والضمير في "به": راجع أيضا إلى غير مذكور، فجاهدهم بالقرآن حجة وبرهانا، كما ستؤمر بعد ذلك من جهادهم سيفا وسنانا، فبذينك الحدين تسلح في نزال الأديان والأبدان طلبا لظهور الدين الخاتم، فلا قيام لهذه الملة إلا: بكتاب هاد وسلاح ماض.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[13 - 09 - 2009, 07:36 ص]ـ
ومن قوله تعالى: (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ)
فتلك سنة كونية جارية على حد سنة: (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ)، فلا يعترض بها على التكليف الشرعي، إذ الشرع لا يعارض بالقدر إلا على حد قول المشركية: (لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ)، والحال: (ولو حرصت): مئنة من توكيد المعنى، فهي: "وصلية" على حد قولك: ولو فعلت ما فعلت فلن يؤمنوا، ففيها نوع احتراس لئلا يظن الرسول البشري أن أمر الإيمان بيده، أو أنه مكلف بحمل الناس على الإيمان، فهداية الإلهام والتوفيق، هداية: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)، ليست إلا لله، عز وجل، وإنما كلف الرسول البشري بالبلاغ، فوظيفة الرسل: البيان، فلهم من الهداية هداية الدلالة والإرشاد، هداية: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).
والباء في: "بمؤمنين": جارية على ما تقدم من توكيد معنى النفي بزيادة مبناه، فالأمر قد قضي من الأزل، وإنما أخرج الله، عز وجل، الأعيان والأفعال من حيز العدم إلى حيز الوجود المشهود، إذ كانت معدومات في عالم الشهادة، مسطورات في اللوح المحفوظ من الأزل على ما تقدم في علمه، جل وعلا، الأزلي الأول، فشاء الرب، جل وعلا، بقدرته النافذة وحكمته البالغة خروجها إلى العالم المشهود وفق ما تقدم في الأزل، فظهرت حكمته، جل وعلا، إذ ابتلى بالتكليف، وظهرت قدرته إذ حكم لفئام من البشر بالهدى، وحكم على فئام من البشر بالضلال، إذ لم يستلبهم حقا كان لهم، وإنما هو محض عطاء، وصل به من وصل فضلا وامتنانا فذلك من الأمور الوجودية، وقطع أسبابه عمن شاء فذلك من الأمور العدمية، فلا يستقيم حال العبد في هذا الباب إلا بالنظر إلى: جانب القدرة النافذة، و: جانب الحكمة البالغة، فإن من حكمته، جل وعلا، أن وضع الهداية حيث علم قبول المحل، على حد قوله تعالى: (اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ)، فهو أعلم حيث يجعل رسالته، وهو أعلم حيث يجعل هدايته إلى الإيمان برسالته فلا يلقاها إلا من تقدم في العلم الأول: قبول أرض فؤاده لبذر الإيمان الطيب، فتربته بكر لم تتلطخ بأدران الشرك، إذ فطرته التوحيدية الأولى سالمة من المعارضة، وذلك أثر الميثاق التوحيدي الأول الذي يحسه كل مكلف في نفسه، فاضطراره إلى الإله المتفرد بأوصاف الكمال ليدبر شأنه فيهبه بوصف جماله، وينصره على عدوه بوصف جلاله، إضطراره إلى ذلك الإله الحميد المجيد: أمر قطعي لا يتطرق إليه وهم أو شك، وإن مارى في ذلك من مارى من السفهاء، فغايتهم أن يكونوا من أهل: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا)، ومع طيب الأرض والبذر، قبلت تلك الأرض بمقتضى المنة الإلهية على مالكها: آثار رحمة ربك من هَطْل الرسالات المتتابع بأجناس العلوم النافعة والأعمال الصالحة، فتنبت شجرة الإيمان في القلب، فأصلها: لا إله إلا الله: أصل كل العلوم الإلهية والتكليفات الشرعية، فبها يصح العقد الأول، فما بعده عليه ينهض، فيتوالي القطر بعلوم الإلهيات: من أسماء وصفات وأفعال ربانية، فتلك أشرف أجناس العلوم، وعلوم الغيب من: الملائكة والدار الآخرة وعالم الخلق المغيب من جان وشياطين وسائر العوالم غير المشهودة فلا يحيط بكنهها إلا الباري عز وجل، وعلوم النبوات المنجية، وعلوم الكتب الهادية .......... إلخ، فتنبت تلك الرحمات المتتالية أجناسا من الأعمال القلبية التي يتفاوت فيها العباد تفاوتا لا يحصيه إلا فاطر القلوب، عز وجل، فتسيل أودية القلوب بقدرها، فمنها الواسع ومنها الضيق، على حد قوله تعالى: (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ)، فمن شاء بقدرته الكونية النافذة هدايته: شرح صدره فاتسع ليقبل آثار الرسالات من العلميات والعمليات، ومن شاء بقدرته الكونية النافذة: ضلاله: ضيق صدره، فلم يقبل من تلك الآثار الطيبات ما تحصل به الغلبة على جيوش الهموم والشبهات والشهوات، فهو في قيدها أسير، قد استرق الهم والحزن همته، فهو ذريعة إلى القعود عن السير، واسترقت الشبهات قلبه فهو في أمر مريج، واسترقت الشهوات جوارحه فهي من كل خير معطلة.
فإذا نمت شجرة العلم والعمل الباطن، أثمرت على اللسان إقرارا، وعلى الجوارح أعمالا، فاستقام الباطن والظاهر على حد الرسالة الجامع المانع لأسباب السعادة في الدارين، فما فاز بمطلوب العقلاء من دفع الأتراح وجلب الأفراح إلا الموحدون أتباع الرسالات، فهي سبب كل نعمة دينية ودنيوية في الدار الأولى، وهي سبب النجاة في الدار الآخرة.
فإذا تقرر ذلك المعنى في قلب العبد: ظهر له فساد من زعم أن الهداية الحاصلة لصديق الأمة: أبي بكر، رضي الله عنه، من جنس الهداية الحاصلة لفرعون الأمة أبي جهل، فهما على ذات الحد فليس لله، عز وجل منة على الصديق، بل أعطاه ما أعطى فرعون، وذلك من نقض الحكمة الربانية بمكان، إذ سوى بين المفترقين، بل بين أعظم مفترقين!، فالحكمة تستوجب: التفريق بين المختلفات، والتسوية بين المتماثلات فذلك قياس شرعي عقلي مطرد، على حد قوله تعالى: (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ)، فالحكمة تقتضي تقديم الفضل في مواضع، وتقديم العدل في مواضع، ولكل محل ما يلائمه، فإيصال الملائم إلى المحل القابل: هداية أو ضلالا، هو عين الحكمة الإلهية، وهو مئنة من كمال القدرة الربانية، فلا راد لفضله، ولا مانع من عدله، فإذا قضى لعبد بالنجاة فلا مهلك له، وإن قضى على عبد بالهلاك فلا منجي له، فلا: (ملْجَأَ ولا منجَى منك إلا إليك)، فنجاة الأديان والأبدان لا تكون إلا باللجوء إلى الرب الحافظ للأديان بأسباب الشرع، والحافظ للأبدان بأسباب الكون.
يقول ابن أبي العز رحمه الله:
"وهذا سؤال عن الحكمة التي أوجبت تقديم العدل على الفضل في بعض المحال، وهلا سوى بين العباد في الفضل؟ وهذا السؤال حاصله: لم يتفضل على هذا ولم يتفضل على الآخر؟ وقد تولى الله سبحانه الجواب عنه بقوله: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} وقوله: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}. ولما سأله اليهود والنصارى عن تخصيص هذه الأمة بأجرين وإعطائهم هم أجرا أجرا، «قال: هل ظلمتكم من حقكم شيئا؟ قالوا: لا. قال: فذلك فضلي أوتيه من أشاء». وليس في الحكمة إطلاع كل فرد من أفراد الناس على كمال حكمته في عطائه ومنعه، بل إذا كشف الله عن بصيرة العبد، حتى أبصر جزءا يسيرا من حكمته في خلقه، وأمره وثوابه وعقابه، وتخصيصه وحرمانه، وتأمل أحوال محال ذلك - استدل بما علمه على ما لم يعلمه". اهـ
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[14 - 09 - 2009, 07:59 ص]ـ
ومن قوله تعالى: (أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ):
(يُتْبَعُ)
(/)
ففيه استفهام إنكاري إبطالي بتقدير المعادل: أمن هو قانت آناء الليل خير أم الكافر الغافل؟، بقرينة ما ذيلت به الآية: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)، فالاستفهام جار مجرى الإنكار الإبطالي، إذ لا يستوي من يعلم ومن لا يعلم بداهة، فالتسوية بين المختلفين: محط إنكار كل ذي عقل صريح وقياس صحيح. فحذف المعادل لدلالة السياق عليه، وإن كان خلاف الأصل إذ حذف المتقدم لدلالة المتأخر عليه، والقياس: حذف المتأخر لدلالة المتقدم عليه.
فلا يستوي من علم فعمل، من خشي الرحمن لصحة معلومه الإلهي بصفات جلاله، ومن أحبه وتقرب إليه لصحة معلومه بصفات جماله، فلا ينهض بناء الإيمان في القلب إلا على أساس من الرجاء والرغبة الحاملة على فعل الطاعات طمعا في متعلق أوصاف الجمال الإلهي من المغفرة والرحمة، والخوف والرهبة الحاملة على الكف عن الموبقات حذرا من متعلق أوصاف الجلال الإلهي من بطش وجبروت وأخذ شديد وعذاب أليم.
وذلك ما دل عليه قوله تعالى: يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ: فهو حذر من جلاله، عز وجل، فلا يقارف ما يستوجب مقته وغضبه فذلك باعث الكف عن المعاصي، وهو راج طامع في جماله، عز وجل، فلا يترك طاعة إلا أسهم فيها، فذلك باعث فعل الطاعات، فخوف ورجاء، خوف بلا يأس، ورجاء بلا أمن، فالأمن والإياس ينقلان عن الملة، على حد قول الطحاوي رحمه الله: "والأمن والإياس ينقلان عن ملة الإسلام، وسبيل الحق بينهما لأهل القبلة"، فمن عبده بالرجاء والحب بلا خوف يبعث على المهابة التي تحجز النفس عن العصيان، فهو مغرور قد أمن صفات جلاله، ومن عبده بالرهبة والخوف بلا محبة تحمل النفس على الطاعة، إذ المحب لمن يحب مطيع، فهو يائس قانط، والإيمان وسط بين: إفراط الآمن وتفريط اليائس، فهو كمال مركب من: رغبة في أوصاف الجمال، ورهبة من أوصاف الجلال، فالكمال: جلال ورهبة تتعلق أول ما تتعلق بأفعال الرب عز وجل، ولذلك كانت معظم صفات الجلال صفات أفعال، و: جمال ورغبة تتعلق أول ما تتعلق بأوصاف الرب، جل وعلا، الذاتية، التي لا تنفك عن ذاته القدسية، ولذلك كانت معظم صفات ذاته: صفات جمال، إذ ذلك أليق بمقام الرب، جل وعلا، فإن الكريم إذا وعد بمقتضى جماله، فوعده واقع كائن لا محالة، فلا ينفك الوفاء عن الوعد كما لا تنفك أوصاف الذات عن الذات. وإذا أوعد بالعقاب جاز عليه الخلف فذلك على حد تعلق صفات الأفعال بمشيئته، فإذا شاء عافى فضلا وإذا شاء عذب عدلا.
قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ: إنكار للتسوية بينهما، كما تقدم، من مناقضة ذلك لمقتضى حكمته، جل وعلا، بالمباينة بين المختلفات والتسوية بين المتماثلات.
إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ: فتلك غاية إيراد هذا السؤال في معرض الإنكار والإبطال.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[15 - 09 - 2009, 10:01 ص]ـ
ومن نصوص ليلة القدر:
قوله تعالى: (حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7) لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ):
فالتعظيم في: "أنزلنا" بورودها بصيغة الجمع مئنة من عظم المنزَل وشرفه فهما فرع عن عظم المنزِل وعلو شأنه.
والإنزال على ما حد الصرفيون في الفرق بينه وبين التنزيل: أمر جملي لا يقع إلا مرة واحدة فهو مصدر: "أنزل" المزيد بهمزة التعدية، فتعدى الفعل بها، إلى المنزَل، بخلاف التنزيل فإنه مصدر: "نزَّل" الرباعي المزيد بتضعيف عين: "نزَل" فهو مئنة من التكرار، فنزل مرة بعد مرة، نجوما متتالية، على ما تقرر في مواضع أخر في الكتاب العزيز من قبيل قوله تعالى: (وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا).
(يُتْبَعُ)
(/)
فالنزول الجملي إنما كان في ليلة القدر إظهارا لشرف المنزل بتعدد منازله، فهو في اللوح المحفوظ مسطور، وفي بيت العزة مكنون، وفي صدور الذين أوتوا العلم كائن موجود على حد قوله تعالى: (بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ)، قد سمعه الروح الأمين من رب العالمين فنزل به مرسَلا إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مبلِّغا، فصدر عن الرب جل وعلا: صدور الوصف من موصوفه، وصدر من الروح الأمين والنبي الخاتم عليهما السلام: صدور الرسالة من المرسَل بها، فليس لهما فيه إلا البلاغ، إذ الإنشاء له لا يكون إلا لرب العالمين الذي تكلم به كيف شاء، فجاء على أبين لفظ وأحكم معنى، فهو المعجز بمبناه ومعناه، بأخباره وشرائعه، فيه زبدة الرسالات التوحيدية، وخلاصة الشرائع السماوية، فخبره أصدق خبر، وشرعه أحكم شرع، فلله الحمد، على ما أنزل من الهدى والبينات، فبها أقيمت الحجة وبانت المحجة، وعلمت مراضي الرب، جل وعلا، متعلق وصف جماله، لتمتثل، وعلمت مساخطه، متعلق وصف جلاله، لتجتنب.
وجاء الإنزال في: ليلة مباركة: نكرت تعظيما ووصفت على حد الإطناب فهي: مباركة، فذلك الوصف المفرد، و: فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ: فذلك الوصف المركب، على ما اطرد في لسان العرب من تقديم الوصف المفرد على الوصف المركب عند اجتماعهما في سياق واحد، وقد يقال بأنه جار مجرى البيان بعد الإجمال، فالبركة مجملة، وبيانها أنها: فيها يفرق كل أمر حكيم، ففيها التقدير السنوي العام الجاري على وفق ما سطر في اللوح المحفوظ، فيفصل فيها القضاء الكوني لعام تالٍ، ومجيء المضارع: "يفرق" استحضار للصورة العلمية إمعانا في التقرير، فيعلم من يموت ومن يحج ومن يولد، ومن يولد له ........ إلخ من أجناس المقدورات الكونية الواقعة بمقتضى الكلمات التكوينيات النافذات، حتى إن الرجل، كما أثر عن بعض السلف، ليبيع ويشتري ويولد له وقد كتب في عداد الموتى في هذه الليلة، فحري بكل مسلم أن يجتهد في ليلة كهذه، يفصل فيها القضاء الكوني بالأرزاق والآجال، لينال حظه من الرزق الشرعي والكوني، ولينال حسن الخاتمة إن كان قد كتب في عداد الموتى، أو حسن العمل إن كان قد مد له في الأجل، فيسأل الله، عز وجل، غير متعد، ليختار له بعلمه المحيط وحكمته الباهرة صالح أمره في المعاش والمعاد، فإن كان في البقاء، فذلك مما يحفز الهمم للعمل على حد قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "كل ميسر لما خلق له"، وإن كان في الممات، فذلك، أيضا، مما يحفز الهمم للعمل على حد دعاء: (واجْعَلْ خَيْرَ أَعْمَالِنَا خَوَاتِيمَهَا وَخَيْرَ أَيَّامِنَا يَوْمَ نَلْقَاكَ)، فهو، في كلٍ عامل مجتهد، ليس له في نفسه حظ أو اختيار، بل هو مستسلم منقاد لأمر ربه الشرعي، مؤمن موقن بنفاذ أمره الكوني، وتلك منزلة لا يكاد ينالها إلا آحاد السالكين، ممن شهدوا: القدر النافذ والشرع الحاكم، فلم يبطلوا الشرع بالقدر، ولم يركنوا إلى الأسباب شرعية كانت أو كونية فيهملوا جانب القدر الجاري على وفق ما شاء الرب القدير الجبار تبارك وتعالى، وذلك، أيضا، من المقامات الشريفة التي تجري على الألسنة مجرى التذكير وإن لم يكن لقائلها حظ إلا: (وكانت منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس، فشربوا وسقوا وزرعوا)، كما سبقت الإشارة إلى ذلك في أكثر من مناسبة، فلعل سائرا إلى الله، عز وجل، قد أخلص قلبه وأتقن عمله، ينتفع بها فتكون له زادا في سفر هجرته إلى الباري عز وجل.
ووصف الأمر، وهو واحد الأمور الكائنة بمشيئة الرب جل وعلا، وصفه بالحكيم، إذ هو محكم لا يقبل التبديل، فوصف الإحكام له ثابت على حد ما قرر أهل العلم في تعريف المحكم الذي لا يقبل النسخ، فهو من القضاء الكوني المبرم، ولو قيل بأنه واحد الأوامر التكوينية، فوصف الحكمة له ثابت، فأفعاله، عز وجل، كلها قد بلغت الغاية في الحكمة وإن جهلها من جهلها ممن قصر علمه وضعف عقله، بل العقول مهما أوتيت من القوى الذهنية لا تطيق حد حكمة الباري، عز وجل، على جهة الإحاطة فغايتها أن تدرك طرفا منها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله تعالى: (إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ): إما أن يجري مجرى التعليل للإنزال، فيكون من التذييل بالعلة عقيب معلولها، فحسن الفصل فلا عاطف لشبه كمال الاتصال بينهما، أو يقال بأنها استئنافية في معرض الرد على منكري رسالة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، كما أشار إلى ذلك صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله، ويقوي هذا الوجه الاكتفاء بوصف الإنذار مراعاة لحال المخاطبين آنذاك فجلهم من الكفار المعاندين فحالهم يقتضي الوعيد والترهيب لا الوعد والترغيب، وذلك جار على حد ما عرف به أهل العلم البلاغة بأنها مراعاة المتكلم لمقتضى حال المخاطَب فللمؤمن المقر خطاب، وللكافر المعاند خطاب، وللشاب اللاهي خطاب، وللشيخ الفاني خطاب، وللرجل خطاب، وللمرأة خطاب ......... إلخ.
ثم أطنب بذكر الأمر الكوني الذي يكون به المأمور: (أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ) على القول بأن الأمر في هذه الآية واحد الأوامر، والأمر في الآية السابقة: واحد الأمور، كما تقدم، فهو أمر قد ابتدأت غايته من عند الله، عز وجل، على حد النفاذ فلا راد لقضائه ولا معقب لحكمه وذكر ضمير الجمع جار على ما تقدم من تعظيم الأمر بنسبته إلى الله، عز وجل، على حد الصدور، فعظم شأنه من عظم شأن الآمر به، والقول في: إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ كالقول في: إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ، كما ذكر صاحب "التحرير والتنوير"، رحمه الله، فإنا كنا مرسلين استئنافا في معرض الرد على منكري الرسالة، أو علة صدور الأمر من الله، عز وجل، هي: إرساله الرسل بالرحمة، فقد صدر الأمر الكوني ببعث الرسل بالأمر الشرعي، فهو: الرحمة التي نكرت على حد التعظيم، فهي في هذا السياق محمولة على النبوة على حد قوله تعالى: (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا)، و: (فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا)، كما أشار إلى ذلك صاحب "أضواء البيان" رحمه الله، وقد تحمل على عموم جنس الرحمة، والنبوة من أفراده فالرحمة تعم كل الرحمات الكونية والشرعية ويرجح هذا الوجه سعة معناه ففيه من إثراء السياق ما ليس في حصر الرحمة في فرد واحد من أفرادها هو: رحمة النبوة الشرعية، ثم ذيل بوصفي السمع والعلم فذلك أبلغ في تقرير إحاطة الرب، جل وعلا، بعباده، سمعا وعلما فعلم حاجتهم في أزمنة الفترات إلى تجديد العهد بالنبوات فـ: إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ.
ثم شرع في تقرير الربوبية العامة التي أحاطت بالموجودات فهو جل وعلا: رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا.
ثم جاء تقرير الألوهية: لازم الربوبية على هيئة شرط سيق مساق الإلهاب: (إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ)، فتأويله: إن كنتم موقنين فاعترفوا له بوصف الربوبية ولازمها من وجوب إفراده بالتأله، فذلك أمر بين لا يماري فيه ذو عقل صريح.
ثم جاء الإطناب في تقرير تلك المسألة الجليلة: فـ: لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ: فذلك تمام ألوهيته فهو المعبود بحق على حد الانفراد، وعلة ذلك أنه: يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ: فذكر وصف الإحياء والإماتة، وهما من أوصاف الأفعال، ذكرهما بصيغة المضارع إشارة إلى تكرارهما واستحضارا للصورة العلمية فذلك أدعى إلى تقرير المعاني في العقول والقلوب، ثم ذكر عموم الربوبية للكائن الموجود والسابق المعدوم، فالنسق نسق: عام قد عطف على الخاص، فخص الإحياء والإماتة بالذكر إذ هما من أخص أوصاف الربوبية، ثم عم فذكر ربوبيته، جل وعلا، للموجود والمعدوم كما تقدم.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[16 - 09 - 2009, 08:42 ص]ـ
ومن قوله تعالى: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا)
(يُتْبَعُ)
(/)
وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ: على تقدير عامل في الظرف من قبيل: واذكر يوم يعض، وقد جاء المضارع استحضارا لصورة الظالم في ذلك الظرف، وذلك بمقام الترهيب من مآله أليق، على حد ما اطرد من كون أخبار الوعد والوعيد: إنشائية المعنى من جهة حمل المكلف على الفعل ترغيبا، وحمله على الكف ترهيبا، إذ النص على المآل يجعل العبد يتحرى في الحال، فالقياس مطرد منعكس في هذا الباب، فمن سار على طريقة الظالم فله من عض اليد على حد الندم نصيب، ولكل حظه من ذلك بقدر ما اقترفه من مظالم، وأعظمها الشرك: رأس الظلم فلا يغفره الله، عز وجل، إذ مقتضى الحكمة عدم التسوية في مآلات من تباينت أحوالهم في دار الابتلاء.
ومن سار على ضد طريقته فهو ناج آمن.
و: "أل" في: "الظالم": إما أن تحمل على الاستغراق، إذ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فتعم كل صور الظلم، أو تعم كل أفراد من قام بهم وصف الظلم سواء حمل على الشرك خصوصا أو على أجناس المظالم عموما.
وإما أن تحمل على العهد الذهني، فيراد بالظالم: عين من نزلت فيه الآية وهو الشقي: عقبة بن أبي معيط الذي آذى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وهو خلاف الأصل، إذ الأصل كما تقدم: عموم اللفظ، ولا يخلو هذا القول من نوع تعميم للمعنى بقياس من على شاكلة عقبة عليه في الحكم الدنيوي، فيجب قتل كل من آذى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعد وفاته، إذ ذلك استيفاء لحقه، فليس موجودا بيننا ليعفو عنه، ولا يقوم بذلك إلا الإمام إن لم يكن منصبه شاغرا!، كما هو الحال في زماننا الذي عطل فيه الشرع المنزل، وفي الحكم الأخروي فسيعض أصابع الندم، فذلك من الكناية عن شدة الندم فلا يمنع ذلك وقوع الملزوم على جهة الحقيقة بل المطرد في لحظات الندم: عض الأصابع، كما اطرد وضع اليد على الفم تعجبا، على حد قوله تعالى: {فَرَدُّوا أيديهم في أفواههم}، كما أشار إلى ذلك صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله. وأصل نشأة تلك الأفعال، كما ذكر صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله، تهيج القوة العصبية من جراء غضب أو تلهف فينعكس ذلك على ظاهر البدن، فإن القوى الباطنة تظهر آثارها على القوى الظاهرة كما يظهر تمايل البدن من جراء طرب الباطن بأنغام من اعتاد حضور مجالس السماعات المحدثة، التي تورث خفة في الروح والعقل تظهر آثارها على البدن أفعالا يستحي منها كافة العقلاء.
يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا: فذلك النداء أبلغ في إظهار التندم والتحسر على حد قوله تعالى: (يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ).
يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا: فذلك جار مجرى البيان ببدل الاشتمال، فهو من عطف اللازم على الملزوم، فلازم الإعراض عن اتخاذ السبيل مع الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: اتخاذ غيره خليلا، والإتيان بلفظ الخليل مئنة من شدة المخالطة بينهما حتى صار كالروح التي تتخلل مسالك البدن فلكل عضو بل لكل خلية منها نصيب، فمن كان خليله على ذلك الوصف الردي، فلا يلومن إلا نفسه إذا قام بين يدي الرب العلي تبارك وتعالى.
والنفس إن لم تشغل بالحق على حد الوحي: علما وعملا، شغلت بالباطل على حد: الإفك العلمي والإثم العملي.
لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي: فقوله: "بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي" احتراس إذ قد قامت عليه الحجة الرسالية ومع ذلك أعرض عن اتباع خبر الوحي المنزل.
وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا: على حد المبالغة، فهي: "فعول" على حد: "فاعل"، فذلك أبلغ في التحذير من كيده ووساوسه، فكيده ضعيف وإن عظم لمن التزم حكم الشرع فصبر على المأمور فعلا وعلى المقدور جلدا.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[18 - 09 - 2009, 08:30 ص]ـ
ومن قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (13) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
(يُتْبَعُ)
(/)
فالسياق جار على ما اطرد من التنبيه على علة الحكم بإيراد المسند إليه: موصولا قد دلت صلته على الوصف الذي تصح إناطة الحكم المسند به، فذلك من العموم المطرد في آي التنزيل فآياته كليات جامعات قد استوفت من الجزئيات ما يصدق فيه حدها، فالأحكام، كما تقرر في أكثر من موضع، منوطة بأوصاف، فمتى وجد الوصف وجد الحكم اطردا، ومتى فقد الأول فقد الثاني: انعكاسا. وذلك من إعجاز الكتاب العزيز الذي استوفت مبانيه الوجيزات معان كثيرات لا يكاد يحصيها العادون.
فوصفهم: العلم الصحيح: الله ربنا على حد القصر بتعريف الجزأين، فربنا لا رب سواه: الله البارئ الخالق المصور الذي له من أوصاف الربوبية ما صيره أهلا لصرف كل أجناس الألوهية.
وحكمهم: العمل الصالح: ثم استقاموا، فذلك من عطف المتمِم للمتمَم، فصح عقد القلب العلمي، ثم استقام الظاهر والباطن على حد الشرع الحاكم الذي جاءت به النبوة وحيا قد عصم من الخطأ في لفظه، وعصم مبلغه من الخطأ حال أدائه، فهو أصدق خبر يتلقى، وأعدل حكم يمتثل، والإيمان قد اجتمعت أجزائه في تلك الكلمات اليسيرات، فهو علم أول مصدَّق وعمل ثان مصدِّق، فلكل دعوى بينة، وبينة القول: العمل، على حد قوله تعالى: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ)، فإذا صح العلم فشهد القلب أسماء الرب، جل وعلا، وأوصافه، ولد ذلك فيه من قوى التأله العملي، ما ينقاد به الباطن فلا يصرف عبادة قلبية إلا لمالك القلوب ومصرفها على حد القهر، فما شاء منها أقامه وما شاء أزاغه، وما ينقاد به اللسان الناطق، فهو بالتنزيل والتسبيح لاهج، وما ينقاد به البدن فهو بأجناس العبادات مذلل خاضع على حد الانقياد الشرعي، فله من وصف الإسلام: الاستسلام القلبي والانقياد بالطاعة فذلك الانقياد البدني، والبراء من الشرك وأهله فذلك الجانب الاحترازي، لئلا تجترئ شياطين الجن والإنس على انتهاك حمى قلبه، فلكل ملك حمى، وحمى القلب ما يحول بينه وبين فساد حاله من الشرك جليه وخفيه، ومن الآفات المهلكات من إحسان ظن بالنفس، أو ركون إلى سبب على حد التوكل على غير ربه، جل وعلا، أو غرور أو عجب أو ......... إلخ من الأدواء المتلفة للقلب القاطعة طريقه في سفر هجرته إلى الرب جل وعلا.
فإذا كان ذلك حالهم من: العلم والاستقامة على حد ما علموه:
فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ: فالنكرة قد جاءت في سياق نفي، مصدرة بفاء الربط، إذ للموصول معنى الشرط من جهة العموم ومن جهة تعليق الحكم على الوصف الذي اشتقت منه صلته تعليق المشروط على شرطه وجودا وعدما، ولا تخلو من معنى السببية، فما تقدم من العلم والعمل ذريعة إلى انتفاء الخوف انتفاء عاما يشتاق إليه كل قلب قد أعيته الهموم وحطمته السنون بأكدارها وأغيارها، فذلك مطلوب كل العقلاء من سائر الأمم والملل، فلا تكاد تجد عاقلا يتحرك إلا تحصيلا لسبب يدفع به الهم والحزن عن قلبه، وإن أخطأ الطريق، لقلة بضاعته في علم النبوة الهادي، فذلك الحكم بانتفاء الخوف والترقب لما هو آت أو الحزن والتحسر على ماض، فرع عما تقدم من إلجام النفس بلجام التكليف، فهو مؤلم في أوله، ليبتلى صاحبه أصادق هو أم كاذب، كما قال ابن القيم، رحمه الله، فإذا صبر واحتسب انقلب ألمه لذة، فلا غنى له عنها بعد أن وجد حلاوتها، فله من جنسها في دار الابتلاء: عاجل البشرى، وله في دار الجزاء كمالها، فمن صبر على ألم المبدأ نال لذة المنتهى، فهو آمن في يوم الفزع، قد أبدله الله من خوفه في دار الآلام أمنا في دار النعيم. فصبر على ساعة ألم يعقبه نعيم أحقاب لا منتهى لها، وجئ بالضمير: "هم" إمعانا في التوكيد، على حد ما اطرد من دلالة ضمير الفصل.
ثم جاء الإطناب في معرض الثناء بالوعد الجميل متضمنا إنشاء الحض على لزوم جادتهم لتنال النفس ما نالوه من الرتب العلية:
أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ: فالإشارة بـ: "أولئك": مئنة من علو مكانتهم، والقصر حاصل بتعريف الجزأين على تأويل: ليس أصحاب الجنة إلا أولئك الذين اتصفوا بكمال العلوم والأعمال.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله: "خالدين فيها": احتراز مما ينغص المنة من زوالها أو الزوال عنها، فهم خالدون فيها، وذلك دال لزوما على بقائها، إذ يبقى أصحابها فيها على حد الخلود، فيكون الظرف خالدا بداهة.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[19 - 09 - 2009, 09:34 ص]ـ
ومن قوله تعالى: (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)
فالمضارع مئنة من استحضار الصورة، فرؤيتهم تستحق ذلك، إذ مقام معرفة الحق بدليله: أشرف المقامات العلمية، واتباعه: أشرف المقامات العملية.
وجاء الفاعل موصولا على ما اطرد من التنبيه بذلك على العلة التي أنيط بها الحكم، وهي الوصف الذي اشتقت منه الصلة: إيتاء العلم، فذلك من المنح الربانية المكتسبة، فهو منحة كونية تكتسب ببذل أسبابها الشرعية. فكم أوتي فئام من البشر عقولا وذكاء، ولكنهم لم يؤتوا زكاء يطيب تلك القوى الإدراكية الممنوحة من الباري، عز وجل، على حد المنة والفضل، فصارت عقولهم عليهم وبالا، وكم حصل آخرون أسباب العلم فلم يتحصل لهم منه كبير قدر، إذ لم يؤتوا من الإعانة الربانية على الفهم والحفظ، وإن أوتوا صبرا وجلدا على الدرس، و: "أل" في: "العلم": عهدية إذ المراد بها العلم الإلهي، أشرف أجناس العلوم، وقد يراد بها العموم فتشمل العلم التجريبي، على حد قوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ)، فالآيات الآفاقية والآيات النفسانية شاهدة بقدرة وحكمة الرب، جل وعلا، فهي مئنة من استحقاقه منصب الألوهية على حد الانفراد فلا شريك له فيه إذ لا شريك له في منصب الربوبية والخالقية. ولا يكون العلم الإلهي نافعا إلا إذا كان على حد ما جاءت به الرسل، عليهم السلام، ولا يكون العلم التجريبي نافعا إلا بقيد الاستضاءة بنور الوحي الهادي، فكم غرت علوم الظاهر ملاحدةً من الأمم، فصيروا الطبيعة إلها، وجعلوا النظريات الميكانيكية، نواميس ذلك الإله المنحوت في أذهان لم تشرق على أرضها شمس النبوات، فذلك علم لا يجدي بل صاحبه من أضل الناس سعيا، فلم يزده العلم بالسنن الكونية إلا إعراضا عن التأله لمجريها جحودا واستكبارا، على حد قوله تعالى: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا).
واستعمال فعل الرؤية العلمية آكد في تقرير المعنى وتوكيده على حد اليقين من فعل العلم، كما أشار إلى ذلك صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله، فإن من العلم ما هو ضروري، ومنه ما هو نظري، ومنه ما هو ظني، فالرؤية العلمية فرع عن الرؤية البصرية، من جهة حصول اليقين بها، فكما أن العين تتيقن بالباصرة المرئيات، فكذلك القلب يتيقن بالبصيرة العلميات، فجنس اليقين الحاصل بمشاهدة العين المحسوسَ، ومشاهدة القلب المعلومَ: كلي تندرج تحته أنواع اليقين المرئي واليقين القلبي.
فيرى أولئك، وقد قيل بأنهم: علماء أهل الكتاب، وليس ذلك مما يمنع إرادة غيرهم، فهو على هذا التأويل من باب: ذكر بعض أفراد العام تمثيلا وتنويها بشأنه إذ عندهم من العلم ما ليس عند العرب الأميين، فعلمهم بصدق تلك الرسالة الخاتمة مما يقطع بصحتها إذ هي في كتبهم مثبتة، بعد التبديل وقبله من باب أولى فغايتهم أن يتأولوا الألفاظ على غير معانيها، فرارا من التصديق بالنبي الخاتم صلى الله عليه وعلى آله وسلم فتحمل الألفاظ، كشأن أي محدث في الملل ما ليس منها، تحمل على معان بعيدة، لا يكاد يدل عليها اللفظ إلا على حد اللعب في أحيان كثيرة!.
فرؤيتهم العلمية الباطنة لم تشفع بالتصديق والانقياد القلبي الذي ينتج أعمالا صالحة يزكو بها القلب، وتعمر بها الجوارح، ومع ذلك كان مجرد سكوتهم عن إبطال الرسالة في مبدئها دليلا على صحتها، إذ قد قامت الحاجة إلى بيان بطلانها صيانة لعلوم النبوات مما يداخلها من دعاوى المتنبئين، فلما سكتوا عنها، والحال: حال بيان، كان ذلك السكوت في موضع البيان: بيانا.
(يُتْبَعُ)
(/)
والشاهد: أن كل من أوتي العلم سواء أكان ذلك على حد الانتفاع بشفعه بالعمل باطنا وظاهرا، أم على حد إقامة الحجة، كل أولئك يعلمون أن ذلك هو الحق النازل وحيا لهداية الجنس البشري إلى نافع العلم وصالح العمل.
ومرئيهم: الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ: فالإتيان بالموصول، أيضا، مئنة من كون صلته محط الفائدة، فتعليق الحكم على وصف الإنزال من الرب، جل وعلا، مئنة من كونه حقا خالصا غير مشوب بقول باطل أو مرجوح، فذلك غير متصور بداهة في العلوم الإلهية اليقينية التي نزلت على حد الجزم القاطع، وفي ابتداء الغاية من الرب، جل وعلا، مزيد تشريف له، فشرفه من شرف من صدر منه: صدور الصفة من الموصوف الذي قامت به، فشرف كلامه على كلام البشر من جنس شرف ذاته القدسية الكاملة على ذواتهم الأرضية الناقصة.
وقوله: هُوَ الْحَقَّ:
حصر بضمير الفصل، فضلا عن تعريف الجزأين: "الذي أنزل"، و: "الحق"، والحصر، كما أشار إلى ذلك صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله، إما أن يكون إضافيا في مقابل مقالتهم الباطلة، فهو الحق لا ما يعارضونه به، فلا يلزم من ذلك أنه لا حق سواه، بل في بقية أجناس الكلام ما هو حق، وإن كان أحق أجناس الكلام بذلك الوصف على حد الاستغراق المعنوي لمعاني الحق الذي تدل عليه: "أل" الجنسية الاستغراقية، وإن كان أحق أجناس الكلام بذلك الوصف الشريف: كلام الباري عز وجل.
وإما أن يكون حقيقيا، فهو الحق في باب الإلهيات على حد الإطلاق، بخلاف بقية الكتب التي خالطها كلام البشر على حد التبديل والتحريف، فوحي الإسلام بنوعيه: المتلو وغير المتلو قد حفظ على حد قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)، فـ: "أل" في الذكر: جنسية استغراقية لأجناس الذكر الإلهي: الكتاب العزيز والسنة المطهرة، وبهذه الآية استدل ابن المبارك، رحمه الله، على حفظ السنة إذ نقدها صيارفة علم النبوة نقدا أبان عنها الزيف، وتلك خصيصة الملة الخاتمة التي حفظت أصولها وفروعها من التحريف والتبديل، لئلا تبطل حجة الله، عز وجل، البالغة على عباده.
ومع كونه حقا خالصا ناصحا على ما تقدم من وصفه فهو:
يَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ: فهو تصور علمي صحيح يهدي الناظر فيه إلى الحكم العملي الصحيح بالسير على صراط العزيز الحميد، فإذا استقام على صراط التكليف في الأولى، استقام على الصراط في الآخرة، فالجزاء من جنس العمل، ولكل نتيجة مقدمات وفق ما سن الباري، عز وجل، من السنن الكونية والشرعية الجارية، فمن صح علمه ابتداء: صح عمله انتهاء، ومن خلص علمه من شوائب الباطل خلص عمله من شوائب الشرك، فالعلم النافع بكمالات الرب، جل وعلا، ذريعة إلى إفراده بأجناس العمل الصالح.
فهو الهادي إلى الصراط: هداية بيان لكل ناظر، وهداية توفيق لا ينالها إلا ذوو الحظ العظيم من المسددين الذين اصطفاهم الله، عز وجل، فكللهم بتاج العبودية الاختيارية: عبودية العابدين، عبودية: (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ)، فوافقت إرادتهم إرادة الرب، جل وعلا، الشرعية، متعلق محبته ورضاه فلهم من ذلك القسط الوافر، ووافقوا كبقية الكائنات المعبدة: إرادته الكونية النافذة، وذلك عين السعادة في الدارين: أن يجتمع في العبد قدر الكون النافذ وقدر الشرع الآمر، فذلك التلاؤم يظهر في حال من تلبس به، فأمره مطرد، وحاله مستقيمة، فلا اضطراب ولا عوج، بخلاف من عطل مقتضى الإرادة الشرعية من التكليف الإلهي، فعصى بمقتضى الإرادة الكونية النافذة، فإن أمره مريج على حد قوله تعالى: (بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ)، فلما كذبوا بالحق بعد قيام الحجة ببلوغ الرسالة بمجيء الحق على لسان النبي الخاتم صلى الله عليه وعلى آله وسلم: فسد تصورهم العلمي، فأداهم ذلك إلى فساد حكمهم العملي، فهم في أمر مختلط مضطرب، فعقد التوحيد في القلب قد انحل، وأعماله الباطنة قد شابتها شائبة التشريك والتنديد، وجوارحه من أعمال الظاهر معطلة، ويزداد الأمر
(يُتْبَعُ)
(/)
سوءا في حق من عارض الشرع بالقدر، فجعل الأمر الكوني حجة في إبطال الأمر الشرعي فتلك طريقة المشركية، فليست من الطريقة التوحيدية في شيء.
واسما: الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ: مئنة من كماله، عز وجل، فالعزيز من أوصاف جلاله، والحميد هو الاسم الجامع لأوصاف جماله، وكماله، جل وعلا، جلال أفعال تتعلق بها القلوب رهبة، وجمال صفات تتعلق بها القلوب رغبة.
وأشار صاحب: "التحرير والتنوير"، رحمه الله، إلى وجه لطيف بقوله:
"وإيثار وصفي: {العزيز الحميد} هنا دون بقية الأسماء الحسنى إيماء إلى أن المؤمنين حين يؤمنون بأن القرآن هو الحق والهداية استشعروا من الإِيمان أنه صراط يبلغ به إلى العزة قال تعالى: {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين} [المنافقون: 8]، ويبلغ إلى الحمد، أي الخصال الموجبة للحمد، وهي الكمالات من الفضائل والفواضل". اهـ
فالكتاب العزيز له من الأوصاف الموجبة للعزة جلالا والحمد جمالا، ما هو فرع عن جلال وجمال من صدر منه، فله، جل وعلا، العزة أصلا: ولرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وللمؤمنين العزة فرعا، فعزة المخلوق من عزة خالقه وموجده، إن كان على نهج العبودية الاختيارية سائرا، فـ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)، فالجزاء من جنس العمل، كما تقدم، وله، عز وجل، الحمد بالكمالات المطلقة، ولكل من امتثل وحيه علما وعملا من الحمد بقدر امتثاله، فالتزام الشرع: ذريعة إلى كل خير وبركة في الدين والدنيا، فهو موجب للحمد في الأولى إذ أهله أحاسن الناس أخلاقا وآمنهم جانبا، فالناس على حد العموم من لسانه ويده قد سلموا فلا يصلهم منه إلا خير، فإن عجز عن إيصاله لهم بنفسه، فهو داع إليه غيرَه، فإن عجز فحسبه حبس شره عن الخلق، فله في ذلك صدقة، وهو موجب للحمد في الآخرة، فتتلقاهم الملائكة: (هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)، وتأمرهم على حد الإكرام: (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ). فكمال اللذة النفسية بالتوقير والتعزير أمر قد ذاق الموحدون جنسه في الدار الأولى، ولهم في الآخرة أكمل وأشرف أجناسه، وحسبهم: ثناء الرب، جل وعلا، عليهم بوصف العبودية في نحو قوله تعالى: (يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[20 - 09 - 2009, 09:23 ص]ـ
ومن قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)
فصدر السياق بعموم مؤكد بـ: "من" التي تفيد التنصيص على العموم، فذلك من سنته، عز وجل، الكونية، ابتلاء للعباد بما يلقيه الشيطان فيتميز المستيقن من المتشكك، وهكذا الحال عند ورود أي شبهة، فلا تزيد الراسخين إلا تصديقا بإحكام أصول هذه الملة، على حد ما ذكره أحد الفضلاء المعاصرين من المتخصصين في الذب عن عرض النبي الأمين صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وتلك من أشرف الوظائف لا سيما في الأعصار المتأخرة التي كثر فيها التطاول على مقام النبوة، على حد ما ذكره من أنه من أكثر من عشرين سنة من عمره، بارك الله في علمه وعمله ووقته، أمضاها في دراسة شبه المستشرقين وأذنابهم حول شخص النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومضمون رسالته الخاتمة، لم يزدد إلا رسوخا ويقينا بأن هذا الدين هو: الدين الحق الذي اصطفى الله، عز وجل، نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم لتبليغه، فاختار
(يُتْبَعُ)
(/)
خير البرية لبلاغ خير أديان البرية، فالحمد لله، المستحق لكل ثناء ومدح، أن أنزل أمين أهل السماء على قلب أمين أهل الأرض بالوحي الذي صحت به العلوم الإلهية، وتقررت به الأحكام الشرعية، فزكت الأنفس وطهرت القلوب بما ورد عليها من أجناس العلوم الشريفة، وعمرت الجوارح بما شرع لها من الأعمال الصالحة، فقد كفانا ذلك مؤنة التفتيش عما تصلح به الأحوال من عقود القلوب الباطنة وأعمال الأبدان الظاهرة، فبمبعثه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أقيمت الحجة الرسالية بما جاء به من كمال التصور العلمي والحكم العملي فلم يبق لمحدث في الملل حجة، فلن يأتي مهما أوتي من قوة العقل وصفاء الذهن، بخير مما جاء به خاتم الرسل عليه الصلاة والسلام.
وفي المقابل: لا تكون تلك الشبهات الطارئة في حق المتشكك إلا فتنة كونية تزيده حيرة واضطرابا لقلة بضاعته من العلوم الإلهية النافعة والأعمال الشرعية الصالحة، فبقدر إعراضه عنها تعظم حيرته، وذلك من شؤم هجر علوم النبوات الكاملات في نفسها المكملات المزكيات لمن تضلع منها على حد التذلل والافتقار إلى منزلها، جل وعلا، فبيده وحده صلاح الدين بظهور السنن الشرعية، وصلاح الدنيا بانتظام السنن الكونية.
فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ: فيرتفع الإجمال ويزول الإشكال بورود الناسخ المحكم على المنسوخ المتشابه، فيرد المحكم على المتشابه ورود القاضي على المقضي عليه، ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ: الشرعية بقرينة: "أمنيته"، أي: قراءته، على حد ما اختار كثير من المفسرين، على وزان قوله تعالى: (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ)، والقراءة لا تكون إلا لآيات شرعية متلوة، والمضارع في: "فَيَنْسَخُ"، و: "يُحْكِمُ" آكد في تقرير قدرة وحكمة الرب، جل وعلا، بورود الناسخ على المنسوخ فينسخ ما شاء ويحكم ما شاء بمقتضى حكمته البالغة، لما لهما من دلالة الاستمرار والتجدد، كما أشار إلى ذلك أبو السعود، رحمه الله، ثم ذيل بما يلائم سياق رفع الآيات وإحكامها، من وصفي الحكمة والعلم: (وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)، فهو بمنزلة الاحتراس لئلا يظن من قصر علمه أو فسد قصده أن ذلك أمر يوجب وصف الجهل أو السفه، بل النسخ من آكد الدلائل على العلم الإلهي الكامل والحكمة الربانية الباهرة، فالله، عز وجل، قد علم من أحوال عباده الصلاح بالعمل بالمنسوخ في زمانه، وعلم منها الصلاح بالعمل بالناسخ في زمانه، فاقتضت حكمته تبدل الأحكام بتبدل الأحوال، فالعلم ذريعة إلى الحكمة، إذ من يعلم الشيء ابتداء هو الذي يجريه على الوجه الذي به صلاحه، وذلك عين الحكمة، ولله المثل الأعلى، وقد أظهر الاسم الجليل وحقه الإضمار تربية للمهابة كما ذكر أبو السعود رحمه الله. وذلك أمر قد اطرد من كلامه، رحمه الله، في تفسيره حتى صار علامة من علامات درسه البلاغي البديع لآيات الكتاب العزيز.
ثم جاء النص على بيان الحكمة من ذلك النسخ:
لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ: فذلك من الجعل الكوني، فالضلال إنما يكون بقدره التكويني النافذ، كما أن الهداية كذلك، فهو فتنة لمن مرض قلبه أو قسا، وتنكير: "فِتْنَةً"، و: "مَرَضٌ"، على حد ما اطرد في هذه المواضع من التنكير تعظيما، فمقابل عظم المرض في قلوبهم اللاهية، يكون عظم الفتنة بورود تلك الشبهة.
ثم ذكرهم بوصف: "الظالمين" إمعانا في بيان حالهم وتعليقا للحكم المتقدم على الوصف الذي اشتق منه اسم الفاعل: "الظالمين"، على ما اطرد من إناطة الأحكام بالأوصاف المؤثرة.
وعلى حد المقابلة بين المتضادات كما اطرد في آي التنزيل:
وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ: فعلق الوصف، كما تقدم في مناسبة سابقة، على وصف العلم الإلهي الشريف، وجاء القصر بتعريف الجزأين إضافيا على تقدير: هو الحق لا ما يلقي الشيطان، كما ذكر ذلك صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله، وصدوره مِنْ رَبِّكَ: تعظيم لشأنه فعظمه من عظم من صدر منه.
فَيُؤْمِنُوا بِهِ: فذلك بوصف العلم الذي قام بهم أليق، فلهم السبق إلى كل مكرمة، فإيمانهم به على حد الفور الذي دلت عليه الفاء، وهو إيمان باطن يصح به التصور العلمي، فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ: بالانقياد والخشية والإذعانِ لما فيه من الأوامرِ والنَّواهي، كما ذكر أبو السعود، رحمه الله، فذلك جار على حد ما تقرر مرارا من التلازم بين العلم النافع والعمل الصالح سواء أكان ظاهرا أم باطنا.
وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ: فذلك من التذييل المعنوي المؤكد لمضمون ما تقدمه من حصول الهداية لهم، على حد البيان والانقياد والثبات، فهو هاديهم في الأولى إلى صراط الشرع، وهاديهم في الآخرة لاجتياز الصراط.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[21 - 09 - 2009, 09:11 ص]ـ
ومن قوله تعالى: (وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا * رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا)
فالحصر حقيقي، فلا يقع أي حدث كوني، ومنه: تنزل الملائكة إلا بأمر الرب، جل وعلا، الكوني، فذلك مئنة من ربوبيته العامة القاهرة لكل الموجودات بالقدر الكوني النافذ.
والتنزل مظنة التكلف إذ نزول الملائكة إلى الأرض السفلية خروج عن طبائعها العلوية، وذلك مظنة التكلف بالخروج عن الطبع المألوف، كما أشار إلى ذلك صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله، وذلك بداهة: بالنسبة إليهم، لا بالنسبة إلى الله، عز وجل، فإنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، فإنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون، فالمعلول الكوني تال للعلة التكوينية: الكلمة: "كن" على جهة الفور والتعقيب.
واللفظ من جهة أخرى قد يفيد التكثير، على وزان تنزل الملائكة في ليلة القدر، وتنزل القرآن نجوما متتالية، على حد قوله تعالى: (وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا). فالملائكة تتنزل بالكلمات الكونية المتتالية: نفخا وقبضا، إنجاء وإهلاكا ......... إلخ، فهي بأمره، جل وعلا، نازلة، به عاملة، له منقادة خاضعة، ونزولها على حد قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (يتعاقبون فيكم ملائكة الليل وملائكة النهار)، وذلك مظنة التكرار الذي يناسبه "التفعل" على حد ما قرر الصرفيون في مبحث معاني حروف الزيادة.
ولا مانع من الجمع بين المعنيين إذ لا تعارض بينهما، فذلك، على حد ما اطرد من إثراء دلالة اللفظ بتوارد المعاني الصحيحة عليه.
والباء في: "بِأَمْرِ رَبِّكَ": هي الأخرى يتوارد عليها معنيان:
السببية: فأمر الله، عز وجل، الكوني هو علة صدور فعل التنزل من الملائكة.
