العاملي - وهو إخباري - خاتمة محدثي الرافضة وصاحب أحد الكتب المعتمدة عندهم (وسائل الشيعة) رادا على الاصوليين:
* أن طريقة المتقدمين مباينة لطريقة العامة , والاصطلاح الجديد موافق لاعتقاد العامة واصطلاحهم , بل هو مأخوذ من كتبهم كما هو ظاهر بالتتبع ... , وقد أمرنا الائمة عليهم السلام باجتناب طريق العامة.
قلت: يعني بطريقة المتقدمين الفرقة الاخبارية التي تقبل جميع المرويات الموجودة في كتبهم , والاصطلاح الجديد يقصد بهم الاصوليين , ويعني بالعامة أهل السنة.
وقال أيضا في الرد على طريقة الاصوليين:
أنه يستلزم ضعف أكثر الاحاديث التي قد علم نقلها من الاصول المجمع عليها, لأجل ضعف بعض رواتها أو جهالتهم أو عدم توثيقهم ... , بل يستلزم ضعف الاحاديث كلها عند التحقيق لان الصحيح عندهم ما رواه العدل الامامي الضابط في جميع الطبقات, ولم ينصوا على عدالة أحد من الرواة الا نادرا , وانما نصوا على التوثيق وهو لا يستلزم العدالة قطعا.
ودعوى بعض المتأخرين أن الثقة بمعنى العدل الضابط ممنوعة وهو مطالب بدليلها.
كيف؟ وهم مصرحون بخلافها ,حيث يوثقون من يعتقدون فسقه وكفره وفساد مذهبه.
وقال محمد بن الحسن الطوسي الملقب عندهم بشيخ الطائفة في كتابه الفهرست أحد كتب الرجال المعتمدة لدى القوم:
كثير من مصنفي أصحابنا وأصحاب الأصول ينتحلون المذاهب الفاسدة وإن كانت كتبهم معتمدة.
قلت: وأي فساد بعد هذا.
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[10 - 06 - 03, 07:38 م]ـ
بارك الله بك يا شيخنا / أبا الوفا العبدلي
وأسأل الله أن يكشف ضرك ويشافيك ويكون ما أصابك رفعة في درجاتك
- آمين -(4/337)
متى يحكم الباحث على الأحاديث؟ للشريف حاتم العوني.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[06 - 06 - 03, 06:30 م]ـ
السؤال
متى يحكم طالب العلم المتخصص في علم الحديث على حديث ما بالصحة
أو الضعف؟
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وأصحابه ومن اقتفى أثره واتقى حدّه، أما بعد:
فأقول وبالله التوفيق:
إن الطالب الذي يتخصص في علوم السنة النبوية قد يكون في مراحل طلبه الأولى، وقد يكون تجاوز ذلك، ولا أقصد بذلك الزمن أو المراحل التعليمية والشهادات والألقاب، فكم من رجل يمضي عمره ويشيخ في السن ولم يزل في أولى مراحل الطلب، وكم من دكتور في علوم السنة ولما يزل في أولى تلك المراحل.
ولكني قصدت مراحل التعليم الحقيقية التي يترقى من خلالها طالب العلم، حتى يصل إلى الحد الذي يُمكن الطالب فيه أن يفهم مآخذ الأحكام على الأحاديث وطريقة الوصول إليها، وكنت قد ذكرت في مناسبة قديمة السلم التعليمي الذي إذا سار عليه طالب علم الحديث، رجي له أن يصل إلى حد الإفادة، ويمكن أن أضع ضابطاً إجمالياً للحد الذي إذا بلغه طالب العلم يكون معه متأهلاً للحكم على الأحاديث بدراسة أسانيدها، وهو أن تكون غالب أحكامه صواباً ويعرف أن غالب أحكامه صواب، بأن توافق أحكامه –غالباً- أحكام الأئمة المعتمدين، لا تقليداً، ولكن اتباعاً وفهماً لدليل الحكم.
فإذا وصل الطالب إلى هذا الحد، حق له أن يحكم على الأحاديث التي يظهر له فيها وجه الحكم، ويبقى أنه لا بد أن يقف على أحاديث لا يظهر له فيها وجه الحكم، فلا ينسى حينها أن يقول: لا أدري.
ثم إن الأحاديث التي يحكم عليها المتأخر من المتخصصين في علوم السنة تنقسم قسمين:
الأول: الأحاديث التي سبق إلى الحكم عليها بنحو حكمه عليها –صراحة أو تلميحاً- من إمام متقدم من النقاد المعتبرين، فهذه يكون حكمه عليها شاملاً الإسناد والمتن؛ لأن الناقد المتقدم قد قام بما يعجز عنه المتأخر من نفي وجود العلل الخفية عند الحكم على الحديث بالصحة، أو نفي وجود المتابعة المقوية للحديث عند الحكم عليه بالضعف.
الثاني: الأحاديث التي لم يُسبق إلى الحكم عليها، وهذه ليكن حكمه عليها مقتصراً على الإسناد وحده دون المتن؛ لأن المتأخرين لم تتحقق فيهم أهلية الاستقلال بالحكم على المتن.
وقد سبق الجواب في هذا الموقع عن الفرق بين الحكم على الإسناد والحكم على المتن، وبينت في الجواب إفادة الحكم على الإسناد وحده، وأنها تقيم الحجة بالحديث المحكوم على إسناده بالقبول –صحة أو حسناً-، وأنها أيضاً إفادة بعدم الثبوت وعدم القبول للحديث المحكوم على إسناده بالضعف، هذا والله أعلم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه والتابعين.
إجابة الشيخ الشريف: حاتم العوني - وفقه الله -.
المصدر: http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=9160(4/338)
فائدة (ومن عادة مالك إرسال الأحاديث)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[07 - 06 - 03, 06:42 ص]ـ
في العلل للدارقطني
([980] وسئل عن حديث سعيد بن المسيب عن معاذ من صلى في فلاة من الأرض فلم يثوب بالصلاة صلى معه ملكان أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله وان ثوب صلى معه من الملائكة أمثال الجبال فقال يرويه يحيى بن سعيد الأنصاري واختلف عنه فرواه الليث بن سعد عن يحيى عن بن المسيب عن معاذ وخالفه مالك فرواه عن يحيى عن بن المسيب قوله وقول الليث أصح ومن عادة مالك إرسال الأحاديث واسقاط رجل)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[07 - 06 - 03, 09:21 ص]ـ
جزاكم الله خيرا اخي ابن وهب ....
لكن اليست هي عادة كثير من السلف وهو ما يسمى (بقصر الاسانيد) فهم يتحرجون في رفع الاحاديث تورعا من نسبتها الى الرسول صلى الله عليه وسلم.
ـ[الحمادي]ــــــــ[07 - 06 - 03, 09:27 ص]ـ
هذا من الأمثلة الكثيرة التي تدل على أن الإمام الدارقطني "رحمه الله"
يعمل بالقرائن في الترجيح عند الاختلاف بين الرواة رفعاً ووقفاً أو وصلاً وإرسالاً، خلافاً لما قاله ابن الصدِّيق في كلامٍ له؛ سبق أن نقله بعض الإخوة.
وقول الإمام الدارقطني "رحمه الله":
(ومن عادة مالك إرسال الأحاديث وإسقاط رجل).
بيَّن سببه في الكلام عن حديث آخر لمالك (2/ 9 "83") حيثُ قال:
( ... أو تعمد "يعني مالكاً " إسقاط عاصم بن عبيدالله؛ فإن له عادة بهذا؛ أن يُسقط اسم الضعيف عنده في الإسناد؛ مثل عكرمة ونحوه).
ـ[ابن وهب]ــــــــ[07 - 06 - 03, 09:38 ص]ـ
صدقت أخي الحبيب الشيخ المتمسك بالحق
ففي شرح العلل
(وليس وقف هذا مما يضره فان ابن سيرين كان يقف على الاحاديث كثيرا ولايرفعها والناس كلهم يخالفونه ويرفعونها)
انتهى
وفي شرح معاني الاثار
(وهذا حديث متصل الإسناد، فيه خلاف ما في الآثار الأول، وقد فصلها هذا الحديث لصحة إسناده. فإن كان هذا الأمر يؤخذ من جهة الإسناد فإن القول بهذا أولى من القول بما خالفه. فإن قال قائل: فإن هشام بن حسان قد روى هذا الحديث عن محمد بن سيرين فلم يرفعه، وذكر في ذلك ما حدثنا أبو بكرة قال ثنا وهب بن جرير، قال ثنا هشام بن حسان عن محمد عن أبي هريرة قال سؤر الهرة يهراق ويغسل الإناء مرة أو مرتين. قيل له: ليس في هذا ما يجب به فساد حديث قرة،
لأن محمد بن سيرين قد كان يفعل هذا في حديث أبي هريرة يوقفها عليه، فإذا سئل عنها: هل هي عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ رفعها.
والدليل على ذلك ما حدثنا إبراهيم بن أبي داود، قال: ثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي. قال: ثنا إسماعيل بن إبراهيم عن يحيى بن عتيق عن محمد بن سيرين أنه كان إذا حدث عن أبي هريرة فقيل له عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال كل حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وإنما كان يفعل ذلك لأن أبا هريرة، لم يكن يحدثهم إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم، فأغناه ما أعلمهم من ذلك في حديث ابن أبي داود، أن يرفع كل حديث يرويه لهم محمد عنه)
انتهى
وفي احتجاج الطحاوي رحمه الله بهذا في هذا الحديث نظر والله أعلم
ولكن نحن نتكلم عن أصل المسألة
وممن كان يفعل ذلك أيوب وكذا غيره من البصريين
وغيرهم
الا ان مالك كان يفعل ذلك لامر اخر
وهذا شأنه ليس فقط مع المرفوعات بل مع الموقوفات
عموما ليست هذه قاعدة مطردة في كل حديث يختلف فيه مالك مع الرواة وانما ينظر في القرائن
وكلام الدارقطني ينزل على روايات الموطأ
فقد كان يقطع الروايات
او يجعلها بلاغ
الخ
وليس في الروايات المتصلة عن مالك
من غير طريق الموطأ
ان خالفت مع ما في الموطأ
والمسألة تحتاج بسط
والله أعلم بالصواب
ـ[ابن وهب]ــــــــ[07 - 06 - 03, 09:41 ص]ـ
صدقت اخي الشيخ الحمادي
والمثال الذي نقلته عن الدارقطني
اشار اليه الامام الشافعي
(قال الشافعي): رحمه الله تعالى أخبرنا مالك عن أبي الزبير عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس أنه سئل عن رجل وقع على أهله وهو محرم وهو بمنى قبل أن يفيض فأمره أن ينحر بدنة (قال الشافعي): وبهذا نأخذ قال مالك: عليه عمرة وبدنة وحجة تامة ورواه عن ربيعة فترك قول ابن عباس بخبر ربيعة ورواه عن ثور بن يزيد عن عكرمة يظنه عن ابن عباس (قال الشافعي)
وهو سيئ القول في عكرمة لا يرى لأحد أن يقبل حديثه وهو يروي سفيان عن عطاء عن ابن عباس خلافه وعطاء ثقة عنده وعند الناس قال: والعجب له أن يقول في عكرمة ما يقول ثم يحتاج إلى شيء من علمه يوافق قوله ويسميه مرة ويروي عنه ظنا ويسكت عنه مرة فيروي عن ثور بن يزيد عن ابن عباس في الرضاع وذبائح نصارى العرب وغيره وسكت عن عكرمة وإنما حدث به ثور عن عكرمة))
ـ[ابن معين]ــــــــ[08 - 06 - 03, 12:17 ص]ـ
بارك الله فيك أخي ابن وهب على هذه الفائدة.
وقد اشتهر هذا الفعل من مالك عند العلماء ونبه عليه جمع، منهم:
_ ابن حبان، فإنه قال في صحيحه بعد حديث (الشفعة فيما لم يقسم): (رفع هذا الخبر عن مالك أربعة أنفس: …، وأرسله عن مالك سائر أصحابه.
وهذه كانت عادةٌ لمالك، يرفع في الأحايين الأخبار ويوقفها مراراً، ويرسلها مرة ويسندها أخرى، على حسب نشاطه.
فالحكم أبداً لمن رفع عنه وأسند بعد أن يكون ثقةً حافظاً متقناً على السبيل الذي وصفناه في أول الكتاب).
_وقال البيهقي في بيان خطأ من أخطأ على الشافعي بعد حديث: (ويشبه أن يكون مالك يوصله مرة، ويرسله أخرى، فاختلف الرواة عنه لذلك).
¥(4/339)
ـ[الحمادي]ــــــــ[08 - 06 - 03, 12:57 م]ـ
لكن ... ماهي أسباب (إرسال أو وقف) أمثال هؤلاء الحفاظ للأحاديث؟
الذي يبدو أن لذلك أسباباً متعددة؛ منها:
أن يكون الراوي المُرسِل غيرَ راضٍ عمن أسقطه، وقد سبق مثال ذلك في إسقاط مالك "رحمه الله" لعاصم بن عبيدالله وعكرمة.
وهذا السبب إنما يكون في الإرسال دون الوقف.
أو يكون الراوي المُرسِل لم ينشط لإسناد الحديث فأرسله أو أوقفه.
ومن أسباب وقف بعضهم للحديث التوقي والتحري؛ وخشية أن ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقله.
وممن اشتُهِر ذلك عنه محمد بن سيرين وأيوب السختياني ومسعر.
هذا ما أستحضره من أسباب؛ وقد يكون ثمة أسباب أخرى، فآمل من الإخوة ألا يبخلوا علينا بها.
ويرد هنا سؤالٌ آخر؛ وهو:
متى يُقال عن الاختلاف على هؤلاء الأئمة بأنه من الرواة عنهم، ومتى يٌقال بأنه لأحد الأسباب السابقة؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[08 - 06 - 03, 02:04 م]ـ
لعل من أحسن من بين أسباب الإرسال هو الحافظ ابن رجب في شرح العلل (1\ 534 همام) حيث قال
((وكلام يحيى بن سعيد في تفاوت مراتب المرسلات بعضها على بعض يدور على أربعة أسباب:
أحدها: ما سبق من أن من عرف روايته عن الضعفاء ضعف مرسله بخلاف غيره.
والثاني: أن من عرف له إسناد صحيح إلى من أرسل عنه فإرساله خير ممن لم يعرف له ذلك. وهذا معنى قوله: ((مجاهد عن علي ليس به بأس، قد أسند عن ابن أبي ليلى عن علي)).
والثالث: أن من قوي حفظه يحفظ كل ما يسمعه، ويثبت في قلبه، ويكون فيه ما لا يجوز الاعتماد عليه، بخلاف من لم يكن له قوة الحفظ، ولهذا كان سفيان إذا مر بأحد يتغنى بسد أذنيه، حتى لا يدخل إلى قلبه ما يسمعه منه فيقر فيه.
وقد أنكر مرة يحيى بن معين على علي بن عاصم حديثاً وقال: ((ليس هو من حديثك إنما ذوكرت به، فوقع في قلبك، فظننت أنك سمعته ولم تسمعه وليس هو من حديثك)).
وقال الحسين بن حريث سمعت وكيعاً يقول: ((لا ينظر رجل في كتاب لم يسمعه، لا يأمن أن يعلق قلبه منه)).
وقال الحسين بن الحسن المروزي سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ((كنت عند أبي عوانة فحدث بحديث عن الأعمش، فقلت: ليس هذا من حديثك. قال: بلى. قلت: لا. قال: بلى. قلت: لا. قال: يا سلامة هات الدرج، فأخرجت فنظر فيه فإذا ليس الحديث فيه. فقال: صدقت يا أبا سعيد، فمن أين أتيت؟ قلت: ذوكرت به وأنت شاب، فظننت أنك سمعته)).
الرابع: أن الحافظ إذا روى عن ثقة لا يكاد يترك اسمه، بل يسميه، فإذا ترك اسم الراوي دل إبهامه على أنه غير مرضي، وقد كان يفعل ذلك الثوري وغيره كثيراً، يكنون عن الضعيف ولا يسمونه، بل يقولون: عن رجل)). وهذا معن قول القطان: ((لو كان فيه إسناد لصاح به)). يعني لو كان أخذه عن ثقة لسماه وأعلن باسمه.
وخرج البيهقي من طريق أبي قدامة السرخسي، قال سمعت يحيى ابن سعيد يقول: ((مرسل الزهري شر من مرسل غيره،
لأنه حافظ، وكلما يقدر أن يسمي سمى
000
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[08 - 06 - 03, 06:52 م]ـ
قال الذهبي في (سير أعلام النبلاء 13/ 513):
وما ذكر عنه (المعمري) أنه رفع أحاديث وزاد في متون؛ قال: هذا شيء موجود في البغداديين خاصة، وفي حديث ثقاتهم، وأنهم يرفعون الموقوف ويصلون المرسل ويزيدون في الإسناد.
قلت: بئست الخصال هذه، وبمثلها ينحط الثقة عن رتبة الإحتجاج به، فلو وقف المحدث المرفوع أو أرسل المتصل لساغ له كما قيل: أنقص من الحديث ولا تزد فيه. اهـ.
ـ[الحازمي]ــــــــ[09 - 06 - 03, 04:10 م]ـ
أخي الحبيب ابن وهب سلام الله عليك وبعد
فإني أود الزيادة على ما ذكرت عن الإمام فيما يتعلق بإرساله، فقد ذكر الخليلي في الإرشاد [المنتخب] ذلك مشروحا بعض الشرح ونص على ذلك قبله تلميذ الإمام وهو الشافعي، وتلك كانت من عوائد بعض الأئمة كابن سيرين وأيوب في جماعة، ولذلك أسباب وأغراض عندهم وهو مما يلزم المشتغل بعلم الحديث الوقوف عليها، ولا يسعه جهلها،
وقد وقفت على كتاب في مائة صفحة بعنوان/ الاحتياط أصل من أصول النقد عند أئمة الحديث/ لكاتبه المتستر باسم الإبراهيمي في موقعكم وهو من المشاركين الجدد، قرر فيه هذا الأصل تقريرا ممتعا لم أر من سبقه إليه في علمي وشرح ما تطرقتم إليه شرحا مستفيضا بين ما في إغفال المتأخرين لهذا الأصل من الغلط على الأئمة بل وعلى السنة قبل ذلك، وهو جزء من كتاب له في النقد وأصوله، بين فيه أن كثيرا من أصول النقاد لم تعرف، ولم تظهر، وتطرق فيه لتاريخ التأصيل لهذا العلم، ومدارك الأئمة ومآخذهم فيه ... إلى غير ذلك، ولو سمحتم لي، وأذن لي الكاتب قبل ذلك في عرض ما كتبه سأوافيكم بملخصه، لأن الكتاب لم يطبع بل قُدم جزء منه وهو / المتفدم والمتأخر من المحدثين، ومعه حكم الوجادة عند المحدثين/
وإني أعتذر للإخوة عن التطويل، والكاتب المشار إليه من دار التأصيل التي يسأل الكاتبون في الموقع عن أخبارها ..... العفو العفو والسلام عليكم
¥(4/340)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[12 - 06 - 03, 03:32 ص]ـ
ذكر ابن تيمية رحمه الله تعالى ىفي رسالتة (صحة أصول مذهب أهل المدينة) مجموع الفتاوى (20\ 375) (واتبع مالك في ذلك قول ابن عباس وذكره فى موطأه لكن لم يسم من نقله فيه عن ابن عباس إذ الراوي له عكرمة لما بلغه فيه عن ابن عمر وسعد وإن كان الذي اتمه توثيق عكرمة ولهذا روى له البخاري) انتهى.
وعدم تسمية مالك لعكرمة موجود في الموطا في عدد من الأحاديث (انظر التمهيد (2\ 26و2\ 48) والإستذكار (2\ 271).
ولكن وجدأيضا في الموطأ تسمية عكرمة في إسناد حديث
ففي الموطأ رواية يحيى (1138 بشار) عن ثور بن زيد الديلي عن عكرمة مولى بن عباس قال لا أظنه إلا عن عبد الله بن عباس أنه قال الذي يصيب أهله قبل ان يفيض يعتمر ويهدي.
قال ابن عبدالبر في التمهيد (2\ 26 - 34)
حديث ثان لثور بن زيد مقطوع مالك عن ثور بن زيد الديلي عن عبد الله ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رمضان فقال (لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين)
هكذا هذا الحديث في الموطأ عند جماعة الرواة عن مالك عن ثور بن زيد عن ابن عباس ليس فيه ذكر عكرمة
والحديث محفوظ لعكرمة عن ابن عباس وإنما رواه ثور عن عكرمة وقد روى عن روح بن عبادة هذا الحديث عن مالك عن ثور عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله ص ذكر رمضان ثم ساقه إلى آخره سواء
وليس في الموطأ في هذا الإسناد عكرمة
وزعموا أن مالكا أسقط ذكر عكرمة منه لأنه كره أن يكون في كتابه لكلام سعيد ابن المسيب وغيره فيه
ولا أدري صحة هذا لأن مالكا قد ذكره في كتاب الحج وصرح باسمه ومال إلى روايته عن ابن عباس وترك رواية عطاء في تلك المسألة وعطاء أجل التابعين في علم المناسك والثقة والامانة
روى مالك عن أبي الزبير المكي عن عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن عباس أنه سئل عن رجل وقع على امرأته وهو بمنى قبل أن يفيض فأمره أن ينحر بدنة
وروى مالك أيضا عن ثور بن زيد الديلي عن عكرمة مولى ابن عباس قال أظنه عن ابن عباس أنه قال الذي يصيب أهله قبل أن يفيض يعتمر ويهدي
وبه قال مالك
قال أبو عمر عكرمة مولى ابن عباس من جلة العلماء لا يقدح فيه كلام من تكلم فيه لأنه لا حجة مع أحد تكلم فيه
وقد يحتمل أن يكون مالك جبن عن الرواية عنه لأنه بلغه أن سعيد بن المسيب كان يرميه بالكذب ويحتمل أن يكون لما نسب اليه من رأى الخوارج وكل ذلك باطل عليه إن شاء الله
وقد قال الشافعي في بعض كتبه نحن نتقي حديث عكرمة وقد روى الشافعي عن إبراهيم بن أبي يحيى والقاسم العمري وإسحاق بن أبي فروة وهم ضعفاء متروكون
وهؤلاء كانوا أولى أن يتقى حديثهم ((ولكنه لم يحتج بهم في حكم)) وكل أحد من خلق الله يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه عن إسحاق الطباع قال سألت مالك بن أنس قلت أبلغك أن ابن عمر قال لنافع لا تكذب علي كما كذب عكرمة على ابن عباس
قال لا ولكن بلغني أن سعيد بن المسيب قال ذلك لبرد مولاه
وقيل لابن أبي اويس لم لم يكتب مالك حديث عكرمة مولى ابن عباس
قال لأنه كان يرى رأى الاباضية
وأما قول سعيد ابن المسيب فيه فقد ذكر العلة الموجبة للعداوة بينهما أبو عبد الله محمد بن نصر المروزي في كتاب (الانتفاع بجلود الميتة)
وقد ذكرت ذلك وأشباهه في كتابي كتاب (جامع بيان أخذ العلم وفضله وما ينبغي في روايته وحمله) في باب قول العلماء بعضهم في بعض فأغنى ذلك عن اعادته ها هنا
وتكلم فيه ابن سيرين ولا خلاف أعلمه بين نقاد أهل العلم أنه اعلم بكتاب الله من ابن سيرين
وقد يظن الانسان ظنا يغضب له ولا يملك نفسه ذكر الحلواني عن زيد بن الحباب قال سمعت الثوري يقول خذوا تفسير القرآن عن أربعة عن عكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد والضحاك فبدأ
بعكرمة وقال ابن علية عن أيوب عن عمرو بن دينار قال دفع إلى جابر بن زيد مسائل اسأل عنها عكرمة قال فجعل جابر يقول هذا عكرمة هذا مولى ابن عباس هذا البحر فاسألوه
وقال سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال أعطاني جابر بن زيد صحيفة فيها مسائل فقال سل عنها عكرمة قال فكأني تبطأت فانتزعها من يدي وقال هذا عكرمة هذا مولى ابن عباس هذا أعلم الناس
¥(4/341)
وقال جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال قيل لسعيد بن جبير تعلم أحدا أعلم منك قال نعم عكرمة قال فلما قتل سعيد بن جبير قال إبراهيم ما خلف بعده مثله
قال أبو عبد الله المروزي وحدثنا يحيى بن يحيى قال حدثنا إسماعيل
ابن علية عن أيوب قال نبئت عن سعيد بن جبير أنه قال لو كف عنهم عكرمة من حديثه لشدت اليه المطايا
قال وحدثنا إسحاق ابن راهويه قال أخبرنا يحيى بن ضريس عن أبي سنان عن حبيب بن ابي ثابت قال أجتمع عندي خمسة لا يجتمع عندي مثلهم أبدا عطاء وطاوس ومجاهد وسعيد ابن جبير وعكرمة فتذاكروا التفسير فأقبل مجاهد وسعيد بن جبير على عكرمة يسئلانه عن التفسير وهو يجيبهما
قال وحدثنا محمد بن عبيد قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال اجتمع عكرمة وسعيد بن جبير وطاوس وعدة من أصحاب ابن عباس فكان عكرمة صاحب الحديث
قال وأخبرنا محمد بن يحيى قال حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد قال قال رجل لأيوب كان عكرمة يتهم فسكت هنيئة ثم قال أما أنا فإني لم أكن أتهمه
وبه عن أيوب قال قال عكرمة أرأيت هؤلاء الذين يكذبونني من خلفي أفلا يكذبونني في وجهي
قال وحدثنا الحلواني قال حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا سلام بن مسكين قال سمعت قتادة يقول كان الحسن من أعلم الناس بالحلال والحرام
وكان عطاء من أعلم الناس بالمناسك وكان عكرمة من أعلم الناس بالتفسير
قال وحدثنا الحلواني قال حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم الصنعاني قال حدثنا عبد الصمد بن معقل أن عكرمة قدم على طاوس اليمن فحمله طاوس على نجيب وأعطاه ثمانين دينارا فقيل لطاوس في ذلك فقال ألا اشتري علم ابن عباس لعبد الله بن طاوس بنجيب وثمانين دينارا
وذكر عباس عن يحيى بن معين قال حدثنا محمد بن فضيل قال حدثنا عثمان بن حكيم قال جاء عكرمة إلى أبي أمامة بن سهل وأنا جالس فقال يا ابا أمامة أسمعت بن عباس يقول ما حدثكم به عكرمة فصدقوه فإنه لم يكذب علي قال نعم
وقد روينا أن عبد الله بن عباس قال له اخرج يا عكرمة فافت الناس ومن سألك عما لا يعنيه فلا تفته فإنك تطرح عن نفسك الناس
قال عباس قال يحيى بن معين مات ابن عباس وعكرمة عبد فباعه على ابن عبد الله فقيل له تبيع علم أبيك فاسترجعه وقال عثمان
ابن سعيد قلت ليحيى بن معين عكرمة أحب إليك أو سعيد ابن جبير فقال ثقة وثقة قلت فعكرمة أو عبيد الله بن عبد الله فقال كلاهما ولم يختر وقال أبو الحسن أحمد بن عبد الله ابن صالح الكوفي عكرمة مولى ابن عباس ثقة وهو برئ مما رماه الناس به من الحرورية
وذكر عيسى بن مسكين عن محمد ابن الحجاج بن رشدين عن أحمد بن صالح المصري قال عكرمة مولى ابن عباس بربري من المغرب
وقال أبو العرب سمعت قدامة بن محمد يقول كان خلفاء بني أمية يرسلون إلى المغرب يطلبون جلود الخرفان التي لم تولد بعد العسلية قال فربما ذبحت المائة شاة فلا يوجد إلا واحد عسلى كانوا يتخذون منها الفراء فكان عكرمة يستعظم ذلك ويقول هذا كفر
هذا شرك فأخذ ذلك عنه الصفرية والاباضية فكفروا الناس بالذنوب!!!
قال أبو عمر لهذا كان سحنون يقول يزعمون أن عكرمة مولى ابن عباس أضل المغرب
قال أبو عمر نزل عكرمة مولى ابن عباس المغرب ومكث بالقيروان برهة ومن الناس من يقول أنه مات بها والصحيح أنه مات بالمدينة هو وكثير عزة الشاعر في يوم واحد
وذكر ابن أبي مريم عن ابن لهيعة عن أبي الأسود قال أنا مدحت المغرب لعكرمة مولى ابن عباس ذكرت له حال أهلها فخرج إلى المغرب فمات بها
قال أبو عبد الله المروزي قد أجمع عامة أهل العلم على الاحتجاج بحديث عكرمة واتفق على ذلك رؤساء أهل العلم بالحديث من أهل عصرنا منهم احمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأبو ثور ويحيى بن معين ولقد سألت إسحاق بن راهويه عن الاحتجاج بحديثه فقال لي عكرمة عندنا أمام الدنيا وتعجب من سؤالي إياه قال واحد أنهم شهدوا يحيى بن معين وسأله بعض الناس عن الاحتجاج بحديث عكرمة فأظهر التعجب
قال المروزي وعكرمة قد ثبتت عدالته بصحبة ابن عباس وملازمته إياه واحد من أهل العلم رووا عنه وعدلوه وما زال أهل العلم بعدهم يروون عنه قال وممن روى عنه من جلة التابعين محمد بن سيرين وجابر بن زيد وطاوس والزهري وعمرو بن دينار ويحيى بن سعيد الأنصاري وغيرهم قال أبو عبد الله المروزي وكل رجل ثبتت عدالته برواية أهل العلم
عنه وحملهم حديثه فلن يقبل فيه تجريح أحد جرحه حتى يثبت ذلك عليه بأمر لا يجهل أن يكون جرحة فاما قولهم فلان كذاب فليس مما يثبت به جرح حتى يتبين ما قاله
حدثنا محمد بن إبراهيم حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى حدثنا محمد بن أيوب الرقى قال سمعت أبا بكر أحمد بن عمرو والبزار يقول روى عن عكرمة مائة وثلاثون أو قال قريب من مائة وثلاثين رجلا من وجوه البلدان بين مكي ومدني وكوفي وبصرى ومن سائر البلدان كلهم روى عنه ورضى به
قال أبو عمر جماعة الفقهاء وأئمة الحديث الذين لهم بصر بالفقه والنظر هذا قولهم أنه لا يقبل من ابن معين ولا من غيره فيمن اشتهر بالعلم وعرف به وصحت عدالته وفهمه ألا أن يتبين الوجه الذي يجرحه به على حسب ما يجوز من تجريح بالعدل المبرز العدالة في الشهادات وهذا الذي لا يصح أن يعتقد غيره ولا يحل أن يلتفت الى ما خالفه وقد ذكرنا بيان ذلك في باب قول العلماء بعضهم في بعض من كتابنا كتاب العلم فأغنى ذلك عن اعادته ها هنا وبالله توفيقنا) انتهى.
¥(4/342)
ـ[ظافر آل سعد]ــــــــ[12 - 06 - 03, 04:38 ص]ـ
وممن أشار إلى طريقة مالك في إسقاط من لا يرتضيه من الإسناد: ابن كثير في ((تفسيره)).
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 - 06 - 03, 09:02 ص]ـ
إسقاط عكرمة من إسناد الحديث هو تدليس تسوية. وما كان الإمام مالك مدلساً في الأصل، ولو أن هذا تدليس ليس بمحمود. ويظهر أنه كان يثق بحديث عكرمة لكنه خاف من ذكر إسمه بسبب كلام الناس فيه. ينظر "النكت" لابن حجر على ابن الصلاح (2\ 618).
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 06 - 03, 12:58 م]ـ
حزاكم الله خيرا
أخي الحبيب الحازمي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نحن في انتظار ما تأتيني به
وجزاك الله خيرا
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[12 - 06 - 03, 08:33 م]ـ
لو استعملنا طريقة المؤرخين في سبر الحوادث التاريخية مع طريقة
علماء الاجتماع في معرفة أسرار الحوادث وأسبابها، مع ضميمة النظريات
الحديثية يمكننا أن نقول: إن ظاهرة الإرسال تتناقض مع مبدأ الإسناد
عند المحدثين، فإجماع المحدثين على أعتبار الإسناد هو مفخرة المحدثين
في النقل والاحتجاج والاستدلال، (ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء)
ومعروف أن الإسناد المقصود هو المتصل الكامل الخالي من العلل القادحة،
فما الذي يجع الإسناد ظاهرة مألوفة عند كثير من التابعين، بل ويجعلها
قضية تظهر بعناد في كثير من نقد النقاد بحيث يجعلنا نلتمس الإعذار
للعلماء على نحو ما رأينا في حق مالك رحمه الله؟؟؟
إن طريقة الأخوان في معرفة أسباب الإرسال وعدم الإرسال والتي بمثلها علل
الحافظ ابن رجب هي دراسة لمفردات الأسانيد، والأجوبة المساقة تصلح
لأحاد المسائل، ولكنها لا تفسر وجود الظاهرة، وتناقضها مع مبدأ الإسناد
عند المحدثين؟؟؟
والمعنى: إذا كان المحدثون يعتبرون الإسناد مفخرتهم بين الأمم، فلماذا
تساهلوا في الإرسال، ولأسباب (يظهر من بعض ما ساقه الأخوان) أنها
غير مقنعة، بل بعضها يقدح في عدالة الراوي نفسه .... !!!
المسألة تحتاج إلى بحث طويل، ويظهر لي الآن أن ظاهرة الإرسال لم تكن
معيبة عند قدامى المحدثين، وخاصة ذوي الأسانيد القصيرة، وقد اشتهر
النقد والتعليل بها منذ أن تكلم فيها الشافعي، هذا ما يقوله ابوداود
في رسالته لأهل مكة، بل إنه يقرر أن أهل العلم على قبولها، والقبول
هنا على معيار المحدثين لا الفقهاء ن لأن أبا داود محدث أقرب منه فقيها.
ولعل تشدد الشافعي لأن طول الأسانيد في عصره جعل الإرسال غير مقبول لظهور
التساهل فابتدأ النقد والتعليل بها، وابن رجب رحمه الله يحاول الجمع
بين قبول المتقدمين للمرسل، ورفض المتأخرين له، بأن القبول مقصود
به المعنى، وأن رفض المتأخرين إنما للسند (أي ظاهره)، وهذا
لعمري قد يكفي في دفع التناقض لكنه لا يكفي في تفسير الظاهرة كما
أسلفت، ولعل الأقرب حتى الآن ما ذكرته هو أن المتقدمين لم يعيبوا
الإرسال، لذلك ظهر وانتشر، ونرى الإرسال متفشيا في التابعين وتابعيهم
وهو الإرسال الحقيقي (إسقاط الصحابي قصدا) أما إرسال من بعدهم
فليس بإرسال حقيقي، لأنه قد يكون سقط سهوا أو تقية الخطأ أو للتورع
كما مضى مع الأخوان ..
نطرح هذا للتقويم، والله يقتبل من الجميع ...
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[30 - 06 - 03, 12:53 م]ـ
ومن الادلة على ان من عادة كثير من السلف قصر الاسانيد ووقفها ورعا هذاالنص عن الامام احمد حيث قال:
قال المروذي: سألت أبا عبد الله عن هشام بن حسان فقال: ((أبو ايوب وابن عون أحب إلىّ وحسن أمر هشام. وقال: قد روى أحاديث رفعها أوقفوها، وقد كان مذهبهم أن يقصروا بالحديث وبوقفوه)).
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 08 - 03, 02:09 ص]ـ
فائدة
(في سنن الدارقطني
] حدثنا الحسين بن إسماعيل وأبو عمر القاضي وإسماعيل بن العباس الوراق قالوا نا عبد الله بن أحمد بن ميسرة قال: نا أبو جابر نا شعبة عن مغيرة عن إبراهيم في المسلم يذبح وينسى التسمية قال لا بأس به قال ونا شعبة عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي الشعثاء حدثني عين عن ابن عباس أنه لم ير به بأسا قوله عين يعني به عكرمة
[96] نا أحمد بن محمد بن أبي شيبة نا محمد بن بكر بن خالد نا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي الشعثاء عن عين عن ابن عباس قال إذا ذبح المسلم فلم يذكر اسم الله فليأكل فإن المسلم فيه اسما من أسماء الله
)
انتهى
=========================
وفي هدي الساري
(وقال أبو عمر بن عبد البر كان عكرمة من جلة العلماء ولا يقدح فيه كلام من تكلم فيه لأنه لا حجة مع أحد تكلم فيه وكلام بن سيرين فيه لا خلاف بين أهل العلم أنه كان أعلم بكتاب الله من بن سيرين وقد يظن الإنسان ظنا يغضب له ولا يملك نفسه قال وزعموا أن مالكا أسقط ذكر عكرمة من الموطأ ولا أدري ما صحته لأنه قد ذكره في الحج وصرح باسمه ومال إلى روايته عن بن عباس وترك عطاء في تلك المسألة مع كون عطاء أجل التابعين في علم المناسك والله أعلم)
=======================
============================
فائدة
قال بن عبدالبر
((قال ابن عبد البركان نعيم يوقف كثيرا من حديث أبي هريرة ومثل هذا الحديث لا يقال من جهة الرأي فهو مسند))
¥(4/343)
ـ[أبو صالح شافعي]ــــــــ[13 - 08 - 03, 06:57 م]ـ
والشيء بالشيء يذكر:
نقل في تدريب الراوي قولهم من أسند فقد أحالك، ومن أرسل فقد تكفل لك
وتفصيل الكلام كما في تدريب الراوي ج: 1 ص: 198
قال الإمام النووي في التقريب: ثم المرسل حديث ضعيف عند جماهير المحدثين والشافعي وكثير من الفقهاء وأصحاب الأصول
وقال مالك وأبو حنيفة في طائفة صحيح
فإن صح مخرج المرسل بمجيئه من وجه آخر مسندا أو مرسلا أرسله من أخذ عن غير رجال الأول كان صحيحا
قال الإمام السيوطي في شرحه:
ثم المرسل حديث ضعيف لا يحتج به عند جماهير المحدثين والشافعي كما حكاه عنهم مسلم في صدر صحيحه ابن عبد البر في التمهيد وحكاه الحاكم عن ابن المسيب ومالك وكثير من الفقهاء وأصحاب الأصول والنظر للجهل بحال المحذوف لأنه يحتمل أن يكون غير صحابي وإذا كان كذلك فيحتمل أن يكون ضعيغا
وإن اتفق أن يكون المرسل لا يروى إلا عن ثقة فالتوثيق مع الإبهام غير كاف كما سيأتي ولأنه إذا كان المجهول المسمى لا يقبل فالمجهول عينا وحالا أولى
وقال مالك في المشهور عنه وأبو حنيفة في طائفة منهم أحمد في المشهور عنه صحيح
قال المصنف في شرح المهذب وقيد ابن عبد البر وغيره ذلك بما إذا لم يكن مرسله ممن لا يحترز ويرسل عن غير الثقات فإن كان فلا خلاف في رده
وقال غيره محل قبوله عند الحنفية ما إذا كان مرسله من أهل القرون الثلاثة الفاضلة فإن كان غيرها فلا لحديث ثم يفشوا الكذب صححه النسائي
وقال ابن جرير أجمع التابعون بأسرهم على قبول المرسل ولم يأت عنهم إنكاره ولا عن أحد من الأئمة بعدهم إلى رأس المائتين
قال ابن عبد البر كأنه يعني الشافعي أول من رده وبالغ بعضهم فقواه على المسند
وقال من أسند فقد أحالك ومن أرسل فقد تكفل لك
اهـ(4/344)
فائدة (ومن عادة مالك إرسال الأحاديث)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[07 - 06 - 03, 06:42 ص]ـ
في العلل للدارقطني
([980] وسئل عن حديث سعيد بن المسيب عن معاذ من صلى في فلاة من الأرض فلم يثوب بالصلاة صلى معه ملكان أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله وان ثوب صلى معه من الملائكة أمثال الجبال فقال يرويه يحيى بن سعيد الأنصاري واختلف عنه فرواه الليث بن سعد عن يحيى عن بن المسيب عن معاذ وخالفه مالك فرواه عن يحيى عن بن المسيب قوله وقول الليث أصح ومن عادة مالك إرسال الأحاديث واسقاط رجل)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[07 - 06 - 03, 09:21 ص]ـ
جزاكم الله خيرا اخي ابن وهب ....
لكن اليست هي عادة كثير من السلف وهو ما يسمى (بقصر الاسانيد) فهم يتحرجون في رفع الاحاديث تورعا من نسبتها الى الرسول صلى الله عليه وسلم.
ـ[الحمادي]ــــــــ[07 - 06 - 03, 09:27 ص]ـ
هذا من الأمثلة الكثيرة التي تدل على أن الإمام الدارقطني "رحمه الله"
يعمل بالقرائن في الترجيح عند الاختلاف بين الرواة رفعاً ووقفاً أو وصلاً وإرسالاً، خلافاً لما قاله ابن الصدِّيق في كلامٍ له؛ سبق أن نقله بعض الإخوة.
وقول الإمام الدارقطني "رحمه الله":
(ومن عادة مالك إرسال الأحاديث وإسقاط رجل).
بيَّن سببه في الكلام عن حديث آخر لمالك (2/ 9 "83") حيثُ قال:
( ... أو تعمد "يعني مالكاً " إسقاط عاصم بن عبيدالله؛ فإن له عادة بهذا؛ أن يُسقط اسم الضعيف عنده في الإسناد؛ مثل عكرمة ونحوه).
ـ[ابن وهب]ــــــــ[07 - 06 - 03, 09:38 ص]ـ
صدقت أخي الحبيب الشيخ المتمسك بالحق
ففي شرح العلل
(وليس وقف هذا مما يضره فان ابن سيرين كان يقف على الاحاديث كثيرا ولايرفعها والناس كلهم يخالفونه ويرفعونها)
انتهى
وفي شرح معاني الاثار
(وهذا حديث متصل الإسناد، فيه خلاف ما في الآثار الأول، وقد فصلها هذا الحديث لصحة إسناده. فإن كان هذا الأمر يؤخذ من جهة الإسناد فإن القول بهذا أولى من القول بما خالفه. فإن قال قائل: فإن هشام بن حسان قد روى هذا الحديث عن محمد بن سيرين فلم يرفعه، وذكر في ذلك ما حدثنا أبو بكرة قال ثنا وهب بن جرير، قال ثنا هشام بن حسان عن محمد عن أبي هريرة قال سؤر الهرة يهراق ويغسل الإناء مرة أو مرتين. قيل له: ليس في هذا ما يجب به فساد حديث قرة،
لأن محمد بن سيرين قد كان يفعل هذا في حديث أبي هريرة يوقفها عليه، فإذا سئل عنها: هل هي عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ رفعها.
والدليل على ذلك ما حدثنا إبراهيم بن أبي داود، قال: ثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي. قال: ثنا إسماعيل بن إبراهيم عن يحيى بن عتيق عن محمد بن سيرين أنه كان إذا حدث عن أبي هريرة فقيل له عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال كل حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وإنما كان يفعل ذلك لأن أبا هريرة، لم يكن يحدثهم إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم، فأغناه ما أعلمهم من ذلك في حديث ابن أبي داود، أن يرفع كل حديث يرويه لهم محمد عنه)
انتهى
وفي احتجاج الطحاوي رحمه الله بهذا في هذا الحديث نظر والله أعلم
ولكن نحن نتكلم عن أصل المسألة
وممن كان يفعل ذلك أيوب وكذا غيره من البصريين
وغيرهم
الا ان مالك كان يفعل ذلك لامر اخر
وهذا شأنه ليس فقط مع المرفوعات بل مع الموقوفات
عموما ليست هذه قاعدة مطردة في كل حديث يختلف فيه مالك مع الرواة وانما ينظر في القرائن
وكلام الدارقطني ينزل على روايات الموطأ
فقد كان يقطع الروايات
او يجعلها بلاغ
الخ
وليس في الروايات المتصلة عن مالك
من غير طريق الموطأ
ان خالفت مع ما في الموطأ
والمسألة تحتاج بسط
والله أعلم بالصواب
ـ[ابن وهب]ــــــــ[07 - 06 - 03, 09:41 ص]ـ
صدقت اخي الشيخ الحمادي
والمثال الذي نقلته عن الدارقطني
اشار اليه الامام الشافعي
(قال الشافعي): رحمه الله تعالى أخبرنا مالك عن أبي الزبير عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس أنه سئل عن رجل وقع على أهله وهو محرم وهو بمنى قبل أن يفيض فأمره أن ينحر بدنة (قال الشافعي): وبهذا نأخذ قال مالك: عليه عمرة وبدنة وحجة تامة ورواه عن ربيعة فترك قول ابن عباس بخبر ربيعة ورواه عن ثور بن يزيد عن عكرمة يظنه عن ابن عباس (قال الشافعي)
وهو سيئ القول في عكرمة لا يرى لأحد أن يقبل حديثه وهو يروي سفيان عن عطاء عن ابن عباس خلافه وعطاء ثقة عنده وعند الناس قال: والعجب له أن يقول في عكرمة ما يقول ثم يحتاج إلى شيء من علمه يوافق قوله ويسميه مرة ويروي عنه ظنا ويسكت عنه مرة فيروي عن ثور بن يزيد عن ابن عباس في الرضاع وذبائح نصارى العرب وغيره وسكت عن عكرمة وإنما حدث به ثور عن عكرمة))
ـ[ابن معين]ــــــــ[08 - 06 - 03, 12:17 ص]ـ
بارك الله فيك أخي ابن وهب على هذه الفائدة.
وقد اشتهر هذا الفعل من مالك عند العلماء ونبه عليه جمع، منهم:
_ ابن حبان، فإنه قال في صحيحه بعد حديث (الشفعة فيما لم يقسم): (رفع هذا الخبر عن مالك أربعة أنفس: …، وأرسله عن مالك سائر أصحابه.
وهذه كانت عادةٌ لمالك، يرفع في الأحايين الأخبار ويوقفها مراراً، ويرسلها مرة ويسندها أخرى، على حسب نشاطه.
فالحكم أبداً لمن رفع عنه وأسند بعد أن يكون ثقةً حافظاً متقناً على السبيل الذي وصفناه في أول الكتاب).
_وقال البيهقي في بيان خطأ من أخطأ على الشافعي بعد حديث: (ويشبه أن يكون مالك يوصله مرة، ويرسله أخرى، فاختلف الرواة عنه لذلك).
¥(4/345)
ـ[الحمادي]ــــــــ[08 - 06 - 03, 12:57 م]ـ
لكن ... ماهي أسباب (إرسال أو وقف) أمثال هؤلاء الحفاظ للأحاديث؟
الذي يبدو أن لذلك أسباباً متعددة؛ منها:
أن يكون الراوي المُرسِل غيرَ راضٍ عمن أسقطه، وقد سبق مثال ذلك في إسقاط مالك "رحمه الله" لعاصم بن عبيدالله وعكرمة.
وهذا السبب إنما يكون في الإرسال دون الوقف.
أو يكون الراوي المُرسِل لم ينشط لإسناد الحديث فأرسله أو أوقفه.
ومن أسباب وقف بعضهم للحديث التوقي والتحري؛ وخشية أن ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقله.
وممن اشتُهِر ذلك عنه محمد بن سيرين وأيوب السختياني ومسعر.
هذا ما أستحضره من أسباب؛ وقد يكون ثمة أسباب أخرى، فآمل من الإخوة ألا يبخلوا علينا بها.
ويرد هنا سؤالٌ آخر؛ وهو:
متى يُقال عن الاختلاف على هؤلاء الأئمة بأنه من الرواة عنهم، ومتى يٌقال بأنه لأحد الأسباب السابقة؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 06 - 03, 02:04 م]ـ
لعل من أحسن من بين أسباب الإرسال هو الحافظ ابن رجب في شرح العلل (1\ 534 همام) حيث قال
((وكلام يحيى بن سعيد في تفاوت مراتب المرسلات بعضها على بعض يدور على أربعة أسباب:
أحدها: ما سبق من أن من عرف روايته عن الضعفاء ضعف مرسله بخلاف غيره.
والثاني: أن من عرف له إسناد صحيح إلى من أرسل عنه فإرساله خير ممن لم يعرف له ذلك. وهذا معنى قوله: ((مجاهد عن علي ليس به بأس، قد أسند عن ابن أبي ليلى عن علي)).
والثالث: أن من قوي حفظه يحفظ كل ما يسمعه، ويثبت في قلبه، ويكون فيه ما لا يجوز الاعتماد عليه، بخلاف من لم يكن له قوة الحفظ، ولهذا كان سفيان إذا مر بأحد يتغنى بسد أذنيه، حتى لا يدخل إلى قلبه ما يسمعه منه فيقر فيه.
وقد أنكر مرة يحيى بن معين على علي بن عاصم حديثاً وقال: ((ليس هو من حديثك إنما ذوكرت به، فوقع في قلبك، فظننت أنك سمعته ولم تسمعه وليس هو من حديثك)).
وقال الحسين بن حريث سمعت وكيعاً يقول: ((لا ينظر رجل في كتاب لم يسمعه، لا يأمن أن يعلق قلبه منه)).
وقال الحسين بن الحسن المروزي سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ((كنت عند أبي عوانة فحدث بحديث عن الأعمش، فقلت: ليس هذا من حديثك. قال: بلى. قلت: لا. قال: بلى. قلت: لا. قال: يا سلامة هات الدرج، فأخرجت فنظر فيه فإذا ليس الحديث فيه. فقال: صدقت يا أبا سعيد، فمن أين أتيت؟ قلت: ذوكرت به وأنت شاب، فظننت أنك سمعته)).
الرابع: أن الحافظ إذا روى عن ثقة لا يكاد يترك اسمه، بل يسميه، فإذا ترك اسم الراوي دل إبهامه على أنه غير مرضي، وقد كان يفعل ذلك الثوري وغيره كثيراً، يكنون عن الضعيف ولا يسمونه، بل يقولون: عن رجل)). وهذا معن قول القطان: ((لو كان فيه إسناد لصاح به)). يعني لو كان أخذه عن ثقة لسماه وأعلن باسمه.
وخرج البيهقي من طريق أبي قدامة السرخسي، قال سمعت يحيى ابن سعيد يقول: ((مرسل الزهري شر من مرسل غيره،
لأنه حافظ، وكلما يقدر أن يسمي سمى
000
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[08 - 06 - 03, 06:52 م]ـ
قال الذهبي في (سير أعلام النبلاء 13/ 513):
وما ذكر عنه (المعمري) أنه رفع أحاديث وزاد في متون؛ قال: هذا شيء موجود في البغداديين خاصة، وفي حديث ثقاتهم، وأنهم يرفعون الموقوف ويصلون المرسل ويزيدون في الإسناد.
قلت: بئست الخصال هذه، وبمثلها ينحط الثقة عن رتبة الإحتجاج به، فلو وقف المحدث المرفوع أو أرسل المتصل لساغ له كما قيل: أنقص من الحديث ولا تزد فيه. اهـ.
ـ[الحازمي]ــــــــ[09 - 06 - 03, 04:10 م]ـ
أخي الحبيب ابن وهب سلام الله عليك وبعد
فإني أود الزيادة على ما ذكرت عن الإمام فيما يتعلق بإرساله، فقد ذكر الخليلي في الإرشاد [المنتخب] ذلك مشروحا بعض الشرح ونص على ذلك قبله تلميذ الإمام وهو الشافعي، وتلك كانت من عوائد بعض الأئمة كابن سيرين وأيوب في جماعة، ولذلك أسباب وأغراض عندهم وهو مما يلزم المشتغل بعلم الحديث الوقوف عليها، ولا يسعه جهلها،
وقد وقفت على كتاب في مائة صفحة بعنوان/ الاحتياط أصل من أصول النقد عند أئمة الحديث/ لكاتبه المتستر باسم الإبراهيمي في موقعكم وهو من المشاركين الجدد، قرر فيه هذا الأصل تقريرا ممتعا لم أر من سبقه إليه في علمي وشرح ما تطرقتم إليه شرحا مستفيضا بين ما في إغفال المتأخرين لهذا الأصل من الغلط على الأئمة بل وعلى السنة قبل ذلك، وهو جزء من كتاب له في النقد وأصوله، بين فيه أن كثيرا من أصول النقاد لم تعرف، ولم تظهر، وتطرق فيه لتاريخ التأصيل لهذا العلم، ومدارك الأئمة ومآخذهم فيه ... إلى غير ذلك، ولو سمحتم لي، وأذن لي الكاتب قبل ذلك في عرض ما كتبه سأوافيكم بملخصه، لأن الكتاب لم يطبع بل قُدم جزء منه وهو / المتفدم والمتأخر من المحدثين، ومعه حكم الوجادة عند المحدثين/
وإني أعتذر للإخوة عن التطويل، والكاتب المشار إليه من دار التأصيل التي يسأل الكاتبون في الموقع عن أخبارها ..... العفو العفو والسلام عليكم
¥(4/346)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 06 - 03, 03:32 ص]ـ
ذكر ابن تيمية رحمه الله تعالى ىفي رسالتة (صحة أصول مذهب أهل المدينة) مجموع الفتاوى (20\ 375) (واتبع مالك في ذلك قول ابن عباس وذكره فى موطأه لكن لم يسم من نقله فيه عن ابن عباس إذ الراوي له عكرمة لما بلغه فيه عن ابن عمر وسعد وإن كان الذي اتمه توثيق عكرمة ولهذا روى له البخاري) انتهى.
وعدم تسمية مالك لعكرمة موجود في الموطا في عدد من الأحاديث (انظر التمهيد (2\ 26و2\ 48) والإستذكار (2\ 271).
ولكن وجدأيضا في الموطأ تسمية عكرمة في إسناد حديث
ففي الموطأ رواية يحيى (1138 بشار) عن ثور بن زيد الديلي عن عكرمة مولى بن عباس قال لا أظنه إلا عن عبد الله بن عباس أنه قال الذي يصيب أهله قبل ان يفيض يعتمر ويهدي.
قال ابن عبدالبر في التمهيد (2\ 26 - 34)
حديث ثان لثور بن زيد مقطوع مالك عن ثور بن زيد الديلي عن عبد الله ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رمضان فقال (لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين)
هكذا هذا الحديث في الموطأ عند جماعة الرواة عن مالك عن ثور بن زيد عن ابن عباس ليس فيه ذكر عكرمة
والحديث محفوظ لعكرمة عن ابن عباس وإنما رواه ثور عن عكرمة وقد روى عن روح بن عبادة هذا الحديث عن مالك عن ثور عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله ص ذكر رمضان ثم ساقه إلى آخره سواء
وليس في الموطأ في هذا الإسناد عكرمة
وزعموا أن مالكا أسقط ذكر عكرمة منه لأنه كره أن يكون في كتابه لكلام سعيد ابن المسيب وغيره فيه
ولا أدري صحة هذا لأن مالكا قد ذكره في كتاب الحج وصرح باسمه ومال إلى روايته عن ابن عباس وترك رواية عطاء في تلك المسألة وعطاء أجل التابعين في علم المناسك والثقة والامانة
روى مالك عن أبي الزبير المكي عن عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن عباس أنه سئل عن رجل وقع على امرأته وهو بمنى قبل أن يفيض فأمره أن ينحر بدنة
وروى مالك أيضا عن ثور بن زيد الديلي عن عكرمة مولى ابن عباس قال أظنه عن ابن عباس أنه قال الذي يصيب أهله قبل أن يفيض يعتمر ويهدي
وبه قال مالك
قال أبو عمر عكرمة مولى ابن عباس من جلة العلماء لا يقدح فيه كلام من تكلم فيه لأنه لا حجة مع أحد تكلم فيه
وقد يحتمل أن يكون مالك جبن عن الرواية عنه لأنه بلغه أن سعيد بن المسيب كان يرميه بالكذب ويحتمل أن يكون لما نسب اليه من رأى الخوارج وكل ذلك باطل عليه إن شاء الله
وقد قال الشافعي في بعض كتبه نحن نتقي حديث عكرمة وقد روى الشافعي عن إبراهيم بن أبي يحيى والقاسم العمري وإسحاق بن أبي فروة وهم ضعفاء متروكون
وهؤلاء كانوا أولى أن يتقى حديثهم ((ولكنه لم يحتج بهم في حكم)) وكل أحد من خلق الله يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه عن إسحاق الطباع قال سألت مالك بن أنس قلت أبلغك أن ابن عمر قال لنافع لا تكذب علي كما كذب عكرمة على ابن عباس
قال لا ولكن بلغني أن سعيد بن المسيب قال ذلك لبرد مولاه
وقيل لابن أبي اويس لم لم يكتب مالك حديث عكرمة مولى ابن عباس
قال لأنه كان يرى رأى الاباضية
وأما قول سعيد ابن المسيب فيه فقد ذكر العلة الموجبة للعداوة بينهما أبو عبد الله محمد بن نصر المروزي في كتاب (الانتفاع بجلود الميتة)
وقد ذكرت ذلك وأشباهه في كتابي كتاب (جامع بيان أخذ العلم وفضله وما ينبغي في روايته وحمله) في باب قول العلماء بعضهم في بعض فأغنى ذلك عن اعادته ها هنا
وتكلم فيه ابن سيرين ولا خلاف أعلمه بين نقاد أهل العلم أنه اعلم بكتاب الله من ابن سيرين
وقد يظن الانسان ظنا يغضب له ولا يملك نفسه ذكر الحلواني عن زيد بن الحباب قال سمعت الثوري يقول خذوا تفسير القرآن عن أربعة عن عكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد والضحاك فبدأ
بعكرمة وقال ابن علية عن أيوب عن عمرو بن دينار قال دفع إلى جابر بن زيد مسائل اسأل عنها عكرمة قال فجعل جابر يقول هذا عكرمة هذا مولى ابن عباس هذا البحر فاسألوه
وقال سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال أعطاني جابر بن زيد صحيفة فيها مسائل فقال سل عنها عكرمة قال فكأني تبطأت فانتزعها من يدي وقال هذا عكرمة هذا مولى ابن عباس هذا أعلم الناس
¥(4/347)
وقال جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال قيل لسعيد بن جبير تعلم أحدا أعلم منك قال نعم عكرمة قال فلما قتل سعيد بن جبير قال إبراهيم ما خلف بعده مثله
قال أبو عبد الله المروزي وحدثنا يحيى بن يحيى قال حدثنا إسماعيل
ابن علية عن أيوب قال نبئت عن سعيد بن جبير أنه قال لو كف عنهم عكرمة من حديثه لشدت اليه المطايا
قال وحدثنا إسحاق ابن راهويه قال أخبرنا يحيى بن ضريس عن أبي سنان عن حبيب بن ابي ثابت قال أجتمع عندي خمسة لا يجتمع عندي مثلهم أبدا عطاء وطاوس ومجاهد وسعيد ابن جبير وعكرمة فتذاكروا التفسير فأقبل مجاهد وسعيد بن جبير على عكرمة يسئلانه عن التفسير وهو يجيبهما
قال وحدثنا محمد بن عبيد قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال اجتمع عكرمة وسعيد بن جبير وطاوس وعدة من أصحاب ابن عباس فكان عكرمة صاحب الحديث
قال وأخبرنا محمد بن يحيى قال حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد قال قال رجل لأيوب كان عكرمة يتهم فسكت هنيئة ثم قال أما أنا فإني لم أكن أتهمه
وبه عن أيوب قال قال عكرمة أرأيت هؤلاء الذين يكذبونني من خلفي أفلا يكذبونني في وجهي
قال وحدثنا الحلواني قال حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا سلام بن مسكين قال سمعت قتادة يقول كان الحسن من أعلم الناس بالحلال والحرام
وكان عطاء من أعلم الناس بالمناسك وكان عكرمة من أعلم الناس بالتفسير
قال وحدثنا الحلواني قال حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم الصنعاني قال حدثنا عبد الصمد بن معقل أن عكرمة قدم على طاوس اليمن فحمله طاوس على نجيب وأعطاه ثمانين دينارا فقيل لطاوس في ذلك فقال ألا اشتري علم ابن عباس لعبد الله بن طاوس بنجيب وثمانين دينارا
وذكر عباس عن يحيى بن معين قال حدثنا محمد بن فضيل قال حدثنا عثمان بن حكيم قال جاء عكرمة إلى أبي أمامة بن سهل وأنا جالس فقال يا ابا أمامة أسمعت بن عباس يقول ما حدثكم به عكرمة فصدقوه فإنه لم يكذب علي قال نعم
وقد روينا أن عبد الله بن عباس قال له اخرج يا عكرمة فافت الناس ومن سألك عما لا يعنيه فلا تفته فإنك تطرح عن نفسك الناس
قال عباس قال يحيى بن معين مات ابن عباس وعكرمة عبد فباعه على ابن عبد الله فقيل له تبيع علم أبيك فاسترجعه وقال عثمان
ابن سعيد قلت ليحيى بن معين عكرمة أحب إليك أو سعيد ابن جبير فقال ثقة وثقة قلت فعكرمة أو عبيد الله بن عبد الله فقال كلاهما ولم يختر وقال أبو الحسن أحمد بن عبد الله ابن صالح الكوفي عكرمة مولى ابن عباس ثقة وهو برئ مما رماه الناس به من الحرورية
وذكر عيسى بن مسكين عن محمد ابن الحجاج بن رشدين عن أحمد بن صالح المصري قال عكرمة مولى ابن عباس بربري من المغرب
وقال أبو العرب سمعت قدامة بن محمد يقول كان خلفاء بني أمية يرسلون إلى المغرب يطلبون جلود الخرفان التي لم تولد بعد العسلية قال فربما ذبحت المائة شاة فلا يوجد إلا واحد عسلى كانوا يتخذون منها الفراء فكان عكرمة يستعظم ذلك ويقول هذا كفر
هذا شرك فأخذ ذلك عنه الصفرية والاباضية فكفروا الناس بالذنوب!!!
قال أبو عمر لهذا كان سحنون يقول يزعمون أن عكرمة مولى ابن عباس أضل المغرب
قال أبو عمر نزل عكرمة مولى ابن عباس المغرب ومكث بالقيروان برهة ومن الناس من يقول أنه مات بها والصحيح أنه مات بالمدينة هو وكثير عزة الشاعر في يوم واحد
وذكر ابن أبي مريم عن ابن لهيعة عن أبي الأسود قال أنا مدحت المغرب لعكرمة مولى ابن عباس ذكرت له حال أهلها فخرج إلى المغرب فمات بها
قال أبو عبد الله المروزي قد أجمع عامة أهل العلم على الاحتجاج بحديث عكرمة واتفق على ذلك رؤساء أهل العلم بالحديث من أهل عصرنا منهم احمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأبو ثور ويحيى بن معين ولقد سألت إسحاق بن راهويه عن الاحتجاج بحديثه فقال لي عكرمة عندنا أمام الدنيا وتعجب من سؤالي إياه قال واحد أنهم شهدوا يحيى بن معين وسأله بعض الناس عن الاحتجاج بحديث عكرمة فأظهر التعجب
قال المروزي وعكرمة قد ثبتت عدالته بصحبة ابن عباس وملازمته إياه واحد من أهل العلم رووا عنه وعدلوه وما زال أهل العلم بعدهم يروون عنه قال وممن روى عنه من جلة التابعين محمد بن سيرين وجابر بن زيد وطاوس والزهري وعمرو بن دينار ويحيى بن سعيد الأنصاري وغيرهم قال أبو عبد الله المروزي وكل رجل ثبتت عدالته برواية أهل العلم
عنه وحملهم حديثه فلن يقبل فيه تجريح أحد جرحه حتى يثبت ذلك عليه بأمر لا يجهل أن يكون جرحة فاما قولهم فلان كذاب فليس مما يثبت به جرح حتى يتبين ما قاله
حدثنا محمد بن إبراهيم حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى حدثنا محمد بن أيوب الرقى قال سمعت أبا بكر أحمد بن عمرو والبزار يقول روى عن عكرمة مائة وثلاثون أو قال قريب من مائة وثلاثين رجلا من وجوه البلدان بين مكي ومدني وكوفي وبصرى ومن سائر البلدان كلهم روى عنه ورضى به
قال أبو عمر جماعة الفقهاء وأئمة الحديث الذين لهم بصر بالفقه والنظر هذا قولهم أنه لا يقبل من ابن معين ولا من غيره فيمن اشتهر بالعلم وعرف به وصحت عدالته وفهمه ألا أن يتبين الوجه الذي يجرحه به على حسب ما يجوز من تجريح بالعدل المبرز العدالة في الشهادات وهذا الذي لا يصح أن يعتقد غيره ولا يحل أن يلتفت الى ما خالفه وقد ذكرنا بيان ذلك في باب قول العلماء بعضهم في بعض من كتابنا كتاب العلم فأغنى ذلك عن اعادته ها هنا وبالله توفيقنا) انتهى.
¥(4/348)
ـ[ظافر آل سعد]ــــــــ[12 - 06 - 03, 04:38 ص]ـ
وممن أشار إلى طريقة مالك في إسقاط من لا يرتضيه من الإسناد: ابن كثير في ((تفسيره)).
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 - 06 - 03, 09:02 ص]ـ
إسقاط عكرمة من إسناد الحديث هو تدليس تسوية. وما كان الإمام مالك مدلساً في الأصل، ولو أن هذا تدليس ليس بمحمود. ويظهر أنه كان يثق بحديث عكرمة لكنه خاف من ذكر إسمه بسبب كلام الناس فيه. ينظر "النكت" لابن حجر على ابن الصلاح (2\ 618).
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 06 - 03, 12:58 م]ـ
حزاكم الله خيرا
أخي الحبيب الحازمي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نحن في انتظار ما تأتيني به
وجزاك الله خيرا
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[12 - 06 - 03, 08:33 م]ـ
لو استعملنا طريقة المؤرخين في سبر الحوادث التاريخية مع طريقة
علماء الاجتماع في معرفة أسرار الحوادث وأسبابها، مع ضميمة النظريات
الحديثية يمكننا أن نقول: إن ظاهرة الإرسال تتناقض مع مبدأ الإسناد
عند المحدثين، فإجماع المحدثين على أعتبار الإسناد هو مفخرة المحدثين
في النقل والاحتجاج والاستدلال، (ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء)
ومعروف أن الإسناد المقصود هو المتصل الكامل الخالي من العلل القادحة،
فما الذي يجع الإسناد ظاهرة مألوفة عند كثير من التابعين، بل ويجعلها
قضية تظهر بعناد في كثير من نقد النقاد بحيث يجعلنا نلتمس الإعذار
للعلماء على نحو ما رأينا في حق مالك رحمه الله؟؟؟
إن طريقة الأخوان في معرفة أسباب الإرسال وعدم الإرسال والتي بمثلها علل
الحافظ ابن رجب هي دراسة لمفردات الأسانيد، والأجوبة المساقة تصلح
لأحاد المسائل، ولكنها لا تفسر وجود الظاهرة، وتناقضها مع مبدأ الإسناد
عند المحدثين؟؟؟
والمعنى: إذا كان المحدثون يعتبرون الإسناد مفخرتهم بين الأمم، فلماذا
تساهلوا في الإرسال، ولأسباب (يظهر من بعض ما ساقه الأخوان) أنها
غير مقنعة، بل بعضها يقدح في عدالة الراوي نفسه .... !!!
المسألة تحتاج إلى بحث طويل، ويظهر لي الآن أن ظاهرة الإرسال لم تكن
معيبة عند قدامى المحدثين، وخاصة ذوي الأسانيد القصيرة، وقد اشتهر
النقد والتعليل بها منذ أن تكلم فيها الشافعي، هذا ما يقوله ابوداود
في رسالته لأهل مكة، بل إنه يقرر أن أهل العلم على قبولها، والقبول
هنا على معيار المحدثين لا الفقهاء ن لأن أبا داود محدث أقرب منه فقيها.
ولعل تشدد الشافعي لأن طول الأسانيد في عصره جعل الإرسال غير مقبول لظهور
التساهل فابتدأ النقد والتعليل بها، وابن رجب رحمه الله يحاول الجمع
بين قبول المتقدمين للمرسل، ورفض المتأخرين له، بأن القبول مقصود
به المعنى، وأن رفض المتأخرين إنما للسند (أي ظاهره)، وهذا
لعمري قد يكفي في دفع التناقض لكنه لا يكفي في تفسير الظاهرة كما
أسلفت، ولعل الأقرب حتى الآن ما ذكرته هو أن المتقدمين لم يعيبوا
الإرسال، لذلك ظهر وانتشر، ونرى الإرسال متفشيا في التابعين وتابعيهم
وهو الإرسال الحقيقي (إسقاط الصحابي قصدا) أما إرسال من بعدهم
فليس بإرسال حقيقي، لأنه قد يكون سقط سهوا أو تقية الخطأ أو للتورع
كما مضى مع الأخوان ..
نطرح هذا للتقويم، والله يقتبل من الجميع ...
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[30 - 06 - 03, 12:53 م]ـ
ومن الادلة على ان من عادة كثير من السلف قصر الاسانيد ووقفها ورعا هذاالنص عن الامام احمد حيث قال:
قال المروذي: سألت أبا عبد الله عن هشام بن حسان فقال: ((أبو ايوب وابن عون أحب إلىّ وحسن أمر هشام. وقال: قد روى أحاديث رفعها أوقفوها، وقد كان مذهبهم أن يقصروا بالحديث وبوقفوه)).
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 08 - 03, 02:09 ص]ـ
فائدة
(في سنن الدارقطني
] حدثنا الحسين بن إسماعيل وأبو عمر القاضي وإسماعيل بن العباس الوراق قالوا نا عبد الله بن أحمد بن ميسرة قال: نا أبو جابر نا شعبة عن مغيرة عن إبراهيم في المسلم يذبح وينسى التسمية قال لا بأس به قال ونا شعبة عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي الشعثاء حدثني عين عن ابن عباس أنه لم ير به بأسا قوله عين يعني به عكرمة
[96] نا أحمد بن محمد بن أبي شيبة نا محمد بن بكر بن خالد نا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي الشعثاء عن عين عن ابن عباس قال إذا ذبح المسلم فلم يذكر اسم الله فليأكل فإن المسلم فيه اسما من أسماء الله
)
انتهى
=========================
وفي هدي الساري
(وقال أبو عمر بن عبد البر كان عكرمة من جلة العلماء ولا يقدح فيه كلام من تكلم فيه لأنه لا حجة مع أحد تكلم فيه وكلام بن سيرين فيه لا خلاف بين أهل العلم أنه كان أعلم بكتاب الله من بن سيرين وقد يظن الإنسان ظنا يغضب له ولا يملك نفسه قال وزعموا أن مالكا أسقط ذكر عكرمة من الموطأ ولا أدري ما صحته لأنه قد ذكره في الحج وصرح باسمه ومال إلى روايته عن بن عباس وترك عطاء في تلك المسألة مع كون عطاء أجل التابعين في علم المناسك والله أعلم)
=======================
============================
فائدة
قال بن عبدالبر
((قال ابن عبد البركان نعيم يوقف كثيرا من حديث أبي هريرة ومثل هذا الحديث لا يقال من جهة الرأي فهو مسند))
¥(4/349)
ـ[أبو صالح شافعي]ــــــــ[13 - 08 - 03, 06:57 م]ـ
والشيء بالشيء يذكر:
نقل في تدريب الراوي قولهم من أسند فقد أحالك، ومن أرسل فقد تكفل لك
وتفصيل الكلام كما في تدريب الراوي ج: 1 ص: 198
قال الإمام النووي في التقريب: ثم المرسل حديث ضعيف عند جماهير المحدثين والشافعي وكثير من الفقهاء وأصحاب الأصول
وقال مالك وأبو حنيفة في طائفة صحيح
فإن صح مخرج المرسل بمجيئه من وجه آخر مسندا أو مرسلا أرسله من أخذ عن غير رجال الأول كان صحيحا
قال الإمام السيوطي في شرحه:
ثم المرسل حديث ضعيف لا يحتج به عند جماهير المحدثين والشافعي كما حكاه عنهم مسلم في صدر صحيحه ابن عبد البر في التمهيد وحكاه الحاكم عن ابن المسيب ومالك وكثير من الفقهاء وأصحاب الأصول والنظر للجهل بحال المحذوف لأنه يحتمل أن يكون غير صحابي وإذا كان كذلك فيحتمل أن يكون ضعيغا
وإن اتفق أن يكون المرسل لا يروى إلا عن ثقة فالتوثيق مع الإبهام غير كاف كما سيأتي ولأنه إذا كان المجهول المسمى لا يقبل فالمجهول عينا وحالا أولى
وقال مالك في المشهور عنه وأبو حنيفة في طائفة منهم أحمد في المشهور عنه صحيح
قال المصنف في شرح المهذب وقيد ابن عبد البر وغيره ذلك بما إذا لم يكن مرسله ممن لا يحترز ويرسل عن غير الثقات فإن كان فلا خلاف في رده
وقال غيره محل قبوله عند الحنفية ما إذا كان مرسله من أهل القرون الثلاثة الفاضلة فإن كان غيرها فلا لحديث ثم يفشوا الكذب صححه النسائي
وقال ابن جرير أجمع التابعون بأسرهم على قبول المرسل ولم يأت عنهم إنكاره ولا عن أحد من الأئمة بعدهم إلى رأس المائتين
قال ابن عبد البر كأنه يعني الشافعي أول من رده وبالغ بعضهم فقواه على المسند
وقال من أسند فقد أحالك ومن أرسل فقد تكفل لك
اهـ
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 09 - 05, 12:41 م]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[السبيل]ــــــــ[06 - 09 - 05, 10:18 م]ـ
كيف نوفق بين قول ابن جرير "وقال ابن جرير أجمع التابعون بأسرهم على قبول المرسل ولم يأت عنهم إنكاره ولا عن أحد من الأئمة بعدهم إلى رأس المائتين" قول ابن سيرين "لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم .. "
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[21 - 10 - 05, 12:01 م]ـ
لعله يصح أن يجمع بينهما بأن يقال:
اولاً: إن دعوى الإجماع هذه فيها نظر، وإن كان ابن جرير إماماً جليلاً، ولكن التابعي الجليل ابن سيرين أعلم بحقيقة الحال، وكلامه أقرب إلى موافقة الأصول، والشواهد عليه أكثر.
الثاني: الأقرب أن السؤال والتثبت كانا يخصان بعض الناس، فلا يدخل فيه الصحابة، ولا أئمة التابعين، ولا من اشتهر منهم بالصدق والتثبت والورع؛ وما أكثر مراسيل التابعين، ومنهم ابن سيرين.
الثالث: الأقرب أيضاً أن طلب الإسناد كان يخص بالدرجة الأولى أحاديث الفتن، وما يتعلق بها، ومهمات الدين وأصوله؛ دون الفروع التي ثبتت أصولها وعرفت أبوابها؛ والله أعلم
ـ[السبيل]ــــــــ[09 - 11 - 05, 12:23 ص]ـ
بارك الله فيك(4/350)
مثال على تراجع الدارقطني رحمه الله
ـ[ابن وهب]ــــــــ[07 - 06 - 03, 10:30 ص]ـ
وسئل عن حديث يرويه أبو سلمة عن أبي هريرة قال أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله إنا نجد في أنفسنا أشياء ما نحب أن نتكلم بها وأن لنا ما طلعت عليه الشمس قال ذلك صريح الإيمان فقال يرويه محمد بن عمرو واختلف عنه فرواه عيسى بن يونس عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة وخالفه الفضل بن موسى فرواه عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة مرسلا قيل له قد اتفق يزيد بن هارون ومحمد بن عبيد المحاربي وأسباط وعبد الرحيم بن سليمان مع عيسى بن يونس على روايتهم عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا فلم حكمت للفضل بن موسى بالصواب فرجع الشيخ عن ذلك وقال المسند أصح ولا نحكم للفضل بن موسى على هؤلاء)
انتهى(4/351)
الشذوذ والتفرد!!!
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[07 - 06 - 03, 01:36 م]ـ
في الحقيقة ذكر بعض الإخوة الكرام كلاما غريبا حول أن منهج أهل الحديث هو عدم قبول تفرد الثقات (هكذا فهمت!!!) واستدل بكلام الحاكم في هذه المسألة والحقيقة ما فهمه الأخ الكريم
غير صحيح (في نظري) والرد على هذا الكلام يكون من كلام الحاكم نفسه وقد توسعت في هذه المسألة في رابط (مسائل وأقوال الإمام
أحمد) للعبد الفقير فراجعه غير مأمور!!! والله أعلم(4/352)
بيان الألفاظ التي يستعملها أئمة الحديث في حكمهم على الحديث الذي لم يصح
ـ[ابن معين]ــــــــ[08 - 06 - 03, 12:26 ص]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فقد وجدت أئمة الحديث أطلقوا على الحديث الذي لم يصح ألفاظاً يحسن التنبه إلى مرادهم فيها، ومن تلك الألفاظ:
1_ قولهم (لا أصل له)
يطلق على ثلاثة معان:
الأول: بمعنى لا إسناد للحديث. كما نقله السيوطي عن شيخ الإسلام ابن تيمية.
وهذا الإطلاق بهذا المعنى يكثر جداً عند المتأخرين، لأن الوضاع إذا أراد وضع حديث فإنه لا حاجة به إلى وضع إسناد له أيضاً، لقلة العناية بذكر الإسناد في العصور المتأخرة.
الثاني: بمعنى لا أصل صحيح للحديث. فهو يرادف الموضوع.
ومن أمثلته: قول محمد بن علي المروزي _ كما في تاريخ بغداد (13/ 307) _ سألت يحيى بن معين عن هذا الحديث _ يعني حديث عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم " تفترق أمتي "؟ قال: (ليس له أصل). قلت: فنعيم بن حماد؟ قال: (نعيم ثقة)!. قلت: كيف يحدث ثقة بباطل؟ قال: (شُبِّه له).
الثالث: بمعنى لا أصل للحديث أي من هذا الطريق، لا من كل الطرق! فتنبه لهذا فإنه مهم!!
ومن أمثلته: ما ذكره ابن أبي حاتم في العلل (1/ 131) قال:
سئل أبي عن حديث رواه نوح بن حبيب عن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي داود عن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن عطاء ابن يسار عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالنيات.
قال أبي: (هذا حديث باطل لا أصل له. إنما هو مالك عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن علقمة بن وقاص عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم).
ويكثر عند المتقدمين إطلاق (لا أصل له) وإرادة المعنيين الأخيرين.
2_ قولهم (موضوع).
ويراد به الحديث المكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم.
وينبغي التنبه إلى أنه لا يُشترط في الحكم على الحديث بأنه موضوع وجود راو كذاب في الإسناد، بل يحكم الأئمة على الحديث بالوضع إذا قامت القرائن على وضع هذا الحديث ولو لم يكن في إسناده راو كذاب.
وأمثلته كثيرة، منها: الحديث المشهور الذي رواه ثابت بن موسى عن شريك عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى بالليل حسن وجهه بالنهار.
قال ابن أبي حاتم _ كما في الجرح (1/ 327) قلت لأبى: ما تقول أنت فيه؟ قال: (هو حديث موضوع)، وقد وهم فيه ثابت بن موسى كما هو مشهور.
ومنها: ما ذكره ابن أبي حاتم في العلل (1/ 416) قال:
سألت أبي عن حديث رواه عبيد بن اسحق عن سنان ابن هارون عن حميد عن أنس قال قالت أم حبيبة: يا رسول الله المرأة منا يكون لها زوجان في الدنيا ثم تموت فتدخل الجنة هي وزوجاها لأيهما تكون للأول أو للآخر؟ قال تخير أحسنهما خلقا كان معها في الدنيا فيكون زوجها في الجنة قالت أم حبيبة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة.
قال أبي: (هذا حديث موضوع لا أصل له، وسنان عندنا مستور).
وكذا عكسه، فليس يلزم من وجود راو كذاب في الإسناد الحكم على الحديث بالوضع، لأنه قد يصدق الكاذب، وإنما يُحكم على الإسناد بشدة الضعف.
قال العراقي في التبصرة: (لا يلزم من وجود كذاب في السند أن يكون الحديث موضوعاً، إذ مطلق كذب الراوي لا يدل على الوضع، إلا أن يعترف بوضع هذا الحديث بعينه أو ما يقوم مقام اعترافه على ما ستقف عليه).
3_ قولهم (كَذِب). وهو مرادف للموضوع.
وفيه التنبيهين السابقين الذيْن ذكرتهما في الموضوع.
والأمثلة كثيرة على الحكم على الحديث بالكذب وليس في إسناده راو كذاب، منها ما ذكره ابن أبي حاتم في العلل (1/ 135)، قال:
سمعت أبي وذكر حديثاً رواه محمد بن الصلت عن أبي خالد الاحمر عن حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في افتتاح الصلاة سبحانك اللهم وبحمدك وأنه كان يرفع يديه إلى حذو أذنيه.
فقال: (هذا حديث كذب لا أصل له، ومحمد بن الصلت لا بأس به كتبت عنه).
ـ[ابن معين]ــــــــ[08 - 06 - 03, 12:30 ص]ـ
4_ قولهم (باطل).
ويظهر مرادفتها للموضوع، وبينهما فرق دقيق نبه إليه المعلمي في مقدمة الفوائد المجموعة، حيث قال:
¥(4/353)
(إذا قام عند الناقد من الأدلة ما غلب على ظنه معه بطلان نسبة الخبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقد يقول: باطل أو موضوع.
وكلا اللفظين يقتضي أن الخبر مكذوب عمداً أو خطأً، إلا أن المتبادر من الثاني الكذب عمداً غير أن هذا المتبادر لم يلتفت إليه جامعوا كتب الموضوعات، بل يوردون فيها ما يرون قيام الدليل على بطلانه، وإن كان الظاهر عدم التعمد.
وقد تتوفر الأدلة على البطلان مع أن الراوي الذي يُصرِّح الناقد بإعلال الخبر به لم يُتهم بتعمد الكذب، بل قد يكون صدوقاً فاضلاً، ولكن يرى الناقد أنه غَلِطَ أو أُدخِل عليه الحديث).
5_ قولهم (لا يصح) أو (لم يصح).
قال الزركشي في النكت (2/ 282): (وبين قولنا (لم يصح) وقولنا (موضوع) بون كبير، فإن الوضع إثبات الكذب والاختلاق، وقولنا (لا يصح) لا يلزم منه إثبات العدم، وإنما هو إخبار عن عدم الثبوت، وفرق بين الأمرين).
6_ قولهم (ساقط مطروح).
قال الذهبي في الموقظة في مبحث الموضوع (36): (ومنه (أي من الموضوع) ما الأكثرون على أنه موضوع، والآخرون يقولون: هو حديث ساقط مطروح، ولا نجسُر أن نسميه موضوعاً).
7_ قولهم (معضل) وهو بمعنى شديد الضعف.
وقد نبه إليه الحافظ ابن حجر في نكته (2/ 575) فإنه قال:
(قلت: وجدت التعبير بالمعضل في كلام الجماعة من أئمة الحديث فيما لم يسقط منه شيء البتة .. ثم نقل أمثلة على ذلك (عن الذهلي والنسائي وابن عدي والحاكم أبي أحمد وابن عبدالبر وأبي الفتح الأزدي).
ثم قال:فإذا تقرر هذا فإما أن يكونوا يطلقون المعضل لمعنيين، أو يكون المعضل الذي عرف به المصنف (أي ابن الصلاح) وهو المتعلق بالإسناد بفتح الضاد، وهذا الذي نقلناه من كلام هؤلاء الأئمة بكسر الضاد ويعنون به المستغلق الشديد، وفي الجملة فالتنبيه على ذلك كان متعيناً).
قلت: وقد أكثر من استخدام هذا التعبير ابن عدي في كتابه الكامل، وابن حبان في المجروحين، ووجد في كلام غيرهم من الأئمة.
وهناك ألفاظ أخرى يطلقونها على الحديث الذي لا يصح نسبته إلى الرسول صلى الله عليه وسلم إلا أنها أقل من سابقتها، وفيما مضى كفاية، والله أعلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 - 06 - 03, 01:04 ص]ـ
أخي الفاضل ابن معين وفقه الله
لقد مزجت في مقالتك هذه -على غير عادتك- بين أقوال المتأخرين وأقوال المتقدمين. وكنت أظن كلامك سيكون على الأئمة المتقدمين فحسب. على أي حال فلي ملاحظة على كلامك:
ألا يمكننا تصنيف الحديث إلى قسمين: قسم قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقسم لم يقله؟
فإن وافقتني، فهذا يعني أن غالب هذه التقسيمات لا طائل كبير منها. وقد كان المتقدمون يستخدموها في معنى واحد. فالحديث الساقط والحديث الموضوع معناه واحد وهو الحديث الذي لم يحدّث به عليه السلام. أما مزاعم العراقي بأن قول المتقدمين "لا يصح" لا يعني ضعف الحديث، وأن تفرد الكذاب بحديث لا يدل على وضعه، فهذا كله من شطط المتأخرين. والله المستعان.
ـ[ابن معين]ــــــــ[08 - 06 - 03, 12:20 م]ـ
أخي الفاضل محمد الأمين .. وفقه الله لكل خير.
أولاً: ذكرت أنك تريد أن تجعل كل ما لم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم في قسم واحد، ولا أدري كيف خفي عليك الفرق بين ثبوت الحديث الضعيف والموضوع!
فالحديث الضعيف لا نجزم بعدم ثبوته بخلاف الحديث الموضوع!
فكيف تريد أن نجعل الجميع في قسم واحد وتحت حكم واحد، وهي متفاوتة في غلبة ظننا بعدم ثبوتها!
ثم تقول هذه التقسيمات لا طائل تحتها!!
ورحم الله الإمام الشافعي حين قال: (من تعلم علماً فليدقق، لكيلا يضيع دقيق العلم!).
ثانياً: قولك أن العراقي زعم (أن قول المتقدمين (لا يصح) لا يعني ضعف الحديث)، لم أذكره! بل لم أجده عنه!!
نعم قال بهذا القول بعض المحدثين الأحناف المتأخرين، وهو قول بعيد، ولذا لم أذكره، فما مناسبة ذكرك له؟!
وإنما الذي ذكرته هو قول الزركشي، وهو أن هذا اللفظ يفيد الضعف لا الوضع، وهو صحيح بقيد (غالباً) لمن تأمل كلام الأئمة المتقدمين والمتأخرين (إلا ابن الجوزي في الموضوعات)!
ثالثاً: استنكرت على العراقي قوله (لا يلزم من وجود كذاب في السند أن يكون الحديث موضوعاً) ويبدو أنك استعجلت ولم تفهم مراده!
فهو يريد أن وجود الراوي الكذاب في إسناد حديث ما (دون أي قرينة أخرى) لا يمكننا أن نجزم معه بوضع الحديث، ولهذا استثنى بعد ذلك من هذا الإطلاق بقوله إلا .. الخ، وقصد حينئذ إذا وجدت القرائن التي سينبه إليها فإنه يمكن الحكم على الحديث بالوضع (أما بدونها فلا).
وأخيراً: هل إذا ذكرت كلاماً لأحد أئمة المتأخرين (وهو حق) أكون مزجت كلام المتقدمين بالمتأخرين؟!
أم لا بد لمن يدعو إلى منهج المتقدمين ألا يذكر كلاماً البتة لأحد من المتأخرين وإن كان حقاً؟!
¥(4/354)
ـ[ابن معين]ــــــــ[25 - 09 - 03, 08:56 م]ـ
يرفع لمزيد اطلاع ..
ـ[جمال الدين مجدى]ــــــــ[25 - 09 - 03, 11:20 م]ـ
أشكل على كلام الشيخ محمد الامين بتقسيم الحديث الى قسمين لان بعض الاحاديث لا نجزم بثبوتها للنبى صلى الله عليه و سلم و كذلك لا نجزم بانها كذب عليه خاصة لو كان ضعفا يسيرا كأن يكون فى سند الحديث سىء الحفظ أو من اختلف فى حالة كابن لهيعة و غيره فأرجو التوضيح؟
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[26 - 09 - 03, 02:36 ص]ـ
للرفع،، رفع الله قدر كاتب هذا الموضوع.(4/355)
بيان الألفاظ التي يستعملها أئمة الحديث في حكمهم على الحديث الذي لم يصح
ـ[ابن معين]ــــــــ[08 - 06 - 03, 12:26 ص]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فقد وجدت أئمة الحديث أطلقوا على الحديث الذي لم يصح ألفاظاً يحسن التنبه إلى مرادهم فيها، ومن تلك الألفاظ:
1_ قولهم (لا أصل له)
يطلق على ثلاثة معان:
الأول: بمعنى لا إسناد للحديث. كما نقله السيوطي عن شيخ الإسلام ابن تيمية.
وهذا الإطلاق بهذا المعنى يكثر جداً عند المتأخرين، لأن الوضاع إذا أراد وضع حديث فإنه لا حاجة به إلى وضع إسناد له أيضاً، لقلة العناية بذكر الإسناد في العصور المتأخرة.
الثاني: بمعنى لا أصل صحيح للحديث. فهو يرادف الموضوع.
ومن أمثلته: قول محمد بن علي المروزي _ كما في تاريخ بغداد (13/ 307) _ سألت يحيى بن معين عن هذا الحديث _ يعني حديث عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم " تفترق أمتي "؟ قال: (ليس له أصل). قلت: فنعيم بن حماد؟ قال: (نعيم ثقة)!. قلت: كيف يحدث ثقة بباطل؟ قال: (شُبِّه له).
الثالث: بمعنى لا أصل للحديث أي من هذا الطريق، لا من كل الطرق! فتنبه لهذا فإنه مهم!!
ومن أمثلته: ما ذكره ابن أبي حاتم في العلل (1/ 131) قال:
سئل أبي عن حديث رواه نوح بن حبيب عن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي داود عن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن عطاء ابن يسار عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالنيات.
قال أبي: (هذا حديث باطل لا أصل له. إنما هو مالك عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن علقمة بن وقاص عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم).
ويكثر عند المتقدمين إطلاق (لا أصل له) وإرادة المعنيين الأخيرين.
2_ قولهم (موضوع).
ويراد به الحديث المكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم.
وينبغي التنبه إلى أنه لا يُشترط في الحكم على الحديث بأنه موضوع وجود راو كذاب في الإسناد، بل يحكم الأئمة على الحديث بالوضع إذا قامت القرائن على وضع هذا الحديث ولو لم يكن في إسناده راو كذاب.
وأمثلته كثيرة، منها: الحديث المشهور الذي رواه ثابت بن موسى عن شريك عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى بالليل حسن وجهه بالنهار.
قال ابن أبي حاتم _ كما في الجرح (1/ 327) قلت لأبى: ما تقول أنت فيه؟ قال: (هو حديث موضوع)، وقد وهم فيه ثابت بن موسى كما هو مشهور.
ومنها: ما ذكره ابن أبي حاتم في العلل (1/ 416) قال:
سألت أبي عن حديث رواه عبيد بن اسحق عن سنان ابن هارون عن حميد عن أنس قال قالت أم حبيبة: يا رسول الله المرأة منا يكون لها زوجان في الدنيا ثم تموت فتدخل الجنة هي وزوجاها لأيهما تكون للأول أو للآخر؟ قال تخير أحسنهما خلقا كان معها في الدنيا فيكون زوجها في الجنة قالت أم حبيبة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة.
قال أبي: (هذا حديث موضوع لا أصل له، وسنان عندنا مستور).
وكذا عكسه، فليس يلزم من وجود راو كذاب في الإسناد الحكم على الحديث بالوضع، لأنه قد يصدق الكاذب، وإنما يُحكم على الإسناد بشدة الضعف.
قال العراقي في التبصرة: (لا يلزم من وجود كذاب في السند أن يكون الحديث موضوعاً، إذ مطلق كذب الراوي لا يدل على الوضع، إلا أن يعترف بوضع هذا الحديث بعينه أو ما يقوم مقام اعترافه على ما ستقف عليه).
3_ قولهم (كَذِب). وهو مرادف للموضوع.
وفيه التنبيهين السابقين الذيْن ذكرتهما في الموضوع.
والأمثلة كثيرة على الحكم على الحديث بالكذب وليس في إسناده راو كذاب، منها ما ذكره ابن أبي حاتم في العلل (1/ 135)، قال:
سمعت أبي وذكر حديثاً رواه محمد بن الصلت عن أبي خالد الاحمر عن حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في افتتاح الصلاة سبحانك اللهم وبحمدك وأنه كان يرفع يديه إلى حذو أذنيه.
فقال: (هذا حديث كذب لا أصل له، ومحمد بن الصلت لا بأس به كتبت عنه).
ـ[ابن معين]ــــــــ[08 - 06 - 03, 12:30 ص]ـ
4_ قولهم (باطل).
ويظهر مرادفتها للموضوع، وبينهما فرق دقيق نبه إليه المعلمي في مقدمة الفوائد المجموعة، حيث قال:
¥(4/356)
(إذا قام عند الناقد من الأدلة ما غلب على ظنه معه بطلان نسبة الخبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقد يقول: باطل أو موضوع.
وكلا اللفظين يقتضي أن الخبر مكذوب عمداً أو خطأً، إلا أن المتبادر من الثاني الكذب عمداً غير أن هذا المتبادر لم يلتفت إليه جامعوا كتب الموضوعات، بل يوردون فيها ما يرون قيام الدليل على بطلانه، وإن كان الظاهر عدم التعمد.
وقد تتوفر الأدلة على البطلان مع أن الراوي الذي يُصرِّح الناقد بإعلال الخبر به لم يُتهم بتعمد الكذب، بل قد يكون صدوقاً فاضلاً، ولكن يرى الناقد أنه غَلِطَ أو أُدخِل عليه الحديث).
5_ قولهم (لا يصح) أو (لم يصح).
قال الزركشي في النكت (2/ 282): (وبين قولنا (لم يصح) وقولنا (موضوع) بون كبير، فإن الوضع إثبات الكذب والاختلاق، وقولنا (لا يصح) لا يلزم منه إثبات العدم، وإنما هو إخبار عن عدم الثبوت، وفرق بين الأمرين).
6_ قولهم (ساقط مطروح).
قال الذهبي في الموقظة في مبحث الموضوع (36): (ومنه (أي من الموضوع) ما الأكثرون على أنه موضوع، والآخرون يقولون: هو حديث ساقط مطروح، ولا نجسُر أن نسميه موضوعاً).
7_ قولهم (معضل) وهو بمعنى شديد الضعف.
وقد نبه إليه الحافظ ابن حجر في نكته (2/ 575) فإنه قال:
(قلت: وجدت التعبير بالمعضل في كلام الجماعة من أئمة الحديث فيما لم يسقط منه شيء البتة .. ثم نقل أمثلة على ذلك (عن الذهلي والنسائي وابن عدي والحاكم أبي أحمد وابن عبدالبر وأبي الفتح الأزدي).
ثم قال:فإذا تقرر هذا فإما أن يكونوا يطلقون المعضل لمعنيين، أو يكون المعضل الذي عرف به المصنف (أي ابن الصلاح) وهو المتعلق بالإسناد بفتح الضاد، وهذا الذي نقلناه من كلام هؤلاء الأئمة بكسر الضاد ويعنون به المستغلق الشديد، وفي الجملة فالتنبيه على ذلك كان متعيناً).
قلت: وقد أكثر من استخدام هذا التعبير ابن عدي في كتابه الكامل، وابن حبان في المجروحين، ووجد في كلام غيرهم من الأئمة.
وهناك ألفاظ أخرى يطلقونها على الحديث الذي لا يصح نسبته إلى الرسول صلى الله عليه وسلم إلا أنها أقل من سابقتها، وفيما مضى كفاية، والله أعلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 - 06 - 03, 01:04 ص]ـ
أخي الفاضل ابن معين وفقه الله
لقد مزجت في مقالتك هذه -على غير عادتك- بين أقوال المتأخرين وأقوال المتقدمين. وكنت أظن كلامك سيكون على الأئمة المتقدمين فحسب. على أي حال فلي ملاحظة على كلامك:
ألا يمكننا تصنيف الحديث إلى قسمين: قسم قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقسم لم يقله؟
فإن وافقتني، فهذا يعني أن غالب هذه التقسيمات لا طائل كبير منها. وقد كان المتقدمون يستخدموها في معنى واحد. فالحديث الساقط والحديث الموضوع معناه واحد وهو الحديث الذي لم يحدّث به عليه السلام. أما مزاعم العراقي بأن قول المتقدمين "لا يصح" لا يعني ضعف الحديث، وأن تفرد الكذاب بحديث لا يدل على وضعه، فهذا كله من شطط المتأخرين. والله المستعان.
ـ[ابن معين]ــــــــ[08 - 06 - 03, 12:20 م]ـ
أخي الفاضل محمد الأمين .. وفقه الله لكل خير.
أولاً: ذكرت أنك تريد أن تجعل كل ما لم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم في قسم واحد، ولا أدري كيف خفي عليك الفرق بين ثبوت الحديث الضعيف والموضوع!
فالحديث الضعيف لا نجزم بعدم ثبوته بخلاف الحديث الموضوع!
فكيف تريد أن نجعل الجميع في قسم واحد وتحت حكم واحد، وهي متفاوتة في غلبة ظننا بعدم ثبوتها!
ثم تقول هذه التقسيمات لا طائل تحتها!!
ورحم الله الإمام الشافعي حين قال: (من تعلم علماً فليدقق، لكيلا يضيع دقيق العلم!).
ثانياً: قولك أن العراقي زعم (أن قول المتقدمين (لا يصح) لا يعني ضعف الحديث)، لم أذكره! بل لم أجده عنه!!
نعم قال بهذا القول بعض المحدثين الأحناف المتأخرين، وهو قول بعيد، ولذا لم أذكره، فما مناسبة ذكرك له؟!
وإنما الذي ذكرته هو قول الزركشي، وهو أن هذا اللفظ يفيد الضعف لا الوضع، وهو صحيح بقيد (غالباً) لمن تأمل كلام الأئمة المتقدمين والمتأخرين (إلا ابن الجوزي في الموضوعات)!
ثالثاً: استنكرت على العراقي قوله (لا يلزم من وجود كذاب في السند أن يكون الحديث موضوعاً) ويبدو أنك استعجلت ولم تفهم مراده!
فهو يريد أن وجود الراوي الكذاب في إسناد حديث ما (دون أي قرينة أخرى) لا يمكننا أن نجزم معه بوضع الحديث، ولهذا استثنى بعد ذلك من هذا الإطلاق بقوله إلا .. الخ، وقصد حينئذ إذا وجدت القرائن التي سينبه إليها فإنه يمكن الحكم على الحديث بالوضع (أما بدونها فلا).
وأخيراً: هل إذا ذكرت كلاماً لأحد أئمة المتأخرين (وهو حق) أكون مزجت كلام المتقدمين بالمتأخرين؟!
أم لا بد لمن يدعو إلى منهج المتقدمين ألا يذكر كلاماً البتة لأحد من المتأخرين وإن كان حقاً؟!
¥(4/357)
ـ[ابن معين]ــــــــ[25 - 09 - 03, 08:56 م]ـ
يرفع لمزيد اطلاع ..
ـ[جمال الدين مجدى]ــــــــ[25 - 09 - 03, 11:20 م]ـ
أشكل على كلام الشيخ محمد الامين بتقسيم الحديث الى قسمين لان بعض الاحاديث لا نجزم بثبوتها للنبى صلى الله عليه و سلم و كذلك لا نجزم بانها كذب عليه خاصة لو كان ضعفا يسيرا كأن يكون فى سند الحديث سىء الحفظ أو من اختلف فى حالة كابن لهيعة و غيره فأرجو التوضيح؟
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[26 - 09 - 03, 02:36 ص]ـ
للرفع،، رفع الله قدر كاتب هذا الموضوع.(4/358)
هل العنعنة في صحيح ابن حبان محمولة على التصريح بالسماع؟!
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[10 - 06 - 03, 01:30 ص]ـ
قال ابن حبان في مقدمة صحيحه (1/ 162 ترتيب ابن بلبان) ط. الرسالة.
[فإذا صح عندي خبر من رواية مدلس أنه بيَّن السماع فيه، لا أُبالي أن أذكره من غير بيان السماع في خبره بعد صحته عندي من طريقٍ آخر].
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[12 - 06 - 03, 09:10 م]ـ
هل من مجيب، أيها الإخوة؟
ـ[الملثم]ــــــــ[13 - 06 - 03, 12:44 ص]ـ
يا فتى .. هذه دعوى عريضة؟! .. بل لا بد من البحث في حال كل رواية وردت معنعنة خاصة .. وينظر في القرائن.
ـ[ابن أبي شيبة]ــــــــ[13 - 06 - 03, 06:48 م]ـ
أخي في الله ـ حفظك الله من كل مكروه ـ
الحافظ ابن حبان إمام من أئمة الحديث وكلامه يؤخذ به وهو صادق فيه وهو عدل.
ولكن الإشكالية هي: من هم المدلسون عند ابن حبان لكي نأخذ بقوله ذلك فليس كل مدلس عند غيره مدلسا عنده، فإذا عرفنا المدلسون عند ابن حبان طبقنا ما قاله في حقهم.
والله أعلم.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[14 - 06 - 03, 01:11 ص]ـ
بارك الله فيك يا أخي ابن أبي شيبة.
وأفهم من كلامك أن كلامه فيمن عرفنا أنه يعدهم من المدلسين معمولٌ به عند أهل العم؟
أريد الإجابة، مع ذكر مَنْ مِنَ الأئمة اعتبر هذا.
جزاك الله خيراً.
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[27 - 05 - 08, 05:04 م]ـ
للربط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=829536&posted=1#post829536(4/359)
قال ابن تيميّة: الترمذي شديد التساهل في التصحيح ..
ـ[صلاح]ــــــــ[10 - 06 - 03, 04:20 ص]ـ
قال شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى (1\ 97):
(إن أهل العلم متفقون على أن الحاكم فيه من التساهل والتسامح في باب التصحيح. حتى أن تصحيحه دون تصحيح الترمذي والدارقطني وأمثالهما.
فكيف بتصحيح البخاري ومسلم؟ بل تصحيحه دون تصحيح أبي بكر بن خزيمة وأبي حاتم بن حبان البستي وأمثالهما.
بل تصحيح الحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي في مُختارته، خيرٌ من تصحيح الحاكم. فكتابه في هذا الباب خيرٌ من كتاب الحاكم بلا ريب عند من يعرف الحديث. وتحسين الترمذي أحياناً يكون مثل تصحيحه أو أرجح.
وكثيراً ما يُصَحِّحِ الحاكمُ أحاديثَ يُجْزَمُ بأنها موضوعة لا أصل لها).
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[10 - 06 - 03, 06:27 ص]ـ
أخي الحبيب
يبدو أنه حصل خلط بين كلامي وبين كلام شيخ الإسلام. فإن لي اصطلاح في كل كتاباتي أن كل ما (بين قوسين) هو تعليق مني وليس من صاحب القول. والقول الأصلي هو:
قال شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى (1\ 97): «إن أهل العلم متفقون على أن الحاكم فيه من التساهل والتسامح في باب التصحيح. حتى أن تصحيحه دون تصحيح الترمذي والدارقطني وأمثالهما (وهما من المتساهلين) بلا نزاع. فكيف بتصحيح البخاري ومسلم؟ بل تصحيحه دون تصحيح أبي بكر بن خزيمة وأبي حاتم بن حبان البستي وأمثالهما (وهما من أشد المتساهلين من المتقدمين نسبيا). بل تصحيح الحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي في مُختارته، خيرٌ من تصحيح الحاكم. فكتابه في هذا الباب خيرٌ من كتاب الحاكم بلا ريب عند من يعرف الحديث. وتحسين الترمذي أحياناً (رغم تساهله الشديد) يكون مثل تصحيحه أو أرجح. وكثيراً ما يُصَحِّحِ الحاكمُ أحاديثَ يُجْزَمُ بأنها موضوعة لا أصل لها».
فكما ترى أن ما بين قوسين هو شرح مني لكلام شيخ الإسلام.
لكن إليك بعض ما قيل حول تساهل الترمذي في التوثيق:
قال الذهبي ميزان الاعتدال (7\ 231): «فلا يُغتَرّ بتحسين الترمذي. فعند المحاقَقَةِ غالبُها ضعاف». وفي نصب الراية (2\ 217): قال ابنُ دِحْيَة في "العَلَم المشهور": «وكم حَسّن الترمذي في كتابه من أحاديث موضوعة وأسانيد واهية!». وقال الذهبي في السير (13\ 276) عن سنن الترمذي «"جامعه" قاضٍ له بإمامته وحفظه وفقهه. ولكن يترخّص في قبول الأحاديث، ولا يُشدّد. ونفَسهُ في التضعيف رَخو». وقال الذهبي في تاريخ الإسلام (ص460): «نفَسه في التجريح ضعيف». وقال كذلك (ص352): «والترمذي يتساهل في الرجال».
وقد حاول بعض المعاصرين الاعتراض على كلام الذهبي رغم قوته. فكتب الدكتور عبد الرزاق الشايجي كتاباً بعنوان "منهج الحافظ الترمذي في الجرح والتعديل" هو إعادة لكتاب شيخه الدكتور نور الدين عتر "الإمام الترمذي والموازنة بين جامعه وبين الصحيحين"، وحاول اعتبار الترمذي من المعتدلين. وكأنه فهم من دعوى التساهل إسقاط أحكام الترمذي، مع أن الذهبي لم يقصد ذلك، وإنما أراد التنبيه للتساهل فحسب.
ثم عاد واعترف بتساهل الترمذي فقال (ص17): «يُلاحظ أن الترمذي لا يستخدم العبارات شديدة الجرح كالاتهام بالوضع أو الكذب، مع أنه أخرج لجماعة ممن نزل هذه المنزلة كمحمد بن سعيد المصلوب، ولا ينبه على ضعفه». وقال عنه (ص10): «إنه متساهل فيما انفرد به مخالفاً لأئمة الحديث الآخرين». وقال (ًص9): «ولا يعني هذا إهمال أقول الإمام الترمذي، كلا وحاشا، ولا هذا مراد الذهبي. فإن المتساهلين في التعديل إذا جرحوا أحداً فإن تجريحهم يفيد وهاء هذا الرجل وعدم صلاحيته. وكذلك ما لو ضعفوا حديثاً ما. أما في سياق التعديل فيُعتبر قولهم، ويُنظر هل توبعوا أم لا؟».
وهذا كلام صحيح، وكذلك نقول. والنتيجة الاستقرائية التي قام بها الشيخ الشايجي تؤيد هذا القول. فما حاجه إلى كل هذا التقلب؟
وقال ابن القيم في "الفروسية" (ص243): «الترمذي يصحّح أحاديثَ لم يتابعه غيره على تصحيحها. بل يصحّح ما يضعّفه غيره أو ينكره»، ثم ضرب عدة أمثلة.
وأخرج الترمذي حديث: «المسلمون على شروطهم، إلا شرطاً حرّم حلالاً أو أحلّ حرماً». قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح». لكن في إسناده كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه، وهو مُجمعٌ على ضعفه كما قال ابن عبد البر. وقال فيه الشافعي وأبو داود: هو ركنٌ من أركان الكذب. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن حبان: له عن أبيه عن جده نسخة موضوعة. وضرب أحمد على حديثه. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال الدارقطني وغيره: متروك.
وقال الذهبي في ميزان الاعتدال (5\ 493): «وأما الترمذي فروى من حديثه الصلح جائز بين المسلمين، وصحّحه. فلهذا لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذي». قلت: فقد نقل الذهبي عن جمهور العلماء عدم الاعتماد على تصحيح الترمذي، وهو الصواب إن شاء الله. وليس ذلك معناه إسقاط الإمام الترمذي وتجاهل أحكامه، بل المقصود أن تصحيحه في بعض التساهل، فيجب إعادة النظر فيه.
¥(4/360)
ـ[المحقق]ــــــــ[10 - 06 - 03, 03:08 م]ـ
هذا الموضوع قد نوقش مرات منها على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=5020&highlight=%C7%E1%CA%D3%C7%E5%E1
و أيضا على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=1147&highlight=%C7%E1%CA%D3%C7%E5%E1
ـ[الرازي الثالث]ــــــــ[10 - 06 - 03, 03:38 م]ـ
القول الصحيح في الترمذي رحمه الله - والعلم عند الله - أنه من المعتدلين نص عليه الشيخ عبد الله السعد.
وإنما جاء تساهل الترمذي في بعض الرجال الذين يروي لهم الترمذي وهم عنده ثقات وخالفه الجمهور في ذلك.
ومثاله: عاصم بن عبيدالله، الجمهور على ضعفه وقيل بتوثيقه وهو قول مرجوح لكن الترمذي رآه ثقة فصحح له أحاديث ومنها حديث (لا تنسانا ياأخي من دعائك)
فظن من ظن أن الترمذي لما خالف الجمهور في تصحيح هذه الأحاديث يصنف من المتساهلين
ويقال في كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف كذلك ما قيل في عاصم
ولو صح أن نقول عنه: متساهل لكان تساهله في التوثيق وليس في التصحيح، لأنه لم يطرد في جميع الأحاديث وإنما في بعضها للسبب الذي ذكرنا
ولا نزال نرى الترمذي يوافق الأئمة - وهو منهم - في كثير من الأحاديث
والحكم للأغلب
ومن العجب أنهم حكموا على الترمذي بالتساهل مع أن موافقته للأئمة هي الغالب عليه فكان من العدل أن يلحقوه بالمعتدلين
ثم إن الترمذي حكم على أحاديث بالغرابة بينما غيره من الأئمة يصححونها فهلا قالوا بتشدده
ومما يدل على اعتداله تأثره بأشياخه كالبخاري والدارمي وهو يستقي أحكامه منهم في الغالب وهم من المعتدلين
أما الدارقطني
فهو من المعتدلين كذلك وإنما ينسبه إلى ذلك من لايعلم اصطلا حاته
مهو أحينا يقول عن الحديث: رجاله ثقات بينما غيره من الأئمة يصرحون بضعف الحديث ونكارته
كما في حديث عيسى بن يونس عن هشام بن حسان عن ابن سيرين
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم (من ذرعه القيء فليس عليه قضاء ومن استقاء فليقض) قال الدارقطني: رجاله ثقات
بينما ضعف الحديث الترمذي وأحمد والبخاري
ونحن نعلم - جميعا - أن عبارة رجاله ثقات لاتعني التصحيح
ـ[صلاح]ــــــــ[13 - 01 - 04, 04:28 م]ـ
جزاك الله خير يا محمد تم التصحيح
ـ[صلاح]ــــــــ[01 - 03 - 04, 10:39 ص]ـ
للفائدة
ـ[علاء ناجي]ــــــــ[01 - 03 - 04, 11:41 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الإمام الذهبي رحمه الله في ترجمة الترمذي (في الجامع علم نافع وفوائد غزيرة ورؤوس المسائل وهو أحد أصول الإسلام لولا ما كدره بأحاديث واهية بعضها موضوع وكثير منها في الفضائل.)
ولقد علق على هذه الجملة الشيخ سعد بن عبد الله الحميد في شرح مناهج المحدثين (منهج الإمام الترمذي) فقال
الإمام الذهبي وصف الإمام الترمذي بالتساهل والذي أراه فعلا أن عنده تساهل
وإنما أردت تثبيت هذا القول بقول الشيخ وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو الفهد العرفي]ــــــــ[12 - 11 - 07, 01:26 م]ـ
يا إخواني دعوى التساهل والتشدد دعوى عرضة، لا أراه يحسن القول بها إلا بعد النظر إلى مجمل التصحيح والتحسين والتضعيف فإن غلب عليه موافقة باقي الأئمة في التصحيح والتضعيف أترون يقال عنه متساهل لأخطاء صدرت منه ليس معصوم منها أحد، القول بهذا فيه - أحسبه - نظر لموافقته في كثير من الأحاديث حال التصحيح والتضعيف، لذا والله أعلم دعوى التساهل مردودة نوعا ما عن الترمذي وغيره وإنما يقال هذا على من غلب على تصحيحه وتضعيفه مخالفة باقي الأئمة في ذلك .. والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
ـ[أبو الفهد العرفي]ــــــــ[12 - 11 - 07, 01:31 م]ـ
يا إخواني دعوى التساهل والتشدد دعوى عريضة، لا أراه يحسن القول بها إلا بعد النظر إلى مجمل التصحيح والتحسين والتضعيف فإن غلب عليه موافقة باقي الأئمة في التصحيح والتضعيف أترون يقال عنه متساهل لأخطاء صدرت منه ليس معصوم منها أحد، القول بهذا فيه - أحسبه - نظر لموافقته في كثير من الأحاديث حال التصحيح والتضعيف، لذا والله أعلم دعوى التساهل مردودة نوعا ما عن الترمذي وغيره وإنما يقال هذا على من غلب على تصحيحه وتضعيفه مخالفة باقي الأئمة في ذلك .. والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..(4/361)
منهج الإمام أحمد في السند المعنعن
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[12 - 06 - 03, 08:35 م]ـ
لاشك أن هذه المسألة من المسائل التي طال فيها النزاع بين المحدثين من قائل بأن السند المعنعن لايشترط له السماع وإنما يكتفى
بإمكان السماع وهو مذهب مسلم وجماعة من المحدثين ومنهم من يرى أنه لابد من التصريح باللقاء واختلفوا بالمراد باللقاء هل هو السماع أو
اللقاء من غير سماع وهو مذهب جماعة من المحدثين منهم علي بن المديني والبخاري وابن رجب الحنبلي وغيرهم كثير
وسوف أذكر هذه المسألة بتوسع إن شاء الله في (مسائل وأقوال الإمام أحمد) فراجعه غير مأمور.
