قلت: حديثه ـ أي الدراوردي ـ في دواوين الإسلام الستَّه، لكن البخاري روى له مقروناً بشيخ آخر، ولفظة " لا يحتج به " لا أدري أين ذكرها، وأول ما يتبادر للذهن أنها في كتاب ابنه أبي محمد " الجرح والتعديل " وقد رجعتُ إليه وقلبت مظانه فلم أعثر عليها وإنما وجدت فيه: " عبدالعزيز محدث" و " ابن أبي حازم افقه من الدراوردي، والدراوردي أوسع حديثاً "
والمحدث هو من يشتغل بعلم الحديث رواية ودراية، ولا يخفى أن هذا القدر من الوصف غير كافٍ في تثبيت روايته، لكن عدم جرح أبي حاتم، إذا أُضيف إليه توثيق الجمهور وفي طلِيعتهم الإمام مسلم رحمه الله فإن ذلك يكفي للتوثيق.
ملاحظة: النقل عن أبي حاتم غير موجود ـ أيضاً ـ حتى في كتاب " العلل " بل لابنه.
قال أبو عبدالرحمن: وإليك بعض النماذج النقل فيها عن أبي حاتم مختلف:
· عبدالله بن حبيب بن أبي ثابت الأسدي الكوفي.
ترجم له ابن أبي حاتم " في الجرح والتعديل " ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وفي " ميزان الاعتدال " (2/ 406) عن أبي حاتم قوله:
" لا يحتج به ".
قلت: وهو ثقة، وثقه ابن معين وابن نمير والعجلي والطبراني والدارقطني وابن شاهين وابن حجر.
وقال النسائي:
" ليس به بأس ".
قال محقق " تهذيب الكمال " الدكتور بشار عواد (14/ 407):
" وزعم الذهبي في " الميزان " (2/ الترجمة 4263) أن أبا حاتم قال فيه: لا يحتج به. ولم يجد ذلك أصلاً في كلام أبي حاتم، والمعروف توثيقه عن إسحاق بن منصور عن ابن معين ".
· عبدالله بن عثمان بن خثيم القاري من القاره، أبو عثمان المكي، حليف بني زهرة.
في " الجرح والتعديل " (5/ 112):
" ما به بأس، صالح الحديث "
وفي " الميزان " (2/ 460):
" لا يحتج به ".
· عمار بن محمد الثوري، أبو اليقظان الكوفي.
قال أبو حاتم في " الجرح والتعديل " (6/ 393):
" ليس به بأس يكتب حديثه ".
وفي " الميزان " (3/ 168):
" لا يحتج به ".
قال أبو عبدالرحمن: وغيرهم الكثير فقد جمعتهم في ضميمة عندي.
ومع ذلك أقول أبو حاتم متعنت في الجرح كما وصفه الإمام الذهبي في " السير " فقال:
" إذا وثق أبو حاتم رجلاً فتمسك بقوله فإنه لا يوثق إلا رجلاً صحيح الحديث، وإذا لين رجلاً، أو قال فيه لا يحتج به فتوقف حتى ترى ما قال غيره فيه، فإن وثقه أحد فلا تَبْن على تجريح أبي حاتم فإنه متعنت في الرجال قد قال في طائفة من رجال الصحاح: ليس بحجة، ليس بقوي، أو نحو ذلك ".
قال أبو عبدالرحمن: مثال من تكلم فيهم وهم من الثقات:
1ـ بشير بن نهيك السدوسي
2ـ بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة
3ـ خالد بن مِهْران الحذاء
4ـ سُعَيْر بن الخِمس التميمي
وغيرهم الكثير
بعد هذا أقول: إن كان قول أبا حاتم في الدراوردي حجة فقوله فيمن ذكرناهم حجة، وإن لم يكن في ذلك حجة فليس قوله في الدراوردي حجة والحمد لله رب العالمين
فإن قال قائل: إن هؤلاء المذكورين قد وثقوا، قلت: وكذلك الدراوردي قد وثق وعلى رأس هؤلاء الموثقين مسلم
فائدة: وقع لديّ أكثر من (24) من الرواة الثقات الذين قال فيهم أبي حاتم رحمه الله: لا يحتج به.
3ـ كلام أبو زرعة الإمام رحمه الله لا يعني به جرحاً يسقط الراوي من أجله وبيان ذلك من وجوه:
أولها: قوله: " ربما " تفيد التقليل لا الديمومة وهذا يبين أن خطأه قليل ومن ثبتت عدالته وثقته فلا يسقط حديثه لمجرد أن أخطأ في أحاديث.
والثاني: أن الإمام أبا زرعة رحمه الله سئل عن فليح بن سليمان وهو الخزاعي وعبدالرحمن بن أبي الزناد وأبو أويس وهو عبدالله بن عبدالله والدراوردي وابن أبي حازم أيهم أحب إليك؟ قال الدراوردي وابن أبي حازم أحب إلي من هؤلاء كلهم.
قلت: فهؤلاء الثلاثة حديثهم حسن لاسيما إذا لم يخالفوا فقد قال الذهبي عن فليح بن سليمان الخزاعي في " تذكرة الحفاظ "
(1/ 224): وحديثه في رتبة الحسن.
وقال عنه الحافظ في " الفتح " (2/ 547):فحديثه من قبيل الحسن.
وأما عبدالرحمن بن أبي الزناد قال عنه صيرفي الرجال الذهبي في " الميزان " (2/ 576):
" قد مشاه جماعة وعدَّلوه، وكان من الحفاظ المكثرين، ولا سيما عن أبيه، وهشام بن عروة، حتى قال يحيى بن معين: هو أثبت الناس في هشام ... وقد روى له أرباب السنن الأربعة له، وهو إن شاء الله حسن الحال في الرواية "
¥(3/439)
وقال أيضاً في " السير " (8/ 170):
" هو حسن الحديث. وبعضهم يراه حجة ".
وقال عنه أمير المؤمنين في الحديث ابن حجر في " الفتح" (13/ 199):
" غاية أمره أنه مختلف فيه فلا يتجه الحكم بصحته ما ينفرد بل غايته أن يكون حسناً ".
وأما أبو أويس واسمه عبدالله بن عبدالله بن أويس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي.فيه كلام لا ينزل بحديثه عن رتبة الحسن إن شاء الله قال الحافظ: صدوق يهم.
قال أبوعبدالرحمن: وبهذا التحقيق أتضح أن كلام أبازرعة المذكور آنفاً في الدراوردي لا يعني التضعيف وإنما الاقتصاد في التعديل، والسبب تفضيل أبي زرعة للدراوردي على الثلاثة المذكورين وهم كما قلت أن حديثهم لا ينزل عن رتبة الحسن أو على الأقل روايتهم صالحة للاعتضاد أو للاستشهاد بحديثهم، فالدراوردي أقل أحواله أن يكون حسن الحديث عند أبي زرعة، والحمد لله رب العالمين
الثالث: يؤكد صحة قولي وهو عدم تضعيف الإمام أبو زرعة للدراوردي ما ذكره عنه الحافظ ابن أبي حاتم في كتابه المستطاب " علل الحديث " (2/ 13 ـ 14):
" وسئل عن حديث رواه سليمان بن بلال عن محمد بن عبدالله ابن أبي حرة عن عمه حكيم بن أبي حرة عن سليمان الأغر عن أبي هريرة لا أعلمه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" الطاعم الشاكر مثل الصائم الصابر ".
ورواه الدراوردي عن محمد بن عبدالله بن أبي حرة عن عمه حكيم بن أبي حرة عن سنان بن سنة الأسلمي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقيل لأبي زرعة أيهما أصح قال: حديث الدراوردي أشبه ".
قال أبو عبدالرحمن: ويعني بقوله: (أشبه) أي رواية الدراوردي أصوب أو أصح والله أعلم، وهذا كافٍ في تعديل الدراوردي، وإن كان سليمان بن بلال التيمي مولاهم عندي أحفظ وأوثق من الدراوردي؛ لأنه محتج به في الصحيحين أما عبدالعزيز بن محمد الدراوردي أحتج به مسلم وحده وأخرج له البخاري مقروناً بعبدالعزيز بن أبي حازم. والحمد لله رب العالمين ولا رب سواه.
رابعاً: هب أن كلام أبا زرعة رحمه الله عن الدراوردي جرح وهذا تنزل في الاستدلال وإلا الصواب تقوية أبي زرعة للدراوردي فنقول حينئذ: أنه جرح معارض بمن وثقه من الأئمة الكبار كمالك وهو مدني والدراوردي كذلك فتعديله حري بالقبول والتقديم على غيره عند التعارض، وكذا ابن المديني وابن معين ومسلم وغيرهم رحمهم الله جميعاً ومن البديهي أن توثيق هؤلاء المحقيقين الكبار مقدم بلا ريب على جرح أبي زرعة. وبالله تعالى التوفيق والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب.
4ـ أما قول الإمام النسائي: " ليس بالقوي " هو تليين هين، يشعر أنه ليس من الأثبات، قال الذهبي في " الموقظة " (82):
"وقد قيل في جماعات: ليس بالقوي، واحتج به. وهذا النسائي قد قال في عدة: ليس بالقوي، ويخرج لهم في كتابه، قال: قولنا: (ليس بالقوي) ليس بجرح مفسد ".
وعليه فلا منافاة بين قوله هذا وقوله: " ليس به بأس "، ويمكن حمله أو تقييده في شيء خاص وهو روايته عن عبيدالله ابن عمر العمري وهو المصغر، وبالله تعالى التوفيق.
وإتماماً للفائدة أذكر بعض نماذج من الرواة الذين قال فيهم النسائي: " ليس بالقوي " وهم ثقات، نقلاً من كتابه " الضعفاء والمتروكين "، وإليك ذلك:
1ـ بريد بن عبدالله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري
2ـ حسان بن إبراهيم بن عبدالله الكرماني
3ـ ربيعة بن كلثوم بن جبر البصري
4ـ سلم بن زرير العطاردي
5ـ سليمان بن موسى الأموي مولاهم، الدمشقي
6ـ شريك بن عبدالله بن أبي نمر القرشي
وغيرهم الكثير.
5ـ قول ابن سعد: " يغلط "، ليست قدحاً حتى يكثر الغلط في روايته، وينتهي إلى أن يقال فيه: " كثير الغلط "؛ لأن كثير الغلط وصف في الرجل يستحق به الترك لحديثه، والعبارة الأخرى ـ أي يغلط ـ لا تقتضي الديمومة وإنما أحياناً. ألا تراه يصفه بالثقة وكثرة الحديث.
¥(3/440)
6ـ قول ابن حبان: " كان يخطىء "، ليس بجرح يرد به حديث الثقة، ولا يخفى على طالب العلم أن قوله: " كان يخطىء " ليس بمعنى " كثير الخطأ " فإن الأول معناه أنه يقع أحياناً في حديثه خطأ، والأخر معناه أن الغالب على حديث الخطأ، وهذا لا يحتج به بخلاف الأول فهو حجة عند عدم المخالفة، ولذا نجد ابن حبان نفسه أورده في ثقاته وأيضاً أخرج له في " صحيحه " وما أجمل ما قاله العلامة النقاد ذهبي العصر المعلمي اليماني رحمه الله في " التنكيل " (696):
"وليس من شرط الثقة أن لا يخطىء ولا يهم، فما من ثقة إلا وقد أخطأ، وإنما شرط الثقة أن يكون صدوقاً الغالب عليه الصواب فإذا كان كذلك، فما تبين أنه أخطأ فيه أطرح وقبل ما عداه ".
7ـ أما قول الإمام النقاد الساجي " ... إلا أنه كثير الوهم "
أقول: هذا لا يضره إلا إذا كثر الوهم، وكان الغالب على حديثه
. أما الوهم القليل فمن ذا سلم منه؟ أضف إلى ذلك أن المسألة اجتهادية وترجع إلى حال كل راوٍ على حده فقد يخطىء أحدهم في خمسين حديثاً ـ وهي كثيرة ـ ولا يضره، لأنه معه الآلاف من الأحاديث المستقيمة، وقد يخطىء أحدهم في حديث واحد فيضره؛ لأنه ليس معه إلا هذا الحديث.
قال الإمام ابن حبان رحمه الله تعالى في مقدمة " صحيحه " (1/ 153 ـ 154):
" إن الكثرة اسم يشتمل على معان شتى، ولا يستحق الإنسان ترك روايته حتى يكون منه الخطأ ما يغلب صوابه، فإذا فحش ذلك منه وغلب على صوابه، استحق مجانبة روايته، وأما من كثر خطؤه، ولم يغلب على صوابه، فهو مقبول الرواية فيما لم يخطىء فيه، واستحق مجانبة ما أخطأ فيه فقط ".
قال أبو عبدالرحمن: والدراوردي من الرّواة المكثرين جداً.
أما بخصوص الحافظ ابن حجر فقد استقرأت كتبه فوجدته يصحح رواية الدراوردي مرة، ومرة يحسن له بل وجدت له تصحيح لرواية الدراوردي عن عبيدالله العمري. قال الحافظ في " الفتح " (3/ 578): صدوق. وقال في " نتائج الأفكار " (1/ 301): ثقة.
وقال الحافظ البوصيري في " مصباح الزجاجة " (1/ 371 و 3/ 112): ثقة.
بعد هذا أقول فقد وثق الدراوردي كل من: مالك إمام دار الهجرة، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، والعجلي،
وابن سعد، ويعقوب بن سفيان البسوي، وابن حبان، وابن شاهين، وابن حزم، والجورقاني، وابن القطان في" أحكام النظر "، وقال ابن رجب في " شرح علل الترمذي " (323):
أحد علماء المدينة وثقاتهم.
وأخرج له إمام الأئمة ابن خزيمة في " صحيحه " وقد اشتهر هذا الكتاب على ألسنة العلماء والمحدثين باسم " صحيح ابن خزيمة " وكذلك في كتابه العظيم " التوحيد " وقد اشترط في
" المقدمة " أن لا يحتج فيه إلا بما صح وثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم بالأسانيد الثابتة الصحيحة، بنقل أهل العدالة موصولاً إليه صلى الله عليه وسلم.
وقد صحح حديثه الإمام الترمذي والحاكم والمنذري وغيرهم
قلت: ولا ريب أن التصحيح يستلزم التوثيق كما هو ظاهر.
والعجيب أن يعقوب بن سفيان الفسوي قد أورد كلام الإمام أحمد في الدراوردي ومع ذلك وثقه وصحح روايته بل عن عبيدالله خاصة وهو من المتقدمين
والكلام في الدراوردي يطول ويطول وخلاصة القول: أنه ليس من شرط الثقة أن يكون معصوماً من الخطأ، بل لا يوجد ثقة إلا وأخطأ؛ لأن الخطأ لا ينفك عنه البشر، قال الإمام الثبت يحيى بن معين ـ رحمه الله تعالى ـ:
" لست أعجب ممن يُحدِّث فيخطىء، وإنما أعجب ممن يُحدِّث فيصيب " قلت: وخطأ الثقة في بعض رواياته لا يكون ذلك جرحاً مستقراً ولا يرد به حديثه، فتنبه.
قال أبو عبدالرحمن: أما ما نقلته عن شيخنا الألباني رحمه الله من ترجيحه لرواية الوقف على الرفع وتعصيب الجناية بالدراوردي فهذا أمر طبيعي يقع مثله لكبار الحفاظ وتخطئة الدراوردي هي من باب غلبة الظن وإلا من الممكن أن يكون الخطأ من غيره وإن كان أوثق منه ولهذا نجد الدارقطني رجح الوقف ولم يتهم في ذلك الدراوردي وكذا الزيلعي. وأنا قمت بجمع رواية الدراوردي عن عبيدالله من خلال الكتب المطبوعة والمخطوطة فبلغت عندي أكثر من الثلاثين رواية وجلها مستقيمة بعرضها على رواية الثقات وما تفرد به الدراوردي فليس بمنكر لا سيما مع خلو المتن من النكارة، والقليل في روايته عن عبيدالله فيه ضعف وليس منه إنما ممن دونه ـ أي الطريق إلى
¥(3/441)
الدراوردي فيه ضعف ـ.
أخي أبا الوليد أعلم أن عندي الكثير عن الدراوردي غير أنني أخشى إذا نشرت ما عندي يسطوا عليه بعض ممن لا يخاف الله ويقوم بنشره في موقع آخر كما حصل لي قبل ذلك، ولك مني جزيل الشكر وبارك الله فيك وفي علمك أنت وكل من يريد الحق ويتقصده في هذا الملتقى وإن أنسى فلن أنسى أخي الغالي أبا نايف فجزاه الله عنا خير الجزاء وبارك الله في علمه وعمره ووقته.
(ملاحظة): يا أبا وليد قصدي من ذكر المثال أن أبا حاتم الإمام قال: هذا حديث لا يشبه حديث عبيدالله، فقلت: بل هو موجود في صحيح مسلم من طريق عبيدالله. فهذا يعني أنه متأثر أو متبني كلام الإمام أحمد يدل على ذلك قوله: بان مصداق ما قال أحمد ... هذا الذي أردته وليس الحديث عن الدراوردي.
أما قولك بارك فيك أن الألباني يخالف منهج المتقدمين هذه دعوى تحتاج إلى دليل وبرهان بل هو مع المتقدمين قلباً وقالبا وكل ما يصححه الشيخ فهو مسبوق من أهل العلم سواء ارتضيتهم أو لم ترتضيهم المهم أنه مسبوق وهذا هو المهم، وأحد الفضلاء ممن ينادي بالتفريق يرد على الشيخ الألباني عندما ضعف حديثاً ما بأن العراقي وفلان وفلان قالوا بتحسينه وتجده في أشرطته يصفهم بأنهم على خلاف المتقدمين.ثم الخلاف مع الشيخ في الأحاديث التي يحسنه ولا يخفاك أخي الكريم هو من النوع الذي يعسر ضبط قاعدة فيه، لدقته، وعلو كعب الناقد فيه. قال الإمام الذهبي في كتابه الماتع " الموقظة " (28 ـ 29):
" ... ثم لا تطمع بأن للحسن قاعدةً تندرج كل الأحاديث الحسان فيها، فأنا على إياس من ذلك، فكم من حديث تردد فيه الحفاظ، هل هو حسن أو ضعيف أو صحيح؟ بل الحافظ الواحد يتغير اجتهاده في الحديث الواحد، فيوماً يصفه بالصحة، ويوماً يصفه بالحسن، ولربما استضعفه! وهذا حق، فإن الحديث الحسن يستضعفه الحافظ عن أن يرقيه إلى رتبة الصحيح، فبهذا الاعتبار فيه ضعف ما، إذ الحسن لا ينفك عن ضعف ما، ولو انفك عن ذلك لصح باتفاق " أه.
وما أجمل ما قاله شيخنا محدث العصر ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى في " الإرواء " (3/ 363):
" إن الحديث الحسن لغيره، وكذا الحسن لذاته من أدق علوم الحديث وأصعبها، لأن مدارهما على من اختلف العلماء في رواته، مابين موثق ومضعف، فلا يتمكن من التوثيق بينها أو ترجيح قولٍ على الأقوال الأخرى إلا من كان على علمٍ بأصول الحديث وقواعده، ومعرفةٍ قويةٍ بعلم الجرح والتعديل، ومارس ذلك عملياً مدةً طويلةً من عمره، مستفيداً من كتب التخريجات ونقد الأئمة النقاد، عارفاً بالمتشددين منهم والمتساهلين، ومن هم وسط بينهم، حتى لا يقع في الإفراط والتفريط، وهذا أمر صعب، قل من يصير له، وينال ثمرته، فلا جرم أن صار هذا العلم غريباً بين العلماء، والله يختص بفضله من يشاء " أه.
أخي الفاضل وهذا المثال بين يديك فأنت ترى الاقتصاد في تعديل الدراوردي ينتج عنه تحسين روايته أو تضعيفها بينما أراه أنه ثقة ينتج عن ذلك تصحيح روايته.
ــــــــــــــــــ
الهوامش:
1ـ التنكيل (44).
2ـ ميزان الاعتدال (3/ 140).
ـ[أبو نايف]ــــــــ[07 - 03 - 03, 12:53 ص]ـ
وأنت يا أخي الغالي مبارك جزاك الله خير الجزاء علي ما تتحفنا به من فوائد ودرر في غاية النفاسة
فجزاك الله يا أخي خير الجزاء
وبارك الله فيك يا أخي وفي علمك
ـ[بو الوليد]ــــــــ[07 - 03 - 03, 05:40 م]ـ
الأخ الكريم مبارك .. بارك الله فيه ..
أولاً: أشكر لك أخي الفاضل أدبك، وحسن عبارتك، وبحثك عن الحق.
ثانياً: لا أوفقك على النهج المتكلف الذي انتهجته في رد عبارات الأئمة، وإن كان كل منها على حدة يحتمل ما قلت، أما كلها مجتمعة فلا أظن.
وذلك يندرج على كثير من كلامهم، ولو تتبعت تجريحهم لرأيت أن كثيراً منه بنحو العبارات التي أولتها أنت، وظاهرها احتمال الجرح.
ثالثاً: كلامك في أبي طالب جيد، وإن كان يحتاج لمزيد من التحرير، خصوصاً أن الأئمة قبلوا روايته هذه ولم يتعرضوا لها بالرد، وهو لم يخالف بذلك ما جاء عن الأئمة في الدراوردي، وإلا كان لنا مع روايته شأن آخر.
¥(3/442)
وكذلك القصة التي ذكرتها لا تدل على قلة فهمه، أو أنه لا يعي كلام الإمام أحمد، فقد روى كثيراً من المسائل عنه؛ وليس من حد الثقة ألا يخطئ، وتفرده ليس يدل على المخالفة لغيره، بل قد يكون هذا مدحاً له حيث تفرد عن أحمد بمسائل لم يحكها عن أحمد غيره، ويكون هذا من جودة حفظه.
فتفرده بمسائل لا يدل من قريب ولا بعيد على خطئه؛ بل قد يدل على حفظه.
رابعاً: أنا أخي الحبيب لم أقل بترك حديث الدراوردي، وأين أذهب من كلام العلماء فيه وتوثيق بعضهم له؟!!
لكني أقول بأن فيه تفصيل:
فما ثبت أنه حدث به من كتابه فهو صحيح جداً،وأما ما حدث به من حفظه فضعيف حتى يتابع، ويلحق به ما أخذه من كتب الناس، والقسم الثاني هو الأصل في الرواية (أي التحديث من الحفظ)، وقد لا يبين لنا هذا فنعرف خطأه أو وهمه بالتفرد.
وقد تتبعت أكثر أحاديث الدراوردي في صحيح مسلم إن لم أقل كلها، فلم أجد إلا حديثين احتج به مسلم فيهما استقلالاً، مع كونهما ليسا في الأحكام، وللدراوردي فيهما شاهد أو متابع!! ومن رواية قتيبة عنه خاصة، وكأنه أخذ من كتابه، والله أعلم.
وعلى ذلك فلا غرابة في رد حديثه عند المخالفة ووجود القرائن الصحيحة لذلك.
خامساً: تقول أخي الكريم: ((ولا يخفي على البصير أن الإمام أحمد وكثير من المتقدمين يطلقون النكارة على مجرد التفرد .. ))
أقول: ولا يخفي على البصير أن الإمام أحمد وكثير من المتقدمين ربما يعلون الحديث بالتفرد إذا كان منكراً عندهم.
سادساً: تقول أخي الكريم: ((وقال البغوي: وسمعت أحمد يقول: إن الدراوردي يجىء بأحاديث ما أدري ما هي ـ كأنه أنكرها ـ
قلت: لعلها من غيره؛ لأنه " يروي ما سمعه مما فيه نكارة ولا ذنب له في النكارة بل الحمل على من فوقه، فالمعنى أنه ليس من المبالغين في التنقي والتوقي الذين لا يحدثون مما سمعوا إلا بما لا نكارة فيه ومعلوم أن هذا ليس بجرح "))
أقول: أيخفى على الإمام أحمد أن ينظر فيمن فوقه، فيعل الحديث به؟!! ويفهمه صغار المحدثين قبل كبارهم!! والله إني لأستحي أن أقول هذا في حقك أنت!!
فقد أنكروا حديثه عن عبيد الله بالسلسلة المشهورة؛ فهل الحمل فيه على من فوقه؟!!
سابعاً: قلت يا أُخيّ: ((7ـ أما قول الإمام النقاد الساجي " ... إلا أنه كثير الوهم "
أقول: هذا لا يضره إلا إذا كثر الوهم، وكان الغالب على حديثه
. أما الوهم القليل فمن ذا سلم منه؟ أضف إلى ذلك أن المسألة اجتهادية وترجع إلى حال كل راوٍ على حده فقد يخطىء أحدهم في خمسين حديثاً ـ وهي كثيرة ـ ولا يضره، لأنه معه الآلاف من الأحاديث المستقيمة، وقد يخطىء أحدهم في حديث واحد فيضره؛ لأنه ليس معه إلا هذا الحديث.))
أقول: لا أدري ما هذا!!
ثامناً: أن كثيراً -إن لم أقل أكثر- من الأحاديث الخطأ والمنكرة لكل الرواة لم تصلنا حيث يضرب عليها الأئمة ولا يحدثون بها إلا تعليلاً، ولذلك لا يمكن السبر إلا في مجال ضيق جداً. والله أعلم.
ـ[بو الوليد]ــــــــ[08 - 03 - 03, 06:18 م]ـ
قال ابن عبد البر في التمهيد (ج 5 ص 24)
والدراوردي صدوق ولكن حفظه ليس بالجيد عندهم.
ـ[مبارك]ــــــــ[09 - 03 - 03, 01:11 ص]ـ
أخي الكريم أبا وليد ـ والله ـ أنت من القلائل الذين وجدتهم في هذا الملتقى يبحثون عن الحق وينشدون الصواب ويفرون من الخطأ وهذه ميزة طيبة فجزاك الله خير الجزاء. بخلاف من يُصير البحث العلمي إلى ضرب من العناد، والشتم، والتعصب، لا صلة له بالعلم الشرعي المنهجي بل همهم إيذاء أهل العلم وطلابه ـ من الأموات والأحياء ـ فينبغي الحذر من هؤلاء فإن ضررهم كبير وشرهم خطير، وما أكثرهم في هذه الأوقات. قال العلامة المقبلي في" العلم الشامخ " (253):
" وأما أنك تُشرب قلبك حب قوم وكراهة آخرين ثم تأخذ بقية عمرك في تثبيت ذلك البناء وهو على شرف جرف هار، وتغُر نفسك إنك أردت الله بذلك، وأنت تعلم خلافه لو أنصفت، فهذه إنما هي حمية الجاهلية الأولى " أه.
ولآن مع بعض الوقفات:
1ـ كلامي ليس فيه أي تكلف بل فيه جمع وتحقيق بين الأقوال وهذه طريقة الحفاظ الكبار كابن دقيق العيد، وابن القطان، وابن قيم الجوزية، والذهبي، وابن الملقن، والحافظ ابن حجر وغيرهم من المحققين. فعندما تذهب إلى" ميزان الاعتدال"
¥(3/443)
للإمام الذهبي تجده يذكر ما قيل في الراوي من جرح و تعديل ومع ذلك يوثقه أو يرمز إليه ب "صح " الدالة على صحة حديثه، ومعنى هذا أنه لم يرى ما قيل في الراوي من جرح مخرج له من دائرة التوثيق، وقس على ذلك ما في كتبه الأخرى بل ألف كتاب أطلق عليه اسم " من تكلم فيه وهو موثق "، وهذا ما يفعله الحافظ في " التقريب " فيطلق على الراوي (ثقة) وعندما تذهب إلى أصل التقريب وهو " تهذيب التهذيب " تجد الراوي متكلم فيه وهذا يعني أنه لم يرى ما قيل في الراوي من جرح مخرج له من دائرة التوثيق، وكذلك يفعل في " مقدمة هدي الساري " عندما تعرض لمن تكلم فيه من رجال صحيح البخاري.
زد على ذلك أخي الفاضل ذكرت لك أن ابن حبان قال فيه:
: وكان يخطىء "، ومع ذلك يورده في " صحيحه ".
ويقوي أمره أن أصحاب الصحاح غير البخاري أخرجوا له في كتبهم مثل ابن خزيمة، وأبو عوانة، وابن حبان، والحاكم،وضياء الدين المقدسي وغيرهم، وجل أهل العلم يحتجون بروايته إلا النزر اليسير من المعاصرين فيطعنون في روايته عن عبيدالله خاصة.
2ـ أبو طالب لم أقل نرد روايته وإنما قلت: فينبغي أخذ الحيطة والحذر فيما ينقله لا سيما عند المخالفة ...
أما أنه ليس من حد الثقة ألا يخطىء هذا ما قصدته من تعقبي ودندنت حوله.
أما تفرده ليس يدل على المخالفة لغيره. أقول: هذا يعني أن تفرد الثقة أو الصدوق في حد ذاته ليس بعلة إلا إذا صاحب ذلك قرينة تدل على خطئه ووهمه كوجود نكارة في المتن وغيره، وهذا ما ندندن حوله في هذا الملتقى الطيب المبارك.
3ـ من أخرج له مسلم في " صحيحه " فهو ثقة عنده. لهذا نجد العلماء يقولون: احتجاج مسلم له في " صحيحه " توثيقاً له.
إذن من احتج به مسلم فهذا لازمه أنه ثقة عنده. لذا نجد الذين ترجموا للدراوردي كالحاكم والمزي والذهبي والعسقلاني وغيرهم؛ أطلقوا عزوه لمسلم، ولم يقولوا: " في الشواهد" بينما نجد الحاكم عند عزوه شريك النخعي لمسلم قيده فقال:
" في الشواهد ".
ولا يخفى أن رجال مسلم متفاوتون في الضبط، بل الثقات عموماَ متفاوتون، فليس الدراوردي في الحفظ والضبط كمالك ومع ذلك قال عنه الإمام أحمد: وكان مالكٌ من أثبت الناس، وقد كان يخطىء ".
وخلاصة القول في الدراوردي أنه في نفسه ثقة والأصل في مثله أن يحتج بحديثه إلا ما ثبت وهمه فيه فيرد.
أما إذا تفرد ولم يشاركه في ما روى أحد فكيف تعرف حينئذ أنه خالف فترفض روايته؟ ومن المعلوم بداهة أن ضبط الراوي وحفظه لا يعرف ذلك منه إلا بعرضه على أحاديث الثقات، فما وافقها من حديثه، قبل، وما عارضه وخالفه ترك، وأنت أخي الكريم تتبعت أكثر أحاديثه في مسلم ـ وهي كثيرة ـ ووجدته يوافق غيره من الثقات فهذا يدل على ضبطه وحفظه وما تفرد به فقل كما قلت في حق أبي طالب من الدلالة على جودة حفظه وتفرده لا يدل من قريب ولا بعيد على خطئه؛ بل يدل على حفظه.
أما كون أحاديثه التي اطلعنا عليها هي من كتابه أو من حفظه فليس عندنا ما يدل على أحد الأمرين؛ بل ليس عندنا أن الأحاديث التي أخرجها له مسلم وغيره من أصحاب الصحاح أنها من كتابه ورأينا من صحح له من الحفاظ لم ينصوا على أن هذه الأحاديث من كتابه فترجح لدينا حينئذ أن نقبل حديثه حتى يتبين لنا خطأه وذلك بمخالفته لمن هو أوثق منه، وهذا السبيل أولى من التوقف في روايته حتى يتابع أو نجد ما يشهد لروايته فنقول حينئذ هذا مما حدث به من كتابه
صحيح في حفظه ضعف يسير لكن نحنُ ما تبين لنا خطأه في هذا الحديث أو ذاك ..
ولهذا نحن معك ـ بارك الله فيك ـ عندما قلت: فلا غرابة في رد حديثه عند المخالفة ...
4ـ قولك: " ربما يعلون الحديث بالتفرد إذا كان منكراً عندهم " أقول: ربما تفيد التقليل ونحن لا نخالفك في هذا إذا وجدت النكارة إنما ننكر على من يضعف الحديث بحجة التفرد دونما حجة أو برهان كقرينة تدل على خطئه أو وجود نكارة في المتن.
¥(3/444)
5 ـ أخي الكريم ألا تلاحظ أن قول الإمام أحمد: " يجىء بأحاديث ما أدري ماهي ... تقال في الذي يروي ما سمعه مما فيه نكارة ولا ذنب له في النكارة، بل الحمل فيها من فوقه، فالمعنى أنه ليس من المبالغين في التنقي والتوقي الذين لا يحدثون مما سمعوا إلا بما لا نكارة فيه، ومعلوم أن هذا ليس بجرح، وهذا بخلاف لو قال: " في حديثه مناكير " كثيراً ما تقال فيمن تكون النكارة من جهته جزماً أو احتمالاً فلا يكون ثقة.
إذن قولهم: " يجىء " مثل قولهم: " يروي ".
أما قولك: أنكروا حديثه عن عبيدالله بالسلسلة المشهورة ... فلعل من أنكرها كان متأثرأً بما قاله فيه الإمام أحمد رحمه الله يقوي ذلك ما جاء عن أبي حاتم من قوله: وقد بان مصداق ما قال أحمد في حديث الدراوردي، عن عبيدالله ...
قال أبو عبدالرحمن: ويمكن حمل النكارة على مجرد التفرد أي أنه يتفرد عن عبيدالله بأشياء لم يشاركه فيها غيره.
6ـ أما عبارتي التي قلت عنها: " لا أدري ما هذا " المقصود منها أن الدراوردي واسع الرواية كثير الحديث فإذا أخطأ في خمسين، وله أكثر من ألف حديث فهذا لا يضر، بخلاف لو كان راوياً له خمسة أحاديث وأخطأ في أربعة منها فهذا يضر ولا شك؛ لأن خطأه أكثر من صوابه.
7ـ أما كون بعض الأحاديث أو أكثر الأحاديث المنكرة لكل الرواة لم تصل إلينا لا يمنع من التتبع والنظر في الموجود عندنا من كتب الأئمة المطبوع منها والمخطوط بحسب إمكانياتنا وطاقاتنا ومن ثم الحكم على الأحاديث من خلال ما توصل إليه بحثنا وجهدنا.
(فائدة): حديث: " تقتلك الفئة الباغية "
أخرجه الترمذي (3800): حدثنا أبو مصعب المدني، حدثنا عبدالعزيز بن محمد عن العلاء بن عبدالرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ابشر عمار، تقتلك الفئة الباغية.
قال الترمذي: وهذا حديث حسن صحيح غريب من حديث العلاء بن عبدالرحمن.
وقد توبع الدراوردي تابعه: عبدالله بن جعفر المدني.
أخرجه أبويعلى في " مسنده " (6524)، وابن عدي في
" الكامل " (4/ 1495).
وعبدالله ذا ضعيف.
وقد تكلم في حديث الدراوردي ابن معين فقال: لم يوجد في كتاب الدراوردي. وأخبرني من سمع كتاب العلاء ـ يعني من الدراوردي ـ إنما كانت صحيفة، ليس هذا فيها وكانت قصة واحدة ...
أقول: ويمكن أن يجاب عن هذا التعليل بأن يقال: لا يلزم من عدم كون الحديث في كتابه أن لا يكون في حفظه.
"وهذا الحديث قد صرح يتواتره السيوطي في خصائصه الكبرى وقال الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديث الرافعي قال ابن عبدالبر تواترت الأخبار بذلك وهو من أصح الحديث وقال ابن دحية لا مطعن في صحته ولو كان غير صحيح لرده على معاوية وأنكره ونقل ابن الجوزي عن الخلال في العلل أنه حكي عن أحمد قد روى هذا الحديث من ثمانية وعشرين طريقاً ليس فيها طريق صحيح وحكي أيضاً عن أحمد وابن معين وأبي خيثمة أنهم قالوا لم يصح.
ونص ابن عبدالبر في الاستيعاب في ترجمة عمار وتواترت الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال تقتل عماراً الفئة الباغية وهذا من أخباره بالغيب وأعلام نبوته صلى الله عليه وسلم وهو أصح حديث " نقلاً عن كتاب " نظم التناثر عن الحديث المتواتر " (197ـ198).
وقد ضعف ابن رجب ما ورد هاهنا عن الإمام أحمد من التضعيف وقال: وقد روي عن أحمد خلاف هذا. انظر شرح البخاري لابن رجب رقم الحديث (447).
وجاء عن ابن معين خلاف ما نقل عنه من تضعيف حديث عمار أنظر " المنتخب من العلل للخلال " (222ـ 225).
أخي المفضال أبا الوليد لا يسعني إلا أن أنقل ما ورد عن الإمام الشافعي حينما ناظر يونس الصدفي يوماً في مسألة ثم يفترقان فيلقاه الشافعي ويأخذ بيده ويقول: (يا أبا موسى ألا يستقيم أن نكون إخوانناً وإن لم نتفق في مسألة).
قال الذهبي معلقاً على هذا الأثر: (قلت: هذا يدل على كمال عقل هذا الإمام ـ يعني الشافعي ـ وفقه نفسه، فما زال النظراء يختلفون).
ـ[طالب الحق]ــــــــ[09 - 03 - 03, 07:26 ص]ـ
جزاك الله خيرا على طرحك ...... لكن قولك
(أخي الكريم أبا وليد ـ والله ـ أنت من القلائل الذين وجدتهم في هذا الملتقى يبحثون عن الحق وينشدون الصواب ويفرون من الخطأ)
¥(3/445)
هذا رأي خاص لك ....... والحق أن كثيرا من الأخوة في هذا المنتدى ينشدون الحق بدليله وهذا بين .... لذلك لا يقبلون رأيي ولا رأيك .. ولا فلان إلا بالبرهان.
آمل من كريم خلقكم مراجعة هذه العبارة، مقدرا لطفكم.
وفق الله الجميع لكل خير
ـ[بو الوليد]ــــــــ[09 - 03 - 03, 06:33 م]ـ
أخي الكريم مبارك .. وفقه الله لكل خير ..
بعد هذا أقول، هذه وجهة نظرك وقد سُبقت لها، وأنا أحترمها، وإن كنت لا أوافقك عليها.
ثم هذه بعض الملاحظات:
قلت أخي الكريم:
((2ـ أبو طالب لم أقل نرد روايته وإنما قلت: فينبغي أخذ الحيطة والحذر فيما ينقله لا سيما عند المخالفة ...
أما أنه ليس من حد الثقة ألا يخطىء هذا ما قصدته من تعقبي ودندنت حوله.
أما تفرده ليس يدل على المخالفة لغيره. أقول: هذا يعني أن تفرد الثقة أو الصدوق في حد ذاته ليس بعلة إلا إذا صاحب ذلك قرينة تدل على خطئه ووهمه كوجود نكارة في المتن وغيره، وهذا ما ندندن حوله في هذا الملتقى الطيب المبارك.))
أقول: ليس هذا مرادي، وإنما قصدت أن الاحتمالات متعددة، وأن ليس كل تفرد علة؛ وهذا صحيح، بل في التفرد تفصيل سبق النقاش حوله.
وقلت كذلك:
((وأنت أخي الكريم تتبعت أكثر أحاديثه في مسلم ـ وهي كثيرة ـ ووجدته يوافق غيره من الثقات فهذا يدل على ضبطه وحفظه وما تفرد به فقل كما قلت في حق أبي طالب من الدلالة على جودة حفظه وتفرده لا يدل من قريب ولا بعيد على خطئه؛ بل يدل على حفظه.))
أقول: هذا يدل كما قلت على أن مسلماً لم يخرج له إلا ما وافق فيه الثقات، فيكون انتقى من حديثه.
وما أخطأ فيه أو تفرد به مما لم يتابع عليه؛ فيجب حمله على سوء حفظه، كما وصفه الأئمة لأن كتابه صحيح.والله أعلم.
وأما التفرد فإن تفرد بشئ غير مستنكر عمن أكثر ملازمته والرواية عنه فهذا لايرد من قبله أبداً، وأما غير ذلك فعلى التفصيل.
وقلت بارك الله فيك:
((صحيح في حفظه ضعف يسير لكن نحنُ ما تبين لنا خطأه في هذا الحديث أو ذاك ..
ولهذا نحن معك ـ بارك الله فيك ـ عندما قلت: فلا غرابة في رد حديثه عند المخالفة ... ))
أقول:
إذا كنت ممن يعل رواية الثقة بالمخالفة، فيلزمك ابتداءً إعلالها بالتفرد؛ حيث إنه أكثر نكارةً!!
لأن المخالفة إنما هي من وجه واحد أو وجهين أو أكثر مع الإتيان بباقي الرواية على وجهها الصحيح، وأما التفرد؛ فهو مخالفة من جميع الأوجه، حيث لم يشركه في أصل الرواية أحد .. ، وهذا ينبغي أن يكون أولى بالرد، إلا عند وجود قرينة تدل على إمكانية التفرد كطول الملازمة والاختصاص وغير ذلك.
وقلت وفقك الله:
((ـ أخي الكريم ألا تلاحظ أن قول الإمام أحمد: " يجىء بأحاديث ما أدري ماهي ... تقال في الذي يروي ما سمعه مما فيه نكارة ولا ذنب له في النكارة، بل الحمل فيها من فوقه، فالمعنى أنه ليس من المبالغين في التنقي والتوقي الذين لا يحدثون مما سمعوا إلا بما لا نكارة فيه، ومعلوم أن هذا ليس بجرح، وهذا بخلاف لو قال: " في حديثه مناكير " كثيراً ما تقال فيمن تكون النكارة من جهته جزماً أو احتمالاً فلا يكون ثقة.))
أقول:
كما قلت سابقاً أستحي أن أنسب هذا الاحتمال للإمام لأحمد وغيره من الحفاظ الذين تعلمنا منهم طريقة تعليل الرواية، فضلاً عن أن أجزم به، فهل يعقل أخي الكريم أن نفهم هذا الكلام ويغيب عن الإمام؟!!
ثم؛ إن هذا الاحتمال ينساق على كثير من كلام الإمام أحمد وغيره، فكثير من عباراتهم فيها شئ من الغموض، وإن شئت جئتك بأمثلة كثير من هذا الضرب؛ فالواجب حملها على ما يناسبها من عبارات الأئمة الآخرين في هذا الراوي؛؛ إن لم تكن مصطلحاً معلوماً لدينا بدليل.
ثم؛ إن الإمام أحمد بالذات عباراته ليست على وتيرة واحدة، بل إنه كثيراً ما يشير بيده؛ إشارةً يفهمها من عنده فيفسرها لنا في كتابه .. وهذا غير خافٍ عليك أخي الحبيب.
وقلت:
((أما قولك: أنكروا حديثه عن عبيدالله بالسلسلة المشهورة ... فلعل من أنكرها كان متأثرأً بما قاله فيه الإمام أحمد رحمه الله يقوي ذلك ما جاء عن أبي حاتم من قوله: وقد بان مصداق ما قال أحمد في حديث الدراوردي، عن عبيدالله ... ))
أقول:
¥(3/446)
وقد قال كذلك النسائي؛ فهل قلد هذان أحمد في قوله؟! فنحن أحق بالتقليد، أم أنه قد بان صدق كلامه، فالحمد لله رب العالمين.
قلت كذلك بارك الله فيك:
((المقصود منها أن الدراوردي واسع الرواية كثير الحديث فإذا أخطأ في خمسين، وله أكثر من ألف حديث فهذا لا يضر، بخلاف لو كان راوياً له خمسة أحاديث وأخطأ في أربعة منها فهذا يضر ولا شك؛ لأن خطأه أكثر من صوابه.))
أقول:
لا أوافقك على مثالك الذي ذكرته، فإن كان كذلك فشريك النخعي على هذا يجب أن يكون ثقة فقد ذكر الجوهري أنه أخطأ في أربعمائة حديث، وقد روى آلاف الأحاديث تزيد على العشرة؛ فنسبة الخطأ في حديثه تساوي النسبة التي ذكرتها في مثالك وهي الخمسة في المائة من مجموع حديثه، أو أقل.
بل إن الأئمة يعلون مروياته بأقل من هذا بكثير إذا كان متوسط الرواية من حيث الكثرة، حتى إن بعضهم كالدارقطني وغيره ربما أعلوا رواية رجل روى مائة ألف حديث بحديث واحد!!
فأقول: ليس لهذا شئ يضبطه إنما هو التقيد بأحكام المتقدمين الذين جمعوا الحديث وميزوه وحكموا في ضوء ذلك على الرواة، فقد كفونا المؤونة بحمد الله، ورحمهم الله رحمة واسعة، وألحقنا بهم في دار كرامته، هو ولي ذلك. والله أعلم.
وقلت أُخيّ حفظك الله:
((ويمكن أن يجاب عن هذا التعليل بأن يقال: لا يلزم من عدم كون الحديث في كتابه أن لا يكون في حفظه.
"وهذا الحديث قد صرح يتواتره السيوطي في خصائصه الكبرى وقال الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديث الرافعي قال ابن عبدالبر تواترت الأخبار بذلك وهو من أصح الحديث))
أقول:
جواب بديهي معروف، هل تظن أنه خفي على يحيى بن معين؟!!
لكن طريقته في التعليل تختلف عن طريقتك هنا، وهذه من القواعد المعروفة عند غيره من الحفاظ.
ثم لو سلمنا بأنها من حفظه فلا يحتج بها لأن حفظه سئ كما قال أبو زرعة وغيره، وإن صحت المتابعة التي ذكرتها فعليها التعويل، لاحتمال أن يكون الدراوردي إنما أخذ الحديث من عبد الله بن جعفر ثم نسي وظن أنه أخذه من العلاء نفسه خصوصاً وقد ذكر أحمد أنه يأخذ من كتب الناس فيخطئ، ومع كلام ابن معين الذي ذكرته أنت ونقله عنه ابن رجب بعد ذكر العلة: .. (والدراوردي حفظه ليس بشئ كتابه أصح)، والحديث صرح أحمد وابن معين وابن المديني وغيرهم بصحته؛ ولا يصح عنهم خلافه. والله أعلم.
الأخ طالب الحق وفقك الله للحق ..
أظن أن طلاب الحق أقل من القليل، والله المستعان، أما أنا فلست منهم، لكنني أتمنى اللحاق بهم، لا تواضعاً بل كل أدرى بنفسه، وقلما تجد من بغيته الحق (دائماً)، ولعلي أنقل كلاماً للشيخ المعلمي حول هذا المعنى، فيه يتجلى عظم هذا الإمام المطمورة حياته في غبار المخطوطات - رحمه الله -.
ـ[مبارك]ــــــــ[13 - 03 - 03, 10:49 م]ـ
أخي المفضال أبا الوليد ... وفقك الله لكل خير ..
1ـ ونحن نقول: ما قيل في الدراوردي محمول على أحد أوجه:
· إما أنهم أرادوا أنه يتفرد عن عبيدالله بأحاديث لا يعرفها غيره.
قلت: وهذا موجود في كلام كثير من المتقدمين كما سبق ذكره.
· وإما أرادوا حديثاً معيناً.
قلت: وهذا يعني أن أحاديثه عن عبيدالله مستقيمة كلها صحيحة إلا حديثاً واحداً معيناً ثبت وهمه فيه.
قال الحافظ أبو زرعة العراقي في " البيان والتوضيح "
(ص36) في ترجمة أبي عباس بن سهل بن سعد الساعدي بعد ذكر قول الإمام أحمد فيه منكر الحديث: قلت: وأما أحمد فالظاهر أنه أراد حديثاً معيناً.
قال الذهبي في ترجمته في " الميزان " (1/ 78):
" ... أبي، وإن لم يكن بالثبت فهو حسن الحديث ".
قلت: لكن الكلام في تليينه، وحفظه له اعتبار فالراجح أنه حسن الحديث في الشواهد والمتابعات أما عند التفرد فلا.
· وإما أرادوا بعض أحاديثه.
قال الحافظ السخاوي ـ رحمه الله ـ في " فتح المغيث "
(1/ 373):
" قول الشارح ـ أي العراقي ـ في تخريجه الأكبر للإحياء: وكثيراً ما يطلقون المنكر على الراوي، لكونه روى حديثاً واحداً، ونحوه قول الذهبي في ترجمة عبدالله بن معاوية الزبيري من " الميزان " قولهم: منكر الحديث لا يعنون به أن كل ما رواه منكر، بل إذا روى الرجل جملة، وبعض ذلك مناكير فهو منكر الحديث " أه.
¥(3/447)
قلت: وكونه روى مناكير ليس بجرح مطلقاً، قال الحافظ أبوزرعة العراقي في " البيان والتوضيح " (ص66) في ترجمة بريد بن عبدالله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري بعد ذكر قول الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ فيه يروي المناكير: " قلت: وأما قول أحمد فلا يقدح؛ لأن رواية المناكير لا تقدح في الثقة ".
· وإما أرادوا بذلك تضعيف رواية الدراوردي عن عبيدالله خاصة.
قلت: وهذا معارض بتوثيق الجمهور للدراوردي مطلقاً، زد على ذلك من صحح روايته عن عبيدالله خاصة كيعقوب ابن سفيان، والترمذي، وابن خزيمة، وابن حبان والحاكم، وابن حزم، وضياء الدين المقدسي، والبوصيري، وابن حجر وغيرهم.
قال أبو عبدالرحمن: والعجيب أن البسوي ذكر كلام الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ في الدراوردي: " إذا حدث من كتابه فهو صحيح، وإذا حدث من كتب الناس وهم، كان يقرأ من كتبهم فيخطىء وربما قلب حديث عبدالله بن عمر يرويه عن عبيدالله بن عمر "، ومع هذا صحح رواية الدراوردي عن عبيدالله فكأنه بهذا لم يرى قول أحمد الإمام كافٍ في سقوط رواية الدراوردي، لأن الإمام مالك ـ رحمه الله ـ وثقه وهو أعلم بأهل المدينة من غيره.
أقول: لاحظ كلمة الإمام أحمد: " ربما " تفيد التقليل لا الديمومة، ومن ثبتت عدالته، فلا يسقط حديثه لمجرد أن أخطأ في أحاديث.
والدراوردي من رجال صحيح الإمام مسلم روى له في الأصول وليس في المتابعات.
قال الذهبي: إذا اعتمد الشيخان على الراوي في الأصول فإنه يحتج به. ميزان الاعتدال (1/ 209).
قال ابن دقيق العيد: وكان شيخ شيوخنا الحافظ أبو الحسن المقدسي يقول في الرجل يخرَّج ُ عنه في الصحيح: هذا جاز القنطرة.
يعني بذلك: أنه لا يُلتفت إلى ما قيل فيه.وهكذا يعتقد، وبه نقول ُ، ولا نخرج ُ عنه إلا ببيانٍ شافٍ وحجَّة ظاهرة، تزيد في غلبة الظن على المعنى الذي قدمناه، من اتفاق الناس بعد الشيخين على تسمية كتابيهما بالصحيحين. الاقتراح (55).
وأقره الحافظ ابن حجر في " هدي الساري " (403) وقال:
" فلا يقبل الطعن في أحد منهم إلا بقادحٍ واضحٍ؛لان أسباب الجرح مختلفة ".
قلت: وبه نقول، وله نعتقد؛ فلا يزحزح الثقة عن منزلته إلا ببرهان واضح، ودليل لائح.
والدراوردي ممن أحتج به مسلم في " صحيحه " فلازمه أنه ثقة عنده.
فإن قال قائل: مسلم انتقى له جيد حديثه، فلازمه أن روايته خارج " الصحيح " فيها نظر
فجوابي حينئذ أن يقال: ما هو الدليل على ما تقول من كون الإمام مسلم أنتقى جيد حديثه؟! وأين النقل عنه فيما تنسبه إليه.
والحقيقة لا يوجد شيئاً من ذلك، وإن وجد فهو خاص فيمن تكلم فيه بعينه لا ينبغي أن يعمم على كل رواة الصحيح الذين مسهم ضرب من التجريح.
فإن قال قائل: لا يوجد في كتاب الدراوردي عن عبيدالله إلا حديثاً واحد وأنه لم يسمع منه غيره.
فيجاب عن ذلك بأن يقال: هذا القيد " كتاب " يدفع القدح فإنه لا يلزم من عدم كون الحديث عند الدراوردي في كتابه أن لا يكون عنده في حفظه والجمهور على توثيقه مطلقاً سواء حدث من كتابه أو من حفظه مع وجود ضعف يسير في حفظه لا يضر إلا إذا تبين خطؤه، شأن كل ثقة موصوف بأنه قد يخطىء.
قال ذهبي العصر المعلمي اليماني متعقباً الكوثري عندما نقل كلام الإمام الدارقطني في أحمد كامل " ... ربما حدث من حفظه بما ليس عنده في كتابه ": لا تنفي أن يكون عنده في حفظه، بل قد تثبت ذلك بمقتضى دليل الخطاب، وبذلك ثبت أنه لا قدح، غاية الأمر أن الدارقطني رأى أنه كان الأحوط لأحمد بن كامل أن لا يحدث بما ليس في كتابه وإن كان يحفظه، وترك الرواية للأحوط لا يقدح فيه، بل إذا خاف أن يكون تركه رواية ما حفظه ولم يثبته في كتابه الأصل كتماناً للعلم وتعريضاً للضياع عليه أن يروايه.
(التنكيل: 363).
أما أنه لم يسمع إلا حديثاً واحداً، بل صرح في أكثر من رواية بقوله: حدثنا عبيدالله بن عمر ..
والمثبت مقدم على النافي؛ لأن معه زيادة علم ليست مع النافي ..
ورواية الدراوردي عن عبيدالله ليست قليلة بل تجمعت لديّ حتى كتابة هذا السطور (30) رواية وجلها مستقيمة وأكثرها متابع عليها، والبعض لها شواهد في الصحيح وغيرالصحيح، والبعض ضعيف، والضعف ليس من الدراوردي وإنما من غيره.
¥(3/448)
ويمكن أن يقال: لعل الدراوردي أخذها من عبيدالله بن عمر مناولة وهو أن يناول الشيخ الطالب كتاباً من سماعه، ويقول له " أروِ عني " ويملكها إياه، أو يعيره بنسخه ثم يعيده إليه. وبعض أهل الحديث جعلها ـ أي: هذه المناولة ـ أرفع من السماع؛ لأن الثقة بكتاب الشيخ مع إذنه، فوق الثقة بالسماع منه واثبت؛ لما يدخل من الوهم على السامع والمستمع، وهذه الطريقة مشهورة عند علماء المدينة والدراوردي منهم.
2 ـ أقصد بالمخالفة وهي كون الرواية منافية لرواية من هو أوثق ... التي يلزم من قبولها رد الرواية الأخرى.
أما تفرد الثقة أو الصدوق بالحديث لا يلزم منه تطرق السهو والغفلة إلى غيره من الثقات إذ لا مخالفة في روايته لهم ...
3ـ عقب الإمام البغوي على كلام شيخه الإمام أحمد بقوله: كأنه أنكرها.
قلت: فهذا ظن لا يستلزم منه القدح، وفي ترجمة الحسن بن موسى الأشيب من " مقدمة الفتح " (417) مثل هذه الكلمة " كأنه ضعيف " فدفعها الحافظ بقوله: " هذا ظن لا تقوم به حجة ". ومثلها في ترجمة أشهل بن حاتم البصري في كتاب " البيان والتوضيح " (60): "كأنه كان يخطىء " فدفعها العراقي بقوله: " أنه غير محقق لما قاله،فإنه قال: كأنه ".
(أنظر: التنكيل 723).
بينت فيما مضى بأن كلام الأئمة الآخرين في الدراوردي يفيد التعديل لا التجريح.
4ـ أخي الفاضل أريد منك أن تأتيني بالأحاديث المنكرة التي هي من طريق الدراوردي عن عبيدالله والسند فيها إلى الدراوردي صحيح فلم يبقى من ترد الرواية به إلا هو، ويتحقق ذلك بمخالفته لمن هم أوثق منه أو أوثق منه، أو وجود نكارة في المتن.
5ـ الحديث الذي قال عنه أبو حاتم الإمام لا يشبه حديث عبيدالله، وظاهر كلامه يعني المتن وهو بعينه في " صحيح الإمام مسلم " ومن طريق عبيدالله.
6ـ لماذا قلدت الإمام أحمد ومن معه على الرغم أن عباراتهم ليست صريحة في التضعيف وتركت كلام غيرهم الصريح في التوثيق ومنهم من هو قريب العهد بعصر الإمام أحمد بل نقل كلام الإمام أحمد ومع ذلك صحح رواية الدراوردي عن عبيدالله فكأنه لم ير قول الإمام أحمد كافٍ في سقوط رواية الدراوردي.
والعجيب أن هذا الإمام الذي صحح رواية الدراوردي عن عبيدالله قد أحتج بقوله بعض الفضلاء في تسليك عنعنة أبي إسحاق السبيعي مع كلام الحافظ فيه في " طبقات المدلسين ": " مشهور بالتدليس وهو تابعي ثقة، وصفه النسائي وغيره بذلك ".
وكلام الإمام الفسوي هو: " وحديث سفيان، وأبي إسحاق، والأعمش، مالم يُعْلَم أنه مدلس يقوم مقام الحجة " (المعرفة والتاريخ له 2/ 637).
6ـ أخي الكريم سلمنا لك أن طريقة الإمام الكبير ابن معين تختلف عن طريقتي لكن خالفه ـ أيضاً ـ إمام كبير خريج مدرسة الإمام البخاري ألا وهو الترمذي فقد صحح الحديث بل نقل عن ابن معين تضعيف هذا الحديث من أصله.
7ـ بينت لك فيما سبق أن كلام أبا زرعة لا يعني الضعف وإنما يعني نفي الدرجة الكاملة من الضبط، فهو في جملة الثقات إلا أن غيره أوثق منه، ويظهر أثر ذلك إذا خالف من هو أثبت منه (راجع ما تقدم من مناقشة كلام أبي زرعة).
ـ[مبارك]ــــــــ[14 - 03 - 03, 04:16 م]ـ
, حديث " من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته. حلَّت له شفاعتي يوم القيامة ".
· شعيب بن أبي حمزة الأموي مولاهم، واسم أبيه دينار،
أبو بشر الحمصي.
قال الإمام الجليل أبو حاتم الرازي ـ رحمه الله تعالى ـ في
" العلل " (3/ 203 ـ 204) رقم (2011) بعد أن أورد له حديثاً: أما حديث جابر فرواه شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر، عن جابر، وقد طعن فيها، وكان عرضَ شعيبٌ على ابن المنكدر كتاباً فأمر بقراءته عليه فعرف بعضاً وأنكر بعضاً، وقال لابنه أو لابن أخيه: أكتب هذه الأحاديث فدوَّنَ شعيب ذلك الكتاب، ولم يثبت رواية شعيب تلك الأحاديث على الناس، وعرض علىَّ بعض تلك الأحاديث فرأيتها مشابهة لحديث إسحاق ابن أبي فروة، وهذا الحديث من تلك الأحاديث.
قال أبو عبدالرحمن: إسحاق بن أبي فروة هو إسحاق بن عبدالله بن أبي فرْوة الأموي مولاهم المدني ُّ، وهو متروك كما في " التقريب ".
¥(3/449)
أما شعيب بن أبي حمزة، واسمه دينار، القرشي الأموي، مولاهم أبو بشر الحِمْصِيُّ.
أخرج له الجماعة.
قال المفَضًّل بن غسان الغلابيُّ: عنده عن الزهري نحو ألف وسبع مئة حديث.
وقال أبو زرعة الدمشقي، عن أحمد بن حنبل: رأيتُ كتب شعيب بن أبي حمزة فرأيت كُتُباً مضبوطة مُقَيَّدَةً ـ ورفع من ذكره ـ. قلت: أين هو من يونس؟ قال فوقه. قلت: فأين هو من الزُّبيديِّ؟ قال: مثله.
وقال أبو بكر الأثرم، عن أحمد بن حنبل: نظرتُ في كتب شعيب كان ابنه يخرجُها إليَّ فإذا بها من الحسن والصِّحة ما يقدر فيما أرى بعض الشباب أن يكتب مثل تلك صحة وشكلاً ونحو هذا.
وقال محمد بن علي الجوزجاني عن أحمد بن حنبل: ثَبْتٌ صالح الحديث.
وثقه ابن معين، والعجلي، وأبو حاتم، ويعقوب بن شيبة،والنسائي، وابن حبان، والبرقي، والدارقطني، وابن شاهين، وابن خالفون، وابن حجر.
وقال دحيم: ثقة ثبت.
وقال ابن حزم: في غاية الثقة والجلالة.
وقال الخليلي: كان كاتب الزهري، وهو ثقة متفق عليه، حافظ أثنى عليه الأئمة.
وقال الذهبي: الإمام، الثقة، المتقن، الحافظ .... كانت كتبه نهايةً في الحسن والإتقان والإعراب ...
قال أبو عبدارحمن: والحديث المذكور بنفس الإسناد الذي ساقه أبو حاتم موجود في:
البخاري (2/ 112 و8/ 251 ـ فتح) برقم (614) و (4719) وفي " خلق أفعال العباد " (142) ومن طريقه البغوي في
" شرح السنة " 2/ 283ـ284) رقم (420) والرافعي في
" التدوين " (2/ 22)، وأبو داود (529)، والترمذي (211)،
والنسائي في " المجتبى " (2/ 26ـ27) وفي " الكبرى " (6/ 17)
رقم (9874)، وابن ماجه (722)، وأحمد (23/ 120) رقم
(14817) ومن طريقه ابن المنذر في " الأوسط " (3/ 36) رقم (1194) وابن الجوزي في " مناقب أحمد " (ص120)،وابن أبي عاصم في " السنة " (2/ 395) رقم (826)، وابن خزيمة في " صحيحه " (1/ 220) رقم (240) وعنه ابن حبان في
" صحيحه " (4/ 586) رقم (1689ـ الإحسان)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار " (1/ 146)، والطبراني في " الصغير " (1/ 240)، و " الأوسط " (5/ 331) رقم (4651) و " الدعاء "
(430) و" مسند الشاميين " (2969)، والسَّراج في " مسنده " (1/ 22 /2 ـ 23/ 1)، وأبو بكر الشافعي في " الغيلانيات " (382) و" عوالي الغيلانيات " (31)، وعنه الشجري في
" الأمالي " (1/ 241)، والطوسي في " مختصر الأحكام " (2/ 34) رقم (192)، وقوام السنة في
" الترغيب والترهيب " (1/ 149) رقم (279)، والبيهقي في
" الدعوات الكبير " (1/ 34) رقم (49) و" السنن الكبرى " (1/ 410)، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (43/ 115 و53/ 161) و " معجم الشيوخ " (495)، وابن البخاري في " مشيخته " (3/ 1722 ـ 1724) برقم (1016،1017)، وابن جماعة في " مشيخته " (1/ 326 ـ تخريج البرزالي)، وابن السني في " عمل اليوم والليلة " (96)، وابن حجر في
" نتائج الأفكار " (1/ 368 ـ 369) والمزي في " تهذيب الكمال " (21/ 86) وغيرهم من طريق علي بن عيَّاش، قال حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبدالله ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
قال الترمذي: " هذا حديث حسن صحيح ".
رواه عن علي بن عيَّاش جماعة منهم: البخاري، وأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وعمرو بن منصور، ومحمد بن مسلم بن وارة، وأبو زرعة الدمشقي، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن سهل بن عسكر البغدادي، والعباس بن الوليد الدمشقي، ومحمد بن أبي الحسين السمْناني، أبراهيم بن الهيثم البلدي، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني وغيرهم.
ورواه محمد بن عوف الطائي، عن علي بن عياش به وزاد في آخره: " إنك لا تخلف الميعاد ".
أخرجه البيهقي (1/ 410).
وهي زيادة شاذة قطعاً؛ لأنها لم ترد في جميع طرق الحديث عن علي بن عياش، وقد رواه جمع؛ يفوق عددهم على العشرة، وهم ثقات حفاظ أثبات، ولم يذكروا هذه الزيادة.
قال شيخنا الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ في كتابه المستطاب
" إرواء الغليل " (1/ 260 ـ 262): " زيادة: " إنك لا تخلف الميعاد " في آخر الحديث عند البيهقي شاذة؛ لأنها لم ترد في جميع طرق الحديث عن علي بن عياش اللهم إلا في رواية الكشميهني " لصحيح البخاري " خلافاً لغيره؛ فهي شاذة ـ أيضاً ـ؛ لمخالفتها لروايات الآخرين للصحيح؛ وكأنه لذلك لم يلتفت إليها الحافظ؛ فلم يذكرها في " الفتح " على طريقته في جمع الزيادات من طرق الحديث، ويؤيد ذلك أنها لم تقع في
" أفعال العباد " للبخاري والسند واحد " أ. ه
(تنبيه): محمد بن عوف بن سفيان الطائي، أبو جعفر الحمصي، ثقة حافظ كما في " التقريب ".
ـ[بو الوليد]ــــــــ[17 - 03 - 03, 08:25 م]ـ
وقال الطحاوي في الشرح (ج 2 ص 197) في حديث ابن عمر في العمرة:
هذا الحديث خطأ أخطأ فيه الدراوردي فرفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم وإنما أصله عن بن عمر عن نفسه هكذا رواه الحفاظ وهم مع هذا فلا يحتجون بالدراوردي عن عبيد الله أصلا
¥(3/450)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 03 - 03, 09:47 م]ـ
بارك الله في الاخوين الفاضلين مبارك وبوالوليد
واكرر الفائدة التي نقلها الاخ الفاضل ابو الوليد وفقه الله
عن الامام الطحاوي
(وهم مع هذا فلا يحتجون بالدراوردي عن عبيد الله أصلا)
من هم؟
الجواب
اصحاب الحديث
اما ان يقال كلهم
او غالبهم
هذا والطحاوي ينقل أقوال الحفاظ
وكثيرا ما يعتمد أقوال الحفاظ المصريين
كاحمد بن صالح
والحفاظ المصريين قد يقال ان عندهم نوع تساهل
وايضا يعتمد على اقوال النسائي الذي هو اعلم بالعلل من الامام مسلم عند جماعة
فالنقل عن الطحاوي له اهميته
والطحاوي يحاج في هذا اصحاب الحديث
كل هذا يزيد هذا الامر وضوحا
والله اعلم بالصواب
فاذا كان هذا هو رأي الحفاظ المصريين وهو موافق لرأي بقية الحفاظ
فهذا يدلك على صحة هذا القول
وانا قلت في مشاركة اخرى للاخ الفاضل مبارك
ان ابن حجر ذكر هذا الامر في كتاب التقريب وهو كتاب مختصر لايتطرق لعلم العلل بتاتا
ومع هذا فان ابن حجر ذكر هذا الامر في ترجمة الدارودي
ففيه دلالة على اهمية هذا الأمر
والله اعلم بالصواب
ـ[مبارك]ــــــــ[19 - 03 - 03, 10:42 م]ـ
حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أحْرم بالحجِّ والعمرةِ أجزَأه طوافٌ واحدٌ وسعيٌ عنهما، حتى يَحِلَّ منهما جميعاً ".
أخرجه أحمد (7/ 188 رقم 5350 ـ شاكر)، والترمذي (3/ 284رقم 948)، وابن ماجه (2975)، وابن الجارود في " المنتقى " (460) وابن خزيمة (2745)، والطحاوي في " شرح معاني الآثار " (2/ 197)، وابن حبان (9/ 224ـ225 ـ الإحسان) رقم (3916)، والدارمي (1886) , وكذا الدارقطني (2/ 257)، والبيهقي في " السنن الكب وابن حزم في " المحلى " (7/ 174) و " حجة الوداع " (501) من طرق عن عبدالعزيز بن محمد الدراوردي، عن عبيدالله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر به.
قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم.
قال الإمام أبو عيسى الترمذي عقب هذا الحديث:
" هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ. وقد رواه غير واحدٍ عن عبيدالله بن عمر ولم يَرفَعُوهُ. وهو أصحُّ ".
وبمثل قول الترمذي أعله الإمام الطحاوي ـ رحمه الله ـ.
قال أبو عبدالرحمن: ما أشار إليه الترمذي رواه مسلم (8/ 214ـ النووي) من طريق يحيى القطان عن عبيدالله بن عمر حدثني نافع أن عبدالله بن عبدالله وسالم بن عبدالله كلَّما عبدالله ابن عمر .... فذكره موقوفاً.
وهذه الرواية لا تضر الرواية المرفوعة، لعدم اختلافها معها؛ ولأن الراوي قد ينشط أحياناً فيرفع الحديث، وأحياناً يوقفه، ومن رفعه فهي زيادة، والزيادة من الثقة مقبولة أضف إلى ذلك في سياق رواية ابن عمر تلا قوله تعالى: " لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنةٌ "، ومع ذلك تابعه الليث بن سعد، عن نافع به ورفعه. كما أخرجه مسلم (8/ 214ـ النووي) رقم (1230) (182).
وقد تعقب الحافظ إعلال الطحاوي بقوله:
" وهو تعليل مردود فالدراوردي صدوق، وليس ما رواه مخالفاً لما رواه غيره، فلا مانع من أن يكون الحديث عن نافع على الوجهين " (فتح الباري 3/ 578).
وقد تعقب الإمام ابن حزم من طعن في هذا الحديث بسبب الدراوردي في " المحلى " (7/ 177) فقال:
" نعم أنه لمن رواية الدراوردي الثقة المأمون لا من رواية الحجاج بن أرطأة، وعباد بن كثير، وياسين الزيات المطروحين المتروكين ".
وأخرجه الدارقطني في " سننه " (2/ 257) من طريق أحمد بن محمد بن زياد القطان، نا عبدالكريم بن الهيثم، نا أبو مروان العثماني، نا عبدالعزيز بن محمد الدراوردي، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر نحوه.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات، وكون الدراوردي له إسنادان في الحديث أحدهما عن عبيدالله بن عمر، والآخر عن موسى بن عقبة، فكان يحدث تارة بهذا، وتارة بهذا، فسمعه خلاد بن أسلم ومحرز بن سلمة وهشام بن يونس وسعيد بن منصور وأحمد بن عبدالملك الحراني، وإبراهيم بن حمزة الزبيري، ومصعب الزبيري، وجعفر بن محمد الوركاني منه بالسند الأول، وسمعه أبو مروان العثماني منه بالسند الآخر، وكل ثقة لما حدث به، قال الحافظ:
" وهذه ليست بعلة قادحة، فقد يكون للدراوردي فيه شيخان،وإلا فرواية الواحد لا تقدح في رواية الجماعة إذا كانوا في الحفظ سواء، وهو هنا كذلك " (موافقة الخُبرْ الخَبَر 2/ 143).
وأبو عثمان العثماني هو محمد بن عثمان بن خالد الأموي القرشي، المدني، سكن مكة.
قال عنه البخاري: وكان صدوقاً وهو خير من أبيه، وأبوه عنده عجائب.
وقال أبو حاتم: ثقة.
وقال صالح بن محمد الأسدي: ثقةٌ، صدوقٌ، إلا أنه يروي عن أبيه المناكير.
وذكره ابن حبان في " الثقات " وقال: يخطىء ويخالف.
وقال الحاكم أبو عبدالله: وقد حدث عنه أهل المدينة وغيرهم، وفي حديثه بعض المناكير.
قال الذهبي متعقباً الحاكم: نكارتها من قبل أبيه. (الميزان 3/ 641).
وقال الذهبي: ثقة، له عن أبيه مناكير. (ديوان الضعفاء، الترجمة 3867).
قلت: وروايته هاهنا ليست عن أبيه فأمنا بذلك خطأه وإن كانت رواية الجماعة أعجب إليّ.
فائدة:
قال الحافظ في " موافقة الخُبر الخَبر " (2/ 332) في سند فيه الدراوردي: رجاله ثقات.
وقال في " نتائج الأفكار " (1/ 283) في سند فيه الدراوردي: ورواة هذا الإسناد ثقات.
وقال أيضاً عن الدراوردي في " نتائج الأفكار " (1/ 297): ثقة.
وصحح رواية الدراوردي في " موافقة الخُبر الخَبر " (1/ 272، 392).
وفي " مختصر زوائد مسند البزار " (1/ 171 رقم 182 و 2/ 256 ـ 257 رقم 1820).
وفي " نتائج الأفكار " (3/ 210).
وصحح حديث ابن عمر قال: فرض عمر لإسامة أكثر مما فرض لي .... في الإصابة (1/ 546) وهذا الحديث له طرق كثيرة ومتكلم فيها وأجودها من طريق الدراوردي عن عبيدالله. بل ذكر رواية من طريق الدراوردي عن عبيدالله وصححها في التلخيص والإصابة.
¥(3/451)
ـ[هاني يوسف الجليس]ــــــــ[12 - 07 - 07, 04:56 م]ـ
على حد علمي ان الاخ العضو اسلام ياسين له بحث حول عبارة اشبه. لعله يشارك في ذلك
ـ[حبيب الدين الحسني]ــــــــ[13 - 04 - 09, 12:10 م]ـ
إخواني: مبارك، وبو الوليد أطلتما في الحديث عن الدراوردي، وخرجتما تقريباً عن الموضوع. يجب أن نحدد معنى الشبه أولاً، وأنه ليس على إطلاقه، كما يجب أن نذكر عن أهميته، وهل يعتبر طريقاً معتمداً من طرق كشف العلة أم لا؟ صحيح أن الحافظ ابن رجب تحدث عنه، لكنه لم يذكر سوى عدة أمثلة عنه، فأرجو من الكرام أن نبدأ المشاركة والحديث عن هذا، ولكم جزيل الشكر.
ـ[أبو جعفر]ــــــــ[14 - 07 - 09, 08:28 ص]ـ
هنالك رسالة ماجستير بعنوان الأشباه في العلل للشيخ رامز أبو السعود وهي غير مطبوعة نوقشت في الجامعة الأردنية عام 2000
ـ[ياسر الشمالي]ــــــــ[23 - 07 - 09, 12:34 ص]ـ
موضوع الأشباه في العلل موضوع دقيق يحتاج إلى تفصيل وضرب أمثلة، ولكن باختصار، فقد يُطلق الناقد كلمة يشبه أو لايشبه على المتن، وإن كان سنده صحيحا، ويُطلق ذلك على السند، حيث يرى أن الراوي ليس معروف الرواية عن شيخ معين، فيقول تلك العبارةـ وعموما، فهو مسلك يحتاج إلى خبرة وسعة معرفة بالطرق ومعرفة بما امتاز به كل راو من أسانيد ومتون، فهو علم خاص بالنقاد الكبار، ويالرجوع إلى المثال الذي ذكره الأخ مبارك، وهو:قال الإمام الجليل أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ في عبدالعزيز الدراوردي: أحاديثه عن عبيدالله تشبه أحاديث عبدالله بن عمر (1).
قال الإمام الجليل أبو حاتم ـ رحمه الله ـ: وقد بان مصداق ما قال أحمد في حديث الدراوردي عن عبيدالله عن نافع: " من أتى عرافاً فصدقه بما يقول لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ".
قال: والناس يروونه عن عبدالله العمري، عن نافع، عن ابن عمر وليس هذا يشبه حديث عبيدالله
قلت: (ياسر):بهذا المثال قد تتضح بعض الصورة، وهو أن الإمام أحمد بسعة خبرته بأحاديث عبد الله العمري -المكبر) وهو ضعيف، يروي أحاديث منكرة،ويتفرد عن المشهورين، فهذا أحاديثه معروفة ومناكيره متوقعة، فلما جاء الدراوردي وروى عن عبيد الله- المصغر- وهو ثقة، روى ا لثقات احاديثه وضبطوها، فلما تفرد عنه الدراوردي بروايات لم يروها ثقات أصحابه قمنا بمقارنة هذه الروايات بأحاديث العمري المكبر الضعيف، فوجدناها تشبهها، وهنا مثل هذه الروايات يُعرض عنها البخاري، وينتقدها أحمد وأبو حاتم، ويُلاحظ أن حديث من أتى كاهنا ... رواه الدراوردي عن عبيد الله المكبر، لكن المحفوظ أنه عن عبد الله المصغر ا لضعيف، فهذا التخليط جعل النقاد يحذرون من روايته عن عبيد الله المكبر، لاحتمال التخليط في كل رواية، إلا إذا توبع، وهنا الاعتماد على ا لراوية الأ خر ى المتابعة، فإذا جاء مسلم مثلا وأخرج للدراورد عن عبيد الله المصغر، فهذا رأيه، وهنا أحد أمرين، إما أن مسلما لم ينتبه لعلة الروا ية وهو أمر طبيعي، لتفاوت النقاد في العلم، وإما أنه أ خرجها لينبه عليها كما هي عادته فيما يراه مخالفا للمحفوظ، فينبغي التأمل هنا، لهذا لا يصح أن نحتج بما يخرجه مسلم مثلا، في رد ما يعله البخاري أو أبو حاتم أو أحمد وهم فرسان هذا الشأن، ولعل الله يمد في العمر لإخراج درساة تفصيلية ميسيرة حول هذا الأمر، لأن الأخ رامز أبو السعود في رسالته حول الموضوع أطال بطريقة يصعب على طلبة العلم هضم الموضوع، وإن كان يُحمد له المبادرة بطرق هذا الباب، وكتابته في أمر يحتاج إلى بحث وعناية واستقراء
ـ[حبيب الدين الحسني]ــــــــ[28 - 07 - 09, 12:09 م]ـ
أخي ياسر هل يمكن أن تنقل لنا الخطة التي سار عليها الباحث في بحثه الذي أطال فيه بطريقة يصعب على طلبة العلم هضم الموضوع، ولك جزيل الشكر؟
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[29 - 07 - 09, 02:47 م]ـ
من أمثلة هذا المبحث: حديث جابر بن عبدالله عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- في الموالاة في الوضوء:
¥(3/452)
أخرجه أحمد (1/ 23)، وأبو عوانة في مستخرجه (693) عن الصغاني، كلاهما عن الحسن بن موسى الأشيب، وأحمد (1/ 21) عن موسى بن داود، وابن ماجه (666)، وابن حزم في المحلَّى (2/ 71 - 72) من طريق بكر بن مضر، كلاهما عن حرملة بن يحيى، وأبو عوانة (537) من طريق أصبغ، كلاهما عن عبدالله بن وهب، وابن ماجه (666) من طريق زيد بن الحُبَاب، أربعتُهم - الحسن بن موسى، وموسى بن داود، وابن وهب، وزيد بن الحُبَاب - عن عبدالله بن لهيعة.
ومسلم (243)، والبزار (232)، وأبو عوانة (691) عن عبدالله خردلة، وشعيب بن عثمان، وأبو نعيم في مستخرجِه على مسلم (571) من طريق عبدالله بن محمد بن العبَّاس، والبيهقي في السنن (1/ 70) والخلافيات (257) من طريق إبراهيم بن محمد الصيدلاني، وفي السنن (1/ 83) من طريق أبي الفضل أحمد بن سلمة [41] ( http://www.alukah.net/articles/1/6703.aspx#_ftn41)، سبعتُهم عن سلمة بن شبيب، عن الحسن بن محمَّد بن أعين، عن معقل بن عبيدالله الجزري، كلاهما - عبدالله بن لهيعة، ومعقل بن عبيدالله - عن أبي الزُّبير، عن جابر بن عبدالله، أخبرني عمر بن الخطَّاب: أنَّ رجلاً توضَّأ، فترك موضعَ ظُفر على قَدَمه، فأبصره النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: ((ارجعْ فأحسن وضوءَك))، فرجع، ثم صلَّى، لفظ معقل - عند مسلم، ونحوه للباقين - وابن لهيعة - في رواية الأكثر عنه - وقال زيد بن الحباب وابن وهب - في رواية ابن ماجه - كلاهما عن ابن لهيعة: رأى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - رجلاً توضَّأ، فترك موضعَ الظُّفر على قَدَمه، فأمره أن يُعيدَ الوضوء والصَّلاة.
وأخرجه ابن أبي شيبة (454) عن أبي معاوية، وأبو يعلى (2312) من طريق محمد بن عبيد، والبيهقي في السنن (1/ 84) والخلافيات (263) من طريق سفيان الثوري [42] ( http://www.alukah.net/articles/1/6703.aspx#_ftn42)، ثلاثتهم عن الأعمش، عن أبي سفيان طلحة بن نافع، عن جابر بن عبدالله: "أنَّ عمر رأى في قَدَمِ رَجُلٍ مثلَ موضع الفِلس لم يصبْه الماء، فأمره أن يُعيد الوضوء، ويُعيد الصلاة"؛ لفظ أبي معاوية، وقال محمد بن عبيد: "إنَّ عمر رأى رجلاً توضَّأ، فترك موضع الظُّفر على قَدَمه، فأمره بالإعادة"، وقال الثوري: "رأى عمر رجلاً يتوضَّأ، فبقي في رِجْله لمعة، فقال: أعدِ الوضوء"؛ وقفه أبو سفيان عن جابر على عمر.
دراسة الأسانيد:
اختُلف في هذا الحديث على جابر:
- فرواه معقلُ بن عُبيدالله وابن لهيعة عن أبي الزُّبير، عن جابر، عن عمر، مرفوعًا.
- ورواه الأعمش عن أبي سفيان، عن جابر، عن عمر، موقوفًا.
قال البزَّار في الوجه المرفوع: "وهذا الحديثُ لا نعلمُ أحدًا أسنده عن عمر إلاَّ من هذا الوجه ... " [44] ( http://www.alukah.net/articles/1/6703.aspx#_ftn44)، وقال الحافظ أبو الفضل ابن عمَّار الشهيد الهروي: "ووجدت فيه - يعني: صحيحَ مسلم - من حديث ابنِ أعين، عن معقِل، عن أبي الزُّبير، عن جابر، عن عمر بن الخطَّاب: أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - رأى رجلاً توضَّأ، فترك موضعَ ظُفر على قَدَمه ... [45] ( http://www.alukah.net/articles/1/6703.aspx#_ftn45)، وهذا الحديث إنَّما يُعرف من حديث ابن لهيعة عن أبي الزُّبير بهذا اللَّفظ، وابن لهيعة لا يُحتجُّ به" [46] ( http://www.alukah.net/articles/1/6703.aspx#_ftn46)، وقال ابن رجب في معقل بن عُبيدالله: "كان أحمدُ يضعِّف حديثَهُ عن أبي الزُّبير خاصَّة، ويقول: "يُشبه حديثُهُ حديثَ ابن لهيعة"، ومَن أراد حقيقةَ الوقوف على ذلك، فلينظرْ إلى أحاديثه عن أبي الزُّبير؛ فإنَّه يجدها عند ابن لهيعة، يرويها عن أبي الزُّبير كما يُرويها معقل سواء" [47] ( http://www.alukah.net/articles/1/6703.aspx#_ftn47)، وقال: "وظَهر مِصداقُ قول أحمد في أن أحاديثَه عن أبي الزبير مثلُ أحاديث ابن لهيعة سواء، كحديث اللُّمعة في الوضوء، وغيره" [48] ( http://www.alukah.net/articles/1/6703.aspx#_ftn48)، وهذه كلماتِ نفيسة من ابن رجب، وهذا الحديث مثال صحيح لما ذكره - كما ذكر هو أيضًا.
¥(3/453)
وفي كلمة الحافظ ابن عمَّار الشهيد، ثم كلمة أحمد وبيانها لابن رجب، ما يشير إلى أنَّ معقلاً أخذ هذه الأحاديثَ من ابن لهيعة، ثمَّ رواها عن أبي الزُّبير؛ إمَّا خطأً أو تدليسًا، والظاهر أنَّه كانت عنده - أو أُدخِلت عليه - نسخةُ ابن لهيعة عن أبي الزُّبير عن جابر [49] ( http://www.alukah.net/articles/1/6703.aspx#_ftn49)، فرواها عن أبي الزُّبير ظانًّا أنَّها من حديثِهِ هو عنه، فسارتْ بذلك بين الرُّواة نسخةُ معقل عن أبي الزُّبير عن جابر، قال ابن عدي: "ولمعقل هذا عن أبي الزُّبير عن جابر نسخة يَرويها عنه الحسن بن محمد بن أعين، وحدَّثنا أبو عقيل بعلوٍّ من هذه النُّسخة بأحاديثَ عن سعيد بن حفص عن معقِل" [50] ( http://www.alukah.net/articles/1/6703.aspx#_ftn50).
ومعقلٌ مذكورٌ بالخطأ، وقال فيه ابن معين - في رواية -: "ضعيف"، وقال أحمد والنَّسائي - في رواية عنهما -: "صالح"، وقال ابن حبَّان: "وكان يخطئ"، وقال: "ربَّما وهم" [51] ( http://www.alukah.net/articles/1/6703.aspx#_ftn51)، وجاء عن جمعٍ - فيهم يحيى وأحمد والنسائي - أنَّهم وثَّقوه ولم يَروْا به بأسًا [52] ( http://www.alukah.net/articles/1/6703.aspx#_ftn52)، والظاهرُ أنَّ هذا فيما لم يروِهِ عن أبي الزُّبير، وأنَّ مِن ضعفِه وخطئِه ما كان من روايته حديثَ ابن لَهيعة عن أبي الزُّبير - كما سبق - إذ لم يَضبط حديثَه من حديث غيره؛ ولذا فقد أُنكر عليه غيرُ حديثٍ عن أبي الزُّبير، منها: حديثنا هذا [53] ( http://www.alukah.net/articles/1/6703.aspx#_ftn53).
وهذا يُعيد الحديثَ إلى ابن لهيعة، وهو نصُّ ابن عمَّار الشهيد، حيث قال: "وهذا الحديث إنَّما يعرف من حديث ابن لهيعة عن أبي الزُّبير بهذا اللَّفظ، وابن لهيعة لا يُحتجُّ به".
وعليه؛ فالحديث لا يصحُّ مرفوعًا عن أبي الزُّبير؛ لضعفِ ابن لهيعة الرَّاوي عنه، وأمَّا كون عبدالله بن وهب رواه عنه، فالمعتمد أنَّ روايته والعبادلة عنه أقوى من غيرها، والجميع ضعيف [54] ( http://www.alukah.net/articles/1/6703.aspx#_ftn54).
وقد رجَّح الرِّوايةَ الموقوفةَ من رواية أبي سفيان عن جابر عددٌ من الأئمَّة:
- فأشار إلى ذلك البزَّار، قال - بعدَ أن أخرج الرِّواية المرفوعة -: "وهذا الحديث لا نعلم أحدًا أسنده عن عمرَ إلاَّ من هذا الوجه، وقد رواه الأعمش، عن أبي سفيان، [عن جابر]، عن عمرَ موقوفًا" [55] ( http://www.alukah.net/articles/1/6703.aspx#_ftn55).
- وقال الحافظ أبو الفضل ابنُ عمَّار الشهيد - بعد أنَّ ذكر الرِّواية المرفوعة -: "وهو خطأٌ عندي؛ لأنَّ الأعمش رواه عن أبي سفيان، عن جابر، فجعله من قول عمر" [56] ( http://www.alukah.net/articles/1/6703.aspx#_ftn56).
- ونقل الدقَّاق الأصبهانيُّ الحافظ عن الحافظ أبي عليٍّ النيسابوري [57] ( http://www.alukah.net/articles/1/6703.aspx#_ftn57) أنَّ الحديث المرفوع ممَّا عِيب على مسلم إخراجه، وقال: "الصواب ما رواه أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: رأى عمرُ في يدِ رَجُلٍ مثلَ موضع ظُفر ... فذكره، موقوفًا"، قال أبو علي: "هذا هو المحفوظ، وحديثُ معقِل خطأٌ، لم يُتابَعْ عليه" [58] ( http://www.alukah.net/articles/1/6703.aspx#_ftn58).
- وأشار إليه البيهقي، قال - بعد أن أخرج الرِّواية المرفوعة -: "ورواه أبو سفيان عن جابر بخلاف ما رواه أبو الزُّبير" [59] ( http://www.alukah.net/articles/1/6703.aspx#_ftn59).
ومِن أوجه هذا الترجيح وجهان:
أحدهما: أنَّ الحديث لم يصحَّ عن أبي الزُّبير مرفوعًا - كما سبق - بل الظاهر أنَّ الحديث كان عنده موقوفًا - كما كان عندَ أبي سفيان - فغلط ابن لَهيعة، فرفعه.
الثاني: أنَّ الحديث جاء عن عمرَ بن الخطَّاب - رضي الله عنه - موقوفًا من غير وجه.
-------------------------------------
[41] ( http://www.alukah.net/articles/1/6703.aspx#_ftnref41) هو النيسابوري البزاز، رفيق مسلم في رحلته، وقد وقع في مطبوعة البيهقي: ... أحمد بن سلمة البزاز، نا الحسن بن محمد بن أعين ... ، والظاهر أنه سقط سلمة بن شبيب بينهما، فإن أحمد بن سلمة لم يلحق ابن أعين، وعامَّة الروايات تدور على سلمة بن شبيب، فالظاهر أنه المتفرد به عن الحسن بن محمد بن أعين.
¥(3/454)
[42] ( http://www.alukah.net/articles/1/6703.aspx#_ftnref42) قال الذهبي مختصِرًا هذه الطريق - في اختصار سنن البيهقي (1/ 89) -: الثوري في الجامع: عن الأعمش ... ، فالظاهر أنَّ هذا الإسناد هو إسناد البيهقي إلى جامع الثوري.
[43] ( http://www.alukah.net/articles/1/6703.aspx#_ftnref43) وقع فيه: ابن عمر، وصوَّبه محققه.
[44] ( http://www.alukah.net/articles/1/6703.aspx#_ftnref44) مسنده (1/ 350).
[45] ( http://www.alukah.net/articles/1/6703.aspx#_ftnref45) يُلاحظ أن مسلمًا أخرج الحديث في آخر أحاديث غسل الرِّجْلين في الوضوء، فالظاهر أنه لم يكن بالمعتمد عليه، إن لم يكن فعل ذلك ليشير إلى علَّته.
[46] ( http://www.alukah.net/articles/1/6703.aspx#_ftnref46) علل أحاديث مسلم (5).
[47] ( http://www.alukah.net/articles/1/6703.aspx#_ftnref47) شرح علل الترمذي (2/ 793).
[48] ( http://www.alukah.net/articles/1/6703.aspx#_ftnref48) السابق (2/ 866)، وانظر: جامع العلوم والحكم له (2/ 451).
[49] ( http://www.alukah.net/articles/1/6703.aspx#_ftnref49) قال ابن عدي - في الكامل (4/ 146) -: ولابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر نسخة، يحدِّث بذلك ابن بكير وقتيبة وغيرهما من المتأخرين، وانظره (6/ 432)، وانظر: مسند أحمد (3/ 335، 337، 339، 342، 345، 349، 360، 386، 387، 393، 397)، وقد سئل ابن معين عن هذه النسخة، قال الدارمي - في تاريخه عنه 533 - : قلت: كيف رواية ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر؟ فقال: ابن لهيعة ضعيف الحديث، ونصُّه على تضعيفه مع كون السؤال عن هذه النسخة يُفيد أنَّ فيها ما يُضعَّف بسببه.
[50] ( http://www.alukah.net/articles/1/6703.aspx#_ftnref50) الكامل (6/ 453).
[51] ( http://www.alukah.net/articles/1/6703.aspx#_ftnref51) مشاهير علماء الأمصار (ص: 186 - ولم ينقل في التهذيبين.
[52] ( http://www.alukah.net/articles/1/6703.aspx#_ftnref52) انظر: تهذيب التهذيب (10/ 210).
[53] ( http://www.alukah.net/articles/1/6703.aspx#_ftnref53) قاله ابن رجب - في شرح العلل (2/ 794) - وانظر: بيان الوهم والإيهام (5/ 505).
[54] ( http://www.alukah.net/articles/1/6703.aspx#_ftnref54) وفي ذلك تفصيل ليس هذا محلُّه، ويُنظر: النقد البناء لحديث أسماء في كشف الوجه والكفين للنساء، للشيخ طارق بن عوض الله (ص: 43 - 50)، وللشيخ أحمد معبد عبدالكريم بحث معروف مطوَّل - في تعليقه على النفح الشذي، لابن سيد الناس (2/ 792 – 863) خلص فيه إلى ما ذُكر، وسبق - في الحاشية 49 - تضعيف ابن معين لرواية ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر خاصَّة.
[55] ( http://www.alukah.net/articles/1/6703.aspx#_ftnref55) مسنده (1/ 350)، وما بين المعقوفين ساقط منه، والصواب إثباته.
[56] ( http://www.alukah.net/articles/1/6703.aspx#_ftnref56) علل أحاديث مسلم (5).
[57] ( http://www.alukah.net/articles/1/6703.aspx#_ftnref57) انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء (16/ 51 - 59).
[58] ( http://www.alukah.net/articles/1/6703.aspx#_ftnref58) نقله ابن حجر في النكت الظراف (8/ 16 - 17).
[59] ( http://www.alukah.net/articles/1/6703.aspx#_ftnref59) السنن (1/ 84).
المصدر:
http://www.alukah.net/articles/1/6703.aspx
ـ[شتا العربي]ــــــــ[25 - 08 - 09, 04:04 ص]ـ
هنالك رسالة ماجستير بعنوان الأشباه في العلل للشيخ رامز أبو السعود وهي غير مطبوعة نوقشت في الجامعة الأردنية عام 2000
وكيف يمكن الحصول على هذه الرسالة؟
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[ياسر الشمالي]ــــــــ[25 - 08 - 09, 02:51 م]ـ
السلام عليكم
يمكن الاطلاع عليها في مكتبة الجامعة الأردنية- قسم ا لرسائل(3/455)
حديث يرويه المصنّف عن شيخ سمع منه بـ "العنعنة"
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[05 - 03 - 03, 02:52 ص]ـ
الإخوة الكرام:
بحثتُ في العديد من كتب الحديث عن إسناد يرويه المصنّف عن شيخه الذي سمع منه ذلك الحديث بصيغة "عن" فلم أجد.
ولعلّ الإخوة الكرام يبحثون في ذلك فقد أكون قصّرت في البحث.
وإن صحّ هذا فبإمكاننا أن نجزم بأنّ "العنعنة" الموجودة في الأسانيد ليست من صنيع الراوي عن شيخه.
وأنّ ردّ الحديث بـ "عنعنة المدلّس" ليس وارداً لأنّ العنعنة لم تصدر عن الراوي نفسه، وإنّما عمّن روى عنه.
فما قولكم؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 03 - 03, 08:13 ص]ـ
قال الامام احمد
(كل شيء قال ابن جريج قال عطاء او عن عطاء فانه لم يسمعه من عطاء)
قال ابن رجب
واما اذا روى الزهري عن سعيد بن المسيب مثلا ثم قال ان سعيد بن المسيب قال فهذا محمول على الرواية عنه دون الانقطاع)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 03 - 03, 09:12 ص]ـ
الشيخ هيثم وفقه الله
قال النسائي (كما في تاريخ بغداد 7\ 126) في بقية بن الوليد: «إن قال "أخبرنا" أو "حدثنا" فهو ثقة. وإن قال "عن" فلا يؤخذ عنه، لا يُدرَى عمن أخذه».
وهذا المثال ليس دليلاً صريحاً، لأن من الممكن أن يكون النسائي قد قصد ما رواه الناس عن بقية، لكن من الممكن جداً أن يكون قول النسائي على ظاهره.
لكني أتفق معك أن من النادر أن يبدأ الرجل حديثه عن شيخه بـ"عن" لأنها مخالفة للغة، لكن ربما يحصل ذلك على وجه الاختصار. وإلا فالعادة أن يقول "قال فلان" ثم يغيرها الرواة عنه إلى "عن" لأنها أسهل من "قال: قال" ولها نفس الحكم.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[05 - 03 - 03, 09:24 ص]ـ
ونص المعلمي رحمه الله كما في التنكيل على ان لفظة ((عن)) ليست من صنيع الراوي عن شيخه بل ان عادتهم القول بحدثنا واخبرنا وانما قول ((عن)) عن الرواي عنه.
أما فيما يتعلق بصيغة عن وانها تحتمل التدليس فأن الرواة عن ذلك المدلس وان لم يقل عن الا انهم يعرفون ما جزم به بالسماع مما عداه وذلك بصيغ كثيرة ولذا تجد الكثير من الاحوال التى يسأل فيها المتحرون كشعبه وغيره عن التصريح ((هل سمعت منه)) ولعلكم ترجعون الى كلام المعلمي فقد شفى وكفى.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 03 - 03, 10:07 ص]ـ
(ونص المعلمي رحمه الله كما في التنكيل على ان لفظة ((عن)) ليست من صنيع الراوي عن شيخه بل ان عادتهم القول بحدثنا واخبرنا وانما قول ((عن)) عن الرواي عنه.
)
هذا ليس على اطلاقه
والدليل ما اوردته من كلام الامام احمد وما ذكره الشيخ محمد الامين من كلام النسائي
قال ابن رجب
(
قال الشافعي
(واقبل الحديث حدثني فلان عن فلان اذا لم يكن مدلسا
مراده انه يقبل النعنعنة عمن عرف منه انه ليس بمدلس فان الربيع نقل عنه ايضا في كلام له: لم يعرف التدليس ببلدنا فيمن مضى ولا من ادركنا من اصحابنا الا حديثا فان منهم من قبله عمن لو تركه عليه لكان خيرا له
وكان قول الرجل سمعت فلانا يقول سمعت فلانا وقوله حدثني فلان عن فلان سواء عندهم لايحدث بحديث واحد منهم عمن لقي الا ما سمع منه فمن عرفناه بهذا الطريق قبلنا منه حدثني فلان عن فلان اذا لم يكن مدلسا
وظاهر هذا انه لاتقبل النعنعة الا عمن عرف انه لايدلس ولايحدث الا عمن لقيه بما سمع منه
............ ز الخ
)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[05 - 03 - 03, 10:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ...
اذا قال الحافظ عن شيخه ((قال)) فهو محتمل فأن كان ممن اشتهر بالتدليس قال الرواى عن هذا الحافظ حدثنا فلان ((الحافظ)) - عن -
شيخه. اي انه ذكر صيغة - عن - لان شيخه لم يصرح انما ذكر ((قال)) وهي محتملة.
واذا قال الحافظ حدثنا ((فأن الرواى عنه ينقله بهذه الصيغه اي صيغة حدثنا لانها على الاتصال .. )) .. الا ما اشتهر عن اهل الشام واهل حمص خاصة من عدم الاعتناء بصيغ السماع وكذكل عن بعض الحفاظ.
وانا على كلام المعلمي رحمه الله فان الرواي لا يبتدأ التحديث في مجلس السماع بقوله عن شيخه:
عن شيخي!! كيف يبدء التحديث بهذه الصيغة!
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[05 - 03 - 03, 12:58 م]ـ
كنا قديما نرى رأي المعلمي، حتى وقفنا على نصوص كثيرة فيها استعمال الرواة لصيغة عن، و لهذا كان الأئمة يعلون الرواية بأن فلانا دلسها، لأن الصيغة منه، و قد سألت الشيخ أحمد معبد عبد الكريم عن رأيه في المسألة، فكان ينكر رأي المعلمي، و لعلي إن حصل عندي وقت نزلت النصوص الواردة في الباب و هي صريحة في استعمالهم للعنعنة حال الأداء، كما أن منها ما هو صريح في أن الراوي تجوز بها عن صيغ السماع الأخرى طلبا للاختصار، و هذا ما اشتهر صنيعه في باب الإجازة عند المتأخرين، و الله الموفق.
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[06 - 03 - 03, 06:37 م]ـ
حاصل كلام الإمامين أحمد والنسائي أنّ ابن جريج لو سمع الحديث من عطاء لرواه عنه بصيغة السماع.
وكذلك الحال في بقيّة: لو سمع الحديث لرواه بصيغة السماع.
فالراوي الذي سمع الحديث من شيخه لا يتردّد في الأداء عنه بصيغة السماع.
ولعلّ الشيخ الميلي (وفقه الله) ينشط لذكر بعض النقول في ذلك. فإنّ الأمثلة العمليّة هي الفيصل.
وجزاكم الله خيراً.
¥(3/456)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 - 03 - 03, 07:15 م]ـ
أخي هيثم وفقه الله
قال الوليد بن مسلم: كان الأوزاعي إذا حدثنا يقول: حدثني يحيى قال حدثنا فلان قال حدثنا فلان حتى ينتهي. فربما حدثت كما حدثني، وربما قلت عن عن عن وتحققنا من الأخبار.
أقول: فهذا يدل على أن الوليد (رغم شهرته بالتدليس عن الأوزاعي) فإنه قد يغير صيغة السماع إلى العنعنة. وهذا سيء جداً لكنه يحدث.
أما كلام أحمد في ابن جريج فهو غريب جداً، ولا أعلم ما أقول فيه.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 03 - 03, 03:48 م]ـ
فائدة
هناك رواة عرفوا بتغيير صيغ التحديث
2/ كلما تأخرت الطبقة كلما ضعف احتمال تغير الصيغ فاصحاب المصنفات كالبخاري ومسلم لايغيرون صيغ التحديث وكذا شيوخهم كابن ابي شيبة وسعيد بن منصور
وكلما علت الطبقة كلما زاد احتمال تغير الصيغة
تماما كرواية الحديث بالمعنى
فانه لايعرف مثلا ان البخاري روى حديثا بالمعنى او ان ابن ابي شيبة روى الحديث بالمعنى
وان وجد فقليل
بينما نجد شريك يروي الحديث بالمعنى
ومن باب اولى ابن جريج ومن في طبقته
3/ هناك من الرواة من هم رواة كتب وهولاء نادرا ما يغيرون صيغ التحديث
4/ هناك من الرواة واصحاب الكتب من يهتم ببيان صيغ التحديث
كما يفعل مسلم مثلا
وهذا مثال من كتاب ابن ابي شيبة
(في المرتد عن الاسلام ما عليه)
حدثنا محمد بن بكر عن ابن جريج
عن حيان عن ابن شهاب قال يدعو الى الاسلام ثلاث مرات فان ابى ضربت عنقه
حدثنا ابن بكر عن ابن جريج قال قال عطاء
في الانسان يكفر بعد اسلامه يدعى الى الاسلام فان ابى قتل
حدثنا محمد بن بكر عن ابن جريج قال أخبرني عمرو بن دينار في الرجل يكفر بعد ايمانه قال سمعت عبيد بن عمير يقول
يقتل
انتهى
ابن ابي شيبة لايغير من صيغ التحديث
محمد بن بكر مجرد راوية لكتب ابن جريج
وكمثال اخر
راجع باب
(في الرجل يضرب الرجل بالسيف ويرفع السلاح
حدثنا محمد بن بكر عن ابن جريج عن ابن طاوس عن ابيه
................... ز
حدثنا محمد بن بكر عن ابن جريج قال أخبرني معمر
......
حدثنا محمد بن بكر عن ابن جريج قال أخبرني زياد)
والله أعلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[13 - 03 - 03, 07:12 م]ـ
قولك: <<فانه لايعرف مثلا ان البخاري روى حديثا بالمعنى>> فيه نظر. فقد ذكر ابن حجر أنه يفعل ذلك، وهو واضح. ولم يكن البخاري يهتم كثيراً بتأدية اللفظ كما هو. ومن هنا فضل البعض صحيح مسلم عليه، حيث أنه كتب صحيحه من أصوله وليس من حفظه، وكثير من مشايخه ما يزالون أحياء.
أما البخاري فيروي بالمعنى ويختصر ويغير السياق، لكن ذلك قليل.
بالمناسبة خطر ببالي توجيهاً لقول أحمد عن ابن جريج، وهو أن المقصود بعطاء أي الخراساني. والله أعلم.
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[14 - 03 - 03, 01:54 ص]ـ
نعم يوجد ذلك
فقد يقول لتلاميذه اكتبوا: عن فلان فيكتبون ذلك. و قد نص بعض الحفاظ عليه.
و إذا قال سفيان بن عيينة مثلا: قال الزهري فقال الراوي عنه
حدثنا سفيان عن الزهري فذلك صحيح.
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[14 - 03 - 03, 04:27 م]ـ
ذكر ذلك أبو عمر بن عبد البر في التمهيد في تعريف التدليس 1/ 27: قال كأن يقول مالك: اكتبوا مالك عن نافع عن ابن عمر أو يقول سفيان أو شعبة مثلا اكتبوا سفيان عن الأعمش الخ.
ـ[ابن المنذر]ــــــــ[15 - 03 - 03, 11:35 م]ـ
ساق أبو بكر بن أبي خيثمة بسنده عن يحيى بن سعيد قال: (قال ابن جريج: إذا قلت قال عطاء، فأنا سمعته منه وإن لم أقل سمعت) (1) [انظر التعديل والتجريح لأبي الوليد الباجي ص905 والتهذيب 6/ 406].
قلت: لعل هذا هو الثابت عن ابن جريج، إذْ هو اللائق بحاله مع شيخه " عطاء"، فإنه قد لازمه سبعة عشر سنة، وكان من المثبتين عنه.
وصحَّ عن الإمام أحمد – كما في رواية جماعة عنه كـ ابنه عبد الله، وابنه صالح، والميموني وغيرهم - أنَّ أثبت الناس في عطاء؛ هما: عمرو بن دينار، وابن جريج.
وجاء في رواية أخرى للميموني ذكر ابن جريج وحده – يعني في أثبت الناس عن عطاء -.
وبعد هذا كله؛ فأيهما أقرب للصواب: ما نقله الأخ ابن وهب عن الإمام أحمد في حال ابن جريج مع شيخه عطاء – وهو في بحر الدم برقم 641 - ،
أم ما نقلته أنا عن يحيى بن سعيد قوله السابق فيه؟؟!!.
لاشك أنَّ الثاني هو الأظهر؛ والله أعلم.
(1) – ومن المتقرر عند أهل الاصطلاح أنَّ قال لها حكم (عن).
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 03 - 03, 12:49 ص]ـ
اخي الحبيب ابن المنذر
كان قصدي من ايراد الرواية الموضوع المعنون عليه
ولم اتطرق الى موضوع تدليس ابن جريج
والرواية في شرح العلل لابن رجب
والله أعلم
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[05 - 05 - 03, 10:13 ص]ـ
قال الشيخ عبدالعزيز الطريفي البارحه ان وجود بعض الامثله ولآحاد لايخرم القاعده.
وهي ان الرواى لا يبتدأ التحديث بصيغه عن.
فالشيخ حفظه الله على كلام المعلمي وغيره من الحفاظ.
والشيخ المعلمي ممن علم عنه الاستقراء بل لاتجد من يجاريه في هذه الازمنه ... فوجود بعض الامثله القليلة كما ذكر الشيخ ليست خارمة للمشهور من حال الرواة.
¥(3/457)
ـ[محرز]ــــــــ[05 - 05 - 03, 03:52 م]ـ
إخواني الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الذي أعلمه حسب علمي القاصر، أن المحدث إذا سمع الحديث من شيخه فإنه لا يؤثر بهذا ويؤدي بصيغة العنعنة لأنهم كانوا يفتخرون بالسماع من الشيوخ، ويزيد هذا حرصاً من الرواة لو كانوا يروون عن الصحابة، فلا تكاد تجد أحداً ممن يروي عن الصحابة إلا ويصرح بالتحديث، إذا سمع من الصحابي مباشرة إذ كان هذا شرفاً لهم، وإن روى بالعنعنة فيلزمك التفتيش عنه، فلا يعقل أن يروي الراوي حديثاً عن شيخه سمعه مباشرة بصيغة توهم السماع، وخاصة إذا كان ممن يتهم بالتدليس، ثم إنه لا يعقل أن يبدأ مصنف كتاب رواية بصيعة عن، ولم يعرف هذا عند العرب، إلا إذا كان في الأمر شيء، فيقول قال، أي أنه يعلقه كما هو صنيع البخاري وغيره، ولا يقول عن ابتداء، هذا ما استفدته من شيخي أبو كاتب مفلح الرشيدي حفظه الله، والله تعالى أعلم.
أخوكم أبو عبد الرزاق محرز الجزائري
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[05 - 05 - 03, 07:07 م]ـ
بارك الله فيك أخي المتمسّك بالحق على نقلك لقول الشيخ الطريفي.
وهذا هو رأي الشيخ أسعد تيّم (حفظه الله) كذلك.
وجزى الله خيراً الأخ: muh_riz على تعقيبه. وحبّذا لو يراسلني بالاسم العربي الذي يرغب باستعماله حتى أغيّره له.
ـ[الشافعي]ــــــــ[05 - 05 - 03, 07:39 م]ـ
تعقيب على الإخوة الأفاضل الذين يقولون ان المصنف او المحدث هو الذي
يغير الصيغة اقول اية صيغة؟؟؟؟؟ لا توجد صيغة اصلا قبل ان يحدث او
يدون روايته لان الصيغة هنا هو الذي ينشئها ويوجدها
فمثلا لو جاءني الاخ هيثم وقال قرأت في كتاب المتمسك بالحق: قال
الطريفي الخ الخ الخ
فالان اريد ان احدث الناس بهذا او اضعه في تصنيف بامكاني ان اقول:
حدثني هيثم او اخبرني هيثم او قال لي هيثم او سمعت هيثم وكلها
صيغ صريحة في السماع وبامكاني ان اقول قال هيثم او ان هيثم قال
او حدث هيثم او ذكر هيثم وهي كلها صيغ محتملة للسماع وعدمه
فهنا لا تغيير لشيء وانما اختراعه بعد ان لم يكن بخلاف ما لو اكملت
فقلت حدثني هيثم عن المتمسك عن الطريفي فهذا تغيير مني للصيغة
ـ[ابن معين]ــــــــ[05 - 05 - 03, 10:28 م]ـ
قال الشيخ الشريف حاتم العوني في كتابه المرسل الخفي (2/ 705) بعد أن نقل كلام المعلمي:
(وهذا كلام من أنفس ما يكون، فرفع الله قدر قائله، ورحمه رحمة واسعة!
وإن كان على هذا الكلام مأخذ فهو إطلاقه القول بأن ذكر العنعنة ليس من الشيخ ولكن من الرواة عنه. فهذا صواب، لكن مع تقييده بأنه كذلك غالباً، لا مطلقاً ودائماً).
ثم أحال الشيخ في هامشه وقال: (أنظر أدلة ذلك التقييد في: موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين لخالد منصور عبدالله إدريس رسالة ماجستير بجامعة الملك سعود عام 1414هـ (ص72_77).
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[08 - 05 - 03, 01:15 ص]ـ
قال البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 190) باب ما جاء في قول الله عز وجل: "ثم دنا فتدلى"
... هذا حديث تفرد به محمد بن إسحاق بن يسار، وقد مضى الكلام في ضعف ما يرويه إذا لم يبين سماعه فيه. وفي هذه الرواية انقطاع بين ابن عباس رضي الله عنهما وبين الراوي عنه .... اهـ.(3/458)
مصنفات الامام البخاري ((للشيخ عادل الزرقي))
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[05 - 03 - 03, 12:20 م]ـ
6 - مؤلفات الإمام البخاري
كتب الإمام البخاري من المصنفات الشيء الكثير، منها ما حفظ ونقل، ومنها ما فقد واختفى، وكان – رحمه الله – يقول: «أرجوا أن الله تبارك وتعالى يبارك للمسلمين في هذه المصنفات» ()، ولعل الله استجاب له، لما نرى من شواهد ذلك.
ومن مصنفاته التي ذكرت أو بقيت:-
1. «الجامع الصحيح المسند المختصر من حديث رسول الله e وسننه وأيامه».
وهو أشهر كتبه على الإطلاق، وأصح الكتب بعد كتاب الله تعالى. وقد رواه عنه جمع غفير، منهم الفربري، وهو من أشهر رواته. وقد قام على خدمته شرحاً وتعليقاً وتعقيباً عشرات الكتب، أفضلها كتاب الحافظ ابن حجر: «فتح الباري»، وقد طبع كثيراً، ومن أفضل طبعات الجامع الطبعة التركية السلطانية عن النسخة اليونينة في تسعة أجزاء.
2. «التاريخ الكبير».
3. «التاريخ الأوسط».
4. «التاريخ الصغير»، وقد تقدم الكلام عليها.
5. «الأدب المفرد»، أفرده عن الذي في الجامع الصحيح، ولذا سمي بذلك، وقد رواه عنه أحمد بن محمد بن الجليل البزار، وهو مطبوع.
6. «الضعفاء الكبير» ().
7. «الضعفاء الصغير»، كذا ذكر المزي () أن له كتابين في الضعفاء. وذكر الحاكم أن البخاري صنَّف في اسامي المجروحين أوراقاً يسيرة لا يبلغ عددهم إلا اقلَّ من سبعمائة رجل ()، والذي في المطبوع لا يزيد عن أربعمائة رجل، وهو برواية أبي علي آدم بن موسى الخواري ()، وممن رواه أيضاً الدولابي () ومسبح بن سعيد – وأسند روايته ابن خير () – ومحمد بن شعيب الغازي، وأسند روايته أبو أحمد الحاكم () وابن حجر () والروداني ().
8. «رفع اليدين في الصلاة».
9. «القراءة خلف الإمام» - رواهما عنه: محمود بن إسحاق الخزاعي ()، وهما مطبوعان.
10. «خلق أفعال العباد» - رواه عنه الفربري ويوسف بن عبد الصمد ()، وسماه اللالكائي () «الرد على القدرية»، وسماه ابن ناصر الدين الدمشقي () «الرد على الجهمية».
11. «الكنى»، مطبوع برواية الغازي كما سبق.
12. «مشيخة»، ذكرها الذهبي في ترجمة البخاري من تاريخ الإسلام ()، وقال: «حدَّث بها، ولم أرها».
13. «برُّ الوالدين» - رواها عنها محمد بن دلويه الورَّاق ().
14. «المبسوط» - رواه عنه مهيب بن سليم البخاري، فيما ذكره الخليلي ().
15. «الجامع الكبير»، ذكره ابن طاهر ().
16. «الأشربة»، وهو مفرد عما في الصحيح، ذكره الدَّارَقُطْنِي، ونقل منه ().
17. «الهبة»، فيه نحو من خمسمائة حديث، فيما ذكره وراقه محمد بن أبي حاتم ().
18. «المسند الكبير»، ذكره الفربري ()، وأشار إليه البخاري ().
19. «التفسير الكبير»، ذكره وراقه محمد بن أبي حاتم ().
20. «تسمية أصحاب النبي e »( ) – برواية ابن سهل ()، وذكره الدولابي () وأبو نعيم () وأبو القاسم البغوي () وأبو الفضل الهروي ().
21. «الوحدان»، ذكره أبو نعيم () وأبو القاسم ابن منده ().
22. «العلل» - رواه عنه أبو محمد عبد اللهِ بن محمد الشرقي، ومن طريق أسنده ابن حجر () والروداني ().
23. «الفوائد»، ذكره الترمذي في جامعه ().
24. «المختصر»، ذكره البخاري ().
25. «السنن في الفقه»، إن صحة النسبة إليه ().
تم بحمد الله وفضله.
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[05 - 03 - 03, 06:01 م]ـ
بارك الله فيك.
وجزى الله الشيخ عادل كلّ خير.
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[08 - 04 - 03, 12:20 ص]ـ
قال البخاري (رحمه الله):
(7272) ... عن أبي برزة قال: إن الله يغنيكم أو نعشكم بالإسلام وبمحمد (صلى الله عليه وسلم). قال أبو عبدالله: وقع هاهنا "يغنيكم" وإنما هو "نعشكم"، ينظر في أصل كتاب الاعتصام. اهـ.
قال ابن حجر (رحمه الله):
قوله (ينظر في أصل كتاب الاعتصام): فيه إشارة إلى أنه صنف "كتاب الاعتصام" مفرداً وكتب منه هنا ما يليق بشرطه في هذا الكتاب كما صنع في "كتاب الأدب المفرد" فلما رأى هذه اللفظة مغايرة لما عنده أنه الصواب أحال على مراجعة ذلك الأصل وكأنه كان في هذه الحالة غائباً عنه فأمر بمراجعته وأن يصلح منه. اهـ.
وقد ذكره الشيخ أبو تيميّة في هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1226(3/459)
منهج الإمام الترمذي في أحكامه ... للشيخ عبد العزيز الطريفي
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[07 - 03 - 03, 10:30 ص]ـ
هذا مبحث مختصر، بعنوان [منهج الإمام الترمذي في أحكامه على الأحاديث في السنن]، لشيخنا الفاضل: عبد العزيز بن مرزوق الطريفي ــ حفظه الله تعالى ــ.
مُلتقط من شرح حديث جابر في حجة النبي صلى الله عليه وسلم.
أرسله إلينا الأخ الفاضل (حمود المطيري)، بواسطة الأخ المفضال (المنيف).
فجزاهم الله خيراً، وأجزل لهم المثوبة.
ـ[الرايه]ــــــــ[07 - 03 - 03, 03:57 م]ـ
جزاكم الله خير .....
ـ[البخاري]ــــــــ[07 - 03 - 03, 04:14 م]ـ
بارك الله فيكم وشكر لكم سعيكم،
منهج الإمام الترمذي في أحكامه على الأحاديث في السنن
ملتقط من شرح حديث جابر في حجة النبي r
أملاه
عبد العزيز الطريفي
القسم الأول:
قوله حسن صحيح أو صحيح حسن, أو صحيح، أو صحيح غريب وعكسها, أو صحيح حسن غريب , فالمراد بذلك التصحيح في الغالب, وأعلاها في الغالب قوله: حسن صحيح , وذلك أن كثيراً ممن يطلق عليه الترمذي حسن صحيح هو في الصحيحين أو في أحدهما، و على شرطهما أو على شرط أحدهما، أو جاء بسند صحيح قوي، ويليها صحيح.
ونحوه قوله: جيد، ولكنه لم يطلق قول جيد مجردة إلا في نحو الموضع.
وقول الترمذي (صحيح غريب حسن) نادر أطلقه على أحاديث قليلة صحيحة، وهي أقوى من قوله (غريب حسن صحيح) حيث أطلقه على بضعة أحاديث منها الصحيح ومنها ما فيه ضعف، ونحوه قوله (صحيح حسن غريب).
ويظهر من تتبع السنن أن الامام الترمذي لم يطلق قوله (صحيح غريب) إلا في شطر سننه الأخير، وأكثرها في غير أحاديث الأحكام، وهي أدنى ألفاظ التصحيح فيما يظهر، وقد أطلقها في بعض ما يُضعّف. والله أعلم.
فهذه وغيرها ألفاظ التصحيح عند الإمام الترمذي عليه رحمة الله وتقويته للأخبار، وهذا النوع هو أظهر الانواع، وهو واضح، والأمثلة على ذلك كثيرة جداً.
القسم الثاني:
ما كان فيه ضعف ويطلق عليه لفظ (حديث حسن) مجرداً، وقد يغتر البعض بإطلاق هذه اللفظة من الإمام الترمذي، ويظن أنه يريد بها الحسن الاصطلاحي عند أهل الاصطلاح وليس كذلك، بل إن الترمذي عليه رحمة الله إذا أطلق هذه العبارة فإنه يريد أن الخبر ضعيف وليس بصحيح والأدلة على ذلك معروفة:
- أن الترمذي بين ذلك في علله: وما ذكرنا في هذا الكتاب حديث حسن، فإنما أردنا به حسن إسناده عندنا: كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتّهم بالكذب، ولا يكون الحديث شاذاً.
فالترمذي إحترز من إطلاق الحسن على من رواه متهم بالكذب ولا يكون شاذاً، ولم يحترز – كما ذكر – ممن دونه وهو في دائرة الضعيف، فهو عرف الحسن لكنه لم يبين انه يحتج به او لا يحتج به.
ولذا قد يطلق الحفاظ على حديث حسن ويريدون به استقامة متنه وحسنه، مع أنه مردود سنداً، وهذا وجد في كلام الأئمة الحفاظ المتقدمين.
- ومنها أن هذا معلوم لمن سبر وتتبع منهج الإمام الترمذي في سننه، وقارن أقواله وأحكامه على الأحاديث بأقوال وأحكام الأئمة.
- ومنها أن الترمذي رحمه الله نص في كثير من المواضع على ما يدل على ضعف الحديث، كأن يعل الحديث بعلة تضعفه، أو ينص على ترجيح غيره عليه، فالترمذي يعقب في بعض المواضع بعد قوله: (حسن)
* فيقول: (ليس إسناده بمتصل)
* ويقول أيضاً بعده: (ليس إسناده بذاك القائم)
* ويقول أيضاً: (ليس إسناده بذاك)
ومثال ذلك ما أخرجه في سننه من طريق حماد بن زيد عن سنان بن ربيعة عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة قال: توضأ النبي صلى الله عليه وسلم فغسل وجهه ثلاثا ويديه ثلاثا ومسح برأسه وقال: الأذنان من الرأس.
ثم قال عقب ذالك: (هذا حديث حسن ليس إسناده بذاك القائم).
ومن ذلك ما أخرجه من طريق سفيان عن الأعمش عن خيثمة عن الحسن عن عمران مرفوعاً: (من قرأ القرآن فليسأل الله به فإنه سيجئ أقوام يقرؤون القرآن يسألون به الناس).
ثم قال بعد إخراجه: (حديث حسن ليس إسناده بذاك).
¥(3/460)
ومن ذلك حديث دعاء دخول المسجد أخرجه من طريق إسماعيل بن إبراهيم عن ليث عن عبد الله بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسين عن جدتها فاطمة الكبرى بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد صلى على محمد وسلم وقال رب اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج صلى على محمد وسلم وقال رب اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك.
قال عقب إخراجه: حسن وليس إسناده بمتصل وفاطمة بنت الحسن لم تدرك فاطمة الكبرى إنما عاشت فاطمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم اشهرا.
وهذا هو الأغلب في منهج الترمذي، وربما أطلق لفظ (حسن) وأراد علة في الحديث إسنادية ليست بقادحة، أو تردد وشك في قبوله، وقد أطلق هذه العبارة على شيء من الأحاديث التي هي مخرجة في الصحيحين ومن ذلك ما أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من طريق سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن بسر بن سعيد عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليكم بالصلاة في بيوتكم فإن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة.
أخرجه الترمذي في سننه من هذا الطريق ثم قال عقبه: حسن وقد اختلف الناس في رواية هذا الحديث فروى موسى وإبراهيم بن أبي النضر عن أبي النضر مرفوعا ورواه مالك عن أبي النضر ولم يرفعه وأوقفه بعضهم والحديث المرفوع أصح.
وقد اطلق لفظ (حسن) عليه للاختلاف فيه، مع أن الاختلاف غير مؤثر في صحة الحديث حيث أن الراجح الرفع وقد رجحة الترمذي نفسه رحمه الله.
ومن ذلك ما أخرجه البخاري ومسلم من طريق خالد الحذاء عن أبي عثمان النهدي عن عمرو بن العاص أنه قال للنبي صلى الله عليه: أي الناس أحب إليك قال عائشة، قال: من الرجال قال أبوها قال: ثم من قال عمر بن الخطاب.
هذا الحديث أخرجه الترمذي من هذا الطريق ثم قال بعده: حديث حسن.
القسم الثالث:
قوله في أحاديث غريب، أو حسن غريب، أو غريب حسن، أو عدم إطلاق هذه العبارات كأن يقول هذا حديث ليس بالقوي أو إسناده ليس بذاك، أو ليس إسناده بالقائم، أو ليس إسناده بصحيح، أو إسناده ضعيف، أو لا يصح، أو حديث منكر، وهذه كلها عبارات الترمذي – رحمه الله - وغيرها، وكقوله على حديث فيه فلان ليس بالقوي ونحو ذلك، فإن هذا يريد به قوّة في الضعف، وأشدها قوله (حديث منكر) وهي عبارة يستعملها نادراً جداً، ثم يليها - في الغالب - قوله (هذا حديث غريب)، ثم دونها قوله على خبر (حسن غريب) ويعني بهذه العبارة في الغالب أن متن الحديث سليم من الشذوذ والنكارة والغرابة، لكن سند الحديث فيه شيء من غرابة ونكارة وإشكال. وقد تُعل غرابة السندِ الحديثَ وترده.
وإذا أطلق الترمذي على حديث قوله (غريب) فإنه يريد بها أن هذا الحديث فيه ضعف أشد مما يضعفه بقوله (حسن غريب) أو قوله (حسن) مجرداً - كما تقدم -، فهو يطلق لفظ (غريب) وينص على علته في الأحيان.
ومن ذلك ما أخرجه في سننه من طريق يحيى بن اليمان عن شيخ عن الحارث بن عبد الرحمن عن طلحة بن عبيد الله مرفوعاً: لكل نبي رفيق ورفيقي في الجنة عثمان.
وهذا حديث ضعيف جداً.
قال الترمذي عقب إخراجه له: غريب ليس إسناده بالقوي وهو منقطع.
ومن ذلك ما أخرجه من طريق خارجه بن مصعب عن يونس بن عبيد عن الحسن عن عتي بن ضمرة عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن للوضوء شيطانا يقال له الولهان فاتقوا وسواس الماء.
قال الترمذي بعد إخراجه: حديث غريب وليس إسناده بالقوي، لا نعلم أحداً أسنده غير خارجه، ولا يصح في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء.
ومن ذلك ما أخرجه في سننه من طريق أم الأسود عن منية بنت عبيد بن أبي برزة عن أبي برزة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من عزى ثكلى كسي بردا في الجنة.
قال الامام الترمذي عقب إيراده: حديث غريب وليس إسناده بالقوي.
وقول الترمذي (حسن غريب) تعني ضعفاً أقل من ذلك، وأشد من تضعيف الخبر بقوله: (حسن) وقد ينص الترمذي على علة الحديث مع إطلاقه لهذه العبارات كقوله: (حسن غريب).
ومن ذلك ما أخرجه من طريق عمر بن عبد الله مولى غفرة عن إبراهيم بن محمد عن علي بن أبي طالب في حديث طويل ذكر فيه صفة النبي صلى الله عليه وسلم الخَلقية والخُلقية.
قال الترمذي عقبه: (حسن غريب ليس إسناده بمتصل).
ومن ذلك ما أخرجه من طريق خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن إسحاق بن عمر عن عائشة قالت: ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة لوقتها الآخر مرتين حتى قبضه الله.
قال الترمذي عقب إخراجه له: حسن غريب وليس إسناده بمتصل.
هذا في الغالب يريد به ضعفاً أشد مما ذكرناه في القسم الثاني، وربما أراد به ضعفاً يقبل المتابعة، فقد يريد الترمذي بقوله (حسن غريب) أي ليس بشديد الضعف كما أخرج في سننه من طريق سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق عن حميد عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ لكل صلاة طاهراً وغير طاهر، قال حميد الطويل قلت لأنس فكيف كنتم تصنعون؟، قال: كنا نتوضأ وضوءا واحداً.
قال الترمذي عقب إخراجه من هذا الوجه: حديث حميد عن أنس حديث حسن غريب من هذا الوجه.
لكنه جوّده لما أخرج له متابعاً من سفيان عن عمرو بن عامر عن أنس بنحو حديث حميد.
قال الترمذي بعد إخراج هذا المتابع: حديث حسن صحيح وحديث حميد عن أنس حديث جيد غريب حسن.
فجوّده بعد ذكر متابع له، بعد أن ضعفه في موضع قبله.
القسم الرابع:
وقد أدخلته في الذي قبله وذلك لقلة وروده في سنن الترمذي، وهي المناكير جداً والبواطيل، ويطلق عليه الترمذي (هذا حديث منكر) وفي الأحيان يقول: (حديث لا يصح).
وهذه ألفاظ معدودة أطلقها على ما ينكر ويُعد في البواطيل والمنكرات، وهو أشد الأقسام ضعفاً، وهي في مواضع قليلة منثورة في السنن، وهي أقل الأقسام وروداً في السنن.
هذه في الجملة ملخص اصطلاحات الترمذي ـ عليه رحمة الله ـ، وهذا أغلبي وربما غاير في بعض هذا الاستعمالات، وهناك ألفاظ أخر قليلة الاستعمال عنده، وهذا بحاجة إلى تفصيل أكثر يسّر الله ذلك.
ذو الحجة عام ألف 1423 للهجرة.
¥(3/461)
ـ[أبو نايف]ــــــــ[08 - 03 - 03, 12:20 ص]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
من قال من أهل العلم ((إن الترمذي إذا أطلق هذه العبارة (حديث حسن) فإنه يريد أن الخبر ضعيف وليس بصحيح))
ـ[القعنبي]ــــــــ[08 - 03 - 03, 12:28 ص]ـ
سمعت الشيخ عبدالعزيز الطريفي يقول: أن الإمام الترمذي إذا أطلق لفظة (حسن) مجردة على حديث أنه في الغالب يريد به ضعيف وقال عرفت هذا بالاستقراء من كلامه، هل هذا الكلام مستقيم؟
ج2/
الترمذي رحمه الله تعالى أحاديثه في هذا الكتاب من حيث أحكامه على هذه الأحاديث تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: الأحاديث الثابتة عنده.
القسم الثاني: الأحاديث التي فيها ضعف أو فيها علة.
القسم الثالثة: الأحاديث البينة الضعف.
فأما القسم الأول: فهذا يحكم عليه في الغالب حسن صحيح وهذه الأحاديث الثابتة عنده هي إما أن تكون بأصح إسناد يقول عنها غالباً حسن صحيح مثل "حديث الأعمال بالنيات" وغيره أو تكون جمعت أدنى شروط القبول عنده فيحكم عليها أيضاً بأن هذه الأحاديث هي حسنة صحيحة
وأما القسم الثاني: وهي الأحاديث التي يحكم عليها بالحسن فقط هذه الأحاديث على قسمين إما أن يقول هذا حديث حسن ولا يتعقبه بشيء وإما أن يتعقبه بشيء، فأما إذا لم يتعقبه بشيء فهذا على قسمين إما أن يكون هذا حديث حسن فقط أو يقول حسن غريب، والحديث الحسن أقوى عنده من الحديث الحسن الغريب، وهو في الغالب في الأحاديث التي يحكم عليها بأنها حسن أو حسن غريب في الغالب أن فيها ضعف أو فيها علة ولكن يكون هذا الضعف غير شديد، وأما القسم الثاني وهو الذي يقول عنه حسن ويتعقبه بشيء وأعني بذلك أنه يقول فيه فلان مثلاً لا يحتج به أو يقول إن إسناده منقطع فهذا قد بين أن فيه ضعفا، بقي الأحاديث كما ذكرت التي هي من القسم الأول وأعني القسم الأول من القسم الثاني الذي يقول عنه حسن فهذا في الغالب يطلقها الترمذي على الحديث الذي فيه ضعف وفيه علّة لكن لا يكون شديد الضعف لأنه إذا كان شديد الضعف فهذا يبينه ويكون من القسم الثالث فيقول إن هذا إسناده ليس بالمستقيم أو يقول فيه فلان وما شابه ذلك أو نحو ذلك فيبين الضعف الموجود في هذا الحديث يقول إسناده ليس بالقائم مثلاً أو يقول فيه فلان وهكذا.
http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?threadid=18493&perpage=14&pagenumber=1
ـ[صلاح]ــــــــ[08 - 03 - 03, 12:31 ص]ـ
الطريفي لله درّك من محدث حاذق.
تحقيق دقيق.
حفظ الله شيخنا وبارك في عمره.
الأخ أبو نايف:
إقرأ الكلام جيداً، يتضح لك ذلك، فستستفيد كما استفدت.
فجزى الله الأخوة خيراً على هذا المقال
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[08 - 03 - 03, 12:43 ص]ـ
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في النكت على ابن الصلاح (1/ 387)
وأما الترمذي: فلم يقصد التعريف بالأنواع المذكورة عند أهل الحديث بدليل أنه لم يعرف بالصحيح ولا بالضعيف بل ولا بالحسن المتفق على كونه حسناً بل المعرف به عنده وهو حديث المستور على ما فهمه المصنف ـ لا يعده كثير من أهل الحديث من قبيل الحسن وليس هو في التحقيق عند الترمذي مقصوراً على رواية المستور، بل يشترك معه الضعيف بسبب سوء الحفظ والموصوف بالغلط والخطأ وحديث المختلط بعد اختلاطه والمدلس إذا عنعن وما في إسناده انقطاع خفيف. فكل ذلك عنده من قبيل الحسن بالشروط الثلاثة وهي:
1 - أن يكون فيهم من يتهم بالكذب.
2 - ولا يكون الإسناد شاذاً.
3 - وأن يروى مثل ذلك الحديث أو نحوه من وجه آخر فصاعداً وليس كلها في المرتبة على حد سواء بل بعضها أقوى من بعض.
ومما يقوي هذا ويعضده أنه لم يتعرض لمشروطية اتصال الإسناد أصلاً، بل أطلق ذلك، فلهذا وصف كثيراً من الأحاديث المنقطعة بكونها حساناً.
[أمثلة لما يحسنه الترمذي:]
ولنذكر لكل نوع من ذلك مثلاً من كلامه، يؤيد ما قلناه فأما أمثلة ما وصفه بالحسن وهو من رواية المستور فكثيرة لا نحتاج إلى الإطالة بها، وإنما نذكر أمثلة لما زدناه على ما عند المصنف ـ رحمه الله.
1 - فمن أمثلة ما وصفه بالحسن وهو من رواية الضعيف السيئ الحفظ ما رواه من طريق شعبة عن
عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال:
¥(3/462)
((إن امرأة بني فزارة تزوجت على نعلين، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ: أرضيت من نفسك ومالك بنعلين؟ قالت: نعم. قال: فأجازه النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال الترمذي: هذا حديث حسن.
وفي الباب عن عمر وأبي هريرة وعائشة وأبي حدرد ـ رضي الله عنهم ـ. وذكر جماعة غيرهم. وعاصم بن عبيد الله قد ضعفه الجمهور ووصفوه بسوء الحفظ وغاب ابن عيينة على شعبة الرواية عنه
وقد حسن الترمذي حديثه هذا لمجيئه من غير وجه كما شرط ـ والله ـ أعلم.
2 - ومن أمثلة ما وصفه بالحسن وهو من رواية الضعيف الموصوف بالغلط والخطأ ما أخرجه من طريق عيسى بن يونس عن مجالد عن أب الوداك، عن أبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ قال: كان عندنا خمر ليتيم، فلما نزلت المائدة سألت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: فقلت: ((إنه ليتيم))، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((أهريقوه)).
قال: هذا حديث حسن.
قلت: ومجالد ضعفه جماعة ووصفوه بالغلط والخطأ وإنما وصفه بالحسن لمجيئه من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من حديث أنس وغيره رضي الله تعالى عنهم. وأشد من هذا مار واه من طريق الأعمش عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه في الأمر بقتل الكلاب وغيره ذلك قال: ((هذا حديث حسن)).
قلت: وإسماعيل اتفقوا على تضعيفه ووصفه بالغلط وكثرة الخطأ لكنه عضده بأن قال: ((روى هذا الحديث من غير وجه عن الحسن مثله)). يعني لمتابعة إسماعيل بن مسلم عن الحسن.
ومثله مارواه من طريق علي بن مسهر، عن عبيدة بن معتب عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة ـ رضي الله عنها قالت: ((كنا نحيض عند رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم نطهر فيأمرنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقضاء الصيام، ولا يأمرنا بقضاء الصلاة)).
قال: ((هذا حديث حسن)).
قلت: وعبيدة ضعيف جداً قد اتفق أئمة النقل على تضعيفه إلا أنهم لم يتهموه بالكذب. ولحديثه أصل من حديث معاذة، عن عائشة ـ رضي الله تعالى عنها مخرج في الصحيح، فلهذا وصفه بالحسن. ويؤيد هذا ما رويناه عن أبي زرعة أنه سئل عن أبي صالح كاتب الليث، فقال: لم يكن ممن يتعمد الكذب، ولكنه كان يغلط وهو عندي حسن الحديث.
3 - ومن أمثلة ما وصفه بالحسن وهو من رواية من سمع من مختلط بعد اختلاطه، ما رواه من طريق يزيد بن هارون عن المسعودي عن زياد بن علافة قال:
صلى بنا المغيرة بن شعبة رضي الله تعالى عنه فلما صلى ركعتين قام فلم يجلس فسبح به من
خلفه، فأشار إليهم أن قوموا، فلما فرغ من صلاته سلم وسجد سجدتي السهو وسلم.
وقال: هكذا صنع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
قال: هذا حديث حسن.
قلت: والمسعودي اسمه: عبد الرحمن وهو ممن وصف بالاختلاط وكان سماع يزيد منه بعد أن اختلط.
وإنما وصفه بالحسن لمجيئه من أوجه أخر بعضها عند المصنف أيضاً رحمه الله تعالى والله أعلم.
4 - ومن أمثلة ما وصفه بالحسن وهو رواية مدلس قد عنعن ما رواه من طريق يحيى بن سعيد عن المثنى بن سعيد عن قتادة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: المؤمن يموت بعرق الجبين.
قال: هذا حديث حسن.
وقد قال بعض أهل العلم: لم يسمع قتادة من عبد الله بن بريدة رضي الله تعالى عنه قلت: وهو عصرية وبلدية كلاهما من أهل البصرة ولو صح أنه سمع منه فقتاد مدلس معروف بالتدليس وقد روى هذا بصيغة العنعنة، وإنما وصفه بالحسن لأنه له شواهد من حديث عبد الله بن مسعود وغيره رضي الله عنهم.
ومن ذلك ما رواه من طريق هشيم عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء بن عازب رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: إن حقاً على المسلمين أن يغتسلوا يوم الجمعة وليمس أحدهم من طيب أهله فإن لم يجد فالماء له طيب.
قال: ((هذا حديث حسن)).
قلت: وهشيم موصوف بالتدليس، لكن تابعه عنده أبو يحيى التيمي. وللمتن شواهد من حديث أبي سعيد الخدري وغيره رضي الله تعالى عنهم.
¥(3/463)
5 - ومن أمثلة ما وصفه بالحسن وهو منقطع الإسناد ما رواه من طريق عمرو بن مرة عن أبي البختري عن علي رضي الله تعالى عنه قال: ((إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لعمر في العباس رضي الله تعالى عنه: ((إن عم الرجل صنوا أبيه)). وكان عمر رضي الله عنه تكلم في صدقته وقال: هذا حديث حسن.
قلت: أبو البختري: اسمه سعيد بن فيروز ولم يسمع من علي رضي الله تعالى عنه. فالإسناد منقطع ووصفه بالحسن لأنه له شواهد مشهورة من حديث أبي هريرة وغيره وأمثلة ذلك عنده كثيرة. وقد صرح هو ببعضها.
فمن ذلك ما رواه من طريق الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن إسحاق بن عمر
عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: ((ما صلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلاة
لوقتها الآخر مرتين حتى قبضه الله عز وجل)).
قال: هذا حديث حسن وليس إسناده بمتصل.
وإنما وصفه بالحسن لما عضده من الشواهد من حديث أبي برزة الأسلمي وغيره. وقد حسن عدة أحاديث من رواية أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه وهو لم يسمع منه عند الجمهور. وحديثاً من رواية أبي قلابة الجرمي عن عائشة رضي الله تعالى عنها.
ورأيت لأبي عبد الرحمن النسائي نحو ذلك، فإنه روى حديثاً من رواية أبي عبيدة عن أبيه ثم قال: أبو عبيدة لم يسمع من أبيه إلا أن هذا الحديث جيد.
وكذا قال في حديث رواه من رواية عبد الجبار بن وائل بن حجر: عبد الجبار لم يسمع من أبيه لكن الحديث في نفسه جيد. إلى غير ذلك من الأمثلة. وذلك مصير منهم إلى أن الصورة الاجتماعية لها تأثر في التقوية.
وإذا تقرر ذلك كان من رأيه أي الترمذي أن جميع ذلك إذا اعتضد لمجيئه من وجه آخر أو أكثر نزل منزلة الحسن احتمل أن لا يوافقه غيره على هذا الرأي أو يبادر للإنكار عليه إذا وصف حديث الراوي الضعيف أو ما إسناده منقطع بكونه حسناً فاحتاج إلى التنبيه على اجتهاده في ذلك وأفصح عن مقصده فيه ولهذا أطلق الحسن لما عرف به فلم يقيده بغرابة ولا غيرها ونسبه إلى نفسه وإلى من يرى رأيه قال: ((عندنا كل حديث إلى آخر كلامه الذي ساقه شيخنا بلفظه.
وإذا تقر ذلك بقي وراءه أمر آخر. وذلك أن المصنف وغير واحد نقلوا الاتفاق على أن الحديث الحسن يحتج به كما يحتج بالصحيح، وإن كان دونه في المرتبة. فما المراد على هذا بالحديث الحسن الذي اتفقوا فيه على ذلك هل هو القسم الذي حرره المصنف وقال: إن كلام الخطابي ينزل عليه. وهو رواية الصدوق المشهور بالأمانة ... إلى آخر كلامه أو القسم الذي ذكرناه آنفاً عن الترمذي مع مجموع أنواعه التي ذكرنا أمثلتها، أو ا هو أعم من ذلك؟
لم أر من تعرض لتحرير هذا، والذي يظهر لي أن دعوى الاتفاق إنما نصح على الأول دون الثاني وعيه أيضاً يتنزل قول المصنف أن كثيراً من أهل الحديث لا يفرق بين الصحيح والحسن كالحاكم كما سيأتي وكذا قول المصنف: ((إن الحسن إذا جاء ارتقى إلى الصحة، كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
فأما ما حررناه عن الترمذي أنه يطلق عليه اسم الحسن من الضعيف والمنقطع إذا اعتضد، فلا يتجه إطلاق الاتفاق على الاحتجاج به جميعه ولا دعوى الصحة فيه إذا أتى من طرق. ويؤيد هذا قول الخطيب: ((أجمع أهل العلم أن الخبر لا يجب قبوله إلا من العاقل الصدوق المأمون على ما يخبر به)) وقد صرح أبو الحسن ابن القطان أحد الحفاظ النقاد من أهل المغرب في كتابه ((بيان الوهم والإيهام)) بأن هذا القسم لا يحتج به كله بل يعمل به في فضائل الأعمال ويتوقف عن العمل به في الأحكام إلا إذا كثرت طرقه أو عضده اتصال عمل أو موافقة شاهد صحيح أو ظاهر القرآن، (((((وهذا حسن قوي رايق ما أظن منصفا يأباه والله الموفق))))). ويدل على أن الحديث إذا وصفه الترمذي بالحسن لا يلزم [عنده] أن يحتج به أنه أخرج حديثاً من طريق خيثمة البصري عن الحسن عن عمران بن حصين رضي الله تعالى عنه وقال بعده حديث حسن وليس إسناده بذاك.
وقال في كتاب العلم بعده: أن أخرج حديثاً في فضل العلم: ((هذا حديث حسن قال: وإنما لم نقل لهذا الحديث: صحيح، لأنه يقال: إن الأعمش دلس فيه فرواه بعضهم عنه، قال: حدثت عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه)) انتهى.
فحكم له بالحسن المتردد الواقع فيه وامتنع عن الحكم عليه بالصحة لذلك، لكن في كل المثالين نظر، لاحتمال أن يكون سبب تحسينه لهما كونهما جاءا من وجه آخر كما تقدم تقريره. لكن محل بحثنا هنا هل يلزم من الوصف بالحسن الحكم له بالحجة أم لا؟ هذا الذي يتوقف فيه والقلب إلى ما حرره ابن القطان أميل.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 - 03 - 03, 03:42 ص]ـ
الحمد لله
لقد أحسن الشيخ الطريفي وأجاد في هذا البحث. وما قاله موافق لما كنت أقوله من قبل حول الحديث الحسن: أنه استحسان للمتن وليس للإسناد. ولذلك يدخل في تعريف الحسن من كان في إسناد متروكاً إذا كان المتن قد جاء من وجه آخر كما ذكر الترمذي. وبذلك رددت على أحد المتأخرين في هذا المنتدى ممن رفض تحسين حديث "من بدا جفا ... ".
وقد قمت بجمع الكثير من الأحاديث التي حسنها المتقدمون (وبخاصة الترمذي والبخاري) وبينت أنهم يطلقوا الحسن على الحديث الصحيح المتفق عليه، وعلى الحديث المنكَر الضعيف جداً. لأن التحسين يتأثر بالمتن أكثر من الإسناد. والحديث الحسن قد يكون صحيحاً أو ضعيفاً. فلا غرابة في قول الترمذي "حسن صحيح" أو "حسن غريب".
أما بدعة تقسيم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف، وجعل الحسن حجة بإطلاقه، فهذا من صنع الخطابي المتأخر، ثم تبنى ذلك ابن الصلاح وتبعه المتأخرون على ذلك.
أما من قال من أهل العلم بأن ما يقول الترمذي عنه "حسن" هو ضعيف عند المتقدمين، فهو شيخ الإسلام ابن تيمية، كما ذكرت أكثر من مرة. وهو محمول على الغالب، وإلا فقد حسن الترمذي بعض الأحاديث المتفق عليها لأسباب عديدة.
¥(3/464)
ـ[أبو نايف]ــــــــ[08 - 03 - 03, 07:44 ص]ـ
قال الإمام الترمذي رحمة الله تعالي: وما ذكرنا في هذا الكتاب: حديث حسن
فإنما أردنا به حسن إسناده عندنا
1) كل حديث يروي لا يكون في إسناده متهم بالكذب.
2) ولا يكون الحديث شاذاً
3) ويروي من غير وجه نحو ذلك.
فهو عندنا حديث حسن.
قلت: ومن قال ان الترمذي أراد بالحديث الحسن الضعيف عنده، نقول له هذا هو قول الإمام الترمذي رحمه الله تعالي وتعريف للحديث الحسن عنده.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 03 - 03, 08:38 ص]ـ
قال الشيخ وفقه الله
(ولذا قد يطلق الحفاظ على حديث حسن ويريدون به استقامة متنه وحسنه، مع أنه مردود سنداً، وهذا وجد في كلام الأئمة الحفاظ المتقدمين.
هذا الكلام لم اعهده في المتقدمين بل وجدته في الطبقة الوسطى
وهو استعمالهم الحسن بمعناه اللغوي
وقد وجد نحو ذلك في كلام ابن عبدالبر وابي موسى المديني
واما في كلام علي بن المديني او في كلام البخاري او البزار
فلم اقف على ما قد يدل على ذلك
(قال علي بن المدني هو حديث حسن رجاله معروفون ولا يجيء عن علي إلا من هذا الوجه)
(ذكر أبو زرعة الدمشقي قال كان أحمد بن حنبل يعجبه حديث أم حبيبة في مس الذكر ويقول هو حسن الإسناد
)
(وفي علل ابن المديني (95
قال علي في حديث عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إني ممسك بحجزكم عن النار قال
هذا حديث حسن الإسناد وحفص بن حميد مجهول لا أعلم أحدا روى عنه إلا يعقوب لقمي ولم نجد هذا الحديث عن عمر إلا من هذا الطريق وإنما يرويه أهل الحجاز من حديث أبي هريرة
وفي العلل لابن ابي حاتم1/ 132 - 133
)
(وفي العلل 2/ 50
سمعت ابا زرعة وذكر حديث المقدام بن معدي كرب عن النبي صلى الله عليه وسلم الخال وارث من لا وارث له قال هو حديث حسن قال له الفضل الصائغ ابو عامر الهودي من هو قال معروف روى عنه راشد بن سعد لا بأس به
)
(وفي العلل 2/ 63
سألت أبي عن حديث رواه حماد بن سلمة عن قتادة عن أنس في قوله من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها الى آخر الآية قال نزلت في اليهود والنصارى قال اني لا أعلم روى هذا الحديث عن حماد قلت هو الصحيح قال حسن
)
(وفي مسند عمر بن الخطاب ليعقوب بن شيبة
9 وحديثه في حاطب بن أبي بلتعه حين كتب إلى أهل مكة حديث حسن الإسناد رواه أيضا عكرمة بن عمار عن سماك أبي زميل عن ابن عباس عن عمر رضي الله عنه قال علي بن المديني في هذا الحديث بعينه لا نعلمه روي عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه قال ولم يروه أهل الحجاز ولا أهل البصرة ولا أهل الكوفة وهو كما قال علي)
(وفي مسند الشاشي (2/ 251)
حدثنا عباس الدورى نا عبيد الله أنا شيبان عن منصور عن سالم ابن أبى الجعد عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن والإنس قيل وإياك قال وإياى ولكن الله أعانني عليه الراوي فلا يأمرنى إلا بخير قال عباس هذا حديث حسن
)
(وفي مسند البزار (1/ 68)
حدثنا محمد بن المثنى قال نا يحيى بن حماد قال نا أبو عوانة عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن عمير 1 مولى ابن عباس عن ابن عباس قال لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم خاصم العباس عليا في أشياء تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم 2 فاختصما إلى أبي بكر رضي الله عنه فسأله أن يقسم بينهما فأبى وقال شيئا تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم 3 ما كنت لأحدث فيه 4 ال أبو بكر وهذا الحديث إسناده حسن ولا أحفظ أن أحدا روى هذا الحديث إلا الأعمش عن إسماعيل بن رجاء بهذا الإسناد
)
(وفي الاحاد والمثاني (2/ 210)
حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي نا عبد الرحمن بن سعد المؤذن نا مالك بن عبيدة الدئلي عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لولا عباد الله تعالى ركع وصبية رضع وبهائم رتع لصب عليكم العذاب صبا ثم رص رصا قال القاضي أبو بكر إسناده حسن
)
(وفي السنن الكبرى للنسائي (2/ 76)
أنبأ زكريا بن يحيى قال حدثنا أبو بكر بن خلاد قال حدثنا محمد بن فضيل قال حدثنا يحيى بن سعيد عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تسحروا فإن في السحور بركة قال أبو عبد الرحمن حديث يحيى بن سعيد هذا إسناده حسن وهو منكر وأخاف أن يكون الغلط من محمد بن فضيل
¥(3/465)
وهو في الصغرى2151 أخبرنا زكريا بن يحيى قال حدثنا أبو بكر بن خلاد قال حدثنا محمد بن فضيل قال حدثنا يحيى بن سعيد عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تسحروا فإن في السحور بركة قال أبو عبد الرحمن حديث يحيى بن سعيد هذا إسناده حسن وهو منكر وأخاف أن يكون الغلط)
انتهى
وفي كتاب البزار وكلام يعقوب شيء كثير في هذا الباب
ولم اجد ما قد يدل على ان الحسن في اصطلاح المتقدمين يعنون به المعنى اللغوي
مجرد حسن المتن
بل الالفاظ الواردة عنهم تدل على خلاف ذلك
قولهم اسناده حسن
وهذا ينقض قول من قال انهم ارادوا استقامة المتن
فهذا المعنى الاخير لم يوجدالا في كلام الطبقة الوسطى
طبقة ابن عبدالبر فيما احسب
وان وجد في كلام المتقدمين ففي النادر
والنادر لاحكم له
وقول السلف (اسناده حسن
يحتمل عدة معاني
ومنه ما هو شبيه بقولهم فائدة
واحيانا يعنون تقوية الحديث
الى معاني كثيرة تعرف من سياق الكلام
قال ابن رجب
(وكان الامام احمد يحتج بالحديث الضعيف الذي لم يرد خلافه ومارده بالضعيف قريب من مراد الترمذي بالحسن
وقد فسر الترمذي هاهنا مراده بالحسن وفسر مراده بالغريب ولم يفسر معنى الصحيح)
ثم قال
(وأما الحديث الحسن فقد بين الترمذي مراده بالحسن وهو ما كان حسن الاسناد
بأن لايكون في اسناده متهم بالكذب
ولا يكون شاذاً، ويروى من غير وجه نحوه. فكل حديث كان كذلك فهو عنده حديث حسن.
وقد تقدم أن الرواة منهم من يتهم بالكذب، ومنهم من يغلب على حديثه الوهم والغلط، ومنهم الثقة الذي يقل غلطه، ومنهم الثقة الذي يكثر غلطه.
فعلى ما ذكره الترمذي: كل ما كان في إسناده متهم فليس بحسن، وما عداه فهو حسن بشرط أن يكون شاذاً – والظاهر أنه أراد بالشاذ ما قاله الشافعي، وهو أن يروي الثقات عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خلافه وبشرط أن يروى نحوه من غيره وحه، يعني أن يروى معنى ذلك الحديث من وجوه أخر عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بغير ذلك الإسناد.
فعلى هذا: الحديث الذي يريوه الثقة العدل، ومن كثر غلطه، ومن يغلب على حديثه الوهم، إذا لم يكن أحد منهم متهماً كله حسن بشرط أن لا يكون شاذاً للأحاديث الصحيحة، وبشرط أن يكون معناه قد روي من وجوه متعددة.
)
انتهى
(
فعلم من هنا انه لم يقصد بالحسن المعنى اللغوي (وهو حسن المتن)
والله اعلم
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[08 - 03 - 03, 10:03 ص]ـ
علل الترمذي للقاضي ج: 1 ص: 262
479 حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله في قوله تعالى لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة قال جابر بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا نفر ولم نبايعه على سألت محمدا عن الحديث فقال (هو حديث حسن إن كان محفوظا)
قال أبو عيسى سعيد بن يحيى هذا الحديث عن عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن جابر بن عبد الله ولم يذكر فيه أبا سلمة
علل ابن أبي حاتم ج: 1 ص: 453
1360 سألت أبي عن حديث رواه الحسن بن يحيى الجشنى عن زيد بن واقد عن مكحول عن جبير بن نفيل عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقيموا الحدود في الحضر والسفر على القريب والبعيد ولا تأخذكم في الله لومة لائم ثم قال أبي (هذا حديث حسن إن كان محفوظا)
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم في الجرح والتعديل: (6/ 262).
عمرو بن محمد روى عن سعيد بن جبير .. سألت أبي عنه، فقال: هو مجهول، والحديث الذي رواه عن سعيد بن جبير (فهو حسن).
والحديث الآخر الذي رواه عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، فإنه يرويه الناس.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 03 - 03, 10:08 ص]ـ
اخي الحبيب نصب الراية وفقه الله
قوله
(حديث حسن ان كان محفوظا
)
دليل على صحة ماذهبت اليه
اذ1 انه علق الحسن بكونه محفوظا
وهذا دلالة على ان الحسن عنده اقرب الى القبول منه الى الرد
وان كلامي منصب على حديث حسن
قال عنه الائمة
حديث حسن وقصدوا المعنى اللغوي
وايضا
قوله
(قال عبد الرحمن بن أبي حاتم في الجرح والتعديل: (6/ 262).
عمرو بن محمد روى عن سعيد بن جبير .. سألت أبي عنه، فقال: هو مجهول، والحديث الذي رواه عن سعيد بن جبير (فهو حسن)
دليل على صحة ماذهبت اليه
بقولي
(وقول السلف (اسناده حسن
يحتمل عدة معاني
ومنه ما هو شبيه بقولهم فائدة)
ـ[الرايه]ــــــــ[08 - 03 - 03, 10:23 ص]ـ
أذكر أن شيخنا الشيخ د. سعد الحميد في دروسه "مناهج المحدثين"-والتي خرجت في كتاب فيما بعد -تكلم عن هذه المسألة بكلام جيد وأحال إلى كتاب د. نور الدين عتر"الموازنة بين جامع الترمذي والصحيحين" و كتاب النفح الشذي لابن سيد الناس مضافاً إليه الحلة التي قدم بها الشيخ المحقق أحمد معبد لهذا الكتاب.
القول الراجح عند الشيخ سعد الحميد في قول الترمذي " حسن صحيح"
[الحقيقة أن الرأي الراجح الذي أرجحه ووجدت من سبقني إلي وهو ابن سيد الناس في شرحه للترمذي (النفح الشذي) خلاصته:-
1 - لا يجزم في موضع من المواضع، أو لفظه من الألفاظ، أو في كل إطلاق على حديث من الأحاديث بأن الترمذي يريد كذا وكذا بحيث تعطى قاعدة عامة بأن مراد الترمذي هو مثلاً:الحُسن اللغوي، أو أن الترمذي أراد حسناً باعتبار إسناد وصحيح باعتبار إسناد آخر إلى آخر هذه التوجيهات.
2 - ينبغي القيام بدراسة متأنية لكل الأحاديث التي أطلق عليها هذه الإطلاق تتلخص فيما يلي:
أ-جمع طرق الحديث و أقوال العلماء في الحديث.
ب-ثم بعد ذلك تورد عبارة الترمذي؛ فإذا أوردت يمكن أن تنطبق على بعض الأحاديث فعلا انه حسن باعتبار بعض الأسانيد، وصحيح باعتبار بعض الأسانيد الأخرى.
ويمكن في بعض الأحاديث أن يكون حسناً عند قوم، وصحيح عند آخرين .. ]
من كتاب مناهج المحدثين صـ 103
فائدة:
هناك رسالة علمية مطبوعة "الأحاديث التي حسنها الترمذي وانفرد بإخراجها عن أصحاب الكتب الستة"دراسة تحليلية.
تأليف: عبد الرحمن صالح محيي الدين
إشراف: د. محمود احمد ميرة.
الناشر: دار الفضيلة… .. الطبعة الاولى 1419هـ تقع في 250صفحة تقريباً
وجزاكم الله خير،،،،
¥(3/466)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 03 - 03, 11:06 ص]ـ
أخي الفاضل الراية
جزاكم الله خيرا
فائدة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3416&highlight=%E3%E4%E5%CC+%C7%E1%CA%D1%E3%D0%ED
========
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1147&highlight=%E3%E4%E5%CC+%C7%E1%CA%D1%E3%D0%ED
=========
ـ[أبو عبدالعزيز السني]ــــــــ[08 - 03 - 03, 10:17 م]ـ
هناك كتاب صدر (لعداب الحمش) يقع في ثلاث مجلدات حول
منهج الترمذي في جامعه
وفي ظني أن الكلام في منهاج العلماء وماذا يريدون من أصعب الأمور
فهو يريد ممارسة طويلة جدا لكلام العلماء الفحول بل كلام الإمام الواحد
وسعة اطلاع وحسن وصلاح نية كما قاله المعلمي رحمه الله
والمسألة ليست رياضيات كم حديثا قال الترمذي فيه (حسن)
وكم حديثا قال فيه (غريب صحيح) ولأن البخاري منهجه كذا
فمنهج الترمذي كذا!!!! وينبغي مراعاة شروح العلماء لكلامه ومنهم
تلاميذه فإن لم يوجد فأقرب الناس إلى عصره
ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[12 - 03 - 03, 10:22 ص]ـ
سؤال:
سمعت الشيخ عبدالعزيز الطريفي يقول: أن الإمام الترمذي إذا أطلق لفظة (حسن) مجردة على حديث أنه في الغالب يريد به ضعيف وقال عرفت هذا بالاستقراء من كلامه، هل هذا الكلام مستقيم؟
الجواب:
الترمذي رحمه الله تعالى أحاديثه في هذا الكتاب من حيث أحكامه على هذه الأحاديث تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: الأحاديث الثابتة عنده.
القسم الثاني: الأحاديث التي فيها ضعف أو فيها علة.
القسم الثالثة: الأحاديث البينة الضعف.
فأما القسم الأول: فهذا يحكم عليه في الغالب حسن صحيح وهذه
الأحاديث الثابتة عنده هي إما أن تكون بأصح إسناد يقول عنها غالباً حسن صحيح مثل "حديث الأعمال بالنيات" وغيره أو تكون جمعت أدنى شروط القبول عنده فيحكم عليها أيضاً بأن هذه الأحاديث هي حسنة صحيحة
وأما القسم الثاني: وهي الأحاديث التي يحكم عليها بالحسن فقط هذه الأحاديث على قسمين إما أن يقول هذا حديث حسن ولا يتعقبه بشيء وإما أن يتعقبه بشيء، فأما إذا لم يتعقبه بشيء فهذا على قسمين إما أن يكون هذا حديث حسن فقط أو يقول حسن غريب، والحديث الحسن أقوى عنده من الحديث الحسن الغريب، وهو في الغالب في الأحاديث التي يحكم عليها بأنها حسن أو حسن غريب في الغالب أن فيها ضعف أو فيها علة ولكن يكون هذا الضعف غير شديد، وأما القسم الثاني وهو الذي يقول عنه حسن ويتعقبه بشيء وأعني بذلك أنه يقول فيه فلان مثلاً لا يحتج به أو يقول إن إسناده منقطع فهذا قد بين أن فيه ضعفا، بقي الأحاديث كما ذكرت التي هي من القسم الأول وأعني القسم الأول من القسم الثاني الذي يقول عنه حسن فهذا في الغالب يطلقها الترمذي على الحديث الذي فيه ضعف وفيه علّة لكن لا يكون شديد الضعف لأنه إذا كان شديد الضعف فهذا يبينه ويكون من القسم الثالث فيقول إن هذا إسناده ليس بالمستقيم أو يقول فيه فلان وما شابه ذلك أو نحو ذلك فيبين الضعف الموجود في هذا الحديث يقول إسناده ليس بالقائم مثلاً أو يقول فيه فلان وهكذا.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 03 - 03, 04:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا
لقائل ان يقول
ان اول من قسم الحديث الى صحيح وحسن وغريب هو الترمذي
فلايعرف هذا التقسيم عن احد قبله
وماجاء في كلام البخاري وغيره من هذه الاصطلاحات فاغلبها عن طريق الترمذي
وقد زعم بعضهم ان الترمذي نقل كلام البخاري باصطلاح الترمذي
وهذا الكلام وان كان غير صحيح
ولكن لقائل ان يقول ان البخاري لايعرف له اصطلاح منصوص مطرد
وكذا ابن المديني واحمد وكل من من ورد عنهم هذا الحرف اعني
قولهم
(
حديث حسن
بينما الترمذي فقد قسم الحديث الى صحيح وحسن وغريب
ثم هناك
حسن صحيح وحسن غريب
وحسن صحيح غريب
وهذا من العجائب
ولهذا حار العلماء في فهم اصطلاح الترمذي
الا انه عرف مراده بالغريب والحسن
ولكن لو طبق تعريفه للحسن مثلا على بعض الاحاديث التي حسنها لووجدهناك نوع اشكالية وان الشروط التي ذكرها في تعريفه للحديث الحسن غير منطبقة عليها
وهو موضع مشكل فعلا
واما تعريف الخطابي وابن الصلاح للحديث الحسن فليس بملزم للترمذي
وكون تعريفه للحديث الحسن لايوافق تعريف من جاء بعده
فليس في هذا دلالة قوية على انه لم يرد تقسيم الحديث الى انواع
ولكن يبقى السؤال الذي طرحه ابن حجر وذكره الشيخ الطريفي وفقه الله
وهو هل يحتج الترمذي بهذا النوع من الاحاديث او لا
وهو مالم يصرح به الترمذي
فيبنغي البحث فيه
واختار ابن حجر قول ابن القطان ورجحه وايده وقواه
ولكنا نجد ان من الاحاديث التي حسنها ما يمكن ان يحتج بها في الاحكام فهي احاديث قوية
فهل يقال ان هذا من اختلاف المحدثين وان الترمذي خالف بعض ائمة هذا الشأن في هذه الاحاديث
وهذا الموضع يحتاج الى مزيد تأمل وبحث
وهو هل يحتج الترمذي بالحديث الحسن _حسب تعريفه)
والمسالة في هل يحتج الترمذي -
وليست في هل يحتج العلماء بالحديث الحسن عند الترمذي
فهذه مسألة اخرى وان كانت هي الاخرى جديرة بالبحث
والله اعلم بالصواب
¥(3/467)
ـ[صلاح]ــــــــ[10 - 04 - 03, 01:26 ص]ـ
الاخ السني اين اجد كتاب عداب الحمش وجزاكم الله خيرا
ـ[ابن فهيد]ــــــــ[10 - 04 - 03, 06:06 ص]ـ
اخي السني.
في أي دار نشر كتاب عداب الحمش ...
وفي اي مكتبة يوجد إن كنت من بلاد الحرمين ...
ـ[خالد الفارس]ــــــــ[23 - 05 - 03, 03:29 م]ـ
الكتاب ل عداب الحمش يباع في مكتبة الرشد
ـ[ابن فهيد]ــــــــ[23 - 05 - 03, 06:29 م]ـ
الأخ / خالد الفارس ....
الكتاب لايوجد في الرشد ...
فهلا دللتنا علي مكان للحصول عليه ....
وجزاك الله خير ...
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[24 - 05 - 03, 01:31 ص]ـ
هذه أمثلة لبعض الأحاديث التي حكم عليها الترمذي بقوله (حسن غريب) وأترك الحكم للقارئ:
1 - قال الترمذي حدثنا قتيبة حدثنا عمر بن علي المقدمي حدثنا الحجاج (أرطأة) عن مكحول عن ابن محيريزقال: سألت فضالة بن عبيد عن تعليق اليد في عنق السارق 000 الخ
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لانعرفه إلا من حديث عمر عن الحجاج بن أرطأة وعبد الرحمن أخو عبد الله بن محيريز الشامي
(رقم 1448)
2 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا سلمة بن رجاء قال حدثنا عبد الرحمن بن دينا ر (صدوق يخطئ) عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي واقد الليثي قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة
قال الترمذي: وهذا حديث حسن غريب لانعرفه إلا من حديث زيد بن أسلم والعمل عند هذا عند أهل العلم. رقم 1480
3 - حدثنا محمد حدثنا يزيد حدثنا عباد بن منصور (صدوق مدلس تغير بأخرة) عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله (إن خير ماتداويتم به 00الخ
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب وهو حديث عباد بن منصور
رقم 2048
4 - حدثنا عبد بن حميد 00 حدثنا عباد بن منصور قال سمعت عكرمة يقول كان لابن عباس غلمة ثلاثة حجامون 000الخ
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لانعرفه إلا من حديث عباد بن منصور وفي الباب عن عائشة رقم 2053
5 - قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من حديث فائد
6 - = قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث بكار بن عبد العزيز وبكار مقارب الحديث
رقم 1579
7 - وهذا حديث حسن غريب وسألت محمدا فقال هذا حديث صحيح وكثير بن زيد قد سمع من الوليد والوليد سمع من أبي هريرة
وهو مقارب الحديث رقم 1578
8 - قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لانعرفه إلا من هذا الوجه من حديث ابن أبي ليلى رقم 1485
9 - حديث حسن غريب لانعرفه إلا من حديث عبد ربه بن بارق وقد روى عنه غير واحد من الأئمة رقم 1062
وللحديث بقية
ـ[صلاح]ــــــــ[28 - 05 - 03, 04:06 م]ـ
فيما أذكر ان الكتاب يوجد لدى المنهاج للكتاب المستعمل
ـ[المنيف]ــــــــ[22 - 06 - 03, 01:26 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بك اخي خليل
ـ[رابح]ــــــــ[07 - 09 - 04, 05:37 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[28 - 03 - 06, 02:11 ص]ـ
المسألة فعلا شائكة و لكن يبدو فعلا أن هذا الكلام هو الأرجح و أن الذين ذهبوا إلى أن الإمام الترمذي يحسن التحسين بالمفهوم العام و اطلقوا عليه انه متساهل في التحسين!! قد ظلموا هذا الإمام رحمه الله، فجزاكم الله خيرا
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[08 - 04 - 06, 04:33 ص]ـ
جزاكم ربي خيرا(3/468)
منهج الإمام الترمذي في أحكامه ... للشيخ عبد العزيز الطريفي
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[07 - 03 - 03, 10:30 ص]ـ
هذا مبحث مختصر، بعنوان [منهج الإمام الترمذي في أحكامه على الأحاديث في السنن]، لشيخنا الفاضل: عبد العزيز بن مرزوق الطريفي ــ حفظه الله تعالى ــ.
مُلتقط من شرح حديث جابر في حجة النبي صلى الله عليه وسلم.
أرسله إلينا الأخ الفاضل (حمود المطيري)، بواسطة الأخ المفضال (المنيف).
فجزاهم الله خيراً، وأجزل لهم المثوبة.
ـ[الرايه]ــــــــ[07 - 03 - 03, 03:57 م]ـ
جزاكم الله خير .....
ـ[البخاري]ــــــــ[07 - 03 - 03, 04:14 م]ـ
بارك الله فيكم وشكر لكم سعيكم،
منهج الإمام الترمذي في أحكامه على الأحاديث في السنن
ملتقط من شرح حديث جابر في حجة النبي r
أملاه
عبد العزيز الطريفي
القسم الأول:
قوله حسن صحيح أو صحيح حسن, أو صحيح، أو صحيح غريب وعكسها, أو صحيح حسن غريب , فالمراد بذلك التصحيح في الغالب, وأعلاها في الغالب قوله: حسن صحيح , وذلك أن كثيراً ممن يطلق عليه الترمذي حسن صحيح هو في الصحيحين أو في أحدهما، و على شرطهما أو على شرط أحدهما، أو جاء بسند صحيح قوي، ويليها صحيح.
ونحوه قوله: جيد، ولكنه لم يطلق قول جيد مجردة إلا في نحو الموضع.
وقول الترمذي (صحيح غريب حسن) نادر أطلقه على أحاديث قليلة صحيحة، وهي أقوى من قوله (غريب حسن صحيح) حيث أطلقه على بضعة أحاديث منها الصحيح ومنها ما فيه ضعف، ونحوه قوله (صحيح حسن غريب).
ويظهر من تتبع السنن أن الامام الترمذي لم يطلق قوله (صحيح غريب) إلا في شطر سننه الأخير، وأكثرها في غير أحاديث الأحكام، وهي أدنى ألفاظ التصحيح فيما يظهر، وقد أطلقها في بعض ما يُضعّف. والله أعلم.
فهذه وغيرها ألفاظ التصحيح عند الإمام الترمذي عليه رحمة الله وتقويته للأخبار، وهذا النوع هو أظهر الانواع، وهو واضح، والأمثلة على ذلك كثيرة جداً.
القسم الثاني:
ما كان فيه ضعف ويطلق عليه لفظ (حديث حسن) مجرداً، وقد يغتر البعض بإطلاق هذه اللفظة من الإمام الترمذي، ويظن أنه يريد بها الحسن الاصطلاحي عند أهل الاصطلاح وليس كذلك، بل إن الترمذي عليه رحمة الله إذا أطلق هذه العبارة فإنه يريد أن الخبر ضعيف وليس بصحيح والأدلة على ذلك معروفة:
- أن الترمذي بين ذلك في علله: وما ذكرنا في هذا الكتاب حديث حسن، فإنما أردنا به حسن إسناده عندنا: كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتّهم بالكذب، ولا يكون الحديث شاذاً.
فالترمذي إحترز من إطلاق الحسن على من رواه متهم بالكذب ولا يكون شاذاً، ولم يحترز – كما ذكر – ممن دونه وهو في دائرة الضعيف، فهو عرف الحسن لكنه لم يبين انه يحتج به او لا يحتج به.
ولذا قد يطلق الحفاظ على حديث حسن ويريدون به استقامة متنه وحسنه، مع أنه مردود سنداً، وهذا وجد في كلام الأئمة الحفاظ المتقدمين.
- ومنها أن هذا معلوم لمن سبر وتتبع منهج الإمام الترمذي في سننه، وقارن أقواله وأحكامه على الأحاديث بأقوال وأحكام الأئمة.
- ومنها أن الترمذي رحمه الله نص في كثير من المواضع على ما يدل على ضعف الحديث، كأن يعل الحديث بعلة تضعفه، أو ينص على ترجيح غيره عليه، فالترمذي يعقب في بعض المواضع بعد قوله: (حسن)
* فيقول: (ليس إسناده بمتصل)
* ويقول أيضاً بعده: (ليس إسناده بذاك القائم)
* ويقول أيضاً: (ليس إسناده بذاك)
ومثال ذلك ما أخرجه في سننه من طريق حماد بن زيد عن سنان بن ربيعة عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة قال: توضأ النبي صلى الله عليه وسلم فغسل وجهه ثلاثا ويديه ثلاثا ومسح برأسه وقال: الأذنان من الرأس.
ثم قال عقب ذالك: (هذا حديث حسن ليس إسناده بذاك القائم).
ومن ذلك ما أخرجه من طريق سفيان عن الأعمش عن خيثمة عن الحسن عن عمران مرفوعاً: (من قرأ القرآن فليسأل الله به فإنه سيجئ أقوام يقرؤون القرآن يسألون به الناس).
ثم قال بعد إخراجه: (حديث حسن ليس إسناده بذاك).
¥(3/469)
ومن ذلك حديث دعاء دخول المسجد أخرجه من طريق إسماعيل بن إبراهيم عن ليث عن عبد الله بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسين عن جدتها فاطمة الكبرى بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد صلى على محمد وسلم وقال رب اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج صلى على محمد وسلم وقال رب اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك.
قال عقب إخراجه: حسن وليس إسناده بمتصل وفاطمة بنت الحسن لم تدرك فاطمة الكبرى إنما عاشت فاطمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم اشهرا.
وهذا هو الأغلب في منهج الترمذي، وربما أطلق لفظ (حسن) وأراد علة في الحديث إسنادية ليست بقادحة، أو تردد وشك في قبوله، وقد أطلق هذه العبارة على شيء من الأحاديث التي هي مخرجة في الصحيحين ومن ذلك ما أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من طريق سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن بسر بن سعيد عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليكم بالصلاة في بيوتكم فإن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة.
أخرجه الترمذي في سننه من هذا الطريق ثم قال عقبه: حسن وقد اختلف الناس في رواية هذا الحديث فروى موسى وإبراهيم بن أبي النضر عن أبي النضر مرفوعا ورواه مالك عن أبي النضر ولم يرفعه وأوقفه بعضهم والحديث المرفوع أصح.
وقد اطلق لفظ (حسن) عليه للاختلاف فيه، مع أن الاختلاف غير مؤثر في صحة الحديث حيث أن الراجح الرفع وقد رجحة الترمذي نفسه رحمه الله.
ومن ذلك ما أخرجه البخاري ومسلم من طريق خالد الحذاء عن أبي عثمان النهدي عن عمرو بن العاص أنه قال للنبي صلى الله عليه: أي الناس أحب إليك قال عائشة، قال: من الرجال قال أبوها قال: ثم من قال عمر بن الخطاب.
هذا الحديث أخرجه الترمذي من هذا الطريق ثم قال بعده: حديث حسن.
القسم الثالث:
قوله في أحاديث غريب، أو حسن غريب، أو غريب حسن، أو عدم إطلاق هذه العبارات كأن يقول هذا حديث ليس بالقوي أو إسناده ليس بذاك، أو ليس إسناده بالقائم، أو ليس إسناده بصحيح، أو إسناده ضعيف، أو لا يصح، أو حديث منكر، وهذه كلها عبارات الترمذي – رحمه الله - وغيرها، وكقوله على حديث فيه فلان ليس بالقوي ونحو ذلك، فإن هذا يريد به قوّة في الضعف، وأشدها قوله (حديث منكر) وهي عبارة يستعملها نادراً جداً، ثم يليها - في الغالب - قوله (هذا حديث غريب)، ثم دونها قوله على خبر (حسن غريب) ويعني بهذه العبارة في الغالب أن متن الحديث سليم من الشذوذ والنكارة والغرابة، لكن سند الحديث فيه شيء من غرابة ونكارة وإشكال. وقد تُعل غرابة السندِ الحديثَ وترده.
وإذا أطلق الترمذي على حديث قوله (غريب) فإنه يريد بها أن هذا الحديث فيه ضعف أشد مما يضعفه بقوله (حسن غريب) أو قوله (حسن) مجرداً - كما تقدم -، فهو يطلق لفظ (غريب) وينص على علته في الأحيان.
ومن ذلك ما أخرجه في سننه من طريق يحيى بن اليمان عن شيخ عن الحارث بن عبد الرحمن عن طلحة بن عبيد الله مرفوعاً: لكل نبي رفيق ورفيقي في الجنة عثمان.
وهذا حديث ضعيف جداً.
قال الترمذي عقب إخراجه له: غريب ليس إسناده بالقوي وهو منقطع.
ومن ذلك ما أخرجه من طريق خارجه بن مصعب عن يونس بن عبيد عن الحسن عن عتي بن ضمرة عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن للوضوء شيطانا يقال له الولهان فاتقوا وسواس الماء.
قال الترمذي بعد إخراجه: حديث غريب وليس إسناده بالقوي، لا نعلم أحداً أسنده غير خارجه، ولا يصح في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء.
ومن ذلك ما أخرجه في سننه من طريق أم الأسود عن منية بنت عبيد بن أبي برزة عن أبي برزة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من عزى ثكلى كسي بردا في الجنة.
قال الامام الترمذي عقب إيراده: حديث غريب وليس إسناده بالقوي.
وقول الترمذي (حسن غريب) تعني ضعفاً أقل من ذلك، وأشد من تضعيف الخبر بقوله: (حسن) وقد ينص الترمذي على علة الحديث مع إطلاقه لهذه العبارات كقوله: (حسن غريب).
ومن ذلك ما أخرجه من طريق عمر بن عبد الله مولى غفرة عن إبراهيم بن محمد عن علي بن أبي طالب في حديث طويل ذكر فيه صفة النبي صلى الله عليه وسلم الخَلقية والخُلقية.
قال الترمذي عقبه: (حسن غريب ليس إسناده بمتصل).
ومن ذلك ما أخرجه من طريق خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن إسحاق بن عمر عن عائشة قالت: ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة لوقتها الآخر مرتين حتى قبضه الله.
قال الترمذي عقب إخراجه له: حسن غريب وليس إسناده بمتصل.
هذا في الغالب يريد به ضعفاً أشد مما ذكرناه في القسم الثاني، وربما أراد به ضعفاً يقبل المتابعة، فقد يريد الترمذي بقوله (حسن غريب) أي ليس بشديد الضعف كما أخرج في سننه من طريق سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق عن حميد عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ لكل صلاة طاهراً وغير طاهر، قال حميد الطويل قلت لأنس فكيف كنتم تصنعون؟، قال: كنا نتوضأ وضوءا واحداً.
قال الترمذي عقب إخراجه من هذا الوجه: حديث حميد عن أنس حديث حسن غريب من هذا الوجه.
لكنه جوّده لما أخرج له متابعاً من سفيان عن عمرو بن عامر عن أنس بنحو حديث حميد.
قال الترمذي بعد إخراج هذا المتابع: حديث حسن صحيح وحديث حميد عن أنس حديث جيد غريب حسن.
فجوّده بعد ذكر متابع له، بعد أن ضعفه في موضع قبله.
القسم الرابع:
وقد أدخلته في الذي قبله وذلك لقلة وروده في سنن الترمذي، وهي المناكير جداً والبواطيل، ويطلق عليه الترمذي (هذا حديث منكر) وفي الأحيان يقول: (حديث لا يصح).
وهذه ألفاظ معدودة أطلقها على ما ينكر ويُعد في البواطيل والمنكرات، وهو أشد الأقسام ضعفاً، وهي في مواضع قليلة منثورة في السنن، وهي أقل الأقسام وروداً في السنن.
هذه في الجملة ملخص اصطلاحات الترمذي ـ عليه رحمة الله ـ، وهذا أغلبي وربما غاير في بعض هذا الاستعمالات، وهناك ألفاظ أخر قليلة الاستعمال عنده، وهذا بحاجة إلى تفصيل أكثر يسّر الله ذلك.
ذو الحجة عام ألف 1423 للهجرة.
¥(3/470)
ـ[أبو نايف]ــــــــ[08 - 03 - 03, 12:20 ص]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
من قال من أهل العلم ((إن الترمذي إذا أطلق هذه العبارة (حديث حسن) فإنه يريد أن الخبر ضعيف وليس بصحيح))
ـ[القعنبي]ــــــــ[08 - 03 - 03, 12:28 ص]ـ
سمعت الشيخ عبدالعزيز الطريفي يقول: أن الإمام الترمذي إذا أطلق لفظة (حسن) مجردة على حديث أنه في الغالب يريد به ضعيف وقال عرفت هذا بالاستقراء من كلامه، هل هذا الكلام مستقيم؟
ج2/
الترمذي رحمه الله تعالى أحاديثه في هذا الكتاب من حيث أحكامه على هذه الأحاديث تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: الأحاديث الثابتة عنده.
القسم الثاني: الأحاديث التي فيها ضعف أو فيها علة.
القسم الثالثة: الأحاديث البينة الضعف.
فأما القسم الأول: فهذا يحكم عليه في الغالب حسن صحيح وهذه الأحاديث الثابتة عنده هي إما أن تكون بأصح إسناد يقول عنها غالباً حسن صحيح مثل "حديث الأعمال بالنيات" وغيره أو تكون جمعت أدنى شروط القبول عنده فيحكم عليها أيضاً بأن هذه الأحاديث هي حسنة صحيحة
وأما القسم الثاني: وهي الأحاديث التي يحكم عليها بالحسن فقط هذه الأحاديث على قسمين إما أن يقول هذا حديث حسن ولا يتعقبه بشيء وإما أن يتعقبه بشيء، فأما إذا لم يتعقبه بشيء فهذا على قسمين إما أن يكون هذا حديث حسن فقط أو يقول حسن غريب، والحديث الحسن أقوى عنده من الحديث الحسن الغريب، وهو في الغالب في الأحاديث التي يحكم عليها بأنها حسن أو حسن غريب في الغالب أن فيها ضعف أو فيها علة ولكن يكون هذا الضعف غير شديد، وأما القسم الثاني وهو الذي يقول عنه حسن ويتعقبه بشيء وأعني بذلك أنه يقول فيه فلان مثلاً لا يحتج به أو يقول إن إسناده منقطع فهذا قد بين أن فيه ضعفا، بقي الأحاديث كما ذكرت التي هي من القسم الأول وأعني القسم الأول من القسم الثاني الذي يقول عنه حسن فهذا في الغالب يطلقها الترمذي على الحديث الذي فيه ضعف وفيه علّة لكن لا يكون شديد الضعف لأنه إذا كان شديد الضعف فهذا يبينه ويكون من القسم الثالث فيقول إن هذا إسناده ليس بالمستقيم أو يقول فيه فلان وما شابه ذلك أو نحو ذلك فيبين الضعف الموجود في هذا الحديث يقول إسناده ليس بالقائم مثلاً أو يقول فيه فلان وهكذا.
http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?threadid=18493&perpage=14&pagenumber=1
ـ[صلاح]ــــــــ[08 - 03 - 03, 12:31 ص]ـ
الطريفي لله درّك من محدث حاذق.
تحقيق دقيق.
حفظ الله شيخنا وبارك في عمره.
الأخ أبو نايف:
إقرأ الكلام جيداً، يتضح لك ذلك، فستستفيد كما استفدت.
فجزى الله الأخوة خيراً على هذا المقال
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 03 - 03, 12:43 ص]ـ
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في النكت على ابن الصلاح (1/ 387)
وأما الترمذي: فلم يقصد التعريف بالأنواع المذكورة عند أهل الحديث بدليل أنه لم يعرف بالصحيح ولا بالضعيف بل ولا بالحسن المتفق على كونه حسناً بل المعرف به عنده وهو حديث المستور على ما فهمه المصنف ـ لا يعده كثير من أهل الحديث من قبيل الحسن وليس هو في التحقيق عند الترمذي مقصوراً على رواية المستور، بل يشترك معه الضعيف بسبب سوء الحفظ والموصوف بالغلط والخطأ وحديث المختلط بعد اختلاطه والمدلس إذا عنعن وما في إسناده انقطاع خفيف. فكل ذلك عنده من قبيل الحسن بالشروط الثلاثة وهي:
1 - أن يكون فيهم من يتهم بالكذب.
2 - ولا يكون الإسناد شاذاً.
3 - وأن يروى مثل ذلك الحديث أو نحوه من وجه آخر فصاعداً وليس كلها في المرتبة على حد سواء بل بعضها أقوى من بعض.
ومما يقوي هذا ويعضده أنه لم يتعرض لمشروطية اتصال الإسناد أصلاً، بل أطلق ذلك، فلهذا وصف كثيراً من الأحاديث المنقطعة بكونها حساناً.
[أمثلة لما يحسنه الترمذي:]
ولنذكر لكل نوع من ذلك مثلاً من كلامه، يؤيد ما قلناه فأما أمثلة ما وصفه بالحسن وهو من رواية المستور فكثيرة لا نحتاج إلى الإطالة بها، وإنما نذكر أمثلة لما زدناه على ما عند المصنف ـ رحمه الله.
1 - فمن أمثلة ما وصفه بالحسن وهو من رواية الضعيف السيئ الحفظ ما رواه من طريق شعبة عن
عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال:
¥(3/471)
((إن امرأة بني فزارة تزوجت على نعلين، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ: أرضيت من نفسك ومالك بنعلين؟ قالت: نعم. قال: فأجازه النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال الترمذي: هذا حديث حسن.
وفي الباب عن عمر وأبي هريرة وعائشة وأبي حدرد ـ رضي الله عنهم ـ. وذكر جماعة غيرهم. وعاصم بن عبيد الله قد ضعفه الجمهور ووصفوه بسوء الحفظ وغاب ابن عيينة على شعبة الرواية عنه
وقد حسن الترمذي حديثه هذا لمجيئه من غير وجه كما شرط ـ والله ـ أعلم.
2 - ومن أمثلة ما وصفه بالحسن وهو من رواية الضعيف الموصوف بالغلط والخطأ ما أخرجه من طريق عيسى بن يونس عن مجالد عن أب الوداك، عن أبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ قال: كان عندنا خمر ليتيم، فلما نزلت المائدة سألت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: فقلت: ((إنه ليتيم))، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((أهريقوه)).
قال: هذا حديث حسن.
قلت: ومجالد ضعفه جماعة ووصفوه بالغلط والخطأ وإنما وصفه بالحسن لمجيئه من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من حديث أنس وغيره رضي الله تعالى عنهم. وأشد من هذا مار واه من طريق الأعمش عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه في الأمر بقتل الكلاب وغيره ذلك قال: ((هذا حديث حسن)).
قلت: وإسماعيل اتفقوا على تضعيفه ووصفه بالغلط وكثرة الخطأ لكنه عضده بأن قال: ((روى هذا الحديث من غير وجه عن الحسن مثله)). يعني لمتابعة إسماعيل بن مسلم عن الحسن.
ومثله مارواه من طريق علي بن مسهر، عن عبيدة بن معتب عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة ـ رضي الله عنها قالت: ((كنا نحيض عند رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم نطهر فيأمرنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقضاء الصيام، ولا يأمرنا بقضاء الصلاة)).
قال: ((هذا حديث حسن)).
قلت: وعبيدة ضعيف جداً قد اتفق أئمة النقل على تضعيفه إلا أنهم لم يتهموه بالكذب. ولحديثه أصل من حديث معاذة، عن عائشة ـ رضي الله تعالى عنها مخرج في الصحيح، فلهذا وصفه بالحسن. ويؤيد هذا ما رويناه عن أبي زرعة أنه سئل عن أبي صالح كاتب الليث، فقال: لم يكن ممن يتعمد الكذب، ولكنه كان يغلط وهو عندي حسن الحديث.
3 - ومن أمثلة ما وصفه بالحسن وهو من رواية من سمع من مختلط بعد اختلاطه، ما رواه من طريق يزيد بن هارون عن المسعودي عن زياد بن علافة قال:
صلى بنا المغيرة بن شعبة رضي الله تعالى عنه فلما صلى ركعتين قام فلم يجلس فسبح به من
خلفه، فأشار إليهم أن قوموا، فلما فرغ من صلاته سلم وسجد سجدتي السهو وسلم.
وقال: هكذا صنع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
قال: هذا حديث حسن.
قلت: والمسعودي اسمه: عبد الرحمن وهو ممن وصف بالاختلاط وكان سماع يزيد منه بعد أن اختلط.
وإنما وصفه بالحسن لمجيئه من أوجه أخر بعضها عند المصنف أيضاً رحمه الله تعالى والله أعلم.
4 - ومن أمثلة ما وصفه بالحسن وهو رواية مدلس قد عنعن ما رواه من طريق يحيى بن سعيد عن المثنى بن سعيد عن قتادة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: المؤمن يموت بعرق الجبين.
قال: هذا حديث حسن.