والمصاحبة: فهي نازلة بأوامره المجرية لسائر الأمور والحوادث الكونية.
والإضافة في: "ربك": إضافة تشريف للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بإفراده بوصف العبودية الاختيارية، ولا يعني ذلك قصرها عليه، إذ لغيره من الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين منها نصيب، وإنما ذلك جار مجرى: ذكر بعض أفراد العام فلا يخصصه، وإنما أفرد صلى الله عليه وعلى آله وسلم بذلك تنويها بكمال عبوديته الاختيارية لرب البرية، فهو أول العابدين، وخير العابدين، فليس نصيب غيره من ذلك الوصف الشريف كنصيبه إذ له منه أوفر قسط وأعظم قدر، فهو الذي حقق مراد الرب، جل وعلا، الشرعي، على جهة الكمال، لمكان عصمته، ولمكان تقدمه على سائر الأنبياء عليهم السلام، واختيار وصف الربوبية مما يلائم سياق الأمر الكوني، إذ ذلك من أخص أوصاف الربوبية: ربوبية الأمر والنهي الكوني، على حد النفاذ فلا معارض لأمره ولا معقب لحكمه.
ثم ذيل بما يدل على كمال ربوبيته:
"لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ":
فاللام على ما اطرد في هذه المواضع تفيد: الملكية للأعيان واستحقاق التدبير للأفعال، هو المالك للأعيان الملك المهيمن على الأفعال، وقد أطنب باستيفاء أوجه القسمة العقلية: المستقبل والماضي والحاضر الذي هو بينهما.
ثم ذيل تذييلا آخر يناسب السياق على القول بأن سبب النزول هو ما رغب فيه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من تكرار زيارة الروح القدس عليه السلام، فناسب ذلك التنبيه على كمال علم الرب المحيط، جل وعلا، الثابت على جهة اللزوم من وصف النفي الذي جيء به دفعا لتوهم نقص علم الرب، جل وعلا، فهو استثناء، إذ الأصل في هذا الباب الشريف: الإثبات لا النفي، فالنفي، كما قرر أهل هذا الشأن الجليل، ليس مرادا لذاته، وإنما يتوصل به إلى إثبات كمال الضد، فله، عز وجل، كمال العلم إحاطة بالأعيان والأحوال، فلا تنزل الملائكة إلا بإذنه، إذا كانت الحكمة في نزولها، والحكمة فرع عن العلم الأزلي الأول، فذلك وجه تعلق الأمر الكوني أو الشرعي بالعلم، فالعلم لازمه الحكمة، والحكمة مصدر الأمر الرباني: كونيا
(يُتْبَعُ)
(/)
كان أو شرعيا.
وصيغة: "نسيا": على حد المبالغة في سياق النفي آكد في تنزيه الرب، جل وعلا، عن وصف النقص، على حد قوله تعالى: (ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ).
ثم جاء الاستئناف بما يصح جعله علة لما تقدم من نفي النسيان وإثبات كمال ضده من العلم المحيط، كما أشار إلى ذلك الألوسي، رحمه الله، فوصف ذلك الرب العليم الحكيم جل وعلا:
رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا: على تقدير مبتدأ محذوف: فهو رب السماوات والأرض وما بينهما على حد الاستغراق ففيه، أيضا، ما تقدم من استيفاء أوجه القسمة العقلية، ولكن الاستيفاء هنا تعلق بالظرف المكاني، بينما تعلق في الموضع السابق بالظرف الزماني، فإحاطته، جل وعلا، بالكائنات: إحاطة زمانية مكانية.
فذلك: توحيد الرب، جل وعلا، بذاته القدسية وأفعاله الجارية على سنن الحكمة الربانية، ولازم ذلك:
فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ: فالفاء تعقيبية مئنة من لزوم ما بعدها فرعا عما قبلها لزوما عقليا لا انفكاك فيه، فمعنى السببية فيها ظاهر، وإن لم تكن في هذا الموضع نصا فيه، فعلة استحقاقه العبادة على وجه الانفراد، اتصافه بكمال الذات ونفاذ الأفعال على حد الاستقلال فلا يفتقر إلى شريك في الملك أو ظهير في الفعل.
ومع الأمر بالفعل: جاء التعقيب بالأمر بالاصطبار زيادة في المعنى فرعا عن الزيادة في المبنى، ففيه معنى التكلف بحمل النفس على الطاعة وإن كانت تنفر منها بمقتضى ما جبلت عليه من الركون إلى الدعة والسكون، والنكول عن مشاق التكليف التي ينال بها العبد درجات التشريف، فلا يدرك نعيم النفس بترقيها في درجات الكمال، بنعيم الجسد بانحطاطه في دركات الشهوات.
ثم جاء التذييل بالنوع الثالث من أنواع التوحيد: توحيد الأسماء والصفات، فجاء على صيغة الاستفام الذي يفيد الإنكار الإبطالي لما بعده، فذلك أبلغ في تقرير المعنى، فلا سمي ولا مماثل له، على حد قوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)، والنفي الذي دل عليه الاستفهام بـ: "هل" قد تسلط على النكرة: "سميا" فأفاد العموم.
وتلك من الآيات الجامعات إذ تضمنت أنواع التوحيد الثلاثة.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[22 - 09 - 2009, 08:59 ص]ـ
ومن قوله تعالى: (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ):
فزيد المعنى في مقام الذم بزيادة المبنى بـ: "ما" التي تفيد تكرار اللفظ تقديرا، فالتكرار، ولو مقدرا، مظنة التوكيد.
فلعنوا بنقض الميثاق الذي أجمل في هذا الموضع، وبين في آخر هو قوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ).
ومن شؤم المعصية توالي العقوبات:
فجعلنا: جعلا كونيا، بمقتضى عدله، جل وعلا، فعلمه بفساد المحل ويبوسته، علم أزلي، فلا تقبل تربته غرس الإيمان، فقست القلوب بالعدول عن الوحي المطيب لها بأجناس الأحوال الشريفة.
وقد استعيرت القساوة المادية للقساوة المعنوية إمعانا في بيان فساد تلك المحال الخبيثة التي لا تنبت كلأ ولا تحفظ ماء.
ثم جاء الاستئناف إمعانا في ذكر معائبهم في معرض الذم والتبكيت:
(يُتْبَعُ)
(/)
يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ: فهو منزل منزلة البيان الإضافي لنقض المواثيق، فلازم نقض ميثاق الوحي: إبطاله والاستعاضة عنه بالكلم المحرف الذي يجري على ألسنة أحبار ورهبان السوء الذين بدلوا اللفظ وحرفوا المعنى، فإن القلوب أوعية لا بد مملوءة فإما: وحي ناصح، وإما وحي قد شابه من أخلاط التحريف ما صيره فاسدا خبيثا لا يحصل به كمال الاغتذاء النافع، وإن حصل به نوع شبع، فتلك لذة آنية لا تعدل مضرة تلك الأغذية الفاسدة، التي تعطب الخلايا الإيمانية: إعطاب الأغذية الفاسدة للخلايا الجسدية، فجنس الإفساد واحد، إذ كلاهما على حد: الموت البطيء الذي تتراكم فيه السموم القاتلة في أنسجة الأديان والأبدان.
والإتيان بالمضارع مئنة من التجدد والاستمرار، كما أشار إلى ذلك صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله، فلا زال التحريف إلى يومنا هذا كائنا، فتارة يصير الربا حراما، وتارة يصير ضرورة اقتصادية، وتارة تدين الكنيسة اليهود بتهمة قتل المسيح عليه السلام، وتارة تبرؤهم!، وكلا الأمرين: باطل، فلم ينالوا منه عليه السلام ما يكره، بل رفعه الله، عز وجل، إليه، على حد التكريم والاصطفاء.
وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ: فذلك من عطف اللازم على ملزومه، إذ الابتداع في الدين مظنة نسيان الأصل على حد الترك والإهمال، فالمبتدع يستحسن ما رآه بعقله أو ذاقه بوجدانه، فيهجر الوحي من أجله، وبقدر الابتداع والإحداث يكون الترك والنسيان، بل قد يصل الأمر إلى حد الخروج الكامل عن الملة.
وقد جيء به ماضيا، مئنة من وقوعه وانقضائه، فهو أمر لا يتكرر، فضلا عن دلالة الماضي على وقوع الأمر يقينا، فالتهمة قد ثبتت على حد الجزم القاطع.
وتنكير: "حظا": مئنة من التكثير والتعظيم، فحرفوا ألفاظا كثيرة، وأولوا معان عظيمة، فكان فساد ديانتهم بتكذيب الرسالة الخاتمة فرعا عن عظم تحريفهم للكتاب الأول.
وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ: فالمضارع، أيضا، مئنة من ذلك الطبع المتأصل في جنسهم، فالغدر لهم شيمة ثابتة، وما زالت البشرية تجد من أثر ذلك الخلق الذميم إلى يوم الناس هذا.
ثم استثنى على حد الإنصاف: إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ.
فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ: فذلك من أمر الإرشاد تأليفا للقلوب، إن كانت المصلحة الشرعية المعتبرة في ذلك، وعلة ذلك: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ. فذلك من التذييل بالعلة على حد شبه كمال الاتصال الذي حسن فيه الفصل للتلازم الوثيق بين العلة ومعلولها. فإذا صارت المصلحة الشرعية في الانتصار منهم بسيف الشرع الناصر، كما جرى يوم الأحزاب، زال حكم العفو والصفح، لزوال علته إذ المصلحة قد صارت في ضده، وذلك على قول المحققين من أهل العلم بكون نصوص العفو: منسوءة، فتدور مع علة الاستضعاف الموجب للعفو تأليفا، وعلة التمكين الموجب للقتال تأديبا، فهي منسوءة لا منسوخة بآيات السيف إذ إعمال الأدلة أولى من إهمالها.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[23 - 09 - 2009, 08:41 ص]ـ
ومن قوله تعالى: (وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ)
ففيه تقديم ما حقه التأخير على شبه الاشتغال الذي يقع التكرار فيه مقدرا ومذكورا على حد قوله تعالى: (وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ) فهي على تقدير: وخلق الأنعام خلقها ففيه توكيد بالتكرار، وذلك مما يقرر المتعلِّق ويثبته في الذهن، كما أشار إلى ذلك صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله.
وذكر وصفهم بـ: "نصارى" على حد الإغراء بلزوم الحق، إن جعل ذلك من معنى النصرة، فهو جمع: "نصراني"، على حد المبالغة كـ: شعراني ولحياني، فذلك مما يلهب الهمم لامتثال الأمر، كخطاب أصحاب الرسالة بوصف الإيمان تهييجا لهم على امتثال لازمه من فعل المأمور وترك المحظور.
فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ: فتنكير: "حظا": للتعظيم، فقد نسوا من دين المسيح أصله وفرعه!، واستبدلوه بما حسنته وقبحته عقول الرهبان والقساوسة، فذلك من التلازم بمكان، على حد ما تقدم من امتلاء الجوف: حسا أو معنى، بالطيب أو الخبيث، فإذا أشبع نهمته من أحدهما زهد في الآخر، وإن كان المزهود فيه: الطيب الأشرف جنسا ووصفا.
فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ: فذلك من شؤم المعصية فهي ذريعة إلى وقوع الخلاف والفرقة، ففرقة الأبدان فرع عن فرقة الأديان.
ولا زال الخلاف بينهم إلى يوم الناس هذا، وإن ظهر من اتحادهم في حرب الإسلام وأهله ما قد يشعر باتحاد كلمتهم، فوصفهم في التنزيل: (تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ).
وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ: فذلك من الخبر الذي أريد به إنشاء التهديد على حد قوله تعالى: (كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ).
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[24 - 09 - 2009, 02:58 م]ـ
ومن قوله تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)
ففيه تصدير بالنداء المشعر بعلو المخاطِب، جل وعلا، وغفلة المخاطَب، بقرينة التوبيخ الذي دل عليه الخبر التالي، فهو خبر عن كتمانهم الكتابَ الأول وما جاء فيه من الحق، وما جاء فيه من البشارة بالنبي الخاتم صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهو ما حرفوا لفظه أو أولوا معناه، مع تواتره بما يرفع الاحتمال، فهو قطعي الدلالة، يفيد بمجموعه ما لا يفيده بآحاده، على ما اطرد في حد المتواتر، والنداء بوصف أهل الكتاب على حد ما جاء في الآية السابقة: (إِنَّا نَصَارَى)، ففيه نوع إلهاب وتهييج لهم على اتباع الحق إذ هم باعتبار ما أوتوه من العلم أولى الناس باتباع الحق، فإن من عرف الحق بدليله فهو أولى الناس باتباعه إن كان قد رزق عقلا وسدادا، فكم من العقلاء الذين خذلوا بفساد نواياهم فهم ممن أوتوا ذكاء ولم يؤتوا زكاء، فإن هداية التوفيق والإلهام بيد مصرف القلوب، جل وعلا، فمن شاء أقامه فضلا، ومن شاء أزاغه عدلا.
قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ:
فذلك خبر أريد به إنشاء التوبيخ، فقد جاء الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم مبينا لهم كثيرا مما يخفون من الكتاب، والإتيان بالمضارع مئنة من استحضار الصورة.
وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ: على وزان: (عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ).
قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ: فذلك من الإطناب ببدل الاشتمال، ففيه من فنون البلاغة: عطف المبين على المجمل، فصدر الكلام بالعموم، وثنى بالخصوص، فهو المقصود بالحكم، إذ الرسالة هي محط الفائدة في معرض بيان الحق فهي الدليل والمدلول معا، ففيها الخبر الصادق والبينة العقلية الصريحة.
فهو النور الذي عطف عليه الكتاب: عطف بيان، إذ استعار النور الحسي للنور المعنوي، فالكتاب نور تتبدد به ظلمات القلب، كما تتبدد ظلمات الجو بنور الشمس.
وأعيد حرف التحقيق: "قد": إمعانا في التوكيد، فضلا عن ضعف الرابط بين البدل والمبدل منه في بدل الاشتمال، بخلاف البدل المطابق الذي تقوى فيه العلاقة بين البدل والمبدل منه، وإليه أشار صاحب "التحرير والتنوير"، رحمه الله، بقوله: "وأعيد حرف (قَد) الداخل على الجملة المبدل منها زيادة في تحقيق مضمون جملة البدل، لأنّ تعلّق بدل الاشتمال بالمبدل منه أضعف من تعلّق البدل المطابق". اهـ
و: في: "مبين": تبادل للصيغ، إذ هو: "مبين" بمعنى: مُبَيَّنٌ في نفسه، وهو: "مبين" بمعنى: مُبَيِّنٌ لغيره، فبيانه ذاتي في نفسه متعد لغيره.
ثم أطنب في بيان وصف الكتاب الهادي:
يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ: ففي المضارع مئنة مما تقدم من استحضار الصورة فالهداية حاصلة به: هداية الشرع المبين.
واستعار السبيل الحسي للسبيل المعنوي، فهو كالدليل المرشد لطرق النجاة في مفاوز الصحراء، فكذلك الكتاب الهادي: دليل مرشد في مفاوز المقالات الأرضية، فشتان الوحي الصادر من الرب الخالق، جل وعلا، والقول الصادر من العقل المخلوق، فكمال الأول من كمال ذات الباري، عز وجل، فهو مما قام بها من أوصاف، فالوحي الشرعي من كلامه، عز وجل، فمنه الكوني النافذ، ومنه الشرعي الحاكم، والوصف فرع عن الموصوف، فكمال الوصف فرع عن كمال الذات التي قام بها، وفي المقابل: نقصان الثاني من نقصان الذات التي قام بها، فالأمر مطرد منعكس، فبقدر كمال الذات يكون كمال الأوصاف القائمة بها، وبقدر نقصانها يكون نقصان أوصافها، فللخالق، عز وجل، منها أكمل الأوصاف اللائقة بجلاله وكماله الذاتي، وللمخلوق منها ما يناسب حاله من النقصان الذاتي، فأوصاف الكمال المطلق للذات الكاملة، وأوصاف
(يُتْبَعُ)
(/)
النقص المطلق للذات الناقصة.
وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ: فذلك مما اطرد من استحضار الصورة بإيراد المضارع، وفيه من التناسب: عطف الجملة الفعلية المضارعة على أخرى مثلها، فذلك أعلى درجات التناسب بين أطراف الكلام، واستعارة الظلمات لطرائق الضلال من الاستعارة التصريحية الأصلية، وقد جمعت على ما اطرد من تعددها بتعدد المقالات الأرضية، أو المقالات الإلهية التي طالتها يد التبديل والتحريف، فاختلفت مدلولاتها، بل قد وقع فيها التناقض تبعا لتباين عقول من بدل وحرف فكلٌ قد نسخ ما لم يرق له، وكل قد شرع ما يحلو له، وهذا أمر قد فشا في الديانة النصرانية على وجه الخصوص، إذ توسع قساوستها ورهبانها في النسخ حتى صار ذلك لنائب المسيح الأرضي!، فهو يملك من صلاحيات التشريع ما يضاهي به تشريع رب الأرباب، جل وعلا!، على حد قوله تعالى: (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)، واستعير النور للهدى على نفس الحد من الاستعارة التصريحية الأصلية، وجاء مفردا إذ الحق واحد لا يتعدد، فالتوحيد دين المرسلين من آدم إلى خاتم النبيين عليهم الصلاة والسلام.
و: "أل" في: "الظلمات": جنسية استغراقية لأنواع الظلمات، فالشرع عاصم من كل أنواع الضلال العلمي والعملي، فهو داحض للشبهات العلمية، دافع للشهوات العملية.
وكذلك الحال في: "النور" فإن "أل" فيها: جنسية استغراقية لأنواع الهدى العلمي والعملي على الضد مما تقدم من الضلال، فالنور رافع للظلمة، والهدى رافع للضلالة، على حد: (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا)، فالحق ذاتي القوة لا يفتقر إلى زيف الزينة التي تخفي قبح الباطل، فمجيئه في حد ذاته مما يزهق به الباطل، كما أن مجرد سطوع نور علم النبوات مما يبدد ظلمة الجهالات.
وإخراجهم من ذلك إنما يكون بإذن الله، عز وجل، الكوني، فإن صحة آلات التكليف ليس بمغن عن صاحبه شيئا، إن لم يسبقه توفيق الرب العلي، جل وعلا، بخلق الاستطاعة الكونية التي يقع بها الفعل، فتظهر آثار قوى الاستطاعة الشرعية أفعالا في عالم الشهادة.
وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ: فذلك من التذييل بالتكرار توكيدا فالهداية إلى سبل السلام هي عين الهداية إلى الصراط المستقيم، كما ذكر ذلك أبو السعود، رحمه الله، فالتغاير في متعلق الهداية: "سُبُلَ السَّلَامِ"، و: "صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" قد نزل منزلة التغاير في الذوات، فحسن العطف، إذ الأصل فيه العطف بين المتباينات، فالتباين في المباني والمعاني بمنزلة التباين في الذوات.
قال رحمه الله:
"هذه الهداية عينُ الهداية إلى سبل السلام، وإنما عُطفت عليها تنزيلاً للتغاير الوَصْفيِّ منزلة التغايُر الذاتي كما في قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا والذين ءامَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مّنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ} ". اهـ
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[25 - 09 - 2009, 03:53 م]ـ
ومن قوله تعالى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
فقد صدر الآية باللام وقد التحقيقية توكيدا لما دخلا عليه، وذكرهم بالضمير كناية كراهة ذكرهم بالاسم الصريح إمعانا في إنكار مقالتهم المجحفة بمقام الألوهية فصاحبها لا يستحق مجرد الذكر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وجاء قول أصحاب تلك المقالة: مؤكدا بـ: "إن"، وضمير الفصل واسمية الجملة وتعريف جزأيها، على حد ما عهد من الجاهل من تعصب لمقالته، وذلك التوكيد جار على ما اصطلح المناطقة على تسميته بـ: "حمل: (هو هو) "، إمعانا في التوكيد، كما أشار إلى ذلك صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله، كأن يقال من محمد؟، فتجيب إمعانا في التوكيد: محمد هو العالم، فهو هو لا غيره العالم، مبالغة في إثبات صفة العلم له، فحاصل مقالتهم كما أشار إلى ذلك صاحب "الكشاف" غفر الله له: "بتُّ القول على أنّ حقيقة الله هو المسيح لا غير".
فتعصبه فرع عن جهله، إذ لو كان له مسكة من علم أو عقل لأدرك أن تلك المقالة تنقض أصل الدين الذي بعث به الرسل عليهم السلام فكيف صح في القياس أن يظهر انتحال دين المرسلين وهو متلبس بعين الناقض له من التشريك، بل لازم مقالته: وصف الرب، جل وعلا، بصفات النقص البشري، إذ حل في ناسوت المسيح عليه السلام، مع ما له من صفات النقص البشري، فأي قدح في الرب، جل وعلا، أعظم من ذلك، إذ لا ينفك ذلك عن اضمحلال الصفات الفارقة بين الخالق والمخلوق، إذ امتزجا على حد الاتحاد، ففقد كل من وصفه للآخر بقدر امتزاجه به، فهو قول في غاية البطلان، فيه: جفاء في حق الرب، جل وعلا، إذ فقد من خصائصه الإلهية ما اكتسبه من صفات الناسوت البشرية!، وفيه في مقابل ذلك: غلو في حق المخلوق، إذ فقد من خصائصه البشرية ما اكتسبه من صفات الألوهية، فأي تخليط أعظم من ذلك؟!، ومع ذلك انتحل تلك المقالة فئام من البشر لهم من العقول ما اكتشفوا به من سنن الكون الدقيقة ما كان حريا بهم أن يستدلوا به على عظم قدر المعبود، جل وعلا، وكمال انفراده بوصف الذات والصفات، فلا يلحق ذاته نقص بحلول أو اتحاد بمخلوق فان، فله الكمال الأزلي الأبدي، فلا يعتريه ما يعتري البشر من عوارض النقص، وبذلك احتج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على وفد نصارى نجران، ولا يلحق صفاته نقص، إذ لو صحت مقالة السوء فيه، سبحانه، للزم من ذلك تغير وصفه من الكمال الإلهي إلى النقص البشري.
وفرعا عن تلك اللوازم المستقبحة:
جاء الاستفهام الإنكاري الإبطالي:
قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا:
فلا أحد يملك من الله، عز وجل، شيئا، إن شاء بكلماته التكوينية النافذة: إهلاك الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا، وأطنب في معرض بيان طلاقة القدرة الإلهية على إهلاك كل الموجودات سواء وقع ذلك كمن هلك، أو لم يقع بعد كمن سيهلك فذلك مما كتبه الله، عز وجل، على كل البرية إظهارا لتفرده بوصف الحياة على حد الكمال المطلق، وذلك حد يحصل به التمايز بين جنس الربوبية القاهرة، وجنس المربوبات المقهورة، وإن كانت شريفة القدر، فكلها لقدره، عز وجل، خاضعة مستسلمة على حد الاضطرار، وكلها بشرعه ملزمة على حد الاختيار، فهو: الرب الخالق بحق الإله المعبود بحق.
ثم أطنب في بيان أوصاف الربوبية العامة في معرض إبطال ألوهية سواه، فهو من باب التعريض بعجز تلك الآلهة عن درك تلك الأوصاف فلو كان لها من ذلك شيء لاستحقت من التأله بقدره، ولكنها عنه عارية، إذ هي بضده من أوصاف المربوبات الخاضعة متلبسة:
وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ: على حد الاختصاص والاستحقاق بدلالة اللام فضلا عن تقديم ما حقه التأخير في السياق اللفظي، لا في المعنى العقلي، فتقدم ذكر الرب، جل وعلا، في أمر الربوبية بالخلق وسن الشرع، والألوهية بامتثال الأمر والنهي، تقدم ذكره في ذلك أمر من البداهة بمكان إلا عند من تلطخت فطرته التوحيدية بأدران الشرك، وفسد قياسه العقلي، فضلا عن ضلاله عن النقل الشرعي الذي جاء به الأنبياء عليهم السلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ: فذلك أيضا من العموم الدال على طلاقة القدرة الربانية، فخلق المسيح عليه السلام من أم بلا أب ليس بمحال ذاتي بل هو من الممكن الجائز الذي شاء الله، عز وجل، وجوده، فرجحت مشيئته وجوده بالكلمة التكوينية النافذة فكان فانقلب من جنس الإمكان إلى جنس الإيجاب إذ شاء الرب، جل وعلا، ذلك، إظهارا لما تقدم من طلاقة قدرته ونفاذ قدره.
وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ: فذلك من التذييل الجاري مجرى العموم بعد خصوص القدرة على الخلق، إمعانا في تقرير ما تقدم من طلاقة القدرة الإلهية.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[26 - 09 - 2009, 04:15 م]ـ
ومن قوله تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ):
فقالوا ذلك شأنهم شأن أي مبتدع يحتكر أسماء المدح الشرعية بلا دليل، فدعواهم عن الدليل مجردة، وليس مجرد الانتساب إلى ملة، أو نبي، كافيا في حصول النجاة، فتلك طريقة شفعاء الدنيا الذين أقاموا أمرهم على الشفاعات التي يعطى فيها من لا يستحق ما لا يستحق من العطايا والرياسات، والأسماء والألقاب، سواء أكانت برسم الدين أم برسم الدنيا، فيقبل المشفوع عنده اضطرارا لا اختيارا، وذلك مئنة من فقره إلى الشافع فله عنده حاجة، فهو آمر في صورة مأمور، إذ له من الاضطرار والحاجة إلى الشافع ما للشافع عنده وربما أعظم، وتلك معان منتفية في حق الباري، عز وجل، بداهة.
والشاهد أنهم جعلوا أنفسهم شعوبا مختارة، وأجناسا مصطفاة، وسلالات منتقاة، من البشر، فهم أبناء الله، على معنى البنوة المعنوية، لا البنوة المعهودة، وذلك مما رد به على النصارى المثلثة الذين غلوا في المسيح، عليه السلام، وعلى الملكانيين خصوصا، إذ ادعوا بنوة المسيح عليه السلام على حد الاختصاص، فجاء العموم في دعوى أهل الكتاب، وهو مذكور في أسفارهم وعهودهم، جاء هذا العموم ناقضا لدعوى اختصاص المسيح، عليه السلام، بهذا الوصف، وخرجه المحققون من أهل العلم على إرادة الطاعة والامتثال، فينزل الطائع من المطاع منزلة الابن من الأب كناية عن عظم طاعته، فذلك معنى لائق بالله، عز وجل، وإن كان اللفظ موهما، ولذلك لم يرد مثل هذا الإيهام في نصوص التنزيل حسما لمادة الإجمال بإيراد الألفاظ بينة: من قبيل: الرب والعبد .......... إلخ، فهي ألفاظ لا تحتمل معان باطلة كتلك التي انتحلها أولئك لما حملوا الكنايات على الحقائق، وجعلوا الأمثلة العلمية: حقائق خارجية، بمنزلة من قال لك: أنت في قلبي كناية عن عظم محبته لك فاعتقدت أن ذاتك قد اخترقت صدره وشقت قلبه لتسكن فيه سكون الحال في المحل!، وتلك معضلة تلقفها النصارى من رهبان وفلاسفة الهند، فالإله عندهم قد حل في بقرة!، فجعلوه حالا في المسيح، وجاء بعدهم من جعله حالا في نفسه أو في فلان أو فلان من الأئمة أو الشيوخ، وحال غلاة أهل الحلول والاتحاد من الإسلاميين خير شاهد على ذلك، ومنشأ الزلل واحد: ضعف القوة العلمية وغلبة القوة العملية على حد التعدي في الإرادات، فعندهم تأله وتخشع، بلا علم يلجمه، فوقع منهم التعدي، في مسائل كالمحبة جرفتهم إلى أودية العشق، وفيه من التعدي ما فيه، فاعتقدوا حلول الله، عز وجل، في الصور التي عشقوها، والعشق مفسدة للعقل إذ التصور فيه فاسد، فمن عشق صورة أرضية فإنه يعتقد فيها من أوصاف الكمال ما حالها شاهد بضده من النقصان، وتأمل حال العشاق الذين يحملون مساوئ معشوقيهم على أحسن المحامل، فيرون عين الفساد صلاحا إرضاء للمعشوق لعله يرضى!، فهم عند التحقيق، عبيد لتلك الصور، وإن لم يدعوا لها من أوصاف الألوهية ما صرح به الحلولية والاتحادية، أفراخ النصارى والفلاسفة، والعشق لا ينفك عن نوع تعد وإفراط، فيسيء العاشق الأدب بحجة أن له عند معشوقه حظوة، ولعل إساءات غلاة أهل الطريق لمقام الألوهية ومقام النبوة خير شاهد على ذلك، فقد وصل بهم الضلال إلى إنشاد قصائد العزل التي قيلت في النساء والمردان
(يُتْبَعُ)
(/)
، في معرض مدح الرب، جل وعلا، ونبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم!، فصار النطق بالفحش ديانة، وصار سماع تلك الأشعار أصلح لقلوبهم من سماع التنزيل، فالأول يثير أشواقهم والثاني ثقيل على أسماعهم!. والعشق لا ينفك عن نوع شهوة، ولذلك لا يقال إلا في معرض بيان ما يقع بين الأزواج، وذلك، أيضا، مما يفحش تصوره في باب الإلهيات، وقد وقع فيه أساطين الاتحاد كصاحب الفصوص، فجعل صفات الجمال الربانية متحدة بحسان الصور الأرضية، كما أن صفات الجلال الربانية متحدة بصور الجبابرة الفرعونية والنمرودية ........ إلخ. وكل ذلك الخطل إنما هو فرع عن إرادات عملية بلا مستندات علمية، فإذا اندرست آثار النبوات التي جاءت بتقرير وتفصيل تلك العلوم والأعمال والأحوال التي يقع فيها الإفراط والتفريط، فرعا عن الجهل بأقدارها وأوصافها الشرعية، إذا اندرست تلك الآثار تقرب كل بما يهواه، واستحسن كل ما يجد فيه لذته، عقلية كانت أو وجدانية، فأهل النظر في المعقولات يقدمون ما سنح لهم من أقيسة، وأهل الذوق يقدمون ما سنح لهم من خيالات وأوهام، ولكل طريقته في التأله، ولكل نصيبه من الضلال، بقدر بعده عن علوم النبوات الصحيحات.
فقالوا على حد القصر بتعريف الجزأين إمعانا في التوكيد على ما اطرد في الآية السابقة من نسبة وصف الألوهية إلى المسيح عليه السلام على حد الحصر والتوكيد، قالوا في تحكم واضح لا دليل عليه بل هو محض تعصب فرعا عن جهل مطبق: قالوا:
نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ: فمنطوقه: مدح النفس، ومفهومه: ذم الغير، فنحن فقط: أبناء الله فلا أحد غيرنا أحق بذلك الوصف الشريف، وإن كان ألزم منا بأحكام الرسالات العلمية والعملية، فالأمر عندهم: محض اصطفاء على حد اصطفاء الأنبياء، وذلك من الفساد بمكان، إذ اصطفاء الأنبياء على حد العصمة أمر قاصر لا يصح القياس عليه، فلا عصمة لأتباعهم إلا بالسير على طرائقهم العلمية والعملية، إذ فيها صلاح الدين والدنيا، فلا تستقيم حياة في الدار الأولى إلا بحكم النبوة، ولا تحصل نجاة في الدار الآخرة إلا بالإيمان بالرسل عليهم السلام على حد قوله تعالى: (لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ). فالحكم في حق الأنبياء: مطرد لا يتصور تخلفه، والحكم في حق أتباعهم: مطرد منعكس، فيتصور تخلف الحكم بتخلف علته، فهو دائر معها وجودا وعدما، فالعصمة حاصلة بموافقتهم، والزلل حاصل بمخالفتهم، فقياس ما يتصور تخلف الحكم فيه على ما لا يتصور تخلف الحكم فيه لمجرد الانتساب إلى النبي على حد الدعوى القولية بلا بينة عملية: قياس فاسد، فالشأن: اتباع أحكام الرسالات علما وعملا، لا إظهار الانتساب لها بلا انقياد لأحكامها، فذلك وصف كل محدث في الملل، فهو يظهر التعصب لمعظم من نبي أو إمام أو شيخ، وهو عند التحقيق، متلبس بنقيض ما دعا إليه ذلك المعظم إن كان من الأنبياء أو الصالحين.
وتأمل حال المنتسب إلى المسيح عليه السلام وقد أظهر من التعظيم الظاهر له بالقول ما نقضه بفساد علمه الباطن وعمله الظاهر، فدعواه في واد، وأفعاله في واد آخر، فهي ناقضة لما ادعاه من محبة، إذ لم يطع حبيبه، بل تلبس بعين ما يسخطه من الشرك الذي بعث بإبطاله بتقرير نقيضه من التوحيد: دين المرسلين الجامع.
وقوله: وَأَحِبَّاؤُهُ: احتراس، كما ذكر ذلك صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله، إذ من الأبناء من يسخط عليهم آباؤهم، فاحترسوا إمعانا في الدعوى بقيد المحبة، وهي كسابقتها دعوى تفتقر إلى البرهان.
ولذلك عقب بإبطالها على حد الاستفهام الإنكاري التوبيخي:
قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ، ثم أضرب انتقالا إلى تقريع آخر:
بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ: فذلك الحصر بتعريف الجزأين في مقابل حصرهم الأول، فجاء الرد عليهم على نفس الحد من التوكيد الناقض لدعواهم.
وفي هذا، كما يقول صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله، تعريض أيضاً بأنّ المسيح بَشَر، لأنّه ناله ما ينال البشر من الأعراض والخوف، وزعموا أنّه ناله الصلب والقتل.
ثم أطنب في بيان وصفهم فـ:
يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ: بمقتضى قدرته وحكمته وعدله، فإيقاع المغفرة والعذاب إنما يكون بقدرته النافذة، فمن شاء إيصال المغفرة له فلا راد لها، ومن شاء إيصال العذاب له فلا راد له، واصطفاء من شاء من عباده لنيل مغفرته إنما يكون بحكمته الباهرة، فيختار من المحال القابلة للهداية على حد الإلهام من علم أزلا صلاح قلبه، والحكم على من شاء من عباده بالعذاب إنما يكون بعدله، فيصرف عن آياته من فسد قلبه فليس محلا قابلا لعلوم الوحي وأعماله، فالحكمة جارية، أيضا، بحجب مادة الصلاح عن محل فاسد لا ينتفع بها.
وجاء الاحتراس بذكر المغفرة، كما يقول صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله، إبطالا لمقالة الخطيئة الأولى التي لوث بها من بدل دين المسيح عليه السلام النوع الإنساني من لدن آدم عليه السلام وإلى حصول الخلاص المزعوم بنزول الرب متدرعا بالناسوت أو نزول كلمته متجسدة في الأقنوم! لتصلب على خشبةٍ فداء للنوع الإنساني القابع في سجون إبليس عدو آدم اللدود!. وذلك قول يكفي إيراده في إبطاله، فإن من الجدال ما ينتهي قبل أن يبدأ لفساد عقل المجادل فلا يجدي معه إيراد البراهين العقلية.
وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا: فذلك من التذييل الملائم لعموم قدرته على المغفرة أو العقاب.
وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ: على حد القصر بتقديم ما حقه التأخير فذلك، أيضا، جار على ما تقدم من التذييل بأوصاف ربوبيته القاهرة تأييدا لما تقدم من تمام قدرته على العباد: مغفرة بصفات جماله أو عقابا بصفات جلاله.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[27 - 09 - 2009, 06:02 م]ـ
ومن قوله تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ):
ففيه إطناب بتكرار الخطاب لهم في معرض إقامة الحجة ببعث النبي الخاتم صلى الله عليه وعلى آله وسلم فناسب ذلك التقرير الإتيان بحرف التحقيق: فقد جاءكم رسولنا، وإضافته إلى الله، عز وجل، على حد ضمير الجمع: "نا" الدالة على الفاعلين من إضافة التعظيم والتشريف، فشرفه صلى الله عليه وعلى آله وسلم من شرف مرسِله جل وعلا.
ثم عقب ببيان إجمال المجيء، كما في الآية الأولى: (يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ): فذلك بيان لجنس المبين.
و: (عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ): فذلك بيان لظرف المبين، فذلك أبلغ في تقرير المنة، فاتصال خبر الوحي بعد انقطاعه من لدن المسيح عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أعظم المنن الربانية على أهل الكتاب خصوصا لاستئثارهم بعلوم الوحي زمان الفترة فهم مظنة المسارعة إلى الإجابة إذ عندهم من أدلة صحة الرسالة ما ليس عند غيرهم من الأميين، وعلى البشرية عموما فبعثته صلى الله عليه وعلى آله وسلم على رسم: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)، فهو رحمة للموافق الذي صلح أمر دينه بعلوم الرسالة المصححة لعقد القلب وأعمالها المزكية للباطن والظاهر، وأمر دنياه بأحكامها العادلة وسياساتها الفاضلة، وهو رحمة للمخالف الذي أمن على دمه وعرضه وماله وإن أبى الدخول في دينه، وتاريخ الأمم خير شاهد على ذلك.
ثم ذيل بالعلة إمعانا في إقامة الحجة:
(أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ): على تقدير لام التعليل على حد: لأن لا تقولوا، على وزان:
نزلتم منزل الأضياف منّا ******* فعجَّلنا القِرى أن تشتمونا
وأباه ابن هشام، رحمه الله، في "المغني" فتقديره عنده: "كراهية أن تقولوا"، أو: "مخافة أن تقولوا".
قال رحمه الله:
"والرابع، (أي من استعمالات "أن"): أن تكون بمعنى لئلاّ، قيل به في: (يُبيّن الله لكم أن تضلّوا) وقوله:
نزلتم منزل الأضياف منّا ******* فعجَّلنا القِرى أن تشتمونا
والصواب أنها مصدرية، والأصل كراهية أن تضلوا، ومخافة أن تشتمونا، وهو قول البصريين. وقيل: هو على إضمار لام قبل أنْ ولا بعدها، وفيه تعسّف". اهـ
وفي مقام الاحتجاج ولو زورا يورد المحتج حجته مؤكدة بما يحتمله السياق من المؤكدات اللفظية، فحجتهم التي أبطلها مجيء الرسالة الخاتمة جاءت مؤكدة بـ: "من" التي تفيد التنصيص على العموم، وتكرار النفي: (مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ)، وفيها إشارة إلى وظيفة الرسل عليهم السلام بإيراد وصفي: "بَشِيرٍ"، و: "نَذِيرٍ" على حد طباق الإيجاب بين البشارة ترغيبا والنذارة ترهيبا.
ثم عقب بإبطال الحجة فصدر الكلام بالفاء الفصيحة على تقدير: لأن قلتم ذلك فقد بطل قولكم إذ قد جاءكم بشير ونذير، كما ذكر ذلك صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله، فذلك أبلغ في تقرير الحجة، فيكون في السياق إيجاز بحذف ما دلت عليه الفاء الفصيحة.
ثم ذيلت الآية بوصف الله، عز وجل، بطلاقة القدرة على فعل كل الممكنات الجائزات، فإرسال الرسل عليهم السلام من الجائز الذي امتن الله، عز وجل، به على عباده، فيقدر على إرسال الرسل تترى كما بين الكليم والمسيح عليهما السلام، ويقدر على الإرسال على فترة كما بين المسيح ومحمد عليهما الصلاة والسلام، كما أشار إلى ذلك أبو السعود رحمه الله، ويقدر على ختم النبوة بالنبي الخاتم صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وفي كلٍ له حكمة باهرة، فبنو إسرائيل أمة داؤها عضال فلزمها من الأطباء ما بلغ حد التواتر، والأمة الخاتمة أصح الأمم عقولا وقلوبا فشفى الله، عز وجل، بالنبي الخاتم صلى الله عليه وعلى آله وسلم داءها، فلم تحتج بعده إلى نبي، ولم تحتج بعد رسالته إلى رسالة، فرسالته قد استوفت أجناس العلوم النافعة والأعمال الصالحة، فلا يزيد عليها إلا محدث في
(يُتْبَعُ)
(/)
الملة، قوله مردود وفعله مرذول.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[28 - 09 - 2009, 03:30 م]ـ
ومن قوله تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ):
فالحال: "بِالْحَقِّ": مقيدة، إذ ذلك من القصص الحق، على حد قوله تعالى: (إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ)، وليس له مفهوم وصف إذ هو بمنزلة الوصف الكاشف المؤكد، فليس من التنزيل ما هو حق، وما هو غير حق، ليصح القول بالمفهوم، بل إن لازم ذلك: إبطال التنزيل. فإبطال موضع واحد منه إبطال لجميعه، بإهدار عصمته، إذ يتطرق الشك لكل مواضعه، وذلك ما وقع لأصحاب الكتب الأولى، إذ وقع التحريف يقينا في مواضع دون مواضع ففيها من الحق: الكثير، ولكن نيل يد التحريف من النص الأصلي دون وجود نص محفوظ منقول بالتواتر يحتكم إليه عند الاختلاف فضلا عن عدم حفظه في الصدور، فلم يحفظ في الصدور أو السطور، ذلك التحريف هو ما أوجب التوقف في قبول أخبار الكتاب الأول، فإن رويت فعلى سبيل الاستئناس لما جاء في الكتاب العزيز، فهو العمدة في الإلهيات والحكميات، أو لما لا ينبني عليه علم أو عمل كتفاصيل القصص التي أطنب كاتبو الأسفار في سردها على حد جعلها أشبه ما تكون بكتب السير مع افتقادها للمعايير العلمية الدقيقة التي اتبعها كتاب السير والمغازي من أئمة المسلمين.
إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ: على حد طباق السلب في معرض بيان جزاء كل منهما فرعا عن حاله: مدحا أو ذما.
ولفظ: "قربانا": باعتبار الجنس إذ قد قرب كل واحد منهما قربانا فلم يقربا معا قربانا واحدا كما أشار إلى ذلك صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله.
قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ:
على حد التوكيد فاللام: لام الجواب لقسم محذوف فضلا عن التوكيد بنون التوكيد المثقلة، فتقدير الكلام: والله لأقتلنك. فذلك مئنة من عزمه الأكيد على ارتكاب الفعل، وهو أبلغ في قطع العذر وإبطال الحجة.
قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ: فذلك جار مجرى المثل السائر، فالحصر حقيقي، وقد جاء بأضعف أدوات الحصر: "إنما" مئنة من كونه أمرا بدهيا لا يتطلب مزيد بيان، فإن الله، عز وجل، لا يتقبل عملا إلا إذا كان على رسم السنة هيئة، ورسم الإخلاص صفة، ولا يتصور ذلك إلا من متق يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه، وفي إيثار وصف التقوى على بقية أوصاف المدح الشرعي، تعريض بالقاتل ليكف وينزجر، وحض له على ملازمة ذلك الوصف ليتقبل عمله كما تقبل من المقتول، كما ذكر ذلك أبو السعود رحمه الله.
ثم أطنب في معرض التذكير:
لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي: فاللام موطئة لقسم محذوف مؤكد لمضمون الشرط، وفيه ما تقدم من طباق السلب في معرض بيان القدر الفارق بين طرفيه، فإن بسطت إلي يدك إيجابا لتقتلني إيجابا، فما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك سلبا، ثم ذيل بالعلة المؤكدة فحسن الفصل لما تقرر مرارا من شبه كمال الاتصال بين العلة ومعلولها: "إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ". وفيه، أيضا، من التعريض بالقاتل لينزجر، على تأويل: فلتخف رب العالمين فلا تقدم على ما زين لك شيطانك، فهو خبر مبطن بمعنى الإنشاء للزجر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلق الفعل على وصف الربوبية، فذلك، في معرض الزجر، أليق، لعموم ربوبية الباري، عز وجل، لكل العالمين، فله من طلاقة القدرة ما يتصرف به في كل الكائنات، فهو القادر على منعك، وهو القادر على أخذك، وهو القادر على إنزال العقوبة بك، وقد كان، على حد قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (لَا تُقْتَلُ نَفْسٌ إِلَّا كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الْأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْهَا).
إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ: فتلك علة أخرى، جاءت على نفس الحد من التصدير بالمؤكد: "إن" والفصل لشبه كمال الاتصال، وقد تفرع عنها:
فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ: فدلالة الفاء تفريعية عما سبق من العلل، وفيه من الوعيد ما يدل عليه التعقيب بذكر الجزاء بعد الفعل مباشرة، فذلك أبلغ في زجر الفاعل وكفه عن الفعل.
والإشارة بـ: "ذلك" جارية على ما تقدم من الوعيد فهي للبعيد: إما علوا في المكانة مدحا، وإما على الضد ذما، والسياق هو الذي يعين المراد، فدلالتها أشبه ما تكون بدلالة المشترك على معنييه، بل هي عند التحقيق من التضاد، وهو أشد أنواع الاشتراك إجمالا لتباين معنييه تباينا كاملا، فجاءت دلالة السياق اللفظية رافعة لذلك الإجمال، إذ سياق الوعيد مرجح لفظي معتبر لمعنى الذم والحط من شأن ذلك المصير.
وفيه قصر دل عليه تعريف الجزأين فذلك جزاء الظالمين، لا جزاء لهم سواه، وذلك جار على ما تقدم من الإمعان في الوعيد زجرا للفاعل لينكف عن عدوانه.
فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ: ففي ذلك، كما ذكر صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله، استعارة تدل على عظم ما وسوست به نفس القاتل له، فكأنها قد صارت شخصا ماثلا في الخارج طوع للقاتل فعله وحسن له جرمه على حد ما يقع من شياطين الإنس، فقتله، وفي الفاء دلالة على سرعة استجابته لذلك الداعي، وفي ذكر المقتول بلفظ: "الأخ": مزيد تشنيع على القاتل، فليس جرمه قتلا فحسب بل هو قتل وقطيعة رحم.
وفي التقديم بذكر ذلك الداعي الذي طوع له ارتكاب تلك الجريمة نوع إطناب على حد ما تقدم من بيان فظاعة ذلك الجرم.
قال في "التحرير والتنوير":
"وقد سُلك في قوله: {فطوّعت له نفسه قتل أخيه فقتله} مسلكُ الإطناب، وكان مقتضى الإيجاز أن يحذف {فطوّعت له نفسه قتلَ أخيه} ويقتصر على قوله {فقتَلَه} لكن عدل عن ذلك لقصد تفظيع حالة القاتل في تصوير خواطره الشرّيرة وقساوة قلبه، إذ حدّثه بقتل من كان شأنه الرحمة به والرفق". اهـ
فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ: على حد التعجيل بالمساءة في معرض الوعيد بذكر الحكم بالخسران معطوفا بالفاء التعقيبية. فضلا عن كون: "من الخاسرين" أشد في النكاية من: "خاسرا"، كما أشار إلى ذلك صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله، وفيه ما تقدم من التعريض بمن سولت له نفسه ارتكاب ما ارتكبه ابن آدم الأول، إذ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب كما تقرر في الأصول.
فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ: بعثا كونيا على حد البعث قوله تعالى: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا).
لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ: فتعلمت البشرية سنة الدفن.
قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي: فذلك من الاستفهام الإنكاري في معرض تبويخ النفس، ولذلك ذيل بقوله:
فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ: فذلك أبلغ في الحسرة من: "نادما" على ما تقرر في: "من الخاسرين".
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[30 - 09 - 2009, 05:43 م]ـ
من قوله تعالى: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ):
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن أجل ما تقدم من نبأ ابن آدم، على طريقة العرب في الإشارة إلى ما تقدم قريبا، باسم الإشارة للبعيد، كما سبقت الإشارة إلى ذلك مرارا، فكلاهما في حكم المنقضي، وتلك من الصيغ الصريحة في العلية كما قرر الأصوليون، فعلة الكتابة الشرعية على بني إسرائيل القصاصَ، ما تقدمه من ذكر نبأ ابني آدم، وصيغة الجمع تعظيما في معرض التشريع آكد في التقرير، وهو حكم عام لهم ولنا، على من يرى حكاية شرعنا له كافيا في إثباته شرعا لنا، ويرجح ذلك قول حذيفة رضي الله عنه: (نعم الإخوة لكم بنو إسرائيل، إن كانت لكم كل حلوة، ولهم كل مرة، لتسلكن طريقهم قدر الشراك) في معرض الإنكار على من قصر الأحكام الشرعية على من نزلت فيه من بني إسرائيل وذلك غير جار على ما تقرر في الأصول من أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، كما تقدم في نبأ ابني آدم، وعليه يخرج ذكر بني إسرائيل دون من سواهم، فذكرهم ليس مخصصا لعموم اللفظ، بل هو جار مجرى التمثيل للعموم بفرد من أفراده، وإنما خصوا بالذكر إمعانا في الذم، أو لكونهم أصحاب الكتاب الأول فتشريع ذلك في حقهم آكد لكونهم قد خوطبوا بشرع منزل، وإن كان الكل مخاطبا بالشرع المنزل، ولكن ليس من خص بالكتاب كمن لم ينزل عليه وحي من السماء، وبذلك امتاز اليهود على العرب الأميين حتى بعث النبي الأمين صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فانتقلت وظيفة حمل الوحي وإبلاغه من الفرع الإسحاقي إلى الفرع الإسماعيلي وذلك فضل الله، عز وجل، يؤتيه من يشاء.
ويرجحه أيضا: ما رواه ابن المبارك، عن سلام بن مسكين، عن سليمان بن علي الرِّبْعِي قال: قلت للحسن: هذه الآية لنا يا أبا سعيد، كما كانت لبني إسرائيل؟ فقال: إي والذي لا إله غيره، كما كانت لبني إسرائيل. وما جعل دماء بني إسرائيل أكرم على الله من دمائنا.
وأما من لا يرى حكاية شرعنا لشرع من تقدمنا: شرعا لنا، فقد استدل لوجوب القصاص بنحو قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى)، فهو نص في وجوبه علينا.
ونظير ذلك من حكاية حال من قبلنا مدحا أو ذما مع كونه شرعا لنا: قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ). فهي عامة في حق كل من اكتنز المال فلم يؤد حقه الشرعي من الزكاة الواجبة، سواء أكان يهوديا أم نصرانيا أم مسلما.
وكل مال وإن عظم ليس بكنز إذا أخرجت زكاته، فمتعلق الذم: ما لم تخرج زكاته من الأموال التي شرع الرب، جل وعلا، إخراج مقادير محددة منها إذا بلغت أنصبة معينة بشروط فصل الفقهاء القول فيها في كتب الفروع.
والضمير في: "أنه": ضمير الشأن فذلك في مقام التهويل آكد، إذ شأن الدماء عظيم، وجاء الشرط في معرض الوعيد:
مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا: وقوله: "بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ": احتراس إذ ليس كل قتل مذموما بل منه ما هو ممدوح بل واجب على حد قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة"، وإراقة دم الحربي في ميدان القتال: أمر ممدوح، بل قد جاء النص عليه وجوبا على حد قوله تعالى: (فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ)، فالمصدر آكد في الدلالة على الوجوب من الأمر الصريح.