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[26 - 10 - 06, 12:59 م]ـ
اين اجد هذا الرابط او هو كتب او ماذا اخبرني بارك الله فيك
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[17 - 11 - 06, 05:26 م]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على النبي الأمين وآله وأصحابه الأخيار الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
في الحقيقة هذا البحث المتواضع مأخوذ من بحثي السابق بعنوان (مسائل وأقوال الإمام أحمد) للعبد الفقير ثم رأيُت فصله عن المبحث السابق بناء على سؤال الأخ الكريم
وأقول في الحقيقة اختلف علماء الحديث في قبول السند المعنعن, هل يشترط له اللقاء والسماع أم تكفي المعاصرة مع إمكان السماع
فمذهب مسلم بن الحجاج الذي ذكره في مقدمته هو الاكتفاء بإمكان
السماع ولا يشترط له اللقاء (السماع) وتابعه على ذلك جل المتأخرين
ومنهم من ذهب إلى اشتراط السماع أو اللقاء ولا تكفي المعاصرة
وممن تبنى هذا الرأي كما هو مشهور علي بن المديني وتلميذه البخاري وجماعة منهم ابن رجب الحنبلي وذكر أن هذا هو مذهب جل المتقدمين أمثال أحمد ويحي وعلي والقطان وشعبة وغيرهم
والموضوع طويل جدا ومتشعب كتبت فيه رسالة علمية بعنوان
(موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المعاصرين) وقد بذل المؤلف جهدا يشكر عليه في
تتبع المادة العلمية من جميع أطرافها لكن النتيجة التي وصل إليها
تحتاج إلى تأمل ونظر! وسوف أذكر مذهب الإمام أحمد
بن حنبل حول هذه المسألة باختصار , ونظرا لأن ابن رجب الحنبلي
توسع في هذه المسألة في كتابه (شرح العلل) سوف أذكر كلامه
باختصار ثم أذكر ما تبين لي حول هذه المسألة والله المستعان.
قال ابن رجب الحنبلي:
وماقاله ابن المديني والبخاري هو مقتضى كلام أحمد وأبي زرعة وأبي حاتم وغيرهم من أعيان الحفاظ بل كلامهم يدل على اشتراط ثبوت السماع كما تقدم عن الشافعي رضي الله عنه.
1 - فإنهم قالوا في جماعة من الأعيان ثبتت لهم رؤية لبعض الصحابة وقالوا مع ذلك: لم يثبت لهم السماع منهم فرواياتهم عنهم مرسلة منهم الأعمش ويحي بن أبي كثير وأيوب وابن عون وقرة بن خالد رأو أنسا ولم يسمعوا منه فرواياتهم
عنه مرسلة كذا قاله أبو حاتم وقاله أبو زرعة في يحي بن أبي كثير
قال أحمد في يحي بن أبي كثير: قد رأى أنسا فلا أدري سمع منه أم لا؟ قال ابن رجب: ولم يجعلوا روايته عنه متصلة بمجرد الرؤية
والرؤية أبلغ من إمكان اللقي!!
2 - وكذلك كثير من صبيان الصحابة رأو النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يصح لهم سماع منه فروياتهم عنه مرسلة كطارق بن شهاب وغيره
3 - وكذلك من علم منه أنه مع اللقاء لم يسمع ممن لقيه إلا شيئا يسيرا
فرواياته عنه زيادة على ذلك مرسلة. كروايات ابن المسيب عن عمر فإن الأكثرين نفوا سماعه منه وأثبت أحمد أنه رآه وسمعه
وقال مع ذلك: إن روياته عنه مرسلة لأنه إنما سمع منه شيئا يسيرا
مثل نعيه (النعمان بن مقرن) على المنبر ونحو ذلك
وكذلك سماع الحسن من عثمان وهو على المنبر يأمر بقتل الكلاب وذبح الحمام ورواياته عنه غير ذلك مرسلة.
وقال أحمد: ابن جريج لم يسمع من طاوس ولا حرفا ويقول: رأيت طاوسا. وقال أحمد: أبان بن عثمان لم يسمع من أبيه , من أين سمع منه؟ قال ابن رجب: ومراده من أين صحت الرواية بسماعه منه وإلا فإمكان ذلك واحتماله غير مستبعد.
قال ابن رجب:فدل كلام أحمد وأبي زرعة على أن الاتصال لايثبت إلا بثبوت التصريح بالسماع ’, وهذا أضيق من قول ابن المديني والبخاري فإن المحكي عنهما: إما السماع أو اللقاء وأحمد من تابعه عندهم لابد من ثبوت السماع. يتبع=
تتمة كلام ابن رجب
¥(4/362)
--------------------------------------------------------------------------------
قال ابن رجب: ويدل على أن هذا مرادهم أن أحمد بن حنبل: قال: ابن سيرين لم يجيء عنه سماع من ابن عباس.
قال أبو حاتم: الزهري أدرك أبان بن عثمان ومن هو أكبر منه لكن لايثبت له السماع كما أن حبيب بن أبي ثابت لايثبت له السماع) من عروة وقد سمع ممن هو أكبر منه غير أن أهل الحديث اتفقوا على ذلك واتفاقهم على شيءحجة.
قال ابن رجب:واعتبار السماع أيضا لاتصال الحديث هو الذي ذكره ابن عبد البر وحكاه عن العلماء وقوة كلامه تشعر بأنه إجماع منهم وقد تقدم أنه قول الشافعي أيضا.
وحكى البرديجي قولين في ثبوت السماع بمجرد اللقاء فإنه قال قتادة حدث عن الزهري. قال بعض أهل الحديث: لم يسمع منه. وقال بعضهم: سمع منه لأنهما التقيا عند هشام بن عبد الملك.
ومما يستدل به أحمد وغيره من الأئمة على عدم السماع (الاتصال) 1 - أن يروي عن شيخ من غير أهل بلده لم يعلم أنه دخل إلى بلده , ولا أن الشيخ قدم إلى بلد كان الراوي عنه فيه قال مهنا عن أحمد: لم يسمع زرارة بن أوفى من تميم الداري تميم بالشام وزرارة بالبصرة.
2 - (مما يستدل به على عدم السماع) إن كان الراوي الثقة يروي عمن عاصره أحيانا ولم يثبت لقيه له ثم يدخل أحيانا بينه وبينه واسطة فهذا يستدل به على عدم السماع.
قال أحمد: البهي ما أراه سمع من عائشة إنما يروي عن عروة عن عائشة قال في حديث زائدة عن السدي عن البهي , قال: حدثتني عائشة قال: وكان ابن مهدي سمعه من زائدة وكان يدع منه (حدثتني) عائشة ينكره.
وكان أحمد يستنكر دخول التحديث في كثير من الأسانيد ويقول هو خطأ , يعني ذكر السماع. قال في رواية هدبة (بن خالد الحافظ)
عن حماد عن قتادة (ثنا) خلاد الجهني:وهو خطأ خلاد قديم
مارأى قتادة خلادا.
وذكروا لأحمد عراك بن مالك سمعت من عائشة. فقال: هذا خطأ وأنكره , وقال: عراك من أين سمع من عائشة إنما يروي عن عروة عن عائشة.
وحينئذٍ ينبغي التفطن لهذه الأمور ولا يغتر بمجرد ذكر السماع والتحديث في الأسانيد فقد ذكر ابن المديني أن شعبة وجدوا له غير شيء يذكر فيه الإخبار عن شيوخه ويكون منقطعا.
وكلام أحمد وأبي زرعة وأبي حاتم في هذا المعنى كثير يطول الكتاب بذكره وكله يدور على أن مجرد ثبوت الرواية لا يكفي في ثبوت السماع وأن السماع لايثبت بدون التصريح به. وأن رواية من روى عمن عاصره تالرة بواسطة وتارة بغير واسطة يدل على أنه لم يسمع منه إلا أن يثبت له السماع منه من وجه.
فإن كان هذا كلام الأئمة الأعلام وهم أعلم أهل زمانهم بالحديث وعلله وصحيحه وسقيمه مع موافقة البخاري وغيره فكيف يصح لمسلم رحمه الله دعوى الإجماع على خلاف قولهم هذا يقتضي حكاية إجماع الحفاظ المعتد بهم على هذا القول وأن القول بخلاف قولهم لايعرف عن أحمد من نظرائهم ولا عمن قبلهم ممن هو في درجتهم وحفظهم 000فلا يبعد
حينئذٍ أن يقال: أن هذا هو قول الأئمة من المحدثين والفقهاء.
--------------------------------------------------------------------------------
قال ابن رجب: فإن قائل: هذا يلزم منه طرح أكثر الأحاديث وترك الاحتجاج بها , قيل: من ههنا عظم ذلك على مسلم رحمه الله والصواب أن مالم يرد فيه السمعاع من الأسانيد لايحكم باتصاله ويحتج به مع إمكان اللقي كما يحتج بمرسل كبار التابعين كما نص عليه الإمام أحمد وقدسبق ذكر المرسل
000ولهذا المعنى تجد في كلام شعبة ويحي وأحمد ومن بعدهم التعليل بعدم السماع فيقولون (لم يسمع فلان من فلان أو لم يصح له سماع ولا يقول أحدهم قط: لم يعاصره. وإذا قال بعضهم: لم يدركه
فمرادهم الاستدلال على عدم السماع منه بعدم الإدراك
فإن قيل فقد قال أحمد: في رواية ابن مشيش وسئل عن أبي ريحانة سمع من سفينة؟ قال ينبغي!!! هو قديم قدسمع من ابن عمر. قيل: لم يقل إن حديثه عن سفينة صحيح متصل إنما قال: هو قديم ينبغي أن يكون سمع منه وهذا تقريب لإمكان السماع وليس في كلامه أكثر من هذا!!!
قال الشريف: وهذا مجمل كلام الحافظ ابن رجب رحمه الله باختصار
ولي!! على كلام الحافظ ابن رجب عدة ملاحظات سوف أذكرها قريبا إن شاء الله.
¥(4/363)
--------------------------------------------------------------------------------
قال أبوحاتم الشريف: يستحسن هنا أن أورد كلام الإمام مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري في مقدمة صحيح مسلم باختصار
قال رحمه الله: وقد تكلم بعض منتحلي الحديث من أهل عصرنا في تصحيح الأسانيد وتسقيمها بقول لو ضربنا عن حكايته وذكر فساده صفحا لكان رأيا متينا ومذهبا صحيحا إذ الإعراض عن هذا القول المطرح أحرى لإماتته وإخمال ذكر قائله 00000
وزعم القائل الذي افتتحنا الكلام على الحكاية عن قوله والإخبار عن سوء رويته أن كل إسناد لحديث فيه فلان عن فلان وقد أحاط العلم بأنهما قد كانا في عصر واحد وجائز أن يكون الحديث الذي الذي روى الراوي عمن روى عنه قد سمعه وشافهه غير أنا لانعلم منه سماعا ولم نجد في شيء من الروايات أنهما التقيا قط أو تشافها بحديث أن الحجة لاتقوم عنده بكل خبر جاء هذا المجئ حتى يكون عنده العلم بأنهما قد اجتمعا من دهرهما مرة فصاعدا أو تشافها بالحديث بينهما أو يرد الخبر فيه بيان اجتماعهما وتلاقيهما مرة من دهرهما فما فوقها فإن لم يكن عنده علم ذلك ولم تأت رواية صحيحة تخبر أن هذا الراوي عن صاحبه قد لقيه مرة وسمع منه شيئا لم يكن في نقله الخبر عمن روى عنه ذلك والأمر كما وصفنا حجة وكان الخبر عنده موقوفا حتى يرد عليه سماعه منه لشيء من الحديث قل أو كثر في رواية مثل ما ورد
وهذا القول يرحمك الله في الطعن في الأسانيد قول مخترع مستحدث غير مسبوق صاحبه إليه ولا مساعد له من أهل العلم عليه وذلك أن القول الشائع المتفق عليه بين أهل العلم بالأخبار والرويات قديما وحديثا أن كل رجل ثقة روى عن مثله حديثا وجائز ممكن لقاؤه منه والسماع منه لكونهما كانا في عصر واحد وإن لم يأت في خبر أنهما اجتمعا ولا تشافها بكلام فالرواية عنه ثابتة والحجة لازمة إلا أن يكون هناك دلالة بينة أن هذا الراوي لم يلق من روى عنه أو لم يسمع منه شيئا فأما وأمر مبهم على الإمكان الذي فسرنا فالرواية على السماع أبدا حتى تكون الدلالة التي بينا
قال الشريف: اختلف أهل العلم من المقصود بهذا الكلام هل هو البخاري أو علي بن المديني أو غيرهما؟
فمن قائل البخاري ومن قائل علي بن المديني.
ولا أدري ما الدليل على ذلك؟! لأن مسلم لم يعين شخصا محددا باسمه وإنما أبهمه!! وإبهامه له يدل على أنه غير مرضي عنه!
والقول بأنه البخاري رجم بالغيب ولا يوجد أي دليل على ذلك
وثناء مسلم على البخاري أشهر من أن يذكر!! فمن ذلك مثلا:
قال الخطيب البغدادي: إنما قفا مسلم طري البخاري ونظر في علمه وحذا حذوه ولما ورد البخاري نيسابور في آخر أمره لازمه مسلم وأدام الاختلاف إليه قال الدار قطني: لولا البخاري لما راح مسلم ولا جاء
وكان مسلم أيضا يناضل عن البخاري حتى أوحش ما بينه وبين محمد الذهلي بسببه 000الخ. تاريخ بغداد (13/ 103)
قلت: انظر إلى مسلم كيف ترك الذهلي وهو من هو؟!!
والذهلي يعتبر إمام أهل عصره بلا منازعة ومن أعلم الناس بالحديث
والسنة وكان أحمد يثني عليه جدا وقصة أحمد بن حنبل مع داود الظاهري معروفة وكان أحمد قد اعتمد كلام الذهلي في طعنه في الظاهري داود في قصة مشهورة معروفة , وكان الذهلي مبجلا عند أحمد وأمر أولاده بالسماع من الذهلي عندما قدم بغداد
وقال أحمد: ما قدم علينا رجل أعلم بحديث الزهري من محمد الذهلي وقال هو عندي إمام. تاريخ بغداد (3/ 417)
وقصدي من الثناء على الذهلي هو أن مسلم فضل البخاري على الذهلي في القصة المشهورة (إن صحت!) فكيف يتكلم عليه بهذه اللهجة العنيفة وهو قد آثره على غيره وللحديث بقية يتبع =
--------------------------------------------------------------------------------
شروط الإمام مسلم بن الحجاج رحمه الله
2 - الإمام مسلم ينقل إجماع أهل العلم على عدم شرطية السماع وإن كان السماع هو الأولى والأفضل والأقوى عند وجوده ومسلم لايقبل إمكان اللقاء أو السماع على علاته بل لابد من وجود شروط وضوابط وهي كا لتالي:1
1 - عدم وجود التدليس من الراوي فإن كان الراوي مدلسا فهنا
نغلب عدم السماع لأن المدلس يوهم السماع والتدليس هنا يطلق على رواية الشيخ عمن سمع منه مالم يسمعه منه بأقسامه المعروفة
¥(4/364)
ويطلق على المرسل الخفي وكثير من أهل العلم من المحدثين يعتبرونه
ضرب من التدليس وممن أطلق على المرسل الخفي بالتدليس مجموعة منهم 1 - ابن حبان. قال ابن حبان: كان يحي بن أبي كثير يدلس فكلما روى عن أنس فقد دلس عنه لم يسمع من أنس ولا من صحابي شيئا. الثقات لابن حبان (7/ 592)
وقال أيضا: النوع السادس: قوم رووا عن شيوخ لم يروهم قط ولم يسمعوا منهم إنما قالوا فلان فحمل منهم على السماع وليس عندهم سماع عال ولا نازل.) المجروحين (1/ 78)
وقال: المدلس عمن لم يره كالحجاج بن أرطأة وذويه كانوا يحدثون عمن لم يروه ويدلسون حتى لايعلم ذلك منهم) المجروحين (78)
قلت:ولو كان عدم السماع دليلا على الانقطاع لما وصف حجاج بالتدليس لأن الأمر ليس فيه إيهام بل هو واضح الانقطاع.
قلت ورمى ابن حبان ابن أبي كثير بالتدليس عن أنس لأنه أوهم السماع منه وروى عنه من غير أن يبين إن كان هو سمع أو لم يسمع
2 - الخطيب البغدادي. قال الخطيب: حجاج بن أرطأة صاحب إرسال
كان يرسل عن يحي بن أبي كثير ولم يسمع منه شيئا يرسل عن مكحول ولم يسمع منه شيئا فإنما يعيب الناس عليه التدليس!!
تاريخ بغداد (8/ 234)
فانظر ههنا كيف أطلق التدليس على الإرسال.
3 - قال الخليلي: قد روى عن عكرمة جماعة ممن لم يلقوه وإنما يدلسون كا لحسين بن واقد المروزي وغيره.
الأرشاد (1/ 349)
والكلام حول الفرق بين التدليس والإرسال الخفي معلوم في كتب المصطلح بدءا بكتاب ابن الصلاح وانتهاء بكتاب السخاوي والسيوطي وغيرهم.
وبعض الناس يدلس التدليس المشهور كتدليس الإسناد وغيره
ومنهم من يدلس بمعنى المرسل الخفي فينبغي التفريق بينهما
قال المعلمي: والرواية عن المعاصر على وجه الإيهام تدليس أيضا عند الجمهور ومن لم يطلق عليها لفظا لاينكر أنها تدليس في المعنى بل هي أقبح عندهم من إرسال الراوي على سبيل الإيهام عمن قد سمع منه , وهذا يقتضي أن الارسال على أي الوجهين كان إنما يكون تدليسا إذا كان على وجه الايهام ويوافقه ما في الكفاية. التنكيل (1/ 78)
قال الشريف: ونتابع شروط مسلم وهي 1 - عدم التدليس بنوعيه
2 - أن يكون في الإمكان السماع وهذا الإمكان الظاهر الذي يقرب في العادة والأمثلة التي ذكرها مسلم واضحة في ذلك والمعنى يؤكد ذلك
قاله المعلمي وقال أيضا: فأما إذا كان اللقاء ظاهرا وبينا فلا محيص عن الحكم بالاتصال وذلك كمدني روى عن عمر ولم يعلم لقاؤه نصا لكنه ثبت أنه ولد قبل وفاة عمر بخمس عشرة سنة مثلا فإن الغالب الزاضح أن يكون قد شهد خطبة عمر في المسجد مرارا 0000الخ
التنكيل (80)
3 - أن لا يرد عن أحد من العلماء النص على عدم سماعه من الراوي عنه وطرق معرفة الإرسال هي كا لتالي:
1 - أن ينص الراوي بعدم سماعه من الراوي عنه
2 - أن تكون قرينة واضحة
تدل على عدم السماع كا ختلاف البلدان كأن يكون هذا شامي وهذا مدني أو هذا عراقي وهذا مكي والعكس والأمثلة كثيرة وكثيرة جدا
3 - أن يكون صغيرا في السن ولم يتمكن من السماع وأمثلته كثيرة
4 - أن يدخل الراوي بينه وبين الراوي عنه رجلا أو أكثر وهذا معروف
5 - أن يقول الراوي (بلغني) أو (نبئت) أو (حدث) أو غيرها من العبارات التي تدل على الإرسال
6 - أن يكون أحد أقرانه ممن هو أكبر سنا من قرينه ولم يتمكن من السماع من ذلك الراوي فذلك الراوي من باب أولى
7 - اتفاق أهل الحديث كما قال أبو حاتم عن رواية الزهري عن أبان بن عثمان لم يسمع منه شيئا 0000غير أن أهل الحديث اتفقوا على ذلك واتفاق أهل الحديث يكون حجة. المراسيل (153)
قال الشريف: ويقصد أبو حاتم بها الكلام رواية مخصوصة بعينها لا كما فهم الحافظ ابن رجب على العموم كما سبق أن نقلناه من شرح العلل
والاستدلال به على العموم لا يستقيم لأنه تحميل للمعنى بغير مراده
وهذا مسلم لايختلف فيه. والأمثلة على عدم السماع أكثر من أن تحصر
ومظانها كتب العلل والمراسيل والغرائب وسوف نذكر أمثلة على ذلك لتوضيح الصورة وهذا الأمر لايخالف فيه الإمام مسلم بن الحجاج رحمه الله.
الأمثلة:
قال شعبة: كان أبو إسحاق السبيعي أكبر من أبي البختري ولم يدرك عليا ولم يره. المراسيل لابن أبي حاتم (6)
يعني من باب أولى أبو البختري وكلاهما كوفيان وأبو البختري سعيد بن فيروز.
¥(4/365)
قال أبو حاتم: سالم بن أبي الجعد لم يسمع من ثوبان شيئا يدخل بينهما معدان. المراسيل (70)
أبو وائل أدرك أبا الدرداء ولا يحكي سماع هذا بالشام وهذا بالكوفة
المراسيل (77) يتبع =
--------------------------------------------------------------------------------
نتابع الأمثلة على الإرسال وعدم السماع:
4 - قال ابن معين سمع شعبة من مسلم بن يناق ولم يسمع من
ابنه الحسن بن مسلم بن يناق مات قبل أبيه
50 قال أبو حاتم: طللحة بن مصرف اليامي أدرك أنسا وما أثبت له سماع يروي عن خيثمة عن أنس وعن يحي بن سعيد عن أنس
المراسيل
6 - سئل أبوحاتم: هل سمع ابن جريج من أبي سفيان طلحة بن نافع
قال: ما أراه رأيت في موضع يدخل بينه وبين أبي سفيان أبا خالد شيخا له. المراسيل (114)
7 - سئل ابن حنبل عن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب سمع من أم سلمة؟ قال: لايصح أنه سمع. قلت: سمع من عائشة؟ قال: لا.ماتت قبل أم سلمة. . المراسيل (149)
8 - سئل أبو حاتم: ابن سيرين سمع من أبي الدرداء؟ قال: لا.
قد أدركه ولا أظنه سمع منه , ذاك بالشام وهذا بالبصرة.
المراسيل (127)
9 - قال أبو حاتم: لاأدري سمع الشعبي من سمرة أم لا أدخل بينه وبينه رجل. المراسيل (132)
10 - قال مسلم بن الحجاج: محمد بن علي لايعلم له سماع من ابن عباس ولا أنه لقيه أو رآه.
التمييز (215
11 - قال البخاري: عبد الجبار لايصح سماعه من أبيه وائل بن حجر
مات أبوه قبل أن يولد. تهذيب التهذيب (2/ 470)
12 - قيل لأحمد سمع عطاء من جبير بن مطعم؟ قال: لايشبه.
تهذيب التهذيب (3/ 103)
13 - قال الفسوي: روى سعيد بن أبي عروبة عن عبيد الله بن عمر وعن هشام بن عروة وعن أبي بشر ولم يسمع منهم إنما دلس عنهم ولعمري إنما روى عنهم مناكير. المعرفة والتاريخ (2/ 123)
14 - قال أحمد: هشيم لم يسمع من القاسم بن الأعرج إنما سمعها من أصبغ. العلل لعبد الله (1/ 288)
15 - قال أحمد: عكرمة بن خالد لم يسمع من ابن عباس شيئا إنما يحدث به عن سعيد بن جبير. العلل (2/ 157)
16 - ابن سيرين لم يسمع من ابن عباس يقول (نبئت) العلل (1/ 181)
17 - يزيد بن حبيب لم يسمع من الزهري شبئا إنما كتب إليه الزهري ويروي عن رجل عنه. العلل (1/ 217)
18 - سمع الحسن من سراقة. قال لا هذا علي بن زيد يرويه كأنه لم يقنع به. العلل (1/ 52)
19 - ابن المنكدر سمع من أنس وسمع من الرقاشي عن أنس
العلل (1/ 251)
20 - لم يسمع سعيد بن جبير عن عائشة شيئا. (تهذيب التهذيب (1/ 10)
قلت والأمثلة أكثر من أن تحصر وأغلب هذه النقولات تكون من رواية التابعين عن الصحابة رضوان الله عليهم
وأما من دونهم فقليل.
يتبع ==
--------------------------------------------------------------------------------
قال الشريف: وجميع ما ذكرته لايخفى على الإمام مسلم بن الحجاج
رحمه الله وهو من أعلم الناس بالحديث ومنهج أهل الحديث ولو لم يؤلف الإمام مسلم بن الحجاج إلا هذا الكتاب (صحيح الإمام مسلم)
لكفاه دليلا على سعة إطلاعه وطول باعه وحسن انتقائه وثناء الأئمة
على كتاب الصحيح أشهر من أن يذكر!! كيف وقد ألف الإمام مسلم
من الكتب أضعاف ما ألف غيره من أقرانه ولو حفظت كتبه لرأينا علما جما لهذا الإمام وأذكر بعض كتبه:
1 - أفراد الشاميين
2 - كتاب الأقران
3 - كتاب أوهام المحدثين
4 - التاريخ
5 - التمييز
6 - الأسماء والكنى
7 - كتاب حديث عمرو بن شعيب
8 - كتاب رجال عروة بن الزبير
9 - سؤالاته للإمام أحمد بن حنبل
10 - الطبقات
11 - العلل
12 - مشايخ شعبة والثوري ومالك
13 - الوحدان
وغيرها من الكتب راجع تذكرة الحفاظ (590) ومقدمة كتاب التمييز
وقصدي من ذكر هذه الكتب أن نعطي لهذا الإمام هيبته وجلالته
فهل تظن أن الإمام مسلم تخفى عليه النقولات التي ذكرها (ابن رجب) أو غيره من المحدثين أو كتب يحي أو علي أو أحمد أو البخاري
أو مالك أو غيرهم من مشايخه الذين سمع منهم؟!
يقينا أن الإمام مسلم لم تخفى عليه هذه الأقوال ولديه أكثر منها!!!
لكن الإمام مسلم لم يفهم منها أنهم يقصدون اشتراط السماع
¥(4/366)
نعم بعضهم يتشدد في هذا الأمر كالبخاري ولكن من نظر إلى منهج البخاري في الصحيح تجده ينتقي احسن الروايات وأصحها ويتحرى في السماع وخاصة من المدلسين سواء كان قتادة أو أبو إسحاق السبيعي
أو الأعمش أو غيرهم ممن رمي بالتدليس.
والإجماع الذي ذكره مسلم ينبغي أن نقف عنده كثيرا
قال رحمه الله: (000 وكان هذا القول الذي أحدثه القائل الذي حكيناه في توهين الحديث بالعلة التي وصف أقل من أن يعرج عليه ويثار ذكره إذ كان قولا محدثا وكلاما خلفا لم يقله أحد من أهل العلم سلف ويستنكره من بعدهم خلف 00الخ
وسوف أذكر أمثلة من كلام بعض علماء الجرح والتعديل ممن يؤيدون صنيع مسلم وأذكر أيضا كلام ابن عبد البر رحمه الله
مذهب الإمام أحمد في السند المعنعن
--------------------------------------------------------------------------------
هذه مجموعة من أقوال بعض المحدثين الذين وقفت على أقوالهم ممن
لايشترطون السماع في الإسناد المعنعن وهم كالتالي:
أحمد بن حنبل:
1 - قيل لأحمد بن حنبل:سمع الحسن من عمران؟ قال: ما أنكره , ابن سيرين أصغر منه بعشر سنين سمع منه.
سؤالات أبي داود (323) لأحمد
2 - سمعت أحمد بن حنبل قيل له سمع قتادة من معاذة؟ قال: يقولون لم يسمع! قيل سمع من حفصة؟ قال يشبه.
سؤالات أبي داود لأحمد (325)
3 - قلت لأحمد خلاس سمع من علي؟ فال: قد سمع (من) عمار
وكان في الشرط مع علي فلا يكون سمع من عمار إلا وقد أدرك علي
سؤالات أبي داود لأحمد (311 - 323)
4 - قلت لأحمد: عباس ابن سهل أدرك أبا حميد؟ فال: عباس قديم
سؤالات أبي داود لأحمد (326)
5 - قلت لأحمد بن حنبل: محمد بن إسحاق سمع من عطاء؟ قال: نعم
ابن أبي ذئب أصغر من ابن إسحاق وقد سمع من عطاء بن أبي رباح
سؤالات إسحاق بن هانئ (2/ 239)
6 - قال الأثرم سألت أحمد قلت: محمد بن سوقة سمع من سعيد بن جبير؟ قال: نعم , قد سمع من الأسود غير شيء.
شرح العلل (2/ 589)
7 - قيل لأحمد: أبو ريحانة سمع من سفينة؟ قال: ينبغي , هو قديم قد سمع من ابن عمر.
شرح العلل (2/ 599)
قال الشريف ناجي بن تركي: وما ذكرناه من أقوال الإ مام أحمد بن حنبل في الإسناد المعنعن يبين أن اشتراط السماع غير لازم
فأما المثال الأول: فلم يستنكر الإمام أحمد أن يكون الحسن البصري قد سمع من عمران بن حصين رضي الله عنه لأنه أكبر وأجل من ابن سيرين
فيكون الحسن سماعه أولى ابن سيرين!
فإن قيل إن هذا لايدل على مقصودكم لأن أحمد ربما وجد السماع من مكان آخر أو يكون أحمد لم يقصد السماع وإنما تقريب ذلك كما قال ذلك ابن رجب رحمه الله في شرح العلل (2/ 569)
قلت: هذا خلاف الظاهر ولو أراد أحمد ما أردتم لعبر بعبارة تختلف عما قاله في هؤلاء الرواة كأن يقول (قد صرح بالتحديث أو بين السماع)
فأغنى ذلك عن أي عبارة أخرى والإمام أحمد لم يجزم بأنهم سمعوا من المروي عنهم وإنما قال:
يشبه أو ما أنكره أو يحتمل منه أو فلان أقدم منه أو غير ذلك من العبارات التي تدل على إمكان السماع وهذا هو المقصود لأن الجزم
لايستطيع أحد أن يجزم به حتى مسلم لايستطيع أن يجزم ولكن القضية هي تقريب السماع وحسن الظن في الراوي في أنه سمع من المروي عنه.
ولو فتحنا باب الوسوسة!!! لرددنا أكثر الأحاديث كأن نقول مثلا
(في إسناد فيه التصريح بالتحديث (السماع) احتمال أن يكون الراوي
أخطأ في التحديث ولعل الصواب هو عدم السماع!! وذكر الصيغة
بالتحديث يحتمل أن يكون شاذا!! كما قال أحمد عن رواية (البهي حدثتني عائشة) هو خطأ والصواب عن عائشة لأنه يروي عن عروة عن عائشة.) فيأتي إلى جميع الروايات ويردها بدعوى احتمال الخطأ في التحديث.
وبذلك تسقط الأحاديث! وتضعف الروايات! وتظهر البدع! وتموت السنن!! كل ذلك بسبب الاحتمال!!!
قال المعلمي: (وألزم مسلم مخالفه أن لايحكم بالاتصال فيما لم يصرح به بالتحديث (السماع) وإن ثبت اللقاء في الجملة وتوضيح هذا الالتزام
¥(4/367)
أنه كما أن الراوي يعرف ويشتهر بالارسال عمن عاصره ولم يلقه قد يقع منه شيء من ذلك , فكذلك الراوي الذي لم يعرف ويشتهر بالارسال عمن لقيه وسمع منه قد يقع له شيء من ذلك. فإن كان ذلك الوقوع يوجب التوقف عن الحكم بالاتصال في الأول فليوجبه في الثاني وإن لم يوجبه في الثاني فلا يوجبه في الأول 000الخ)
قال الشريف ناجي: وقول الحافظ ابن رجب مجانب للصواب ولو كان أحمد لم يرد السماع لقال بدلا من قوله (يشبه) يقول (لايشبه)
كما قال أحمد: أبو حسان سمع من علي؟ قال: لايشبه أن يكون سمع. مسائل الإمام أحمد (325) رواية أبي داود. يتبع=
--------------------------------------------------------------------------------
قال الشريف ناجي: والعجيب أن ابن رجب رحمه الله بعد أن ذكر ما ذكر قال: (فإن قال قائل: هذا يلزم منه طرح أكثر الأحاديث وترك الاحتجاج بها 00والصواب أن ما لم يرد فيه السماع من الأسانيد لايحكم باتصاله ويحتج به مع إمكان اللقي كما يحتج بمرسل كبار التابعين كما نص عليه أحمد 00)
قلت: ويعني كلام ابن رجب أن الخلاف بين مسلم وبقية العلماء هو خلاف شكلي لا يؤثر على صحة الاسناد!!
قلت: والكلام حول المرسل وأقسامه يطول ولي بحث مختصر حول المرسل وأحكامه فلا أطيل في ذلك وسوف أكتفي بكلام الإمام مسلم بن الحجاج رحمه الله قال:
((والمرسل من الروايات في أصل قولنا وقول أهل العلم بالأخبار ليس بحجة)
ولو كان الخلاف بين مسلم وخصومه خلافا شكليا لما عنف مسلم على خصمه هذا التعنيف! ولا شنع عليه مثل هذا التشنيع!.
سئل أحمد عن حديث عن رسول الله مرسل برجال ثبت أحب إليك أو حديث عن الصحابة أو عن التابعين متصل برجال ثبت؟
قال أبو عبد الله: عن الصحابة أحب إلي.مسائل ابن هانئ (165)
قال الشريف ناجي وهناك أمثلة عن البخاري ويحي بن معين وغيرهم
يدل على عدم اشتراط السماع.
يحي بن معين:
قال الدوري: أبو قلابة سمع من ابن عمر؟ قال يحي: أظنه قد سمع
قال الدوري سألت يحي سمع عبد الكريم الجزري من أنس بن مالك؟
قال: نعم قال: قد رأيت أنسا يطوف بالبيت وعليه ثوب خز.
التاريخ (457)
البخاري محمد بن إسماعيل:
قال البخاري:عمرو بن دينار لعله سمع من قيس بن سليمان اليشكري
علل الترمذي الكبير (297) \
سألت محمدا (البخاري) عن هذا الحديث؟ فقلت له عطاء بن يسار أدرك أبا واقد؟ فقال: ينبغي أن يكون أدركه. عطاء بن يسار قديم
علل الترمذي) (241)
قال محمد بن طاهر القيسراني: 00إذ كانا (البخاري وومسلم)
لم يخرجا إلا عن ثقة عدل حافظ يحتمل سنه ومولده السماع ممن تقدما على هذه الوتيرة إلى أن يصل الاسناد إلى الصحابي المشهور
الجمع بين رجال الصحيحين (1/ 3)
--------------------------------------------------------------------------------
إتماما لما ذكرنا سابقا نذكر هنا كلام الحاكم وابن عبد البر وابن القطان وابن حجر وغيرهم في هذه المسألة
1 - الحاكم:
1 - قال الحاكم: هذا حديث صحيح علىعلىشرط البخاري فقد روى عن محمد بن خلف السقلاني واحتج بثور بن يزيد الشامي , فأما سماع خالد بن معدان عن أبي هريرة فغير مستبدع! فقد حكي الوليد بن مسلم عن ثور بن يزيد عنه أنه قال: لقيت سبعة عشر رجلا من الصحابة (أصحاب رسول الله) 00الخ (1/ 72) المستدرك
قلت: وفي نسخة المستدرك (غير مستبدع) والظاهر أنه خطأ مطبعي والله أعلم
2 - قال الحاكم: هذا حديث قد احتج بجميع رواته ولم يخرجاه وموسى بن طلحة تابعي لم ينكر له أن يدرك أيام معاذ بن جبل رضي الله عنه.
قال الشريف: وهذين المثالين السابقين لم يذكرهما صاحب كتاب (موقف الإمامين من اشتراط اللقيا 00)
3 - قال الحاكم: هذا حديث على شرط الشيخين , فقد احتجا بجميع رواته ولعل متوهما يتوهم أن قتادة لم يذكر سماعه من عبدالله بن سرجس , وليس هذا بمستبدع! فقد سمع قتادة من جماعة من الصحابة لم يسمع منهم عاصم بن سليمان الأحول وقد احتج مسلم
بحديث عاصم عن عبد الله بن سرجس!! وهو من ساكني البصرة.
المستدرك للحاكم (1/ 297)
قال الشريف ناجي: هذا كما هو موجود في طبعة المستدرك وربما
المقصود ليس بمستبعد وليس بمستبدع والسياق يقوي الأول وبين العبارتين تشابه كبير والله أعلم
¥(4/368)
وواضح من كلام الحاكم أنه لايشترط التصريح بالسماع بل يكفي إمكان ذلك.
الحافظ ابن عبد البر:
في الحقيقة أغلب من يتكلم في هذه المسألة يذكر إجماع ابن عبد البر على اشتراط اللقاء كما ذكر ذلك في التمهيد واعتمد هذا الكلام ابن الصلاح والعراقي ومن بعدهم وسوف أذكر كلام ابن عبد البر ثم نرد عليه من كلامه نفسه!!.
قال ابن عبد البر: اعلم وفقك الله أني تأملت أقاويل أئمة أهل الحديث ونظرت في كتب من اشترط الصحيح في النقل منهم ومن لم يشترطه فو جدتهم أجمعوا عللى قبول الاسناد المعنعن لاخلاف بينهم في ذلك إذا جمع شروطا ثلاثة وهي:
1 - عدالة المحدثين في أحوالهم
2 - لقاء بعضهم بعضا مجالسة ومشاهدة
3 - أن يكونوا براء من التدليس
والاسناد المعنعن فلان عن فلان عن فلان. التمهيد (1/ 12)
قال الشريف ناجي:لا أدري ما هذا الاجماع الذي نقله ابن عبد البر؟!
والرد عليه كالتالي:
1 - أولا من المعروف أن مسلم بن الحجاج قد خالف هذا الاجماع الذي عناه ابن عبد البر وكذلك الحاكم وغيرهم ممن ذكرنا أسماءهم
ومسلم ممن اشترط الصحيح ومع ذلك لم يقل ما قاله ابن عبد البر رحمه الله
2 - من المعلوم أن ابن عبد البر من الذين يكثرون من نقل الاجماع في مسائل كثيرة في الفقه وعنده رحمه الله تساهل في نقل الاجماع
وهذا معروف عنه
3 - - ابن عبد البر هو من خالف هذا الاجماع الذي نقله وتوجد عدة مواضع في كتاب التمهيد تدل على أن ابن عبد البر لا يشترط السماع
ويكتفي بإمكان ذلك وهذ الأمثلة كالتالي:
1 - قال الحافظ ابن عبد البر: ولا معنى لطعن من طعن على حديث حبيب بن أبي ثابت عن عروة في هذا الباب لأن حبيبا ثقة ولا يشك أنه
أدرك عروة وسمع ممن هو أقدم من عروة فغير مستنكر أن يكون سمع
هذا الحديث من عروة فإن لم يكن سمع منه , فإن أهل العلم لم يزالوا يروون المرسل من الحديث والمنقطع ويحتجون به إذا تقارب عصر المرسل والمرسل عنه ولم يعرف المرسل بالرواية عن الضعفاء والأخذ عنهم
آلا ترى أنهم قد أجمعوا على الاحتجاج بحديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم وجله مراسيل والقول في رواية إبراهيم التيمي عن عائشة مثل ذلك لأنه لم يلق عائشة وهوثقة فيما يرسل ويسند
00الخ التمهيد (21/ 175)
2 - قال رحمه الله: سليمان بن يسار ولد سنة 34 وقيل سنة 27
ومات أبو رافع بالمدينة بعد مقتل عثمان بيسير. وكان مقتل عثمان رضي الله عنه في ذي الحجة سنة 35 ووغير جائز ولا ممكن أن يسمع سليمان بن يسار من أبي رافع لما ذكرنا من مولده ولأن ميمونة مولاته ومولاة اخوته أعتقتهم وولاؤهم لها وتوفيت ميمونة سنة 66 وصلى عليها ابن عباس فغير نكير أن يسمع منها ويستحيل أن يخفى عليه أمرها وهو مولاها وموضعه من الفقه موضعه. التمهيد (3/ 151)
3 - قال أبو الحسن بن القطان: وأما طريق عمرو بن دينار فتشبه أنها متصلة , قال ابن عبد البر: سماع طاوس من صفوان ممكن! لأنه أدرك زمن عثمان 000الخ. التمهيد (11/ 218) (نصب الراية (369)
نصب الراية (1/ 143)
قلت: وهذه الأمثلة تدل على أن ابن عبد البر لايرى اشتراط السماع في الا سناد المعنعن وهذا يناقض الاجماع الذي ذكره في مقدمة الكتاب , ولم أجد حسب علمي (القاصر) أحدا ذكر هذه الأمثلة عن ابن عبد البر وجل من يذكر هذه المسألة ينقل إجماع ابن عبد البر أمثال
1 - ابن الصلاح: قال: وكاد ابن عبد البر الحافظ ينقل إجماع أئمة الحديث على ذلك. مقدة ابن الصلاح (68)
2 - قال العراقي: ولا حاجة إلى قوله (كاد) فقد ادعاه فقال في مقدمة التمهيد 000الخ. التقييد والايضاح (67)
3 - قال ابن كثير: وهذا هو الذي اعتمده مسلم في صحيحه 0000وأما البخاري فإنه لايشترط ذلك في أصل الصحة ولكنه التزم ذلك في كتابه الصحيح 00الخ.؟ الباعث الحثيث.
يتبع=
--------------------------------------------------------------------------------
أبو الحسن بن القطان:
قال أبو الحسن بن القطان: ولا أقول أن مسروقا سمع من معاذ رضي الله عنه إنما أقول: إنه يجب على أصولهم أن يحكم بحديثه عن معاذ رضي الله عنه بحكم حديث المتعاصرين اللذين لم يعلم بانتفاء اللقاء بينهما فإن الحكم فيه أن يحكم له بالاتصال عند الجمهور
¥(4/369)
وشرط البخاري وابن المديني أن يعلم اجتماعهما ولو مرة واحدة فهما إذا لم يعلما لقاء أحدهما بالآخر لايقولان في حديث أحدهما عن الآخر منقطع إنما يقولان لم يثبت سماع فلان من فلان فإذن ليس فيحديث المتعاصرين إلا رأيان: أحدهما أنه محمول على الاتصال. والآخر أن يقال لم يعلم اتصال ما بينهما فأما الثالث: وهو أنه منقطع فلا!!.
نصب الراية (2/ 347)
وابن حزم يذهب إلى أنه لايشترط السماع راجع كتاب الأحكام (158 *)
وقال: إذ ا أدرك من روى عنه من العدول فهو على القاء والسماع لأنه
شرط العدل القبول.
ابن حجر:
قال الشريف ناجي بن تركي: تجلد ابن حجر رحمه الله في الدفاع عن مذهب (اشتراط السماع) راجع النكت على ابن الصلاح (2/ 598)
لكن وجدت ابن حجر قد خالف ما قرره في كتاب النكت
حيث قال: تعليقا على كلام الحاكم حيث قال: (صحيح على شرط الشيخين إن كان مجاهد سمعه من أم سلمة.
قال ابن حجر: ومجاهد قد ثبت سماعه من علي رضي الله عنه وهو أقدم من أم سلمة بعشرين سنة!!. موافقة الخبر الخبر (23)
وقال أيضا: يزيد بن الحارث الثعلبي وقد أثبت البخاري سماعه من عبد الله بن مسعود وهو أقدم وفاة من أبي موسى فلا يستبعد سماعه من أبي موسى.
بذل الماعون (111)
وقال أيضا: 000وتعقب بالانقطاع بين أبي الأسود ومعاذ ولكن سماعه منه ممكن. فتح الباري (13/ 51)
قال الشريف: وسواء كان هذا رأي ابن حجر أو الآخر فما ذكرناه عن أئمة الجرح والتعديل فيه كفاية والله أعلم.
يتبع =
--------------------------------------------------------------------------------
فإن قيل ماهو ضابط المعاصرة؟
ضوابط المعاصرة باختصار
1 - أن ينص الراوي أنه أدرك المروي عنه وعاصره ولم يرد نفي اللقاء
عن أحد من علماء الجرح والتعديل
2 - أن ينص أحد علماء الجرح والتعديل أن الراوي قد عاصر المروي عنه
ولم تكن هناك قرينة على عدم السماع أو اللقاء
3 - إمكان السماع من حيث السن كأن يكون الراوي في سن يستطيع
السماع ويعرف ذلك بالتاريخ كأن يكون أحد أقرانه ممن هو أصغر سنا منه قد سمع عن أحد من الصحابة أو التابعين الكبار فمن باب أولى أن يسمع
منه هذا القرين الأكبر سنا
4 - أو يكون التلميذ قد سمع عن أحد من الرواة المشهورين من الصحابة أو التابعين ويكون شيخ هذا الراوي لم يرد عنه السماع عن شيخ تلميذه وتقريب هذه المسألة كأن يروي أحد تلاميذ الحسن البصري
من البصريين يروي عن أحد من الصحابة البصريين أو التابعين البصريين
ولم يرد نفي ذلك عن الحسن البصري فالحسن البصري أولى بالسماع من تلميذه عن ذلك الشيخ إذا كان أكبر من الحسن البصري مالم يرد نفي السماع أو اللقاء عن أحد أو يكون هناك خلاف مذهبي
4 - أن يكون الراوي والمروي عنه في مدينة واحدة ويكون الراوي معروفا بالرحلة والمروي عنه مشهورا بالتحديث مالم يرد هناك خلاف مذهبي
أو هناك عداوة معلومة أو ورود نفي السماع عن أخد من العلماء المحققين
قال ابن حجر: ولا يقال: اكتفى بالمعاصرة لأن محل ذلك أن لايحصل الجزم بانتفاء التقاء المتعاصرين إذا كان النافي واسع الاطلاع مثل ابن المديني. نتائج الأفكار (160)
قال المعلمي: فأما لإذا كان وقوع اللقاء ظاهرا بينا فلامحيص عن الحكم
بالاتصال كمدني روى عن عمر ولم يعلم لقاؤه له نصا لكنه ثبت أنه ولد قبل وفاة عمر بخمس عشرة سنة مثلا فإن الغالب الواضح أن يكون قد شهد خطبة عمر في المسحد مرارا
فأما إذا كا ن الأمر أقوى من هذا كرواية قيس بن سعد المكي عن عمرو بم دينار فإنه يحكم باللقاء حتما. التنكيل (80)
قال الشريف: وما ذكرته يعد كلاما نظريا وينبغي التعامل مع كل رواية بما يستحقها من البحث والتخريج العلمي.
وفي الختام أرجو أن أكون قد عرضت المسألة عرضا مختصرا. مفيدا
وتركت أقوال الصنعاني والعلائي والسخاوي وغيرهم بعدا عن الإطالة وطلبا للاختصار.
وذكر أحد الإخوة الكرام أن الشيخ الشريف حاتم العوني وفقه الله
له كتاب حول هذه المسألة وفي الحقيقة لم يتيسر لي الاطلاع على
هذا الكتاب ومؤكد أن الشريف حاتم قد ذكر من الفوائد والفرائد مالم أذكر
ولكن نقول (قد يوجد في النهر ما لايوجد في البحر)
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وسلم
وفعلاً بعد اطلاعي على كتاب الشيخ الدكتور المحدث الشريف حاتم العوني رأيت فيه العديد من الفوائد العلمية والفرائد الحديثية ولو اطلعت على كتابه قبل كتابة هذا الموضوع لاستغنيت بكتابه
عن بحثي وبعد اقتنائي الموسوعة الحديثية لاشك أن هناك زوائد كثيرة لم أذكرها في البحث الأول
وأيضا اطلعت فيما بعد على كتاب الشيخ اللاحم حول هذه المسألة وهوكتاب جيد جداً مع أن النتيجة مختلفة عن النتيجة التي توصلت إليها
وقد يلاحظ الناظر في بحثي بعض الأخطاء المطبعية وهذا ناتج عن عدم تمرسي في الكتابة وعدم استخدام خاصية القص واللصق وسوف نطور البحث ونزيد فيه أشاء كثيرةوالله الموفق
كتبه أفقر العباد إلى الله الشريف ناجي الهزاعي
¥(4/370)
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[17 - 11 - 06, 06:41 م]ـ
أحمد بن حنبل:
1 - قيل لأحمد بن حنبل:سمع الحسن من عمران؟ قال: ما أنكره , ابن سيرين أصغر منه بعشر سنين سمع منه.
سؤالات أبي داود (323) لأحمد
2 - سمعت أحمد بن حنبل قيل له سمع قتادة من معاذة؟ قال: يقولون لم يسمع! قيل سمع من حفصة؟ قال يشبه.
سؤالات أبي داود لأحمد (325)
3 - قلت لأحمد خلاس سمع من علي؟ فال: قد سمع (من) عمار
وكان في الشرط مع علي فلا يكون سمع من عمار إلا وقد أدرك علي
سؤالات أبي داود لأحمد (311 - 323)
4 - قلت لأحمد: عباس ابن سهل أدرك أبا حميد؟ فال: عباس قديم
سؤالات أبي داود لأحمد (326)
5 - قلت لأحمد بن حنبل: محمد بن إسحاق سمع من عطاء؟ قال: نعم
ابن أبي ذئب أصغر من ابن إسحاق وقد سمع من عطاء بن أبي رباح
سؤالات إسحاق بن هانئ (2/ 239)
6 - قال الأثرم سألت أحمد قلت: محمد بن سوقة سمع من سعيد بن جبير؟ قال: نعم , قد سمع من الأسود غير شيء.
شرح العلل (2/ 589)
7 - قيل لأحمد: أبو ريحانة سمع من سفينة؟ قال: ينبغي , هو قديم قد سمع من ابن عمر.
شرح العلل (2/ 599)
قال الشريف: وما ذكرناه من أقوال الإ مام أحمد بن حنبل في الإسناد المعنعن يبين أن اشتراط السماع غير لازم
فأما المثال الأول: فلم يستنكر الإمام أحمد أن يكون الحسن البصري قد سمع من عمران بن حصين رضي الله عنه لأنه أكبر وأجل من ابن سيرين
فيكون الحسن سماعه أولى ابن سيرين!
فإن قيل إن هذا لايدل على مقصودكم لأن أحمد ربما وجد السماع من مكان آخر أو يكون أحمد لم يقصد السماع وإنما تقريب ذلك كما قال ذلك ابن رجب رحمه الله في شرح العلل (2/ 569)
قلت: هذا خلاف الظاهر ولو أراد أحمد ما أردتم لعبر بعبارة تختلف عما قاله في هؤلاء الرواة كأن يقول (قد صرح بالتحديث أو بين السماع)
فأغنى ذلك عن أي عبارة أخرى والإمام أحمد لم يجزم بأنهم سمعوا من المروي عنهم وإنما قال:
يشبه أو ما أنكره أو يحتمل منه أو فلان أقدم منه أو غير ذلك من العبارات التي تدل على إمكان السماع وهذا هو المقصود لأن الجزم
لايستطيع أحد أن يجزم به حتى مسلم لايستطيع أن يجزم ولكن القضية هي تقريب السماع وحسن الظن في الراوي في أنه سمع من المروي عنه.
ولو فتحنا باب الوسوسة!!! لرددنا أكثر الأحاديث كأن نقول مثلا
(في إسناد فيه التصريح بالتحديث (السماع) احتمال أن يكون الراوي
أخطأ في التحديث ولعل الصواب هو عدم السماع!! وذكر الصيغة
بالتحديث يحتمل أن يكون شاذا!! كما قال أحمد عن رواية (البهي حدثتني عائشة) هو خطأ والصواب عن عائشة لأنه يروي عن عروة عن عائشة.) فيأتي إلى جميع الروايات ويردها بدعوى احتمال الخطأ في التحديث.
وبذلك تسقط الأحاديث! وتضعف الروايات! وتظهر البدع! وتموت السنن!! كل ذلك بسبب الاحتمال!!!
قال المعلمي: (وألزم مسلم مخالفه أن لايحكم بالاتصال فيما لم يصرح به بالتحديث (السماع) وإن ثبت اللقاء في الجملة وتوضيح هذا الالتزام
أنه كما أن الراوي يعرف ويشتهر بالارسال عمن عاصره ولم يلقه قد يقع منه شيء من ذلك , فكذلك الراوي الذي لم يعرف ويشتهر بالارسال عمن لقيه وسمع منه قد يقع له شيء من ذلك. فإن كان ذلك الوقوع يوجب التوقف عن الحكم بالاتصال في الأول فليوجبه في الثاني وإن لم يوجبه في الثاني فلا يوجبه في الأول 000الخ)
قال الشريف ناجي: وقول الحافظ ابن رجب مجانب للصواب ولو كان أحمد لم يرد السماع لقال بدلا من قوله (يشبه) يقول (لايشبه)
كما قال أحمد: أبو حسان سمع من علي؟ قال: لايشبه أن يكون سمع. مسائل الإمام أحمد (325) رواية أبي داود. يتبع=
--------------------------------------------------------------------------------
قال الشريف: والعجيب أن ابن رجب رحمه الله بعد أن ذكر ما ذكر قال: (فإن قال قائل: هذا يلزم منه طرح أكثر الأحاديث وترك الاحتجاج بها 00والصواب أن ما لم يرد فيه السماع من الأسانيد لايحكم باتصاله ويحتج به مع إمكان اللقي كما يحتج بمرسل كبار التابعين كما نص عليه أحمد 00)
قلت: ويعني كلام ابن رجب أن الخلاف بين مسلم وبقية العلماء هو خلاف شكلي لا يؤثر على صحة الاسناد!!
قلت: والكلام حول المرسل وأقسامه يطول ولي بحث مختصر حول المرسل وأحكامه فلا أطيل في ذلك وسوف أكتفي مانقله الإمام مسلم بن الحجاج رحمه الله قال:
((والمرسل من الروايات في أصل قولنا وقول أهل العلم بالأخبار ليس بحجة)
ولو كان الخلاف بين مسلم وخصومه خلافا شكليا لما عنف مسلم على خصمه هذا التعنيف! ولا شنع عليه مثل هذا التشنيع!.
سئل أحمد عن حديث عن رسول الله مرسل برجال ثبت أحب إليك أو حديث عن الصحابة أو عن التابعين متصل برجال ثبت؟
قال أبو عبد الله: عن الصحابة أحب إلي.مسائل ابن هانئ (165)
قلت: وقد طبع مؤخرا كتاب (منهج الإمام أحمد في إعلال الأحاديث) لصاحبنا الدكتور بشير علي
وهو نيجيري الجنسية والكتاب أكثر من جيد وهو نافع ومرتب وقد بذل مؤلفه جهدا في إخراج الكتاب بهذه الصورة ولكن لنا عليه ملاحظات طفيفة سوف نبينها قريبا والله الموفق
¥(4/371)
ـ[حسن باحكيم]ــــــــ[17 - 11 - 06, 08:27 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[26 - 11 - 06, 10:52 ص]ـ
بارك الله فيك أخي
حسن وقواك الله على الطاعة
هذه مشاركة قديمة حول معرفة السماع أو إمكان السماع
أبو حاتم الشريف
المسألة الثانية: سماع أبي الضحى مسلم بن صبيح من زيد بن أرقم نقول أن الأصل هو السماع كما قال مسلم رحمه الله وتأتي الاحتمالات عندما نجد إماماً آخر يعارض هذا الكلام بأن ينفي السماع فعند ذلك يأتي الترجيح
والصواب هو السماع لعدة أمور:
1 - إذا كان أبو الضحى سمع من ابن عباس رضي الله عنه وقد مات سنة 68 في الطائف وأبو الضحى كوفي فما المانع أن يكون قد سمع من زيد بن أرقم الكوفي رضي الله عنه المتوفى سنة 68 كما قال ابن سعد وقيل سنة 66 كما قال خليفة بن خياط خاصة أن مسلم بن صبيح لم يذكر عنه التدليس والأصل هو السلامة من ذلك!
2 - قد روى أبو الضحى عن علقمة بن قيس النخعي عالم الكوفة ومقرئها وقد توفي سنة 61 وقيل 62 وقيل غير ذلك (السير4/ 61) وكانت وفاته قبل وفاة زيد بن أرقم رضي الله عنه فما المانع أن يكون قد سمع من زيد بن أرقم رضي الله عنه وقد توفي بعد علقمة النخعي رحمه الله
3 - أن أقران أبي الضحى مثل أبي اسحاق السبيعي والشعبي وإبراهيم النخعي وغيرهم سمعوا من صغار الصحابة رضوان الله عليهم والمعمرين منهم وخاصة زيد بن أرقم رضي الله عنه علما بأن أبا إسحاق السبيعي توفي سنة 127وقيل 126 أي بعد أبي الضحى بسبع وعشرين سنة وهو ابن تسعين سنة! والشعبي مات سنة 104 وقيل 105 وقيل غير ذلك وقد بلغ 82سنة! ومات النخعي رحمه الله وله سبع وخمسون سنة سنة96! ومات أبو الضحى سنة 100وكان كثير الحديث
روى جرير عن إسماعيل بن أبي خالد قال: كان الشعبي وإبراهيم وأبوالضحى يجتمعون في المسجد يتذاكرون الحديث فإذا جاءهم شيء ليس فيه عندهم رواية
رموا إبراهيم بأبصارهم. السير (4/ 522)
قال أبو حصين رأيت الشعبي وإلى جنبه مسلم بن صبيح فإذا جاء شيء قال الشعبي: ماترى ياابن صبيح؟ تهذيب التهذيب (4/ 70)
قلت: وهذا يدل على عظم منزلته عند الإمام الشعبي رحمه الله وواضح من ترجمته أنه كان من كبار علماء الكوفة، وقد روى عنه الأعمش ومنصور بن المعتمر وفطر بن خليفة وعمرو بن مرة والحسن بن عبيد الله وأبو حصين الأسدي وغيرهم
ـ[حامد الاندلسي]ــــــــ[12 - 04 - 07, 11:55 م]ـ
جزيت خيرا
آمين والجميع
ـ[زايد بن عيدروس الخليفي]ــــــــ[15 - 04 - 07, 08:18 م]ـ
احسنت و بارك الله فيك
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[15 - 04 - 07, 09:37 م]ـ
بارك الله فيك واتمنى عليك أن تعيد كتابة ما سبق بشكل أنسق فالكلام ممتاز جدا والنقل طيب ولكنه مبعثر قليلا،وكيف نحصل على كتاب صاحبك الذي اشدت فيه؟
وفقك الله
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[20 - 07 - 07, 07:35 م]ـ
جزاك الله خيرا
و ياليت يوضع هذا البحث في ملف وورد ليسهل قراءته(4/372)
كلام لأبى حاتم الرازى يفسر كلمة (شيخ) عنده
ـ[الرازي الثالث]ــــــــ[14 - 06 - 03, 07:48 م]ـ
نعلم جميعا الخلاف فى معنى قول ابى حاتم (شيخ)
قال الشيخ عبد الله السعد (تستخدم على قسمين:
1 - مقيده: فهى على حسب ما قيدت به،شيخ ثقه هذا ثقه، شيخ ضعيف هذا ضعيف
2 - مطلقه: تحتاج الى تمعن فالذى يبدوا من عبارات المحدثين ان فيه جهاله وليس مشهورا بالروايه نص عليه ابن القطان الفاسى واحيانا تستخدم فى غير هذا) أهـ من شرح الترمذى
وقد وقفت على كلام لأبى حاتم يفيد بأنه لايعنى بقوله (شيخ) المطلقه تضعيف الراوى
ففى (الجرح والتعديل 5\ 269) فى ترجمة عبد الرحمن بن عطاء المدينى قال عبد الرحمن ابن ابى حاتم سألته - يعنى اباه - عنه فقال: شيخ. قلت: أدخله البخارى فى كتاب الضعفاء،فقال: يحول من هناك.
وهذا النقل لا يخالف كلام الشيخ عبد الله فقد يكون الراوى فيه جهالة ليس بالمشهور وحديثه من القسم المقبول
وانما قصدت من هذا النقل أن لا نجعل هذه العبارة من ألفاظ الجرح
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 06 - 03, 02:33 ص]ـ
أخي الفاضل
هي من ألفاظ الجرح الخفيف. لكن البخاري له اصطلاح أن من وضعه في كتابه الضعفاء يعني ضعفه شديد. فاستدراك أبي حاتم في محله.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 06 - 03, 02:56 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=4921
ـ[عبدالرحمن جلال]ــــــــ[23 - 10 - 09, 10:50 ص]ـ
أخواني الافاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فإني اكتب حاليا حول مصطلح شيخ عند المحدثين وانا الآن في مرحلة الجمع للمعلومات ولأقوال العلماء حول هذا المصطلح.
فالرجاء من اخوتي في هذا الملتقى المبارك الدعاء لي بالتيسير والتوفيق والسداد وإن عرضت لأحدكم فكرة تخدم هذا الموضوع ان لا يبخل عليّ بها
ولي استفسار وهو كيف يمكن لي تحصيل كتاب " أبو حاتم الرازي وجهوده في خدمة السنة النبوية" للدكتور محمد خروبات مع العلم انني من سكان الأردن
والله الموفق.
ـ[د-محمد خروبات]ــــــــ[17 - 01 - 10, 12:18 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الطالب الباحث عبد الرحمن جلال
إن كنت ترغب في الجزء الخامس من مؤلفي (أبوحاتم الرازي وجهوده في خدمة السنة النبوية: علم المصطلح والنقد) فوافني بعنوان ترغب ان يصلك الكتاب إليه، أما بخصوص لفظة شيخ فما قاله الإخوة صحيح، والجمع بين كلامهم هو الأولى، ومن دون إطالة أقدم إليك وإلى الإخوة الباحثين جهدي في تتبع هذه اللفظة وفي دراستها عند ابي حاتم الرازي، وهي في الجزء الخامس، من صفحة (310) إلى (321) راجيا منهم التصويب والتصحيح (وفوق كل ذي علم عليم).
المرتبة السابعة: ومن ألفاظها لفظة (شيخ)، وهي لفظة تداولها النقاد في أحكامهم على رواة العلم، استعملوها للدلالة على إنزال الراوي في مرتبة من مراتب الجرح والتعديل، وهذا المصطلح كثيرا ما يلتبس أمره على أهل العلم، حتى أن بعضهم لم يفرق بين قول الناقد في راو من الرواة، (شيخ)، وبين قوله فيه (شيخ لفلان) (3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1)، فخلطوا بين الإطلاقين والأمر ليس كذلك لأن اللفظة الأخيرة ليست رتبة في بيان الحال.
وقبل أن أبسط الكلام على هذه اللفظة في استعمالات أبي حاتم الرازي بصفة خاصة رأيت من اللازم من الناحية المنهجية أن أعرض لوجوهها وحالات استعمالها عند المحدثين.
1 - لفظة (شيخ) عند أهل العلم:
يسود في اعتقاد كثير من الباحثين أن لفظة (شيخ) هي من الألفاظ الجارحة، ويفهم من حكمهم هذا أن من كان على هذه الصفة هو غير مقبول الحديث، وهذا معتقد غير سليم من جهة أنه حكم غير مقيد، فلو قيدوا دلالتها بالجرح عند ناقد واحد لكان الحكم محصورا والإطلاق مقيدا، لكن أنى يكون هذا الحكم صائبا واللفظة يتغير مدلولها عند الناقد الواحد، فتارة هي للجرح، وتارة هي للتعديل وتارة هي جمع بينهما، فلذلك اختلف النقاد في المراد منها على وجه الدقة، وهذا الاختلاف كان له انعكاس واضح على تحديد مرتبتها من بين مراتب الجرح والتعديل، وهذا ما يظهر في أقوالهم التي انقسمت على ثلاثة أقسام:
¥(4/373)
- منهم من رآها تفيد العدالة، ورتبها ضمن ألفاظ العدالة، ومن هؤلاء ابن أبي حاتم الذي جعلها في مرتبة مستقلة بعد لفظة (صالح)، قال في شأن من أُطلقت فيه: (يكتب حديثه وينظر فيه)، وهي عنده دون ألفاظ المرتبة السابقة (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn2). وكذلك الحافظ العراقي فقد ذكرها في المرتبة الرابعة بعد لفظة (وسط) وقبل لفظة (صالح الحديث)، ونقلها عنه العلامة اللكنوي في الرفع والتكميل (2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn3).
وأما الحافظ أبو حاتم ابن حبان فإنه ذكر في تاريخ الثقات رجالا أطلق عليهم أبو حاتم الرازي لفظة (شيخ).
وذكرها الحافظ ابن رجب الحنبلي ضمن مراتب العدالة فقال: (والشيوخ في اصطلاح أهل العلم عبارة عمن دون الأئمة والحفاظ، وقد يكون فيهم الثقة وغيره) (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn4).
واجتهد الحافظ ابن القطان في تحديد المراد منها عند النقاد، وحاول جاهدا حصر معناها عندهم، يقول في رده على عبد الحق الإشبيلي الذي حملها على الجرح: (وقد جازف في قوله فيه (شيخ (2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn5) فإن هذه اللفظة يطلقونها على الرجل إذا لم يكن معروفا بالرواية ممن أخذ وأخذ عنه، وإنما وقعت له رواية لحديث أو أحاديث فهو يرويها، هذا الذي يقولون فيه (شيخ)، وقد لا يكون من هذه صفته من أهل العلم، وقد يقولونها للرجل باعتبار قلة ما يروي عن شخص مخصوص كما يقولون: حديث المشايخ عن أبي هريرة أو عن أنس، فيسوقون في ذلك روايات لقوم مقلين عنهم، وإن كانوا مكثرين عن غيرهم.
وكذلك إذا قالوا: أحاديث المشايخ عن رسول الله صلة الله عليه وسلم فإنما يعنون من ليس له عنه إلا الحديث أو الحديثان، ونحو ذلك) (3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn6).
وكذلك قال في تعليقه على اللفظة حين أطلقها أبو حاتم وأبو زرعة في طالب بن حجير فقال: (يعنيان بذلك أنه ليس من أهل العلم، وإنما هو صاحب رواية) (4) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn7).
- ومنهم من التبس عليه مدلولها، وخفي عليه أمرها بحجة أنها لا تفيد الجرح ولا التعديل، ومن هؤلاء الحافظ الذهبي يقول في تعليقه عليها بعد أن نقلها من كلام أبي حاتم الرازي في العباس بن الفضل العدني (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn8): ( فقوله هو (شيخ) ليس هو عبارة جرح، ولهذا لم أذكر في كتابنا أحدا ممن قال فيه ذلك، ولكنها أيضا ما هي عبارة توثيق، وبالاستقراء يلوح لك أنه ليس بحجة، ومن ذلك قوله – يعني أبا حاتم الرازي – يكتب حديثه، أي ليس بحجة) (2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn9).
وبين في ديباجة الميزان أنها لا تدل على الضعف المطلق (3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn10)، ويفهم من تصريحه هذا أنها تدل على شيء من الضعف، وهو الضعف المقيد بطارئ ما، لذلك تعذر عليه أن يدرجها ضمن الألفاظ التي رتبها، واكتفى بالإشارة إليها مقرونة ببعض ألفاظ التقوية ك (شيخ وسط) و (شيخ حسن الحديث)، وذلك في آخر مرتبة من مراتب التعديل (4) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn11)، وهذا كله يُفهم منه – عنده- أنها تدل على الحكم الوسط بين التجريح والتعديل، وإلى هذا ذهب الحافظ السخاوي حين جعلها من ألفاظ المرتبة السادسة، وهي المرتبة الأخيرة من مراتب العدالة، يقول في مستهلها: (ثم ما أُشعر من القرب من التجريح وهو أدنى المراتب)، فذكرها بعد قولهم (ليس ببعيد من الصواب)، وقبل (يُروى عنه) (5) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn12).
- ومن العلماء من رآها عنوانا على الضعف، وممن ذهب إلى ذلك الشيخ عبد الفتاح أبو غدة حيث يقول: (فلفظة (شيخ) في وصف الراوي عنوان تليين لا تمتين) (6) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn13)، والليونة وصف من أوصاف الضعف كما هو معروف.
وحري بي أن أذكر الحافظ ابن حجر ضمن من حملها على الضعف لأنني رأيته يعلق على الحافظ الذهبي في ترجمة زيد بن واقد البصري، وكان الذهبي قد قال فيه: (وثقه أبو حاتم، وسمع منه بالري، وهو أقدم شيخ له)، (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn14) فنفى ابن حجر ذلك بقوله: (قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: (شيخ) (2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn15)، ولم أر توثيقه) (3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn16).
¥(4/374)
ثم إني رأيته يتحاشى التعبير بها في وصف الرواة، يدلنا على ذلك أنه لم يشر إليها في ترتيبه للألفاظ في ديباجة التقريب، وذكر مكانها لفظة (مقبول)، وبالاستقراء اتضح أن غالبية من أطلق عليهم أبو حاتم لفظة (شيخ) سماهم ابن حجر بلفظة (مقبول)، وقد يتغير ذلك لكن في تراجم قليلة.
فهذا اختلاف بين النقاد في مدلول هذه اللفظة، وهو في الحقيقة ليس اختلافا وإنما هو تعبير عن حقيقة اللفظة في اصطلاح أبي حاتم، فكأن كل طائفة استقلت بمعنى من معانيها، وقد خصصتُ أبا حاتم بالذكر لأنه من أكثر النقاد إطلاقا لها، فلا غرابة إذا وجدنا مدار كلامهم – في هذا الموضوع – على أبي حاتم الرازي.
2 - مدلول لفظة (شيخ) عند أبي حاتم الرازي.
أ- من أقوى مدلولاتها أن صاحبها روى أحاديث قليلة جدا، لا تكفي في تعديله، ولا في تجريحه بحيث يكون ما رواه غير كاف في الحكم عليه، من شواهد ذلك:
- سأل عبد الرحمن أباه أبا حاتم عن عبيد الله بن علي بن أبي رافع المديني هل يحتج بحديثه؟ فقال: هو يحدث بشيء يسير، وهو شيخ (4) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn17).
- وسأله عن المعلى بن راشد النبال فقال: (هو شيخ، يعرف بحديث حدث به عن جدته أم عاصم (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn18) – وكانت أم ولد لسنان بن سلمة – عن نبيشة الخير (2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn19) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من لحس قصعة استغفرت له القصعة) (3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn20).
- وسئل عن الحسين بن عطاء بن يسار فقال: (شيخ منكر الحديث، وهو قليل الحديث، وما حدث به فمنكر). (4) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn21)
أو يكون قد احترف حرفة الحديث، فضيقت عليه فيه، من ذلك أنه سئل عن حبيب بن خالد الأسدي الكاهلي فقال: (شيخ صالح، لم يكن صاحب حديث، وليس بالقوي) (5) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn22).
ب- ومن مدلولاتها في حق بعض الرواة أنها للتعديل: شاهد ذلك أن عبد الرحمن الرازي ذكر في ترجمة عبد الرحمن بن عطاء المديني ما نصه: (سألته عنه فقال: شيخ، قلت: أدخله البخاري في كتاب الضعفاء فقال: يحول من هناك) (6) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn23).
وقد يكون من أطلقت فيه هذه اللفظة من الثقات، ومن هؤلاء عبد الملك بن الحسن الجاري الأحول، قال فيه الإمام أحمد: لا بأس به، وذكره أبو حاتم عن إسحق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال فيه ثقة، وبين أبو حاتم حاله بقوله: (شيخ) (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn24).
وجوز أبو حاتم أن تكتب أحاديث بعض من أطلق عليهم هذه اللفظة، فقد سئل مرة عن أبي يزيد المديني فقال: (شيخ)، وسئل عنه مرة أخرى فقال: (يكتب حديثه) (2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn25)، ومثله عثمان بن ابراهيم بن محمد بن حاطب الجمحي سئل عن حاله فقال: (يكتب حديثه وهو شيخ) (3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn26).
ومن استعمالاته من هذه الجهة قوله: (شيخ، يكتب حديثه ولا يحتج به، هو صالح) (4) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn27)، وقوله (شيخ، يكتب حديثه، ولا يحتج به) (5) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn28)، ومهما اختلفت ألفاظ مثل هذه العبارات فإنها ترجع إلى معنى واحد هو أن الراوي لا يدخل في الضعفاء والمتروكين.
ج- ومن مدلولاتها في بعض الرواة أنها تفيد الجرح: فقد أطلقها مرادفة لبعض الألفاظ الدالة على الجرح، من ذلك أنه استعملها بمعنى: (ليس بالقوي)، قال مرة في بيان حال بكار بن عبد الله بن يحيى: (ليس بالقوي)، وسئل عنه مرة أخرى فقال: (شيخ)، (6) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn29) واستعملها في إطلاق واحد بمعنيين: بمعنى (لين الحديث)، وبمعنى (ليس بالمشهور)، شاهد ذلك ما ذكره عبد الرحمن الرازي في ترجمة عبيد الله بن خليفة، أبي الغريق بقوله: (سئل أبي عنه فقال ( ... ) ليس بالمشهور، قلت: هو أحب إليك أو الحارث الأعور؟ قال: الحارث أشهر، وهذا قد تكلموا فيه، وهو شيخ من نظراء أصبغ ابن نباتة) (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn30)، وكان أبو حاتم قد بين حال أصبغ بن نباتة بقوله: (لين الحديث). (2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn31)
¥(4/375)
هذا ما ظهر بالمفهوم انطلاقا من مقارنة ألفاظه بعضها ببعض، وأما المنطوق في كونها تفيد الجرح فاتضح في كونه قرنها بألفاظ دالة على الجرح، وفي كونه أطلقها فيمن لم يرخص بكتابة أحاديثهم.
من شواهد المعنى الأول قوله في ترجمة كل من حريش بن الخريت (3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn32) وجرى بن كليب (( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn33)4) النهدي: (شيح لا يحتج بحديثه).
ومن شواهد المعنى الثاني قول أبي محمد الرازي لأبيه: (قلت له: يحيى البكاء (5) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn34) أحب إليك أو أبو جناب (6) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn35) ؟ قال: لا هذا ولا هذا، قلت: إذا لم يكن في الباب غيرهما عن أيهما أكتب (7) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn36) ؟
قال: (لا تكتب منه شيئا، قلت: ما قولك فيه؟ قال: هو شيخ). (8) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn37)
فتأمل قوله: (لا تكتب منه شيئا)، وقوله: (هو شيخ).!
ثم إنه أطلقها على رواة ضعفاء، عامة ما يروونه مناكير، أو هم كذابون معروفون بالكذب، قال في إبراهيم بن صرمة: (شيخ) (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn38)، وهو ضعيف عند الدار قطني، وقال ابن عدي: (عامة حديثه منكر المتن والسند)، وقال يحيى بن معين: (كذاب خبيث) (2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn39).
وأخيرا وليس آخر، فإن أبا حاتم اضطرب في هذه اللفظة اضطرابا شديدا، ولم أعثر على لفظة اضطرب فيها أشد اضطرابه في لفظة (شيخ)، ومع ذلك كان يستخدم المصطلحات الأخرى في الجرح والتعديل فيقرنها بهذه اللفظة ويركبها إليها، وهذا له أثر كبير في التوضيح والبيان لأنه يعيننا على تحديد منزلة الراوي، وهذه مجمل الأوصاف المتبقية التي نعت بها أبوحاتم الرجال، وقد رتبتها معجميا على الحرف الأول من الكلمة الثانية:
- شيخ، أرجو أن يكون صدوقا.
- شيخ ثقة ثقة
- شيخ ثقة مأمون.
- شيخ حديثه ليس بالقائم، عامة حديثه عن فلان، ليس أن يمكن أن يعتبر بحديثه.
- شيخ روى حديثين مسندين، يكتب حديثه.
- شيخ سوء غير ثقة.
- شيخ صالح.
- شيخ صدوق.
- شيخ ( ... ) ضعيف الحديث.
- شيخ فيه نظر.
- شيخ قديم ثقة.
- شيخ قديم لابأس به.
- شيخ كتبنا عنه بمكان كذا ما رأينا به بأسا.
- شيخ، لا أعلم روى عنه غير فلان.
- شيخ لا بأس به.
- شيخ لا يحتج بحديثه
- شيخ ليس بالقوى.
- شيخ ليس بالقوى، منكر الحديث.
- شيخ ليس بالمشهور، ولايُشتغل به.
- شيخ ليس بالقوي، يكتب حديثه.
- شيخ ليس بمشهور.
- شيخ متعبد، محله الصدق.
- شيخ مجهول.
- شيخ مجهول لا أعلم روى عنه غير فلان.
- شيخ مجهول منكر الحديث.
- شيخ مجهول يروي أحاديث منكرة
- شيخ محله الصدق.
- شيخ محله الصدق لا بأس به.
-شيخ محله الصدق، لم يكن بالحافظ، يكتب حديثه ولا يحتج به.
- شيخ مديني مضطرب الحديث.
- شيخ مرجىء.
- شيخ مستقيم الحديث.
- شيخ مضطرب الحديث.
- شيخ منكر الحديث.
- شيخ وقد روى عنه فلان.
- شيخ يأتي بمناكير.
- شيخ يدل حديثه على الصدق.
- شيخ يُروي أحاديث مشتبهة.
- شيخ يُروى عنه.
- شيخ يكتب حديثه.
- شيخ يكتب حديثه وليس بالمشهور.
عند النظر في لفظة شيخ الواردة في هذه الإطلاقات المتنوعة عند أبي حاتم الرازي يظهر من الوهلة الأولى أنها لا تعني شيئاً سوى أنها تعين المصدر المقصود بالكلام، وهو الراوي، فكل راو من الرواة هو شيخ من الشيوخ، فهي هنا بالمعنى اللغوي، وهذا ما نستشعره من النظرة الأولى لكنها لا تُحمل دائما على ذلك، فمن تأمل سياق الاستعمال تبين له الإصطلاح، وقد أشرنا إلى ما ظهر لنا أنه من الإصطلاح المبين في الإستعمال، والله تعالى أعلم وأكرم.
(3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref1) يقول ابن القطان في تعقيباته على عبد الحق الإشبيلي: (وأبو محمد لم ير في هذا الرجل القول بأنه شيخ، فإنهم لم يقولوا ذلك فيه فيما أعلم، وإنما رأى في كتاب ابن أبي حاتم سؤال أبي محمد أباه وأبا زرعة عنه فقال: (هو شيخ لابن وهب)، فهذا شيء آخر ليس هو الذي ذكر، فإن لفظة (شيخ) لفظة مصطلح عليها كما تقدم، وأما لفظة (شيخ لفلان) فإنه بمعنى آخر)، انظر بيان الوهم والإيهام 3/ 800. حديث رقم 1318 والكلام يتعلق بمحمد بن عمرو اليافعي، وانظر الجرح والتعديل 8/ 32 رقم 144.
¥(4/376)
(1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref2) الجرح والتعديل 2/ 37.
(2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref3) الرفع والتكميل ص 142.
(1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref4) شرح العلل ص 256.
(2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref5) وذلك في قول عبد الحق في محمد بن عمرو: (شيخ، وهذا الحديث المحفوظ فيه موقوف)، يعني الحديث الذي ذكره عن الدارقطني من رواية ابن وهب عن محمد بن عمرو اليافعي عن ابن جريح عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لايرث المسلم النصراني إلا أن يكون عبده أو أمته).
انظر بيان الوهم والإيهام 3/ 799 حديث رقم 1318.
(3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref6) المصدر السابق.
(4) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref7) نقله الزيلعي في نصب الراية 4/ 233.
(1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref8) من شيوخ أبي حاتم الرازي الضعفاء، نزل بالبصرة، ومات بعد المائتين، قال فيه الحافظ ابن حجر: مقبول، انظر التقريب /399 رقم 159، والميزان 2/ 385 رقم 4177.
وشيوخ أبي حاتم الضعفاء لم نتوسع في ذكرهم في هذه الدراسة – أعني بذلك الأجزاء التي تقدمت إلى هذا الجزء- وإنما تركناهم لدراسة مستقلة إن شاء الله.
(2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref9) الميزان 2/ 385 رقم 4177.
(3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref10) مقدمة ميزان الاعتدال ص 4.
(4) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref11) المصدر السابق.
(5) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref12) راجع الرفع والتكميل ص 162.
(6) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref13) في تعليقه على اللكنوي، انظر المصدر السابق ص 150.
(1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref14) الميزان 2/ 106 رقم 3029.
(2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref15) في الجرح والتعديل: (بصري شيخ) 3/ 574 رقم 2608.
(3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref16) اللسان 2/ 512 رقم 2055.
(4) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref17) الجرح والتعديل 5/ 328 رقم 1549.
(1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref18) لم يذكر لها اسم ولا نسب، قال الحافظ ابن حجر: (أم ولد سنان بن سلمة بن المحبق، مقبولة)، انظر تقريب التهذيب 2/ 62 رقم 52، وفي الإصابة أنها جدة المعلى بن أسد 6/ 421 رقم 8686.
(2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref19) نبيشة الخير الهذلي، ابن عمرو بن عوف وقيل ابن عبد الله بن عمرو بن عوف بن الحارث بن نصر بن حصين، قال أبو حاتم: (نزل البصرة، له صحبة)، وخالف ابن حجر في نسبه، انظر الجرح والتعديل 8/ 506 رقم 2314 والإصابة 6/ 421 رقم 8686.
(3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref20) الحديث أخرجه الترمذي عن نصر بن علي الجهضمي قال حدثنا المعلى بن راشد، فذكره، وقال عقبة: هذا حديث غريب (أ)، وكذلك أخرجه ابن ماجه (ب).
وأورده الشيخ ناصر الدين الألباني في ضعيف سنن الترمذي، وقال: (غريب، لا نعرفه إلا من حديث المعلى ابن راشد ... ) (ج)، وكذلك هو في ضعيف سنن ابن ماجة (د)، وفي مشكاة المصابيح (هـ)، وفي ضعيف الجامع الصغير (و).
(4) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref21) الجرح والتعديل 3/ 99 - 100 رقم 465.
(5) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref22) المصدر السابق 3/ 61 رقم 273.
(6) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref23) المصدر السابق 5/ 269 رقم 1269، وللمزيد من التوضيح راجع التعليق على هذه الترجمة في الشيوخ الذين أمر أبو حاتم بتحويل أسمائهم من كتاب الضعفاء للبخاري، تقدم في ص 190.
أ- سنن الترمذي – باب ما جاء في اللقمة تسقط – حديث رقم 1880.
ب- سنن ابن ماجة – أبواب الأطعمة- من طريقين إلى المعلى بن راشد 2/ 304.
ج- ضعيف سنن الترمذي ص 205 حديث رقم 304.
د- ضعيف سنن ابن ماجة برقم 703.
هـ- مشكاة المصابيح 2/ 1219 رقم 4218.
و- ضعيف الجامع الصغير برقم 5478.
(1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref24) الجرح والتعديل 5/ 348 رقم 1642، وانظر أبو حاتم الرازي وجهوده في خدمة السنة النبوية 4/ 160 ترجمة رقم 542.
(2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref25) المصدر السابق 9/ 459 رقم 2253.
¥(4/377)
(3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref26) المصدر السابق 6/ 144 رقم 782، انظر أيضا ترجمة عقبة بن زياد في المصدر السابق 6/ 311 وترجمة الفضل بن العلاء الكوفي 7/ 65، وسويد بن نجيح 4/ 236 - 237.
(4) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref27) المصدر السابق 4/ 403 رقم 1764.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref28)(5) الجرح والتعديل 2/ 145 رقم 476، وأطلقها أيضا في بهز بن حكيم بن معاوية 2/ 431 رقم 1714 وفي أزهر ابن القاسم البصري 2/ 315 رقم 1186، وفي خازم بن الحسين 3/ 393 رقم 1805.
(6) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref29) الجرح والتعديل 2/ 409 رقم 1609.
في تهذيب اللغة (شيخ) تطلق على معنيين: على الرجل كبير السن، وعلى زوج المرأة.
وزاد في مقاييس اللغة معنى آخر وهو للذم وللعيب فإذا قالوا: شيخت عليه، فهو بمعنى عبت وشنعت. انظر تهذيب اللغة 7/ 465 - 466. ومقاييس اللغة 3/ 234، مادة (شيخ).
وأرى أن أبا حاتم الرازي استعملها في هذا القسم بمعنى الذم والعيب المشار إليه في مقاييس اللغة.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref30)(1) الجرح والتعديل 5/ 313 رقم 1489.
(2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref31) المصدر السابق 2/ 319 رقم 1213.
(3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref32) المصدر السابق 3/ 293 رقم 1304
(4) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref33) المصدر السابق 2/ 536 - 537 رقم 2230
(5) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref34) يحيى البكاء هو يحيى بن مسلم، ويقال فيه يحيى بن أبي خليد، وبقال يحيى بن سليم البكاء بصري، مات سنة ثلاثين ومائة، ضعفوه إلا ابن سعد، انظر ترجمته في الميزان 4/ 408 - 409 رقم 9631
(6) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref35) هو يحيى بن أبي حية الكلبي، أجمعوا على تضعيفه، مات سنة خمسين ومائة، انظر الميزان 4/ 371 رقم 9491 والمجروحين 2/ 111.
(7) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref36) كذا في النص.
(8) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref37) الجرح والتعديل 9/ 186 - 187 رقم 775، وتكرر النص في 9/ 139 رقم 587
(1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref38) انظر ترجمته في الجرح والتعديل 2/ 106 - 107 رقم 304
(2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref39) الميزان 1/ 38 رقم 115
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[18 - 01 - 10, 12:45 م]ـ
جزاك الله خيراً د. محمد وأهلاً بك في هذا الملتقى المبارك
ـ[عبدالرحمن جلال]ــــــــ[18 - 01 - 10, 09:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا يا دكتور محمد وبارك الله فيك. أما عنواني فهو
الجامعة الأردنية، كلية الشريعة، قسم أصول الدين، ليد عبدالرحمن مشاقبة.
وآمل من فضيلتكم النصح لي فيما يمكن ان أتناوله من مسائل تحتاج إلى تحقيق وبحث في هذا الموضوع
ومرة اخرى جزاك الله خيرا، ووفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى(4/378)
أحاديث علتها تفرد الثقة!
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[15 - 06 - 03, 09:45 ص]ـ
علة التفرد مما يقل استنباطها من قبل المشتغلين
بالحديث (وأنا منهم) وذلك لوعورة مسالكها، وحاجة معرفتها إلى سبر الطرق
وجمعها ولذا تجد أن بعض المعتنين بالحديث يعجب من تضعيف بعض الأئمة لحديث
(ما) ورجاله كلهم ثقاة، وكذلك تجده يصحح بعض المفاريد لصحة إسنادها ظاهرا
وقد خفية عليه علة التفرد المؤثرة وأضرب أمثلة على إعلال بعض الأئمة لأحاديث
من هذا الضرب:
المثال الأول: قال النسائي رحمه الله في سننه (1643) أخبرنا هارون بن عبد الله
ثنا أبو داود الحفري ثنا حفص عن حميد عن عبد الله بن شقيق عن عائشة رضى
الله عنها قال: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي متربعا) قال أبو عبد
الرحمن: لا أعلم أحدا روى هذا الحديث غير أبي داود وهو ثقة ولا أحسب هذا
الحديث إلا خطأ والله تعالى أعلم.أهـ
المثال الثاني: قال الذهبي رحمه الله في السير (4/ 33): أبو بكر الأعين ثنا الليث
عن المقبري عن أبي هريرة رضى الله عنه مرفوعا: (يدخل الجنة بشفاعة رجل
من أمتي أكثر من مضر وتميم) قيل من هو يا رسول الله؟ قال: أويس القرني.
قال الذهبي: هذا حديث منكر تفرد به الأعين وهو ثقة.أ هـ
وبغض النظر عن الخلاف في صحة الأحاديث وضعفها، لكن المقصود أن الأئمة
يحكمون عن بعض الأحاديث بالضعف والعلة هي تفرد الثقة به، ولهذا تكون
القاعدة: أن الراوي الثقة الذي لا يعرف بكثرة التفرد، لا يقبل ما تفرد به. والله
تعالى أعلم
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[15 - 06 - 03, 12:57 م]ـ
كلكم يعلم أهمية كتاب " بلوغ المرام " للحافظ ابن حجر بالنسبة لكثير من طلبة العلم وخاصة عندنا في الديار السعودية، وقد فرح كثير من طلبة العلم بخروج الكتاب في نسخة محققة عمل عليها سمير الزهيري جزاه الله خيرا، ولكن كما نعلم أن العمل البشري يعتريه النقص والخطأ، وهذه طبيعة البشر.
وقد كنت اقرأ في كتاب بلوغ المرام واستوقفني حديث تعجبت من تعليق المحقق جزاه الله خيرا عليه والحديث هو:
وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا " أَنَّ بِلَالًا أَذَّنَ قَبْلَ الْفَجْرِ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَرْجِعَ، فَيُنَادِيَ أَلَا إنَّ الْعَبْدَ نَامَ ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَضَعَّفَهُ.
ورد المحقق تضعيف أبي داود والترمذي للحديث، وسبب الرد أن حماد بن سلمة ثقة، والعجيب أن تسعة من جهابذة الحديث ضعفوا الحديث وأن حماد بن سلمة قد أخطأ في رفعه. والتسعة هم:
1 - أبو داود
2 - الترمذي
3 - البخاري
4 - أحمد بن حنبل
5 - أبوحاتم
6 - الدارقطني
7 - الأثرم
8 - الذهلي
9 - علي بن المديني.
وقد حاول الحافظ ابن حجر كما في " الفتح " أن يقوي الحديث بشواهد لا تخلو أسانيدها من مقال فقال:
وَهُوَ حَدِيث أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ مِنْ طَرِيق حَمَّاد بْن سَلَمَةَ عَنْ أَيُّوب عَنْ نَافِع عَنْ اِبْن عُمَر مَوْصُولًا مَرْفُوعًا وَرِجَاله ثِقَات حُفَّاظ، لَكِنْ اِتَّفَقَ أَئِمَّة الْحَدِيث عَلَى اِبْن الْمَدِينِيّ وَأَحْمَد اِبْن حَنْبَل وَالْبُخَارِيّ وَالذُّهْلِيُّ وَأَبُو حَاتِم وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالْأَثْرَمُ وَالدَّارَقُطْنِيّ عَلَى أَنَّ حَمَّادًا أَخْطَأَ فِي رَفْعِهِ، وَأَنَّ الصَّوَاب وَقْفُهُ عَلَى عُمَر بْن الْخَطَّاب، وَأَنَّهُ هُوَ الَّذِي وَقَعَ لَهُ ذَلِكَ مَعَ مُؤَذِّنِهِ وَأَنَّ حَمَّادًا اِنْفَرَدَ بِرَفْعِهِ، وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ وُجِدَ لَهُ مُتَابِعٌ، أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيق سَعِيد بْن زَرْبِيٍّ وَهُوَ بِفَتْحِ الزَّاي وَسُكُون الرَّاء بَعْدَهَا مُوَحَّدَةٌ ثُمَّ يَاءٌ كَيَاءِ النَّسَب فَرَوَاهُ عَنْ أَيُّوبَ مَوْصُولًا لَكِنْ سَعِيدٌ ضَعِيفٌ.
وَرَوَاهُ عَبْد الرَّزَّاق عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَيُّوب أَيْضًا، لَكِنَّهُ أَعْضَلَهُ فَلَمْ يَذْكُر نَافِعًا وَلَا اِبْن عُمَر.
وَلَهُ طَرِيق أُخْرَى عَنْ نَافِع عِنْدَ الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيْره اُخْتُلِفَ فِي رَفْعِهَا وَوَقْفِهَا أَيْضًا، وَأُخْرَى مُرْسَلَة مِنْ طَرِيق يُونُس بْن عُبَيْدٍ وَغَيْرِهِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ وَأُخْرَى مِنْ طَرِيق سَعِيد عَنْ قَتَادَةَ مُرْسَلَة وَوَصَلَهَا يُونُسُ عَنْ سَعِيد بِذِكْرِ أَنَسٍ، وَهَذِهِ طُرُق يُقَوِّي بَعْضُهَا بَعْضًا قُوَّةً ظَاهِرَةً.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 06 - 03, 01:38 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ولعل مما يفيد حول هذا الأمر ما كتبه الدكتور إبراهيم اللاحم حول تفرد الثقة، وهو على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=2447
وكذلك دراسات تجديدية في أصول الحديث: التفرد
لماهر فحل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=3242
¥(4/379)
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[15 - 06 - 03, 02:51 م]ـ
راجع ماكتبناه حول هذا الموضوع في هذا الرابط http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=8246&perpage=15&pagenumber=
علما أني لم أطلع لبحث الشيخ اللاحم ولو كنت اطلعت عليه لاكتفيت
به لأنه وافي وكافي! ولكن قد يوجد في النهر!! مالا يوجد في البحر!!
وقد كتبت ما كتبته حول التفرد في سويعات معدودة!!!(4/380)
بحث عن [الحديث الحسن]
ـ[محمد مصطفى]ــــــــ[15 - 06 - 03, 05:38 م]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
**هذا بحث مقدم من بعض الإخوة
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله ثم أما بعد،
فإن الله سبحانه وتعالى أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون، أمرنا بطاعته واقتفاء أثره وتتبعه بلا علة ولا سبب ولا سؤال،
فقال سبحانه: " وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا "] سورة النور: 54 [،
وقال سبحانه: " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا "] سورة الأحزاب: 21 [،
وقال سبحانه: " مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا "] سورة النساء:80 [.
ومحمد صلى الله عليه وسلم لا يأمر إلا بوحي ولا ينهي إلا بوحي ولا يسكت عن شيء إلا بوحي، وهو صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى في الرضا ولا في الغضب، قال الله عز وجل: " وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ، لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ] الحاقة: 44، 45 [وقال سبحانه: " وما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى "] النجم: 3، 4 [.
وقال صلى الله عليه وسلم: " إنما أوتيت القرآن ومثله معه " فدل على أن ما ثبت عنه _ بأبي هو وأمي _ وحي كالقرآن، كلاهما من عند الله.
فإذا كنا قد أمرنا بطاعة هذا الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم، وآمنا بأنه لا يقول إلا بوحي من الله، فإن من لوازم هذا الإيمان أن كل من قال برأيه أو اجتهاده أو استحسانه أو قياسه بخلاف ما أوحى الله به إلى رسوله فقوله غير مقبول وحكمه مردود ولو كان إمام الدنيا كلها، إذ الوحيد الذي أمرنا بطاعته هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب القرشي الهاشمي صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله سبحانه مبينا لمجمل القرآن ومفسرا له، قال تعالى: " وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ "] النحل: 44 [، فإذا نزلت آية مسح الرأس مثلا سوف يختلف فيها الناس، كم عدد مرات المسح؟ من الأمام للخلف أو العكس؟ كل الرأس أم بعضه؟ هنا يأتي البيان، هنا يأتي النور المبين الذي يبدد ظلمات الاختلاف والفرقة، هنا يأتي محمد صلى الله عليه وسلم ليفرق بين صراط الله المستقيم وبين السبل ويبين لنا طريقة مسح الرأس.
هذا هو دوره، هذه هي مهمته، هذه هي رسالته صلى الله عليه وسلم. فكل من وافق قوله في مسح الرأس فعله صلى الله عليه وسلم فقد أصاب وإن كان عبدا أسودا لا بباليه الناس باله، ومن خالفه فقوله ساقط مردود مأجورا كان أو مأزورا. وبالمثل في الحج والعمرة والصلاة و الزكاة والصيام وكل الشر ع المطهر، من سيبين؟ من سيفصل؟ إنه هو، لا أحد غيره الذي جاء مأمورا بالبلاغ فخاطبه ربه سبحانه قائلا: " يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ "] المائدة: 67 [وجاء مأمورا بالبيان فخاطبه ربه سبحانه قائلا: " وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ "] النحل: 64 [.
هذا النبي صلى الله عليه وسلم لم نره ولم نسمعه، لكن الملك تعهد بحفظ دينه فقال سبحانه " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " فسخر سبحانه وتعالى من نقل لنا ميراث محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى رأس فقهاء النقلة أصحابه الكرام رضي الله عنهم، نقلوا هذا الميراث بكل دقة نقلوا الأمر والنهي والضحك والتبسم والغضب والحزن نقلوا كل شيء، كيف لا؟! وقد تعهد سبحانه بحفظ الدين؟! وهكذا سارت سفينة الحديث من الصحابة إلى التابعين إلى تابعيهم حتى عصر التدوين الذي جمعت فيه السنة في كتب ودواوين ولله الحمد.
¥(4/381)
ولما كان الناس يختلفون في مقدار فهمهم وحفظهم وأدائهم لما فهموه وحفظوه، منهم من يحفظ الصفحات الطوال عن ظهر قلب حتى إذا أملاها لم ينقص منها حرفا ولم يزد، ومنهم من يحفظ الثلاث أسطر بالكاد وإذا أملاها من حفظه أخطأ في نصفها، وهذا لا ينكره إلا مكابر عنيد، هذا هو الأمر الأول.
والأمر الثاني هو ظهور الفتن والاتجاهات والجماعات واختلاط الأمور على كثير من الناس، وانتصار هذه الطوائف بأحاديث تؤيد ما هم عليه، بل إن بعضهم وضع الحديث عمدا لنصرة العقيدة أو الجماعة أو المذهب!!! فالأمرين معا كانا خطرا داهما على الشريعة المطهرة، فأخرج سبحانه وتعالى جهابذة تخصصوا في هذا الفن، وهبوا أعمارهم لسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، تركوا الفراش والزوجة والمال والولد وجابوا البلاد والصحاري والقرى بحثا عن حديثه صلى الله عليه وسلم، ما ألفاظه؟ من الذي رواه؟ هل شاركه فيه أحد؟ هل هو متهم؟ هل هو حافظ؟ هل. . .؟ هل. . .؟. . .
من هؤلاء الأفذاذ رحمهم الله: عمرو بن دينار، محمد بن سيرين، قتادة، أبو إسحاق السبيعي، ابن عيينة، الأعمش، شعبة، الثوري، مالك، القطان، ابن المبارك، أحمد، ابن معين، ابن المديني، البخاري، مسلم، النسائي، الترمذي، أبو داود، أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان، الدار قطني، أسكنهم الله الجنات، آمين. . .
قنعوا بمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ومبلغا ومبينا فاستغنوا به عن غيره، إذا مسح رأسه لم يقولوا: ربما كان كذا، أو من المحتمل كذا بل سمعوا وأطاعوا فمسحوا رؤسهم ولسان حالهم يقول: " سمعنا وأطعنا "، لم يسألوا: هذا المسح ركن أم فرض؟ هل هو واجب أم سنة مؤكدة أم هو مستحب؟ لم يسألوا: هذا حديث متواتر أم آحاد، ظني أم يقيني؟!!! فقط مسحوا رؤسهم، لهم قدوة في الأصحاب الكرام كما في الصحيح: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتما من ذهب، فاتخذ الناس خواتيم من ذهب، فقال: لبست خاتما من ذهب فطرحه فطرح الناس خواتيمهم.
في المرة الأولى لم يسألوه هل هو فرض. . أم واجب. . . أم مستحب؟ لم يسألوا. . . بل فعلوا ما فعله صلى الله عليه وسلم.
وكذا في المرة الثانية لم يسألوه هل هو حرام؟ أم مكروه؟ أم من يفعله يخلد في النار؟ لم يسألوا. . . فقط فعلوا ما فعل وتركوا ما ترك صلى الله عليه وسلم.
هكذا يكون الاتباع، أما ما نحن فيه الآن فهو انتقاء وليس اتباع. فعلم الحديث علم شريف لا يحسنه بعد جيل الرواد إلا الأفراد من الأمة، وهذا العلم الشريف هو عمدة العلوم كلها من لم يتقنه بعلومه العديدة سار كالأعمى يعمل دليلا أو كالأعرج يحترف سباق مائة متر عدوا!!! ومن أصعب مباحث هذا العلم الشريف بل هو أصعبها على الإطلاق هو مبحث الحديث الحسن بشقيه. ولما كان هذا القسم من الحديث عليه مدار كثير من الأحكام الفقهية والأبحاث الأصولية والتفسيرية كان من الأهمية بمكان أن نعيد بحثه بتوسع في هذا البحث خاصة وأن هناك فريقا يطرحه بشقيه من مرتبة الاحتجاج.
فرأينا أن نقتل الأمر بحثا بغية الوصول إلى الصواب سائلين الله عز وجل أن يجعلنا من الذابين عن سنة محمد الأمين صلى الله عليه وسلم.
المؤلفان
السبت 27 يوليو 2002
المبحث الأول: دراسة تعريفات الحسن
لفظة الحسن من الألفاظ التي تواترت عن أئمة الحديث منذ القدم، فتراها في كلام علي بن المديني و أحمد والبخاري والترمذي وأبو حاتم وغيرهم من أئمة الحديث رحمهم الله وتكرار هذه الكلمة على ألسنتهم بهذا الكم يدل على أن الحديث الحسن له أصل عندهم و إلا لم يكن لذكر هذه اللفظة معنى، وهذا المعنى من المؤكد أنه ليس الصحيح أو الضعيف إذا أنهما اصطلاحان قائمان بذاتهما.
قال ابن تيمية رحمه الله: والترمذي أول من حد هذا النوع بحد.
وهذا الكلام عندنا منتقد من أوجه:
أ - أن هذه الكلمة ذكرت كثيرا على ألسنة شيوخ الترمذي وشيوخ شيوخه وذلك قبل وضع الترمذي لهذا الحد.
ب - أن ذكر هذه الكلمة على ألسنة أئمة هذا الفن يعني أن لها مدلول ومعنى عندهم، وهذا المعنى موجود من قبل الترمذي.
ج - لو لم يكن لها مدلول ثابت ومعين عند أئمة هذا الفن قبل الترمذي لكان استخدامهم لها بهذه الكثرة تخبط وعشوائية علت مداركهم وهممهم عنها.
¥(4/382)
وعلى هذا نستطيع أن نقول أن التعريف كان موجودا قبل الترمذي ومتعارف عليه بين أئمة هذا الفن الشريف ولكن أحدا منهم لم يدونه في تصانيفه، حق جاء الترمذي – رحمه الله – فدونه في تقدمة جامعه، فكان أول من دونه لا أول من حده والله أعلم.
وسنبدأ في عرض تعريفات الحديث الحسن بشقيه والكلام على كل منها وشرحها شرحا وافيا بأذن الله.
- قال الذهبي – رحمه الله – في الموقظة: وفي تحرير معناه اضطراب، ثم ذكر – رحمه الله – تعريف الخطابي، ولكن رأينا أن نبدأ بتعريف الترمذي – رحمه الله – لقولهم أنه أول من وضع هذا التعريف، وقد تكلمنا في هذا قريبا، ولكن كونه أول من دونه كما ذكرنا يجعلنا نبدأ بتعريفه.
أولا: تعريف الترمذي:
قال – رحمه الله -: فكل حديث ليس في إسناده من يتهم بالكذب ولا يكون شاذا ويروى من غير وجه فهو عندنا حديث حسن.
الوجه ينافي قوله في تعريف الحسن: ويروى من غير وجه، وهذا واضح.
قال ابن الصلاح – رحمه الله – بعد أن ذكر تعريفات للحسن: كل هذا مستبهم!! لا يشفي الغليل، وليس فيما ذكره الترمذي والخطابي ما يفصل الحسن من الصحيح!!
فكأنه – رحمه الله – يقول: إن الشروط التي شرطها الترمذي – رحمه الله تنطبق على جزء آخر أو نوع آخر من الحديث وهو الصحيح، فتعريف الترمذي لم يفصل بين الحسن والصحيح فعلا تاما!!
نقول والضعيف أيضا قد يدخل في تعريف الترمذي!! وهذا واضح أيضا!!، والأعجب أنه لم يشترط السلامة من العلة!!
ثانيا: تعريف الخطابي – رحمه الله -:
قال – رحمه الله – هو ما عرف مخرجه واشتهر رجاله وعليه مدار أكثر الحديث وهو الذي يقبله أكثر العلماء ويستعمله عامة الفقهاء. سبق أن ذكرنا قول ابن الصلاح – رحمه الله – أن كل ذلك لا يشفي الغليل ولا يفصل الحسن من الصحيح.
قال الذهبي – رحمه الله – وهذه عبارة ليست على صناعة الحدود والتعريفات، إذ الصحيح ينطق عليه ذلك أيضا، وهو كلام صحيح وواضح.
ثالثا – تعريف ابن الجوزي – رحمه الله -:
قال – رحمه الله -: هو ما فيه ضعف محتمل ويجوز العمل به. قال الذهبي – رحمه الله -: وهذا أيضا ليس مضبوطا بضابط يتميز به الضعف المحتمل، أي أن – وهذا كلامنا – لفظة ضعف محتمل لا تضع حدا للتعريف يمكن الاعتماد عليه كما أنها مسألة نسبية!!
وكذا يجب أن نسأل: ما معيار هذا الضعف المحتمل حتى نبقي الحديث في دائرة الاحتجاج؟!!
رابعا: تعريف ابن الصلاح:
قال – رحمه الله -: إن الحسن قسمان:
أحدهما: ما لا يخلو سنده من مستور لم تتحقق أهليته غير أنه ليس مغفلا ولا خطاء فيما يرويه ولا هو متهم بالكذب في الحديث أي لم يظهر منه تعمد الكذب في الحديث ولا سبب آخر مفسق، ويكون متن الحديث مع ذلك قد عرف بأن روى مثله أو نحوه من وجه آخر أو أكثر حتى اعتضد بمتابعة من تابع راويه على مثله أو بما له من شاهد وهو ورود حديث آخر بنحوه فيخرج بذلك عن أن يكون شاذا ومنكرا، وكلام الترمذي على هذا يتنزل!!!
والثاني: أن يكون راويه مشهور بالصدق والأمانة لكنه لم يبلغ درجة رجال الصحيح لقصوره عنهم في الحفظ والإتقان وهو مع ذلك يرتفع عن حال من يعد تفرده منكرا مع عدم الشذوذ والعلة، وعلى هذا يتنزل كلام الخطابي!!!
قال الذهبي – رحمه الله – بعد أن ذكر القسمين: فهذا عليه مؤاخذات!!
نقول: إن التعريفات السابقة اكتفينا بذكر بعض النقد الموجه لها مرجئين الكلام عنها تفصيليا إلى مبحث قادم بإذن الله تعالى، أما تعريف ابن الصلاح – رحمه الله – فسنتكلم عنه هنا أيضا نظرا لأهمية التعريف لأسباب:
- أنه أول من قسم الحسن إلى حسن لذاته وحسن لغيره (بصرف النظر عن صحة هذا التقسيم).
- أنه فترة ما قبل تعريف ابن الصلاح – رحمه الله – كان هذا المعنى مبهما غامضا كل يحاول فك أسراره وغموضه، وأول من أرسى له قواعد شبه ثابتة هو ابن الصلاح – رحمه الله -، ولا أقول ثابتة للنقاط التالية:
أ - كلام الترمذي والخطابي – رحمهما الله على قسمن واحد يسمى الحسن، والترمذي سواء كان أول من حده أو أول من دونه فهو أعلم بمراده، وإذا سلمنا بكلام ابن الصلاح – رحمه الله – في كون القسم الأول يتنزل على تعريف الترمذي (وهو الحسن لغيره) فإن تعريف الخطابي يمكن حمله على هذا أيضا.
¥(4/383)
ب - قول الخطابي – رحمه الله – (ما عرف مخرجه واشتهر رجاله) يعني بوضوح قول الترمذي (يروي من غير وجه).
ج - الترمذي رحمه الله لم يتكلم عن مستور ولا مغفل ولا كثير الخطأ، على العكس يدخل في تعريفه الثقات وهذا واضح من قوله: لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب، وكذا بالمفهوم الكذاب، فشمل الباقي.
د - الترمذي – رحمه الله لم يذكر أبدا كلمة يعتضد به في تعريفه ولا في غيره فيما أعلم.
هـ- لم يشترط الترمذي – رحمه الله – السلامة من الشذوذ وهذا له تفسير قادم إن شاء الرحمن.
و - كون الترمذي – رحمه الله – أول من حد الحسن أو أول من دونه فهذا بالقطع يعني أن قولنا في نقد تعريفه: لم يفصل بينهما أقرب للخطأ، خاصة وأنه رحمه الله وكذا الخطابي لم يقولا أن الحسن غير الصحيح، بل في جامع الترمذي مئات المواضع يصف الحديث بالصحة والحسن، فمن الذي قال أن الترمذي أراد أن يفصل ما يسمى بالحسن عن الصحيح، بل العجيب أيضا أن تعريف الترمذي يدخل فيه الصحيح بلا ريب، وسيأتي تفصيلا إن شاء الله.
ز - بالنسبة للتعريف الثاني الذي قال ابن الصلاح _ رحمه الله – أنه يتنزل على كلام الخطابي فسيتضح قريبا مواضع نقده إن شاء الله تعالى.
ومما سبق يتضح لنا أن مسألة الحسن وأقسامه إن كان له أقسام مسألة مضطربة ظلت حتى عصر ابن الصلاح لا قاعدة لها ولا منهجية علمية بل مجرد اجتهادات فردية من هنا وهناك، وكذا بعد ابن الصلاح – رحمه الله – (ت 643 هـ) فإن الأمر لم يستقر، ولنرجع إلى الذهبي.
خامسا: أقوال الذهبي رحمه الله:
قال الذهبي – رحمه الله -: فأقول: الحسن ما ارتقي عن درجة الضعيف ولم يبلغ درجة الصحة، وإن شئت قلت:الحسن ما سلم من ضعف الرواة فهو حينئذ داخل في قسم الصحيح.
وحينئذ يكون الصحيح مراتب كما قدمناه والحسن ذو رتبة دون تلك المراتب، فجاء الحسن مثلا في آخر مراتب الصحيح. ثم يقول رحمه الله: ثم لا تطمع بأن للحسن قاعدة تندرج كل الأحاديث الحسان فيها فأنا على إياس من ذلك.
رحم الله الذهبي قد
} ™ o}^}S}S}}
عبر بسطوره هذه عن الحقيقة، انظر إلى قوله: ثم لا تطمع. . . إلى آخر كلامه رحمه الله، فحتى ذلك الوقت لم يكن فعلا للحسن قاعدة يندرج تحتها!!! على عكس الصحيح مثلا فتعريفه يدخل فيه كل الصحيح، ويخرج منه كل ما ليس بصحيح فتأمل.
سادسا – تعريف الحافظ ابن حجر رحمه الله:
قال رحمه الله في النخبة بعد أن ذكر تعريف الصحيح: فإن خف الضبط فهو الحسن لذاته.
وهذا عندنا منتقد بأمرين:
أ - أن قوله فإن خف الضبط ليس مضبوطا بضابط تتميز به خفة الضبط.
ب - أن القول بأن فلانا خف ضبطه جرح فيه فكيف يؤخذ ما تفرد به ليوضع في مقام الاحتجاج.
وأخيرا فهذه هي التعريفات التي وقفنا عليها من كتب الاصطلاح التي بين أيدينا ذكرناها مع بعض الكلام اليسير عنها, ولم نهمل منها شيئا قدر الاستطاعة إلا ما قيل في مسألة حسن المعنى إذا لا حاجه لها هنا , والله المستعان.
فإذا تأملنا هذه التعريفات لوجدنا أننا لم نصل إلى الآن إلى ما يشفي الصدور، وأن الصحيح مثلا مستقر ثابت معلوم الحد بعكس الحسن فهو ليس مستقر ولا معلوم الحد ونستطيع أن نقول وبصراحة: أن الحديث الحسن ليس له حتى الآن حد حقيقي على أسس علمية ثابتة، والله أعلم.
المبحث الثاني: كيف تضعف الرواة وتوثق؟؟
هذا المبحث العظيم من أهم مباحث علم الحديث لأنه يبنى عليه علم الجرح والتعديل والتوثيق والضعيف وعلل الحديث.
ولقد ظن بعض الناس الذي يقدسون أقوال الرجال ولا يبحثون عن الأدلة أن أتباع أحمد والبخاري وأبي زرعة مثلا في توثيق رطل أو تضعيفه هو اتباع لأقوال هؤلاء العلماء الأفذاذ من غير دليل، فقالوا لنا: ترفضون أقوال الفقهاء الكبار إن لم بكن عليها دليل وأنتم تتركون الرجل لمجرد قول أبي حاتم: لا يحتج به وتحتجون بحديث آخر لمجرد قو ل سفيان: ثقة ثقة!! أليس هذا إتباعا بغير دليل؟؟! نقول لهم: لا قطعا، ما من كلمة تضعيف أو توثيق إلا ولها أدلة تحكم المسألة وتبين القول الفصل فيها، ومن أجل هذا البحث الهام ومن أجل أن توضع مسألة اتباع أهل الجرح والتعديل في نصابها الصحيح كتبنا هذا المبحث العظيم، ونعود ونؤكد على عظم أهميته ومكانته، والله الهادي إلى سواء السبيل.
كيف توثق الرواة وتضعف؟
¥(4/384)
كيف يقال على راوي متروك أو لا يحتج بهذا الراوي أو هذا الراوي ثقة؟
هل الأمر بالرأي؟
هل الأمر بالهوى؟
هل الأمر بالمعرفة الشخصية والعلاقات الفردية؟
هل الأمر بالنقل عن الشيوخ؟
بالطبع الأمر غير ذلك، الأمر له طريقة علمية تجعل من تضعيف الرواة وتوثيقهم عملية متوارثة عبر أجيال هذه الأمة التي اختصها الله سبحانه بهذا العلم الشريف، أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فطالب الحديث إن علم طريقة الكلام في الرواة وكيف هي فله أن يتكلم في الرواة ولو بعد ألف عام!!! ولكن كيف يكون هذا؟!!
الأمر كما قال شيخ العلل العالم بها وشيخ الإمام البخاري رحمهما الله تعالي علي بن المديني، قال: الباب إذا لم تجمع طرقه لم تتبين علله.
فيا لها من مقولة عظيمة لمن عقلها ووعاها!!
فنقول: وكذا الراوي إذا لم يجمع حديثه لم يتبين كونه ثقة أم ضعيف.
سنضرب راويا كمثال لهذا الأمر ليظهر جليا واضحا بإذن الله تعالى والراوي هو عبد الرزاق بن همام الصنعاني قال ابن أبي حاتم في العلل حديث 453:
سمعت أبي يذكر حديث عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أنس أن النبي صلى الله عليه أشار في الصلاة بإصبعه.
قال أبي: اختصر عبد الرزاق هذه الكلمة من حديث النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث … قال أبي: أخطأ عبد الرزاق في اختصاره هذه الكلمة لأنه اختصر هذه الكلمة وأدخلها في باب من كان يشير بإصبعه في التشهد وليس كذاك هو. قلت لأبي: فإشارة النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة؟ فقال: أما في حديث شعيب عن الزهري لا يدل عن شيء من هذا.