وقد قال بعض أهل العلم: لم يسمع قتادة من عبد الله بن بريدة رضي الله تعالى عنه قلت: وهو عصرية وبلدية كلاهما من أهل البصرة ولو صح أنه سمع منه فقتاد مدلس معروف بالتدليس وقد روى هذا بصيغة العنعنة، وإنما وصفه بالحسن لأنه له شواهد من حديث عبد الله بن مسعود وغيره رضي الله عنهم.
ومن ذلك ما رواه من طريق هشيم عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء بن عازب رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: إن حقاً على المسلمين أن يغتسلوا يوم الجمعة وليمس أحدهم من طيب أهله فإن لم يجد فالماء له طيب.
قال: ((هذا حديث حسن)).
قلت: وهشيم موصوف بالتدليس، لكن تابعه عنده أبو يحيى التيمي. وللمتن شواهد من حديث أبي سعيد الخدري وغيره رضي الله تعالى عنهم.
¥(3/472)
5 - ومن أمثلة ما وصفه بالحسن وهو منقطع الإسناد ما رواه من طريق عمرو بن مرة عن أبي البختري عن علي رضي الله تعالى عنه قال: ((إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لعمر في العباس رضي الله تعالى عنه: ((إن عم الرجل صنوا أبيه)). وكان عمر رضي الله عنه تكلم في صدقته وقال: هذا حديث حسن.
قلت: أبو البختري: اسمه سعيد بن فيروز ولم يسمع من علي رضي الله تعالى عنه. فالإسناد منقطع ووصفه بالحسن لأنه له شواهد مشهورة من حديث أبي هريرة وغيره وأمثلة ذلك عنده كثيرة. وقد صرح هو ببعضها.
فمن ذلك ما رواه من طريق الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن إسحاق بن عمر
عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: ((ما صلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلاة
لوقتها الآخر مرتين حتى قبضه الله عز وجل)).
قال: هذا حديث حسن وليس إسناده بمتصل.
وإنما وصفه بالحسن لما عضده من الشواهد من حديث أبي برزة الأسلمي وغيره. وقد حسن عدة أحاديث من رواية أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه وهو لم يسمع منه عند الجمهور. وحديثاً من رواية أبي قلابة الجرمي عن عائشة رضي الله تعالى عنها.
ورأيت لأبي عبد الرحمن النسائي نحو ذلك، فإنه روى حديثاً من رواية أبي عبيدة عن أبيه ثم قال: أبو عبيدة لم يسمع من أبيه إلا أن هذا الحديث جيد.
وكذا قال في حديث رواه من رواية عبد الجبار بن وائل بن حجر: عبد الجبار لم يسمع من أبيه لكن الحديث في نفسه جيد. إلى غير ذلك من الأمثلة. وذلك مصير منهم إلى أن الصورة الاجتماعية لها تأثر في التقوية.
وإذا تقرر ذلك كان من رأيه أي الترمذي أن جميع ذلك إذا اعتضد لمجيئه من وجه آخر أو أكثر نزل منزلة الحسن احتمل أن لا يوافقه غيره على هذا الرأي أو يبادر للإنكار عليه إذا وصف حديث الراوي الضعيف أو ما إسناده منقطع بكونه حسناً فاحتاج إلى التنبيه على اجتهاده في ذلك وأفصح عن مقصده فيه ولهذا أطلق الحسن لما عرف به فلم يقيده بغرابة ولا غيرها ونسبه إلى نفسه وإلى من يرى رأيه قال: ((عندنا كل حديث إلى آخر كلامه الذي ساقه شيخنا بلفظه.
وإذا تقر ذلك بقي وراءه أمر آخر. وذلك أن المصنف وغير واحد نقلوا الاتفاق على أن الحديث الحسن يحتج به كما يحتج بالصحيح، وإن كان دونه في المرتبة. فما المراد على هذا بالحديث الحسن الذي اتفقوا فيه على ذلك هل هو القسم الذي حرره المصنف وقال: إن كلام الخطابي ينزل عليه. وهو رواية الصدوق المشهور بالأمانة ... إلى آخر كلامه أو القسم الذي ذكرناه آنفاً عن الترمذي مع مجموع أنواعه التي ذكرنا أمثلتها، أو ا هو أعم من ذلك؟
لم أر من تعرض لتحرير هذا، والذي يظهر لي أن دعوى الاتفاق إنما نصح على الأول دون الثاني وعيه أيضاً يتنزل قول المصنف أن كثيراً من أهل الحديث لا يفرق بين الصحيح والحسن كالحاكم كما سيأتي وكذا قول المصنف: ((إن الحسن إذا جاء ارتقى إلى الصحة، كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
فأما ما حررناه عن الترمذي أنه يطلق عليه اسم الحسن من الضعيف والمنقطع إذا اعتضد، فلا يتجه إطلاق الاتفاق على الاحتجاج به جميعه ولا دعوى الصحة فيه إذا أتى من طرق. ويؤيد هذا قول الخطيب: ((أجمع أهل العلم أن الخبر لا يجب قبوله إلا من العاقل الصدوق المأمون على ما يخبر به)) وقد صرح أبو الحسن ابن القطان أحد الحفاظ النقاد من أهل المغرب في كتابه ((بيان الوهم والإيهام)) بأن هذا القسم لا يحتج به كله بل يعمل به في فضائل الأعمال ويتوقف عن العمل به في الأحكام إلا إذا كثرت طرقه أو عضده اتصال عمل أو موافقة شاهد صحيح أو ظاهر القرآن، (((((وهذا حسن قوي رايق ما أظن منصفا يأباه والله الموفق))))). ويدل على أن الحديث إذا وصفه الترمذي بالحسن لا يلزم [عنده] أن يحتج به أنه أخرج حديثاً من طريق خيثمة البصري عن الحسن عن عمران بن حصين رضي الله تعالى عنه وقال بعده حديث حسن وليس إسناده بذاك.
وقال في كتاب العلم بعده: أن أخرج حديثاً في فضل العلم: ((هذا حديث حسن قال: وإنما لم نقل لهذا الحديث: صحيح، لأنه يقال: إن الأعمش دلس فيه فرواه بعضهم عنه، قال: حدثت عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه)) انتهى.
فحكم له بالحسن المتردد الواقع فيه وامتنع عن الحكم عليه بالصحة لذلك، لكن في كل المثالين نظر، لاحتمال أن يكون سبب تحسينه لهما كونهما جاءا من وجه آخر كما تقدم تقريره. لكن محل بحثنا هنا هل يلزم من الوصف بالحسن الحكم له بالحجة أم لا؟ هذا الذي يتوقف فيه والقلب إلى ما حرره ابن القطان أميل.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 - 03 - 03, 03:42 ص]ـ
الحمد لله
لقد أحسن الشيخ الطريفي وأجاد في هذا البحث. وما قاله موافق لما كنت أقوله من قبل حول الحديث الحسن: أنه استحسان للمتن وليس للإسناد. ولذلك يدخل في تعريف الحسن من كان في إسناد متروكاً إذا كان المتن قد جاء من وجه آخر كما ذكر الترمذي. وبذلك رددت على أحد المتأخرين في هذا المنتدى ممن رفض تحسين حديث "من بدا جفا ... ".
وقد قمت بجمع الكثير من الأحاديث التي حسنها المتقدمون (وبخاصة الترمذي والبخاري) وبينت أنهم يطلقوا الحسن على الحديث الصحيح المتفق عليه، وعلى الحديث المنكَر الضعيف جداً. لأن التحسين يتأثر بالمتن أكثر من الإسناد. والحديث الحسن قد يكون صحيحاً أو ضعيفاً. فلا غرابة في قول الترمذي "حسن صحيح" أو "حسن غريب".
أما بدعة تقسيم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف، وجعل الحسن حجة بإطلاقه، فهذا من صنع الخطابي المتأخر، ثم تبنى ذلك ابن الصلاح وتبعه المتأخرون على ذلك.
أما من قال من أهل العلم بأن ما يقول الترمذي عنه "حسن" هو ضعيف عند المتقدمين، فهو شيخ الإسلام ابن تيمية، كما ذكرت أكثر من مرة. وهو محمول على الغالب، وإلا فقد حسن الترمذي بعض الأحاديث المتفق عليها لأسباب عديدة.
¥(3/473)
ـ[أبو نايف]ــــــــ[08 - 03 - 03, 07:44 ص]ـ
قال الإمام الترمذي رحمة الله تعالي: وما ذكرنا في هذا الكتاب: حديث حسن
فإنما أردنا به حسن إسناده عندنا
1) كل حديث يروي لا يكون في إسناده متهم بالكذب.
2) ولا يكون الحديث شاذاً
3) ويروي من غير وجه نحو ذلك.
فهو عندنا حديث حسن.
قلت: ومن قال ان الترمذي أراد بالحديث الحسن الضعيف عنده، نقول له هذا هو قول الإمام الترمذي رحمه الله تعالي وتعريف للحديث الحسن عنده.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 03 - 03, 08:38 ص]ـ
قال الشيخ وفقه الله
(ولذا قد يطلق الحفاظ على حديث حسن ويريدون به استقامة متنه وحسنه، مع أنه مردود سنداً، وهذا وجد في كلام الأئمة الحفاظ المتقدمين.
هذا الكلام لم اعهده في المتقدمين بل وجدته في الطبقة الوسطى
وهو استعمالهم الحسن بمعناه اللغوي
وقد وجد نحو ذلك في كلام ابن عبدالبر وابي موسى المديني
واما في كلام علي بن المديني او في كلام البخاري او البزار
فلم اقف على ما قد يدل على ذلك
(قال علي بن المدني هو حديث حسن رجاله معروفون ولا يجيء عن علي إلا من هذا الوجه)
(ذكر أبو زرعة الدمشقي قال كان أحمد بن حنبل يعجبه حديث أم حبيبة في مس الذكر ويقول هو حسن الإسناد
)
(وفي علل ابن المديني (95
قال علي في حديث عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إني ممسك بحجزكم عن النار قال
هذا حديث حسن الإسناد وحفص بن حميد مجهول لا أعلم أحدا روى عنه إلا يعقوب لقمي ولم نجد هذا الحديث عن عمر إلا من هذا الطريق وإنما يرويه أهل الحجاز من حديث أبي هريرة
وفي العلل لابن ابي حاتم1/ 132 - 133
)
(وفي العلل 2/ 50
سمعت ابا زرعة وذكر حديث المقدام بن معدي كرب عن النبي صلى الله عليه وسلم الخال وارث من لا وارث له قال هو حديث حسن قال له الفضل الصائغ ابو عامر الهودي من هو قال معروف روى عنه راشد بن سعد لا بأس به
)
(وفي العلل 2/ 63
سألت أبي عن حديث رواه حماد بن سلمة عن قتادة عن أنس في قوله من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها الى آخر الآية قال نزلت في اليهود والنصارى قال اني لا أعلم روى هذا الحديث عن حماد قلت هو الصحيح قال حسن
)
(وفي مسند عمر بن الخطاب ليعقوب بن شيبة
9 وحديثه في حاطب بن أبي بلتعه حين كتب إلى أهل مكة حديث حسن الإسناد رواه أيضا عكرمة بن عمار عن سماك أبي زميل عن ابن عباس عن عمر رضي الله عنه قال علي بن المديني في هذا الحديث بعينه لا نعلمه روي عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه قال ولم يروه أهل الحجاز ولا أهل البصرة ولا أهل الكوفة وهو كما قال علي)
(وفي مسند الشاشي (2/ 251)
حدثنا عباس الدورى نا عبيد الله أنا شيبان عن منصور عن سالم ابن أبى الجعد عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن والإنس قيل وإياك قال وإياى ولكن الله أعانني عليه الراوي فلا يأمرنى إلا بخير قال عباس هذا حديث حسن
)
(وفي مسند البزار (1/ 68)
حدثنا محمد بن المثنى قال نا يحيى بن حماد قال نا أبو عوانة عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن عمير 1 مولى ابن عباس عن ابن عباس قال لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم خاصم العباس عليا في أشياء تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم 2 فاختصما إلى أبي بكر رضي الله عنه فسأله أن يقسم بينهما فأبى وقال شيئا تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم 3 ما كنت لأحدث فيه 4 ال أبو بكر وهذا الحديث إسناده حسن ولا أحفظ أن أحدا روى هذا الحديث إلا الأعمش عن إسماعيل بن رجاء بهذا الإسناد
)
(وفي الاحاد والمثاني (2/ 210)
حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي نا عبد الرحمن بن سعد المؤذن نا مالك بن عبيدة الدئلي عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لولا عباد الله تعالى ركع وصبية رضع وبهائم رتع لصب عليكم العذاب صبا ثم رص رصا قال القاضي أبو بكر إسناده حسن
)
(وفي السنن الكبرى للنسائي (2/ 76)
أنبأ زكريا بن يحيى قال حدثنا أبو بكر بن خلاد قال حدثنا محمد بن فضيل قال حدثنا يحيى بن سعيد عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تسحروا فإن في السحور بركة قال أبو عبد الرحمن حديث يحيى بن سعيد هذا إسناده حسن وهو منكر وأخاف أن يكون الغلط من محمد بن فضيل
¥(3/474)
وهو في الصغرى2151 أخبرنا زكريا بن يحيى قال حدثنا أبو بكر بن خلاد قال حدثنا محمد بن فضيل قال حدثنا يحيى بن سعيد عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تسحروا فإن في السحور بركة قال أبو عبد الرحمن حديث يحيى بن سعيد هذا إسناده حسن وهو منكر وأخاف أن يكون الغلط)
انتهى
وفي كتاب البزار وكلام يعقوب شيء كثير في هذا الباب
ولم اجد ما قد يدل على ان الحسن في اصطلاح المتقدمين يعنون به المعنى اللغوي
مجرد حسن المتن
بل الالفاظ الواردة عنهم تدل على خلاف ذلك
قولهم اسناده حسن
وهذا ينقض قول من قال انهم ارادوا استقامة المتن
فهذا المعنى الاخير لم يوجدالا في كلام الطبقة الوسطى
طبقة ابن عبدالبر فيما احسب
وان وجد في كلام المتقدمين ففي النادر
والنادر لاحكم له
وقول السلف (اسناده حسن
يحتمل عدة معاني
ومنه ما هو شبيه بقولهم فائدة
واحيانا يعنون تقوية الحديث
الى معاني كثيرة تعرف من سياق الكلام
قال ابن رجب
(وكان الامام احمد يحتج بالحديث الضعيف الذي لم يرد خلافه ومارده بالضعيف قريب من مراد الترمذي بالحسن
وقد فسر الترمذي هاهنا مراده بالحسن وفسر مراده بالغريب ولم يفسر معنى الصحيح)
ثم قال
(وأما الحديث الحسن فقد بين الترمذي مراده بالحسن وهو ما كان حسن الاسناد
بأن لايكون في اسناده متهم بالكذب
ولا يكون شاذاً، ويروى من غير وجه نحوه. فكل حديث كان كذلك فهو عنده حديث حسن.
وقد تقدم أن الرواة منهم من يتهم بالكذب، ومنهم من يغلب على حديثه الوهم والغلط، ومنهم الثقة الذي يقل غلطه، ومنهم الثقة الذي يكثر غلطه.
فعلى ما ذكره الترمذي: كل ما كان في إسناده متهم فليس بحسن، وما عداه فهو حسن بشرط أن يكون شاذاً – والظاهر أنه أراد بالشاذ ما قاله الشافعي، وهو أن يروي الثقات عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خلافه وبشرط أن يروى نحوه من غيره وحه، يعني أن يروى معنى ذلك الحديث من وجوه أخر عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بغير ذلك الإسناد.
فعلى هذا: الحديث الذي يريوه الثقة العدل، ومن كثر غلطه، ومن يغلب على حديثه الوهم، إذا لم يكن أحد منهم متهماً كله حسن بشرط أن لا يكون شاذاً للأحاديث الصحيحة، وبشرط أن يكون معناه قد روي من وجوه متعددة.
)
انتهى
(
فعلم من هنا انه لم يقصد بالحسن المعنى اللغوي (وهو حسن المتن)
والله اعلم
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[08 - 03 - 03, 10:03 ص]ـ
علل الترمذي للقاضي ج: 1 ص: 262
479 حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله في قوله تعالى لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة قال جابر بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا نفر ولم نبايعه على سألت محمدا عن الحديث فقال (هو حديث حسن إن كان محفوظا)
قال أبو عيسى سعيد بن يحيى هذا الحديث عن عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن جابر بن عبد الله ولم يذكر فيه أبا سلمة
علل ابن أبي حاتم ج: 1 ص: 453
1360 سألت أبي عن حديث رواه الحسن بن يحيى الجشنى عن زيد بن واقد عن مكحول عن جبير بن نفيل عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقيموا الحدود في الحضر والسفر على القريب والبعيد ولا تأخذكم في الله لومة لائم ثم قال أبي (هذا حديث حسن إن كان محفوظا)
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم في الجرح والتعديل: (6/ 262).
عمرو بن محمد روى عن سعيد بن جبير .. سألت أبي عنه، فقال: هو مجهول، والحديث الذي رواه عن سعيد بن جبير (فهو حسن).
والحديث الآخر الذي رواه عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، فإنه يرويه الناس.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 03 - 03, 10:08 ص]ـ
اخي الحبيب نصب الراية وفقه الله
قوله
(حديث حسن ان كان محفوظا
)
دليل على صحة ماذهبت اليه
اذ1 انه علق الحسن بكونه محفوظا
وهذا دلالة على ان الحسن عنده اقرب الى القبول منه الى الرد
وان كلامي منصب على حديث حسن
قال عنه الائمة
حديث حسن وقصدوا المعنى اللغوي
وايضا
قوله
(قال عبد الرحمن بن أبي حاتم في الجرح والتعديل: (6/ 262).
عمرو بن محمد روى عن سعيد بن جبير .. سألت أبي عنه، فقال: هو مجهول، والحديث الذي رواه عن سعيد بن جبير (فهو حسن)
دليل على صحة ماذهبت اليه
بقولي
(وقول السلف (اسناده حسن
يحتمل عدة معاني
ومنه ما هو شبيه بقولهم فائدة)
ـ[الرايه]ــــــــ[08 - 03 - 03, 10:23 ص]ـ
أذكر أن شيخنا الشيخ د. سعد الحميد في دروسه "مناهج المحدثين"-والتي خرجت في كتاب فيما بعد -تكلم عن هذه المسألة بكلام جيد وأحال إلى كتاب د. نور الدين عتر"الموازنة بين جامع الترمذي والصحيحين" و كتاب النفح الشذي لابن سيد الناس مضافاً إليه الحلة التي قدم بها الشيخ المحقق أحمد معبد لهذا الكتاب.
القول الراجح عند الشيخ سعد الحميد في قول الترمذي " حسن صحيح"
[الحقيقة أن الرأي الراجح الذي أرجحه ووجدت من سبقني إلي وهو ابن سيد الناس في شرحه للترمذي (النفح الشذي) خلاصته:-
1 - لا يجزم في موضع من المواضع، أو لفظه من الألفاظ، أو في كل إطلاق على حديث من الأحاديث بأن الترمذي يريد كذا وكذا بحيث تعطى قاعدة عامة بأن مراد الترمذي هو مثلاً:الحُسن اللغوي، أو أن الترمذي أراد حسناً باعتبار إسناد وصحيح باعتبار إسناد آخر إلى آخر هذه التوجيهات.
2 - ينبغي القيام بدراسة متأنية لكل الأحاديث التي أطلق عليها هذه الإطلاق تتلخص فيما يلي:
أ-جمع طرق الحديث و أقوال العلماء في الحديث.
ب-ثم بعد ذلك تورد عبارة الترمذي؛ فإذا أوردت يمكن أن تنطبق على بعض الأحاديث فعلا انه حسن باعتبار بعض الأسانيد، وصحيح باعتبار بعض الأسانيد الأخرى.
ويمكن في بعض الأحاديث أن يكون حسناً عند قوم، وصحيح عند آخرين .. ]
من كتاب مناهج المحدثين صـ 103
فائدة:
هناك رسالة علمية مطبوعة "الأحاديث التي حسنها الترمذي وانفرد بإخراجها عن أصحاب الكتب الستة"دراسة تحليلية.
تأليف: عبد الرحمن صالح محيي الدين
إشراف: د. محمود احمد ميرة.
الناشر: دار الفضيلة… .. الطبعة الاولى 1419هـ تقع في 250صفحة تقريباً
وجزاكم الله خير،،،،
¥(3/475)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 03 - 03, 11:06 ص]ـ
أخي الفاضل الراية
جزاكم الله خيرا
فائدة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3416&highlight=%E3%E4%E5%CC+%C7%E1%CA%D1%E3%D0%ED
========
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1147&highlight=%E3%E4%E5%CC+%C7%E1%CA%D1%E3%D0%ED
=========
ـ[أبو عبدالعزيز السني]ــــــــ[08 - 03 - 03, 10:17 م]ـ
هناك كتاب صدر (لعداب الحمش) يقع في ثلاث مجلدات حول
منهج الترمذي في جامعه
وفي ظني أن الكلام في منهاج العلماء وماذا يريدون من أصعب الأمور
فهو يريد ممارسة طويلة جدا لكلام العلماء الفحول بل كلام الإمام الواحد
وسعة اطلاع وحسن وصلاح نية كما قاله المعلمي رحمه الله
والمسألة ليست رياضيات كم حديثا قال الترمذي فيه (حسن)
وكم حديثا قال فيه (غريب صحيح) ولأن البخاري منهجه كذا
فمنهج الترمذي كذا!!!! وينبغي مراعاة شروح العلماء لكلامه ومنهم
تلاميذه فإن لم يوجد فأقرب الناس إلى عصره
ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[12 - 03 - 03, 10:22 ص]ـ
سؤال:
سمعت الشيخ عبدالعزيز الطريفي يقول: أن الإمام الترمذي إذا أطلق لفظة (حسن) مجردة على حديث أنه في الغالب يريد به ضعيف وقال عرفت هذا بالاستقراء من كلامه، هل هذا الكلام مستقيم؟
الجواب:
الترمذي رحمه الله تعالى أحاديثه في هذا الكتاب من حيث أحكامه على هذه الأحاديث تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: الأحاديث الثابتة عنده.
القسم الثاني: الأحاديث التي فيها ضعف أو فيها علة.
القسم الثالثة: الأحاديث البينة الضعف.
فأما القسم الأول: فهذا يحكم عليه في الغالب حسن صحيح وهذه
الأحاديث الثابتة عنده هي إما أن تكون بأصح إسناد يقول عنها غالباً حسن صحيح مثل "حديث الأعمال بالنيات" وغيره أو تكون جمعت أدنى شروط القبول عنده فيحكم عليها أيضاً بأن هذه الأحاديث هي حسنة صحيحة
وأما القسم الثاني: وهي الأحاديث التي يحكم عليها بالحسن فقط هذه الأحاديث على قسمين إما أن يقول هذا حديث حسن ولا يتعقبه بشيء وإما أن يتعقبه بشيء، فأما إذا لم يتعقبه بشيء فهذا على قسمين إما أن يكون هذا حديث حسن فقط أو يقول حسن غريب، والحديث الحسن أقوى عنده من الحديث الحسن الغريب، وهو في الغالب في الأحاديث التي يحكم عليها بأنها حسن أو حسن غريب في الغالب أن فيها ضعف أو فيها علة ولكن يكون هذا الضعف غير شديد، وأما القسم الثاني وهو الذي يقول عنه حسن ويتعقبه بشيء وأعني بذلك أنه يقول فيه فلان مثلاً لا يحتج به أو يقول إن إسناده منقطع فهذا قد بين أن فيه ضعفا، بقي الأحاديث كما ذكرت التي هي من القسم الأول وأعني القسم الأول من القسم الثاني الذي يقول عنه حسن فهذا في الغالب يطلقها الترمذي على الحديث الذي فيه ضعف وفيه علّة لكن لا يكون شديد الضعف لأنه إذا كان شديد الضعف فهذا يبينه ويكون من القسم الثالث فيقول إن هذا إسناده ليس بالمستقيم أو يقول فيه فلان وما شابه ذلك أو نحو ذلك فيبين الضعف الموجود في هذا الحديث يقول إسناده ليس بالقائم مثلاً أو يقول فيه فلان وهكذا.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 03 - 03, 04:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا
لقائل ان يقول
ان اول من قسم الحديث الى صحيح وحسن وغريب هو الترمذي
فلايعرف هذا التقسيم عن احد قبله
وماجاء في كلام البخاري وغيره من هذه الاصطلاحات فاغلبها عن طريق الترمذي
وقد زعم بعضهم ان الترمذي نقل كلام البخاري باصطلاح الترمذي
وهذا الكلام وان كان غير صحيح
ولكن لقائل ان يقول ان البخاري لايعرف له اصطلاح منصوص مطرد
وكذا ابن المديني واحمد وكل من من ورد عنهم هذا الحرف اعني
قولهم
(
حديث حسن
بينما الترمذي فقد قسم الحديث الى صحيح وحسن وغريب
ثم هناك
حسن صحيح وحسن غريب
وحسن صحيح غريب
وهذا من العجائب
ولهذا حار العلماء في فهم اصطلاح الترمذي
الا انه عرف مراده بالغريب والحسن
ولكن لو طبق تعريفه للحسن مثلا على بعض الاحاديث التي حسنها لووجدهناك نوع اشكالية وان الشروط التي ذكرها في تعريفه للحديث الحسن غير منطبقة عليها
وهو موضع مشكل فعلا
واما تعريف الخطابي وابن الصلاح للحديث الحسن فليس بملزم للترمذي
وكون تعريفه للحديث الحسن لايوافق تعريف من جاء بعده
فليس في هذا دلالة قوية على انه لم يرد تقسيم الحديث الى انواع
ولكن يبقى السؤال الذي طرحه ابن حجر وذكره الشيخ الطريفي وفقه الله
وهو هل يحتج الترمذي بهذا النوع من الاحاديث او لا
وهو مالم يصرح به الترمذي
فيبنغي البحث فيه
واختار ابن حجر قول ابن القطان ورجحه وايده وقواه
ولكنا نجد ان من الاحاديث التي حسنها ما يمكن ان يحتج بها في الاحكام فهي احاديث قوية
فهل يقال ان هذا من اختلاف المحدثين وان الترمذي خالف بعض ائمة هذا الشأن في هذه الاحاديث
وهذا الموضع يحتاج الى مزيد تأمل وبحث
وهو هل يحتج الترمذي بالحديث الحسن _حسب تعريفه)
والمسالة في هل يحتج الترمذي -
وليست في هل يحتج العلماء بالحديث الحسن عند الترمذي
فهذه مسألة اخرى وان كانت هي الاخرى جديرة بالبحث
والله اعلم بالصواب
¥(3/476)
ـ[صلاح]ــــــــ[10 - 04 - 03, 01:26 ص]ـ
الاخ السني اين اجد كتاب عداب الحمش وجزاكم الله خيرا
ـ[ابن فهيد]ــــــــ[10 - 04 - 03, 06:06 ص]ـ
اخي السني.
في أي دار نشر كتاب عداب الحمش ...
وفي اي مكتبة يوجد إن كنت من بلاد الحرمين ...
ـ[خالد الفارس]ــــــــ[23 - 05 - 03, 03:29 م]ـ
الكتاب ل عداب الحمش يباع في مكتبة الرشد
ـ[ابن فهيد]ــــــــ[23 - 05 - 03, 06:29 م]ـ
الأخ / خالد الفارس ....
الكتاب لايوجد في الرشد ...
فهلا دللتنا علي مكان للحصول عليه ....
وجزاك الله خير ...
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[24 - 05 - 03, 01:31 ص]ـ
هذه أمثلة لبعض الأحاديث التي حكم عليها الترمذي بقوله (حسن غريب) وأترك الحكم للقارئ:
1 - قال الترمذي حدثنا قتيبة حدثنا عمر بن علي المقدمي حدثنا الحجاج (أرطأة) عن مكحول عن ابن محيريزقال: سألت فضالة بن عبيد عن تعليق اليد في عنق السارق 000 الخ
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لانعرفه إلا من حديث عمر عن الحجاج بن أرطأة وعبد الرحمن أخو عبد الله بن محيريز الشامي
(رقم 1448)
2 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا سلمة بن رجاء قال حدثنا عبد الرحمن بن دينا ر (صدوق يخطئ) عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي واقد الليثي قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة
قال الترمذي: وهذا حديث حسن غريب لانعرفه إلا من حديث زيد بن أسلم والعمل عند هذا عند أهل العلم. رقم 1480
3 - حدثنا محمد حدثنا يزيد حدثنا عباد بن منصور (صدوق مدلس تغير بأخرة) عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله (إن خير ماتداويتم به 00الخ
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب وهو حديث عباد بن منصور
رقم 2048
4 - حدثنا عبد بن حميد 00 حدثنا عباد بن منصور قال سمعت عكرمة يقول كان لابن عباس غلمة ثلاثة حجامون 000الخ
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لانعرفه إلا من حديث عباد بن منصور وفي الباب عن عائشة رقم 2053
5 - قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من حديث فائد
6 - = قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث بكار بن عبد العزيز وبكار مقارب الحديث
رقم 1579
7 - وهذا حديث حسن غريب وسألت محمدا فقال هذا حديث صحيح وكثير بن زيد قد سمع من الوليد والوليد سمع من أبي هريرة
وهو مقارب الحديث رقم 1578
8 - قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لانعرفه إلا من هذا الوجه من حديث ابن أبي ليلى رقم 1485
9 - حديث حسن غريب لانعرفه إلا من حديث عبد ربه بن بارق وقد روى عنه غير واحد من الأئمة رقم 1062
وللحديث بقية
ـ[صلاح]ــــــــ[28 - 05 - 03, 04:06 م]ـ
فيما أذكر ان الكتاب يوجد لدى المنهاج للكتاب المستعمل
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[22 - 06 - 03, 01:26 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بك اخي خليل
ـ[رابح]ــــــــ[07 - 09 - 04, 05:37 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[11 - 11 - 05, 07:06 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[حسن باحكيم]ــــــــ[01 - 12 - 06, 08:39 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[حامد الاندلسي]ــــــــ[22 - 03 - 07, 09:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
..
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[23 - 03 - 07, 02:03 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[23 - 03 - 07, 04:56 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا إخواني
نحن و الله محتاجون للعودة لمنهج المحدثين النقاد الأوائل و كذلك محتاجين للعلماء الذين لم يقلدوا التقليد الأعمى لكل ما قاله المتأخرين في أقوال الاوائل فليس كل ما قرروه مقطوع بصحته!! و منها هذه المسألة في قول الترمذي " حسن " أو " حسن غريب " في جامعه
و هنا أرد على الأخ نايف جزاه الله خيرا إن من بحث في هذه المسألة علماء في الحديث و طلبة علم لهم باع في هذا المجال و اهتمام بأقوال النقاد الأوائل و قد سأل بعضهم سؤال أوجهه للأخ نايف و غيره ((((عندما ألف الامام الترمذي كتاب العلل الكبير استخدم لفظة الحسن في أحاديث صححها الأمام البخاري و اطلق عليها الامام البخاري نفسه لفظة حسن و هي التي كانت معروفة لدى الاوائل و هي قسيم الصحيح!!! و لم يضطر الامام الترمذي لتعريف الحسن في كتاب العلل الكبير، فلماذا قام بوضع تعريف له في الجامع؟؟؟ إلا لأنه له معنى آخر غير المتعارف عليه في زمنهم!!))))
و كذلك مسألة أخرى و هي الحديث المعنعن و إطلاق شرط البخاري و شرط مسلم و قد رد على هذه المسألة الشيخ المحدث الشريف حاتم العوني حفظه الله في كتابه الفذ " إجماع المحدثين " و الذي ذكر في مقدمته أنه لا يجيز قراءة هذا الكتاب للمقلد و المتعصب للرأي الثابت و الذي لا يقبل البحث و المناقشة و تصحيح المفاهيم الخاطئة.
فجزاكم الله خيرا و أكثر لنا الله في علماء حديث يقوموا بتصحيح المفاهيم و العودة لمنهج النقاد الأوائل
ـ[أنس الحلو]ــــــــ[17 - 12 - 09, 02:03 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[عبدالرزاق العنزي]ــــــــ[17 - 12 - 09, 09:05 ص]ـ
السلام عليكم
الحسن (لغيره) الاصطلاحي عند المتاخرين هو ما ليس في سنده راو متهم ولا يكون متنه منكرا (أو شاذا) ويروى من غير طريق
فما الفرق بين هذا وبين قول الترمذي رحمه الله؟
والشيخ الطريفي لما نقل كلام الترمذي لم يذكر منه: وان يروى من غير وجه مع اهميتها
¥(3/477)
ـ[أبو إسماعيل محمد]ــــــــ[08 - 01 - 10, 03:55 م]ـ
قال الشيخ بشار عواد في تحقيقه على تاريخ بغداد ج 11, ص 530 عن حسن غريب عند الترمذي:
"وهذه العبارة تدل على ضعف الحديث عند الترمذي كما هو واضح للدارس لعبارة الترمذي"
الحسن عند الترمذي نوع من انواع الضعيف؟؟
---------------------------------------
ايميل [ e-mail] من الشيخ بشار عواد
قال الشيخ بشار عواد:
نعم، مفهوم "الحسن" عند الترمذي هو الحديث الضعيف المعتبر به، والحديث الذي أشرت إليه عند الترمذي برقم (3620) وهو حديث الغمامة حديث منكر جدًا كما بينته في تعليقي عليه. وهذه النتيجة التي توصلت إليها هي نتيجة استقرائية لصنيع الترمذي، والله الموفق للصواب(3/478)
من يأتينا بترجمة هذا الراوي (أبو محمد القلانسي) (ومعه الكلام حول رواة صحيح مسلم)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 03 - 03, 05:57 ص]ـ
كما هو معلوم أن الرواة لصحيح مسلم راويان
الأول هو إبراهيم بن محمد بن إسحاق وهو ثقة معروف
والثاني
أبو محمد أحمد بن علي بن الحسين القلانسي
والمطلوب ترجمة القلانسي هذا
فنسأل الله أن ييسر من يجدها.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 03 - 03, 06:14 ص]ـ
قال الإمام النووي رحمه الله في شرح مسلم ج 1 ص 11:
صحيح مسلم رحمه الله في نهاية من الشهرة وهو متواتر عنه من حيث الجملة فالعلم القطعي حاصل بأنه تصنيف أبى الحسين مسلم بن الحجاج وأما من حيث الرواية المتصلة بالاسناد المتصل بمسلم فقد انحصرت طريقه عنده في هذه البلدان والازمان في رواية أبى اسحاق ابراهيم ابن محمد بن سفيان عن مسلم
ويروى في بلاد المغرب مع ذلك عن أبى محمد أحمد بن على القلانسى عن مسلم ورواه عن ابن سفيان جماعة منهم الجلودى وعن الجلودى جماعة منهم الفارسى وعنه جماعة منهم الفراوى وعنه خلائق منهم منصور وعنه خلائق منهم شيخنا أبو اسحاق قال الشيخ الامام الحافظ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله وأما القلانسى فوقعت روايته عند أهل الغرب ولا رواية له عند غيرهم دخلت روايته إليه من جهة أبى عبد الله محمد بن يحيى بن الحذاء التميمي القرطبى وغيره سمعوها بمصر من أبى العلاء عبد الوهاب بن عيسى بن عبد الرحمن بن ماهان البغدادي قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن يحيى الاشقر الفقيه على مذهب الشافعي قال / صفحة 12 / حدثنا أبو محمد القلانسى قال حدثنا مسلم الا ثلاثة أجزاء من آخر الكتاب أولها حديث الافك الطويل فان أبا العلاء بن ماهان كان يروى ذلك عن أبى أحمد الجلودى عن أبى سفيان عن مسلم رضى الله عنه فصل قال الشيخ الامام الحافظ أبو عمرو وعثمان بن عبد الرحمن المعروف بابن الصلاح رحمه الله اختلف النسخ في رواية الجلودى عن ابراهيم بن سفيان هل هي بحدثنا ابراهيم أو أخبرنا والتردد واقع في أنه سمع لفظ ابراهيم أو قرأه عليه فالأحوط أن يقال أخبرنا ابراهيم حدثنا ابراهيم فليلفظ القارئ بهما على البدل قال وجائز لنا الاقتصار على أخبرنا فانه كذلك فيما نقلته من ثبت الفراوى من خط صاحبه عبد الرزاق الطبسى وفيما انتخبته بنيسابور من الكتاب من أصل فيه سماع شيخنا المؤيد وهو كذلك بخط الحافظ أبى القاسم الدمشقي العساكري عن الفراوى وفى غير ذلك وأيضا فحكم المتردد في ذلك المصير الى أخبرنا لأن كل تحديث من حديث الحقيقة اخبار وليس كل اخبار تحديثا قال الشيخ الامام أبو عمرو بن الصلاح رضى الله عنه اعلم أن ابراهيم بن سفيان في الكتاب فائتا لم يسمعه من مسلم يقال فيه أخبرنا ابراهيم عن مسلم ولا يقال فيه أخبرنا مسلم ولا حدثنا مسلم وروايته لذلك عن مسلم اما بطريقة الاجازة واما بطريقة الوجادة وقد غفل أكثر الرواة عن تبين ذلك وتحقيقه في فهاريسهم وتسميعاتهم واجازاتهم وغيرها بل يقولون في جميع الكتاب أخبرنا ابراهيم قال أخبرنا مسلم وهذا الفوات في ثلاثة مواضع محققة في أصول معتمدة فأولها في كتاب الحج في باب الحلق والتقصير حديث ابن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله ص = قال رحم الله المحلقين برواية ابن نمير فشاهدت عنده في أصل الحافظ أبى القاسم الدمشقي بخطه ما صورته أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن محمد بن سفيان عن مسلم قال حدثنا ابن نمير حدثنا أبى حدثنا عبيد الله بن عمر الحديث وكذلك في أصل بخط الحافظ أبى عامر العبدرى الا أنه قال حدثنا أبو اسحاق وشاهدت عنده في أصل قديم مأخوذ عن أبى أحمد الجلودى ما صورته من ها هنا قرأت على أبى أحمد حدثكم ابراهيم عن مسلم وكذا كان في كتابه الى العلامة وقال الشيخ رحمه الله وهذه العلامة هي بعد ثمان ورقات أو نحوها عند أول حديث ابن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله ص = كان إذا استوى على بعيره / صفحة 13 / خارجا الى سفر كبر ثلاثا وعندها في الاصل المأخوذ عن الجلودى ما صورته الى هنا قرأت عليه يعنى على الجلودى عن مسلم ومن هنا قال حدثنا مسلم وفى أصل الحافظ أبى القاسم عندها بخطه من هنا يقول حدثنا مسلم والى هنا شك الفائت الثاني لابراهيم أوله في أول الوصايا قول مسلم حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب ومحمد بن المثنى واللفظ لمحمد بن المثنى في حديث ابن
¥(3/479)
عمر ما حق أمرئ مسلم له شئ يريد أن يوصى فيه الى قوله في آخر حديث رواه في قصة حويصة ومحيصة في القسامة حدثني اسحاق بن منصور أخبرنا بشر بن عمرو قال سمعت مالك بن أنس الحديث وهو مقدار عشر ورقات ففي الأصل المأخوذ عن الجلودي والأصل الذي بخط الحافظ أبي عامر العبدري ذكر انتهاء هذا الفوات عند أول هذا الحديث وعود قول ابراهيم حدثنا مسلم وفي أصل الحافظ أبي القاسم الدمشقي شبه التردد في أن هذا الحديث داخل في الفوات أو غير داخل فيه والاعتماد على الاول الفائت الثالث أوله قول مسلم في أحاديث الامارة والخلافة حدثنى زهير بن حرب حدثنا شبابة حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ص = انما الامام جثة ويمتد الى قوله في كتاب الصيد والذبائح حدثنا محمد بن مهران الرازي حدثنا أبو عبد الله حماد بن خالد الخياط حديث أبي ثعلبة الخشنى إذا رميت سهمك فمن أول هذا الحديث عاد قول ابراهيم حدثنا مسلم وهذا الفوات أكثرها وهو نحو ثماني عشرة
ورقة وفي عن الجلودي وأصل أبي عامر العبدري وأصل أبي القاسم الدمشقي بكلمة عن وهكذا في الفائت الذي سبق في الأصل المأخوذ عن الجلودي وأصل أبي عامر العبدري وأصل أبي القاسم وذلك يحتمل كونه روى ذلك عن مسلم بالوجادة ويحتمل الاجازة ولكن في بعض النسخ التصريح في بعض ذلك أو كله يكون ذلك عن مسلم بالاجازة والله اعلم هذا آخر كلام الشيخ رحمه الله قال الشيخ الامام أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله اعلم أن الرواية بالاسانيد المتصلة ليس المقصود منها في عصرنا وكثير من الاعصار قبله اثبات ما يروى إذ لا يخلو اسناد منها عن شيخ لا يدري ما يرويه ولا يضبط ما في كتابه ضبطا يصلح لان يعتمد عليه في ثبوته وانما المقصود بها ابقاء سلسلة الاسناد التي خصت بها هذه الامة زادها الله كرامه وإذا كان / صفحة 14 / كذلك فسبيل من أراد الاحتجاج بحديث من صحيح مسلم وأشباهه أن ينقله من أصل مقابل على يدي ثقتين بأصول صحيحة متعددة مروية بروايات متنوعة ليحصل له بذلك مع اشتهار هذه الكتب وبعدها عن أن تقصد بالتبديل والتحريف الثقة بصحة ما اتفقت عليه تلك الأصول فقد تكثر تلك الأصول المقابل بها كثرة تتنزل منزلة التواتر أو منزلة الاستفاضة هذا كلام الشيخ وهذا الذي قاله محمول على الاستحباب والاستظهار والا فلا يشترط تعداد الأصول والروايات فان الأصل الصحيح المعتمد يكفي وتكفي المقابلة به والله اعلم
ـ[الذهبي]ــــــــ[08 - 03 - 03, 07:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ المكرم: الشيخ عبد الرحمن الفقيه حفظه الله تعالى
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
القلانسي هذا اسمه: أحمد بن علي بن الحسن بن المغيرة بن عبد الرحمن أبو محمد القلانسي، هكذا سماه ابن الصلاح في صيانة صحيح مسلم (ص 111)، وكذلك ابن خير الإشبيلي في فهرسته (ص 101)، إلا أنه جاء عنده في سياق نسبه: ((الحسين)) بدلا من: ((الحسن)).
وقد ذكر ابن الصلاح في الصيانة سماع المصريين صحيح مسلم من رواية القلانسي من طريق أبي العلاء بن ماهان، عن أبي بكر الأشقر، عن القلانسي، عن مسلم به.
ثم ذكر ان الدارقطني كتب إلى أهل مصر قوله: ((أن اكتبوا عن أبي العلاء بن ماهان كتاب صحيح مسلم)).
وفي هذا توثيق ضمني من الدارقطني للقلانسي.
وذكر رشيد الدين العطار في غرر الفوائد (ص 131) رواية القلانسي هذه عن مسلم، وأشار المحقق أن للقلانسي ذكر في كتاب تقييد المهمل وتمييز المشكل (ل 147ب).
وهذا المخطوط ليس عندي.
والعجيب في الأمر أني لم أجد ابن نقطة ترجم للقلانسي هذا في التقييد، وكذلك تقي الدين في الذيل على التقييد، مع أنهما مظن ترجمته في كتابيهما، والله أعلم
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[08 - 03 - 03, 08:32 م]ـ
وتوجد من صحيح مسلم رواية القلانسي قطعة صغيرة في تونس
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 03 - 03, 09:07 م]ـ
جزاك الله خيرا وسددك ونفع بك
ما ذكرته من النقول قد وقفت عليها في صيانة صحيح مسلم
وبالنسبة لكتاب تقييد المهمل فهو مطبوع في ثلاث مجلدات بتحقيق محمد عزير شمس وعلي العمران طبع دار عالم الفوائد
وقد رجعت إليه كذلك وليس فيه بيان حاله أو الكلام عنه
وإنما ذكر الرواية عنه (1/ 66 - 68) وروى كلام الدارقطني السابق بسنده
أن أبا الحسن الدارقطني كتب إلى أهل مصر من بغداد أن اكتبوا عن أبي العلاء بن ماهان كتاب مسلم بن الحجاج (الصحيح)، ووصف أبا العلاء بالثقة والتميز) انتهى
ورواها عن الجياني تلميذه ابن عطية كما في (فهرس ابن عطية) ص 85
فقد لايظهر التوتيق من الدارقطني للقلانسي وإنما كان كلامه عن أبي العلاء
ولكن الذي أقصد ترجمة خاصة لهذا الراوي في كتب التراجم والكلام عليه جرحا أو تعديلا.
ـ[الذهبي]ــــــــ[08 - 03 - 03, 10:26 م]ـ
مقصدي أخي الكريم - حفظك الله ورعاك - أن تزكية الإمام الدارقطني لرواية أبي العلاء بن ماهان فيها قبولاً عامًا من الدارقطني لكل من هو فوق أبي العلاء من المشايخ إلى الإمام مسلم، فلو كان القلانسي مجروحًا أو مجهولاً ما كان للدارقطني أن يزكي هذه الرواية بعينها. والله أعلم.
¥(3/480)
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[08 - 03 - 03, 11:00 م]ـ
شيخنا الجليل الشيخ عبد الرحمن الفقيه نفعنا الله بعلمه
ذكرتم رواية ابن سفيان ورواية القلانسي لصحيح مسلم فماذا عن رواية أبي الحسن مكي بن عبدان النيسابوري لصحيح الإمام مسلم بن الحجاج؟
وهذه الرواية يكثر ذكرها في الأثبات الحديثية وأسانيدها ترجع إلى مسعود بن الحسين الثقفي عن الحافظ أبي القاسم ابن منده عن الحافظ أبي بكر محمد بن عبد الله الجوزقي عن ابن عبدان عن مسلم، فهل بقي لها وجود؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 03 - 03, 01:39 ص]ـ
شيخنا الفاضل وليد المنيسي حفظه الله ورعاه وسدده، جزاك الله خيرا على هذا التنبيه المهم
بالنسبة لرواية مكي بن عبدان فهي موجودة عن مسلم ولكنها بالإجازات وليست بالسماع
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في المعجم المفهرس ص 28
(وأخبرنا بجميع صحيح مسلم إجازة الشيخ أبو محمد عبدالله بن محمد بن محمد النيسابوري مشافهة بالمسجد الحرام، عن أبي الفضل سليمان بن حمزة المقدسي، عن ابي الحسن علي بن الحسن بن علي بن المقير، عن الحافظ أبي الفضل محمد بن باقر السلامي، عن الحافظ أبي القاسم عبدالرحمن بن ابي عبدالله بن منده، عن الحافظ أبي بكر محمد بن عبدالله بن محمد بن زكريا بن الحسن الجوزقي، عن أبي الحسن مكي بن عبدان النيسابوري عن مسلم،
وهذا السند في غاية العلو، ((وهو جميعه بالإجازات))، وهو عندي أول ما حدثت به عن محمد بن قواليج، في عموم إذنه للمصريين بسماعه من زينب بنت كندي بغجازتها من المؤيد الطوسي بسنده المتقدم. لما قدمت من ضعف الرواية بالإجازة العامة) انتهى كلامه رحمه الله.
ولعله لذلك لم يذكره عدد ممن ذكر روايات مسلم فيما رأيته من المشيخات والبرامج
مثلا برنامج الوادي آشي ص 192 - 194،
وفهرس ابن عطية ص 67 - 68 و85و122و130
وتقييد المهمل (1/ 66 - 68)
وصيانة صحيح مسلم لابن الصلاح
وهذا الذي ذكره النووي في شرح مسلم (1/ 11) (وأما من حيث الرواية المتصلة بالاسناد المتصل بمسلم فقد انحصرت طريقه عنده في هذه البلدان والازمان في رواية أبى اسحاق ابراهيم ابن محمد بن سفيان عن مسلم
ويروى في بلاد المغرب مع ذلك عن أبى محمد أحمد بن على القلانسى عن مسلم ورواه عن ابن سفيان جماعة منهم الجلودى وعن الجلودى جماعة منهم الفارسى وعنه جماعة منهم الفراوى وعنه خلائق منهم منصور وعنه خلائق منهم شيخنا أبو اسحاق قال الشيخ الامام الحافظ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله وأما القلانسى فوقعت روايته عند أهل الغرب ولا رواية له عند غيرهم دخلت روايته إليه من جهة أبى عبد الله محمد بن يحيى بن الحذاء التميمي القرطبى وغيره سمعوها بمصر من أبى العلاء عبد الوهاب بن عيسى بن عبد الرحمن بن ماهان البغدادي قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن يحيى الاشقر الفقيه على مذهب الشافعي قال / صفحة 12 / حدثنا أبو محمد القلانسى قال حدثنا مسلم الا ثلاثة أجزاء من آخر الكتاب أولها حديث الافك الطويل فان أبا العلاء بن ماهان كان يروى ذلك عن أبى أحمد الجلودى عن أبى سفيان عن مسلم رضى الله عنه) انتهى
فتبقى هذه الرواية عن مكي بن عبدان غريبة خاصة مع عدم ذكر العلماء السابقين لابن حجر لها وكونها لم تتصل إلا بالإجازات
ولاشك أن مكي بن عبدان روى عن مسلم عددا من كتبه
وليس من شك أن أهم كتب مسلم بن الحجاج هو الجامع الصحيح فروايته عنه محتملة جدا، وصحيح مسلم قد يكون رواه عنه جمع ولكن لم تتصل إلا هذه الروايات بذكر الأسانيد
فيحتاج لها مزيد بحث.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 03 - 03, 09:21 ص]ـ
وما ذكره الأخ الفاضل أبوالوفاء العبدلي حفظه الله ونبه عليه الأخ الذهبي من كون كلام الدارقطني في الحث على كتابة هذه الرواية عن أبي العلاء بن ماهان قد يكون له وجه وإن كان ليس بالقوي،وجزاهم الله خيرا وبارك فيهم.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[09 - 03 - 03, 12:31 م]ـ
أخي الشيخ عبد الرحمن
لعله في تاريخ الإسلام للذهبي، و الكتاب ليس تحت يدي الآن حتى أنظر لكم فيه و الله الموفق.
ـ[الذهبي]ــــــــ[09 - 03 - 03, 05:03 م]ـ
السؤال هنا يكمن فيما إذا تفرد القلانسي عن الإمام مسلم برواية ما، ماذا يكون موقفنا منها؟
إذا قيل: إننا لا نقبلها أو نتوقف فيها؛ من أجل عدم وقوفنا على ترجمة للقلانسي، اصطدمنا بتزكية الدارقطني لروايته.
وإذا قيل: نقبلها من أجل هذه التزكية، وأن هذا هو السبيل الوحيد الذي يجب أن نتجه إليه.
قلنا: فالأمر الذي جعلنا نقبل ما تفرد به القلانسي عن مسلم، هو نفسه الأمر الذي يجعلنا نوثق القلانسي التوثيق الضمني الصادر من الدارقطني. وإلا فإننا حينئذٍ سنقع في تصحيح رواية من لا يعرف! ومن ليس له متابع! ولا قائل بذلك.
ومسئلة التوثيق الضمني هذه كان يلجأ إليها العلامة مغلطاي - رحمه الله تعالى – في كتابه الإكمال على تهذيب الكمال فيما كان يستدرك به على الإمام المزي – رحمه الله تعالى -، بحيث لو ترجم المزي في تهذيبه لراو ما ولم ينقل فيه شيئًا من أقوال الأئمة في الجرح والتعديل، وكان لهذا الراوي رواية في أحد كتب الصحاح لابن خزيمة، أو ابن حبان، أو المستدرك، أو صحح أو حسن له الترمذي في سننه، فكان يقول: ((صحح – أو حسن – حديثه الترمذي، وابن خزيمة، وابن حبان .... إلخ)).
وكان الحافظ ابن حجر – رحمه الله تعالى – يعتمد منهج مغلطاي هذا فيذكر في تهذيبه ما استدركه مغلطاي من هذا القبيل على الإمام المزي – رحمة الله عليهم أجمعين-.
فعلم بذلك – أخي الكريم – أن القول بأن تزكية القلانسي مندرجة تحت تزكية الدارقطني لرواية ابن ماهان لصحيح مسلم، لها وجهة قوية، وأن ذلك كان من مسلك الحفاظ، كما قدمنا ذكره، والله أعلم.
¥(3/481)
ـ[الذهبي]ــــــــ[09 - 03 - 03, 05:08 م]ـ
الأخ أبا تيمية إبراهيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بحثت عنه في تاريخ الإسلام فلم أجده، ولعله مترجم في أحد كتب تراجم الأندلسيين، وهي ليست عندي الآن، فمن كان عنده شيئ منها فليتكرم في البحث فيها.
وجزاكم الله خيرًا.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 03 - 03, 09:44 ص]ـ
الأخ الفاضل إبراهيم أبو محمد سدده الله وعافاه جزاك الله خيرا على المشاركة
بالنسبة للأخ الفاضل الذهبي فجزاك الله خيرا على ما وضحته لنا وبينته، ولكن يبقى الإشكال حول كلام الدارقطني فأبو العلاء بن ماهان يروي صحيح مسلم عن أبي بكر أحمد بن محمد بن يحيى الأشقر الفقيه على مذهب الشافعي عن أبي محمد أحمد بن علي بن الحسين القلانسي عن الإمام مسلم (تقييد المهمل 1/ 66)
وعبارة الإمام الدارقطني (أن أبا الحسن الدارقطني كتب إلى أهل مصر من بغداد أن اكتبوا عن أبي العلاء بن ماهان كتاب مسلم بن الحجاج (الصحيح)، ووصف أبا العلاء بالثقة والتميز)
فكونه حث على كتابة الصحيح عنه فهذا توثيق له، وليس معنى هذا أنه توثيق لأحمد بن محمد الأشقر أو للقلانسي، ولايشترط لكون أحد الأئمة يحث على الكتابة عن راو معين أن مارواه يكون صحيحا، وفي الجملة فكلام الدارقطني لايخلو من فائدة، ولكن الاعتماد عليه في توثيق القلانسي يحتاج لبحث أكثر.
ـ[الذهبي]ــــــــ[10 - 03 - 03, 02:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى أخي المكرم الشيخ عبد الرحمن الفقيه حفظه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا تدبرنا كلام الإمام الدارقطني أكثر فإننا نجده يشتمل على أمرين:
الأمر الأول: توثيقه لابن ماهان.
الأمر الثاني: تزكية الدارقطني لهذه النسخة من صحيح مسلم والمروية بهذا الإسناد خاصة، وتوصيته لأهل مصر بكتابتها.
فأما الأمر الأول – وهو توثيق الدارقطني لابن ماهان – فأنا لم أتكلم عليه، ولم أقصد أن مجرد توثيق الدارقطني له يعني صحة مروياته، بل لم أقل ذلك أبدًا في كلامي، وهو أيضًا ما لا أعتقده في أي راوٍ آخر سوى من نص أحد الأئمة عليه من أن رواية فلان تعني صحة ما يرويه وذلك كالإمامين البخاري ومسلم في صحيحيهما.
ولكن كان جل مقصدي هو الأمر الثاني فحسب، حيث بينت أن مجرد تزكية الإمام الدارقطني لرواية ابن ماهان لصحيح مسلم، فيها ارتضاء من الدارقطني لهذه النسخة المروية بهذا الإسناد، بما حاصله التزكية العامة لإسناد هذه الرواية، وقلت لو أن القلانسي مجروحًا أو مجهولاً مازكّى الدارقطني هذه النسخة والمروية من طريقه، ولاكتفى الدارقطني بتوثيق ابن ماهان فحسب، وما ذكر هذه النسخة في سياق تزكيته لابن ماهان.
ولعل يكون مقصدي وضح لك أيها الأخ الكريم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 03 - 03, 03:14 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم اتضح المعنى بارك الله فيك
وقد أجدت وأفدت سددك الله
وما ذهبت إليه قول مقنع جدا فجزاك الله خيرا على هذه الفائدة القيمة
وأسأل الله أن يبارك في علمك.
ـ[الذهبي]ــــــــ[10 - 03 - 03, 07:15 م]ـ
آمين يارب العالمين، وأنت كذلك أخي الحبيب.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[10 - 03 - 03, 08:07 م]ـ
في موقع الوراق ( www.warraq.com ) في كتاب الأنساب للسمعاني ص 2042:
أبو بكر أحمد بن محمد بن يحيى المتكلم الأشقر من أهل نيسابور شيخ أهل الكلام في عصره بنيسابور من أهل الصدق في رواية الحديث.
سمع جعفر بن محمد بن سوار وإبراهيم بن أبي طالب ويوسف بن موسى المرو الروذي وإبراهيم بن محمد السكني وأقرانهم.
سمع منه الحاكم أبو عبدالله محمد بن عبدالله الحافظ وكان سمع المسند الصحيح من أحمد بن علي القلانسي ورواه وهو أحسن راوية لذلك الكتاب وأنهم ثقات وتوفي في ذي الحجة سنة تسع وخمسين وثلاث مئة. اهـ.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[10 - 03 - 03, 11:24 م]ـ
نقل قيم، أخي هيثم، بارك الله فيك و سدد الله خطاك
ـ[الذهبي]ــــــــ[11 - 03 - 03, 12:09 ص]ـ
ما شاء الله لاقوة إلا بالله، جزاك الله ياشيخ هيثم خير الجزاء، أين كنت ياشيخ بفوائدك القيمة هذه من زمان، أحسن الله إليك.
وقد طابقت ما نقلته بنسخة الانساب المطبوعة فوجدت السمعاني ذكر ما نقلته (5/ 190 مادة: المتكلم) طبع دار الجنان ببيروت، فلم أجد أدنى اختلاف، بارك الله فيك، والحمد لله رب العالمين.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 03 - 03, 04:57 ص]ـ
الأخ الفاضل هيثم حمدان جزاك الله خيرا على هذه النقل، وهي فائدة عزيزة جدا، وجزى الله مشايخنا الكرام خير الجزاء على مشاركتهم في هذا الموضوع، ونخلص من هذا إلى صحة سند الرواية من طريق القلانسي عن الإمام مسلم، فالحمد لله كثرا، ونسأل الله أن يبارك فيكم ويكثر من أمثالكم.
وبودي من شيخنا وليد المنيسي حفظه الله أن يفيدنا حول رواية مكي بن عبدان عن مسلم، وهل وقف على سندها أو ذكرها عند غير ابن حجر
وكذلك الأخ أبو الوفاء العبدلي بودنا لو يخبرنا هل وقف على هذه المخطوطة من رواية القلانسي، وهل يمكن الحصول عليها، وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم وسددكم.
¥(3/482)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[11 - 03 - 03, 08:44 م]ـ
أحسن الله إليكم جميعاً وبارك فيكم.
تأكيداً لما ذكره شيخنا أبوعمر الفقيه (حفظه الله)، فقد كرّر ابن حجر رأيه حول رواية الجوزقي عن مكي لصحيح مسلم في (لسان الميزان) (4/ 296)، قال:
... ولم يسمع أبو ذر من الجوزقي في صحيح مسلم على الوجه، وإنما سمع منه أحاديث من حديث مسلم كان الجوزقي يرويها عن ابن الشرقي وعن مكي بن عبدان عن مسلم، نعم للجوزقي من مكي إجازة عن مسلم، وهذا الإسناد خفي على من لم يعرف طريقة المغاربة في تجويزهم إطلاق أخبرنا في الإجازة، ولا ريب في صحة إجازة كل من ذكر في هذا الإسناد عمّن رواه عنه، والله أعلم. اهـ.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 03 - 03, 03:16 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل هيثم على هذه الفائدة الطيبة.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[13 - 03 - 03, 05:29 م]ـ
شيخنا الجليل وأستاذنا الفاضل النبيل الشيخ عبد الرحمن الفقيه _ نفعنا الله بعلومه _
إجابة لطلبكم الإفادة حول رواية مكي بن عبدان عن مسلم، وهل وقفت على سندها أو ذكرها عند غير ابن حجر؟
أقول وبالله التوفيق هذه الرواية وأسانيدها ذكرها جماعة غير ابن حجر في أثباتهم الحديثية بأسانيد لا تمر بابن حجر، مما يدل على أن ابن حجر لم يكن متفردا بها، منهم:
1) عبد الرحمن الكزبري روى صحيح مسلم في ثبته عن ابن عقيلة في ثبته عن الحسن العجيمي في ثبته عن أبي الوفا أحمد بن محمد العجلي عن الإمام يحيى بن مكرم الطبري عن جده المحب الطبري قال أخبرنا زين الدين أبو بكر بن الحسين المراغي عن الحجار عن ابن أبي السعادات عن أبي الفرج الثقفي عن الحافظ أبي القاسم عبد الرحمن بن منده عن الحافظ أبي بكر الجوزقي عن مكي عن مسلم
2) عبد الباقي الحنبلي روى صحيح مسلم في ثبته عن الشهاب أحمد المقري عن القاضي أحمد بن فهد المكي عن تقي الدين الهاشمي عن إبراهيم بن صديق الحريري عن يونس الدبوسي عن علي بن الحسين بن المقير عن أبي الفضل محمد الفارسي السلامي عن الحافظ أبي القاسم عبد الرحمن بن منده عن الحافظ أبي بكر الجوزقي عن مكي عن مسلم
وأما في غير الأثبات الحديثية، فقد وجدت هذا النص في التدوين في تاريخ قزوين لعبد الكريم بن محمد الرافعي المتوفى سنة 623هـ 2/ 24، وسياق الكلام يشير إلى أن المقصود أسانيد صحيح مسلم لأنه ذكر قبله مباشرة أسانيد بعض شيوخه إلى صحيح البخاري ثم قال:
وسمع ببغداد سنة ثمان وعشرين وخمسمائة من أبي بكر محمد بن أحمد بن الحسين البيهقي عن أبي حفص بن مسرور عن محمد بن عبد الله الجوزقى عن مكي بن عبدان عن مسلم اهـ
وكذلك جاء في التدوين في تاريخ قزوين للرافعي 1/ 318 ذكر رواية مكي لكتاب الكنى والأسماء عن مسلم، فقال:
والكنى والأسماء لمسلم ابن الحجاج عن الفهري عن الباجي عن أبي ذر عن محمد بن عبدالله بن محمد بن زكريا عن مكي بن عبدان عن مسلم اهـ
وأما مطلق صحبة مكي بن عبدان للإمام مسلم وروايته عنه فهذه يكثر ذكرها في كتب التراجم، ولعله كان له إجازة عامة من مسلم بمروياته ومؤلفاته، فمن العبارات المطلقة في سماع مكي بن عبدان من مسلم وروايته عنه أشياء الأمثلة الآتية:
معجم البلدان لياقوت الحموي ت 626 هـ 5/ 203
نُكر: قرأت بخط محمد بن نقطة الحافظ:
أبو حاتم مكي بن عبدان بن محمد بن بكر بن مسلم بن راشد النيسابوري النُكريّ هكذا وجدته في معجم أبي أحمد أبي عدي الجرجاني بخط ابن عامر العبدري بنون مضمومة وقد صحح عليه ثلاث مرات وكنت أظنه منسوبا إلى جده بكر وقال لي رفيقنا أبو محمد عبد العزيز بن حسين بن هلالة الأندلسي إنه منسوب إلى نكر من قرى نيسابور سمع من محمد بن يحيى الذهلي ومسلم بن الحجاج القشيري وعبد الله بن هاشم ومحمد بن منحل وكان من الحفاظ حدث عنه أبو أحمد بن عدي وأبو بكر محمد بن عبد الله الجوزقي في صحيحه وأبو علي محمد بن أحمد الصواف وأبو الحسن علي بن عمر الحربي السكري وقال الحاكم في تاريخه روى عنه أبو العباس بن عقدة وأبو بكر بن إسحاق الموصلي وأبو علي الحافظ ثم قال وسمعت أبا حفص يقول توفي أبو حاتم الثقة أصابته سكتة يوم الثلاثاء فتوقف إلى عشية يوم الأربعاء الرابع من جمادى الآخرة سنة 523 اهـ
سير أعلام النبلاء 12/ 365
وقال مكي بن عبدان سألت مسلما عن أبي الأزهر فقال اكتب عنه اهـ
سير أعلام النبلاء 12/ 568
وقال مكي بن عبدان سمعت مسلما يقول عرضت كتابي هذا المسند على أبي زرعة فكل ما أشار علي في هذا الكتاب أن له علة وسببا تركته وكل ما قال إنه صحيح ليس له علة فهو الذي أخرجت ولو أن أهل الحديث يكتبون الحديث مئتي سنة فمدارهم على هذا المسند فسالت مسلما عن علي بن الجعد فقال ثقة ولكنه كان جهميا فسألته عن محمد بن يزيد فقال لا يكتب عنه وسألته عن محمد بن عبد الوهاب وعبد الرحمن بن بشر فوثقهما وسألته عن قطن بن إبراهيم فقال لا يكتب حديثه اهـ
تاريخ بغداد 2/ 182
واسم أبي عتاب الحسن كذلك أخبرنا أبو حازم عمر بن احمد العبدوي قال سمعت أبا بكر الجوزقي يقول أنبأنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو بكر بن أبي عتاب محمد بن الحسن بن طريف الاعين اهـ
تاريخ بغداد 6/ 242
أخبرنا أبو حازم العبدوي الحافظ قال سمعت محمد بن عبد الله الجوزقى يقول قرئ على مكي بن عبدان وأنا أسمع قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو إسحاق إسماعيل بن أبان الغنوي الخياط متروك الحديث اهـ
¥(3/483)
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[15 - 03 - 03, 03:30 ص]ـ
النص الذي تفضل بذكره الشيخ أبو خالد السلمي – بواسطة النقل من كتاب ياقوت الحموي - موجود في كتاب الحافظ ابن نقطة: تكملة الإكمال 6/ 108 وهو كتاب كثير الفوائد الزوائد، و قد ترجم له أيضا في كتابه المفيد التقيد لرواة السنن و المسانيد: وروى فيه روايات. يستفاد منها سنده إليه وروايته عن مسلم الصحيح و غيره. مع ما ذكره الشيخ وليد من أمثلة و ما نص عليه الحفاظ من كونه ثقة بل وصفه ابن نقطة بقوله و كان من الحافظ.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 03 - 03, 09:50 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم مشايخنا الكرام السلمي والمطيري
ومن الكتب التي رواها مكي بن عبدان عن مسلم كذلك كتاب الطبقات كما في الطبقات لمسلم (1/ 139)
وكذلك (جزء ما استنكره أهل العلم من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده) كما في المعجم المفهرس لابن حجر ص 159
التمييز لمسلم كما في المعجم المفهرس لابن حجر ص 160
وكذلك (معرفة رواة الأخبار) وكتاب (الإخوة والأخوات) كما في المعجم المفهرس ص 167
والكنى لمسلم كما في المعجم المفهرس ص 167و174
وأيضا ممن ذكر الرواية عن مكي بن عبدان من غير طريق ابن حجر
(عبدالغني الدهلوي صاحب الثبت المسمى (اليانع الجني)
ومحمد عابد السندي في ثبته المسمى (حصر الشارد)
وصالح بن محمد الفلاني في ثبته (قطف الثمر)) مستفاد من كتاب معجم المعاجم والمشيخات ليوسف المرعشلي (1/ 81).
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 05 - 03, 03:49 ص]ـ
أسأل الله أن يجزي مشايخنا وإخواننا الذين أفادوا في هذا الراوي خير الجزاء، وأسأل الله أن يكثر من أمثالهم ويبارك فيهم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 07 - 03, 11:48 م]ـ
ثم وقف على جزء للحافظ ضياء الدين المقدسي (ذكر ما وقع لنا ممن روى عن مسلم بن الحجاج -أبي الحسين- رحمه الله)
ضمن مجموعة رسائل الحافظ ضياء الدين المقدسي بتحقيق عمرو عبدالمنعم سليم ص 107 - 134
فذكر عشرة من الرواة بإسناده إلى كل واحد منهم
1 - أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ.
2 - أبو حامد أحمد بن علي بن حسنويه المقري.
3 - أبو حامد أحمد بن حمدون الأعمشي.
4 - إبراهيم بن محمد بن سفيان الزاهد -أبو إسحاق.
5 - عبدالله بن محمد بن ياسين.
6 - محمد بن عبدالرحمن الدوغلي.
7 - محمد بن عيسى بن سورة بن الضحاك السلمي الحافظ-أبو عيسى- الترمذي.
8 - أبو عبدالله محمد بن مخلد بن حفص الدوري العطار.
9 - أبو حاتم مكي بن عبدان بم محمد.
10 - أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 01 - 04, 12:38 ص]ـ
فيتبين لنا مما سبق أن الروايات المتصلة الموجودة الآن عن صحيح مسلم هي
رواية الجلودي عن إبراهيم بن سفيان عن مسلم وهي أشهر الروايات
وكذلك رواية القلانسي
وكذلك رواية مكي بن عبدان عن مسلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 03 - 04, 12:13 م]ـ
ذكر تقي الدين الفاسي في ذيل التقييد (1/ 236) في ترجمة ابن دحية
قال روى عن أبي عبدالله محمد بن سعيد بن زرقون ((صحيح مسلم)) أنا أحمد بن محمد الخولاني، أنا أبو ذر الهروي، أنا أبو بكر الجوزقي، أنا أبو حامد الشرقي عن مسلم) انتهى.
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[04 - 03 - 04, 10:22 ص]ـ
جزاكم الله خيرا: شيخ عبد الرحمن الفقيه
مما يرغبنا في المنتدى وجودكم ووجود أمثالكم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 04 - 04, 09:29 ص]ـ
وجزاك الله خيرا شيخنا الكريم أبو محمد، ونسال الله أن يحفظك ويبارك فيك.
ومن النقل السابق من ذيل التقييد (2/ 236) يتبن وجود رواية أبي حامد الشرقي لصحيح مسلم واتصالها بالسماع عند الحفاظ.
ـ[الذهبي]ــــــــ[17 - 04 - 04, 11:30 ص]ـ
يعجبني جدًا هذا الموضوع، وكلما رأيته لا أمل من قراءته، فحفظ الله تعالى الشيخ عبد الرحمن الفقيه، وبارك في علمه، وسدد خطاه.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 04 - 04, 02:04 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ومما يستغرب ويحتاج لبحث أكثر ما ذكر تقي الدين الفاسي في ترجمته للحافظ ابن حجر في ذيل التقييد (1/ 355 - 356) من روايته لصحيح مسلم عن مكي بن عبدان وأبي حامد الشرقي عن مسلم
قال الفاسي
ومما حدث به من مروياته صحيح مسلم لما قراه على شيخنا شرف الدين محمد بن عز الدين محمد بن عبد اللطيف بن الكويك الربعي في خمسة مجالس ورواه الحاضرين عن محمد بن ياسين الجزولي المصري اذنا عن الشريف موسى عن ابن أبي طالب الموسوي حضورا وأجازة انا الحافظ تقي الدين ابن الصلاح وغيره بسندهم المشهور وبرواية الحافظ
شهاب الدين ابن حجر المذكور عن المفتي شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن العز الصالحي الحنبلي اذنا عن القاضي تقي الدين سلمان بن حمزة اذنا عن الحسن بن علي ين السيد العلوي الهاشمي البغدادي عن الحافظ أبي الفضل محمد بن ناصر السلامي عن عبد الرحمن بن محمد بن اسحاق بن مندة عن أبي بكر محمد بن عبد الله الشيباني عن مكي بن عبدان وأبي حامد بن الشرقي الحافظين عن مسلم
والذي يستغرب أن ابن حجر رحمه الله لم يذكر هذا في المعجم المفهرس
واحتمال رواية ابن حجر لها وارد ولكن الغريب عدم ذكره له في المعجم المفهرس، والله أعلم.
¥(3/484)
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[22 - 08 - 04, 08:03 ص]ـ
في " مجلة الحكمة "
العدد التاسع والعشرين (جمادى الثانية 1425)
بحث بعنوان: صحيح الإمام مسلم في الأندلس رواية ودراية من القرن الخامس إلى القرن الثامن
265 _ 327
د. محمد زين العابدين رستم
جامعة القاضي عياض _ كلية الآداب. بني ملال - المغرب
وكانت خطة بحثه على هذا النحو:
المبحث الأول: صحيح مسلم في الأندلس، وفيه:
المطلب الأول: تاريخ دخول صحيح مسلم إلى الأندلس.
المطلب الثاني: روايات صحيح مسلم في الأندلس.
المبحث الثاني: عناية أهل الأندلس بصحيح مسلم، وفيه:
المطلب الأول: مظاهر عناية أهل الأندلس بصحيح مسلم.
المطلب الثاني: المفاضلة بين الصحيحين في الأندلس.
المبحث الثالث: تآليف أهل الأندلس على صحيح مسلم، وفيه:
المطلب الأول: التآليف الأندلسية العامَّة الموضوعة على صحيح مسلم.
المطلب الثاني: شروح أهل الأندلس لصحيح مسلم.
المبحث الرابع: أثر المؤلفات الأندلسية في صحيح مسلم في المشرق، وفيه:
المطلب الأول: أثر ما وُضع على صحيح مسلم في المشرق.
المطلب الثاني: أثر شروح أهل الأندلس لصحيح مسلم في المشرق.
الخاتمة.
وشرطه في هذه الدراسة أن لا يدخل إلا من كان أندلسيا صليبة، وذلك أن يكون مولودا بالأندلس.
أقول: عند كلامه في المبحث الأول _ المطلب الثاني _ روايات الصحيح في الأندلس:
ذكر رواية القلانسي، وابن سفيان.
وقال في الحاشية: لم أجد له (القلانسي) ترجمة فيما وقع إليَّ من مصادر، ولم يعرفه محقق " صيانة صحيح مسلم " لابن الصَّلاح، وأحال في ترجمته على تقييد المهمل، وليس فيه كبير فائدة.
ثم ذكر من أهل الأندلس الذين رووا صحيح مسلم من طريق القلانسي:
1 - يحيى بن محمد بن يوسف الأشعري القرطبي المعروف بابن الجياني، سمع الصحيح بمصر من أبي العلاء بن ماهان عن القلانسي. ت: 390
2 - محمد بن يحيى بن أحمد التميمي ابن الحذَّاء، سمع الصحيح بمصر من أبي العلاء بن ماهان عن القلانسي. ت: 416.
3 - الحسين بن محمد أبو علي الغسَّاني الجياني. ت: 498.
4 - الشيخ الفقيه أبوبكر عبدالباقي ابن بريال الحجازي. ت: 502.
5 - الفقيه أبو القاسم الحسن بن عمر الهوزني الإشبيلي. ت: 512.
6 - القاضي أبو محمد عبدالحق بن عطية الأندلسي. ت: 541.
7 - الحافظ أبو بكر محمد بن خير الإشبيلي. ت: 575.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[04 - 05 - 07, 04:02 م]ـ
يعجبني جدًا هذا الموضوع، وكلما رأيته لا أمل من قراءته، فحفظ الله تعالى الشيخ عبد الرحمن الفقيه، وبارك في علمه، وسدد خطاه.
حفظ الله جميع المشايخ الذين استفدنا من علمهم وأدبهم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 07 - 07, 12:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ذكر الإمام الحافظ شرف الدين أبي الحسن علي بن المفضل بن علي المقدسي ثم الاسكندراني المالكي (ت 611) في في كتابه (الأربعين المرتبة على طبقات الأربعين)
ص 295 في كلامه عن صحيح مسلم (روى عنه إبراهيم بن محمد بن سفيان المروزي الزاهد، وأبو محمد أحمد بن علي بن الحسين بن المغيرة بن عبدالرحمن القلانسي، ولايروى كتابه إلا من طريقهما. انتهى.
ـ[محمد بن زين العابدين رستم]ــــــــ[07 - 02 - 08, 02:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد فلقد قرأت ما تفضل به، الإخوة المشاركون في الإجابة عن السؤال المطروح على بساط النظر والرأي، وشكرت لهم عنايتهم ببحثي الموسوم بـ:" صحيح مسلم في الاندلس رواية ودراية"، بيد أن الحاصل من هذه الأجوبة يفيد أن لا شيء جديد بخصوص المبحوث عنه، فمن كانت عنده ترجمة القلانسي واقفا عليها في أحد المصادر المعتبرة عند أهل العلم، فليكتب، وليرد، وليفدْ، ومن ليس عنده جواب، ولم يظفر به فلا داعي في أن يسود الطرس بلا طائل تحته، وكاتب هذه السطور ما قال إنه لم يجد ترجمة القلانسي حتى استقرأ لها المصادر الكثيرة، وترفق وتدبر وتأنى، وقال يا معلم آدم علمني ويا مفهم سليمان فهمني، .. ثم قال ما قال ...
وبعد فهلا رجل محقق مدقق قد أوتي بسطة في العلم، وسعة في الأستقراء يوقفني بعبارة واضحة بينة مفهومة على ترجمة القلانسي، فنقول له جزاك الله خيرا، أم أن هذا القلانسي أهمل علماء التراجم التعريف به؟؟ العلم عند الله تعالى .....
وكتب أ. د/ محمد بن زين العابدين رستم
أستاذ الحديث النبوي المشارك في جامعة السلطان سليمان بني ملال المغرب.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[07 - 02 - 08, 08:27 ص]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذه فرصة طيبة للترحيب بالدكتور محمد بين إخوانه وأبنائه، فالحمد لله الذي يسر التواصل معك في هذا الموقع المبارك.
أما هذه المذاكرة فلها أكثر من خمس سنوات (1423 هـ)، أي قبل صدور بحثت بعامين (1425 هـ)، ولمَّا وقفت على البحث الطيب الذي كتبته عن روايات صحيح الإمام مسلم في الأندلس في مجلة الحكمة، أحببت أن ألفت نظر إخواني إلى هذه الدراسة، وأخبرهم بما قلتَ عن هذا الراوي، وهذا ليس من باب جحد مجهودك الذي قلتَ عنه الآن، بل من باب الإخبار عن الذي قلتَه عن هذا الراوي وروايته في بحثك.
ومجلة الحكمة لا تصل إلى كثير من المشاركين في الملتقى من دول العالم الإسلامي، ولا شك أن فيما ذكره الإخوة هنا بعض الفوائد الزائدة عن إحالتك، فلا تذهب بك الظنون حفظك الله إلى مالم أقصده، فذكر بحثك كان عرضا، وليس أصلا.
وفقك الله وبارك فيك
¥(3/485)
ـ[محمد بن زين العابدين رستم]ــــــــ[07 - 02 - 08, 08:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الأعز الأود كاتب التعليق المتقدم سلمه الله ...
كتبتُ ما ذكرته قبلُ، لأن الحاجة قائمة للوقوف على ترجمة القلانسي الضائعة بين ثنايا كتب قد طبعت، أو تزال حبيسة رفوف خزائن قديمة، ثم من أجل التنبيه إلى أنه ليس كل رجل ذُكر بعلم قد ترجم له، بل هناك من الرجال والنساء من لم نظفر لهم بترجمة ولا تعريف بعد البحث الشديد، والكشف الدقيق، بينما نقف على تراجم مبسوطة لمن لا حفل به، ومن لا يؤبه له ...
على أنني لست يائسا من الوقوف على ترجمة القلانسي، ففيما يطبع حديثا من كتب التراجم العِلمُ المستكن، والفهم الدقيق، الذي ما دار في خلد بشر من قبلُ.
وكتبت ما كتبتُ، لأن بعض الإخوة المشاركين، يدلون بدلوهم في بعض القضايا، فلا يستفاد مما يكتبون، وإنما يكتبون من أجل أن يكتبوا، ولقد تعلمنا من أهل الحديث أنهم كانوا يكتبون لكي يفيدوا، ويفيدوا لكي يعلموا، ويعلموا لكي يؤجروا ...
وأما القول الذي لا طائل تحته، فأنزه إخواني ونفسي عنه ...
زودنا الله التقوى، ونفعنا بما نقول ونكتب، وجعل ذلك مما يبقى منا بعد البلى والدثور، آمين آمين، وأعتذر لإخواني المشاركين ههنا، فالخير قصدتُ في كلمتي تلك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 04 - 09, 12:45 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[08 - 04 - 09, 01:17 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
جهد مشكور وفقكم الله
ـ[ابو اويس التراثي]ــــــــ[31 - 07 - 10, 07:59 م]ـ
والذي يستغرب أن ابن حجر رحمه الله لم يذكر هذا في المعجم المفهرس
واحتمال رواية ابن حجر لها وارد ولكن الغريب عدم ذكره له في المعجم المفهرس، والله أعلم.
فعلا يستغرب من عدم ذكر الحافظ لهذه الرواية في المعجم المفهرس،
وفي معرض ذكر الحافظ رحمه الله أسانيده للكتب التي خرج منها الأحاديث في تغليق التعليق قال:
بعد أن ساق إسناد رواية الجلودي عن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن سُفْيَان،
وأنبأني بالأفوات الثَّلَاثَة الَّتِي لم يسْمعهَا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن سُفْيَان من مُسلم:
ثم ساق إسناده ... عن ابن ماهان ثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن يحيى بن الأشقر الفقيه الشافعي ثنا أبو محمد أحمد بن علي بن الحسين بن المغيرة القلانسي ثنا مسلم بن الحجاج قراءة عليه وأنا أسمع لجميع الجامع الصحيح سوى من حديث عائشة في الإفك الحديث الطويل إلى آخر الكتاب ففوت للقلانسي أيضا.
ولم يتعرض لرواية مكي بن عبدان وأبي حامد بن الشرقي الحافظين عن مسلم.
يرفع للفائدة،
الشكر موصول لكل الإخوة الكرام،
لكن ما زال السؤال مطروحا عن ترجمة القلانسي.
فهل من مفيد؟
بارك الله فيكم.
أخوكم أبو أويس
طالب ماجستير بمعهد المخطوطات العربية،
مفهرس بمعهد المخطوطات العربية،
مفهرس مشارك بدار الكتب المصرية.
ـ[ربيع المغربي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 05:04 م]ـ
السلام عليكم
في هذا الرابط مزيد فائدة
http://www.almenhaj.net/TextSubject.php?linkid=7562(3/486)
مقالة نافعة في الجرح و التعديل - لا تفوتها
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[11 - 03 - 03, 06:09 م]ـ
قال العلامة أبو الوليد الباجي في التعديل و التجريح (1/ 283)
:
(واعلم أنه قد يقول المعدل فلان ثقة ولا يريد به أنه ممن يحتج بحديثه ويقول فلان لا بأس به ويريد أنه يحتج بحديثه وإنما ذلك على حسب ما هو فيه ووجه السؤال له فقد يسأل عن الرجل الفاضل في دينه المتوسط حديثه فيقرن بالضعفاء فيقال ما تقول في فلان وفلان فيقول فلان ثقة يريد أنه ليس من نمط من قرن به وأنه ثقة بالإضافة إلى غيره وقد يسأل عنه على غير هذا الوجه فيقول لا بأس به فإذا قيل أهو ثقة قال الثقة غير هذا يدل على ذلك ما رواه أبو عبد الله بن البيع قال سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني يقول سمعت أبا بكر محمد بن النضر الجارودي يقول سمعت عمرو بن علي يقول أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا أبو خلدة فقال رجل يا أبا سعيد أكان ثقة فقال كان خيارا وكان مسلما وكان صدوقا الثقة شعبة وسفيان وإنما أراد عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله التناهي في الإمامة لو لم يوثق من أصحاب الحديث إلا من كان في درجة شعبة وسفيان الثوري لقل الثقات ولبطل معظم الآثار وأبو خلدة هذا خالد بن دينار البصري أخرج البخاري في الجمعة والتعبير والعلم عن حرمي بن عمارة عنه عن أنس وقال عمرو بن علي سمعت يزيد بن زريع يقول أخبرنا أبو خلدة وكان ثقة ولكن عبد الرحمن لم يرد أن يبلغه مبلغ غيره ممن هو أتقن منه وأحفظ وأثبت وذهب إلى أن يبين أن درجته دون ذلك ولذلك قال كان خيارا كان صدوقا وهذا معنى الثقة إذا جمع الصدق والخير مع الإسلام
وقد روى عباس بن محمد الدوري عن بن معين أنه قال محمد بن إسحاق ثقة وليس بحجة وأصل ذلك أنه سئل عنه وعن موسى بن عبيدة الربذي أيهما أحب إليك فقال محمد بن إسحاق ثقة وليس بحجة فإنما ذهب إلى أنه أمثل في نفسه من موسى بن عبيدة الربذي وقد روى عثمان بن سعيد الدارمي قال أحمد بن حنبل ذكر عند يحيى بن سعيد عقيل وإبراهيم بن سعد فجعل كأنه يضعفهما فهذا ذكره لعقيل ولم يذكر سبب ذلك ولعله قد ذكر له مع مالك ولو ذكر له مع زمعة بن صالح أو صالح بن أبي الأخضر لوثقه وعظم أمره وقال عبد الرحمن الرازي قيل لأبي حاتم أيهما أحب إليك يونس أو عقيل فقال عقيل لا بأس به فقد قال في مثل عقيل لا بأس به ويريد بذلك تفضيله على يونس ولو قرن له عبد الجبار بن عمر لقال عقيل ثقة ثبت متقدم متقن وقد سئل عنه أبو زرعة الرازي فقال ثقة صدوق فوصفه بصفته لما لم يقرن بغيره وقد ذكر لأبي عبد الرحمن النسوي تفضيل بن وهب الليث على مالك فقال وأي شيء عند الليث لولا أن الله تداركه لكان مثل بن لهيعة
ولا خلاف أن الليث من أهل الثقة والتثبت ولكنه إنما أنكر تفضيله على مالك أو مساواته به قال أبو عبد الله وسمعت أبا العباس يقول سمعت عباس بن محمد يقول سمعت يحيى بن معين يقول قال لي يحيى بن سعيد القطان لو لم أحدث إلا عن كل من أرضى لما حدثت إلا عن خمسة وهذا لا خلاف أنه أراد بذلك النهاية فيما يرضيه لأنه قد أدرك من الأيمة الذين لا يطعن عليهم أكثر من هذا العدد لأنه قد سمع من يحيى بن سعيد الأنصاري ومالك بن أنس وعبيد الله بن عمر العمري وهشام بن عروة وابن جريج وإسماعيل بن أبي خالد وسعيد بن أبي عروبة وسفيان الثوري وشعبة وأدرك معمرا وابن عيينة وهشاما الدستوائي والأوزاعي ونظراءهم كثيرا والأعمش وحماد بن زيد وابن علية وعاصر وكيعا وعبد الرحمن بن مهدي وعبد الله بن المبارك وجماعة من أيمة الحديث الذين لا مزيد عليهم وروى بن المبارك عن سفيان الثوري أنه قال أدركت حفاظ الناس أربعة عاصما الأحول وإسماعيل بن أبي خالد ويحيى بن سعيد قال وأرى هشاما الدستوائي منهم ولم يرد بهذا أنه لم يدرك حافظا غير هؤلاء فقد أدرك الأعمش ومالكا وابن عيينة وشعبة وعبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي العمري وأيوب السختياني وسليمان بن بلال التيمي وقد قال سفيان مرة أخرى حفاظ البصرة ثلاثة سليمان التيمي وعاصم الأحول وداود بن أبي هند وكان عاصم أعظمهم
¥(3/487)
ولا شك أنه أراد في حديث مخصوص أو معنى مخصوص فإنه قد كان بالبصرة أيوب السختياني ويونس بن عبيد الله وعبد الله بن عون وسعيد بن أبي عروبة وغيرهم ممن هم أحفظ في الجملة وأتقن من عاصم وقد روى بن معين قال حجاج بن محمد قال شعبة عاصم أحب إلي من قتادة وأبي عثمان لأنه أحفظهما فبين شعبة وجه تفضيله له إن ذلك مما يختص بحديث أبي عثمان النهدي فلا يشك أحد في تفاوت ما بين قتادة وعاصم بن سليمان الأحول وغير أبي عثمان
وقد قال علي بن المديني سمعت يحيى بن سعيد وذكر عنده عاصم الأحول فقال لم يكن بالحافظ فإما أن يكون قد ظهر ليحيى بن سعيد من حديث عاصم في شيخ من الشيوخ ما اقتضى ما اقتضى مخالفة ما قاله سفيان وشعبة
فيه أو قد قرن له بمن هو فوقه في الحفظ والإتقان كالزهري والأعمش وقتادة ويحيى بن أبي كثير فقصر به عن رتبتهم وقد قال أبو زرعة الرازي فيه هو صالح الحديث
فتأمل تفاوت هذه الألفاظ في ذكره واعلم أن موجب ذلك اختلاف السؤال والله أعلم وقال عبد الرحمن بن مهدي أيمة الناس في زمانهم أربعة حماد بن زيد بالبصرة وسفيان بالكوفة ومالك بالحجاز والأوزاعي بالشام يعني في الحديث والعلم وقد ترك الليث بمصر وترك جماعة غير هؤلاء
فهذا كله يدل على أن ألفاظهم في ذلك تصدر على حسب السؤال وتختلف بحسب ذلك وتكون بحسب إضافة المسؤول عنهم بعضهم إلى بعض وقد يحكم بالجرحة على الرجل بمعنى لو وجد في غيره لم يجرح به لما شهر من فضله وعلمه وأن حاله يحتمل مثل ذلك
فقد قال علي بن المديني كتبنا عن عبد الله بن نمير فربما لا يذكر الحارث بن حصيرة الأزدي ولا أبا يعفور ولا حلام بن صالح وإنما كان يحدث عن هؤلاء الضعفاء ثم حدث عن هؤلاء بعد ثم قال لو كان غير بن نمير لكان ولكنه صدوق
فعلى هذا يحمل ألفاظ الجرح والتعديل من فهم أقوالهم وأغراضهم ولا يكون ذلك إلا لمن كان من أهل الصناعة والعلم بهذا الشأن وأما من لم يعلم ذلك وليس عنده من أحوال المحدثين إلا ما يأخذه من ألفاظ أهل الجرح والتعديل فإنه لا يمكنه تنزيل الألفاظ هذا التنزيل ولا اعتبارها بشيء مما ذكرنا وإنما يتبع في ذلك ظاهر ألفاظهم فيما وقع الاتفاق عليه ويقف عند اختلافهم واختلاف عباراتهم والله الموفق للصواب برحمته
ـ[ابو عبدالله الناصري]ــــــــ[12 - 03 - 03, 02:38 ص]ـ
أحسنت أبا تيمية وكم لك من مثلها
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[12 - 03 - 03, 05:35 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا أبا تيميّة وأحسن الله إليك.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[12 - 03 - 03, 11:58 م]ـ
أحسن الله إليكم و بارك فيكما، أخي الفاضل هيثم و أخي الفاضل أبا عبد الله ..
و على جنب: فضيلة الشيخ أبا عبد الله الناصري، لا تبخل علينا بما عندكم، فكأني أعرفكم و العلم عند الله .. فأنتم ممن فرَّغ نفسه لخدمة السنة و علومها - هذا ما نظنه فيكم و الله حسيبكم -
ـ[ابو عبدالله الرفاعي]ــــــــ[13 - 03 - 03, 02:21 ص]ـ
جزاك الله تعالى خيرا أبا تيمية لقد أجدت وأفدت
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 04 - 04, 02:27 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وهذا ما يسمى بالتوثيق النسبي.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - 04 - 04, 02:59 ص]ـ
أحسنت على نقل هذه الفائدة ..
وذكر الحافظ في لسان الميزان 1/ 17 نحو كلام الباجي رحم الله الجميع، فقال:
(فصل):
وينبغي أن يتأمل أيضا أقوال المزكين ومخارجها فقد يقول العدل: فلان ثقة ولا يريد به أنه ممن يحتج بحديثه وإنما ذلك على حسب ما هو فيه ووجه السؤال له فقد يسأل عن الرجل الفاضل المتوسط في حديثه فيقرن بالضعفاء فيقال: ما تقول في فلان وفلان وفلان؟ فيقول: فلان ثقة يريد أنه ليس من نمط من قرن به فإذا سئل عنه بمفرده بين حاله في التوسط فمن ذلك أن الدوري قال عن ابن معين أنه سئل عن ابن إسحاق وموسى بن عبدة الربذي أيهما أحب إليك؟ فقال: ابن إسحاق ثقة.
وسئل عن محمد بن إسحاق بمفرده؟ فقال: صدوق وليس بحجة.
ومثله أن أبا حاتم قيل له أيهما أحب إليك يونس أو عقيل؟ فقال: عقيل لا بأس به وهو يريد تفضيله على يونس وسئل عن عقيل، و زمعة بن صالح؟ فقال: عقيل ثقة متقن، وهذا حكم على اختلاف السؤال وعلى هذا يحمل أكثر ما ورد من اختلاف كلام أئمة أهل الجرح والتعديل ممن وثق رجلا في وقت وجرحه في وقت آخر، وقد يحكمون على الرجل الكبير في الجرح يعني لو وجد فيمن هو دونه لم يجرح به فيتعين لهذا حكاية أقوال أهل الجرح والتعديل بنصها ليتبين منها فالعلة تخفى على كثير من الناس إذا عرض على ما أصلناه، والله الموفق.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 04 - 04, 11:49 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا أبا تيميّة وأحسن الله إليك
وجزاكم الله خيرا
وهذا كما ذكر شيخنا الفقيه من التوثيق النسبي
وفيه التنبيه الى أهمية الرجوع الى المصادر الاصلية
ككتب العلل والتواريخ المسندة
ومحاولة معرفة ما يتعلق بالعبارة
فالاعتماد على مثل كتاب تهذيب الكمال او تهذيب التهذيب
وما قد يكون فيه من اختصار القصة
ونقل لعبارات مجملة
كثقة
ليس بذاك القوي
ضعيف
ليس بحجة
الخ
هو الذي أوقع كثير من المعاصرين في الخطأ
بل تعدى ذلك الى ان تكلم كثير منهم في أئمة النقد
ولكن بالرجوع الى المصادر الاصلية وبجمع مصدر الكلام ومقارنة العبارة بكلام غيره من الائمة
وقبل ذلك مقارنة ذلك بكلام الناقد نفسه
وايضا بالنظر في الذي جرى عليه العمل لدى ائمة النقاد
كالبخاري ومسلم والنسائي
يتضح المعنى
والله أعلم بالصواب
هذا النص وغيره يجعل الباجي من أئمة النقد ولايظهر ذلك جليا في كتبه الفقهية والاصولية
ولكن لعل الاستفادة من مثل ابي ذر والخطيب والصوري
جعل الباجي في عداد أئمة هذا الشأن
وان كنت أحسب أن أغلب هذه الفوائد من كلام شيوخه رحمهم الله كما يتضح ذلك من كلامه رحمه الله في مقدمة الكتاب
وان كنت لاانكر معرفة الباجي بعلم الحديث ولكن مرتبته في الحديث دون مرتبة هولاء الحفاظ
والله أعلم
¥(3/488)
ـ[أبوالأشبال السكندرى]ــــــــ[10 - 04 - 04, 03:01 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا تيمية, وهذه المسئلة أهميتها كبيرة للناشئة أمثالنا، لأنها تنمى لدى الطلاب ملكة البحث بعيدا عن أخذ كلام الأئمة وفهمه مجردا،بعيدا عن صنيعهم وتعاملهم مع الرواة،بما يبين مقصود كلامهم، وأنه أحيانا"قد تتطرق اليه النسبية كما قال الشيخ الفاضل عبد الرحمن الفقيه ... وجزى الله جميع الأخوة خير الجزاء ..
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[24 - 06 - 04, 01:28 ص]ـ
للاستفادة
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 08 - 04, 03:02 ص]ـ
قال العلامة المعلمي ـ رحمه الله ـ ي التنكيل 1/ 362
قول المحدث ((رواه جماعة ثقات حفاظ)) ثم يعدهم لا يقتضي أن يكون كل من ذكره بحيث لو سئل عنه ذاك المحدث وحده لقال: ((ثقة حافظ)).
هذا ابن حبان قصد أن يجمع الثقات في كتابه ثم قد يذكر فيهم من يلينه هو نفسه بالكتاب نفسه، (1) وهذا الدارقطني نفسه ذكر في (السنن) ص35 حديثاً فيه مسح الرأس ثلاثاً، وهو موافق لقول أصحابه الشافعية ثم قال: ((خالفه جماعة من الحفاظ الثقات ... )) فعدهم وذكر فيهم شريكا القاضي، وأبا الأشهب جعفر بن الحارث، والحجاج بن أرطأة، وجعفر الأحمر. مع أنه قال ص 132 ((شريك ليس بالقوي فيما يتفرد به)) وجعفر بن الحارث لم أر له كلاما فيه، ولكن تكلم فيه غيره من الأئمة كابن معين والنسائي، وحجاج بن أرطأة. قال الدارقطني نفسه في مواضع من (السنن): ((لا يحتج به))، وفي بعض المواضع ((ضعيف))، وجعفر الأحمر اختلفوا فيه. وقال الدارقطني كما في (التهذيب): ((يعتبر به)) وهذا تليين كما لا يخفى.
ونحو هذا قول المصنف: ((شيوخي كلهم ثقات)) أو ((شيوخ فلان كلهم ثقات)) فلا يلزم من هذا أن كل واحد منهم بحيث يستحق أن يقال له بمفرده على الإطلاق ((هو ثقة)) وإنما إذا ذكروا الرجل في جملة من أطلقوا عليهم ثقات فاللازم أنه ثقة في الجملة أي له حظ من الثقة وقد تقدم في القواعد أنهم ربما يتجوزون في كلمة ((ثقة)) فيطلقونها على من هو صالح في دينه، وإن كان ضعيف الحديث أو نحو ذلك.
وهكذا قد يذكرون الرجل في الجملة من أطلقوا أنهم ضعفاء وإنما اللازم أن له خطأ ما من الضعف كما تجدهم يذكرون في كتب الضعفاء كثيرا من الثقات الذين تكلم فيهم أيسر كلام.
-------------------
(1) قلت: وذلك أنه يصف بعض من يورده في ((الثقات)) بصفة تدل على أنه ضعيف من قبل حفظه كقوله في عبيد الله بن الأخنس: ((يخطيء كثيراً)). وقوله في عبيد الله بن سعيد بن مسلم وغيره:
((يخطيء))، وهما عنده بمعنى واحد، فإنه أورد ابن مسلم هذا في ((الضعفاء)) أيضاً فقال: ((كثير الخطأ فاحش الوهم ... )) وكقوله في علي بن هاشم بن البريد (( ... وروى المناكير عن المشاهير)). وقد يقول في بعض (ثقاته): ((يخطيء أحياناً، يعتبر حديثه ... )) .. ن = الألباني.
*******
قلت: وللمعلمي كلام آخر نفيس في التنكيل 1/ 67 وبعدها.
ـ[ضعيف]ــــــــ[07 - 11 - 05, 12:56 م]ـ
احسنتم على هذه الفوائد
ـ[العوضي]ــــــــ[08 - 11 - 05, 04:13 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا الكريم - ولو أنها متأخرة كثيراً نظرا لقدم الموضوع -
وحقا اشتقت لمواضيعك الطيبة
حفظك الله أينما كنت
ـ[أبوهمام المغربي]ــــــــ[09 - 11 - 05, 12:23 ص]ـ
أحسن روايات الموطأ هي رواية ابن بكير فقد عرض الموطا على مالك 14 مرة كما ذكر الحافظ في المعجم المفهرس
ـ[العكاشى]ــــــــ[09 - 11 - 05, 02:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزيتم خيرا وفقنا الله واياكم لما يحبه وبرضاه وقد كنت قديما عزمت على جمع مثل هده الدرر وكان على راسها رواة ضعفهم العلما ووثقهم البخارى رحمة الله على الجميع ولكنى شغلت فهل من مشمر Question سامحونى فانا بليد فى الكمبيوتر نسالكم الدعا اخوكم العكاشى
ـ[ابو اسحاق المغربي]ــــــــ[13 - 11 - 05, 02:11 ص]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا
ـ[صخر]ــــــــ[22 - 03 - 06, 06:20 م]ـ
رواية ابن بكير للموطأ هل هناك من يشتغل عليها؟
ـ[صخر]ــــــــ[01 - 04 - 06, 04:15 م]ـ
للرفع(3/489)
تباين منهج المتقدمين والمتأخرين في التصحيح والتعليل
ـ[ماهر]ــــــــ[14 - 03 - 03, 06:09 ص]ـ
تباين منهج المتقدمين والمتأخرين في التصحيح والتعليل
كان لسلفنا الصالح من أصحاب القرون الثلاثة الأولى فضل كبير في خدمة السنة النبوية، ومن تلك الخدمة: نقلها إلينا بعد تنقيتها من الدخيل والزائد عليها؛ إنهم بذلوا أعلى غاية الجهد في خدمة السنة من أجل أن يدفعوا عنها كل دخيل؛ فأبطلوا جميع مخططات الأعداء الذين كانوا يريدون النيل من السنة وأعملوا أفكارهم وبذلوا جهدهم حتى بينوا أوهام الرواة وأخطاءهم، وحفظوا لنا السنة في صدورهم ودواوينهم حتى أوصلوها لنا نقية من تحريف كل مبطل.
ثم إن هذا الرعيل الأول من المتقدمين قد بلغوا في الحفظ والضبط والإتقان والقوة أقصى غاياته وحفظوا ونقبوا عن الطرق أشد التنقيب؛ حتى بذلوا في خدمة السنة كل غال ونفيس. ومادامت السنة في صدورهم وبين أحضانهم ولعصر الرواية انتماؤهم ووجودهم ولها ثبتت ملاحظتهم ومعايشتهم فقد تأكد وعلى ممر القرون وبالنظر والموازنة والمقارنة أن أحكامهم في هذا الشأن أعلى الأحكام وأصحها؛ لشدة قربهم ومعاصرتهم للرواية، وقوة قرائحهم وحفظهم مئات الألوف من الأسانيد حتى أصبح السند الذي يشذ عن أحدهم عزيزاً نادراً.
ومع هذا الاتصاف بالحفظ التام والنظر الثاقب امتازوا بالورع التام والديانة والمذاكرة بينهم في خدمة هذا الدين عن طريق تنقية السنة من تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.
إذن فإن أقوال المتقدمين وأحكامهم في هذا الشان ينبغي أن تعتبر أقصى حدود الاعتبار، وإن إعلال المتقدمين لحديث من الأحاديث لا ينفعه تصحيح المتأخرين.
بل إن المتأخرين لن يقفوا على مالم يقف عليه المتقدمون ولو وجد شيء على غرار هذا لكان علم المتقدمين به أولاً معلوماً، لكنهم أعلم بما لابس هذا المتن أو الإسناد من علل ظاهرة أوخفية.
وإن مما يؤسف له أن كثيراً ممن ينتحل صناعة الحديث ظن أن هذه الصناعة قواعد مطردة كقواعد الرياضيات؛ فأصبح يعمل القواعد على ظواهر الأسانيد، ويحكم على الأحاديث على حسب الظاهر، بل ربما كان قصارى جهد أحدهم الحكم على الإسناد من خلال تقريب الحافظ ابن حجر أو ما أشبه ذلك من غير مراعاة لما يلحق الرواية سنداً ومتناً من ملابسات وعلل وأخطاء واختلافات. وإننا لنلمح هذا كثيراً حينما نجد تصحيحات المتأخرين تخالف إعلال المتقدمين، وبعد النظر والتحليل وجمع طرق الحديث مع الموازنة والمقارنة وإعادة الفكرة نجد الصواب مع المتقدمين وإنما فات المتأخرين بسبب إهمالهم لجمع الطرق والفحص الشديد وإعمال للقواعد على ظاهرها لكونها عامة مطردة باعتقادهم.
وإن مما يفوت المتأخرين كثيراً قلة اهتمامهم بما يحف الرواية من اختلاف حال الثقة أو الصدوق أو الضعيف من حال إلى حال، ومن وقت إلى وقت، ومن مكان إلى مكان، وكما إن حديث الثقة ليس كله صحيحاً فكذلك حديث الضعيف ليس كله ضعيفاً بل منه ما يقوى، ومع أنا قد ابتلينا بكثرة تصحيح الأحاديث على مجرد النظر في الأسانيد أو إعمال قواعد كقواعد الرياضيات كذلك ابتلينا بالمبالغة في التصحيح بالشواهد والمتابعات من غير بحث ونظر من خشية أن تلك المتابعات والشواهد وهم وخطأ، ربما جاءنا طريق ضعيف من حديث أبي هريرة قويناه، لسند آخر من حديث ابن عباس، مع أن السند الثاني وهم ناتج عن السند الأول.
ومن الأمثلة التي من خلالها يظهر لنا جلياً تباين منهج المتقدمين والمتأخرين حديث عيسى بن يونس، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة مرفوعاً: ((من ذرعه القيء فليس عليه قضاء، ومن استقاء فليقض)).
أخرجه أحمد 2/ 498، والدارمي (1736)، والبخاري في التاريخ الكبير 1/ 91، وأبو داود (2380)، وابن ماجه (1676)، والترمذي (720)، والنسائي في الكبرى (3130)، وابن الجارود في المنتقى (385)، وابن خزيمة (1960) و (1961)، والطحاوي في شرح المعاني 2/ 97 وفي شرح المشكل، له (1680)، وابن حبان (3518)، والدارقطني 2/ 184، والحاكم 1/ 426، والبيهقي 4/ 219، والبغوي (1755) من طرق عن عيسى بن يونس به، وقد توبع عيسى بن يونس تابعه حفص بن غياث عند ابن ماجه (1676)، وابن خزيمة عقب (1961)، والحاكم 1/ 426، والبيهقي 4/ 219.
¥(3/490)
هذا الحديث صححه المتأخرون منهم ابن حبان (3518)، والحاكم في المستدرك 1/ 427 فقال: ((صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه))، والبغوي في شرح السنة (1755)، وصححه أيضاً العلامة الألباني في تعليقه على ابن خزيمة 3/ 226، والشيخ شعيب الأرناؤوط في تعليقه على المسند الأحمدي 16/ 284، والدكتور بشار في تعليقه على ابن ماجه 3/ 172، بينما نجد جهابذة المتقدمين أعلوا هذا الحديث بالوقف وعدوه من أوهام هشام بن حسان، وإن الصواب في الحديث الوقف. قال البخاري: ((لم يصح)) التأريخ الكبير 6/ 251، وقال أيضاً: ((لا أراه محفوظاً)) نقله عنه تلميذه الترمذي عقب (720)، وقال أبو داود: ((قلت له -يعني الإمام أحمد- حديث هشام، عن محمد، عن أبي هريرة؟ قال: ليس من هذا شيء)) سؤالات أبي داود: 292، وقال البيهقي: ((وبعض الحفاظ لا يراه محفوظاً)) السنن الكبرى 4/ 219، ونقل الزيلعي عن مسند إسحاق بن راهويه: ((قال عيسى بن يونس زعم أهل البصرة أن هشاماً وهم في هذا
الحديث)) نصب الراية 2/ 449، وقال الدارمي: ((زعم أهل البصرة أن هشاماً أوهم فيه، فموضع الخلاف ههنا)) سنن الدرامي 1/ 25، ووجه توهيم هشام بن حسان: أن الحديث محفوظ موقوفاً، ورفعه وهم توهم فيه هشام. قال البخاري: ((ولم يصح وإنما يروى هذا عن عبد الله بن سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة رفعه، وخالفه يحبى بن صالح، قال: حدثنا يحيى، عن عمر بن حكيم بن ثوبان سمع أبا هريرة، قال: ((إذا قاء أحدكم فلا يفطر فإنما يخرج ولايولج)) التاريخ الكبير 1/ 251، وهذا نظر عميق من البخاري في إعلال الرواية المرفوعة بالرواية الموقوفة، وإن سبب الوهم الذي دخل على هشام إنما كان بسبب رواية عبد الله بن سعيد المتروك، وقد وافق البخاري على هذا الإعلال الإمام النسائي، فقد قال: ((وقفه عطاء))، ثم ذكر الرواية الموقوفة. السنن الكبرى عقب (3130)، وقد خالف الشيخ ناصر الدين الألباني ذلك فصحح الحديث في تعليقه على صحيح ابن خزيمة 3/ 229 معتمداً على متابعة حفص بن غياث - وهي عند ابن ماجه (1676)، والحاكم 1/ 426، والبيهقي 4/ 429 - لعيسى بن يونس قال: ((وإنما قال البخاري وغيره:بأنه غير محفوظ لظنهم أنه تفرد به عيسى بن يونس، عن هشام)) إرواء الغليل 3/ 53.
قلت: وهذا بعيد جداً؛ لأنه يستبعد عن الأئمة الحفاظ السابقين الذين حفظوا مئات ألوف من الأسانيد أنهم لم يطلعوا على هذه المتابعة، فأصدروا هذا الحكم، بل إن العلة عندهم هي وهم هشام لا تفرد عيسى بن يونس كما صرح به البخاري في تاريخه؛ فإنه قال: ((إن حديث هشام عندهم وهم لا يلتفت إليه)) التاريخ الكبير 1/ 19، وقد تقدم قول عيسى بن يونس في توهيم هشام ونقله عن أهل البصرة ذلك، وإقرار الدارمي ذلك، ومما يدل على أن المتابعة التي ذكرها الشيخ الألباني معروفة لديهم أن أبا داود الذي سأل الإمام أحمد بن حنبل عن حديث هشام قد أشار إلى متابعة حفص لعيسى، إذ قال: ((ورواه أيضاً حفص بن غياث، عن هشام مثله)) السنن عقب
(2380).
إذن فإعلال جهابذة المحدثين ومنهم: أحمد والبخاري والدارمي والنسائي -وَهُمْ مَنْ هُمْ في الحفظ والإتقان -لا ينفعه ولا يضره تصحيح المتأخرين.
ومن الأمثلة الأخرى التي من خلالها يظهر لنا جليا تباين منهج المتقدمين والمتأخرين في التصحيح والتعليل حديث رواه الترمذي الجامع الكبير (2651)، قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا نوح بن قيس، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((يأتيكم رجال من قبل المشرق يتعلمون، فإذا جاءوكم فاستوصوا بهم خيراً))، قال: فكان أبو سعيد إذا رآنا، قال: مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
¥(3/491)
مدار هذا الحديث على أبي هارون فقد رواه عنه معمر في جامعه (20466)، ومن طريقه البيهقي في المدخل (622)، ومحمد بن مهزم عند الطيالسي في مسنده (2191)، وسفيان عند ابن ماجه في سننه (2191)، والترمذي في الجامع الكبير (2650)، والصيداوي في معجم شيوخه: 358، والحكم بن عبدة عند ابن ماجه في سننه (247)، وعلي بن عاصم عند الرامهرمزي في المحدّث الفاصل (22)، والخطيب في شرف أصحاب الحديث (33)، ومحمد بن ذكوان عند البيهقي في شعب الإيمان (1741) وفي المدخل، له (624)، والخطيب في شرف أصحاب الحديث (35)، وحسن بن صالح عند الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (807)، وقد تفرد به أبو هارون، وأشار إلى ذلك الترمذي إذ قال: ((هذا حديث لا نعرفه إلاَّ من حديث أبي هارون، عن أبي سعيد)) الجامع الكبير عقب (2651)، وأبو هارون هو عمارة بن جوين متروك الحديث ومنهم من كذبه انظر ميزان الاعتدال 3/ 173، والتقريب (4840)، وعلى هذا فالحديث ضعيف.
إلاَّ أن بعض المصادر المتأخرة مثل المحدث الفاصل للرامهرمزي (21)، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم في 2/ 12، والمستدرك للحاكم 1/ 18، والمدخل للبيهقي (621) أخرجوه من طريق سعيد بن سليمان، بالإسناد أعلاه.
وأخرجه الرامهرمزي في المحدّث الفاصل (20) من طريق بشر بن معاذ العقدي قال: حدثنا أبو عبد الله (شيخ ينزل وراء منزل حماد بن زيد)، قال: حدثنا الجريري.
وأوردت طريقاً آخر لهذا الحديث عن سعيد بن سليمان الواسطي، عن عباد بن العوام، عن الجريري ?وهو سعيد بن إياس -، عن أبي نضرة العبدي، عن أبي سعيد به، واستدل بعض أئمة الحديث المتأخرين بهذا الطريق لتصحيح هذا الحديث إذ استشهد به الرامهرمزي في المحدث
الفاصل، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وصححه الحاكم، وقال: ((هذا حديث صحيح ثابت لاتفاق الشيخين على الاحتجاج بسعيد بن سلمان، وعباد بن العوام، والجريري ثم احتجاج مسلم بحديث أبي نضرة فقد عددت له في المسند الصحيح أحد عشر أصلاً للجريري، ولم يخرجا هذا الحديث الذي هو أول حديث في فضل طلاب الحديث، ولايعلم له علة فلهذا الحديث طرق يجمعها أهل الحديث عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد، وأبو هارون ممن سكتوا عنه)) المستدرك 1/ 88، وأشار البيهقي إلى أن رواية الجريري، عن أبي نضرة عاضدة لرواية أبي هارون إذ قال:
((هكذا رواه جماعة من الأئمة، عن أبي هارون العبدي. وأبو هارون، وإن كان ضعيفاً، فرواية أبي نضرة له شاهدة)) المدخل إلى السنن الكبرى: 369 فقرة (623)، وحسنه العلائي فقال:
((إسناده لا بأس به؛ لأن سعيد بن سليمان هذا هو النشيطي فيه لين يحتمل، حدّث عنه أبو زرعة، وأبو حاتم الرازي وغيرهما))، وصححه أيضاً العلامة الألباني حيث أورده في الصحيحة حديث رقم (280)، وأسهب الكلام في تصحيحه مستنداً في ذلك إلى ما ذهب إليه الحاكم، ورد على العلائي في أن سعيد بن سليمان هو الواسطي الثقة وليس النشيطي. وأورد بعد ذلك متابعات وشواهد أخرى للحديث.
إلاَّ أن الإمام أحمد كانت له نظرة أخرى لهذا السند دلت على دقة ملاحظة المتقدمين من أئمة الحديث وبعد نظرهم؛ إذ قال حينما سأله تلميذه مهنأ عن هذا الإسناد: ((ما خلق الله من ذا
شيئاً، هذا حديث أبي هارون، عن أبي سعيد))، وعلق على ذلك العلامة الألباني قائلاً:
((وجواب أحمد هذا يحتمل أحد أمرين: إما أن يكون سعيد عنده هو الواسطي، وحينئذ فتوهيمه في إسناده إياه مما لا وجه له في نظري لثقته كما سبق، وإما أن يكون عني أنه النشيطي الضعيف، وهذا مما لا وجه له بعد ثبوت أنه الواسطي)).
والواضح أن علة الحديث ليست بكون سعيد بن سليمان هو الواسطي أو النشيطي، بل إن علته التي تنبه لها الإمام أحمد والإمام الترمذي هي اختلاط الجريري حيث إنه اختلط قبل وفاته بثلاث سنين ومن سمع منه قبل الاختلاط هم (شعبة، وسفيان الثوري، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وإسماعيل بن علية، ومعمر بن راشد، وعبد الوارث بن سعيد، ويزيد بن زريع، ووهيب بن
¥(3/492)
خالد، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، وبشر بن المفضل، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وسفيان بن عيينة)، ومن هذا يتضح أن عباد بن العوام سمع من الجريري بعد الاختلاط، وأن الجريري أخطأ في ذكر أبي نضرة بدلاً من أبي هارون، ومما يدل على اختلاط الجريري في هذا الحديث وخطئه أنه خالف من هم أكثر منه عدداً وحفظاً فكما سبق ذكره أن (محمد بن مهزم، ومعمر، وسفيان الثوري، والحكم بن عبدة، وعلي بن عاصم، ومحمد بن ذكوان، وحسن بن صالح) جميعهم رووا الحديث عن أبي هارون، عن أبي سعيد، ولم يذكر أحداً منهم أبا نضرة.
أما المتابعات التي ساقها العلامة الألباني فإنها ضعيفة، وإليك ما وقفنا عليهِ من المتابعات:
1. روي من طريق سفيان الثوري، عن أبي هريرة، عن أبي سعيد، به. عندَ أبي نعيم في
الحلية 9/ 253، وهذا إسناد ضعيف للانقطاع في سنده بين سفيان الثوري وأبي هريرة.
2. روي من طريق الليث بن أبي سليم، عن شهر حوشب، عن أبي سعيد، به عندَ الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (357)، والذهبي سير أعلام النبلاء 15/ 362، وهذا إسناد ضعيف أيضاً فيهِ الليث بن أبي سليم ضعيف فيهِ كلام ليس باليسير.
3. روي من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني، قالَ: حدثنا ابن الغسيل، عن أبي خالد مولى ابن الصباح الأسدي، عن أبي سعيد الخدري، به. عندَ الرامهرمزي المحدّث الفاصل (23)، وهذا أيضاً ضعيف فيهِ يحيى بن عبد الحميد الحماني أتهم بسرقة الحديث التقريب (7591)، ولعل هذا مما سرقه وجنته يداه.
بعد عرض هذا الحديث يبدو واضحاً الفرق بين إعلال المتقدمين لهذا الحديث وبين تسرع المتأخرين في تصحيحه، لا سيما وقد اتفق على تضعيفه عالمان جليلان من مدرستين مختلفتين:
أولاهما: الإمام المبجل العراقي أحمد بن حنبل، والإمام الجهبذ محمد بن عيسى الترمذي تلميذ البخاري وخريجه، وهذا الجزم منهما على أن الحديث حديث أبي هارون هوَ حكم ناتج عن استقراء تام للمرويات ولم يخف عليهم طريق عباد بن العوام، عن الجريري، وأنه إسناد خطأ مركب لذا كانَ جواب الإمام المبجل أحمد بن حنبل: ((ما خلق الله من ذا شيئاً)). نص صريح في الحكم على خطأ الحديث.
وهذا وأمثاله يقوي لنا الجزم بأن كثيراً من الأسانيد الغريبة التي لم تدون في المصنفات القديمة لا قيمة لها، وإلاَّ فكيف نفسر إهمالهم لها مع معرفتهم بها، بل وكيف نفسر حفظهم لمئات الألوف من الأسانيد ثم طرحها وعدم تصنيفها والاكتفاء بتصنيف عشر معشارها.
وهناك حديث وقفت به على علة، وهو أني نظرت إلى إعلال ابن المديني واستوقفني حكمه عليه بالنكارة، فأردت أن أفسر النكارة، وأعرف سبب هذا الإعلال مع أن ظاهر السند القوة، وهو حديث رواه ابن أبي شيبة (1723)، وأحمد 4/ 194، والبزار (3762)، والطحاوي في شرح المعاني 1/ 73، والطبراني في الكبير (5221) و (5222)، وابن عدي في الكامل 7/ 270، من طريق محمد بن إسحاق، قال: حدثني الزهري، عن عروة، عن زيد بن خالد الجهني، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَنْ مسَّ فَرجَهُ فليتوضأ)).
وظاهر إسناد هذا الحديث الصحة ومحمد بن إسحاق صرح بالسماع فانتفت شبهة تدليسه، وقد حسّن هذا الإسناد الشيخ شعيب الأرنؤوط في تعليقه على مسند الإمام أحمد 36/ 19 (21689) ط الرسالة إذ قال: ((إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وباقي رجاله ثقات رجال
الشيخين .. )).
ولكن أئمة علم الحديث من المتقدمين قد حكموا على هذا الإسناد بالوهم والنكارة، إذ قال الإمام زهير بن حرب: ((هذا عندي وهم، إنما رواه عروة، عن سبرة)) الكامل 7/ 270 وحكم عليه الإمام علي بن المديني بالنكارة المعرفة والتأريخ 2/ 16، وتأريخ بغداد 1/ 229.
وعلى هذا وافقهم من المتأخرين ابن عبد الهادي فقال في التنقيح 1/ 458: ((حديث زيد بن خالد غلط فيه ابن إسحاق، وصوابه عن بسرة بدل زيد)).
¥(3/493)
وبعد المتابعة والبحث وجدنا أن تضعيف الإمامين الجليلين لهذا السند كان مبنياً على أسس علمية رصينة إن دلت على شيء فإنها تدل على قوة ملاحظة أئمة الحديث من المتقدمين وبعد نظرهم وإحاطتهم بطرق الحديث كافة، مع مراعاة حالة الرواة ومدى ضبطهم للأحاديث؛ إذ إن الإمام الجهبذ علي بن المديني عدَّ هذا الإسناد من منكرات محمد بن إسحاق واتضح لنا أن محمد بن إسحاق قد خالف من هم أحفظ منه لرواية الزهري؛ إذ إن هذا الحديث روي من طريق شعيب بن أبي حمزة عند أحمد 6/ 407، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3222)، والنسائي 1/ 100 - 101، والطبراني 24/ (493)، والبيهقي في السنن 1/ 129 وفي الخلافيات، له (504)، وابن عبد البر في التمهيد 17/ 188، ويونس بن يزيد الأيلي عند ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3227)، والطبراني24/ (494)، وابن أبي ذئب عند ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3223)، والطبراني 24/ (495)، وعبد الرحمان بن خالد بن مسافر عند الطبراني 24/ (492)، وعقيل بن خالد عند البيهقي في السنن 1/ 132 وفي الخلافيات، له (505)، هؤلاء جميعهم رووه عن الزهري، عن
عبد الله بن أبي بكر بن حزم الأنصاري، أنه سمع عروة بن الزبير: ((ذكر مروان في إمارته على المدينة أنه يتوضأ من مسّ الذكر إذا أفضى إليه الرجل بيده فأنكرت ذلك عليه، فقلت: لا وضوء على من مسه، فقال مروان: أخبرتني بسرة بنت صفوان أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر ما يتوضأ منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وَيتوضأُ مِنْ مَسِّ الذَّكَرِ)) .. )).
وهذا هو الصواب؛ لأن محمد بن إسحاق قد خالف في هذا الحديث من هم أوثق منه في الزهري ومن هؤلاء شعيب بن أبي حمزة الذي قال عنه ابن معين: ((شعيب أثبت الناس في
الزهري .. )) تهذيب الكمال 3/ 396، إضافةً إلى المتابعات الأخرى لشعيب، وقال البيهقي عن هذا الطريق عقب رواية عقيل بن خالد، عن الزهري: ((هذا هو الصحيح من حديث
الزهري)).
أما طريق ابن إسحاق فهو وهم منه ولم يتابعه عليه أحد إلاّ متابعة واهية عند ابن عدي في الكامل 1/ 318، من طريق أحمد بن هارون المصيصي، قال: حدثنا حجاج بن محمد، عن ابن جريج، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة وزيد بن خالد، به، وهذا إسناد معلول لسببين:
الأول: فيه أحمد بن هارون، قال ابن عدي عنه: ((يروي مناكير عن قوم ثقات لا يتابع عليه أحد))، وقال: ((وهذا الحديث يرويه محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عروة، عن زيد بن خالد. ومن حديث ابن جريج، عن الزهري غير محفوظ))، وقال أيضاً بعد أن سرد حديثاً آخر له: ((ولم أجد لأحمد هذا أشنع من هذين الحديثين)) الكامل 1/ 318 - 319.
والثاني: تدليس ابن جريج.
ومن هذا يتضح أن الشيخ شعيباً –حفظه الله ومتعنا بعلمه- قد تابع ظاهر سند الحديث، وهذا ما درج عليه المعاصرون من الناقدين دون الدخول إلى تفريعات وطرق الأحاديث المتشعبة وهذا ما يؤدي بهم –وكما هو الحال في هذا المثال- إلى الوقوع في وهم في الحكم على الأحاديث. وهذا ما تنبه له أئمة الحديث الأفاضل من المتقدمين إذ إنهم لا يحكمون على الحديث لأول وهلة، لكن بعد متابعة طرقها ومعرفة حال رواتها ومتى تكون رواياتهم دقيقة؟ ومتى تكون مخالفة للصواب؟ والفضل في هذا يعود إلى الكم الهائل والخزين الوافر من حفظ الأسانيد والمتون الذي كانوا يتمتعون به فهم عاصروا الرواية وكانت السنة محفوظة لديهم بصدورهم وسطورهم وعاينوا أحوال الرواة ومراتبهم، وما تحيط الأحاديث من أمور وعلل، وأحوال فرحمهم الله وجزاهم عن الإسلام والمسلمين ألف
خير. وإن من واجب المتأخرين الآن أن يجدّوا ويجتهدوا في شرح إعلالات جهابذة المتقدمين ويحاولوا الوصول إلى شرح مرادهم وحلِّ عباراتهم ومعرفة سبب أحكامهم.
وإن من أسباب التباين بين منهج المتقدمين والمتأخرين، أن المتأخرين في نقدهم الحديث لا يحيطون بجميع أحوال الراوي؛ إذ إن الرواة ثقاتاً كانوا أو غير ذَلِكَ لهم حالات مخصوصة في
¥(3/494)
شيوخهم، فنجد الثقة في بعض الأحيان يكون ضعيفاً في شيخ معين أو في روايته عن أهل بلد معين وما أشبه ذَلِكَ، ونجد الضعيف في بعض الأحيان يكون ثقة في بعض شيوخه؛ لشدة ملازمته لهم أو مزيد عنايته بضبط أحاديثهم، وأُمثّلُ لهذا التنظير بما رواه ابن سعد في الطبقات 1/ 456، والترمذي في الشمائل (117)، والعقيلي في الضعفاء 3/ 21، وابن حبان (6397)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي ?: 117، والخطيب في تأريخ بغداد 11/ 293، والبغوي في شرح السنة (3109)
و (3110)، من طريق عبد العزيز بن محمد، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قالَ: ((كانَ النبي ? إذا اعتم سدل عمامته بين كتفيه)).
هذا الحديث قوّى إسناده العلامة الشيخ شعيب الأرناؤوط في تعليقه على صحيح ابن حبان
(6397)، وحسّن إسناده في تعليقه على شرح السنة للبغوي (3109) و (3110)، وصححه العلامة الألباني في الصحيحة (717)، بكثرة طرقه وشواهده، وعنوا بضعف من رواه عن الدراوردي، فذكروا المتابعات، وبعد البحث والنظر والتفتيش تبين أن العلامتين الأرناؤوط والألباني لم يتنبها إلى علته، فهوَ معلول بعبد العزيز بن محمد الدراوردي الثقة، وفيه من هذا الوجه علتان:
الأولى: إن الإمام أحمد أشار إلى ضعفه في روايته عن عبيد الله بن عمر العمري خاصة، فقالَ فيما نقله عنه أبو طالب: ((وربما قلب حديث عبد الله بن عمر -وهو ضعيف- يرويها عن عبيد الله ابن عمر)) الجرح والتعديل 5/ الترجمة (1833)، ولذلك قالَ النسائي: ((حديثه عن عبيد الله بن عمر منكر)) تهذيب الكمال 18/ 194، وقول النسائي هذا نقله الحافظ ابن حجر في التقريب.
الثانية: إن الصحيح في هذا الحديث أنه موقوف، قاله الإمام أحمد فيما نقله العقيلي، قالَ: ((حدثني الخضر بن داود، قالَ: حدثنا أحمد بن محمد، قالَ: قيل لأبي عبد الله: الدراوردي يروي عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كانَ يرخي عمامته من خلفه. فتبسم، وأنكر، وقال: إنما هوَ هذا موقوف)) الضعفاء الكبير 3/ 21، ونقله الذهبي في السير8/ 367، والرواية الموقوفة: أخرجها ابن سعد الطبقات 4/ 174، عن وكيع، عن العمري، عن نافع، عن ابن عمر أنه اعتم.
ورواه ابن سعد الطبقات 4/ 175، عن غير العمري موقوفاً كذَلِكَ.
إذن لزمنا أن نتبع المنهج العلمي الذي سار عليهِ جهابذة هذا الفن من أهل الحديث من العلماء الأوائل أصحاب القرون الأولى الذين حفظوا لنا تراث سنة نبينا صلى الله عليه وسلم، إذ إنهم حفظوا لنا السنة برمتها في صدورهم ودواوينهم.
ثم إن المتقدمين قد رسموا لمن جاء بعدهم طريقاً واضحاً بيناً سليما يمتاز بالدقة والنظر التام. فعلى المتأخرين أن يعتبروا أقوال المتقدمين أقصى حدود الاعتبار ليحصلوا على المنهج العلمي والمعيار البحثي الأصل، وذلك من طريقة سرد المتقدمين للأحكام ونقدهم لطرق الحديث ومتونه.
وإن مما يؤكد لنا صحة المنهج البحثي للمتقدمين، أنهم سبروا الطرق، وجمعوا أحاديث الرجال، وحكموا على المتون والرجال بعد معاودة النظر والمذاكرة والبحث والموازنة والمقارنة والنظر الثاقب بعين الإنصاف. ثم بعد كل هذا الجهد، عرضوا هذه الأحكام وتلكم النتائج على ما حفظوه من ثروة هائلة من تراث هذه الأمة. وهذه الثروة تتمثل بحفظ الجم الغفير من المتون والأسانيد المتكررة التي بلغت مئات ألوف من الأسانيد وعشرات الألوف من المتون حتى انتهوا إلى أحكامهم الصحيحة التي توصلوا إليها بعد إفراغ جهدهم فكانت أحكامهم صادرة نتيجة دراسات وأبحاث قل نظيرها مع دقة الميزان النقدي الذي تمتعوا به؛ لكثرة حفظهم للأحاديث واعتيادهم عليها واختلاطها بدمهم ولحمهم، بل إن ما يحكمون عليهِ من أحاديث لم يكونوا يعرضونه على ما حفظوه من أسانيد فحسب، بل يعرضونها كذلك على ما رزقهم الله به من معرفة واسعة في الفقه؛ إذ لم يكونوا محدّثين فحسب بل كانوا فقهاء محدّثين، والفقه عندهم ضروري؛ إذ كيف يحكمون على الحديث وعدم المخالفة القادحة شرط، والمخالفة ليست قاصرة على مخالفة الحديث لحديث آخر بل هوَ أوسع من ذَلِكَ، فمن ذَلِكَ المخالفة لآية أو إجماع أو سنة ثابتة أو قاعدة متفق عليها، وما أشبه ذَلِكَ من المخالفات.
¥(3/495)
وإن من أوجب الواجب على المتأخرين أن يحاولوا فهم كلام المتقدمين بالتعليل، ومع هذا ليس كل أحد منا أو أي باحث يستطيع أن يعلل أحكامهم ويفهم سبب ما ذهبوا إليه، إلاَّ من رزقه الله فهما واسعاً واطلاعاً كبيراً، واعتاد على معاودة النظر في كلام الأئمة المجتهدين من أهل الحديث ثم أمعن النظر في كتب العلل والرجال والتخريج مع ممارسته النقد والتعليل.
ولما كانَ الأمر كذلك يجب تقديم منهج المتقدمين على المتأخرين. ويجب اعتبار أقوال الأئمة المتقدمين أيما اعتبار في تعليل الأحاديث أو تصحيحها ونقد متونها. ويجب أن يعتبر ذَلِكَ أقصى غاية الاعتبار مع التحرز من مخالفتهم في أحكامهم لا سيما عندَ اجتماع كبرائهم على أمر في التصحيح والتضعيف والتجريح. وأقوال المتقدمين ثمينة غالية لا ينبغي التفريط بها وإهمالها بحجة الاكتفاء باتباع القواعد التي في كتب المصطلح.
وربما نُسأل إذا كانَ الأمر كذلك فمتى يسعنا مخالفة المتقدمين؟
وجوابه:أننا يحق لنا ويسعنا أن نخالف بعض المتقدمين إذا اختلفوا وتباينت وجهات نظرهم، فعندها ننظر إلى الأدلة والأسباب والقرائن والمرجحات ونعمل الرأي والاجتهاد نحو طريقتهم بجنس مرجحاتهم وقرائنهم وقواعدهم التي ساروا عليها.
وما ذكرناه نقوله مع إيماننا العميق بأن التصحيح والتضعيف من الأمور الاجتهادية التي تباينت فيها القدرات العلمية والمكانة التي يتمثل بها الناقد مع المقدرات الذهنية وظهور المرجحات والقرائن لكل واحد.
ومن الأمور التي جعلت التباين واضحاً بين منهج المتقدمين والمتأخرين، وكون المتأخرين على أمور خالفوا فيها المتقدمين، ومن ذَلِكَ: قبول زيادة الثقة مطلقاً؛ فقد شاع وانتشر واشتهر عندَ المتأخرين قبول زيادة الثقة مطلقاً، وهذا المنهج اشتهر منذ القرن الخامس الهجري.
قالَ الخطيب في الكفاية (424 - 425 ه، 597 ت): ((قالَ الجمهور من الفقهاء وأصحاب الحديث: زيادة الثقة مقبولة إذا انفرد بها ولم يفرقوا بين زيادة يتعلق بها حكم شرعي أو لا يتعلق بها حكم وبين زيادة توجب نقصاناً من أحكام تثبت بخبر ليست فيهِ تلك الزيادة، وبين زيادة توجب تغيير الحكم الثابت أو زيادة لا توجب ذَلِكَ وسواء كانت الزيادة في خبر رواه راويه مرة ناقصاً ثم رواه بعد وفيه تلك الزيادة، أو كانت الزيادة قد رواها غيره ولم يروها هوَ)).
وقد قلده النووي تقليدا تاماً تنظيراً وتطبيقاً، قالَ السخاوي: وجرى عليهِ النووي في مصنفاته. فتح المغيث 1/ 234. بل قالَ النووي: ((زيادات الثقة مقبولة مطلقاً عندَ الجماهير من أهل الحديث والفقه والأصول)) شرح صحيح مسلم 1/ 25.
وهذه النقول الجازمة لم يقل بها الجماهير من المتقدمين مع كل هذا فقد اغتر بنقل الخطيب والنووي عدد غير قليل من العلماء، بل أصبح قبول زيادة الثقة منهج أغلب المتأخرين.
والأخذ بهذه القاعدة الشاذة المنكرة بهذا التوسع غير صحيح، بل هوَ مخالف ومباين لمنهج المتقدمين، ومن خلال بحثي العميق في كتب العلل والجرح والتعديل والتخريج والنظر في كلام المتقدمين، وجدت أن مدار ذَلِكَ على قوة القرائن والمرجحات، ومن تلك القرائن والمرجحات:
اعتبار الأوثق والأحفظ والأكثر والأشد ملازمة والأطول صحبة والأشد عناية بحديث ما وما إلى غير ذَلِكَ من المرجحات والقرائن.
ومعرفة المتقدمين للزيادات واسعة، ومعرفة صحيحها من سقيمها أمور ميسور عليهم؛ إذ حفظوا مئات من الألوف من طرق الأحاديث وطافوا في شتى أنحاء المعمورة من أجل التنقيب والتنقير عن الحديث النبوي الشريف، وفتشوا إيما تفتيشٍ عن أحوال الرواة والزيادات فكانت السنة النبوية في صدور أولئك الحفاظ من المتقدمين وتدوين السنة وأحوال الرواة، وقد واكبوا الرواية وتدوين السنة وأحوال الرواة وقد دونت الكتب الحديثية بشتى أنواعها في كتب الجوامع والسنن والمصنفات والمسانيد والمعاجم والأجزاء والفوائد؛ لذا لم يفت المتقدمين شيء من مورث سنة نبينا صلى الله عليه وسلم؛ بل إن المتقدمين لم يكتفوا بسماع الحديث مرة أو مرتين بل كانوا يرحلون من أجل العلو والتأكد من الحفظ وكانوا يتذاكرون المتون والأسانيد والعلل والزيادات وأوهام الرواة.
¥(3/496)
ومن الأمور التي جعلت التباين كبيراً بين منهج المتقدمين والمتأخرين أن المتأخرين قد بالغوا في تصحيح الأحاديث وتقويتها بالشواهد والمتابعات، لكن كانَ علينا أن ندرك في الوقت نفسه أن أئمة هذا الفن من المصنفين في علم الحديث قد أهملوا كثيراً من الطرق الواهية والتالفة والمعلولة والمركبة التي كانوا يحفظونها لا سيما عندَ التصنيف، وإلا فكيف نفسر تركهم لمئات ألوف من الأحاديث التي كانوا يحفظونها من مثل الإمام أحمد الذي كانَ يحفظ ألف ألف إسناد ولم يستوعب كتابه ثلاثين ألف إسناد، ومن مثل الإمام البخاري الذي كانَ يحفظ ستمئة ألف سند ولم يتجاوز كتابه تسعة آلاف سند، وعلى غرارهما الإمام مسلم وأبو داود وأبو حاتم وأضرابهم من المحدثين.
إذن كثير من الأسانيد التي اغتر المتأخرون بتقوية بعضها ببعض إنما هي أسانيد لا قيمة لها ولا تصلح للمتابعة والتقوية، وهذا المنهج يظهر جلياً في تخريجات العلامتين الألباني وشعيب مع أن جهدهما مشكور في خدمة السنة، وعلى هذا يتعّين على الناقد أن ينظر بعين فاحصة بصيرة إلى سبب ترك المحدثين الأوائل لهذه الكمية من الأحاديث، وأن ينظروا إلى كل حديث أو طريق لم يوجد إلا في المصنفات المتأخرة وليس لها أصل في المؤلفات السابقة، فعلى الباحث أن يمعن النظر في دراسة هذه الأحاديث للوقوف على السبب الذي جعله لا يوجد إلاّ في هذه المصنفات المتأخرة، وممّا يقوي هذا أن حديث عبّاد بن العوام، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد في الوصية لطلبة العلم كانَ موجوداً في الأعصر المتقدمة يؤيده سؤال مُهنأ الإمام أحمد عنه وإجابته بقولِهِ: ((ما خلق الله من ذا شيئاً))، ومع هذا فإن أحداً من المصنفين المتقدمين كأصحاب المسانيد والجوامع والمصنفات والسنن لم يخرجوه في كتبهم فبقي هذا السند التالف متروكاً مختفياً حتى ظهر القرن الرابع، وإن مما يؤسف عليهِ أن المتأخرين لتقويتهم لبعض الأحاديث في المتابعات والشواهد، حينما ينقلون حديثاً من كتب التراجم لا يتنبهون إلى أن من وضعها في هذه الكتب، إنما مرادهم في الأعم الأغلب حرصهم أن تقع لهم هذه الأحاديث، من طرق من ترجموا لهُ بغض النظر عن قوة هذه الأحاديث وعما تمثله من قيمة حديثية، فيغفل المتأخر الذي يصحح بالمتابعات والشواهد، عن هذه الطريقة وهذا المقصود، وربما تكون هذه الأسانيد ضعيفة أو واهية، ومراد المخرّج لها سوق تلك الأحاديث في ترجمة المترجم لهُ، فعلى هذا يتعين على الباحث الناقد، أن يعلم أن إيراد الحديث بكتب التراجم عندَ الذين كتبوا في التراجم لهُ غايات وأسباب عديدة، ومن تلك الأسباب، أنها تهدف في الأعم الأغلب إلى تقويم هذا الراوي وبيان حاله من قوة أو ضعف، وأدل دليل على هذا أنهم لم يضعوا هذه الأحاديث في كثير من الأحيان في الكتب الخاصه بالمتون، وأحسن مثال على ذَلِكَ صنيع الإمام البخاري؛ إذ ألف كتابه الصحيح ليكون خاصاً بالأحاديث الصحيحة، وألف كتابه التاريخ ليكون حاكماً على الرجال، وأحوالهم ولم يكن هدفه في التأريخ كهدفه في الصحيح، وعلى طريقة الإمام البخاري، سار تلميذه وخريجه مسلم بن الحجاج فألف كتابه الصحيح، وخصّهُ بالأحاديث الصحيحة، وألف كتابه التمييز وخصّه لنقد الأحاديث المعلولة، أما أبو داود فقد أراد أن يورد في كتابه السنن
الصحيح، وما يشبهه عنده مما يمكن أن يستدل به الفقيهُ في استنباط الأحكام الشرعية، مع أنه يبين علل بعض الأحاديث، أما الترمذي في كتابه الجامع، فأراد نقد أدلة الفقهاء، وبيان صحيحها من سقيمها.
أما كتاب الضعفاء للعقيلي، والكامل لابن عدي فقد اشتملت على أحاديث ما أخطا فيهِ الراوي. إذا كان صنيع المتأخرين في اعتماد كثير من أحاديث كتب التراجم والمشيخات والفوائد، التي فيها تصريح المدلسين بالسماع، أو ما أشبه ذَلِكَ من رفع الموقوف، أو وصل المرسل، أو اتصال المنقطع هوَ أمر خطير، يؤدي إلى مخالفة المتقدمين كالإمام أحمد، والبخاري، وأبي حاتم،
والنسائي، والدارقطني، وغيرهم من حذاق هذا الفن.
إذن فحفظ المتقدمين لمئات ألوف من الأسانيد ثم تركها، وعدم تصنيفها يدلُ على أنها من تركيب الكذابين والهلكى والضعفاء والمتروكين.
¥(3/497)
وما كانَ ذَلِكَ من صنع المتقدمين إلا من أجل الغربلة والفحص والتنقية للسنة، لذا يقول يحيى ابن معين: ((كتبنا عن الكذابين، وسجرنا به التنور، وأخرجنا به خبزاً نضيجاً)).
فعلى هذا يتضح لنا أن المتقدمين لم يتركوا حديثاً قوياً إلا ودونوه في دواوينهم، وأدخلوه في توالفيهم.
وهذا أحسن ما نفسر به كلام محمد بن يعقوب الأخرم: ((قلما يفوت البخاري، ومسلماً مما يثبت من الحديث)).
ومما يختلف فيهِ الحال بين منهج المتقدمين والمتأخرين ما أحدث موخراً من قولهم: صحيح على شرط الشيخين، أو على شرط الشيخين، أو على شرط البخاري، أو على شرط مسلم، وهذه البلية أول من أظهرها الحاكم في مستدركه ثم انتشرت قليلاً بين المتأخرين حتى شاعت عندَ بعض عصريينا. وعند استخدامهم لهذه الطريقة، أو المصطلح يشار به إلى أن شرط الشيخين معروف لكل من الناس. وهو أمر خلاف الواقع؛ لأن من حاول هذا لم يحاوله إلا عن طريق الاستقراء كما فعل بعض من كتب في شروط الأئمة الستة أو الخمسة، وإن الحق الذي نعتقدهُ، ولا يتخللهُ شك أنا لا نستطيع الجزم بالطريقة التي تم إنتقاء الشيخين البخاري ومسلم لها، فنحن لا نعلم كيف انتقى البخاري من حديث سفيان، أو الزهري، أو يزيد بن زريع، ولا ندري كيف انتقى من أحاديث سالم أو غيره من الثقات الأثبات، ثم إنا نجزم بأنهما لم يريدا استيعاب جميع مارواه الثقة، بل ليس كل مارواه الثقة صحيحاً.
إذن فصنيع الشيخين في أحاديث الثقات صنيع انتقائي وليس شمولياً، ونحن لا نعرف الأسس والموازين التي من خلالها انتقى الشيخان أحاديث هؤلاء الثقات.
وما دام الأمر كذلك: فإن قصورنا يكون أكثر وعجزنا يكون أكبر، أما طريقة انتقاء الشيخين من حديث من في حفظهم شيء مثال: إسماعيل بن أبي أويس، والحسن بن ذكوان، وخالد بن مخلد القطواني.
قالَ الحافظ ابن حجر: ((روينا في مناقب البخاري بسند صحيح أن إسماعيل أخرج لهُ أصوله، وأذن له أن ينتقي منها وأن يعلم لهُ ما يحدث به ليحدث به ويعرض عما سواه، وهو مشعر بأن ما أخرجه البخاري عنه من صحيح حديثة لأنه كتب من أصوله. (هدي الساري: 391).
وقال الزيلعي في نصب الراية 1/ 341: ((خرج في الصحيح لخلق ممن تكلم فيهم، ومنهم جعفر بن سليمان الصبغي، والحارث بن عبد الإيادي، وأيمن بن نايل الحبسثي،، وخالد مخلد القطواني وسويد بن سعيد الحدثاني، ويونس بن أبي إسحاق السبيعي، وغيرهم، ولكن صاحبا الصحيح _ رحمهما الله _ إذا أخرجا لمن يتكلم فيهِ فانهم ينتقون من حديثه)).
وقال ابن القيم في زاد المعاد 1/ 364 مجيباً عما عيب على مسلم إخراج حديث من تكلم فيهِ: ((ولا عيب على مسلم في إخراج حديثه؛ لأنه ينتقي من أحاديث هذا الضرب ما يعلم أنه حفظه كما يطرح من أحاديث الثقة ما يعلم أنه غلط فيهِ)).
وإن من الأضرار والمفاسد التي تنجم من استخدام مصطلح: على شرط الشيخين، أو على شرط أحدهما، هوَ تصحيح جميع الأحاديث المروية عن الرجال الذين أخرج لهم مجتمعين أو منفردين وهو أمر خطير، إذ ليس جمع الأحاديث التي رجالها رجال الشيخين ترتقي إلى هذه المرتبة بل ربما كانَ منها ما هوَ معلول بعلل قادحة سواء كانت ظاهرة أو خفية وهذا مما لا يدركه إلا من رزقه الله فهماً واسعاً واطلاعاً غائصاً، ونظراً ثاقباً، ومعرفة تامة بأحوال الرواة والطرق والروايات أو حفظ جملة كثيرة من المتون حتى اختلطت بلحمه ودمه.
ومع كل ما ذكر: فإن بعضهم يتساهل في مجرد كون الرواة من رواة الشيخين، ولا يبالي في كيفية تخريج الشيخين للرواة أعني برواية الواحد عن الآخر، كمن خلط في رواية هشيم عن الزهري، وصحح على مقتضاها بأنها على شرط الشيخين، والصحيح أن البخاري ومسلماً لم يخرجا عن الزهري من طريق هشيم، وكذلك سماك عن عكرمة وأمثال ذَلِكَ كثيرة مما حصل فيهِ خطأ وخلط للمتأخرين غير قليل.
ومن أعظم المفاسد لاستخدام مصطلح على شرط الشيخين أننا سنقوم بإلغاء مبدأ الانتقاء، ثم نقوم بتصحيح أحاديث من في حفظهم شيء من رجال الصحيحين؛ لذا ربما أتى المتأخر فصحح أحاديث هؤلاء وغيرهم بحجة أنهم على شرط الشيخين، وهذا بلا شك مخالف لصنيع المتقدمين؛ بل هوَ نسف لقواعد المتقدمين.
وأنا إذ أكتب هذا الكلمات مفرقاً بين منهج المتقدمين والمتأخرين، أنما هو رأي ورأي شيخي الدكتور بشار، وقد استفدت في بحثي هذا من كلامه في مقدمته النافعة لتأريخ مدينة السلام بغداد – حرسها الله-ومقدمته لجامع الترمذي.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0
ـ[خالد الفارس]ــــــــ[14 - 03 - 03, 01:44 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء يا دكتور ماهر على هذا المقال المفيد
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[14 - 03 - 03, 05:34 م]ـ
أحسن الله إليك شيخنا الدكتور ماهر.
مقال مليء بالفوائد النفيسة.
¥(3/498)
ـ[طالب الحقيقة]ــــــــ[14 - 03 - 03, 09:13 م]ـ
زادك الله علما وحرصا ... وأعد الكرة أحسن الله إليك
ـ[مبارك]ــــــــ[15 - 03 - 03, 12:52 ص]ـ
وقفات مع كلام الأخ الكريم الدكتور ماهر:
1ـ قول الإمام الجليل البخاري: " لا أراه محفوظاً "، نجده هاهنا لم يصرح بإثبات العلة، وقد أشار إليها في موضع آخر وهو قوله: " ولم يصح وإنما يروى هذا عن عبدالله بن سعيد
عن أبيه، عن أبي هريرة رفعه، وخالفه يحيى بن صالح، قال:
حدثنا يحيى، عن عمر بن الحكم بن ثوبان سمع أبا هريرة ... "
فنجد في الطريق الأول عبدالله بن سعيد وهو المقبري وهو متروك، وفي الطريق الثاني عمر بن الحكم وهو وإن كان ثقة
فقد قال عنه البخاري كما في " الضعفاء " للعقيلي (3/ 152):
" ذاهب الحديث ".
وفيه ـ أيضاً ـ يحي بن صالح وهو الوحاظي ومع ثقته فقد تكلم فيه.
ولا شك ولا ريب أن طريق هشام بن حسان خير من الطريقين اللذين ذكرهما الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ.
2ـ قول الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ" ليس من هذا شيء ".
قلت: لم يفصح ـ رحمه الله ـ عن العلة وقد خالفه ابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم فصححوا الحديث.
3ـ كلام الإمام البيهقي ـ رحمه الله ـ راجع إلى اختيار أحمد، والبخاري في إعلال الحديث.
4ـ قول عيسى بن يونس: " زعموا ... " يعني أن قولهم بلا دليل، قال الجرجاني في " التعريفات " (152): " الزعم ": هو القول بلا دليل. وقال العلامة المعلمي:
" كلمة " بلغني " أخت " زعموا " فإذا رأيت العالم يمتطيها للغض من مخالفه فاعلم أنها مطية مهزولة ألجأته إليها الضرورة " (حاشية تذكرة الحفاظ: 4/ 1274).
بعد هذه التعقبات يبقى كلام الإمام الألباني قمة وروعة في البيان والتحقيق ومدى سعته واطلاعه ورسوخ قدمه في هذا الفن الذي أفنى عمره في تقريب السنة بين يدي الأمة، ويحسن بي أن أنقل بعض كلامه من كتابه الماتع " إرواء الغليل " (4/ 25) قال بعدما نقل كلام الإمام البخاري متعقباً إياه بقوله:
" قلت: قد عرفه غيره من حديث غير عيسى بن يونس.فقال أبو داود عقبه:
" رواه أيضاً حفص بن غياث عن هشام مثله ".
وقد أخرجه ابن ماجه وابن خزيمة (1961) والحاكم والبيهقي من طرق عم حفص بن غياث به. وقال البيهقي:
" تفرد به هشام بن حسان القردوسي، وبعض الحفاظ لا يراه محفوظاً، قال أبو داود (يعني في غير السنن) سمعت أحمد بن حنبل يقول: ليس من ذا شيء ".
قال الخطابي: " يريد أن الحديث غير محفوظ ".
قلت: وإنما قال البخاري وغيره غير محفوظ لظنهم أنه تفرد به عيسى بن يونس عن هشام، كما تقدم عن الترمذي. ومادام أنه قد توبع عليه من حفص بن غياث، وكلاهما ثقة محتج بهما في الصحيحين، فلا وجه لإعلال الحديث إذن.
على أننا نرى أن الحديث صحيح ولو تفرد به عيسى بن يونس لأنه ثقة كما عرفت، وقال الحافظ في " التقريب ": " ثقة
مأمون "، ولأنه لم يخالفه أحد فيما علمنا. بل قد روي من طريق أخرى عن أبي هريرة كما يأتي.
وقد وقفت على إعلال آخر للحديث يشبه ما سبق، فقد قال الدارمي عقب الحديث، وقد رواه من طريق ابن راهويه عن عيسى بن يونس:
" قال عيسى: زعم أهل البصرة أن هشاماً أوهم فيه ".
ونعرف الجواب عن هذا مما سبق، وهو أن هشاماً ثقة ممن أحتج به الشيخان، لا سيما وقد قال فيه الحافظ:
" ثقة من أثبت الناس في ابن سيرين ".
فلا يقبل فيه الزعم المذكور، ولعل في قول عيسى: " زعم ... " إشارة إلى رده " أ. ه.
حديث ابن عمر رضي الله عنهما، قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اعتم سدل عمامته بين كتفيه ".
بينا في موضوع آخر في هذا الملتقى أن رواية الدراوردي عن عبيدالله قد قبلها بعض الحفاظ منهم: يعقوب بن سفيان الفسوي وقد نقل كلام الإمام أحمد ومع ذلك صححها فكأنه رحمه الله لم يرى كلام الإمام أحمد كافٍ في سقوط روايته. وممن صححها ـ أيضاً ـ الترمذي، وابن خزيمة، وابن حبان،
والحاكم، وابن حزم، وضياء الدين المقدسي، وابن حجر وغيرهم.
وكلمة: " ربما " تفيد التقليل لا الديمومة.
ومناقشة كلام النسائي راجع موضوع في هذا الملتقى بعنوان " وقفة حول قول بعض المحدثين: هذا يشبه حديث فلان، وهذا لا يشبه حديثه ".
أما رواية وكيع، عن العمري، عن نافع، عن ابن عمر أنه أعتم ...
فيها العمري ولم تبين لنا من هو الضعيف أم الثقة.
ولعله الضعيف عبدالله بن عمر؛ لأن المزي ذكره في شيوخ وكيع ولم يذكر عبيدالله بن عمر (تهذيب الكمال 30/ 465).
أما الروايات في الصفحة التي أحلت عليها من كتاب " طبقات ابن سعد " (4/ 175).
في سند الرواية الأولى عثمان بن إبراهيم الحاطبي، قال فيه أبو حاتم: روى عنه ابنه عبدالرحمن أحاديث منكرة. وقال الذهبي: له ما يُنْكَر. وقال الهيثمي: فيه ضعف.
(لسان الميزان 4/ 588، مجمع الزوائد 10/ 139).
وفي سند الرواية الثانية كليب بن وائل التيمي البكري وهو ثقة إلا أنه تكلم فيه. (تهذيب الكمال 24/ 214).
وفيها أيضاً خلاد بن يحيى بن صفوان الكوفي وهو مع ثقته فقد خطئه بعض أهل العلم. (تهذيب الكمال 8/ 359).
ومع هذا أقول: رواية الوقف لا تضر الرواية المرفوعة لعدم اختلافها معها كيف وصاحب الوقف والرفع هو ابن عمر وهو اشد الناس اتباعاً للأثر رضي الله عنهما.
¥(3/499)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[15 - 03 - 03, 08:31 ص]ـ
أحسن الله إليك شيخنا الدكتور ماهر.
مقال مليء بالفوائد النفيسة
[ COLOR=indigo] الاخ الفاضل الشيخ مبارك وفقه الله
(وإنما قال البخاري وغيره غير محفوظ لظنهم أنه تفرد به عيسى بن يونس عن هشام،)
أخي الحبيب هل يمكن ان تخفى متابعة حفص على هولاء الائمة
وكيف تخفى رواية حفص عن الامام احمد
او البخاري
وراويه عند ابن ماجة هو ابوزرعة الرازي عن شيخه علي بن الحسن بن سليمان عن حفص به
وهذا ابن خزيمة ذكره عن الذهلي عن أبي سعيد الجعفي
حديث عند الذهلي ولايعرفه البخاري
حديث عند ابي زرعة ولايعرفه الامام أحمد
قولك وفقك الله
(قول عيسى بن يونس: " زعموا ... " يعني أن قولهم بلا دليل، قال الجرجاني في " التعريفات " (152): " الزعم ": هو القول بلا دليل. وقال العلامة المعلمي:
" كلمة " بلغني " أخت " زعموا " فإذا رأيت العالم يمتطيها للغض من مخالفه فاعلم أنها مطية مهزولة ألجأته إليها الضرورة " (حاشية تذكرة الحفاظ: 4/ 1274).
)
--
وفي الفتح
(ورجحه القرطبي لقوله: " زعم " قال: والزعم القول الذي لا يوثق به، قاله ابن السكيت وغيره.
قلت: وفيه نظر، لأن الزعم يطلق على القول المحقق أيضا كما نقله أبو عمر الزاهد في شرح فصيح شيخه ثعلب، وأكثر سيبويه من قوله: " زعم الخليل " في مقام الاحتجاج، وقد أشرنا إلى ذلك في حديث أبي سفيان في بدء الوحي.
)
(وقول ابن عمر: " ويزعمون الخ " يفسر بمن روى الحديث تاما كابن عباس وغيره
وفيه دليل على إطلاق الزعم على القول المحقق
لأن ابن عمر سمع ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنه لم يفهمه لقوله: " لم أفقه هذه " أي الجملة الأخيرة فصار يرويها عن غيره، وهو دال على شدة تحريه وورعه،)
(الشرح: قوله: (وزعم) الزعم يطلق على القول المحقق وعلى القول المشكوك فيه وعلى الكذب، وينزل في كل موضع على ما يليق به، والظاهر أن المراد به هنا الأول، لأن محمود بن الربيع موثق عند الزهري، فقوله عنده مقبول.
)
(قوله: (فزعم محمود) أي أخبر، وهو من إطلاق الزعم على القول)
(وقوله: " زعم " أي قال كما قدمنا
. مرارا أن لغة أهل الحجار تطلق الزعم على القول)
قوله (زعم عطاء) هو ابن أبي رباح، وأهل الحجاز يطلقون الزعم على مطلق القول)
(والأصل في زعم أنها تقال في الأمر الذي لا يوقف على حقيقته. وقال ابن بطال: معنى حديث أبي مسعود أن من أكثر من الحديث بما لا يتحقق صحته لم يؤمن عليه الكذب
وقال غيره: كثر استعمال الزعم بمعنى القول، وقد وقع في حديث ضمام بن ثعلبة الماضي في كتاب العلم " زعم رسولك " وقد أكثر سيبويه في كتابه من قوله في أشياء يرتضيها " زعم الخليل".)
وأهل البصرة يتبعون أهل الحجاز
قولك وفقك الله
(أما الروايات في الصفحة التي أحلت عليها من كتاب " طبقات ابن سعد " (4/ 175).
في سند الرواية الأولى عثمان بن إبراهيم الحاطبي، قال فيه أبو حاتم: روى عنه ابنه عبدالرحمن أحاديث منكرة. وقال الذهبي: له ما يُنْكَر. وقال الهيثمي: فيه ضعف.
(لسان الميزان 4/ 588، مجمع الزوائد 10/ 139).
وفي سند الرواية الثانية كليب بن وائل التيمي البكري وهو ثقة إلا أنه تكلم فيه. (تهذيب الكمال 24/ 214).
وفيها أيضاً خلاد بن يحيى بن صفوان الكوفي وهو مع ثقته فقد خطئه بعض أهل العلم. (تهذيب الكمال 8/ 359).
)
اخي الحبيب تتشدد في الموقوف وتتساهل في المرفوع
خلاد ثقة وكليب ثقة
(قاله الإمام أحمد فيما نقله العقيلي، قالَ: ((حدثني الخضر بن داود، قالَ: حدثنا أحمد بن محمد، قالَ: قيل لأبي عبد الله: الدراوردي يروي عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كانَ يرخي عمامته من خلفه. فتبسم، وأنكر، وقال: إنما هوَ هذا موقوف))
الامام احمد يقول ان الصحيح انه موقوف
قولك وفقك الله
(أما رواية وكيع، عن العمري، عن نافع، عن ابن عمر أنه أعتم ...
فيها العمري ولم تبين لنا من هو الضعيف أم الثقة.
ولعله الضعيف عبدالله بن عمر؛ لأن المزي ذكره في شيوخ وكيع ولم يذكر عبيدالله بن عمر (تهذيب الكمال 30/ 465).
)
نعم صحيح المراد به عبدالله المكبر
والله أعلم
ولكن هذا يزيد رواية الداروردي وهنا
لاحتمال توهم الداروردي
¥(3/500)
وهذا الخطأ يقع فيه الكبار فما بالك بالداروردي الذي اجمع الحفاظ انه اخطا في عدد غير قليل من الاحاديث
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[15 - 03 - 03, 12:50 م]ـ
ما شاء الله، لا قوّة إلا بالله.
مقال نفيس جداً
أسأل الله ــ يا شيخ ــ أن يفرّج ما بكم من كرب.
ـ[ماهر]ــــــــ[16 - 03 - 03, 03:15 ص]ـ
اطلعت بفرط العجب على ما كتبه الأخ الفاضل مبارك – بارك الله في علمه – معقباً على بحثي المتواضع الذي كتبته في التفرقة بين منهج المتقدمين والمتأخرين من المحدثين، وقد أفرحني تعقب الأخ الفاضل لما لمست في كلامه من حرص على السنة، ولكن أثارت انتباهي مسائل عدة أوقفتني كثيراً عند كلامه سطرت الجواب عنها في نقاط سائلاً الله تعالى أن ينفع بي وبه الإسلام والمسلمين، وإن مما أثار انتباهي أنه كتب المقال وكرره ثلاث مرات؛ ولو كان من غيره لقلت إنه يريد تكثير الكلام. لكن عتبي على الأخوة المشرفين كيف لم ينتبهوا إلى حذف كلامه المكرر:
أما نقدي له فيتلخص بالآتي:
1 - في الفقرة الأولى من كلام الأخ المبارك تخليط فاحش إذ إنه أراد أن يحلل كلام الإمام البخاري ثم عجز عنه. وذكر أن الطريقين الذين ذكرهما البخاري لا يقاومان رواية هشام لضعفهما، وهذا منه عجيب ولا أدري كيف ذهب هذا المذهب، إذ إن الإمام البخاري -الذي لم تنجب الدنيا مثله في الحفظ والإتقان -لم يذكر طريق عبد الله بن سعيد المقبري للاستدلال به؛ وإنما ليوضح وهم هشام بن حسان في رفع الحديث، وأن الوهم دخل إليه بسب رواية عبد الله بن سعيد المقبري.
ثم ذكر بعده طريق يحيى بن صالح عن عمر بن حكم بن ثوبان سمع أبا هريرة، فذكره موقوفاً. مشيراً بذلك إلى أن الرواية الموقوفة هي الصواب خصوصاً إذا ما علمنا أن النسائي ذكر طريقاً أخر لهذا الحديث بسند صحيح من طريق عبد الله بن المبارك، عن الأوزاعي، عن عطاء بن أَبِي رباح، عن أَبِي هريرة، به، موقوفاً أيضاً، وهذه الرواية تعضد رواية يحيى بن صالح.
2 - إن عدم إفصاح الإمام الجليل أحمد بن حنبل رحمه الله لا يضر؛ إذ إن من المعلوم أن الأئمة الأعلام قد لا يذكرون السبب اكتفاءاً منهم بالرفض مطلقاً؛ فجهابذة العلماء لمجرد ردهم وقولهم برفض أمر ما لا يسألون عن السبب؛ إذ إنهم ليسوا من المبتدئين الذي يطالبون بالدليل، وليس المقصود من ذلك تهوين أمر الدليل. وعلى كل حال فإن الدليل موجود وقد تقدم شرحه.
وقد شرح الخطابي كلام الإمام أحمد فقال: ((يريد أن الحديث غير محفوظ)) نصب الراية 2/ 448، وقال المناوي في فيض القدير 6/ 128: ((أنكره أحمد)).
أما من حيث تصحيح الإمام ابن خزيمة فقد ذكره في صحيحه (1960 و1961)، وإذا علمنا أن منهج الإمام ابن خزيمة هو تخريج الأحاديث التي يكون ظاهر إسناده الصحة؛ إذ قَالَ في مقدمة الصحيح: ((مختصر المختصر من المسند الصحيح عن النبي?، بنقل العدل عن العدل موصولاً إليه ? من غير قطع في أثناء الإسناد ولا جرح في ناقلي الأخبار التي نذكرها بمشية الله تعلى)).
وحديث هشام مستوفٍ لشرطه، ومع هذا ففيه علة خفية في متنه، وهي الوقف كما سبق إيضاحه، أي أن تصحيح ابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم -رحمهم الله -يعود إلى اجتهادهم في ذلك، ولا يصح اعتباره رداً على حكم الإمام أحمد رحمه الله.
ومعلوم لدى المبتدئين إنهم متساهلون في تصحيح الأخبار، ولا يبلغون رتبة الإمام أحمد.
3 - وبالنسبة إلى كلام البيهقي -رحمه الله -وأنه راجع إلى اختيار الإمام أحمد والإمام البخاري فهذه مسألة مُسَلَّمْ بها ولا ضير فيها؛ إذ له الحق في أن لا يعول على غيرهما فهو لم يتابع شيخه الحاكم في تصحيح الحديث، وإنما ينقل كلام الإمامين الجليلين من غير رد عليهما، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على موافقته لهم، والله أعلم بالصواب.
4 - قوله: زعم تفيد القول بلا دليل.
نقول: إن هذا الذي بتَّ به مبارك وكأنه أمرٌ مسلم به لا ينزل ليناقش أو يمحص، يظهر بعد التمحيص وأدنى مناقشة على غير ما اعتقد وبتَّ.
¥(4/1)
ف (زعم) كلمة تطلق ويراد بها الحق وغيره وتتكفل بمعرفة معناها السياقات والقرائن التي تكتنف هذه الكلمة، وإن كانت تطلق أكثر ما تطلق على المشكوك به. إلا أنه ليس وجهاً عاماً قَالَ الزبيدي في تاج العروس 8/ 24: ((وقيل – أي ربما – هو القول يكون الحق ويكون الباطل قَالَ ابن الأعرابي:
وإني أدين لكم أنه يجيزيكم ربكم ما زعم))
وهل زعمُ الرب إلا وعده الحق الذي لا يخلفه.أما تفسيرها في كثير من المعاجم بأنه الكذب وما شاكله فهو تفسيرٌ مجرد من القرائن والسياقات وهذا هو منهج المعاجم، ويفصله ما نقلناه عن الزبيدي وما قاله النووي في شرح حديث ضمام بن ثعلبة-مسلم 1/ 41 - الذي قَالَ لرسول الله?: ((وزعم رسولك أنك تزعم ... )) قَالَ النووي 1/ 141 شارحاً ومبيناً: (قوله: (زعم
وتزعم ... ) مع تصديق رسول الله ? إياه دليل على أن زعم ليس مخصوصاً بالكذب، والقول المشكوك فيه، بل يكون أيضاً في القول المحقق، والصدق الذي لا شك فيه، وقد جاء من هذا كثيرٌ في الأحاديث، وعن النبي ? قَالَ: (زعم جبريل كذا). وقد أكثر سيبويه وهو إمام العربية في كتابه الذي هو إمام كتب العربية من قوله: زعم الخليل، زعم أبو الخطاب يريد بذلك القول المحقق. وقد نقل جماعات من أهل اللغة وغيرهم، ونقله أبو عمر الزاهد في "شرح الفصيح" عن شيخه أبي العباس ثعلب عن العلماء باللغة من الكوفيين والبصريين، والله أعلم).
5 - أما من حيث كلام العلامة الألباني فقد أوضح الشيخ الكريم أن تعقب الألباني كان بعد نقل كلام الإمام البخاري بينما كان تعقبه بعد نقله لكلام الإمام الترمذي، ونبهنا على ذلك لكي يتثبت الناقل مما ينقله.
6 - أما قول العلامة الألباني من أن البخاري وغيره ضعفوا الحديث لتفرد عيسى بن يونس فمردود؛ لأن من ادعى تفرد عيسى بن يونس به هو الإمام الترمذي فقط.
7 - أما من حيث كلامه إن هشام ثقة ممن احتج به الشيخان فأقول: بأن أوثق الرواة من الممكن أن يقعوا في الوهم.
8 - قوله: ربما تفيد التقليل لا الديمومة.
أقول: سلَّم الشيخ بأن ربما تفيد التقليل لا الديمومة، وكأنه أمر متواتر مقطوع به لا يقبل النقض ولا يرقى إليه خلاف. ونحن لا نعتنق مذهبه فقد قَالَ ابن هشام في "مغني اللبيب" 1/ 180:
[وليس – أي ربما – معناها التقليل دائماً ولا التكثير دائماً ... بل ترد للتكثير كثيراً، وللتقليل قليلاً، ومنها قوله تعالى ? رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ ? الحجر:2، وفي الحديث
((يا ربَّ كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة)) البخاري 1/ 62 (1126)]. وقال أبو حيان في "البحر المحيط" 5/ 442: (ودعوى الاتفاق على أنها موضوعة للتقليل باطلة). هذا، وفي معنى ربَّ خلاف يعرفه أدنى مطالع للمعاجم العربية أو كتب النحو.
ثم أقول: إن الكلمات لا تؤخذ معانيها مجردة عما هي فيه من جمل وما يحفها من سياقات وقرائن.
9 - إن تضعيف الإمام أحمد لرواية الدراوردي عن عبيد الله لم يكن أمراً اعتباطياً، إنما هو نتيجة من هذا الإمام المبجل، عن استقراء وسبرٍ تامين لمرويات الدراوردي عن عبيد الله.
وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 5/ 395: ((ما حدث عن عبيد الله بن عمر فهو عن عبد الله بن عمر)). (وهو في تهذيب الكمال 4/ 528).
وفيه أيضا 5/ 396: ((وربما قلب حديث عبد الله العمري، يرويه عن عبيد الله بن عمر)).
وقال النسائي: ((حديثه عن عبيد الله العمري منكر)) التقريب: (4119).
وشيخنا الدكتور بشار وشعيب الأرناؤوط، على الرغم من أنهما حاولا جاهدين انتقاد ابن حجر، إلا أنهما قالا في هذا الموضع: ((وكتاب الدراوردي صحيح، كما قال الإمام أحمد وغيره، لكنه كان يغلط في أحاديث عبد الله بن عمر العمري الضعيف، فيجعلها عن عبيد الله بن عمر الثقة، ومن أجل هذا الأمر تكلم فيه من تكلم، فيلاحظ هذا. وباقي حديثه صحيح)) التحرير 2/ 372.
ثم من هؤلاء الحفاظ الذين ذكرتهم قبلوا رواية الدراوردي عن عبيد الله؟ مخالفين إمام أهل السنة والجماعة الإمام المبجل أحمد بن حنبل.
¥(4/2)
ذكرت يعقوب، ومن يعقوب أمام الإمام أحمد؟ ومن يعقوب أمام الإمام النسائي؟ ثم لم تذكر لنا قوله وعبارته!! وكذلك ذكرت أنَّ من صححها الترمذي وابن خزيمة والحاكم وابن حزم وضياء الدين المقدسي. أين ألفاظهم؟ وماهي عباراتهم؟، أم أنك تعد تخريجهم لحديث الدراوردي عن عبيد الله تصحيحاً، وأنت قبل غيرك تعلم أنهم متساهلون في التصحيح، وأن التخريج والحكم على الأحاديث يختلف عن الحكم عن الرجال.
10 - وذكرت أن ابن حجر صحح رواية الدراوردي عن عبيد الله،أين ومتى وكيف؟؟ وفي التقريب ما يرُّد على كلامك، ثم أنت أحلت في مناقشة كلام النسائي إلى موضوعٍ آخر وأنت تعلم قبل غيرك أن مثل هذا في المناظرة ممنوعٌ.
11 - طعنت في رواية وكيع عن العمري عن نافع ...
أقول: على الرغم من أن العمري هنا يحتمل أن يكون عبيد الله أو عبد الله - لأن المزي لا يستوعب الرواة عن المترجمين، إنما يختصر على الكتب الستة ويزيد أحياناً من غير ذكر الرقوم - فهو متابع كما في الروايات الأخرى الموقوفة التي تكلفت بغمزها.
12 - فإحداها: طعنت فيها بعثمان بن إبراهيم الحاطبي؛ إذ اعتمدت على اللسان فذكرت ما ينفعك وتركت ما يضرك فالترجمة في الميزان 3/ 30: ((له ما يُنكر، وقال أبو حاتم عن أبيه: له أحاديثٌ منكرة)) وقد صحح ابن حجر هذا، فقال: ((لفظ أبي حاتم روى عنه ابنه عبد الرحمان أحاديث منكرة وذكره ابن حبان في الثقات)). اللسان 4/ 130 - 131.
فيعلم من هذا أن الروايات المنكرة ما جاءت من طريق ابنه، ثم إنك قد أهملت قوله: ((وذكره ابن حبان في الثقات)). وهو في الثقات 5/ 159، وهذا لو كان من غيرك لاعتبرناه مخلاً بالأمانة.
فمثله إذاً يصلح للمتابعات وقد توبع.
13 - أما الرواية الثانية: فلا أدري كيف تجرأت بغمزها بكليب، وهو من رجال البخاري، وقد وثقه يحيى بن معين وغيره ولم يغمزه سوى أبو حاتم؛ لذا لم يستطع الحافظ ابن حجر في التقريب (5663) أن ينزله عن مرتبة صدوق. فهل مثله عندك لا يصلح للمتابعات.
14 - ثم إنك قد غمزت خلاد بن يحيى بن صفوان، وقد قال فيه ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (2814): ((ثقة أحد شيوخ البخاري)).
وقد ذكره الإمام الذهبي في الميزان 1/ 657 لخطئه القليل وصدر الترجمة بعلامة التصحيح بمعنى أن الصحيح قبول توثيقه.
بعد هذا لاشك في صحة الرواية الموقوفة، ولا أدري كيف قلت ما قلت، وتركت قول الإمام المبجل أحمد بن حنبل: ((إنما هو موقوف)) الضعفاء الكبير 3/ 21، وسير أعلام النبلاء 8/ 367.
وفي هذين المصدرين أن الإمام أحمد أنكر الرواية المرفوعة، فعلى هذا يكون آخر قول الأخ الفاضل فيه ما فيه.
ختاماً: أنصح الأخ الفاضل مبارك بالتأني والتأتي قبل إصدار أحكامه، وقبل مصادرته لكلام الآخرين؛ فإن هذا العلم بحرٌ لا ساحل له يفنى عمر الإنسان ولا يستطيع أن يبلغ نهايته، وأرجو أن لا يحمل في قلبه شيئاً علي، فوالله ما كتبت انتصاراً لنفسي؛ وإنما هو النصح لي وله، فأسأل الله أن يحسن عاقبتي وإياه في الأمور كلها، وأن يجيرنا من خزي الدنيا والآخرة.
ـ[مبارك]ــــــــ[16 - 03 - 03, 06:03 م]ـ
(#حذفه المشرف لأنّه مكرّر#).
قال أبوعبدالرحمن: في هذه المداخلة ندندن حول العلة التي سُلطة حول حديث أبي هريرة وهي تفرد أحد رواته.
إما عيسى بن يونس كما هو ظاهر كلام الإمام الترمذي رحمه الله، وهو ثقة مأمون كما قال علي بن المديني بل قال عنه مرة: حجة، وقال عنه العجلي: كان ثبتاً في الحديث، وأطبق العلماء على توثيقه، وحديثه محتج به في " الصحيحين " فمثله لا يضر تفرده.
قلت: وقد أشار إلى هذه العلة شيخ الإسلام ابن تيمية وأجاب عنها في رسالته النافعة " حقيقة الصيام " (14) فقال: والذين لم يثبتوا هذا الحديث لم يبلغهم من وجه يعتمدونه، وقد أشاروا إلى علته، وهو انفراد عيسى بن يونس به، وقد تبين أنه لم ينفرد به، بل وافقه عليه حفص بن غياث، والحديث الآخر يشهد له ...
قلت: وحفص بن غياث وهو النخعي الكوفي وهو ثقة فقيه حديثه في " الصحيحين ".
وقال الإمام أحمد رحمه الله: حدث به عيسى وليس في كتابه، وليس هو من حديثه. (التلخيص الحبير 2/ 201).
¥(4/3)
أقول: وهذا القيد " في كتابه " يدفع القدح فإنه لا يلزم من عدم كون الحديث عند عيسى في كتابه أن لا يكون عنده في حفظه. كيف هذا!! وقد تلقاه عنه كل من: إسحاق بن إبراهيم، وعلي بن حجر، ومسدد، والوليد بن عبدالملك، وعبدالله بن وهب وغيرهم.
وإن كانت العلة محصورة في عيسى فقد تابعه: حفص بن غياث وهو ثقة.
وإما أن تكمن العلة في تفرد هشام به كما أشار إليه الدارمي كما جاء في " سننه ": قال عيسى: زعم أهل البصرة أن هشاماً أوهم فيه.
أقول: زعم أهل البصرة هذا مردود؛ لأن هِشاماً من الثقات الأثبات، بل هو من أثبت الناس في ابن سيرين، فحينئذ لا يحل رد رواية الثقة الثبت بالظنون.
قال الليث: سمعت أهل العربية يقولون إذا قيل ذكر فلان كذا وكذا فإنما يقال ذلك لأمر يُسْتَيْقَنُ أنه حق، وإذا شُك فيه فلم يُدْرَ لعله كذب أو باطل قيل زَعَمَ فلان ... (لسان العرب12/ 264).
قال ابن فارس في " معجم مقاييس اللغة " (3/ 10): " زعم"
الزاء والعين والميم أصلان: أحدهما القول من غير صحة ولا يقين، والآخر التكفل بالشيء.
قال الزمخشري في " أساس البلاغة " (1/ 415): " زعم ": زعم فلان أن الأمر كيت وكيت زعماً وزعماً إذا شككت أنه حق أو باطل وأكثر ما يستعمل في الباطل، وزعموا مطية الكذب. وفي قوله مزاعم إذا لم يوثق به. ..
وقال ابن الأثير في " النهاية " (2/ 303): والزُّعم بالضم والفتح: قريب من الظن.
إذن الزعم تطلق ويراد بها القول غير المستيقن ـ أعني: المشكوك فيه ـ وقد يراد بها خلاف ذلك بدلالة السياق أو السباق، أو وجود قرينة تحدد المعنى المراد عند الإطلاق.
أما كونك استقرأت كلام سيبويه وعلمت من إطلاقه للفظة
" زعموا " ويقصد بها الحقيقة وليس الظن فسياق كلامه هو الذي حدد لك المعنى المختار بخلاف ما نحن بصدده فالظاهر الذي لا ينبغي العدول عنه أن المراد بالزعم هو الظن، والله أعلم.
أما بالنسبة لخلاد وكليب فأنا لم أضعفهما إنما ذكرت ما قيل فيهما من باب ترجيح رواية من لم يتكلم فيه على رواية من تكلم فيه وإن كان الكلام فيه لا يؤثر.
ليس قول بعض الأئمة الطاعنين في الحديث ـ رحمهم الله ـ أولى من بعض الأئمة المصححين للحديث، قال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ: فمتى وجدنا حديثاً قد حكم إمام من الأئمة المرجوع إليهم ـ بتعليله ـ فالأولى اتباعه في ذلك كما نتبعه في تصحيح الحديث إذا صححه .... وهذا حيث لا يوجد مخالف منهم لذلك المعلل، وحيث يصرح بإثبات العلة فأما إن وجد غيره صححه فينبغي توجه النظر إلى الترجيح بين كلاميهما.
وكذلك إذا أشار المعلل إلى العلة إشارة ولم يتبين منه ترجيح لإحدى الروايتين، فإن ذلك يحتاج إلى الترجيح، والله أعلم.أه
أقول: إذا كان الترجيح بالسبق الزمني فلا يخفى أن رواة حديث أبي هريرة هم اسبق من أحمد بن حنبل، والبخاري وهم من كبار الحفاظ الثقات الأثبات وهم ما رووا لنا هذه الأحاديث إلا عن تثبت وتحري ودقة منقطعة النظير فرضي الله عنهم وعن جميع علماء الإسلام من المتقدمين والمتأخرين.
أما التعلل برواية الوقف وتقديمها على رواية الرفع. فيقال هذه ليست بعلة، بل هو قوة للحديث، إذا كان الصاحب يرويه مرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ويفتي به أخرى.
أقول: وجاء مقطوع على عطاء فهل تعل هذه الرواية رواية الوقف ـ أيضاً ـ كما حصل في رواية الرفع. وجاء مقطوع على ابن سيرين وكل ذلك يزيد الخبر قوة ولا يوهنه.
أما قولك " هذا يزيد رواية الدراوردي وهناً " فهو ظن والظن لا يغني من الحق شيئا، فنريد منك الدليل والبرهان لا الظن والاحتمال، أما الوهم أحياناً في الرواي لا يضر ومع ذلك أقول إن كان هناك من خطأه فهناك من صححه.
هذه المناقشة لما سطره يراع الأخ المفضال ابن وهب أما ما كتبه الدكتور الفاضل ماهر فسيكون لي معه وقفات لاحقة وان كان هناك سؤال أطرحه عليه وهو:
أليس إدعاء الوهم يحتاج إلى دليل! فأين الدليل؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 03 - 03, 07:08 م]ـ
في البداية
اود الاعتذار للاخوين الفاضلين مبارك وماهر وفقهما الله
لان الموضوع في الاصل للدكتور ماهر وفقه الله
وتعقب الاخ الشيخ مبارك هو على الدكتور ماهر
وانا تدخلت في الموضوع دون اخذ الاذن منهما
فالمعذرة
¥(4/4)
وكان ودي ان احذف تعقبي خصوصا بعد رد صاحب الموضوع على الاخ مبارك
ولكن شكى الي بعض الاخوان من كثرة التعديل في مواضيعي
فتركت هذا الامر
وحيث ان الاخ الفاضل مبارك قد تعقبني فاعتبره اذنا منه ان ادخل الحوار
يبقى الاذن من الاخ الدكتور ماهر
فارجو منه ان يسمح لي فقط بالتعقب على تعقب الاخ مبارك على ما كتبته
(اخي الحبيب الشيخ مبارك وفقه الله
انت قلت في نهاية تعقيبك
(هذه المناقشة لما سطره يراع الأخ المفضال ابن وهب)
ولكني رأيتك وفقك الله
قلت في البداية
(وقفات مع كلام الأخ الكريم الدكتور ماهر)
فاختلط علي الامر
ثم اني رايتك تعقبت كلامي في مواطن وتعقبت كلامه في مواطن
ايضا اود منك وفقك الله التوضيح حول
قال ابو عبدالرحمن
هل هو الشيخ العلامة الالباني رحمه الله ورضي عنه وجمعنا واياه في مستقر رحمته
او تقصد بها نفسك
اذ انك تقول قال ابوعبدالرحمن
ثم تقول قلت
معذرة
قلت هذا حتى اتاكد
لاني بعيد عن كثير من كتبي
حتى لااحمل كلام الشيخ عليك او كلامك على الشيخ رحمه الله
======
ولكني اتعقبك في المواطن التي احسب انك قد تعقتني فيه
قولك وفقك الله
(أما كونك استقرأت كلام سيبويه وعلمت من إطلاقه للفظة
" زعموا " ويقصد بها الحقيقة وليس الظن فسياق كلامه هو الذي حدد لك المعنى المختار بخلاف ما نحن بصدده فالظاهر الذي لا ينبغي العدول عنه أن المراد بالزعم هو الظن، والله أعلم)
فانا لم استقرا
وانما نقلت كلام الائمة ابن حجر وهو فيما يظهر اخذه عن النووي والنووي اخذه عن الشراح قبله وهكذا
ولكن قولك
(زعموا " ويقصد بها الحقيقة وليس الظن فسياق كلامه هو الذي حدد لك المعنى المختار بخلاف ما نحن بصدده فالظاهر الذي لا ينبغي العدول عنه أن المراد بالزعم هو الظن)
ولكن هذا يعارض ما جاء في كلام الائمة ان الزعم يطلق على القول المحقق في كلام اهل الحجاز
واهل البصرة كما قلت انفا يتبعون اهل الحجاز
ثم ان سياق الكلام يؤكد هذا المعنى وهو قوله
(قال عيسى: زعم أهل البصرة أن هشاماً أوهم فيه)
زعم
؟ من الذي زعم
اهل البصرة
ولم يقل زعم بعض اهل البصرة
او زعم فلان
بل زعم اهل البصرة
واهل البصرة هم اعرف الناس بمرويات صاحبهم
ومع هذا فاني احسب انك تعقبت الاخ الدكتور الشيخ ماهر في هذا الموضع
ولم تتعقبني
والله اعلم
وايضا نقلك عن الليث
(قال الليث: سمعت أهل العربية يقولون إذا قيل ذكر فلان كذا وكذا فإنما يقال ذلك لأمر يُسْتَيْقَنُ أنه حق، وإذا شُك فيه فلم يُدْرَ لعله كذب أو باطل قيل زَعَمَ فلان ... (لسان العرب12/ 264).
)
فالليث مع جلالته قد طعن فيه الازهري
وخصوصا فيما انفرد به
وسيبويه اعرف
واعلم
وما نقله ثعلب اولى
على اني لااخالفك في ان الاصل في زعم انه يقال في الامر المشكوك
الا على لغة اهل الحجاز
وسلمنا انه اراد بقوله زعم الشك
فحسبك ان اهل البصرة
والمراد بهم حفاظ اهل البصرة شككوا في رواية هشام
وهذا ظن
وغالب الفن قائم على الظن الغالب اذ لانستطيع ان نجزم بان فلانا وهم
ونقطع بذلك
فحتى لو قال فلان من اهل البصرة ان هشام وهم في ذلك
فلا يكون امرا مقطوعا به
اعني اننا لانستطيع ان نحلف بالله ان فلانا وهم في هذه الرواية مثلا
(وقصدي بالامر المقطوع المتقين الذي مخالفه يكون كاذبا ولاشك)
فهذا ما لانستطيع اليه سبيلا
اما قولك وفقك الله ورعاك
(أما قولك " هذا يزيد رواية الدراوردي وهناً " فهو ظن والظن لا يغني من الحق شيئا، فنريد منك الدليل والبرهان لا الظن والاحتمال)
فهذا تعقب على عبارتي ولاشك
فاقول
وفقك الله ورعاك
انا قويت ان المراد بالعمري هو المكبر
لان وكيع لايروي عن عبيدالله
لان عبيدالله قديم الوفاة ووكيع كوفي
ومن تامل كتاب ابن ابي شيبة وغير ذلك يجزم بان وكيع لايروي عن عبيدالله
ومما يزيد هذا الاحتمال ان الغالب انك لووجدت في رواية العمري فالمراد به عبدالله لاعبيدالله
وهذا حكم عام
سواء في رويات وكيع او عبدالرزاق او غيرهما
الا اذا دل دليل على ان المراد بالعمري هو عبيدالله
واذا تبين ان المراد انه عبدالله المكبر
تبين ان الحديث في الاصل لعبدالله المكبر لالعبيدالله
وانه موقوف
فيكون الدارودي وهم في موضعين
في نسبة الحديث الى عبيدالله وهو عن عبدالله
وفي رفع الحديث والصواب فيه الوقف
والعلة الاولى اشار اليه الحفاظ في روايات الدارودي
بل ان كتاب مختصر في الرجال كالتقريب لم يهمل هذا القول واعتبره
فذكر ابن حجر لهذا في كتاب مختصر في الرجال والكتاب ليس من كتب العلل يدل على اهمية هذا القول حتى عند الحفاظ المتاخرين كالحافظ ابن حجر رحمه الله
تنبيه الكلام عن الرواية الموقوفة من طريق وكيع
لا الرواية الاخرى من طريق خلاد فذاك سند اخر
وهنا اتوقف
لاني اشترطت ان اتعقبك فيما تعقيتني فيه
وتقبل فائق احترامي لك
(رايي صواب يحتمل الخطا وراي غيري خطا يحتمل الصواب)
والله اعلم بالصواب
¥(4/5)
ـ[مبارك]ــــــــ[17 - 03 - 03, 12:51 ص]ـ
وقفات قصيرة مع الأخ المفضال ابن وهب:
· كون هذا الأمر معروف عند أهل البصرة لا يعني أنه هو الحقيقة المراد بها عند الإطلاق لأنهم أيضاً لا ينفون المعنى الثاني، وإذا كان الأمر كذلك فلابد من دليل يحدد المراد ويعينه والنص المتنازع عليه ليس فيه ذلك وإن كنت أعتقد أن قوله " زعموا " تعني القول من غير صحة ولا يقين.
· قوله: " أهل البصرة " لا يعني جميع أهل البصرة. ومع ذلك لنا أن نقول: من هم هؤلاء؟ وما وجه تضعيفهم؟ ومثل هذا النقل المرسل لا يلتفت إليه مع ثقة رجال الإسناد.
· الليث لم ينفرد في هذا المعنى، بل شاركه غيره كما تقدم.
· من أين عرفت أن الدراوردي نسبه إلى عبيدالله بدل عبدالله؟ فمثل هذه الدعوى تحتاج إلى دليل، وهيهات أن تثبت هنا، بل هما طريقان مختلفان مرفوع من طريق الدراوردي عن عبيدالله الثقة الثبت، وموقوف من طريق وكيع عن عبدالله الضعيف لسوء حفظه، ومن قال غير ذلك يطالب بالدليل.