(يُتْبَعُ)
(/)
والشرط من جهة أخرى إلهاب وتهييج لبقية الجماعة المسلمة على طلب القاتل لاستيفاء القصاص منه، فهو بمنزلة من قتل الناس جميعا، إذ ضرره لو ترك عظيم، فلو أن الناس تركوه دون قصاص لفتح باب القتل على مصراعيه لغياب وازع سيف القصاص الرادع، وهذا ما وقع في الأعصار المتأخرة لما عطلت الشريعة الخاتمة، فكثر الهرج، وهو القتل، كما أخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فذلك من شؤم ترك الاحتكام لشريعة رب العالمين، وهو، أيضا، من أشراط الساعة الصغرى.
فهو، وإن كان خبري اللفظ والمعنى، إلا أنه لا يخلو من دلالة إنشائية في معرض الحض إلهابا وتهييجا على التفصيل المتقدم.
ثم جاء الشرط في معرض الوعد مقابلة، على ما اطرد في التنزيل من القران بين المتضادات في ذات السياق إمعانا في البيان، إذ الضد بضده يتميز:
وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا.
ثم جاء التذييل بذمهم خصوصا، ومعناه، أيضا، متعد لكل من أعرض عن الشرع المنزل:
وَلَقَدْ جَآءَتْهُمْ رُسُلُنَا بالبينات: فأقيمت عليهم الحجة الرسالية فلا حجة لهم في ترك الاحتكام إلى الشرعة الإلهية.
ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ: على حد التوكيد بـ: "إن" واللام المزحلقة في: "لمسرفون". فذلك أبلغ في قطع العذر ولحوق الذم بمن أعرض عن أحكام الوحي المنزل.
وكأي خبر يتضمن مدحا أو ذما يقال: لا يخلو، أيضا، مع كونه خبرا محضا، من دلالة إنشائية على طلب الفعل إن كان السياق سياق مدح، أو: طلب الكف إن كان السياق سياق ذم. فليس ذكره لمجرد الحكاية أو التسلية، وإنما يذكر على حد الترغيب بوصف المدح والترهيب بوصف الذم.
ويفيد أيضا بدلالة منطوقه ثبوت الحكم لمن قام به الوصف الذي علق عليه، وهو وصف عام، فالمعرض عن خبر الرسالات بعد بلوغها إياه على حد الإسراف في الأرض، ولا يكون إلا كذلك: لزوما فالعطف بين الإعراض والإسراف: عطف متلازمين لا يتصور انفكاكهما نقلا أو عقلا، المعرض عنها مستحق للذم إذ أشارت الآية بمنطوقها إلى لحوق أوصاف الذم به، والممتثل لها، على حد المقابلة، مستحق للمدح، فذلك من دلالة الآية بمفهومها بإثبات نقيض الحكم لنقيض الوصف، على ما تقرر في الأصول من دلالة المنطوق والمفهوم. وهذا أصل مطرد في نصوص الوعد والوعيد.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[01 - 10 - 2009, 06:21 م]ـ
ومن قوله تعالى:
(إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا: فأطنب في بيان العقوبات الشرعية بعد بيان عظم جرم القتل، وصدر الآية بالحصر، وهو إضافي من جهة دفع توهم غلظ العقوبة، كما أشار إلى ذلك صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله، فذلك مما قد يعرض لمن فسد قياسهم فقدموا مصلحة الجاني الخاصة على مصلحة الجماعة العامة، فتأخذهم الرحمة في دين الله بالمفسد دون نظر إلى ما قد يجره ذلك من فساد عريض باستخفاف الجناة بالدماء والأعراض والأموال، إذ قد أمنت العقوبة، كما هو مشاهد في واقعنا المعاصر إذ عطلت الحدود في كثير من الأمصار، فاجترأ العصاة على ارتكاب الجرائم أمنا من سيف الشرع الرادع.
وجاء المضاف على حد الموصول إشارة إلى العلة التي اشتقت منها جملة الصلة فهي مناط الحكم، وقوله: "يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ": مئنة من كون هذا الحق من حقوق الجماعة المسلمة، فلا يجدي عفو أولياء الدم نفعا، إذ ذلك إنما يجدي إذا كان القاتل غير محارب، فحد الحرابة من حقوق الله، عز وجل، التي لا يجوز التغاضي عنها، كما هو الحال في الحدود إذا رفعت إلى السلطان فلا يملك إلا إجراءها، فالعفو إنما يكون قبل بلوغ الحد السلطانَ.
(يُتْبَعُ)
(/)
فتعلق الحق بالله، عز وجل، وبرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم مئنة من عظمه، إذ مصلحة الجماعة العامة أجل قدرا وأعظم شأنا من مصلحة الأفراد الخاصة، وذلك أصل في علم المقاصد الشرعية، فالكل أولى بالاعتبار من الجزء، وبتر عضو فاسد خير من هلاك البدن بأكمله، فالمسألة عند التحقيق من باب تعارض المفاسد، فإن البتر لا يخلو من نوع مفسدة، ولكنها مغتفرة في مقابل ما يستدفع بها من مفسدة هلاك البدن بأكمله، فتلك مفسدة أعظم، فتستدفع المفسدة العظمى بالمفسدة الصغرى، وما يستجلب من منفعة بقاء بقية البدن فهو، أيضا، منفعة عظيمة، يغتفر في مقابلها، مفسدة بتر جزء منه.
وتلك من محاسن الشرعة الخاتمة التي جاءت لتحصيل أكبر قدر من المصالح ودفع أعظم قدر من المفاسد.
وقدم المسند إليه: "جزاء": إمعانا في التشويق، وعطف: "وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا" على: "يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ": عطف لازم على ملزومه، فلا تكون محاربة لله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلا بمخالفة أمرهما، وذلك مظنة فساد الأديان والأبدان. وجعله صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله من باب: عطف الأسباب، فالعلة مركبة من كلا الأمرين. فيحاربون الله ورسوله بمخالفة الأمر الشرعي، ويتعدون على الغير، فالفساد: لازم في النفس متعد إلى الغير.
وضمن فعل: "يسعون": معنى المشي إذ حال المحارب التنقل، كما أشار إلى ذلك صاحب "الكشاف" رحمه الله، فينتشر بانتقاله الفساد في بقاع عدة، فذلك أدعى إلى حسم مادته.
وقيل بتضمينه معنى الفساد، فيكون: "فسادا": على حد التوكيد بالمصدر اللفظي.
وجعله بعض أهل العلم من باب الحال على تأويل "فسادا" بـ: "مفسدين"، فيكون الإتيان بالحال مصدرا من باب المبالغة في الوصف.
وإلى طرف من ذلك أشار أبو السعود، رحمه الله، بقوله:
"وقوله تعالى: {فَسَاداً} إما مصدرٌ وقع موقِعَ الحالِ من فاعل يسعون أي مفسدين أو مفعول له أي للفساد أو مصدر مؤكد ليسعون لأنه في معنى يفسدون على أنه مصدرٌ من أفسد بحذف الزوائد أو اسمُ مصدر". اهـ
ثم جاء المسند بصيغة المصدر المؤول فذلك جار على ما اطرد من كون المصدر المؤول أبلغ في الدلالة التوكيدية من المصدر الصريح فضلا عن دلالة: "أن" التي تمحض الفعل بعدها للمستقبل فذلك مئنة من اطراد الحكم وتجدده بوقوع علته من الإفساد في الأرض.
أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ: فالزيادة في مباني: "يُقَتَّلُوا"، و: "يُصَلَّبُوا"، و: "تُقَطَّعَ": مئنة من الزيادة في المعنى.
ودلالة: "أو": تخييرية على قول، أو: تنويعية على قول آخر، فتتنوع العقوبة بتنوع الجرم، وإليه أشار البغوي، رحمه الله، بقوله:
"وذهب الأكثرون إلى أن هذه العقوبات على ترتيب الجرائم لا على التخيير، لما أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الخطيب أنا عبد العزيز بن أحمد الخلال أنا أبو العباس الأصم أنا الربيع أنا الشافعي أنا إبراهيم بن محمد عن صالح مولى التوأمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قطاع الطريق: إذا قتلوا وأخذوا المال قتلوا وصلبوا، وإذا قتلوا ولم يأخذوا المال قتلوا ولم يصلبوا، وإذا أخذوا المال ولم يقتلوا قطعت أيديهم وأرجلهم من خلاف، فإذا أخافوا السبيل ولم يأخذوا مالا نفوا من الأرض. (وفي سنده كلام).
وهو قول قتادة والأوزاعي والشافعي وأصحاب الرأي رحمهم الله تعالى". اهـ
ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ: فذلك جار على حد المبالغة في النكاية باستيفاء شطري القسمة العقلية: الدنيا والآخرة، فلهم العقوبة المقدرة شرعا في الدنيا، ولهم العذاب العظيم في الآخرة، فالتنكير في: "خزي"، و: "عذاب": مئنة من التعظيم، والإشارة له بـ: "ذلك": جار على حد ما تقدم مرارا من الإشارة إلى ما انقضى من الكلام قريبا بإشارة البعيد، وفيه ما يؤكد عظم العقوبة الذي دل عليه التنكير المتقدم، وتقديم الجار والمجرور "لَهُمْ": جارٍ، أيضا، على حد المبالغة في النكاية، فلهم وحدهم لا لغيرهم على حد الاختصاص والاستحقاق: تلك العقوبات الدنيوية والأخروية، وهو جار مجرى القصر الإضافي في معرض التنفير من ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
الجرم، إذ العذاب العظيم لا يقتصر عليهم بل هو ثابت لأصناف آخرين غيرهم، وإنما خصوا به على حد القصر الادعائي مبالغة في التنفير من فعلهم.
وكما اطرد في نصوص الوعيد الخبرية فإنها لا تخلو من معنى إنشاء الزجر، إذ النص على العقوبة تحذير وتنفير منها بداهة.
إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ: فذلك استثناء على خلاف فيما يعفى عنه وما لا يعفى عنه لا يتسع المقام لذكره، وقوله: "مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ": قيد احتراسي، إذ التوبة إنما تنفع في درء العقوبة المقدرة شرعا قبل أن يقدر الإمام أو نائبه عليه، بخلاف العقوبة الأخروية فإنها تسقط بالتوبة، فتنفيذ العقوبة الشرعية في العصاة لا يلزم منه نفاذ العقوبة الأخروية، بل قد يعفو الله، عز وجل، عن المحارب لمانع من موانع نفاذ الوعيد الأخروي قام به، وأولها التوبة، بل الحد كفارة على قول كثير من أهل العلم لقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَأُخِذَ بِهِ فِي الدُّنْيَا فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَطَهُورٌ)، فلا تشترط التوبة معه، وهو اختيار الطبري، رحمه الله، إذ لو كانت التوبة شرطا ما وسعه صلى الله عليه وعلى آله وسلم السكوت عن بيانها وقد قامت الحاجة إليه، إذ لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة في حقه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فالسكوت في موضع البيان: بيان.
وذهب بعض السلف كسعيد بن المسيب وصفوان بن سليم، وبعض المتأخرين كابن حزم والبغوي وأبو عبد الله بن تيمية، رحم الله الجميع، إلى اشتراط التوبة.
وعليه خرج أهل العلم القول بقتل ساب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإن تاب توبة صادقة، فإنها إنما تنفعه عند ربه، عز وجل، ولذلك يغسل ويكفن ويصلى عليه فتجري عليه أحكام الإسلام الظاهرة، وأمره إلى الله، عز وجل، فقتله إنما هو من باب استيفاء العقوبة الشرعية المقدرة، صيانة لعرضه صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذ ذلك حقه، فلا يملك العفو إلا صاحب الحق، فلما تعذر الرجوع إليه في ذلك وجب استيفاء حقه سدا لذريعة التساهل في هذا الأمر الجلل، فلو عفي عن الساب بمجرد إظهار التوبة، ولو نفاقا، لانفتح الباب لكل زنديق طاعن في عرضه صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيسب ويقدح ثم يظهر التوبة، وقد أجرى بعض أهل العلم ذلك على من سب الصحابة، رضي الله عنهم، ولو لم يقتل الساب، فإنفاذ العقوبة في سابهم تأديبا بالتعزير مما لا يجوز للحكام التغاضي عنه، لتعذر الرجوع إلى صاحب الحق الذي يملك وحده العفو أو المطالبة.
قال الإمام أحمد رحمه الله:
"وخير الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر بعد أبي بكر وعثمان بعد عمر وعلي بعد عثمان ووقف قوم على عثمان وهم خلفاء راشدون مهديون ثم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هؤلاء الأربعة خير الناس لا يجوز لأحد أن يذكر شيئاً من مساويهم ولا يطعن على أحد منهم بعيب ولا بنقص فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته ليس له أن يعفو عنه بل يعاقبه ويستتيبه فإن تاب قبل منه وإن ثبت عاد عليه بالعقوبة وخلده الحبس حتى يموت أو يراجع". اهـ
فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ: فذلك جار على حد ما تقدم من كون المصدر المؤول أبلغ في التوكيد على المعنى من المصدر الصريح، إذ قد تحمل سابقة المحارب التائب، وهي من السوء بمكان، قد تحمل الناس على استيفاء العقوبة منه، ولو جاء تائبا، فاحتراسا من ذلك التعدي الذي لا تسلم منه النفوس غالبا حال ثورانها، جاء التوكيد بـ: "إن" فسدت هي وما دخلت عليه مسد مفعولي فعل "العلم"، على تقدير: فاعملوا مغفرة الله، عز وجل، ورحمته كائنة فيمن ذلك حاله من التوبة قبل القدرة عليه.
والتذييل بوصفي المغفرة والرحمة باعث للهمم على امتثال الأمر بالعفو، إذ قد غفر الله، عز وجل، فستر الذنب ووقى من أثره المستوجب للعقوبة، فرحم التائب رحمة خاصة بالمؤمنين والتائبين، فذلك لازم المغفرة، ولذلك حسن اقتران الاسمين: "الغفور" و: "الرحيم"، فإذ قد غفر الله، عز وجل، ورحم، أفلا يتجاوز العباد؟!.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[02 - 10 - 2009, 03:26 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا: في معرض التنبيه، والخطاب كما اطرد في عامة الخطابات القرآنية، للمؤمنين ابتداء بحكم المواجهة، ولغيرهم بحكم المتابعة، إذ التكليف عام، فليس قصره على المؤمنين بمانع من دخول غيرهم فيه. وتعليق الحكم على وصف الإيمان تعريض بمن لم يؤمن، ففيه نوع حض لغير المؤمن على التزام وصف الإيمان رجاء تحقق حكم الفلاح الذي ذيلت به الآية، فإن العاقل لا يدع أمرا فيه مصلحة له: دينية أو دنيوية، عاجلة أو آجلة، دون أن يضرب فيه بسهم، فكيف بما فيه نجاته من، فالفلاح في دار الجزاء منتهى أمل العقلاء، ولأجله انعقدت ألوية الهمم العلمية والعملية رجاء تحصيل تلك المرتبة العلية مرتبة: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ)، فإنها دار لا نصب فيها ولا وصب، لا هم فيها ولا حزن، فأي عاقل يأبى دخولها والبقاء فيها على رسم الخلود؟!، وقد اقتضت الحكمة الربانية ألا يكون دخولها إلا تحت راية النبوة التي رفعت دليلا على طريق الهجرة، فالسائر لا يبلغ مأمنه إلا إذا كان الدليل أمينا عليما فصيحا، فيحصل من دلالته: كمال الهدى، إذ قصده صحيح، وعلمه عميق، ولسانه فصيح بلا تكلف فيبين عن المراد بعبارة وجيزة بليغة، وهكذا وصف الأنبياء عليهم السلام، فلا أحد أصدق عزما منهم، على حد قوله تعالى: (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آَثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا)، فتوجه العتاب إليه صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذ قد بلغ من الحرص على هدايتهم ما أوقع نفسه به في نوع حرج، فجاء التخفيف في صورة عتاب فـ: (إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ)، و: (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ)، فتلك هداية الإلهام الكونية التي اختص بها رب البرية، جل وعلا، بخلاف هداية الرسل عليهم السلام فهي: هداية الدلالة والإرشاد، فهم أعلام طريق النجاة، فالدين واحد والشرائع متعددة، وقد أحكم الدين من لدن آدم إلى خاتم المرسلين، ونسخت الشرائع بعضها بعضا حتى جاءت الشريعة الخاتمة بأكمل العلوم والأعمال، فصدقت ما سبق على حد الإجمال فأصول العقائد والأحكام والأخلاق واحدة، وبسطت أحكام الفروع على حد التفصيل، ففي الكتاب العزيز قواعد كلية جامعة، إلا مواضع جاء فيها التفصيل كآيات الشهادة والدين، وفي السنة: ثاني الوحيين: بيان لكثير من الفروع التي جمعت أزمتها تلك القواعد الكلية: أصولية كانت أو فقهية، فبقواعد الأصول: تستنبط الأحكام من أدلتها بمقتضى عرف اللسان العربي، وبقواعد الفقه: تلتئم الفروع تحت قواعد كلية تسهل ضبطها: حفظا وفهما.
فلا نجاة إلا بهداية الأنبياء، عليهم السلام، فهم الدليل الصادق الأمين، لمكان العصمة، فلا يكذبون ولا يخونون، وليس لهم في الملك أو السلطان أرب، وإنما أربهم هداية الخلق على رسم: (قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (86) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ).
وبعد النداء جاء التكليف على حد العموم:
اتَّقُوا اللَّهَ: بالتزام مراضيه واجتناب مساخطه. أو يقال: هو من السلب من باب التخلية إذ التقوى تكون غالبا بالانكفاف عن المساخط خشية التعرض للعقوبة.
وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ: فتلك: التحلية إيجابا بابتغاء الوسائل من سائر أعمال القلوب والجوارح، فـ: "أل" في: "الوسيلة": جنسية، فتعم كل أجناس الطاعة مما يتوسل به إلى مرضاة الرب، جل وعلا، كما ذكر ذلك صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله، و: "الوسيلة": فعيلة بمعنى مفعولة، فذلك من مجاز التعلق الاشتقاقي بتبادل الصيغ، فابتغاء الوسيلة إلى الله، عز وجل، إنما يكون بمفعولات العباد فهي المتوَسَّل به إلى الباري، عز وجل، فلا يخلو توسل مشروع من عمل للمكلف، فالتوسل بأسماء الله، عز وجل، الحسنى وصفاته العلى، دعاء يوقعه العبد على حد القربة، والتوسل بالأعمال الصالحة: توسل بعمل أوقعه من قبل، والتوسل
(يُتْبَعُ)
(/)
بدعاء الصالحين من الأحياء ممن تجري عليهم أحكام التكليف: نوع سعي من طالب الدعاء لتحصيل ما يتوسل به إلى الرب، جل وعلا، بشرط أن يكون الداعي حاضرا ماثلا، فلا يطلب الدعاء من غائب، ولو كان حيا، إذ لا يسمع نداءه، فذلك في حقه: غيب، فادعاء سماعه للدعاء: ادعاء لعلمه الغيب وذلك من أخص أوصاف الرب، جل وعلا، فلا يعلم الغيب إلا هو، فاعتقاد ذلك في غيره غلو فيه، برفعه فوق منزلته، كما يقع من كثير ممن غلا في الشيوخ من الأحياء أو الأموات، ولو قدر أنه يسمعه، ولو ادعى ذلك، بل ولو كان صادقا في دعواه فذلك من تلبيس إبليس الذي يزين للتابع والمتبوع سوء عمله، فيراه كرامة، وهو عند التحقيق: إهانة، إذ كل عمل على غير رسم الشرع فهو: مذموم، ولو تضمن خارقة تبهر عقول من لم يحكم أصول الديانة، فجعل الخارقة مستنده، فهي ملازمة أبدا للحق، وليس ذلك بلازم إذ جنسها منقسم إلى: مستحب ومباح ومحرم، كالذي يقع للسحرة والكهان على حد الاستدراج، ولأتباعهم على حد الافتتان، والمعصوم من عصمه الله عز وجل.
وبشرط ألا يعتقد استقلال الداعي بالنفع أو الضر، فذلك مما يقدح في توكل العبد على ربه، عز وجل، إذ قد علق قلبه بالسبب وغفل عن مجريه، وذلك حال كثير من طالبي الدعاء والرقية، ولو كانت شرعية، فكيف إذا كانت شركية؟!، وطالب الدعاء أيضا، لا ينفك عن نوع مباشرة للدعاء وذلك نوع عمل يوقعه على حد التعبد، كما في حديث الأعمى الذي توسل بدعاء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأمره صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يدعو بـ: "اللهم شفعه فيّ وشفعني فيه": رجاء حصول شفاعة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيه بقبول دعائه له ليرد الله، عز وجل، عليه بصره، وشفاعته هو في النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأن يستجيب الله، عز وجل، دعاء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم له، فهو بمنزلة التأمين على دعائه صلى الله عليه وعلى آله وسلم على حد: اللهم استجب دعائي له بأن تجيب دعاؤه لي، فالمصلحة في آخر الأمر لطالب الدعوة، وإنما أمر بمباشرة الدعاء مع كونه طالبا له من غيره ليستحضر معنى العبودية فيعلق قلبه بمجري الأسباب، جل وعلا، فلا يخلي عمله من نوع قربة يتوسل بها إليه عز وجل.
فذلك حد الوسيلة المشروعة، وليس من ذلك ما يقع عند قبور ومشاهد الأولياء سواء أكانوا على رسمها أم ادعيت لهم، ليس من ذلك ما يقع عند تلك القبور والمشاهد من صور الغلو بـ:
طلب الدعاء من الميت، مع كونه قد فارق دار التكليف، فلا يملك إيقاع عبادة الدعاء لنفسه فضلا عن الدعاء لغيره!، وذلك مما ينهى عنه إذ هو ذريعة إلى دعاءه مباشرة، فهو من صور الشرك الأصغر الذي ينهى عنه سدا لذريعة الوقوع في الشرك الأكبر بدعاء غير الله، عز وجل فذلك: أعظم منهيات الرب جل وعلا.
أو التوسل بجاهه، فليس للمتوسل بذوات الوجهاء، لو كان لهم جاه معتبر كالأنبياء عليهم السلام، ليس له منه نصيب ليصح تذرعه به إلى طلب رضا الرب، جل وعلا، فالمتوسل إنما يصح توسله بما له نوع مباشرة له على حد القربة، على التفصيل المتقدم في صور التوسل المشروع. فلا يتصور أن يتوسل أحد بعمل غيره مما لا كسب له فيه فذلك من التواكل بمكان!
وجاء في تفسير الوسيلة أنها: الحاجة، كما أثر عن ابن عباس، رضي الله عنهما، فابتغوا إلى الرب، جل وعلا، أسباب قضاء الحوائج الشرعية والكونية، فعنده وحده الرزق: سواء أكان رزق الأديان أم رزق الأبدان، وذلك، كما ذكر صاحب "أضواء البيان" رحمه الله، مما لا يعارض تفسير الوسيلة بالطاعة، إذ التوجه إلى الله، عز وجل، بطلب قضاء الحوائج من: صور التعبد بالدعاء، فتفسير الوسيلة العامة بصورة الدعاء الخاصة جار مجرى: تفسير العام بذكر بعض أفراده فلا يخصصه، فلو فسر بـ: الصلاة، في قول، و: الزكاة في قول آخر، و: الحج في قول ثالث ............ إلخ، ما عد ذلك تضادا بل هو تنوع يحصل به مزيد بيان للعام بذكر بعض أفراده على حد التمثيل والتقريب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتقديم: "إليه": مشعر بالاختصاص على حد القصر الحقيقي بقرينة المنع من صرف أي عبادة لغير الله، عز وجل، فآل المعنى إلى: ابتغوا إليه وحده لا إلى غيره الوسيلة بفعل الطاعات استجلابا لرضاه واستدفاعا لسخطه جل وعلا.
ولا يرد على ذلك كون الوسيلة درجة يعطاها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوم الحشر، فهي الشفاعة العظمى لبدء الحساب، فإن: "أل" على هذا التأويل: عهدية ذهنية تشير إلى معهود بعينه.
لا يرد على تفسيرها بالطاعة أو طلب قضاء الحاجة تفسيرها في موضع آخر بالمقام المحمود، إذ السياق: قيد فارق يرجح معنى على آخر، فالسياق في نحو هذه الآية قرينة صارفة لمعنى الوسيلة إلى العمل الصالح، بخلاف القرينة السياقية في نحو قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "إِذَا سَمِعْتُمْ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِي الْوَسِيلَةَ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ"، فإنها صارفة لمعنى الوسيلة إلى الوسيلة المعهودة، فالسياق، كما تقدم مرارا، أصل في معرفة مراد المتكلم فلا يمكن حمل اللفظ المحتمل لأكثر من معنى، على أحدها، إلا بعد النظر في السياق الذي يرجح معنى دون آخر، فبه يزول الإجمال ويصير الظاهر المحتمل نصا جازما لا يحتمل إلا معنى واحدا.
وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ: فذلك من عطف الخاص على العام، فالجهاد أحد صور الوسيلة، وإنما خص بالذكر تنويها بشأنه، فهو يعم كل صور المجاهدة:
للنفس: بحملها على الطاعة وكفها عن المعصية.
وللغير: بدفع وساوس شياطين الإنس والجان، ودفع عدوان الصائلين على الأديان بالحجة والبرهان في ميادين العقول، وبالسيف والسنان في ميادين العراك بالأبدان.
ثم جاء النص الصريح على العلة الباعثة على ذلك: لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[03 - 10 - 2009, 03:12 م]ـ
ومن قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ)
فجاء الخبر مصدرا بالتوكيد إمعانا في المساءة إذ النص بعده على وعيد، ولو كان وعدا لكان التوكيد على ضده من المسرة، فأخبار المسرة جارية مجرى البشارة التي يحسن التوكيد عليها حضا على امتثال ما يستوجبها، وأخبار المساءة جارية مجرى النذارة التي يحسن، أيضا، التوكيد عليها تنفيرا مما يستوجبها وحضا على امتثال ما يستدفعها من أجناس الطاعة التي تحفظ بها النعم الكونية في دار الابتلاء على حد:
إِذا كُنْتَ فِى نِعْمَةٍ فَارْعَهَا ******* فَإِنَّ المعاصِى تُزِيلُ النِّعَم
وتستجلب بها أعظم نعمة ربانية: نعمة سكنى الجنان على حد الخلود فلا تنغيص بموت أو فراق، فتستجلب بالطاعة تلك النعمة استجلاب المسبَّب بسببه، لا العوض بالمعوض عنه، فإن نعيم الجنة لا يعدل فعل العبد ولو بلغ ما بلغ من الطاعة، بل آحاد النعم الكونية في دار الابتلاء لا تعدل عبادة مئات السنين، كما في خبر العابد خمسمائة سنة فلم يعدل ذلك العمل نعمة البصر في ميزان العدل الإلهي.
وجاء تعليق الحكم بالوصف الذي اشتقت منه جملة الصلة: "كفروا" على ما تقرر مرارا من التوكيد على كون ذلك الوصف هو المؤثر في الحكم، فهو علته التي يدور معها وجودا وعدما، فبالمنطوق يكون الوجود، على حد التيئيس للكافرين خبرا، والتحذير من عاقبتهم إنشاء، وبالمفهوم يكون العدم، فينتفي ما تقدم من التيئيس في حق ما اتصف بضد وصفهم من الإيمان فهم ناجون من ذلك المصير، ويبقى التحذير إذ هو في حقهم باعث على الحذر مما لم يتلبسوا به، على حد:
عرفتُ الشرَّ لا للشرِّ لكنْ لتوقِّيه ******* ومن لا يعرِفِ الشرَّ من الناس يقَعْ فيهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
بخلاف الكفار الذين يجري الوعيد في حقهم مجرى الباعث على الكف عما تلبسوا به من وصف الكفر المستوجب للعقوبة الشرعية.
وجاء الشرط: لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، مقدما إمعانا في التيئيس، فهو على حد المبالغة التي سبقت الإشارة إليها في نحو قوله تعالى: (وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، فإذا كان ذلك جزاءهم لو افترض وقوعهم في الشرك، فغيرهم أولى بذلك، وكذلك يقال هنا: إذا لم تثبت النجاة لهم بما في الأرض جميعا ومثله معه، فانتفاؤها كائن فيما دون ذلك من باب أولى، ومعلوم بداهة أنه لا ملك لأحد يوم القيامة، فالملك يومئذ للواحد القهار، عز وجل، على حد قوله تعالى: (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ)، وأما حال العباد فـ: (وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ)، فلن ينفع يومئذ إلا العمل: الخالص على رسم التوحيد، الصالح على رسم الاتباع لما سنه النبي الخاتم صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
فـ: "لو" في هذا السياق هي التي تعارف البلاغيون على وسمها بـ: "الوصلية".
ثم جاء الإطناب إمعانا في المساءة:
وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: على حد الحصر والتوكيد بتقديم ما حقه التأخير.
وجاءت الآية التالية بمزيد نكاية بوصف طرف من حالهم على حد المضارعة استحضارا للصورة ففي ذلك مزيد تحذير وزجر فـ:
يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ: فضلا عن دلالة "أن" على تجدد الفعل وحدوثه فذلك مما يقع منهم مرارا، فتتكرر الحسرة بتكرار عدم وقوع المراد في كل مرة، وفي السياق إيجاز بالحذف لسؤال مقدر، على تأويل: فما حالهم في ذلك العذاب المذكور آنفا، فجاء الجواب: حالهم أنهم يريدون ............. ، كما أشار إلى ذلك أبو السعود، رحمه الله، فذلك، أيضا، جار مجرى ما تقدم من استحضار الصورة.
ثم جاء النفي المؤكد بالباء في: "وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا":
فذلك جار على ما تقدم من الإمعان في التيئيس، وهو وعيد في حق الكفار المخلدين لا عصاة الموحدين الذين تعذب فئام منهم عذابا غير مؤبد، فمآلهم، وإن طال تعذيبهم إلى دار النعيم على حد التخليد بعد حصول التطهير.
وبعده التذييل بإثبات نقيض مرادهم:
"وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ"
فمقابل إرادتهم الخروج جاء النص على ديمومة العذاب، فالتذييل في الآية السابقة وقع بوصف العذاب فهو: "أليم"، والتذييل في هذه الآية وقع بمدته فهو: "مقيم"، فاستوفى أوجه النكاية، فضلا عن كون الجملتين: "وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا": نفيا، و: "وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ": إثباتا قد جاءتا على حد الاسمية فلهما من معانى الثبوت والاستمرار ما ليس للجملة الفعلية، وثبوت معاني الوعيد فيما تقدم أبلغ في مساءتهم، كما أشار إلى ذلك أبو السعود، رحمه الله، فتأمل كم ورد في حقهم من النكاية والمساءة والتيئيس من النجاة في سياق آيتين فقط بأبلغ معنى وأوجز لفظ؟!.
و: (وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ).
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[04 - 10 - 2009, 05:37 م]ـ
ومن قوله تعالى: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
فـ: "أل" في: "السارق" و: "السارقة": موصولة إذ الحكم عام قد تعلق بمن تحقق فيه الوصف الذي اشتقت من الصلة الاسمية: اسم الفاعل المشتق من وصف السرقة، وقد جاء الخبر مقرونا بالفاء في قول للنحاة، مئنة من كونه مسببا عما قبله من المبتدأ إذ الموصول لا ينفك عن معنى الشرط، فدلالة العموم بينهما جامعة، إذ قولك: من سرق فاقطعه، و: الذي سرق فاقطعه على حد سواء في تقرير العقوبة فرعا عن الجريمة، فتلك من المواضع التي يحسن التعميم فيها بإيراد صيغ هي عُمَدٌ في باب العموم، إذ الأصل في باب الثواب والعقاب: العموم، فبيان مقادير الأعمال مما يستوي فيه سائر المكلفين من الرسل والنبيين، والأولياء والصالحين وآحاد المكلفين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وجاء التعقيب بالحكم على حد الأمر الجازم فلا صارف له عن الوجوب، إمعانا في الترهيب من تلك الجريمة التي شرع القطع فيها حفظا لضرورة دينية من الضرورات الخمس الكلية: ضرورة المال الذي هو عصب الحياة.
والخطاب لأولياء الأمور، كما أشار إلى ذلك صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله، بقرينة منع استيفاء غير أولي السلطان للحقوق العامة فتلك قرينة خارجية صرفت عموم الضمير في: "فَاقْطَعُوا" إلى خصوص أولياء الأمور من الأمراء والسلاطين، فصار من العام الذي أريد به خاص وذلك من المجاز المرسل عند من يقول بالمجاز، وقرينته ما تقدم من منع غير أولي السلطان من ذلك الأمر، إذ لو صار ذلك لعامة المكلفين، لشاعت الفوضى في الجماعة المسلمة، فلا يزجر إلا ذو سلطان اختياري أو جبري.
ومن يمنع المجاز فإنه على ما اطرد في هذه المسألة: يجعل الظاهر المصروف عن ظاهره العام إلى مؤول خاص، يجعله من قبيل الظاهر المركب الذي أزالت القرينة إجماله فصار نصا في بيان مدلوله على حد الحقيقة فلا حاجة إلى تكلف إيقاع المجاز وتقرير قرائنه سياقية كانت أو عقلية، فالظاهر بقيد التركيب من: لفظ محتمل لأكثر من معنى، وقرينة مرجحة لأحد تلك المعاني على حد يورث الطمأنينة في نفس الناظر يعادل النص الجازم الذي لا يحتمل إلا معنى واحدا ابتداء.
وعلى ما اطرد في شريعة الإسلام من دفع المفسدة العظمى بالمفسدة الصغرى جاء إلحاق الفساد بالسارق بقطع أحد أعضائه دفعا لمفسدة أعظم، إذ شيوع السرقة مظنة اختلال النظام العام الذي يحفظ استقرار الجماعة المسلمة، وهو يجري، أيضا، مجرى تحصيل المصلحة العظمى الكلية بأمن الناس على أموالهم فتنتعش التجارات وتزدهر الأحوال، تحصيل تلك المصلحة بمفسدة صغرى جزئية في نفس فرد واحد من أفراد المجتمع أهدر حرمته بنفسه، فيده من العزة بمكان فلما سرقت ما يعادل ربع دينار صارت على النقيض: من الذلة بمكان!، فسبحان المعز المكرم للإنسان بالطاعة وأصل الخلقة، المذل له بالمعصية وانتكاس الفطرة.
وجاء الجمع في: "أيديهما" على حد جمع أفراد الأيدي السارقة، وجاءت التثنية باعتبار الجنسين: الذكر والأنثى، وذكرت الأنثى بعد الذكر، وإن كان الموصول دالا على العموم فتدخل فيه الأنثى بقرينة عموم التكليف، ذكرت بعده إمعانا في توكيد عموم الحكم لئلا يتطرق إلى الذهن قصره على الرجال فقط، وجاءت السنة العملية بقطع يد المخزومية السارقة التي شفع فيها أسامة، رضي الله عنه، جاءت لتؤكد ذلك العموم الذي استوفى أفراد الجنسين فالحكم عام لا مخصص له إلا ما جاء في السنة من قبيل درء الحدود بالشبهات كحال السرقة حال المجاعة فذلك من الحرج الذي تدرء به الحدود، وسرقة الابن من مال أبيه فله فيه حق غير معين يصح التذرع به إلى نفي الحد، والسرقة من الغنيمة إذ له، أيضا، منها نصيب غير معين يصح كونه ذريعة إلى درء الحد عنه، وذلك جار على ما اطرد من رحمة الشريعة الخاتمة التي ترفع الحرج عن المكلفين، فلا تستوي الأحكام في الرخاء وفي الشدة، ولا تستوي الأحكام في دار الإسلام وفي دار الحرب.
ثم جاء التعقيب بذكر العلة بلا فصل لشبه كمال الاتصال بين العلة ومعلولها، فكأن السامع قد تبادر إلى ذهنه السؤال المطرد في مثل تلك المواضع: وما علة ذلك؟، فجاء الجواب على الفور: جَزَاءً بِمَا كَسَبَا من العمل، فذلك من الكسب القرآني لا الكسب الاصطلاحي الذي قرره المتأخرون من أصحاب نظرية الكسب التي حاول أصحابها التوسط بين نفاة القدر والجبرية الذين غلوا في إثباته، فمالوا إلى قول الجبرية، بل قولهم عند التحقيق، شعبة من قول الجبرية إذ جعلوا العبد كاسبا لفعله بقدرة تقارن وقوعه دون أن تؤثر فيه أثر السبب في إيجاد مسبَّبه على وجه لا يخرج عن دائرة إرادة الرب، جل وعلا، الكونية النافذة، كما هو قول أهل السنة في باب القدر. فالكسب القرآني جارٍ على ما قرره أهل السنة من مذهب الصحابة ومن تلاهم من القرون الفاضلة في هذا الباب.
ثم جاء الإطناب في المساءة تنفيرا من تلك الجريمة:
نَكَالًا مِنَ اللَّهِ: فتنكيره مئنة من تعظيمه فضلا عن صدوره من الله، عز وجل، فعظمته من عظمة فاعله على حد العدل الإلهي المحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم ذيل بأوصاف العزة والحكمة، لئلا يتوهم أن ذلك مما يقع بالقدرة النافذة لازم العزة، بلا حكمة شارعة، بل هو كسائر أحكام الرب، جل وعلا، جامع بين وصف الجلال ووصف الجمال ففيه من أوصاف الجلال ما يردع الجناة، وفيه من أوصاف الجمال ما يحمل الناظر فيه على التسليم لشرع رب العالمين الذي أتقن صنع الإنسان بدنا وروحا، وأنزل عليه الوحي شارعا حاكما، على ذات الحد من الإحكام والإتقان، فنعمه الكونية والشرعية على خلقه تترى، ومن تأمل شريعة الإسلام وجد فيها من الرحمة بالجنس الإنساني عموما: سواء وافقها فهو أعظم الناس منها نصيبا أو خالفها فلن يعدم منها خيرا تستقيم به حياته في دار التكليف وإن أخذ في دار الجزاء بجريرة مخالفتها بعد حصول البلاغ بها وقيام الحجة على صحتها ولزوم اتباعها، وجد فيها من الرحمة المذكورة قدرا لا يوجد في أي شريعة أرضية من وضع البشر ذوي العقول القاصرة والأفهام الضيقة التي لا تدرك إلا المصالح الآنية العاجلة ولو ترتب عليها من المفاسد الآجلة ما ترتب، فسبحان من أحكم الخلق كونا وأحكم الوحي شرعا، فهو الحكيم في كل أفعاله، إذ هو العليم بأحوال عباده على حد التفصيل، فلا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، ومن كان ذلك وصفه فلا يستحق منصب الألوهية الشارعة إلا هو، إذ لا رب يخلق بقدرته ويدبر بحكمته إلا هو، فذلك جار على حد ما تقرر مرارا من التلازم الوثيق بين نوعي التوحيد: توحيد الله عز وجل بأفعاله على حد الربوبية، وتوحيده بأفعال عباده على حد الألوهية.
وإظهار الاسم الكريم لفظ الجلالة: "الله" في موضع الإضمار في قوله تعالى: (نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)، فتقديره على الإضمار: نكالا من الله وهو عزيز حكيم، ذلك الإظهار جار على ما تقرر مرارا من تربية المهابة في النفوس في معرض تقرير أوصافه كماله جل وعلا: جلالا وجمالا.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[05 - 10 - 2009, 03:06 م]ـ
ومن قوله تعالى: (فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
فذلك عموم آخر في معرض الترغيب بعد الترهيب، فالآية الأولى قد جاءت في معرض بيان العقوبة، فكان ذلك ملائما لما تضمنته من الأمر الجازم بإنفاذ العقوبة، ولما ذيلت به من وصف العزة فهو من أوصاف الجلال التي يحسن إيرادها في معرض الزجر.
بينما الآية الثانية على حد الضد من الترغيب في التوبة، وذلك، أيضا، مما يلائمه العموم الذي دل عليه اسم الشرط: "من".
والعطف في قوله: (وَأَصْلَحَ): من عطف التلازم، إذ التائب بالقول لا ينفك عن صلاح في العمل، فهو بمنزلة الدليل على صحة توبته، وذلك أمر مشاهد في حال كثير من التائبين، فإنهم، لا سيما في أيام توبتهم الأولى، يكونون في حالة استنفار، إن صح التعبير، لقواهم العملية باطنة كانت أو ظاهرة، فقلوبهم قد باشرت أعمالا جليلة من خوف مشوب بالرجاء، وندم على ما فات، وعزم على عدم العودة إلى الذنب مرة أخرى، وتوكل على الباري، عز وجل، ليثبته، فلا تنتقض توبته وتنفسخ همته فيرجع إلى المعصية مرة أخرى، كما يقع لكثير من التائبين الذين يعتريهم الفتور بعد فورة التوبة الأولى، فيعودون إلى طريقتهم الأولى، فالقلوب بيد مصرفها إن شاء أقامها فضلا وإن شاء أزاغها عدلا، كما تقرر في مواضع سابقة، والأبدان بيد خالقها ومجري أسباب الحياة فيها فإن شاء نهضت إلى الطاعة فتية، وإن شاء أقعدها بما يعتري النفوس والأبدان من أسباب الفتور الذي لا يسلم منه مكلف، لا سيما بعد مواسم الطاعات، فقليل من يثبت على الطاعة، وقليل من لا تستهويه الشهوات فيقع في أجناس من التعدي ولو بالإفراط في المباحات على حد يورث قسوة في القلب وثقلا في البدن، والمسدد من كانت فترته إلى سنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، على حد حديث عبد الله بن عمرو، رضي الله عنهما، مرفوعا وفيه: "إِنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةً وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ فَمَنْ كَانَتْ شِرَّتُهُ إِلَى سُنَّتِي فَقَدْ أَفْلَحَ وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ"، وذلك معنى دقيق لا يتوصل إليه إلا بمباشرة أجناس من الأعمال القلبية من توكل وتجرد من
(يُتْبَعُ)
(/)
الحول والقوة إلى حول وقوة الرب، جل وعلا، وتوسل إليه بأجناس الطاعات ألا يفسخ الهمم ويقعد الأبدان عن الطاعة بما اقترفته النفوس من معاص أورثت شؤما وذلا لا يرتفع إلا ببركة وعز الطاعة، فهي من الأسلحة الماضية في دفع ما يعرض للنفوس من كسل وملل، أو هم وحزن، إذ من بركتها أن تكون ذريعة إلى طاعة ثانية فثالثة، فضلا عما تورثه من نور في الوجه وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق، كما أثر عن ابن عباس رضي الله عنهما، فتلك، أيضا، من المعاني الدقيقة التي لا تدركها حواس البدن الظاهرة وإنما ترصدها حواس القلب الباطنة.
ثم جاء التذييل بالحكم: (فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ) على حد التوكيد بـ: "إن"، وتكرار الفاعل: معنويا مذكورا: المبتدأ لفظ الجلالة الاسم الكريم: "الله"، ولفظيا مقدارا على حد الاستتار في عامله: "يتوب"، فضلا عن دلالة المضارع على استحضار الصورة وتجددها فكلما أحدث العبد توبة أحدث الرب، جل وعلا، بمقتضى ما له من صفات الأفعال المتعلقة بمشيئته النافذة، أحدث قبولا لها:
فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ.
ثم جاء التذييل بالعلة على ما اطرد من التذييل بالعلة المصدرة بالمؤكد مفصولة عن معلولها فلا عاطف بينهما لشبه كمال الاتصال، فالتلازم العقلي بينهما وثيق.
إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ: وفي التذييل بأوصاف الجمال من المغفرة والرحمة مقابلة لما ذيلت به الآية السابقة من أوصاف الجلال من عزة وحكمة، فسياق الترهيب بتقرير العقوبة، كما تقدم، يناسبه وصف الجلال، وسياق الترغيب بتقرير المثوبة يناسبه وصف الجمال، فحصل الالتئام بين شطري كل آية على حد التذييل المؤكد لمضمون الآية، فآية الترهيب قد ذيلت بوصف الجلال المؤكد لمضمونها، وآية الترغيب قد ذيلت بوصف الجمال المؤكد لمضمونها، وحصل الالتئام بين الآيتين، إذ قد استوفيتا شطري القسمة العقلية في معرض بيان المآل فإما: عقاب وإما ثواب، وإما هلاك وإما نجاة.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[06 - 10 - 2009, 03:41 م]ـ
ومن قوله تعالى: (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
فذلك من قبيل الاستفهام التقريري إذ قد دخل الاستفهام على النفي، فأفاد ما أفاده دخول النفي على النفي من إثبات ضده من الإثبات، والتقرير في هذه الآية بمنزلة التذييل المعلل لما تقدم من عقاب العاصي وإثابة الطائع فذلك لا يكون بداهة إلا لمن له الملك التام والقدرة التامة على إيقاع وعيده عدلا أو وعده فضلا، وناسب ذلك التوكيد: تصدير الجملة التي سدت مسد مفعولي: "تعلم": بـ: "أن" المؤكدة، فضلا عن تقديم ما حقه التأخير: "له" على ما اطرد مرارا من دلالته على الحصر والتوكيد، ودلالة: "أل" الجنسية في: "السماوات" و "الأرض" على استغراق أفراد ما دخلت عليه، وبعد التوطئة بوصف الملك وهو من أوصاف الجلال: جاء الخبر الثاني للناسخ: جملة فعلية: "يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ" مئنة من التجدد والحدوث، كما دلت على ذلك صيغة المضارعة: "يُعَذِّبُ" و: "وَيَغْفِرُ"، إذ أوصاف التعذيب والمغفرة من صفات أفعاله، جل وعلا، التي يحدث من آحادها ما شاء كيف شاء إذا وجدت أسبابها فهي من صفات الأفعال المسبَّبة، كالرضى والسخط، فمراضي الرب معلومة وكذلك مساخطه، فمتى وجد سبب رضاه، جل وعلا، رضي عن عبده فضلا، ومتى وجد سبب السخط: سخط عليه عدلا، فيقال كذلك في المغفرة والتعذيب، إذ هما بمنزلة أثر وصفي: الرضا والسخط فلهما حكم أصلهما.
وقدم وصف التعذيب من باب اللف والنشر المرتب باعتبار تقدم آية الوعيد أولا فآية الوعد ثانيا، فراعي ترتيبهما في سياق الآية التالية لهما كما أشار إلى ذلك أبو السعود رحمه الله.
والاستفهام في معرض التقرير جواب لسؤال مقدر تولد في ذهن المخاطب عن انقلاب حال السارق من العقوبة في الآية الأولى إلى ضدها من المغفرة في الآية الثانية، فجواب ذلك: قدرة الله، عز وجل، النافذة، وهي، كما تقدم مرارا، لا تكون إلا مشفوعة بالحكمة البالغة، فليس العقاب والثواب بلا ضابط، بل قد اقتضت حكمة الرب، جل وعلا، أن وضع للعقاب أسبابا يصير مباشرها أهلا له، ووضع للثواب على ذات الحد: أسبابا يصير مباشرها أهلا له، فيعاقب العاصي عدلا، ويثيب الطائع فضلا.
وإلى طرف من ذلك أشار صاحب "التحرير والتنوير"، رحمه الله، بقوله:
"وهذا استئناف بياني، جواب لمن يسأل عن انقلاب حال السارق من العقاب إلى المغفرة بعد التّوبة مع عظم جرمه بأنّ الله هو المتصرّف في السماوات والأرض وما فيهما، فهو العليم بمواضع العقاب ومواضع العفو". اهـ بتصرف
ثم ذيل بقوله: وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ: فهو بمنزلة المؤكد لما تقدم من عموم ملكه، جل وعلا، فهو ملك القادر لا ملك العاجز الذي قد يملك عين الشيء ولا يملك التصرف فيه على حد ما نرى في عالم الشهادة في الممالك التي يملكها ملوك ليس لهم من الأمر شيء على طريقة: الملك الذي يملك ولا يحكم، فالسلطات الحقيقية بيد رئيس الوزراء!.
وإظهار الاسم الجليل: "الله" جار على ما تقدم مرارا من تربية المهابة في نفس المخاطَب، فالسياق قد غلبت عليه أوصاف الجلال التي تتعلق بها النفوس على حد الرهبة.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[07 - 10 - 2009, 05:39 م]ـ
ومن قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آَخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ):
فـ: يا أيها الرسول: على حد التكريم فلم يناد صلى الله عليه وعلى آله وسلم في التنزيل إلا بأوصاف النبوة والرسالة على حد قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)، و: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ).
والنهي في الآية: للتخفيف والتسلية، فلا يحزنك من ذلك وصفه ممن قد بلغ في الضلالة حد المفاعلة فحاله حال المسارع لغيره في انتحالها، والنهي عن الحزن في هذه الآية كالنهي عن الغضب في نحو قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "لَا تَغْضَبْ": إذ ليس المراد النهي عن وقوع ذات الفعل فذلك من العارض الكوني الذي لا يملك المكلف له دفعا أو رفعا، لتعلقه بالقلب، والقلب مما استأثر الله، عز وجل، بتصريفه على أحوال متباينة تظهر بها آثار قدرته وحكمته في تدبير شؤون عباده، فلا يمكن أن يتوجه التكليف لمن استثير، لا سيما إن كان ممن يغضب للشرع المنزل إذا انتهك على حد وصف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لا يمكن أن يتوجه التكليف لمن هذا حاله بعدم الغضب فذلك من المحال، إذ اقتضت سنة الله، عز وجل، الكونية، وقوع المُسَبَّب بوقوع سببه، إلا أن يشاء الله، عز وجل، امتناعه لعارض، فذلك استثناء لا يقاس عليه ولا تبنى قاعدة شرعية كلية جامعة عليه، وإنما تبنى القواعد الشرعية التكليفية على عموم الأحوال، وحال عامة المكلفين: الغضب إذا استغضبوا، فلا يمكن أن يكون الأمر متوجها بعدم الغضب أو الحزن أو الهم .......... إلخ من العوارض النفسانية فضلا عن كون المكلف إذا استغضب بانتهاك الشرع فلم يغضب، بخلاف ما لو انتقص حظ نفسه فهو ثائر غاضب متعد في تحصيل مراده ولو على خلاف الشرع، فضلا عن كونه إذا كان على ذلك الوصف: محل ذم، ولا يتوجه الأمر للمكلف بما يذم على فعله، فذلك حد المحرم لا الواجب الذي يتوجه المدح إلى فاعله، والشرع لا يأمر بمحرم بداهة، فالنهي هنا قد أريد به النهي عن الاسترسال مع لوازم ذلك العارض الكوني، فمن اعتراه الغضب فإنه مكلف بعدم التعدي بالقول أو الفعل وإنما يجب عليه أن يكون على حد العدل ولو كان غاضبا للشرع المنزل، ومن اعتراه الهم لا يمكن أن يقال له: لا تهتم على حد الإلزام فذلك مما لا يقدر عليه ليصح توجه التكليف به إليه، وإنما غايته أن يقال له: لا تسترسل مع الهم الذي يقعدك عن الطاعة بحل عرى الهمة بما يعتري القلب من غمة، وإنما دافعه بما سن الله، عز وجل، من أسباب دفع الهموم الشرعية والكونية.