فهذا دليل على أن عبد الرزاق وهم في هذا الحديث لأن الحديث فيه فأشار بيده وليس فيه بإصبعه، وأبو حاتم رحمه الله ضبط هذا الوهم.
علل ابن أبي حاتم حديث 1460:
قال ابن أبي حاتم رحمه الله: وسمعته يقول: روى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى على عمر ثوبا غسلا أو جديدا فقال: عشت حميدا. . . الحديث قال أبي: هذا حديث ليس له أصل من حديث الزهري!! قال أبي: وهو لم يرض عبد الرزاق حتى أتبع هذا بشيء أنكر من هذا فقال: حدثنا الثوري عن عاصم بن عبيد الله عن سالم عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله، وليس لشيء من هذين أصل. قال أبي: وإنما هو معمر عن الزهري مرسل أن النبي صلى الله عليه وسلم.
فهذا وهم آخر لعبد الرزاق لكنه أكبر وأشد والحاصل أن هذا الحديث يروى عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم بلا واسطة أي مرسل.
أ - فوصله عبد الرزاق مرة والتزم فيه الجادة، أي أن وهمه هنا هو وصل مرسل.
ب – ثم ركب سندا آخر على نفس المتن من غير عمد، فجاء بمتابع للزهري رحمه الله وهو عاصم بن عبيد الله، وهذا وهم فاحش جدا.
وهنا أصبح للحديث طريقان: الأول مرسل، والثاني متصل، وثالث فيه مجهول!!، وبالتأكيد سنجد من يرقيها بتعدد الطرق!! إلى أين؟ لاندري.
علل ابن أبي حاتم حديث 1520:
قال ابن أبي حاتم رحمه الله: وسمعته يقول روى عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: كلوا الزيت وائتدموا به، حدث به مرة عن زيد بن أسلم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم، هكذا رواه دهرا ثم قال بعد: زيد بن أسلم عن أبيه أحسبه عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم لم يمت حتى جعله عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بلا شك. أي أنه رواه مرة مرسلا ثم شك فرواه بالشك، ثم جزم فرواه موصولا، وهذا وهم ناتج من سوء الحفظ.
علل ابن أبي حاتم حديث رقم 1627:
قال رحمه الله: سألت أبي عن حديث رواه أبو عقيل بن حاجب عن عبد الرزاق عن سعيد بن قمازين عن عثمان بن أبي سليمان عن سعيد بن محمد بن جبر بن مطعم عن عبد الله بن حبشي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تطرقوا الطير في أوكارها فإن الليل أمان لها.
قال أبي: يقال إن هذا الحديث مما أدخل على عبد الرزاق وهو حديث موضوع.
فهنا ساء حفظه جدا ويقال أن حفظه ساء بهذه الدرجة لما كبر وعمي وليس معنى هذا أن كل هذه الأخطاء هكذا.
علل ابن أبي حاتم حديث 1794:
¥(4/385)
قال رحمه الله: سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه عبد الرزاق عن معمر عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم: كيف لي أن أعلم إذا أحسنت أني أحسنت. . . وذكر الحديث. قالا هذا خطأ رواه حماد بن شعيب عن منصور عن جامع بن شداد عن الحسن بن مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل وهو الصحيح.
أي أن عبد الرزاق:
أ - وصل الحديث المرسل.
ب – سلك الجادة وأبدل راويين بآخرين.
وهذا أيضا وهم فاحش، ولاحظ أن الحديث هكذا له متابعة – نقصد المرسل طبعا – تابعه عبد الرزاق عن معمر، فالبطبع يرتقي!!!!
علل ابن أبي حاتم حديث 2415:
قال رحمه الله: سألت أبا زرعة عن حديث رواه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن الأكل بالشمال فقال: هذا خطأ. قلت قد تابع معمر في هذا الحديث عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري؟ فقال أبو زرعة: الناس يقولون عن الزهري عن أبي بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر عن ابن عمر وهذا الصحيح.
قوله: الناس يروونه أي أصحاب الزهري رحمهم الله. وهذا خطأ آخر من عبد الرزاق أبدل راو بآخر وله في ذلك سلف وهو عبد الرحمن بن إسحاق والظن أنه أي عبد الرزاق سمعه من معمر على الصواب ثم لسوء حفظه اختلفت عليه رواية عبد الرحمن بن إسحاق فروى مثلها عن معمر. وهذا فيه دلالة على أن الاثنين يتفقان على رواية وتكون خطأ أي أن اتفاقهما لا يثبت أن لها أصلا!!!
علل ابن أبي حاتم (حديث 2470):
قال رحمه الله: سألت أبي عن حديث رواه عبد الرزاق عن معمر عن سعيد بن عبد الرحمن الجحشي عن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن السائب بن يزيد قال: كان عمر يمر علينا نصف النهار أو قبيله فيقول: قوموا فقيلوا فما يقيل الشيطان.
قال أبي: ليس فيه ابن حزم من رواية ابن المبارك.
أي أنه يقول أن عبد الله بن المبارك رحمه الله رواه عن معمر عن سعيد عن السائب مرسلا، وابن المبارك أثبت من عبد الرزاق بكثير.
فهذا خطأ آخر من عبد الرزاق وهو وصل مرسل بزيادة رجل في السند.
سؤالات البرذعي لأبي زرعة (2/ 450):
قال البرذعي: قال: أبو زرعة ذاكرت أحمد بن حنبل عن إبراهيم بن موسى عنه (عبد الرزاق) عن أبي معشر عن الربيع بن أنس. . . الحديث فقال أحمد: هو حدثنا به (أي عبد الرزاق وكان شيخه) عن أبي جعفر (أي ليس عن أبي معشر) وذهب إلى أن إبراهيم أخطأ فيه لأن أبا معشر لم يسمع من الربيع بن أنس، وهذا خطأ فاحش.
قلت لأحمد: فحدثنا عنه (أي عن عبد الرزاق) حماد بن زاذان القطان عن أبي معشر، فرأيت أحمد قد احمرت وجنتاه واغتم، وذلك أنه كان يعظم أبا زياد القطان وكان يعرفه وكان رفيقه في طلب الحديث.
ومعنى هذا أن عبد الرزاق حدث مرة عن أبي جعفر ومرة عن أبي معشر وذلك وذلك في أوقات متقاربة لأن شيوخ أبي زرعة أقران أحمد رحمهم الله تعالى، فلما منهم أحمد رحمه الله هذا المعنى تغير وجهه وذلك لأن عبد الرزاق شيخه وعنده حديث كثير عنه.
وهذا أيضا وهم من عبد الرزاق إبدال راوي براوي.
بالطبع لم نجمع أوهام عبد الرزاق ولكن لمن أراد أن يراجعها في علل ابن أبي حاتم: حديث 453 – 652 – 1101 – 1460 - 1470 – 1520 – 1627 - 1719 – 1736 - 1794 - 1931 – 2415 – 2417 – 2418 – 2420 - 2421 - 2520 – 2521 – 2717 – 2774.
فهذه ببساطة هي طريقة الحكم على الرواة، نجمع حديث الراوي محل البحث ثم نقارن كل حديث رواه بروايات الآخرين فنقف على مواضع الزلل والخلل ونعلم قدر هذا الراوي بالضبط، وهذه هي الطريقة الوحيدة، لا سبيل غير ذلك.
فإذا جاء رجل لا يعلم هذا الكلام ورأي أبا حاتم في الجرح والتعديل يقول: عبد الرزاق لا يحتج بحديثه!! قال: إن أبا حاتم من المتشددين!!!
لم لا تقول أنه ظهر له علم خفي عن غيره؟ خاصة وأننا وأن أبا زرعة يقول بهذا أيضا، وكذا البخاري يقول عنه: صاحب أوهام!! فكم الأخطاء التي يقع فيها الراوي ونوعيتها ومدى فحشها، هي التي تحدد درجة الراوي هل هو ثقة ثبت متقن أي خطؤه نادر معروف معدود، وهناك الثقة وهو أدنى، وكلما زادت الأخطاء وفحشت نزلت الرتبة!! وهكذا. . .
وهنا وبعد تبيين طريقة التوثيق والتضعيف ببساطة لابد أن نقف وقفة سريعة لننظر على موضوع البحث الرئيسي وهو الحديث الحسن بشقيه.
¥(4/386)
الجمهور من المحدثين خاصة المتأخرين منهم يقول بأن الحديث الحسن بشقيه درجة أدنى من الصحيح وأعلى من الضعيف، وهو عندهم في الاحتجاج كالصحيح، وكذا عند الأصوليين والفقهاء وغيرهم.
وإذا نظرنا إلى الأمر بموضوعية لأمكن تلخيصه وفي النقاط الآتية:
- راوي الحديث الحسن نزل في درجته ورتبته عن الثقة ولذلك فإن حديثه ليس في درجة الصحيح.
– هذا الراوي إنما نزل عن درجة الثقة بسبب أوهامه التي جمعت وظهرت من جمع حديثه ومقارنته بروايات أقرانه الذين رووا الحديث معه.
– حديث هذا الراوي ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
أ - ما رافق فيه الثقات، وليس له كبير أهمية نظرا لوجود حديث الثقات.
ب – ما خالف فيه الثقات، وهو مطروح ليس له فائدة، ويعد شاذا أو منكرا.
ج - ما تفرد به، وهو أيضا ليس له فائدة فإن الراوي الذي عرف عنه أنه صاحب أوهام ويخالف في الرفع والوقف والوصل والإرسال ويبدل أسماء الرواة ويجعل كلام الحسن من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وكلام ابن سيرين من قول أبي هريرة. . . وهلم جرا، فهل هذا هو الراوي يقبل تفرده للاحتجاج؟! وهذا هو الحسن لذاته.
د - أفراد هذا الراوي أو ما تفرد به هو جزء من نزوله عن درجة الثقة، أي أنه لم يوثق بسبب ما خالف فيه الثقات وما تفرد به، فتكون أفراده جزء من تضعيفه، فكيف نأتي بالأحاديث التي تفرد بها وكانت سببا في عدم توثيقه ثم نضعها في مرتبة الاحتجاج؟!! تناقض في غاية الغرابة!!!
هـ- هذه الأفراد بها هذا الراوي الذي خف ضبطه نسأل: لم خفيت علي الأثبات الذين وافقهم في رواية أحاديث ليست بقليل’ وهي ما أشرنا إليه بقولنا: ما وافق فيه الثقات؟ أليس غياب علمهم بهذه الروايات التي تفرد بها مع اشتراكهم معه في روايات وما ظهر لنا من خفة ضبطه دليل قاطع على أن هذه الأفراد التي تفرد بها خفيف الضبط أو من خف ضبطه ما هي إلا أوهام؟؟!!
و - الاحتجاج بأفراد من خف ضبطه أو ما يسمى بالحديث الحسن لذاته عمل محدث لم يكن عليه أكابر المحدثين في القرون الأولى وسيأتي شرح ذلك تفصيليا في المبحث القادم إن شاء الله.
.. ز- ان العمل بأحاديث راوي خفيف الضبط ليست الا من الظن والظن لا يغنى من الحق شيئا
المبحث الثالث: تحقيق كلمة الحسن عند المتقدمين
كلمة الحسن كما قدمنا ليست من وضع الترمذي رحمه الله، ونقول أنه من الصعب تحديد أول من تكلم بلفظة الحسن واصفا بها الأحاديث الحسان.
ولكن يكفينا أن هذه اللفظة انتشرت واشتهرت على ألسنة أئمة هذا الفن مثل ابن المديني والبخاري والترمذي وأبو حاتم وغيرهم رحمهم الله جميعا.
وهذه اللفظة لا بد أن يكون لها عندهم معنى محدد لا غبار عليه ولا اختلاف فيه، لابد أن يكون لها معنى واضح ثابت، كذا الصحيح له حدود ثابتة، فإذا قلنا حديث صحيح علمنا أنه متصل السند ورواته ثقات وليس بشاذ ولا معلول، فهذه شروط إذا توفرت سمي الحديث صحيحا، وكذا إذا سمي صحيحا علم أنه حديث توفرت فيه الشروط السابقة.
والحسن لابد أن يكون كذلك أيضا عندهم شروط تدل على وصف، ووصف إذا ذكر دل على وجود هذه الشروط.
ولهذا سنضرب العديد من الأمثلة من كتبهم عليهم رحمه الله، وننظر في مواقعها ومعانيها لنعلم أن:
- لفظة الحسن لها معنى غير ما نعنيه نحن من حسن لذاته ولغيره.
– المتقدمين لم يكونوا يحتجون بالحديث الحسن الاصطلاحي عندنا. الحسن
كلمة الحسن كما قدمنا ليست من وضع الترمذى رحمه الله،ونقول انه من الصعب تحديد أول من تكلم بلفظه الحسن واصفا بها الأحاديث الحسان
ولكن يكفينا أن هذه اللفظة انتشرت واشتهرت علي ألسنة أئمة هذا الفن مثل علي بن المدينى والبخاري والترمذى وأبو حاتم وغيرهم رحمهم الله
وهذه اللفظه لابد أن يكون لها عندهم معنى محدد لا غبار عليه ولا اختلاف فيه، معنى واضح ثابت، كذا الصحيح له حدود ثابتة فعندما نقول حديث صحيح يعلم السامع من أهل الحديث أنه متصل السند ورواته ثقات وليس بشاذ ولا معلول، فهذه شروط اذا توفرت سمينا الحديث:حديث صحيح وكذا اذا أطلقنا عليه الصحة علمنا أن هذه الشروط قد توفرت فيه.
والحسن لابد ان يكون كذلك عندهم شروط اذا توفرت دلت علي وصف ووصف اذا ذكرناه دل علي وجود هذه الشروط، كل عقل سليم يجب أن يسلم بهذا.
¥(4/387)
وسنقوم بضرب العديد من الأمثلة من كتبهم عليهم من الله الرضوان والرحمة وننظر فى مواقعها ومعانيها لنقرر أمرين:
الأول: أن لفظة الحسن عندهم لها معنى مخالف لما تعارفنا عليه كمتأخرين من كونها درجة من درجات الحكم علي الحديث.
الثانى: نفي شبهة احتجاج المتقدمين بما دون الصحيح.
ان أول خطوات حسم هذا البحث هى تحديد ما هو المقصود من عبارة:ويروي من غير وجه!!
قال الترمذى رحمه الله فى كتاب العلل الكبير رقم 143:
حدثنا مسدد حدثنا قتيبة حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن عطاْء عن صفوان بن يعلي عن أبيه سمعت النبي صلي الله عليه وسلم يقرأ علي المنبر " ونادوا يا مالك "
سألت محمدا عن هذا الحديث فقال:هو حديث حسن وهو حديث ابن عيينة الذي ينفرد به.
فهذا الأسناد الذى وصفه البخاري رحمه الله بالحسن كل مبتدىء في علم الحديث يعلم أنه صحيح وقد أخرجه البخاري نفسه في صحيحه وهذا الصحيح مؤلف قبل سؤلات الترمذى للبخاري ومع هذا وصفه البخاري رحمه الله بالحسن!!!
ووصفه الترمذى رحمه الله في جامعه قائلا: حديث حسن صحيح غريب.
والشاهد من هذا أن الوصف بالصحة مع الحسن مع الغرابة يقتضى توفر أسباب الصحة والحسن والغرابة كما يفهم كل عاقل.
كيف هذا؟
الصحة واضحة ولله الحمد، والغرابة واضحة أيضا.
يبقى الحسن!! نسأل:ما شروط الحسن عند الترمذى رحمه الله؟
- ألا يكون في اسناده من يتهم بالكذب،وهذا الشرط متوفر.
- ألا يكون شاذا، وهذا الشرط متوفر أيضا.
- ويروي من غير وجه، وهذا أيضا متحقق فقد رواه علي بن المدينى وقتيبة بن سعيد ومسدد وأحمد بن حنبل وأحمد بن رمح كلهم عن سفيان.
- فالنظر الى هذا الحديث وأشباهه تحديدا يبين لنا ما الذي يعنيه الترمذى رحمه الله بقوله:ويروي من غير وجه، وهو انتشار الحديث عن هذا الصحابي من أوجه ومن الألفاظ التى تزيد الأمر وضوحا قوله: حديث حسن غريب وفي الباب عن فلان وفلان وفلان………….
- فكأن كلامه رحمه الله انما يدور دائما علي سند واحد وليس كما ظن بعض المتاخرين أنه يقوي الأحاديث ببعضها وتكون في درجة الحسن والله المستعان.
- ومن الفوائد العظيمة لهذا المثال اثبات أن الصحيح عندهم جزء من قسم الحسن، وهذا قد انتقده بعض المتأخرين في تعريف الترمذى وكأنه لم يقرأ جامع الترمذى قبل أن يسطر نقده!!!
- لن نستهلك أوراقا وأوقاتا كثيرة في ضرب كثير من الأمثلة ولكن من اراد التتبع فعليه مراجعة الأرقام التالية من جامع الترمذى:
-
- -1536 - 1610 - 1711 - 1747 - 1645 - 1755 - 1758 - 1831 - 2020 - 2030 - 2062 - 2134 - 213 - 262 - 427 - 443 - 480 - 1207 -
-
- وغيرها كثير كلها ليس في اسنادها من يتهم بالكذب وليست شاذة وتروي من غير وجه، ومع اختلافنا مع أبي عيسى رحمه الله فى تصحيح بعض هذه الأحاديث الا ان احايث كثيرلا تحتمل الخلاف ومع هذا خضعت لهذه القاعدة في الحسن، نعني الحسن عندهم بالطبع.
- ومن أراد أن يقف علي اطلاق الحسن علي المعلول والصحيح الغريب والصحيح والضعيف الغريب والضعيف فعليه فقط أن يترك هواه خلف ظهره وكذا ما وجد عليه سلفه ثم يعيد قراءة جامع الترمذى من جديد.
- كل هذه الأمثلة لا توضح معنى الحسن عندهم وانما تؤكد فقط أن الحسن عندهم يدخل فيه الصحيح والضعيف والمعلول ولكن لا يوضح ما هذا القسم المسمى بالحسن وما فائدته؟
- نقوم بدراسة المثال التالي لتوضيح الأمر وتيسيره
- ما جاء ويل للأعقاب من النار 22 حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن ابن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن عبد الرحمن توضأ ثم عائشة فقالت يا عبد الرحمن أسبغ الوضوء فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ويل للأعقاب من النار 23 حدثنا أبو الوليد الدمشقي حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن سالم مولى دوس أنه سمع عائشة تقول لعبد الرحمن نحوه 24 وقال أيوب بن عتبة عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن معيقيب عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه فسألت محمدا عن هذا الحديث فقال حديث أبي سلمة عن عائشة حديث حسن حديث سالم مولى دوس عن عائشة حديث حسن حديث أبي سلمة عن معيقيب ليس بشيء كان أيوب لا يعرف صحيح حديثه من سقيمه فلا أحدث عنه وضعف أيوب بن عتبه جدا قال محمد وحديث أبي عبد الله الأشعري ويل للأعقاب من النار هو حديث حسن
-
¥(4/388)
- هذا المثال من العلل الكبير للترمذى رحمه الله وسنقوم بدراسة أسانيد هذه الأحاديث باختصار:
-:
- الحديث الأول رقم 22
- علته محمد بن عجلان
- ملاحظة: سيقول البعض محمد بن عجلان صدوق وهذا الحديث سنده حسن وقد وصفه البخاري فعلا بالحسن وهذا دليل علي قوله بالحسن.
- نقول:القضايا تحسم بالأدلة الكلية وليس بدليل واحد.
- الحديث الثانى رقم 23:
- سنده مسلسل بالمشاكل والعلل:أ- أبو الوليد متكلم فيه،ب- الوليد بن مسلم مدلس تدليس تسوية خاصة عن الأوزاعي وهو يروي عنه وقد عنعن، ج-الأوزاعي روايته عن ابن أبي كثير تكلم فيها أحمد بن حنبل رحمه الله د-يحيى بن أبي كثير فيه تدليس وقد عنعن.
- فهذا السند مسلسل بالعلل ومع هذا وصفه البخاري بالحسن ايضا.
- سيقول بعضهم:
- نعم حسنه بشواهده ومتابعاته،هو مسلسل بالعلل لكن طرقه تبين أن له أصلا فيرتقى الي درجة الحسن، كما أن هذا الحديث عند البخارى في الصحيح من طريق صحيح ليس فيه مطعن ولهذا حسن كل طرقه الأخري المعلولة والضعيفة وهذا واضح.
- نقول: اذن حديث أيوب بن عتبة أيضا حديث حسن؟
- وهنا سوف نسمع الأقوال العرجاء التى اعتادوا عليها وتحريف الكلم عن مواضعه الذى اعتادوا عليه مع الله ورسوله، فما أسهله وأهونه مع البخاري والترمذى!!!
- ان البخاري ولله الحمد لم يحسن حديث أيوب بن عتبة،رغم أن له شاهد عند البخاري صحيح، وحديث ابن عجلان وحديث أبي الوليد!! والله ان هذه الطرق عند المتأخرين لكفيلة بجعل الحديث متواتر!!
- لكنها عند محمد بن اسماعيل رحمه الله لا شىء!!
- تأمل قوله: كان أيوب لا يعرف صحيح حديثه من سقيمه؟؟؟؟؟؟؟
- فلا أحدث عنه….
- أي لأن حديثه لا يتميز فأنا أطرحه كله!!!
- هذا عجيب، أليس قد تبين لنا أن أيوب قد حفظ في هذا الحديث؟
- والحديث صح من طرق فعلا؟
- ولكن حديث أيوب بن عتبة ليس بحسن أي لا يروي عنه أى مطروح الحديث.
- فكأن أيوب لما كان لايتميز صحيح حديثه من سقيمه أشبه حديثه أحاديث المتهمين بالكذب والكذابين لشدة التخليط فيه فاستحق الطرح بالكامل.
- وهذا يعنى أن الحديث الذى يطرح ليس بحسن، وأن الحديث الذى يكتب حديث حسن صحيحا كان أو ضعيفا.
- واكمالا للفائدة فان حديث أبي عبد الله الأشعري وأبي صالح الأشعري حسنه البخاري رغم جهالة الأثنين وهذا دليل علي أن الحديث الحسن هو الغير مطروح أي الذى يكتب وهذا لاعلاقة له بالصحة والضعف، والحديث الذى تنتفى عنه صفة الحسن هو الحديث المطروح الذي لا يكتب.
واذا قيل في راوي أنه حسن الحديث فمعنى هذا أن حديثه يكتب أما كون هذا الحديث صحيحا أو ضعيفا فهذا أمر اخر
وسنضرب مثالا اخر من كتاب الجرح والتعديل لأبن أبي حاتم: ترجمة رقم 559 اسماعيل بن أبي اسحاق الأثرم عن أحمد:يكتب حديثه وقد روى حديثا منكرا في القتيل-----أبو حاتم عن اسحاق بن منصور عن يحيي:أبو اسرائيل صالح الحديث-----عن عمرو بن علي:أبو اسرائيل ليس من أهل الكذب-----أبو حاتم: أبو اسرائيل حسن الحديث جيد اللقاء له أغاليط لا يحتج بحديثه-----أبو زرعة:صدوق كوفى-------فتأمل
التوسع في الشرح والأمثلة سهل يسيروتطويل البحث أمر هين ولكن ليس هذا المراد.
انما المراد ان نفتح به عيونا عميا وأذانا صما والله المستعان
-----------------------------------------------
نماذج من اصطلاحات المحدثين المقاربة للفظة الحسن:
استخدم المحدثون الاوائل اصطلاحات عديدة تؤدى نفس المعني وكلها عجز المتأخرون عن فهمها حتى أنهم قالوا: ان لكل امام اصطلاحات خاصة به!!! وهذا والله أقرب للهو الصبيان منه الي دين!!! لكل امام اصطلاح خاص به؟ ولم يسأل واحد منهم الأخر ماذا تعنى بقولك صالح الحديث مثلا؟ أو ماذا تقصد بقولك فلان مقارب الحديث؟
كأن هؤلاء الرجال أصحاب العقول الفذة والهمم العالية لا عقول لهم!! يسمعون اصطلاحات لا يفهمونها ويسكتون ولا يسألون!!!
فمثلا أبو داود يستعمل لفظة: صالح وهى لفظة في المعني تساوي حسن تماما عند الترمذي والبخاري، و أبو حاتم يستخدم لفظة صدوق وهي أيضا تعنى أن هذا الراوى حسن الحديث أي يكتب حديثه ويدخل فيها الصحيح والضعيف كما قدمنا، ومن أراد استقصاء الأمر فكتب جيل الرجال أمامه فليلق خلف ظهره كتب أشباه الرجال من المتأخرين ويعود الي النور الأول.
¥(4/389)
وسنضرب بعض الأمثال من أقوالهم من غير أن نطيل البحث ان شاء الله:
قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل:
الجزء الأول ترجمة 29 أحمد بن جعفر البغدادى:ثقة صدوق.
ترجمة 47 أحمد بن خالد الخلال:خيرا فاضلا عدلاصدوقا رضا.
ترجمة 59 أحمد بن سليمان بن عبد الملك:صدوق ثقة.
وكذا رقم 60 - 80 - 106 - 119 - 125 - 135 - 165 - 383 - 439 - 472 - 531 - 539 - 546 - 620 - 770 - …… .. وغيرها كثيرلمن أراد أن يبحث وينقب كل هؤلاء الثقات وصفهم بصدوق!! فهل بعد هذا نقول أن الصدوق هو من خف ظبطه؟؟؟؟؟؟
ان الصدوق هو الذى اشتهر بتحرى الصدق في الرواية بصرف النظر عن درجته في الرواية.
ولمن يريد التوسع كتاب الجرح والتعديل والعلل ومعرفة الرجال لأحمد وتاريخ يحيي بن معين فيهم معين لاينضب من الأمثلة علي هذا والله المستعان.
رد شبهات أثارها البعض حول احتجاج المتقدمين من المحدثين بالأحاديث الحسان عند المتأخرين
-------دفع شبهات
قال الله تعالى في كتابه العزيز"يا داود انا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولاتتبع الهوي فيضلك عن سبيل الله ان الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب"
فالهوي ينسى صاحبه يوم الحساب!! فقط يتذكر هواه الذى يريد أن ينتصر له فماذا تكون النتيجة؟ عذاب شديد ………
نعوذ بالله من الأهواء وأهلها.
بعض المتأخرين لمل رأى شعاع من النور ينفذ من بين الظلمات استفزه الشيطان وأوحي اليه أن يجمع بعض الشبهات التى يظنها أدلة ويضعها فى كتاب ليضل به أهل العلم وطلبته زاعما أن الحديث الحسن مسألة منتهية محسومة المتقدمين والمتأخرين!!!
كيف لا؟ والكذب علي العلماء أهون وأيسر من الكذب علي الله ورسوله!!!
وهنا نرد علي هذه الأباطيل باختصار لا يخل بالرد ونذكر بسبب ذلك ألا وهو عدم التطويل فان عدد الملازم لا يعنينا في شىء، ولو أطلنا في كل مبحث لما أنتهى هذا البحث الا بعد سنوات طوال.
قال هذا المؤلف في كتابه:قال الشافعي في الرسالة:
المنقطع مختلف فيه فمن شاهد أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم من التابعين فحدث منقطعا عن النبي صلي الله عليه وسلم اعتبر عليه بأمور:
1 - أن شركه فيه الحفاظ المأمونون فأسندوه الي رسول الله صلي الله عليه وسلم بمثل معني ما روي كانت هذه دلالة علي صحة من قبل عنه وحفظه.
2 - وان انفرد بارسال حديث لم يشركه فيه من يسنده قبل ما ينفرد به من ذلك ويعتبر عليه بأمور:
3 - هل يوافقه غيره بمرسله ممن قبل عنه العلم من غير رجاله الذين قبل عنهم، فان وجد ذلك كان ذلك دلالة تقوى مرسله. وهى أضعف من الأولي"هذا كلام الشافعي"
4 - وان لم يوجد نظرنا الي بعض ما يرويه بعض أصحاب النبى صلي الله عليه وسلم قولا له "أي موقوفا" فان وجد يوافق ما روي عن الصحابي كانت هذه دلالةعلي أنه لم يأخذ مرسله الا من أصل يصح.
5 - وكذلك ان وجد عوام من أهل العلم يفتون بمثل معنى ما روي عن النبى صلي الله عليه وسلم.
6 - وكذا ان كان اذا سمى من روي عنه لم يسم مجهولا ولا مرغوبا عنه في الرواية فيستدل بذلك علي صحته فيما روى عنه ويكون اذا شرك أحدا من الحفاظ في حديث لم يخالفه ومتي خالف ما وصف أضر بحديثه حتى لا يسع أحدا منهم قبول مرسله. انتهي كلام الشافعى.
7 - قال: فهنا يبين الشافعى رحمه الله أن المرسل اذا جاء من وجه اخر مرسل من غير رجاله فانه يقوي أحدهم الاخر، انتهى كلام الرجل.
ولن نذكر شرحا ولا تعليقا الا بعد أن نكمل كلام الشافعي: قال:وان وجدت الدلاله بصحة حديثه أحببنا أن نقبل مرسله ولا نستطيع أن نزعم أن الحجة تثبت به ثبوتها بالمتصل!!!
ويل للتدليس ماذا يفعل بأهله!!
فقط يقول الشافعي أحببنا ولم يوجب قبول هذا المرسل لا علي نفسه ولا غيره، ومع ذلك يقر بأن الحجة لا تقوم به كما تقوم بالمتصل!! وهذا صحيح،ونسأل هذا الرجل هل توافق الشافعى علي مسح الرأس ثلاثا؟ فهو يحبه ايضا!! بالطبع تخالفه،هل توافقه في الجهر بالبسملة في الصلاة؟ بالطبع لا!! وعشرات المسائل امثالها ما الذي جعلك تطرح أقواله في هذه المسائل؟ ان قلت الدليل أرحتنا واسترحت،والا فهو ما حذر منه الرحمن:الهوى!! نعوذ بالله منه.
نعود الي كلام الشافعي:
¥(4/390)
أ-الشافعى لم يطلق الكلام علي المرسل وانما حدد أنه خاص بمراسيل التابعين الذين رأوا اصحاب الرسول صلي الله عليه وسلم فلا يدخل فيه مراسيل صغار التابعين مثلا. فتأمل.
ب-الشافعى لم يتعرض للأحاديث الضعيفة والكسيرة والجريحة كما يفعل هذا المتأخر وأضرابه.
ج-اذا روي الحفاظ المأمونون ما رواه التابعي الكبير مرسلا رووه متصلا بمعناه دل هذا فعلا علي صحة المعنى ولم يدل علي كون التابعي أصاب في حفظ الأسناد ولا كونه اذا سمى سمى عدلا حافظا.
د-الشافعي نفسه يقر أن رواية الحفاظ المأمونون لما رواه التابعى الكبير دليل علي صحته"وهذا غير مسلم له"أما ما تلاه من شواهد كموافقة قول صحابى أو فتوي أهل العلم فهذه الدلالات كلها أضعف من الأولي كما قال الشافعي نفسه.
ه-بعد كل هذا يقول الشافعي: ولانستطيع أن نزعم أن الحجة تثبت به ثبوتها بالمتصل.
وانظر الي كلام ابن رجب رحمه الله:
فاذا وجدت هذه الشرائط دلت علي صحة المرسل وأن له أصلا وقبل وأحتج به ومع هذا فهو دون المتصل في الأحتجاج.
فان المرسل اجتمعت فيه هذه الشرائط يحتمل أن يكون في الأصل مأخوذا عمن لا يحتج به.
ولوعضده حديث متصل صحيح لأنه محتمل ألا يكون أصل المرسل صحيحا. وان عضده مرسل فيحتمل أن يكون أصلهما واحد وأن يكون متلقي عن غير مقبول الرواية.
وان عضده قول صحابى فيحتمل أن الصحابي أخطأ في رأيه من غير سماع من النبى صلي الله عليه وسلم فلا يكون في ذلك ما يقوى المرسل، ويحتمل أن المرسل لما سمع قول الصحابي ظنه مرفوعا فغلط في رفعه وأرسله ولم يسم الصحابى فما أكثر ما يغلط في رفع الموقوفات.
وان عضده موافقة قول عامةالفقهاء فهو كما لو عضده قول الصحابي وأضعف فانه محتمل أن يكون مستند الفقهاء اجتهاد منهم وان يكون المرسل غلط ورفع كلام الفقهاء.
ولكن هذا في حق كبار التابعين مستبعد.
انظر يرحمك الله الي هذا التناقض العجيب
الامر عنده محسوم الحديث المرسل بهذه الشروط عنده مقبول في درجة الاحتجاج ثم ينقده هذا النقد اللاذع وهذا أيضا ما فعله الذهبي في الموقظة.
نسأل هؤلاء المتمسحين في كلام الشافعي:الحديث الحسن عندكم تقوم به الحجة كالصحيح؟
ان قلتم لا فليس لكل هذه الضجة معني لأن الصحيح يقين والحسن ظن لا يغنى من الحق شيئا، وان قلتم نعم مثله في الحجية خالفتم كلام الشافعي الذى تحتجون به، وهو في النهاية بشر يصيب ويخطئ.
واليكم أمثلة تؤكد لكم أن الشافعي لم يكن يقوي الأحاديث ببعضها كما ادعي بعضهم:
أ-الأم فقرة مسح الأذن في الوضؤ ولو ترك مسح الأذنين لم يعد لأنهما ان كانتا من الوجه غسلتا معه ولو كانتا من الرأس كفي ماسحهما أن يمسح بالرأس،،،،،،،،،
والشاهد أن حديث الأذنان من الرأس لم يثبت عنده مع كثرة طرقه.
وهذا مجرد مثال وللزيادة راجع:قوله في الفرق بين بول الجارية والغلام والأحاديث الواردة في ذلك، وكذا أحاديث التسمية عند الوضؤ وقول الشافعى، وكذا أحاديث كراهية فضل طهور المرأة وقول الشافعي، وكذا الحجامة للصائم.
ومن أراد الزيادة فالأم مطبوع ولله الحمد.
"وان يكن لهم الحق يأتوا اليه مذعنين"
أما الرجل الثانى الذي يحتج بالحسن عندهم فهو محمد بن اسماعيل البخاري رحمه الله ، هل سمعتم قولا أعجب من هذا؟؟
ومن أراد رد هذه الشبهة التى لن نضيع وقتنا في ردها فليراجع باب تخليل اللحية في كتاب العلل الكبير وتحسينه لأحاديث الباب الا حديث أبي سورة عن أبي أيوب لم يحسنه"طبعا البخاري رحمه الله يقصد معني الحسن عند المتقدمين"،وكذا باب ويل للأعقاب من النار ومن العجيب أن هذا الحديث عنده في الصحيح من أوجه فكان يجب عليه أن يصحح هذه الطرق لا أن يحسنها فتأمل،وغيرها من الأمثلة لمن أراد التوسع، يطلق الحسن علي طريقين أو ثلاثة ثم يتوقف في الرابع مع أن مقتضي تعدد الطرق أن يحسن الجميع فتأمل.
وأهل العلم يخطئون أحيانا في تصحيح حديث أو تضعيفه فلا يحسن بنا أن نعتبر أخطاءهم قواعد عامة فهم رحمهم الله بشر يصيب ويخطىء
..
ومن شبههم العقيمة قولهم: طرح الحسن بشقيه يعطل كثيرا من الأحكام الشرعية؟؟؟؟؟؟
كيف أصبحت أحكام شرعية وأدلتها مازالت محل بحث وخلاف؟؟
ثم ان طرح الحديث الضعيف يعطل أضعاف ما يعطله طرح الحديث الحسن.
فكل ما تردون به علي من يريدكم أن تحتجوا بالضعيف نرد به عليكم.
¥(4/391)
ومن شبههم أيضا قولهم أن الحديث الضعيف اذا روي من عدة طرق فان هذا يدل علي أن له أصلا فليس من المعقول أن يخطىء كل هؤلاء.
شبهة قوية دخلت حتى علي بعض المنتسبين للعلم.
وقد سبق وتكلمنا في مبحث كيف توثق الرواة وتضعف بكلام جيد ولله الحمد فأغني عن تكراره هنا ولكن سنضرب مثالا واحدا لمزيد من التبيين.
سنذكر طريقين من طرق حديث مشهور صححه البعض وأعله وضعفه البعض ولن
وله حوالي تسع طرق فيما اعلم وبعض هذه الطرق يروي من غير وجه وسنبين أن الطريقان علامة جلية علي ضعف الحديث وليس صحته.
الطريق الأول: مسعود بن محمد الرملي عن عمران بن هارون عن مسلمة بن علي عن أبي عبد الله الحمصى عن نافع عن ابن عمر عن النبى صلي الله عليه وسلم.
الطريق الثانى: عبد الله بن ابراهيم عن محمد بن عاصم عن يحيي بن شبيب عن الثوري عن حميد عن أنس عن النبى صلي الله عليه وسلم.
والحديث له طرق أخري من طريق أبي هريرة وابن عباس وجابر وثوبان وأبي أيوب وغنام الأنصاري.
فلو رأي واحد منهم أعنى المصابون بمرض تعدد الطرق هذه الطرق والأوجه لحكم بتواتر الحديث ربما من غير أن ينظر في أسانيده،
أما نحن ولله المن والفضل فلا نقلد في هذا احدا وان جاز لنا التقليد قلدنا متقدما راسخا أو متأخرا علي درب المتقدمين، ولننظر الي السند الأول: ابن عمر صحابي مكثر جدا ونافع مكثر جدا عنه، ونافع حدث عنه من الثقات الأثبات الزهري وأيوب وعبيد الله وابن عون وابن جريج والأوزاعي ومالك وعقيل والليث وخلق كثير كلهم لم يرو هذا عن نافع حتي أتى أبو عبد الله الحمصى فرواه، ولم يروه عنه الا مسلمة بن علي.
ومسلمة هذا قال عنه النسائي رحمه: متروك"الضعفاء والمتروكون للنسائى 570".
وراجع كلام الداراقطنى وابن عدي وابن معين وغيرهم فيه.
فهل يمكن أن يكون هذا الحديث رواه نافع بأي حال من الأحوال؟
أين مالك؟ أين الزهري؟ أين عقيل؟ أين الأوزاعي؟ أين عبيد الله؟ أين ابن عون؟ أين الحفاظ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فهذا دليل علي أن هذا وهم بلا ريب من الحمصي من مسلمة؟ لا يهم المهم أننا نجزم أن نافعا لم يقل هذا.
أما الطريق الثانى طريق أنس فهو أعجب وأعجب، فأنس رضى الله عنه يروي عنه مئات منهم حميد،وحميد يروي عنه مئات منهم الثوري، والثوري العلم يتفرد عنه يحيي بن شبيب بهذا!!
هل يحيي هذا حافظ؟ هل هو متقن؟ هل هو ثبت؟
لننظر لنري….
قال ابن حبان في المجروحين: حدث بالبصرة يروي عن الثوري ما لم يحدث به قط لا يجوز الأحتجاج به بحال.
فهل الطريقان يقوي بعضهم بعضا؟
كان من المفترض أن يروي الطريق الأول عن نافع علي الأقل من أوجه كثيرة، وكذا الثانى بالنسبة لحميد علي الأقل أو الثوري، فالطريق الثاني يزيد الأول وهنا علي وهن وضعفا علي ضعف
والعجب أن هذا الحديث يروي من تسع طرق عن تسع صحابة ولم يصل الينا من طريق واحد صحيح!!
أليس هذا أمرا عجيبا؟؟
فكم من حديث لم يسمعه الا صحابي واحد وبلغنا بطريق صحيح،وكلما زادت طرق الحديث وتشعبت دل هذا علي أنه ليس له أصل صحيح طالما لم يأت من طريق واحد صحيح ليس فيه مطعن.
ومن حججهم الواهية أيضا قولهم اذا لم نأخذ بالحسن فاننا سنعطل باب كذا وكذا،نقول وكذا اذا لم نأخذ بالضعيف فهل هذه حجة علي الأخذ بالضعيف؟
ولنشرع في ترتيب حججنا في عدم الأحتجاج بما يسمى بالحديث الحسن عند المتأخرين بعد أن ذكرنا هذه الحجج متفرقة في هذا البحث:
أ - الحديث الحسن بمعناه عند المتأخرين لم يكن معروفا عند المتقدمين الراسخين في العلم.
ب - الحسن عندهم انما يعنون به الحديث الغير مطروح أي الذي يكتب وقد قدمنا لهذا وهو يحل جميع اصطلاحات الترمذى التى أشكلت من قبل.
ج-الأسلوب العلمى للتوثيق والتضعيف يظهر وبوضوح أن الأحتجاج بأفراد الراوي خفيف الضبط عمل غير مقبول"وهو الحسن لذاته"لأن هذا الراوي كما قدمنا حديثه ثلاثة أقسام قسم موافق للثقات وقسم مخالف للثقات وقسم تفرد به وهو دليل علي أنه وهم.
د-كلما زادت طرق الحديث ولم يأتى من طريق واحد صحيح دل هذا علي عدم وجود أصل صحيح لهذا الحديث.
ه-غياب علم هذه الأحاديث التى لا تروي الا من طريق الضعفاء و كثيري الخطاء عن الحفاظ الأثبات يثير التساؤل؟؟ لم غابت هذه الأحاديث عنهم؟؟؟؟؟؟؟
و-الحديث الحسن عند المتأخرين ليس له حتى وقتنا هذا تعريف محدد بقيود محددة وهذه هى القاصمة بالنسبة له.
ز- القول بأن الراوي خف ضبطه جرح في الراوي فلا يعقل أن هذه الأحاديث التى تسببت في هذا الوصف توضع في مقام الأحتجاج والا لم يكن للكلام في درجات الرواة معني فاما مقبول الحديث او لا طالما أن الضعيف سينجبر فتأمل.
ح-العمل بالأحاديث الحسان عند المتأخرين ضرب من الظنون التى لا تغنى من الحق شيئا، فالصحيح يقين والضيف لا ينسب اليه صلي الله عليه وسلم، فماذا عن الحسن بشقيه؟؟؟؟؟؟
ومن المضحكات المبكيات أن تسمع من يقول بأن الحديث الصحيح ظني الثبوت ومع هذا يحتج بالحسن وربما الضعيف.
ط-الحسن غابا ما يعارض الصحيح ويعارض بعضه لأنه مجرد مجموعة أوهام من الرواة واليك بعض الأمثلة:
أ - أحاديث النهي عن البول قائما وهي حسان علي طريقة المتأخرين تعارض أحاديث الجواز وهي صحيحة.
ب - أحاديث مسح الرأس من الخلف للأمام "محمد بن عقيل" وهي تخالف أحاديث الصحيحين في كون المسح يبدأ من الأمام.
ج-أحاديث كراهية فضل طهور المرأة حسان وتعارض أحاديث الصحيحين في اغتسال النبي صلي الله عليه وسلم مع نسائه ووضؤ الرجال والنساء جميعا من اناء واحد علي زمن النبى صلي الله عليه وسلم.
د-الوضؤ مما مست النار وعدمه.
فهذه مجرد أمثلة والويل لك ان تجرأت ودخلت في الأبواب الفقهية التالية ترى ما يشيب من هوله الولدان.
فكأن هذا هو البيان الذي جاء به محمد صلي الله عليه وسلم،مجموعة من المتناقضات التى تحتاج الي فك شفرتها؟؟
هذا وقد كتبنا هذا البحث المبسط وراعينا فيه الأختصار وعدم التطويل وان كان كل مبحث منه يحتاج الي كتاب كبير لتفصيله، ولكنه علي قدر الجهد والوقت والعلم نسأل الله أن ينفع به وجعله لنا يوم القيامة ويدفع به عن محمد صلي الله عليه وسلم الكذب.
اللهم صلي علي محمد وعلي ال محمد كما صليت علي ال ابراهيم وبارك علي محمد وعلي ال محمد كما باركت(4/392)
لماذا أورد مسلم "لا يستطاع العلم براحة الجسم"؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[15 - 06 - 03, 11:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فقال الإمام مسلم: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي قال: أخبرنا عبد الله بن يحيى بن أبي كثير قال: سمعت أبي يقول: لا يستطاع العلم براحة الجسم.
أخرجه في صحيحه في أوقات الصلاة رقم (612).
قال النووي رحمه الله ـ شرحه على الصحيح: 5/ 113 ـ: قوله عن يحيى بن أبي كثير قال: لا يستطاع العلم براحة الجسم جرت عادة الفضلاء بالسؤال عن إدخال مسلم هذه الحكاية عن يحيى مع أنه لا يذكر في كتابه إلا أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم محضة مع أن هذه الحكاية لا تتعلق بأحاديث مواقيت الصلاة فكيف أدخلها بينها؟
وحكى القاضي عياض رحمه الله تعالى عن بعض الأئمة أنه قال: سببه أن مسلما رحمه الله تعالى أعجبه حسن سياق هذه الطرق التي ذكرها لحديث عبد الله بن عمر، وكثرة فوائدها، وتلخيص مقاصدها، وما اشتملت عليه من الفوائد في الأحكام، وغيرها، ولا نعلم أحدا شاركه فيها فلما رأى ذلك أراد أن ينبه من رغب في تحصيل الرتبة التي ينال بها معرفة مثل هذا، فقال طريقه أن يكثر اشتغاله وإتعابه جسمه في الاعتناء بتحصيل العلم هذا شرح ما حكاه القاضي. وانظر: إكمال إكمال المعلم 2/ 302.
وذكره السيوطي في الديباج على مسلم 2/ 266 ثم قال: قلت: وقد أخرجه بن عدي في الكامل بزيادة، ولفظه سمعت أبي يقول كان يقال: العلم خير من ميراث الذهب، والنفس الصالحة خير من اللؤلؤ، ولا يستطاع العلم براحة الجسم. اهـ.
انظر: الكامل لابن عدي 4/ 215 وحلية الأولياء 3/ 66.
قلت: قد قالها عبد الرحمن بن أبي حاتم رحمه الله: قال كنا بمصر سبعة أشهر لم نأكل فيها مرقة كل نهارنا مقسم لمجالس الشيوخ، وبالليل النسخ، والمقابلة قال فأتينا يوما أنا ورفيق لي شيخا، فقالوا هو عليل، فرأينا في طريقنا سمكة أعبجتنا فاشتريناه، فلما صرنا إلى البيت حضر وقت مجلس، فلم يمكنا إصلاحه ومضينا إلى المجلس، فلم نزل حتى أتى عليه ثلاثة أيام وكاد أن يتغير فأكلناه نيئا لم يكن لنا فراغ أن نعطيه من يشويه، ثم قال: لا يستطاع العلم براحة الجسد. سير أعلام النبلاء 13/ 266 وتذكرة الحفاظ:3/ 830.
اقتربت الإجازة، فاحذر يا طالب العلم أن يكون همك، أو معظم وقتك لراحة الجسد.
ـ[ابوعبدالكريم]ــــــــ[16 - 06 - 03, 12:50 ص]ـ
شكر الله لك ياأبا عبدالله ولاحرمنا الله من فوائدك فنرجو المزيد
سددك الله محبك:عبدالرحمن
ـ[محب الأخيار]ــــــــ[17 - 06 - 03, 01:47 ص]ـ
الشيخ عبدالرحمن السديس سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد أشكرك عظيم الشكر على ما كتبت وأظن ذلك جاء في وقته المناسب. فجزاكم الله خير الجزاء وأجزل لكم المثوبة وزادكم علما وإخلاصا وتوفيقا
أخوك عبدالمجيد الغيث
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[18 - 06 - 03, 12:04 م]ـ
في درس سماحة شيخنا ابن باز عليه سحائب الرحمات، لما مر هذا الأثر من صحيح مسلم قال سماحته:
أراد مسلم أن يبين للقارئ أن ما سبق ذكره من الروايات والألفاظ وكثرتها لم يأتي بالراحة إنما بالمشقة ولكن عرضت عليك في حسن ترتيب، فلا تتهاون بها.
ـ[المسيطير]ــــــــ[12 - 04 - 04, 08:19 م]ـ
شكر الله لك ياأبا عبدالله ولاحرمنا الله من فوائدك فنرجو المزيد.
ـ[ظهير المؤمنين]ــــــــ[13 - 04 - 04, 02:14 ص]ـ
بارك الله فيكم على هذه الدرر النفيسه والفوائد العتيقه.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - 04 - 04, 12:00 ص]ـ
أحسن الله إليكما
ونرجو من الله الإعانة والتوفيق.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - 06 - 04, 01:09 م]ـ
جاء وقت هذا الموضوع
قال ابن الجوزي رحمه الله: اعلم أن الراحة لا تنال بالراحة، ومعالي الأمور لا تنال بالراحة فمن زرع حصد ومن جد وجد
تفانى الرجال على حبها ** وما يحصلون على طائل.
وانظر: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&postid=96672#post96672(4/393)
معنى قول أبي نعيم في الحلية (متفق عليه))
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[17 - 06 - 03, 08:16 م]ـ
المتتبع لكلام أبى نعيم رحمه الله فى الحلية يتبين له أن له مصطلحا خاصا بقوله ((متفق عليه)) لايقصد به ما اصطلح عليه المتاخرون من أنها تعنى أخرجه البخارى ومسلم.
بعض الأوهام في ذلك:
قال رائد بن صبرى بن أبى علفة فى تعليقه على ثمرات النظر للصنعانى ص39 (وقال أبونعيم هذا حديث صحيح متفق عليه
قلت وهم أبونعيم فى ذلك!!
اذ إن البخارى لم يخرج هذا الحديث فى صحيحه والحديث موجود عند مسلم وقد وقفت على عدة أحاديث اخرى قال فيها ابو نعيم (متفق عليه) وهى عند البحث ليست مخرجة الا عند احدهما
وقد بحثت فى الكتب التى وقعت بين يدي عن اصطلاح لابى نعيم فى هذا فلم أجد من نص على ذلك وقد سالت شيخنا الالبانى (حفظه الله) عن ذلك فقال لى (ليس له اصطلاح فى (المتفق عليه) يختص به فيما اعلم) انتهى.
وقال المعلقون على مسند الامام احمد طبع الرسالة (6/ 130) قال أبو نعيم متفق عليه ((00 قلنا قوله متفق عليه فيه تساهل!! فالقسم الثانى والثالث لم يروه البخارى فى صحيحه والقسم الأول لم يروه مسلم) انتهى.
وكان عدد من العلماء يقولون فى بعض الاحاديث متفق على صحتها أو اتفق أهل الحديث على صحتها ولا يقصدون البخارى ومسلم
ومثل هذا الوهم حصل لأحمد بن الصديق الغمارى فى كتابه الهداية فى تخريج احاديث البداية (5/ 389)
قال ابن رشد (وهو حديث مجمع على صحته) قال الغمارى معلقا قلت هذه عبارة توهم انه مخرج فى الصحيحين وليس كذلك انما اخرجه ابوداودالطيالسي0000000)
ثم وقفت مؤخرا على كلام للإمام شرف الدين أبي الحسن علي بن المفضل المقدسي ثم الإسكندراني المالكي في كتابه ((كتاب الأربعين المرتبة على طبقات الأربعين)
حيث قال ص 457 (لم يعن أبو نعيم بقوله المشار إليه ((متفق عليه))
اتفاق البخاري ومسلم رحمة الله عليهما على إخراجه في كتابيهما، وإنما أراد به سلامة رجاله من الخلل وعدم الطعن فيه بعلة من العلل فيما يظهر لي والله أعلم،
وإلا فهو مما انفرد به البخاري عن مسلم) انتهى.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - 06 - 03, 08:57 م]ـ
سمعت الشيخ عبد الله السعد حفظه الله قبل سبع أو ثمان سنوات يقول: إن معنى قول أبي نعيم متفق عليه يعني اشتمل على شروط الصحة المتفق عليها، أو كلاما نحو هذا.(4/394)
معنى قول أبي نعيم في الحلية (متفق عليه))
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 06 - 03, 08:16 م]ـ
المتتبع لكلام أبى نعيم رحمه الله فى الحلية يتبين له أن له مصطلحا خاصا بقوله ((متفق عليه)) لايقصد به ما اصطلح عليه المتاخرون من أنها تعنى أخرجه البخارى ومسلم.
بعض الأوهام في ذلك:
قال رائد بن صبرى بن أبى علفة فى تعليقه على ثمرات النظر للصنعانى ص39 (وقال أبونعيم هذا حديث صحيح متفق عليه
قلت وهم أبونعيم فى ذلك!!
اذ إن البخارى لم يخرج هذا الحديث فى صحيحه والحديث موجود عند مسلم وقد وقفت على عدة أحاديث اخرى قال فيها ابو نعيم (متفق عليه) وهى عند البحث ليست مخرجة الا عند احدهما
وقد بحثت فى الكتب التى وقعت بين يدي عن اصطلاح لابى نعيم فى هذا فلم أجد من نص على ذلك وقد سالت شيخنا الالبانى (حفظه الله) عن ذلك فقال لى (ليس له اصطلاح فى (المتفق عليه) يختص به فيما اعلم) انتهى.
وقال المعلقون على مسند الامام احمد طبع الرسالة (6/ 130) قال أبو نعيم متفق عليه ((00 قلنا قوله متفق عليه فيه تساهل!! فالقسم الثانى والثالث لم يروه البخارى فى صحيحه والقسم الأول لم يروه مسلم) انتهى.
وكان عدد من العلماء يقولون فى بعض الاحاديث متفق على صحتها أو اتفق أهل الحديث على صحتها ولا يقصدون البخارى ومسلم
ومثل هذا الوهم حصل لأحمد بن الصديق الغمارى فى كتابه الهداية فى تخريج احاديث البداية (5/ 389)
قال ابن رشد (وهو حديث مجمع على صحته) قال الغمارى معلقا قلت هذه عبارة توهم انه مخرج فى الصحيحين وليس كذلك انما اخرجه ابوداودالطيالسي0000000)
ثم وقفت مؤخرا على كلام للإمام شرف الدين أبي الحسن علي بن المفضل المقدسي ثم الإسكندراني المالكي في كتابه ((كتاب الأربعين المرتبة على طبقات الأربعين)
حيث قال ص 457 (لم يعن أبو نعيم بقوله المشار إليه ((متفق عليه))
اتفاق البخاري ومسلم رحمة الله عليهما على إخراجه في كتابيهما، وإنما أراد به سلامة رجاله من الخلل وعدم الطعن فيه بعلة من العلل فيما يظهر لي والله أعلم،
وإلا فهو مما انفرد به البخاري عن مسلم) انتهى.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - 06 - 03, 08:57 م]ـ
سمعت الشيخ عبد الله السعد حفظه الله قبل سبع أو ثمان سنوات يقول: إن معنى قول أبي نعيم متفق عليه يعني اشتمل على شروط الصحة المتفق عليها، أو كلاما نحو هذا.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[01 - 04 - 05, 09:14 ص]ـ
كلام الشيخ السعد هذا قالع في شرحه على الموقظة، وأذكر أنه في بدايات الشرح؛ حيث كان الشيخ -حفظه الله- ينبه طالب العلم على الاهتمام بفهم مصطلحات الأئمة.
ـ[أبو خليفة العسيري]ــــــــ[01 - 04 - 05, 12:01 م]ـ
جزاك الله خيرا
فائدة قيمة
لكن ما السبيل إلى نسبة هذا إلى أبي نعيم؟ دون نسبة الوهم إليه؟
هل يكثر وصفه هذا لما ليس في الصحيحين أو ليس في أحدهما؟ بحيث يستبعد الوهم، أم الاحتمال قائم؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 04 - 05, 04:53 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ولعلك تراجع كذلك هذه الروابط ففيها فائدة حول ما تفضلت به
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=8980#post8980
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=10021
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 04 - 05, 12:19 م]ـ
ومن ذلك أيضا أن ابن عساكر رحمه الله في معجم شيوخه- الذي طبع في ثلاث مجلدات 1421 بتحقيق الدكتورة وفاء تقي الدين- يكثر من قول (متفق على صحته)
فمنها مثلا في المجلد الأول (12،49،17،16، 14،585،205) وغيرها
والظاهر أنه يقصد بذلك إخراج البخاري ومسلم له لأن الأحاديث التي قال فيها ذلك مخرجة في الصحيحين كما في تخريج المُحَقِقة للكتاب.
وهذا الكتاب مهم لطالب علم الحديث لأن ابن عساكر رحمه الله تعالى يحكم على الأحاديث التي يخرجها في كتابه هذا
وفيه كذلك فوائد أخرى متعددة
ويمكن الحصول على نسخة على الوورد من خزانة الملتقى على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21110
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[09 - 04 - 05, 06:11 م]ـ
وكذلك ابن منده في كتابيه (التوحيد والإيمان) غالباً ما يقصد بالمتفق عليه: المصطلح المعروف، لكن في أحيانٍ أخرى يقصد: اشتماله على شروط الصحة، حيث إنَّ الحديث ليس في الصحيحين. والله أعلم.
ـ[جعفر بن مسافر]ــــــــ[09 - 04 - 05, 07:15 م]ـ
جزاك الله خير .. فقد استفدنا جعل الله ذلك في ميزان حسناتكم يوم القيامة ..
ـ[فواز الجهني]ــــــــ[10 - 04 - 05, 09:05 ص]ـ
المجد ابن تيمية يقول متفق عليه ويريد أحمد والبخاي ومسلم(4/395)
لماذا أورد البخاري قصة رجم القرد في باب القسامة
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 06 - 03, 03:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
قال البخاري رحمه الله ـ3849ـ: باب القسامة في الجاهلية
حدثنا نعيم بن حماد حدثنا هشيم عن حصين عن عمرو بن ميمون قال: رأيت في الجاهلية قردة اجتمع عليها قردة قد زنت فرجموها فرجمتها معهم.
قال ابن حجر 7/ 156: .. ثبت عند أكثر الرواة عن الفربري هنا ترجمة "القسامة في الجاهلية" ولم يقع عند النسفي، وهو أوجه، لأن الجميع من ترجمة أيام الجاهلية، ويظهر ذلك من الأحاديث التي أوردها تلو هذا الحديث.
وتبعه القسطلاني 6/ 179.
وقال العلامة بد العيني 16/ 299: مطابقته للترجمة ظاهرة! اهـ.
قلت: إنما تكون ظاهرة لو لم يترجم عليها "القسامة في الجاهلية"، واعتمد ترجمة الباب الذي قبله وهو " أيام الجاهلية" فحينئذ تكون ظاهرة، ويظهر أن العيني تجاهل هذه الترجمة يدل عليه شرحه لمناسبة الحديثين الذي قبله.
وأما الكرماني فأورد الترجمة في شرحه، ولم يتكلم على المناسبة بين الترجمة والأثر. 15/ 75.
وأما الخطابي في الأعلام فلم يتعرض للأثر، وكذلك ابن المنير في المتواري.
أما شرح الحديث فقد قال ابن حجر 7/ 160:
قوله رأيت في الجاهلية قردة بكسر القاف وسكون الراء واحدة القرود وقوله اجتمع عليها قردة بفتح الراء جمع قرد وقد ساق الإسماعيلي هذه القصة من وجه آخر مطولة من طريق عيسى بن حطان عن عمرو بن ميمون قال: كنت في اليمن في غنم لأهلي وأنا على شرف فجاء قرد مع قردة فتوسد يدها فجاء قرد أصغر منه فغمزها فسلت يدها من تحت رأس القرد الأول سلا رقيقا وتبعته فوقع عليها وأنا أنظر ثم رجعت فجعلت تدخل يدها تحت خد الأول برفق فاستيقظ فزعا فشمها فصاح فاجتمعت القرود فجعل يصيح ويومئ إليها بيده فذهب القرود يمنة ويسرة فجاءوا بذلك القرد أعرفه فحفروا لهما حفرة فرجموهما فلقد رأيت الرجم في غير بني آدم.
قال بن التين: لعل هؤلاء كانوا من نسل الذين مسخوا فبقي فيهم ذلك الحكم ثم قال إن الممسوخ لا ينسل قلت وهذا هو المعتمد لما ثبت في صحيح مسلم أن الممسوخ لا نسل له، وعنده من حديث بن مسعود مرفوعا" إن الله لم يهلك قوما فيجعل لهم نسلا".
وقد ذهب أبو إسحاق الزجاج وأبو بكر بن العربي: إلى أن الموجود من القردة من نسل الممسوخ وهو مذهب شاذ اعتمد من ذهب إليه على ما ثبت أيضا في صحيح مسلم" أن النبي ? لما أتي بالضب قال لعله من القرون التي مسخت" وقال صلى الله عليه وسلم في الفأر فقدت أمة من بني إسرائيل لا أراها إلا الفأر".
وأجاب الجمهور عن ذلك بأنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك: قبل أن يوحى إليه بحقيقة الأمر في ذلك، ولذلك لم يأت الجزم عنه بشيء من ذلك بخلاف النفي فإنه جزم به، كما في حديث بن مسعود، ولكن لا يلزم أن تكون القرود المذكورة من النسل، فيحتمل أن يكون الذين مسخوا لما صاروا على هيئة القردة مع بقاء أفهامهم عاشرتهم القردة الأصلية للمشابهة في الشكل فتلقوا عنهم بعض ما شاهدوه من أفعالهم فحفظوها وصارت فيهم، واختص القرد بذلك لما فيه من الفطنة الزائدة على غيره من الحيوان، وقابلية التعليم لكل صناعة مما ليس لأكثر الحيوان، ومن خصاله أنه يضحك ويطرب ويحكي ما يراه وفيه من شدة الغيرة ما يوازي الآدمي، ولا يتعدى أحدهم إلى غير زوجته فلا يدع في الغالب أن يحملها ما ركب فيها من الغيرة على عقوبة من اعتدى إلى ما لم يختص به من الأنثى، ومن خصائصه أن الأنثى تحمل أولادها كهيئة الآدمية، وربما مشي القرد على رجليه لكن لا يستمر على ذلك، ويتناول الشيء بيده، ويأكل بيده، وله أصابع مفصلة إلى أنامل وأظفار ولشفر عينيه أهداب، وقد استنكر ابن عبد البر قصة عمرو بن ميمون هذه، وقال فيها إضافة الزنا إلى غير مكلف، وإقامة الحد على البهائم، وهذا منكر عند أهل العلم قال: فان كانت الطريق صحيحة فلعل هؤلاء كانوا من الجن لأنهم من جملة المكلفين، وإنما قال ذلك: لأنه تكلم على الطريق التي أخرجها الإسماعيلي حسب.
¥(4/396)
وأجيب: بأنه لا يلزم من كون صورة الواقعة صورة الزنا والرجم أن يكون ذلك زنا حقيقة ولا حدا وإنما أطلق ذلك عليه لشبهه به فلا يستلزم ذلك إيقاع التكليف على الحيوان، وأغرب الحميدي في الجمع بين الصحيحين فزعم: أن هذا الحديث وقع في بعض نسخ البخاري وأن أبا مسعود وحده ذكره في الأطراف قال: وليس في نسخ البخاري أصلا فلعله من الأحاديث المقحمة في كتاب البخاري، وما قاله مردود فإن الحديث المذكور في معظم الأصول التي وقفنا عليها، وكفي بإيراد أبي ذر الحافظ له عن شيوخه الثلاثة الأئمة المتقنين عن الفربري حجة، وكذا إيراد الإسماعيلي، وأبي نعيم في مستخرجيهما، وأبي مسعود له في أطرافه، نعم سقط من رواية النسفي، وكذا الحديث الذي بعده ولا يلزم من ذلك أن لا يكون في رواية الفربري فإن روايته تزيد على رواية النسفي عدة أحاديث قد نبهت على كثير منها فيما مضى وفيما سيأتي إن شاء الله تعالى وأما تجويزه إن يزاد في صحيح البخاري ما ليس منه فهذا ينافي ما عليه العلماء من الحكم بتصحيح جميع ما أورده البخاري في كتابه ومن اتفاقهم على أنه مقطوع بنسبته إليه وهذا الذي قاله تخيل فاسد يتطرق منه عدم الوثوق بجميع ما في الصحيح لأنه إذا جاز في واحد لا بعينه جاز في كل فرد فرد فلا يبقى لأحد الوثوق بما في الكتاب المذكور واتفاق العلماء ينافي ذلك، والطريق التي أخرجها البخاري دافعة لتضعيف ابن عبد البر للطريق التي أخرجها الإسماعيلي.
وقد أطنبت في هذا الموضع لئلا يغتر ضعيف بكلام الحميدي فيعتمده، وهو ظاهر الفساد.
وقد ذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتاب الخيل له من طريق الأوزاعي أن مهرا أنزي على أمه فامتنع فأدخلت في بيت وجللت بكساء وأنزي عليها فنزى فلما شم ريح أمه عمد إلى ذكره فقطعه باسنانه من أصله، فإذا كان هذا الفهم في الخيل مع كونها أبعد في الفطنة من القرد فجوازها في القرد أولى. اهـ
وراجع اعتراضات العيني في عمدة القاري على كلام ابن حجر 16/ 300.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وسلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 06 - 03, 08:01 ص]ـ
أحسنت وأجدت بارك الله فيك.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 10 - 03, 02:32 ص]ـ
قال العيني في عمدة القاري ج:16 ص:299 - 300
9483 ـ حدَّثنا (نُعَيْمُ بنُ حَمَّاد) ٍ حدَّثنا (هُشَيْم) ٌ عنْ (حُصَيْن) ٍ عنْ (عَمْرِو بنِ مَيْمُون) ٍ قال رأيْتُ في الجاهِلِيَّةِ قِرْدَةً اجْتَمَعَ عَلَيْهَا قِرَدَةٌ قَدْ زَنَتْ فرَجَمُوهَا فرَجَمْتُهَا مَعَهُمْ
مطابقته للترجمة ظاهرة ونعيم بضم النون ابن حماد بتشديد الميم أبو عبد الله الرفاء الفارض المروزي سكن مصر قال أبو داود مات سنة ثمان وعشرين ومائتين وهشيم بضم الهاء ابن بشير بضم الباء الموحدة وفتح الشين المعجمة السلمي الواسطي وحصين بضم الحاء وفتح الصاد المهملتين عبد الرحمن السلمي أبو الهذيل الكوفي وعمرو بفتح العين ابن ميمون قد مر عن قريب
قوله قردة بكسر القاف وسكون الراء وهي الحيوان المشهور وتجمع على قرود وقردة أيضاً بكسر القاف وفتح الراءكما في متن الحديث
قوله قد زنت حال من قردة المفردة فإن قلت كيف ذكر
قوله اجتمع مع أن فاعله جماعة وهو قوله قردة وكذلك ذكر الضمير المرفوع في رجموها وفي قوله معهم قلت أما الأول فلوقوع الفصل بين الفعل والفاعل وأما الثاني فباعتبار أن الراوي كان بين القردة فغلب المذكر على المؤنث
وأصل هذه القصة ما ذكرها الإسماعيلي مشروحة من طريق عيسى بن حطان عن عمرو بن ميمون قال كنت في اليمن في غنمٍ لأهلي وأنا على شرف فجاء قرد مع قردة فتوسد يدها فجاء قرد أصغر منه فغمزها فسلت يدها من تحت رأس القرد الأول سلاًّ رَفيقاً وتبعته فوقع عليها وأنا أنظر ثم رجعت فجعلت تدخل يدها من تحت خد الأول برفق فاستيقظ فزعاً فشمها فصاح فاجتمعت القرود فجعل يصيخ ويومي إليها بيده فذهب القرود يمنة ويسرة فجاءوا بذلك القرد أعرفه فحفروا لهما حفرة فرجموهما فلقد رأيت الرجم في غير بني آدم
وقال ابن التين لعل هؤلاء كانوا من نسل الذين مسخوا فبقي فيهم ذلك الحكم
وقال ابن عبد البر إضافة الزنا إلى غير المكلف وإقامة الحدود في البهائم عند جماعة أهل العلم منكر ولو صح لكانوا من الجن لأن العبادات في الجن والإنس دون غيرهما
¥(4/397)
وقال الكرماني يحتمل أن يقال كانوا من الإنس فمسخوا قردة وتغيروا عن الصورة الإنسانية فقط وكان صورته صورة الزنا والرجم ولم يكن ثمة تكليف ولا حدّ وإنما ظنه الذي ظن في الجاهلية مع أن هذه الحكاية لم توجد في بعض نسخ البخاري
وقال الحميدي في (الجمع بين الصحيحين) هذا الحديث وقع في بضع نسخ البخاري وأن أبا مسعود وحده ذكره في (الأطراف) قال وليس هذا في نسخ البخاري أصلاً فلعله من الأحاديث المقحمة في كتاب البخاري
وقال بعضهم في الرد على ابن التين بأنه ثبت في (صحيح مسلم) أن الممسوخ لا نسل له ويعكر عليه بما ثبت أيضاً في صحيح مسلم أن النبي لما أوتي بالضب قال لعله من القرون التي مسخت وقال في الفأر فقدت أمة من بني إسرائيل لا أراها إلاَّ الفار وإليه ذهب أبو إسحاق الزجاج وأبو بكر بن العربي حيث قالا إن الموجود من القردة من نسل الممسوخ وأجيب بأنه قال ذلك قبل الوحي إليه يحقيقة الأمر في ذلك وفيه نظر لعدم الدليل عليه وقال في الرد على ابن عبد البر بأنه لا يلزم من كون صورة الواقعة صورة الزنا والرجم يكون ذلك زناً حقيقة ولا حداً وإنما أطلق ذلك عليه لشبهه به فلا يستلزم ذلك إيقاع التكليف على الحيوان
وأجيب عنه بالجواب الأول من جوابي الكرماني في ذلك وقال في الرد على الحميدي بقوله وما قاله الحميدي مردود فإن الحديث المذكور في معظم الأصول التي وقفنا عليها
ورد عليه بأن وقوف الحميدي على الأصول أكثر وأصح من وقوف هذا المعترض لأنه جمع بين (الصحيحين) ومثله أدرى بحالهما ولو كان في أصل البخاري هذا الحديث لم يجزم بنفيه عن الأصول قطعاً وجزماً على أنه غير موجود في رواية النسفي
وقال هذا القائل أيضاً وتجويز الحميدي أن يزاد في (صحيح البخاري) ما ليس منه ينافي ما عليه العلماء من الحكم بتصحيح جميع ما أورده البخاري في كتابه ومن اتفاقهم على أنه مقطوع بنسبته إليه
قلت فيه نظر لأن منهم من تعرض إلى بعض رجاله بعدم الوثوق وبكونه من أهل الأهواء ودعوى الحكم بتصحيح جميع ما أورده البخاري فيه غير موجهة لأن دعوى الكلية تحتاج إلى دليل قاطع
ويرد ما قاله أيضاً بأن النسفي لم يذكر هذا الحديث فيه) انتهى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 10 - 03, 11:06 ص]ـ
وذكر محمد أنور الكشميري في فيض الباري شرح صحيح البخاري (4/ 76)
(حدثنا نعيم بن حماد - واعلم أنهم قالوا إن نعيم بن حماد من رجال تعليقات البخاري، لا من مسانيده، ويرده هذا الاسناد، فإنه وقع هاهنا في المسند غيضا، على أن الحاكم صرح في مستدركه في كتاب الجنائز أن البخاري احتج بنعيم بن حماد، فطاح ما احتالوا بكونهه من رجال التعليقات، وقد تكلمنا في نعيم بن حماد هذا
ثم إن ابن الجوزي أدخل هذا الحديث في الموضوعات، وكذا حديثين من صحيح مسلم، وقد صرح أصحاب الطبقات أن ابن الجوزي راكب على مطايا العجلة، فيكثر الأغلاط، ورأيت فيه مصيبة أخرى، وهي أنه يرد الأحاديث الصحيحة كلما خالفت عقله وفكره، كحديث الباب، فإنه لم يعقل كيف ترجم القردة القردة الزانية، فإنه من ديدن الإنسان دون الحيوان، قلت وهذا مهمل، وقد ثبت اليوم فيها أفعال تدل على ذكاوتهم، وقصصها شهيرة يتعجب منها كل ذي أذنين، وقد دون اليوم أهل أمريكا، لسانها أيضا، فما الاستبعاد في الرجم، فإن الله تعالى لو كان خلق فيها شعورا لذلك لم يمنعه، وصرح السيوطي في اللآلي المصنوعة أن ابن الجوزي غال في الحكم بالوضع حتى اشتهر في شدته، كما اشتهر الحاكم بالتساهل في التصحيح، ومن هاهنا لا يعبأ المحدثون بجرح ابن الجوزي، وتصحيح الحاكم، إلا ما ثبت عندهم) انتهى.
وقد بحثت كثيرا عن هذا الحديث في الموضوعات لابن الجوزي فلم أجده
ولم يذكر هذا ابن حجر ولا غيره
فالظاهر أن هذا وهم من الكشميري
والله أعلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 10 - 03, 01:53 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الفقيه
وذكر محمد أنور الكشميري في فيض الباري شرح صحيح البخاري (4/ 76)
(حدثنا نعيم بن حماد - واعلم أنهم قالوا إن نعيم بن حماد من رجال تعليقات البخاري، لا من مسانيده، ويرده هذا الاسناد ..... ) انتهى.
وقد بحثت كثيرا عن هذا الحديث في الموضوعات لابن الجوزي فلم أجده
ولم يذكر هذا ابن حجر ولا غيره
فالظاهر أن هذا وهم من الكشميري
والله أعلم.
أظنه وهم بين ابن عبد البر وبين ابن الجوزي.
على كل فهذا ليس بالحديث المرفوع، فلا يعني هذا أن نعيم بن حماد محتج به، بل هو متروك. وفي كل الأحوال فقد أخرج له البخاري هذا مما ثبت من طريق آخر، فلا لوم على البخاري، ولا يعني وجود نعيم تضعيف الإسناد. والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 10 - 03, 05:42 م]ـ
الشيخ عبد الرحمن الفقيه جزاك الله خيرا على الإضافة، والنقل.
شكرا للشيخ محمد الأمين على التعيق.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 10 - 03, 06:44 م]ـ
قال ابن عبدالبر في الاستيعاب ج: 3 ص: 1205
عمرو بن ميمون الأودى أبو عبد الله أدرك النبى صلى الله عليه وسلم وصدق إليه وكان مسلما فى حياته وعلى عهده صلى الله عليه وسلم قال عمرو بن ميمون قدم علينا معاذ الشام فلزمته فما فارقته حتى دفنته ثم صحبت ابن مسعود وهو معدود فى كبار التابعين من الكوفيين وهو الذى رأى الرجم فى الجاهلية من القردة إن صح ذلك لأن رواته مجهولون
وقد ذكر البخارى عن نعيم عن هشيم عن حصين عن عمرو بن ميمون الأودى مختصرا قال رأيت فى الجاهلية قردة زنت فرجموها يعنى القردة فرجمتها معهم
ورواه عباد بن العوام عن حصين كما رواه هشيم مختصرا وأما القصة بطولها فإنها تدور على عبد الملك بن مسلم عن عيسى ابن حطان وليسا ممن يحتج بهما
وهذا عند جماعة أهل العلم منكر إضافة الزنا إلى غير مكلف وإقامة الحدود فى البهائم
ولو صح لكانوا من الجن لأن العبادات فى الجن والإنس دون غيرهما وقد كان الرجم فى التوراة
وروى أن عمرو بن ميمون حج ستين ما بين حج وعمرة ومات سنة خمس وسبعين
¥(4/398)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 10 - 03, 06:46 م]ـ
قال الإمام البخاري في التاريخ الكبير ج: 6 ص: 367
عمرو بن ميمون الأودي سمع معاذ بن جبل ظاهرا وبالشام وابن مسعود وعمر رضي الله عنهم سمع منه أبو إسحاق وحصين قال أبو نعيم مات سنة أربع وسبعين سكن الكوفة
قال نعيم بن حماد حدثنا هشيم عن أبي بلج وحصين عن عمرو بن ميمون رأيت في الجاهلية قردة اجتمع عليها قرود فرجموها فرجمتها معهم
قال أحمد كنيته أبو عبد الله قال يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق كنيته أبو عبد الله
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 01 - 04, 09:29 ص]ـ
قال الإمام القرطبي في الجامع لأحكام القرآن (1/ 442)
قال ابن العربي: وفي البخاري عن عمرو بن مَيْمُون أنه قال: «رأيت في الجاهلية قِردة قد زَنَت فرجموها فرجمتها معهم» ثبت في بعض نسخ البخاري وسقط في بعضها، وثبت في نص الحديث «قد زنت» وسقط هذا اللفظ عند بعضهم. قال ابن العربي: فإن قيل: وكأن البهائم بقيت فيهم معارف الشرائع حتى ورثوها خَلفاً عن سلف إلى زمان عمرو؟ قلنا: نعم كذلك كان؛ لأن اليهود غيّروا الرجم فأراد الله أن يقيمه في مُسُوخهم حتى يكون أبلغ في الحجة على ما أنكروه من ذلك وغيّروه، حتى تشهد عليهم كتبهم وأحبارهم ومسوخهم، حتى يعلموا أن الله يعلم ما يُسِرّون وما يُعلنون، ويُحصي ما يُبدّلون وما يغيّرون، ويُقيم عليهم الحجة من حيث لا يشعرون، وينصر نبيّه عليه السلام وهم لا يُنصرون.
قلت: هذا كلامه في الأحكام، ولا حجة في شيء منه.
وأمّا ما ذكره من قصة عمرو فذكر الحميدي في جمع الصحيحين: حكى أبو مسعود الدمشقي أن لعمرو بن ميمون الأَوْديّ في الصحيحين حكايةً من رواية حُصين عنه قال: رأيت في الجاهلية قردة اجتمع عليها قردة فرجموها فرجمتها معهم.
كذا حكى أبو مسعود ولم يذكر في أي موضع أخرجه البخاريّ من كتابه؛ فبحثنا عن ذلك فوجدناه في بعض النسخ لا في كلها؛ فذكر في كتاب أيام الجاهلية.
وليس في رواية النعيميّ عن الفَرَبْرِيّ أصلاً شيء من هذا الخبر في القِردة؛ ولعلها من المُقْحَمات في كتاب البخاري.
والذي قال البخاريّ في التاريخ الكبير: قال لي نُعيم بن حمّاد أخبرنا هُشَيم عن أبي بَلْج وحُصين عن عمرو بن مَيمون قال: رأيت في الجاهلية قِردة اجتمع عليها قرود فرجموها فرجمتها معهم.
وليس فيه «قد زنت».
فإن صحت هذه الرواية فإنما أخرجها البخاريّ دلالة على أن عمرو بن ميمون قد أدرك الجاهلية ولم يُبال بظنّه الذي ظنّه في الجاهلية.
وذكر أبو عمر في الاستيعاب عمرو بن ميمون وأن كنيته أبو عبد اللَّه «معدود في كبار التابعين من الكوفيين، وهو الذي رأى الرجم في الجاهلية من القردة إن صح ذلك؛ لأنّ رواته مجهولون.
وقد ذكره البخاريّ عن نُعيم عن هُشَيم عن حُصين عن عمرو بن ميمون الأَوْدِيّ مختصراً قال: رأيت في الجاهلية قردة زنت فرجموها ـ يعني القردة ـ فرجمتها معهم. ورواه عباد بن العوّام عن حُصين كما رواه هُشيم مختصراً.
وأما القصة بطولها فإنها تدور على عبد الملك بن مسلم عن عيسى بن حِطّان؛ وليسا ممن يُحتّج بهما.
وهذا عند جماعة أهل العلم منكر إضافة الزنى إلى غير مكلَّف، وإقامة الحدود في البهائم. ولو صح لكانوا من الجن؛ لأن العبادات في الإنس والجن دون غيرهما». انتهى.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - 01 - 04, 07:23 م]ـ
أحسنت يا شيخ عبد الرحمن بارك الله في جهودك.
تعليق:
قال الكشميري: وقد صرح أصحاب الطبقات أن ابن الجوزي راكب على مطايا العجلة، فيكثر الأغلاط، ورأيت فيه مصيبة أخرى، وهي أنه يرد الأحاديث الصحيحة كلما خالفت عقله وفكره، كحديث الباب، .......
وصرح السيوطي في اللآلي المصنوعة أن ابن الجوزي غال في الحكم بالوضع حتى اشتهر في شدته، ...... ومن هاهنا لا يعبأ المحدثون بجرح ابن الجوزي، ........ ، إلا ما ثبت عندهم) انتهى.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ مجموع الفتاوى ـ: 1/ 248
¥(4/399)
فإن الموضوع فى اصطلاح أبى الفرج هو الذى قام دليل على أنه باطل وإن كان المحدث به لم يتعمد الكذب بل غلط فيه، ولهذا روى فى كتابه فى الموضوعات أحاديث كثيرة من هذا النوع، وقد نازعه طائفة من العلماء فى كثير مما ذكره، وقالوا إنه ليس مما يقوم دليل على أنه باطل بل بينوا ثبوت بعض ذلك لكن الغالب على ما ذكره فى الموضوعات أنه باطل باتفاق العلماء.
ذكرت هذا لأن كلام ابن تيمية أعدل، وأدق.
والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - 01 - 04, 07:00 ص]ـ
تكميل:
قال الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق 46/ 415 - 416:
أخبرنا أبو الحسين بن قيس أنا أبو الحسين بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر أنا أبو بكر الخرائطي أنا سعد بن يزيد البزار نا علي بن عاصم نا حصين بن عبدالرحمن عن عمرو بن ميمون الأودي قال:" رأيت قردة باليمن فرجمتها القردة فرجمتها معهم ".
قال علي بن عاصم لو غير حصين حدثني ما صدقت.
رواه البخاري في صحيحه عن نعيم بن حماد عن هشيم عن حصين.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبدالواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبدالله بن مندة أنا خيثمة نا الحسن بن مكرم نا شبابة بن سوار نا عبدالملك بن مسلم نا عيسى بن حطان قال: دخلت مسجد الكوفة فإذا عمرو بن ميمون الأودي جالس، وعنده ناس فقال: له رجل حدثنا بأعجب شيء رأيته في الجاهلية، قال: كنت في حرث لأهلي باليمن فرأيت قرودا كثيرة قد اجتمعن، قال: فرأيت قردا وقردة اضطجعا ثم أدخلت القردة يدها تحت عنق القرد، واعتنقها ثم ناما فجاء قرد فغمزها من تحت رأسها فنظرت إليه فأسلت يدها من تحت رأس القرد ثم انطلقت معه غير بعيد فنكحها وأنا أنظر، ثم رجعت إلى مضجعها فذهبت تدخل يدها تحت عنق القرد كما كانت فانتبه القرد فقام إليها فشم دبرها فاجتمعت القردة فجعل يشير إليه وإليها فتفرقت القردة فلم ألبث أن جيء بذلك القرد بعينه أعرفه فانطلقوا بها وبالقرد إلى موضع كثير الرمل فحفروا لهما حفيرة فجعلوهما فيها ثم رجموهما حتى قتلوهما والله لقد رأيت الرجم قبل أن يبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم.
قال ابن مندة: هذا حديث غريب تفرد به شبابة عن أبي سلام عبدالملك بن مسلم
أخبرناه أبو المظفر القشيري أنا أبو عثمان البحيري أنا أبو الحسين محمد بن عبدالله المخلدي الهروي أنا أبو محمد عبدالله بن بشر البكري نا سعيد بن يعقوب الطالقاني نا عبدالله بن أبي جعفر الرازي نا أبو سلام عن عيسى بن حطان عن عمرو بن ميمون الأودي قال: قيل له: أخبرنا بأعجب شيء رأيته في الجاهلية قال: رأيت الرجم في غير ابن آدم إن أهلي أرسلوني في نخل لهم أحفظها من القرود فبينا أنا يوما في البستان إذ جاء القرود فصعدت نخلة فتفرقت القرود فاضطجعوا فجاء قرد وقردة فاضطجعا فأدخلت القردة يدها تحت القرد فاستثقلا نوما فجاء قرد فغمز القردة فسلت يدها من تحت القرد فذهبت معه فأصاب منها القرد ثم رجعت القردة إلى القرد فذهبت تدخل يدها في المكان الذي كانت فيه فانتبه القرد فقام فشرم دبرها فصاح صيحة فاجتمعت القردة فقام واحد منهم كهيئة الخطيب فوجهوا في طلب القرد فجاءوا به بعينه وأنا أعرفه فحفروا لهما فرجموهما.
وانظر: تهذيب الكمال 22/ 256 وسير أعلام النبلاء 4/ 159
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - 01 - 04, 07:05 ص]ـ
قال ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث ص 255 - 257:
قالوا: رويتم أن قرودا رجمت قردة في زنا فإن كانت القرود إنما رجمتها في الإحصان فذلك أظرف للحديث، وعلى هذا القياس فإنكم لا تدرون لعل القرود تقيم من أحكام التوراة أمورا كثيرة!
ولعل دينها اليهودية بعد!
وإن كانت القرود يهودا فلعل الخنازير نصارى!
قال أبو محمد: ونحن نقول في جواب هذا الاستهزاء إن حديث القرود ليس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا عن أصحابه وإنما هو شيء ذكر عن عمرو بن ميمون.
حدثني محمد بن خالد بن خداش قال نا مسلم بن قتيبة عن هشيم عن حصين عن عمرو بن ميمون قال: "زنت قردة في الجاهلية فرجمتها القرود ورجمتها معهم".
¥(4/400)
قال أبو محمد: وقد يمكن أن يكون رأي القرود ترجم قردة فظن أنها ترجمها لأنها زنت، وهذا لا يعلمه أحد إلا ظنا لأن القرود لا تنبئ عن أنفسها، والذي يراها تتسافد لا يعلم أزنت أم لم تزن هذا ظن، ولعل الشيخ عرف أنها زنت بوجه من الدلائل لا نعلمه (1) فإن القرود أزنى البهائم، والعرب تضرب بها المثل فتقول أزنى من قرد، ولولا أن الزنا منه معروف ما ضربت به المثل، وليس شيء أشبه بالإنسان في الزواج، والغيرة منه، والبهائم قد تتعادى ويثب بعضها على بعض، ويعاقب بعضها بعضا فمنها ما يعض، ومنها ما يخدش، ومنها ما يكسر ويحطم، والقرود ترجم بالأكف التي جعلها الله لها كما يرجم الإنسان، فإن كان إنما رجم بعضها بعضا لغير زنا فتوهمه الشيخ لزنا فليس هذا ببعيد، وإن كان الشيخ استدل على الزنا منها بدليل وعلى أن الرجم كان من أجله فليس ذلك أيضا ببعيد (1) لأنها على ما أعلمتك أشد البهائم غيرة وأقربها من بني آدم أفهاما.
قال أبو محمد: وأنا أظن أنها الممسوخ بأعيانها توالدت واستدللت على ذلك بقول الله عز وجل (قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير)
فدخول الألف واللام في القردة والخنازير يدل على المعرفة، وعلى أنها هي القردة التي نعاين، ولو كان أراد شيئا انقرض، ومضى لقال: وجعل منهم قردة وخنازير إلا أن يصح حديث أم حبيبة في الممسوخ (2) فيكون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، ولسنا نقول: إنها فعلت ذلك لأنها علمت بحكم التوراة كما يقول المستهزئ، ولكنا نقول: إنها عاقبت بالرجم إما على الزنا، أو على غير ذلك من أجل أكفها كما يخدش غيرها، ويعض ويكسر إذا كانت أكفها كأكف بني آدم، وكان بن آدم لا ينال ما يريد أذاه إذا بعد عنه إلا بالرجم، ومما يزيد في الدلالة على أن القرود هي الممسوخ بأعيانها إجماع الناس على تحريمها بغير كتاب، ولا أثر كما أجمعوا على تحريم لحوم الناس بغير كتاب ولا أثر.
========================
(1) تقدم سياق القصة بتفاصيلها عند الإسماعيلي، وابن عساكر، وغيرهم.
(2) في مسلم (2663) عن معرور بن سويد عن عبد الله بن مسعود قال: قالت أم حبيبة: اللهم متعني بزوجي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبأبي أبي سفيان وبأخي معاوية فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنك سألت الله لآجال مضروبة وآثار موطوءة وأرزاق مقسومة لا يعجل شيئا منها قبل حله ولا يؤخر منها شيئا بعد حله ولو سألت الله أن يعافيك من عذاب في النار وعذاب في القبر لكان خيرا لك" قال: فقال رجل: يا رسول الله القردة والخنازير هي مما مسخ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" إن الله عز وجل لم يهلك قوما أو يعذب قوما فيجعل لهم نسلا وإن القردة والخنازير كانوا قبل ذلك.
ـ[هشام بن بهرام]ــــــــ[24 - 04 - 07, 05:22 ص]ـ
هناك طريق عن حصين غير طريق هشيم رواها أبو نعيم في معرفة الصحابة قال حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبي ثنا عباد بن العوام عن حصين قال سمعت عمرو بن ميمون يقول "زنت قردة في اليمن فرجمتها القردة ورجمتها معهم"
ولقد أشار ابن عبد البر -كما ذكر في ثنايا الكلام- إلى رواية عباد هذه فذكرتها للفائدة
ثم روى القصة بتمامها من طريق آخر عن شبابة بن سوار بمثل رواية ابن عساكر أعلاه
وطريق علي بن عاصم عن حصين التي رواها ابن عساكر من طريق الخرائطي رواها الخرائطي في مساوئ الأخلاق وعندي قال "زنت قردة" بدلا من "رأيت قردة"
قال ابن الأثير الجزري عقب ذكر القصة في ترجمة عمرو بن ميمون "وهذا مما أدخل في صحيح البخاري"
ـ[ابوسعيد السلفي]ــــــــ[27 - 04 - 07, 11:33 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخ عبد الرحمن
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[04 - 11 - 09, 10:37 م]ـ
موضوع ذو صلة وإن خالف الرأي الظاهر هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=192317
بارك الله تعالى فيكم مشايخي الكرام
ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[04 - 11 - 09, 11:21 م]ـ
أظنه وهم بين ابن عبد البر وبين ابن الجوزي.
¥(4/401)
على كل فهذا ليس بالحديث المرفوع، فلا يعني هذا أن نعيم بن حماد محتج به، بل هو متروك. وفي كل الأحوال فقد أخرج له البخاري هذا مما ثبت من طريق آخر، فلا لوم على البخاري، ولا يعني وجود نعيم تضعيف الإسناد. والله أعلم.
روى الإمام البخاري رحمه الله تعالى لنُعيم بن حمَّاد، في ثلاثة مواضع من صحيحه؛
الأول: مقرونًا–392: في باب فضل استقبال القبلة.
والثاني: مقرونًا–7189: في باب بعث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خالدَ بن الوليد إلى بني جذيمة.
والثالث: غير مقرون–3849: في باب القسامة في الجاهلية:
قَالَ الإِمَامُ البُخَارِيُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَىْ فِي صَحِيْحَهُ:
حَدَّثَنَا نُعَيْمُ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: رَأَيْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قِرْدَةً، اجْتَمَعَ عَلَيْهَا قِرَدَةٌ، قَدْ زَنَتْ، فَرَجَمُوهَا، فَرَجَمْتُهَا مَعَهُمْ.
وقال الحافظ ابن حجر:
لقيَّه البخاري، ولكنه لم يخرج عنه في الصحيح، سوى موضع أو موضعين، وعلق له أشياء أخر، وروى له مسلم في المقدمة، موضعًا واحدًا. اهـ.
هدي الساري ص447.
وقال الشيخ أحمد بن أبي العينين:
شنَّع مجدي الشوري في كتابه، الدر المكنون في بيان حقيقة هرمجدون، على من قال إن البخاري، لم يخرج لنُعيم بن حمَّاد إلا مقرونًا، وهم المزي والذهبي وابن حجر.
وأقولُ:
إن هذا الحديث مقطوعٌ؛ فهو أثرٌ من قول عمرو بن ميمون، ولعل هؤلاء الأئمة لم يعتبروه، لكونه ليسَ مسندًا. اهـ.
تحذير ذوي الفطن ص252.
فلا يعني هذا أن نعيم بن حماد محتج به، بل هو متروك.
انظر ما نقلتُه من أقوال أهل العلم،
في نُعيم بن حمَّاد،
على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2788
لماذا أورد البخاري قصة رجم القرد في باب القسامة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
قال البخاري رحمه الله ـ3849ـ: باب القسامة في الجاهلية
حدثنا نعيم بن حماد حدثنا هشيم عن حصين عن عمرو بن ميمون قال: رأيت في الجاهلية قردة اجتمع عليها قردة قد زنت فرجموها فرجمتها معهم.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وسلم.
الصحيح أن يُقال:
لماذا أورد البخاري قصة رجم القِرْدَة في باب القسامة؟
ـ[أبو العبدين]ــــــــ[14 - 01 - 10, 11:36 ص]ـ
ماشاء الله أخوانى الفضلاء
نفع الله بكم
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[18 - 01 - 10, 03:11 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[عبد الجبار القرعاوي]ــــــــ[22 - 10 - 10, 07:32 م]ـ
ينظر القول الفصل في نعيم رحمه الله في التنكيل لليماني فهو شاف كاف.
ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[28 - 10 - 10, 10:37 م]ـ
ينظر القول الفصل في نعيم رحمه الله في التنكيل لليماني فهو شاف كاف.
قال العلامة الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني رحمه الله تعالى:
وإنما أوقع نعيمًا فيما وقع فيه من الأوهام، أنه سمع فأكثر جداً من الثقات ومن الضعفاء.
وفي الميزان عن ابن معين: نعيم بن حمَّاد ... كتب عن روح بن عبادة خمسين ألف حديث.
هذا ما سمعه من رجلٍ واحدٍ، ليس هو بأشهر شيوخه،
فما ظنك بمجموع ما عنده عن شيوخه؟
فلكثرة حديث نعيم عن الثقات وعن الضعفاء، واعتماده على حفظه،
كان ربما اشتبه عليه ما سمعه من بعض الضعفاء، بما سمع من بعض الثقات،
فيظن أنه سمع الأول بسند الثاني، فيرويه كذلك. اهـ. ملخصًا.
التنكيل 2/ 228.
وهو موجودٌ على الرابط الذي أوردته في مشاركتي السابقة:
انظر ما نقلتُه من أقوال أهل العلم،
في نُعيم بن حمَّاد،
على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2788(4/402)
سد الخلل في الفوائد من كتاب العلل (لابن أبي حاتم)
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[18 - 06 - 03, 04:15 م]ـ
هذه فوائد مختصرة من العلل لابن أبي حاتم استخرجتها قديما وأضفت إليها بعض التعليقات اليسيرة من هنا وهناك وأتمنى أن تكون هذه الفرائد
مفيدة لطلاب العلم وأنا أولهم وأبو حاتم وأبو زرعة من علماء الحديث المبرزين وقد أثنى عليهما الأمام أحمد ويونس بن عبد الأعلى وغيرهم
قال يونس بن عبد الأعلى: أبو زرعة وأبو حاتم إماما خراسان ودعا لهما وقال: بقاؤهما صلاح للمسلمين. الجرح والتعديل (344)
وقال أحمد عن أبي زرعة: بعد أن أنكر على رجل قال عن أبي زرعة (الشاب) قال أحمد غاضبا: تقول شاب؟! كالمنكر عليه ثم رفع يديه
وجعل يدعو الله عز وجل لأبي زرعة ويقول: اللهم انصره على من بغى عليه , اللهم عافه , اللهم ادفع البلاء عنه اللهم اللهم في دعاء كثير
قال الحسن بن أحمد فلما قدمت حكيت ذلك لأبي زرعة الرازي وحملت إليه دعاء أحمد له وكنت كتبته فكتبه أبو زرعة وقال لي أبو زرعة: ما وقعت في بلية فذكرت دعاء أحمد إلا ظننت أن الله عز وجل يفرج بدعائه عني!!!!!!!!. الجرح والتعديل (1/ 342)
ولأبي زرعة قصة مؤثرة تدل على حسن خاتمته ذكرها الخليلي سوف أذكرها في الأخير والله أعلم.
قال الخليلي:أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي الإمام المتفق عليه بلا مدافعة بالحجاز والشام ومصر وخراسان لايختلف عليه أحد.
الإرشاد للخليلي (2/ 678)
وقال عن أبي حاتم: محمد بن إدريس بن منذر الرازي نفس ما قاله عن أبي زرعة وزاد: كان عالما باختلاف الصحابة وفقه التابعين ومن بعدهم من الفقهاء.
أما المؤلف فهو: أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرزي
قال الخليلي: أخذ علم أبيه وأبي زرعة وكان بحرا في العلوم ومعرفة الرجال والحديث الصحيح من السقيم وكان زاهدا لم يعقب وكان مع زوجته سبعين سنة فلم يرزق ولدا. الأرشاد للخليلي (2/ 685)
وقد اعتمدت على الطبعة القديمة للعلل وأما الجديدة فلم أطلع عليها
والله المستعان. وهذه الفوائد متفاوتة ومتفرقة:
1 - عكرمة عن أنس ليس له نظام وهذا حديث لاأدري ما هو
2 - مثال على وهم شعبة
3 - الحجر الأسود من الجنة من حديث أنس. أخطأ عمرر بن إبراهيم
ورواه شعبة وعمرو بن الحارث عن قتادة عن أنس موقوف.
4 - الشعبي لم يسمع من أنس شيئا
5 - حديث أسقط مالك بن أنس مجاهدا من الأسناد إنما هو عبد الكريم الجزري عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى.
6 - قال أحمد بن حنبل: يقال أن غلاما كان للأنصاري أدخل هذا الحديث على الأنصاري
7 - قال أبو حاتم: جميعا صحيحين وقد روى عنهما جميعا
8 - هذا خطأ: روى كل أصحاب الزهري عن الزهري هذا الحديث عن حميد بن عبد الرحمن وهو صحيح
9 - أبو قلابة عن أبي الشعثاء لا يجيء
10 - قال أبي اللفظان ليسا متفقان وأرجو أن يكونا جميعا صحيحين
قال الشريف:قال ابن رجب: واعلم أن هذا كله إذا علم أن الحديث الذي اختلف في إسناده حديث واحد فإن ظهر أنه حديثان بإسنادين لم يحكم بخطأ أحدهما.
قال الشريف: وهذا الحديث على نفس النسق فيروى من طريق عائشة ومن طريق جابر ولفظه: ان النبي صلى الله عليه وسلم أهدي
مرة غنما و حديث جابر: أنه أهدي رسول الله غنما مقلدة
قال أبو حاتم: اللفظان ليسا متفقين وأرجو أن يكونا جميعا صحيحين.
(283)
11 - قلت لأبي أيهما أصح: قال رواه شريك وزهير عن أبي إسحاق مرفوعا
ورواه سفيان وأبو الأحوص وإسرائيل لم يرفعوه
قال أبي: سفيان وإسرائيل أتقن وزهير متقن غير أنه تأخر سماعه من أبي إسحاق. (1/ 285) العلل
قال الشريف: وشريك لايستهان به في أبي إسحاق وقدمه أحمد على حفيده إسرائيل لكن المشكلة في شريك في الرواة عنه , وزهير بن معاوية ثقة في أبي إسحاق إلا إذا خالف
فتعل روايته لأنه سمع متأخرا من أبي إسحاق.وحديثه المشهور في البخاري من روايته عن أبي إسحاق السبيعي وسوف نأتي عليه.
13 - لم يسمع يونس بن خباب من أبي سعيد شيئا
14 - الأعمش ربما دلس
15 - الطفاوي صدوق إلا أنه يهم أحيانا
16 - الأعمش أحفظ من عاصم
17 - الحسن بن صالح أحفظ من ابن أبي زياد ومن شريك
18 - الوهم من حماد (بن سلمة)
19 - إن كان حفظ حماد فهذا أشبه (19)
¥(4/403)
20 - قتادةو يقال لم يسمع من أبي قلابة شيئا إلا أحرفا فإنه وقع إليه كتاب من كتب أبي قلابة فلم يميزوا بين عبد الرحمن بن عايش وبين ابن عباس. (20)
21 - الوهم من المصعب بن أبي المقدام) (22)
22 - الوهم إما من عثمان أو من شريك
23 - أبو مالك سمع من عمار شيئا؟ قال أبو حاتم: ما أدري ما أقول لك قد روى شعبة عن حصين عن أبي مالك سمعت عمارا ولو لم يعلم شعبة أنه سمع من عمار ما كان شعبة يرويه وسلمة أحفظ من حصين
قلت: ما تنكر أن يكون سمع من عمار وقد سمع من ابن عباس.
قال: بين موت عمار قريب من عشرين سنة. (24)
قال الشريف: لعل المراد أن سماع أبي مالك من ابن عباس لايلزم
منه السماع من عمار والعكس صحيح وشعبة ليس من السهل تخطئته
والله أعلم.
25 - قال أبو حاتم: أبو سلمة عن حماد عن ثمامة عن النبي مرسل وهذا أشبه عندي
قال أبو زرعة: المحفوظ عن حماد عن ثمامة عن أنس وقصر أبو سلمة.
(26)
قال الشريف: أبو سلمة هو التبوذكي راوية حماد بن سلمة ولذلك قبل أبو حاتم روايته بالنقص وأبو زرعة أخذ برأي الجماعة والقبول بالزيادة
26 - أخطا حماد بن سلمة ورواه حماد بن زيد وعبد الوارث ومرجا بن رجا عن عبدالله بن عبيد الله وهو الصحيح. (27)
28 - كان أكثر وهم شعبة في أسماء الرجال قاله أبوزرعة
قال أبو حاتم كذا قال سفيان وكذا قال شعبة والله أعلم أيهما الصحيح
والثوري أحفظ وشعبةة ربما أخطأ في أسماء الرجال ولا يدري هذا منه أم لا. (27)
29 - ثمامة عن أبي هريرة هو الصحيح وقال أبوحاتم: هذا أشبه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولزم أبو عتاب الطريق
فقال: عبد الله عن ثمامة عن أنس.
قال الشريف: أي لزم الطريق المشهور وهو ثمامة عن أنس
وثمامة كثيرا ما يروي عن جده أنس بن مالك رضي الله عنه وروايته عن أبي هريرة قليلة ولذلك يحصل الوهم من الرواة عن ثمامة فيجعلونه عن جده لأنه مكثر عنه. وعبد الله بن المثنى هو ابن عبد اله بن أنس بن مالك. والعدول عن الطريق المشهور لايقبل إلا من الثقات
قال ابن رجب: فإن كان المنفرد عن الحفاظ مع سوء حفظه سلك الطريق المشهور والحفاظ يخالفونه فإنه لايكاد يرتاب في وهمه وخطأه
لأن الطريق المشهور تسبق إليه الألسنة والأوهام كثيرا فيسلكه من لايحفظ. شرح العلل لابن رجب (841)(4/404)
فائدةٌ: عند تعارض المنذري وابن حجر في الحكم على الحديث
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[20 - 06 - 03, 12:38 ص]ـ
ذكر الشيخ محمد ناصر الألباني في " ضعيف الترغيب والترهيب " (1/ 90) في الحاشية عند تجويد الحافظ المنذري لحديث فقال:
كذا قال. وخالفه الحافظ في " التلخيص " فقال: " وأسانيده كلها معلولة ". والحافظ أقعد بهذا العلم، وأعرف بعلله من المؤلف رحمهما الله، فالقول قوله عند التعارض عندي، حين لا يتيسر لنا الوقوف على الأسانيد المختلف فيها كما هو الشأن هنا.ا. هـ.(4/405)
فائدة في: متى يقدم حماد بن سلمة على حماد بن زيد؟
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[20 - 06 - 03, 06:46 ص]ـ
قال ابن رجب في الفتح (1/ 133 ط. طارق بن عوض الله): وحماد بن سلمة مقدم على حماد بن زيد في علي بن زيد خاصة.
ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - 06 - 03, 08:01 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي المحرر؛ ويُضاف إلى ماذكرتَ:
أن حماد بن سلمة أثبت الناس في ثابت البناني، كما نصَّ على ذلك الإمام أحمد وابن المديني وابن معين وأبوحاتم ومسلم وغيرهم.
ومَنْ خالف حماد بن سلمة فالقول قول حماد.
ومن تلاميذ ثابت (حماد بن زيد).
يُنظر / شرح العلل لابن رجب (2/ 499 - ).
ـ[الجامع الصغير]ــــــــ[20 - 06 - 03, 02:06 م]ـ
أخي الكريم الحمادي ..
عندي تساؤل .. تساؤل فقط ..
ما الفرق بين أن يكون أثبت أو أروى؟
ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - 06 - 03, 04:46 م]ـ
الفرق واضح:
فالمراد بـ (فلان أروى الناس عن ... ) أنه أكثرهم أخذاً عنه وجمعاً لحديثه.
والمرد بـ (أثبت) أنه أثبتهم وأحفظهم؛ ولذا يُقدَّم عند الاختلاف.
ولايلزم من كون الراوي (أروى) تلاميذ فلان أن يكون أحفظهم وأثبتهم.
ـ[ابن معين]ــــــــ[20 - 06 - 03, 08:09 م]ـ
قال ابن الجنيد:قلت ليحيى: حماد بن زيد (عن علي بن زيد) عن الحسن عن الضحاك بن سفيان الكلابي، قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:ما طعامك يا ضحاك؟ وحماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال للضحاك.
فقال لي يحيى: حماد بن سلمة أعرف بعلي بن زيد من حماد بن زيد.
سؤالات ابن الجنيد (رقم840).
ـ[حلية الأولياء]ــــــــ[20 - 09 - 03, 09:22 ص]ـ
للرفع
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[20 - 09 - 03, 10:04 ص]ـ
قال الإمام أحمد: هو - أي ابن سلمة - أعلم من غيره بحديث علي بن زيد بن جدعان. سير أعلام النبلاء 7/ 445.
وحماد بن سلمة أثبت الناس في حميد الطويل وهو خاله. قاله احمد في نفس المصدر.
وقد روى ابن زيد عن حميد أيضا.(4/406)
من روائع الآثار في صحيح البخاري
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 06 - 03, 08:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فمن خلال قراءتي للصحيح لفتت نظري بعض الآثار العجيبة، والغريبة، واللطيفة، و ... ومنها:
قال مجاهد: لا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر.
صحيح البخاري 1/ 60.
[قال أنس رضي الله عنه]: وحدثتني ابنتي أمينة أنه دفن لصلبي مقدم حجاج البصرة بضع وعشرون ومائة.
قال العيني: قوله (إنه دفن لصلبي) أي: من ولده دون أسباطه، وأحفاده.
قوله (مقدم حجاج) هو ابن يوسف الثقفي، وكان قدومه البصرة سنة خمس وسبعين وعمر أنس حينئذ نيف وثمانون سنة، وقد عاش أنس بعد ذلك إلى سنة ثلاث ويقال اثنتين ويقال إحدى وتسعين وقد قارب المائة. عمد القاري11/ 100.
صحيح البخاري 2/ 699
وقال حسان بن أبي سنان: ما رأيت شيئا أهون من الورع! دع ما يريبك إلى ما لا يريبك.
صحيح البخاري 2/ 724.
قال قتادة: أبقى الله سفينة نوح حتى أدركها أوائل هذه الأمة.
صحيح البخاري 4/ 1844.
قال البخاري: حدثنا علي بن عبد الله حدثنا مرحوم قال: سمعت ثابتا البناني قال: كنت عند أنس، وعنده ابنة له قال أنس: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرض عليه نفسها قالت: يا رسول الله ألك بي حاجة، فقالت بنت أنس: ما أقل حياءها! واسوأتاه! واسوأتاه!
قال: هي خير منك! رغبت في النبي صلى الله عليه وسلم فعرضت عليه نفسها.
صحيح البخاري 5/ 1967.
وقال أنس: إذا دخلت على مسلم لا يتهم فكل من طعامه واشرب من شرابه.
صحيح البخاري 5/ 2079.
وقال الزهري: لا بأس بذبيحة نصارى العرب، وإن سمعته يسمي لغير الله فلا تأكل، وإن لم تسمعه فقد أحله الله لك، وعلم كفرهم، ويذكر عن على نحوه.
صحيح البخاري5/ 2097.
قال البخاري: حدثنا عبد الله بن أبي شيبة حدثنا عبيد الله حدثنا إسرائيل عن منصور عن خالد بن سعد قال: خرجنا ومعنا غالب بن أبجر، فمرض في الطريق، فقدمنا المدينة، وهو مريض فعاده ابن أبي عتيق فقال لنا: عليكم بهذه الحبيبة السوداء فخذوا منها خمسا، أو سبعا فاسحقوها ثم اقطروها في أنفه بقطرات زيت في هذا الجانب، وفي هذا الجانب ... 5/ 2153.
قال الزهري: في النظر إلى التي لم تحض من النساء لا يصلح النظر إلى شيء منهن ممن يشتهى النظر إليه، وإن كانت صغيرة، وكره عطاء النظر إلى الجواري التي يبعن بمكة إلا أن يريد أن يشتري.
صحيح البخاري 5/ 2299.
قال أيوب: يخادعون الله كأنما يخادعون آدميا (وفي لفظ: الصبيان) لو أتوا الأمر عيانا كان أهون علي. صحيح البخاري 6/ 2554.
قال ابن عون: ثلاث أحبهن لنفسي، ولإخواني هذه السنة أن يتعلموها، ويسألوا عنها، والقرآن أن يتفهموه، ويسألوا عنه، ويدعوا الناس إلا من خير.
صحيح البخاري 6/ 2654.
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[21 - 06 - 03, 09:05 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً يا شيخ عبدالرحمن.
سبحان الله ... لا تنقضي الفوائد والدرر من كتاب هذا الإمام الحافظ الحجّة.
ـ[المحقق 1]ــــــــ[21 - 06 - 03, 09:41 م]ـ
أحسنت بارك الله فيك
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[21 - 06 - 03, 09:47 م]ـ
قال القاسم بن يو سف التجيبي السبتي المغربي المتوفى سنة730 هج في برنامجه:وكان من جملة الوصية التي أوصاني بها التقي الفاضل أبو العباس ابن تيمية أن قال: مافي الكتب المصنفة المبوبة كتاب أنفع من صحيح محمد بن إسماعيل , وصدق ابن تيمية.
قال ابو الوفا: صدقا , رحمة الله عليهما.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - 06 - 03, 01:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فأشكرك الأخوة جميعا، وأخص بالشكر من ثبت الموضوع، وأجدني مضطرا للإكمال وإن كان في البال تقسيمها إلى أنوع لكن في الكل خير إن شاء الله، وقبل أن أذكر الفوائد، والطرائف .. ،
¥(4/407)
يناسب عندما ذكر الأخوة بعض فضائل هذا الكتاب، أن أذكر ما كنت قد قرأت قبل سنوات أن شيخ الإسلام ابن تيمية، وأخوه عبدالرحمن كانوا سيناظرون بعض المخالفين، فقام أحدهم يتكلم، فقال عبد الرحمن: أسكت، كلامنا مع أهل السنة، و إلا أنت أعطيك عشرة أحاديث من الصحيحين، وعشرة أحاديث موضوعة، وعشرة من أقول عنترة فلا تستطيع أن تميز بينها. أهـ (بالمعنى ولا أذكر الكتاب لكن أظنه ذيل طبقات الحنابلة).
وإليك أخي الكريم هذه التكملة:
.. فاستهلت السماء في تلك الليلة فأمطرت فوكف المسجد .. 2/ 710
... فقال حسان لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين .. : 3/ 1299
... فقالوا يا أبا هريرة سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا هذا من كيس أبي هريرة.
5/ 2048
.. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرها في أذن وليه فيخلطون معها مائة كذبة .. 5/ 2173
.. فاستسقى فنشأ السحاب بعضه إلى بعض ثم مطروا حتى سألت مثاعب المدينة فما زالت إلى الجمعة المقبلة ...
5/ 2261
أقول: قوله: كيس أبي هريرة، تسل الشعرة من العجين، مثاعب المدينة، فيقرها في أذن، فوكف المسجد: هذه الكلمات، والتراكيب يستعملها العامة اليوم، ويظن البعض أنها ليست بفصيحة.
* قال أنس: فقمت إلى حصير لنا قد اسود من طول ما لبس فنضحته بماء .. 1/ 149
أقول: سمى الجلوس لبسا، فيه رد على الحنفية الذين جوزوا الجلوس على الحرير.
* قال البخاري: باب عمل صالح قبل القتال، وقال أبو الدرداء: إنما تقاتلون بأعمالكم. 3/ 1034
*وقيل لوهب بن منبه: أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟ قال: بلى، ولكن ليس مفتاح إلا له أسنان فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك و إلا لم يفتح لك. 1/ 417
*باب من ناول أو قدم إلى صاحبه على المائدة شيئا، وقال ابن المبارك: لا بأس أن يناول بعضهم بعضا ولا يناول من هذه المائدة إلى مائدة أخرى. 5/ 2073
أقول: ذكر بعده حديث أنس في الدباء .... وهذا موجود اليوم، وإن كان بعض الناس يستقبحه.
* عن أبي عثمان قال: تضيفت أبا هريرة سبعا فكان هو، وامرأته، وخادمه يعتقبون الليل أثلاثا يصلي هذا، ثم يوقظ هذا. 5/ 2073
أقول: لو تضيفت يا أبا عثمان أهل هذا الزمان لرأيت عجبا! كم يتخلف الأخيار، والأئمة عن صلاة الفجر؟! دعك من قيام الليل!!
* قال البخاري: حدثنا مسدد حدثنا حماد عن الزبير بن عربي قال سأل رجل بن عمر رضي الله عنهما عن استلام الحجر فقال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمه ويقبله قال قلت أرأيت إن زحمت أرأيت إن غلبت قال اجعل أرأيت باليمن رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمه ويقبله. 2/ 583
أقول: ما أجمل هذه الجملة: اجعل أرأيت باليمن رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
*وقال الحسن: ما زال المسلمون يصلون في جراحاتهم. 1/ 76
*قال البخاري: حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الوهاب أخبرنا أيوب عن عكرمة أن رفاعة طلق امرأته فتزوجها عبد الرحمن بن الزبير القرظي قالت عائشة: وعليها خمار أخضر فشكت إليها وأرتها خضرة بجلدها فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والنساء ينصر بعضهن بعضا قالت: عائشة ما رأيت مثل ما يلقى المؤمنات لجلدها أشد خضرة من ثوبها قال وسمع أنها قد أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء، ومعه ابنان له من غيرها، قالت: والله ما لي إليه من ذنب إلا أن ما معه ليس بأغنى عني من هذه وأخذت هدبة من ثوبها، فقال: كذبت والله يا رسول الله إني لأنفضها نفض الأديم، ولكنها ناشز تريد رفاعة فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كان ذلك لم تحلي له أو لم تصلحي له حتى يذوق من عسيلتك قال: وأبصر معه ابنين له فقال: بنوك هؤلاء؟ قال: نعم، قال: هذا الذي تزعمين ما تزعمين فوالله لهم أشبه به من الغراب بالغراب. 5/ 2192
أقول: هذا الحديث فيه لطائف عدة تأملها.