· ومع هذا أقول: رواية الوقف لا تضر الرواية المرفوعة لعدم اختلافها معها كيف وصاحب الوقف والرفع وهو ابن عمر وهو أشد الناس اتباعاً للأثر رضي الله عنهما.
· عندما أقول: قال أبوعبدالرحمن أقصد بذلك نفسي ولم أقصد بذلك شيخنا الإمام الألباني رحمه الله.
· كلمة عظيمة من إمام عظيم ألا وهو إمام دار الهجرة مالك ابن أنس رحمه الله ـ وهذه الكلمة من أعجب المقالات ـ يقول فيها: ليس كل ما قال رجل قولاً وإن كان له فضلٌ ـ أي هذا الرجل ـ يُتْبَعُ عليه.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 03 - 03, 03:14 ص]ـ
أخي الحبيب
قولك وفقك الله
(قوله: " أهل البصرة " لا يعني جميع أهل البصرة. ومع ذلك لنا أن نقول: من هم هؤلاء؟ وما وجه تضعيفهم؟ ومثل هذا النقل المرسل لا يلتفت إليه مع ثقة رجال الإسناد.)
طبعا لايعني ان جميع اهل البصرة قالوا ذلك
ولكن المراد ان علماء البصرة حفاظ البصرة
المشتغلين بفن الحديث من اهل البصرة
زعموا ان هشام وهم في ذلك
================
(من أين عرفت أن الدراوردي نسبه إلى عبيدالله بدل عبدالله؟ فمثل هذه الدعوى تحتاج إلى دليل، وهيهات أن تثبت هنا، بل هما طريقان مختلفان مرفوع من طريق الدراوردي عن عبيدالله الثقة الثبت، وموقوف من طريق وكيع عن عبدالله الضعيف لسوء حفظه، ومن قال غير ذلك يطالب بالدليل.
· ومع هذا أقول: رواية الوقف لا تضر الرواية المرفوعة لعدم اختلافها معها كيف وصاحب الوقف والرفع وهو ابن عمر وهو أشد الناس اتباعاً للأثر رضي الله عنهما.)
الدليل
ان الداروردي رحمه الله عرف بهذا النوع من الوهم
ولما جاء الحديث من طريق وكيع عن العمري قوي الاحتمال
وقولك وفقك الله
(ومع هذا أقول: رواية الوقف لا تضر الرواية المرفوعة لعدم اختلافها معه)
مامعنى قولك لعدم اختلافها معه
ـ[عبدالعزيز الجزري]ــــــــ[18 - 03 - 03, 01:41 م]ـ
إلى الأخ مبارك (#حرّر#) هناك شروط في المصحح والمضعف وعلم الألباني لا يصل عشر معشار علم البخاري رحم الله تعالى الجميع
وفرق وحيد كمثال: أن الأول معتمد على كلام الآخرين ومرجح فقط أما البخاري فمجتهد هو الذي يحدد الثقة من غيره .......
ـ[مبارك]ــــــــ[18 - 03 - 03, 06:19 م]ـ
* زيادة فائدة:
قال ابن دريد في " جمهرة اللغة " (2/ 816): وأكثر ما يقع الزعم على الباطل، وكذلك هو في التنزيل: " زعم الذين كفروا أنْ لن يبعثوا "، وكذلك ما جاء من الزعم في القرآن وفي فصيح الشعر. قال كعب بن مالك:
زعمت سخينةُ أنْ ستغلبُ ربَّها
وليُغْلَبَنَّ ما مُغالِبُ الغلاب
وقد يجيء الزعم في كلامهم بمعنى التحقيق. قال النابغة الجعدي:
نُودِي قِيل ارْكَبَنْ بأهلك إن
الله مُوفٍ للناس ما زَعَما
قال ابن سيده في " المحكم " (1/ 334): الزَّعْمُ، والزُّعْم، والزِّعم: القول وهو الظن. وقيل الكذب ......
وقال الفيروزآبادي في " القاموس " (1442): الزَّعم، مثلثةً: القول الحق، والباطل، والكذب، ضِدٌّ، وأكثر ما يقال فيما يُشك فيه ......
ـ[الجزائري]ــــــــ[21 - 03 - 03, 04:24 م]ـ
من الشواهد التي ذكرها اهل العربية على دلالة الزعم لمطلق القول عند اهل الحجاز قول عبد المطلب؛//و دعوتني و زعمت انك ناصحي ... و لقد صدقت وكنت ثم امينا. /// ومثل هذا اطلاق اهل الحجاز للكذب بازاء مطلق الخطاء ورايت الامام العلامة محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله اعتذر بحديث (كذب ابو السنابل) على موضوع الشدة عند السلفيين; ولعل الظاهر منه ارادة مطلق الخطاء على لغة اهل الحجاز بارك الله في الجميع
ـ[عبدالعزيز الجزري]ــــــــ[27 - 03 - 03, 04:50 م]ـ
إلى الأخ مبارك (#حرّر#) هناك شروط في المصحح والمضعف وعلم الألباني لا يصل عشر معشار علم البخاري رحم الله تعالى الجميع
وفرق وحيد كمثال: أن الأول معتمد على كلام الآخرين ومرجح فقط أما البخاري فمجتهد هو الذي يحدد الثقة من غيره .......
¥(4/6)
ـ[مبارك]ــــــــ[28 - 03 - 03, 02:25 ص]ـ
أما أن الإمام الألباني رحمه الله لا يصل معشار الإمام البخاري فهذا حق لكن لا يعني ذلك أن لا يخطىء البخاري ويصيب الألباني (وفوق كل ذي علم عليم).
" أما كون الإمام البخاري رحمه الله مجتهد فهذا فيما يتعلق بشيوخه من الرواة، وبينهم وبين الصحابة وسائط كثيرون، اعتمد في ثقتهم وعدمها على الرواة من الأئمة قبله، فلم يعرف عدالتهم وضبطهم إلا من أخبار أولئك الأئمة.
فإذا كان الواقع من مثل البخاري في التصحيح تقليداً لأنه بناه على إخبار غيره عن أحوال من صحّح أحاديثهم، كان كل قابلٍ لخبر من تقدمه من الثقات مقلداً.
وإن كان الواقع من البخاري من التصحيح اجتهاداً، مع ابتنائه على خبر الثقات، فليكن قولنا بالصحة لخبر البخاري المتفرع عن اخبار الثقات
اجتهاداً ز فإنه لا فرق بين الإخبار بإن هولاء الرواة " ثقات حفاظ " وبين الإخبار بإن " الحديث صحيح " إلا بالإجمال والتفصيل ..... " (نقلاً من كلام الإمام الصنعاني في كتابه الرائع إرشاد النقاد إلى تيسير الاجتهاد ص82 ـ83).
واعلم أنه ليس الإمام الألباني هو الذي تعقب البخاري بل قبله شيخ الإسلام ابن تيمية قال: والذين لم يثبتوا هذا الحديث لم يبلغهم من وجه يعتمدونه، وقد أشاروا إلى علته، وهو انفراد عيسى بن يونس به، وقد تبين أنه لم يتفرد به، بل وافقه حفص بن غياث ...
فكان عليك أن تقول في شيخ الإسلام ابن تيمية ماقلته في الشيخ الألباني رحمه الله وإلا في نفسك شيء على الإمام الألباني لا يعلمه إلا علام الغيوب.
واعلم أن توقير العلماء سواء من المتقدمين أو المتأخرين من السنة
لقول الرسول صلى الله عليه وسلم " ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا، ويأمر بالمعروف وينه عن المنكر ويعرف لعالمنا حقه " ويقول التابعي الجليل طاووس بن كيسان رحمه الله: " من السنة أن يوقر أربعة: العالم، وذو الشيبة، والسلطان،والوالد "
وقال الإمام المجاهد ابن المبارك رحمه الله: " حق على العاقل أن لا يستخف يثلاثة: العلماء، والسلاطين، والإخوان؛ فإنه من استخف بالعلماء ذهبت آخرته، ومن استخف بالسلطان ذهبت دنياه، ومن استخف بالإخوان ذهبت مرؤته "
والقدح في العلماء إيذاء العلماء لهم، و الإيذاء للعلماء إيذاء لأولياء لله صالحين فإن العلماء العاملين يدخلون دخولاً ألياً في وصف الأولياء.
وهذا معنى أن إيذاء العلماء أمر خطير؛ لأن من عادى ولياً لله فقد آذنه الله بالحرب، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ في الحديث القدسي: " من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ".
والإستهزاء بأهل العلم والفضل، والتنقص من أقدارهم، وتعييرهم والقدح فيهم خطر على دين المرء، إذ قد يفضي بصاحبه إلى مالم يكن بحسبانه نسأل الله السلامة والنجاة يوم القيامة.
ومع ذلك أقول إن العلماء بشر يخطئون ولكن اتهامهم بالخطأ يعرض فيه مزلقان خطيران:
الأول: أن يكون اتهامهم بالخطأ غير صحيح فيخطئهم المخطىء فيما هم فيه مصيبون، أو يتهمهم بما ليس فيهم.
إذ من الناس من تأخذه العجلة، والنظرة السوداوية للأمور فيحمل كلام الناس على الشر والخطأ.
وعين الرضا عن كل عيب كليلةٌ ... كما أن عين السخط تبدي المساويا.
ومن الناس من يكون إنكاره على عالم بسبب جهله بحال ذالك العالم.
ـ[أسامة الهيتي]ــــــــ[06 - 02 - 09, 09:38 م]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً(4/7)
من له اتصال مباشر بالأخ عامر حسن صبري
ـ[الدارقطني]ــــــــ[14 - 03 - 03, 11:34 ص]ـ
أرجو من الإخوة الذين يعرفون الدكتور عامر حسن صبري بصورة مباشرة
أن يتصلوا معي برسالة خاصة من خلال بريد الملتقى والله الموفق
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 03 - 03, 03:00 م]ـ
د. عامر حسن صبري
البريد الالكتروني: amersabri@maktoob.com
والله أعلم(4/8)
حمّل برنامج (الجنى الداني من دوحة الألباني)
ـ[الدرع]ــــــــ[14 - 03 - 03, 01:37 م]ـ
ملاحظة من الإشراف:
موضوع الأخ (الدرع) هذا كان امن أراد تنزيل البرنامج لفترة مؤقتة. ولم يعد بالإمكان استعمال هذه الطريقة.
وبالإمكان تنزيل برنامج (الجني الداني) من موقع الإيمان باستخدام هذا الرابط:
http://www.al-eman.com/freeware/albani/albani.zip
بارك الله في الأخ (الدرع) وجزاه عنا كل خير.
الإشراف.
---------------------------
لتحميل البرنامج كاملا:
(اضغط هنا) ( ftp://almehairi.no-ip.com/test/jana1.zip) للحصول على البرنامج مضغوطا بواسطة ( WinZip ) ( الحجم 18.7 MB )
للحصول على برنامج الضغط ( WinZip ) ( اضغط هنا) ( ftp://almehairi.no-ip.com/test/winzip8.exe)
أو:
(اضغط هنا) ( ftp://almehairi.no-ip.com/test/jana1.rar) للحصول على البرنامج مضغوطا بواسطة ( WinRar ) ( الحجم 13.2 MB )
للحصول على برنامج الضغط ( WinRar ) ( اضغط هنا) ( ftp://almehairi.no-ip.com/test/wrar311.exe)
ولتحميل البرنامج على شكل أجزاء، اتبع الخطوات التالية:
1) لا بد من استخدام برنامج الضغط ( WinRar ) ( اضغط هنا) ( ftp://almehairi.no-ip.com/test/wrar311.exe) للحصول عليه.
2) قم بتخزين الأجزاء العشرة التالية في ملف جديد:
الجزء الأول ( ftp://almehairi.no-ip.com/test/jana1.part01.rar) 1.4 MB
الجزء الثاني ( ftp://almehairi.no-ip.com/test/jana1.part02.rar) 1.4 MB
الجزء الثالث ( ftp://almehairi.no-ip.com/test/jana1.part03.rar) 1.4 MB
الجزء الرابع ( ftp://almehairi.no-ip.com/test/jana1.part04.rar) 1.4 MB
الجزء الخامس ( ftp://almehairi.no-ip.com/test/jana1.part05.rar) 1.4 MB
الجزء السادس ( ftp://almehairi.no-ip.com/test/jana1.part06.rar) 1.4 MB
الجزء السابع ( ftp://almehairi.no-ip.com/test/jana1.part07.rar) 1.4 MB
الجزء الثامن ( ftp://almehairi.no-ip.com/test/jana1.part08.rar) 1.4 MB
الجزء التاسع ( ftp://almehairi.no-ip.com/test/jana1.part09.rar) 1.4 MB
الجزء العاشر ( ftp://almehairi.no-ip.com/test/jana1.part10.rar) 725 KB
3) بعد الانتهاء من تحميلها، اضغط على الجزء الأول ( jana1.part01 ) بواسطة الزر الأيمن للفأرة واختر Extract Here وانتظر قليلا حتى ينتهي البرنامج من تجميع الأجزاء (انظر الصورة المرفقة رقم 1).
4) سوف يظهر لك ملف جديد باسم jana1 ( انظر الصورة المرفقة رقم 2).
5) افتح الملف واضغط على صورة الكتب (انظر الصورة المرفقة رقم 3) وسيعمل البرنامج إن شاء الله.
ملاحظة: لا يمكن تحميل البرنامج بعد مضي (30) يوم من هذا التاريخ 14/ 3/2003
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[15 - 03 - 03, 11:42 ص]ـ
سبقتني و كفيتني .. فجزاك الله خيرا.
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[15 - 03 - 03, 11:48 ص]ـ
تنبيهات لتشغيل البرنامج:
1 - يجب أن يعمل البرنامج من القرص الصلب (أي لا يعمل من CD ! ).
2- يجب إخفاء شريط المهام لمن كان حجم شاشتهم 600×800 لإظهار أسهم التصفح، و هذا عيب برمجي نرجو تداركه في إصدارة قادمة.
3 - البرنامج لم يأت معه برنامج تركيب ( Setup ) فيستحسن وضعه يدويا في مجلد ما (يفضل: Program Files ) و من ثَم إنشاء إختصار إلى ملف " exe. الجنى الداني" ووضعه على سطح المكتب أو ضمن قائمة (إبدأ).
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[15 - 03 - 03, 11:57 ص]ـ
الأخوان الفاضلان: الدرع وأنا مسلم أثابكم الله على
ما قدمتم
ولكن لم يعمل عندي البرنامج بشكل صحيح
فهو يعطيني رسالة مضمونها أن الملف Msflxgrd.ocx
به خلل فهل من مساعده
نفع الله بكما
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 03 - 03, 12:01 م]ـ
الأخ خالد
عليك إذاً أن تمحي ملف Msflxgrd.ocx الموجود في مجلد الويندوز عندك (إبحث عن هذا الملف في كل القرص الصلب في حاسبك) ثم تستبدله بالملف Msflxgrd.ocx الذي تجده في مجلد البرنامج لأنه الأحدث.
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[15 - 03 - 03, 12:14 م]ـ
أثابك الله أخي محمد وبقية الإخوة
ـ[زياد آل قيس]ــــــــ[15 - 03 - 03, 03:14 م]ـ
جزاكم الله خيرا، لكن هل يمكن ان تعطونا خلاصة او قائمة بما يحتويه هذا الملف مشكورين.
ـ[السعيدي]ــــــــ[15 - 03 - 03, 03:46 م]ـ
إخواني الافاضل
جزاكم الله خيرا على ما قمتم به من شرح وتوضيح للبرنامج
وعندي سؤال وهو: أن البرنامج تم تركيبه لدي ولكن تظهر صورة البرنامج فقط ولا يمكن التحكم في أوامر البرنامج من بحث وعرض ونقل النص ... الخ، فالخلاصة ان البرنامج لا يعمل معي.
وللعلم اني استخدم ويندوز اكس بي المعرب بشاشة نقطية 1024*800
أفيدونا يرحمكم الله، ويجعله في موازين اعمالكم يوم العرض عليه
ـ[ابن المنذر]ــــــــ[15 - 03 - 03, 11:28 م]ـ
الإخوة الأعضاء:
عفواً، فلم يشتغل عندي البرنامج!
هل من طريقة أخرى للتحميل؟
أرجو إفادتي، وجزاكم الله خيراً.
¥(4/9)
ـ[ابن زهران]ــــــــ[16 - 03 - 03, 06:55 م]ـ
جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم
ـ[شمس الشريعة]ــــــــ[16 - 03 - 03, 07:39 م]ـ
~~~~~~~
الإخوة الكرام
لقد نزلت البرنامج بالويب زيب ثم نقرت علي أيقونة الكتب
فأخرج لي تلك الرسالة وهذا الملف Msflxgrd.ocx
فدخلت لملف الويندوز ومسحت هذا الملف ثم أنزلته مرة أخري
من البرنامج
ورغم ذلك كله تظهر لي الرسالة مرة أخري
وإلي الآن لم يعمل البرنامج
أفيدونا أفادكم الله
~~~~~~~~~~~~~
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[16 - 03 - 03, 08:31 م]ـ
اللهمّ بارك في جميع الإخوة الذين تعبوا في إعداد هذا البرنامج.
اللهمّ بارك في الأخ الفاضل (الدرع) على مجهوده الطيّب الذي أتاح لنا الحصول على هذا البرنامج.
اللهمّ بارك في الشيخ محمّد الأمين حيث أنّني واجهت نفس المشكلة التي وضع حلّها.
اللهمّ ارحم فضيلة الشيخ المحدّث (محمّد ناصر الدين الألباني) وانفعنا بعلومه.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[17 - 03 - 03, 06:35 ص]ـ
الإخوة الكرام:
بعد تشغيل البرنامج لبضعة مرات، صارت تخرج لي رسالة:
Run-time Error (7), Out of Memory
فهل من الإخوة من يعرف حلاً للمشكلة؟
علماً بأنّ البرامج الأخرى تكون غير مشغّلة،
وأنني أستعمل Windows XP
ـ[شمس الشريعة]ــــــــ[17 - 03 - 03, 06:29 م]ـ
~~~~~~~~~~
البرنامج لم يعمل معي
وعند النقر علي أيقونته تخرج لي رسالة
Run-time Error 372
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[18 - 03 - 03, 02:15 ص]ـ
ارجو من الاخوة ذوي الخبرة فى برنامج "الجني الداني" ان يشرحوا لى هذا الكلام الذى اظهره الويندوز 98 نسخة عربية ... وما العمل لتصحيح الوضع .. وتشغيل البرنامج .. وجزاكم الله خيرا
run-time error"372
failed to load control'commondialog'from COMDLEG32.ocx.your version of COMDLEG32.ocx may be outdated.make sure you are using the version of the control that was provided with your application
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[18 - 03 - 03, 10:53 ص]ـ
الحبيب هيثم حمدان
وإياكم أجمعين
لا أعرف سبب المشكلة، لكن لماذا لا تجرب أن تستعمل برنامج المحدث لاستعراض كتب الألباني بدلاً من هذا البرنامج؟
إذا كان عندك الإصدار 8 من المحدث فالحل سهل. أما الإصدار 9 فله مشاكل.
إذا كان عندك الإصدار 8 قم بنسخ الملف 1. exe إلى مجلد المحدث ثم غير اسمه إلى Albani.txt ثم قم بتشغيل المحدث.
أسأل الله أن ييسر لك ذلك.
ـ[بشير أحمد بركات]ــــــــ[18 - 03 - 03, 01:10 م]ـ
إخواني الكرام إفعلوا ما يلي:
انسخوا جميع الملفات الموجودة مع البرنامج التي امتدادها:
ocx - dll
وألصقوها في القرص الصلب في المسار التالي:
c:/windows/system32
وسيعمل البرنامج بإذن الله
وأقول لأخوي ابن زهران وأبي إلياس قد كفانا الإخوة مؤنة إرسال
البرنامج إليكم عبر البريد
فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
هدية لإخواني:
http://www.islamway.com/arabic/images/several/AlqadsTnadena/ToelAlshoq.rm
ـ[شمس الشريعة]ــــــــ[19 - 03 - 03, 05:54 ص]ـ
~~~~~~~~~
أخي الكريم محمد الأمين
وأين أجد هذا البرنامج الذي تتحدث عنه
~~~~~~~~~
الأخ بشير فعلت كما قلت ولم يعمل البرنامج معي!!!
~~~~~~~~~~~~~
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[18 - 07 - 03, 11:57 م]ـ
من يعمل معة البرنامج يخبرنا كيف وجزاة الله خيرا
ـ[أبو عبد الله بن سعيد]ــــــــ[01 - 08 - 03, 02:49 ص]ـ
الإخوة الكرام
هذه كيفية إصلاح العطل في تشغيل هذا البرنامج
اولا قم بنسخ الملفات التي تنتهي بهذه الحروف ocx وهي سبعة ملفات
ثانيا اذهب الى مجلد system في الويندوز وقم بلصق هذه الملفات
سوف تظهر لك رسالة باستبدال هذه الملفات بالموجودة
فقم بالاستبدال
بعد ذلك ان شاء الله تعالى سوف يعمل معك البرنامج مع أي اصدار من الويندوز
وهذه الطريقة أفادني بها بعض الاخوة جزاه الله خيرا
ـ[أبو عبد الله بن سعيد]ــــــــ[21 - 08 - 03, 02:42 ص]ـ
تنبيه
قد يحدث عطل في تشغيل البرنامج لتعارض ملفاته مع ملفات برنامج الألفية
بحيث لا تستطيع تشغيلهما معا
ـ[المضري]ــــــــ[21 - 08 - 03, 10:54 ص]ـ
اخي ابو عبدالله , قمت مراراً بتنفيذ الطريقة التي كتبتها لكن من غير جدوى!
لازالت رسالة (تايم از اوت) تخرج لي؟
ـ[أبو مسلم]ــــــــ[21 - 08 - 03, 05:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اشتغل معي البرنامج لكني أصبحت مخيرا إما هو أو برنامج الألفية، (كما أشار الأخ أبو عبد الله) فما الحل؟؟ الرجاء المساعدة.
ويوجد أيضا هذا البرنامج:
http://albani.siham.net
وفي ظني أنه أفضل لأنه يذكر السند وبعض تعليقات الشيخ، فأرجو المساعدة للتوفيق بينه وبين الألفية ........
وجزاكم الله خيرا
ـ[مجرد إنسان]ــــــــ[21 - 08 - 03, 11:49 م]ـ
الإخوة الكرام
قد كفيتكم هذا التعب ببرنامج الألباني.
نرجو مراجعة الوصلة التالية:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=8879
¥(4/10)
ـ[أبو مسلم]ــــــــ[22 - 08 - 03, 03:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أخي الكريم مجرد إنسان ..... جزاك الله خيرا
لكن أين الحل الذي تقول عنه؟؟! إذ أن المشكلة نفسها باقية وهي:
أن برنامج الجنى الداني أو مكتبة الألباني، لا يتوافق مع برنامج الألفية، فالمشكلة ما زالت باقية؟؟!!!
سؤال آخر كنت أرسلت رسالة لك عبر البريد منذ أكثر من شهر!!!!! أريد شراء برنامج المكتبة الكبرى فهل أنت المسؤول عن ذلك أم أحد غيرك، أرجو الرد ....
وجزاكم الله خيرا
ـ[مجرد إنسان]ــــــــ[22 - 08 - 03, 11:42 م]ـ
أخي الكريم
أول مرة أسمع أن برنامج مكتبة الألباني غير متوافق مع الألفية، فهو يعمل مع الألفية على أكثر من 20 جهاز بأنظمة مختلفة
XP
WIN98
ولا مشاكل
آمل أن تخبرني ما هي المشكلة بالضبط، وما هي الرسالة التي تخرج لك، وجزاك الله خيرا
ـ[أبو مسلم]ــــــــ[25 - 08 - 03, 06:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
بارك الله فيك .... هذه الصور المرفقة التي تخرج معي عند الألفية، وأيضا صورة لتنظر لمكتبة الفقه وأصوله أيضا كيف تصبح!!!!!
أرجو الحل إن كان لديكم ...
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو مسلم]ــــــــ[25 - 08 - 03, 06:01 م]ـ
وهذه الفقه وأصوله ........
ـ[مجرد إنسان]ــــــــ[27 - 08 - 03, 05:15 ص]ـ
الأخ المكرم / أبو مسلم
بالنسبة لما يحصل مع الألفية، فهذا غريب، لكن لحل المشكلة، حاول ما يلي:
أولا: حاول أن تعيد تحميل الألفية بعد تحميل الألباني.
ثانيا: إذا لم ينفع الحل الأول، حمل الألباني أولا، ثم احذف الملف
msjet32.dll
وستجده في ملفات النظام في الويندوز، ثم حمل بعد ذلك الألفية.
أما بالنسبة لصورة الفقه وأصوله، فماذا أفعل للتراث إذا كان برامجهم لا تعتمد النسخ الحديثة من ملفات الربط الديناميكي.
ليس لك إلا استخدام البحث في القائمة للوصول إلى الكتاب المطلوب.
آمل إبلاغي بما يحصل معك.
ـ[مجرد إنسان]ــــــــ[27 - 08 - 03, 05:16 ص]ـ
ارجو أن يفيدني بقية الإخوة، هل يحصل لهم في الألفية مثل ما يحصل مع الأخ أبو مسلم
ـ[أبو عبد الله بن سعيد]ــــــــ[17 - 09 - 03, 07:28 م]ـ
الأخوة الكرام
هذا حل لعله أن يكون أيسر لعمل برنامج الألباني مع الألفية
وذللك كالآتي
1 - لتشغيل برنامج الألباني قم بعمل الخطوات التي سبقت وأن ذكرتها
2 - ثم اذهب إلى ملف Program Files الموجود في ( c) ستجد ملف بعنوان (المكتبة الألفية للسنة النبوية 1.5)
قم بقص هذا الملف وإخراجه مؤقتا من ملف Program Files
ولصقه في أي مكان آخر
3 - قم بتشغيل برنامج الألباني ستجده يعمل معك بإذن الله
4 - قم بعد ذلك باعادة ملف (المكتبة الألفية للسنة النبوية 1.5) إلى مكانه في Program Files
5- قم بتشغيل الألفية ستعمل هي الأخرى إن شاء الله
والحمد لله
ـ[أبو عبد الله بن سعيد]ــــــــ[23 - 09 - 03, 12:40 ص]ـ
تتمة
وقد لا تحتاج إلى هذه الخطوات بعد أول مرة(4/11)
ما هو تقييكم لألفية علل الحديث للشيخ عليّ بن آدم الأثيوبي؟
ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[14 - 03 - 03, 02:09 م]ـ
ما هو تقييكم لألفية علل الحديث للشيخ عليّ بن آدم الأثيوبي؟
وهذه أبرز مواضيع الكتاب
الباب الأول: في نظم خلاصة معظم كلام الترمذي مع تحقيقات شارحه ابن رجب
الباب الثاني: في نظم خلاصة الفوائد المهمة والقواعد الكلية التي
زاداها ابن رجب
والخاتمة: ذكر كلمات مختصرات من كلام الأئمة النقاد الأثبات الحفاظ ...
ـ[الدارقطني]ــــــــ[14 - 03 - 03, 02:47 م]ـ
كأن لهذه المنظومة الشعرية شرح للمؤلف نفسه أليس كذلك
ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[14 - 03 - 03, 03:33 م]ـ
نعم أخي
عليها
مزيل الخلل عن أبيات شافية الغُلل
للمؤلف نفسه
ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[25 - 03 - 03, 10:30 م]ـ
؟
ـ[الخالدي]ــــــــ[29 - 12 - 05, 08:14 م]ـ
ما تقييمكم يا أهل العلل
بعد مضى وقت كاف على الموضوع
ليدلي بدلوه من بدأ بحفظها أو قرأ فيها أو اطلع عليها
8
ـ[ضعيف]ــــــــ[31 - 12 - 05, 07:50 ص]ـ
جزي الله الشيخ الاثيوبي السلفي كل خير
ـ[أبو عميرة الأثري]ــــــــ[26 - 01 - 06, 04:59 م]ـ
هل من مجيب عن السؤال حفظكم الله؟
ـ[أبو المعالي المرّوذي]ــــــــ[26 - 01 - 06, 06:08 م]ـ
أما عني
فقد استفدت معلومة من هذا الموضوع بمعرفتي هذا المؤلَف.
ليت احد يكرمنا بالكتاب من الإنترنت
وبانتظار تقييم - بعد مرور سنوات 3 على الموضوع -!!!!!!!
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[26 - 01 - 06, 07:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم أبو مصعب وفقه الله وأعانه ... لعلك ترفع لنا الألفية ... فلعل جل الاخوان لا يعلمون عن هذه المنظومة شيئا.
وجزاكم الله خيراً
ـ[فوزان مطلق النجدي]ــــــــ[27 - 01 - 06, 05:17 م]ـ
سألت عنها احد المشايخ فقال لي انها جامعة لكثير من مسائل العلم ولكن المصنف رحمه الله لم يأتي بجديد.(4/12)
الألغاز الحديثية ... من يجيب عليها؟
ـ[الذهبي]ــــــــ[15 - 03 - 03, 01:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام: أهل الحديث وفقهم الله لطاعته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد ... فلدي مجموعة من الألغاز الحديثية، أحببت أن أذكرها لإخواني المهتمين بعلم الحديث الشريف، وهذه الألغاز كانت مما تعد من ملح محالس أهل الحديث حيث كانوا يمتحنون بها بعضهم بعضًا، ويتسامرون بها في مجالسهم.
وسوف ألقي على إخواني الكرام لغزًا تلو الآخر، حيث أني لن أذكر اللغز الثاني إلا بعد الإحابة على اللغز الأول، وهكذا، وإذا مر يومان دون الإجابة على اللغز المطروح، فسوف أجيب عليه إن شاء الله تعالى، ثم أذكر اللغز الذي يتلوه.
فإذا انتهيت من ذكر كل ما لدي من ألغاز فإني أدعوا إخواني الكرام للمشاركة في ذكر ما لديهم من ألغاز، ونحاول جميعًا الإجابة عليها.
اللغز الأول:
أذكر إسناد فيه أربعة من الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين - يروي كل واحد منهم عن صاحبه.
ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[15 - 03 - 03, 03:55 م]ـ
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني السائب بن يزيد ابن أخت نمر أن حويطب بن عبدالعزى أخبره أن عبدالله بن السعدي أخبره أنه قدم على عمر في خلافته فقال له عمر: ألم أحدث أنك تلي من أعمال الناس أعمالا فإذا أعطيت العمالة كرهتها فقلت: بلى فقال عمر: فما تريد إلى ذلك قلت إن لي أفراساً وأعبداً وأنا بخير وأريد أن تكون عمالتي صدقة على المسلمين قال عمر: لا تفعل فإني كنت أردت الذي أردت فكان رسول الله صلى اللهم عليه وسلم يعطيني العطاء فأقول أعطه أفقر إليه مني حتى أعطاني مرة مالا فقلت: أعطه أفقر إليه مني فقال النبي صلى اللهم عليه وسلم: خذه فتموله وتصدق به فما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه وإلا فلا تتبعه نفسك (البخاري 7163)
ـ[الذهبي]ــــــــ[15 - 03 - 03, 04:38 م]ـ
أحسنت أخي أبا مصعب بارك الله فيك، ولهذا اللغز قصة ذكرها الخطيب في تاريخه (7/ 273)، والذهبي في السير (16/ 298)، فلينظرها من شاء.
وقد قال ابن حزم في الجمهرة (ص 166): ((لم يقع مثل هذا الإتفاق في خبر غيره)).
اللغز الثاني:
من هم الشيوخ الأربعة الذين لقيهم الطبراني من أصحاب عبد الرزاق الصنعاني صاحب المصنف؟
ـ[الطبراني]ــــــــ[15 - 03 - 03, 06:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نص الذهبي رحمه الله على أنه أربعة رجال أدركهم الطبراني و قد صاحبو عبد الرزاق ولا كن ما وقفت عليه أكثر من ذلك
1 - إبراهيم بن محمد بن برة الصنعاني أبو إسحاق -و سماعه من عبد الرزاق بعد ما عمي وتغير -
2 - و الحسن بن عبد الأعلى بن إبراهيم بن عبيد الله بن يزيد الأبناوي البَوسْي الصنعاني أبو محمد - سمع منه نحو خمسين حديثا-
3 - و إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن سويد الشبامي
4 - و إسحاق بن إبراهيم بن عباد الدبري الصنعاني أبو يعقوب
و أكثر منه و تُكلم في إدراكه عبد الرزاق الصنعاني
5 - رجل يقال له محمد بن جابان ويقال محمد بن سعيد بن جابان الجند يسابوري
6 - الحسن بن علي بن شبيب المعمري – والأظهر أنه لم يلقه مع أنه روى عنه –
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=6483
و الله تعالى أعلم
ـ[يحيى العدل]ــــــــ[15 - 03 - 03, 07:50 م]ـ
الأخ الذهبي .. سلام الله عليك .. أما بعد فجهد مبارك وموفق .. بالنسبة لما ذكر ابن حزم .. فقد يكون كما قال .. لكن أبا موسى المديني جمع جزءًا في (ثلاثي الصحابة) .. وآخر في (رباعيهم) فيحتمل وجود غير هذا. والله أعلم.
ـ[الذهبي]ــــــــ[15 - 03 - 03, 10:10 م]ـ
بارك الله فيك أخي الطبراني وأحسن الله إليك، وياليت تذكر لنا مصدر رواية ابن جابان عن عبد الرزاق، ويكون لك المثوبة الأجر من عند الله تعالى.
أخي الحبيب الشيخ يحيى العدل حفظه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرًا على هذه المعلومة الطيبة، ولكن لا يخفى عليك أهمية صحة إسناد هذه المرويات، فياليت نعثر على الكتاب، ونطلع عليه.
اللغز الثالث:
إسناد واحد اجتمع فيه رواية أربعة من التابعين بعضهم عن بعض؟
ـ[الطبراني]ــــــــ[15 - 03 - 03, 11:33 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
قال الطبراني في المعجم الكبير (11/ 93 ح 11153) حدثنا محمد بن جابان الجنديسابوري والحسن بن علي المعمري قالا ثنا عبد الرزاق عن معمر عن بن أبي نجيح عن مجاهد عن بن عباس قال لما زوج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة عليا قالت فاطمة يا رسول الله زوجتني من رجل فقير ليس له شيء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما ترضين يا فاطمة أن الله عز وجل اختار من أهل الأرض رجلين أحدهما أبوك والآخر زوجك – والحديث ضعيف لا أريد الإطالة في الحديث عن علته -
والله تعالى أعلم
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[16 - 03 - 03, 09:41 م]ـ
جزى الله خيراً الأخ المفضال (الذهبي) على هذه المُبادرة الطيبة، ويسرّني أن أشارك في طرح بعض (الألغاز الحديثية)، فمن لها أيها الإخوة؟؟!!
1) لم يروِ عبيد الله بن موسى الكوفي عن ثور بن يزيد إلاَّ حديثا واحداً، اذكُر هذا الحديث؟؟!!
2) روى ابن أبي الدنيا في الإخوان (74)، والبيهقي في الشعب (6/ 489/9010) من طريق عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي عن أبي عوانة عن منصور، عن عبد الله بن مرة عن عبدالله بن عمر مرفوعا: ((إذا أحبَّ أحدُكم أخاه فليُعلمهُ، فإنه يجدُ له مثل الذي عندهُ)).
لهذا الإسناد علة خفيّة، اذكرها مع بيَان الرواية المحفوظة ..
3) لم يسمع سفيان بن عُيينة الهلالي من خالد بن سلمة المخزومي إلا حديثاً واحداً.
فما هو هذا الحديث؟؟؟
¥(4/13)
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[17 - 03 - 03, 12:08 ص]ـ
أربعة من التابعين عن بعضهم
الاسناد الذي فيه رواية أربعة من التابعين بعضهم عن بعض
قال مسلم رحمه الله في صحيحه
حدثني عمرو الناقد وأبو بكر بن النضر وعبد بن حميد واللفظ لعبد قالوا حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال حدثني أبي عن صالح بن كيسان عن الحارث عن جعفر بن عبد الله بن الحكم عن عبد الرحمن بن المسور عن أبي رافع عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون مالا يفعلون ويفعلون مالا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل)) قال أبو رافع فحدثت عبد الله بن عمر فأنكره علي فقدم بن مسعود فنزل بقناة فاستتبعني إليه عبد الله بن عمر يعوده فانطلقت معه فلما جلسنا سألت بن مسعود عن هذا الحديث فحدثنيه كما حدثته بن عمر قال صالح وقد تحدث بنحو ذلك عن أبي رافع
ـ[الذهبي]ــــــــ[17 - 03 - 03, 06:11 ص]ـ
قال مسلم في صحيحه (2/ 778 رقم 1106): ((حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا الحسن بن موسى، حدثنا شيبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، أن عمر بن عبد العزيز أخبره أن عروة بن الزبيير أخبره أن عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كا يقبلها وهو صائم)).
قال الخطيب في تخريجه لأحاديث أبي القاسم المهرواني المعروفة باسم: ((الفوائد المنتخبة الصحاح والغرائب))، وتعرف أيضًا بـ: ((المهروانيات)) رقم: (6): ((وقد اجتمع في هذا الحديث رواية أربعة من التابعين بعضهم عن بعض: أحدهم: يحيى بن أبي كثير: فإنه رأى أنس بن مالك.
وأبو سلمة بن عبد الرحمن: أكثر الرواية عن أبي هريرة، وأبي سعبد الخدري وعائشة أم المؤمنين وغيرهم.
وعمر بن عبد العزيز بن مروان سمع أنس بن مالك.
ولعروة بن الزبير روايات عن عدة من الصحابة.
اللغز الرابع:
قال سفيان الثوري: ((حدثنا أبو عروة، عن أبي الخطاب، عن أبي حمزة))
أذكر أسماء كل من فوق سفيان الثوري.
ـ[الذهبي]ــــــــ[17 - 03 - 03, 06:28 ص]ـ
أخي الكريم الشيخ خالد بن عمر حفظه الله تعالى
أحسنت بارك الله فيك، وإجابتك صحيحة، أسأل الله لنا ولك التوفيق.
وجزاك الله خيرًا.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 03 - 03, 07:55 ص]ـ
بارك الله فيكم
قال الشيخ يحيى العدل وفقه الله
( .. لكن أبا موسى المديني جمع جزءًا في (ثلاثي الصحابة) .. وآخر في (رباعيهم) فيحتمل وجود غير هذا. والله أعلم.)
انتهى
======
نعم وللحافظ عبدالغني الازدي كتاب (الرباعي)
قال البزار
(وفي حديث الزهري أربعة من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم روى بعضهم عن بعض السائب بن يزيد وحويطب بن عبدالعزى وابن الساعدي وعمر
وقد رواه أربعة ولانعلم في حديث أربعة (قال المحقق في النسختين (اربع)) رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم روى بعضهم عن بعض باسناد صحيح الا في هذا الحديث) اه
قال المحقق
(قد ذكر عبدالغني الأزدي في كتاب الرباعي حديثا اخر اجتمع فيه اربعة من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحديثا ثالثا اجتمعت فيه اربع نسوة كلهن قد رأين رسول الله صلى الله عليه وسلم)
انتهى
قلت وهو في الصحيح
ففي صحيح مسلم
(حدثنا عمرو الناقد. حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري، عن عروة، عن زينب بنت أم سلمة، عن أم حبيبة، عن زينب بنت جحش؛
أن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ من نومه وهو يقول "لا إله إلا الله. ويل للعرب من شر قد اقترب. فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه" وعقد سفيان بيده عشرة. قلت: يا رسول الله! أنهلك وفينا الصالحون؟ قال "نعم. إذا كثر الخبث".
1 - م - (2880) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وسعيد بن عمرو الأشعثي وزهير بن حرب وابن أبي عمر. قالوا: حدثنا سفيان عن الزهري، بهذا الإسناد. وزادوا في الإسناد عن سفيان، فقالوا: عن زينب بنت أم سلمة، عن حبيبة، عن أم حبيبة، عن زينب بنت جحش
)
قال النووي
(
قوله في رواية ابن أبي شيبة وسعيد بن عمرو وزهير وابن أبي عمر عن (سفيان عن الزهري عن عروة عن زينب بنت أبي سلمة عن حبيبة عن أم حبيبة عن زينب بنت جحش) (
¥(4/14)
(هذا الاسناد اجتمع فيه اربع صحابيات زوجتان لرسول الله صلى الله عليه وسلم وربيبتان له بعضهن عن بعض ولايعلم حديث اجتمع فيه اربع صحابيات بعضهن عن بعض غيره
وأما اجتماع أربعة صحابة أو أربعة تابعيين بعضهم عن بعض فوجدت منه أحاديث قد جمعتها في جزء
ونبهت في هذا الشرح على ما منها في صحيح مسلم. وحبيبة هذه هي بنت أم حبيبة أم المؤمنين بنت أبي سفيان , ولدتها من زوجها عبد الله بن جحش الذي كانت عنده قبل النبي صلى الله عليه وسلم.
)
انتهى
وفي صحيح مسلم ايضا
(وحدثنا هارون بن سعيد الأيلي وأحمد بن عيسى. قالا: حدثنا ابن وهب. أخبرني مخرمة بن بكير عن أبيه. قال:
سمعت عبدالله بن مسلم يقول: سمعت محمد بن مسلم يقول: سمعت حميد بن عبدالرحمن يقول: سمعت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أين أنت؟ يا رسول الله! عن ابنة حمزة؟ أو قيل: ألا تخطب بنت حمزة بن عبدالمطلب؟ قال "إن حمزة أخي من الرضاعة
)
قال النووي
(قوله: (أَخْبَرَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُسْلِمٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-) هذا الإسناد: فيه أربعة تابعيُّون أولهم: بكير بن عبد الله بن الأشجِّ روى عن جماعة من الصَّحابة.
والثَّاني: عبد الله بن مسلم الزُّهريُّ أخو الزُّهريِّ المشهور، وهو تابعيّ سمع ابن عمر وآخرين من الصَّحابة، وهو أكبر من أخيه الزُّهريّ المشهور.
والثَّالث: محمَّد بن مسلم الزُّهريّ المشهور، وهو أخو عبد الله الرَّاوي عنه كما ذكرنا.
والرَّابع: حميد بن عبد الرَّحمن بن عوف وهو والزُّهريّ تابعيَّان مشهوران.
ففي هذا الإسناد ثلاث لطائف من علم الإسناد:
أحدها: كونه جمع أربعة تابعيِّين بعضهم عن بعض.
الثَّانية: أنَّ فيه رواية الكبير عن الصَّغير لأنَّ عبد الله أكبر من أخيه محمَّد كما سبق.
الثَّالثة: أنَّ فيه رواية الأخ عن أخيه.)
==========
(وحدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي. حدثنا حماد بن زيد عن أيوب، عن نافع. حدثني نبيه بن وهب. قال: بعثني عمر بن عبيدالله بن معمر. وكان يخطب بنت شيبة بن عثمان على ابنه. فأرسلني إلى أبان بن عثمان وهو على الموسم. فقال:
ألا أراه أعرابيا "إن المحرم لا ينكح ولا ينكح". أخبرنا بذلك عثمان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال النووي
(واعلم أنَّه وقع في إسناد رواية حمَّاد عن أيُّوب رواية أربعة تابعيِّين بعضهم على بعض وهم: أيُّوب السَّختيانيُّ، ونافع، ونبيه، وأبان بن عثمان، وقد نبَّهت على نظائر كثيرة لهذا سبقت في هذا الكتاب، وقد أفردتها في جزء مع رباعيَّات الصَّحابة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم-.
)
==========
ـ[الذهبي]ــــــــ[17 - 03 - 03, 09:05 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الشيخ: ابن وهب على هذه الفوائد القيمة، زادك الله علمًا وتوفيقًا. (#حُرّر#).
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 03 - 03, 12:01 م]ـ
قال ابن حجر
(وقد جمع الحافظ عبد الغني ابن سعيد الأزدي جزءا في الأحاديث المسلسلة بأربعة من الصحابة وجملة ما فيه أربعة أحاديث , وجمع ذلك بعده الحافظ عبد القادر الرهاوي ثم الحافظ يوسف بن خليل فزاد عليه قدرها وزاد واحدا خماسيا فصارت تسعة أحاديث وأصحها حديث الباب , ثم حديث عمر في العمالة وسيأتي في كتاب الأحكام.)
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[17 - 03 - 03, 05:42 م]ـ
وكتاب عبد الغني الأزدي مطبوع في الهند أو باكستان قد رأيته، وأرجو بعد الانتهاء من الأجوية على سؤالات الذهبي، أن تنظروا في أسئلتي ..
وبارك الله في الجميع
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[17 - 03 - 03, 06:00 م]ـ
حل اللغز الرابع
أبو عروة: هو معمر بن راشد البصري
أبو الخطاب هو قتادة بن دعامة السدوسي البصري
أبو حمزة: هو أنس بن مالك رضي الله عنه
والله أعلم
ـ[الذهبي]ــــــــ[17 - 03 - 03, 08:50 م]ـ
ماشاء الله لاقوة إلا بالله، بارك الله فيك أخي الشيخ: خالد بن عمر، وكثر الله في المسلمين أمثالك.
اللغز الخامس:
أبو الشعثاء، عن عين، عن ابن عباس.
من هو عين؟
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[17 - 03 - 03, 09:36 م]ـ
حل اللغز الخامس
عين هو: عكرمة مولى ابن عباس
والله أعلم
ـ[الذهبي]ــــــــ[17 - 03 - 03, 10:59 م]ـ
شيخ خالد: خلي الإخوة تفكر شوية. وبعدين إنت كيف بتعرف الإجابة بسرعة كدة، على كل حال بارك الله فيك، وزادك علمًا وتوفيقًا.
اللغز السادس:
يونس بن عبيد، عن زياد بن جبير، عن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
من سعد هذا؟
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[18 - 03 - 03, 09:25 م]ـ
جواب اللغز السادس:
سعد هو سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ..
وأريد جواب على هذه الألغاز، فمن لها:
اللغز السابع:
لم يروِ عبيد الله بن موسى الكوفي عن ثور بن يزيد إلاَّ حديثا واحداً، اذكُر هذا الحديث؟؟!!
اللغز الثامن:
روى ابن أبي الدنيا في الإخوان (74)، والبيهقي في الشعب (6/ 489/9010) من طريق عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي عن أبي عوانة عن منصور، عن عبد الله بن مرة عن عبدالله بن عمر مرفوعا: ((إذا أحبَّ أحدُكم أخاه فليُعلمهُ، فإنه يجدُ له مثل الذي عندهُ)).
لهذا الإسناد علة خفيّة، اذكرها مع بيَان الرواية المحفوظة ..
اللغز التاسع:
لم يسمع سفيان بن عُيينة الهلالي من خالد بن سلمة المخزومي إلا حديثاً واحداً.
فما هو هذا الحديث؟؟؟
¥(4/15)
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[18 - 03 - 03, 11:05 م]ـ
حل اللغز السادس
هو رجل أنصاري غير سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
قال الإمام الدارقطني رحمه الله تعالى في العلل (4/ 382)
645 وسئل عن حديث زياد بن جبير عن سعد ان امرأة قالت يا رسول الله إنا كل على أزواجنا واولادنا ما يحل لنا من أموالهم قال الرطب في فقال يرويه يونس بن عبيد عن زياد بن جبير واختلف عنه فرواه الثوري عن يونس بن عبيد عن زياد عن سعد وأرسل هاشم عن يونس عن زياد أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سعدا على الصدقة الحديث ويقال إن سعدا هذا رجل من الأنصار وليس بسعد بن أبي وقاص وهو أصح إن شاء الله تعالى
وقال ابن حجر في الإصابة (3/ 94)
وأفرده البغوي وابن منده وهو الراجح
فإن الدارقطني ذكر الاختلاف فيه في العلل ورجح أنه سعد رجل من الأنصار وأن من قال فيه سعد بن أبي وقاص فقد وهم
قلت (ابن حجر) ويؤيد أنه غيره أن بن منده أخرج من طريق حماد بن سلمة عن يونس عن عبيد عن زياد بن جبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا يقال له سعد على السعاية فلو كان هو بن أبي وقاص ما عبر عنه الراوي بهذا
والله أعلم
*******
اللغزين السابع والثامن قريبا إن شاء الله
اللغز التاسع
شيخنا الفاضل أبا إسحاق التطواني وفقه الله
أنا غير متأكد من الإجابة تماما، فهل هذه الإجابة صحيحة أم لا
البيهقي في الشعب (4/ 250)
4967 أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن علي الخسروجردي نا أبو بكر أحمد بن ابراهيم الاسماعيلي نا علي بن روح نا أبو بحير محمد بن جابر نا المحاربي أنا سفيان عن خالد بن سلمة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مررت ليلة أسرى بي على قوم تقرض شفاههم بمقاريض من نار فقلت من هؤلاء قال هؤلاء قوم خطباء من أهل الدنيا كانوا يأمرون الناس وينسون أنفسهم وكذلك رواه علي بن زيد عن أنس
والله أعلم
ـ[الذهبي]ــــــــ[18 - 03 - 03, 11:56 م]ـ
بارك الله فيك أخي الشيخ خالد بن عمر.
هذا، وقد وهم البزار فأورد الحديث في مسند سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، من كتابه المسند (4/ 74 رقم: 1241).
اللغز السابع:
خلف، عن خلف، عن خلف، عن خلف، عن خلف
من هم؟
تنبيه: أرجو عدم استخدام برامج الحاسوب الخاصة بالحديث كالألفية وما شابه في الإجابة، هذا لمن شاء، ولكن الأفضل الإعتماد في ذلك على الخبرة الحديثية للباحث.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[18 - 09 - 03, 09:18 م]ـ
قال الحاكم في علوم الحديث في اواخره
أخبرني خلف نا خلف نا خلف نا خلف نا خلف
فأولهم الأمير خلف بن احمد السجزي
والثاني أبو صالح خلف بن محمد البخاري يعني الخيام
والثالث خلف بن سليمان النسفي صاحب المسند
والرابع خلف بن محمد الواسطي كردوس
والخامس خلف بن موسى بن خلف
قال الحاكم وقد سمعته من أبي صالح بإسناده لم يذكر المتن فقرأته على احمد بن هبة الله عن عبدالمعز بن محمد انا زاهر بن طاهر انا إسحاق بن عبد الرحمن قال انا الأمير خلف بن احمد بن محمد بن خلف نا خلف بن محمد بن إسماعيل نا خلف بن سليمان نا خلف بن محمد كردوس نا خلف بن موسى العمي نا أبي عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((كل بني آدم حسود وبعض الناس أفضل في الحسد من بعض ولا يضر حاسدا حسده ما لم يتكلم بلسانه أو يعمل باليد)) هذا حديث غريب منكر.
الذهبي في تذكرة الحفاظ (3/ 1042)
وذكر ذلك أبو موسى المديني في كتابه ((نزهة الحفاظ)) (ص 67) تحقيق عبدالراضي محمد عبدالمحسن، ط مؤسسة الكتب الثقافية
وقد ذكرها الحاكم في النوع السابع والأربعين من معرفة علوم الحديث في ((الجنس السابع منه)) ص 236 ط مكتبة طبرية (معظم حسين وآخرون)، ص 631 ط ابن حزم (أحمد السلوم)
ولم يسق فيه متن الرواية
والله أعلم
ـ[الذهبي]ــــــــ[24 - 04 - 04, 07:44 م]ـ
جزاك الله خيرًا أخي الكريم الشيخ: خالد بن عمر، حفظك الله تعالى، وبارك في علمك، وسدد خطاك.
ـ[أبو زُلال]ــــــــ[25 - 04 - 04, 09:06 م]ـ
ولدي لغز آخر الذي استخرجته من رواية صادفتها خلال بحثي عن موضوع. وهو:
" ... قال حدثني المُنْحَنِى حدثني المَزْكوُم يومئذ حدثني الزَّمِن حدثني المفلوج ثنا الأثرم ثنا الأحدب ثنا الأصم ثنا الضرير عن الأعمش عن الأعور عن الأعرج عن الأعمى أن النبي صلى الله عليه وسلم ... "
من سرد هذا الإسناد؟ ومن الذين تذكر صفاتهم أو ألقابهم في السند؟ وماذا الحديث في آخره؟ (المفتاح: أن الحديث الشريف يتكون من ثلاث كلمات فقط!)
ـ[أبو زُلال]ــــــــ[19 - 05 - 04, 12:17 ص]ـ
ها هو جواب السؤال (بعد مرور ثلاثة وعشرين يوما):
المنحنى: أبو علي بن أبي الحسين الأصبهاني والمزكوم: أبو علي الصولي والزمن: أحمد بن محمد بن سليمان والمفلوج: محمد بن محمد بن سليمان الطوسي والأثرم: الحسن بن مهران والأحدب عبد الله بن الحسين قاضي المصيصة والأصم: عبد الله بن نصر الأنطاكي والضرير: أبو معاوية الأعمش: سليمان بن مهران والأعور: إبراهيم النخعي والأعرج: الحكم بن مهران والأعمى: عبد الله بن عباس رضي الله عنه.
أول السند: أنبأ الأستاذ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أيوب الطرماحي ثنا أبو العباس إسماعيل بن عبد الله المكيالي أنبأ أبو يعلى العلوي أنبأ أبو الحسين محمد بن الحسين الدينوري ثنا يعقوب بن نعيم بن عمرو بن قرقارة ثنا جعفر ابن أحمد بن عبد الجبار الينبعي عن إبراهيم بن عبد الله بن العلاء حدثتني فاطمة بنت عبد الله بن إبراهيم القصة والدعاء بطولهما ورواهما عنه ابنه محمود بن محمد بن يونس أبو الماجد وروى أبو ذر عن أبي الحسن محمد ابن عبيد الله بن سلوقا الحافظ قال حدثني المنحنى ...
المصدر: "التدوين في أخبار قزوين" لعبد الكريم بن محمد الرفاعي القزويني، دار الكتب العلمية، بيروت 1987، 2\ 63 - 64.
¥(4/16)
ـ[الساري]ــــــــ[03 - 12 - 05, 02:28 م]ـ
لغز آخر .......
هو من رجال الستة، اسمه اسم أحد الخلفاء، واسم أبيه اسم أحد الخلفاء، وكنيته كنية أحد الخلفاء.
فمن هو؟
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[05 - 12 - 05, 12:55 ص]ـ
لغز آخر .......
هو من رجال الستة، اسمه اسم أحد الخلفاء، واسم أبيه اسم أحد الخلفاء، وكنيته كنية أحد الخلفاء.
فمن هو؟ الجواب
عمر بن علي بن عطاء بن مقدم الثقفي المقدمي أبو حفص البصري
والله أعلم
ـ[حافظ عبدالمنان]ــــــــ[11 - 12 - 05, 06:30 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعتقد هذا اللغز قد خطر ببالي، وإن كان خارج الموضوع فالعفو!
ما هو الحديث الذي يكون متصلا مع كونه منقطعا لانقطاع أحد رواته؟؟
ـ[حافظ عبدالمنان]ــــــــ[21 - 12 - 05, 06:19 ص]ـ
هو الحديث القدسي الذي يرويه الرسول صلى الله عليه وسلم مع حذف راو وهو جبريل عليه السلام عن الله تعالى متصلا؟؟
والله أعلم
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[22 - 12 - 05, 01:33 ص]ـ
وهذا لغز اخر هناك ترجمة في رواة الحديث ليس لها مثل من له
ـ[مجاهد الحسين]ــــــــ[23 - 12 - 05, 04:52 م]ـ
عفوا على التطفل!!
هناك كتاب للسيوطي بعنوان " الفانيد في حلاوة الأسانيد"
يذكر صوراً لهذه الملح واللطائف. وهو كتاب صغير.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[23 - 12 - 05, 05:10 م]ـ
عفوا على التطفل!!
هناك كتاب للسيوطي بعنوان " الفانيد في حلاوة الأسانيد"
يذكر صوراً لهذه الملح واللطائف. وهو كتاب صغير.
الكتاب للتحميل:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=186629#post186629
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[24 - 12 - 05, 03:58 م]ـ
هو مسدد من شيوخ البخاري
ـ[أبو زُلال]ــــــــ[27 - 02 - 06, 03:49 م]ـ
أول لغز السنة الجديدة ليكن من أبي زُلال (مستنداً إلى نتيجةٍ توصلت إليها بمناسبة بحث في حديث):
"يذكر اسمه في سند من أسانيد صحيح البخاري وليس له ذكر في أي كتاب من كتب الرجال". من هو هذا الراوي؟
ـ[أبو زُلال]ــــــــ[27 - 02 - 06, 03:57 م]ـ
هو: عبيد الله بن حفص!
والحديث في كتاب اللباس - أول حديث في "باب القزع" 72:
حدثني محمد قال أخبرني مخلد قال أخبرني ابن جريج قال أخبرني عبيد الله بن حفص أن عمر بن نافع أخبره عن نافع مولى عبد الله أنه سمع ابن عمر رضي الله عنهما يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن القزع ...
ولا يوجد في كتب طبقات الرواة راو باسم "عبيد الله بن حفص".
ولا بد من أن يكون الاسم "عبيد الله بن عمر بن حفص" (145 هـ). ولكن الإمام البخاري ينسب عبيد الله إلى جده بدلا من أبيه.
ـ[أبا نور الدين الحنبلي]ــــــــ[01 - 04 - 06, 11:13 م]ـ
أخواني الافاضل ..
من يذكر لي حديث رواه تابعي عن صحابي عن تابعي ...
وجزاكم الله خيراً ...
مع العلم أنني لا أعرف الإجابة ..
وشكراً لكم ...
ـ[العاصمي]ــــــــ[01 - 04 - 06, 11:33 م]ـ
قال الإمام البخاري - رحمه الله تعالى - في صحيحه (2620): حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَان، عَنْ ابْنِ شِهَاب، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِي، أَنَّهُ قَال:
رَأَيْتُ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ فَأَقْبَلْتُ حَتَّى جَلَسْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَأَخْبَرَنَا أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ أَخْبَرَه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَمْلَى عَلَيْه:
{لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}.
قَال: فَجَاءَهُ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وَهُوَ يُمِلُّهَا عَلَيَّ فَقَال: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ أَسْتَطِيعُ الْجِهَادَ لَجَاهَدْتُ - وَكَانَ رَجُلاً أَعْمَى - فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى رَسُولِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - وَفَخِذُهُ عَلَى فَخِذِي، فَثَقُلَتْ عَلَيَّ حَتَّى خِفْتُ أَنَّ تَرُضَّ فَخِذِي، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْه، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ -:
{غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}
سهل بن سعد 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - صحابي، رواه عن مروان بن الحكم التابعي، عن زيد بن ثابت 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
ـ[العاصمي]ــــــــ[02 - 04 - 06, 12:41 ص]ـ
وهذا الحديث من رواية صالح بن كيسان التابعي، عن ابن شهاب التابعي، عن سهل الصحابي، عن مروان التابعي، عن زيد الصحابي ...
ومن اللطائف أن صالحا أكبر من قرينه وشيخه ابن شهاب بأربع سنين، وسهل - أيضًا - أكبر من شيخه في هذا الحديث.
ولا إشكال في التجوز بوصفهما شيخين لمن هما أكبر منهما؛ لأن الأمر نسبي، ورحم الله من قال: من أفادك مسألة؛ فهو شيخك في تلك المسألة.
وقد اجتمع في الحديث ثلاثة من التابعين، وصحابيّان، على (لفٍّ ونشرٍ) لا يخفى!
¥(4/17)
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[30 - 10 - 07, 12:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
للرفع.
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[07 - 11 - 07, 09:20 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[07 - 11 - 07, 10:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم أجمعين والله انت مابتخلوا الواحد يبدأ يبحث إلا وتنشروا الإجابة
أسأل الله لكم العلم النافع والعمل الصالح ولي وللمؤمنين
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[03 - 12 - 07, 07:12 م]ـ
مرورا.
حديث هو صحيح متواتر جزم الشيخ الألباني رحمه الله أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يقله. فما هو؟
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[06 - 12 - 07, 01:07 م]ـ
ما هو الحديث المروي بإسناد
رجل عن أبيه عن أمه
ومن هذا الرجل
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[06 - 12 - 07, 02:09 م]ـ
مرورا.
حديث هو صحيح متواتر جزم الشيخ الألباني رحمه الله أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يقله. فما هو؟
(ليس من امبر امصيام في امسفر)
ابتسامة
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[06 - 12 - 07, 04:14 م]ـ
(ليس من امبر امصيام في امسفر)
ابتسامة
(ابتسامة المحرج)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[06 - 12 - 07, 04:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أخي الفاضل
ما هو جواب سؤالك: "حديث هو صحيح متواتر جزم الشيخ الألباني رحمه الله أن النبي لم يقله"؟
أنا انتظر من حضرتك جواب هذا السؤال مع الإشارة إلى حزء و صفحة الكتاب.
في أمان الله
أخوك: أبو زُلال
وعليكم السلام أخي الكريم ورحمة الله وبركاته.
ينظر: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=711849&postcount=45
فهو صحيح الأصل مصحف اللهجة (ابتسامة)
ـ[صالح بن محمد]ــــــــ[07 - 12 - 07, 01:18 ص]ـ
ما هو الحديث المروي بإسناد
رجل عن أبيه عن أمه
ومن هذا الرجل
ذكر البيهقي في معرفةالسنن والآثار 2/ 79 حديث رقم 1820طبعة الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي قال وقال الشافعي في القديم أخبرنا رجل عن أبيه عن أمه عن سهل بن سعد الساعدي قال {سقيت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بيدي من بئر بضاعة} وهذا الرجل هو إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى.
ـ[ابو محمد الثقفي]ــــــــ[07 - 12 - 07, 05:10 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بعلمكم
ـ[أبو إسحاق المالكي]ــــــــ[09 - 12 - 07, 06:46 م]ـ
اللغز التاسع:
لم يسمع سفيان بن عُيينة الهلالي من خالد بن سلمة المخزومي إلا حديثاً واحداً.
فما هو هذا الحديث؟؟؟
قال عبد الله بن أحمد: حدثني أبي قال: حدثني سفيان، قال: حدثنا خالد بن سلمة شيخ من قريش عن مسروق قال: حُبُّ أبي بكر وعمر ومعرفةُ فضلهما من السُّنة. قال أبي: ولم يَسمَع سفيانُ من خالد بن سلمة إلاَّ هذا الحديث. (علل عبد الله).
أما الحديثُ الذي سأل عنه الشيخ أبو إسحاقَ، فهو حديثٌ غَريبٌ جَدّاً، إذْ لا يُعرَفُ لمنصور عن عبد الله بن مرة عن عبد الله بن عمر، غير حَديثٍ واحِدٍ مشهور عنه، وهو في النَّذْر، رواهُ عنه جمهرةٌ غَفيرةٌ من الرُّواة، ومِمَّن رَواهُ عن منصور: أبو عوانة، كما في الدَّارمي وغيره .. ولغَرابة الحديث سأل أبو زرعة الرازي بعضَ رُواته عنه، كما نصَّ عليه البيهقي عقب روايته للحديث في الشُّعب ... والظاهِرُ أنَّ بَعض الرُّواة دَخَل له حديثٌ في حديث، والغلطُ إمَّا من أبي عوانة، إذْ كان إذا حَدَّث من حفظه رُبَّما أخْطأ، أو مِنْ بعض من دونه ... أمَّا عن الحديث المحفوظ، فلم أُوفَّقْ للوُقوف عليه!
ـ[ابو حفص الجزائري]ــــــــ[15 - 12 - 07, 11:01 ص]ـ
أود المشاركة لي سؤال أريد معرفة أسماء هؤلاء هلال بن أبي هلال و هلال بن علي و هلال بن أبي ميمونة
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[17 - 12 - 07, 09:49 م]ـ
هو رجل واحد،
اسمه: هلال بن علي بن أسامة، ويقال: هلال بن أبي ميمونة، وهلال بن أبي هلال، وهو تابعي مدني، روى عنه الإمام مالك وغيره، وحديثه مُخرّج في الصحاح والسنن والمسانيد وسائر الدواوين.
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[19 - 12 - 07, 12:54 ص]ـ
للرفع
ـ[أبو ماجدة]ــــــــ[23 - 12 - 07, 03:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
موضوع جميل جدا ومفيد ورأكثر من رائع بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا زيدونا ازادكم الله من الخير.
لكن حبذا من يذكر جواب اللغز وموضع الشاهد من الجواب بلون واضح مخالف لبقية الاسناد او المتن.
ولكم جزيل الشكر والتقدير
ـ[عبد العزيز ابن سليمان]ــــــــ[26 - 12 - 07, 05:45 م]ـ
حديث اجتمع فيه خمسة من الصحابة يروي بعضهم عن بعض؟؟؟؟
ـ[صالح بن محمد]ــــــــ[28 - 12 - 07, 03:48 ص]ـ
هذا السند ذكره السيوطي في الفانيد في حلاوة الأسانيد وهو:
حديث اجتمع فيه خمسة من الصحابة يروي بعضهم عن بعض:
أخبرني محمد بن مقبل الحلبي إجازة مكاتبة، عن أحمد بن عبد العزيز ومحمد بن علي الحراوي، كلاهما عن الحافظ شرف الدين الدمياطي، أنبأ الحافظ يوسف بن خليل، أنبأ ذاكر بن كامل، أنبأ أبو زكريا يحيى بن أبي عمر الأصبهاني، أنبأ عمب أحمد بن الفضل، أنبأ أبو علي الحسين بن أحمد البرذعي، ثنا محمد بن العباس الحويزي، ثنا محمد بن حيان الأنصاري، ثنا الشاذكوني، ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن عثمان بن عفان، عن عمر بن الخطاب، عن أبي بكر الصديق، عن بلال رضي الله عنهم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الموت كفارة لكل مسلم».
ولكني لم أجد من روى هذا الحديث عن بلال رضي الله عنه إنما روي من حديث أنس رضي الله عنه وبغير هذا الإسناد فأرجو من الأخوة طلبة العلم أن يبينو صحة هذا الإسناد لعله أن يكون إسناد مركب وجزاكم الله خير وغفر الله لنا ولكم ...
¥(4/18)
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[28 - 12 - 07, 04:01 ص]ـ
حسبك بالشاذكوني المتهم بالكذب،
والحديث منكر لا يصح البتة.
ـ[أبو حازم فكرى زين]ــــــــ[28 - 06 - 08, 05:43 م]ـ
الأخوة الكرام من يحل لنا هذا الإشكالقَالَ ابن جرير في ((التفسير)) (17/ 290)
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً) يعني في الدنيا.
فمن يستطيع أن يحل لنا ما في هَذَا الإسناد من ألغاز، ويبين لنا أسماء هؤلاء الرجال، أفتونا مأجورين يا رواد ملتقى أهل الحديث.
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[06 - 07 - 08, 07:08 م]ـ
سؤال:
حديث قال عنه النسائيّ: " لم أرَ إسناداً أطول منه "
فما هو؟
ـ[أبو حازم فكرى زين]ــــــــ[09 - 07 - 08, 05:58 م]ـ
أخي الحبيب
قال النسائي في ((السنن الكبرى)) (6/ 173/10517):أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ حَدَّثَنَا زَائِدَةُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ امْرَأَةٍ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثُلُثُ الْقُرْآنِ.
قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن: لا أعرف في الحديث الصحيح إسنادا أطول من هذا
وقال في ((المجتبى)) (986): أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ حَدَّثَنَا زَائِدَةُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ امْرَأَةٍ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثُلُثُ الْقُرْآنِ
قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ: مَا أَعْرِفُ إِسْنَادًا أَطْوَلَ مِنْ هَذَا
فائدة: قال السِّيُوطِيُّ في ((الحاشية)): فِيهِ سِتَّة مِنْ التَّابِعِينَ أَوَّلهمْ مَنْصُور، وَالْمَرْأَة هِيَ اِمْرَأَة أَبِي أَيُّوب
ـ[هشام بن بهرام]ــــــــ[09 - 07 - 08, 07:37 م]ـ
قَالَ ابن جرير في ((التفسير)) (17/ 290)
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً) يعني في الدنيا.
فمن يستطيع أن يحل لنا ما في هَذَا الإسناد من ألغاز، ويبين لنا أسماء هؤلاء الرجال، أفتونا مأجورين يا رواد ملتقى أهل الحديث.
محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد بن جنادة العوفي.
عن أبيه سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد بن جنادة العوفي.
عن عمه الحسين بن الحسن بن عطية بن سعد بن جنادة العوفي.
عن أبيه الحسن بن عطية بن سعد بن جنادة العوفي.
عن أبيه عطية بن سعد بن جنادة العوفي.
وقد بينه الطبري عندما رواه أولا فقال حدثني محمد بن سعد, قال: حدثني أبي, قال: حدثني عمي الحسين بن الحسن, عن أبيه, عن جده, عن ابن عباس: ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم والغشاوة على أبصارهم.
السؤال: ما هو أكبر مسند وصل لنا خبره؟
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[23 - 01 - 09, 08:49 م]ـ
اللغز الثامن:
روى ابن أبي الدنيا في الإخوان (74)، والبيهقي في الشعب (6/ 489/9010) من طريق عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي عن أبي عوانة عن منصور، عن عبد الله بن مرة عن عبدالله بن عمر مرفوعا: ((إذا أحبَّ أحدُكم أخاه فليُعلمهُ، فإنه يجدُ له مثل الذي عندهُ)).
لهذا الإسناد علة خفيّة، اذكرها مع بيَان الرواية المحفوظة ..
قال الخرائطي في كتابه اعتلال القلوب رقم (461)
حدثنا نصر بن داود، وعبد الله بن أحمد الدورقي قالا: حدثنا عبد الله بن عبدالوهاب الحجبي قال: حدثنا أبو عوانة، عن منصور عن عبد الله بن مرة عن ابن عمرقال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذاأحب أحدكم أخاه فليخبره؛ فإنه يجد له مثل الذي يجد»
حدثنا نصر بن داود قال: حدثنا الحجبي قال: حدثنا أبو عوانة، عن أبي ملج، عن عمرو بن ميمون عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك.
ثم قال الحجبي: هذا الحديث الصحيح والحديث الأول غلط مني
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[24 - 01 - 09, 01:48 م]ـ
لغز آخر .......
هو من رجال الستة، اسمه اسم أحد الخلفاء، واسم أبيه اسم أحد الخلفاء، وكنيته كنية أحد الخلفاء.
فمن هو؟
هو أبو الوليد الطيالسي هشام بن عبد الملك
باسم الخليفة
هشام بن عبد الملك بن مروان، أبو الوليد، الخليفة الأموي، بويع له بالخلافة سنة (105) هـ،
ـ[ابو حفص الجزائري]ــــــــ[31 - 01 - 09, 05:11 م]ـ
خمسة أقران من أئمة الحديث في سند واحد يروي بعضهم عن بعض من هم وما هو الحديث؟
¥(4/19)
ـ[ابن السائح]ــــــــ[31 - 01 - 09, 06:51 م]ـ
في بعض نسخ الجامع لأبي عيسى عقب الحديث المنكر في الجمع بين الصلاتين:
حدثنا عبد الصمد بن سليمان
قال حدثنا زكريا بن يحيى اللؤلؤي
قال حدثنا أبو بكر الأعين
قال حدثنا علي ابن المديني
قال حدثنا أحمد ابن حنبل
عن قتيبة بن سعيد
حدثنا الليث بن سعد
عن يزيد بن أبي حبيب
عن أبي الطفيل
عن معاذ رضي الله عنه مرفوعا
وعبد الصمد كان ممن يتعاطى الحفظ
ـ[ابن السائح]ــــــــ[31 - 01 - 09, 07:07 م]ـ
وأغرب أبو الحسين محمد بن محمد بن الحسين فذكر أن أبا عيسى رواه عن
ابن سليمان
عن زكريا بن يحيى اللؤلؤي
عن أبي بكر الأعين
عن يحيى بن معين
عن علي ابن المديني
عن أحمد ابن حنبل
عن قتيبة بن سعيد
واسم ابن معين مدرج في ذا السند
ولو صح
ولم يصح
لكان من رواية ستة من الأقران
على تجوّز لا يخفى
ـ[ابن السائح]ــــــــ[31 - 01 - 09, 07:34 م]ـ
في بعض نسخ الجامع لأبي عيسى عقب الحديث المنكر في الجمع بين الصلاتين:
حدثنا عبد الصمد بن سليمان
قال حدثنا زكريا بن يحيى اللؤلؤي
قال حدثنا أبو بكر الأعين
قال حدثنا علي ابن المديني
قال حدثنا أحمد ابن حنبل
عن قتيبة بن سعيد
حدثنا الليث بن سعد
عن يزيد بن أبي حبيب
عن أبي الطفيل
عن معاذ رضي الله عنه مرفوعا
وهلت فركبت سندا على سند
وكان أبو عيسى أحال على السند الذي علا فيه إذ رواه عن قتيبة رأسا
وحاولت التعديل
لكن انتهت المدة المتاحة للتعديل
ليت المشرف الكريم يمددها
وهذه المشاركة بعد التعديل
في بعض نسخ الجامع لأبي عيسى عقب الحديث المنكر في الجمع بين الصلاتين:
حدثنا عبد الصمد بن سليمان
قال حدثنا زكريا بن يحيى اللؤلؤي
قال حدثنا أبو بكر الأعين
قال حدثنا علي ابن المديني
قال حدثنا أحمد ابن حنبل
عن قتيبة بن سعيد
وهو حديث يرويه قتيبة عن الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل عن معاذ رضي الله عنه مرفوعا
ـ[ابن السائح]ــــــــ[31 - 01 - 09, 07:50 م]ـ
وعلى ذكر رواية أبي عيسى عن قتيبة وعلوه عنه وتنويهه بسنده العالي بموازنته بوقوعه نازلا لبعض أكابر شيوخه وشيوخ شيوخه
= فابن المديني مثلا من شيوخ شيوخ أبي عيسى وقد رواه عن أحمد عن قتيبة
مع أنه مسموع لأبي عيسى من قتيبة رأسا
فقد وقع له أعلى من شيخه عبد الصمد بأربع درجات
وهذا منتهى العلو وغايته
ووقع له أعلى من زكريا بثلاث
ووقع له أعلى من الأعين بدرجتين
وحسبه أن وقع له أعلى من إمام الصنعة حية الوادي بدرجة:)
وهذا نوع شريف لطيف تحسن العناية بجمع نظائره
وبتأمل مقصود الترمذي يظهر للمتدبر شفوف نظره وسعة روايته ونيله حظوة تُشَدّ إلى أمثالها الرحال
وقد خفيت هذه النكتة على أحد أفاضل النقاد في عصرنا حين تجرد لتخريج حديث من أشباه حديثنا هذا ونظائره
فمن يسوق الحديث ويبدي نكتته
ولأقرب سبيل البحث على مبتغيه أشير إلى أن أبا عيسى علا على أحد شيوخه في ذاك الحديث بدرجتين
فمن له؟
- تذييل
من ينبري لسياق نص يوهم أن أبا عيسى قد سمع من حية الوادي؟
ـ[أبو عبد الوهاب الجزائري]ــــــــ[01 - 02 - 09, 03:23 ص]ـ
بارك الله فيكم
موضوع مميز
ـ[ابو حفص الجزائري]ــــــــ[02 - 02 - 09, 03:04 م]ـ
في صحيح البخاري أحد الأحاديث التي أخرجها الأئمة الخمسة وهم الشيخان وأبو داود والنسائي والترمذي عن شيخ واحد من هو الشيخ و ما هو الحديث؟
ـ[ابن السائح]ــــــــ[02 - 02 - 09, 04:15 م]ـ
هو أبو رجاء البلخي البغلاني رحمه الله
رواه خمستهم عنه عن بكر بن مضر عن عمرو بن الحارث عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن يزيد مولى سلمة ابن الأكوع عن سلمة ابن الأكوع رضي الله عنه:
لما نزلت هذه الآية وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين كان من أراد أن يفطر ويفتدي حتى نزلت الآية التي بعدها فنسخته
لكن أين الجواب عن السؤالين السابقين
ولعل الأسئلة تنحصر هذه الأيام فيما يتصل بقتيبة
ـ[ابو حفص الجزائري]ــــــــ[12 - 02 - 09, 02:10 م]ـ
هو قتيبة بارك الله فيك لكن قبل هدا الحديث حديث التمضمض من اللبن أخرجه البخاري عنه ثم أشار ابن حجر أنه أحد الأحاديث التي رواها عنه الأئمة الخمسة فمن من إخواننا من ينشط لها بجمعها؟
ـ[ابن السائح]ــــــــ[15 - 02 - 09, 10:54 م]ـ
أبو رجاء البلخي البغلاني هو قتيبة بن سعيد رحمه الله
ومن الأحاديث التي رواها الخمسة عنه حديثه عن الليث عن عُقيل عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن أبي هريرة مرفوعا
أمرت أن أقاتل الناس ----- الحديث
وهو ضمن قصة عزم أبي بكر رضي الله عنه على قتال المرتدين الممتنعين عن أداء الزكاة
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[15 - 02 - 09, 11:04 م]ـ
حدثني أبي عن أبيه ... إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام؟
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[16 - 02 - 09, 12:02 ص]ـ
يعني من أول السند أم ماذا؟
فإن لم يكن من أول السند
ففي سنن أبي داود
حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ عَنْ أَيُّوبَ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ حَتَّى ذَكَرَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَحِلُّ سَلَفٌ وَبَيْعٌ وَلَا شَرْطَانِ فِي بَيْعٍ وَلَا رِبْحُ مَا لَمْ تَضْمَنْ وَلَا بَيْعُ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ
4338 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ قَالَ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ وَيْلٌ لَهُ وَيْلٌ لَهُ
¥(4/20)
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[16 - 02 - 09, 12:22 ص]ـ
هو ليس في السنن المشهورة، والسند يمتد إلى نهاية القرن الخامس
ـ[عمر أبو حفص]ــــــــ[24 - 02 - 09, 02:32 م]ـ
لعلي أشطح قليلا وأقول,,صحابي لايعتد بحديثه بل هي ضعيفة فمن هو ..
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[03 - 03 - 09, 01:07 م]ـ
هو ليس في السنن المشهورة، والسند يمتد إلى نهاية القرن الخامس
هو في أحكام القرآن لابن العربي (قربتها جدا)!
ـ[ابن السائح]ــــــــ[03 - 03 - 09, 06:16 م]ـ
وفقك الله
حبذا لو نقلت سند الحديث المرفوع كاملا
على أنني مستحضر منذ رأيت سؤالك أثرين باطلين منحولين مكذوبين على علي رضي الله عنه
أحدهما في اقتضاء العلم العمل للخطيب وذم من لا يعمل بعلمه لابن عساكر
والثاني أشار إليه المعافري في الأحكام وهو من مرويات شيخ شيوخه الخطيب
نعم أشار المعافري إلى الحديث المرفوع
لكنني لم أره أسنده ولا ساق لفظه
وإن أردته فهو عندي
وقد ساقه الذهبي في ترجمة أبي الحسن عبد العزيز بن الحارث من الميزان وقال:
المتهم به أبو الحسن وأكثر أجداده لا ذكر لهم في تاريخ ولا أسماء رجال ا. هـ
والله المستعان
ـ[ابن السائح]ــــــــ[03 - 03 - 09, 06:55 م]ـ
لكن أين الجواب عن السؤالين السابقين
وقد مضى عليهما شهر ونيف
ـ[عمر الحيدي]ــــــــ[03 - 03 - 09, 09:43 م]ـ
أود المشاركة لي سؤال أريد معرفة أسماء هؤلاء هلال بن أبي هلال و هلال بن علي و هلال بن أبي ميمونة
نعم هو
هلال بن علي بن أسامة ويقال هلال بن أبي ميمونة وهلال بن أبي هلال القرشي العامري المدني مولى بني عامر بن لؤي
النسب: العامري
ذكره ابن حبان في كتاب الثقات
وقال ابن حجر في التقريب ثقة
وقال النسائي ليس به باس
-----------------------------------------------
وايضا هناك هلال بن أبي هلال ويقال ابن أبي مالك الأزدي أبو ظلال القسملي البصري الأعمى واسم أبي هلال ميمون ويقال سويد ويقال يزيد ويقال زيد
كنيته ابو ظلال
اسم الشهر ابو ظلال القسلمي
النسب: البصري
ضعفوه سوى ابن حبان
-------------------------------------------------
هلال بن أبي هلال الأسلمي
النسب: الأسلمي
صحابي
-------------------------------------------------
هلال بن أبي هلال المدني والد محمد بن هلال مولى بني كعب المذحجي ويقال حليف بني مذحج
النسب: المدني
ذكره ابن حبان في كتاب الثقات
وقال ابن حجر في التقريب مقبول
والذهبي في الكاشف:وثق
-----------------------------------------------
هلال بن أبي هلال البصري
مجهول قالها ابن حجر في التقريب
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[03 - 03 - 09, 10:56 م]ـ
حدثني أبي عن أبيه ... إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام؟
لعلك تقصد ما نقله ابن العربي عن مالك
قال
الْآيَةُ الرَّابِعَةُ قَوْله تَعَالَى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَك وَلِقَوْمِك وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ}.
فِيهَا مَسْأَلَتَانِ: الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى فِي الذِّكْرِ؛ وَفِيهِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ: أَحَدُهُمَا: الشَّرَفُ.
الثَّانِي: الذِّكْرَى بِالْعَهْدِ الْمَأْخُوذِ فِي الدِّينِ.
الثَّالِثُ: قَالَ مَالِكٌ: هُوَ قَوْلُ الرَّجُلِ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ.
ـ[ابن السائح]ــــــــ[04 - 03 - 09, 09:07 ص]ـ
نعم يقصده
وقد أشرت إليه قبلُ
وابن العربي هو المعافري الذي ذكرتُه قبلُ مُومضا مميزا له عن ابن العربي الطائي
فتأمل وتذكر ما أشرت إليه من تنكيت على إشارته إلى الحديث المرفوع دون سرد سنده وسياق متنه
ـ[ابن وهب]ــــــــ[04 - 03 - 09, 12:23 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
قال الحاكم - رحمه الله -
(وقد حدثونا عن أبي العباس الثقفي قال كان قتيبة بن سعيد يقول لنا: على هذا الحديث علامة أحمد بن حنبل و علي بن المديني و يحيى بن معين و أبي بكر بن أبي شيبة و أبي خيثمة حتى عد قتيبة أسامي سبعة من أئمة الحديث كتبوا عنه هذا الحديث وقد أخبرناه أحمد بن جعفر القطيعي قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا قتيبة فذكره
قال أبو عبد الله: فأئمة الحديث إنما سمعوه من قتيبة تعجبا من إسناده ومتنه ثم لم يبلغنا عن واحد منهم أنه ذكر للحديث علة وقد قرأ علينا أبو علي الحافظ هذا الباب وحدثنا به عن أبي عبد الرحمن النسائي وهو إمام عصره عن قتيبة بن سعيد ولم يذكر أبو عبد الرحمن ولا أبو علي للحديث علة فنظرنا فإذا الحديث موضوع و قتيبة بن سعيد ثقة مأمون)
انتهى
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[04 - 03 - 09, 01:35 م]ـ
هو كما قال ابن السائح بارك الله فيه(4/21)
معنى قول حفاظ الحديث (لايعرف إلا من هذا الطريق)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 03 - 03, 03:18 م]ـ
تجد في عبارات كثير من أئمة الحديث (لانعرفه إلا من هذا الوجه) و (لانعرفه إلا من حديث فلان)، ونحوها من العبارات، فقد يفهم البعض عندما يجد طريقا آخر غير ما ذكره هذا الإمام أن هذا قد فاته، ويستدرك عليه، وقد نبه الحافظ ابن حجر رحمه الله على هذه المسألة في النكت على ابن الصلاح وبين مقصود الأئمة بذلك:
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في النكت على ابن الصلاح (2/ 721 - 723)
(ولما أخرج الترمذي حديث ابن جريج المبدأ بذكره في ((كتاب الدعوات)) من جامعه عن أبي عبيدة بن أبي السفر، عن حجاج قال: هذا حديث حسن [صحيح] غريب لا نعرفه من حديث سهيل إلا من هذا الوجه)). انتهى.
وهو متعقب أيضاً وقد عرفناه من حديث سهيل من غير هذا الوجه فرويناه في الخلعيات مخرجاً من أفراد الدار قطني من طريق الواقدي ثنا عاصم ابن عمر وسليمان بن بلال كلاهما عن سهيل به. ورويناه في كتاب الذكر لجعفر الفرباني قال: ثنا هشام بن عمار. ثنا إسماعيل بن عياش. ثنا سهيل به.
ورويناه في ((الدعاء)) للطبراني من طريق ابن وهب قال: حدثني محمد بن أبي حميد عن سهيل.
فهؤلاء أربعة رووه عن سهيل من غير هذا الوجه الذي أخرجه الترمذي
فلعله إنما نفى أن يكون يعرفه من طريق قوية، لأن الطرق المذكورة لا يخلو واحد منها من مقال.
أما الأولى: فالواقدي متروك الحديث.
وأما الثانية: فإسماعيل بن عياش مضعف في غير روايته عن الشاميين. ولو صرح بالتحديث.
وأما الثالثة: فمحمد بن أبي حميد وإن كان مدنياً، لكنه ضعيف أيضاً
وقد سبق الترمذي أبو حاتم إلى ما حكم به من تفرد تلك الطريق عن سهيل، فقال: فيما حكاه ابنه عنه في ((العلل)): ((لا أعلم روى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في شئ من طريق أبي هريرة رضي الله عنه.
قال: وأما رواية إسماعيل بن عياش، فما أدري ما هي؟ إنما روى عنه إسماعيل أحاديث يسيرة)).
فكأن أبا حاتم استبعد أن يكون إسماعيل حدث به، لن هشام بن عمار تغير في آخر عمره، فلعله رأى أن هذا مما خلط فيه، ولكت أورد ابن أبي حاتم على إطلاق أبيه طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة التي قدمناها، ثم اعتذر عنه بقوله: كأنه لم يصحح رواية عبد الرحمن بن أبي عمرو عن المقبري
وهذا يدلك على أنهم قد يطلقون النفي، ويقصدون به نفي الطرق الصحيحة، فلا ينبغي أن يورد على إطلاقهم مع ذلك الطرق الضعيفة والله الموفق. انتهى.
وقد نبه الشيخ حمزة المليباري في الموازنة (ص 118 - 122) على أن البعض قد يستدرك على الحفاظ إذا قالوا لايعرف من هذا الوجه بطرق غريبة متأخرة عن زمن هذا الإمام وذكر أمثلة لذلك.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[15 - 03 - 03, 04:29 م]ـ
أخي الفاضل الكريم: عبدالرحمن الفقيه ... وفقه الله
جزاك الله خيراً على هذه الفائدة النفيسة.
ولكن كيف يمكن التمييز بين عباراتهم التي يطلقونها مشعرةً بالغرابة المطلقة - وهي كثيرة - وبين إشعارهم بنفي المتابعة الصحيحة؟
وخاصة في مثل قولهم: (لا يتابع عليه) أو (لم يتابع عليه).
إذن فهذه الفائدة مقيدة بـ (قد)؛ بمعنى أنه قد يوجد هذا، وقد يوجد هذا.
وهذا ما حدى بالحافظ أن يقول فيما نقلتموه عنه: ((قد)) يطلقون النفي، ويقصدون به نفي الطرق الصحيحة، فلا ينبغي أن يورد على إطلاقهم مع ذلك الطرق الضعيفة.
وجزاكم الله خيراً
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[15 - 03 - 03, 05:06 م]ـ
شيخنا الموفق عبدالرحمن الفقيه: بورك فيك، نقل مسدد.
والعجب أن يجهل مثل هذا كثير من العصريين، ويفرح باستدراكه على الأئمة وقد رأيت لأحدهم كتاباً سماه:
تنبيه الهاجد في الاستدراك على الأماجد.
أو نحو هذا.
وكتب آخر وهو الغماري:
ليس كذلك في الاستدراك على الحفاظ.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[15 - 03 - 03, 10:38 م]ـ
أحسن الله إليك شيخنا الفقيه وبارك فيك.
يظهر أثر هذه المسألة عند تقوية الحديث الضعيف بطرق أخرى ضعيفة.
فقد يقول الترمذي عن حديث أنّه (غريب) ويكون له طريق أخرى في معاجم الطبراني.
فهل تعتبر مثل هذه المتابعات التي عند الطبراني في تقوية حديث الترمذي الذي وصفه بالغرابة؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 03 - 03, 11:04 م]ـ
أحسنت أخي الفاضل السمرقندي في تقييدك فجزاك الله خيرا على ما نبهت إليه،وجزاك الله خيرا أخي الفاضل عبدالله العتيبي، وأما ما ذكره الأخ هيثم حفظه الله فلعل في كلام الشيخ حمزة كفاية في الإجابة عن هذا التساؤل
قال الشيخ حمزة المليباري حفظه الله في الموازنة ص 122 (ولذلك لاينبغي لأمثالنا التسرع إلى الاعتراض على نقاد الحديث في حكمهم على حديث ما بأنه غريب أو تفرد به فلان أو لايعرف إلا بهذا الإسناد تفرد به فلان، أو غير ذلك مما يفيد الغرابة أو الضعف، بما يروى في كتب الفوائد أو الغرائب أو الكتب التي ظهرت في أواخر مرحلة الرواية، بحجة أنه يفوت على كبار المحدثين من الطرق والروايات ما قد حفظه الآخرون. نعم قد يفوت على بعضهم ما عند الآخرين، وأما أن يفوت حديث على المحدثين المتقدمين جميعا ثم يحفظه بعض المتأخرين فلا) انتهىكلام الشيخ حمزة حفظه الله.
ولذلك ينبغي التنبه والتيقظ عندما يحكم أحد الأئمة الحفاظ على حديث بالغرابة أو التفرد، فعندما نجد له طريقا أخرى نراعي حكم ذلك الإمام على الحديث بالغرابة أو التفرد، ولايعني هذا أنه لايفوته شيء من الطرق ولكن الغالب أنها لاتفوتهم.
¥(4/22)
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[15 - 03 - 03, 11:06 م]ـ
ورد في قول أخينا الفاضل عبد الله العتيبي - وفقه الله - ذكر كتاب (تنبيه الهاجد) و هو لأخينا الشيخ المفضال أبي إسحاق الحويني - حفظه الله- و الحقيقة أن الكتاب نافع في الجملة، و قد يكون تعقبه و استدراكه غير صحيح، لكنه في الجملة لا يخرج عن المتابعات الصحيحة مستدركا بها في الغالب على الطبراني،،
و الطبراني رحمه الله كثيرا ما وجدته يحصر الرواية في فلان، و يكون الأمر عند غيره بخلاف ما ذكر، ترى ذلك في كتب من تقدمه؛ كما رأيت ذلك جليا في نماذج كثيرة جدا في تحقيقي لعلل ابن أبي حاتم و في غيره، .. و الطبراني إنما قال ما قاله بحسب ما يكون حاضرا في ذهنه وقتئذ أو أحاط به علمه حفظا و كتابة ..
و الغريب أنك تجده أحيانا يقول في موضع: لم يروه عن فلان إلا فلان، و في آخر: لم يروه عن فلان إلا فلان و آخر معه يسميه ...
لكن الذي ينعى عليهم أخي عبد الله من يستدرك عليهم بمتابعات منكرة، ضعيفة .. فهذا يؤخذ على يديه و يوقف عند حدِّه ..
و كلامي هو عن الكتاب المذكور لا غير، و أما في غيره فقد حصل لأبي إسحاق حفظه الله ما عوتب عليه، و كتبه فيها نفع - جزاه الله خيرا -
ـ[بو الوليد]ــــــــ[16 - 03 - 03, 12:21 ص]ـ
شكر الله لشيخنا الحبيب الفقيه عبد الرحمن الفقيه ..
ينبغي التنبه لمسألة مهمة، وهي تفاوت المحدثين في الحكم بالتفرد، فليس الترمذي كالطبراني أو البزار؛ بل الظاهر أنه مقدم عليهما في ذلك، فإذا ما وجدنا حكماً على راوٍ بالتفرد من جماعة من الحفاظ، ووجدنا مع ذلك طريقاً أخرى لا تقل شهرة في الأسانيد عن الأولى؛؛ فهل تقبل أو ترد؟!
الذي أعتقده أنه يجب التوقف فيها كثيراً، لأنها قد تكون خطأً (أعني المتابعة).
وأما أن يكون الحافظ الذي حكم بالتفرد واحداً فاحتمال خفاء الطريق وارد، لكن لا يكون هذا الجواب هو المسلم به، بل يجب الحذر والتوخي، والتماس مخرج لقائله.
ومما يؤكد ما ذكرته وما ذكره الشيخ حفظه الله؛ أن الحفاظ كالترمذي وابن عدي لا كالطبراني والبزار لا يعلون بالتفرد كثيراً من الأحاديث التي يرى فيها التفرد جلياً، فهذا يدل على أن لهم في ذلك مغزى آخر غير ظاهر عبارتهم!!
والله أعلم.
ـ[ابن المنذر]ــــــــ[16 - 03 - 03, 12:44 ص]ـ
لكن ينبغي التنبه إلى أنَّ الطبراني - وبعض الأئمة - كثيرٌ ما يستعملون التفرد النسبي، وليس المطلق.
وهذا الذي لم ينتبه له كثير ممن تعقبهم ممن تأخر؛ والله المستعان.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 03 - 03, 08:58 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على ما تفضلتم به.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[18 - 03 - 03, 09:38 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخونا الشيخ عبدالرحمن فائدة نفيسه مهمة ......
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[22 - 03 - 03, 03:43 م]ـ
الحمد لله ...
جزاكم الله خيرا جميعا ..
للشيخ محمد عمرو بن عبد اللطيف المصري مخطوط بعنوان:
أحاديث وروايات فاتت أئمة وسادات.
والشيخ حفظه الله يعمل في المشروع منذ سنوات وسنوات كما أخبرني.
وحين يطبع الكتاب ستجدون ما يسركم ويقر أعينكم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 03 - 03, 07:05 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل الأزهري بودنا لو تعطينا نبذة عن الكتاب ومنهج الشيخ حفظه الله فيه.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 06 - 03, 07:25 ص]ـ
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في النكت على ابن الصلاح (2\ 707 - 709)
(.وقد يطلقون تفرد الشخص بالحديث ومرادهم بذلك تفرده بالسياق لا بأصل الحديث. وفي مسند البزار من ذلك جملة نبه عليها.
تنبيه
من مظان الأحاديث الأفراد مسند أبي بكر البزار، فإنه أكثر فيه من إيراد ذلك وبيانه، وتبعه أبو القاسم الطبراني في ((المعجم الأوسط)) ثم الدار قطني في ((كتاب الأفراد)) وهو ينبئ على اطلاع بالغ ويقع عليهم التعقب فيه كثيراً بحسب اتساع الباع وضيقه أو الاستحضار وعدمه.
وأعجب من ذلك أن يكون المتابع عند ذلك الحافظ نفسه فقد تتبع العلامة مغلطاي على الطبراني ذلك في جزء مفرد.
وإنما يحسن الجزم بالإيراد عليهم حيث لا يختلف السياق أو حيث يكون المتابع ممن يعتبر به، لاحتمال أن يريدوا شيئاً من ذلك بإطلاقهم
¥(4/23)
والذي يرد على الطبراني، ثم الدار قطني من ذلك أقوى مما يرد على البزار (لأن البزار) حيث يحكم بالتفرد إنما ينفي علمه، فيقول: ((لا نعلمه يروي عن فلان إلا من حديث فلان)). وأما غيره، فيعبر بقوله: ((لم يروه عن فلان إلا فلان)). وهو وإن كان يلحق بعبارة البزار على تأويل، فالظاهر من الإطلاق خلافه والله أعلم.) انتهى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 09 - 03, 08:32 ص]ـ
قال الشيخ حمز المليباري
في الموازنة بين المتقدمين والمتأخرين (ص 118 - 122)
المثال التطبيقي لأسلوب المتأخرين في جمع المتابعات والشواهد
واذكر هنا على سبيل المثال ما وقع في تعليق أحد المحققين الجدد على حديث قال فيه الإمام الطبراني: " لا يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد تفرد به صالح " بعد روايته في المعجم الصغير والأوسط، وعلق عليه المحقق الفاضل بقوله:
" وهذا من الأدلة الكثيرة التي تبين لأمثال المليباري والمعجبين به، أنه قد يفوت على كبار الحفاظ أسانيد أو طرق للأحاديث، كهذا الحديث، فإن رواية البيهقي تؤكد أن صالحاً … لم يتفرد به، بل تابعه غير واحد عند البيهقي، فسبحان من لا تخفى عليه خافية، وعلى كل حال، فالإسناد واه جداً، ثم وقفت على طريق أخرى للحديث عند الحاكم في المستدرك، والبيهقي في الشعب، والواحدي في التفسير وفيه محمد بن الحسين بن زبالة المخزومي، وهو ساقط كما قال الذهبي في تخليص المستدرك " اهـ (1)
ولتوضيح ما يكمن في هذا التعليق من الشبهة، مع أن المحقق الفاضل قد أقرّ بوهاء الحديث وبطلانه، أقول: إن الطبراني روى هذا الحديث في معجمه الأوسط، و الصغير عن عبد الله بن عمران بن موسى البغدادي عن صالح بن علي بن عبد الله الحلبي عن عبد الله بن هبيرة المؤدب الحلبي عن سلمة بن سنان الأنصاري عن طلحة بن عمرو المكي عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة مرفوعاً، ثم قال في الصغير: " لا يروي عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد تفرد به صالح ".
ورواه الحارث عن أبي نعيم عن طلحة بن عمرو عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة موقوفاً (2)، وكذا رواه الحاكم عن أبي بكر محمد بن عبد الله بن أحمد عن أحمد بن نفير، عن أبي غسان النهدي عن طلحة بن عمرو عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة موقوفاً.
ورواه البيهقي عن أبي عبد الله الحافظ عن شيخ الحاكم به وقال: " هذا هو المحفوظ بهذا الإسناد موقوفاً " ورواه أيضاً عن أبي طاهر عن عمرو بن عبد الله عن محمد بن عبد الوهاب عن محمد بن القاسم عن طلحة به (3).
وهذا الحديث الذي رواه الحارث والحاكم والبيهقي وقبلهما الطبراني يدور على طلحة بن عمرو، و جاء حديثه هذا موقوفاً من طريق أبي نعيم وأبي غسان النهدي ومحمد بن القاسم، وخالفهم صالح بن علي حين رواه عن عبد الله بن هبيرة عن سلمة عن طلحة بن عمرو نفسه مرفوعاً، ولهذا قال الطبراني: " لا يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد تفرد به صالح " يعني لم يرو حديث أبي هريرة مرفوعاً إلا صالح بن علي، ولم يكن تعليق البيهقي بأن المحفوظ هو الموقوف سوى تأكيد لغرابة هذا المرفوع. ومن المعلوم أن الإمام الطبراني قد خصص كتابيه: الأوسط والصغير برواية الغرائب التي تروى في عصره، أو قبله، دون الغرائب التي أغربها من جاء بعده من الرواة، ودون ذكر المحفوظات والصحاح. ومعلوم أن الغرابة قد تكون مطلقاً وقد تكون نسبية،
(
وقد بين الإمام الترمذي في خاتمته للسنن (4). ولكن يتوقف فهم ذلك على شيء من الممارسة لنصوص الأوائل، ومنهجهم في النقد.
ولذلك فما نصّ عليه الإمام الطبراني من غرابة المرفوع الذي أورده في المعجمين: الأوسط والصغير، لا يكون معارضاً بما رواه الحاكم والبيهقي موقوفاً، بل يؤيده قول الطبراني " هذا هو المحفوظ بهذا الإسناد موقوفاً "، حيث لا يعني الإمام الطبراني بقوله السابق أنه لم يروِ هذا الحديث إلا بالإسناد الذي ذكره هو، وتكون الغرابة التي صرح بها كانت موجهة صوب رواية صالح بن علي من طريق طلحة بن عمرو مرفوعاً يعني بذلك الغرابة النسبية.
وأما ما رواه الحاكم والبيهقي (5) عن أبي عبد الله محمد بن يعقوب عن محمد بن عبد الوهاب عن محمد بن الحسن عن أم سلمة عن أبيها عن جدها عن أبي هريرة مرفوعاً فلا يعكر أيضاً على ما نصّ عليه الطبراني من الغرابة،
¥(4/24)
فإن مثل هذه الرواية التي لا توجد في أصول المتقدمين فلا اعتبار بها لغرابة الإسناد من أوله إلى آخره، ولهذا قال الحاكم معلقاً على هذا الحديث: " هذا حديث عال غريب الإسناد والمتن، له شاهد من حديث طلحة بن عمرو عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة " (6).
السابق من النقاد ليس مسؤولاً عن نقد
ما أغربه الراوي اللاحق
وفي الواقع أن الإمام الطبراني لن يكون مسؤولاً عن الغرائب التي أغرب فيها من جاء بعده من الرواة وهماً، إذ لا يمكن له الإطلاع على ذلك، وبالتالي يكون من العبث بالتراث ومنهج النقاد في التصحيح والتضعيف أن يعترض أحدنا على ما نصّ عليه أحد النقاد من الغرابة بحجة أنه ورد في كتاب أحد المحدثين اللاحقين بإسناد آخر (7). ولو ذكر صاحبنا المحقق حديثاً أو سنداً من كتب المتقدمين من معاصري الإمام الطبراني مثلاً، مما يكون متابعاً لسنده لكان الباحث رجلاً منهجياً.
وذلك لأن الرواية في العصور المتأخرة لم تعد معتمدة، وإنما كان اعتماد المحدثين فيها من أصحاب الروايات على ما رواه المتقدمون. ولهذا فإن كثيراً من المحدثين في أواخر مرحلة الرواية، كالبيهقي والبغوي والحازمي وغيرهم من المحدثين في مرحلة ما بعد الرواية التي انقطعت فيها ظاهرة الرواية كانوا يولون بالغ العناية في عزو ما رووه من الأحاديث إلى من رواه من المتقدمين. يقول الإمام البيهقي في هذا الصدد:
" توسع من توسع في السماع من بعض محدثي زمانه الذين لا يحفظون حديثهم ولا يحسنون قراءته من كتبهم ولا يعرفون ما يقرأ عليهم بعد أن يكون القراءة عليهم من أصل سماعهم، ووجه ذلك بأن الأحاديث التي قد صحّت أو وقفت بين الصحة والسقم قد دونت وكتبت في الجوامع التي جمعها أئمة الحديث ولا يجوز أن يذهب شيء منها على جميعهم وإن جاز أن يذهب على بعضهم لضمان صاحب الشريعة حفظها قال فمن جاء اليوم بحديث لا يوجد عند جميعهم لم يقبل منه ومن جاء بحديث معروف عندهم فالذي يرويه لا ينفرد بروايته والحجة قائمة بحديثه برواية غيره والقصد من روايته والسماع منه أن يصير الحديث مسلسلاً بحدثنا وأخبرنا وتبقى هذه الكرامة التي خصت بها هذه الأمة شرفاً لنبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم. والله أعلم " (8)، وأكد ذلك الإمام ابن الصلاح في مقدمته (9)، وهذا معنى قول الحاكم أيضاً " فإذا وجد مثل هذه الأحاديث بالأسانيد الصحيحة غير مخرجة في كتابي الإمامين البخاري ومسلم لزم صاحب الحديث التنقير عن علته ومذاكرة أهل المعرفة لتظهر علته " (10).
ولذلك لا ينبغي لأمثالنا التسرع إلى الاعتراض على نقاد الحديث في حكمهم على حديث ما بأنه "غريب" أو " تفرد به فلان"، أو " لا يعرف إلا بهذا الإسناد تفرد به فلان "، أو غير ذلك مما يفيد الغرابة أو الضعف، بما يروى في كتب الفوائد أو الغرائب أو الكتب التي ظهرت في أواخر مرحلة الرواية، بحجة أنه يفوت على كبار المحدثين من الطرق والروايات ما قد حفظه الآخرون. نعم قد يفوت على بعضهم ما عند الآخرين، وأما أن يفوت حديث على المحدثين المتقدمين جميعاً ثم يحفظه بعض المتأخرين فلا (11). ومعلوم بدهياً أن اللاحقين عالة على السابقين في مجال الروايات،والحديث إنما يصل إلى اللاحق عن طريق السابق.
ولهذا قال الحاكم حين روى ذلك الحديث الذي رواه الطبراني بطريق آخر: " هذا حديث عال غريب الإسناد والمتن ". فهذا الحديث الذي رواه الحاكم ثم البيهقي لا يرد غرابة رواية صالح مرفوعاً.
وفي ضوء ذلك فقول المحقق (جزاه الله تعالى خيراً) إن رواية البيهقي تؤكد أن صالحاً لم ينفرد به، بل تابعه غير واحد عند البيهقي قول غير منهجي.
الحواشي
(1) هامش كتاب " نعمة الذريعة في نصرة الشريعة " ص: 86 للعلامة إبراهيم الحلبي، تحقيق علي رضا بن عبد الله بن علي رضا (دار المسير).
(2) زوائد الهيثمي 2/ 821 تحقيق حسين الباكري، دار النشر: خدمة السنة والسيرة، المدينة المنورة، سنة 1413هـ.
(3) انظر التخريج في تعليق المحقق الذي نقلناه في الصفحة السابقة.
(4) قسم العلل 2/ 340 (طبعة بولاق).
(5) المستدرك 2/ 503، وشعب الإيمان 4/ 289.
(6) مستدرك الحاكم 2/ 503.
(7) هذا من الأخطاء الشائعة بين كثير من المتأخرين والمعاصرين، ولي بحث حول هذا الموضوع بعنوان: مسألة التفرد وأبعادها النقدية.
¥(4/25)
وأذكر هنا مثالاً واحداً لتلك الأخطاء على وجه السرعة، قال الإمام الترمذي: حدثنا قتيبة حدثنا أبن لهيعة عن يزيد بن عمرو عن أبي عبد الرحمن الحنبلي عن المستورد بن شداد الفهري قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا توضأ دلك أصابع رجليه بخنصره.
ثم قال الترمذي: " هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة ".
(كتاب الطهارة، باب تخليل الأصابع 1/ 57 –58).
وقال الشيخ أحمد شاكر: " الحديث رواه أحمد (4/ 229) بثلاثة أسانيد، وأبو داود (1/ 57)، وابن ماجه (1/ 87) كلهم من طريق ابن لهيعة، وقد صرح الترمذي بانفراده به، ولكنه ليس كذلك، فقد قال الحافظ في التلخيص (ص: 34) " تابعه الليث بن سعد وعمرو بن الحارث، أخرجه البيهقي وأبو بشر الدولابي والدارقطني في غرائب مالك من طريق ابن وهب عن الثلاثة (يعني الليث وعمرو بن مالك) وصححه ابن القطان ".
ومن عنده ممارسة نقدية يعرف بسهولة أن هذه الروايات متأخرة، لم تكن معروفة لدى السابقين،ولو كان هذا الحديث عند هؤلاء الأئمة لكان أسرع انتشاراً، وأفضل إسناداً، وأولى رواية من حديث ابن لهيعة لكونه ضعيفاً،و الإمام الترمذي ليس مسئولاً إلا بنقد ما هو متدوال فيما بين معاصريه من الإنفراد المثير للشكوك، وأما الذي وقع بعد عصره من الأوهام فلن يكون محل نقده طبعاً.
(8) نقله ابن الصلاح في مقدمته ص 120.
(9) المصدر السابق.
(10) الحاكم النيسابوري، معرفة علوم الحديث ص: 59 - 60.
(11) وبعد كتابة هذا المبحث وقفت على كتاب " تنبيه الهاجد" وقرأت فيه بعض الأمثلة فوجدت معظمها على النمط الذي ذكره، غير أني أريد قراءته مرة أخرى، لأبدي دقة النقاد في كلامهم:" تفرد به فلان " أو " هذا غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه " أو نحوهما، ومنهجهم في ذلك، ولا أعني أنهم لا يفوتهم شيء من الأحاديث، وذلك لأني لاحظت في أثناء تتبعي لنصوصهم وملابساتها أن لهم مقصداً آخر في قولهم " تفرد به فلان " مع كونه مروياً في كتب معاصريه، أو زملائه، وهو بيان الخطأ والوهم في ذلك الحديث، وليس مجرد بيان التفرد وأنه لم يروه إلا ذلك الراوي، وإن كان هذا هو المتبادر إلى الأذهان من ظاهر هذا النص؛ فإن لغة النقاد تتوقف معرفتها على دراسة منهجهم وأساليبهم وخلفياتهم العلمية. والله المستعان.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 01 - 04, 01:50 م]ـ
وذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله في الأمالي الحلبية ص 38 رقم (12) من طريق المنتقى من المعجم الصغير للطبراني للذهبي ثنا يحيى بن عثمان ثنا نعيم بن حماد حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إنكم في زمان من ترك منكم عشر ما أمر به هلك ثم يأتي زمان من عمل منكم بعشر ما أمر به نجا)
هذا حديث غريب أخرجه الترمذي عن إبراهيم بن يعقوب عن نعيم بن حماد وقال لا نعرفه إلا من حديث نعيم بن حماد عن سفيان بن عيينة قال وفي الباب عن أبي ذر وأبي سعيد. وكذا قال الطبراني أن نعيما تفرد به، وقال لنا شيخنا أبو غسحاق قال لنا الذهبي لم يروه إلا نعيم وليس له أصل ولاشاهد ونعيم منكر الحديث
قلت: لعل مراده بنفي الأصل تقييد كونه من حديث أبي هريرة، وهو كذلك، وأما نفيه الشاهد فمتعقب بقول الترمذي، وقد وقع لي من حديث أبي ذر000
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 01 - 04, 06:45 م]ـ
علي أبو الحسن المصري
كيف يفهم صنيع أبي حاتم الرازي هنا
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم في كتاب "العلل" مسألة رقم (2136):
((وسألت أبي عن حديث رواه عيسى بن يونس، عن ابن عون، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم {يوم يقوم الناس لرب العالمين} قال: ((يقوم الرجل في رشحه إلى أنصاف أذنيه)).
ورواه معاذ بن معاذ العنبري، عن ابن عون، عن نافع، عن ابن عمر. موقوف [كذا في العلل]. قلت لأبي: أيهما أصح؟
قال أبي: جميعًا حافظين، ولا أعلم أحدًا يسند [كذا في العلل ولعلها: يسنده. يعني يرفعه] سوى عيسى بن يونس، وموقوف أشبه)) انتهى كلام ابن أبي حاتم.
وفي الحقيقة لم أفهم هذا الصنيع من أبي حاتم رحمه الله.
¥(4/26)
فرواية عيسى بن يونس أخرجها البخاري في صحيحه (6531) ومسلم (2862). وليس هذا موضع الإشكال، إنما أشكل علي قول أبي حاتم: ((لا أعلم أحدًا يسند سوى عيسى بن يونس))
والصواب أنه قد أسنده غير واحد من الأئمة الحفاظ، فأخرجه البخاري في صحيحه (4938) ومسلم (2862) وغيرهما من طريق مالك، عن نافع به مرفوعًا.
وأخرجه مسلم في نفس الموضع من طريق موسى بن عقبة وأيوب وصالح بن كيسان كلهم، عن نافع به مرفوعًا.
فهؤلاء أربعة من الحفاظ قد رووه مسندًا من حديث ابن عمر مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
نعم قد يقول قائل: إنما أرد أبو حاتم أنه لم يروه عن ابن عون مسندًا غير عيسى بن يونس.
فأقول: يعكر على هذا أمران: الأول: أن الحديث قد أخرجه الإمام أحمد في مسنده (2/ 125) ومسلم في صحيحه في الموضع السابق، وابن ماجة في سننه (4278) من طريق سليمان بن حيان أبي خالد الأحمر، عن ابن عون به مسندًا مثل رواية عيسى بن يونس.
الثاني: أن أبا حاتم قد رجح رواية الوقف على رواية الرفع، ولم يروها إلا معاذ بن معاذ روايته ذكرها أبو حاتم في هذه المسألة وتابعه يزيد بن زريع روايته أخرجها الطبري في تفسيره (24/ 279).
والسؤال الذي لأجله أوردت ما سبق هو: هل أبو حاتم الرازي مع جلالته وسعة علمه وحفظه لم يقف على هذه الروايات وهي في أشهر الكتب في عصر أبي حاتم وما بعده وبعضها في كتاب شيخه المبجل الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله. أفيدونا نفع الله بكم.
عبدالرحمن الفقيه
جزاكم الله خيرا على ما ذكرته من فوائد حول كلام أبي حاتم
ولعل المقصود من كلام أبي حاتم هو رواية ابن عون فقط
ولعله لم يعتد برواية أبي خالد الأحمر لما فيه من الكلام وإخراج مسلم لهذه الرواية ليست في الأصول، والرواية التي ذكرها أولا هي ما اتفق معه البخاري في إخراجها
فلعل أباحاتم يقصد الروايات الصحيحة فقط
ابن معين
بارك الله فيك أخي أبي الحسن على هذه الفائدة.
والأمر كما قال الشيخ عبدالرحمن الفقيه أن ترجيح أبي حاتم الرازي هو بالنسبة لرواية ابن عون، لأن الحديث له طرق أخرى كثيرة عن نافع لا تخفى على من هو دون أبي حاتم الرازي فضلاً عنه.
وممن يضاف إلى من روى الحديث عن ابن عون موقوفاً: عبدالله بن المبارك كما في مسنده (رقم 94).
أبو نسيبة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأمر كما قال الشيخين الفقيه وابن معين جزاهما الله خيرا؛ هو بالنسبة لرواية ابن عون بغض النظر عن الطرق الأخرى.
ويبدو لي سبب ترجيح أبي حاتم أن عيسى بن يونس على ثقته فلم يرو له البخاري ولا مسلم عن ابن عون غير هذا الحديث وكذلك الترمذي وابن ماجه.
أما معاذ بن معاذ فله روايات كثيرة عن ابن عون في الصحيحين وغيرهما.
فاحتمال ذلك وشهرته عن ابن عون جعلت أبا حاتم يرجح الوقف مع اعترافه أنهما حافظان.
ثم انضمام رواية ابن المبارك ويزيد بن زريع يقوي ذلك.
ويراجع له علل الدارقطني.
والله أعلم.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=13769
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 04 - 04, 10:53 ص]ـ
وفي المنتخب من الإرشاد للخليلي ج:3 ص:827
(727) ابو عبد الله محمد بن اشرس كبير معروف سمع عبد الصمد بن حسان وعامر بن خداش لكنه يروي عن الضعفاء سليمان بن عيسى السجزي وغيره فما يقع في حديثه من المناكير فمنهم لا منه سمع منه احمد بن العتري
حدثنا الحاكم ابو عبد الله وعلي بن إبراهيم المزكي وغيرهما قالوا حدثنا احمد بن محمد بن سلمة م حدثنا محمد بن اشرس حدثنا عبد الصمد بن حسان حدثنا سفيان الثوري عن محمد بن محمد المنكدر عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن الله تعالى قال إن هذا الدين ارتضيته لنفسي ولن يصلحه الا السخاء وحسن الخلق فأكرموه بيهما ما صحبتموه
وهذا من حديث سفيان عن ابن المنكدر لا يعرف
وإنما الحديث معروف برواية عبد الله بن ابي بكر عن ابن المنكدر وهو ضعيف ولا يدري على من يحمل هذا
فعبد الصمد لايعرف بمثل هذا
ـ[ابن معين]ــــــــ[18 - 04 - 04, 05:42 م]ـ
قال ابن حجر في جزء حديث (ماء زمزم لما شرب له):
(وقد جرت عادة كثير من الحفاظ بإطلاق التفرد مع أن مرادهم فيه الثقة).
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 04 - 04, 09:05 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
¥(4/27)
وفي العلل الكبير للترمذي مواضع متعددة في أحاديث لم يعرفها البخاري مع أن إسنادها ذكر له
فمنها
227 قال أبو عيسى سألت محمدا عن حديث الحسن بن سوار عن عكرمة بن عمار عن عبد الله بن حنظلة قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يرمي الجمرة على ناقة
فقال محمد رأيت أبا قدامة يعرض هذا الحديث على علي بن عبد الله فدفعه علي يعني أنكره
وقال محمد وقد كتب به الحسن بن سوار إلي
وكأن محمدا لم يعرف هذا الحديث)) انتهى.
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[20 - 04 - 04, 12:01 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد كنت كتبت بحيثاً في منهج البزار أيام الدراسة في الجامعة الأردنية، فوجدت حيث رأيت هذا الموضوع الذي طرحه الشيخ عبد الرحمن الفقيه أنه من المناسب أن أذكر مقطعاً من البحث لمناسبته للمقام دون التصرف فيه، علماً بأن كلام الأخوة حول الموضوع بصفة عامة يبعث على التفاؤل بإدراكنا أهل هذا العصر بعض ما عليه القوم، كما أني لم أستطع تضمين الإحالات الهامشية ههنا لعدم الخبرة فأرجو المعذرة.
ما يستفاد من تنصيص البزار على التفردات
الفائدة الأولى
يستفاد من قوله: (لا أعلمه يروى إلا من هذا الوجه، أو إلا عن فلان، أو تفرد به فلان) ونحو ذلك من العبارات عدمُ صحة ذلك الحديث في الغالب من طريق متابع للطريق التي ذكرها البزار، بحيث يكون ذلك الطريق دالاً على عدم صحة كلام البزار المتقدم، وإثبات مثل تلك المتابعة لا يكون بأي طريق وجدناه، بل لابد من التيقن من صحة تلك الطريق المتابعة وكونها تامةً، لأن البزار وغيره من الأئمة يقولون مثلاً: (لا نعلمه يروى عن فلان إلا من هذا الوجه)، وهم يريدون أنهم لا يعلمونه عن ذلك الراوي بوجه صالح، متصل، ولا ينفون علمهم بوجوده عنه بوجهٍ غير صالح، أو منقطعٍ، من ذلك أن الترمذي روى حديث عبد الله بن دينار عن ابن عمر في النهي عن بيع الولاء، ثم قال: "حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن دينار عن ابن عمر…وقد روى يحيى بن سليم هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر…وهو وهم"، فهذا الترمذي ينفي معرفته الحديثَ عن غير عبد الله بن دينار، مع علمه بوجوده عن نافع، إلا أنه لم يعتبر رواية نافع لكونها وهم من يحيى بن سليم، ومن ذلك ما يفعله البزار نفسه في مسنده في بعض الأحيان، حيث يروي حديثاً من أكثر من طريق ثم ينفي علمه إلا ببعضها، مثال ذلك؛
1 - أن البزار روى حديثاً عن عمر من طريق المنهال بن بحر عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر ثم قال: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عمر إلا من هذا الوجه وحديث المنهال بن بحر عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر إنما يرويه الحفاظ الثقات عن هشام عن يحيى عن زيد بن أسلم عن عمر مرسلاً، وإنما يعرف هذا الحديث من حديث محمد بن أبي حميد ومحمد رجل من أهل المدينة، ليس بقوي، قد حدث عنه جماعة ثقات واحتملوا حديثه".
قال مقيده عفا الله عنه: فهذا البزار ينفي علمه بوجود وجهٍ غير ما ذكره لهذا الحديث عن عمر ثم هو يثبت طريقين آخرين عنه، وإنما لم يعتبر الطريق الأول لأنه منقطع، فإن زيد ابن أسلم لم يسمع من عمر، ولم يعتبر الثاني لأنه غير صالحٍ، فهو ينفي وجود طريق متصل صالح في الظاهر غير الذي ذكره، ومع ذلك فهو يضعف ذلك الطريق الذي ذكره، ويخطيء راويه المنهال بأمرين؛ الأول: أن الحفاظ يروونه عن يحيى مرسلاً، والثاني: أن الحديث إنما يعرف متصلاً من رواية رجل من طبقة يحيى بن أبي كثير، أعني محمد بن أبي حميد، وقد استغرب الحديث عليه، ومحمد بن أبي حميد ضعيف، وشهرة الحديث عن ضعيف، وغرابته عن ثقة أو إمام كيحيى من القرائن القوية على عدم صحته عن ذلك الثقة، ولذلك أعله العقيلي بما أعله به البزار فقال: "وهذا الحديث إنما يعرف بمحمد بن أبي حميد عن زيد بن أسلم وليس بمحفوظ من حديث يحيى بن أبي كثير ولا يتابع منهالاً عليه أحد".
¥(4/28)
2 - أن البزار روى في مسنده أربعة أحاديث كلها من طريق أبي العالية عن ابن عباس عن عمر، ثم قال عقب الأخير منها: "ولم يرو أبو العالية عن ابن عباس عن عمر إلا هذا الحديث"، يعني بذلك الحديث الأول، وهذا لا ينبغي حمله إلا على أنه لم يعد تلك الأحاديث محفوظة عن أبي العالية، إلا أن المحقق مع ذلك قد تعقبه بشيءٍ ليس خافياً عليه وهو تلك الأحاديث الثلاثة التي رواها، وإذا أردنا البحث في حال تلك الأحاديث الثلاثة التي لم يعتبرها البزار وجدناها غير محفوظةٍ عن أبي العالية، فهي لا تعدوا أخطاءً من قبل رواتها، وإليك بيان ذلك:
الحديث الأول: قال البزار: "حدثنا محمد بن المثنى قال نا محمد بن أبي عدي عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس، وحدثنا الحسن بن عرفة قال نا هشيم قال أنا منصور بن زاذان عن قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس قال شهد عندي رجال مرضيون فيهم عمر وأرضاهم عندي عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس وبعد العصر حتى تغرب الشمس" ثم قال: "وهذا الحديث قد رواه عن قتادة سعيد وشعبة وهشام وهمام وأبان ومنصور بن زاذان كل هؤلاء ذكره فاجتزينا بمن ذكرنا".
قال مقيده عفا الله عنه: كأن البزار بهذا التعقيب يريد أن يبين أن الحديث محفوظ عن قتادة، وقتادة تابعي جليل وأفراد التابعين مقبولة كما تقدمت الإشارة إلى ذلك، ولذلك روى هذا الحديث الجماعة.
الحديث الثاني: قال البزار: "حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث قال حدثني أبي قال نا هشيم وهمام عن قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس عن عمر (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم يوم الفطر ويوم النحر) "، ثم قال: "ولا نعلم يروى هذا الحديث عن ابن عباس عن عمر إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وقد روي عن علي وعن أبي سعيد وعن أبي هريرة وعن أنس وعن غيرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم يوم الفطر ويوم النحر".
قال مقيده عفا الله عنه: ظني أن البزار رحمة الله عليه اعتبر هذا الحديث غير محفوظ مع صحة إسناده في الظاهر لقرائن كثيرة، منها؛
القرينة الأولى: أن هذا الحديث غريب يدل عليه قول البزار المتقدم، كما أن هذا لم يخرجه أحدٌ من الأئمة عن هشيم أو همام، ولا عن قتادة، ولا عن أبي العالية ولا عن ابن عباس، وهذا يدل على شدة غرابته، لأن التفرد عن مثل هؤلاء من الصعوبة بمكان، كما تقدمت الإشارة إلى ذلك.
القرينة الثانية: أن الحديث مشهور من رواية أبي عبيد مولى ابن أزهر عن عمر أخرجه الأئمة من طريقه، ولو كان الحديث عند ابن عباس عن عمر لما تخلف أحد عن إخراجه لجلالة ابن عباس.
القرينة الثالثة: أنه لا يعرف لأبي العالية عن ابن عباس عن عمر إلا الحديث المتقدم في النهي عن الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس وبعد العصر حتى تغرب.
الحديث الثالث: قال البزار: "حدثنا يحيى بن محمد بن السكن قال نا حبان بن هلال وأملاه علينا من كتابه عن همام عن قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس عن عمر (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجد الحرام ومسجدي هذا ومسجد الأقصى)، ثم قال: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عمر إلا من هذا الوجه من هذا الإسناد، وهو خطأ أتى خطؤه من حبان لأن هذا الحديث إنما يرويه همام وغيره عن قتادة عن قزعة عن أبي سعيد".
قال مقيده عفا الله عنه: هذا الحديث واضح خطؤه، لمخالفة حبان لأصحاب همام وقتادة، ولبعض القرائن التي ستذكر في الحديث التالي.
الحديث الرابع: قال البزار: "حدثنا أحمد بن المعلى الأدمي والجراح بن مخلد قالا نا خالد بن يزيد بن مسلم قال نا البراء بن يزيد الغنوي عن الحسن بن أبي الحسن قال حدثني أبو العالية الرياحي قال حدثني ابن عباس عن عمر بن الخطاب (أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس أو تشرق وبعد العصر حتى تغرب الشمس، وقال لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم، فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم) "، ثم قال: "وهذا الحديث قد روى بعضه قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس عن عمر وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة بعد الفجر وبعد العصر ـ وقد تقدمت روايته له ـ وأما لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر فلم يروه إلا البراء عن الحسن عن أبي العالية عن ابن عباس عن عمر، ولا نعلم أسند الحسن عن أبي العالية حديثاً إلا هذا الحديث، ولم يروه عنه إلا خالد بن يزيد، ولم يرو أبو العالية عن ابن عباس عن عمر إلا هذا الحديث ـ يعني الحديث الأول الذي هو جزءٌ من هذا الحديث ـ والبراء بن يزيد ليس بالقوي وقد احتمل حديثه وروى عنه جماعة".
قال مقيده عفا الله عنه: واضح من كلام البزار أنه لا يعتبر هذه الرواية صحيحة، لأنه ذكر عدداً من القرائن تدل على غلطها، وهي؛
القرينة الأولى: تفرد البراء بها عن الحسن البصري، والبراء ليس ممن يحتمل تفرده لاسيما عن مثل الحسن.
القرينة الثانية: تفرد خالد بن يزيد عن البراء بذلك، والتفرد إذا استمر من طبقة إلى طبقةٍ أحدث ذلك مزيد شكٍ عند الناقد.
القرينة الثالثة: أن الحسن لا تعرف له رواية عن أبي العالية وهذا مما يقوي جانب الخطإ فيمن تفرد بالرواية عنه.
القرينة الثالثة: أن أبا العالية لا يعرف له عن ابن عباس عن عمر إلا حديثاً واحداً، وهو الحديث الأول بدون زيادة.
¥(4/29)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 04 - 04, 05:54 م]ـ
بارك الله في الشيخ سعيد المري ونفع به
و جزاك الله خيرا على ما تفضلت به من بيان معنى قول الإمام البزار رحمه الله لانعرفه إلا من حديث كذا وأنه يقصد به أمرا معينا كما تفضلت كعدم صحة الحديث غالبا
وفي هذه الأمثلة التي ذكرتها بيان واضح لمن تأملها وتدبرها.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 03 - 05, 12:41 ص]ـ
لفائدة كلام الشخ الفاضل سعيد المري
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد كنت كتبت بحيثاً في منهج البزار أيام الدراسة في الجامعة الأردنية، فوجدت حيث رأيت هذا الموضوع الذي طرحه الشيخ عبد الرحمن الفقيه أنه من المناسب أن أذكر مقطعاً من البحث لمناسبته للمقام دون التصرف فيه، علماً بأن كلام الأخوة حول الموضوع بصفة عامة يبعث على التفاؤل بإدراكنا أهل هذا العصر بعض ما عليه القوم، كما أني لم أستطع تضمين الإحالات الهامشية ههنا لعدم الخبرة فأرجو المعذرة.
ما يستفاد من تنصيص البزار على التفردات
الفائدة الأولى
يستفاد من قوله: (لا أعلمه يروى إلا من هذا الوجه، أو إلا عن فلان، أو تفرد به فلان) ونحو ذلك من العبارات عدمُ صحة ذلك الحديث في الغالب من طريق متابع للطريق التي ذكرها البزار، بحيث يكون ذلك الطريق دالاً على عدم صحة كلام البزار المتقدم، وإثبات مثل تلك المتابعة لا يكون بأي طريق وجدناه، بل لابد من التيقن من صحة تلك الطريق المتابعة وكونها تامةً، لأن البزار وغيره من الأئمة يقولون مثلاً: (لا نعلمه يروى عن فلان إلا من هذا الوجه)، وهم يريدون أنهم لا يعلمونه عن ذلك الراوي بوجه صالح، متصل، ولا ينفون علمهم بوجوده عنه بوجهٍ غير صالح، أو منقطعٍ، من ذلك أن الترمذي روى حديث عبد الله بن دينار عن ابن عمر في النهي عن بيع الولاء، ثم قال: "حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن دينار عن ابن عمر…وقد روى يحيى بن سليم هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر…وهو وهم"، فهذا الترمذي ينفي معرفته الحديثَ عن غير عبد الله بن دينار، مع علمه بوجوده عن نافع، إلا أنه لم يعتبر رواية نافع لكونها وهم من يحيى بن سليم،
ومن ذلك ما يفعله البزار نفسه في مسنده في بعض الأحيان، حيث يروي حديثاً من أكثر من طريق ثم ينفي علمه إلا ببعضها،
مثال ذلك؛
1 - أن البزار روى حديثاً عن عمر من طريق المنهال بن بحر عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر ثم قال: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عمر إلا من هذا الوجه وحديث المنهال بن بحر عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر إنما يرويه الحفاظ الثقات عن هشام عن يحيى عن زيد بن أسلم عن عمر مرسلاً، وإنما يعرف هذا الحديث من حديث محمد بن أبي حميد ومحمد رجل من أهل المدينة، ليس بقوي، قد حدث عنه جماعة ثقات واحتملوا حديثه".
قال مقيده عفا الله عنه: فهذا البزار ينفي علمه بوجود وجهٍ غير ما ذكره لهذا الحديث عن عمر ثم هو يثبت طريقين آخرين عنه، وإنما لم يعتبر الطريق الأول لأنه منقطع، فإن زيد ابن أسلم لم يسمع من عمر، ولم يعتبر الثاني لأنه غير صالحٍ، فهو ينفي وجود طريق متصل صالح في الظاهر غير الذي ذكره، ومع ذلك فهو يضعف ذلك الطريق الذي ذكره، ويخطيء راويه المنهال بأمرين؛ الأول: أن الحفاظ يروونه عن يحيى مرسلاً، والثاني: أن الحديث إنما يعرف متصلاً من رواية رجل من طبقة يحيى بن أبي كثير، أعني محمد بن أبي حميد، وقد استغرب الحديث عليه، ومحمد بن أبي حميد ضعيف، وشهرة الحديث عن ضعيف، وغرابته عن ثقة أو إمام كيحيى من القرائن القوية على عدم صحته عن ذلك الثقة، ولذلك أعله العقيلي بما أعله به البزار فقال: "وهذا الحديث إنما يعرف بمحمد بن أبي حميد عن زيد بن أسلم وليس بمحفوظ من حديث يحيى بن أبي كثير ولا يتابع منهالاً عليه أحد".
¥(4/30)
2 - أن البزار روى في مسنده أربعة أحاديث كلها من طريق أبي العالية عن ابن عباس عن عمر، ثم قال عقب الأخير منها: "ولم يرو أبو العالية عن ابن عباس عن عمر إلا هذا الحديث"، يعني بذلك الحديث الأول، وهذا لا ينبغي حمله إلا على أنه لم يعد تلك الأحاديث محفوظة عن أبي العالية، إلا أن المحقق مع ذلك قد تعقبه بشيءٍ ليس خافياً عليه وهو تلك الأحاديث الثلاثة التي رواها، وإذا أردنا البحث في حال تلك الأحاديث الثلاثة التي لم يعتبرها البزار وجدناها غير محفوظةٍ عن أبي العالية، فهي لا تعدوا أخطاءً من قبل رواتها، وإليك بيان ذلك:
الحديث الأول: قال البزار: "حدثنا محمد بن المثنى قال نا محمد بن أبي عدي عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس، وحدثنا الحسن بن عرفة قال نا هشيم قال أنا منصور بن زاذان عن قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس قال شهد عندي رجال مرضيون فيهم عمر وأرضاهم عندي عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس وبعد العصر حتى تغرب الشمس" ثم قال: "وهذا الحديث قد رواه عن قتادة سعيد وشعبة وهشام وهمام وأبان ومنصور بن زاذان كل هؤلاء ذكره فاجتزينا بمن ذكرنا".
قال مقيده عفا الله عنه: كأن البزار بهذا التعقيب يريد أن يبين أن الحديث محفوظ عن قتادة، وقتادة تابعي جليل وأفراد التابعين مقبولة كما تقدمت الإشارة إلى ذلك، ولذلك روى هذا الحديث الجماعة.
الحديث الثاني: قال البزار: "حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث قال حدثني أبي قال نا هشيم وهمام عن قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس عن عمر (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم يوم الفطر ويوم النحر) "، ثم قال: "ولا نعلم يروى هذا الحديث عن ابن عباس عن عمر إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وقد روي عن علي وعن أبي سعيد وعن أبي هريرة وعن أنس وعن غيرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم يوم الفطر ويوم النحر".
قال مقيده عفا الله عنه: ظني أن البزار رحمة الله عليه اعتبر هذا الحديث غير محفوظ مع صحة إسناده في الظاهر لقرائن كثيرة، منها؛
القرينة الأولى: أن هذا الحديث غريب يدل عليه قول البزار المتقدم، كما أن هذا لم يخرجه أحدٌ من الأئمة عن هشيم أو همام، ولا عن قتادة، ولا عن أبي العالية ولا عن ابن عباس، وهذا يدل على شدة غرابته، لأن التفرد عن مثل هؤلاء من الصعوبة بمكان، كما تقدمت الإشارة إلى ذلك.
القرينة الثانية: أن الحديث مشهور من رواية أبي عبيد مولى ابن أزهر عن عمر أخرجه الأئمة من طريقه، ولو كان الحديث عند ابن عباس عن عمر لما تخلف أحد عن إخراجه لجلالة ابن عباس.
القرينة الثالثة: أنه لا يعرف لأبي العالية عن ابن عباس عن عمر إلا الحديث المتقدم في النهي عن الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس وبعد العصر حتى تغرب.
الحديث الثالث: قال البزار: "حدثنا يحيى بن محمد بن السكن قال نا حبان بن هلال وأملاه علينا من كتابه عن همام عن قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس عن عمر (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجد الحرام ومسجدي هذا ومسجد الأقصى)، ثم قال: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عمر إلا من هذا الوجه من هذا الإسناد، وهو خطأ أتى خطؤه من حبان لأن هذا الحديث إنما يرويه همام وغيره عن قتادة عن قزعة عن أبي سعيد".
قال مقيده عفا الله عنه: هذا الحديث واضح خطؤه، لمخالفة حبان لأصحاب همام وقتادة، ولبعض القرائن التي ستذكر في الحديث التالي.
الحديث الرابع: قال البزار: "حدثنا أحمد بن المعلى الأدمي والجراح بن مخلد قالا نا خالد بن يزيد بن مسلم قال نا البراء بن يزيد الغنوي عن الحسن بن أبي الحسن قال حدثني أبو العالية الرياحي قال حدثني ابن عباس عن عمر بن الخطاب (أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس أو تشرق وبعد العصر حتى تغرب الشمس، وقال لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم، فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم) "، ثم قال: "وهذا الحديث قد روى بعضه قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس عن عمر وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة بعد الفجر وبعد العصر ـ وقد تقدمت روايته له ـ وأما لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر فلم يروه إلا البراء عن الحسن عن أبي العالية عن ابن عباس عن عمر، ولا نعلم أسند الحسن عن أبي العالية حديثاً إلا هذا الحديث، ولم يروه عنه إلا خالد بن يزيد، ولم يرو أبو العالية عن ابن عباس عن عمر إلا هذا الحديث ـ يعني الحديث الأول الذي هو جزءٌ من هذا الحديث ـ والبراء بن يزيد ليس بالقوي وقد احتمل حديثه وروى عنه جماعة".
قال مقيده عفا الله عنه: واضح من كلام البزار أنه لا يعتبر هذه الرواية صحيحة، لأنه ذكر عدداً من القرائن تدل على غلطها، وهي؛
القرينة الأولى: تفرد البراء بها عن الحسن البصري، والبراء ليس ممن يحتمل تفرده لاسيما عن مثل الحسن.
القرينة الثانية: تفرد خالد بن يزيد عن البراء بذلك، والتفرد إذا استمر من طبقة إلى طبقةٍ أحدث ذلك مزيد شكٍ عند الناقد.
القرينة الثالثة: أن الحسن لا تعرف له رواية عن أبي العالية وهذا مما يقوي جانب الخطإ فيمن تفرد بالرواية عنه.
القرينة الثالثة: أن أبا العالية لا يعرف له عن ابن عباس عن عمر إلا حديثاً واحداً، وهو الحديث الأول بدون زيادة.
¥(4/31)
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[20 - 04 - 05, 01:30 م]ـ
إن الموضوع المطروح من قبل الأخ المكثر عبد الرحمن الفقيه لهو موضوعٌ جد دقيق وشائك، ولا أظن أن مشاركات مقتضبة عبر هذا الموقع أو غيره يمكن أن تحمل في طياتها الجواب الشافي، وما تم تسطيره من مشاركات هي جهود مشكورة لفهم كلام القدماء في هذه المسألة.
وهذه القضية أي ((لا يروى إلا من هذا الوجه)) أو ((لم يروه إلا فلان)) و ((لم يروه مرفوعاً إلا فلان)) و ((لا يُتابع على حديثه))، ونظير هذه العبارات التي يقرؤها كل ممارس لعلم الحديث ويجد خلافها هل يحق له أن يستدرك على الحفاظ القدماء ويفرح بوجود ما لم يجدوا، أم أن الأمر قد أغلق وباب الاجتهاد في هذا الجانب قد انتهى، نظير ما ذكره ابن الصلاح من عدم إمكانية تصحيح الأحاديث في الأعصر المتأخرة، وخالفه محدثو عصره ومن جاء بعدهم، وفي هذا الصدد ستأتي مشاركتي هذه من شقين، أرى أنهما جديران بالتوقف عندهما بالإضافة إلى ما سبقني إلى تسطيره الأخوة الفضلاء في مداخلاتهم.
أولاً: يجب أن ندرك إدراكاً تاماً أن الإنسان مهما علا كعبه في العلم لابد له من بعض الأخطاء والأوهام، وأن العصمة لله وحده، ولرسوله ? فيما يبلغه عن ربه، فقد يهم الحافظ، ويخطئ الثقة، وتخونه ذاكرته أحياناً، ولهذا يمكن أن نحمل بعض أقوالهم في نفي المتابعة أو وجود طريق أخرى للحديث على هذا الوجه، وبخاصة إذا روى من نفى ما يلغي نفيه، مثل أن يقول الحاكم مثلاً: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ويثبت أن البخاري ومسلماً أو أحدهما قد روى الحديث، فهذا وهم وخطأ واضح لا يمكن لأحد أن يلتمس له مخرجاً، كحديث ((كان النبي ? إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاً حتى تفهم عنه)) قال ابن حجر (فتح الباري: 1/ 189): وللترمذي والحاكم في المستدرك حتى تعقل عنه، ووهم الحاكم في استدراكه وفي دعواه أنَّ البخاري لم يخرجه. وقال كذلك في (خلاصة البدر المنير: 2/ 54): حديث أنه ? نهى عن بيع الصبرة من التمر، رواه مسلم من رواية جابر ? واستدركه الحاكم وهو عجيب منه. والحديث في صحيح مسم رقم (1530)، وعند الحاكم في المستدرك 2/ 44، من نفس الطريق.
وأوضح من ذلك وألصقه بما نحن بصدده ما رواه الترمذي في الدعوات من حديث أبي هريرة مرفوعاً ((أعمار أمتي بين الستين إلى السبعين))، وقال: غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه، وقد رواه قبل ذلك في الزهد من طريق أخرى عن أبي هريرة!!، ولهذا نقل المناوي (فيض القدير: 2/ 11) أن ابن حجر قال وهو عجيب منه فقد أخرجه أيضاً في الزهذ أيضاً من طريق أخرى عن أبي هريرة.
إذاً هناك نسبة وقد تكون قليلة جداً ناشئة عن الخطأ والوهم، ولكن السؤال من الذي يحدد هذا الخطأ أو ذاك الوهم؟ فهذا يحتاج إلى روية وإحاطة، وقد ألف الحفاظ قديماً في أوهام الثقات، وهذا يعد من أعز أنواع العلل.
ثانياً: ما يمكن أن نطلق عليه حكماً نهائياً على الحديث، ونفي وجود طريق أخرى للحديث أو متابعة له، إنما يراد به عدم وجود طريق يعتد بها أو ومتابعة تصلح للاعتبار، فقد تكون هذه الطريق أو المتابعة خطأً، فينفي الحافظ معرفته بها، أو ينكر وجودها لأنه خطأ، وهذا نظير ما وقع للإمام البخاري يرحمه الله عندما ورد إلى بغداد وقرر أهلها امتحانه بأن قلبوا له مئة حديث وسألوه عنها وكان يجيب على كل حديث بقوله (لا أعرفه)، مع أنهم يذكرون له إسناداً ومتناً (والقصة مبسوطة في أكثر من كتاب من كتب المصطلح).
وأبين من ذلك عندما كان يسأل الترمذي الأمام البخاري عن أحاديث ويذكر له إسنادها فيجيب البخاري رحمه الله: هذا حديث خطأ، إذا فأخطاء الرواة ولو كانوا من الثقات، والمقلوبات من الأحاديث لا تعد من الأحاديث ولا هي مما يعتبر به للتقوية أو رفع الغرابة، وبهذا يمكننا أن نفهم شيئاً من مرادهم بقولهم (لا نعرفه إلا من هذا الوجه) أو (لا يتابع على حديث)، لأن المراد من إيراد الطرق وبيان المتابعات التقوية، فإذا كانت الطريق لاتصلح للاعتبار فما الفائدة من ذكرها؟!
ـ[عبد]ــــــــ[20 - 04 - 05, 02:18 م]ـ
¥(4/32)
وأوضح من ذلك وألصقه بما نحن بصدده ما رواه الترمذي في الدعوات من حديث أبي هريرة مرفوعاً ((أعمار أمتي بين الستين إلى السبعين))، وقال: غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه، وقد رواه قبل ذلك في الزهد من طريق أخرى عن أبي هريرة!!، ولهذا نقل المناوي (فيض القدير: 2/ 11) أن ابن حجر قال وهو عجيب منه فقد أخرجه أيضاً في الزهذ أيضاً من طريق أخرى عن أبي هريرة.
إذاً هناك نسبة وقد تكون قليلة جداً ناشئة عن الخطأ والوهم، ولكن السؤال من الذي يحدد هذا الخطأ أو ذاك الوهم؟ فهذا يحتاج إلى روية وإحاطة، وقد ألف الحفاظ قديماً في أوهام الثقات، وهذا يعد من أعز أنواع العلل.
جزاك الله خيرا ...
ولكن لعل الاشكال الذي ذكرته عن الترمذي يزول بتوجيه جيد أشار إليه الحافظ ابن رجب رحمه الله في شرحه لعلل الترمذي. قال:
"فإن كان مع ذلك من رواية الثقات العدول الحفاظ فالحديث حينئذ حسن صحيح، وإن كان مع ذلك من رواية غيرهم من أهل الصدق الذين في حديثهم وهو غلط – إما كثيراً أو غالب عليهم – فهو حسن، ولم لم يرو لفظه إلا من ذلك الوجه، لأن المعتبر أن يروي معناه من غير وجه، لا نفس لفظه"
ثم قال بعد ذلك:
"وعلى هذا: فلا يشكل قوله: ((حديث حسن غريب))، ولا قوله: ((صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه))، لأن مراده أن هذا اللفظ لا يعرف إلا من هذا الوجه، لكن لمعناه شواهد من غير هذا الوجه، وإن كانت شواهده بغير لفظه. وهذا كما في حديث ((الأعمال بالنيات))، فإن شواهده كثيرة جداً في السنة، مما يدل على أن المقاصد والنيات هي المؤثرة في الأعمال، وأن الجزاء يقع على العمل بحسب ما نوي به، وإن لم يكن لفظ حديث عمر مروياً من غير حديثه من وجه يصح.
وبمعنى هذا الذي ذكرناه فسر ابن الصلاح كلام الترمذي في معنى الحسن، غير أنه زاد: ((ان لا يكون من رواية مغفل كثير الخطأ))
وهذا لا يدل عليه كلام الترمذي، لأنه إنما اعتبر أن لا يكون راويه منهما فقط. لكن قد يؤخذ مما ذكره الترمذي قبل هذا: ((أن من كان مغفلاً كثير الخطأ لا يحتج بحديثه، ولا يشتغل بالرواية عنه عند الأكثرين)).
وقول الترمذي رحمه الله: ((يروى من غير وجه نحو ذلك)) [و] لم يقل: عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيحتمل أن يكون مراده عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ويحتمل أن يحمل كلامه على ظاهره وهو أن يكون معناه يروى من غير وجه ولو موقوفاً، ليستدل بذلك على أن هذا المرفوع له أصل يعتضد به.
وهذا كما قال الشافعي في الحديث المرسل: ((إنه إذا عضده قول صحابي، او عمل عامة أهل الفتوى به، كان صحيحاً) " أ. هـ.
ولا حظ أخي أن الحافظ ابن حجر قال:"فقد أخرجه أيضاً في الزهد أيضاً من طريق أخرى عن أبي هريرة " فالطريق الأخرى - على توجيه ابن رجب - قد لا تكون في الصحة مثل تلك المرفوعة أو العكس خاصة وأننا قد رأينا من كلام ابن رجب أن المقصود من قول الترمذي:"من غير وجه" يمكن أن يدخل فيه الموقوف والمرسل والمروي بلفظ مختلف لكنه يحمل معنى مقاربا.
وهذه الفائدة أذكرها للشيخ ابراهيم اللاحم في شرحه على النزهة - جزاه الله خيرا - إلا أنني نقلت النص نفسه من شرح ابن رجب لعلل الترمذي، كما أذكر أن الشيخ قال:"الحافظ ابن حجر الأفضل فبما يتعلق بمصطلحات البخاري أما الحافظ ابن رجب فهو الأعلم بمصطلحات وطريقة الترمذي".
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 04 - 05, 08:42 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الإضافات والفوائد، ولاشك أن طالب العلم ينبغي له عدم التعجل في الاستدراك على الحفاظ الكبار ومعرفة مقصودهم من قولهم لانعرفه إلا من حديث فلان ونحوها، وهذا لايعني كما تفضل الشيخ لطفي بن محمد الزغير أن بعض الحفاظ قد يفوته شيء من طرق الحديث أو يغفل عنها فهم غير معصومين، ولكن إذا عرفنا مقصودهم من إطلاق هذه الكلمة لم يحسن لنا تعقبهم والاستدراك عليهم بما لم يقصدوه.
وهذا الموضوع حفظكم الله للمدارسة والفائدة، فجزى اله خيرا كل من يفيد ويشارك بما يعين على فهم هذه المسألة.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[25 - 04 - 05, 04:16 ص]ـ
قال الحافظ ابن حجر في " جزء في بيان حال حديث ماء زمزم لما شرب له " (ص 45 – بتحقيقنا):
" وقد جرت عادة كثير من الحفاظ [بإطلاق] التفرد،
مع أن مرادهم فيه تفرد الثقة ".
ـ[إبراهيم محمد]ــــــــ[27 - 04 - 05, 04:06 م]ـ
السلام عليكم ........ أرجو منكم الاجابة على السؤال التالي. ما معنى قولهم أصل هذا الحديث عند البخاري؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 11 - 06, 12:36 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
قولهم أصل الحديث عند البخاري أي أن هناك من رواه غير البخاري من طريق آخر أو بلفظ مختلف سواء بزيادة أو اختلاف لفظ، فيقال أصل الحديث عند البخاري أي أخرجه في صحيحه.
¥(4/33)
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[28 - 11 - 06, 04:12 م]ـ
جزاكم الله خيراً.
إذا علم هذا الذي ذكره الأخوة الفضلاء تبين وجه صنيع كثير من جهابذة الحفاظ والنقاد من تصريحهم في كثير من الروايات بتفرد بعض رواتها بها، مع وجود متابعات لها؛ وههنا احتمالات:
أولها وهو أظهرها: أنهم وقفوا على تلك المتابعات، ولكنهم تركوها ولم يلتفتوا إليها، لسقوطها وشدة وهائها، فعدّوها في حكم العدم، وقد يُشعر بذلك استعمالهم كلمة (يعرف بفلان) أو (لا يُعرف إلا بهذا الإسناد)، ومعلوم أن كلمة (معروف) لها في عرف المحدثين معنى اصطلاحي معروف، فالحديث المنكر غير معروف ويستحق أن يقال فيه: لا يُعرف.
وثانيها: أنها فاتتهم لأنهم لم يكتبوها، بسبب كونها من رواية المتروكين عندهم، من معاصريهم أو من طبقة شيوخهم، والأئمة يكتبون أحياناً عن بعض المتروكين لحاجات النقد، ويتركون الكتابة عن كثير منهم، وهم الذين لا ينتفع برواياتهم في الدراسات النقدية.
وثالثها: أنها وُجدت بعد عصرهم إمّا بسرقة أو تركيب متعمَّد، أو تلقين، أو إدخال، أو تزوير؛ أو وجدت بعد عصرهم، كذلك، ولكن من غير تعمد، بل بسبب خطأ من راو مخطئ.
ولهذا فإن من استدرك عليهم مثل هذه المتابعات فينبغي أن لا يكون استدراكه مُشعراً بوصفهم بالتقصير في التفتيش أو القصور في الحفظ؛ فليعلم ذلك، وأيضاً ينبغي أن يُجعل تنصيصهم على ذلك التفرد احتمالاً قوياً في سقوط تلك الرواية المستدركة أو تعليلها بما يمنعها من صلاحيتها للاستشهاد بها، وحينئذ لا بد من دراسة كل الاحتمالات والقرائن في كل حديث من هذا النوع المتكلم عنه.
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[28 - 10 - 07, 09:07 م]ـ
السلام عليكم ........ أرجو منكم الاجابة على السؤال التالي. ما معنى قولهم أصل هذا الحديث عند البخاري؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا.
وعليكم السلام ورحمة الله
وليأذن لي شيخنا عبد الرحمن الفقيه بهذا التوضيح،
قال الشيخ عارف بن حاتم في كتابه " التخريج ودراسة الأسانيد":
لا يصح أن أعزو إلى ابن عساكر في (تاريخ دمشق) لحديث أخرجه ابن عساكر من طريق القطيعي عن عبدالله بن الإمام أحمد عن أحمد بن حنبل في (المسند)، وأترك العزو للمسند، بل الواجب عليَّ أن أعزو إلى (المسند) ثم إذا أضفت ابن عساكر بعد ذلك فلا بأس، لكن أن أترك العزو إلى (المسند) وأكتفي بالعزو إلى ابن عساكر مع أن ابن عساكر يرويه من طريق (المسند) بإسناده وأغفل (المسند)، فهذا خطأٌ في التخريج؛ لأني لم أعزُ إلى المصدر الأصلي،
فالمصدر الأصلي هو الذي بنى عليه ابن عساكر إسناده وروايته.
ومن أمثلتها أيضاً روايات البغوي في كتابه (شرح السنّة) عن الكتب الستة، فلا يصح أن أعزو الحديث إلى البغوي في شرح السنّة والحديث موجود في أحد الكتب الستة "أ. ه
وكذا قوله أن أصل الحديث عند البخاري،
أي ان أحدا لم يروي هذا الحديث قبل البخاري أو اقدم من البخاري.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 10 - 07, 09:35 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وما ذكرته حفظك الله فائدة قيمة، ولكن الكلام هنا حفظك الله عن أصل الحديث وليس المصدر الأصلي للحديث، وبينهما فرق.
والصواب كما ذكرت سابقا: قولهم أصل الحديث عند البخاري أي أن هناك من رواه غير البخاري من طريق آخر أو بلفظ مختلف سواء بزيادة أو اختلاف لفظ، فيقال أصل الحديث عند البخاري أي أخرجه في صحيحه.
وتأمل هذه النقولات وغيرها كثير من كلام العلماء
نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية - (ج 1 / ص 227)
اعلم أن كثيرا من أهل العلم المتقدمين والمتأخرين عزوا هذا الحديث في " كتبهم " إلى مسلم، وهو وهم، وممن فعل ذلك البيهقي في " سننه " وإنما رواه مسلم بلفظ: {إذا دبغ الإهاب فقد طهر}، واعتذر عنه الشيخ تقي الدين في " كتاب الإمام " فقال: والبيهقي وقع له مثل في " كتابه " كثيرا، ويريد به أصل الحديث لا كل لفظة منه، قال: وذلك عندنا معيب جدا إذا قصد الاحتجاج بلفظة معينة، لأن فيه إبهام أناللفظ المذكور أخرجه مسلم، مع أن المحدثين أعذر في هذا من الفقهاء؛ لأن مقصود المحدثين الإسناد ومعرفة المخرج، وعلى هذا الأسلوب ألفوا كتب الأطراف، فأما الفقيه الذي يختلف نظره باختلاف اللفظ فلا ينبغي له أن يحتج بأحد المخرجين، إلا إذا كانت اللفظة فيه انتهى.
¥(4/34)
نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية - (ج 1 / ص 434)
وهم شيخنا علاء الدين في عزوه هذا الحديث لأبي داود مقلدا لغيره في ذلك، وأبو داود وإن كان أخرجه لكن لم يقل فيه: " {وإن قطر الدم على الحصير} " فليس هو حديث الكتاب، والذي أوقعه في ذلك أن أصحاب " الأطراف " عزوه لأبي داود، وابن ماجه، ومثل هذا لا ينكر على أصحاب " الأطراف " ولا غيرهم من أهل الحديث؛ لأن وظيفة المحدث أن يبحث عن أصل الحديث، فينظر من خرجه ولا يضره تغير بعض ألفاظه ولا الزيادة فيه أو النقص، وأما الفقيه فلا يليق به ذلك، لأنه يقصد أن يستدل على حكم مسألة، ولا يتم له هذا إلا بمطابقة الحديث لمقصوده، والله أعلم.
نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية - (ج 2 / ص 320)
واعلم أن أصل الحديث في " الصحيحين " عن سعيد المقبري عن أبي هريرة بلفظ أبي داود في " المسيء صلاته "، وليس فيه: " وما انتقصت من هذا، فإنما تنقصه من صلاتك "، قال الترمذي فيه: وسعيد المقبري، سمع من أبي هريرة، وروى عن أبيه عن أبي هريرة، واسم أبيه " كيسان "، انتهى.
نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية - (ج 5 / ص 146)
والثاني بصيغة الأمر، فهي ابدءوا، وهذا هو حديث الكتاب، وهو عند النسائي، والدارقطني، ثم البيهقي في " سننهما " وإنما ذكرت ذلك لأن بعض الفقهاء عزا لفظ الأمر لمسلم، وهو وهم منه، وقد يحتمل هذا من المحدث لأن المحدث إنما ينظر في الإسناد وما يتعلق به، ولا يحتمل ذلك من الفقيه، لأن وظيفته استنباط الأحكام من الألفاظ، فالمحدث إذا قال: أخرجه فلان، فإنه يريد أصل الحديث لا بتلك الألفاظ بعينها، ولذلك اقتصر أصحاب الأطراف على ذكر طرف الحديث، فعلى الفقيه إذا أراد أن يحتج بحديث على حكم أن تكون تلك اللفظة التي تعطيه موجودة فيه
نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية - (ج 8 / ص 245)
رواه البيهقي في " أول كتاب المدخل " بسنده، ثم قال: رواه البخاري في " كتاب القسم " من حديث عقيل ويونس بن يزيد عن الزهري، كما نقلناه، وهذا وهم منهما، فإن قوله فيه: {إنهم لم يفارقوني في جاهلية ولا إسلام، وشبك بين أصابعه}، ليس في " البخاري "، إلا أن يريد أصل الحديث، والله أعلم.
344 - عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى ركعتين ثم ينصرف فيستاك ".
** جه
(فتح الباري 376/ 2)
** إسناده صحيح
** قال الحافظ فى " الفتح " 2/ 376: لكنه مختصر من حديث طويل أورده أبو داود، و أصل الحديث فى مسلم مبيناأيضا.
فتح الباري لابن رجب -
وذكر بعضهم أنه خرجه أبو داود والترمذي، وإنما خرجا أصل الحديث، ولم نجد في ((كتابيهما)) هذه اللفظة.
مقدمة الفتح - (ص 381)
وأما الغلط فتارة يكثر من الراوي وتارة يقل فحيث يوصف بكونه كثير الغلط ينظر فيما أخرج له إن وجد مرويا عنده أو عند غيره من رواية غير هذا الموصوف بالغلط علم أن المعتمد أصل الحديث لا خصوص هذه الطريق وأن لم يوجد إلا من طريقه فهذا قادح يوجب التوقف عن الحكم بصحة ما هذا سبيله.
تخريج أحاديث الإحياء - (5/ 169)
هو في الصحيحين كما ذكر المصنف لكن أصل الحديث والشعر عند البخاري فقط ليس عند مسلم.
قال الحافظ فى " النتائج " 2/ 56: ذكر البيهقى أن البخارى أخرجه. و كأنه أراد أصل الحديث و إلا فليس فى البخارى منه إلا قدر يسير.
قال الحافظ فى " الإصابة " 1/ 232: أبو النضر: هو محمد بن السائب الكلبى ضعيف، و أصل الحديث فى صحيح البخارى.
فتح الباري لابن حجر -
وله: (وقال أبو عاصم حدثنا عبد الحميد)
هو ابن جعفر، وهذه الطريق وصلها أحمد عن أبي عاصم وأخرجها مسلم عن أبي موسى عن أبي عاصم ولم يسبق لفظه بل قال مثل حديث الليث، والظاهر أنه أراد أصل الحديث، وإلا ففي سياقه بعض مخالفة
ـ[صلاح الزيات]ــــــــ[03 - 11 - 07, 12:12 ص]ـ
بارك الله فيك يا شيخ عبد الرحمن على هذه الفائدة
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[10 - 11 - 07, 09:41 م]ـ
لكن هل جميع ما يقولون تفرد به فلان عن فلان يكون فردا
فنجد في كتب العلل وغيرها مثلا
يُسئل الإمام عن الحديث فيقول فيه فلان فتذكر له متابعه فيصحح الحديث من أجلها ونحوها
وجزاك الله خير
ـ[أبو إسحاق المالكي]ــــــــ[06 - 04 - 08, 09:59 م]ـ
للرفع، رفع الله أقداركم!
ـ[عبدالرزاق العنزي]ــــــــ[07 - 04 - 08, 10:02 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
وفي العلل الكبير للترمذي مواضع متعددة في أحاديث لم يعرفها البخاري مع أن إسنادها ذكر له
فمنها
227 قال أبو عيسى سألت محمدا عن حديث الحسن بن سوار عن عكرمة بن عمار عن عبد الله بن حنظلة قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يرمي الجمرة على ناقة
فقال محمد رأيت أبا قدامة يعرض هذا الحديث على علي بن عبد الله فدفعه علي يعني أنكره
وقال محمد وقد كتب به الحسن بن سوار إلي
وكأن محمدا لم يعرف هذا الحديث)) انتهى.
السلام عليكم
يعني لم يعرف وجه الحديث ولم يحكم فيه بشىء. والله اعلم
¥(4/35)
ـ[العارض]ــــــــ[07 - 04 - 08, 12:42 م]ـ
.....
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[28 - 05 - 08, 04:14 م]ـ
للفائدة(4/36)
منهج الخراسانيين في العلل
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 03 - 03, 07:54 م]ـ
هذه دعوة مفتوحة لطلاب العلم
للبحث في هذا الموضوع الهام
فاننا نسمع في هذه الايام دراسات في منهج المتقدمين ومنهج المتأخرين
ولكنا لانسمع دراسات في بيان منهج البصريين او الكوفيين او الخراسانيين
وانا ذكرت الخراسانيين لان الدراسات عن منهجهم قليلة جدا
وان كانوا هم اكثر من اثروا في علم الحديث في القرون التي تلت القرون المفضلة
وغالب علم الحديث اليوم قائم على اصولهم وما ذهبوا اليه
وانا قصدي بدراسة منهج الخراسانيين ان ندرس منهجهم العام
ثم مدى تأثرهم بالمدارس الأخرى
واول من يستحق ان يدرس منهجه في الخراسانيين هو
ابن المبارك رضي الله عنه
ومن ثم من جاء بعده من اصحاب ابن المبارك
ثم
منهج اسحاق بن راهويه في العلل
ومنهج محمد بن يحى الذهلي في العلل
ومنهج الامام مسلم في العلل
وهكذا
ثم منهج ابن خزيمة
ومنهج ابن الاخرم
منهج ابوعلي النيسابوري
ومنهج النيسابوريين عموما
حتى نصل الى عصر الحاكم
بل وحتى عصر البهقي
دراسة متأصلة
ونحن نجد فروق بين منهج الخراسانيين ومنهج البصريين والكوفيين
وان كان بعض الخراسانيين يميل الى منهج البصريين
وبعضهم يميل الى منهج الكوفيين
وبعضهم جمع بين المذهبين
والطريقتين
وبعضهم اختار طريقة خاصة به
وانا لم ادخل الامام البخاري في هولاء لان الامام البخاري لاعلاقة له بمنهج الخراسانيين
الا ما كان من تأثره بمنهج اسحاق
ولكن غالب تأثر واعتماد البخاري هو على منهج البصريين
ومسلم يميل الى منهج الكوفيين
ولكن ذكرت مسلم ضمن الخراسانيين لانه يعتبر احد اعمدة طريقة الخراسانيين في العلل
يظهر جليا من تصحيحه لاحاديث ضعفها البخاري مثلا او العكس وهو قليل
وهذا ميل من الامام مسلم لطريقة الكوفيين
واحيانا البخاري ايضا يميل الى منهج الكوفيين كما هو الحال في حديث عكرمة
ومسلم مال في ذلك الى طريقة البصريين
ولكن الحكم للغالب
الخلاصة
نريد دارسات في منهج العلل عند اسحاق بن راهويه
صحيح ان ليس لدينا كتاب معتمد في هذا
ولكن عندنا جزء بسيط من مسنده
وهو يتكلم في احيان قليلة على بعض الاحاديث
ايضا النقولات عنه في كتب كثيرة
ومن بعد ذلك الذهلي
ومن بعد ذلك الامام مسلم
وبعد هولاء علينا بالبحث في منهج ابن خزيمة رحمه الله
وهو امتداد لمنهج الخراسانيين المخالف لمنهج البصريين والكوفيين
وان كان يميل الى منهج الكوفيين في العلل
وكنت قد كتبت حول منهج ابن خزيمة في صحيحه
وكتبت ايضا حول تفرد الثقة عند الخراسانيين
وهذا الموضوع نادرا ما يتطرق إليه
وهو موضوع جدير بالاهتمام والعناية
والله اعلم
ـ[ظافر آل سعد]ــــــــ[17 - 03 - 03, 03:07 ص]ـ
لم تجف الأقلام بعد , ولم تضع الحرب أوزارها من الخلاف في وجود مدارس نحوية , مع ظهور فوارق يعرفها المتخصصون , ومع شهرة انتساب جمهرة من النحاة إلى البصرة والكوفة.
فكيف يكون الحال في وجود مدارس بلدانية إقليمية ((متخيّلة)) في علم الحديث؟
ولا فوارق منهجية تكفي للتمايز , ولا سلف يسعف قوله في هذا التوزيع الجغرافي الحديثي.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 03 - 03, 03:36 ص]ـ
للفائدة
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[17 - 03 - 03, 03:51 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا أخي ابن وهب على طرحك لهذا الموضوع المهم. ودائماً تتحفنا بهذه الفوائد العلمية النافعة.
السؤال أين يقع الإمام الترمذي في علم العلل. فقد نجد أنه متأثر كثيراً بشيخه البخاري الذي أخذ علم العلل من ابن المديني البصري. لكنه كذلك يخالف البخاري في عدة مواضع. فهل هو خراساني أم بصري؟ وما هو أثر ذلك في تفرد الثقة؟
ـ[ابن معين]ــــــــ[17 - 03 - 03, 06:24 م]ـ
أخي الفاضل: ابن وهب ..
أشكر لكم أخي الكريم حرصكم على الدعوة إلى بيان منهج أئمة الحديث المتقدمين، والحث على دراسة أحكامهم على الأحاديث، ولا شك في أهمية هذا الأمر.
لكني أود إبداء ملاحظة لي على كلامكم حول وجود منهج للخراسانيين في علم العلل ومنهج للبصريين وآخر للكوفيين!
فإن الأصل هو اتفاق أئمة الحديث المتقدمين في منهجهم في حكمهم على الأحاديث، وما يحصل بينهم من خلاف إنما هو راجع إلى اختلافهم في التطبيق العملي.
¥(4/37)
ولهذا لما جاء رجل من جلة أهل الرأي إلى أبي حاتم يسأله عن أحاديث فبين له بطلان بعضها وصحة بعضها الآخر، استغرب هذا الرجل من علم أبي حاتم، وأراد دليلاً على صحة قوله، فقال له أبوحاتم: (سل عما قلت من يحسن مثل ما أحسن، فإن اتفقنا علمت أنّا لم نجازف ولم نقله إلا بفهم).
وجاء رجل إلى أبي زرعة وقال له: ما الحجة في تعليلكم الحديث؟ قال: (الحجة أن تسألني عن حديث له علة، فأذكر علته، ثم تقصد محمد بن مسلم بن وارة فتسأله عنه، ولا تخبره بأنك قد سألتني عنه فيذكر علته، ثم تقصد أبا حاتم فيعلله، ثم تميز كلامنا على ذلك، فإن وجدت بيننا خلافاً في علته فاعلم أن كلاً منا تكلم على مراده، وإن وجدت الكلمة متفقة فاعلم حقيقة هذا العلم، قال: ففعل الرجل ذلك، فاتفقت كلمتهم عليه، فقال: اشهد أن هذا العلم الهام).
فلولا اتفاق منهجهم في الحكم على الأحاديث لما قال للسائل اسأل من يحسن مثل ما أحسن، أو كما قال أبي زرعة اسأل أئمة هذا العلم.
ومما يدلك على هذا الأمر أيضاً هو أن كبار الأئمة الذين صنفوا في علوم الحديث كالحاكم والخطيب البغدادي وغيرهما بينوا ما وقع من خلاف بين الأئمة في طرق التحمل وفي أصح الأسانيد وفي غيرها من المسائل التي لا ينبني عليها كبير عمل، فلو كان هناك خلاف حقيقي بينهم في علم العلل لكان هذا الأمر أولى ما تكلموا به.
ثم إني لا أعلم أحداً من أهل العلم السابقين قد صرح بهذا الأمر الذي ذكرته أو أشار إليه.
وقد عنيت بحمد الله بتتبع أحكام الإمام يحيى بن معين على الأحاديث مع مقارنتها بأحكام غيره من الأئمة، وقد وجدت اتفاق أئمة الحديث المتقدمين في غالب الأحاديث التي حكموا عليها.
فإثباتك لوجود تباين بين مناهج أئمة الحديث، منهج للخراسانيين وآخر للبصريين وثالث للكوفيين، يحتاج إلى استقراء واسع، وأدلة متضافرة، فإثبات أمر كهذا لا يكفي فيه مثال أو مثالين أو ثلاثة.
فإذا كان إثبات منهج لإمام واحد لا يكفي فيه مثال أو مثالين، فما بالك بإثبات تباين بين مناهج!!
أسأل الله أن يوفقك لكل خير.
محبك: ابن معين.
ـ[أخو من طاع الله]ــــــــ[17 - 03 - 03, 08:09 م]ـ
جزيت خيرًا أخي ابن وهب ..
ولا شك أن المتقدمين لمنهجهم ملامح عامة، وأصول وقواعد هامة ..
ثم هناك خصائص، وفوارق بين المدارس، كما وقع في كل العلوم، فلم الاستغراب جاء هنا؟!
وأما قصة أبي حاتم، فأول ما فيها، أنّ أكثر الأصول والأحكام متفقة، ومن يذكر اختلافًا، فهو في مسائل قليلة، ومعلوم أن المثال المذكور، يثبت مطلق الاتفاق، لا الاتفاص المطلق ..
وعلى التنزل، فمن في القصة كلهم رازيون ..
والخصائص التي ذكرها الأخ ابن وهب، صحيحة، وإن كان الأمر، يحتاج إلى استقراء ومزيد نظر، لتجلية الخصائص، ومواطن الاختلاف ..
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 03 - 03, 08:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا
في البداية
اود ان اقول
هي دعوة الى البحث والاستقراء
ثانيا
ان كان الاعتراض على التسمية
فلنقل مثلا
منهج ابن المديني = منهج البصريين
منهج يحيى بن معين = منهج الكوفيين
وهكذا
ولعل عبارة (منهج)
هي التي اثارت الاستغراب
فلنقل مثلا
طريقة ابن المديني في العلل= طريقة البصريين
طريقة يحيى بن معين في العلل= طريقة الكوفيين
او نقول مثلا
طريقة ابن المديني في الحكم على الاحاديث
طريقة يحيى بن معين في الحكم على الاحاديث
تماما كما نقول
منهج الامام البخاري في صحيحه
ومنهج الامام مسلم في صحيحه
أشكر الاخ الفاضل (اخو من طاع الله)
على توضيحه لما جاء في المقال
فقد اجاد واحسن
كما اود ان اشكر
بقية الاخوة الفضلاء
(محمد الامين) (ابن معين) (ظافر السعد)
فجزاكم الله خيرا
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[17 - 03 - 03, 09:09 م]ـ
بارك الله في الجميع.
وحفظك الله فضيلة الشيخ المحدث ابن وهب
ـ[السلفي]ــــــــ[18 - 03 - 03, 08:15 م]ـ
يمكن الاستفادة في هذه المسألة من
الرسائل الجامعية المقدمة ـ وقد طبع بعضها ـ مثل:
مدرسة أهل البصرة في الحديث
ومدرسة قرطبة
ومدارس أخرى
ويمكن أيضا النظر في الدراسات المفردة لبعض نقاد الحديث
من مثل: ابن المديني والبخاري والفلاس وابن معين .... الخ
وبعد النظر بإنعام في ذلك كله وغيره يظهر ألا تمايز بين تلك المناهج يوجب تقسيمها إلى مدارس.
¥(4/38)
ودمتم لمحبكم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[18 - 03 - 03, 08:27 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[19 - 03 - 03, 05:52 ص]ـ
الأخ ابن وهب .. جزاك الله خيرا ..
موضوع شيق، سواء وافقتك أم خالفتك ....
ولكن اسمح لي أن أطرح التساؤلات الآتية:
أولا: ما هي ضوابط التفريق بين المدارس الحديثية، لا شك أن التصنيف
الجغرافي وحده غير كاف، ولابد من فروع علمية ذات صلة بملامح المنهج
النقدي عند المحدثين، فما هي تلك الضوابط التي سنحكم على أساسها
أن هذا المحدث من تلك المدرسة أو من تلك؟؟؟ هل هي مجموع المسائل
النقدية التي وافق فيها هذه المدرسة أو تلك، أم مجموع الأحاديث
التي وافق في تعليلها؟؟؟
ثانيا: ما قولك في ما ورد عن المتقدمين أن آراؤهم أشبه بالإلهام
واستدلوا على ذلك بموافقة جميع النقاد على تعليل حديث وإن كانوا
من أقطار متفرقة ....
ثالثا: المدارس الحديثية لا يمكن تشبيهها بالمدارس النحوية، فالنحاة
كانوا قليلي الأساتذة والشيوخ، أما المحدثون فكان الواحد منهم له
مئات الشيوخ من كل بقاع الأرض، فكيف يمكن أن نحدد درجة التأثر؟؟؟
هل يلزم دراسة مشايخ كل ناقد ومعرفة درجة تأثره بشيخه كما عند
الترمذي مثلا؟؟؟ أما أن التأثر بالشيخ ليس مهما؟؟؟
رابعا: ألا ترى معي أن التفريق بين منهج المتقدمين والمتأخرين
ما زالت مسألة عالقة تحتاج إلى كثير من الإجابات، في حين أنك تأتي
بتفريق جديد بين المتقدمين أنفهسم، وتزعم أنهم ليسوا على طريقة
واحدة، فهل معنى هذا أنك تقول إن منهج المتقدمين نفسه غير موحد؟؟؟
خامسا: كم مسألة في ظنك يكفي أن يقول بها الناقد حتى نصنفه تحت
مدرسة معينة، يعني مثلا لو خالف الخراسانيون البصريين في مسألة المدلس
فهل هذه المسألة كافية في جعلها مدرسة مستقلة، أم أننا يمكن أن نكتفي
ببيان الفروق باعتبارها مذاهب مختلفة وليس مدارس مستقلة ذات بعد
جغرافي ...
سادسا: ألا تلاحظ معي أن هذا التقسيم يتنافى مع طريقة المحدثين في نبذ
التقليد والمذهبية، وأنه لم يعرف عنهم التعصب أو التحزب تحت اسم جغرافي
إيمانا منهم بأن الحق يجب أن ينتمي إليه كل الناس، ثم ألا ترى أيضا
أن متقدمي المحدثين لا نلاحظ منهم إطلاقات تدل على تقسيم جغرافي بخلاف
الحاكم الذي يعتبر في عداد المتأخرين مقارنة بمتقدمي النقاد كعبد الرحمن
بن مهدي واحمد بن حنبل ونحوهما ...
نكتفي بهذا على أمل أن نعود بمناقشة تفاصيل أكثر دقة .. وما ذكرناه
من باب المذاكرة لا المعارضة والنقد، والله يوفق الجميع لما فيه رضاه.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[19 - 03 - 03, 08:47 ص]ـ
الاخ الفاضل الشيخ رضا صمدي وفقه الله
جزاكم الله خيرا
==========
توضيح
انا لم اقصد التقسيم الجغرافي
فليس هناك مدرسة علل شامية
ومدرسة علل مصرية
ومدرسة العلل في قرطبة والاندلس
وفي همدان
الخ
فهذا كلام ليس له اصل ولم يقل به احد
بل هو هناك
طريقة ابن المديني
طريقة ابن معين
فقط
وطريقة اهل خراسان في الجمع بين المنهجين
لايوجد منهج اخر
توضيح اخر
الفرق بين منهج المتقدمين والمتأخرين فرق جوهري
في القواعد
بينما الفروق بين طريقتي البصريين والكوفيين
فهي فروق بسيطة ضمن اطار مرجعية موحدة
او اطار علم موحد
فاختلاف المتقدمين فيما بينهم ليس كاختلاف المتقدمين والمتأخرين
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[19 - 03 - 03, 09:45 ص]ـ
أخي الحبيب ابن وهب
لو أنك سميتها بالمدرسة بدلاً من المنهج لكان أفضل
والله أعلم
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[11 - 06 - 03, 11:50 م]ـ
بارك الله في الجميع.
وحفظك الله فضيلة الشيخ المحدث ابن وهب
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 - 07 - 04, 06:28 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة محمد الأمين
جزاك الله خيراً يا أخي ابن وهب على طرحك لهذا الموضوع المهم. ودائماً تتحفنا بهذه الفوائد العلمية النافعة.
السؤال أين يقع الإمام الترمذي في علم العلل. فقد نجد أنه متأثر كثيراً بشيخه البخاري الذي أخذ علم العلل من ابن المديني البصري. لكنه كذلك يخالف البخاري في عدة مواضع. فهل هو خراساني أم بصري؟ وما هو أثر ذلك في تفرد الثقة؟
Question
ـ[أبو مروة]ــــــــ[06 - 07 - 04, 07:02 م]ـ
¥(4/39)
هناك من يتحدث عن مدرسة المغاربة والأندلسيين في العلل، ويحددون لها خصائص. وذلك كما فعل الأستاذ الشيخ إبراهيم بن الصديق رحمه الله رحمة واسعة في كتابه: "علم علل الحديث من خلال كتاب بيان الوهم والإيهام الواقعين في كتاب الأحكام لأبي الحسن بن القطان الفاسي"
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 09 - 05, 12:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[21 - 10 - 05, 12:51 م]ـ
من المعروف أن علماء العلل هم أئمة مجتهدون، إما أصالة، أو انتقاء من كلام من تقدمهم أو عاصرهم من أمثالهم؛ والمجتهدون لا يسيرون على طريقة واحدة، ولا تؤثر عليهم كل الأمور المؤثرة على المقلدين، فكيف يكون لأهل كل بلد منهج خاص بهم في علم العلل يجتمعون عليه ويفارقون في جملة من أصوله غيرَهم من أهل البلدان الأخرى؟
إن البيئة ليست لها آثاراً مباشرة في منهج علماء العلل؛ بخلاف الحال في النحو وسائر علوم اللغة؛ إلا من جهة بعد البلد وقربه، وصعوبة الرحلة منه وإليه، ويُسرها، وقلة علماء العلل والمحدثين فيه وكثرتهم؛ ولكن يندر أن تجد إماماً من أئمة العلل إلا وهو حافظ مكثر وإلا وهو من أصحاب الرحلة؛ وتجد في شيوخه من هو كذلك؛ وأهل الحديث يلتقون ويتدارسون وكتبهم تنتشر بسرعة بين الناس وتطير في الآفاق.
فلعل الأقرب والأيسر والأنفع تقسيم علماء العلل بحسب مراتبهم في العلم والإمامة، أو بحسب صفاتهم من التساهل والاعتدال والتشدد، أو بحسب طبقاتهم الزمنية.
وحتى لو كان للبلد أثره في عالم العلل فإن ذلك الأثر لن يرتقي بحال من الأحوال إلى درجة يصير عندها كافياً لإيجاد فوارق مهمة واختلافات ظاهرة مقتضية لتقسيم علماء العلل إلى مدارس متبانة ومناهج مختلفة كما هو الحال في علم النحو.
ثم إني أخشى أن يطرّق هذا التقسيم، أي الذي على البلدان، لبعض من لا يرتضي منهج الأئمة في التعليل، فيغمز هذا المنهج بطريقة أو بأخرى.
ولقد سبقني إلى كثير من هذا الكلام الأخوة في كلامهم المتقدم، ولكنني أردت مشاركتهم وتأييدهم، وجزى الله خيراً من ابتدأ هذا الموضوع وكل من شارك فيه.
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[21 - 10 - 05, 02:41 م]ـ
اعتذار
وقع في مشاركتي هذه المتقدمة برقم (18)، هذه العبارة: (إن البيئة ليست لها آثاراً-----)، فليستبدل القارئ بلفظة (آثاراً) لفظة (آثارٌ)، مع الاعتذار عن هذا السهو، والله المستعان.
ـ[عمر الحمامي]ــــــــ[17 - 11 - 05, 09:06 ص]ـ
انما اذكر من كتب المصطلح الاختلاف في صيغ الأداء أو متى يبدأ الطلاب في طلبهم ونحو ذلك وهذا لا علاقة له بمنهج التعليل حسب علمي.
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[05 - 09 - 06, 07:07 ص]ـ
مدرسة أهل البصرة في الحديث
ما هو أوسع كتاب طُبع عن هذه المدرسة؟
ـ[حامد اليماني]ــــــــ[15 - 02 - 07, 10:49 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا وأنا معجب بكتابته القيمة.(4/40)
منهج الخراسانيين في العلل
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 03 - 03, 07:54 م]ـ
هذه دعوة مفتوحة لطلاب العلم
للبحث في هذا الموضوع الهام
فاننا نسمع في هذه الايام دراسات في منهج المتقدمين ومنهج المتأخرين
ولكنا لانسمع دراسات في بيان منهج البصريين او الكوفيين او الخراسانيين
وانا ذكرت الخراسانيين لان الدراسات عن منهجهم قليلة جدا
وان كانوا هم اكثر من اثروا في علم الحديث في القرون التي تلت القرون المفضلة
وغالب علم الحديث اليوم قائم على اصولهم وما ذهبوا اليه
وانا قصدي بدراسة منهج الخراسانيين ان ندرس منهجهم العام
ثم مدى تأثرهم بالمدارس الأخرى
واول من يستحق ان يدرس منهجه في الخراسانيين هو
ابن المبارك رضي الله عنه
ومن ثم من جاء بعده من اصحاب ابن المبارك
ثم
منهج اسحاق بن راهويه في العلل
ومنهج محمد بن يحى الذهلي في العلل
ومنهج الامام مسلم في العلل
وهكذا
ثم منهج ابن خزيمة
ومنهج ابن الاخرم
منهج ابوعلي النيسابوري
ومنهج النيسابوريين عموما
حتى نصل الى عصر الحاكم
بل وحتى عصر البهقي
دراسة متأصلة
ونحن نجد فروق بين منهج الخراسانيين ومنهج البصريين والكوفيين
وان كان بعض الخراسانيين يميل الى منهج البصريين
وبعضهم يميل الى منهج الكوفيين
وبعضهم جمع بين المذهبين
والطريقتين
وبعضهم اختار طريقة خاصة به
وانا لم ادخل الامام البخاري في هولاء لان الامام البخاري لاعلاقة له بمنهج الخراسانيين
الا ما كان من تأثره بمنهج اسحاق
ولكن غالب تأثر واعتماد البخاري هو على منهج البصريين
ومسلم يميل الى منهج الكوفيين
ولكن ذكرت مسلم ضمن الخراسانيين لانه يعتبر احد اعمدة طريقة الخراسانيين في العلل
يظهر جليا من تصحيحه لاحاديث ضعفها البخاري مثلا او العكس وهو قليل
وهذا ميل من الامام مسلم لطريقة الكوفيين
واحيانا البخاري ايضا يميل الى منهج الكوفيين كما هو الحال في حديث عكرمة
ومسلم مال في ذلك الى طريقة البصريين
ولكن الحكم للغالب
الخلاصة
نريد دارسات في منهج العلل عند اسحاق بن راهويه
صحيح ان ليس لدينا كتاب معتمد في هذا
ولكن عندنا جزء بسيط من مسنده
وهو يتكلم في احيان قليلة على بعض الاحاديث
ايضا النقولات عنه في كتب كثيرة
ومن بعد ذلك الذهلي
ومن بعد ذلك الامام مسلم
وبعد هولاء علينا بالبحث في منهج ابن خزيمة رحمه الله
وهو امتداد لمنهج الخراسانيين المخالف لمنهج البصريين والكوفيين
وان كان يميل الى منهج الكوفيين في العلل
وكنت قد كتبت حول منهج ابن خزيمة في صحيحه
وكتبت ايضا حول تفرد الثقة عند الخراسانيين
وهذا الموضوع نادرا ما يتطرق إليه
وهو موضوع جدير بالاهتمام والعناية
والله اعلم
ـ[ظافر آل سعد]ــــــــ[17 - 03 - 03, 03:07 ص]ـ
لم تجف الأقلام بعد , ولم تضع الحرب أوزارها من الخلاف في وجود مدارس نحوية , مع ظهور فوارق يعرفها المتخصصون , ومع شهرة انتساب جمهرة من النحاة إلى البصرة والكوفة.
فكيف يكون الحال في وجود مدارس بلدانية إقليمية ((متخيّلة)) في علم الحديث؟
ولا فوارق منهجية تكفي للتمايز , ولا سلف يسعف قوله في هذا التوزيع الجغرافي الحديثي.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 03 - 03, 03:36 ص]ـ
للفائدة
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[17 - 03 - 03, 03:51 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا أخي ابن وهب على طرحك لهذا الموضوع المهم. ودائماً تتحفنا بهذه الفوائد العلمية النافعة.
السؤال أين يقع الإمام الترمذي في علم العلل. فقد نجد أنه متأثر كثيراً بشيخه البخاري الذي أخذ علم العلل من ابن المديني البصري. لكنه كذلك يخالف البخاري في عدة مواضع. فهل هو خراساني أم بصري؟ وما هو أثر ذلك في تفرد الثقة؟
ـ[ابن معين]ــــــــ[17 - 03 - 03, 06:24 م]ـ
أخي الفاضل: ابن وهب ..
أشكر لكم أخي الكريم حرصكم على الدعوة إلى بيان منهج أئمة الحديث المتقدمين، والحث على دراسة أحكامهم على الأحاديث، ولا شك في أهمية هذا الأمر.
لكني أود إبداء ملاحظة لي على كلامكم حول وجود منهج للخراسانيين في علم العلل ومنهج للبصريين وآخر للكوفيين!
فإن الأصل هو اتفاق أئمة الحديث المتقدمين في منهجهم في حكمهم على الأحاديث، وما يحصل بينهم من خلاف إنما هو راجع إلى اختلافهم في التطبيق العملي.
¥(4/41)
ولهذا لما جاء رجل من جلة أهل الرأي إلى أبي حاتم يسأله عن أحاديث فبين له بطلان بعضها وصحة بعضها الآخر، استغرب هذا الرجل من علم أبي حاتم، وأراد دليلاً على صحة قوله، فقال له أبوحاتم: (سل عما قلت من يحسن مثل ما أحسن، فإن اتفقنا علمت أنّا لم نجازف ولم نقله إلا بفهم).
وجاء رجل إلى أبي زرعة وقال له: ما الحجة في تعليلكم الحديث؟ قال: (الحجة أن تسألني عن حديث له علة، فأذكر علته، ثم تقصد محمد بن مسلم بن وارة فتسأله عنه، ولا تخبره بأنك قد سألتني عنه فيذكر علته، ثم تقصد أبا حاتم فيعلله، ثم تميز كلامنا على ذلك، فإن وجدت بيننا خلافاً في علته فاعلم أن كلاً منا تكلم على مراده، وإن وجدت الكلمة متفقة فاعلم حقيقة هذا العلم، قال: ففعل الرجل ذلك، فاتفقت كلمتهم عليه، فقال: اشهد أن هذا العلم الهام).
فلولا اتفاق منهجهم في الحكم على الأحاديث لما قال للسائل اسأل من يحسن مثل ما أحسن، أو كما قال أبي زرعة اسأل أئمة هذا العلم.
ومما يدلك على هذا الأمر أيضاً هو أن كبار الأئمة الذين صنفوا في علوم الحديث كالحاكم والخطيب البغدادي وغيرهما بينوا ما وقع من خلاف بين الأئمة في طرق التحمل وفي أصح الأسانيد وفي غيرها من المسائل التي لا ينبني عليها كبير عمل، فلو كان هناك خلاف حقيقي بينهم في علم العلل لكان هذا الأمر أولى ما تكلموا به.
ثم إني لا أعلم أحداً من أهل العلم السابقين قد صرح بهذا الأمر الذي ذكرته أو أشار إليه.
وقد عنيت بحمد الله بتتبع أحكام الإمام يحيى بن معين على الأحاديث مع مقارنتها بأحكام غيره من الأئمة، وقد وجدت اتفاق أئمة الحديث المتقدمين في غالب الأحاديث التي حكموا عليها.
فإثباتك لوجود تباين بين مناهج أئمة الحديث، منهج للخراسانيين وآخر للبصريين وثالث للكوفيين، يحتاج إلى استقراء واسع، وأدلة متضافرة، فإثبات أمر كهذا لا يكفي فيه مثال أو مثالين أو ثلاثة.
فإذا كان إثبات منهج لإمام واحد لا يكفي فيه مثال أو مثالين، فما بالك بإثبات تباين بين مناهج!!
أسأل الله أن يوفقك لكل خير.
محبك: ابن معين.
ـ[سابق1]ــــــــ[17 - 03 - 03, 08:09 م]ـ
جزيت خيرًا أخي ابن وهب ..
ولا شك أن المتقدمين لمنهجهم ملامح عامة، وأصول وقواعد هامة ..