فسبحان من ملك أمر القلوب تصريفا بقدرته النافذة فذلك متعلق ربوبيته القاهرة، وشرع لها أسباب الصلاح بدفع الهموم والأحزان من الأدعية والأذكار فذلك متعلق ألوهيته الشارعة.
وقد جاء وصفهم ابتداء: مجملا، قد دل عليه عموم: "الذين"، ففي ذلك نوع تشويق إلى معرفته: مفصلا، ليحصل بذلك تمام التنفير منه إذ السياق: سياق ذم يحمل العاقل على مجانبة الوصف المستوجب له.
فدلالة العام: الموصول: "الذين": ظنية قد جاء بيانها على حد القطع بذكر أجناس أولئك فـ: "من": بيانية جنسية:
(يُتْبَعُ)
(/)
مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ: فأثبت لهم الإيمان ادعاء ظاهرا بالأفواه، وإنما قالوه بالألسنة مئنة من توكيد الدعوى مع كونها كذبا في نفس الأمر، فذلك من المجاز المرسل عند من يقول بوقوع المجاز في التنزيل: إذ أطلق الكل وأراد البعض، ومن ينفي وقوع المجاز في الكتاب العزيز فإنه يقول بأن السياق قد دل على المراد، فالكلام إنما يقع باللسان بداهة وإنما عدل عنه إلى الفم للنكتة البلاغية آنفة الذكر.
ونفاه عنهم حقيقة باطنة، فطباق السلب بين إثبات الإيمان ونفيه باعتبار اختلاف المحال، فالقائم باللسان دعوى الإيمان، والقائم بالقلب نقيضه من الكفران، وذلك من القبح الشرعي والعقلي بمكان، إذ فيه إظهار لما ليس في المظهر من خلال الخير المحمودة، فذلك من التشبع بما لم يعطه، بل ليته كان خلوا من ضده، بل هو متشبع بضده من خلال الشر المذمومة.
ثم ذكر الجنس الثاني، وهو جنس: اليهود الذين حرفوا الكتاب الأول فغيروا وصف النبي الخاتم صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وأطنب في بيان خصال الشر فيهم في معرض الذم لهم:
سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آَخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا: فجاءت على حد الفصل بلا وصل بعاطف لشبه كمال الاتصال بينها وبين الموصوف بها، إذ وصف الشر للكل جامع.
ووصفهم بسماع الكذب على حد المبالغة آكد في تقرير الذم.
فحالهم، كما ورد في سبب نزول الآية، كحال كل صاحب هوى يقبل الشرع إذا وافق هواه، ويرده إذا خالفه، بدعوى تعارض العقل مع النقل، فيقدم ما استحسنه بعقله أو ذوقه على ما جاءت به الرسالات، فبراهين عقله المضطرب وذوقه الفاسد: قطعية جازمة ونصوص الشرع المنزلة: ظنية محتملة، والقطعي يقضي على الظني، فتتعدد الأقوال بتعدد العقول والأذواق ولكل محرف في أمر الديانة من الذم الذي ورد في الآية نصيب، إذ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب كما تقدم في أكثر من موضع، فمن بدل الشرع لحظ نفسه أو لحظ غيره من سلطان جائر يتزلف إليه بالكذب على الوحي المعصوم كحال علماء السوء في كل الأعصار والأمصار ممن قست قلوبهم تجبرا على أهل الطاعة ولانت تذللا ومهانة لأهل المعصية، ككثير من أصحاب العمم في زماننا!، أو متبوع يخشى فقد تعظيمه وتوقيره كحال أصحاب الطرائق الذين يتألفون قلوب أتباعهم بمسايرتهم على أهوائهم ولو كانت على خلاف الشرع المنزل، فيخشون سطوة المخلوق ولا يخشون سطوة الخالق، عز وجل، من كان هذا حاله فله من الذم الوارد في الآية أوفر قسط وأعظم نصيب وما ربك بظلام للعبيد، ومن التمس رضاهم فهم عليه ساخطون لا محالة، فله نقيض ما أراد: سنةً كونية جارية بمقتضى عدل وحكمة الرب جل وعلا.
وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا: فذلك شرط قد سيق مساق المساءة لهم إذ قد سبق في قدر الله، عز وجل، الكوني الحكم بإضلالهم عدلا، فقلوبهم ليست بمحال صالحة لقبول آثار رحمة الرسالات النازلة، فهي أرض بوار، لا تنبت فيها بذرة الإيمان، ولو تعهدها الدعاة بكل أنواع هداية الدلالة والإرشاد، فـ: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)، فنفى الهداية عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على حد الإلهام، وأثبتها له، عز وجل، فطباق السلب مئنة من كمال اتصافه، جل وعلا، بتصريف القلوب على الطاعة فضلا، أو المعصية عدلا، فليس ذلك لغيره من ملك مقرب أو نبي مرسل.
فأراد الله، عز وجل، فتنتهم، كونا، فلا راد لإرادته الكونية النافذة، وإن أراد شرعا هدايتهم فبعث فيهم النبي الخاتم صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأيده بأجناس البراهين النقلية والعقلية التي تدحض حجة المخالف وتذهب بشبهاته السخيفة ذهاب الريح بالريشة الخفيفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما ذلك إلا لحكمة أعظم من مصلحة هدايتهم، فإن الحكيم هو الذي يضع الشيء حيث يصلح، فلا يغرس البذرة في محل غير قابل، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، فكان إضلالهم إظهارا لوصف حكمة الرب، جل وعلا، الذي يضع الإيمان في القلوب القابلة له، ويحرمه القلوبَ الرافضة له، التي أعرضت عن قبول آثار الوحي النافعة، فعوقبت باستبدالها الذي هو أدنى من الشبهات والشهوات والإرادات الفاسدة والأحكام الجائرة بالذي هو خير من علوم وأعمال وأحكام الوحي النافعة، وكان إضلالهم مئنة من علم الرب، جل وعلا، الذي علم أزلا فساد قلوبهم فحجب عنها الإيمان بمقتضى عدله وحكمته، وكان إضلالهم مئنة من قدرته إذ خلق المؤمن والكافر، المهتدي والضال، فخلقُ المتضادات من أخص أوصاف رب البريات، جل وعلا، وكان إضلالهم استخراجا لمادة الخير من نفوس أعدائهم من أتباع الرسالات، إذ اقتضت سنة التدافع سن الأقلام وسل السيوف ذبا عن العقائد والشرائع، فحصل بذلك من مراضي الرب، جل وعلا، الكلية ما يفوق تلك المفسدة الجزئية بحجب الهدى عن فئام من الضُلاَّل ليسوا له بأهل ابتداء، فلا كرامة لهم ليؤبه لحالهم.
ثم ذيل بما يؤكد ما تقدم من انتفاء إرادة الخير بهم كونا:
أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ: فأشار إليهم بـ: "أولئك" مئنة من بعد منزلتهم دنوا، بخلاف: "أولئك" في نحو قوله تعالى: (أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، فهي مئنة من بعد منزلتهم علوا، فلم يرد تطهير قلوب نجاستها على حد نجاسة الكلب: ذاتية لا تطهر إلا بالاستحالة!، فبذل أسباب التطهير لها غير جار على سنن الحكمة، إذ ذلك كغسل الكلب بالماء أو التراب أو ما شئت من المطهرات فليس ذلك بمطهر له، ولو حرصت، فكذلك قلوب أولئك الذين حكم الله، عز وجل، عليهم أزلا، بالضلال، فلا تجدي أسباب الهداية معهم شيئا، وإنما غايتها أن تقام بها الحجة الرسالية عليهم.
ثم ذيل ثانية على حد الفصل للتلازم الوثيق بين الجزاء والعمل:
لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ:
فالمساءة فيه كائنة من جهة استيفائه لشطري القسمة العقلية الزمانية، فلهم في الأولى: خزي قد نكر تعظيما، ولهم في الآخرة عذاب قد نكر، أيضا، على حد التعظيم، وزيد في بيانه أن ورد النص على عظمه صراحة. فضلا عن تقديم ما حقه التأخير في: "لهم"، وإعادته: "لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ" من باب الإطناب بالتكرار توكيدا.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[08 - 10 - 2009, 06:25 م]ـ
ومن قوله تعالى: (سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)
ثم أطنب في ذمهم على حد المبالغة في سماع الكذب وترديده إذ لازم الإصغاء إليه على حد المبالغة: التشبع به ومن ثم ترديده في كل مجلس وناد، وذلك أمر مشاهد ممن سمع مقالة حادثة، ولم يكن له من العلم ما يعصمه منها، فقضى الله، عز وجل، عليه كونا، بجعله بوقا يردد ما لو فقه معناه لتمنى قطع لسانه قبل جريان مبناه عليه، والمعصوم من عصمه الباري عز وجل.
وإلى طرف من ذلك أشار صاحب "التحرير والتنوير"، رحمه الله، بقوله: "وفي هذا، (أي في: المبالغة في: "سماعون")، كناية عن تفشّي الكذب في جماعتهم بين سامع ومختلق، لأنّ كثرة السمع تستلزم كثرة القول". اهـ
فالإطناب هنا، كما ذكر صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله، جار مجرى التوكيد لما تقدم في الآية السابقة والتمهيد لما هو آت من وصفهم بـ:
"أكَّالون للسحت".
وهم مع ذلك أصحاب رياسات يتأكلون بدينهم سحتا، فجاء وصف المبالغة هنا، أيضا، إمعانا في إثبات الجناية المستوجبة للذم والعقاب، فيضلون أتباعهم بمقالات يعلمون بطلانها جزما، فلا مستند لها من نقل أو عقل، ولا عاقل مسدد، إلا من رحم ربك، يسألهم: من أين لكم هذا؟ وما مستندكم في تقرير مسائل الديانة؟!، أوحي معصوم أم عقل مخبول؟!.
(يُتْبَعُ)
(/)
وجاءت اللام في: "للكذب"، و: "للسحت": للتقوية إذ يضعف الفرع المشتق عن عمل الأصل الذي اشتق منه على حد المطابقة، فيتسلط، إجمالا، على المعمول تسلطه، ولكنه يفتقر إلى واسطة لفظية لا يفتقر إليها الفعل الذي هو الأصل في العمل، وإن لم يكن أصل المشتقات على الراجح من أقوال النحاة.
فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ: فالتخيير هنا من باب التهوين على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لئلا يهتم بأمرهم إذ التخيير مظنة السعة، وقد اختلف في دلالتها هل هي:
خاصة باعتبار السبب من زنى الرجل والمرأة اللذين احتكم يهود إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في أمرهما.
أم عامة باعتبار اللفظ، وهو الراجح ابتداء، إلا أن تدل القرينة المعتبرة على خلافه.
وقال بعض أهل العلم هي منسوخة بالآية التالية: (وَأَنِ احكم بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ الله).
وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا: إطناب في معرض طمأنته صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فلن يضروك شيئا، ولو حقيرا، لدلالة التنكير على ذلك. و: "لن" هنا على حد التأبيد لدلالة السياق على ذلك لا لكونها موضوعة ابتداء لذلك، فهي تفيد مطلق النفي فإذا جاءت قرينة تقتضي كون النفي غير مؤبد صير إليها، وإذا جاءت قرينة تدل على التأبيد صير إليها.
وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ: على حد قوله تعالى: (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى).
وعلة ذلك:
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ: ولازم ذلك حفظهم مما يكرهون من إرادة غيرهم الضر بهم فتلك مناسبة التذييل بتلك العلة كما ذكر أبو السعود رحمه الله. فذلك آكد في طمأنته وتسليته صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[09 - 10 - 2009, 05:31 م]ـ
ومن قوله تعالى: (وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ):
فالاستفام للتعجب من حالهم إنكارا وتوبيخا، إذ ما بعده كائن يستحق فاعله الذم، فهو أهل للتوبيخ، إذ عرف الحق، فعنده من النقل والعقل ما يؤهله لطلب الحق من مظانه دون ركون إلى تقليد، لا سيما إن كان يقلد من ينكر نبوته، فكيف صح في الأذهان أن يترك ما يعتقد عصمته ويذهب إلى من يعتقد عدم نبوته؟!.
فالآية مما يستنبط منه ذم التقليد لغير العاجز، فمن بلغ رتبة معرفة الحق بدليله: اجتهاد أو اتباعا بالترجيح بين الأقوال والأدلة، فلا يسوغ له من التقليد ما يسوغ لعموم المكلفين الذين حد أهل العلم اجتهادهم باختيار من يفتيهم فيتحرون الأعلم الأورع ......... إلخ على خلاف بين أهل العلم في أي الأوصاف تقدم عند التعارض، مع الإجماع على أن الفاسق أو مجروح العدالة من عالم سوء متأكل بديانة أو طامح إلى رياسة، ككثير من أصحاب العمم الرسمية في هذه الأعصار الردية، مع الإجماع على أنه ليس أهلا لطلب الفتيا، وإن صح اجتهاده لنفسه إن كان قد بلغ رتبة الاجتهاد، إلا إن كان الفساد قد بلغ به حد إضلال نفسه التي بين جنبيه!.
وأما المجتهد فالتقليد في حقه كالميتة فلا يلجأ إليه إلا عند الضرورة القصوى كضيق زمان عن مباشرة أسباب الاجتهاد بنظر في الأدلة أو نحوه.
وفي السياق إيجاز بالحذف على ما قرره البغوي، رحمه الله، بقوله: "قوله تعالى: {وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاة} هذا تعجيب للنبي صلى الله عليه وسلم، وفيه اختصار، أي: كيف يجعلونك حكما بينهم فيرضون بحكمك وعندهم التوراة؟ {فِيهَا حُكْمُ اللَّه} وهو الرجم". اهـ
على ما تقرر من سبب نزول الآية، وقد يقال في هذا الموضع، أيضا، بأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فكل من عرف الحق بدليله، أو اجتهد في اختيار مفتيه إن لم يكن أهلا للنظر في الأدلة بنفسه، ثم لم يرق له الحكم أو الفتيا، فراح يتلمس عند غيره رخصة، كحال كثير ممن يسأل ليترخص لا ليتدين، فدينه قد صار سلة مهملات للأقوال المهجورة وزلات العلماء المغفورة إن كانوا على رسم الصلاح والإمامة في الدين فلا يسلم أحدهم من قول مرجوح انفرد به فلم يتابع عليه، فيرد القول ويعتذر لصاحبه إذ له من الحسنات والمآثر ما يذهب أثر تلك الزلة، وإذا بلغ الماء القلتين لم يحمل الخبث، فكيف إذا بلغ قلالا كثيرة، بل أنهارا وبحارا فسيحة؟!، فكل من عرف الحق ثم عدل عنه على الحد الآنف الذكر، فله من الذم الوارد في الآية نصيب.
ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ: إذ لم يرق لهم حكمك الذي وافق حكم كتابهم الذي بدلوا ألفاظه وأولوا معانيه على حد التحريف، وتوليهم مئنة من فساد تصورهم العلمي، إذ ليسوا بطلاب حق، كما تقدم، فذلك فساد في العلم والإرادة الباطنة تولد منه فساد في العمل إذ أعرضوا عن قبول الحق الذي وافق مسطور كتابهم، على ما اطردت الإشارة إليه مرارا من التلازم الوثيق بين العلم الباطن والعمل الظاهر: صحة وفسادا.
ثم نفى عنهم وصف الإيمان، إذ قد عدلوا عن شرعة الرحمن، جل وعلا، بل تعدوا ذلك إلى إخفاء نصوصها كما فعل ابن صوريا، وتبديل شرائعها كما فعلوا في حد الرجم، فـ:
مَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ: وأشير إليهم بـ: "أولئك": مئنة من سفل دركتهم، ودخلت الباء على الخبر توكيدا، فهم أهل لنفي ذلك الوصف الشريف عنهم على حد التوكيد الجازم.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[11 - 10 - 2009, 07:28 م]ـ
ومن قوله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)
فالتوكيد بـ: "إن"، ونسبة فعل الإنزال إلى الرب، جل وعلا، على حد التعظيم الذي دلت عليه: "نا" الدالة على الفاعلين، مئنة من عظم المنزل، والفعل بمادته دال على النزول جملة على ما اطرد في كلام أهل العلم من نزول الكتب المتقدمة جملة واحدة، كما يظهر من دلالة الإشارة في قوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا)، ففيه إشارة خفية في معرض تشكيكهم في التنزيل المتفرق إلى نزول الكتب الأولى إنزالا مجملا بلا تفريق فلم امتاز عنها الكتاب الآخر بتفرق نزول آياته، إذ نزل منجما؟!، فجاء التذييل بعلة ذلك دحضا للشبهة الطارئة، إذ ذلك آكد في تثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بتوالي التنزيل عليه، وذلك مما تدحض به الشبه الطارئة، ويجاب به عن النوازل العارضة.
و: "أل" في التوراة، إما أن يراد بها: التوراة المعهودة فتكون عهدية ذهنية، وإما أن تكون جنسية استغراقية لعموم الكتب المتقدمة فعموم اسم التوراة يشملها، كما أشار إلى ذلك ابن القيم، رحمه الله، في معرض ذكر وصف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الكتب المتقدمة، في "هداية الحيارى" بقوله:
"وقوله، (أي: عبد الله بن عمرو، رضي الله عنهما، في معرض بيان وصفه صلى الله عليه وعلى آله وسلم في التوراة): "إن هذا في التوراة" لا يريد به التوراة المعينة التي هي كتاب موسى، فإن لفظ التوراة والإنجيل والقرآن والزبور يراد به الكتب المعينة تارة، ويراد به الجنس تارة، فيعبر بلفظ القرآن عن الزبور، وبلفظ التوراة عن القرآن، وبلفظ الإنجيل عن القرآن أيضاً.
وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: "خفف على داود القرآن، فكان ما بين أن تسرج دابته إلى أن يركبها يقرأ القرآن"، فالمراد به: قرآنه وهو الزبور، وكذلك قوله في البشارة التي في التوراة: "نبياً أقيم لبني إسرائيل من إخوتهم، أنزل عليه توراة مثل توراة موسى"، وكذلك في صفة أمته صلى الله عليه وسلم في الكتب المتقدمة: "أناجيلهم في صدورهم".
فقوله: أخبرني بصفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة. إما أن يريد التوراة المعينة، أو جنس الكتب المتقدمة.
وعلى التقديرين فإجابة عبد الله بن عمرو بما هو في التوراة أي: التي هي أعم من الكتاب المعين، فإن هذا الذي ذكره ليس في التوراة المعينة، بل هو في كتاب أشعياء". اهـ
"هداية الحيارى"، ص108.
وقدم ما حقه التأخير في: "فيهَا هدى" على ما اطرد من دلالة ذلك على الحصر والتوكيد في معرض المدح، فضلا عن تنكير: "هُدًى"، و: "نُورٌ" فذلك جار على حد التنكير تعظيما، وذلك جار، أيضا، على حد القصر الادعائي إذ ليس الهدى والنور بمحصور حقيقة في التوراة، بل أعظم أجناس الهدى والنور في الكتاب الآخر، فهو المهيمن على ما سبقه من الكتب، الحاوي لزبدة أخبارها وأحكامها.
يقول ابن تيمية رحمه الله:
"وَهَكَذَا الْقُرْآنُ فَإِنَّهُ قَرَّرَ مَا فِي الْكُتُبِ الْمُتَقَدِّمَةِ مِنْ الْخَبَرِ عَنْ اللَّهِ وَعَنْ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَزَادَ ذَلِكَ بَيَانًا وَتَفْصِيلًا. وَبَيَّنَ الْأَدِلَّةَ وَالْبَرَاهِينَ عَلَى ذَلِكَ وَقَرَّرَ نُبُوَّةَ الْأَنْبِيَاءِ كُلِّهِمْ وَرِسَالَةَ الْمُرْسَلِينَ وَقَرَّرَ الشَّرَائِعَ الْكُلِّيَّةَ الَّتِي بُعِثَتْ بِهَا الرُّسُلُ كُلُّهُمْ. وَجَادَلَ الْمُكَذِّبِينَ بِالْكُتُبِ وَالرُّسُلِ بِأَنْوَاعِ الْحُجَجِ وَالْبَرَاهِينِ وَبَيَّنَ عُقُوبَاتِ اللَّهِ لَهُمْ وَنَصْرَهُ لِأَهْلِ الْكُتُبِ الْمُتَّبِعِينَ لَهَا وَبَيَّنَ مَا حُرِّفَ
(يُتْبَعُ)
(/)
مِنْهَا وَبُدِّلَ وَمَا فَعَلَهُ أَهْلُ الْكِتَابِ فِي الْكُتُبِ الْمُتَقَدِّمَةِ وَبَيَّنَ أَيْضًا مَا كَتَمُوهُ مِمَّا أَمَرَ اللَّهُ بِبَيَانِهِ وَكُلُّ مَا جَاءَتْ بِهِ النُّبُوَّاتُ بِأَحْسَنِ الشَّرَائِعِ وَالْمَنَاهِجِ الَّتِي نَزَلَ بِهَا الْقُرْآنُ فَصَارَتْ لَهُ الْهَيْمَنَةُ عَلَى مَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكُتُبِ مِنْ وُجُوهٍ مُتَعَدِّدَةٍ فَهُوَ شَاهِدٌ بِصِدْقِهَا وَشَاهِدٌ بِكَذِبِ مَا حُرِّفَ مِنْهَا وَهُوَ حَاكِمٌ بِإِقْرَارِ مَا أَقَرَّهُ اللَّهُ وَنَسْخِ مَا نَسَخَهُ فَهُوَ شَاهِدٌ فِي الْخَبَرِيَّاتِ حَاكِمٌ فِي الْأَمْرِيَّاتِ". اهـ
وقوله تعالى: (يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ): حال مقيدة بها يحصل كمال الوصف على حد الإطناب بتوالي أوصاف المدح، بلا وصل بعاطف للتلازم الوثيق بين أوصاف الموصوف الواحد، أو هي جارية مجرى تذييل الملزوم بلازمه فحسن الفصل أيضا للتلازم الوثيق بينهما، إذ كونها ظرفا للهدى والنور: خبرا وحكما، علما وعملا، ذريعة إلى تصديق أخبارها وامتثال أحكامها، وهو ما فعله الأنبياء عليهم السلام فهم أولى الناس بالحكم بالتنزيل، إذ هم أعلم الناس به على حد التفصيل، وهم أصح الناس أفهاما، وأصدقهم إرادات، وأبلغهم مقالات، على ما اطرد من وصفهم، فلا يتصور بيان شرعي: علمي أو عملي أبلغ وأكمل من بيانهم. ووصفهم بـ: "الذين أسلموا": جار مجرى الإطناب في الثناء عليهم، بالتدرج من الأعلى إلى الأدنى، إذ وصف النبوة أعم من وصف الإسلام بداهة، فهو إسلام وزيادة، بل هو أعلى درجات الإسلام فلا يتصور بشر أكمل منهم إسلاما، فيكون السياق على وزان: أوصاف الأشراف أشرف الأوصاف، كما ذكر ذلك أبو السعود، رحمه الله، فالممدوح عند التحقيق هو: الوصف لا الموصوف، إذ نسبة الإسلام إليهم مئنة من كونه إسلاما خاصا ليس كإسلام آحاد البشر. فهو كنسبة الإسلام الخاص إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في مقابل نسبة الإسلام العام إلى بقية الأنبياء عليهم السلام.
واللام في قوله: (لِلَّذِينَ هَادُوا): على تقدير: لأجلهم فهو منفعة في حقهم، وليس ذلك معنى خاصا بهم، بل هو عام في كل الشرائع المنزلة فهي رحمة لمن نزلت عليهم، وإن استثقلت النفوس التكليف بها على حد ما يعرض للبشر من ميل جبلي إلى الانفكاك عن حكم الشرع الملزم، فمن سدد ووفق فإنه لا يلتفت لذلك العارض الطارئ، إذ سرعان ما يزول بمعالجة لذة تصديق خبر الشارع، عز وجل، وامتثال حكمه، فتلك المشقة العارضة بمنزلة الابتلاء الذي يظهر به الصادق من الكاذب، فمن صبر على ألم البداية نال لذة وكمال النهاية، وليس ذلك إلا لمن اصطفاه الله، عز وجل، فخصه بمزيد عناية بها يحصل السداد في القول والعمل، وذلك من أجل ما سئل الرب جل وعلا.
وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ: على تقدير: وأولئك أيضا يحكمون برسم النيابة عن أصحاب الشرائع: نيابة استخلاف في العمل برسالاتهم: تصديقا وتقريرا لأخبارها، وإجراء لأحكامها، لا تحريفا وتبديلا لها بالزيادة والنقصان والنسخ تبعا لأهواء القساوسة والرهبان كما وقع في الأمم السابقة التي طغى فيها الباباوات طغيانا فاق طغيان الأباطرة، فأنزلوا أنفسهم منزلة النيابة عن المسيح الذي هو الرب أو الابن أو الأقنوم، على خلاف في هذيانهم، فلهم من التشريع ما لمقرر الشرائع فما عقدوه في الأرض لا يحل في السماء!، وإن كان على غير ما بعث به الرسل والأنبياء، وذلك في مقابل جفاء يهود الذين حظروا النسخ بالكلية إذ يستلزم على حد زعمهم البداء، وليس ذلك بلازم، بل هو مئنة من علم وحكمة الرب الشارع، عز وجل، إذ لكل أمة ما يلائمها من الأحكام، وشريعة الإسلام، كما عهد، في هذا الباب وفي كل أبواب الدين: علما وعملا: وسط بين طرفي الغلو والجفاء. فالنسخ فيها جائز، ولكنه ليس على حد التساهل الكائن في دين النصارى، بل له قواعد وضوابط من الدقة بمكان، أفردها أهل الأصول بالتبويب والتصنيف.
بمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ:
(يُتْبَعُ)
(/)
فيحكمون بما توجه إليهم الخطاب بحفظه، كما دل على ذلك الطلب المستدعي بـ: الألف والسين والتاء، على حد ما قرر الصرفيون، ففيه زيادة توكيد لمعنى الأمر بالحفظ بزيادة مبناه اللفظي.
وكتاب الله: إما أن يراد به المذكور آنفا وهو التوراة، فيكون من قبيل المعهود المذكور أو يراد به جنس ما كتبه الله، عز وجل، من الشرائع والأحكام، سواء نزل بها الوحي على حد الكتب أو جرت على ألسنة الرسل عليهم السلام، على حد السنن، فيكون المصدر على هذا التقدير نائبا عن عامله على تقدير: "بما استحفظوا مما كتبه الله، عز وجل، عليهم من الشرائع والأحكام"، وإليه أشار الشاطبي، رحمه الله، بقوله:
"والخامس، (من عشرة أمثلة سردها في معرض التمثيل لتفاوت الأفهام في إدراك معاني النصوص الشرعية): قول من قال - فيما جاء في الحديث أن رجلا قال: يا رسول الله نشدتك الله إلا ما قضيت بيننا بكتاب الله فقال خصمه وكان أفقه منه صدق اقض بيننا بكتاب الله وائذن لى في أن أتكلم ثم أتى بالحديث
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذى نفسى بيده لأقضين بينكما بكتاب الله أما الوليدة والغنم فرد عليك وعلى ابنك هذا جلد مائة وتغريب عام وعلى امرأة هذا الرجم إلى آخر الحديث - هو مخالف لكتاب الله لأنه قد قال لأقضين بينكما بكتاب الله حسبما سأله السائل ثم قضى بالرجم والتغريب وليس لهما ذكر في كتاب الله.
الجواب: إن الذى أوجب الإشكال في المسألة اللفظ المشترك في كتاب الله فكما يطلق على القرآن يطلق على ما كتب الله تعالى عنده مما هو حكمه وفرضه على العباد كان مسطورا في القرآن أو لا كما قال تعالى: (كتاب الله عليكم) أي حكم الله فرضه وكل ما جاء في القرآن من قوله: (كتاب الله عليكم) فمعناه فرضه وحكم به ولا يلزم أن يوجد هذا الحكم في القرآن". اهـ
"الاعتصام"، ص607.
وقوله: (وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ): فذلك آكد في توجه الذم إليهم إذ قد بدلوا ما توجه إليهم التكليف بحفظه ومراقبته، وذلك، أيضا، معنى عام، فالذم موجه لكل من استشهد على حفظ الدين فضيعه بكتمان أو تحريف.
فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ: فيه التفات والخطاب لرؤساء اليهود خصوصا، وهو عام في حق غيرهم بطريق الدلالة لا العبارة كما أشار إلى ذلك أبو السعود رحمه الله.
وَلَا تَشْتَرُوا: فذلك من عطف اللازم على ملزومه، إذ من خشي الناس خشي انقطاع ما يصله من هباتهم وعطاياهم، فيحمله ذلك على تبديل الكتاب بما يوافق أهواءهم، كما يقع من اللصوص المترسمين برسم العلماء ممن طرقوا أبواب السلطان طرق السائل الذليل لا الناصح الأمين.
وفي السياق: استعارة الشراء للاستبدال فذلك آكد في بيان الصورة المعنوية المعقولة بقياسها على صورة حسية معهودة. وهي استعارة تصريحية للفظ "تَشْتَرُوا" لمعنى: "تستبدلوا".
وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ: فذلك جار مجرى الشرط في معرض الوعيد والتحذير، فحسن إيراده مورد العموم إذ الأصل في باب: الوعد والوعيد: العموم، وفيه إشارة، على ما اطرد في نصوص الجزاء الخبرية وعدا أو وعيدا، فيه إشارة لإنشاء الأمر بالمذكور والنهي عن ضده لزوما إن كان السياق مدحا، والنهي عن المذكور والأمر بضده لزوما إن كان السياق ذما.
وجاء الجواب مؤكدا على ما اصطلح بتسميته: حمل: (هو هو)، أي: هم لا غيرهم الكافرون على حد القصر الادعائي تنفيرا مما استوجب لهم هذا الحكم الشرعي، والكفر في هذا السياق محمول على الكفر الأكبر باعتبار الأعم الأغلب، فأغلب صور الحكم بغير ما أنزل الله، عز وجل، من الشرائع والأحكام، من الكفر الأكبر الناقل عن الملة، إلا صورة تبديل حكم جزئي في معرض تحقيق المناط في الدعوى لا تقريره على حد الشرع الملزم في كل قضية، فهي مخالفة جزئية في قضية بعينها دون مساس بالأصل الكلي الذي تندرج تحته، فهذه الصورة من صور الكفر الأصغر، ورسالة الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار النجدية السابق، رحمه الله، "تحكيم القوانين الوضعية" على وجازتها قد كفت وشفت الأدواء في هذا الباب الشائك، وهذا التقرير جار على حد التكفير المطلق المتعلق بالأوصاف، أما تكفير المعين الذي فيه يحقق مناط الحكم في أعيان المحكوم عليهم
(يُتْبَعُ)
(/)
فليس ذلك لكل أحد، إذ لا بد من إقامة الحجة الرسالية على المحكوم عليه، ولا يستقل بذلك إلا آحاد الراسخين في العلم على شروط وضوابط دقيقة في تكفير المعين ليس هذا موضعا لذكرها، فهي من الدقة بمكان، والأولى بنا الانشغال بتقرير عمومات الشريعة على حد التصديق والامتثال فذلك ما يعني المكلف بالدرجة الأولى إذ هو مسئول ابتداء عن دينه لا عن دين غيره، فالإفراط في هذا الباب بتحري الحكم على آحاد المعينين: تكفيرا أو تبديعا أو تفسيقا، وترك ما هو أولى من إحكام أصول العلم والعمل مظنة الخذلان بتضييع الأوقات فيما لا كبير جدوى فيه، فهو من باب الانشغال بالأدنى عن الأعلى، والأولى بالنظر والتدبر.
ولا يعني ذلك غلق هذا الباب رأسا كما وقع من المُفَرِّطين فيه في مقابل إفراط الأولين، على حد ما تقرر في السلوك الإنساني في رد الغلو بغلو، فمقابل غلو من أفرط في باب التكفير، ظهر من فرط فيه، حتى جعل غير المسلمين ناجين، فكل قد سلك طريقا إلى الجنة، وكل الطرق مؤدية إليها!، كما صرح غلاة أهل الطريق من الاتحادية، وظهر، أيضا، من يتوقف في تكفير من قامت الحجة عليه على حد القطع، من الزنادقة الذين استعلنوا بزندقتهم فقدحوا في أصول الدين التي يدركها عوام المسلمين وخواصهم، بل وصبيانهم وجواريهم!.
والحق وسط بين طرفين، فإنه لا يتصور دين بلا تكفير، فلا خير فيه إن كان على ذلك الوصف إذ لا حد يفصل بين أتباعه وأعدائه، والحدود الفاصلة بين الموافق والمخالف أمر متعارف عليه في كل الأديان بل وفي كل الطرائق والمسالك الأرضية، ففي الأحزاب، ولو كانت إلحادية، يفصل الأعضاء، ويوصفون أحيانا بوصف الخيانة العظمى إذا خالفوا مبادئ الحزب، فلكل حزب ديني أو دنيوي ما اصطلح على تسميته بـ: "الالتزام الحزبي"، فمن قصر فيه فهو مستبعد بل مقتول في كثير من الأحيان، لضمان انضباط بقية الأعضاء، وذلك أمر ثابت في الديانات التي هي معقد النجاة من باب أولى.
ولو أهمل المسلمون هذا الباب مداهنة لـ: "الآخر"، فإنه لن يرضى عنهم، على حد قوله تعالى: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)، بل نصوص دينه وإن كانت محرفة تحكم على مخالفه بالكفر والإلحاد والزندقة، على ما اطرد من انتصار كل ملة لموافقيها من مخالفيها بوسم الأولين بسمة: "الإيمان"، ووسم المخالفين بسمة: "الكفران"، فالتكفير واقع لا محالة، إذ هو فرقان بين الملل في دار الابتلاء، والله، عز وجل، يحكم بين عباده في ما كانوا فيه يختلفون في دار البقاء: (قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ).
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[12 - 10 - 2009, 02:53 م]ـ
ومن قوله تعالى: (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)
فعدى الفعل: "كتبنا" بـ: "على": على تضمينه معنى الفرض، فالكتابة، عند من يقول بالمجاز في الكتاب العزيز، حقيقة في الكتابة المسطورة، مجاز في الأحكام المفروضة على حد الإيجاب الملزم،، ويرد على ذلك ما قرره أهل الأصول من كون ألفاظ الكتابة: نصوصا صريحة في الإيجاب الملزم فلا حاجة إلى القول بوقوع المجاز في الكتابة في نصوص الإيجاب بتضمينها معنى: "فرضنا"، إذ الكتابة من جهة الدلالة الشرعية باستقراء نصوص الكتاب والسنة: حقيقة في الفرض، إن كانت كتابة شرعية من قبيل: قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ)، فهذا فعلها، و: (كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ)، فتلك مادتها التي هي أصل الفعل وسائر المشتقات على الراجح من أقوال النحاة، فقد ناب المصدر في هذا السياق عن عامله، فهي على تأويل: كتب الله عليكم، وذلك بخلاف الكتابة الكونية من قبيل قوله تعالى: (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا
(يُتْبَعُ)
(/)
هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ). وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ" فالتفريق بين الشرع والكون في مادة: الكتابة والقضاء والجعل ... إلخ أصل جليل في باب القدر.
فكتبنا عليهم بقلم الشرع المنزل على حد التعظيم الذي دلت عليه: "نا" على ما اطرد مرارا من كون سياق التشريع سياق جلال يناسبه التعظيم، فإن الكتابة الشرعية على حد الإيجاب، والكتابة الكونية على حد النفاذ، صنوان لا يفترقان، فالأول من الألوهية الشارعة، والثاني من الربوبية النافذة، وكلاهما ثابت لله، عز وجل، على حد الكمال والانفراد، فانفرد، تبارك وتعالى، بأحكام الربوبية كونا، وانفرد بأحكام الألوهية شرعا، إذ لازم نفاذ أحكامه الكونية: وجوب الانقياد لأحكامه الشرعية، فـ: لا إله شارع إلا هو فرعا عن: لا رب خالق إلا هو، فهو الأعلم بما يصلح شأن خلقه، على حد قوله تعالى: (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)، فإذا تقرر ذلك: لزم الانقياد لحكمه الشرعي اختيارا، فالحكمة البالغة في الشرائع النازلة، فلا يخشى من امتثل أحكامها ضيقا أو حرجا، وإن ظهر له ذلك، بادي الرأي، لا سيما مع كثرة المشككين من الشياطين إنسا كانوا أو جانا.
وتعديته بـ: "في": استعمال للفظ في حقيقته، كما أشار إلى ذلك صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله، إذ المكتوب ظرف الكتابة، فكتب، جل وعلا، في التوارة التي هي الظرف الحاوي لتلك الأحكام، فيكون ذلك جار على مجرى استعمال اللفظ في مجازه بمعنى الفرض إذ تعدى بـ: "على"، فذلك جار على حد التضمين، وحقيقته إذ تعدى بـ: "في". وذلك مما يرجح مذهب المجيزين لاستعمال اللفظ في حقيقته ومجازه في سياق واحد.
فكتبنا عليهم في التوراة أن: النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ: على حد المعاوضة، فالباء في: "بِالنَّفْسِ"، و: "بِالْعَيْنِ"، و: "بِالْأَنْفِ"، و: "بِالْأُذُنِ "، و: "بِالسِّنِّ".
وأطنب في معرض استيفاء أوجه القصاص التي تستوفى على حد الكمال إذ يمكن الوقوف على نهايتها، فالسن له نهاية فسن مقابل سن، والأذن لها نهاية فأذن مقابل أذن ............. إلخ. ثم ذكر ما لا يمكن الوقوف على نهايته من الجروح: (وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ)، فاستوفى بذلك سائر أوجه القصاص: ما يمكن استيفاؤه تحديدا من النفس والأعضاء، وما يستوفى تقديرا من الجراحات.
وقال بعض أهل العلم بأن قوله تعالى: (وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ): عموم بعد خصوص، وإليه أشار البغوي، رحمه الله، بقوله: "فهذا تعميم بعد تخصيص، لأنه ذكر العين والأنف والأذن والسن، ثم قال: {وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ} أي فيما يمكن الاقتصاص منه كاليد والرجل واللسان ونحوها، وأما ما لا يمكن الاقتصاص منه من كسر عظم أو جرح لحم كالجائفة ونحوها فلا قصاص فيه، لأنه لا يمكن الوقوف على نهايته". اهـ
فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ: فذلك شرط قد سيق مساق الترغيب، على حد قوله تعالى: (وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ). ويرشحه الإتيان بلفظ "التصديق" فهو للمبالغة في الترغيب كما أشار إلى ذلك أبو السعود رحمه الله.
وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ: على حد ما تقرر في قوله تعالى: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)، فذلك شرط قد سيق مساق الترهيب، وما قيل في انقسام الكفر إلى: أكبر وأصغر يقال أيضا في انقسام الظلم إلى أكبر وأصغر، فمن الأكبر قوله تعالى: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)، ومن الأصغر: (لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ).
والتذييل بهذا الوعيد مؤذن بوجوب التزام تلك الأحكام إذ من قرائن الإيجاب: الترهيب بالوعيد على تركها، فلا يكون وعيد على ترك مندوب أو مباح.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[13 - 10 - 2009, 06:21 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن قوله تعالى: (وَقَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ)
فذلك جار على حد ما تقدم من التعظيم بنسبة الفعل إلى "نا" الدالة على الفاعلين فالله، عز وجل، هو باعث الرسل يتبع بعضهم بعضا، على حد قوله تعالى: (ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى)، وهو مقرر الرسالات والشرائع التي أرسلوا بها.
فختم الله، عز وجل، النبوة في بني إسرائيل ببعثة المسيح عليه السلام، والحال: "مصدقا": مبينة لوصف رسالته فهي مكملة لما في التوراة من شرائع الجلال، فجاءت بما ترق له القلوب من الحكم والمواعظ وأحالت على الكتاب الأول في باب الأحكام فلم تنسخ منه إلا يسيرا على حد قوله تعالى: (وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ)، فجاءت بالتخفيف بعد التشديد، فرسالته، كسائر رسالات ونبوات بني إسرائيل فرع عن رسالة الكليم عليه السلام.
فقوله: وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ: بمنزلة التذييل لما تقدمه، فقفينا به وبالكتاب الذي أنزل عليه، وتنكير: " هُدًى "، و: "نُورٌ" جار على ما تقدم من التنكير تعظيما، ثم أطنب بالتكرار في معرض التوكيد على تبعية رسالة المسيح عليه السلام للكتاب الأول: وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ.
وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ: فذلك إطناب آخر في معرض توكيد اشتمال الإنجيل الهدى العلمي والعملي، والموعظة القلبية التي امتازت بها رسالة المسيح عليه السلام، ولا زال قدر كبير منها كائنا في الإنجيل بعد وقوع التبديل والتحريف فيه، فالأخلاق والمواعظ ليست محل خلاف بين عقلاء الأمم فضلا عن الأمم التي عرفت النبوات وما قررته من محكم الشرائع والفضائل، وإنما وقع الخلاف في أصل الدين، إذ بدل الغلاة والطغاة أحكام التوحيد الصافية، فأحلوا قومهم دور التشريك والتثليث ........ إلخ من النحل الباطلة، ففسد الأصل وبه تفسد الفروع، فظهر فيهم من البدع العلمية والعملية ما الله به عليم، إذ لا ينفك فساد التصور عن فساد في الحكم، فلا تكاد تجد أمة أعرضت عن الوحي الصحيح الصريح وأقبلت على المقالات الحادثة والتمست لها من الوحي الصحيح متشابها ينصرها ولو على حد التعسف والتحكم المقيت، لا تكاد تجد أمة هذا حالها إلا ولها من فساد العمل الظاهر بقدر ما يعتري بواطنها من فساد في العلم الذي يسبق العمل في الوجود إذ هو المرقاة الموصلة إليه.
ونسبته للمتقين على حد ما تقرر في أكثر من موضع، من التعريض بمن لم ينتفع به بإثبات ضد وصف المدح بالتقوى له، فهو من الفاسقين عن أمر الرب، جل وعلا، وليس ذكر المتقين بمخصص لهم، وإلا سقط التكليف عن غيرهم، وإنما اختصوا بوصف المدح للنكتة السابقة، فهو هدى لهم ولغيرهم على حد البيان الذي يستوي فيه المقر والجاحد، ولكنه هدى لهم وحدهم على حد الإلهام بالانقياد والاتباع الذي به صلاح معاشهم الحالي ومعادهم الآتي.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[14 - 10 - 2009, 05:44 م]ـ
ومن قوله تعالى: (وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)
فذلك فرع عما تقدمه، على ما اطرد من التلازم الوثيق بين العلم والعمل، فأعلمهم في الآية الأولى بقدر الوحي المنزل على المسيح عليه السلام، ثم أمرهم في هذه الآية بامتثاله: تصديقا بخبره العلمي وعملا بحكمه العملي.
(يُتْبَعُ)
(/)
فليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه، فـ: "أل" في: "الإنجيل" عهدية ذهنية إلى إنجيل بعينه، هو الإنجيل النازل على قلب المسيح عليه السلام لا الإنجيل الذي طالته يد التبديل والتحريف للفظه ومعناه حتى صار مستند القوم في تقرير الشرك! الذي بعثت الرسل عليها السلام بإبطاله، فصيره أهل التحريف على ضد ما هو له، ويرجح ذلك قرينة: "بما أنزل الله فيه": من الأخبار والبشارات والأحكام، وذلك منصرف بداهة إلى ما قبل بعثة النبي الخاتم صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالكتاب الآخر فهو الناسخ لما تقدمه من الكتب، كما سبقت الإشارة إلى ذلك في مواضع سابقة.
ويقال من باب التنزل: لو سلم بوجود إنجيل صحيح النسبة إلى المسيح عليه السلام، ووجوب العمل به مع كونه منسوخا والتعبد بالمنسوخ ممنوع، لو سلم بذلك لكان لازمه الإيمان بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذ قد بشر به المسيح عليه السلام، فذلك جار على حد من قال بصدق رسالة النبي الخاتم صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى العرب فقط فأثبت له وصف العصمة الملازم للنبوة فلا يقول إلا صدقا، وهو قد قال بعموم رسالته إلى غير العرب فلزم الانقياد له في ذلك فرعا عن الإقرار الأول.
ولا زالت تلك البشارات مبثوثة في العهدين، بالرغم من وقوع التحريف للألفاظ بالكتمان والتغيير زيادة أو نقصانا على حد حنطة اليهود، ووقوع التحريف للمعاني بصرف البشارات عن النبي الخاتم عليه السلام، وتأويل كل النصوص التي تشير إلى استئثار بني إسماعيل بمبعث النبي الأمي، نبي آخر الزمان صلى الله عليه وعلى آله وسلم، على عادة الجاهل المتعصب الذي يروم نزع كل فضيلة لخصمه، ولو كانت صحيحة، فهم كانوا ولا زالوا: أبعد الناس عن الإنصاف الذي يتشدقون به ليل نهار، ولعل الحضارة الغربية الحديثة، مع كونها علمانية تناصب دين الكنيسة العداء، لعلها في عنصريتها ومركزيتها، كما يقول بعض الفضلاء المعاصرين، تحاكي عنصرية الكنيسة في اختصاص أتباعها في تحكم محض لا دليل عليه بأوصاف المدح والثناء فضلا عن وعود النجاة وصكوك الغفران التي بيعت بها جنان الرحمن جل وعلا!، فقد انتقلت أوروبا من عنصرية دينية إلى عنصرية لا دينية، فمنشأ الداء في كليهما واحد: تعظيم الذات واحتقار الآخر، مع أنهم أعلى الناس صوتا بمقالة: احترام الآخر المزعومة التي صارت سيفا مسلطا على رقاب أهل الحق ليكفوا عن كشف زيف أهل الباطل إذ ذلك مما يثير مشاعرهم المرهفة!.
وما قيل في الكفر الأكبر والأصغر يقال أيضا في: الفسق الأكبر المخرج من الملة على حد قوله تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ)، ففسقه: اعتقادي قد أخرجه من دائرة الإيمان بالكلية، والفسق الأصغر فلا يخرج صاحبه عن دائرة الإيمان بالكلية، وإن خرج عن دائرة الإيمان المنجي ابتداء، فينتفي عنه كمال الإيمان الواجب دون أصله.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[15 - 10 - 2009, 05:45 م]ـ
ومن قوله تعالى: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)
(يُتْبَعُ)
(/)
فالإنزال على حد التعظيم، كما تقرر مرارا في هذا السياق، و: "أل" في الكتاب: عهدية ذهنية تشير إلى معهود بعينه هو الكتاب الآخر الذي نسخت به الكتب الأولى، فـ: "أل" في: "الكتاب" الثاني: جنسية استغراقية لعموم الكتب المنزلة، فالكتب يصدق بعضها بعضا إذ من الرب الواحد قد صدرت، فجاءت بأصدق الأخبار وأعدل الأحكام وأكمل السياسات والأخلاق والأحوال، كما تقدم مرارا، فيكون ذكر الكتابين بلفظ واحد على حد الجناس المطابق، وقد أطنب في وصف الكتاب الآخر بالحالين: "بالحق": فلا مفهوم له إذ هو على حد الوصف الكاشف لكماله، فلا يوجد كتاب منزل بالباطل ليقال بالمفهوم فذلك من فساد المعنى بمكان، والحال الأخرى: "مصدقا"، على حد الفصل، وعطفت عليه حال أخرى: (ومهيمنا): فذلك وصفه: حق في نفسه، مصدق لغيره، جامع لزبدة العلوم والأعمال، فهو المهيمن على ما سواه من الكتب السماوية، إذ الناسخ المحكم رافع للمنسوخ، على اصطلاح بعض أهل العلم في تعريف المحكم والمتشابه، فالتعبد بالمنسوخ بعد نسخه باطل سواء أكان من الكتاب الحالي كالتعبد بما نسخ حكمه، أو من الكتب السابقة التي نسخ الكتاب العزيز ألفاظها، وجملة من أحكامها، ووافقها في جملة حكاها على حد الإقرار، فذلك محل إجماع، أو على حد البيان لشرائع الأولين مع وجود الناسخ لها في رسالة النبي الأمين صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فلا يصار إليها بحال، وهذا، أيضا، محل إجماع، وإنما وقع الخلاف فيما حكاه الكتاب العزيز ولم يشر إليه بإثبات أو نفي، فاستدل الشافعي لإهماله بما هو آت في الآية من قوله تعالى: (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا)، فتقديم ما حقه التأخير مئنة من الاختصاص فلكل شرعة تلائم حاله، إذ لا تستوي الأمم في أخلاقها النفسانية وأخلاقها الجسدية ليستوي التكليف في حقها فلكل أمة خصائصها، ولكل أمة شرعة ومنهاج يلائمها.
وبعد الإطناب بذكر أوصاف الكتاب العزيز جاء التذييل بما يترتب على تلك الأوصاف من الأحكام، فالفاء مئنة من ذلك فضلا عما لها في هذا السياق من دلالة على الفور ابتداء، وهو ما يدل على وجوب الامتثال، بل المسارعة في ذلك، فضلا عن ترجيح جمهور الأصوليين: دلالة الأمر المجرد من القرائن الصارفة على الفور، فـ:
فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ
وقد تقدم أن ذلك مما قيل بنسخه التخيير في آية: (فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ)، وجعله صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله من قبيل البيان لا النسخ، وإنما ورد بلفظ النسخ في كلام السلف، على ما اطرد من معناه اللغوي لا معناه الاصطلاحي الحادث بعد زمانهم، فكل صور البيان من: رفع للحكم، أو تخصيص، أو تقييد ......... إلخ، كلها في اصطلاح المتقدمين: نسخ. والخلاف يسير إذ المؤدى واحد لا سيما بعد انقضاء زمن الرسالة فقد استقرت الأحكام فلا زيادة ولا نقصان، لانقطاع خبر السماء.
والخطاب في: "ولا تتبع": إلى الأمة في شخص نبيها صلى الله عليه وعلى آله وسلم لمكان عصمته، على ما تقرر في أكثر من موضع، إذ هو جار على وزان قوله تعالى: (وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ): وذلك منهم محال كما أن اتباع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأهوائهم محال، بل لما كاد يركن إليهم شيئا قليلا على حد الاستئلاف لقلوبهم لا المداهنة في الديانة، ثبته الوحي، فـ: (وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا)، وذلك العتاب مما يؤكد أن هذا الكتاب من عند الله، عز وجل، فلو كان من عند النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما يزعم فجرة وملاحدة الأمم لكتم ذلك العتاب في هذا الموضع وفي نحو صدر سورة "عبس".