* .. حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في قصة قتل كعب بن الأشرف ... فواعده أن يأتيه فجاءه ليلا ومعه أبو نائلة .. فدعاهم إلى الحصن فنزل إليهم فقالت له امرأته: أين تخرج هذه الساعة؟ فقال: إنما هو محمد بن مسلمة وأخي أبو نائلة .. قالت: أسمع صوتا كأنه يقطر منه الدم!! قال إنما هو أخي محمد بن مسلمة ورضيعي أبو نائلة إن الكريم لو دعي إلى طعنة بليل ... 4/ 1481
¥(4/408)
أقول: قالت: (أسمع صوتا كأنه يقطر منه الدم) جمعت هذه الكلمات بلاغة، وفراسة يندر مثلها.
وقول كعب: إن الكريم لو دعي إلى طعنة .. شهامة تستغرب من مثله، لكن أظنه كلاما فقط، ولم يخطر بباله القتل ألا تراه يقول: إنما هو محمد .. وأخي أبو نائلة ..
* عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بخيبر بعد ما افتتحوها فقلت: يا رسول الله أسهم لي، فقال: بعض بني سعيد بن العاص لا تسهم له يا رسول الله! فقال أبو هريرة: هذا قاتل ابن قوقل، فقال: ابن سعيد بن العاص وا عجبا لوبر تدلى علينا من قدوم ضان ينعى عليّ قتل رجل مسلم أكرمه الله على يدي، ولم يهني على يديه. 3/ 1040
أقول: في رد ابن سعيد بن العاص من البلاغة، وجزالة العبارة، وسرعة البديهة ما لا يخفى.
*قال البخاري: باب (قل أي شيء أكبر شهادة قل الله) فسمى الله تعالى نفسه شيئا، وسمى النبي صلى الله عليه وسلم القرآن شيئا، وهو صفة من صفات الله، وقال (كل شيء هالك إلا وجهه). 6/ 2698
* حديث أبي هريرة في قصة قتل خبيب ... فخرجوا به من الحرم ليقتلوه فقال: دعوني أصلي ركعتين ثم انصرف إليهم فقال: لولا أن تروا أن ما بي جزع من الموت لزدت فكان أول من سن الركعتين عند القتل هو، ثم قال: اللهم أحصهم عددا، ثم قال:
ولست أبالي حين أقتل مسلما * على أي شق كان لله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ * يبارك على أوصال شلو ممزع.
* وكان طاوس إذا سئل عن شيء من أمر اليتامى قرأ (والله يعلم المفسد من المصلح). 3/ 1018
*قال مطر الوراق: (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) قال: هل من طالب علم فيعان عليه. 6/ 2744
* قال الزهري: في الأسير يعلم مكانه لا تتزوج امرأته، ولا يقسم ماله فإذا انقطع خبره فسنته سنة المفقود.
5/ 2026
وقال علي رضي الله عنه: حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله. 1/ 59
أعتذر لعدم الترتيب.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
ـ[الظافر]ــــــــ[22 - 06 - 03, 01:55 ص]ـ
الأخ الشيخ عبد الرحمن السديس وفقه الله تعالى.
إقتراح بسيط لو جعلت لكل فائدة عنوانا تميزها به لكان ـ في نظري ـ حسن وجزاك الله كل خير على هذه الدرر المباركة.
الظافر الظافر
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[22 - 06 - 03, 09:17 ص]ـ
لله درك أخي الشيخ المبارك عبد الرحمن السديس
فإنك غواص
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - 06 - 03, 12:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذه تكملة أخرى من فوائد الصحيح معظمها متعلق بالأسانيد ...
* قال أبو عبد الله: قال علي بن عبد الله: سألني أحمد بن حنبل رحمه الله عن هذا الحديث ... قال: فإنما أردت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أعلى من الناس فلا بأس أن يكون الإمام أعلى من الناس بهذا الحديث، قال: فقلت: إن سفيان بن عيينة كان يسأل عن هذا كثيرا فلم تسمعه منه؟ قال: لا. 1/ 148
* قال البخاري: حدثنا مسدد بن مسرهد البصري حدثنا يحيى عن عبيد الله عن نافع .... الحديث
قال أبو عبد الله: كان يقال: هو مسدد كاسمه، قال أبو عبد الله: سمعت يحيى بن معين يقول: سمعت يحيى بن سعيد يقول: لو أن مسددا أتيته في بيته فحدثته لاستحق ذلك، وما أبالي كتبي كانت عندي، أو عند مسدد. 2/ 571
* قال البخاري: حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا عبد الله بن المبارك حدثنا موسى بن عقبة عن سالم عن أبيه رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من أخذ من الأرض شيئا بغير حقه خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين. قال أبو عبد الله: هذا الحديث ليس بخراسان في كتاب بن المبارك أملاه عليهم بالبصرة. 2/ 866
* قال البخاري: حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن أبي موسى قال سمعت الحسن يقول: استقبل والله الحسن بن علي معاوية بكتائب أمثال الجبال .... ولقد سمعت أبا بكرة يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر ...
قال لي علي بن عبد الله: إنما ثبت لنا سماع الحسن من أبي بكرة بهذا الحديث.2/ 962
* قال البخاري: حدثني الصلت بن محمد حدثنا أبو أسامة عن إدريس عن طلحة بن مصرف عن سعيد بن جبير عن بن عباس ... سمع أبو أسامة إدريس، وسمع إدريس طلحة. 4/ 1671
* قال البخاري: حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا منصور عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله رضي الله عنه ..... الحديث .. وكان سفيان يحدثنا بهذا فيقول: حدثنا منصور أو ابن أبي نجيح،أو حميد أحدهم،أو اثنان منهم، ثم ثبت على منصور،وترك ذلك مرارا غير واحدة. 4/ 1818
* قال البخاري: حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا موسى بن أبي عائشة وكان ثقة عن سعيد بن جبير .. الحديث.
4/ 1876
*قال البخاري: حدثنا مسدد عن هشيم عن سيار عن الشعبي عن جابر قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة فلما قفلنا تعجلت على بعير قطوف ...
قال: [القائل: هشيم: الفتح:9/ 342] وحدثني الثقة أنه قال في هذا الحديث الكيس الكيس يا جابر يعني الولد. 5/ 2008
* قال البخاري: حدثني سيدان بن مضارب أبو محمد الباهلي، حدثنا أبو معشر البصري هو صدوق يوسف بن يزيد البراء، قال: حدثني عبيد الله بن الأخنس أبو مالك عن بن أبي مليكة عن بن عباس ... 5/ 2166
* قال البخاري: حدثنا عمرو بن زرارة حدثنا القاسم بن مالك عن الجعيد سمعت السائب بن يزيد ... الحديث
سمع القاسمُ بنُ مالكٍ الجعيدَ. 6/ 2671
* قال البخاري: حدثنا إسحاق أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي عن سلام بن أبي مطيع عن أبي عمران الجوني ...
قال أبو عبد الله: سمع عبدُ الرحمن سلاما. 6/ 2680
شكرا للشيخ خالد، والأخ الظافر، وبالنسبة للأقتراح فأنا فأعتذر لضيق الوقت، وبإمكانك أن تعنونها أنت، حسب ما تريد، وتحفظها في جهازك.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
¥(4/409)
ـ[عبدالله الحسني]ــــــــ[23 - 06 - 03, 04:42 م]ـ
جزاك الله خيرا، على هذا الجمع والانتقاء، ونتمنى المزيد.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - 04 - 04, 01:30 ص]ـ
قال الإمام البخاري (7017): حدثنا عبد الله بن صباح حدثنا معتمر سمعت عوفا حدثنا محمد بن سيرين أنه سمع أبا هريرة يقول: قال: رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة وما كان من النبوة فإنه لا يكذب".
قال محمد [يعني ابن سيرين] وأنا أقول هذه.
قال: وكان يقال الرؤيا ثلاث:
حديث النفس، وتخويف الشيطان، وبشرى من الله؛ فمن رأى شيئا يكرهه فلا يقصه على أحد، وليقم فليصل.
قال: وكان يكره الغل في النوم، وكان يعجبهم القيد، ويقال القيد ثبات في الدين. وروى قتادة، ويونس، وهشام، وأبو هلال عن بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأدرجه بعضهم كله في الحديث، وحديث عوف أبين.
وقال يونس: لا أحسبه إلا عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في القيد.
قال أبو عبد الله: لا تكون الأغلال إلا في الأعناق.
قبل حديث (7001) وقال ابن عون: عن بن سيرين "رؤيا النهار مثل رؤيا الليل".
تحت حديث 6539:قال أبو عبد الله فيه من الفقه: أنه لم يستأذنهم حين قام وخرج، وفيه أنه تهيأ للقيام وهو يريد أن يقوموا.
تحت حديث (1927) وقال جابر بن زيد: إن نظر فأمنى يتم صومه.
قبل حديث (1930) وقال ابن سيرين: لا بأس بالسواك الرطب قيل له طعم قال والماء له طعم وأنت تمضمض به.
قبل حديث (2079) وقال عقبة بن عامر: لا يحل لامرئ يبيع سلعة يعلم أن بها داء إلا أخبره.
قبل حديث (2160) وقال إبراهيم: إن العرب تقول بع لي ثوبا وهي تعني الشراء.
يتبع إن شاء الله
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - 04 - 04, 01:53 ص]ـ
أضفت لهذا ولم يرتفع!! فلعل وعسى
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - 04 - 04, 08:57 ص]ـ
محاولة أخرى
لعل وعسى(4/410)
ما القول الراجح في تخريج كتاب ((عمرو بن حزم))؟؟ بارك الله فيكم.
ـ[ابوفيصل]ــــــــ[22 - 06 - 03, 01:36 ص]ـ
؟؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 06 - 03, 02:45 ص]ـ
هذا موضوع قديم لعله يفيد في هذا
بالنسبة لمس المصحف من غير طهارة فلا يجوز لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله (لايمس القرآن إلا طاهر)
جاء في كتاب عمرو بن حزم وجاء من حديث غيره من الصحابة وصححه أحمد وإسحاق وغيرهم من أهل العلم.
وثبت عن عدد من الصحابة سلمان وسعد بن أبي وقاص وغيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم عدم مس المصحف من غير طهارة ولا يعرف لهم مخالف من الصحابة.
وهو قول أكثر أهل العلم بل حكاه بعضهم اجماعا.
تنبيه
قيل في تفسير (لايمس القرآن إلاطاهر) أن المقصود بالطاهر هوالمسلم
وهذا غير صحيح فلم يسبقهم اليه أحد ولم يرد في أي نص من الكتاب والسنة تسمية المؤمن بالطاهر والأصل حمل الألفاظ الشرعية على الحقيقة الشرعية ثم اللغوية ثم العرفية.
والطهارة الواردة في النصوص المقصود بها الطهارة من الحدثين الأكبر والأصغر.
وأما قولهم (أن المؤمن لاينجس) فهذا دليل على أنه طاهر فغير صحيح فنعم المؤمن لاينجس كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم
ولكن لايعنى أنه اذا أحدث فإنه ينجس فلم يقل بهذا أحد من المسلمين
فاذا كان محدثا فهو على غير طهارة شرعية ولكنه غير نجس
والله تعالى أعلم.
الباحث
الشيخ الفاضل عبدالرحمن الفقيه وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي استفسار حول الكلام الذي يثار حول صحيفة عمروبن حزم والإضطراب الذي وقع فيها أو يقال إنه وقع الرجاء الإفادة حول ذلك بارك الله في علمك
عبدالرحمن الفقيه:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله أخي الكريم وبارك فيك وجزاك خيرا
بالنسبة لصحيفة عمرو بن حزم فقد تكلم عليها العلماء كثيرا
ومن المعاصرين من أطال فيها النفس فمن المصنفات في ذلك كتاب لحمد بن ابراهيم العثمان أسماه (كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم رضي الله عنه) نشر مكتبة الإمام الذهبي ويقع في 80 صفحة وقد ذكر طرق الحديث والكلام على كل طريق
وكذلك من المعاصرين أحمد بن عبدالرحمن الصويان في كتابه صحائف الصحابة من صفحة 92 الى 132
وكذلك مشهور حسن سلمان في تخريجه للخلافيات للبيهقي في المجلد الأول من صفحة 497 الى 508.
وبالنسبة لطرق الحديث فكلها ضعيفة ومرسلة ووجادات
ولكن العلماء تلقوه بالقبول وصححوه وعملوا به
وقد صححه الإمام أحمد كما في مسائل البغوي رقم (38).
وقال ابن الجوزي (قال أحمد بن حنبل رضي الله عنه كتاب عمرو في الصدقات صحيح) كما في نصب الراية (2/ 341).
وصححه اسحاق ابن راهويه كما في الأوسط لابن المنذر (2/ 101) وقال عباس الدوري كما في التاريخ (647) سمعت يحي يقول حديث عمرو ابن حزم أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب لهم كتابا فقال له رجل هذا مسند قال لا ولكنه صالح).
وقال الإمام الشافعي في الرسالة ص422 (لم يقبلوه حتى ثبت عندهم أنه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم)
وقال يعقوب بن سفيان الفسوى (لاأعلم في جميع الكتب أصح من كتاب عمرو بن حزم كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجعون اليه) ميزان الإعتدال (2/ 202).
وقال الحاكم في المستدرك بعد روايته للحديث بطوله (1/ 397) (هذا حديث كبير مفسر في هذا الباب يشهد له أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز وامام العلماء في عصره محمد بن مسلم بن شهاب بالصحة)
وقال ابن عبدالبر في التمهيد (17/ 338) (هذا كتاب مشهور عند أهل السير معروف ما فيه عند أهل العلم معرفة يستغنى بشهرتها عن الإسناد لأنه أشبه التواتر في مجيئه لتلقى الناس له بالقبول والمعرفة)
والخلاصة أن الحديث وان كانت طرقه بمفردها ضعيفه الإ أن كثرة طرقه ووجاداته وتلقي العلماء له بالقبول وكون كل فقرة منه لها شواهد من أحاديث أخرى ورجوع الصحابة الى ما فيه كما عند عبدالرزاق (17698) و (17706) وابن أبي شيبة (9/ 194) وابن حزم في المحلى (10/ 529) باسناد صحيح عن سعيد بن المسيب (أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جعل في الإبهام خمسة عشرة وفي السبابة عشرا وفي الوسطى عشرا وفي البنصر تسعا وفي الخنصر ستا حتى وجدنا كتابا عند آل حزم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الأصابع سواء فأخذ به) وسعيد وان كان سماعه من عمر
¥(4/411)
رضي الله عنه فيه كلام الإ أنه كان يرجع الناس اليه في فقه عمر وقد قال الإمام أحمد عندما قيل له سعيد بن المسيب عن عمر حجة قال هو عندنا حجة قدرأى عمر وسمع منهاذا لم يقبل من سعيد عن عمر فمن يقبل) كما في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (4/ 61)
فهذا كله يدل على قبول الحديث وصحته.
ولعلي أذكر طرق حديث عمرو بن حزم على وجه الإختصار مع بيان العلل التي فيها
طرق حديث عمرو بن حزم
الطريق الأولى
طريق الحكم بن موسى ثنا يحي بن حمزة عن سليمان بن داود عن الزهري عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده
أخرجه النسائي في السنن (8/ 57) وابن حبان في الصحيح (6559) والحاكم في المستدرك (1/ 359) والدارمي في المسند (في مواضع متعددة منها (2/ 188) والدارقطني في السنن (1/ 122و2/ 285) وأبو داود في المراسيل (259) والخطيب في التاريخ (8/ 228) وابن عدي في الكامل (3/ 1123) وابن أبي عاصم في الديات (42و48) والطبراني في الكبير كما في تهذيب الكمال (11/ 419) والبغوي في مسائل أحمد (73و99) وابن عبدالبر في التمهيد (17/ 339) وهو في مسند الإمام أحمد كما أشار اليه غير واحد من الحفظ ولكنه ساقط من الطبعة الميمنية وكذلك لم يذكر في المستدرك لمسند الأنصار من طبعة مؤسسة الرسالة في (39/ 476_480) وممن عزاه لأحمد ابن عبدالهادي في التنقيح (1/ 410) وابن عدي في الكامل (3/ 1123) وغيرهم.
وهذا الإسناد فيه علة قادحة وهي أن الحكم بن موسى أخطأ في الإسناد وقال (سليمان بن داود) والصواب أنه (سليمان بن أرقم) وهو متروك وقد بين هذه العلل الإمام النسائي في السنن وصالح جزره وأبو زرعة الدمشقىوأبوداود وأبو حاتم وابن منده والذهبي والآلباني وغيرهم
فيكون هذا الطريق شديد الضعف
الطريق الثاني
عن معمر بن راشد عن عبدالله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده
أخرجه عبدالرزاق في المصنف (17408و17457و17619و17679) وابن خزيمة في الصحيح (2269) وابن الجارود في المنتقى (784و786) والدارقطني في السنن (1/ 121) ويحي بن آدم في الخراج ص 114 وابن زنجويه في الأموال (1457) والحاكم في المستدرك (1/ 395) وعثمان الدارمي في الرد على المريسي ص 131 والبيهقي في الخلافيات (295) وفي الكبرى (1/ 87) وابن المنذر في الأوسط وغيرهم
قال الدارقطني بعد روايته للحديث (مرسل ورواته ثقات) وذلك أن محمد بن عمرو بن حزم جد عبدالله ولد في السنة العاشرة من الهجرو زلم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم فهو صحابي صغير.
الطريق الثالث
عن اسماعيل ابن عياش الشامي عن يحي بن سعيد الأنصاري المدني عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده
أخرجه الدارقطني في السنن (3/ 209) وفي اسناده ضعف لأن رواية اسماعيل بن عياش عن غير أهل بلده فيها ضعف لكنه ضعف قابل للإنجبار.
الطريق الرابع
عن عبدالله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عم أبيه مرسلا
رواه الإمام مالك في الموطأ (2/ 849) ومن طريقه النسائي (8/ 60) والبغوي (10/ 192) وهو مرسل صحيح وجادة
وجاء عن أحمد بن عبدالجبار عن يونس بن بكير عن عن ابن اسحاق قال حدثنا عبدالله بن أبي بكر عن أبيه عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم
أخرجه البيهقي في الدلائل (5/ 413)
وفي اسناده كلام من جهتين الأولى أن أحمد بن عبدالجبار وهو ضعيف ولكن سماعه للسيرة صحيح وهذا الحديث روى في السيره عن ابن اسحاق
والثانية أن يونس بن بكير أختلف فيه ولعله حسن الحديث
وهذا اسناد يسير الضعف وهو مرسل ولكنه وجادة
وقد أخرجه الطبري في التاريخ (2/ 195) حدثنا ابن حميد ثنا سلمة عن ابن اسحاق قال حدثني عبدالله بن أبي بكر ولم يذكر عن أبيه
ولكن ابن حميد شيخ الطبري منكر الحديث.
الطريق الخامس
عن ابن ادريس عن محمد بن عمارة عن أبي بكر بن عمرو بن حزم
أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة (9/ 155) ومواضع أخر والدارقطني (3/ 209)
وفيه كلام من ناحية محمد بن عمارة ففيه كلام مع أنه وثق وهو أيضا منقطع.
الطرق السادس
عن يونس بن يزيد عن الزهري قال (قرأت كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كتب لعمرو بن حزم) وهذ ه وجادة واسناده صحيح للزهري.
الطريق السابع
عن عبدالوهاب الضحاك عن اسماعيل بن عياش عن عمران بن أبي الفضل عن عبدالله بن أبي بكر عن أبيه عن جده.
أخرجه ابن أبي عاصم في الديات (ص111)
وهذا اسناد تالف عبدالوهاب متروك وكذلك عمران بن أبي الفضل.
الطريق الثامن
قال أبوداود في المراسيل (255) عن حماد قلت لقيس بن سعد خذ لي كتاب محمد بن عمرو فأعطاني كتابا أخبرني أنه أخذه من أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب لجده فقرأته).
الطريق التاسع
وقد سبق ذكره (
عند عبدالرزاق (17698) و (17706) وابن أبي شيبة (9/ 194) وابن حزم في المحلى (10/ 529) باسناد صحيح عن سعيد بن المسيب (أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جعل في الإبهام خمسة عشرة وفي السبابة عشرا وفي الوسطى عشرا وفي البنصر تسعا وفي الخنصر ستا حتى وجدنا كتابا عند آل حزم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الأصابع سواء فأخذ به) وسعيد وان كان سماعه من عمر رضي الله عنه فيه كلام الإ أنه كان يرجع الناس اليه في فقه عمر وقد قال الإمام أحمد عندما قيل له سعيد بن المسيب عن عمر حجة قال هو عندنا حجة قدرأى عمر وسمع منهاذا لم يقبل من سعيد عن عمر فمن يقبل) كما في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (4/ 61)).
الطريق العاشر
عن اسماعيل ابن أبي أويس عن أبيه عن عبدالله ومحمد ابني أبي بكر يخبرانه عن أبيهما عن جدهما به
أخرجه البيهقي في الخلافيات (296) وابن زنجويه في الأموال (3/ 939) والحاكم (1/ 395) وابن حزم (6/ 13)
واسماعيل ابن أبي أويس فيه كلام وكذلك والده
وللحديث وجادات أخرى لأجزاء منه متفرقه
فتبين بهذا والحمد لله أن كتاب عمرو بن حزم ثابت
وتبين أنه ليس فيه اضطراب بالمعنى الإصطلاحي عن أهل الحديث
والله تعالى أعلم.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=14&perpage=15&highlight= طاهر& pagenumber=2
¥(4/412)
ـ[ابن النقاش]ــــــــ[22 - 06 - 03, 05:04 ص]ـ
السلام عليكم
هذا مقال فى الموضوع
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[23 - 06 - 03, 04:29 ص]ـ
هناك بحث في المجلة الأحمدية (العدد السابع) بعنوان: أسانيد كتاب عمرو بن حزم - رضي الله عنه -: دراسة نقدية.
للدكتور عبد الله بن عساف اللحياني.
ولعل في وقت لاحق أكتب خلاصة بحثه، وإلا فهو يقع في (51) صفحة تقرباً.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 06 - 03, 09:59 ص]ـ
الصحيفة أخرجها بشكل مختصر معمر بن راشد عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه (أبو بكر) عن جده (إما محمد أو عمرو)
وأبو بكر ولد عام 36هـ وتوفي عام 120هـ. وجده عمرو الصحابي توفي بعد سنة 50هـ. فيكون قد أدرك جده حتماً.
فالحديث صحيح.(4/413)
فائدة حول كتاب الطب النبوي لأبي نعيم رحمه الله
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[25 - 06 - 03, 11:26 ص]ـ
وصف الحافظ ابن حجر هذا الكتاب بأنه كثير الأحاديث الواهية.
وأقول: صدق رحمه الله،فمن قرأ الكتاب وجد فيه من الأحاديث الموضوعة والواهية والمنكرة والغريبة الشيء الكثير.
ولكن حسب هذا الكتاب أن يكون ـ حسب علمي ـ أول وأقدم كتاب مسند في الطب النبوي يوجد على ظهر الأرض اليوم.
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[25 - 06 - 03, 04:48 م]ـ
كتاب الطب النبوي لابن السني أقدم من كتاب أبي نعيم.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[25 - 06 - 03, 05:04 م]ـ
الحمدلله والصلاةو السلام على رسول الله وبعد:
الأخ الفاضل / عمر المقبل قبلك الله في جنانه
بورك فيك على هذه الإشارة الطيبة.
وجزاك الله خيراً أخي الشيخ / أبو الوفا على التصحيح والمداخلة النافعة لاحرمت الأجر والثواب
وأعتقد _ ورأيي خطأ يحتمل الصواب، ورأي أخي صواب يحتمل الخطأ
_ أن هناك كتاب هو أقدم الجميع وهو الطب النبوي للكحال وهذا هو الذي عوّل عليه ابن قيم الجوزية رحمه الله ولم يشر إليه!
ولعلي في القريب العاجل أضع فروقاً بين كتب الطب النبوي:
للكحال
وابن السني
والبغدادي
وأبو نعيم
والسيوطي
وابن القيم.
رحمهم الله
والله أعلم
محبكم
أبو العالية
ـ[ابن أبي شيبة]ــــــــ[26 - 06 - 03, 12:10 ص]ـ
أخي الفاضل: عمر المقبل
تقول ـ غفر الله لك ـ:
وأقول: صدق رحمه الله،فمن قرأ الكتاب وجد فيه من الأحاديث الموضوعة والواهية والمنكرة والغريبة الشيء الكثير.
فهل الكتاب مطبوع، أو اطلعت عليه مخطوطا.
الرجاء الإفادة
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[26 - 06 - 03, 02:03 ص]ـ
نعم أخي ابن أبي شيبة،الكتاب عندي مخطوطا ـ نسخة الأسكوريال ـ،وقد قرأت ثلثيه،وفيه ما يقارب من (960) حديثا مرفوعا وموقوفا ـ والموقوف قليل ـ وكدت أسجل فيه رسالة الدكتوراه تحقيقا وتخريجا وتعليقا عليه،ولكن ......
والذي أود أن أسأل أخي أبي العالية،ذكرك الله الشهادة،نعم كتاب ابن السني أقدم نسيت هذا،ولكن أسأل عن كتاب الكحال،فمن الكحال؟
متى ولد ومتى مات؟ وكم حجم كتابه؟
أرجو الاستمرار في الإفادة.
ـ[عبد الله بن محمد العمران]ــــــــ[26 - 06 - 03, 11:37 ص]ـ
إن كتاب الطب النبوي لأبي نعيم طبع عام 1389 بألمانيا، وله نسخ خطية في ألمانيا وتركيا ومصر وغيرها، وقدمه بعض الطلاب لإحدى الجامعات العربية، وقد سجل حديثا في إحدى الأقسام العلمية.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[26 - 06 - 03, 12:16 م]ـ
وتوجد منه نسخة تامة بتركيا في قرية تسمى (نتاليا) عند بعضهم، وكذلك توجد منه قطعة في الظاهرية، ولكن هل نسخة ألمانيا المطبوعة متداولة أم لا؟
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[26 - 06 - 03, 12:23 م]ـ
إلى أخي عبدالله العمران: أين أجد كتاب الطب لأبي نعيم المطبوع؟
ـ[أبو العالية]ــــــــ[28 - 06 - 03, 07:55 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فقد كنت كتبت تأييد أخي الفاضل / أبو الوفا وفقه الله لكل خير
وصححت ما ذهب إليه من سبق ابن السني لأبي نعيم والآن أقول أنني أخطأت فيما ذهبت إليه واستغفر الله على ذلك ولعل تصحيح ذلك ما سأبينه بمشيئة الله تعالى.
وقسمت هذه المشاركة إلى فصول:
فصل مخطوطات الطب النبوي المفقودة:
لقد كانت هناك مجموعة رسائل ومصنفات في الطب النبوي ولكنها مفقودة أو بالأصح يغلب على الظن أنها مفقودة _ والحكم بأنها مفقودة ليس بالدقيق؛ إذا قد تكون مفقودة عند جماعة أو طائفة ولسيت كذلك عند أخرى إذ من الصعب الحكم على تصنيف أو رسالة بأنها مفقودة، إلا، إذا ذكر أكثر من واحدٍ من أهل العلم المعتبرين والمشهورين بالاهتمام بالمخطوطات والمصنفات والبحث بأن هذه الرسالة مفقودة فحينئذ يكون لها وجه اعتبار _
ومن ذلك:
1 - الطب النبوي لعبد الملك بن حبيب الأندلسي (ت 238 هـ) وذكره حاجي خليفة رحمه الله
2 - الطب النبوي لأبي بكر أحمد بن محمد ابن السني (ت364هـ) وهو صاحب " عمل اليوم والليلة " وذكره حاجي خليفة
وقد نسب الكحال ابن طرخان في كتابه " الأحكام النبوية في الصناعة الطبية " بعض الأحاديث من رواية ابن السني مما يدل على خطأ ما ذكرته _ عفا الله عني _ من أنه قبل ابن السني
¥(4/414)
وكذا فعل السيوطي رحمه الله في رسالته " المنهج السوي والمنهل الروي في الطب النبوي "
3 - الطب النبوي للحميدي رحمه الله (ت 488هـ) صاحب الجمع بين الصحيحين
وذكر ذلك القسطلاني رحمه الله في شرح المواهب اللدنية (7/ 124) ط: الأولى بالمطبعة الزهرية المصرية
4 - الطب النبوي للسخاوي رحمه الله
وقد ذكر السخاوي نفسه في المقاصد الحسنة (155) عقب حديث:
" تداووا فإن الذي أنزل الداء أنزل الدواء "
قال: له طرق بينتها فيما كتبته في الطب النبوي ".
وغيرهم
وقد يكون قد وجد أحد الباحثين شيئاً من هذه الرسائل فقام على طبعها. فيكون حكمها في عداد المطبوع ومن ذلك http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=8813
والله أعلم.
فصل في تعريف ببعض كتب الطب النبوي والمهمة وهي:
(كتاب الطب النبوي لأبي نعيم الأصبهاني، وكتاب الأربعين المستخرجة من سنن ابن ماجه وشرحها للموفق عبد اللطيف البغدادي، و كتاب الشفا في الطب المسند عن السيد المصطفى لأحمد بن يوسف التيفاشي، وكتاب الطب النبوي للبعلي، وكتاب الأحكام النبوية في الصناعة الطبية للكحال ابن طرخان، وكتاب الطب النبوي للحافظ الذهبي، وكتاب النبوي لابن قيم الجوزية، وكتاب المنهج السوي والمنهل الروي في الطب النبوي للسيوطي رحم الله الجميع)
وسوف أذكر على حلقات كل كتاب وشيئاً عنه باختصار وقد أخرج قليلاً عن الإختصار حسب ما يقتضيه المقام.
فصل في الآوئل:
• أول من بوّب في تصنيف الطب الإمام مالك بن انس رحمه الله في الموطأ.
• أول رسالة مشتملة على الطب النبوي رسالة على بن موسى الرضا وكتبها للمأمون.
• أول كتاب خاص في الطب النبوي كتاب " الطب النبوي لعبد الملك بن حبيب الأندلسي "
• أول كتاب توسع مؤلفه في ذكر الأحاديث النبوية، هو الطب النبوي لأبي نعيم الأصبهاني.
أول من شرح بعض الأحاديث النبوية الطبية شرحاً في وقته وفي علم زمانه العلامة الطبيب الموفق عبد اللطيف البغدادي. والأربعين استخرجها تلميذه محمد بن يوسف البرزالي رحمه الله.
• أول تأليف في التوسع في المصادر الحديثية والطبيّة كتاب " الأحكام النبوية في الصناعة الطبية " للكحال ابن طرخان. ومن أتى بعده اعتمد عليه في الغالب كصنيع ابن قيم الجوزية رحمه الله
• أول كتاب في جودة التأليف والتصنيف وبراعة الطب النبوي بإسلوب فائق، هو كتاب الطب النبوي لابن قيم الجوزية رحمه الله.
• أكثر كتب الطب النبوي مصادر في الأحاديث النبوية في كتاب السيوطي رحمه الله المنهج السوي والمنهل الروي في الطب النبوي.
ولعلي أقف عند هذا الحد
ولنا تكلمة بمشيئة الله تعالى
والذي أرجوه من الأخوة النظر فيما كتبته فما رأيي إلا خطأ ويحتمل الصواب ورأيكم بورك فيكم صواب يحتمل الخطأ
والله أعلم
محبكم
أبو العالية
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[28 - 06 - 03, 09:05 م]ـ
الاخ الفاضل أبو العالية أعلى الله مقامه
كتاب ابن السني أقدم من كتاب أبي نعيم , هذا ما استدركته على الاخ المقبل , ثم استدركت حفظكم الله علينا كتاب الكحال , ثم كأنك رجعت عن هذا؟ هذا الذي فهمته , ولعلكم توضحوا لنا الامر جزيتم خيرا.
وكتاب ابن السني توجد منه نسخة خطية في احدى مكتبات استانبول لكنها للاسف محذوفة الاسانيد.
وللحافظ جعفر المستغفري كتاب في الطب النبوي وهو مطبوع في ايران , وموجود على الشبكة في احد مواقع الرافضة , لا كثرهم الله.
وللحافظ ابن طولون كتاب في الطب النبوي أيضا وهو مطبوع.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[28 - 06 - 03, 11:28 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الأخ الفاضل / أبو الوفا نفع الله بك الاسلام والمسلمين
وزادك علماً وعملاً وهدىً ونوراً وصلاحاً
أحسنت نفع الله بك.
الكتاب في مكتبات تركيا نسخة منه.
وهذا ماعلمته كذلك
ولدى الدكتور نور الدين عتر نسخة منه
ولكن لعل بعض الإخوة قد يفيدنا أكثر من ذلك هذا اولاً.
وثانياً: الذي فهمته صحيح من تراجعي لأنني أخطأت فيما ذكرت والصحيح _ والعلم عند الله _ أن كتاب أبا نعيم هو الأسبق
ولعلي أذكر طرفاً منها في الحديث عن كتاب أبي نعيم.
وثالثاً: كتاب الطب النبوي لأبي العباس جعفر بن محمد المستغفري النسفي (432 هـ)
ذكره صاحب كشف الظنون
وكان الصديق الغماري في رسالته " كمال الإيمان في التداوي بالقرآن " ينقل منه
على العموم هذا الرجل أخذ عليه أهل الحديث أنه يروي الأحاديث الموضوعه من غير تبيين.
ولذا اعرضت عن ذكره لما علمت من حاله
وجزاك الله خيراً أخي أبو الوفا فزدنا علماً وفقك الله
أما كتاب ابن طولون فلا اعلم عنه شيئاً الان
فلعلك أن تضيف لنا منه علماً نفع الله بك
والله أعلم
محبكم أبو العالية
عفا الله عنه
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[29 - 06 - 03, 09:43 ص]ـ
للفائدة، فكتاب الطب النبوي لعبد الملك بن حبيب الأندلسي، طبعته دار الكتب العلمية محذوف الأسنايد، وقد رأيت منه نسخة مسنده في بعض المكتبات الخاصة .. ولعله أقدم من كتاب الكحال، والله أعلم ..
¥(4/415)
ـ[الحميدي]ــــــــ[29 - 06 - 03, 04:04 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
أسأل الله لي وللإخوة جميعاً العلم النافع والعمل الصالح وحسن القصد.
لأحد الإخوة الأتراك ويدعى مصطفى دونماز (داعية في أوربا) رسالة دكتوراه في تحقيق كتاب الطب لأبي نُعيم أفادني أن آخره مفقود وسيكمله من أحد المختصرات للكتاب.
ـ[المحيميد]ــــــــ[30 - 06 - 03, 12:20 ص]ـ
كتاب ابن السني، توجد منه نسخة بتركيا (3585) 72 ورقة 775 هجري و المصدر: تاريخ التراث.
وهناك من يقول: أن هذا مختصر منه ...... المصدر: يقال
وأما كتا ب أبي نعيم؛ فيوجد في مكتبة الاسكوريال، ومنه نسخة مصورة بالجامعة الاسلامية
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[30 - 06 - 03, 05:46 ص]ـ
الاخ الفاضل ابو العالية أعلى الله قدره
ابن السني من طبقة شيوخ أبي نعيم , فكيف يكون أبو نعيم سابقا له؟
أما الذي عبتموه على المستغفري فأبو نعيم واقع فيه أيضا , رحمهم الله.
أما كتاب ابن طولون فاسمه المنهل الروي.
-----------------------------------
الاخ الفاضل أبو اسحاق التطواني
هل يمكن الحصول على كتاب ابن حبيب المسند؟
أما طلبكم في الرسالة فقد أبلغته للاخ الناصري وسيأتيني به ان شاء الله , وٍ سأرسله لكم باذن الله.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[30 - 06 - 03, 10:15 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخي المفضال (أبو الوفاء)، نسخة الكتاب المسندة عند شيخنا أبي أويس محمد بن الأمين الحسني حفظه الله، وهي نسخة مسندة نفيسة بخط مغربي، اعتراها نقص في بعض أوراقها قدر ورقة أو ورقتين، [وهي ليست عندي الساعة] لأني بعيد عن وطني.
وللفائدة، فكتاب الطب النبوي لأبي نعيم كما سلف توجد منه نسخة تامة في تركيا في قرية نتاليا، وهي عند بعض الباحثين الأتراك في بلجيكا، وتوجد منه قطعة في الظاهرية، وقطعة كبيرة بالإسكوريال تمثل ثلثي الكتاب تقريبا، ونسخة بمكتبة آق سكي يكن محمد باشا بتركيا في 198 ورقة، [ولعلها نسخة كاملة]، ويوجد بأدنة ورقات منه، ويوجد منه قطعة من 100 ورقة تقريبا في مكتبة عبد الحي اللكنوي (ف3071).
والكتاب رتبه مؤلفه على سبع مقالات، وهو نفيس في بابه لغرابة أحاديثه وندرتها ..
ـ[حسنين]ــــــــ[01 - 07 - 03, 10:10 م]ـ
الأخوة المشايخ الكرام
يسعدنى أن أشترك معكم فى الحديث عن كتب الطب النبوى
- كتاب الطب النبوى لأبى نعيم طبع فى ألمانيا سنة 1969 كرسالة مقدمة من الدكتور عمر رجب (سورى من حلب) لجامعة فيليبس بمدينة ماربورج بألمانيا للحصول على درجة الدكتوراة.
- ذكر الدكتور عمر رجب فى مقدمة الكتاب المطبوع بالعربية و الألمانية فى كتاب واحد أنه بعد دراستة للنسخة الموجودة بأسبانيا بمكتبة الأسكوريا رقم 1619 وجد أن أبو نعيم إعتمد على النسخة الأصلية المدونة فى الطب النبوى من قبل أبو بكر أحمد بن محمد بن اسحاق بن ابراهيم بن سباط الدينورى المعروف بابن السنى و المتوفى سنة 364 هـ و بعد الحصول على نسخة هذا الكتاب المحفوظة فى مكتبة الفاتح باستانبول رقم 3585 وجد بعد مقارنتها بنسخة أبو نعيم أن عدد مقالات كل من النسختين و ترتيبها واحد كما أن عناوين أبوابها تكاد تكون واحدة و لكن ابن السنى اختصر الأسانيد و اكتفى بذكر راوى الحديث الأخير بينما أبو نعيم حاول جمع الأسناد بكامله و كذلك فان ابن السنى جمع عدد ضئيل من الأحاديث الطبية و التى لا تتعدى الثلاثة فى كل باب بينما أبو نعيم حاول جمع كل الأحاديث الطبية المتعلقة بالبحث و ذكرها مع الإسناد الكامل و قد بلغت أحاديثه فى الباب الواحد 44 حديثا.
- عدد الصفحات العربية بالكتاب 84 و مقاسه 14 فى 20 سم و هو مكتوب على آلة كاتبة.
- كتاب الطب النبوى لعبد الملك بن حبيب الأندلسى الألبيرى صدر عن دار القلم و الدار الشامية سنة 1413 هـ 1993 م بشرح و تعليق الدكتور محمد على البار و يقع فى 387 صفحة مجلد و مذكور فيه ترجمة للمؤلف المتوفى 238 هـ
لو تكرمتم عندى سؤال:
- هل كتاب "الرحمة فى الطب و الحكمة" للسيوطى المطبوع فى مصر المكتبة التجارية الكبرى بدون تاريخ هو نفس كتاب "المنهج السوى و المنهل الروى فى الطب النبوى" للسيوطى؟
لو هناك أسئلة عن الكتابين المذكورين لأبى نعيم و عبد المللك بن حبيب أقصد أسئلة عن الطبعات فممكن أساعد فى الرد عليها حيث أنى قمت باستعارة الكتابين من احدى المكتبات.
و جزاكم الله خيرا
ـ[أبو العالية]ــــــــ[02 - 07 - 03, 12:58 ص]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الأخ الفاضل / hasaneen وفقه الله
حزاك الله خيراً على ما أثبته ونفع الله بك.على هذه الفائدة.
وهذا جواب لأخينا الشيخ أبو الوفا نفع الله في سؤاله فالحمد لله على ذلك
وأما سؤالك فأدلي بدولوي الصغير فيقول الفقير:
لا أعتقد أن كتاب السيوطي له لأسباب، أن هذا الكتب منسوب إلى كتب تتكلم عن السحر وتعليمه
ولعل بعض الإخوة الفضلاء يرجع لنا في كتاب " كتب حذر منها العلماء "للشيخ مشهور وذكر هذا الكتاب وتكلم عنه في المجلد الثاني إن لم أكن واهاماً.
ولبعدي عن مكتبتي الان لإارجوا المعذرة عن نقل تلكم الفائدة
وأما الكتاب الاخر فيختلف تماماً فهو ذكر الأحاديث التي جائت عن الطب كصنيع غيره في الكتابة في الطب النبوي
ولعل بعض إخواننا الفضلاء لديه مزيد بيان
.
والله أعلم
محبكم
أبو العالية
¥(4/416)
ـ[حسنين]ــــــــ[02 - 07 - 03, 02:06 م]ـ
الأخ الفاضل أبو العالية
بارك الله فيك
فعلا لقد نظرت فى الكتاب فإذا به كما قلت فى السحر و الشعوذة.
هناك كتاب آخر أيضا عن الطب النبوى هو كتاب "الشفا فى الطب المسند" تأليف أحمد بن يوسف النيفاشي المتوفى سنة 652 هـ و قد صدر عن دار المعرفة فى بيروت بتحقيق عبد المعطى قلعجى.
حبذا لو أكملت الفوائد عن هذا الموضوع
و جزاك الله خيرا
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[03 - 07 - 03, 11:58 ص]ـ
الصواب أن نسيه بالتاء، وليس بالنون، (التيفاشي)، وكتابه هذا مختصر لكتاب الطب النبوي لأبي نعيم الأصبهاني، ويورد أحيانا بعض أسانيده ..
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[05 - 07 - 03, 08:49 ص]ـ
يبدو أن الموضع أشبع بحثاً،وعلم الله كم استفدت من المعلومات التي ذكرها الإخوة الفضلاء،وهي فرصة لأزجي الشكر لكل من شارك في إثراء هذا الموضوع،فغفر الله لكم،ورفع قدركم،ومقامكم في الدارين.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[07 - 07 - 03, 03:46 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الأخ الشيخ المفضال / عمر المقبل رفع الله درجته وأعلى شأنه ونفع به
لعل لأخيك الفقير مواصلة في هذا البحث فليت الإخوة الفضلاء والمشايخ النبلاء يدلوا بدلوهم علني أن أضيف ما عندي في أسرع وقت ممكن.
والله أعلم
محبكم
أبو العالية
عفا الله عنه
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[07 - 07 - 03, 06:49 م]ـ
وإياك أخي الكريم أبا العالية ... تفضل أبا العالية،فما زال البحث قائماً،لكن قلت ما قلت ظناً مني أن الأمر توقف لتوقف التعليق على الموضوع بعض الوقت.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[16 - 07 - 03, 08:45 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فمواصلة تحت هذا الباب أقول:
سبق الكلام على كتاب الطب النبوي لابن السني رحمه الله
وكذا كتاب الطب النبوي لأبي نعيم الأصبهاني رحمه الله من حيث مكانه ومن قام على تحقيقه وطبعة.من قبل الإخحوة الفضلاء وفقهم الله
وتلبية لأمر أخي الشيخ / عمر المقبل وفقه الله ونفع به عن كتاب الكحال أحببت أن أجيبه لطلبه على قلة البضاعة فهذا ما تيسر لي الآن
كتاب الأحكام النبوية في الصناعة الطبية
المؤلف: علاء الدين على بن عبد الكريم بن طرخان بن تقي الدين الحموي الكحال ولد سنة 650هوعمل في الطب توفي سنة 720هـ وأنظر الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة لابن حجر رحمه الله
وكذا ذكره الزركلي في الأعلام.
مخطوطاته:
في دار الكتب المصرية نسختان خطيتان:
إحداهما: برقم 557 بالخط الفارسي كتبها أحمد حامد سنة 1242هأ
والآخرى برقم 580 خطت عام 1261هوفيها بعض الزيادات
وكذا في المكتبة الوقفية في سوريا نسخة تابعة للمكتبة الأحمدية برقم 1282تقع في 151 ورقة وانتهى الناسخ منها في يوم الثلاثاء خامس رجب سنة ثمانية وثمانين وتسعمئة وهي بخط مقروء
وقد طبع الكتاب الأستاذ عبد السلام هاشم حافظ نزيل مصر فقابل على نسختي دار الكتب نسخته الخاصة المذهبة وحقق الكتاب وعلق عليه ونشره في مطبعة مصطفى البابي الحلبي سنة 1374هـ
الكتاب:
يضم عشرة أبواب:
الأول: في ذكر الأحاديث الواردة في المرض وعلاجها والحث على التداوي ومن تطبب وليس بطبيب .... وغيره
الثاني: في ذكر الأحاديث الدالة على ما يتعلق بحفظ الصحة من أكل وشرب ونوم وآداب ومنافع للأغذية .. وغيرها.
الثالث: تكلم في أصل الطب وما مرجعه وهل هو وحي أم تجربة أو قياس وبعض فضائله وموافقته للشرع.
الرابع: فضل الصحة وبعض ما جاء عنها.
الخامس: في المرض وما جاء في الرقية
السادس:ما جاء عن فضل عيادة المريض.
السابع: شرح أربعين حديثاً في الطب.
الثامن: في مسألة حكم التداوي وهل الأفضل تركه أم فعله وأدلة الطرفين ز
التاسع:في الحمية وما هو نافع لها، وبعض النكت الطبية من معجزات النبي صلى الل عليه وسلم وما في ذلك من الفراسة واستعمال الطيب والحمام وغيرها
العاشر: في ذكر الأدوية أو ما يسمى منافع الأغذية وفوائدها وهو زبدة الكتاب، فتكلم عن:
¥(4/417)
إبريسم و الأثمد والترج والبسر والبلح والتمر والبصل والجبن والدباّء والزبد والزنجبيل والزيت والكرفس والسفرجل والعجوة والعود والصنوبر والقرع والعنب والعدس والرمان والنرجس والنخل والقسط والرطب والريحان والشونيز (الحبة السوداء، والشونيز نسبة لمحلها في العراق مكان بيعها) وتكلم عن الخربز وعن الضب والذباب والضفدع وغيرها الكثير مما لم أذكره.
مصادره:
كتب الأحاديث المسندة عامة. ومن ثم:
1 الطب النبوي لابن السني رحمه الله.
2 الطب النبوي لآبي نعيم رحمه الله
3 الطب النبوي للحميدي رحمه الله
4 شرح الأربعين حديثاً للبغدادي رحمه الله
مصادر طبية:
الحاوي للرازي و القانون في حد الطب لابن سينا وغيرها مثل كتب النبات للدينوري أبو حنيفة وغيرها
وفي كتابه تلمس بعضاً من ادبه فهو أديب.
بعض الملحوظات عليه:
1 – الأحاديث الضعيفة، وهذا أظن انه لم يخلوا كتاب منه.
2 – بعض الأمور التي ألحقها في باب الشعبذة أو تشابه عملهم كالمربعات وداخلها الحروف، وبعض الرقى غير المفهومة وبعض كتابة التمائم مما لا أصل له فلا تدخل تحت الطب النبوي فهي أليق بما ذكرت.
وهذا الكتاب مما اعتمد عليه ابن قيم الجوزية في كتابه زاد المعاد وجعله المرجع الأول والرئيس له ومن قارن بينهما وجد نقل ابن قيم الجوزية رحمه الله واضح، مثل:
• فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في تضمين من طب الناس وهو جاهل.ومع شرح الكحال للحديث الأول من الأربعين الأولى في الباب السابع فستجد النقل واضح، وكذا توسع ابن قيم بعد النقل من الناحية الفقهية ..
• في بحث الحبة السوداء (الشونيز) مع شرح الحديث الخامس من شرح الكحال في الأربعين الأولى
• في بحثه فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في علاج استطلاق البطن وبحث الكحال في شرحه للحديث السادس من الأربعين في الأربعين الأولى
• قارن بحث ابن قيم الجوزية رحمه الله في الكمأة وبحث الكحال في الحديث الحادي والعشرين من الأربعين.الثانية
• تأمل ما كتبه ابن قيم الجوزية رحمه الله في رقية القرحة والجرح مع بحث الكحال في شرحه للحديث الحادي والعشرين من الأربعين الثانيه تجد أن ما كتبه ابن القيم في فصله مأخوذ من شرح الكحال. وغيرها.
هذا ما وقفت عليه الآن ولنا مزيد بحث ومواصلة بإذن الله تعالى.
فكم أتمنى من الإخوة الفضلاء الوقوف على ماذكرت وإعلامي ببعض الفوائد التي خفت عليّ أو تصحيح ما اخطأت به.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
محبكم
أبو العالية
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[20 - 01 - 04, 05:27 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عمر المقبل
وصف الحافظ ابن حجر هذا الكتاب بأنه كثير الأحاديث الواهية.
وأقول: صدق رحمه الله،فمن قرأ الكتاب وجد فيه من الأحاديث الموضوعة والواهية والمنكرة والغريبة الشيء الكثير.
ولكن حسب هذا الكتاب أن يكون ـ حسب علمي ـ أول وأقدم كتاب مسند في الطب النبوي يوجد على ظهر الأرض اليوم.
جاء في كتاب (أجوبة الحافظ ابن حجر على أسئلة بعض تلامذته) تحقيق الدكتور عبدالرحيم القشقري ص 47
قال الحافظ في الكلام على أحد الأحاديث
( ..... ولم أره في كتاب الطب النبوي لأبي نعيم، مع كثرة مافيه من الأحاديث الواهية) انتهى.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[20 - 01 - 04, 06:00 م]ـ
نشر الأستاذ (علي رضا) أغلب كتاب الطب النبوي لأبي نعيم في مجلة البلاد ...
وقد حقق في رسالة جامعية في بعض الجامعات التركية ..
وللكتاب نسخة في دار الكتب المصرية، ونسخة أخرى ناقصة في الهند (مصورة في معهد المخطوطات بمصر)، والنسخة الإسبانية بالإسكوريال (وهي أيضا ناقصة)، ونسخة تركية كاملة عند بعض الخواص من الأتراك وغيرهم ... والكتاب حري بأن يحقق ويطبع ..
ـ[عمر السنيدي]ــــــــ[23 - 12 - 04, 03:04 م]ـ
كتاب السيوطي واسمه المنهج السوي والمنهل الروي في الطب النبوي
وهو مطبوع باسم الطب النبوي.
حقق في رسالة ماجستير من قبل الطالب حسن محمد مقبولي الأهدل في الجامعة الاسلامية بالمدينة النبوية.
أشرف على الرسالة: د/ محمود أحمد ميرة
ناقشها كل من: د/ محمد أديب الصالح والطبيب د/ محمد علي البار
تاريخ المناقشة:1401هـ
مختصر تعريف بالرسالة:
قسم الباحث رسالته إلى قسمين: دراسي وتحقيقي.
القسم الدراسي: تكلم فيه عن قيمة الرسالة وسبب اختيار الموضوع، وكلمة موجزة عن أهمية الطب ونشأته وتطوره عند الأمم، إشارات الكتاب والسنة إلى الطب وما أدخله المسلمون في هذا المضمار وذكر أشهر المؤلفات فيه، ترجمة موجزة للمؤلف، دراسة الكتاب من حيث نسبته ومنزلته بين كتب الطب والنسخ الموجودة.
القسم التحقيقي: 1ـ نسخة مصورة عن دار الكتب المصرية برقم (3157) ل طب، عدد أوراقها (50) ورقة، عدد الأسطر في الورقة الواحدة (19) سطراً، وقد رمز لها بـ (د أ) وهذه النسخة التي اعتمد عليها حين اختلاف النسخ. نسخت سنة 967هـ
2ـ نسخة مصورة عن مكتبة الأوقاف العامة ببغداد (رقم 948) وعدد أوراقها (80)، عدد الأسطر في كل صفحة (20) سطراً، وقد رمز لها بـ (ع). نسخت سنة 983هـ
3ـ نسخة مصورة عن نسخة الظاهرية وهي برقم (طب 1) وعدد أوراقها (99) ورقة، عدد الأسطر في كل صفحة (20) سطراً، وقد رمز لها برمز (ظ). نسخت سنة 1095هـ
4ـ نسخة مصورة عن دار الكتب برقم (616 طب خاص) ورقم (47153) عام، عدد أوراقها (48) ورقة، عدد أسطر كل صفحة (17) سطراً، وقد رمز لها بـ (دب). ويشار أن للكتاب مختصراً للمؤلف توجد منه نسختان، نسخة من النسخة رقم (1) ونسخة في مكتبة الأزهر (لم يذكر رقمها).والكتاب عبارة عن الأحاديث النبوية المتعلقة بالطب النبوي. نسخت سنة 1288هـ
http://www.iu.edu.sa/arabic/daleel/rasail/details.asp?ID=802
وذكر المحقق صفحة 64 ان للكتاب مختصر مخطوط منه نسخة ملحقة بدار الكتب الاولى وناسخهما واحد بتاريخ واحد، ونسخة في مكتبة الازهر.
والكتاب مطبوع، ولدي الطبعة الثاني منه عن مؤسسة الكتب والثقافة 1423هـ في مجلد واحد
¥(4/418)
ـ[أبو صالح المصري]ــــــــ[15 - 03 - 07, 03:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
الإخوة الفضلاء بارك الله فيكم وفي جهودكم لإثراء هذا الموضوع الطيب.
كتاب الطب النبوي لأبي نعيم طبعته دار بن حزم عن أطروحة دكتوراه بعنوان "موسوعة الطب النبوي"، وهو من دراسة وتحقيق د. مصطفى خضر دونمز التركي - أستاذ الحديث وعلومه بجامعة أوروبا الإسلامية - هولندا، والكتاب يقع في مجلدين.
ـ[أبو صالح المصري]ــــــــ[15 - 03 - 07, 04:01 م]ـ
أول رسالة أفردت في الطب النبوي كما ذكر الأخ المفضال أبو العالية هي الرسالة الذهبية وكتبها للخليفة المأمون وهي في حفظ الصحة.
والرسالة قام بشرحها والتعليق عليها ونشرها الدكتور محمد علي البار بعنوان "الإمام علي الرضا ورسالته في الطب النبو ي - الرسالة الذهبية"، والكتاب طبعته الدار السعودية للنشر والتوزيع، وانظر الرابط التالي لمزيد من المعلومات.
http://www.spdh-sa.com/search.asp?search=%C7%E1%C8%C7%D1
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[بدر العمراني]ــــــــ[15 - 03 - 07, 06:28 م]ـ
كتاب "طب العرب" لابن حبيب الأندلسي [النسخة المسندة]، حققته و سيصدر قريبا -خلال شهرين تقريبا- عن دار ابن حزم ببيروت.
ـ[حسام رياض الشافعى]ــــــــ[19 - 08 - 10, 12:44 م]ـ
أخى بدر هل ممكن أن ترفع نسخة pdf(4/419)
فوائد حديثية للشيخ حاتم الشريف وفقه الله
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[29 - 06 - 03, 08:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هذه مجموعة من الفوائد الحديثية التي التقطها لنا الأخ " عبدالمصور " من بعض كتب الشيخ حاتم الشريف.
جمعتها هنا للفائدة.
! _ معنى قول المحدثين: مراسيل فلان صحاح ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&postid=3666#post3666)
2- حقيقة المعاصرة المعتبرة في الرواية ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=972)
3- تبيين أغلاط المطبوع بمراجعة المخطوط ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=1061)
4- هل كل من قيل فيه ضعيف فهو ضعيف مردود الروا ية ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=1095)
5- معنى قول الترمذي في حديث (غريب) فقط ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=1146)
6- هل الإمام الترمذي متساهل في التصحيح والتحسين ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=1147)
7- هل حكم الناقد على الحديث بالصحة تصحيح للإسناد ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=1186)
8- لم اجدها
9 - اغتفار تدليس الراوي بطول الملازمة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=1788)
10- ميزة للمستور من المخضرمين وشيوخ التابعين ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=2263)
********************
وهنا:
[الجامع] لأحكام الشيخ المحدث [حاتم الشريف] على الأحاديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1191&highlight=%CD%C7%CA%E3+%C7%E1%D4%D1%ED%DD)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[29 - 06 - 03, 11:40 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو بسطام المسكين]ــــــــ[29 - 06 - 03, 02:28 م]ـ
أحسن الله إليك يا أخ عبد الله بن عبد الرحمن ..
ـ[أبو الفضل حمدي]ــــــــ[30 - 06 - 03, 07:09 ص]ـ
الأخوة الأفاضل جزاكم الله تعالى خيرا هل من الممكن أن تجمعوا هذه الفوائد في ملف ورد في مكان واحد
ـ[أبو العالية]ــــــــ[30 - 06 - 03, 11:52 ص]ـ
الحمدلله والصلاةوالسلام على رسول الله وبعد:
الأخ الفاضل / عبد الله بن عبد الرحمن وفقه الله وزاده علماً وعملاً صالحاً _ ولمن يقرأ _
جزاك الله خيراً، وبورك فيك على هذه الفوائد الطيبة.
لاحرمت الأجر والثواب.
واتحفنا بمزيد نفع الله بك.
محبكم
أبو العالية
ـ[تامر الجبالي]ــــــــ[30 - 07 - 10, 03:49 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو محمد الكثيري]ــــــــ[02 - 08 - 10, 09:44 م]ـ
جزاك الله خيرا(4/420)
ما هي حال خالد بن غلاق (أبو الحسن البصري)؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 06 - 03, 02:56 ص]ـ
وهل لحديثه شواهد؟
ـ[ w_salah] ــــــــ[30 - 06 - 03, 06:59 م]ـ
الأخ الفاضل
(الجرح والتعديل)
1562 خالد بن غلاق أبو حسان العيشي البصري روى عن أبي هريرة روى عنه الجريري سمعت أبي يقول ذلك باب الفاء
(الثقات)
2501 خالد بن غلاق أبو حسان العيشي من تيم الله بن ربيعة يروى عن أبى هريرة روى عنه الجريري ثنا عبد الله بن محمد قال ثنا إسحاق بن إبراهيم قال ثنا المخزومي قال ثنا وهيب قال ثنا أبو مسعود وهو سعيد بن إياس الجريري عن خالد القيسي قال قلت يا أبا هريرة هل سمعت من خليلك شيئا تطيب به أنفسنا فقال نعم سمعته يقول صغاركم دعاميص الجنة قال المخزومي الصغار الأطفال والدعاميص يكون في أسفل الجب
(تهذيب الكمال)
1641 بخ م قد خالد بن غلاق القيسي ويقال العيشي أبو حسان البصري روى عن أبي هريرة بخ م قد حديث الدعاميص روى عنه سعيد الجريري بخ قد وأبو السليل ضريب بن نقير م قال أبو بكر الأثرم قلت لأبي عبد الله عن علي بن المديني أنه قال في حديث التيمي عن أبي السليل عن أبي حسان ذاك مسلم الأحرد فقال احمد بن حنبل حديث الدعاميص ثم قال ذاك وذكره بن حبان في كتاب الثقات
(تقريب التهذيب)
1664 خالد بن غلاق بالغين المعجمة على الصحيح القيسي بالقاف والمهملة أو بالعين المهملة والشين المعجمة مقبول من الثالثة بخ م
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 07 - 03, 09:45 ص]ـ
يا أخي صدقني قد قرأت ذلك كله. وسؤالي هو هل لحديثه شواهد؟ فإنه في مرتبة مقبول وليس في مرتبة ثقة.(4/421)
فائدة حول (والمرسل من الروايات في أصل قولنا وقول أهل العلم بالأخبار ليس بحجة)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[30 - 06 - 03, 03:21 ص]ـ
يكثر في كلام اهل العلم نقل مقولة
(والمرسل من الروايات في أصل قولنا وقول أهل العلم بالأخبار ليس بحجة)
وينسبون ذلك الى الامام مسلم
ولكن الصواب ان هذه المقولة ليست لمسلم
والدليل
جاء في مقدمة الصحيح
(
(فإن قال: قلته
لأني وجدت رواة الأخبار قديما وحديثا يروي أحدهم عن الأخر الحديث ولما يعاينه ولا سمع منه شيئا قط، فلما رأيتهم استجازوا رواية الحديث بينهم هكذا على الإرسال من غير سماع، والمرسل من الروايات في أصل قولنا وقول أهل العلم بالأخبار ليس بحجة - احتجت، لما وصفت من العلة، إلى البحث عن سماع راوي كل خبر عن راويه. فإذا أنا هجمت على سماعه منه لأدنى شيء، ثبت عنه عندي بذلك جميع ما يروى عنه بعد. فإن عزب عني معرفة ذلك، أوقفت الخبر ولم يكن عندي موضع حجة لإمكان الإرسال فيه.
فيقال له:
فإن كانت العلة في تضعيفك الخبر وتركك الاحتجاج به إمكان الإرسال فيه، لزمك ألا تثبت إسنادا معنعنا حتى ترى فيه السماع من أوله إلى آخره؟)
الخ
ومن تأمل هذا السياق يعلم أن عبارة
(والمرسل من الروايات في أصل قولنا وقول أهل العلم بالأخبار ليس بحجة)
من كلام المخالف وليس من كلام الامام مسلم رحمه الله
نبه الى هذا الخطأ غير واحد من اهل العلم قديما وحديثا
وومع هذا فهو خطأ شائع
والله أعلم
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[30 - 06 - 03, 05:46 ص]ـ
صدقت جزاك الله خيراً.
ولكن ألا يعد سكوت مسلم عن ذلك مع أنه في مقام رد ما احتج به خصمه مظنة لتصديق مسلم إياه في دعواه؟
وهذا سؤال لا اعتراض.
أخي الكريم بعثت إليك برسالتين رداً على رسالتيك، فرد علي النظام في الثانية بأن صندوقك ممتليء، ففرغ صندوقك غير مأمور، وهل وصلتك الأولى؟
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[30 - 06 - 03, 08:17 م]ـ
أخي الفاضل (ابن وهب) ملاحظة جيدة منكم وفقكم الله
لكن كما قال أخي الكريم (ابن سفران) الإمام مسلم رحمه الله نقله عن هذا العالم الذي يتبنى مسألة السماع وهو مجهول في نظرنا وإن كان في نظر الإمام مسلم رحمه الله معلوما وهو فيما يظهر من أهل الحديث المعتنين به ومسلم نقله ولم يعترض على هذه العبارة وإنما وجهها التوجيه الصحيح فا لذي يظهر أن هذه العبارة شائعة وذائعة
في عصرهم لكن يبقى مسألة فهم هذا النص وهو يختلف من محدث لآخر.ويدل هذا قوله (مسلم) (فيقال له: فإن كانت العلة في تضعيفك الخبر 0000إمكان الارسال فيه لزمك 000الخ
فلم يقل مسلم إن هذه القاعدة غير صحيحة أو أن هذا القول باطل وفاسد!! لأن هذا أولى أن يقال
فلما ذكره ولم يرد عليه دل على أن هذا القول من القول الشائع والذائع عندهم
ونظير هذا قول مسلم عن المخالف (خبر الواحد عن الواحد الثقة حجة يلزم العمل به ثم أدخلت َََ فيه الشرط بعد , فقلت َََ: حتى نعلم أنهما قد كانا التقيا مرة واحدة فصاعدا 0000فهل تجد هذا الشرط عن أحد
يلزم قوله؟ وإلا فهلم دليلا على ما زعمت).
فهل نقول إن هذا ليس من قول مسلم لأنه نقله عن الآخر؟!
ونقل هذا عن مسلم شائع وذائع!!
ـ[ابن وهب]ــــــــ[30 - 06 - 03, 08:29 م]ـ
أخي الفاضل (أبو حاتم الشريف وفقه الله)
هذه الفائدةذكرها غير واحد من أهل العلم
والصواب ان لاينسب الى قائل قول لم يقله بصيغة الجزم
بمعنى ان نقول
قال الامام مسلم
(والمرسل من الروايات في أصل قولنا وقول أهل العلم بالأخبار ليس بحجة)
لكن نقول سكت عليه مسلم ولم يعترض
او ان هذا هو قول مسلم (عند من يفهم منه ذلك)
او انه جاء في مقدمة مسلم
او نحو ذلك
اما ان نقول قال الامام مسلم
ففي هذا نوع تجوز
والله اعلم بالصواب(4/422)
هل يحتج برجال المستخرجات على الكتب الصحيحة (للمدارسة)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 06 - 03, 12:33 م]ـ
قال ابن رجب في فتح الباري (5/ 196)
خرجه ابن خزيمة في صحيحه والإسماعيلي من رواية عبدالله بن نافع عن أبيه عن ابن عمر0000
عبدالله بن نافع ضعيف جدا.
وقال ابن حجر في فتح الباري (13/ 191)
وأخرجه الإسماعيلي من طريق محمد بن الحسن المخزومي عن سليمان بن بلال عنهما به ومحمد بن الحسن المخزومي ضعيف جدا كذبه مالك
وهو أحد المواضع التي يستدل بها على أن المستخرج لا يطرد كون رجاله من رجال الصحيح.
وقال السخاوي في فتح المغيث (1/)
وقد خرج الإِسماعيلي في مستخرجه لإِبراهيم بن الفضل المخزومي، وهو ضعيف عندهم، وأبو نعيم لمحمد بن الحسن بن زبالة، وقد اتهموه.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[30 - 06 - 03, 04:54 م]ـ
هذه الأمثلة ـ يا شيخ عبدالرحمن ـ ولها أخوات،ألا تكفي في تأكيد عدم الاحتجاج برجال المستخرجات على الكتب الصحيحة كما عنونت لهذه النافذة؟
ثم ألا يمكن الاستئناس بعمل الشيخين رحمهما الله،حينما يعرضان عن أحاديث لسلاسل خرجوها في كتبهم،ثم يتركون منها بعض الأحاديث التي رويت بتلك السلاسل،لنكارة أو غرابة أو لغير ذلك من الأسباب؟ مع ذلك لا يصح الاحتجاج بها عليهم،كما يفعل الحاكم كثيراً.
ومن ذلك ترك مسلم لحديث (إذا انتصف شعبان فلا تصوموا) مع أنه من وراية العلاء بن عبدالرحمن،عن أبيه،عن أبي هريرة،وهي سلسلة أخرج منها مسلم قرابة الثمانين حديثا!
وأوضح هذا بأن أقول: إذا كان هذا في رجال احتج بهم الشيخان أو اعتمدوا سلاسل منها،وأعرضوا عن بعض أحاديثها،فكيف برجال لم يخرج لهم أصلاً في الصحيحين؟
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[30 - 06 - 03, 06:26 م]ـ
أحسن الله إليك شيخنا أبا عمر وبارك فيك.
هل هناك من زعم أنّ رجال المستخرجات على الصحيحن يحتجّ بهم (وفقك الله وبارك فيك)؟
خاصة إذا تذكّرنا أن عامة الكتب الحديثية المصنفة إنما هي مستخرجات على بعضها البعض. فقدر كبير من جامع الترمذي هو مستخرج على كتاب شيخه البخاري ... وهكذا.
سؤال: عندما يوافق الراوي الضعيف الذي في المستخرج الشيوخ الثقات الذين في الصحيح ... أليس في هذه الموافقة ما يساعد على دراسة حال الراوي؟
والله أعلم.
ـ[خادم أهل الحديث]ــــــــ[01 - 07 - 03, 06:11 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال ابن حجر في =النكت ج 1ص291=
.... ما يتعلق بالمستخرجات ..... وأما كتاب الإسماعيلي فليس فيه أحاديث زائدة وإنما تحصل الزيادة في أثناء بعض المتون،.والحكم بصحتها متوقف على أحوال رواتها فرب حديث أخرجه البخاري من طريق بعض أصحاب الزهري عنه ـ مثلاً ـ فاستخرجه الإسماعيلي وساقه من طريق آخر من أصحاب الزهري بزيادة فيه وذلك الآخر ممن تكلم فيه فلا يحتج بزيادته.وقد ذكر المؤلف ـ بعد، أن أصحاب المستخرجات لم يلتزموا موافقة الشيخين في ألفاظ الحديث بعينها.والسبب فيه أنهم أخرجوها من غير جهة البخاري ومسلم فحينئذ يتوقف الحكم بصحة الزيادة على ثبوت الصفات المشترطة في الصحيح للرواة الذين بين صاحب المستخرج وبين من اجتمع مع صاحب الأصل الذي استخرج عليه وكلما كثرت الرواة بينه وبين من اجتمع مع صاحب الأصل فيه افتقر إلى زيادة التنقير وكذا كلما بعد عصر المستخرج من عصر صاحب الأصل كان الإسناد كلما كثرت رجاله احتاج الناقد له إلى كثرة البحث عن أحوالهم ............. وكذا يتوقف على ثبوت صفات الصحيح لشيخ الإسماعيلي وقس على هذا جميع ما في المستخرج. وكذا الحكم في باقي المستخرجات. فقد رأيت بعضهم حيث يجد أصل الحديث اكتفى بإخراجه ولو لم تجتمع الشروط في رواته.
بل رأيت في مستخرج أبي نعيم وغيره عن جماعة من الضعفاء لأن أصل مقصودهم بهذه المستخرجات أن يعلو إسنادهم ولم يقصدوا إخراج هذه الزيادات وإنما وقعت اتفاقاً ـ والله أعلم.
وقال أيضاج1ص321 ... وللمستخرجات فوائد أخرى لم يتعرض أحد منهم لذكرها:
1 - أحدها: الحكم بعدالة من أخرج له فيه، لأن المخرج على شرط الصحيح يلزمه أن لا يخرج إلا عن ثقة عنده.
فالرجال الذين في المستخرج ينقسمون أقساماً منهم:
(أ) من ثبتت عدالته قبل هذا المخرج، فلا كلام فيهم.
(ب) ومنهم من طعن فيه غير هذا المخرج فينظر في ذلك الطعن إن كان مقبولاً قادحاً فيقدم (وإلا فلا).
(ج) ومنهم من لا يعرف لأحد قبل هذا المخرج فيه توثيق ولا تجريح فتخريج من يشترط الصحة لهم ينقلهم من درجة من هو مستور إلى درجة هو موثوق. فيستفاد من ذلك صحة أحاديثهم التي يروونها بهذا الإسناد ولو لم يكن في ذلك المستخرج ـ والله أعلم ـ. انتهى
وجزيتم خيرا
ـ[المحقق]ــــــــ[01 - 07 - 03, 08:09 م]ـ
الأمر في هذا يختلف باختلاف منهج صاحب المستخرج، فإن قد اشترطه تصريحا أو عرف من تسمسة كتابه فهو ذاك و إلا فلا يخرج حالهم عن العدالة و الستر في الأصل و لا يعترض بمثال أو مثالين أو أكثر لأن هذا لا يبطل الأصل، فلا يعني أن البخاري لما أخرج لضعفاء أنه لا يشترط ثقة رجاله، لا و ألف لا
بل الأصل أن من أخرج له البخاري من الرواة ثقته عنده و الفائدة تكمن في المساتير و من لا كلام فيهم.
و من ذلك أبو عوانة سمى كتابه بـ:
المسند الصحيح (السير 14/ 417)، فبهذا نعلم أن الأصل عنده ثقة شيوخه و من رووا عنهم ..
¥(4/423)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 07 - 03, 03:22 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
نعم أخي الفاضل هيثم حمدان هناك من يقول بهذا، وما ذكره الإخوة جزاهم الله خيرا فيه إفادة طيبة حول الموضوع، ولعل الأقرب أن تخريج أصحاب المستخرجات على الكتب الصحيحة إذا لم نجد فيه جرحا ولاتعديلا أن ينفع الراوي على حسب من أخرج له من أصحاب المستخرجات وعلى حسب القرائن.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[09 - 07 - 03, 09:57 م]ـ
هذا فصل عقده ((خالد المؤذن)) في كتابه
إقامة البرهان على ضعف حديث {استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان} من صفحة 110 _ 118
الفصل السادس
بيان أن الرواية لمجهول الحال في المستخرج لا تفيد التوثيق
من القرائن التي اعتمد عليها اللشيخ الألباني حفظه الله في توثيق " السندي " إخراج أبي عوانة له في الصحيح، متابعة منه لمن قال بأن الإخراج للراوي مجهول الحال في أحد المستخرجات يعد توثيقا له.
وقد لعتمد من قال بذلك على أن أحاديث المستخرجات أصلها في الصحيحين فلا تنزل عن رتبة (الحسن) بزعمهم، وعلى أن أصحاب المستحرجات لا يخرجون إلا لمن كان ثقة عندهم، وهذا كما هو واضح مقيد بمن اشترط ذلك منهم أو لم تكن عنده زيادة على (الصحيح).
ويدل على ذلك أقوال الحفاظ وواقع المستخرجات كما سنبين إن شاء الله، وسنبين أيضا أن أصحاب المستخرجات قد التزموا الإخراج على أبواب الصحيح، ولم يلتزموا الإخراح على شرط الصحيح إلا ما ندر، كما أن بعضهم لم يقتصر على إخراج أحاديث الصحيح بل زلد عليها، كأبي عوانة الذي وقعت زيادة أحاديث بعضها ضعيف.
ولذلك فقد تفاوتت حال رجال المستخرجات من الثقة إلى الضعف، بل وجد فيهم من اتهموه.
أولا: رأي الحافظ ابن دقيق العيد:
قال الشيخ ابن دقيق العيد في الاقتراح (ص 54 – 55):
(ومنها _ أي طرق معرفة ثقة الرواة _ تخريج من خرَّج الصحيح بعد الشيخين، ومن خرَّج على كتابيهما، فيستفاد من ذلك جملة كثيرة من الثقات إذا كان المخرِّج قد سمَّى كتابه بالصحيح وذكر لفظا يدل على اشتراطه لذلك.
فليتنبه لذلك ويعتنى بألفاظ هؤلاء المخرجين التي تدل على شروطهم فيما خرَّجوه.
ثانيا: راي الحافظ ابن حجر:
قال الحافظ ابن حجر في كتابه (النكت على ابن الصَّلاح) (1/ 321)
وللمستخرجات فوائد أخرى لم يتعرض أحد منهم لذكرها:
1 - أحدها: الحكم بعدالة من أخرج له فيه، لأن المخرج على شرط الصحيح يلزمه أن لا يخرج إلا عن ثقة عنده.
فالرجال الذين في المستخرج ينقسمون أقساماً منهم:
(أ) من ثبتت عدالته قبل هذا المخرج، فلا كلام فيهم.
(ب) ومنهم من طعن فيه غير هذا المخرج فينظر في ذلك الطعن إن كان مقبولاً قادحاً فيقدم (وإلا فلا).
(ج) ومنهم من لا يعرف لأحد قبل هذا المخرج فيه توثيق ولا تجريح فتخريج من يشترط الصحة لهم ينقلهم من درجة من هو مستور إلى درجة هو موثوق. فيستفاد من ذلك صحة أحاديثهم التي يروونها بهذا الإسناد ولو لم يكن في ذلك المستخرج ـ والله أعلم ـ.
ثالثا: مناقشة ابن دقيق العيد وابن حجر ومن وافقهما:
كلام الحافظين ابن دقيق العيد وابن حجر مع ما فيه من مؤاخذات يظل كلاما نظريا يحتاج إلى تاييد من الواقعالعلملي للمستخرجات، فما بالك لو عارضه كلام غيرهما من الحفاظ؛ بل نقضه كلام ابن حجر نفسه.
قال الحافظ ابن حجر كما في تدريب الراوي (1/ 115) عند مناقشته لابن الصَّلاح ومن تبعه في القول بصحة زيادات المستخرجات بحجة أنها خارجة بأسانيد الصحيحين، قال: ((هذا مثسَلَّمٌ _ يعني كون الراوي ثقة _ من الرجل الذي التقى فيه اسناد المستخرج وإسناد مصتف الأصل وفيمن بعده، وأما ما بين المستخرج والرجل _ أي الذي التقى عنده الاسنادان _ فيحتاج إلى تفقد)).
* قلت: وقوله ((يحتاج إلى تفقد)) يدل على أن الرجال الذين في سند المستحرج من شيخه إلى شيخ صاحب الصحيح ليس مسلما بثقتهم وإلا لما احتاجوا إلى تفقد حتى تثبت صحة زيادتهم على الصحيح.
والسبب في ذلك هو ما ذكره الحافظ في بقية كلامه حيث قال: (لأن المُسْتَخْرِج لم لم يلتزم الصِّحة في ذلك، وإنما جعل قصده العلو، فإن حصل وقع غرضه، فإن كان مع ذلك صحيحا أو فيه زيادةُ حُسْنٍ حصلت اتفاقا، وإلا فليس ذلك همته)
¥(4/424)
وقال الحافظ السخاوي في فتح المغيث (1/ 37): (وأما ما يقع فيه وفي غيره من المستخرجات على الصحيحين من زيادة في أحاديثهما، أو تتمة لمحذوف أو نحو ذلك، فهي صحيحة، لكن مع وجود الصفات المشترطة في الصحيح فيمن ببين صاحب المستخرج والراوي الذي اجتمعا فيه).
رابعا: أسباب تفاوت درجات رواة المستخرجات.
عرفت أيها القاريء الكريم مما سبق أن رواة المستخرجات لم يلتزموا الصِّحة فيما أخرجوه، وأنه لا يحكم لزياداتهم على (الصحيحين) بالصِّحة حتى تتوفر في رواتها الذين بين المُسْتَخْرِجِ وشيخ صاحب (الصحيح) الصفات المشترطة في رواة (الصحيح) لأنه غير مُسَلَّمٍ بثقتهم.
فهل كل رجال المستخرجات هم ثقلت على شرط الصحيح؟ وهل كل زيادات المستخرجات صحيحة؟ الواقع أن رجال المستخرجات ليسوا ثقات كلهم، ففيهم الثقة والصدوق ومن دونهما، بل وجد فيهم الضعيف والمتهم والوضاع، وعلى ذلك فإن الزيادات التي تفرد بها هؤلاء لا يحكم لها بالصِّحة مطلقا.
ويرجع تفاوت أصحاب المستخرجات إلى الأسباب التالية:
1 - ليس كل رجال المستخرجات رجال الصحيح.
لأن مصنفي المستخرجات يخرجون أحاديث (الصحيحين) بأسانيد لأنفسهم من غير طريق البخاري ومسلم، فيجتمع إسناد المصنف مع إسناد (الصحيح) في شيخ صاحب (الصحيح) أو من فوقه، كما قال العراقي في شرح ألفيته (التبصرة والتذكرة) (1/ 56_57) وغيره. ويجوز أن لا يلتقي المصنف مع صاحب الصحيح إلا في الصحابي كما صرَّح به بعض الحفاظ، ونقله السخاوي في فتح المغيث (1/ 38)، بل ربما عزَّ على المصنف وجود الحديث فيتركه اصلا، قال السخاوي.
2 - من لم يكن من رجال الصحيح لا يلزم أن يكون ثقة.
قال الإمام السخاوي أيضا في فتح المغيث (1/ 38): (والاستخراج أن يعمد حافظ إلى صحيح البخاري مثلا فيورد أحاديثه حديثا حديثا بأسانيد لنفسه، غير ملتزم فيها ثقة الرواة، وإن شذ بعضهم حيث جعله شرطا.
وقال الحافظ ابن حجر في النكت على ابن الصَّلاح (1/ 293): (فقد رأيت بعضهم _ يعني أصحاب المستخرجات _ حيث يجد اصل الحديث اكتفى بإخراحه، ولو لم تجتمع الشروط في رواته).
3 - في رجال المستخرجات الضعيف والمتهم.
قال الحافظ ابن حجر في النكت (1/ 293): (بل ورايت في مستخرج أبي نعيم؛ وغيره؛ الرواية عن جماعة من الضعفاء).
وقال السخاوي في فتح المغيث (1/ 40): (فرب حديث لأخرجه البخاري من طريق بعض أصحاب الزهري، فاورده المُخَّرِّجُ من طريق آخر ممن تُكُلِّمَ فيه عن الزهري).
وقال أيضا: (وقد خرَّج الاسماعيلي في مستخرجه لإبراهيم بن الفضل المخزومي، وهو ضعيف عندهم، وأبو نعيم لمحمد بن زبالة، وقد اتهموه).
فهؤلاء رجال المستخرجات كما رايت يتدرجون من الثقة إلى الاتهام، ولازم ذلك أن تكون زيادات بعض المستخرجات ضعيفة أو دون ذلك، وفي المستخرجات أحاديث معلقة وموقوفة وفي بعضها نقص أحاديث عن الصحيح، وأخرى زائدة كما سنبين.
قال الحافظ السخاوي في فتح المغيث (1/ 38): ربما عزَّ على المصنف _ يعني صاحب المستخرج _ وجود حديث _ يعني من أحاديث الصحيح _ فيتركه أصلا أو يعلقه على بعض رواته).
هذه حال رجال المستخرجات على سبيل العموم، فما حال مستخرج أبي نعيم على سبيل التعيين؟
خامسا: حال رجال صحيح أبي عوانة. (ص 115_118)
ساق المؤلف فيه قرابة ثلاث صفحات يمكن لمالك الكتاب أن يراها هناك
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 08 - 03, 01:56 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
أعيد ذكر ما قاله الشيخ المحقق وفقه الله
(الأمر في هذا يختلف باختلاف منهج صاحب المستخرج، فإن قد اشترطه تصريحا أو عرف من تسمسة كتابه فهو ذاك و إلا فلا يخرج حالهم عن العدالة و الستر في الأصل و لا يعترض بمثال أو مثالين أو أكثر لأن هذا لا يبطل الأصل، فلا يعني أن البخاري لما أخرج لضعفاء أنه لا يشترط ثقة رجاله، لا و ألف لا
بل الأصل أن من أخرج له البخاري من الرواة ثقته عنده و الفائدة تكمن في المساتير و من لا كلام فيهم.
و من ذلك أبو عوانة سمى كتابه بـ:
المسند الصحيح (السير 14/ 417)، فبهذا نعلم أن الأصل عنده ثقة شيوخه و من رووا عنهم ..
انتهى
وماذكره الشيخ المحقق حسن رايق
وكذا ما ذكره الشيخ الفقيه وفقه الله عقبه
¥(4/425)
(ولعل الأقرب أن تخريج أصحاب المستخرجات على الكتب الصحيحة إذا لم نجد فيه جرحا ولاتعديلا أن ينفع الراوي على حسب من أخرج له من أصحاب المستخرجات وعلى حسب القرائن.)
انتهى
بيان ذلك
في ترجمة أبي حذافة السهمي
(
في ترجمة أبي حذافة السهمي
(وقال أبو بكر البرقاني كان الدارقطني حسن الرأي فيه وأمرني أن أخرج عنه في الصحيح)
انتهى
وفي ترجمة الباغندي
((وقال الخطيب رأيت كافة شيوخنا يحتجون به)
ويخرجونه في الصحيح)
انتهى
وشيوخ الخطيب لهم مستخرجات على كتب البخاري ومسلم
وهناك أمثلة أخرى كثيرة
كقولهم يصلح يخرج في الصحيح
الخ
وليس معنى ذلك أن كل من أخرج له صاحب المستخرج فهو حجة عنده
فهذا الشرط لايقول به أحد
فاذا كان مسلم خرج في الصحيح لأحمد بن عيسى ولسويد
للسبب الذي وضحه مسلم لابن وارة
فمن باب أولى أن يتساهل أصحاب المستخرجات في هذا الباب
ولكن يظل الأصل أنهم يخرجون للثقات
لالغيرهم الا لغرض آخر
مثال اخر
قال ابن حبان وهو وان لم يكن من اصحاب المستخرجات ولكنه من اصحاب الصحاح
قال
((ولعلنا قد كتبنا عن أكثر من ألفي شيخ من إسبيجاب إلى الإسكندرية ولو نرو في كتابنا هذا إلا عن مائة وخمسين شيخا أقل أو أكثر ولعل معول كتابنا هذا يكون على نحو من عشرين شيخا ممن أردنا السنن عليهم واقتنعنا برواياتهم عن رواية غيرهم على الشرائط التي وصفناها))
انتهى
فهذا يوضح شرط ابن حبان رحمه الله
والله أعلم
===================
فائدة
ليس كون الرجل ممن يصلح أن يخرج في الصحيح عند البرقاني مثلا يلزم منه أن يكون حجة عند غيره من الحفاظ
فقد يختلفون في الرجل
ثانيا
يرجع الى حديث كل رجل على حدة وكم أخرج له في المستخرج وهل أخرج له اصلا او تبعا
وهو أخرج له بسبب أنه وجد الحديث عاليا عنده
مثلا
او لم يعرف مخرجه فضاق عليه فخرجه من طريق الضعيف
كل هذه الامور معتبرة
ايضا هل اورده عرضا او تكثيرا للطرق مثلا
الخ
والله أعلم بالصواب
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 09 - 03, 07:40 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الإفادة.
ـ[صالح أبو عاصم]ــــــــ[08 - 09 - 03, 03:53 ص]ـ
للشريف حاتم العوني في شرحه لمقدمة ابن الصلاح ترجيح لتوثيق رجال المستخرجات وهو مسجل على اشرطة 0
ـ[المقرئ]ــــــــ[08 - 09 - 03, 11:32 م]ـ
وجهة نظري في هذا الموضوع وهي قابلة للرد:
في نظري لا أعلم من يوثق في الرواية ممن أخرج له الأئمة ممن لا يعرف بجرح ولا تعديل إلا من روى له البخاري ومسلم في صحيحهما ليس بسبب أن الإمامين رويا لهما كلا وإنما من أجل أنهما اشترطا الصحة في كتابيهما وروايتهم لمثل هؤلاء تعتبر توقيا لهم وتوثيقهم معتبر عند أهل الشأن هذه المعادة هي بظني سبب قبول هؤلاء أما ما عداهم فلا تنطبق هذه النظرة عليهم فمثلا الاسماعيلي وأبو نعيم وغيرهما لم يشترطوا هذا الشرط بل اشترطوا أن يرووا الحديث الذي ساقه البخاري ومسلم سواء بعلو أو نزول في الإسناد
وأرجو أن ينظر إلى هذه المسألة:
الآن ابن خزيمة مثلا اشترط الصحة في كتابه إلا ما أعل يعني أنه انتقى الأحاديث ومن باب أولى انتقى الإسناد ومع هذا بعض أهل العلم المحققين في الحديث لا يستشهدون برواية ابن خزيمة له في صحيحه ولا يعتبرونها توثيقا لماذا؟
هل لكون ابن خزيمة لم يشترط الصحة؟ كلا
بل لأجل أن هؤلاء المحققين لم يرتضوا منهج ابن خزيمة في التوثيق وكذلك الكلام مثله على ابن حبان والحاكم
فعليه لا يظهر لي أن من روى له أصحاب المستخرجات أن يكون توثيقا له
وهي وجهة نظر أقبل أن ترد ولكن ذكرتها من باب المشاركة وإثراء الموضوع ولعلكم تصححون لأخيكم
محبكم: المقرئ = القرافي
ـ[ابن المنذر]ــــــــ[09 - 09 - 03, 08:21 م]ـ
الإخوة الفضلاء:
بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيراً على هذه الفوائد القيمة.
وفي وجهة نظري:
أولاً / أن ما ذكره الإخوة ونقله بعضهم عن الحافظين ابن حجر والسخاوي هو الصواب، وهو أنه لا يلزم من إخراج صاحب المستخرج لحديث ما – موجود في الصحيحين أو أحدهما - أنه يوثق رجاله الذين بينه وبين رجال صاحبي الصحيح، وإن كان الحديث صحيحاً بتصحيح الشيخين له.
ثانياً / تأييداً للأخ هيثم، قوله: (هل هناك من زعم أنّ رجال المستخرجات على الصحيحين يحتجّ بهم؟).
ثالثا / المعروف من منهج أصحاب المستخرجات أنهم يقصدون من الاستخراج؛ رواية أحاديث الصحيحين بأسانيدهم من غير طريق صاحبي الصحيح – وإن كان قد يلتقي الإسنادان في شيخ أو شيخ شيخ صاحب الصحيح –، وهذا بغض النظر عن صحة الطريق الذي يسوقه صاحب المستخرج أو ضعفه.
وأمثلة هذا كثيرة. وما ساقه الشيخ الفقيه بعض منها.
رابعاً / عند التأمل؛ وُجِدَ أن عامة ما يزيده أصحاب المستخرجات على متون الصحيحين تكون معلولة لشذوذها أو نكارتها ومخالفتها لأحاديث الصحيحين.
ولم يأت هذا الشذوذ وتلك النكارة إلا من رجال صاحب المستخرج الذين خالفوا رجال الصحيحين، والله أعلم.
¥(4/426)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 09 - 03, 04:49 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ذكر أدلة القول الذي رجتحه
في تذكر ةالحفاظ
(في تذكر ةالحفاظ
المفيد العالم الشهير محدث جرجرايا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب وصفه أبو نعيم الأصبهاني بالحفظ وارتحل اليه وقال الخطيب حدثني محمد بن عبد الله عنه انه قال موسى بن هارون سماني المفيد قلت فهذه العبارة أول ما استعملت لقبا في هذا الوقت قبل الثلاث مائة والحافظ أعلى من المفيد في العرف كما ان الحجة فوق الثقة وقال المحدث محمد بن أحمد الروياني لم ار أحدا احفظ من المفيد وقال الماليني كان المفيد رجلا صالحا قلت لكنه متهم حدث عن أحمد بن عبد الرحمن السقطي عن يزيد بن هارون ولا يدرى من ذا فكان يقول سمعت منه سنة خمس وتسعين روى موطا القعنبي عن الحسن بن عبيد الله عن القعنبي والآخر لعله ما وجدا ابدا وروى عن أبي شعيب الحراني ومحمد بن يحيى المروزي وعلي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب وموسى بن هارون وخلائق
وقد تجاسر البرقاني وأخرج عنه في صحيحه واعتذر بأن الحديث المذكور لم يسمعه من غيره وسئل عنه فقال ليس بحجة قد حدثنا بالموطأ عن رجل عن القعنبي فلما رجعت قال لي أبو بكر بن أبي سعد اخلف الله نفقتك فدفعت الموطأ الى بعض العامة واعطاني بدله بياضا)
انتهى
وهذا كالدليل على صحة ما ذكرته في أن الأصل أنهم يخرجون للثقات دون غيرهم
في سير أعلام النبلاء
المزكي الامام المحدث القدوة أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى بن
164 سختويه النيسابوري المزكي شيخ بلده ومحدثه سمع احمد بن محمد الماسرجسي وأباالعباس الثقفي وامام الائمة ابن خزيمة وموسى بن العباس الجويني وأباحامد الاعمشي وزنجوية اللباد وأبانعيم بن عدي ومحمد بن المسيب الارغياني وأباالعباس الدغولي وأبا حامد محمد بن هارون الحضرمي وعبدالرحمن بن ابي حاتم وخلقا سواهم قال الحاكم أملى عدة سنين وكنا نعد في مجلسه اربعة عشر محدثا منهم أبو العباس الاصم ومحمد بن يعقوب بن الاخرم قلت روى عنه الحاكم وابن رزقويه وأبو الفتح بن ابي الفوارس وأبو بكر البرقاني وأبو علي بن شاذان وابنه محمد بن إبراهيم المزكي وأبو نعيم الاصبهاني وأبو طالب بن غيلان وآخرون قال الخطيب كان ثقة ثبتا مكثرا مواصلا للحج انتخب عليه الدارقطني وكتب الناس عنه علما كثيرا مثل تاريخ السراج تاريخ البخاري وعدة كتب لمسلم
وكان عند البرقاني عنه سفط أجزاء وكتب لكن ما روى عنه في صحيحه قال في نفسي منه لكثرة ما يغرب ثم إنه قواه وقال عندي عنه أحاديث عالية كنت أخرجتها نازلا إلا اني لا اقدر على اخراجها لكبر السن
انتهى
وهذا دليل آخر على أن البرقاني كان يخرج للثقات دون غيرهم
======
الإمام الفقيه الحافظ العلامة قاضي بغداد أبو هشام محمد بن يزيد بن محمد بن كثير بن رفاعة العجلي الرفاعي الكوفي المقري حدث عن أبي الأحوص سلام والمطلب بن زياد وأبي بكر بن عياش وحفص بن غياث وعبد الله بن الأجلح ويحيى بن يمان وطبقتهم
154 وأخذ القراءة عن جماعة وصنف كتابا في القراءات في شذوذ كثير وهو صاحب غرائب في الحديث حدث عنه مسلم والترمذي وابن ماجة وأحمد بن زهير وابن خزيمة وابن صاعد ومحمد بن هارون الحضرمي وعمر بن بجير وجعفر بن محمد الجروي والحسين المحاملي وآخرون قال أحمد العجلي لا بأس به صاحب قرآن قرأ على سليم وولي قضاء المدائن وقال البخاري رأيتهم مجمعين على ضعفه وقال ابن عقدة حدثنا مطين عن محمد بن عبد الله بن نمير أن أبا هشام كان يسرق الحديث وروى أبو حاتم عن ابن نمير قال كان أضعفنا طلبا وأكثرنا غرائب وقال طلحة بن محمد بن جعفر استقضي أبو هشام يعني ببغداد في سنة 242 وهو من أهل القرآن والعلم والفقه والحديث له كتاب في القراءات قرأ علينا ابن صاعدة أكثره وقال أحمد بن محمد بن محرز سألت يحيى بن معين عن أبي هشام فقال ما رأى به بأسا
وقال البرقاني هو ثقة أمرني الدراقطني أن أخرج حديثه في الصحيح
انتهى
=====
(وقال البرقاني أمرني الدارقطني أن أخرج ليحيى بن أبي طالب في الصحيح)
=======
وليس هذا خاص بالبرقاني
(348 (قال الحاكم سألت الدارقطني عن إسحاق الدبري أيدخل في الصحيح قال إي والله هو صدوق ما رأيت فيه خلافا)
انتهى
(358 (وقال عبيد الله الأزهري ابن بطة ضعيف وعندي عنه معجم البغوي ولا اخرج عنه في الصحيح شيئا)
¥(4/427)
========
انتهى
=========
(
362 وفي سؤالات حمزة
363 (4 سألت أبا بكر بن عبدان عن عبد الباقي بن قانع فقال لا يدخل في الصحيح ولا النجاد يعني أحمد بن سلمان وسأل أبو سعد الإسماعيلي أبا الحسن الدارقطني عن أبي الحسين بن قانع فقال كان يحفظ ويعلم ولكنه كان يخطىء ويصر على الخطأ)
انتهى
========
وقال حمزة السهمي سألت أبا بكر بن عبدان عن محمد بن محمد الباغندي هل يدخل في الصحيح فقال لو خرجت الصحيح لم أدخله فيه كان يخلط ويدلس وليس ممن كتبت عنه آثر عندي ولا أكثر حديثا منه إلا أنه شره وهو أحفظ من أبي بكر بن أبي داود)
انتهى
===========
(وقال الأردبيلي سئل ابن أبي حاتم عن أبي القاسم البغوي أيدخل في الصحيح قال نعم وقال حمزة السهمي سألت أبا بكر بن عبدان عن البغوي فقال لا شك أنه يدخل في الصحيح)
انتهى
==========
(وقال البرقاني أمرني الدارقطني أن أخرج حديث الحارث في الصحيح)
انتهى
==========
(
356 (شافع بن محمد ابن الحافظ أبي عوانه يعقوب بن إسحاق الحافظ الامام المفيد أبو النضر الاسفراييني سمع من جده ومن علي بن عبد الله بن مبشر وابي الحسن بن جوصا وعبد الله بن الزفتي واحمد بن عبد الوارث العسال وابي جعفر الطحاوي ومحمد بن إبراهيم الديبلي والقاضي المحاملي وطبقتهم وعنه الحاكم والسلمي وأبو نعيم وأبو ذر الهروي وأبو مسعود احمد بن محمد الرازي وأبو سعد الكنجروذي واخرون قال الحاكم خرجت عنه في الصحيح)
انتهى
=======
قد يقول قائل وكيف أخرجوا للضعفاء
الجواب
اما أن يكون الرجل مما اختلف فيه أهل العلم
مثاله
(360 (الحسن بن الطيب ابن حمزة المحدث الرحال أبو علي الشجاعي البلخي نزيل بغداد ابن أخي الحافظ الحسن بن شجاع حدث ببغداد عن قتيبة بن سعيد وهدبة بن خالد ومحمد بن عبدالله بن نمير وأبي كامل الجحدري وخلق كثير حدث عنه إسماعيل الخطبي وأبو بكر القطيعي ومحمد بن المظفر ومحمد بن إسماعيل الوراق وطائفة قال الدارقطني لا يساوي شيئا لأنه حدث بما لم يسمع وكذا تكلم فيه ابن عقدة وقال البرقاني ذاهب الحديث وأما الإسماعيلي فكان حسن الرأي فيه وقال مطين كذاب مات في سنة سبع وثلاث مئة قلت كان من أبناء التسعين)
انتهى
فهذا اختلف فيه البرقاني والاسماعيلي
وهناك رواة
ضعفهم النسائي وخرج لهم ابوعوانة
وناس ضعفهم الدارقطني وقواهم البرقاني وخرج لهم
وهكذا
أو
طلبا للعلو كما ذكر الأخوة
ولكن هذا له شروط
منها عدم الرواية عن الكذابين
وان وجد رجل روى عنه ابوعوانة وهو كذاب مثلا
(بل وجد ذلك)
فمرده ان اباعوانة لم يعرف كذبه
والا لو انه كان يعرف انه كذاب ما كان خرج له في الصحيح
وهكذا
الكلام حول هل صاحب المستخرج يحتج بمن روى لهم او لا
فالذي يظهر من الأمثلة التي ذكرتها انهم كانوا يختارون الثقات
وقد يخرج لمن هو دونهم لغرض ما
او يخرج حديثهم عرضا
أو يفعل كما فعل مسلم مع سويد
وهكذا
الكلام عن رأي صاحب المستخرج وليس عن مدى قوة توثيق ابن خزيمة واو ابن حبان
او ابوعوانة او البرقاني
او غيرهم
فقد نقلت كلام ابن حبان وهو صريح في أنه لايخرج الا للثقات
وقد يختلف رجل حول صلاحية توثيق ابن حبان
فهذا أمر اخر
ولكن هل ابن حبان احتج بهولاء او لا
الجواب واضح من كلامه وعباراته
نعم المتأخرون قد يتساهلون في التوثيق فهذا أمر اخر
وكوننا لانقبل توثيق ان حبان او ابن خزيمة او غيرهما
(اذا انفردوا مثلا)
لايعني انهم لم يوثقوا ذلك الرجل
فهذا ابن شاهين عنده نوع تساهل
ولكن هل نستطيع نقول لاابن شاهين لم يوثقهم
وانا لم أقل ان كل من خرج له صاحب المستخرج فهو ثقة عنده
ولكني قلت ان الأصل انه يخرج للثقات
والله أعلم بالصواب
ـ[ابن وهب]ــــــــ[11 - 09 - 03, 03:01 ص]ـ
في تهذيب الكمال
¥(4/428)
(د سليمان بن عبد الحميد بن رافع ويقال بن سليمان البهراني الحكمي أبو أيوب الحمصي روى عن أبي اليمان الحكم بن نافع وحيوة بن شريح وخطاب بن عثمان الفوزي والربيع بن روح وسعيد بن عمرو الحضرمي وعبد الله بن عبد الجبار الحمصي وأبي التقى عبد الحميد بن إبراهيم الحضرمي وأبيه عبد الحميد البهراني وعبد السلام بن محمد الحضرمي وأبي صالح عبد الغفار بن داود الحراني وعتبة بن السكن الفزاري وعلي بن عياش الحمصي ومحمد بن إسماعيل بن عياش د ومحمد بن عائذ الدمشقي وأبي علقمة نصر بن خزيمة بن علقمة بن محفوظ بن علقمة الحضرمي وهشام بن عمار ووساج بن عقبة بن وساج ويحيى بن صالح الوحاظي د ويزيد بن عبد ربه الجرجسي روى عنه أبو داود وإبراهيم بن دحيم الدمشقي وأحمد بن عمير بن يوسف بن جوصى الحافظ وأبو طالب أحمد بن نصر بن طالب الحافظ وأحمد بن هارون بن روح البرديجي الحافظ وبكر بن أحمد بن حفص الشعراني وجعفر بن محمد بن سوار النيسابوري والحسن بن سليمان الفزاري قبيطة وخيثمة بن سليمان الأطرابلسي وسليمان بن محمد الخزاعي وأبو بكر عبد الله بن أبي داود وعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي وعبد الصمد بن سعيد القاضي الحمصي وأبو القاسم عبد القدوس بن موسى بن عيسى بن داود بن صالح الأزدي الحمصي ومحمد بن أحمد بن يحيى بن صفوان الأنطاكي امام الجامع ومحمد بن جرير الطبري ونسبه الى سليمان وأبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد الطائي ويحيى بن محمد بن صاعد وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني في صحيحه قال النسائي كذاب ليس بثقة ولا مأمون وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم سليمان بن عبد الحميد البهراني صديق أبي كتب عنه أبي وسمعت منه بحمص وهو صدوق ولهم شيخ آخر يقال له
انتهى
قوله الاسفراييني في صحيحه
لم يقل في غير هذا الموضوع
وانما ذكره في هذا الموضع ليشير [اوجز عبارة الى احتجاج أبي عوانة به في الصحيح
بينما قد اتهمه النسائي رحمه الله
============
وفي سير أعلام النبلاء
(سنجة الإمام المحدث الصادق شيخ الرقة أبو عمر حفص بن عمر
406 ابن الصباح الرقي الجزري ويلقب بسنجة ألف ارتحل وسمع أبا نعيم وقبيصة بن عقبة وعبدالله بن رجاء الغداني وفيض بن الفضل وطبقتهم حدث عنه أبو عوانة الإسفراييني ويحيى بن صاعد والعباس بن محمد الرافقي وأبو القاسم الطبراني وآخرون وأكثر عنه الطبراني قال أبو أحمد الحاكم حدث بغير حديث لم يتابع عليه قلت احتج به أبو عوانة وتوفي سنة ثمانين ومئتين وهو صدوق في نفسه وليس بمتقن)
انتهى
=======
وفي لسان الميزان
(أحمد بن الحسن بن القاسم بن سمرة الكوفي روى بمصر عن وكيع وكان يعرف برسول نفسه قال الدارقطني وغيره متروك وقال بن حبان كذاب روى عن وكيع عن سفيان عن بن جريج عن عمرو بن دينار عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما مرفوعا إذا كان يوم القيامة نادى مناد من تحت العرش فيؤتى بأبي بكر وعمر وعثمان وعلي الحديث وروى عن حفص بن غياث عن أشعث عن الحسن عن أنس مرفوعا يجزي من بر الوالدين الجهاد في سبيل الله قال بن يونس حدث بمناكير ومات سنة اثنتين وستين ومائتين بمصر انتهى وقد تقدم لإبراهيم بن عبد الله بن خالد عن وكيع عن الثوري مخالفة في السند وفي سياق المتن واستنكر له بن حبان أيضا حديثه المذكور عن حفص بن غياث وجزم بأنه يضع الحديث وذكره بن الفرضي في الألقاب قاله البناني قال وحق لمن يروي مثل هذا الحديث أن لا يكتب حديثه
وقد روى عنه أبو عوانة في صحيحه فكأنه ما خبر حاله
انتهى
=====
(في ترجمة الدبري في لسان الميزان
(وقد احتج بالدبري أبو عوانة في صحيحه)
انتهى
====
وفي لسان الميزان
(السندي بن عبدويه الذهلي من أهل الري يروى عن أبي أويس وأهل المدينة وأهل العراق روى عنه محمد بن حماد الطهراني واخرج له أبو عوانة في صحيحه وذكره بن حبان في الثقات هكذا وقال يغرب)
=====
وفي لسان الميزان
¥(4/429)
(الحسن بن زياد اللؤلؤي الكوفي عن بن جريج وغيره وتفقه على أبي حنيفة رحمه الله تعالى روى أحمد بن أبي مريم وعباس الدوري عن يحيى بن معين كذاب وقال محمد بن عبد الله بن نمير يكذب على بن جريج وكذا كذبه أبو داود فقال كذاب غير ثقة وقال بن المديني لا يكتب حديثه وقال أبو حاتم ليس بثقة وقال الدارقطني ضعيف متروك وقال محمد بن حميد الرازي ما رأيت أسوا صلاة منه البويطي سمعت الشافعي يقول قال لي الفضل بن الربيع انا اشتهي مناظرتك واللؤلؤي فقلت انه ليس هناك فقال أنا اشتهي ذلك قال فاحصرنا وأتينا بطعام فأكلنا فقال رجل معي له ما تقول في رجل قهقه في الصلاة قال بطلت صلاته قال فطهارته قال فطهارته قال فما تقول في رجل قذف محصنة في الصلاة قال بطلت صلاته قال فطهارته قال بحالها فقال له قذف المحصنات أشد من الضحك في الصلاة قال فأخذ اللؤلؤي نعليه وقام فقلت للفضل قد قلت لك أنه ليس هناك وقال محمد بن رافع النيسابوري كان الحسن بن زياد يرفع رأسه قبل الإمام ويسجد قبله مات سنة أربع وخمسين ومائتين وكان رأسا في الفقه انتهى وقال النضر بن شميل لرجل كتب كتب الحسن بن زياد لقد جلبت الى بلدك شرا وقال جزرة ليس بشيء لا هو محمود عند أصحابنا ولا عندهم يعني أصحابه قيل له بأي شيء تتهمه قال بداء سوء وليس هو في الحديث بشيء وقال أبو داود عن الحسن بن علي الحلواني رأيت اللؤلؤي قبل غلاما وهو ساجد قال أبو داود ما تقدم وزاد ولا مأمون وقال أبو ثور ما رأيت أكذب من اللؤلؤي كان على طرف لسانه بن جريج عن عطاء وقال أحمد بن سليمان الرهاوي رأيته يوما في الصلاة وغلام أمرد الى جانبه في الصف فلما سجد مد يده الى خد الغلام فقرصه فقذفته فلا أحدث عنه وقيل ليزيد بن هارون ما تقول في اللؤلؤي أو مسلم هو وقال يعلى بن عبيد اتق اللؤلؤي وقال بن أبي شيبة كان أبو أسامة يسميه الخبيث وقال يعقوب بن سفيان والعقيلي والساجي كذاب وقال النسائي ليس بثقة ولا مأمون قلت ومع ذلك كله أخرج له أبو عوانة في مستخرجه والحاكم في مستدركه وقال مسلمة بن قاسم كان ثقة رحمه الله تعالى انتهى
أقول أحسب انهما خرجا للحسن في المتابعات
والله أعلم
=========
انتهى
ويعقب هذا الجواب عن ما أورده ابن حجر والسخاوي رحمهما الله
من ذكر روايات محمد بن الحسن بن زبالة
وغيره
وقبل الإجابة عن ذلك
نذكر بأن الاصفهاني استفتح كتابه المستخرج على مسلم بذكر الضعفاء
وكذا فعل الحاكم حين صنف كتابه المدخل الى الصحيح
وان كان الحاكم قد تناقض في كثير من التراجم
كما بينه غير واحد منهم ابن عبدالهادي في الصارم المكني
على ان الحاكم متساهل في التصحيح والتوثيق
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 09 - 03, 03:39 ص]ـ
حفظك الله شيخنا الكريم
ويقول الشيخ المعلمي رحمه الله في التنكيل (1/ 444)
أقول: أصحاب المستخرجات يلتزمون إخراج كل حديث من الكتب التي يستخرجون عليها فأبوعوانة جعل كتابه مستخرجا على ((صحيح مسلم)) ومعنى ذلك أنه ألتزم أن يخرج بسند نفسه كل حديث أخرجه مسلم،
فقد لا يقع له بسند نفسه الحديث إلا من طريق رجل ضعيف فيتساهل في ذلك، لأن أصل الحديث صحيح من غير طريقه، ومع ذلك زاد أبو عوانة حديث ضعيفا" لن يحكم هو بصحته فأنما يسمى كتابه ((صحيحا")) لأنه مستخرج على ((الصحيح)) ولأنه معظم أحاديثه وهي مستخرجة الصحاح، فأخراجه لرجل لا يلتزم توثيق ولا تصديق بل صحاب ((الصحيح)) نفسه قد يخرج في المتابعات والشواهد لمن لا يوثق وهذا أمر معروف عند أهل الفن لا يخفى على الكوثري!) انتهى.
ـ[الشافعي]ــــــــ[11 - 09 - 03, 05:25 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
الذي فهمته من المناقشة هنا خلاف ما يتبادر من العنوان! فالذي هنا
حقه أن يكون عنوانه ((هل التزم أصحاب المستخرجات التخريج لمن هو
حجة عندهم؟)) بصرف النظر عن كون غيرهم يحتج به أم لا. .