ثم هناك خصائص، وفوارق بين المدارس، كما وقع في كل العلوم، فلم الاستغراب جاء هنا؟!
وأما قصة أبي حاتم، فأول ما فيها، أنّ أكثر الأصول والأحكام متفقة، ومن يذكر اختلافًا، فهو في مسائل قليلة، ومعلوم أن المثال المذكور، يثبت مطلق الاتفاق، لا الاتفاص المطلق ..
وعلى التنزل، فمن في القصة كلهم رازيون ..
والخصائص التي ذكرها الأخ ابن وهب، صحيحة، وإن كان الأمر، يحتاج إلى استقراء ومزيد نظر، لتجلية الخصائص، ومواطن الاختلاف ..
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 03 - 03, 08:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا
في البداية
اود ان اقول
هي دعوة الى البحث والاستقراء
ثانيا
ان كان الاعتراض على التسمية
فلنقل مثلا
منهج ابن المديني = منهج البصريين
منهج يحيى بن معين = منهج الكوفيين
وهكذا
ولعل عبارة (منهج)
هي التي اثارت الاستغراب
فلنقل مثلا
طريقة ابن المديني في العلل= طريقة البصريين
طريقة يحيى بن معين في العلل= طريقة الكوفيين
او نقول مثلا
طريقة ابن المديني في الحكم على الاحاديث
طريقة يحيى بن معين في الحكم على الاحاديث
تماما كما نقول
منهج الامام البخاري في صحيحه
ومنهج الامام مسلم في صحيحه
أشكر الاخ الفاضل (اخو من طاع الله)
على توضيحه لما جاء في المقال
فقد اجاد واحسن
كما اود ان اشكر
بقية الاخوة الفضلاء
(محمد الامين) (ابن معين) (ظافر السعد)
فجزاكم الله خيرا
ـ[المنيف]ــــــــ[17 - 03 - 03, 09:09 م]ـ
بارك الله في الجميع.
وحفظك الله فضيلة الشيخ المحدث ابن وهب
ـ[السلفي]ــــــــ[18 - 03 - 03, 08:15 م]ـ
يمكن الاستفادة في هذه المسألة من
الرسائل الجامعية المقدمة ـ وقد طبع بعضها ـ مثل:
مدرسة أهل البصرة في الحديث
ومدرسة قرطبة
ومدارس أخرى
ويمكن أيضا النظر في الدراسات المفردة لبعض نقاد الحديث
من مثل: ابن المديني والبخاري والفلاس وابن معين .... الخ
وبعد النظر بإنعام في ذلك كله وغيره يظهر ألا تمايز بين تلك المناهج يوجب تقسيمها إلى مدارس.
ودمتم لمحبكم
¥(4/42)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[18 - 03 - 03, 08:27 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[19 - 03 - 03, 05:52 ص]ـ
الأخ ابن وهب .. جزاك الله خيرا ..
موضوع شيق، سواء وافقتك أم خالفتك ....
ولكن اسمح لي أن أطرح التساؤلات الآتية:
أولا: ما هي ضوابط التفريق بين المدارس الحديثية، لا شك أن التصنيف
الجغرافي وحده غير كاف، ولابد من فروع علمية ذات صلة بملامح المنهج
النقدي عند المحدثين، فما هي تلك الضوابط التي سنحكم على أساسها
أن هذا المحدث من تلك المدرسة أو من تلك؟؟؟ هل هي مجموع المسائل
النقدية التي وافق فيها هذه المدرسة أو تلك، أم مجموع الأحاديث
التي وافق في تعليلها؟؟؟
ثانيا: ما قولك في ما ورد عن المتقدمين أن آراؤهم أشبه بالإلهام
واستدلوا على ذلك بموافقة جميع النقاد على تعليل حديث وإن كانوا
من أقطار متفرقة ....
ثالثا: المدارس الحديثية لا يمكن تشبيهها بالمدارس النحوية، فالنحاة
كانوا قليلي الأساتذة والشيوخ، أما المحدثون فكان الواحد منهم له
مئات الشيوخ من كل بقاع الأرض، فكيف يمكن أن نحدد درجة التأثر؟؟؟
هل يلزم دراسة مشايخ كل ناقد ومعرفة درجة تأثره بشيخه كما عند
الترمذي مثلا؟؟؟ أما أن التأثر بالشيخ ليس مهما؟؟؟
رابعا: ألا ترى معي أن التفريق بين منهج المتقدمين والمتأخرين
ما زالت مسألة عالقة تحتاج إلى كثير من الإجابات، في حين أنك تأتي
بتفريق جديد بين المتقدمين أنفهسم، وتزعم أنهم ليسوا على طريقة
واحدة، فهل معنى هذا أنك تقول إن منهج المتقدمين نفسه غير موحد؟؟؟
خامسا: كم مسألة في ظنك يكفي أن يقول بها الناقد حتى نصنفه تحت
مدرسة معينة، يعني مثلا لو خالف الخراسانيون البصريين في مسألة المدلس
فهل هذه المسألة كافية في جعلها مدرسة مستقلة، أم أننا يمكن أن نكتفي
ببيان الفروق باعتبارها مذاهب مختلفة وليس مدارس مستقلة ذات بعد
جغرافي ...
سادسا: ألا تلاحظ معي أن هذا التقسيم يتنافى مع طريقة المحدثين في نبذ
التقليد والمذهبية، وأنه لم يعرف عنهم التعصب أو التحزب تحت اسم جغرافي
إيمانا منهم بأن الحق يجب أن ينتمي إليه كل الناس، ثم ألا ترى أيضا
أن متقدمي المحدثين لا نلاحظ منهم إطلاقات تدل على تقسيم جغرافي بخلاف
الحاكم الذي يعتبر في عداد المتأخرين مقارنة بمتقدمي النقاد كعبد الرحمن
بن مهدي واحمد بن حنبل ونحوهما ...
نكتفي بهذا على أمل أن نعود بمناقشة تفاصيل أكثر دقة .. وما ذكرناه
من باب المذاكرة لا المعارضة والنقد، والله يوفق الجميع لما فيه رضاه.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[19 - 03 - 03, 08:47 ص]ـ
الاخ الفاضل الشيخ رضا صمدي وفقه الله
جزاكم الله خيرا
==========
توضيح
انا لم اقصد التقسيم الجغرافي
فليس هناك مدرسة علل شامية
ومدرسة علل مصرية
ومدرسة العلل في قرطبة والاندلس
وفي همدان
الخ
فهذا كلام ليس له اصل ولم يقل به احد
بل هو هناك
طريقة ابن المديني
طريقة ابن معين
فقط
وطريقة اهل خراسان في الجمع بين المنهجين
لايوجد منهج اخر
توضيح اخر
الفرق بين منهج المتقدمين والمتأخرين فرق جوهري
في القواعد
بينما الفروق بين طريقتي البصريين والكوفيين
فهي فروق بسيطة ضمن اطار مرجعية موحدة
او اطار علم موحد
فاختلاف المتقدمين فيما بينهم ليس كاختلاف المتقدمين والمتأخرين
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[19 - 03 - 03, 09:45 ص]ـ
أخي الحبيب ابن وهب
لو أنك سميتها بالمدرسة بدلاً من المنهج لكان أفضل
والله أعلم
ـ[المنيف]ــــــــ[11 - 06 - 03, 11:50 م]ـ
بارك الله في الجميع.
وحفظك الله فضيلة الشيخ المحدث ابن وهب
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 - 07 - 04, 06:28 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة محمد الأمين
جزاك الله خيراً يا أخي ابن وهب على طرحك لهذا الموضوع المهم. ودائماً تتحفنا بهذه الفوائد العلمية النافعة.
السؤال أين يقع الإمام الترمذي في علم العلل. فقد نجد أنه متأثر كثيراً بشيخه البخاري الذي أخذ علم العلل من ابن المديني البصري. لكنه كذلك يخالف البخاري في عدة مواضع. فهل هو خراساني أم بصري؟ وما هو أثر ذلك في تفرد الثقة؟
Question
ـ[أبو مروة]ــــــــ[06 - 07 - 04, 07:02 م]ـ
هناك من يتحدث عن مدرسة المغاربة والأندلسيين في العلل، ويحددون لها خصائص. وذلك كما فعل الأستاذ الشيخ إبراهيم بن الصديق رحمه الله رحمة واسعة في كتابه: "علم علل الحديث من خلال كتاب بيان الوهم والإيهام الواقعين في كتاب الأحكام لأبي الحسن بن القطان الفاسي"
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 11 - 09, 10:32 ص]ـ
للفائدة
ـ[حميد رحمتي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 05:21 ص]ـ
علم الحديث لا يقاس بغيره من العلوم كالفقه و اللغة لان له اصول ثابتة قد اتفق جميعهم عليها في الجملة و ليس لقواعده حدود جغرافية كما هي للغة او النحو اذ تتعلق بالمنطقة و الافضل كما ارى تقييد السؤال بالافراد - كان تسال ما الفرق بين منهج الترمذي و ابن خزيمة و الطبراني مثلا لاننا نرى ان من الخراسانيين من منهجه كمنهج البصريين و كوفي منهجه كمنج الشاميين و هلم جرا و وفقكنا الله و اياكم لكل خير(4/43)
بعض الأحاديث التي نسب الحفاظ فيها الوهم لعبد العزيز بن محمد الدراوردي
ـ[بو الوليد]ــــــــ[17 - 03 - 03, 10:26 م]ـ
كان قد حصل بيني وبين الأخ الفاضل مبارك وفقه الله نقاشاً حول حال الدراوردي، وذكرت تضعيف أكثر الأئمة له من جهة سوء حفظه، وأني قد تتبعت أحاديثه في مسلم فوجدتها أكثرها في المتابعات أو الشواهد أو لها من ذلك ما هو خارج الصحيح، وهذه بعض الأحاديث التي أخطأ فيها الدراوردي أو نسب الحفاظ الوهم فيها إليه، ولم أستوعب حديثه بل ولا أظن نصفه، ومع هذا خرج لي هذا العدد الكافي في إثبات سوء حفظه، وأنه يخالف كثيراً، وأكثر مخالفته برفع الموقوفات، والله أعلم.
وهذا الرابط:
http://64.246.11.80/~baljurashi.com/vb/showthread.php?threadid=6712
وهذا موضوعي:
بسم الله الرحمن الرحيم ..
سنن البيهقي الكبرى ج 2 ص 179
[2811] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي ثنا حمزة بن محمد بن عيسى ثنا نعيم بن حماد ثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد ثنا عبيد الله بن عمر عن القاسم عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تسلم في الصلاة تسليمة واحدة قبل وجهها السلام عليكم قال أبو عبد الله تابعه وهيب ويحيى بن سعيد عن عبيد الله عن القاسم وقال الدراوردي عن عبيد الله عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه قال الشيخ والعدد أولى بالحفظ من الواحد وروي عن أنس بن مالك وسمرة بن جندب وسلمة بن الأكوع عن النبي صلى الله عليه وسلم
سنن البيهقي الكبرى ج 4 ص 49
[6814] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا حجاج ثنا حماد أخبرني أبو محمد بن معبد بن أبي قتادة أن البراء بن معرور كان أول من استقبل القبلة وكان أحد السبعين النقباء فقدم المدينة قبل أن يهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يصلي نحو القبلة فلما حضرته الوفاة أوصى بثلث ماله لرسول الله صلى الله عليه وسلم يضعه حيث شاء وقال وجهوني في قبري نحو القبلة فقدم النبي صلى الله عليه وسلم بعد سنة فصلى عليه هو وأصحابه ورد ثلث ميراثه على ولده هكذا وجدته في كتابي والصواب بعد شهر والله أعلم وهذا مرسل وقد رويناه في هذا الكتاب عن عبد العزيز الدراوردي عن يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه موصولا دون التأقيت
سنن البيهقي الكبرى ج 4 ص 152
[7425] أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن غير واحد من علمائهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قطع لبلال بن الحارث المزني معادن القبلية وهي من ناحية الفرع فتلك المعادن لا يؤخذ منها إلا الزكاة إلى اليوم قال الشافعي ليس هذا مما يثبت أهل الحديث ولو ثبتوه لم تكن فيه رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا إقطاعه فأما الزكاة في المعادن دون الخمس فليست مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه قال الشيخ هو كما قال الشافعي في رواية مالك وقد روي عن عبد العزيز الدراوردي عن ربيعة موصولا
سنن البيهقي الكبرى ج 5 ص 190
[9704] ورواه عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن عمرو بن أبي عمرو عن رجل من بني سلمة عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرناه أبو عبد الله الحافظ في آخرين قالوا ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ عبد العزيز بن محمد فذكره قال الشافعي بن أبي يحيى أحفظ من الدراوردي وسليمان مع بن أبي يحيى قال الشيخ وكذلك يعقوب بن عبد الرحمن ويحيى بن عبد الله بن سالم وهما مع سليمان من الأثبات
سنن البيهقي الكبرى ج 6 ص 69
[11166] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن وأبو محمد بن أبي حامد المقرئ وأبو صادق بن أبي الفوارس قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ العباس بن محمد الدوري ثنا عثمان بن محمد بن عثمان بن ربيعة بن أبي عبد الرحمن الرأي ثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ضرر ولا ضرار من ضار ضره الله ومن شاق شق الله عليه تفرد به عثمان بن محمد عن الدراوردي، ورواه مالك بن أنس عن عمرو بن يحيى عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ضرر ولا ضرار مرسلا أخبرناه أبو أحمد
¥(4/44)
المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر ثنا محمد بن إبراهيم أنبأ بن بكير أنبأ مالك فذكره.
سنن البيهقي الكبرى ج 8 ص 168
[16462] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي وأبو يحيى الناقد ح وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو بكر أحمد بن كامل القاضي ثنا أبو يحيى يعني الناقد قالا ثنا إبراهيم بن حمزة ثنا عبد العزيز عن حميد عن الحسن عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من نصر أخاه بظهر الغيب نصره الله في الدنيا والآخرة كذا رواه الدراوردي عن حميد عن الحسن عن أنس وقد قيل عن يونس بن عبيد عن الحسن عن عمران بن حصين موقوفا وقيل عنه بإسناده مرفوعا والموقوف أصح والله أعلم
شرح معاني الآثار ج 1 ص 266
[1470] حدثنا ربيع الجيزي وروح بن الفرج قالا ثنا أحمد بن أبي بكر الزهري قال ثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن مصعب بن ثابت عن إسماعيل بن محمد عن عامر بن سعد عن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسلم في آخر الصلاة تسليمة واحدة السلام عليكم قال أبو جعفر فذهب قوم إلى أن المصلي يسلم في صلاته تسليمة واحدة تلقاء وجهه السلام عليكم واحتجوا في ذلك بهذا الحديث وخالفهم في ذلك آخرون فقالوا بل ينبغي له أن يسلم عن يمينه وعن شماله يقول في كل واحدة من التسليمتين السلام عليكم ورحمة الله وكان من حجتنا عليهم في ذلك على أهل المقالة الأولى أن حديث سعد هذا إنما رواه كما ذكره الدراوردي خاصة وقد خالفه في ذلك كل من رواه عن مصعب غيره، حدثنا محمد بن خزيمة وإبراهيم بن أبي داود قالا ثنا مسدد قال ثنا يحيى بن سعيد عن محمد بن عمرو عن مصعب بن ثابت فذكر بإسناده مثله فهذا عبد الله بن المبارك مع حفظه وإتقانه قد رواه عن مصعب على خلاف ما رواه الدراوردي عنه ووافقه على ذلك محمد بن عمرو مع تقدمه وجلالته ثم قد روى هذا الحديث عن إسماعيل بن محمد عن غير مصعب كما رواه محمد بن عمرو وابن المبارك لا كما رواه الدراوردي، (إلى أن قال) فإنما يخالف ذلك من يخالفه إلى حديث الدراوردي الذي قد بينا فساده في أول هذا الباب.
شرح معاني الآثار ج 2 ص 197
[3624] حدثنا صالح بن عبد الرحمن الأنصاري ومحمد بن إدريس المكي قالا ثنا سعيد بن منصور قال ثنا عبد العزيز بن محمد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من جمع بين الحج والعمرة كفاه لهما طواف واحد وسعي واحد ثم لا يحل حتى يحل منهما جميعا قال أبو جعفر فذهب قوم إلى هذا الحديث فقالوا على القارن بين الحج والعمرة طواف واحد لا يجب عليه من الطواف غيره وخالفهم بذلك آخرون فقالوا بل يطوف لكل واحد منهما طوافا واحدا ويسعى لهما سعيا وكان من الحجة لهم في ذلك أن هذا الحديث خطأ أخطأ فيه الدراوردي فرفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم وإنما أصله عن بن عمر عن نفسه هكذا رواه الحفاظ وهم مع هذا فلا يحتجون بالدراوردي عن عبيد الله أصلا فكيف يحتجون به في هذا.
سنن الدارقطني ج 1 ص 70
[20] نا الحسين ثنا الرمادي نا يحيى بن بكير نا الدراوردي عن داود بن صالح بن دينار عن أمه عن عائشة أن هرة أكلت من هريسة فأكلت عائشة منها وقالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ بفضلها رفعه الدراوردي عن داود بن صالح ورواه عنه هشام بن عروة ووقفه على عائشة.
قال الطحاوي رحمه الله في شرح معاني الآثار (3624):
حدثنا صالح بن عبد الرحمن الأنصاري ومحمد بن إدريس المكي قالا ثنا سعيد بن منصور قال ثنا عبد العزيز بن محمد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من جمع بين الحج والعمرة كفاه لهما طواف واحد وسعي واحد ثم لا يحل حتى يحل منهما جميعا قال أبو جعفر فذهب قوم إلى هذا الحديث فقالوا على القارن بين الحج والعمرة طواف واحد لا يجب عليه من الطواف غيره وخالفهم بذلك آخرون فقالوا بل يطوف لكل واحد منهما طوافا واحدا ويسعى لهما سعيا وكان من الحجة لهم في ذلك أن هذا الحديث خطأ أخطأ فيه الدراوردي فرفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم وإنما أصله عن بن عمر عن نفسه هكذا رواه الحفاظ وهم مع هذا فلا يحتجون بالدراوردي عن عبيد الله أصلا فكيف يحتجون به في هذا، فاما ما رواه الحفاظ من ذلك عن عبيد الله فما حدثنا ... ثم
¥(4/45)
روى الحديث من طريق هشيم عن عبيد الله، ومن طريق غيره من الثقاة عن نافع موقوفاً على ابن عمر، ثم قال: وثبت بما ذكرنا أيضا خطأ الدراوردي في حديث عبيد الله الذي وصفناه .. إلخ.
قال أبو عمر في التمهيد ج 5 ص 23:
وأما حديث سليمان بن بلال فأخبرناه عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال حدثنا موسى بن داود قال أخبرنا سليمان بن بلال عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر كم صلى ثلاثا أم أربعا فليطرح الشك وليبن على ما يستيقن ثم ليسجد سجدتين قبل أن يسلم فإن كان قد صلى خمسا كانت شفعا لصلاته وإن كان صلاهما تماما لأربع كانتا ترغيما للشيطان وكذلك رواه يحيى بن محمد عن زيد بن أسلم أخبرنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن معاوية قال أخبرنا أحمد بن شعيب قال أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال حدثنا يحيى بن محمد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا شك أحدكم فلم يدر أصلى ثلاثا أم أربعا فليصل ركعة تامة ثم ليسجد سجدتين وهو جالس فإن كانت تلك الركعة خامسة شفع بهاتين السجدتين وإن كانت رابعة كانتا ترغيما للشيطان، ورواه ابن وهب عن مالك وحفص بن ميسرة وداود بن قيس وهشام بن سعد كلهم عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال ابن وهب إلا أن هشاما بلغ به أبا سعيد الخدري قال أبو عمر هذا حديث متصل صحيح وقد أخطأ فيه الدراوردي عبدالعزيز بن محمد وعبدالله بن جعفر بن نجيح فروياه عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبدالله بن عباس والدراوردي صدوق ولكن حفظه ليس بالجيد عندهم وعبدالله بن جعفر هذا هو والد علي بن المديني وقد اجتمع على ضعفه وليس رواية هذين مما يعارض رواية من ذكرنا وبالله توفيقنا.
قلت: وكذلك قال ابن حبان صحيحه: وهم عبد العزيز في قوله عن ابن عباس وإنما هو عن أبي سعيد.كما في نتوير الحوالك (1/ 13).
وقال أبو عمر في الاستذكار ج 1 ص 489:
روي أن النبي - عليه السلام - كان يسلم تسليمة واحدة من حديث سعد بن أبي وقاص ومن حديث عائشة ومن حديث أنس إلا أنها معلولة لا يصححها أهل العلم بالحديث لأن حديث سعد أخطأ فيه الدراوردي فرواه على غير ما رواه الناس تسليمة واحدة وغيره يروي فيه تسليمتين. وهو حديث رواه الدراوردي عبد العزيز بن محمد عن مصعب بن ثابت عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسلم في الصلاة تسليمة واحدة.
وهذا وهم عندهم وغلط وإنما الحديث كما رواه بن المبارك وغيره عن مصعب بن ثابت عن إسماعيل بن محمد بن سعد عن عامر بن سعد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسلم عن يمينه ويساره
وقد روي هذا الحديث عن سعد من غير طريق مصعب بن ثابت حدثنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا جعفر بن محمد الصايغ قال حدثنا سليمان بن داود الهاشمي قال حدثنا إبراهيم بن سعد قال حدثنا عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة الزهري عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسلم عن يمينه ويساره السلام عليكم ورحمة الله
وحدثنا سعيد بن نصر حدثنا قاسم حدثنا بن وضاح حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن بشير العبدي حدثنا محمد بن عمرو عن مصعب بن ثابت عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن سعد قال كان رسول الله يسلم عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خده وكل هؤلاء قد اتفقوا على خلاف لفظ الدراوردي في هذا الحديث.
وأخطأ الدراوردي كذلك في حديث أم سلمة مرفوعاً: إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إلي .. الحديث. فرواه عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن زينب ابنة أبي سلمة عن أم سلمة به مرفوعاً، كما ذكر ذلك الدارقطني في العلل، وقال: والأشبه بالصواب عن هشام ما قاله مالك ومن تابعه.
قلت: أي عن هشام عن أبيه عن زينب عن أم سلمة به مرفوعاً. أنظر: (غرائب حديث مالك، لابن المظفر البزاز، صـ 92)
العلل الواردة في الأحاديث النبوية ج 3 ص 101
[304] وسئل عن حديث الحسين بن علي عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي. هو حديث يرويه عمارة بن غزية واختلف عنه فرواه الدراوردي عن عمارة بن غزية عن عبد الله بن علي بن الحسين مرسلا عن علي ورواه سليمان بن بلال عن عمارة بن غزية عن عبد الله بن علي عن أبيه عن جده كذلك رواه عبد الله بن جعفر بن نجيح المديني عن عمارة بن غزية وقول سليمان بن بلال أشبه بالصواب والله أعلم –
العلل الواردة في الأحاديث النبوية ج 4 ص 286
[568] وسئل عن حديث روي عن الدراوردي عن عمر بن عثمان بن موسى عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شهدت خلف بني هاشم وزهرة فما يسرني أني نقضته وان لي حمر النعم قال كذا عمر بن عثمان بن موسى ووهم فيه وإنما هو عثمان بن عمر بن موسى.
موضوع الشيخ ماهر الفحل "تباين منهج المتقدمين والمتأخرين في التصحيح والتعليل"
العقيلي، قالَ: ((حدثني الخضر بن داود، قالَ: حدثنا أحمد بن محمد، قالَ: قيل لأبي عبد الله: الدراوردي يروي عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كانَ يرخي عمامته من خلفه. فتبسم، وأنكر، وقال: إنما هوَ هذا موقوف)) الضعفاء الكبير 3/ 21، ونقله الذهبي في السير8/ 367، والرواية الموقوفة: أخرجها ابن سعد الطبقات 4/ 174، عن وكيع، عن العمري، عن نافع، عن ابن عمر أنه اعتم.
ورواه ابن سعد الطبقات 4/ 175، عن غير العمري موقوفاً كذَلِكَ.(4/46)
دفاعاً عن قاعدة من قواعد أهل الحديث ..
ـ[بو الوليد]ــــــــ[17 - 03 - 03, 11:01 م]ـ
قد جمعت بعض النقولات عن كبار الأئمة، والتي يثبت فيها استعمالهم لقاعدة الشبه في الحديث، فيقولون حديث فلان عن فلان أشبه بحديث فلان، وحديث فلان لا يشبه حديث فلان، وهكذا وقد تكلم عليها الحافظ ابن رجب وأجاد في شرح العلل للترمذي ..
تهذيب الكمال ج 29 ص 89
قال أبو أحمد بن عدي سمعت عبدان يقول سمعت أبا داود السجستاني يقول حديث بن أبي الهيذام عن الوليد عن الأوزاعي يشبه حديث هقل
الجرح والتعديل ج 7 ص 83
وأحاديثه عن بن أبى أوفى بواطيل لا تكاد ترى لها أصلا كأنه لا يشبه حديث بن أبى أوفى.
علل الأحاديث ص 119
قال ابن الشهيد في الحديث رقم (29): .. وهو حديث يشبه أحاديث عبد الله بن سعيد.
تاريخ بغداد ج 14 ص 269
يحيى بن معين وسئل عن يعقوب بن محمد فقال أحاديثه تشبه أحاديث الواقدي محمد بن عمر بن واقد.
ضعفاء العقيلي ج 2 ص 118
حدثنا عبد الله بن أحمد قال سمعت أبي يقول سعد بن سنان تركت حديثه ويقال سنان بن سعد وحديثه غير محفوظ حديث مضطرب وسمعته مرة أخرى يقول يشبه حديثه حديث الحسن لا يشبه حديث أنس.
فهذا مما يدل على أن هذه القاعدة مجمع على العمل بها عندهم متى ما كان العامل بها مؤهّلاً لذلك.
والأمثلة في هذا كثيرة جدا، وإنما أردت ما صرحوا فيه بلفظ الشبه، وهي أقل من غيرها؛؛ فإن أكثر كلامهم في هذه القاعدة يكون بمثل قولهم: هذا لا يكون من حديث فلان، أو ليس هذا من حديث فلان، أو إنما يعرف بهذا فلان،، وكل ذلك بمعنى متقارب، حكمه واحد، ومصدره واحد، ونتيجته واحدة، وقد نقول نحن مثل هذا فيمن سبرنا أقوالهم من معاصرينا وغيرهم، فنعرف فتاواهم وأقوالهم، وننفي عنهم بعض ما يصح به السند إليهم؛؛ لماذا؟!
لأننا عرفنا أقوالهم وحفظناها وميزنا طرائقهم، فقل مثل ذلك في الأئمة الحفاظ الذين عرفوا أحاديث الثقات وحفظوها وميزوها عن غيرها، فلا يمكن لأحد الزيادة فيها، أو التلاعب بها، رحمهم الله رحمة واسعة، وجمعنا بهم في مستقر رحمته، إنه جواد كريم.
والله أعلم.
ومن كان لديه إضافة للموضوع فليتفضل بها مشكوراً ..
ـ[مبارك]ــــــــ[20 - 03 - 03, 10:08 م]ـ
المثال الأول:
* ابن أبي الهَيْذَام وهو: موسى بن عامر بن عُمارة بن حُرَيْم الناعم، الدمشقي.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال: يغرب.
وقد خرج حديثه في " صحيحه ".
وقال الذهبي: صدوق صحيح الكتب، تكلم فيه بعضهم بغير حجة، ولا ينكر له تفرده عن الوليد فإنه أكثر عنه.
وقال الحافظ: صدوق له أفراد.
· الوليد بن مسلم القرشي مولاهم، أبو العباس الدمشقي، ثقة لكنه كثيرُ التدليس والتسوية. وحديثه في دواوين الإسلام.
· عبدالرحمن بن عمرو بن أبي عمرو الأوزاعي أ أبو عمر الفقيه، ثقة جليل. حديثه في دواوين الإسلام.
· هِقْل بن زياد الْسْكسَكي، الدمشقي، نزيل بيروت، قيل: هِقْل لقبٌ، واسمه محمد أو عبدالله وكان كاتب الأوزاعي: ثقة، روى له أصحاب الكتب الستة سوى البخاري.
المثال الثاني:
· فائد بن عبدالرحمن الكوفي، أبو الورقاء العطار، متروك اتهموه.
· ابن أبي أوفى هو: عبدالله بن أبي أوفى، واسمه علْقمة بن خالد بن الحارث بن أبي أسيد بن رفاعة الأسلمي، أبو إبراهيم، وقيل: أبو محمد، وقيل: أبو معاوية، أخو زيد بن أبي أوفى لهما ولأبيهما صُحبة، شهد بيعة الرضوان، روى له الجماعة. (تهذيب الكمال 14/ 317)
المثال الثالث:
ذكر الحافظ ابن الشهيد حديث من طريق سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: فذكره.
قال أبو الفضل:
وهذا حديث منكر، وإنما رواه عاصم بن محمد عن عبدالله بن سعيد المقبري عن أبيه.
وعبدالله بن سعيد شديد الضعف.
قال يحيى بن سعيد القطان:
" ما رأيت أحداً أضعف من عبدالله بن سعيد المقبري ".
ورواه معاذ بن معاذ عن عاصم بن محمد عن عبدالله بن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة.
وهو حديث يشبه أحاديث عبدالله بن سعيد.
وقال ابن الجوزي عن طريق عبدالله بن سعيد في
" الموضوعات " (3/ 199):
" وهذا لا يصح عن الرسول صلى الله عليه وسلم ... "
فتعقبه السيوطي (2/ 396) بقوله:
" بل هو صحيحٌ، وله طرقٌ أُخرى ".
¥(4/47)
قلت: انظر طرقه والكلام عليها في حاشية " علل الأحاديث" للشيخ المفضال على بن حسن الحلبي الأثري حفظه الله تعالى.
المثال الرابع:
* يعقوب بن محمد بن عيسى بن عبدالملك بن حميد بن عبدالرحمن بن عوف، أبو يوسف الزهري المدني، نزيل بغداد. وهو صدوق في نفسه إلا أنه كثير الوهم؛ نتيجة سوء حفظه، قال الحافظ:
" صدوق كثير الوهم والرواية عن الضعفاء ".
· محمد بن عمر بن واقد الأسلمي، الواقدي، المدني القاضي، نزيل بغداد، متروك مع سعة علمه كما في
" التقريب ".
المثال الخامس:
سعد بن سنان ـ ويقال: سنان بن سعد ـ الكندي، المصري.
وثقه ابن معين والعجلي وابن عمار الموصلي وابن شاهين وابن خلفون.
وذكره ابن حبان في " الثقات "، وقال: حدث عنه المصريون، وهم مختلفون فيه، وأرجو أن يكون الصحيح سنان بن سعد، وقد اعتبرت حديثه، فرأيت ما روى عن سنان بن سعد يشبه أحاديث الثقات، وما روي عن سعد بن سِنان، وسعيد بن سِنان فيه المناكير، كأنهما اثنان، فالله أعلم.
وقال البخاري كما جاء في " العلل الكبير " للترمذي ـ:
" الصحيح عندي سنان بن سعد، وهو صالح مقارب الحديث، وسعد بن سنان خطأ، إنما قاله الليث ".
قال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود عن سِنان بن سعد، فقال: كان أحمد لا يكتبُ حديثه.
وقال أبو داود: قلت لأحمد بن صالح: سِنان بن سعد سمع أنساً؟ فغضبَ من إجلاله له.
وقال عبدالله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه: تركتُ حديثه، لأن حديثه مضطرب، غير محفوظ. قال: وسمعته مرةً أخرى يقول: يشبه حديثه حديث الحسن، لا يشبه حديث أنس.
وقال أحمد بن أبي يحيى، عن أحمد بن حنبل: لم أكتبُ أحاديثَ سِنان بن سعد؛ لأنهم اضطربوا فيها، فقال بعضهم:
سعد بن سِنان، وبعضهم: سِنان بن سعد.
وقال محمد بن علي الوراق، عن أحمد بن حنبل: روى خمسةَ عشر حديثاً منكرةً كلَّها، ما أعرف منها واحداً.
ولما ذكره الساجي في " جملة الضعفاء " قال: قال أحمد: ترك حديثه، ليس حديثه حديثاً حسناً، وقيل له: سعد بن سِنان عن أنس يعبأ به؟ قال على أي شيء يعبأ به.
وقال ابن عدي معلقاً على كلام الإمام أحمد:
" وهذه الأحاديثُ ومتونها وأسانيدها، والاختلاف فيها، يحمِل بعضُها بعْضاً، وليس هذه الأحاديث ممَّا يجب أن يترك أصلاً، كما ذكر ابن حنبل، أنه ترك هذه الأحاديث للاختلاف الذي فيه من سعد بن سنان وسنان بن سعد؛ لأن في الحديث، وفي أسانيدها ما هو أكثر اضطراباً في هذه الأسانيد ولم يتركه أحد أصلاً بل أدخلوها في مسندهم وتصانيفهم ".
وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: أحاديثه واهية، لا تشبه أحاديث الناسِ عن أنس.
وقال النسائي في ترجمة سنان بن سعيد: ليس بثقة.
وقال أيضاً في ترجمة سعد بن سنان: منكر الحديث.
وقال أبو بشر الدولابي فيما ذكره عنه أبو العرب في كتاب
" الضعفاء ": منكر الحديث.
وقال الذهبي في " المجرد ": ليس بحجة.
وقال في " المغني في الضعفاء ": ضعفوه، ولم يترك.
وخرج له الترمذي حديث المعتدي في الصدقة كمانِعِها؛ وقال: حسن.
وذكره الدارقطني والعقيلي وابن الجوزي في " الضعفاء ".
ونقل ابن القطان أن أحمد يوثقه كما في " الميزان " (2/ 121)
قال أبو عبدالرحمن: من خلال هذه النقول نجد أن بعض الحفاظ الكبار وثقه، والبعض منهم تكلم فيه. فإذا كان الأمر كذلك فليس قول بعضهم أولى من بعض بل ينبغي النظر والموازنة والترجيح بين هذه الأقوال ولهذا لخص ما قيل فيه الحافظ في " التقريب " بقوله: صدوق له أفراد.
انظر: تهذيب الكمال10/ 265، إكمال تهذيب الكمال5/ 234، الكامل في ضعفاء الرجال3/ 1193، الضعفاء والمتروكين للنسائي ص125،130.
قلت: ليس الإشكال في مشابهة حديث الثقة أو الصدوق أو المستور الحال للرواية الثقة أو الثقات إنما الخلاف في توهين رواية الثقة أو الصدوق بحجة أنها تشبه رواية ذاك الضعيف أو المتروك أو المتهم، والذي يطالع كتب الجرح والتعديل يعلم علم اليقين أن هذه المسألة ليست من المسائل المتفق عليها بين علماء الحديث من المتقدمين والمتأخرين ولهذا أنصح بترك الخوض في مثل هذه المسائل وعدم التشنيع على المخالف إذا كنت تعتقد أن هناك مخالف؛ لأن هناك الكثير ـ مع الأسف ـ لم يتأدبوا بأدب الخلاف بل يظن أن ما عليه هو الإجماع الذي لا يجوز مخالفته وأن المخالف له هو في الحقيقة مخالف منهج المتقدمين وليس الأمر كذلك.
ـ[بو الوليد]ــــــــ[05 - 06 - 03, 04:05 ص]ـ
قال ابن أبي حاتم: في العلل (1/ 272):
وسمعت أبي يقول: روى أبو عوانة عن الحكم عن عاصم بن ضمرة عن علي قال: إذا قعد المصلي مقدار التشهد فقد تمت صلاته.
قال أبي: هذا حديث منكر؛ لا أعلم روى الحكم بن عتيبة عن عاصم بن ضمرة شيئاً، وقد أنكر شعبة على أبي عوانة روايته عن الحكم، وقال: لم يكن ذاك الذي لقيته الحكم.
قال أبي: ولا يشبه هذا الحديث حديث الحكم.
¥(4/48)
ـ[حبيب الدين الحسني]ــــــــ[06 - 04 - 09, 01:40 م]ـ
أخي مبارك الرجاء أن تشرح لنا المقصود من كلامك من عند قولك: قلت. والإعلال بالشبه قاعدة واضحة جلية وصريحة، فكيف تقول هذا؟ أفدنا مشكوراً.(4/49)
حكم الاحتجاج والعمل بالحديث الضعيف للشيخ عبدالكريم الخضير
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[23 - 03 - 03, 07:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سئل فضيلة الشيخ د / عبد الكريم بن عبد الله الخضير عن حكم الاحتجاج والعمل بالحديث الضعيف؟
فأجاب حفظه الله قائلا:
حكم العمل بالحديث الضعيف يحتاج إلي تفصيل:
1_ فالعمل بالضعيف في العقائد لا يجوز إجماعا.
2_ والعمل به في الأحكام جماهير أهل العلم على منعه.
3_ أما العمل به في الفضائل والتفسير والمغازي والسير فجمهور أهل العلم على جواز الاحتجاج به في هذه الأبواب شريطة أن يكون ضعفه غير شديد وأن يندرج تحت أصل عام وأن لا يعتقد عند العمل به ثبوته بل يعتقد الاحتياط.
ونقل النووي وملا علي قاري الإجماع على العمل به في فضائل الأعمال لكن الخلاف فيه منقول عن جمع من أهل العلم كأبي حاتم وأبي زرعة وابن العربي والشوكاني والألباني واليه يومئ كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم ويدل عليه صنيع البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى.
وعلى هذا فلا يعمل بالحديث الضعيف مطلقا في أي باب من أبواب الدين ويذكر حينئذ للاستئناس، وأشار ابن القيم إلى انه يمكن أن يرجح به أحد القولين المتعادلين.
فالصواب أن الحديث الضعيف لا يعمل به مطلقا مالم يغلب على الظن ثبوته فيصل إلى درجة الحسن لغيره.
وبالله التوفيق،،،،،
ومن أراد التوسع في هذا فليرجع الى ماألفه الشيخ عبدالكريم في (الحديث الضعيف وحكم الا حتجاج به)
ـ[أحمد المطيري]ــــــــ[23 - 03 - 03, 07:48 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم علي هذه الفائدة ونفع بك0
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[23 - 03 - 03, 08:34 م]ـ
أحسن الله إليك.
وحفظ الله الشيخ عبدالكريم الخضير.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[03 - 11 - 03, 05:56 م]ـ
بل ظاهر صنيع البخاري على العمل بالضعيف في الفضائل، كما يلاحظ في كتابه الأدب المفرد.
ـ[أخوكم]ــــــــ[05 - 11 - 03, 09:16 ص]ـ
سواء في باب العقائد أو الأحكام، إذا كان هناك قولان لا ثالث لهما في مسألة ما، أوليس الأخذ بالحديث الضعيف أولى القولين بقلب المسلم وفطرته وعقله؟
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[18 - 03 - 04, 08:23 م]ـ
كنت سألت أحد مشايخي عن هذه المسألة فقال لي: الإمام البخاري يعمل به في فضائل الأعمال، واستدل بكتاب الأدب المفرد، وقال لي أليس هو مرتب على الأبواب.
والمسألة تُكلم فيها كثيرا، وتحتاج إلى تحرير.
ولو أحد يذكر لنا الدليل على أن البخاري رحمه الله يرد العمل به مطلقا، والاستدلال لهذا غير ممكن إلا من قول أبي عبد الله رحمة الله عليه، إذ صنيعه لا يؤيد هذا والله تعالى أعلم.
أبو بكر
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[22 - 09 - 05, 11:01 ص]ـ
..... الإمام البخاري يعمل به في فضائل الأعمال
قال بهذا التهانوي، وكذا ومحققا (الآداب الشرعية لابن مفلح)، وقد رددنا عليهم في كتابنا " حكم العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال ".
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[24 - 09 - 05, 12:09 ص]ـ
هذا ما كنتُ كتبته في " حكم العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال ":
? تنبيه:
قال ابن حجر " حديث: " كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل " (1) قد تفرد به الطفاوي، وهو من غرائب الصحيح، وكأن البخاري لم يشدد فيه لكونه من أحاديث الترغيب والترهيب، والله أعلم.
ثم وجدت له فيه متابعاً في " نوادر الأصول " من طريق: مالك بن سعير عن الأعمش، والله أعلم " (2). اهـ (3).
قلت: استدل التهانوي بهذا الكلام على أن البخاري يتساهل في أحاديث الترغيب (4)!
وليس فيه ما يدل على ذلك؛ لكون ابن حجر تراجع عن ذلك بذكره لمتابعة مالك بن سعير.
ثم إن محمداً بن عبدالرحمن هذا ليس بضعيف، وإنما هو حسن الحديث؛ قال ابن المديني: " ثقة " (5).
وقال ابن معين: " صالح " (6).
وقال-أيضاً-: " ليس به بأس " (7).
وقال أبوداود: " ليس به بأس " (8).
وقال أبوحاتم -على تشدده-: " ليس به بأس صدوق إلا أنه يهم أحياناً " (9).
وأما من تمسك بقول أبي زرعة: " منكر الحديث " (10).
فقد قال هو أيضاً: " صدوق إلا أنه يهم أحياناً " (11).
وأيضاً فإنه لم ينفرد؛ فقد تابعه مالك بن سعير، كما سبق.
¥(4/50)
وقد قال الحازمي: " لا نقربأن البخاري كان يرى تخريج حديث من ينسب إلى نوع من أنواع الضعف، ولو كان ضعف هؤلاء قد ثبت عنده لما خرّج حديثهم " (12).
فالتساهل في أحاديث الفضائل لا يُنسب للبخاري بمثل هذا، وأيضاً فلا يُنسب له خلافه إلا بدليل واضح، فقول القاسمي: " والظاهر أن مذهب البخاري ذلك -أي: عدم جواز رواية الضعيف في الفضائل-، يدل على ذلك شرطه في صحيحه " (13).
فيه بُعد؛ فإن شرط البخاري في صحيحه لا يدل على ذلك، بل قد قال البخاري: " ما أدخلت في كتابي الجامع إلا ما صح، وتركت من الصحاح لحال الطول " (14).
فهذا لا يدل على ذلك، ولكن يمكن أن يُقال أن إخراجه لأحاديث ضعيفة في " الأدب المفرد " يدل على أنه يرى التساهل في رواية الأحاديث الضعيفة في الفضائل ونحوها، والله أعلم.
وهذا بخلاف العمل بالضعيف، كما أوضحناه في " حكم العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال ".
ثم وقفت على قول محققي: " كتاب الأدب المفرد للبخاري لم يلتزم فيه الصحة في كل أحاديثه التي أوردها فيه، وإنما فيها جملة أحاديث مما أوردها في صحيحه، وطائفة من الأحاديث التي خرّجها مسلم في صحيحه، وباقي الأحاديث غالبها مما شاركه فيها أصحاب السنن والمسند، وفيها الصحيح والحسن والضعيف ضعفاً خفيفاً، وهذا مما يدلك على أنه رحنه الله كان يذهب إلى جواز العمل بالضعيف في فضائل الأعمال والرقائق والمناقب " (15)!!
فوقعا في نفس الخطأ الذي وقع فيه النووي من عدم التفرقة بين الرواية والعمل، وقد اوضحنا ذلك في المصدر المشار إليه.
* * * * *
________
(1) حديث صحيح، أخرجه البخاري في صحيحه (11/ 237 – فتح)، وابن أبي عاصم في الزهد (185)، وأبونعيم في حلية الأولياء (3/ 301)، وابن حبان في صحيحه (2/ 471 / 698 – إحسان)، وروضة العقلاء (ص 181)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 369)، وشعب الإيمان (7/ 261 و262/ 10244 و10245) من طريق: الأعمش، قال: حدثني مجاهد، عن عبدالله بن عمر، مرفوعاً.
وقد توبع الأعمش عليه، كما بيناه في تخريج سنن الترمذي.
(2) نوادر الأصول، ومن طريق مالك بن سعير هذا: أخرجه أيضاً الخطابي في العزلة (ص 44)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 373 / 644).
(3) هدي الساري (ص 463).
(4) قواعد في علوم الحديث (ص 426).
(5) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (3/ 369)، وشعب الإيمان (7/ 262 / 10245)، بإسناد صحيح.
(6) أخرجه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (7/ 324) بإسناد صحيح.
(7) التاريخ، رواية الدوري (4/ 124).
(8) نقله المزي في تهذيب الكمال (25/ 654).
(9) الجرح والتعديل (7/ 324).
(10) الجرح والتعديل (7/ 324).
(11) علل الحديث، لابن أبي حاتم (1/ 127).
(12) شروط الأئمة الخمسة (ص 70).
(13) قواعد التحديث (ص 113).
(14) أخرجه الخليلي في الإرشاد (ص380)، والمزي في تهذيب الكمال (24/ 442)، والذهبي في سير أعلام النبلاء (12/ 402) بإسناد حسن.
(15) التعليق على الآداب الشرعية، لابن مفلح (1/ 8).
ـ[محجوبي محمد صلاح الدين]ــــــــ[15 - 03 - 10, 03:48 م]ـ
ما قول الشيخ عبد الكريم الخضير - حفظه الله - في العمل بالحديث الضعيف في مجال اللغة عموما؟
ـ[محمد بن خيري آل شاهين]ــــــــ[28 - 10 - 10, 02:42 ص]ـ
هل يتطوع أحدكم - جزيتم الجنة - بوضع رابط لرسالة الماجستير للدكتور عبد الكريم خضير والتي جمعت الموضوع،،
ـ[أبو عبد الله الداغستاني]ــــــــ[29 - 10 - 10, 08:53 ص]ـ
السؤال: هل ألف البخاري كتابه الأدب المفرد للرواية كما ادعاه الأخ أبو المنهال الأبيضي أم للعمل بما فيه؟
تنبيه: ولا أظن يا أخي العزيز أبا المنهال أن الإمام النووي لم يفرق بين الرواية والعمل.
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[30 - 10 - 10, 11:17 ص]ـ
تكلم الشيخ عبدالعزيز الطريفي عن مسألة العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال في أول شريطه (فضائل الايات و السور) .. و قد بين الشيخ حفظه الله معنى كلمة "فضائل الأعمال" و فيه فوائد جميلة جداً.
http://www.islamhouse.com/p/316521
ـ[أبو سليمان الجندى الأثرى]ــــــــ[30 - 10 - 10, 06:04 م]ـ
إنظر فى كتاب (قواعد التحديث) للقاسمي ص 113 , أو 143 ..
تجد أنه أقر أن البخارى , كان لا يقبل بالضعيف فى فضائل الأعمال ..
و هذا هو كتاب شيخنا المحدث \ عبد الكريم بن عبد الله الخضير , حفظة الله تعالى ..
http://www.archive.org/download/SEQAAT/DEEF.pdf
و بالله التوفيق ..(4/51)
ثبوت تفسير الإمام أحمد:من فوائد الشيخ مساعد الطيار حفظه الله
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[25 - 03 - 03, 07:12 ص]ـ
قال الشيخ الفاضل مساعد الطيار حفظه الله تعالى في كتابه (أنواع التصنيف المتعلقة بتفسير القرآن الكريم) ص 78
(الزجاج الذي اعتمد في أغلب رواياته التفسيرية على تفسير الإمام أحمد، قال ((وجميع ما ذكرناه في هذه القصة مما رواه عبدالله بن أحمد عن أبيه، وكذلك أكثر ما رويت في هذا الكتاب من التفسير، فهو من كتاب التفسير عن أحمد بن حنبل))
حاشية:
(معاني القرآن وإعرابه، للزجاج (4\ 166)، وقال في موضع آخر (4\ 8) (قال أبو إسحاق: وقد روينا عن أحمد بن حنبل رحمه الله في كتابه ((كتاب التفسير))، وهو ما أجاز لي عبدالله ابنه عنه000)
وهذا التفسير أنكره الإمام المؤرخ الذهبي، فقال (فتفسيره المذكو شيء لاوجود له، ولو وجد لاجتهد الفضلاء في تحصيله ولاشتهر، ثم لو ألف تفسيرا، لما كان يكون أكثر من عشرة آلاف أثر، ولاقتضى أن يكون في خمسة مجلدات، فهذا تفسير ابن جرير الذي جمع فيه لإاوعى ما يبلغ عشرين ألفا، وما ذكر تفسير أحمد أحد سوى أبي الحسن بن المنادى ........ ) 9 سير أعلام النبلاء (11\ 328 - 329).
هذا النقل عن الزجاج يقطع يقينا بوجود هذا التفسير العظيم، وهو من مفقودات الأمة.) انتهى كلام الشيخ مساعد حفظه الله.
وممن أثبت هذا التفسير كذلك ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (13\ 385).
ـ[ابن القيم]ــــــــ[26 - 03 - 03, 02:53 ص]ـ
أثبته أيضا ابن رجب وابن حجر
وللدكتور حكمت بشير بحث جيد في هذا في مقدمة مرويات
الإمام أحمد في التفسير.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[26 - 03 - 03, 03:10 ص]ـ
الأمر ما زال يميل إلى وجهة نظر الإمام الذهبي، وكون العلماء ذكروا
كتاب التفسير للإمام أحمد فليس معناه أن هذا الكتاب من جمعه، فقد
يكون من جمع ابنه أو من جمع أحد تلاميذه، والزجاج قال: من كتاب
التفسير (عن) أحمد بن حنبل ...
فقوله (عن) - والزجاج لغوي - لا تفيد معنى (كتاب التفسير لأحمد)
وهو المستعمل باشتهار في كلام أهل العلم، فدل على أن الكتاب له
من جمعه، ولكن الأقاويل لأحمد ...
وقد اشتهر عن أحمد أنه يشتهر الكذب في التفسير والسيرة والقصص،
فكيف يكون مؤلفا لما يعلم أنه منتشر فيه الوضع والكذب ...
وتوجيه الإمام الذهبي في غاية الدقة، ومنهجه هذا من أدق المناهج،
كيف لا وهو المستقرئ الأعظم في هذه الأمة، والمحصل لما لم يحصله
كثير من الأولين لتوسعه في الرواية رحمه الله، واعتماده على ضرورة
اشتهار الكتاب شرط معتبر، فكتب الإمام أحمد متلقاة في الأمة
بالقبول، وكتب التفسير بين السلف شحيحة، فكيف يكون كتاب في
موضوع ومادة شحيحة المصادر ومن عالم في حجم ابن حنبل لا ينتشر
ويشتهر، ويكون ما فعله بعض تلاميذ أحمد أو أحد أبنائه هو من باب
تجميع ما هو مستغرب، لأن الإمام أحمد لم يؤلف كتابا في التفسير،
فجمع ذلك التلميذ او الابن من كلام الإمام أحمد ما يصلح أن يكون
مصنفا في التفسير له، فنسب إليه على سبيل المجاز والمسامحة، كما
نسب مسند أبي حنيفة إليه، وكما نسب مسند الشافعي إليه مع أنه
من جمع أحد الأئمة ... فتأملوا ...
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[26 - 03 - 03, 09:45 ص]ـ
فضيلة الشيخ رضا
كلام الزجاج واضح في أن هناك كتاباً في التفسير لأحمد كان ينقل عنه معظم رواياته، والمثبت مقدم على النافي، ومن رأى حجة على من لم ير، وحيث إن مرويات الزجاج كثير منها غير موجود في كتب أحمد التي بين أيدينا فهذا معناه أن هناك كتابا مفقودا فيه مرويات جمة لأحمد في التفسير
وسواءٌ أكان كتاب التفسير المفقود هو ما جمعه عبد الله بن أحمد من مرويات أبيه في التفسير أم أن الإمام ألفه بنفسه، فالأمر لا يختلف كثيراً، فالكتاب في الحالين ثروة عظيمة للأمة مفقودة، فربما يكون دفينا في إحدى الخزائن، وربما يكون مما أغرقه التتار في دجلة مع غزوهم لبغداد كغيره من النفائس المفقودة.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[26 - 03 - 03, 12:22 م]ـ
شيخنا أبا خالد ... لقد قال الزجاج: كتاب التفسير عن أحمد!
ولغير أحمد كتب أقل شأنا من كتاب حول التفسير ومع ذلك نقله المحدثون
وحرصوا على نقله مثل جزء ابن عرفة ... فأيها أولى بالحرص على النقل
والرواية؟؟؟؟
¥(4/52)
إن في هذا خلل غير مبرر في منهج المتقدمين في الرواية فتأمل، وهذا
هو ما قرره الذهبي فتأمل أيضا ...
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[27 - 03 - 03, 11:36 م]ـ
بسم الله الرَّحمَن الرَّحِيم
كتاب التفسير لم يثبت عن الإمام أحمد رحمه الله لا يثبته نقل الزجاج رحمه الله فإن في هذا النقل قوادح منها:
أنه قال أجازه لي عبد الله بن الإمام أحمد، ومعلوم أن عبد الله من كبار المحدثين، وله تلامذة و أصحاب كثر، وهم من أهل الحديث الذين هم أقرب صلة به رحمه الله و أعلم بمروياته وبخاصة عن والده شيخ المحدثين و إمامهم أحمد بن حنبل، ولو وجدوا مثل هذا عند عبد الله بن الإمام أحمد ولو بالإجازة لكانوا أحرص عليه من الزجاج الذي هو أجنبي عن صناعة المحدثين التي منها إسناد الروايات في التفسير.
ومن القوادح البينة: أن مثل هذا الكتاب كان ينبغي أن تتعلق به همم المحدثين و وتنصرف إليه اجتهادات العلماء، ومع هذا يدعون الزجاج ينقل منه بالإجازة ثم لا يروونه لا عن عبد الله و لا عن الزجاج نفسه إن هذا لعجيب يمنع الاستقراء و المعرفة بأحوال علمائنا وقوع مثله.
و أما إثبات من أثبته فلم يثبته بالسند الذي هو نسب الكتاب و طريق تثبيت صحته ولا أثبتوه من جهة استفاضة صحته، و من تأمل ذلك استغرب هذا، و قد أثبت شيخ الإسلام ابن تيمية الرد على الجهمية لأحمد ونقل هو و تلميذه ابن القيم وقبلهم نقل القاضي أبو يعلى منه، وهو غير ثابت عن الإمام أحمد وراويه عن عبد الله مجهول لا يعرف في كتب المحدثين، و قد أصاب الذهبي رحمه الله حين نفى ثبوته و أيده محققوا السير فأصابوا، و لي بحث في هذا تبين لي بعده أن كتاب الرد على الجهمية غير ثابت سندا بلا شك، بغض النظر عما احتواه.
فنسبة عالم لكتاب إمام لم يعاصره ولم يكن من عصره قريبا مقابلة بنفي من نفى ولا دليل غير السند الصحيح أو النقل الصريح من إمام محدث معاصر أو قريب من عصره. ولا شيء من هذا ههنا، فالكتاب غير ثابت عن أحمد رحمه الله و لا عن ابنه عبد الله.
و من القوادح: أنه لم يروه الإمام الخلال جامع علم أحمد و لا نقل منه هذا مع طول صحبته لأبناء الإمام أحمد ومنهم عبد الله، و مع روايته عنهم النقير و القطمير من مسائل أبيهم رحمه الله ومع و طول تتبعه لصغار المسائل وكبارها وشدة إلحاحه في ذلك، ومع معاونة خواص أصحاب أحمد رحمه الله له على ذلك كالمروذي وغيره.
فالكتاب غير ثابت والله المستعان.
وعليه فما نقله الزجاج عنه يتوقف في صحته حتى يُروى من غير طريقه على أنني لا أعلم أنه انفرد فيه بشيء يستفاد من جهة الإسناد.و الله أعلم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 - 03 - 03, 07:14 ص]ـ
بارك الله في الجميع
الاصل ان كل حافظ من طبقة الامام احمد قد صنف كتابا
في
التفسير
فهذا اسحاق له المسند
وله التفسير
فليس غريبا ان بصنف الامام احمد كتابا في التفسير
واما عدم شهرة الكتاب فلايلزم
فهذا البخاري صنف كتاب التفسير الكبير
ولم يطلع عليه احد
ولاحتى الحاكم
وقال في موضع آخر (4\ 8) (قال أبو إسحاق: وقد روينا عن أحمد بن حنبل رحمه الله في كتابه ((كتاب التفسير))، وهو ما أجاز لي عبدالله ابنه عنه0
واذا كان هذا النص لايكفي في نسبة كتاب الى احد الائمة
فانه يمكن ان يتطرق الشك الى العديد من الكتب
فهذا النص عن الزجاج صريح ان الامام احمد صنف كتابا في التفسير
وقد ذكره ابن المنادي وهو من حفاظ الحنابلة وخيارهم
وهو حجة
ومن علم حجة على من لم يعلم
واما قولك وفقك الله
(أنه لم يروه الإمام الخلال جامع علم أحمد و لا نقل منه هذا مع طول صحبته لأبناء الإمام أحمد ومنهم عبد الله، و مع روايته عنهم النقير و القطمير من مسائل أبيهم رحمه الله)
فهذا ليس بقادح
اولا لان هناك مسائل فاتت الخلال
ثانيا ان كتاب الجامع للخلال ليس موضوعه التفسير المسند بحال
وكتاب الجامع هو لاقوال احمد وليس لمرويات احمد
والتفسير الذي صنفه الامام احمد مرويات
اضف الى ذلك
ان الخلال قد يكون نقل عن تفسير الامام احمد نصوصا
ولكنه لم يذكر اسم الكتاب
فيقول حدثنا عبدالله عن ابيه وينقل نصا مسندا من التفسير مثلا
من يدري
ونحن لانملك كتاب الجامع للخلال لكي نحكم
وربما لو وقفنا على كتاب الخلال لوجدنا نصوص كثيرة في التفسير
عن عبدالله عن ابيه
والله أعلم بالصواب
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[28 - 03 - 03, 02:47 م]ـ
كلامكم أخي ابن وهب سديد ..
و يضاف إلى من أثبته: ابن الجوزي في مناقب أحمد ص: 191
و أما كون الكتاب لم يشتهر، فهناك كتب كثيرة لأحمد لم تشتهر و لم يجرؤ أحد على إنكارها ..
و من ذلك (الناسخ و المنسوخ) نسبه إليه غير واحد، و هذا الكتاب في ناسخ القرآن و منسوخه، و قد رواه ابن الجوزي في كتابه ناسخ القرآن و منسوخه، المطبوع بتحقيق شيخنا حسين أسد، رواه من طريق ابن بشران عن إسحاق بن محمد الكاذي الثقة الزاهد عن عبد الله بن أحمد عن أبيه.
و أكثر منه ابن الجوزي، و النقولات تدل على نفاسته جدا ..
و لا يبعد أن يكون الكتاب مجموعا من أصول مرويات الإمام أحمد في التفسير، حيث إن كلها تفسير لآيات النسخ.
و يدل على صدق ما قاله الزجاج أن التفاسير المشهورة رواها أحمد كما في مرويات ابن الجوزي من كتابه الناسخ ..
حيث يروي فيها عن ابن عباس من رواية عطاء الخراساني عنه و الحسن و مجاهد و قتادة و الضحاك و السدي و غيرهم
و إذا كان أحمد يروي تلك التفاسير فما الذي يمنع أن يكون قد صنفها في كتاب يضمها جميعا أو رتبها عنده في أصول، و أذن لابنه في قراءتها عليه.
هذا ما ظهر لي و الله أعلم.
¥(4/53)
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[28 - 03 - 03, 11:49 م]ـ
اطلعت على تعقيب أخي الكريم: ابن وهب و أخي الكريم أبوتيمية إبراهيم:
و أقول بالنسبة لما ذكره الأخ ابن وهب: ليس كلامنا في كون الإمام أحمد لا يمكن أن يكون قد جمع مروياته في التفسير عن شيوخه في كتاب فليس المقصود عدم الإمكان، ولكنّ كلامنا في إثبات نسبة كتاب في التفسيرإليه بناء على تفرد الزجاج الذي هو فقط نحوي لغوي بارع لكن ليس بمحدث ولا فقيه فإثبات تلك النسبة بناء على ذلك فيه من القوادح البينة ما تقدم ذكره ولم يحصل الجواب عليه.
و أما نقل ابن الجوزي فهو إنما نقل عن كلام ابن المنادى وفي كلام ابن المنادى ما يستنكر من جهة حجم التفسير و كلام الذهبي رحمه الله واضح في استغرابه الشديد لذلك ولم تجيبوا على ذلك من جهة حجم الكتاب. ويبقى موضع الغرابة في تفرُّد الزجاج بالنقل عنه أشد غرابة مع القرائن المتقدمة.
و أما الخلاّل فجمع و أوعى بلا اختلاف، وروى عن أكثر من مئة من أصحاب الإمام أحمد و تلاميذه ونزل إلى أصحاب أصحابهم بل و أنزل من ذلك. وقد وصلنا من كتبه و النقل عنها ما يفيد ما ذكرناه من النفي، ويدعمه أيضا أن الذهبي و ابن الجوزي قبله لو وجدوا فيه نقلا لتحاكموا إليه. فلا شك لم ينقل عنه و منه ولم يذكره في كتبه التي وصلت إليهم وووصل بعضها إلينا.
وقد كان الحفاظ يكتبون إلى عبد الله أن يكتب إليهم بما سمع من أبيه فكتب لابن أبي حاتم العلل.
و المقصود أننا نبحث عن إثبات لتلك النسبة ولم نجده كما لم يجده من هو أعلم بذلك منا مؤرخ الإسلام الذهبي رحمه الله و ممن اقتنع برأي الذهبي فضيلة الشيخ العلامة بكر أبو زيد في المدخل إلى مذهب أحمد.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[29 - 03 - 03, 07:18 ص]ـ
أخي الحبيب بارك الله فيك
-------
نعم قد يكون استغراب الامام الذهبي لحجم الكتاب معقولا
ويكون هناك خطأ في ذلك او تصحيف او نحو ذلك
او مبالغة
ولكن هذا لاينفي صحة نسبة الكتاب الى الامام احمد
والامام الذهبي مؤرخ ومحدث ولكنه ليس من الحنابلة وليس بمختص بكتب الحنابلة
بل لعله لم يطلع على كتاب الخلال كاملا
وليس هو بالمعتني جدا بمذهب احمد
ثم لايوجد من نفى الكتاب غير الامام الذهبي
وان كنا نستغرب حجم الكتاب ولكن لايمكن ان يتطرق الينا الشك في ان الامام احمد صنف كتابا سماه التفسير
وتفرد الزجاج برواية الكتاب لايعني عدم معرفة الحنابلة به
بل اني احسب اني رايت في بعض كتب الحنابلة انهم نسبوا بعض الاثار الى تفسير الامام احمد
وانها مخرجة في التفسير لاحمد
هكذا صرحوا
ولااذكر موضعه الان
وكم من كتاب لم يروه الا شخص واحد وليس بمحدث
والزجاج عالم وراوية كتب
والزجاج اعلى من كثير من رواة الكتب الذين هم اقل شأنا من الزجاج
وقد ذكرت ان ابن المنادي ذكره
ثم اني اكاد اجزم بانك لو اطلعت على كتاب التفسير لابن شاهين لرأيت عشرات النقول عن تفسير الامام احمد
وايضا لو اطلعت على كتاب تفسير ابن ابي داود
والذهبي رحمه الله لم يطلع على كتاب ابن شاهين ولاعلى كتاب ابن ابي داود
ثم انظر كتاب السنة لعبدالله بن الامام احمد فهو ينقل اثار كثيرة من طريق الامام احمد في التفسير
فلعل مصدره في ذلك كتاب التفسير للامام احمد
واثبات الزجاج لوحده حجة مع عدم وجود نفي من قبل الحنابلة اصحاب الشأن
وكذا المحدثين
وابن رجب الذي هو اعلم من الذهبي بكتب الحنابلة لم ينف ذلك
ولو وجد نفيا في كتب الحنابلة لنقله
وابن حجر وهو المحدث الناقد لم يلتفت الى كلام الامام الذهبي
فالظاهر ان الذهبي استغرب حجم الكتاب
فلنقل ان هناك خطأ في الحجم
وكم راينا ذلك
هذا صحيح البخاري وهو كتاب اجمع الناس على رواياته
ومع هذا اختلف في عد احاديثه
وكذا صحيح مسلم
وهناك من بالغ وذكر ارقام عجيبة في عدد حديث صحيح مسلم
وهذا مسند احمد حوالي 27000 حديث
ولكنك تجد في بعض كلام المتقدمين من يذكر انه خمسين الف حديث او نحو ذلك
وانا اقول لعل كتاب التفسير للامام احمد في حجم كتاب التفسير لاسحاق
والله اعلم بالصواب
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[29 - 03 - 03, 03:15 م]ـ
لقد نسب التفسير للإمام أحمد من هم أعلم من الحافظ الذهبي - رحم الله الجميع -
و ما أورده على النسبة: يرد على خواطر من نسبوه، فليست هي من الدقة بحيث تغيب عن اذهانهم، و هم أهل العقول الراجحة و الفهوم الثاقبة ..
كما أن ما أورده رحمه الله يرد - كما قال أخي أبو خالد - على كتب من التراث كثيرة، و لو فتحنا مثل هذا الباب، لنفينا كتبا كثيرة،،،
و لا أريد الإسهاب فعندي مجموعة من كتب السنة المخطوطة لحفاظ متقدمين، لم نجد لهذا ذكرا في تراجمهم، مع صحة الإسناد إليهم، و الإحاظة في هذا لله وحده ..
و الله تعالى قد يكتب الشهرة لكتاب دون آخر، و يجعل لهذا رواة و من يحمله و ينقله، ما لا يجعل للآخر، و هذا تفسير بقي بن مخلد، مع نفاسته، ماذا كان مصيره؟؟
و للحافظ الذهبي في هذا الباب - أعني باب نسبة الكتب للمصنفين - نظائر، ترى فيها بعض التشدد، لا تجد مثله عند غيره ..
و قد ذكر ابن تيمية التفسير و نسبه لأحمد في منهاج السنة
قال رادا على الرافضي في احتجاجه بزيادات القطيعي و نسبتها لأحمد (و هذا مسند احمد و كتاب الزهد له و كتاب الناسخ و المنسوخ و كتاب التفسير و غير ذلك من كتبه يقول حدثنا و كيع حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان حدثنا عبد الرزاق .. ) (7 - 97)
و للفائدة:
فللإمام أحمد جزء في التفسير يرويه المروذي صاحب الورع، ساقه ابن القيم في كتاب بدائع الفوائد، و فيه فوائد جمة، قد لا تجدها في غيره، فلا تفوت على نفسك قراءته.
¥(4/54)
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[01 - 04 - 03, 03:14 ص]ـ
تأملوا رحمكم الله هذا:
لا شك إخواني الكرام أن للإمام الذهبي رحمه الله عناية عظيمة بكتب الأئمة المتبوعين و له فحص و تتبع بالغ لما يتعلق بتراجمهم فله عناية منقطعة النظير عند المتأخرين بتراجم كبار الأئمة عموما وبأئمة الحنابة خصوصا ولهذا صنف في تراجم علماء المقادسة مثلا واطلع على تصانيف نادرة تتعلق بأحوالهم.
و قد احتاج إلى النقل عنه الحافظ ابن رجب رحمه الله مع كون ابن رجب من المتبحرين في الاطلاع على كتب أئمة وفقهاء الحنابلة. و انظروا لطفا في ترجمته لبعضهم كالخلال و قارنوها بغيرها من كتب التراجم.
هذا أمر، ثم إني لا أعلم أحدا أعلم بالتاريخ و التراجم من الذهبي خالفه في ذلك حتى يقال أثبت نسبته من هو أعلم من الذهبي رحمه الله؟. فمن هو الذي أعلم منه و أثبت نسبته؟
ثم إنني لا أعلم أن الحافظ ابن رجب و ابن حجر قد سلما بهذه النسبة ومجرد ذكرهما كلام من قال له تصنيف في التفسيرفي خلال النقل لا يلزم منه تسليمهما بذلك، و إن كان قد يفهم من السكوت أحيانا القبول ولكن ذلك غير لازم وبخاصة في مثل هذا.
وبقي أنكم لم تذكروا جوابا كافيا عن بعض القوادح التي تقدم ذكرها مع وجاهتها.
ومعلوم أن أحمد رحمه الله لم تكن من طريقته التصنيف بطريقة بذكر الأقوال ووجه رجحانها، فإن كان صنف تفسيرا فلن يزيد فيه على مجرد النقل بالأسانيد، وهذا موضع خلافنا لأنه لم يثبت أيضا أنه جمع كتابا في ذلك وكم من كتاب نُسب ولم تصح نسبته.
و نحن نُسلم أن كتب التراجم لا تلتزم بذكر جميع كتب المترجم لكن تعلمون أن هذا ليس موضع خلافنا ولكننا نريد إثباتا مقبولا على وفق ما تقدم شرطه، وهي شروط لعله قد اتفق عليها عند الأكاديميين اليوم ولا تخالف صنيع الأئمة في إثبات نسبة الكتب عن طريق الإسناد الصحيح أو النقل بالشرط المتقدم بل هي مستفادة منه كما أن الاحتياط يقتضيها.
و على كل الأحوال فلم نجد إماما من أهل التفسير المعتبرين نقل عنه صراحة ولا أسند منه.
وهذا تفسير الطبري و ابن أبي حاتم و ما وصلنا من كتاب ابن المنذر وما نقله ابن كثير وغيره عن جماعة من المفسرين ليس فيها عن هذا خبر ولا أثر مع ما قد وصلنا من كتب غيرها كثيرة في الحديث مفرقا و مجموعا لا شيء فيها من ذلك البتة؟؟.
ثم يصل الكتاب لمن هو معاصر لهؤلاء الأئمة وهو الزجاج فلا يطلبونه و لا يذكرونه؟!.
فعزو نحوي كالزجاج فيه ما فيه مما تقدم و لا يمكنكم الانفكاك عنه بحال فيما أرى.
هذا وفي كتاب الزجاج رحمه الله مما ينتقد غير هذا وله مع فوائد كتابه مواضع كثيرة فيها قصور شديد و ترجيح غير سديد و الله يرحمه ويغفر لنا وله.
ولعله وصله جزء فيه مرويات مجموعة لأحمد رحمه الله، قد تكون مما رواه المروذي في الجزء الذي ذكرتموه أو من غيرها مما نقل من كتب الإمام أحمد التي رواها عن شيوخه وورثها بنوه، فوجده وجادة وقد كان له ببعض الأمراء صلة .. واحتاج إلى النقل منه فسأل عبد الله أن يجيزه له لأن عبد الله روى عن أبيه حديثه عن شيوخه المتعلق بالتفسير وغيره.
و أما أبو الحسين بن المنادى فلم يذكرأنه اتصل به الكتاب رواية و لا إجازة و لا ذكر أنه اطلع عليه بل أخبر أن عبد الله روى عن أبيه المسند و التفسير وهو مئة وعشرون ألف رواية الخ كلامه فهو محتمل.
فهذا توجيه ما استشكلتم من نقل الزجاج قلته بحسب الظاهر و تحسينا للظن به. والله المستعان.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[01 - 04 - 03, 08:32 ص]ـ
اخي الحبيب الشيخ (ابو محمد المطيري) وفقه الله
قولك وفقك الله
(على كل الأحوال فلم نجد إماما من أهل التفسير المعتبرين نقل عنه صراحة ولا أسند منه.
وهذا تفسير الطبري و ابن أبي حاتم و ما وصلنا من كتاب ابن المنذر وما نقله ابن كثير وغيره عن جماعة من المفسرين ليس فيها عن هذا خبر ولا أثر مع ما قد وصلنا من كتب غيرها كثيرة في الحديث مفرقا و مجموعا لا شيء فيها من ذلك البتة؟؟)
الطبري لايحتاج يروي من طريق الامام احمد لانه ينزل درجة
ان روى عن طريق الامام احمد
هذا اذا كان وصله تفسير الامام احمد رحمه الله اصلا
ولانك تعرف ان مصادر الامام احمد في التفسير
تفسير شيوخه كتفسير وكيع وتفسير عبدالرزاق الخ
وكل هولاء يروي عنهم ابن جرير بواسطة رجل فلماذا يروي بواسطة رجلين عنه
¥(4/55)
والامام احمد انقطع عن التحديث مبكرا
وأما ابن ابي حاتم فلا أدري
وابن المنذر لايروي عن طريق الامام احمد في كتبه الاخرى ايضا
وابن كثير لم يقف على تفسير ابن شاهين وابن ابي داود وابي الشيخ
الخ
ثم هاهو تفسير الامام البخاري لايعرف له ذكر رغم انه صنف تفسير كبيرا بلاشك
====================
الذهبي رحمه الله له اطلاع وعناية بكتب الحنابلة ولكنه ليس بأعلم من ابن رجب بكتب الحنابلة بحال
بل انه لم يقف على كتب كثيرة وقف عليها ابن رجب
ابن رجب كان يملك مكتبة كبيرة
والذهبي رغم عنايته البالغة الا انه خفي عليه كثيرا من كتب الحنابلة
فهو لم يطلع على كتب النجاد والجوزجاني
وبعض كتب المسائل
الى غير ذلك من كتب الحنابلة
تجد ذلك واضحا
وخذ فتح الباري لابن رجب وقارن ذلك بكتب الذهبي
لتعرف تنوع مصادر ابن رجب
ولاشك ان عناية ابن رجب بكتب الحنابلة اشد من عناية الذهبي
ثم هاهو ابن تيمية وهو من هو حفظا ومعرفة بالمذهب
كما نقل الشيخ ابراهيم
(قال رادا على الرافضي في احتجاجه بزيادات القطيعي و نسبتها لأحمد (و هذا مسند احمد و كتاب الزهد له و كتاب الناسخ و المنسوخ و كتاب التفسير و غير ذلك من كتبه يقول حدثنا و كيع حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان حدثنا عبد الرزاق .. ) (7 - 97)
)
فهذا شيخ الاسلام وهو اعلم من الذهبي بكتب الامام احمد يثبت صحة نسبة كتاب التفسير للامام احمد
واما عن شهرة الكتاب وعدمه
فهذا الامام مسلم صنف كتاب المسند الكبير على الرجال قال الحاكم ما ارى انه سمعه منه احد
فلولا ان الحاكم ذكره ما عرفنا ذلك
وكذا قال
(وكتاب الجامع على الابواب) رايت بعضه
الخ
فلو وجدت في كتب من هو اقدم من الحاكم من النيسابوريين
(وقد ذكر مسلم في مسنده الكبير ويذكر حديثا وقد اجازنيه فلان عن مسلم مثلا)
هل ننفي كتاب المسند عن مسلم لانه لم يرد في كلام احد ممن ترجم له
الا في كلام الحاكم وهو متأخر
مثلا
ولماذا لم يذكره فلان وفلان ولماذا لم ينقل عنه احد ممن روى عن الامام مسلم
فكذا الزجاج يثبت
وابن المنادي يؤكد ذلك
وشيخ الاسلام ابن تيمية وهو اعلم من الذهبي بكتب الامام احمد
يؤكد ذلك
ولايعرف ان احدا من الحنابلة نفى ذلك عن الامام احمد
وقد اجبت عن استشكال الامام الذهبي سواء من جهة عدم شهرة الكتاب او من جهة استغرابه لحجم الكتاب
والله أعلم بالصواب
ـ[ابن وهب]ــــــــ[01 - 04 - 03, 04:44 م]ـ
ثم قولكم وفقكم الله
(قد احتاج إلى النقل عنه الحافظ ابن رجب رحمه الله مع كون ابن رجب من المتبحرين في الاطلاع على كتب أئمة وفقهاء الحنابلة.)
بالطبع لان ابن رجب متأخر والذهبي أقدم منه
والمتأخر ينقل عمن سبقه
والمقادسة من متأخري الحنابلة
اما في ترجمة المتقدمين منهم فمصادرهم واحدة تقريبا
وليس الكلام عن مصادر الترجمة
فهذا الذهبي يفوق فيه على ابن رجب لان الذهبي مؤرخ
ولكن الكلام عن العناية بكتب الأصحاب
بمعنى الاهتمام بكتبهم وقراءة كتب فقهاء المذهب
ومعرفة ما يصح وما لايصح
فهذا عناية ابن رجب به أكبر
وشيخ الاسلام ابن تيمية يفوق ابن رجب في هذا
والذهبي رحمه الله خاتمة المؤرخين ولكن هذا لايعني انه اعلمبالبغداديين من الخطيب
او بالدمشقين من ابن عساكر او بالنيسابوريين من الحاكم
او من القاضي عياض بالمالكية
وهكذا
ولكن الذهبي جمع له ما لم يجتمع لغيره واختصر كتب التواريخ
وله خبرة في معرفة صحيح الأخبار من ضعيفها
ينتقد ما يراه ضعيفا او ما لايمكن ان يصدقه العقل
ليس كغيره من المؤرخين ينقل الخبر ولايعقب
والذهبي استغرب هنا أمر وهو جدير بالاستغراب وهو حجم الكتاب
وعدم شهرة الكتاب
ولكن يزول هذا الاستغراب بما ذكرته
وهو في الحقيقة شك لاينافي اليقين
والشيخ مساعد وفقه الله اتى بنص صريح من كتاب الزجاج
ولاادري هل وقف عليه الذهبي او لا
ثم أمر آخر الحنابلة كانوا أولى بنفي نسبة الكتاب
فهذا القاضي عياض وقبله فقهاء المالكية ينفون نسبة كتب للامام مالك
وانها غير صحيحة النسبة
الخ
وهكذا اصحاب كل مذهب
ثم هناك كتب اختلف في صحة نسبتها الى الامام احمد
ولكن لايعرف انهم اختلفوا في صحة نسبة كتاب التفسير للامام احمد
================
ثم اني احسب ان لو لم يسمع الامام الذهبي من شيخه الواسطي عن حجم كتاب ابن شاهين وانه راه
لكان استغرب ذلك
وقال لايمكن ان يصنف كتاب بهذا الحجم
=================
ابن ابي حاتم يروي عن يونس بن عبد الاعلى
ويروي عن ابي حاتم وابي زرعة عن شيوخ الامام احمد
فلايحتاج ينزل درجة لكي يروي عن الامام احمد
واما في العلل فهو محتاج الى ذلك لانه ينقل كلاما للامام احمد
ونقلا عن القطان او غيره من طريق الامام احمد
ولكنه لايحتاج الى ذلك في التفسير والمسند
=======
وتأمل هذا النص
قال أبو الشيخ
(حدثنا احمد بن عمر حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل رحمهما الله تعالى قال وجدت في كتاب أبي بخط يده حدثنا غوث بن جابر قال سمعت أبا الهذيل عمران بن عبدالرحمن يقول سمعت وهب بن منبه رحمه الله تعالى يقول (انها سبعة ابحر وسبعة ارضين والارض التي نحن عليها الوسطى والبحر حولها وارض اخرى حول البحر ويخرجون اليها وارض اخرى حول البحر ويخرجون الى تلك الارض كذلك حتى تتم سبعة ارضين وسبعة ابحر والارض كلها على ظهر الحوت واسم الحوت بهموت)
=================
انظر على سبيل المثال
كتاب السنة لعبدالله بن الامام احمد
(880 ,886,890,891,898,939,940,941,1431,1454,1458,
الخ
¥(4/56)
ـ[ظافر آل سعد]ــــــــ[02 - 04 - 03, 05:05 ص]ـ
البحث في هذه القضية .. في مقامين:
1 – وجود كتاب في التفسير للإمام أحمد.
وهذا أمر لا ينبغي المراء فيه.
فبالإضافة إلى تصريح الزجاج بروايته له عن عبد الله بن أحمد عن أبيه , فها هو شيخ الإسلام ابن تيمية يذكر في رده على البكري أن لأحمد تفسيرا يذكر فيه ألفاظ السلف بأسانيدها , وكذا فعل في " منهاج السنة ".
وها هو ابن قدامة ((وهو من كبار الحنابلة المتأخرين)) يذكر لأحمد كتاب التفسير , وينقل منه في مواضع من كتاب الكفارات من " المغني ".
أما استغراب تفرد الزجاج بروايته فغير وارد .. لأمور:
- أن الزجاج كان معتنيا بعلم أحمد عناية خاصة , وقد صرح بأنه على عقيدته.
- أن الكتاب في التفسير , والزجاج من المصنفين في معاني القرآن , فليس من الغريب أن يحرص على مثل تفسير الإمام الذي ارتضاه في أصوله.
- أن دعوى تفرده تحتاج إلى استقراء تام , وليس مع مدعيها الآن إلا عدم العلم فحسب.
أما التعلق بنفي الإمام الذهبي فهو ضعيف في هذا المقام غاية الضعف ..
إذ هو مقابل بتصريح جماعة من أهل العلم بوجود التفسير.
وليس مع الذهبي إلا مجرد الاستبعاد بقرائن , منها أنه لم ير أحدا ذكر أنه رأى التفسير أو نقل منه.
وقد أوجدناك جماعة أثبتوه ونقلوا عنه.
وفي ظني أن الذهبي لو وقف على من نقل عنه لما قال ما قال.
2 - حجم الكتاب.
وهذه قضية ثانوية.
والذي أميل إليه هو أن الكتاب فقدت أجزاء منه في فترة مبكرة , ويدل لهذا ((قلة)) نقل الحنابلة عنه.
وهذا ليس بغريب , وبالنظر إلى جريدة مصنفات أحمد تدرك ذلك.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[02 - 04 - 03, 06:59 م]ـ
بارك الله فيك
قال الشيخ ظافر آل سعد وفقه الله
(وها هو ابن قدامة ((وهو من كبار الحنابلة المتأخرين)) يذكر لأحمد كتاب التفسير , وينقل منه في مواضع من كتاب الكفارات من " المغني ")
------------------------------
في المغني
(ر، روى الإمام أحمد، في كتاب التفسير، بإسناده عن ابن عمر: {من أوسط ما تطعمون أهليكم}. قال: الخبز واللبن. وفي رواية عنه، قال: {من أوسط ما تطعمون أهليكم}. الخبز والتمر، والخبز والزيت، والخبز والسمن. وقال أبو رزين: {من أوسط ما تطعمون أهليكم}: خبز وزيت وخل. وقال الأسود بن يزيد الخبز والتمر. وعن علي. الخبز: والتمر، الخبز والسمن، الخبز واللحم. وعن ابن سيرين، قال: كانوا يقولون: أفضله الخبز واللحم، وأوسطه الخبز والسمن، وأخسه الخبز والتمر. وقال عبيدة الخبز والزيت. وسأل رجل شريحا ما أوسط طعام أهلي؟ فقال شريح إن الخبز والخل والزيت لطيب. فقال له رجل: أفرأيت الخبز واللحم؟ قال: أرفع طعام أهلك، وطعام الناس؟)
http://feqh.al-islam.com/Display.asp?Mode=0&MaksamID=1&DocID=21&ParagraphID=7007&Diacratic=1
=======================
ـ[ابن القيم]ــــــــ[03 - 04 - 03, 04:53 ص]ـ
الحمد لله ..
الأمر كما ذكر الإخوة، فلا ينبغي أن ينازع أن الإمام أحمد قد ألف تفسيرا.
يشهد لذلك كل النصوص المثبتة لوجود هذا التفسير.
وهذان نصان قاطعان ـ فيما أحسب ـ في المسألة:
الأول:
قال ابن رجب في (الرد على من اتبع غير المذاهب الأربع: 39 ـــ 40):
((فانظر إلى علم الإمام أحمد بالكتاب والسنة:
أما علمه بالكتاب؛ فإنه ـ رضي الله عنه ـ كان شديد العناية بالقرآن وفهمه وعلومه، وكان يقول لأصحابه: قد ترك الناس فهم القرآن.
ـ على وجه الذم لهم ـ.
وقد جمع في القرآن كثيرا من الكتب، ومن ذلك: كتاب الناسخ والمنسوخ. والمقدم والمؤخر.
وجمع التفسير الكبير، وهو محتو على كلام الصحابة والتابعين في التفسير.
وتفسيره من جنس التفاسير المنقولة عن السلف؛ من تفاسير شيوخه كعبدالرزاق، ووكيع، وآدم بن أبي إياس، وغيرهم. ومن تفاسير أقرانه:إسحاق وغيره. وممن بعده ممن هو على منواله كالنسائي وابن ماجه، وعبد بن حميد وابن أبي حاتم، وغيرهم من أهل الحديث.
وكل هؤلاء جمعوا الآثار المروية عن السلف في التفسير من غير زيادة كلام من عندهم)) انتهى كلام ابن رجب.
الثاني:
قال ابن حجر في (التلخيص: 4/ 80):
((وراه أحمد بن حنبل في تفسيره عن أبي معاوية عن حجاج عن عطية به نحوه)). يعني في تفسير ابن عباس لقوله تعالى: (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ... ).
وهنا ينتهي النزاع.
ويبقى النظر في حجم هذا التفسير، ومن رواه؟ ولماذا قل النقل عنه؟ وجمع المرويات المعزوة إليه ـ أعني التفسير ـ وغير ذلك من المباحث.
والله الموفق.
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[03 - 04 - 03, 10:07 ص]ـ
الأخ الكريم ابن القيم _ بارك الله لك في علمك_
جزاكم الله خيرا على هذه النقول القيمة.
ـ[طالب علم 1]ــــــــ[05 - 04 - 03, 05:24 ص]ـ
لل
¥(4/57)
ـ[أبو سليمان 1]ــــــــ[05 - 04 - 03, 05:44 ص]ـ
هناك بعض الأدلة الأخرى التي تؤكد صحة نسبة التفسير للإمام أحمد غير ما سبق ذكره في كلام الإخوان , منها:
1 - إسناد آخر للتفسير:
قال الروداني في "صلة الخلف بموصول السلف" (ص:170):
(التفسير للإمام أحمد بن محمد بن حنبل:
به - أي إسناد المؤلف - إلى الفخر ابن البخاري عن أبي علي حنبل بن عبد الله البغدادي عن أبي القاسم هبة الله بن الحصين عن الحسن بن علي بن المذهب عن أحمد بن جعفر القطيعي عن عبد الله بن الإمام عن الإمام) ا. هـ.
2 - نقل عن التفسير للإمام أحمد:
قال ابن قدامة في "المغني" (10/ 509): (روى الإمام أحمد في كتاب التفسير بإسناده عن ابن عمر: (من أوسط ما تطعمون أهليكم) قال: الخبز واللبن) ا. هـ ثم أورد جملة من الآثار في تفسير الآية عن جمع من التابعين , لا أدري هل هي من تفسير أحمد أم من غيره؟ فإن كانت من تفسيره وكان سائر الكتاب على هذا المنوال أيد ذلك صحة ما ذكر عن كبر هذا الكتاب , والله أعلم.
3 - وصف بعض العلماء للكتاب بأوصاف لا يمكن أن تصدر إلا من مطلع على الكتاب:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مقدمة التفسير" (ص:76): (وكذلك الإمام أحمد وغيره ممن صنف في التفسير يكرر الطرق عن مجاهد أكثر من غيره) ا. هـ
وقال في موضع آخر – كما في "الفتاوى" (16/ 540) -: (ولهذا كان المصنفون في التفسير من أهل النقل لا يذكرون عن واحد منهما – أي مقاتل والكلبي - شيئا , كمحمد بن جرير وعبد الرحمن بن أبي حاتم وأبي بكر بن المنذر , فضلا عن مثل أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه) ا. هـ
وقال أيضا في "منهاج السنة" (7/ 97): (وهذا "مسند أحمد" و"كتاب الزهد" له و"كتاب الناسخ والمنسوخ" و"كتاب التفسير" وغير ذلك من كتبه يقول: حدثنا وكيع، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان، حدثنا عبد الرزاق، فهذا أحمد.
وتارة يقول: حدثنا أبو معمر القطيعي , حدثنا علي بن الجعد , حدثنا أبو نصر التمار، فهذا عبد الله) ا. هـ.
وانظر أيضا: "الفتاوى" (6/ 389) , "منهاج السنة" (7/ 13، 178 - 179)، "درء التعارض" (2/ 22) , "مختصر الرد على البكري" (ص:18)
وقال ابن رجب في " الرد على من أجاز اتباع غير المذاهب الأربعة" (ص:): (وقد جمع – أي الإمام أحمد - في القرآن كثيرا من الكتب , من ذلك: كتاب "الناسخ والمنسوخ" و"المقدم والمؤخر" وجمع "التفسير الكبير" وهو محتو على كلام الصحابة والتابعين في التفسير، وتفسيره من جنس التفاسير المنقولة عن السلف من تفاسير شيوخه كعبد الرزاق ووكيع وآدم بن أبي إياس وغيرهم , ومن تفاسير أقرانه كإسحاق وغيره , وممن بعده ممن هو على منواله كالنسائي وابن ماجه وعبد بن حميد وابن أبي حاتم وغيرهم من أهل الحديث , وكل هؤلاء جمعوا الآثار المروية عن السلف في التفسير من غير زيادة كلام من عندهم) ا. هـ.
(تنبيه) هناك جملة من أقوال الإمام أحمد في التفسير جمعها القاضي أبو يعلى , ونقلها العلامة ابن القيم في "بدائع الفوائد" (3/ 108)، وهذه الأقوال يبدو أنها مجموعة من كلام أحمد المتفرق وليس لها علاقة بكتابه التفسير , والله أعلم.
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[06 - 04 - 03, 04:57 م]ـ
فهمت ما تفضلتم به مشكورين جزاكم الله خيرا وهذا جوابه
وأقول أما الرواية فاتفقنا – فيما فهمت - أنه لم تتصل بحسب علمنا رواية الكتاب من طريق أحدٍ من أهل الحديث و الفقه، و إنما قال الزجاج النحوي رحمه الله إنه استجاز من عبد الله روايته.
و أما الوجادة فما علمنا أن أحدا من العلماء الثقات العارفين بالفقه أو الحديث أخبر أنه شاهد كتاب التفسير لأحمد رحمه الله.
و أما نقل بعض روايات التفسير عن أحمد فما ينازع أحد أن أحمد رحمه الله قد حدَّث ببعض ذلك ابنه عبد الله أو وجده ابنه بخط والده، وهو يقول كثيرا في العلل وجدت بخط أبي رحمه الله، لكن ذلك لا يفيد أنه صنف كتابا مستقلا في التفسير فقد يكتب رحمه الله الآثار في تفسير آية يحتج بها على الجهمية و نحوذلك.
و أما كلام ابن رجب رحمه الله، فهل تعتقدون أنه وصله ولو مجلد واحد من الكتاب يشتمل على أجزاء منه؟ ولو تأملتم لفهمتم أن ذلك لا يمكن لأنه يكثر النقل في تخريج الأحاديث والآثار في كتبه، فلن يدع النقل منه ... فالظاهر إما أنه قلد من ذكرالتفسير ثم بنى كلامه في طريقة الكتاب على ما يعلمه يقينا من طريقة أحمد ... أو أنه اطلع على جزء فيه مرويات في التفسيرلأحمد رحمه الله فقال ذلك. فأحمد ممن يحرص أصحابه وغيرهم من المحدثين على رواياته وهو كثير التلاميذ و الأصحاب.
و التفسير مشتمل على فوائد جليلة في الحديث و غيره و أحمد رحمه الله مكثر جدا من الرواية فتفسيره إن صنفه فسيكون كبيرا لأن مروياته عن شيوخه وبخاصة المصنفين في التفسير كثيرة .... ومثله الجواب عما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية.
وكذلك كلام الحافظ ابن حجر قد يكون قلد فيه بعض المخرجين من الحنابلة في شروح الفقه أو غيرها ولا يفيد أنه اطلع ولو على أجزاء من الكتاب لأننا نعلم ذلك يقينا من استقراء كلامه في كتبه. ..
و أما أن الأئمة قد صنفوا في التفسير فنعم كثيرا كثيرا لكن كما ضاعت تصانيفهم الكبيرة في الحديث و ذهب كثير من مسانيدهم الكبار التي بكبرها يضرب المثل كذلك قد تكون ضاعت تلك الكتب أعني ما ثبت العزو إليهم أنهم صنفوه إذ الوهم في ذلك ممكن وكثير فلقد يقال مثلا عن بعض من عاصرنا إنه ألف كتابا كبيرا في كذا، ولا يكون الحال كذلك لوهم أو مبالغة أو تداخل في الأسماء.
¥(4/58)
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[06 - 04 - 03, 05:34 م]ـ
جزى الله أبا سليمان وابن القيم وابن وهب وما نقله الشيخ الفقيه عن الشيخ الطيار خيرا على نقولهم التي تثبت صحة نسبة التفسير لأحمد،
والكتب تثبت لأصحابها بأقل من ذلك بكثير، ولو فتحنا باب التشكيك في نسبة الكتب لأصحابها مع مثل هذه الأدلة لما صفا لنا كتاب إلا ما ندر، والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[17 - 04 - 03, 02:27 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
وفي نظري محال أن يصل الكتاب أو أجزاء منه إلى الحافظ ابن رجب ثم بعد ذلك إلى الحافظ ابن حجر ولا يطلع عليه أبو عبد الله الذهبي ..
فالاستدلال بما ذكرتم فيه هذا وغيره. و الله المستعان.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[14 - 09 - 03, 01:13 ص]ـ
جزى الله مشايخنا خيرا على بيانهم الواضح لنا في ثبوت هذا التفسير عن الإمام أحمد رحمه الله.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[13 - 03 - 05, 01:31 م]ـ
للفائدة.
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[14 - 03 - 06, 01:51 م]ـ
وممن أثبت هذا التفسير كذلك ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (13\ 385).
نعم حيث ذكر تفسير أحمد وتفسير اسحاق بن راهويه, بما معناه أنها --تفاسير تعتمد الاثر-- وبالتالي فهي أجل كتب التفسير في معرض رده على رأيه حول كتب المفسرين.
ولأنها بالنسبة لي ليست معروفة في حينه, فقد كنت أظن أن المقصد ككتاب التفسير في صحيح البخاري مثلاً, أي أنها جزء من مسند أحمد أو مسند ابن راهويه, ولكنني أشعر أن الأمر ليس كذلك, فعبارة شيخ الإسلام واضحة جلية, ويدعمها تقريباً أن كل إمام شهير مصنف له تفسير, كابن ماجه والبخاري وابن ابي حاتم وابن يمان والثوري وغيرهم
فكرت في جرد الأحاديث في مسند احمد, التي تعتبر كتفسير أو مناسبة للآيات القرآنية, ولكن ضيق الوقت وخسة الهمة لم تساعد, وحقاً أتمنى أن أجد هذا التفسير--سواءً الأصلي أو تجميع من مصنفات أحمد, كمسنده أو الرد على الزنادقة وغيرها على طاولتي.
لأن الشيء بالشئ يذكر: فالإمام الذهبي رحمه الله وسامحه, نفى أيضاً كتاب الرد على الجهمية لأحمد ابن حنبل, -- ابن تيمية ومن قبله من كبار الحنابلة وهم أقدم زمناً من الذهبي-- أكثر من النقل من هذا الكتاب -- ولمقدار الذهبي في قلوبنا, قلنا لاشك ان لديه حجة قوية, ولكن للأسف حجته هناك كحجته هنا, حيث أن عقله يرفض هذا, فدليله عقلي, ولا استغرب هذا ممن تمتلئ مصنفاته بـ ((وقبره يزار))
ومعذرة, وأرجو أن لايحذف الرد
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[17 - 03 - 06, 09:41 م]ـ
وهذا التفسير أنكره الإمام المؤرخ الذهبي، فقال (فتفسيره المذكو شيء لاوجود له، ولو وجد لاجتهد الفضلاء في تحصيله ولاشتهر، ثم لو ألف تفسيرا، لما كان يكون أكثر من عشرة آلاف أثر، ولاقتضى أن يكون في خمسة مجلدات، فهذا تفسير ابن جرير الذي جمع فيه لإاوعى ما يبلغ عشرين ألفا، وما ذكر تفسير أحمد أحد سوى أبي الحسن بن المنادى ........ ) 9 سير أعلام النبلاء (11\ 328 - 329).
هذا النقل عن الزجاج يقطع يقينا بوجود هذا التفسير العظيم، وهو من مفقودات الأمة.) انتهى كلام الشيخ مساعد حفظه الله
نعم ذكر هذا الحافظ المؤرخ الشهير أبو موسى المديني- القرن السادس الهجري وهو أقدم من الذهبي بقرنين-- في كتيبه: خصائص مسند أحمد وعزاها للخطيب, والقصة موجودة فعلاً في تاريخ الخطيب, ترجمة أبي عبد الرحمن عبد الله بن احمد بن حنبل رحمهم الله.
عدد أحاديث هذا التفسير: 120 الف
سمع عبد الله من ابيه: 80 الف
40 وجادة
ونص ماذكره ابن المنادى هو: لم يكن في الدينا أحد أروى عن ابيه منه, ................ الخ
هنت: ابو الحسين وليس الحسن, ابن المنادى
ـ[حسن تقي الدين]ــــــــ[08 - 04 - 06, 03:36 م]ـ
أرجوا من الأستاذ مساعد الطيار أن يعينني باقتراحاته في هذا الموضوع
مرويات أسباب النزول في السيرة النبوية جمع ودراسة وتوثيق وقد اقترح الدكتور عصام عبد المحسن أن أقوم بالمقارنة مع المرويات الواردة عند المفسرين أفدوني جزاكم اللع خيرا وقد طبعت بعض الكتب القريبة من الموضوع لكن لم أقف عليها ببعض المكتبات الكبيرة بالمغرب حيم تقي الدين almojid@hotmail.fr
ـ[ابن وهب]ــــــــ[04 - 03 - 07, 05:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تنبيه
قال ابن حجر في (التلخيص: 4/ 80):
((وراه أحمد بن حنبل في تفسيره عن أبي معاوية عن حجاج عن عطية به نحوه))
)
ابن حجر لم يطلع على كتاب التفسير للإمام أحمد
فإن قلت وما تفسيرك لهذا النص
فالجواب
تأمل في المشاركات 10 , 11 , 12
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=323997#post323997
ـ[حامد الاندلسي]ــــــــ[22 - 03 - 07, 09:55 م]ـ
جزاكم الله خيرا(4/59)
تطبيق قواعد قبول الأحاديث النبويّة على روايات الأنساب
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[28 - 03 - 03, 05:14 ص]ـ
قال الطبراني في (المعجم الكبير):
حدثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني حدثني أبي ثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال: أبوبكر الصديق اسمه: عبدالله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، شهد بدراً مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم). وأمّ أبي بكر (رضي الله عنه): أمّ الخير سلمى بنت صخر بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك، وأمّ أمّ الخير دلاف وهي أميمة بنت عبيد بن الناقد الخزاعي، وجدة أبي بكر: أمّ أبي قحافة أمينة بنت عبدالعزى بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب. اهـ.
قلت: أعلّ بعضهم رواية نسب أبي بكر الصديق هذه بأنّ في سندها ابن لهيعة.
فهل يصحّ مثل هذا العمل؟ هل تطبّق قواعد قبول الأحاديث النبويّة على روايات الأنساب؟
وبالنسبة لهذه الرواية خاصة: أليس ابن لهيعة يروي عن كتاب (المغازي) لعروة بن الزبير؟
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[28 - 03 - 03, 11:42 م]ـ
رأيي أن هذا لا يقبل من ابن لهيعة، فإذا كان يخطئ في الأسانيد على قصرها نسبيا مع هذا النسب، و الإسناد عليه مدار قبول الحديث ورفضه، فأولى أن لا يحفظ مثل هذا.
أما بالنسبة للسؤال العام (هل تطبّق قواعد قبول الأحاديث النبويّة على روايات الأنساب؟)، فأقول والله أعلم لا، فالأنساب مثلاً يقبل فيها من الإستفاضة المرسلة ما لا يقبل في الحديث.
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[28 - 03 - 03, 11:49 م]ـ
وما رأيك أنت؟ جزاك الله خيراً
ـ[علي الأسمري]ــــــــ[28 - 03 - 03, 11:56 م]ـ
حقيقة من أنفس ما قرأت واجمعه بحث للشيخ المحدث حاتم الشريف زاده الله فقهاً وعلماً
في (الأخبار التاريخية) وأظنه في مكتبة الموقع .....
ففي المقدمة ((تحدث مثبتاً التفريق بين الروايات الحديثية وغيرها بأدلة تفصيلية ... وأقول: يدخل في ذلك لزوماً من باب أولى علم النسب ونحوه)))
يقول:
وهنا أنبه: أن المحدثين قد دَلّت أقوالهم وتصرفاتهم أنهم كانوا يفرقون بين ما يضاف من الأخبار إلى النبي صلى الله عليه وسلم وما يضاف إلى غيره، مما له علاقة بالدين وما لا علاقة له بالدين. بل لقد بلغ كمال علمهم إلى درجة التفريق بين ما يضاف إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعضه عن بعض، فلأحاديث الأحكام والعقائد منهج فيه اختلاف عن منهج التعامل مع أحاديث الفضائل والرقائق ونحوها. بل أحاديث الأحكام نفسها لهم منهج في التعامل مع الحديث الذي يكون أصلاً في بابه، والحديث الذي يعتبر من شواهد الباب. ولهم في جميع ذلك إبداعات تخضع لها العقول، ونفحات إلهام تشهد بأن علمهم علم مؤيد من الباري سبحانه.
فمن عيوب بعض الدراسات التي نَوّهْتُ ببعضها آنفاً أنها كانت بحوثاً من غير المتخصصين في علم الحديث (ولا أقصد بذلك الشهادات والألقاب إنما أقصد الحقائق)، فجاءت في بعض الأحيان غير مراعية لتلك الفروق في منهج التعامل التي كان المحدثون يراعونها فخالفوا بذلك منهج الذين أرادوا تطبيق منهجهم!
ومن أصرح العبارات التي تدل عل ذلك النهج الحديثي: الباب الذي عقده الخطيب البغدادي في كتابه (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع): (2/ 316 - 320)، بعنوان: (ما لا يفتقر كتْبُه إلى إسناد). ومما جاء فيه قول الخطيب: ((وأما أخبار الصالحين، وحكايات الزهاد والمتعبدين، ومواعظ البلغاء، وحكم الأدباء = فالأسانيد زينة لها، وليست شرطا في تأديتها)) ثم أسند الخطيب إلى يوسف الرازي أنه قال: ((إسناد الحكمة وُجودُها)). وأسند عن ابن المبارك أنه سئل: ((نجد المواعظ في الكتب، فننظر فيها؟ قال: لا بأس، وإن وَجدتَ على الحائط موعظة فانظر فيها تتعِظ. قيل له فالفقه؟ قال: لا يستقيم إلا بسماع)).
ثم أسند الخطيب قصة رجل خراساني كان يجلس عند يزيد بن هارون فيكتب الكلام ولا يكتب الإسناد، فلما لاموه على ذلك قال: ((إن كان الذي كتبه الخراساني من أخبار الزهد والرقائق وحكايات الترغيب والمواعظ فلا بأس بما فعل، وإن كان من أحاديث الأحكام وله تعلق بالحلال والحرام فقد أخطأ في إسقاط إسناده؛ لأنها هي الطريق إلى تثبته، فكان يلزمه السؤال عن أمره والبحث عن صحته)).
وفي هذا السياق أشير إلى قضية مهمة، ربما غفل عنها كثيرون وهي أن لعلماء كل علم طريقتهم الخاصة في نقد علمهم، وفي الفحص عن صحة منقولهم ومعقولهم. ومن الخطأ الفادح أن نخلط بين معايير النقد المختلفة بين كل علم وآخر؛ لأن ذلك سيؤدي إلى هدم تلك العلوم!!
وأضرب على ذلك مثلا:
لو جئنا إلى الشعر الجاهلي وشعر صدر الإسلام، بل عموم دواوين الشعراء، خاصة في عصر الاحتجاج اللغوي، وأردنا أن نطبق عليها منهج المحدثين في نقد السنة = هل سنزيد إلا أن نهدم لغة العرب، بأعظم مما أراد أن يهدمها به طه حسين!!!
ذلك أن لأئمة اللغة معاييرهم الصحيحة الكافية لنقد علمهم، ولهم طرائقهم لفحص المنقول من اللغة. وقد بذلوا في ذلك جهودا عظيمة، أدوا بها الأمانة العظمى الملقاة على عواتقهم، خدمة للغة القرآن والسنة.
وفي هذا المجال أذكر بضرورة تعظيم أئمة كل علم في علمهم، واحترام تخصصات أصحاب التخصصات، فلا نزاحمهم ما دمنا لسنا من أصحاب ذلك العلم. خاصة أولئك الأعلام، من علماء علوم الإسلام على اختلاف فنونها ........ ))
وهو من أجمل ما قرأت له ما سبقه في علمي إلى مثل هذا التقرير النفيس إلا العالم الزاهد عبدالرحيم الطحان في دفاعه في كتاب التوحيد على من نفى قصة تضحية القسري بالجعد ((مذكرة التوحيد 1403هـ)
¥(4/60)
ـ[أبي الأنوار]ــــــــ[11 - 06 - 08, 07:01 م]ـ
ولكل علم خصوصياته
ـ[أبو_عبدالرحمن]ــــــــ[14 - 06 - 08, 10:49 ص]ـ
جزاكم الله خيراً، والذي أراه أن الطعن هنا كان في السند وليس في صحة صورة النسب، ومن المعلوم أن قواعد علم الحديث لا تطبق على الأعراف المتواترة سواءً كانت في الأنساب أو في غيرها. فعلم الحديث إنما وجد للبحث في ما لم يجمع عليه من الأحاديث وليس فيما اتفق عليه. سواءً كان الإجماع بسبب بلوغ السنة للبعض دون البعض الآخر أو بسبب الإثبات من البعض والإنكار من الآخرين وكم من حديث عليه العمل عند أهل العلم مجمعين عليه إلا أنه لا يصح له إسناد عند المحدثين.
ومن هنا فإنني أدعو إلى تتبع السنن المجمع عليها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاهتمام بذلك فهو يكون قاعدة مهمة لطالب العلم.(4/61)
طلب من الإخوة (عن مسألة زيادة الثقة)
ـ[أشرف منعاز]ــــــــ[29 - 03 - 03, 08:05 م]ـ
إخواني الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طلب مني أخ كريم أن أبحث له في المنتديات عن أبحاث أو محاضرات (
مكتوبة) أو الإشارة إلى الرابط الذي فيه البحث أو المقال أو المحاضرة
وجزاكم الله كل خير
والدال على الخير كفاعله
ـ[ابن وهب]ــــــــ[29 - 03 - 03, 09:46 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3604&highlight=%D2%ED%C7%CF%C9+%C7%E1%CB%DE%C9
===============
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2991&highlight=%D2%ED%C7%CF%C9+%C7%E1%CB%DE%C9
==========
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=504&highlight=%D2%ED%C7%CF%C9+%C7%E1%CB%DE%C9
=============
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2185&highlight=%D2%ED%C7%CF%C9+%C7%E1%CB%DE%C9
===============
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2560&highlight=%D2%ED%C7%CF%C9+%C7%E1%CB%DE%C9
============
مواضيع ذات صلة
مقالات حول منهج المتقدمين
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2091&highlight=%D2%ED%C7%CF%C9+%C7%E1%CB%DE%C9
تفرد الثقة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2521&highlight=%D2%ED%C7%CF%C9+%C7%E1%CB%DE%C9
ـ[أشرف منعاز]ــــــــ[30 - 03 - 03, 01:06 ص]ـ
أعتذر إليك أخي الحبيب فقد حدث خطأ في كتابة شكرك بدلا من أكتبه هنا كتبته في موضوع مستقل
وجزاكم الله كل خير
جعلها الله في ميزان حسناتك وبارك الله فيكم
ومع ذلك الأخ يطلب المزيد
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[30 - 03 - 03, 11:53 ص]ـ
ابن معين
زيادة الثقة بين المحدثين والفقهاء
من المسائل المهمة والتي لها أثر في الحكم على الأحاديث مسألة (زيادة الثقة) وهذه المسألة مما كثر الكلام فيها والكتابه عنها، وقد أحببت بكتابة مقالة أبين فيها ملحظا فات الكثير ممن تكلم فيها وهو أن منشأ الخلاف في هذه المسألة هو وجود الخلاف بين منهج المحدثين وبين منهج الفقهاء والأصوليين في الكلام على الأحاديث.
وقد نص غير واحد من أهل العلم على أن القول بقبول زيادة الثقة مطلقا هو قول جمهو الفقهاء والأصوليين، وإليك كلام بعض أهل العلم في ذلك:
قال ابن حزم: (وإذا روى العدل زيادة على ما روى غيره،فسواء انفرد بها أو شاركه فيها غيره مثله أو دونه أو فوقه،فالأخذ بتلك الزيادة فرض).
وقال ابن الصلاح في مقدمته _بعد أن ذكر قول من قال بأخذ زيادة الثقة مطلقا _: (هو الصحيح في الفقه وأصوله)!!.
وقال ابن الوزير: (أن يرفع الحديث بعض الثقات ويقفه الباقون، أو يسنده ويرسلوه، ونحو ذلك من العلل،وهذا النوع مما اختلف في القدح به،وأكثر علماء الأصول على أنه لا يقدح في صحة الحديث ولا في الراوي،وأكثر المحدثين على القدح به في الحديث إذا غلب على الظن وقوع الوهم فيه،وفي الراوي إذا أكثر من ذلك).
قلت: وأما أهل الحديث ونقاده فليس لهم في زيادة الثقة قول مطرد،بل ينظرون إلى القرائن في كل حديث ويرجحون بحسبها.
قال العلائي: (وأما أئمة الحديث فالمتقدمون منهم كيحيى بن سعيد القطان وعبدالرحمن بن مهدي،ومن بعدهما كعلي بن المديني وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وهذه الطبقة، وكذلك من بعدهم كالبخاري وأبي حاتم وأبي زرعة الرازيين ومسلم والنسائي والترمذي وأمثالهم،ثم الدارقطني والخليلي،كل هؤلاء يقتضي تصرفهم في الزيادة قبولاً ورداً الترجيح بالنسبة إلى ما يقوى عند الواحد منهم في كل حديث،ولا يحكمون في المسألة بحكم كلي يعم جميع الأحاديث،وهذا هو الحق الصواب).
والقول بقبول زيادة الثقة مطلقاً لا يتوافق مع منهج أهل الحديث الذين يشترطون في الصحيح أن لا يكون شاذاً.
قال ابن الصلاح بعد أن عرّف الحديث الصحيح وفيه "أن لا يكون شاذاً ولا معللاً": (وهذا هو الحديث الصحيح المجمع عليه عند أهل الحديث).
¥(4/62)
ولذا قال ابن دقيق العيد: (وزاد أصحاب الحديث "أن لا يكون شاذاً ولا معللاً"،وفي هذين الشرطين نظر على مقتضى نظر الفقهاء،فإن كثيراً من العلل التي يعلل بها المحدثون الحديث لا تجري على أصول الفقهاء).
وقال ابن حجر: (اشتهر عن جمع من العلماء القول بقبول الزيادة مطلقاً من غير تفصيل،ولا يتأتى ذلك على طريق المحدثين الذين يشترطون في الصحيح أن لا يكون شاذاً،ثم يفسرون الشذوذ بمخالفة الثقة من هو أوثق منه،والعجب ممن أغفل ذلك منهم مع اعترافه باشتراط انتفاء الشذوذ في حد الحديث الصحيح وكذا الحسن.
والمنقول عن أئمة الحديث المتقدمين كعبدالرحمن بن مهدي ويحي القطان وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعلي بن المديني والبخاري وأبي زرعة وأبي حاتم والنسائي والدارقطني وغيرهم،اعتبار الترجيح فيما يتعلق بالزيادة وغيرها.ولا يعرف عن أحد منهم اطلاق قبول الزيادة).
__________________
خليل بن محمد
بارك الله في شيخنا (هشام) على هذا المبحث الطيب.
وللفائدة فقد كتب الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله مبحث نفيس جداً حول زيادة الثقة في تقديمه للإلزامات والتتبع للدارقطني.
وقد أثنى على مبحث الشيخ مقبل الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف.
ولدي مجموعة من نصوص الأئمة حول هذه المسئلة.
أذكر منها ما جاء في ((نصب الراية)) (1/ 336 ـ 337) في نقلٍ عن الحافظ ابن عبد الهادي:
[والزيادة من الثقة مقبولة.
قلنا: ليس ذلك مجمعا عليه , بل فيه خلاف مشهور , فمن الناس من يقبل زيادة الثقة مطلقا , ومنهم من لا يقبلها , والصحيح التفصيل , وهو أنها تقبل في موضع دون موضع:
1 ـ فتقبل إذا كان الراوي الذي رواها ثقة حافظا ثبتا , والذي لم يذكرها مثله , أو دونه في الثقة , كما قبل الناس زيادة مالك بن أنس , قوله: " من المسلمين " , في صدقة الفطر , واحتج بها أكثر العلماء.
2 ـ وتقبل في موضع آخر لقرائن تخصها , ومن حكم في ذلك حكما عاما فقد غلط , بل كل زيادة لها حكم يخصها
3 ـ ففي موضع يجزم بصحتها , كزيادة مالك ,.
4 ـ وفي موضع يغلب على الظن صحتها , كزيادة سعد بن طارق في حديث: {جعلت الأرض مسجدا , وجعلت تربتها لنا طهورا} " , وكزيادة سليمان التيمي في حديث أبي موسى: " وإذا قرأ فأنصتوا "
5 ـ وفي موضع يجزم بالزيادة , كزيادة معمر , ومن وافقه , قوله: " وإن كان مائعا فلا تقربوه " , وكزيادة عبد الله بن زياد ذكر البسملة في حديث {قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين} " , وإن كان معمر ثقة. وعبد الله بن زياد ضعيفا , فإن الثقة قد يغلط.
6 ـ وفي موضع يغلب على الظن خطؤها , كزيادة معمر في حديث ماعز " الصلاة عليه " , رواها البخاري في " صحيحه " , وسئل هل رواها غير معمر؟ فقال: لا وقد رواه أصحاب السنن الأربعة عن معمر , وقال فيه: ولم يصل عليه , فقد اختلف على معمر في ذلك , والراوي عن معمر هو عبد الرزاق وقد اختلف عليه أيضا , والصواب أنه قال: ولم يصل عليه.
7 ـ وفي موضع يتوقف في الزيادة , كما في أحاديث كثيرة , وزيادة نعيم المجمر التسمية في هذا الحديث مما يتوقف فيه , بل يغلب على الظن ضعفه.]
هيثم حمدان
ولا يفوتني أن أذكّر الإخوة بأنّ للشيخ حمزة المليباري مباحث في هذه المسألة في كتابي (الموازنة بين المتقدّمين والمتأخرين) و (الحديث المعلول).
خليل بن محمد
من خلال جمعي للأحاديث التي حكم عليها الشيخ المحدّث:
سليمان العلوان
وجدت له مبحث نفيس جدا، أصّل فيه هذه المسألة تأصيلاً بديعاً، فإلى المبحث:
قال حفظه الله تعالى:
[وقوله (والوصل زيادة واجب قبولها من الثقة).
وهذا قول الخطيب وتبعه على ذلك كثير من الفقهاء والأصوليين وجماعة من المتأخرين.
وفيه نظر كثير.
فأئمة هذا الشأن العارفون بعلل الأحاديث المتخصصون بذلك أمثال ابن مهدي والقطان وأحمد والبخاري ومسلم وأبي داود والنسائي والترمذي لا يقولون بذلك.
ولا يحكمون على هذه المسألة بحكم مستقل. بل يعتبرون القرائن ويحكمون على كل حديث بما يترجح عندهم.
وتأمل في صنيعهم والمنقول عنهم ترى وضوح هذا المنهج.
¥(4/63)
قال الحافظ ابن حجر في النكت (2/ 687) والذي يجري على قواعد المحدثين أنهم لا يحكمون عليه بحكم مستقل من القبول والرد بل يرجحون بالقرائن كما قدّمناه في مسألة تعارض الوصل والإرسال .. ).
ونحو هذا قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في شرح علل الترمذي (2/ 630 - 643).
وقال الحافظ العلائي في نظم الفرائد ص (376) وأما أئمة الحديث فالمتقدمون منهم كيحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي ومن بعدهما كعلي بن المديني وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وهذه الطبقة وكذلك من بعدهم كالبخاري وأبي حاتم وأبي زرعة الرازي ومسلم والنسائي والترمذي وأمثالهم ثم الدارقطني والخليلي كل هؤلاء يقتضي تصرفهم من الزيادة قبولاً ورداً الترجيح بالنسبة إلى ما يقوى عند الواحد منهم في كل حديث ولا يحكمون في المسألة بحكم كلي يعم جميع الأحاديث وهذا هو الحق الصواب ... ).
وكلام الأئمة في مثل هذا كثير، وحاصل كلامهم أن وصل الثقة وزيادته تقبل في موضع وترد في موضع آخر على حسب القرائن المحتفة بذلك.
فإذا تفرد الثقة بوصل حديث أو زيادة لفظة فيه وخالف غيره فيحكم للثقة الضابط، وإذا اختلف ثقاة حفاظ متقاربون في ذلك قدم الأكثر.
فإذا كان لأحدهم اختصاص بمرويات شيخه قدم على غيره.
ومن القرائن المرجحة اتفاق الحفاظ الناقدين على تصحيح وصل أو ترجيح إرسال.
مثال ذلك روى أحمد في مسنده (2/ 8 - ) وأبو داود (3179) والترمذي (1007) والنسائي (4/ 56) وغيرهم من طرق عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه قال ((رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر يمشون أمام الجنازة)) ورفعه خطأ والصواب أنه مرسل قال أبو عيسى الترمذي رحمه الله (حديث ابن عمر هكذا رواه ابن جريج وزياد بن سعد وغير واحد عن الزهري عن سالم عن أبيه نحو حديث ابن عيينة.
وروى معمر ويونس بن يزيد ومالك وغيرهم من الحفاظ عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمشي أمام الجنازة.
وأهل الحديث كلهم يَرَوْن أن الحديث المرسل في ذلك أصح.
وسمعت يحيى بن موسى يقول: سمعت عبد الرزاق يقول: قال ابن المبارك: حديث الزهري في هذا مرسل، أصح من حديث ابن عيينة .. ).
وقال الإمام النسائي والصواب مرسل.
فأنت ترى اتفاق المحدثين على تصحيح إرساله وقد خالف في ذلك بعض أهل العلم فصحح رفعه وهذا غلط.
ولا أرى لتصحيحه وجهاً معتبراً فأوثق الناس في الزهري ماعدا ابن عيينة يروونه مرسلاًَ واتفاق أكابر الحفاظ على تصحيح إرساله قرينة مرجحة لذلك والله أعلم.]
http://www.alsalafyoon.com/SuliemaAlwan/LaYughlab.htm
عبدالرحمن الفقيه
مما يضاف
قال الإمام النووي في المجموع (4/ 246) (قد تقرر وعلم أن المذهب الصحيح الذي عليه الجمهور من أصحاب الحديث والفقه والأصول قبول زيادة الثقة، لكن يعتضد قول البيهقي بما قررناه في علوم الحديث أن أكثر المحدثين يجعلون مثل هذه الزيادة شاذا ضعيفاً مردوداً، فالشاذ عندهم أن يرووا ما لا يرويه سائر الثقات، سواء خالفهم أم لا ومذهب الشافعي وطائفة من علماء الحجاز أن الشاذ ما يخالف الثقات أما ما لا يخالفهم فليس بشاذ، بل يحتج به وهذا هو الصحيح وقول المحققين))
ومما يضاف
بحث في مجلة الحكمة العدد السابع عشر
من صفحة 121 الى ص 188 لأبي بكر البغدادي
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[30 - 03 - 03, 12:01 م]ـ
تسع فوائد نفيسة في زيادات الثقات لماهر الفحل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3061&highlight=%CA%D3%DA
اختلاف الثقة مع الثقات لماهر الفحل
اختلاف الثقة مع الثقات
إن الاختلافات الواردة في المتن أو الإسناد تتفرع أنواعاً متعددة، لكل نوع اسمه الخاص به، ومن تلك الاختلافات هو أن يخالف الثقة ثقات آخرين، مثل هذه المخالفة تختلف، ربما تكون من ثقة يخالف ثقة آخر، أو من ثقة يخالف عدداً من الثقات، وإذا كان المخالف واحداً وليس جمعاً فيشترط فيه أن يكون أوثق ممن حصل فيه الاختلاف، وهذا النوع من المخالفة يطلق عليه عند علماء المصطلح الشاذ ()، وهو: أن يخالف الثقة من هو أوثق منه عدداً أو حفظاً.
وهذا التعريف مأخوذ من تعريف الشافعي للشاذ، فقد روي عن يونس بن
¥(4/64)
عبد الأعلى ()، قال: قال لي الشافعي -رحمه الله-: ((ليس الشاذ من الحديث أن يروي الثقة ما لا يروي غيره، إنما الشاذ: أن يروي الثقة حديثاً يخالف ما روى الناس)) ().
والشاذ في اللغة: المنفرد، يقال: شذّ يَشُذُّ ويشِذُّ – بضم الشين وكسرها – أي: انفرد عن الجمهور، وشذَّ الرجلُ: إذا انفرد عن أصحابه. وكذلك كل شيء منفرد فهو شاذ. ومنه: هو شاذ من القياس، وهذا مما يشذ عن الأصول، وكلمة شاذة…وهكذا ().
إذن: الشذوذ هو مخالفة الثقة للأوثق حفظاً أو عدداً، وهذا هو الذي استقر عليه الاصطلاح ()، قال الحافظ ابن حجر: ((يختار في تفسير الشاذ أنه الذي يخالف رواية من هو أرجح منه)) ().
ثم إن مخالفة الثقة لغيره من الثقات أمر طبيعي إذ إن الرواة يختلفون في مقدار حفظهم وتيقظهم وتثبتهم من حين تحملهم الأحاديث عن شيوخهم إلى حين أدائها. وهذه التفاوتات الواردة في الحفظ تجعل الناقد البصير يميز بين الروايات، ويميز الرواية المختلف فيها من غير المختلف فيها، والشاذة من المحفوظة، والمعروفة من المنكرة.
ومن الأمثلة لحديث ثقة خالف في ذلك حديث ثقة أوثق منه:
ما رواه معمر بن راشد ()، عن يحيى بن أبي كَثِيْر، عن عبد الله بن أبي قتادة ()، عن أبيه ()، قال: ((خرجت مع رسول الله r زمن الحديبية، فأحرم أصحابي ولم أحرم، فرأيت حماراً فحملت عليه، فاصطدته، فذكرت شأنه لرسول الله r ، وذكرت أني لم أكن أحرمت، وأني إنما اصطدته لك؟ فأمر النَّبِيّ r أصحابه فأكلوا، وَلَمْ يأكل مِنْهُ حِيْنَ أخبرته أني اصطدته لَهُ)) ().
فهذا الحديث يتبادر إلى ذهن الناظر فيه أول وهلة أنه حديث صحيح، إلا أنه بعد البحث تبين أن معمر بن راشد – وهو ثقة – قد شذ في هذا الحديث فقوله: ((إنما اصطدته لك))، وقوله: ((ولم يأكل منه حين أخبرته أني اصطدته له)). جملتان شاذتان شذ بهما معمر بن راشد عن بقية الرواة.
قال ابن خزيمة: ((هذه الزيادة: ((إنما اصطدته لك))، وقوله: ((ولم يأكل منه حين أخبرته أني اصطدته لك))، لا أعلم أحداً ذكره في خبر أبي قتادة غير معمر في هذا الإسناد، فإن صحت هذه اللفظة فيشبه أن يكون r أكل من لحم ذلك الحمار قبل
[أن] () يعلمه أبو قتادة أنه اصطاده من أجله، فلما أعلمه أبو قتادة أنه اصطاده من أجله امتنع من أكله بعد إعلامه إياه أنه اصطاده من أجله؛ لأنه قد ثبت عنه r أنه قد أكل من لحم ذلك الحمار)) ().
هكذا جزم الحافظ ابن خزيمة بتفرد معمر بن راشد بهاتين اللفظتين، وهو مصيب في هذا، إلا أنه لا داعي للتأويل الأخير لجزمنا بعدم صحة هاتين اللفظتين – كما سيأتي التدليل عليه -.
وقال أبو بكر بن زياد النيسابوري () - شيخ الدارقطني -: ((قوله: " اصطدته لك "، وقوله: " ولم يأكل منه "، لا أعلم أحداً ذكره في هذا الحديث غير معمر)) ().
وقال البيهقي: ((هذه لفظة غريبة لم نكتبها إلا من هذا الوجه، وقد روينا عن أبي حازم بن دينار، عن عبد الله بن أبي قتادة في هذا الحديث أن النبي r أكل منها، وتلك الرواية أودعها صاحبا الصحيح () كتابيهما دون رواية معمر وإن كان الإسنادان صحيحين)) ().
وقال ابن حزم: ((لا يخلو العمل في هذا من ثلاثة أوجه. إما أن تغلب رواية الجماعة () على رواية معمر لا سيما وفيهم من يذكر سماع يحيى من أبي قتادة ()، ولم يذكر معمرا، أو تسقط رواية يحيى بن أبي كثير جملة؛ لأنه اضطرب عليه ()، ويؤخذ برواية أبي حازم وأبي محمد وابن موهب الذين لم يضطرب عليهم؛ لأنه لا يشك ذو حسٍّ أن إحدى الروايتين وهم، إذ لا يجوز أن تصح الرواية في أنه عليه السلام أكل منه، وتصح الرواية في أنه عليه السلام لم يأكل منه، وهي قصة واحدة في وقت واحد في مكان واحد في صيد واحد)) ().
وسأشرح الآن شذوذ رواية معمر، فأقول:
خالف معمر رواية الجمع عن يحيى، فقد رواه هشام الدستوائي () – وهو ثقة ثبت () -، وعلي بن المبارك () -وهو ثقة () -، ومعاوية بن سلام () -وهو ثقة () -، وشيبان بن عبد الرحمان () -وهو ثقة () -، فهؤلاء أربعتهم رووه عن يحيى بن أبي كثير، ولم يذكروا هاتين اللفظتين.
كما أن الحديث ورد من طريق عبد الله بن أبي قتادة من غير طريق يحيى بن أبي كثير، ولم تذكر فيه اللفظتان مما يؤكد ذلك شذوذ رواية معمر بتلك الزيادة؛ فَقَدْ رَوَاهُ عثمان بن عَبْد الله بن موهب () – وَهُوَ ثقة () -، وأبو حازم سلمة بن دينار ()
- وَهُوَ ثقة () -، وعبد العزيز بن رفيع () –وَهُوَ ثقة () -، وصالح بن أبي حسان () - وهو صدوق () -؛ فهؤلاء أربعتهم رووه عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، ولم يذكروا هاتين اللفظتين، كما أن هذا الحديث روي من طرق أخرى عن أبي قتادة، وليس فيه هاتان اللفظتان: فقد رواه نافع مولى أبي قتادة () -وهو ثقة () -، وعطاء بن يسار () - وهو ثقة () -، ومعبد بن كعب بن مالك () - وهو ثقة () -، وأبو صالح مولى التوأمة () - وهو مقبول () - فهؤلاء أربعتهم رووه دون ذكر اللفظتين اللتين ذكرهما معمر، وهذه الفردية الشديدة مع المخالفة تؤكد شذوذ رواية معمر لعدم وجودها عند أحدٍ من أهل الطبقات الثلاث.
والذي يبدو لي أن السبب في شذوذ رواية معمر بن راشد دخول حديث في حديث آخر؛ فلعله توهم بما رواه هو عن الزهري، عن عروة، عن يحيى بن عبد الرحمان ابن حاطب، عن أبيه أنه اعتمر مع عثمان في ركب، فأهدي له طائر، فأمرهم بأكله، وأبى أن يأكل، فقال له عمرو بن العاص: أنأكل مما لست منه آكلاً، فقال: إني لست في ذاكم مثله، إنما اصطيد لي وأميت باسمي ().
فربما اشتبه عليه هذا الحديث بالحديث السابق، والله أعلم.
الدكتور ماهر ياسين الفحل
العراق الأنبار الرمادي ص ب 735
al-rahman@uruklink.net
¥(4/65)
ـ[أشرف منعاز]ــــــــ[01 - 04 - 03, 08:16 م]ـ
جزى الله الإخوة خير الجزاء
وبارك الله فيهم
وجعل ما كتبوه أو نقلوه في ميزان حسناتهم(4/66)
كلام العلماء في تساهل السيوطي (أرجو المشاركة)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 03 - 03, 01:36 م]ـ
هذا الموضوع كتبته استجابة لطلب من أحد الإخوة الذي يكثر من محاورة الصوفية. وهم يحتجون دوماً بكلام السيوطي ولا يقبلون تخريجات الألباني وغيره. وطلب مني ذكر أقوال العلماء غير السلفيين الذين يذكرون تساهل السيوطي وغيره من علماء الصوفية:
قال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة في هامش كتاب "الأجوبة الفاضلة" للكنَوي عن السيوطي: "وهو أوسع العلماء الأجلَّة الذين ذكرتُهم تساهلاً في إيراد الحديث الضعيف والتالف والموضوع وشبهه في كتبه ورسائله"
وقال أبو غدة في نفس الصفحة: "والأحاديث الموضوعة التي وقعت للحافظ السيوطي رحمه الله تعالى في (الجامع الصغير) كثيرة غير قليلة"
وقال: "أما الأحاديث الضعيفة فقد أكثر منها جداً"
وقال المناوي في تعقباته على السيوطي في شرحه للجامع الصغير (1\ 40): " ... وقد أكثر المؤلّف في هذا (الجامع الصغير) من الأحاديث الضعيفة"
أما أحمد بن صديق الغماري فله كتاب كامل في الرد على السيوطي اسمه "المُغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير"
قال في فاتحة كتابه المذكور عن السيوطي: "ومنها أحاديث لم يَظن هو أنها موضوعة، لأنه متساهلٌ في ذلك غاية التساهل. فلا يكاد يحكم على حديثٍ بالوضع إلا إذا دعته الضرورة إلى ذلك. وما عدا ذلك فإنه يتساهل في إيراد الحديث الموضوع، بل وفي الاحتجاج به أيضاً! "
أرجو من الإخوة المشاركة بالمزيد سواء عن السيوطي أم عن غيره من المتأخرين الذي يفرط الصوفية في الاحتجاج بهم على أهل السنة.
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[30 - 03 - 03, 06:12 م]ـ
وأيضاً يحذر من أحكام السيوطي في الجامع الصغير بالجملة تصحيحا ً وتضعيفاً بسبب الخلط في نقل الرموز التي يسهل الخطأ فيها.
قال المناوي: " على أنه كان ينبغي له أي المؤلف أن يعقب كل حديث بالإشارة بحاله بلفظ صحيح أو حسن أو ضعيف في كل حديث فلو فعل ذلك كان أنفع وأصنع ولم يزد الكتاب به إلا وريقات لا يطول بها
وأما ما يوجد في بعض النسخ من الرمز إلى الصحيح والحسن والضعيف بصورة رأس صاد وحاء وضاد فلا ينبغي الوثوق به لغلبة تحريف النساخ على أنه وقع له ذلك في بعض دون بعض كما رأيته بخطه فكان المتعين ذكر كتابة صحيح أو حسن أو ضعيف في كل حديث قال الحافظ العلائي على من ذكر حديثا اشتمل سنده على من فيه ضعف أن يوضح حاله خروجا عن عهدته وبراءة من ضعفه انتهى
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[30 - 03 - 03, 09:22 م]ـ
قال شيخنا المحدث عبدالعزيز الطريفي في جوابه على أسئلة المُلتقى:
السؤال الأربعون: ما رأيكم تصحيحات وتحسينات الإمام السيوطي؟
الجواب: السيوطي رحمه الله من الأئمة المحققين إلا أنه متساهل في تصحيح الأخبار بكثرة الطرق، حتى وإن كانت شديدة الضعف، ومن تأمل كتبه علم ذلك منه (رحمه الله)، وقد توسع في تقوية الاحاديث بالشواهد والمتابعات، ويقوي أحاديث لم يسبقه إلى تقويتها أحد من الحفاظ المعتبرين.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[12 - 05 - 03, 08:24 م]ـ
أحمد الغماري نفسه متساهل إلى الغاية، وتتبع أحكامه على الأحاديث يطول ..
لكن يكفي أن أذكر هنا أنه يقول عن حديث الطير ما معناه: إذا لم يصح فليس في الدنيا حديث صحيح.
وله رسالتان في تصحيح حديثي: (أنا مدينة العلم وعلي بابها) و (ابتغوا الخير عند حسان الوجوه).
ـ[مرهف]ــــــــ[13 - 05 - 03, 04:13 ص]ـ
للدكتور بديع السيد اللحام رسالة دكتوراه نوقشت في باكستان بعنوان (الإمام السيوطي وجهوده في الحديث وعلومه) وقد طبعت في دار قتيبة وناقش هذه المسألة حول تساهل السيوطي، وملخص الكلام: إن كان السيوطي مجتهداً في الحديث وله قواعده الخاصة في التصحيح والتضعيف ـ وهو قد بلغ رتبة الحافظ ـ واشتهر بخاتمة الحفاظ فلا نوسمه بالتساهل لأن الاجتهاد لا ينتقض بالاجتهاد.والله أعلم
ـ[الطارق بخير]ــــــــ[13 - 05 - 03, 12:37 م]ـ
قال الألوسي -رحمه الله تعالى- في كتابه النافع غاية الأماني (1/ 51) ناقلا عن الشيخ بدر الدين الحلبي في كتابه (الإرشاد والتعليم):
"وفي تنوي الحلك لجلال الدين السيوطي الذي رد به على منكري رؤيته -صلى الله عليه وسلم- بعد وفاته في اليقظة طرف من ذلك [أي من القصص التي فيها التقاء بعض الناس بالنبي -صلى الله عليه وسلم- بعد موته]، وكل ما أتى به لا دليل فيه، وأطال الكلام في ذلك ثم قال: "وقد ذكر عن السلف والخلف وهلم جرا ممن كانوا رأوه في اليوم، فرأوه بعد ذلك في اليقظة، وسألوه عن أشياء كانوا منها متشوشين فأخبرهم بتفريجها، ونص لهم على الوجوه التي منها فرجها، فجاء الأمر كذلك بلا زيادة ولا نقص، انتهى المراد منه.
وليت شعري لم كان عثمان يطلب شاهدين من كل من أتاه بآية يشهدان على أنها من القرآن، وهلا رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- يقظة وسأله عن تلك الآية، وهو وسائر الصحابة أحق ممن ذكر بهذه الفضيلة،
وقد وقع بينهم من الاختلاف لم يره أحد منهم ويدفع إشكاله!
والسيوطي -رحمه الله- كان فيما ألفه من الكتب حاطب ليل في كل كتاب له مذهب ومشرب، وما أتى به في كتابه هذا لا يعول عليه كما سيرد عليك مردودا"
اهـ كلام الألوسي - رحمه الله-.
¥(4/67)
ـ[مرهف]ــــــــ[14 - 05 - 03, 12:22 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
أشكرك أخي الطارق على هذه المعلومة ولكن كل إنسان يؤخذ منه ويرد عليه إلا صاحب القبر النبي صلى الله عليهو سلم والمسألة التي تحدث فيها عن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة مسألة خلافية واحتد فيها النقاش والجدال بين السخاوي والسيوطي وللشيخ مصطفى الزرقا كتيب (السنة في ميزان العقل) مفيد، وأما السيوطي حاطب ليل، فهذه تحتاج لنظر طويل فليس كل جماع حاطب ليل فحاطب الليل يجمع مما هب ودب والمدقق في كتابات السيوطي رحمه الله يراه كثير الجمع مما يدل على سعة اطلاعه وتبحره ولكن التأليف بين المنقول والتوفيق ليس بالأمر السهل.
أما بالنسبة لتصحيحات السيوطي ورموزه في الجامع الصغير فإني ممن اطلع على نسخ خطية للجامع الصغير ووجدت اختلافاً كبيراً بين النسخ الخطية مع بعضها وبين النسخ الخطية والمطبوع ولو قارنت بين النسخ المحققة والمطبوعة لوجدت اختلافاً في رموز التصحيح والتضعيف مما يدلك على أن هذه الرموز إما أن تكون من غير السيوطي بل وضع بعضها السيوطي ـ وهذا فيما اتفقتعليه النسخ أو جزم المناوي في شرحه أنها من رمز السوطي ـ أو أن يكون النساخ للجامع الصغير تصرفوا في الرموز فسبق نظرهم إلى حديث فوضعوا رمزه لحديث آخر و .. و .. الخ.
ثم إن المقصد من الجامع الصغير أن ينفع الخطباء والوعاظ والفقهاء ومعلوم عند امحدثين أن الاستدلال بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال جائز، ووجود بعض الأحاديث الموضوعة أو الضعيفة جداً لا ينزل من مقام الكتاب ولا صاحبه شيئاً إذ أنها قليلة مقابل عدد الأحاديث الموجودة في الجامع الصغير ولا تشكل نسبياً شيئا، فقد استدرك ابن الجوزي على مسند الإمام أحمد رحمه الله أحاديث رآها موضوعة وتتبعه ابن حجر والسيوطي ولم يضر ذلك في المسند شيئاً لأن الأحاديث المستدركة عليه قليلة جداً والله أعلم.
ـ[عبدالإله النرجس]ــــــــ[28 - 02 - 06, 01:17 ص]ـ
للزيادة
ـ[الجميعي فواز]ــــــــ[02 - 03 - 06, 07:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن وآلاه وبعد
فهذا بحث للدكتور / عدنان درويش يجلي شيئاً من حقيقة الجلال السيوطي ـ عفا الله عنه ـ
وإليكم هذا البحث ......... رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وهدان إلى سراطه المستقيم ....... أخوكم أبو عبدالله السلفي فواز الجميعي
اتِّهَام الجَلال السُّيوطي بَينَ التبرئَة وَالإِدانة - د. عدنان درويش (*)
*تمهيد: حفول القرن التاسع للهجرة بالعلماء الموسوعيين:
في سحر ليلة يوم الجمعة التاسع عشر من جمادى الأولى سنة إحدى عشرة وتسعمئة للهجرة، انطفأ وهج السراج، وفارق القلمَ عشيرُه، مات الإمام العلامة جلال الدين السيوطي، فَصَوَّحت روضة المقياس (1)، بغياب من كان يتعهدها بالعلم، ويعمرها بالاشتغال والاشغال والتصنيف، وأمضى في ذلك من العمر ستة عقود تزيد سنتين إلا قليلاً، كان العقد السادس الأخير منها في ريق المئة العاشرة، والعقود الخمسة قبله هي النصف الثاني من المئة التاسعة، في هذه العقود الخمسة من حياة الحضارة الإسلامية في هذا القرن كانت نشأة الجلال، واشتغاله وتكونه العلمي، ثم اكتماله عالماً موسوعياً مبدعاً.
كانت هذه المئة كسابقتها المئة الثامنة من أغنى حقب تاريخ الحضارة الإسلامية حفولاً بالأعلام العظماء الذين بنوا وأثروا آثاراً جليلة في شتى ميادين المجتمع الإنساني في حركته الحضارية والمعرفية، برز ذلك في الحكم والإدارة، والعمران، والعلوم، والثقافة، والآداب، والفنون، والاقتصاد، وغير ذلك من أفانين النشاط المعرفي الإنساني. ونبغ في هذين القرنين ـ الثامن والتاسع ـ علماء أغنوا المكتبة العربية الإسلامية التي بدأ تكوينها منذ إرهاصات حركة التدوين في بدايات القرن الثاني للهجرة، وتسارع مسار هذه الحركة صعداً ونماءً في النصف الثاني من ذلك القرن وما تلاه من الزمان، أغناها هؤلاء العلماء بما أنتجته قرائحهم من معارف الإنسان من ناحية وبما وظفوه من التراث الفكري المكتوب الذي ورثوه من أسلافهم بالشرح، والاختيار، والاختصار، والجمع، والتحشية، والمضاهاة، والمحاكاة، والنقد وما إلى ذلك من ناحية أخرى، فزخرت
¥(4/68)
المكتبة العربية بعشرات الآلاف من كتب تناولت كل شعب المعارف الإنسانية في حضارة المسلمين من ناس المئتين الثامنة والتاسعة، اضطلع بذلك مفسرون، وحفاظ، ومحدثون، وقراء، وفقهاء، ولغويون، ونحاة، ومؤرخون، وجغرافيون، ورياضيون، وعلماء في العلوم التطبيقية من هندسة وهيئة، وطب، وفلك، وما إلى ذلك من هذه الفنون.
وثمة ظاهرة في هذين القرنين وهي تنامي الاتجاهات المعرفية الموسوعية عند كثير ممن نبغ في تلك الحقبة من الزمان، رأينا كوكبة غفيرة منهم في المئة الثامنة، كان من أعلامها: النويري شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب المتوفى سنة 733هـ (2)، العالم البحاثة الغزير العلم، صاحب كتاب (نهاية الأرب في فنون الأدب)، وهو أشبه بدائرة معارف لما وصل إليه العلم عند العرب في عصره.
والسبكي، تقي الدين علي بن عبد الكافي بن علي الأنصاري، المتوفى سنة 756هـ (3)، أحد الحفاظ المناظرين، صاحب التصانيف الكثيرة المتعددة الفنون.
والصفدي صلاح الدين خليل بن أيبك بن عبد الله المتوفى سنة: 764، (4)، صاحب المؤلفات الكبيرة الحفيلة المتنوعة الفنون.
وبعدهم العلامة ابن خلدون ولي الدين عبد الرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي الإشبيلي الذي عاش معظم عمره في المئة الثامنة وتوفي سنة: 808هـ (5)، وترك للمكتبة العربية موسوعته التاريخية بمقدمتها الجليلة.
واستمرت ظاهرة الاتجاهات المعرفية الموسوعية تنداح اتساعاً في المئة التاسعة، وتنافس من نبغ فيها من العلماء، في الإحاطة بفنون العلوم والمعارف، ونبه من هؤلاء طبقة عالية، جلَّى فيها القلقشندي شهاب الدين أحمد بن علي بن أحمد المصري المتوفى سنة: 821هـ (6)، وهو الأديب المؤرخ البحاثة صاحب موسوعة (صبح الأعشى في كتابة الإنشا).
ثم جاراه في الحلبة بل تقدم عليه المقريزي تقي الدين أحمد بن علي بن عبد القادر المتوفى سنة: 845هـ (7)، وهو المؤرخ المتعدد المواهب الموسوعي المعارف صاحب (المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار)، و (السلوك في معرفة دول الملوك)، وغيرهما من المصنفات الكثيرة في فنون متنوعة.
وتلاه الحافظ ابن حجر شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني المتوفى سنة: 852هـ (8)، وهو من أئمة العلم والتاريخ والأدب والشعر، وناهزت مصنفاته التي وضعها في فنون مختلفة (132)، اثنين وثلاثين ومئة كتاب.
وابن عربشاه شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد الله الدمشقي المتوفى سنة: 854هـ (9)، المؤرخ الرحالة الأديب المتقن للغات العربية والفارسية والتركية، وصاحب التصانيف الكثيرة.
وابن تغري بردي جمال الدين يوسف بن تغري بردي بن عبد الله الظاهري المصري المتوفى سنة: 874هـ (10). وهو المؤرخ البحاثة الأديب صاحب كتاب (النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة)، و (المنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي)، وغيرهما من الكتب الحافلة الضخام في فنون شتى.
والكافيجي، محيي الدين محمد بن سليمان بن سعد الرومي المصري، المتوفى سنة: 879هـ (11)، شيخ جلال الدين السيوطي، ومن كبار العلماء بالمعقولات والنحو، ومن المؤرخين وصاحب التصانيف المتنوعة الفنون.
والنكشاري محيي الدين محمد بن إبراهيم بن حسن، الرومي الحنفي المتوفى سنة: 901هـ (12). الإمام العالم بالعلوم الشرعية والعقلية والعربية والماهر في علوم الرياضيات، ونحوها من معارف أهل عصره.
والسخاوي شمس الدين محمد بن عبد ا لرحمن بن محمد المصري المتوفى سنة: 902هـ، رصيف الجلال السيوطي، الحافظ الحجة، المؤرخ، الأديب، المحدث، المفسر، صاحب التصانيف الكثيرة التي من أشهرها كتابه الحفيل (الضوء اللامع لأهل القرن التاسع)، وغيره من الكتب المتنوعة الفنون.
ولطفي التوقاتي لطف الله بن حسن الرومي المتوفى سنة: 904هـ (14)، وهو المؤلف الموسوعي صاحب كتاب (المطالب الإلهية)، وكتاب (مراتب الموجودات) وغيرهما من المؤلفات الموسوعية.
وغير من ذكرنا كثيرون يأتون طبقة ثانية في هذا الفن الموسوعي.
¥(4/69)
أخذ هؤلاء وأولئك في الأخذ واستيعاب العلوم والمعارف والثقافات التي أفرزتها الحضارة الإسلامية الموروثة، ثم تمثلوا ما أفرزه عصرهم وأطرهم الاجتماعية والحياتية من المعطيات الحضارية في مختلف فروع المعارف الإنسانية وشعبها من علوم وثقافات وألوان حياتية وعلاقات إنسانية، وراحوا بعد ذلك يبدعون ويؤلفون من تلك المواريث والشعب المعرفية إنتاجاً معرفياً ملوناً بخصوصيات مجتمعاتهم بأطره العلمية والثقافية من ناحية، وبخصوصيتهم هم باعتبارهم أناسي مبدعين من ناحية أخرى. فأورثونا بذلك المجلدات الضخمة الحفيلة بأفانين المعارف الإنسانية التي أفرزتها الحضارة الإسلامية، منذ الشروع بحركة التدوين فيها حتى عصرهم.
*السيوطي عالماً ومؤلفاً موسوعياً:
في هذا الوسط ذي المعارف المتعددة الألوان، والشعب التي انتظمت في عصر السيوطي، نشأ هذا العلامة المبدع جلال الدين، واستقامت له في فترة تكونه العلمي أسباب التلقي والأخذ من أفانين تلك المعارف المبتدعة منها والموروثة، حتى إذا ما آنسَ في نفسه القدرة على العطاء، وإيناع ملكة التأليف واستقامة أسبابها دلفَ إلى حلبة العلماء الموسوعيين يجاريهم بادئ بدء حَبْواً حين كان في السنة السابعة عشرة من عمره، يقول (15):
"وقد ألفت في هذه السنة ـ[أي السنة: 866هـ]ـ فكان أول شيء ألفته (شرح الاستعاذة والبسملة)، وأوقفت عليه شيخنا شيخ الإسلام علم الدين البلقيني، فكتب عليه تقريظاً".
وهكذا راض السيوطي قلمه بعدد من الكتيبات والرسائل، ثم أجراه فجرى ولم يشمس، حتى إذا كان عام واحد وتسعين وثمانمائة، تنكب الحياة العامة واعتزل شؤونها إثر حادثة عزله (16)، من مشيخة المدرسة البيبرسية (17)، وآثر مسكنه في روضة المقياس حيث انصرف إلى إشغال المريدين وتأليف الكتب والرد على المسائل، فكتب أكثر مؤلفاته التي ناهزت بضع مئات في عقدين من الزمان انتهيا بوفاته عام أحد عشر وتسعمئة.
لم يؤثر السيوطي الانصراف إلى الأشغال والتصنيف على المشاركة فيما يهتم به أصناؤه من التداريس والمشيخات والوظائف في قضاء أو نحو ذلك إلا بعد أن استقامت له آلة البحث وتوفرت لديه أداة التأليف، واكتملت له البراعة، والحذق في علوم شتى كثيرة صنفها هو نفسه من حيث تبحره فيها وإتقانه لها أو معرفته بها فقال (18):
"رزقت التبحر في سبعة علوم: التفسير، والحديث، والفقه، والنحو، والمعاني، والبيان والبديع". وقال:
والذي أعتقده أن الذي وصلت إليه من هذه العلوم الستة سوى الفقه والنقول، التي اطلعت عليها وفيها، لم يصل إليها إلا وقف عليه أحد من أشياخي فضلاً عمن دونهم".
وقال: "ودون هذه السبعة في المعرفة: أصول الفقه، والجدل، والصرف.
ودونها: الإنشاء، والترسل، والفرائض.
ودونها: القراءات، ولم آخذها من شيخ.
ودونها: الطب.
وأما الحساب: فأعسر شيء عليَّ وأبعده من ذهني".
وراح يطلق قلمه للتأليف والكتابة في هذه الفنون كلها، وفي غيرها مما يعرض في خاطره من موضوعات حملتها أسفار المكتبة العربية الإسلامية واطلع عليها أو قرأها، كما يسجل كل ما يكتبه على المسائل والفتاوى مما يعرض عليه، يتناول ذلك وهو يملك الثقة كلها بغنى ما استقام له من أفانين المعارف في ذلك العصر.
بل أكثر من ذلك فقد وقر في نفسه ورآه ثابتاً في خلده أنه بلغ مرتبة المجتهدين من الأئمة، كما صرح بذلك، ووضع نفسه في ثبت المجتهدين في كتابه: (حسن المحاضرة)، في الفصل الذي أفرده للأئمة المجتهدين في الديار المصرية، بل تجاوز هذا إلى أنه كان يتطلع إلى أن يكون هو المبعوث على رأس المئة التاسعة ليجدد للأمة أمر دينها، يقول:
"ومن اللطائف أن شرط المبعوثين على رؤوس القرون مصريون، عمر بن عبد العزيز في الأولى، والشافعي في الثانية .. وابن دقيق العيد (19) في السابعة، والبلقيني (20)، في الثامنة، وعسى أن يكون المبعوث على رأس المئة التاسعة من أهل مصر".
وبلغ هذا التطلع عنده درجة القناعة بأنه هو المبعوث على رأس المئة التاسعة، يقول في رسالته (فيمن يبعث الله لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة):
"إني ترجيت من نعم الله وفضله كما ترجى الغزالي لنفسه أني المبعوث على هذه المئة التاسعة لانفرادي عليها بالتبحر في أنواع العلوم" (21)
ويقول في موضع آخر إنه نظم أرجوزة سماها: (تحفة المهتدين بأسماء المجتهدين)، ختمها بهذين البيتين:
¥(4/70)
وهذه تاسعة المئين قد أتت ولا يخلف ما الهادي وعد
وقد رجوت أنني المجدد فيها ففضل الله ليس يجحد".
ووضع رسالة: (الكشف عن مجاوزة هذه الأمة الألف)، قال فيها:
"فإن ثم من ينفخ أشداقه ويدعي مناظرتي، وينكر على دعوى الاجتهاد والتفرد بالعلم على رأس هذه المئة، ويزعم أنه يعارضني ويستجيش علي بمن لو اجتمع هو وهم في صعيد واحد، ونفخت عليهم نفخة واحدة صاروا هباءً منثوراً" (22).
كان أمر الاجتهاد عند السيوطي وبعثه على رأس المئة التاسعة مجدداً للأمة دينها خاطرة بادئ ذي بدء، ثم أصبح رجاء، ثم ما عتم أن استحال اعتقاداً ملك عليه جوانب نفسه، فذهب به مذهب الدعوى العريضة بالاجتهاد والإبداع، والاعتزاز بنفسه، واعتداده بما يؤلف ويكتب، وتجرئه على التصنيف في كل فن، ثم التباهي والتفاخر في مقدمات بعض كتبه، بأنه مخترع هذا العلم، ومبتدع ذاك، وأنه لم يسبقه أحد إلى كذا وكذا. ثم تجاوز ذلك إلى التعاظم والتعالي على ذوي الفضل من السلف وأولي العلم والحفظ والأقران.
*اتهامات السخاوي للسيوطي وأسبابها:
وهكذا تجتمع الأسباب لإحفاظ جماعة من معاصريه أولي الفضل والعلم، وتُشفَع بشيء مما يقع بين الأقران من التحاسد والتنافس، ففارقه نفر منهم، وانفض من حوله جماعة كانوا من أصدقائه ومحبيه، وراحوا يسفهون دعواه، ويتتبعون سقطاته، ويرصدون أخطاءه وهفواته، وجاء في مقدمتهم رصيفه الشمس السخاوي، فاشتد عليه في النكير، وشن عليه الغارة، وغلا في حطه عليه، بدا كل ذلك في ترجمة السيوطي في (الضوء اللامع) حيث بسط فيه لسانه بالقول الجارح، فقال منكراً عليه دعواه بلوغ مرتبة الاجتهاد وتبجحه وتنقصه ذوي الفضل والعلم:
"وأطلق لسانه وقلمه في شيوخه فمن فوقهم، بحيث قال عن القاضي العضد (23):
إنه لا يكون طعنة في نعل ابن الصلاح (24)، وعُزِّزَ على ذلك من بعض نواب الحنابلة بحضرة قاضيهم، ونقص الشريف الجرجاني، والرضي في النحو بما لم يُبْدِ مستنداً فيه مقبولاً، بحيث أنه أظهر لبعض الغرباء الرجوع عنه (25).".
وضرب السخاوي لذلك مثلاً حواراً جرى بين السيوطي وبين من حاجَّه في ذلك، وكيف أسقط في يده بعد أن أفحمه ذاك بقوة الحجة (26)، وقال السخاوي:
"وقد قام عليه الناس كافة لما ادعى الاجتهاد، وصنف هو (اللفظ الجوهري في رد خباط الجوجري)، و (الكر في خباط عبد البر) .... ".
ومضى السخاوي في إيراد الأمثلة على ذلك، ثم على تعاليه وتعاظمه وسوء تصرفه في معاملة أقرانه حتى أصدقائه المقربين من ذوي الفضل، يقول:
"وكذا راسل الكمال ابن أبي شريف وملا علي الكرماني بما لا يليق، وأرسل إليه الخطيب بولده للروضة ليعرض عليه، فرده معللاً ذلك بأنه لا يستكمل أباه للوصف بكذا وكذا وكتابة دون هذا لا ترضيه".
وقال السخاوي في موضع آخر:
"وفارقه المحيوي ابن مغيزل لما رأى منه الجفاء الزائد بعد كونه القائم بالتنويه به، وذكر عنه من الحقد والأوصاف والتعاظم ما يصدقه فيه الحال. ومن ذلك أنه توسل عند الإمام البرهاني الكركي في تعيينه لحجة كانت تحت نظره، فأجابه وزاده من عنده ضعف الأصل، وحضر إليه مع العلم سليمان الخليفتي لقبض ذلك، فما قال له: جزيت خيراً، ولا أبدى كلمة مؤذنة بشكره ... ".
ومضى السخاوي يضرب الأمثال على سلوكه في التعالي والتعاظم، ودعواه بأنه استقامت له أسباب الاجتهاد وآلاته، وبذلك فهو قادر على كتابة الأجوبة على مسائل العلماء على طريقة الاجتهاد، وأن لديه القدرة الخارقة على التأليف والكتابة والسرعة فيهما، وإيراد الأدلة من نقل وقياس ومقارنة لآراء المذاهب ونحو ذلك، قال السخاوي ينقل قول السيوطي:
"وقد كملت عندي آلات الاجتهاد بحمد الله. إلى أن قال: ولو شئت أن أكتب في كل مسألة تصنيفاً بأقوالها وأدلتها النقلية والقياسية ومداركها ونقوضها وأجوبتها والمقارنة بين اختلاف المذاهب فيها لقدرت على ذلك، وقال: إن العلماء الموجودين يرتبون له من الأسئلة ألوفاً فيكتب عليها أجوبة على طريقة الاجتهاد، وأنه يرتب لهم من الأسئلة بعدد العشر فلا ينهضون".
ويمضي السخاوي قائلاً:
"وبالجملة فهو سريع الكتابة، لم أزل أعرفه بالهوس ومزيد الترفع ... قال: إنه عمل (النفحة المسكية والتحفة المكية). وهو بمكة على نمط (عنوان الشرف) لابن المقرئ في يوم واحد. وأنه عمل (ألفية في الحديث)، فائقة (ألفية العراقي)، إلى غير ذلك".
¥(4/71)
فسلوك السيوطي في المزيد من الترفع والتعاظم التمس فيه السخاوي مسوغاً للغلو في اتهاماته بل في الحط عليه، حتى بلغ في ذلك مبلغ إشاعة الارتياب بصدق أقواله عن قراءته، وأخذه، وسماعه، وإجازاته من حفاظ العصر وشيوخه، يقول السخاوي:
"هو كثير المجازفة، جاءني مرة وزعم أنه قرأ (مسند الشافعي)، على القمصي في يوم، فلم يلبث أن جاء القمصي وأخبرني متبرعاً بما تضمن كذبه ... وقال لي البدر قاضي الحنابلة: لم أره يقرأ على شيخي في (جمع الجوامع) مع شدة حرصي على ملازمته. نعم كان يقرأ عليه فيه خير الدين الريشي النقيب، فقلت: فلعله كان يحضر معه، فقال: لم أر ذلك".
ويقول في موضع آخر:
"وأخذ عن كل من السيف، والشمني، والكافياجي، شيئاً من فنون، وفيما زعم عن الشهاب الشارمساحي بعض شرحه لمجموع الكلائي".
والسيوطي إذا أخذ، أو سمع، أو قرأ فهو قليل الصبر والإمعان في ذلك كله، يقول السخاوي:
"ولم يمعن الطلب في كل ما أشرت إليه".
ويقول السخاوي عن الرحلة المكية للسيوطي:
"ثم إلى مكة من البحر في ربيع الآخر سنة تسع وستين، فأخذ قليلاً من المحيوي".
أما تصدر الجلال للتدريس، وجلوسه مجالس الشيوخ للإملاء والإسماع فاتهمه السخاوي بأن ذلك لم يتأت عن جدارته وأهليته، بل كان التماساً ممن يبلغه ذلك من ذويالفضل والجاه من الشيوخ والأعيان، وسلوكه طريقاً غير سوية إلى ذلك، يقول السخاوي:
"ودرَّسَ جمعاً من العوام بجامع ابن طولون، بل صار يملي على بعضهم مما يحسن شيئاً بحيث كان ذلك وسيلة لمساعدة وصية شهاب الدين ابن الطباخ، حيث رباه عند برسباي أستاذ دار الصحبة، فلزم اينال الأشقر رأس نوبة النوب حتى قرره في تدريس الحديث بالشيخونية، بعد وفاة الفخر عثمان المقسي مع تركه ولداً. وكذا استقر في الاسماع بها، وليس بموافق شرط الواقف فيهما، وفي مشيخة التصوف بتربة برقوق نائب الشام التي بباب القرافة بعناية بلديِّهِ أبي الطيب السيوطي".
وقال أيضاً:
"وساعده العلم البلقيني حتى باشر تصدير الفقه بالجامع الشيخوني".
وفي موضع آخر يقول السخاوي:
"وقد ساعده الخليفة حتى استقر في مشيخة البيبرسية بعد الجلال البكري، وخمد من ثم بل جمد".
ويمضي السخاوي قائلاً:
"ثم انجمع وتمشيخ وخاض في فنون خصوصاً هذا الشأن". "كل هذا مع أنه لم يصل ولا كاد، ولذا قيل: إنه تزبب قبل أن يتحصرم".
****
وأمر آخر على جانب كبير من الخطر والأهمية رماه به السخاوي، ذلك هو اختلاسه شيئاً من تصانيفه، وسطوه على كثير من كتب من تقدمه من العلماء، ومسخه المختلس أو المسطو عليه وإفساده، يقول السخاوي:
"واختلس حين كان يتردد إلي مما عملته كثيراً، (كالخصال الموجبة للضلال)، و (الأسماء النبوية)، و (الصلاة على النبي ?). و (موت الأبناء)، وما لا أحصره؛ بل أخذ من كتب المحمودية (27)، وغيرها كثيراً من التصانيف المتقدمة التي لا عهد لكثير من العصريين بها في فنون، فغير فيها يسيراً، وقدَّم وأخر، ونسبها لنفسه، وهول في مقدماتها بما يتوهم منه الجاهل شيئاً مما لا يوفي ببعضه. وأول ما أبرز جزء له في تحريم المنطق جرده من مصنف لابن تيمية، واستعان بي في أكثره، فقام عليه الفضلاء بحيث كفه العلم البلقيني عنه وأخذ ماكان استكتبه به في المسألة، ولولا تلطفي بالجماعة كالأبناسي وابن الفالاتي وابن قاسم لكان ما لاخير فيه".
وقال في موضع آخر:
"وذكر أن تصانيفه زادت على ثلاثمئة كتاب، رأيت منها ماهو في ورقة، وأما ماهو دون كراسة فكثير، وسمى منها (شرح الشاطبية)، و (ألفية في القراءات العشر)، مع اعترافه بأنه لا شيخ له فيها.
وفيها مما اختلسه من تصانيف شيخنا (28): (لباب النقول في أسباب النزول)، (عين الإصابة في معرفة الصحابة)، (النكت البديعات على الموضوعات)، (المدرج إلى المدرج)، (تذكرة المؤتسي بمن حدث ونسي)، (تحفة النابه بتلخيص المتشابه)، (ما رواه الواعون في أخبار الطاعون)، (الأساس في مناقب بني العباس)، (جزء في أسماء المدلسين)، (كشف النقاب عن الألقاب)، (نشر العبير في تخريج أحاديث الشرح الكبير).
كل هذه تصانيف شيخنا, وليته إذا اختلس لم يمسخها، ولو نسخها على وجهها لكان أنفع".
وقال أيضاً:
¥(4/72)
"كل ذلك مع كثرة ما يقع له من التحريف والتصحيف، وما ينشأ عن عدم فهم المراد لكونه لم يزاحم الفضلاء في دروسهم، ولا جلس بينهم في مسائهم وتعريسهم، بل استبد بأخذه من بطون الدفاتر والكتب، واعتمد ما لا يرتضيه من الإتقان صحب".
هذا الأمر الذي رماه به السخاوي ذو بال وخطر، فهو جدير بالنظر والتأمل.
فقد كان السيوطي غزير التصنيف مكثراً من التأليف، وأجمع من جاء بعده ممَّن ترجم له على أن تصانيفه كانت كثيرة، واختلفوا في عدد ما أخرج من الكتب والرسائل، قال ابن إياس (29): "وبلغت عدد مصنفاته نحواً من ستمئة تأليف".
وقال النجم الغزي (30): "وألف المؤلفات الحافلة، الكثيرة الكاملة، الجامعة، النافعة، المتقنة، المحررة، المعتمدة، المعتبرة، نيّفت عدتها على خمسمئة مؤلف".
وقال الشمس بن طولون (31): "بلغت عدة مصنفاته نحو ستمئة".
وقال الشرف موسى بن أيوب الأنصاري (32): "وتصانيفه كثيرة، قال بعضهم: إنها بلغت الألف". وبعد أن ذكر عدداً من أشهرها، قال: "وكل مصنفاته مليحة مشهورة بين الناس، ولا يحتاج إلى تعدادها لشهرتها وجودتها، وفضائله كثيرة، رحمه الله تعالى".
وجمعها صاحب (هدية العارفين) (33). فبلغت ثمانية وثمانين وخمسمئة كتاب.
وقد ذكر السيوطي نفسه في (حسن المحاضرة)، أنه أحصى مؤلفاته فبلغت ثمانية وثمانين ومئتي كتاب (24).
وقال في كتابه (التحدث بنعمة الله): إنه صنف أربعين وثلاثمئة مؤلف، وألحقها باسم ثلاثة وثمانين مؤلفاً قال فيها: "إنه شرع فيها وفتر العزم عنها". (35).
ولدينا اليوم كتاب وضعه فاضلان من العاملين في حقل المخطوطات العربية هما الأستاذان: أحمد الخازندار، ومحمد إبراهيم الشيباني وضعا كتاباً أسمياه:
(دليل مخطوطات السيوطي وأماكن وجودها)، وهو كتاب حفيل مفيد جمعا فيه ما وقفا عليه من كتب السيوطي في مظانها فبلغ ما أحصياه (981) واحداً وثمانين وتسعمئة كتاب مع فوت يسير يبلغ بضعة كتب مذكورة في مظان لم يقفا عليها.
*رسالة (البيان في رياضة الصبيان)، برهاناً على سطو السيوطي:
هذه الكثرة من التصانيف التي بزّ بها العلامة السيوطي من سبقه، ومن عاصره من العلماء والمصنفين، ادعى السخاوي أن كثيراً منها كان اختلاساً وسطواً وانتحالاً، وأورد أمثلة منها ذكرناها. هذه الدعوى التي أضافها إلى ما رماه به من تهم ذكرناها آنفاً قد نجد ما يثبتها، فلئن كانت تلك التهم شيئاً من فرية، أو بهت بسببٍ مما يقع بين الأقران من التحاسد والتنافس على أمور الدنيا فإن دعوى السخاوي في بابة انتحال الكتب مما يعسر دحضه ودفعه، لأن تلك الكتب المختلسة أو المسطو عليها تحمل في صفحاتها ما ينهض بالمضاهاة والمعارضة بما وضعه براهين وحججاً على صحة هذه الدعوى، وشاهدنا على ذلك ماثل بين أيدينا:
وقعت على رسالة لطيفة مخطوطة للإمام السيوطي محفوظة في المكتبة الأحمدية بحلب وراء الرقم (305 مجموع حديث)، وحُفِظتْ مصورتُها في وزارة الثقافة بدمشق في الرقم (ع: 241)، حملت الرسالةُ العنوانَ التالي: (البيان في رياضة الصبيان)، وجاءت في خمس ورقات، منها صفحة للعنوان وثماني صفحات أخرى لمتن الرسالة. استهواني العنوان، فقرأت الرسالة باهتمام، وإذا بها في فن تربية الأطفال، سُررت بها لظني أنني قد أصبت وجازة توقفني على طرائق أهل القرن التاسع في تربية الأطفال وتنشئتهم، وزاد احتفالي بالرسالة حين قرأت في خاتمتها اسم ناسخها "جار الله بن فهد المكمي"، وابن فهد هذا هو الإمام المحدث المؤرخ المتوفى سنة (954هـ) وترجمة السخاوي في (ضوئه)، وقال: "جار الله، ويسمى المحب أبا الفضل محمداً، ولكنه بجار الله أشهر، بن عبد العزيز بن عمر بن محمد الهاشمي، ويعرف كسلفه بابن فهد ... حضر عليَّ وهو في الرابعة في مجاورتي الرابعة من لفظي وبقراءة أبيه وغيره أشياء، ثم سمع عليَّ بعد ذلك أشياء ... ".
وترجمة النجم الغزي في (الكوكب)، قال: "جار الله بن عبد العزيز بن عمر الشيخ، الإمام، المحدث، المخرّج، المؤرخ، محب الدين بن الحافظ عز الدين ابن الحافظ تقي الدين ابن فهد المكي الهاشمي .... جمع تاريخاً وأربعين حديثاً ... ".
وبعد أن ذكر فضله وعدداً من مصنفاته قال: "وأثنى عليه الوالد كثيراً وترجمه بالإمامة والتقدم في علم الحديث، وكانت وفاته سنة أربع وخمسين وتسعمئة بمكة، رحمه الله تعالى".
¥(4/73)
النسخة إذاً صريحة النسب، مرفوعة إلى ناسخ عالم مؤرخ، عزمت على تحقيقها على مافي خط ابن فهد، من صعوبة وعسر، وبحثت عن أخت لها فأصبتها في الخزانة العامة بالرباط ضمن مجموع (38)، واستحال عليَّ اجتلابها، فاجتزأت بنسختي لأصالتها ونقاء نسبها ورحت أنسخها، وهذا عنوانها واستهلا لها:
"البيان في رياضة الصبيان ووجه تأديبهم وتحسين أخلاقهم
تأليف: شيخنا الإمام الحافظ الهمام، مفتي المسلمين
جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ثم القاهري الشافعي رحمة الله عليه آمين".
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
وقال الشيخ الإمام الحافظ الهمام مفتي المسلمين جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ثم القاهري الشافعي رحمه الله تعالى:
الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد:
فهذا تأليف لطيف في الطريق والبيان لرياضة الصبيان في أول نشوئهم، ووجه تأديبهم، وتحسين أخلاقهم سميته: البيان في رياضة الصبيان، وأسأل من الله تعالى التوفيق والهداية إلى سواء الطريق.
اعلم أن الصبي أمانة عند أبويه، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة خالية عن كل نقش وصورة، ,هو قابل لكل نقش، ومائل إلى كل ما يمال به إليه، فإن عوِّد الخير وعلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة، وشاركه في ثوابه أبواه وكل معلم له ومؤدب، وإن عوِّد الشر وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك، وكان الوزر في رقبة القيم به والوالي عليه ...
وجاء في الفقرة الأخيرة من هذه الرسالة وفي خاتمتها ما مثاله:
"ثم رجعت إلى تستر فجعلت قوتي اقتصاراً على أن يشترى لي بدرهم من الشعير الفرق فيطحن لي ويخبز، فأفطر عليه عند السحر كل ليلة على أوقية، وآخذه بحتاً بغير ملح ولا إدام، فكان يكفيني ذلك الدرهم سنة. ثم عزمت على أن أطوي ثلاث ليال ثم أفطر ليلة، ثم خمساً، ثم سبعاً، ثم خمساً وعشرين ليلة، وكنت على ذلك عشرين سنة. ثم خرجت أسيح في الأرض سبع سنين، ثم رجعت إلى تستر فكنت أقوم الليل كله.
وهذا آخر كلامه رضي الله عنه ونفعنا به، ونختم به ما ذكرناه، ولينتبه كل إنسان لمعناه، وإنها موعظة في هذا الباب. وتبصرة لأولي الألباب، والحمد لله أولاً وآخراً، وباطناً وظاهراً، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
وكتب في مجلس واحد ضحى يوم الثلاثاء ثالث شهر صفر الخير عام اثنين وأربعين وتسعمئة بمكة المكرمة على يد الفقير إلى لطف الله وكرمه محمد المدعو جار الله بن عبد العزيز بن فهد الهاشمي المكي الشافعي، لطف الله به والمسلمين أجمعين، والحمد لله رب العالمين".
هذا ما جاء في فاتحة رسالة (البيان في رياضة الصبيان)، المخطوطة للجلال السيوطي وخاتمتها.
وذات يوم بعد فراغي من انتساخ الرسالة عرضت لي مسألة مظنتها (كتاب رياضة النفس وتهذيب الأخلاق ومعالجة أمراض القلب، وهو الكتاب الثاني من ربع المهلكات من كتاب إحياء علوم الدين) لحجة الإسلام أبي حامد الغزالي المتوفى عام خمسة وخمسمئة للهجرة، كشفت في سَرَدِ عنوانات الجزء الثالث من الإحياء أبحث عن عنوان المسألة المطلوبة، وإذا بنظري يقع في السَّرَدِ على هذا العنوان:
"باب بيان الطريق في رياضة الصبيان في أول نشوئهم ووجه تأديبهم وتحسين أخلاقهم".
سررت بذلك ظاناً أنني ظفرت في الإحياء بما يغني عملي في تحقيق رسالة السيوطي، ويكمل بحثاً في تربية النشء.
وفي الصفحة /72/ من الجزء الثالث من الإحياء (39)، وقفت على الباب، قرأته فإذا في مطلعه ما مثاله:
"اعلم أن الطريق في رياضة الصبيان من أهم الأمور وأوكدها، والصبيان (كذا) أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة خالية من كل نقش وصورة، وهو قابل لكل ما نقش، ومائل إلى كل ما يمال به إليه، فإن عوّد الخير وعلّمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة وشاركه في ثوابه أبواه وكل معلم له ومؤدب، وإن عوّد الشر وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك، وكان الوزر في رقبة القيم عليه والوالي له ... ".
ومضيت أقرأ الباب حتى بلغت آخره ومثال الفقرة في آخره:
¥(4/74)
"ثم رجعت إلى تستر فجعلت قوتي اقتصاداً (كذا) على أن يشترى لي بدرهم من الشعير الفرق فيطحن ويخبز لي، فأفطر عند السحر كل ليلة بحتاً من غير ملح ولا أدم، فكان يكفيني ذلك الدرهم سنة، ثم عزمت على أن أطوي ثلاث ليال، ثم أفطر ليلة، ثم خمساً، ثم سبعاً، ثم خمساً وعشرين ليلة. فكنت على ذلك عشرين سنة ثم خرجت أسير (كذا) في الأرض سنين (كذا) ثم رجعت إلى، تستر، وكنت أقوم الليل كله ماشاء الله تعالى، قال أحمد: فما رأيته أكل الملح حتى لقي الله تعالى".
فإذا الرسالة (البيان في رياضة الصبيان) هي هذا الباب نفسه منقولة نقل مسطرة حرفاً حرفاً، كلمة كلمة، ليس فيها من زيادة إلا التمهيد الذي دبجه السيوطي وإلا كلمات قليلة زادت في الخاتمة. وكانت غمت علينا أثناء نسخ الرسالة كليمات لرداءة الخط وسوء التصوير فاستدركناها من الإحياء.
هذا برهان ماثل على صدق ما رمي به السيوطي في هذه البابة.
ويبقى العجب والغرابة في كيف ند عن جار الله ابن فهد المكي مثل هذا الأمر وهو المؤرخ المحدث العلامة، هذا مالم أقف له على تفسير.
*مترجمو السيوطي والدفاع عنه:
وتوفي السخاوي عام اثنين وتسعمئة للهجرة قبل الجلال بنحو تسعة أعوام، وترك لنا في (ضوئه اللامع) ترجمة السيوطي مبسوطة، ولم يذكر من الوجوه المشرقة في حياة هذا الرجل إلا وجهاً عرته قترة وكلفة، وليته جنح إلى النصفة والإقساط فذكر ما للسيوطي وما عليه وكان ترك لنا من أخبار الرجل خيراً كثيراً.
وجاء بعد السخاوي جماعة من المؤرخين ترجموا للسيوطي، نذكر ستة منهم وهم أشهرهم، اثنان منهم معاصران للسيوطي:
أولهما: تلميذه ابن إياس محمد بن أحمد بن أياس الحنفي. ولد سنة 852هـ وتوفي نحو سنة 930 للهجرة، ترجمه في كتابه (بدائع الزهور في وقائع الدهور) (40) ترجمة اتسمت بالإيجاز الشديد إذ لم تتجاوز الصفحة من الكتاب.
وثانيهما: ابن طولون شمس الدين محمد بن علي بن طولون الدمشقي، ولد سنة 880 وتوفي سنة 953 للهجرة، تناول في كتابه (مفاكهة الخلان في حوادث الزمان) ترجمة (41) السيوطي بإيجاز أيضاً فلم يتجاوز في ذلك الصفحة.
ثم تلا هذين المؤرخين أربعة:
أولهم: شرف الدين موسى بن يوسف بن أيوب الأنصاري، ولد سنة 946 وتوفي نحو سنة: 1002 للهجرة، وترجم للسيوطي في كتابه الذي لما يزل مخطوطاً (الروض العاطر فيما تيسر من أخبار القرن السابع إلى ختام القرن العاشر)، وقد تابع الشرف سابقيه في الإيجاز وعدم البسط.
ثانيهم: نجم الدين الغزي محمد بن محمد بن محمد العامري القرشي الدمشقي، ولد سنة 977، وتوفي عام 1061 للهجرة، وأفرد للسيوطي في كتابه (الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة)، (42). ترجمة مبسوطة جاءت في نحو خمس صفحات ونصف الصفحة بالحرف الدقيق.
الثالث: ابن العماد عبد الحي بن أحمد بن محمد بن العماد الحنبلي، ولد سنة 1032 وتوفي سنة 1089 للهجرة، ترجم السيوطي في كتابه (شذرات الذهب في أخبار من ذهب) ترجمة مبسوطة (43) أيضاً بلغت صفحاتها أربعاً.
الرابع: الإمام الشوكاني، محمد بن علي بن محمد الشوكاني الصنعاني العلامة المجتهد، ولد سنة 1173 وتوفي عام 1250للهجرة، اهتم بالسيوطي فبسط ترجمته في كتابه (البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع)، فجاءت في نحو ست صفحات وصف الصفحة (44).
هؤلاء المؤرخون الذي ترجموا للجلال سواء منهم من اقتصد في الترجمة أو بسط لم يتعرض أحد منهم إلى مثلبة من مثالب السيوطي كما صنع السخاوي، بل بالغوا كلهم بإطرائه والثناء عليه إماماً، علامة، مجتهداً، مصنفاً، ونحو ذلك، بل منهم من نسب إليه خوارق الكرامات كما فعل النجم الغزي في (كواكبه)، وتابعه عليه ابن العماد (في شذراته)، ولم ينهد أحد منهم أيضاً إلى الذب عن السيوطي أو الدفاع عنه إلا الإمام الشوكاني وحده، فهو الذي وقف بحماس ينصره ويدفع عنه في (بدره الطالع) قال بعد أن ذكر فضله وعلو كعبة في العلم وطول باعه في التأليف: "ولكنه لم يسلم من حاسد لفضله، وجاحد لمناقبه، فإن السخاوي في (الضوء اللامع) وهو من أقرانه ترجمه ترجمة مظلمة غالبها ثلب فظيع وسب شنيع، وانتقاص وغمط لمناقبه تصريحاً وتلويحاً، ولا جرم فذلك ثلب فظيع وسب شنيع، وانتقاص وغمط لمناقبه تصريحاً وتلويحاً، ولا جرم فذلك دأبه في جميع الفضلاء من أقرانه، وقد تنافس هو وصاحب الترجمة منافسة أوجبت تأليف صاحب الترجمة
¥(4/75)
لرسالة سماها (الكاوي لدماغ السخاوي) (45)، فليعرف المطلع على ترجمة هذا الفاضل في (الضوء اللامع)، أنها صدرت من خصم له غير مقبول عليه".
ثم مضى الشوكاني في نقل كلام السخاوي فاستوفاه جميعه، وبعد أن فرغ من ذلك انبرى يدفع عنه ويقول:
"وأقول: لا يخفى على المنصف مافي هذا المنقول من التحامل على هذا الإمام".
وراح يفند أقوال السخاوي، ويكاد ينحصر دفاعه عنه في الوجوه التالية:
ـ عدم استساغة السيوطي لعلم الحساب واستثقاله على فهمه ليس دليلاً على عدم ذكائه وظلام بصره، يقول الشوكاني:
"إن ما اعترف به من صعوبة علم الحساب عليه لا يدل على ما ذكره من عدم الذكاء، فإن هذا الفن لا يفتح فيه إلا على ذكي إلا نادراً كما نشاهده الآن في أهل عصرنا".
ـ إنكار معاصري السيوطي عليه دعواه الاجتهاد، يرد الشوكاني:
"وكذلك سكوته عند قول القائل له: نجمع لك أهل كل فن من فنون الاجتهاد، فإن هذا كلام خارج عن الإنصاف، لأن رب الفنون الكثيرة لا يبلغ تحقيق كل واحد منهم ما يبلغه من هو مشتغل به على انفراده، وهذا معلوم لكل أحد".
ـ سطوه على الكتب ومسخها، يقول الشوكاني:"وكذا قوله: إنه مسخ كذا، وأخذ كذا، ليس بعيب، فإن هذا ما زال دأب المصنفين، يأتي الآخر فيأخذ من كتب من قبله، فيختصر، أو يوضح، أو يعترض، أو نحو ذلك من الأغراض التي هي الباعثة على التصنيف، ومن ذاك الذي يعمد إلى فن قد صنف فيه من قبله فلا يأخذ من كلامه ... ".
ـ رده شناعة السخاوي على السيوطي تبجحه بكثرة مصنفاته فيقول:
"وقوله: إنه رأى بعضها في ورقة، لا يخالف ما حكاه صاحب الترجمة من ذكر عدد مصنفاته، فإنه لم يقل: إنها زادت على ثلاثمئة مجلد، بل قال: إنها زادت على ثلاثمئة كتاب، وهذا الاسم يصدق على الورقة وما فوقها".
ـ توجيهه الادعاء بسعة الأخذ والسماع على الشيوخ:
"وقوله: إنه كذبه القمصي بتصريحه أنه بقي من (المسند) بقية: ليس بتكذيب، فربما كانت تلك البقية يسيرة، والحكم للأغلب. لاسيما والسهو والنسيان من العوارض البشرية، فيمكن أنه حصل أحدهما للشيخ أو تلميذه".
ـ إبطاله دعوى السخاوي أن السيوطي كثير التصحيف والتحريف:
"وقوله: إنه كثير التصحيف والتحريف: مجرد دعوى عاطلة عن البرهان، فهذه مؤلفاته على ظهر البسيطة محررة أحسن تحرير ومتقنة أبلغ إتقان".
ثم يتحول الشوكاني من الذب عن السيوطي إلى اتهام السخاوي بعدم النصفة والموضوعية، ويقرر أن كل ما اتهمه به مرفوض، يقول:
"وعلى كل حال فهو غير مقبول عليه لما عرف من قول أئمة الجرح والتعديل، بعدم قبول أقوال الأقران في بعضهم بعضاً مع ظهور أدنى منافسة، فكيف بمثل المنافسة بين هذين الرجلين التي أفضت إلى تأليف بعضهم في بعض، فإن أقل من هذا يوجب عدم القبول. والسخاوي ـ رحمه الله ـ وإن كان إماماً غير مدفوع لكنه كثير التحامل على أكابر أقرانه كما يعرف ذلك من طالع كتابه (الضوء اللامع) فإنه لا يقيم لهم وزناً، بل لا يسلم غالبهم من الحط منه عليه، وإنما يعظم شيوخه وتلامذته ومن لم يعرفه ممن مات في أول القرن التاسع قبل موته، أو من كان من غير مصره، أو يرجو خيره، أو يخاف شره".
ويحرص الشوكاني على ضرب الأمثلة ينهضها أدلة على ما يذهب إليه في دفعه عن السيوطي. ثم يمضي في إطرائه والإشادة بقيمة كتبه ومصنفاته التي طبقت شهرتها الأمصار والآفاق.
ويبدو لكل ذي بصر ومتأمل أن دفاع الشوكاني عن الجلال، وحماسه في نصرته أقرب إلى الاعتذار له والتسويغ لما تصرف فيه من إقامة الحجج والبراهين التي تدمغ دعاوى السخاوي وتدحض أقواله.
*رأينا في أسباب كثرة تصانيفه:
وبالجملة فيكاد يتفق من ترجم للسيوطي من المؤرخين أنه يأتي مجلياً في مقدمة الطبقة الأولى من علماء رأس المئة التاسعة. ولكن ـ جل جلال المتفرد بالكمال وسبحانه ـ، فإن شدة ولع السيوطي بالتأليف، وعرامة شهوته إلى الإكثار من إخراج الكتب: مجلداتها، أجزائها، رسائلها، قد أزجياه إلى مزالق ماكان أغناه عنها، فمن ذلك ما نحدس بأنه كانت تعرض له الخاطرة يرى أنها تستحق الكتابة فيها، أو يعن بباله المعنى يجد أنه أهل لأن يؤلف فيه، فيوكل من ذلك إلى أحد من تلامذته، أو من يشتغل عليه، أمر تتبع بعضه في مظان يهديه إليها، فيجمع ذاك منها ماشاء الله أن يفعل في تلك الخاطرة أو ذاك المعنى، وقد يؤلف بين ما جمعه من نقول، ثم يعرض محصوله على
¥(4/76)
الشيخ، فيسرع النظر فيما صنع، وقد يضيف أشياء يسيرة من تمهيد أو خاتمة، ثم يضع اسمه على الكتاب أو الجزء أو الرسالة، ويخرج ذلك لتتداوله أيدي النساخ والقراء. ولا نستبعد أن تكون رسالته (البيان في رياضة الصبيان) من هذا القبيل.
ولعله ـ من ناحية أخرى ـ حين يستبد به عرام شهوته إلى التأليف قد يكتفي بتعقيبات أو تعليقات أو مايراه إصلاحاً لكتاب ما يراه محتاجاً إلى ذلك، فيخرج من هذا النحو كتباً، أو أجزاء، أو رسائل تحمل عناوين جديدة، وبذلك ترك لنا هذا المحصول الوافر من المجلدات والكتب.
*خاتمة: فضل السيوطي على المكتبة العربية الإسلامية:
ومهما يكن من أمر فإن الجلال بما أوعبه من معارف موسوعية متعددة الفنون والألوان، وبما أوتي من مقدرة فائقة على لملمة ما تشعث من نصوص للمعنى الواحد، وحصافة أصيلة في التهدي إلى موضوعات فيها الجدة والطرافة والابتكار، وسعة اطلاع على ذخائر ما زخرت به المكتبة العربية الإسلامية من موروث المعارف إلى عصره، كل ذلك ملكه قدرة مطواعة على أن يخرج للناس كتباً فرائد حفيلة في أبوابها، أمثال:
(الأشباه والنظائر في الفقه الشافعي)، و (الأشباه والنظائر في النحو) و (الإتقان) و (التحبير)، و (الدر المنثور)، و (المزهر)، و (لب الألباب) و (بغية الوعاظ في طبقات الحفاظ)، و (بغية الوعاة) و (حسن المحاضرة) و (الجامع الصغير)، و (همع الهوامع)، و (تاريخ الخلفاء)، و (الاقتراح) ونحو هذا الكثير الكثير، مما يقع بعضه في مجلدات عديدة، وبعض في مجلد واحد، وبعض يخرج أجزاء، أو رسائل تقع في أوراق قليلة. وقد أوفى الحديث عن ذلك مترجموه، ولعل ما قدمناه من إلماحات إلى ذلك يغني عما لا يتسع لمثله هذا المقام.
25/ 12/1992
*هوامش البحث:
(1) ـ روضة المقياس: حي في القاهرة. قال المقريزي في الخطط: 2/ 177: "الروضة: تطلق في زماننا هذا على الجزيرة التي بين مدينة مصر ومدينة الجيزة، وعرفت في أول الإسلام بالجزيرة وبجزيرة مصر، ثم قيل لها: جزيرة الحصن، وعرفت إلى اليوم بالروضة".
وقال في: ج2/ص: 185: "وبطرف الروضة المقياس الذي يقاس فيه ماء النيل اليوم، ويقال له: المقياس الهاشمي: وهو آخر مقياس بديار مصر".
وقد توفي المقريزي قبل ولادة السيوطي بأربعة أعوام، سنة: 845هـ.
(2) ـ الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة: 1/ 197.
(3) ـ الدرر الكامنة: 3/ 63.
(4) ـ الدرر الكامنة: 2/ 87.
(5) ـ الضوء اللامع بأعيان القرن التاسع: 4/ 145. ذيل الدرر الكامنة: الترجمة: 258.
(6) ـ الضوء اللامع: 2/ 6.
(7) ـ الضوء اللامع: 2/ 21.
(8) ـ الضوء اللامع: 2/ 36.
(9) ـ الضوء اللامع: 2/ 126.
(10) ـ الضوء اللامع: 10/ 350.
(11) ـ الضوء اللامع: 7/ 259.
(12) ـ شذرات الذهب في أخبار من ذهب: 8/ 9.
(13) ـ الضوء اللامع: 8/ 2 ـ 32. الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة: 1/ 53.
(14) ـ الكواكب السائرة: 1/ 301.
(15) ـ حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة: 1/ 337.
(16) ـ جلال الدين السيوطي: 106/ 107.
(17) ـ هي المدرسة الظاهرية البيبرسية: بخط بين القصرين في القاهرة: بناها الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري سنة: 662هـ، وتوفي الظاهر سنة: 676هـ. (الخطط المقريزية: 2/ 378).
(18) ـ حسن المحاضرة: 1/ 338، التحدث بنعمة الله: 203.
(19) ـ هو محمد بن علي بن وهب بن مطيع، تقي الدين، ابن دقيق العيد، القشيري، المصري، المالكي، ثم الشافعي، الحافظ، المحدث، ولد في شعبان سنة 625هـ، وتوفي بالقاهرة سنة: 702هـ (الدرر الكامنة: 4/ 91).