والجعل في قوله تعالى: (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا): تقدير شرعي، على ما تقدم من اختصاص كل أمة بشريعتها العلمية ومنهاجها العملي، وذلك مستند الشافعي، رحمه الله، ومن تابعه كابن حزم والألباني، رحمهما الله، في منع كون شرعة من قبلنا شرعة لنا، وأجيب عن ذلك بآيات من قبيل: (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ)، والخلاف مبسوط في كتب الأصول.
وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ:
فالجعل هنا كوني بخلاف الجعل السابق بقرينة التصدير بالمشيئة ولا تكون إلا كونية نافذة، وبعدها جاء التذييل بعلة ذلك: إذ بالشرائع يقع الابتلاء فلكل أمة، كما تقدم، ابتلاء بتكليف شرعي يلائم أحوالها بل الأمة الواحدة تبتلى بتكليف في زمان ويسقط عنها بالنسخ في زمان تال إذ الحكمة في إعماله زمن إحكامه وفي إهماله زمن نسخه، فذلك جار على سنن الحكمة الإلهية التشريعية البالغة.
فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ: فرعا عما تقدم، فذلك محط الفائدة من ذكر الخلاف المتقدم، على تضمين: "استبقوا" معنى: "ابتدروا"، كما أشار إلى ذلك صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله، وفيه إشارة إلى ما تقدم من لزوم فورية الامتثال ببلوغ خطاب الشارع المكلفَ.
إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا: على حد التوكيد المعنوي بتقديم ما حقه التأخير، والتوكيد اللفظي بـ: "جميعا".
فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ: فذلك، أيضا، فرع عما تقدمه، لدلالة الفاء التفريعية على ذلك ولا تخلو من معنى السببية والفورية، فالباري، عز وجل، سريع الحساب.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[16 - 10 - 2009, 05:56 م]ـ
ومن قوله تعالى: (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ)
فذلك جار مجرى الإطناب بالتكرار توكيدا لما تقدم في الآية السابقة، و: "أن" تفسيرية لقوله تعالى: (وأنزلنا إليك الكتاب بالحقّ): فهو جار مجرى تذييل السبب بمسبَّبه، فذلك من التلازم بمكان، فما أنزلت الكتب لتتلى على حد: (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ)، وإنما لتتلى على حد: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا)، و: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)، فأنزل ليتدبره العقل فتعمل به النفس إذ به تحصل الهداية الدلالية، وبامتثال أحكامه تحصل الدلالة الإلهامية التي لا توجد إلا إذا شاء الرب، جل وعلا، وقوعها، على حد التفضل والامتنان كما سبقت الإشارة إلى ذلك في مواضع عدة.
فيكون تقدير الكلام: وأنزلنا إليك الكتاب بالحقّ أنْ احكم بينهم بما أنزل الله فاحكم بينهم به، فإجمال الإنزال قد فسره الأمر بتحكيمه على حد قوله تعالى: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ)، ثم أعيد الأمر بالحكم ثانية مع تفنن في العبارة، كما أشار إلى ذلك صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله.
وجعل صاحب الكشاف، غفر الله له، "أن" في هذا السياق: مصدرية على تأويل: وأنزلنا إليك أن احكم، على حد عطف المصدر المؤول من "أن" وما دخلت عليه، وهو مفرد، على: "الكتاب".
وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ: من باب النهي عن الضد فذلك لازم الأمر بالشيء، فأمره بامتثال أمر الشرع الواحد، واجتناب أهوائهم المتعددة التي دل عليها لفظ الجمع: "أهواءهم": وضعا، فإن العقول تتفاوت في إدراك وجه المصلحة، بل غالب ما تدركه من المصالح: مصالح آنية قد يتولد منها مفاسد أعظم باعتبار المآل، بل ربما كانت مصالح متوهمة لمصادمتها أحكام الشرع على حد ما قرره الأصوليون في باب القياس من إهمال المناسب وإن ظهر فيه، بادي الرأي، وجه حكمة إذا خالف النص الشرعي، فذلك كفيل بإلحاقه بالملغي فلا اعتبار له، إذ كل ما خالف الشرع فهو هدر وإن اعتبره من اعتبر من الأذكياء، فليست العقول، وإن عظم ذكاؤها بحكم على الشرع المنزل، بل الشرع المنزل هو الحكم عليها، فهو الذي جاء بتقرير قياسها الصريح الذي لا يخالف النقل الصحيح، على حد قوله تعالى: (فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ)، فلو توجه طعن العقل إلى النقل، فإنه بذلك يطعن في دلالته، إذ طعن في الدليل المعتبر له، فلم يتول العقل منصب التدبر والنظر إلا بتفويض من الشرع، فلو طعن في المتبوع المُوَلِّي، توجه الطعن إلى التابع المُوَلَّى بداهة، وإذا استحسن عقل زيد شيئا واستقبحه عقل عمرو وتوقف فيه عقل بكر ......... إلخ تعددت الأحكام بتعدد العقول فلا حكم يفصل بينها النزاع إلا الوحي النازل من السماء، إذ أنزله الذي يعلم السر، فهو العليم الحكيم الذي أحاط بكل المعلومات على حد التفصيل، وأحكم خلق كل شيء على حد الإيجاد والتدبير.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ: فذلك من الإطناب في التحذير فهو بمنزلة التذييل المؤكد لقوله: (وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ). وقد أظهر الاسم الجليل: "الله" في موضع الإضمار فرعا عن تقدم ذكره في صدر الآية، أظهره تربية للمهابة في سياق الأمر بالتزام الشريعة فذلك من آكد ما يذكر فيه العباد بربهم الجليل، بقدره الكوني النافذ فيهم، الحكيم بقدره الشرعي الحاكم فيهم، فضلا عن إعادة الموصول وصلته: "ما أنزل الله إليك"، فالقياس: واحذرهم أن يفتنوك عن بعضه، فأظهر أيضا، لذات السبب كما أشار إلى ذلك أبو السعود رحمه الله.
فاحذرهم أن يفتنوك عن بعضه: ففيه إشارة بالأدنى إلى الأعلى، فإذا كان اتباعهم في حكم واحد كفيلا بلحوق وصف الشرك بمتبعهم على حد قوله تعالى: (وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ)، إذا كان ذلك كذلك فكيف بمن نحى جملة من الأحكام، بل كيف بمن نحى معظمها، فاستبدل أحكام الشرائع الوضعية الأرضية الناقصة بالأحكام الشرعية السماوية الكاملة، فذلك يهودي الإرادة إذ قد استبدل رزق الأرض برزق السماء، بل هو أسوأ منهم حالا، إذ قد استبدلوا رزقا أقل نفعا برزق أعظم نفعا، وأما التارك لحكم السماء إلى حكم الأرض، فقد استبدل رزقا لا نفع فيه بل ضره أكثر من نفعه، إن كان فيه نفع أصلا، فهو ذريعة إلى إفساد المحل الذي يرد عليه، استبدل رزقا هذا وصفه من الفساد والدنو، برزق الوحي الذي جاء بأصدق الأخبار وأعدل الأحكام فقد بلغ من الصلاح والعلو غايته. وذلك جزاء من أعرض عن الوحي، فإنه موكول إلى عقل فلان أو فلان يتسول من نحاتات أفكارهم ما يبتغي به صلاح دنياه، فلا الدين سلم له، ولا الدنيا صلحت له، فقد أصابها من الفساد بقدر تنحية الوحي عن قيادة الركب، وتأمل حال المجتمعات التي عطلت فيها الشرائع عبادات ومعاملات وحدودا وسياسات: تجدها أفسد المجتمعات الإنسانية فمعدلات الجرائم قد بلغت نسبا قياسية، ومعدلات الفقر قد بلغت الذروة، إذ قد عطل أفرادها أسباب استجلاب الأرزاق الكونية بامتثال الطريقة الشرعية، على حد قوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ). وتلك سنة كونية جارية. ولا مبدل لكلمات ربك الكونية.
فَإِنْ تَوَلَّوْا: على حد التهديد، فالمشروط قد علق على الشرط الذي هو موضع الذم، فكان إتيانه على حد المساءة والنكاية بحجب الهداية الشرعية فذلك من أعظم نقم الرب الجليل، جل وعلا، على العصاة، فقلوبهم قد أريد بها شر بمقتضى الإرادة الكونية النافذة، فعافت الشرائع التي هي غذائها النافع وقنعت بفتات موائد الأذهان على حد التسول الآنف الذكر، مع أن أصحابها أحرص الناس على الأبدان الفانية بانتقاء وانتخاب أجود المطعومات والمشروبات والملبوسات، فذلك، أيضا، مئنة من الخذلان إذ قد شغل صاحبه بالفاني عن الباقي، فعمر أبدانا مآلها إلى الفساد ضرورة، وشيد بنيانا مآله إلى الهدم يقينا فـ: (وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا)، وخرب أرواحا هي الباقية، ولم يعمر دار يسكنها في الدار الباقية.
فإن تولوا: فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ: فالإرادة كونية نافذة إذ لا يريد الباري، عز وجل، إضلال عباده شرعا، بل قد أرسل الرسل الهادية وأنزل الشرائع المحكمة رحمة بعباده أن يضلوا في فلوات المقالات الأرضية الحادثة، وإنما أراد ذلك كونا لحكمة تفوق مصلحة هداية من لا يستحق الهداية ممن سبق علم الرب، جل وعلا، في الأزل بفساد قلبه فليس محلا قابلا لآثار الوحي الهادي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأكد ذلك الوعيد بإصابتهم ببعض الذنوب إذ من شؤم المعصية استتباعها بمعصية أخرى، فإذا عطل حكم أو حد شرعي جاءت العقوبة بمزيد تول عن الشرعة الإلهية، فيظنه الظان كسبا حضاريا كحال العلمانيين الذين يهللون لأي خرق لأحكام الشرع، وهو في حقيقته، لمن نظر واعتبر، عقوبة كونية ترتجف لها قلوب ذوي البصائر من الصالحين على حد حديث أم سلمة رضي الله عنها: أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ، فإن العقوبة الكونية عامة لا تستثني صالحا من طالح، بل يبعث كل على نواياه، وما ربك بظلام للعبيد: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، و: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ).
وأكد ذلك الوعيد بـ: "ما" المزيدة في: "إنما" فضلا عن دلالة المضارع: "يريد" على التجدد والاستمرار فذلك أدعى إلى مراقبة أوصاف جلال الرب، جل وعلا، باستدفاع آثارها ولا يكون ذلك إلا بنبذ ما يخالف الوحي المنزل، واستجلاب آثار صفات جماله ولا يكون ذلك إلا بامتثال رسالاته الهاديات إلى رسله عليهم السلام: أخبارا بالتصديق وأحكاما بالتنفيذ، فالنبوات، كما تقدم مرارا، سبيل النجاة المهيع في كلا الدارين فهي أمان في دار التكليف على حد قوله تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)، فما كان ليعذبهم وأنت فيهم، وما كان ليعذبهم وهم له مستغفرون وبأمر دينه قائمون.
وهي أمان في دار الجزاء على حد قوله تعالى: (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)، و: (وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ): فالباء للسببية لا للعوض إذ لا عوض يكافئ نعمة واحدة من نعم الرب، جل وعلا، ولو كانت من نعم الدنيا الزائلة، فكيف بالنعمة الباقية؟!. فالله، عز وجل، قد امتن عليهم بخلق السبب فيهم فقامت الطاعة بهم قيام الفعل بفاعله، ثم امتن عليهم بجزاء ما خلقه فيهم من الإرادات النافعة والأعمال الصالحة، فامتن عليهم انتهاء بجزاء ما امتن عليهم ابتداء!، فله المنة في الأولى والآخرة.
ويقال ذلك أيضا في: "أَنْ يُصِيبَهُمْ": فـ: "أن" تمحض ما بعدها للاستقبال، فتلك الإصابة بمقتضى الأمر الكوني النافذ مطردة متجددة بتجدد سببها من التولي عن حكم الشرع الملزم، فإذا وجد السبب وجد المسبَّب لزوما على حد ما تقدم من جريان السنن الكونية في إتقان بديع وإحكام متين.
ثم ذيل بقوله: وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ: ففيه اعتراض تذييليٌّ مقررٌ لمضمون ما قبله، كما أشار إلى ذلك أبو السعود، رحمه الله، ولا يخلو من معنى العلية لما تقدمه فإن فسوق كثير من الناس بمقتضى الإرادة الكونية سبب إعراضهم عن الطريقة الشرعية.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[18 - 10 - 2009, 06:16 م]ـ
ومن قوله تعالى: (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ):
فذلك من الاستفهام الإنكاري التوبيخي لما وقع منهم بالفعل، على حد قوله تعالى: (فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا)، فزعموا الإصلاح وفعلهم مادة الفساد بالإعراض عن الشرع المنزل مادة كل صلاح للأديان والأبدان، فلا الدنيا حصلوا إذ ساسوها على غير نهج النبوة، ولا الآخرة استبقوها، إذ استبدلوا العاجل الخسيس بالآجل النفيس، وتلك تجارة السذج الجاهلين، لا المهرة العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقدم ما حقه التأخير إذ لا بد لهم من وجهة يبتغونها، فذلك معنى كلي مطلق يقوم بكل نفس حساسة متحركة تسعى إلى ابتغاء ما ينفعها، وإن لم يكن كذلك في نفس الأمر، فلكل نفس وصفها من الحكمة أو السفه، فلما كان الابتغاء حتما لازما، وجب بمقتضى القسمة العقلية اللازمة انقسام معنى الابتغاء الكلي المطلق إلى معان جزئية مقيدة، فالناس في ذلك على ضريبن:
الأول: مبتغي حكم الشريعة، وهو الممدوح بمفهوم تعلق الذم والإنكار بمبتغي حكم الجاهلية، فضلا عما ذيلت به الآية من النص على مدح المتقين، الذين ارتضوا حكم رب العالمين في سائر أمرهم: علما وعملا وسياسة وحكما وأخلاقا وأحوالا.
والثاني: مبتغي حكم الجاهلية، وهو المذموم بمنطوق الآية.
فقدم متعلق الذم، إذ ليس الذم متعلقا بمطلق الابتغاء فهو حتم لازم، كما تقدم، وإنما الذم متعلق بابتغاء حكم الجاهلية فهي محط الفائدة، فتقديمها وحقها التأخير مئنة من تسلط الإنكار عليها على حد الاختصاص والتوكيد، إذ لا ذم يتعلق بابتغاء حكم الشريعة، فالذم في هذا الباب مختص بحكم الجاهلية الذي جاء على حد المضاف إلى المحلى بـ: "أل" الجنسية، فأفاد العموم بمادته من جهة عموم "أل" الاستغراقي لأفراد ما دخلت عليه فكل صور الجاهلية: علوما أو أعمالا محط الإنكار إلا ما اعتبره الشرع من العادات والأعراف، كأحكام القسامة والديات، فالحجة فيه لا فيها كائنة، إذ لو لم يعتبرها لم تعتبر، فهي على حد شرع من قبلنا فإنه لا يعتبر إلا بإقرار شرعنا له بالنص علية إجماعا، أو حكايته والسكوت عنه عند جمع من الأصوليين، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، إذ السكوت في موضع البيان: بيان، وتأخير البيان عن وقت الحاجة، ومقام التشريع لا يحتمل التأخير، تأخير بيان ذلك لو كان غير مشروع: غير جائز، فلو كان كذلك ما وسع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم السكوت عن بيان حاله من عدم الجواز، بل لو كان مما يصح فيه الاجتهاد، على القول بجواز الاجتهاد في حقه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فاختار عليه الصلاة والسلام خلاف الأولى ما أقره الوحي على ذلك لمكان عصمته عليه الصلاة والسلام، فلا بد أن يرشده إلى الأولى كما في حادثة أسرى بدر.
وقد يقال بأن عموم الإنكار منصب على المضاف: فأحكام الجاهلية علوما أو أعمالا كلها محط الإنكار إلا ما استثني من آثار دين الخليل عليه السلام، على ما تقدم بيانه، والأمر يسير إذ العموم في "الجاهلية" قد استفيد من مادتها والعموم في: "حكم" قد استفيد من إضافتها، فالعموم في كليهما على كل حال: حاصل، وهو مخصوص بما أقره الشرع، كما تقدم، ولقائل أن يقول بأنه عموم محفوظ لا مخصص له، إذ ما كان من أعراف الجاهلية فأقره الإسلام، هو عند التأمل: قد صار من أحكام الإسلام، والذم في الآية متوجه إلى مبتغي حكم الجاهلية لا مبتغي حكم الإسلام.
ولو قدر معطوف عليه محذوف يلي همزة الاستفهام فجملة: "حُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ" معطوفة عليه بالفاء، لو قدر ذلك على ما يلائم السياق من توجه الذم إليهم لكان أبلغ في توكيد معنى الذم، كأن يقال: أفسد قياس عقلهم فحكم الجاهلية يبغون؟!.
والمضارع مئنة من الاستمرار والتجدد فهم على غيهم مقيمون، وذلك آكد في توجه الذم إليهم.
وقرئ بـ: "تبغون"، بتاء الخطاب فذلك من الالتفات من الغيبة في: "فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ" إلى الحضور في: "تبغون"، على القول بتوجه الذم إلى المخاطب الذي نزلت فيه الآية، وهم يهود، أو توجهه إلى كل مخاطَب ابتغى حكم الجاهلية ولو كان على غير الملة اليهودية، فذلك آكد في توجه الذم إلى المخاطب أيا كانت عينه.
فالآية بالنظر إلى سببها: خاصة بيهود الذين بدلوا حكم الكتابين: التوراة والقرآن، فكتموا حكم الرجم، على ما تقرر في سبب النزول.
وبالنظر إلى لفظها ومعناها: عامة، إذ الذم متوجه إلى كل من ابتغى أحكام الجاهلية: بائدة كانت أو كائنة، والعبرة بعموم اللفظ والمعنى لا بخصوص السبب كما قرر ذلك الأصوليون، وهو مما يثري السياق بتوسيع دائرة لفظه لتعم أفرادا متعددة ممن تحقق فيهم الوصف الذي أنيط به الذم، وهذا أصل مطرد في كل نصوص المدح والذم، فإنها مطردة في حق الموافق، منعكسة في حق المخالف، فذلك من قياس الطرد القرآني الذي سبقت الإشارة إليه في مواضع سابقة.
ثم جاء الاستفهام الإنشائي الذي يفيد الإخبار بالنفي: وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ: فهو على تقدير: لا أحسن من الله حكما لقوم يوقنون. واختصاصهم بالذكر تعريض بغيرهم، إذ ثبت لهم بالمفهوم نقيض وصفهم فالأولون: موقنون، والآخرون: مرتابون، فشتان الحالان!، وليس للسياق مفهوم ينفي حسن حكم الله، عز وجل، لغير الموقنين، إذ لازم ذلك إبطال تكليفهم باتباع حكم الوحي المنزل، فهو حسن للموقنين، قبيح لهم!، وذلك ظاهر البطلان بداهة، وإنما المراد التعريض بهم، كما تقدم، أو يقال بأن الحسن باعتبار اعتقاد المكلف فهو حسن عند من يؤمن به، قبيح عند من فسد قلبه وعقله فكفر به وقدم عليه أحكام متشرعي الأمم ممن اضطربت عقولهم وتفاوتت أنظارهم في تقدير المصالح والمفاسد المعتبرة فلا يحسم النزاع بينهم إلا وحي نازل من السماء.
واللام في: "لقوم يوقنون": لام التبيين على حد قوله تعالى: (هيهات هيهات لِما توعدون)، كما أشار إلى ذلك صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله.
وقوله تعالى: (فقولا له قولا لينا)، كما نسب ذلك ابن هشام، رحمه الله، في "شرح الشذور" إلى ابن مالك، صاحب الألفية، رحمه الله.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[19 - 10 - 2009, 03:02 م]ـ
ومن قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)
فالنداء موجه إلى المؤمنين على حد التنبيه توطئة لما بعده من النهي عن تولي كفار أهل الكتاب: ولاية المحبة والنصرة والتأييد، سواء أظهرت أم بطنت، كأن يتمنى ظهورهم على أهل الإيمان، وإن لم يعنهم، فذلك من نواقض أصل الملة، وإليه أشار الشيخ الشنقيطي، رحمه الله، بقوله: "ويفهم من ظواهر هذه الآيات أن من تولى الكفار عمداً اختياراً، رغبة فيهم أنه كافر مثلهم". اهـ
إذ لا ينفك من هذا حاله عن بغض للدين وأتباعه، فهو لعدوهم مظاهر موال، ولو بالقلب، فهو محط العقود الإيمانية التي تحلها مناصرة الكافرين على المؤمنين، فكيف إذا عاونهم وتواطأ معهم، والكلام في تقرير عموم الأحكام لا في خصوص الكلام عن الأعيان، فليس ذلك، كما تقدم في أكثر من موضع، بالشغل الشاغل في معرض تصحيح الديانة بامتثال مأمورها واجتناب محظورها، وإنما هي ذكرى لمن يقرأ ليتفقد عمل القلب فهو من أدق الأعمال وأخفاها، فشركه: الشرك الخفي، وحاله من اسمه: متقلب، فإن لم يلجم بإرادات شرعية نافعة، ضاع في فلوات الشبهات والشهوات والإرادات الأرضية النفعية على حد مصالح أرباب السياسة الذين صيروا الصراع: صراع مصالح استرانيجية بلا خلفية عقدية، ولا أحد ينكر تلك المصالح، ولكن تعليق الأمر برمته عليها، تسطيح لسنة التدافع الكونية.
فالنهي قد انصب على المصدر الكامن في الفعل: "تتخذوا"، و: "الاتخاذ": مئنة من الافتعال ففيه معنى التكلف الذي لا يتصور معه أن يكون من الخطأ المعفو عنه، بل هو من العمد على حد الإصرار والترصد.
واتخاذهم أولياء على درجات: أدناها: التحريم وأعلاها الخروج من الملة بالرضا بدينهم وتمني ظهوره على دين التوحيد، وبينهما مراتب فصل المحققون من أهل العلم القول فيها فهي من الدقة بمكان.
و: "أل" في اليهود والنصارى: جنسية استغراقية فشملت كل يهود بشتى طرائقهم، وكل النصارى بشتى كنائسهم: ملكانيين كاثوليك، أو يعاقبة أرثوذكس، أو بروتستانت، أو إنجيليين متصهينين ..... إلخ من طرائقهم التي تعددت بتعدد أهوائهم حتى ضاع الدين الصحيح بينها، بخلاف ما وقع في أمة الإسلام من الفرقة والانقسام، فإن مقالة الحق، ولله الحمد محفوظة، بل هي نحلة السواد الأعظم من هذه الأمة المرحومة، فاجتماعها على الحق أعظم من اجتماع سائر الأمم، إذ قد اجتمعت على خبر الوحي المعصوم الذي لم تنله يد تبديل أو تحريف، وافتراقها أيسر، إذ متشابه نصوصها، وهو عمدة أصحاب الشبهات، أقل، مع ما ورد من محكم يرد إليه لمن أراد به الله، عز وجل، السداد، فلا يضرب آي الكتاب بعضها ببعض، كما يفعل أصحاب المقالات الردية من المشككين في ملة الإسلام أو نحلة أهل السنة.
فعم الأمر بالنهي عن اتخاذ عموم أولئك أولياء على حد المحبة القلبية وما يتفرع عنها من النصرة العملية، فإن النفس لا تتحرك نصرةً إلا إلى ما يشاكلها في الباطن، فالظاهر مرآة الباطن، فلا يشبه الزي الزي أو العمل الظاهر العمل الظاهر حتى يشبه القلب الباطن القلب الباطن، كما أثر نحو ذلك عن ابن مسعود، رضي الله عنه، إن لم تخن الذاكرة. .
بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ: على حد الفصل، إذ ذلك منزل منزلة العلة لما قبله، فحسن الفصل لشبه كمال الاتصال، كما تقدم مرارا، فبعضهم أولياء بعض: على حد القصر الإضافي بتعريف الجزأين، إذ تقدير الكلام: بعضهم أولياء بعضهم الآخر، فالتنوين عوض عن الضمير المحذوف، فذلك مشعر باجتماعهم على قلب رجل واحد حال قتال أهل الحق أو فتنتهم عن دينهم، وإن كان بينهم من الشقاق والاختلاف ما الله به عليم وتاريخ حروبهم الدينية خير شاهد على ذلك، وإنما استزلهم الشيطان فجمع قطعانهم المتنافرة لحرب الملة الخاتمة. فإذا كانت تلك ولايتهم لم يصح لمؤمن أن يتلبس بوضر منها.
وقد حملها صاحب "التحرير والتنوير"، رحمه الله، على ولاية اليهود لليهود، والنصارى للنصارى، فلم يجعلها فيهم عامة، والخلاف يسير إذ معنى النهي في كلا الحالين مطرد، فموالاتهم سواء أكانوا مجتمعين أم متفرقين: محرمة بنص التنزيل.
ثم جاء الشرط في معرض التهديد:
وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ: فإما أن يحمل كونه منهم على حقيقته إن كانت موالاته لهم مخرجة له من دائرة الإسلام بالكلية، وإما أن يحمل ذلك على حد التشبيه البليغ الذي حذفت منه أداة التشبيه ووجهه على تقدير: فإنه كمثلهم في استحقاق الوعيد وإن كان وعيدهم مؤبدا، ووعيده غير مؤبد.
وإلى ذلك أشار ابن عطية، رحمه الله، بقوله:
"ومن تولاهم بمعتقده ودينه فهو منهم في الكفر واستحقاق النقمة والخلود في النار، ومن تولاهم بأفعاله من العضد ونحوه دون معتقد ولا إخلال بإيمان فهو منهم في المقت والمذمة الواقعة عليهم وعليه". اهـ
إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ: فهو على حد التعليل لما تقدم من صيرورة من تولاهم منهم، كما ذكر ذلك أبو السعود، رحمه الله، وإظهار لقبهم: "القوم الظالمين" وحقه الإضمار لتقدم ذكره: تعريض بهم وبمن والاهم، إذ وصف الظلم به لاحق، فقد وضع ولايته فيمن لا يستحق، وذلك من الظلم بمكان، سواء أكان ظلما أصغر لا يوجب الخروج من الملة إن لم تكن صورة الموالاة تستوجب التكفير، أم كان ظلما أكبر يستوجبه إذا كانت صورة الموالاة مكفرة.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[20 - 10 - 2009, 03:14 م]ـ
ومن قوله تعالى: (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ)
فهذا حال المنهزمين المخذولين في كل عصر ومصر، ولعل حال ملوك الطوائف الأندلسية، ومن سار على طريقتهم من ملوك الطوائف العربية، خير شاهد على ذلك، فجاء ذكرهم بالموصول فذلك آكد في تقرير وصف الذم الذي دلت عليه صلته، على ما اطرد مرارا من تعليق حكم المدح أو الذم على الوصف الذي اشتقت منه الصلة، وقدم متعلق خبر جملة الصلة: "في قلوبهم": إشعارا بعظم الداء إذ أصاب أشرف الأعضاء، فالقلب ملك الأعضاء، فإذا أصيب بالمرض المتلِف، فتلف ما دونه ثابت من باب أولى، إذ فساد القوى العملية في الجوارح فرع عن فساد القوى العلمية في القلب.
ونكر المرض مئنة من عظمه، ففي قلوبهم مرض عظيم، إذ قد زيد لهم فيه على حد قوله تعالى: (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ) جزاء وفاقا، إذ انشغلوا بضد أسباب العافية، فعوقبوا بتوالي أسباب المرض على قلوبهم، فالمشتغل بالمعصية متلبس بضد ما أمر به، فكان من عقوبته أن يسر الله، عز وجل، له أسباب المعاصي، فازداد تلفا وهو يظن أنه يحسن صنعا.
والمفعول الثاني لـ "ترى" العلمية أو الحال من مفعول "ترى" البصرية: "يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ": قد جاء على حد المضارعة استحضارا لتلك الصورة المرذولة، ومئنة من تجددها واستمرار اتصافهم بها فذلك آكد في الذم والتنفير.
والدائرة قد نكرت أيضا مئنة من التعظيم في معرض احتجاجهم الباطل بسلطان العدو النافذ، فإن ذلك لا يبرر الانبطاح الكامل أمامه، بل غايته أن يسوغ مهادنته وملاينته بما لا يقدح في الملة، فهو على حد المداراة المشروعة لا المداهنة الممنوعة.
وعسى في التنزيل واجبة، فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ: فذلك آت لا محالة تصديقا للموعود الرباني: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ)، ويومئذ يندم من أسر النفاق، ومن أظهر الكفر والارتداد من باب أولى، فتلك من النكاية العاجلة في الدار الأولى قبل معالجة العذاب على حد التأبيد في الدار الآخرة.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[21 - 10 - 2009, 06:08 م]ـ
ومن قوله تعالى: (وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ)
على حد المضارعة استحضارا للصورة، كما تقدم مرارا، فيقول الذين آمنوا في معرض تبكيت اليهود إذ ركنوا إلى نصرة المنافقين الذين أقسموا لهم بأغلظ الأيمان: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)، فكان مثلهم كمثل: (الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ).
فقسمهم على حد التوكيد بالمفعول المطلق المبين لنوع عامله على حد قولك: مشى فلان القهقرى، فأيمانهم على حد الجهد مئنة من القوة والشدة، كما أشار إلى ذلك صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
والاستفهام جار مجرى الإنكار الإبطالي لما بعده، إذ خذلوهم بعد أن وعدوهم النصرةَ والتأييدَ، ولا يخلو من معنى التحقير من شأنهم، على حد قوله تعالى: (وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا)، في معرض حكاية الكفر، فليست حكايته كفرا، إذ التحقير من شأن الرسل، عليهم السلام، من نواقض الملة.
فأقسموا على حد التوكيد وأكدوا المقسم عليه بـ: "إن" واللام المزحلقة، فذلك مما يلائم دلالة القسم التوكيدية، فأكدوا بالمؤكد الناسخ واللام الداخلة على خبره بعد أن أكدوا بالقسم ابتداء، فكان خذلانهم أفحش، إذ الدعوى القولية: عريضة، والتصديق العملي لها: حقير يلائم حقر نفوسهم ودنو همهم.
وكان عاقبة أمرهم: حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ: على حد الاستئناف سواء أكان ذلك من كلام الله، عز وجل، فيكون حكما مؤكدا نافذا لعصمة خبر الشارع، عز وجل، من الكذب بداهة، أو من كلام المؤمنين فيحكمون بما ظهر لهم من حال أولئك والله يتولى السرائر، فإن أحكام الدنيا إنما تكون تبعا لظاهر الحال، والباطن موكول إلى العليم الخبير بالدقائق، جل وعلا، فمن أظهر الإيمان حكم له به ورجي له الخير، ومن أظهر الكفر أو النفاق أو الزندقة أو الإلحاد حكم له بما يليق بحاله، وظن به الشر، ولا يلزم من كلا الأمرين وقوعه في نفس الأمر، فقد يكون مؤمنا في الظاهر منافقا في الباطن لم يظهر شيئا يدل على نفاقه فلا يتكلف المرء البحث عن أحوال غيره، ما لم يظهر منه ما يناقض ظاهره، فالأولى به الاشتغال بحاله وترك السرائر لمن يعلم السر وأخفى، وإنما يكون البحث إذا أظهر المنافق طرفا من مكنون صدره على لسانه، فكيف إذا جاهر بالردة كحال كثير من المنافقين بالأمس الذين قويت شوكتهم اليوم بتراجع أهل الإيمان وتشجيع الكفار الأصليين للمرتدين على إظهار ردتهم نكاية في الموحدين كحال رأس الفاتيكان المخذول الذي احتفى بتعميد أحد المرتدين، وبث ذلك على الهواء مباشرة زيادة في المساءة داعيا المسلمين إلى الحوار!، الذي يعني باصطلاحهم: تقريب أهل الإيمان إلى الكفر ولا عكس، فهو تخريب لعقائد الموحدين أو أهل السنة يسير في اتجاه واحد! على حد ما نراه في مؤتمرات "التخريب": للملة مع الكفار الأصليين، أو للنحلة مع أهل البدع المغلظة.
وفي المقابل قد يكون كافرا في الظاهر قد كتم إيمانه كحال كثير من المسلمين باطنا من المستضعفين من النصارى الذين يخشون سطوا طواغيتهم إذ استعلنوا بإيمانهم لا سيما مع تخاذل أهل الإيمان عن نصرتهم بل وإسلامهم إلى أولئك ليفعلوا بهم الأفاعيل طلبا لمودتهم في ظل غطاء الوحدة الوطنية الفاضح لعورات الفريقين المغلظة!.
الشاهد أن تلك مقدمة قد عطفت عليها النتيجة لزوما: فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ. فالحبوط سبب الخسران، فالأول: ملزوم، والثاني: لازم، والتلازم العقلي الوثيق بينهما على حد صدور اللازم من ملزومه صدور الفرع من الأصل، ذلك التلازم من الوضوح بمكان.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[22 - 10 - 2009, 05:44 م]ـ
ومن قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ):
فالشرط قد سيق مساق التهديد بسنة الاستبدال الكونية، سنة: (وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)، فجاء التذييل بإطناب مستفيض في معرض بيان الوعيد تنفيرا من الوصف الذي علق عليه حكم الذم بحبوط الأعمال في الدارين ولازمه من الخلود في العذاب على حد القصر بتعريف الجزاين فضلا عن التوكيد بضمير الفصل زيادة في المساءة والنكاية.
(يُتْبَعُ)
(/)
والشرط في آية المائدة: دليل على أن من الموالاة ما يخرج صاحبه عن دائرة الإسلام بالكلية، كمن يوالي المشركين ركونا إلى دينهم، ورضا بطريقتهم، فلا يكفرهم، بل يصحح طريقتهم على وزان: وحدة الأديان، فهي كأنواع السياسات تتفاوت من أمة إلى أخرى ومؤداها تحقق المصلحة بالنجاة وإن تعددت الطرق، وذلك في الإلهيات التي لا تقبل التعدد، بل لا تقبل النسخ إذ لازمه تكذيب خبر الشارع عز وجل، ذلك في الإلهيات: عين المحال. أو يواليهم في حربهم المسلمين، فيظاهرهم على أهل الإسلام، فهو مرتد، وإن كان مصدقا بقلبه، إذ قد ارتكب ناقضا عمليا لعرى الملة.
وفي السياق: إطناب بالتقسيم، بحصر أوصاف أولئك القوم الذين سيأتي بهم الله، عز وجل، عوضا من المرتدين والمتخاذلين، فوصفهم: يحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ: فيحبهم بوصفه القائم بذاته، محبة تليق بجلاله، ويحبونه فرعا عن اصطفاء الباري، عز وجل، لهم بذلك، فالاستقامة أعظم كرامة، وحبه، عز وجل، أجل وأصح حب متصور، إذ هو المحمود لذاته، فيستحق أن يحب لكمال وصفه، وإن لم يصل المكلف من آثار حمده شيء، فكيف وهو يتقلب في نعمه الكونية والشرعية، فلا ينفك عن نعمة من دين أو دنيا؟!، فمحبته أصل، ومحبتهم فرع، على وزان قوله تعالى: (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ)، وقوله تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ)، فهم باقون فرعا عن إبقائه، فهو المتصف بالبقاء الذاتي الأبدي، والإبقاء لغيره إذا شاء بوصل أسباب الصلاح وقطع أسباب الفساد، قائمون فرعا عن قيوميته، فهو القائم بذاته المقيم لغيره.
أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ: مقابلة تعلق فيها الحكم على الوصف: فذلك مئنة من كونه علته، فعلة الذل: الإيمان القائم بالمفعول، والذل من الأحوال القلبية التي لا تكون على وجه التعبد إلا لله، عز وجل، وإنما ذلوا للمؤمنين لما أمرهم من ذلوا له تعبدا بالذل لهم ترفقا، كما سجدت الملائكة لما أمرهم من سجدوا له تعبدا بالسجود لآدم تكريما وتعظيما.
وفي واقعنا المعاصر تجد كثيرا من المنتسبين إلى الدين والعلم وليسوا من أهله في شيء، قد عكسوا الأمر فهم على أهل الدين أعزة جفاة غلاظ الكبد قساة القلب تستطيل ألسنتهم على من التزم أحكام الشرع، وعلى أهل المعصية بل على الكفار الأصليين أذلة يعطون الدنية في دينهم فلهم الضحكات السمجة والقبلات الحارة والأحضان الدافئة، ولأهل الإسلام قلة الأدب في القول والفعل إلى حد السفالة في أحيان كثيرة، وكل إناء بما فيه ينضح.
يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ: فالجهاد من آكد صور الولاية الإيمانية، فهو حال تقوم بالبدن ذبا عن عقد قلبي سابق، فيكون تبعا لما قام بالقلب من تصور.
فالفصل بينهما لشبه كمال الاتصال بينهما إذ الثاني لازم الأول، فالسياق سياق إطناب بذكر أوصاف أولئك القوم: "يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ"، "أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ"، "يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ": فكلها على حد الفصل للتلازم الوثيق بين الموصوف وصفاته المتتالية، فضلا عن التلازم بينها، فإن المحب لله: محب لما أمر به من اللين لأهل الإيمان والغلظة على أهل الكفران، والجهاد في سبيله فهو، كما تقدم، من آكد صور المحبة في الله للمؤمن، والبغض في الله للكافر، فلا دليل على بغضه أصدق من مجاهرته بالعداء ومجاهدته بالحجة والبرهان والسيف والسنان، وكل دعوى تفتقر إلى دليل، وكلما عظمت الدعوى عظم الدليل اللازم لإثباتها، فقد ادعى قوم حب الله، عز وجل، فابتلوا بـ: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
(يُتْبَعُ)
(/)
ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ: الشرعي بالاصطفاء لهذا الأمر والاختصاص بذلك الوصف. فهو جار على حد القصر الادعائي بتعريف الجزأين مئنة من عظم شأنه، والإشارة إليه بإشارة البعيد جارية مجرى التعظيم وعلو المكانة، فهو من المقامات الشريفة التي لا يبلغها إلا آحاد المخلصين.
يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ: لكمال قدرته وحكمته، فلا يضع أسباب ولايته إلا في محل قابل لها.
وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ: ففضله واسع، ولا أعظم من تفضله بالهداية على صاحبها، وهو مع ذلك، عليم، بمن يستحق ذلك الفضل من عباده فلا يهبه إلا من استحق منزلة الولاية الربانية فرعا عن ولايته الشرعية إذ أظهر من وصف الولاء والبراء ما صار به أهلا لولاية الرب جل وعلا.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[23 - 10 - 2009, 09:57 م]ـ
ومن قوله تعالى:
(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ):
حصر للولاية الشرعية: ولاية النصرة والتأييد على القول بأنها من: "الوَلاية"، أو: "الوِلاية" على التلبس بمعناها حتى صارت وصفا ملازما لأصحابها على جهة الصناعة والعمل على وزان: "الخِياطة" .... إلخ، كما أشار إلى ذلك الزجاج رحمه الله.
ولا إشكال في حملها على الولاية السياسية، إذ الولاية السياسية صورة من صور الولاية، فإن من أظهر الولاء لله ورسوله والمؤمنين، رضي بحكم الله، عز وجل، وحكم رسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، رضا مطلقا، ورضي بحكم من حكم بهما، وذلك معنى عام لا يختص به واحد بعينه، ولو قيل بأن الآية نازلة في فرد بعينه من أفراد عموم المضاف إلى الضمير: "وليكم" هو علي، رضي الله عنه، كما روي ذلك بأسانيد ضعيفة، فإن غايته أن يكون من العموم الوارد على سبب، فلا يخصصه، إذ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فصورة السبب داخلة في حكم العام دخولا قطعيا لا يقبل التخصيص ولكن ذلك لا يمنع دخول غيرها وإن احتمل التخصيص، فتخصيصها بواحد أو آحاد بعينهم دون دليل مخصص: محض تحكم، وذلك من السمات البارزة في طرائق أهل الأهواء في تقرير مقالاتهم، فيصير الموصول: "الذين" وهو: لفظ دال على العموم دلالة النص على معناه، وهي دلالة قطعية، يصير: خاصا في أفراد بعينهم بدعوى تقبل المعارضة بمثلها فيكفي في نقضها القول بضدها، فيقال: لا يخص عموم الآية بأولئك، وإنما يخص بآخرين، فتصير المسألة من باب التأويل الذي هو إلى اللعب أقرب! مع ما في ذلك التخصيص من إهدار للعموم، وهو خلاف الأصل، إذ الإعمال أولى من الإهمال، وقد علق الحكم على الوصف الذي اشتقت منه الصلة وهو وصف الإيمان المجمل الذي بينه ما بعده من وصف: "الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ"، وهو وصف عام، أيضا، إذ أبدل الموصول الثاني من الموصول الأول فبين مجمله من باب ورود الوصف الخاص: إقامة الصلاة وأداء الزكاة، عقب الوصف العام: الإيمان تنويها بشأن الصلاة والزكاة، والشاهد: أن تعليق الحكم على هذه الأوصاف العامة مئنة من عموم الحكم لكل الصور التي تقوم بها هذه الأوصاف، وهي أوصاف متعدية لا يتصور حصرها في آحاد بعينهم، فذلك مما يكذبه الشرع الذي مدح هذه الأمة على جهة العموم على حد قوله تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)، ومدح الصدر الأول على وجه الخصوص على حد قوله تعالى: (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، و: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا
(يُتْبَعُ)
(/)
سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)، و: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) ..... إلخ، ويكذبه الحس، فوصف الإيمان والصلاة والزكاة متحقق في أفراد كثيرة من هذه الأمة فحصره في آحاد بعينهم قدح في عدالة أمة زكاها الله، عز وجل، فجعلها شاهدة على بقية الأمم، والشاهد لا يكون إلا عدلا، ولا تتصور عدالة بلا إيمان وصلاة وزكاة.
الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ:
تقييد بالبدل على سبيل البيان بعد الإجمال، والقول بأنه عطف بيان أولى من القول بأنه بدل، إذ المبدل منه غير مراد بالحكم أصالة، وذلك غير متصور في هذا السياق إذ الإيمان أصل ما بعده من الأعمال من صلاة وزكاة ........ إلخ، وقد حسن الفصل لكمال الاتحاد بين المتعاطفين فالمؤمنون هم الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة، وتقييد ذلك بالحال: "وهم راكعون": يزيد المعنى بيانا، وحمله على الخضوع أولى من حمله على الركوع الاصلاحي، إذ لو حمل على الركوع الاصطلاحي لكان في الكلام تكرار، فالصلاة متضمنة له، بخلاف ما لو حمل على الخضوع، فيكون الكلام على التأسيس، وحمله على التأسيس إذا احتمل التأسيس والتوكيد معا أولى إثراء للمعنى على ما قرر الأصوليون.
وتلك من المواضع التي تقدم فيها الحقائق اللغوية المطلقة على الحقائق الشرعية المقيدة لقرينة السياق الذي يرجح معنى على آخر، على حد الأمر بالصلاة في نحو قوله تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)، فهو محمول على حقيقة الصلاة اللغوية التي هي: مطلق الدعاء، إذ لا تتصور إرادة الصلاة الشرعية في هذا السياق.
والسياق، كما تقدم، مرارا، أصل في معرفة مراد المتكلم، فهو قيد مبين لما يتطرق إليه الإجمال من المطلقات اللفظية التي تحتمل أوجها معنوية متعددة، فيأتي السياق باعتبار بعضها وإلغاء بقيتها، فيزول الإجمال الناشئ عن توارد أكثر من معنى على اللفظ المجمل.
فالركوع في هذا السياق من جنس الركوع في قوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ)، فلا ينقادون ويخضعون لأمر الشرع الملزم، ولو قيل بأنها من الكناية بنفي ركوع الصلاة عن نفي عموم الانقياد والخضوع لكان له وجه، فيحمل اللفظ على كلا الوجهين: الركوع الاصطلاحي ولازمه من الخضوع، إذ الأول مئنة من الثاني، فأغلب الراكعين بأبدانهم قد ركعت قلوبهم ابتداء إلا فئاما من المنافقين لا يبلغ عددهم حدا يخرم القاعدة الكلية، فيكون الركوع في هذا السياق قد استخدم في الحقيقتين: الشرعية واللغوية، وإلى طرف من ذلك أشار صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله بقوله:
"فهو من الإِدماج لينعي عليهم مخالفتهم المسلمين في الأعمال الدالة على الإِيمان الباطن فهو كناية عن عدم إيمانهم لأن الصلاة عماد الدين ولذلك عُبر عن المشركين بـ: {الذين هم عن صلاتهم ساهون} [الماعون: 5].
والمعنى: إذا قيل لهم آمنوا واركعوا لا يؤمنون ولا يَركعون كما كني عن عدم الإِيمان لما حكي عنهم في الآخرة: {ما سلككم في سقر قالوا لم نكُ من المصلين ولم نك نطعم المسكين} [المدثر: 42 - 44] إلى آخره". اهـ
وذلك مما قد يستأنس به من يجوز حمل المشترك اللفظي على كلا معنييه، فالسياق لكليهما محتمل بلا تعسف أو تكلف، وهو، أيضا، مما قد يستأنس به من يجوز دلالة اللفظ على حقيقته ومجازه في آن واحد، عند من يقول بالمجاز، لو قيل بأن تخصيص الشرع اللفظ بمعنى اصطلاحي نوع تجوز في دلالته إذ قد صار خاصا في صورة بعينها هي الصورة الشرعية المعهودة بعد أن كان عاما في كل الصور، والمخالف يجيب بداهة بأن نص الشارع، عز وجل، في حد ذاته: حقيقة شرعية مرادة لذاتها، فهي الأصل المقدم في نصوص الوحي إذ قد نزل لبيانها لا لبيان الحقائق اللغوية فتلك كانت معهودة جارية على الألسنة فلا تفتقر إلى بيان الوحي، بخلاف الشرائع التي لا تعرف إلا من جهته، فنزوله بها أولى وآكد إذ هي المفتقرة إلى بيانه.
وجاءت جملة الصلة: "يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ"، والمعطوف عليها: "وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ": على حد المضارعة على ما اطرد من استحضار الصورة ومئنة من دوامهم على ذلك الوصف المستلزم للمدح الشرعي، وجاء التقييد بالحال: "وَهُمْ رَاكِعُونَ": احترازا من صورة النفاق، فأداهم على حد الاستسلام القلبي الباطن والانقياد البدني الظاهر.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[24 - 10 - 2009, 03:10 م]ـ
ثم جاء الشرط في معرض الإلهاب بالوعد بالغلبة ليحمل السامع على امتثال الشرط رجاء تحقق المشروط من عظيم الوعد:
وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا: إظهارا في موضع الإضمار إذ قد تقدم ذكرهم، ولكن اقتضى التنويه بهم إعادته مظهرا، فضلا عن تقدم ولاية الله، عز وجل، إذ هي الأصل الذي يتفرع عنه ما بعده، كما أشار إلى ذلك أبو السعود رحمه الله، فما وجبت طاعة الرسل عليهم السلام إلا فرعا عن طاعة مرسِلهم، عز وجل، وما وجبت ولاية المؤمنين إلا فرعا عن التزام وحيه: تصديقا بخبره وامتثالا لحكمه فذلك معقد ولاء وبراء أتباع الرسل عليهم السلام، فمن آمن فله من الولاية بقدر إيمانه فلا يستوي كامل الإيمان وناقصه، وإن كان لكل منهما من الولاية نصيب بقدر إيمانه، فالولاية تتبعض بتبعض الإيمان المستوجب لها فهو منقسم إلى شعب، وتتباين بتباين أقدار أهله فليسوا سواء في امتثالهم تلك الشعب، وقل مثل ذلك في حق الكفار فليسوا سواء في البراء منهم، فلا يستوي الكافر المسالم والكافر المحارب، وإن كان البراء من كليهما حتما لازما، فإن الثاني مستحق لصور من العداء والمدافعة لا يستحقها الأول، وذلك من عدل هذه الشريعة مع الموافق والمخالف، فلكل مقام معلوم فرعا عن موافقته أو مخالفته الوحي المعصوم.
فمن يتول الله ورسوله والذين آمنوا على حد المضارعة الدالة على ما تقدم من لزوم طريقتهم:
فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ: على حد التوكيد بالناسخ فضلا عن إضافتهم إلى الرب، جل وعلا، إضافة مخلوق إلى خالقه، على حد التشريف، على وزان: ناقة الله، وبيت الله، وعبد الله، في نحو: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا)، فهو بمعنى العابد المنقاد لا العبد المذلل بمقتضى الأمر الكوني فذلك وصف لا يتعلق به مدح أو ثتناء لاشتراك كل العباد فيهم على حد سواء، وإنما يكون الثناء بما يحصل به التمايز بين المؤمن والكافر.
ثم جاء التوكيد بضمير الفصل، فضلا عن اسمية الجملة وتعريف جزأيها، فتلك مؤكدات لفظية قد حشدت لتوكيد معنى الجزاء ترغيبا فيما يتوصل به إليه. وذلك أمر مطرد في نصوص الوعد والوعيد فيكون التوكيد على المرغبات في معرض الوعد حملا على الفعل والامتثال، ويكون التوكيد على المرهبات في معرض الوعيد حملا على الكف والانزجار.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[25 - 10 - 2009, 05:46 م]ـ
ومن قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ):
ففي تكرار النداء مئنة من استحضار الأذهان، وإن سبق النداء في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ)، و: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ) لبعد العهد، فالتكرار مذكر به، فضلا عن تكرار المعنى فذلك جار مجرى الإطناب بالتكرار لتقدم ذكره في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ)، وقد جاء عقيب الأمر باتخاذ الله ورسوله والمؤمنين أولياء كما دل على ذلك الخبر: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا)، فهو جار مجرى إنشاء الأمر بتلك الولاية، على تأويله بـ: لا تتخذوا وليا إلا الله ورسوله والذين آمنوا فإنما، على حد الإرشاد والإلزام، وليكم الله ورسوله والذين آمنوا، وكما دل عليه الوعد في الآية السابقة، على ما تقرر من دلالته الإنشائية على طلب الوصف الذي علق عليه الوعد رجاء نيل الموعود.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد جاء عقيب ذلك الأمر فكان جاريا مجرى طباق السلب، إذ أمر بالاتخاذ ابتداء ثم ثنى بالنهي عنه لاختلاف المتعلق، وهو، أيضا، جار مجرى ما قد أشير إليه مرارا من كلام الشاطبي، رحمه الله، من اقتران المتضادات في السياق الواحد فذلك آكد في البيان، إذ تعريف الشيء بضده يزيده وضوحا، فدلالته على نفسه دلالة منطوق، ودلالة ضده عليه دلالة مفهوم، فاجتمعت له الدلالتان منطوقا في اللفظ ومفهوما في المعنى.