والله أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 09 - 03, 02:51 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
حول مرويات سليمان بن بلال
في الفتح
¥(4/430)
((راويه عن عبد الله بن دينار سليمان هو بن بلال المدني الفقيه المشهور ولم أجده من روايته الا ثم البخاري ولم يقع لاحد ممن أستخرج عليه حتى أن أبا نعيم إنما أورده في المستخرج من طريق الفربري عن البخاري نفسه وقد وجدته من رواية خالد بن مخلد الراوي عن سليمان المذكور أخرجه أبو عوانة في صحيحه لكنه قال عن مالك بدل سليمان بن بلال فإن كان محفوظا فلخالد فيه شيخان)
انتهى
وفي موضع آخر
(
(ائدة رجال الإسناد مدنيون وإسماعيل شيخ البخاري هو بن أبي أويس ولم أره في شيء من الروايات طريق البخاري عنه بهذا الإسناد وقد ضاق على الإسماعيلي مخرجه فاستخرجه من طريق البخاري نفسه عن إسماعيل وكأن إسماعيل تفرد به أيضا فاننى لم أره من رواية غيره عن سليمان بن بلال إلا أن أبا نعيم أورده في المستخرج من طريق محمد بن الحسن المدني عن سليمان ومحمد ضعيف جدا فكان ما صنعه الإسماعيلي أولى وقد سمع إسماعيل من سليمان ويروي عنه أيضا بواسطة كثيرا9)
انتهى
(
حدثنا إسماعيل هو بن أبي أويس حدثني أخي هو أبو بكر عبد الحميد عن سليمان هو بن بلال وقد تابع البخاري حميد بن زنجويه عند أبي نعيم وإسماعيل القاضي عند أبي عوانة فروياه عن إسماعيل بن أبي أويس كما قال وخالفهم محمد بن يحيى الذهلي فرواه عن إسماعيل حدثني سليمان بن بلال حذف الواسطة بين إسماعيل وسليمان وهو أخو إسماعيل)
(
انتهى
10/ 321
(قال الإسماعيلي رواه أيضا عن بن شهاب كذلك موسى بن عقبة وابن أبي عتيق ثم ساقه من طريق سليمان بن بلال عنهما قال مثل حديث إبراهيم بن سعد)
انتهى
10/ 321
12/ 129)
(وله عن سليمان هو بن بلال وهو غريب ضاق على الإسماعيلي مخرجه فأخرجه عن عبد الله بن جعفر المديني أحد الضعفاء ولو وقع عن سليمان بن بلال لم يعدل عنه وكذا ضاق على أبي نعيم فلم يستخرجه بل أورده بسنده عن البخاري وخالد بن مخلد أكثر البخاري عنه بواسطة وبغير واسطة وقد تقدم له في الرقاق عن محمد بن عثمان بن كرامة عن خالد بن مخلد حديث وتقدم في العلم والهبة والمناقب وغيرها عدة أحاديث وكذا يأتي والاعتصام عن خالد بن مخلد بغير واسطة)
12/ 129)
انتهى
(
13/ 191
(ال سليمان هو بن بلال عن يحيى هو بن سعيد الأنصاري أخبرني بن شهاب بهذا وصله الاسماعيلي من طريق أيوب بن سليمان بن بلال عن أبي بكر بن أبي أويس عن سليمان بن بلال قال قال يحيى بن سعيد أخبرني بن شهاب قال فذكر مثله)
13/ 191
انتهى
علم من هذا أن أحاديث سليمان بن بلال مما يضيق على المخرجين
وهكذا أغعلب أحاديث المدنيين
والسبب وراء ذلك
أن أحاديث سليمان بن بلال الموجودة في مثل كتب ابن وهب ووالقعنبي والذهلي ويحيى بن يحى
وابن ابي شيبة واسماعيل القاضي ووكتب المصريين
كابن ابي مريم وسعيد بن عفير يسهل الاستخراج عليها
ولكن احاديث سليمان بن بلال الذي يرويه المدنيون مما يصعب
البحث عنها في كتب المتقدمين
فمثلا مسلم يخرج احاديث سليمان بن بلال
اما من كتب ابن وهب
او من كتاب ابن ابي شيبة عن خالد بن مخلد
او من كتاب عبد بن حميد
او من كتاب القاسم بن زكرياء
فمصدر مسلم معروف
ولذا يسهل على أبي نعيم الاستخراج
وحسب بحثي القاصر لم ~أجد لابي نعيم رواية عن محمد بن الحسن بن زبالة في مستخرجه على مسلم
بل انه ذكره في الضعفاء
والسبب انه ما احتاج الى رواية محمد بن الحسن بن زبالة
فمصادر مسلم معروفة
فهو يخرج احاديث سليمان بن بلال من مسند الحماني وورواية مسند الحماني عنده عال
حتى ان حديث لموسى بن داود عن سليمان بن بلال خرجه مسلم بحث عنه ابونعيم فخرجه من مسند احمد
اذا الاستخراج على كتاب مسلم سهل وميسر
الا اني رايت ان ابانعيم لايخرج من طريق يحيى بن يحيى
الا ما وقع عرضا
والسبب والله اعلم ان روايات يحيى عنده بنزول
وكذا الاسماعيلي وأبو عوانة
بينما نجد البيهقي وهو متأخر يكثر من الاستخراج على رواية يحيى
اما بالنقل من كتب يحيى برواية اسماعيل بن قتيبة عنه
او من كتب محمد بن نصر الفقيه والذي يكثر من الرواية عن يحيى بن يحى
واحسب ان البيهقي لايخرج من كتب يحيى مباشرة بل من كتاب ابي بكر الصبغي صاحب ابن خزيمة
والله أعلم
نرجع الى مرويات سليمان بن بلال
هناك نسخة يرويها ابوبكر بن ابي اويس ويرويها عنه اسماعيل
بن ابي اويس وايوب بن سليمان بن بلال
¥(4/431)
وهذه النسخة لم يخرج منها مسلم الا حديثا واحدا
سأورده فيما بعد
وقد يحسب البعض
ان هذا الحديث
(في صحيح مسلم
(حدثني زهير بن حرب حدثني إسماعيل بن أبي أويس حدثني سليمان بن بلال عن يونس بن يزيد ثم بهذا الإسناد مثل حديث طلحة بن يحيى)
خرجه مسلم من النسخة
والواقع انه خرجه من كتاب مسند زهير بن حرب
وليس من النسخة
اما النسخة فيرويها غير واحد عن اسماعيل منهم البخاري واسماعيل القاضي ومحمد بن اسماعيل الترمذي
وغير واحد
وهذه النسخة جعلت الكبار يرون عن البخاري
فروى عنه مسلم والبزار وابن ابي عاصم
خذ مثلا هذا الحديث الذي رواه مسلم
((وحدثني غير واحد من أصحابنا قالوا: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس. حدثني أخي عن سليمان (وهو ابن بلال)، عن يحيى بن سعيد، عن أبي الرحال محمد بن عبدالرحمن؛ أن أمه عمرة بنت عبدالرحمن قالت: سمعت عائشة تقول:
سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت خصوم بالباب. عالية أصواتهما. وإذا أحدهما يستوضع الآخر ويسترفقه في شيء. وهو يقول: والله! لا أفعل. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهما. فقال (أين المتألي على الله لا يفعل المعروف؟) قال: أنا، يا رسول الله! فله أي ذلك أحب)
)
فقوله
غير واحد من أصحابنا رجح غير واحد
ان منهم البخاري
اقول ومحمد بن يحيى الذهلي
وسبب عدم ذكرمسلم لهما معروف
وايضا روى ذلك عن بعض من هم في طبقته
ولعل منهم اسماعيل القاضي
والله اعلم
وتأمل هذه الرواية في مسند البزار
((1 حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال نا أيوب بن سليمان بن بلال قال نا ابن أبي أويس يعني أبا بكر بن أبي أويس عنسليمان بن بلال عن محمد بن عجلان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله أن النبي قال أنزل القرآن على سبعة أحرف لكل آية منها ظهر وبطن ونهى أن يستلقي الرجل أحسبه قال في المسجد ويضع إحدى رجليه على الأخرى وهذا الحديث لا نعلمه يروى إلا من حديث الهجري عن أبي الأحوص عن عبد الله ... الخ
) ا
تأمل روى هذا الحديث عن البخاري
وهذا في اكثر من موضع
وابن ابي عاصم روى احاديث كثيرة عن البخاري من هذه النسخة
(في الآحاد والمثاني لابن ابي عاصم
(757] حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري ثنا بن أبي أويس حدثني أخي عن سليمان بن بلال عن عمرو بن أبي عمرو حدثني سعيد بن جبير عن عبد الله بن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دفع عشية عرفة سمع وراءه زجرا شديدا وضربا في الأعراب فالتفت إليهم فقال السكينة أيها الناس فإن البر ليس بالايضاع
)
)
حتى الطبراني
(حدثنا إسحاق بن داود الصواف التستري ثنا محمد بن إسماعيل البخاري ثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني أخي عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن حمزة الأسلمي قال يا رسول الله إن بي قوة في السفر أفأصوم قال إن شئت فصم وإن شئت فأفطر)
وابن حبان
((في صحيح ابن حبان
(ذكر استحباب التعجيل بصلاة العصر
[1514] أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري حدثنا أيوب بن سليمان بن بلال قال حدثني أبو بكر بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن عمرو بن يحيى المازني عن خلاد بن خلاد الأنصاري قال صلينا مع عمر بن عبد العزيز يوما ثم دخلنا على أنس بن مالك فوجدناه قائما يصلي فلما انصرف قلنا يا أبا حمزة أي صلاة صليت قال العصر فقلنا إنما انصرفنا الآن من الظهر صليناها مع عمر بن عبد العزيز فقال أنس إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي هكذا فلا أتركها أبدا
)
والبيهقي
(في السنن الكبرى للبيهقي
(أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ إملاء ثنا محمد بن إسماعيل البخاري ثنا أيوب بن سليمان بن بلال حدثني أبو بكر بن أبي أويس حدثني سليمان بن بلال قال قال صالح بن كيسان سمعت أبا بكر بن حزم بلغه أن أبا مسعود قال نزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة فأمره فصلى الظهر حين زالت الشمس ثم صلى العصر حين صار ظل كل شيء بقدره مرة ثم صلى المغرب حين غابت الشمس ثم صلى العتمة وهي العشاء حين غاب الشفق ثم صلى الصبح حين طلع الفجر ثم جاءه من الغد فأخر الظهر إلى قدر ظله وأخر العصر إلى قدر ظله مرتين ثم صلى المغرب حين وجبت الشمس ثم أعتم
¥(4/432)
بالعشاء ثم أصبح بالصبح ثم قال ما بين هذين صلاة قال صالح بن كيسان وكان عطاء بن أبي رباح يحدث عن جابر بن عبد الله في وقت الصلاة نحو ما كان أبو مسعود يحدث قال صالح وكان عمرو بن دينار وأبو الزبير المكي يحدثان مثل ذلك عن جابر بن عبد الله السلمي
)
الخ
وممن روى النسخة محمد بن يحيى الذهلي
ففي صحيح ابن خزيمة
(في صحيح ابن خزيمة
(خبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى ثنا إسماعيل بن أويس حدثني أخي ح وثنا محمد أيضا ثنا أيوب بن سليمان حدثني أبو بكر بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن عمر بن محمد وهو بن زيد عن سالم بن عبد الله عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا صلى أحدكم فلا يدري كم صلى ثلاثا أم أربعا فليركع ركعة يحسن ركوعها وسجودها ويسجد سجدتين قال محمد بن يحيى وجدت هذا الخبر في موضع آخر في كتاب أيوب موقوفا قال أبو بكر عمر بن محمد هو بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب أخو عاصم وواقد وهو أكبرهم قال سمعت أحمد بن سعيد الدارمي يقول عاصم وعمر وزيد وواقد وأبو بكر وفرقد هؤلاء كلهم إخوة وعاصم وهو بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال أبو بكر قال لنا الدارمي هذا في عقب خبره
)
انتهى
والحاكم روى النسخة من طرق
وكمثال
((حدثناه علي بن حمشاذ العدل ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي والعباس بن الفضل الأسفاطي والحسن بن علي بن زياد قالوا ثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني سليمان بن بلال عن يونس بن يزيد عن بن شهاب عن أبي حميد أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لتنتقين كما ينتقي التمر من الجفنة فليذهبن خياركم وليبقين شراركم فموتوا إن استطعتم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وله رواية أخرى عن يونس بن يزيد)
انتهى
انظر البزار مع تقدمه يروي عن اسماعيل القاضي كما في هذا الحديث
(5 وسمعت بعض أصحابنا هو اسماعيل بن إسحاق يذكره عن اسماعيل بن أبي أويس عن أخيه عن سليمان بن بلال عن ابن أبي عتيق وهو محمد بن أبي عتيق عن الزهري عن عروة عن أسامة عن النبي ولا نعلم روى هذا الكلام متصلا عن النبي إلا من حديث الزهري عن عروة عن أسامة)
انتهى
تأمل
الحاكم يخرج حديث سليمان بن بلال من عدة كتب
من النسخة ومن الكتب
بمعنى
أنه احيانا يخرج من روايته للنسخة كرواية العباس بن الفضل
والحسن بن علي بن زياد
ومن مسند اسماعيل القاضي
واحيانا يخرج من كتب
(42 فحدثناه أبو علي الحافظ أنبأ محمد بن صاعد ثنا عبد الله بن شبيب ثنا أيوب بن سليمان بن بلال حدثني أبو بكر بن أبي أويس عن سليمان قال قال يحيى بن سعيد وصالح بن كيسان عن الزهري عن أنس رضي الله عنه قال ثم لما أسر أبو العاص قالت زينب إني قد أجرت أبا العاص فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد أجرنا من أجرت زينب إنه يجير على المسلمين أدناهم))
فهنا خرج الحديث من كتاب ابن صاعد
وهكذا
والموضوع يحتاج الى شرح وبسط
وأظن أن هذا يكفي
أيضا مرويات الأويسي
البخاري أكثر من الرواية عن الأويسي
الترمذي أخرج له عرضا حديث أو أكثر
او ابن ماجة أخرج له من مرويات الذهلي عنه
أيضا عرضا
ومرويات الأويسي مما صعب على أبي نعيم والاسماعيلي بل وابوعوانة
بل احسب أنه كان مما يصعب على مسلم
وهذا يدل على جلالة البخاري وحفظه
ولهذه الأسباب
رأينا الحفاظ يخرجون على كتاب مسلم
بل انه بعد 300 ه
نجد أن اغلب الحفاظ في خراسان بل وفي بغداد
يخرجون على كتاب مسلم
ونحن نرى كثرة الكتب المخرجة على مسلم
بينما الذين خرجوا على البخاري قلة
فممن خرج على البخاري
الاسماعيلي والبرقاني وابونعيم وهولاء حفاظ كبار
ومع هذا صعب عليهم اخراج كثير من الروايات
والسبب ان أغلب مصادر مسلم معروفة
كتاب ابن ابي شيبة ومسند اسحاق ومسند زهير بن حرب
ومسند محمد بن العلاء
وعبد بن حميد
وكتب يحيى بن يحيى
الخ
بينما البخاري مما يصعب معرفة مصادره
نرجع الى موضوع المستخرجات
فالاسماعيلي لما لا يجد رواية لسليمان بن بلال يضطر الى اخراج رواية ابن زبالة
وكذا فعل ابونعيم
لان اغلب احاديث سليمان عند ابن زبالة
وهكذا في مرويات المدنيين
واما عن اخراج أصحاب المستخرجات للمتروكين
فقد رأيت الاسفرايني يروي لمحمد بن الحسن في موضع
متابعة
وكذا للحسن بن زياد
والحاكم خرج للحسن بن زياد الا انه لم يحكم على الحديث بشيء
فهذا دليل على انه لم يعتمده
وانما خرج حديثه عرضا
انتهى
الخلاصة
ابوعوانة أحسب أنه من المتساهلين في التصحيح
حتى قال غير واحد ان كتاب صحيح ابوعوانة
يعتبر كتاب مستقل
واعتمد على مسلم وأضاف عليه
بينما الاسماعيلي وابونعيم
فانهم لايخرجون للضعفاء الا اذا اضطروا الى ذلك
وضاق عليهم المخرج
تنبيه
انا اتكلم عن الرواة ولا اتكلم عن زيادات المستخرجات
والله أعلم بالصواب
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 09 - 03, 05:58 م]ـ
جزاك الله خيرا
نبدأ أولا بفوائد عما تفضلت به ثم بعد ذلك نستكمل الموضوع
الفائدة الأولى
الإرشاد للخليلي ج: 1 ص: 296
سليمان بن بلال ثقة وليس بمكثر لقي الزهري لكنه يروي أكثر حديثه عن قدماء أصحاب الزهري مثل محمد بن ابي عتيق وأقرانه
ولأبي بكر بن أبي أويس عن سليمان عن محمد بن أبي عتيق نسخة يتفرد بها لأ يرويها غير أبي بكر واحتج ببعضها) انتهى.
وينظر معرفة النسخ والصحف الحديثية للشيخ بكر أبو زيد ص 151
يتبع بإذن الله
الفائدة الثانية:
¥(4/433)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 09 - 03, 08:18 م]ـ
الفائدة الثانية
قال رشيد الدين ابن العطار في غرر الفوائد ص 153 (سعد الحميد)
الحديث السادس
قال مسلم رحمه الله في كتاب الجوائح
حدثني غير واحد من أصحابنا قالوا حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني أخي عن سليمان وهو ابن بلال عن يحيى بن سعيد عن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن أن أمه عمرة بنت عبد الرحمن قالت سمعت عائشة تقول سمع رسول الله خصوم بالباب عالية أصواتها وإذا أحدهما يستوضع الآخر ويسترفقه في شيء وهو يقول والله لا أفعل فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهما فقال أين المتألي على الله لا يفعل المعروف قال أنا يا رسول الله فله أي ذلك أحب
قال ابن العطار
وقول مسلم رحمه الله (حدثني غير واحد من أصحابنا) قد تقدم الجواب عنه
ولا يظن بمسلم بن الحجاج رحمه الله أنه أبهم شيخ من شيوخه لقدح فيه، فإنه كان أعلم وأتقى لله من ذلك، ومن ظن هذا الظن فقد أثم، لأنه لم يرو في صحيحه إلا عن ثقة عنده
ومع ذلك فقد ذكر الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي عن بعض مشايخه أن قول مسلم في إسناد هذا الحديث (حدثني غير واحد من أصحابنا) أنه محمد بن إسماعيل البخاري، وإنما كنى عن اسمه، يعني أن البخاري أحد من حدث مسلما (به)). انتهى المقصود من طبعة سعد الحميد
وجاء في برنامج الألفية من طبعة محمد خرشافي للغرر
الحديث السادس
أما قول مسلم (واحد من أصحابنا) فقد قال أبو نعيم في المستخرج يقال إن مسلما حمل هذا الحديث عن البخاري) انتهى المقصود
وذكر ابن حجر في النكت الطراف (2/ 416) (أن أبا نعيم الأصبهاني قال في المستخرج يقال إن مسلما حمل هذا الحديث عن البخاري) انتهى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 09 - 03, 08:13 م]ـ
قال الشيخ ابن وهب حفظه الله
الخلاصة
أبوعوانة أحسب أنه من المتساهلين في التصحيح
حتى قال غير واحد أن صحيح أبي عوانة
يعتبر كتابا مستقلا
واعتمد على مسلم وأضاف عليه
بينما الاسماعيلي وأبونعيم
لايخرجون للضعفاء إلا اذا اضطروا إلى ذلك
وضاق عليهم المخرج.) انتهى.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 09 - 03, 03:17 ص]ـ
أمثلة على تساهل أبي عوانة رحمه الله
في ميزان الاعتدال
(عبد السلام بن عبيد بن أبي فروة صاحب سفيان بن عيينة تأخر بمدينة نصيبين ورحل إليه الحافظ أبو عوانة وروى عنه في صحيحه قال ابن حبان كان يسرق الحديث ويروي الموضوعات وقال الأزدي لا يكتب حديثه
)
انتهى
وفي ميزان الاعتدال
(عبد الله بن محمد البلوي عن عمار بن يزيد قال الدارقطني يضع الحديث قلت روى عنه أبو عوانة في صحيحة في الاستسقاء خبرا موضوعا وفي اللسان
وهو صاحب رحلة الشافعي طولها ونمقها وغالب ما أورده فيها مختلق)
انتهى
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 09 - 03, 04:28 ص]ـ
قاعدة ذهبية في الجرح والتعديل
الأصل في الجرح والتعديل الاعتماد على كتب الرجال لا على تخريج صاحب الصحيح له أو عدم تخريجه له
قال أبو نعيم رحمه الله
((ولعمري لقد كنت هممت أن أجعل هذا الفصل كتابا جامعا يشمل على ترتيب أحوال الرواة ومعرفة منازلهم ومقاديرهم ثم أهل الصنعة فإذا الكتاب يخرج عن الغرض المقصود له الرجعة كتابا ذا فنون وأنواع فعدلت عن ذلك لأن الغرض في نصرة من رأى النظر في أحوال الرواة وتعديل من وجب تعديله وقبول خبر من وجب قبوله وإسقاط من وجب إساقطه وتجويز الجمع لبعض صحيح حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحكام والتبيين وغيره كالإمام أبي عبد الله البخاري ومسلم بن الحجاج وأبي داود السجستاني وغيرهم رحمهم الله الذين صنفوا جوامعهم في السنن والأحكام وحكموا بصحتها وعدالة ناقليها وليس كل من شرط شرط أو حذا حذوا فجمع على شرطه حاكم بإسقاط ما لم يخرجه ولم يجمعه هذا لا يتوهمه عليهم إلا الإغبياء الذين لا يتعلقون من معرفة هذا الشأن والصنعة بكبير شأن فأما الصدور والأكابر من علماء هذه الصنعة يقولون في التعديل والجرح على كتبهم في العلل والتواريخ الذي يكون مبناهم فيه ومقصدهم على إبانة أحوال الرواة فيسقطون من أسقطوه ويعدلون من عدلوه ويجرحون من جرحوه ويضعفون من ضعفوه ويوسطون من وسطوه ألا ترى جواب الأئمة في المسؤلين إياهم مختلف فتارة يقولون بيت صدوق وأخرى يقولون صالح ومرة يقولون لا بأس به وأخرى يقولون لا شيء فأجوبتهم تختلف على قدر معرفتهم وعلمهم بحال المسئول فيه فعلى مصنفاتهم في العلل وسؤالاتهم يعتمد في الجرح والتعديل لا على كتاب بنوا فيه على أصل وشرطوا لأنفسهم فيه شرطا)
انتهى
فهذا هو الأصل الذي يمكن اعتماده في الحكم على الرجال
وتخريج صاحب الصحيح او عدم تخريجه
فرع على ذلك الأصل
والله أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 10 - 04, 04:17 م]ـ
في السير للذهبي
(قال الحافظ أبو علي بن الأخرم الشيباني استعان بي السراج في التخريج على صحيح مسلم فكنت أتحير من كثرة الحديث الذي عنده وحسن أصوله وكان إذا وجد حديثا عاليا يقول لا بد أن تكتبه فأقول ليس من شرط صاحبنا فيقول فشفعني في هذا الحديث الواحد)
وينظر تاريخ الاسلام للذهبي وفيه اختلاف
وينظر النسخة الخطية من كتاب طبقات الفقهاء لابن كثير
ترجمة السراج
¥(4/434)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 04 - 05, 08:56 م]ـ
ما شاء الله، فوائد غزيرة من الشيخ ابن وهب
ـ[عبد الله الحويني]ــــــــ[27 - 04 - 05, 07:10 ص]ـ
الصحيح والله أعلم
أن تخريج صاحب الكتاب لراوي معين لا يعد توثيقا له
لأنه قد يخرج له أفضل ما عنده
أو قد يخرج له ما وافق فيه الثقات من هذا الوجه
حتي البخاري ومسلم انتقوا في صحيحيهما أحاديث لبعض الرواة المختلف فيهم
فليس معني أن البخاري ومسلم أخرجوا لفلان أنه توثيقا منهم لفلان علي طول الخط
بل ينظر ماقاله أهل الجرح والتعديل فيه
وهناك أمثلة كثيرة لذلك تجدها في نصب الراية وفتح الباري وغيرهما
وهذا الحكم ينسحب من باب أولي علي أصحاب المستخرجات
وعلي الكتب التي لم تشترط الصحة في أصلها
ـ[رمضان عوف]ــــــــ[30 - 04 - 05, 01:59 ص]ـ
الإحوة الأكارم:
من خلال قراءتي لكتاب الإكمال للحافظ مغلطاي تأكد عندي أنه يرى إخراج أبي عوانة، والطوسي في مستخرجهيما توثيقاً للراوي، وأكتفي في ذلك بمثال واحد:
قال مغلطاي في ترجمة: أيوب بن خالد بن صفوان (2/ 33): وخرج أبوبكر بن خزيمة حديثه في صحيحه، وكذلك أبوعوانة الاسفرائيني، وأبوعبدالله الحاكم، وأبوعلي الطوسي.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 03 - 07, 04:15 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة، ولكن هذا المثال قد يكون من باب الاستئناس وليس من باب التوثيق.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[18 - 07 - 08, 06:49 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
تنبيه
الموضوع قديم
وهذا مثال على صعوبة تخريج حديث المدنيين
قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي البخاري ت 256
باب مَنْ تَصَدَّقَ إِلَى وَكِيلِهِ ثُمَّ رَدَّ الْوَكِيلُ إِلَيْهِ
- وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ أَخْبَرَنِى عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى طَلْحَةَ، لاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ عَنْ أَنَسٍ - رضى الله عنه - قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) جَاءَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِى كِتَابِهِ (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِى إِلَىَّ بِيرُحَاءَ - قَالَ وَكَانَتْ حَدِيقَةً كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَدْخُلُهَا وَيَسْتَظِلُّ بِهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا - فَهِىَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَإِلَى رَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم - أَرْجُو بِرَّهُ وَذُخْرَهُ، فَضَعْهَا أَىْ رَسُولَ اللَّهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللَّهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - «بَخْ يَا أَبَا طَلْحَةَ، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ، قَبِلْنَاهُ مِنْكَ وَرَدَدْنَاهُ عَلَيْكَ، فَاجْعَلْهُ فِى الأَقْرَبِينَ». فَتَصَدَّقَ بِهِ أَبُو طَلْحَةَ عَلَى ذَوِى رَحِمِهِ، قَالَ وَكَانَ مِنْهُمْ أُبَىٌّ وَحَسَّانُ، قَالَ وَبَاعَ حَسَّانُ حِصَّتَهُ مِنْهُ مِنْ مُعَاوِيَةَ، فَقِيلَ لَهُ تَبِيعُ صَدَقَةَ أَبِى طَلْحَةَ فَقَالَ أَلاَ أَبِيعُ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ بِصَاعٍ مِنْ دَرَاهِمَ قَالَ وَكَانَتْ تِلْكَ الْحَدِيقَةُ فِى مَوْضِعِ قَصْرِ بَنِى حُدَيْلَةَ الَّذِى بَنَاهُ مُعَاوِيَةُ. أطرافه 1461، 2318، 2752، 2769، 4554، 4555، 5611 - تحفة 181 - 10/ 4
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني - رحمه الله -
(قَوْله: (وَقَالَ إِسْمَاعِيل أَخْبَرَنِي عَبْد الْعَزِيز بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي سَلَمَة)
يَعْنِي الْمَاجِشُون كَذَا ثَبَتَ فِي أَصْل أَبِي ذَرّ، وَوَقَعَ فِي الْأَطْرَاف لِأَبِي مَسْعُود وَخَلَف جَمِيعًا أَنَّ إِسْمَاعِيل الْمَذْكُور هُوَ اِبْن جَعْفَر، وَبِهِ جَزَمَ أَبُو نُعَيْم فِي " الْمُسْتَخْرَج " وَقَالَ: رَأَيْته فِي نُسْخَة أَبِي عَمْرو يَعْنِي الْجِيزِيَّ " قَالَ إِسْمَاعِيل بْن جَعْفَر " وَلَمْ يُوصِلهُ أَبُو نُعَيْم وَلَا الْإِسْمَاعِيلِيّ، وَزَادَ الطَّرْقِيّ فِي الْأَطْرَاف أَنَّ الْبُخَارِيّ أَخْرَجَهُ عَنْ الْحَسَن اِبْن شَوْكَر عَنْ إِسْمَاعِيل بْن جَعْفَر وَانْفَرَدَ بِذَلِكَ فَإِنَّ الْحَسَن بْن
¥(4/435)
شَوْكَر لَمْ يَذْكُرهُ أَحَد فِي شُيُوخ الْبُخَارِيّ، وَهُوَ ثِقَة، وَأَبُوهُ بِالْمُعْجَمَةِ وَزْن جَعْفَر، وَجَزَمَ الْمِزِّيّ بِأَنَّ إِسْمَاعِيل هُوَ اِبْن أَبِي أُوَيْس وَلَمْ يَذْكُر لِذَلِكَ دَلِيلًا، إِلَّا أَنَّهُ وَقَعَ فِي أَصْل الدِّمْيَاطِيّ بِخَطِّهِ فِي الْبُخَارِيّ " حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل " فَإِنْ كَانَ مَحْفُوظًا تَعَيَّنَ أَنَّهُ اِبْن أَبِي أُوَيْس وَإِلَّا فَالْقَوْل مَا قَالَ خَلَف وَمَنْ تَبِعَهُ، وَعَبْد الْعَزِيز بْن أَبِي سَلَمَة وَإِنْ كَانَ مِنْ أَقْرَان إِسْمَاعِيل بْن جَعْفَر فَلَا يَمْتَنِع أَنْ يَرْوِي إِسْمَاعِيل عَنْهُ وَاَللَّه أَعْلَم. وَقَدْ تَقَدَّمَتْ الْإِشَارَة إِلَى شَيْء مِنْ هَذَا فِي " بَاب إِذَا وَقَفَ أَوْ أَوْصَى لِأَقَارِبِهِ ".
قَوْله (عَنْ إِسْحَاق بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي طَلْحَة لَا أَعْلَمهُ إِلَّا عَنْ أَنَس)
كَذَا وَقَعَ عِنْد الْبُخَارِيّ، وَذَكَرَهُ اِبْن عَبْد الْبَرّ فِي " التَّمْهِيد " فَقَالَ: رَوَى هَذَا الْحَدِيث عَبْد الْعَزِيز بْن أَبِي سَلَمَة الْمَاجِشُون عَنْ إِسْحَاق بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ أَنَس بْن مَالِك، فَذَكَرَهُ بِطُولِهِ جَازِمًا، وَاَلَّذِي يَظْهَر أَنَّ الَّذِي قَالَ: " لَا أَعْلَمهُ إِلَّا عَنْ أَنَس " هُوَ الْبُخَارِيّ.
)
انتهى
أبوعمرو الجيزي كذا والصواب أبو عمرو الحيري بمهلمتين أعني بالحاء المهملة والراء المهلة
والله أعلم
ولا أدري على من سمع الصحيح
فانظر - رعاك الله - الإسماعيلي على جلالته وسعة حفظه ضاق عليه مخرج الحديث
وكذا أبو نعيم
سواء أقلنا إسماعيل هو ابن أبي أو يس أو هو ابن جعفر وحتى وإن لم يجدوا ذلك من طريق إسماعيل بن أبي أو يس أو إسماعيل بن جعفر فلماذا لم يخرجوه من حديث الماجشون
وانظر حتى الحافظ ابن حجر على سعة بحثه نقل رواية الماجشون معلقة عن التمهيد
ورواية الماجشون في شرح معاني الآثار للطحاوي
قال الطحاوي
(حدثنا إبراهيم بن أبي داود قال ثنا أحمد بن خالد الوهبي قال ثنا الماجشون عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية لن البر حتى تنفقوا مما تحبون جاء أبو طلحة ورسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر قال وكان دار بن جعفر والدار التي تليها قصر حديلة حوائط قال وكان قصر حديلة حوائط لأبي طلحة فيها بير كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخلها فيشرب من مائها ويأكل ثمرها فجاءه أبو طلحة ورسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال إن الله يقول لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون فإن أحب أموالي إلي هذه البير فهي لله ولرسوله أرجو بره وذخره أجعله يا رسول الله حيث أراك الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بخ يا أبا طلحة مال رابح قد قبلناه منك ورددناه عليك فاجعله في الأقربين قال فتصدق أبو طلحة على ذوي رحمه فكان منهم أبي بن كعب وحسان بن ثابت قال فباع حسان نصيبه من معاوية فقيل له إن حسانا يبيع صدقة أبي طلحة فقال لا أبيع صاعا بصاع من دراهم)
انتهى
مع أن الحافظ ابن حجر لو تأمل شرح التمهيد لوجد ابن عبد البر ينقل عن إسماعيل القاضي في المبسوط وعن الطحاوي فالحديث يكونغالبا في المبسوط أو كتاب الطحاوي
قال الإمام ابن عبد البر- رحمه الله
(حديث أول لاسحاق عن أنس مسند مالك عن اسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة انه سمع أنس بن مالك يقول كان أبو طلحة أكثر انصاري بالمدينة مالا من نخل وكان أحب امواله اليه بيرحاء وكانت مستقبلة المسجد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب قال انس فلما نزلت لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون قام أبو طلحة فقال يا رسول الله ان الله يقول لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وان أحب اموالي بيرحاء وانها صدقة لله ارجو برها وذخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث شئت قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بخ ذلك مال رابح ذلك مال رابح وقد سمعت ما قلت واني ارى ان تجعله في الأقربين فقال ابو طلحة افعل يا رسول الله فقسمها ابو طلحة بين اقاربه وبني عمه هكذا قال يحيى وأكثر الرواة عن مالك في هذا الحديث فقسمها أبو طلحة وممن قال ذلك منهم ابن القاسم والقعنبي في رواية علي
¥(4/436)
بن
عبدالعزيز وذكر اسماعيل بن اسحاق هذا الحديث في كتابه المبسوط عن القعنبي باسناده سواء وقال في آخره فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أقاربه وبني عمه قال أبو عمر فأضاف القسمة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما قوله في أقاربه وبني عمه فمعلوم أنه أراد أقارب أبي طلحة وبني عمه وذلك محفوظ عند العلماء لا يختلفون في ذلك واما اضافة القسمة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا وان كان جائزا في لسان العرب ان يضاف الفعل الى الآمر به فان ذلك ليس في رواية أكثر الرواة للموطأ ولا يجيز مثل هذه العبارة أهل الحديث ولكنها رواية من روى ذلك والله أعلم والمعنى فيه بين والحمد لله وروى هذا الحديث عبدالعزيز بن أبي سلمة الماجشون عن اسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال لما نزلت هذه الآية لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون جاء أبو طلحة ورسول الله صلى الله عليه وسلم (0ب) على المنبر قال وكانت دار ابن جعفر والدار التي تليها الى قصر ابن جديلة حوائط لأبي طلحة قال وكان قصر ابن جديلة حائطا لأبي طلحة يقال لها بيرحاء وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من مائها ويأكل من ثمرها فجاء أبو طلحة ورسول الله
صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال ان الله عز وجل يقول في كتابه لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وأن احب اموالى الى بيرحاء فهي لله ولرسوله ارجو بره وذخره اجعله يارسول الله حيث اراك الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بخ ذلك يا ابا طلحة مال رابح قد قبلناه منك ورددناه عليك فاجعله في الاقربين قال فتصدق به أبو طلحه على ذوى رحمه فكان منهم أبى بن كعب وحسان بن ثابت قال فباع حسان نصيبه من معاويه فقيل له يا حسان تبيع صدقه أبى طلحه فقال الا أبيع صاعا من تمر بصاع من دراهم وذكر الطحاوي حدثنا ابراهيم بن مرزوق حدثنا محمد بن عبدالله الانصاري قال حدثنا حميد عن أنس وأبى عن ثمامة عن أنس وهذا لفظ حديثه قال قال انس كانت لأبى طلحه أرض فجعلها لله عز وجل فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أجعلها في فقراء أقاربك فجعلها لحسان وأبى بن كعب قال أنس وكان أقرب اليه منى)
انتهى
ـ[ابن وهب]ــــــــ[18 - 07 - 08, 07:07 م]ـ
ولعل عذر الإسماعيلي هو ما ذكره ابن حجر - رحمه الله -
في الفتح
قوله باب من تصدق إلى وكيله ثم رد الوكيل إليه
(
هذه الترجمة وحديثها سقط من أكثر الأصول ولم يشرحه بن بطال وثبت في رواية أبي ذر عن الكشميهني خاصة لكن في روايته على وكيله وثبتت الترجمة وبعض الحديث في رواية الحموي وقد نوزع البخاري في انتزاع هذه الترجمة من قصة أبي طلحة وأجيب بأن مراده أن أبا طلحة لما أطلق أنه تصدق وفوض إلى النبي صلى الله عليه وسلم تعيين المصرف وقال له النبي صلى الله عليه وسلم دعها في الأقربين كان شبيها بما ترجم به ومقتضى ذلك الصحة)
انتهى
ولكن أبا نعيم
وعلى هذا فيكون تركهم لوصل الحديث لما ذكر لا لصعوبة مخرج الحديث
وانظر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=58264&stc=1&d=1216394118(4/437)
فائدة في تواريخ الرجال
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[02 - 07 - 03, 01:24 ص]ـ
1) محمدبن بشار (بندار).
2) الدورقي.
3) محمد بن المثنى،أبو موسى الزمن.
ثلاثتهم من شيوخ الستة،وكلهم ماتوا في سنة واحدة،وهي: (252)
فرحمهم الله تعالى
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[02 - 07 - 03, 08:40 ص]ـ
شيوخ ابن حجر الثلاثة:
ابن الملقن - البلقيني - العراقي.
توفوا في ثلاث سنوات متتالية:
804 - 805 - 806 هـ بحسب ترتيبهم أعلاه.
والله أعلم.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[02 - 07 - 03, 09:47 ص]ـ
1. ابن عرفة
هو محمد بن محمد
توفي (803 هـ)
تاريخ وفاته بحروف أبي جاد هو ((ابن عرفة))
2. كتاب " شمَّامة العنبر "
تاريخ تأليفه في عنوانه أي (1168 هـ).
3. صدِّيق حسن خان
تاريخ زواجه بملكة بهوبال يقابلها تاريخاً:
قوله تعالى: {وأخرى تحبونها}.
مستفاد من جزء " مسح الوجه باليدين بعد رفعهما بالدعاء "
للشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد
(ص 57).
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[02 - 07 - 03, 09:22 م]ـ
أرجو من الإخوة الفضلاء التتابع في إثراء هذا الموضوع المتناثر؛ لينتظم عقده في هذا الموضوع.(4/438)
هذا رأي العراقي في ابن كثير ومغلطاي!
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[02 - 07 - 03, 02:05 ص]ـ
سأل الحافظ ابن حجر شيخه العراقي عن أربعة من الحفاظ،وهم:
1) ابن كثير 2) مغلطاي
3) تقي الدين ابن رافع 4) شمس الدين الحسيني.
أي هؤلاء أحفظ وأدرى بفن الحديث خاصة؟
فأجاب العراقي بقوله:
ابن كثير أحفظهم للمتون.
وأعلمهم بالأنساب مغلطاي،على أغاليط تقع له في ذلك.
وأكثرهم طلبا وتحصيلا للشيوخ،والمؤتلف والمختلف ابن رافع،وكان شيخنا الإمام شيخ الإسلام تقي الدين السبكي يقدمه على ابن كثير،لأنه يرى أنه لابد من تقدم الطلب والرحلة على عادة أهل الحديث.
وأما الحسيني فمتأخر عن طبقتهم،وطلب لنفسه كثيراً،وخرّج لبعض الشيوخ لنفسه معجما،وذيل على العبر،وشرح قطعة من سنن النسائي.
انتهى جواب العراقي.
المصدر: أجوبة العراقي على أشئلة تلميذه ابن حجر،حققها:د. عبدالرحيم القشقري.
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[22 - 02 - 09, 05:35 م]ـ
جزاكم الله خيرا.(4/439)
هل روى البخاري في كتاب الصحيح عن الإمام أحمد رحمه الله
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[02 - 07 - 03, 05:03 م]ـ
قد يتساءل الكثير هل روى البخاري عن الإمام أحمد في كتاب الصحيح
الجواب: راجع هذا الرابط غير مأمور http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&postid=49187#post49187
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[02 - 07 - 03, 07:55 م]ـ
في هذا الرابط فائدة أيضا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=7328&highlight=%DE%E1%C9+%D1%E6%C7%ED%C9(4/440)
من الطرق المنتقدة في إثبات سماع الرواة
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[02 - 07 - 03, 09:21 م]ـ
يعمد بعض الباحثين في مسألة إثبات السماع ـ عند فقد نصوص الأئمة في ذلك أو انعدام القرائن القوية في إثبات السماع ـ يعمد إلى النظر في ترجمة التلميذ أو الشيخ بالنظر في بعض كتب التراجم،ولنمثل لذلك بالمزي لشهرة كتابه بالتوسع في هذا الأمر في (تهذيب الكمال) فيقول الباحث: قد ذكره المزي في تلاميذ هذا الراوي،أو في شيوخ ذلك الراوي!!
وهذا ليس بجيد؛لأن المزي نفسه قد يكون اعتماده في اثبات تلمذة هذا الراوي عن شيخه أو مشيخة ذلك الشيخ لهذا الراوي على نفس الاسناد الذي يبحث فيه الباحث.
ويظهر وضوح ذلك فيما إذا كان الراوة ـ الذين أثبتت تلمذتهم أو مشيختهم ـ ليسوا من رجال الستة كرجال أبي نعيم في الحلية أو الأجزاء الحديثية المنثورة كفوائد تمام ونحوه.
والمقصود أن هذا يلزم منه الدور،فلا بد من البحث عن طرق أخرى،أو التوقف في إثبات السماع،والله أعلم.
بقي أن أشير إلى أن هذه من درر شيخنا د. إبراهيم اللاحم حفظه الله تعالى.
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[02 - 07 - 03, 09:54 م]ـ
أحسن الله إليك وإلى الشيخ اللاحم.
1) هل العنعنة التي في السند من صنيع الراوي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?s=&threadid=6728
2) أمثلة على استدراكات للذهبي على المزي في مسألة سماع الراوي من غيره:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?s=&threadid=10036(4/441)
المرأة الغامدية والمرأة الجهنية هل هما واحد؟؟!
ـ[بو الوليد]ــــــــ[04 - 07 - 03, 06:11 م]ـ
قصة الغامدية التي رجمها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في حديث بريدة رضي الله عنه وغيره؛؛ هل هي نفسها قصة الجهنية التي في حديث عمران بن حصين رضي الله عنه؟؟!
وهذا من حديث الغامدية:
وهو في مسلم (4406) من طريق غيلان بن جامع عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه، وفي (4407) من طريق ابن نمير عن بشير بن المهاجر عن عبد الله عن أبيه به نحو الروايات التالية:
سنن الدارمي - حديث رقم 2324 - ج2/ص235
#2324 أخبرنا أبو نعيم ثنا بشير بن المهاجر حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه قال كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم
فجاءته امرأة من بني غامد فقالت يا نبي الله اني قد زنيت وأني أريد ان تطهرني فقال لها ارجعي فلما كان من الغد أتته أيضا
فاعترفت عنده بالزناء فقالت يا نبي الله طهرني فلعلك ان ترددني كما رددت ماعز بن مالك فوالله إني لحبلى فقال لها النبي صلى
الله عليه وسلم ارجعي حتى تلدي فلما ولدت جاءت بالصبي تحمله في خرقة فقالت يا نبي الله هذا قد ولدت فقال اذهبي فأرضعيه ثم
افطميه فلما فطمته جاءته بالصبي في يده كسرة خبز فقالت يا نبي الله قد فطمته فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصبي فدفع إلى
رجل من المسلمين وأمر بها فحفر لها حفرة فجعلت فيها إلى صدرها ثم أمر الناس أن يرجموها فأقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها
فتلطخ الدم على وجنة خالد بن الوليد فسبها فسمع النبي صلى الله عليه وسلم سبه إياها فقال مه يا خالد لا تسبها فوالذي نفسي بيده
لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له فأمر بها فصلى عليها.
مسند الإمام أحمد بن حنبل - حديث رقم 22999 - ج5/ص348
#22999 حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو نعيم ثنا بشير حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه قال كنت جالسا عند النبي صلى الله
عليه وسلم فجاءته امرأة من غامد فقالت يا نبي الله إني قد زنيت وأنا أريد أن تطهرني فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم أرجعي
فلما أن كان من الغد أتته أيضا فاعترفت عنده بالزنا فقالت يا رسول الله إني قد زنيت وأنا أريد أن تطهرني فقال لها النبي صلى
الله عليه وسلم ارجعي فلما أن كان من الغد أتته أيضا فاعترفت عنده بالزنا فقالت يا نبي الله طهرني فلعلك أن تردني كما رددت
ماعز بن مالك فوالله إني لحبلى فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم ارجعي حتى تلدي فلما ولدت جاءت بالصبي تحمله فقالت يا نبي
الله هذا قد ولدت قال فاذهبي فأرضعيه حتى تفطميه فلما فطمته جاءت بالصبي في يده كسرة خبز قالت يا نبي الله هذا قد فطمته
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصبي فدفعه إلى رجل من المسلمين وأمر بها فحفر لها حفرة فجعلت فيها إلى صدرها ثم أمر
الناس أن يرجموها فأقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها فنضح الدم على وجنة خالد فسبها فسمع النبي صلى الله عليه وسلم سبه
إياها فقال مهلا يا خالد بن الوليد لا تسبها فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تأبها صاحب مكس لغفر له فأمر بها فصلى عليها ودفنت.
السنن الكبرى - حديث رقم 7197 - ج4/ص288
#7197 أخبرني أحمد بن يحيى الأودي كوفي قال ثنا أبو نعيم قال ثنا بشير بن مهاجر قال ثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه قال كنت
جالسا عند النبي A فجاءت امرأة فقالت يا نبي الله إني قد زنيت وإني أريد أن تطهرني فقال لها النبي A ارجعي فلما كان من الغد
أتته فاعترفت عنده بالزنا فقالت يا نبي الله طهرني لعلك تريد أن ترددني كما رددت ماعز بن مالك والله إني لحبلى فقال لها النبي A
ارجعي حتى تلدي فلما ولدت جاءته بالصبي تحمله في خرقة فقالت يا نبي الله هذا قد ولدت قال فاذهبي فأرضعيه حتى تفطميه فلما فطمته
جاءت بالصبي وفي يده كسرة خبز فقالت يا نبي الله هذا قد فطمته فأمر بالصبي فدفعه إلى رجل من المسلمين وأمر بها فحفروا لها
حفرة فجعلت فيها إلى صدرها ثم أمر الناس أن يرجموها فأقبل خالد بن الوليد فرماها فانتضح الدم على وجه خالد أو جبهته فسبها فسمع
النبي A سبه إياها فقال مهلا يا خالد لا تسبها فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لقبلت منه فأمر بها وصلى عليها ودفنت.
سنن البيهقي الكبرى - حديث رقم 16784 - ج8/ص230
¥(4/442)
#16784 أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ ثنا أحمد بن نصر ثنا أبو نعيم ثنا بشير بن مهاجر
عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاءته امرأة من غامد فقالت أني قد زنيت وإني
أريد أن تطهرني فذكر الحديث إلى أن قالت فوالله أني لحبلى فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم ارجعي حتى تلدي فلما ولدت جاءت
بالصبي في خرقة فقالت يا رسول الله أني قد ولدت فقال اذهبي حتى تفطميه فلما فطمته جاءته بالصبي في يده كسرة فقالت يا رسول الله
هذا قد فطمته فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصبي فدفع إلى رجل من المسلمين ثم أمر بها فحفرت لها حفيرة فجعلت فيها إلى
صدرها ثم أمر الناس أن يرجموها وذكر الحديث أخرجه مسلم في الصحيح من حديث بشير بن المهاجر.
ومن حديث الحهنية:
وهو في مسلم أيضاً (4408) من طريق هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير به نحو الروايات التالية:
سنن أبي داود - حديث رقم 4440 - ج4/ص152
#4440 حدثنا مسلم بن إبراهيم أن هشاما الدستوائي وأبان بن يزيد حدثاهم المعنى عن يحيى عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن
حصين أن امرأة قال في حديث أبان من جهينة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إنها زنت وهى حبلى فدعا النبي صلى الله عليه
وسلم وليا لها فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن إليها فإذا وضعت فجئ بها فلما أن وضعت جاء بها فأمر بها النبي صلى
الله عليه وسلم فشكت عليها ثيابها ثم أمر بها فرجمت ثم أمرهم فصلوا عليها فقال عمر يا رسول الله تصلى عليها وقد زنت قال
والذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم وهل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها لم يقل عن أبان فشكت عليها ثيابها.
سنن الترمذي - حديث رقم 1435 - ج4/ص43
#1435 حدثنا الحسن بن علي حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين أن
امرأة من جهينة اعترفت عند النبي صلى الله عليه وسلم بالزنى فقالت إني حبلى فدعا النبي صلى الله عليه وسلم وليها فقال أحسن
إليها فإذا وضعت حملها فأخبرني ففعل فأمر بها فشدت عليها ثيابها ثم أمر برجمها فرجمت ثم صلى عليها فقال له عمر بن الخطاب يا رسول الله رجمتها ثم تصلي عليها فقال لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم وهل وجدت شيئا أفضل من أن جادت بنفسها لله. قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح.
سنن النسائي (المجتبى) - حديث رقم 1957 - ج4/ص64
#1957 أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال حدثنا خالد قال حدثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن
ين أن امرأة من جهينة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت أني زنيت وهي حبلى فدفعها إلى وليها فقال أحسن إليها فإذا وضعت
فائتني بها فلما وضعت جاء بها فأمر بها فشكت عليها ثيابها ثم رجمها ثم صلى عليها فقال له عمر أتصلي عليها وقد زنت فقال لقد
تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم وهل وجدت توبة أفضل من أن جادت بنفسها لله عز وجل.
مسند الإمام أحمد بن حنبل - حديث رقم 19968 - ج4/ص440
#19968 حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا أبان يعنى العطار ثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن
حصين ان امرأة من جهينة أتت نبي الله صلى الله عليه وسلم فقالت له انى أصبت حدا فأقمه على وهى حامل فأمر بها ان يحسن
إليها حتى تضع فلما وضعت جىء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بها فشكت عليها ثيابها ثم رجمها ثم صلى عليها فقال
عمر يا نبي الله تصلى عليها وقد زنت فقال لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم وهل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها لله تبارك وتعالى.
صحيح ابن حبان - حديث رقم 4403 - ج10/ص252
#4403 أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي @251@ قال حدثني
يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن عمه عن عمران بن حصين قال أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من جهينة فقالت يا رسول
الله إني أصبت حدا فأقمه علي فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم وليها فقال أحسن إليها حتى تضع ما في بطنها فإذا وضعت فأتني بها
فلما وضعت أتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بها فشد عليها ثيابها ثم أمر بها فرجمت ثم صلى عليها فقال عمر يا رسول
الله أتصلي عليها وقد زنت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد تابت توبة لو قسمت على سبعين من أهل المدينة لوسعتهم وهل
وجدت أفضل من أن جادت بنفسها لله جل وعلا قال أبو حاتم رضي الله عنه وهم الأوزاعي في كنية عم أبي قلابة إذ الجواد يعثر فقال عن
أبي قلابة عن عمه أبي المهاجر وإنما هو أبو المهلب اسمه عمرو بن معاوية بن زيد الجرمي من ثقات التابعين وسادات أهل البصرة.
ملحوظة:
سنن أبي داود - حديث رقم 4443 - ج4/ص152
#4443 حدثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا وكيع بن الجراح عن زكريا أبي عمران قال سمعت شيخا يحدث عن بن أبي بكرة عن أبيه أن النبي
صلى الله عليه وسلم رجم امرأة فحفر لها إلى الثندوة قال أبو داود أفهمني رجل عن عثمان قال أبو داود قال الغساني جهينة وغامد وبارق واحد. قلت: في رواية مرسلة عند ابن أبي شيبة من طريق الحسن ذكر فيها أن المرأة من بارق.
قال النووي (في شرح مسلم): قوله: جاءت امرأة من غامد؛ هي بغين معجمة ودال مهملة، وهي بطن من جهينة.
وقد ذكر ابن قتيبة في كتابه المعارف صحيفة () نسب غامد وهم يلتقون مع بارق في عامر أزد، لكن لم أر ذكراً في قبائل الأزد لجهينة، فمن كان عنده إضافة أو تصحيح أو بيان فليتفضل به ..
وجزى الله خيراً من أفادنا ..
¥(4/443)
ـ[بو الوليد]ــــــــ[06 - 07 - 03, 12:56 ص]ـ
للرفع ..
أرجو المشاركة، ولا مانع من الإفادة!!
ـ[ابن وهب]ــــــــ[06 - 07 - 03, 03:07 ص]ـ
أخي الحبيب بو الوليد وفقه الله
جزاك الله خيرا على طرحك هذا الموضوع
وهذا الموضع مشكل
ومنذ فترة وانا ابحث عن حل لهذا الاشكال
اذ لاجهينة في الازد
ولاغامد في جهينة
فاما ان تكون غامدية ازدية
وعند النسائي
(
جاءت امرأة غامدية من الأزد
وفي رواية
(
فجاءته الغامدية من الأزد)
======
او انها جهنية من قضاعة
أن امرأة من جهينة
اما ماجاء في شرح النووي
(بطن من جهينة) فغريب
وأغرب منه ما ذكره الغساني
فلابد من الجمع بين الروايات
اما بالترجيح
او بالجمع
او يكون ماجاء في النسائي (من الازد) هو من قول بعض الرواة
و يكون الصواب انها من غامد فحسب
وغامد بطن من جهينة كما ذكره النووي
فتكون غامدية جهنية
ولايعرف في جهينة بطن باسم غامد
واما ان تكون غامدية ازدية
وجهينة من الازد
ولايعرف في الازد جهينة كما ذكر الشيخ (بوالوليد) وفقه الله
او يحمل على تعدد القصة وهذا بعيد
مما يقوي كونها غامدية ازدية
قوله
(فكفلها رجل من الانصار)
وهذا يعني انها ليست من اهل المدينة
بل ازدية والا كان قام بمؤنتها ومصالحها رجل من قومها
بالاضافة الى ماجاء في رواية النسائي من حديث بريدة الاسلمي
اما ما يرجح كونها جهنية
فرواية عمران بن حصين رضي الله عنه
وايضا كون ماعز اسلمي
وجهينة واسلم من قضاعة
وبريدة راوي الحديث اسلمي
وجهينة من قبائل المدينة
ويكون قوله
(فكفلها رجل من الانصار)
واضح لان الانصار حلفاء جهينة
ولكن هذا يضعف كونها جهينة اذ لو كانت جهنية لما كان قام بمصالحها رجل من الأنصار
او يكون قوله رجل من الانصار انه كان جهنيا من حلفاء الانصار
والله أعلم
ـ[بو الوليد]ــــــــ[07 - 07 - 03, 09:30 م]ـ
أخي الحبيب ابن وهب .. بلغه الله مناه ..
,أشكرك على تعليقك ومشاركتك الغالية ..
وفي الحقيقة سبب بحثي هذا هو نقاش دار بيني وبين أحد طلبة العلم حول المسألة؛ فأردت أن أرى ما عند إخوتي في الملتقى.
وأضيف لما سبق:
نقل القرطبي في المفهم (5/ 96) عن القاضي عياض نحو قول النووي السابق، فقال:
(وقوله: جاءت امرأة من غامد من الأزد) كذا قال في هذه الرواية، وفي الرواية الأخرى (من جهينة) ولا تباعد بين الروايتين؛ فإن غامداً قبيلة من جهينة؛ قاله عياض.
ثم قال أبو العباس: وأظن جهينة من الأزد، وبهذا تتفق الروايات.انتهى.
قلت:
وذكر السمعاني في الأنساب (في باب الجيم والهاء) أن جهينة من قُضاعة، وذكر فيه (في باب القاف والضاد) أن قُضاعة هو ابن معد بن عدنان، قال: ويقال: بل هو من حمير، ومن نسبه فيهم، هو عمرو بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير بن سبأ، ولقبه قُضاعة، وقال شاعرهم في ذلك:
قُضاعة بن مالك بن حمير ... النسب المعروف غير المنكر
قلت: والبيت ذكره ابن إسحاق كما سأبينه بإذن الله تعالى.
وفي السيرة لابن هشام (1/ 70):
قال ابن إسحاق: فولد مَعَدُّ بن عدنان أربعة نفر:
- نزار بن معد.
- وقضاعة بن معد .. .
- وقُنُصَ بن معد.
- وإياد بن معد.
قال: فأما قُضاعة فتيامنت إلى حمير بن سبأ بن يعرب بن يشجب بن قحطان.
قال ابن هشام: فقالت اليمن: وقضاعة، قضاعة بن مالك بن حمير، وقال عمرو بن مرة الجهني وجهينة: ابن زيد بن ليث بن سَوْد بن أسلم بن إلحاف بن قُضاعة:
نحن بنو الشيخ الهجان الأزهر ... قضاعة بن مالك بن حمير
النسب المعروف غير المنكر ... في الحجر المنقوش تحت المنبر
قلت: حتى لو صح ما ذكره ابن إسحاق؛ فلا يبرر هذا نسبة المرأة إلى غامد وهم من الأزد، أو العكس.
وعندي جواب أُراه محتملاً، فيه جمع بين الروايتين، أريد رأي الإخوة فيه، وهو:
أن من روى أنها من غامد أتى بنسبها الصحيح، ويبعد الخطأ هنا (كما قال أخي ابن وهب)؛ حيث إن موطن قبيلة غامد بعيد نوعاُ ما عن المدينة، وليس لهم ديار فيها، وأما جهينة فديارهم في نواحي المدينة حتى اليوم، فيعتبر من أغرب هنا قد حفظ ما لم يحفظه غيره، ويحتمل أيضاً أن الغامدية كانت تحت رجل من جهينة، فظنها الراوي من جهينة لذلك، وأما من قال من غامد؛ فقد عرف كونها غامدية، مع أنها زوجُ رجلٍ من جهينة، والله أعلم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[07 - 07 - 03, 09:43 م]ـ
اخي الحبيب الشيخ بوالوليد
بارك الله فيك
ولعل في هذا الرابط ذكر صور الجمع الاخرى في مثل هذه الحالات
والله اعلم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=6537&highlight=%C7%E1%DA%CA%DF%ED+%C7%E1%D2%E5%D1%C7%E4 %ED
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[22 - 10 - 07, 04:34 م]ـ
هل من مُجيب للإشكال
ـ[صلاح الزيات]ــــــــ[23 - 10 - 07, 09:00 م]ـ
أذكر هنا شيئاً من الاحتمالات التي هي في نظري ضعيفة -والعلم عند الله تعالى- ولكن لا بأس فلعلها تفتح باباً للتأمل والوصول إلى جواب في هذه المسألة:
فقد وجدت في بعض بطون قبيلة جهينة بطناً يقال لهم: (العامري) بالعين والراء المهملتين، فلو نسبت امرأة إلى هذا البطن فالنسبة إليه -كما هو معلوم-: الجهنية العامرية.
فهل يمكن أن تكون النسبة قد تصحفت من العين المهملة إلى الغين المعجمة، وقصرت الراء كتابة فأشبهت الدال؛ فصارت: الغامدية؟ الله أعلم؛ ولكن ينظر في جدوى مثل هذا الاحتمال.
¥(4/444)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[23 - 10 - 07, 09:15 م]ـ
شيخنا الفاضل صلاح الزيات
بارك الله فيكم
العامري نسبة متأخرة
فالعامري من الزوايدة من جهينة
ـ[صلاح الزيات]ــــــــ[23 - 10 - 07, 10:18 م]ـ
أحسنت أيها البحاثة (ابن وهب) وبارك الله فيك ..
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 10 - 07, 11:33 م]ـ
يمكن أن يقال بتعدد القصة فالغامدية تختلف عن الجهنية في القبيلة وفي سياق القصة.
جاء في كُنَّاشَةُ الشمراني -
[فائد (71)]
بين: "الغامدية"، و "الجهينة"
اتضح من سياق خبر كل من: الغامدية، والجهنية، أنَّهما امرأتان مختلفتان؛ لما يأتي:
1 ـ الأولى غامدية، والثانية جهنية، ولا يخفى الفرق.
2 ـ الأولى رُجِمَت بعد الفطام، والثانية: رُجِمَت بعد الولادة مباشرة.
وهذان فارقان من ظاهرِ الرِّوايتين، وهناك من يرى أنَّ القصتين واحدة، فالغامدية والجهنية، اسمان لامرأة واحدة، فقد أخرج أبو داود الحديثين في: "سننه" (4/ 587 ـ 589)، في كتاب: الحدود، تحت بَاب: الْمَرْأَةِ الَّتِي أَمَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِرَجْمِهَا مِنْ جُهَيْنَةَ، والله أعلم.
وانظر: "شرح النووي على مسلم" (11/ 214 ـ215)؛ فهو يرى أنَّ الرِّوايتين (الغامدية، والجهنية)، قضيةٌ واحدة، فـ: "غامد"، بطن من: "جهينة"، ويجب تأويل رواية: "الجهينة"، وحملها وفق رواية: "الغامدية".
قلت: ولا يرد إشكال في القول بأنَّ الروايتين مختلفتان، وهما قضيتان، لا واحدة، والله أعلم.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=277858#post277858
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[23 - 10 - 07, 11:43 م]ـ
شيخنا صلاح الزيات
الشيخ الفاضل ابن وهب
الشيخ الكريم عبد الرحمن
وفقكم الله وبارك فيكم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 10 - 07, 11:48 م]ـ
وممن ذكرالتفريق الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري حيث قال
وقد أخرج مسلم من حديث عمران بن حصين " أن امرأة جهنية أتت النبي صلى الله عليه وسلم وهي حبلى من الزنا فذكرت أنها زنت فأمرها أن تقعد حتى تضع، فلما وضعت أتته فأمر بها فرجمت ".
وعنده من حديث بريدة " أن امرأة من غامد قالت يا رسول الله طهرني (فقالت إنها حبلى من الزنا) فقال لها حتى تضعي. فلما وضعت قال لا نرجمها وتضع ولدها صغيرا ليس له من يرضعه، فقام رجل فقال: إلي رضاعه يا رسول الله، فرجمها " وفي رواية له " فأرضعته حتى فطمته ودفعته إلى رجل من المسلمين ورجمها " وجمع بين روايتي بريدة بأن في الثانية زيادة فتحمل الأولى على أن المراد بقوله " إلي إرضاعه " أي تربيته. وجمع بين حديثي عمران وبريدة أن الجهنية كان لولدها من يرضعه بخلاف الغامدية.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[25 - 10 - 07, 12:26 م]ـ
شيخنا الزيات
غفر الله لك
الأخ الكريم أبو معاذ اليمني
بارك الله فيك
شيخنا عبد الرحمن الفقيه
فوائد جليلة ونفيسة
بارك الله فيكم ونفع بكم
بارك الله فيكم
(جزاكم الله خيرا
القول بالتعدد يحل الاشكال
فائدة
قال الغساني
(
قال ابن أبي شيبة
(حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن الحسن قال جاءت امرأة من بارق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إني قد زنيت فأقم في حد الله قال فردها النبي صلى الله عليه وسلم حتى شهدت على نفسها شهادات فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم ارجعي فلما وضعت حملها أمرها النبي صلى الله عليه وسلم فتطهرت ولبست أكفانها ثم أمر بها فرجمت فأصاب خالد بن الوليد من دمها فسبها فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لقبل منه)
وكما هو ظاهر فما جاء في مرسل الحسن المراد به الغامدية
رضي الله عنها
وقد جاء في حديث بريدة عند مسلم وغيره
(وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدالله بن نمير ح وحدثنا محمد بن عبدالله بن نمير (وتقاربا في لفظ الحديث) حدثنا أبي حدثنا بشير بن المهاجر حدثنا عبدالله بن بريدة عن أبيه
¥(4/445)
: أن ماعز بن مالك الأسلمي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني قد ظلمت نفسي وزنيت وإني أريد أن تطهرني فرده فلما كان من الغد أتاه فقال يا رسول الله إني قد زنيت فرده الثانية فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومه فقال (أتعلمون بعقله بأسا تنكرون منه شيئا؟) فقالوا ما نعلمه إلا وفي العقل من صالحينا فيما نرى فأتاه الثالثة فأرسل إليهم أيضا فسأل عنه فأخبروه أنه لا بأس به ولا بعقله فلما كان الرابعة حفر له حفرة ثم أمر به فرجم
قال فجاءت الغامدية فقالت يا رسول الله إني قد زنيت فطهرني وإنه ردها فلما كان الغد قالت يا رسول الله لم تردني؟ لعلك أن تردني كما رددت ماعزا فوالله إني لحبلى قال (إما لا فاذهبي حتى تلدي) فلما ولدت أتته بالصبي في خرقة قالت هذا قد ولدته قال (اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه) فلما فطمته أتته بالصبي في يده كسرة خبز فقالت هذا يا نبي الله قد فطمته وقد أكل الطعام فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين ثم أمر بها فحفر لها إلى صدرها وأمر الناس فرجموها فيقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها فتنضح الدم على وجه خالد فسبها فسمع نبي الله صلى الله عليه وسلم سبع إياها فقال (مهلا يا خالد فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له)
والجمع بين بارق وغامد أسهل لأن بارق وغامد = من الأزد
ولكن لفظ الغامدية أصح ولا شك
وهناك احتمال أن بارق هذا تصحيف من غامد
وأن الباء تحريف من الغين
والراء من الميم
والقاف من الدال
وقد نقل أبو داود السجستاني عن الغساني
(جهينة وغامد وبارق واحد)
وهذا يعني أنه يرى أن القصة واحدة غير متعددة وهو اختيار السجستاني كما في نقل شيخنا الفاضل عبد الرحمن الفقيه - حفظه الله
في المشاركة رقم 10 عن كناشة الشيخ عبد الله الشمراني - وفقه الله -
ولعل مما يقوي عدم التعدد
1\ قول الراوي
(قال بشير فحدثني بن بريدة عن أبيه قال كنا أصحاب محمد نتحدث لو أن ماعزا وهذه المرأة لم يجيبا في الرابعة لم يطلبهما رسول الله صلى الله عليه وسلم)
وهذا قد يدل على الرجم بالاقرار لم يتعدد
قلت (قد)
يعني مجرد احتمال
2\ ورواية ابن حبان
(أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر، قال: حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة، قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي المليح الهذلي، عن أبي موسى الأشعري قال: جاءت امرأة إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: قد أحدثت (1) وهي حبلى، فأمرها نبي الله صلى الله عليه وسلم أن تذهب حتى تضع ما في بطنها، فلما وضعت جاءت، فأمرها أن تذهب فترضعه حتى تفطمه، ففعلت، ثم جاءت فأمرها أن تدفع ولدها إلى أناس، ففعلت، ثم جاءت، فسألها إلى من دفعت، فأخبرت أنها دفعته إلى فلان، فأمرها أن تأخذه وتدفعه إلى آل فلان ناس من الأنصار، ثم إنها جاءت، فأمرها أن تشد عليها ثيابها، ثم إنه أمر بها فرجمت، ثم إنه كفنها وصلى عليها، ثم دفنها، فقال الناس: رجمها، ثم كفنها وصلى عليها، ثم دفنها، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ما يقول الناس، فقال: «لقد تابت توبة لو قسمت توبتها بين سبعين رجلا من أهل المدينة لوسعتهم»
)
وهذا اللفظ الأخير هو ما جاء في حديث الجهنية لا الغامدية
والقصة مشابهة لقصة الغامدية
فإن صح هذا الذي عند ابن حبان ولم يكن من خلل لوقع لأحد الراوة في الاسناد
وممن قال بالتعدد
الإمام الرافعي وغير واحد من الفقهاء - رحمهم الله -
فائدة
في حديث أبي بكرة
قال الإمام أحمد
(حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ سُلَيْمٍ الْمُقْرِى قَالَ سَمِعْتُ رَجُلاً يُحَدِّثُ عَمْرَو بْنَ عُثْمَانَ وَأَنَا شَاهِدٌ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِى بَكْرَةَ يُحَدِّثُ أَنَّ أَبَا بَكْرَةَ حَدَّثَهُمْ أَنَّهُ شَهِدَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى بَغْلَتِهِ وَاقِفاً إِذْ جَاءُوا بِامْرَأَةٍ حُبْلَى فَقَالَتْ إِنَّهَا زَنَتْ أَوْ بَغَتْ فَارْجُمْهَا فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «اسْتَتِرِى بِسِتْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ». فَرَجَعَتْ ثُمَّ جَاءَتِ الثَّانِيَةَ وَالنَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى بَغْلَتِهِ فَقَالَتْ ارْجُمْهَا يَا نَبِىَّ اللَّهِ. فَقَالَ «اسْتَتِرِى بِسِتْرِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى». فَرَجَعَتْ ثُمَّ جَاءَتِ الثَّالِثَةَ وَهُوَ وَاقِفٌ حَتَّى أَخَذَتْ بِلِجَامِ بَغْلَتِهِ فَقَالَتْ أَنْشُدُكَ اللَّهَ إِلاَّ رَجَمْتَهَا. فَقَالَ «اذْهَبِى حَتَّى تَلِدِى». فَانْطَلَقَتْ فَوَلَدَتْ غُلاَماً ثُمَّ جَاءَتْ فَكَلَّمَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ قَالَ لَهَا «اذْهَبِى فَتَطَهَّرِى مِنَ الدَّمِ». فَانْطَلَقَتْ ثُمَّ أَتَتِ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ إِنَّهَا قَدْ تَطَهَّرَتْ فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- نِسْوَةً فَأَمَرَهُنَّ أَنْ يَسْتَبْرِئْنَ الْمَرْأَةَ فَجِئْنَ فَشَهِدْنَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِطُهْرِهَا فَأَمَرَ لَهَا بِحُفَيْرَةٍ إِلَى ثَنْدُوَتِهَا ثُمَّ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَالْمُسْلِمُونَ فَأَخَذَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- حَصَاةً مِثْلَ الْحِمَّصَةِ فَرَمَاهَا ثُمَّ مَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَقَالَ لِلْمُسْلِمِينَ «ارْمُوهَا وَإِيَّاكُمْ وَوَجْهَهَا». فَلَمَّا طَفِئَتْ أَمَرَ بِإِخْرَاجِهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ قَالَ «لَوْ قُسِّمَ أَجْرُهَا بَيْنَ أَهْلِ الْحِجَازِ وَسِعَهُمْ»)
¥(4/446)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 10 - 07, 05:08 ص]ـ
شكر الله لك شيخنا الفاضل ابن وهب على هذا الإيضاح والتفصيل
ومن قال بأن غامد بطن من جهينة فقد وهم.
أما رواية ابن حبان فليس فيها تحديد لإحدي المرأتين، ولكن سياق القصة كا تفضل شيخنا ابن وهب مشابهة لقصة الغامدية وآخر الحدديث مشابه لقصة الجهنية
قال الأرناؤوط في حاشية صحيح ابن حبان - (ج 10 / ص 291)
(حديث صحيح، رجاله ثقات على شرط مسلم غير محمد بن وهب بن أبي كريمة فقد روى له النسائي وهو صدوق صالح. عبد الملك بن عمير وصفه المؤلف في "الثقات" 5/ 117 بالتدليس، وقد عنعن، وأبو عبد الرحيم: هو خالد بن أبي يزيد الحراني).
وأما الرواية التي عند أحمد فهي شبيهة بقصة الجهنية من جهة الرجم قبل الإرضاع ومن جهة صحة توبتها، وتنفرد بتفاصيل أخرى كالاستبراء والحث على الاستتار والدفن.
فقد تكون قضية لامرأة ثالثة.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[26 - 10 - 07, 12:58 م]ـ
شيخنا
بارك الله فيكم
ذكر الأستاذ الداراني - وفقه الله
في تحقيق زوائد ابن حبان لنور الدين
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=51254&stc=1&d=1193388051
وهذا خطأ من الأستاذ حيث جعل الهذلي = الرقي
وحديث أنس الذي أشار إليه الشيخ
رواه الطبراني
(حدثنا علي بن أحمد بن النضر الأزدي بن بنت معاوية بن عمرو أبو غالب حدثنا يحيى بن يوسف الزمي حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي عن أيوب السختياني عن أبي قلابة عبد الله بن زيد الجرمي عن أنس رضي الله عنه: أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فاعترفت بالزنى وكانت حاملا فأخرها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وضعت ثم أمرها فشدت عليها ثيابها ثم أمر برجمها ثم صلى عليها فقال له رجل أتصلي عليها وقد زنت ورجمتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد تابت توبة لو تاب بها سبعون من أهل المدينة لقبل منهم هل وجدت أفضل أن جادت بنفسها لم يروه عن أيوب إلا عبيد الله)
انتهى
ولكن أحسب أن هناك خطأ ما في اسناد ابن حبان
وقد روى ابن حبان قصة ماعز
(أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر، قال: حدثنا محمد بن الحارث البزار، قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي الزبير المكي، عن عبد الرحمن بن الهضهاض الدوسي عن أبي هريرة قال: جاء ماعز بن مالك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن الأبعد قد زنى. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "ويلك، وما
يدريك ما الزنى؟ " ثم أمر به فطرد، وأخرج، ثم أتاه الثانية، فقال: يا رسول الله، إن الأبعد قد زنى، فقال: "ويلك، وما يدريك ما الزنى؟ " فطرد وأخرج، ثم أتاه الثالثة فقال: يا رسول الله، إن الأبعد قد زنى. قال: "ويلك، وما يدريك ما الزنى؟ " قال: أتيت امرأة حراما، مثل ما يأتي الرجل من امرأته. فأمر به فطرد، وأخرج، ثم أتاه الرابعة فقال: يا رسول الله، إن الأبعد قد زنى. قال: "ويلك، وما يدريك ما الزنى؟ " قال: "أدخلت وأخرجت؟ " قال: نعم. فأمر به أن يرجم، فلما وجد مس الحجارة تحمل إلى شجرة فرجم عندها حتى مات.
فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك معه نفر من أصحابه، فقال رجل منهم لصاحبه: وأبيك إن هذا لهو الخائب، أتى النبي صلى الله عليه وسلم مرارا كل ذلك يرده حتى قتل كما يقتل الكلب، فسكت عنهما النبي صلى الله عليه وسلم حتى مر بجيفة حمار شائلة رجلها، فقال: "كلا من هذا" قالا: من جيفة حمار يا رسول الله؟ قال: "فالذي نلتما من عرض أخيكما أكثر، والذي نفس محمد صلى الله عليه وسلم بيده إنه لفي نهر من أنهار الجنة يتقمص")
انتهى
فلعل أن أحد الراوة أخطأ
والأمر يحتاج إلى مزيد بحث
وحديث أنس أيضا خطأ والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 10 - 07, 12:07 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل.
ـ[فهد الدغيم]ــــــــ[06 - 02 - 08, 07:42 ص]ـ
أذكر هنا شيئاً من الاحتمالات التي هي في نظري ضعيفة -والعلم عند الله تعالى- ولكن لا بأس فلعلها تفتح باباً للتأمل والوصول إلى جواب في هذه المسألة:
فقد وجدت في بعض بطون قبيلة جهينة بطناً يقال لهم: (العامري) بالعين والراء المهملتين، فلو نسبت امرأة إلى هذا البطن فالنسبة إليه -كما هو معلوم-: الجهنية العامرية.
فهل يمكن أن تكون النسبة قد تصحفت من العين المهملة إلى الغين المعجمة، وقصرت الراء كتابة فأشبهت الدال؛ فصارت: الغامدية؟ الله أعلم؛ ولكن ينظر في جدوى مثل هذا الاحتمال.
قد يكون ولم لا
وجهة نظر يجب أخذها بعين الإعتبار
ـ[ابن وهب]ــــــــ[06 - 02 - 08, 08:17 ص]ـ
أخي الكريم فهد الدغيم
انظر المشاركة رقم8
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[18 - 04 - 08, 12:50 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا .. (وعند جُهينةَ الخبر اليقين)!!
لا معارضة حول هذا الحديث, فمن قال الغامدية فقد صدق حيث نسبها للبطن (غامد) , ومن قال الجهنية كذلك نسبها لإصلها (جُهينة) بن زيد.
فغامد بطن قديمٌ من جهينة ..
¥(4/447)
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[26 - 07 - 08, 02:12 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا .. (وعند جُهينةَ الخبر اليقين)!!
لا معارضة حول هذا الحديث, فمن قال الغامدية فقد صدق حيث نسبها للبطن (غامد) , ومن قال الجهنية كذلك نسبها لإصلها (جُهينة) بن زيد.
فغامد بطن قديمٌ من جهينة ..
..........
ـ[صالح العقل]ــــــــ[31 - 07 - 08, 12:52 ص]ـ
إذا قيل إن القصة واحدة فهناك أشكالات كبيرة ...
ـ[ابن وهب]ــــــــ[31 - 07 - 08, 02:05 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا .. (وعند جُهينةَ الخبر اليقين)!!
لا معارضة حول هذا الحديث, فمن قال الغامدية فقد صدق حيث نسبها للبطن (غامد) , ومن قال الجهنية كذلك نسبها لإصلها (جُهينة) بن زيد.
فغامد بطن قديمٌ من جهينة ..
أخي الكريم
فصل - رعاك الله -
ـ[أمين حماد]ــــــــ[19 - 10 - 08, 01:36 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على طرح هذا الموضوع
ولدي مشاركة لشيخ شيخي أتحفكم بها
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد: فقد ورد علينا السؤال الآتي
(سؤال فضيلة أستاذنا وشيخنا الشيخ محمد عبد الله ولد الصديق الموقر:
هل ما ينسبه بعض الفقهاء مثل العلامة كنون في حاشيته وغيره من أن البخاري بوب في صحيحه بقوله (باب لكل أهل بلد رؤيتهم) وأنه روى حديث كريب المشهور صحيح أم لا؟
وكذلك هل الإمام مسلم بوب لصحيحه وقال:باب لكل أهل بلد رؤيتهم أم التبويب حدث بعده، أفيدوالجواب جزاكم الله عنا خير الجزاء.
تلميذكم محمد عيسى ولد الصوفي
والجواب والله الموفق للصواب
أن العلاّمة كنونا قال في حاشيته ج2ص338
وقال العارف بالله تعالى أبوزيد الفاسي رحمه الله تعالى في حاشيته ما نصه: قوله وعم إن نقل بهما إلخ هذا ربما يخالف ما ثبت في صحيح مسلم من أن لكل أهل بلد رؤيتهم مستندا في ذلك لما ذكره عن ابن عباس إلى أن قال: وفي شرح ابن مرزوق على العمدة مانصه: وذهب إسحاق إلى أن لكل أهل بلد رؤيتهم، وهذا قول القاسم وسالم وابن عباس وهكذا ترجم البخاري على حديث كريب، ثم قال بعدكلام: ولفظ مسلم في صحيحه هو مانصه: باب لكل بلد رؤيتهم حدثنا يحيى بن يحيى ويحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر إلخ ثم ذكر كلام النووي.
فظهر بهذا أن في كلامه نسبة الترجمة لكل من البخاري ومسلم. والذي وكان معلوما عندي أن البخاري لم يرو حديث كريب في صحيحه ولم ترد فيه هذه الترجمة التي هي (باب لكل بلد رؤيتهم) وزيادة على ذلك قمت
بقراءة (كتاب الصيام) من صحيح البخاري و (كتاب صلاة التراويح) و (كتاب الاعتكاف) فلم أجد حديث كريب ولا الترجمة التي تشير إليه، وحيث إن البخاري رحمه الله قد يذكر الحديث في باب غير الذي يتبادر إلى الذهن أنه أولى به، وحيث أني قليل البضاعة من الحديث قمت أيضا بمراجعة الكتب التي تنقل من البخاري ومن غيره، وأنا أذكر بعض ما ذكروه، قال ابن الأثير في جامع الأصول ج6ص275 الفرع الثالث في اختلاف البلاد في الرؤية 4389 (م د ت س ـ كريب مولى ابن عباس أن أم الفضل بعثته إلى معاوية بالشام إلخ ثم قال أخرجه مسلم وأخرجه أبو داود والترمذي والنسائي. وذكره صاحب (جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد) ثم قال:لمسلم وأصحاب السنن، والمراد بأصحاب السنن في اصطلاحه أبوداود والترمذي والنسائي لأنه لايذكر ابن ماجه.
ورواه البيهقي في السنن الكبرى بسنده ثم قال: رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى،وذكره صاحب (منتقى الأخبار) ثم قال رواه الجماعة إلا البخاري وابن ماجه، ولم يخالفه شارحه الشوكاني في (نيل الأوطار) ج 5ص 257 هذا بعض ما يتعلق بالنقطة الأولى من السؤال وهي: تبويب البخاري (لكل أهل بلد رؤيتهم.
أما النقطة الثانية فالجواب عنها
ــــــ
أن مسلما رحمه الله لم يبوب هذه الأبواب التي نراها في صحيحه وإنما وضع الكتب فقط وأما أوّل من وضعها فالله أعلم، لكن الشيء الذي نعلمه هو أن الإمام المازري من أقدم من كتب على صحيح مسلم، وقد ذكر حديث إن ناسا من الصحابة قالوا إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به فقال صلى الله عليه وسلم {وقد وجدتموه قالوا نعم قال ذلك صريح الإيمان} ثم جاء في تعليق المازري على هذا الحديث ما يأتي:
¥(4/448)
قال الشيخ: بوّب على هذا الحديث في بعض نسخ كتاب مسلم (باب الوسوسة محض الإيمان) ثم تكلم على معنى الحديث إلا أن قال فإذا تقرر هذا تبين أن هذا التبويب المذكور غلط على مقتضى ظاهره. المعلم ج1 313 وقد ظهربهذا أنه كان يحمل تبويبا قبل المازري.
ــــــــــــــ
قال النووي في مقدمة شرحه:
ثم إن مسلما رحمه الله تعالى رتب كتابه على أبواب فهو مبوب في الحقيقة ولكنه لم يذكر تراجم الأبواب فيه ليلا يزداد بها حجم الكتاب أولغير ذلك ثم قال قلت:
وقد ترجم جماعة أبوابه بتراجم بعضها جيد وبعضها ليس بجيد إما لقصور في عبارة الترجمة وإما لركاكة لفظها وإما لغير ذلك، وأنا إن شاء الله أحرص على
التعبير عنها بعبارات تليق بها في مواطنها، والله أعلم
وقال قبله أبوعمرو بن الصلاح في كتابه ((صيانة صحيح مسلم)) ص101
ـــــــــ
إن مسلما رحمه الله وإيانا رتب كتابه على الأبواب فهو مبوب في الحقيقة ولكنه لم يذكر فيه تراجم الأبواب ليئلا يزداد بها حجم الكتاب أو لغير ذلك.
وقال الأبي في أول شرحه لصحيح مسلم:ثم لتعرف أن الأولى بالقارئ أن يصرح
ــــــــــــ
بقراءة الترجمة فيقول (كتاب كذا) أما أولا فلأنها جزء من التصنيف الذي أخذ في قراءته ويتأكد ذلك في مريد الرواية وأما ثانيا فلأنها تفتقر إلى البيان كغيرها
من مسائل التصنيف إلخ
وقال السنوسي معلقا على هذا الكلام، قلت هذا صحيح في التراجم التي وضعها
مؤلف الكتاب كتراجم البخاري ونحوه، أما مثل تراجم مسلم هذا فقد لا يسلّم فيها ماذكره لأنها ليست من وضع مسلم حتى يصدق عليها أنها جزء من الكتاب
ويطالب القارئ بقراءتها وإنما هي من وضع المشايخ ولهذا تجد الإختلاف فيها كثيرا، بحسب اختلاف اختياراتهم،
وأقول: الظاهر أن الأبي رحمه الله لم يقصد إلا التراجم التي وضعها مؤلف الكتاب
ولهذا مثل بقوله ((كتاب كذا)) ولم يقل ((باب)) كذا لأنه لاحظ أن هذا الثاني ليس من كلام المؤلف.
وما ذكره السنوسي من الاختلاف بين التراجم صحيح مشاهد، وذلك أن أشهر التراجم البوبة عندنا تراجم القرطبي وتراجم النووي وتراجم الأبي وهي مختلفة اختلافا كثيرا ولكنها صحيحة في نفسها مؤدية للغرض المطلوب منها.
ونعود مرة أخرى إلى النقطة الأولى فنقول: إن ما جاء في حاشية كنون من أن البخاري ترجم على حديث كريب، ما هو إلا من السهو والغلط الذي لايسلم
منه كبار العلماء فضلا عن غيرهم، ومن أمثلة ذلك ما ذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري ج11 ص 157 أن ابن القيم ادّعى أنه لم تأت الصلاة في حديث صحيح بلفظ ((إبراهيم وءال إبراهيم معا)) وغفل عمّا ورد في صحيح البخاري
في أحاديث الأنبياء والذي جاء فيه عن كعب بن عجرة قولوا ((اللهم صل على محمد وعلى ءال محمد كما صليت على إبراهيم وعلى ءال إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ءال محمد كما باركت على إبراهيم وعلى ءال إبراهيم إنك حميد مجيد)) انظر ج 6ص 408
وادعى ابن حجر في فتح الباري عندشرح أوّل حديث في البخاري وهو ((إنما الأعمال بالنيات)) أن مالكا لم يروه في الموطإ مع أنه ثابت فيه من رواية محمد بن الحسن كما نبه على ذلك خالنا الشيخ محمد حبيب الله بن مايابى،
وهذا العلامة سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم العلوي الشنقيطي يقول في مراقي
السعود:
والأمر للصبيان ندبه نمي ***** لما رووه من حديث خثعم
ثم يقول في شرحه نشر البنود: يعني أن أمر الصبيان بالمندوبات ليس منسوبا
لحديث ((مروهم بالصلاة)) بناء على أن الآمر بالأمر بالشيء لا يعد آمرا
به، بل لماروي من حديث أمرأة من خثعم قالت يا رسول الله ألهذا حج قال نعم
ولك أجر، ويبدوا أنه تبع في ذلك القرافي في تنقيح الفصول، مع أن حديث الخثعمية هو أنها قالت ((يارسول الله إن فريضة الحج أدركت أبي شيخا كبيرا
لا يثبت على الراحلة أفأحج عنه قال نعم وذلك في حجة الوداع)) رواه مالك
في الموطإ وهو أول حديث في كتاب الحج من صحيح البخاري، ورواه مسلم
أيضا وروى بعده بأثره عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ((لقي ركبا
بالروحاء فقال من القوم قالوا المسلمون فقالوا من أنت قال رسول الله فرفعت
إليه أمرأةصبيا فقالت ألهذا حج قال نعم ولك أجر)) {أقول كذلك رواه أيضا مالك في الموطإ ويبدو أن الشيخ نسي أنه ممن رواه حيث لم يذكره. كاتبه الشيخ أحمد بن مود}
¥(4/449)
وفي منتقى الأخبار رواه أحمد ومسلم وأبوداود والنسائي، وأورد الحافظ عبد الحق الإشبيلي في (الأحكام الصغرى) هذين الحديثين متواليين إلا أنه قدم حديث
(الروحاء) على حديث (خثعم) عكس ما فعل مسلم.
وقد نبه على هذا الغلط الدكتور محمد المختار بن شيخنا الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الجكني في تحقيقه لشرح شيخ شيوخنا محمد الأمين بن أحمد زيدان
لمراقي السعود ويبدو أنه أول من تنبه له فبارك الله فيه وجزاه خيرا وأكثر في المسلمين من أمثاله.
وفي صحيح مسلم في كتاب الحدود
ــــــــــــ
((ثم جاءت امرأة من غامد من الأزد فقالت يارسول الله طهرني)) إلخ
فقال النووي في شرحه جاءت امرأة من غامد هي بغين معجمة ودال مهملة وهي بطن من جهينة.
وفي شرح الأبي
ــــــــ
قوله ثم جاءت امرأة من غامد من الأزد (ع) أي قال عياض الغامدية بالغين المعجمة والدال وغامد قبيلة من جهينة ومن قالها بالعين المهملة والراء فقد أخطأ وصحف.
وفي بلوغ المرام
ـــــــــ
وعن عمران بن حصين أن امرأة من جهينة أتت النبي صلى الله عليه وسلم وهي حبلى من الزنى فقالت يا نبي الله أصبت حدا ... الحديث، فقال الصنعاني في سبل السلام عند قوله من جهينة هي المعروفة بالغامدية، وذكر صاحب منتقى الأخبار
حديث (جاءت امرأة من غامد من الأزد الخ وحديث (أن امرأة من جهينة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلخ فقال الشوكاني في نيل الأوطار عند شرح الحديثين وما معهما: قوله من غامد: بغين معجمة ودال مهملة لقب رجل هو أبوقبيلة وهم بطن من جهينة، ولهذا وقع في حديث عمران بن حصين المذكورة امرأة من جهينة وهي هذه إلخ
فهؤلاء كلهم قرروا أن غامدا بطن من جهينة وهذا لا أساس له فالمعروف عند النسابين أن غامدا بطن من الأزد وجهينة قبيلة من قضاعة، ومن الطريف أن غامدا مازالت بقاياهم إلى اليوم في ديارهم التي كانوا فيها في العهد النبوي مع فروع أخرى من الأزد وتقع في جنوب المملكة العربية السعودية في منطقة الباحة
التي أخبرني بعض الثقات أنها تبعد من الطائف جنوبا نحو200كلم، كما أن جهينة مازالت بقاياهم في ديارهم التي كانوا بها في ذلك العهد وهي: ينبع وما جاوره، ومن أعجب العجب أن رواية مسلم لم تترك مجالا لهذا الغلط لأن لفظه:
((امرأة من غامد من الأزد)) فكأن قوله من الأزد سقط من نسخهم جميعا
مع أن هذا من أبعد البعيد، ويترتب على ما قالوه أن القصة واحدة مع أنهما قصتان وسياقهما مختلف. وقال الحافظ ابن حجر في بلوغ المرام
ـــــــــــــــ
وعن عبد الله بن أبي بكر ((أن في الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم أن لا يمس القرءان إلا طاهر)) رواه مالك مرسلا،
فقال الصنعاني في سبل السلام في ترجمة الراوي: هو عبد الله بن أبي بكر الصديق، أمه وأم أسماء واحدة إلخ.
وهذا عجيب فإن عبد الله الذي روى عنه مالك هو عبد الله بن أبي بكر بن محمد ابن عمرو بن حزم الأنصاري وهو من أشهر أشياخ مالك وهو من رجال الكتب الستة وعمرو بن حزم صاحب الكتاب جد أبيه كما رأيت، ولوكان الراوي للحديث عبد الله بن أبكر الصديق ما كان الحديث مرسلا بالمعنى المشهور عند أهل الحديث مع أنه لا تكاد توجد له رواية، ولعل ذلك لتقدم وفاته لأنه توفي بعد النبي صلى الله عليه وسلم بقليل في حياة أبيه، وقد ذكر ابن حجر في آخر ترجمته من الإصابة أن بعضهم روى عنه حديثا في إسناده نظر فانظره.
ولما أورد الأشموني في شرح ألفية ابن مالك في باب النسب هذا البيت مستشهدا به وهو: ويسقط بينها المرئيَّ لغوا ***** كما ألغيت في الدية الحوارا
قال العلامة الصبان في حاشيته: قال البعض ليس بنظم وانظر ضبطه ومعناه فإني لم أقف عليه هـ لكن وجد في بعض النسخ على وجه كونه نظما من بحر الوافر
ولفظه: ويسقط منهما المرئي لقوا ****** كماء العنب في الدبة الحواء
بضمير التثنية في (منهما) وضبط (لقوا) كغزو وسكون نون (العنب) وتخفيف باء
(الدبة) وواو (الحواء) انتهى المراد منه.
فقدخفي على الصبان والبعض الذي أشار إليه هذا البيت مع أنه من شعرمشهور
لشاعر مشهور وهو ذوالرمة، وقد قال هذا الشعر يهجو به هشاما المرئي، وذكر أبو الفرج الأصفهاني في كتابه الأغاني أن جريرا ساعد ذا الرمة بالأبيات التي منها هذا البيت وهي:
يعدّ الناسبون إلى تميم ***** بيوت المجد أربعة كبارا
يعدون الرباب وءال سعد ***** وعمرا ثم حنظلة الخيارا
ويهلك بينها المرئي لغوا ***** كما ألغيت في الدية الحوارا
وبهذا يتبيَّنُ أن الغلط لا يسلم منه إلا من كان معصوما وقد قال الله تعالى
في كتابه العزيز {ولوكان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلفا كثيرا} ولهذا لا أستبعد أن يكون فيما ذكرته هنا بعض الغلط ولكن نرجو من الله سبحانه أن لا يكون غلطا فاحشا، وما توفقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
قاله وكتبه لإحدى عشرة خلت من شوال سنة 1415هـ
محمد عبد الله بن الصديق
¥(4/450)
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[12 - 03 - 09, 09:07 م]ـ
أقول وبالله التوفيق: /
بحكم تخصصي في الكتابة عن الأنساب عامة وأنساب جهينة خاصه؛ قد شدني هذا الحديث الذي في الصحيحين والإختلاف الحاصل فيه بين علماء السلف والخلف؛ وقد قرأت هذا الحديث وأقوال العلماء والمحدثين وشراح الحديث السابقين واللاحقين؛ وبما أنني أحد أبناء قبيلة جهينة ولدي إطلاع واسع على تاريخها وأنسابها قديماً وحديثاً؛ لم أجد من ذكر أن هناك بطن من جهينة يسمى (غامد) وقد وهمت سابقاً بقول النووي عندما قال بأن غامد بطن من جهينة؛ ولم أقراء في كتب النسب من قال أن هناك بطن من جهينة يسمى (غامد)؛ وليس اليوم في قبائل جهينة بطن بهذا الإسم.
وأرى أنه قد وقع في اسم هذه المرأة تصحيف شنيع من أصحاب كتب الصحاح؛ والتصحيف جاء بقولهم (جهينة) وإنما الصواب (جبيهة) بطن من الأزد التي تنتمي لها قبيلة غامد؛ فإن قلنا غامدية فصحيح وإن قلنا جبيهة فذلك صحيح أيضا
وقد وقعت على نص نفيس جدا يحل إشكال هذه المسألة قال أبو علي الهجري من أهل القرن الثالث للهجرة في كتابه (التعليقات والنوادر):
جبيهة الحَجْرِ:
وتمثل السروي من جبيهة الحجر من بني الهِنْو بن الأسد:
لا أحسن البيع إلا أنني رجلٌ ... مت أجد حاجتي أشري بما أجدُ
قال الهجري: أنشدني الخيار بن محمد بن المشيع العُذمي من شِهْرِ الحجر لجعفر بن عبد الله الجبهي من جبيهة الأوس من الحجر بن الهنو بن الأزد من أهل السراة؛ وهم فصحاء وكر له شعراً.
وقال المحقق الشيخ النسابة حمد الجاسر معلقاً في حاشيته على الكتاب:
ورد الإسم (حُبَيْهَة) على الجيم ضمةٌ في كتاب الهجري وفي مختصر الإشبيلي؛ ولا يزال هذا الاسم معروفاً ولكنه ينطق بفتح الجيم (جَبِيْهَة) أحد فروع بلحارث من رجال الحجر؛ ومنازل هذا الفرع أربع قرى تقع على مرتفعات وادي الدهناء الذي يسيل في وادي تنومة؛ وبلادهم تحاد بلاد بني الأسمر غرب شمال بلاد عسير؛ وقد ذكر الهمداني في (صفة جزيرة العرب) وادي ساقين: وأن ساكنه من الحجر جبيهة الحجر.
وقال أبو علي الهجري زكريا بن هارون في (التعليقات والنوادر):
جهينة الحجر؛ وأنشدني الجهني من جهينة الحَجْرِ؛ بطن من الأسد؛ من أهل السراة فصحاء:
سر البلاد الذي يولى ويُغتفرُ ... ....................
قال الجهني من الحَجْرِ: لقد أكلت من هذا الطعام ما لم آكل من زادٍ.
وقال الجاسر أيضا في حاشيته للكتاب عند إيراده هذا النص للهجري:
لم أرَ فيما بين يدي من المصادر من ذكر جهينة الحجر الذين من الأسد سوى الهجري؛ وهو عالم بأنساب أهل عصره؛ وقد سمعت لهاؤلاء ذكراً؛ ولكني لست حتى الآن على يقين من كونهم معروفين في بلادهم؛ ولم ار فيما كتبه أحد المعنيين بأنساب قبيلة رجال الحجر ذكراً لهم؛ وليس من المستبعد أن تكون (جُهَيْنَةَ) هنا تصحيف (جَبِيْهَة).
قال مصعب الجهني:
لا شك في تصحيف الاسم من جبيهة إلى جهينة؛ والصواب جبيهة الحجر؛ وقد ضبط الإسم الهمداني في كتابيه (صفة جزيرة العرب) و (الإكليل من أخبار حمير واليمن) والإشبيلي في (مختصره على كتاب الهجري) وجبيهة هؤلاء لا يزالون معروفين بالسراة وينتسبون إلى بني شهر بن ربيعة بن الأوس بن الحجر بن الهنوء بن الأزد؛ ومن بطون جبيهة وفروعها اليوم: آل فليته؛ آل علبة؛ آل بهيش؛ آل فليته؛ آل دهناء؛ وغامد هو بطن من الأزد التي تنتمي لها جبيهة الحجر كما سيأتي أنفا.
قال الهجري في كتابه الأنساب:
غَامِدُ من الأَزْدِ:
أنشدني السروي: أحد بني غواية شنوي لبعض غامد؛ في قتل عبد الله بن أبي النعيم اللهبي ..... الخ ما قاله.
وقال ابن الكلبي في كتابه اليمن الكبير:
وولد عمران بن عمر مُزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد: (الأسد؛ والحجر) أمهما: عودةُ بنت مالك بن أهيب بن كلد بن كلب بن وبرة القضاعي.
إذاً نستنتج مما سبق: /
بأن القول بأن هذه المرأة من (جهينة) خطأ إنما هي من (جبيهة) ومن قال من غامد فقوله لا غبار عليه؛ لأن جبيهة وغامد كلاهما من الأزد كما في كتاب (في سراة غامد وزهران) وكما قال الهجري وهو نسابة عالم كبير حجة في الأنساب ينسب إلى أرض هَجْر؛ عاصر الهمداني والتقى به بمكة المكرمة؛ والله تعالى أعلم وأحكم.
¥(4/451)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 03 - 09, 03:18 م]ـ
أقول وبالله التوفيق: /
بحكم تخصصي في الكتابة عن الأنساب عامة وأنساب جهينة خاصه؛ قد شدني هذا الحديث الذي في الصحيحين والإختلاف الحاصل فيه بين علماء السلف والخلف؛ وقد قرأت هذا الحديث وأقوال العلماء والمحدثين وشراح الحديث السابقين واللاحقين؛ وبما أنني أحد أبناء قبيلة جهينة ولدي إطلاع واسع على تاريخها وأنسابها قديماً وحديثاً؛ لم أجد من ذكر أن هناك بطن من جهينة يسمى (غامد) وقد وهمت سابقاً بقول النووي عندما قال بأن غامد بطن من جهينة؛ ولم أقراء في كتب النسب من قال أن هناك بطن من جهينة يسمى (غامد)؛ وليس اليوم في قبائل جهينة بطن بهذا الإسم.
وأرى أنه قد وقع في اسم هذه المرأة تصحيف شنيع من أصحاب كتب الصحاح؛ والتصحيف جاء بقولهم (جهينة) وإنما الصواب (جبيهة) بطن من الأزد التي تنتمي لها قبيلة غامد؛ فإن قلنا غامدية فصحيح وإن قلنا جبيهة فذلك صحيح أيضا
وقد وقعت على نص نفيس جدا يحل إشكال هذه المسألة قال أبو علي الهجري من أهل القرن الثالث للهجرة في كتابه (التعليقات والنوادر):
جبيهة الحَجْرِ:
وتمثل السروي من جبيهة الحجر من بني الهِنْو بن الأسد:
لا أحسن البيع إلا أنني رجلٌ ... مت أجد حاجتي أشري بما أجدُ
قال الهجري: أنشدني الخيار بن محمد بن المشيع العُذمي من شِهْرِ الحجر لجعفر بن عبد الله الجبهي من جبيهة الأوس من الحجر بن الهنو بن الأزد من أهل السراة؛ وهم فصحاء وكر له شعراً.
وقال المحقق الشيخ النسابة حمد الجاسر معلقاً في حاشيته على الكتاب:
ورد الإسم (حُبَيْهَة) على الجيم ضمةٌ في كتاب الهجري وفي مختصر الإشبيلي؛ ولا يزال هذا الاسم معروفاً ولكنه ينطق بفتح الجيم (جَبِيْهَة) أحد فروع بلحارث من رجال الحجر؛ ومنازل هذا الفرع أربع قرى تقع على مرتفعات وادي الدهناء الذي يسيل في وادي تنومة؛ وبلادهم تحاد بلاد بني الأسمر غرب شمال بلاد عسير؛ وقد ذكر الهمداني في (صفة جزيرة العرب) وادي ساقين: وأن ساكنه من الحجر جبيهة الحجر.
وقال أبو علي الهجري زكريا بن هارون في (التعليقات والنوادر):
جهينة الحجر؛ وأنشدني الجهني من جهينة الحَجْرِ؛ بطن من الأسد؛ من أهل السراة فصحاء:
سر البلاد الذي يولى ويُغتفرُ ... ....................
قال الجهني من الحَجْرِ: لقد أكلت من هذا الطعام ما لم آكل من زادٍ.
وقال الجاسر أيضا في حاشيته للكتاب عند إيراده هذا النص للهجري:
لم أرَ فيما بين يدي من المصادر من ذكر جهينة الحجر الذين من الأسد سوى الهجري؛ وهو عالم بأنساب أهل عصره؛ وقد سمعت لهاؤلاء ذكراً؛ ولكني لست حتى الآن على يقين من كونهم معروفين في بلادهم؛ ولم ار فيما كتبه أحد المعنيين بأنساب قبيلة رجال الحجر ذكراً لهم؛ وليس من المستبعد أن تكون (جُهَيْنَةَ) هنا تصحيف (جَبِيْهَة).
قال مصعب الجهني:
لا شك في تصحيف الاسم من جبيهة إلى جهينة؛ والصواب جبيهة الحجر؛ وقد ضبط الإسم الهمداني في كتابيه (صفة جزيرة العرب) و (الإكليل من أخبار حمير واليمن) والإشبيلي في (مختصره على كتاب الهجري) وجبيهة هؤلاء لا يزالون معروفين بالسراة وينتسبون إلى بني شهر بن ربيعة بن الأوس بن الحجر بن الهنوء بن الأزد؛ ومن بطون جبيهة وفروعها اليوم: آل فليته؛ آل علبة؛ آل بهيش؛ آل فليته؛ آل دهناء؛ وغامد هو بطن من الأزد التي تنتمي لها جبيهة الحجر كما سيأتي أنفا.
قال الهجري في كتابه الأنساب:
غَامِدُ من الأَزْدِ:
أنشدني السروي: أحد بني غواية شنوي لبعض غامد؛ في قتل عبد الله بن أبي النعيم اللهبي ..... الخ ما قاله.
وقال ابن الكلبي في كتابه اليمن الكبير:
وولد عمران بن عمر مُزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد: (الأسد؛ والحجر) أمهما: عودةُ بنت مالك بن أهيب بن كلد بن كلب بن وبرة القضاعي.
إذاً نستنتج مما سبق: /
بأن القول بأن هذه المرأة من (جهينة) خطأ إنما هي من (جبيهة) ومن قال من غامد فقوله لا غبار عليه؛ لأن جبيهة وغامد كلاهما من الأزد كما في كتاب (في سراة غامد وزهران) وكما قال الهجري وهو نسابة عالم كبير حجة في الأنساب ينسب إلى أرض هَجْر؛ عاصر الهمداني والتقى به بمكة المكرمة؛ والله تعالى أعلم وأحكم.
فائدة جليلة نفع الله بكم
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[15 - 03 - 09, 04:47 م]ـ
وي شيخنا ابن وهب!
الجهني جعل غامدا بطنا من جبيهة فابعد النجعه
وقد بنى ذلك على مجرد احتمال تصحيف جبيهة من جهينة وكون غامد وجبيهة ازديتان
وغامد اكبر من ان تكون بطنا من جبيهة ونسبها معروف لا ترجع بحال الى جبيهة
وهي تلتقي مع قبائل الحجر في جدهم الازد وبالله التوفيق.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[18 - 03 - 09, 11:39 ص]ـ
وي شيخنا ابن وهب!
الجهني جعل غامدا بطنا من جبيهة فابعد النجعه
وقد بنى ذلك على مجرد احتمال تصحيف جبيهة من جهينة وكون غامد وجبيهة ازديتان
.
أخي الشهري رعاك الله:
غامد حليفه لجبيهة؛ وتلك المرأة الجبيهية أصلها من غامد؛ وإنما عدت من جبيهة للحلف بينهما؛ ولهذا قد تسمى الغامدية لأصلها الأول؛ وأخرى جبيهية لنسب الحلف الثاني؛ وجبيهة وغامد كلاهما من الأسد متجاورتان.
ألا ترى أن أبو علي الهجري يروي عن شيخه (السروي) الذي يروي أنساب وأشعار قبيلة غامد الأزديه وجبيهة كذلك؛ والسروري كما قال الهجري من جبيهة وذلك حين قال: وتمثل السروي من جبيهة الحجر من بني الهِنْو بن الأسد.
ملاحظة: الأزد قد تخفف فيقال: الأسد؛ قاله المرجاني.
¥(4/452)
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[18 - 03 - 09, 10:58 م]ـ
بارك الله فيك
من ذكر الحلف؟
ولا جوار بين غامد وبني شهر على الحقيقة.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[10 - 05 - 09, 02:27 م]ـ
ملحوظة: سنن أبي داود - حديث رقم 4443 - ج4/ص152
حدثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا وكيع بن الجراح عن زكريا أبي عمران قال سمعت شيخا يحدث عن بن أبي بكرة عن أبيه أن النبي
صلى الله عليه وسلم رجم امرأة فحفر لها إلى الثندوة قال أبو داود أفهمني رجل عن عثمان قال أبو داود قال الغساني جهينة وغامد وبارق واحد. قلت: في رواية مرسلة عند ابن أبي شيبة من طريق الحسن ذكر فيها أن المرأة من بارق.
قال مصعب الجهني:/
وهذا فيه دليل على أن الأمر كله أصله خطأ تصحيف؛ فإن جهينة من قضاعة؛ منازلها بالحجاز منذ القدم؛ ولا يربطها مع غامد وبارق أي جد؛ غير جماع العرب قحطان؛ فهي إذاً بعيده عنهما؛ فكيف يقول الغساني: هما واحد؟؟؛ والجواب أن الأصل: جبيهة (وليس جهينة) وغامد وبارق واحد؛ وهم كذلك يرجعون بالأصل لجد واحد؛ فجبيهة وغامد وبارق من الأزد؛ وكلهم إلى يومنا يُعرفون بهذه الأسماء في جنوب الجزيرة.
وقد ذكر ابن قتيبة في كتابه المعارف صحيفة () نسب غامد وهم يلتقون مع بارق في عامر أزد، لكن لم أر ذكراً في قبائل الأزد لجهينة، فمن كان عنده إضافة أو تصحيح أو بيان فليتفضل به ..
وجزى الله خيراً من أفادنا.
قال مصعب الجهني:/
وهو الصحيح بإجماع أقوال النسابين؛ وأما جهينة فقضاعية ونسبها معروف كضوء الشمس.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[03 - 09 - 09, 07:01 م]ـ
شيخنا الفاضل صلاح الزيات
بارك الله فيكم
العامري نسبة متأخرة
فالعامري من الزوايدة من جهينة
العامري:: ليست نسبة متأخرة يا ابن وهب؛ بل هم قبيل قدماء؛ وجميع بطون جهينة مدونة انسابها ببطون الكتب والتواريخ القديمة؛ وقولهم الغامدية خطأٌ ظهر لي الصواب خلافه:
وقد تباحثت مع شيخ جهينة ونسابتها عن هذا الحديث والإختلاف الحاصل حوله فضفرت منه بهذه الفائدة؛ قال:
الصواب في هذا الحديث أن هذه المرأة الصحابية هي عامرية جهنية؛ نسبة إلى قبيلة عامر: (بالعين والراء المهملتين) بطن قديم من جهينة؛ والنسبة إليهم العامري الجهني.
وقد ذكر أحد علمائهم السخاوي في الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع؛ فقال:
أحمد بن عبد الرحمن بن سليمان بن أحمد بن هارون بن بدر بن علي بن عامر بن هارون بن بهاء الدين بن عماد الدين العامري الجهني القاهري الشافعي؛ هكذا قرأت نسبه بخطه.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[04 - 09 - 09, 03:20 ص]ـ
قال مصعب الجهني::
أقوالي السابقة عن إحتمال تصحيف (جبيهة) إلى (جهينة) قد تراجعت عنها بعد أن اتضح لديَّ أن بنو عامر الجهنيون بطن قديم جدا من جهينة؛ وذلك لأسباب عديدة من أهمها:
1 - أنَّ هذه المرأةِ هي (العامرية) وقد صحفَ اسمها الرواة إلى (الغامدية)!
2 - أن قبية غامد وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة التاسعة والعاشرة فأسلموا ورجعوا إلى ديارهم ولم يستقروا بالمدينة أو يشتهروا؛ قال الواقدي: وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد غامد سنة عشر وهم عشرة؛ فنزلوا ببقيع الغرقد وهو يومئذ أثل وطرفاء ثم انطلقوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3 - أن بني عامر الجهنيين اشتهر منهم الكثير من الصحابة ورواة الحديث بالمدينة كما حدثني الشيخ.
4 - أن جبيهة بطن قديم وصغير من بني شهر وأسلموا في سنة الوفود؛ ولم يشتهر بني شهر فما بالك ببطن صغير منهم كجبيهة!
5 - أن قصة الرجم هذه حدثت في بدايات دولة الإسلام النبوية؛ ولم يكن أسلم حينذاك إلا نُزاع العرب.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[04 - 09 - 09, 04:27 ص]ـ
وبني عامر الجهنيين:
واحدهم: للرجل العامري .. وللمرأة العامرية.
وجمعهم: العوامر.
والعوامرة: عدهم الجزيري (ت: 976هـ) في كتابه: ((الدرر الفرائد المنظمة في أخبار الحاج)) من بطون جهينة.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[04 - 09 - 09, 04:57 ص]ـ
مع التقدير لأخينا الفاضل مصعب الجهني، فإن دعوى التصحيف هي مجرد احتمال نظري لا دليل عليه
ومن البعيد جداً أن يقع التصحيف في هاتين اللفظتين المشهورتين: غامد وجهينة!
لأن السياق يدل على أن الراويان يقصدان القبيلة المشهورة، ولو أراد حأدهما عامر جهينة، أو اراد الآخر جبيهة الأزد لقيَّدا العبارة بما يدل على ذلك، لأنهما بطنان غير مشهورين
فإما أنهما امرأتان، وإما أن أحد الروايتين خطأ
ـ[محمد الحارثي]ــــــــ[01 - 11 - 09, 10:53 م]ـ
فما الراجح إذاً؟
ـ[أبو حاتم أحمد بن عبد العظيم]ــــــــ[30 - 05 - 10, 11:55 ص]ـ
جزى الله تعالى الجميع خير الجزاء
وأدام هذا النفس العالي في الوصول إلى الراجح في المسائل التي تحتاج مثل هذا الطرق والعرض،
أدام الله عافيتكم في طاعته.
ـ[أبو عدي القحطاني]ــــــــ[02 - 07 - 10, 07:26 م]ـ
.........(4/453)
ما معنى هذه الكلمة عن الإمام أحمد؟!
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[06 - 07 - 03, 12:07 ص]ـ
نقل الذهبي في السير (11/ 298) في ترجمة الإمام أحمد رحمه الله ـ فيما رواه عنه أحمد بن سعيد الرباطي ـ أنه قال:
"أخذنا هذا العلم بالذل،فلا ندفعه إلا بالذل".
أما الذل الأول فواضح،وأما الذل الثاني،فما استطعت أن أركبه على ما اشتهر من سيرة أحمد رحمه الله،فهل من مفيد؟(4/454)
متى يلجأ إلى القول بتعدد القصة؟
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[06 - 07 - 03, 03:00 م]ـ
بعد تصفحي للموضوع الذي شارك فيه الإخوة الكرام في موضوع: (قاعدة مهمة في التوفيق بين ألفاظ الحديث الواحد) والذي ابتدأه أخونا المفضال: أبو مسهر، ألا يمكن أن نخلص إلى بحث مهم جداً،ألا وهو: متى يلجأ إلى القول بتعدد القصة؟ فإن الملاحظ أن كثيراً من الشراح جعل هذا الجواب (مخرج طوارئ)،كلما أعياه الجمع أو أشكلت عليه بعض الألفاظ أو سياق القصة لجأ إليه.
ولعل من أغرب الأمثلة في هذا الموضوع: القول بتعدد قصة المعراج!!!.
ولعلي أشارك في البداية،راجياً أن يتتابع الإخوة فيها لإثراء هذا الموضوع المهم بمشاركاتهم:
1 ـ قبل اللجوء إلى هذا (المخرج) لا بد من جمع الطرق،وتحرير المحفوظ من الشاذ،والمقبول من المردود،والمعروف من المنكر،وهذا بجمع الطرق،والنظر في القرائن التي تحتف بكل قصة.
2 ـ ...........
3 ـ ............(4/455)
ساقه الدارقطني كثيراً في العلل، فلم يصب!!
ـ[أبو عبد العزيز]ــــــــ[07 - 07 - 03, 10:09 م]ـ
قال الذهبي رحمه الله تعالى في الموقظة:
المضطرب والمعلل: ما روي على أوجه، فيعتل الحديث؛ فإن كانت العلة غير مؤثرة، بأن يرويه الثبت على وجه، ويخالفه واه، فليس بمعلول.
وقد ساق الدارقطني كثيراً من هذا النمط في كتاب العلل، فلم يصب؛ لأن الحكم للثبت.
فإن كان الثبت أرسله مثلاً، والواهي وصله، فلا عبرة بوصله لأمرين: لضعف راويه، ولأنه معلول بإرسال الثبت له.أ. هـ.
هل يعني ذلك أن الدارقطني أعل أحاديث كثيرة في العلل له لأنه أخذ بوجه من هو واه؟؟!!؟؟ وهل الدارقطني لا يعرف أن الحكم للثبت.؟؟
فما سبب تعليل الدارقطني ـ الذي انتهى إليه علم العلل ـ ذلك في كتابه؟
أعتقد الموضوع يحتاج شرح.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 - 07 - 03, 10:22 م]ـ
الأمر بسيط إن شاء الله
فالدراقطني -وغيره من علماء العلل الكبار- عندما يذكر الاختلاف في حديث في كتابه العلل لا يعني بذلك بالضرورة تضعيف الحديث. بل كثيراً ما يذكر رواية أخرجها البخاري في صحيحه ويذكر الدارقطني الاختلاف فيها ثم يرجح اختيار البخاري. وما يظنه بعض المتأخرين من أن مجرد ذكر الرواية في كتاب العلل هو تضعيف لها غير صحيح.
ـ[المحقق]ــــــــ[07 - 07 - 03, 10:59 م]ـ
كلام الأمين صحيح، و كذا جميع من صنف من المتقدمين في العلل، يجمعون جميع ما وقع فيه اختلاف على الراوي، الراجح منها و المرجوح، و قول الذهبي رحمه الله: (فإن كانت العلة غير مؤثرة، بأن يرويه الثبت على وجه، ويخالفه واه، فليس بمعلول) صحيح، فالراجح لا يقال له معلول لأجل ما راوه الضعيف مخالفا للثبت فيه، لكن ...
هل قال الدارقطني إن ما أوردته في العلل جميعه برواياته المختلفة معلول؟؟
كلا و ألف كلا، فكتابه أوضح من يجيب على هذا، تجد عادة الدارقطني بعد اختلاف الرواة يبين الراجح، و إيراده الحديث في العلل لاجل الاختلاف، كما صنع غيره كالترمذي و ابن أبي حاتم و غيرهما و الله أعلم
ـ[أبو عبد العزيز]ــــــــ[07 - 07 - 03, 11:42 م]ـ
إذن لماذا الذهبي قال عن الدارقطني: فلم يصب.؟؟!!
وبناء على كلامكما وكأن الذهبي لم يفهم منهج الدارقطني في العلل!!
بذكره أحاديث في العلل بقصد جمع المخالفين لا العلة.