(20) ـ هو عمر بن رسلان، بن نصير بن صالح، سراج الدين، البلقيني، الكناني، الشافعي، الحافظ، ولد في شعبان سنة: 724هـ، وتوفي بالقاهرة في ذي القعدة سنة: 805هـ. (ذيل الدرر الكامنة، الترجمة: 181).
(21) ـ يشير إلى الحديث الشريف: "إن الله تعالى يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها دينها". انظر: الجامع الصغير: 1/ 125)، ومقدمة كتاب نظم العقيان، لفيليب حتي: ش.
(22) ـ مقدمة كتاب نظم العقيان، لفيليب حتي: ش.
(23) ـ هو القاضي عضد الدين، عبد الرحمن بن أحمد الإيجي المتوفى سنة: 756هـ. (الدرر الكامنة: 2/ 322).
(24) ـ هو تقي الدين عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان، أبو عمرو، الشهرزوري، الشهير بابن الصلاح، الشافعي، الحافظ صاحب التصانيف، توفي بدمشق في ربيع الآخر سنة: 643هـ، (وفيات الأعيان: 1/ 312).
¥(4/77)
(25) ـ الضوء اللامع: 4/ 67.
(26) ـ الضوء اللامع: 4/ 67.
(27) ـ قال المقريزي في الخطط: 2/ 395: "هذه المدرسة بخط الموازنيين خارج باب زويلة تجاه دار القردمية ... أنشأها الأمير جمال الدين محمود بن علي الأستا دار في سنة: 797 ورتب لها درساً، وعمل فيها خزانة كتب لا يعرف اليوم بديار مصر ولا الشام مثلها، وهي باقية إلى اليوم لا يخرج لأحد منها كتاب إلا أن يكون في المدرسة، وبهذه الخزانة كتب الإسلام من كل فن، وهذه المدرسة من أحسن مدارس مصر". وتوفي بانيها مسجوناً سنة: 799هـ. ودفن بمدرسته.
(28) ـ يريد: ابن حجر العسقلاني.
(29) ـ بدائع الزهور في وقائع الدهور: 4/ 83.
(30) ـ الكواكب السائرة: 1/ 228.
(31) ـ مفاكهة الخلان في حوادث الزمان: 1/ 301.
(32) ـ الروض العاطر فيما تيسَّر من أخبار القرن السابع إلى ختام القرن العاشر: (الورقة: 157 آ).
(33) ـ هدية العارفين أسماء المؤلفين: 1/ 535.
(34) ـ حسن المحاضرة: 1/ 339.
(35) ـ التحدث بنعمة الله: 105، 136.
(36) ـ الضوء اللامع: 3/ 52.
(37) ـ الكواكب السائرة: 2/ 130.
(38) ـ دليل مخطوطات السيوطي وأماكن وجودها: ص: 236 الرقم: 890.
(39) ـ إحياء علوم الدين: 3/ 72 - 74.
(40) ـ بدائع الزهور في وقائع الدهور: 4/ 83.
(41) ـ مفاكهة الخلان: 1/ 301.
(42) ـ الكواكب السائرة: 1/ 226 ـ 231.
(43) ـ شذرات الذهب: 8/ 51 ـ 55.
(44) ـ البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع: 1/ 328 ـ 335.
(45) ـ سماها السخاوي في الضوء: 4/ 70. (الكاوي في الرد على السخاوي)، وقال: "كتب مؤلفاً سماه الكاوي في الرد على السخاوي، خالف فيه الثابت في الصحيح مع كوني لم أتكلم في المسألة إلا قبل، بل مذهبي فيه ترك التكلم إثباتاً ونفياً، فسبحان قاسم العقول".
...
(*) مدير إحياء ونشر التراث العربي في وزارة الثقافة السورية.
المصادر والمراجع
ـ إحياء علوم الدين، لحجة الإسلام أبي حامد الغزالي: الطبعة المصورة في دار المعارف ـ بيروت.
ـ بدائع الزهور في وقائع الدهور: لابن إياس، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة: 1984.
ـ البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، للإمام الشوكاني، مطبعة السعادة، القاهرة: 1348.
ـ التحدث بنعمة الله، للسيوطي، تحقيق: إليزابيت ماري سارتين ـ القاهرة: 1972.
ـ الجامع الصغير من حديث البشير النذير، للجلال السيوطي ـ بولاق: 1286هـ.
ـ جلال الدين السيوطي ـ مجموعة من الباحثين ـ القاهرة: 1978.
ـ حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة ـ للسيوطي، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ـ القاهرة: 1967.
ـ الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة ـ لابن حجر العسقلاني ـ حيدر آباد: 1945 ـ 1950.
ـ دليل مخطوطات السيوطي وأماكن وجودها ـ أحمد الخازندار، ومحمد إبراهيم الشيباني ـ الكويت: 1983.
ـ ذيل الدرر الكامنة ـ لابن حجر العسقلاني، تحقيق الدكتور عدنان درويش ـ معهد المخطوطات العربية ـ القاهرة: 1992.
ـ الروض العاطر فيما تيسر من أخبار القرن السابع إلى ختام القرن العاشرـ لشرف الدين موسى بن يوسف بن أيوب الأنصاري المتوفى نحو سنة 1002هـ، مخطوط ـ نسخة برلين ـ بخطه: 776 ـ أور.
ـ شذرات الذهب في أخبارمن ذهب ـ لابن العماد الحنبلي ـ طبعة القدسي، القاهرة: 1351هـ.
ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع ـ للشمس السخاوي ـ طبعة مصر: 1353 ـ 1355 هـ.
ـ الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة ـ للنجم الغزي ـ المطبعة الأميركانية ـ بيروت: 1945.
ـ مفاكهة الخلان في حوادث الزمان ـ للشمس بن طولون ـ القاهرة: 1962.
ـ المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار ـ للتقي المقريزي ـ مصر: 1327هـ.
ـ نظم العقيان في أعيان الأعيان ـ للسيوطي ـ مقدمة محققة فيليب حتي: نيويورك: 1927.
ـ هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين ـ إسماعيل باشا البغدادي ـ استانبول: 1951 ـ 1955.
ـ وفيات الأعيان في أنباء أبناء الزمان ـ لابن خلكان ـ مصر: 1310هـ.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[02 - 03 - 06, 05:06 م]ـ
ذكر الشيخ الألباني في كتابه ((تمام المنة)) ص 29:
أن السيوطي معروف بتساهله في التصحيح والتضعيف فالأحاديث التي صححها أو حسنها فيه قسم كبير منها ردها عليه الشارح المناوي وهي تبلغ المئات إن لم نقل أكثر من ذلك وكذلك وقع فيه أحاديث كثيرة موضوعة مع أنه قال في مقدمته: " وصنته عما تفرد به وضاع أو كذاب "
وقد تتبعتها بصورة سريعة وهي تبلغ الألف تزيد قليلا أو تنقص كذلك وأرجو أن أوفق لإعادة النظر فيها وإجراء قلم التحقيق عليها وإخراجها للناس ومن الغريب أن قسما غير قليل فيها شهد السيوطي نفسه بوضعها في غير هذا الكتاب فهذا كله يجعل الثقة به ضيفة نسأل الله العصمة
ثم يسر الله تبارك وتعالى فجعلت " الجامع الصغير وزيادته " المسمى ب " الفتح الكبير في ضم الزيادة إلى الجامع الصغير " قسمين: " صحيح الجامع. . " و " ضعيف الجامع. . " وعدد أحاديث هذا (6469) حديثا والموضوع منها (980) حديثا على وجه التقريب وهو مطبوع كالصحيح والحمد لله تعالى.
انتهى كلامه رحمه الله
¥(4/78)
ـ[عبدالإله النرجس]ــــــــ[05 - 03 - 06, 12:49 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[حسن باحكيم]ــــــــ[07 - 10 - 06, 02:51 ص]ـ
جزيتم خيرا
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[08 - 07 - 07, 12:47 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[08 - 07 - 07, 05:02 ص]ـ
سمعت الشيخ الدمشقيه يقول في مناظرة مع الروافض أن السيوطي حاطب ليل!!
فهل يصح ذلك , ومن قال من علماء الجرح والتعديل ذلك؟
ـ[أبو البراء المصري الأثري]ــــــــ[18 - 05 - 08, 01:07 م]ـ
مشكور
ـ[أبو أسامة الزهراني]ــــــــ[20 - 05 - 08, 07:46 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[20 - 05 - 08, 09:43 ص]ـ
سمعت الشيخ الدمشقيه يقول في مناظرة مع الروافض أن السيوطي حاطب ليل!!
فهل يصح ذلك , ومن قال من علماء الجرح والتعديل ذلك؟
فماذا أكون أنا؟ الله المستعان!
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[20 - 05 - 08, 11:13 ص]ـ
سمعت الشيخ الدمشقيه يقول في مناظرة مع الروافض أن السيوطي حاطب ليل!!
فهل يصح ذلك , ومن قال من علماء الجرح والتعديل ذلك؟
نعم يصح , وقد قالت به اللجنة الدائمة في فتواها في كتاب الإتقان للسيوطي - رحمه الله وعفا عنه -(4/79)
تتبع مصطلح " الحسن " عند الأئمة المتقدمين للشيخ طارق عوض الله
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[30 - 03 - 03, 03:40 م]ـ
الحمد لله وحده ...
قال حفظه الله في (شرح لغة المحدث) ص 138:
.
قد حاولت أن أتتبع بنفسي مصطلح الحسن في أقوال الأئمة المتقدمين رجاء تحرير معناه عندهم , مستأنسا ً في ذلك بجهود من سبقني من علماء هذا الشأن , مسترشدا بأقوالهم , مستضيئا بأفعالهم فظهر لي:
.
أن كلمة " حسن" عند علماء الحديث - عليهم رحمة الله - تطلق على معانٍ متعددة جماعها: أن كل ما يستحسن في الرواية لشيء ما , سواء كان هذا الشيء له علاقة بثبوت الحديث أو ليس له علاقة , فإنهم يطلقون عليه وصف ((الحسن))
أي: أن هذا الحديث قد وجدت فيه صفة تدعو إلى استحسانه بصرف النظر عن كون هذه الصفة لها تاثير في ثبوت الحديث أو ليس لها تأثير.
.
# فقد وجدنا أئمة الحديث - عليهم رحمة الله - يستحسنون الحديث لكونه صحيحا ثابتا عمن انتهى الخبر إليه.
وبطبيعة الحال فإن الحديث الصحيح حديث حسن بهذا المفهوم.
أي: قد وجد فيه معنى يدعو إلى استحسانه. وهو كونه ثابتا صحيحا حجة.
لذلك وجدنا بعض أهل العلم أطلق اسم الحسن على ما هو صحيح , مما قد خرجه البخاري ومسلم. ومما قد تلقته الأمة بالقبول والتصحيح له.وجد ذلك في استعمال الإمام الشافعي - عليه رحمة الله -والإمام أحمد بن حنبل وغيرهما من أهل العلم.
قال ابن حجر: (فأما ما وجد في ذلك في عبارة الشافعي ومن قبله ,بل وفي عبارة أحمد بن حنبل ,فلم يتبين لي منهم إرادة المعنى الإصطلاحي , بل ظاهر عبارتهم خلاف ذلك).
.
فإن حكم الشافعي على حديث ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - في استقبال بيت المقدس حال قضاء الحاجة بكونه "حسنا " خلاف الإصطلاح , بل هو صحيح متفق على صحته.
.
وكذا قال الشافعي - رضي الله تعالى عنه - في حديث منصور ,عن ابراهيم , عن علقمة , عن ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه - في السهو ... )
يتبع إن شاء الله.
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[07 - 11 - 07, 08:32 ص]ـ
رفع للفائدة
ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[13 - 11 - 07, 09:11 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هذا موضوع نشر في الملتقى له صلة بما ذكر
الحديث الحسن عند الإمام الشافعي لمحمد حاج عيسى
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82197(4/80)
سبب قلة رواية البخاري عن الإمام أحمد
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[02 - 04 - 03, 11:11 م]ـ
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري 9/ 154
وليس للمصنف – البخاري - في هذا الكتاب رواية عن أحمد إلا في هذا الموضع – رقم 5105 - وأخرج عنه في آخر المغازي حديثا بواسطة وكأنه لم يكثر عنه لأنه في رحلته القديمة لقي كثيرا من مشايخ أحمد؛ فاستغنى بهم، وفي رحلته الأخيرة كان أحمد قد قطع التحديث؛ فكان لا يحدث إلا نادرا فمن ثم أكثر البخاري عن علي بن المديني دون أحمد.
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[17 - 04 - 03, 03:50 ص]ـ
قال الشيخ المليباري (حفظه الله) في كتاب (عُلوم الحديث في ضوء تطبيقات المحدثين النقاد):
إن الاستخراج هو أسلوب جميع المحدثين في عصر الرواية في كتبهم، وليس محصوراً بين الصحيحين والكتب المستخرجة عليهما، كما يتوهم ذلك من كتب المصطلح، بل هو ظاهرة علمية قامت عليها نهضة الرواية في ذلك العصر كله، وما من حافظ من حفاظ ذلك العصر يؤلف حديثه إلا وقد رواه على سبيل الاستخراج إذا حدث به سابقه، ويرويه عن شيخ آخر يكون أعلى منه بالنسبة إلى هذا اللاحق المستخرج، أو بإسناد آخر، يلتقي معه في أقرب شيوخه أو مصدر الحديث تحقيقاً لعلو إسناده واستقلالاً بالمصدرية، بدل أن يكون تابعاً لسابقه ومقلداً له فيه، ولذلك نجد جميع كتب اللاحقين مستخرجه لأحاديث كتب السابقين.
ولهذا السبب بعينه نلقى الإمام أحمد لا يروي في مسنده عن الإمام الشافعي، وأنه لم يرو عنه فيه سوى حديث واحد، بل كان يروي عن شيوخ أقدم منه، بل عن شيوخ الإمام الشافعي، مثل وكيع وغيره، كما أن مسلم، ولا ابن خزيمة يروي عن البخاري ولا عن مسلم، ولا ابن حبان يروي عن ابن خزيمة ولا عن البخاري ولا عن مسلم، وهكذا نرى أصحاب السنن والصحاح والجوامع والمسانيد والمصنفات لا يرون الأحاديث إلى على الاستخراج.
وهذا الموضوع مما درسناه في الملحق الثاني من كتاب (نظرات جديدة في علوم الحديث). اهـ.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 12 - 04, 07:09 م]ـ
جزاكم الله خيرا
صحيح أن الاستخراج قديم
وهو موجد في مصنفات الأئمة - رحمه الله -
الا ان فعل الامام البخاري مع الامام أحمد ليس هو من باب الاستخراج لانه لم يسمع منه كثيرا
كما نبه اليه ابن حجر - رحمه الله -كما في الفائدة التي نقلها شيخنا السديس وفقه الله
وأما عدم اكثار الامام أحمد عن الامام الشافعي (في المسند) لانه سمع من بعض افراد الطبقة الذين سمع منهم الشافعي
كابن عيينة بل الشافعي ينزل في روايات العراقيين
بينما الامام أحمد فراوياته عالية في حديث العراقيين (هشيم ووكيع ونحو ذلك)
ولكن الامام أحمد لم يكن يستخرج على مصنفات الشافعي
أما الراوية بعلو فهذا شأن آخر
تنبيه
(ولا ابن حبان يروي عن ابن خزيمة)
ابن حبان أكثر من الراوية عن ابن خزيمة في كتاب (الانواع والتقاسيم
رغم أن كثير من مرويات ابن خزيمة هي عند ابن حبان من غير طريق ابن خزيمة
ولكنه اختار طريق ابن خزيمة
مثال مرويات الذهلي ويونس بن عبد الأعلى وعبدالرحمن بن بشر
فكثير ما يختار رواية ابن خزيمة واحيانا يخرج عن الدغولي وغيره عن بعض هولاء
وهكذا
انتهى
ولاشك أن ماذكره الشيخ المليباري - وفقه الله - حول الاستخراج صحيح وان أصحاب المصنفات يستخرجون على الكتب المتقدمة
كل هذا صحيح
وهو واضح من صنيع كثير من أصحاب المصنفات
وللموضوع تتمة
ـ[راشد]ــــــــ[13 - 09 - 06, 09:47 م]ـ
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري 9/ 154
وليس للمصنف – البخاري - في هذا الكتاب رواية عن أحمد إلا في هذا الموضع – رقم 5105 - وأخرج عنه في آخر المغازي حديثا بواسطة وكأنه لم يكثر عنه لأنه في رحلته القديمة لقي كثيرا من مشايخ أحمد؛ فاستغنى بهم، وفي رحلته الأخيرة كان أحمد قد قطع التحديث؛ فكان لا يحدث إلا نادرا فمن ثم أكثر البخاري عن علي بن المديني دون أحمد.
هل يُعرف سبب قطع الإمام أحمد للتحديث؟؟
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[13 - 09 - 06, 10:33 م]ـ
قال محمد بن مسلم بن وارة: قلت:يا أبا عبدالله, لم قطعت الحديث والناس محتاجون ,فمن فعل هذا؟ فقال: فعله رباح بن زيد حدث ثم قطع ,وحبان أبو حبيب حدث ثم قطع (طبقات الحنابلة324:1 القديمة و370:2 ط العثيمين) ومنها صوبت اسم حبان.
وفي العلل رواية عبدالله (1256) ذكر ايضا:عباد بن العوام.
ـ[أبو الفضل العنانى]ــــــــ[20 - 09 - 06, 10:08 م]ـ
جزاكم الله خيرا، وبارك فيكم، ونفع بكم
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[01 - 12 - 06, 09:19 ص]ـ
قد يكون هنا سبب آخر
وهو أن البخارى صنف الصحيح على طريقة الإنتقاء بين الروايات
ومن سلك طريقة الإنتقاء فى تصنيفه لابد له من:
1_ تجنب العلو فى بعض الأحيان
2_والنزول فى بعض الأسانيد
3_ وتجنب الرواية عن أجلاّء شيوخه وغير ذلك
فقد يكون الحديث الذى يريد أن يخرجه البخارى فى الصحيح وانتقاه من بين الروايات من طريق ابن عيينة غير موجود عند أحمد أو كان عنده ولكن لم يسمعه البخارى منه فيخرجه البخارى عن غير أحمد من أصحاب ابن عيينة كعلى والحميدى
وهذا السبب يصلح أن يكون جوابا للسؤال المشهور:وهو لماذا لم يخرج البخارى عن الشافعى
ولماذا لم يخرج مسلم عن الذهلى والبخارى
¥(4/81)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - 12 - 06, 05:01 م]ـ
بارك الله فيكم(4/82)
من كان من الحفاظ لا يروي إلا عن ثقة
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - 04 - 03, 01:18 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من كان من الحفاظ لا يروي إلا عن ثقة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وسلم تسليما كثيرا أما بعد:
فعرف عن جمع من الأئمة أنهم لا يروون إلا عن الثقات، وهذا من حيث الغالب، لأنه قد يخفى على بعضهم حال بعض الشيوخ، وإليك ما وقفت عليه من ذلك، وأرجو من إخواني ممن يعثر على مزيد أن يتحفنا به لتعم الفائدة، وإني لطلب الاختصار لن أذكر عبارات الأئمة في ذلك ـ وهي كثيرة ـ فمن أرادها فليرجع إلى المراجع المذكورة، وسأرتبهم على حروف المعجم:
1 - أحمد بن حنبل: فتح المغيث للسخاوي 1/ 343
2 - إسماعيل بن أبي خالد: تهذيب التهذيب 1/ 292
3 - بقي بن مخلد الأندلسي: تهذيب التهذيب 1/ 19و 26و358 وفتح المغيث للسخاوي 1/ 343
4 - حريز بن عثمان الرحبي: شرح علل الترمذي لابن رجب 2/ 783 وفتح المغيث للسخاوي 1/ 343
5 - سليمان بن حرب الأزدي: شرح علل الترمذي لابن رجب 2/ 783 وفتح المغيث للسخاوي 1/ 343
6 - شعبة بن الحجاج: تهذيب التهذيب 1/ 5 وفتح الباري 1/ 300 وفتح المغيث للسخاوي 1/ 343 وذكر في فتح الباري: أنه لايروي عن شيوخه المدلسين إلا ماهو مسموع لهم. 4/ 38و194
7 - عامر بن شراحيل الشعبي: تهذيب التهذيب 5/ 67
8 - عبد الرحمن بن مهدي: سؤالات أبي داود ص339 و198 و341 وفتح المغيث للسخاوي 1/ 343
9 - عبد الله بن أحمد بن حنبل: تعجيل المنفعة 1/ 18
10 - مالك بن أنس: التمهيد 1/ 17و13/ 188 وسير أعلام النبلاء 1/ 138
11 - محمد بن سيرين: التمهيد 8/ 301 وفتاوى ابن تيمية 23/ 47
12 - محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب: تهذيب التهذيب 9/ 304و305
13 - محمد بن وضاح القرطبي: تهذيب التهذيب6/ 391
14 - مظفر بن مدرك الخراساني: تقريب التهذيب 1/ 535
15 - منصور بن المعتمر ك: تهذيب الكمال 28/ 549
16 - يحيى بن سعيد القطان: ثقات العجلي ص 472 سؤالات أبي داود ص 331و198 وقال الحافظ في فتح الباري 1/ 309: إنه لا يحمل من حديث شيوخه المدلسين إلا ما كان مسموعا لهم صرح بذلك الاسماعيلي.
17 - يحيى بن أبي كثير الطائي: الجرح والتعديل 9/ 141 وسير أعلام النبلاء 6/ 28
18 - أبو داود السجستاني صاحب السنن: نصب الراية 1/ 199 و تهذيب التهذيب 2/ 297
19 - أبو زرعة الرازي: لسان الميزان2/ 416.
والله تعالى أعلم.
=============
قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم رحمهم الله: كان أبي يقول أي بني كيف تعجبك نفسك وأنت لا تشاء أن ترى من عباد الله من هو خير منك إلا رأيته أي لا ترى أنك خير من أحد يقول لا إله إلا الله حتى تدخل الجنة ويدخل هو النار فإذا دخلت الجنة ودخل هو النار تبين لك أنك خير منه.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 04 - 03, 01:43 ص]ـ
من مِن هؤلاء صرح بأنه لا يروي إلا عن ثقة؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - 04 - 03, 02:29 ص]ـ
أولا: صرح بذلك بقي بن مخلد:كما في تهذيب التهذيب في ترجمة أحمد بن جواس الحنفي.
ثانيا: ماذا تريد من هذا السؤال؟ إبطال هذا الكلام المذكور؟!
وهو منقول عن أئمة هذا العلم الذين نقلوه، وقعدوا له وعلى رأس المنقول عنهم: ابن عيينة والعجلي وابن معين وأحمد وأبو داود وأبو حاتم وأحمد بن صالح المصري ثم من بعدهم: ابن تيمية والذهبي وابن حجر والسخاوي وغيرهم من الأئمة، ومن الناس بعدهم؟!!!!
ـ[الرايه]ــــــــ[03 - 04 - 03, 01:21 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي حفيد ابن رجب وبارك الله فيك.
وان لم تخني الذاكرة فقد ذكر ابن رجب في شرح العلل جماعة من هؤلاء.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - 04 - 03, 03:49 م]ـ
وجزاك الله خيرا أخي الرايه
ابن رجب رحمه الله ذكر حريز بن عثمان وسليمان بن حرب كما هو موضح أعلاه.
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[03 - 04 - 03, 04:04 م]ـ
قف على هذا الرابط المتعلّق ...
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3940
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - 04 - 03, 06:33 م]ـ
أشكرك يا أخي الروقي على هذه الفائدة الكبيرة
ـ[محمد زهير المحمد]ــــــــ[09 - 10 - 10, 09:45 م]ـ
أرجو التكرم بالعلم ان رسالتي للدكتوراه بعنوان: "انتقاء الشيوخ عند المحدثين حتى نهاية القرن الثاني الهجري، وأثره في الحكم على الرواية".
ـ[أبو عبد الله الداغستاني]ــــــــ[18 - 10 - 10, 12:12 ص]ـ
بارك الله فيك عبد الرحمن السديس ولكن في بعض من ذكرتهم نظر كشعبة وغيره والله أعلم
ـ[محمد زهير المحمد]ــــــــ[18 - 10 - 10, 09:45 م]ـ
لا بد من القول أن قاعدة انتقاء الشيوخ او كون الراوي لا يروي الا عن ثقة هي أغلبية، فقد روى جميع من وصف بذلك عن ضعفاء، ومنهم من ذكرهم بعض الاخوة، حتى الامام احمد والإمام مالك، والامام البخاري ... وصفوا بذلك، ومع ذلك وجدناهم رووا عن ضعفاء، ولذلك أسباب منها: الانتقاء من حديث الضعيف، وقد يكون خفي عليه ضعفه، وقد يكون روى عنه قبل ان يصير ضعيفا كالاختلاط ... الخ. ومثال ذلك: أن الامام احمد سئل عن رجل فضعفه، فقيل له: روى عنه يحيى بن سعيد القطان! فقال: خفي عليه ضعفه. والقطان ممن وصف بانتقاء الشيوخ وانه لا يروي الا عن ثقة.
¥(4/83)
ـ[أبو عبد الله الداغستاني]ــــــــ[20 - 10 - 10, 07:47 ص]ـ
استثنى بعض المعاصرين من بين هؤلاء الأئمة أبا داود السجستاني صاحبَ السنن وقال:فإنه قد عرف بالاستقراء
أنه لا يروي في السنن خاصة إلا عن من هو ثقة(4/84)
فوائد حديثية من كتاب " حقيقة العبادة " للمعلمي
ـ[محب العلم]ــــــــ[04 - 04 - 03, 01:07 ص]ـ
الفائدة الأولى:
قال رحمه الله:
( ... ومنهم -أي أهل زمانه -من يحكي عن بعض المتأخرين كالسبكي وابن حجر وابن الهمام والسيوطي ونحوهم، أنهم صححوا ذلك الحديث أو الأثر أو حسنوه، ويكون جهابذة العلم من السلف قد ضعفوا ذلك الحديث أو حكموا بوضعه، وهم أجل وأكمل من المتأخرين، وإن كان بعض المتأخرين أولي علم وفضل وتبحر، ولكننا رأيناهم يتساهلون في التصحيح والتحسين، ويراعون فيهما بعض أصول الفن، ويغفلون عما يعارضها من الأصول الأخرى، وفوق ذلك أن السلف كانوا أبعد عن الهوى.
ومن هنا قال ابن الصلاح: " إن باب التصحيح والتحسين قد انسد ولم يبق فيهما إلا النقل عن السلف ".
وهذا القول خطأ، ولكنه يعين على مانريده، وهو وجوب الإحتياط فيما يصححه المتأخرون أو يحسنونه) انتهى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 04 - 03, 10:53 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة القيمة، ورحم الله الشيخ المعلمي.
ـ[محب العلم]ــــــــ[07 - 04 - 03, 12:20 ص]ـ
الفائدة الثانية
قال رحمه الله:
" ... وأما الترمذي فله اصطلاح في التحسين والتصحيح، وهو أن الحديث إذا روي من طريقين ضعيفين يسميه حسنا.
والأئمة المجتهدون، وغيرهم من الجهابذة، لايعملون بهذا الإطلاق، بل يشترطون أن تحصل من تعدد الطرق مع قوة رواتها غلبة ظن للمجتهد بثبوت الحديث، فإن لم تحصل هذه الغلبة (فلا أثر لتعدد الطرق وإن كثرت).
والمتأخرون يعرفون هذا الشرط، ولكنهم كثيرا مايتغافلون عنه، وربما توهم أحدهم أنه قد حصلت له غلبة ظن، وإنما حصلت له من جهة موافقة ذلك الحديث لمذهبه أو لمقصده، والله المستعان ".
ـ[محب العلم]ــــــــ[07 - 04 - 03, 06:11 م]ـ
الفائدة الثالثة
قال رحمه الله:
" ومما ينبغي التنبيه له أيضا: أن الشيخين أو أحدهما قد يوردان في الصحيح حديثا ليس بحجة في نفسه، وإنما يوردانه لأنه شاهد لحديث آخر ثابت، ثم قد يكون في هذا الحديث الذي ذكراه شاهدا، زيادة لاشاهد لها، فيجئ من بعدهما يحتج به بالنسبة لتلك الزيادة، وربما حمل الحديث على معنى آخر غير المعنى الذي ذكره صاحب الصحيح
وبنى عليه أنه شاهد للحديث الآخر.
وبالجملة، فمن أراد الاحتجاج بالحديث فلايستغني عن النظر في إسناده، بعد أن يكون له من المعرفة مايؤهله لهذا الأمر، وإلا أوشك أن يضل أو يضل، والله الموفق ".
ـ[محب العلم]ــــــــ[20 - 04 - 03, 12:57 ص]ـ
الفائدة الرابعة
قال رحمه الله:
." ... ومن كان له اطلاع على علم الحديث وكلام أهله والكتب التي ألفت في الموضوعات، علم أن كثيرا من الموضوعات قد اغتر بها أئمة أكابر، كالغزالي وإمام الحرمين والزمخشري والبيضاوي وغيرهم، فأدرجوها في كتبهم.
بل إن أئمة الحديث ليوردون في كتبهم – التي لم يلتزموا فيها الصحة،كثيرا من الأحاديث الموضوعة، ولاينبهون على وضعها، مكتفين بأنهم لم يلتزموا الصحة.
وإن على من رأى حديثا في كتبهم، ينبغي له أن يبحث عن درجته.
ويقع هذا كثيرا في مؤلفات (ابن منده) و (أبي نعيم) و (الخطيب) و (ابن عساكر) وغيرهم بل وقع بعضه في الكتب التي قيل انها خاصة بالصحاح، ولاسيما المستدرك.
ولم يعد أحد من العلماء ذلك دليلا على صحتها، بل صرحوا بوضعها، واعتذروا عن أولئك الأكابر ".
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 04 - 05, 06:24 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة القيمة، ورحم الله الشيخ المعلمي.
ـ[أبو عمر السلمي]ــــــــ[10 - 04 - 05, 07:52 ص]ـ
أخي بارك الله فيك .....
هل هناك أحد يسعى لإخراج هذا السفر إلى مطبوعة تتداول ويستفاد منها؟
وجزيت خبرا
محبك
ـ[أبو علي]ــــــــ[17 - 04 - 05, 08:15 م]ـ
رأيت جزءًا منه قد نشرته المكتبة العصريّة باسم غير اسمه، والكتاب بعيد عنّي؛ ولعلّي أبحث عنه وأذكره، والّذي أذكره أنّ المحقق هو الدّاني آل زهوي.
وعمومًا فمكتبة (جرير) موزّعٌ للمكتبة العصريّة، وقد اشتريته من جرير.
والله أعلم
ـ[ابو السعادات]ــــــــ[18 - 04 - 05, 06:58 م]ـ
أفيدونا عن كتاب المعلمي هذا بارك الله فيكم وشكر سعيكم
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[24 - 04 - 05, 10:27 م]ـ
دار أطلس منذ زمن أعلنت أنها ستطبعه كاملا، وقد خرج جزء منه طبعته المكتبة العصرية
ـ[ابو السعادات]ــــــــ[25 - 04 - 05, 06:20 م]ـ
جزاك الله خيرا ياأبا عبد الرحمن
ـ[الأجهوري]ــــــــ[26 - 04 - 05, 01:04 ص]ـ
أكمل أيها المحب، لا فض فوك ومات حاسدوك.
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[28 - 02 - 06, 01:53 ص]ـ
ياله من رجل!
وكم وارى الثرى من أمثال هذا السلفي القح معتقداً وفكراً الشيخ المعلمي رحمه الله تعالى.
... ومنهم -أي أهل زمانه -من يحكي عن بعض المتأخرين كالسبكي وابن حجر وابن الهمام والسيوطي ونحوهم، أنهم صححوا ذلك الحديث أو الأثر أو حسنوه، ويكون جهابذة العلم من السلف قد ضعفوا ذلك الحديث أو حكموا بوضعه، وهم أجل وأكمل من المتأخرين، وإن كان بعض المتأخرين أولي علم وفضل وتبحر
وفي العصر الحاضر يمارس هذا بعض صبية تقريب التهذيب.(4/85)
هل ترد عنعنة الأعمش؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - 04 - 03, 02:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على رسوله محمد، وآله وصحبه وسلم أما بعد:
فقضية التدليس من القضايا التي كثر الخلط فيها ممن لم يعرفوا طرق الأئمة الحفاظ في التعامل معها، ومن الذي ترد عندهم عنعنته، ومن الذي لا ترد حتى يتبين أنه دلس، فوقع من هولاء ـ من غير قصد ـ جناية عظيمة على السنة وأهلها، فردوا وضعفوا كل رواية فيها الأعمش أو أبو إسحاق السبيعي أو قتادة ـ و هم ممن تدور عليهم كثير من الأسانيد ـ إذا لم يصرح بالسماع، فتراهم يقولون: هذا إسناد ضعيف فيه الأعمش وهو مدلس، وقد عنعن!! ونحوها من العبارات.
ولعلي في هذه الورقة أن أبين على عجل خطأ هذا القول بما أنقله عن الأئمة.
قال يعقوب بن سفيان الفسوي: وحديث سفيان وأبي إسحاق والأعمش ما لم يعلم أنه مدلس يقوم مقام الحجة. المعرفة والتاريخ 2/ 637.
وقال أبوزرعة الرازي: الأعمش ربما دلس. علل الحديث 1/ 14
وقال أبو داود: سمعت أحمد سئل عن الرجل يعرف بالتدليس يحتج فيما لم يقل حدثني أو سمعت؟ قال: لا أدري. فقلت: الأعمش متى تصاد له الألفاظ؟ قال: يضيق هذا، أي أنك تحتج به. سؤالات أبي داود ص199 وشرح علل الترمذي 1/ 355.
وقال الذهبي: الأعمش يدلس، وربما دلس عن ضعيف ولا يدري به، ومتى قال: حدثنا فلا كلام، ومتى قال: عن تطرق إليه احتمال التدليس إلا في شيوخ له أكثر عنهم كـ إبراهيم وأبي وائل وأبي صالح السمان فإن روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال. ميزان الاعتدال 2/ 224.
وقال الخطيب في الكفاية ـ400ـ: حدثني أبو القاسم الأزهري قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: حدثنا جدي قال: سألت يحيى بن معين عن التدليس؟ فكرهه وعابه، قلت له: أفيكون المدلس حجة فيما روى أو حتى يقول حدثنا وأخبرنا؟ فقال: لا يكون حجة فيما دلس، (لم يقل فيما عنعن) وقال جدي: سألت علي بن المديني عن الرجل يدلس أيكون حجة فيما لم يقل حدثنا؟ قال: إذا كان الغالب عليه التدليس فلا حتى يقول حدثنا. وانظر النكت 2/ 88.
وقال أبو الحسن بن القطان:إذا صرح المدلس قبل بلا خلاف، وإذا لم يصرح فقد قبله قوم ما لم يتبين بحديث بعينه أنه لم يسمعه، ورده آخرون ما لم يتبين أنه سمعه. النكت 2/ 625.
وقال ابن رجب ـ شرح علل الترمذي 1/ 355 ـ: ولم يعتبر الشافعي أن يتكرر التدليس من الراوي ولا أن يغلب على حديثه بل اعتبر ثبوت تدليسه ولو بمرة واحدة، (هل عمل الشافعي بهذا؟) واعتبر غيره من أهل الحديث أن يغلب التدليس على حديث الرجل، وقالوا إذا غلب عليه التدليس لم يقبل حديثه حتى يقول حدثنا، وهذا قول ابن المديني حكاه يعقوب بن شيبة عنه، وذكر مسلم في مقدمة كتابه إنما يعتبر التصريح بالسماع ممن شهر بالتدليس وعرف به، وهذا يحتمل أن يريد به كثرة التدليس في حديثه، ويحتمل أن يريد به ثبوت ذلك عنه وصحته، فيكون كقول الشافعي .. واعتبروا كثرة التدليس في حق من يدلس عن غير الثقات.
ومن خلال البحث السطحي السريع في ألفية التراث باسم الأعمش ـ من غير بحث باسم سليمان ـ لكي نقف على عمل بعض علماء الحديث في روايته هل ردوا ما عنعنه الأعمش أم لا؟ وجدت ما يلي:
في صحيح البخاري عن الأعمش أكثر من (150) حديث بالعنعنة، وفي مسلم كذلك، وفي المطبوع من صحيح خزيمة أكثر من (100) حديث وفي صحيح ابن حبان أكثر من (250) حديث وفي المستدرك قرابة (300) حديث وفي مستخرج أبي عوانة على مسلم قرابة (300) حديث، وفي مستخرج أبي نعيم على مسلم قرابة (120) حديث وفي المطبوع من المختارة قرابة (120) حديث وفي المنتقى لابن الجارود قرابة (40) حديث كل هذه الأحاديث لم يرد شئ منها لعنعنة الأعمش.
وهنا شبهة تثار وهي أن ما في الصحيحين قد اطلع أصحابها على تصريح بالسماع في طرق أخرى، ويرد على هذه الشبهه الحافظ أبو الحجاج المزي، ففي سؤالات السبكي للمزي هل وجد لكل ما روياه ـ البخاري ومسلم ـ بالعنعنة طرق مصرح فيها بالتحديث؟ فقال: كثير من ذلك لم يوجد وما يسعنا إلا تحسين الظن. النكت2/ 636 وتدريب الراوي1/ 123
وقد ذكر العلائي: الأعمش في الطبقة الثانية من المدلسين، وتبعه ابن حجر في كتابه تعريف أهل التقديس، وفي النكت ذكره في الطبقة الثالثة!. انظر: جامع التحصيل ص 113 وتعريف أهل التقديس ص 67 والنكت 2/ 640.
هذا والله أعلم وصلى الباري على النبي المعلم.
===========================
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه * * وصدق ما يعتاده من توهم(4/86)
زيادات أبي الحسن القطان على ابن ماجه (مع مستدرك)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 04 - 03, 10:33 م]ـ
صنف الشيخ مسفر الدميني وفقه الله رسالة صغيرة في بيان زيادات أبي الحسن بن القطان على ابن ماجه
وبين فيها أنه وقع في سنن ابن ماجه زيادات لأبي الحسن القطان تلميذ ابن ماجه لا ينتبه لها البعض ممن يطالعون السنن
قال مسفر الدميني ص 23 (بلغ عدد هذه الزيادات أربعا وأربعين زيادة - منها مارواه أبو الحسن بأكثر من إسناد وإحدى هذه الزيادات كلام للشافعي رحمه الله 0000)
وقد وقفت على زيادتين لم يذكرها الدكتور الدميني حفظه الله، فأحببت نشرها للفائدة
ولعلي أسوق أولا أرقام الأحاديث التي ذكرها الدميني
22
70
84
241
244
256
257
261
طبعة الأعظمي (1/ 15) وليس في طبعة عبدالباقي
284
294 (ذكرها على الإحتمال)
299
300
321
323
324
326
346
350
356
358
374
388
400
402
413
446
451
462
469
518
525
657
675
689
1303
حديث (إن عبدا قتل تسعة وتسعين نفسا (في طبعة الأعظمي فقط)
2723 (في نسخة الأعظمي (2755) التصريح بأبي الحسن)
3458
4066
4172
4299
2807
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 04 - 03, 10:49 م]ـ
المستدرك
2744 (قال السندي (ولم يذكره المزي في الأطراف، وإسناده صحيح، وأظنه من زيادات ابن القطان والله تعالى أعلم)
3952
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[05 - 04 - 03, 07:35 ص]ـ
أحسن الله إليك شيخنا.
لعلّ هذه منها أيضاً:
(252) حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة حدثنا يونس بن محمد وسريج بن النعمان قالا حدثنا فليح بن سليمان عن عبدالله بن عبدالرحمن بن معمر أبي طوالة عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة يعني ريحها. قال أبوالحسن أنبأنا أبوحاتم حدثنا سعيد بن منصور حدثنا فليح بن سليمان فذكر نحوه.
(596) حدثنا هشام بن عمار حدثنا إسمعيل بن عياش حدثنا موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): لا يقرأ القرآن الجنب ولا الحائض. قال أبوالحسن وحدثنا أبوحاتم حدثنا هشام بن عمار حدثنا إسمعيل بن عياش حدثنا موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): لا يقرأ الجنب والحائض شيئاً من القرآن.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 04 - 03, 07:54 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك في علمكم
وهذه الأحاديث التي ذكرتها وفقك الله ذكرها الدميني في رسالته
فذكر الأول ص 36
وذكر الثاني ص 53 وقد سقطت مني أثناء الكتابة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 04 - 03, 08:49 ص]ـ
وقع خطا في النقل من رسالة الشيخ مسفر الدميني في الموضوع السابق
675 خطا والصواب 647
يضاف رقم 252و596 التي نبهنا إليها الأخ الفاضل هيثم حمدان حفظه الله.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 05 - 03, 02:51 ص]ـ
للفائدة.
ـ[مركز السنة النبوية]ــــــــ[03 - 10 - 03, 06:03 ص]ـ
يوجد هنا ما يتعلق بهذا الموضوع (اضغط) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=12874)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 10 - 04, 07:32 ص]ـ
ثم وجدت مقالا للشيخ الفاضل مسفر الدميني حفظه الله في مجلة البيان وهذا نصه
زيادات أبي الحسن القطان
على سنن ابن ماجه
د. مسفر بن غرم الله الدميني
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن
سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا
إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد.
فقد حفظ الله لنا الدين وأتم علينا النعمة ورضي لنا الإسلام ديناً، ومن مظاهر
ذلك الحفظ ما قام به علماء الأمة من السلف الصالح - حيث اعتنوا بحديث رسول
الله-صلى الله عليه وسلم- حفظاً وتدويناً ونشراً له وتعليماً، فمنهم من اعتنى
بالصحيح فأفرده - كالبخاري ومسلم - ومنهم من ضم إليهما دونه - كأصحاب
السنن والمسانيد - ومن هؤلاء الأئمة: أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني الشهير
بابن ماجه، مصنف كتاب (السنن) الذي عده العلماء رابع السنن الأربع وسادس
الكتب الستة.
وقد روى عنه كتاب السنن هذا عدد من العلماء منهم:
- أبو الحسن القطان.
¥(4/87)
-وسليمان بن يزيد القزويني.
-وأبو جعفر محمد بن عيسى المطوعي الأبهري.
ويبدو أن الروايات غير رواية (أبي الحسن) قد انقطعت، فلم يبق متنها
سوى رواية أبي الحسن القطان هذه، وهي التي اعتمدها الأستاذ محمد فؤاد عبد
الباقي عند طبعه وترقيمه للكتاب، واعتمدها الدكتور محمد مصطفى الأعظمي عند
طبعه وفهرسته أيضاً للسنن.
وأبو الحسن هو: علي بن إبراهيم بن سلمة بن بحر القزويني، القطان
(254 - 345هـ) أحد الأئمة الأعلام الحفاظ، فقد جاء في ترجمته أنه كان يحفظ
مائة ألف حديث، وقال عنه الذهبي. الإمام الحافظ القدوة شيخ الإسلام ... عالم
قزوين .. جمع وصنف وتفنن في العلوم وثابر على القرب ... .
ولما كان رحمه الله تعالى في هذه المنزلة العالية من العلم والحفظ، وكان ممن
سمع من أبي عبد الله بن ماجه سننه، ومن طريقه - اليوم فقط -يتصل الإسناد؛
فإنه عند روايته سنن ابن ماجه لطلابه ربما كان عنده للحديث الذي يرويه لهم من
السنن إسناد آخر عال من غير طريق ابن ماجه يلتقي معه في شيخه أو من دونه،
فتراه يسوق إسناده العالي عقب روايته لحديث ابن ماجه، وهنا يروي الراوي عنه
تلك الزيادات مضمومة إلى أحاديث السنن نفسها، وهذا منه - رحمه الله تعالى -
يشبه عمل أصحاب المستخرجات، وربما زاد حديثاً مستقلاً بإسناده ومتنه -وهذا
قليل -بلفظ حديث ابن ماجه أو بنحوه.
ويجد المطالع للسنن تلك الزيادات بنوعيها مصدرة بقوله: قال أبو الحسن،
أو: قال القطان، أو قال أبو الحسن بن سلمة، أو: قال أبو الحسن القطان.
والذي دفعني إلى كتابة هذه الأسطر ما صنعه الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي،
والدكتور محمد مصطفى الأعظمي عند طبع كل منهما للكتاب، فأما الأول منهما فقد
جعل للأحاديث التي ساقها أبو الحسن بن سلمة بأسانيدها ومتونها أرقاماً مسلسلة مع
أحاديث السنن، فيحسبها الناظر من أحاديث سنن ابن ماجه جاءت في صورة
التعليق، أما الأحاديث التي ساق أبو الحسن أسانيدها وأحال على أحاديث ابن ماجه
المتقدمة لها في متونها فلم يجعل لها أرقاماً مستقلة مسلسلة، بل ذكرها عقب أحاديث
السنن، لكنه بدأ بكل زيادة سطراً جديداً.
أما الدكتور الأعظمي فجعل لكل زيادة- سواء تحمل إسناداً ومتناً معاً، أو
إسناداً مع الإحالة على متن ابن ماجه -رقماً مسلسلاً مع أحاديث السنن دون تفريق
في نوع الحرف أو إشارة في الحاشية، ولم يشر إلى ذلك إلا إشارة عابرة هي قوله
في المقدمة:
( ... وعدد أحاديثه أربعة الآف وثلاثمائة وسبعة وتسعون حديثاً بما فيها من
زيادات القطان.). وعملهما هذا - غفر الله لهما - يوهم بعض طلاب العلم أن
الجميع من سنن ابن ماجه، وأن تلك الزيادات من معلقات ابن ماجه عن أبي الحسن
القطان، بينما الأمر خلاف ذلك، فأبو الحسن القطان تلميذ ابن ماجه، وراوية سننه
وليس شيخه، وتلك الأحاديث الواردة في صورة التعليق من زيادات أبي الحسن
القطان على كتاب شيخه ابن ماجه، ثم إنها ليست معلقة بل مسندة له، فربما
التقى مع شيخه أثناء الإسناد وربما استقل بحديث تام بإسناده ومتنه.
ولما كانت زيادات أبي الحسن القطان هذه مدرجة مع أحاديث سنن ابن ماجه
- كما قدمنا- بل إنها قد تأخذ رقماً مسلسلاً مع تلك الأحاديث، مما يوهم بعض
طلاب العلم أنها من السنن لذلك رأيت أن أفردها بالذكر ليتنبه إليها من لا علم له
بها، ولتكون عند العارف بها مجموعة مستقلة، مرتبة حسب ورودها في السنن،
وقد سلكت في إيراد هذه الزيادات حال كل نوع منها، فإن كانت الزيادة حديثاً
كاملاً بإسناده ومتنه اكتفيت بنقله تاماً، وإن كانت الزيادة كالحديث المستخرج -
بحيث يلتقي أبو الحسن بن سلمة مع شيخه ابن ماجه أثناء الإسناد مع علو بدرجة
أو أكثر - ثم يحيل على المتن الذي ذكره ابن ماجه قائلاً: بنحوه، أو. مثله، فإني
أنقل أولاً حديث ابن ماجه بإسناده ومتنه ثم أتبعه زيادة أبي الحسن، وذلك ليعرف
القارئ موضع الالتقاء مع شيخه، وليعرف أيضاً متن ابن ماجه الذي أحال عليه،
ولكني سأكتفي -في هذا المقال- بإيراد الأحاديث التي جعل لها الأستاذ محمد فؤاد
عبد الباقي أرقاماً مسلسلة مع أحاديث سنن ابن ماجه، وذلك لأنها زيادات مستقلة
مشتملة على إسناد الحديث ومتنه، ثم أذكر أرقام الأحاديث التي استخرج عليها أبو
¥(4/88)
الحسن زياداته تلك، علماً بأن في النسخة المخطوطة التي اعتمدها الأستاذ محمد فؤاد
عبد الباقي من الأحاديث والزيادات ما ليس في النسخة التي اعتمدها الدكتور
محمد مصطفى الأعظمي، وكذلك العكس، وسيجد القارئ قائمة تحوي أرقام
الأحاديث المشتملة على الزيادات مقارنة ليسهل الرجوع إليها، ولتعرف الزيادات
في كل طبعة.
أولاً: الأحاديث الزائدة:
321 - قال أبو الحسن بن سلمة: وحدثناه أبو سعد عمير بن مرداس الدونقي،
ثنا عبدالرحمن بن إبراهيم أبو يحيى البصري، ثنا ابن لهيعة عن أبي الزبير عن
جابر أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول: إن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- نهاني
أن أشرب قائماً، وأن أبول مستقبل القبلة (1: 116).
451 - قال القطان: حدثنا أبو حاتم، ثنا عبد المؤمن بن علي، ثنا عبد
السلام بن حرب، عن هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول
الله-صلى الله عليه وسلم-: «ويل للأعقاب من النار» (1: 154).
596 - قال أبو الحسن: وثنا أبو حاتم، ثنا هشام بن عمار، ثنا إسماعيل بن
عياش، ثنا موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، قال رسول الله -صلى الله
عليه وسلم: «لا يقرأ الجنب والحائض شيئاً من القرآن» (1: 196).
ثانياً:
أرقام الأحاديث التي استخرج عليها أبو الحسن القطان زياداته على السنن،
وذلك بذكر رقم الحديث في طبعة عبد الباقي والرقم الذي يقابله في طبعة الأعظمى:
رقم الحديث المشتمل على الزيادة رقم الحديث الذي يقابله في
في طبعة عبد الباقي ... طبعة الأعظمي----------------------------------------------
22 ... 00
84 ... 73
00 ... 213
244 ... 217
244 ... 218
252 ... 227
256 ... 232
257 ... 00
261 ... 256
00 ... 257
284 ... 282
299 ... 299
300 ... 301
321 ... 325
323 ... 328
324 ... 00
326 ... 332
346 ... 355
350 ... 360
356 ... 367
358 ... 370
374 ... 387
388 ... 403
400 ... 416
402 ... 419
413 ... 431
446 ... 464
451 ... 00
262 ... 480
469 ... 488
518 ... 540
525 ... 00
596 ... 00
657 ... 624
675 ... 00
1303 ... 1296 وقد جعلت هذه الزيادات بنصوصها ومواضعها مع ترجمة لابن ماجه وأبي
الحسن القطان في رسالة لطيفة أسميتها (زيادات أبي الحسن القطان على سنن ابن
ماجه) أرجو أن تطبع قريباً. وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه
وسلم.
________________________
((مجلة البيان ـ العدد [11] صـ 18 شعبان 1408 ـ أبريل 1988))
ـ[الأعمش]ــــــــ[08 - 10 - 04, 06:17 م]ـ
لعل الدكتور مسفر لم يطلع على تحقيق بشار عواد معروف لكتاب السنن لابن ماجة المطبوع في بيروت دار الجيل عام 1418هـ في خمس مجلدات والسادس فهارس فقد اهتم بزيادات القطان وتعقب ابن عبدالباقي والأعظمي
وعجبي من عدم اشتهاره مع جودته وأظن السبب سوء التسويق
ـ[الأعمش]ــــــــ[08 - 10 - 04, 06:21 م]ـ
فاتني التمعن بتأريخ مقال الشيخ مسفر إذ أنه متقدم على تحقيق بشار بعشر سنوات فله السبق في الاهتمام بالزيادات حفظه الله ورعاه
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 10 - 04, 06:34 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ومما أضافه كذلك بشار عواد الحديث رقم (2754) من طبعته لابن ماجه (4/ 300).
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 01 - 08, 10:15 ص]ـ
وفي مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية
زيادات القَطِيعي
على مسند الإمام أحمد برواية ابنه عبد الله
دراسةً وتخريجاً
تأليف
الدكتور / دخيل بن صالح اللحيدان
الأستاذ المساعد في قسم السنة وعلومها
كلية أصول الدين بالرياض
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
المبحث الرابع: التعريف بزيادات الرواة.
المطلب الأول: معناها:
المقصود بالزيادات هنا: إضافة راوي الكتاب فيه ما ليس منه من مروياته أو مرويات مؤلفه في كتاب آخر، مع تمييزه لها، وتكون من تلميذ مؤلف الكتاب الراوي له، وتكون ممن دونه.
وباب زيادات الرواة مما يستدرك على المصنفين في علوم الحديث، وينبني على الجهل به خلط كبير، وله أمثلة متعددة من صنيع رواة المصادر الحديثية المسندة، وهي تختلف عن زيادات الرواة لكتاب واحد، بعضهم على بعض، وعن فن زوائد المصادر الحديثية بعضها على بعض (1).
المطلب الثاني: أنواعها.
المتأمل في زيادات رواة المصادر الحديثية يلحظ أنها على أنواع، منها:
¥(4/89)
النوع الأول: مرويات لهم عن شيوخ آخرين غير مؤلفي هذه المصادر، وتتبين عند النظر في طرف الإسناد الأدنى، لمن كان له معرفة بطبقات الرواة والشيوخ، وهي الغالب في زياداتهم، ومنها:
1 - زيادات الحافظ أبي الحسن: علي بن إبراهيم بن سلمة القزويني القطان - ت 345هـ-، في سنن ابن ماجه - ت 275هـ-، وهو الراوي عنه السنن.
وهي قليلة، ومنها: قوله: "حدثنا يحيى بن عبد الله الكرابيسي، ثنا علي بن الجعد، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، مثل حديث علي رضي الله عنه "، يعني حديث: "إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً فظنوا به الذي هو أَهْناه وأَهداه وأتقاه ".
وقد أفردها بالتأليف الدكتور الأستاذ مسفر بن غرم الله الدميني في كتاب سماه: "زيادات أبي الحسن القطان على سنن ابن ماجه " (2).
2 - زيادات الحافظ أبي علي: محمد بن الحسن ابن الصواف - ت 359هـ- في مسند الإمام الحميدي - ت 219هـ-، وهو الذي يروي المسند عن بشر بن موسى الأسدي عن الإمام الحميدي.
وهي قليلة ومنها: قوله: "ثنا إبراهيم بن عبد الله البصري، ثنا إبراهيم بن بشار الرمادي، ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن أبيه، قال: أخبرني من سمع علي بن أبي طالب على منبر الكوفة، فذكر معناه " (1)، يعني حديث خطبة علي لفاطمة رضي الله عنهما.
3 - زيادات الحافظ أبي بشر: يونس بن حبيب بن عبد القاهر الأصبهاني في مسند أبي داود الطيالسي - ت 204هـ-، وهو الراوي عنه المسند.
ومنها قوله: "حدثت عن إعرابي قال عن شعبة قال عبد الله: إنما عَلِقها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله " (2).
4 - زيادات أبي عبد الرحمن: عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب: فضائل الصحابة لأبيه.
وهي كثيرة قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "له كتاب مشهور في فضائل الصحابة روى فيه أحاديث لا يرويها في المسند لما فيها من الضعف لكونها لا تصلح أن تروى في المسند لكونها مراسيل أو ضعافاً بغير الإرسال ثم إن هذا الكتاب زاد فيه عبد الله زيادات " (3).
ومنها قول عبد الله: "قثنا أبو عمران: محمد بن جعفر الوركاني، قال أنا أبو الأحوص، عن عَبْثر أبي زُبيد، عن محمد بن خالد، عن عطاء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا أصحابي فمن سبهم فعليه لعنة الله " (4).
5 - زيادات لأبي بكر: أحمد بن جعفر بن حمدان القَطِيعي على فضائل الصحابة للإمام أحمد برواية ابنه عبد الله.
__________
(1) مسند الحميدي 1/ 23 عقب حديث: 38
(2) عقب حديث: 364
(3) منهاج السنة 4/ 106.
(4) فضائل الصحابة 1/ 54/11
وهي كثيرة ومشتملة على أحاديث موضوعة، حيث يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "ثم إن القطيعي الذي رواه عن ابنه عبد الله زاد عن شيوخه زيادات وفيها أحاديث موضوعة باتفاق أهل المعرفة " (1)، ويقول أيضاً: "كتاب الفضائل فَيَروي فيه ما سمعه من شيوخه سواء كان صحيحاً أو ضعيفاً فإنه لم يقصد أن لا يروي في ذلك إلا ما ثبت عنده، ثم زاد ابن أحمد زيادات، وزاد أبوبكر القطيعي زيادات، وفي زيادات القطيعي أحاديث كثيرة موضوعة فظن ذلك الجاهل أن تلك من رواية أحمد وأنه رواها في المسند " (2).
ومنها: باب في آخر فضائل علي رضي الله عنه، حيث يقول: "ومن فضائل علي رضي الله عنه من حديث أبي بكر بن مالك عن شيوخه غير عبد الله " ثم قال: "حدثنا هيثم بن خلف، قثنا محمد بن أبي عمر الدوري، قثنا شاذان، قثنا جعفر بن زياد، عن مطر عن أنس يعني ابن مالك قال، قلنا لسلمان: سل النبي صلى الله عليه وسلم من وَصيّه، فقال له سلمان: يا رسول الله من وصيك؟ قال:"يا سلمان من كان وصي موسى؟ قال: يوشع بن نون، قال: "فإن وصيي ووارثي يقضي ديني وينجز موعودي: علي بن أبي طالب " (3).
6 - زيادات عبد الله بن الإمام أحمد في مسند والده.
وهي كثيرة يقول الذهبي: "له زيادات كثيرة في مسند والده"، وهي على عدة صور منها:
أ - مرويات للإمام أحمد في غير المسند، قام عبد الله بنقلها إلى المسند مع التنبيه إليها، وهذا النوع قليل جداً، ومنه قوله: "حدثني أبي -أملاه علينا في النوادر- قال: كتب إليَّ أبو توبة: الربيع بن نافع، قال حدثنا الهيثم بن حميد، عن زيد بن واقد، عن سليمان بن موسى، عن كثير بن مُرة، عن تميم الداري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ بمائة آية في ليلة كُتب له قنوت ليلة" (4).
__________
(1) منهاج السنة 4/ 106
(2) المصدر نفسه.
(3) فضائل الصحابة 2/ 615/1052
(4) المسند 4/ 103/17083
7 - زيادات القَطِيعي على مسند الإمام أحمد برواية ابنه عبد الله - السابقة-، وهي قليلة.
ـ[التلميذ]ــــــــ[01 - 02 - 08, 05:04 م]ـ
مسفر الدميني لم يرجع للنسخ الخطية، وقد فعل ذلك الدكتور سعدي الهاشمي فزاد عليه عددا كبير ...(4/90)
بحث في الجرح والتعديل (تصنيف النقاد إلى متشددون ومعتدلون ومتساهلون)
ـ[أبومشاري]ــــــــ[05 - 04 - 03, 05:03 ص]ـ
التمهيد
إن الحكم على الرجال ليس بالأمر اليسير كما قد يظنه البعض، أو نقل من كتب نقاد الرجال ك (تهذيب الكمال) أو (ميزان الاعتدال) أو تهذيب التهذيب وغيرها من الكتب دون فقه ومعرفة تامة بقواعد علم الجرح والتعديل، من مقاصد اصطلاحات الأئمة في نقدهم، والتفريق بين الجرح المبهم وغير المبهم، وغير ذلك من القواعد المهمة، ولعل من أهمها معرفة المتشددين من النقاد من المتساهلين ومن اعتدل منهم في حكمهم على الرجال ليدرك المنهج السديد والطريق القويم في الحكم على الرأي إذا اختلفت أقوال النقاد فيه.
قال المعلمي- رحمه الله -: ومن الأئمة من لا يوثق من تقدمه حتى يطَّلِع على عدة أحاديث له تكون مستقيمة وتكثر حتى يغلب على ظنه أن الاستقامة كانت ملكة لذاك الراوي، وهذا كله يدل على أن جل اعتمادهم في التوثيق والجرح إنما هو على سبر حديث الراوي. وما كان ذلك منهم إلا من مزيد اعتنائهم بالسنة والذود عن حياضها. قال ابن معين ربما نتكلم في الرجل وقد حط رحله في دار النعيم من زمن بعيد.
الفصل الأول:
تصنيف أئمة النقد في الجرح والتعديل من حيث التشدد والتساهل:
المبحث الأول (المتشددون من النقاد):
1 - شعبة بن الحجاج العتكي أبو بسطام، الواسطي ثم البصري ثقة حافظ متقن كان الثوري يقول: هو أمير المؤمنين في الحديث، وهو أول من فتش بالعراق عن الرجال، وذب عن السنة وكان عابدا، مات سنة 160هـ
قال السخاوي عنه في فتح المغيث: ... فإنه كان يتعنت في الرجال. وقال السخاوي: وكان متثبتا لا يكاد يروي إلا عن ثقة، وكذا كان مالك
-------------
2 - أبو زكريا يحيى بن معين البغدادي، ثقة حافظ مشهور إمام الجرح والتعديل، ومات بالمدينة المنورة حاجا سنة 233 هـ له التاريخ والعلل في الرجال ومعرفة الرجال.
-------------
3 - أبو عبدالرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان النسائي الحافظ صاحب السنن مات سنة 303 هـ قال ابن حجر: في الهدي: أحمد بن صالح تحامل عليه النسائي ولم يصح طعن يحيى بن معين فيه.
-------------
4 - أبو حاتم محمد بن إدريس بن المنذرالحنظلي، الرازي أحد الحفاظ مات سنة 277 هـ ـ
-------------
5 - أحمد بن الحسن بن خراش البغدادي أبو جعفر، صدوق مات سنة150هـ. قال السخاوي: قوي النفس كأبي حاتم.
-------------
6 - يحيى بن سعيد بن فرّوخ بفتح الفاء وتشديد الراء المضمومة وسكون الواو ثم المعجمة، التميمي أبو سعيد القطان البصري ثقة متقن حافظ إمام قدوة، مات سنة 198 هـ. قال علي بن المديني: يحيى بن سعيد شديد التعنت في الرجال.
-------------
7 - عبدالغني بن سعيد بن علي بن سعيد بن بشر بن مروان، الإمام الحافظ الحجة النسابة محدث الديار المصرية، أبو محمد الأزدي المصري صاحب كتاب المؤتلف والمختلف مات سنة409هـ.قال التهانوي – في معرض كلامه على أن الجارح لا يقبل قوله إذا كان مجروحا في نفسه ما لم يوافقه غيره – قال: كالأزدي فإن في لسانه دهقا وهو مسرف في الجرح ... قال الذهبي أبو الفتح – أي الأزدي - يسرف في الجرح. وقال عنه ابن حجر: غير مرضي فلا يتبع في ذلك.
-------------
8 - الساجي أبو يحيى زكريا بن يحيى بن عبدالرحمن بن بحر بن عدي البصري الشافعي كان من أئمة الحديث مات سنة 307هـ.
-------------
9 - أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد الأزدي السجستاني ثقة حافظ، مصنف السنن غيرها، من كبار العلماء، مات سنة 275هـ.
-------------
10 - يعقوب بن سفيان الفارسي أبو يوسف الفسوي، ثقة حافظ، مات سنة 277هـ قال ابن حجر في هدي الساري - في ذكر من طعن فيه من رجال البخاري -: زيد بن وهب تكلم فيه يعقوب بن سفيان بعنت.
-------------
11 - عثمان بن محمد بن إبراهيم بن عثمان العبسي، أبو الحسن بن أبي شيبة الكوفي، ثقة حافظ شهير وله أوهام وقيل كان لا يحفظ القرآن مات سنة 139هـ.
-------------
12 - عبدان، عبدالله بن عثمان بن جبلة، بفتح الجيم والموحدة، ابن أبي رواد، بفتح الراء وتشديد الواو، العتكي بفتح المهملة المثناة، أبو عبدالرحمن المروزي الملقب بـ عبدان، ثقة حافظ مات 121هـ
-------------
¥(4/91)
13 - ابن حبان في الجرح محمد بن حبان بن أحمد بن حبان، أبو حاتم السجستاني مات سنة 345 هـ قال المعلمي في التنكيل: ( .. ولكن ابن حبان تشدد وربما تعنت فيمن وجد في رويته ما استنكره وإن كان الرجل معروفا مكثرا)
-------------
14 - عبد الرحمن بن مهدي بن حسان العنبري مولاهم أبو سعيد البصري اللؤلؤي ثقة ثبت حافظ عارف بالرجال والحديث قال بن المديني: مارأيت أعلم منه مات سنة 198هـ
-------------
15 - سليمان بن حرب الأزدي الواشحي، بمعجمة ثم مهملة البصري قاضي مكة، ثقة إمام حافظ مات سنة 124هـ قال ابن حجر- في ذكر من طعن فيه من رجال البخاري – عفان بن مسلم تكلم فيه سليمان بن حرب بعنت.
-------------
16 - عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ أبو زرعة الرازي إمام حافظ ثقة مشهور مات 264هـ
17 - العقيلي الإمام الحافظ الناقد أبو جعفر، محمد بن عمروبن موسى بن حماد العقيلي الحجازي مصنف الضعفاء توفي سنة 322 هـ.
-------------
18 - ابن عدي أبو أحمد عبدالله بن عدي بن عبدالله بن محمد بن مبارك بن القطان الجرجاني صاحب كتاب الكامل في الجرح والتعدييل توفي سنة 365هـ، تشدد على الحنفية قال الكوثري: نجد في الضعفاء للعقيلي والكامل لابن عدي كلاما كثيرا عن هوى في ساداتنا أئمة الفقه لتعصبه المذهبي ..... أنظر قول ابن عدي في إبراهيم بن محمد الأسلمي: نظرت الكثير من حديثه فلم أجد له حديثا منكرا.
-------------
19 - نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث الخز اعي، أبو عبدالله الروزي، نزيل مصر صدوق يخطئ كثيراً، فقيه عارف بالفرائض، من المعاشرة، مات سنة 128هـ وعشرين على الصحيح، متعنت على أهل الرأي قال ابن حجر في ترجمته في هدي الساري: إنه كان شديدا على أهل الرأي.
20 - ابن الجوزي جمال الدين أبو الفرج عبدالرحمن بن علي بن محمد البغدادي الحنبلي الواعظ صاحب التصانيف مات سنة.
-------------
21 - رضي الدين أبو الفضائل الحسن بن محمد بن حيدر الصاغاني يقال الصغّاني الفقيه اللغوي المؤرخ المشارك مات ببغداد سنة 650هـ.
22 - عمربن سعيد أبو سعيد الكردي الموصلي الإمام الفقيه. توفي سنة 622 هـ بدمشق.
-------------
23 - الجوزقاني الإمام الحافظ الناقد أبو عبدالله الحسين بن إبراهيم بن الحسين بن جعفر الجورقاني، وجورقان من قرى همذان.توفي سنة 543 هـ.
-------------
25 - ابن تيمية مجد الدين أبو البركات عبدالسلام بن عبدالله بن الخضر بن محمد بن علي الحراني توفي بحران سنة 652هـ
قال اللكنوي: ومن النقاد من له تعنت في جرح أهل بعض البلاد أو بعض المذاهب، لا في جرح الكل فحينئذ ينقَّح الأمر في ذلك الجرح منهم
-------------
26 – الجوزجاني أبو إسحاق محمد بن يعقوب السعدي سكن دمشق وبها توفي سة 259 هـ له كتاب في (الجرح والتعديل)، وكتاب في الضعفاء، كما قد استقر قول أهل النقد فيه على أنه لا يقبل قوله في أهل الكوفة.
-------------
27 - الذهبي محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي (673هـ -748هـ في جرحه لكثير من الصوفية. ذكر ذلك اللكنوي في الرفع والتكميل، لكن المعلمي نظّرفي هذا القول وقال: إن الإمام الذهبي إمام من كبار أئمة العلم في الإسلام وإنه صالح تقي ورع –وليس بالمعصوم- ويحب الصوفية ويحسن الظن بهم ولكنه يحذر ويحذّر من شطحاتهم. والذي توصلت إليه في البحث أنه من المنصفين في نقد الرجال وقد قال في موقظته: والكلامُ في الرُّواة يَحتاجُ إلى وَرَعٍ تامّ، وبَراءةٍ من الهوى والمَيْل، وخِبرةٍ كاملةٍ بالحديثِ وعِلَلِه، ورجالِه. وإنما ذكرته في هذا القسم لما قد قيل في جرحه للصوفية وسأذكر ترجمته في قسم المعتدلين – إن شاء الله -.
-------------
28 - ابن حزم أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلف الفارسي الأصل ثم الأندلسي القرطبي، الفقيه العالم، مات سنة 459 ه ـ وقد جهّل الحافظ الترمذي والبغوي وإسماعيل الصفار وأبي العباس الأصم وغيرههم من المشهورين قال عبد الفتاح: فهذا أيضا يضاف إلى ما كان ابن حزم يجهله من العلماء وكتبهم، ويهجم عليهم بالتجريح والتجهيل لجهله بهم فيقع في أشد العنت و التعنت.
-------------
29 - أبو الحسن بن القطان قال الذهبي في تذكرة الحفاظ في ترجمته: ولكنه تعنت في أحوال الرجال فما أنصف.
¥(4/92)
المبحث الثاني (المتساهلون من النقاد):
1 - محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك السلمي الترمذي أبو عيسى صاحب الجامع أحد الأمة، مات سنة 179ه ـ.
-------------
2 - أبو بكر البيهقي أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن عبدالله بن موسى البيهقي (384هـ-458ه ـ
-------------
3 - ابن حبان محمد بن حبان بن أحمد بن حبان، أبو حاتم السجستاني مات سنة 345 هـ
-------------
4 - ابن خزيمة محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة، أبو بكر السلمي النيسابوري الحافظ الحجة صاحب الصحيح مات سنة قال عبد الفتاح عن ابن حبان: وطريقته في التوثق من أوهن الطرق وإن سبقه في ذلك شيخه ابن خزيمة.
-------------
5 - الحاكم محمد بن عبدالله بن محمد بن حمدويه، أبو عبدالله الحاكم الضبي الطهماني النيسابوري مات سنة 405ه ـ قال صاحب تقدمة نصب الراية: ( ... والحاكم أكثرهما تساهلا فإنه يقول: هذا حديث على شرط الشيخين، أو أحدهما وفيه علة، إذ لا يلزم من كون الراوي محتجا به في الصحيح أنه إ ذا وجد في أي حديث يكون ذلك الحديث على شره. بل الحاكم كثيرا ما يجيء إلى حديث لم يخرج لغالب رواته في الصحيح، كحديث روى عكرمة عن ابن عباس، فيقول هذا على شرط البخاري (يعني لكون البخاري أخرج لعكرمة) وهذا أيضا تساهل
-------------
6 - عبدالله بن صالح بن مسلم العجلي، ثقة لم يثبت أن البخاري أخرج له. وهو قريب من ابن حبان في توثيق المجاهيل.
-------------
7 - مسلم بن الحجاج مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري أبو الحسين النيسابوري ثقة حافظ إمام مصنف عالم بالفقه، مات سنة 261هـ.
-------------
8 - عبدالله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام السمرقندي، أبو محمد الدار مي الحافظ، صاحب المسند، ثقة فاضل متقن، مات 255هـ.
المبحث الثالث (المعتدلون من النقاد):
1 - محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة أبو عبد الله البخاري الجعفي جبل الحفظ وإمام الدنيا في فقه الحديث مات سنة هـ 256.
-------------
2 - أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني، نزيل بغداد، أبو عبد الله حنبل أحد الأئمة، ثقة حافظ فقيه حجة، مات سنة241هـ قال السخاوي: سأله جماعة من تلاميذه عن الرجال، وكلامه فيهم باعتدال وإنصاف وأدب وورع.
-------------
3 - أبوعبدالله محمد بن سعد كاتب الواقدي محمد بن سعد بن منيع أبو عبد الله البصري الزهري 168 - 230هـ قال الذهبي: تكلم بكلام جيد مقبول.
-------------
4 - ابن عدي أبو أحمد عبدالله بن عدي بن عبدالله بن محمد بن مبارك بن القطان الجرجاني صاحب كتاب الكامل في الجرح والتعديل توفي سنة 365هـ.
-------------
5 - الدارقطني الإمام أبو الحسن علي بن عمربن أحمد بن مهدي الدار قطني البغدادي ت385هـ-.
-------------
7 - الذهبي محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي (673هـ -748هـ حيث قال: والكلامُ في الرُّواة يَحتاجُ إلى وَرَعٍ تامّ، وبَراءةٍ من الهوى والمَيْل، وخِبرةٍ كاملةٍ بالحديثِ وعِلَلِه، ورجالِه. ثم نحن نفتَقِرُ إلى تحرير عباراتِ التعديلِ والجرح وما بين ذلك، من العباراتِ المُتَجَاذَبَة. ثم أهَمُّ من ذلك أن نَعلمَ بالا ستقراءِ التامِّ: عُرْفَ ذلك الإمامِ الجِهْبِذ، واصطلاحَه، ومقاصِدَه، بعباراتِه الكثيرة.
9 - مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو الأصبحي أبو عبد الله المدني الفقيه إمام دار الهجرة، رأس المتقنين، وكبير المتثبتين، ختى قال البخاري: أصح الأسانيد كلها: مال عن نافع عن بن عمر ا مات سنة 179 هـ
-------------
10 - أبو الفضل شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد بن محمد ابن حجرالكناني العسقلاني، قال ابن فهد: الإمام العلامة الحافظ فريد الوقت مفخرة الزمان.مات سنة 852هـ
-------------
11 - محمد بن عبدالله بن عمار الأزدي أبو جعفر البغدادي المخرمي – بضم الميم وفتح الخاء المعجمة، وكسر الراء المهملة - نزيل الموصل أحد الحفاظ المكثرين. قال إسماعيل القاضي: هو مثل علي بن المديني يعني في علم الحديث وقال الخطيب: كان أحد أهل الحفظ المحققين بالعلم مات سنة 242هـ.
المبحث الرابع (موقف العلماء من اختلاف مناهج النقاد في الحكم على الرجل من حيث التشدد والتساهل)
¥(4/93)
رسم الذهبي – رحمه الله – في ذلك السبيل الواضح لمن وجد اختلافا في الكلام على الرجل الواحد من الأئمة النقاد وكان من هم متشدد وآخر متساهل فقال في رسالته القيمة بعد كلامه عن قسم المتعنتين: .. فهذا إذا وثق شخصا فعضَّ على قوله بناجذيك، وتمسك بتوثيقه، وإذا ضعف رجلا فانظر هل وافقه غيره على تضعيفه، فإن وافقه، ولم يوثق ذاك أحد من الحذاق،فهو ضعيف، وإن وثقه أحد فهذا الذي قالوا فيه: لا يقبل تجريحه إلا مفسرا.
وقال ابن حجر: ينبغي ألا يقبل الجرح والتعديل إلا من عدل متيقظ، فلا يقبل جرح من أفرط فيه فجرح بما لا يقتضي رد حديث المحدث، كما لا يقبل تزكية من أخذ بمجرد الظاهر فأطلق التزكية .... فليحذر المتكلم في هذا الفن من التساهل في الجرح والتعديل فإنه إن عدل بغير تثبيت كان كالمثبت حكما ليس بثابت فخشي عليه أن يدخل في زمرة من روى حديثا وهو يظن أنه كذب، وإن جرح بغير تحرز قدم على الطعن في مسلم برئ من ذلك ووسمه بميسم سوء يبقى عليه عارا أبدا والآفة تدخل في هذا تارة من الهوى والغرض الفاسد، وكلام المتقدمين سالم من هذا غالبا، وتارة من المخالفة في العقائد وهو موجود كثيرا قديما وحديثا ولا ينبغي إطلاق الجرح بذلك.
قال المعلمي في مقدمة الفوائد المجموعة:
((ما اشتهر من أن فلاناً من الأئمة مسهل وفلاناً متشدد ليس على إطلاقه، فإن منهم من يسهل تارة ويشدد تارة، بحسب أحوال مختلفة. ومعرفة هذا وغيره من صفات الأئمة التي لها أثر في أحكامهم لا تحصل إلا باستقراء بالغ لأحكامهم، مع التدبر ا لتام)).
وعليه: فلا يعني وصف الإمام بالتشديد إهدار تضعيفه، ولا وصفه بالتساهل إهدار توثيقه، ولا وصفه بالإنصاف اعتماد حكمه مطلقاً. وإنما فائدة هذه الأوصاف اعتبارها قرينة من قرائن الترجيح عند التعارض
الفصل الثاني
(قواعد وفوائد من الرسالتين):
المبحث الأول (القواعد):
1 - القطان و عبدالرحمن بن مهدي. من جرحاه لا يكاد يندمل جرحه ومن وثقاه فهو المقبول.
ومن اختلف فيه- وذلك قليل- اجتهد في أمره.
2 - مذهب النسائي أن لا يترك حديث الرجل حتى يجتمع الجميع على تركه
3 - لا يقبل قول النسائي في أحمد بن صالح المصري المعروف بابن الطبري.
4 - إن كل طبقة من طبقات النقاد لا تخلو متشدد ومتوسط.
-------------
المبحث الثاني (الفوائد)
1 - يحيى ابن معين اختلفت آراؤه وعباراته في بعض الرجال كما اختلف اجتهاد الفقهاء وصارت لهم الأقوال والوجوه فاجتهدوا في المسائل، كما اجتهد ابن معين في الرجال.
2 - أحمد بن صالح الطبري، حافظ مصر، وكان قليل المثل.
3 - أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة ضعيف لكنه من أئمة الجرح والتعديل.
4 - أبو حازم العبدوي كتب عن عشرة أنفس: عشرة آلاف جزء.
5 - أبو الفضل الفلكي له كتاب في الطبقات قي ألف جزء.
6 - - قال الذهبي- وهو من أهل الاستقراء التام في نقد الرجال-:لم يجتمع اثنان-أي من طبقه واحدة- من علماء هذا الشأن قط على توثيق ضعيف، ولا على تضعيف ثقة.
7 - إبراهيم بن معقل الحافظ قاضي نسف وعالمها صنف المسند والتفسير ولقي قتيبة ونحوه.
8 - (بحشل) لقب لأسلم بن سهل الواسطي.
9 - (مطين) لقب لمحمد بن عبدالله الحضرمي.
10 - (عبيدالعجل) لقب للحسين بن محمد بن حاتم.
11 - أبو الوليد سليمان بن خلف الباجي له تألف في الجرح والتعديل.
12 - ابو علي أحمد بن محمد البرداني، قال عنه السلفي: كان ابو علي أحفظ من شجاع الذهلي.
13 - ابو حمد القاسم بن علي بن عساكر محدث دمشق ماهو بحافظ وله مشاركه قوية.
14 - في أواخر المائة الرابعة للهجرة تناقص الحفظ وقل الاعتناء بالآثار، وركن العلماء إلى التقليد، وكان التشيع والاعتزال والبدع ظاهرة في العراق، لاستيلاء آل بويه، وبمصر والشام والمغرب، لا ستيلاء بني عبيد الباطنية.
15 - أبو خيثمة له كلام كثير في الرجال رواه عنه ابنه أحمد وغيره.
16 - أبو المطرف عبد الرحمن بن فطيس له (دلائل السنة) خمس مجلدات في فضائل الصحابة.
17 - شيرويه الديلمي الهروي، مصنف (تاريخ هراة)
18 - الشعبي وابن سيرين حُفِظ عنهم توثيق أناس وتضعيف آخرين.
19 - عبد الرحمن بن ملجم، والمختار بن أبي عبيد الكذاب، ومعبد الجهني، من رؤوس أهل البدع، من الخوارج والشيعة والقدرية.
20 - (كوتاه) لقب لعبد الجليل بن محمد الأصبهاني الحافظ.
21 - (لوين) لقب لأبي جعفر محمد بن سليمان المصيصي العلاف أحد رجال سنن أبي داود والنسائي عمّر طويلا مات سنة 246 هـ فصار إسناده عاليا، ومن أجل ذلك تنافس المحدثون في تحمل جزء (لوين) وروايته، ويذكر في ترراجمهم لمزية علو الإسناد. ولقِّب هذا المحدث لويناً لأنه كان يبيع الدواب، فيقول: هذا الفرس له لوين هذا الفرس.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[10 - 02 - 04, 02:54 ص]ـ
يضاف على المعتدلين:
الخليلي صاحب الإرشاد وقد أكثر في النقل عنه واعتماد أقواله الحافظ ابن حجر في التهذيب وغيره.
¥(4/94)
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[10 - 02 - 04, 08:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ أبو مشاري بارك الله تعالى بكم
ملاحظات:
المتشددون:
3* يذكر البعض أن كلام النسائي في ابن صالح أنه كلام أقران، والذي أراه ليس كذلك بل بسبب أوهام له ذكرها ابن عدي رحمه الله، وهذا لا يؤثر فيه، فما من أحد إلا ويهم، خاصة المكثرين .......
9* قولك في تشدد أبي داود دعوى تحتاج إلى دليل ............... يردها السنن وتطبيقاته فيها
10* هل عرفت تشدد الفسوي رحمه الله تعالى من كلامه في رجل واحد، تحتاج إلى قراءة المعرفة والتاريخ له، وهو مطبوع سرقته دار الكتب العلمية كعادتها في ذلك .......
11* لا أعرف لأبي الحسن بن أبي شيبة كثير كلام في الرجال، حبذا لو ترشدنا إليه ........
16* هل من شواهد تثبت بها لنا أن أبو زرعة من المتشددين.
18* قولك ابن عدي من المتشددين في نقد الرجال فيه نظر، و إشارتك إلى كلامه في أبي حنيفة رحمه الله وإلى حسن كلامه في الأسلمي لا يعني تشدده في نقد الرجال، فهو ممن يتكلم عن الرجال بعد سبر مروياتهم، ولعل الأقرب أن يقال عنده تعصب مذهبي.
26* قولك استقر قول أهل النقد فيه على أنه لا يقبل قوله في أهل الكوفة، كذلك فيه نظر وإن أطلقه الذهبي رحمه الله تعالى مع ابن معين، ولو قلت يتشدد في الكلام في بدعة أهل الكوفة لكان أجود، فهو لا يجرحهم تعنتا كما يظهر من كلامك، فما تقول في قوله:
وكان قوم من أهل الكوفة لا يحمد الناس مذاهبهم هم رؤوس محدثي الكوفة مثل:
أبي إسحاق عمرو بن عبد الله (أي السبيعي)
ومنصور (أي ابن المعتمر)
والأعمش
وابن الأصبهاني
وغيرهم ممن تراه يذكرهم يتكلم في بدعتهم ثم يرفع مقامهم في الحديث، وبالطبع لا يخلو من تشدد في بعض الأحيان ككلامه في عبيد الله بن موسى، فيبقى الأمر نسبي.
المتساهلون:
1* قولك في تساهل الترمذي فيه نظر، والترمذي يحتاج إلى طول تأمل ودقة نظر لا حرمكهما الله.
2* قولك في تساهل البيهقي فيه نظر، إذ يقال فيه ما قيل في ابن عدي وهو معروف بنصرته لمذهب الشافعي رحمه الله تعالى.
4* قولك في تساهل ابن خزيمة فيه نظر، واعلم انه لم يخرج حديث ابن لهيعة، فتأمل ........
5*لست أدري أنت تتكلم عن الكلام في الرجال من حيثُ هم أم أنك تتكلم عن التصحيح والتضعيف، وهل تتكلم عن المستدرك وحسب أم ماذا، لعلك تنظر في معرفة علوم الحديث له، لتعرف علو كعبه في هذا الشأن ......
6* قولك في تساهل العجلي، هو مقيد بما ذكرت في المجاهيل، أما من كان معروفا فقوله كغيره من النقاد المعتبرين، ولا يحضرني الآن من قال كنا نعد العجلي فينا كابن معين، ولو رجعت إلى الكتب ذكرته لك.
7* قولك في تساهل مسلم دعوى تحتاج إلى دليل، ولا أعرف كيف استنبطه!! هذا واعلم أنه لا يعرف لمسلم كثيركلام في الرجال فتأمل .....
المعتدلون:
انتبه إلى أنك كررت ابن عدي في المتشددين والمتساهلين!!!!!
أخي الكريم حبذا لو أرشدتنا إلى المسلك الذي اعتمدته في هذه القسمة.
ملاحظة:
إلى هذه اللحظة التي أكتب فيها لم أجد ما يدعم القول في تشدد أبي حاتم رحمه الله، وإني أرى قوله كغيره من الأئمة الجهابذة رحمهم الله، لم أجده ينفرد بتضعيف أحد من الرواة والجمهور على خلافه.
ملاحظة أخرى:
غرق بعض الإخوة في متاهات بسبب هذه التقسيمات، لأنهم تعاملوا مع كلام الأئمة على هذا الأساس، فتراهم كلما مروا براو وثقه متساهل بزعمهم، وضعفه متشدد بزعمهم، قالوا لك صدوق، وكأن المسألة حل وسط، وكأن المتشدد في كل حالاته هكذا متشدد متعنت مسرف، وكأن المتساهل في كل حالاته يمرر للرواة فيقضي لهم لا عليهم!!!!!!!!!
فلتعجب من بعض المشتغلين بهذا الفن من هذا الجمود البعيد كل البعد عن منهج المحدثين.
وكم أبكي عندما يقول لي أحد الإخوة المشتغلين بهذا الفن: إنه درس الحديث الفلاني بأقل من ساعة ثم اتضح له صحته أو ضعفه ..... وأقول لمن هذا حاله: إن الساعة قد لا تكفي طالب العلم الحريص على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لتأمل الحديث إسنادا ومتنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله .......
جزاك الله تعالى خيرا أخي الحبيب أبو مشاري وسدد الله خطاك، وحفظك ورعاك.
أخوكم أبو بكر بن عبد الوهاب
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[23 - 05 - 05, 04:26 ص]ـ
السلام عليكم
شيوخنا الأفاضل نفع الله بكم
الحكم بالتشدد والتوسط والتساهل ليس له قاعدة ثابتة
فالبخاري المتوسط يتساهل في مواضع وبتشدد في مواضع
وكذا شعبة (راجع مثلا عبد الملك العرزمي وسليمان العرزمي)
وكذا أبو حاتم
وكذا في المسوم بالتساهل
رضي الله عن الجميع
بوركتم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 05 - 05, 08:55 ص]ـ
هناك مقالة تتحدث عن تصنيف الرواة إلى أربعة أقسام:
http://www.ibnamin.com/Manhaj/scholars.htm
وتمتاز بأن كل إسم تقريبا هو رابط يعطيك معلومات أكثر عن منهج هذا الراوي وغالبا سبب تصنيفه. وما يزال بعضها يحتاج لتحرير وزيادة توضيح لكنها تعطي فكرة جيدة إن شاء الله.
¥(4/95)
ـ[أم أحمد الحافظ]ــــــــ[30 - 12 - 05, 06:27 م]ـ
-------------
7 - عبدالغني بن سعيد بن علي بن سعيد بن بشر بن مروان، الإمام الحافظ الحجة النسابة محدث الديار المصرية، أبو محمد الأزدي المصري صاحب كتاب المؤتلف والمختلف مات سنة409هـ.قال التهانوي – في معرض كلامه على أن الجارح لا يقبل قوله إذا كان مجروحا في نفسه ما لم يوافقه غيره – قال: كالأزدي فإن في لسانه دهقا وهو مسرف في الجرح ... قال الذهبي أبو الفتح – أي الأزدي - يسرف في الجرح. وقال عنه ابن حجر: غير مرضي فلا يتبع في ذلك.
-------------
أخي الكريم:
لعلك خلطت بين:
1. عبد الغني بن سعيد الأزدي، الإمام الحافظ الحجة النسابة محدث الديار المصرية أبو محمد الأزدي المصري
2. و أبو الفتح محمد بن الحسين بن يزيد الأزدي الموصلي
فثانيهما هو من قال فيه الذهبي في ميزانه (1\ 4): " وأبو الفتح يسرف في الجرح. وله مصنف كبير إلى الغاية في المجروحين، جمع فأوعى، وجرح خلقاً بنفسه لم يسبقه أحد إلى التكلم فيهم، وهو متكلم فيه ".
وقال فيه أيضاً في الميزان (1\ 61): " لا يلتفت إلى قول الأزدي فإن في لسانه في الجرح رهقاً ".
وقال فيه ابن حجر في تهذيب التهذيب (1\ 36) بعدما نقل عن الأزدي قوله في أحمد بن شبيب الحَبَطي: غير مرضي:" قلت: لم يلتفت أحد إلى هذا القول، بل الأزدي غير مرضي ".
أما أبو محمد عبد الغني بن سعيد الأزدي فهو معدود ممن كانوا المرجع والعمدة في هذا الفن.
والعجب منك أنك كنيت عبد الغني بن سعيد بأبي محمد ثم نقلت كلام الذهبي في أبي الفتح!
هذا ما استطعت كتابته في هذه العجالة، والبحث يحتاج بكامله إلى إعادة نظر، وقد أشار أحد الإخوة إلى بعض الملاحظات عليها، جزاه الله وإياك كل خير.(4/96)
صدور كتاب "القول الأحمد بصحة الرواية المختصرة لحديث أم معبد"
ـ[الدارقطني]ــــــــ[10 - 04 - 03, 07:35 م]ـ
أصدر كتاب القول الأحمد بصحة الرواية المختصرة لحديث أم معبد
تأليف طارق بن محمد آل بن ناجي عن مكتبة المثني الإسلامية لصاحبيها علي التميمي وعبداللطيف الفضلي ويقع الكتاب في 40 صفحة من القطع المتوسط والمكتبة في دولة الكويت في منطقة حولي والله الموفق
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[10 - 04 - 03, 09:16 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الدارقطني
وللفائدة هذان رابطان حول الحديث
1 - بطلان حديث أم معبد ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3638&highlight=%E3%DA%C8%CF)
2- سؤال الأخ الدارقطني الاخوة عن هذا الحديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2517&highlight=%E3%DA%C8%CF)
والله الموفق(4/97)
سؤال: ما هي الوجادة؟
ـ[أحمد الفاتح]ــــــــ[14 - 04 - 03, 12:55 ص]ـ
إخوتي في الله ..
عندي سؤال لكم، بارك الله فيكم
ما هي الوجادة؟ وهل لها صور متعددة؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - 04 - 03, 07:09 م]ـ
(القسم الثامن) من أقسام التحمل الوجادة وهي بكسر الواو قال المعافى بن زكريا النهرواني فرع المولدون قولهم وجادة فيما أخذ من العلم من صحيفة من غير سماع ولا إجازة ولا مناولة من تفريق العرب بين مصادر وجد للتمييز بين المعاني المختلفة قال ابن الصلاح يعني قولهم وجد ضالته وجدانا ومطلوبه وجودا وفي الغضب موجدة وفي الغنى وجدا وفي الحب وجد وهي أن يقف على أحاديث بخط راويها لا يرويها الواجد فله أن يقول وجدت أو قرأت بخط فلان أو في كتابه بخطه حدثنا فلان ويسوق الإسناد والمتن أو قرأت بخط فلان عن فلان هذا الذي استمر عليه العمل قديما وحديثا وفي مسند أحمد كثير من ذلك من رواية ابنه عنه بالوجادة وهو من باب المنقطع و لكن فيه شوب اتصال بقوله وجدت بخط فلان وقد تساهل بعضهم فأتى فيها بلفظ عن قال ابن الصلاح وذلك تدليس قبيح إذا كان بحيث يوهم سماعه منه (وجازف بعضهم فأطلق فيها حدثنا وأخبرنا ولم يجوز ذلك أحد يعتمد عليه.
بتصرف من تدريب الراوي2/ 61
ـ[أبو المعالي القنيطري]ــــــــ[27 - 12 - 07, 12:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
الوجادة هي القسم الثامن من أقسام التحمل عند أهل الحديث وصورته: أن يجد الراوي حديثا أو كتابا أو صحيفة بخط شخص آخر بإسناده فله أن يرويه عنه على سبيل الحكاية، ويقول: وجدت بخط أو في كتاب فلان، حدثنا فلان عن فلان عن فلان ويسند الحديث، وقد وقع هذا كثير في مسند الإمام أحمد -رحمه الله- يقول ابنه عبد الله: وجدت بخط أبي: حدثنا فلان عن فلان ... ويسوق الحديث، وله أن يقول: قال فلان، إذا لم يكن فيه تدليس يوهم اللُّقِيّ.
قال ابن الصلاح: وجازف بعضهم فأطلق فيه: "حدثنا" أو "أخبرنا" وانتقد ذلك على فاعله، وله أن يقول فيما وجد من تصنيفه بغير خطه: ذكر فلان، وقال فلان أيضا، ويقول: بلغني عن فلان فيما لم يتحقق أنه من تصنيفه، أو مقابلة كتابه، والله أعلم.
قلت: أما من حيث العمل بها فقد نقل عن الشافعي وطائفة من أصحابه جواز العمل بها، ومنعه طائفة كبيرة من الفقهاء والمحدثين أو أكثرهم فيما حكاه بعضهم. وهي ليست من باب الرواية وإنما هي حكاية فقط عما وجد.
وقد قطع بعض المحققين من أصحاب ابن الصلاح في الأصول بوجوب العمل بها عند حصول الثقة به، فقد قال ابن الصلاح: وهذا هو الذي لا يتجه غيره في الأعصار المتأخرة؛ لتعذر شروط الرواية في هذا الزمان، يعني: فلم يبق إلا مجرد وجادات.
والدليل على جوازها ما ورد في حديث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (أنه قال: أي الخلق أعجب إليكم إيمانا؟ قالوا: الملائكة، قال: وكيف لا يؤمنون وهم عند ربهم، وذكروا الأنبياء، فقال: وكيف لا يؤمنون والوحي ينزل عليهم؟! قالوا: فنحن؟ قال: وكيف لا تؤمنون وإنا بين أخطركم، قالوا: فمن يا رسول الله؟ قال: قوم يأتون من بعدكم يجدون صحفا يؤمنون بما فيها).
ويأخذ من هذا الحديث جواز العمل بالوجادة والأخذ من الكتب المتقدمة والله أعلم.(4/98)
كتب العلل
ـ[أبومعاذ النجدي]ــــــــ[15 - 04 - 03, 04:12 م]ـ
أتمنى من الإخوة طلاب العلم وخاصة المهتمين بالحديث منهم أن نحصر كتب العلل والمصطلح.
وأتمنى من الإخوة المشرفين أن يثبتوا هذا الموضوع.
وأنا أبدؤكم بهذا:
1 - العلل لابن أبي حاتم. مطبوع
2 - العلل لعلي بن المديني. مطبوع
3 - العلل للدارقطني. مطبوع
وهكذا .............
أرجوا من الإخوة أن يكملوا.
ـ[الطالب الصغير]ــــــــ[16 - 04 - 03, 02:42 م]ـ
جزاك الله خيرا، وهذه إضافة:
1 - العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد بن حنبل برواية ابنه عبد الله -مطبوع
2 - سؤلات أبي داود للإمام أحمد بن حنبل -مطبوع
3 - العلل للترمذي -مطبوع
ـ[الرايه]ــــــــ[16 - 04 - 03, 10:18 م]ـ
أيضاً من باب المشاركة:-
1 - المنتخب من العلل للخلال --- لابن قدامة (مجلد واحد، الناشر: دار الراية) تحقيق: طارق عوض الله
2 - شرح علل ابن أبي حاتم --- لابن عبدالهادي (مجلد واحد، له طبعتان)
3 - التتبع وَ الالزامات --- للدارقطني (كلاهما في مجلد واحد بتحقيق: مقبل الوادعي)
4 - الأجوبة عما أشكل الشيخ الدارقطني على صحيح مسلم--- لأبي مسعود الدمشقي (مجلد واحد، الناشر: دار الوراق)
5 - علل الأحاديث في كتاب الصحيح لمسلم بن الحجاج --- لابن عمار الشهيد (الناشر: دار الهجرة)
6 - العلل المتناهيه في الأحاديث الواهية -- لابن الجوزي (مطبوع)
7 - تلخيص العلل المتناهية --- للذهبي (مطبوع)
8 - الأحاديث التي خولف فيها مالك بن أنس --- للدارقطني (مطبوع)
9 - المنار المنيف ---- لابن القيم
وهناك دراسات علمية يستأنس بها في هذا المجال:-
1 - مرويات الامام الزهري المعلة في "العلل للدارقطني" تخريجها و دراسة أسانيدها والحكم عليها
تأليف: د. عبدالله بن محمد دمفو (رسالة دكتوراة باشراف الشيخ أحمد معبد) في 4 مجلدات الناشر مكتبة الرشد
2 - علل الحديث من خلال كتاب "بيان الوهم والايهام لابن القطان"
رسالة علمية في المغرب.مطبوعة
ويشار الى الاستفادة من كتب المسائل و السؤالات للامام احمد وغيره.
والله الموفق
ـ[أبو جليبيب المكي]ــــــــ[17 - 04 - 03, 01:17 ص]ـ
جزى الله الإخوة جميعا خيرا وأحبذ أن أشد على أيديهم في هذه الفكرة البناءة ولعلها تكون نواة لجمع الكتب في سائر العلوم الشرعية، وما قام به المشارك الأخير من ذكر دار النشر واسم المحقق منهج ينبغي الاهتمام به وحبذا لو تم ذكر افضل الطبعات والتحقيقات لاختصار الجهد على طلبة العلم ان تيسر لمن لديه الخبرة في ذلك
ـ[الرايه]ــــــــ[17 - 04 - 03, 01:38 م]ـ
يضاف أيضاً
كتاب: التمييز --- الامام مسلم بن الحجاج.
لااعرف له الا طبعة واحدة بتحقيق: د. الاعظمي.
وقد شرح الكتاب الشيخ عبد الله السعد في احدى الدورات العلمية في مسجد ابن المديني
ـ[الشافعي]ــــــــ[17 - 04 - 03, 01:52 م]ـ
جزاكم الله خيرا ومنها كذلك عدد من المسانيد كالمسند المعلل للبزار
وقد طبع شطره وبقيته تأتي قريبا بإذن الله
وطائفة من الكتب في علل مرويات إمام معين ومن أشهرها الزهريات
للذهلي مفقود إلا قطعة يسيرة من مختصره.
واسمحوا لي أن أضيف السنن الكبرى للنسائي وقد طبعت ومثلها بعض
كتب البيهقي
وتهذيب الآثار للإمام الطبري طبع بعضه وكذا شرح معاني الآثار للطحاوي
مطبوع وإن لم يتمحض الأخيران لبيان العلل الإسنادية
وغير ذلك كثير
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[17 - 04 - 03, 07:38 م]ـ
من المفيد أيضاً الإشارة للكتب الناقصة إذ غالب كتب العلل القيمة فيها نقص:
1 - علل الدراقطني أوسع وأهم كتب العلل، لكنه ناقص
2 - علل ابن المديني لم يصلنا إلا جزء صغير منه
3 - التمييز لمسلم لم يصلنا إلا جزء صغير منه
4 - المسند المعلل للبزار لا أعلم إن طبع كاملاً أم لا
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 04 - 03, 12:29 ص]ـ
المسند الكبير المعلل ليعقوب بن شيبة السدوسي قال الذهبي في تذكرة الحفاظ 2/ 577 ما صنف مسند أحسن منه ولكنه ما أتمه طبع جزء منه بتحقيق سامي حداد ثم طبع طبعة أخرى منقولة منه.
ومسند الفاروق للحافظ ابن كثير ففيه كلام كثير على علل الحديث ويكثر من النقل عن علي بن المديني، ويستفاد من المعجم الأوسط والصغير للطبراني فكثيرا ما يشير إلى نوع من العلل وهو التفرد وغيره
وكذلك أطراف الغرائب والأفراد للمقدسي رتب فيه الغرائب والأفراد للدارقطني وكذلك كتاب الغماري المداوي لعلل الجامع الصغير وشرح المناوي وكذلك تواريخ البخاري ففيها ألوف الأحكام وقد جمعها الشيخ طارق عوض الله وكذلك كتب الضعفاء كالكامل لابن عدي وضعفاء العقيلي والميزان واللسان ولا ننسى سؤالات ابن معين و علي ابن المديني و سؤالات الآجري لأبي داود و سؤالات الدارقطني و كتب التخريج عموما فإن فيها كلاما كثيرا على علل الأحاديث ونقول كثيرة عن كتب العلل المفقودة وعلى رأس كتب التخريج تنقيح التحقيق والتلخيص الحبير وأصله البدر المنير ونصب الراية وأخواتها، وكل هذه الكتب التي ذكرت مطبوعة. والله أعلم
¥(4/99)
ـ[الذهبي]ــــــــ[22 - 04 - 03, 03:06 ص]ـ
وكذلك يقوم أخونا خليل بن محمد العربي بعمل كتاب: ((المسند المعلل)) للإمام الذهبي - رحمه الله تعالى -، وذلك بعد أن أتم الإنتهاء من كتاب: ((الجرح والتعديل)) للإمام الذهبي، في ضمن مجموعه سوف يخرجها خاصة بالإمام الذهبي وذلك بعد أن أتم قراءة جل مصنفاته، واستخراج الفوائد الحديثية منها وتبويبها تحت عناوين خاصة، كما هو الحال في كلا الكتابين السابق ذكرهما، وعدد العناوين التي سوف يتم إخراجها بعد طباعتها إن شاء الله تعالى ثلاثة عشر عنوانا. والله الموفق
ـ[أبومعاذ النجدي]ــــــــ[25 - 04 - 03, 12:02 ص]ـ
وكذلك:
1 - تنقيح التحقيق لابن عبد الهادي (مطبوع في ثلاث مجلدات).
2 - تنقيح التحقيق للذهبي (مطبوع في مجلدين).
ـ[أبومعاذ النجدي]ــــــــ[25 - 04 - 03, 12:12 ص]ـ
وكذلك:
1 - العلل الكبير للترمذي (مطبوع في مجلد).
2 - العلل الصغير للترمذي مع شرحه لابن رجب (مطبوع في مجلدين تحقيق نور الدين عتر وهو أحسن الطبعات).
3 - سؤالات الجنيد للدارقطني (مطبوع في مجلد).
4 - سؤالات البرقاني للدارقطني (مطبوع في مجلد).
ـ[المنتفض]ــــــــ[25 - 04 - 03, 04:17 م]ـ
وهناك أيضا:
1 - الأحاديث المختارة للضياء المقدسي مليئة ببيان العلل خاصة تعقب كلام الدارقطني لم يكتمل طبعه
2 - المعجم الأوسط للطبراني طبع كاملا طبعتين
3 - الكامل فى الضعفاء لابن عدي طبع فى حد علمي طبعتين وما زال يحتاج إلى خدمة
4 - كتب بيان الوهم والإيهام لابن القطان مطبوع
ـ[عمر السنيدي]ــــــــ[08 - 09 - 04, 10:06 م]ـ
ويضاف كتاب ابن الموّاق الذي طبع حاليا
بغية النقاد النقلة فيما أخل به كتاب البيان وأغفله أو ألم به فما تممه ولا كمله.
تحقيق ودراسة وتعليق
د. محمد خرشافي
ـ[عبدالعزيز الضاحي]ــــــــ[10 - 09 - 04, 10:08 ص]ـ
قال ابن رجب في شرح العلل (1/ 41): "وأما الأبواب المعللة فلانعلم أحدا سبق الترمذي إليها " أ. هـ فقد عد سنن الترمذي كتابا معللا
وأيضا كناب المراسيل لابن أبي حاتم
وكذلك كتاب الفصل للوصل المدرج في النقل للخطيب البغدادي، وكذا تاريخه فيه شيء من العلل
ـ[الأعمش]ــــــــ[11 - 09 - 04, 02:10 م]ـ
هذا بحث أعده الأخ ياسر الطريقي مفيد في هذا الموضوع أرسله عبر الإيميل شكر الله سعيه
__________________________________________________ _____________
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له أما بعد
فإن هذا بحث مختصر جمعت فيه ما توصلت إليه من كتب السؤالات الحديثية , وكتبت لكل منها وصفاً عاما أذكر فيه مايلي:
1 - اسم صاحب السؤالات وتأريخ وفاته.
2 - تحقيقات الكتاب إن وجدت وإلا من أشار إليه من أهل العلم
3 - عدد السؤالات حسب عد المحقق
4 - ترتيب الكتاب
وربما توسعت في وصف بعض السؤالات للحاجة.
وأود أن أشير هنا إلى أني ذكرت بعض كتب المسائل الفقهية الموجهه للإمام أحمد بن حنبل- رحمه الله- لاشتمالها على فوائد حديثية وذلك بعد ذكري لسؤالاته الحديثية.
والسؤالات: عبارة عن أسئلة وجهها تلامذة الأئمة إليهم فأجابوا عليها
فمنهم من دون تلك السؤالات أو بعضها ـ وهذا محل بحثنا ـ ومنهم من لم يدون ذلك بل سؤالاته مبثوثة في كتب التواريخ والرجال.
وقد تبين لي من خلال البحث أن السؤالات بحاجة إلى عناية الباحثين وذلك من خلال مايلي:
• تتبع سؤالات الراوي التي لم توجد فيما دونه وإنما نقلت عنه في كتب التواريخ والرجال وضمها إلى مادونه
• تتبع سؤالات الراوي الذي لم يدون سؤالاته أو دونها ولم توجد بعد ومن ثم ترتيبها, ودراستها, ومقارنتها بغيرها
أهمية السؤالات بالنسبة إلى دراسة الأسانيد
تتضح أهمية السؤالات من خلال النقاط التالية:
1 - أنها المصدر الأساسي الأول الذي يبين رأي الإمام في الرواة نصاً من كلامه لا محكياً عنه.
فعندما يحكي المتأخر قول الإمام في راوٍ فيقول مثلاً:وثقه فلان , أو ضعفه فلان؛ ستجد أن الرجوع إلى السؤالات هو السبيل إلى نص ذلك الإمام.
2 - ربما احتاج الباحث في دراسته للأسانيد تفسير الجرح المنقول عن الإمام , وكتب السؤالات من مظان تفسير الجرح.
¥(4/100)
3 - يمكن من خلال كتب السؤالات معرفة مراد الإمام واصطلاحه في ألفاظ الجرح والتعديل إذ ربما سئل عن مراده بلفظة كذا أوكذا.
4 - تتضمن كتب السؤالات الحديثية ـ إضافة إلى الجرح والتعديل إذ هو غالب مادتها ـ مايلي:
? التصحيح أو التضعيف للمرويات والنص على علة متن أو إسناد
? إثبات سماع الراوي عن شيخ أو عدم سماعه
? بيان تاريخ الرواة وتمييز بعضهم عن بعض
إلى غير ذلك من فوائد كتب السؤالات.
كتب السؤالات حسب الترتيب الزمني
1) سؤالات علي بن المديني ليحيى بن سعيد القطان ت 198هـ
المؤلف: علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي مولاهم البصري المعروف بابن المديني المتوفى سنة 234هـ
ذكرها ابن رجب في شرح العلل 1/ 216
2) سؤالات الكوسج لابن معين ت 233هـ
- اسحاق بن منصور بن بهرام الكوسج أبو يعقوب ت251هـ
أشار إليها ابن حجر في التهذيب [1/ 218] قال: "تلمذ لأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه ويحيى بن معين وله عنهم مسائل"
هذا وقد يكون مراده بالمسائل هنا مسائل فقهيه كمسائله لأحمد وإسحاق إلا أني أميل إلى أنها سؤالات حديثية لكثرة الرواية عنه في كتب الرجال عن ابن معين.
وسؤالاته المبعثرة في الكتب مادة مناسبة للجمع والدراسة لاسيما مع عدم وجود سؤالاته
3) سؤالات ابن الجنيد ليحيى بن معين
المؤلف: أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد الخُتُّلي توفي في حدود 260هـ
[تذكرة الحفاظ2/ 586]
أ ـ تحقيق أبو المعاطي النوري ومحمود محمد خليل
عالم الكتب غلاف ط1 1410هـ
وعدد الأسئلة فيه بلغت 936 سؤالاً
ب ـ تحقيق أحمد محمد نور سيف المدينة المنورة ـ مكتبة الدار 1408هـ
وعدد الأسئلة فيه 890 سؤالاً
غالبها في الرجال جرحاً وتعديلاً وفيها فقهيات ولم يظهر لي فيها ترتيب معين
4) سؤالات المفضل الغلابي ليحيى بن معين
وهو: أبو عبد الرحمن المفضل بن غسان المفضل الغلابي
- أشار إلى شيئ من سؤالاته ابن الجنيد انظر رقم 58 و917
وقال الخطيب في ترجمة جعفربن محمد بن الأزهر: "روى عن المفضل بن غسان الغلابي تاريخ يحيى بن معين" [تاريخ بغداد7/ 197]
وذكر د ـ أحمد محمد نور سيف في كتابه: يحى بن معين وكتابه التاريخ [1/ 138] أن له 140نصاً في تاريخ بغداد
وفي نظري أن العدد مناسب للجمع والدراسة
5) سؤالات الدوري لابن معين
واسمه التاريخ
مؤلفه: أبو الفضل العباس بن محمد بن حاتم الدوري المتوفى سنة 271هـ
وهي أسئلة في العلل ومعرفة الرجال طبع بتحقيق أحمد نور سيف وسيأتي الكلام عنه إن شاءالله في بحث مستقل
6) سؤالات مضر بن محمد ليحيى بن معين
وهو: مضر بن محمد بن خالد بن الوليد بن مضر بغدادي ت 277هـ
أشار إليها ابن حجر في التلخيص الحبير ص 1/ 123
7) سؤالات أبي سعيد هاشم بن مرثد الطبراني ليحيى بن معين
- هاشم بن مرثد الطبراني أبوسعيد ت 278هـ
- تحقيق نظربن محمد الفريابي المطابع العالمية بالرياض ط1 1410هـ واسمه " تاريخ أبي سعيد هاشم بن مرثد الطبراني عن أبي زكريا يحيى بن معين"
وهو جزء صغيرعبارة عن62ترجمة في الجرح والتعديل وعباراته مختصرة
وقد أضاف إليه المحقق فهرسة لجميع المرويات عن يحيى بن معين المطبوعة
8) سؤالات الدارمي ليحيى بن معين
واسمه: تاريخ عثمان بن سعيد الدارمي في تجريح الرواة وتعديلهم
- عثمان بن سعيد بن خالد التميمي الدارمي السجستاني المتوفى سنة 280هـ
- تحقيق أحمد محمد نور سيف دار المأمون للتراث مجلد
هذا الكتاب يُذكر في المراجع باسم سؤالات عن الرجال ليحيى بن معين
ابتدأها بتراجم لأصحاب بعض التابعين البارزين كالزهري وقتادة والأعمش مع المفاضلة بينهم ثم ذكر تراجم الرواة مرتبة على حروف المعجم وختم بباب من يعرف بكنيته
ومجموع الأسئلة 975 سؤالاً
9) سؤالات يزيد ابن الهيثم ليحيى بن معين
يزيد بن الهيثم بن طهمان يعرف بـ "البادا"أبو خالد الدقاق ت 284هـ
مطبوع بعنوان: من كلام أبي زكريا في الرجال برواية ابن طهمان
تحقيق: د- أحمد سيف دار المأمون للتراث
فيها 407 ترجمة ويحدث أحيانا عن غير يحيى من شيوخه
10) سؤالات ابن محرز لابن معي
- أحمد بن محمد بن قاسم بن محرز أبو العباس البغدادي
- طبع في جزأين حقق الأول: محمد كامل القصار والثاني: محمد مطيع الحافظ وعزوة بدير بعنوان " معرفة الرجال للإمام يحيى بن معين " مطبوعات مجمع اللغة العربية دمشق 1405هـ
¥(4/101)
وهي رواية كبيرة بلغ عدد نصوصها 1798نصاً غالبها ليحيى بن معين
الجزء الأول 953نصاً جميعها عن يحيى بن معين
ونصوص الجزء الثاني 845نصاً غالبها عن يحيى بن معين وفيها عن غيره كعلي بن المديني وأبي بكر بن أبي شيبة وعبدالله بن نمير وغيرهم , وقد ضم في الجملة روايات كل شيخ على حدة ونوضح ذلك بما يلي:
? من بداية الجزء الأول إلى النص رقم 598 من الجزء الثاني: روايات ليحيى بن معين
? ومن النص رقم 599 إلى 708: روايات لعلي بن المديني
? ومن النص رقم 709 إلى 759: روايات لأبي بكر بن أبي شيبة
? ومن النص رقم760 إلى 784: روايات لعبدالله بن نمير
? ومن النص رقم 785 إلى 823: روايات ليحيى بن معين
ثم روايات عن غيرهم كعثمان بن أبي شيبة إلى رقم 845 وهو آخر نصوص الكتاب
ولم يظهر لي في الكتاب أي ترتيب معين , نعم ربما ذكر راو وأعقبه بذكر آخر لمناسبة بينهما كأن يذكر الأب ثم ابنه أو الرجل ثم شيخه أو اتفقا في الاسم كحجاج مثلاً ذكر حجاج بن أرطاة ثم بن أبي عمر ثم حجاج الأسود ثم ابن دينار ثم ابن حسان وهكذا [انظر رقم411 وما بعده من الجزء الثاني]
كما أنه ذكر تسعة عناوين لروايات بعيدة عن موضوع الكتاب مثل" صفة للسعال" و "صفة للخفقان" وغيرها [انظر رقم 786 وما بعده من الجزء الثاني]
11) سؤالات محمد بن عثمان لطائفة من شيوخه في الجرح والتعديل
- محمد بن عثمان بن ابراهيم بن عثمان العبسي مولاهم الكوفي توفي سنة297هـ
حيث سأل فيها طائفة من شيوخه أمثال يحيى بن معين وعلي بن المديني ووالده عثمان بن أبي شيبة عن أحوال الرجال جرحاً وتعديلاً [تاريخ التراث 1/ 1/320]
وذكر موفق عبدالقادر في مقدمة تحقيقه لسؤالات ابن أبي شيبة لعلي بن المديني أنه سيتم نشرها قريباً.
ولا أعلم نشرت أم لا؟
12) سؤالات محمد بن أبي شيبة لعلي بن المديني في الجرح والتعديل
تحقيق: موفق عبدالقادر مكتبة المعارف ط1 1404هـ
عدد التراجم 260 ترجمة وتتميز بالاختصار وهي غير مرتبة وفق منهج معين
13) سؤالات ابن محرز لعلي بن المديني
وهي ضمن روايته لمعرفة الرجال ليحيى بن معين وأفردتها هنا لكثرتها حيث تربوا على 110نصوص [انظر رقم 10 من السؤالات]
14) سؤالات الحسين بن إدريس الهروي لمحمد بن عبدالله بن عمار ت 242هـ
- الحسين بن إدريس بن مبارك بن الهيثم أبو علي الأنصاري الهروي ت301هـ ترجم له الذهبي في السير [14/ 113] وقال "له تاريخ كبير وتصانيف"
ذكرالسؤالات ابن حجر في ترجمة محمد بن عمار أبو جعفر البغدادي من التهذيب [9/ 263ترجمة رقم 242] قال " روى عنه النسائي و .............. والحسين بن إدريس الهروي له عنه سؤالات في العلل ومعرفة الرجال "
15) سؤالات مسلم للإمام أحمد
ذكرها الذهبي في تذكرة الحفاظ ترجمة مسلم نقلا عن الحاكم
[تذكرة الحفاظ2/ 590]
16) سؤالات محمد بن الحسين البغدادي للإمام أحمد بن حنبل
- محمدبن الحسين بن ابراهيم أبو جعفر البغدادي ت 261هـ[السير12/ 352]
أشار إليها ابن حجرفي التهذيب [2/ 3] حيث قال " وفي سؤالات أبي جعفر محمد بن الحسين البغدادي لأحمد بن حنبل: سئل أبو عبدالله عن ثابت وحميد أيهما أثبت في أنس فقال: قال: يحيى القطان ثابت اختلط وحميد أثبت في أنس منه.
ولم أجد أحداً أشار إليها غيره رحمه الله
17) سؤالات حنبل بن إسحاق للإمام أحمد
- حنبل بن إسحاق بن حنبل بن هلال بن أسد أبو علي الشيباني ابن عم الإمام وتلميذه ت263هـ
ذكرها الذهبي في طبقات الحفاظ [1/ 272] قال" وله عن أحمد سؤالات يأتي فيها بغرائب ويخالف رفاقه"
18) سؤالات خطاب بن بشرالإمام أحمد
- خطاب بن بشربن مطر أبو عمرالبغدادي ت264هـ[تاريخ بغداد8/ 337]
ذكره ابن حجر في المعجم المفهرس رقم581
19) سؤالات أبي بكر الأثرم أبا عبد الله أحمد بن حنبل
- أحمد بن محمد بن هانئ الطائي الكلبي الخراساني الأصل , البغدادي , الإسكافي أبو بكر الأثرم صاحب الإمام أحمد توفي سنة 273هـ
- تحقيق خير الله الشريف دار العاصمة 1422هـ مجلد صغير
- وهي عبارة عن 84 سؤالاً في الرجال غير مرتبة وجهها الأثرم إلى الإمام أحمد
وجعل المحقق في آخر الكتاب معجماً للرجال المتكلم عليهم في السؤالات وضمنهم192 رجلاً تقريباً سأل الأثرم الإمام عنهم ولم يرد ذكرهم في السؤالات نقلها من تهذيب الكمال وغيره.
¥(4/102)
ويرى المحقق أن هذه السؤالات هي كتاب العلل المنسوب للأثرم
- تحقيق أ. د عامر حسن صبري نشر في مجلة الأحمدية العدد السابع شهر المحرم لعام 1422هـ
وعدد الأسئلة 92 سؤالاً وقد اعتمد نفس النسخة التي اعتمدها خير الله الشريف وإنما الاختلاف في عدهما للأسئلة
20) مسائل صالح بن الإمام أحمد في العلل ومعرفة الرجال
21) سؤالات الميموني
- أبو الحسن عبد الملك بن عبد الحميد بن ميمون الجزري الميموني ت 274هـ
22) سؤالات المروذي
- أحمد بن محمد بن الحجاج بن عبد العزيز أبو بكر المروزي ت275هـ
وهذه الروايات الثلاث أطلق على مجموعها: " العلل ومعرفة الرجال عن الإمام أحمد بن حنبل ", وإنما جمعت لأن الراوي عن هؤلاء الثلاثة هو: أبو عوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد النيسابوري الأصل الإسفرائيني ت 316هـ, ومجموع روايته هذه خمسمائة وثلاث وثمانون ترجمة, وتفصيلها كالتالي:
روى عن المروذي 310 تراجم ثم قال هو أو الراوي عنه:
إلى هنا عن المرّوذي.
ثم روى عن صالح إلى 327, ثم قال هو أو الراوي عنه:
إلى هنا عن صالح.
ثم حدث عن يعقوب بن سفيان البسوي ت إلى 335 نقل عنه أخباراً متفرقة عن مالك ويحيى بن معين وابن المديني وغيرهم.
ثم روى عن الميموني إلى 514 ثم قال هو أو الراوي عنه:
إلى هنا عن الميموني.
ثم بعد ذلك روى أخباراً متفرقة عن شيوخه إلى 583 وهو نهاية الكتاب.
وقد حققت هذه السؤالات (رواية المروذي وصالح والميموني) عدة تحقيقات منها
1 - فضيلة الدكتور عبد الله وكيل الشيخ بعنوان: "جزء من كلام الإمام أحمد في علل الحديث ومعرفة الرجال".
عبارة عن رسالة ماجستير, إشراف د. أحمد معبد.
جامعة الإمام, كلية أصول الدين 1404هـ. ولم تطبع بعد.
2 - تحقيق صبحي البدري السامرائي
بعنوان من كلام الإمام أبي عبد الله أحمد بن حنبل في علل الحديث ومعرفة الرجال.
مكتبة المعارف بالرياض. 1409هـ, واقتصر على رواية أبي عوانة عن الثلاثة فقط دون غيرهم.
3 - تحقيق وصي الله بن محمد عباس بعنوان:" العلل ومعرفة الرجال عن الإمام أحمد بن حنبل رواية المروذي وغيره".
الدار السلفية, بومباي, الهند, 1408هـ.
وقد جمع الأستاذ محمد حسام بيضون رواية الثلاثة مع رواية عبد الله في كتاب واحد بعنوان:" الجامع في العلل ومعرفة الرجال".
مؤسسة الكتب الثقافية, 1410هـ, في مجلدين.
23) سؤالات أبي داود للإمام أحمد في جرح الرواة وتعديلهم
- سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو بن عمران الأزدي أبو داود السجستاني ت 275هـ
- تحقيق د. زياد محمد منصور مكتبة العلوم والحكم ط1 1414هـ
- رتب الكتاب على أبواب بلغت سبعاً وعشرين باباً غالبها على البلدان مثل: باب ثقات المدنيين وباب أهل الكوفة وهكذا
ذكر المحقق أن فيه أربعة وتسعين قولاً لم تتناقلها الكتب الأخرى فهي مما تفرد به هذا الكتاب
والكتاب فيه سقط من أوله ووسطه بينه الحقق في المقدمة وحاول إتمام بعض النقص من تاريخ بغداد من طريق راوي الكتاب عن أبي داود وجعله ملحق في آخر الكتاب
- عدد الأسئلة570 سؤالاً ومع الملحق 595 سؤالاً
24) مسائل أحمد برواية ابن هانئ
- إسحاق بن ابراهيم بن هانئ النيسابوري ت 275هـ
- تحقيق زهير الشاويش ط 1400هـ المكتب الإسلامي مجلدين
وهي مسائل فقهية مرتبة على أبواب الفقه إلا أنه عقد في آخره كتابا للتاريخ ذكرفيه ً 105مسائل وآخر للعلل وفيه 240 مسألة في نقد الرجال ولذلك ذكرته ضمن السؤالات الحديثية
25) سؤالات الكرماني للإمام أحمد بن حنبل
- حرب بن إسماعيل الكرماني صاحب أحمد 280هـ
[طبقات الحفاظ1/ 274]
- وهي سؤالات حديثية حققت في الجامعة الإسلامية ولم تطبع بعد وهي غير مسائله الفقهيةالتي أشار إليها الذهبي في السير [12/ 245]
وذكرزهير الشاويش في مقدمته أن عنده نسخة منها
26) كتاب العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد
وهو عبارة عن سؤالات وجهها إليه ابنه عبد الله في علم الرجال.
وسيأتي الحديث عنه في بحث مستقلٍ إن شاء الله
ومسائل الإمام أحمد التي وجهها إليه أصحابه بالفقه والحديث والعقيدة وغيرها كثيرة جداً جمعها الخلال أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون ت311 بعنوان:
" الجامع لعلوم (أو: الجامع من مسائل) الإمام أحمد" [تاريخ التراث1/ 3/225]
ولعل منه كتاب العلل الذي انتخب منه المقدسي كتابه وسماه
27) المنتخب من العلل للخلال
¥(4/103)
وهو مطبوع بتحقيق طارق بن عوض الله دار الراية
ونص ابن المِبرَد في كتابه معجم الكتب – وهو كتاب في غلاف خاص بمؤلفات الحنابلة - على تسمية ثمانية عشر ومائة كتاب من كتب المسائل عموما في جميع الفنون
ولعل من المناسب هنا أن أذكر بعض المسائل الفقهية للإمام أحمد لاشتمالها على فوائد حديثية كثيرة
28) مسائل الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه رواية الكوسج
- إسحاق بن منصور بن بهرام ت251هـ
- طبعته الجامعة الاسلامية حديثاً في تسع مجلدات وهو عبارة عن رسالة دكتوراه وأربع رسائل ماجستير
- وطبع أيظاً بتحقيق خالد الرباط ووئام الحوشي وجمعة فتحي في مجلدين دار هجر
29) مسائل الإمام أحمد برواية ابنه صالح
- أبو الفضل صالح بن الإمام أحمد وهو أكبر أولاده ت 266هـ
- تحقيق: فضل الرحمن دين محمد ط1 الدار العلمية بالهند 1408هـ
- وتحقيق: طارق بن عوض الله ط1 دار الوطن 1420هـ
وهي مسائل فقهية مرتبة على الأبواب حوت فوائد حديثية وقضايا منثورة في نقد الرجال والحكم على الأحاديث
30) مسائل أحمد رواية أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني
- تحقيق الشيخ محمد رشيد رضا وتصحيح الأستاذ محمد بهجت البيطار طبع في مصر
- تحقيق طارق بن عوض الله مكتبة ابن تيمية ط1 1420هـ
31) مسائل أحمد برواية عبدالله بن أحمد
- عبدالله بن أحمد بن حنبل ت290هـ
- تحقيق زهير الشاويش ط 1400هـ المكتب الإسلامي مجلد
وهي مسائل فقهية اشتملت على فوائد حديثية متفرقه لاسيما في الحكم على أحاديث الأحكام.
مثال: م 943 ص254 قال: سألت أبي عن حديث " الشهيد يغفر له كل ذنب إلا الدين والأمانة ..... " فقال أبي:" هذا حديث رواه الثوري وأبو سنان الصغير وهو الشيباني إسناده إسناد جيد"
32) جزء في مسائل عن أبي عبدالله أحمد بن حنبل للبغوي
- الحافظ عبدالله بن محمد بن عبد العزيز بن مرزبان أبو القاسم البغوي ت 317هـ
- تحقيق: محمود بن محمد الحداد دار العاصمة 1407هـ
وهذا الجزء فيه 102مسألة غالبها فقهية وهي غير مرتبة وفيها كلام على الرجال ليس بالكثير وفوائد حديثية أخرى
مثال مسألة رقم 2 قال: سمعت أحمد يقول الوليد بن أبي هاشم ثقة الحديث جداً
وغيها كثير من المسائل الفقهية وإنما أدت هنا التذكير بها
33) سؤالات الترمذي للبخاري ت256هـ
- محمد بن عيسى أبو عيسى الترمذي ت279هـ
- سؤالاته منثورة في جامعه وكذلك في العلل الكبير في ثناياه وتحت باب جامع في ذكر الرجال
وتتبع السؤالات والأجوبة عليها من جامع الترمذي د- يوسف بن محمد الدخيل وأخرجها مع دراسة الأحاديث في مجلدين ط الجامعة الإسلامية
34) أسئلة البرذعي لأبي زرعة ت 264هـ
- سعيد بن عمرو الأزدي أبو عثمان البرذعي ت 292هـ
- مطبوع ضمن كتاب" أبو زرعة وجهوده في السنة النبوية" تحقيق سعدي الهاشمي ط الجامعة الإسلامية
والكتاب عبارة عن ثلاث مجلدات احتلت الأسئلة المجلد الثاني منه بعنوان " الضعفاء لأبي زرعة وأجوبته على أسئلة البرذعي "
وهي أسئلة كثيرة جداً غالبها في الضعفاء ولم يرقمها المحقق
35) سؤالات أبي عبيد الآجري أبا داود سليمان بن الأشعث في معرفة الرجال وتعديلهم
- أبو عبيد محمد بن علي بن عثمان الآجري
- حققه محمدعلي قاسم العمري ط الجامعة الإسلامية مجلد
بلغت تراجمه 650 ترجمه
- وحققه عبدالعليم بن عبد العظيم البستوي مكتبة دار الاستقامة في مجلدين بلغت تراجمه 959ترجمة
وهو مرتب على البلدان
36) سؤالات الأحمري لأبي داود
- شداد بن أبي العالية الثوري مولاهم يكنى أبا الفرات
ذكره ابن حجر في التهذيب1/ 309ولم أجد من ذكره ممن تكلم عن السؤالات
37) سؤالات الحاكم النيسابوري للدارقطني ت 385هـ في الجرح والتعديل
- محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدُيه النيسابوري المعروف بابن البيّع أبو عبد الله الحاكم المتوفى سنة 405هـ
- تحقيق: موفق بن عبد الله بن عبد القادر- مكتبة المعارف ط 1404هـ
اشتملت على 531 سؤالاً غالبها عن مشايخ العراق ذكر في المقدمة أنه علق أساميهم وعرضه على الدارقطني فعلق بخطه تحت أساميهم ما صح من أحوالهم ثم سأله فشافهه بها
وقد رتبهم على حروف المعجم بالنسبة للحرف الأول فقط
38) سؤالات عبد الغني بن سعيد الأزدي ت 409هـ
أشار إليها المقدسي في أطراف الغرائب 1/ 45
39) سؤالات أبي عبد الرحمن السلمي للدارقطني في الجرح والتعديل
¥(4/104)
- محمد بن الحسين بن محمد بن موسى الأزدي أبو عبد الرحمن السلمي ت 412هـ
- تحقيق: أ. د- سليمان آتش دار العلوم للطباعة والنشر
- تحقيق: مجدي فتحي السيد دارالصحابة للتراث 1413هـ
رتبها على حروف المعجم فبدأ بـ باب الألف ولم يرتب الأسماء في الباب
40) سؤالات أبي نعيم للدارقطني
- أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران أبو نعيم , المهراني , الأصبهاني ت 425هـ
ذكرها المقدسي في أطراف الغرائب 1/ 45
41) و42) سؤالات البرقاني للدارقطني
- أحمد بمحمد بن أحمد بن غالب أبو بكر البرقاني المتوفى سنة 425هـ
وله كتابان كلاهما سؤالات للدارقطني
الأول: تحقيق عبد الرحيم محمد أحمد القشقري ط لاهور باكستان مجلد
عدد الأسئلة621 وهي جميعها موجهه للدارقطني ما عدا سؤالين وجههما إلى أبي الحسن بن مظفر حين سأله عن محمد بن دينار
وتتميز هذه السؤالات بإيجاز السؤال والجواب , وهي مرتبة على حروف المعجم وقد بين هذا البرقاني في مقدمته القصيرة.
وألحق المحقق ترجمة وهب بن حفص الحراني من كتاب تاريخ بغداد للخطيب بسنده عن البرقاني عن الدارقطني؛ لأن حرف الواو ساقط كله من أصل الكتاب.
وهي من رواية أبي غالب محمد بن الحسن بن أحمد الكرجي
واعتمد المحقق نسخة مصورة من مكتبة أحمد الثالث وهي تحمل رقم 624 (9) وتقع ضمن مصورات الجامعة الإسلامية تحت رقم 1818
وتأريخ نسخها كان عام 728هـ ولم يذكر لها إسناداً.
الثاني: تحقيق: مجدي السيد إبراهيم مكتبة الساعي غلاف
وهذه السؤالات أيظاً من رواية الكرجي , وهي تختلف جداً عن الأولى
فليست مرتبة على الحروف, وفي الأسئلة إطناب , وعدد الأسئلة57سؤالاً.
وقد اعتمد المحقق نسخة تختلف في وصفها بالطبع عن الأولى لكن لم يبين مصدر النسخة وعليها سماعات أقدمها سنة 574هـ على أبي طاهر السلفي.
وكنت أظن أنهما كتاب واحد لكن بعد المقارنة تبين لي أنهما كتابان مختلفان تماماً وفي كل منهما ما ليس في الآخر بل لم يتفقا إلا في ذكر ثمانية عشر علماً مع الاختلاف بصيغة الترجمة وهم كالتالي:
الاسم رقمه في الأول رقمه في الثاني
1 - بشر بن السري 51 37
2و3 - مندل وحبان ابنا علي 110 11
4 - حصين بن جندب 119 6
5 - راشد بن سعد 158 53
6 - الربيع بن يحيى الأشناني 156 23
7 - سعيد بن سلام 177 8
8 - شبل بن العلاء 223 42
9 - الطيب بن سلمان 143 29
10 - عبدالحميد بن أمية 323 30
11 - عبدالرحمن بن حسان 276 33
12 - عبدالمنعم بن بشير 314 18
13 - عصام بن قدامة 406 53
14 - علي بن الحسين الشامي 468 18
15 - عيسى بن صدقة 391 30
16 - الفرج بن فضالة 416 12
17 - مالك بن نمير 496 55
18 - مسلم بن الحارث التميمي 490 33
هؤلاء فقط الذين ذكر لهم ترجمه في كلا الكتابين وللتوضيح أذكر هنا تراجم ثلاثة منهم من الكتابين
? الفرج بن فضالة
• ترجمته في الكتاب الأول (تحقيق القشقري)
416 - سألته عن الفرج بن فضالة , فقال: ضعيف.
• ترجمته في الكتاب الثاني (تحقيق مجدي السيد ابراهيم)
12 - سألته عن الفرج بن فضالة , فقال: ضعيف. قلت: فحديثه عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن علي عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم " إذا عملت أمتي خمس عشرة خصلة .... "
قال: هذا باطل.
قلت: من جهة الفرج؟
قال: نعم.
قلت: يخرج هذا الحديث؟
قال: لا.
قلت: قلت فحديثه عن لقمان بن عامر عن أبي أمامة؟
فقال: هذا كأنه قريب , ويخرج.
? بشر بن السري
• ترجمته في الكتاب الأول
51 - سألته عن بشر بن السري: فقال: ثقة مكي.
• ترجمته في الكتاب الثاني
38 - قلت له فبشر بن السري؟
قال: ثقة مكي , وجدوا عليه في أمر المذهب , فحلف واعتذر إلى الحميدي في ذلك , وهو في الحديث صدوق.
? شبل بن العلاء
• ترجمته في الكتاب الأول
233 - سألته عن شبل بن العلاء بن عبدالرحمن بن يعقوب الحرفي فقال: ليس بالقوي ويخرج حديثه.
• ترجمته في الكتاب الثاني
42 - قلت له شبل بن العلاء , ابن من؟
قال: ابن عبدالرحمن بن يعقوب الحرقي. قال: ليس بالقوي, فأما العلاء فهو أحب إليهم من سهيل بن أبي صالح إلا أن أبا صالح أقوم عندهم من عبدالرحمن والد العلاء.
¥(4/105)
لهذا الختلاف الواضح الظاهر حتى فيما اتفقا على الترجمة له قلنا إنهما كتابان مستقلان وهذا ليس بغريب على الإمام البرقاني الذي أكثر من سؤال شيخه الدارقطني وما كتاب الضعفاء والمتروكين للدارقطني إلا سؤالات من البرقاني.
فالبرقاني رحمه الله له حوارات كثيرة مع الدارقطني في العلل والرجال تلقاهاعنه طلابه ثم إنه بعد ذلك نقح بعض تلك السؤالات فرتبها واختصرها وقد صرح بهذا في مقدمة الكتاب الأول (تحقيق القشقري) حيث قال " هذه فصول نقلتها من رقاع كنت أثبت فيها مما سألت الشيخ أبا الحسن علي بن عمر الدارقطني الحافظ , فنقلتها الآن بما أجابني عنه مما سألته من ذلك ورتبتها على حروف المعجم ليقرب على الطالب إدراكها إن شاء الله " ص13
43) سؤالات حمزة السهمي للدارقطني وغيره من المشايخ في الجرح والتعديل
- حمزة بن يوسف بن إبراهيم بن موسى السهمي الجر جاني المتوفى سنة 428هـ
- تحقيق: موفق عبد القادر مكتبة المعارف 1404هـ
- مجموع السؤالات 413سؤالاً للدارقطني246 والباقي لغيره من المشايخ وهم تسعة عشر شيخاً منهم:
- الحسن بن علي بن عمر القطان المعروف بابن غلام الزهري 47سؤالاً
- الحافظ أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي 45 سؤالاً
ترتيبه:
ابتدأ بالمحمدين ثم رتب الباقي على حروف المعجم إلى رقم 381 ثم اختل الترتيب ومعظمهم بغداديون.
44) سؤالات أبي ذر عبد بن أحمد الهروي المتوفى سنة434 هـ للدارقطني
ذكرها المقدسي في أطراف الغرائب كما نقله عنه موفق عبد القادر في مقدمته لسؤالات الحاكم
45) سؤالات أبي عبد الله بن بكيروغيره للدارقطني
- الحسين بن أحمد بن عبد الرحيم بن بكير البغدادي ت 381هـ
- تحقيق: علي حسن عبد الحميد دار عمار غلاف
- وذكر موفق عبد القادر أنه حققه أيظاً
ابتدأ بذكر أقوام أخرجهم البخاري ومسلم في كتابيهما وأخرجهم أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي في كتاب الضعفاء
فيورد قول النسائي في الرجل ثم يورد قول الدارقطني
ورتبهم على حروف المعجم بالنسبة للحرف الأول وعددهم 31راو.
ثم بعد ذلك قال: سئل أبو الحسن عن أقوى من روى عن سفيان الثوري فذكر يحى القطان, وابن المبارك , وعبدالرحمن بن مهدي, ووكيع بن الجراح, وأبي نعيم الفضل بن دكين, ومعاذ بن معاذ , والفضيل بن عياض من الأثبات الرفعاء"
وهكذا في باقي السؤالات يسأل عن أثبت الرواة في إمام من الأئمة وربما ذكر حكماً يميز بعض الرواة عن بعض في ذلك الشيخ.
ومجموع الأسئلة 56 سؤالاً
46) سؤالات مسعود بن علي السجزي مع أسئلة البغداديين عن أحوال الرواة للإمام الحافظ أبي عبد الله الحاكم النيسابوري
- مسعود بن علي بن معاذ بن محمد بن معاذ الحافظ أبو سعيد السِّجزي ثم النيسابوري ت 438هـ
- تحقيق موفق عبد القادر دار الغرب الإسلامي ط11408هـ
- ترتيبها:
ليس لها ترتيب معين ابتدأ برسالة البغداديين يسألون فيها عن حال جماعة من الخرسانيين أجاب عنها الحاكم في نفس الرسالة وأخبربها مسعود فرواها أولاً ثم بدأ بسؤالاته
ومجموع الأسئلة342 سؤالاً غالبها للدارقطني وفيها لغيره من شيوخ مسعود.
47) سؤلات السلفي لأبي علي البرداني
- أحمد بن محمد بن أحمد أبو علي البرداني ثم البغدادي ت498هـ
أشار الذهبي في ترجمته من السير [19/ 219] إلى سؤالات السلفي وهو:
- أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم السِلفي الأصبهاني ت 576هـ
48) سؤالات السلفي لشجاع الذهلي
- شجاع بن فارس بن الحسن السهروردي ثم البغدادي ت507هـ[السير19/ 355]
49) سؤلات السلفي للمؤتمن الساجي
- أبو نصر أحمد بن علي الديرعاقولي ثم البغدادي المؤتمن الساجي ت507هـ[طبقات الحفاظ1/ 453]
50) سؤلات السلفي لأبي الغنائم النرسي
- أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي المقرئ الكوفي ت 510هـ
[طبقات الحفاظ 1/ 458]
ذكر جميع هذه السؤالات الذهبي في السير [21/ 26] نقلاً عن الحافظ بن نقطه أنه قال: " كان السلفي جوالاً في الآفاق حافظاً ثقة متقناً سمع منه أشياخه وأقرانه وسأل عن أحوال الرجال شجاعاً الذهلي والمؤتمن الساجي وأبا علي البرداني وأبا الغنائم النرسي وخميساً الحوزي سؤال ضابط متقن "
51) سؤالات السلفي لخميس الحوزي عن جماعة من أهل واسط
- خميس بن علي بن أحمد بن علي الحوزي الواسطي ت 510هـ
- تحقيق: مطاع الطرابيشي مطبوعات مجمع اللغة بدمشق
¥(4/106)
وهي تراجم عامة عن أهل واسط ومن الغرباء القادمين عليها فيها126 ترجمة
ولم ترتب ترتيباً معيناً وغالب الأسئلة عن معاصريه وربما سأله عن بعض المتقدمين كما في ترجمة رقم 101 وسألته عن أحمد بن سنان القطان ت 253هـ
هذا ما تمكنت جمعه من كتب السؤالات المتقدمة وقد اجتهدت في وصفها وتقريبها والدلالة على طبعاتها.
والله أسأل التوفيق والإخلاص في القول والعمل
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
فهرس السؤالات
السؤالات الصفحة
1) سؤالات علي بن المديني ليحيى بن سعيد القطان 3
2) سؤالات الكوسج لابن معين ت 233هـ 3
3) سؤالات ابن الجنيد ليحيى بن معين 3
4) سؤالات المفضل الغلابي ليحيى بن معين 4
5) سؤالات الدوري لابن معين 4
6) سؤالات مضر بن محمد ليحيى بن معين 5
7) سؤالات أبي سعيد الطبراني ليحيى بن معين 5
8) سؤالات عثمان بن سعيد الدارمي ليحيى بن معين 5
9) سؤالات يزيد ابن الهيثم ليحيى بن معين 6
10) سؤالات ابن محرز لابن معي 6
11) سؤالات محمد بن عثمان لطائفة من شيوخه 7
12) سؤالات محمد بن أبي شيبة لعلي بن المديني 7
13) سؤالات ابن محرز لعلي بن المديني 8
السؤالات الصفحة
14) سؤالات الحسين الهروي لمحمد بن عبدالله بن عمار 8
15) سؤالات مسلم للإمام أحمد 8
16) سؤالات محمد بن الحسين البغدادي للإمام أحمد 8
17) سؤالات حنبل بن إسحاق للإمام أحمد 9
18) سؤالات خطاب بن بشرالإمام أحمد 9
19) سؤالات أبي بكر الأثرم أبا عبد الله أحمد بن حنبل 9
20) مسائل صالح بن الإمام أحمد في العلل ومعرفة الرجال 10 21) سؤالات الميموني 10
22) سؤالات المروذي 10
23) سؤالات أبي داود للإمام أحمد في جرح الرواة وتعديلهم 12
24) مسائل أحمد برواية ابن هانئ 13
25) سؤالات الكرماني للإمام أحمد بن حنبل 13
26) كتاب العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد 14
27) المنتخب من العلل للخلال 14
السؤالات الصفحة
28) مسائل أحمد وإسحاق رواية الكوسج 14
29) مسائل الإمام أحمد برواية ابنه صالح 15
30) مسائل أحمد رواية أبي داود 15
31) مسائل أحمد برواية عبدالله بن أحمد 15
32) جزء في مسائل عن أبي عبدالله أحمد بن حنبل للبغوي 16
33) سؤالات الترمذي للبخاري 16
34) أسئلة البرذعي لأبي زرعة 17
35) سؤالات أبي عبيد الآجري أبا داود سليمان بن الأشعث في معرفة الرجال وتعديلهم 17
36) سؤالات الأحمري لأبي داود 17
37) سؤالات الحاكم النيسابوري للدارقطني 18
38) سؤالات عبد الغني بن سعيد الأزدي 18
39) سؤالات أبي عبد الرحمن السلمي للدارقطني 18
40) سؤالات أبي نعيم للدارقطني 18
41) و42) سؤالات البرقاني للدارقطني 19
السؤالات الصفحة
43) سؤالات حمزة السهمي للدارقطني وغيره
من المشايخ في الجرح والتعديل 23
44) سؤالات أبي ذر عبد بن أحمد الهروي 24
45) سؤالات أبي عبد الله بن بكيروغيره للدارقطني 24
46) سؤالات مسعود بن علي السجزي مع أسئلة البغداديين عن أحوال الرواة للإمام الحافظ أبي عبد الله الحاكم 24
47) سؤلات السلفي لأبي علي البرداني 25
48) سؤالات السلفي لشجاع الذهلي 25
49) سؤلات السلفي للمؤتمن الساجي 25
50) سؤلات السلفي لأبي الغنائم النرسي 26
51) سؤالات السلفي لخميس الحوزي 26
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 - 05 - 05, 12:32 م]ـ
موضوع مهم
ـ[سيف 1]ــــــــ[07 - 05 - 05, 02:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هل من أحد يدلني على أكبر او أفضل مكتبة في القاهرة لتحصيل كتب العلل منها وغيرها
بارك الله فيكم
ـ[الرايه]ــــــــ[09 - 11 - 05, 01:45 ص]ـ
- مرويات الإمام الزهري المعلة في كتاب العلل لدارقطني
-تخريجها ودراسة أسانيدها والحكم عليها-
(رسالة دكتوراة)
د. عبد الله بن محمد حسن بن يعقوب دمفو.
تاريخ المناقشة: 1415هـ.
لجنة المناقشة: المشرف د/ أحمد معبد عبد الكريم، د/ محمود ميرة، د/ مسفر الدميني.
خطة البحث:
تتألف هذه الرسالة من مقدمة وتمهيد وخمسة أبواب وخاتمة:
المقدمة
التمهيد
المبحث الأول: التعريف بالإمام الزهري:
المطلب الأول: حياته الشخصية:
- اسمه، نسبه، لقبه، كنيته
- مولده
- صفاته
- وفاته
المطلب الثاني: حياته العلمية:
- طلبه العلم، ومنهجه فيه
- رحلاته
- شيوخه
- تلاميذه
- آثاره
المطلب الثالث: رواياته:
- نبذة عن رواياته
- المؤلفات حولها
- الانتقادات التي وجهت إليه من جهة رواياته
المبحث الثاني: التعريف بالإمام الدارقطني:
¥(4/107)
المطلب الأول: حياته الشخصية:
- اسمه، نسبه، لقبه، كنيته، ولادته، صفاته، وفاته
المطلب الثاني: حياته العلمية:
- طلبه العلم
- رحلاته
- شيوخه
- تلاميذه
المطلب الثالث: الانتقادات على الدارقطني:
- نسبته للتشيع
- تقربه للوزير ابن حتزابة
المطلب الرابع: آثاره
المبحث الثالث: التعريف بالعلة
- تعريف العلة لغة واصطلاحاً
- أجناس العلة
- أقسام العلة
- المؤلفات في العلل
المبحث الرابع: التعريف بكتاب العلل للدارقطني
- وصف الكتاب
- قيمته العلمية
- سبب تأليفه
- أحاديث الدراسة:
الباب الأول: الأحاديث المعلة بالاختلاف على الزهري وقفاً ورفعاً
الفصل الأول: الأحاديث المعلة بالاختلاف في الوقف والرفع فقط
الفصل الثاني: الأحاديث المعلة بالاختلاف في الوقف والرفع، ووجه آخر من أوجه الاختلاف
الباب الثاني: الأحاديث المعلة بالاختلاف على الزهري وصلاً وإرسالاً
الفصل الأول: الأحاديث المعلة بالاختلاف في الوصل والإرسال فقط
الفصل الثاني: الأحاديث المعلة بالاختلاف في الوصل والإرسال، ووجه آخر من أوجه الاختلاف
الباب الثالث: الأحاديث المعلة بالاختلاف على الزهري زيادة ونقصاً
الفصل الأول: الأحاديث المعلة بالاختلاف في الزيادة والنقص فقط
الفصل الثاني: الأحاديث المعلة بالاختلاف في الزيادة والنقص، ووجه آخر من أوجه الاختلاف
الباب الرابع: الأحاديث المعلة بالاختلاف على الزهري في إبدال راوٍ أو أكثر بغيره
الفصل الأول: الأحاديث المعلة بالاختلاف في إبدال الإسناد دون الصحابي
الفصل الثاني: الأحاديث المعلة بالاختلاف في إبدال الإسناد كاملاً فوق الزهري
الفصل الثالث: الأحاديث المعلة بالاختلاف في إبدال الإسناد، ووجه آخر من أوجه الاختلاف
الباب الخامس: الأحاديث المعلة بالاختلاف على الزهري في غير الصور السابقة
أحاديث نسب فيها الوهم للزهري:
- حديث الخاتم
- حديث ذي اليدين
الخاتمة
بعد معايشة هذا البحث عدة سنوات، توصلت إلى نتائج يمكن أن تكون جديرة بالاهتمام، من أهمها:
1 - مراسيل الإمام الزهري يمكن قبولها، فليست هي من شر المراسيل، ولا من أشدها ضعفاً كما وصفها بعض العلماء، وقد بلغت أحاديث الدراسة في باب الاختلاف في الوصل والإرسال، أربعين حديثاً، منها اثنان فقط ظلاَّ على ضعفهما لعلة الإرسال.
2 - ما ذهب إليه الحافظ ابن حجر في عد الزهري في الطبقة الثالثة من طبقات المدلسين فيه نظر؛ لأنه نفسه وصفه في موضع آخر بأنه قليل التدليس.
وقد بلغت الأحاديث التي نُسب إليه التدليس فيها –من أحاديث الدراسة- خمسة، منها اثنان فقط يمكن التسليم بهما.
3 - بلغت الأحاديث التي نسب الوهم أو الاضطراب فيها إلى الزهري تسعة، منها اثنان فقط يمكن التسليم بهما.
4 - ذكر سزكين أن الزهري له سبع مؤلفات، وقد توصل البحث إلى أن ستة كتب منها لا تصح نسبتها له.
5 - يُعد الإمام الدارقطني، من أعلم الناس في علم العلل، كما يعتبر كتابه أجل كتاب أُلف في هذا الفن، لكنه لم يسلم من الوهم أو الخطأ في بعض المواضع التي تقدم بيانها في الدراسة، ولا تغضُّ هذه المواضع من المكانة العالية له، ولكتابه.
6 - من أكثر الأسباب التي جعلتني أخالف الدارقطني –رحمه الله- في حكمه على نتيجة الاختلاف، وقوفي على روايات لم ترد في كلامه عن الاختلاف، وربما لو وقف عليها لم تكن هناك مخالفة.
7 - يعتبر علم "العلل" من أدق علوم الحديث، وأغمضها، ولا يمكن للمشتغل فيه أن يتوصل إلى نتائج هي أقرب إلى الصواب، إلا باستفراغ الوسع في جمع الطرق، من مصادرها المختلفة، والوقوف على أقوال العلماء، والتبصر في أحوال الرجال جرحاً وتعديلاً، والتنبه إلى بعض الأمور التي قد تخفى، كأن يكون الراوي ثقة في بعض الشيوخ، أو من أكثرهم ملازمة له ... إلخ.
8 - مبحث العلة الخفية، قائم –في الغالب- على مبحث الاختلاف على الراوي، وعليه بنى الإمام الدارقطني كتابه العلل.
9 - أكثر أنواع الأحاديث المُعلة بالاختلاف، أربعة هي:
أ. الاختلاف في الوقف والرفع، وكانت أحاديث هذا الباب في الدراسة ستة عشر حديثاً.
ب. الاختلاف في الوصل والإرسال، وكانت أحاديث هذا الباب في الدراسة أربعة وأربعين حديثاً.
ج. الاختلاف في الزيادة والنقصان، وكانت أحاديث هذا الباب في الدراسة ستة وأربعين حديثاً.
د. الاختلاف في إبدال الراوي بغيره في الإسناد، وكانت أحاديث هذا الباب في الدراسة أربعين حديثاً.
10 - أقل الأوجه التي وقع فيها الاختلاف في الحديث الواحد، اثنان وأكثرها ثلاثة عشر وجهاً، وذلك من خلال الأحاديث التي درستها والتي نص الدارقطني بالاختلاف فيها على الزهري.
11 - من أهم قواعد الترجيح عند الاختلاف: الترجيح الأقوى، فإن استوى الرواة في ذلك، فبالأكثر، فإن استووا فبقرائن أخرى كأن تكون الرواية في الصحيحين، أو بالأكثر ملازمة، أو بمراعاة بلدي الراوي، ونحوها.
12 - بلغت عدد أحاديث الدراسة خمسين ومئة حديث، إضافة إلى حديثي الخاتم وذي اليدين، وهذا إحصاء بها من حيث درجتها:
أ. الصحيح لذاته 107
ب. الصحيح لغيره 22
ج. الحسن لذاته 3
د. الحسن لغيره 6
هـ. الضعيف 7
و. أحاديث صحيحة الإسناد لكنها، موقوفة 6
ز. حديث واحد لم أقف على تخريجه، وبالتالي لم أحكم عليه، وهو الحديث رقم (86).
وصلى الله على نبينا وسيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
http://www.islamtoday.net/questions/show_ResearchScholar_*******.cfm?Res_ID=147
¥(4/108)
ـ[حسن باحكيم]ــــــــ[16 - 08 - 06, 12:57 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[17 - 08 - 06, 07:58 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
يضاف
كتاب التاريخ الكبير لابن أبى خيثمة
ففيه بيان لعلل بعض الحديث ويميزه أنه ينقل عن على بن المدينى مباشرة كثيرا
وأيضا عن ابن معين وأحمد
مطبوع غير كامل بتحقيق عادل سعد وآخر
ـ[عبد]ــــــــ[18 - 08 - 06, 09:00 م]ـ
لاأدري كيف نذهل عن " الفتحين":
فتح الباري، لابن حجر.
وأعجب منه في شأن العلل خاصة فتح الباري، لابن رجب.
ويوجد مما يخدم في العلل:
المعرفة والتاريخ، للفسوي.
تعليقات الدراقطني على المجروحين لابن حبان، تحقيق: خليل العربي، ط. الفاروق.
الإرشاد، الخليلي.
الاختلاف بين رواة البخاري، لابن عبدالهادي.
الخلافيات، للبيهقي.(4/109)
ثلاث مقالات حول منهج المتقدّمين في علم الحديث لبشار عواد وإبراهيم الصبيحي والأرنؤوط
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[16 - 04 - 03, 05:09 ص]ـ
قد سبق بحمد الله نشر عدد من المقالات حول منهج المتقدمين في الحديث على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=523&highlight=%E3%DE%C7%E1%C7%CA+%C7%E1%E3%CA%DE%CF%E3 %ED%E4
وهذه دفعة أخرى من هذه المقالات
تجدونها في الملف المرفق.
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[03 - 05 - 03, 07:33 م]ـ
الجامع الكبير
للإمام الحافظ أبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي
المتوفي سنة 279هـ
المجلد الأول
الطهارة – الصلاة
حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه
الدكتور / بشار عواد معروف
دار الغرب الإسلامي
قال الدكتور بشار معروف عواد:
وأرى من الواجب علي، وقد أنهيت تحقيق هذا الكتاب العظيم، أن أشرك إخوتي من طلبة العلم ببعض الفوائد والقواعد التي تحصلت عندي، لنتدبرها ونزيدها دراسة عسى أن نصل فيها إلى رأي ينهض بهذا العمل الشريف ويوضح مناهجه ويجلي أنظار علمائه الأعلام الجهابذة الأوائل.
أولاً: سلفية المنهج العلمي:
مثلما نحن نؤمن بأننا سلفيون في عقيدتنا لا نرضى بغير الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة وأسوة، وبغير أصحابه الكرام نموذجاً للهدي النبوي، فإننا نرى أن ننتهج هذه السلفية الحبيبة في أسلوب تفكيرنا ومنهجنا العلمي الذي نسير عليه، فتتبع المنهج العلمي الأقوم الذي انتهجه الجهابذة من العلماء الفهماء الأوائل ممن نذروا أنفسهم لهذا العلم، فأبدعوا فيه، وشرعوا لمن جاء بعدهم طريقاً واضحة معالمه في أصول البحث العلمي والتحقيق والنقد والتدقيق، يظهر في طريقة سردهم للحديث، وتعليلهم لطرقه ومتونه، لا سيما في الكتب التي صنفوها في العلل، كابن المديني، وأحمد، وابن أبي حاتم، والدار قطني، ونحوهم.
وقد جرت عادة بعض العلماء المتأخرين عند تصحيح حديث ما أو تضعيفه تطبيق القواعد المدونة في كتب المصطلح من غير اعتبار كبير لأقوال الجهابذة المتقدمين في الحكم على الأحاديث، غير مدركين أن كتب المصطلح إنما وضعت نتيجة لاستقراء أنظار الجهابذة المتقدمين في هذا العلم، فلا يجوز أن تكون حاكمة على أقوالهم، بل أقوالهم حاكمة على هذه القواعد في كثير من المواطن، فلا يجوز عندئذ التسوية بين أحكام العلماء الجهابذة الأوائل كابن المديني، وابن معين، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وابي زرعة، وأبي حاتم، والترمذي، وأبي داود، والنسائي وبين أقوال المتأخرين الأقل شأناً منهم كابن حبان والحاكم والبيهقي والمنذري والنووي والعراقي والهثيمي وابن حجر والسخاوي والسيوطي ونحوهم.
وآية ذلك أن مناهج المتقدمين الجهابذة في غير مناهج المتأخرين، فأولئك علماء قد سروا الطرق، وجمعوا أحاديث الرجال، وحكموا عليها بعد موازنات دقيقة، وعرضوها ما حفظوه من مئات ألوف الأسانيد وآلاف المتون حتى توصلوا إلى النتائج التي توصلوا إليها، فأصدروا الأحكام نتيجة لذلك، ولم يبينوا لنا دائماً أصول تلك الدراسات والأبحاث التي أوصلتهم إلى تلك النتائج إلا في حالات نادرة، أما المتأخرون كالحاكم ومن جاء بعده وإلى يوم الناس هذا فهم عيال على نتائج دراسات المتقدمين وسبرهم لأحوال الرجال ومروياتهم؛ ألا ترى أننا إذا اتفق الجهابذة الأول على توثيق رجل قبلنا حديثه عموماً، وإذا اتفقوا على تضعيفه طرحنا حديثه عموماً، نأخذ بأحكامهم من غير مساءلة لهم عن الدواعي التي دعتهم إلى ذاك التوثيق أو هذا التضعيف؟!
وكذلك كان فعل المتأخرين وهلم جرا إلى عصرنا، فإن عمدتهم على أحكام المتقدمين، يضعفون الحديث إذا وجدوا في إسناده رجلاً ضعفه المتقدمون.
فإذا كان الأمر كما بينا والحال كما وصفنا فالأولى أن تعتبر أقوال المتقدمين في تعليل الأحاديث أقصى حدود الاعتبار، والتحرز من مخالفتهم لا سيما عند اجتماع كبرائهم على أمر، وإنما يُصار إلى ذلك عند اختلافهم وتباينهم فتنظر الأدلة والأسباب، ويوازن بينها، ويرجع الباحث عندئذ بين رأي وآخر بمراجحات وأدلة من جنس أدلتهم ومرجحاتهم، مثلنا في ذلك مثل الموازنة في الجرح والتعديل حينما يُطالب الجارح المنفرد بالتفسير.
¥(4/110)
ولو لم يكن إلا تتبع آراء المتقدمين وبيان اختلافهم وإيرادها في موضع التعليق لكان وحده غاية، فإن أقوال المتقدمين ثمينة لا ينبغي التفريط بها وإهمالها بحجة الاكتفاء باتباع القواعد، فمن أمثلة ذلك أن المصنف الترمذي حسن حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرفع إلا في أول مرة، فكان لابد من الإشارة إلى قول ابن المبارك بعدم ثبوت حديث ابن مسعود هذا، وقول أبي حاتم " "هذا خطأ، يقال: وهم الثوري"، وقول أبي داود: "ليس هو بصحيح على هذا اللفظ" ().
ثانياً: ثانياً: إعلال جهابذة المتقدمين لحديث ما، لا ينفعه تصحيح المتآخرين:
واستناداً إلى ما تقدم، ومع إيماننا بأن تصحيح الأحاديث وتضعيفها من الأمور الاجتهادية التي تتباين فيها القدرات العلمية والذهنية والمؤثرات المحيطة والاختلاف في تقويم الرواة، فإن اجتماع أكثر من واحد من الجهابذة على إعلال حديث ما ينبغي التنبه إليه وعدم تجاوزه بحيثيات بنيت قواعدها بعدهم.
ولا بد لي هنا من بعض أمثلة دالة مبينة لهذا الأمر، فقد روى الترمذي () حديث عيسى بن يونس، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سرين، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من ذرعه القيء فليس عليه قضاء، ومن استقاء عمداً فليقضي"، ثم قال بعده: "وفي الباب عن أبي الدرداء، وثوبان، وفضالة بن عبيد. حديث أبي هريرة حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من حديث عيسى بن يونس. وقال محمد: لا أراه محفوظاً. وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح إسناده".
فهذا الحديث صححه الحاكم، ومن المحدثين: العلامة الألبان والعلامة شعيب الأرنؤوط، وكذلك فعلت في تعليقي على سنن ابن ماجه قبل نستين (1676). والحديث معلول، وإن كان ظاهره الصحة إذا رجاله ثقات رجال الصحيحين، فقد قال الإمام أحمد: "ليس من ذا شيء" يعني: أنه غير محفوظ، وإنما يروي هذا عن عبد الله بن سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة رفعه، وخالفه يحيى بن صالح، قال: حدثنا معاوية، قال: حدثنا يحيى، عن عمر بن حكم بن ثوبان سمع أبا هريرة، وقال: إذا قال أحدكم فلا يفطر فإنما يخرج ولا يولج" () فكان يرى الصحيح فيه الوقف. وقال النسائي: "أوقفه عطاء على أبي هريرة ".
وقال منها عن أحمد: "حدث بن عيسى وليس هو في كتابه، غلط فيه، وليس هو من حديثه". وقال الدرامي: "قال عيسى – يعني ابن يونس – زعم أهل البصرة أن هشام أوهم فيه، فموضع الخلاف هاهنا".
قلت: فالوهم من هشام إذن، فإن عيسى بن يونس لم ينفرد به كما ذكر الترمذي، فقد تابعه حفص بن غياث عند ابن ماجة، وقال أبو داود: "رواه أيضاً حفص بن غياث عن هشام مثله".
وقد أخرجه النسائي من طريق عبد الله بن المبارك، عن الأوزاعي، عن عطاء، عن أبي هريرة موقوفاً، وإسناده صحيح. وأخرجه البخاري في تاريخه الكبير موقوفاً كما تقدم أيضاً، وإسناده حسن.
فحديث يعله الأئمة: أحمد، والبخاري، والدرامي، والنسائي، وغيرهم من الجهابذة لا ينفعه تصحيح الحاكم وغيره ().
ومن أمثلة ذلك قول المصنف عقب الحديث (1365): "وقد روى عن ابن عمر، وابن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "من ملك ذا رحم محرم فهو حر". رواه ضمرة بن ربيعة عن الثوري، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يتابع ضمرة على هذا الحديث، وهو حديث خطأ عند أهل الحديث".
وهذا الحديث قد استنكره من العلماء الفهماء الجهابذة المتقدمين إضافة إلى الترمذي: النسائي فقال: "حديث منكر" ()، والإمام المبجل أحمد بن حنبل، فقد قال أبو زرعة الدمشقي: "قلت لأحمد: فإن ضمرة يحدث عن الثوري، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر: من ملك ذا رحم محرم فهو حر، فأنكره ورده رداً شديداً" ()، وقال البيهقي: "المحفوظ بهذا الإسناد حديث: نهى عن بيع الولاء وعن هبته ".
¥(4/111)
وقد ورد المتأخرون هذا التضعيف لوثاقة ضمرة عندهم، وأن تفرد الثقة لا يضر، وأن زيادة مقبولة مطلقاً، فقال ابن حزم: "هذا خبر صحيح كل رواته ثقات تقوم به الحجة، وقد تعلل فيه الطوائف المذكورة بأن ضمرة أنفرد به وأخطأ فيه، فقلنا: فكان ماذا إذا انفرد به .. وأما دعوى أنه أخطأ فيه فباطل لأنها دعوى بلا برهان" ().وقال ابن التركماني: "ليس انفراد ضمرة به دليلاً على أنه غير محفوظ ولا يوجد ذلك علة فيه، لأنه من الثقات المأمونين، ولم يكن بالشام رجل يشبهه، كذا قال ابن حنبل، وقال ابن سعد: كان ثقة مأموناً لم يكن بالشام رجل يشبه، كذا قال ابن حنبل، وقال ابن سعد: كان ثقة مأموناً لم يكن هناك أفضل منه، وقال أبو سعيد بن يونس: كان فقيه أهل فلسطين في زمانه. والحديث إذا انفرد به مثل هذا كان صحيحاً ولا يضره تفرده، فلا أدري من أين وهم في هذا الحديث روايه كما زعم البيهقي" (). وأيده العلامة الألباني وأثنى على قوله هذا ()، وفي قول ابن التركماني مآخذ عدة نذكر منها:
الأول: أنه جعل ضمرة ثقة مأموناً، وليس هو كذلك، فجماع ترجمته تدل على أنه كان ثقة بينهم، بل قال الحافظ ابن حجر في "التقريب": "صدوق يهم قليلاً"، وأيضاً فإن الشيخين لم يخرجا له شيئاً في صحيحيهما.
الثاني: أنه أورد التوثيق وأهمل الجرح، وفي ضمرة جرح ليس بالقليل، كما في ترجمته من "تهذيب الكمال".
الثالث: أنه نقل قول أحمد في توثيقه ولم ينقل قوله في استنكاره الشديد ورده لحديثه هذا!.
الرابع: أنه زعم أن من غلط ضمرة في هذا الحديث لم يذكر السبب مع أن البيهقي ذكر وبين أنه متن آخر.
الخامس: أن الثقة يهم ويغلط، وهو أمر لم يسلم منه الجهابذة الذين هم أعلى وأغلى من ضمرة مرات، فكان ماذا؟
السادس: أنه لم يتدبر جيداً قول الترمذي: "وهو حديث خطأ عند أهل الحديث"، فهذا يشير إلى اتفاق الجهابذة من أهل الحديث في عصر الترمذي وقبله على رده.
وحديث ينكره النسائي وأحمد والترمذي وأضرابهم ويعدوه غلطاً لا ينفع فيه تصحيح أحد من المتأخرين كابن التركماني وغيره.
ومن ذلك أيضاً أن المصنف حينما ساق حديث معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر أن غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وله عشر نسوة في الجاهلية .. الحديث، نقل عن البخاري قوله: "هذا حديث غير محفوظ"، ثم ذكر أن الصحيح هو المرسل (). وكذلك رجح المرسل أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان ()، ومسلم بن الحجاج في "التمييز" كما نقل الحافظ في تلخيص الحبير، ثم نقل عن الأثرم عن أحمد، قال: "هذا الحديث ليس بصحيح"، وقال ابن عبد البر: "طرقه كلها معلولة"، وتابعهم الحافظ ابن حجر في التلخيص.
وقد حاول بعض الحفاظ المتأخرين – منهم ابن القطان الفاسي وابن كثير – القول بتصحيح الحديث وأنه قد روي من وجه آخر مرفوعاً مثل رواية معمر من طريق سيف بن عبيد الله، عن سرار بن مجشر، عن أيوب، عن نافع وسالم، عن ابن عمر. وهو إسناد حسن في ظاهره أخرجه الطبراني ()، وأبو نعيم ()، والدار قطني ()، والبيهقي ().
على أن الذي يمعن النظر في طرق هذا الحديث يجد أن أصحاب الزهري قد اختلفوا في هذا الحديث عليه اختلافاً كبيراً فاضطربوا فيه مما يوجب طرحه.
ومثل هذا الحديث الذي يتفق على تضعيفه البخاري ومسلم وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان، وغيرهم، ويرجحون المرسل، ولا يخفى عليهم إسناد له متصل صحيح لا يعرفونه إن كان موجوداً!
ثالثاً: نظرة في زيادة الثقة:
مما تقدم يتبين لنا أن المتأخرين قد صححوا كثيراً من الأحاديث التي أعلها المتقدمون بالإرسال أو الوقوف بحجة أن زيادة الثقة مقبولة مطلقاً، قال النووي: "إذا روى بعض الثقات الضابطين ا لحديث مرسلاً وبعضهم متصلاً أو بعضهم موقوفاً أو بعضهم مرفوعاً أو صلة وهو أو رفعه في وقت أ وأرساله ووقفه في وقت فالصحيح أن الحكم لمن وصله أو رفعه سواء كان المخالف له مثله أو أكثر لأن ذلك زيادة ثقة وهي مقبولة" ()، وقال في موضع آخر: "الصحيح بل الصواب الذي عليه الفقهاء والأصوليون ومحققو المحدثين أنه إذا روي الحديث مرفوعاً وموقوفاً، أو موصولاً ومرسلاً، حكم بالرفع والوصل لأنه زيادة ثقة، وسواء كان الرفع والواصل أكثر أو أقل في الحفظ والعدد" ().
¥(4/112)
وهذا الكلام الذي ساقه النووي بهذه الصفة الجازمة لم يقل به جماهير السلف من المحدثين الأوائل من أهل المعرفة التامة بعلل الحديث، ومع ذلك صار هو مذهب جمهور المتأخرين من الفقهاء والمحدثين بقبول زيادة الثقة مطلقاً ()، منهم: ابن التركماني، والعراقي، وابن حجر , والسخاوي، والسيوطي، ومن العصريين: العلماء الأعلام؛ الشيخ أحمد شاكر، والشيخ ناصر الدين الألباني وكثير من تلامذتهم. والأخذ بمثل هذه القاعدة على هذا الاضطراد فيه تقليل من شأن كتب العلل الأولى، ذلك أن أكثر العلل في كتابي ابن أبي حاتم والدار قطني تدور على هذا النوع.
ومع أن المصنف ذكر في علله الصغير أنه: "إذا زاد حافظ ممن يعتمد على حفظه قبل ذلك منه" ()، إلا أن صنيع المؤلف في الأحاديث التي أعلها هو أو شيخه البخاري يبين أن الاختلاف في الوصل والإرسال والوقف والرفع والزيادة وعدمها ونحوها إنما مداره على قوة القرائن، ومنها اعتبار: الأوثق، والأحفظ، والأكثر، ونحو ذلك، وهو مذهب المتقدمين الصحيح.
وقد ساق الترمذي حديث محمد بن فضيل، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة في المواقيت، ونقل عن شيخه البخاري قوله: "وحديث محمد بن فضيل خطأ، أخطأ فيه محمد بن فضيل، وذكر أن الصحيح فيه حديث الأعمش، عن مجاهد، قوله" ()، ثم ساقه من قوله مجاهد ().
وهذه العلة ردها العلامة أحمد شاكر، وغلط من قال بها، وقال: إن الرواية المرسلة أو الموقوفة تؤيد الرواية المتصلة المرفوعة، ولا تكون تعليلاً لها أصلاً". وأيده في ذلك العلامة الكبير الشيخ ناصر الدين الألباني في السلسلة الصحيحة ().
وهذا الذي ذهب إليه العلامتان فيه نظر، فالموقف هنا علة للمرفوع إذا ثبت برواية الثقات الراجحة، والرفع شذوذ، وهو مبدأ العلماء الجهابذة الأوائل، قال أبو حاتم: "هذا خطأ، وهم فيه ابن فضيل، يرويه أصحاب الأعمش، عن الأعمش، عن مجاهد، قوله" (). وقال العباس بن محمد الدوري: "سمعت يحيى بن معين يضعف حديث يريد: إن للصلاة أولاً وآخراً، وقال: إنما يروى عن الأعمش، عن مجاهد" ()، وقال الدار قطني: "هذا لا يصح مسنداً، وهم في إسناده ابن فضيل". ومحمد بن فضيل ثقة، كما بيناه في "تحرير أحكام التقريب"، لكن هؤلاء أربعة من الجهابذة: البخاري، وأبو حاتم، وابن معين، والدار قطني إضافة إلى الترمذي قد أعلوا الحديث، فماذا بعدهم؟
وقد أعل المصنف حديث عبد الرزاق – وهو ثقة معروف – عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق، عن معاذ، قال: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، بمن رواه عن سفيان مرسلاً، فقال: "روى بعضهم هذا الحديث عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذاً إلى اليمن فأمره أن يأخذ، وهذا أصح () ".
وأعل المصنف حديث الفضل بن موسى السيناني – وهو ثقة – عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن ثور بن زيد، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يلحظ في الصلاة يمينا وشمالاً، ولا يلوي عنقه خلف ظهره، بحديث وكيع المرسل، فقال: "هذا حديث غريب"، وقد خالف وكيع الفضل بن موسى في روايته ". ثم ساق حديث وكيع، عن عبد الله، عن بعض أصحاب عكرمة؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر نحوه (). وكذلك قال أبو داود.
وقد صحح الحاكم وبعض العلماء الفضلاء المعاصرين الرواية المتصلة واستعجبوا من صنيع الترمذي وأبي داود المرسل، مع أن القواعد الحديثية التي أصلها الجهابذة الأوائل ترجح المرسل، فعند الموازنة بين وكيع والفضل بن موسى لا يشك أحد من أهل العلم بأن وكيعاً أتقن وأحفظ، فضلاً عما عرف في بعض حديث الفضل بن موسى من المناكير كما قرره علامة الدنيا على ابن المديني ()، إضافة إلى أقوال العلماء الفهماء من الجهابذة المتقدمين: الترمذي وأبي داود الذي قال بعد أن ساق المرسل: " وهذا أصح – يعني من حديث عكرمة عن ابن عباس". وقال الدار قطني بعد أن ساقه متصلاً: وأرسله غيره ().وهو إعلال للرواية المتصلة.
ومن ذلك أن الترمذي أعل حديث عامر بن صالح الزبيري، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة في تطييب المساجد ()، ثم ساقه مرسلاً من رواية سفيان بن عيينة عن هشام مثل رواية عبدة ووكيع ().
¥(4/113)
وما ذهب إليه الترمذي هو الصواب، وهو قول أبي حاتم الرازي ()، فاجتماع عبدة بن سليمان ووكيع بن الجراح وسفيان بن عيينة على روايته عن هشام مرسلاً أقوى من جميع من رواه عن هشام مرفوعاً وهم: عامر بن صالح الزبيري عند المصنف – وهو متروك – ومالك بن سعيد عند ابن ماجه – وهو ممن لا يرتقي حديثه إلى الصحة، وزائدة بن قدامة عند ابن ماجة.
ومع ذلك فقد صحح المسند ابن حبان، والعلماء الفضلاء: أحمد شاكر، والألباني، وشعيب الأرنؤوط باعتبار أن المسند لا يُعل بالمرسل وأن الوصل من الثقة زيادة مقبولة. قلت: إنما هذا حينما يكون الرواة في مستوى واحد من الدقة والضبط والاتقان، وهو ما لم يتحقق هنا، فأين عبدة ووكيع وسفيان وقد اجتمعوا على روايته مرسلاً ممن رواه موصولاً!
ولولا ضيق المقام لسقنا عشرات الأمثلة التي تدل على أن هذا الأمر لا يؤخذ على إطلاقه وأن العلماء المتقدمين راعوا فيه أمرواً أخرى، وفيما ذكرنا كفاية للفطن اللبيب.
رابعاً: التوثيق من تصحيح أحاديث المتأخرين:
من المعروف عند أهل العناية بالتاريخ والحديث أن العالم الإسلامي قد شهد في المئتين الثانية والثالثة نهضة لا مثيل لها في جمع السنة النبوية الشريفة وتتبعها وتدوينها وتبويبها على أنحاء شتى من التنظيم والتبويب، مما لم تعرفه أمة من الأمم فكان ذلك خصيصاً بهذه الأمة الإسلامية. وهيأ الله سبحانه مئات الحفاظ الجهابذة الذين حفظوا مئات ألوف من طرق الأحاديث ورحلوا من أجلها إلى البلدان النائية وطوفوا في البلدان شرقاً وغرباً ليصدروا عن خبرة وعيان، وسألوا عن الرواة واطلعوا على مروياتهم ومدوناتهم ومحفوظاتهم، فجمعت السنة في صدور الحفاظ، ودونت في الأجزاء والمصنفات والمسانيد والمعجمات والجوامع والسنن، وإن كان فات بعضهم الشيء منها فما كان ليخفي على مجموعهم وهم يتذاكرون المتون والأسانيد.
على أننا لا نشك في الوقت نفسه أن الحافظ قد أهملوا كثيراً من الطرق الواهية والتالفة والمعلولة لا سيما عند التصنيف، وإلا فأين مئات الألوف التي كان يحفظها من مثل أحمد بن حنبل، والبخاري، وأبي حاتم وأضرابهم؟!
من هنا يتعين على المشتغلين بالسنة النبوية الشريفة أن ينظروا بعين فاحصة ناقدة إلى كل حديث أو طريق يظهر في المصنفات التي جاءت بعد هذه العصور وليس له من أصل في المؤلفات السابقة، فيدرس دراسة نقدية متأنية متأتية للوقوف على السبب الذي جعله لا يظهر إلا بعد هذه المدة، وفيما إذا كان في مصنف مفقود لم يصل إلينا، أو أن يكون هذا الحديث أو الطريق معروفاً فترك عمداً لشدة ضعفه.
ونظراً لضيق المقام أكتفي بضرب مثل واحد حدث الوصاة بطلبة العلم الذي يرويه أبو هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري، وهو حديث رواه الترمذي ()، وقال: "هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث أبي هارون، عن أبي سعيد". قلت: وإسناده ضعيف جداً لأن أبا هارون هذا متروك.
ثم لا يلبث أن يظهر لهذا الحديث إسناد آخر في منتصف المئة الرابعة من طريق سعيد بن سليمان، عن عباد بن العوام، عن سعيد بن إياس الجريري، عن أبي نضرة العبدي، عن أبي سعيد، عند الرامهرمزي "ت 405هـ"، و"فوائد" تمام الرازي الدمشقي "ت 414هت" ومن معاصرهم، ويقول الحاكم بعد أن يسوقه من هذا الوجه: "هذا حديث صحيح ثابت لاتفاق الشيخين على الاحتجاج بسعيد ابن سليمان وعباد بن العوام بن الجريري، ثم احتجاج مسلم بحديث أبي نضرة فقد عددت له في المسند الصحيح أحد عشر أصلاً للجريري، ولم يخرجا هذا الحديث الذي هو أول حديث في فضل طلاب الحديث ولا يعلم له علة، ولهذا الحديث طرق يجمعها أهل الحديث عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد، وأبو هارون سكتوا عنه" ().
¥(4/114)
وقد اعتد العلامة الكبير الشيخ ناصر الدين الألباني – حفظه الله ومتعنا بعلمه – بقول الحاكم، فساق هذا الحديث في صحيحته ()، وساق قول العلائي: "إسناده لا بأس به، لأن سعيد بن سلمان هذا هو النشيطي فيه لين يُحتمل، حدث عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازي وغيرهما". ورد عليه الشيخ العلامة وأثبت أن سعيد بن سليمان هذا هو الواسطي الثقة. ثم نقل من "المنتخب" لابن قدامة قول مهنا، صاحب الإمام أحمد: "سألت أحمد عن حديث حدثنا سعيد بن سليمان (فساقه بسنده) فقال أحمد: ما خلق الله من ذا شيئاً، هذا حديث أبي هارون عن أبي سعيد"! وقد علق الشيخ العلامة على كلام أحمد بقوله: "وجواب أحمد هذا يحتمل أحمد أمرين: إما أن يكون سعيد عنده هو الواسطي، وعندئذ فتوهيمه في إسناده إياه مما لا وجه له في نظري لثقته كما سبق، وإما أن يكون عني أنه النشيطي الضعيف، وهذا مما لا وجه له بعد ثبوت أنه الواسطي". ثم ساق له متابعاً مجهولاً رواه عن الجريري عن أبي نضرة أخرجه الرامهرمزي ومن طريقه العلائي. ثم ساق الشيخ العلامة طريقين آخرين عن أبي سعيد لا يصحان أيضاً، وشواهد ضعيفة، وإنما كان مدار تصحيحه للحديث على رواية عباد بن العوام، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد.
وقد غفل الشيخ العلامة – حفظه الله تعالى – عن علة هذا الحديث الحقيقية وهي اختلاط الجريري، إذ كان الجريري قد اختلط قبل موته بثلاث سنين. وقد بينا في كتابنا "التحرير" أن الذين سمعوا منه قبل اختلاطه هم: شعبة، والسفيانان، والحمادان، وإسماعيل بن علية، ومعمر بن راشد، وعبد الوارث بن سعيد، ويزيد بن زريع، ووهيب بن خالد، وعبد الوهاب بن المجيد الثقفي، وبشر بن المفضل، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي. أما الباقون فسمعوا منه بعد الاختلاط.
ومن سوء صنيع الحاكم في مستدركه أن يستدرك على الشيخين أحاديث رويت لرجال من رجالهما دون مراعاة منه لصنيعهما وطريقتهما في إخراج الحديث من رواية بعضهم عن بعض. نعم احتج الشيخان بسعيد بن سليمان الواسطي، واحتجا بعباد بن العوام، واحتجا بالجريري، ولكن هل احتجا برواية عباد بن العوام من الجريري؟ لا شك أنهما لا يفعلان ذلك، وكيف يفعلان، وهما من هما في العلم والمعرفة، فهل يفوتهما أن عباد بن العوام إنما سمع من الجريري بعد اختلاطه؟!
ثم لنتأمل عبارة الإمام المبجل أحمد بن حنبل جواباً عن سؤال تلميذه مهنا: "ما خلق الله من ذا شيئاً، هذا حديث أبي هارون عن أبي سعيد " ثم نضع بجانبها قول الترمذي: "هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث أبي هارون عن أبي سعيد "، فهذان الإمام العالمان الجهبذان الحافظان مئات ألوف الأسانيد استنكر أن يوجد هذا الحديث إلا من حديث أبي هارون.
وسؤال مهنا الإمام أحمد عن هذا الإساند يدل على أنه كان معروفاً في ذلك الوقت، لكن أحداً من المصنفين كأصحاب الكتب الستة أو المسانيد والمصنفات كأحمد والطيالسي وعبد الرزاق وابن أبي شيبة لم يذكروه في كتبهم، فلماذا بقي مختفياً ليظهر في القرن الرابع الهجري؟! وجواب ذلك عندنا يسير إن شاء الله، وهو أن هذا الإسناد خطأ لا صحة له، وآفته عندنا الجريري فلعله رواه بعد اختلاطه عن " أبي نضرة " بدلاً من "أبي هارون" لا سيما وهو يروي عن كليهما.
خامسا ً: الذهبي ومستدرك الحاكم:
كتاب " المستدرك على الصحيحين " لأبي عبد الله الحاكم النيسابوري المتوفي سنة 405هـ كتاب وسيع مشهور بين أهل العلم زعم مؤلفه أنه استدرك أحاديثه على الشيخين، وفيه بلايا، قال الذهبي في السير: "في المستدرك شيء كبير على شرطهما، وشيء كثير على شرط أحدهما، ولعل مجموع ذلك ثلث الكتاب، بل أقل، فإن في كثير من ذلك أحاديث في الظاهر على شرط أحدهما أو كليهما، وفي الباطن لها علل خفيفة مؤثرة، وقطعة من الكتاب إسنادها صالح وحسن وجيد، وذلك نحو ربعه، وباقي الكتاب مناكير وعجائب، وفي غضون ذلك أحاديث نحو المئة يشهد القلب ببطلانها، كنت قد أفردت منها جزءاً، وحديث الطير () بالنسبة إليها سماء () ".
¥(4/115)
وقد قام الذهبي في أول عنايته بطلب الحديث بتخليص مجموعة من الكتب كان "المستدرك" واحداً منها. ثم جرت عادة علماء العصر من المعنيين بالحديث النبوي الشريف وتخريجه والحكم عليه قولهم: "صحة الحاكم ووافقه الذهبي"، وهم يشيرون بذلك إلى تلخيص الذهبي لمستدرك الحاكم المطبوع بهامشة.
وهذا عندنا وهم كبير يتعين التنبيه إليه لا ندري من أين جاء ولا كيف بدأ، فالذهبي رحمه الله لخص الكتاب ولم يكن من وكده الكلام على أحاديثه تصحيحاً وتضعيفاً، وإنما تكلم على بعض أغلاط الحاكم الكثيرة الفاحشة في هذا الكتاب فذكرها في أثناء الاختصار على عادته عند اختصار أي كتاب، تدل على ذلك ثلاثة أمور:
الأول: قوله في سير أعلام النبلاء: "فهو كتاب مفيد قد اختصرته ويعوز علاً وتحريراً" ()، فهذه العبارة من أوضح دليل على أنه اختصر الكتاب ولم يحرر أحكامه، وإلا فما معنى قوله: "ويعوز عملاً وتحريراً"؟
الثاني: أن الذهبي كان ينص في كتبه الأخرى على مخالفه لأحكام الحاكم في "المستدرك"، في حين كان يردد عبارته في "المستدرك"، أو يسكت، فمن ذلك مثلاً قوله في معاوية بن صالح من "الميزان": "وهو ممن احتج به مسلم دون البخاري، وترى الحاكم يروي في مستدركه أحاديثه ويقول: هذا على شرط البخاري، فيهم في ذلك يكرره " ()، وحين جاءت مثل هذه العبارة عند الحاكم لم يعترض الذهبي عليه ()، ومن يوازن بين الأحكام في مختصر المتسدرك –التي هي أحكام الحاكم – وبين أحاكم الذهبي في كتبه الأخرى – يجد اختلافاً كبيراً.
الثالث: أن قول الذهبي في تلخيصه "على شرط خ" أو "على شرط م" أو "صحيح" إنما هو قول الحاكم، وليس قوله، ومن ثم لا يجوز نسبة هذا الأمر إليه.
إجازة:
وإن من نعم الله علي وعميم إحسانه إلى أن أجازني برواية هذا الكتابالمبارك وغيره من كتب السنة النبوية المصطفوية عدد مشايخي العلماء الأعلام، منهم: شيخنا الإمام العلامة الكبير محدث القارة الهندية غير مدافع الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي – يرحمه الله تعالى – وشيخنا الإمام بلاهور من بلاد باكستان، كان، وأخذنا بعضه عنه عرضاً بمدينة لاهور بقراءة شيخنا وصديقنا العلامة الشيخ عبد الفتاح أبي غد وبعضه بقراءتي، ثم أجازنا هو الشيخ العلامة عبد الفتاح بجميع ما تجوز لهما روايته – رحمهما الله تعالى وجزاهما خير ما يجازي عباده الصالحجين – ومنهم: شيخنا بديع الدين شاه الراشدي المكي نزيل باكستان، وغيرهم.
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[03 - 05 - 03, 07:35 م]ـ
النكت الجياد
المنتخبة من كلام شيخ النقاد
ذهبي العصر العلامة: عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني
1312هـ - 1386هـ
القسم الأول " تراجم الرجال "
أعده وعلق عليه
أبو أنس إبراهيم بن سعيد الصبيحي
قال أبو أنس إبراهيم بن سعيد الصبيحي في مقدمة كتابه (النكت الجياد):
أصول السلف
بسم الله الرحمن الرحيم
تمهيد في تعظيم قدر أئمة النقد
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. {يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} [آل عمران آية: 102]، {يا أيها النسا اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساؤلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا} [النساء آية: 1]، {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزراً عظيماً} [الأحزاب آية: 70، 71].
أما بعد:
فإن الله تعالى قد أحكم كتابه ,تكفل بحفظه، فامتلأت به الصدور قبل أن يدون في السطور، لا يسقط منه حرف، ولا يختلف فيه على شيء، يقرأ غضاً طريا، فلا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه. قال تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الحجر: 9].
وإن الله تعالى قد أوحى إلى عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم بسنة ماضية، وهدي يقتدي به، وأمرنا الله بالتمسك بسنته واتباع هديه، وكل ما جاء به، قال تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} [النحل 44].
¥(4/116)
{وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} [الحشر 7]. وقال تعالى {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ... } [الأحزاب: 21].
وبين الله عز وجل أن النبي صلى الله عليه وسلم {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي} [النجم: 3،4].
فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المبين عن الله عز وجل أمره، وعن كتابه معاني ما خوطب به الناس، وما أراد الله عز وجل به، وما شرع من معاني دينه وأحكامه وفرائضه، وموجباته، وآدابه، ومدوبه، وسننه التي سنها، وأحكامه التي حكم بها.
فلبث صلى الله عليه وسلم بمكة والمدينة ثلاثاً وعشرين سنة، يقيم للناس معالم الدين، يفرض الفرائض، ويسن السنن، ويمضي الأحكام، ويحرم الحرام، ويحل الحلال ويقيم الناس على منهاج الحق بالقول والفعل، صلوات الله عليه وعلى آله، أفضل صلاة وأزكاها وأكملها.
فثبت عليه الصلاة والسالم حجة الله عز وجل على خلقه، بما أدى عنه وبين من محكم كتابه ومتشابهه، وخاصة وعامه، وناسخه ومسوخه، وحو ذلك.
ولذا فقد أمر الله تعالى بطاعته فقال: {يا أيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً} [النساء: 59] وحذر من مخالفته فقال: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنه أو يصيبهم عذاب أليم} [النور: 63].
وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم: في أتباع سنته؛ إذ هي النور البهي، والأمر الجلي، والحجة الواضحة والمحجة اللائحة، من تمسك بها اهتدى، ومن عدل عنها ضل وغوى.