فـ: لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا: فذلك مجمل قد بينته: "من" البيانية الجنسية التي دخلت على أجناس المستهزئين من: الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ: وقد يقال بأن معنى التبعيض فيها معتبر إذ ليس كل كتابي أو كافر مستهزئا بدين الإسلام، بل قد يكون ممن يشمله قوله تعالى: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)، فلا يستوي كافر مسالم وآخر محارب قد حمل سلاحه لحرب الملة أو أظهر التنقص بها والقدح فيها من أهل الذمة كما هو حال كثير من أهل الكتاب في الدول الإسلامية عموما ومصر خصوصا ممن استحقوا نقض الذمة وإراقة الدم انتصارا للدين، ولكن ما من إمام ينتصر، إذ لا يقدر الأفراد على استيفاء تلك الحدود الشرعية فهي موكلة إلى الأئمة لا إلى أفراد الرعية درءا للمفسدة العامة بشيوع الهرج بلا حكم شرعي قضائي نافذ يملك صاحبه استيفاءه، فالشاهد أن الأول: يجادل بالحجة والبرهان، والثاني: ينازل بالسيف والسنان، ولكل مقام مقال.
ولـ: "من" معنى لا تنفك عنه من ابتداء الغاية، فالنهي عن اتخاذ أولياء منهم يؤول إلى النهي عن ابتداء غاية الولاية منهم، فيكون من باب النهي عن مبادئ الشيء فهو دال لزوما على النهي عن الشيء، من باب سد الذريعة الموصلة إليه.
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ: فذلك من عطف العموم على الخصوص، إذ عدم اتخاذهم أولياء داخل في التقوى دخول الفرد في عمومه، أو هو من عطف السبب على مسبَّبه، إذ التقوى باعثة على اجتناب ولايتهم.
والشرط في قوله: (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ): قد سيق مساق الإلهاب والتهييج على امتثال الأمر، فصدر بالأمر وذيل بالإلهاب على امتثاله فذلك من التدرج العقلي إذ يرد الأمر على ذهن خال ثم يرد التوكيد عليه مئنة من لزوم الامتثال.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 02:50 م]ـ
ومن قوله تعالى: (وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ)
ففي الإتيان بـ: "إذا": مئنة من التكرار، الذي تعظم به الجريمة بخلاف: "إن" التي تدل على ندرة وقوع شرطها، فوصفهم الدائم، كما هو مشاهد، لا سيما في عصور الضعف والانحسار، الاستهزاء بالدين وأهله، ونصرة من يتلبس بذلك ممن يظهرون الإسلام وليس لهم فيه نصيب على وزان قوله تعالى: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ)، فذلك وصف أذنابهم الذين يستأجرون استئجار الدواب لحمل بضاعة القوم الردية من الشبهات والطعون في الملة الحنيفية، وتلك، على ما فيها من آلام، محن تظهر بها معادن المكلفين، على حد قوله تعالى: (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ)، فيميز الله، عز وجل، بتلك البلايا النازلات القلوب الخبيثات من القلوب الطيبات، فإن أزمنة القوة مظنة خفاء أولئك، فلا يكون نفاق إلا في مجتمع إسلامي متماسك، فإذا زال سلطان الشرع أو ضعف استعلن أولئك بنفاقهم، فاستدرجوا بكيد الرب، جل وعلا، المتين، لإظهار ما قد سبق في علمه، عز وجل، المحيط، من شقاوتهم بالطعن في الدين ورد التنزيل والقدح في مقام النبوة، والقدح في
(يُتْبَعُ)
(/)
حملة علوم الملة من لدن خير طباق الأمة، رضي الله عنهم، والطعن فيهم قاسم مشترك أعظم بين كل أصحاب الطرائق الردية من كفار أصليين، وأهل أهواء حادثة، وعلمانيين، وملحدين ....... إلخ، فالكل قد اجتمع على قصم هذه الحلقة من سلسلة إسنادنا، فينفرط عقد الديانة بقطع سلكه، وينهدم البنيان بنقض أساسه، فالطعن في حملة هذه الملة كائن بمقتضى سنة التدافع الكونية من لدن أولئك السادة الأماجد إلى يوم الناس هذا، وإلى ما شاء الله، عز وجل، حتى يأذن الله، عز وجل، بظهور دينه، وكبت أعدائه وشفاء صدور قوم مؤمنين.
فإذا ناديتم إلى الصلاة: المكتوبة، فـ: "أل" فيها للعهد الذهني، إذ لا يشرع النداء للصلاة إلا للمكتوبة، وإن شرع للكسوف النداء بـ: "الصلاة جامعة" فليس نداء بالأذان الشرعي المعهود، فيكون العهد من هذا الوجه محفوظا، فعموم القاعدة محفوظ بقيد: "الأذان"، فلا يشرع النداء بالأذان الشرعي المعهود إلا للصلاة المكتوبة، فضلا عن قرينة تكرار استهزائهم، فذلك مئنة من تكرار النداء على فترات متقاربة، ولا يكون ذلك إلا في المكتوبات بداهة بخلاف صلاة الكسوف التي قد لا يوافيها العبد في عمره كله إلا مرة أو مرتين.
فإذا ناديتم إلى الصلاة: اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا، فالتكرار في: "هُزُوًا وَلَعِبًا" جار مجرى الإطناب بذكر لفظين متقاربي المعنى، أو مترادفين عند من يقول بالترادف في لغة العرب، وقد يقال بأن العطف من باب: عطف اللازم على ملزومه، لو أجري الاستهزاء مجرى التصور العلمي الفاسد الذي يولد حكما عمليا فاسدا لا محالة وهو اللعب، وعلى كل، فإن الاستهزاء ناقض لإيمان فاعله، وإن لم يقصد ما قاله، إذ ليس مكرها ليعذر بالنطق بما لا يقصده ولا يرضاه.
وعلة ذلك:
أَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ:
ففيه تعريض بهم إذ ظنوا ذلك الاستهزاء شيئا، لجهلهم وظلمهم، فلا بد أن يتولد من الجهل: الظلم والتعصب الأعمى الذي يفسد التصور والحكم، فيظن الفاعل حسن فعله، وهو عين القبح، وذلك من الخذلان بمكان وهو جزاء كل من أعرض عن قبول الحق، فيقيض الله، عز وجل، من رءوس الباطل من يزين له الباطل القبيح فيراه حسنا، ويشوه له الحق الحسن فيراه قبيحا فهو من أهل: (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ).
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 05:51 م]ـ
ومن قوله تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ)
فالنداء مئنة من غفلتهم ونداؤهم بـ: "أهل الكتاب": تأليف لهم من وجه، وتبكيت لهم من وجه، إذ هم بمقتضى ما أوتوه من كتاب، أحق بتعظيم حرمات الله، عز وجل، من غيرهم، فما بالهم يتخذونها هزوا، مع زعمهم الإيمان، وما بالهم ينقمون على أهل الإيمان أن آمنوا بالله، على حد الوحدانية في الذات والأحدية في الصفات، فذلك الإيمان المعتبر، إذ كل يزعم أنه يؤمن بالله، حتى عباد البقر، فلفظ: "الله"، كما يقول أحد الضلاء المعاصرين، مشترك لفظي بين جميع الملل والنحل، وليست العبرة بالمبنى وإنما العبرة بالمعنى، فلا يستوي من وحد الله، عز وجل، في ذاته، ووحده بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وأفعاله الصادرة عن كمال أوصافه فهي على ذات الحد من الكمال إذ هي بالقدرة النافذة كائنة وعلى سنن الحكمة جارية، لا يستوي من يعبد إلها اسمه: "الله" ووصفه هذا الوصف من الكمال، ومن يعبد إلها له من نعوت النقص من صلب أو غل يد ........ إلخ مع كونه يسميه: "الله" أيضا!، فأي الفريقين أحق بوصف الإيمان بما جاءت به النبوات من أوصاف وأفعال الرب جل وعلا، وليس كل من ادعى دعوى بمصدق حتى يقيم البرهان النقلي والعقلي على صحتها، ودلائل النقل والعقل والفطرة والحس شاهدة لإله المسلمين، جل وعلا، بالاعتبار، وشاهدة لإله غيرهم من المنحوتات في الأعيان أو الأذهان بالبطلان.
(يُتْبَعُ)
(/)
فـ: "هل" بمعنى النفي في هذا السياق على وزان قوله تعالى: (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ)، وذلك عند التحقيق سبب يقتضي المدح لا الذم، فلا وجه للنقمة على صاحبه إلا إن كان الناقم فاسد التصور، فأداه ذلك إلى فساد العمل بأن نقم على صاحب الخق المؤيد بالدلائل والبراهين أن التزم ذلك الحق بمنزلة الكسول إذ ينقم على المجتهد تفوقه، فلا يكون ذلك إلا من قلة في العقل وسوء في القصد، فلا يحمله على ذلك إلا حسد من جنس حسد إبليس لآدم عليه السلام أن اصطفاه وأسجد له ملائكته، فظن إبليس في نفسه العلو وظن في آدم الدنو، فاعتبر بقياسه الفاسد ما ألغاه الرب، جل وعلا، إذ قدم آدم عليه السلام عليه فأبى إلا تأخيره فاستحق الطرد والإبعاد من رحمته، وهذا حال أهل الكتاب مع أهل الإسلام، على حد قوله تعالى: (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ)، وقوله: "من بعد ما تبين لهم الحق": احتراس بانتفاء عذر الجهل في حقهم فهم أهل الكتاب الأول الذي بشر بالنبي الخاتم صلى الله عليه وعلى آله وسلم اسما ووصفا، فانتظروه حتى إذا ما جاء من غيرهم أنكروه وكتموا وصفه، فأولئك أجداد من يدعي اليوم الإنصاف والموضوعية واحترام الآخر!.
ثم أطنب في بيان تلك النقمة الظالمة:
وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ: فذلك مما يجري مجرى إيراد المدح مورد الذم، على حد قولك: فلان ما فيه عيب إلا أنه تام الإيمان!، فقد آمن بكتابه تفصيلا، وبالكتاب الذي أنزل قبله إجمالا إذ لم يتكفل الله، عز وجل، بحفظه، كما تكفل بحفظ الكتاب العزيز، وكرر فعل الإنزال على حد التوكيد بالإطناب تكرارا، فضلا عما لدلالة الإنزال من تعظيم المنزَل إذ هو من الرب، جل وعلا، نازل، فشرفه من شرف منزِله.
وإلى طرف من ذلك أشار صاحب "التحرير والتنوير"، رحمه الله، بقوله:
"والاستفهام إنكاري وتعجّبي. فالإنكار دلّ عليه الاستثناء، والتعجّبُ دلّ عليه أنّ مفعولات {تنقمون} كلّها محامد لا يَحقّ نَقْمُها، أي لا تجدون شيئاً تنقمونه غير ما ذكر. وكلّ ذلك ليس حقيقاً بأن يُنقم. فأمّا الإيمان بالله وما أنزل من قبلُ فظاهر أنّهم رَضُوه لأنفسهم فلا ينقمونه على من ماثَلَهم فيه، وأمّا الإيمان بما أنزل إلى محمّد فكذلك، لأنّ ذلك شيء رضيه المسلمون لأنفسهم وذلك لا يهُمّ أهل الكتاب، وَدَعا الرسول إليه أهل الكتاب فمن شاء منهم فليؤمن ومن شاء فليكفر، فما وجْه النقْم منه". اهـ
وفي مقابل ذلك: وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ: إلا من آمن على حد: (وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ)، فما ذنب آل لوط أن تطهروا والآخرون بوصف التنجس قد تلبسوا؟!.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[28 - 10 - 2009, 05:53 م]ـ
ثم أطنب في التهكم بهم فجاء الاستفهام في معرض التشويق إلى ما بعده:
قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ:
فاستعملت: "هل" في السياق الأول للنفي، واستعملت في هذا السياق للتشويق، ولم تخل في كلا السياقين من نوع تهكم.
وقد يقال بأن الإتيان بلفظ "المثوبة" في معرض الوعيد الذي يلائمه العقاب يقوي معنى التهكم الذي اطرد في سياق هاتين الآيتين، وقد يقال في الرد على ذلك بأن الثواب يطلق على الخير أو الشر، ويؤيده قوله تعالى: (هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ).
فيفيد مطلق الجزاء، والسياق هو الذي يحدد المعنى المراد: أخيرا في معرض الوعد، أم شرا في معرض الوعيد.
قال صاحب "التحرير والتنوير"، رحمه الله، منتصرا للرأي الأول:
"والثواب: هو ما يجازى به من الخير على فعل محمود وهو حقيقته كما في «الصحاح»، وهو ظاهر «الأساس» ولذلك فاستعماله في جزاء الشر هنا استعارة تهكمية. وهذا هو التحقيق وهو الذي صرح به الراغب في آخر كلامه إذ قال: إنه يستعمل في جزاء الخير والشر. أراد أنه يستعار لجزاء الشر بكثرة فلا بد من علاقة وقرينة وهي هنا قوله: {الكفار} ". اهـ
وهل في هذا السياق محمولة على معنى "قد"، كما في قوله تعالى: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ)، مع ما لها من معنى العجب من عدم إفلاتهم من العقاب، كما قرر ذلك صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله، فتأمل غزارة "هل" الدلالية بقرينة السياق الذي ترد فيه فهو مئنة من سعة ألفاظ لسان العرب إذ تدل على معان عدة على سبيل البدل أو الشمول لأكثر من معنى في آن واحد، والسياق، كما اطرد مرارا، هو الحكم الفصل في مثل تلك المضائق.
وقد تولد من هذا الاستفهام: استفهام آخر حذف لدلالة السياق عليه، فالسامع قد تطلع إلى معرفة من ذلك وصفه، فجاء الجواب على تقدير مبتدأ محذوف: هو من لعنه الله.
وأطنب في وصف الذم تبكيتا لهم وتنفيرا من طريقتهم، وأظهر في موضع الإطناب: (مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ) تربية للمهابة على ما اطرد من كلام أبي السعود رحمه الله، والجعل كوني على سبيل القدر النافذ عقوبة لهم، وهو بمعنى التصيير، على ما قد علم من قصة أصحاب السبت، ففيه تعريض بهم بإيراد طرف من تلك الحادثة التي كتموها خشية الافتضاح والتعيير بها.
ثم جاءت الإشارة بالبعيد: (أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ): مئنة من دنو منزلتهم وبعدها في معرض الإطناب في ذم أسلافهم تصريحا وذمهم تلميحا إذ ساروا على طريقتهم فلزمهم ما لزم الأولين من الذم، فللنظير حكم نظيره.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 04:53 م]ـ
ومن قوله تعالى: (وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ)
فـ: "إذا" على ما اطرد من دلالتها التكرارية، فكذبهم في ادعاء الإيمان أمر مطرد، وذلك آكد في ذمهم.
ودعواهم الإيمان: دعوى باردة إذ هي محض قول قد خلا عن أي مؤكد: "آمنا".
ولذلك جاء التذييل بحالين مؤكدين بـ: "قد"، وخصت الثانية بالتوكيد بضمير الفصل: "هم"، توكيدا على استمرار تلبسهم بوصف الكفر، إذ قد يظن ظان أنهم بدخولهم على المؤمنين قد مالت قلوبهم إلى الإيمان بما يسمعون من المواعظ والآيات.
فكفرهم مستغرق للزمانين وما بينهما كما أشار إلى ذلك صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله.
ثم جاء التذييل في معرض الوعيد بقوله تعالى: (وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ)، فيعلم ما انطوت عليه نفوسهم من الكفر وإن أظهروا خلافه، فغايتهم أن ينزلوا منزلة المؤمنين في أحكام الظاهر مع كونهم كفارا في الباطن مخلدين في العذاب إن ماتوا على ذلك.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 05:34 م]ـ
ومن قوله تعالى: (وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
على حد الرؤية البصرية لظهور أمرهم، أو الرؤية القلبية، على حد العلم بحالهم، والأول آكد في الذم، كما ذكر ذلك أبو السعود، رحمه الله، إذ حالهم قد ظهر لكل ذي بصر، وعليه تكون جملة: "يسارعون": حالا، وعلى القول بأن الرؤية قلبية تكون: مفعولا ثانيا على ما اطرد في تلك المواضع المحتملة لكلا النوعين من الرؤية، وقد يقال بأنه لا مانع من الجمع بين كلا المعنيين، إذ مادة الرؤية تدل على معنى الإدراك الكلي، وهو معنى يقبل الانقسام إلى الإدراك الحسي بالباصرة، والإدراك المعنوي بالبصيرة، فيكون الاشتراك بينهما على حد الاشتراك المعنوي، لاندراجهما تحت عموم معنوي جامع لهما اندراج الخاص تحت العام فهما فردان من أفراده، فيكون حالهم قد ظهر حسا لكل ذي بصر، وظهر معنى لكل ذي بصيرة، وقد يصح ذلك دليلا لمن قال بدلالة المشترك على كلا معنييه في آن واحد إن احتملهما السياق فهو، كما تقدم مرارا، الأصل في مثل تلك المضائق، إذ به يعرف مراد المتكلم فيكون تأويل اللفظ المحتمل لأكثر من معنى تابعا له.
ومجيء الحال مضارع: يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ: مئنة من استمرارهم على ذلك الوصف القبيح، فهو آكد في ذمهم، فهم على حد المفاعلة التي تدل على نوع منافسة في تحصيل القبائح، بخلاف ما اطرد من حال العقلاء من المسارعة في الفضائل على حد التنافس في نحو قوله تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ).
فيسارعون في كل إثم من قول أو عمل، كما ارتضى ذلك التأويل صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله، وخص بعض المحققين الإثم بالفساد العملي في مقابل الإفك الذي يؤول بالفساد العلمي، في نحو قوله تعالى: (وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ)، وقد يقال بأن هذا من دلالة الافتراق والاقتران، فإذا اقترنا اختص كل بجانب من الفساد، وإذا افترقا عم كل منهما كلا الجانبين فيكون: الإثم في نحو قوله تعالى: (وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ) عاما للقول والعمل إذ قد ورد منفردا عن الإفك، بخلاف الإثم هنا، فإنه وإن انفرد إلا أن السياق قد دل على إرادة القول دون العمل لقرينة قوله تعالى: (قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ)، في الآية التالية، فأريد به الكذب، كما أشار إلى ذلك صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله، وعطف العدوان عليه استيفاء لأوجه الظلم فهو ظلم للنفس بالقول والعمل الفاسد، وظلم للغير بالتعدي عليه، فذلك جار على ما تقدم من توكيد الذم لهم باستيفاء أوجهه المحتملة، ففساد يدرك بالبصر والبصيرة، وفساد في القول والعمل، وفساد في النفس وفي الغير!.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأصل ذلك الفساد في التصور العلمي فهو الذريعة إلى كل فساد عملي في النفس أو الغير.
وقد ذكر أبو السعود، رحمه الله، عدة تفسيرات لقول الإثم من قبيل: الكذبُ على الإطلاق، وقيل: الحرام، وقيل: كلمةُ الشرك وقولُهم: عزيرٌ ابنُ الله، وهي جارية مجرى تفسير العام بذكر بعض أفراده، فاختلافها اختلاف تنوع لا تضاد إذ عموم الإثم القولي يشملها وسائر صور الكذب والبهتان، فلا يخصص بذكر أحدها إذ قد وردت في معرض التمثيل لتقريب معناه إلى الأذهان، أو لكونه أليق بحال المخاطب.
ثم أفردت صورة: وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ: بالذكر على حد إيراد الخاص بعد العام في معرض الذم تنبيها على شدة قبحه، ولو كان السياق سياق مدح لكان تنبيها على حسنه، وقد يقال بأنه من عطف السبب على مسبَّبه، إذ ما حملهم على الكذب إلا أكل الحرام، على حد قوله تعالى: (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ)، و: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).
وهو أمر لا يقتصر على أحبار يهود بل قد شاركهم فيه المتهودون من علماء هذه الأمة ممن طرقوا أبواب السلطان طرق السائل، فاستحقوا النهر والزجر على خلاف ما شرع من النهي عن نهر السائل، إذ سؤالهم: سؤال دنيا غيرهم بدينهم، وذلك من الخسة بمكان.
ثم جاء التذييل بأسلوب ذم قياسي: (لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، مقترنا بلام الابتداء المؤكدة، فهو من باب التذييل المعنوي للذم المتقدم، بل هو آكد إذ صيغته، كما تقدم: صيغة قياسية.
والخطاب في صدر الآية عام، وإن اختص به النبي صلى الله عليه وعهلى آله وسلم مواجهة.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 02:47 م]ـ
ومن قوله تعالى: (لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ).
فذلك جار مجرى التحضيض لدلالة السياق على الزجر فهو مظنة الحض على الفعل، ويؤيده ما اطرد من دلالة: "لولا" اللفظية الوضعية على الطلب والحض إذا جاء بعدها فعل، على حد قوله تعالى: (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ)، أي: هلا تذكرون فذلك حث على الطاعة، و: (فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آَلِهَةً)، في معرض التبكيت والتعجيز، وقوله تعالى: (فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ) في معرض التعجيز باقتراح الآيات فليس مرادهم من ذلك التثبت، بل هو من التكلف، وقوله تعالى: (فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آَمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آَمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ)، في معرض الحض على الإيمان على تقدير: فهلا وجدت قرية آمنت فينفعها إيمانها كما نفع قوم يونس إيمانهم؟!، ولا يخلو من تعريض بالأمم المكذبة.
بخلاف ما لو جاء بعدها اسم صريح أو مؤول فتكون دلالتها دلالة الامتناع للوجود، على حد قوله تعالى: (لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا)، فامتنع الخسف لوجود منة الله، عز وجل، عليهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلق النهي بمن هم مظانه من الربانيين والأحبار فهم حملة العلم الذي به يعرف الحلال والحرام، فلا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، إلا عالم بحكم ما ينكره، فإذا كان من المحرمات الظاهرة اتسعت دائرة الإنكار إن كان للمنكر سلطان، فإن ضعف عن التغيير بيده فبلسانه، فإن خاف وقوع مفسدة معتبرة تفوق مصلحة إزالة المنكر ولو باللسان، أو خشي على نفسه التلف وغلب على ظنه الجزع فلا يصبر على الأذى في النفس، وهذه حال غالبة في أزمنة الغربة، فليسعه الإنكار بقلبه معذرة إلى ربه، فذلك أضعف الإيمان، والقدرة مناط التكليف، وليس ذو السلطان الممكن كمن لا سلطان له، فضلا عمن هو مستضعف لا يملك في أحيان كثيرة الدفع عن نفسه!.
وجاء النهي عن: عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ، في معرض التمثيل لأجناس المنكر فلا ينفك عن منكر علمي بفساد القول، فهو على حد الإثم وذلك مئنة من فساد العلم الباطن، أو منكر عملي من صوره أكل السحت، فذلك مئنة من فساد العمل الظاهر، ولا ينفك ذلك الفساد في الحكم الظاهر عن فساد في التصور الباطن، إذ لو صح تصوره ما قدم لذة أكل العاجل، ولو على حد الخبيث، على لذة أكل الآجل على حد الطيب، فإنه لا ينفك عن طلب اللذة، فتلك قوة إرادية قد ركزت في كل نفس حساسة متحركة، ولكن الفساد قد طرأ عليه من جهة الاغترار باللذة العارضة التي يعقبها من المرارة ما يذهب أثرها الطارئ، وتلك حال كثير من مباشري أسباب اللذة المحرمة، إذ يعقبها من الندم وضيق الصدر وكثافة الطبع ما ينسي صاحبها لذتها، وإنما يعاودها مرة أخرى هربا من ذلك الضيق فيزداد ضيقا على ضيقه، فذلك من استدراج الشيطان للعصاة، فأثر المعصية في الروح كأثر المخدر في البدن، يولد نشوة عارضة يعقبها ألم وفتور، فيتشوف المدمن إلى رفعه بجرعة جديدة تزيد الداء استحكاما، فيصير الشفاء أعسر بتوالي جرعات المخدر، فكذلك القلب إذا توالت عليه جرعات المعصية صار شفاؤه أعسر لتمكن الداء من قلبه سواء أكان شبهة علمية، وهي الأخطر، أم شهوة عملية.
وفي الآية ذم لهم على ما اطرد من ذم التنزيل لعلماء السوء الذين يصدون عن السبيل بأحوالهم الفاسدة وفتاواهم المضللة، فحالهم يزهد الناس في بضاعتهم، مع نفاستها، وفتاواهم تهون مباشرة المحرمات على النفوس على طريقة المقلدة من أصحاب الأهواء الذين يلقون التبعة على صاحب الفتوى، وإن حاك الإثم في صدورهم، فهم على يقين جازم أو شك راجح من بطلان مقالته.
ثم جاء التذييل بذم قياسي: (لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) على غرار ما تقدم في الآية السابقة، والذم هناك على أمر وجودي، والذم هنا على أمر عدمي هو: ترك النهي عن المنكر، وبه استدل جمع من الأصوليين على أن الترك، وإن كان كفا عدميا إلا أنه داخل في حد الفعل، فهو على حد الصوم الذي هو كف، ومع ذلك عد طاعة وجودية تعلق بها الثواب، فكذلك ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهو كف جار مجرى المعصية الوجودية التي يتعلق بها الذم.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[01 - 11 - 2009, 05:02 م]ـ
ومن قوله تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)
فذلك من العموم الذي أريد به الخصوص إذ قالته طائفة منهم فـ: "أل" في "اليهود": جنسية لبيان الماهية لا الاستغراق، فجنس من قال تلك المقالة الردية هو من جنس أتباع الملة اليهودية، فلا يعم كل يهودي، وإن لم تصدر تلك المقالة إلا عنهم، فذلك باعتبار المجموع لا الجميع، وإن لزم الجميع من جهة عدم تبرؤهم منه ومن قائليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله: "يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ": كناية عن وصف الله، عز وجل، بالبخل، ولا يلزم من ذلك تأويل اليد على حد ما قرره المتكلمون، إذ الكناية لا يمنع تصورها إمكان الحقيقة التي جاءت الكناية بلفظها، بخلاف المجاز الذي لا يمكن تصور الحقيقة فيه على حد الإمكان، فلو قيل بأنها كناية ما صار ذلك تأويلا، إلا إذا التزم صاحبها التأويل صراحة، فأهل السنة يقولون: هي كناية عن وصفه، جل عما يقول أخبث يهود، بالبخل، ولا يمنع ذلك ثبوت صفة اليد له، جل وعلا، على الوجه اللائق بجلاله، فهي على كيف لا تدركه العقول وإن وسعها إدراك المعنى الكلي لليد فهي صفة ذات يتصورها الذهن مطلقة فإذا قيدت في الخارج بالموصوف بها صارت فرعا عنه في الكمال أو النقصان، في الإدراك لحقيقتها أو عدم الإدراك، والله، عز وجل، ليس كمثله شيء، فليس كذاته ذات أصلا، وليس كوصفه وصف: فرعا، إذ الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، فانتفاء المثلية في الأصل يوجب انتفاءه في الفرع، إذ للفرع حكم أصله بداهة.
والمتكلمون يقولون: هي كناية وذلك مانع من إرادة الحقيقة، فيلزم تأويلها بالنعمة أو القوة أو القدرة .......... إلخ تبعا للسياق الذي ترد فيه، فيكون من باب التأويل باللازم، على حد ما قرره المتأخرون من التأويل الاصطلاحي المعهود بصرف اللفظ عن ظاهره المتبادر لقرينة مانعة، بخلاف قول أهل السنة فهو من باب التفسير باللازم، فلا يمنع ذلك من تصور ووجود الملزوم كما تقدم.
والتزام المتكلمين: التزام لما لا يلزم، إذ يصح ذلك لو تعذر الجمع بين الحقيقة والكناية، والجمع بينهما ممكن، كما تقدم، بل واجب لورود أدلة أخرى تثبت صفة اليد لله، عز وجل، على حد الجزم القاطع، بل السياق نفسه شاهد بذلك، إذ تثنيتها في قوله: "بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ"، مئنة من إرادة الوصف الذاتي، لا التأويل المعنوي، إذ المثنى نص لا يحتمل التأويل في إرادة معناه الذي يدل عليه، وتثنية المعاني أمر غير جار على لسان العرب، فالمعاني بمنزلة أسماء الأجناس الإفرادية على حد: الزيت والماء في الأعيان، فيستوي فيها القليل والكثير فلا حاجة إلى تثنيتها أو جمعها، فلا يقال في المعاني: قدرتان، أو قُدرات، وإنما يكون التفريق بينها تبعا للتقييد بالموصوف بها كقولك: قدرة الرب، وقدرة العبد، أو بالوصف كقولك: قدرة كبيرة، وقدرة ضئيلة. وهذا المعنى في وصف القوة أظهر، وتخصيص القدرة أو النعمة أو القوة بالتثنية أمر لا يستقيم نقلا أو عقلا، فليست نعم الله، عز وجل، اثنتين فقط، وليس له قوتان باعتبار الوصف الذاتي القائم به، تبارك وتعالى، بل هي قوة واحدة قائمة بذاته الواحدة، وإن تعدد تعلقها بما تظهر فيه آثارها من المخلوقات، فقوة الله، عز وجل، من أوصاف جلاله التي تظهر في عقوباته النازلة، وهي متعددة باعتبار آحادها فليس العقاب النازل بقوم نوح هو النازل بقوم هود .......... إلخ. وليست له قدرتان بل هي، أيضا، قدرة واحدة، وإن تعدد تعلقها بما يوقعه الله، عز وجل، في كونه من المقدورات.
فالحاصل أن اليد من صفاته، جل وعلا، الذاتية الخبرية التي لا يدركها العقل ابتداء، فلا بد من خبر وحي موقف.
ولما قالوا تلك المقالة الشنيعة جاء الدعاء عليهم من جنسها: "غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ"، وإليه أشار صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله بقوله: "وهي إنشاء سبّ لهم. وأخذ لهم من الغُلّ المجازي مُقابِلُه الغلّ الحقيقي في الدعاء على طريقة العرب في انتزاع الدعاء من لفظ سببه أو نحوه، كقول النّبي صلى الله عليه وسلم «عُصَيَّةُ عَصت الله ورسوله، وأسلم سَلَّمها الله، وغِفَار غَفر الله لها» ". اهـ بتصرف
فذلك من الخبر الذي يراد به إنشاء الدعاء، وقد جاء على حد الفصل لشبه كمال الاتصال بينه وبين مقالتهم إذ هي السبب الموجب لاستحقاقهم هذا الدعاء، فتعلق الذم بهم فرعا عما اكتسبته ألسنتهم من تلك المقالة الجارية على ما اطرد من طريقتهم في وصف الرب، جل وعلا، بصفات النقص المطلق.
وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا: فذلك من الإطناب في الدعاء عليهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم جاء الإضراب: بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ: فهو إبطالي لمقالتهم، انتقالي عن الدعاء عليهم، إذ لم يبطله بل هو عند التحقيق مقرر له، إذ ذكر الحق في المسألة مما يزيد عوار الباطل وقبحه فيصير تعلق الذم بصاحبه آكد.
وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا: على حد التوكيد بلام الجواب لقسم مقدر ونون التوكيد المثقلة، وذلك جار مجرى السبب لما قبله، كما ذكر صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله، فإنهم لما أعماهم الحسد فطغوا وكفروا، طعنوا في الرب، جل وعلا، فتولد من فساد قواهم الباطنة: فساد أحكامهم الظاهرة نطقا وفعلا.
وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ: جزاء وفاقا لما أرادوه من إيقاعها بين المسلمين فالجزاء من جنس العمل كما قرر صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله.
كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ: فذلك جار مجرى الاستعارة، إذ موقد الحرب كموقد النار على جهة الإفساد، وقد يقال، أيضا، هي كناية، إذ لا يمنع تصورها: تصور المكنى عنه، بل كثيرا ما توقد النيران في الحروب كما جرى في فتح مكة، وإن كان إيقاد النار في ذلك الفتح المبين جار على حد الإصلاح، بل هو عين الإصلاح بتطهير البيت الحرام من رجس الأوثان، وصيرورة مكة: البلد الأمين: دار إسلام بعد أن كانت دار حرب.
وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا: فذلك لازم إيقاد الحروب على عادتهم في كل الأعصار والأمصار فهم مادة الفتنة التي لا تهدأ حتى تنهار الأديان والأخلاق، فيسهل عليهم استرقاق الأبدان وتطويعها لخدمتهم: خدمة البهيم لصاحبه، ولعل ما جرى في أوروبا، وفي فرنسا تحديدا، إبان الثورة الفرنسية، خير شاهد على أثرهم الظاهر في إفساد الأمم بشعارات الماسونية التي ظاهرها الرحمة: حرية، إخاء، مساواة، وباطنها: العذاب: فالحرية: انحلال، والإخاء والمساواة: تمييع للعقائد وحل لعرى الولاء والبراء في القلوب بتصحيح كل الملل والنحل ولو كانت عين الباطل، فالكل ناج ولو تعددت الطرق في أمر لا يكون الحق فيه إلا واحدا لا يتعدد!، ولعل حوار الحضارات المزعوم فرع عن ذلك الفكر الماسوني المسموم.
والإتيان بالمضارع: "يسعون": مئنة من الاستمرار فذلك، كما تقدم، وصفهم اللازم عبر العصور والآماد. وقد قيد بـ: "الإفساد"، إذ تحتمل مادته عند الإطلاق: الإصلاح والإفساد، فجاء قيد الإفساد كاشفا عن وصفهم رافعا لأي احتمال للإجمال ولو كان ضئيلا.
وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ: تذييل بذكر الجزاء بعد ثبوت الوصف لهم، فذلك آكد في تقرير المعنى: طلبا إن كان الجزاء محمودا، ودفعا إن كان الجزاء مذموما، ولكل مفهوم، فمفهوم تعلق وصف الذم بمن هو له أهل: تعلق وصف المدح بمن هو له أهل، فالله لا يحب المفسدين منطوقا، ويحب المصلحين: مفهوما، والعكس صحيح، فذلك مما يثري السياق بتعدد المعاني المستنبطة من لفظه المنطوق أو دليل خطابه المفهوم كما قرر أهل الأصول.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[02 - 11 - 2009, 03:01 م]ـ
ومن قوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ)
فذلك جار مجرى الشرط إلهابا وتهييجا لهم ليمتثلوا أمر الشرع فيؤمنوا بآخر الرسالات المنزلة، فلو آمنوا واتقوا: على حد الخصوص بعد العموم، إذ التقوى من جملة الإيمان، فهي البيان العملي، ودخولها فيها دخول الجزء في الكل، كما اطرد من مقالة أهل السنة من كون العمل داخلا في مسمى الإيمان فدلالته عليه: دلالة تضمن، فالإيمان يتضمن أجناس التصديق والإقرار القلبي، والقول اللساني، والفعل الاختياري. وهو لازم له من وجه آخر إذ افتراض مؤمن مصدق مقر قد تحقق له عقد القلب، وهو ما ذلك لم يعمل خيرا قط، تصور تجريدي بحت لا وجود له في عالم الشهادة قط، فالبحث فيه: بحث نظري لا مثال له في عالم الشهادة كما نقل عن بعض المحققين من أهل العلم المعاصرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلو آمنوا: لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ: على حد التوكيد باللام في: "لكفرنا"، وإليه أشار صاحب "التحرير والتنوير"، رحمه الله، بقوله:
"واللام في قوله: {لكفّرنا عنهم} وقوله {ولأدخلناها} لام تأكيد يكثر وقوعها في جواب (لَو) إذا كان فعلاً ماضياً مثبتاً لتأكيد تحقيق التلازم بين شرط (لو) وجوابها، ويكثر أن يجرّد جواب لو عن اللام، كما في قوله تعالى: {لو نشاء جعلناه أجاجاً} في سورة الواقعة". اهـ بتصرف.
فذلك آكد للوعد وأبعث للهمم لتنهض إلى ذلك المطلوب العظيم، وجاء الإسناد إلى ضمير: "نا" الدالة على الفاعلين مئنة من تعظيم الباري، عز وجل، إذ تكفير السيئات من أخص أوصافه، فهو مما انفرد به، مئنة من كمال ربوبيته، جل وعلا، فلا يغفر الذنوب إلا هو، ولا يدخل الجنة بفضله إلا هو، إذ لم يكل ذلك إلى أصحاب كراسي الاعتراف وصكوك الغفران وشيوخ الطرق التي تكفلوا لأتباعهم بدخول الجنة بلا سابقة عذاب، في صورة من أفحش صور الطغيان البشري الذي استخف صاحبه بعقول أتباعه حتى جوز لنفسه منازعة الرب، جل وعلا، في وصف من أخص أوصافه!، وتكفير السيئات قبل دخول الجنان، من باب ما اصطلح أهل الطريق على تسميته بـ: التخلية قبل التحلية، فالتطهير قبل التعطير ليرد النعيم على محل نقي طاهر، قد هذب فصار أهلا لمباشرة أجناس النعيم الرباني، وأعظمها وأحوجها إلى التطهير الظاهر والباطن: رؤية الرب، جل وعلا، رؤية التنعم في دار المقامة.
وبعدها، كما تقدم، التحلية: وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ: مؤكدة باللام أيضا على حد التكرار ومضافة إلى ضمير الفاعلين على ما اطرد من تعظيم الرب، جل وعلا، وإضافة النعيم إلى الجنة من باب إضافة الظرف إلى مظروفه، إذ الجنة: ظرف النعيم المكاني.
ونداؤهم بأهل الكتاب نوع تأليف لقلوبهم على حد ما تقرر من كونهم بما عندهم من الكتاب الأول، ولو مبدلا، أهل لاتباع الحق من الوثنيين الذين لا دين لهم ولا رسالة بين أيديهم، ولا كتاب لهم يرجعون إليه، فإن الكتاب بعد التبديل لا يخلو من حق، بل فيه جملة متكاثرة من أقوال الحق، كما قرر ذلك المحققون من أمثال ابن تيمية، رحمه الله، في "الجواب الصحيح"، وإنما تسلط القوم على جملة منه بالكتمان والتحريف، وتسلطوا على ما بقي فيه من الحق بالتأويل الذي صيره كتابا يضل به الخلق بدلا من أن يهتدوا، فهو تأويل متكلف دقيق المسلك إلى حد الغموض الذي يصيره أحيانا أشبه بتأويلات الباطنية التي هي من اللعب كما قرر ذلك بعض المحققين من أهل الأصول، فلا نقل ولا عقل ولا لسان يشهد لها، إذ هي جارية على حد الهذيان بدعاوى مرسلة يمكن مقابلتها بدعاوى من جنسها، على طريقة: لم كان ما تدعيه حقا، لماذا لا يكون عين الباطل؟!، إذ لا دليل عليه عليه ابتداء، وتلك الطريقة المثلى لمجادلة أصحاب السفسطات العقلية كما ذكر ذلك الشاطبي، رحمه الله، في "الاعتصام" فيكفي أن تنقض دعواه بالسؤال عن علتها إذ لا علة لها إلا التحكم المحض، أو أن تقابلها بدعوى أخرى تبطلها ولو بلا دليل فتستوي الكفتان وينتهي الأمر!.
وخص صاحب "التحرير والتنوير"، رحمه الله، عموم: "أهل الكتاب" المستفاد من الإضافة إلى المحلى بـ: "أل" الجنسية باليهود، إذ هم المخاطبون، وقد يقال بأن خطاب المواجهة لهم لا يمنع إلزام غيرهم ممن كان على ملتهم اليهودية، ولو لم يكونوا حاضرين بأبدانهم زمن الرسالة فعمومه متعد إلى كل يهودي، ولا يمنع أيضا دخول النصارى المعاصرين لزمن الرسالة ومن أتى بعدهم، إذ وصف أهل الكتاب لهم شامل، فكتابهم: فرع عن كتاب موسى عليه السلام، فأصل ما بين أيديهم العهد القديم، وما طرأ عليه من العهد الجديد، أو الإنجيل، فلهم تعلق وثيق بكتاب اليهود يصدق معه أنهم أهله، أيضا، ولو لم يصدق لكانوا أهل كتاب باعتبار ما نزل عليهم من الإنجيل، فهم أهل كتاب على كلا الوجهين شاءوا أو أبوا!، فضلا عن العهد الذهني المطرد الذي يدل ضرورة على أن أهل الكتاب هم: اليهود والنصارى معا، فذلك بمنزلة القرينة العقلية المعتبرة التي تدخل كليهما تحت عموم اللفظ دخولا قطعيا جازما، بل إن عموم الآية المعنوي يتعداهم إلى غيرهم فالكل مطالب بالإيمان والتقوى، ولو كان وثنيا لا ينتحل رسالة سماوية، بقرينة عالمية الرسالة، فلم تنزل لأهل الكتاب فقط، وإن خصوا ببعض خطاباتها، وإلا ما توجه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى قومه ابتداء، وما تجشم بعث رسله إلى كسرى، فأولئك وثنيون لا يدخلون في حد هذا الخطاب باعتبار خصوص سببه الذي ورد عليه، فالعبرة بعموم المعنى لا بخصوص السبب، إذ قصر الخطاب على أهل الكتاب، بل على ملة منهم بعينها لا يعني خروج غيرهم عن حده، بل غاية الأمر أن الخطاب قد تعلق بهم باعتبارهم السبب، وتعلق بغيرهم لعمومه، فهم فرد منه، وذكر فرد من أفراد العام لا يخصصه، كما قرر أهل الأصول، فليس للمسكوت عنه من بقية الملل والنحل حكم يخالفهم، بل الكل في عموم الدعوة إلى الإيمان بالرسالة الخاتمة سواء.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 05:31 م]ـ
ومن قوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ)
فذلك شرط آخر في معرض الإلهاب إذ ليس الأمر مقصورا على أمر الآخرة إذ كثير من النفوس لا تصبر على شظف العيش، فالفقر مفسد لها، مشغل لها عن الطاعة، وهذا غالب على المكلفين، إذ لا تنصرف الهمم غالبا إلى تحصيل معالي الأمور إلا بعد استيفائها حاجاتها الضرورية، ولذلك ورد النهي عن الصلاة بحضرة الطعام لئلا يشوش الجوع على المصلي مع وجود الطعام الذي يرفعه، فيكون ذلك مظنة العجلة وعدم إعطاء الأركان حقها، للتفرغ إلى الطعام مع كونه أدنى قدرا من الصلاة، ولكن الهمة حال الاحتياج إليه قد تعلقت به وقدمته على ما هو أعلى منه قدرا، فلا يخرج عن حد الإباحة أو الاستحباب إذا أريد به غيره من التقوي به على الطاعة، فجهة الثواب لا تتعلق بأصله، بخلاف الصلاة المرادة لذاتها، فهي دائرة بين الوجوب في الفرائض، والاستحباب في النوافل، وهما أعلى منزلة من المباح، إذ معنى التعبد فيهما كائن، فليس خارجا عنهما كالمباح الذي لا يتعبد به، بل ذلك، عند التحقيق، محرم، لكونه شرعا لما لم يأذن به الله، عز وجل، بإحداث عبادة لم يأت بها شرع منزل، وإنما غايته أن يكون ذريعة إلى غيره من الواجبات أو المندوبات، على حد التقوي به لأدائها، كما تقدم، فيكون مرادا لغيره، والمراد لذاته أشرف بداهة من المراد لغيره.
وقد عمم أهل العلم هذا المعنى، فكل شاغل صارف للذهن تجب إزالته قبل الشروع في الطاعة، فلا يصلي المرء وهو جائع أو ضامئ أو نعسان لا تحمله قدماه، على حد قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ فَإِذَا فَتَرَ فَلْيَقْعُدْ"، فالعلة متعدية لا تقتصر على صورة الصلاة بحضرة الطعام فقط، إذ النص على حكمها لا يخصص عموم المعنى، بل يشمل ذلك كل صور الانشغال المزعج، وذلك مما يشهد لقول من اعتبر العموم المعنوي فلا يقصر العموم على الألفاظ، فعموم المعنى يثري النصوص بتكاثر الصور الداخلة تحتها دخول الأفراد تحت عموم جامع لها.
وإلى هذا المعنى أشار ابن خلدون، رحمه الله، بقوله: "إذا زخر بحر العمران وطلبت فيه الكمالات، كان من جملتها التأنق في الصنائع واستجادتها، فكملت بجميع متمماتها وتزايدت صنائع أخرى معها، مما تدعو إليه عوائد الترف وأحواله، من جزار ودباغ وخراز وصائغ وأمثال ذلك. وقد تنتهي هذه الأصناف إذا استبحر العمران إلى أن يوجد فيها كثير من الكمالات، ويتأنق فيها في الغاية، وتكون من وجوه المعاش في المصر لمنتحلها. بل تكون فائدتها من أعظم فوائد الأعمال، لما يدعو إليه الترف في المدينة مثل الدهان والصفار والحمامي والطباخ والسفاج والهراس ومعلم الغناء والرقص وقرع الطبول على التوقيع، ومثل الوراقين الذين يعانون صناعة انتساخ الكتب وتجليدها وتصحيحها، فإن هذه الصناعة إنما يدعو إليها الترف في المدينة من الاشتغال بالأمور الفكرية وأمثال ذلك. وقد تخرج عن الحد إذا كان العمران خارجاً عن الحد، كما بلغنا عن أهل مصر، أن فيهم من يعلم الطيور العجم والحمر الإنسية، ويتخيل أشياء من العجائب بإيهام قلب الأعيان وتعليم الحداء والرقص والمشي على الخيوط في الهواء، ورفع الأثقال من الحيوان والحجارة، وغير ذلك من الصنائع التي لا توجد عندنا بالمغرب. لأن عمران أمصاره لم يبلغ عمران مصر والقاهرة. أدام الله عمرانها بالمسلمين. والله الحكيم العليم". اهـ
فالنص وإن تطرق إلى صناعات تافهة تدل على ترف نفوس محترفيها إلا أن المعنى العام صحيح فإن التفرغ للشيء جليلا كان أو حقيرا لا يكون إلا بعد استيفاء حاجة النفس من الضروريات.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا استوفت النفس الحاجيات الضرورية صارت أهلها لتحصيل معالي الأمور سواء أكانت فرائض، كما تقدم، أم كانت نوافل من الفروض الكفائية التي لا تزدهر إلا في جماعات قد أدت ما عليها من الفروض العينية، فلا يصح شغل الأذهان بأمور فرعية، وإن كانت شرعية معتبرة، قبل استيفاء الأصول تحريرا وتصحيحا، فلا تتصور دعوة إلى الأخلاق الحميدة قبل تحرير وتصحيح العقيدة، ولا تتصور دعوة إلى نوافل الأعمال والفرائض لما تستوف، ولا يتصور طلب للعلم، وإن كان من أشرف الوظائف، إذا قام الفرض العيني بجهاد الدفع إذا دهم العدو محلة للمسلمين، فواجب الوقت على أهلها دفع العدو لا تحصيل العلم، وهكذا يقدر لكل وقت واجبه، فمن سدده الباري، عز وجل، إلى تحصيل ذلك، فعرف واجب وقته فلم يقدم عليه شيئا، ولو كان طاعة مثله، فليحمد الله، عز وجل، على تلك النعمة التي تحفظ له وقته وجهده، فتظهر بركة التوفيق الرباني في عمله، فهو قليل في مبناه، كثير في معناه، إذ قد وضع في موضعه، فلم يقدم المفضول ويؤخر الفاضل، بل كل، كما تقدم، قد وضع في موضعه اللائق به.
والشاهد أن الشرط في هذه الآية مستوف لشطري القسمة العقلية: جزاء الآخرة الآجل الذي تتطلع إليه النفوس الكبيرة، وجزاء الدنيا الذي تقف عنده همم النفوس الضعيفة، ففي اتباع الشرع المنزل ما يحقق كلا الأمرين، وإنما يبتلى الممتثل للشرع ابتداء بنوع ضيق مؤقت ليمحص فإذا صبره الله، عز وجل، انقلب الغم فرحا، والضيق سعة، فإن الشدائد بتراء لا دوام لها، وقل من يثبت في تلك المواضع الحرجة التي ينكشف فيها ضعف النفوس وخورها إلا إذا شاء الرب، جل وعلا، تثبيتها بفضله ومنته، وسؤال الله، عز وجل، السلامة، في الدين والدنيا حتم لازم في الأزمنة التي تتكاثر فيها الفتن والابتلاءات.
فلو أقاموا التوراة والإنجيل، وذلك شاهد لما تقدم من كون لفظ: "أهل الكتاب" عاما يشمل الفريقين: اليهود والنصارى، فالتوارة كتاب اليهود، والإنجيل: كتاب النصارى، فلو أقاموا التوراة والإنجيل على حد تصديق خبرها وامتثال حكمها، ومن ذلك: تصديق البشارات بالنبي الخاتم صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعدم التحايل عليها بالكتمان والتأويل، وامتثال الحكم الملزم باتباعه، إذ هو رسول الثقلين صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فرسالته عالمية لهم ولغيرهم، وهم أولى الناس باتباعه لتواتر خبر النبوات عموما، وخبر نبوته صلى الله عليه وعلى آله وسلم خصوصا عندهم، فعندهم من العلم ما ليس عند غيرهم كما سبقت الإشارة إلى ذلك.
فإقامتهما لا تعني إقامة كل أحكامهما لما علم بالضرورة من نسخ كثير منها بالشريعة الخاتمة، كما أشار إلى ذلك أبو السعود رحمه الله، وإنما المراد، كما تقدم، إقامة ما تحصل به نجاتهم من التصديق والإقرار والاتباع للرسول الذي يجدونه مكتوبا عندهم يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت في أعناقهم كما في آية الأعراف.
ثم جاء عطف ما أنزل إليهم من الكتاب العزيز، ففيه مئنة من إلزامهم به خلاف ما ادعوا من اختصاصه بالعرب، فهو نازل لهم ولغيرهم على ما تقدم من عالمية الرسالة،، وقدم الجار والمجرور: "إليهم": مئنة من اختصاصهم بذلك وإن لم يكن الأمر خاصا بهم دون بقية الأمم فهو جار مجرى القصر الادعائي على سبيل المبالغة في رد دعواهم خصوصية الرسالة بالعرب دون غيرهم، وإضافة الرب، جل وعلا، إليهم في معرض إنزال الوحي تأنيس لهم، كما أشار إلى ذلك أبو السعود رحمه الله، فإن الوحي روح القلوب فهو من النعم التي يلائمها وصف الربوبية، ربوبية الإنعام، فزيد في تذكيرهم بتلك النعمة على حد ما تقدم من استئلافهم بنسبتها إلى ربهم، جل وعلا، فهي أعظم نعمة وأجل منة لو فقهوا.
فلو فعلوا ذلك:
"لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ": على ما اطرد من التوكيد في معرض الوعد ترغيبا، فاللام في جواب "لو" مؤكدة للمشروط الواقع بالتزام الشرط.