الذهبي أنكر على الدارقطني كيف يعل طريقاً يأتي من جهة ثبت مرسل ويقدم طريق واه مرفوعاً.(4/456)
فائدة (في الاحتجاج بتراجم الابواب)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 07 - 03, 05:09 م]ـ
لاشك أن للتراجم فائدة
ونحن نعلم مدى عناية العلماء بتراجم أبواب البخاري رحمه الله
وكذا بتراجم مالك في الموطأ
ونحو ذلك
ولكني أحببت أن انقل قولا لابن القيم رحمه الله في المسألة
قال رحمه الله
(الطريق الثالثة: طريق من يقول: ليس الحلف بالطلاق شيئا وهذا صحيح عن طاوس وعكرمة
أما طاوس فقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن ابن جريج عن ابن طاوس عن أبيه: أنه كان لا يرى الحلف بالطلاق شيئا
وقد رد بعض المتعصبين لتقليدهم ومذاهبهم هذا النقل بأن عبد الرزاق ذكره في باب يمين المكره فحمله على الحلف بالطلاق مكرها وهذا فاسد فإن الحجة ليست في الترجمة وإنما الاعتبار بما يروى في أثناء الترجمة ولا سيما المتقدمين كابن أبي شيبة وعبدالرزاق ووكيع وغيرهم فإنهم يذكرون في أثناء الترجمة آثارا لا تطابق الترجمة وإن كان لها بها نوع تعلق وهذا في كتبهم لمن تأمله أكثر وأشهر من أن يخفى وهو في صحيح البخاري وغيره وفي كتب الفقهاء وسائر المصنفين ثم لو فهم عبد الرزاق هذا وأنه في يمين المكره لم تكن الحجة في فهمه بل الأخذ بروايته وأي فائدة في تخصيص الحلف بالطلاق بذلك بل كل مكره حلف بأي يمين كانت فيمينه ليست بشيء
)
انتهى
وهذا لايعني أن ابن القيم لم يكن يحتج بتراجم الأبواب
قال ابن القيم
(
وفيها دليل على الأخذ بالقرائن في الاستدلال على صحة الدعوى وفسادها لقوله لسعيه لما ادعى نفاد المال العهد قريب والمال أكثر من ذلك
وكذلك فعل نبي الله سليمان بن داود في استدلاله بالقرينة على تعيين أم الطفل الذي ذهب به الذئب وادعت كل واحدة من المرأتين أنه ابنها واختصمتا في الآخر فقضى به داود للكبرى فخرجتا إلى سليمان فقال بم قضى بينكما نبي الله فأخبرتاه فقال ائتوني بالسكين أشقه بينكما فقالت الصغرى لا تفعل رحمك الله هو ابنها فقضى به للصغرى فاستدل بقرينة الرحمة والرأفة التي في قلبها وعدم سماحتها بقتله وسماحة الأخرى بذلك لتصير أسوتها في فقد الولد على أنه ابن الصغرى
فلو اتفقت مثل هذه القضية في شريعتنا لقال أصحاب أحمد والشافعي ومالك رحمهم الله عمل فيها بالقافة وجعلوا القافة سببا لترجيح المدعي للنسب رجلا كان أو امرأة
قال أصحابنا وكذلك ولو ولدت مسلمة وكافرة ولدين وادعت الكافرة ولد المسلمة وقد سئل عنها أحمد فتوقف فيها فقيل له ترى القافة فقال ما أحسنها فإن لم توجد قافة وحكم بينهما حاكم بمثل حكم سليمان لكان صوابا وكان أولى من القرعة فإن القرعة إنما يصار إليها إذا تساوى المدعيان من كل وجه ولم يترجح أحدهما على الآخر فلو ترجح بيد أو شاهد واحد أو قرينة ظاهرة من لوث أو نكول خصمه عن اليمين أو موافقة شاهد الحال لصدقه كدعوى كل واحد من الزوجين ما يصلح له من قماش البيت والآنية ودعوى كل واحد من الصانعين آلات صنعته ودعوى حاسر الرأس عن العمامة عمامة من بيده عمامة وهو يشتد عدوا وعلى رأسه أخرى ونظائر ذلك قدم ذلك كله على القرعة
ومن تراجم أبي عبد الرحمن النسائي على قصة سليمان هذا
باب الحكم يوهم خلاف الحق ليستعلم به الحق
والنبي لم يقص علينا هذه القصة لنتخذها سمرا بل لنعتبر بها في الأحكام بل الحكم بالقسامة وتقديم أيمان مدعي القتل هو من هذا استنادا إلى القرائن الظاهرة)
انتهى
ولعل الجمع بين أقواله واضح
والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[20 - 08 - 03, 08:23 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الكريم ابن وهب ونفعنا بعلمك
وللشيخ بكر أبو زيد كلام في أحد مصنفاته حول هذه المسألة وأتى فيها بنقولات متعددة، فليت أحد الإخوة يتحفنا بها إتماما للفائدة.(4/457)
للمذاكرة: هل تنقد الآثار كما تنقد الأحاديث المرفوعة؟
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[11 - 07 - 03, 12:34 ص]ـ
ومرادي: هل نتعامل في نقدنا للآثار المروية عن الصحابة والتابعين رضي الله عنهم جميعاً كما نتعامل مع أسانيد الأحاديث المرفوعة؟ من حيث تطبيق علل التفرد،وغرابة السند ... الخ؟
هذا محل بحث،فقد رأيت من بعض مشايخنا والباحثين اختلافا في هذا،فمنهم من يرى أن الآثار يُتَخفف فيها،ولا يتشدد فيها كما يُتشدد في الأسانيد المرفوعة.
عندي رأي أذكره للمذاكرة لا عن دراسة،وهو ـ باختصار شديد ـ:
أنه ينبغي التفريق بين الآثار التي يحتج بها في الأحكام،والآثار التي تذكر في باب الرقائق ونحوه ـ ما لم يحتج بها أحد على مشروعية عملٍ ما ـ فما كان من القسم الأول،فلا بد من نقده نقداً يماثل ما تُنْقدُ به الأحاديث المرفوعة،وأما الثاني فلا ينبغي التشدد فيه.
فما رأي الإخوة الكرام؟؟.
ـ[الدرع]ــــــــ[11 - 07 - 03, 12:44 ص]ـ
لعلك تستفيد من هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=5438&highlight=%C7%E1%E3%E6%DE%E6%DD%C9
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[11 - 07 - 03, 12:49 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الدرع،ليست هذه المرة الأولى التي أطرح فيها موضوعاً،وأتفاجأ بطرحه قديماً في الملتقى،ولعل حداثة مشاركتي هي السبب!!
جزاك الله خيراً مرة أخرى.(4/458)
(استمع): مجلس حديثيّ للشيخ عبد الله السعد
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[12 - 07 - 03, 04:23 م]ـ
في هذا (المجلس الحديثيّ):
1 ــ يروي الشيخ حديث أبي ذر الغفاري (يا عبادي) بسنده عن مشايخه.
2 ــ شرح الحديث.
3 ــ الإجازة الحديثية.(4/459)
معنى قول الإمام ابن معين في الراوي: (مُظلم)
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[16 - 07 - 03, 04:42 ص]ـ
قال يحيى بن معين في ترجمة (عبد الله بن نعيم بن همام) من ((التهذيب)): مُظلم.
قال النباتي: قول ابن معين مُظلم، يعني أنه ليس بمشهور.(4/460)
الأسئلة والأجوبة الحديثية للشيخ د. الشريف حاتم العوني
ـ[الرايه]ــــــــ[17 - 07 - 03, 08:26 م]ـ
سأحاول أن اجمع أسئلة الشيخ هنا لنستفيد منها ....
كيف يمكن الحكم بموافقة الإمام الذهبي من عدمها لتصحيح الإمام الحاكم في مستدركه على الصحيحين، من خلال تعليقاته على الأحاديث؟ فإنه أحياناً يقول: صحيح. ويسكت, وأحياناً ينتقد, وأحياناً لا يعلق شيئاً بل يكتفي بالصمت!. ثم هو في البداية لم يذكر منهجه في التعليق على المستدرك, وهل يمكن أن تعتمد أحكامه في هذا التعليق؟. وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن والاه. أما بعد ..
أقول وبالله التوفيق: إن الإمام الذهبي قد قام باختصار (المستدرك)، كما قام باختصار كتب أخرى كثيرة، والأصل في الاختصار ألاّ يكون فيه إضافة من مختصره، بل يقتصر على بعض ما في أصله، دون زيادة، لكن الإمام الذهبي لم يكن يخلي مختصراته من تعقبات وفوائد ينشرها في الكتاب، وهي خارجة عن أصل شرط الكتاب، بل هي فضلة يتبرع بها الذهبي على المستفيدين، فتأتي هذه الإضافات على غير قاعدة مطردة، بل تأتي كيفما اتفق وتيسَّر.
أضف إلى ذلك الأصل: أن الذهبي لم يذكر عبارة صريحة بأنه إن نقل حكم الحاكم وسكت عليه يكون موافقاً له، أو أنه لا يكون مخالفاً له إلا إذا تعقب حكمه! ونسبة رأي إلى الذهبي
لا بد أن يكون متيقناً أو غالباً على الظن، أما والظن الغالب بخلاف تلك النسبة، فلا تصح.
وواضح من خلال كتاب الذهبي أنه إنما ينقل عقب كل حديث حكم الحاكم عليه، ثم إذا أراد أن يتعقبه قدم التعقب بقوله: (قلت)، وعلى هذا فكل ما خلا عن كلمة (قلت)، فليس هو إلا رأي الحاكم.
أما الاستدلال بتعقيب الذهبي على أن سكوته يدل على الإقرار، فهو استدلال ضعيف؛ لأنه خلاف الأصل في عمل المختصر، الذي لا يعدو سكوته أن يكون نقلاً لما في الأصل.
ويدل على أن الذهبي لم يلتزم التعقب في كل ما يخالف فيه الحاكم - سوى ما سبق- الأمور التالية:
-قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" في ترجمة الحاكم، مجلد (401هـ- 420هـ) - (132)، وهو يتحدث عن (المستدرك):"ففي المستدرك جملة وافرة على شرطهما، وجملة كبيرة على شرط أحدهما. لعل مجموع ذلك نحو النصف، وفيه نحو الربع مما صح سنده وفيه بعض الشيء، أو له علة. وما بقي، وهو نحو الربع، فهو مناكير وواهيات لا تصح، وفي بعض ذلك موضوعات، قد أعلمت بها لما اختصرت هذا المستدرك، ونبهت على ذلك".
فهذا النص يدل على أن الذهبي لم يعتن ببيان كل الواهيات، وإنما اعتنى بالتعليق على بعضها، وخاصة الموضوعات. ألا ترى أنه ذكر أن ربع الكتاب مناكير وواهيات، في حين أنه لم يتعقب إلا قدر ثمن الكتاب، حيث إن عدد أحاديث الحاكم يبلغ (9045)، وعدد تعقبات الذهبي (1182) حديثاً، في حين أن ربع أحاديث كتاب الحاكم هو (2261)، وهذه الإحصائية مستفادة من مقدمة تحقيق مختصر استدراك الذهبي لابن الملقن (8/ 9)، وبناءً على ذلك فإن الذهبي كان يعلم بوجود ضِعْفِ الأحاديث التي تعقبها في المستدرك من الواهيات، وقد سكت عنها؛ فهل يصح أن نعتبر سكوته بعد ذلك إقراراً؟ بل إن ربع المستدرك عند الذهبي -سوى الربع الأول-، أحاديث ظاهرها الصحة، ولها علل خفية تقدح في صحتها، وعلى هذا: فالذهبي كان يعلم أنه لم يتعقب إلا قدر ربع الأحاديث المنتقدة عنده هو، فكيف يعتقد أن سكوته إقرار وموافقة بعد ذلك؟!!
ومما يشهد لذلك أيضاً: انتقاد الذهبي لغيرما حديث في المستدرك، في غير المختصر من كتبه الأخرى، مع سكوته عنه في المختصر، ومن ذلك:
(1) فلما صحح الحاكم حديثا (1/ 544 - 545)، وسكت عنه الذهبي في المختصر، ذكره في الميزان (1/ 136 رقم 547) حاكماً عليه بالبطلان، ثم قال: "قال الحاكم: صحيح الإسناد. قلت: كلا. قال: فرواته كلهم مدنيون. قلت: كلا. قال: ثقات. قلت: أنا أتهم به أحمد".
(2) وصحح الحاكم حديثاً آخر (2/ 545)، وسكت عنه الذهبي في المختصر، لكنه قال في الميزان (3/ 179 رقم 6042):"صححه الحاكم، وهو حديث منكر كما ترى".
(3) وصحح الحاكم حديثاً ثالثاً (2/ 493)، وسكت عنه الذهبي في المختصر، وقال في العُلُو للعلي العظيم (1/ 593 رقم 146): "شريك وعطاء فيهما لين، لا يبلغ بهما رد حديثهما، وهذه بلية تحير السامع، كتبتها استطراداً للتعجب، وهو من قبيل اسمع واسكت".
وبعد هذا كله، لئن أصرَّ من فرط منه رأي سابق في هذه المسألة، على أن سكوت الذهبي عن تعقب الحاكم إقرار منه وموافقة، أقول له: ما قيمة هذا الإقرار؟ وقد صرح الذهبي بأن مختصره للحاكم يعوزه عمل وتحرير، كما في السير (17/ 176)، وبلغ هذا الإعواز إلى حد أنه لم يتعقب إلا نحو ربع ما يستحق التعقب عنده. إن الإصرار على ذلك الرأي إن هو إلا شين للذهبي لا زين، وتمسك بحبل رث غير متين!!!
وهذا التقرير بأدلته -لا شك- أنه أولى من تقليد بعض أهل العلم، الذين اعتبروا مجرد سكوت الذهبي إقراراً، كالسيوطي في النكت البديعات (197)، والمناوي في فيض القدير، والحسيني في البيان والتعريف، وغيرهم من العلماء المعاصرين.
والله أعلم، والحمد لله وحده، - وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن اتقى حده-.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=17410
¥(4/461)
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[26 - 10 - 06, 12:41 م]ـ
نرجو من الاخ الكريم ان يتم ما بدا به(4/462)
هل كل ما في التتبع منتقد عند الدارقطني؟
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[17 - 07 - 03, 09:07 م]ـ
هل كل ما في التتبع منتقد عند الدارقطني؟
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[18 - 07 - 03, 04:23 ص]ـ
إسأل الشيخ يا أبا مسهر:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=10560
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 07 - 03, 11:59 ص]ـ
نعم أخي الكريم، الأصل فيما يذكره الدارقطني في التتبع هو أنه منتقد عنده، كما ذكر هو في المقدمة بقوله (ابتداء ذكر أحاديث معلولة اشتمل عليها كتاب البخاري ومسلم أو احدهما بينت عللها والصواب منها)
وللفائدة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=7684
قال أبو بكر كافي في (منهج الإمام البخاري في تصحيح الأحاديث وتعليلها) ص 221 - 223
وفي ضوء هذا الواقع نستطيع أن نفهم منهج الإمام الدارقطني في كتابه "التتبع" لأن كثيراً من الناس يرى أن الدار قطني قصد انتقاد الشيخين في جميع ما يذكره، وقد أوضح الإمام الدارقطني منهج كتابه وموضوعه حيث يقول في مستهله "ابتداء ذكر أحاديث معلولة اشتمل عليها كتاب البخاري ومسلم أو احدهما بينت عللها والصواب منها" ().
وهذا النص واضح جداً أن موضوع الكتاب هو ذكر أحاديث معلولة اشتمل عليها كتاب البخاري ومسلم أو أحدهما مع بيان عللها والصواب منها، وأنه لم يلمح فيه أن الانتقاد سوف يوجه صوب صنيع الشيخين في صحيحهما على أساس أن كلاً منهما قد أخل في شرط كتابه، لأنه قال "اشتمل عليها" ولم يوضح على أي وجه اشتمل عليها، وهو شامل لجميع أنواع الأحاديث، سواء اشتمل عليها على وجه الاحتجاج أم على وجه الاستناس والاحتياط والاستشهاد أم على وجه التبع وشرح العلل، ولم يقل – رحمه الله – "ذكر أحاديث معلولة احتج بها الشيخان وهي مخالفة لشروطهما".
والذي يبدو عند إمعان النظر في كتاب "التتبع" أن الأحاديث التي بين عللها تصنف على أنواع:
منها الأحاديث التي احتج بها البخاري ومسلم.
ومنها ما أورده كل منهما في المتابعات.
ومنها ما أورده كل منهما على سبيل الاحتياط والاستئناس.
ومنها ما أورده كل منهما على سبيل التبع وبيان العلل.
ومنها ما ذكره مسلم في المقدمة.
أما النوع الأول فعدده قليل جداً بالنسبة إلى الأنواع الأخرى إلا النوع الأخير. والذي يصلح فيه القول أن الشيخين قد أخلا فيه بشروطهما والتزامهما بها هو النوع الأول دون سواه، فإن الأنواع الأخرى كلها خارج الأصول، ولم يذكر شيئاً منها إلا على سبيل الاعتضاد أو الاحتياط أو الاستئناس أو التتبع وشرح العلة. وغاية ما يقال بالنسبة إلى هذه الأنواع أن الإمام الدارقطني أوضح السبب الذي كان يدفع كلاً من البخاري ومسلم إلى أن يذكر الأحاديث على ذلك النحو هو وجود العلة فيها، وفي نفس الوقت فإن الغمام الدارقطني يفدنا من خلال تتبعه لأحاديث الصحيحين دقة الشيخين في تصحيح الأحاديث وتعليلها ووضعها في مواضعها اللائقة بها من الصحيح، أما البخاري فكثيراً ما يرويها معلقة بينما مسلم يوردها في أواخر الباب غالباً ().
ومن هنا نستطيع أن نقسم الأحاديث التي انتقدها الدارقطني في صحيح البخاري ومسلم إلى ثلاثة أقسام هي:
الأول: القسم المتفق عليه، وأعني به الأحاديث التي أعلها الدارقطني وقد أشار البخاري أو مسلم – رحمهما الله – إلى علتها بما يفهمه أهل المعرفة، وفي كثير منها يذكر الدار قطني الخلاف ولا يحكم بشيء.
ومن هذا القسم الأحاديث التي ذكرها الدارقطني وبين أنها مكاتبة أو إجازة لأنه صرح بأن مثل هذه الأحاديث حجة في قبول الإجازة والمكاتبة وكأنه يرد على بعض ما لا يصحح العمل بالمكاتبة (*).
الثاني: القسم الذي انتقده الدار قطني ويترجح فيه قول الشيخين.
الثالث: القسم الذي انتقده الدارقطني ويترجح فيه قول.
ولو قيست هذه الأحاديث التي يترجح فيها قول الدارقطني بمجموع أحاديث الصحيحين فإنها لا تتجاوز نسبة 1% إذ إن مجموع الأحاديث المنتقدة في البخاري ومسلم مائتين وعشرة من أكثر من ستة عشر ألف حديث، وهذه الأحاديث المنتقدة بعضها متفق عليه والبخاري ومسلم قد أشارا إلى العلة فيه والبعض الآخر يترجح فيه موقف الشيخين، فلنفترض أن الدارقطني قد اصاب في نصفها أي في مائة حديث وهي نسبة ضئيلة جداً، وهي مما يؤكد صحة هذين الكتابين.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=9964
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[08 - 05 - 05, 08:31 م]ـ
الان فقط عرفت انه تم الجواب على سؤالي
فجزيتم خيرا مشائخنا الأفاضل وبارك الله فيكم(4/463)
من فوائد (شرح حديث جابر في الحج) للشيخ عبدالكريم الخضير
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[18 - 07 - 03, 06:28 ص]ـ
تم بحمد الله تفريغ أشرطة شرح حديث جابر للشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله، ولعلنا نقوم بتنسيقها وعرضها على الشيخ ثم نشرها في الملتقى بِإذن الله تعالى
وهذه بعض فوائد من شرحه
قال الشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله:
يقول الإمام مسلم رحمه الله تعالى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبه وإسحاق بن إبراهيم جميعاً عن حاتم قال أبو بكر حدثنا حاتم بن إسماعيل المدني الحديث يرويه الإمام مسلم من طريق أثنين من شيوخه
وجرت عادته رحمه الله تعالى إذا روى الحديث عن أثنين أنه ينص على صاحب اللفظ يبين صاحب اللفظ
كما أنه يعني عناية فائقة ببيان فروق صيغ الأداء بين الرواة
وهنا يقول جميعاً عن حاتم فهل صيغة الأداء هنا العنعنه؟ هل يقصد الإمام مسلم بقوله عن حاتم أن كلاً من أبي بكر بن شيبه وإسحاق بن إبراهيم جميعاً قالا عن حاتم يعني يروي لنا الحديث بصفة العنعنه؟ لا بديل أنه قال (قال أبو بكر حدثنا) قال أبو بكر حدثنا
وماذا عن إسحاق المعروف عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي المعروف بابن راهوية إنه لا يقول في الأداء إلا أخبرنا فهنا عن ليس المراد بها بيان طريقة التحمل التي يعبر عنها بصيغة الأداء هنا
نعم صرح بالنسبة لأبي بكر بقوله حدثنا فعرفنا أن أبا بكر تحمله عن حاتم بن إسماعيل بطريق السماع وأما إسحاق ابن إبراهيم فلا يقول في الأداء إلا أخبرنا ولذا يفسر المهمل إذا جاء إسحاق مهملاً في الأسانيد إذا كانت الصيغة أخبرنا فهو إسحاق بن رواهوية وإذا كانت الصيغة غير أخرنا فهو غير إذاً قوله جميعاً عن حاتم هذا إخبار إجمالي عن الشيخين أنهما تحملا الحديث عن حاتم بن إسماعيل من غير تفصيل للصيغة التي نطلق بها كلاً منهما وعلى هذا إذا قال أهل العلم في كتب الرجال روى عن فلان وفلانه وفلان وروى عنه فلان وفلان وفلان هل معنى هذا أنه يروي عنه إلا بصيغة العنعنه؟ لا. هو مجرد إثبات أن هذا الشيخ من شيوخ فلان وفلان وفلان ومن تلاميذه فلان وفلان وفلان قال أبو بكر حدثنا حاتم بن إسماعيل قد يقول قائل لماذا أعاد الإمام مسلم أبا بكر ولم يعد إسحاق؟
عرفنا أن الإمام مسلم يعني بيان صاحب اللفظ ويقول حدثنا فلان وفلان وفلان واللفظ لفلان هنا ما ذكر هذا لكن جاء بأسلوب آخر حدثنا أبو بكر بن أبي شيبه وإسحاق بن إبراهيم جميعاً عن حاتم
(قال أبو بكر) أعاد أبا بكر لأنه هو صاحب اللفظ
وهذه طريقة ومنهج له إذا اعادا أحد الرواة فإنه يكون صاحب اللفظ وإلا فالأصل فإن الأمام مسلم رحمه الله تعالى يبين صاحب اللفظ فينص عليه ويقول اللفظ لفلان وهذه مما يتميز
ويمتاز صحيح مسلم عن غيره العناية الفائقة بذكر الفروق بين الرواة سواء كانت في المتون أو في الأسانيد، الإمام البخاري لا يعتني بذلك كثيراً فلا يبين صاحب اللفظ يعني بذلك يهمه أن يكون المتن محفوظ عن من ينقله ولو بالمعنى، إذا روى الإمام أن يكون المتن محفوظ عن من ينقله عنه ولو بالمعنى، إذا روى الإمام البخاري الحديث عن شيخين ولم يبين صاحب اللفظ فابن حجر وليس للأول،
وعادت مسلم يبين صاحب اللفظ البخاري يكون اللفظ للأخير منهما وهذه قاعدة ظهرت بالاستقراء لابن حجر ولكنها أغلبية وليست كلية بدليل أنه يوجد في الصحيح أحاديث يرويها البخاري من طريق أثنين وينص الحافظ في الشرح على أن اللفظ للأول لفلان هو الأول في السياق قد يتدل قائل إذا كان مسلم رحمه الله تعالى يعني ببيان صاحب اللفظ بدقة ويعتني بفروق الروايات فيذكر هذه الفروق وإن كان لا يترتب عليها فائدة قد يكون الفرق لفظة بدل لفظه لا يترتب عليها كبير فائدة وزيادة حرف أو نقص حرف وهذا مما يمتاز به من هذه الحديثية فهل ينصح بمن أراد الحفظ أن يبدأ بصحيح مسلم كما يصفه بعضهم لأن الإمام مسلم يعني بالألفاظ ويتحرى فيها ثم يأخذ ما زاد على ذلك من زوائد البخاري أو العكس.
الأخوة اللذين يعنون بالحفظ ويشرفون على من يحفظ ويحبهون الناس إلى البدء بصحيح مسلم لما عرفنا أنه يعتني بالألفاظ بدقة ثم يأخذون ما زاد في البخاري على مسلم لكن هل هذا المنهج صحيح أو نقول البداءة بالبخاري ثم تؤخذ زوائد مسلم لإن البخاري أصح عن جماهير أهل المعلم قال: الحافظ العراقي في الغية الحديث:
أول من صنف في الصحيح ... محمد خص بالترجيح
ومسلم بعدُ إلى آخر ما قال رحمه الله تعالى
، أقول لابد من العناية بالبخاري ثم تؤخذ الزيادات من صحيح مسلم
ولا يختلف الإمام البخاري عن مسلم في جواز الرواية بالمعنى كل منهما يجيز الرواية بالمعنى فكون اللفظ الذي بين أدينا في صحيح مسلم اعتنى فيه الأمام مسلم في بيان فروق الروايات. نعم – لا يعني أن اللفظ في صحيح مسلم هو اللفظ النبوي، نعم هو اللفظ لفلان ويحتمل أن يكون فلان رواه بالمعنى
وجمهور أهل العلم يجيزون الرواية بالمعنى شريطة أن يكون الراوي عارف بمدلولات الألفاظ وما يحيل المعاني هذا قول جمهور أهل العلم فليس معنى هذا أن الألفاظ الموجودة في صحيح مسلم ومتون الأحاديث هي الفاظ النبي عليه الصلاة والسلام هي الفاظ من نسبت إليه من الرواة بدقة لكن هؤلاء الرواة رووه عن النبي عليه الصلاة والسلام بالمعنى وقد تكون باللفظ والأمر كذلك في صحيح البخاري هي مروية بالمعنى لأن جمهور أهل العلم يجيزون الرواية بالمعنى وقد يكون بعضها بلفظ النبي عليه الصلاة والسلام أوجلها، ومن باب الاستقراء أهل العلم ينصحون المتفقة إذا أراد أن يتفقه في السنة أن يقدم أبا داوود والترمذي على الصحيحين هذا استطراد لا علاقة له فيما نحن فيه لقرب الفائدة منهما ثم بعد ذلكم يعني بالصحيحين ثم المرحلة الثالثة بالنسائي وابن ماجه.
يتبع بإذن الله تعالى.
¥(4/464)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[18 - 07 - 03, 06:40 ص]ـ
قال الشيخ حفظه الله
يقول ابن حجر في فتح الباري جزم المصنف بوجوب العمرة وهو متابع في ذلك للمشهور عن الشافعي والإمام أحمد وغيرهما من أهل الأثر والمشهور عن المالكية أن العمرة تطوع وهو قول الحنفية
ابن حجر يقول وهو متابع في ذلك للمشهور عن الشافعي وأحمد هذا الكلام فيه نظر!
لأن الأمام البخاري رحمه الله تعالى أحد الأئمة المجتهدين بل هو من كبار الفقهاء من نظر في صحيحه، وتراجمه وفي دقة نظره ودقة استنباطه وقارن بين الأقوال وبين أقوال أهل العلم وجده من نمط الشافعي وأحمد ومالك وسفيان وإسحاق وغيرهم فليس بمقلد رحمه الله
فالإمام البخاري رحمه الله تعالى لا يتابع أحداً وصحيحه وماتضمنه من أختيارات يدور فيها مع النص يخالف فيها الأئمة أو بعضهم
دليل على ذلك هذا في الثالث ص 597.
و سبق في الجزء الأول ص 243 من الفتح زلة من الحافظ حيث قال إن جميع ما يورده البخاري من تفسير الغريب إنما ينقله عن أهل الفن كأبي عبيدة والنظر بن شميل والفراء وغيرهم
هذا مقبول لا بأس به لأن اللغة إنما تكون بالتلقي لا بالاستنباط
يقول وأما المباحث الفقهية فأغلبها مستمدة له من الشافعي وأبي عبيد وهذا الذي فيه الكلام!
وهو أن الإمام البخاري مجتهد، لا يقلد لا الشافعي ولا أحمد ولا أبا عبيد.
وأعظم من ذلك قوله أما المسائل الكلامية فأكثرها من الكرابيسي وابن كلاب ونحوهما!!!!
هذه زلة وهفوة من الحافظ رحمه الله فالبخاري مجتهد في الأحكام كما تقدم كما أنه على معتقد أهل السنة والجماعة كما يظهر ذلك جلياً لمن قرأ الصحيح في مسائل الإيمان والتوحيد وغيرها
ومن أراد أن يعرف الفرق بين مذهب الإمام البخاري وبين ابن كلاب "الكرابيسي" وغيرهما فليقرأ في درء تعارض العقل والنقل في الجزء الأول ص270 – 276 يعرف الفرق بين الإمام البخاري وبين هؤلاء.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[18 - 07 - 03, 06:44 ص]ـ
وقال الشيخ حفظه الله:
وعلى كل حال الترمذي رحمه الله تعالى لا يعتد به جمهور العلماء لأنه متساهل في التصحيح.
نعم هو يصحح بالمجموع بمجموع الطرق والشواهد التي يذكرها بقوله وفي الباب لكن إذا لم يوجد للخبر شاهد وصححه الإمام الترمذي وفيه الضعف الظاهر دل ذلك على أنه متساهل كما هنا.
ولذلك قال الذهبي وغيره جمهور العلماء لا يعتمدون بتصحيح الترمذي لأنه متساهل.
ومنهم من يعتد بتصحيح الترمذي وهم جمع من أهل العلم بل بالغ الشيخ أحمد شاكر رحمه الله تعالى فزعم أن تصحيح الترمذي معتبر وتصحيحه توثيق لرجاله، على هذا يكون الحجاج هنا ابن أرطاه ثقة عند الترمذي ومن يقلد الترمذي كأحمد شاكر
ولكن الشيخ أحمد شاكر واسع الخطو جداً متساهل في التصحيح كما أنه متساهل في توثيق الرواة ففي حاشيته على الترمذي، ما يزيد على عشرين راو وثقهم وجمهور العلماء على تضعيفهم.
ـ[الرايه]ــــــــ[19 - 12 - 03, 11:02 م]ـ
بارك الله في الشيخ عبد الرحمن
وننتظر البقية
لقرب موسمها
نفع الله بكم
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[20 - 12 - 03, 01:35 ص]ـ
جزاك الله خيرا على التذكير
والكتاب مصفوف جاهز ولكن الشيخ لم يراجعه بعد
ونسأل الله أن ييسر ويعين.
ـ[خالد بن عبدالله بن ناصر]ــــــــ[06 - 01 - 04, 06:56 ص]ـ
أخي الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قالت:
الكتاب مصفوف جاهز ولكن الشيخ لم يراجعه بعد
ونسأل الله أن ييسر ويعين.
وتعلم أن الحج قد قرب وقته ....... فهل طبع الكتاب؟؟؟
أو أكمل لنا الشرح بارك الله فيك وفي الشيخ.(4/465)
مثال على ان ابا هريرة كان يروي الاسرائليات عن كعب ولا يبين ذلك
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[20 - 07 - 03, 03:03 م]ـ
وجدت في صحيح ابن خزيمة قال ان محمد بن يحيى حدثنا قال نا محمد بن يوسف ثنا الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أسكن الجنة وفيه أخرج منها وفيه تقوم الساعةقال قلت له أشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بل شيء حدثناه كعب وهكذا رواه أبان بن يزيد العطار وشيبان بن عبد الرحمن النحوي عن يحيى بن أبي كثير
3/ 115 /1728
فان قلت قد خالف يحيى بن كثير
محمد بن ابراهيم التيمي فرواه عن ابي سلمة عن ابي هريرة مرفوعا
قلت:
الراجح من هاتين الروايتين عن ابي سلمة رواية يحيى بن ابي كثير عنه أي عن ابي هريرة عن كعب وتكون رواية محمد بن ابراهيم لتلك الجملة مدرجة وهي من كلام كعب
ومن المرجحات على هذا الذي قلناه
1. ان يحيى بن كثير اثبت من محمد بن ابراهيم التيمي بكثير وهو مقدم حتى على الزهري عند الاختلاف واعلم الناس بحديث اهل المدينة
2. ان في بعض الطرق عن محمد بن ابراهيم لم تذكر هذه الجملة وهذا احدى الطرق لمعرفة الادراج
3. ان رواية يحيى بن كثير عن ابي سلمة قصيرة يسهل حفظها على الراوي عكس رواية محمد بن ابراهيم الطويلة والتي يتطرق اليها الخلل والخطا وتحمل الراوي على الرواية بالمعنى ولهذا السبب لم يقيدوا الادراج باخر الخبر وان كان يعز الادراج في اول الخبر
4. ان الذي بين ان تلك الجملة من قول كعب عنده زيادة علم فهو أولى كما هو منصوص عليه في المصطلح
فان قلت: لكن روى احمد في مسنده
10552ثنا يزيد أنا محمد عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أهبط منها وفيه تقوم الساعة وفيه ساعة لا يوافقها مؤمن يصلي وقبض أصابعه يقللها يسأل الله عز وجل خيرا إلا أعطاه إياه
قلت: محمد بن عمرو ليس بقوي سئل ابن معين عن محمّد بن عمرو, فقال: ما زال الناس يتقون حديثه, قيل له: وما علة ذلك؟ قال: كان يحدث مرة عن أبي سلمة بالشيء من روايته, ثم يحدث به مرة أخرى عن أبي سلمة عن أبي هريرة
وقال الحافظ صدوق له اوهام
فان قلت: فقد اخرحه مسلم عن طريق الاعرح عن ابي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة
وكذلك رواه عبد الله بن فروخ عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قلت:
لا اعتراض على هذه الرواية المرفوعة من هذه الطريق ان قلنا بان جملة< فيه خلق آدم وفيه أسكن الجنة وفيه أخرج منها وفيه تقوم الساعة> مدرجة في الحديث وهي من كلام كعب
ووجه الجمع ان ابا هريرة سمعه من كعب فكان يحدث به كما في رواية يحيى بن ابي كثير عن ابي سلمة عنه ثم ثبت عنده ان الرسول قاله من رواية غيره من الصحابة فحدث به عن الرسول صلى الله عليه وسلم كما في رواية الاعرج وعبد االله بن فروخ عنه والله اعلم
قال ابن خزيمة
قد اختلفوا في هذه اللفظة في قوله فيه خلق آدم إلى قوله وفيه تقوم الساعة أهو عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أبي هريرة عن كعب الأحبار قد خرجت هذه الأخبار في كتاب الكبير من جعل هذا الكلام رواية من أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن جعله عن كعب الأحبار والقلب الى رواية من جعل هذا الكلام عن أبي هريرة عن كعب أميل. انتهى
وعلى كل حال فرواية بحيى بن ابي كثير عن ابي سلمة عن أبي هريرة خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أسكن الجنة وفيه أخرج منها وفيه تقوم الساعة قال قلت له أشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بل شيء حدثناه كعب دليل على ان ابا هريرة رضي الله عنه كان يحدث عن كعب ولا يبين ذلك والله اعلم
ارجوا من الاخوة الافادة
ـ[أحمد المطيري]ــــــــ[21 - 07 - 03, 09:35 ص]ـ
أخي ابا مسهر = سلمه الله
ذكرت رعاك الله أن أبا هريرة رضي الله عنه كان يروي عن كعب الأحبار ولا يبين------ ولي هنا ملاحظتين وفقك الله =
¥(4/466)
الأولى: الذي فهمته بعد قراءة ما كتبته ونقلته أخي الحبيب عكس ما عنونته فابوهريرة رضي الله عنه عندما سال أخبر ان هذا من كلام كعب ومعناه انه بين وتارة كان يرفعه للرسول صلى الله عليه وسلم
يعني أنه رضي الله عنه كان يحدد مصدرالنقل ويبينه
والثانية سأذكرها بعد إجابتك إنشاء الله عزوجل
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[21 - 07 - 03, 08:38 م]ـ
اخي احمد بارك الله فيك هذا هو التوضيح على الملاحظة الاولى
المقصود انه لايبين أي انه رواه ابتداء دون ان يقول حدثني كعب < من دون ان يعزوه اليه> حتى ان ابا سلمة سأله هل سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم لان مثل هذا القول من الامور الغيبية التي لا مجال للراي فيها فلو لم يسأله ابو سلمة ممن سمعه لما تردد البعض بالقول ان له حكم الرفع.
قال السخاوي في فتح المغيث
قال ابو عمرو الداني قد يحكي الصحابي قولا يوقفه على نفسه فيخرجه اهل الحديث في المسند لامتناع ان يكون الصحابي قاله بلا توقيف كحديث ابي صالح السمان عن ابي هريرة انه قال نساء كاسيات عاريات مميلات فمثل هذا لا يقال من قبل الراي فيكون من جملة المسند….
الى ان قال ومن الادلة للاظهر"أي الحكم بالرفع" ان ابا هريرة رضي الله عنه حدث كعب الاحبار بحديث فقدت امة من بني اسرائيل لا يدرى مافعلت فقال له كعب اانت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقوله فقال له ابو هريرة نعم وتكرر ذلك مرارا فقال له ابو هريرة افاقرا التوراة اخرجه البخاري
قال شيخنا " أي الحافظ" فيه ان ابا هريرة لم يكن باخذ من اهل الكتاب وان الصحابي الذي يكون كذلك اذا اخبر بما لا مجال للراي والاجتهاد فيه يكون للحديث حكم الرفع فتح المغيث 147 - 149
وهذا كان جوابا على هذا الكلام الذي قاله احد الاخوة
أما أبو هريرة فأظن أني قرأت عن أحد المتقدمين أن بعض الرواة كانوا يخطؤون بين مروياته عن النبي صلى الله عليه وسلم وبين ما يرويه عن كعب الأحبار. ولذلك رجح البخاري أن يكون حديثه في خلق التربة يوم السبت الذي أخرجه مسلم، أصله عن كعب الأحبار.
وعلى أية حال فغاية ما يكون عن هذا النص أن الخطأ من الرواة عن أبي هريرةوأما هو فلم يرو شيئا من الإسرائيليات إلا عندما يبين أنه سمع ذلك من كعب ومن قال بغير ذلك فعليه بالدليل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=10323
ـ[أحمد المطيري]ــــــــ[22 - 07 - 03, 06:45 ص]ـ
بارك الله فيك وهذا الذي كنت أظنه ولكني احببت التاكد
الملاحظة الثانية: ألايخشى أن يكون مانقلته بابا عندالمبتدعة مثل الرافضة وحجة لهم في الطعن في أبي هريرة رضي الله عنه بزعم أنه ينقل من أخبار بني اسرائيل ولا يبين المصدر إلا عند سؤاله
ـ[الشاذلي]ــــــــ[22 - 07 - 03, 04:28 م]ـ
اتقوا الله في أعراض الصحابة
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أحمد المطيري
ألايخشى أن يكون مانقلته بابا عندالمبتدعة مثل الرافضة؟
ـ[أحمد المطيري]ــــــــ[23 - 07 - 03, 02:01 ص]ـ
الأخ الفاضل: الشاذلي سلمه الله
جزاك الله خيرا على غيرتك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
لكن أخي الحبيب:
ممن جاء حسب كلامك الطعن بهم رضي الله عنهم مني أم من الأخ ابو مسهر؟
ثم أين الطعن الذي أشرت إليه رعاك الله؟
\
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 07 - 03, 03:23 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي أبو مسهر على هذا الموضوع. وقد فكرت فيه ملياً، ولم أستطع أن أجزم بأصل الحديث إن كان مرفوعاً أو من كلام كعب. ويبدو لي أن هذا مؤيد لكلامي السابق في خلط الرواة بين ما يرويه أبي هريرة عن كعب وبين ما يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وقولك: <<ووجه الجمع ان ابا هريرة سمعه من كعب فكان يحدث به كما في رواية يحيى بن ابي كثير عن ابي سلمة عنه ثم ثبت عنده ان الرسول قاله من رواية غيره من الصحابة فحدث به عن الرسول صلى الله عليه وسلم كما في رواية الاعرج وعبد االله بن فروخ عنه والله اعلم>> فيه بعد.
إلا إن كانت الزيادة <<فيه خلق آدم وفيه أسكن الجنة وفيه أخرج منها وفيه تقوم الساعة ... >> هي مدرجة من كلام أبي هريرة وقد أخذها من كعب. لكن عدم ذكر مسلم لما يبين ذلك يدفعني للتوقف في هذا الحديث.
الشيء الثاني أن قول ابن حجر في فتح الباري (6\ 353): <<وفيه أن أبا هريرة لم يكن يأخذ عن أهل الكتاب وأن الصحابي الذي يكون كذلك إذا أجبر بما لا مجال للرأي والاجتهاد فيه يكون للحديث حكم الرفع>> فيه نظر!
إذ أننا نستنتج من الحديث أن أبا هريرة لم يكن يقرأ التوراة. أما عن الأخذ عن أهل الكتاب، فيُقال أنه كان يأخذ من كعب الأحبار، وهذا الذي يحتاج لتحقيق.
أما طعن الرافضة فنرد عليه بأن ابن عباس (وهو من أهل البيت) قد نقل يقينا إسرائيليات في تفسيره للقرآن. فهل سيطعن به الروافض أخزاهم الله؟
ـ[الشاذلي]ــــــــ[23 - 07 - 03, 04:28 م]ـ
الأخ صاحب الموضوع كان من الممكن (لو توافرت حسن النوايا) أن يعنون الموضوع:
هل كان أبو هريرة رضي الله عنه يروي الإسرائيليات،
لكن واضح جهله بما يكتب،
الشاهد أنه فضح كل من يفتري هذه الفرية على أبي هريرة رضي الله عنه،
نسأل الله سبحانه و تعالى أن يثيبه على فضح مفهومه هذا بهذه الطريقة.
¥(4/467)
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[23 - 07 - 03, 09:19 م]ـ
بارك الله فيك اخي احمد واخي محمد الامين بارك الله فيك على هذا التعقيب والموضوع بحاجة الى بحث واثراء للخروج بنتيجة اخي الشاذلي سامحك الله على سوء الظن باخيك
ووفقنا الله واياكم لما يحب ويرضى ومن دلك حب الصحابة والدفاع عنهم فان الطعن في واحد منهم زندقة
امابعد فهذا
كان جواب عن الملاحظة الثانية للاخ احمد قبل ان ارى مشاركة الاخوين محمد الامين والشاذلي
لا اظن ان في مثل هذا فتح باب للرافضة الانجاس ولا لغيرهم من اهل الاهواء ولو كان فيها شيئ من الطعن في ابي هريرة رضي الله عنه لحذف المشرفون هذه المشاركة فالمسالة علمية اختلف فيها وهي هل اذا حكى الصحابي قولا يوقفه على نفسه الهذا حكم الرفع كاختلافهم في قول الصحابي من السنة كذا وكنا نامر بكذا فهذه من المسائل التي اختلف فيها اهل العلم بين من قال هي فيحكم المرفوع وبين من قال هي موقوفة ومنهم منفصل واعطى لكل حالة حكمها
اقوال بعض اهل العلم في هذه المسالة
قال الشوكاني رحمه الله في فتح القدير
فإن قلت هل يجوز الاقتداء بأحد من الصحابة قال في تفسير شيء من هذه الفواتح قولا صح إسناده إليه قلت لا لما قدمنا إلا أن يعلم أنه قال ذلك عن علم أخذه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإن قلت هذا مما لا مجال للإجتهاد فيه ولا مدخل للغة العرب فلم لا يكون له حكم الرفع
قلت تنزيل هذا منزلة المرفوع وإن قال به طائفة من أهل الأصول وغيرهم فليس مما ينشرح له صدور المنصفين ولا سيما إذا كان في مثل هذا المقام وهو التفسير لكلام الله سبحانه فإنه دخول في أعظم الخطر بما لا برهان عليه صحيح إلا مجرد قولهم إنه يبعد من الصحابي كل البعد أن يقول بمحض رأيه فيما لا مجال فيه للإجتهاد وليس مجرد هذا الاستبعاد مسوغا للوقوع في خطر الوعيد الشديد
واجاب الشيخ الالباني رحمه الله كما في الدرر126
س: وقفت لكم على كلام تقولون في تفسير الصحابي له حكم الرفع هل هذا بالاطلاق او ما اذا كان سببا في النزول او اذا كان لا يقال بالراي
ج: لا نحن ما نقول بالاطلاق نضع له شروطا
نحن نقول اذا صح السند بقول ما عن صحابي ما وكان هذا القول لا يمكن ان يقال بالاجتهاداو بالراي وانما ضابطه التوقيف حينئذ نقول له حكم الرفع ومع ذلك نضع لهذا القيد قيد اخرفنقول: انه لوكان هذا القول لا يقال عادة بالراي والاجتهادلانه من الامور الغيبية التي لا مجال للعقل فيها
نشترط ان لا يكون محتملا من الاسرائيليات س: هذا في اقوال الصحابة عامة او في التفسير
ج: في اقوال الصحابة عامة والتفسير من حملتها
-……….- الى
س: الذي ادخل علي الاشكال عندما ربطتم الكلام كما قرره الحاكم وهو يذكره في المستدرك باطلاق بدون هذه القيود
ج: نحن نقيد
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 07 - 03, 04:09 م]ـ
أما رواية أبي هريرة رضي الله عنه عن كعب الأحبار فهي ثابتة، وهي من الرواية عن أهل الكتاب المأذون بها بالسنة الصحيحة، وقد كان بعض تلاميذ أبي هريرة رضي الله عنه يخلط فيما يسمعه من أبي هريرة عن كعب فيجعله عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم والعكس، ولكن أصحاب أبي هريرة الحفاظ الذي رويت عنهم أحاديثه كانوا يعرفونها ويميزونها، ولعلي أذكر تخريج هذه الحكاية ثم توجيهها وبيان استغلال أعداء السنة لها
قال الإمام مسلم في التمييز ص 175
(10) حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ثنا مروان الدمشقي عن الليث بن سعد حدثني بكير بن الاشج قال قال لنا بسر بن سعيد اتقوا الله وتحفظوا من الحديث فوالله لقد رأيتنا نجالس أبا هريرة فيحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحدثنا عن كعب، ثم يقوم، فأسمع من كان معنا يجعل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كعب وحديث كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وجاء في تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج 76 ص 358 - 389:
¥(4/468)
أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنا أبو الحسن بن أيوب أنا أبو الفرج الخصاص نا محمد بن عبد الله بن محمد قال قرأت على محمد بن أحمد بن هارون قلت له أخبرك إبراهيم بن الجنيد نا محمد بن يزيد بن أبي الخصيب الأنطاكي أنا ابن لهيعة عن بكير بن الأشج عن بسر بن سعيد قال كان يقوم فينا أبو هريرة فيقول سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول كذا كذا سمعت كعبا يقول كذا كذا فعمد الناس إلى بعض ما روى عن كعب فجعلوه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) وبعض ما روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) فجعلوه عن كعب فمن ثم أنفي حديث أبي هريرة قال ابن لهيعة هو من الناس ليس من أبي هريرة
حدثنا أبو القاسم محمود بن عبد الله البستي أنا أبو عبد الله إسماعيل بن عبد الغافر ابن محمد بن أحمد الفارسي أنا أبو حفص عمر بنأحمد بن مسرور ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بهن طاهر أنا أبو حفص بن مسرور إجازة أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد الجوزقي أنا أبو حاتم مكي بن عبدان النيسابوري نا مسلم بن الحجاج نا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي نا مروان الدمشقي عن الليث بن سعد حدثني بكير بن الأشج قال قال أنا بسر بن سعيد اتقوا الله وتحفظوا من الحديث فوالله لقد رأيتنا نجالس أبا هريرة فيتحدث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ويحدثنا عن كعب ثم يقوم فأسمع بعض من كان معنا يجعل حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن كعب وحديث كعب عن رسول الله
وكذلك ذكرها الذهبي في السير (2/ 606) وابن كثير في البداية والنهاية (8/ 112).
فهذه الحكاية إسنادها صحيح، وليس فيها والحمد لله أي متمسك لأعداء السنة الذين يطعنون في أبي هريرة رضي الله عنه، فمعنى هذه الحكاية أن أباهريرة رضي الله عنه كان يحدثهم عن النبي صلى الله عليه وسلم ويحدثهم عن كعب الأحبار في نفس المجلس، فيحفظها طلابه، ولكن كان يحصل من البعض الخلط، فنبه بسر بن سعيد إلى هذا الأمر وأوصاهم بتحفظ الحديث وعدم الخلط، هذا كل مافي الأمر، فليس فيه والحمد لله حجة لأهل الضلال، وقد تلقى الأئمة أحاديث أبي هريرة رضي الله عنه ورووها وصححوهاوعملوا بها قرنا بعد قرن، ولم تكن هذه الحكاية خافية عنهم، وذلك لأنهم فهموا معناها الصحيح.
وقد شنشن أعداء السنة بهذه الحكاية وفرحوا بها، وحسبوا أن لهم فيها حجة في الطعن في أحاديث أبي هريرة رضي الله عنه
فمنهم:
محمود ابو ريه في أضواء على السنة المحمدية ص 117
ومنهم حسن السقاف في مقدمته لكتاب العلو للذهبي حيث قال بعد أن ذكرها معزوة للسير والبداية والنهاية فقط (أفادني بهذا النقل صديقنا الاستاذ أبو ياسر أمين نايف ذياب)!!!، (ومقدمة السقاف على كتاب العلو ملأها بالطعن في السنة وأهل السنة فحسيبه الله، وهو يردد فيها ما يذكره المستشرقون وأذنابهم، وهذا تطور جديد في مسيرة السقاف في نقد الأحاديث، فقد كان في كتبه السابقة مثل تعليقه على دفع شبه التشبيه ينقد الأحاديث بمخالفتها للعقل تبعا لسلفه المعتزلة وغيرهم، ولم يكن عنده فكر المستشرقين في الطعن في الأحاديث بهذه الطريقة، فنسأل الله الحماية والعافية، وهؤلاء يصدق فيهم قوله تعالى (ومن لم يجعل الله له نورا فماله من نور) ,قوله تعالى (ونذرهم في طغيانهم يعمهون))
ومنهم كذلك عبدالله بن حمود العزي في كتابه علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين، حيث نقلها عن السقاف! وفرح بها، والله المستعان.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 08 - 03, 12:31 م]ـ
حية تدافع عن أبي هريرة رضي الله عنه ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=262388#post262388)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 10 - 03, 02:15 ص]ـ
وجاء في الأنوار الكاشفة للمعلمي رحمه الله
قال (أبو رية اخزاه الله) ((وروى مسلم عن أبي هريرة: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال: خلق الله التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الإثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة .. .)) وقد قال البخاري وابن كثير وغيرهما: إن أبا هريرة قد تلقى هذا الحديث عن كعب الأحبار لأنه يخالف نص القرآن في أنه خلق السموات والأرض في ستة أيام))
¥(4/469)
أقول: هذا الخبر رواه جماعة عن ابن جريج قال ((أخبرني إسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة عن أبي هريرة قال: أخذ .. ... )) وفي الأسماء والصفات للبيهقي ص 176 عن ابن المديني أن هشام بن يوسف رواه عن ابن جريج
وقد ا ستنكر بعض أهل الحديث هذا الخبر، ويمكن تفصيل سببب الاستنكار بأوجه:
الأول أنه لم يذكر خلق السماء، وجعل خلق الأرض في ستة أيام
الثاني أنه جعل الخلق في سبعة أيام
/ والقرآن يبين أن خلق السموات والأرض كان في ستة أيام، أربعة منها للأرض ويومان للسماء
الثالث أنه مخالف للآثار القائلة: إن أول الستة يوم الأحد، وهو الذي تدل عليه أسماء الأيام: الأحد- الاثنان- الثلاثاء- الأربعاء- الخميس
فلهذا حاولوا إعلاله، فأعله ابن المديني بأن إبراهيم بن أبي يحيى قد رواه عن أيوب، قال ابن المديني: ((وما أرى إسماعيل بن أمية أخذ هذا إلا عن إبراهيم ابن أبي يحيى)) انظر الأسماء والصفات ص 276، يعني و إبراهيم مرمي بالكذب فلا يثبت الخبر عن أيوب ولا من فوقه
ويرد على هذا أن إسماعيل بن أمية ثقة عندهم غير مدلس، فلهذا والله أعلم لم يرتض البخاري قول شيخه ابن المديني وأعل الخبر بأمر آخر فإنه ذكر طرفه في ترجمة أيوب من التاريخ 1/ 1/ 413 ثم قال ((وقال بعضهم: عن أبي هريرة عن كعب. وهو أصح)) ومؤدى صنيعه أن يحدس أن أيوب أخطأ، وهذا الحدس مبني على ثلاثة أمور:
الأول: استنكار الخبر لما أمر. الثاني: أن أيوب ليس بالقوي وهو مقل لم يخرج مسلم إلا هذا الحديث لما يعلم من الجمع بين رجال الصحيحين، وتكلم فيه الأزدي ولم ينقل توثيقه عن أحد من الأئمة إلا أن ابن حبان ذكره في ثقاته وشرط ابن حبان في التوثيق فيه تسامح معروف. الثالث الرواية التي أشار إليها بقوله ((وقال بعضهم)) وليته ذكر سندها ومتنها فقد تكون ضعيفة في نفسها وإنما قويت عنده للأمرين الآخرين. ويدل على ضعفها أن المحفوظ عن كعب وعبد الله بن سلام ووهب بن منبه ومن يأخذ عنهم أن ابتداء الخلق كان يوم الأحد وهو قول أهل الكتاب المذكور في كتبهم وعليه بنوا قولهم في السبت، انظر الأسماء والصفات ص 272و 275 وأوائل تاريخ ابن جرير. وفي الدر المنثور 91:3 ((أخرج ابن أبي شيبة عن كعب قال: بدأ الله بخلق السموات والأرض يوم الأحد والإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة، وجعل كل يوم ألف سنة)) وأسنده ابن جرير في أوائل التاريخ 22:1 - الحسينية واقتصر على أوله ((بدأ الله بخلق السموات والأرض يوم الأحد والإثنين)) فهذا يدفع أن يكون ما في الحديث من قول كعب
وأيوب لا بأس به وصنيع ابن المديني يدل على قوته عنده. وقد أخرج له مسلم في صحيحه كما علمت وإن لم يكن حده أن يحتج به في الصحيح. فمدار الشك في هذا الحديث على الاستنكار، وقد يجاب عنه بما يأتي:
أما الوجه الأول فيجاب عنه بأن الحديث وإن لم ينص على خلق السماء فقد أشار إليه بذكره في اليوم الخامس النور وفي السادس الدواب وحياة الدواب محتاجة إلى الحرارة، والنور والحرارة مصدرهما/ الأجرام السماوية. والذي فيه أ ن خلق الأرض نفسها كان في أربعة أيام كما في القرآن، والقرآن إذ ذكر خلق الأرض في أربعة أيام، لم يذكر ما يدل على أن جملة ذلك خلق النور والدواب، وإذ ذكر خلق السماء في يومين لم يذكر ما يدل على أنه في أثناء ذلك لم يحدث في الأرض شيئاً، والمعقول أنها بعد تمام خلقها أخذت في التطور بما أودعه الله تعالى فيها. والله سبحانه لا يشغله شأن عن شأن
ويجاب عن الوجه الثاني بأنه ليس في هذا الحديث أنه خلق في اليوم السابع غير آدم، وليس في القرآن ما يدل على أن خلق آدم كان في الأيام الستة بل هذا معلوم البطلان. وفي آيات خلق آدم أوائل البقرة وبعض الآثار ما يؤخذ منه أنه قد كان في الأرض عمار قبل آدم عاشوا فيها دهراً فهذا يساعد القول بأن خلق آدم متأخر بمدة عن خلق السموات والأرض
فتدبر الآيات والحديث على ضوء هذا البيان يتضح لك إن شاء الله أن دعوى
مخالفة هذا الحديث لظاهر القرآن قد اندفعت ولله الحمد
¥(4/470)
وأما الوجه الثالث فالآثار القائلة أن ابتداء الخلق يوم الأحد ما كان منها مرفوعاً فهو أضعف من هذا الحديث بكثير، وأما غير المرفوع فعامته من قول عبد الله بن سلام وكعب ووهب ومن يأخذ عن الاسرائيليات. وتسمية الأيام كانت قبل الإسلام تقليداً لأهل الكتاب، فجاء الإسلام وقد اشتهرت وانتشرت فلم ير ضرورة إلى تغييرها، لأن إقرار الأسماء التي قد عرفت واشتهرت وانتشرت لا يعد اعترافاً بمناسبتها لما أخذت منه أو بنيت عليه، إذ قد أصحبت لا تدل على ذلك وإنما تدل على مسمياتها فحسب، ولأن القضية ليست مما يجب اعتقاده أو يتعلق به نفسه حكم شرعي، فلم تستحق أن يحتاط لها بتغيير ما اشتهر وانتشر من تسمية الأيام
وقد ذكر السهيلي في الروض الأنف 271:1 هذه القضية وانتصر لقول ابن إسحاق وغيره الموافق لهذا الحديث حتى قال ((والعجب من الطبري على تبحره في العلم كيف خالف مقتضى هذا الحديث وأعنق في الرد على ابن إسحاق وغيره ومال إلى قول اليهود إن الأحد هو الأول .. .. ))
وفي بقية كلامه لطائف: منها إن تلك التسمية خصت خمسة أيام لم يأت في القرآن منها شيء، وجاء فيه اسما اليومين الباقيين– الجمعة والسبت– لأنه لا تعلق لها بتلك التسمية المدخولة
ومنها أنه على مقتضى الحديث يكون الجمعة سابعاً وهو وتر مناسب لفضل الجمعة كما ورد ((إن الله وتر يحب الوتر)) ويضاف إلى هذا يوم الإثنين فإنه على هذا الحديث يكون الثالث وهو المناسب لفضله، وفي الصحيح: ((فيه ولدت وفيه أنزل علي)) فأما الخميس فإنما ورد فضل صومه وقد يوجه ذلك بأنه لما امتنع صوم اليوم الفاضل وهو الجمعة لأنه عيد الأسبوع عوض عنه بصوم اليوم الذي قبله، وفي
ذلك ما يقوي شبه الجمعة بالعيد، وفي الصحيحين في حديث الجمعة ((نحن الآخرون السابقون .. .)) والمناسب أن يكون اليوم الذي للآخرين هو آخر الآيام
هذا وفي البداية لابن كثير 71:1 ((وقد رواه النسائي في التفسير عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني عن محمد بن الصباح عن أبي عبيدة الحداد عن الأخضر بن عجلان عن ابن جريج عن عطاء عن ابن أبي رباح عن أبي هريرة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيدي فقال: يا أبا هريرة إن الله خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش يوم السابع، وخلق التربة يوم السبت)) وذكر بتمامه بنحوه. فقد اختلف على ابن جريج))
أقول: في صحة هذه الرواية عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح نظر لا أطيل ببيانه، فمن أحب التحقيق فليراجع تهذيب التهذيب 213:7 وفتح الباري 511:8 ومقدمته ص 373 وترجمتي أخضر وعثمان بن عطاء من الميزان وغيره. والله الموفق
ثم قال أبو رية ((ومن العجيب أن أبا هريرة قد صرح في هذا الحديث بسماعه من النبي صلى الله عيه وسلم وأنه قد أخذ بيده حين حدثه به. وإني لأتحدى الذين يزعمون في بلادنا أنهم على شيء من علم الحديث وجميع من هم على شاكلتهم في غير بلادنا أن يحلوا لنا هذا المشكل، وأن يخرجوا بعلمهم الواسع شيخهم من الهوة التي سقط فيها .. .. ))
أقول: لم يقع شيخنا رضي الله عنه في هوة، ولا قال أحد من أهل العلم إنه وقع فيها، أما إذا بنينا على صحة الحديث عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الحق إن شاء الله فواضح، وأما على ما زعمه ابن المديني فلم يصح عن أبي هريرة ولا عمن روى عنه ولا عن الثالث شيء من هذا، لا قوله ((أخذ رسول الله بيدي فقال)) ولا قوله ((خلق الله التربة .. .))
وأما على حدس البخاري فحاصله أن أيوب غلط، وقع له عن أبي هريرة خبران، أ حدهما ((أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال)) فذكر حديثاً صحيحاً غير هذا. والثاني ((قال كعب: خلق الله التربة يوم السبت .. .)) فالتس المقولان على أيوب فجعل مقول كعب موضع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تقدم ص 117 وقول بسر بن سعيد أنه سمع بعض من كان معهم في مجلس أبي هريرة ((يجعل ما قاله كعب عن رسول الله، وما قاله رسول الله عن كعب))
أما البيهقي فلم يقل شيئاً من عنده إنما قال ((زعم بعضهم أن إسماعيل بن أمية إنما أخذه عن إبراهيم بن أبي يحيى .. .. )) فذكر قول ابن المديني
وأما ابن كثير فإنما قال ((فكأن هذا الحديث مما تلقاه أبو هريرة عن كعب عن صحفه فوهم بعض الرواه فجعله مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأكد رفعه بقوله: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي)) فابن كثير جعل هذه الجملة من زيادة الراوي الواهم ((وهو أيوب في حدس البخاري) وهذا أيضاً لا يمس أبا هريرة، ولكن الصواب ما تقدم
ـ[الوسيط]ــــــــ[17 - 10 - 03, 03:07 ص]ـ
الشيخ الفاضل عبدالرحمن الفقيه بارك الله فيكم وفي علمكم
أحبتي في الله بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[السعيدي]ــــــــ[18 - 10 - 03, 12:32 ص]ـ
أشم من هذا السؤال انه مأخوذ من موقع رافضي
يا صاحبي ..... صاحب السؤال
عليك ان تتحدث عن الصحابي الجليل ابي هريره رضي الله عنه وعاء حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لاهل السنه والجماعه كأحد اصحاب رسولك والملازمين له في طلب العلم، وليس كأحد اصحابك في المنتدى
والله من وراء القصد
¥(4/471)
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[30 - 11 - 03, 10:12 م]ـ
لله در الحاكم ابي عبد الله رحمه الله اذ قال في المستدرك3/ 537: قد تحريت الابتداء من فضائل أبي هريرة رضى الله تعالى عنه لحفظه لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم وشهادة الصحابة والتابعين له بذلك فإن كل من طلب حفظ الحديث من أول الإسلام وإلى عصرنا هذا فإنهم من أتباعه وشيعته إن هو أولهم وأحقهم باسم الحفظ.
ونقل عن امام الائمة رحمه الله ابن خزيمة
وذكر أبا هريرة فقال كان من أكثر أصحابه عنه رواية فيما انتشر من روايته ورواية غيره من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع مخارج صحاح قال أبو بكر وقد روى عنه أبو أيوب الأنصاري مع جلالة قدره ونزول رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده
لماذا يبغضون ابا هريرة رضي الله عنه ومن هم؟
قال ابن خزيمة رحمه الله:
وإنما يتكلم في أبي هريرة لدفع أخباره من قد أعمى الله قلوبهم فلا يفهمون معاني الأخبار إما معطل جهمي يسمع أخباره التي يرونها خلاف مذهبهم الذي هو كفر فيشتمون أبا هريرة ويرمونه بما الله تعالى قد نزهه عنه تمويها على الرعاء والسفل أن أخباره لا تثبت بها الحجة
وإما خارجي يرى السيف على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ولا يرى طاعة خليفة ولا إمام إذا سمع أخبار أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم خلاف مذهبهم الذي هو ضلال لم يجد حيلة في دفع أخباره بحجة وبرهان كان مفزعه الوقيعة في أبي هريرة
أو قدري اعتزل الإسلام وأهله وكفر أهل الإسلام الذين يتبعون الأقدار الماضية التي قدرها الله تعالى وقضاها قبل كسب العباد لها إذا نظر إلى أخبار أبي هريرة التي قد رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم في إثبات القدر لم يجد بحجة يريد صحة مقالته التي هي كفر وشرك كانت حجته عند نفسه أن أخبار أبي هريرة لا يجوز الاحتجاج بها
أو جاهل يتعاطى الفقه ويطلبه من غير مظانه إذا سمع أخبار أبي هريرة فيما يخالف مذهب من قد اجتبى مذهبه وأخباره تقليدا بلا حجة ولا برهان تكلم في أبي هريرة ودفع أخباره التي تخالف مذهبه ويحتج بأخباره على مخالفته إذا كانت أخباره موافقة لمذهبه
وقد أنكر بعض هذه الفرق على أبي هريرة أخبارا لم يفهموا معناها أنا ذاكر بعضها بمشيئة الله عز وجل ذكر الإمام أبو بكر رحمه الله تعالى في هذا الموضع حديث عائشة رضى الله تعالى عنها الذي تقدم ذكري له وحديث أبي هريرة عذبت امرأة في هرة ومن كان مصليا بعد الجمعة وما يعارضه من حديث بن عمر وبالوضوء مما مست النار ذكرها والكلام عليها يطول
قال الحاكم رحمه الله وأنا ذاكر بمشيئة الله عز وجل في هذا رواية أكابر الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين عن أبي هريرة فقد روى عنه زيد بن ثابت وأبو أيوب الأنصاري وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير وأبي بن كعب وجابر بن عبد الله وعائشة والمسور بن مخرمة وعقبة بن الحارث وأبو موسى الأشعري وأنس بن مالك والسائب بن يزيد وأبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو أمامة بن سهل وأبو الطفيل وأبو نضرة الغفاري وأبو رهم الغفاري وشداد بن الهاد وأبو حدرد عبد الله بن حدرد الأسلمي وأبو رزين العقيلي وواثلة بن الأسقع وقبيصة بن ذؤيب وعمرو بن الحمق والحجاج الأسلمي وعبد الله بن عكيم والأغر الجهني والشريد بن سويد رضى الله تعالى عنهم أجمعين فقد بلغ عدد من روى عن أبي هريرة من الصحابة ثمانية وعشرين رجلا
فأما التابعون فليس فيهم أجل ولا أشهر وأشرف وأعلم من أصحاب أبي هريرة وذكرهم في هذا الموضع يطول لكثرتهم والله يعصمنا من مخالفة رسول رب العالمين والصحابة المنتخبين وأئمة الدين من التابعين ومن بعدهم من أئمة المسلمين رضى الله تعالى عنهم أجمعين في أمر الحافظ علينا شرائع الدين أبي هريرة رضى الله تعالى عنه
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 04 - 05, 09:48 ص]ـ
حول حديث التربة
فقد وقفت بحمد الله تعالى على رواية مهمة في كون هذا الحديث عن كعب الأحبار
في نسخة وكيع عن الأعمش ص 95 رقم (39) تحقيق الفريوائي
عن الأعمش عن أبي صالح عن كعب قال: (بدأ الله بخلق السموات والأرض يوم الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة ثم جعل مع كل يوم سنة).
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[03 - 04 - 05, 10:54 ص]ـ
حول حديث التربة
¥(4/472)
فقد وقفت بحمد الله تعالى على رواية مهمة في كون هذا الحديث عن كعب الأحبار
في نسخة وكيع عن الأعمش ص 95 رقم (39) تحقيق الفريوائي
عن الأعمش عن أبي صالح عن كعب قال: (بدأ الله بخلق السموات والأرض يوم الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة ثم جعل مع كل يوم سنة).
فائدة نفيسة جدا يحسن ان تضاف هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22728&highlight=%C7%E1%CA%D1%C8%C9
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 04 - 05, 10:11 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل.
وقد ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتابه (نزهة السامعين في رواية الصحابة عن التابعين) سبع روايات لأبي هريرة رضي الله عنه عن كعب الأحبار
قال ابن حجر ص81 - 88
من الروايات عن كعب الأحبار وحده:
أبو هريرة عن كعب
الحديث الأول
حديث أبي هريرة عن كعب في ساعة الجمعة
أخرجه أبو داود والموطأ (كذا في المطبوع) ومداره على محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة رفعه خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم الحديث وفيه تقوم الساعة وفيه وما من دابة في الأرض إلا وهي مصخية وفيه ساعة لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله حاجته إلا أعطاه إياها
قال كعب وذلك في كل سنة يوم فقلت بل في كل جمعة قال فقرأ كعب التوراة فقال صدق رسول الله
قال أبو هريرة فلقيت عبد الله بن سلام فذكر قصته معه في تصويب قوله وتكذيب كعب قبل رجوعه وفيه تعيينها بعد العصر من قول عبد الله بن سلام ورواه ممحمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم فجعل المرفوع ذكر
ساعة الجمعة فقط
وظاهر إن قوله فيه خلق آدم إلى آخره عن كعب فإنه قال بعد قول كعب صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها لفي كل جمعة قال متصلا به وإنه لسيد الأنام وأحبها إلى الله فيه خلق آدم إلى آخره وفيه فلقيت عبد الله بن سلام فذكر قصته
ورواه يحيى بن الضريس عن حماد بن سلمة عن قيس بن سعد عن محمد بن إبراهيم موافقة لابن إسحاق ولفظه بعد قول كعب صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل جمعة
قال أبو هريرة قلت نعم قال أتدري ما هو قلت ما هو قال فيه خلق آدم إلى آخره
وقد أخرجه أبو داود الطيالسي عن حماد بن سلمة فلم يذكر فيه خلق آدم إلى آخره وذكر ما عداه من ذكر ساعة الجمعة ومن قصة عبد الله بن سلام
ورواه روح بن عبادة عن حماد وهشام بن حسان جميعا عن قيس بن سعد نحو ابن الضريس ولفظه بعد قول كعب صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم هي في كل جمعة فأخذ فيه ذكر الجمعة فعظم أمرها وذكر فيها الغسل وقال فيه خلق آدم إلى آخره وفيه قصة عبد الله بن سلام
ورواه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال خير يوم طلعت فيه الشمس الحديث وفيه قال وقلنا أمن رسول الله سمعت هذا قال بل حدثنيه كعب الأحبار.
الحديث الثاني:
عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رفعه لو آمن بي عشرة من أحبار اليهود لآمن بي كل يهود على وجه الأرض قال أبو هريرة فقال كعب اثنا عشرة مصداقهم في سورة المائدة
الحديث الثالث:
أبو معشر عن محمد بن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن كعب الأحبار قال في كتاب الله الذي أنزل على موسى احفظ ودانيك لا تطغى فيطفئ الله نورك
الحديث الرابع:
وكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن كعب قال تعرض الأعمال كل اثنين وخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا عبدا بينه وبين أخيه شحناء
وفي رواية أو عن كعب بالشك وقال أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن كعب
ورواه عبد الله بن المبارك في كتاب الجهاد مختصرا في ذكر الشهر فقط عن زائدة به ورواه الثوري عن ميسرة
الحديث الخامس:
أبو حيان حدثني أبو زرعة بن عمرو كتب إلي أبو هريرة ثم شافهني به مشافهة إن كعب الأحبار حدثه أنه قال فيما يقرأ من التوراة فيما يجده مكتوبا إن الشيطان لا يطيق بعبد من لدن أن يمسي حتى يصبح يقول اللهم إني أعوذ باسمك وكلمتك التامة من خير ما تسأل وخير ما تعطي وخير ما تبدي وخير ما تخفى اللهم إني أعوذ بأسمائك وكلماتك التامة من شر ما تجلي به النهار ومن شر ما دجى به الليل
الحديث السادس:
ابن عجلان حدثني سعيد المقبري عن أبي هريرة أخذ كعب بيدي فقال احفظ مني اثنين إذا دخلت المسجد فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وقل اللهم افتح لي أبواب الرحمة وإذا خرجت فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وقل اللهم احفظني من الشيطان
الحديث السابع:
أحمد بن بشير عن مسعر عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن كعب قال أربعة أنهار فجرت من الجنة الفرات والنيل نيل مصر وسيحان وجيحان نهران مولد وقفه الحريني عن مسعر عن أبي هريرة لم يذكر كعبا
الحديث الثامن:
الثوري عن عكرمة عن ابن عباس عن كعب قال إذا رأيت المطر قد قحط فاعلم أن الزكاة قد منعت وإذا رأيت الوبا قد ظهر فاعلم أن الزنا قد فشا وإذا رأيت السيوف قد عريت فاعلم أن حكم الله قد ضيع فانتقم من بعضهم ببعض
الحديث التاسع:
ابن سعد ثنا معن ثنا معاوية بن صالح عن أبي فروة عن ابن عباس أنه سأل كعبا كيف تجد نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة قال نجده محمد بن عبد الله مولده بمكة ومهاجره طابة وملكه بالشام ليس بفحاش ولا صخاب في الأسواق ولا يكافئ بالسيئة ولكن يعفو ويغفر.
وذكر ابن حجر كذلك ص 100 - 102 رواية لأبي هريرة وعبدالله بن عمر عن كعب.
¥(4/473)
ـ[المقرئ]ــــــــ[05 - 04 - 05, 02:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا
فائدة متينة كنت بحاجة إليها
المقرئ
ـ[محمد محمود كيكي]ــــــــ[26 - 04 - 05, 02:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أولا جزاكم الله خيرا على هذا البحث العلمي المفيد و أسأل الله عز وجل أن يجعله في ميزان حسناتكم جميعا.
ثانيا: عندي نقطة واحدة ليست مرتبطة بشكل كبير بالموضوع لكني أحببت نقلها لكم من باب الاستفادة:
ذكر لي أحد أصدقائي في المدينة وهو أشعري من بيت السقاف أنه زار حسن السقاف في الأردن لينهل من علمه ظناً منه أنه أشعري مثله فإذا به رافضي اثنى عشري. وهو أقسم لي بذلك بعد مناقشته في الموضوع ولكنه -حسن السقاف- يحاول في كتاباته ألا يظهر ذلك حتى تنتشر كتبه ومقالاته.
آسف على الاطالة ولكن أردت نشر الخبر فقط وجزاكم الله خيرا.
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[05 - 05 - 05, 08:20 م]ـ
ومن الاحاديث التي رواها ابو هريرة رضي الله عنه عن كعب
عن موسى بن علي عن أبيه قال خرجت حاجا فأوصاني سليم بن عتر وكان قاضيا لأهل مصر في ولاية عمرو بن العاص ومن بعده إلى أبي هريرة رضي الله تعالى عنه السلام وقال إني استغفرت الغداة لأبيه ولأمه فلقيت أبا هريرة بالمدينة فأبلغته فقال وأنا استغفرت الغداة له ولأهله ثم قال كيف تركت أم خنور تريد مصر فدنوت من رفاعيتها وحالها فقال أما إنها من أول الأرضين خرابا ثم على إثرها أرمينية قال فقلت له سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أو من كعب ذو الكتابين وهو حديث صحيح
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أدى العبد حق الله وحق مواليه كان له أجران قال فحدثتها كعبا فقال كعب ليس عليه حساب ولا على مؤمن مزهد اخرجه مسلم
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[05 - 05 - 05, 10:18 م]ـ
اذا كان للامر شيء فهو بالنسبة لاخبار ابو هريرة دون الحديث.
اما ما ثبت رفعه للنبي فلا يقال فيه ذلك.
الذي استغرب منه نسبة بعض الاخبار الى الاسرائيليات وهي تخالف كتاب اهل الكتاب صراحة.
كحديث التربة وبدء الخلق يوم الاحد فانه مخالف لليهود والنصارى وكتبهم فعن اي شيء اخذ عن كعب؟
هل يوضح احدكم ذلك؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 - 05 - 05, 09:39 ص]ـ
هؤلاء هم المصدر الرئيسي لأكثر الإسرائيليات ولأكثر المنقول عن أهل الكتاب. وأكثرهم بلا أدنى ريب هو كعب الأحبار ثم وهب بن منبه. وهؤلاء كلهم (يعني أهل الكتاب الذين نقل المفسرون عنهم) كانوا يسكنون البادية مع العرب، ولا يعرفون من ذلك –ما عدا عبد الله بن سلاَم t– إلا ما تعرفه العامة من أهل الكتاب، ولا تحقيق عندهم بمعرفة ما ينقلونه من ذلك. فكم من مقولة قيل أنها في الإسرائيليات أو في الإنجيل ولم نجدها. وقد يختلفون عليها أيضاً. وقد تقدّم تكذيب عبد الله بن سلام t لكعب الأحبار، ثم تراجع كعب بعد قراءته للتوراة. فهو غير ثقة حتى في نقله عن عقائد اليهود.
أما باقي الرواة فهم نقلة عن غيرهم (وبخاصة هؤلاء). أعني ابن إسحاق وقتادة والسدي وسعيد وأمثالهم، فهؤلاء نقلة عن غيرهم، وليس لديهم اطلاع مباشر على الإسرائيليات. وعامة من يروي الإسرائيليات في التفسير هم ممن وصفوا بأنهم ينقلون الغث والسمين بغير تمييز. وقد قال الشعبي عن قتادة: «حاطب ليل». وكان الحسن البصري أيضاً يصدّق كل من حدَّثه. وكذلك ابن جريج وابن إسحاق يوصف كل منهما بأنه حاطب ليل. والسدي الكبير هو نفسه متهم بالكذب، فضلاً عن روايته عن ضعفاء ومتروكين.
وشرح ابن خلدون في مقدمته أسباب نقل المفسرين هذه الإسرائيليات فقال «والسبب هو أن العرب لم يكونوا أهل كتاب ولا علم، وإنما غلبت عليهم البداوة والأمية. وإذا تشوقوا إلى معرفة شئ مما تتشوق إليه النفوس البشرية في أسباب المكونات وبدء الخليقة وأسرار الوجود فإنما يسألون أهل الكتاب قبلهم، ويستفيدونه منهم، وهم أهل التوراة من اليهود ومن تبع دينهم من النصارى. وأهل الكتاب الذين بين العرب يومئذ بادية مثلهم ولا يعرفون من ذلك إلا ما تعرفه العامة من أهل الكتاب، ومعظمهم من حِمْيَرَ الذين أخذوا بدين اليهودية. فلما أسلموا بقوا على ما كان عندهم مما لا تعلق له بالأحكام الشرعية التي يحتاطون لها – مثل أخبار بدء الخليقة، وما يرجع إلى الحدثان، والملاحم، وأمثال ذلك. وهؤلاء مثل: كعب الأحبار، ووهب بن منبه، وعبد الله بن سلام (أقول: ذكر عبد الله t هنا خطأ كما أوضحنا)، وأمثالهم فامتلأت التفاسير من المنقولات عندهم. وفي أمثال هذه الأغراض أخبار موقوفة عليهم وليست مما يرجع إلى الأحكام، فتتحرى فيها الصحة التي يجب بها العمل. وتساهل المفسرون في مثل ذلك، وملئوا كتب التفسير بهذه المنقولات وأصلها، كما قلنا عن أهل التوراة الذين يسكنون البادية، ولا تحقيق عندهم بمعرفة ما ينقلونه من ذلك. إلا أنه بَعُد صيتهم، وعظمت أقدارهم لما كانوا عليه من المقامات في الدين والملة، فتلقيت بالقبول من يومئذ». مقدمة ابن خلدون ص 404 طبعة كتاب الشعب.
ومن عجائب الإسرائيليات التي ينقلها ابن إسحاق ما رواه ابن جرير الطبري (15|42)، قال: حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن «أبي عتاب رجل من تغلب كان نصرانياً عمراً من دهره ثم أسلم بعد فقرأ القرآن وفقه في الدين وكان فيما ذكر أنه كان نصرانياً أربعين سنة ثم عمر في الإسلام أربعين سنة قال: ... ». ومن ذلك (16|17): حدثنا ابن حميد قال: ثنا سلمة قال: ثنا محمد بن إسحاق قال: «ثني بعض من يسوق أحاديث الأعاجم من أهل الكتاب ممن قد أسلم مما توارثوا من علم ذي القرنين أن ... ». ولك أن تتخيل وهاء ما ينقله هؤلاء عن الإسرائيليات.
منقول عن: "الإسرائيليات والرواية عن اليهود في كتب التفسير الإسلامية"
¥(4/474)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[06 - 05 - 05, 12:41 م]ـ
اخي محمد الامين وفقه الله الى كل خير.
الموضوع ليس عن الاسرائيليات وانما عن اخذ ابو هريرة رضي الله عنه الاخبار وانه كان لا يبين.
لا اعرف هل خلط الموضوع بالاسرائيليات مفيد هنا!
ابو هريرة لم يأخذ شيء من كتب اهل الكتاب وينسبه الى النبي. - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وانما:
كان يسمع من كعب ويحدثه , وهذا لا يعيب ابو هريرة ولا الرواية عنه.
وموضوع الاسرائيليات والرواية عن اهل الكتاب ليس كم قال ابن خلدون بن ان الامر مختلف تماما, ورواية الاسرائيليات ليست هي المشكلة في كتب التاريخ ولا في كتب التفسير الا لم يجهل ما يقرأ.
فكتب التواريخ مليئة باخبار القصاصين وكتب التفاسير فيها الكثير من الاحاديث التي ليست بتلك.
فالمشكلة لم تكن يوما بالكتب بل بقاريئها الذي لا يميز ما ياخذ منها وما يدع. لذلك ستجد في نفس كتب التواريخ رواية لاحداث بصور مختلفة. والكاتب قد لا يرجح شيئا منها لاسباب عديدة.
فهل يستقيم قول صاحب الطرح مع ما ذكر عن ابو هريرة من حديث موقوف عليه وسؤل عنه فبين انه ليس عن رسول الله؟ والسند في الرواية مطلوب البحث فيه فيجب صحة النقل قبل اخذ الحكم.
ولكن مثل حديث التربة فانه يخالف اهل الكتابين مخالفة صريحة فكيف يرمى هذا الحديث بانه من الاسرائيليات ثم ينسب ما يوافق اصحاب السبت انه هو الصحيح؟
اكثر العلماء انما انتقد الحديث لاوهام لا تضر بالحديث والله اعلم
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[06 - 05 - 05, 08:22 م]ـ
الموضوع ليس عن الاسرائيليات وانما عن اخذ ابو هريرة رضي الله عنه الاخبار وانه كان لا يبين.
لا اعرف هل خلط الموضوع بالاسرائيليات مفيد هنا!
ابو هريرة لم يأخذ شيء من كتب اهل الكتاب وينسبه الى النبي. وانما:
كان يسمع من كعب ويحدثه , وهذا لا يعيب ابو هريرة ولا الرواية عنه.
المقصود انه لايبين أي انه رواه ابتداء دون ان يقول حدثني كعب < من دون ان يعزوه اليه> حتى ان ابا سلمة سأله هل سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم لان مثل هذا القول من الامور الغيبية التي لا مجال للراي فيها فلو لم يسأله ابو سلمة ممن سمعه لما تردد البعض بالقول ان له حكم الرفع
وكذلك الحال بالنسبة الى علي بن نافع لو لم يسأل ابا هريرة رضي الله عنه عن هذا الحديث لما تردد بعض العلماء بالقول انه في حكم الرفع هذا هو اصل المسألة
وقد قال الشيخ محمد الامين مرة
وعلى أية حال فغاية ما يكون عن هذا النص أن الخطأ من الرواة عن أبي هريرةوأما هو فلم يرو شيئا من الإسرائيليات إلا عندما يبين أنه سمع ذلك من كعب ومن قال بغير ذلك فعليه بالدليل
فجئنا بما نظنه دليلا والله أعلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 - 05 - 05, 10:03 ص]ـ
بارك الله بك أخي الفاضل أبا مسهر
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[07 - 05 - 05, 01:44 م]ـ
وقد قال الشيخ محمد الامين مرة
وعلى أية حال فغاية ما يكون عن هذا النص أن الخطأ من الرواة عن أبي هريرةوأما هو فلم يرو شيئا من الإسرائيليات إلا عندما يبين أنه سمع ذلك من كعب ومن قال بغير ذلك فعليه بالدليل
هذا الكلام يختلف كثيرا عن الطرح
وكذلك النقل عن ابن خلدون كلام يختلف كثيرا ويغير الحقائق:فقول الشيخ محمد الامين:
هؤلاء هم المصدر الرئيسي لأكثر الإسرائيليات ولأكثر المنقول عن أهل الكتاب. وأكثرهم بلا أدنى ريب هو كعب الأحبار ثم وهب بن منبه. وهؤلاء كلهم (يعني أهل الكتاب الذين نقل المفسرون عنهم) كانوا يسكنون البادية مع العرب،
قد لا ترى اي مشكلة في العبارة انهم كانوا يسكنوا البادية وليسوا من سكان الحضر. ولكنها حقيقة كلام غير صحيح فكعب سكن حمص فكيف يكون من اهل البادية؟
على كل حال لنعد الى الحديث:
قال ابن خزيمة:
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان المرادي نا عبد الله بن وهب قال و أخبرني بن أبي الزناد عن أبيه عن موسى بن أبي عثمان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سيد الأيام يوم الجمعة فيه خلق آدم و فيه أدخل الجنة و فيه أخرج منها و لا تقوم الساعة إلا يوم الجمعة
قال أبو بكر: غلطنا في إخراج هذا الحديث لأن هذا مرسل
موسى بن أبي عثمان لم يسمع من أبي هريرة أبوه أبو عثمان التبان روى عن أبي هريرة أخبارا سمعها منه
¥(4/475)
فرفعه الى النبي انما بين ابن خزيمة حكمه فيما يرجح له
السؤال لطارح الموضوع
لم لم تنقل كلام ابن خزيمة الذي وجدته الى اخر كلامه وهو:
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن ابراهيم الدروقي حدثنا محمد بن مصعب ـ يعني القرقسائي ـ ثنا الأوزاعي عن أبي عمار عن عبد الله بن فروخ عن أبي هريرة: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم و فيه أدخل الجنة و فيه أخرج منها و فيه تقوم الساعة
قال أبو بكر: قد اختلفوا في هذه اللفظة في قوله فيه خلق آدم إلى قوله و فيه تقوم الساعة أهو عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم أو عن أبي هريرة عن كعب الأحبار؟ قد خرجت هذه الأخبار في كتاب الكبير من جعل هذا الكلام رواية من أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم و من جعله عن كعب الأحبار و القلب إلى رواية من جعل هذا الكلام عن أبي هريرة عن كعب أميل لأن محمد بن يحيى حدثنا قال: نا محمد بن يوسف: ثنا الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة:
خير يوم تطلع فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم و فيه أسكن الجنة و فيه أخرج منها و فيه تقوم الساعة قال قلت له: أشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم؟ قال: بل شيء حدثناه كعبو هكذا رواه أبان بن يزيد العطار و شيبان بن عبد الرحمن النحوي عن يحيى بن أبي كثير
قال أبو بكر: و أما قوله: خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فهو عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم لا شك و لا مرية فيه و الزيادة التي بعدها: فيه خلق آدم إلى آخره هذا الذي اختلفوا فيه فقال بعضهم عن النبي صلى الله عليه و سلم و قال بعضهم: عن كعب
قال الألباني: إسناده ضعيف القرقسائي صدوق كثير الغلط كما في التقريب لكن المتن صحيح ثابت برواية الثقات والأثبات انظر مسلم - الجمعة 17 و 18
وعلق على قول المصنف: " قد اختلفوا في هذه اللفظة ... . " الخ - بقوله: والحديث كله صحيح مرفوعا بلا ريب ويكفي أم مسلما أخرجه.
هذا الاقتباس من الموسوعة الشاملة
القصد ان القضية ليست كالطرح لان ثبوت اللفظ تابع للدراسة وليس لاهواء من يطرح الشبه.
ـ[هشام بن بهرام]ــــــــ[13 - 12 - 06, 03:24 ص]ـ
وحدثني عن مالك عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة أنه قال خرجت إلى الطور فلقيت كعب الأحبار فجلست معه فحدثني عن التوراة وحدثته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان فيما حدثته أن قلت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أهبط من الجنة وفيه تيب عليه وفيه مات وفيه تقوم الساعة وما من دابة إلا وهي مصيخة يوم الجمعة من حين تصبح حتى تطلع الشمس شفقا من الساعة إلا الجن والإنس وفيه ساعة لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه قال كعب ذلك في كل سنة يوم فقلت بل في كل جمعة فقرأ كعب التوراة فقال صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو هريرة فلقيت بصرة بن أبي بصرة الغفاري فقال من أين أقبلت فقلت من الطور فقال لو أدركتك قبل أن تخرج إليه ما خرجت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد إلى المسجد الحرام وإلى مسجدي هذا وإلى مسجد إيلياء أو بيت المقدس يشك قال أبو هريرة ثم لقيت عبد الله بن سلام فحدثته بمجلسي مع كعب الأحبار وما حدثته به في يوم الجمعة فقلت قال كعب ذلك في كل سنة يوم قال قال عبد الله بن سلام كذب كعب فقلت ثم قرأ كعب التوراة فقال بل هي في كل جمعة فقال عبد الله بن سلام صدق كعب ثم قال عبد الله بن سلام قد علمت أية ساعة هي قال أبو هريرة فقلت له أخبرني بها ولا تضن علي فقال عبد الله بن سلام هي آخر ساعة في يوم الجمعة قال أبو هريرة فقلت وكيف تكون آخر ساعة في يوم الجمعة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي وتلك الساعة ساعة لا يصلى فيها فقال عبد الله بن سلام ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم من جلس مجلسا ينتظر الصلاة فهو في صلاة حتى يصلي قال أبو هريرة فقلت بلى قال فهو ذلك
وهذا الذي في الموطأ صريح في أن أبا هريرة يحدث كعبا وليس العكس
فإذا انضاف إلى هذا أن لفظ رواية يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة التي رواها ابن خزيمة رحمه الله موقوف
فهذا قد يدل على أن أبا هريرة حدث عن كعب موقوفا، ثم لما ثبت له رفعه عن صحابة أخر صار يحدث به مرفوعا حتى حدث به كعبا نفسه، فهو لا يمكن أن يسقط كعبا وهو يحدثه كما هو صريح في تلك الرواية.
والله أعلم
السلام عليكم
ـ[هشام بن بهرام]ــــــــ[23 - 12 - 06, 08:22 م]ـ
مما يقوي أيضا احتمال تعدد السماع أن أبا سلمة بن عبدالرحمن متقدم وقد أدرك عبدالله بن سلام رضي الله عنه، فلا يوجد ما يعارض أن يكون أبو هريرة حدث به دون الرفع حتى سمعه من صحابة أخر كعبدالله بن سلام فحدث مرفوعا.
ومما يبعد الشكوك عن اللفظ المرفوع أنه قد تابع أبا سلمة فيه الأعرج عبدالرحمن بن هرمز كما في صحيح مسلم أيضا من طريق الزهري وأبي الزناد والزهري عالم بأحاديث المدينة واختلافها وأبو الزناد ثبت حجة فالرفع دفعه بعيد في الحديث.
قال المزي في تهذيب الكمال:
قال البخاري أصح أسانيد أبي هريرة "أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة"
¥(4/476)
ـ[أبو الجراج الحنبلي السلفي]ــــــــ[28 - 01 - 07, 08:19 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخنا عبد الرحمن الفقيه فكلامه قد أبان الحق في المسألة، فما قيل عن الخلط بين رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه و سلم و رفعه إلى كعب الأحبار رضي الله عنه من قبل تلاميذ أبي هريرة و الذين رووا عنه هو الصحيح كما بين شيخنا عبد الرحمن الفقيه، فلو سلمنا بأن أبى هريرة كان يروي الإسرائليات عن كعب و لا يبين ثم يرفعها إلى النبي،فإننا بذلك نتهمه بالتدليس و كما يعلم الجميع أن الراوي المدلس هو راوٍ ضعيف و بالتالي لو قلنا عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه مدلس (حاشا أصحاب النبي أن يكونوا كذلك) فيلزمنا بأن نطرح أحاديث أبي هريرة و لا نأخذ بها و بالتالي تضيع أغلب السنة، و هذا ما يريده الشيعة الروافض و العلمانيون الحاقدون.
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[28 - 01 - 07, 09:35 م]ـ
فلو سلمنا
بأن أبى هريرة كان يروي الإسرائليات عن كعب و لا يبين ثم يرفعها إلى النبي،فإننا بذلك نتهمه بالتدليس و كما يعلم الجميع أن الراوي المدلس هو راوٍ ضعيف و بالتالي لو قلنا عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه مدلس (حاشا أصحاب (حاشا أصحاب النبي أن يكونوا كذلك) فيلزمنا بأن نطرح أحاديث أبي هريرة و لا نأخذ بها و بالتالي تضيع أغلب السنة، و هذا ما يريده الشيعة الروافض و العلمانيون الحاقدون.
من قال ان ابا هريرة رضي الله عنه كان يسمع من كعب ما يحدث به ثم ينسبه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم اين هذا القول المريض وهل هذا في ذهنك هو المدلس
ثم من قال ان المدلس ضعيف
ثم بتعريفك هذا للمدلس فكثير من الصحابة يسقطون من حدثهم من الصحابة لان اجماعهم انهم كلهم عدول
فأرجو منك التثبت وبارك الله فيك
ـ[أبو الجراج الحنبلي السلفي]ــــــــ[29 - 01 - 07, 03:43 ص]ـ
يا أخي لا أدري هل فهمت كلامي أم لا؟ و لكن على ما يبدو بأنك لم تفهمه.
أنا ناقشت ما طرحته في عنوانك "مثال على أن أبا هريرة كان يروي الإسرائليات عن كعب و لا يبين ذلك" و هذا العنوان مفاده أن أبى هريرة كان يروي إسرائليات سمعها من كعب الأحبار ثم هو ينسبها أو بالأحرى يوهم السامع أنها من حديث رسول الله. طيب أخي أنت صرحت في موضوعك أن أبا هريرة كاد ان ينسب هذا الحديث لرسول الله لولا أنه سئل عن مصدر الحديث، طبعا أنا أشكر أخي أبو مسهر على التنبيه بحيث أن ذهني ذهب مع العبارة التي كتبها (ولا يبين) و هذا الفعل أي إخفاء راو هو من تدليس التسوية و هو شر أنواع التدليس حيث قال العراقي: إنه قادح فيمن تعمد فعله. لكن بما أنني ذكرت النسب إلى رسول الله شيء لم يقله هذا يجعلني ملزما بأن أقول أنه [وضع و ليس تدليسا] و هذا أشكر عليه أخي أبو مسهر على النتبيه،
فأنت أخي في موضوعك ذكرت الإسرائليات لا غيرها و خلاصة ما فهمت من قولك أن أبا هريرة كاد ان يوهم سامعيه على أنه سمع حديثا من رسول الله لولا أن الناس سئلوه عن مصدر الحديث، وقد أشرت أن حديث الذي رواه أبو هريرة عن كعب الأحبار إنما هو من الإسرائليات و ليس حكما من أحكام الإسلام فلو أن أبا هريرة حدث عن رسول الله حديثا لم يسمعه منه بل حدثه صاحبي عنه لكان حكم هذا الحديث أنه صحيح لا غبار عليه لأن الصحابة كلهم ثقاة و عدول و لكنك يا أخي أكدت على أن هذا الذي سمعه أبو هريرة من كعب إنما هو من الإسرائليات و التي حسب الحديث الذي أوردته عن أبي هريرة أنه لم يثبت لابي هريرة أن الرسول قال بها إنما هو فقط من إسرائليات كعب الأحبار و مع هذا كما فهمت من كلامك أن أبا هريرة كاد أن ينسب هذا الحديث إلى رسول الله مع علمه أنه ليس من قول رسول الله بل هو من قول الصحابي. أي أن أباهريرة كاد حسب ما أوردت أن يضع حديثا على رسول الله. لأنه لم كما عنونت لموضوعك يروي الإسرائليات "و لا يبين ذلك" أي أنه لم يكن أمينا في نقل الحديث.
أما مسألة التدليس فمن المعروف أن التدليس هو ثلاثة أقسام تدليس الإسناد و تدليس التسوية و تدليس الشيوخ، مع العلم أن لكل قسم من هذه الأقسام مرتبة، و كما أشرت أن شر أنواع التدليس تدليس التسوية و هو كما العراقي:إنه قادح فيمن تعمد فعله، وأشهر من عرف بهذا النوع من التدليس بقية بن الوليد قال أبو مسهر: أحاديث بقية، ليست نقية، فكن منها على تقية.
و التدليس عامة بكافة أنواعه قد اختلف فيه العلماء فمنهم من يقول بعدم قبول رواية المدلس مطلقا و منهم الإمام الشافعي، و منهم من قال بالتفصيل و منهم ابن صلاح.
و عموما فما قصدته أنه لو اتهمنا أبا هريرة بالوضع للزمنا عدم الأخذ بمروياته و هذا ما يريده الشيعة الروافض و العلمانيون , و منذ فترة ليست بالطويلة كتب أحد الزنادقة عندنا يتهم أبا هريرة بوضع الأحاديث على رسول الله و كتب آخر أن أبا هريرة لم يكن صحابيا و موجة التشكيك بأحاديث أبي هريرة شملت الكثير من البلدان كمصر و المغرب و غيرها بحيث حاولت الصحافة الأجيرة باتهام أبي هريرة بشتى التهم.
و أرجوا أن يعقب على كلامي من رأى فيه خطأ حتى نسفيد بارك الله فيكم
¥(4/477)
ـ[الدكتور محمد بن عبدالله العزام]ــــــــ[29 - 01 - 07, 12:09 م]ـ
حديث التربة موجود أيضاً في أمالي الشريف المرتضى، وهو من كبار أشياخ الشيعة
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[30 - 01 - 07, 07:38 م]ـ
اخي هشام بن بهرام بارك الله فيك كلامي وكلامك سواء الا انني رجحت رواية يحيى على رواية محمد بن إبراهيم كما تقتضيه قواعد الحديث
واقول ان هذه المسألة المطروحة
علمية بحتة ومفادها هل ما يرويه الصحابي من امور الغيب او مما لا مجال للراي فيه او حتى التفسير يقبل ام لا
فما دخل العلمانيين والرافضة
قال صاحب المنار نقلا عن شيخ الاسلام رحمه الله
وما نقل عن الصحابة نقلا صحيحا فالنفس اليه اسكن مما ينقل عن التابعين لان احتمال ان يكون سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم او من بعض من سمعه منه اقوى
ولان نقل الصحابة عن اهل الكتاب اقل من نقل التابعين ومع جزم الصحابي بما يقوله كيف يقال انه اخذه عن اهل الكتاب وقد نهوا عن تصديقهم
وعلق صاحب المنار على هذا بقوله
وانت ترى ايضا انه لم يجزم بما روى عن الصحابة رضي الله عنه من ذلك وانما قال ان النفس اليه اسكن مما ينقل عن التابعين لان احتمال سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم اقوى
من احتمال سماعه من بعض اهل الكتاب لقلة رواية الصحابة عنهم
وهذا ينقض قول من اطلق الحكم بان ما قاله الصحابي مما لا يعرف بالاستدلال بل بالنقل له حكم الحديث المرفوع وقد علم ان بعض علماء الصحابة رووا عن اهل الكتاب حتى عن كعب الاحبار الذي روى البخاري عن معاوية انه قال ان كنا لنبلوا عليه الكذب
ومنهم ابو هريرة وابن عباس رضي الله عنهم ومن الصحابة من روي عن بعض التابعين الذين رووا عن اهل الكتاب فالحق ان كل من لا يعلم الا بالنقل عن المعصوم من اخبار الغيب الماضي او المستقبل وامثاله لا يقبل في اثباته الا الحديث الصحيح المرفوع الى النبي صلى الله عليه وسلم وهذه قاعدة
الامام ابن جرير الطبري التي يصرح بها كثيراانتهى كلامه فراجع المنار م 1 ص8
وعودة الى كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قال ومع جزم الصحابي بما يقوله كيف يقال انه اخذه عن اهل الكتاب وقد نهوا عن تصديقهم
فليت احد الاخوة يشرح لنا قول ابن تيمية رحمه الله
فان جزم الصحابي بما يرويه اشكلت علي كيفيته
ـ[عبد العالي]ــــــــ[07 - 02 - 07, 12:05 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
إخواني الفضلاء أرجو منكم ألا تفتحوا هذه المواضيع أمام من هب ودب
فقد إتخذها بعض الدكاترة المنحرفين من الأمور التي طعن بها على أبي هريرة رضي الله عنه
فهذه المواضيع قد تثير شكوكا عند من ليس لديه حصانة علمية،
فقد إعتمد مصطفى بوهندي في كتابه أكثر أبو هريرة هذا الكلام سببا في الطعن في الصحابي الجليل وكذالك أبو رية من قبل
ـ[عبد العالي]ــــــــ[07 - 02 - 07, 12:06 ص]ـ
والسلام عليكم
ـ[هشام بن بهرام]ــــــــ[07 - 02 - 07, 01:15 ص]ـ
بارك الله فيك يا أبا مسهر
أود أن أضيف على كلامك أن من روى الرفع هو الأعرج و عبد الله بن فروخ وأبو عثمان التبان.
ومن روى الوقف هو أبو سلمة واختلف عليه فرواه عنه يحيى بن أبي كثير موقوفا ورواه عنه مرفوعا محمد بن إبراهيم التيمي و محمد بن عمرو بن علقمة، فالجزم بأن الاختلاف هو من تعدد سماع أبي سلمة أولى عندي من جعل الاختلاف مين فوقه لأنه -كما ذكرت- قديم فيحتمل سماعه الحديث على الوجهين و لأن المرفوع رواه من العارفين باختلاف أحاديث أهل المدينة الزهري عن الأعرج و مالك من طريق أبي سلمة.
أما عن كلام شيخ الإسلام فهو يوحي بأنه رحمه الله يرى ما جزم به الصحابي مرفوعا ولا يشكل عليه الحديث قيد البحث في شيء، لأن الحديث قيد البحث كما قدمت يكون مرفوعا على شرط شيخ الإسلام رحمه الله ولا إشكال في هذا لما قدمت سابقا من قرائن.
والجزم -فيما أرى- يكون بالخبر الذي لا استثناء فيه أو ما أشبه هذا.
وقد بين شيخ الإسلام أن هذه الطائفة من الأحاديث التي يدور عليها الاختلاف المذكور من غير ما يحتاج إليه في الدين كما قال رحمه الله:
"وأما القسم الأول الذى يمكن معرفة الصحيح منه فهذا موجود فيما يحتاج اليه ولله الحمد فكثيرا ما يوجد فى التفسير والحديث والمغازى أمور منقولة عن نبينا صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه والنقل الصحيح يدفع ذلك بل هذا موجود فيما مستنده النقل وفيما قد يعرف بأمور أخرى غير النقل
فالمقصود أن المنقولات التى يحتاج اليها فى الدين قد نصب الله الأدلة على بيان ما فيها من صحيح وغيره"
والله أعلى وأعلم
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[08 - 02 - 07, 07:23 م]ـ
وفيك بارك الله
كلامك صحيح حول الحديث
فيما يخص فيما جزم الصحابي به قد اشكل علي قولك ايضا
ومع ذلك فقد وجدت ما اشكل علي من كلام شيخ الاسلام رحمه الله قد نبه اليه صاحب المنار على هامش تفسيره اي الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله قال
ههنا يجب التدقيق فيما جزم به الصحابي كيف نعلمه مع النقل عنهم بالمعنى وهل كل صحابي بلغه النهي عن تصديقهم وقد سبق لنا بحث في هذه المسالة في فاتحة التفسير ومواضع اخرى منه ص 354 مجلد10
¥(4/478)
ـ[عمر الصميدعي]ــــــــ[26 - 03 - 09, 02:24 م]ـ
السلام عليكم .... ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم ... ارجوا أن تكونو بصحة جيدة
اخوكم .... عمر الصميدعي .... طالب دراسات شرعية .. قسم الحديث ......
أنا بحاجة الى ....
1_تعريف لمصطلح الدخيل في الحديث النبوي الشريف؟
2 - هل عدد الاحاديث التي رواها ابو هريرة عن كعب الاحبار سبعة ... فقط .. وماوعلاقته .... بكعب؟
4_المصادر التي أستفاد منها في هذ الجانب؟
وبارك الله فيكم ونفعنا بعلمكم
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[شتا العربي]ــــــــ[26 - 03 - 09, 03:56 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
أما طعن الرافضة فنرد عليه بأن ابن عباس (وهو من أهل البيت) قد نقل يقينا إسرائيليات في تفسيره للقرآن. فهل سيطعن به الروافض أخزاهم الله؟
للعلم: الرافضة أخزاهم الله لا يحبون ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وليس معنى كونه من أهل البيت أنهم يحكمون بإسلامه فهم كفروا العباس وابنه.
راجع على سبيل المثال: كتاب (الشيعة وأهل البيت) لإحسان إلهي ظهير رحمه الله.
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[26 - 03 - 09, 08:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أريد في هذا الإطار أن أشير إلى عدة نقاط هامة:
(1) كون أبي هريرة أخذ عن كعب الأحبار فمعلوم، وقد نبّه عليه غير واحد من الأئمة.
(2) أنه رضي الله عنه كان لا يرفع بعض أحاديثه ولا يقول عمَّن أخذها، فيأتي تلاميذه فيرفعونها. وهذا ما نبّه عليه بسر بن سعيد كما عند مسلم في التمييز وابن عساكر في تاريخه. ولذلك تجد عدداً من القصص والإسرائيليات تعارض فيها الرفع والوقف نظراً لوهم الرواة، وبعض هذه القصص في الصحيح.
(3) أن هناك أحاديث موضوعة على أبي هريرة هو منها براء، ومنها حديث خلق التربة. فقد مال البخاري إلى أنه عن كعب، وليس هو عن كعب بل ليس له أصل عن أبي هريرة.
(4) أن البخاري رحمه الله كان يحتجّ بمراسيل الصحابة مطلقاً، والصحيح التفصيل واشتراط السماع خاصة في الصحابة المعروفين بالنقل عن أهل الكتاب، لا سيما إذا استشكل المتن أيضاً. ولذلك صحَّح البخاري مراسيل أبي هريرة مِمَّا تعارض فيها الرفع والوقف واستُنكرت متونها، كحديث كذب إبراهيم وطواف سليمان على نسائه وغيرهما.
والله تعالى أعلى وأعلم
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[05 - 06 - 10, 07:11 م]ـ
إثبات صحة هذا الأمر عن أى صحابى لا طعن به فى الصحابي
بل الواجب العلمي يقتدى تحقيق مدى صحة ذلك عن أى صحابى , و تحديد ما هى الروايات التى أرسل فيها أو رفع رفعاً خاطئاً , و ذلك له فائدة علمية عظيمة لا تخفى على اللبيب من معرفة ما كان حديثاً مما ليس بحديث.
لماذا دائما نجد من يدعون للتهاون إذا كان الخطأ فى الرواية من الصحابي أو العلة من قبله؟!! , أهذه هى الأمانة العلمية؟؟؟!!! إتقوا الله فى هذا العلم و الدين و لا تدعوا إلى أن نصم آذاننا عن الحق
ألا تعلمون أن أغلب علل المتون تكون بسبب خطأ صحابي مغفور له مثل ابن عباس رضي الله عنه
ألم يخطئ ابن عمر و كانت عائشة رضي الله عنها تصحح له , كما فى صحيح البخاري , رضي الله عنهم جميعاً
و علل المتن من أخطر العلل لأن إكتشاف سرها أمر صعب للغاية و ذلك لأن إسنادها قد يكون صحيحاً تاماً إلى الصحابي , بينما يكون الخطأ احيانا من الصحابي نفسه فى ألفاظ الحديث , و إلا ما وجدنا إختلاف و تعارض بين المتون بالرغم من صحة كل أسانيدها.
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[05 - 06 - 10, 07:26 م]ـ
(2) أنه رضي الله عنه كان لا يرفع بعض أحاديثه ولا يقول عمَّن أخذها، فيأتي تلاميذه فيرفعونها. وهذا ما نبّه عليه بسر بن سعيد كما عند مسلم في التمييز وابن عساكر في تاريخه. ولذلك تجد عدداً من القصص والإسرائيليات تعارض فيها الرفع والوقف نظراً لوهم الرواة، وبعض هذه القصص في الصحيح.
تلك الرواية الخطيرة (رواية بسر) يجب تحقيق صحة سندها و جمع طرقها
أين يمكن أن نجد ذلك التحقيق لصحة هذا الأثر الخطير لمعرفة مدى صحته؟
أيها الإخوة الكرام لا يجب ذكر أى أثر كدليل دون معرفة درجة صحته و إلا فنحن ندور فى حلقة مفرغة
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[06 - 06 - 10, 01:56 م]ـ
تلك الرواية الخطيرة (رواية بسر) يجب تحقيق صحة سندها و جمع طرقها
أين يمكن أن نجد ذلك التحقيق لصحة هذا الأثر الخطير لمعرفة مدى صحته؟
أيها الإخوة الكرام لا يجب ذكر أى أثر كدليل دون معرفة درجة صحته و إلا فنحن ندور فى حلقة مفرغة قال ابن رجب الحنبلي في فتح الباري (2/ 577): ((وروى مسلم أيضاً في كتاب التفصيل بإسناد صحيح، عن بكير بن الأشج: قال لنا بسر بن سعيد: "أيها الناس، اتقوا الله وتحفظوا في الحديث. فوالله لقد رأيتنا نجالس أبا هريرة، فيحدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحدثنا عن كعب. ثم يقوم. فأسمع بعض مَن كان معنا يجعل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كعب، ويجعل حديث كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم". ولو ذكرنا الأحاديث المرفوعة التي أعلّت بأنها موقوفة: إما على عبد الله بن سلام، أو على كعب، واشتبهت على بعض الرواة فرفعها، لطال الأمر)). اهـ
¥(4/479)
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[08 - 06 - 10, 09:41 م]ـ
أخى الكريم الأفطش بارك الله فيك و فى جهدك و زادك علما ً
و لكنى أخطأت و تسرعت فلقد كنت أعنى بقولى السابق الرواية التالية وليس رواية بسر:
وجدت في صحيح ابن خزيمة قال ان محمد بن يحيى حدثنا قال نا محمد بن يوسف ثنا الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أسكن الجنة وفيه أخرج منها وفيه تقوم الساعةقال قلت له أشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بل شيء حدثناه كعب
وهكذا رواه أبان بن يزيد العطار وشيبان بن عبد الرحمن النحوي عن يحيى بن أبي كثير
3/ 115 /1728
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 02:55 م]ـ
إقتباس: ................................................. .................................................. ............ __________________________________________________ ___________________ _ و لكنى أخطأت و تسرعت فلقد كنت أعنى بقولى السابق الرواية التالية وليس رواية بسر:-------- اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو مسهر --------------------------------------------- وجدت في صحيح ابن خزيمة قال ان محمد بن يحيى حدثنا قال نا محمد بن يوسف ثنا الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أسكن الجنة وفيه أخرج منها وفيه تقوم الساعةقال قلت له أشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بل شيء حدثناه كعب وهكذا رواه أبان بن يزيد العطار وشيبان بن عبد الرحمن النحوي عن يحيى بن أبي كثير 3/ 115 /1728 __________________________________________________ _____________________ ____ أرجو الرد على هذا , و بيان مدى صحة هذه الرواية بتوسع(4/480)
حديث بقية بن الوليد،، من كلام الشيخ عبد الله السعد
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[24 - 07 - 03, 07:45 ص]ـ
وهو عبارة عن شرح موضع من ((شرح علل الترمذي)) للحافظ النَّقَّاد ابن رجب الحنبلي رحمه الله.
قال الحافظ ابن رجب في (من حَدَّث عن أهل مصر أو إقليم فحفظ حديثهم، وحَدَّث عن غيرهم فلم يحفظ):
[ومنهم: بقية بن الوليد الحمصي أبو يُحمد:
وهو مع كثرة رواياته عن المجهولين الغرائبَ والمناكير فإنه إذا حَدَّث عن الثقات المعروفين ولم يدلس فإنما يكون حديثه جَيِّداً عن أهل الشام كَبُحَيْر بن سعد، ومحمد بن زياد، وغيرهما.
وأما روايته عن أهل الحجاز وأهل العراق فكثيرة المخالفة لرواية الثقات، كذا ذكره ابن عدي وغيره. وذكر سعيد البَرْذَعِيّ قال: قال لي أبو زرعة في حديث أخطأ فيه بقية عن المسعودي: إذا نقل بقيةُ حديثَ الكوفة إلى حمص يكون هكذا.].
قال الشيخ عبد الله السعد في كتاب ((مباحث في الجرح والتعديل)) ص؟:
بقية بن الوليد الحمصي الشامي الكلاعي، مكثر من الرواية ومشهور بالإكثار، وقد تُكُلِّمَ في بقية من أكثر من سبب:
1 ـ تُكُلِّمَ في روايته عن غير أهل بلده كما قرأنا قبل قليل.
2 ـ وتُكُلِّمَ في روايته وإكثاره عن الضعفاء والمجاهيل كما قرأنا قبل قليل.
3 ـ وتُكُلِّمَ أيضاً في تدليسه.
4 ـ وتُكُلِّمَ أيضاً في خطأه ووهمه.
فهذه الأمور الأربعة سبب التَكَلُّم في بقية بن الوليد الحمصي.
وحديث بقية أقوى ما يكون إذا جمع خمسة شروط:
الشرط الأول: أن يكون شيخه من الثقات المعروفين، لأنه كان يكثر عن الضعفاء والمجاهيل، وأحياناً رواية الثقة عن ضعيف تُضَعِّف رواية الثقة، وأحياناً رواية الثقة عن الثقة تُقَوِّي حديثه، وهذه مسألة تكلمتُ فيها في غير هذا الموضع، وذكرتُ أقسام هذه المسألة.
الشرط الثاني: أن يكون الذي حَدَّث عنه من أهل الشام، كَبُحَيْر بن سعد، ومحمد بن زياد الشامي كما تقدم في كلام ابن عدي حيث قال: [فإنما يكون حديثه جَيِّداً عن أهل الشام كَبُحَيْر بن سعد، ومحمد بن زياد، وغيرهما]، وأما روايته عن أهل الحجاز وأهل العراق فكثيرة المخالفة لرواية الثقات.
الشرط الثالث: أن يُصَرِّحَ بالتحديث بينه وبين شيخه.
الشرط الرابع: أن يُصَرِّحَ بالتحديث بين شيخه وشيخ شيخه، لأنه موصوف بتدليس التسوية، وقد وصفه بذلك أبو حاتم الرازي كما في ((العلل)) لابن أبي حاتم.
الشرط الخامس: أن يكون الرواي عنه ليس من أهل الشام وإنما من الثقات الأثبات، والسبب في ذلك أن الشاميين أو بعضهم لا ينتبهون إلى صيغ السماع، فبقية يدلس، فيقولون حدثنا، وبقية لم يقل حدثنا، وإنما قال: أن فلان قال كذا وكذا، أو عن فلان، وما شابه ذلك، فهم لا ينتبهون لهذا التدليس، وقد ذكر ذلك أبو حاتم الرازي.
فهذه الشروط الخمسة إذا توفرت أصبح حديث بقية جَيِّداً، وكلما قَلَّت هذه الشروط كلما ضَعُفَ حديث بقية بن الوليد.