وإذ أمرنا الله سبحانه باتباع سنته وهديه وكل ما جاء به، فقد كان من لازم ذلك أن يحفظ الله لنا تلك السنة – كما حفظ الكتاب – فتصل إلينا من طريق تقام بها علينا الحجة، {لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل} [النساء: 165].
ولذا فقد أمنا – ولله الحمد – أن تكون شريعة أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو ندب إليها، أو فعلها عليه السلام، فتضيع، ولم تبلغ إلى أحد من أمته. وأمنا أيضاً أن يكون الله تعالى يفرد بنقلها من لا تقوم بنقله الحجة. وكذا أن تكون شريعة يخطئ فيها راويها الثقة، ولا يأتي من الدلائل أو القرائن أو الشواهد ما يبين خطاه فيه.
ولذلك فإنه يتمنع أن يريد الله تعالى تشريع حكم، ثم يقطع على الأمة الطريق الموصلة إليه. وهذا القطع إما أن يكون بعدم وصوله إليهم وكتمانه عنهم أصلاً، وإما بإيصاله إليهم من طريق لا تقوم عليهم به حدة. فالأول ممنوع شرعاً وعقلاً، والثاني مردود لعدم فائدته.
(ولما كان ثابت السنن والآثار، وصحاح الأحاديث المنقولة والأخبار، ملجأ المسلمين في الأحوال، ومركز المؤمنين في الأعمال؛ إذ لا قوام للإسلام إلا باستعمالها، ولا ثبات للإيمان إلا بانتحالها، وجب الاجتهاد في علم أصولها، ولزم الحث على ما عاد بعمارة سبيلها) ().
فإذا قد أقام الله تعالى الحجة بحفظ دينه، وكان الكتاب لا يختلف في سبيل وصوله، وضمن الله تعالى لنا حفظ سنة نبيه، فقد وجب علينا معرفة السبيل الذي أرتضاه الله عز وجل ليكون حجة علينا في معرفة معاني كتابه، ومعالم دينه، وأحكام شرعيته.
وهذا السبيل هو: "النقل والرواية".
فقد اختار الله عز وجل لصحبة نبيه قوماً، شرفهم، وأعلى قدرهم، ورفع منزلتهم، ورضى عنهم، فحفظوا على الأمة أحكام الرسول، وأخبروا عن أنباء التنزيل، ونقلوا أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله، وضبطوا على اختلاف الأمور أحواله، في: يقظته ومنامه، وقعوده وقيامه، وملبسه ومركبه، ومأكله ومشربه، وهم الذين شهدوا الوحي والتنزيل، وعرفوا التفسير والتأويل، ففقهوا في الدين، وعلموا أمر الله ونهيه ومراده، بمعاينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومشاهدتهم منه تفسير الكتاب وتأويله، وتلقفهم منه واستنباطهم عنه، فشرفهم الله عز وجل بما من عليهم وأكرمهم به من وضعه إياهم موضع القدوة، فنفى عنهم الشك والكذب والريبة، وسماهم عدول الأمة، فكانوا أئمة الهدى، وحجج الدين، ونقلة الكتاب والسنة.
¥(4/117)
فهذا هو أصل المحجة التي ارتضاها الله عز وجل لهذه الأمة في معرفة دينه، ألا وهو نقل الصحابة الكرام عن النبي صلى الله عليه وسلم بالمشاهدة والمعاينة للوحي والتنزيل.
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم قد حض صحابته على التبليغ عنه في أخبار كثيرة، فقال: "بلغوا عني ولو آية". وقال في خطبته: "فليبلغ الشاهد منكم الغائب". ودعا لمن بلغ عنه فقال: "نصر الله امرءا سمع مقالتي فحفظها ووعاها حتى يبلغها غيره".
(ثم تفرقت الصحابة رضي الله عنهم في النواحي والأمصار والثغور، وفي فتوح البلدان والمغازي والإمارة والقضاء، فبث كل واحد منهم في ناحيته وبالبلد الذي هو به: ما وعاه وحفظه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحكموا بحكم الله عز وجل، وأمضوا الأمور على ما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وافتوا فيما سُئلوا عنه ما حضرهم من جواب رصول الله صلى الله عليه وسلم عن نظائرها من المسائل، وجردوا أنفسهم لتعليم الناس الفرائض والأحكام والسنن والحلال والحرام حتى قبضهم الله عز وجل، رضوان الله ومغفرته ورحمته عليهم أجمعين.
ثم خلف بعدهم التابعون الذي اختارهم الله عز وجل لإقامة دينه، وخصهم بحفظ فرائضه وحدوده وأمره ونهيه وأحكامه وسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وآثاره، فحفظوا عن صحابته ما نشروه وبثوه من العلم، فأتقنوه وعلموه وفقهوا فيه، فكانوا من الإسلام والدين ومراعاة أمر الله عز وجل ونهيه بحيث وضعهم الله عز وجل، ونصبهم له، إذ يقول الله عز وجل: {والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه} [التوبة: 100].
فصاروا – برضوان الله عز وجل لهم وجميل ما أثنى عليهم – بالمنزلة التي نزههم الله بها عن أن يلحقهم مغمز أو تدركهم وصمة؛ لتيقظهم وتحرزهم وتثبتهم – رحمه الله ومغفرته عليهم أجمعين – إلا ما كان ممن الحق نفسه بهم، ودلسها بينهم ممن ليس يلحقهم، ولا هو في مثل حالهم، لا في فقه ولا علم ولا حفظ ولا إتقان، ممن بين أهل النقد حالهم، وميزوهم عن غيرهم من أقرانهم ليعرفوا.
ثم خلفهم تابعو التابعين، وهم خلف الأخيار، وأعلام المصار في دين الله عز وجل، ونقل سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحفظه وإتقانه، والعلماء بالحلال والحرام، والفقهاء في أحكام الله عز وجل وفرضه وأمره ونهيه) ().
وهم على مراتب في الورع والضبط والإتقان، وقد جعل الله عز وجل لكل شيء قدراً. ومنهم أيضاً – وهم في هذه الطبقة أكثر من التي قبلها – من ألصق نفسه بهم، ودلسها بينهم، ممن ليس من أهل الصدق والأمانة، ومن قد ظهر للنقاد العلماء بالرجال منهم الكذب، فبينوا أمرهم.
هكذا حمل المتأخر عن المتقدم، واللاحق عن السابق، وتناقلت الرواة الأخبار والسنن، وزادت الوسائط المبلغة لدين الله عز وجل، وسميت هذه الوسائط بـ: "الإسناد".
ولما كان الله عز وجل قد أرتضى أن يكون "النقل" هو السبيل إلى تعرف هذه الأمة على دينه وشرعه، وقد ضمن الله لنا حفظ الدين، فقد دل ذلك أن السبيل إلى هذا التعرف – ألا وهو النقل الذي تقوم به الحجة – محفوظ أيضاً.
فكيف إذا حفظ الله عز وجل هذا "النقل"؟
والجواب: أن الله تعالى كما اختار لصحبه نبيه أعلاماً أكفاء، إئتمنهم على تبليغ دينه، فقد اختار أيضاً رجالاً صنعهم على عينه، وخصهم بهذه الفضيلة، ورزقهم هذه المعرفة، وهيأ لهم من الأحوال، ما جعلهم علماً للإسلام، وقدوة في الدين، ونقاداً لناقلة الأخبار، فاجتهدوا في حفظ هذا الدين، ونفي تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وبيان خطأ المخطئين، ولو كانوا من الثقات المتقنين.
وميز هؤلاء بين عدول النقلة والرواة وثقاتهم وأهل الحفظ والثبت والإتقان منهم، وبين أهل الغفلة والوهم وسوء الحفظ والكذب واختراع الأحاديث الكاذبة.
(وقد جعلهم الله تعالى أركان الشريعة، وهدم بهم كل بدعة شنيعة، فهم أمناء الله من خليقته، والوساطة بين النبي صلى الله عليه وسلم وأمته، والمجتهدون في حفظ ملته.
أنوارهم زاهرة، وفضائلهم سائرة، وآياتهم باهرة، ومذاهبهم ظاهرة، وحججهم قاهرة.
وكل فئة تتحيز إلى هوى ترجع إليه، أو تستحسن رأياً تعكف عليه – سواهم؛ فإن الكتاب عدتهم، والسنة حجتهم، والرسول فئتهم، وإليه نسبتهم، لا يعرجون على الأهواء، ولا يلتفتون إلى الآراء.
¥(4/118)
يقبل منهم ما رووا عن الرسول، وهم المأمونون عليه والعدول، حفظه الدين وخزنته، وأوعية العلم وحملته.
إذا اختلف في حديث، كان إليهم الرجوع، فما حكموا به فهو المقبول المسموع.
وهم الجمهور العظيم، وسبيلهم السبيل المستقيم، من كادهم قصمه الله، ومن عاندهم خذله الله، لا يضرهم من خذلهم، ولا يفلح من اعتزلهم.
المحتاط لدينه إلى إرشادهم فقير، وبصر الناظر بالسوء إليهم حسير، وإن الله على نصرهم لقدير.
قد جعلهم الله عز وجل حراس الدين، وصرف كيد المعاندين، لتمسكهم بالشرع المتين، واقتفائهم آثار الصحابة والتابعين.
فشأنهم حفظ الآثار، وقطع المفاوز والقفار، وركوب البراري والبحار، اقتفاء لحديث النبي المختار.
قبلوا شريعته قولاً وفعلاً، وحرسوا سنته حفظاً ونقلاً، حتى ثبتوا بذلك أصلها، وكانوا أحق بها وأهلها.
وكم من ملحد يروم أن يخلط بالشريعة ما ليس منها، والله تعالى يذب بهم عنها، فهم الحفاظ لأركان، والقوامون بأمرها وشأنها، {أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون} [المجادلة: 22] ().
ولولا هؤلاء الأئمة الجهابذة النقاد الذين اصطفاهم الله عز وجل لحفظ دينه، لا ندرس الإسلام، ولغابت شمس الشريعة عن الأنام، ولأصبح الناس في ظلمة دهماء، وحيرة عمياء، لا يميزون بين الحق والباطل، ولا الصحيح من السقيم، ولارتفع صوت الإلحاد، ولضاع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بين كيد كائد، وحقد حاقد.
فاللهم انفعنا بمحبتهم، واحشرنا في زمرتهم، ولا تفتنا بعدهم، ولا تحرمنا أجرهم، واجعلنا من اتباعهم، وحملة لوائهم، وبلغنا شرف منزلتهم، وحسن سيرتهم، وأمتنا على ملتهم، إنك بنا خبير بصير.
فهؤلاء النقاد – لما انتشرت رواية الأحاديث الضعيفة بحسن نية من الرواة الصالحين الموصوفين بكثرة الغلط وغلبة الوهم، وبسوء نية من أصحاب الأهواء وغيرهم – شمروا عن ساعد الجد، وتأهبوا للقيام بالمهمة التي أنيطت بهم، وعزموا على تنقية السنة الشريفة من كل ما خالطها من الأباطيل والأكاذيب.
وأرسى هؤلاء القواعد لحفظ الأسانيد والمتون من الوضع والتحريف والتصحيف والأوهام؛ كما اشترطوا شروطاً وضوابط لقبول الحديث أو رده، غاية في الإتقان.
فقد بلغ هؤلاء من البراعة في الدقة، والتثبت، والاحتياط ما يحير العقول، حتى لقد حدا ببعض من لم يعرف لهم قدرهم، ولم يطلع على قدراتهم، ولم يضبط قواعد فنهم، أن رأي أحكامهم على الأخبار تصحيحاً وتضعيفاً، بكلام مجمل، فظن أنهم يدعون الغيب، أو أنهم يتكهنون!
قال أبو حاتم الرازي (): "جاء من جلة أصحاب الرأي، من أهل الفهم منهم، ومعه دفتر، فعرضه على، فقلت في بعضها: هذا حديث خطأ؛ قد دخل لصحابه حديث في حديث. وقلت في بعضه: هذا حديث باطل وقلت في بعضه: هذا حديث منكر. وقلت في بعضه: هذا حديث كاذب، وسائر ذلك أحاديث صحاح.
فقال لي: من أين علمت أن هذا خطأ، وأن هذا باطل، وأن هذا كذب؟. أخبرك راوي هذا الكتاب بأني غلطت وأني كذبت في حديث كذا؟.
فقلت لا، وما أدري هذا الجزء من رواية من هو؟ غير أني أعلم أن هذا خطأ، وأن هذا الحديث باطل، وأن هذا الحديث كذب.
فقال: تدعي الغيب؟
قلت: ما هذا ادعاء الغيب.
قال: فما الدليل على ما تقول؟
قلت: سلْ عما قلتُ من يُحسنُ مثل ما أحسنُ، فإن اتفقنا، علمت أنا لم نجازف، ولم نقله إلا بفهم.
قال: من هو الذي يحسن مثل ما تحسن؟
قلت: أبو زرعة.
قال: ويقول أبو زرعة مثل ما قلت؟
قلت: نعم.
قال: هذا عجب. فأخذ، فكتب في كاغد ألفاطي في تلك الأحاديث، ثم رجع إلى، وقد كتب ألفاظ ما تكلم به أبو زرعة في تلك الأحاديث.
فما قلت إنه باطل، قال أبو زرعة: هو كذب. قلت: الكذب والباطل واحد. وما قلت إنه كذب قال أبو زرعة: هو باطل. وما قلت إنه منكر، قال: هو منكر، كما قلت: وما قلت إنه صحاح، قال أبو زرعة: هو صحاح.
¥(4/119)
فقال: ما أعجب هذا! تتفقان من غير مواطأة فيما بينكما؟ فقلت: فقد () ذلك أنا لم نجازف، وإنما قلناه بعلم ومعرفة قد أوتينا، والدليل على صحة ما نقوله بأن دينارا نبهرجا () يحمل إلى الناقد ()، فيقول: هذا دينار نبهرج، ويقول لدينار: هو جيد، فإن قيل له: من أين قلت أن هذا نبهرج؟ هل كنت حاضرا حين بهجر هذا الدينار؟ قال: لا. فإن قيل له: فأخبرك الرجل الذي بهرجه أني بهرجت هذا الدينار؟ قال: لا، قيل: فمن أين قلت إن هذا نبهرج؟ قال: علماً رزقت.
وكذلك نحن، رزقنا علما لا يتهيأ لنا أن نخبرك كيف علمنا بأن هذا الحديث كذب، وهذا حديث منكر إلا بما نعرفه " أهـ.
قلت: معنى كلام أبي حاتم رحمه الله تعالى أنه قد صارت له ولأبي زرعة وغيرهما من النقاد -وهم قليل كما سيأتي- "ملكة" قوية و "سجية" و "غريزة"، يكشفون بها زيف الزائف، ووهم الواهم وغير ذلك.
أسباب تحيل تلك "الملكة":
وهذه " الملكة لم يؤتوها من فراغ، وإنما هي حصاد رحلة طويلة من الطلب، والسماع، والكتابة، وإحصاء أحاديث الشيوخ، وحفظ أسماء الرجال، وكناهم، وألقابهم، وأنسابهم، وبلدانهم، وتواريخ ولادة الرواة ووفياتهم، وابتدائهم في الطب والسماع، وارتحالهم من بلد إلى آخر، وسماعهم من الشيوخ في البلدان، من سمع في كل بلد؟ ومتى سمع؟ وكيف سمع؟ ومع من سمع؟ وكيف كتابه، ثم معرفة أحوال الشيوخ الذين يحدث الراوي عنهم، وبلدانهم، ووفياتهم، وأوقات تحديثهم، وعادتهم في التحديث، ومعرفة مرويات الناس عن هؤلاء الشيوخ، وعرض مرويات هذا الراوي عليها، واعتبارها بها، إلى غير ذلك مما يطول شرحه.
هذا مع سعة الاطلاع على الأخبار المروية، ومعرفة سائر أحوال الرواة التفصيلية، والخبرة بعوائد الرواة ومقاصدهم وأغراضهم، وبالأسباب الداعية إلى التساهل والكذب، وبمظنات الخطأ والغلط، ومداخل الخلل.
هذا مع اليقظة التامة، والفهم الثاقب، ودقيق الفطنة، وامتلاك النفس عند الغضب، وعدم الميل مع الهوى، والإنصاف مع المواقف والمخالف، وغير ذلك.
وهذه المرتبة بعيدة المرام، عزيزة المنال، لم يبلغها إلا الأفذاد، وقد كانوا في القلة بحيث صاروا رؤوس أصحاب الحديث فضلاً عن غيرهم، وأضحت الكلمة إليهم دون سواهم.
ندرة أهل النقد ودقة منهجهم:
وليس ذاك الرجل الذي حكى أبو حاتم مجيئه إليه، وعرضه دفتره عليه – وقد كان من أهل الفهم من أصحاب الرأي – بأحسن حالاً من كثير من أهل بلده وعصره فضلاً عمن بعدهم.
قال أبو حاتم (): "جرى بيني وبين أبي زرعة يوماً تمييز الحديث ومعرفته، فجعل يذكر أحاديث ويذكر عللها، وكذلك كنت أذكر أحاديث خطأ وعللها، وخطأ الشيوخ، فقال لي: يا أبا حاتم، قل من يفهم هذا، ما أعز هذا، إذا رفعت هذا من واحد واثنين فما أقل من تجد من يحسن هذا. وربما أشك في شيء أو يتخالجني شيء في حديث، فإلي ألتقي معك لا أجد من يشفيني منه. قال أبو حاتم: وكذاك كان أمري.
فقال ابن أبي حاتم: قلت لأبي. محمد بن مسلم [يعني: ابن وارة]؟ قال: يحفظ أشياء عن محدثين يؤديها، ليس معرفته للحديث غريزة". أهـ.
وابن وارة حافظ ثبت، قال ابن أبي حاتم: ثقة صدوق، وجدت أبا زرعة يجله ويكرمه. وقال أبو بكر بن أبي شيبة: أحفظ من رأيت: ابن الفرات، وابن وآرة، وأبو زرعة. وقال النسائي: ثقة صاحب حديث. وقال الطحاوي: ثلاثة بالري لم يكن في الأرض مثلهم في وقتهم: أبو حاتم وأبو زرعة وابن وارة.
ومع ذلك يقول عنه أبو حاتم: ليس معرفته للحديث غريزة.
فأنت ترى عزة هؤلاء النفر وندرتهم بين أهل زمانهم، ووعورة طريقتهم على أكثر الخلق – وفيهم جملة من المشتغلين بالحديث وروايته – مع اطلاع الكثير على أحوالهم، وسعة حفظهم، وتوفر المقتضى الداعي لفهم منهجهم، من القرب منهم، وإمكانية الرجوع إليهم، مع مشاهدة ميدان الرواية، ومجالس التحديث، وأحوال الرواة تحملاً وأداءً، ودرجاتهم في التثبت والاحتياط، وغير ذلك من المجالات التي تدور عليها تعليلات هؤلاء النقاد.
فإذا كان الأمر على نحو ما ذكرت، فليس من عجب أن تزداد تلك الوعورة على من بعدهم، وتزداد الهوة بينهم، إلى سائر الأزمان المتأخرة، وهلهم جرا إلى زماننا هذا.
رأس مال الناقد:
¥(4/120)
فمما ينبغي أن يستحضره الناظر في كلام الناقد: هذا الاطلاع الواسع الذي سبق التنبيه عليه إجمالاً، ولكني ههنا أخص بالذكر "رأس مال الناقد" في هذا الشأن، ألا وهو:
"الإحصاء والحفظ"
فأقول: كان الناقد يستوعب أولاً ما عند شيوخ بلده من الحديث فيسمعه، ويكتبه على الوجه، محصيا أحاديث كل شيخ عن شيوخه، حافظاً لتلك الأسانيد برواتها ومتونها، وربما كان بعضهم يصنف أحاديث الشيوخ على: الأبواب، كالإيمان والطهارة والصلاة ونحوها، أو على المسانيد، كحديث أبي هريرة، وابن عمر، وابن عباس وهكذا. فيصير الحديث الواحد عنده مخرجاً في أكثر من باب. ولاشك أن في شيوخ هذا الناقد من أهل بلده من رحلوا، ورووا عن شيوخهم من هنا وهناك، فأصبح عند الناقد أحاديث بعض شيوخ البلدان والأمصار.
ثم يبدأ الناقد في سماع الحديث والأثر، ويصنع بأحاديث كل شيخ ممن سمعهم في الرحلة مثلما صنع في أحاديث شيوخ بلده، ولا شك أن في سماعه الجديد أشياء يسمعها من شيوخ شيوخ بلده، فيقارنها بما سمعه من شيوخ بلده عنهم، فمن النقاد من يكتبها مرة أخرى، ومنهم من ينتخب ما يجد فيها خلافاً عما سمعه من شيوخ بلده أو غيرهم – سواء كان هذا الاختلاف في الإسناد في المتن، وكان من أمثلة النوع ا لأول من هؤلاء النقاد: أبو زرعة، ومن النوع الثاني: أبو حاتم رحمهما الله تعالى.
قال ابن أبي حاتم (): سمعت أبي رحمة الله يقول: "كنا إذا اجتمعنا عند محدث أنا وأبو زرعة، كنت أتولى الانخاب، وكنت إذا كتبت حديثاً عن ثقة لم أعده، وكنت أكتب ما ليس عندي. وكان أبو زرعة إذا انختب يكثر الكتابة، كان إذا رأى حديثاً جيداً قد كتبه عن غيره أعاده" اهـ.
وكان الناقد ربما سمع من الشيخ الواحد عدة مرات، بينها فترات؛ التماسا لسماع ما لم يسمعه منه من قبل، وكان ينتخب أيضاً ما فاته سماعه فقط، فيكتبه، أما المعاد، فإنه يعرضه على كل ما كتبه عنه أولاً؛ لاختبار حال الشيخ في الضبط.
قال أبي حاتم (): سمعت أبي رحمه الله يقول: "كنا إذا اجتمعنا عند محدث أنا وأبو زرعة، كنت أتولى الانتخاب، وكنت إذا كتبت حديث عن ثقة لم أعده، وكنت أكتب ما ليس عندي. وكان أبو زرعة إذا انتخب يكثر الكتابةى، كان إذا رأى حديثاً جيداً قد كتبه عن غيره أعاده"اهـ.
وكان الناقد ربما سمع من الشيخ الواحد عدة مرات، بينها فترات؛ التماساً لسماع ما لم يسمعه منه من قبل، وكان ينتخب أيضاً ما فاته سماعه فقط، فيكتبه، أما المعاد، فإنه يعرضه على ما كتبه عنه أولاً؛ لاختبار حال الشيخ في الضبط.
قال ابن أبي حاتم (): سمعت أبي يقول: "كنت أتولى الانتخاب على أبي الوليد ()، وكنت لا انتخب ما سمعت من أبي الوليد قديماً ... فلما تيسر لي الخروج من البصرة، قلت لأبي زرعة: تخرج؟ فقال: لا، إنك تركت أحاديث من حديث أبي الوليد مما كتبت عنه سمعت منه قديماً، فكرهت أن أسأل في شيء يكون عليك معاداً، فأنا أقيم بعدك حتى أسمع" اهـ.
وقال أبو الوليد الطيالسي (): قال حماد بن زيد: ما أبالي من خالفني إذا وافقني شعبة؛ لأن شعبة كان لا يرضى أن يسمع الحديث مرة، يعاد صاحبه مراراً، ونحن كنا إذا سمعناه مرة اجتزينا به"اهـ.
وقال أبو داود الطيالسي (): سمعت شعبة يقول: سمعتُ من طلحة بن مصرف حديثاً واحداً، وكنت كما مررت به سألته عنه، فقيل له: لم يا أبا بسطام؟ قال: أردت أن أنظر إلى
حفظه، فإن غير فيه شيئاً تركته". اهـ.
أمثلة لما "يحصيه" الناقد:
فالناقد يدأب في التراحل، والسماع، والكتابة، والتصنيف، والانتخاب، على نحو ما سبق، ويولي عنايته أثناء ذلك لأمور: منها:
1 - حصر أحاديث من تدور عليهم الأسانيد في البلدان. وذلك بأن يجمع الناقد أحاديث على واحد منهم، مبوباً ذلك على شيوخه وتلاميذه.
قال علي بن المديني (): "نظرت فإذا الإسناد يدور على ستة: الزهري، وعمرو بن دينار، وقتادة، ويحيى بن أبي كثير، وأبي إسحاق – يعني الهمداني – وسليمان الأعمش.
ثم صار علم هؤلاء الستة إلى أصحاب الأصناف، فممن صنف من أهل الحجاز: مالك بن أنس، وابن جريح، ومحمد بن إسحاق، وسفيان بن عيينة.
ومن أهل البصرة: شعبة، وسعيد بن أبي عروبة، وحماد بن سلمة، ومعمر، وأبو عوانة.
ومن أهل الكوفة: سفيان الثوري.
¥(4/121)
ومن أهل الشام: الأوزاعي.
ومن أهل واسط: هشيم.
ثم صار علم هؤلاء الأثنى عشر إلى ستة: إلى يحيى بن سعيد – يعني القطان – وعبد الرحمن بن مهدي، ووكيع بن الجرح، ويحيى بن أبي زائدة، ويحيى بن آدم، وعبد الله بن المبارك" اهـ.
فكان الناقد يحفظ أحاديث كل من هؤلاء، من طريق تلامذتهم الملازمين لهم، المعروفين بهم، وكان لبعض هؤلاء نسخ وصحائف بأحاديثهم التي حدثوا بها، بحيث يستطيع الناقد عن طريق هذا "الإحصاء" الدقيق لحديث كل منهم أن يقول فيما يعرض عليه: هذا ليس من حديث فلان – أو هو غريب من حديث فلان – أو لا يجيء من حديث فلان.
أو هو من حديث فلان لكن بإسناد آخر، أو بهذا الإسناد لكن بمتن آخر، وهكذا.
ويحكم الناقد بهذا على راوي ذاك الحديث بالوهم في روايته، وقد يكون هذا الراوي ثقة، ولكن حفظ الناقد – وهو فوق الثقة بلا شك – أولى من حفظ غيره، لأنه يعتمد على "الحصر" و "الإحصاء".
قال أبو حاتم (): "صليت بجنب يحيى بن معين فرأيت بين يديه جزءاً .. فطالعته، فإذا: "ما روى الأعمش عن يحيى بن وثاب أو عن خيثمة – شك أبو حاتم – فظننت أنه صنف حديث الأعمش " اهـ.
معنى ذلك أن ابن معين كانت عنده أحاديث الأعمش مصنفة بحسب مشايخه، وهذا "حصر" لأحاديث الأعمش بصورة دقيقة متقنة، وقص على ذلك أحاديث غيره، وكذا صنيع غالب النقاد.
وقال علي بن الحسين بن الجنيد (): ما رأيت أحداً أحفظ لحديث مالك بن أنس لمسنده ومنقطعة من أبي زرعة. فقال له ابن أبي حاتم: ما في الموطأ والزيادات التي ليست في الموطأ؟ فقال: نعم" اهـ.
وقال أبو زرعة (): " نظرت في نحو من ثمانين ألف حديث من حديث ابن وهب بمصر وفي غير مصر ما أعلم أني رأيت له حديثاً لا أصل له" اهـ.
وقال أبو زرعة أيضاً (): "خرجت من الري المرة الثانية سنة سبع وعشرين ومائتين، ورجعت إلىمصر، فأقمت بمصر خمسة عشر شهراً، وكنت عزمت في بدو قدومي مصر أني أقل المقام بها، لما رأيت كثرة العلم بها وكثرة الاستفادة، عزمت على المقام، ولم أكن عزمت على سماع كتب الشافعي، فلما عزمت على المقام وجهت إلى أعرف رجل بمصر بكتب الشافعي، فقبلتها منه بثمانين درهماً أن يكتبها كلها، وأعطيته الكاغد، وكنت حملت معي ثوبين .. لأقطعهما لنفسي، فلما عزمت على كتابتها، أمرت بيعهما، فبيعا بستين درهما، واشتريت مائة ورقة كاغد بعشرة دراهم، كتبت فيها كتب الشافعي .. ".
فانظر إلى نفقته في "إحصاء" كتب الشافعي.
وقال أبن أبي حاتم (): "سمعنا من محمد بن عزيز الأيلي الجزء السادس من مشايخ عقيل، فنظر أبي في كتابه، فأخذ القلم فعلم على أربعة وعشرين حديثاً؛ خمسة عشر حديثاً منها متصلة بعضها ببعض، وتسعة أحاديث في آخر الجزء متصلة، فسمعته يقول: ليست هذه الأحاديث من حديث عقيل عن هؤلاء المشيخة، إنما ذلك من حديث محمد بن إسحاق عن هؤلاء المسيخة.
ونظر إلى أحاديث عن عقيل عن الزهري، وعقيل عن يحيى بن أبي كثير، وعقيل عن عمرو بن شعيب ومكحول، وعقيل عن أسامة بن زيد الليثي فقال: هذه الأحاديث كلها من حديث الأوزعي عن يحيى بن أبي كثير، والأوزاعي عن نافع، والأوزاعي عن أسامة بن زيد، والأوزاعي عن مكحول، وإن عقيلاً لم يسمع من هؤلاء المشيخة هذه الأحاديث"اهـ.
فتدبر قول أبي حاتم: "ليست هذه الأحاديث من حديث عقيل عن هؤلاء المشيخة" من أين كان يتأتى له أن يجزم بذلك إن لم تكن أحاديث عقيل مجموعة عنده، مصنفة على أسماء شيوخه، فلم يجد فيها ما رآه في كتاب ابن أبي حاتم المشار إليه، وكانت تلك الأحاديث فيما أحصاه أبو حاتم من حديث محمد ابن إسحاق عن هؤلاء الشيوخ، فعلم أن خطئاً طرأ على ذاك الكتاب لعله من التحويل أو غير ذلك من أسباب الخلل، فأبدل اسم ابن إسحاق بعقيل، وكذلك أبدل اسم الأوزاعي به في سائر الأحاديث؛ لأن أمثال هؤلاء: عقيل، وابن إسحاق، والأوزاعي ممن "يحصر" النقاد أحاديثهم فلا يغيب عنهم منا شيء.
وقيل لأبي حاتم (): إن عبد الجبار بن العلاء روى عن مروان الفزاري عن ابن أبي ئنب، فقال: قد نظرت في حديث مروان بالشام الكثير، فما رأيتُ عن ابن أبي ذئب أصلاً".
وكذلك استنكر أبو زرعة هذه الرواية، فاتفقا من غير تواطؤ بينهما؛ لمعرفتهما بهذا الشأن، كما قال ابن أبي حاتم.
¥(4/122)
فمن أين لهما الجزم بذلك إن لم تكن أحاديث مروان نصب أعينهما، يعدانها عدا، ويحصيانها إحصاء؟
فقس على هذا "حصر" النقاد أحاديث من تدور عليهم الأسانيد في البلدان.
2 - ومنها: معرفة طبقات الرواة عن أولئك الحفاظ، ودرجاتهم في الثقة، والضبط، والتثبت، والصحبة، والملازمة، والإكثار وغير ذلك، وهذا النوع من المعرفة يتوقف عليه تقديم الناقد رواية بعض الرواة على بعض ().
3 - ومنها: حصر أحاديث الضعفاء ونسخهم وصحفهم، حتى لا تختلط بأحاديث الثقات، فإذا أبدل اسم الضعيف بثقة، لم يرج ذلك عليهم.
قال الأثرم (): رأى أحمد بن حنبل يحيى بن معين بصنعاء في زاوية، وهو يكتب صحيفة معمر عن أبان () عن أنس، فإذا طلع عليه إنسان كتمه. فقال له أحمد بن حنبل: تكتب صحيفة معمر عن أبان عن أنس، وتعلم أنها موضوعة، فلو قال لك قائل: إنك تتكلم في أبان ثم تكتب حديثه على الوجه؟ فقال: رحمك الله يا أبا عبد الله، أكتب هذه الصحيفة عن عبد الرزاق عن معمر على الوجه فأحفظها كلها، وأعلم أنها موضوعة، حتى لا يجيء بعده إنسان فيجعل بدل: "أبان" "ثابتاً" ()، ويرويها عن معمر عن ثابت عن أنس بن مالك، فأقول له: كذبت، إنما هي عن معمر عن أبان، لا عن ثابت" اهـ.
وانظر كتاب "الجامع" للخطيب (2/ 192)، فقد بوب على هذا المعنى وذكر لهذه الحكاية نظائر عن بعض الأئمة.
4 - السؤال عن أحوال من لم يعرفهم من رجال الأسانيد التي يسمعها، وجمع أحاديث المقلين منهم، ومعرفة المجاهيل من الرواة، ومن لم يرو عنهم إلا القليل، والوقوف على الأحاديث التي لا ترد إلا من طريقهم، وكشف الشواذ والمناكير من الآثار بعرضها على أصول الكتاب والسنة، وعلى سائر ما صح من الأخبار، ويكون ذلك وغيره باستعمال "ملكته" الخاصة، وبالمذاكرة بينه وبين سائر النقاد الأحبار.
والناقد يحفظ تلك الغرائب للمعرفة، لا لروايتها ولا للاحتجاج بها، وإنما يهجرها الأئمة ولا يعولون عليها، لثبوت الوهم تفيها خطأ أو عمداً، وللأسف يأتي من بعدهم فيقفون عليها، فيظنون بأنفسهم خيرا، ولا يدركون ما فيها من الشذوذ والغربة – سنداً أو متناً -، فلا يقنعون بهجر الأوائل لها، ولا بتركهم لروايتها، ولا بتنبيه بعضهم على نكارتها، فتجدهم يقوون بها أحاديث ضعيفة، ويضمدون بها أخبار جريحة، ويتباري القاصرون في تصحيح تلك المناكير، غير ملتفتين إلى أن الناقد خبير.
وقد كان للنقاد عناية خاصة بالتعرف على غرائب الحديث، وأوهام الرواة، وكانت جل مذاكراتهم إنما تدور حول هذا النوع من الحديث، فيتذاكرون علل الأحاديث، وأخطاء الرواة، ويقومون بالفحص عنها والتفيش عن مظانها، حتى إنهم ليتنافسون في معرفتها والوقوف عليها.
وقد سبق إيراد قول أبي حاتم: "جرى بيني وبين أبي زرعة يوماً تمييز الحديث ومعرفته، فجعل يذكر أحاديث ويذكر عللها، وكذلك كنت أذكر أحاديث خطأ وعللها وخطأ الشيوخ ... ".
وكان لأصحاب الحديث لغة يعبرون بها عن تلك الغرائب، قال الإمام أحمد: "إذا سمعت أصحاب الحديث يقولون: هذا الحديث غريب أو فائدة، فأعلم أنه خطأ، أو دخل في حديث، أو خطأ من المحدث، أو حديث ليس له إسناد، وإن كان قد روى شعبة وسفيان. فإذا سمعتهم يقولون: لا شيء فاعلم أنه حديث صحيح" ().
وقوله " لا شيء " أي ليس هو من جنس ما يعتنون بتحصيله ومعرفته، وإنما هو حديث صحيح مشهور.
وقد كان النقاد – مع معرفتهم بتلك الغرائب – يمدحون المشهور من الحديث، ويذمون الغريب منه، خشية أن يتتبعها من لا علم له، فيسقط فيها.
قال عبد الله بن المبارك: "العلم هو الذي يجيئك من ههنا ومن ههنا" يعني المشهور. وقال الإمام مالك: "شر العلم الغريب"، وخير العلم الظاهر الذي قد رواه الناس". وقال الإمام أحمد: "شر الحديث الغرائب التي لا يعمل بها ولا يعتمد عليها". وقال أيضاً: "تركوا الحديث وأقبلوا على الغرائب، ما أقل الفقه فيهم؟! ".
وقال شعبة: "لا يجيئك الحديث الشاذ إلا من الرجل الشاذ" ().
¥(4/123)
يقول الخطيب البغدادي (): "أكثر طالبي الحديث في هذا الزمان يغلب على إرادتهم كتب الغريب دون المشهور، وسماع المنكر دون المعروف، والاشتغال بما وقع فيه السهو والخطأ من روايات المجروحين الضعفاء، حتى لقد صار الصحيح عند أكثرهم مجتنبا، والثابت مصدوفا عنه مطروحاً، وذلك كله لعدم معرفتهم بأحوال الرواة ومحلهم، ونقصان علمهم بالتمييز، وزهدهم في تعلمه، وهذا خلاف ما كان عليه الأئمة من المحدثين، والأعلام من سلفنا الماضين".
نقل ذلك ابن رجب في "شرح العلل" (1/ 409)، ثم قال: "وهذا الذي ذكره الخطيب حق، ونجد كثيراً ممن ينتسب إلى الحديث لا يعتني بالأصول الصحاح كالكتب الستة ونحوها، ويعتني بالأجزاء الغريبة، وبمثل مسند البزار، ومعاجم الطبراني، أو أفراد الدار قطني، وهي مجمع الغرائب والمناكير" اهـ.
ويلتحق بما ذكره ابن رجب: كتب الضعفاء، ككتاب العقيلي، وابن حبان، وابن عدي، وكتاب "الحلية" لأبي نعيم، و "مسند الفردوس" للديلمي، وأغلب ما يساق في تراجم الرواة في كتب التواريخ مثل: تاريخ الخطيب، والحاكم، وابن عساكر، وغيرها، وكتابي أبي الشيخ وأبي نعيم في "الأصبهانين" وغيرها من كتب تواريخ البلدان، وطبقات الرواة، وكتب "الفوائد"، والأجزاء الحديثية.
وهؤلاء وغيرهم إنما قصدوا جمع غرائب الأحاديث، وأوهام الرواة، وراموا جمع ما لم يكن مخرجاً في كتب الصحاح والأصول المعروفة، وإنما كانت تلك الأحاديث متداولة على ألسنة من لم يكتب حديثه المحدثون، فهجروها عمداً ولم يخرجوها في كتبهم، وقد كانت تدور تارة بين الوعاظ المتشدقين، وتارة بين المتفقهين، وتارة بين أهل الأهواء والبدع في الدين، وتارة بين الضعفاء والمجروحين، وربما كان أصل تلك الأحاديث: آثاراً لبعض الصحابة والتابعين، أو كلاماً لبعض الحكماء الواعظين، أو قواعد مستنبطات من الفقه في الدين، أو أخبارً لبني إسرائيل، أو معاني محتملات أو مفهومات من بعض أدلة الكتاب والسنة، فرواها قوم لا يعرفون غوامض الرواية، فجعلوها أحاديث مستقلة برأسها عمداً أو خطأ، وربما كانت جملاً شتى في أحاديث مختلفة، جعلوها حديثاً واحداً بنسق واحد.
وهذه الأحاديث لا تخلو عن أمرين:
إما أن المتقدمين تفحصوا عنها ولم يجدوا لها أصولاً حتى يشتغلوا بروايتها.
وإما أنهم وجدوا لها أصولاً ولكن صادفوا فيها قدحاً أو علة موجبة لترك روايتها فتركوها ().
وعلى كل حال فليست تلك الأحاديث صالحة للاعتماد عليها، حتى يتمسك بها في عقيدة أو عمل.
وقد أضل هذا القسم قوماً ممن لم يتدبروا ما سلف من مناهج الأئمة والمصنفين، فأغتروا بكثرة الطرق الورادة في تلك المصنفات، وحسبوا أنهم وقفوا على ما لم يقف عليه المتقدمون، فسموا تلك الطرق "متابعات" و "شواهد" فجعلوا الغرائب والمناكير عواضد يشدون بها ما تسقر أهل النقد على طرحه ووهنه.
ولم يفطن هؤلاء القوم إلى أن عصور الرواية قد انقضت وتلك الأحاديث في عيون النقاد غريبة منكرة مهجورة.
فلم ينصف هؤلاء أسلافهم ولم يقدروهم قدرهم، بل دل صنيعهم على اعتقاد أنهم قصروا في تحصيل تلك الطرق، ولم يفطنوا إلى منهج أولئك المصنفين في أنهم ما أخرجوا تلك الطرق للاحتجاج ولا للاعتبار.
وهذا المبحث يحتاج إلى بسط، ليس هذا موضوعه، ولعل فيما ذكرت إشارة إلى ما أردناه. ولعلنا في قسم القواعد، ومناهج الأئمة والمصنفين، نتناوله بشيء من التوسع إن شاء الله تعالى.
والأئمة لا يقفون عند نقدهم لغرائب الضعفاء والمجاهيل فحسب، بل كان البارعون منهم ينتخبون الأحاديث الغريبة والروايات المنكرة من أصول شيوخ ثقات لهم أو لغيرهم، وحرصاً منهم على تمييز تلك الأحاديث، كان يرسم كل منهم أمام الأحاديث علامة خاصة به ليتميز بها عن علامات أصحابه.
وقد عقد أبو بكر الخطيب في كتابه " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" بابا خاصا بعنوان: "رسم الحافظ العلامة على ما ينتخبه" ().
ومن ا لواضح مما هناك أن أكثر النقاد لا ينتخبون من الأصول إلا الأحاديث الغريبة والروايات المنكرة، وذلك أنهم يريدون به لفت انتباه من ينظر فيها إلى غرابتها ونكارتها، وهذا الصنيع لا يقدر عليه إلا فحول النقاد وفرسانهم.
¥(4/124)
وقد أورد الخطيب هناك أمثلة، منها حديث قتيبة بن سعيد عن الليث عن يزيد ابن أبي حبيب عن أبي الطفيل عن معاذ بن جبل مرفوعاً، وفيه جمع التقديم في غزوة تبوك. هذا الحديث قد أعله أئمة النقد قائلين بأن قتيبة تفرد به عن الليث بهذا الإسناد، وأن هذا الحديث قد أعله أئمة النقد قائلين بأن قتيبة تفرد به عن الليث بهذا الإسناد، وأن هذا الحديث لا يعرف عن الليث، ولم يروه عنه أهل مصر، ولا هو عند أصحابه، ولا في أصوله المعروفة، من هؤلاء النقاد ممن صرحوا بإعلاله: الإمام البخاري، وأبو حاتم، وأبو داود، والترمذي، وابن يونس، والحاكم والبيهقي وغيرهم، كما سيأتي. قال الحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص: 120 "هذا حديث رواته أئمة ثقات، وهو شاذ الإسناد والمتن .. وقد حدثونا عن أبي العباس الثقفي قال: كان قتيبة بن سعيد يقول لنا: على هذا الحديث علامة أحمد بن حنبل، وعلى بن المديني، ويحيى بن معين، وأبي بكر ابن أبي شيبة، وأبي خيثمة، حتى عد قتيبة أسامي سبعة من أئمة الحديث، كتبوا عنه هذا الحديث. وقد أخبرناه أحمد بن جعفر القطيعي قال: ثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال: ثنا قتيبة فذكره.
قال الحاكم: فأئمة الحديث إنما سمعوه من قتيبة تعجباً من إسناده ومتنه ... ".
وقد اتفق أصحاب "الملكة" من النقاد على إعلال هذا الحديث، وأنه خطأ ولا أصل له، مع اختلافهم في تحديد المخطئ فيه، وهذا لا يؤثر في الاتفاق المذكور ().
ولم يجر على ظاهر إسناد هذا الحديث فصححه إلا نفر من المتأخرين والمعاصرين، وهذا مظهر من مظاهر تلك الهوة التي لا تبرح في زيادة بين النقاد ومن بعدهم، والتي أشرنا إليها آنفاً.
ولم يسع الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى بعد عرض مذاهب النقاد في إعلال هذا الحديث إلا أن يسجل شهادته الخالدة، فيقول (): "وبهذا التقرير يتبين عظم موقع كلام المتقدمين، وشدة فحصهم، وقوة بحثهم، وصحة نظرهم، وتقدمهم بما يوجب المصير إلى تقليدهم في ذلك، والتسليم لهم فيه، وكل من حكم بصحة الحديث مع ذلك إنما مشى على ظاهر الإسناد" اهـ.
5 - ومنها: معرفة من ضعف حديثه من الثقات في بعض الأوقات دون بعض، وهم من اختلطوا أو تغيروا أو ذهب بصرهم، أو كتابهم، في آخر عمرهم ().
6 - ومنها: معرفة من ضعف حديثه في بعض الأمكنة دون بعض ().
7 - ومنها: معرفة من ضعف حديثه عن بعض الشيوخ دون بعض ().
8 - ومنها: المعرفة الناشئة عن كثرة الممارسة لأحاديث الرواة، بحيث يصير للناقد فهم خاص يدرك به أن هذا الحديث يشبه حديث فلان، ولا يشبه حديث فلان، فيعلل الأحاديث بذلك، وهذا إنما يكون لأهل الحذق من صيارفه النقاد ().
ملكة "الحفظ":
ولم يكن الأمر متوقفاً عند مجرد "الحصر"، وإنما كانوا يحفظون ما حصروه عن ظهر قلب، يمثل أمام أعينهم متى احتاجوا إليه.
قال أبو زرعة (): "سمعت من بعض المشايخ أحاديث، فسألني رجل من أصحاب الحديث فأعطيته كتابي، فرد علي الكتاب بعد ستة أشهر، فأنظر إلى الكتاب، فإذا إنه قد غير في سبعة مواضع. فأخذت الكتاب وصرت إلى عنده، فقلت: ألا تتقي الله، تفعل مثل هذا؟ فأوقفته على موضع موضع، وأخبرته، وقلت له: أما هذا الذي غيرت فإنه هذا الذي جعلت عن ابن أبي فديك، فإنه عن أبي ضمرة مشهور، وليس هذا من حديث ابن أبي فديك، وأما هذا فإنه كذا وكذا، فإنه لا يجيء عن فلان، وإنما هذا كذا، فلم أزل أخبره حتى أوقفته على كله، ثم قلت له: فإني حفظت جميع ما فيه في الوقت الذي انتخبت على الشيخ، ولو لم أحفظه لكان لا يخفى على مثل هذا، فاتق الله عز وجل يا رجل" اهـ.
فانظر إلى هذا الحفظ العجيب، يحفظ ما انتخبه على الشيخ ساعة انتخابه له، ثم يفارقه الكتاب قبل أن يعاود النظر فيه، إلى ستة أشهر، ثم هو لا يخرم منه حرفاً!
وتدبر قوله: "ليس هذا من حديث ابن أبي فديك ... فإنه لا يجيء عن فلان " وتذكر ما أشرنا إليه من حقيقة "الإحصاء".
¥(4/125)
وأدق من ذلك " أن رجلاً دفع إلى أبي زرعة حديثاً فقال اقرأ، فلما نظر أبو زرعة في الحديث قال: من أين لك هذا؟ قال: وجدته على ظهر كتاب ليوسف الوراق. قال أبو زرعة: هذا الحديث من حديثي، غير أني لم أحدث به. قيل له: وأنت تحفظ ما حدثت به مما لم تحدث به؟ قال بلى، ما في بيتي حديث إلا وأنا أفهم موضعه" ().
فكم من حديث سمعه الناقد أو كتبه، ثم أعرض عنه ولم يحدث به، لما علم من شذوذه، أو خطأ روايه، ولذا فإن عدم تداول أهل النقد لحديث بالرواية ليسير إلى حالة واستحقاقه للترك والهجر.
وأكثر بيان في "الحفظ" ما ذكره ابن أبي حاتم () قال: حضر عند أبي زرعة: محمد بن مسلم (بن وارة) والفضل بن العباس المعروف بالصائغ، فجرى بينهم مذاكرة، فذكر محمد بن مسلم حديثاً فأنكر فضل الصائغ ... فقال محمد بن مسلم لأبي زرعة: أيش تقول: أينا المخطئ؟ فسكت أبو زرعة ... وجعل يتغافل – فألح عليه محمد بن مسلم – فقال أبو زرعة: هاتوا أبا القاسم ابن أخي فدعى به، فقال: أذهب وأدخل بيت الكتب، فدع القمطر الأول، والقمطر الثاني، والقمطر الثالث، وعد ستة عشر جزءاً، وأئتني بالجزء السابع عشر، فذهب فجاء بالدفتر فدفعه إليه، فأخذ أبو زرعة فتصفح الأوراق وأخرج الحديث، ودفعه إلى محمد بن مسلم، فقرأه محمد بن مسلم، فقال: نعم غلطنا فكان ماذا؟ " اهـ.
واستقصاء هذا وشرح عجائبه يطول جداً، وإنما هذا غيض من فيض.
ولم يقف الأمر عند مجرد "الإحصاء" و "الحفظ للأحاديث"، بل كانوا يحصون على الرواة – لا سيما المدلسين – صيغ الأداء في الرواية.
قال شعبة (): "نصصت على قتادة سبعين حديثاً كلها يقول: سمعت من أنس، إلا أربعة" اهـ.
بل كانتوا يحصون ما أخذه الراوي عن شيخه سماعاً، وما أخذه عنه من كتاب بغير سماع.
قال أبي المديني (): سمعت يحيى بن سعيد قال: كان شعبة يقول: أحاديث الحكم عن مقسم كتاب إلا خمسة أحاديث. قلت ليحيى: عدها شعبة؟ قال: نعم: حديث الوتر، وحديث القنوت، وحديث عزمة الطلاق، وحديث جزاء مثل ما قتل ما النعم، والرجل يأتي امرأته وهي حائض" اهـ.
ولذا فلا تعجب إذا حكم الأئمة الجهابذة على رواية فيها تصريح بالسماع أو ما يدل عليه بالخطأ والوهم، ولو كان الإسناد ظاهره الصحة، لأن الأئمة ليسوا كما يظن البعض "حملة أسفار" بل هم "نقدة أخبار".
والنقاد يضبط حال السماع والكتابة صيغ الأداء، بل ويوقف عليها الشيوخ، فيكشف بعد ذلك عن أوهام الرواة وأخطائهم.
قال أبو داود () – وهو الطياليسي -: نا شعبة عن الأعمش عن إبراهيم أن عليا كان يجعل للإخوة من الأم – يعني في المشتركة. قلت للأعمش: سمعته من إبراهيم؟ فقال برأسه أي: نعم " اهـ.
فانظر إلى توقيف شعبة للأعمش في سماعه هذا من إبراهيم وهو ابن يزيد النخعي، مع أن إبراهيم من شيوخ الأعمش الذين أكثر عنهم، حتى قال بعض الحفاظ المتأخرين – وهو الذهبي رحمه الله – أنه لا يقبل من الأعمش – لتدليسه – إلا ما صرح فيه بالسماع، إلا في شيوخ قد أكثر عنهم، كإبراهيم، وأبي وائل – شقيق بن سلمة، وأبي صالح السمان، قال (): "فإن روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال".
فبان بإيقاف شعبة للأعمش أن ا لأمر ليس بهذا الإطلاق، وإنما هو للغالب، والله تعالى أعلم ().
وهذا حجاج بن أرطاة أحد المكثرين من التدليس، قال غير واحد من النقاد أنه لم يسمع من الزهري شيئاً. قال الترمذي (): فقلت له يعني للبخاري -: فإنهم يرون عن الحجاج قال: سألت الزهري.
قال: لا شيء، يروي عن هشيم قال: قال لي الحجاج: صف لي الزهري " اهـ.
وقال أبو زعرة (): لم يسمع الحسن البصري من أبي هريرة ولم يره، قيل له: فمن قال: ثنا أبو هريرة؟ قال: يخطئ " اهـ.
وقال ابن أبي حاتم (): سألت أبي: سمع الحسن من جابر؟ قال: ما رأي، ولكن هشام بن حسان يقول عن الحسن: ثنا جابر بن عبد الله، وأنا أنكر هذا، إنما الحسن عن جابر كتاب، مع أنه أدرك جابرا" اهـ.
وقال ابن المديني (): سمعت يحيى – يعني القطان – وقيل له: كان الحسن يقول: سمعت عمران بن حصين؟ فقال: أما عن ثقة فلا " اهـ.
¥(4/126)
بل ترك يحيى بن سعيد القطان أسامة بن زيد الليثي، لما روى عن الزهري قال: سمعت سعيد بن المسيب، مع اتفاق أصحاب الزهري على روايته عن سعيد بالعنعنة ().
وأمثلة هذا الضرب من النقد أكثر من أن تحصى.
وبالجملة فهذا الباب يحتمل كتاباً مستقلاً، وقد أجمعت العزم على إفراده بالذكر إن شاء الله تعالى، في رسالة مستقلة.
والمقصود ههنا التذكير بعظم قدر أئمة النقد، والتقريب لما كانوا يتمتعون به من ملكات فذة، وغرائز حديثية متميزة، وحافظ ثاقبة، وأفهام دقيقة، ويقظة عالية، وهمة سامقة، وصبر على شظف العيش لا يوصف، وتحمل لمشقات الرحلة لا يباري.
هذا مع اعتقاد أن الكمال لله وحده، وأن لا عصمة إلا لمن عصمه الله تعالى، ولكن الحق لايغيب عن جماعة أهل النقد، فمن الناس بعدهم؟
ولعل فيما ذكرته ههنا مقنع لمن درجوا على الاستقلال بنقد الأحاديث تصحيحاً وتضعيفاً، اغتراراً بظواهر الأسانيد، دون الاستبصار بنقد أصحاب "الملكة" ومهم أهل "التخصص"، ومن حباهم الله عز وجل – مما سبق الإشارة إليه – ما أهلهم للقيام على هذا الصغر العظيم من ثغور الإسلام، ألا وهو حفظ الآثار أن يداخلها ما ليس منها، وتنقيتها مما التصق بها خطئاً أو عمداً.
وكم ممن غلبته سكرة "التعالم" ونشوته، فرد تحقيقات النقاد من طرف القلم، بأمور بديهية لم تكن خافية على المبتدئين، وإنما أخذها هؤلاء "التعالمون" من أوليات أولئك الجهابذة، فانتهى هؤلاء إلى حيث يبدأ الناقد السبق، فكيف بالقاعد أن يزاحم الفرسان، أم كيف بالخالف أن يبلغ العنان.
وكأن لسان حال الناقد يقول للمتعلم:
أأبيت سهران الدجى وتبيته نوما وتبغي بعد ذاك لحاقي
وأرجو إذا يسر الله تعالى إتمام هذا الكتاب – بأقسامه – كما أحب، أن يتضح لقارئه سبيل القوم في نقد الرواة والأخبار، وعسى أن يكون ذلك داعياً لي ولأولي الهمم إلى الاستعداد لسلوكه، فيكون منهم أئمة مجتهدون في ذلك إن شاء الله تعالى ().
هذا، والله تعالى الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[03 - 05 - 03, 07:42 م]ـ
تحرير تقريب التهذيب
للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
المتوفي سنة 852هـ
تأليف
الدكتور بشار عواد معروف
والشيخ شعيب الأرنؤوط
الجزء الأول
مؤسسة الرسالة
قال بشار عواد وشعيب الأرناؤوط:
الأولى: ما تجمع لدينا من أحكام أثناء قيامنا بتحقيق "تهذيب الكمال" وما استدركناه عليه من أقوال في الجرح والتعديل مما لم يقف عليه هو أو المعنيون بكتابه من المختصرين والمستدركين.
الثانية: ما يسر الله سبحانه لنا من خبرة عملية بالرجال وأحاديثهم بعد قيامنا بتحقيق عدد من أمهات دواوين السنة النبوية، وتخرج أحاديثها والحكم على أسانيدها في مدة تزيد على ثلاثين عاماً.
ويتعين علينا قبل بيان منهجنا الذي انتهجناه في عملنا هذا أن نقرر بعض الحقائق والقواعد، ليكون القارئ العالم على بينة تامة من هذا النهج:
أولاً: النقد الحديثي بين المتقدمين والمتأخرين:
لقد شاع بين الناس أن النقد الحديثي يقوم على الإسناد والنظر فيما قرره النقاد الجهابذة من أحوال الرواة جرحاً أو تعديلاً، وهو أمر يحتاج إلى دراسة وإيضاح، فالنقد الحديثي فيما نرى مر بمراحل متعددة:
المرحلة الأولى: وتقوم على نقد المتون، وعلى أساسها تم الكلام في الرواة جرحاً أو تعديلاً، وهي مرحلة تمتد من عصر الصحابة حتى نهاية النصف الأول من القرن الثاني الهجري، فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يرد بعضهم على بعض حينما يستمعون إلى متون الأحاديث المروية، والأحكام المتصلة بها، فترد عائشة مثلاً على أبي هريرة وابن عمر وأبيه، ويرد عمر على عائشة وعلى فاطمة بنت قيس، وهلم جراً ويظهر ذلك في العديد من الأحاديث التي ساقها البخاري ومسلم في "صحيحهما".
المرحلة الثانية: وهو طور التبويب والتنظيم، وجمع أحاديث كل محدث والحكم عليه من خلال دراستها، ويتبدى ذلك في الأحكام التي أصدرها علي ابن المديني، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وأضربهم.
¥(4/127)
غير أنه لا يخالجنا شك أن بعض العلماء المتقدمين قد تكلموا في الرجال جرحاً أو تعديلاً لمعاصرتهم لهم أو اجتماعهم بهم، مثل مالك بن أنس، والسفيانين، وشعبة بن الحجاج، وحماد بن زيد، والأوزاعي، ووكيع بن الجراح، وأن الطبقة التي تلت هؤلاء تكلموا في الرواة الذي أخذوا عنهم، واتصلوا بهم، لكن كيف نفسر كلام كبار علماء الجرح والتعديل ممن عاشوا في المئة الثالثة في رواة لم يحلقوهم من التابعين ومن بعدهم، ولم يؤثر للمتقدمين فيهم جرح أو تعديل، فندعي أنهم اعتمدوا أقوال من سبقهم في الحكم عليهم؟ بيان ذلك في الأمثلة الآتية الموضحة:
قال ابن أبي حاتم في ترجمة أحمد بن إبراهيم الحلبي، "سألت أبي عنه، وعرضت عليه حديثه، فقال: لا أعرفه، وأحاديثه باطلة موضوعة كلها ليس لها أصول، يدل حديثه على أنه كذاب" ().
وقال في ترجمة أحمد بن المنذر بن الجارود القزاز: "سألت أبي عنه، فقال: لا أعرفه، وعرضت عليه حديثه، فقال: حديث صحيح" ().
وقال أبو عبيد الأجري في مسلمة بن محمد الثقفي البصري: "سألت أبا داود عنه، قلت: قال يحيى (يعني ابن معين): ليس بشيء؟
قال: حدثنا عنه مسدد، أحاديثه مستقيمة: قلت: حدث عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: إياكم والزنج، فإنهم خلق مشوه. فقال: من حدث بهذا فاتهمه ()!.
فهذه الأمثلة الثلاثة واضحة الدلالة على أن أبا حاتم الرازي وأبا داود لم يعرفا هؤلاء الرواة إلا عن طريق تفتيش حديثهم المجموع، وأنهما أصدرا أحكامها استناداً إلى ذلك.
ومثل ذلك قول البخاري "ت256" في إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي المدني "83 - 165هـ": منكر الحديث، وقول أبي حاتم الرازي "ت 277هـ" فيه: شيخ ليس بقوي، يكتب حديثه ولا يحتج به، منكر الحديث، وقول النسائي "ت303هـ" فيه: ضعيف ().
فهؤلاء العلماء الثلاثة لم يدركوه ولا عرفوه عن قرب ولا نقلوا عن شيوخهم أو آخرين ما يفيد ذلك، فكيف تم لهم الحصول على هذه النتائج والأقوال؟ واضح أنهم جمعوا حديثه ودرسوه، وأصدروا أحكامهم اعتماداً على هذه الدراسة.
وحينما يذكر المتقدمون أن النقد إنما يقوم على العلماء الجهابذة، فليس معنى ذلك أنه يقوم على دراسة الإسناد، يقول ابن أبي حاتم: "فإن قيل: فبماذا تعرف الآثار الصحيحة والقسيمة؟ قيل: بنقد العلماء الجهابذة الذين خصهم الله عز وجل بهذه الفضيلة، ورزقهم هذه المعرفة في كل دهر وزمانِ" ().ثم قال: "قيل لابن المبارك: وهذه الأحاديث المصنوعة؟ قال: يعيش لها الجهابذة " ().
ولعل الرواية الآتية أبين دليل على أن العلماء الذين تمرسوا بهذا العلم في هذه المرحلة إنما كانوا يتقدمون المتون أكثر من نقدهم الأسانيد، قال أبو حاتم الرازي: "جاءني رجل من جلة أصحاب الرأي، من أهل الفهم منهم، ومعه دفتر فعرضه علي، فقلت في بعضها: هذا حديث خطأ قد دخل لصاحبه حديث في حديث، وقلت في بعضه: هذا حديث باطل، وقلت في بعضه: هذا حديث منكر، وقلت في بعضه: هذا حديث كذب، وسائر ذلك أحاديث صحاح. فقال لي: من أين علمت أن هذا خطأ، وأن هذا باطل، وأن هذا كذب؟ أأخبرك راوي هذا الكتاب بأني علطت وأني كذبت في حديث كذا؟ فقلت: لا ما أدري هذا الجزء من رواية من هو؟ غير أني أعلم أن هذا خطأ، وأن هذا الحديث باطل، وأن هذا الحديث كذب. فقال: تدعي الغيب. قال: قلت: ما هذا ادعاءً الغيب. قال: فما الدليل على ما تقول؟ قلت: سل عما قلت من يحسن مثل ما أحسن، فإن اتفقنا علمت أنا لم نجازف ولم نقله إلا بفهم. قال: من هو الذي يحسن مثل ما تحسن؟ قلت: أبو زرعة. قال: ويقول أبو زرعة مثل ما قلت؟ قلت: نعم. قال: هذا عجب. فأخذ فكتب في كاغد ألفاظي في تلك الأحاديث، ثم رجع إلى وقد كتب ألفاظ ما تكلم به أبو زرعة في تلك الأحاديث فما قلت: إنه باطل، قال أبو زرعة: هو كذب، قلت: الكذب والباطل واحد، وما قلت: إنه كذب، قال أبو زرعة: هو باطل، وما قلت إنه منكر، قال: هو منكر، كما قلت، وما قلت: إنه صحاح، قال أبو زرعة: هو صحاح. فقال: ما أعجب هذا، تتفقان من غيره موطأة فيما بينكما. فقلت: فقد تبين لك أنا لم نجازف وإنما قلنا بعلم ومعرفة قد أوتينا.
¥(4/128)
والدليل على صحة ما نقوله بأن ديناراً نبهرجاً يُحمل إلى الناقد، فيقول: هذا دينار نبهرج، ويقول دينار: هو جيد. فإن قيل له: من أين قلت: أن هذا نبهرج، هل كنت حاضراً حين بهرج؟ قال: لا. فإن قيل له: فأخبرك الرجل الذي بهجره: أني بهرجت هذا الدينار؟ قال: لا. قيل: فمن أين قلت: إن هذا نبهرج؟ قال: علماً رزقت. وكذلك نحن رزقنا معرفة ذلك.
قلت له: فتحمل فص ياقوت إلى واحد من البصراء من الجوهريين، فيقول: هذا زجاج، ويقول لمثله: هذا ياقوت، فإن قيل له: من أين علمت أن هذا زجاج وأن هذا ياقوت؟ هل حضرت الموضع الذي صنع فيه هذا الزجاج؟ قال: لا، قيل له: فهل أعلمك الذي صاغه بأنه صاغ هذا زجاجاً، قال: لا. قال: فمن أين علمت؟ قال: هذا علم رزقت. وكذلك نحن رزقنا علماً لا يتهيأ لنا أن نخبرك كيف علمنا بأن هذا الحديث كذب، وهذا حديث منكر إلا بما نعرفه" ().
وهذه المرحلة هي المرحلة الأكثر أهمية في تاريخ الجرح والتعديل، وهي التي ينبغي أن تتبع اليوم، ولا سيما في المختلف فيهم، إذا يتعين جمع حديثهم، ودراسته من عدة أوجه:
أولها: أن ينظر في الراوي إن كان له متابع على روايته ممن هو بدرجته، أو أكثر إتقاناً منه.
والثاني: أن يعرض حديثه على المتون الصحيحة التي هي بمنزلة قواعد كلية، وهي القرآن الكريم وما ثبت من الحديث، فإن وافقها اعتبرت شواهد لها يتقوى بها، أما الشواهد الضعيفة فلا عبرة بها.
المرحلة الثالثة: الجمع بين أقوال المتقدمين في الرواة، وبين جمع حديث الراوي وسبره وإصدار الحكم عليه، كما نراه واضحاً عند علماء القرن الرابع الهجري مثل ابن حبان "ت354هـ" وابن عدي الجرجاني "ت 365هـ"، والدار قطني "ت 385هـ".
ولعل أبرز من يمثل هذه المرحلة هو ابن عدي في كتابه " الكامل في ضعفاء الرجال". كان ابن عدي يعتمد أقوال المتقدمين، فيوردها عادة في صدر الترجمة، ثم يفتش حديث الرجل –وهذا يقتضي أن يجمع حديثه، ويسوق منه أحاديثه المنكرة، أو ما أنكر عليه، أو الأحاديث التي ضعف من أجلها، فيدرسها ويبين طرقها – إن كانت لها طرق أخرى -، ويصدر حكماً في نهاية الترجمة يبين فيه نتيجة دراسته هذه، ويعبر عن ذلك بأقوال دالة نحو قوله: "لم أجد له حديثاً منكراً" ()، أو: "لا أعرف له من الحديث إلا دون عشرة"، أو: "هذه الأحاديث التي ذكرتها أنكر ما رأيت له" (). ونحو ذلك من الأقوال و الأحكام التي تشير إلى أن الأساس في الحكم على أي شخص جرحاً أو تعديلاً هي الأسانيد التي ساقها والمتون التي رواها، ولا ما قاله أهل الجرح والتعديل فقط. وقد دفعه هذا المنهج إلى إيراد رجال لم يتكلم فيهم أحد، لكنه وجد لهم أحاديث استنكرت عليهم لمخالفتهم ما هو معروف متداول من الأسانيد والمتون، وهو ما يُعبر عنه بعدم متابعة الناس له عليها، أو أنها غير محفوظة، نحو قوله في ترجمة سعد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري بعد أن ساق له جملة أحاديث غير محفوظة: "ولسعد غير ما ذكرت، وعامة ما يرويه غير محفوظ، ولم أر للمتقدمين فيه كلاماً، إلا أني ذكرته لأبين أن رواياته عن أخيه عن أبيه عن أبي هريرة عامتها لا يتابعه أحد عليها" ().
وقضية سعد هذا بينها ابن حبان في "المجروحين" بشكل أوضح، فقال: "يروي عن أخيه وأبيه عن جده بصحيفة لا تشبه حديث أبي هريرة يتخايل إلى المستمع لها أنها موضوعة أو مقلوبة أو موهومة، لا يحل الاحتجاج بخبره ".
المرحلة الرابعة: التأكيد على نقد السند استناداً إلى أقوال أئمة الجرح والتعديل بعد جمعهم لها والموازنة بينها، ووضع القواعد الخاصة بهذا الأمر مما ظهر في كتب المصطلح، فصححوا الأحاديث التي اتصل إسنادها برواية الثقات العدول، وخلت من الشذوذ والعلة، وحسنوا الأحاديث التي اتصلت أسانيدها، واختلف النقاد في واحد أو أكثر من رواتها، وضعفوا الأحاديث التي لم تتصل أسانيدها، أو ضعف واحد أو أكثر من رواتها، على اختلاف بينهم بين متشدد ومتساهل بحسب مناهجهم التي ارتضوها، وما أدري إليه اجتهادهم. وقد ظهر هذا الاتجاه منذ عصر أبي عبد الله الحاكم النيسابوري "ت 405هـ" وإلى عصور متأخرة.
¥(4/129)
المرحلة الخامسة: وهي المرحلة التي سادت بين أوساط المشتغلين بهذا العلم – على قلتهم- في العصور المتأخرة وإلى يوم الناس هذا، وهي التي تعتمد أقوال المتأخرين في نقد الرجال، ولا سيما الأحكام التي صاغها الحافظ ابن حجر في "التقريب" حيث صار دستوراً لمشتغلين في هذا العلم، فيحكمون على أسانيد الأحاديث استناداً إليه، ولا يرجعون – في الأغلب الأعم – إلى أقول المتقدمين، ولم يكتفوا بذلك بل راحوا يعتمدون تصحيح أو تضعيف المتأخرين للأحاديث مثل الحاكم، والمنذري، وابن الصلاح، والنووي، والذهبي، وابن كثير، والعراقي، وابن حجر، وغيرهم من أن هؤلاء لم ينهجوا منهج المتقدمين في معرفة حال الراوي من خلال مروياته، وإنما اعتمدوا أقوال المتقدمين في نقد الرجال مع تساهل غير قليل عند بعضهم مثل الحاكم وغيره.
ثانياً: قواعد المصطلح والحكم على الرواة اجتهادية:
إن القواعد التي وضعها مؤلفو كتب المصطلح اجتهادية، منها ما هو مبني على استقراء تام، ومنها – وهو أغلبها – ما هو مبني على استقراء غير تام.
وكذلك الحكم على الرواة في الغالب، لم يبين على الاستقراء التام؛ فالأحكام الصادرة عن الأئمة النقاد تختلف باختلاف ثقافاتهم، وقدراتهم العلمية والذهنية، والمؤثرات التي أحاطت بهم، وبحسب ما يتراءى لهم من حال الراوي تبعاً لمعرفتهم بأحاديثه ونقدهم مروياته، وتبينهم فيه قوة العدالة أو الضبط أو الضعف فيهما، وقد رأينا منهم من ضعف محدثاً بسبب غلط يسير وقع فيه لا وزن له بجانب العدد الكثير من الأحاديث الصحيحة التي رواها، ووجدنا منهم من يوثق محدثاً على الرغم من كثرة أوهامه وأخطائه، قال العلامة محمد بن إسماعيل الصنعاني صاحب "سبل السلام" في رسالته: "إرشاد النقاد إلى تيسير الاجتهاد": "قد يختلف كلام إمامين من أئمة الحديث في الراوي الواحد، وفي الحديث الواحد، فيضعف هذا حديثاً، وهذا يصححها، ويرمي هذا رجلاً من الرواة بالجرح، وآخر يعدله، وذلك مما يشعر أن التصحيح ونحوه من مسائل الاجتهاد التي اختلفت فيها الآراء" ().
وقال الحافظ المنذري في جوابه عن أسئلة في الجرح والتعديل ص83: واختلاف المحدثين في الجرح والتعديل كاختلاف الفقهاء، كل
ـ[سليل الأكابر]ــــــــ[03 - 05 - 03, 09:24 م]ـ
بارك الله في الإخوة الكرام على جهودهم المتواصلة نفع الله بها.
واود التنبيه لئلا يحصل خلط بين الأسماء والمسميات
فإبراهيم بن سعيد الصبيحي صاحب كتاب "النكت الجياد" غير الدكتور إبراهيم بن محمد الصبيحي الأستاذ بقسم السنة وعلومها. فلينتبه لذلك ولينسب كل قول إلى قائله.
ودمتم بخير وعافية.
ـ[الطالب الصغير]ــــــــ[04 - 05 - 03, 02:56 م]ـ
شكر الله لك أخي هيثم وجزاك الله خيرا
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 05 - 03, 04:42 ص]ـ
كأن مقالة الأرنؤوط فيها نقص في آخرها. أرجو من الشيخ هيثم الاستدراك.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 08 - 04, 11:16 م]ـ
كأن مقالة الأرنؤوط فيها نقص في آخرها. أرجو من الشيخ هيثم الاستدراك.
لعلنا نكمل النقص بإذن الله تعالى.
ـ[خالد العوفي]ــــــــ[20 - 08 - 04, 12:08 ص]ـ
بارك الله في جهود الجميع
مقالات مضيئة، محررة
هي منهج ونبراس لمن أرد الطريق الصحيح
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[15 - 05 - 07, 04:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا(4/130)
ما قال فيه الترمذي: أحسن شيء في الباب وأصح
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[16 - 04 - 03, 06:18 م]ـ
قال أبو عيسى الترمذي (رحمه الله):
(5) حدثنا قتيبة وهناد قالا حدثنا وكيع عن شعبة عن عبدالعزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال: كان النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا دخل الخلاء قال: اللهم إني أعوذ بك، قال شعبة: وقد قال مرة أخرى: أعوذ بك من الخبث والخبيث أو الخبث والخبائث.
قال أبو عيسى: حديث أنس أصح شيء في هذا الباب وأحسن. اهـ.
قلت: رواه الترمذي أيضاً برقم (6) قال: أخبرنا أحمد بن عبدة الضبي البصري حدثنا حماد بن زيد عن عبدالعزيز بن صهيب عن أنس بن مالك أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان إذا دخل الخلاء قال: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. اهـ.
فدلّ هذا على أنّه استعمل مصطلح (أصحّ شيء في الباب وأحسن) بمعنى (حسن صحيح)، أي أنّه صحيح عنده، والله أعلم.
والحديث متفق عليه من حديث أنس، رواه البخاري (142)، ومسلم (375).
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[16 - 04 - 03, 06:19 م]ـ
(8) حدثنا سعيد بن عبدالرحمن المخزومي حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولا تستدبروها ولكن شرقوا أو غربوا.
قال أبوعيسى: حديث أبي أيوب أحسن شيء في هذا الباب وأصح. اهـ.
قلت: هو متفق عليه من حديث أبي أيوب، رواه البخاري (144)، ومسلم (264).
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[16 - 04 - 03, 06:19 م]ـ
(32) حدثنا إسحق بن موسى الأنصاري حدثنا معن بن عيسى القزاز حدثنا مالك بن أنس عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن عبدالله بن زيد أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مسح رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر بدأ بمقدم رأسه ثم ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه ثم غسل رجليه.
قال أبو عيسى: حديث عبد الله بن زيد أصح شيء في هذا الباب وأحسن. اهـ.
قلت: الحديث متفق عليه من حديث عبدالله بن زيد، رواه البخاري (185)، ومسلم (235).
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[16 - 04 - 03, 06:20 م]ـ
(120) حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيدالله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن عمر أنه سأل النبي (صلى الله عليه وسلم): أينام أحدنا وهو جنب؟ قال: نعم إذا توضأ.
قال أبوعيسى: حديث عمر أحسن شيء في هذا الباب وأصح. اهـ.
قلت: الحديث متفق عليه، رواه البخاري (287)، ومسلم (306).
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[16 - 04 - 03, 06:20 م]ـ
(42) حدثنا أبو كريب وهناد وقتيبة قالوا حدثنا وكيع عن سفيان ح قال وحدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا سفيان عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عباس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) توضأ مرة مرة.
قال أبو عيسى: وحديث ابن عباس أحسن شيء في هذا الباب وأصح. اهـ.
قلت: الحديث رواه البخاري (157).
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[16 - 04 - 03, 06:21 م]ـ
(1) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبوعوانة عن سماك بن حرب ح وحدثنا هناد حدثنا وكيع عن إسرائيل عن سماك عن مصعب بن سعد عن ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: لا تقبل صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول.
قال أبوعيسى: هذا الحديث أصح شيء في هذا الباب وأحسن. اهـ.
قلت: الحديث رواه مسلم في صحيحه برقم (224).
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[16 - 04 - 03, 06:22 م]ـ
(44) حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبدالرحمن بن مهدي عن سفيان عن أبي إسحق عن أبي حية عن عليّ أن النبي (صلى الله عليه وسلم) توضأ ثلاثاً ثلاثاً.
قال أبوعيسى: حديث علي أحسن شيء في هذا الباب وأصح. اهـ.
قلت: الحديث رواه الترمذي بنحوه برقم (48)، وقال عنه: حسن صحيح.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[16 - 04 - 03, 06:22 م]ـ
(3) حدثنا قتيبة وهناد ومحمود بن غيلان قالوا حدثنا وكيع عن سفيان ح وحدثنا محمد بن بشار حدثنا عبدالرحمن بن مهدي حدثنا سفيان عن عبدالله بن محمد بن عقيل عن محمد بن الحنفية عن علي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم.
قال أبو عيسى: هذا الحديث أصح شيء في هذا الباب وأحسن. اهـ.
قلت: الحديث ليس في الصحيحين، وفي إسناده عبدالله بن محمد بن عقيل، قال عنه ابن حجر: صدوق في حفظه لين.
قال الترمذي بعد حديث أبي سعيد الخدري (238): حديث عليّ أجود إسناداً وأصحّ من حديث أبي سعيد. اهـ.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[16 - 04 - 03, 06:23 م]ـ
(12) حدثنا علي بن حجر أخبرنا شريك عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة قالت: من حدثكم أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يبول قائماً فلا تصدقوه، ما كان يبول إلا قاعداً.
قال أبوعيسى: حديث عائشة أحسن شيء في هذا الباب وأصح. اهـ.
قلت: الحديث ليس في الصحيحين، وفي إسناده شريك بن عبدالله، قال عنه ابن حجر: صدوق يخطئ كثيراً.
¥(4/131)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[17 - 04 - 03, 06:11 ص]ـ
ما رأي الإخوة؟ هل نستطيع أن نستنتج شيئاً عن مصطلح الترمذي هذا؟
وهل قول الترمذي (أحسن شيء في الباب وأصحّ) يعني أنّه صحيح عنده. بخلاف قوله (أحسن شيء في الباب)؟
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[17 - 04 - 03, 11:32 ص]ـ
قد قرأت كثيرا من الاستقراءات في هذا الباب، وتبين لي أن البحث
عن اصطلاح خاص للإمام الترمذي في جامعة لا بد له من استقراء تامل
كامل لكل الأحاديث مع موازنة واسعة ودراسة مستفيضة لأسانيد الأحاديث
ومقارنتها بالتي في الكتب الأخرى، وسبب هذا أن الألفاظ التي نريد
أن نبحث لها عن اصطلاح لها مسيس صلة بمنهج النقد، وبمعايير التصحيح
والتحسين، ونحن نريد أن نثبت أن للإمام الترمذي اصطلاح، فليس
دون الطريقة المذكورة أي طريقة أخرى، إلا أن نقول إن المشروع
في حد ذاته غير مجد، والقول بأن الإمام الترمذي ليس له اصطلاح في
كتابه الجامع أولى من أن نثبت هذا الاصطلاح بدون دراسة استقرائية
واسعة ... والقول بأن الإمام الترمذي ليس له اصطلاح قول لبعض أهل
العلم .. والله أعلم.(4/132)
تعليلات وأحكام للبخاري في الجامع الصحيح
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 04 - 03, 01:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وسلم تسليما كثيرا أمابعد:
فخلال قراءتي لصحيح البخاري وجدت الإمام البخاري رحمه الله قد يشير أحيانا لطريق لا يصح، أو حديث لا يصح، أو يحكم على طريق بالإرسال، أو الانقطاع، أو ينقل عن أحد شيوخه أن الحديث منسوخ، فكنت أكتب تلك الأحاديث؛ لما لأحكام البخاري رحمه الله من أهمية بالغة في علم علل الحديث يقدرها أهل هذا الفن، ولما كانت هذه الأحكام قد تخفى على الكثير؛ لأنها ليست من نسق الصحيح، وإنما يسوقها للفائدة، أو التنبيه، أو غيره من الحكم، أحبت أن أبثها بين أخواني طلاب العلم ليستفيدوا منها، ولعلي فيما بعد أذكر بعض الطائف، والفوائد التي دونتها عند قراءة الصحيح، وللعلم فإني أعرضت عن الأحكام التي ليست بصريحة، بل قد تفهم من صنيع البخاري رحمه الله مثل قوله: باب سفر الاثنين، قال ابن حجر ـ في الفتح 6/ 53 ـ: وكأنه لمح بضعف الحديث الوارد في الزجر عن سفر الواحد والاثنين وهو ما أخرجه أصحاب السنن من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا" الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة ركب"، وكقوله: باب كيف يستحلف قال تعالى (يحلفون بالله لكم) وقوله عز وجل (ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا) يقال بالله وتالله ووالله وقال النبي صلى الله عليه وسلم ورجل حلف بالله كاذبا بعد العصر، ولا يحلف بغير الله، قد يفهم منه تضعيفه للفظه أفلح وأبيه. (قاله الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله) والآن نبدأ بالمقصود:
1 - كتاب الصلاة باب 12 ما يذكر في الفخذ ويروى عن بن عباس وجرهد ومحمد بن جحش عن النبي صلى الله عليه وسلم الفخذ عورة وقال أنس حسر النبي صلى الله عليه وسلم عن فخذه، وحديث أنس أسند وحديث جرهد أحوط حتى يخرج من اختلافهم.
2 - كتاب الأذان باب 157 مكث الإمام في مصلاه بعد السلام وقال لنا آدم حدثنا شعبة عن أيوب عن نافع قال كان ابن عمر يصلي في مكانه الذي صلى فيه الفريضة وفعله القاسم ويذكر عن أبي هريرة رفعه لا يتطوع الإمام في مكانه ولم يصح.
3 - كتاب العيدين باب 24 من خالف الطريق إذا رجع يوم العيد رقم 986 حدثنا محمد هو ابن سلام قال أخبرنا أبو تميلة يحيى بن واضح عن فليح بن سليمان عن سعيد بن الحارث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق تابعه يونس بن محمد عن فليح وقال محمد بن الصلت عن فليح عن سعيد عن أبي هريرة وحديث جابر أصح.
4 - كتاب الزكاة باب 1 وجوب الزكاة 1396 حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن محمد بن عثمان بن عبد الله بن موهب عن موسى بن طلحة عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أخبرني بعمل يدخلني الجنة قال ما له ما له وقال النبي صلى الله عليه وسلم أرب ما له تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم وقال بهز حدثنا شعبة حدثنا محمد بن عثمان وأبوه عثمان بن عبد الله أنهما سمعا موسى بن طلحة عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا قال أبو عبد الله أخشى أن يكون محمد غير محفوظ إنما هو عمرو.
5 - كتاب الحج باب 6 قوله تعالى وتزودوا فإن خير الزاد التقوى رقم 1523 حدثنا يحيى بن بشر حدثنا شبابة عن ورقاء عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون ويقولون نحن المتوكلون فإذا قدموا مكة سألوا الناس فأنزل الله تعالى وتزودوا فإن خير الزاد التقوى رواه ابن عيينة عن عمرو عن عكرمة مرسلا.
¥(4/133)
6 - كتاب الصوم باب22 الصائم يصبح جنبا 1926 حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة أنه سمع أبا بكر بن عبد الرحمن قال كنت أنا وأبي حين دخلنا على عائشة وأم سلمة ح حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن أباه عبد الرحمن أخبر مروان أن عائشة وأم سلمة أخبرتاه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم وقال مروان لعبد الرحمن بن الحارث أقسم بالله لتقرعن بها أبا هريرة ومروان يومئذ على المدينة فقال أبو بكر فكره ذلك عبد الرحمن ثم قدر لنا أن نجتمع بذي الحليفة وكانت لأبي هريرة هنالك أرض فقال عبد الرحمن لأبي هريرة إني ذاكر لك أمرا ولولا مروان أقسم علي فيه لم أذكره لك فذكر قول عائشة وأم سلمة فقال كذلك حدثني الفضل بن عباس وهو أعلم وقال همام وبن عبد الله بن عمر عن أبي هريرة كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بالفطر والأول أسند.
7 - كتاب الصوم باب32 الحجامة والقيء للصائم وقال لي يحيى بن صالح حدثنا معاوية بن سلام حدثنا يحيى عن عمر بن الحكم بن ثوبان سمع أبا هريرة رضي الله عنه إذا قاء فلا يفطر إنما يخرج ولا يولج ويذكر عن أبي هريرة أنه يفطر والأول أصح (وانظر ما بعده).
8 - كتاب الصوم باب40 متى يقضى قضاء رمضان وقال إبراهيم إذا فرط حتى جاء رمضان آخر يصومهما ولم ير عليه طعاما ويذكر عن أبي هريرة مرسلا وابن عباس أنه يطعم ولم يذكر الله الإطعام إنما قال فعدة من أيام أخر.
9 - كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها باب 8 من أهدى إلى صاحبه 2581 ... قال البخاري الكلام الأخير قصة فاطمة يذكر عن هشام بن عروة عن رجل عن الزهري عن محمد بن عبد الرحمن وقال أبو مروان عن هشام عن عروة كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وعن هشام عن رجل من قريش ورجل من الموالي عن الزهري عن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قالت عائشة كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنت فاطمة.
10 - كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها باب 25 من أهدي له هدية وعنده جلساؤه فهو أحق ويذكر عن ابن عباس أن جلساءه شركاء ولم يصح.
11 - كتاب الشروط باب 4 إذا اشترط البائع ظهر الدابة رقم 2718 حدثنا أبو نعيم حدثنا زكريا قال سمعت عامرا يقول حدثني جابر رضي الله عنه أنه كان يسير على جمل له قد أعيا فمر النبي صلى الله عليه وسلم فضربه فدعا له فسار بسير ليس يسير مثله ثم قال بعنيه بوقية قلت لا ثم قال بعنيه بوقية فبعته فاستثنيت حملانه إلى أهلي فلما قدمنا أتيته بالجمل ونقدني ثمنه ثم انصرفت فأرسل على إثري قال ما كنت لآخذ جملك فخذ جملك ذلك فهو مالك قال شعبة عن مغيرة عن عامر عن جابر أفقرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهره إلى المدينة وقال إسحاق عن جرير عن مغيرة فبعته على أن لي فقار ظهره حتى أبلغ المدينة وقال عطاء وغيره لك ظهره إلى المدينة وقال محمد بن المنكدر عن جابر شرط ظهره إلى المدينة وقال زيد بن أسلم عن جابر ولك ظهره حتى ترجع وقال أبو الزبير عن جابر أفقرناك ظهره إلى المدينة وقال الأعمش عن سالم عن جابر تبلغ عليه إلى أهلك وقال عبيد الله وابن إسحاق عن وهب عن جابر اشتراه النبي صلى الله عليه وسلم بوقية وتابعه زيد بن أسلم عن جابر وقال ابن جريج عن عطاء وغيره عن جابر أخذته بأربعة دنانير وهذا يكون وقية على حساب الدينار بعشرة دراهم ولم يبين الثمن مغيرة عن الشعبي عن جابر وابن المنكدر وأبو الزبير عن جابر وقال الأعمش عن سالم عن جابر وقية ذهب وقال أبو إسحاق عن سالم عن جابر بمائتي درهم وقال داود بن قيس عن عبيد الله بن مقسم عن جابر اشتراه بطريق تبوك أحسبه قال بأربع أواق وقال أبو نضرة عن جابر اشتراه بعشرين دينارا وقول الشعبي بوقية أكثر. الاشتراط أكثر وأصح عندي قاله أبو عبد الله.
¥(4/134)
12 - الجهاد والسير باب 35 من حبسه العذر عن الغزو رقم 2839 حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد هو ابن زيد عن حميد عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في غزاة فقال إن أقواما بالمدينة خلفنا ما سلكنا شعبا ولا واديا إلا وهم معنا فيه حبسهم العذر وقال موسى حدثنا حماد عن حميد عن موسى بن أنس عن أبيه قال النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو عبد الله الأول أصح.
13 - كتاب الجهاد باب 98 الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة رقم 2934 قال أبو إسحاق ونسيت السابع وقال يوسف بن إسحاق عن أبي إسحاق أمية بن خلف وقال شعبة أمية أو أبي والصحيح أمية.
14 - كتاب الجهاد باب 190 القليل من الغلول ولم يذكر عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حرق متاعه وهذا أصح.
15 - أحاديث الأنبياء باب 40 قول الله تعالى ووهبنا لداود سليمان رقم 3424 حدثنا خالد بن مخلد حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال سليمان بن داود لأطوفن الليلة على سبعين امرأة تحمل كل امرأة فارسا يجاهد في سبيل الله فقال له صاحبه إن شاء الله فلم يقل ولم تحمل شيئا إلا واحدا ساقطا أحد شقيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو قالها لجاهدوا في سبيل الله قال شعيب وابن أبي الزناد تسعين وهو أصح.
16 - كتاب فضائل القرآن باب 13 فضل قل هو الله أحد رقم 5015 حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا إبراهيم والضحاك المشرقي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة فشق ذلك عليهم وقالوا أينا يطيق ذلك يا رسول الله فقال الله الواحد الصمد ثلث القرآن قال أبو عبد الله عن إبراهيم مرسل وعن الضحاك المشرقي مسند.
17 - كتاب فضائل القرآن باب 37 اقروا القرآن ما ائتلفت به قلوبكم رقم 5061 حدثنا عمرو بن علي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سلام بن أبي مطيع عن أبي عمران الجوني عن جندب قال النبي صلى الله عليه وسلم اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فقوموا عنه تابعه الحارث بن عبيد وسعيد بن زيد عن أبي عمران ولم يرفعه حماد بن سلمة وأبان وقال غندر عن شعبة عن أبي عمران سمعت جندبا قوله وقال ابن عون عن أبي عمران عن عبد الله بن الصامت عن عمر قوله وجندب أصح وأكثر.
18 - كتاب النكاح باب 24 ما يحل من النساء وما يحرم ويروى عن يحيى الكندي عن الشعبي وأبي جعفر فيمن يلعب بالصبي إن أدخله فيه فلا يتزوجن أمه ويحيى هذا غير معروف ولم يتابع عليه، وقال عكرمة عن ابن عباس إذا زنى بها لم تحرم عليه امرأته، ويذكر عن أبي نصر أن ابن عباس حرمه وأبو نصر هذا لم يعرف بسماعه من ابن عباس، ويروى عن عمران بن حصين وجابر بن زيد والحسن وبعض أهل العراق تحرم عليه، وقال أبو هريرة لا تحرم حتى يلزق بالأرض يعني يجامع وجوزه ابن المسيب وعروة والزهري وقال الزهري: قال: علي لا تحرم وهذا مرسل.
19 - كتاب النكاح باب 31 باب نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نكاح المتعة آخرا حدثنا علي حدثنا سفيان قال عمرو عن الحسن بن محمد عن جابر بن عبد الله وسلمة بن الأكوع قالا كنا في جيش فأتانا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنه قد أذن لكم أن تستمتعوا فاستمتعوا وقال بن أبي ذئب: حدثني إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما رجل وامرأة توافقا فعشرة ما بينهما ثلاث ليال فإن أحبا أن يتزايدا أو يتتاركا تتاركا فما أدري أشيء كان لنا خاصة أم للناس عامة قال أبو عبد الله: وبينه علي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه منسوخ.
20 - كتاب النكاح باب 82 حسن المعاشرة مع الأهل 5189 قال أبو عبد الله قال سعيد بن سلمة عن هشام ولا تعشش بيتنا تعشيشا قال أبو عبد الله وقال بعضهم فأتقمح بالميم وهذا أصح.
21 - كتاب النكاح باب 92 هجرة النبي صلى الله عليه وسلم نساءه في غير بيوتهن
ويذكر عن معاوية بن حيدة رفعه غير أن لا تهجر إلا في البيت والأول أصح.
¥(4/135)
22 - كتاب الطلاق باب 12 الخلع وكيف الطلاق فيه رقم 5273 حدثنا أزهر بن جميل حدثنا عبد الوهاب الثقفي حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس أن امرأة ثابت بن قيس أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق ولا دين ولكني أكره الكفر في الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتردين عليه حديقته قالت نعم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقبل الحديقة وطلقها تطليقة. قال أبو عبد الله لا يتابع فيه عن ابن عباس.
23 - كتاب المرضى باب 12 باب إذا عاد مريضا فحضرت الصلاة فصلى بهم جماعة 5658 حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى حدثنا هشام قال أخبرني أبي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليه ناس يعودونه في مرضه فصلى بهم جالسا فجعلوا يصلون قياما فأشار إليهم اجلسوا فلما فرغ قال إن الإمام ليؤتم به فإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإن صلى جالسا فصلوا جلوسا قال أبو عبد الله قال الحميدي هذا الحديث منسوخ لأن النبي صلى الله عليه وسلم آخر ما صلى صلى قاعدا والناس خلفه قيام.
24 - كتاب الطب باب 46 الكهانة رقم5762 حدثنا علي بن عبد الله حدثنا هشام بن يوسف أخبرنا معمر عن الزهري عن يحيى بن عروة بن الزبير عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها قالت سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناس عن الكهان فقال ليس بشيء فقالوا يا رسول الله إنهم يحدثونا أحيانا بشيء فيكون حقا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الكلمة من الحق يخطفها من الجني فيقرها في أذن وليه فيخلطون معها مائة كذبة قال علي: قال عبد الرزاق: مرسل" الكلمة من الحق" ثم بلغني أنه أسنده بعده.
25 - اللباس باب 28 لبس القسي وقال عاصم عن أبي بردة قال قلت لعلي ما القسية قال ثياب أتتنا من الشأم أو من مصر مضلعة فيها حرير وفيها أمثال الأترنج والميثرة كانت النساء تصنعه لبعولتهن مثل القطائف يصفرنها وقال جرير عن يزيد في حديثه القسية ثياب مضلعة يجاء بها من مصر فيها الحرير والميثرة جلود السباع قال أبو عبد الله عاصم أكثر وأصح في الميثرة.
26 - كتاب الأدب باب 14 تبل الرحم ببلالها حدثنا عمرو بن عباس حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم أن عمرو بن العاص قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم جهارا غير سر يقول إن آل أبي قال عمرو في كتاب محمد بن جعفر بياض ليسوا بأوليائي إنما وليي الله وصالح المؤمنين زاد عنبسة بن عبد الواحد عن بيان عن قيس عن عمرو بن العاص قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ولكن لهم رحم أبلها ببلاها يعني أصلها بصلتها قال أبو عبد الله ببلاها كذا وقع وببلالها أجود وأصح وببلاها لا أعرف له وجها.
27 - كتاب الدعوات باب 64 فضل التهليل رقم 6404 حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الملك بن عمرو حدثنا عمر بن أبي زائدة عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال من قال عشرا كان كمن أعتق رقبة من ولد إسماعيل قال عمر بن أبي زائدة وحدثنا عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي عن ربيع بن خثيم مثله فقلت للربيع ممن سمعته فقال من عمرو بن ميمون فأتيت عمرو بن ميمون فقلت ممن سمعته فقال من بن أبي ليلى فأتيت بن أبي ليلى فقلت ممن سمعته فقال من أبي أيوب الأنصاري يحدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق حدثني عمرو بن ميمون عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب قوله عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال موسى حدثنا وهيب عن داود عن عامر عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال إسماعيل عن الشعبي عن الربيع قوله وقال آدم حدثنا شعبة حدثنا عبد الملك بن ميسرة سمعت هلال بن يساف عن الربيع بن خثيم وعمرو بن ميمون عن بن مسعود قوله وقال الأعمش وحصين عن هلال عن الربيع عن عبد الله قوله ورواه أبو محمد الحضرمي عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم كان كمن أعتق رقبة من ولد إسماعيل قال أبو عبد الله والصحيح قول عمرو.
¥(4/136)
28 - كتاب الرقاق باب 13 المكثرون هم المقلون رقم 6443 قال النضر أخبرنا شعبة حدثنا حبيب بن أبي ثابت والأعمش وعبد العزيز بن رفيع حدثنا زيد بن وهب بهذا قال أبو عبد الله: حديث أبي صالح عن أبي الدرداء مرسل لا يصح، إنما أردنا للمعرفة، والصحيح حديث أبي ذر قيل لأبي عبد الله حديث عطاء بن يسار عن أبي الدرداء قال مرسل أيضا لا يصح والصحيح حديث أبي ذر وقال اضربوا على حديث أبي الدرداء هذا إذا مات قال لا إله إلا الله عند الموت.
29 - الفرائض باب 19الولاء لمن أعتق رقم 6751 حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت اشتريت بريرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم اشتريها فإن الولاء لمن أعتق وأهدي لها شاة فقال هو لها صدقة ولنا هدية قال الحكم وكان زوجها حرا وقول الحكم مرسل وقال ابن عباس رأيته عبدا.
30 - كتاب الفرائض باب 20 ميراث السائبة 6754 حدثنا موسى حدثنا أبو عوانة عن منصور عن إبراهيم عن الأسود أن عائشة رضي الله عنها اشترت بريرة لتعتقها واشترط أهلها ولاءها فقالت يا رسول الله إني اشتريت بريرة لأعتقها وإن أهلها يشترطون ولاءها فقال أعتقيها فإنما الولاء لمن أعتق أو قال أعطى الثمن قال فاشترتها فأعتقتها قال وخيرت فاختارت نفسها وقالت لو أعطيت كذا وكذا ما كنت معه قال الأسود وكان زوجها حرا قول الأسود منقطع وقول ابن عباس رأيته عبدا أصح.
31 - كتاب الفرائض باب 22 إذا أسلم على يديه ويذكر عن تميم الداري رفعه قال: هو أولى الناس بمحياه ومماته. واختلفوا في صحة هذا الخبر.
32 - كتاب الحدود باب 13 قول الله تعالى (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما) رقم 6793 حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت لم تكن تقطع يد السارق في أدنى من حجفة أو ترس كل واحد منهما ذو ثمن رواه وكيع وابن إدريس عن هشام عن أبيه مرسلا.
33 - كتاب الحدود باب 25 الرجم بالمصلى رقم 6820 حدثني محمود حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن جابر أن رجلا من أسلم جاء النبي صلى الله عليه وسلم فاعترف بالزنا فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم حتى شهد على نفسه أربع مرات قال له النبي صلى الله عليه وسلم أبك جنون قال لا قال آحصنت قال نعم فأمر به فرجم بالمصلى فلما أذلقته الحجارة فر فأدرك فرجم حتى مات فقال له النبي صلى الله عليه وسلم خيرا وصلى عليه لم يقل يونس وابن جريج عن الزهري فصلى عليه سئل أبو عبد الله فصلى عليه يصح قال رواه معمر قيل له رواه غير معمر قال لا.
34 - كتاب الحدود باب 37 أحكام أهل الذمة وإحصانهم إذا زنوا ورفعوا إلى الإمام رقم 6840 حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا الشيباني سألت عبد الله بن أبي أوفى عن الرجم فقال رجم النبي صلى الله عليه وسلم فقلت أقبل النور أم بعده قال لا أدري تابعه علي بن مسهر وخالد بن عبد الله والمحاربي وعبيدة بن حميد عن الشيباني وقال بعضهم المائدة والأول أصح.
35 - كتاب استتابة المرتدين باب 9 ما جاء في المتأولين رقم 6939 (قصة كتاب حطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة) قال أبو عبد اللَّه: خَاخٍ أصحُّ ولكن كذا قال أبو عوانة حَاجٍ وَحَاجٍ تَصْحِيفٌ وَهُوَ مَوْضِعٌ وهشيم يَقُولُ: خَاخٍ.
36 - كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، حديث رقم 7271 حدثنا عبد الله بن صباح حدثنا معتمر قال سمعت عوفا أن أبا المنهال حدثه أنه سمع أبا برزة قال إن الله يغنيكم أو نعشكم بالإسلام وبمحمد صلى الله عليه وسلم قال أبو عبد الله وقع ها هنا يغنيكم وإنما هو نعشكم ينظر في أصل كتاب الاعتصام.
37 - كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة باب 2 الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم رقم 7284و7285 .. والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه فقال عمر: فوالله ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق. قال ابن بكير وعبد الله عن الليث: عناقا وهو أصح. اهـ
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
حرر في ملتقى أهل الحديث في 17/ 2/1424هـ
ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - 04 - 03, 03:16 ص]ـ
أحسنتَ الاختيار يا حفيد ابن رجب ... فكم من الفوائد التي توجد في غير مظنتها ...
وقد سبق أن اعتنيت بهذا البحث.
¥(4/137)
ويشبه الموضوعَ الذي أشرتَ إليه موضوعٌ آخر؛ وهو:
(ما أعلَّه الإمام أحمد في مسنده)
وأُخبِرت أن أحد الإخوة سجَّل فيه رسالة علمية "دكتوراه" في
(جامعة الإمام - قسم السنة بالرياض) أسأل الله له التوفيق والإعانة.
وفي هذه المشاركة أحببتُ إضافة بعض التعليلات التي وقفتُ عليها مما يندرج - في نظري - تحت الشرط المذكور، وهي أمثلةٌ قليلة:
قال البخاري رحمه الله:
كتاب الغسل - باب الغسل بالصاع ونحوه.
حدثنا أبو نعيم قال حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن جابر بن زيد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم وميمونة كانا يغتسلان من إناءٍ واحد.
وقال يزيد بن هارون وبهز والجُدّي عن شعبة: قدر صاع.
قال أبوعبدالله: كان ابن عيينة يقول أخيراً: (عن بن عباس عن ميمونة)
والصحيح ما روى أبو نعيم.
وقال رحمه الله في:
كتاب الصلاة - باب وجوب الصلاة في الثياب ...
ويُذكر عن سلمة بن الأكوع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(يزرُّه ولو بشوكة) وفي إسناده نظر.
وقال أيضاً في كتاب الحج - باب نزول النبي صلى الله عليه وسلم بمكة
حدثنا الحميدي حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي قال: حدثني الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم من الغد يوم النحر وهو بمنى: نحن نازلون غداً بخيف بني كنانة؛ حيث تقاسموا على الكفر - يعني بذلك المحصَّب - وذلك أن قريشا وكنانة تحالفت على بني هاشم وبني عبد المطلب أو بني المطلب أن لا يناكحوهم ولا يبايعوهم حتى يُسلموا إليهم النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال سلامة عن عقيل ويحيى بن الضحاك عن الأوزاعي أخبرني ابن شهاب وقالا: بني هاشم وبني المطلب.
قال أبو عبد الله: بني المطلب أشبه.
وقال في:
كتاب الحج - باب قول الله تعالى: "جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس ... "
حدثنا أحمد حدثنا أبي حدثنا إبراهيم عن الحجاج بن حجاج عن قتادة عن عبد الله بن أبي عتبة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ليُحَجَّن البيت وليُعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج.
تابعه أبان وعمران عن قتادة، وقال عبد الرحمن عن شعبة قال:
(لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت)
والأول أكثر. سمع قتادة عبدَالله، وعبدالله أبا سعيد.
وقال رحمه الله في كتاب البيوع - باب النهي للبائع ألا يحفل ...
حدثنا ابن بكير حدثنا الليث عن جعفر بن ربيعة عن الأعرج قال أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:
(لا تُصروا الإبل والغنم، فمن ابتاعها بعدُ فإنه بخير النظرين بعد أن يحتلبها إن شاء أمسك وإن شاء ردها وصاع تمر).
ويُذكر عن أبي صالح ومجاهد والوليد بن رباح وموسى بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: (صاع تمر).
وقال بعضهم عن ابن سيرين: (صاعاً من طعام وهو بالخيار ثلاثاً). وقال بعضهم عن ابن سيرين: (صاعاً من تمر) ولم يذكر ثلاثاً، والتمر أكثر.
هذا ماعندي، وقد يوجد أكثر من ذلك.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 04 - 03, 02:38 م]ـ
أسال الله أن يجزيك خيرا على هذه الإضافة المهمة
بارك الله في علمك وعملك.
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[22 - 04 - 03, 09:28 م]ـ
لرفع هذا الموضوع القيّم.
بارك الله في الأخوين حفيد ابن رجب والحمادي.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - 04 - 04, 06:18 م]ـ
قال الإمام البخاري (7017): حدثنا عبد الله بن صباح حدثنا معتمر سمعت عوفا حدثنا محمد بن سيرين أنه سمع أبا هريرة يقول: قال: رسول الله إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة وما كان من النبوة فإنه لا يكذب".
قال محمد [يعني ابن سيرين] وأنا أقول هذه.
قال: وكان يقال الرؤيا ثلاث:
حديث النفس، وتخويف الشيطان، وبشرى من الله؛ فمن رأى شيئا يكرهه فلا يقصه على أحد، وليقم فليصل.
قال: وكان يكره الغل في النوم، وكان يعجبهم القيد، ويقال القيد ثبات في الدين.
وروى قتادة، ويونس، وهشام، وأبو هلال عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأدرجه بعضهم كله في الحديث، وحديث عوف أبين.
وقال يونس: لا أحسبه إلا عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في القيد.
قال أبو عبد الله: لا تكون الأغلال إلا في الأعناق.
.والله أعلم.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[17 - 04 - 04, 09:51 م]ـ
جزاكم الله تعالى خيرا
قال أبو عبد الله
حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا عاصم عن الشعبي سمع جابرا رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تنكح المرأة على عمتها أو خالتها وقال داود وابن عون عن الشعبي عن أبي هريرة.
قال الحافظ في الفتح 9/ 201
نقل البيهقي عن الشافعي أن هذا الحديث لم يرو من وجه يثبته أهل الحديث إلا عن أبي هريرة , وروى من وجوه لا يثبتها أهل العلم بالحديث , قال البيهقي هو كما قال , قد جاء من حديث علي وابن مسعود وابن عمر وابن عباس وعبد الله بن عمرو وأنس وأبي سعيد وعائشة , وليس فيها شيء على شرط الصحيح , وإنما اتفقا على إثبات حديث أبي هريرة. وأخرج البخاري رواية عاصم عن الشعبي عن جابر وبين الاختلاف على الشعبي فيه , قال: والحفاظ يرون رواية عاصم خطأ , والصواب رواية ابن عون وداود بن أبي هند ا هـ. قال الحافظ: وهذا الاختلاف لم يقدح عند البخاري , لأن الشعبي أشهر بجابر منه بأبي هريرة.
ثم نقل الحافظ عن أبي عمر بن عبد البر قوله:
كان بعض أهل الحديث يزعم أنه لم يرو هذا الحديث غير أبي هريرة - يعني من وجه يصح - وكأنه لم يصحح حديث الشعبي عن جابر وصححه عن أبي هريرة , والحديثان جميعا صحيحان.
ولتراجع السنن الكبرى للبيهقي 7/ 166
والله تعالى أعلم.
¥(4/138)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 04 - 04, 08:27 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن السديس
وللعلم فإني أعرضت عن الأحكام التي ليست بصريحة، بل قد تفهم من صنيع البخاري رحمه الله
أحسنت أخي ماهر نفع الله بك
وحبذا لو وجد شيء صريح فهو الذي على شرط المقال ..
وقد فاتني شيء أظنه لا بأس به لأني لم أتقصد الجمع، وقتها بل بحسب ما يعرض للقارئ كما لا يخفى وجزء كبير من القراءة كانت بحضرة مجموعة من الأخوة .. مما لا يعين أحيانا على الكتابة.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[19 - 04 - 04, 08:42 م]ـ
شيخنا عبد الرحمن
جزاكم الله تعالى خيرا
المسامحة فقد غفلت عن شرطكم ولا حول ولا قوة إلا بالله
الاستسقاء
تحويل الرداء في الاستسقاء 2/ 33
حدثنا علي بن عبد الله قال حدثنا سفيان عن عبد الله بن أبي بكر أنه سمع عباد بن تميم يحدث أباه عن عمه عبد الله بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى المصلى فاستسقى فاستقبل القبلة وقلب رداءه وصلى ركعتين قال أبو عبد الله كان ابن عيينة يقول هو صاحب الأذان ولكنه وهم لأن هذا عبد الله بن زيد بن عاصم المازني مازن الأنصار.
وفي الحج 3/ 20
باب لبس السلاح للمحرم وقال عكرمة إذا خشي العدو لبس السلاح وافتدى ولم يتابع عليه في الفدية.
وفي الصوم
الحجامة والقيء للصائم 3/ 40
باب الحجامة والقيء للصائم وقال لي يحيى بن صالح حدثنا معاوية بن سلام حدثنا يحيى عن عمر بن الحكم بن ثوبان سمع أبا هريرة رضي الله عنه إذا قاء فلا يفطر إنما يخرج ولا يولج ويذكر عن أبي هريرة أنه يفطر والأول أصح.
أخوكم أبو بكر ماهر بن عبد الوهاب علوش
ـ[المستشار]ــــــــ[07 - 03 - 05, 12:38 ص]ـ
هذا عنوان كتاب كان بعض المشايخ الكرام نفع الله بهم يعمل به من خمسة أعوام تقريبًا، ولا علم لي هل طبع أم لا؟
وكان قد أتم استقراء كلام البخاري ومسلم رحمهما الله في كتابيهما، وشرح أكثره، ولا أدري ما فعل الله به من ذاك الحين.
ـ[أحمد بن محمد الخضري]ــــــــ[07 - 03 - 05, 09:19 ص]ـ
بحث مهم جدا، يمكن استنباط فوائد كثيرة منه تتعلق بمعرفة منهج البخاري في المعلقات، سواء التي رويت بصيغة الجزم أو التي رويت بصيغة التمريض.(4/139)
منزلة الكشميهني في روايته لصحيح البخاري
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 04 - 03, 08:37 ص]ـ
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (16/ 491) (المحدث الثقة أبو الهيثم محمد بن مكي بن محمد بن مكي بن زراع بن هارون المروزي الكشميهني
حدث ب صحيح البخاري مرات عن أبي عبد الله الفربري وحدث عن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن يزيد المروزي الداعواني ومحمد بن أحمد بن عاصم وإسماعيل بن محمد الصفار وغيرهم
حدث عنه أبو ذر الهروي وأبو عثمان سعيد بن محمد البحيري وأبو الخير محمد بن ابي عمران الصفار وأبو سهل محمد بن احمد الحفصي وكريمة المروزية المجاورة واخرون
وكان صدوقا) انتهى.
وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (1/ 585) (زاد الكشميهني (من الإثم) وليست هذه الزيادة في شيء من الروايات عند غيره والحديث في الموطأ بدونها
وقال بن عبد البر لم يختلف على مالك في شيء منه وكذا رواه باقي الستة وأصحاب المسانيد والمستخرجات بدونها
ولم أرها في شيء من الروايات مطلقا لكن في مصنف بن أبي شيبة يعني من الإثم فيحتمل أن تكون ذكرت في أصل البخاري حاشية فظنها الكشميهني أصلا لأنه لم يكن من أهل العلم ولا من الحفاظ بل كان راوية) انتهى.
يتبع بمشيئة الله تعالى
ـ[أبومعاذ النجدي]ــــــــ[22 - 04 - 03, 10:58 ص]ـ
أرجو منك يأخ عبد الرحمن الفقيه أن تضبط لي (الكشميهني)
وجزاك الله خيراً
ـ[محرز]ــــــــ[22 - 04 - 03, 11:48 م]ـ
حديث جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله r : (( من قال حين يسمع النِّداء: اللهم رب هذه الدّعوة التّامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة، والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته، إلا حلت له الشفاعة يوم القيامة))
قال العجلوني في ((كشف الخفاء)) (1/ 484): ((ورواه البيهقي في سننه وزاد في آخره مما ثبت للكشميهني في صحيح البخاري "إنك لا تخلف الميعاد")).
وقد أجاب الشيخ الألباني عليه رحمه الله رحمة واسعة في إرواء الغليل عند تخريجه لهذا الحديث (1/ 260 - 261) فقال: ((وقع عند البعض زيادات في متن هذا الحديث فوجب التنبيه عليها: الأولى زيادة ((إنك لا تخلف الميعاد)) في آخر الحديث عند البيهقي، وهي شاذة لأنها لم ترد في جميع طرق الحديث عن علي ابن عياش، اللهم إلا في رواية الكشميهني لصحيح البخاري خلافاً لغيره فهي شاذة أيضاً لمخالفتها لروايات الآخرين للصحيح، وكأنه لذلك لم يلتفت إليها الحافظ، فلم يذكرها في الفتح على طريقته في جمع الزيادات من طرق الحديث، ويؤيد ذلك أنها لم تقع في أفعال العباد للبخاري والسند واحد، ووقعت هذه الزيادة في الحديث في كتاب قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة لشيخ الإسلام ابن تيمية في جميع الطبعات (ص55) طبعة المنار، و (ص37) الطبعة الثانية منه، و (ص49) الطبعة السلفية، والظاهر أنها مدرجة من بعض النساخ، والله أعلم)) اهـ
وبعد البحث والتفتيش ظهر أن شيخ الإسلام ابن تيمية ذكره كذلك في كتابه "الجواب الباهر في زوار المقابر" بتحقيق المعلمي والصنيع، رحمهما الله وعزاه إلى البخاري بهذه الزيادة، وهذا مما يؤكد أن شيخ الإسلام عليه رحمة الله كان يعتمد هذه الزيادة، وليست مدرجة من بعض النساخ كما قال الشيخ رحمه الله، وكأنه كانت عنده نسخة الكشميهني، والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 04 - 03, 08:11 ص]ـ
بالنسبة للأخ أبومعاذ النجدي وسؤاله عن ضبط الكشميهني
الكشميهني بضم الكاف وإسكان الشين وكسر الميم وفتح الهاء.
الْكُشْمِيْهَني
وما ذكره الأخ الفاضل muh_riz
فجزاكم الله خيرا على هذه المشاركة المفيدة حول الموضوع
وهذا الحديث مما تفرد الكشميهني فيه بهذه الزيادة (إنك لاتخلف الميعاد) كما نص على ذلك القسطلاني في إرشاد الساري (2/ 9) حيث قال (وللكشميهني مما ليس في الفرع وأصله (الذي وعدته إنك لاتخلف الميعاد) انتهى.
فلعل الأقرب عدم ثبوتها في صحيح البخاري والله تعالى أعلم، وهي زيادة شاذة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 04 - 03, 04:23 ص]ـ
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (1\ 17)
(وعزاه ابن دحية إلى رواية أبي الهيثم الكشميهني وضعفها
.وحكى عن ابن مغور أن أبا ذر الهروي في آخر أمره كان يحذف كثيرا من رواية أبي الهيثم حيث ينفرد لأنه لم يكن من أهل العلم
قلت وهذا ليس على إطلاقه فإن في رواية أبي الهيثم مواضع كثيرة أصوب من رواية غيره) انتهى.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[08 - 03 - 04, 05:33 م]ـ
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في الفتح 2/ 68
قوله: (واضعا يده على رأسه) كذا للأكثر , وللكشميهني (على رأسي) وهو وهم لما ذكر بعده من هيئة عصره صلى الله عليه وسلم شعره من الماء , وكأنه كان اغتسل قبل أن يخرج.
جزى الله خيرا شيخنا عبد الرحمن الفقيه على هذه الفوائد
أخوكم ماهر بن عبد الوهاب علوش
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[09 - 03 - 04, 07:13 م]ـ
قال الحافظ في ((التقريب)):
[عبيد الله بن أبي زائدة، عن ابن عباس، كذا وقع في الطهارة في رواية الكشميهني، وهو وهم، والصواب: عبيد الله بن أبي يزيد خ].
¥(4/140)
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[10 - 03 - 04, 05:48 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الكريم خليل بن محمد حفظه الله تعالى
قال الحافظ رحمه الله تعالى في الفتح 1/ 434
قوله: (عمرو بن ميمون الجزري) كذا للجمهور , وهو الصواب , وهو بفتح الجيم والزاي بعدها راء , منسوب إلى الجزيرة , وكان ميمون بن مهران والد عمرو نزلها فنسب إليها ولده. ووقع في رواية الكشميهني وحده الجوزي بواو ساكنة بعدها زاي وهو غلط منه.
أخوكم أبو بكر بن عبد الوهاب.
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[11 - 03 - 04, 11:07 ص]ـ
لله دركم و شكر الله سعيكم
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[11 - 03 - 04, 08:03 م]ـ
جزاك الله خيرا
قال الحافظ رحمه الله تعالى في الفتح 1/ 681
قوله: (وفيه خرب) قال ابن الجوزي: المعروف فيه فتح الخاء المعجمة وكسر الراء بعدها موحدة جمع خربة ككلم وكلمة. قلت (أي الحافظ): وكذا ضبط في سنن أبي داود , وحكى الخطابي أيضا كسر أوله وفتح ثانيه جمع خربة كعنب وعنبة , وللكشميهني (حرث) بفتح الحاء المهملة وسكون الراء بعدها مثلثة , وقد بين أبو داود أن رواية عبد الوارث بالمعجمة والموحدة ورواية حماد بن سلمة عن أبي التياح بالمهملة والمثلثة , فعلى هذا فرواية الكشميهني وهم , لأن البخاري إنما أخرجه من رواية عبد الوارث , وذكر الخطابي فيه ضبطا آخر. اهـ بحروفه.
أخوكم أبو بكر بن عبد الوهاب.
ـ[محمد محمود الشنقيطى]ــــــــ[11 - 03 - 05, 10:22 م]ـ
نجد أن الربري يفيد في الجامع الصحيح عن عن رجل اسمه يونس عن محمد عرفت محمد وهو راوي التاريخ عن البخاري فمن يكون يونس أفيدوني بارك الله فيكم، وكتب لي ولكم الشهادة في سبيل الله
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 03 - 05, 08:27 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونسأل الله أن يرزقنا وإياكم شهادة في سبيله مقبلين غير مدبرين
الفربري حفظك الله هو الفربري محمد بن يوسف بن مطر بن صالح بن بشر الفربري، وكانت وفاته في سنة (320)
وهو يروي الصحيح عن البخاري مباشرة
وقد استفاد من أبي جعفر الوراق في عدة مواضع ذكرها شيخنا عبدالوكيل الهاشمي في (ختم البخاري)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=35996#post35996
حيث قال (الاستفادة الأولى: في كتاب المناسك قال محمد بن يوسف الفربري: وجدت في كتاب أبي جعفر قال أبو عبد الله الزبيربن عدي كوفي، والزبير بن عربي بصري.
الاستفادة الثانية: في كتاب الصوم، قال أبو جعفر، سالت أبا عبد الله إذا أفطر الصائم يكفر مثل المجامع قال، ألا ترى الأحاديث.
الاستفادة الثالثة: في كتاب المظالم، قال الفربري، وجدت بخط أبى جعفر قال أبو عبد الله تفسيره أن ينزع منه يريد الإيمان.
الاستفادة الرابعة: في كتاب فضائل القرآن، قال الفربري سمعت أبا جعفر محمد بن أبي حاتم وراق البخاري أبي عبد الله يقول قال أبو عبد الله عن إبراهيم مرسل، وعن الضحاك مسند.
قلت: لما ثبتت هذه المواضع من أشهر راوٍ للبخاري فإذا هي النسخة السادسة ولكنها لم تشتهر، ولم يذكروها) انتهى.
فليتك وفقك الله تذكر لنا الموضع الذي ذكرت أن الفربري يفيد فيه عن رجل اسمه يونس عن محمد حتى يتضح الأمر أكثر.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[12 - 03 - 05, 09:19 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونسأل الله أن يرزقنا وإياكم شهادة في سبيله مقبلين غير مدبرين
اللهم آمين آمين
قال الحافظ في الفتح 13/ 266
قوله آخر الباب ((قال محمد بن يوسف قال يونس قال محمد بن سليمان قال أبو عبد الله مرماة ما بين ظلف الشاة من اللحم مثل منساة وميضاة الميم مخفوضة))
... محمد بن يوسف هذا هو الفربري راوي الصحيح عن البخاري ويونس هو ابن (( ..... )) ومحمد بن سليمان هو أبو أحمد الفارسي راوي التاريخ الكبير عن البخاري ........
قالوا في الحاشية: بياض في الأصل.
قال القسطلاني 10/ 274
((قال يونس)) قال العيني لم أقف عليه وبيض له في فتح الباري في النسخة التي عندي منه .....
الذي يظهر أن الحافظ لم يقف عليه
وهل وقف عليه بعد ذلك
الله أعلم
ـ[سعيد عبدالرحيم]ــــــــ[12 - 03 - 05, 10:38 ص]ـ
ما هي أفضل روايات البخاري، وما رأيكم في رواية أبي الوقت؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 03 - 05, 11:17 ص]ـ
أحسنت، جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم ماهر علوش على ذكر الموضع والنقل عن أهل العلم.
قال الحافظ في الفتح
¥(4/141)
(ومحمد بن يوسف هذا هو الفربري راوي الصحيح عن البخاري ويونس هو بن ... ومحمد بن سليمان هو أبو احمد الفارسي راوي التاريخ الكبير عن البخاري
وقد نزل الفربري في هذا التفسير درجتين فإنه ادخل بينه وبين شيخه البخاري رجلين أحدهما عن الآخر
وثبت هذا التفسير في رواية أبي ذر عن المستملي وحده) انتهى.
قال الإمام الذهبي في تاريخ الإسلام
((محمد بن سليمان بن فارس أبو أحمد النيسابوري الدلال
كان ذا ثروة وتجارة واسعة فذهبت فاشتغل بالدلالة
وقد كان أنفق على طلب العلم أموالاً كثيرة
سمع محمد بن رافع والحسين بن عيسى البسطامي وأبا سعيد الأشج وعمر بن شبة وطبقتهم
وعنده نزل أبو عبد الله البخاري لما قدم نيسابور فقرأ عليه من أول تاريخه إلى ترجمة فضيل
روى عنه عبد الله بن سعد ومحمد بن صالح بن هانيء وطائفة
وسئل أبو عبد الله بن الأخرم عنه فقال ما أنكرنا إلا لسانه فإنه كان فحاشاً محمد بن سفيان بن عبد الله بن بيان النيسابوري)
وقد ذكره كذلك السمعاني في الأنساب (2/ 519)
وهو مشهور برواية التاريخ عن البخاري حيث أنه قرأ على البخاري إلى باب فضيل كما ذكر السمعاني
ينظر رسالة (تاريخ البخاري) لعادل الزرقي ص 14 - 15 ففيها فوائد.
وابن فارس لايعرف برواية صحيح البخاري ولم يذكر أحد ذلك عنه
فلعل هذا التفسير سمعه من محمد بن إسماعيل في غير الصحيح، حيث أنه طلب من محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله أن ينزل عنده
قال السمعاني (
وأبو أحمد محمد بن سليمان بن فارس الدلال من أهل نيسابور
كانت له ثروة ظاهرة وتجارة واسعة فذهبت فاشتغل بالدلالة بعد أن كان أقام ببغداد على التجارة سنين وقد كان أنفق على العلم الأموال الكثيرة
سمع بخراسان محمد بن رافع ومحمد بن علي بن الحسن بن شقيق والحسين بن عيسى البسطامي
وكان التمس من محمد بن إسماعيل البخاري نزول داره فنزل عنده مدة وقرأ عليه كتاب التاريخ من أوله إلى باب فضيل
وسمع بالعراق أبا سعيد الأشج وعمر بن شبة وغيرهم
روى عنه أبو بكر بن علي الحافظ فمن بعده من شيوخنا ومات سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة بنيسابور) انتهى.
و نزول الفربري في روايته عن ابن فارس لايستغرب، فقد ذكر الخليلي في الإرشاد (3/ المنتخب858)
(روى عنه التأريخ محمد بن عطية بن خالد القزويني وسمع ابو الحسن القطان وأبو داود الفامي مع كبر سنهما كتاب التأريخ من ابن عطية عن محمد بن سليمان).
فلا يستغرب إدخال الفربري بينه وبين ابن فارس واسطة.
وأما يونس هذا فلم يذكره أحد ممن ترجم لابن فارس الدلال، ومن مظان وجود ترجمة له تاريخ نيسابور للحاكم، والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 03 - 05, 11:26 ص]ـ
أبو الوقت هو عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي الهري يروي الصحيح عن أبي الحسن عبد الرحمن بن أحمد بن المظفر الداؤدي عن السرخسي عن الفربري.
فائدة:
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ج1/ص153
(وقع في النسخة البغدادية التي صححها العلامة أبو محمد بن الصغاني اللغوي بعد أن سمعها من أصحاب أبي الوقت وقابلها على عدة نسخ وجعل لها علامات) انتهى.
ونسخة الصغاني مطبوعة قديما في أربع مجلدات ويندر وجودها.
وللفائدة حول نسخ البخاري ينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=62244#post62244
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[12 - 03 - 05, 12:07 م]ـ
وأما يونس هذا فلم يذكره أحد ممن ترجم لابن فارس الدلال، ومن مظان وجود ترجمة له تاريخ نيسابور للحاكم، والله أعلم.
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم
نسأل الله أن يكتب لأهل الحديث رؤية هذا السفر العظيم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 03 - 05, 12:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا وحفظكم
وحول تاريخ نيسابور ينظر هذه الروابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=56759#post56759
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=15807#post15807
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=34319#post34319
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 01 - 06, 01:04 ص]ـ
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ج2/ص516
كذا وقعت هذه الزيادة في رواية الكشميهني وحده هنا وأليق المواضع بها باب الدعاء في الاستسقاء قائما فإن فيه عن عبد الله بن يزيد حديثا وعن عبد الله بن زيد حديثا فيحسن بيان تغايرهما حيث ذكرا جميعا وأما هذا الباب فليس فيه لعبد الله بن يزيد ذكر ولعل هذا من تصرف الكشميهني وكأنه رآه في ورقة مفردة فكتبه في هذا الموضع احتياطا.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 03 - 07, 05:12 م]ـ
ونسخة الصغاني مطبوعة قديما في أربع مجلدات ويندر وجودها.
هذا وهم من شيخنا عبدالوكيل الهاشمي حفظه الله حيث ذكر أن عنده نسخة من رواية الصغاني ثم تبين أنها طبعة ليدن وليست نسخة الصاغاني
في رسالة: روايات ونسخ الجامع الصحيح للإمام أبي عبد الله البخاري د. محمد بن عبد الكريم بن عبيد
1 - طبع في 3 أجزاء بليدن: سنة 1862م، باعتناء المستشرق كرهل (1)، وطبع جزء منه في بطرسبرج، سنة 1876م.
(1).وعن هذه الطبعة يقول فؤاد سزكين في تاريخ التراث 1/ 228: أنها طبعة ليست جيدة.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=566245#post566245
¥(4/142)
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[21 - 02 - 10, 11:55 ص]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
وسؤاله عن ضبط الكشميهني
الكشميهني بضم الكاف وإسكان الشين وكسر الميم وفتح الهاء.
الْكُشْمِيْهَني
فإن هذه من المسائل التي تتبعتها، فوجدت الشهاب القسطلاني فصَّل القول فيها في بداية شرحة للجامع الصحيح ()
فضبط ا?سم: مرة هكذا:
الكشماهني بالألف، وجوَّز فيها ا?مالة، ومرة أخرى هكذا: الكشميهني، بالياء الساكنة
قال رحمه الله (ص49/ الطبعة السابعة بالمطبعة ا?ميرية: 1323هـ): بكاف مضمومة، وشين معجمة ساكنة، وفتح الهاء وكسرها، وقد تُمال الألف، وقد يقال الكُشميهني بالياء بدل الألف، قرية بمرو
وذكر ا?مير الكبير السنباوي قريبا من ذلك في ثبته،
فيغلب على ظني من هذا الكلام أن الصواب فتح الميم، مع ا?لف السيفية على النبرة بعدها، بحيث تنطق ألفا مائلة،
وعلى كل حال: غاية ما في ا?مر أن ا?سم مأخوذ من الفارسية، وفي تعريب ا?سم سعة
والله تعالى أجل وأعلم
ـ[أبوالمنذر القحطاني]ــــــــ[22 - 02 - 10, 02:55 ص]ـ
أخواني لدي استفسار وصلني كتاب من أحد الأحبة في الله -وصله الله بطاعته- كتاب الجامع الصحيح للبخاري من رواية الهروي عن مايخه الثلاثة الكشميهني والمستملي والسرخسي ... تقديم وتحقيق وتعليق الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
هل أحد من الأخوة اطلع عليه؟؟؟
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[21 - 04 - 10, 11:35 م]ـ
بحث مفيد لمن يدرس صحيح البخارى(4/143)
الشرط المحير للإمام النسائي في الرجال!!
ـ[مجتهد]ــــــــ[22 - 04 - 03, 09:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني أعضاء ورواد هذا المنتدى .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ..
طرح علينا أثناء دراستنا أساذنا الفاضل فقيه العراق: "هاشم جميل عبدالله" - حفظه الله - هذه المسألة التي لم تلق حتى الآن حقها من البحث والنظر ..
وهي أنه قد ورد على ألسنة كثير من أئمة العلم أمثال الإمام محمد بن طاهر المقدسي صاحب "شروط الأئمة الستة" قضية وهي أنه للإمام النسائي - رحمه الله- شرطا في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم، حيث قال:"سألت الإمام أبا القاسم سعد بن علي الزنجاني بمكة عن حال رجل من الرواة فوثقه، فقلت: إن أبا عبد الرحمن النسائي ضعفه، فقال: يا بني: إن لأبي عبد الرحمن في الرجال شرطا أشد من شرط البخاري ومسلم" انظر الكتاب المذكور ص:18 ..
وإليكم نص كلام ابن كثير في ذلك:" وقول الحافظ أبي علي بن السكن، وكذا الخطيب البغدادي في كتاب السنن للنسائي: إنه صحيح، فيه نظر. وإن له شرطا في الرجال أشد من شرط مسلم غير مسلّم. فإن فيه رجالا مجهولين: إما عينا أو حالا، وفيهم المجروح، وفيه أحاديث ضعيفة ومعللة ومنكرة، كما نبهنا عليه في (الأحكام الكبير) " (الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديثلابن كثير. تأليف: أحمد محمود شاكر. ط (2) ص: 41 ...
وقد بحثت أنا وبعض طلبة العلم عن سر وصف شرطه بذلك فما وجدنا ما يشفي،، فمعظم الكتب تدندن حول أن له شرطا أشد مما هو في البخاري ومسلم دون أن نجد لذلك بيانا شافيا .. وقد ورد في بعض ما اطلعنا عليه أن شرطه هو أن لا يخرج لمن أجمع العلماء على تركه .. وهو كما يظهر غير مقنع خاصة إن علمنا أن في كتابه مجهولين ومجروحين كما ذكرنا نقلا عن ابن كثير آنفا ..
وخلاصة ما توصلنا إليه أن شرطه هذا لا يتبين إلا للمتتبع للرجال في كتابه السنن فذلك موضع شرطه .. فهل من سواعد تشمر لمثل هذا البحث الجدير بالاهتام؟؟
أخوكم
براق
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 04 - 03, 10:33 م]ـ
مرة يقولون أن شرط النسائي أشد من شرط البخاري ومسلم أي أنه متعنت
ومرة يقولون أن النسائي لا يترك الرجل حتى يجتمع كل المحدثون على ترك حديثه أي أنه غاية في التساهل
والصواب لا هذا ولا ذاك، بل هو معتدل قد يتساهل قليلاً دون إفراط مع قليل الحديث. وسننه سماها البعض بالصحيح لغلبة الصحيح فيها وإلا فحتى صحيح مسلم فيه أحاديث ليست صحيحة ومع ذلك فلا يعني ذلك أن يغير إسمه.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[24 - 04 - 03, 09:20 ص]ـ
كل من ادعى أن لإمام شرطا في أحاديث فهو المطالب ببيان الشرط وبيان
الدليل عليه بالاستقراء الكافي في إفادة التقعيد والضابط، أما مجرد
ادعاء الشرط فهي دعوى علمية كغيرها من الدعاوى، فلا ينبغي أن نشنغل
بشرط مدعى صاحبه لم يقم عليه بينة ولا مدعيه أقام عليه حجة، حتى
ندور في حلقة مفرغة مثلما فعلنا مع شرط الترمذي الموهوم ...
ـ[أخو من طاع الله]ــــــــ[25 - 04 - 03, 02:22 ص]ـ
الظاهر، أن مرادهم بالشرط، ليس شرطًا معينا، بل الجنس، ويعنون به درجة احتياطه وتوثقه، ولو كانوا يشيرون إلى شرط معين،لذكروه في هذا الموضع إذ هو أليق شيء به.
وأما المطالبة بالبينة، فقد يقع من العالم، وخصوصًا فيما كان سبيله التتبع والاستقراء، أن يذكر ما يقع في وهْمه، بعد طول المعرفة والتتبع، وحديثه لمن كان مثله في المعرفة، أو من له نوع معرفة، بحيث لا يحتاج في معرفة صحة ما يقول إلا التنبه لكلامه، وملاحظته في المواضع التي يؤخذ منها.
وأما الوهم الذي وقع للناس في الترمذي، فهل المراد اصطلاحه؟!
فإن كان وهمًا، فكلام الترمذي لغو، وفرق بين أن تقول إنه وهم، وأن تقول إنها ليست اصطلاحات محددة بل هي كالمترادفة -كما قال به بعضهم-(4/144)
تقديم الشيخ السعد لكتاب دراسة لحديث أم سلمة في الحج (بحث في جهالة الرواة)
ـ[الدعاء .. الدعاء]ــــــــ[26 - 04 - 03, 12:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إليكم القسم الأول من المقدمة
فمن المسائل التي وقع الخلاف فيها حديث أم سلمة رضي الله عنها ونصه: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:" إن هذا يوم رخص لكم إذا أنتم رميتم الجمرة أن تحلوا، فإذا أمسيتم قبل أن تطوفوا هذا البيت صرتم حرما كهيئتكم قبل أن ترموا الجمرة حتى تطوفوا به ".
فقد أختلف في هذا الحديث أهل العلم:
فمنهم من ذهب إلى ما جاء في حديث أم سلمة هذا، ومن هؤلاء:
1. أبو بكر بن خزيمة، فقال في "صحيحه" (4/ 312): "باب النهي عن الطيب واللباس إذا أمسى الحاج يوم النحر قبل أن يفيض وكل ما زجر الحاج عنه قبل رمي الجمرة يوم النحر" ثم ذكر حديث أم سلمة.
2. وعلي بن محمد بن عبدالوهاب كما في " مجموعة الرسائل والمسائل النجدية " 1/ 257
3. ونسب هذا القول إلى عروة بن الزبير، ولكن في نسبته إليه بعض النظر.
وذهب جمهور أهل العلم إلى عدم القول بهذا الحديث، وانقسموا إلى قسمين:
فمنهم من صحح هذا الحديث - كالنووي وابن جماعة - ولكن ذهبوا إلى القول بنسخ هذا الخبر.
ومنهم من ضعفه و حكم برده - كأبي محمد ابن حزم وغيره - ولعل هذا القول هو الأقرب، فهذا الخبر فيه ضعف ونكارة ولكن هذه النكارة وهذا الضعف ليس بالشديد بحيث يحكم على هذا الخبر بالبطلان، ولذلك قواه جمع سوى من صححه.
فقواه أبو داود، لسكوته عنه، وقد قال: وما سكت عنه فهو صالح.
و رواه الحاكم في "المستدرك" (1/ 489 - 490) وسكت عنه.
وهذا فيه تقوية من الحاكم لهذا الحديث، لأن الأصل فيما ذكره في "المستدرك" هو ما صح عنده، كما ذكر ذلك في المقدمة وفي غيرها من كتبه.
وممن قوى هذا الخبر من حيث الإسناد: البيهقي فقد في كتابه "السنن" وسكت عليه من جهة الإسناد ولم يعله بشيء وإنما تكلم عليه من جهة المتن فقال (5/ 136): وقد رويت تلك اللفظة في حديث أم سلمة مع حكم آخر لا أعلم أحدا من الفقهاء يقول بذلك.
وقوّاه ابن القيم في "تهذيب السنن" (2/ 427) فقال بعد أن ذكر هذا الخبر وهذا يدل على أن الحديث محفوظ.
ويظهر أن ابن كثير سلك في هذا الحديث مسلك البيهقي، فقد ذكر هذا الحديث في "البداية والنهاية" (7/ 620 - 621) - في بيان سياق حجة الرسول صلى الله عليه وسلم - ولم يعلّه بشيء من حيث الإسناد، وإنما تكلم عليه من حيث المتن، فقال: و هذا حديث غريب جدا لا أعلم أحدا من العلماء قال به و الله أعلم اهـ.
وقوّاه أيضا علي بن محمد بن عبدالوهاب عندما أفتى به كما تقدم.
والأقرب أن هذا الخبر فيه ضعف و نكارة كما سيأتي بيانه في هذه الرسالة، فمثله لا يعتمد عليه، ولكن الأولى للحاج أن يطوف في اليوم الأول لأمرين:
1. أن هذا هو السنة فقد طاف عليه الصلاة والسلام في اليوم الأول إما قبل الزوال أو بعده.
2. خروجا من الخلاف الذي وقع بين أهل العلم في هذه المسألة.
هذا وقد اطلعت على ما كتبه الأخ الشيخ / محمد بن سعيد الكثيري في مؤلفه الموسوم بـ: "دراسة حديثية لحديث أم سلمة في الحج" فألفيته كتابا نفيسا في بابه، فريدا في معناه، كثير الفوائد، وقد أحسن - وفقه الله تعالى - في تطبيق القواعد الحديثية سالكاً طريقة الحفاظ المتقدمين، والأئمة السابقين، في الحكم على الأحاديث ونقدها، والله أسأل أن يكتب له التوفيق والسداد.
ومن المسائل التي عرض لها في هذا الكتاب وأجاد فيها: مسألة الجهالة، فقد بين متى يقبل حديث المجهول، ومتى يرد حديثه ولا يقبل، فالجهالة في الأصل علة يرد بها الخبر، ولكن أيضا يقبل حديث من ليس بالمشهور وكان فيه جهالة إذا احتفت به القرائن التي تقوي خبره، وبالذات إذا كان من الطبقات المتقدمة كطبقة كبار التابعين.
قال أبو عبدالله الذهبي في "الميزان" (1/ 211) في ترجمة أسقع بن أسلع عن سمرة بن جندب: ما علمت روى عنه سوى سعيد بن حجير الباهلي، وثقه مع هذا يحيى بن معين، فما كل من لا يعرف ليس بحجة لكن هذا الأصل. اهـ
وقد خرج الشيخان لجمع من الرواة فيهم جهالة.
¥(4/145)
قال الذهبي في "الميزان" (3/ 426) في ترجمة مالك بن الخير: مصري، محله الصدق، يروي عن أبي قبيل .... روى عنه حيوة بن شريح - وهو من طبقته - وابن وهب وزيد بن الحباب ورشدين.
وقال ابن القطان: هو ممن لم تثبت عدالته. يريد أنه ما نص أحد على أنه ثقة، وفي رواة "الصحيحين" عدد كثير ما علمنا أن أحدا نص على توثيقهم، والجمهور على أنه من كان من المشايخ قد روى عنه جماعة ولم يأت بما ينكر عليه أن حديثه صحيح. اهـ
وقال أيضا في "الميزان" (1/ 556) في ترجمة حفص بن بغيل - بعد أن ذكر قول ابن القطان الفاسي فيه: لا يعرف له حال - قال: لم أذكر هذا النوع في كتابي هذا، فإن ابن القطان يتكلم في كل من لم يقل فيه إمام عاصر ذلك الرجل أو أخذ عمن عاصره ما يدل على عدالته وهذا شيء كثير، ففي "الصحيحين" من هذا النمط خلق كثير مستورون ما ضعفهم أحد، ولا هم بمجاهيل. اهـ
وقال في الموقظة ص79:"فصل من أخرج له الشيخان على قسمين:
أحدهما: ما احتجا به في الأصول.
وثانيهما: من خرجا له متابعة وشهادة واعتبار.
فمن احتجا به أو أحدهما ولم يوثق ولا وغمز: فهوثقة حديثه قوي." اهـ
قلت: وقد صحح أبو عيسي الترمذي أحاديث في أسانيدها من هو ليس بالمشهور كأبي الأبرد مولي بني خطمة، فقد خرج له في جامعه حديثا (324) عن أسيد بن ظهير رفعه: "الصلاة في مسجد قباء كعمرة"، وقال: حسن صحيح، ولا نعرف لأسيد بن ظهير شيئا يصح غير هذا.
ومن الأمثلة على ما ذكره أبو عبدالله الذهبي في من خرّج له البخاري أو مسلم وهو ليس بالمشهور:
1. أبو بكر بن عثمان بن سهل بن حنيف الأنصاري الأوسي، خرج له الشيخان والنسائي
روى عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف. ولم يذكر له شيخا سواه فيما وقفت عليه.
وعنه مالك بن أنس عبد الله بن المبارك وسفيان الثوري وأنس بن عياض.
ذكره البخاري في "الكنى" (ص 13) وسكت عليه، ومثله ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/ 343)، والذهبي في "الكاشف"، وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول. وذكره ابن حبان في "الثقات" (7/ 655).
قلت: وهو مقل فيما يظهر، أخرج الشيخان (البخاري 54، ومسلم 633) والنسائي كلهم من طريق ابن المبارك عنه عن أبي أمامة قال: صلينا مع عمر بن عبد العزيز الظهر
، ثم خرجنا حتى دخلنا على أنس بن مالك، فوجدناه يصلى العصر، فقلت: يا عم ما هذه الصلاة التي صليت قال: العصر، وهذه صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كنا نصلي معه.
وأخرج له البخاري (914) حديثا آخرا من طريق ابن المبارك عنه عن أبي أمامة عن معاوية في الترديد مع المؤذن ورفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه النسائي 2/ 24من طريق مجمع بن يحيى الأنصاري عن أبي أمامة به.
قال أبو الحجاج المزي: "وهذا جميع ماله عندهم". اهـ
قلت: وأخرج الشيخان له لأمرين:
1. استقامة حديثه، فكلا الحديثين لهما شواهد، والثاني قد توبع عليه.
2. رواية كبار أهل العلم عنه، وعلى رأسهم مالك، والله تعالى أعلم.
2. معن بن محمد بن معن بن نضلة الغفاري، روى عن سعيد المقبري عند البخاري والترمذي والنسائي.
وحنضلة بن علي عند ابن ماجة وعنه ابن جريج وابنه محمد بن معن وعمر بن علي المقدمي وعبدالله بن عبدالله الأموي.
ترجمه البخاري في "الكبير" (7/ 390) وقال: يعد في أهل الحجاز وذكر له حديثا وسكت عنه وسكت عنه أيضا ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (8/ 277) والذهبي في "الكاشف" وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول.
وذكره ابن حبان في الثقات (7/ 490) وهو مقل كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
خرج له البخاري في "صحيحه" (39) فقال: ثنا عبدالسلام بن مطهر ثنا عمر بن علي عن معن بن محمد الغفاري عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة".
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (1/ 94) عن هذا الحديث:
وهو من أفراد معن بن محمد، وهو مدني ثقة، قليل الحديث، لكن تابعه على شقه الثاني ابن أبي ذئب عن سعيد، أخرجه المصنف في كتاب الرقاق بمعناه ولفظه "سددوا وقاربوا" وزاد في آخره والقصد القصد تبلغوا" ولم يذكر شقه الأول وقد أشرنا إلى بعض شواهده ومنها. . . اهـ
¥(4/146)
قلت: وتوثيق ابن حجر له في "الفتح" مع توقفه في التقريب لأن حديثه مستقيم وله شواهد ولرواية بعض كبار أهل العلم عنه، فلهذا وغيره احتج به البخاري.
3. القاسم بن عاصم التميمي ويقال الكليني ويقال الليثي البصري.
روى عن رافع ابن خديج و زهدم بن مضرب و سعيد بن المسيب وعطاء الخراساني.
روى عنه أيوب وحميد الطويل وخالد الحذاء. الليل
ذكره البخاري في "الكبير" (7/ 160) وسكت عنه،وذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/ 115) وقال: ويقال: عثمان بن عاصم. . . وسكت عنه.
والذهبي في "الكاشف" وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول ويظهر أنه مقل.
أخرج له البخاري حديثا من طريق أيوب عنه عن زهدم الجرمي عن أبي موسى وقد أخرجه في مواضع متعددة من صحيح (ينظر رقم 3133وفيه ذكر مواضع الحديث) في بعضها قرن مع القاسم أبو قلابة الجرمي وبعضها أفرد القاسم وحده وفي بعضها عن أبي قلابة وحده (ينظر "أطراف المزي" 6/ 411.
وأخرجه مسلم (1649) من نفس الطريق.
4. بكر بن عمرو المعافري المصري، إمام جامعها، روى عن جمع وعنه جمع، منهم يزيد بن أبي حبيب وحيوة بن شريح وعبدالله بن لهيعة وسعيد ابن أبي أيوب.
خرج له الشيخان و الترمذي والنسائي وابن ماجة في "التفسير" ذكره البخاري في "الكبير" (2/ 91) وسكت عنه، وذكره ابن أبي حاتم (2/ 390) ونقل عن أحمد قوله عندما سئل عنه فقال: يروى له وقال أبو حاتم: شيخ. اهـ
وقال الدارقطني في"سؤالات"الحاكم رقم (288): ينظر في أمره، وفي رواية السلمي عنه: يعتبر به. وقال ابن القطان الفاسي: لا نعلم عدالته وذكره ابن حبان في الثقات.
قلت: و الذي يظهر أن اشتهاره بالعبادة أكثر من غيره فقد قال ابن يونس: كانت له عبادة وفضل. ولهذا قال الذهبي في"الكاشف": عابد قدوة وفي "الميزان": كان ذا فضل و تعبّد محلّه الصدق، واحتج به الشيخان، مات شابا ما أحسبه تكهل و قال ابن حجر في "التقريب": صدوق عابد. وقال في"مقدمة الفتح": له في البخاري حديثا واحدا في التفسير عن
بكير بن الأشج عن نافع عن ابن عمر. . . وهو متتابعة وقد أخرجه البخاري من طريق أخرى. وأما مسلم فيظهر أنه أخرج له حديثا واحدا (ينظر "رجال مسلم" لابن منجوية 1/ 91) وصحح له الترمذي (2344) و ابن حبان (730) والحاكم (4/ 318) حديث: "لو أنكم توكلون على الله حق توكله".
5. جعفر بن أبي ثور السوائي أبو ثور الكوفي،روى عن جده جابر بن سمرة وعنه أشعث بن أبي الشعثاء وسماك بن حرب وعثمان بن عبدالله بن فما موهب ومحمد بن قيس الأسدي.
خرج له مسلم حديثان الأول: الوضوء من لحوم الإبل أخرجه من طريقه عن جابر بن سمرة، والثاني أيضا عن جابر وهو "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمرنا بصيام عاشوراء يحثنا عليه. . ".
قال ابن المديني - في رواية ابنه عبد الله و ابن البراء -: مجهول.
ينظر "الكبرى" للبيهقي 1/ 159 و " تهذيب التهذيب" وقال أبو عيسى الترمذي: مشهور.
ذكره البخاري في "الكبير" (2/ 187) وابن أبي حاتم (2/ 47) وسكت عليه وسكت عليه الذهبي في "الكاشف" وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول.
وذكره ابن حبان في "الثقات".
و قال أبو عيسىالترمذي: هو رجل مشهور وهو من ولد جابر بن سمرة روى عنه سماك وعثمان بن عبدالله بن موهب وأشعث بن أبي الشعثاء اهـ من العلل الكبير 1/ 154.
قال ابن خزيمة في صحيحه 1/ 21: وهؤلاء الثلاثة من أجلّة رواة الحديث.اهـ
قال البيهقي: ومن روى عنه مثل هؤلاء الثلاثة خرج أن يكون مجهولا، ولهذا أودعه مسلم في كتابه "الصحيح" وقد روى سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت أنبأني من سمع جابر بن سمرة يقول: كنا نمضمض من ألبان الإبل و لا نمضمض من ألبان الغنم وكنا نتوضأ من لحوم الإبل و لا نتوضأ من لحوم الغنم.اهـ من السنن الكبرى 1/ 159 وقوله: خرج أن يكون مجهولا يعني: جهالة العين فيما يظهر.
قلت: وتخريج مسلم له لاستقامة حديثه، قال أبو بكر بن خزيمة في "صحيحه" (1/ 21) عن حديثه في الوضوء من لحوم الإبل: ولم نر خلافا بين علماء أهل الحديث أن هذا الخبر صحيح من جهة النقل. . . اهـ.
6. جعفر بن عمرو بن حريث المخزومي روى عن أبيه وعدي بن
¥(4/147)
حاتم و هو جده لأمه و عنه حجاج بن أرطاة والربيع والفضل أبناء سعد الجعفي ومساور الوراق و المسيب بن شريك و معن بن عبدالرحمن المسعودي.
خرج له مسلم وأبو داود و الترمذي في "الشمائل" والنسائي و ابن ماجة كلهم من طريق مساور الوراق عنه عن أبيه عمرو بن حريث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خطب الناس وعليه عمامة سوداء".
ولعله ليس له في الستة إلا هذا الحديث.
وذكره البخاري في "الكبير" (2/ 193) وسكت عنه، ومثله ابن أبي حاتم (2/ 484) وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال ابن حجر ف ي"التقريب": مقبول. وأما الذهبي فقال في "الكاشف": ثقة.
قلت: ويبقى و يظهر أن الذهبي وثقه لاستقامة حديثه ولتخريج مسلم له وحديثه صحيح.
7. أسامة بن حفص المدني روى عن عبيد الله بن عمر و موسى بن عقبة وهشام بن عروة و يحيى بن سعيد الأنصاري وعنه إبراهيم بن حمزة الزبيدي وابن زبالة ومحمد بن عبيد الله المديني ويحيى ابن أبي قتيلة.
ذكره البخاري في "الكبير" (2/ 23) وقال: عن هشام بن عروة سمع منه محمد بن عبيد الله. اهـ ولم يذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل".
وقال اللالكائي: مجهول. روى له البخاري (7055) حديثا واحدا بمتابعة أبي خالد الأحمر و الطفاوي كلهم عن هشام بن عروة عن أبيه دعنا عن عائشة أن أناسا يأتونا باللحم. . . وقد تابعه على رفعه جماعة وهو في "الموطأ" موقوف. اهـ
ينظر "تهذيب الكمال" و " تهذيبه". وقال الأزدي: ضعيف. وقال الذهبي في "الميزان": صدوق، ضعفه أبو الفتح الأزدي بلا حجة. و قال اللالكائي: مجهول. قلت: روى عنه أربعة. اهـ وسكت عليه في "الكاشف" وقال ابن حجر في "التقريب": صدوق.
وقال في الفتح (9/ 634): هو شيخ لم يزد البخاري في "التاريخ" في تعريفه على ما في هذا الإسناد وذكر غيره أنه روى عنه أيضا يحيى بن إبراهيم بن أبي قتيلة ولم يحتج البخاري
بأسامة هذا، لأنه قد أخرج هذا الحديث من رواية الطفاوي و غيره. . . " اهـ
قلت: وقد ذكر الاختلاف الذي وقع في الحديث في وصله وإرساله.
8. محمد بن عبدالرحمن بن عبدالله مولى الزهريين،قال الذهبي في "الميزان" (3/ 622): فيه جهالة، خرج له مسلم عن أبي سلمة، تفرد عنه يحيى بن أبي كثير. اهـ
وقال ابن حجر في " التقريب": مجهول.
وفي "تهذيب الكمال": روى عن عباد بن أوس وأبي سلمة بن عبدالرحمن. . . يقال إنه ابن ثوبان. اهـ
9. عبدالله بن محمد بن معن، روى عن أم هشام،وثق، وفيه جهالة احتج به مسلم، ما روى عنه سوى خبيب بن عبد الرحمن، فروى عنه عن بنت حارثة بن النعمان قالت: ما حفظت سورة "ق" إلا من في رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب بها يوم الجمعة.
قلت: قد توبع في مسلم (ينظر "الصحيح" 872، 873).
وهؤلاء الرواة الذين تقدم ذكرهم وغيرهم: بعضهم ليس بالمشهور الشهرة التامة، وبعضهم دون ذلك، وهذه الأمثلة تدل على احتياط البخاري ومسلم فيمن خرجا له، وصحة كتابيهما، وأنهما - بدون شك - في الدرجة العليا من الصحة، ذلك لأنهما عندما خرجا لمن ليس بالمشهور انتقيا ما كان مستقيما من حديثه، و أخرجا ما توبعوا عليه في الغالب، وبعض هؤلاء الرواة روى عنه بعض كبار الأئمة، هذا يعد قرينة على قوة حديثهم، والله تعالى أعلم.
فصل
في من صحح من الأئمة أحاديثَ رواةٍ فيهم جهالة
من الأئمة الذين وُقف لهم على تصحيح لأحاديثِ بعضِ من فيهم جهالة:
1. أبو عيسى الترمذي، فقد أخرج حديثا (823) من طريق محمد بن عبدالله بن الحارث بن نوفل أنه سمع سعد بن أبي وقاص. . . و ذكر الحديث في متعة الحج، ثم قال: هذا حديث صحيح.
قلت: ومحمد بن عبدالله ذكره ابن حبان في "الثقات"، وجزم ابن عبدالبر بأن الزهري تفرد بالرواية عنه، وقال: ولا يعرف إلا برواية الزهري. وسكت عنه الذهبي في "الكاشف". وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول.
وصحح أبو عيسى أيضا حديث الهرة (92) و قد صححه معه جمع من الحفاظ، وهو من طريق حميدة بنت عبيد بن رفاعة عن كبشة عن أبي قتادة.
وحميدة وكبشة غير مشهورتين، قال ابن مندة: وحميدة وخالتها كبشة لا يعرف لهما رواية إلا في هذا الحديث، ومحلهما محل الجهالة اهـ من "نصب الراية" (1/ 137)، وذكر الذهبي كبشة ضمن النساء المجهولات.
¥(4/148)
وصحح أبو عيسى أيضا: حديث (124) عمرو بن بجدان عن أبي ذر في الصعيد، وعمرو فيه جهالة، قال العجلي - كما في "ترتيب الثقات" (1250) -: ثقة. وذكره ابن حبان في "الثقات"، لكن قيل لأحمد: عمرو معروف؟ قال: لا. وقال ابن المديني: لم يرو عنه غير أبي قلابة. وقال ابن القطان: لا يعرف. وقال الذهبي في "الميزان": و قد وثق عمرو مع جهالته. و في "الكاشف": وُثق. وقال ابن حجر في "التقريب": لا يعرف حاله.
وهناك أحاديث أخرى يطول المقام بذكرها، وليس هذا خاصا بالترمذي بل:
2. ابن خزيمة أيضا صحح لبعض من فيهم جهالة، وهو أوسع من أبي عيسى في هذا، والأمثلة على ذلك كثيرة في "صحيحه" (ينظر مثلا: 315، 412، 415، 481 - 482).
3. وابن جرير الطبري كذلك، فقد روى في "تهذيب الآثار" في مسند علي (ص 118) من طريق أبي إسحاق عن سعيد بن ذي حدّان عن علي. . . ثم قال: وهذا خبر عندنا صحيح سنده، وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيما غير صحيح لعلل. . . إلى أن قال: والثالثة: أن سعيد بن ذي حدان عندهم مجهول، ولا تثبت بمجهول في الدين حجة. اهـ
قلت: قال ابن المديني عنه: وهو رجل مجهول، لا أعلم أحدا روى عنه إلا أبو إسحاق، وذكره ابن حبان في "الثقات" (4/ 282) على عادته، وقال: ربما أخطأ.
وصحح أيضا لحلام الغفاري، فقد روى في مسند علي من "تهذيب الآثار" (ص 158) من طريق شقيق بن سلمة عنه عن أبي ذر ... ثم قال: وهذا خبر عندنا صحيح سنده، وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيما غير صحيح لعلل. . . إلى أن قال: والثانية: أن حلّاما الغفاري عندهم مجهول غير معروف في نقله الآثار، ولا يجوز الاحتجاج بمجهول في الدين. اهـ
قلت: وحلّام هذا مجهول فيما يظهر، وقد ترجم ابن أبي حاتم لحلام بن حزل وقال: يقال هو ابن أخي أبي ذر، روى عن أبي ذر، روى عنه أبو الطفيل، سمعت أبي يقول ذلك اهـ، وذكره البخاري في "التاريخ" (3/ 129) و سمّاه: حلاب بن حزل. وسكت عنه.
وصحح أيضا لهانئ مولى علي، وفيه جهالة، فقد روى في مسند علي من "تهذيب الآثار" (ص170) من طريق العلاء بن عبدالرحمن عن أبيه عنه عن علي ... ثم قال: وهذا خبر عندنا صحيح سنده، وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيما غير صحيح لعلل. . . إلى أن قال: والثانية: أن هانئا مولى علي غير معروف في أهل النقل، فلا يجوز الاحتجاج بنقله في الدين حجة. اهـ
قلت: ترجم له البخاري في "تاريخه" (8/ 229) وابن أبي حاتم (9/ 100) وسكتا عنه، وذكره ابن حبان في "الثقات" (5/ 509) على عادته، وترجم له ابن حجر في "التهذيب" ولم يذكر فيه توثيقا سوى ما جاء عن ابن حبان، ولذلك قال الذهبي في "الميزان" (4/ 291): لا يعرف.
وصحح أيضا لمسور بن إبراهيم كما في مسند باقي العشرة (ص 102)، وقد قال عنه الذهبي في "الميزان" (4/ 113): لا يعرف حاله، وحديثه منكر. وعندما ترجم له ابن حجر في "التهذيب" لم ينقل توثيقه عن أحد، ولم يذكره حتى ولا ابن حبان في "الثقات" فيما يظهر.
وصحح أيضا لنوفل بن إياس الهذلي كما في مسند باقي العشرة (ص120 - 121)، و هو ممن تجهل حاله، قال الذهبي في "الميزان" (4/ 280): لا يعرف اهـ وذكره ابن حبان في "الثقات" (5/ 479) كعادته في ذكر مثله.
وصحح أيضا لأبي الرداد الليثي، كما في مسند باقي العشرة (121 - 123) وفيه جهالة (تنظر ترجمته في "الميزان" و "اللسان").
ومن صحح له أيضا عبيدالله بن الوازع، كما في مسند باقي العشرة (ص550) فقد روى من طريقه عن هشام بن عروة عن أبيه قال: قال الزبير ... ثم قال: وهذا خبر عندنا صحيح سنده، وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيما غير صحيح لعلتين. . . إلى أن قال: والثانية: أنه من رواية عبيدالله بن الوازع ... وعبيدالله عندهم غير معروف في نقلة الآثار. اهـ
¥(4/149)
وعبيدالله هذا مجهول، لم يترجم له البخاري في "تاريخه"، ولا ابن أبي حاتم، وعندما ترجم له ابن حجر في "تهذيب التهذيب" لم ينقل توثيقه عن أحد، ولم يذكر في الرواة عنه سوى حفيده عمرو بن عاصم، ولذلك قال في "التقريب": مجهول. وذكره الذهبي في "الميزان" (3/ 17) وقال: ما علمت له راويا غير حفيده. اهـ ولم يذكر فيه توثيقا، وأما قوله عنه في "الكاشف": (صدوق) فهذا فيه نظر لما تقدم، وذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 403) وطريقته في مثله معروفة.
وممن صحح أيضا: ابن أبي عمرة الأنصاري، فقد روى في باقي مسند العشرة (531) من طريق المسعودي عن ابن أبي عمرة عن أبيه. . . وقد قال قبل ذلك (ص 526): وقد وافق الزبير في رواية هذا الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة من أصحابه، نذكر ما صح عندنا من ذلك سنده. اهـ ثم ذكر أحاديث منها هذا الحديث.
و ابن أبي عمرة هذا مجهول فيما يظهر، وقد اختلف على المسعودي في تسميته، فمرة سماه: أبو عمرة، ومرة: رجل من آل أبي عمرة، ومرة أخرى: ابن أبي عمرة كما تقدم وهذا يؤكد جهالته، والله أعلم.
وتنظر ترجمته في: "التهذيب" و " الميزان" (4/ 558) و " الكاشف"، وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب": مجهول من السادسة، وإلا فالصواب أنه الأنصاري والد عبدالرحمن. اهـ
قلت: الأنصاري والد عبدالرحمن صحابي، وقد مات في خلافة علي رضي الله عنه، فهو ليس هذا جزما.
تبين مما تقدم ما يلي:
1. أن أبا جعفر بن جرير صحّح لجمع من المجهولين، وتقدم أيضا ذكر الأدلة من أقوال الأئمة على جهالتهم.
2. أن بعض هؤلاء الرواة نص أبو جعفر على جهالتهم عند الآخرين، فعلى هذا لا يقال: إنه خفي على أبي جعفر جهالة هؤلاء الرواة، وعندما ذكر مخالفته لمذهب الآخرين في عدم جهالتهم لم يذكر ما يدلُّ على توثيقهم.
3. أن أبا جعفر نص على تصحيح الأسانيد التي فيها هؤلاء الرواة لذاتها، فعلى هذا لا يقال: إنه صحح هذه الأحاديث لشواهدها، خاصة أن بعض هذه الأسانيد منكرة، مثل تصحيحه لحديث سعيد بن ذي حدان، فإن الصواب وقفه على علي رضي الله عنه، وإن كان المتن جاء من حديث صحابة آخرين.
ومثل تصحيحه لحديث المسور بن إبراهيم، وحديثه منكر فرد، لم يتابع عليه، قال أبو حاتم الرازي في "العلل" لابنه (1/ 452) عنه: هذا حديث منكر، و مسور لم يلق عبدالرحمن، وهو مرسل أيضا. وقال الذهبي في "الميزان" (4/ 113): لا يعرف حاله، وحديثه منكر. اهـ
4. أن أبا جعفر بن جرير وإن كان يشترط لصحة الخبر أن يكون رواته ثقات - كما في مسند ابن عباس من "تهذيب الآثار" (ص: 26، 342، 623، وغيرها) - وأحيانا ينص على اشتراط العدالة - كما في مسند عمر (ص280) ومسند علي (272) ومسند ابن عباس (ص770) وغير ذلك - ولكنه يتوسع في حد الثقة كما تقدم في تصحيحاته، والله تعالى أعلم.
4. وأيضا أبو عبدالله الحاكم ممن يصحح أحاديث المجاهيل: فإنه في عدة مواضع من "المستدرك" ينص على جهالة أحد الرواة ومع ذلك يصحح حديثة، ومن ذلك:
ما أخرجه في "المستدرك" (1/ 58) من طريق محمد بن عبد العزيز بن عبدالرحمن بن عوف. . . ثم قال: وهذا حديث غريب صحيح ولم يخرجاه لجهالة محمد بن عبد العزيز الزهري هذا.
وأخرج أيضا (1/ 491) من طريق أبي المليح الهذلي عن أبي صالح. . . ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد، فإن أبا صالح الخوزي و أبا المليح الفارسي لم يذكرا بالجرح، إنما هما في عداد المجهولين لقلة الحديث. اهـ
وأخرج أيضا (1/ 448) من طريق أبي صفوان عن ابن عباس. . . ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد. . وأبو صفوان هذا سماه غيره - يعني الراوي عنه - مهران مولى لقريش، ولا يعرف بالجرح. اهـ
قلت: ولم يعرف أيضا بالعدالة والثقة، وقد قال أبو زرعة: لا أعرفه إلا في هذا الحديث.اهـ وقال ابن حجر: مجهول.
ومن ذلك ما رواه (1/ 76) من طريق أبي سبرة بن سلمة الهذلي عن عبدالله بن عمرو، ثم قال: حديث صحيح اتفق الشيخان على الاحتجاج بجميع رواته، غير أبي سبرة الهذلي، وهو تابعي كبير، مبين ذكره في المسانيد والتواريخ، غير مطعون فيه.
وأبو سبرة هو سالم بن سبرة، وهو مجهول، قال ابن عبدالبر في "الاستغناء" (2/ 112) قيل: هو مجهول. وقال الذهبي في "الميزان" (4/ 527): لا يعرف. وكذلك قال في"المغني" (2/ 786) وذكره البخاري في "التاريخ" (4/ 113) وسكت عليه.
وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4/ 182): سالم ابن سبرة أو سبرة الهذلي روى. . . روى عنه. . . سمعت أبي يقول ذلك، ويقول: وهو مجهول. اهـ
ثم قال بعد ذلك: سالم بن سلمة الهذلي، أبو سبرة، روى عن. . . روى عنه. . . ثنا عبدالرحمن سمعت أبي يقول ذلك.
وأخرج أيضا (1/ 119) من طريق كثير بن أبي كثير ثني ربعي بن حراش. . . ثم قال: هذا حديث صحيح، فإن كثير بن أبي كثير كوفي سكن البصرة، روى عنه يحيى بن سعيد القطان وعيسى بن يونس، ولم يذكر بجرح.
وأخرج (1/ 487) حديثا من طريق أبي الأبرد موسى بن سليم. . . ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، إلا أن أبا الأبرد مجهول. اهـ
وهناك أحاديث توقف الحاكم في صحتها من أجل جهالة بعض رواتها،ومن ذلك:
(1/ 206) روى حديثا ولم يحكم عليه بالصحة، وذكر أنه لم يعرف أحد رواته بعدالة ولا بجرح.
و (3/ 62) روى حديثا وقال: لولا مكان محمد بن سليمان السعيدي من الجهالة لحكمت لهذا الإسناد بالصحة.
و (3/ 60) روى حديثا آخر ولم يحكم عليه بالصحة، وحكم على أحد رواته بالجهالة.
ولهذا أمثلة أخرى.
انتهى ويليه إن شاء الله:
فصل في من وثق بعض الرواة مع ما فيهم من الجهالة
¥(4/150)
ـ[أبومعاذ النجدي]ــــــــ[26 - 04 - 03, 03:22 م]ـ
أتمنى لو يوضع بصيغة الوورد من أجل أن يسهل تحميله،وجزاك الله خيراً على هذا الموضوع.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[13 - 12 - 03, 06:42 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الدعاء .. الدعاء
انتهى ويليه إن شاء الله:
فصل في من وثق بعض الرواة مع ما فيهم من الجهالة
إن شاء الله
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 01 - 04, 06:23 م]ـ
جزى الله شيخنا المحدث عبدالله بن عبدالرحمن السعد خيرا على هذه المقدمة النفيسة لهذا الكتاب، وكذلك تجد عددا من تقديماته للكتب مليئة بالفوائد النفيسة، كتقديمه للقطعة الموجودة من كتاب شرح علل ابن أبي حاتم لابن عبدالهادي وغيرها كثير، نسأل الله أن يحفظ الشيخ ويبارك في علمه، ويجزيه خير الجزاء.
ـ[ابن مسعود]ــــــــ[28 - 08 - 04, 08:08 م]ـ
تكملة كلام الشيخ فرج الله همه وفك أسره وثبته على الحق
فصل
في من وثق بعض الرواة مع ما فيهم من الجهالة
كما صحح جمع من الحفاظ لبعض الرواة الذين فيهم جهالة، فإن هناك أيضا جمع من الحفاظ وثقوا جمعا من الرواة مع ما فيهم من الجهالة، ولعل السبب في ذلك هو وجود بعض القرائن التي احتفت بهم وبحديثهم فلذلك وثقوهم.
ومن هؤلاء الحفاظ:
1. يحيى بن معين فقد وثق جمعا من الرواة هم ليسوا بالمشهورين، قال عبدالرحمن بن يحيى المعلمي في "التنكيل" (1/ 66):
"فإن أئمة الحديث لا يقتصرون على الكلام فيمن طالت مجالستهم له وتمكنت معرفتهم به، بل قد يتكلم أحدهم فيمن لقيه مرة واحدة وسمع منه مجلساً واحداً أو حديثا واحدا، وفيمن عاصره ولم يلقه ولكنه بلغه شيء من حديثه، وفيمن كان قبله بمدة قد تبلغ مئات السنين إذا بلغه شيء من حديثه، ومنهم من يجاوز ذلك، فابن حبان قد يذكر في "الثقات" من يجد البخاري سماه في "تاريخه" من القدماء وإن لم يعرف ما روى وعمن روى ومن روى عنه، ولكن ابن حبان يشدد - وربما تعنت - فيمن وجد في روايته ما استنكره وإن كان الرجل معروفاً مكثرا، والعجلي قريب منه في توثيق المجاهيل من القدماء، وكذلك ابن سعد، وابن معين والنسائي وآخرون غيرهما يوثقون من كان من التابعين أو أتباعهم إذا وجدوا رواية أحدهم مستقيمة، بأن يكون له فيما يروي متابع أو شاهد، وإن لم يرو عنه إلا واحد ولم يبلغهم عنه إلا حديث واحد فممن وثقه ابن معين من هذا الضرب: الأسقع بن الأسلع والحكم بن عبد الله البلوي ووهب بن جابر الخيواني وآخرون، وممن وثقه النسائي: رافع بن إسحاق وزهير بن الأقمر وسعد بن سمرة وآخرون، وقد روى العوام بن حوشب عن الأسود بن مسعود عن حنظلة بن خويلد عن عبد الله بن عمرو بن العاص حديثاً ولا يعرف الأسود وحنظلة إلا في تلك الرواية فوثقهما ابن معين وروى همام عن قتادة عن قدامة بن وبرة عن سمرة بن جندب حديثاً ولا يعرف قدامة إلا في هذه الرواية فوثقه ابن معين مع أن الحديث غريب وله علل أخرى (راجع "سنن البيهقي" ج 2 ص 248).
ومن الأئمة من لا يوثق من تقدمه حتى يطلع على عدة أحاديث له تكون مستقيمة وتكثر حتى يغلب على ظنه أن الاستقامة كانت ملكة لذاك الراوي، وهذا كله يدل على أن جل اعتمادهم في التوثيق والجرح إنما هو على سبر حديث الراوي، وقد صرح ابن حبان بأن المسلمين على الصلاح والعدالة حتى يتبين منهم ما يوجب القدح، نص على ذلك في "الثقات" وذكره ابن حجر في "لسان الميزان" (ج 1 / ص 14) واستغربه، ولو تدبر لوجد كثيراً من الأئمة يبنون عليه فإذا تتبع أحدهم أحاديث الراوي فوجدها مستقيمة تدل على صدق وضبط ولَم يبلغه ما يوجب طعناً في دينه وثقه، وربما تجاوز بعضهم هذا كما سلف" اهـ.
قلت: هذا الكلام الذي قاله المعلمي ظاهر لمن تتبع كلام هؤلاء الأئمة وهو كلام نفيس في هذه المسألة وقد سبقه إلى نحوه الذهبي كما تقدم وكل الذين ذكرهم المعلمي ذكرهم الذهبي في "الميزان" ونصّ على جهالتهم أو أشار إلى ذلك فقد تقدم كلامه عن أسقع، وقال عن الحكم بن عبدالله: لا يعرف. وقال عن وهب بن جابر: لا يكاد يعرف. وقال عن أسود بن مسعود: لا يدرى من هو. وقال عن قدامة بن وبرة: لا يعرف.
وممن يقوي المجاهيل أحيانا - أو من ليسوا بمشهورين - إذا احتفت بحديثهم القرائن:
2. أبو عبدالرحمن النسائي، ومن الرواة الذين قواهم:
¥(4/151)
1. بشير بن سلام، وقيل: ابن سلمان، قال الذهبي في"الميزان": لا يدرى من هو، لكن قال النسائي: ليس به بأس. قلت: لا يعرف إلا في هذا الخبر. اهـ
وحديثه هو ما أخرجه النسائي (1/ 261) من طريق خارجة بن عبدالله بن سليمان بن زيد بن ثابت ثني الحسين بن بشير بن سلام عن أبيه قال: دخلت أنا ومحمد بن علي على جابر، فقلنا له: أخبرنا عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى الظهر حين زالت الشمس ...
قلت: هذا الراوي فيه جهالة، لأنه لا يعرف إلا في حديث واحد ولم يرو عنه - فيما يظهر- إلا ابنه الحسين، فمثله فيه جهالة، ولكن لأن هذا الحديث جاء نحوه من طرق أخرى عن جابر، فلذلك فيما يظهر - والله أعلم - قواه النسائي لهذه القرائن، ومثله أبو داود - فيما يظهر - فقد قال أيضا: لا بأس به. وذكره ابن حبان في "الثقات"، ولهذا قال ابن حجر في "التقريب": صدوق.
2. ومنهم: عفيف بن عمرو السهمي، خرّج له أبو داود - من بين أصحاب الكتب الستة - حديثا واحدا (578) من طريق عبدالله بن وهب أنا عمرو بن الحارث عن بكير أنه سمع عفيف بن عمرو بن المسيب يقول: حدثني رجل من بني أسد بن خزيمة، أنه سأل أبا أيوب الأنصاري قال: أصلي في منزلي الصلاة ثم آتي المسجد، فتقام الصلاة، فأصلي معهم، فأجد في نفسي من ذلك شيئا. قال أبو أيوب: سألنا عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ذلك له سهم جمع ". وأخرجه مالك في "الموطأ" (1/ 133) عن عفيف السهمي به موقوفا.
وقد اختلف في اسم عفيف، فقيل: يعقوب بن عفيف بن المسيب. قاله عبدالله بن صالح عن الليث عن يحيى بن أيوب عن عمرو بن الحارث عن بكير عن يعقوب بن عفيف بن المسيب أنه سأل أبا أيوب فذكره كما في "أطراف المزي" (3/ 108).
و رواه أبو بكر بن المقرئ - كما في "تهذيب الكمال" (5/ 192) وقد رواه المزي من طريقه -: ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا حرملة بن يحيى ثنا عبدالله بن وهب أنا عمرو بن الحارث عن بكير أنه سمع عفيف بن عمر بن المسيب به.
وقال أبو داود - كما في "الأطراف" (3/ 18) -: قال مالك: عفيف بن عمر، وهو عفيف بن عمرو.
فمثل هذا الراوي فيه جهالة، وذلك لأمور:
1. لم يذكر له إلا هذا الحديث الواحد، وقد اختلف فيه: في رفعه ووقفه وفي إسناده.
2. أنه اختلف في اسم عفيف كما تقدم.
3. أن البخاري ذكره في "تاريخه" (7/ 75) وقال: عن رجل من بني أسد أنه سأل أبا أيوب عمن صلى ثم أدرك الصلاة، قال: له سهم جمع. قاله ابن أبي أويس عن مالك اهـ وسكت عنه.
يتبع
وبشراي للإخوة أن الشيخ بحمد الله بخير وحال طيبة
والشيخ في محبسه فرج الله عنه يجعل وقته من العصر إلى العشاء في قراءة القرآن ومن العشاء إلى الفجر للسنة وحاله قبل السجن قريبة من هذا من قراءته للقرآن وتعبده نسأل الله له تعجيل الفرج ولا تنسوه من الدعاء ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ـ[عمر السنيدي]ــــــــ[30 - 08 - 04, 12:41 ص]ـ
كان لدي بالمفضلة موقع فيه غالب مقدمات الشيخ على الكتب.
وبحثت عنه فلم أجده، حتى في محرك البحث google!
فهل هو موجود عند أحد الاخوة ليفيدنا به مشكورا
ـ[ابن مسعود]ــــــــ[30 - 08 - 04, 06:42 م]ـ
الموقع كان في موقع استضافة مجاني ثم حذف
وكل ما فيه عندي، وإن أردت أفردت موضوعا خاصا بما يتوفر على الشبكة للشيخ. أو إن كان لك طلب شيء خاص منها سعيت والإخوة في توفيره إن شاء الله.
ـ[عبدالله بن عقيل]ــــــــ[30 - 08 - 04, 06:47 م]ـ
أخانا الفاضل .. ابن مسعود ..
ليتك تضع كل ذلك في موضوع خاص في هذا الملتقى، فإن ذلك أحفظ لتلك النفائس ..(4/152)
ابن القطان من خلال الوهم والإيهام
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[27 - 04 - 03, 12:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ابن القطان من خلال الوهم والإيهام
- التعريف بابن القطان:
في كتاب ((نصب الراية لأحاديث الهداية)) للحافظ جمال الدين الزيلعي المتوفى سنة 762:
(( .. وروى الدارقطني والبيهقي في سننيهما من حديث الحسين بن نصر المؤدب عن سلام بن سليمان .. حديث: ((اجعلوا أئمتكم خياركم)) قال البيهقي: إسناده ضعيف. اه؛ وقال ابن القطان في كتابه: ((وحسين بن نصر لا يعرف)) [1]
وفي ((التلخيص الحبير)) للحافظ ابن حجر أثناء الكلام على طريق حديث الوضوء من بئر بضاعة:
" وأعله ابن القطان بجهالة راويه عن أبي سعيد؛ واختلاف الرواة في اسمه واسم أبيه؛ قال ابن القطان: وله طريق أحسن من هذه .. " [2]
وفي ((ميزان الاعتدال في نقد الرجال)) للحافظ الذهبي:
((جعفر بن إياس (ع) أبو البشر الواسطي أحد الثقاة. . . وقال أبو حاتم وغيره: ثقة؛ وقال ابن القطان: كان شعبة يضعف حديث أبي البشر عن مجاهد؛ وقال:لم يسمع منه شيئا)) [3]
هكذا يجد المتتبع لكتب الحديث والرجال؛ عشرات من مثل هذه النقول عن ابن القطان في التصحيح والتضعيف والتعليل والتجريح والتعديل؛ والملاحظ أن أغلب آرائه تكون وأحكامه تكون مسلمة من النقاد؛ وفي بعض الأحيان يمكن العثور على مناقشات لكلامه؛ وأخد ورد حسب أصول الفن وقواعده.
فمن هو ابن القطان؟
1 - مولده ووفاته:
هو أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الملك بن يحيى بن محمد بن إبراهيم بن خلصة بن سماحة؛ الحميري؛ الكتامي الأصل؛ الفاسي المولد والمنشأ نزيل مراكش؛ المعروف بابن القطان.
وقد ذكر من ترجمه كابن الزبير وابن القاضي؛ وأحمد بابا؛ أن أصل أجداده من قرطبة بالأندلس [4] ولم يشر ابن الأبار ولا ابن عبد الملك اللا أصله الأندلسي؛بل ذكراه في الغرباء الزائرين؛ وقال عنه ابن عبد الملك: "فاسي سكن مراكش "
ولد أبو الحسن بفاس فجر يوم عيد الأضحى سنة اثنتين وستين وخمسمائة 562. قال ابن عبد الملك " وكانت وفاته بين العشائين من الليلة التي أهل فيها هلال ربيع الأول من سنة 628 ودفن بالركن الواصل بين الصحنين الشمالي والغربي من الزنقة لصق الجامع الأعظم بسجلماسة؛ وقبره معروف هناك إلى للآن "
2 - نشأته وانتقاله من فاس إلى مراكش:
لا شك أن ابن القطان نشأ بفاس؛ وبها تلقى علومه الأولى؛ ولم ينتقل إلى مراكش إلا بعد أن جاوز العشرين من عمره؛ غير أن المصادر لا تذكر شيئا عن نشأته الأولى بفاس؛ولا عن آبائه؛ ولا عن دراسته؛ ولا عن تاريخ مغادرته لمدينة فاس.
علم الحديث على عهد الموحدين
من المعروف أن دولة الموحدين قامت على أساس تغيير ما كان مألوفا في وقت المرابطين من نظم وتقاليد؛ ومذهب وفكر ونظر؛ ولم تتفق الدولتان إلا على بعض الأشياء؛ منها تكريم العلماء خاصة الوافدين منهم؛ إلا أن تكريم المرابطين لغير الفقهاء كان سياسيا فقط؛ أي يقتضيه مظهر الدولة وفخامتها. أما الاعتبار الأول عندهم فهو لفقهاء الفروع على مذهب الإمام مالك؛ كما يقول صاحب ((المعجب)) [5] عن علي بن يوسف بن تاشفين: " ولم يكن يقرب من أمير المسلمين ويحظى عنده إلا من علم الفروع أعني فروع مذهب مالك فنفقت في ذلك الزمان كتب المذهب وعمل بمقتضاها ونبذ ما سواها حتى نسي النظر إلى كتاب الله وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .. "
فكان لازما أن تغير هذه الحال في دولة الموحدين باعتبار ما قامت على أساسه من قلب الأوضاع.
والذي يعنينا بالذات؛ هو المقابلة بين الفقه والحديث؛ فما كان يحظى به الفقهاء عند المرابطين أصبح من نصيب المحدثين في بلاط الموحدين؛ إذ كان مبدؤهم هو أخذ الأحكام من الكتاب والسنة؛ ولذلك باعدوا فقهاء الفروع وأحرقوا كتب الفقه المالكي كما هو معروف ومستفيض؛ وقربوا المحدثين وأمروهم بتأليف الكتب في الحديث ليستعاض بها عن كتب الفقه.
¥(4/153)
وبالجملة ما وصل إليه علم الحديث أيام الموحدين من ازدهار؛ لا يحتاج إلى دليل؛ إذ ذلك معروف ومعلوم لكل من خبر تاريخ المغرب من قريب أو من بعيد؛ ويمكن الاكتفاء بقول الأستاذ المنوني في بحثه القيم عن ((العلوم والفنون في عهد الموحدين)): " ه1ابن القطان إلى ما وجد في المغرب على عهدهم من أعلام كبار من الأندلس والقيروان وغيرهما؛ حتى اجتمع في فاس على حد تعبير ((المعجب)) علم القيروان وعلم قرطبة؛ وصارت مراكش هي الأخرى عاصمة علم ثانية؛ الأمر الذي له دخل كبير في تسمية غير واحد لها ببغداد المغرب؛ وكذا سبتة وطنجة وغير مدينة من مدن المغرب " [6] ويضيف " وكذا ازدهر الحديث في هذا العهد ازدهارا لم يكن له من قبل؛ وقد استمد نهضته من اهتمام الموحدين به اهتماما كبيرا ظهر في استدعائهم للمحدثين من الأندلس؛ وأمرهم بتدريسه إلى جانب المحدثين المغاربة. "
3 - شيوخ ابن القطان:
على هذا البصاط الحديثي الذي نسجه الموحدون ولد أبو الحسن بن القطان ونشأ وتلقى علومه؛ فوجد سوق الحديث رائجة؛ وشيوخه متوافرين؛ ورواته محترمين؛ وطلبته متكاثرين؛ والباحثين والمناظرين في مسائله نشطين متحفزين؛ كما يؤكد هو نفسه في مقدمة كتابه ((بيان الوهم والايهام)) إذ يقول: "قد يكون (أي كتابه) مما لم يسبق إليه في الصناعة الحديثية وترتيب النظر فيها المستفاد بطول البحث وكثرة المباحثة والمناظرة؛ وشدة الاعتناء ".
ومن شيوخ فاس ومراكش؛ أو ممن كان يفد عليهما من حفاظ الحديث والمعتنين بروايته؛ تلقى علومه؛ حيث لازمهم؛ ونهل من حياض معارفهم واستكثر من رواية الحديث؛ ومن لم يتيسر له لقاؤه ممن علت روايتهم من الأندلسيين كاتبهم مستجيزا فأجازوا له؛ بعد أن بلغهم نبوغه وتحصيله.
وقد ضمن هؤلاء الشيوخ ما بين سماع إجازة ((برنامجه)) الذي قال عنه ابن القاضي: " وجمع برنامجا مفيدا في مشيخته " [7] ونقل ابن عبد الملك من هذا ((البرنامج)) الذي وقف عليه؛ تفصيل شيوخ السماع من شيوخ الإجازة حيث ختم قائمة شيوخ السماع بقوله: " هؤلاء لقيهم وأكثر عنهم " ثم بدأ سرد أسماء المجيزين بقوله: " وكتب إليه مجيزا …… " [8]
كما أنه رحل إلى إفريقية والأندلس فأخذ عن شيوخهما. وقد ذكره ابن الأبار وابن عبد الملك في قسم الزائرين للأندلس.
ونكتفي هنا بذكر أبرز شيوخه في الحديث؛ كما ذكرهم مترجموه؛ أما شيوخه في العلوم الأخرى؛ أو كل شيوخه في الحديث؛ فيطول الحال باستعراضهم.
- أبو الحسن بن النقرات؛ واسمه علي بن موسى بن علي بن خلف السالمي؛قال بن عبد الملك: " كان مقرئا مجودا محدثا راوية … " وبعد أن ذكر شيوخه قال: " روى عنه أبو الحسن ابن القطان … " [9]
- أبو القاسم بن ملجوم الفاسي؛ واسمه عبد الرحيم بن عيسى بن يوسف له رواية واسعة بالمغرب والأندلس توفي سنة 604؛ قال بن القاضي: " وكان متصل العناية بالرواية ولقاء الشيوخ والإكثار من حمل الرواية؛ بصيرا بالحديث؛ محافظا على تقييده وضبطه … ". [10] ذكره في شيوخ بن القطان ابن الزبير وابن عبد الملك.
- أبو عبد الله بن البقار؛ واسمه محمد بن إبراهيم بن حزب الله؛ فاسي قال بن الأبار: "… وكان من أهل الفقه والحديث متحققا بالرواية والحديث عن رجالها؛ عاكفا على التدريس؛ حافظا متقنا … روى عه أبو الحسن ابن القطان؛ وتفقه به؛ فأجاز له جميع روايته في سنة582" [11]
- أبو بكر بن المواق؛ والد الحافظ أبي عبد الله تلميذ ابن القطان واسمه أبو بكر بن خلف الأنصاري؛ قرطبي قال بن الأبار: " وعني بالحديث على جهة التفقه والتعليل والبحث عن الأسانيد والرجال والزيادات وما يعارض وما يعاضد؛ ولم يعن بالرواية؛ وقد حدث وسمع منه أبو الحسن ابن القطان … " [12]
¥(4/154)
- ومن أجل شيوخه الحافظ المغربي الكبير أبو عبد الله محمد بن طاهر الحسيني الشريف الصقلي قال ابن الأبار: " وكان معتنيا بسماع الحديث ذاكرا لأسانيده ومتونه؛ وولي قضاء الجماعة بمراكش " [13] وقال بن عبد الملك: " روى عنه أبو الحسن ابن القطان وأبو عبد اله ابن حماد العجلاني؛ وكان راوية للحديث حافظا لمتونه بصيرا بعلله عارفا برجاله؛ مشرفا على طبقاتهم وتواريخهم؛ عني بهذا الشأن أتم عناية ودرسه ببلده واستدرك على الأحكام الكبرى لعبد الله أحاديث كثيرة في أكثر الكتب رأى أن أبا محمد أغفلها؛ وأنها أولى بالذكر مما أورده أبو محمد في الأحكام؛ دل ذلك على حسن نظره وجودة اختياره " [14]
- أبو عبد الله بن الفخار المالقي الحافظي؛ واسمه محمد بن إبراهيم بن خلف؛ وصفه في تذكرة ((الحفاظ)) بالحافظ الإمام الأوحد [15] وقال بن الأبار: " كان صدرا في حفاظ الحديث؛ مقدما في ذلك؛ معروفا بسرد المتون والأسانيد مع معرفته بالرجال وذكر الغريب سمع … وحدث عنه أئمة؛ واعترف له بالحفظ أهل زمانه " [16] ذكره في شيوخ ابن القطان جميع من ترجم له؛ وقال بن الأبار: "إنه أكثر عنه " وذكره ابن عبد الملك فيمن لازمهم ابن القطان ونقل من برنامجه وصفه له بقوله: " كان حافظا للحديث؛ حسن الإيراد للمطولات؛ عارفا بالرجال … " [17] وتوفي سنة 590.
- الحافظ أبو عبد الله التجيبي صاحب الفهرست المشهورة وغيرها من المؤلفات؛ واسمه محمد بن عبد الرحمن بن علي؛ وصفه في ((تذكرة الحفاظ)): " باركنا الحافظ الإمام محدث تلمسان " [18] توفي بمراكش سنة 610 وقد ذكره في شيوخ ابن القطان كل من ابن عبد الملك وابن الزير في ((صلة الصلة)).
- أبو الخطاب بن واجب واسمه أحمد بن محمد بن عمر القيسي من أهل بلنسية؛ وصفه ابن الأبار: " بأنه حامل راية الرواية بشرق الأندلس؛ وآخر المحدثين المسندين " وبعد أن استقصى شيوخه وهم كثر قال: " فصار لا يعدل به أحد من أهل وقته عدالة وجلالة … وعلو إسناد وصحة قول وضبط … مع عناية كاملة بصناعة الحديث … " [19] توفي بمراكش سنة 614 ذكره في شيوخ ابن القطان ابن عبد الملك نقلا عن برنامجه.