وذكر الجهتين: "مِنْ فَوْقِهِمْ"، و: "مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ": إما أن يراد به حقيقته فالأرزاق تنزل من السماء وتنبت من الأرض، فالسماء فوقهم والأرض تحتهم، أو هو كناية عن الخير الذي سيعمهم إذا آمنوا بالوحي السابق والوحي اللاحق المصدق له، وإلى ذلك أشار أبو السعود، رحمه الله، بقوله: "وقيل: المراد المبالغة في شرح السَّعَة والخِصْب لا تعيينُ الجهتين، كأنه قيل: لأكلوا من كل جهة". اهـ
وحذف معمول فعل الأكل إرادة العموم فذلك آكد في سياق الترغيب، إذ التخصيص في سياق الترغيب أو الامتنان ينغص على المتنعم نعمته، وهو مخصوص بالنقل والعقل بما أحله الله، عز وجل، من الطيبات، وليس في ذلك نوع تنغيص إذ لا منة أصلا بمحرم، فهو مما تتأذى به النفوس فكيف يمتن الله، عز وجل، على عباده به، وإنما خلقه ابتلاء لتظهر بذلك آثار حكمته، وخلقه تقريرا لعموم خلقه كل الكائنات طيبها وخبيثها، لتظهر بذلك آثار قدرته.
وفي معرض الإنصاف لهم إذ ليسوا سواء جاء الجواب عن سؤال مقدر بـ: هل كلُّهم كذلك مصرّون على عدم الإيمان، كما أشار إلى ذلك أبو السعود، رحمه الله، جاء الجواب بقوله: "مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ" كابن سلام، رضي الله عنه، ومن آمن من أهل الكتابين، فيدخل فيهم من وصفهم الله، عز وجل، بقوله: (وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ).
وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ: ممن عاند وكابر كابن أخطب وكعب بن الأشرف، أو ضن بملكه ورياسته كهرقل. فذلك ذم قياسي لصنيعهم.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[04 - 11 - 2009, 06:01 م]ـ
ومن قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)
ففي ندائه صلى الله عليه وعلى آله وسلم بوصف الرسالة تشريف له هو له أهل، وفيه إشارة إلى ما يليه من الأمر بالبلاغ، فذلك أمر يتعلق بالرسول الذي يؤدي رسالة مرسِله كما هي بلا زيادة أو نقصان، وهو الذي فعله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فجاء بلاغه للفظ وبيانه للمعنى على أكمل وجه فما ترك من خير في أصل أو فرع إلا دل عليه، وما ترك من شر إلا حذر منه، فأبان لأمته عن مصادر التلقي من أدلة الأحكام الكلية، وأبان لهم عن مسالك الاستنباط للأحكام الجزئية والاستدلال لها، بما وقع في عصر النبوة من النوازل التي قاس عليها الأصحاب، رضي الله عنهم، ومن أتى بعدهم، النوازل الحادثة، فالقرآن قد جاء به، والسنة قد أرشد إلى حجيتها، والإجماع قد أشار إليه بقوله: "لا تجتمع أمتي على ضلالة" وله طرق يتقوى بها، والقياس قد دل عليه واستعمله في نحو حديث ابن عباس رضي الله عنهما: "جاء رجل إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم فقال: يارسول الله، إن أمي ماتت وعليها صوم شهر، أفأقضيه عنها؟ قال: «لو كان على أمك دين، أكنت قاضيه عنها؟» قال: نعم. قال: «فدين الله أحق أن يقضى"، فقاس دين الباري، عز وجل، على دين الآدمي قياسا أولويا.
والأمر بالبلاغ قد أطلق عن التقييد بمبلَّغ بعينه مئنة من عموم البلاغ فرسالته صلى الله عليه وعلى آله وسلم عالمية للثقلين.
و: "من" في: "من ربك" لابتداء الغاية، وابتداؤها من الله، عز وجل، مئنة من شرفها، إذ شرف الصادر من شرف من صدر منه، فقد تكلم، عز وجل، بالوحي المنزل فسمعه جبريل عليه السلام فنعم الرسول الملكي إلى خير رسول بشري، بخير وحي إلهي.
وقوله: "وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ": جار مجرى الفرض العقلي المحض بدليل تصديره بـ: "إن" المشعرة بندرة وقوع الشرط.
فغاية ما يقال أنه تحفيز لهمته صلى الله عليه وسلم ليصبر على ما يلاقي من عنت قومه، أو يقال بأن الخطاب إنما هو لبيان مقادير الأعمال، بتعليقها على شرط يتصور وقوعه من غير المعصوم صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فغيره من البشر الذين ورثوا رسالته قد يقع منهم نوع تقصير أو تكاسل عن أداء الرسالة، بل قد صار ذلك الغالب في زماننا!، فيكون التحذير في الآية في حق أمته صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلا يدخل فيه لقرينة العصمة، وإنما خوطب به صلى الله عليه وعلى آله وسلم مواجهة بوصفه الرسول المبلغ عن ربه، وخوطبت به أمته على جهة الإلزام، فهو في حقه: خطاب مواجهة، وفي حقها: خطاب إلزام، وذلك أمر مطرد في مواضع من التنزيل من قبيل:
قوله تعالى: (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ)، فالشرك في حق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام محال فنزل ذلك منزلة خطابه صلى الله عليه وعلى آله وسلم باللفظ مواجهة، وإرادة غيره بالمعنى إلزاما، فهو على حد ما تقدم من بيان مقادير الأعمال فمن دعا من دون الله، عز وجل، ما لا ينفعه ولا يضره فحكمه أنه ظالم فتلك قاعدة كلية لا مخصص لها، والأنبياء خارجون عن حدها ابتداء لقرينة العصمة.
وقوله تعالى: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، فتلك أيضا قاعدة كلية: من أشرك فعمله حابط وهو من الخاسرين، والأنبياء، عليهم السلام، خارجون عن حدها لما تقدم من قرينة العصمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله تعالى: (قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ): فذلك من التنزل في الخطاب مع الخصم، بافتراض المحال الذاتي، فلا يلزم من افتراضه إمكانه فضلا عن وقوعه، لا سيما مع تصدير الشرط بـ: "إن" التي تدل على ندرة وقوع الشرط، كما تقدم، وهو هنا على حد المحال لقرينة تنزه الباري، عز وجل، عن الصاحبة والولد، إذ لا ينفك اتخاذهما عن وصف الافتقار إليهما، وذلك نقص مطلق يمتنع في حق الله، عز وجل، امتناعا ذاتيا بدهيا إلا عند من فسدت فطرته فتلطخت بأدران الشرك بتشبيه الله، عز وجل، بآحاد خلقه ممن يفتقرون إلى الصاحبة لقضاء الوطر والولد لحفظ النوع.
وقوله: "والله يعصمك من الناس": تهدئة لروعه صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليطمئن فؤاده فيتفرغ لأداء الرسالة، فناسب معنى الوعد فيها، كما يقول صاحب "التحرير والتنوير"، رحمه الله، أن يقدم المسند إليه، وأن يأتي المسند على حد المضارعة مئنة من التجدد والاستمرار.
وعصمته صلى الله عليه وعلى آله وسلم: عصمة بلاغ، إذ يجري عليه ما يجري على بقية البشر من عوارض المرض والموت، بل قد سحر جسده صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فتسلط أعداؤه بقدر الله، عز وجل، الكوني على بدنه الشريف، ابتلاء له لترتفع منزلته بالصبر على ذلك الابتلاء والصفح عمن آذاه، على حد قوله: "أَمَّا اللَّهُ فَقَدْ شَفَانِي وَأَكْرَهُ أَنْ أُثِيرَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ النَّاسِ شَرًّا" فيحصل درجة ما كان ليحصلها لولا ذلك الابتلاء، كما قال بعض أهل العلم في معرض الانتصار للقول بأن الأنبياء معصومون من الكبائر ومن صغائر الخسة المزرية دون بقية الصغائر، إذ بارتكابهم تلك الصغائر غير القادحة في المروءة يحصلون عبوديات من توبة ونحوه ترتفع بها درجاتهم عند ربهم، جل وعلا، فلولاها ما بلغوها، إذ قد جعل الله، عز وجل، لكل شيء سببا.
يقول ابن تيمية، رحمه الله، في "منهاج السنة":
" فإنهم، (أي: أهل السنة)، متفقون على أن الأنبياء معصومون فيما يبلغونه عن الله تعالى وهذا هو مقصود الرسالة فإن الرسول هو الذي يبلغ عن الله أمره ونهيه وخبره وهم معصومون في تبليغ الرسالة باتفاق المسلمين بحيث لا يجوز أن يستقر في ذلك شيء من الخطأ وتنازعوا هل يجوز أن يسبق على لسانه ما يستدركه الله تعالى ويبينه له بحيث لا يقره على الخطأ كما نقل أنه ألقى على لسانه صلى الله عليه وسلم تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى ثم إن الله تعالى نسخ ما ألقاه الشيطان وأحكم آياته فمنهم من لم يجوز ذلك ومنهم من جوزه إذ لا محذور فيه فإن الله تعالى: {فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ} ...... وهم متفقون على أنهم لا يقرون علي خطأ في الدين أصلا ولا على فسوق ولا كذب ففي الجملة كل ما يقدح في نبوتهم وتبليغهم عن الله فهم متفقون على تنزيههم عنه وعامة الجمهور الذين يجوزون عليهم الصغائر يقولون إنهم معصومون من الإقرار عليها فلا يصدر عنهم ما يضرهم كما جاء في الأثر: كان داود بعد التوبة خيرا منه قبل الخطيئة: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} وإن العبد ليفعل السيئة فيدخل بها الجنة.
وأما النسيان والسهو في الصلاة فذلك واقع منهم وفي وقوعه حكمة استنان المسلمين بهم كما روي في موطأ مالك: إنما أنسى أو أنسى لأسن وقد قال صلى الله عليه وسلم: "إنما أنا بشر أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني" أخرجاه في الصحيحين ولما صلى بهم خمسا فلما سلم قالوا له يا رسول الله أزيد في الصلاة قال وما ذاك قالوا صليت خمسا فقال الحديث .......... ". اهـ
و: "أل" في "الناس": عهدية ذهنية تشير إلى معهود بعينه هو أعداؤه صلى الله عليه وعلى آله وسلم من المشركين واليهود والنصارى، إذ ليس منهم أصحابه وأولياؤه بداهة.
ثم جاء التذييل على حد الفصل فهو علة ما قبله فناسب ذلك الفصل على ما اطرد مرارا من شبه كمال الاتصال بين العلة والمعلول، جاء التذييل إمعانا في طمأنته صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ:
فلا يهديهم فيما هم بصدده من إيذائك بل يعصمك منهم، وتعليق الحكم بوصف الكفر الذي اشتقت منه الصفة المشبهة مؤذن بعلية ذلك الوصف للحكم، فلا يهديهم لكفرهم، وليس المراد الهداية الشرعية على ما ارتضى صاحب التحرير والتنوير، رحمه الله، لعدم ملائمة السياق لذلك فالأولى حمل النفي على عدم هدايتهم إلى أمر يؤذون به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وقد يقال بأن عموم النفي يشمل عدم هدايتهم في كلا الأمرين فلا هم مهتدون شرعا، وإن وقع لهم من هداية الدلالة ما أقيمت به الحجة عليهم، ولا هم مهتدون فيما هم بصدده من إلحاق الأذى بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لمكان عصمته.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[05 - 11 - 2009, 05:45 م]ـ
ومن قوله تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)
فيحتمل أن يكون متعلقا بما قبله، على حد البيان للمجمل، إذ الأمر بالبلاغ في الآية السابقة قد عم بقرينة عموم الموصول: "مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ"، ثم جاء التخصيص بإبلاغ أهل الكتاب أنهم ليسوا على شيء من الديانة حتي يقيموا أحكام التوراة والإنجيل، فالتخصيص بعد التعميم نوع بيان له، إذ العام ظني، والخاص قطعي، وهو من وجه آخر جار مجرى الإطناب بذكر الخاص بعد العام، تنويها بشأنه، إذ إبلاغهم على وجه الخصوص فرد من عموم الإبلاغ العام، وإنما خصوا بالذكر تنويها بشأنهم على ما تقدم من كونهم أهل كتاب، فهم أولى الناس بالإسراع إلى تصديق الوحي المصدق لما بين أيديهم من الكتاب.
ويحتمل أن يجري مجرى الاستئناف، وإلى كلا الوجهين أشار صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله، ولعل الوجه الأول أرجح من جهة اتصاله بما قبله، فمناسبته لما قبله ظاهرة، والمناسبة بين آيات وسور الكتاب العزيز أمر ثابت مطرد فهو دال على إحكام سبك آي الكتاب العزيز.
ثم جاء بيان إجمال الأمر الذي صدرت به الآية:
لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ:
فلستم على شيء من الديانة قليل أو كثير، فحذف الوصف لدلالة السياق عليه، على حد حذفه في نحو قوله تعالى: (وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا) أي: سفينة صالحة لدلالة السياق على ذلك فلا تنهض همة الملك الظالم إلا إلى اغتصاب ما تتعلق به الأطماع لصلاحه، وقد يقال من جهة أخرى: الشيء منزل منزلة اسم الجنس الإفرادي الدال على قليله وكثيره، والسياق هو الذي يعين مراد المتكلم، فمعنى القليل هنا أظهر، فلستم على شيء من الديانة وإن قل حتى تقيموا التوراة والإنجيل اللذين جاءا بالخبر عن رسالة النبي الخاتم صلى الله عليه وعلى آله وسلم والحكم بوجوب اتباعه، فذلك إقامة ما أنزل إليهم من رسالته التي عمتهم وسائر أمم الأرض.
ثم جاء الإخبار عنهم على حد التوكيد بقسم محذوف دلت عليه لام الجواب، ونون التوكيد المثقلة في: "وَلَيَزِيدَنَّ"، فليزيدن كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ: فذلك مما قضاه الله، عز وجل، أزلا على حد الإبرام النافذ الذي دل عليه التوكيد المتقدم، ثم أظهره في عالم الشهادة على وفق ما قدر أزلا، والفاء فصيحة على تقدير: فإذ كان الأمر كذلك وثبت أنهم ما كفروا إلا حسدا وطغيانا فلا تأس على القوم الكافرين، فذلك من الإظهار في موضع الإضمار، فتقدير السياق مضمرا: فلا تأس عليهم، وإنما أظهره تنبيها على علة النهي عن الأسى عليهم، وهي الكفر الذي اشتقت منه الصفة المشبهة: "الكافرين"، فضلا عما في دلالة القوم من الاجتماع، فذلك مظنة الرسوخ في الكفر، فهو إجماع منهم عليه، بخلاف ما لو قال: فلا تأس على الكافرين، فمعنى التحزب والاجتماع فيه غير كائن فيحتمل أنهم على حد التردد والتذبذب بين الإيمان والكفر، وذلك من التقريرات البديعة لصاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[07 - 11 - 2009, 05:15 م]ـ
ومن قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)
(يُتْبَعُ)
(/)
توكيد بـ: "إن" لإسناد الحكم الذي ذيلت به الآية: "فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" للمسند إليه الذي صدرت به الآية وقد جاء موصولا: "الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا" يفيد العموم من وجه، ويفيد التعليل من وجه ثان، إذ علق الحكم على الوصف الذي اشتق منه: "الإيمان"، و: "اليهودية"، ويفيد التشويق بإجمال الموصول المتلو ببيانه الذي دلت عليه جملة الصلة فضلا عن التشويق ابتداء بتصدير الخبر بالتوكيد وتقديم المسند إليه فتطلعت النفس إلى معرفة الحكم الصادر عليه الذي يفيده المسند.
فإن الذين آمنوا والذين هادوا، فذلك عام قد خص بالبدل: "مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا"، فيكون ذلك من الإطناب بذكر الخصوص بعد العموم احترازا، إذ ليس الحكم عاما، وإنما الحكم خاص بمن هذا وصفه، فخرج بذلك اليهود الذي عاصروا الرسالة فكفروا بها، ومن جاء بعدهم من خَلَفهم الذين تبعوهم على التكذيب، إذ لم يؤمن أولئك بالله واليوم الآخر، عند التحقيق، وإن أظهروا ذلك، فإن الإيمان بتلك المسميات التي دلت عليها أسماء: "الله" و: "اليوم الآخر" لا يكون بمجرد الإيمان بالأسماء، فهي ألفاظ مشتركة بين سائر الرسالات، بل اسم الله، عز وجل، اسم عالمي لا تكاد تخلو منه لغة من لغات البشر، فهو من هذا الوجه مشترك لفظي، فلا تحصل النجاة بمجرد الإيمان به دون وصفه، فإن الله، عز وجل، هو الاسم العلم على ذات المعبود، وهذا قدر تشترك فيه سائر الأمم، ولكنها تفترق في القيد الآتي: الدال على ذات المعبود بحق الذي له من الأسماء الحسنى والصفات العلى والأفعال الجارية على سنن القدرة النافذة والحكمة البالغة، ما جاءت به النبوات، وفصلته النبوة الخاتمة تفصيلا لا يفتقر إلى مزيد بيان، فليس إله اليهود الذي صرعه يعقوب، وليس إله النصارى الذي صلبه اليهود، وليس إله الهندوس الذي حل في البقرة، وليس إله الحلولية الذي يحل في كل مكان، وليس إله الاتحادية الذي اتحد بذاته القدسية بكل عين ولو سفلت ونجست، وإنما هو العلي بذاته العلي بوصف كماله، الأول الذي له أزلية الذات وأزلية الصفات على حد الكمال المطلق، الآخر الذي له الأبدية والبقاء الذاتي والوصفي على ذات الحد من الكمال، فلا يفتقر إلى سبب يبقيه بل هو الباقي بذاته المبقي لما شاء من مخلوقاته في دار السعادة فضلا أو دار الشقاوة عدلا ........... إلخ من أوصاف كماله التي لا تحصى على حد قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك".
وكذلك الإيمان باليوم الآخر فإن توراة اليهود المبدلة تكاد تخلو من ذكر الآخرة، وأخلاقهم المادية النفعية التي تستبيح كل المحرمات تحصيلا لأسباب الثروة والقوة المادية فرع عن تلك التوراة التي ندر ذكر دار الجزاء فيها، فإن ذكر الآخرة مما يرقق القلوب فتزهد في حظوظ الدنيا الزائلة، ويقوي ملكة المراقبة للرب، جل وعلا، في كل قول وفعل، إذ كل صغير وكبير مستطر، فالصغائر مسطورة قبل الكبائر، فلا يغفل عن ذلك مؤمن باليوم الآخر، ولسان حال يهود: الكفران باليوم الآخر، وإن أظهروا بلسان المقال خلاف ذلك، فهي دعوى تفتقر إلى البرهان العملي، وأعمالهم شاهدة بضد ذلك فهي أعمال من لا يرجون حسابا.
فتبين أن تخصيص عموم المبدل منه: "الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا"، بالبدل: "مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا" قد أزال الإجمال، إذ خرجت به أفراد كثيرة من عموم الموصولين اللذين صدرت بهما الآية، فالإطناب هنا قد أفاد قيدا فارقا، فضلا عما اطرد من كلام البلاغيين في مبحث التقييد بالبدل من كون المبدل منه غير مقصود بالحكم أصالة، فمحط الفائدة: البدل، فيكون المبدل منه جاريا مجرى الموطئ للبدل، فأفاد نوع تشويق إلى محط الفائدة لو أجريت المسألة على حد ما اطرد من كلام البلاغيين في الخصوص بعد العموم، فذلك أحد أنواعه، إذ المبدل منه ظني الدلالة لعمومه بخلاف البدل فإنه قطعي الدلالة لخصوصه الرافع لأي احتمال فبه يحصل كمال البيان.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعطف العمل الصالح على الإيمان من باب: عطف الخاص على العام على ما اطرد من دخول الأعمال في مسمى الإيمان دخول الجزء في الكل، أو المتضمَّن في المتضمِّن، فدلالة الإيمان على العمل: دلالة تضمن، إذ الإيمان جنس كلي تندرج تحته أنواع الاعتقاد والقول والعمل، اندراج الأفراد الخاصة تحت العام الشامل لها فهي جزء من ماهيته، وفي السياق إيجاز بالحذف على ما اطرد في مثل هذه المواضع، فتقدير الكلام: وعمل عملا صالحا، فحذف المصدر وناب عنه وصفه، إذ هو محط الفائدة، فالمسألة من باب حذف الموصوف وإقامة الصفة محله على ما اطرد في نحو قوله تعالى: (اعْمَلْ سَابِغَاتٍ)، أي: دروعا سابغات.
ثم جاء الحكم المسند: (فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)، على حد نفي الجنس، إذ تسلطت لا النافية للجنس على وصفي: الخوف، والحزن، فأفادت نفي عمومهما، وتكرر النفي توكيدا، واستوفى لفظ المسند شطري القسمة العقلية في معرض البشارة، وتهدئة الخواطر، فلا خوف من ماض تقدم، ولا حزن خشية فوات محبوب آت، وتلك أسباب الغم في الدنيا فلا تنفك نعمة عن ألم سابق، وحزن على فواتها بعد تحصيلها، فالإطناب هنا مما يلائم سياق الوعد ترغيبا، إذ ورود البشرى مفصلة مما يستنهض الهمم إلى تحصيل الأسباب التي يتوصل بها إليها، فالسياق كأي سياق مرغب بموعود محبوب، يحمل في طياته دلالة إنشائية على الحث على مباشرة الأسباب التي بها ينال ذلك الموعود، كما أن نقيضه مما سيق ترهيبا بوعيد مكروه يحمل في طياته دلالة إنشائية على الحث على الكف عن الأسباب التي يقع بها ذلك الوعيد، فذلك أصل في نصوص الوعد والوعيد كما سبقت الإشارة إلى ذلك في أكثر من موضع.
وقبل ورود الخبر المسند جاء العطف على المبتدأ على حد الاستئناف، فالواو استئنافية رُفع ما بعدها: (وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا)، بخلاف الواو في نحو قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)، وقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) فهي عاطفة لما بعدها على ما قبلها في الحكم فاطرد النصب في كليهما لنكتة بلاغية تأتي الإشارة إليها إن شاء الله.
فلزم للمبتدأ الجديد إذ الكلام قد استأنف: لزم له خبر، إذ المحكوم عليه لا بد له من حكم يكتمل به معناه، فإما أن يقدر له حكم من جنس الحكم الذي حكم به على المبتدأ الأول على تقدير: إن الذين آمنوا والذين هادوا لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ثم انتهت الجملة، فعطف عليها على حد الاستئناف: والصائبون والنصارى كذلك من آمن منهم بالله واليوم الآخر فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، فيكون في الكلام إيجاز بحذف المتأخر لدلالة المتقدم عليه، وهو الأولى إذ تقدم الذكر يسوغ الحذف لدلالة السياق على المحذوف، بخلاف التقدير الثاني وفيه يكون:
الخبر: "فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" للصابئين والنصارى، فتكتمل الجملة الثانية، ثم يقدر خبر للجملة الأولى من جنس خبر الجملة الثانية، على تقدير: الصابئون والنصارى من آمن منهم بالله واليوم الآخر فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ثم انتهت الجملة، فعطف عليها على حد الاستئناف أيضا: إن الذين آمنوا والذين هادوا كذلك من آمن منهم بالله واليوم الآخر فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون فيكون فيه أيضا إيجاز بالحذف، ولكن الدلالة فيه: دلالة متأخر على متقدم وذلك خلاف الأصل.
وعلى كلا الحالين يستقيم السياق.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتبقى النكتة البلاغية في تغيير النسق من نصب إلى رفع بالاستئناف ثم رجوع إلى النصب مرة أخرى في: "النصارى"، أو اطراد للرفع استئنافا فتكون الواو عاطفة للنصارى على الصابئين، وسبب ذلك، والله أعلم، كما ذكر بعض أهل العلم، أن الصابئين هنا ليسوا الصابئة المشركة من عباد الكواكب بل هم قوم مؤمنون على الحنيفية السمحة فجاء تغيير النسق تنبيها على ذلك لئلا يتبادر إلى الذهن أنهم الصابئة المذكورون في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)، وقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) فيرد الإشكال: كيف يدخل في الوعد مشرك، ولا يرد على ذلك السياق الآخر في آية البقرة فإنه مذيل بنفس الحكم إذ دلالة السياق هنا: دلالة مدح، بينما دلالته في آيتي الحج والبقرة: دلالة مفاصلة بين قوم مختلفين كل منهم يدعي لنفسه النجاة، فجاء السياق ليفصل بينهم على حد استدراج المخاطب بالإنصاف في الحكم وجعله عاما، وإن كان الحق معلوما على وجه التحديد، فالمؤمنون واليهود والنصارى والصابئة والمجوس والمشركون كل يدعي أن طريقته هي الطريقة المثلى فإذ كان الأمر كذلك فالله، عز وجل، يحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون، أو: من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا منهم يقينا فهو الناجي، وقد علم الناجي ابتداء إذ لا يستوي المؤمن الموحد المنزه، والمشرك وثنيا كان أو صابئا أو مجوسيا، والمثلث القادح في توحيد الرب جل وعلا ووصفه بما يتنزه عنه آحاد الأقوياء من العجز عن الدفع عن نفسه أو ولده بزعمهم فضلا عما يعتري الناسوت من أعراض النقص البشري الذي يتنزه عنه الرب العلي جل وعلا بداهة فهو من الواجب الذاتي له، والقادح في وصف الرب جل وعلا من يهود، لا يستوي أولئك لاختلافهم في الأوصاف فلزم منه اختلافهم في الأحكام، فذلك جار على ما تقرر مرارا من قياس العقل الصريح بالتفريق بين المختلفات و: (قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ).
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 05:13 م]ـ
ومن قوله تعالى: (لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ)
فصدرت الآية بالتوكيد باللام وقد الداخلة على الماضي فأفادت التحقيق، وتنكير: "رسل" مئنة من الكثرة، وذلك آكد في تقرير النعمة الربانية عليهم بتكرار بعث الرسل عليهم السلام إليهم لتقويم اعوجاجهم المتكرر فهم أمة قد تمكن داء العصيان منها، فلا بد من طبيب يعالج الانتكاسات المتكررة، بخلاف الأمة الخاتمة التي اكتفت بالرسالة الخاتمة فلم تفتقر لكمال رسالتها إلى رسالة أخرى تكملها، أو تنسخ شيئا من أحكامها، فأخبارها أصدق الأخبار، على حد بقية أخبار النبوات، فجامع العصمة بين الكل واحد، ولكنها امتازت بمزيد بيان للإلهيات الغيبية من أسماء وصفات رب البرية، جل وعلا، وأحوال الدار الآخرة وأحوال الملائكة والجان ........ إلخ من الغيبيات التي لا يستقل العقل بدركها فلا بد من توقيف من الوحي، وأحكامها: أعدل الأحكام، فهي الوسط، كما تقدم في أكثر من موضع، بين جلال الشريعة الموسوية وجمال الشريعة العيسوية الناسخة لجملة من أحكام التوراة على حد التحليل بعد التحريم تخفيفا.
فـ: كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ: فذلك مئنة من تكرار الإرسال، وتكرار التكذيب والتقتيل لرسل الله عليهم السلام فقوبلت النعمة الكونية بالجحود الشرعي الذي توعد صاحبه بأشد العذاب، وقوله:
بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ: زيادة في التبكيت ببيان عظم جرمهم فلم يقتلوهم لأنهم شقوا عليهم أو كلفوهم ما لا يطيقون، وإنما قتلوهم لمحض هوى في النفس وهذا أقبح في الشرع والعقل.
فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ: فذلك حصر لأوجه القسمة العقلية إذ عم التكذيب كل صور الرد كإخراجهم من أرضهم ..... إلخ، وقدم المعمول حصرا وتوكيدا وجاء القتل على حد المضارعة استحضارا للصورة المنقضية إمعانا في التبشيع لها فضلا عن كونها عادة مطردة فليس حدثا عارضا، وإنما هو خلق ذميم فد تأصل في نفوسهم فصار وصفا دائما لهم.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو طارق]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 07:03 م]ـ
بارك الله لك فيما تقدم
ولا حُرمت جزيل الأجر
ـ[مهاجر]ــــــــ[09 - 11 - 2009, 02:37 م]ـ
جزاك الله خيرا أبا طارق وبارك فيك وأجزل لك المثوبة.
ومن قوله تعالى: (وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ):
فـ: "أن" المدغمة في: "لا" النافية هي المخففة من "أنَّ" في قراءة من رفع الفعل بعدها، فنزل الحسبان منزلة العلم اليقيني الذي ترد: "أن" بعده مخففة، كما قرر ذلك النحاة على حد قوله تعالى: (عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى)، فذلك آكد في بيان قبح فعلهم، كما قرر ذلك أبو السعود رحمه الله، إذ بلغ فسادهم العلمي أن تصوروا على حد اليقين الجازم أن ما هم عليه من فساد في القول والعمل ليس ذريعة إلى وقوع الفتنة بالعذاب، على ما اطرد من السنة الكونية في حق العصاة، فلما أمنوا مكر الرب، جل وعلا، وذلك من الفساد العلمي التصوري بمكان، فسد حكمهم العملي، على ما تقرر مرارا من التلازم الوثيق بين فساد المعلوم وفساد المعمول، فالثاني فرع عن الأول، كما المعلول فرع عن علته، فكان من صور فسادهم العملي: أن عموا عن رؤية الحق وصموا عن سماعه، وإن صحت آلاتهم التكليفية، فاستطاعتهم الشرعية صحيحة، وإنما حجب الله، عز وجل، عنهم الاستطاعة الكونية التي يكون بها الفعل جزاء وفاقا، على ما تقدم من فساد مقالتهم، فاقتضت الحكمة أن يضلوا فليسوا أهلا للهداية، فلو وضعت فيهم لكان ذلك غير جار على سنن الحكمة، واقتضت القدرة حجبهم عن الطاعة، فلن يقدر مخلوق على طاعة أو معصية إلا إذا أقدره الله، عز وجل، على ذلك، بمقتضى كلماته الكونية النافذة، فيكون الفعل في حق الطائع جاريا على حد الفضل والامتنان بالطاعة، ويكون الفعل في حق العاصي جاريا على حد العدل والحكمة، فليس أهلا للطاعة كما تقدم، فعموا وصموا باعتبار فعلهم التكليفي الذي يؤاخذون عليه، و: (أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ)، بمقتضى فعل الرب، جل وعلا، التكويني النافذ، فالهمزة قد عدت الفعل، بعد لزومه، فتعدى بها إلى مفعوله، فذلك من أوصافه، عز وجل، الفعلية المتعلقة بمشيئته النافذة، فللفعل جهتان: جهة خلق من الرب، جل وعلا، وجهة فعل من العبد، على حد قوله تعالى: (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى): فما رميت باعتبار المنتهى، وإن رميت باعتبار المبتدى، فرمي الفعل منك كائن، ومن الرب، جل وعلا، مخلوق، ورمي الإصابة منه، جل وعلا، فليس للعبد إلا مباشرة السبب المخلوق ديانة على حد ما اطرد من السنة الكونية بترتب المسبَّبات على أسبابها، فالرمي مظنة الإصابة، ولا يكون رمي ابتداء ولا إصابة انتهاء إلا إذا شاء الرب، جل وعلا، ذلك.
فعموا وصموا في الفتنة الأولى، على خلاف في تحديدها، ثم تاب الله، عز وجل، عليهم فعموا وصموا ثانية بعد رفع البلاء على ما اطرد من حال ابن آدم، فهو سريع النسيان للبلاء إذا رفع، على حد قوله تعالى: (وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ).
و: "كثير منهم": بدل قيد به عموم الفاعل، في: "عَمُوا وَصَمُّوا" فهو من باب الخاص القطعي الذي يقضي على العام الظني في معرض الاحتراس، فليس القوم على حد سواء بل: (مِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ)، وذلك من عدل الرب، جل وعلا، وإنصافه، لصلحاء يهود، وإن كانت أمتهم باعتبار المجموع لا الجميع من أخبث الأمم.
ثم جاء التذييل: (وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ): فالبصر علمي بقرينة تعلقه بالأعمال، فليس جاريا على حد التأويل إذ القرينة السياقية شاهدة بإرادته، وهي جزء من لفظه، فينزل منزلة المركب الذي لا يظهر معناه على وجه التحديد إلا بمطالعة كل أجزائه، فضلا عن جواز إرادة كلا الوصفين: وصف البصر، ووصف العلم، فكلاهما من أوصاف الرب، جل وعلا، الذاتية المعنوية، بل ذلك مما يتلاءم مع ما اطرد في الكتاب العزيز من من الثناء عليه، جل وعلا، بأوصاف الجمال والجلال، ففيه مزيد ثناء باجتماع وصفي البصر والعلم، وهما من أوصاف الجمال، ولكن السياق، أيضا، قد رجح إرادة وصف الجلال بهما، إذ قد ورد البصر مقيدا بالعمل في معرض التذييل لسياق توبيخ للعصاة، وذلك مما يرجح معنى التحذير والتهديد، وذلك متعلق وصف جلاله، عز وجل، لا وصف جماله الذي تتعلق به معاني الوعد، فضلا عن استحضار عملهم بصيغة المضارعة إمعانا في الإنكار عليهم بتذكير الخلف بقبح جرم السلف، إذ قد ساروا على طريقتهم في العتو والتمرد على أمر الرب، جل وعلا، الحاكم.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[18 - 11 - 2009, 01:10 ص]ـ
ومن قوله تعالى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ ُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ)
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ:
فهو بمنزلة التكرار لما تقدم في قوله تعالى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، فعظم الجرم يستلزم عظم الإنكار.
وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ:
تبرئة لساحة المسيح عليه السلام، فأسند القول إليه، وفي نسبتهم إلى إسرائيل عليه السلام نوع تلطف معهم يقتضيه مقام الدعوة، فنسبهم إلى أب يتشرفون بالانتساب إليه، وقد يقال بأن في نسبتهم إليه نوع تعريض بهم، بالنظر إلى ترجمة: "إسرائيل"، وهي: "عبد الله"، فضلا عما كان عليه إسرائيل، عليه السلام، من كمال العبودية والانقياد فهو عبد الله مبنى ومعنى، وبالنظر إلى وصيته الأسباطَ: (مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)، فكيف يخالف أحفاده وصيته فلا يسيرون على طريقته المثلى في تمام التأله لله عز وجل؟!. وقد يقال بأن الخطاب لا يخلو، أيضا، من نوع تقريع، إذا نظرنا إلى دلالة "يا" على نداء البعيد، ففيه إشارة إلى غفلتهم عن التوحيد آكد حقوق الرب المجيد على العبيد.
اعبدوا الله: أمر بكمال التأله لله، عز وجل، بأفعال العباد.
ربي وربكم: عطف عام على خاص، فربوبية المسيح عليه السلام: ربوبية خاصة مقتضاها تمام العناية به، فهو الرسول الذي ختمت به نبوة بني إسرائيل، وهو الذي بشر بالنبي الخاتم من بني إسماعيل، وربوبيتهم: ربوبية عامة: ربوبية الخالق لخلقه بنعمه المتواترة، فإذا كان هذا حاله من كمال التفرد بأفعال الإنشاء والإنعام، فإنه يستلزم كمال إفراده بأفعال العباد، وذلك مقتضى دين الإسلام العام الذي بعثت به الرسل، ودين الإسلام الخاص الذي بعث به خاتمهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وقد يقال بأن النص على ربوبية الله، عز وجل، عبدهَ ورسولهَ: المسيح عليه السلام مراد لذاته في هذا المقام إبطالا لدعوى الغلاة، فهو كغيره من العباد: مربوب لا غنى له عن الأسباب، فكيف يكون ربا من افتقر إلى غيره؟!، فقوله كما يقول أهل الأصول: نص في محل النزاع، والنص: قطعي لا يحتمل إلا معنى واحد، فإما رب، وإما عبد، وقد حسم المسيح عليه السلام النزاع في هذا الموضع، وفي مواضع أخرى من قبيل قوله: (إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا).
إِنَّهُ ُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ:
جواب لسؤال مقدر، فكأن الأمر بإفراد الله، عز وجل، بالعبادة قد صار عجبا، فاستلزم السؤال عنه بـ: "لم؟! "، فجاء الجواب مصدرا بـ: "إن" المؤكدة إمعانا في زجر المخاطب بالتوكيد على الوعيد، فضلا عن دلالة ضمير الشأن: الهاء في "إنه" على ذات المعنى، فجملة: "اعبدوا": إنشائية، وجملة: "إنه من يشرك ................. ": خبرية، فحسن الفصل بينهما، بتقدير سؤال يجعل الأولى: معلولا، والثانية: علة، فبينهما: "شبه كمال الاتصال" مع اختلافهما في المبنى، فالثانية علة الأولى، كما تقدم، واتصال العلة بمعلولها اتصال عقلي وثيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
و "من": صيغة عموم فيها إجمال بينه ما بعدها، وجواب الشرط فيه الطباق بين: الجنة والنار والتفصيل في هذا المقام بذكر المتقابلات أمر مقصود إذ يحسن الإطناب في بيان الوعيد زجرا للعاصي المتوعد، وفيه عطف المتلازمين فإن لازم تحريم دخول الجنة: دخول النار، فليس ثم في دار الجزاء إلا جنة أو نار، وأن أوقف أصحاب الأعراف حتى يتداركهم الله، عز وجل، برحمته وفضله، و "أل" في "الجنة": جنسية استغراقية، فجنس الجنان محرم على المشركين، مصداق قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا)، و "أل" في "النار": عهدية تشير إلى معهود بعينه وهو نار الكفار الأبدية بخلاف نار عصاة الموحدين، وعرف الجزأين: "مأواه" و "النار": قصرا، فمأواهم النار لا مأوى لهم غيرها، وفي ذلك من زيادة المساءة لهم ما فيه.
وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ:
تقديم ما حقه التأخير فأفاد حصرا وتوكيدا، فضلا عن نفي جنس الأنصار عن الظالمين فـ: "أنصار": نكرة في سياق النفي، فأفادت العموم الذي أكد بـ: "من" التي تفيد التنصيص على العموم في هذا المقام، فضلا عن دلالتها الجنسية، فما لهم من جنس الأنصار شيء، والظلم هنا: ظلم معهود هو الشرك مصداق قوله تعالى: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)، وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ)، بخلاف بقية صور الظلم فهي مما يغفره الله عز وجل، ولما كان السياق: سياق تقرير لقضية التوحيد وإبطال لقضية الشرك ترجح حمل الظلم هنا على أفحش صوره: الشرك بالله عز وجل.
وكغيرها من جمل الشرط في مقام الوعيد: من يفعل كذا فجزاؤه كذا، يقال: الجملة خبرية المبنى طلبية المعنى ففيها معنى الزجر والحض على الترك لنيل ضد الوعيد من الوعد الذي تطمح إليه نفوس العقلاء.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[19 - 11 - 2009, 03:37 ص]ـ
وفي مقام تفنيد الباطل لا بد من ذكر جميع صوره فجاء النص مبينا حكم صورة أخرى من صور الكفر:
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ:
وفي عطف الرد على الشبهة مزيد عناية بإبطالها، فأردف قول المثلثة بقول الموحدة الذي نفى الألوهية عمن سوى الله، عز وجل، في سياق عموم: "إله": النكرة المنفية، الذي أكد، أيضا بدخول: "من" الدالة على التنصيص على العموم، فالشبهة عظيمة، وإن كانت باطلة في بدائه العقول، فحسن التوكيد على ضدها بأكثر من مؤكد.
و "إله" بعد "إلا": موطئ لما بعده، فليس المقصود إثبات ألوهية الله، عز وجل، فقط، وإنما المقصود: إثبات تفرده بها، وإبطال ألوهية من سواه، فهما متلازمان لا انفكاك لأحدهما عن الآخر، وفي هذا رد صريح على دعاة تقبل، بل وتصحيح دين "الآخر" المزعوم!، في مقابل اعتراف الآخر بصحة ديننا!، فلا يكفي أن تعتقد صحة ألوهية الله، عز وجل، دون أن يقترن ذلك بإبطال ألوهية من سواه، فليست الملل طرقا تؤدي إلى مقصود واحد، وإنما لكل ملة: "إله" له أوصاف تميزه عن بقية الآلهة، وإن اشترك جميعها في اسم: "الله" فهو اسم عالمي في كل اللغات، فلا يعدو كونه مشتركا لفظيا بين المسلم والنصراني واليهودي والبوذي .............. إلخ، كما سبقت الإشارة إلى ذلك في مواضع، فالشأن في وصفه لا اسمه، فلينظر العاقل في أوصاف: "الله" في كل ملة ليعلم من الإله الحق الذي انفرد بكمال الذات والصفات والأفعال: مقدمة فاستحق كمال التأله: نتيجة، والمسألة: مسألة قلب منيب وعقل صريح، فالقلب حساس متحرك يطلب الحق، والعقل حاكم يقبله ويرد ما سواه، إن صح قياسه. وأما طريقة: "كل واحد على دينه الله يعينه" التي اقتبسها أحد الفضلاء عندنا في مصر من مثل شعبي جار على ألسنة إخواننا في الشام، في معرض نقده لموضة: "الآخر" فهي طريقة لزجة، تميع فيها المفاهيم فيختلط الحق بالباطل وتضيع الحقيقة في خضم المجاملات الباردة.
وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ: تهديد بقسم محذوف دلت عليه اللام في "لَيَمَسَّنّ" َ فضلا عن توكيد فعل العذاب بنون التوكيد المثقلة إمعانا في التهديد، وقدم المفعول به: "الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ": تخصيصا وتوكيدا، و "من" في "منهم" لبيان الجنس فليس فيهم مؤمنون وكافرون فيختص العذاب بالكافرين، وإنما الكفر وصف عام لهم، على وزان قوله تعالى: (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ)، إذ ليس من الأصنام ما هو رجس وآخر ليس برجس، وإنما كلها رجس فجاء الأمر باجتناب جنسها.
عَذَابٌ أَلِيمٌ: مؤلم فالمبالغة في اللفظ دليل المبالغة في المعنى، والتنكير يدل على التعظيم في مثل هذا السياق.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[21 - 11 - 2009, 04:39 ص]ـ
ومن قوله تعالى: (أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ: إيجاز بالحذف، ففي السياق مقدر محذوف بعد همزة الاستفهام، فتقدر جملة يعطف عليها ما بعدها بالفاء التعقيبية، فتقدير الكلام: أقنطوا من رحمة الله فلا يتوبون، أو: أزهدوا في فضل الله فلا يتوبون، أو: أغفلوا عن عظم جرمهم فلا يتوبون، وفي حثهم على التوبة مع عظم الجرم نوع تلطف معهم يقتضيه مقام الدعوة، كما أشار إلى ذلك ابن كثير، رحمه الله، بقوله: "وهذا من كرمه تعالى وجوده ولطفه ورحمته بخلقه، مع هذا الذنب العظيم وهذا الافتراء والكذب والإفك، يدعوهم إلى التوبة والمغفرة، فكل من تاب إليه تاب عليه"، فهو ترغيب بعد ما تقدم من ترهيب، وهذه طريقة الكتاب العزيز المطردة في ذكر الوعد عقب الوعيد، والنعيم عقب العذاب ............... إلخ من المتقابلات.
وقد جعله الفراء، رحمه الله، من قبيل الاستفهام الذي أريد به الأمر، فتقدير الكلام على ذلك: توبوا إلى الله واستغفروه، على حد قوله تعالى: (فهل أنتم منتهون)، أي: انتهوا، كما نقل ذلك عنه البغوي، رحمه الله، في تفسيره.
وعطف التوبة على الاستغفار: عطف مقترنين، فإنهما من قبيل الإسلام والإيمان: إذا افترقا اجتمعا، وإذا اجتمعا افترقا، فإذا افترقا دخل الاستغفار في حد التوبة، ودخلت التوبة في حد الاستغفار، وإذا اجتمعا دل الاستغفار على ما مضى، والتوبة على ما يستقبل، فاكتملت القسمة العقلية إذ المذنب نادم على الماضي عازم على الاستقامة في الحاضر والمستقبل.
والتذييل بقوله تعالى: (وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، يناسب السياق فهو غفور يستر الذنب فلا يؤاخذ عليه ابتداء، ولا يكون ذلك إلا لأهل رحمته الخاصة: رحمة "الرحيم"، فلا حظ لكافر فيها وإن كان له نصيب من رحمته العامة: رحمة "الرحمن".
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[23 - 11 - 2009, 08:04 ص]ـ
قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا:
أتعبدون: استفهام إنكاري توبيخي فما بعده قد وقع منهم فعلا، وهو ما يستحق أقصى درجات التوبيخ.
مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا: نفي عموم اعتقاد الضر أو النفع في آلهة الباطل، فـ: "ضرا" و "نفعا": نكرتان في سياق النفي، وقدم الضر لأن النفس تتشوف إلى درء المفسدة قبل جلب المصلحة، وفي التنبيه على بطلان ذلك: تنبيه على بطلان ربوبيتهم فلا يملكون إيصال الضر أو النفع إلى عبيدهم، فهم: عبيد أمثالهم!، وفي ذلك علة لما تقدم في صدر الآية من إبطال ألوهيتهم بتوبيخ عابديهم، فبطلان ألوهيتهم فرع على نقصان ربوبيتهم، وفيه إشارة إلى صحة ألوهية الله، عز وجل، فرعا على كمال ربوبيته، فالمنطوق يدل على المسكوت عنه، دلالة التزام، إذ نفي آلهة الباطل يقتضي لزوما إثبات وحدانية الإله الحق، جل وعلا، وهذا معنى: لا إله إلا الله، فالآية بمنطوقها تقرر النفي في: "لا إله"، وبمفهومها تقرر الإثبات في: "إلا الله"، ولا زالت ثنائية: الرب الإله مطردة في الكتاب العزيز، تلك الثنائية التي نزلت بها الكتب، وبعثت بها الرسل، وقامت بها السماوات والأرض.
وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ: تذييل يناسب المقام إذ فيه من التعريض بآلهتهم التي لا تسمع ولا تعلم، فكيف تكون آلهة وهي لا تسمع نداء عابديها ولا تعلم حالهم، في مقابل إثبات كمال ضد ذلك النقص لله، عز وجل، في سياق مؤكد باسمية الجملة، وتعريف جزأيها: "الله" و: "السميع" فضلا عن ضمير الفصل: "هو"، و: "أل" في "السميع": جنسية استغراقية لعموم معاني السمع الثابتة لله، عز وجل، على الوجه اللائق بجلاله من:
سماع الدعاء كما في قوله تعالى: (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ)
وسماع العناية بأوليائه كما في قوله تعالى: (قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى)
وسماع التهديد لأعدائه كما في قوله تعالى: (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ)
وسماع الإحاطة كما في قوله تعالى: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ)، فذكر السمع في الآية: فعلا ماضيا: "سمع"، وفعلا مضارعا: "يسمع"، وصيغة مبالغة: "سميع".
وكذلك الشأن في "أل" في: "العليم"، فعلمه محيط بكل الكائنات، يعلم: الكليات والجزئيات، الظاهرات والمكنونات، الماضيات والمستقبلات، (لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ).
والله أعلى وأعلم.(/)
لماذا أفرد القرآن " النور " وجمع " الظلمات "؟
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[24 - 08 - 2009, 07:41 ص]ـ
" إنّ النور سواء أكان المراد به كتابا يهدي إلى الرشد، أو حجة تكشف النقاب عن الشبهات. أو رسولا يدعو الناس إلى الحق. أو إيمانا يعمر به قلب المؤمن. أو عملا يحقق لصاحبه رضوان الله ... كل ذلك له مصدر واحد هو الله سبحانه وتعالى. والقرآن على ذلك خير شاهد:
" الله نور السموات والأرض "، " يهدي الله لنوره من يشاء "، " ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ".
ولهذا الاعتبارات وحّد النور في القرآن تبعا لوحدة مصدره. وهو " الله " نور السموات والأرض.
أما الجهل والكفر والظلال فقد تعددت أسبابها ومصادرها. فالشيطان ضال مضل. والأصنام والأوثان مضلة. والأهواء مضلة. وأصدقاء السوء ضالون مضلون .. ولهذا تعددت الظلمات تبعا لتعدد مصادرها .. والله أعلم. "
من كتاب: خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية. د. عبدالعظيم المطعني.
ـ[أنوار]ــــــــ[24 - 08 - 2009, 08:32 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ..
معلومة رائعة .. أتعجب من قراءتنا للقرآن صغاراً .. وفهمنا لقصصه ومعانية وماذا يقصد من الآية ..
وبعد ذلك نجد أن هناك عمق وأبعاد معنوية لا نزال نجهلها ..
وفقتم لكل خير ..
ـ[بنفسي فخرت لا بجدودي]ــــــــ[24 - 08 - 2009, 10:06 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أشكرك أستاذي الكريم على طرحك الرائع والمنقول من كتاب لطالما بحثت عنه ووجدته
بحمدلله
نعلم جميعا أن بعضنا يقرأ القرآن وهو لا يفهمه ويجهل معانيه ولكن لا يجهله كله بل يفهم منه القليل وليس ذلك في القرآن بل في جميع الكتب اللتي يقرأها.
مالسبب في ذلك , السبب أنه يقرأ على عجلة وكأنه يريد أن ينتهي من القراءة فقط ولا يريد أن يستفيد من قراءته, وذلك خطأ كبير لا تقرأ على عجلة فإنك تقرأ ولا تستفيد من قراءتك شئ وربما تستفيد ولكن لاتستفيد الا القليل.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
ـ[السراج]ــــــــ[24 - 08 - 2009, 11:03 ص]ـ
ما شاء الله
بارك الله فيك أيها الأديب
ـ[حسانين أبو عمرو]ــــــــ[24 - 08 - 2009, 12:10 م]ـ
" إنّ النور سواء أكان المراد به كتابا يهدي إلى الرشد، أو حجة تكشف النقاب عن الشبهات. أو رسولا يدعو الناس إلى الحق. أو إيمانا يعمر به قلب المؤمن. أو عملا يحقق لصاحبه رضوان الله ... كل ذلك له مصدر واحد هو الله سبحانه وتعالى. والقرآن على ذلك خير شاهد:
" الله نور السموات والأرض "، " يهدي الله لنوره من يشاء "، " ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ".
ولهذا الاعتبارات وحّد النور في القرآن تبعا لوحدة مصدره. وهو " الله " نور السموات والأرض.
أما الجهل والكفر والظلال فقد تعددت أسبابها ومصادرها. فالشيطان ضال مضل. والأصنام والأوثان مضلة. والأهواء مضلة. وأصدقاء السوء ضالون مضلون .. ولهذا تعددت الظلمات تبعا لتعدد مصادرها .. والله أعلم. "
من كتاب: خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية. د. عبدالعظيم المطعني.
أكرمكم الله على هذه المعلومات القيمة , ولم لا وهي لعالم جليل يشهد له الجميع بعلو قدره , ورفعةومنزله.
إضافة معلومة لعالم لغوي دقيق ألا وهو صلاح الدين الصفدي رحِمه الله حيث قال في نصرة الثائر على المثل الثائر:
التناسب بين المعاني ومناقشة أمثلة من ذلك:
قال في النوع الرابع والعشرين في التناسب بين المعاني، بعد أن أورد أمثال قول الشاعر:
ألا يا بن الذين فنوا فماتوا* أما والله ما ماتوا لتبقى
ومالك فاعلمن فيها مقامٌ * إذا استكملت آجالا ورزقا.