ـ[المقرئ.]ــــــــ[25 - 07 - 03, 03:45 ص]ـ
شيخي خليل بن محمد: هذه الشروط الخمسة انظرها موثقة موضحة بإسهاب من الشيخ نفسه في تقديمه لكتاب الإبانة لما للصحابة من المنزلة والمكانة لحمد الحميدي ولولا طوله لنقلته وأنا ضعيف في الكتابة على الكمبيوتر والله يرعاك
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[25 - 07 - 03, 05:08 ص]ـ
قال الشيخ: وأحياناً رواية الثقة عن ضعيف تُضَعِّف رواية الثقة، وأحياناً رواية الثقة عن الثقة تُقَوِّي حديثه
لماذا Question
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[28 - 07 - 03, 11:10 م]ـ
قال الشيخ عبدالله في تقديمه لكتاب الإبانة
والراجح أن بقية صدوق يحتج بحديثه إذا اجتمعت فيه خمس شروط:
1 - إذا صُرِّح بينه وبين شيخه بالتحديث.
2 - إذا صُرِّح بالتحديث بين شيخه وشيخ شيخه لأنه أحياناً يدلّس تدليس التسوية كما في العلل لابن حاتم فقد نقل عن أبيه حديثاً سواه بقية.
3 - إذا كان شيخه ثقة، قال أحمد: إذا حدث عن قوم ليسو بمعروفين فلا تقبلوه. وقال ابن سعد: كان ثقة في روايته عن الثقات ضعيفاً في روايته عن غير الثقات.
¥(4/481)
4 - أن يكون شيخه شامياً، قال ابن المديني: صالح فيما روى عن أهل الشام وأما عن أهل الحجاز والعراق فضعيف جداً. وقال ابن عدي: إذا روى عن أهل الشام فهو ثبت وإذا روى عن غيره خلّط. وقال ابن رجب في شرح العلل ص 428: وهو مع كثرة رواياته عن المجهولين الغرائب والمناكير فإنه إذا حدث عن الثقات المعروفين لم يدلّس فإنما يكون حديثه جيداً عن أهل الشام. وأما رواياته عن أهل الحجاز وأهل العراق فكثيرة المخالفة لروايات الثقات. كذا ذكره ابن عدي وغيره ثم ذكر مثالاً على هذا في حديث رواه عن المسعودي وأخطأ فيه وقال أبو زرعة: وإذا نقل بقية حديث الكوفة إلى حمص يكون هكذا. اهـ. وهذا موجود في سؤالات البرذعي 2/ 449 لأبي زرعة.
5 - أن يكون الراوي عنه ثقة متيقِّظاً ويستحسن أن لا يكون حمصياً وذلك أن بقية قد يروي عن آخر ولا يصرح بالتحديث فيرويه الراوي عنه على أن بقية صرح بالتحديث بينه وبين شيخه وبقية لم يفعل ذلك وهذا إما أن يفعله الراوي عن بقية تعمّداً أو غفلة، قال أبو زرعة بعد سؤال عن حديث رواه أبو تقي قال: ثني بقية قال حدثي عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تبدءوا بالكلام قبل السلام فمن بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه ". قال أبو زرعة: هذا حديث ليس له أصل، لم يسمع بقية هذا الحديث من عبد العزيز إنما هو عن أهل حمص وأهل حمص لا يميزون هذا. ا. هـ. من العلل 2/ 331 - 332.
قلت: قوله – يعني أبو زرعة -: إنما هو عن أهل حمص .. أن الراوي عن بقية هنا هشام بن عبد الملك أبو تقي وهو حمصي. وقوله: أهل حمص لا يميزون هذا. يعني: لا ينتبهون إلى صيغ التحمل فيجعلون بدل العنعنة التحديث كما حصل في هذا الحديث لم يسمع هذا الحديث من عبد العزيز فيبدو أنه رواه بالعنعنة أو نحو ذلك ولم ينتبه لهذا الراوي عنه فرواه عن بقية بالسماع من شيخه.
وقال أبو حاتم بن حبان (1) وامتحن بقية بتلاميذ له كانوا يسقطون الضعفاء من حديثه ويسوونه فالتزق ذلك كله به. اهـ.
فوصل الأمر ببعض تلاميذه أنهم يسقطون الضعفاء من حديثه ويسوونه، وقد يدخل في كلام ابن حبان ما قاله أبو زرعة فيما تقدم.
وما قاله أبو زرعة وابن حبان معروف عن أهل الشام أنهم قد يسووّن الأخبار ويسقطون الضعفاء أحياناً من أحاديث شيوخهم كما كان الوليد بن مسلم يفعله في حديث الأوزاعي.
ومثله بقية كما تقدم وصفوان بن صالح ومحمد بن المصفى (2) وهؤلاء كلهم من أهل الشام، وقد اشتهر هذا النوع من أنواع التدليس عن أهل الشام وإن كان وصف به غيرهم، ومعروف عن أهل الشام التساهل حتى في إسناد الأخبار، قال
الوليد بن مسلم: خرج الزهري فقال: يا أهل الشام: ما لي أرى أحاديثكم ليست لها أزمَّة ولا خطم. قال الوليد: فتمسك أصحابنا بالأسانيد من يومئذ (3).
وهذه الشروط إذا توفرت في حديث بقية فهذا يكون من أقوى حديث وقد يُتساهل في بعضها. وهنا في هذا الحديث قد اجتمعت هذه الشروط وآدم الراوي عنه في هذا الحديث ثقة جليل معروف بالإتقان والضبط وهو ليس بحمصي وإنما نشأ في بغداد وسكن عسقلان.
وفي الملف المرفق المقدمة كاملة(4/482)
عنعنة محمد بن إسحاق والخلاف بين المتقدمين والمتأخرين فيها ...
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[26 - 07 - 03, 10:22 ص]ـ
من المسائل التى وقع فيها الخلاف بين منهج الحفاظ وبعض من مال الى منهج الفقهاء في هذا الزمن مسألة العنعنة! فمثلا تجد ان المتقدمين لايردون بالعنعنة مطلقا خلاف منهج المتأخرين.
لكن الذي يشكل على بالتحديد حال محمد بن إسحاق ... إذ ان اكثر قول من يسير على طريقة المتقدمين في هذا الزمن يقولون ان عنعنته مقبولة الا بقرينة.
والاشكال هنا اني وقفت له على الكثير من التدليس القبيح عن الضعفاء وغيرهم. وهو مكثر جدا كما نص على ذلك الحفاظ كالامام احمد وغيره.
فيكون قول من قال برد عنعنتة اذ تفرد قوى جدا من هذا الوجه وانما قبلنا العنعنة اذا لم يتفرد لوجود المتابع. او اذا وجدت قرينة دلت على ان الحديث محفوظ او أمّنا من التدليس بأي وجه.
فيكون القول الثاني هو عكس القول الاول وهو رد عنعنته الا بقرينة.
فما قولكم ...(4/483)
أجوبة السؤالات الموجهة للشيخ يحيى البكري
ـ[بندر العامر]ــــــــ[27 - 07 - 03, 01:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأجوبة على سؤالات الدورة الحديثية الأولى (بجامع الغنيم بخميس مشيط)
أسئلة الأخ الكريم هيثم حمدان
السؤال الأول: عند تخريج حديث ما .. هل يفضل ذكر أكبر عدد ممكن من المصادر التي وجد فيها الحديث .. أم يكتفى ببعضها؟.
ج/ 1 ـ الجواب عن هذا السؤال ينبني عليه معرفة الهدف من تخريج هذا الحديث أو ذاك:
1 ـ فإن كان الهدف معرفة الصحة من عدمها .. فقد نص الأئمة على أنه إذا كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما .. فإنه يكفي في ذلك تخريجه منهما .. فلا يلزم الاستكثار من المخرجين ..
قال النووي في المجموع (1: 4): ((إذا كان الحديث في صحيحي البخاري ومسلم (رضي الله عنهما) أو في أحدهما اقتصرت على إضافته إليهما ولا أضيفه معهما إلى غيرهما إلا نادرًا لغرض في بعض المواطن، لأن ما كان فيهما أو في أحدهما غنيٌّ عن التقوية بالإضافة إلى ما سواهما.
وأما ما ليس في واحد منهما فأضيفه إلى ما تيسر من كتب السنن وغيرها أو إلى بعضها: فإذا كان في سنن أبي داود والترمذي والنسائي التي هي تمام أصول الإسلام الخمسة أو في بعضها اقتصرت أيضًا على إضافته إليها: وما خرج عنها أضيفه إلى ما تيسر إن شاء الله تعالى مبينًا صحته أو ضعفه)). اهـ.
وقال ابن كثير في (تحفة الطالب بمعرفة أحاديث مختصر ابن الحاجب) (ص 98 ـ 100): ((ووجدت فيه أحاديث جمة لا يستغني من قرأه عن معرفتها ولا تتم فائدة الكتاب إلا بمعرفة سقمها من صحتها فأحببت إذ كان الأمر كذلك أن أجمعها كلها والآثار الواقعة فيه معها على حده وأن أعزو ما يمكن عزوه منها إلى الكتب الستة البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه أو إلى بعضها أو إلى غيرها إن لم يكن في شيء منها إن شاء الله تعالى فما كان في البخاري ومسلم معا أو في أحدهما اكتفيت بعزوه إليهما أو إلى أحدهما وإن كان مع ذلك في كتب السنن وإن لم يكن فيهما ولا في أحدهما وهو في السنن الأربعة قلت رواه الأربعة.
و إلا بينت من رواه منهم وما لم يكن في شيء من الكتب الستة المذكورة ذكرت من رواه من غيرهم)).
وقال ابن الملقن (804هـ) في (البدر المنير في تخريج أحاديث الشرح الكبير: ((فإن كان الحديث أو الأثر في صحيحي الإمامين البخاري ومسلم اكتفيت بعزوه إليهما، أو إليه، ولا أعرِّج على من رواه غيرهما من باقي أصحاب الكتب الستة، والمسانيد والصحاح؛ لأنه لا فائدة في الإطالة بذلك، وإن كان الحافظ مجدالدين عبدالسلام ابن تيمية اعتمد ذلك في أحكامه، لأن الغرض الاختصار، وذلك عندي بحمد الله من أيسر شيء. اللهم إلا أن يكون في الحديث زيادة عند غيرهما، والحاجة داعية إلى ذلك، فأشفعه بالعزو إليهم.
وإن لم يكن الحديث في واحد من الصحيحين عزيته إلى من خرجه من الأئمة)). اهـ.
وقال العراقي (806هـ) في المغني عن حمل الأسفار (1: 4): ((فإن كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما اكتفيت بعزوه إليه وإلا عزوته إلى من خرَّجه من بقية الستة.
وحيث كان في أحد الستة لم أعزه إلى غيرها إلا لغرضٍ صحيحٍ بأن يكون في كتاب التزم مُخرِّجه الصِّحة أو يكون أقرب إلى لفظه في الإحياء)).
وهذا نستطيع أن نسميه منهج تخريج المتون .. وهذا اللون من التخريج مختصر .. الهدف منه معرفة صحة الحديث فحسب.
أما المنهج المطول فيهتم فيه المخرج بتخريج المتون والأسانيد .. وبيان العلل والاختلاف .. وهذا نراه ونلمسه في تخاريج العلامة الألباني (رحمه الله).
2 ـ وإن كان الهدف تخريج أحاديث كتاب معين .. فإنك ملزم بأسماء صحابته من الرواة .. ومخارج حديثه .. وتقتصر عليها ولا تتوسع إلا بقدر الحاجة من أجل غرض صحيح .. كبيان زيادة .. أو نفي شذوذ .. أو بيان نكارة .. ونحو ذلك.
3 ـ وقد يكون الهدف الدربة على التخريج .. ومعرفة الاختلاف والاتفاق .. وسياق الأسانيد ومعرفة المدار .. والمتابعات والشواهد .. فهنا يلزم الاستقصاء .. والتتبع.
4 ـ وربما كان الهدف تخريج حديث بعينه وإفراده بالتصنيف .. وهذا لا حدود لسياق طرقه وتتبع رواته .. كما فعل غير واحد في حديث (إنما الأعمال بالنيات) كما سيأتي.
السؤال الثاني: ما الطريقة المثلى لترتيب المصادر عند عزو الحديث لها أثناء التخريج؟.
ج/2 ـ هنا ك ثلاث طرق معتبرة في العزو إلى المصنفات .. وسيأتي بيانها بالتفصيل والمثال .. فنختصر الجواب الآن في التالي:
الطريقة الأولى: تقديم الصحيحين .. ثم بقية الستة على حسب قوتها: أبو داود .. فالترمذي .. فالنسائي .. فابن ماجه.
الطريقة الثانية: تقديم الصحيحين .. فبقية الكتب التي شرط أصحابها الصحة .. ثم السنن .. وهكذا.
الطريقة الثالثة: على التاريخ: مالك .. فعبد الرزاق .. فابن أبي شيبة .. فأحمد .. فالدارمي .. فالبخاري .. فمسلم .. فابن ماجه .. فأبو داود .. فالترمذي .. فالنسائي ... الخ.
السؤال الثالث: هل يفضل ذكر الصحابي والتابعي وتابع التابعي الذين رووا الحديث؟.
ج/3 ـ يفضل ذكر صحابي الحديث إذا طابق اللفظ المراد تخريجه من رواية صحابي معين .. فنقول حديث كذا رواه أنس مثلاً .. أخرجه فلان وفلان ... الخ.
فتنزل بالإسناد .. كذلك فإن كان الرواة اختلفوا عن أنس في اللفظ مثلاً .. فتذكر صاحب اللفظ .. فتقول مثلاً: هذا لفظ قتادة رواه عن أنس .. أخرجه فلان وفلان.
هذا إذا كنت بصدد تخريج متن وقع لك لفظه على صورة معينة من الاختصار أو الطول.
وأما إذا كنت تعمل على كتاب معين .. أو في جمع أحاديث راو معين وتخريجها .. فالذي يحكمك المنهج المتبع في التخريج .. وهذا ما سيأتي بسطه في مناهج عرض الروايات وطرقها واختلاف الأسانيد (إن شاء الله تعالى).
والله أعلم.(4/484)
فوائد مهمة من ترجمة الحافظ الدمياطي في طبقات الشافعية الكبرى
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 07 - 03, 12:27 م]ـ
ذكر ابن السبكي في طبقات الشافعية الكبرى ج: 10 ص: 102 - 120في ترجمة الحافظ الدمياطي فوائد مهمة، فنقلت الترجمة هنا كاملة بما فيها من الفوائد.
والفوائد التي فيها كما يلي:
1 - ((تنبيه على أوهام في (نفي النقل) لابن الجوزي)) للحافظ الدمياطي
2 - ((أوهام في كتاب الاستيعاب لابن عبدالبر)) لليونيني
3 - ((تنبيهات على أوهام في صحيح البخاري)) للحافظ الدمياطي
وهذه هي الترجمة:
عبد المؤمن بن خلف بن أبي الحسن بن شرف ابن الخضر بن موسى التوني الحافظ شرف الدين الدمياطي من أهل تونة قرية من عمل دمياط بضم التاء المثناة من فوق وإسكان الواو بعدها نون ثم هاء
كان الحافظ زمانه وأستاذ الأستاذين في معرفة الأنساب وإمام أهل الحديث المجمع على جلالته الجامع بين الدراية والرواية بالسند العالي للقدر الكثير وله المعرفة بالفقه وكان يلقب شرف الدين وله كنيتان أبو محمد وأبو أحمد تفقه بدمياط على الأخوين الإمامين أبي المكارم عبد الله وأبي عبد الله الحسين ابني الحسن بن منصور السعدي وسمع بها منهما ومن الشيخ أبي عبد الله محمد بن موسى بن النعمان وهو الذي أرشده لطلب الحديث بعد أن كان مقتصرا على الفقه وأصوله ثم انتقل إلى القاهرة واجتمع بحافظها زكي الدين عبد العظيم المنذري ولازمه سنين وتخرج به وبرز في حياته وسمع من الجم الغفير والعدد الكثير بالإسكندرية ودمشق وحلب ولازم بها الحافظ أبا الحجاج يوسف بن خليل وسمع بمكة والمدينة وبغداد وماردين وحماة وغيرها وخرج ببغداد أربعين حديثا للإمام أمير المؤمنين المستعصم الشهيد ابن المستنصر وله مصنفات كثيرة حسنة وحدث قديما سمع منه الشيخ أبو الفتح محمد بن محمد الأبيوردي وكتب عنه في معجم شيوخه ومات قبله بتسع وثلاثين سنة
وروى عنه من الأئمة تلاميذه الحافظ أبو الحجاج يوسف بن الزكي المزي وقال ما رأيت أحفظ منه والحافظ أبو عبد الله الذهبي والحافظ أبو الفتح محمد ابن محمد بن سيد الناس والحافظ أبو عبد الله محمد بن شامة الطائي والحافظ الوالد رحمه الله وكان الحافظ الوالد أكثرهم ملازمة له وأخصهم بصحبته هو آخر خلق الله من المحدثين به عهدا ودرس بالقاهرة لطائفة المحدثين بالمدرسة المنصورية وهو أول من درس فيها لهم ولد سنة ثلاث عشرة وستمائة وتوفي فجأة عقيب فراق الوالد له في الخامس عشر من ذي القعدة سنة خمس وسبعمائة ودفن بمقابر باب النصر من القاهرة
وهذا سؤال كتب به إليه الشيخ شرف الدين اليونيني من بعلبك فأجابه بجواب مشتمل على فوائد وأنا أذكر السؤال والجواب
((تنبيه على أوهام في (نفي النقل) لابن الجوزي))
وجدت بخط الشيخ الإمام الوالد رحمه الله وأجازنيه ونقلته من خطه أخبرنا شيخنا الحافظ شرف الدين أبو محمد عبد المؤمن بن خلف الدمياطي قراءة من لفظه ونحن نسمع في يوم الأحد سابع ذي الحجة سنة ثلاث وسبعمائة قال يقول العبد الفقير إلى رحمة الله المستغفر من زلله وذنبه عبد المؤمن بن خلف الدمياطي إنه ورد عليه سؤال من الإمام شرف الدين أبي الحسين علي بن الإمام الزاهد تقي الدين محمد ابن أحمد بن عبد الله اليونيني أيده الله وهو ما يقول فلان يعنيني عن هذه المسألة وهي أن الشيخ الإمام الحافظ جمال الدين أبا الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي رحمه الله ذكر في كتاب من تأليفه (نفى النقل) ذكر في جملة من الحديث فلما انتهى في أثنائه إلى حديث توبة كعب بن مالك رضي الله عنه قال في هذا الحديث أن هلال ومرارة شهدا بدر
وكذلك أخرجه الإمام أحمد والبخاري ومسلم رضي الله عنهم وهلال ومرارة ما ذكرها أحد فيمن شهدا بدرا وقد ذكرهما ابن سعد في الطبقة الثانية فيمن لم يشهد بدرا وما زلت أبحث عن هذا وأعجب من العلماء الذين رووه وكيف لم ينبهوا عليه ولا قال لي فيه أحد من مشايخي شيئا حتى رأيت أبا بكر أحمد بن محمد بن هانئ الإمام الملقب بالأثرم رحمه الله قد نبه عليه في كتاب ناسخ الحديث ومنسوخه فقال كان الزهري واحد أهل زمانه في حفظ الحديث ولم يحفظ عليه الوهم إلا اليسير من ذلك قوله في حديث كعب بن مالك إن هلال بن أمية ومرارة بن الربيع شهدا بدرا ولم يكونا من أهل بدر فهذا من وهم الزهري فهذا آخر كلامه في هذا الكتاب
¥(4/485)
المسمى بنفي النقل
وقال في جامع المسانيد له في آخر حديث كعب بن مالك وقد وهم الزهري في ذكره هلال ومرارة من أهل بدر وذكر أسماء من شهد بدرا في كتابه التلقيح والمدهش مرتبا على حروف المعجم ولم يذكر هلالا ولا مرارة وذكر شيخنا الإمام الحافظ ضياء الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي رحمه الله في كتابه المسمى بالسنن والأحكام عن المصطفى عليه أفضل في كتاب غزوات النبي أسماء من شهد بدرا ورتب أسماءهم على حروف المعجم وبين ما وقع فيهم من الخرف فقال في حرف الميم في الأسماء المفردة مرارة بن الربيع رضي الله عنه ذكره كعب بن مالك رضي الله عنه في حديث توبته ولم أره في شيء من المغازي وحديثه في الصحيحين
ثم قال في باب الهاء هلال بن أمية الواقفي لم أر أحدا من أهل المغازي ذكره في أهل بدر وفي حديث توبة كعب بن مالك ذكره من أهل بدر وحديث كعب في الصحيحين والله أعلم بالصواب هذا آخر كلامه.
((أوهام في كتاب الاستيعاب لابن عبدالبر لليونيني))
قلت وأنا المملوك العبد الفقير علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله اليونيني عفا الله عنه وقد ذكرهما في أهل بدر الإمام الحافظ إمام أهل المغرب بل والمشرق أيضا أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر رحمه الله في كتابه الاستيعاب أنهما شهدا بدرا عند ذكر ترجمة كل منهما وذكرهما إمام الدنيا أبو عبد الله البخاري رضي الله عنه في غير حديث توبة كعب عند ذكره أسماء من شهد بدرا ذكر مرارة وهلالا وذكرهما الحافظ أبو علي الغساني في تقييده وهل اطلع شيخنا وسيدنا على من ذكرهما غير من ذكره المملوك فيمن شهد بدرا وبين وجه الصواب في ذلك وما يترجح عنده من ذلك مثابين مأجورين رضي الله عنهم فأجابه عبد المؤمن بأن قال لم يشهد مرارة ولا هلال بدرا ولا أحد أيضا وإن ذكرهما الإمام أحمد والبخاري ومسلم وإمام الغرب والشرق وغيرهم لأن بعضهم قلد
بعضا فزل والمقلد الأصلي الإمام أبو بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن حارث بن زهرة بن كلاب ومنه أتى الوهم ومن ذكرهما في الطبقة الثانية ممن شهدا أحدا فلقدم إسلامهما لا لشهودهما الوقعة
وأما قول الإمام شرف الدين أبقاه الله لصاحب الاستيعاب إمام الغرب والشرق فلقد عثرت له على عدة أوهام كثيرة في كتابه:
فمنها أنه ذكر عثمان بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد ابن تيم بن مرة بن كعب التيمي في الصحابة ولا تعرف له صحبة ولا إسلام بن الحصبة لولده عبد الرحمن بن عثمان بن أخي طلحة بن عبيد الله بن عثمان التيمي أسلم عام الفتح وله صحبة ورواية قتل مع ابن الزبير بمكة
ومنها أنه ذكر جبر بن عتيك بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن مالك بن الأوس وزاد في نسبه الحارث بين عتيك وقيس والصحيح أن الحارث بن قيس بن هيشة عم جبر لا جده وأسقط في كتابه جابر بن عتيك بن قيس بن الأسود بن مري بن كعب بن غنم بن سلمة أخا عبد الله بن عتيك بن قيس أحد الخمسة الخزرجيين الذين قتلوا أبا رافع ابن أبي الحقيق بخيبر
وقد روى أبو داود والترمذي لولده عبد الملك بن جابر بن عتيك عن جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام عن النبي قال إذا حدث الرجل القوم ثم التفت فهي أمانة
ومنها أنه ذكر زيد بن عاصم بن كعب بن منذر بن عمرو بن عوف بن مبذول المازني ولا صحبة له وإنما الصحبة لولديه حبيب وعبد الله صاحب حديث الوضوء وغيره ولأمهما أم عمارة نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف ابن مبذول صحبة ومشاهد ورواية وكعب ومنذر في نسب عاصم وهم ثان وصوابه زيد بن عاصم بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار المازني وهو ابن عم زوجته أم عمارة نسيبة أخت عبد الله شهدا بدرا وما بعدها وعبد الرحمن شهد أحدا وما بعدها وخالد قتل يوم بئر معونة والحارث قتل يوم اليمامة فهم أولاد كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول ثم خلف على أم عمارة غزية بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول المازني فولدت له تميما والد عباد بن تميم وخولة ولهما صحبة وغزية هو الذي شهدت معه أم عمارة العقبة وأحدا لا زيد بن عاصم كما قال إمام الغرب والشرق
¥(4/486)
ومنها أنه ذكر أسيد بن ظهير أخي مظهر وخديج أولاد رافع بن عدي ابن زيد بن عمرو بن يزيد بن دشم بن حارثة فأخطأ فيه من وجهين أحدهما زيادة عمرو بن زيد والثاني يزيد وإنما هو زيد بغير ياء في أوله وذكر نسبة أبيه على الصواب فقال ظهير بن رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة وأخطأ أيضا في نسب ابن عمه فقال رافع بن خديج بن رافع بن عدي بن زيد ابن جشم بن حارثة الأنصاري الخزرجي الحارثي فنسبه إلى الخزرج وهو من الأوس أخى الخزرج ابنى حارثة بن ثعلبة العنقاء بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة البهلول بن مازن بن الأزد بن الغوث ابن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان أخى حمير ابنى سبأ بن يشجب بن يعرب ابن قحطان وأم الأوس والخزرج قيلة بنت كاهل بن عذرة بن سعد هذيم بن قضاعة فظهير وبيته من بني حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو وهو النبت بن مالك بن الأوس وفي الخزرج بنو الحارث بن الخزرج الذين قال فيهم النبي خير دور الأنصار دار بني النجار ثم دار بني الحارث بن الخزرج ثم جار بني ساعدة وفي كل دور الأنصار خير فمن بني الحارث بن الخزرج نقباءهم عبد الله بن رواحة وسعد بن الربيع المقتول يوم أحد وثابت بن قيس بن شماس خطيب الأنصار وخارجة بن زيد ختن أبي بكر الصديق رضي الله عنه وبشير بن سعد والد عثمان وأوس بن أرقم وأخوه زيد وخلاد بن سويد المقتول يوم بني قريظة بالرحى وولده السائب وغيرهم فهؤلاء يقال لهم الحارثيون الخزرجيون وأولئك يقال لهم الحارثيون الأوسيون وذكر أيضا إمام الشرق والغرب حاجبا وحبيبا وحبابا أولاد زيد بن تيم بن أمية بن خفاف بن بياضة بن سعيد وقال ابن الكلبي بياضة بين خفاف بن سعيد بن مرة بن مالك بن الأوس فقال في كل واحد منهم الأنصاري البياضي وليسوا ببياضيين لأنهم من الأوس وبياضة من الخزرج وبياضة الذي في نسبهم ليس هو ببطن فينسبوا إليه والذي ينسب إليه هو بياضة أخو زريق ابنا عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الحزرج وحاجب وأخواه من الأوس
وذكر أيضا إمام الغرب والشرق في الصحابة حارثة بن مالك بن غضب بن جشم ابن الخزرج وهذا من أفحش الغلط وأقبحه من وجهين اثنين أحدهما أنه جاهلي قديم بينه وبين أولاد من الصحابة نحو من ثمانية آباء أو تسعة فكيف يصح وجوده في زمن النبي فضلا عن صحبته إياه الثاني أن اسمه عبد حارثة وهو جد بياضة وزريق ابني عامر بن زريق بن عبد حارثة فاسقط عبدا وذكر حارثة
وذكر أيضا في كتابه حليمة بنت أبي ذؤيب عبد الله بن الحارث بن شجنة بن جابر بن ناصرة بن فصية بضم الفاء تصغير فصاة وهي النواة وزوجها الحارث بن عبد العزى بن رفاعة بن ملان بن ناصرة بن فصية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن أخي سليم ومازن أولاد منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان ولا يعرف لها صحبة ولا إسلام
وذكر أنها أتت النبي يوم حنين وبسط لها رداءه وروت عنه وروى عنها عبد الله بن جعفر وهذا كله لا يصح ورواية ابن جعفر عنها منقطعة لم يدركها والتي أتته يوم حنين هي بنتها الشيماء واسمها جدامة وقيل حذافة وكانت تحضن النبي مع أمها وتوركه وإنما جاءته حليمة بمكة قديما قبل النبوة وقد تزوج خديجة فأعطتها خديجة أربعين شاة وجملا موقعا للظعينة ثم انصرفت إلى أهلها
وذكر أيضا مرارة بن الربيع العمري من بني عمرو بن عوف ولم يكن منهم صريحا وإنما هو حليف لهم وهو مرارة بن الربيع بن عمرو بن الحارث بن زيد بن الجد بن العجلان بن حارثة بن ضبيعة بن حرام بن جعل بن عمرو بن جشم بن وذم بن ذبيان بن هميم بن ذهل بن هني أخي فران بن بلي بن عمرو بن الحاف ابن قضاعة وبنو العجلان بطن من بلي حلفاء بني زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف ابن مالك بن الأوس ومنهم عاصم ومعن ابنا عدي بن الجد بن عجلان شهدا بدرا وما بعدها ومنهم عويمر بن الحارث بن زيد بن حارثة بن الجد بن العجلان الذي رمى زوجته بشريك بن عبدة بفتح الباء بن مغيث بن الجد بن العجلان وهو ابن سحماء وهي أمه وشهد عبدة أحدا
¥(4/487)
وذكر أيضا هلال بن أمية الواقفي ولم يصل نسبه بواقف بل قصر فيه وهو هلال بن أمية بن عامر بن قيس بن عبد الأعلم بن عامر بن كعب بن واقف واسمه سالم بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس ولم يشهد من بني واقف أحد بدرا ولا أحدا أيضا وإنما ذكر في الطبقة الثانية مع من شهد أحدا لقدم إسلامه وذكر أيضا علبة بن زيد فقصر في نسبه وهو علبة بن زيد أخى جبر والد أبي عبس بن جبر أحد قتلة كعب بن الأشرف وأخى صيفي وقيظي أيضا والد مربع وأوس المنافقين وزيد بن مربع هو الذي بعثه رسول الله يوم عرفة إلى قوم بالموقف يقول لهم كونوا على مشاعركم فإنكم على إرث من إرث إبراهيم أربعتهم زيد وصيفي وجبر وقيظي أولاد عمرو أخى عدي بن زيد بن جشم بن حارثة وعلبة أحد البكائين الذين تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا أن لا يجدوا ما ينفقون ولما حض النبي على الصدقة وجاء كل رجل من الأنصار بطاقته وما عنده قال اللهم إنه ليس عندي ما أتصدق به إلا عرض وسادة حشوها ليف ودلو استسقي به الماء اللهم إني أتصدق بعرضي على من ناله من خلقك فأمر النبي مناديا ينادي أيها المتصدق بعرضه فقام علبة فقال له النبي إن الله قد قبل صدقتك وفي كتاب إمام الشرق والغرب أوهام أخر تركت ذكرها اختصارا وكنت عزمت على جمعها في كتاب فإن يسر الله فعلت.
((تنبيهات على أوهام في صحيح البخاري للحافظ الدمياطي))
وأما إمام الدنيا أبو عبد الله البخاري ففي جامعه الصحيح أوهام منها في باب من بدأ بالحلاب والطيب عند الغسل ذكر فيه حديث عائشة كان النبي إذا اغتسل من الجنابة دعا بشيء نحو الحلاب فأخذ بكفه الحديث ظن البخاري أن الحلاب ضرب من الطيب فوهم فيه وإنما هو إناء يسع حلب الناقة وهو أيضا المحلب بكسر الميم وحب المحلب بفتح الميم من العقاقير الهندية
وذكر في باب مسح الرأس كله من حديث مالك عن عمرو بن يحيى عن أبيه أن رجلا قال لعبد الله بن زيد وهو جد عمرو بن يحيى أتستطيع أن تريني كيف كان رسول الله يتوضأ قوله جد عمرو بن يحيى وهم وإنما هو عم أبيه وهو عمرو بن أبي حسن وعمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي حسن تميم بن عمرو بن قيس بن محرث ابن الحارث بن ثعلبة بن مازن بن النجار المازني ولأبي حسن صحبة وقد ذكره في الباب بعده على الصواب من حديث وهيب عن عمرو بن يحيى عن أبيه قال شهدت عمرو بن أبي حسن سأل عبد الله بن زيد عن وضوء النبي الحديث
وذكر في أيضا في باب إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة من حديث شعبة عن سعد بن إبراهيم عن حفص بن عاصم عن رجل من الأزد يقال له مالك بن بحينة وقد وهم شعبة في قوله مالك بن بحينة وإنما هو ولده عبد الله بن بحينة وقد رواه مسلم والنسائي وابن ماجة على الصواب فأما ابن ماجة فرواه من حديث إبراهيم بن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن حفص عن عبد الله بن بحينة ورواه مسلم والنسائي من حديث أبي عوانة عن سعد بن إبراهيم عن حفص عن ابن بحينة يعني عبد الله وليس لمالك صحبة وإنما الصحبة لولده عبد الله بن مالك بن القشب هذا قول ابن سعد وقال ابن الكلبي مالك بن معبد بن القشب وهو جندب بن نضلة بن عبد الله بن رابع بن محضب بن مبشر بن صعب بن دهمان بن نصر بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد وبحينة أم عبد الله بنت الحارث بن المطلب بن عبد مناف واسمها عبدة أخت عبيدة بن الحارث بن المطلب المقتول يوم بدر رفيق حمزة وعلي الذين برزوا يوم بدر لعتبة بن ربيعة وأخيه شيبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف والوليد ابن عتبة ولبحينة صحبة
وذكر فيه أيضا في باب من يقدم في اللحد في الجنائز قال جابر فكفن أبي وعمي في نمرة واحدة ولم يكن لجابر عم وإنما هو عمرو بن الجموح بن زيد ابن حرام بن كعب كانت عنده عمه جابر هند بنت عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة
وذكر فيه أيضا في غزوة المرأة البحر عن عبد الله بن محمد عن معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري عن أنس قال دخل النبي على بنت ملحان الحديث قال أبو مسعود سقط بين أبي إسحاق وبين أبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم زائدة بن قدامة الثقفي وذكر فيه أيضا في مناقب عثمان بن عفان أن عليا جلد الوليد بن عقبة ثمانين والذي رواه مسلم وأبو داود وابن ماجة من حديث عبد العزيز بن المختار عن الداناج عبد الله بن فيروز عن حضين بن المنذر عن علي أن عبد الله بن جعفر جلده وعلي يعد فلما بلغ أربعين قال علي أمسك
وذكر فيه أيضا في باب وفود الأنصار حدثنا علي حدثنا سفيان قال كان عمرو يقول سمعت جابر بن عبد الله يقول شهد بي خالاي العقبة قال عبد الله بن محمد قال ابن عيينة أحدهما البراء بن معرور وهذا وهم إنما خالاه ثعلبة وعمرو ابنا عنمة بن عدي بن سنان بن نابي بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة أختهما أنيسة بنت عنمة أم جابر بن عبد الله
وذكر فيه أيضا في باب فضل من شهد بدرا فابتاع بنو الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف خبيبا وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر يوم بدر وهذا وهم ما شهد خبيب بن عدي بن مالك بن عامر بن مجدعة بن جحجبا ابن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس بدرا ولا قتل الحارث وإنما الذي شهد بدرا وقتل الحارث بن عامر هو خبيب بن إساف بن عنبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج وفي الجامع أوهام غير ذلك وهذا قول عبد المؤمن بن خلف الدمياطي خادم السنة النبوية بالديار المصرية) انتهى.
¥(4/488)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 07 - 03, 08:03 ص]ـ
وقفت على كلام للكوثري في رسالته (أحاديث الأحكام وأهم الكتب المؤلفة فيها) حيث قال عند سرده لكتب أحاديث الأحكام
(و (الإهتمام بتلخيص الإلمام) لقطب الدين الحلبي - وقد أصلح ما غلط فيه ابن دقيق العيد من عزو الحديث في (الإلمام) إلى غير من خرجه) انتهى.
قال ابن السبكي في طبقات الشافعية الكبرى (9/ 246 - 249)
(واعلم أن الشيخ تقي الدين رضي الله عنه توفي ولم يبيض كتابه الإلمام فلذلك وقعت فيه أماكن على وجه الوهم وسبق الكلام
منها قال في حديث مطرف عن أبيه رأيت النبي يصلي وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء إن مسلما أخرجه وليس هو في مسلم وإنما أخرجه النسائي والترمذي في الشمائل ولأبي داود كأزيز الرحى
ومنها قال في باب صفة الصلاة وعن وائل بن حجر قال صليت مع النبي فكان يسلم عن يمينه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حتى يرى بياض خده الأيمن وعن يساره السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حتى يرى بياض خده الأيسر إن أبا داود خرجه وليس في كتاب أبي داود ولا في شيء من الكتب الستة هذه الزيادة من طريق وائل وهي حتى يرى بياض خده الأيمن وحتى يرى بياض خده الأيسر وهو من طريق ابن مسعود في النسائي وفي أبي داود وليس عنده الأيمن والأيسر
ومنها في حديث ابن مسعود في السهو جعل لفظ مسلم لفظ أبي داود ولفظ أبي داود لفظ مسلم
ومنها في صلاة العيدين عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم كبر في العيدين في الأولى سبعا الحديث ذكر أن الترمذي أخرجه وهذا الحديث إنما يرويه كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده وهو في الترمذي هكذا
ومنها في الكفن وروى النسائي عن أبي سعيد الخدري حديثا فيه وقال رسول الله إذا ولي أحدكم أخاه فليحسن كفنه ثم قال وأخرجه أبو داود وهذا الحديث ليس هو عن أبي سعيد ولا أخرج هذا أبو داود من حديث أبي سعيد وإنما هذا اللفظ في الترمذي من حديث أبي قتادة والذي في أبي داود من حديث جابر ولفظه إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه ونحو هذا اللفظ في مسلم والنسائي من حديث جابر لا من حديث أبي سعيد
ومنها في فصل في حمل الجنازة وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كسر عظم الميت ككسره حيا ذكر أن مسلما خرجه وإنما خرجه أبو داود ومنها حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده في السائمة في الزكاة وذكر أن الترمذي خرجه وليس فيه
ومنها في أواخر فصل في شروط الصوم أخرجه الأربعة وهذا لفظ الترمذي ثم قال حسن غريب ثم قال ولا أراه محفوظا وهذا يقتضي أن قوله ولا أراه محفوظا من كلام الترمذي والذي في الترمذي وقال محمد ولا أراه محفوظا
ومنها حديث الصعب بن جثامة لا حمى إلا لله ولرسوله ذكر أنه متفق عليه وليس هو في مسلم وإنما هو من أفراد البخاري
ومنها في باب الولي ذكر أن رواية زياد بن سعد عن عبد الله عن الدارقطني الثيب أحق بنفسها ورواية زياد بن سعد عن عبد الله في مسلم بهذا اللفظ فإضافته إلى مسلم أولى وهذا ليس باعتراض ولكنه فائدة جليلة
.ومنها مواضع كثيرة نبه عليها الحافظ قطب الدين أبو محمد عبد الكريم بن عبد النور بن منير الحلبي رحمه الله ولخص كتاب الإلمام في كتاب سماه الاهتمام حسن خال عن الاعتراضات الواردة على الإلمام مع الإثبات لما فيه) انتهى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 07 - 03, 09:46 ص]ـ
جاء في طبقات الشافعية الكبرى ج: (10/ 408 - 429)
وهذه مواقف استدركها بعض محدثي العصر بديار مصر وهو الشيخ علاء الدين مغلطاي شيخ الحديث بالمدرسة الظاهرية بالقاهرة وانتقاها مما استدركه على كتاب تهذيب الكمال لشيخنا المزي وحضرت معي إلى دمشق لما جئت من القاهرة في سنة أربع وخمسين وسبعمائة لأسأل عنها الشيخ الإمام الوالد فأجاب عنها رحمه الله وقد كتبتها من خطه قال رحمه الله أسئلة وردت من الديار المصرية مع ولدي عبد الوهاب في الثامن والعشرين من جمادى الأولى سنة أربع وخمسين وسبعمائة
السؤال الأول
قال قال الحافظ المزي رحمه الله تبعا لصاحب الكمال همام بن يحيى بن دينار العوذي مولاهم المحلمي وعوذ بن سود بن الحجر بن عمرو بن عمران أخو طاحية وزهران من الأزد انتهى
¥(4/489)
محلم لا يجتمع مع عوذ بحال لأنه قيسي وعوذ يمني على هذا جمع النسابين وأما زهران فليس بأخ لعوذ بحال لأنه ابن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله ابن مالك بن نصر من الأزد وأما عوذ فيزعم ابن سيده في كتابيه المخصص والمحكم وابن التياني في كتابه الموعب وأبو المعالي في كتابه المنتهى في اللغة أنه عوذة قال الشيخ ذكره ابن حبان في كتاب الثقات قال مات سنة أربع وستين ومائة في رمضان انتهى الذي في كتاب الثقات مات سنة ثلاث أو أربع وستين ومائة في رمضان
الجواب:
قوله قال الحافظ المزي رحمه الله تبعا لصاحب الكمال يقتضي أنهما قالا ذلك وأن المزي قاله تبعا لصاحب الكمال فأما هذا فلا مناقشة فيه وإن كان يحتمل أنه قاله موافقة لا متابعة والفرق بينهما أن المتابعة أن يقول لأجل قوله ولم يتحقق ذلك
وأما كونهما قالاه فلفظ المزي عندي بخطه همام بن يحيى بن دينار العوذي المحملي أبو عبد الله ويقال أبو بكر البصري مولى بني عوذ بن سود ابن الحجر بن عمرو بن عمران أخو صاحية وزهران من الأزد
وأما الكمال فعندي نسخة معتمدة سمعها النووي علي الزين خالد الحافظ وخطهما عليها ولفظه همام بن يحيى بن دينار العوذي من بني عوذ ابن سود بن الحجر بن عمرو بن عمران أخو طاحية وزهران أبو عبد الله المحلمي ويقال أبو بكر البصري فاللفظ المنقول عنهما في السؤال لم يوافق واحدا منهما في جميع ما قال بل خالف المزي فزاد مولاهم في الأول ونقصها في الأخير وجعل عوذا مبتدأ ونقص الهاء من آخره وخالف صاحب الكمال فاسقط من بني وزاد من الأزد فالنقل عنهما غير محرر والمزي لم يوافق صاحب الكمال فضلا عن كونه تابعه
وقوله محلم لا يجتمع مع عوذ إنما يراد به لو ادعى أنه صليبة منهما وقد صرح المزي بأنه مولى بني عوذ فلا يمتنع مع ذلك أن يكون محلميا صليبة وممن قال إنه مولى بني عوذ ابن أبي حاتم وذكر في آخر كلامه أنه سمع أباه يقول ذلك وناهيك بهما والظاهر أن المزي أخذ منه فإنه عبارته
وقوله لأنه قيسي يعني محلميا فصحيح لأنه محلم بن ذهل بن شيبان ابن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى من دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان هذا هو الصحيح في نسبه ومنهم من يذكر غير ذلك وقيس هو قيس عيلان بن مضر بن نزار فأطلق عليهم كلهم قيس وإن لم يكن بنو ربيعة ولا أولادهم من ولد قيس وربما أطلق قيس على كل من ينتسب إلى عدنان وعدنان من ولد إسماعيل عليه السلام بلا شك
وقال أبو علي الغساني من نسبه يعني همام بن يحيى في الأزد قال العوذي ومن نسبه في ربيعة بن نزار قال المحلمي الشيباني وهذا الكلام يقتضي أن فيه خلافا وممن قال إنه محلمي شيباني ابن أبي حاتم وممن ذكر أنه محلمي ابن السمعاني في الأنساب
وقوله عوذ يمني صحيح بحسب النسب الذي وجده عوذ بن سود بن حجر ابن عمرو بن عمران بن عمرو مزيقياء الخارج من اليمن أيام سيل العرم بن عامر ماء السماء بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت ابن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان والأزد كلهم يمنيون وربما أطلق يمن على قحطان كلهم فيقال قحطان يمن وعدنان قيس ومرجع أنساب العرب كلهم إلى هذين الاسمين عدنان وقحطان وقال وهو قضاعة والناس مختلفون في قضاعة قيل إنهم من معد بن عدنان وقيل قضاعة بن مالك بن حمير وقيل غير ذلك ولم يتحقق في قحطان وقضاعة قيل هم من ولد إسماعيل أو لا وقال ابن السمعاني عن أحمد بن الحباب عوذ وعائذ وعياذ بنو سود وساق النسب لكنه أسقط عمرو بن عمران وقد ذكر ابن سيده عائذا فقال عائذ الله حي من اليمن فإن كان هذا الذي قاله ابن سيده هو الذي قاله ابن الحباب فهو أخو عوذ وقال ابن السمعاني عن ابن الحباب أيضا إنه قال في نسب كندة أبو الحرام ابن القمرط بن غنم بن عوذ بن عبيد بن بدر بن غنم بن أريش وعوذ مناة بن يقدم انتهى كلامه
¥(4/490)
ويقدم بن يذكر بن عنزة بن أسد وقال ابن ماكولا عوذ بن غالب بن قطيعة بن عبس وفي الرواة جماعة عوذيون أشهرهم بهذه النسبة همام بن يحيى صاحب الترجمة ومنهم معمر بن واسع العوذي وابنه عوذ بن معمر ثقة ورأيت شجرة عملها بعض المتأخرين ووافق فيها ما ذكرناه عن ابن الحباب في نسب عوذ وقال فيه ابن عبيد بن زر بن أريش بن إراش بن جريلة بن لخم بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان ابن سبأ وضبط بخطه عبيد بفتح العين وأريش بفتح الراء وجريلة بفتح الجيم وكسر الراء فهذه ثلاثة أقوال في نسب عوذ فعلى قول ابن ماكولا لا يمتنع أن يقال عوذ قيسي ويجتمع مع محلم وسيأتي عن ابن دريد ما يوافق ابن ماكولا وفي الشجرة التي أشرت إليها عوذ من الأزد بن الحجر ومن عنزة ومن بجيلة وقوله زهران ليس بأخ لعوذ إن أورده على صاحب الكمال فإنما يراد أحرف نسبها وقد رأيت الاختلاف في نسب عوذ على أقوال وربما يكون فيه قول آخر
وأما نسب زهران المشهور القبيلة التي ينسب إليها كل زهراني فصحيح هو ابن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد
ورأيت في الشجرة المذكورة مع ذلك أن زهران بن الحجر بطن نقله عن أبي عبيد ومقتضاه أن يكون زهران آخر وأن يكون أخا عوذ أو عمه وينسب إليه
وأما زهران بن كعب فقبيلة عظيمة ينسب إلى من دونها كما يقال الدوسي ودوس بن عبد الله بن زهران بن كعب ومقتضاه أن يكون زهران آخر وأن يكون أخا عوذ أو عمه فلا يرد السؤال ولا يكون المراد به زهران الأول وإن أورده على المزي فهو لم يقل إن زهران أخو عوذ وإنما قال إن بني عوذ إخوة طاحية وزهران وقوله عن ابن سيده وغيره إن أراد به إنكار عوذ فالنسابون قد ذكروه ونسبوه لا واحد ولا اثنان وكذا المحدثون
وقال ابن حبان عوذ الله
وقد تقدم من سمي من الرواة ولم يقل ابن سيده إن ذلك الشخص يسمى عوذة حتى يكون اختلافا في اسمه وإنما قال وبنو عوذة من الأزد فيحتمل أن يكون عوذة أمهم ويحتمل أن يكون عرفوا بذلك وإن كان جدهم عوذا ويحتمل أن يكون عوذة واقتصر النسابون على عوذ لأنه المنسوب إليه والهاء تسقط ورأيت في الشجرة التي أشرت إليها لما ساق نسبه كما قدمته عوذة وقيل عوذ وهذا يقتضي خلافا فيه وقال أيضا عوذ بن أزد الحجر ومن بجيلة وإن عوذا من لخم وعائذ الله من ربيعة ومن مذحج وعائذة من ضبة ومن جذام وعبد الله بن مذحج وعبدة ابن جذام وعبد الله بن فهرة وكذا النسابون طاحية بن سود بن الحجر بطن من الأزد فلا إشكال أنه أخو عوذ وذكر منهم امرأ القيس بن المنذر بن النعمان بن امرئ القيس بن عتبة بن الحرام بن العمرط بن غنم بن عوذة وقيل عوذ بغير الهاء
وقال أبو بكر بن دريد في أماليه أنشدنا عبد الرحمن عن عمه لرجل من بني هدم بن عوذ بن غالب ثم من بني عبس وذكر أبياتا وهذا عوذ آخر وهو موافق لما قدمناه عن ابن ماكولا ويقتضى أن يكون في قيس عوذ لأن عبسا من قيس إلا أنه قيل إن عبسا في قيس وفي مراد فالله أعلم بذلك يضعف ما أورده المعترض
وقوله في وفاته عن كتاب الثقات في رمضان فالذي رأيته في الثقات لابن حبان سنة ثلاث أو أربع وستين ومائة وليس فيها في رمضان لا كما قاله المزي ولا كما قاله المعترض عليه والنسخة التي رأيتها جيدة ولكن ذلك قريب وزيادة في رمضان إذا ثبتت في نسخة أخرى عمل بها وهي صحيحة لأن خليفة ابن خياط قال في شهر رمضان لكنه إنما قال سنة ثلاث وستين ومائة كذا رأيته في تاريخ خليفة
السؤال الثاني
قال وقال أيضا عياض بن حمار ابن أبي حماري واسمه ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان نسبه خليفة كذا هو موجود بخط المهندس وقرأته على الشيخ والذي رأيت في كتاب الطبقات لخليفة المكتوب عن تلميذه أبي عمران عنه ابن أبي حمار بغير ياء ابن ناجية بن عقال وكذا نقله عن خليفة أيضا أبو أحمد العسكري في كتاب الصحابة والباوردي أبو منصور وابن عبد البر والدارقطني وآخرون آخرهم ابن الأثير قال عياض بن حمار بن أبي حمار ابن ناجية كذا نسبه خليفة بن خياط الجواب لفظ المزي في كتابه بخطه عندي عياض بن حمار المجاشعي التميمي من بني مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم له صحبة وهو عياض بن حمار بن أبي حمار بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان ابن مجاشع نسبه خليفة بن خياط فالذي قاله المزي كما قاله غيره من
¥(4/491)
الأئمة ونسخة من قال خلاف ذلك غلط
وهذه الترجمة في الجزء الرابع والستين من تهذيب الكمال وقد سمعه المهندس بقراءة جمال الدين رافع كما قلناه وقد رأيت في طبقات المحدثين لخليفة ومن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر ثم من بني مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة ابن تميم عياض بن حمار بن أبي حمار بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم وأمه وطيفة وذكر ابن حزم من هذه القبيلة الأقرع بن حابس بن عقال والفرزدق وامرأته النوار بنت أعين بن ضبيعة بن ناجية بن عقال
السؤال الثالث
قال وقال أيضا عيسى بن عبد الرحمن بن فروة الأنصاري الزرقي من ولد النعمان بن بشير انتهى النعمان من ولد سعد بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج فلا يجتمع مع زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج الجواب كما ذكره المزي ذكره ابن أبي حاتم والخطيب في تاريخ بغداد وقد ذكر الأزدي فقال عيسى بن عبد الرحمن الحكم بن النعمان بن بشير لكنه منكر غير معروف وعيسى بن عبد الرحمن الزرقي معروف ووالده عبد الرحمن ذكره شيخنا الحافظ النسابة في قبائل الخزرج وهو عبد الرحمن بن فروة بن أبي عبادة بن عثمان بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن ثعلبة بن عمرو مزيقياء فنسبه إلى بني زريق معروف ولا يمكن بعد ذلك أن يكون من ولد النعمان بن بشير إلا أن يكون من ولد البنات قد تكون أمه أو أم أبيه من ذرية النعمان فصح ذلك
وذكر البخاري عيسى بن عبد الرحمن عن الزهري وقال منكر الحديث قال وروى ابن لهيعة عن عيسى بن عبد الرحمن عن الزهري مقلوبا ولم يتعرض لكونه من ولد النعمان وقد وقع من المعترض في نسب النعمان هنا تقصير كثير فإن النعمان ابن بشير ابن سعد بن ثعلبة بن خلاس بن زيد مناة بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الأصغر بن الحارث بن الخزرج الأكبر الذي هو صاحب القبيلة والمعترض نقص فأوهم
والخزرج خزرجان الخزرج الأكبر بن حارثة بن ثعلبة العنقاء بن عمرو مزيقياء والخزرج الأصغر بن الحارث بن الخزرج الأكبر ولكل من الخزرجين أن كعب وزيد مناة المذكور يقال له زيد أيضا وابنه خلاس بكسر الخاء المعجمة وتخفيف اللام وقيل بضمها وتشديد اللام وقيل بالجيم المضمومة وسعد هو جد النعمان ليس قبيلة ولم يبين المعترض نسب عيسى بن عبد الرحمن فلو قال له قائل يحتمل أن يكون من ولد النعمان كما قال الأزدي ويكون زرقيا إما بالولاية وإما بغيره لم يجد عن ذلك جوابا والخزرج المذكور في نسب بني زريق هو الخزرج الأكبر فلا يقال ابنه جشم بابن ابن ابنه كعب
السؤال الرابع
قال قال أيضا عيسى بن عبد الرحمن السلمي ثم البجلي وبجيلة من سليم كذا هو بخط المهندس وقرأته على الشيخ والذي في سليم إنما هو بجلة بسكون الجيم من غير ياء بعدها على هذا النسابون حتى قال علي ابن حمزة البصري في كتاب التنبيهات على أغلاط الرواة أخبرني أبو حاتم السجستاني قال أنشد الأصمعي يوما قول عنترة وآخر منهم أجررت رمحي وفي البجلي معبلة وقيع فناداه الأعرابي أخطأت يا شيخ إنما هو البجلي وما لعبس وبجيلة قال أبو حاتم فسألت الأعرابي فما أراد عنترة قال أراد بجلة أولاد ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة قال أبو حاتم فكان الأصمعي بعد ذلك لا ينشده إلا كما قال الأعرابي وقال الهجري في نوادره وعلي وبهز وبجلة ولد ثعلبة بن بهثة بن سليم لا يزيدون أبدا على العشرة وقال في موضع آخر امتحنوا إلا نفرا يسيرا
الجواب:
هذا اعتراض صحيح لأن بجلة بالسكون في سليم أمر مشهور ولأن السمعاني ذكر عيسى بن عبد الرحمن هذا في بجلة بالإسكان وهو رهط من سليم بعد ذكره بجيلة فالنسبتان معروفتان والرجل معروف والجوهري في الصحاح ذكر بجلة التي بالسكون والمزي اختصر الصحاح ولا يخفى عنه ذلك ولكن الوهم قل من يسلم منه على أن البخاري قال في تاريخه عيسى بن عبد الرحمن السلمي وقال محمد بن يحيى حدثنا سلم بن قتيبة حدثنا عيسى بن عبد الرحمن البجلي حي من بني سليم وكذا قال ابن أبي حاتم ولكنهما لم يعتدا بتحريك ولا إسكان فلعلهما اكتفيا بأن ذلك معلوم وبجلة بالإسكان هو مالك بن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان سموا بذلك باسم أمهم بجلة بنت هناءة بن مالك بن فهم من
¥(4/492)
الأزد وهم قصية ومازن وفتيان أولاد مالك بن ثعلبة فما حكاه المعترض عن أبي حاتم وعن الهجري ليس فيه ثقات وأما بجيلة بكسر الجيم وياء بعدها فالمشهور أنه ابن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث أخي الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ وقيل اسم أمهم وهي من سعد العشرية وأختها باهلة ولدتا قبيلتين عظيمتين وقد تفرقت في القبائل تفرقا كثيرا قال زياد الأعجم لعمرك ما بجيلة من نزار ولا قحطان فانظر من أبوها
وبعض القبائل يدخل بعضها في بعض فلذلك أقول يحتمل أن يكون أيضا في سليم أحد من بجيلة وقد دخل في سليم غاضرة وعاينة وهما من قضاعة وإنما دخلا في سليم فقيل ابنا سليم بن منصور بن عكرمة فلذلك لم أقطع بأن هذا خطأ محض وبيت عنترة مضبوط هكذا في الأشعار الستة بالسكون وقبله تركت جبيلة بن أبي عدي يبل ثيابه علق نجيع
وجبيلة رجل من بجلة بالسكون وبجلة بالسكون من قيس وبجيلة بالياء من يمن وهما متباعدان وعنترة من بني عبس وعبس هو ابن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس فالتباعد بينه وبين بجيلة أي بين عنترة وبجيلة أشد فلذلك قال الأعرابي ذلك ما لعبس وبجلية أي ما لعنترة وبجيلة ويصح أن يقول ما للمقتول وهو من قيس وبجيلة وممن ينسب إلى بجلة بالسكون عمرو بن عبسة الصحابي وقبيصة بن وقاص الصحابي السلمي وذكر خليفة أن بجلة ذكوان ومالكا ابنا ثعلبة بن بهثة
السؤال الخامس
قال وقال أيضا الفضل بن العباس بن عبد المطلب قتل يوم اليرموك في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه انتهى
الجواب:
الذي في كتاب المزي قال عباس الدوري عن يحيى بن معين قتل يوم اليرموك في عهد أبي بكر رضي الله عنه وقال غيره قتل يوم مرج الصفر سنة ثلاث عشرة وقال الواقدي مات بالشام في طاعون عمواس في عهد عمر رضي الله عنه فإن كان إيراد فعلى ابن معين لا عليه ودعوى الإجماع أن اليرموك في عهد عمر فممنوعة قد قال سيف إنها في عهد أبي بكر في صفر وشهري ربيع من سنة ثلاث عشرة لكن المشهور خلافه وأجنادين في عهد أبي بكر بلا شك وذكرها خليفة في تاريخه وفيه عن أبي الحسن وأظنه الراوي عن الراوي عنه وعن ابن الكلبي أن الفضل توفي يومئذ ولعله يوم أجنادين استشهد وجاء إلى اليرموك فمات بها فإنها قريبة منها فيجتمع القولان ولا يكون المراد يوم اليرموك الذي هو في عهد عمر رضي الله عنه
السؤال السادس
قال وقال أيضا الفضل بن يعقوب الرخامي قال محمد ابن مخلد وابن قانع مات سنة ثمان وخمسين ومائتين زاد ابن مخلد في أول شهر جمادى الأولى انتهى الذي في كتاب الوفيات لمحمد بن مخلد وفي خطه أنقل توفي في شهر جمادى الأولى وأما ابن قانع فقال في تاريخه كما قاله ابن مخلد مات في شهر جمادى الأولى فلا فرق بين القولين
الجواب:
قول المزي أول زيادة والزيادة من العدل مقبولة ودعه لا يكون في خط المصنف فلعله ألحقه في نسخة أخرى وسمعت منه وبها يفترق القولان ويرد على جميعهم استعمال شهر في جمادى وهو خطأ
السؤال السابع
قال وقال طيسلة بن علي النهدي روى عن ابن عمر وعائشة روى عنه أيوب بن عتبة وعكرمة ويحيى بن أبي كثير وأبو معشر ثم قال طيلسة بن مياس السلمي ويقال النهدي روى عن ابن عمر روى عنه زياد ابن مخراق ويحيى بن أبي كثير كذا فرق بينهما وقال ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه والذي قبله في ترجمة واحدة انتهى وهو بنفسه يرد على نفسه لأن النسبة واحدة والمروي عنه واحد والراوي عنهما واحد فأي تفرقة تكون بينهما سوى الاختلاف في اسم الأب فقط ولو نظر كتاب أحمد بن هارون البرديجي لوجده قد بين ذلك بيانا شافيا فقال طيسلة بن مياس ومياس لقب وهو طيسلة بن علي روى عنه يحيى بن أبي كثير وزياد ابن مخراق انتهى وممن جمع بينهما ولم يفردهما البخاري في تاريخه ويعقوب بن سفيان الفسوي في تاريخه الكبير وابن خلفون الأونبي وابن شاهين في كتاب الثقات فينظر من سلف الشيخ
الجواب:
¥(4/493)
إيضاح الجمع والتفريق من أحسن العلوم في الحديث وللخطيب فيه تصنيف ذكر للبخاري أربعة وسبعين وهما على ما زعم والمزي ذكر طيسلة بن علي من مسائل أبي داود والراوي عنه فيه زياد فلم يتحد الراوي ومثل ذلك لا يحكم فيه بالاتحاد إلا بدليل وكان الأخلص ذكرهما ترجمتين ويقع الاتحاد في محل الاحتمال والبخاري وابن أبي حاتم ذكرا ترجمة واحدة ولم يحكما بالاتحاد لكن ذكر الاختلاف وأشار إلى احتمال الاتحاد والافتراق ولكن كلام البرديجي متين حسن فيه زيادة فائدة والاعتراض إنما يكون على من يحكم بالاتحاد في محل الافتراق أو بالافتراق في محل الاتحاد أما من ينقل ترجمة واحدة كما فعل البخاري ويحكى الخلاف أو ترجمتين كما فعل المزي ويحكي الاختلاف فليس في الاعتراض عليه كبير أمر وإنما يكون زيادة فائدة إذا صحت وإلى الآن لم تصح والمزي لم يرد على نفسه بنفسه بل قال كلام ابن أبي حاتم فالواو عطفا على كلامه إشارة إلى الخلاف وقول البرديجي قد لا يوافق عليه وهذا إنما قلناه لبيان أنه فيه احتمال ما والبرديجي إمام موثوق به والأولى الرجوع إلى قوله ما لم يتبين خلافه
السؤال الثامن
قال وقال أيضا عبد الله بن أنيس الجهني قال أبو سعيد بن يونس توفي بالشام سنة ثمانين روى عنه من أهل مصر ربيعة بن لقيط تبعا لصاحب الكمال انتهى ابن يونس لم يقل هذا الكلام إلا في ترجمة عبد الله بن حوالة الأزدي بيانه أن أبا سعيد لما ذكر ابن أنيس قال صلى القبلتين وفي الحديث أنه غزا إفريقية وفيما روي عنه نظر وهو ابن أنيس بن أسعد بن حرام أبو يحيى القضاعي حليف الأنصار روى عنه معاذ انتهى
ثم ذكر بعده عبد الله بن قيس له صحبة مات سنة تسع وأربعين وبعده عبد الله بن شفي وبعده بورقة عبد الله بن حوالة الأزدي يكنى أبا حوالة قدم مصر مع مروان يروى عنه من أهل مصر ربيعة بن لقيط وذكر له حديثنا ثم قال توفي بالشام سنة ثمانين وكذا قاله في تاريخ الغرباء وكأن صاحب الكمال انقلبت عليه في تاريخ ابن يونس ورقة إن كان نقله من أصل وكذا هو في نسختي من التاريخ ولعلها هي التي نقل منها لأن آخر الكلام في ابن أنيس آخر الورقة وقوله روى عنه من أهل مصر أول الأخرى والله أعلم
الجواب:
هذا أحسن الأسئلة مع ما فيه مما يرد عليه وعلى المزي أيضا أما كونه أحسن الأسئلة فلأن ابن يونس لم ينقل تاريخ وفاة ابن أنيس وإنما نقل تاريخ وفاة ابن حوالة ويبعد جدا أن يكون ابن أنيس تأخر إلى سنة ثمانين لأنه شهد العقبة مع السبعين قبل الهجرة بسنة وأمره النبي على رأس خمسة وثلاثين شهرا من الهجرة وقتل سفيان بن خالد بن نبيح الذي أراد أن يغزو النبي وإنما توفي في زمن معاوية قال ابن عبد البر سنة أربعة وخمسين وقال غيره سنة ثمان وخمسين
وأما ابن حوالة فقال ابن سعد وجماعة إن وفاته سنة ثمان وخمسين وقال ابن يونس يقال توفي عبد الله بن حوالة بالشام سنة ثمانين فنقل هذا عن ابن يونس في ترجمة ابن أنيس التباس كما قاله المعترض وأما ما فيه فمنه ما يرد على المزي وعلى المعترض في الحكاية عن ابن يونس وابن يونس لفظه كما حكيته لك يقال توفي ابن حوالة هكذا نقلته من نسخة من تاريخ ابن يونس بخط أبي عبد الله الصوري فنقل ذلك عن ابن يونس نفسه لا يتبع في ابن حوالة فضلا عن الانتقال منه إلى ابن أنيس فعلى المزي نقدان وعلى المعترض نقد واحد
ومنه على المعترض خاصة قوله عن المزي عن ابن يونس روى عنه ربيعة بن لقيط والمزي لم يقل ذلك عن ابن يونس بل عن نفسه وإن كان الحامل له على ذلك قول ابن يونس الذي انقلب عليه أو على صاحب الكمال
ومنه قوله وهو ابن أنيس إلى آخره وهذا ليس هو لفظ ابن يونس وابن يونس ساق نسب ابن أنيس أولا
ومنه قوله عن ابن يونس روى عنه معاذ وعليه فيه اعتراضان أحدهما إيهامه أنه معاذ بن جبل وهو إيهام قبيح جدا
والثاني أن هذا لم يقله ابن يونس وإنما قال أخبرنا أحمد بن شعيب النسائي حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن أيوب ابن موسى عن معاذ بن عبد الله بن أنيس عن أبيه وكان صلى مع رسول الله القبلتين كلتيهما أنه خرج مع أبيه إلى أفريقية ومعاذ هذا هو معاذ بن عبد الله بن خبيب الجهني مات سنة ثمان عشرة ومائة
¥(4/494)
وفي الصحابة عبد الله بن أنيس آخر أنصاري وفي الرواة عبد الله بن أنيس ثالث ولم يذكر ابن عساكر ابن أنيس والظاهر أنه لم يدخل الشام وإن كان في رحلة حار إليه على الشك في الشام أو مصر والصحيح مصر والله أعلم) انتهى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 09 - 03, 08:36 ص]ـ
يتبعها بمشيئة الله فوائد أخرى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 10 - 03, 08:54 ص]ـ
لعلي أسوق التنبيهات التي ذكرها الدمياطي عن صحيح البخاري ثم أذكر بعض التوجيهات لها
((تنبيهات على أوهام في صحيح البخاري للحافظ الدمياطي))
قال الدمياطي:
وأما إمام الدنيا أبو عبد الله البخاري ففي جامعه الصحيح أوهام
(1) منها في باب من بدأ بالحلاب والطيب عند الغسل ذكر فيه حديث عائشة كان النبي إذا اغتسل من الجنابة دعا بشيء نحو الحلاب فأخذ بكفه الحديث
ظن البخاري أن الحلاب ضرب من الطيب فوهم فيه وإنما هو إناء يسع حلب الناقة
وهو أيضا المحلب بكسر الميم وحب المحلب بفتح الميم من العقاقير الهندية) انتهى.
توضيح لما ذهب إليه البخاري رحمه الله والإجابة عن هذا الإيراد
قال الحافظ اب رجب في فتح الباري
مَنْ بَدَأ بِالحِلابِ أو الطَّيب عنْدَ الغُسْلِ
258 - حدثني محمد بن المثنى: نا أبو عاصم، عن حنظلة، عن القاسم، عن عائشة، قالت: كانَ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إذا أغتسل من الجنابة دعا بشيء نحو الحلاب، فأخذ بكفيه، فبدأ بشق رأسه الأيمن، ثم الأيسر، فقالَ بهما على وسط رأسه.
((حنظلة))، هوَ: ابن أبي سفيان.
وظاهر تبويب البخاري على هذا الحديث: يدل على أنه فهم منه أن الحلاب نوع من الطيب، وأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كانَ يستعمل شيئاً من الطيب في رأسه في غسل الجنابة.
وقد أنكر العلماء ذَلِكَ على البخاري -رحمه الله -، ونسبوه فيهِ إلى الوهم، منهم: الخطابي والإسماعيلي وغير واحد.
وقالوا: إنما الحلاب إناء يحلب فيهِ، ويقال لهُ: المحلب -أيضاً.
والمراد: أنه كانَ يغتسل من مد نحو الإناء الذي يحلب فيهِ اللبن من المواشي، وهو معنى الحديث الآخر: أنه نحو الصاع.
ويشهد لذلك: أنه روي في بعض طرق هذا الحديث، أن القاسم سئل: كم يكفي من غسل الجنابة، فحدث بهذه الحديث. وإنما كانَ السؤال عن قدر ماء الغسل، لا عن الطيب عندَ الغسل.
ذكره الإسماعيلي في ((صحيحه)).
وذكر- أيضاً- حديث ابن عباس، أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قرب إليه حلاب فيهِ لبن، فشرب منه- يعني: يوم عرفة.
وزعم بعضهم: أنه ((الجلاب)) -بالجيم -، وأن المراد به: ماء الورد.
وهو أيضاً- تصحيف، وخطأ ممن لا يعرف الحديث.
وزعم آخرون: أن ((الحلاب)) -بالحاء - وعاء للطيب. ولا أصل لذلك.
وخرج أبو بكر عبد العزيز بن جعفر الفقيه في ((كتاب الشافي))، في هذا الحديث، من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن حنظلة، عن القاسم، عن عائشة، أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كانَ يغتسل في حلاب قدر هذا- وأرانا أبو عاصم قدر الحلاب بيده، فإذا هوَ كقدر كوز يسع ثمانية أرطال -، ثم يصب على شق رأسه الأيسر، ثم يأخذ بكفيه فيصب وسط رأسه.
فتح الباري ج: 1 ص: 369
قوله (باب من بدأ بالحلاب أو الطيب عند الغسل)
مطابقة هذه الترجمة لحديث الباب أشكل أمرها قديما وحديثا على جماعة من الأئمة
فمنهم من نسب البخاري فيها الى الوهم
ومنهم من ضبط لفظ الحلاب المعروف في الرواية لتتجه المطابقة
ومنهم من تكلف لها توجيها تغيير
فأما الطائفة الأولى فأولهم الإسماعيلي فإنه قال في مستخرجه رحم الله أبا عبد الله يعني البخاري من ذا الذي يسلم من الغلط سبق إلى قلبه أن الحلاب طيب وأي معنى للطيب عند الاغتسال قبل الغسل وانما الحلاب إناء وهو ما يحلب فيه يسمى حلابا ومحلبا
قال وفي تأمل طرق هذا الحديث بيان ذلك حيث جاء فيه كان يغتسل من حلاب انتهى
وهي رواية بن خزيمة وابن حبان أيضا
وقال الخطابي في شرح أبي داود الحلاب إناء يسع قدر حلب ناقة قال وقد ذكره البخاري وتأوله على استعمال الطيب في الطهور وأحسبه توهم أنه أريد به المحلب الذي يستعمل في غسل الأيدي وليس الحلاب من الطيب في شيء وإنما هو ما فسرت لك
قال وقال الشاعر
¥(4/495)
صاح هل ريت أو سمعت براع ... رد في الضرع ما فرى في الحلاب
وتبع الخطابي ابن قرقول في المطالع وابن الجوزي وجماعة
وأما الطائفة الثانية فأولهم الأزهري قال في التهذيب الحلاب في هذا الحديث ضبطه جماعة بالمهملة واللام الخفيفة أي ما يحلب فيه كالمحلب فصحفوه وإنما هو الجلاب بضم الجيم وتشديد اللام وهو ماء الورد فارس معرب
وقد أنكر جماعة على الأزهري هذا من جهة أن المعروف في الرواية بالمهملة والتخفيف ومن جهة المعنى أيضا قال بن الأثير لأن الطيب يستعمل بعد الغسل أليق منه قبله وأولى لأنه إذا بدأ به ثم اغتسل أذهبه الماء
وقال الحميدي في الكلام على غريب الصحيحين ضم مسلم هذا الحديث مع حديث الفرق وحديث قدر الصاع في موضع واحد فكأنه تأولها على الإناء وأما البخاري فربما ظن ظان أنه تأوله على أنه نوع من الطيب يكون قبل الغسل لأنه لم يذكر في هذا الحديث انتهى
فجعل الحميدي كون البخاري أراد ذلك احتمالا أي ويحتمل أنه ذلك لكن لم يفصح به وقال القاضي عياض الحلاب والمحلب بكسر الميم إناء يملؤه قدر حلب الناقة وقيل المراد أي في هذا الحديث محلب الطيب وهو بفتح الميم قال وترجمة البخاري تدل على أنه ألتفت إلى التأويلين قال وقد رواه بعضهم الصحيحين الجلاب بضم الجيم وتشديد اللام يشير إلى ما قاله الأزهري
وقال النووي قد أنكر أبو عبيد الهروي على الأزهري ما قاله
وقال القرطبي الحلاب بكسر المهملة لا يصح غيرها وقد وهم من ظنه من الطيب وكذا من قاله بضم الجيم انتهى وأما الطائفة الثالثة فقال المحب الطبري لم يرد البخاري بقوله الطيب ماله عرف طيب وإنما أراد تطيب البدن بإزالة ما فيه من وسخ ودرن ونجاسة إن كانت وإنما أراد بالحلاب الإناء الذي يغتسل منه يبدأ به فيوضع فيه ماء الغسل قال و أو في قوله أو الطيب بمعنى الواو وكذا ثبت في بعض الروايات كما ذكره الحميدي ومحصل ما ذكره أنه يحمله على اعداد ماء الغسل ثم الشروع في التنظيف قبل الشروع في الغسل وفي الحديث البداءة بشق الرأس لكونه أكثر شعثا من بقية البدن من أجل الشعر وقيل يحتمل أن يكون البخاري أراد الإشارة إلى ما روى عن ابن مسعود أنه كان يغسل رأسه بخطمي ويكتفى بذلك في غسل الجنابة كما أخرجه بن أبي شيبة وغيره عنه ورواه أبو داود مرفوعا عن عائشة بإسناد ضعيف فكأنه يقول دل هذا الحديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعمل الماء في غسل الجنابة ولم يثبت أنه كان يقدم على ذلك شيئا مما ينقى البدن كالسدر وغيره ويقوى ذلك ما في معظم الروايات بالحلاب أو الطيب فقوله أو يدل على أن الطيب قسيم الحلاب فيحمل على أنه من اعترض عليه حمله على أنه من جنسه فلذلك أشكل عليهم والمراد بالحلاب على هذا الماء الذي في الحلاب فأطلق على الحال اسم المحل مجازا
وقال الكرماني يحتمل أن يكون أراد بالحلاب الإناء الذي فيه الطيب فالمعنى بدأ تارة بطلب ظرف الطيب وتارة بطلب نفس الطيب فدل حديث الباب على الأول دون الثاني انتهى
وهو مستمد من كلام بن بطال فإنه قال بعد حكايته لكلام الخطابي وأظن البخارى جعل الحلاب في هذه الترجمة ضربا من الطيب قال فإن كان ظن ذلك فقد وهم وإنما الحلاب الإناء الذي كان فيه طيب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يستعمله عندالغسل) انتهى
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 08 - 04, 09:26 م]ـ
الظاهر كما ذكر الحفاظ رحمهم الله أن الإمام المبجل البخاري رحمه الله وهم في الحلاب كما سبق.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[23 - 11 - 04, 12:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الشيخ الحبيب أبا عمر جزاكم الله خيرا
أما الحافظ الدمياطي رحمه الله تعالى
فما أكثر ما يخطىء في تخطئة الإمام البخاري عليه شآبيب الرحمة والرضوان
وقد بين ذلك الحافظ في ثنايا الفتح في غير ما موضع
ولعلي أسوق بعض كلام الحافظ هنا غدا
محبكم أبو بكر
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[23 - 11 - 04, 04:43 م]ـ
قال الحافظ في الفتح
الاستسقاء، باب إذا استشفع المشركون ..... 2/ 660
¥(4/496)
....... فدل ذلك على اتحاد قصتهما، وقد ثبت في هذه ما ثبت في تلك من قوله إنك لجريء، ومن قوله: ((فقال اللهم حوالينا ولا علينا)) وغير ذلك، وظهر بذلك أن أسباط بن نصر لم يغلط في الزيادة المذكورة ولم ينتقل من حديث إلى حديث، وسياق كعب بن مرة يشعر بأن ذلك وقع في المدينة بقوله: ((استنصرت الله فنصرك)) لأن كلاً منهما كان بالمدينة بعد الهجرة، لكن لا يلزم من ذلك اتحاد هذه القصة مع قصة أنس، بل قصة أنس واقعة أخرى لأن في رواية أنس ((فلم يزل على المنبر حتى مطروا)) وفي هذه ((فما كان إلا جمعة أو نحوها حتى مطروا)) والسائل في هذه القصة غير السائل في تلك فهما قصتان وقع في كل منهما طلب الدعاء بالاستسقاء ثم طلب الدعاء بالاستصحاء، وإن ثبت أن كعب بن مرة أسلم قبل الهجرة حمل قوله: ((استنصرت الله فنصرك)) على النصر بإجابة دعائه عليهم، وزال الإشكال المتقدم والله أعلم. وإني ليكثر تعجبي من كثرة إقدام الدمياطي على تغليط ما في الصحيح بمجرد التوهم، مع إمكان التصويب بمزيد التأمل والتنقيب عن الطرق، وجمع ما ورد في الباب من اختلاف الألفاظ، فلله الحمد على ما علم وأنعم اهـ
وقال أيضا في الفتح 2/ 494
تنبيه وقع في السياق عن عبد الله بن الحارث ابن عم محمد بن سيرين وأنكره الدمياطي فقال كان زوج بنت سيرين فهو صهر ابن سيرين لا ابن عمه. قلت: ما المانع أن يكون بين سيرين والحارث أخوة من رضاع ونحوه فلا ينبغي تغليط الرواية الصحيحة مع وجود الاحتمال المقبول اهـ
وقال أيضا في الفتح 9/ 493 - 494
قال الدمياطي والذي وقع في البخاري من أنها بنت أبي وهم. قلت: ولا يليق إطلاق كونه وهما فإن الذي وقع فيه أخت عبد الله بن أبي وهي أخت عبد الله بلا شك لكن نسب أخوها في هذه الرواية إلى جده أبي كما نسبت هي في رواية قتادة إلى جدتها سلول فبهذا يجمع بين المختلف من ذلك.
وأما ابن الأثير وتبعه النووي فجزما بأن قول من قال إنها بنت عبد الله بن أبي وهم وأن الصواب أنها أخت عبد الله بن أبي، وليس كما قالا، بل الجمع أولى، وجمع بعضهم باتحاد اسم المرأة وعمتها وأن ثابتا خالع الثنتين واحدة بعد أخرى ولا يخفى بعده ولا سيما مع اتحاد المخرج.
وقد كثرت نسبة الشخص إلى جده إذا كان مشهورا.
والأصل عدم التعدد حتى يثبت صريحا اهـ.
ومن أخطاء الدمياطي في الصحيح ـ وكثير منها في بيان أسماء الرواة ـ:
قال في الفتح 2/ 138
قوله حدثني إسحاق لم أره منسوبا وتردد فيه الجياني وهو عندي ابن إبراهيم الحنظلي المعروف بابن راهويه كما جزم به المزي ويدل عليه تعبيره بقوله أخبرنا فإنه لا يقول قط حدثنا بخلاف إسحاق بن منصور وإسحاق بن نصر وأما ما وقع بخط الدمياطي أنه الواسطي ثم فسره بأنه ابن شاهين فليس بصواب لأنه لا يعرف له عن أبي أسامة شيء لأن أبا أسامة كوفي وليس في شيوخ ابن شاهين أحد من أهل الكوفة اهـ.
قلت: ذكرت هذا الخطأ هنا وهو ليس على شرط الشيخ أبي عمر حفظه الله لكن لما فيه من الفائدة في تمييز إسحاق غير منسوب عند الإمام البخاري.
وليس معنى ما قلت ُ: أن أكثر كلام الحافظ الدمياطي أوهام وأخطاء بل كثيرا ما يوافقه الحافظ رحمهما الله تعالى.
سؤال
هل كتاب الدمياطي مطبوع
وإن كان فأين
محبكم أبو بكر
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 11 - 04, 07:01 م]ـ
بارك الله في الشيخ المفيد ماهر علوش
وجزاكم الله خيرا على هذه النقولات والفوائد
والكتاب لاأعلم ان أحدا طبعه، ولكن لعل الشيخ ماهر علوش يقوم بجمع هذه الفوائد الموجودة في الطبقات للسبكي ويكتب عليها عددا من التعليقات ويبحث عن نسخ خطية إن وجد لها وإلا فيكفي نقلها من الطبقات ثم يقوم بطبعها وإفادة طلاب العلم بها.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 12 - 04, 06:41 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
الدمياطي علامة في النسب والمغازي والسير
وطريقة ابن حجر وغيره من المتأخرين في الجمع فيها نظر
والأصل اما أن يكون الحرف المختلف فيه صحيحا أو لا
الدمياطي يحكم بعلمه بالأنساب والمغازي بأن هذا لايصح
والخطأ وراد عليه وقد يكون هناك اختلاف بين أهل التاريخ والنسب
ويكون الدمياطي اختار أحد تلك الأقاويل
الخ
نعم قد يصح الجمع في روايات متقاربة
عموما مسألة الجمع تحتاج مزيد بحث واستخراج طرق الجمع بين الروايات
فقول الشراح هذا صحيح وهذا صحيح ويمكن الجمع ونحو ذلك
ويكون في بعض ذلك تكلف ظاهر
أو قولهم قاله فلان وفلان ويمكن أن يكون رواه فلان الأوسي وفلان الخزرجي
القصة واحدة اما أن يكون الأوسي رواه أو الخزرجي
وهكذا قولهم يمكن أن يكون في السنة الثانية وفي السنة الخامسة
الحدث حصل مرة واحدة
ولكنهم يقولون بالتعدد كل ذلك لاختلاف حرف أو زيادة كلمة
وهكذا
ومسألة الجمع يحتاج الى موضوع مستقل
وهذا الجمع الذي فيه نظر موجود حتى عند ابن حبان رحمه الله
بل احيانا عند ابن خزيمة رحمه الله ورضي عنه
¥(4/497)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 12 - 04, 06:48 ص]ـ
قال ابن القيم
وهذه طريقةُ ضعفاء الظاهرية مِنْ أرباب النَّقْلِ الذين إذا رأوا فى القصة لفظة تُخالِفُ سياقَ بعضِ الروايات، جعلُوه مرة أخرى، فكلما اختلفت عليهم الرواياتُ، عدَّدوا الوقائع،)
انتهى
ـ[المقرئ]ــــــــ[05 - 12 - 04, 11:34 ص]ـ
كلام شيخنا ابن وهب وفقه الله دقيق ومفيد جدا
شيخنا الفقيه أذكر أن العبدري في رحلته تكلم عن الدمياطي ونقل كلاما طويلا عنه وعن شعره وهو طويل يصعب نقله علي وهو مفيد في بابه
محبكم: المقرئ
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[20 - 03 - 05, 01:44 م]ـ
شيخنا الفقيه جزاكم الله خيرا على حسن ظنكم
ومسألة الجمع يحتاج الى موضوع مستقل
جزاكم الله خيرا
ووفقكم لمثل هذا فأنتم له أهل
ونأمل قراءة موضوع مستقل إن شاء الله
محبكم
ـ[ابومجاهد التميمي]ــــــــ[17 - 11 - 06, 02:13 ص]ـ
جزاكم الله خير
ولدي سؤال لو سمحتم
المعلوم ان ام سلمه نسيبه بنت كعب بن .. بن .. بن .. بن .. بن مازن بن النجار
قد تزوجت زيد بن عاصم المازني وولدت له حبيب المازني وهو الذي ارسله النبي صلى الله عليه وسلم الى مسيلمه الكذاب وقد قطعه وقتله
وتزوجت غزيه بن عمرو المازني وولدت له تميم
وزوجها الثالث الانصاري ولم يعقب
سؤالي هو:
هل حبيب بن زيد المازني المقتول على يد مسيلمه الكذاب و غزيه المازني زوج ام سلمه هل هم من بني مازن من تميم لان المشهور في النسبه إلى المازني هو إلى بني مازن من بني تميم
ام ان كلاهما ينتسبون الى مازني من بني النجار؟؟
حيث انهم ذكروا في طبقات ابن سعد بالجزء رقم 8
ـ[ابن وهب]ــــــــ[15 - 12 - 06, 10:07 ص]ـ
فائدة
في عيون الأثر (2/ 378)
(وقال الزبير بن بكار ولد له القاسم ثم زينب ثم أم كلثوم ثم فاطمة ثم رقية ثم عبدالله
هكذا رأيته بخط شيخنا الحافظ أبي محمد الدمياطي رحمه الله تعالى قال: وفيه نظر
وأما أبو عمر فحكى عن الزبير غير ذلك
قال ولد له القاسم وهو أكبر ولده ثم زينب ثم عبد الله وكان يقال له الطيب ويقال له الطاهر ولد بعد النبوة ثم أم كلثوم ثم فاطمة ثم رقية هكذا الأول فالأول ثم مات القاسم بمكة وهو أول ميت مات من ولده ثم عبد الله مات أيضا بمكة)
انتهى
أقول وهو في نسب قريش لمصعب الزبيري
(. فولد رسول الله ـصلى الله عليه وسلمـ: القاسم، وهو أكبر ولده، ثم زينب، ثم عَبْد الله، ثم أم كلثوم، ثم فاطمة، ثم رقية، هم هكذا، الأول فالأول. ثم مات عَبْد الله)
ومصدر الزبير هو مصعب في الغالب
وقد سبق بيانه
ذكرت هذا لأبين أن الحافظ الدمياطي - رحمه الله قد يهم فيما هو من تخصصه
- في النقل -
وقد يكون هذا الخطأ في المصدر الذي نقل عنه عن الزبير ولكنه لم يتنبه له
أعني لصحة هذا عن الزبير أو لا
وهذا دليل على الضعف البشري فالإنسان مهما بلغ في العلم فالخطأ وارد عليه
فشعبة ومالك ووو غيرهم من الحفاظ لا يسلم أحد من الخطأ
وصدق ربنا
(وفوق كل ذي علم عليم)
ومهما بلغ الإنسان من العلم فلا يسلم من الخطأ
حتى في التخصص الذي يتقنه وهو متخصص فيه
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 01 - 07, 05:51 م]ـ
بارك الله فيكم على هذه الفائدة.
ـ[ابو عبدالله الرفاعي]ــــــــ[20 - 05 - 07, 12:41 ص]ـ
جزاكم الله تعالى خيرا على هذه الفوائد
ومما وهم فيه الحافظ الدمياطي رحمه الله ما أشار اليه الحافظ في (الفتح) (بَاب مَنْ أَجَابَ الْفُتْيَا بِإِشَارَةِ الْيَد أَوْ الرَّأْس)
قَوْله: (وُهَيْب)
بِالتَّصْغِيرِ وَهُوَ اِبْن خَالِد، مِنْ حُفَّاظ الْبَصْرَة، مَاتَ سَنَة خَمْس وَسِتِّينَ وَقِيلَ تِسْع وَسِتِّينَ، وَأَرَّخَهُ الدِّمْيَاطِيّ فِي حَوَاشِي نُسْخَته سَنَة سِتّ وَخَمْسِينَ وَهُوَ وَهْم.
وكذا في (بَاب الْأَذَانِ قَبْلَ الْفَجْر)
قَوْله: (حَدَّثَنِي إِسْحَاق)
¥(4/498)
لَمْ أَرَهُ مَنْسُوبًا، وَتَرَدَّدَ فِيهِ الْجَيَّانِيُّ، وَهُوَ عِنْدِي اِبْن إِبْرَاهِيم الْحَنْظَلِيُّ الْمَعْرُوف بِابْنِ رَاهْوَيْهِ كَمَا جَزَمَ بِهِ الْمِزِّيُّ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ تَعْبِيره بِقَوْلِهِ " أَخْبَرَنَا " فَإِنَّهُ لَا يَقُول قَطُّ حَدَّثَنَا بِخِلَافِ إِسْحَاق اِبْن مَنْصُور وَإِسْحَاق بْن نَصْرٍ، وَأَمَّا مَا وَقَعَ بِخَطِّ الدِّمْيَاطِيِّ أَنَّهُ الْوَاسِطِيُّ ثُمَّ فَسَّرَهُ بِأَنَّهُ اِبْن شَاهِينَ فَلَيْسَ بِصَوَابٍ لِأَنَّهُ لَا يُعْرَفُ لَهُ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ شَيْء، لِأَنَّ أَبَا أُسَامَة كُوفِيٌّ وَلَيْسَ فِي شُيُوخ اِبْن شَاهِينَ أَحَدٌ مِنْ أَهْل الْكُوفَة.
وكذا في (بَاب إِذَا دَعَتْ اَلْأُمُّ وَلَدَهَا فِي اَلصَّلَاةِ)
وَقَدْ رَوَى اَلْحَسَن بْن سُفْيَان وَغَيْره مِنْ طَرِيق اَللَّيْث عَنْ يَزِيد بْن حَوْشَب عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " لَوْ كَانَ جُرَيْج عَالِمًا لَعَلِمَ أَنَّ إِجَابَتَهُ أُمَّهُ أَوْلَى مِنْ عِبَادَةِ رَبِّهِ " وَيَزِيدُ هَذَا مَجْهُول، وحَوْشَب بِمُهْمَلَةٍ ثُمَّ مُعْجَمَة وَزْن جَعْفَر، وَوَهِمَ اَلدِّمْيَاطِيِّ فَزَعَمَ أَنَّهُ ذُو ظَلِيم، وَالصَّوَاب أَنَّهُ غَيْرُهُ لِأَنَّ ذَا ظَلِيمٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهَذَا وَقَعَ اَلتَّصْرِيحُ بِسَمَاعِهِ،
وكذا في (بَاب قَوْل النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُعَذَّب الْمَيِّت بِبَعْضِ بُكَاء أَهْله إِذَا كَانَ النَّوْح مِنْ سُنَّته)
قَوْله: (أَرْسَلَتْ بِنْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)
هِيَ زَيْنَبُ كَمَا وَقَعَ فِي رِوَايَة أَبِي مُعَاوِيَة عَنْ عَاصِم الْمَذْكُور فِي مُصَنَّف اِبْن أَبِي شَيْبَة.
قَوْله (إِنَّ اِبْنًا لِي)
قِيلَ هُوَ عَلِيّ بْن أَبِي الْعَاصِ بْن الرَّبِيع، وَهُوَ مِنْ زَيْنَب كَذَا كَتَبَ الدِّمْيَاطِيّ بِخَطِّهِ فِي الْحَاشِيَة، وَفِيهِ نَظَر لِأَنَّهُ لَمْ يَقَع مُسَمًّى فِي شَيْء مِنْ طُرُق هَذَا الْحَدِيث. وَأَيْضًا فَقَدْ ذَكَرَ الزُّبَيْر بْن بَكَّار وَغَيْره مِنْ أَهْل الْعِلْم بِالْأَخْبَارِ أَنَّ عَلِيًّا الْمَذْكُور عَاشَ حَتَّى نَاهَزَ الْحُلُم، وَأَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْدَفَهُ عَلَى رَاحِلَته يَوْم فَتْح مَكَّة، وَمِثْل هَذَا لَا يُقَال فِي حَقّه صَبِيّ عُرْفًا، وَإِنْ جَازَ مِنْ حَيْثُ اللُّغَة .....
وكذا في (بَاب هَلْ يُخْرَج الْمَيِّت مِنْ الْقَبْر وَاللَّحْد لِعِلَّةٍ) قَوْله: (وَدُفِنَ مَعَهُ آخَر)
هُوَ عَمْرو بْن الْجَمُوح بْن زَيْد بْن حَرَام الْأَنْصَارِيّ، وَكَانَ صَدِيق وَالِد جَابِر وَزَوْج أُخْته هِنْد بِنْت عَمْرو، وَكَأَنَّ جَابِرًا سَمَّاهُ عَمّه تَعْظِيمًا. قَالَ اِبْن إِسْحَاق فِي الْمَغَازِي " حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ رِجَال مِنْ بَنِي سَلِمَة أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ حِين أُصِيبَ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو وَعَمْرو بْن الْجَمُوح: اِجْمَعُوا بَيْنهمَا فَإِنَّهُمَا كَانَا مُتَصَادِقَيْنِ فِي الدُّنْيَا " وَفِي " مَغَازِي الْوَاقِدِيّ " عَنْ عَائِشَة أَنَّهَا رَأَتْ هِنْد بِنْت عَمْرو تَسُوق بَعِيرًا لَهَا عَلَيْهِ زَوْجهَا عَمْرو بْن الْجَمُوح وَأَخُوهَا عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن حَرَام لِتَدْفِنهُمَا بِالْمَدِينَةِ، ثُمَّ أَمَرَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَدِّ الْقَتْلَى إِلَى مَضَاجِعهمْ. وَأَمَّا قَوْل الدِّمْيَاطِيّ إِنَّ قَوْله " وَعَمِّي " وَهْم فَلَيْسَ بِجَيِّدٍ، لِأَنَّ لَهُ مَحْمَلًا سَائِغًا، وَالتَّجَوُّز فِي مِثْل هَذَا يَقَع كَثِيرًا
قلت: والأمثلة في هذا الباب كثيرة، ولولا الاطالة لذكرت الكثير من الأمثلة، والوهم والخطأ من طبع بني البشر، لكن سنة الله تعالى جرت في أنّ من يتتبع عثرات الناس يُبتلى بمن يتتبع عثرته.
وفي هذا يقول ابن رجب الحنبلي في (الذيل على طبقات الحنابلة) في ترجمة الناصح بن الحنبلي:
" كنت أتخيل في الناصح: أن يكون إماماً بارعاً، وأفرح به للمذهب؛ لما فضله اللّه به من شردْ بيته، وإعراق نسبه في الإِمامة، وما آتاه الله تعالى من بسط اللسان، وجراءة الجنان، وحدة الخاطر، وسرعة الجواب، وكثر الصواب. وظننت أنه يكون في الفتوى مبرزاً على أبيه وغيره، إلى أن رأيت له فتاوى غيره فيها أسد جواباً، وأكثر صواباً. وظننت أنه ابتلي بذلك لمحبته تخطئة الناس، واتباعه عيوبهم. ولا يبعد أن يعاقب الله العبد بجنس ذنبه ... "
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 05 - 07, 01:53 ص]ـ
شيخنا الفقيه
نفع الله بكم
شيخنا الرفاعي
جزاكم الله خيرا
فائدة
في الفتح (8/
(وله بغلته هذه البغلة هي البيضاء وعند مسلم من حديث العباس وكان على بغلة له بيضاء أهداها له فروة بن نفاثة الجذامي وله من حديث سلمة وكان على بغلته الشهباء ووقع عند بن سعد وتبعه جماعة ممن صنف السيرة أنه صلى الله عليه وسلم كان على بغلته دلدل وفيه نظر لأن دلدل أهداها له المقوقس وقد ذكر القطب الحلبي أنه استشكل عند الدمياطي ما ذكره ابن سعد فقال له كنت تبعته فذكرت ذلك في السيرة وكنت حينئذ سيريا محضا وكان ينبغي لنا أن نذكر الخلاف قال القطب الحلبي يحتمل أن يكون يومئذ ركب كلا من البغلتين إن ثبت أنها كانت صحبته وإلا فما في الصحيح أصح
ودل قول الدمياطي أنه كان يعتقد الرجوع عن كثير مما وافق فيه أهل السير وخالف الأحاديث الصحيحة وأن ذلك كان منه قبل أن يتضلع من الأحاديث الصحيحة ولخروج نسخ من كتابه وانتشاره لم يتمكن من تغييره)
انتهى
¥(4/499)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 02 - 08, 08:46 ص]ـ
أحسن الله إليك شيخنا ابن وهب، فهذه فائدة نفيسة.(4/500)
مشروع كتاب «العناية بكتب الرواية»
ـ[عبدالإله الشايع]ــــــــ[28 - 07 - 03, 01:59 م]ـ
هذا مشروع علمي كتبه أحد الأخوة الأفاضل وهو الشيخ محمد بن حسن المبارك - حفظه الله - رأيت أن أتحفكم بطرحه في هذا المنتدى المبارك رغبةً في الأستفادة والإفادة والله من وراء القصد.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.
وبعد، فإنَّ علم الحديث من أهم العلوم وأشرفها، وأجدرها بالعناية و الاهتمام، و قد أحببتُ في هذا الكتاب أن أعرِّف المبتدئ في هذا الفن بمصادر رواية الحديث تعريفاً وجيزاً حتى يسهل عليه دَرسُها والبحث فيها.
و شرط هذا الكتاب الاقتصار على الكتب التي تهتم بالرواية الحديثية المسنَدة، و لذلك لا أتعرض للكتب الحديثية غير المسندة، مثل كتب التخاريج، والأطراف، و الجمع كجامع الأصول، والفهارس، و الأثبات، و كتب أحاديث الأحكام، و غيرها، مِمَّا محلُّه كتب الاصطلاح، و كتب فن التخريج، أمَّا كتب الزوائد فان جمع أكثر من أصلٍ كمجمع الزوائد مثلاً تركتُه، و إن اقتصر على أصل واحد كزوائد ابن ماجة مثلاً ذكرتُه لأنَّه بذلك يندرج تحت الكتب التي تدرس ذلك الأصل:
و يشمل هذا التعريف مايلي:
1. التعريف بالمؤلِّف
2. التعريف بالكتاب
3. رواة الكتاب
4. نسخ الكتاب
5. طرق روايات الكتاب
6. آخر طرق رواية الكتاب
7. الأثيات التي ذَكَرت الكتاب
8. آخر ثبتٍ ذُكِر فيه رواية الكتاب
9. الإجازات العلميَّة التي ورد فيها الكتاب.
10. المؤلفات حول الكتاب من شروح و اختصارات وغيرها.
11. النشر الالكتروني.
12. المواقع الالكترونية.
وفكرة هذا المشروع العلمي مطروحة لجميع من يرى في نفسه الأهلية، سواءً كان ذلك لكتاب واحد أو أكثر، علماً أن هناك بعض الأبحاث المطبوعة التي ربما تكون قد أدت بعض جوانب هذا المشروع أعني العناية بكتب الرواية.
و الله أعلم و صلى الله و سلَّم على نبينا محمد و على آله وصحبه أجمعين.
كتبه
محمد بن حسن المبارك
تنقسم الكتب أو المصادر الحديثيَّّة إلى قسمين:
أـ كتب الرواية المحضة.
ب ـ الكتب المشتملة على الرواية.
أـ كتب الرواية المحضة
· 1ـ الصحاح، وهي نوعان:
النوع الأول: كتب اشترطت الصحَّة والتزمت بها
1ـ صحيح البخاري
التعريف بالمؤلف:
شرط البخاري في صحيحه:
نُسَخ و رواة صحيح البخاري:
طبعاته
مخطوطاته:
مختصرات صحيح البخاري:
أـ مختصر ابن أبي جمرة
ب ـ مختصر الزبيدي
جـ ـ مختصر الألباني
شروح صحيح البخاري:
شرح ابن رجب (فتح الباري)
شرح ابن حجر (فتح الباري)
شرح العيني
شرح القسطلاني
شرح ابن قطلوبغا
حاشية السيوطي
حاشية السندي
كتب حول صحيح البخاري:
مقدمة شرح ابن حجر (هدى الساري)
تغليق التعليق لابن حجر
ختمات البخاري
المراجع: الأثبات والفهارس و طرق رواية الكتاب
النشر الالكتروني.
المواقع الالكترونية.
2ـ صحيح مسلم
التعريف بالمؤلف
شرط مسلم في صحيحه:
نسخ و رواة صحيح مسلم
طبعاته
مخطوطاته:
مختصرات صحيح مسلم
أـ مختصر المنذري
ب ـ مختصر الألباني
شروح صحيح مسلم:
شرح النووي (المنهاج)
شرح القرطبي (المفهم)
شرح القاضي عياض (المعلم) سلسلة
(إكمال المعلم)
حاشية السيوطي
حاشية السندي
كتب حول صحيح مسلم:
(الإلزامات والتتبع) للدارقطني على مسلم
تتبع الألباني وغيره للدارقطني
المراجع: الأثبات والفهارس و طُرق رواية الكتاب
النشر الالكتروني.
المواقع الالكترونية.
و النوع الثاني: كتب اشترطت الصحَّة و انتُقِد عليها بعض الأحاديث.
1ـ صحيح ابن خزيمة
التعريف بالمؤلف
شرط ابن خزيمة في صحيحه:
نسخ و رواة صحيح ابن خزيمة
طبعاته
مخطوطاته:
المراجع: الأثبات والفهارس و طرق رواية الكتاب
2ـ صحيح ابن حبان
التعريف بالمؤلف
شرط ابن حبان في صحيحه:
نسخ و رواة صحيح ابن حبان
طبعاته
مخطوطاته:
كتب حول صحيح ابن حبان:
ترتيب ابن حبان لا بن بلبان (الاحسان)
المراجع: الأثبات والفهارس و طرق رواية الكتاب
3ـ المستدرك للحاكم
التعريف بالمؤلف
نسخ و رواة المستدرك
شرط الحاكم في مستدركه:
طبعاته
مخطوطاته:
مختصرات المستدرك:
تلخيص المستدرك للذهبي
4 ـ الأحاديث المختارة للضياء القدسي
طبعاته
مخطوطاته:
¥(5/1)
5 ـ المنتقى لابن الجارود
طبعاته
مخطوطاته:
· 2ـ السُّنن:
1 ـ سنن أبي داود
التعريف بالمؤلف
شرط أبي داود في سننه:
نسخ و رواة سنن أبي داود
طبعاته
مخطوطاته:
مختصرات سنن أبي داود
أـ مختصر الخطابي (معالم السنن)
ب ـ تهذيب المنذري (تهذيب سنن أبي داود)
شروح سنن أبي داود:
تعليقات ابن القيم على شرح المنذري
شرح شمس الحق العظيم آبادي (عون المعبود)
طبعاته:
مخطوطاته:
شرح (بذل المجهود).
طبعاته:
مخطوطاته:
حاشية السندي
كتب حول سنن أبي داود:
بذل المجهود في ختم أبي داوود للسخاوي
طبعاته:
مخطوطاته:
2 ـ سنن الترمذي
التعريف بالمؤلف
شرط الترمذي في سننه:
نسخ و رواة سنن الترمذي
طبعاته
مخطوطاته:
شروح سنن الترمذي:
شرح ابن العربي (عارضة الأحوذي)
شرح المباركفوري (تحفة الأحوذي).
طبعاته:
مخطوطاته:
حاشية السندي
3 ـ سنن النسائي
التعريف بالمؤلف
شرط النسائي في سننه:
نسخ و رواة سنن النسائي
مخطوطاته:
مختصرات سنن النسائي
أ ـ المجتبى لابن السني
طبعاته
مخطوطاته:
شروح سنن النسائي:
شرح السيوطي (زهر الربى على المجتبى)
طبعاته:
مخطوطاته:
حاشية السندي
3 ـ سنن ابن ماجة
التعريف بالمؤلف
شرط ابن ماجة في سننه:
نسخ و رواة سنن ابن ماجة
طبعاته
مخطوطاته:
شروح سنن ابن ماجة:
حاشية السندي
كتب حول سنن ابن ماجة:
مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجة للبوصيري
طبعاته:
مخطوطاته:
و ينصرف اسم " السنن الأربعة " عند الإطلاق إلى السنن الأربعة السابقة
سنن سعيد بن منصور
مخطوطاته:
سنن الدارمي (مسند الدارمي)
مخطوطاته:
سنن الدارقطني
طبعاته:
مخطوطاته:
سنن البيهقي
طبعاته:
مخطوطاته:
سنن ابن السكن
مخطوطاته:
· 3ـ المسانيد
النوع الأول: ـ مسانيد تامَّة (شاملة)
· مسند أحمد بن حنبل
طبعاته:
مخطوطاته:
شروحه:
الكواكب الدراري شرح مسند الشيباني لابن عروة الحنبلي
مخطوطاته:
كتب حول مسند الإمام أحمد
رسالة لابن حجر في الذب عن مسند الإمام أحمد
(القول الأحمد في الذب عن مسند الإمام أحمد) للألباني
(الذيل على القول الأحمد في الذب عن مسند الإمام أحمد) للألباني
الفتح الرباني في ترتيب مسند الشيباني) للساعاتي
(القول الأحمد في الذب عن مسند الإمام أحمد) للألباني
طبعاته:
طبع مراراً
وطبع بعضه بتحقيق أحمد شاكر
الطبعة الجديدة
مخطوطاته:
· مسند ابن المبارك
مخطوطاته:
· مسند أبي يعلى
مخطوطاته:
مسند اسحاق بن راهويه
مخطوطاته:
· مسند الحارث بن أسامة
مخطوطاته:
· مسند أبي داود الطيالسي
مخطوطاته:
· مسند أبي عوانة
مخطوطاته:
· مسند البزار
مخطوطاته:
كتب حول مسندالبزار
كشف الأستار عن زوائد البزار للهيثمي
· مسند الحميدي
مخطوطاته:
· مسند الإمام الشافعي
· مسند الروياني
مخطوطاته:
· مسند الشهاب
مخطوطاته:
· مسند عبد بن حميد
مخطوطاته:
· الخ
النوع الثاني: ـ مسانيد خاصَّة ببعض الصحابة
· مسند عمر بن الخطاب
مخطوطاته:
· تهذيب الآثار للطبري،ومنه
مسند علي بن أبي طالب للطبري
مخطوطاته:
· و مسند أمهات المؤمنين
مخطوطاته:
و غيره من الصحابة
· الخ
المستخرجات
· مستخرج أبي نعيم
مخطوطاته:
· مستخرج الاسماعيلي
· مخطوطاته:
المصنفات
· مصنف عبدالرزاق
مخطوطاته:
· مصنف أبي بن أبي شيبة
مخطوطاته:
· الموطأ لمالك بن أنس
التعريف بالمؤلف:
نُسَخ و رواة الموطأ:
نسخة عبدالله بن وهب
نسخة محمد بن الحسن
طبعاته
مخطوطاته:
شروح الموطأ:
التمهيد لابن عبدالبر
الاستذكار لابن عبدالبر
تنوير الحوالك للسيوطي
· الخ
· المعاجم
· معجم أبي عوانة
مخطوطاته:
· معجم الطبراني الأكبر
مخطوطاته:
· معجم الطبراني الأوسط
مخطوطاته:
· معجم الطبراني الأصغر
مخطوطاته:
· معجم ابن قانع
مخطوطاته:
· الخ
· الكتب المفردة
· الزهد للإمام أحمد
· الجهاد لابن المبارك
· فضائل الصحابة للإمام أحمد
· الاعتقاد للبيهقي
· الآداب للبيهقي
· شعب الإيمان للبيهقي
· الصفات للبيهقي
· الإيمان لابن مندة
· التوحيد لابن خزيمة
· السنة للالكائي
· الفتن والملاحم لنعيم بن حماد
· السنة لعبدالله بن أحمد
· مكارم الأخلاق للخرائطي
· الشريعة للآجري
· تحريم النرد و الملاهي للآجري
· العظمة لأبي الشيخ
· الشمائل للترمذي
· الأشربة أحمد بن حنبل
· السنة لابن أبي عاصم
¥(5/2)
· الزهد لهناد بن السري
· الصيام للفريابي
· الخ
· الأجزاء الحديثية
1. الأجزاء المتعلقة بعدد:
الأجزاء الأربعينية (الأربعينيات)
الأجزاء العشارية
2. الأجزاء البلدانية
3. الأجزاء المعنية بمواضيع
· رفع اليدين في الصلاة للبخاري
· فضائل الإمام علي للنسائي
· القراءة خلف الإمام للبخاري
· الرؤيا لابن أبي الدنيا
· تمني الموت لابن أبي الدنيا
· الخ
4. الأجزاء المعنيَّة برواة معيَّنين.
· جزء لوين
· جزء ما رواه فلان عن شيوخه
· جزء الغيلانيات
· الخ
· الأمالي و المجالس الحديثية والمشيخات
· أمالي النسائي
· أمالي أبي نعيم الأصبهاني
· أمالي المحاملي
· أمالي العراقي
· مشيخة الذهبي
· ألخ
ب ـ كتب مشتملة على الرواية
التفاسير
· تفسير ابن أبي حاتم
طبعاته:
مخطوطاته:
· تفسير الطبري
طبعاته:
مخطوطاته:
· تفسير عبدالرزاق
طبعاته:
مخطوطاته:
· تفسير الثوري
· الخ
كتب معاني الآثار
مشكل الآثار للطحاوي
طبعاته:
مخطوطاته:
· الخ
العِلل
· العلل لعلي بن المديني
طبعاته:
مخطوطاته:
· العلل لابن أبي حاتم
طبعاته:
مخطوطاته:
· العلل للدارقطني
طبعاته:
مخطوطاته:
· التمييز لمسلم بن الحجاج
· الأفراد والغرائب للدارقطني
طبعاته:
مخطوطاته:
· العلل الكبير للترمذي
طبعاته:
مخطوطاته:
· المراسيل لأبي داود
طبعاته:
مخطوطاته:
المراجع: الأثبات والفهارس و طرق رواية الكتاب
· المراسيل لابن أبي حاتم
· ألخ
· كتب الفقه والأحكام
· الأم للشافعي
طبعاته:
مخطوطاته:
· السير للشيباني
· المحلَّى لابن حزم
· أحكام القرآن للشافعي
· الخ
· التواريخ وكتب الرجال
· الكامل الضعفاء لابن عدي
طبعاته:
مخطوطاته:
· الضعفاء الكبير للعقيلي
طبعاته:
مخطوطاته:
· المجروحين لابن حبان
طبعاته:
مخطوطاته:
· تاريخ دمشق لابن عساكر
طبعاته:
مخطوطاته:
· تاريخ بغداد للخطيب البغدادي
تاريخ بيهق للبيهقي
طبعاته:
مخطوطاته:
· تاريخ نيسابور للحاكم
طبعاته:
مخطوطاته:
· الخ
· كتب الفوائد:
· فوائد تمام
· فوائد العراقيين
· فوائد من حديث أبي عمير
· فوائد أبي ذر الهروي
· فوائد الليث بن سعد
· فوائد ابن منده
· الخ
· أمَّا التواريخ و كتب الرجال (الجرح والتعديل) التي لا تشتمل على رواية فليست من شرط هذا الكتاب
من أهم المراجع:
1. الرسالة المستطرفة للكتاني مجلد
2. فهرس الفهارس للكتاني مجلد
3. دليل مؤلفات الحديث الشريف المطبوعة. مجلدان
محيي الدين عطية، صلاح الدين حفني، محمد خير رمضان يوسف
4. المعجم المصنَّف لمؤلفات الحديث الشريف 3مجلدات
محمد خير رمضان يوسف
5. ثبت الشيخ عبدالعزيز الدهلوي مجلد
6. التوبيخ لم ذمَّ التاريخ للسيوطي مجلد
7. معجم المعاجم والمشيخات و البرامج و الأثبات 4 مجلدات
د. يوسف المرعشلي
8. مقدِّمات كتب الحديث.
9. إتحاف القاري بعرفة جهود وأعمال العلماء على صحيح البخاري مجلد
10. سيرة الإمام البخاري مجلد
عبدالسلام المباركفوري
11. الإمام مسلم بن الحجاج و منهجه في الصحيح و أثره في علوم الحديث
مشهور حسن سلمان
12. الأثبات والفهارس المختلفة.
13. أشرطة الشيخ عبدالكريم الخضير عن شروح الكتب الستة.
ـ[صلاح]ــــــــ[14 - 03 - 04, 10:43 ص]ـ
جزاكم الله الخير العميم
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[11 - 07 - 05, 01:53 ص]ـ
أعانه الله وسدده
ـ[ابن المنذر]ــــــــ[20 - 07 - 05, 07:18 ص]ـ
عمل رائع،،،،،، أرجو إتمامه بأسرع وقت
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[20 - 07 - 05, 08:46 ص]ـ
عمل رائع بالفعل، وفق الله صاحبه لإتقانة ثم لإتمامة ... آمين
وكم نحن بحاجة لجهود في مجال علم الببليوغرافيا، للتعريف بكتبنا سلفنا الأعلام ....
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[20 - 07 - 05, 08:51 ص]ـ
(و قد أحببتُ في هذا الكتاب أن أعرِّف المبتدئ في هذا الفن بمصادر رواية الحديث تعريفاً وجيزاً حتى يسهل عليه دَرسُها والبحث فيها) ا. هـ.
فالظاهر أن الباحث لا يقصد الحصر ... فإن قصد فإنه يحتاج -بالطبع - إلى مزيد بحث وتحرى ... فمثلا الكتب التى خدمت صحيح البخاري بالمئات .. وقد أفرد أحدهم مصنفا لذلك طبع بدمشق، نظرت فيه في مكتبة الحرم النبوي ...
وهناك مصادر مفيدة مثل كتب الببليوغرافيا العربية العامة كمعجم التراث العربي المطبوع لمعهد المخطوطات، وجامع الشروح والحواشي للحبشي -جزاه الله خيرا-، وسائر كتب وفهارس المطبوعات والمخطوطات ... فهذا جهد جبار .. محوج إلى كثير وقت .. فحبذا لو تعاون فيه عدد من طلبة العلم ...
والله الموفق
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[10 - 11 - 06, 10:36 م]ـ
للرفع ......
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[01 - 12 - 06, 11:05 م]ـ
قول الشيخ الدرعمي حفظه الله
[فالظاهر أن الباحث لا يقصد الحصر ... فإن قصد فإنه يحتاج -بالطبع - إلى مزيد بحث وتحرى ... فمثلا الكتب التى خدمت صحيح البخاري بالمئات .. وقد أفرد أحدهم مصنفا لذلك طبع بدمشق، نظرت فيه في مكتبة الحرم النبوي ... ]
نعم هذا بالضبط المراد.
================================================
[فحبذا لو تعاون فيه عدد من طلبة العلم ... ]
نعم هذا هم المطلوب فهو مشروع تعاوني، حبذا لو يقوم به ثلة من طلبة العلم، نفع الله بجميع الاخوة في هذا الملتقى المبارك
¥(5/3)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[02 - 12 - 06, 08:16 م]ـ
للرفع
ـ[محمداقبال]ــــــــ[27 - 07 - 07, 02:11 م]ـ
لو كتب شخصان مختلفان في بحث واحد فأيها يقبل وأيها لا يقبل؟؟
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[13 - 11 - 08, 04:49 م]ـ
هل هذا البحث انتهى منه الباحث أم توقف
لأن هناك من الاخوة من يريد أن يبحثه
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[08 - 12 - 08, 05:32 م]ـ
الموضوع هو مجرد اقتراح.