- أبو عمر بن عات؛ واسمه أحمد بن هارون بن أحمد بن جعفر النفزي الشاطبي؛ وصفه في ((تذكرة الحفاظ)) " بالحافظ الإمام " [20] وذكر ابن الأبار شيوخه بالمغرب والمشرق ثم قال: " وكان أحد الحفاظ للحديث؛ يسرد المتون والأسانيد ظاهرا لا يخل بحفظ شيء منها؛ موصوفا بالدراية والرواية؛ وله تآليف دالة على سعة حفظه " [21] وقال بن عبد الملك: " وكان أكابر المحدثين الحفاظ المسندين للحديث … فكان أهل شاطبة؛ يفاخرون بأبوى عمر ابن عبد البر وابن عات " [22]
استشهد بوقعة العقاب بالأندلس في سنة 609 ذكره في شيوخ ابن القطان ابن الزبير وابن عبد الملك.
- أبو القاسم ابن بقي من ذرية بقي بن مخلد؛ واسمه أحمد بن يزيد بن عبد الرحمن؛ وذكر ابن عبد الملك في ترجمة ابن القطان أن أبا القاسم هذا كان من شيوخه؛ وجالسه طويلا وذاكره كثيرا؛ وسمع منه مسند جده بقي بن مخلد وتفسيره؛ وكان أهلا للرواية عنه؛ وقال بن الأبار: " انفرد برواية الموطأ عن ابن عبد الحق قراءة على ابن الطلاع سماعا توفي سنة 615 " [23]
ولعل هذا القدر من شيوخ ابن القطان في الحديث وروايته؛ يعتبر وافيا بالغرض في مثل هذا البحث؛ ويطول الأمر لو وقع تتبع كل من ذكرهم ابن عبد الملك من شيوخه نقلا عن برنامجه؛ بالإضافة إلى من ذكر غيره كابن الأبار وابن الزبير وابن القاضي وأحمد بابا وغيرهم؛ مما يجعل قول الذهبي: " أخذ الفن من المطالعة " غريبا منه جدا.
أما شيوخه في الفنون الأخرى كالنحو والفقه والأدب وما إلى ذلك؛ فربما يكون في استقصائهم والتعريف بهم خروج عن الموضوع.
4 - تلامذة ابن القطان:
وبدروسه الخاصة لطلبة العلم؛ كثر الآخذون عنه واتسعت دائرة تلامذته؛ فابن الأبار يقول عنه: " درس وحدث " ويقول ابن القاضي: " حدث وأخذ عنه "؛ وبعد أن عدد ابن عبد الملك تلامذته وهم كثر؛ أضاف: "في خلق لا يحصون كثرة أخذوا عنه بمراكش وغيرها من بلاد العدوة إلى إفريقية؛ وبالأندلس.
¥(4/155)
ويعتبر ابن عبد الملك تلميذ تلاميذه إذ أخذ عن عدد من تلاميذ ابن القطان ويعدد من روى عنه منهم فيقول: " ومن شيوخنا الرواة عنه سوى ابنه أبي محمد: أبو الحسن الكفيف؛ وأبو زيد بن القاسم الطراز؛ وأبو عبد الله بن الطراوة؛ وأبو عبد الله المدعو بالشريف؛ وأبو علي المقري … "
ومن أبرز تلامذته: ابناه أبو محمد حسن؛ وأبو عبد الله الحسين. ومما يؤسف له أن المصادر المتيسر الوقوف عليها لم ترجم لهما؛ ولم تعرف بهما ولا بولادتهما ووفاتهما.
ثم الحافظ أبو عبد الله بن المواق؛ واسمه محمد بن يحيى بن أبي بكر مراكشي قرطبي الأصل قديما؛ قال ابن عبد الملك: " وكان فقيها حافظا محدثا مقيدا ضابطا متقنا نبيل الخط بارعه؛ ناقدا محققا ذاكرا أسماء الرجال وتواريخهم وأحوالهم؛ وله تعقب على كتاب شيخه أبي الحسن بن القطان الموسوم " ببيان الوهم ولإيهام الواقعين في كتاب الأحكام … " ولد سنة 583 ونشأ بمراكش واستوطنها؛ توفي سنة 642 " " وفي الرسالة المستطرفة " أثناء الكلام على " أحكام " عبد الحق؛ و " الوهم والإيهام " لابن القطان: " وقد تعقب كتابه هذا في توهيمه لعبد الحق تلميذه الحافظ الناقد المحقق؛ أبو عبد الله محمد بن الإمام يحيى بن (المواق) في كتاب سماه: " المآخد الحفال السامية؛ عن مآخذ الإهمال في شرح ما تضمنه كتاب بيان الوهم ولإيهام؛ من الإخلال ولإغفال؛ وما انضاف إليه من تتميم وإكمال " تعقبا ظهر فيه كما قال الشيخ القصار:إدراكه ونبله؛ وبراعة نقده؛ إلا أنه تولى إخراجه من المبيضة؛ ثم اخترمته المنية؛ ولم يبلغ من تكميله الأمنية؛ فتولى تكميل تخريجه مع زيادات تتمات؛ وكتب ما تركه المؤلف بياضا: أبو عبد الله محمد بن عمر بن محمد بن رشيد … " [24]
ثم أبو عبد الله بن عياض حفيد القاضي عياض واسمه: محمد بن عياض بن محمد بن عياض بن موسى اليحصبي قال ابن الزبير: " ولد سنة 584 وتوفي بغرناطة سنة 655 " [25]
5 - ابن القطان محافظ مكتبة القصر الملكي:
يقول الأستاذ المنوني عن الخلفاء الموحدين: " كانوا مضرب الأمثال في الاهتمام باقتناء الكتب وتملكها " والواقع أن الكتب التي نقل منها ابن القطان في الحديث والرجال خاصة تعتبر من الكثرة والغرابة والندرة والتعدد بحيث يستبعد أن تكون مملوكة لشخص واحد؛ ولا بد أن تكون تلك المصادر في ذلك الوقت هي محتوى مكتبة ملكية. وتوفر لابن القطان النقل من كتب تعذر على عبد الحق بالأندلس أن يراها؛ كمسند بقي ابن مخلد وتفسيره؛ ومصنف قاسم بن أصبغ وغيرها. وقد تولى ابن القطان نظارة هذه المكتبة؛ واستوعبها واطلع على خفاياها ودقائقها حتى أنه عندما نهبت تلك المكتبة وعيث فيها فسادا في إحدى الفتن؛ لم يجدوا من يعيد ترتيبها ح ويعرف ما فقد منها وما نقص؛ وما بقي تاما؛ غيره.
6 - مكانة ابن القطان العلمية:
كان أبو الحسن عالما مشاركا متضلعا من كثير من العلوم كالفقه والأصلين والتاريخ والتفسير والعربية وغير ذلك؛ كما تدل عليه أسماء مؤلفاته الآتي ذكرها. وبعد أن عدد ابن عبد الملك مؤلفاته قال: " إلى غير ذلك من المعلقات والفوائد في التفسير والحديث والفقه وأصوله والآداب والكلام والتواريخ والأخبار"
لكن العلم الذي كان له فيه التخصص والبراعة وبلغ فيه مبلغ الأئمة الكبار هو علم الحديث بسائر فروعه؛ ونقد متونه وأسانيده.
ولعل شهادة عصريه المحدث الحافظ أبي عبد الله بن الأبار المعروف بتشدده في النقد؛ كافية في إظهار مكانته الحديثية عند العلماء إذ يقول: " وكان من أبصر الناس بصناعة الحديث؛ وأحفظهم لأسماء رجاله؛ وأشدهم عناية بالرواية " [26] ويزيد ابن القاضي على ما نقله من وصف ابن الأبار: " مع التفنن في المعرفة والدراية " [27].
ويقول عاصريه أيضا: الحافظ جمال الدين بن مسدي: " كان معروفا بالحفظ والإتقان ومن أئمة هذا الشأن " [28].
ويقول الحافظ أبو جعفر بن الزبير المتوفى سنة 708: " وكان ذاكرا للرجال والتاريخ عارفا بعلل الحديث نقادا ماهرا " [29].
¥(4/156)
أما ابن عبد الملك بلديه وتلميذ ولده؛ أفاض في وصف مكانته العلمية والحديثية فقال: " وكان ذاكرا للحديث؛ مستبحرا في علومه؛ بصيرا بطرقه عارفا برجاله ح عاكفا على خدمته؛ مميزا صحيحه من سقيمه … كتب بخطه على ضعفه الكثير؛ وعني بخدمة كتب بلغ فيها الغاية؛ ومنها نسخته بخطه من صحيح مسلم والسنن لأبي داود وغير ذلك " [30].
وهكذا احتل ابن القطان مكانه في قائمة كبار حفاظ الحديث ونقاده فترجمه الذهبي في ((تذكرة الحفاظ)) وعبر عنه: " بالحافظ العلامة الناقد " وقال: " طالعت كتابه المسمى ((بالوهم والإيهام)) يدل على حفظه وقوة فهمه)) [31].
وقال الحافظ العراقي في ((طرح التثريب)): " أحد الحفاظ الأعلام؛ صاحب كتاب (بيان الوهم والإيهام)). [32]
وعبر عنه الحافظ ابن حجر في كتبه؛ وخاصة في ((تهذيب التهذيب)). [33]
وترجمه السيوطي في ((طبقات الحفاظ)) وأطلق عليه: " الحافظ الناقد العلامة "؛ وقال: " كان معروفا بالحفظ والإتقان " [34]
وفي شذرات الذهب: " كان حافظا ثقة مأمونا " [35].
7 - آثاره العلمية:
((كتاب بيان الوهم والإيهام الواقعين في كتاب الأحكام)) وهو أشهر كتبه.
((الإقناع في مسائل الإجماع))
((النظر في أحكام النظر))
((رسالة في فضل عشوراء والترغيب في الإنفاق فيه على الأهل))
((كتاب حافل جمع فيه الحديث لصحيح محذوف السند؛ حيث جمع من المسندات والمصنفات؛ كمل منه كتاب الطهارة والصلاة والجنائز والزكاة))؛ في نحو عشر مجلدات؛ هكذا ذكره ابن عبد الملك.
((البستان في أحكام الجان))
((النزع في القياس))
((الرد إلى أبي محمد بن حزم في كتاب المحلى مما يتعلق به من علم الحديث))
((تقريب الفتح القسي))
((كتاب ما حاضر به الأمراء))
((رسالة في الإمامة الكبرى))
((رسالة في القراءة خلف الإمام))
((رسالة في الوصية للوارث))
((رسالة في منع المجتهد من تقليد المحدث في تصحيح الحديث لدى العمل))
((رسالة في الأوزان والمكاييل))
((رسالة في الطلاق الثلاث))
((رسالة في معاملة الكافر))
((رسالة في فضل عائشة))
((مقالة في تفسير قول المحدثين في الحديث إنه حسن))
((رسالة إنهاء البحث منتهاه عن مغزى من أثبت القول بالقياس ومن نفاه))
((برنامج شيوخه))
إلى غير ذلك مما ذكره ابن عبد الملك.
منهج ابن القطان في كتابه بيان الوهم والإيهام
8 - عنوان الكتاب وموضوعه:
اسم الكتب هو: " كتاب بيان الوهم والإيهام؛ الواقعين في كتاب الأحكام " هكذا هو مذكور في ترجمة المؤلف من ((الذيل والتكملة)) لابن عبد الملك؛ وفي غيره من المصادر التي ترجمت له.
وبعض المؤلفين كالذهبي في " تذكرة الحفاظ " يختصره فيسميه ((الوهم والإيهام)) وهذا العنوان المختصر هو الشائع المتداول في المراجع؛ وعلى أية حال فعنوان الكتاب الأصلي يعد دقيقا؛ ومطابقا تمام المطابقة لموضوعه؛ ولقسميه الرئيسين.
إذ تنحصر أبواب الكتاب المهمة في تتبع أوهام عبد الحق وإيهاماته؛ أي في التركيز على ناحيتين:
الناحية الأولى: وهي القسم الأول من الكتاب؛ ملاحقة عبد الحق؛ وتبيين أغلاطه وتجاوزاته في النقل؛ وهي التي عبر عنها باركنا ((بالوهم)) وذلك مثل:
غلط في نقل حديث من كتاب
إبدال راو بآخر
عزو حديث إلى كتاب ليس هو فيه؛ أو ليس بذلك اللفظ
تجاوز المتعارف عليه من عزو الحديث إلى كتاب أصل أو اشتهر؛ وعزوه إلى كتاب أقل شهرة أو أصالة
زيادة راو في السند
نقص راو من السند
عدم الدقة في نسبة الزيادات المردفة للأحاديث إلى مخرجيها
الخلط بين أسانيد بعض المتون
إيراد المرفوع على أنه موقوف وبالعكس
إلى آخر ما يرجع إلى أوهام عبد الحق في النقل؛ مما يشبه أو يقارب أو يغاير قليلا هذا المذكور.
أما الناحية الثانية: فهي القسم الثاني من الكتاب؛ وهي تختص بمناقشة عبد الحق في نظرياته وأفكاره؛ وتطبيقه للقواعد؛ وتصحيحه للأحاديث وتحسينها؛ أوردها وتعليلها؛ وحكمه على الرجال؛ وموافقته للنقاد الذي يحكي أقوالهم أو معارضته لهم. إلى آخر ما يرجع إلى اجتهاده في علوم الحديث وعلله ثم استدراكه عليه في كل ذلك وتتميم الناقص؛ وتكميل المغفل وما إلى ذلك؛ وذلك ما عبر عنه ابن القطان باركنا ((الإيهام)) أي إيهام عبد الحق في النظر.
¥(4/157)
دراسة المقدمة من خلال ما اشتملت عليه:
المقدمة من حيث الشكل:
أولا:دخول المؤلف في الموضوع رأسا؛ بعد حمد وصلاة لا يتعديان السطر الواحد؛ وخلو التقديم عما كان قد بدأ يشيع أو شاع في ذلك العصر من الخطب المحبرة والأسجاع المتكلفة؛ وبراعة الاستهلال.
ثانيا: أسلوبه السلس المعبر عما في نفسه ببساطة ويسر دون تكلف أو تنميق؛ وأسلوبه هذا هو المتبع في سائر الكتاب؛ حتى إنه ينزل في أحيانا في الشرح والبيان إلى درجة تستغرب بالنظر إلى عصره؛ وما يبدو أحيانا من تعقيد في بعض العبارات فانه يرجع إلى الموضوع ذاته وتشعب أطرافه وتداخل مصطلحاته.
معطيات المقدمة:
مما اشتملت عليه المقدمة من المعطيات؛ مما يستحق العناية والبحث؛ أشياء منها:
دراسة أبواب الكتاب من خلال تصديرات المؤلف لكل باب؛ ثم تلخيص مضمن الباب؛ وما يرمي ليه المؤلف من عقده له.
القواعد والفوائد التي قال: إنه أفادها في أسانيدها ومتونها فوائد لا توجد في غير كتابه.
معرفة أولئك المحاورين والمناظرين والمفاوضين من المغاربة أو الطارئين على المغرب؛ الذين استفاد من مذكراتهم ومناظرتهم في علوم الحديث؛ والذين لا يعرف عنهم إلا أقل القليل.
سبب تأليفه للكتاب:
انتقاد المؤلف للمعتمدين على المختصرات؛ ونصيحته لطلبة الحديث بالرجوع إلى الأصول المسندة.
وظيفة المحدث في نظر المؤلف.
دفاعه عن المحدثين الأصلاء.
تحليل موقفه من التقليد والاجتهاد.
مدى ارتباط كتابه بكتاب عبد الحق.
اصطلاح المؤلف ومدى تقيده بما انتهجه لنفسه في أبواب كتابه.
استخراج ثبت بالمصادر التي قال أنه لم يتيسر لغيره الوقوف عليها.
غير ذلك مما تعطيه المقدمة من بحوث وعناوين لموضوعات تعتبر غاية في لأهمية بالنسبة إلى دارس الكتاب؛ أو دارس شخصية ابن القطان.
اصطلاح المؤلف:
وليس المقصود باصطلاح المؤلف اصطلاحا خاصا له في هذا الكتاب كرموز وإشارات؛ أو حروف أو اختزال كما هو الحال بالنسبة إلى عبد الحق في سكوته عن الصحيح واشاراته إلى الرواة وإرداف الزيادات بأساليب خاصة؛ وما إلى ذلك. فكلام ابن القطان سهل سلس مبسط إلى حد الإسهاب؛ وخال من الإشارات والرموز؛ إنما القصد باصطلاحه ذلك المنهج الذي انتهجه لنفسه حين وضع تلك الأبواب الكثيرة والطويلة العنوان؛ ووزع عليها مادة الكتاب مقطعة تقطيعا؛ ومتشعبة شعبا وفروعا؛ مما أحوجه إلى تقديم المقدمات والتصديرات بين يدي أغلب تلك الأبواب؛ ليبين فيها مضمون كل باب ويوضح الفروق بينها؛ ويزيح توهم تداخلها؛ بل يضع الأسس والأصول لأبواب كتابه.
صعوبة الاستفادة من ترتيب ابن القطان لكتابه:
وهكذا سار ابن القطان على هذا النهج الغريب الذي يقتضي من مريد الاستفادة من الكتاب استعابه كله إن هو أراد أن يظفر بفائدة من تلك الفوائد التي لا توجد في غيره من الكتب على حد قوله. ولئن كان الواقع يؤيد قوله؛ كما شهد بذلك الجهابذة من نقاد هذا الفن؛ فان دون إحراز فوائده صعوبات جمة أهمها:
أن عناوين الأبواب ليست عناوين لمجموعة محددة من الأحاديث المنقودة تكلم عليها المؤلف؛ بل هي عناوين لأفكار في ذهن المؤلف رتبها مع نفسه بحسب ما ظهر له من تصنيف للأحاديث التي تكلم عليها؛ ولم يراع فيها احتياج القارئ إلى استفادة حكم واحد على حديث أو رجل فيسهل له سبل هذه الاستفادة.
أنه لا يمكن للقارئ أن يتكهن بأن هذا الباب مظنة للكلام على الحديث الفلاني مثلا أو الرجل الفلاني؛ فإذا وجد القارئ في " تهذيب التهذيب " أن هذا الرجل ضعفه ابن القطان أو وثقه؛ وأراد أن يقف على نص كلامه في كتابه فلا مجال له لذلك إلا بقراءة الكتاب كله. وإذا وجد في " نصب الراية " أو " التلخيص الحبير " أن هذا الحديث صححه ابن القطان؛ وأراد أن يقف على طريفة تصحيحه؛ فانه لن يجد الحديث إلا مصادفة؛ أما قصدا إلى الحديث المعين؛ فيتعذر ذلك تعذرا تاما على أي قارئ إلا باستيعاب الكتاب كله.
¥(4/158)
وبقدر ما أدرك العلماء فائدة الكتاب العلمية؛ أدركوا صعوبة الاستفادة منه؛ فقام بترتيبه عالمان كبيران هما: صدر الدين بن المرحل المعروف بابن الوكيل المتوفى سنة 716 أحد شراح أحكام عبد الحق؛ والحافظ مغلطاي الحنفي المتوفى سنة 762؛ ولكن لا نعلم شيئا عن ترتيبهما ولا يعرف منهجهما في ذلك؛ ولو وجد هذان الكتابان لأفادا فائدة عظمى سواء بالنسبة إلى الاستفادة من كتاب ابن القطان أو بالنسبة إلى تتميم النقص في السطور الممحوة.
تقيد ابن القطان بمنهجه وترتيبه:
ولعل الأغرب من ترتيب المؤلف؛ حرصه على التمسك بمنهجه وإيراد الأشياء في أبوابها المخصصة لها؛ وان أدى ذلك إلى تفتيت وحدة الموضوع المبحوث؛ فهو مثلا:
يبحث الموضوع الواحد في ثلاثة أبواب أو أربعة؛ بحيث يبدؤه في باب ثم يحيل في إتمامه على باب آخر؛ وفي الآخر يحيل إلى آخر وهكذا.
قد يكون البحث مسترسلا في موضوع ما ويظن أنه سيجمع أطرافه ثم فجأة يتوقف ويحيل على باب يختص ببقية الموضوع.
ونادرا ما يجمع أطراف موضوع في باب واحد؛ إذا كان لا مجال لتقطيعه.
وقد يكون الحديث الذي أورده عبد الحق له جوانب عديدة بحيث يستحق أن يذكر في عدة أبواب؛ و ابن القطان لا ينقد الحديث إلا إذا اكتملت فيه عناصر عينها. فان اكتملت فيه بعض العناصر ذكره فقط من تلك الجهة في باب واحد أو بابين.
9 - التعقبات على ابن القطان:
أولا تعقبات ابن المواق:
الحافظ أبو عبد الله بن المواق؛ المراكشي تلميذ ابن القطان واسم كتابه: ((المآخذ الحفال؛ في شرح ما تضمنه كتاب بيان الوهم والإيهام؛ من الإخلال والإغفال؛ وما انضاف إليه من تتميم وإكمال)) [36].
قال ابن عبد الملك عن تعقب ابن المواق هذا: " ظهر فيه إدراكه ونبله ومعرفته بصناعة الحديث؛ واستقلاله بعلومه؛ وإشرافه على علله وأطرافه؛ وتيقظه وبراعة نقده واستدراكه " [37].
وقال عنه في ((الرسالة المستطرفة)): " " تعقبا ظهر فيه كما قال الشيخ القصار:إدراكه ونبله؛ وبراعة نقده؛ إلا أنه تولى إخراجه من المبيضة؛ ثم اخترمته المنية؛ ولم يبلغ من تكميله الأمنية ". [38]
وقد أخرج الكتاب من مسودته وأكمله وأضاف إليه زيادات وتتمات: ابن عبد الملك المراكشي؛ صاحب ((الذيل والتكملة)) وابن رشيد السبي.
ثانيا تعقبات ابن رشيد:
وهو الحافظ الرحالة أبو عبد الله محمد بن عمر بن محمد بن عمر الفهري من أهل سبة يعرف بابن رشيد؛ ولد بسبتة سنة 657 وقام برحلته الشهيرة إلى المشرق؛ حيث استكثر من الشيوخ والأسمعة في سنة 683 وتوفي بفاس سنة 721.
وصفه ابن خلدون في " العبر " بكبير مشيخة المغرب؛وسيد أهله شيخ المحدثين الرحالة " وقد استوعب ترجمته وذكر مؤلفاته: الدكتور محمد الحبيب بلخوجة في تقيمه للكتابين اللذين طبعهما له وهما: ((إفادة النصيح بسند الجامعالصحيح))؛ ((والسنن الأبين؛ والمورد الأمعن في المحاكمة بين الإمامين في السند المعنعن)) [39]
وعمل ابن رشيد بالنسبة إلى كتاب ابن المواق هو _ كما تقدم _ تبييضه وتتميمه؛ قال في ((المستطرفة)) عن كتاب ابن المواق: " فتولى تكميل تخريجه مع زيادة تتمات؛ وكتب ما تركه المؤلف بياضا: أبو عبد الله … ابن رشيد ".
قال الأستاذ إبراهيم بن الصديق: " وقد عثر الأستاذ الباحث محمد إبراهيم الكتاني رئيس قسم المخطوطات بالخزانة العامة بالرباط؛ على قطعة يفترض أنها من كتاب ابن رشيد هذا وقد كتب على واجهة القطعة التي عثر عليها ما يلي: " السفر الأول من كتاب (بغية النقاد؛ فيما أخل به كتاب البيان؛ أو أغفله؛ أو ألم به فما تممه؛ ولأكمله). .. والقطعة تقع في 50 ورقة؛ مائة صفحة؛ بخط مغربي عادي؛ والصفحة نحو 25 سطر؛ ويظهر أن المؤلف حافظ على تبويب ابن القطان؛ حيث يأتي بصورة أبوابه؛ ثم يعقب على ما انتقده منها؛ وزاد أبوابا اقتضاها منهجه. "
ثالثا جمع ابن عبد الملك بين كتب عبد الحق و ابن القطان وابن المواق:
قال ابن الزبير: " ألف كتابا جمع فيه بين كتابي ابن القطان وابن المواق على كتاب ((الأحكام)) لعبد الحق؛ مع زيادات من قبله. وكتابه المسمى بالذيل والتكملة … " [40].
¥(4/159)
وقد قال ابن عبد الملك عن كتابه هذا: " وقد عنيت بالجمع بين هذين الكتابين (كتاب ابن القطان وكتاب ابن المواق) مضافين إلى سائر أحاديث " الأحكام " وعلى ترتيبها وتكميل ما نقص منها؛ فصار كتابي هذا من أنفع المصنفات وأغزرها فائدة؛ حتى لو قلت إنه لم يؤلف في بابه مثله لم أبعد؛ والله ينفع في النية في ذلك " [41].
10 - تلخيصات للكتاب:
أولا تلخيص الحافظ الذهبي:
قال الأستاذ إبراهيم بن الصديق: " وفي المكتبة الظاهرية بدمشق؛ مختصر لهذا التلخيص بالغ الاختصار والإجحاف؛ بل هو مختصر لجزء من هذا التلخيص فقط إذ كتب المختصر في آخره ما نصه: " قال الشيخ أبو عبد الله الذهبي: فرغنا من ترتيب ما وجدناه في الكتاب بالترتيب الصناعي. بقي علينا أن نذكر جميع ما ذكره في الأبواب ذكرا مختصرا مرتبا على نسق المؤلف ليسهل تتبعه …." … وقد نسخت هذا المختصر في نحو 23 صفحة في دفتر عادي؛ وهو يأتي بكلام ابن القطان مقتضبا؛ ثم يعقب عليه باقتضاب أيضا. [42]
ثانيا ترتيب مغلطاي:
جاء في " طبقات الحفاظ " في ترجمة مغلطاي بن قليج قال العراقي: " … وتصانيفه أكثر من مائة منها شرح البخاري … ورتب بيان الوهم لابن القطان … مات سنة 762 " [43] وأضاف الحافظ ابن حجر في " الدرر الكامنة " " .. رتب بيان الوهم لابن القطان وأضافها إلى الأحكام وسماه " منارة الإسلام " [44]
ثالثا تلخيص الحافظ العراقي:
يعتبر الحافظ العراقي كتلميذه الحافظ ابن حجر؛ من المعجبين بابن القطان؛ والمقدرين لعلمه والمعتمدين لكلامه؛ وقد نقل عنه كثيرا في شرحه لألفيته في ((المصطلح)) مسلما كلامه في الغالب؛ وقد جرد من كتاب ((بيان الوهم والإيهام)) كل من تكلم فيه ابن القطان من الرجال بجرح أو تعديل؛ ورتبهم على حروف المعجم في كتاب خاص. ذكر ذلك ابن فهد المكي قي ترجمة الحافظ العراقي من ذيله على ((تذكرة الحفاظ)) [45] ولو وجد هذا الكتاب وطبع؛ لاحتل مكانة مرموقة بين كب الرجال؛ ولعد مفخرة المغرب الذي اشتهر عند المشارقة بأنه بلد فقه وفروع لا بلد حديث وأصول؛ ولو ضم تجريد العراقي هذا إلى ((ذيل تاريخ البخاري)) لمسلمة بن القاسم الأندلسي و ((الحافل في تذييل الكامل)) لأبي العباس النباتي؛ لكون ذلك نحو ثلث مادة كتب الرجال بعد هؤلاء الحفاظ الثلاثة؛ فإذا انضاف إلى ذلك كلام ابن عبد البر وابن حزم والباجي؛ وأبي علي الجياني وغيرهم من حفاظ الأندلس في الرجال وتعديلهم أو تجريحهم لاتضح أن إسهام المغاربة والأندلسيين في علوم الحديث؛ له وزنه وخطره كما تشهد بذلك النقول الكثيرة عنهم في المصادر الأصلية لهذا العلم.
11 - المصادر التي ترجمت لابن القطان:
((هداية العارفين)) للبغدادي 706
((الأعلام)) للزركلي
((كشف الظنون)) 1|262
((الرسالة المستطرفة)) 187
((معجم المؤلفين)) لرضا كحالة 7|213
((شجرة النور الزكية في طبقات المالكية)) ص 179
((طبقات المحدثين)) 1|194 رقم 2060
((طبقات الحفاظ)) 1|498 (1096)
((سير أعلام النبلاء)) 22|306 (183)
((شدرات الذهب)) 3|128
وغيرها من المصادر كما ذكر عرضا أو وقع التعريف به دون قصد في كثير من الكتب
إعداد / خليل حيون إشراف الدكتور / الحسن العلمي
[1]- ((نصب الراية)) 2|62
[2]- ((التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير)) 1|13
[3]- ((الميزان)) 1|402
[4]- أنظر ((صلة الصلة)) لابن الزبير رقم 268 و ((جدوة الاقتباس)) لابن القاضي 298و ((نيل الابتهاج)) لأحمد بابا السوداني بهامش ((الديباج المذهب)) ص 200 والاعلام للزركلي)) 4|331 ((التكملة لابن الأبار)) 1920 والذيل والتكملة لابن عبد الملك
[5]- ((المعجب)) ص274
[6]- ((العلوم والفنون على عهد الموحدين)) ص16
[7] ((جدوة الاقتباس)) ص299
[8] ((الذيل والتكملة))
[9] ((الذيل و التكملة))
[10] ((الذيل والتكملة)) 1|412
[11] ((تكملة)) 2|679
[12] ((التكملة)) 1|221 وانظر الإعلام بمن حل 3|142 وجذوة الاقتباس ص103
[13] ((التكملة)) 2|683
[14] الإعلام بمن حل 3|79 نقلا عن ((الذيل والتكملة))
[15] ((تذكرة الحفاظ)) 4|1345
[16] ((التكملة)) 2|547
[17] ((الذيل والتكملة)) 6|89
[18] (تذكرة الحفاظ)) 4|1394
¥(4/160)
[19] ((التكملة)) 1|107 الإعلام بمن حل مراكش 1|347
[20] ((تذكرة الحفاظ)) 4|1389
[21] ((التكملة)) 101
[22] ((الذيل والتكملة)) 1 - 2|556
[23] ((التكملة)) 1|115
[24] ((الرسالة المستطرفة لبيان مشهور السنة المشرفة)) ص 178 وقد نبه المؤلف على أن ابن المواق هذا غير محمد بن يوسف شارح مختصر خليل خلافا لما قد يتوهم.
[25] ((الديباج المذهب)) 290
[26] ((التكملة)) رقم 1920.
[27] ((جذوة الاقتباس)) ص 299.
[28] ((تذكرة الحفاظ)) 4|1407
[29] ((صلة الصلة)) ص 132
[30] معنى خدمته لنسخته من صحيح مسلم وسنن أبي دود أنه كتب النسخة بخطه؛ وقابلها على عدة نسخ مصححة وسمع فيها على عدة شيوخ؛ وعلم على الروايات المختلفة والألفاظ الزائدة؛ ونص على الاختلافات في الهوامش؛ وضبط ما يحتاج إلى الضبط وصحح ما يشك فيه .. الخ بحيث تعتبر نسخ الحفاظ على هذا الشكل أصولا يرجع إليها؛ وتعتبر عند اختلاف الروايات؛ كنسخة الحافظ أبي علي الصدفي بخطه من صحيح البخاري وهي التي اعتمدها الحافظ ابن حجر في ((فتح الباري)) وعلى أساسها كتب شرحه .. يقول الأستاذ إبراهيم بن الصديق في ((علم علل الحديث)): " ويظهر أن نسختي مسلم وأبي داود بخط ابن القطان قد ضاعتا ضمن كتبه التي نهبت من داره."
[31] ((تذكرة الحفاظ)) ص 4|1407
[32] ((طرح التثريب)) ص1|87
[33] انظر على سبيل المثال: ((تهذيب التهذيب)) 2|387
[34] ((طبقات الحفاظ)) ص 495رقم 1098
[35] ((شذرات الذهب)) لابن العماد 5|128
[36] ((الرسالة المستطرفة)) ص 187
[37] ((الإعلام بمن حل مراكش)) 3|141
[38] ((المستطرفة) ص 187
[39] ((طبع دار التونسية))
[40] مقدمة الدكتور إحسان عباس لبقية السفر الرابع من " الذيل والتكملة " نقلا عن " صلة الصلة "
[41] ((الإعلام بمن حل مراكش)) 3|142 نقلا عن ابن عبد الملك.
[42] ((علم علل الحديث)) 1|403
[43] ((طبقات الحفاظ)) 1|538
[44] ((الدرر الكامنة)) 6|116؛ ((ذيل تذكرة الحفاظ)) 1|366
[45] ((لحظ الألحاظ)) 232
ـ[عصام البشير]ــــــــ[28 - 04 - 03, 04:14 م]ـ
أخي السالمي
جزاك الله خيرا.
عندي كلمة حق عن دولتي الموحدين والمرابطين أحب أن أقولها:
- دولة المرابطين دولة سنية سلفية في العقيدة، عادلة معظمة للشرع، ملتزمة بالمذهب المالكي في الفروع.
ومن قرأ سير ملوكها - خاصة أمير المسلمين يوسف بن تاشفين - تعجب من شدة تعظيمهم لأهل العلم، وتحكيمهم للشرع، ومناهضتهم لأهل البدع. فما قضى على فتنة البرغواطيين إلا جحافل المرابطين، رحمهم الله.
بل كلما قرأت سيرة الشيخ عبد الله بن ياسين، مؤسس الدولة المرابطية، وجدت أنه يشبه إلى حد بعيد الشيخ محمد بن عبد الوهاب في العقيدة والمنهج والصلابة في الحق.
أما التشبت بالمذهب المالكي، فلأن أئمة المالكية في ذلك الوقت كانوا سدا منيعا أمام كل البدع والضلالات.
وما فتاواهم في الدولة العبيدية المتزندقة بخافية على متتبع لتاريخ المغرب الإسلامي!
على أنه لم يثبت أن المرابطين وقفوا في وجه علماء الحديث، أو أحرقوا كتب المخالفين. إلا ما كان من إحراق كتاب (الإحياء) بعد فتوى الفقهاء بذلك.
- أما دولة الموحدين فهي دولة الزندقة والضلال. مؤسس دولتهم هو الزنديق محمد بن تومرت الذي ادعى المهدوية وكان دجالا خبيثا، ألف كتبا في العقائد على مذهب الأشعرية، مخلوطة بالزندقة والرفض وغير ذلك من البدع التي لم تكن موجودة في بلاد المغرب حتى أدخلها هو، وألزم الناس بها.
وقد خفف من جا ء بعده من ملوك الدولة - مثل عبد المؤمن بن علي وابنه يوسف وابنه يعقوب المنصور - من هذه البدع، لكن أصبح المذهب الرسمي للدولة المغربية منذ ذلك الحين هو المذهب الأشعري، بعد أن كان المغرب سنيا محضا. والله المستعان.
وإنما دعا الموحدون إلى الحديث (أو إلى ومذهب الظاهرية كما يقول بعض المؤرخين) ليواجهوا المالكية المشتهرين بالشدة في مقاومة البدع، كما أسلفت آنفا.
فأين الثرى من الثريا؟! وكيف تقارَن دولة المرابطين بدولة الموحدين؟
والله أعلم
ـ[عصام البشير]ــــــــ[28 - 04 - 03, 04:19 م]ـ
ولشيخ الإسلام - ضمن مجموع الفتاوي - رد على كتاب (المرشدة) لابن تومرت.
¥(4/161)
وهذا الكتاب - أي المرشدة - هو العقيدة التي كان الموحدون يلقنونها للأطفال والكبار .. والله المستعان.
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[29 - 04 - 03, 07:49 م]ـ
شيخنا الكريم عصام البشير حفظة الله
بلا شك ان ماذكرتة عن دولة المرابطين ودولة الموحدين صحيح ولاادني شك فيةولكن سبحان الله ان الوضع العلمي في الدولتين كما اوردالمورخين ورواة التاريخ ايضا صحيح كما ذكرة الباحث في البحثة.طبقة الفقهاء والعلماء والقضاة فاحتلت منزلة رفيعة في المجتمع المغربي منذ قيام دولة المرابطين، وظهر لهم نفوذ في مجريات الأمور وخاصة في دولة المرابطين.
وأما علم الحديث فنال عناية فائقة لاسيما في عصر الموحدين فبعد أن كان التركيز في عهد المرابطين على الموطأ أصبح الاهتمام بالحديث عموما السمة السائدة في عصر الموحدين، واهتم به الخلفاء اهتماما كبيرا، وكان بعضهم يقوم بإملاء الأحاديث بنفسه، وانتشرت المؤلفات فيه في ذلك العصر، كما اعتبر عهد الموحدين عهد إحياء الاجتهاد
شيخنا الفاضل
ولتمام الفائدة انقل جزاء من بحث لدكتور محمد بن الطرهوني يوكد فيةان ما تقولة صحيح وانا مانقلة الباحث وذكرتة سابقا صحيح ايضا ولاخلاف في ذلك
بارك الله فيكم ونفعنا الله واياكم بعلمة وثبات علي سنة نبيةالمصطفي صلي الله علية وسلم
اخوكم محمود بن عبد الوهاب السالمي
عصر المرابطين والموحدين (434هـ _668هـ) ():
ينتسب الملثمون الذين عرفوا فيما بعد بالمرابطين إلى قبيلة لمتونة إحدى بطون صنهاجة أعظم قبائل البربر وسموا بالملثمين، لأنهم يضعون اللثام على وجوههم ليلا ونهارا حضرا وسفرا، وقد بدأت دعوة المرابطين على يد الفقيه المالكي عبد الله بن ياسين، الذي وفد مع زعيم قبيلة جدالة الأمير يحيى بن إبراهيم الجدالي إلى بلاد جدالة، عندما عاد من الحج سنة 429هـ، فلم يستطع نشر دعوته في شنقيط لمعارضة الوجهاء والكبراء فانتقل إلى جزيرة منعزلة بالسنغال ومعه يحيى بن إبراهيم وبعض أتباعه، وأسس هناك رباطا بث منه دعوته وأرسل البعوث إلى القبائل فالتف الناس حوله وسموا المرابطين بسبب ملازمتهم لهذا الرباط، ثم أعلن لهم ضرورة خروجهم لدعوة الناس وإخراجهم مما هم فيه من الطغيان، فبدأ الكفاح المسلح وأخضع عدة قبائل منها قبائل كدالة ولمتونة وكسوفة ().
وفي عام 447هـ توفي الأمير يحيى بن إبراهيم، فاختار ابن ياسين يحيى بن عمر من قبيلة لمتونة لقيادة جند المرابطين الذي اتجه إلى فتح كثير من بلاد السودان الغربي، ثم استغاث فقهاء درعة وسجلماسة بعبد الله بن ياسين وجيوشه لتخليصهم من المنكرات والفساد، الذي تمر به البلاد فاستولوا على سجلماسة التي مالبثت أن ثار أهلها ونجحوا في استعادتها، ثم قتل الأمير يحيى بن عمر فاختار ابن ياسين أخاه الأمير أبو بكر بن عمر سنة 448هـ، الذي اندفع إلى الشمال فقاتل قبائل برغواطة التي اعتنقت المجوسية ومات أثناء ذلك ابن ياسين متأثرا بجراحه، فاستمر أتباعه في نفس الطريق وترك أبو بكر بن عمر السلطة لابن عمه يوسف بن تاشفين ()، هو القائد المظفر الذي تمكن من إحكام قبضته على المغرب الأقصى، وبناء مراكش واعتبر هو المؤسس الحقيقي لدولة المرابطين، ثم انطلق إلى الأندلس في مواجهة النصارى حتى توفاه الله وتولى ابنه علي بن يوسف تاشفين الذي سار سيرة والده، وكان لانتصاراته صدى واسع في العالم الإسلامي ().
وفي أثناء ذلك ظهر محمد بن تومرت الذي ينتسب إلى بيت النبوة ونشأ نشأة دينية ورحل في طلب العلم إلى الأندلس، ثم إلى المشرق وكر راجعا للمغرب والتقى في عودته بالمدعو عبد المؤمن بن علي الذي صحبه وحفظ عنه تعاليمه ولما وصل مراكش سنة 515هـ قام بدوره في الوعظ والإرشاد، حتى وصل نبؤه إلى علي بن يوسف بن تاشفين، فجمع له مجلسا من الفقهاء تناظروا فيه حول المنكرات التي تفشت في المجتمع وتأثر الأمير بكلامه إلا أنه أمر بطرده من مراكش خشية الفتنة، فكانت تلك الشرارة لإعلانه خلع علي بن يوسف والدعوة لمبايعته، واتخذ مدينة تينملل مركزا له ودخل في صراع مرير مع المرابطين انتهى بموته سنة 524هـ، فتحمل أعباء دعوته عبد المؤمن تلميذه المخلص، والذي يعتبر المؤسس الحقيقي لدولة الموحدين فاستغرق سنة ونصفا في تنظيم شئون الموحدين، ثم بدأ الكفاح المسلح ضد المرابطين، وكانت
¥(4/162)
لوفاة علي بن يوسف بن تاشفين سنة 537هـ أثر كبير في فت عضد دولته، حتى بعد تولي اسحق بن علي بن تاشفين السلطة بعد نزاع عليها مع ابن أخيه إبراهيم بن تاشفين، وتمكنت جيوش الموحدين من إسقاط مراكش سنة 541هـ، وكانت تلك نهاية دولة المرابطين وبداية دولة الموحدين ().
وفي عصر المرابطين الأنف ذكرهم كانت علاقة الود والوئام باقية بينهم وبين بني زيري بالمغرب الأدنى حفاظا على الصلات القبلية بينهما فكلاهما من قبيلة صنهاجة البربرية، ووقف المرابطون بجوار الزيريين ضد خطر النورمنديين.
أما بالنسبة لبني حماد وهم كذلك من صنهاجة فلم تكن العلاقات معهم ودية تماما، وإنما تخللها مناوشات كان العامل فيها ضعف بني حماد أمام أعراب بني هلال، الذين خربوا القيروان وقوضوا ملك بني زيري فأدى كفاح المرابطين من أجل السيطرة على المغرب الأوسط إلى اصطدامهم ببني حماد غير أن ذلك لم يصل إلى الصدام المسلح ().
وبعد أن أحكم عبد المؤمن الموحدي قبضته على المغرب الأقصى توجه إلى الشرق حيث توالت انتصاراته حتى وصل إلى طرابلس وبذلك نجح الموحدون في تحقيق وحدة سياسية للمغرب الإسلامي تدار شؤونها من عاصمة الخلافة مراكش، ولم ينس أيضا واجبه نحو الأندلس فجهز حملة كبيرة لدفع النصارى سنة 556هـ إلا أنه مرض مرضا أفضى إلى موته حال دون إتمام الحملة وذلك سنة 558هـ، وتولى خلفا له ابنه يوسف بن عبد المؤمن الذي تمكن من خمد ثورة ضده من الصناهجة، ثم والى الحملات على الأندلس حتى أصيب في أخراها وتوفي على إثر ذلك سنة 558هـ، وتولى بعده ابنه يعقوب بن يوسف الملقب بالمنصور وفيه بلغت دولة الموحدين أوج ازدهارها وقضى أيضا على بعض الثورات الداخلية، وحقق نصرا هائلا بالأندلس في معركة الأرك التي أوقفت زحف النصارى وزادت من هيبة الموحدين ومكانتهم، وفي سنة 595هـ أصيب المنصور بوعكة أدت إلى وفاته ().
ثم تولى بعده ابنه محمد بن يعقوب الملقب بالناصر الذي استطاع أيضا إخماد ثورة بني غانية بإفريقية، وولى عليها الشيخ أبا محمد عبدالواحد ابن أبي حفص الهنتاتي، وكان من أشياخ الموحدين وكانت ولايته بداية لقيام الدولة الحفصية بتونس بعد ضعف دولة الموحدين، بعد أن منيت بهزيمة قاسية في معركة العقاب سنة160هـ على أيدي النصارى راح ضحيتها الكثير من جند الموحدين وعجلت بسقوط الأندلس بعد ذلك في أيدي الفرنجة، وأصيب الناصر بالمرض وتوفي سنة 610هـ فتصارع أبناء عبدالمؤمن على السلطة وسرى الضعف في أرجاء الدولة حتى سقطت سنة 668هـ. وفي حين كانت دولة المرابطين تابعة للخلافة العباسية ببغداد اعتبر
الموحدون أنفسهم خلفاء وأن مركز الخلافة مراكش وليس بغداد ().
وفي تلك الحقبة ازدهرت الحياة الاقتصادية ازدهارا بالغا، وتنوعت مصادر الدخل وشمل الازدهار الزراعة والصناعة والتجارة ()، واتجهت الدولة للبناء والتعمير فأسست المدن ومن أهمها مراكش التي أسسها المرابطون كما تقدم ومدينة تلمسان ومدينة تاودا ومدينة رباط الفتح المعروفة الآن بالرباط، والتي قام بتأسيسها الموحدون كما أسست المنشآت العسكرية والمنشآت العامة كالمساجد والمدارس وغيرها ().
وأما الناحية العلمية فكانت في أوج ازدهارها، وكرم طبقة طلاب العلم تكريما يفوق الوصف خاصة في دولة الموحدين، أما طبقة الفقهاء والعلماء والقضاة فاحتلت منزلة رفيعة في المجتمع المغربي منذ قيام دولة المرابطين، وظهر لهم نفوذ في مجريات الأمور وخاصة في دولة المرابطين ويرجع السبب في ذلك إلى أن الدولتين قامتا على أساس ديني ودعوة إصلاحية، وتحقق لهم في ظل الدولتين مستوى مادي رفيع جدا كان له أبلغ الأثر على إثراء الانتاج العلمي في شتى مجالاته وفي مقدمتها مجال التفسير حيث زاد الاقبال على دراسة القرآن الكريم، باعتباره مصدر التشريع الأول في الدولتين وممن اشتهر من العلماء في تلك الحقبة أبو الحسن علي بن محمد الغرناطي المفسر نزيل مراكش، وكان عالما زاهدا يجتمع إليه الناس فيفسر لهم القرآن من أوله إلى آخره ()، وأبو بكر محمد بن علي المعافري السبتي عرف بابن الجوزي، وله تفسير في القرآن ()، وعبدالجليل بن موسى الأنصاري الأوسي ت608هـ وله تفسير القرآن ()،ومن التفاسير التي اعتنى بها المغاربة في تلك الفترة:
كتاب الوجيز لعبد الحق بن عطية ت541هـ ().
وكان من شيوخ المرابطين الشيخ أبو محمد يرزجان بن محمد الجزولي الضرير الذي قدم مراكش، وكان عالما فاضلا بصيرا بمذهب مالك صحب الإمام أبا بكر بن العربي صاحب أحكام القرآن ().
وقد أرسل أبو بكر بن العربي رسالة إلى الخليفة المستظهر العباسي يزكي فيها الأمير يوسف بن تاشفين عنده ().
وأما علم الحديث فنال عناية فائقة لاسيما في عصر الموحدين فبعد أن كان التركيز في عهد المرابطين على الموطأ أصبح الاهتمام بالحديث عموما السمة السائدة في عصر الموحدين، واهتم به الخلفاء اهتماما كبيرا، وكان بعضهم يقوم بإملاء الأحاديث بنفسه، وانتشرت المؤلفات فيه في ذلك العصر، كما اعتبر عهد الموحدين عهد إحياء الاجتهاد ().
مرفق1 - الملف الكامل لحالة الاجتماعية والعلمية لمنطقة المغرب العربي من الناحية التاريخية.
بداية من الفتح الاسلامي الي عهد الاحتلال الفرنسي للمنطقة ارجو من جميع الاخوة تحميلة حيث انة بحث مهم جدا
2 - ملف البحث ابن قطان من خلال الوهم والايهام
(لمن اراد التوسع فعلية بكتاب العلامة المحدث ابراهيم بن محمد صديق رحمة الله كتاب علم علل الحديث من خلال كتاب بيان الوهم والإيهام الواقعين في كتاب الأحكام لأبي الحسن بن القطان الفاسي في جزأين.)
¥(4/163)
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[29 - 04 - 03, 07:59 م]ـ
ملف الموضوع علي صيغة الورد
هل تسمح شيخنا الفاضل بسوال
لقد قرات عدة بحوث لاحد الباحثين من المغرب يسمي محمدعمران اوعمراني وهو دكتور في علم الحديثفهل تعرف عنة اوعن منهجة وجزاك الله خيرا
اخوكم محمود بن عبد الوهاب السالمي
ـ[عصام البشير]ــــــــ[29 - 04 - 03, 08:54 م]ـ
أخي الفاضل
أثابكم الله ونفع بكم.
نحن - بحمد الله تعالى - متفقان.
وإن كنت أَعيب على أكثر من يتصدى لتاريخ هاتين الدولتين أنه لا يتطرق للاختلاف العقدي الواضح بينهما. وهذا - بدون شك - قصور منهجي كبير.
أما ما ورد من أن محمد بن تومرت ينتسب إلى بيت النبوة، فغير صحيح. وإنما جره لهذه الدعوى كونه ادعى المهدوية، ولا تصح منه هذه الدعوى إلا بتلك ..
والله أعلم.
-----------------
ليتكم تحددون اسم الباحث الذي تريدون معرفة منهجه. فالعمرانيون في المغرب كثر ..
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[30 - 04 - 03, 10:04 م]ـ
بارك الله فيك
الباحث يسمي الدكتور محمد عمراني
لة كتاب عن الرد علي الفقهاء واخذ نموذج لذلك العلامة الشيخ بن باز رحمة الله
وايضا لة اخر في الرد علي المحدثين واخذ نموذج لة المحدث الالباني رحمة اللة
وهو جرئ في حديثة عن العلماء
ـ[عصام البشير]ــــــــ[30 - 04 - 03, 10:57 م]ـ
أخي الكريم
تقصد محمد عمراني حنشي. وهو من ساكنة الرباط.
طلع علينا مؤخرا بسيل من الكتب في مواضيع مختلفة، منها كتاب في إنكار المهدي! وآخر في الكلام على بعض فتاوى الشيخين ابن باز وابن عثيمين، وآخر في الرد على الألباني، وآخر في الرد على القرضاوي، وآخر في الرد على أصحاب المنتدى العالمي للفكر الإسلامي ..
وهكذا ...
والمتتبع لكتاباته يرى أنه قليل الاطلاع، ضعيف الدربة في المسائل التي يتجرأ على الخوض فيها. مع جرأة عظيمة على مقام العلماء الأكابر.
ومن مهازله: أنه يطعن في السيوطي لكونه ضعيفا في الحساب!! وينقل كلام السخاوي فيه!!
وعلى العموم، فالرجل غير معروف بعلم أو تخصص في الحديث، لكنه اشتهر بكتاباته الكثيرة التي صدرت مؤخرا.
أما عقيدته فلا علم لي بها.
والله الموفق.
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[30 - 04 - 03, 11:26 م]ـ
بارك الله فيك شيخ عصام
ـ[عبدالله بن جامع]ــــــــ[26 - 07 - 03, 07:50 م]ـ
مشيخنا الكرام من يوفينا بنبذة على أخر أميردولة الموحدين فى طرابلس ........
ـ[جميل_أبو_فاطمة]ــــــــ[15 - 04 - 07, 01:25 ص]ـ
أنصح الأخ كاتب الموضوع الذي أوهم فيه بأن الموحدين أصحاب سنة من خلال ذكر تقريبهم لعلماء الحديث أنصحه بما كتبه الصلادي عن دولتي المرابطين السنية و دوله الموحدين البدعية في سفرين مفردين لكي يتضح له الحق و الله الموفق للصواب.
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[15 - 04 - 07, 05:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
...
2 - نشأته وانتقاله من فاس إلى مراكش:
لا شك أن ابن القطان نشأ بفاس؛ وبها تلقى علومه الأولى؛ ولم ينتقل إلى مراكش إلا بعد أن جاوز العشرين من عمره؛ غير أن المصادر لا تذكر شيئا عن نشأته الأولى بفاس؛ولا عن آبائه؛ ولا عن دراسته؛ ولا عن تاريخ مغادرته لمدينة فاس.
...
الأخ المكرم من أين لك هذا ومن أي مصدر استفدته.
أفدنا بارك الله فيك.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[15 - 04 - 07, 12:32 م]ـ
أنصح الأخ كاتب الموضوع الذي أوهم فيه بأن الموحدين أصحاب سنة من خلال ذكر تقريبهم لعلماء الحديث أنصحه بما كتبه الصلابي عن دولتي المرابطين السنية و دوله الموحدين البدعية في سفرين مفردين لكي يتضح له الحق و الله الموفق للصواب.
الحمد لله
لا تعارض بين الأمرين.
فقد كانت الدولة المرابطية دولة سنية مالكية، قربت أصحاب الفروع، وكانت الدولة الموحدية دولة بدعية قربت أصحاب الحديث، ولم ينفق عندها أهل الفقه.
وقصة يعقوب المنصور في إنكار اختلاف الفقهاء والأمر بالأخذ بالقرآن والسنة فقط معروفة مشهورة.
على أن بدع ابن تومرت الأولى قد خف تمسك ملوك الموحدين بها بالتدريج.
والله أعلم.(4/164)
((آداب حملة القرآن)) للإمام الآجري، تحقيق الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف!
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[27 - 04 - 03, 07:14 م]ـ
طُبع هذا الكتاب ونُسب تحقيقه للشيخ (محمد عمرو عبد اللطيف)، وقد بين الشيخ ــ حفظه الله ــ غلط ذلك.
قال في ((تكميل النفع)) ص14:
[فمن كتب على طُرَّة كتاب ((آداب حملة القرآن)) للإمام الآجري رحمه الله ــ محوّلاً اسمه إلى ((أخلاق أهل القرآن)) ــ: (حققه وخرج أحاديثه الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف) ــ وما حققته ولا رأيت مخطوطته قط بل نقلها غيري ــ أقول: من كتب ذلك، فقد غلط عليّ .. ].
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[28 - 01 - 08, 10:04 م]ـ
للرفع
ـ[أشرف بن صالح العشري]ــــــــ[29 - 01 - 08, 02:07 م]ـ
جزاكم اللَّه خيراً، وكنت قد اطلعت على هذا الكلام في هذا الموضع لفضيلة شيخنا ـ رحمه اللَّه ـ في كتابه القوي ((تكميل النفع بمالم يثبت به وقف ولارفع)) الموضع المشار إليه وذلك منذ ثمانية أعوام، وأعدت قراءته بتمعُّنٍ منذ أربعة أيام. وأرجو من الأخوة الأفاضل أن يطلعوا على مقدمة هذا الكتاب.
وهذا رابط حمل الكتاب:
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?p=746549
ـ[علي الاثري]ــــــــ[03 - 02 - 08, 07:47 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
ـ[أشرف بن صالح العشري]ــــــــ[03 - 02 - 08, 11:01 م]ـ
وجزاكم أخي المبارك.(4/165)
كتاب رائع لعمرو عبدالمنعم (الحسن بمجموع الطرق)
ـ[طالب النصح]ــــــــ[28 - 04 - 03, 10:09 م]ـ
هل اطلعتم على كتاب (الحسن بمجموع الطرق) لفضيلة الشيخ العلامة المحدث عمرو بن عبدالمنعم سليم ..
هذا الكتاب يقرر أن الحديث الحسن بمجموع الطرق هو ما حصل فيه تقوية الحديث الضعيف يسير الضعف بمتابعة الثقات أو بموافقة رواية الثقات فقط، فلا يتقوى الضعيف بالضعيف ..
الكتاب فيه بحوث متميزة، وطرح علمي رصين، ونقول علمية نافعة ...
أتمنى أن يقرأه أحد المتخصصين ويفيدني برأيه حول ما طرح فضيلة الشيخ العلامة عمرو بن عبدالمنعم ...
وجزاكم الله خيراً ..
ـ[عُجير بن بُجير]ــــــــ[29 - 04 - 03, 03:45 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي alnash
والجزء الأخير من الكتاب عبارة عن رد على المدعو (أحمد بن أبي العينين) في كتابه (القول الحسن).
ـ[أبوتميم الرائد]ــــــــ[29 - 04 - 03, 08:09 م]ـ
الكتاب لاشك أنه نافع ومفيد في بابه .... لكن لي عليه ملاحظة وهي أن الشيخ عمرو حفظه الله أخرجه الغضب من صنيع المخالف عن طوره .... فأكثر من الثناء على كتبه وجهده في خدمة السنة (وهذا في نظري لاينبغي لئلا يكون من العجب والرياء) ... وشنع على المخالف وعرض بالشيخ مقبل عندما قال (فأنا ولله الحمد لست ممن اكتفى بدراسة كتاب الباعث الحثيث) ... والمعروف أن الشيخ مقبل_شيخ المخالف_هو من قال (أن كتاب الباعث الحثيث يكفي ويغني في باب المصطلح) .. أو كما قال رحمه الله ... ولعل الإخوة الذين قرأوا الكتاب ..... يوافونا بمالاحظوه ....
ـ[ابن معين]ــــــــ[01 - 05 - 03, 02:41 م]ـ
أخي الفاضل: ( alnash) .. وفقه الله
لقد اطلعت على كتاب الشيخ عمرو عبدالمنعم سليم (الحسن بمجموع الطرق في ميزان الاحتجاج بين المتقدمين والمتأخرين) ورأيته خلص إلى النتيجة التي ذكرتها وهي (عدم تقوية الضعيف بمثله).
إلا أنني لا أوافق الشيخ على ما ذهب إليه، فقد رأيته تكلف في الجواب عن أقوال تخالف ما ذهب إليه، مع ترك الجواب عن أقوال أخر، وكذا لم يحرر بعض المواضع التي ينبني عليها تحرير القول في هذه المسألة.
وقد كتبتُ تعليقات كثيرة على كتابه في نسختي، ولعل الله أن ييسر لي كتابة مناقشة لهذه المسألة فيما يُستقبل إن شاء الله، فهي تحتاج إلى شيء من الوقت، وهذا لا يتيسر لي في الأيام القريبة.
أخي الفاضل: (أبوتميم الرائد) .. لعلك لم تقرأ كتاب المخالف للشيخ عمرو عبدالمنعم وهو كتاب (القول الحسن في كشف شبهات حول الحديث الحسن) لأحمد أبي العينين حتى ترى تعريضه بالشيخ عمرو ولمزه إياه في علمه وفهمه، وتقوله عليه، فكان لا بد من دفاع الشيخ عن نفسه، ولعلك عرفت الآن السبب.
وما ذكرته من تعريضه بالشيخ مقبل ليس بصحيح، فكلامه عن الباعث الحثيث هو أثناء رده على أبي العينين، والله أعلم.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[01 - 05 - 03, 03:34 م]ـ
في الحقيقة تعجبني كتابات الأخ عمرو عبد المنعم لكن لم يعجبني
هذا الإطراء غير المحمود! للشيخ الفاضل ثم يستحسن كتابة
الاسم بالعربية! فهذا أليق وخاصة أن هذه الخدمة متيسرة
وبالنسبة للكتاب المذكور نود الإطلاع عليه ولكن كيف؟!
ـ[محب أهل العلم]ــــــــ[01 - 05 - 03, 04:35 م]ـ
تقوية الحديث بالمتابعات والشواهد، هى من المسائل الكبيرة التي
لم تنل حقها من البحث حتى الآن، وإنما هي أشرات بُثت هنا وهناك
والمسألة بحاجة إلى أستقراء أكثر , أوسع و أكبر، وقبل ذلك
البحث في نتيجة وثمرة الحسن لغيره، فهل هو حجة أم لا؟
- فقد تعرض الشيخ طارق عوض الله في كتابه (الإرشادات) لهذا
المبحث (مبحث التقوية) ولم يعطه حقه، فمن أهم الأمور التي
ذكرها أن الشاهد الضعيف لا يتقوى بمثله بل لابد أن يكون تكون المتابعة من نفس حديث الرواي ... فضعيف من حديث أبي هريرة لا يقوي ضعيفا
من حديث أبي سعيد، لأن هذا الضعيف تفرد بالإسناد ......
- وتعرض لشروط تقوية المرسل في كتابه (النقد البناء)
- وتعرض صاحب (الخبر الثابت) لذلك وهي أشارات لا تغني شيئا
-كذلك مؤلف الجزء في الكلام (على حديث أم سلمة في الحج)
أشار لبعض الكلام في التقوية
- و د. المليباري في بعض رسائله، وكتبه
-ود. اللاحم في تعليقه على (نزهة النظر)
- ود. المرتضى الزيني في كتابه (تقوية الحديث) وهو رسالة علمية
وهي ينقصها الكثير من التحقيق العلمي
- والحافظ ابن حجر في (النزهة)
والمسألة مهمة جداً بحاجة إلى باحث قضى الكثير من وقته، بين
كتب العلل والرجال ودراسة الحديث ختى يجلي هذا الأمر من كلام
الأوائل
ـ[أبوتميم الرائد]ــــــــ[01 - 05 - 03, 05:13 م]ـ
الأخ الفاضل .. (ابن معين .. ):
قلت بارك الله فيك: ... (لعلك لم تقرأ كتاب المخالف للشيخ عمرو عبدالمنعم وهو كتاب (القول الحسن في كشف شبهات حول الحديث الحسن) لأحمد أبي العينين حتى ترى تعريضه بالشيخ عمرو ولمزه إياه في علمه وفهمه، وتقوله عليه، فكان لا بد من دفاع الشيخ عن نفسه، ولعلك عرفت الآن السبب.)
وأقول:
..... إذا همزني ولمزني أحد المخالفين .... فهل يكون هذا مسوغ لي لأثني على نفسي وامتدح كتبي ... وأعجب بجهدي .... ؟؟
وقلت حفظك الله: (( .. وما ذكرته من تعريضه بالشيخ مقبل ليس بصحيح، فكلامه عن الباعث الحثيث هو أثناء رده على أبي العينين، والله أعلم ... ))
وأقول:
... ربما والله أعلم ولاأريد أن أدخل في نية الرجل .... إنما حاولت أن أربط بين عبارة الشيخ مقبل الموجودة في كتابه (المقترح) .... وبين كلام الشيخ عمرو في رده على الشيخ أبي العينين (تلميذ الشيخ مقبل) ...
ملاحظة / لايفهم من كلامي أني أطعن في الشيخ عمرو وفي كتابه عموماً ... بل إنني ممن يشهد للشيخ حفظه الله بالعلم الجم .. والتحقيق الفذ .... والإطلاع الواسع ......... ولقد انتفعت من كتبه ومؤلفاته كثيراً .. وماسطرته هنا مجرد ملاحظات وتعقبات عامة .... أردت ان أعرف هل لي فيها موافقاً
¥(4/166)
ـ[طالب النصح]ــــــــ[01 - 05 - 03, 08:41 م]ـ
فضيلة الشيخ المحقق صاحب الفوائد العلمية ابن معين سلمه الله ورعاه
.. آمل أن يتيسر لك قريباً أفادتي بهذه الملحوظات ...
فإن موضوع كتاب الشيخ عمرو بن عبدالمنعم مهم .. وتعليقاتكم سيكون لها أثر كبير في إثراء المسألة إن شاء الله
أتمى أن ييسر الله لك الوقت والصحة لكتابتها ونشرها على صفحات الملتقى ...
ويجعل الله أجرك في موازين حسناتك ... آمين ....
وجزاكم الله خيراً جميعاً
ـ[الضياء]ــــــــ[04 - 05 - 03, 02:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي نبينا محمد وأله وصحبه وبعد
فكتاب الحسن بمجموع الطرق فيما أعلمه من مؤلفه لم يكن ردًا علي أبي العينين لأن أصل الكتاب كان قد ألفه كاتبه قبل أن يخرج أبي العينين كتابه بسنوات عديدة بل إن كتاب أبي العينين كان ردا علي أصل كتاب الحسن الذي أهداه مؤلفه نسخة منه قبل طبعه ولكن جرت الأمور علي غير ما يُستحب لها من الرد علي كتاب لم يُنشر قرر مؤلفه للمخالف أنه إنما وضعه لأجل المذاكرة والبحث لا لأجل المغالبة والخصومة ثم جرت بعد نشر كتاب المؤلف أمورا كثيرة غير محمودة من المخالف وظل الرد عليه حبيس أدراج المؤلف سنوات عديدة لان المؤلف يعلم تماما أن هذه المسألة قد وقع فيها الخلاف ولكن جرت من الأمور ما استوجب خروج الكتاب بعد أن زاد عليه مؤلفه زيادات كثيرة وليس الغرض منه الخصومة بحال وإن كان قد وردت فيه عبارات شديدة إلا أن المؤلف قد وعد بتغييرها في الطبعة القادمة ومن له أي ملاحظات فلا شك أن المؤلف سيتسع صدره لها فالإخلاص واجب وإدراك الحق وإن كان على لسان المخالف أمر مسلم به عنده ومن أراد مراسلة المؤلف فله ذلك عن طريق الدار التي طبعت له الكتاب , والله يوفق الجميع
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[25 - 06 - 03, 05:49 م]ـ
أثبت الشيخ عمرو عبدالمنعم (وفقه الله) أن البخاري يطلق (الحسن) على بعض الأحاديث الصحيحة عنده، بدليل تخريج البخاري لتلك الأحاديث في صحيحه.
فالاستدلال كان من صنيع البخاري نفسه.
أمّا عندما حاول (وفقه الله) إثبات أنّ البخاري يطلق (الحسن) على ما لا يصحّ عنده: استدلّ بأقوال علماء آخرين حول ذلك الحديث ورجال أسانيده.
فهل يصح مثل هذا العمل؟ كيف نجزم بأن البخاري لم يخالفهم الرأي؟
علماّ بأنّ د. المدخلي قد أُخذ عليه وقوعه في ذلك في ردوده الكثيرة!، والتي منها ردّه على الشيخ الدكتور حمزة المليباري (وفقه الله).
ـ[الثوري]ــــــــ[25 - 06 - 03, 06:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=6016
استفسار:
هل الكتاب يباع في المكتبات في جزيرة العرب؟؟؟
وصلى الله على نبينا محمد ...
ـ[محمد جلمد]ــــــــ[26 - 06 - 03, 04:34 ص]ـ
السلام عليكم أهل الحديث
قرأت بعض تعليقاتكم حول كتاب فضيلة الشيخ عمرو عبد المنعم في مسألة تقوية الطرق ببعضها.
والذى نراه فيها أن ما ذهب إليه الشيخ من كون الضعيف لا يقوي ضعيف هو عين الصواب، وأن هذا عمل أحدثه المتأخرون ولم يكن نهج سلف الأمة.
أما بالنسبة لكتاب أبي العنين فما فيه عندنا هو مجرد شبهات لا أدلة ولكل منها رد وافي ولله الحمد.
وكون الشيخ عمرو لم يوفق للرد علي جميع الشبهات فهذا من كمال بشريته!! فمن الذي رد علي كل شبهة عرضت له؟!
وبالنسبة لإطلاق البخاري الحسن علي الصحيح فهذا طبيعي لأن معنى الحسن عندهم غير الحسن الإصطلاحى عند المتأخرين.
أعتذر للإطالة
وأسال الله أن يهدينى وإياكم سبيل الرشاد.
ـ[عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[08 - 12 - 08, 05:41 م]ـ
العبرة بما قاله الكبار في الفن كالحافظ بن حجر رحمه الله تعالى من المتأخرين و العلامة المحدث الألباني رحمه الله تعالى من المعاصرين (الذي قضى قرابة الخمسين عاما في دراسة الحديث و فنونه)، أما جل بقية المعاصرين (باستثناء بعض الأفراد كالعلامة أحمد شاكر و العلامة المعلمي رحمهما الله تعالى في أخرين قلائل) سيما من الأحداث فهم عالة على كتب الشيخ ناصر، لكن بعضم يظهر ذلك لأنصافه و بعضهم لا يظهر ذلك جحدا لجهود أهل الفضل ثم يصفون الشيخ بأنه متساهل بحيث يخيل للواحد منا أول مرة أنهم أعلم من الألباني أو أنه هو الذي تعلم عليهم العلم فتنقلب الأمور على القارئ و السامع و الحديث ذو شجون و أكتفي بهذا القدر و العلم عند الله تعالى.
تنبيه: أرجو أن لا تحذف مشاركتي لأنني خالفت بعض الأخوة حتى يكون في هذا المنتدى فسحة للرأي (الذي أنصره بقوة) و الرأي الأخر (و أن كنت أدين الله تعالى بعدم صحته حتى لا أكون من المميعين) بين أهل السنة و الحديث.
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[08 - 12 - 08, 10:17 م]ـ
هذا الكتاب للشيخ من كتبه القديمة التي رجعع بعض ما قرره فيها، ومنها مسألة إنكار الحديث الحسن لغيره، ومن قرأ كتب الشيخ ككتاب (تيسير علوم الحديث للمبتدئين) ص 42 مبحث الحسن لغيره، علم ذلك.
وهذا القول الذي رجع عنه الشيخ عمرو عبد المنعم سليم، كان هو قول الشيخ عمرو عبد اللطيف ثم رجع عنه رحمه الله تعالى.
ومن أهم الكتب التي ينبغي الرجوع إليها في هذا الموضوع كتاب
(الحديث الحسن لذاته ولغيره) للكتور خالد الدريس، ويقع في حمس مجلدات. وكان موضوع الحسن لغيره في الجزء الخامس والآخير من الكتاب.
¥(4/167)
ـ[عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[08 - 12 - 08, 10:49 م]ـ
جزاك الله تعالى خيرا أخي (إسلام بن منصور) فهذا هو بيت القصيد، و في هذا عبرة لمن يشتغل بفن من الفنون لمدة و جيزة ثم يروح يخطأ فيه العلماءالكبار في المسائل العويصة ذات الشأن كمسألة الحديث الحسن لغيره و لا شك أن هذا من إنصاف الشيخ عمرو عبد المنعم سليم حفظه الله تعالى و الشيخ عمرو عبد اللطيف رحمه الله تعالى.
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[08 - 12 - 08, 11:32 م]ـ
ومن أهم الكتب التي ينبغي الرجوع إليها في هذا الموضوع كتاب (الحديث الحسن لذاته ولغيره) للكتور خالد الدريس، ويقع في حمس مجلدات. وكان موضوع الحسن لغيره في الجزء الخامس والآخير من الكتاب.
وأحب أن أنقل لكم فقرة من كلام الدكتور خالد الدريس، يلخص فيها ما وصل إليه.
قال في [ج5/ 2288]: ... أن القول بتقوية الحديث لمجموع طرقه الضعيفة ليس قانوناً مطرداً عند الجميع، ولا هو اصل متفق عليه بين أئمة النقاد.اهـ وهذه العبارة كررها كثيرا أثناء بحثه.
وقال في ص [2305 - 2306]: فالزعم بأن المتقدمين هكذا مطلقاً لا يرون تقوية الضعيف المعتضد غلو يجافي الحقيقة التي ذكرت، والصواب في رأيي هو أن المسألة لم تكن مقررة بوصفها قاعدة مطردة عند كثير من المتقدمين كما أمسى بها الحال عند المتأخرين. وفي الأحاديث السابقة مع ما ذكرته في الأول والثاني ما يدعم هذه النتيجة.اهـ
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[08 - 12 - 08, 11:55 م]ـ
كتاب (الحديث الحسن لذاته ولغيره-دراسة استقرائية نقدية) من أجمل الدراسات في الحديث الحسن
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=136620
ـ[عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[09 - 12 - 08, 12:44 ص]ـ
وأحب أن أنقل لكم فقرة من كلام الدكتور خالد الدريس، يلخص فيها ما وصل إليه.
قال في [ج5/ 2288]: ... أن القول بتقوية الحديث لمجموع طرقه الضعيفة ليس قانوناً مطرداً عند الجميع، ولا هو اصل متفق عليه بين أئمة النقاد.اهـ وهذه العبارة كررها كثيرا أثناء بحثه.
وقال في ص [2305 - 2306]: فالزعم بأن المتقدمين هكذا مطلقاً لا يرون تقوية الضعيف المعتضد غلو يجافي الحقيقة التي ذكرت، والصواب في رأيي هو أن المسألة لم تكن مقررة بوصفها قاعدة مطردة عند كثير من المتقدمين كما أمسى بها الحال عند المتأخرين. وفي الأحاديث السابقة مع ما ذكرته في الأول والثاني ما يدعم هذه النتيجة.اهـ جزاك الله تعالى خيرا أخي الفاضل،ثم ليعلم أن جل العلم مختلف فيه لكن منه الصواب و منه غير الصواب و المقصود (أن صح نصب الخلاف في هذه المسألة بين المتقدمين و المتأخرين) أن الذي استقر عليه الأمر عند فطاحلة هذا الشأن هو العمل بالحديث الحسن لغيره (بشرط أن تكون الطرق غير شديدة الضعف كما بينه الحفاظ لكن لا يجوز أن يفهم من كلامنا أن المتأخرين أعلم من البخاري و مسلم و النسائي و أحمد و بن المديني و غيرهم رحمهم الله تعالى و أنما لأن توفر الطرق المختلفة و من ثم تتبعها و الحكم عليها قد يكون أيسر و أسهل من ذي قبل فكم من حديث عثر على طريق واحدة منه فحكم بضعفه لكن سرعان ما يتغير الحكم عليه أذا عثر على طرق وشواهد و متابعات صالحة له بعد زمن طويل لتوفر المراجع و النسخ المختلفة و المخطوطات المفقودة و نحو ذلك) و الذين يتبنون الرأي المخالف عليهم أن يتحملوا تبعاته و يشعروا بالمسؤولية أمام الله تعالى لأن في هذا أهدارا لمجهودات جبارة قام بها الحفاظ و المحدثون عبر قرون من الزمان سيما المتأخرون و المعاصرون منهم (كالعلامة الألباني رحمه الله تعالى) في جمع طرق الحديث و تتبعها في مظانها مع الخبرة التامةبالرجال و أحوالهم و الحكم عليهم الناتجة عن التتبع و الاستقراء و الممارسة المستمرة غير المنقطعة عبر عشرات السنين بخلاف من درس المصطلح نظريا و قام بنقل تخريجاتهم ثم الجنوح ألى مخالفتها نوعا ما للتمييز لكن دون أن يصرح بذلك (و هذا يفعله كثير من المعاصرين بكتب الألباني رحمه الله تعالى ثم يطعنون فيه بطرق ملتوية و يظهرون مخالفته لحب الظهور الذي يقصم الظهور (و العالم الله تعالى) مما يؤدي بهم ألى هدم جزء كبير من السنة النبوية الحسنة (التي هي في حكم الصحيح من حيث العمل بها) و الله الهادي ألى الصواب لا هادي سواه سبحانه و تعالى.
¥(4/168)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 - 12 - 08, 12:40 م]ـ
ما ذكره الأخ إسلام منصور =خطأ محض ..
فالشيخ لم يرجع عن رأيه الذي سطره في كتاب: الحسن = في كتاب التيسير ..
لأنه وببساطة: كتاب الحسن متأخر الصدور عن كتاب التيسير بأربع سنين على الأقل ..
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[14 - 12 - 08, 03:27 م]ـ
جزاك الله تعالى خيرا أخي الفاضل،ثم ليعلم أن جل العلم مختلف فيه لكن منه الصواب و منه غير الصواب و المقصود (أن صح نصب الخلاف في هذه المسألة بين المتقدمين و المتأخرين) أن الذي استقر عليه الأمر عند فطاحلة هذا الشأن هو العمل بالحديث الحسن لغيره (بشرط أن تكون الطرق غير شديدة الضعف كما بينه الحفاظ لكن لا يجوز أن يفهم من كلامنا أن المتأخرين أعلم من البخاري و مسلم و النسائي و أحمد و بن المديني و غيرهم رحمهم الله تعالى و أنما لأن توفر الطرق المختلفة و من ثم تتبعها و الحكم عليها قد يكون أيسر و أسهل من ذي قبل فكم من حديث عثر على طريق واحدة منه فحكم بضعفه لكن سرعان ما يتغير الحكم عليه أذا عثر على طرق وشواهد و متابعات صالحة له بعد زمن طويل لتوفر المراجع و النسخ المختلفة و المخطوطات المفقودة و نحو ذلك) و الذين يتبنون الرأي المخالف عليهم أن يتحملوا تبعاته و يشعروا بالمسؤولية أمام الله تعالى لأن في هذا أهدارا لمجهودات جبارة قام بها الحفاظ و المحدثون عبر قرون من الزمان سيما المتأخرون و المعاصرون منهم (كالعلامة الألباني رحمه الله تعالى) في جمع طرق الحديث و تتبعها في مظانها مع الخبرة التامةبالرجال و أحوالهم و الحكم عليهم الناتجة عن التتبع و الاستقراء و الممارسة المستمرة غير المنقطعة عبر عشرات السنين بخلاف من درس المصطلح نظريا و قام بنقل تخريجاتهم ثم الجنوح ألى مخالفتها نوعا ما للتمييز لكن دون أن يصرح بذلك (و هذا يفعله كثير من المعاصرين بكتب الألباني رحمه الله تعالى ثم يطعنون فيه بطرق ملتوية و يظهرون مخالفته لحب الظهور الذي يقصم الظهور (و العالم الله تعالى) مما يؤدي بهم ألى هدم جزء كبير من السنة النبوية الحسنة (التي هي في حكم الصحيح من حيث العمل بها) و الله الهادي ألى الصواب لا هادي سواه سبحانه و تعالى.
هل كان الشيخ الألباني رحمه الله يتراجع عن بعض ما صحَّح أو بعض ما ضعَّف؟!
هل كانت أحكام الشيخ الألباني رحمه الله على وتيرة واحده طوال الستين عاما التي اشتغل فيها بالتصحيح والتضعيف؟!
الحقيقة أن كثيرا من المتكلمين في المسألة دون بصيرة أو بسبب خلفيات فكرية معينة يتصورون ثم يصورون لغيرهم أن كل مخالفة للشيخ أو لمن سبقه في التصحيح أو التضعيف كان سببها البغض للشيخ أو قصد التنقص منه، أو الطعن في علماء الحديث المتأخرين زمنا، وهذا من الكذب الذين يروجونه دون حياء أو خوف من الله.
ومثل هذه المسائل نوقشت كثيرا في الملتقى، فلا تتعب نفسك بمثل هذه الكلمات التي لا تنفع عند التحقيق العلمي النزيه البعيد عن التعصب للأشخاص.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=210767#post210767
وأنا أطلب منك دون أن أتحداك أن تأتي باسم أي واحد ممن ينتصر لمذهب الأخذ بأحكام أئمة العلل وعدم ردها إلا بحجة بينة يقول إنه لا ينبغي أن نأخذ بأحكام المتأخرين أو يجب علينا عدم الالتفات إليها
فقط اذكر اسمه، مع نقل كلامه، فإن أتيت به صدقت في حقه هو - دون غيره - وإن لم تأت به كنت كاذبا؛ أو ناقلا ومروجا لكلام غيرك من الكاذبين على من يدعون لهذا المنهج.
قال الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله:
أما الكتاب الذي بين أيدينا فقد تناول مواضيع منها أن بعض طلبة العلم لا يقبل من المتأخرين تصحيحا ولا تحسينا ويقول أنهم متساهلون.
والناس في هذه المسألة طرفان ووسط:
الطرف الأول: يرفض جهود العلماء المتأخرين، وهذا خطأ فالرسول صلى الله عليه وعلى آله يقول: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك).
الطرف الثاني: لا يفرق بين المتقدمين والمتأخرين إذا اختلفوا.
مثلاً: يجزم أبو حاتم الرازي، والإمام البخاري، أو أحمد، بأن الحديث لا يصح بحال من الأحوال، فيأتي الباحث المعاصر فيجمع له طرقا بين شاذة ومنكرة وضعيفة جداً فيقول والحديث حسن لغيره.
القسم الثالث: هم الذين ينزلون الناس منازلهم فلا يساوون المتأخرين بالمتقدمين ولايرفضون علوم المتأخرين.
لكنهم لا يعارضون كلام البخاري بكلام ابن حجر، ولا كلام الإمام أحمد بن حنبل بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية، ولا بين الذهبي وأبي زرعة وأبي حاتم الرازيين.
لأن العلماء المتقدمين ــ مثل يحيى بن سعيد القطان ويحيى بن معين والإمام أحمد وعلي بن المديني والإمام البخاري وأبي حاتم وأبي زرعة ــ يحفظون حديث المحدث وكم روى عنه كل طالب.
ومن ثم تجدهم يقولون: هذا الحديث ليس في أصول فلان، وتارة يقولون: هذا الحديث لم يسمعه فلان من فلان، فقد حفظ الله بهم الدين وخدموا السنة خدمة ليس لها نظير فجزاهم الله عن الإسلام خيرا.
وليس معنى هذا أنا لا نقبل تصحيح المتأخرين ولا تحسينهم فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله يقول: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك).
ولم يقبل العلماء من ابن الصلاح قوله بانقطاع التصحيح والتحسين بل ردوه ودفعوه وعملوا بخلافه، كثيراً ما نسمع المقلّد وذوي الاهواء يدندنون بهذا , ويقولون: تكفينا كتب المتقدّمين , وهم يخشون من تعليق على حديث أو ترجمة لباب تهدم بدعهم , وهكذا قال بعض المبتدعة للحاكم أبي عبدالله صاحب ((المستدرك)) فما أشبه الليلة بالبارحة ...
أما الذين يردون الحسن لغيره فإن كان في بعض المواضع أداهم اجتهادهم - وهم أهل لذلك- إلى أن الحديث لا يرتقي إلى الحسن لغيره فلهم ذلك وأما رده بالكلية فهو خطوة إلى رد السنن.
يا هذا ماذا تقول في قول الدارقطني (فلان يعتبر به) و (فلان لا يعتبر به) , وقول غيره في بعض كتب الرواة يكتب حديثه ولا يحتج به. اهـ نقلا عن أحد الإخوة
¥(4/169)
ـ[عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[15 - 12 - 08, 12:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على أله و صحبه و من والاه أما بعد: قلت (أنت) هداك الله تعالى:الحقيقة أن كثيرا من المتكلمين في المسألة دون بصيرة أو بسبب خلفيات فكرية معينة يتصورون ثم يصورون لغيرهم أن كل مخالفة للشيخ أو لمن سبقه في التصحيح أو التضعيف كان سببها البغض للشيخ أو قصد التنقص منه، أو الطعن في علماء الحديث المتأخرين زمنا، وهذا من الكذب الذين يروجونه دون حياء أو خوف من الله.
ومثل هذه المسائل نوقشت كثيرا في الملتقى، فلا تتعب نفسك بمثل هذه الكلمات التي لا تنفع عند التحقيق العلمي النزيه البعيد عن التعصب للأشخاص. ثم قلت (أنت) أيضا: ....... فإن أتيت به صدقت في حقه هو - دون غيره - وإن لم تأت به كنت كاذبا؛ أو ناقلا ومروجا لكلام غيرك من الكاذبين على من يدعون لهذا المنهج. قلت (أنا): لن أرد عليك أيها الأخ الفاضل لأنني رأيتك تعديت منذ البداية حتى لاننحرف جميعا عن الخط الصحيح من الرفق الذي شرعه الله تعالى في الكتاب و السنة و لكن يكفي أن أورد ما أوردته (أنت) من قول العلامة الشيخ المحدث مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى: ....... قال الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله:
أما الكتاب الذي بين أيدينا فقد تناول مواضيع منها أن بعض طلبة العلم لا يقبل من المتأخرين تصحيحا ولا تحسينا ويقول أنهم متساهلون.
والناس في هذه المسألة طرفان ووسط:
الطرف الأول: يرفض جهود العلماء المتأخرين، وهذا خطأ فالرسول صلى الله عليه وعلى آله يقول: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك) ... أنتهى ... قلت (أنا): فوجود هذا الصنف حقيقة لا خيال و كفى الله المؤمنين القتال. ..... ;و الله ولي التوفيق. أرجو من الأخوة عدم الحذف، فبالردود تتبرهن المشكلات كما قال الأمام النقاد الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[15 - 12 - 08, 06:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على أله و صحبه و من والاه أما بعد: قلت (أنت) هداك الله تعالى:الحقيقة أن كثيرا من المتكلمين في المسألة دون بصيرة أو بسبب خلفيات فكرية معينة يتصورون ثم يصورون لغيرهم أن كل مخالفة للشيخ أو لمن سبقه في التصحيح أو التضعيف كان سببها البغض للشيخ أو قصد التنقص منه، أو الطعن في علماء الحديث المتأخرين زمنا، وهذا من الكذب الذين يروجونه دون حياء أو خوف من الله.
ومثل هذه المسائل نوقشت كثيرا في الملتقى، فلا تتعب نفسك بمثل هذه الكلمات التي لا تنفع عند التحقيق العلمي النزيه البعيد عن التعصب للأشخاص. ثم قلت (أنت) أيضا: ....... فإن أتيت به صدقت في حقه هو - دون غيره - وإن لم تأت به كنت كاذبا؛ أو ناقلا ومروجا لكلام غيرك من الكاذبين على من يدعون لهذا المنهج. قلت (أنا): لن أرد عليك أيها الأخ الفاضل لأنني رأيتك تعديت منذ البداية حتى لاننحرف جميعا عن الخط الصحيح من الرفق الذي شرعه الله تعالى في الكتاب و السنة و لكن يكفي أن أورد ما أوردته (أنت) من قول العلامة الشيخ المحدث مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى: ....... قال الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله:
أما الكتاب الذي بين أيدينا فقد تناول مواضيع منها أن بعض طلبة العلم لا يقبل من المتأخرين تصحيحا ولا تحسينا ويقول أنهم متساهلون.
والناس في هذه المسألة طرفان ووسط:
الطرف الأول: يرفض جهود العلماء المتأخرين، وهذا خطأ فالرسول صلى الله عليه وعلى آله يقول: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك) ... أنتهى ... قلت (أنا): فوجود هذا الصنف حقيقة لا خيال و كفى الله المؤمنين القتال. ..... ;و الله ولي التوفيق. أرجو من الأخوة عدم الحذف، فبالردود تتبرهن المشكلات كما قال الأمام النقاد الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى.
هذا ما نبحث عنه وفقك الله
سمِّ لنا أي رجل ممن تعرفه يقول بهذا القول مع إثبات كلامه، وإلا فقد صح قولي إن هذه فرية يروج لها بعض المخالفين فكريا ضد الذين يدعون إلى الاهتمام بكلام أئمة العلل، والدعاوى سهلة، فأين أسماء هؤلاء وأين كلامهم الذي صرحوا فيه بذلك وفقك الله.
وتأمل معي وفقك الله:
قال الدكتور محمد عمر با زمول في كتابه " مصطلح منهج المتقدمين والمتأخرين مناقشات وردود " ص 29:
من القضايا المسلمة التي ليست موضع نقاش:
1 - وجود منهجين في تناول مسائل الحديث: " منهج المحدِّثين " و " منهج الفقهاء ".
2 - أن بعض المحدِّثين اعتمد ما هو الرَّاجح من أقوال الفقهاء في مسائل علم الحديث، ونسبَهُ إلى أهل الحديث ظنَّا منه أن هذا هو الرَّاجح عند المحدثين والواقع خلافه.
3 - أنَّ التَّعامل بين المنهجين على أساس التَّثبُّت بدون اطِّراح كلام " المتأخرين " أو الطَّعن والانتقاص منهم وهو ما يجري عليه بعض من ينتسب إلى هذا المنهج هو ما أرى صحَّته، وعليه فإنَّ أصحاب هذا المنهج وإن اعتبروا أنفسهم من القائلين: " منهج المتقدمين " إلاَّ أنَّهم غير مقصودين في تعقُّبي ومناقشتي!.
4 - أنَّ المقصود بالمناقشة هو من يرى أنَّ الاختلاف بين " المحدِّثين والفقهاء " اختلاف جذري، ويطِّرح وينتقص " المتأخرين "، وأنَّهم لا يمثِّلون منهج " المحدِّثين " جملة وتفصيلا.
5 - ومن محلِّ النِّقاش الذين يدعون إلى طرح كتب " المتأخرين " في المصطلح، أو طرح بعضها، بحجَّة أنَّها لا تمثِّل ما قرَّرَه أئمة الحديث.
استدلَّّ القائلون بالتَّفريق بين " منهج المتقدمين والمتأخرين " بالأدلَّة التَّالية (1):
... . اهـ
ــــ
(1) ليعلم القارئ الكريم أنَّ هذه الأدلة استنبطتها من تصريحات بعض القائلين بهذا القول، ولم أجدها مسرودة هكذا. اهـ
هو الآن في معرض الرد على القائلين بالتَّفريق بين المنهجين - حسب فهمه هو -
وأقول للجميع: وفقنا الله لمعرفة الحق والبعد عن الكذب على الخلق
¥(4/170)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[15 - 12 - 08, 08:31 ص]ـ
هذا الكتاب للشيخ من كتبه القديمة التي رجعع بعض ما قرره فيها، ومنها مسألة إنكار الحديث الحسن لغيره، ومن قرأ كتب الشيخ ككتاب (تيسير علوم الحديث للمبتدئين) ص 42 مبحث الحسن لغيره، علم ذلك.
وهذا القول الذي رجع عنه الشيخ عمرو عبد المنعم سليم، كان هو قول الشيخ عمرو عبد اللطيف ثم رجع عنه رحمه الله تعالى.
ومن أهم الكتب التي ينبغي الرجوع إليها في هذا الموضوع كتاب
(الحديث الحسن لذاته ولغيره) للكتور خالد الدريس، ويقع في حمس مجلدات. وكان موضوع الحسن لغيره في الجزء الخامس والآخير من الكتاب.
الحمد لله وحده ...
أحيانًا أشعر أن بعض الكذبات قد ترسخت في نفوس العامّة حتى إننا قد نلقى الله عزّ وجل قبل أن نصححها بينهم ونشيع الحقّ.
الله المستعان، ورحم الله شيخنا محمد عمرو ما سلم من الافتراء حيًّا ولا ميّتًا، وأسأل الله أن يحعل ذلك في كفة حسناته.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - 12 - 08, 12:01 م]ـ
أخي الأزهري: ألا ترى أن إجمال الشيخ في عبارته التي قدم لها لكتاب عمرو عبد المنعم = أثر في تثبيت الكذبة (؟)
ـ[عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[15 - 12 - 08, 12:02 م]ـ
أرى بعض الأخوة هداهم الله تعالى يتسرعون في نسبة الكذب ألى أخوة لهم أخرين!!! لماذا لا يستعملون عبارات أخرى كنسبة الخطأ في العزو أو السهو أو الاجتهاد الخاطئ أو العجلةفيكون هذا ألطف في الحوار مع أخوانهم أما الشدة فتستعمل مع المكابر، لماذا استعمال الكذب، أرى أن هذا التعجل في الحكم على اخوانهم عقبة كؤود في سبيل طلب العلم بأخلاص و تجرد، اللهم أنا نسألك الهداية للجميع، أمين.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - 12 - 08, 12:06 م]ـ
بوركت أخي الجزائري ..
هذا الذي تذكره من العجمة عن لسان العرب .. فالكذب في لسان العرب هو عدم مطابقة الخبر لواقع الأمر ثم يكون هذا بخطأ .. ويكون هذا بعمد .. فإن كان بعمد فهو الكذب الذي يهدي إلى النار ..
فالكذب تستعمله العرب في الخطأ والعمد جميعاً ..
كما تستعل القتل في الخطأ والعمد جميعاً ..
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[15 - 12 - 08, 02:19 م]ـ
أرى بعض الأخوة هداهم الله تعالى يتسرعون في نسبة الكذب ألى أخوة لهم أخرين!!! لماذا لا يستعملون عبارات أخرى كنسبة الخطأ في العزو أو السهو أو الاجتهاد الخاطئ أو العجلةفيكون هذا ألطف في الحوار مع أخوانهم أما الشدة فتستعمل مع المكابر، لماذا استعمال الكذب، أرى أن هذا التعجل في الحكم على اخوانهم عقبة كؤود في سبيل طلب العلم بأخلاص و تجرد، اللهم أنا نسألك الهداية للجميع، أمين.
أخي الفاضل
كثير من الطاعنين في من يدعون إلى الاهتمام بكلام أئمة العلل وعدم إهماله يرددون هذ الفرية دون ذكر قائلها، وينسبون إليهم غيرها مما يعلم بطلانه كل من رزق الإنصاف، والذي نطالب به ليس أمرا مستحيلا، فإذا قالوا إن بعض هؤلاء يقولون بعدم الاعتداد بأقوال المتأخرين ووجوب اطِّراح مؤلفاتهم وترجيحاتهم.
قيل لهم: من الذي يقول ذلك، سمِّه لنا، واذكر لنا كلامه؟!
فأسألك بالله الذي سنقف بين يديه، هل تعديت في طلبي أو اخطأت؟!
والقول ما قال أبو فهر وفقه الله، من تعمَّد ذلك فهو كاذب ولا استحيي من قولها في وجهه أو وجه من ينقل كلامه.
ومن ينقل الكلام ظانا أنه صواب، فيقال إنه كاذب، من باب الخطأ، فإن أصر دون الإتيان بمستند، أُلحق بالمتعمد.
وأستغرب أن هذه الكلمة قد آذتك وآلمتك، وأنت تتهم غيرك دون حرج ودون بينة:
بخلاف من درس المصطلح نظريا و قام بنقل تخريجاتهم ثم الجنوح ألى مخالفتها نوعا ما للتمييز لكن دون أن يصرح بذلك (و هذا يفعله كثير من المعاصرين بكتب الألباني رحمه الله تعالى ثم يطعنون فيه بطرق ملتوية و يظهرون مخالفته لحب الظهور الذي يقصم الظهور (و العالم الله تعالى) مما يؤدي بهم ألى هدم جزء كبير من السنة النبوية الحسنة (التي هي في حكم الصحيح من حيث العمل بها) و الله الهادي ألى الصواب لا هادي سواه سبحانه و تعالى.
أوصل بك الحال إلى أن تقول إن مخالفة الشيخ الألباني رحمه الله يعدُّ من هدم جزء من السنة!
وأراك لم تجب عن الأسئلة السابقة، وأعيدها بطريقة أخرى، لعلك تجيب أو تتنبه إلى خطورة ما رميت به إخوانك.
هل كان الشيخ الألباني رحمه الله يهدم السنة عندما كان يتراجع عن تصحيح حديث إلى تضعيفه؟
هل كان الشيخ الألباني رحمه الله هادما للسنة عندما كان يضعِّف بعض الأحاديث الحسنة، قبل أن يرجع إلى تحسينها؟
هل يجب على من يرد على الشيخ الألباني أن يشتغل ستون عاما في تخريج الأحاديث كما اشتغل الشيخ؟!
هدانا الله جميعا للحق
ـ[أبو عبد المصور]ــــــــ[15 - 12 - 08, 03:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
فإن العدل مطلوب و الانصاف عزيز , و عليه فلابد من البينة على كل دعوى يدعيها الانسان عى أخر , و لا يليق بالانسان فضلا عن طالب العلم أن يطعن في أشخاص معينين خصوصا اذا كانوا علماء أو طلبة علم بدون بينة و انما تقليدا لغيره.
أقول هذا الكلام لأنني لمست من الذين يغمزون في بعض المشايخ الذين ينسبونهم الى التفريق بين منهج المتقدمين و المتأخرين لمست منهم عدم تصور المسألة جيدا فإذا تقربت منهم أو ناقشتهم تجده لا يعرف أصلا ما يراد من هذا الكلام بل بعضهم لا يفقه أبسط المسائل في علوم الحديث و انما يتكلم من أجل الكلام أو تقليدا لغيره على جهل.
لقد سمعت من بعض الأشخاص المتصدرين في المدينة التي أقيم فيها , أن المليباري مبتدع و ... و .. فلما كان يدرسهم سبل السلام للصنعاني جاء على ذكر بن لهيعة فقال هذا المتعالم:
ابن لهيعة ضعيف الا اذا روى عنه العبادلة الثلاثة و هم: عبد الله بن عمر رضي الله عنهما و عبد الله بن عباس و عبد الله بن عمرو بن العاص .... هذه بضاعة القوم. والله المستعان
¥(4/171)
ـ[عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[15 - 12 - 08, 05:45 م]ـ
جزى الله تعالى أخي الفاضل (أبو فهر السلفي)، لا يغيب عني أخي المعنى الأخر للكذب (و هو الخطأ و قد استعمله بعض الصحابة رضي الله تعالى عنهم بخصوص الخطأ في الرواية) لكن ما أخشاه هو أن ينوي أحدهم المعنى الأخر ليلقي الحبل على الغارب حتى أذا سئل رد قائلا: أنما أريد به الخطأ، فضلا على أن الشائع في الحاضر هو المعنى الثاني و هو الافتراء لبعد نا جميعا عن التعمق في لسان العرب فضلا على أن الذهن ينصرف مباشرة ألى المعنى الثاني لأنه هو الأصل الغالب أذا أطلقت هذه اللفظة فالواجي الاحتياط في التعبير و البعد عن العبارات الموهمة ثم أجابة على سؤال الأخ الفاضل الذي يصر على المطالبة بالأسماء أقول هل ترى وفقك الباري سبحانه كبار أهل العلم ينطلقون من فراغ و أخص بالذكر منهم محدث الديار اليمنية العلامة الشيخ مقبل بن هادي الوادي رحمه الله تعالى حينما ذكر الطرف الأول؟
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[15 - 12 - 08, 08:45 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزى الله تعالى أخي الفاضل (أبو فهر السلفي)، لا يغيب عني أخي المعنى الأخر للكذب (و هو الخطأ و قد استعمله بعض الصحابة رضي الله تعالى عنهم بخصوص الخطأ في الرواية) لكن ما أخشاه هو أن ينوي أحدهم المعنى الأخر ليلقي الحبل على الغارب حتى أذا سئل رد قائلا: أنما أريد به الخطأ، فضلا على أن الشائع في الحاضر هو المعنى الثاني و هو الافتراء لبعد نا جميعا عن التعمق في لسان العرب فضلا على أن الذهن ينصرف مباشرة ألى المعنى الثاني لأنه هو الأصل الغالب أذا أطلقت هذه اللفظة فالواجي الاحتياط في التعبير و البعد عن العبارات الموهمة ثم أجابة على سؤال الأخ الفاضل الذي يصر على المطالبة بالأسماء أقول هل ترى وفقك الباري سبحانه كبار أهل العلم ينطلقون من فراغ و أخص بالذكر منهم محدث الديار اليمنية العلامة الشيخ مقبل بن هادي الوادي رحمه الله تعالى حينما ذكر الطرف الأول؟
سمهم لنا وفقك الله، أو اعترف بأنك مجرد مقلد لا تدري عن شيء، تتهم غيرك بهدم السنة دون حجَّة بينة
قال الإمام الكرجي القصاب في ((نكت القرآن)) (2/ 113) ((من لم ينصف خصومه في الاحتجاج عليهم، لم يقبل بيانه، وأظلم برهانه))
ـ[أبو الفتح محمد]ــــــــ[15 - 12 - 08, 09:41 م]ـ
بارك الله فى الشيخ خالد بن عمر واعلم أن منهج أهل العلل انتشر انتشاراً واسعاًجداً وأنه سيتصدر الساحة العلمية فى الأيام القادمة إن شاء الله واعلم أنى كنت فى يوم من الأيام كنت متعصبا جدا لمذهب المتأخرين وللعلامة الألبانى فلما قرأت كتب المخالفين بإنصاف تبين لى أنهم على حق بل كل الحق وأخص بالذكر الكتاب الذى أثر فى وهو كتاب الموازنة للأستاذ حمزة المليبارى زاده الله بصيرة ولكن هذه النتيجة لا تكون إلا بعد التجرد لطلب الحق دون مراعاة أسماء أحد
ـ[عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[16 - 12 - 08, 02:02 ص]ـ
لقد قام أحد المشرفين - سامحه الله تعالى - بحذف مشاركتي الأخيرة التي ضمنتها كلاما للعلامة الألباني رحمه الله تعالى من سلسلة الأحاديث الصحيحة!!!! و هذا خلاف البحث العلمي المجرد، أسأل الله تعالى الهداية للجميع و ما لاحظته من جل الأخوة المشاركين في هذا القسم تلك النظرة الأحادية العجيبة في وجهات النظر ... عجيب. ...... و أنا مستعد لأكمال النقاش حتى يأذن الله تعالى مع تجنب التجريح و التعدي لكن أرجو من الأخوة المشرفين عدم الحذف أن كانوا يثقون أنهم فعلا على حق و أنني لن أزيغ بأذن الله تعالى عن سبيل المؤمنيين في الأدب و الله ولي التوفيق.
تنبيه: كل مشاركة خارجة عن مناقشة المشاركين
يقصد منها تشتيت الموضوع سيكون مصيرها الحذف
## المشرف ##
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[17 - 12 - 08, 03:36 ص]ـ
ما ذكره الأخ إسلام منصور =خطأ محض ..
فالشيخ لم يرجع عن رأيه الذي سطره في كتاب: الحسن = في كتاب التيسير ..
لأنه وببساطة: كتاب الحسن متأخر الصدور عن كتاب التيسير بأربع سنين على الأقل ..
أنت أعلم بارك الله فيك، وأحسن الله إليك. وجزاكم الله خيرا على التنبيه.
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[17 - 12 - 08, 03:43 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
أحيانًا أشعر أن بعض الكذبات قد ترسخت في نفوس العامّة حتى إننا قد نلقى الله عزّ وجل قبل أن نصححها بينهم ونشيع الحقّ.
الله المستعان، ورحم الله شيخنا محمد عمرو ما سلم من الافتراء حيًّا ولا ميّتًا، وأسأل الله أن يحعل ذلك في كفة حسناته.
جزاكم الله خيرا على تنبيهك وإرشادك.
وأود أن أقول: بأن من نسب للشيخ محمد عمرو عبد اللطيف ما زعمه البعض افتراءً، هو الشيخ حسن أبو الأشبال سمعته أذناي، ورأته عيناي وهو يحدث بذلك على أحد الفضائيات بعد وفاة الشيخ رحمه الله تعالى.
وأنا عن الشيخ أبي الأشبال أسند ما نسبته للشيخ محمد عمرو عبد اللطيف.
¥(4/172)
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[17 - 12 - 08, 04:01 ص]ـ
بوركت أخي الجزائري ..
هذا الذي تذكره من العجمة عن لسان العرب .. فالكذب في لسان العرب هو عدم مطابقة الخبر لواقع الأمر ثم يكون هذا بخطأ .. ويكون هذا بعمد .. فإن كان بعمد فهو الكذب الذي يهدي إلى النار ..
فالكذب تستعمله العرب في الخطأ والعمد جميعاً ..
جزاكم الله خيرا
ومما يصدق قولك ما جاء في الحديث عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (كذب أبو السنابل) يعني أخطأ، وأخبر بخلاف الواقع.
ومع هذا .......
فهل ثبت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قالها لكل من أخطأ؟ أو هل ثبت عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قالها لغير أبي السنابل؟ ولنا في حديث الأعرابي، والمسيء لصلاته عظة
وهل لفظة (الكذب) في الشرع، أكثر ما جاءت بمعنى الخطأ؟ أم بمعنى ما جاء في الحديث (آية المنافق ثلاث ......... إذا حدث كذب ..... ) فهل معنى الكذب هنا أخطأ؟
أخي الحبيب:
إن الله سبحانه وتعالى ملك، ونحن عبيدة، ويحق للملك أن يخاطب عبيدة بما شاء، ومع هذا فقد اختار أحسن الألفاظ وأحسن النداءات وأحسن العبارات، وهو يخاطب عبيدة المسيئين منهم والمحسنين.
فتجده ينادي اليهود اللذين اتهموه بالبخل، وعبدوا من دونه العجل، وقتلوا أنبياءه بـ (يا بني إسرائيل ... ) و بـ (يا أهل الكتاب ....... ).
وقد حثنا الله سبحانه وتعالى بالقول الحسن فقال: (وقولوا للناس حسنا) وقال سبحانه (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن). ودائما كنا نسمع أهل الدعوة يقولون أمر الله رسوله موسى وهارون وهما من أبر الناس أن يقول لفرعون وهو أفجر الناس أن يقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى.
فالكلمة الطيبة من الناصح والمنبه على الخطأ سبب لقبول المخطيء - إن كان مخطئاً - للنصيحة والتنبيه.
أما بعد كل هذا الحسن في القول للمنصوح المخطيء، فلا حرج من التثريب حينها بقدر كما قال موسى لفرعون بعد كل هذا الإحسان ولجدال بالتي هي أحسن (وإني لأظنك يا فرعون مثبورا)
والمعذرة على هذا الاستطراد، فإني ارى نفسى وكثيرا من إخواني في حاجة إليه أكثر من أي موضوع آخر.
ولأخي الحبيب الأزهري السلفي كل المودة والاحترام.
بارك الله في جهود الجميع.
ـ[عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[22 - 12 - 08, 11:25 م]ـ
كنت أحسنت الظن بالأخ (إسلام بن منصور) وفقه الله تعالى حينما صرح برجوع الشيخين الفاضلين (عمرو عبد المنعم سليم حفظه الله تعالى و عمرو عبد اللطيف رحمه الله تعالى) اعتقادا مني بصحة ماقاله مع أن معي كتاب (تيسير مصطلح الحديث للمبتدئين) و كتاب (الحسن بمجموع الطرق) في مكتبتي الخاصة و قد درستهما منذ زمن و أعلم مذهب الشيخ عمرو عبد المنعم سليم الخاص بهذه المسألة (من خلال الكتاب الثاني) لكن قلت في نفسي لعل الشيخ قد رجع في طبعات منقحة لا حقة يعلمها الأخوة و لا أعلمها أو لعله صرح بذلك في دروسه الأخيرة و لم يتيسر له بعد تنقيح ما دونه بخصوص هذه المسألة ما دام أنها قابلة للأخذ و الرد كما صرح به هو نفسه في مقدمة كتابه (الحسن بمجموع الطرق) قائلا: (أن هذه المسألة لا تزال قيد البحث و أن الخلاف فيها محتمل، وأنه متى تنقح الحق و لو كان على لسان المخالف وجب الأخذ به، و أن الأمر يرجع ألى الديانة، لا ألى حب الظهور و الغلبة) فبادرت مصدقا الأخ (إسلام بن منصور) وفقه الله تعالى لكن بعد أن قال الأخوة ما قالوا انقدح في ذهني أن ما قاله الأخ (إسلام بن منصور) غير صحيح لأن أهل مكة أدرى بشعابها ثم رأيت الأخ (إسلام بن منصور) قال كلاما عن فضيلة الشيخ (حسن أبو الأشبال) حفظه الله تعالى فلم ينقضي عجبي من كلامه لأن ما قاله غير صحيح بل قد صرح (الشيخ أبو الأشبال) بعكس ذلك أي بما مضمونه أن الشيخ عمرو عبد اللطيف غير طريقته في التصحيح و التضعيف (و هي التي سماها المرحلة الثانية من حياته) حينما كان يتعاون مع الشيخ الفاضل (طارق عوض الله) و الشيخ الفاضل (عادل أبو تراب) حفظهما الله تعالى في (دار التأصيل) مع تصريحه (أي الشيخ أبو الأشبال) أنه يخالف الشيخ عمرو عبد اللطيف في هذه المسألة، و مما يزيد الأمر عجبا أن الأخ الفاضل (إسلام بن منصور) لم يرضه (و أناأيضا) ما صدر من بعض الأخوة من الشدة في التعبير فطالبهم بالتلطف و مع ذلك استعمل هو سامحه الله تعالى الوصف بالافتراء (و أضاف ذلك ألى الشيخ حسن أبو الأشبال) أقول هذا كله من باب الأنصاف و التحقق من النسبة و الذب عن المسلم و ألا فأني لا أتبع الشيخ عمرو عبد المنعم حفظه الله تعالى و لا الشيخ عمرو عبد اللطيف رحمه الله تعالى في هذه المسألة!!! أسأل الله تعالى الهداية للجميع.
ـ[أبو الفتح محمد]ــــــــ[23 - 12 - 08, 02:23 ص]ـ
اعلم أن منهج أهل العلل انتشر انتشاراً واسعاًجداً وأنه سيتصدر الساحة العلمية فى الأيام القادمة إن شاء الله واعلم أنى كنت فى يوم من الأيام متعصبا جدا لمذهب المتأخرين وللعلامة الألبانى فلما قرأت كتب المخالفين بإنصاف تبين لى أنهم على حق بل كل الحق وأخص بالذكر الكتاب الذى أثر فى وهو كتاب الموازنة للأستاذ حمزة المليبارى زاده الله بصيرة ولكن هذه النتيجة لا تكون إلا بعد التجرد لطلب الحق دون مراعاة أسماء أحد.
¥(4/173)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[23 - 12 - 08, 08:45 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
المشكلة أن أكثر من عرفتُه ممن يقول إن محمد عمرو عبد اللطيف قد نصر مذهب كذا في ..
لا يعتمدون على شيء إلا أنهم يحدّثون بما سمعوا، حتى إن بعضهم لم ير ولا يعلم شيئًا عن مقدمة الشيخ التي أشير إليها آنفًا ..
وأما حين يقولون إنّه تراجع عن هذا المنهج فهم لا يعتمدون على شيءٍ البتّة!
و (كفى بالمرء كذبًا أن يحدّث بكل ما سمع)، فكيف إذا كان ما سمع؟!
وأريد أن أقول:
لقد سمعتُ ورأيت على القنوات الفضائيّة من الكذب أو الخطإ على الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف الشيء الكثير في منهجه العلمي وغيره، ولا يضيرني أن أقول هذا في وجه من قاله إن أراده، وإن كان رفيع المقام فمقامه محفوظ وخطؤه مردود.
علمًا بأن إثبات هذا الخطإ على الشيخ رحمه الله لا يحتاج منّي سوى رجل له عينان ونصف عقل!
ثم يكلّف نفسه ويقرأ بنفسه ما كتبه الشيخ محمد عمرو بنفسه وبخط يده إن أراد!
لا أقول يقرأ ما سبق ونقلته هنا على هذا الملتقى عن الشيخ بناء على طلبه وفي حياته، بل أقول يقرأ آخر كتب الشيخ طباعة، والذي طبع في حياته، بل أنا على استعداد أن أثبت له خطأ ما قاله من كتب الشيخ القديمة المطبوعة في التسعينيات، وهي الكتب التي يرضى الشيخ عنها.
قطعًا هذا لمن أراد أن يسلك سبيل التثبت، التي هي طريق أهل الحديث، وأهل السنّة.
أما ما أراه هنا من تجاهل وجهل يدل على الرعونة، فليس لي حيلة معه، والله يتوب على صاحبه، ويهديه إلى سواء السبيل.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[23 - 12 - 08, 09:00 ص]ـ
وأنا عن الشيخ أبي الأشبال أسند ما نسبته للشيخ محمد عمرو عبد اللطيف.
الحمد لله وحده ...
الفاضل إسلام بن منصور ..
إسنادي عن الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف لا يمكن أعلى منه في دنيا الناس ..
لقد سألت الشيخ فأجابني ..
وسمعتُه بأذني ..
وقرأت كلامه في هذه المسألة بعيني رأسي عليه في بيته ..
وقرأتُ نحوه في بيت أبي .. فما تزوّجتُ قرأتُ نحوه في بيتي ..
وكتبتُه بيديّ، وقرأته عليه بعدها مرّات.
وسجّلتُ له بصوته، حيثُ سألتُه فأجابني.
وصحبتُه ست سنوات حتى كان يقول: هذا ابني.
وكتب بخطّ يده: لا داعي في التشكك فيما ينسبه إليّ الأزهري.
هل تريد شيئًا آخر؟
ووالله لولا المقام ما قلتُ حرفًا من ذلك، وقد استغنيتُ عن مثله سنوات، بخلاف بعض المتمحّكين.
ـ[أبو بكر التونسي]ــــــــ[23 - 12 - 08, 09:25 ص]ـ
أخونا الحبيب الأزهري السلفي ليتك تبين لنا مذهب الشيخ رحمه الله رحمة واسعة
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - 12 - 08, 02:06 م]ـ
أخي الأزهري: ألا ترى أن إجمال الشيخ في عبارته التي قدم لها لكتاب عمرو عبد المنعم = أثر في تثبيت الكذبة (؟)
الشيخ قال في المقدمة (وأكتب من الذاكرة فلستُ في البيت): ((وحمدت له رجوعه إلى مذهب الأئمة المتقدمين في مسألة تقوية الضعيف بمجموع طرقه)).
أليس كذلك (؟؟)
فالناس جمعوا هذا الإجمال إلى كلام الشيخ عمرو عبد المنعم في نزهة النظر وكلام عصام مرعي في رسالة لا أذكر اسمها (وهو ممن قدم له الشيخ) وخرجوا بالكذبة ..
لا أجادل في أنها كذبة ..
ولكن العالم يُحمل مسؤولية دفع الاشتباه والإجمال عن كلامه وأن يُوضح هذا علناً لا أن يُحادث به بعض خاصته ..
ـ[أبو عبد المحسن العنابي]ــــــــ[23 - 12 - 08, 03:49 م]ـ
إسنادي عن الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف لا يمكن أعلى منه في دنيا الناس ..
لقد سألت الشيخ فأجابني ..
وسمعتُه بأذني ..
وقرأت كلامه في هذه المسألة بعيني رأسي عليه في بيته ..
وقرأتُ نحوه في بيت أبي .. فما تزوّجتُ قرأتُ نحوه في بيتي ..
وكتبتُه بيديّ، وقرأته عليه بعدها مرّات.
وسجّلتُ له بصوته، حيثُ سألتُه فأجابني.
وصحبتُه ست سنوات حتى كان يقول: هذا ابني.
وكتب بخطّ يده: لا داعي في التشكك فيما ينسبه إليّ الأزهري.
هل تريد شيئًا آخر؟
.
جزاك الله خيرا، بيّن لنا مذهب الشيخ بالتفصيل، فالثقة فيما تفصله لنا
بارك الله فيك
ـ[عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[23 - 12 - 08, 07:10 م]ـ
ألى الأخ الفاضل (الأزهري السلفي) و فقه الله تعالى، ما دام أنك من أعرف الناس بالشيخ عمرو عبد اللطيف رحمه الله تعالى، فالمرجو منك - غير مأمور - تصحيح الأخبار سواء كان الشيخ رحمه الله تعالى من هؤلاء أو من أولئك (بشيئ من التفصيل)، فلا يهمنا معرفة مذهب الشيخ في المسألة بقدر ما يهمنا تصحيح المعلومات المتعلقة به و هذا من التثبت كما قلت أخي الذي هو من خصائص أهل الحديث، و أن كنت أظن - بحسب ما أعرف- أن الشيخ هو الذي يتأثر به من حوله لا العكس لسعة علمه و اطلاعه و زهده وو رعه رحمه الله تعالى رحمة واسعة - لكن هب أن الشيخ يذهب مذهب أهل العلل كما يسميه بعض الأخوة هنا فأن ذلك لا يضيره لأن الشيخ جبل في علم الحديث و هو أهل لأن يسلك الرأي الذي يطمئن أليه، هذا ما عن لي في الخاطر و أرجو أن لا أكون من أهل الشطط، ان أريد ألا الأصلاح ما استطعت و ما توفيقي ألا بالله، و العلم عند الله تعالى.
¥(4/174)
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[23 - 12 - 08, 08:03 م]ـ
ألى الأخ الفاضل (الأزهري السلفي) و فقه الله تعالى، ما دام أنك من أعرف الناس بالشيخ عمرو عبد اللطيف رحمه الله تعالى، فالمرجو منك - غير مأمور - تصحيح الأخبار سواء كان الشيخ رحمه الله تعالى من هؤلاء أو من أولئك (بشيئ من التفصيل)، فلا يهمنا معرفة مذهب الشيخ في المسألة بقدر ما يهمنا تصحيح المعلومات المتعلقة به و هذا من التثبت كما قلت أخي الذي هو من خصائص أهل الحديث، و أن كنت أظن - بحسب ما أعرف- أن الشيخ هو الذي يتأثر به من حوله لا العكس لسعة علمه و اطلاعه و زهده وو رعه رحمه الله تعالى رحمة واسعة - لكن هب أن الشيخ يذهب مذهب أهل العلل كما يسميه بعض الأخوة هنا فأن ذلك لا يضيره لأن الشيخ جبل في علم الحديث و هو أهل لأن يسلك الرأي الذي يطمئن أليه، هذا ما عن لي في الخاطر و أرجو أن لا أكون من أهل الشطط، ان أريد ألا الأصلاح ما استطعت و ما توفيقي ألا بالله، و العلم عند الله تعالى.
لا زلت تتهرب من الإجابة وفقك الله، فأين الأسماء ثم النقل عنهم.
وأين الإجابات عن الأسئلة التي كتبتها لك؟!
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[23 - 12 - 08, 09:55 م]ـ
الحمد لله وحده ...
علنًا لا أن يحادث به بعض خاصّته
مسكين
والله الذي لا إله غيره مسكين!
سبحان واهب الفهم لمن يشاء!
كتبتُ ولم يكن مطمعي إلا في عينين ونصف عقل!
وتوضيح الواضحات والرد على هذه الترّهات من أسخف السخافات!
والرد لمجرد الرد داء عضال، لا يشفي منه إلا حسن المأخذ وحسن المقصد وحسن الغاية، ثم التوفيق من الله.
والله يهدي من يشاء ويضل من يشاء.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - 12 - 08, 10:09 م]ـ
اللهم إنا نسألك قلوب المساكين ونفوس المساكين ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - 12 - 08, 11:12 م]ـ
الآن أختم بما أجلتُه وما يكون فيه حسم أمر الشيخ وترتيب منهجه في مسألة التقوية
قال الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف عن الشيخ عمرو عبد المنعم وهو موجود بخطه نقله الأزهري السلفي قديماً: ((وكان قد قصدني ـ منذ بضع عشرة سنة ـ من أجل كتابة تقدمة لكتابه الذي سماه «النقد الصريح لأجوبة الحافظ ابن حجر عن أحاديث المصابيح»، أيامَ كنتُ مُرَحِّبًا بالتقديم لكل أحد!
وتضمنت هذه التقدمة إبداء رضاي عن أوبته إلى مذهب المتقدمين بخصوص اعتضاد الحديث من مجموع طرقه، وكان ذلك في وقت كنتُ أرفض فيه هذا الأمر رأسًا ـ حاشا المرسل بشروط الإمام الشافعي (رحمة الله عليه)، والوقوف عند ذلك ـ، ثم تراجعتُ عن ذلك ورأيتُ في الأمر سعة، مع الرفض الشديد للتعضيد إلا بما لم يستنكر على راويه ـ أيًّا كان حاله ـ أو لم يتبين لنا خطؤوه فيه، مع العلم بأن المسكين المذكور يرى كل ما كان في إسناده راوٍ فيه ضعف؛ يراه مُنكرًا!!! ... ))
هذا الكلام فيه ما يلي:
1 - كان للشيخ مذهب قديم في التقوية بمجموع الطرق.
2 - يوم قدم الشيخ لكتاب عمرو عبد المنعم وأثنى على أوبته لمنهج المتقدمين كان يعني بهذا المنهج مذهبه القديم هذا.
3 - هذا المنهج هو: منع تقوية الضعيف بمجموع طرقه = إلا أن يكون هذا الضعيف علة ضعفه هي الإرسال وأن تكون شروط التقوية هي ما ذكره الشافعي ..
هنا نقف لحظة:
1 - قرأتُ مقدمة الشيخ محمد عمرو عام 1997 وسألتُ يومها عمرو عبد المنعم هاتفياً عن مرادهم (هو والشيخ محمد) بمنهج المتقدمين = فأشهد الله أنه ذكر لي كلام الشيخ محمد عمرو هذا بنفس المعنى، وعزى الموافقة على هذا للشيخ طارق.
2 - كان لدى شيخنا الشيخ مصطفى العدوي عدد من طلبة العلم عرفوا الشيخ محمد عمرو من أوائل التسعينات منهم الشيخ طلعت فؤاد الحلواني ففسروا لي مذهب الشيخ بعين ما قال الشيخ.
3 - عام 1998 ألف أحمد بن أبي العينين كتابه فبلغني أن الشيخ محمد عمرو ذكر أنه ظُلم بنسبة عدم التقوية مطلقاً له (لا أدري هل يريد الشيخ بلفظة مطلقاً هذه أنه يقوي المرسل فلا يجب أن يُوصف بأنه لا يقوي مطلقاً؟؟ لا أدري.)
4 - ثم ذكر الشيخ محمد عمرو في عبارته الموجودة أعلى الصفحة أنه تراجع عن هذا المذهب إلى مذهب آخر ..
الآن ماذا أريد أن أقول:
أردت -وهو غرضي من البداية- أن من نسب إلى الشيخ عدم تقوية الحديث الضعيف مطلقاً فقد كذب على الشيخ لكن له العذر من جهتين:
الأولى: إجمال الشيخ وعدم تبيينه لمذهبه نصاً بوضوح إلا بآخرة بعد عشرة أعوام أو يزيد. وقد يخفى هذا التبيين فليس كلام الشيخ مما يُعلم بالضرورة. وإن كان هناك تبيين قبل هذا فلا أعلمه. ولا يرفع العذر إن وجد فكتب الشيخ القديمة غير واسعة الانتشار.
الثانية: أن مجرد استثناء المرسل بشرط الشافعي يعني أن غالب الضعيف لا يتقوى وكان شيخنا مصطفى العدوي يومها يقول: هذا يؤول (لمن تأمل شروط الشافعي) لعدم تقوية الضعيف مطلقاً ..
ثم إن الشيخ محمد عمرو رجع فمن أثبت له رجعة عن مذهب قديم فقد أصاب وإن أخطأ ضبط هذا المذهب
الخلاصة:
للشيخ مذهب قديم هو عدم تقوية الضعيف عدا المرسل بمجموع طرقه.
كان عمرو عبد المنعم يوافق الشيخ وحمده الشيخ لذلك.
..
رجع الشيخ عن هذا المذهب للمذهب الذي ذكره.
هذه هي الدقة العلمية في هذا ومن نسب للشيخ أزيد أو أنقص من هذا فقط أخطأ .. ولو بُين الأمر بهدوء من البداية لكان أحسن وأليق بطالب العلم الذي يُحب إفادة إخوانه ويُحسن الظن بمقاصدهم ..
¥(4/175)
ـ[عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[24 - 12 - 08, 01:03 ص]ـ
أخي (أبو فهر السلفي) جزاك الله تعالى خيرا على هذا البيان (الذي جمع بين العلم و الرفق) كما أني ما زلت أوصي نفسي و أخواني باستعمال الرفق، و كون الواحد من الأخوة يخالف الأخر لا يجوز أن يدفعه هذا الأمر ألى تجهيل أخيه و السخرية منه و التكبر عليه و التظاهر بالعلم بل من علم شيئا علمه لأخيه برفق و نصح له بأخلاص، أما أخونا (خالد بن عمر) و فقني الله تعالى و أياه لكل خير الذي ما زال يصر على الأسماء فالذي أستغربه هو مدى تشبثه بالمطالبة بالأسماء مع كل هذه المشاركات التي أدلى بها الأخوة، فكأني به لم يقرأ بعضها، هل الأخ الفاضل (خالد بن عمر) لا يعلم ما يوجد من الخلاف في الطريقة بين المشتغلين بالحديث في هذا الزمان و خاصة في الأونة الأخيرة؟؟؟ و أقولها بكل صراحة: لو توغلت في الأمر كثيرا بذكر الأسماء و الأمثلة لكان مصيري في هذا المنتدى أحد شيئين: أما حذف مواضيعي (كما حدث أنفا) أو أماطردي لما أعلمه من الأحادية في النظرة في هذا القسم على وجه الخصوص و لذلك أحاول أن أكون عاما في مداخلاتي و أن لا أتعرض لأحد بشيئ لا من قريب و لا من بعيد و بذلك تكون المشاركات علمية على قدر المستطاع و بهذا يعلم أني لا أتهرب من شيئ بحمد الله تعالى و الله و لي التوفيق.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[24 - 12 - 08, 05:27 م]ـ
أخي (أبو فهر السلفي) جزاك الله تعالى خيرا على هذا البيان (الذي جمع بين العلم و الرفق) كما أني ما زلت أوصي نفسي و أخواني باستعمال الرفق، و كون الواحد من الأخوة يخالف الأخر لا يجوز أن يدفعه هذا الأمر ألى تجهيل أخيه و السخرية منه و التكبر عليه و التظاهر بالعلم بل من علم شيئا علمه لأخيه برفق و نصح له بأخلاص، أما أخونا (خالد بن عمر) و فقني الله تعالى و أياه لكل خير الذي ما زال يصر على الأسماء فالذي أستغربه هو مدى تشبثه بالمطالبة بالأسماء مع كل هذه المشاركات التي أدلى بها الأخوة، فكأني به لم يقرأ بعضها، هل الأخ الفاضل (خالد بن عمر) لا يعلم ما يوجد من الخلاف في الطريقة بين المشتغلين بالحديث في هذا الزمان و خاصة في الأونة الأخيرة؟؟؟
و أقولها بكل صراحة: لو توغلت في الأمر كثيرا بذكر الأسماء و الأمثلة لكان مصيري في هذا المنتدى أحد شيئين: أما حذف مواضيعي (كما حدث أنفا) أو أماطردي لما أعلمه من الأحادية في النظرة في هذا القسم على وجه الخصوص و لذلك أحاول أن أكون عاما في مداخلاتي و أن لا أتعرض لأحد بشيئ لا من قريب و لا من بعيد و بذلك تكون المشاركات علمية على قدر المستطاع و بهذا يعلم أني لا أتهرب من شيئ بحمد الله تعالى و الله و لي التوفيق.
المشرف حذف ما لا علاقة له بالموضوع
لا أظن أن ذكرك للأسماء مع الأمثلة سيكون أشنع من الاتهام بهدم السنة، دون بينة
ولا يصلح أن تلقي بالتهمة ثم تتهرب من إثباتها، فإن وضعت الأسماء مع الأمثلة ثم حذفت فقد فعلت ما عليك وأقمت الحجة على الحاذف، أمَّا العدول عن ذكر الأسماء وإثبات الاتهام الذي رميت به غيرك بحجة الخوف من حذفه فهذا العذر لا يرضي عاقلا ولا يقنع منصفا وفقك الله
لعلك نسيت قولك إنك تنصر الرأي الذي ترى أن مخالفه على باطل وأنك لا ترضى التمييع، وأنا لم أطلب منك غير إثبات صحة كلامك ثم الإجابة عن الأسئلة السابقة
الحيدة لن تنفع وفقك الله، فأنا أحب أن أعرف هؤلاء - الذين تدعي أنهم يهدمون السنة - بأسمائهم وأريد الدليل على ذلك من أقوالهم، حتى أنظر أنا وغيري ممن يجهلهم في حجتهم وحجة من رماهم بذلك، ونرى هل تنطبق عليهم هذه التهمة أم لا.
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[24 - 12 - 08, 06:33 م]ـ
باركـ الله فيك يا ابا عبدالرحمن ..
فالأخ الجزائري لن ياتي بجديد وغيره قد سبقه بالكلام في أهل العلم , لانهم فرقوا بين المنهجين .. ولأنهم خالفوا الشيخ الالباني.
ـ[عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[24 - 12 - 08, 09:14 م]ـ
¥(4/176)
ألى الأخ الفاضل خالد بن عمر و فقني الله تعالى و أياه ألى الصواب، أمين، أقترح عليك ما يأتي: سأجيبك عن سؤالك مع شيئ من التعليل في عدة مشاركات (واحدة بعد الأخرى)، كل اسم أذكره أذكر معه مثالا بعده، وما أضمنه لك هو أنني لن أتحامل أن شاء الله تعالى و لن أتعدى بسوء أدب (معاذ الله) فهل تضمن لي عدم الحذف؟؟؟ شيئ أخر: لنفرض أن أحد المشرفين لم يرق له ما أكتب فما أشترطه هو الأبقاء على المشاركة كما هي ثم بعد ذلك ليكتب ما يشاء، قد تقول لي هذا تدخل في مهمة المشرفين، أقول أقرهم على الحذف أذا صدر مني لا قدرالله ما يخالف الشريعة و أعوذ بالله من ذلك لكن كونهم يحذفون ما لا يوافقون عليه علميا فلا، فهل أنت مستعد يا خالد؟؟؟
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[25 - 12 - 08, 10:14 ص]ـ
ألى الأخ الفاضل خالد بن عمر و فقني الله تعالى و أياه ألى الصواب، أمين، أقترح عليك ما يأتي: سأجيبك عن سؤالك مع شيئ من التعليل في عدة مشاركات (واحدة بعد الأخرى)، كل اسم أذكره أذكر معه مثالا بعده، وما أضمنه لك هو أنني لن أتحامل أن شاء الله تعالى و لن أتعدى بسوء أدب (معاذ الله) فهل تضمن لي عدم الحذف؟؟؟ شيئ أخر: لنفرض أن أحد المشرفين لم يرق له ما أكتب فما أشترطه هو الأبقاء على المشاركة كما هي ثم بعد ذلك ليكتب ما يشاء، قد تقول لي هذا تدخل في مهمة المشرفين، أقول أقرهم على الحذف أذا صدر مني لا قدرالله ما يخالف الشريعة و أعوذ بالله من ذلك لكن كونهم يحذفون ما لا يوافقون عليه علميا فلا، فهل أنت مستعد يا خالد؟؟؟
وفقك الله وبارك فيك
إن حذف كلامك من الموقع فلن يحذف من المواقع التي تخالفه، والأمر دين بالنسبة لك، فهل تكتم ما تدين الله به خوفا من الحذف؟!
وهذا آخر رد لي على حيدتك وفقك الله
تنبيه:
القصد من مطالباتي السابقة هي حصر الذين ينفون تقوية الأحاديث الضعيفة ضعفا محتملا
ولست غافلا عن كتاب عمرو عبد المنعم سليم و تعليقاته على بعض الكتب والتي يتضح منها ميله لذلك
والأخ محمد أحمد جلمد يتبنى ذلك وقد نشر بحثا عن الحديث الحسن في الملتقى يتبنى فيه هذا الرأي
لكني أريد أن أبين لمن يقرأ الموضوع أن كثيرا ممن يتهمون الذين يدعون إلى الاهتمام بكلام أئمة العلل وفهمه وعدم إهماله أو رده يعممون أخطاء الأشخاص على الجميع، ويقوِّلونهم ما لا يقولون، ويلزمونهم ما لا يلتزمون، وهذا ظلم وإجحاف، ولا يروج في سوق العقلاء ولا يرضاه الفضلاء، ولذلك قلت لك إن هذا من الكذب عليهم، وعند التحقيق لن يستطيع كثير من المروجين لهذه التفاهات إثباتها.
وقد نقلت لك من كتاب محمد با زمول ما سبق، ونقلت لك مقدمة الشيخ مقبل لكتاب ابن أبي العينين - الذي يرد فيه على كتاب عمرو عبد المنعم - وفيها الدعوة إلى الاهتمام بكلام أئمة العلل، وعدم الإنكار على من أداه اجتهاده من الباحثين إلى تضعيف بعض الأحاديث التي يحكم عليها غيره بأنها حسنة لغيرها.
ولا يضيرني أن أقول بخطأِ عمرو عبد المنعم أو غيره إذا تبين لي، ولا أجد في ذلك أي حرج والله، لكن غالب المتعصبين للشيخ الألباني رحمه الله يظنون كل من بين خطأ وقع الشيخ فيه أو خالفه في أحكامه على بعض الروايات أو كثير منها، يقصد بذلك الطعن في الشيخ.
والكلمة الباردة التي يرددونها دائما بقولهم، إن الشيخ اشتغل في الحكم عل الروايات أكثر من خمسين عاما، ويجعلونها كالحربة في نحر من بين خطأ الشيخ رحمه الله، إنَّما تدل على شدة تعصبهم وجهلهم، فلن يعدم مخالفهم أن يرد عليهم بأن الشيخ خالف من هم أعلم منه وأجلَّ بشهادته قبل شهادة غيره، ويشهد بذلك جميع العقلاء، فلماذا خالفهم مع علمه بتقدمهم عليه في هذا الفن؟!
إن قيل: لأن الشيخ رحمه الله بحث ووجد الصواب في خلاف قولهم.
قال مخالفه: وأنا قد بحث ووجدت الصواب في خلاف قول الشيخ رحمه الله.
فإن قيل: إن الشيخ أعلم أهل العصر بهذا الفن.
قيل: هذا مما قد ينازع فيه بعض المخالفين للشيخ رحمه الله، فهم يشهدون بسعة اطلاعه وكثرة بحثه، ولا يلزم من هذا أن يكون أعلم من غيره في هذا الباب، وإن سُلِّم بأنه أعلم أهل عصره، فلا يلزم من ذلك متابعته في كل أحكامه، وأهل العلم في عصره يقولون بذلك، فعلى سبيل المثال:
الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله
¥(4/177)
السؤال: ما هو رأي سماحتكم في الاعتماد على ما صححه الألباني؟.
الجواب: الشيخ محمد ناصر الدين الألباني من خيرة الناس , وهو من العلماء المعروفين بالاستقامة , والعقيدة الطيبة والجد في تصحيح الأحاديث وبيان حالها وهو عمدة في هذا الباب؛ ولكن ليس بمعصوم، قد يقع منه خطأ في تصحيح بعض الأحاديث أو تضعيفها، مثل غيره من العلماء، كل عالم هكذا له بعض الأخطاء من الأولين والآخرين.
1 - فالواجب على طالب العلم أن ينظر فيما صححه وحسنه وضعفه إذا كان من أهل العلم في الصناعة، ويعرف الحديث، وينظر في طرقه، وينظر في رجاله، فإن ظهر له صحة ما قاله الشيخ – والحمد لله – وإلا اعتمد ما يظهر له من الأدلة التي سلكها أهل العلم في هذا الباب، لأن أهل العلم وضعوا قواعد في تصحيح الأحاديث وتضعيفها.
2 - أما غير أهل العلم فمثله عمدة في التصحيح والتضعيف، لأنه من أهل العلم، ومن أهل هذا الشأن، وقد درسها لمدة طويلة وسنوات كثيرة.
من فتاوى " نور على الدرب "
الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله:
السؤال20: إن كان الأئمة قد ضعفوا حديثًا بعينه، ثم جاء المتأخرون فصححوه، وقد ذكر الأئمة في السابق أن له طرقاً بعضها ضعيفة، وبعضها كذا، إلا أن الرجل المتأخر رد هذه العلة، مرةً يرد هذه العلة، ومرةً يقول: أنا بحثت عن الحديث فوجدت له سندًا لم يطلع عليه الحفاظ الأولون، فماذا تقول؟
الجواب: سؤال حسن ومهم جدًا -جزاكم الله خيرًا- العلماء المتقدمون مقدّمون في هذا، لأنّهم كما قلنا قد عرفوا هذه الطرق
ومن الأمثلة على هذا:
ما جاء أن الحافظ رحمه الله يقول في حديث المسح على الوجه بعد الدعاء: أنه بمجموع طرقه حسن، والإمام أحمد يقول: إنه حديث لا يثبت
وهكذا إذا حصل من الشيخ ناصر الدين الألباني حفظه الله تعالى هذا؛ نحن نأخذ بقول المتقدمين ونتوقف في كلام الشيخ ناصر الدين الألباني
فهناك كتب ما وضعت للتصحيح والتضعيف، وضعت لبيان أحوال الرجال مثل: "الكامل" لابن عدي و"الضعفاء" للعقيلي، وهم وإن تعرضوا للتضعيف، فهي موضوعة لبيان أحوال الرجال، وليست بكتب علل
فنحن الذي تطمئن إليه نفوسنا أننا نأخذ بكلام المتقدمين، لأن الشيخ ناصر الدين الألباني حفظه الله تعالى ما بلغ في الحديث مبلغ الإمام أحمد بن حنبل، ولا مبلغ البخاري، ومن جرى مجراهما.
ونحن ما نظن أن المتأخرين يعثرون على مالم يعثر عليه المتقدمون اللهم إلا في النادر، فالقصد أن هذا الحديث إذا ضعفه العلماء المتقدمون الذين هم حفاظ، ويعرفون كم لكل حديث من طريق، فأحسن واحد في هذا الزمن هو الشيخ ناصر الدين الألباني حفظه الله تعالى، فهو يعتبر باحثًا، ولا يعتبر حافظًا، وقد أعطاه الله من البصيرة في هذا الزمن ما لم يعط غيره، حسبه أن يكون الوحيد في هذا المجال، لكن ما بلغ مبلغ المتقدمين.
والكلام يطول لكني أردت التنبيه إلى هذا الأمر لمن يقرأ الكلام من العقلاء المنصفين.
ـ[عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[25 - 12 - 08, 12:37 م]ـ
كأنك تعرف سياسة بعض المشرفين -هداهم الله تعالى -في حذف ما يخالف و جهة نظرهم علميا و لذلك حدت عن الجواب المباشر ثم سؤالاتك السابقةالتي كررتها لي مرارا توحي بأني أختلق شيئا من عندي، ما دام أنك تعرف شيئا من الجواب فلماذا التظاهر بالتعجيز؟ ما زلت أنتظر الأجابة (في ضمان عدم الحذف) حتى يتمكن الأخوة الداخلون ألى هذا الموضوع من قراءة وجهات النظر المختلفة ثم تبني ما يقتنعون به و لن تعجز عنها بأذن الله تعالى، فالذي يظهر أنك على اتصال مع بعض الأخوة الذي يتبنون هذا الرأي و من يدري فقد يكون بعضهم مشرفين على هذا القسم و الله أعلم، و ما أرجوه أيضا منك هو ترك التهويل و تضخيم الأمور كاعتقادك أنني أكتم العلم، أسمعها مني صريحة: لا أكتم ما أعتقده صحيحا، لا منك و لا من غيرك أذا كان في ذلك مرضاة لله تعالى و عدم ألحاق ضرر بالمسلمين، فلعلك تتصل ببعض من تعرفهم في هذا القسم من مشرفين ليتعهدوا أن شاء الله تعالى بعدم حذف المشاركات التي تخالف وجهتهم (مع تحرير ذلك كتابة) و الأبقاء عليها كما هي حتى يتم الاطلاع على وجهات النظر المختلفة بشيئ من التفصيل و في الختام أسأل الله تعالى العلي القدير أن يوفقنا جميعا لما يحب و يرضى، أمين.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[30 - 12 - 08, 10:15 ص]ـ
هذه هي الدقة العلمية في هذا ومن نسب للشيخ أزيد أو أنقص من هذا فقط أخطأ .. ولو بُين الأمر بهدوء من البداية لكان أحسن وأليق بطالب العلم الذي يُحب إفادة إخوانه ويُحسن الظن بمقاصدهم ..
الحمد لله وحده ...
لم أكتب إلى الآن شيئًا عن منهج الشيخ في هذه المسألة، لكن لفت انتباهي قولك: (علنا لا أن يحادث به بعض خاصّته)!
ولم ألم عليك إلا بسببها، وهي كذبة عجيبة خاصّة مع معرفتك بالمنشور على الملتقى حين نُشر، ومعرفتك ببعض ملابساته، فليتك تتراجع وتقول: هي كذب.
والذي كتبتَ عن منهج الشيخ في هذه القضيّة ينقصه أهم شيء، ألا وهو: أثر هذا المنهج على الشيخ رحمه الله، والمعذرة؛ فهذا شيء لا تستطيعه لأنك لم تلق الشيخ غير مرات معدودات، وخبرتك بكتبه المطبوعة أراها ضعيفة، وأما المخطوطة فمعدومة.
فدعوى أن ما كتبتَه (هو الدقة العلمية) غير مسلّمة، سلّم الله قلبي وقلبك وهداني وإياك إلى سواء السبيل.
¥(4/178)
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[30 - 12 - 08, 12:37 م]ـ
الحمد لله وحده ...
الفاضل إسلام بن منصور ..
إسنادي عن الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف لا يمكن أعلى منه في دنيا الناس ..
لقد سألت الشيخ فأجابني ..
وسمعتُه بأذني ..
وقرأت كلامه في هذه المسألة بعيني رأسي عليه في بيته ..
وقرأتُ نحوه في بيت أبي .. فما تزوّجتُ قرأتُ نحوه في بيتي ..
وكتبتُه بيديّ، وقرأته عليه بعدها مرّات.
وسجّلتُ له بصوته، حيثُ سألتُه فأجابني.
وصحبتُه ست سنوات حتى كان يقول: هذا ابني.
وكتب بخطّ يده: لا داعي في التشكك فيما ينسبه إليّ الأزهري.
هل تريد شيئًا آخر؟
ووالله لولا المقام ما قلتُ حرفًا من ذلك، وقد استغنيتُ عن مثله سنوات، بخلاف بعض المتمحّكين.
سلمت لك يا أخي الحبيب ... ما فيش مشاكل .... أنا مجرد ناقل فقط
بحبك في الله.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[31 - 12 - 08, 04:09 م]ـ
بارك الله فيكم وحفظكم ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[31 - 12 - 08, 04:31 م]ـ
آم
الحمد لله وحده ...
لم أكتب إلى الآن شيئًا عن منهج الشيخ في هذه المسألة، لكن لفت انتباهي قولك: (علنا لا أن يحادث به بعض خاصّته)!
ولم ألم عليك إلا بسببها، وهي كذبة عجيبة خاصّة مع معرفتك بالمنشور على الملتقى حين نُشر، ومعرفتك ببعض ملابساته، فليتك تتراجع وتقول: هي كذب.
هي ليست من الكذب بإذن الله يا مولانا والتحديث بهذا في الملتقى في موضوع أنت تعلم أنه قد طواه النسيان بعد نشره مباشرة =لم يَخرج -عندي- عن كونه من تحديث الخاصة ونحن نتكلم عن طلبة علم من المحيط إلى الخليج أفلا نعذرهم إن نسبوا للشيخ هذه الكذبة ويكون أول أسباب العذر ضيق النطاق الذي بين فيه الشيخ مذهبه (؟؟)
ثم: ألا تنطبق عبارتي عن ضيق نطاق تبيين الشيخ على كل تلك السنوات التي سبقت بيان الشيخ -الذي جاء عرضاً- في موضوعه هذا. (؟؟)
[ COLOR=darkred] أحببتُ فقط أن نفتح مساحة العذر للناس فليس بين أكثرهم والشيخ ثأر شخصي؛ ولا هم قالوا ما قالوه ونسبوا للشيخ ما نسبوه من نار = بغير دخان ..
والذي كتبتَ عن منهج الشيخ في هذه القضيّة ينقصه أهم شيء، ألا وهو: أثر هذا المنهج على الشيخ رحمه الله، والمعذرة؛ فهذا شيء لا تستطيعه لأنك لم تلق الشيخ غير مرات معدودات، وخبرتك بكتبه المطبوعة أراها ضعيفة، وأما المخطوطة فمعدومة.
أنتَ تعلم أن المنهج له وجهان: النظرية، والتطبيق.
وكلامنا هنا عن النظرية، أما التطبيق فله موضع آخر ...
وأخوك سلخ كتب الشيخ كاملة عام 1998 ميلادية، لكنه يتفق معك أنه قليل الخبرة بها لأنه لم يقرأها يومها بعينه التي له اليوم، وليس من وكدي ولا مما أشتغل به الآن = معرفة مدى مطابقة نظرية الشيخ لتطبيقه ...
ومن نسب لرجل من الناس منهجاً نظرياً بناء على تصريحه الذي خرج من فيه = فما فارق الدقة، أما تحقيق مطابقة هذا التنظير للتطبيق فبحث آخر سيكون ما يُقال فيه واحد من ثلاثة:
1 - وافق تطبيق الشيخ تنظيره.
2 - في تطبيق الشيخ ما يعود على التنظير بالإبطال أو التعديل.
3 - اضطرب عليمنا منهج الشيخ فلا نقوى على ضبط علاقة النظرية بالتطبيق.
وكل ذلك مسلك وعر قيض الله له من يقوم به أحسن قيام فهذا بعض حق الشيخ على محبيه
فدعوى أن ما كتبتَه (هو الدقة العلمية) غير مسلّمة، سلّم الله قلبي وقلبك وهداني وإياك إلى سواء السبيل.
آمين .. وجمعنا الله في جنته إخواناً على سرر متقابلين .. وأسأل الله ألا يجعل للشيطان علينا سبيلاً ..
ـ[شاعون محمد السني]ــــــــ[26 - 01 - 09, 05:28 م]ـ
السلام عليكم =اخي عبد الرحمن هل يمكن الاتصال بك ان كنت مقيما في الجزائر و لو بالهاتف من اجل الفائدة فانا املك مجموعة لا باس بها من كتب علم الحديث.(4/179)
ألفية السيوطي أم العراقي؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[29 - 04 - 03, 10:35 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، أريد أنا و صديق لي حفظ واحدة من الألفيتين (السيوطي) أو (العراقي) و لكن لا نستطيع ترجيح واحدة على الأخرى، و جازاكم الله خيرا
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[29 - 04 - 03, 11:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ألفية العراقي والسيوطي:
1 - العراقية نما هي ناظمة ناسجة لمقدِّمة ابن الصلاح.
قال فيها: (نظمتُ فيها ابن اصلاح أجمعه ... وزدتها قولاً تراه موضعه).
* فمن حفظها وفهمها فقد فهم المقدمة الصلاحية، حاشا ما تعقِّب به في النكت وغيرها، مما لابد من النظر فيها بعدُ.
2 - أهم الشروح المشهورة على العراقي:
أ: فتح المغيث للسخاوي.
ب: النكت الوفية للبقاعي.
3 - الألفية السيوطية أشمل وأجمع من العراقية من جانب الزيادات العلمية، وقد أحصى هذه الزوائد بعض الباحثين، ولا أنشط الآن للبحث عنها وذكرها ولو إجمالاً.
وقد صدق السيوطي إذ قال:
فائقةً ألفية العراقي **** في الجمع والإجاز واتساق
4 - السيوطية أسهل وأسلس من العراقية؛ على ما أخبرني به غير واحد من المجرِّبين الحفظة.
5 - أهم شروح الألفية السيوطية:
أ: البحر الذي زخر للسيوطي نفسه، ولم يكمل للأسف الشديد.
وههنا ملاحظة - عن تجربة خاصة - حصلت لي بالمقارنة، أنَّ محتوى البحر قريب جداً من محتويات تدريب الراوي إلاَّ في زيادات ههنا وهناك.
ب: شرح الشيخ محمد على آدم، نسيت اسمه الآن!
@ وبناءً عليه؛ فأوصيك - إن كنت ولا بد حافظاً - بحفظ السيوطية ولا تحد عنها.
مع المقارنة فيما يستقبل بما في العراقية، والشروحات التي نسجت فيها.
ـ[محرز]ــــــــ[29 - 04 - 03, 03:55 م]ـ
أحيط أخي علماً أن شيخنا الشيخ عبد المحسن العباد قد شرح ألفية السيوطي في المسجد النبوي، والأشرطة موجودة في مكتبة المسجد النبوي لمن أراد تسجيلها، وطريقة التسجيل أن تعطيهم أشرطة 90 دقيقة ويسجل لك ما احتجته مجانا.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
أخوكم أبو عبد الرزاق محرز الجزائري
ـ[الحمادي]ــــــــ[29 - 04 - 03, 05:02 م]ـ
ألفية السيوطي رحمه الله أيسر حفظاً من ألفية العراقي رحمه الله بكثير
وقد جربتُ ذلك.
لذا أنصحك بما نصحك به الأخ (أبو عمر) وفقه الله.
ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[29 - 04 - 03, 06:33 م]ـ
بالنسبة لألفية العراقي فأنا أظنها أسهل من السيوطي
مع أن الكلمة تكاد تتفق على أن السيوطي أسهل
لكنني أعرف من حفظ العراقي في ثلاثة أشهر بل أقل!!
وربما حفظ في اليوم 20 أو 25 بيتاً
للسهولة الواضحة فيه
وهو العمدة في هذا الفن وإن كان السيوطي أسهل عند البعض
ـ[أبوتميم الرائد]ــــــــ[29 - 04 - 03, 07:50 م]ـ
من واقع تجربة .... أرى أن ألفية السيوطي:
1_أسهل حفظاً فأبياتها سلسة عذبة .. رائقة فائقة ..
2_أوسع معلومات من ألفية العراقي ...
3_حظيت بشروح صوتية وافرة _وإن لم يكن كذلك الحال في الشروح المطبوعة_ فممن شرحها -وسجل شرحه على أشرطة سمعية_:
1_الشيح المحدث سعد الحميد ولم يتمه.
2_شرح الشيخ أبي إسحاق الحويني ولم يتمه أيضاً.
3_شرح العلامة عبدالمحسن العباد وهو موجود في تسجيلات الحرم المدني كماأفاد الأخ ( muh_riz)....
ولقد قرأت في نهاية كتاب شرح نخبة الفكر للشيخ سعد الحميد أن له شرح للألفية سيصدر قريباً
ـ[أبوتميم الرائد]ــــــــ[29 - 04 - 03, 07:57 م]ـ
أما ماذكره الشيخ الفاضل أبو مصعب الجهني من أن ألفية العراقي هي العمدة في هذا الفن فليس بمسلم له لأنه إن كان يعني مطلقاً ... فالعمدة في هذا الفن على مقدمة ابن الصلاح التي نظمها العراقي في ألفيته .... وإن كان يقصد في باب النظم ... فهناك من قدم عليها ألفية السيوطي ... وهم كثر ... وهي وصية كثير من المحدثين في زماننا كالشيخ سعد الحميد والشيخ عمرو بن عبدالمنعم والشيخ سليمان العلوان_كماأخبرني بعضهم_ ... والشيخ أبي إسحاق الحويني وغيرهم من العلماء ....
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[30 - 04 - 03, 01:37 ص]ـ
جازاكم الله خيرا أيها الاخوة الفضلاء و بارك فيكم وفي علمكم
ـ[أبو أسامة الحنبلي]ــــــــ[28 - 11 - 04, 02:52 م]ـ
الشيخ عبد الكريم الخضير يقول ألفية العراقي أفضل من ألفية السيوطي ....
وأنا مازلت أبحث في الموضوع
ـ[أبو محمد الإفريقي]ــــــــ[28 - 11 - 04, 03:47 م]ـ
طبع شرح ألفية السيوطي للشيخ محمد بن الحسن الخديمي اليعقوبي الموريتاني وهو عندي
ولكن أفضل ألفية العراقي لتوفر شروحها المعتمدة
وحفطها سهل والحمد لله
والله أعلم
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[28 - 11 - 04, 06:55 م]ـ
- بارك الله فيك ...
لكن إذا حفظ الإنسان شيئاً فإنه أوفق له أن يحفظ ما يكون فيه السعة والشمول، حتى لا يرجع لحفظ أشياء أخرى تساند ما حفظ سابقاًَ مما فيه نقصٌ.
ومما يماثل هذا أن يسأل بعض الطلبة ما يحفظه في النحو من منظومات، هل يحفظ نظم الآجرومية أو نظم الحريري أو ألفية ابن مالك.
- فقد يجيبه البعض بأن يحفظ الجميع على وجه التدرُّج.
وهذا أراه غير سديد؛ لأنَّ العمر قصير والعلم كثير، وذاكرة الإنسان لا وفاء لها، فليس من الحزم حفظ الجميع مع إمكان حفظ ما يغني عن الكل، وهو حفظ ألفية ابن مالك.
ونظم الآجرومية والحريري وإن كان فيهما سلاسة وفوائد تفيد المبتديء =لكن ليس من شرط الابتداء في العلم أن يحفظ منظومة في ذلك العلم.
- لذا فمن حفظ ألفية ابن مالك ثم درسها على الشيوخ مباشرة بعد دراسته لمتن الآجرومية فلن يحتاج لنظم الآجرومية ولا الحريري ألبتة.
- على كلٍّ .. الدارس لمقدمة ابن الصلاح، ثم ما أُلِّف حولها من نكتٍ ومنظومات ومختصرات وشروحهما يكون قد احتوى على غالب مباحث المصطلح.
وتكاد تكون كتب الاصطلاح عند المتأخرين كلها دائرة في فلك كتاب ابن الصلاح، إلاَّ القليل النادر.
¥(4/180)
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[28 - 11 - 04, 08:05 م]ـ
يقول الإمام الشاطبي .. رحمه الله في ذكر طرق أهل العلم .. ما يسعفالسائل .. وما أخاله الجواب الكامل ..
{الشرط الآخر: أن يتحرى كتب المتقدمين من أهل العلم المراد؛ فإنهم أقعد به من غيرهم من المتأخرين وأصل ذلك التجربة و الخَبَر.
أما التجربة فهو أمر مشاهد في أي علم كان فالمتأخر لا يبلغ من الرسوخ في علم ما يبلغه المتقدم , وحسبك من ذلك أهل كل علم عملي أو نظري فأعمال المتقدمين - في إصلاح دنياهم ودينهم - على خلاف أعمال المتأخرين , وعلومهم في التحقيق أقعد , فتحقق علم الصحابة بعلوم الشريعة ليس كتحقيق التابعين , والتابعون ليسوا كتابعيهم , وهكذا إلى الآن ومن طالع سيرهم وأقوالهم وحكاياتهم أبصر العجب في هذا المعنى 0
أما الخير: ففي الحديث (خير القرون قرني ثم الذين يلونهم) (1) وفي هذا إشارة إلى أن كل قرن مع ما بعده كذلك ... ثم ذكر أثر اين مسعود ليس عام إلا والذي بعده شر منه .. ) (2) ....
والأخبار هنا كثيرة وهي تدل على نقص الدين والدنيا , وأعظم ذلك العلم , فهو إذا في نقص بلا شك.
ولذلك صارت كتب المتقدمين وكلامهم وسيرهم , أنفع لمن أراد الأخذ بالاحتياط في العلم , وخصوصا علم الشريعة , الذي هو العروة الوثقى , ةالوَزَرُ الأَحْمَى , وبالله التوفيق.} أهـ. الموافقات (1/ 148) ت/مشهور 0
ومعلوم أن العراقي والسيوطي بينهما قرن من الزمان تقريبا ..
(1) قال المحقق حفظه الله أنه في الصحيح ,, ولا أدري فلعله خطأ منه حفظه الله. لأن روايات البخاري ليس فيها خير القرون .. وقد تتبعتها .. وأذكر من زمن ليس باليسير كلام لإمام هذا الفن في هذا الزمان -الألباني- في شريط له فقال (ولم تثبت هذه اللفظه) يقصد (خير القرون قرني) والذي في الصحيح بألفاظ عده .. خير الناس .. وسأل أي الناس خير قال قرني .. وقال خيركم قرني .. والله أعلم ..
(2) وإسناده ضعيف وله شواهد بمعناه.
يذكر في ترجمةابن السبع (بفتح المهملة وسكون الموحدة وبالعين المهملة)
ذكر القاضي علاء الدين في تاريخ حلب أنه حفظ ربع ألفية العراقي في يوم واحد ولو عمر لفاق الأقران لكن مات عن نيف وثلاثين سنة في شهر رمضان .. ذكره ابن العماد في شذرات الذهب.
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[29 - 11 - 04, 08:02 م]ـ
ذكر الشوكاني في البدر الطالع .. في ترجمة:
ابراهيم بن محمد بن خليل البرهان الطرابلسى
وذكر شيئا من تآليفه ومنها كتاب التيسير على الفية العراقى وشرحها مع زيادة أبيات فى الأصل غير مستغنى عنها .. (فهل من خبر عن هذا الكتاب وهذه الزيادات .. )
وفي بيان صريح للشوكاني .. وفصل بين الألفيتين فقال رحمه الله في ترجمة الإمام السيوطي ما نصه
{وانه عمل ألفية فى الحديث فايقة على ألفية العراقى}
. -. يتبع بحول الله. -.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[29 - 11 - 04, 09:55 م]ـ
يقول الإمام الشاطبي .. رحمه الله في ذكر طرق أهل العلم .. ما يسعفالسائل .. وما أخاله الجواب الكامل ..
{[ COLOR=DarkRed] الشرط الآخر: أن يتحرى كتب المتقدمين من أهل العلم المراد؛ فإنهم أقعد به من غيرهم من المتأخرين وأصل ذلك التجربة و الخَبَر.
ومعلوم أن العراقي والسيوطي بينهما قرن من الزمان تقريبا ..
- أحسنتم أبا أنس ...
جزاكم الله خيراً
هنا تعقبان:
- الأول: لا يلزم من التقدُّم في التأريخ التقدُّم في الفضل مطلقاً، فكم من متأخِّرٍ فاق من تقدَّمه في أمرٍ.
وقد قال ابن مالك:
......... فائقةً ألفية ابن معطي
وهو بسبق حائزٌ تفضيلاً * * * مستوجبٌ ثنائيَ الجميلا
- ولا شكَّ أن التعويل على نظم ابن مالك لا ابن معطي ...
بل هذا حال كثير من المتون النثر منها والنظم
فالمتون المعتمدة التي عليها المعوَّل والدراسة في كثير من الفنون إنما هي المتأخرة لا المتقدِّمة.
- وذلك لأمور:
1 - أنَّ المتقدَّم سابق وقد تفوته أشياء كثيرة في ذاك العلم الذي متنه أو نظمه (وهو ما حصل في نظم العراقي)، فيأتي المتأخر فيسدُّ ما نقص.
2 - أنَّ المتقدِّم قد تعاب عليه أمورٌ فيما ذكره في متنه أو نظمه (وهو ما حصل في نظم العراقي)، فيأتي المتأخر فيتخطى ذاك المعيب ويصلحه بعبارة أوفق ...
3 - المتأخر مشتملٌ على متن أو نظم المتقدِّم وزائد عليه، ففيه خيران وحسنيان.
- الثاني: التقدُّم والتأخر فيما بين العراقي والسيوطي يسير أمره، فالسيوطي تلميذ تلامذة العراقي وقد نهل من علمه وعلم من تعقَّبه في نظمه ونكته على ابن الصلاح.
وليس المقصود بكلام العلماء عن التقدم والتأخر يؤخذ على إطلاقه في كل حال ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[07 - 12 - 04, 09:07 م]ـ
جزيتم خيرا أبا عمر .. وكلامكم لا غبار عليه ..
لكننا أيضا .. نتكلم كلاما عاماً .. أن المتقدم في الغالب .. يفوق المتأخر ..
..
وقرن ليس بالطويل .. صحيح .. لكنه ليس باليسير أيضا ..
..
فغفر الله لكم ..
ومن باب الفائدة:
بين يدي نسخة لألفية السيوطي .. تصحيح وشرح الشيخ أحمد شاكر رحمه الله .. وهي مختصرة .. لكن تعليقاته نفسية ..
الطبعة قديمة .. ناشرها دار المعرفة .. وموزعها دار عباس الباز ..
¥(4/181)
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[07 - 12 - 04, 11:40 م]ـ
ثم قام الشيخ طارق عوض الله بتحقيقها والتعليق عليها وتصحيح الأخطاء، وإضافة متن الألفية في مقدمة الكتاب مع ذكر بعض الفروق، وضبط النص ... إلخ، وهي جيدة (لولا كبر الخط!).
والعراقي الطبعة التي بتحقيق الحكمي ممتازة فهي عن سبع نسخ خطية و و و، لا سيما إذا ضممت معها أشرطة قراءة الألفية.
ـ[أبو رفيف]ــــــــ[19 - 05 - 05, 05:02 م]ـ
من شروح ألفية السيوطي: منهج ذوي النظر في شرح منظومة علم الأثر، للشيخ محمد محفوظ بن عبدالله الترمسي الأندنوسي المكي الشافعي المولود سنة 1285 هـ، والمتوفى بعد سنة 1329 هـ، والمتصل سنده في الإجازة برواية هذه المنظومة إلى مؤلفها الإمام جلال الدين السيوطي.
وهذا الشرح مطبوع قديماً.
ـ[محمد الناصري]ــــــــ[19 - 05 - 05, 05:31 م]ـ
تفريعا على الموضوع ألا نستطيع القول أنه يقتصر على الآكد من المنظومتين بدل حفظها كاملة بل يقوم الطالب بعد الاستشارة بانتخاب ما تمس اليه حاجة طالب الحديث. والله أعلم.
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[08 - 08 - 05, 01:17 ص]ـ
شروح ألفية السيوطي المسموعة:
http://www.islamway.com/?iw_s=Search&type=&s_act=archive&action=stat&search=%C3%E1%DD%ED%C9+%C7%E1%DA%D1%C7%DE%ED&islamway2_r19_c33.x=0&islamway2_r19_c33.y=0
وكلها لم تكتمل، عدا شرح الشيخ العباد، واما شرح الشيخ طارق عوض الله فهو ما يزال يشرحه أسبوعيا ...
وهذا شرح لم يكتمل لألفية العراقي:
http://www.islamway.com/?iw_s=Search&type=&s_act=archive&action=stat&search=%C3%E1%DD%ED%C9+%C7%E1%DA%D1%C7%DE%ED&islamway2_r19_c33.x=0&islamway2_r19_c33.y=0
ـ[أبو عبد الله المليباري]ــــــــ[09 - 08 - 05, 11:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر الإخوة المشاركين في المنتدى على تلك الفوائد والفرائد.
1 - اطلعت على ألفية العراقي بضبط الشيخ الخضير فوجدته في غاية الجودة وحسن الطباعة.
2 - كذا أنصح بضبط الشيخ العلامة المحدث محمد آدم لألفية السيوطي وهو موجود في موقع مكتبة المشكاة.
3 - كذا أنصح بشرح العلامة الشيخ حاتم الشريف على مقدمة ابن الصلاح فلا أعرف أحداً شرح مثله بهذا التوسع والتفصيل العجيب مما يدل على أن الرجل طويل الباع في علم الحديث. وأخبرت بأن الشرح قد فرغ على شكل مذكرات، ولعل التفريغ لم يكتمل بعد.
ـ[أبو بكر السلفي]ــــــــ[17 - 08 - 05, 05:02 ص]ـ
شرح ألفية العراقي للعراقي نفسه موجود في مكتبة السنة في القاهرة، وبتحقيق الشيخ أحمد محمد شاكر رحمه الله
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[17 - 08 - 05, 06:02 ص]ـ
اظن والله أعلم ان تحقيق الشيخ إنما هو للمتن دون الشرح
ولعل الأخوة تفيدنا
ـ[تلميذ الشافعي]ــــــــ[17 - 08 - 05, 08:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال الأخ / عن ترجيح أحد الألفيتين (العراقي او السيوطي) للحفظ؟
اولا: لاشك ان ألفية العراقي امتن من حيث النظم، فانه شاعر بطبعه، و له منظومات أخرى معروفة ومشهورة، كالفية السيرة و نظم المنهاج الخ، و السيوطي يتكلف النظم، و لهذا لم تشتهر منظوماته كالفية النحو و نظم جمع الجوامع و نظم البلاغة عقود الجمان.
ثانيا: لا شك أن ألفية السيوطي أشمل و أوسع من العراقي، و هكذا غالب مؤلفات السيوطي تتسم بالتوسع ـ و ان كان بعض الاحيان لا يحقق المسائل و المذاهب ـ.
ثالثا: الغرض من الحفظ، اذا كان لمّ شتات العلم و لاستحضار المسائل و المذاهب فلا شك أن الفية السيوطي أولى، و لايهمني ان كان نظم العراقي اسهل او امتن من حيث النظم، و لهذا السبب حفظت ألفية السيوط (وجهة نظر).
و ان كان الاسهل و الاسلس منظومة العراقي، و من قال ان الفية اسيوطي اسهل فلأنه حفظها و استأنس بها، كما ناقشت في ذلك الشيخ / طارق عوض الله ـ و هو من حفاظها ـ.
رابعا: شراح الفية السيوطي:
1 - شرح السيوطي نفسه و هو غير كامل.
2 - شرح احمد شاكر (مطبوع مشهور).
3 - شرح محي الدين عبدالحميد (طبع بتحقيق الشيخ / طارق عوض الله حفظه الله تعالى).
4 - شرح الاتيوبي في مجلدين.
5 - منهج ذوي النظر في شرح منظومة علم الأثر، للشيخ محمد محفوظ الترمسي (مطبوع، متوفر لدى مكتبة الحلبي بمصر).
لكني اعتمد في فهم او فك الفاظ الفية السيوطي على (تدريب الراوي) للسيوطي نفسه، و (فتح المغيث) للسخاوي.
الخلاصة: الغرض من الحفظ يا إخوة هو الذي يحدد الكتاب، ثم اذا عزمت فتوكل على الله، و ان قال الناس و قالوا.
و جزاكم الله خيرا.
ـ[ابوعبدالملك الأنصاري]ــــــــ[17 - 08 - 05, 11:18 م]ـ
و هناك كثير من العلماء لا ينصح بحفظ الفية في الحديث سواء السيوطية او العراقية مثل:
الشيخ ابن عثيمين
الشيخ عبدالله السعد
الشيخ حاتم الشريف
و الشيخ ابراهيم اللاحم
و الأخير لم يتعرض للألفية و لكن يؤخذ منه ذلك من فتوة تختص بالبيقونية فعمم.
و كل منهم جاء كلامة وسط كلام و انا احفظه و الحمد لله و لكن ليس عندي وقت لكتابته فاغفروا لي.
و اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يوفق الجميع.
¥(4/182)
ـ[فايز العريني]ــــــــ[04 - 10 - 05, 02:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استغرب من اللذي يقدم الفية السيوطي على الفية العراقي
الفية الحافظ العراقي افضل من وجوه
نظم علم تأصيل جمع اقوال المتقدمين مع امامة الامام الحافظ العراقي رحمه الله
ـ[فايز العريني]ــــــــ[04 - 10 - 05, 02:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاستاذ الفاضل ابو تميم الرائد
قلت في الفية السيوطي
1_أسهل حفظاً فأبياتها سلسة عذبة .. رائقة فائقة ..
2_أوسع معلومات من ألفية العراقي ...
3_حظيت بشروح صوتية وافرة _وإن لم يكن كذلك الحال في الشروح المطبوعة
اقول رعاك الله
1_ اما اسهل حفظ هذا يختلف من شخص الى اخر حسب الحافظه اما سلسة عذبه لا شك في هذا ولكن ليست اكثر عذوبه من الفية العراقي ابدا
2_ اما اوسع معلومات هذا ليس صحيح ابدا التأصيل في الفية العراقي اقول ذكر ترجيح الائمه المتقدمين جمع علوم الحديث قوة نظم اعتماد على اساس ثابت للنظم وهو ابن الصلاح (وللفائده هو لم يقف على المقدمة فقط) ولا تنسى استاذي امامة الحافظ العراقي رحمه الله
تقول رعاك الله
وهي وصية كثير من المحدثين في زماننا كالشيخ سعد الحميد والشيخ عمرو بن عبدالمنعم والشيخ سليمان العلوان_كماأخبرني بعضهم_ ... والشيخ أبي إسحاق الحويني وغيرهم من العلماء
اقول اخي الحبيب هل تعرف ماذا قال الحافظ ابن حجر عن شيخه والفيته وماقال السخاوي وماقاله الحافظ الحكمي رحمه الله وماقاله الشيخ الحسن والشيخ المحدث العلامه الخضير
اسئل الله لنا ولكم العلم النافع والعمل الصالح
ـ[الدبش المكي]ــــــــ[09 - 10 - 08, 06:15 م]ـ
شرح الشيخ محمد على آدم، نسيت اسمه الآن!
اسم الشرح (إسعاف ذوي الوطر بشرح ألفية الأثر) وهو الشرح الميسر وهناك شرح موسع لم يكمله الشيخ.
ـ[أبو القاسم الحائلي]ــــــــ[09 - 10 - 08, 07:54 م]ـ
الشيخ عبد الكريم الخضير يقول ألفية العراقي أفضل من ألفية السيوطي ....
وأنا مازلت أبحث في الموضوع
و من أراد المزيد فعليه الرجوع الى مقدمة فتح المغيث بتحقيق الشيخ الخضير حيث قارن بين الالفيتين مرجحا الفية العراقي(4/183)
ألفية السيوطي أم العراقي؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[29 - 04 - 03, 10:35 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، أريد أنا و صديق لي حفظ واحدة من الألفيتين (السيوطي) أو (العراقي) و لكن لا نستطيع ترجيح واحدة على الأخرى، و جازاكم الله خيرا
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[29 - 04 - 03, 11:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ألفية العراقي والسيوطي:
1 - العراقية نما هي ناظمة ناسجة لمقدِّمة ابن الصلاح.
قال فيها: (نظمتُ فيها ابن اصلاح أجمعه ... وزدتها قولاً تراه موضعه).
* فمن حفظها وفهمها فقد فهم المقدمة الصلاحية، حاشا ما تعقِّب به في النكت وغيرها، مما لابد من النظر فيها بعدُ.
2 - أهم الشروح المشهورة على العراقي:
أ: فتح المغيث للسخاوي.
ب: النكت الوفية للبقاعي.
3 - الألفية السيوطية أشمل وأجمع من العراقية من جانب الزيادات العلمية، وقد أحصى هذه الزوائد بعض الباحثين، ولا أنشط الآن للبحث عنها وذكرها ولو إجمالاً.
وقد صدق السيوطي إذ قال:
فائقةً ألفية العراقي **** في الجمع والإجاز واتساق
4 - السيوطية أسهل وأسلس من العراقية؛ على ما أخبرني به غير واحد من المجرِّبين الحفظة.
5 - أهم شروح الألفية السيوطية:
أ: البحر الذي زخر للسيوطي نفسه، ولم يكمل للأسف الشديد.
وههنا ملاحظة - عن تجربة خاصة - حصلت لي بالمقارنة، أنَّ محتوى البحر قريب جداً من محتويات تدريب الراوي إلاَّ في زيادات ههنا وهناك.
ب: شرح الشيخ محمد على آدم، نسيت اسمه الآن!
@ وبناءً عليه؛ فأوصيك - إن كنت ولا بد حافظاً - بحفظ السيوطية ولا تحد عنها.
مع المقارنة فيما يستقبل بما في العراقية، والشروحات التي نسجت فيها.
ـ[محرز]ــــــــ[29 - 04 - 03, 03:55 م]ـ
أحيط أخي علماً أن شيخنا الشيخ عبد المحسن العباد قد شرح ألفية السيوطي في المسجد النبوي، والأشرطة موجودة في مكتبة المسجد النبوي لمن أراد تسجيلها، وطريقة التسجيل أن تعطيهم أشرطة 90 دقيقة ويسجل لك ما احتجته مجانا.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
أخوكم أبو عبد الرزاق محرز الجزائري
ـ[الحمادي]ــــــــ[29 - 04 - 03, 05:02 م]ـ
ألفية السيوطي رحمه الله أيسر حفظاً من ألفية العراقي رحمه الله بكثير
وقد جربتُ ذلك.
لذا أنصحك بما نصحك به الأخ (أبو عمر) وفقه الله.
ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[29 - 04 - 03, 06:33 م]ـ
بالنسبة لألفية العراقي فأنا أظنها أسهل من السيوطي
مع أن الكلمة تكاد تتفق على أن السيوطي أسهل
لكنني أعرف من حفظ العراقي في ثلاثة أشهر بل أقل!!
وربما حفظ في اليوم 20 أو 25 بيتاً
للسهولة الواضحة فيه
وهو العمدة في هذا الفن وإن كان السيوطي أسهل عند البعض
ـ[أبوتميم الرائد]ــــــــ[29 - 04 - 03, 07:50 م]ـ
من واقع تجربة .... أرى أن ألفية السيوطي:
1_أسهل حفظاً فأبياتها سلسة عذبة .. رائقة فائقة ..
2_أوسع معلومات من ألفية العراقي ...
3_حظيت بشروح صوتية وافرة _وإن لم يكن كذلك الحال في الشروح المطبوعة_ فممن شرحها -وسجل شرحه على أشرطة سمعية_:
1_الشيح المحدث سعد الحميد ولم يتمه.
2_شرح الشيخ أبي إسحاق الحويني ولم يتمه أيضاً.
3_شرح العلامة عبدالمحسن العباد وهو موجود في تسجيلات الحرم المدني كماأفاد الأخ ( muh_riz)....
ولقد قرأت في نهاية كتاب شرح نخبة الفكر للشيخ سعد الحميد أن له شرح للألفية سيصدر قريباً
ـ[أبوتميم الرائد]ــــــــ[29 - 04 - 03, 07:57 م]ـ
أما ماذكره الشيخ الفاضل أبو مصعب الجهني من أن ألفية العراقي هي العمدة في هذا الفن فليس بمسلم له لأنه إن كان يعني مطلقاً ... فالعمدة في هذا الفن على مقدمة ابن الصلاح التي نظمها العراقي في ألفيته .... وإن كان يقصد في باب النظم ... فهناك من قدم عليها ألفية السيوطي ... وهم كثر ... وهي وصية كثير من المحدثين في زماننا كالشيخ سعد الحميد والشيخ عمرو بن عبدالمنعم والشيخ سليمان العلوان_كماأخبرني بعضهم_ ... والشيخ أبي إسحاق الحويني وغيرهم من العلماء ....
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[30 - 04 - 03, 01:37 ص]ـ
جازاكم الله خيرا أيها الاخوة الفضلاء و بارك فيكم وفي علمكم
ـ[أبو أسامة الحنبلي]ــــــــ[28 - 11 - 04, 02:52 م]ـ
الشيخ عبد الكريم الخضير يقول ألفية العراقي أفضل من ألفية السيوطي ....
وأنا مازلت أبحث في الموضوع
ـ[أبو محمد الإفريقي]ــــــــ[28 - 11 - 04, 03:47 م]ـ
طبع شرح ألفية السيوطي للشيخ محمد بن الحسن الخديمي اليعقوبي الموريتاني وهو عندي
ولكن أفضل ألفية العراقي لتوفر شروحها المعتمدة
وحفطها سهل والحمد لله
والله أعلم
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[28 - 11 - 04, 06:55 م]ـ
- بارك الله فيك ...
لكن إذا حفظ الإنسان شيئاً فإنه أوفق له أن يحفظ ما يكون فيه السعة والشمول، حتى لا يرجع لحفظ أشياء أخرى تساند ما حفظ سابقاًَ مما فيه نقصٌ.
ومما يماثل هذا أن يسأل بعض الطلبة ما يحفظه في النحو من منظومات، هل يحفظ نظم الآجرومية أو نظم الحريري أو ألفية ابن مالك.
- فقد يجيبه البعض بأن يحفظ الجميع على وجه التدرُّج.
وهذا أراه غير سديد؛ لأنَّ العمر قصير والعلم كثير، وذاكرة الإنسان لا وفاء لها، فليس من الحزم حفظ الجميع مع إمكان حفظ ما يغني عن الكل، وهو حفظ ألفية ابن مالك.
ونظم الآجرومية والحريري وإن كان فيهما سلاسة وفوائد تفيد المبتديء =لكن ليس من شرط الابتداء في العلم أن يحفظ منظومة في ذلك العلم.
- لذا فمن حفظ ألفية ابن مالك ثم درسها على الشيوخ مباشرة بعد دراسته لمتن الآجرومية فلن يحتاج لنظم الآجرومية ولا الحريري ألبتة.
- على كلٍّ .. الدارس لمقدمة ابن الصلاح، ثم ما أُلِّف حولها من نكتٍ ومنظومات ومختصرات وشروحهما يكون قد احتوى على غالب مباحث المصطلح.
وتكاد تكون كتب الاصطلاح عند المتأخرين كلها دائرة في فلك كتاب ابن الصلاح، إلاَّ القليل النادر.
¥(4/184)
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[28 - 11 - 04, 08:05 م]ـ
يقول الإمام الشاطبي .. رحمه الله في ذكر طرق أهل العلم .. ما يسعفالسائل .. وما أخاله الجواب الكامل ..
{الشرط الآخر: أن يتحرى كتب المتقدمين من أهل العلم المراد؛ فإنهم أقعد به من غيرهم من المتأخرين وأصل ذلك التجربة و الخَبَر.
أما التجربة فهو أمر مشاهد في أي علم كان فالمتأخر لا يبلغ من الرسوخ في علم ما يبلغه المتقدم , وحسبك من ذلك أهل كل علم عملي أو نظري فأعمال المتقدمين - في إصلاح دنياهم ودينهم - على خلاف أعمال المتأخرين , وعلومهم في التحقيق أقعد , فتحقق علم الصحابة بعلوم الشريعة ليس كتحقيق التابعين , والتابعون ليسوا كتابعيهم , وهكذا إلى الآن ومن طالع سيرهم وأقوالهم وحكاياتهم أبصر العجب في هذا المعنى 0
أما الخير: ففي الحديث (خير القرون قرني ثم الذين يلونهم) (1) وفي هذا إشارة إلى أن كل قرن مع ما بعده كذلك ... ثم ذكر أثر اين مسعود ليس عام إلا والذي بعده شر منه .. ) (2) ....
والأخبار هنا كثيرة وهي تدل على نقص الدين والدنيا , وأعظم ذلك العلم , فهو إذا في نقص بلا شك.
ولذلك صارت كتب المتقدمين وكلامهم وسيرهم , أنفع لمن أراد الأخذ بالاحتياط في العلم , وخصوصا علم الشريعة , الذي هو العروة الوثقى , ةالوَزَرُ الأَحْمَى , وبالله التوفيق.} أهـ. الموافقات (1/ 148) ت/مشهور 0
ومعلوم أن العراقي والسيوطي بينهما قرن من الزمان تقريبا ..
(1) قال المحقق حفظه الله أنه في الصحيح ,, ولا أدري فلعله خطأ منه حفظه الله. لأن روايات البخاري ليس فيها خير القرون .. وقد تتبعتها .. وأذكر من زمن ليس باليسير كلام لإمام هذا الفن في هذا الزمان -الألباني- في شريط له فقال (ولم تثبت هذه اللفظه) يقصد (خير القرون قرني) والذي في الصحيح بألفاظ عده .. خير الناس .. وسأل أي الناس خير قال قرني .. وقال خيركم قرني .. والله أعلم ..
(2) وإسناده ضعيف وله شواهد بمعناه.
يذكر في ترجمةابن السبع (بفتح المهملة وسكون الموحدة وبالعين المهملة)
ذكر القاضي علاء الدين في تاريخ حلب أنه حفظ ربع ألفية العراقي في يوم واحد ولو عمر لفاق الأقران لكن مات عن نيف وثلاثين سنة في شهر رمضان .. ذكره ابن العماد في شذرات الذهب.
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[29 - 11 - 04, 08:02 م]ـ
ذكر الشوكاني في البدر الطالع .. في ترجمة:
ابراهيم بن محمد بن خليل البرهان الطرابلسى
وذكر شيئا من تآليفه ومنها كتاب التيسير على الفية العراقى وشرحها مع زيادة أبيات فى الأصل غير مستغنى عنها .. (فهل من خبر عن هذا الكتاب وهذه الزيادات .. )
وفي بيان صريح للشوكاني .. وفصل بين الألفيتين فقال رحمه الله في ترجمة الإمام السيوطي ما نصه
{وانه عمل ألفية فى الحديث فايقة على ألفية العراقى}
. -. يتبع بحول الله. -.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[29 - 11 - 04, 09:55 م]ـ
يقول الإمام الشاطبي .. رحمه الله في ذكر طرق أهل العلم .. ما يسعفالسائل .. وما أخاله الجواب الكامل ..
{[ COLOR=DarkRed] الشرط الآخر: أن يتحرى كتب المتقدمين من أهل العلم المراد؛ فإنهم أقعد به من غيرهم من المتأخرين وأصل ذلك التجربة و الخَبَر.
ومعلوم أن العراقي والسيوطي بينهما قرن من الزمان تقريبا ..
- أحسنتم أبا أنس ...
جزاكم الله خيراً
هنا تعقبان:
- الأول: لا يلزم من التقدُّم في التأريخ التقدُّم في الفضل مطلقاً، فكم من متأخِّرٍ فاق من تقدَّمه في أمرٍ.
وقد قال ابن مالك:
......... فائقةً ألفية ابن معطي
وهو بسبق حائزٌ تفضيلاً * * * مستوجبٌ ثنائيَ الجميلا
- ولا شكَّ أن التعويل على نظم ابن مالك لا ابن معطي ...
بل هذا حال كثير من المتون النثر منها والنظم
فالمتون المعتمدة التي عليها المعوَّل والدراسة في كثير من الفنون إنما هي المتأخرة لا المتقدِّمة.
- وذلك لأمور:
1 - أنَّ المتقدَّم سابق وقد تفوته أشياء كثيرة في ذاك العلم الذي متنه أو نظمه (وهو ما حصل في نظم العراقي)، فيأتي المتأخر فيسدُّ ما نقص.
2 - أنَّ المتقدِّم قد تعاب عليه أمورٌ فيما ذكره في متنه أو نظمه (وهو ما حصل في نظم العراقي)، فيأتي المتأخر فيتخطى ذاك المعيب ويصلحه بعبارة أوفق ...
3 - المتأخر مشتملٌ على متن أو نظم المتقدِّم وزائد عليه، ففيه خيران وحسنيان.
- الثاني: التقدُّم والتأخر فيما بين العراقي والسيوطي يسير أمره، فالسيوطي تلميذ تلامذة العراقي وقد نهل من علمه وعلم من تعقَّبه في نظمه ونكته على ابن الصلاح.
وليس المقصود بكلام العلماء عن التقدم والتأخر يؤخذ على إطلاقه في كل حال ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[07 - 12 - 04, 09:07 م]ـ
جزيتم خيرا أبا عمر .. وكلامكم لا غبار عليه ..
لكننا أيضا .. نتكلم كلاما عاماً .. أن المتقدم في الغالب .. يفوق المتأخر ..
..
وقرن ليس بالطويل .. صحيح .. لكنه ليس باليسير أيضا ..
..
فغفر الله لكم ..
ومن باب الفائدة:
بين يدي نسخة لألفية السيوطي .. تصحيح وشرح الشيخ أحمد شاكر رحمه الله .. وهي مختصرة .. لكن تعليقاته نفسية ..
الطبعة قديمة .. ناشرها دار المعرفة .. وموزعها دار عباس الباز ..
¥(4/185)
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[07 - 12 - 04, 11:40 م]ـ
ثم قام الشيخ طارق عوض الله بتحقيقها والتعليق عليها وتصحيح الأخطاء، وإضافة متن الألفية في مقدمة الكتاب مع ذكر بعض الفروق، وضبط النص ... إلخ، وهي جيدة (لولا كبر الخط!).
والعراقي الطبعة التي بتحقيق الحكمي ممتازة فهي عن سبع نسخ خطية و و و، لا سيما إذا ضممت معها أشرطة قراءة الألفية.
ـ[أحمد موسى]ــــــــ[22 - 03 - 08, 03:51 م]ـ
اين اجد شرح ألفية السيوطي - الشيخ الأثيوبي
وكذلك طبعة الشيخ طارق
وكذلك تحقيق الحكمي
اين اجدهم علة الشبكة
ـ[حسن البركاتي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 11:12 ص]ـ
السلام عليكم
مشاركة صغيرة:
-سئل الشيخ عبدالكريم الخضير أثناء شرح البيقونية - أيهما أفضل حفظ ألفية العراقي أم السيوطي؟ أجاب حفظه الله أن ألفية العراقي تفوق ألفية السيوطي وذكر أن السيوطي أضاف مباحث أكثر لكنها على حساب نقل الأقوال والترجيحات وذكر أن السيوطي قد يأخذ شطر بيت من ألفية العراقي ويركب عجزه. وختم حفظه الله بقوله: لو لم يكن إلا إمامة الحافظ العراقي لكفى.
ـ[أبو حسان السلفي]ــــــــ[05 - 04 - 08, 05:43 ص]ـ
الفية السيوطي افضل من ناحية النظم و اسهل في الحفظ
ـ[وليد الحربي]ــــــــ[05 - 04 - 08, 11:17 م]ـ
الشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله له كلام نفيس في تفضيل ألفية العراقي على السيوطي من ناحية، والسيوطي على العراقي من ناحية، وهو موجود في مقدمة تحقيقه لكتاب فتح المغيث.
وألفية العراقي قد صدرت عن دار المنهاج بتحقيق علمي جميل، وبتقديم الشيخ عبدالكريم الخضير وبثناء عاطر منه على هذا التحقيق
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[07 - 04 - 08, 10:02 ص]ـ
-سئل الشيخ عبدالكريم الخضير أثناء شرح البيقونية - أيهما أفضل حفظ ألفية العراقي أم السيوطي؟ أجاب حفظه الله أن ألفية العراقي تفوق ألفية السيوطي وذكر أن السيوطي أضاف مباحث أكثر لكنها على حساب نقل الأقوال والترجيحات وذكر أن السيوطي قد يأخذ شطر بيت من ألفية العراقي ويركب عجزه. وختم حفظه الله بقوله: لو لم يكن إلا إمامة الحافظ العراقي لكفى.
ما المقصود بـ " لكنها على حساب نقل الأقوال"؟
ـ[ابي حفص المسندي]ــــــــ[10 - 04 - 08, 01:19 م]ـ
السلام عليكم
مشاركة صغيرة:
-سئل الشيخ عبدالكريم الخضير أثناء شرح البيقونية - أيهما أفضل حفظ ألفية العراقي أم السيوطي؟ أجاب حفظه الله أن ألفية العراقي تفوق ألفية السيوطي وذكر أن السيوطي أضاف مباحث أكثر لكنها على حساب نقل الأقوال والترجيحات وذكر أن السيوطي قد يأخذ شطر بيت من ألفية العراقي ويركب عجزه. وختم حفظه الله بقوله: لو لم يكن إلا إمامة الحافظ العراقي لكفى.
بارك الله فيك
نعم أخي قد سمعت هذا من الشيخ حفظه الله
وأقول أن السيوطي أتقن في اللغة من العراقي فتري الالفية له فائقة ألفية العراقي في الصناعة اللغوية والسيوطي ليس كالعراقي في علم المصطلح هو لم يصل الي درجة العراقي
والفية العراقي أتقن في الصنعة الحديثة وهذا ما حدثني به شيخي حفظه الله
وسألت أيضا شيخي الشيخ طارق عوض الله عن هذا الامر من قبل فقال الامر فيه سعة وهذا أو ذاك ينفع الطالب إن شاء الله
الخلاصة أنك تحفظ ألفية العراقي كلها وتحفظ الابيات التي زادها السيوطي على العراقي فقط دون حفظ الفية السيوطي
ـ[ابي حفص المسندي]ــــــــ[10 - 04 - 08, 02:14 م]ـ
-.
ما المقصود بـ " لكنها على حساب نقل الأقوال"؟
أخي محمد بارك الله فيك ونفع بك
إشتقنا إليك ونرجوا الله أن يجمعنا في الجنة دار النعيم آمين
بالنسبة إلى قول الشيخ هذا يقصد أن هناك مصطلحات أختلف العلماء على تعريفها مثل الحديث الحسن عرفة الترمذي بتعرف غير بن الصلاح غير الخطابي غير بن حجر والراحج في هذا هو بن حجر في قوله في نخبة الفكر (فإن خف الضبط فالحسن لذاته) فهذا عليه نقل القول بتعريف المصطلح وأقوال العلماء فيه ثم ترجيح الاقوال
أسال الله أن ينفعنا وإياكم بالعلم ويرزقنا العمل به
ونرجوا الله أن تعودوا الي المدارسةعلى البالتوك مرة أخري معنا حتي نفيد ونستفيد
ونسألكم عن أخانا الغريب كيف حاله، الله أسأل أن يجمعنا مرة أخري
أخوك المحب
أبي حفص المسندي الأثري
عفا الله عنه وعن والديه
آمين
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[11 - 04 - 08, 07:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا أيها الحبيب.
عدت من قبل إلى البال توك و لم أجدك فى المدارسة.
ثم أخذتنى الامتحانات و تخلفت عن الإخوة للمرة الثانية و أعتقد أن أخانا الغريب قد طفح كيله منى ثم ابتلانا الله عز وجل بمرض والدى و لم يعد دخولى على النت بالكثير فأسأل الله أن يفرج عنا و يجمعنا على خير.
ـ[عبد الله الكندري]ــــــــ[11 - 10 - 10, 03:19 م]ـ
جزاكم الله خير(4/186)
التعقيب على قول الإمام الذهبي: ((وما علمت في النساء من اتهمت ولا من تركوها))
ـ[الذهبي]ــــــــ[01 - 05 - 03, 06:18 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد:
فقد اشتهر عند كثير من طلاب العلم – وفقهم الله تعالى – مقولة الإمام الذهبي – رحمه الله تعالى – في كتابه الميزان (4/ 604) قوله: ((وما علمت في النساء من اتهمت ولا من تركوها)).
حيث صير كثير من هؤلاء الطلاب قول الإمام الذهبي هذا وجعلوه حكمًا عامًا في كل راوية لم يأت فيها توثيق، أو لم يحكم عليها أحد بجهالة. فنفوا عنهن أن يكن قد مسسن بأي ضرب من ضروب التجريح! إعتمادًا على قول الإمام الذهبي سابق الذكر.
فأحببت أن أبين في مقالتي هذه خطأ هذا الظن، مبينًا أن قول الإمام الذهبي خرج منه مخرج التغليب، حيث وقفت - بفضل الله تعالى – على عدد لابأس به من النساء اللاتي جرحن من قبل أئمة هذا الشأن، و حيث نقل هو نفسه في كتابه الميزان تجريحًا شديدًا في حق إحدى النساء على ما سأبينه – إن شاء الله تعالى - في الأمثلة الآتية:
1 - رابعة: قال أبو داود – رواية الآجري 1/ 416، ونقله الذهبي في الميزان 2/ 62 - : ((كان – يعني: رياح بن عمرو القيسي – رجل سوء، هو وأبو حبيب، وحيان الجريري، ورابعة رابعتهم في الزندقة)).
2 - أم عمر بنت أبي الغصن: قال ابن معين – رواية ابن محرز 1/ 58، ومن طريقه الخطيب في تاريخه 14/ 433 - : ((ليست بشيئ)).
3 - كريمة بنت سيرين، أخت محمد بن سيرين: قال ابن معين – لسان الميزان 6/ 71: ((يحيى وكريمة ابنا سيرين ضعيفا الحديث)).
4 - هند الإنصارية: قال الذهبي في السير (3/ 465): ((كانت شيعية)).
5 - زينب: ترجم لها الحافظ ابن حجر في اللسان (3/ 365)، وقال: ((الكذابة)).
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 05 - 03, 09:50 ص]ـ
قال الذهبي في ميزان الاعتدال (7\ 465): «فصل في النسوة المجهولات. وما علمت في النساء من اتُّهِمت، ولا من تركوها». قال السيوطي في تدريب الراوي (1\ 321): «من ضَعُف منهنّ إنما هو للجهالة».
قلت: وهذا ليس على إطلاقه. والدليل أن حكامة بنت عثمان بن دينار بين ابن حبان والعقيلي أنها متروكة. بل قال الذهبي في "المغني في الضعفاء" (2\ 425): «عثمان بن زائدة، عن نافع: صدوق. لكن له حديثٌ منكَرٌ خولِفَ فيه، ذكره العقيلي. رواه عنه متروك (أي ابنته) فالآفة من صاحبه (أي منها)».
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[02 - 05 - 03, 03:26 ص]ـ
السلام عليكم
الظاهر أن كلام الإمام الذهبي إنما هو عن نسوة معينات مخصوصات.
قال الشيخ الألباني - رحمه الله -:
" وليس معنى كلام الذهبي هذا إلا أن حديث هؤلاء النسوة ضعيف، ولكنه ضعف غير شديد ".
" السلسلة الضعيفة " (1/ 644).
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[02 - 05 - 03, 03:31 ص]ـ
طبعا والمقصود بالمعينات المخصوصات من ورد تحت ذلك الفصل " النسوة المجهولات ".
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[03 - 05 - 03, 01:53 ص]ـ
ما من عذر الآن لأمة الله البليهي في الاحتجاج بهذا القول و المنافحة عنه.
ـ[المهذب]ــــــــ[03 - 05 - 03, 07:20 ص]ـ
بلا شك هذا استدراك على الذهبي رحمه الله ولو كان المقصود بالمعينات المخصوصات من ورد تحت ذلك الفصل " النسوة المجهولات "لم يكن في كلام الذهبي فائدة فالمجهولون من الرجال هم كذلك لم يتهموا ولم يتركوا!
ـ[الذهبي]ــــــــ[03 - 05 - 03, 12:33 م]ـ
أحسنت أخي ((المهذب))، وبارك الله فيك.
الأخ الفاضل: ((أنا مسلم طالب الحق))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا ما أورد هذا الموضوع هاهنا إلا من أجل الفائدة فحسب، وليس التعريض بأحد كما يفهم من تعليقك على موضوعي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو فرحان]ــــــــ[23 - 01 - 07, 09:15 م]ـ
4 - هند الإنصارية: قال الذهبي في السير (3/ 465): ((كانت شيعية)).
مجرد انها شيعية ليس دليلا على تضعيفها(4/187)
مسند السراج هل من خبر عنه؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[02 - 05 - 03, 07:21 م]ـ
وجدت عن شيخنا المسند عبدالوكيل بن عبدالحق الهاشمي حفظه الله ((مسند السراج)) للحافظ محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي النيسابوري رحمه الله (ت 313)، حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه الأستاذ إرشاد الحق الأثري، الناشر ادارة العلوم الأثرية فيصل آباد - باكستان، في مجلد واحد، 1423، في 496 صفحة، وعدد الأحاديث
(1574)
وأخبرني الشيخ أن إرشاد الحق زاره في حج العام الماضي وأحضر له هذا المسند
وقد بحثت عنه كثيرا ولم أجدت وأرسلت لعدد من الإخوة فلم يجدوه، وقد استعرته من الشيخ لتصويره والله المستعان , فهل يعلم عن وجوده في المكتبات.
ـ[أبو عبد العزيز a] ــــــــ[02 - 05 - 03, 08:26 م]ـ
حسب معلوماتي هناك ثلاثة يعملون في الكتاب منهم أخ سوداني مقيم بالسعودية لديه نسختين من الكتاب، واحدة منهما ليست في متناول المحققَين الآخرين
أما المطبوع فقد بحثت عنه كثيرا فلم أجده وغالبا لم تحضره أي مكتبة ولكنه يأتي بصورة فردية أو شخصية
ـ[المنتفض]ــــــــ[02 - 05 - 03, 09:07 م]ـ
شيخنا الفقيه _حفظك الله _
هلا أتحفتنا بهذا المسند فى هذا الملتقى على ملف وورد فإني فى حاجة ماسة إليه
نفعنا الله وإياك
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[03 - 05 - 03, 02:10 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=178&highlight=%E3%D3%E4%CF+%C7%E1%D3%D1%C7%CC
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[03 - 05 - 03, 11:20 ص]ـ
جزاكم الله خيرا مشايخنا الكرام
وأما بالنسبة لكتابة المسند على الوورد فلعنا نفعله بإذن الله تعالى لنشر سنة النبي صلى الله عليه وسلم، حتى ينفع به من ليس عنده مع كتابة رقم الصفحات في المطبوع لإمكانية العزو له.(4/188)
الآثار الواردة في فضل السيد الحسين رضي الله عنه!
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[03 - 05 - 03, 12:06 ص]ـ
قال الذهبي: الإمام الشريف الكامل سبط رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم وريحانته من الدنيا ومحبوبه أبو عبد الله الحسين بن أمير المؤمنين أبي الحسن علي.
ولادته:
ولد الحسين بن علي رضي الله عنه في شعبان سنة 4 وقيل سنة 6
قال ابن حجر:فإذا كان الحسن ولد في رمضان وولد الحسين في شعبان احتمل أن يكون ولادته لتسعة أشهر ولم تطهر من النفاس
إلا بعد شهرين. الإصابة (2/ 248)
عن عبيد بن حنين قال حدثني الحسيبن بن علي قال: أتيت على عمر
بن الخطاب وهو بالمنبر فصعدت إليه فقلت: أنزل عن منبر أبي!
واذهب إلى منبر أبيك! فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لم يكن لأبي منبر فأخذني وأجلسني معه فجعلت أقلب خنصر يدي
فلما نزل انطلق بي إلى منزله فقال لي: من علمك؟ فقلت: والله ما علمنيه أحد قال:
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[03 - 05 - 03, 12:22 ص]ـ
قال: يا بني لو جعلت تغشانا: قال: فأتيته يوما وهو خال بمعاوية رضي الله عنه وابن عمر رضي الله عنه فرجع ابن عمر ورجعت معه فقال:
أنت أحق بالإذن من ابن عمر! أنما أنبت ما ترى في رؤوسنا الله ثم أنتم!.
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (1/ 144) الثقات للعجلي (1/ 302)
ابن عساكر في تاريخ دمشق (12/ 175)
قال الذهبي: إسناده صحيح السير (3/ 285)
قال ابن حجر: إسناده صحيح (الإصابة (2/ 248)
وللحديث بقية
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[04 - 05 - 03, 12:37 ص]ـ
عن حفصة قالت: حدثني أنس بن مالك قال: كنت عند ابن زياد إذ جيء
برأس الحسين قال: فجعل يقول بقضيبه في أنفه ويقول: ما رأيت مثل
هذا حسنا فقال: أما أنه كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم
أخرجه البخاري (4748) الترمذي (3778) الآحاد والمثاني (324)
ابن حبان (6972)
وعند الترمذي بإسناد صحيح إلى عمارة بن عمير (ثقة ثبت)
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[04 - 05 - 03, 12:44 ص]ـ
قال جيء برأس عبيدالله بن زياد وأصحابه نضدت في المسجد في الرحبة فانتهيت إليهم وهم يقولون: قد دخلت! فإذا حية 1 قد جاءت تخلل الرؤوس حتى دخلت في منخري عبيدالله بن زياد فمكثت هنيهة
حتى تغيبت ثم قالوا: قد جاءت فعلت ذلك مرتين أو ثلاثا
أخلرجه الترمذي (((3780) وقال هذا حديث حسن صحيح
الإشراف في منازل الأشراف (107) والخطيب في التاريخ (4/ 351)
قال ابن دحية: قال العلماء: وذلك مكافأة لفعله برأس الحسين
وهي من آيات العذاب الظاهرة عليه سلطه الله عليهم المختار فقتلهم
التذكرة في أحوال الآخرة (393)
قال أبو حاتم الشريف وسبب ذكري لهذا للأثر لأن الكثير لايعلمونه
والله أعلم.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[04 - 05 - 03, 01:18 ص]ـ
3 - عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كان الحسن أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما بين الصدر إلى الرأس
والحسين أشبه الناس برسول الله أسفل ذلك.
أخرجه أحمد في المسند وفي الفضائل والترمذي وقال حسن صحيح غريب وابن حبان وابن سعد والبغوي في معجم الصحابة
كلهم من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق السبيعي عن هانئ بن هانئ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
وهذا الإسناد صحيح لأن إسرائيل من أثبت الناس عن جده
وأبي إسحاق عنعنته مقبولة مالم يكن في الإسناد نكارة على الراجح
عند المحققين وهانئ بن هانئ من كبار التابعين من أصحاب علي رضي
الله عنه ووثقه النسائي وابن حبان ومنهم من رماه بالجهالة
لكن جهالة كبار التابعين لايتشدد فيها كثيرا لأن أغلب مروياتهم عن
الصحابة رضي الله عنهم وقد صحح الحديث الترمذي كما سبق
والله أعلم
ـ[خضر بن سند]ــــــــ[04 - 05 - 03, 07:09 م]ـ
أحسنت في هذا الباب يا أبا حاتم.
ولكن عندي سؤال لك بحكم خبرتك: هل ألف أحد في فضائل الحسن والحسين رضي الله عنهما كتابا أوجزاء مستقلا؟
أفدنا وإذا كان الرد با العدم فلماذا لاتجمعها أنت الباحث في التاريخ والحديث كما عهدناك.
وستكون بإذن الله هذه الابحاث في نحر الصوفية والرافضة الذين يزعمون أننا لانتحدث بفضائل أهل البيت ولانحب ان ننشرها!!!.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[05 - 05 - 03, 10:18 م]ـ
أهلا بالأخ الفاضل خضر بن سند وفقه الله وأعتذر عن التأخير
وأما ما ذكرت في سؤالك هل قام أحد من العلماء في تأليف كتاب مستقل في فضائل الحسن والحسين رضي الله عنهما؟ فأنا لاأعلم
في ذلك تأليفا لكن هناك رسالة في رأس الحسين مستلة من الفتاوي
ولايخفاكم أن جل من كتب في فضائل آل البيت تطرقوا إلى فضائل السبطين ومن أشهرها الخصائص للنسائي وغير ذلك من الكتب
التي لاتخفاكم! وللعبد الفقير كتاب مختصر حول هذا الموضوع أسأل الله
له التوفيق وسيرى النور قريبا. والله أعلم أخوكم (أبوحاتم الشريف)
¥(4/189)
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[05 - 05 - 03, 10:37 م]ـ
لله درك وعلى الله أجرك
قام شيخنا المفضال، صاحب النضال، عثمان الخميس ـ سلمه الله ـ
بجمع مرويات الحسن والحسين في جميع كتب السنة، وخصص باب كبير وجزء وفير في بيان فضلهما، وهي رسالة ماجستير واخذ عليها الإمتياز والتزكية والإعاز.
ولله الحمد والمنة
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[06 - 05 - 03, 10:10 م]ـ
شكرا لك أخي على هذه الفائدة حول كتاب الشيخ عثمان الخميس
ولكن لاأدري هل هي مطبوعة أم حبيسة الأدراج؟
الحديث الثالث: عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
أخرجه الترمذي وقال حسن صحيح والنسائي في الخصائص
وأحمد في المسند والفضائل والحاكم والفسوي وأبو نعيم والحارث
وابن عساكر والخطيب في التاريخ بألفاظ مختلفة
قال الألباني رحمه الله: ورد من حديث ابن عباس وحذيفة وعلي وابن عمر وابن مسعود وغيرهم وهو متواتر عندي. السلسلة (2/ 796)
وفي بعض الألفاظ (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة إلا ابني
الخالة عيسى ابن مريم ويحي بن زكريا) النسائي (5/ 150)
قال ابن العربي: أهل الجنة كلهم جرد مرد أبناء ثلاثين ولكن النبي
صلى الله عليه وسلم أخبر فيهما بحالهما عند فراق الدنيا
فأبو بكر وعمر سيدا كهول الجنة والحسن والحسين سيدا شباب الدنيا
في الجنة وأفاد هذا الحديث أن الحسن والحسين يموتان شابين ى بظاهره والتحقيق فيه ان النبي صلى اله عليه وآله وسلم أخبر عنهما
بحالهما عند القول لابحالهما عند الموت
قال النسائي: باب ذكر ما خص علي بن أبي طالب من الحسن والحسين ابني رسول الله وريحانته من الدنيا وأنهما سيدا شباب أهل
الجنة إلا عيسى ابن مريم ويحي بن زكريا صلوات الله عليهم
وفي رواية عن جابر أنه قال وقددخل المسجد الحسين: من أحب
أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلىهذا. سمعته من رسول الله. الهيثمي في المجمع
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[06 - 05 - 03, 10:17 م]ـ
جزاك ربنا خيرا يا ابا حاتم
اظن أنها حبيسة الأدراج وقد اعطاني الشيخ بعضها ورأيت العجب العجاب والخير الثُجاج
وطلبت من الشيخ طباعتها فوعدني خيرا إن شاء الله
:::
لدي سؤال لكم سلمكم رب الأنام
يورد بعض الرافضة شبهة حول هذا الحديث وهو حينما نقول أن الخلفاء اعني بهم ابو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة
يقولون وهل يوجد في الجنة كهول؟؟
آمل منك الجواب الكافي والدواء الشافي
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[07 - 05 - 03, 01:40 م]ـ
الجواب على سؤالي:)
ومعذرة أخي الكريم انا طرحت الشبهة ولكن لم اجد الرد وطبعاً بعد التفكر والتدبر وآمل منك التصحيح وصلت إلي هذه النتيجة
لا يوجد أثر صحيح في أن " أبو بكر وعمر " سيدا كهول أهل الجنة فإن أهل الجنة في عمر واحد
ثانيا: إن قالوا أن الحسين والحسين سيدا شباب الجنة وهذا يقتضي الإطلاق، قلنا: واين يكون النبي صلى الله عليه وسلم أيكون سيد أم يكون الحسن والحسين سيداه والعياذ بالله، كذلك أنتم تقولون علي رضي الله عنه أفضل منهما فأين يكون هو كذلك هل هو سيدهما أم هم سيداه، فنقول: كذلك الحال في ابي بكر وعمر.
والله اعلم ونسبة العلم إليه اسلم واحكم
هذا حسب علمي وهو قليل وحسب فهمي وهو قاصر
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[07 - 05 - 03, 10:59 م]ـ
أخي الفاضل لم أفهك كلامك! هل أنت تضعف الحديث؟
وأما حديث الحسن والحسين فأنا لم أفهم كلامك مرة أخرى هل تضعف الحديث؟!
ولو تأملت كلام ابن العربي لوجدت الإجابة عن سؤالك!!
وأنا أنتظر منك إجابة حتى يكون الرد بناء على كلامكم وفقكم الله!!
وشكرا لك وآسف على التأخير لأني كما لايخفاك مشغول مع الأخ (الأمين)!!
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[08 - 05 - 03, 12:50 ص]ـ
الكريم الأشم/أبو حاتم الشريف ـ سلمه الله ـ
إن كنت تقصد حديث " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة" فأنى لي أن اضعفه ومن أنا حتى أضعفه
لكن اقصد كلام ابن العربي وقوله أن الخلفاء سيدا كهول أهل الجنة
ـ[محمد الشافعي]ــــــــ[08 - 05 - 03, 06:47 م]ـ
حديث (أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة) صحيح
ووجه التوفيق والله أعلم هو: أنهما سيدا من مات كهلاً من المسلمين، والحسن والحسين سيدا من مات شاباً من المسلمين، وإلا فالأمر أيضاً يقال في حديث (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة) ما الضرورة أن يقال (سيدا شباب) ما دام الكل شباب؟
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[08 - 05 - 03, 06:57 م]ـ
أخي الفاضل ابن دحيان بالنسبة لحديث علي بن أبي طالب
قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل أبو بكر وعمر فقال:
يا علي هذان سيدا كهول الجنة 00الخ
الحديث صحيح وأخرجه أحمد في الزوائد (180) عن علي بن أبي طالب
رضي الله عنه ورواه جماعة عن علي بن أبي طالب
وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة ورواه جماعة وقد قام محقق كتاب
زوائد المسند بتخريج الحديث تخريجا جيدا والحديث له أكثر من طريق
وله شواهد عن عن أنس وأبو سعيد الخدري وأبو هريرة وغيرهم كثير
وهو إسناد صحيح لاشك فيه وعليك أخي الكريم ابن حيان
أن تتأنى في الكلام على الأسانيد حتى لانقع في الزلل والله يرعاكم
وأما معنى الحديث فهو كما قال ابن العربي أن هذا الحديث باعتبار القول
وهو واضح
¥(4/190)
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[08 - 05 - 03, 07:11 م]ـ
وقال ابن الأثير: في فضل أبي بكر وعمر (هذان سيدا كهول الجنة)
والكهل من الرجال: من زاد على الثلاثين سنة إلى الأربعين
وقيل من ثلاث وثلاثين إلى تمام الخمسين وقد اكتهل الرجل وكاهل إذا بلغ الكهولة فصار كهلا وقيل: ألمراد بالكهل هاهنا الحليم العاقل
أي أن الله يدخل أهل الجنة الجنة حلماء عقلاء
النهاية في غريب الحديث (4/ 313ر)
قال ابن العربي: 000فأبو بكر وعمر سيدا كهول الجنة وأفاد الحديث أن
أبا بكر وعمر يموتان كهلين وأن 0000 والتحقيق فيه أنالنبي أخبر عنهما بحالهما عند القول لابحالهما عند الموت
ويعني ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال هذا الكلام وهما أحياء وكانوا في سن الكهولة وهم سادة أهل الجنة ولا يعني هذا
أنهما يكونون كهول في الجنة لأن أهل الجنة جرد مرد كما قال ابن العربي
وكما ورد ذلك في أكثر من حديث والله أعلم
وقال الترمذي في الحديث السابق حديث حسن غريب وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن علي وفي الباب عن ابن عباس و أنس
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[11 - 05 - 03, 12:20 ص]ـ
عن ابن عمر رضي الله عنه قال:: أهل العراق يسألون عن الذباب وقد قتلوا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال النبي صلى الله عليه وسلم: هما ريحانتاي من الدنيا.
أخرجه البخاري (7/ 119) والترمذي وأحمد وابن حبان (6969)
قال ابن حجر: شبههما بذلك لأن الولد يشم ويقبل
وقال: أورد ابن عمر هذا متعجبا من أهل العراق وحرصهم على السؤال عن الشيء اليسير وتفريطهم في الشيء الجليل.(4/191)
معنى قول الإمام أحمد (حديثه يهوي)
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[04 - 05 - 03, 03:35 ص]ـ
قال عبد الله بن الإمام أحمد:
[قال أبي: الحارث بن سليمان الفزاري لم يكن به بأس، حديثه يهوي، يعني مراسيل].
((العلل ومعرفة الرجال)) (2603).
وقال أيضاً:
[قال أبي: كان شعبة يقول: فلان [حدثنيه] (1) يهوى، قلت لأبي: ما يهوي؟ قال: مرسل].
((العلل ومعرفة الرجال)) (4342).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لعلّ الصواب: حديثه.
ـ[الذهبي]ــــــــ[04 - 05 - 03, 03:54 ص]ـ
جزاك الله خيرًا، على هذه الفائدة القيمة، وبارك الله فيك أخي خليل.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[05 - 05 - 03, 04:06 م]ـ
وفيك بارك أخي (الذهبي)(4/192)
معنى قول الإمام أحمد (حديثه يهوي)
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[04 - 05 - 03, 03:35 ص]ـ
قال عبد الله بن الإمام أحمد:
[قال أبي: الحارث بن سليمان الفزاري لم يكن به بأس، حديثه يهوي، يعني مراسيل].
((العلل ومعرفة الرجال)) (2603).
وقال أيضاً:
[قال أبي: كان شعبة يقول: فلان [حدثنيه] (1) يهوى، قلت لأبي: ما يهوي؟ قال: مرسل].
((العلل ومعرفة الرجال)) (4342).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لعلّ الصواب: حديثه.
ـ[الذهبي]ــــــــ[04 - 05 - 03, 03:54 ص]ـ
جزاك الله خيرًا، على هذه الفائدة القيمة، وبارك الله فيك أخي خليل.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[05 - 05 - 03, 04:06 م]ـ
وفيك بارك أخي (الذهبي)
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[06 - 10 - 05, 11:24 م]ـ
شكرا لك ايها الشيخ الجليل(4/193)
حمّل كتاب ((الموازنة بين المتقدمين والمتأخرين .. )) للشيخ حمزة المليباري.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[07 - 05 - 03, 11:08 ص]ـ
الموازنة بين المتقدمين والمتأخرين في تصحيح الأحاديث وتعليلها
الطبعة الثانية(4/194)
أمثلةعلى المتشددين،أمثله على المعتدلين،أمثلة على المتساهلين،من المحدثين.
ـ[أبوسلطان سعد السبيعي]ــــــــ[08 - 05 - 03, 12:09 ص]ـ
أمثلةعلى المتشددين:
1 - يحيى بن سعيد القطان أبو سعيد البصري المتوفى سنة 198هـ قال الذهبي في السير (9/ 183) (كان يحيى بن سعيد متعنتاً في الرجال)، وفي السير (7/ 194) (هذا من تعنت يحيى في الرجال وله اجتهاده)، وفي الميزان (2/ 171) (يحيى متعنت جداً في الرجال)، وانظر الموقظة (83) فتح المغيث
2 - أبو زكريا يحيى بن معين البغدادي، المتوفى سنة 233هـ الموقظه (83)، ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل (172)
3 - أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، المتوفى سنة 277هالميزان (2/ 43)،الميزان (2/ 355)، السير (13/ 260)، السير (6/ 320)، وفي المغني في الضعفاء (1/ 137) قال الذهبي (قد يقول أبو حاتم فلان مجهول، ويكون قد روى عن جماعة)،الموقظة (83)
4_أبو جعفر محمد بن عمرو العقيلي، المتوفى سنة 322هـ
5 – إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، المتوفى سنة 365 هـ ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل (172)، (193) (وهو ممن يبالغ في الجرح)،الميزان (2/ 66) (أبوإسحاق الجوزجاني في عبارته فظاظة وهذه عادته).
6 – عبد الرحمن بن يوسف بن خراش، المتوفى سنة 283هـ الموقظة (83) قال السخاوي عنه (قوي النفس كأبي حاتم).
7 - شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي أبوبسطام الواسطي المتوفى سنة160هـ قال الذهبي في المغني في الضعفاء (1/ 538) (شعبة متعنت).
8 - أبو عبد الرحمن أحمد بن علي بن شعيب النسائي، المتوفى سنة 303هـ قال الذهبي في السير (9/ 228) (حسبك بالنسائي وتعنته في النقد).،وانظر المغني في الضعفاء (1/ 538)،الميزان (1/ 437) والسير (5/ 38).
9 – أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي، المتوفى سنة 394هـ في الميزان (1/ 8) (أبو الفتح الأزدي يسرف في الحرح)،
01 – أبو نعيم الفضل بن دكين، المتوفى سنة 218هـ وقيل 219هالسير (10/ 250)
11 - أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي، المتوفى سنة 456هـ في المغني في الضعفاء (2/ 653) (ابن حزم ضعيف لايلتفت إلى تضعيفه بلا حجة)،وفي ذيل الضعفاء والمتروكين (44) (ابن حزم متشدد، لايقبل قدحه).
أمثله على المعتدلين:
1 - أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني، المتوفى سنة ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل (172)،السير (16/ 156) (وهو منصف في الرجال بحسب اجتهاده)
2 - أبو عبد الله أحمد بن إسماعيل البخاري، المتوفى سنة 256هـ الموقظه (83)، ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل (172)
3 - أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، المتوفى سنة 241هـ الموقظه (83)، ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل (172)
4_أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي، المتوفى سنة 264هـ الموقظه (83)، ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل (172)
5_ أبو عبد الله محمد بن سعد، المتوفى سنة 230هـ قال الذهبي في ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل (172) (تكلم محمد بن سعد الحافظ في كتاب الطبقات له بكلام جيد مقبول).
أمثلة على المتساهلين:
1 - أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النسيابوري، المتوفى سنة405هـ الموقظه (83)، ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل (172)
2 - أبو الحسن أحمد بن عبد الله العجلي الكوفي، المتوفى سنة 261 هـ
3 - أبو حفص بن شاهين، المتوفى سنة 385 هـ
4 - أبو جعفر أحمد بن صالح المصري، المتوفى سنة 248هـ
5 - أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي، المتوفى سنة 458هـ ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل (172)
6 - أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، المتوفى سنة 385هـ الموقظه (83) وقيده الذهبي بقوله في بعض الأوقات
7 - محمد بن عيسى بن سورة الترمذي، المتوفى سنة275هـ قال الذهبي في الميزان (3/ 407) (فلهذا لايعتمد العلماء على تصحيح الترمذي)، وفي الميزان (4/ 416) (فلايغتر بتحسين الترمذي، فعند المحاقلة غالبها ضعاف)، وقال الذهبي في السير (13/ 276) عن جامع الترمذي (جامعه قاض له بإمامته وحفظه وفقهه ولكن يترخص في قبول الأحاديث ولايشدد، ونفسه في التضعيف رخو)، الموقظه (83)، ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل (158)
قال الذهبي في ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل (172) عن الرواة (قسم منهم متعنت في الجرح متثبت في التعديل يغمز الراوي بالغلطتين والثلاث ويلين بذلك حديثه فهذا إذا وثق شخصاً فعض على قوله بناجذيك وتمسك بتوثيقه وإذا ضعف رجلاً فانظر هل وافقه غيره على تضعيفه فإن وافقه ولم يوثق ذاك أحد من الحذاق فهو ضعيف وإن وثقه أحد فهذا الذي قالوا فيه لايقبل تجريحه إلا مفسراً).وفي السير (13/ 260) (إذا وثق أبو حاتم رجلاً أوقال فيه لايحتج به فتوقف حتى ترى ماقال غيره فيه فإن وثقه أحد فلا تبني على تجريح أبي حاتم فإنه متعنت في الرجال)، السير (9/ 183)
¥(4/195)
ـ[أبو الوليد الجزائري]ــــــــ[08 - 05 - 03, 01:36 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=7364&highlight=%C7%E1%E3%CA%D4%CF%CF%ED%E4 http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6940&highlight=%C7%E1%E3%CA%D4%CF%CF%ED%E4 http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6500&highlight=%C7%E1%E3%CA%D4%CF%CF%ED%E4 http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4557&highlight=%C7%E1%E3%CA%D4%CF%CF%ED%E4 له تعلق بالموضوع(4/196)
المستدرك على الشيخ أبي الأشبال في تراجم رجال الطبراني
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[09 - 05 - 03, 07:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
((كتاب الدعاء)) للإمام أبي القاسم الطبراني، حققه الدكتور محمد بن سعيد البخاري.
وقام بعمل جليل ــ جزاه الله خيراً ــ إذ ترجم لمعظم رجال الطبراني.
إلا أنه قد فاته جملة من هؤلاء الرواة، فقام واستدرك بعضها الشيخ أبو الأشبال أحمد شاغف ــ جزاه الله خيراً ــ، نشرها ضمن كتابه ((التعليقات المفيدة على الكتب العديدة)).
وقد فاته ــ أيضاً ــ جملة من هؤلاء الرواة، فحاولتُ أن أستدركها في هذا الموضوع.
وبالله التوفيق
وكتب
خليل بن محمد (الشاعري)
7/ 3/1424
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[09 - 05 - 03, 09:11 م]ـ
[1]
أحمد بن بشر بن حبيب البيروتي، ((الدعاء)) (1/ 140).
لم يذكره الشيخ أحمد شاغف في ((مستدركه)).
وقد ذكره الإمام الذهبي في ((تاريخ الإسلام)) (وفيات 291 ــ 300) ص 41.
وانظر ((بلغة القاضي والداني)) للشيخ حماد الأنصاري ص 31.
[2]
أحمد بن عمرو الخلال المكي، (1/ 147).
لم يذكره الشيخ أحمد شاغف في ((مستدركه)).
وقد ذكره الإمام الذهبي في ((تاريخ الإسلام)) (وفيات 291 ــ 300) ص 59.
وانظر ((بلغة القاضي والداني)) للشيخ حماد الأنصاري ص 58 ــ 59.
[3]
أحمد بن محمد بن نافع الطحان المصري، (1/ 152).
لم يذكره الشيخ أحمد شاغف في ((مستدركه)).
وقد ذكره الإمام الذهبي في ((تاريخ الإسلام)) (وفيات 291 ــ 300) ص 72.
وانظر ((بلغة القاضي والداني)) للشيخ حماد الأنصاري ص 79.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[11 - 05 - 03, 02:00 ص]ـ
[4]
أحمد بن النضر بن بحر العسكري، (1/ 153).
قال الشيخ أبو الأشبال:
بعد أن ذكر أسمه ونسبه:
(راجع غاية النهاية (1/ 146/ ترجمة 677).
قال مقيّده:
له ترجمة في ((تاريخ بغداد)) (5/ 185).
[5]
إبراهيم بن صالح الشيرازي (1/ 161).
لم يذكره الشيخ في ((مستدركه)).
وقد ذكره الأمام الذهبي في ((تاريخ الإسلام)) (وفيات 281 ــ 290) ص109.
وانظر ((بلغة القاصي والداني)) ص16.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[12 - 05 - 03, 10:19 م]ـ
[6]
[جندان] بن والق التغلبي.
لم يذكره الشيخ في ((مستدركه)).
قال مقيده:
ما بين المكوفين تصحيف،، والصواب: (جندل).
وهو من رجال ((التهذيب)).
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[23 - 05 - 03, 12:44 ص]ـ
[7]
حجاج بن عمران السدوسي، كاتب بكار القاضي.
ولم يذكره الشيخ في ((مستدركه)).
وقد ذكره الأمام الذهبي في ((تاريخ الإسلام)) (وفيات 281 ــ 290) ص149.
وانظر ((بلغة القاصي والداني)) ص129.
[8]
[حماد] بن سيف الضبي.
قال المحقق: (لم أقف عليه) (1/ 264).
قال مقيّده:
لم يذكره الشيخ في ((مستدركه)).
و (حماد) تصحيف، والصواب: عمار.
وهو من رجال ((التهذيب)).
ـ[الطبراني]ــــــــ[24 - 05 - 03, 02:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته و بعد
فإني أشكر للأخوة جهودهم و أحب أن أفيدكم أن شيوخ الطبراني قد استافى تراجمهم الأستاذ خليفة الخليفة فلعل أن يرى النور ما قد جمع
وهي على الرابط التالي:
http://64.246.11.80/~baljurashi.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6483&highlight=%C7%E1%D8%C8%D1%C7%E4%ED
http://64.246.11.80/~baljurashi.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1034&highlight=%C7%E1%CC%E6%E5%D1%ED
http://64.246.11.80/~baljurashi.com/vb/showthread.php?s=&postid=32684#post32684
وكل من تريدون ترجمته فإن لي المقدرة لإفادتكم و الله ولي التوفيق ونسأله أن يكون ذلك خالص لوجهه
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[28 - 05 - 03, 04:59 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
وجزاكم الله خيراً
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[28 - 05 - 03, 05:00 ص]ـ
[9]
حميد بن منهب
قال المحقق: (لم أقف عليه) (1/ 267).
قال مقيّده:
لم يذكره الشيخ في ((مستدركه)).
وهو حميد بن منهب بن حارثة الطائي.
ذكر الحافظ في ((الإصابة)) (2/ 129).
[10]
[خازم] مولى بني هاشم.
لم يقف عليه المحقق.
ولم يذكره الشيخ في ((مستدركه)).
قال مقيّده:
ما بين المعكوفين تصحيف، والصواب: حازم، بالحاء المهملة.
له ترجمة في ((اللسان)) (2/ 371).
[11]
إسماعيل بن يعقوب بن زيد بن ثابت.
لم يقف عليه المحقق.
ولم يذكره الشيخ في ((مستدركه)).
قال مقيده:
ذكره الحافظ في ((الإصابة)) (1/ 233).
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[09 - 06 - 03, 02:54 ص]ـ
[12]
سعيد بن محمد بن المغيرة المصري.
قال المحقق: (لم أقف عليه) (1/ 326).
قال مقيّده:
لم يذكره الشيخ في ((مستدركه)).
وقد أورده الإمام الذهبي في ((تاريخ الإسلام)) (وفيات، 281 ــ 291)، ص 83.
وانظر ((بلغة القاصي والداني)) ص 169.
[13]
طاهر بن عيسى المقرئ المصري.
قال المحقق: (لم أقف على ترجمته) (1/ 372).
قال مقيّده:
لم يذكره الشيخ في ((مستدركه)).
وقد أورده الشيخ حماد الأنصاري ــ رحمه الله ــ في ((بلغة القاصي والداني)) ص 177، مترجما ً له من ((تاريخ الإسلام)) للذهبي، ولم يذكر في جرحاً ولا تعديلاً.
وقال قال فيه ابن ماكولا في ((الإكمال)) (1/ 296): [وكان ثقة].
[14]
عبد الله بن سعد بن يحيى الرقي.
قال المحقق: (لم أقف على ترجمته) (1/ 399).
قال مقيّده:
لم يذكره الشيخ في ((مستدركه)).
وقد ترجم له ابن ماكولا في ((الإكمال)) (7/ 143).
¥(4/197)
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[05 - 07 - 03, 07:20 م]ـ
[15]
[عبد الله] بن بن عبد الجدلي.
قال المحقق: (لم أقف عليه) (1/ 407).
ولم يذكره الشيخ في ((مستدركه)).
قال مقيّده:
ما بين المعكوفين تصحيف، والصواب: عبد. فهو عبد بن عبد، أبو عبد الله الجدلي.
من رجال ((التهذيب)).
[16]
عبد الرحمن بن معدان بن جمعة اللاذقي.
قال المحقق (لم أقف على ترجمته) (1/ 446).
ولم يذكره الشيخ في ((مستدركه)).
قال مقيّده:
ذكره الذهبي في ((تاريخ الإسلام)) (وفيات 281 ــ 290) ص 213.
وانظر ((بلغة القاصي والداني)) ص 205
[17]
عبد الغني بن عبد العزيز العسال المصري.
قال المحقق (لم أقف عليه) (1/ 457).
ولم يذكره الشيخ في ((مستدركه)).
قال مقيده:
ذكره ابن ماكولا في ((الإكمال)) (7/ 36).
ـ[الطبراني]ــــــــ[06 - 07 - 03, 03:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه بعض تراجم شيوخ الطبراني لعل يكون بها فائدة وقد ذكرت أمام الترجمة رقم استدراك الأخ خليل محمد حفظه الله
16 - عبد الرحمن بن معدان بن جمعة الطائي اللاذقي
حدث عن:
عبد العزيز بن عبد الله الأويسي و مطرف بن عبد الله المديني وخليفة بن خياط العصفري شباب و إسحاق بن محمد الفروي
حدث عنه:
أبو بكر محمد بن سهل بن عثمان بن سعيد القنسريني التنوخي باللاذقية
و الطبراني وغيرهما
جرح وتعديل:
لم يذكره السمعاني بجرح ولا تعديل.
وقال الذهبي لم يذكره ابن عساكر في تاريخه
ــــــــــــــــــــــــ
14 - عبد الله بن سعد بن يحيى أبو محمد الجَزَرِي القاضي الكُرَيْزِيّ الرقي
حدث عن:
أبو فروة يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي و عامر بن سيار
وأحمد بن سيار الحراني القرشي و محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة البهراني
والدتي مرية ابنة مروان بن يزيد بن عبد الملك بن عياض بن غنم القرشية من الرقة
كتابتا و الفتح بن سلومة و الحسين بن سيار البغدادي الحراني
حدث عنه:
أبو المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني و الطبراني و أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خالد
جرح وتعديل:
قلت – القائل صاحب تراجم شيوخ الطبراني - تولى قاضي فارس و نصيبين وهناك شيخ يقال له عبد الله بن سعد الرقي
قال أبو عبد الرحمن السلمي سألت الدارقطني عن عبد الله بن سعد الرقي القاضي فقال كذاب يضع الحديث.
وقال السهمي سمعت ابن عبدان يقول أبو عبد الرحمن عبد الله بن سعد الرقي فيه لين جدا 0 – كذا كناه -
والحافظ ابن عساكر ذكر كلام السلمي السابق في ترجمة رجل يقال له عبد الله بن سعد بن معاذ بن سعد بن معاذ بن أبي سعد أبو سعد الأنصاري الرقي وقال سمع بدمشق هشام بن عمار وبغيرها أحمد بن محمد بن أبي بكر بن سالم بن عبد الله بن عمر السالمي وأبا المنذر بسر بن المنذر ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة المروزي روى عنه أبو بكر عبد الله بن محمد بن مسلم الإسفرايني
وتبع ابن عساكر على صنيعه هذا الذهبي – وأضاف كلام ابن عبدان - و ابن حجر
وأما ابن ماكولا و السمعاني حينما ترجما لي عبد الله بن سعد بن يحيى الرقي القاضي الكريزي لم يذكرا فيه جرح ولا تعديل و ذكرا أنه يروي عن أحمد بن سيار الحراني القرشي و حدث عنه أبو المفضل الشيباني. فقط و الله أعلم
ــــــــــــــــــــــــ
13 طاهر بن عيسى بن قيرس المصري التميمي
هوطاهر بن عيسى بن إسحاق بن عبد الله بن أبان بن عبد الصمد بن بشير التميمي مولاهم يعرف بابن قيرس المصري أبو الحسين
حدث عن:
أصبغ بن الفرج و يحيى بن بكير المخزومي و زهير بن عباد الرؤاسي ويحيى بن سليمان الجعفي و سعيد بن أبي مريم
حدث عنه:
الطبراني و أحمد بن بهزاذ بن مهران الطوسي و محمد بن أحمد ابن خروف أبو بكر
جرح وتعديل:
قال ابن ماكولا كان معلم كتاب بعسكر مصر وكان ثقة
وفاته:
قال ابن ماكولا توفي سنة اثنتين وتسعين ومائتين
قال الذهبي وفيها أي سنة اثنتين وتسعين ومئتين توفي طاهر بن عيسى بن قيرس
7 - حجاج بن عمران بن الفضل السدوسي المصري كاتب بكار القاضي
حدث عن:
عمار بن زربي أبو المعتمر بصري وعمرو بن الحصين العقيلي ويحيى بن خلف أبو سلمة الجوباري و سليمان بن داود الشوذكاني و أحمد بن يحيى بن الوزير
وحدث عنه:
العقيلي و الطبراني بمصر
جرح وتعديل:
لم أقف على من ذكره بجرح ولا تعديل.
وفاته:
¥(4/198)
قال أبو جعفر الطحاوي توفي في سنة خمس وثمانين ومائتين في صفر
222 - إبراهيم بن صالح الشيرازي أبو إسحاق
حدث عن:
حجاج بن نصير الفساطيطي و عثمان بن الهيثم المؤذن وعمرو بن الحكم وسعيد بن منصور ومسلم بن إبراهيم والحميدي و محمد بن معاوية النيسابوري
حدث عنه:
الطبراني بمكة سنة ثلاث وثمانين ومائتين و أبو سعيد بن الأعرابي و أحمد بن عبيد الصفار ودعلج بن أحمد و محمد بن محمد بن عثمان الزبيري
جرح وتعديل:
قال الذهبي حدث بمكة ولم يذكره بجرح ولا تعديل.
ولم يعرفه الهيثمي
وفاته:
قال الطبراني حدثنا بمكة سنة ثلاث وثمانين ومائتين وفيها مات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
4 - أحمد بن النضر بن بحر أبو جعفر العسكري من أهل عسكر مكرم
حدث عن:
أبا محمد عبد الرحمن بن عبيد الله بن أحمد بن أخي الأمام الحلبي الأسدي و محمد بن سلام المنبجي و أبا خيثمة مصعب بن سعيد المصيصي وأحمد بن النعمان الفراء المصيصي ومحمد بن آدم المصيصي وأبا جعفر المغازلي المصيصي وعبد الرحمن بن محمد بن سلام الطرسوسي و حمزة بن سعيد المروزي وأبا موسى بن يونس الطرسوسي و حماد بن يحيى البلخي و محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي وسهل الأنطاكي و سعيد بن حفص النفيلي. وهشام بن عمار ويحيى بن رجاء بن أبي عبيدة الحراني الحصني والعباس بن الوليد بن صبح الخلال ومحمد بن مصفى الحمصي ومعلل بن نفيل و إسحاق بن زيد الخطابي وخلق سواهم
حدث عنه:
عبد الله بن إسحاق المدايني وإسماعيل بن علي الخطبي وعبد الباقي بن قانع القاضي ومحمد بن علي المحاملي المعروف بابن الإمام
وأبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني وأبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد ومحمد علي بن سهل الإمام وأبو جعفر محمد بن عمر و بن موسى العقيلي وأبو علي الحسن بن هشام بن عمرو البلدي و أبو بكر النقاش و ابن المنادي
و محمد بن الحسن المقرئ وسماه محمد بن النضر
جرح وتعديل:
جال البلاد فسمع بحلب وبمنبج وبالمصيصة وبطرسوس وبأنطاكية وغيرها من البلاد
قال ابن المنادي كان من ثقات الناس وأكثرهم كتابا وقيل لنا ولم نسمع هذا منه أن جده لأمه سهل بن محمد بن الزبير العسكري.
وفاته:
قال ابن قانع إن أحمد بن النضر بن بحر مات في سنة تسعين ومائتين
قال ابن المنادى جاءنا الخبر يموت أبي جعفر أحمد بن النضر العسكري عسكر مكرم خرج من عندنا إلى الرقة فمات بها ليومين خلوا من ذي الحجة سنة تسعين
ـــــــــــــــــــــ
3 - أحمد بن محمد بن نافع الطحان المصري الأطروش الأصم أبو بكر
حدث عن:
أحمد بن صالح ابن الطبري أبو جعفر وأكثر منه و الحسن بن الفضل بن أبي حديدة الواسطي و عبد الملك بن شعيب بن الليث وأبو طاهر بن السرح وأبو مصعب الزهري ومؤمل بن إهاب الربعي ومحمد بن ميمون الإسكندراني وعلى بن زيد الفرائضي المصيصي وعبيد الله بن عبد الله المنكدري ويحيى بن سليمان الجعفي وأبو يوسف الجيزي وخالد بن عبد السلام الصدفي وأبو عبيد الله بن عبد الرحمن بن وهب و عبد الصمد بن الفضل بن خالد الربعي ومحمد بن داود بن أبي ناجية الإسكندراني و عيسى بن إبراهيم بن الغافقي سلمة بن شبيب النيسابوري و إبراهيم بن المنذر
حدث عنه:
إسحاق بن إبراهيم بن هاشم النهدي الأذرعي ومحمد بن الفضل بن محمد البلخي المفسر المعروف بالرواس وأبو جعفر النحاس وحمزة بن محمد بن علي بن العباس أبو القاسم الكناني و أبو سعيد بن الأعرابي بالفسطاط
جرح وتعديل:
قال ابن حجر عن حديث رواه الطبراني عن شيخه ابن الطحان وهذا وهم من الطبراني أو شيخه.
وقال الهيثمي عن حديث رواه الطبراني في الأوسط والكبير ورجاله رجال الصحيح خلا أحمد ابن محمد بن نافع الطحان شيخ الطبراني.
وقال في موضع أخر رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أن شيخ الطبراني أحمد بن محمد بن نافع الطحان لم أعرفه.
وفاته:
قال الربعي سنة ست وتسعين ومائتين فيها مات أحمد بن محمد بن نافع الطحان الأصم
وتبعه على هذا القول الذهبي وزاد بمصر.
وبارك الله بالجميع
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[06 - 07 - 03, 09:37 م]ـ
الأخ الفاضل (الطبراني) وفقه الله وسدده
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[07 - 09 - 03, 04:02 ص]ـ
[18]
عبد الوارث بن إبراهيم، أبو عبيدة السكري.
قال المحقق: (لم أقف على ترجمته) (1/ 463).
قال مقيّده:
¥(4/199)
لم يذكره الشيخ في ((مستدركه)).
وقد ذكره الأمام الذهبي في ((تاريخ الإسلام)) (وفيات 281ــ 290) ص217.
وانظر ((بلغة القاصي والداني)) ص209.
[19]
عبيد الله بن محمد العمري القاضي.
قال المحقق: (لم أقف على ترجمته) (1/ 470).
قال مقيده:
له ترجمة في ((الميزان)) و ((اللسان)).
ـ[الطبراني]ــــــــ[21 - 09 - 03, 10:32 م]ـ
709 - 2568 – عبد الوارث بن إبراهيم بن ماهان العسكري أبو عبيدة من عسكر مكرم
حدث عن:
محمد بن جامع العطار و سيف بن مسكين الأسواري وحوثرة بن أشرس المنقري و عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة و أبو الربيع الزهراني ويونس بن موسى السامي وعلي بن أبي طالب البزاز وعيسى بن إبراهيم البركي وكثير بن يحيى أبو مالك البصري و وهب بن محمد البناني ويعقوب بن إسحاق العطار العسكري و بكر بن محمد القرشي و زكريا بن يحيى بن خلاد المنقري و إسماعيل بن إبراهيم الخراساني و أمية بن بسطام و إبراهيم بن بشار الرمادي وعمار بن هارون وعبد الرحمن بن المبارك و عبد الله بن محمد الحارثي وعبد الملك بن مروان الحذاء وعبد الله بن الفضل أبو عبد الرحمن العلاف و أبو الربيع الزهراني و يونس بن عبيد السامي وسيف بن مسكين الأسواري وعيسى بن إبراهيم البركي
حدث عنه:
أبو الحسين عبد الصمد بن علي بن مكرم بن أخي الحسن بن مكرم البزار
و الهيثم بن محمد بن الفضل العسكري وابن قانع بعسكر مكرم و العقيلي و سعيد بن الحسين و محمد بن عبد الله الدقا أبو بكر و أحمد بن لقمان بن عبد الله السمرقندي القبابي
جرح وتعديل:
أخرج له الحاكم في المستدرك
لم يعرفه الهيثمي
وفاته:
قال الذهبي توفي سنة تسع و ثمانين ومائتين
JJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJJ J659 - 1111 – عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب أبو بكر العمري القاضي
حدث عن:
حدث عن الزبير بن بكار وأبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح وبكر بن عبد الوهاب وإسماعيل بن أبي أويس وعبد الرحمن بن عبيد الله بن محمد وإبراهيم بن حمزة وعبد الله بن عبيد الله بن إسحاق بن محمد بن عمران الطلحي والحارث بن مسكين
وقال الذهبي يروي عن طبقة إسماعيل بن أبي أويس.
حدث عنه:
الطبراني بمدينة طبرية سنة سبع وسبعين ومائتين و الفضل بن عبيد الله
و أحمد بن الحسن الرازي و قاسم بن أصبغ القرطبي و القاضي أبو أمحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم
ابو الميمون بن راشد وعون بن الحسن بن عون وأبو علي بن شعيب وأبو المسيب محمد بن أحمد بن عبد الواحد وخيثمة بن سليمان ومحمد بن عبد الرحمن بن الحارث الرملي وعبد الله بن الحسين بن جمعة
جرح وتعديل:
رماه النسائي بالكذب
و أخرج له الدارقطني في الغرائب بعض مناكيره ومنها حديثا في فضل شهر رمضان وحديث في السلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال الدارقطني ليس بصحيح تفرد به العمري وكان ضعيفا
و أخرج له الطبراني حديثا في سب الأنبياء والصحابة رضي الله عنهم قال الطبراني تفرد به بن أبي أويس قال ابن حجر كلهم ثقات الا العمري وعد هذا الحديث من مناكيره.
وقال ابن عساكر عن العمري من أهل المدينة ولي القضاء بحمص وقنسرين وأنطاكية والثغور الشامية وقدم دمشق أيام ابن طولون ثم ولي قضاء دمشق في أيام أبي الجيش بن طولون وكان ممن خلع أبا أحمد الموفق بدمشق سنة تسع وستين ومائتين
وذكره الذهبي في الضعفاء.
وفاته:
قال أبو سعيد بن يونس المصري عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب يكنى أبا بكر مكي قدم مصر وحدث بها في سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
قال ابن حجر كان ينزل فلسطين وتأخر الى بعد التسعين ومائين
ـــــــــــــــــــــــــ
بارك الله بالجميع و لا تنسونا من صالح دعاكم و الله يحفظكم
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[01 - 03 - 04, 01:21 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الطبراني ...(4/200)
تلاميذ الثوري الذين سمع منهم البخاري
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - 05 - 03, 01:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد أما بعد:
فالبخاري رحمه الله تعالى هو أكبر أصحاب الكتب الستة سنا فقد ولد سنة 194هـ بينما ولد أبو داود سنة 202هـ ومسلم 204هـ ....
وهذا التقدم في السن مع التبكير في الرحلة مكنت البخاري من السماع من شيوخ كُثُر لم يدركهم بقية أصحاب الكتب الستة، فحصل له من العلو المطلق والنسبي ما لم يحصلوا عليه، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، ومن هذا العلو إدراكه لجمع من تلاميذ سفيان الثوري، وروايته عنهم في الصحيح قد فاتوا بقية أصحاب الكتب الستة (غير أبي داود فقد أدرك محمد بن كثير وروى عنه) ومن هولاء:
1 - ثابت بن محمد الشيباني ويقال الكندي. انظر حديث رقم: 3519و7385و7442
2 - خلاد بن يحيى السلمي. انظر حديث رقم: 481و 2489و5423 و5510 و6270 و6693و6921
3 - قبيصة بن عقبة السوائي. انظر حديث رقم: 34و299و368و4297و503و5506
4 - محمد بن كثير العبدي. انظر حديث رقم:90و814و889و1215و 5423
5 - محمد بن يوسف الفريابي. انظر حديث رقم: 68و157و214و634و6687
6 - موسى بن مسعود. انظر حديث رقم: 2700و6488و6604
7 - أبو نعيم الفضل بن دكين وهذا لقب واسمه: عمرو بن حماد. انظر حديث رقم: 690و891و1005و1089و4297و 6608 هذه الأرقام على سبيل المثال فقط.
وهولاء سمعوا من سفيان الثوري، ولم يسمعوا من سفيان ابن عيينة إلا أبا نعيم ومحمد بن يوسف الفريابي فقد رويا عنهما جميعا، وقد رمز المزي في تهذيب الكمال لرواية أبي نعيم عن ابن عيينة بـ (خ) فقط، انظر مثلا رقم 253و546و861 وفي هذه كلها قال حدثنا ابن عيينة، وأما روايته عن الثوري فرمز لها بـ (خ م ت س)، وأما رواية الفريابي عن ابن عيينة فلم يرمز لها بشيء.
من هذا تستفيد أنك إذا رأيت أحد هولاء يقول: حدثنا سفيان فاعلم أنه الثوري، إلا أبا نعيم فإنه في البخاري روى عنهما.
ويمكن تمييز السفيانين بعدة أمور منها: معرفة الراوي عنهما فمثلا إذا قال البخاري: حدثنا علي حدثنا سفيان؛ فهو ابن عيينة، لأنه لم يدرك الثوري ومثله الحميدي، وهكذا
ويتميزان بمعرفة شيخهما فإذا رأيت سفيان يقول حدثنا الزهري فليس الثوري لأنه لم يلقه ..
ويعرفان بتتبع الأسانيد فما جاء في هذا الإسناد مهملا قد تجده في موضع آخر منسوبا.
ويمكن الاستفادة من تحفة الأشراف للمزي فكثيرا ما يبين ذلك.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم(4/201)
منهج المتقدمين بين الادراكات الإجماليه والتدقيقات والتفصيلية
ـ[ابن حزم]ــــــــ[17 - 05 - 03, 07:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
والصلاة والسلام على من دعا إلى التمسك بسنته، ونهى عن رددها وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد لا يشك شاك أن العلوم الشرعية قد نضبت ـ في فترة السبات الذي مرت به أمتنا الحبيبة ــ نضوبا بينا في النوع والكيف. وأنها صحت مع الصحوة المباركة، وعلوم الحديث كغيرها كان لها نصيب من الأمرين.
كانت البداية الأولى لهذه الصحوة مع الشيخين أحمد شاكر والشيخ ناصر الدين الألباني رحمهم الله، لكن هذه الصحوة المباركة كانت تحمل في داخلها حملين عظيمين؛ هما: الموت الذي أصاب هذه العلوم والمرض الذي مهد له، فكان عاديا أن يظهر ذلك في تلك الصحوة المباركة، لكن الذي ليس عاديا هو رفض الإكمال لتلك الصحوة المباركة، وتقويم تلك البداية الموفقة. وكنت وأنا في بداية الطلب أشعر بضرورة القيام بهاتين المهمتين، فقد كان يستوقفني الحكم على الحديث لهذين الشيخين يتعارض مع حكم آخر للأئمة الكبار كأحمد والبخاري، فاقع في الاضطراب بأي الحكمين آخذ. وفي أثناء دراستي للمصطلح كنت أجد بعض المصطلحات التي لم أجد من يقنعني بها إقناعا أرضى به ولكن أهز رأسي نادبا فهمي حيث لم أستطع أن أفهم أهم أمر في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المتواتر لا تعريفه ولا ....... وبين ما نار الأسى تكويني والحيرة تقذف بي في كل واد إذ قال لي أحد الأصدقاء وجدت لك كتابا قد ينفعك، قلت الله الله به فأتاني فأخذته فإذا عنوانه المنهج المقترح لفهم المصطلح قلت ما أحوجني إليه ثم أن شدت قائلا
جعلت لعراف اليمامة حكمه وعراف نجد إنهما شفياني
فلما قرأته وجدته الدواء الذي كنت أبحث عنه، فشفى وكفى.
وقام بالعمل الذي ذكرت أن الصحوة المباركة كانت في حاجة إليه، وعرف صاحبي مني ذلك،وقال لي:هذا واحد من تيار يدعوا إلى منهج المتقدمين.قلت: هتي أسماءهم. وكتبتها من عنده،ثم نزلت إلى المكتبات وشريت كل ما كتبوا. فقرأت كل ما كتبه الشيخ لميلباري،والشيخ السعد، والشيخ ناصر الفهد، والشيخ الشريف حاتم الشريف.
خرجت بالنتيج التالية ــ بعد قرائة متفحصة مدققة مدفوعة بنهم الشهوة ـ (منهج المتقدمين بين لادراكات الإجمالية والتدقيقات التفصيلية)
لم أكتب هذا البحث للمقلدين لأن المقلد لا عقل له إنما يفكر بعقل من يقلد، ونحن وقتنا أثمن من أن نضيعه في مخاطبة النوكى والمغفلين وإنما كتبته لطالب العلم الذي يعرف قيمة التحقيقات العلمية ويعرف أن العلم نقل مصحح أو عقل مبرهن، ذك الذي أعلم أنه سوف يسر بما كتبت،ويعذرني إذا لم أقنعه،ويعلم أني لم أتكلم إلا بدليل، فذك حسبي منه. فإن لم أظفر بذلك فحسبي أني لن أعدم عند ربي أجرا أو جرين.
فأشد فرحا قائلا:
فليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خرابـ
وليتك تحلوا والحياة مريرة وليتك ترضى والأنام غضابـ
إذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب ترابـ
والبحث سيدور على هذه النقاط. (من) و (لم) و (وكيف) (وما النتيجة) (وما الثمرة) فمن أدرك
هذه النقاط وأجاب عنها بتفصيل كامل فهو صاحب التدقيقات التفصيلية ومن أجب إجابة إجمالية فهو صاحب الإدراكات الإجمالية وطريقتي هي أن أطرح السؤال ثم أدع الشيخ يجيب. والله أسأل التوفيق في القول والعمل والإخلاص فيهما.
والبداية مع الشيخ لميلباري والسؤال من منهم المتقدمون؟
يقول الميلباري بعد أن قسم أهل الحديث إلي قسمين أهل رواية وأهل نقل بين منهم أصحاب لاصطلاح:
فبذلك أصبح النقاد في المرحلة الأولى العمدة في مباحث علوم الحديث، والمصدر الرئيسي لمصطلحاتها، وأما المتأخرون فتتبع لهم يتمثل دورهم في النقل والتهذيب والاستخلاص، والاختصار دون التأسيس والإبداع، كما شهد بذلك الواقع، فمن الطبيعي إذن بروز تباين منهجي بين حفاظ المرحلة الأولى وأئمة المرحلة الثانية في مجال علوم الحديث.
¥(4/202)
هذا التوصيف مع ما فيه من الحق فيه إجمال كبير جدا لأنه لم يجب على النقط الثانية وهي لم كان هؤلاء هم أصحاب لاصطلاح ثم إذا كان هؤلاء هم أصحاب لاصطلاح فليس من الطبيعي أن يكون تباين بينهم وبين من بعدهم في المنهج، بل الطبيعي هو العكس، مسبب في التباين لم يجب عليه، الشيخ.
كيف جواب مجمل أيضا قال الشيخ:
المرحلة الأولى، مثل المقدمة التي وضعها الإمام مسلم لصحيحه، ومعرفة علوم الحديث للحاكم النيسابوري، والكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي وغيرها من الكتب التي لا توجد فيها سوى القواعد والأحكام والمسائل، دون اهتمام بذكر المصطلحات والتعاريف إلا نادراً جداً
فالسبيل الوحيد للتعرف على الجانب النقدي الذي يشكل أهم جوانب علوم الحديث في المرحلة الأولى وللوقوف على معالمه الحقيقية، هو دراسة صحيح الإمام البخاري، وصحيح الإمام مسلم دراسة تحليلية معمقة، لأن كل واحد منهما يعتبر ميداناً تطبيقياً لذلك، وبالإضافة إلى دراسة الصحيحين يجدر بالباحث المدقق إجراء المقارنة بالتاريخ الكبير للإمام البخاري، وكتاب العلل الكبير للإمام الترمذي، وكتاب التمييز للإمام مسلم وسائر كتب العلل التي تحتوي على القدر الأكبر من الروايات المعلولة، والتي تعتبر من بقية المرويات التي اصطفى منها الإمامان تلك الأحاديث الصحيحة على أسس علمية متينة، بحيث تبرز الدراسة ما أودع كل منهما في تضاعيف الصحيحين من الفوائد الإسنادية، والنقدية، ومدى تبلور المنهج العلمي لديهما في معرفة الصحيح والسقيم وكشف أوهام الرواة بل حتى ضروب الأخطاء التي وقع فيها الأئمة الأجلاء، فضلاً عن دحض افتراءات المغرضين وحيلهم وانتحالاتهم.
وهناك ملاحظة على كتب الخطيب سوف تعرفها في نهاية هذا البحث مع ما في الطريقة التي أوصى بها من الإجمال ستعرفه بعد قليل.
النتيجة قال الشيخ:
، ولعل الإمام ابن الصلاح ـ رحمه الله ـ قد اخترع أسلوبه المتمثل في تقدم أنواع علوم الحديث في شكل المصطلحات تسهيلاً لطلاب الحديث ـ خاصة المبتدئين منهم ـ فهماً وحفظاً، وتداولاً بعد أن كانت صعب المنال في كتب الأوائل غير أن تقيد الإمام ابن الصلاح وغيره من المتأخرين باللغة المنطقية في وضع التعريف نظراً لما فيها من الدقة والتنظيم، ترك آثاراً سلبية في جوانب عديدة، سواء في تحديد مدلول المصطلح عند أصحابه المتقدمين،، أو تحرير المسائل التي تكمن وراءها، أو في ترتيب أنواع علوم الحديث وتنسيقها في الذمر والطرح، وربما تكون تلك الآثار السلبية من جهة قصور الدارسين، لعدم عنايتهم بتوسيع النظر في منهج النقاد المتقدمين لاستخدام ذلك المصطلح وعدم ملاحظتهم لمواقع استعمالهم له، فمصطلح الصحيح، والحسن، والمنكر، والشاذ، والعلة، ومسألة زيادة الثقة، وتفرده، ومخالفته للغير، ومسألة الاعتبار،ـ من الأمثلة الواضحة لذلك.
بل العلة في من أخرج هذه المصطلحات عن مدلولها للاصطلاح عند أصحابها.
الشيخ عبد الله السعد
لم يعرف الشيخ منهم المتقدون الذين كما قال هو:
ومعرفة هذا المنهج ـ أعني منهج المتقدمين ـ في هذه المسألة وغيرها من قضايا الصناعة الحديثية أمر لا بد منه في باقي العلوم الشرعية (1).
لأن أهل العلم ليسوا على منهج واحد في الصناعة الحديثية، بل على مناهج متعددة، فعلى هذا لا بد من معرفة طريقتهم ثم السير عليها.
قال أبو الفرج ابن رجب رحمه الله تعالى:
(وكذا الكلام في العلل والتواريخ قد دونه أئمة الحفاظ وقد هجر في هذا الزمان ودرس حفظه وفهمه، فلولا التصانيف فيه ونقل كلام الأئمة المتقدمين مصلحة عظيمة جداً، وقد كان السلف الصالح مع سعة حفظهم وكثرة الحفظ في زمانهم يأمرون بالكتابة للحفظ، فكيف بزماننا هذا الذي هجرت فيه علوم سلف الأمة وأئمتها ولم يبق منها إلا ما كان منها مدوناً في الكتب لتشاغل أهل الزمان بمدارسة الآراء المتأخرة وحفظها) اهـ من (شرح العلل) ص74 بتحقيق / السامرائي.
وقال أبو الفضل بن حجر رحمه الله تعالى مبيناً جلالة المتقدمين في هذا الفن وعلو كعبهم في
هذا العلم:
(وبهذا التقرير يتبين عظم موقع كلام الأئمة المتقدمين، وشدة فحصهم، وقوة بحثهم، وصحة نظرهم، وتقدمهم بما يوجب المصير إلى تقليدهم (1) في ذلك، والتسليم لهم فيه) اهـ من (النكت) 2/ 726.
¥(4/203)
وعلى هذا فيستحسن بيان (منهج المتقدمين) أو (أئمة الحديث) في قضايا علم الحديث التي وقع فيها الخلاف مثل العلة والشذوذ والتفرد وزيادة الثقات وغيرها من القضايا،
وحقيقة إن أمر هذا الكلام غريب فرغم إجماله في المسألة التي يتكلم فيها أتى أيضا الشيخ فيه بأخطاء علمية يأباها دعات الرجوع إلى كلام أهل لاصطلاح ليس هذا بحثه.
كيف لا جواب ما النتيجة لا جواب ما الثمرة لا جواب.
كيف
وقد بين بحمد الله تعالى أهل العلم هذه القضايا فدونك مثلاً (شرح العلل) لابن رجب، و (النكت على ابن الصلاح) لابن حجر وغيرها.
وهذه أيضا قاصمة الظهر كلام المتقدمين يأخذ من المتأخرين، أليس للمتقدمين كتب يأخذ منها منهجهم؟!!!
الشيخ الشريف حاتم:
من هم أهل لاصطلاح قبل أن يجيب الشيخ:
فإذا سألتك بعد ذلك: من هم (أهل الاصطلاح) الذين إذا أردت فهم علوم الحديث وجب علي فهم اصطلاحهم؟
أو بصورة أوضح: أخبرني (بربك) عن هذه البدهية: ما رأس مال المحدث في كل عصر؟ أوليس هو: (العلل): لابن المديني، وأحمد، وابن معين، و (تواريخهم)، و (سؤالاتهم)، و (طبقات): ابن سعد، وخليفة، ومسلمٍ، و (تواريخ): البخاري الثلاثة، و (الجرح والتعديل)، و (العلل)، و (المراسيل): لابن أبي حاتم، و (العلل): للترمذي، والدار قطني، و (المسند المعلل): للبزار، ويعقوب بن شيبة، و (الكني): للبخاري، ومسلم، والدولابي، والحاكم الكبير، و (الضعفاء): للبخاري، والنسائي، وأبي زرعة، والجوزجاني، والعقيلي، وابن عدي، والدار قطني، و (المجروحين)، و (الثقات): لابن حبان؟
أوليست هذه هي عمدة أهل الحديث في كل عصر؟
فإن استدركت علهيا، فلن تضيف إلا مصنفات تلك القرون
أما دواوين السنة، وخزائن الأثر،فهل تجد أهلها إلا من سبق ذكرهم؟
فإن زدت عليهم، فلن تزيد إلا أقرانهم ومن عاش في عصرهم
إذن: من هم (أهل الاصطلاح)؟ الذين لا سبيل إلى فهم علوم السنة، وإلى تمييز صحيحها من سقيمها، إلا بفهم اصطلاحهم، ومعرفة أصول علمهم وقوانينه؟
إنهم أعيان ائمة الحديث من أهل القرن الرابع، وأئمته من أهل القرن الثالث، فمن قبلهم.
هؤلاء هم (أهل الاصطلاح) الذين منهم بدأ وإليهم يعود، والذين حفظوا لنا السنن، وميزوا الثابت منها عن غير الثابت، ولم يدعوا سبيلاً يبلغ إلى ذلك إلا سلكوه، ولا طريقاً يسلك بهم إليه إلا عبدوه. ولم يتركوا لمن جاء بعدهم، ممن يريد معرفة مقبول السنة من مردودها، إلا أن يتبع نهجهم، ويقتفي أثرهم. فرضي الله عنهم، وغفر لهم، وجعل الجنة مدخلهم، ومقعد الصدق مقعدهم!
يبين الشيخ إدراك العلماء لهذه القضية ويقل هذا النص عن الخطيب البغدادي
((وأنا أذكر ـ بمشيئة الله تعالى وتوفيقه ـ في هذا الكتاب: ما بطالب الحديث حاجة إلى معرفته، وبالمتفقه فاقة إلى حفظه ودراسته، من: بيان أصول علم الحديث وشرائطه، وأشرح من مذاهب سلف الرواة والنقلة في ذلك ما يكثر نفعه)) (1).
كيف انحرف المسار؟
وقد أرخ الإمام الذهبي بداية نقص علوم السنة، وبداية ظهرو العلوم العقلية، وتناقص الاجتهاد، وظهور التقليد، في آخر الطبقة التاسعة من كتابه (تذكرة الحفاظ). وهي طبقة كانت وفاة آخر من ذكر فيها: سنة (ؤ282هـ)،
دوهو أبو محمد الفضل بن محمد بن المسيب الشعراني (2).
هذا الضعف قد بدأ من أواخر القرن الثالث، ولم يزل في زيادة أوائل القرن الرابع، فما بعده.
ويصف لنا أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبي (ت 387هـ) تزايد النقص في طلب العلم وصفاً معبراً، حيث يقول: ((كنا نحضر في مجلس أبي بكر النيسابوري (عبد الله بن محمد بن زياد: ت 324هـ) لنسمع منه (الزيادات) (1)، وكان يحزر أن في المجلس ثلاثين ألف محبرة. ومضى على هذا مدة يسرة، ثم حضرنا مجلسأبي بكر النجاد (أحمد بن سلمان بن الحسن الحنبلي: ت 348هـ)، وكان يحزر أن في مجلسه عشرة آلاف محبرة. فتعجب الناس من ذلك، وقالوا: في هذه المدة ذهب ثلثا الناس؟)) (2)
وهذا الضعف الناشىء في هذا القرن، هو الذي جعل بعض أئمة هذا القرن يسارعون إلى تصنيف كتب جامعةٍ مفردةٍ في علوم الحديث ومصطلحه.
¥(4/204)
(بين الشيخ أن قوت السنة ووضوح ألتنافر بينها وبين علوم المنطق كان عائقا دون ذلك)
فهذان العائقان (قوة علوم السنة ورسوخها ووضوح التنافر بين علوم السنة والعلوم العقلية) هما بوابة حماية علوم السنة. وبينهما تلازم وتكامل في عوامل بقائهما، فإذا ضعف أحد هذين العائقين، فكلاهما، أمكن أن يلج علم غريب على علوم السنة، وأن يتطفل عليها من لا يحسنها.
لكن لما دخل القرن الهجري الرابع، بدأ هذان العائقان بالضعف، مما فتح ثغرةً للعلوم العقلية بالتأثير على العلوم النقلية.
وقد أرخ لنا بداية هذا التأثر، حادثة مشهرة، وقعت سنة (309هـ)، بين ابن خزيمة وبعض تلامذته ممن تأثر بمذهب ابن كلاب (1).
ثم بين الشيخ بإسهاب في كيف أثرت العلوم العقلية على علوم السنة وبين النوافذ التي نفذت من خلالها حتى أن أحد العماء يفهم كلام أهل لاصطلاح على اصطلاح أهل علم آخر.
بل بلغ تعمق ا لا ثر ا لا صولي عند القاضي عيا ض الى درجة فهم كلام ا لا ما م مسلم على اصطلاحات ا لا صوليين و ا حكا مهم!
ورد الشيخ ذلك لنحراف ردا أزاح به الغبار الذي كان يغطي به على فهم كلام أهل لاصطلاح.
لم يجيب الشيخ:
إن مصطلحات الحديث كانت في نشوئها وتطورها مواكبة لحركة تدوين السنة. لذلك فإن أي علامةٍ من علامات انتعاش وارتقاء حركة التدوين، يدل ذلك ـ طرداً ـ على ظهور مصطلحات تخدم السنة واستقرار مدلولاتها.
ففي هذا العصر ـ عصر أتباع التابعين ـ يقل أن تجد مصطلحاً من مصطلحات الحديث، إلا وقد تداوله العلماء من أهل هذا العصر، ودار على ألسنتهم، في التعبير عن أحوال الرواية المختلفة، وعن مراتب الرواة قبولاً ورداً.
القرن الثالث الهجري (200هـ ـ 300هـ) هو القرن الذي شهدت فيه علوم كثيرة تحولاً عظيماً، على يد علماء عاشوا في هذا القرن، كانوا أئمة العلم والدين، وقدوة في ذلك للأجيال من بعدهم.
فإذا خصصت علوم السنة بالحديث، فهذا العصر الذهبي له. الذي ما إن يذكر حتى تتمثل في المخيلات: صورة الآلاف المؤلفة من طلاب الحديث وهم يلتفون حول أحد أعيانه (1)، وازدحام بلدان الإسلام وعواصمه بالمحدثين وهم رائحون غادون من مسجدٍ إلى منزل إلى ساحةٍ، من عالم إلى عالم، معهم المحابر والأقلام والكاغد. وأحسب لو نظرت إلى الصحاري وطرق المسافرين ومنازل السفر، لرأيت الأحمال تحط وترحل، والقوافل متتابع نم إسبيجاب وبخارى، إلى قرطبة وإشبيلية، ومن القوقاز إلى صنعاء وعدن، في حركةٍ دؤوب، وموج تلو أمواج متتابعة ٍ، تحكي عجائب الرحلة في طلب الحديث!
أما تدوين السنة، الذي جعلناه مقياساً لتطوير مصطلح الحديث، فهذا العصر هو عصر أصول السنة وأمهات الدين، فهو عصر: مسند الإمام أحمد، والكتب الستة، ومنها الصحيحان!!
وما أدراك ما الصحيحان؟!!
ما انقضى هذا القرن، إلا والسنة جميعها مدونة. ولم يبق من الروايات الشفهية غير المدونة في المصنفات ـ بعد هذا العصر شيء يذكر، إلا روايات الأفاكين وأحاديث المختلقين، أو أخبار المواهمين المخلطين.
ولذلك اعتبر الإمام الذهبي (ت 748هـ) رأس سنة ثلاثمائة الحد الفاصل بين المتقدمين والمتأخرين (2)، ورأى بذلك أنه من سنة ثلاثمائة: انقرض عهد الرواة الذين يروون ما لا يوجد في الدنيا مكتوباً إلا في محفوظ صدورهم، ولم يبق ـ بعد أولئك ـ إلا المحدثون المقيدون للسماعات على النسخ الحديثة (3)
وتدوين السنة جميعها بانتهاء القرن الثالث، هو ما جعل الأئمة بعد ذلك يتخففون من شروط الراوي والرواية (أي في العدالة والضبط)، لأن الغرض من الرواية أصبح الإبقاء على خصيصة الإسناد لهذه الأمة، وليس تقييدها بالكتابة وجمعها خوفاً من ضياع أو تفلت شيءٍ منها، إذ هذا ما ضمن عدم وقوعه بتمام تدوين السنة على رأس سنة ثلاثمائة.
فإذا كان تدوين السنة قد انتهى إلى هذه القمة، في هذا العصر، فكذلك كان شأن بقية علوم الحديث ومصطلحه خاصة. للترابط بين التدوين ومصطلح الحديث، الذي كنا قد قررناه سابقاً (1).
كيف قال الشيخ:
وأريد أن ألفت الانتباه هنا، إلى ملحظٍ مهم بخصوص نشأة المصطلحات، وهو علاقة تلك المصطلحات ومدلولاتها العرفية بالمعنى اللغوي الأصلي للكلمة.
¥(4/205)
إن المنتبه باعتناء إلى هذا الملحظ، سوف يقف على قوة علاقة الدلالات الاصطلاحية للكلمة بالمعنى اللغوي الأصلي لها. وهذه العلاقة القوية، سوف تفسر له سبب اختيار أهل جيل واحد بأجمعهم لذلك اللفظ للتعبير به عن ذلك المعنى، دون اتفاقٍ بين أهل ذلك الجيل على هذه الاختيار، ثم يتداول ذلك اللفظ لذلك المعنى، بل يغلبه عند أهل الفن.
وقال بعد استدلال طويل لما قرر:
وفي الحقيقة، فإن قوة علاقة المعاني اللغوية بالمعاني الاصطلاحي في مصطلحات الحديث، لا يحتاج على كل هذا الاستدلال. إذ يكفي للدلالة على ذلك، شيوع تلك الألفاظ بمعانيها الاصطلاحية، بين نقلة الحديث وعلمائه، دون اجتماع واتفاق سابق بينهم على استخدامها بتلك المعاني الجديدة؛ ودون غيرها منت الألفاظ، التي كان من الممكن أن تؤدي الغرض نفسه أو بعض الغرض. مما يؤكد أن تلك الألفاظ التي اصطلح على استخدامها بتلك المعاني، لها من معناها اللغوي، أقوى علاقة بالمعنى الجديد، لذلك كانت أقرب لفظٍ سبق إلى ألسنة علماء الفن، للتعبير به عن ذلك المعنى الحادث.
غير أن التنبة إلى قوة العلاقة بين المعاني اللغوية والاصطلاحية في علم الحديث، له أثر كبير في فهم مدلولات المصطلحات، وفي الترجيح بين الأقوال المختلفة فيها. لذلك أحببت التأكيد عليها، بعد إقرارها والاتفاق عليها.
.
عقبات في الطريق بين الشيخ أن كتب المصطلح من الخطيب قد خلط فيها كلام أهل لاصطلاح بكلامغيرهم بل أحينا غلب على كلام أهل لصطلاح.
لكن يصطدم مع هذه الحقيقة الواضحة (فكرة تطوير المصطلحات)، السابق شرحها وشرح خلفيتها (1).
إذ إن تغيير مدلولات المصطلحات، بغرض (تطويرها)، مهما كان ذلك التغيير يسيراً في نظر القائل بـ (التطوير)؛
قبل شرح خطر هذه الفكرة: (فكرة تطوير المصطلحات)، فأنا أعني بكفرة تطوير المصطلحات: (تغيير معاني المصطلحات عما كانت تعنيه عند أهل الاصطلاح، عمداً،لأي غرضٍ يظنه ذاك المغير حسناً).
إذن .. فما السبيل إلى فهم مصطلح الحديث؟
فأقول: نصف الجواب على هذا السؤال، أن تعرف من هم أهل هذا المصطلح الذين تسأل عن معنى مصطلحاتهم.
وقد سبق أن قلنا: إنهم علماء الحديث في القرن الثالث فما قبله، وأعيان أئمة الحديث في القرن الرابع، هؤلاء هم (أهل الاصطلاح).
أما النصف الثاني من الجواب:
فالسبيل إلى فهم اصطلاح (أهل الاصطلاح) هو: الاستقراء التام لإطلاقات (أهل الاصطلاح)، ثم نصنف هذه الإطلاقات: كل إطلاقٍ منها على حدة. ثم عقد الموازنات بين: كل إطلاق، والمسائل والصور الجزئية التي أطلق عليها، بغرض معرفة الصفة الجامعة (القاسم المشترك) بين تلك المسائل والصور، لنعرف السبب الذي جعل (أهل الاصطلاح) يخصون تلك المسائل والصور بذلك الإطلاق المعين. مع الاهتمام البالغ بالمعنى اللغوي الأصلي لذلك الإطلاق، وملاحظة وجه علاقة المعنى اللغوي الأصلي بالمعنى الاصطلاحي اللحادث.
وإن كان اتضح بعد هذه الدراسة والموازنة أن بين بعض الاصطلاحات تداخل وعدم تمايز، فيجب علي أن أرضى بهذه النتيجة، وأن أفهمها بما فيها من تداخل، لأتمكن من فهم كلام (أهل الاصطلاح) ومن الاستفادة من علومهم. فليس من حقي أن اضع نفسي في غير موضعها، بالتحكم على المصطلحات، بـ (التطوير) والتغيير لمدلولاتها، بعد أن قيل: لا مشاحة في الاصطلاح. والسخرية أن أغير معنى المصطلح، ثم أفهم كلام صاحب هذا المصطلح على تفسيري لمصطلحه، لا على مراده هو منه!!
وأنبه هنا: أنه لا غضاضة على من وجد مسائل جزئية، غير داخلةٍ في مصطلح لـ (أهل الاصطلاح)، وتجمعها صفةً واحدة= أن يختار لها اسماً، لمعناه اللغوي علاقة بتلك الصفة الجامعة. لكن مع إيضاح أن ذلك الاسم ليس من مصطلحات (أهل الاصطلاح)، حتى لا يظن في يوم من الأيام أنه من مصطلحاتهم؛ فإذا ما ورد ذلك الاسم نفسه بعد ذلك في كلام (أهل الاصطلاح) بمعناه اللغوي، حمله من لا يعلم على المعنى المستنبط من تلك الصفة الجامعة.
هذا هو المنهج النظري الصحيح لتفسير مصطلحات الحديث وفهم مدلولاتها، وما سواه إلا ظنون أو تخبط!
¥(4/206)
الخطوة الأولى: الاستقراء التام لكتب الحديث ومصنفات السنة، على اختلاف طرائق تصنيفها وأغراضها، وخاصةً كتب أهل الاصطلاح (وهم محدثو القرن الثالث فما قبله، وأئمة المحدثين في القرن الرابع) (2)، أو الكتب التي تعني بنقل كلام أهل الاصطلاح هؤلاء.
والخطوة الثانية: تفنيد كل لفظٍ على حدة، فيما لو كان استقرائي لأكثر من لفظ، أو تفنيد اللفظ الواحد الذي أقوم بدراسته عن بقية الألفاظ غير الداخلة في الدراسة.
والخطوة الثالثة: دراسة المسائل الجزئية في المجموعة الواحدة، تحت الإطلاق الواحد.
والخطوة الرابعة: إيجاد الرابط العام والصفة الجامعة (القاسم المشترك) بين المسائل الجزئية كلها، التي جعلت الأئمة يفون تلك المسائل الجزئية كلها ويخصونها بذلك الإطلاق المعين.
الخطوة الخامسة: ربط ما يمكن ربطه من الصفات الجامعة بالمعنى اللغوي الأصلي لـ (المصطلح)، ولو بنوع من المجاز.
الخطوة السادسة: التلقي التام والقبول المطلق لشرح أهل الاصطلاح لمصطلحهم، فيما لو وجدنا لهم في شرحه كلاماً.
الخطوة السابعة: الاستنارة بكلام المصنفين في علوم الحديث، من غير أهل الاصطلاح، بعامة. وخاصةً أصحاب الطور الأول لكتب علوم الحديث: طور ما قبل كتب ابن الصلاح. ولكتاب ابن الصلاح أيضاً ميزة وفضيلة على كتب الطور الثاني كلها، لأسبابٍ وعوامل اختص بها، ذكرناها فيما تقدم من هذا البحث (8).
الخطوة الثامنة: وهي صياغة معنى المصطلح، وتعريفه.
الخطوة التاسعة والأخيرة (وهي الأولى أيضاً!): طلب العون من الله سبحانه، والتضرع إليه عز وجل في ذلك، وفي إخلاص النية، وتوجيه القصد إليه تعالى وتقدس. فإنه:
إذا لم يكن عون من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده
النتيحة:
إلا أن نتيجة ذلك النهائية ستكون عدم فهمنا لكلام (أهل الاصطلاح)!
وبالتالي: انقطاعاً عن علوم أئمة السنة وعن علومها في عصورها الزاهية، وانفصاماً رهيباً بيننا وبين تراثنا العظيم!!! وهذا الانقطاع والانفصام سيحول دون الحفاظ على السنة، ودون معرفة صحيحها من سقيمها!!!
وإلا .. فلام نعتمد؟ إذا انفصمت عرى التواصل العلمي بيننا وبين نتاج علماء الاختصاص في أزهى عصور علمهم!!!
وعلى أي شيءٍ ترتكز أي دراسةٍ مجتثةٍ عن أصولها؟!!
وماذا أستفد؟ إذا تمايزت المصطلحات بإضافة قيود ومحترزاتٍ على مدلولاتها الأصلية أو بحذف مثلها، ثم استلغز علي كلام (أهل الاصطلاح)!!!
وأي خسارةٍ نخسرها إذا وقعت هذه الكارثة؟!!
وأي خطرٍ يهدد السنة إذا حلت بساحتها هذه الفاجعة؟!!
إذن .. فيا لضيعة ذلك العلم!! الذي أفنيت من أجله أعمار أجيالٍ متتابعة، ذات طاقاتٍ بشريةٍ جبارة، ونفوسٍ مؤمنةٍ مطمئنةٍ، وعبقريات فذة، ونظرٍ ثاقبٍ متفرسٍ موفق، وغير ذلك من صفات
صناع التاريخ والحضارة!
ثم قل لي أيضاً:
ماذا أستفيد إذا (طورت المصطلح)، على حساب فهمي لكلام: أحمد وابن معين وابن مديني .. فخفي علي معناه؟!
وماذا عساني أعرف من السنة، إذا ميزت بين المصطلحات غير المتمايزة عند: أبي زرعة وأبي حاتم والنسائي والدارقطني؟!
ثم كيف أميز صحيح السنة من ضعيفها، إذا لم أتبين معالم المنهج الذي سار عليه: البخاري ومسلم وابن خزيمة وابن حبان والحاكم؛ بسبب اختلاف معاني المصطلحات بيني وبينهم؟!!
هذا هو خطر (فكرة تطوير المصطلحات)!!!
فمن أصر بعد ذلك كله على تصويب (فكرة تطوير المصطلحات)، فهو أحد رجلين: إما أنه الرجل الذي يريد هدم السنة وتعفية آثار الدين0 ا و انه الرجل الذي سيعوضنا عن ذلك التراث العظيم كله، ويكفينا عن تلك المصنفات التي خلفها لنا علما السنة في ازهي عصورها، لذلك فلا علينا ا ن لم نفهم تلك المصنفات، ولا ناسى على ذلك المنهج، بعدان جاءنا هذا الرجل بالمصنفات والمنهج الكفيل بالغاية نفسها!!!
فالرجل الأول: من يصغي له؟!
والرجل الثاني: من يصدق أنه سيكون؟!
الثمرة والضد يطهر حسنه الضد وبأضدادها تتمايز الأشياء
ـ[السيف الصقيل]ــــــــ[18 - 05 - 03, 02:19 ص]ـ
الأخ ابن حزم أسأل الله أن لا يحرمك أجر ماكتبت، ولكنّ بقي في الذّهن إشكالات واستدراكات، لعلّها لقصور فهمي، وقلّة بضاعتي ..
يقول الشيخ السعد كما نقلت عنه: ومعرفة هذا المنهج ـ أعني منهج المتقدمين ـ في هذه المسألة وغيرها من قضايا الصناعة الحديثية أمر لا بد منه في باقي العلوم الشرعية (1).
وهذه قضيّة مشكلة، فأنت تعلم أنّ تعميم مسألة المتقدّمين والمتأخّرين وجعلها في الحديث مثلها مثل العقيدة وغيرها، فيه خطر تبديع السّائرين على منهج المتأخّرين، فإذا كان الحال في العقيدة على هذا النّحو من منهج المتقدّمين والمتأخّرين ومعنى ذلك تبديع وتضليل من خالف السّلف، فإنّ ذلك يطّرد ليعمّم على منهج المتأخرين في الحديث وفي جميع العلوم الشّرعيّة.
كما أنّني الحظ تباينا منهجيّا بين عدد من الذين يوصفون بأنّهم على منهج المتقدّمين، فالشيخ السعد مثلا يرى أن الأئمّة كانوا على وجوب اللقاء بين التلميذ والشيخ للحكم بالاتّصال، وأنّ من خالف هذا فهو على منهج المتأخّرين، بينما نجد الشيخ حاتم يرى الإجماع على المعاصرة مع إمكان اللقي، وهذا اختلاف لا يمكن تجاوزه، وكذلك الأخ الطريفي يختلف منهجه عنهما تماما في الحكم على الأحاديث وهو يدّعي نفس الدّعوى أعني السير على منهج المتقدّمين.
وكذلك نرى الاختلاف حتى في أبسط من ذلك كتعريف الفترة الزّمنيّة للمتقدّمين وهي القرن الخامس عند المليباري ويعلل ذلك بأنهم أهل حفظ ومن بعدهم أهل كتاب وتقعيد ونحو ذلك، فيما يرى السعد أن المتقدّمين هم إلى القرن الثالث تقريبا، ويعلل بأصولهم المنهجيّة من الحكم على الأحاديث والرجال وغيرها.
والّذي أخشاه، أن كلّا منهم يغنّي على ليلاه، فكل يدعو إلى منهج المتقدّمين، ولا يتّفقون إلا في الشعارات، أمّا الفهم والممارسة فمختلفة تماما.
¥(4/207)
ـ[ابن حزم]ــــــــ[18 - 05 - 03, 06:35 م]ـ
أخي السيف الصقيل اقرء المقال بتمعن المسألة ليست بالدعاوى إنما هي بالأدلة وليتك تقرأ المنهج المقتر ح قراءة تمعن والطريف ليس له شيء مكتوب في الموضوع حتى نرى حجته
وإجماع الم حدثين يمرة من ثمرات المنهج المقترح
وشيخ حاتم لم يزد على نقل إجماع أهل العلم المتقدمين
ـ[السيف الصقيل]ــــــــ[18 - 05 - 03, 11:14 م]ـ
شكرا
ـ[طالب النصح]ــــــــ[18 - 05 - 03, 11:43 م]ـ
فضيلة الشيخ ابن حزم سلمك الله
فكرتك رائعة وطرحك رغم بعض العجمة فيه لا أدري ما سببها كان رائعاً جداً ...
هل تصدق إذا قلت لك يا فضيلة الشيخ أني قديما لما كان اسم المنتدى منتدى بلجرشي كنت قد لا حظت هذا التفاوت في الطرح بين فضيلة المشايخ ..
ونبهت هناك على بعض المسائل التي تبين لي بحسب فهمي القاصر اختلافها ...
واستفدت كثيراً من المقالات التي جمعها فضيلة الشيخ المحدث راية لتوحيد الشيخ خليل جزاه الله خيراً وكانت للشيخ اللاحم وغيره ..
وآمل منك مطالعتها لعلك تزيد في المسألة بياناً
وجزاكم الله خيراً يا فضيلة الشيخ
ـ[الحازمي]ــــــــ[01 - 06 - 03, 06:21 م]ـ
سلام الله عليكم أخي السيف الصقيل قرأت تعقيبك على الأخ ابن حزم، وما أبديته لا أثر له في القول بتقسيم المحدثين إلى متقدم ومتأخر، فالتقسيم لتمييز المرحلتين إذ لكل منهما خصائصه ومميزاته من العوائد والأعراف مما يقتضي مساوقة الأحكام لها كما قرره صاحب الكتاب الذي ذكر الأخ الإبراهيمي أنه سيطبع، وليس في هذا ما يقتضي التبديع والتضليل، وإلا فإن من له اطلاع على كتب الفقه واللغة يعلم أن لأهلهما مثل ذلك بل وجعلوا بين متقدمهم ومتأخرهم حدا قاصلا مما له أثر في الاحتجاج وغير ذلك ...
وأما اختلاف الباحثين اليوم أو مَن قبلهم مٍن العلماء كالذهبي وابن حجر فأمر تقريبي اقتضته أطوار هذا العلم، وله نظائر في العلوم الشرعية ...
وأما اختلافهم في مثل العنعنة وغيرها فاعلم أن الأئمة من المتقدمين لم يكونوا على مذهب واحد في كل مسائل العلم وقضاياه بل مناهجم متباينة ومذاهبهم في كثير من ذلك متفرقة، وهذا العلم لايختلف عن العلوم الأخرى من فقه أو لغة فتأمل ...
وأخيرا ليعلم أخي أن هذا مأخوذ باختصار شديد من الكتاب المشار إليه آنفا، وأن في الكتب تفصيلا جيدا ودفعا لكثير من الشبهات الواردة على هذه القضية، والله الموفق(4/208)
مواضع في الصحيح شك البخاري في شيخه، أو شيخ شيخه
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[19 - 05 - 03, 06:35 م]ـ
مواضع في الصحيح شك البخاري في شيخه، أو شيخ شيخه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وسلم تسليما كثيرا أما بعد:
فإتماما للفوائد، والنكت التي وقفت عليها في الصحيح، ـ وقد ذكرت فيما سبق إعلالات البخاري ـ أذكر هنا هذه المواضع التي شك فيها جبل الحفظ وهي لا تنقص من قدره بل تزيد، وسيأتي إن شاء الله بعض اللطائف الأخرى لاحقا.
1 - رقم 1722 وقال عفان أراه عن وهيب حدثنا بن خثيم عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم.
2 - رقم 2781 حدثنا محمد بن سابق أو الفضل بن يعقوب عنه حدثنا شيبان أبو معاوية عن فراس قال قال الشعبي حدثني جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما أن أباه استشهد يوم أحد وترك ست بنات وترك عليه دينا فلما حضر جداد النخل أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله قد علمت أن والدي استشهد يوم أحد وترك عليه دينا كثيرا وإني أحب أن يراك الغرماء قال .. الحديث.
3 - رقم 3359 حدثنا عبيد الله بن موسى أو بن سلام عنه أخبرنا بن جريج عن عبد الحميد بن جبير عن سعيد بن المسيب عن أم شريك رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الوزغ وقال كان ينفخ على إبراهيم عليه السلام.
4 - رقم 3916 حدثني محمد بن صباح أو بلغني عنه حدثنا إسماعيل عن عاصم عن أبي عثمان قال سمعت بن عمر رضي الله عنهما إذا قيل له هاجر قبل أبيه يغضب قال وقدمت أنا وعمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدناه قائلا فرجعنا إلى المنزل فأرسلني عمر وقال اذهب فانظر هل استيقظ فأتيته فدخلت عليه فبايعته ثم انطلقت إلى عمر فأخبرته أنه قد استيقظ فانطلقنا إليه نهرول هرولة حتى دخل عليه فبايعه ثم بايعته.
5 - رقم 4563 حدثنا أحمد بن يونس أراه قال حدثنا أبو بكر عن أبي حصين عن أبي الضحى عن بن عباس (حسبنا الله ونعم الوكيل) قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقى في النار وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا (إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل).
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[20 - 05 - 03, 12:02 ص]ـ
للرفع.
جزاك الله خيراً.
ـ[الحمادي]ــــــــ[25 - 05 - 03, 04:06 م]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - 03 - 05, 09:07 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ورحمه الله الإمام رحمة واسعة .. إن في هذا لعبرة.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[06 - 03 - 05, 09:52 م]ـ
ـ وقد ذكرت فيما سبق إعلالات البخاري ـ
أتحفنا برابطِهِ - شيخ عبد الرحمن - أحسن الله إليك!
ـ[عبد الرحمن خالد]ــــــــ[06 - 03 - 05, 09:52 م]ـ
جزا الله خيرا
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - 03 - 05, 11:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا
هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7663&highlight=%CA%DA%E1%ED%E1%C7%CA
ـ[هشام التميمي]ــــــــ[07 - 03 - 05, 07:19 م]ـ
للرفع
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عائشة]ــــــــ[22 - 03 - 05, 11:38 م]ـ
شيخ عبد الرحمن:-
هل هي فقط خمسة؟
أم للموضوع تتمة؟!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - 03 - 05, 08:42 م]ـ
هذا الذي قيدته في وقته، وقد يكون فاتني شيئا.(4/209)
هل من مثال على جرح من خرمت مرؤته؟ !
ـ[الجواب القاطع]ــــــــ[21 - 05 - 03, 11:25 م]ـ
أيها الأخوة الأكارم ... طلاب الحديث.
هنا موضوع للبحث والمناقشة:
تمهيد ... من المعلوم أنَّ المحدثين يعرفون العدل الذي يقبل حديثه بأنه (السالم من أسباب الفسق وخوارم المرؤة).
والأمثلة على جرح من وقع ما يجرح به من فسق وغيره كثيرة معلومة.
ولكن: هل من مثال (عملي) على أنَّ أحداً من الرواة جُرِّح لسبب خرمه لمرؤته.
تنبيه هام ... أريد مثالاً عملياً، لا أريد شرحاً لكلامي السابق أو راوياً لم تردَّ روايته، أو ليست له روايات أصلاً.
&&&&&&&&&&&&&&& ((اللهم سدَّد)) &&&&&&&&&&&&&&&&
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[22 - 05 - 03, 03:27 م]ـ
للشيخ مشهور حسن سلمان كتاب في خوارم المروءة , وفيه فوائد.
ـ[مسدد2]ــــــــ[23 - 05 - 03, 09:09 ص]ـ
لو صح الجرح بخوارم المرؤة، لما قبلوا رواية الحجاج بن أرطاة ووجب عليهم رد روايته. راجع ترجمته في ميزان الاعتدال للامام الذهبي وتعجب وقل سبحان الله!
ـ[الجواب القاطع]ــــــــ[27 - 05 - 03, 10:22 م]ـ
للتذكير بالسؤال الهام جداً
ولا أريد أن أستعجل بنتيجة خاطرة في ذهني لعدم العثور على جواب قد يكون معروفاً بصمت الأخوة.
وهذا السؤال قد طرحته على غير شيخ من أهل الحديث فلم يقنعني جوابه؟!
ـ[الجواب القاطع]ــــــــ[01 - 06 - 03, 11:11 م]ـ
يا شيوخ الحديث وطلابه والمتخصصين فيه ...
أليس سؤالي هذا مهماًَ؟ !
ألا جواب قاطع لديكم؟!
ـ[ابن معين]ــــــــ[05 - 06 - 03, 10:11 ص]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فقد اشترط المحدثون في الراوي لقبول حديثه أن يكون عدلاً، واشترطوا في إثبات العدالة له شروطاً منها أن يكون صاحبها سليماً من خوارم المروءة.
قال ابن الصلاح: في النوع الثالث والعشرين من مقدمته: (أجمع جماهير أئمة الحديث والفقه على أنه يشترط فيمن يحتج بروايته أن يكون عدلاً ضابطاً لما يرويه.
وتفصيله أن يكون: مسلماً بالغاً عاقلاً، سالماً من أسباب الفسق وخوارم المروءة .. الخ).
قال السخاوي في فتح المغيث (2/ 4): (اعترض على ابن الصلاح في إدراجه آخرها في المتفق عليه. وقيل إنه لم يشرطها _ فيما ذكر الخطيب وغيره _ سوى الشافعي وأصحابه، لكنه مردود بأن العدالة لا تتم عند كل من شرطها _ وهم أكثر العلماء _ بدونها، بل من لم يشرط مزيداً على الإسلام واكتفى بعدم ثبوت ما ينافي العدالة وأن من ظهر منه ما ينافيها لم تقبل شهادته و لا روايته قد لاينافيه).
وقد ذكر هذا الاعتراض أيضاً وأجاب عنه العراقي في التقييد والإيضاح (136_137).
فإن قلت: فما المراد بالمروءة؟
قلت: اختلفت فيها تعابير العلماء والمعنى متقارب.
فقال بعضهم: (صون النفس عن الأدناس، ورفعها عما يشين عند الناس).
وقال بعضهم هي: (آداب نفسانية تحمل مراعاتها الإنسان على الوقوف عند محاسن الأخلاق وجميل العادات). وقال بعضهم: (سير المرء بسيرة أمثاله في زمانه).
فإن قلتَ فما المرجع في المروءة؟
قلت: قال السخاوي: وما أحسن قول الزنجاني في شرح الوجيز: (المروءة يُرجع في معرفتها إلى العرف، فلا تتعلق بمجرد الشرع، وأنت تعلم أن الأمور العرفية قلما تنضبط، بل هي تختلف باختلاف الأشخاص والبلدان، فكم من بلد جرت عادة أهله بمباشرة أمور لو باشرها غيرهم لعد خرماً للمروءة. وفي الجملة رعاية مناهج الشرع وآدابه والاهتداء بالسلف والاقتداء بهم أمر واجب الرعاية).
قال الزركشي: (وكأنه يشير بذلك إلا أنه ليس المراد سيرة مطلق الناس، بل الذين يُقتدى بهم). قال السخاوي: (وهو كما قال).
فإن قلت: لم اشترط العلماء في ثبوت العدالة سلامة الراوي من خوارم المروءة؟
قلت: سبب اشتراطهم لها هو لإخراج من يغلب على الظن أنه ليس بعدل، وإن لم يثبت عليه يقيناً أنه فاسق!، وذلك لإتيانه بما الغالب على من يأتيه عرفاً بأنه من أهل الفسق أو السفه (نقص العقل).
وينبغي التنبه إلى أمرين:
الأول: أن اشتراط المحدثين في الراوي أن يكون عدلاً مرادهم أن غالب أحواله على العدالة، لا أن المراد بالعدل هو من لم يذنب البتة، أو من لم يقع في خارم من خوارم المروءة أبداً.
قال الشافعي: (لو كان العدل من لم يذنب لم نجد عدلاً! ولو كان كل ذنب لا يمنع من العدالة لم نجد مجروحاً، ولكن من ترك الكبائر وكانت محاسنه أكثر من مساويه فهو عدل).
الثاني:أن اشتراط المحدثين للعدالة في الراوي إنما هو للاطمئنان إلى أن الراوي فيه من التقوى والورع ما يمنعه من تعمد الكذب في رواياته.
فإذا وقع الراوي في شيء مما يُخل بعدالته إلا أن المحدثين رأوا قرائن أخرى من الراوي أو مروياته أفادتهم بورعه عن تعمد الكذب وغلب على ظنهم حصول الصدق منه = فإنه يكون مقبول الرواية، ولا حاجة حينئذ لرد حديثه؟! لأننا أمنا من وقوع الكذب (الذي كنا نخشاه حين اشترطنا العدالة).
قال الصنعاني في ثمرات النظر: (عمدة قبول الرواية وعلتها حصول الظن بصدق الراوي وعدم تلوثه بالكذب).
ونقل عن ابن حجر أنه قال: (لا أثر للتضعيف مع ظن الصدق والضبط).
فإن قلت: فهل ثبت عن أحد من أئمة الحديث المتقدمين أنهم جرحوا بخارم من خوارم المروءة؟
فالجواب: نعم، جاء هذا عن شعبة وغيره.
قيل لشعبة: لم تركت حديث فلان؟ قال: رأيته يركض على برذون!
وسئل الحكم بن عتيبة عن زاذان لِمَ لَمْ ترو عنه؟ فقال: كان كثير الكلام!!
وهناك أمثلة غيرها، وقد ظن بعض أهل العلم أن هذا من تشدد الناقد، وأنه جرح بغير جارح! بينما هو في الحقيقة من هذا الباب، فهذه الأشياء في عرفهم أنها من الجرح فلذا جرحوا بها، والله أعلم.
¥(4/210)
ـ[الجواب القاطع]ــــــــ[11 - 06 - 03, 02:01 م]ـ
أخي الفاضل الشيخ: هشام بن عبدالعزيز الحلاَّف ... بارك الله فيك
جزاكم الله خيراً على هذه المعلومات القيِّمة التي عقَّبت بها.
وهي مفيدة نافعة.
ولكن السؤال ما زال قائماً ... وأوضِّحه أكثر حتى أظفر بجوابٍ منك أو من أحدٍ من الأخوة الفضلاء.
أريد مثالاً واضحاً في رجلٍ (بعينه) جرح ورُدَّت أو ضعِّفت روايته (((فقط))) لأنه مخروم المروءة.
وليس لأنه مجروح العدالة من جهة كونه فاسقاً أو كذَّاباً أو مبتدعاً ثم يضاف إليه كونه مخروم المروءة.
أذكروا لي راوياً قيل إنه مردود الرواية لأنه (فقط) أتى ما يخرم مروءته.
أو حديث رُدَّ لأنَّ في إسناده من هو كذلك.
أرجو أن يكون طلبي واضحاً، ولا أريد ترديد ما هو معروف من القواعد!
ـ[الغواص]ــــــــ[22 - 05 - 05, 12:33 ص]ـ
مع أهمية السؤال ولكن لا أعتقد أن له جوابا فإن كان فسيبقى تحت المناقشة
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[22 - 05 - 05, 01:21 ص]ـ
لو أعدنا صياغة السؤال أظن أن الإجابة ستكون أسهل، وهو كالتالي:
" هل يُعدل عن الراوي لإرتكابه ما يخرم المروءة؟ ".
ـ[الغواص]ــــــــ[22 - 05 - 05, 01:35 ص]ـ
فلان صادق أمين ومع ذلك فلن نقبل شهادته
!
لأنه عندما أكل علكا وكشف عن رأسه وفعل ما فعل من الأمور المباحة
سقطت شهادته فصار كذابا خائنا
!
والله حالة
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[03 - 06 - 05, 11:20 م]ـ
أخي الفاضل الشيخ: هشام بن عبدالعزيز الحلاَّف ... بارك الله فيك
جزاكم الله خيراً على هذه المعلومات القيِّمة التي عقَّبت بها.
وهي مفيدة نافعة.
ولكن السؤال ما زال قائماً ... وأوضِّحه أكثر حتى أظفر بجوابٍ منك أو من أحدٍ من الأخوة الفضلاء.
أريد مثالاً واضحاً في رجلٍ (بعينه) جرح ورُدَّت أو ضعِّفت روايته (((فقط))) لأنه مخروم المروءة.
وليس لأنه مجروح العدالة من جهة كونه فاسقاً أو كذَّاباً أو مبتدعاً ثم يضاف إليه كونه مخروم المروءة.
أذكروا لي راوياً قيل إنه مردود الرواية لأنه (فقط) أتى ما يخرم مروءته.
أو حديث رُدَّ لأنَّ في إسناده من هو كذلك.
أرجو أن يكون طلبي واضحاً، ولا أريد ترديد ما هو معروف من القواعد!
قال حذام علم الحديث رحمه الله:
(القسم الثاني): فيمن ضُعِّفَ بأمرٍ مردودٍ كالتحامل، أو التَعَنُّت، أو ... ، وهذا سياق أسماءهم: ... ، أحمد بن المقدام العجلي طَعَنَ فيه أبو داود لمزاحه. انتهى، هدي الساري ص460 أو 643.
وقال في تقريب التهذيب: (أحمد بن المقدام أبو الأشعث العجلي، بصري صدوق صاحب حديث، طَعَنَ أبو داود في مروءته. من العاشرة، مات سنة ثلاث وخمسين، وله بضع وتسعون (خ ت س ق). انتهى، ص85.(4/211)
التعريف بـ (علم علل الحديث)
ـ[ابن معين]ــــــــ[24 - 05 - 03, 01:24 م]ـ
..................... (التعريف بعلم علل الحديث) ......................
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فإن علوم السنة النبوية من أجل العلوم قدراً، وأعظمها شرفاً وذكراً، وأكثرها ثواباً وأجراً.
وأجل علومها فائدة ونفعاً علم (علل الحديث)، لأن من شروط صحة الحديث انتفاء علله القادحة فيه.
قال الخطيب البغدادي: (معرفة علل الحديث أجلّ أنواع علم الحديث).
ولأهمية هذا العلم وعظيم فائدته فقد أحببت التعريف به _ وقد كنت وعدت بذلك سابقاً والحمد لله على تيسيره _.
وسيشمل التعريف بهذا العلم على جل مباحثه، ومعظم مسائله، إن شاء الله تعالى.
وسيقسم على هيئة فصول، وكل فصل قد يجمع مسألة أو أكثر.
أسأل الله أن ينفع بهذا البحث كاتبه وقارئه، وأن يجعل ذلك في موازين حسناتنا أجمعين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
كتبه أخوكم: هشام بن عبدالعزيز الحلاف.
المعيد في قسم السنة وعلومها بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
السبت 23/ 3/1424هـ
ـ[ابن معين]ــــــــ[24 - 05 - 03, 05:48 م]ـ
الفصل الأول: تعريف العلة.
المسألة الأولى: تعريف العلة في اللغة.
ذكر أهل اللغة في كتبهم معنى العلة، وجلهم يذكر أنها بمعنى المرض.
لكن وجدت أشمل من ذكر معانيها وأوضح مبانيها هو ابن فارس في كتابه معجم مقاييس اللغة، فإنه قال:
(عل: العين واللام أصول ثلاثة صحيحة:
أحدها: تكرار أو تكرير.
والثاني: عائق يعوق.
والثالث: ضعف في الشيء.
فالأول: العلل هو الشربة الثانية، ويقال: علل بعد نهل، ويقال: أعل القوم إذا شربت إبلهم عللا، قال ابن الأعرابي في المثل: "ما زيارتك إيانا إلا على سوم عالة"، أي مثل الإبل التي تعل، وإنما قيل هذا لأنها إذا كرر عليها الشرب كان أقل لشربها الثاني.
والثاني: العائق يعوق، قال الخليلي: (العلة حدث يشغل صاحبه عن وجهه، ويقال: اعتله عن كذا أي إعتاقه، قال فاعتله الدهر وللدهر علل).
والثالث: العلة المرض، وصاحبها معتل، قال ابن الأعرابي: (علّ المريض: يعل فهو عليل).
ـ[ابن معين]ــــــــ[24 - 05 - 03, 05:54 م]ـ
المسألة الثانية: تعريف العلة في اصطلاح المحدثين.
تبين لي من خلال النظر في كتب العلل واستعمال الأئمة لها وتعاريفهم إياها أن مصطلح العلة يُستعمل عندهم باستعمالين: عام وخاص.
العلة بالمعنى الخاص:
فأما العلة بمعناها الخاص فهي سبب خفي يقدح في صحة الحديث.
وأول من وجدته قد أبان عن هذا المعنى بوضوح هو أبو عبد الله الحاكم، حيث قال في معرفة علوم الحديث _في النوع السابع والعشرين منه _: (وإنما يُعلل الحديث من أوجه ليس للجرح فيها مدخل، فإن حديث المجروح ساقط واهٍ، وعلة الحديث يكثر في أحاديث الثقات أن يحدثوا بحديث له علة فيخفى عليهم علمه فيصير معلولاً).
وهذا هو معنى قول عبدالرحمن بن مهدي: (لئن أعرف علة حديث عندي أحب إلي من أكتب عشرين حديثاً ليس عندي).
ثم جاء بعده ابنُ الصلاح _ وقد حررَّ كلامَ الحاكم السابق _ فقال في مقدمته: (وهي (أي العلة) عبارة عن أسباب خفية غامضة قادحة فيه، فالحديث المعلل هو الحديث الذي اطلع فيه على علة تقدح في صحته مع أن ظاهره السلامة منها).
قال ابن حجر: (فعلى هذا لا يسمى الحديث المنقطع _مثلاً _ معلولاً، ولا الحديث الذي راويه مجهول أو مضعف معلولاً، وإنما يسمى معلولاً إذا آل أمره إلى شيء من ذلك مع كونه ظاهر السلامة من ذلك. وفي هذا رد على من زعم أن المعلول يشمل كل مردود).
وقال ابن حجر _ أيضاً _: (وقد أفرط بعض المتأخرين فجعل الانقطاع قيداً في تعريف المعلول، فقرأت في المقنع للشيخ سراج الدين ابن الملقن قال: ذكر ابن حبيش في كتاب علوم الحديث أن المعلول: أن يروي عمن لم يجتمع به كمن تتقدم وفاته عن ميلاد من يروي عنه، أو تختلف جهتهما كأن يروي الخراساني مثلاً عن المغربي ولايُنقل أن أحدهما رحل عن بلده.
قلت (أي ابن حجر): وهو تعريف ظاهر الفساد، لأن هذا لا خفاء فيه، وهو بتعريف مدرك السقوط في الإسناد أولى).
وكل من جاء بعد ابن الصلاح _ممن عرف الحديث المعلول _ هو على ما قاله ابن الصلاح، وعندهم أن الحديث المعلول يُشترط فيه شرطين:
الأول: أن تكون العلة في الحديث خفية غامضة.
الثاني: أن تكون العلة قادحة في صحة الحديث.
ولذا قال الذهبي في الموقظة: (فإن كانت العلة غير مؤثرة، بأن يرويه الثبت على وجه، ويخالفه واه، فليس بمعلول. وقد ساق الدارقطني كثيراً من هذا النمط في كتاب العلل فلم يصب، لأن الحكم للثبت).
وقال ابن حجر معقباً على تعريف ابن الصلاح للحديث المعلول: (وفي هذا رد على من زعم أن المعلول يشمل كل مردود).
قلت: ولاشك في خطأ قصر تعريف الحديث المعلول على ما ذكره ابن الصلاح، لأنني وجدت الأئمة المتقدمين قد أطلقوا العلة بمعنى أعم مما سبق _كما سيأتي _، وقد اقرّ بهذا ابن الصلاح كما سنورد كلامه بعد قليل.
وإنما أراد الحاكم في تعريفه للحديث المعلول بيان أدق صوره وأغمض أنواعه _ وعلى هذا المعنى وردت عبارات للأئمة ذكروا فيها صعوبة هذا العلم وغموضه ودقته _ ولذلك أورد الحاكم بعد تعريفه السابق قول عبدالرحمن بن مهدي: (لئن أعرف علة حديث عندي أحب إلي من أكتب عشرين حديثاً ليس عندي).
¥(4/212)
ـ[الحمادي]ــــــــ[25 - 05 - 03, 01:09 م]ـ
جزاك الله خيراً ياشيخ هشام ...
ونحن في شوقٍ إلى بقية المباحث (خاصةً قواعد التعليل).
وبالمناسبة:
أذكر أن الشيخ عبدالله بن وكيِّل الشيخ كان قد كلَّف طلاب الدراسات العليا (دكتوراه) بجرد (علل ابن أبي حاتم والدارقطني) واستخلاص قواعد التعليل منهما. فأتمنى ممن عنده شيءٌ من ذلك أن يفيدنا.
ـ[ابن معين]ــــــــ[25 - 05 - 03, 05:48 م]ـ
وجزاك الله خيراً أخي الشيخ عبدالله الحمادي على تعقيبك.
وأبشر بما يسرك إن شاء الله تعالى.
وبخصوص ما ذكرته عن البحوث التي أشرف عليها الشيخ عبدالله بن وكيل على طلاب الدكتوراة في قسم السنة فهي عندي وهي مفيدة.
وفي النية بإذن الله تعالى الكتابة عن قرائن التعليل والترجيح عند الأئمة المتقدمين، وقد جمعت في ذلك فوائد، أسأل الله أن ييسر إتمامها.
وانظر مثالاً على ذلك في قرينة الترجيح بسلوك غير الجادة في هذا الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=5110&highlight=%C7%E1%CC%C7%CF%C9
ـ[ابن معين]ــــــــ[25 - 05 - 03, 05:54 م]ـ
تابع للمسألة الثانية:
العلة بالمعنى العام:
والناظر في كلام أئمة الحديث _ والمتقدمين منهم خاصة _ يجدهم يطلقون العلة في الحديث بمعنى أعم مما تقدم فالعلة عندهم هي كل سبب يقدح في صحة الحديث سواء كان غامضاً أو ظاهراً، وكل اختلاف في الحديث سواء كان قادحاً أو غير قادح.
قال ابن الصلاح بعد أن عرف العلة بالمعنى الخاص: (ثم اعلم أنه قد يطلق اسم العلة على غير ما ذكرناه من باقي الأسباب القادحة في الحديث، المخرجة له من حال الصحة إلى حال الضعف، المانعة من العمل به على ما هو مقتضى لفظ العلة في الأصل. ولذلك تجد في كتب علل الحديث الكثير من الجرح بالكذب والغفلة وسوء الحفظ ونحو ذلك من أنواع الجرح.
وسمى الترمذي النسخ علة من علل الحديث.
ثم إن بعضهم أطلق اسم العلة على ما ليس بقادح من وجوه الخلاف، نحو إرسال من أرسل الحديث الذي أسنده الثقة الضابط، حتى قال: من أقسام الصحيح ما هو صحيح معلول!، كما قال بعضهم: من الصحيح ما هو صحيح شاذ!. والله أعلم).
قال ابن حجر متعقباً كلام ابن الصلاح السابق:
(مراده بذلك أن ما حققه من تعريف المعلول قد يقع في كلامهم ما يخالفه، وطريق التوفيق بين ما حققه المصنف وبين ما يقع في كلامهم أن اسم العلة إذا أُطلق على حديث لا يلزم منه أن يسمى الحديث معلولاً اصطلاحاً. إذ المعلول ما علته قادحة خفية، والعلة أعم من أن تكون قادحة أو غير قادحة، خفية أو واضحة. ولهذا قال الحاكم: " وإنما يعل الحديث من أوجه ليس فيها للجرح مدخل).
قلت: وقول ابن حجر: (أن اسم العلة إذا أُطلق على حديث لا يلزم منه أن يسمى الحديث معلولاً اصطلاحاً) بعيد، وإلا فماذا يسمى حينئذ؟!
وكلام ابن الصلاح صحيح، والأمثلة كثيرة جداً على ما ذكره ابن الصلاح من وجود أنواع من الجرح في كتب العلل.
وقد يذكرون الحديث في كتب العلل لا لوجود جرح في أحد رواتها!
وإنما من أجل عدم سماع راو من آخر،كما في علل ابن أبي حاتم: (138).
بل وجدت ابن أبي حاتم أورد في كتابه العلل أحاديث لأغراض أخرى!
فأورد أحاديث من أجل الاستفهام عن أحد الرواة الواردين في الإسناد من هو؟!: (295، 660، 693، 1108 وغيره).
أو للسؤال عن نسب راو: (1718، 2593).
أو لأجل تعيين مبهم: (2740).
بل أعجب من هذا إدخاله حديثاً من أجل ما أشكل فيه من جهة العقيدة وما المراد به!: (2118).
أو لأجل استنباط حكم فقهي قد يكون غريباً: (1217)!!
ولذا قال الصنعاني بعد أن ذكر تعريف ابن الصلاح: (وكأن هذا تعريف اغلبي للعلة، وإلا فإنه سيأتي أنهم قد يعلون بأشياء ظاهرة غير خفية ولا غامضة، ويعلون بما لا يؤثر في صحة الحديث).
وقد حاول السخاوي أن يخرج وجود العلل التي ليست بخفية في كتب العلل فقال: (ولكن ذلك منهم (أي من أصحاب كتب العلل الذين يذكرون ما ليس بخفي) بالنسبة للذي قبله قليل، على أنه يُحتمل أيضاً أن التعليل بذلك من الخفي، لخفاء وجود طريق آخر ينجبر بها ما في هذا من ضعف، فكأن المعلل أشار إلى تفرده).
ـ[ابن معين]ــــــــ[26 - 05 - 03, 07:47 م]ـ
فائدتان:
الفائدة الأولى: في قول ابن الصلاح: (وسمى الترمذي النسخ علة).
قلت: وقد أخذه ابن الصلاح من قول الترمذي في علله الصغير: (جميع ما في هذا الكتاب من الحديث معمول به ما خلا حديثين، وقد بينا (علة) الحديثين جميعاً في الكتاب).
قال ابن رجب في شرحه لهذه الجملة: (فإنما بين ما قد يُستدل به للنسخ لا أنه بين ضعف إسنادهما).
وقال الزركشي: (لعل الترمذي يريد أنه علة في العمل بالحديث، لا أنه علة في صحته، لاشتمال الصحيح على أحاديث منسوخة، ولا ينبغي أن يجري مثل ذلك في التخصيص).
وقال ابن حجر: (مراد الترمذي أن الحديث المنسوخ مع صحته إسناداً ومتناً طرأ عليه ما أوجب عدم العمل به وهو الناسخ، ولا يلزم من ذلك أن يسمى المنسوخ معلولاً اصطلاحاً كما قررته).
قلت: وقد تقدم ما في كلام ابن حجر من نظر في حصره للحديث المعلول بما وقعت فيه العلة على اصطلاح المتأخرين.
وفي كلام ابن الصلاح السابق ما يشير إلى تفرد الترمذي بتسمية النسخ علة، وليس الأمر كذلك!
فقد وجدت ابن أبي حاتم أورد في كتابه العلل حديثين ليس فيهما علة سوى النسخ!
وانظر: (رقم 114، 246).
الفائدة الثانية: أفرد المتأخرون ممن كتبوا في علوم الحديث أبواباً ومصطلحات حديثية، وهي في حقيقة الأمر داخلة في العلل، كالاختلاف في الوصل والإرسال والرفع والوقف والمقلوب والمدرج والمضطرب وزيادة الثقة والشاذ.
¥(4/213)
ـ[ابن معين]ــــــــ[26 - 05 - 03, 07:50 م]ـ
المسألة الثالثة: علاقة المعنى اللغوي بالمعنى الاصطلاحي.
هناك علاقة بين المعنيين تظهر لنا فيما يلي:
فعلاقة المعنى الاصطلاحي بالمعنى اللغوي الأول وهو التكرار ظاهرة، لأن الحديث المعلول لا يتبين فيه سبب الضعف إلا بعد تكرار النظر فيه، لأنه _كما سبق _ فيه خفاء، ولذا لا بد من تكرار النظر في الحديث حتى تتبين سلامته من العلل الخفية.
وأما علاقة المعنى الاصطلاحي بالمعنى اللغوي الثاني وهو العائق يعوق، فإن الحديث المعلول عاقته العلة عن تصحيحه والعمل به.
وأما علاقة المعنى الاصطلاحي بالمعنى اللغوي الثالث وهو المرض فهي علاقة ظاهرة أيضاً، وذلك أن العلة إذا طرأت في الحديث أوجبت ضعفه.
والظاهر مما سبق إيراده أن أقرب هذه المعاني إلى اصطلاح المحدثين هو المعنى الثالث.
إلا أن للمعنيين الآخرين علاقة بالعلة عند المحدثين، فالمعنى اللغوي الأول يدخل في وسيلة تحصيل العلة، والمعنى الثاني هو نتيجة وثمرة وجود العلة.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[26 - 05 - 03, 08:13 م]ـ
أخي الكريم ابن معين وفقك الله لما يحب ويرضى
وبالنسبة لقول الحمادي فقد سبق أن استخرجت فوائد علل ابن أبي حاتم وسوف أعرضها قريبا في مبحث (الجواهر والدرر)
وعذرا للأخ (ابن معين لهذا الدخول المفاجئ)!!!
ـ[ابن معين]ــــــــ[27 - 05 - 03, 03:26 م]ـ
المسألة الرابعة: ما هو القياس في الحديث الذي طرأت عليه العلة؟
القياس في الحديث الذي طرأت عليه علة (بمعنى المرض) أن يسمى (مُعَلّ) لأنه اسم مفعول من الفعل أعلّ.
إلا أن المحدثين استعملوا (معلول)، وممن استعملها منهم:
1_ البخاري في قصته المشهورة مع مسلم لما سأله عن علة حديث كفارة المجلس، وانظر مثالاً آخر في: علل الترمذي (1/ 206).
2_ والترمذي في سننه: (1/ 163) (3/ 427).
3_ وأبوداود في رسالته لأهل مكة (34).
4_ وابن خزيمة كما في السنن الكبرى للبيهقي (3/ 198).
5_ والعقيلي في ضعفائه (1/ 252) (2/ 83، 139) (3،81).
6_ وابن حبان في صحيحه (3/ 408) (4/ 483) (5/ 180،342) (6/ 428) (8/ 302).
7_ والحاكم في معرفة علوم الحديث (59، 115).
8_ وأبونعيم في مستخرجه على صحيح مسلم: (1/ 48).
9_ والخليلي في الإرشاد (1/ 157،322، 378) (2/ 809).
10_ وابن عبدالبر في التمهيد (16/ 237).
11_ والبيهقي في سننه الكبرى (1/ 197) (4/ 143) (10/ 257).
وقد اختلف أهل اللغة في جواز هذا الاستعمال:
فذهب بعضهم إلى منعه، وممن منعه من أهل اللغة:
_ ابن سيده (ت 458هـ) صاحب المحكم حيث قال: (والعلة: المرض. علّ يعِل واعتل، وأعله الله، ورجل عليل.
وحروف العلة والاعتلال: الألف والياء والواو، سميت بذلك للينها وموتها.
واستعمل أبو إسحاق لفظة المعلول في المتقارب من العروض ….).
ثم قال: (والمتكلمون يستعملون لفظة المعلول في هذا كثيراً، وبالجملة فلست منها على ثقة ولا ثلج، لأن المعروف إنما هو أعله الله فهو معل.
اللهم إلا أن يكون على ما ذهب إليه سيبويه من قولهم: مجنون ومسلول من أنه جاء على جَنَنتُه وسَلَلته، وإن لم يُستعملا في الكلام استغني عنهما بأفعلت، قال: وإذا قالوا: جُن وسُلَّ فإنما يقولون جعل فيه الجنون والسل كما قالوا: حُزِن وفُسِل).
_وقال الحريري (ت 516هـ) _ كما في درة الغواص في أوهام الخواص _: (ويقولون للعليل: هو معلول، فيخطئون فيه، لأن المعلول هو الذي سقي العَلَل وهو الشرب الثاني، والفعل منه علَلْتُه، فأما المفعول من العلة فهو مُعَلَّ، وقد أعلّه الله تعالى).
_وقال الفيروزأبادي: (العلة _ بالكسر _: المرض، علّ يَعِلّ، واعتل وأعله الله تعالى فهو مُعَلّ وعليل، ولا تقل: معلول، والمتكلمون يقولونها، ولست منه على ثلج).
وتبعهم بعضُ المحدثين في تخطئة من يقول (معلول):
_قال ابن الصلاح في معرفة أنواع علم الحديث _ المشهور بمقدمة ابن الصلاح _:
(النوع الثامن عشر: الحديث المعلل، ويسميه أهل الحديث المعلول، وذلك منهم ومن الفقهاء في قولهم في باب القياس: (العلة والمعلول) = مرذول عند أهل العربية واللغة).
وتبعه النووي والعراقي والأبنوسي والسيوطي.
وذهب بعض أهل اللغة إلى جواز استعمال (معلول) في اللغة:
¥(4/214)
قال الزركشي: (والصواب أنه يجوز أن يُقال: علّه فهو معلول، من العلة والاعتلال، إلا أنه قليل. ومنهم من نص على أنه فعل ثلاثي وهو ابن القوطية في كتاب الأفعال، فقال: (علّ الإنسان علة مرض، والشيء أصابته العلة) انتهى. وكذلك قاله قطرب في كتاب فعلت وأفعلت، وكذلك الليلي، وقال أحمد صاحب الصحاح: (علّ الشيء فهو معلول من العلة).
ويشهد لهذه العلة قولهم: عليل، كما يقولون قتيل وجريح، وقد سبق نظير هذا البحث في المعضل. وظهر بما ذكرناه أن قول المصنف (مرذول) أجود من قول النووي في اختصاره (لحن) لأن اللحن ساقط غير معتبر البتة بخلاف المرذول).
وقال العراقي: (واعترض عليه (أي على ابن الصلاح) بأنه قد حكاه جماعة من أهل اللغة، منهم: قطرب فيما حكاه اللبلي، والجوهري في الصحاح، والمطرزي في المغرب).
وقال البلقيني: (فائدة: لا يُقال ليست مرذولة، حكاها صاحب الصحاح والمطرزي وقطرب، ولم يترددوا، وتبعهم غير واحد. لأنا نقول: المستعمل عند المحدثين والفقهاء والأصوليين إنما يقصدون به أن غيره أعله، لا أنه عُلّ بنفسه. والذي ذكره الجوهري: (عُلّ الشيء فهو معلول، وما ذكره في أول المادة من أن علّه الثلاثي يتعدى فذاك في السقي (أي بمعنى سقاه)، وحينئذ فصواب الاستعمال: المعلل إذا كان من أُعلّ).
والذي يظهر لي هو جواز استعمال (معلول) في وصف الحديث الذي طرأت عليه العلة، وذلك لأمور:
الأول: أنه قد أجاز هذا الاستعمال بعض كبار أئمة اللغة كقطرب والجوهري والمطرزي وابن القوطية وغيرهم، ولذا لم يجزم ابن سيده بخطأ هذا الاستعمال.
ولذا قال السخاوي: (إلا أن مما يساعد صنيع المحدثين ومن أشير إليهم استعمال الزجاج اللغوي له، وقول صاحب الصحاح: علّ الشيء فهو معلول يعني من العلة، ونص جماعة كابن القوطية في الأفعال على أنه ثلاثي …).
الثاني: أن له مخرجاً لغوياً.
قال الفيومي في المصباح المنير: (العلة: المرض الشاغل، والجمع عِلل مثل سدرة وسدر، وأعله الله فهو معلول، قيل: من النوادر التي جاءت على غير قياس، وليس كذلك فإنه من تداخل اللغتين، والأصل أعله الله فهو معلول، أو من علّه فيكون على القياس، وجاء معل على القياس لكنه قليل الاستعمال).
الثالث: أن المحدثين استعملوا (معلول) والذي هو اسم مفعول لـ (علّ) بمعنى التكرار = استعملوه اسماً مفعولاً لـ (أعلّ) بمعنى المرض _ والتي لا يصح عند أهل اللغة استعمال معلول منها _.
ولعل هذا جائز نظراً لأن أصل الكلمتين واحد، ولوجود علاقة بين معنى الكلمتين، فإن معنى الكلمة الأولى وهو التكرار هو وسيلة لكشف العلة المأخوذ تعريفها من المعنى الثالث وهو المرض.
ـ[ابن معين]ــــــــ[29 - 05 - 03, 11:10 م]ـ
فائدة: أيهما أولى استعمال معلول أو معلل؟
استعمال (معلول) أولى من استعمال بعض المحدثين (كابن الصلاح ومن جاء بعده) لـ (معلل)، إذ أن (معلل) اسم مفعول لـ (عَلَّلَ) وهو بمعنى ألهاه بالشيء وشغله به، وهذا لا يناسب المعنى الذي أراده المحدثون إلا بتجوز.
ولذا انتقد هذا الاستعمال بعض المحدثين، وممن انتقده:
الزركشي حيث قال: (وأما قول المحدثين: علله فلان بكذا، فهو غير موجود في اللغة، وإنما هو مشهور عندهم بمعنى ألهاه بالشيء وشغله، من تعليل الصبي بالطعام.
لكن استعمال المحدثين له في هذا المعنى على سبيل الاستعارة).
وقال العراقي: (والأحسن أن يقال فيه: معل بلام واحدة، لا معلل، فإن الذي بلامين يستعمله أهل اللغة بمعنى ألهاه بالشيء وشغله به، من تعليل الصبي بالطعام، وأما بلام واحدة فهو الأكثر في كلام أهل اللغة، وفي عبارة أهل الحديث أيضاً، لأن أكثر عبارات أهل الحديث في الفعل أن يقولوا: أعله فلان بكذا، وقياسه معل، وتقدم قول صاحب المحكم أن المعروف إنما هو أعله الله فهو معل، وقال الجوهري: لا أعلك الله أي لا أصابك بعلة).
وتبعهما على ذلك السخاوي وزكريا الأنصاري والصنعاني وطاهر الجزائري.
ولولا خشية الإطالة لذكرت كلامهم.
ـ[ابن معين]ــــــــ[29 - 05 - 03, 11:15 م]ـ
الفصل الثاني: طرق معرفة العلة.
¥(4/215)
لما كانت العلة سبباً خفياً غامضاً كان لا بد من وجود طرق ترشد إلى وجودها، ووسائل تعين على الوقوف عليها، ومن خلال كلام العلماء في هذا العلم وممارستي له تبين لي أنه لا بد من عدة خطوات حتى يمكن معرفة سلامة الحديث من العلة أو وجودها فيه.
وإليك هذه الخطوات:
أولاً: جمع طرق الحديث:
وقد كان المحدثون يهتمون بذلك ويؤكدون عليه:
قال أحمد: (الحديث إذا لم تُجمع طرقه لم تفهمه، والحديث يفسر بعضه بعضاً).
وقال علي بن المديني: (الباب إذا لم تُجمع طرقه لم يتبين خطؤه).
وقال عبدالله بن المبارك: (إذا أردت أن يصح لك الحديث فاضرب بعضه ببعض).
ولهذا قال يحيى بن معين: (اكتب الحديث خمسين مرة، فإن له آفات كثيرة).
وقال أيضاً: (لو لم نكتب الحديث من ثلاثين وجهاً ما عقلناه).
وقال أيضاً: (لو لم نكتب الحديث من مائة وجه ما وقعنا على الصواب).
وقال أبوحاتم الرازي: (لو لم يُكتب الحديث من ستين وجهاً ما عقلناه).
وكان بعض الحفاظ يقول: (إن لم يكن الحديث عندي من مائة طريق فأنا فيه يتيم).
وللمحدثين في ذلك الأخبار الكثيرة، ومن ذلك:
قال ابن حبان: (سمعت محمد بن إبراهيم بن أبي شيخ الملطي يقول: جاء يحيى بن معين إلى عفان ليسمع منه كتب حماد بن سلمة، فقال له: سمعتها من أحد؟ قال: نعم، حدثني سبعة عشر نفساً عن حماد بن سلمة، فقال: والله لا حدثتك. فقال: إنما هو درهم وانحدر إلى البصرة وأسمع من التبوذكي، فقال: شأنك. فانحدر إلى البصرة وجاء إلى موسى بن إسماعيل، فقال له موسى: لم تسمع هذه الكتب من أحد؟! قال: سمعتها على الوجه من سبعة عشر نفساً وأنت الثامن عشر!. فقال: وماذا تصنع بهذا؟ فقال: إن حماد بن سلمة كان يخطئ، فأردت أن أميز خطأه من خطأ غيره، فإذا رأيت أصحابه قد اجتمعوا على شيء علمت أن الخطأ من حماد نفسه، وإذا اجتمعوا على شيء عنه وقال واحد منهم بخلافه، علمت أن الخطأ منه لا من حماد، فأميز بين ما أخطأ هو بنفسه وبين ما أخطئ عليه).
ثانياً: الموازنة بين الطرق:
وفي هذه الخطوة يتم المقارنة بين طرق الحديث بعد جمعها، فإن اتفقت الطرق ولم يوجد بينها اختلاف علمنا حينئذ سلامة الحديث من العلة.
قال ابن حجر: (السبيل إلى معرفة سلامة الحديث من العلة كما نقله المصنف (أي ابن الصلاح) عن الخطيب: أن يُجمع طرقه، فإن اتفقت رواته واستووا ظهرت سلامته، وإن اختلفوا أمكن ظهور العلة، فمدار التعليل في الحقيقة على بيان الاختلاف).
قلت: وإن وجد اختلاف بين هذه الطرق (كالاختلاف بين الوصل والإرسال والوقف والرفع ونحوه) فلابد حينئذ من تحديد الراوي الذي اختلف عليه ومعرفة الأوجه التي رويت عنه، ثم يكون الترجيح بين هذه الطرق بقرائن كثيرة لا يمكن حصرها.
قال العلائي: (ووجوه الترجيح كثيرة لا تنحصر، ولا ضابط لها بالنسبة إلى جميع الأحاديث، بل كل حديث يقوم به ترجيح خاص، وإنما ينهض بذلك الممارس الفطن، الذي أكثر من الطرق والروايات، ولهذا لم يحكم المتقدمون في هذا المقام بحكم كلي يشمل القاعدة، بل يختلف نظرهم بحسب ما يقوم عندهم في كل حديث بمفرده، والله أعلم).
وقال ابن الصلاح: (ويستعان على إدراكها بتفرد الراوي وبمخالفة غيره له، مع قرائن تنضم إلى ذلك تنبه العارف بهذا الشأن على إرسال في الموصول، أو وقف في المرفوع، أو دخول حديث في حديث، أو وهم واهم بغير ذلك، بحيث يغلب على ظنه ذلك، فيحكم به أو يتردد فيتوقف فيه، وكل ذلك مانع من الحكم بصحة ما وجد ذلك فيه).
وهناك أحاديث ليس فيها اختلاف في طرقها، وإنما تدرك علتها بأمور أخرى:
قال ابن رجب: (حذاق النقاد من الحفاظ لكثرة ممارستهم للحديث ومعرفتهم بالرجال وأحاديث كل واحد منهم، لهم فهم خاص يفهمون به أن هذا الحديث يشبه حديث فلان، ولا يشبه حديث فلان، فيعللون الأحاديث بذلك. وهذا مما لا يعبر عنه بعبارة تحصره، وإنما يرجع فيه إلى أهله، إلى مجرد الفهم والمعرفة التي خصوا بها عن سائر أهل العلم).
ـ[ابن معين]ــــــــ[31 - 05 - 03, 07:12 م]ـ
الفصل الثالث: أقسام العلة وأنواعها.
يمكن تقسيم العلة بعدة اعتبارات:
أ_ تقسيم العلة بحسب تأثيرها.
فالعلة بحسب تأثيرها على قسمين:
¥(4/216)
1_علة قادحة: وهي العلة التي يُضعّف الحديث من أجلها.
2_وعلة غير قادحة: وهي العلة التي لا يُضعف بها الحديث.
ب_ تقسيم العلة بحسب محلها.
فالعلة بحسب محلها على قسمين أيضاً:
1_ علة في الإسناد: وهي العلة التي تقع في إسناد الحديث.
2_ علة في المتن: وهي العلة التي تقع في متن الحديث.
وسيأتي أمثلة للتقسيمين السابقين في التقسيم الثالث.
ج_ تقسيم العلة بحسب تأثيرها ومحلها معاً.
من خلال التقسيمين السابقين يمكن لنا ظهور هذا التقسيم الثالث، وهذا التقسيم هو الذي ذكره ابن حجر في نكته على ابن الصلاح فإنه قال:
(إذا وقعت العلة في الإسناد قد تقدح وقد لا تقدح، وإذا قدحت فقد تخصه وقد تستلزم القدح في المتن. وكذا القول في المتن سواء.
فالأقسام على هذا ستة:
_ فمثال ما وقعت العلة في الإسناد ولم تقدح مطلقاً:
ما يوجد مثلاً من حديث مدلس بالعنعنة، فإن ذلك علة توجب التوقف عن قبوله، فإذا وجد من طريق أخرى قد صرح فيها بالسماع تبين أن العلة غير قادحة.
وكذا إذا اختلف في الإسناد على بعض رواته، فإن ظاهر ذلك يوجب التوقف عنه، فإن أمكن الجمع بينها على طريق أهل الحديث بالقرائن التي تحف الإسناد تبين أن تلك العلة غير قادحة.
_ ومثال ما وقعت العلة فيه في الإسناد وتقدح فيه دون المتن:
ما مثّل به المصنف من إبدال راو ثقة براو ثقة، وهو بقسم المقلوب أليق.
_ فإن أبدل راو ضعيف براو ثقة وتبين الوهم فيه استلزم القدح في المتن أيضاً إن لم يكن له طريق أخرى صحيحة.
_ ومثال ما وقعت العلة في المتن دون الإسناد ولا تقدح فيهما:
ما وقع من اختلاف ألفاظ كثيرة من أحاديث الصحيحين إذا أمكن رد الجمع إلى معنى واحد، فإن القدح ينتفي عنها.
_ ومثال ما وقعت العلة فيه في المتن واستلزمت القدح في الإسناد:
ما يرويه راو بالمعنى الذي ظنه يكون خطأ والمراد بلفظ الحديث غير ذلك، فإن ذلك يستلزم القدح في الراوي فيعلل الإسناد.
_ ومثال ما وقعت العلة في المتن دون الإسناد:
ما ذكره المصنف (أي ابن الصلاح) من أحد الألفاظ الواردة في حديث أنس وهي قوله (لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا في آخرها) فإن أصل الحديث في الصحيحين، فلفظ البخاري (كانوا يفتتحون بالحمدلله رب العالمين)، ولفظ مسلم في رواية له نفي الجهر، وفي رواية أخرى نفي القراءة).
انتهى ما ذكره الحافظ ابن حجر باختصار يسير.
ـ[ابن معين]ــــــــ[31 - 05 - 03, 07:14 م]ـ
د_ تقسيم العلة بحسب صورها.
وقد قسمها أبوعبدالله الحاكم في كتابه معرفة علوم الحديث (113) إلى عشرة أقسام، ولم يذكر تعريفاً لكل نوع وإنما اكتفى ببيان أمثلة لكل نوع.
وجاء السيوطي بعده في تدريب الراوي (1/ 258) وذكر هذه الأنواع باختصار معرفاً لكل نوع منها، فقال:
(وقد قسم الحاكم في علوم الحديث أجناس المعلل إلى عشرة، ونحن نلخصها هنا بأمثلتها.
أحدها: أن يكون السند ظاهره الصحة وفيه من لا يعرف بالسماع ممن روى عنه.
كحديث موسى بن عقبة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من جلس مجلسا فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك واتوب إليك غفر له ما كان في مجلسه ذلك.
فروى أن مسلما جاء إلى البخاري وسأله عنه فقال هذا حديث مليح إلا أنه معلول حدثنا به موسى بن إسمعيل ثنا وهيب ثنا سهيل عن عون بن عبد الله قوله وهذا أولى لأنه لا يذكر لموسى بن عقبة سماع من سهيل.
الثاني أن يكون الحديث مرسلاً من وجه رواه الثقات الحفاظ، ويسند من وجه ظاهره الصحة.
كحديث قبيصة بن عقبة عن سفيان عن خالد الحذاء وعاصم عن أبي قلابة عن أنس مرفوعاً أرحم أمتي أبو بكر وأشدهم في دين الله عمر الحديث.
قال فلو صح إسناده لأخرج في الصحيح، إنما روى خالد الحذاء عن أبي قلابة مرسلاً.
الثالث أن يكون الحديث محفوظاً عن صحابي ويروى عن غيره لاختلاف بلاد رواته كرواية المدنيين عن الكوفيين.
كحديث موسى بن عقبة عن أبي إسحق عن أبي بردة عن أبيه مرفوعا إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة.
قال هذا إسناد لا ينظر فيه حديثي إلا ظن أنه من شرط الصحيح، والمدنيون إذا رووا عن الكوفيين زلقوا، و إنما الحديث محفوظ عن رواية أبي بردة عن الأغز المزني.
¥(4/217)
الرابع: أن يكون محفوظاً عن صحابي فيروي عن تابعي يقع الوهم بالتصريح بما يقتضي صحته بل ولا يكون معروفا من جهته.
كحديث زهير بن محمد عن عثمان بن سليمان عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور.
قال أخرج العسكري وغيره هذا الحديث في الوحدان وهو معلول، أبو عثمان لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم ولا رآه، وعثمان إنما رواه عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه، وإنما هو عثمان بن أبي سليمان.
الخامس: أن يكون روى بالعنعنة وسقط منه رجل دل عليه طريق أخرى محفوظة.
كحديث يونس عن ابن شهاب عن علي بن الحسين عن رجل من الأنصار أنهم كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فرمى بنجم فاستنار الحديث.
قال وعلته أن يونس مع جلالته قصر به، وإنما هو عن ابن عباس حدثني رجال، هكذا رواه ابن عيينة وشعيب وصالح والأوزاعي وغيرهم عن الزهري.
السادس: أن يختلف على رجل بالإسناد وغيره ويكون المحفوظ عنه ما قابل الإسناد. كحديث علي بن الحسين بن واقد عن أبيه عن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال قلت يا رسول الله مالك أفصحنا؟ الحديث.
قال وعلته ما أسند عن علي بن خشرم حدثنا علي بن الحسين بن واقد بلغني أن عمر فذكره.
السابع: الاختلاف على رجل في تسمية شيخه أو تجهيله.
كحديث الزهري عن سفيان الثوري عن حجاج بن فرافصة عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا المؤمن غر كريم والفاجر خب لئيم.
قال وعلته ما أسند عن محمد بن كثير حدثنا سفيان عن حجاج عن رجل عن أبي سلمة فذكره.
الثامن: أن يكون الراوي عن شخص أدركه وسمع منه لكنه لم يسمع منه أحاديث معينة فإذا رواها عنه بلا واسطة فعلتها أنه لم يسمعها منه.
كحديث يحيى ابن أبي كثير عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر عند أهل بيت قال أفطر عندكم الصائمون الحديث.
قال فيحيى رأى أنسا وظهر من غير وجه أنه لم يسمع منه هذا الحديث، ثم اسند عن يحيى قال حدثت عن أنس فذكره.
التاسع: أن تكون طريقه معروفة يروي أحد رجالها حديثاً من غير تلك الطريق فيقع من رواه من تلك الطريق بناء على الجادة في الوهم.
كحديث المنذر بن عبد الله الحزامي عن عبد العزيز بن الماجشون عن عبد الله دينار عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتح الصلاة قال سبحانك اللهم الحديث.
قال أخذ فيه المنذر طريق الجادة، وإنما هو من حديث عبد العزيز حدثنا عبد الله بن الفضل عن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي.
العاشر: أن يروي الحديث مرفوعاً من وجه وموقوفاً من وجه.
كحديث أبي فروة يزيد بن محمد حدثنا أبى عن أبيه عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر مرفوعا من ضحك في صلاته يعيد الصلاة ولا يعيد الوضوء.
قال وعلته ما أسند وكيع عن الأعمش عن أبي سفيان قال سئل جابر فذكره.
قال الحاكم وبقيت أجناس لم نذكرها وإنما جعلنا هذه مثالا لأحاديث كثيرة.
ـ[ابن معين]ــــــــ[02 - 06 - 03, 06:44 م]ـ
الفصل الرابع: أهمية علم علل الحديث.
إن علم علل الحديث هو أجل علوم الحديث شرفاً وذكرا، وأعظمها فخراً وخطرا، وأرفعها منزلةً وقدرا، وأهمها في بيان درجة الحديث صحةً وضعفاً.
قال الخطيب البغدادي: (معرفة علل الحديث أجلّ أنواع علم الحديث).
وقال ابن كثير: (وهو فن خفي على كثير من علماء الحديث!، حتى قال بعض حفاظهم: (معرفتنا بهذا كهانة عند الجاهل). وإنما يهتدي إلى تحقيق هذا الفن الجهابذة النقاد منهم، يميزون بين صحيحه وسقيمه، ومعوجه ومستقيمه، كما يميز الصيرفي البصير بصناعته بين الجياد والزيوف، والدنانير والفلوس، فكما لا يتمارى هذا، كذلك يقطع ذاك بما ذكرناه، ومنهم من يظن، ومنهم من يقف، بحسب مراتب علومهم وحذقهم واطلاعهم على طرق الحديث، وذوقهم حلاوة عبارة الرسول صلى الله عليه وسلم التي لا يشبهها غيرها من ألفاظ الناس).
¥(4/218)
وقال ابن حجر: (وهذا الفن أغمض أنواع الحديث وأدقها مسلكاً، ولا يقوم به إلا من منحه الله تعالى فهماً غايضاً واطلاعاً حاوياً، وإدراكاً لمراتب الرواة ومعرفة ثاقبة، ولهذا لم يتكلم فيه إلا أفراد أئمة هذا الشأن وحذاقهم، وإليهم المرجع في ذلك، لما جعل الله فيهم من معرفة ذلك، والاطلاع على غوامضه دون غيرهم ممن لم يمارس ذلك).
قلت: وذلك لأن من شروط صحة الحديث وسلامته انتفاء العلل القادحة فيه، فالقوادح الظاهرة البينة يدركها كل أحد، أما الخفي منها فلا يُدرك إلا لمن آتاه الله ملكة قوية في الفهم وإتقاناً في الحفظ.
فميدان علم العلل هو تمحيص أحاديث الثقات، وكشف ما يعتريها من وهم وخطأ ـ إذْ ليس يسلم من الخطأ أحد ـ.
أما أحاديث الضعفاء والمتروكين فأمرهم هّين، ووضوح خطئهم بّين.
قال الحاكم: (وإنما يُعلل الحديث من أوجه ليس للجرح فيها مدخل، فإن حديث المجروح ساقط واه، وعلة الحديث يكثر في أحاديث الثقات أن يحدثوا بحديث له على فيخفى عليه علمهم فيصير الحديث معلولاً).
ومما يدلك على أهمية هذا العلم وصعوبته:
أنه ربما توقف الناقد في حديث ما لخفاء علته فلا يقف عليها إلا بعد مدة طويلة.
قال الخطيب البغدادي: (فمن الأحاديث ما تخفى علته، فلا يُوقف عليها إلا بعد النظر الشديد ومضي الزمن البعيد)، ثم أسند عن علي بن المديني أنه قال: (ربما أدركت علة حديث بعد أربعين سنة!!).
_بل ربما خفيت هذه العلة على إمام ناقد وأدركها إمام آخر:
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث رواه أحمد بن حنبل وفضل الأعرج عن هشام بن سعيد أبي أحمد الطالقاني عن محمد بن مهاجر عن عقيل بن شبيب عن أبي وهب الجشمى ـ وكانت له صحبة ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سموا أولادكم أسماء الأنبياء، وأحسن الأسماء عبدالله وعبدالرحمن، وأصدقها حارث وهمام، وأقبحها حرب ومرة، وارتبطوا الخيل، وامسحوا على نواصيها وقلدوها ولا تقلدوها الأوثان). قال أبي: سمعت هذا الحديث من فضل الأعرج وفاتني من أحمد، وأنكرته في نفسي، وكان يقع في قلبي أنه أبو وهب الكلاعي ـ صاحب مكحول ـ وكان أصحابنا يستغربون، فلا يمكنني أن أقول شيئاً لما رواه أحمد.
ثم قدمت حمص فإذا قد حدثنا ابن المصفى عن أبي المغيرة قال حدثني محمد بن مهاجر قال حدثني عقيل بن سعيد عن أبي وهب الكلاعي قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم. قال ابن أبي حاتم: وحدثنا به أبي مرة أخبرني قال: حدثنا هشام عن عمار بن يحيى بن حمزة عن ابن وهب عن سليمان بن موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
قال أبي: فعلمت أن ذلك باطل، وعلمت أن إنكاري كان صحيحاً.
(ثم ذكر أبو حاتم أن أباوهب الكلاعي يروي عن التابعين) ثم قال: فبقيت متعجباً من أحمد بن حنبل كيف خفي عليه؟! فإني أنكرته حين سمعت به قبل أن أقف عليه …).
ولأجل هذا كان الناقد منهم يفرح إذا ظفر بعلة حديث.
قال عبدالرحمن بن مهدي: (لأن أعرف علة حديث هو عندي أحب إلّي من أكتب عشرين حديثاُ ليس عندي).
بل ربما تحمل المشاق والمصاعب من أجل معرفة علة حديث واحد!
قال نصر بن حماد: كنا بباب شعبة نتذاكر الحديث فقلت: حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبدالله بن عطاء عن عقبة بن عامر قال: كنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نتناوب رعاية الإبل، فرحت ذات يوم ورسول الله صلى الله عليه وسلم
جالس وحوله أصحابه فسمعته يقول: (من توضأ فأحسن الوضوء ثم دخل المسجد فصلى ركعتين واستغفر الله غفر الله له). قال: فما ملكت نفسي أن قلت: بخٍ بخٍ، قال: فجذبني رجل من خلفي فالتفت فإذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: يا ابن عامر الذي قال قبل أن تجيء أحسن، قلت: ما قال فداك أبي وأمي؟ قال: قال: من شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فتحت له ثمانية أبواب من الجنة من أيها شاء دخل). قال: فسمعني شعبة فخرج إليّ فلطمني لطمة!! ثم دخل ثم خرج، فقال: ما له يبكي؟! فقال عبدالله بن إدريس: لقد أسأت إليه، فقال: أما تسمع ما يحدث عن إسرائيل عن أبي اسحاق عن عبد الله بن عطاء عن عقبة بن عامر! وأنا قلت لأبي اسحاق: أسمع عبد الله بن عطاء من عقبة بن عامر؟ قال: لا. وغضب، وكان مسعر بن كدام حاضراً فقال لي مسعر: أغضبت الشيخ، فقلت: ما له ليصححن لي هذا الحديث أو لأسقطن حديثه! فقال مسعر: عبد الله بن عطاء بمكة، فرحلت إليه ولم أرد الحج إنما أردت الحديث، فلقيت عبد الله بن عطاء فسألته، فقال: سعد بن إبراهيم حدثني، فقال لي مالك بن أنس: سعد بن إبراهيم بالمدينة لم يحج العام، فدخلت المدينة فلقيت سعد ابن إبراهيم فسألته، فقال: الحديث من عندكم، زياد بن مخراق حدثني، فقلت: أي شيء هذا الحديث! بينا هو كوفي صار مكياً صار مدنياً صار بصرياً!! فدخلت البصرة، فلقيت زياد بن مخراق فسألته، فقال: ليس هذا من بابتك، قلت: بلى قال: لا تريده، قلت: أريده، قال: شهر بن حوشب حدثني عن أبي ريحانة عن عقبة بن عامر، قال: فلما ذَكر لي شهراً قلت: دمّر على هذا الحديث! لو صحّ لي هذا الحديث كان أحبّ إلّي من أهلي ومن مالي ومن الدنيا كلها!!).
¥(4/219)
ـ[ابن معين]ــــــــ[02 - 06 - 03, 06:51 م]ـ
ولخفاء هذا العلم وغموضه، وصعوبة الخوض فيه لغير أهله المتخصصين فيه = كان نقاد الحديث يصرحون دائما بأن خفايا علمهم ودقائق فنهم لا تدركها كثير من الأفهام:
قال عبد الرحمن بن مهدي: (معرفة الحديث الهام، لو قلت للعالم يُعَلِّل الحديث من أين قلت هذا؟ لم يكن له حجة).
قال ابن نمير: (صدق لو قلت من أين؟ لم يكن له جواب).
قال السخاوي بعد أن نقل عبارة ابن مهدي (لم يكن له حجة): (يعني يعبر بها غالباً، وإلا ففي نفسه حجج للقبول والرفض).
ويقول عبد الرحمن بن مهدي ـ أيضاً ـ: (إنكارنا الحديث عند الجهال كهانة).
وقال أبو داود السجستاني: (وربما أتوقف عن مثل هذه ـ أي عن بيان العلل ـ لأنه ضرر على العامة أن يكشف لهم كل ما كان من هذا الباب فيما مضى من عيوب الحديث، لأن علم العامة يقصر عن مثل هذا).
ولهذا كانوا يشبهون معرفتهم بهذا العلم ـ لمن هو ليس من أهله ـ بمعرفة الصيرفي للذهب:
قال الخطيب البغدادي: (المعرفة بالحديث ليست تلقيناً، وإنما هو علم يحدثه الله في القلب. ثم قال: أشبه الأشياء بعلم الحديث معرفة الصرف ونقد الدنانير والدراهم، فإنه لا يعرف جودة الدينار والدراهم بلون ولا مس ولا طراوة ولا دنس ولا نقش ولا صفةٍ تعود إلى صغر أو كبر ولا إلى ضيق أو سعة، وإنما يعرفه الناقد عند المعاينة، فيعرف البَهرج والزائف والخالص والمغشوش، وكذلك تمييز الحديث، فإنه عِلم يخلقه الله تعالى في القلوب بعد طول الممارسة له والاعتناء به).
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم سمعت أبي يقول: (معرفة الحديث كمثل فص ثمنه مائة دينار وآخر مثله على لونه ثمنه عشرة دراهم).
وقال أحمد بن صالح: (معرفة الحديث بمنزلة الذهب ـ وأحسبه قال: الجوهر ـ إنما يُبصره أهله، وليس للبصير فيه حجة إذا قيل له: كيف قلت إن هذا بائن يعني جيداً أو رديئاً).
وقال علي بن المديني: أخذ عبد الرحمن بن مهدي على رجل من أهل البصرة _ لا أسميه _ حديثاً، قال: فغضب له جماعة، قال: فأتوه فقالوا: يا أبا سعيد، من أين قلت هذا في صاحبنا؟ قال: فغضب عبد الرحمن بن مهدي، وقال: أرأيت لو أن رجلاً أتى بدينار إلى صيرفي، فقال انتقد لي هذا، فقال: هو بهرج، فيقول له: من أين قلت لي إنه بهرج؟ الزم عملي هذا عشرين سنة حتى تعلم منه ما أعلم).
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبى رحمه الله يقول: (جاءني رجل من جلة أصحاب الرأي من أهل الفهم منهم ومعه دفتر فعرضه عليّ. فقلت في بعضها: هذا حديث خطأ، قد دخل لصاحبه حديث في حديث، وقلت: وفي بعضه: هذا حديث باطل، وقلت في بعضه: هذا حديث منكر، وقلت في بعضه: هذا حديث كذب، وسائر ذلك أحاديث صحاح. فقال لي: من أين علمت أن هذا خطأ، وأن هذا باطل وأن هذا كذب؟ أخبرك راوي هذا الكتاب بأني غلطت وأني كذبت في حديث كذا؟ فقلت: لا، ما أدري هذا الجزء من رواية من هو!، غير أني أعلم أن هذا خطأ، وأن هذا الحديث باطل، وأن هذا الحديث كذب.
فقال: تدعي الغيب؟ قال: قلت: ما هذا ادعاء الغيب.
قال: فما الدليل على ما تقول؟ قلت: سل عما قلت من يحسن مثل ما أحسن، فإن اتفقنا علمت أنّا لم نجازف ولم نقله إلا بفهم.
قال: من هو الذي يحسن مثل ما تحسن؟ قلت: أبو زرعة. قال: ويقول أبو زرعة مثل ما قلتَ؟ قلت: نعم. قال هذا عجب.
فأخذ فكتب في كاغذ ألفاظي في تلك الأحاديث، ثم رجع إليّ وقد كتب ألفاظ ما تكلم به أبو زرعة في تلك الأحاديث، فما قلت: إنه باطل، قال أبو زرعة: هو كذب.
قلت: الكذب والباطل واحد. وما قلت: إنه كذب، قال أبو زرعة: هو باطل. وما قلت: إنه منكر، قال هو: منكر، كما قلت. وما قلت إنه صحاح قال أبو زرعة: هو صحاح.
فقال: ما اعجب هذا تتفقان من غير مواطأة فيما بينكما!! فقلت: فقد (كذا!) ذلك أنالم نجازف، وإنما قلناه بعلم ومعرفة قد أوتينا.
¥(4/220)
والدليل على صحة ما نقوله بأن دينار نبهرجاً يحمل إلى الناقد فيقول: هذا دينار نبهرج، ويقول لدينار هو جيد. فان قيل له: من أين قلت إن هذا نبهرج، هل كنت حاضراً حين بهرج هذا الدينار؟ قال: لا، فإن قيل له: فأخبرك الرجل الذي بهرجه أني بهرجت هذا الدينار؟ قال: لا، قيل: فمن أين قلت إن هذا نبهرج؟! قال: علماً رُزقت. وكذلك نحن رُزقنا معرفة ذلك.
قلت له: فتحمل فص ياقوت إلى واحد من البصراء من الجوهريين، فيقول: هذا زجاج، ويقول لمثله: هذا ياقوت. فإن قيل له: من أين علمت أن هذا زجاج وأن هذا ياقوت، هل حضرت الموضع الذي صنع فيه هذا الزجاج؟! قال: لا، قيل له: فهل أعلمك الذي صاغه بأنه صاغ هذا زجاجاً؟ قال: لا، قال: فمن أين علمت؟ قال: هذا علم رُزقت. وكذلك نحن رُزقنا علماً لا يتهيأ لنا أن نخبرك كيف علمنا بان هذا الحديث كذب، وهذا حديث منكر، إلا بما نعرفه.
قال أبو محمد (وهو ابن أبي حاتم): تعرف جودة الدينار بالقياس إلى غيره، فإن تخلف عنه في الحمرة والصفاء علم أنه مغشوش، ويُعلم جنس الجوهر بالقياس إلى غيره، فإن خالفه بالماء والصلابة عُلم أنه زجاج.
ويقاس صحة الحديث بعدالة ناقليه، وأن يكون كلاماً يصلح أن يكون من كلام النبوة، ويعلم سقمه وإنكاره بتفرد من لم تصح عدالته بروايته، والله اعلم).
قال السخاوي _ بعد أن ذكر القصة السابقة _: (وهو كما قال غيره، أمر يهجم على قلبهم لا يمكنهم رده، وهيئة نفسانية لا معدل لهم عنها، ولهذا ترى الجامع بين الفقه والحديث كابن خزيمة والإسماعيلي والبيهقي وابن عبد البر لا يُنكر عليهم، بل يشاركهم ويحذو حذوهم، وربما يُطالبهم الفقيه أو الأصولي العاري عن الحديث بالأدلة!، هذا مع اتفاق الفقهاء على الرجوع إليهم في التعديل والتجريح، كما اتفقوا على الرجوع في كل فن إلى أهله، ومن تعاطى تحرير فن غير فنه فهو متعنى، فالله تعالى بلطيف عنايته أقام لعلم الحديث رجالاً نقاداً تفرغوا له، وأفنوا أعمارهم في تحصيله، والبحث عن غوامضه وعلله ورجاله، ومعرفة مراتبهم في القوة واللين، فتقليدهم والمشي وراءهم، وإمعان النظر في تواليفهم، وكثرة مجالسة حفاظ الوقت، مع الفهم وجودة التصور، ومدوامة الاشتغال وملازمة التقوى والتواضع = يوجب لك إن شاء الله معرفة السنن النبوية، ولا قوة إلا بالله).
ـ[ابن معين]ــــــــ[02 - 06 - 03, 06:56 م]ـ
ولصعوبة هذا العلم ودقته ربما قصرت عبارة المعلل فلا يستطيع أن يعبر عما في نفسه!
قال ابن حجر: (وقد تقصر عبارة المعلل منهم، فلا يفصح بما استقر في نفسه من ترجيح إحدى الروايتين على الأخرى، كما في نقد الصيرفي سواء).
ولهذا كله لم يتكلم في هذا العلم إلا قلة من فحول المحدثين، وندرة من النقاد المبرزين:
قال ابن حجر: (ولهذا لم يتكلم فيه إلا أفراد أئمة هذا الشأن وحذاقهم، وإليهم المرجع في ذلك، لما جعل الله فيهم من معرفة ذلك، والاطلاع على غوامضه، دون غيرهم ممن لم يمارس ذلك).
بل كان النقاد في أزهى عصور السنة يشتكون من قلة من يحسن هذا العلم ويجيده!:
قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: (جرى بيني وبين أبي زرعة يوماً تمييز الحديث ومعرفته، فجعل يذكر أحاديث ويذكر عللها، وكذلك كنتُ اذكر أحاديث خطأ وعللها، وخطأ الشيوخ، فقال لي: يا أبا حاتم قلَّ من يفهم هذا، ما أعز هذا، إذا رفعت هذا من واحد واثنين فما أقل من تجد من يحسن هذا، وربما أشك في شيء أو يتخالجنى شيء في حديث فإلى أن التقي معك، لا أجد من يشفينى منه. قال أبي: وكذلك كان أمري).
قال أبو محمد: قلت لأبي: محمد بن مسلم؟ قال: (يحفظ أشياء عن محدثين يؤديها ليس معرفته للحديث غريزة!).
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي وجرى عنده معرفة الحديث فقال: (أبو عبد الله الذي يحدث عنه محمد بن جابر، والذي يحدث عن سعيد بن جبير، وعن مصعب بن سعد، وعن زاذان هو مسلم الجهني، ومسلم البطين أيضاً: يكنى أبا عبد الله، غير أنه لا يحتمل أن يكون مسلم الملائي:يحدث عن مصعب بن سعد وعن زاذان.
ثم قال: ذهب الذي كان يحسن هذا _ يعني أبا زرعة _ وما بقى بمصر ولا بالعراق أحد يحسن هذا!! قلت: محمد بن مسلم؟ قال يفهم طرفاً منه!).
¥(4/221)
فإذا تبين بعد هذا كله رفيع قدر، وجليل مكانته، وصعوبة الخوض فيه إلا لأهله الذين اختصهم الله بذلك، وأنه لم يتكلم فيه إلا أكابر النقاد = علمتَ حينئذ أنه لا بد من أخذ كلامهم في هذا العلم والتسليم لهم بذلك فيه:
قال العلائي: (الأئمة المتقدمين الذين منحهم الله التبحر في علم الحديث والتوسع في حفظه كشعبة و … وكذلك إلى زمن الدارقطني والبيهقي، ممن لم يجيء بعدهم مساوٍ لهم، بل ولا مقارب!، فمتى وجد في كلام أحد من المتقدمين الحكم على حديث بشيء كان معتمداً، لما أعطاهم الله من الحفظ العظيم والاطلاع الغزير، وإن اختلف النقل عنهم عُدل إلى الترجيح).
وقال ابن كثير: (أما كلام هؤلاء الأئمة المنتصبين لهذا الشأن، فينبغي أن يؤخذ مسلماً من غير ذكر أسباب، وذلك للعلم بمعرفتهم واطلاعهم واضطلاعهم في هذا الشأن، واتصافهم بالإنصاف والديانة والخبرة والنصح، لا سيما إذا أطبقوا على تضعيف رجل أو كونه متروكاً أو كذاباً أو نحو ذلك.
فالمحدث الماهر لا يتخالجه في مثل هذا وقفة في موافقتهم، لصدقهم وأمانتهم ونصحهم، ولهذا يقول الإمام الشافعي في كثير من كلامه على الأحاديث: (لا يثبته أهل العلم بالحديث) ويرده ولا يحتج به بمجرد ذلك).
وقال ابن حجر: (فمتى وجدنا حديثاً قد حكم إمام من الأئمة المرجوع إليهم بتعليله فالأولى اتباعه في ذلك كما نتبعه في تصحيح الحديث إذا صححه.
وهذا الإمام الشافعي مع إمامته يحيل القول على أئمة الحديث في كتبه، فيقول: (وفيه حديث لم يثبته أهل العلم بالحديث). وهذا حيث لا يوجد مخالف منهم لذلك المعلل، وحيث يصرح بإثبات العلة، فأما إن وُجد غيره صححه فينبغي حينئذ توجه النظر إلى الترجيح بين كلاميهما. وكذلك إذا أشار المعلل إلى العلة إشارة ولم يتبين منه ترجيح لإحدى الروايتين، فإن ذلك يحتاج إلى ترجيح، والله أعلم).
وقال أيضاً: (وبهذا التقرير يتبين عظم موقع كلام الأئمة المتقدمين، وشدة فحصهم، وقوة بحثهم، وصحة نظرهم، وتقدمهم بما يوجب المصير إلى تقليدهم في ذلك، والتسليم لهم فيه).
تم (الفصل الرابع)
ويليه (الفصل الخامس) والأخير إن شاء الله تعالى.
ـ[ابن معين]ــــــــ[04 - 06 - 03, 05:53 م]ـ
الفصل الخامس: مصنفات العلماء في علل الحديث.
نظراً لقيام بعض الباحثين بتتبع المصنفات المؤلفة في علل الحديث الموجود منها والمفقود (1)، فإنني سأكتفي ببيان المطبوع منها:
1ـ علل الحديث ومعرفة الرجال لعلي بن المديني (ت 234هـ) ـ رواية ابن البراء ـ له طبعتان، الأولى: بتحقيق: الدكتور عبدالمعطي أمين قلعجي، والثانية: بتحقيق محمد مصطفى الأعظمي.
2ـ العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد بن حنبل (ت 241هـ) رواية ابنه عبدالله ـ تحقيق: الدكتور وصي الله عباس.
3ـ العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد بن حنبل ـ رواية المروذي وغيره ـ له طبعتان، الأولى: بتحقيق الدكتور وصي الله عباس، والثانية بتحقيق صبحي البدري السامرائي.
4ـ التمييز الإمام مسلم بن الحجاج ـ تحقيق الدكتور محمد الأعظمي.
5ـ علل الترمذي الكبير ـ بترتيب أبي طالب القاضي ـ (ت 279هـ)، تحقيق حمزة ديب مصطفى.
6ـ علل الأحاديث في كتاب الصحيح لأبي الفضل ابن عمار الشهيد (ت 317 هـ)، تحقيق: علي حسن علي عبدالحميد الحلبي.
7ـ علل الحديث لابن أبي حاتم (ت 327 هـ)، تحقيق: محب الدين الخطيب وقد شرح جزءً منه ابن عبدالهادي، وقد طبع قريباً.
8ـ العلل للدار قطني (ت 385 هـ)، تحقيق: الدكتور: محفوظ الرحمن زين الله السلفي.
9ـ المنتخب من العلل للخلال لابن قدامة، تحقيق: طارق عوض الله.
10ـ علة الحديث المسلسل في يوم العيدين للحافظ أبي محمد الجرجاني (ت 489هـ)، تحقيق: الدكتور محمد التركي.
11ـ العلل المتناهية في الأحاديث الواهية لابن الجوزي (ت 597هـ)، تحقيق: إرشاد الحق الأثري.
12ـ شرح علل الترمذي لابن رجب (ت 795هـ)، له ثلاث طبعات، الأولى: تحقيق الدكتور همام عبدالرحيم سعيد، والثانية: تحقيق الدكتور نورالدين عتر، والثالثة: بتحقيق صبحي السامرائي.
وهناك كتب هي مظان للأحاديث المعلة وفيها نقولات عن أئمة العلل، فمنها:
أـ كتب الأحاديث المسندة، مثل:
ـ السنن الكبرى للنسائي (ت 313هـ)
¥(4/222)
ـ المسند للبزار (ت 292هـ).
ـ معاجم الطبراني (ت 360هـ).
ب ـ كتب التراجم، مثل:
ـ تواريخ البخاري (ت 256هـ).
ـ الضعفاء للعقيلي (ت 321هـ).
ـ الكامل لابن عدي (ت 365هـ).
ج ـ كتب السؤالات، مثل:
ـ سؤالات تلامذة أحمد له، كابنه صالح وعبد الله، وكأبي داود والمروذي وابن هانئ وغيرهم.
ـ سؤالات تلامذة الدارقطني له، كالبرقاني والسهمي ويحي بن بكير والحاكم وغيرهم.
د ـ كتب التواريخ، مثل:
ـ التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة (ت 279هـ) وهو مخطوط، وطبع منه قسم أخبار المكيين.
ـ تاريخ بغداد للخطيب (ت 463هـ).
ـ تاريخ دمشق لابن عساكر (ت 571هـ).
هـ ـ كتب الأفراد والغرائب، مثل:
ـ الأفراد للدار قطني، وقد وصلنا مرتباً على الأطراف لابن القيسراني.
الكتب المعاصرة في العلل:
قام بعض الباحثين المعاصرين بالكتابة حول هذا العلم والتعريف به، واختلفت مناهجهم فيه، فبعضهم كتب تنظيراً له، وبعضهم قام بدارسة بعض الأحاديث المعلة، إلا أن هذا العلم مازال يحتاج إلى جهود متضافرة لإبراز أهميته وتوضيح معالمه.
وإليك ما وجدته:
1ـ الحديث المعلل، إعداد: الدكتور خليل إبراهيم ملا خاطر.
2ـ العلل في الحديث، دراسة منهجية في ضوء شرح العلل لابن رجب، مع ترجمة ضافية لابن رجب، للدكتور: همام عبدالرحيم سعيد.
3ـ الحديث المعلول قواعد وضوابط، للدكتور حمزة عبد الله مليباري.
4ـ علم علل الحديث من خلال كتاب بيان الوهم والإيهام لابن القطان الفارسي، للدكتور إبراهيم بن الصديق الغماري.
5ـ شرح علل الحديث مع أسئلة وأجوبة في مصطلح الحديث، تأليف: أبي عبد الله مصطفى ابن العدوي. وهو كتاب للمبتدئين.
6ـ أثر علل الحديث في اختلاف الفقهاء، تأليف: د/ ماهر ياسن فحل.
7ـ مرويات الزهري المعلة، للدكتور عبد الله دمفو.
8ـ أحاديث معلة ظاهرها الصحة، للشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمة الله.
(1) ذكر الدكتور محفوظ الرحمن في مقدمة تحقيقه لعلل الدارقطني (1/ 47) خمسين كتاباً، أما الدكتور وصي الله عباس فذكر في مقدمة تحقيقه لمعرفة العلل لأحمد (1/ 39) ستة وخمسين كتاباً، ثم من جاء بعدهما حاول أن يضيف عليهما، فأضاف الدكتور عبدالله دمفو في مقدمة كتابه مرويات الزهري المعلة (1/ 86) ثمانية كتب، وأضاف الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التويجري في مقدمة تحقيقه للقسم الأول من علل ابن أبي حاتم سبعة كتب، وأضاف الدكتور إبراهيم بن الصديق الغماري في مقدمة كتابه علم علل الحديث من خلال كتاب بيان الوهم والإيهام ثمانية كتب، وأضاف الدكتور محمد التركي في مقدمة تحقيقه لقسم من علل ابن أبي حاتم (1/ 47) ثمانية كتب.
وفي بعض ما ذكروه تكرار، وفي بعضه نظر: لأن بعضهم ذكر بعض الكتب وإنما هي من مظان العلل وليست مخصصة له.
ـ[ابن معين]ــــــــ[04 - 06 - 03, 05:58 م]ـ
هذا ما تيسر كتابته حول علم العلل، ولعل الله أن ييسر كتابة مسائل أخر حول علم العلل أيضاً تجلي بعض جوانبه وتوضح بعض غوامضه.
أسأل الله أن ينفع بهذا البحث كاتبه وقارئه، وأن يجعل ذلك في موازين حسناتنا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخوكم: هشام بن عبدالعزيز الحلاف.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 06 - 03, 08:44 ص]ـ
اخي الحبيب الشيخ الفاضل ابن معين
جزاك الله خيرا
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[05 - 06 - 03, 09:20 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل هشام الحلاف
وللفائدة هذه نسخة من البحث على ملف وورد
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 10 - 03, 10:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك في علمكم.
ـ[ماهر]ــــــــ[22 - 10 - 03, 11:03 م]ـ
جزى الله الأخ هشام خيراً على هذا البحث النافع الماتع
ويضاف إلى قائمة المؤلفات في العلل
أثر اختلاف الأسانيد والمتون في اختلاف الفقهاء في 595 صفحة
وبالنية تأليف كتاب باسم الجامع في العلل
ماهر
دار الحديث
www.iraqweb.info
ـ[ابن معين]ــــــــ[24 - 10 - 03, 09:29 ص]ـ
جزا الله الإخوة الأفاضل (ابن وهب، وأهل الحديث، وعبدالرحمن الفقيه، والدكتور ماهر) خيراً على تعقيبهم.
ولعل الشيخ هيثم حمدان _ المشرف على مكتبة الملتقى _ أن يضع نسخة من هذا البحث في مكتبة الملتقى.
ـ[سيف 1]ــــــــ[06 - 09 - 05, 07:53 م]ـ
رفع الله قدرك شيخنا الكريم هشام وزادك علما من عنده وأفادنا منك دوما.الله آمين(4/223)
التعريف بـ (علم علل الحديث)
ـ[ابن معين]ــــــــ[24 - 05 - 03, 01:24 م]ـ
..................... (التعريف بعلم علل الحديث) ......................
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فإن علوم السنة النبوية من أجل العلوم قدراً، وأعظمها شرفاً وذكراً، وأكثرها ثواباً وأجراً.
وأجل علومها فائدة ونفعاً علم (علل الحديث)، لأن من شروط صحة الحديث انتفاء علله القادحة فيه.
قال الخطيب البغدادي: (معرفة علل الحديث أجلّ أنواع علم الحديث).
ولأهمية هذا العلم وعظيم فائدته فقد أحببت التعريف به _ وقد كنت وعدت بذلك سابقاً والحمد لله على تيسيره _.
وسيشمل التعريف بهذا العلم على جل مباحثه، ومعظم مسائله، إن شاء الله تعالى.
وسيقسم على هيئة فصول، وكل فصل قد يجمع مسألة أو أكثر.
أسأل الله أن ينفع بهذا البحث كاتبه وقارئه، وأن يجعل ذلك في موازين حسناتنا أجمعين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
كتبه أخوكم: هشام بن عبدالعزيز الحلاف.
المعيد في قسم السنة وعلومها بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
السبت 23/ 3/1424هـ
ـ[ابن معين]ــــــــ[24 - 05 - 03, 05:48 م]ـ
الفصل الأول: تعريف العلة.
المسألة الأولى: تعريف العلة في اللغة.
ذكر أهل اللغة في كتبهم معنى العلة، وجلهم يذكر أنها بمعنى المرض.
لكن وجدت أشمل من ذكر معانيها وأوضح مبانيها هو ابن فارس في كتابه معجم مقاييس اللغة، فإنه قال:
(عل: العين واللام أصول ثلاثة صحيحة:
أحدها: تكرار أو تكرير.
والثاني: عائق يعوق.
والثالث: ضعف في الشيء.
فالأول: العلل هو الشربة الثانية، ويقال: علل بعد نهل، ويقال: أعل القوم إذا شربت إبلهم عللا، قال ابن الأعرابي في المثل: "ما زيارتك إيانا إلا على سوم عالة"، أي مثل الإبل التي تعل، وإنما قيل هذا لأنها إذا كرر عليها الشرب كان أقل لشربها الثاني.
والثاني: العائق يعوق، قال الخليلي: (العلة حدث يشغل صاحبه عن وجهه، ويقال: اعتله عن كذا أي إعتاقه، قال فاعتله الدهر وللدهر علل).
والثالث: العلة المرض، وصاحبها معتل، قال ابن الأعرابي: (علّ المريض: يعل فهو عليل).
ـ[ابن معين]ــــــــ[24 - 05 - 03, 05:54 م]ـ
المسألة الثانية: تعريف العلة في اصطلاح المحدثين.
تبين لي من خلال النظر في كتب العلل واستعمال الأئمة لها وتعاريفهم إياها أن مصطلح العلة يُستعمل عندهم باستعمالين: عام وخاص.
العلة بالمعنى الخاص:
فأما العلة بمعناها الخاص فهي سبب خفي يقدح في صحة الحديث.
وأول من وجدته قد أبان عن هذا المعنى بوضوح هو أبو عبد الله الحاكم، حيث قال في معرفة علوم الحديث _في النوع السابع والعشرين منه _: (وإنما يُعلل الحديث من أوجه ليس للجرح فيها مدخل، فإن حديث المجروح ساقط واهٍ، وعلة الحديث يكثر في أحاديث الثقات أن يحدثوا بحديث له علة فيخفى عليهم علمه فيصير معلولاً).
وهذا هو معنى قول عبدالرحمن بن مهدي: (لئن أعرف علة حديث عندي أحب إلي من أكتب عشرين حديثاً ليس عندي).
ثم جاء بعده ابنُ الصلاح _ وقد حررَّ كلامَ الحاكم السابق _ فقال في مقدمته: (وهي (أي العلة) عبارة عن أسباب خفية غامضة قادحة فيه، فالحديث المعلل هو الحديث الذي اطلع فيه على علة تقدح في صحته مع أن ظاهره السلامة منها).
قال ابن حجر: (فعلى هذا لا يسمى الحديث المنقطع _مثلاً _ معلولاً، ولا الحديث الذي راويه مجهول أو مضعف معلولاً، وإنما يسمى معلولاً إذا آل أمره إلى شيء من ذلك مع كونه ظاهر السلامة من ذلك. وفي هذا رد على من زعم أن المعلول يشمل كل مردود).
وقال ابن حجر _ أيضاً _: (وقد أفرط بعض المتأخرين فجعل الانقطاع قيداً في تعريف المعلول، فقرأت في المقنع للشيخ سراج الدين ابن الملقن قال: ذكر ابن حبيش في كتاب علوم الحديث أن المعلول: أن يروي عمن لم يجتمع به كمن تتقدم وفاته عن ميلاد من يروي عنه، أو تختلف جهتهما كأن يروي الخراساني مثلاً عن المغربي ولايُنقل أن أحدهما رحل عن بلده.
قلت (أي ابن حجر): وهو تعريف ظاهر الفساد، لأن هذا لا خفاء فيه، وهو بتعريف مدرك السقوط في الإسناد أولى).
وكل من جاء بعد ابن الصلاح _ممن عرف الحديث المعلول _ هو على ما قاله ابن الصلاح، وعندهم أن الحديث المعلول يُشترط فيه شرطين:
الأول: أن تكون العلة في الحديث خفية غامضة.
الثاني: أن تكون العلة قادحة في صحة الحديث.
ولذا قال الذهبي في الموقظة: (فإن كانت العلة غير مؤثرة، بأن يرويه الثبت على وجه، ويخالفه واه، فليس بمعلول. وقد ساق الدارقطني كثيراً من هذا النمط في كتاب العلل فلم يصب، لأن الحكم للثبت).
وقال ابن حجر معقباً على تعريف ابن الصلاح للحديث المعلول: (وفي هذا رد على من زعم أن المعلول يشمل كل مردود).
قلت: ولاشك في خطأ قصر تعريف الحديث المعلول على ما ذكره ابن الصلاح، لأنني وجدت الأئمة المتقدمين قد أطلقوا العلة بمعنى أعم مما سبق _كما سيأتي _، وقد اقرّ بهذا ابن الصلاح كما سنورد كلامه بعد قليل.
وإنما أراد الحاكم في تعريفه للحديث المعلول بيان أدق صوره وأغمض أنواعه _ وعلى هذا المعنى وردت عبارات للأئمة ذكروا فيها صعوبة هذا العلم وغموضه ودقته _ ولذلك أورد الحاكم بعد تعريفه السابق قول عبدالرحمن بن مهدي: (لئن أعرف علة حديث عندي أحب إلي من أكتب عشرين حديثاً ليس عندي).
¥(4/224)
ـ[الحمادي]ــــــــ[25 - 05 - 03, 01:09 م]ـ
جزاك الله خيراً ياشيخ هشام ...
ونحن في شوقٍ إلى بقية المباحث (خاصةً قواعد التعليل).
وبالمناسبة:
أذكر أن الشيخ عبدالله بن وكيِّل الشيخ كان قد كلَّف طلاب الدراسات العليا (دكتوراه) بجرد (علل ابن أبي حاتم والدارقطني) واستخلاص قواعد التعليل منهما. فأتمنى ممن عنده شيءٌ من ذلك أن يفيدنا.
ـ[ابن معين]ــــــــ[25 - 05 - 03, 05:48 م]ـ
وجزاك الله خيراً أخي الشيخ عبدالله الحمادي على تعقيبك.
وأبشر بما يسرك إن شاء الله تعالى.
وبخصوص ما ذكرته عن البحوث التي أشرف عليها الشيخ عبدالله بن وكيل على طلاب الدكتوراة في قسم السنة فهي عندي وهي مفيدة.
وفي النية بإذن الله تعالى الكتابة عن قرائن التعليل والترجيح عند الأئمة المتقدمين، وقد جمعت في ذلك فوائد، أسأل الله أن ييسر إتمامها.
وانظر مثالاً على ذلك في قرينة الترجيح بسلوك غير الجادة في هذا الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=5110&highlight=%C7%E1%CC%C7%CF%C9
ـ[ابن معين]ــــــــ[25 - 05 - 03, 05:54 م]ـ
تابع للمسألة الثانية:
العلة بالمعنى العام:
والناظر في كلام أئمة الحديث _ والمتقدمين منهم خاصة _ يجدهم يطلقون العلة في الحديث بمعنى أعم مما تقدم فالعلة عندهم هي كل سبب يقدح في صحة الحديث سواء كان غامضاً أو ظاهراً، وكل اختلاف في الحديث سواء كان قادحاً أو غير قادح.
قال ابن الصلاح بعد أن عرف العلة بالمعنى الخاص: (ثم اعلم أنه قد يطلق اسم العلة على غير ما ذكرناه من باقي الأسباب القادحة في الحديث، المخرجة له من حال الصحة إلى حال الضعف، المانعة من العمل به على ما هو مقتضى لفظ العلة في الأصل. ولذلك تجد في كتب علل الحديث الكثير من الجرح بالكذب والغفلة وسوء الحفظ ونحو ذلك من أنواع الجرح.
وسمى الترمذي النسخ علة من علل الحديث.
ثم إن بعضهم أطلق اسم العلة على ما ليس بقادح من وجوه الخلاف، نحو إرسال من أرسل الحديث الذي أسنده الثقة الضابط، حتى قال: من أقسام الصحيح ما هو صحيح معلول!، كما قال بعضهم: من الصحيح ما هو صحيح شاذ!. والله أعلم).
قال ابن حجر متعقباً كلام ابن الصلاح السابق:
(مراده بذلك أن ما حققه من تعريف المعلول قد يقع في كلامهم ما يخالفه، وطريق التوفيق بين ما حققه المصنف وبين ما يقع في كلامهم أن اسم العلة إذا أُطلق على حديث لا يلزم منه أن يسمى الحديث معلولاً اصطلاحاً. إذ المعلول ما علته قادحة خفية، والعلة أعم من أن تكون قادحة أو غير قادحة، خفية أو واضحة. ولهذا قال الحاكم: " وإنما يعل الحديث من أوجه ليس فيها للجرح مدخل).
قلت: وقول ابن حجر: (أن اسم العلة إذا أُطلق على حديث لا يلزم منه أن يسمى الحديث معلولاً اصطلاحاً) بعيد، وإلا فماذا يسمى حينئذ؟!
وكلام ابن الصلاح صحيح، والأمثلة كثيرة جداً على ما ذكره ابن الصلاح من وجود أنواع من الجرح في كتب العلل.
وقد يذكرون الحديث في كتب العلل لا لوجود جرح في أحد رواتها!
وإنما من أجل عدم سماع راو من آخر،كما في علل ابن أبي حاتم: (138).
بل وجدت ابن أبي حاتم أورد في كتابه العلل أحاديث لأغراض أخرى!
فأورد أحاديث من أجل الاستفهام عن أحد الرواة الواردين في الإسناد من هو؟!: (295، 660، 693، 1108 وغيره).
أو للسؤال عن نسب راو: (1718، 2593).
أو لأجل تعيين مبهم: (2740).
بل أعجب من هذا إدخاله حديثاً من أجل ما أشكل فيه من جهة العقيدة وما المراد به!: (2118).
أو لأجل استنباط حكم فقهي قد يكون غريباً: (1217)!!
ولذا قال الصنعاني بعد أن ذكر تعريف ابن الصلاح: (وكأن هذا تعريف اغلبي للعلة، وإلا فإنه سيأتي أنهم قد يعلون بأشياء ظاهرة غير خفية ولا غامضة، ويعلون بما لا يؤثر في صحة الحديث).
وقد حاول السخاوي أن يخرج وجود العلل التي ليست بخفية في كتب العلل فقال: (ولكن ذلك منهم (أي من أصحاب كتب العلل الذين يذكرون ما ليس بخفي) بالنسبة للذي قبله قليل، على أنه يُحتمل أيضاً أن التعليل بذلك من الخفي، لخفاء وجود طريق آخر ينجبر بها ما في هذا من ضعف، فكأن المعلل أشار إلى تفرده).
ـ[ابن معين]ــــــــ[26 - 05 - 03, 07:47 م]ـ
فائدتان:
الفائدة الأولى: في قول ابن الصلاح: (وسمى الترمذي النسخ علة).
قلت: وقد أخذه ابن الصلاح من قول الترمذي في علله الصغير: (جميع ما في هذا الكتاب من الحديث معمول به ما خلا حديثين، وقد بينا (علة) الحديثين جميعاً في الكتاب).
قال ابن رجب في شرحه لهذه الجملة: (فإنما بين ما قد يُستدل به للنسخ لا أنه بين ضعف إسنادهما).
وقال الزركشي: (لعل الترمذي يريد أنه علة في العمل بالحديث، لا أنه علة في صحته، لاشتمال الصحيح على أحاديث منسوخة، ولا ينبغي أن يجري مثل ذلك في التخصيص).
وقال ابن حجر: (مراد الترمذي أن الحديث المنسوخ مع صحته إسناداً ومتناً طرأ عليه ما أوجب عدم العمل به وهو الناسخ، ولا يلزم من ذلك أن يسمى المنسوخ معلولاً اصطلاحاً كما قررته).
قلت: وقد تقدم ما في كلام ابن حجر من نظر في حصره للحديث المعلول بما وقعت فيه العلة على اصطلاح المتأخرين.
وفي كلام ابن الصلاح السابق ما يشير إلى تفرد الترمذي بتسمية النسخ علة، وليس الأمر كذلك!
فقد وجدت ابن أبي حاتم أورد في كتابه العلل حديثين ليس فيهما علة سوى النسخ!
وانظر: (رقم 114، 246).
الفائدة الثانية: أفرد المتأخرون ممن كتبوا في علوم الحديث أبواباً ومصطلحات حديثية، وهي في حقيقة الأمر داخلة في العلل، كالاختلاف في الوصل والإرسال والرفع والوقف والمقلوب والمدرج والمضطرب وزيادة الثقة والشاذ.
¥(4/225)