فمن اضطلع بالقيام به فجزاه الله خيرا و أعانه و سدَّده.
ـ[أبو محمد توفيق]ــــــــ[23 - 11 - 09, 07:52 م]ـ
حياكم الله وجزاكم خيرا هل بدأ أحد بهذا العمل
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[25 - 11 - 09, 02:04 م]ـ
لا يا اخي الكريم
ـ فيما أعلم ـ
فلعلكم تنشطون له
بارك الله فيكم
و نفع بجهودكم
ـ[خالد العيسى]ــــــــ[17 - 07 - 10, 03:55 م]ـ
بارك الله فيكم
و نفع بجهودكم(5/4)
لقاء مع الشيخ أحمد معبد في مجلة البيان (عدد جمادى الاخرة). لا يفوتكم.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[03 - 08 - 03, 01:22 ص]ـ
وهذا هو رابط موقع المجلة:
http://www.albayan-magazine.com/
وحتى كتابة هذا الموضوع، لم ينزل العدد الجديد في موقع المجلة على الشبكة.(5/5)
”القصيدة غزليّة في ألقاب الحديث”، ونظائرها
ـ[عبدالله الشمراني]ــــــــ[04 - 08 - 03, 03:24 ص]ـ
اشتهرت القصيدة الغزليّة في ألقاب الحديث؛ لناظمها: الحافظ، الزاهد: أحمد بن فَرْح (1)، أبو العباس، الأشبيلي، الشافعي (625 ـ 699هـ)، وتقع هذه القصيدة في (عشرين) بيتًا (2).
يقول في مطلعها:
غرامي (صحيح) والرجاء فيك (معضل) ... وحزني ودمعي (مرسل) و (مسلسل)
وصبري عنكم يشهد القلب أنَّه ... (ضعيف) و (متروك) وذلي أجمل
ولا (حسن) إلا (سماع) (حديثكم) ... (مشافهة) (يُملى) علي فـ (أنقل)
وأمري (موقوف) عليك وليس لي ... على أحد إلا عليك المعول
وهي ”غزليّة” في ظاهرها، وما أراد بها ناظمها إلا الترويح عن نفسه، وإخوانه، ولم يَعِبْهَا عليه من ترجموا له، بل ذكرها العلماء في ترجمته، دون اعتراضٍ عليها (3)، وسمعها منه: الذهبي، والدمياطي، واليونيني، وأبو العباس النَّابُلُسِيّ (4)، فلا تثريب عليه في الترويح عن نفسه بمثل هذه الأبيات.
ومِمَّا يؤكد طهر النَّاظم، ما ذكروه في ترجمته، فهو ذو ديانة، وورع، وصيانة، وصلاح، وصدق، وسكينة، ووقار، اشتهر بالعبادة، والزهد، وكان إماماً، حافظاً، محدثاً.
قال عنها الشيخ: تاج الدين السبكي ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ ت (771هـ) في: ”طبقات الشافعية الكبرى” (8/ 29):
(قصيدة بليغة؛ جامعة لغالب أنواع الحديث) أ. هـ
وقال الشيخ: عبدالحي (ابن العماد) الحنبلي ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ ت (1089هـ) في: ”شذرات الذهب” (7/ 776):
(حفظها جماعة، وعلى فهما عوَّلوا) أ. هـ
وقال الشيخ الأديب: أحمد بن محمد المَقَّرِيُّ (5) التلمساني ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ ت (1041هـ) في: ”نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب” (2/ 531):
(شَرَحَ هذه القصيدة جماعة من أهل المشرق والمغرب يطول تعدادهم، وهي وحدها دالَّة على تمكّن الرجل) أ. هـ
وقال العلامة: محمد السفاريني ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ ت (1189هـ) في: ”المُلَحُ الغراميّة” (ص 18):
(نَظَمَ قصيدته اللاميّة، فأبدع على سبيل الطرق الفَراسِيّة، وأتى بجملةٍ من أقسام المصطلح في ضمنها على سبيل التَّوْرِية، فزادت بذلك ملاحتها، وظهرت فصاحتها) أ. هـ
[شروح: ”القصيدة الغزليّة”]:
(1) شرحها: الإمام: خليل بن أيبك، أبو الصفاء، الصفدي ت (764هـ) في: ”التذكرة” (6).
(2) ”زوال التَّرَح في شرح منظومة ابن فرح” (7)؛ للشيخ: محمد بن أحمد بن جماعة ت (806هـ).
(3) ”شرح” الشيخ: يحيى بن عبد الرحمن، القَرَافي ت ( ... هـ) (8).
(4) ”شرح” الشيخ: محمد بن محمد (الأمير)، المالكي ت (1232هـ) (9).
ويظهر أنَّ الذين قاموا بشرحها إنَّما اقتصروا على بيان المراد منها فيما يخص أنواع علوم الحديث، ولمْ يتعرضْ أحد منهم لحل معانيها البديعة، وكلماتها البليغة الرفيعة، وهذا ما جعل العلامة السفاريني ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ ينتهض لشرحها (10)، فقام بعمله على أكمل وجه، في رسالة علمية أدبية بديعة، سمَّاها:
(4) ”المُلَحُ الغَرامِيَّة شَرْح منظومة ابن فَرْح اللامِيَّة”، [ط].
[نظائر قصيدة ابن فَرْح]:
لم يكن الأشبيلي وحيداً في هذا الباب بل شاركه غيره:
جاء في: ”النَّور السَّافر” (ص 358 ـ 359):
(وفيها [أي سنة: (985هـ)] كان ختم ”صحيح البخاري” بحضرة سيدي الوالد، وأنشأ الشيخ: عبد المعطي في ذلك قصيدة طنانة؛ وهي:
حديث غرامي (مسند) و (مسلسل) ومطلق دمعي فوق خدي (مرسل)
وعشقي (صحيح) والعواذل قولهم (ضعيف) و (متروك) هباً متقول
وما (حسن) إلا الأحاديث عنكم وأما حديث عن سواكم فـ (معضل)
أحبتنا طبتم فطاب حديثكم وطاب (سماعي) عنكم حين ينقل
خلعت عذاري في هواكم أحبتي وقد لذ لي فيه العنا والتذلل
ولي بين سفحي لعلع وطويلع فؤاد كئيب مستهام (معلل)
إلى آخر ما قاله ...
والقصيدة لا تقل جمالاً عن ”غزلية” الأشبيلي، لو لا ما فيها من مخالفات في العقيدة.
ولم يكن النَّحويون أقل حظاً من المحدثين في هذا الباب فقد تغزلوا بـ: ”قواعد النحو” في أكثر من بيت، ووقفت على أكثر من قصيدة؛ ومن ذلك كلامهم على ”التنوين”، و ”الإضافة” وأنَّهما لا يجتمعان؛ لما بين مدلوليهما من المنافاة:
فقال أحدهم:
كَأنَّكَ (تَنْوينٌ) وَأنَّي (إِضَافةٌ) فَحَيثُ تَرَانِي لاَ تَحِلُّ مَكَانِيا
وقال آخر:
وَكُنَّا (خَمْسَ عَشرَةَ) فِي التِئامٍ عَلَى رَغْمِ الحَسُودِ بِغَيْرِ آفَه
¥(5/6)
فَقَدْ أَصْبَحْتُ (تَنْويناً) وَأْضَحَى حَبِيبِي لاَ تُفَارقهُ (الإِضَافَه)
انظر: ”فيض نشر الانشراح” (1/ 371)، وانظر (2/ 892) من المرجع نفسه.
ولما مات إمام النحو في وقته (ابن مالك) رثاه شرف الدين الحصني بقصيدة عجيبة، اخترت منها:
يا شتاتَ (الأسماءِ) و (الأفعالِ) بعدَ موتِ ابن مالك المِفْضَالِ
وانحراف (الحرُوف) من بعد (ضَبْطٍ) منه في (الإنفصال) و (الإتِّصالِ)
(مصْدراً) كان للعلوم بإذن الـ له مِن غير شُبة ومحالِ
عَدِم (النّعتُ) و (التّعطّف) و (التو كيد) مستبدَلاً من (الأَبدال)
(رفعوه) في نَعْشِِه فـ (انْتَصَبْنَا) (نصبَ تمييزِ) كيف سيرُ الجبال
(أدغموه) في التّرب من غير (مِثْلٍ) (سالماً) من تغيّر الإنتقال
والقصيدة بتمامها في: ”بغية الوعاة” (1/ 134 ـ 135).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[الهوامش]:
(1) كذا بسكون الرَّاء، بعدها حاءٌ مهملة، وتصحفت في بعض المطبوعات إلى: (فَرَج) براء مفتوحة، وجيم معجمة تحتية.
(2) هذا ما رأيته في النسخ التي وقفت عليها (عشرين بيتاً)، ونص على هذا العدد: الذهبي في: ”تاريخ الإسلام” (ص 384) [وفيات: 691 ـ 700هـ]، و الصفدي في: ”الوافي بالوفيات” (7/ 287)، وابن تغري بردي ت (874هـ) في: ”المنهل الصافي” (2/ 60)، ولم أرَ أحداً ـ ممن ذكر القصيدة ـ زاد على (العشرين).
وذكر حاجي خليفة ت (1067هـ) في: ”كشف الظنون” (2/ 1865) أنَّها في (ثلاثين) بيتاً، ولعلَّه وهمٌ منه، ولم أرَ من وافقه على ذلك، والله أعلم.
(3) ممن ذكر هذه القصيدة كاملة في ترجمته: الصفدي في: ”أعيان العصر” (1/ 310 ـ 311)، والسبكي في: ”طبقات الشافعية” (8/ 27 ـ 29)، والتلمساني [نقلاً عن الصفدي] في: ”نفح الطيب” (2/ 531)، وذكر العيني في: ”عِقْدُ الْجُمَان” (4/ 99 ـ 100) (ثمانية عشر) بيتاً، وذكر ابن تغري بردي (ثمانية) أبيات في: ”النجوم الزاهرة” (8/ 191)، وذكر الصفدي في: ”الوافي” (7/ 286)، وابن العماد في: ”الشذرات” (7/ 776) البيت الأوّل منها.
(4) انظر: ”تاريخ الإسلام” (ص 384) [وفيات: 691 ـ 700هـ]، و ”أعيان العصر” (1/ 310)، و ”الوافي” (7/ 287)، و ”طبقات الشافعية” (8/ 27)، والتلمساني [نقلاً عن الصفدي] في: ”نفح الطيب” (2/ 529)، و ”المنهل الصافي” (2/ 60).
(5) نسبة إلى: ”مَقَّرَة” من قرى ”تلمسان”.
(6) قال في: ”أعيان العصر” (1/ 311): (ذكرت شرحها في الجزء الثلاثين من: ”تذكرتي”) أ. هـ
(7) انظر: ”كشف الظنون” (2/ 1865).
(8) انظر: ”كشف الظنون” (2/ 1865).
(9) انظر: ”معجم المؤلفين” (3/ 622)، وقال الشيخ: زهير الشاويش في مقدمة: ”النّخبَة البَهيَّة” (ص 14): (رسالة صغيرة شرح فيها قصيدة ”غرامي صحيحٌ” في المصطلح، ولم أجدْ فيها شيئاً من العِلْمِ نافعاً) أ. هـ
(10) انظر: ”المُلَحُ الغراميّة” (ص 18).
ـ[أبو العالية]ــــــــ[04 - 08 - 03, 09:05 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الشيخ الفاضل / عبد الله
وفقه الله ونفع به
جزاك الله خيراً، مُلَحْ ونفائس عزيزة ومفيدة.
فأحسن الله إليك.
اختيار أكثر من رائع.
زادك الله العظيم من فضله.
(وللأعضاء بمثل)
محبكم
أبو العالية
ـ[المقرئ.]ــــــــ[04 - 08 - 03, 10:45 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة واسمح لي بمشاركة في تكميل موضوعك وهو:
ممن شرح المنظومة الإمام العلامة أستاذ العلل وصيرفي الصناعة الحديثية صاحب التحرير والتدقيق صغير السن كثير العلم كبير القدر شيخ الشيوخ الحافظ: شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الهادي الحنبلي (ت744 لم يكمل الأربعين)
ولشرحه نسخ كثيرةمنها نسخة في مكتبة رئيس الكتاب باستنبول برقم (1153) ذكرها الأستاذ رمضان ششن في نوادر المخطوطات العربية 1/ 130 ومنها أيضا نسخة في مكتبة جامعة الملك سعود بالرياض برقم (2/ 2503م) ومنها نسخة في المكتبة الأزهرية برقم (835) مجموع وتوجد له أيضا خمس نسخ في دار الكتب المصرية راجع فهرست مخطوطات دار الكتب المصرية1/ 249. [منقول بنصه من تحقيق عامر صبري للتنقيح]
وذكر أيضا ممن شرحها محمد بن إبراهيمبن خليل التتائي
فيا أهل الحديث ألا من محقق لهذا الكتاب فإن الإمام عنده دراية وعناية لطريقة الأئمة في التصحيح والتضعيف ولو خرجت فإنها ستكون مصدرا كبيرا للمشتغلين بالحديث فمن لها فمن لها
محبكم: المقرئ = القرافي
ـ[ظافر آل سعد]ــــــــ[04 - 08 - 03, 11:49 م]ـ
الأخ الحبيب .. ((المقرئ)) ..
يغلب على ظني غلبة قوية – قد تصل إلى الجزم – أن هذا الشرح الذي ذكرته ليس لشمس الدين محمد بن عبد الهادي , وإنما هو لجمال الدين يوسف بن عبد الهادي (ابن المبرد). نُسِب إلى الأول خطأً من المفهرس أو الناسخ , بسبب السهو أو الإجمال ..
وهمة شمس الدين أعلى من الاشتغال بمثل هذه المنظومة , وطريقته في العلم وجريدة أسماء مصنفاته تشهد على ذلك.
والشرح بجمال الدين أليق , فهو من بابته.
ومع هذا .. فدعنا نستمتع بهذا الحلم اللذيذ (أن يكون الشرح لجمال الدين) إلى أن يتحقق الأمر ..
مُنى إن تكن حقا تكن أحسن المُنى ** وإلا فقد عشنا بها زمنا رغدا
===========
لم يذكر الأخ الفاضل عبدالله الشمراني مثالا على منظومة غزلية تعليمية في النحو , وإنما ذكر أبياتا ومرثية , وقد قرأت قديما منظومة في النحو للشبراوي , وأظن أن لها شروحا.
¥(5/7)
ـ[المقرئ.]ــــــــ[05 - 08 - 03, 12:32 ص]ـ
مالذي فعلته يا ظافر بأخيك لقد قتلت أملا طالما كنت أنتظره فأصبح
وهما لا حقيقة له وسرابا لا بلل معه
ليتك أعطيتني الخبر على دفعات @ لو رأيتني وأنا أقرأ الخبر لأشفقت بحالي ولقلت لي لعله شرحه
أتدري ماذا فعلت يا صديقي لقد قطعت حبالا كنت أبحث عنها لأستند إليها في علم المصطلح
ولكن لعلك تسمح " بلعل " وتبقى على حد الغلبة لا على حد الجزم وسأظل أمني نفسي بهذا الكتاب
أبكي الذين أذاقوني مودتهم حتى إذا أسلموني للهوى فقدوا
محبك: المقرئ = القرافي
ـ[ tarek2] ــــــــ[06 - 08 - 03, 01:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شرح (((الشمس))) ابن عبد الهادي طبع منذ سنة بتحقيق الشيخ عمر بن سليمان الحفيان، عن تسع نسخ خطية.
نشر دار الفلاح بالفيوم، مصر.
توزيع مكتبة بلنسية بالرياض.
وللعلم فما ذكره الكاتب الشمراني موجود في مقدمة المحقق، وهناك مزيد لمن يريد النظر في شروح الكتاب وطبعاتها.
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[06 - 08 - 03, 10:07 ص]ـ
بالنسبة لشرح ابن عبد الهادي المذكور فأملك منه نسختين خطيتين إحداهما من تركيا و الأخرى نسخة مغربية من المدينة.
و هو مطبوع أكثر من مرة و متداول كما تقدم.
أما شرح ابن جماعة فيعمل عليه أحد الإخوة الفضلاء في قطر و سوف يخرج إلى النور قريبا إن شاء الله.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[06 - 08 - 03, 11:26 ص]ـ
هذه القصيدة وشروحها يجب أن ننساها ونهملها لأمور:
الأول: من غير اللائق ربط أشرف العلوم بمصطلحات غرامية وخاصة
لصغار الطلبة.
ثانيا: أن القصيدة في عشق الذكران ...
ثالثا: مهما كانت المقاصد فيجب صيانة الشبيبة وطلبة العلم
وتنزيه الأسماع عما يثير الغرائز، هذا في في العادي من الأمور
فكيف بما له علاقة بالعبادات بل من أشرفها وهو طلب العلم.
ـ[ابن غانم]ــــــــ[06 - 08 - 03, 01:56 م]ـ
أنا مع أخي الشيخ رضا صمدي فيما استنكره من أمر هذه القصيدة فهي وإن كانت على سبيل التورية إلا أنها مليئة بمعاني العشق والهيام وآلام الوجد والغرام ثم صرح في آخرها بأن معشوقه اسمه إبراهيم فقال:
أوري بسعدى والرباب وزينب وأنت الذي تعنى وأنت المؤمل
فخذ أولا من آخر ثم أولا من النصف منه فهو فيه مكمل
أبر إذا أقسمت أني بحبه أهيم وقلبي بالصبابة مشعل
يعني خذ أول الشطر الأول من البيت الأخير وأول الشطر الثاني منه تعرف اسم معشوقه فهو إبراهيم 0 فكيف يقول الشخ عبدالله الشمراني حفظه الله وجزاه خيرا: لا تثريب عليه في الترويح عن نفسه بمثل هذه الأبيات 0 وليس لهذه القصيدة كبير فائدة فهي تعدد من أنواع علوم الحديث مالايزيد على الثلاثين نوعا بذكر الأسماء فقط فهي كالفهرست الناقص 0وممن شرحها مما لم يذكره الإخوة الشيخ بدر الدين الحسيني وشرحه مطبوع عدة طبعات 0
ـ[ظافر آل سعد]ــــــــ[17 - 08 - 03, 03:02 م]ـ
جزى الله الأخ tarek2 خيرا على هذه الفائدة ..
وقد كنت أستبعد اهتمام الشمس ابن عبد الهادي بهذه المنظومة لعدم ذكر مترجميه لهذا الشرح , ولخروجه عن طريقته في التصنيف , ولكن المخطوطات الموثقة التي اعتمدها الشيخ الفاضل عمر الحفيان في تحقيقه كافية لإثبات نسبة الشرح إليه.
وجزى الله القائمين على الملتقى خيرا , إذ كانوا سببا في هذه المذاكرة النافعة مع خيار طلبة العلم.
والشكر لأخي المقرئ الذي سعدت برؤيته وبإهدائه لي نسخة من الكتاب.
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[17 - 08 - 03, 06:57 م]ـ
الأخ رضا:
جزاك الله خيرا على هذا التنبيه.
فقد كنت مهتما بتلك القصيدة و شروحها (في علم الحديث لا في باب الأدب).
و قد ملت لقول رضا أحمد صمدي في إهمالها ـ بعد تأمل ـ للأسباب المجملة التالية:
1 - قلة فائدتها في هذا العلم ن فهي لا تشرح أي باب من أبواب هذا العلم.
2 - عدم يسر حفظها لكونها من البحر الطويل بخلاف الأرجوزات الأخرى.
3 - ما فيها من التمييع و التشبيب و كلمات الوله و الهيام في العشق المحرم.
4 - وجود المنظومات الصغيرة المختصرة التي تغني عنها و تؤصل هذا الفن بأسلوب علمي رصين، كالبيقونية، و قصب السكر للصنعاني و غيرهما.
5 - ما فيها من الألفاظ غير الشرعية، مما يدل على الاعتماد و التوكل على غير الله! .. كقوله:
¥(5/8)
وَأمْرِيَ مَوْقُوفٌ عَليكَ وَلَيْسَ لِي عَلَى أحَدٍ إلاَّ عَلَيْك المُعَوَّلُ!!!
و التي نبه عليها و على أمثالها عبد الله الشمراني جزاه الله خيرا في جامعه النفيس للمتون.
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[17 - 08 - 03, 07:08 م]ـ
قصيدة غزلية في ألقاب الحديث
لشهاب الدين أحمد بن فرح الإشبيلي
(625 - 699 هـ)
غَرَامِي صَحِيحٌ وَالرَّجَا فِيك مُعْضَلُ وَحُزْني وَدَمعِي مُرْسَلٌ وَمُسَلْسَلُ
وَصَبْرِي عَنْكُمْ يَشْهَد الْعَقْلُ أنَّهُ ضَعِيفٌ، وَمَتْرُوكٌ وَذُلِّيَ أجْمَلُ
وَلا حَسَنٌ إلاّ سَمَاعُ حَدِيِثكُمْ مُشافَهَةً يُمْلَى عليَّ فَأنْقُلُ
وَأمْرِيَ مَوْقُوفٌ عَليكَ وَلَيْسَ لِي عَلَى أحَدٍ إلاَّ عَلَيْك المُعَوَّلُ
وَلَوْ كَانَ مَرْفُوعاّ إلَيْكَ لَكُنْتَ لِي عَلَى رَغْمِ عُذَّالِي تَرِقُّ وَتَعْدِلُ
وَعَذْلُ عَذُوِلي مُنكرٌ لاَ أسِيغُهُ وَزُورٌ، وتَدْليسٌ يُرَدُّ وَ يُهْمَلُ
أُقَصي زَمَانِي فِيّك مُتَصِلَ الأسَى وَمُنْقَطِعاً عّمَّا بِهِ أتَوَصَّلُ
وَهَا أنَا في أكْفَانِ هَجْرِك مُدْرجٌ تُكلِّفُنِي مَا لاَ أطِيقُ فَأحْمِلُ
وَأجْرَيتُ دَمْعِي فَوْقَ خَدِّي مُدَبَّجا وَمَا هِي إلاَّ مُهْجَتِي تَتَحلَّلُ
فَمتَّفِقٌ جِسمِي وَسُهْدِي وَعبرتِي وَمُفْتَرِقٌ صَبْرِي وَقَلْبِي المُبَلْبلُ
وَمُؤتَلِفٌ وَجْدِي وَشَجْوِي وَلَوْعَتِي وَمخْتَلِفٌ حَظِّي وَمَا مِنْك آمُلُ
خُذِ الْوَجْدَ مِنِّي مُسْنَداً، وَمُعَنْعَناً فّغَيْرِي بِمَوْضُوع الْهَوَى يَتَحَلَّلُ
وَذِي نُبَذٌ مِنْ مُبْهَمِ الحُبِّ فَاَعْتَبِرْ وَغَامِضُهُ إنْ رُمْتَ شَرْحاً أطَوِّلُ
عَزِيزٌ بِكُمْ صَبٌّ ذَلِيلٌ لِعِزِّكُمْ وَمَشْهُورُ أوْصَافِ المُحِبِّ التَّذَلُلُ
غَرِيبٌ يُقَاسِي البُعْدَ عنْكَ وَ مَالَه وحَقِّك عَن دَارِ الْقِلَى مُتَحَوَّلُ
فَرِفْقاً بِمَقْطُوعِ الوَسائِلِ مالَهْ إلَيْك سَبِيلٌ لاَ وَلاَ عنْك مَعْدِلُ
فَلا زِلتَ في عِزَ مَنيعٍ وَرِفْعَةٍ وَلاَ زِلتَ تَعْلوُ بالتَجَنِّي فَأنْزِلُ
أُوَرِّي بِسُعدَى وَالرَّبَابِ وزيْنَبٍ وَأنْتَ الذِي تُعنى وأنْت المُؤمَّلُ
فَخُذْ أوَّلاْ مِن آخرٍ ثُمَّ أوَّلاً مِنَ النِّصْفِ مِنْهُ فَهوَ فِيهِ مُكَمَّلُ
أبَرُّ إذَا أقْسمْتُ أنِّيِ بِحُبِّهِ أهيِمُ وَقَلْبِي بالصبابة مُشْعَلُ
المصدر: http://www.angelfire.com/ab3/hol/algzlih.htm
ـ[أبو صالح شافعي]ــــــــ[17 - 08 - 03, 07:20 م]ـ
لمن وقف على شروحات المنظومة، هل لهم أن ينقلوا لنا بماذا اعتذر الشراح أو كيف فهموا البيتين الأخيرين لأنهما مشكلين بالنسبة لكثيرين كما هو واضح هنا ومنهم الفقير.
ـ[أبو صالح شافعي]ــــــــ[22 - 08 - 03, 08:39 ص]ـ
يا جماعة الخير، تأكدوا من الشروح لأن الشيخ مشهود له بالدين والعفة، والصلاح.
ولعل إبراهيم هذا ابنه، خاصة أنه جاء في ترجمته أن العدو أسره ثم نجاه الله.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[22 - 08 - 03, 03:17 م]ـ
يقول:
أُوَرِّي بِسُعدَى وَالرَّبَابِ وزيْنَبٍ وَأنْتَ الذِي تُعنى وأنْت المُؤمَّلُ
فهل هذا قول مشتاق لابن له أسر في الحرب؟؟؟
ـ[أبو صالح شافعي]ــــــــ[22 - 08 - 03, 08:47 م]ـ
يعني هل الرجل شاذ!!!!!!!!!!!
إقرأ ترجمته الحافلة بالعلم والتقوى والورع،
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[15 - 03 - 04, 04:09 م]ـ
الأخ المكرم أبا صالح .. نعم كانوا على علم وتقوى وورع فلماذا
لم يتورعوا عن مثل هذا؟؟؟
البعض كان يرى ذلك واسعا ما دام لم يقع في الحرام الصريح ولكن
هذا لا يعفيه من أن مثل هذا لا يليق بمقام العلم.
فتأمل ..
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[16 - 09 - 06, 08:15 ص]ـ
يرفع لمزيد من البحث والمدارسة وليت صاحب الموضوع يقوم بالتعليق
ـ[محمد ابن ابى عامر]ــــــــ[19 - 09 - 06, 03:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوانى فى الله سمعت السيخ الفاضل ابى اسحاق الحوينى يقرأ هذه القصيدة وكان معجباً بها ولم يعترض على شىء فيها والله اعلى واعلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو عبدالله الوائلي]ــــــــ[19 - 09 - 06, 11:11 م]ـ
وهناك رسالة صغيرة في شرحها لشيخ بدر الدين الحسني -رحمه الله- تقع في قرابة الخمسين صفحة.(5/9)
مَقَالاتُ الشَّيْخِ عَبْدِ المُحْسِن الْعَبَّاد - مِنْ أَعْلَامِ المُحَدِّثِين
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[04 - 08 - 03, 09:11 م]ـ
الحمدُ لله ِ وبعدُ؛
بينما كنتُ أقلبُ أعدادَ " مجلةِ الجامعةِ الإسلاميةِ "، والتي تصدرُ من الجامعةِ الإسلاميةِ بالمدينةِ عن طريقِ القرصِ [سي دي]، وجدتُ مقالاتٍ للشيخِ الفاضلِ عبدِ المحسن العبَّاد - حفظهُ اللهُ -، وهي كثيرةٌ، منها بحوثٌ مطولةٌ، ومنها دون ذلك.
ومن المقالاتِ التي أحببتُ أن أثري بها " ملتقى أهلِ الحديثِ " سِلسِلةٌ بعنوان: " مِنْ أَعْلَامِ المُحَدِّثِين "، وفكرتُها ترجمةٌ عن علمٍ من أعلامِ أهلِ الحديثِ، وسببُ الاختيارِ لها:
- أولاً: أن هذا الملتقى هو مُلتقى أهل الحديثِ، ومن حقنا على أئمةِ المحدثينَ أن نذكرَ سيرهم، ونقتدي بسمتهم، وونهلَ من علمِهم، وبما أن الشيخَ عبد المحسن العباد قد ترجمَ لبعضهم، ووجدناها جاهزةً للطرح، فلما لا يستفاد منها هنا.
- ثانياً: نشرُ ما سطرته يراعُ الشيخِ عبد المحسن العباد - حفظه الله - في صفحاتِ " الشبكةِ العنكبوتية " ليستفيدَ منها أكبرُ عددٍ من طلبةِ العلمِ وغيرهم، ونشراً لعلمِ الشيخ من خلالِ هذه الوسيلةِ.
- ثالثاً: قِدمُ المقالاتِ التي كتبها الشيخُ عبدُ المحسن العباد، فأقدمُ مقالٍ كتبهُ " مِنْ أَعْلَامِ المُحَدِّثِين " سنة 1392 هـ، أي قبل أكثرِ من ثلاثين سنة.
- رابعاً:: أودُ المشاركةَ من الجميعِ في أخذِ الدروسِ والعبرِ من تراجمِ الأئمةِ، فهذا يضعُ فائدةً، وآخرُ يطرحُ مسألةً، وثالثُ يصححُ معلومةً ... ودواليك، فيجتمعُ لدينا جملةً من الفوائدِ تعينُ من أراد أن يعقد دروساً في تراجمهم.
- خامساً: رتبتُ المقالاتِ حسب الأعداد التي وردت فيها، فبدأت بأقدمها عدداً.
وأخيراً نسأل اللهَ أن يجزلَ المثوبةَ للشيخِ عبدِ المحسن العباد على ما ترجم به لهؤلاء الأعلامِ، وللشيخ مقالاتٌ أخرى وبحوثٌ أطرحها تِباعاً إن شاء الله تعالى.
مِنْ أَعْلَامِ المُحَدِّثِين
عليُّ بنُ المديني 161 – 234 هـ
للشيخِ عبدِ المحسن العبَّاد
المدرسُ في كليةِ الشريعةِ بالجامعةِ
نسبهُ:
هو علي بنُ عبدِ اللهِ بنِ جعفر بنِ نجيح بنِ بكر بن سعد، هكذا نسبه الخطيب في تاريخ بغداد.
كنيتهُ ونسبتهُ:
كنيته أبو الحسن، واشتهر بابن المديني – بفتح الميم – وكسر الدال – نسبة إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم والنسبة إليها بهذه الصيغة قليلة وأكثر ما ينسب إليها المدني بدون ياء، وإنما نسب إليها لأن أصله منها كما ذكر ذلك البخاري في التاريخ وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وابن الأثير في اللباب.
وكانت ولادته ونشأته بالبصرة، ولهذا ينسب إليها فيقال له: البصري، ويقال له: السعدي من بني سعد بن بكر نسبة إليهم نسبة ولاء وهو مولى عروة بن عطية السعدي كما في تهذيب الأسماء واللغات للنووي.
ولادتهُ:
ولد ابن المديني سنة إحدى وستين ومائة نقله الخطيب في تاريخه عن علي بن أحمد بن النضر وقال الخطيب: " كان مولده بالبصرة "، وكذا أرخه الذهبي في تذكرة الحفاظ وابن السبكي في طبقات الشافعية.
ابنُ المديني من بيتِ علمٍ:
الإمام ابن المديني أحد أعلام المحدثين الذين اشتهروا بحفظ الحديث ومعرفة علله، وأبوه وجده من حملة الحديث ونقلته؛ فأبوه عبد الله محدث مشهور روى عن غير واحد من مشيخة مالك بن أنس، وجده جعفر بن نجيح روى عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ذكر ذلك الخطيب في تاريخه.
ممن روى عنهم:
سمع الحديث من كثير من المحدثين فرواه عن أبيه، وحماد بن زيد، وسفيان بن عيينة، وابن علية، وأبي ضمرة، وبشر بن المفضل، وحاتم بن وردان، وخالد بن الحارث، وبشر بن السري، وأزهر بن سعد السمان، وحرمي بن عمارة، وحسان بن إبراهيم، وشبابة، وسعيد بن عامر، وأبي أسامة، ويحيى بن سعيد القطان، ويزيد بن زريع، وهشيم بن بشير، ومعاذ بن معاذ، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وعبد الله بن وهب، وعبد العزيز العمى، والفضل بن عنبسة، وفضيل بن سليمان، وغندر، ومحمد بن طلحة التيمي، ومرحوم بن عبد العزيز، ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي، ومعن بن عيسى، وأبي النضر، وهشام بن يوسف، وعبد الرزاق، ويوسف بن يعقوب
¥(5/10)
الماجشون، وأبي صفوان الأموي، وجعفر بن سليمان، وعبد العزيز الدراوردي، ومعتمر بن سليمان، وجرير بن عبد الحميد، والوليد بن مسلم، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الوهاب الثقفي، وأبي الوليد الطيالسي، وغيرهم، وكتب عن الشافعي كتاب الرسالة وحملها إلى عبد الرحمن ابن مهدي فأعجب بها ذكره أبو إسحاق الشيرازي في طبقات الفقهاء ص 103.
ممن رووا عنه:
روى عنه البخاري، وأبو داود، والذهلي، وإبراهيم بن الحارث البغدادي، والحسن بن علي الخلال، وأبو مزاحم سباع بن النضر، وأبو بكر عبد القدوس الحبحباني، وأبو بكر بن أبي عتاب الأعين، ومحمد ابن عمرو بن نبهان الثقفي، وإبراهيم الجوزجاني، وحميد بن زنجويه، وأبو داود الحراني، ومحمد بن عبد الله ابن عبد العظيم، ومحمد بن جعفر بن الإمام، وهلال بن العلاء الرقي، وعباس بن عبد العظيم العنبري، وروى عنه سفيان بن عيينة، ومعاذ بن معاذ وهما من شيوخه، وأحمد بن حنبل، وعثمان بن أبي شيبة، وهما من أقرانه، وابنه عبد الله بن علي، وأحمد بن منصور، وإسماعيل بن إسحاق القاضي، وحنبل بن إسحاق، وصالح جزرة، وأبو قلابة، وأبو حاتم والصاغاني، والفضل بن سهل الأعرج، ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة، ويعقوب بن شيبة، وأبو شعيب الحراني، وأبو الحسين بن البراء، وصالح بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن علي بن الفضل المديني فستقة، وأبو خليفة الجمحي، ومحمد بن يونس الكديمي، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وأبو يعلى الموصلي، والبغوي، وعبد الله بن محمد بن الحسن الكاتب، وآخر الذين رووا عنه موتا عبد الله بن محمد بن أيوب الكاتب، وأقدمهم شيخه سفيان بن عيينة، وبين وفاتيهما مائة وثمان وعشرون سنة ذكره الخطيب وهذا من أمثلة السابق واللاحق.
من خرج حديثه:
خرج حديثه البخاري في صحيحه، وروى عنه فيه ثلاثمائة وثلاثة أحاديث نقل ذلك الحافظ بن حجر في تهذيب التهذيب، وخرج حديثه أبو داود في سننه، وقد روى عنه البخاري وأبو داود بدون واسطة، وروى عنه أبو داود أيضا بواسطة، وخرج حديثه الترمذي والنسائي في سننهما وابن ماجة في التفسير رووا عنه بواسطة.
ثناء الأئمة عليه:
وكان علي بن المديني موضع تقدير كبار المحدثين أثنوا عليه في حفظه وفي علمه وتبحره وبصره في علل الحديث وأثنوا عليه بوجه عام.
فمن الثناء عليه بوجه عام:
قال أبو حاتم الرازي: " وكان أحمد لا يسمه إنما يكنيه تبجيلا له " قال: "وما سمعت أحمد سماه قط ".
وقد بلغ مبلغا عظيما قال فيه عباس العنبري: " كان الناس يكتبون قيامه وقعوده ولباسه وكل شيء يقول ويفعل ".
وقال البخاري: " ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند علي بن المديني ".
وقال النسائي: " كأن الله خلق علي بن المديني لهذا الشأن ".
وقال النووي: " وأجمعوا على جلالته وإمامته وبراعته في هذا الشأن وتقدمه على غيره ".
وقال الذهبي في ميزان الاعتدال: " وأما علي بن المدين فإليه المنتهى في معرفة علل الحديث النبوي مع كمال المعرفة بنقد الرجال وسعة الحفظ والتبحر في هذا الشأن بل لعله فرد زمانه في معناه ".
وقال ابن حجر في تقريب التهذيب: " ثقة ثبت إمام ".
حفظهُ:
وكان علي بن المديني من الحفاظ المبرزين قال فيه الذهبي: " حافظ العصر وقدوة أرباب هذا الشأن "، وقال ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة: " الحافظ المبرز "، وقال الخطيب في تاريخه: " هو أحد أئمة الحديث في عصره والمقدم على حفاظ وقته ".
علمهُ:
ومن ثناء الأئمة عليه في علمه قول عبد الرحمن بن مهدي: " ابن المديني أعلم الناس ". وقول أبي عبيد القاسم بن سلام: " انتهى العلم إلى أربعة: أبو بكر بن أبي شيبة أسردهم له، وأحمد بن حنبل أفقههم فيه، وعلي بن المديني أعلمهم به، ويحيى بن معين أكتبهم له ".
بصرهُ بعللِ الحديثِ:
ومن ثناء الأئمة عليه وإشادتهم بمعرفته التامة بعلل الحديث قول أبي حاتم: " كان ابن المديني علما في الناس في معرفة الحديث والعلل".
وقال ابن حجر في التقريب: " أعلم أهل عصره بالحديث وعلله ".
وقال الذهبي في ا لميزان: " إليه المنتهى في معرفة علل الحديث النبوي ".
وقال ابن الأثير في اللباب: " وكان من أعلم أهل زمانه بعلل حديث رسول الله صلى
الله عليه وسلم ".
¥(5/11)
وقال أبو داود: " ابن المديني أعلم باختلاف الحديث من أحمد بن حنبل ".
وفي تارخ الخطيب: سئل الفرهياني عن يحيى بن معين وعلي وأحمد وأبي خيثمة فقال: " أما علي فأعلمهم بالحديث والعلل، ويحيى أعلمهم بالرجال، وأحمد بالفقه، وأبو خيثمة من النبلاء ".
وقال صالح بن محمد: " أعلم من أدركت بالحديث وعلله علي بن المديني، وأفقههم في الحديث أحمد ابن حنبل، وأمهرهم في الحديث سليمان الشاذكوني ".
دخولهُ في محنةِ القولِ بخلقِ القرآنِ وأثرُ ذلك وكيف انتهى أمره؟:
وكان علي بن المديني رحمه الله ممن دخل في محنة القول بخلق القرآن دخول الخائف على نفسه ولم يصبر كما صبر الإمام أحمد بن حنبل وغيره، بل هاب الإرهاب والقمع الذي حصل لمن لم يوافق دعاة القول بخلق القرآن إلى ما يريدون ومن أجل ذلك لم يرو عنه بعض المحدثين كالإمام مسلم.
ولكنه تاب وأناب واتضح من قوله وقول غيره أن دخوله لم يكن عن عقيدة، وإنما كان خوفا على النفس. وقد صرح بذلك عن نفسه وصرح به غيره، وقد أورد الذهبي علي بن المديني في كتابه الميزان لكون العقيلي أورده في كتاب الضعفاء وأنحى باللوم على العقيلي لذلك وذب عن هذا الإمام وأشاد بذكره والثناء عليه قال في كتابه الميزان (3/ 138): " أحد الأعلام الأثبات وحافظ العصر ذكره العقيلي في كتاب الضعفاء، فبئس ما صنع، فقال: جنح إلى ابن أبي دؤاد والجهمية وحديثه مستقيم إن شاء الله"، ثم ذكر الذهبي بعض ثناء الأئمة عليه ثم قال: " وقد بدت منه هفوة ثم تاب منها وهذا أبو عبد الله البخاري – وناهيك به – قد شحن صحيحه بحديث علي بن المديني وقال: ما استصغرت نفسي بين يدي أحد إلا بين يدي علي بن الديني، ولو ترك حديث علي وصاحبه محمد وشيخه عبد الرزاق وذكر أناسا آخرين سماهم، لغلقنا الباب وانقطع الخطاب، ولماتت الآثار، واستولت الزنادقة، ولخرج الدجال، أفما لك عقل يا عقيلي أتدري فيمن تتكلم، وإنما تبعناك في ذكر هذا النمط لنذب عنهم ولنزيف ما قيل فيهم كأنك لا تدري أن كل واحد من هؤلاء أوثق منك بطبقات بل وأوثق من ثقات كثيرين لم توردهم في كتابك فهذا مما لا يرتاب فيه محدث ".
وقال الذهبي في الميزان أيضا: " كان ابن المديني خوافا متاقيا في مسألة القرآن مع أنه كان حريصا على إظهار الخير فقد قال ابن أبي خيثمة في تاريخه: سمعت يحيى بن معين يقول: كان ابن المديني إذا قدم علينا أظهر السنة وإذا ورد البصرة أظهر التشيع ثم قال الذهبي: قلت: كان ذلك بالبصرة ليؤلفهم على حب علي رضي الله عنه، فإنهم عثمانية ". انتهى.
وقال الحافظ ابن حجر في التقريب: " عابوا عليه إجابته في المحنة لكنه تنصل وتاب واعتذر بأنه كان خاف على نفسه "، وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ بعد أن ذكر كثيرا من ثناء الأئمة عليه: " قلت مناقب هذا الإمام جمة لو ما كدرها بتعلقه بشيء من مسألة خلق القرآن وتردده إلى أحمد بن أبي دؤاد إلا أنه تنصل وندم وكفر من يقول بخلق القرآن، فالله يرحمه ويغفر له ". انتهى.
وقد جاء عنه الثناء على الإمام أحمد في صبره في المحنة وقال: " إن الله أعز هذا الدين برجلين، أبو بكر الصديق يوم الردة وأحمد بن حنبل يوم المحنة ".
وقال ابن أبي حاتم الرازي في كتاب الجرح والتعديل: " وترك أبو زرعة الرواية عنه من أجل ما كان منه في المحنة وكان أبي يروي عنه لنزوعه عما كان منه ".
وفي تاريخ بغداد أن عباس العنبري روى عنه أنه قال: " قوي أحمد على السوط وأنا لا أقوى " وقال ابن عمار: " ما أجاب إلى ما أجاب ديانة إلا خوفا "، وقال ابن السبكي في طبقات الشافعية: " وكان علي بن المديني ممن أجاب إلى القول بخلق القرآن في المحنة فنقم ذلك عليه وزيد عليه في القول، والصحيح عندنا أنه إنما أجاب خشية السيف " قال ابن عدي: "سمعت مسددا ابن أبي يوسف الفلوسي يقول: قلت لابن المديني: مثلك في علمك يجيب إلى ما أجبت إليه. فقال يا أبا يوسف: ما أهون عليك السيف "، وعنه: " خفت أن أقتل ولو ضربت سوطا واحدا لمت ".
¥(5/12)
وهكذا نجد أن ابن المديني رحمه الله دخل في المحنة خائفا على نفسه لا معتقدا صحة ذلك كما صرح بذلك عن نفسه وصرح غيره كما في النقول المذكورة وإن دخوله هذا أثر في إعراض بعض المحدثين عن الرواية عنه ولما كان قد تاب واعتذر بأن الذي حمله على الدخول الخوف على نفسه لم يلتفت إلى ما سلف منه كثير من المحدثين فرووا عنه وعلى رأسهم الإمام البخاري الذي شحن صحيحه بالرواية عنه وبلغ جملة ما رواه عنه في الصحيح ثلاثمائة وثلاثة أحاديث.
شيوخهُ يستفيدون منه:
وكما كان ابن المديني يستفيد من شيوخه فهم أيضا يستفيدون منه وقد صرح بعضهم بذلك.
قال شيخه يحيى بن سعيد القطان: " كنا نستفيد منه أكثر مما يستفيد منا ".
وقال سفيان بن عيينة: " يلومونني على حب علي، والله كنت أتعلم منه أكثر مما يتعلم مني ".
آثارهُ:
ألف ابن المديني في الحديث مصنفات كثيرة العدد جليلة القدر.
قال النووي في تهذيب الأسماء واللغات: " وكان علي أحد أئمة الإسلام المبرزين في الحديث صنف فيه مائتي مصنف لم يسبق إلى معظمها ولم يلحق في كثير منها".
وقد أورد الحاكم أبو عبد الله في كتابه معرفة علوم الحديث – ص 89 – فهرست مؤلفاته نقله عن شيخه محمد بن صالح الهاشمي قال: " سمعت الشريف القاضي أبا الحسن محمد بن صالح الهاشمي قاضي القضاة يقول: هذه أسامي مصنفات علي بن المديني:
1 - كتاب الأسامي والكنى - ثمانية أجزاء.
2 - كتاب الضعفاء – عشرة أجزاء.
3 - كتاب المدلسين – خمسة أجزاء.
4 - كتاب أول من نظر في الرجال وفحص عنهم – جزء.
5 - كتاب الطبقات: عشرة أجزاء.
6 - كتاب من روى عن رجل لم يره – جزء.
7 - كتاب علل المسند – ثلاثون جزءا.
8 - كتاب العلل لإسماعيل القاضي – أربعة عشر جزءا.
9 - كتاب علل حديث ابن عيينة - ثلاثة عشر جزءا.
10 - كتاب من لا يجنح بحديثه ولا يسقط – جزءان.
11 - كتاب الكنى – خمسة أجزاء.
12 - كتاب الوهم والخطأ: خمسة أجزاء.
13 - كتاب قبائل العرب – عشرة أجزاء.
14 - كتاب من نزل من الصحابة سائر البلدان – خمسة أجزاء.
15 - كتاب التاريخ – عشرة أجزاء.
16 - كتاب العرض على المحدث – جزءان.
17 - كتاب من حدث ثم رجع عنه – جزءان.
18 - كتاب يحيى وعبد الرحمن في الرجال – خمسة أجزاء.
19 - كتاب سؤلاته يحيى – جزءان.
20 - كتاب الثقات والمثبتين – عشرة أجزاء.
21 - كتاب اختلاف الحديث – خمسة أجزاء.
22 - كتاب الأسامي الشاذة – ثلاثة أجزاء.
23 - كتاب الأشربة – ثلاثة أجزاء.
24 - كتاب تفسير غريب الحديث – خمسة أجزاء.
25 - كتاب الإخوة والأخوات – خمسة أجزاء.
26 - كتاب من يعرف باسم دون اسم أبيه – جزءان.
27 - كتاب من يعرف باللقب – جزء.
28 - كتاب العلل المفرقة – ثلاثون جزءا.
29 - كتاب مذاهب المحدثين – جزءان.
هكذا سردها الحاكم وقد أضفت إليها الترقيم، وبعد فراغه من سياقه قال: "إنما اقتصرنا على فهرست مصنفاته في هذا الموضع ليستدل به على تبحره وتقدمه وكماله". انتهى.
أقول: " وإن مما يؤسف له أن هذه المكتبة الكبيرة لا وجود لها في الوقت الحاضر، بل إن ذكر أسماء هذه المصنفات قليل في كثير من المصنفات فما رأيت أحدا من مؤلفي المصادر التي رجعت إليها في ترجمته - والتي أثبتها في نهاية الترجمة - تعرض لتسميتها اللهم إلا العليمي صاحب المنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد المتوفى سنة 928هـ فقد أورد هذا الفهرس الذي سقته هنا عن الحاكم دون أن يشير إلى المصدر الذي استمده منه. ويوجد من آثاره كتاب علل الحديث ومعرفة الرجال مخطوطا في خزانة أحمد الثالث في تركيا وصورته في معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية بالقاهرة رقم 743 فهرس التاريخ.
وفاته:
قال البخاري: " مات علي بن المديني ليومين بقيا من ذي القعدة سنة أربع وثلاثين ومائتين". وقال الحارث بن أبي أسامة وغير واحد: " مات بسر من رأى في ذي القعدة"، وكانت وفاته في يوم الاثنين كما في التاريخ الكبير للبخاري.
ممن ترجم له:
1 - ترجم له الحافظ الذهبي في العبر 1 - 418 والميزان 3 - 138 وتذكرة الحفاظ 2 - 15.
2 - وابن حر العسقلاني في التقريب 2 - 39 وتهذيب التهذيب 7 - 349
3 - البخاري في التاريخ الكبير 2 - 3 - 284
4 - الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 11 - 458
5 - الخزرجي في خلاصة تذهيب الكمال 133
6 - ابن القيسراني في الجمع بين رجال الصحيحين 356
7 - ابن العماد في شذرات الذهب 2 - 81
8 - السمعاني في الأنساب 516 مخطوط
9 - ابن الأثير في اللباب 3 - 115
10 - ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة 1 - 225
11 - العليمي في المنهج الأحمد 1 - 97
12 - أبو إسحاق الشيرازي في طبقات الفقهاء 103
13 - ابن السبكي في طبقات الشافعية 1 - 266
14 - النووي في تهذيب الأسماء واللغات 1 - 350
15 - ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 1 - 3 - 193 وفي مقدمته 319
[ B] المصدر: مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة - العدد 17 - رجب 1392 هـ - ص 12 - 20.
¥(5/13)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[04 - 08 - 03, 11:25 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الأخ الشيخ / عبد الله وفقه الله ونفع به
موضوع طيب، ونشر موفق.
جزاك الله خيراً
ونترقب المزيد، أحسن الله إليك.
محبكم
أبو العالية
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[07 - 08 - 03, 11:23 ص]ـ
http://alsaha.fares.net/sahat?128@6.r65Tg3vsb0Q.2@.1dd41964
ـ[البخاري]ــــــــ[07 - 12 - 03, 12:58 ص]ـ
بارك اللة فيكم اخي الفاضل
ـ[ aboumalik] ــــــــ[07 - 12 - 03, 08:26 ص]ـ
الأخ الفاضل الشيخ عبد الله زقيل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكرت في مقدمة الموضوع أن للجامعة الاسلامية مجلة قد صدرت على قرص.
فهل تتكرمون عليَّ بإرساله.
وجزاكم الله خيرا.
وبريدي الالكتروني مزيل في آخر الصفحة.(5/14)
زكريا الأنصاري، وحياته العلمية
ـ[ماهر]ــــــــ[07 - 08 - 03, 12:49 ص]ـ
زكريا الأنصاري
سيرته الذاتية
أولاً: اسمه ونسبه
هُوَ زين الدين أبو يَحْيَى زكريا بن مُحَمَّد بن أحمد بن زكريا الأنصاري الخزرجي السنيكي، ثُمَّ القاهري الأزهري الشَّافِعيّ ().
والأنصاري: نِسْبَة إلى الأنصار، وهم أهل المدينة من الأوس والخزرج ().
والخزرجي: نِسْبَة إلى الخزرج، أحد شطري الأنصار، وهم بطون عدة ().
والسنيكي: نِسْبَة إلى " سُنَيْكَة " – بضم السين المُهْمَلَة، وفتح النون، وإسكان الياء المثناة من تَحْتُ، وآخرها تاء التأنيث ().
وَهِيَ قَرْيَة بمصر من أعمال الشرقية، بَيْن بلبيس والعباسية ()، والأكثر عَلَى نسبته هكذا – بإثبات الياء –، وَهُوَ مخالف لقواعد الصرف إذ الصَّوَاب في النسبة: ((السُّنَكِي)). قَالَ ابن عقيل: ((ويقال في النسب إلى فُعَيْلَة: فُعَلِيّ –بحذف الياء– إن لَمْ يَكُنْ مضاعفاً، فتقول في جُهَيْنَةَ: جُهَنِيّ)) (). وذُكِرَ عَنْ الْقَاضِي أنه كَانَ يكره النسبة إلى تِلْكَ البلدة ().
القاهري: نِسْبَة إلى مدينة القاهرة ().
الأزهري: نِسْبَة إلى الجامع الأزهر ().
ثانياً: ولادته
لَمْ تكن ولادة الْقَاضِي زكريا محل اتفاق بَيْن المؤرخين، وإنما تطرق إليها الخلاف كَمَا تطرق لغيرها، فالسيوطي – عصريه وصديقه – يؤرخ ولادته في سنة (824 ه)، عَلَى سبيل الظن والتقريب، فَقَالَ: ((ولد سنة أربع وعشرين تقريباً)) ().
وأما السخاوي والعيدروسي فيجزمان أن ولادته كَانَتْ في سنة
(826 ه) ()، وتابعهما في هَذَا: ابن العماد الحنبلي ()، والشوكاني ()،
والزبيدي ()، وعمر رضا كحالة ().
في حِيْنَ أن الغزي يتردد في تحديد ولادته بَيْن سنة (823ه) وسنة (824 ه)، وإن كَانَ صدَّر كلامه بالأولى ونقله من خطِّ والده الذي كَانَ أحد تلامذة الْقَاضِي زكريا ().
وتفرد الأستاذ خير الدين الزركلي بالجزم بأنها كَانَتْ سنة (823 ه) ().
وهكذا نجد أن ولادة الْقَاضِي زكريا الأنصاري – في أقوال المؤرخين – كَانَتْ دُوْلَة بَيْن أعوام ثلاثة – بصرف النظر عَنْ القائلين بِهَا – وَهِيَ (823 ه) و (824 ه) و (826 ه)، ولا مرجح عندنا لأحدها نجزم بِهِ أو نرجحه، والعلم عِنْدَ الله تَعَالَى.
ثالثاً: أسرته
لَمْ تسعفنا المصادر بالكثير عَنْ أسرته، وإنما كَانَتْ نتفاً وإشارات استطعنا أن نستشف مِنْها شيئاً قليلاً، يساعدنا في تكوين فكرة واضحة عَنْ أسرة المترجم.
أمَّا والده فكل مَا نعرفه عَنْهُ أنه مات والمترجم لا يزال طفلاً ()، وَلَمْ يترك إلاَّ امرأة أرملة وولداً يتيماً، يقاسيان مشاق الحياة التي لَمْ يَكُنْ لَهُمَا دور في تحريك دفة أحداثها.
وأما أمُّه فيمكننا القَوْل إنَّ مَا حازه المترجم من المجد والفخار إنما كَانَ – بَعْدَ رعاية الله – بحسن تصرفها، فَقَدْ حكى الغزي عَنْ الشَّيْخ الصالح ربيع ابن عَبْد الله السلمي الشنباري أنه كَانَ يوماً بسنيكة – مسقط رأس المترجم – وإذا بامرأة تستجير بِهِ وتستغيث أن ولدها مات أبوه، وعامل البلد النصراني قبض عَلَيْهِ يروم أن يكتبه مَوْضِع أبيه في صيد الصقور، فخلَّصه الشَّيْخ مِنْهُ، وَقَالَ لها: إن أردت خلاصه فافرغي عَنْهُ يشتغل ويقرأ بجامع الأزهر وعليَّ كلفته، فسلمت إليه المترجم (). وهذا غاية مَا استطعنا الوقوف عَلَيْهِ من خبرها.
ومما مضى يُعْلَم أن المترجم كَانَ الوحيد لأبويه، فَلا إخوة ولا أخوات عِنْدَه، وكذا زوجته التي غمرت في بحر الجهالة، فَلا ذكر لها البتة فِيْمَا بَيْن أيادينا من مراجع.
أما ذريته، فوقفنا عَلَى ذكر لبعض أولاده، مِنْهُمْ:
جمال الدين يوسف، قَالَ عَنْهُ الغزي: ((الشَّيْخ العلامة الصالح)) ().
وذكر حاجي خليفة أن ولده هَذَا شرح مختصراً لبعض الشافعية لكتاب " التحرير في أصول الفقه " لابن همام (). وَلَمْ نقف عَلَى تاريخ وفاته.
والذي يظهر أن لَهُ ولداً آخر يدعى: ((زكريا))، وإن لزكريا الأخير ابناً يدعى:
¥(5/15)
((زكريا)) أيضاً، ترجمه الغزي في الكواكب السائرة () فَقَالَ: ((زكريا بن زكريا الشَّيْخ العلاَّمة زين الدين المصري، حفيد شيخ الإسلام قاضي القضاة زكريا الأنصاري))، وكانت وفاته في شوال سنة (959 ه) (). وَكَانَ جده يحبه محبة عظيمة ().
رابعاً: نشأته
كَانَ مولد المترجم في بلده الأول ((سُنَيكة)) فنشأ بِهَا، وابتدأ بحفظ القُرْآن الكريم – عَلَى العادة في بدء التعليم – ودَرَسَ مبادئ الفقه العامة، فقرأ " عمدة الأحكام " وبعض " مختصر التبريزي " في الفقه ()، وما كاد يدخل النصف الثَّانِي من عقد عمره الثَّانِي حَتَّى شدَّ رحاله نَحْو عاصمة العِلْم والعلماء التي كَانَتْ تعج بمظاهره: القاهرة، وسواء كَانَ قَدْ رحل بنفسه إلى القاهرة، أو أن الشَّيْخ ربيع بن عَبْد الله هُوَ الذي سافر بِهِ – كَمَا تقدم -، فَقَدْ ورد المترجم القاهرة ()، ونزل الجامع الأزهر مستوطناً، وهناك أكمل حفظ المختصر الذي بدأ بِهِ في مقتبل عمره ()، ومن ثَمَّ بَدَأَ بحفظ الكُتُب التي وفَّرت لَهُ مبادئ العلوم التي كَانَتْ تدرَّس آنذاك، فحفظ " المنهاج " الفرعي
و" الألفية " النحوية و" الشاطبية " و" الرائية " وبعض " المنهاج " الأصلي ونحو النصف من " ألفية الحَدِيْث " و" التسهيل " إلى باب ((كاد)) ().
وكانتْ تِلْكَ قدمته الأولى إلى القاهرة، وَلَمْ يطل المكث فِيْهَا، وعاد أدراجه إلى بلده ملازماً هناك الجدَّ والاشتغال ().
وبعد مدة من الزمن – نجهل تحديدها – عاود المجيء إلى القاهرة ()، يروم استخراج العِلْم من معادنه، فَدَرَسَ في الفقه: " شرح البهجة "
وغيرها ()، وقرأ في أصول الفقه: " العضد " و " شرح العبري " ()، وقرأ في النحو والصرف، ومما قرأه فِيْهِمَا: " شرح تصريف العزي " ()، وأخذ المعاني والبيان والبديع فقرأ فِيْهَا " المطول " ()، وأخذ المنطق عَنْ عدة مشايخ وقرأ فِيهِ شرح القطب عَلَى
"الشمسية" وأكثر حاشية الشريف الجرجاني عَلَيْهِ، وكذا حاشية التقي الحصني عَلَيْهِ ().
كَمَا أخذ اللغة، والتفسير، وعلم الهيأة، والهندسة، والميقات، والفرائض، والحساب، والجبر، والمقابلة، والطب، والعروض، وعلم الحروف، والتصوف، وتلا بالسبع والثلاثة الزائدة عَلَيْهَا، وقرأ مصنفات ابن الجزري كـ" النشر " و "التقريب"
و " الطيبة "، وأخذ رسوم الخطِّ، وآداب البحث، والحديث ().
وهكذا دأب وانهمك في الطلب والتحصيل، فأجازه مشايخه، وكتب لَهُ بِذَلِكَ كَثِيْر مِنْهُمْ مَعَ الإطناب في المدح والثناء، يزيدون عَلَى مئة وخمسين ()، ومنهم الحافظ ابن حجر العسقلاني إذْ كتب لَهُ في بَعْض إجازاته: ((وأذنت لَهُ أن يقرأ القُرْآن عَلَى الوجه الذي تلقَّاه، ويقدر الفقه عَلَى النمط الذي نص عَلَيْهِ الإمام وارتضاه، والله المسؤول أن يجعلني وإياه، ممن يرجوه ويخشاه إلى أن نلقاه)) ().
وأذن لَهُ في إقراء " شرح النخبة " وغيرها من مصنفاته في حياته، وكذا فعل غَيْر ابن حجر حَتَّى قَالَ العيدروسي: ((وتصدّى للتدريس في حياة غَيْر واحد من
شيوخه)) ().
وهكذا أصبح المترجم من المؤهلين للانضمام إلى ركب العُلَمَاء، وأن يشقَّ طريقه وسطهم.
خامساً: صفاته وأخلاقه
لقد كَانَ الْقَاضِي زكريا بن مُحَمَّد الأنصاري مضرب المثل في وقته في حَسَن الخلق، والتحلي بمكارم الأخلاق وفضائلها، لا يدع باباً إليها إلاَّ دخله، قَالَ العلائي (): ((قَدْ جمع من أنواع العلوم والمعارف والمؤلفات المقبولة ومكارم الأخلاق وحسن السمت والتؤدة والأخذ عَنْ الأكابر مَا لَمْ يجمعه غيره)) ().
ولعل أبرز صفاته التي كَانَ يتحلَّى بِهَا أنه كَانَ حافظاً للجميل شاكراً لصنيع المحسنين إليه، ويدل عَلَى ذَلِكَ –كَمَا مَرَّ– أن الشَّيْخ ربيع بن عَبْد الله كَانَ صاحب الفضل عَلَيْهِ في توجهه إلى طلب العِلْم وسفره إلى القاهرة،فكان ردّ المترجم عَلَى ذَلِكَ أنه: ((إذا ورد عَلَيْهِ الشَّيْخ ربيع أو زوجته أو أحد من أقاربه يجعله في زمن صمدته ومنصبه، وَكَانَ يقضي حوائجهم ويعترف بالفضل لَهُمْ، وربما مازحته زوجة الشَّيْخ ربيع التي
ربَّتْهُ)) ().
¥(5/16)
وَكَانَ في النهاية من الانهماك في طلب العِلْم، لا يجعل لنفسه متنفساً سواه، حَتَّى أشغله عَنْ مأكله ومشربه، فحكى عَنْ نَفْسه، قَالَ: ((جئت من البلاد وأنا شابٌّ فلم أعكف عَلى الاشتغال بشيء من أمور الدنيا وَلَمْ أعلّق قلبي بأحد من الخلق، قَالَ: وكنت أجوع في الجامع كثيراً، فأخرج في الليل إلى الميضأة وغيرها، فأغسل مَا أجده من قشيرات البطيخ حوالي الميضأة وآكلها، وأقنع بِهَا عَنْ الخبز)) ().
وَكَانَ عَلَى دَرَجَة من اليقين بالله وتفويض الأمور إليه، فروى من حاله أنه قَالَ:
((فلما أتممت شرحها – يعني: " البهجة " – غار بَعْض الأقران، فكتب عَلَى بَعْض نسخ الشرح: كِتَاب الأعمى والبصير؛ تعريضاً بأني لا أقدر أشرح البهجة وحدي، وإنما ساعدني فِيهِ رفيق أعمى كنت أطالع أنا وإياه، قَالَ: فاحتسبت بالله تَعَالَى، وَلَمْ ألتفت إلى مِثْل ذَلِكَ)) ().
وَكَانَ من أخلاقه أنه كَانَ صداعاً بالحق، لَمْ يثنه الخوف عَلَى المنصب أو هيبة سلطان عَنْ زجر الظالم أو إنذار العاصي، حَتَّى أن الغزي يذكر أن سبب عزله عَنْ القضاء: ((بسبب خطه عَلَى السلطان بالظلم، وزجره عَنْهُ تصريحاً وتعريضاً)) ().
((ومتع بالقول عَلَى ملازمة العِلْم والعمل ليلاً ونهاراً، مَعَ مقارنة مئة سنة من عمره من غَيْر كلل ولا ملل، مَعَ عروض الانكفاف لَهُ، بحيث شرح البُخَارِيّ جامعاً فِيهِ ملخص عشرة شروح، وحشَّى تفسير البيضاوي في هذِهِ الحالة)) ().
والمترجم ممن قاسى مرارة الحرمان وعاش مصاعبها؛ لذا كَانَ يعرف لوعة المحرومين وضيق ذات يد المعدمين، فكان كَثِيْر البرِّ بطلبته وتفقد أحوالهم ()، مَعَ مَا كَانَ عَلَيْهِ من كثرة الصدقة والمبالغة في إخفائها، وَكَانَ لَهُ جَمَاعَة يرتب لَهُمْ من صدقته مَا يكفيهم إلى يوم وإلى أسبوع وإلى شهر، وإذا جاءه سائل – بَعْدَ أن أصيب بالعمى – يَقُول لِمَنْ عنده من جماعته: هَلْ هنا أحد؟ فإن قَالَ لَهُ: لا، أعطاه، وإن قَالَ لَهُ: نعم، قَالَ لَهُ: قل لَهُ: يأتينا في غَيْر هَذَا الوقت ().
وَقَدْ أورد الغزي كلمة جامعة في بيان أخلاقه، فَقَالَ: ((وَكَانَ صاحب الترجمة مَعَ مَا كَانَ عَلَيْهِ من الاجتهاد في العِلْم اشتغالاً واستعمالاً وإفتاءً وتصنيفاً ومع مَا كَانَ عَلَيْهِ من مباشرة القضاء ومهمات الأمور، وكثرة إقبال الدنيا، لا يكاد يفتر عَنْ الطاعة ليلاً ونهاراً، ولا يشتغل بما لا يعنيه، وقوراً مهيباً مؤانساً ملاطفاً، يُصَلِّي النوافل من قيام مَعَ كبر سنه وبلوغه مئة سنة وأكثر، ويقول: لا أعوّد نفسي الكسل. حَتَّى في حال مرضه كَانَ يُصَلِّي النوافل قائماً، وَهُوَ يميل يميناً وشمالاً لا يتمالك أن يقف بغير ميل للكبر والمرض، فقيل لَهُ في ذَلِكَ، فَقَالَ: يا ولدي، النفس من شأنها الكسل، وأخاف أن تغلبني وأختم عمري بِذَلِكَ.
وَكَانَ إذا أطال عَلَيْهِ أحد في الكلام يَقُول لَهُ: عجِّل قَدْ ضيَّعتَ عَلَيْنَا الزمان، وَكَانَ إذا أصلح القارئ بَيْن يديه كلمة في الكِتَاب الذي يقرأ ونحوه، يشتغل بالذكر بصوت خفي قائلاً: الله الله، لا يفتر عَنْ ذَلِكَ حَتَّى يفرغ، وَكَانَ قليل الأكل لا يزيد عَلَى ثلث رغيف، ولا يأكل إلا من خبز خانقاه سعيد السعداء، ويقول: إنما أخص خبزها بالأكل لأن صاحبها كَانَ من الملوك الصالحين)) ().
سادساً: وفاته
بَعْدَ عُمر بَلَغَ أو جاز بقليل المئة عام، كَانَتْ مملوءة بالعلم والتعليم، والتربية والإرشاد، اختار الباري – عزوجل – الْقَاضِي زكريا الأنصاري إلى جواره الكريم، بَعْدَ أن ابتلي بفقد نعمة البصر.
وَقَدْ حصل خُلْفٌ بين المؤرخين في تحديد سنة وفاته، بَعْدَ أن اتفقت كلمة جمهورهم عَلَى تحديد اليوم والشهر، وَهُوَ الرابع من ذي الحجة ().
فالجمهور عَلَى أن وفاته كَانَتْ سنة (926 ه) ()، في حين ذهب العيدروسي ()، وتابعه ابن العماد الحنبلي ()، إلى أنها كَانَتْ سنة (925 ه).
ولقد أغرب الأدنروي في تحديد وفاته، فزعم أنها كَانَتْ سنة (910 ه) () وَهُوَ وهم لا محالة، ولا متابع لَهُ ولا عاضد عَلَى هَذَا، وإنما هُوَ قَوْل انفرد بِهِ، وخالف فِيهِ المؤرخين جملة وتفصيلاً.
سيرته العلمية
أولاً: شيوخه
¥(5/17)
بَلَغَ شيوخ الْقَاضِي زكريا الأنصاري كثرة كاثرة، ومَرَّ بنا أنهم زادوا عَلَى المئة والخمسين شيخاً ()؛ لذا سنقتصر في الترجمة عَلَى أشهرهم مَعَ ذكر مَا أخذ الْقَاضِي عَنْهُمْ، ثُمَّ نعرِّج عَلَى باقي شيوخه سرداً.
فمن أشهر مشايخه ():
1. زين الدين أبو ذرٍّ عَبْد الرحمان بن مُحَمَّد بن عَبْد الله الزَّرْكَشِيّ القاهري الحنبلي، المتفرد برواية " صَحِيْح مُسْلِم " بعلو ().
تُوُفِّي في ذي الحجة سنة (846 ه)، وَقَدْ ناهز التسعين ().
أخذ عَنْهُ: " صَحِيْح مُسْلِم " ().
2. شمس الدين مُحَمَّد بن عَلِيّ بن مُحَمَّد بن يعقوب القاياتي، تُوُفِّي ليلة الاثنين الثامن عشر من محرم، سنة (850 ه) ().
أخذ عَنْهُ: الفقه، وأصوله، والمعاني، والبديع، والبيان، واللغة، والتفسير، وشرح الألفية للعراقي، وغيرها ().
3. شهاب الدين أبو العَبَّاس أحمد بن رجب بن طَيْبُغَا الشَّافِعيّ، المعروف بابن المَجْدي، مات في ذي القعدة سنة (850 ه)، عَنْ أربع وثمانين سنة ().
أخذ عَنْهُ: الفقه، والنحو، وعلم الهيأة، والهندسة، والميقات، والفرائض، والحساب، والجبر، والمقابلة ().
4. الْقَاضِي عز الدين عَبْد الرحيم بن المؤرخ ناصر الدين مُحَمَّد بن عَبْد الرحيم المصري الحنفي، عُرِفَ بابن الفرات، تُوُفِّي في ذي الحجة سنة (851 ه)، وَقَدْ جاز التسعين (). سَمِعَ عَلَيْهِ العديد من كُتُب الحَدِيْث كـ: " البعث " لابن أبي دَاوُد، وغيره ().
5. زين الدين أبو النعيم رضوان بن مُحَمَّد بن يوسف العقبي ثُمَّ القاهري الشَّافِعيّ، المُسْنِد الصَّيِّن، تُوُفِّي في رجب سنة (852 ه)، عَنْ ثلاث وثمانين سنة ().
أخذ عَنْهُ: الفقه، والقراءات السبع، وآداب البحث، وشرح الألفية للعراقي، وصحيح مُسْلِم، وسنن النَّسَائِيّ ().
6. شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن عَلِيّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَلِيّ بن
أحمد الكناني العسقلاني الأصل، المصري ثُمَّ القاهري. تُوُفِّي ليلة السبت
الثامن عشر من ذي الحجة سنة (852 ه) ().
أخذ عَنْهُ: الفقه، والتفسير، وشرح الألفية للعراقي، ومعرفة أنواع علم الحَدِيْث لابن
الصَّلاح، وشرح النخبة، والسيرة النبوية لابن سيد الناس، وغالب سُنَن ابن ماجه،
وغيرها ().
7. أبو اليمن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَلِيّ بن أحمد الهاشمي العقيلي النويري المكي الشَّافِعيّ قاضي مكة، مات في ذي القعدة سنة (853ه)، عَنْ ستين سنة ().
أخذ عَنْهُ لَمّا ورد مكّة حاجاً ().
8. شرف الدين أبو الفتح مُحَمَّد بن زين الدين أبي بَكْر بن الْحُسَيْن بن عُمَر القرشي العثماني المراغي القاهري الأصل المدني الشَّافِعيّ. تُوُفِّي في محرم سنة (859 ه)، عَنْ ثلاث وثمانين سنة ().
أخذ عَنْهُ: الحَدِيْث، والفقه، وغيرهما لما ورد المدينة في طريق حجه ().
9. جلال الدين أبو السعادات مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَلِيّ القرشي المخزومي المكي، ويعرف بابن ظهيرة. مات في صفر سنة (861 ه)، عَنْ خمس وستين سنة ().
سَمِعَ عَلَيْهِ الحَدِيْث عندما ورد مكة حاجاً ().
10. كمال الدين مُحَمَّد بن عَبْد الواحد بن عَبْد الحميد السيواسي الأصل السكندري ثُمَّ القاهري الحنفي. مات في رمضان سنة (861 ه)، عَنْ ستين سنة ().
أخذ عَنْهُ: النحو، والمنطق، وشرح الألفية للعراقي ().
11. جلال الدين مُحَمَّد بن أحمد بن مُحَمَّد بن إبراهيم الأنصاري المحلي الأصل القاهري الشَّافِعيّ. مات في محرم سنة (864 ه) ().
أخذ عَنْهُ: أصول الفقه، والعلوم العقلية ().
12. بدر الدين الحَسَن بن مُحَمَّد بن أيوب الحسني القاهري الحسيني الشَّافِعيّ. مات في مستهل صفر سنة (866 ه)، وَقَدْ قارب المئة ().
أخذ عَنْهُ: الفقه، والنسب ().
13. علم الدين صالح بن عُمَر بن رسلان البلقيني الأصل القاهري. مات في رجب سنة
(868 ه)، عَنْ سبع وسبعين سنة ().
أخذ عَنْهُ: الفقه ().
14. تقي الدين أبو الفضل مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَبْد الله
الهاشمي الأصفوني ثُمَّ المكي الشَّافِعيّ، عُرِفَ بابن فهد، تُوُفِّي في ربيع الأول سنة
¥(5/18)
(871 ه)، عَنْ أربع وثمانين سنة ().
أخذ عَنْهُ: فنون الحَدِيْث ().
15. شرف الدين أبو زكريا يَحْيَى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أحمد بن مخلوف الحدادي الأصل المناوي القاهري الشَّافِعيّ. تُوُفِّي ليلة الاثنين الثَّانِي عشر من جُمَادَى الثانية سنة (871 ه)، وَقَدْ جاز السبعين (). أخذ عَنْهُ: الفقه ().
16. تقي الدين أبو العَبَّاس أحمد بن كمال الدين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَسَن القسنطيني الأصل السكندري ثُمَّ القاهري الشمني الحنفي، مات في ذي الحجة سنة (872 ه)،
وَقَدْ جاز الستين ().
أخذ عَنْهُ: النحو ().
17. محيي الدين أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن سليمان بن سعيد الرومي الحنفي المعروف بالكافيجي نزيل القاهرة، مات في جُمَادَى الثانية سنة (879 ه)، وَقَدْ جاز التسعين ().
أخذ عَنْهُ: أصول الفقه، والمنطق، والتفسير، وسائر علوم الآلة ().
أما بقية مشايخه ()، فهم:
1. الآمدي.
2. إبراهيم بن صدقة أبو إسحاق الحنبلي.
3. أحمد بن عَلِيّ بن مُحَمَّد بن حميد الدمياطي.
4. البدشيني.
5. البرهان الصالحي.
6. البرهان الفاقوسي البلبيسي.
7. التقي الحصني.
8. أبو الجود الليثي.
9. الرشيدي.
01. الزين البوشنجي.
11. الزين جَعْفَر نزيل المؤيدية.
21. الزين ظاهر المالكي.
31. الزين ابن عياش المكي.
41. سارة بنت جَمَاعَة.
51. السراج الورودي.
61. الشرف بن الخشاب.
71. الشرف السُّبْكِيّ.
81. الشرواني.
91. الشمس البُخَارِيّ.
02. الشمس الحجازي.
12. الشمس الوفائي.
22. الشهاب أحمد الأنكاوي.
32. الشهاب الغزي.
42. الشهاب القلقيلي السكندراني.
52. العز بن عَبْد السلام البغدادي.
62. الكمال نزيل زاوية الشَّيْخ نصر الله.
72. مُحَمَّد بن حمد الكيلاني.
82. مُحَمَّد بن ربيع.
92. مُحَمَّد بن عُمَر الواسطي الغمري.
03. مُحَمَّد الغومي.
13. مُحَمَّد بن قرقماس الحنفي.
23. النور البلبيسي إمام الأزهر.
ثانياً: تلامذته
كتب الله تَعَالَى للقاضي زكريا القبول بَيْن الناس، وأَمدَّ في عمره حَتَّى تفرد بعلو الإسناد، فأصبح مطمح الأنفس، ومؤول الطلبة، قَالَ الغزي: ((فأقبلت عَلَيْهِ الطلبة للاشتغال عَلَيْهِ، وعُمِّر حَتَّى رأى تلاميذه وتلاميذ تلاميذه شيوخ الإسلام، وقرَّت عينه بهم في محافل العِلْم ومجالس الأحكام، وقصد بالرحلة إليه من الحجاز والشام)) ().
وسنقتصر في الترجمة عَلَى أشهرهم مَعَ ذكر باقي تلامذته سرداً كَمَا صنعنا في شيوخه، فمنهم:
1. حمزة بن عَبْد الله بن مُحَمَّد بن عَلِيّ الناشري اليمني الشَّافِعيّ الأديب. تُوُفِّي سنة (926 ه) ().
2. جمال الدين أبو عَبْد الله عَبْد القادر –أبو عبيد– بن حَسَن الصاني القاهري الشَّافِعيّ. تُوُفِّي سنة (931 ه) ().
3. تاج الدين عَبْد الوهاب الدنجيهي المصري الشَّافِعيّ الكاتب النحوي. تُوُفِّي سنة
(932 ه) ().
4. شمس الدين أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن عَبْد الرحمان الكفرسوسي الشَّافِعيّ. تُوُفِّي سنة
(932 ه) ().
5. أبو الفضل عَلِيّ بن مُحَمَّد بن عَلِيّ بن أبي اللطف المقدسي الشَّافِعيّ نزيل دمشق. تُوُفِّي سنة (934 ه) ().
6. الإمام العلاّمة فخر الدين عُثْمَان السنباطي الشَّافِعيّ. تُوُفِّي سنة (937 ه) ().
7. شمس الدين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أحمد المقدسي الشَّافِعيّ. عرف بابن العجيمي، العلاّمة المحدّث الواعظ. تُوُفِّي سنة (938 ه) ().
8. قاضي القضاة ولي الدين مُحَمَّد بن قاضي القضاة شهاب الدين أحمد بن محمود بن عَبْد الله بن محمود بن الفرفور الدِّمَشْقِيّ. تُوُفِّي سنة (937 ه) ().
9. مفتي بعلبك مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَلِيّ الفصي البعلي الشَّافِعيّ، تُوُفِّي سنة
(941ه) ().
01. الإمام العلاّمة المحقق الشَّيْخ تقي الدين أبو بَكْر بن مُحَمَّد بن يوسف القاري ثُمَّ الدِّمَشْقِيّ الشَّافِعيّ. تُوُفِّي سنة (945 ه) ().
11. الشيخ الإمام المحدِّث علاء الدين أبو الحَسَن عَلِيّ بن جلال الدين مُحَمَّد البكري الصديقي الشَّافِعيّ. تُوُفِّي سنة (952 ه) ().
¥(5/19)
21. الإمام العلاّمة الورع الشَّيْخ شهاب الدين أحمد بن مُحَمَّد بن إبراهيم بن مُحَمَّد الأنطاكي الحلبي الحنفي المعروف بابن حمادة (). تُوُفِّي سنة (953 ه) ().
31. الشَّيْخ الإمام برهان الدين إبراهيم بن العلاّمة زين الدين حَسَن بن عَبْد الرحمان بن مُحَمَّد الحلبي الشَّافِعيّ، شُهِر بابن العمادي. تُوُفِّي سنة (954 ه) ().
41. الإمام العلاّمة محب الدين أبو السعود مُحَمَّد بن رضي الدين مُحَمَّد بن عَبْد العزيز ابن عُمَر الحلبي الشَّافِعيّ. تُوُفِّي سنة (956 ه) ().
51. الإمام الشَّيْخ شهاب الدين أحمد الرملي المنوفي المصري الأنصاري الشَّافِعيّ. تُوُفِّي سنة (957 ه) ().
61. الإمام الْقَاضِي برهان الدين إبراهيم بن قاضي القضاة أبي المحاسن يوسف ابن قاضي القضاة زين الدين عَبْد الرحمان الحلبي الحنفي. عُرِف بابن الحنبلي. تُوُفِّي سنة (959ه) ().
71. بدر الدين حَسَن بن يَحْيَى بن المزلق الدِّمَشْقِيّ الشَّافِعيّ، الإمام المحقق. تُوُفِّي سنة
(966 ه) ().
81. الإمام العلاّمة شهاب الدين أبو العَبَّاس أحمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَلِيّ ابن حجر الهيتمي السعدي الأنصاري الشَّافِعيّ. تُوُفِّي سنة (973 ه) أو
(974 ه) ().
91. الإمام باكثير عَبْد المعطي بن الشَّيْخ حَسَن بن الشَّيْخ عَبْد الله المكي الحضرمي الشَّافِعيّ. تُوُفِّي سنة (989 ه) ().
02. الشَّيْخ الصالح العلاّمة شهاب الدين أحمد بن الشَّيْخ بدر الدين العباسي المصري الشَّافِعيّ. تُوُفِّي سنة (992 ه) ().
وأما باقي تلامذته، فهم ():
12. البدر ابن السيوفي.
22. بدر الدين العلائي الحنفي.
32. جمال الدين عَبْد الله الصافي.
42. جمال الدين يوسف.
52. شهاب الدين الحمصي
62. شهاب الدين الرملي.
72. شمس الدين الخطيب الشربيني.
82. شمس الدين الرملي.
92. شمس الدين الشبلي.
03. عَبْد الوهاب الشعراني.
13. عميرة البرلسي.
23. كمال الدين بن حمزة الدِّمَشْقِيّ.
33. مُحَمَّد بن أحمد الغزي.
43. مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أحمد الغزي.
53. محيي الدين عَبْد القادر بن النقيب.
63. نور الدين المحلي.
73. نور الدين النسفي.
رابعاً: علومه ومعارفه
وفَّرت البداية المبكرة للقاضي زكريا في طلب العِلْم فسحة من الوقت، استطاع خلالها تنويع مصادر معرفته، وَلَمْ يغفل هذِهِ النقطة، بَلْ استثمرها عَلَى وجهها الصَّحِيح، فجنى ثمارها جنية مرتعة، قَالَ الغزي: ((وَكَانَ – رضي الله تَعَالَى عَنْهُ – بارعاً في سائر العلوم الشرعية وآلاتها حديثاً وتفسيراً وفقهاً وأصولاً وعربية وأدباً ومعقولاً
ومنقولاً)) ().
ومرَّ بنا في نشأته أنه درس صنوف فنون العِلْم، ومن بَيْن تِلْكَ العلوم التي أفنى في طلبها ردحاً من عمره المديد ():
1. القُرْآن الكريم، حفظاً.
2. الفقه.
3. أصول الفقه.
4. التفسير.
5. الحَدِيْث رِوَايَة ودراية.
6. اللغة.
7. النحو.
8. الصرف.
9. العروض.
01. البيان.
11. البديع.
21. المعاني.
31. المنطق.
41. علم الهيأة.
51. الهندسة.
61. الميقات.
71. الفرائض.
81. الحساب.
91. الجبر والمقابلة.
02. الفلسفة.
12. علم الكلام.
22. التصوف.
32. القراءات السبع والعشر.
42. آداب البحث والمناظرة.
52. السيرة.
خامساً: وظائفه
بَعْدَ أن استكمل الْقَاضِي زكريا الأنصاري الأدوات التِي مكنته من مزاولة نشاطه العلمي، وبعد أن تبوأ الصدارة بَيْنَ معاصريه ومنافسيه، فَقَدْ أُسندت إِلَيْهِ مهمات عدة، وهي:
1. التدريس بمقام الإِمَام الشَّافِعِيّ. قَالَ العيدروسي: ((وَلَمْ يَكُنْ بمصر أرفع
منصباً من هَذَا التدريس)) ().
2. مشيخة خانقاه () الصوفية ().
3. منصب قاضي القضاة، وَكَانَ ذَلِكَ بَعْدَ امتناع طويل ()، في سلطنة خشقدم () ولما ولي السلطنة قايتباي أصر عَلَى توليه قضاء القضاة فقبل ()، وَكَانَ ذَلِكَ في سنة
(886 ه) ()، واستمر مدة ولاية قايتباي وبعده.
وذكر العيدروسي أن سبب عزله عَنْ هَذَا المنصب إصابته بالعمى، وجمهور الفقهاء على أن الْقَاضِي يعزل بفقدان البصر، في حِيْنَ أن الغزي ()
¥(5/20)
والشوكانِي () يذكران أن سبب عزله زجر السلطان عَنْ ظلمه، وأغلب الظن أن هَذَا السلطان هُوَ مُحَمَّد ولد السلطان قايتباي الَّذِي تسلطن بَعْدَ والده ().
وتحديد وقت عزله يكتنفه الغموض، لا سيما عَلَى رِوَايَة الغزي والشوكاني، ولكنها لا تتعدى سنة (904 ه) فهي السنة التِي قتل فِيْهَا السلطان مُحَمَّد بن السلطان قايتباي ()، وَلَكِن الشوكاني () يجزم أن عزله كَانَ سنة (906 ه)، وَلَمْ تذكر المصادر التِي بَيْنَ أيدينا تحديداً لتاريخ فقده لبصره، وَكَانَ السلطان قَدْ طلب مِنْهُ العودة إِلَى منصبه لكنه رفض، إِلَى حِيْنَ نكبته فترك السلطان الإلحاح
عَلَيْهِ.
وذكر الشعراني أن الْقَاضِي زكريا كَانَ يعتبر توليه القضاء: غلطة ().
4. قَالَ الغزي: ((وولي الجهات والمناصب)) ().
5. وَقَالَ العيدروسي: ((ولي تدريس عدة مدارس رفيعة)) ().
6. وَقَالَ الشوكاني: ((ودرّس في أمكنة متعددة)) ().
سادساً: ثناء الْعُلَمَاء عَلَيْهِ
تمتع الْقَاضِي زكريا – زيادة عَلَى مكانته العلمية – بأخلاقه العالية التِي حببته إِلَى قلوب العباد، فانطلقت ألسنتهم بالثناء عَلَيْهِ، وذكر محاسنه وشيمه، وإذا رحنا نستقصي ما قَالَ الناس فِيْهِ أطلنا المقام، لذا سنقتصر عَلَى نبذ مِنْهَا:
1. قَالَ الغزي: ((الشَّيْخ الإِمَام، شيخ مشايخ الإسلام، علامة المحققين، وفهامة
المدققين، ولسان المتكلمين، وسيد الفقهاء والمحدّثين، الحَافِظ المخصوص بعلو الإسناد، والملحق للأحفاد بالأجداد، العالم العامل، والولي الكامل)) ().
2. وَقَالَ العيدروسي: ((الشَّيْخ الإِمَام العلامة شيخ الإسلام قاضي القضاة)) ().
3. وَقَالَ السخاوي: ((لَهُ تهجد وتوجه وصبر واحتمال، وترك القيل والقال، وله أوراد واعتقاد وتواضع وعدم تنازع، وعمله في التودد يزيد عَن الحد، ورويته أحسن من بديهته وكتابته أمتن من عبارته، وعدم مسارعته إِلَى الفتوى تعدُّ من حسناته)) ().
4. وَقَالَ أَيْضاً: ((وَلَمْ ينفك عَنْ الاشتغال عَلَى طريقة جميلة من التواضع وحسن العشرة والأدب والعفة، والانجماع عَنْ بني الدنيا مَعَ التقلل وشرف النفس ومزيد العقل وسلامة الباطن والاحتمال والمداراة)) ().
5. وَقَالَ العيدروسي: ((ويقرب عندي أنه المجدد عَلَى رأس القرن التاسع لشهرة الانتفاع بِهِ وبتصانيفه)) ().
6. قَالَ السيوطي: ((لزم الجد والاجتهاد في القلم والعلم والعمل، وأقبلَ عَلَى نفع الناس إقراءً وإفتاءً وتصنيفاً، مَعَ الدين المتين، وترك ما لا يعنيه، وشدة التواضع ولين الجانب، وضبط اللسان والسكوت)) ().
7. وَقَالَ ابن حجر الهيتمي: ((وقدّمت شيخنا زكريا لأنه أجلُّ مَنْ وقع عَلَيْهِ بصري من الْعُلَمَاء العاملين والأئمة الوارثين، وأعلى من عَنْهُ رويت من الفقهاء والحكماء المسندين، فَهُوَ عمدة الْعُلَمَاء الأعلام، وحجة الله عَلَى الأنام، حامل لواء مذهب الشَّافِعِيّ عَلَى كاهله، ومحرر مشكلاته وكاشف عويصاته في بكرته وأصائله، ملحق الأحفاد
بالأجداد، المتفرد في زمنه بعلو الإسناد، كيف وَلَمْ يوجد في عصره إلا من أخذ عَنْهُ مشافهة أَوْ بواسطة أَوْ بوسائط متعددة، بَلْ وقع لبعضهم أنه أخذ عَنْهُ مشافهة تارة، وعن وغيره مِمَّنْ بينه وبينه نحو سبع وسائط تارة أخرى، وهذا لا نظير لَهُ في أحد من عصره، فنعم هَذَا التميز الَّذِي هُوَ عِنْدَ الأئمة أولى وأحرى؛ لأنَّه حاز بِهِ سعة التلامذة والأتباع، وكثرة الآخذين عَنْهُ ودوام الانتفاع)) ().
8. وَقَالَ ابن العماد: ((شيخ الإسلام قاضي القضاة زين الدين الحَافِظ)) ().
9. وَقَالَ الأدنروي: ((مفتي الشافعية العالم الفاضل الْقَاضِي)) ().
سابعاً: آثاره العلمية
وظَّف الْقَاضِي زكريا الأنصاري معرفته العلمية في التأليف إِلَى جانب التدريس، وخلال المئة سنة التِي عاشها استطاع أن يترك لنا جملة كبيرة من المصنفات، الأمر الَّذِي دفع الشوكاني للقول بأن: ((لَهُ شرح ومختصرات في كُلّ فن من الفنون)) ().
¥(5/21)
وَقَدْ عنى الشوكاني بكلمته هَذِهِ، أن الْقَاضِي خاض غمار فنون العلوم عَلَى اختلاف ماهياتها فمن اللغة إِلَى المنطق، ومن الكلام إِلَى الْحَدِيْث، ومن الفقه إِلَى القراءات، ومن التصوف إِلَى التفسير، ومن أصول الفقه إِلَى الفرائض، وهكذا تنوعت طبيعة مؤلفاته.
وَلَيْسَ عجباً أن تكثر مصنفاته، فعلى حد تعبير الغزي إذ يَقُوْل: ((وجملة مؤلفاته (41) مؤلفاً تقريباً)) ()، إِذْ كَانَ شغله الشاغل التدريس والتصنيف، وَقَدْ وقفنا عَلَى
ذكر لما يربو من (50) مصنفاً في شتى صنوف الْمَعْرِفَة، هِيَ ():
1. أحكام الدلالة عَلَى تحرير الرسالة (). شرح فِيْهِ الرسالة القشيرية في التصوف.
2. أدب الْقَاضِي عَلَى مذهب الإِمَام الشَّافِعِيّ ().
3. أضواء البهجة في إبراز دقائق المنفرجة (). شرح عَلَى القصيدة المنفرجة.
4. بلوغ الأرب بشرح شذور الذهب (). شرح عَلَى مَتْن شذور الذهب في النحو لابن هشام.
5. بهجة الحاوي (). شرح عَلَى " الحاوي الصغير " للقزويني في الفقه.
6. تحرير تنقيح اللباب (). اختصار لـ " تنقيح اللباب " في الفقه.
7. تحفة الطلاب بشرح تحرير تنقيح اللباب (). شرح لمختصره السابق.
8. لب الأصول ().
9. التحفة العلية في الخطب المنبرية ().
01. تحفة نجباء العصر في أحكام النون الساكنة والتنوين والمد والقصر ().
11. تلخيص الأزهية في أحكام الأدعية للزركشي ().
21. تلخيص أسئلة القرآن وأجوبتها لأبي بكر الرازي صاحب مختار الصحاح ().
31. حاشية عَلَى شرح ابن المصنف عَلَى ألفية ابن مالك في النحو ().
41. حاشية عَلَى شرح البهجة لولي الدين بن العراقي ().
51. حاشية عَلَى شرح المحلي عَلَى جمع الجوامع ().
61. حاشية عَلَى شرح المقدمة الجزرية ().
71. خلاصة الفوائد الحموية في شرح البهجة الوردية ().
81. الدرر السنية في شرح الألفية، في النحو لابن مالك ().
91. الدقائق المحكمة في شرح المقدمة، للجزري ().
02. ديوان شعر ().
12. الزبدة الرائقة في شرح البردة الفائقة ().
22. شرح البسملة والحمدلة ().
32. شرح الجامع الصَّحِيْح للبخاري ().
42. شرح الروض لابن المقريء ().
52. شرح الشمسية في المنطق ().
62. شرح صَحِيْح مُسْلِم ().
72. شرح طوالع الأنوار للبيضاوي في علم الكلام ().
82. شرح مختصر المزني ().
92. شرح المقدمة الجزرية ().
03. شرح المنهاج للبيضاوي في أصول الفقه ().
13. غاية الوصول إِلَى شرح الفصول (). في الفرائض.
23. الغرر البهية بشرح البهجة الوردية ().
33. فتح الإله الماجد بإيضاح شرح العقائد (). حاشية عَلَى شرح العقائد النسفية.
43. فتح الباقي بشرح ألفية العراقي ().
53. فتح الجليل ببيان خفي أنوار التنْزيل ().
63. فتح رب البرية في شرح القصيدة الخزرجية (). في علم العروض.
73. فتح الرَّحْمَان بشرح رسالة الولي رسلان في التوحيد ().
83. فتح الرَّحْمَان بشرح لقطة العجلان (في الفقه) للزركشي ().
93. فتح الرَّحْمَان بكشف ما يلتبس من القرآن ().
04. فتح العلام بشرح أحاديث الأحكام ().
14. فتح الوهاب بشرح الآداب (آداب البحث والمناظرة) ().
24. فتح الوهاب بشرح منهج الطلاب ().
34. الفتحة الأنسية لغلق التحفة القدسية (في الفرائض) ().
44. الفتوحات الإلهية في نفع أرواح الذوات الإنسانية ().
54. اللؤلؤ النظيم في روم التعلم والتعليم ().
64. المطلع في شرح ايساغوجي (في المنطق) ().
74. المقصد لتلخيص ما في المرشد (في القراءات) ().
84. مناهج الكافية في شرح الشافية (في الصرف) ().
94. منهج الوصول إِلَى تخريج الفصول (في الفرائض) ().
05. نِهاية الهداية في شرح الكفاية (في الفرائض) ().
15. نَهج الطلاب في منهاج الطالبين للنووي (في الفقه) ().
ـ[السلامي]ــــــــ[07 - 08 - 03, 12:20 م]ـ
أحسنتم وبارك الله في جهودكم ونفع بكم
ـ[عبدالله بن عقيل]ــــــــ[22 - 01 - 05, 04:43 م]ـ
فلْيُرْفَع!!
ـ[ابو عبدالله]ــــــــ[22 - 01 - 05, 10:01 م]ـ
بارك الله فيك .....
ـ[أبو عمرطارق]ــــــــ[23 - 01 - 05, 12:17 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك ياشيخ ماهر
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[23 - 01 - 05, 02:19 م]ـ
كم نحن بحاجة إلى هذه الترجمة جزيت خيرا
ـ[ماهر]ــــــــ[01 - 02 - 05, 10:18 ص]ـ
وجزاكم الله أنتم خير الجزاء وأسأل الله أن يحسن عاقبتنا وإياكم في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة
ماهر بن ياسين الفحل
العراق الأنبار الرمادي
دار الحديث
ـ[أبو أسيد]ــــــــ[01 - 02 - 05, 10:43 ص]ـ
حياكم الله شيخ ماهر، قلقنا عليكم.
حمدا لله على سلامتكم
ـ[باز11]ــــــــ[01 - 02 - 05, 11:26 ص]ـ
جزيت خيرا وعسانا نجد الكثير من مثل هذه الفوائد بعيدا عن الخلاف
ـ[أبو عبد الرحمن الدوسووي]ــــــــ[05 - 09 - 07, 02:04 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد التي تتحفونا بها كل مرة
ولا أنسى أن أدعو لشيخنا - رحمه الله - رحمة واسعة
وليت إخواننا قاموا بتحميل بعض كتبه على الموقع بصيغة pdf وخاصة الأثبات.
¥(5/22)
ـ[ماهر]ــــــــ[06 - 09 - 07, 06:36 ص]ـ
وجزاكم الله أنتم خير الجزاء وأسأل الله أن يحسن عاقبتنا وإياكم في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة
آمين، وأجزل الله لكم الثواب وأدخلكم الجنة بغير حساب وجمعنا ووالدينا وإياكم في الفردوس الأعلى.
ـ[مسدد2]ــــــــ[06 - 09 - 07, 06:39 ص]ـ
جزى الله خيراً الاخ ماهر على هذا العرض الطيب، وأرجو أن يأذن لهذه الزيادة التأمّلية!
بالرغم من القبول الذي حظي به شيخ الاسلام زكريا الانصاري رحمه الله، لكن الحقيقة أن تأثيره أكبر مما يعلم، وثمة جوانب أحببت أن أشير اليها:
1 - كان رحمه الله متين العبارة المكتوبة، ومستغلقها جداً بحيث تحتاج الى فك رموز، بينما عبارته الملفوظة كانت دون المكتوبة بمراحل بمعنى أنه لم يكن خطيباً مفوهاً. وهذه من النوادر التي تذكر حينما يكون المرء متواضع العبارة الملفوظة، لكنه كاتب متقن. والشيء بالشيء يذكر، فقد كان الشيخ محمد الياس رحمه الله مؤسس جماعة الدعوة والتبليغ كذلك ضعيف العبارة الملفوظة، لكن فعله كان أبلغ. وبغض النظر عن الموقف من الجماعة، لكن انتشار دعوته دليل على أن احتراق الداعي بدعوته له أثره في السامع والصاحب. فلا ينبغي أن نسارع في الحكم على الفرد إن كان حديثه العام المرتجل ضعيف، فقد يكون بين ثناياه علم كثير.
2 - قبل الشيخ عبد الوهاب الشعراني، كان كثير من المغرقين في التصوف بعيدين عن الحديث الشريف والتحقيق فيه و فرخت الاحاديث الضعيفة في كتبهم وباضت. ثم جاء الشعراني، الذي وضع له القبول بين العامة، وكان ذا قلم سيال أخاذ، وعلم بالحديث أخذه من: .... الشيخ زكريا الانصاري، فترى كتب الشعراني فيها تدقيق بالتخريج و تحري تمييز الضعيف بما لم ير في كُتب من قبله. وإن جنح لحديث ضعيف، فبعلمه وليس عن جهل. فمامن حديث في كتابه (العهود المحمدية) الا والشعراني يذكر تخريجه و يكثر من بيان حال الحديث من الصحة والحسن، وإن كان فيه ضعف ذكر ذلك اجمالا، او من ضعفه من الحفاظ. فالشعراني أخذ الحديث عن الشيخ زكريا الانصاري.
3 - والشعراني اخذ التصوف عن الشيخ زكريا الانصاري ايضا، فقد كان ابن عربي اسماً يرِد على لسان متصوفة الحال وأهل الخواطر ممن كانوا بعيدين عن الشريعة، حتى جاء الشيخ زكريا الانصاري، فعظم ابن عربي وابن الفارض، وتلقن ذلك منه الشعراني، فنفثه في كتبه. قال السخاوي: (وكان أحد من كتب في كائنة "ابن الفارض" بل هو أحد من عظّم ابن عربي واعتقده وسماه ولياً، وعزلته (لعلها: عذلته) عن ذلك فما كفّ) ..
فهذه ملاحظات بياناً للواقع لا للحكم عليه ولا على الشعراني ولا لهما، رحمهما الله. فشيخ الاسلام زكريا الانصاري كان قد كتب له قبول بين العلماء والناس وكان من أهل التواضع، والشيخ الشعراني له في كتاباته العجيب الذي يحرك القلوب، والعجائب التي تمجها العقول السليمة والفطر، ولله في خلقه شؤون!
والله من وراء القصد،
مسدد
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[15 - 11 - 07, 06:39 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم الدكتور ماهر الفحل على هذه الترجمة الموفقة وقد ترجمت لشيخ الإسلام رحمه الله في تحقيقي لكتاب الفتحة الأنسية شرح التفة القدسية في الفرائض وقد ذكرتموه باسمه الحقيقي وإن وقعت تسميته من بعض المترجمين التحفة الأنسية أحسبها ترجمة وافية كافية غير أنني لا زلت أنقح وأهذب حتى ييسر الله طباعة هذا الكتاب الذي حللت مسائله وضبطت نصه وخرجت أحاديثه وسهرت عليه الليالي ذات العدد فالتأذنوا لي شيخنا الكريم أن أنقل عنكم مشيرا لاسمكم ولهذا الملتقى المبارك الذي ترجمتم به ومع أنني أنقل من المصادر أكثر من نقلي عن المراجع بيد أنني أنوي أن آخذ منكم بعض الفوائد في حياة هذا العلم الجليل والأستاذ النبيل رحمه الله وإيانا برحمته وأسكننا وإياه فسيح جنته
ـ[ماهر]ــــــــ[16 - 11 - 07, 12:07 ص]ـ
أسأل الله أن ييسر لك ويفتح عليك ويزيدك من فضله.
ويسعدني ما طلبت وما كتبت، وأتمنى لك كل الخير.
زادك الله فضلاً وعلماً وخذ ما تشاء.
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[29 - 11 - 07, 07:16 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم على هذا الكرم والنبل والخلق
ـ[عبد الحفيظ الحامدي]ــــــــ[28 - 04 - 09, 04:14 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد يحيى الأثري]ــــــــ[28 - 04 - 09, 08:33 ص]ـ
شيخنا الدكتور ماهر الفحل
جزاكم الله خيرًا
ولماذا لا يكون الشرقاوي بدل القاهري
فأنا أتشرف عندما أذكر أنه شرقاوي
أدري أنه عاش في القاهرة
شيخ الأزهر عبد الله الشرقاوي عاش أيضًا في القاهرة
وما نزع منه نسبه للشرقية
(ابتسامة)!!!
والله المستعان
والسلام(5/23)
اختلف أحمد والبخاري فمن نرجح؟؟
ـ[خالد الخالدي]ــــــــ[11 - 08 - 03, 11:19 م]ـ
عمار الدهني
((قال القواريري عن أبي بكر بن عياش في عمار: لم يسمع من سعيد بن جبير)) ((قال ابن حبان ربما أ خطأ))
((قال احمد بن حنبل لم يسمع من سعيد بن جبير شيئا
قلت وسأله أبو بكر بن عياش سمعت من سعيد بن جبير فقال لا.
تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل
قال البخاري: عمار الدهني
سمع أبا الطفيل وسعيد بن جبير ــ التاريخ الكبير))
هل يثبت سماع الدهني أو عدم سماعه وقد اختلف قول أحمد والبخاري
وهل سؤال أبو بكر بن عيّاش يرجح قول أحمد
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 08 - 03, 04:26 م]ـ
لعل القول بعدم السماع هو المقدم، والإمام البخاري رحمه الله في التاريخ الكبير يذكر أحيانا بعض الرواة ثم يقول سمع فلان وفلان، ولعله لايقصد الجزم بالسماع وإنما يقصد أنه جاء في إسناد سماع فلان من فلان، وقديكون هذا الإسناد ضعيفا
وهناك كلام لعمرو عبدالمنعم في تعليقه على نزهة النظر (ص 57)
وهو كلام عن منهج البخاري في التاريخ الكبير حول ذكر السماع.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 08 - 03, 02:29 ص]ـ
قال عمرو عبدالمنعم سليم في حاشيته على نزهة النظر ص 57 (على أن ما ذكره البخاري -رحمه الله-في تراجم الرواة من تاريخه من سماعهم من بعض من رووا عنهم، أو مجرد رواياتهم عنهم دون إثبات سماع إنما هو مجرد حكاية سند الرواية، وليس كما يظن البعض أنه إذا قال في تاريخه فلان سمع من فلان، أنه يثبت له السماع، وإذا قال روى عن فلان، أنه لم يصح له سماع منه عنده
وقد كنت منذ زمن أذهب هذا المذهب، وأقول بهذا القول، حتى تبين لي خلاف ذلك، ففي ترجمة عبيد بن آدم من التاريخ الكبير (1\ 3\441) قال:
((سمع عمر وأباهريرة - رضي الله عنهما- روى عنه عيسى بن سنان))
قلت: رواية عبيد بن آدم عن عمر -رضي الله عنه - أخرجها أحمد في مسنده (1\ 38): حدثنا أسود بن عامر، حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي سنان، عن عبيد بن آدم، قال: سمعت عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقول لكعب: أين ترى أن أصلى 000فذكر الحديث
قلت وهذا الإسناد منكر، فأبو سنان وهوعيسى بن سنان ضعيف الحديث، ولاشك أن إثبات سماع راو من راو يلزم له أن يرد بإسناد صحيح، وهذا منتف في هذا الإسناد، والله أعلم) انتهى.
ـ[خالد الخالدي]ــــــــ[14 - 08 - 03, 07:56 ص]ـ
ألا يرجح رواية ما ذكره القواريري عن أبي بكر بن عياش قول أحمد لو صرح البخاري في غير التاريخ بسماع عمار الدهني من سعيد بن جبير
وأيضا ما رواه أبو عبيد الآجري، عن أبي داود: كانت لأبي بكر بن عَيّاش صَوْلة، مَرّ به عَمّار الدُّهني، فقال له: تعال هاهنا أنت سمعتَ من سعيد بن جُبير؟ فقال: لا. قال: اذهب بسلام.
ـ[أبو محمد الحوشان]ــــــــ[16 - 08 - 03, 12:39 ص]ـ
إلى الفاضل خالد الخالدي
عندي سؤال عن طريقة سؤالك
هل تقصد بالسؤال (اختلف أحمد والبخاري فمن نرجح)
أن نقدم كلام أحمد على البخاري دائماُ وأبداً، أو أن نقدم كلام البخاري على كلام أحمد مطلقاً، بحيث تكون كالقاعدة. هذا لم يقل به أحد من أهل العلم.
أم تقصد المفاضلة بين أحمد والبخاري. وهذا ما لا أظن أنك تعنيه بسؤالك.
أم تقصد الترجيح في هذه المسألة (وهي سماع عمار الدهني من سعيد) وهذا الظن بك.
وهنا يكون الأجمل والأليق بطالب العلم أن يوجه السؤال عن الراوي، لا العالم. فيقول (هل الراحج سماع عمار من سعيد أو العكس)
ومن هذا المنطلق أقول
الراجح ما دل عليه الدليل أو القرائن. ((وهذه قاعدة عامة في كل خلاف))
أما سماع الدهني من سعيد فالأظهر فيه كلام الإمام أحمد، والعلم عند الله.
ـ[خالد الخالدي]ــــــــ[01 - 12 - 03, 07:17 ص]ـ
أشكر الإخوة على مرورهم وتعقيبهم المفيد
((((اختلف أحمد والبخاري فمن نرجح؟))))
سؤالي في الأخير يبين مرادي أنه في الترجيح (وهو قضية السماع)
"هل يثبت سماع الدهني أو عدم سماعه وقد اختلف قول أحمد والبخاري"
شاكرا ومقدرا لك يا أبا محمد
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[12 - 03 - 06, 10:15 ص]ـ
السلام عليكم
العمدة فى مثل هذه المسائل قاعدة االمثبت مقدم على النافى لأن معه زيادة علم
وأنا أضرب هنا مثالا لعله يثرى الموضوع ويحملنا على التدقيق أكثر فى المسألة ومذهب البخارى هنا
فى سماع الأعمش من مجاهد
قال على بن المدينى لم يسمع منه إلاعشرة أحاديث
وقال ابن معين لم يسمع منه ألا أربعة أو خمسة
وقال يعقوب بن شيبة لم يسمع منه إلا القليل
لكن قال الترمذى قلت لمحمد يقولون لم يسمع الأعمش من مجاهد إلا أربعة أو نحوه
فقال ريح ليس بشىء لقد عددت له أكثر من ثلاثين حديثا أو أكثر أو أقل يقول فيها سمعت الأعمش
ورواية أبى داود تشعر أن عمار قال ذلك خوفا من أبى بكر فالله أعلم
ـ[ضعيف]ــــــــ[12 - 03 - 06, 10:37 ص]ـ
كله راجع للقرائن ثم نرجع للقواعد0
¥(5/24)
ـ[عبد الرحمن الناصر]ــــــــ[20 - 03 - 06, 12:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* الإمام أحمد والبخاري كلاهما من أئمتنا فنأخذ بقول كليهما فإذا اختلفا نأخذ بما وافق الدليل.
* الأشبه عندي أن عمار الدهني سمع من سعيد بن جبير وذلك لما يأتي:
أولاً: أنه بلديه وقد أدركه، فكلاهما كوفيان، وأما الإدراك فقد ثبتت رواية عمار الدهني ممن عاصر سعيد بن جبير ومنهم:
1 - أبو سلمة بن عبد الرحمن المتوفى سنة أربع وتسعين أو مائة وأربعة، ففي سنن سعيد بن منصور (ح رقم /1036) حدثنا سعيد قال نا عبيدة بن حميد عن عمار الدهني قال دخلت مسجد قباء أصلي فيه فالتفت عن يميني فأبصرني أبو سلمة بن عبدالرحمن فقال أحببت أن تصلي في المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم.
2 - إبراهيم التيمي المتوفى سنة اثنتين وتسعين، ففي المعجم الأوسط (6/ 365: 6629) حدثنا محمد بن إبراهيم أبو عامر النحوي الصوري نا هشام بن عمار ثنا عبد العزيز بن الحصين عن عمار الدهني حدثني إبراهيم عن بنت معقل بن يسار
عن أبيها معقل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ولي أمة من أمتي قلت أو كثرت فلم يعدل فيهم كبه الله على وجهه في النار لم يرو ... الحديث
وأظنه إبراهيم التيمي فإن المزي في تهذيب الكمال ذكر أنه يروي عنه
وطبقة شيوخه هي نفس طبقة سعيد بن جبير
ثانيا: أنه قد ثبت سماعه منه ولقياه إياه في مواضع منها:
1 - تفسير الطبري (12/ 51) بسنده قال: قال ابن عيينة وأخبرني عمار الدهني أنه سأل سعيد بن جبير عن ذلك فقال كان ابن نوح إن الله لا يكذب.
2 - مصنف عبد الرزاق (8/ 26:14160) أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا بن عيينة عن عمار الدهني قال سألت سعيد بن جبير عن السلم في الحيوان فقال كرهه ابن مسعود ....
3 - أخرج الخطيب في ترجمته في موضح أوهام الجمع والتفريق (2/ 348) فقال: وهو عمار بن أبي سليمان الذي روى عنه سفيان الثوري أخبرنا محمد بن أحمد بن رزقويه أخبرنا أحمد بن عيسى بن الهيثم التمار حدثنا موسى بن إسحاق الأنصاري حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن عمار بن أبي سليمان قال سمعت سعيد بن جبير رضي الله عنه يقول قرآت القرآن في الكعبة في ركعة.
ثالثا: أن له روايات أخرى عن سعيد بن جبير وليس هو ممن عرف بالإرسال ومنها:
تفسير الطبري (18/ 146) حدثني علي بن الحسن الأزدي قال ثنا المعافى بن عمران عن سفيان عن عمار الدهني عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال كل تسبيح في القرآن فهو صلاة
تفسير الطبري (19/ 146) حدثنا علي بن الحسين الأزدي قال ثنا المعافى بن عمران عن سفيان عن عمار الدهني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كل سلطان في القرآن فهو حجة.
تفسير ابن أبي حاتم (1/ 229: 1217) حدثنا أبي ثنا إبراهيم ثنا حاتم بن إسماعيل عن أبي صخر عن عمار الدهني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله اجعل هذا بلدا آمنا قال كان ابراهيم يحجرها على المؤمنين دون الناس.
وغيرها.
رابعا: ذكر سماعه منه جماعة من العلماء ومنهم:
1 - البخاري في التاريخ الكبير (7/ 28: 120) قال: عمار بن معاوية أبو معاوية الدهني ودهن قبيلة من بجيلة الكوفي سمع أبا الطفيل وسعيد بن جبير ...
2 - الإمام مسلم في الكنى والأسماء (1/ 758: 3083) قال: أبو معاوية عمار بن أبي معاوية الدهني سمع أبا الطفيل وسعيد بن جبير روى عنه الثوري أبو مودود وأبو صخر
3 - ابن حبان الثقات (5/ 268: 4777) قال: كان راويا لسعيد بن جبير.
خامساً: أن قوله إنه لم يسمع من سعيد بن جبير يحتمل أمورا منها:
1 - إما أنه أراد حديثا بعينه وهو ما رواه عمار الدهني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال الكرسي موضع القدمين والعرش لا يقدر أحد قدره.
هكذا رواه الطبراني في المعجم الكبير (12/ 39: 12404)
وأخرجه عبد الرزاق الصنعاني في تفسيره (3/ 251) قال أخبرني الثوري عن عمار الدهني عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال الكرسي موضع القدمين والعرش لا يقدر أحد قدره.
وذكر الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة (10/ 310: 331) هذا الاختلاف.
وأخرج يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (2/ 9) وقال حدثنا سفيان حدثنا عمار الدهني عن مسلم البطين قال رأيت أبا يحيى الأعرج وكان عالما بحديث ابن عباس اجتمع هو وسعيد بن جبير في مسجد بالكوفة فتذاكرا حديث ابن عباس.
2 - ولعله أراد أن يفسد عليه حديثه: وذلك أن من المحدثين من كان إذا سئل عن السماع غضب ونفى ذلك. كما فعل ذلك بعضهم مع شعبة لما سألهم عن السماع، وكان بعضهم إذا سئل عن ذلك قال أردت أما إني قد سمعته منه ولكني أردت أن أفسد عليه حديثه.
وأما نفي الإمام أحمد رحمه الله للسماع فهو لأجل رواية القواريري عن أبي بكر بن عياش
ففي العلل ومعرفة الرجال (2/ 459: 3033) حدثني عبيد الله بن عمر القواريري قال سمعت أبا بكر بن عياش يقول مر بي عمار الدهني فدعوته فقلت له يا عمار تعال فجاء فقلت له سمعت من سعيد بن جبير شيئا قال لا قلت اذهب.
وقد تقدم بيان ذلك
والله أعلم
وكتب/ عبد الرحمن بن عبد الله حسين الناصر الحازمي.
¥(5/25)