وأنكر عدم المناسبة بين إفراد الرزق وجمع الأجل، وقبحه:
كنت أرى هذا الضرب واجبا في الاستعمال، وأنه لا يحسن المحيد عنه، حتى مر بي في
القرآن ما يخالفه. كقوله تعالى: "أوَلم يَروا إلى ما خلَق اللهُ مِن شيءٍ يَتفيَّأ ظِلالَه عَن اليَمين
والشمائل. وأورد قوله تعالى: "أولئك الذين طبَعَ اللهُ على قُلوبهم وسمْعِهم وأبصارِهم".
وقوله تعالى: "حتى إذا ما جاؤوها، شَهِد عليهم سمعُهم وأبصارُهم وجلودُهم".
أقول: لا مرية في قول الشاعر: آجالا ورزقا، أنه معيب معدود في عدم تناسب المعاني،
وقد ذكره علماء البلاغة ونصوا عليه. ولو كان قال: أجلا وأرزاقا لكان أهون، فإن الأجل
واحد، والرزق متعدد. وصحة الذوق تأبى مثل هذا.
وأما إيراده هذه الآيات، فإنه لم يرد الجمع مع الإفراد إلا لحكمة لم يطلع عليها ابن الأثير.
وتلك الحكمة أكبر وأعظم من مراعاة المناسبة.
ويضرب إلى جهة اليسار فهو واحد، فإذا زالت الشمس وعادت إلى جهة الغرب، انعكس
الظل وأخذ عن الشمال ثم صار شيئاً ف شيئاً وتعددت زياداته وفرضت النصبة. كذا
لاستقبال القبلة وشرف جهتها.
ودع ذا فإن لفظة الشمائل أعذب في الجمع من الإفراد وأحلى، والعرب من عادتها مراعاة
خفة الألفاظ وعذوبتها مع عدم تناسب المعاني. وأنت قررت أن من الألفاظ ما يثقل مفردا
ويخف جمعا.
وأما السمع في الآيتين الكريمتين فإنما أفرد لأنه مصدر، والمصدر يصدق على القليل والكثير،
فإذا اندرج بين جموع كان له حكمها، وإذا اندرج بين مفردات، كان في حكمها.
وعلى الجملة فالمصادر جمعها عيٌ، لأن معنى الكثرة موجود فيها، أو لأنه بتقدير حذف
مضاف لم يحسن في غيره، كأنه تعالى قال: وعلى حواشي سمعهم. ولا يستقيم مثله في
الأبصار والقلوب.
أما الأبصار، فلأنها غير مطبوع عليها ولكنها مغشاة. وأما القلوب، فلأنها غير محوية فيما
له حواش يقع الختم عليها، فكان الطبع على القلوب نفسها لا على حواشيها. ومن هذا
قوله تعالى: "وجعل الظُّلماتِ والنُّور" لأن الظلمات من أجرام متكاثفة، والنور من النار.
فكذا اليمين والشمائل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنوار]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 12:15 ص]ـ
لدي سؤال آخر لم أشأ أن تكون زاوية أخرى .. خصوصاً أنه يندرج تحت الجمع والإفراد ..
يقول الله تعالى في سورة لقمان .. آية 27 (ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده .... )
لم أفردت لفظة شجرة .. وجمعت أقلام ..
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 06:40 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ..
معلومة رائعة .. أتعجب من قراءتنا للقرآن صغاراً .. وفهمنا لقصصه ومعانية وماذا يقصد من الآية ..
وبعد ذلك نجد أن هناك عمق وأبعاد معنوية لا نزال نجهلها ..
وفقتم لكل خير ..
لو عملنا على أن نفهم ما نقرأ لأصبحنا الآن في خير، ولكننا نهتم بالحفظ لا الفهم في القرآن ...
بارك الله فيك أختي الكريمة أنوار .. وبارك الله فيك على إضافتك ..
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 06:41 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أشكرك أستاذي الكريم على طرحك الرائع والمنقول من كتاب لطالما بحثت عنه ووجدته
بحمدلله
نعلم جميعا أن بعضنا يقرأ القرآن وهو لا يفهمه ويجهل معانيه ولكن لا يجهله كله بل يفهم منه القليل وليس ذلك في القرآن بل في جميع الكتب اللتي يقرأها.
مالسبب في ذلك , السبب أنه يقرأ على عجلة وكأنه يريد أن ينتهي من القراءة فقط ولا يريد أن يستفيد من قراءته, وذلك خطأ كبير لا تقرأ على عجلة فإنك تقرأ ولا تستفيد من قراءتك شئ وربما تستفيد ولكن لاتستفيد الا القليل.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي الكريم على نصيحتك.
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 06:42 ص]ـ
ما شاء الله
بارك الله فيك أيها الأديب
وبارك الله فيك أخي السراج ..
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 06:46 ص]ـ
أكرمكم الله على هذه المعلومات القيمة , ولم لا وهي لعالم جليل يشهد له الجميع بعلو قدره , ورفعةومنزله.
إضافة معلومة لعالم لغوي دقيق ألا وهو صلاح الدين الصفدي رحِمه الله حيث قال في نصرة الثائر على المثل الثائر:
التناسب بين المعاني ومناقشة أمثلة من ذلك:
قال في النوع الرابع والعشرين في التناسب بين المعاني، بعد أن أورد أمثال قول الشاعر:
ألا يا بن الذين فنوا فماتوا* أما والله ما ماتوا لتبقى
ومالك فاعلمن فيها مقامٌ * إذا استكملت آجالا ورزقا.
وأنكر عدم المناسبة بين إفراد الرزق وجمع الأجل، وقبحه:
كنت أرى هذا الضرب واجبا في الاستعمال، وأنه لا يحسن المحيد عنه، حتى مر بي في
القرآن ما يخالفه. كقوله تعالى: "أوَلم يَروا إلى ما خلَق اللهُ مِن شيءٍ يَتفيَّأ ظِلالَه عَن اليَمين
والشمائل. وأورد قوله تعالى: "أولئك الذين طبَعَ اللهُ على قُلوبهم وسمْعِهم وأبصارِهم".
وقوله تعالى: "حتى إذا ما جاؤوها، شَهِد عليهم سمعُهم وأبصارُهم وجلودُهم".
أقول: لا مرية في قول الشاعر: آجالا ورزقا، أنه معيب معدود في عدم تناسب المعاني،
وقد ذكره علماء البلاغة ونصوا عليه. ولو كان قال: أجلا وأرزاقا لكان أهون، فإن الأجل
واحد، والرزق متعدد. وصحة الذوق تأبى مثل هذا.
وأما إيراده هذه الآيات، فإنه لم يرد الجمع مع الإفراد إلا لحكمة لم يطلع عليها ابن الأثير.
وتلك الحكمة أكبر وأعظم من مراعاة المناسبة.
ويضرب إلى جهة اليسار فهو واحد، فإذا زالت الشمس وعادت إلى جهة الغرب، انعكس
الظل وأخذ عن الشمال ثم صار شيئاً ف شيئاً وتعددت زياداته وفرضت النصبة. كذا
لاستقبال القبلة وشرف جهتها.
ودع ذا فإن لفظة الشمائل أعذب في الجمع من الإفراد وأحلى، والعرب من عادتها مراعاة
خفة الألفاظ وعذوبتها مع عدم تناسب المعاني. وأنت قررت أن من الألفاظ ما يثقل مفردا
ويخف جمعا.
وأما السمع في الآيتين الكريمتين فإنما أفرد لأنه مصدر، والمصدر يصدق على القليل والكثير،
فإذا اندرج بين جموع كان له حكمها، وإذا اندرج بين مفردات، كان في حكمها.
وعلى الجملة فالمصادر جمعها عيٌ، لأن معنى الكثرة موجود فيها، أو لأنه بتقدير حذف
مضاف لم يحسن في غيره، كأنه تعالى قال: وعلى حواشي سمعهم. ولا يستقيم مثله في
الأبصار والقلوب.
أما الأبصار، فلأنها غير مطبوع عليها ولكنها مغشاة. وأما القلوب، فلأنها غير محوية فيما
له حواش يقع الختم عليها، فكان الطبع على القلوب نفسها لا على حواشيها. ومن هذا
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله تعالى: "وجعل الظُّلماتِ والنُّور" لأن الظلمات من أجرام متكاثفة، والنور من النار.
فكذا اليمين والشمائل.
بارك الله فيك دكتورنا حسانين ..
مرور أسعدني، وكلام أطربني ..
وفقك الله ورعاك ..
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 07:44 ص]ـ
" إنّ النور سواء أكان المراد به كتابا يهدي إلى الرشد، أو حجة تكشف النقاب عن الشبهات. أو رسولا يدعو الناس إلى الحق. أو إيمانا يعمر به قلب المؤمن. أو عملا يحقق لصاحبه رضوان الله ... كل ذلك له مصدر واحد هو الله سبحانه وتعالى. والقرآن على ذلك خير شاهد:
" الله نور السموات والأرض "، " يهدي الله لنوره من يشاء "، " ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ".
ولهذا الاعتبارات وحّد النور في القرآن تبعا لوحدة مصدره. وهو " الله " نور السموات والأرض.
أما الجهل والكفر والظلال فقد تعددت أسبابها ومصادرها. فالشيطان ضال مضل. والأصنام والأوثان مضلة. والأهواء مضلة. وأصدقاء السوء ضالون مضلون .. ولهذا تعددت الظلمات تبعا لتعدد مصادرها .. والله أعلم. "
من كتاب: خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية. د. عبدالعظيم المطعني.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أستاذنا اللبيب الأديب الحبيب،
أشكرك على نقلك الرائع، وقد قال ابن عبد ربه في مستهل العقد: (اختيار الرجل وافد عقله) فطوبى لك أخي الغالي.
ثانيا: تأملت كلام الدكتور الفاضل، فألفيته يشع من صدري لا من عقلي فلله دركما كاتبا وناقلا!
ثالثا: كل الخير مصدره الله سبحان الله، ولكن - أيضا - كل الشر مصدره الشيطان، فالشيطان احتال على الناس ليعبدوا الأصنام، والشيطان سول لابن آدم زينة المعاصي، والشيطان أغرى الإنسان برفيق السوء والشيطان والشيطان ... إلخ
أخي القريب إلى نفسي هل تصورتَ معي ما أريد أن أصل إليه أنا؟
أرى أن التفسير غير مطرد فما إرشادك إياي؟
طبت يا زين الأدباء والألباء:).
ـ[هديل]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 08:07 ص]ـ
تعجبت من هذه الدقة حقيقةً في الإفراد والجمع
شكراً لك ياأديب:)
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 08:18 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حيّا الله عزو، وصباح مبارك ..
أثنيت كثيرا - رحمك الله - ولستُ لما ذكرتَ بأهل ..
فاللهم اغفر لي ما لا يعلمون ..
تأملتُ كثيرا فيما ذكرتَ .. وذهب عقلي ورجع ..
وما أراك إلا وقد تناولت أمرا دقيقا .. رأيته مصيبا ..
ولكني أقول:
لمّا كانت مصادر الظلمات متعددة .. من شياطين .. وأصدقاء سوء .. وأصنام .. وأوثان ..
وأغانٍ ومعازف؛ وكل واحدة منها تكفل لصاحبها الغواية في الدنيا والعقاب في الدنيا والآخرة - إن لم يتب -
أصبحت كل واحدة منها تقوم بحالها وتعد مصدرا بذاتها.
وقد يكون لذلك قال الشاعر حين عددها:
إبليس والدنيا ونفسي والهوى **** كيف النجاة وكلهم أعدائي.
أرجو أن أكون قد أوصلتُ ما أريد.
وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يغفر لك وييسر لك.
تقبل تحيتي أخي الكريم.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 08:21 ص]ـ
أحسنت أديبنا الغالي.
عطرٌ.
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 08:29 ص]ـ
تعجبت من هذه الدقة حقيقةً في الإفراد والجمع
شكراً لك ياأديب:)
وشكرا لك أختي هديل.
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 08:30 ص]ـ
أحسنت أديبنا الغالي.
عطرٌ.
وأحسن الله إليك أخي الحبيب عبدالعزيز.
مسكٌ.
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 07:55 م]ـ
لدي سؤال آخر لم أشأ أن تكون زاوية أخرى .. خصوصاً أنه يندرج تحت الجمع والإفراد ..
يقول الله تعالى في سورة لقمان .. آية 27 (ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده .... )
لم أفردت لفظة شجرة .. وجمعت أقلام ..
جاء في فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية للشوكاني:
": ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام أي: لو أن جميع ما في الأرض من الشجر أقلام، ووحد الشجرة لما تقرر في علم المعاني أن استغراق المفرد أشمل، فكأنه قال: كل شجرة شجرة حتى لا يبقى من جنس الشجر واحدة إلا وقد بريت أقلاما، وجمع الأقلام لقصد التكثير أي: لو أن يعد كل شجرة من الشجر أقلاما، قال أبو حيان: وهو من وقوع المفرد موقع الجمع، والنكرة موقع المعرفة كقوله: ما ننسخ من آية [البقرة: 106]، ثم قال - سبحانه - والبحر يمده من بعده سبعة أبحر أي: يمده من بعد نفاده سبعة أبحر ... ما نفدت كلمات الله "
بارك الله فيك أختي الكريمة على الإثراء.
ـ[أنوار]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 08:51 م]ـ
أشكرك أستاذنا الأديب ..
وجعله الله في موازين حسناتكم ..
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 03:31 ص]ـ
أشكرك أستاذنا الأديب ..
وجعله الله في موازين حسناتكم ..
وبارك الله فيك أختي الكريمة.(/)
المودة من فضلكم
ـ[عمر الحمد]ــــــــ[24 - 08 - 2009, 07:40 م]ـ
احبتي السلام عليكم
سؤالي بارك الله فيكم
مفردة الـ " مودة "
ماهي ابعادها في اللغه .. ماذا تعني؟
مالفرق بينها وبين الحب؟
حبذا لو كان ثمة مرجع ارجع اليه في هذه المفردة بالذات
انتظركم
ـ[عمر الحمد]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 09:15 ص]ـ
المودة يا أهلها
ـ[ابوعلي الفارسي]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 11:38 ص]ـ
انظر: معجم الفروق الدلالية في القرآن الكريم للدكتورمحمد محمد داود. دار غريب 2008ص193 - 196
ـ[عمر الحمد]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 04:19 م]ـ
ابوعلي ماقصرت الغالي
لكن بحثت عن الكتاب من خلال النت ماقدرت احصل للمؤلف المذكور الا عنوان:
الصوائت والمعنى في العربية: دراسة دلالية ومعجم، تأليف: محمد محمد داود، دار غريب، القاهرة 2001م
عنوان بدون الكتاب ولا رابط يدل عليه
اتمنى لوكان عندك رابط اكون ممنونك
ـ[ابوعلي الفارسي]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 10:10 ص]ـ
لا أعرف له رابطا لأن الكتاب طبع حديثا.(/)
أأنتم أنشأتم شجرتها؟
ـ[سرحان الحسن]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 11:09 م]ـ
قال تعالى: " أفرأيتم النار التي تورون * أأننتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون * " الواقعة (71 - 72)
يتساءل البعض عما يراد بشجرتها والبعض قال شجرتها: لهبها , ولااعتراض على الغير من التفاسير , بيد أنك إذا تأملت وجدت أن النار لاتشتعل إلا في الأشجار. سمعت عن مثلث النار؟ إنه الحرارة + الأكسجين + مادة مشتعلة. إن تلك المادة المشتعلة لاتكون إلا شجرة أو مشتقة من الشجرة. يجمع الناس أن النار تشتعل في الحطب وهذا بالإجماع أيضا مصدره الأشجار اليابسة. لكن قد يتساءل البعض مجادلا ليقول إن النار تشتعل في الورق الذي نكتب عليه , ألم يعلم بأن الورق مصنوع من الأشجار وعليه البحث في صناعة الورق؟ ويتساءل آخر إن النار تشتعل في القماش؟ أليس القماش منسوج من خيوط القطن أو الكتان أو الحرير؟ وما تلك إلا أشجار, فيرد قائلا فما بال القماش المنسوج من خيوط الصوف؟ نقول مع أن لهب القماش المنسوج من خيوط الصوف لايستمر طويلا إلا أنه أيضا مصدره الأشجار فمم يتغذى الحيوان ومم نبت شعره؟ فيأتي آخر ليقول إن خيوط القماش باتت تصنع من مشتقات نفطية , وإن قطع البلاستيك أيضا مادة مشتعلة؟؟؟؟ نقول أليس النفط مجمع على أنه عبارة عن أشجار وحيوان دفن في باطن الأرض من آلاف السنين ثم انصهر وذاب بفعل حرارة وجوانب صلبة وغيرها مما جعله الله سببا؟؟؟ والخلاصة أن الوسط المشتعل يجب أن يكون جل تركيبه من الثلاثة العناصر التي تمسى عضوية وهي الأكسجين والهيدروجين والكربون , وهذا المركب نشأ أصله في النبات ’’’ فسبحان المحيط بعلم خلقه القائل: أرأيتم النار التي تورون , أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون. ومعنى تورون: تشعلون لئلا يقول أحد إن المدفأة الكهربائية تؤدي الغرض وهي عبارة عن قضبان حديدية ملتهبة , والحقيقة أن الالتهاب في القضبان غير حاصل وإنما هو احمرار نتيجة الحرارة العالية ولايتجاوز محيطه ولايسمى هذا الاحمرار لهبا ولا شعلة إلا على سبيل المجاز.
أرجو ممن يعلم مرجعا سبقني إلى هذا الرأي أن يخبرني لأني بصدد تأليف كتاب في هذا المجال وإني قد اكتشفت أني مسبوق في بعض الآراء التي كنت أظن أني أول من توصل إليها
ـ[ابوعلي الفارسي]ــــــــ[19 - 09 - 2009, 11:55 م]ـ
أحسنت، وبورك فيك، وإليك بعض ماينبغي أن تلتفت له:
1 - لِمَ ذكر الشجرة مضافة إلى الضمير الراجع إلى النار، ولم يقل: أأنتم أنشأتم الشجرالذي منه تورونها مثلا؟
2 - ِلَمَ قال شجرتها ولم يقل: شجراتها؟
3 - لِمَ قال: أنشأتم ولم يقل أنبتم أو خلقتم؟
4 - قد تسمي العرب على نحو المجاز غير الشجر الحقيقي شجرا، قال أبو تمام:
بخلت على عرضي بما فيه صونه###رجاء اجتناء الجود من شجر البخل
فلتفك بحثك من ربقة هذه الملاحظات، على أنني قد استطرفت قولك، وفقك الله لفتح قرآني ...(/)
" رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا " و " حيث شئتم رغدا "؟
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 03:28 ص]ـ
قال الله تعالى في سورة البقرة: " وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا "
وقال في آية أخرى: " وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا "
" وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا " هذا الخطاب من الله لآدم وحواء مؤذن لهما بدخول الجنة والأكل منها، فقدّم: " رغدا " على " حيث شئتما "
ثم قدّم: " حيث شئتم " على: " رغدا " في خطابه - سبحانه - لبني إسرائيل عند دخولهم قرية أريحاء، وكلا التعبيرين في سورة البقرة. الأول في الآية: 35، والثاني في الآية: 58 - فما السر إذن؟ ّ
الجواب:
إن تقديم: " رغدا " على " حيث شئتما " في خطاب الله لآدم وحواء لأن طعامهما كان أهم عندهما، أما المكان المدلول عليه بـ " حيث شئتما " فما كان يعنيهما في شيء لأنهما اثنان والجنة فسيحة لا تضيق بهما.
وتقديم: " حيث شئتم " في خطاب بني إسرائيل لأنه أهم عندهم. إذ كانوا جمعا من الناس. والمدخول فيه " قرية " فقد يظنون أنها تضيق بهم إذا سعوا فيها ابتغاء الرزق والسكنى. فقدّم ما هو عندهم أهم. والله أعلم.
من كتاب: خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية. د. عبدالعظيم المطعني.
ـ[بنفسي فخرت لا بجدودي]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 04:12 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أستاذي الفاضل ..
ونفع بك ..
ـ[السراج]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 09:22 ص]ـ
بارك الله علمك أيها الأديب ..
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 02:41 م]ـ
أحسنتَ -نقلا واختيارا- أيها الأديب اللبيب الحبيب الأريب
استمر في التقاط هذه الدرر، ولا تحرمنا منها ونحن في شهر القرآن وقراءته وتدبره
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[30 - 08 - 2009, 08:08 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أستاذي الفاضل ..
ونفع بك ..
وعليكم اسلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك أخي الكريم.
بارك الله علمك أيها الأديب ..
وبارك الله فيك أخي السراج.
أحسنتَ -نقلا واختيارا- أيها الأديب اللبيب الحبيب الأريب
استمر في التقاط هذه الدرر، ولا تحرمنا منها ونحن في شهر القرآن وقراءته وتدبره
وبارك الله فيك أخي طارق وحفظك من كل سوء.
إن شاء الله.
ـ[أم زينب]ــــــــ[01 - 09 - 2009, 05:44 ص]ـ
جزاك الله خيرا ...
إنه القرآن لا تنقضي عجائبه!
ـ[بلسم]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 09:34 م]ـ
بارك الله علمك أيها الأديب ..
ـ[د. شومة الفاضلي]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 12:50 ص]ـ
جزيت خيرآ
ورحم الله سعادة الدكتور عبد العظيم المطعني رحمة واسعة
وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة
اللهم آمين(/)
" والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين "
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[30 - 08 - 2009, 08:18 ص]ـ
" وقال سبحانه: " إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إنّي رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين "
الكواكب والشمس والقمر أجرام سماوية فلا يأتي منها ما يأتي من العقلاء. وقد أجراها القرآن في هذه الآية مجرى العقلاء في موضعين:
أولهما: في " رأيتهم " حيث أعاد عليها الضمير الذي يعاد به على العقلاء. وكان حق التعبير أن يقال: رأيتها.
ثانيهما: في قوله: " ساجدين " حيث أجرى عليهم الوصف الذي من حقه أن يجري على العقلاء - كذلك - وكان حق التعبير أن يقال: ساجدة لا " ساجدين " ولتوجيه ذلك طريقان:
أولهما: ذكره المفسرون وهو: " لأنه لما وصفها بما هو خاص بالعقلاء - وهو السجود - أجرى عليها حكمهم، كأنها عاقلة. وهذا كثير شائع في كلامهم أن يلابس الشيء من بعض الوجوه فيعطى حكما من أحكامه إظهارا لأثر الملابسة والمقاربة ".
ثانيهما: ولم أره لأحد. وهو أن هذه الكواكب والشمس والقمر لما كانت رموزا وكنايات عن عاقلين، حيث صرّح المفسرون بأن المراد بالكواكب: إخوته، والشمس والقمر: أبواه - لما كانت كذلك - عوملت معاملتهم فأجرى عليها ما جرى عليهم. "
من كتاب: خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية. د. عبدالعظيم المطعني.
ـ[أحلام]ــــــــ[30 - 08 - 2009, 04:46 م]ـ
الأخ الفاضل الاديب اللبيب
جزاكم الله خيرا على هذا النقل الطيب المفيد
وجعله الله في ميزان حسناتكم
ونطمع بمثله مشكوراً-غير مأمور_
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[31 - 08 - 2009, 07:03 ص]ـ
الأخ الفاضل الاديب اللبيب
جزاكم الله خيرا على هذا النقل الطيب المفيد
وجعله الله في ميزان حسناتكم
ونطمع بمثله مشكوراً-غير مأمور_
وجزاك الله خيرا أختي الكريمة أحلام ... وعودا حميدا ..
إن شاء الله ..
ـ[حديث الروح]ــــــــ[31 - 08 - 2009, 07:31 ص]ـ
اشكر لك نقلك المميز امتعتنا بهذا السرد ونرجو منك المزيد مع فائق احترامي
وتقبل مروري كعضو جديد بينكم
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 05:10 م]ـ
بارك الله فيك أخي اللبيب
ورزقك الخير أينما كنت
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 08:20 ص]ـ
اشكر لك نقلك المميز امتعتنا بهذا السرد ونرجو منك المزيد مع فائق احترامي
وتقبل مروري كعضو جديد بينكم
بارك الله فيك أخي الكريم حديث الروح. وأهلا بك وسهلا بيننا.
بارك الله فيك أخي اللبيب
ورزقك الخير أينما كنت
وبارك الله فيك أخي محمد.
ـ[بلسم]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 09:24 م]ـ
بارك الله فيك أخي اللبيب
ورزقك الخير أينما كنت .... آمين(/)
ما الفرق بين 1. المطر 2. القطر 3. الغيث؟
ـ[عابرسبيل]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 01:13 ص]ـ
سلام عليكم يا (آل الفصيح) بلا حدود،،،
وكل عام ودوحتكم بخير،
وبعد:
فـ ما الفرق بين 1. المطر 2. القطر 3. الغيث؟
وشكرًا.
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 01:56 ص]ـ
وعليك السلام أخي عابر سبيل وكل عام وأنت بخير
إذا جاء المطر بعد محل والناس في حاجة إليه سمي غيثا.
والقطر جمع قطرة وكل هذا مطر.
أي أن المطر جامع.
ولعل الأخوة يفيدونك أكثر.
ـ[فتون]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 02:52 ص]ـ
قيل أن الغيث يأتي في موضع الخير
والمطر تأتي في موضع الانتقام والعذاب
هذا في القرآن الكريم.
وجاء في القاموس المحيط:
وأمْطَرَهُم اللّهُ: لا يُقالُ إلاَّ في العَذابِ.
ـ[نرفانا]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 07:54 ص]ـ
اعتقد الامر يُقصد من حيث الكثرة ..
ولو كان المطر في لفظه يُقصد عذابا .. لما جاء في نص الحديث ..
(مُطرنا بفضل الله) متفق عليه
قد اكون مُخطئة ..
دمتم ..
ـ[عابرسبيل]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 11:12 م]ـ
عامر مشيش
فتون
نرفانا
شكرا لكم من الأعماق على اهتمامكم بالسؤال،،،
دمتم للفصيح شموخا دائما،،
ـ[ابوعلي الفارسي]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 11:28 ص]ـ
ورد في البديع لأسامة بن منقذ:
ومنه ما مدح به أبو القاسم:
إذا أبو قاسمٍ جادت لنا يدهُ ... لم يحمد الأجودان: الغيثُ، والمطرُ
فانظر كيف ذكرالاثنين على أنهما شيئان لا شيء واحد.
وقال أبو هلال العسكري في الفروق:
الفرق بين الغيث والمطر: الغيث: المطر الذي يغيث من الجدب. وكان نافعا في وقته. والمطر: قد يكون نافعا وقد يكون ضارا في وقته، وفي غير وقته.
وفي فقه اللغة للثعالبي:
(في تَفْصِيلِ أسْمَاءِ المَطَرِ وأوْصَافِهِ)
إِذَا أحَيَا الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا فَهُوَ الحَيَاءُ
فإذا جَاءَ عَقِيبَ المَحْلِ او عِنْدَ الحَاجَةِ إليهِ فَهُوَ الغَيْثُ
فإذا دَامَ مع سُكونٍ فَهُوَ الدِّيمَةُ
والضَّرْب فَوْقَ ذَلِكَ قَليلاً
وَالهَطْلُ فَوْقَهُ
فإذا زَادَ فَهُوَ الهَتَلانُ والتَهْتَانُ
فإذا كَانَ القَطْرُ صِغَاراً كَاَنَّهُ شَذْرٌ فهو القِطْقِطُ
فإذا كَانَتْ مَطْرَةً ضَعِيفَةً فَهِيَ الرِّهْمَةُ
فإذا كَانَتْ لَيْسَتْ بالكَثِيرَةِ فَهِيَ الغَبْيَةُ والحَشَكَةُ والحَفْشَةُ
فإذا كَانَتْ ضَعِيفةً يَسِيرَةً فَهِيَ الذِّهَابُ والهَمِيمَةُ
فإذا كَانَ المَطَرُ مُسْتَمِرّاً فَهُوَ الوَدْقُ
فإذا كَانَ ضَخْمَ القَطْرِ شَدِيدَ الوَقْعِ فَهُوَ الوَابِلُ
فإذا تَبَعَّقَ بالماءِ فَهُوَ البُعاقُ
فإذا كَانَ يُرْوِي كُلَّ شيءٍ فَهُوَ الجَوْدُ
فإذا كَانَ عَامًّا فَهُوَ الجَدَا
فإذا دَامَ أيَّاماً لا يُقْلِعُ فهو العَيْنُ
فإذا كَانَ مُسْتَرْسِلاً سَائِلاً فَهُو المُرْثَعِنُّ
فإذا كَانَ كَثِيرَ القَطْرِ فَهُوَ الغَدَقُ
فإذا كَانَ كَثِيراً فَهُوَ العِزُّ والعُبَابُ
فإذا كانَ شَدِيدَ الوَقْعِ كَثِيرَ الصَّوْبِ فَهُوَ السَّحِيفَةُ
فإذا جَرَفَ مَا مَرَّ بِهِ فَهُوَ السَّحِيتَةُ
فإذا قَشَر وَجْهَ الأرْضِ فهو السَّاحِيَةُ
فإذا أثَّرَتْ في الأرْضِ مِنْ شِدَةِ وَقْعِهَا فَهِيَ الحَرِيصَةُ (لأنّها تَحْرُصُ وَجْهَ الأرْضِ)
فإذا أصَابَتِ القِطْعَةَ مِنَ الأرْضِ وأخْطَأتِ الأخْرَى فَهِيَ النُّفْضَةُ
فإذا جَاءَتِ المَطْرَةُ لِمَا يأتي بَعْدَها فَهِيَ الرَّصْدَةُ (والعِهَاد نَحوٌ مِنْهَا)
فإذا أتى المَطَرُ بَعدَ المَطَرِ فَهُوَ الوَلِيُّ
فإذا رَجَعَ وَتَكَرَّرَ فَهُوَ الرَّجْعُ
فإذا تَتَابَعَ فَهُوَ اليَعْلُولُ
فإذا جَاءَ المَطَرُ دُفَعَاتٍ فَهِيَ الشَّآبِيبُ.
والله العالم.(/)
سؤال وأتمنى الإجابة عليه ....
ـ[فلورفلور]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 02:45 ص]ـ
السلام عليكم ... سؤالين واتمنى من اهل العلم الاجابه عليهن ..
1
قال النبي صلى الله عليه وسلم: منهومان لا يشبعان: طالب علم وطالب دنيا. صححه الألباني.
ما الغرض من تقديم المسند في هذا الحديث؟
2
سئل الرسول صلى الله عليه وسلم: ماذا يلبس المحرم؟ فقال:"لا يلبس السراويل ... " الحديث , فماذا يسمى هذا الأسلوب عند البلاغيين؟
ـ[مهاجر]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 08:19 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الغرض هو التشويق بإيراد وصف: "منهومان" مجملا فيتشوق السامع إلى بيان من هما.
والله أعلى وأعلم.
ـ[السلفي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 11:57 ص]ـ
لايلبس السراويل
يدخل في باب الإيجاز من وجه
ويدخل في أسلوب الحكيم وهو تلقي المخاطب بغير ما يترقّبه، إما بترك سؤاله والإجابة عن سؤال لم يسأله، وإما بجمل كلامه على غير ما كان يقصد؛ إشارة إلى أنه كان ينبغي له أن يسأل هذا السؤال أو يقصد هذا المعنى.
ومثل هذا مثل قوله تعالى: "يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج)
فالرسول صلى الله عليه وسلم سألوه عن الأهلة، لم تبدوا صغيرة ثم تزداد حتى يتكامل نورها ثم تتضاءل حتى لا ترى، فصرفهم القرآن الكريم عن هذا ببيان أن الأهلة وسائل للتوقيت في المعاملات والعبادات؛ إشارة منه إلى أن الأ, لى بهم أن يسألوه عن هذا.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 12:04 م]ـ
السلام عليكم ... سؤالين واتمنى من اهل العلم الاجابه عليهن ..
1
قال النبي صلى الله عليه وسلم: منهومان لا يشبعان: طالب علم وطالب دنيا. صححه الألباني.
ما الغرض من تقديم المسند في هذا الحديث؟
2
سئل الرسول صلى الله عليه وسلم: ماذا يلبس المحرم؟ فقال:"لا يلبس السراويل ... " الحديث , فماذا يسمى هذا الأسلوب عند البلاغيين؟
أخي الحبيب فلور فلور
نقدر لك ولهذه الاسئلة
لو لم تكن هذه أسئلة تطرحها
علينا لنجيب عن مسابقة رمضانية
لأجبتك عنها
الفصيح ليس لحل الواجبات أو المسابقات
والإجابة موجود في مظانها
دمت بخير
ـ[سلاف محمود]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 02:05 م]ـ
قال شاعر الانصار
لعمرك مايدرى امرؤ كيف يتقى اذا هو لم يجعل له الله واقيا
هل يوجد حذف فى هذا البيت وماهو تقدير المحذوف؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[سلاف محمود]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 02:09 م]ـ
قال تعالى (وان يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك) هذه الآيه يوجد فيها ايجاز بالحذف فماهو تقدير المحذوف؟
ـ[سلاف محمود]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 02:29 م]ـ
ارجو منكم امن توضحوا لى نوع الايجاز وتقدير المحذوف فيما ياتى
وقال شوقى فى نهج البردة
يلوح سنا التوحيد جوهرها كالحلى للسيف او كالوشى للعلم
غراء حامت عليها انفس ونهى ومن يجد سلسلا من حكمة يحم
وقال الشاعر
اذا نحن متنا فادفنونا ببقعة يظل بذكراها ثرانا يطيب
وقال البحترى
فمن شاء فليبخل ومن شاء فليجد كفانى نداكم عن جميع المطالب
وقال الشاعر
فإن تولنى منك الجميل فأهله وإلا فإنى عذر وشكور
وقال شوقى
واذا رحمت فانت ام او اب هذان فى الدنيا هما الرحماء
وقال الشاعر
تسالنى مالحب؟ قلت عواطف منوعة الاجناس موطنها القلب
ـ[سلاف محمود]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 02:29 م]ـ
ارجو منكم امن توضحوا لى نوع الايجاز وتقدير المحذوف فيما ياتى
قال تعالى 0فيها ما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين)
قال تعالى (يا عبادى الذين ءامنوا ان ارضى واسعة فإياى فاعبدون)
قال تعالى (ولو ترى اذا فزعوا فلا فوت)
قال الرسول صلى الله عليه وسلم (ان من البيان لسحرا)
وقع جعفر بن يحيى لعامل كثرت الشكوى منه (كثر شاكوك وقل شاكروك فإما اعتدلت وإما اعتزلت)
ـ[سلاف محمود]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 02:54 م]ـ
اغيثونى فى الاجابة على هذه الاسئلة من فضلكم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟(/)
هل توافقني في هذا الرأي؟؟ الضمني تمثيلي ولكن ....
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 05:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أحاول دائما أن أيسر شرح التشبيه الضمني لأبنائي الطلاب بهذا المفتاح البسيط
فأقول:
إن التشبيه الضمني هو التشبيه التمثيلي ولكن ينقصه أداة التشبيه.
فعندما نقول:
تهون علينا في المعالي نفوسنا .... ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر.
هذا تشبيه ضمني ..... لا شك في ذلك.
ولكن إن وضعت له كاف التشبيه مثلا ..
فسيكون:
تهون علينا في المعالي نفوسنا كمن يخطب الحسناء لم يغلها المهر ..
وبذلك تكون الصورة قد وضحت لأبنائي الطلاب في استخراج التشبيه الضمني الذي غالبا ما يكون غامضا عليهم.
والله ولي التوفيق.
ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 10:38 ص]ـ
.. لا تنس أن التشبيه الضمني قد يأتي بأكثر من أسلوب .. مثلا يقول علي بن الجهم:
قالوا حُبستَ فقلت ليس بضائري .. حبسي، و أي مهند لا يُغمد ُ؟
.. مثلا في هذا المثال .. هل سوف نطبق حركة كاف التشبيه .. ؟ ..
.. التشبيه الضمني نكتشفه بسهولة من نقطتين:
- عدم وجود أداة تشبيه.
- وجود دليل عند الشاعر على صدق كلامه.
.. في المثال السابق .. استطاع أن يدافع الشاعر عن نفسه بأن السيف من طبيعته أن يكون في غمده .. فلا غرابة إذا أن يكون هو في سجنه لأن حالته تشبه حالة السيف ..
.. شكرا لك أخي:) ..
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 08:16 ص]ـ
.. لا تنس أن التشبيه الضمني قد يأتي بأكثر من أسلوب .. مثلا يقول علي بن الجهم:
قالوا حُبستَ فقلت ليس بضائري .. حبسي، و أي مهند لا يُغمد ُ؟
.. مثلا في هذا المثال .. هل سوف نطبق حركة كاف التشبيه .. ؟ ..
.. التشبيه الضمني نكتشفه بسهولة من نقطتين:
- عدم وجود أداة تشبيه.
- وجود دليل عند الشاعر على صدق كلامه.
.. في المثال السابق .. استطاع أن يدافع الشاعر عن نفسه بأن السيف من طبيعته أن يكون في غمده .. فلا غرابة إذا أن يكون هو في سجنه لأن حالته تشبه حالة السيف ..
.. شكرا لك أخي:) ..
بارك الله فيك أخي الكريم
ولكن في مثالك الجميل
يجوز أن نضع كاف التشبيه مع مهند
فنقول كأي مهند ........ أو مثل أي مهند، ويصح المعنى أيضا.
ـ[برناردشو]ــــــــ[24 - 09 - 2009, 08:31 ص]ـ
أخي الكريم
أسهل طريقة للتمييز بينهما هي كما ذكرت أداة التشبيه
وهي الأفضل للطلاب
شكراً(/)
سؤال في البلاغة
ـ[صدى العشقدان]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 02:57 ص]ـ
:::
اخواني اريد ان أسألكم سؤالآ
سئل الرسول صلى الله عليه وسلم: ماذا يلبس المحرم؟ فقال:"لا يلبس السراويل ... " الحديث , فماذا يسمى هذا الأسلوب عند البلاغيين؟
ارجو الرد بسرعه ..
وشكرآ لكم
ـ[صدى العشقدان]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 04:55 ص]ـ
شكرآ لكم اتمنى اغلاق الموضوع ..
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 05:03 ص]ـ
لماذا يا أخيه؟؟
مهلاً ويأتيك الجواب تمهلي فقط ..
ـ[أبو سارة]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 05:06 ص]ـ
على رسلك أخية، لم الإغلاق؟، لعل هناك من يجيب فينتفع بذلك الإخوة والأخوات.
ـ[عربية وافتخر]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 05:13 ص]ـ
ارجو ممن يعرف الجواب الافادة
ولكم خالص الشكر
ـ[علي جابر الفيفي]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 06:18 ص]ـ
لا أعرف له اسمًا ...
لكن سأسميه مؤقتًا إيجاز القطع.
حتى نجد له اسمًا فيما بعد.(/)
متى يكون الكلام مجازا؟ .. حصري
ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 11:07 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
[ line]
.. الكلام إما أن يكون حقيقة أو مجازا ..
.. عندما تقول: الصخر صلب
.. هذه حقيقة .. لأن الجملة صحيحة على شكلها الظاهر .. فالصخر في حقيقته صلب و هذا أمر يقبله العقل.
.. عندما نقول: بكى الجدار
.. هل يقبل العقل الجملة على ظاهرها .. هل نقول أن الجدار يبكي .. ؟ .. إذا فالجملة على ظاهرها لا يقبلها العقل .. فالكلام ليس حقيقيا .. فهو مجاز .. و هذه استعارة و هي استعارة مكنية و الاستعارة تنتمي إلى المجاز لأن الجملة على ظاهرها غير صحيحة.
.. تقول: رأيت قمرا في الشارع
.. لا يمكن أن يكون الكلام صحيحا هنا .. لأن بالطبع لا تقصد القمر الحقيقي .. فالكلام لا يقبله العقل .. هنا مجاز .. و هذه أيضا استعارة و هي الإستعارة التصريحية.
.. نقول: أثبتت التجارب العلمية
.. هذه جملة نستخدمها بكثرة .. هل الجملة على ظاهرها صحيحة .. هل التجارب هي التي تثبت؟ .. إذا فهذا مجاز.
.. نقول: بنى الأمير المدينة
.. هل الأمير هو الذي يبني المدينة؟ .. الجملة غير صحيحة بل الجند هم من يبني المدينة .. فهذا مجاز.
.. إذا لمعرفة ما إذا كان الكلام مجازا أم لا .. نقرأ الجملة على ظاهرها .. هل هي صحيحة و يقبلها العقل .. فإذا كانت صحيحة و مقبولة لدى العقل فهي حقيقة .. و إلا فمجاز .. هذا مفهوم المجاز ببساطة و للمجاز فروع .. شكرا لكم:) ..
ـ[السراج]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 11:48 ص]ـ
شكرا لك أخي منصور
بكل سهولة، مقارنة بسيطة وتسير راق
ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 12:08 م]ـ
شكرا لك أخي منصور
بكل سهولة، مقارنة بسيطة وتسير راق
.. مرور أسعدني .. شكرا لك أخي:) ..
ـ[قرنيس]ــــــــ[20 - 09 - 2009, 08:13 ص]ـ
فعلاً إبداع منك أخي الكريم
شكراً لك.
ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[27 - 09 - 2009, 05:04 م]ـ
فعلاً إبداع منك أخي الكريم
شكراً لك.
.. شكرا على المرور أخي الغالي:) ..
ـ[فصيح البادية]ــــــــ[06 - 10 - 2009, 12:10 م]ـ
بارك الله لك أخي، فقد سهلت علي هذا الفرق، وأطلب منك نقل هذا التوضيح بنصه والاستعانة به عند الشرح
ـ[الطبري]ــــــــ[08 - 10 - 2009, 12:06 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله وبعد:
صحيح مسلم.
6470 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ اَبُو اَحْمَدَ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّيْنَانِيُّ، اَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ اُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " اَسْرَعُكُنَّ لَحَاقًا بِي اَطْوَلُكُنَّ يَدًا ". قَالَتْ فَكُنَّ يَتَطَاوَلْنَ اَيَّتُهُنَّ اَطْوَلُ يَدًا. قَالَتْ فَكَانَتْ اَطْوَلَنَا يَدًا زَيْنَبُ لاَنَّهَا كَانَتْ تَعْمَلُ بِيَدِهَا وَتَصَدَّقُ.
الحافظ ابن حجر في الفتح:
روى يونس بن بكير في " زيادات المغازي " والبيهقي في " الدلائل " باسناده عنه عن زكريا بن ابي زائدة عن الشعبي التصريح بان ذلك لزينب، لكن قصر زكريا في اسناده فلم يذكر مسروقا ولا عائشة، ولفظه " قلن النسوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: اينا اسرع بك لحوقا؟ قال: اطولكن يدا، فاخذن يتذارعن ايتهن اطول يدا، فلما توفيت زينب علمن انها كانت اطولهن يدا في الخير والصدقة " ويؤيده ايضا ما روى الحاكم في المناقب من مستدركه من طريق يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة قالت " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لازواجه: اسرعكن لحوقا بي اطولكن يدا قالت عائشة: فكنا اذا اجتمعنا في بيت احدانا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم نمد ايدينا في الجدار نتطاول، فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش - وكانت امراة قصيرة ولم تكن اطولنا - فعرفنا حينئذ ان النبي صلى الله عليه وسلم انما اراد بطول اليد الصدقة، وكانت زينب امراة صناعة باليد، وكانت تدبغ وتخرز وتصدق في سبيل الله " قال الحاكم على شرط مسلم انتهى.
انتهى.(/)
كناية لم افهمها ..
ـ[نور المغرب]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 02:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
خلال قراءتي لموضوع في البلاغة
صادفتني كناية ولكن لم اعرف معناها
و هي "غامضة الحجل" و اطلقها الكاتب على امراة
ولكن لم افهم هي كناية عن ماذا
انتظر مساعدتكم
ودي
ـ[علي جابر الفيفي]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 02:14 ص]ـ
ربما:
لو كتبت المقطع الذي وردت فيه , لأفدناك.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 03:54 ص]ـ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته .... بداية أرحب بك يا نور المغرب في شبكة الفصيح، فأهلا وسهلا.
ولا ينسيني الجواب أن أحيي الأستاذ الأديب القاص الرائع الجميل المحيا علي جابر الفيفي، ولا أخفيه سرا أنني استمتعت بفراءة إبداعه الموسوم بـ (غصة قصيرة).
أما الجواب فهو:
غامضة الحجل كناية عن شدة الستر.
وقبل كل شيء يجب أن نعرف ما هو الحِجْل؟
فالحجل هو: ما فوق القدم، ويسميه العرب (ظُنْبُوبًا)
والغموض في الأصل للأفكار حيث تكون غير واضحة وغير معروفة.
وإذا كان الحجل غامضا في المرأة فهي إذن متحجبة جدا، ولا يرى ظنبوبها (حجلها)، وصار قوله: (غامضة الحجل) كناية، ولم تكن استعارة حيث يصح أن تكون المرأة في الواقع غامضة الحجل، أو بمعنى آخر:
الفرق بين الكناية والاستعارة هو أن الاستعارة لا تصح في الواقع والكناية تصح في الواقع.
وفقكم الله، وأهلا وسهلا.
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 04:14 ص]ـ
بوركتم
يقول الله تعالى: "وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ "
فإن النساء كن يضعن الخلاخل في الأرجل فإن مشت المرأة تضرب الأرض برجليها سمع صوت الخلاخل والمستترة تضع ثيابها على خلخالها ولا تضرب برجلها فيكون الحجل غامضا لا يرى ولا يسمع.
والله أعلم
ـ[ابوعلي الفارسي]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 07:32 م]ـ
في أساس البلاغة مايشبه هذه الكناية قال الزمخشري:
... وإن خلخالها لكظيم، وإنها لكظيمة الخلخال وكظيمه. قال الهذليّ:
كظيم الحجل واضحة المحيا ... عديلة حسن خلقٍ في تمام
.
ـ[نور المغرب]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 11:45 م]ـ
اهلين
انا لما بحثت
وجدت انها كناية عن البدانة
و يقال خامض الخلاخل او غامضة الحجول
اي انها بدينة حتى ان سمنة رجلها لم تترك الخلخال يصدر صوتا
و هذا ما ورد في كتاب"نجعة الرائد وشرعة الوارد في المترادف و المتوارد" لليازجي:
ويقال امرأة خدلاء اي ممتلئة الذراعين والساقين، وهي خرساء الأساور، وخرساء الدمالج، وخرساء الخلاخل، وشبعى الخلاخل، وغامضة الخلاخل، وكظيم الحجل، وخرساء الحجول، كل ذلك من الكناية.
اتمنى اكون افدتكم
ويسلمو على ردودكم
نعم البيت والله
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 01:38 ص]ـ
سلام عليكم ...
نور المغرب، جزاك الله خيرا كثيرا.
نعم، لقد أفدتنا أفادك الله. ومرحبا بك معنا في شبكة الفصيح.
وحين تعيدين النظر تجدين أنه لا تعارض بين ما قلته وبين ما ذكرته فالوجوه تقبلها الكناية.
وشكرا لك:).(/)
أريد حلا بسرعة
ـ[ويصحبني الامل]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 11:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ارجو منكم مساعدتي في هذه الامثلة وتوضيحها
كما نعلم هناك تشبيه تمثيلي وتشبيه ضمني
ما نوع التشبيه في هذه الابيات //وما هو وجه الشبه
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها ... إن السفينة لا تجري على اليبس
/////////////////////
وطول مقام المرء في الحي مخلق ...... لديباجتيه فاغترب تتجدد
فإني رأيت الشمس زيدت محبة ... إلى الناس أن ليست عليهم بسرمد
////////////
وما المال والأهلون إلا ودائع ... ولا بد يوما أن ترد الودائع
لماذا نعتبر هذا التشبيه تمثيلي //انا لا اجد صورة مركبة في صورة مركبة يعني ممكن ان نعتبره تشبيه عادي شبه المال والاهل بالوديعة؟؟؟؟؟ وليست صورة مركبة
/////////////////////////
لا ينزل المجد في منازلنا كالنوم ليس له مأوى سوى المقل
سؤال اخر لو سمحتم
للتشبيه التمثيلي نوعان اولهما يقع في مفتتح الكلام والثاني بعد تمام المعنى هل هناك اختلاف بينهم؟؟؟
وشكرا لكم
ارجو منكم المساعدة بسرعة
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[13 - 09 - 2009, 02:24 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك أيتها الأخت الكريمة في الفصيح
لكن:
يبدو أنك لم تطلعي على شروط الانضمام لهذه الشبكة المباركة جيدا.
أجمع الفصحاء هنا على أن الفصيح ليس لحل الواجبات.
يمكنك أن تحاولي، وساعتئذٍ ستجدين الجميع مصوبين ومعاونين
ـ[ويصحبني الامل]ــــــــ[13 - 09 - 2009, 05:52 م]ـ
شكرا // لم انتبه على هذا الشرط(/)
أيهما أبلغ؟
ـ[ضاد]ــــــــ[14 - 09 - 2009, 06:04 ص]ـ
تعرفون بيت ابن كلثوم:
إذا بلغ الصبي لنا فطاما = تخر له الجبابر ساجدينا
وأن له صيغة أخرى:
إذا بلغ الفطام لنا صبي = تخر له الجبابر ساجدينا
فأي صيغة ترونها أبلغ؟
أنا أرى الثانية أبلغ, وذلك لأن:
- تنكير الصبي يجعل أي صبي ومهما كان شأنه في قوم ابن كلثوم معظما عند غيره من القبائل؛
- تعريف الفطام خير من تنكيره, فلا فائدة من تنكيره لأنه هو الفطام المعروف؛
- ثمة فرق بين "هذا الصبي لنا" و"هذا صبي لنا" ففي الثانية يعبر عن الانتماء والملكية بالخبر (أو المتعلق بالمحذوف في النحو التقليدي) ويجعلان مخبرا عنهما, أما في الثانية فإنهما قائمان بذاتهما في خبر "هذا", أي هما جزء من الخبر وليسا الخبر كله, وعلى ذلك فقول "لنا صبي" أبلغ من "الصبي لنا".
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[14 - 09 - 2009, 06:19 ص]ـ
أحسنت أخي ضاد، شواردك جميلة جدا
وأنا معك في أنّ الثاني أبلغ
ولكن
أيهما أبلغ برأيك البيت الثاني:
إذا بلغ الفطام لنا صبي = تخر له الجبابر ساجدينا
أم:
إذا بلغ الفطام لنا رضيع = تخر له الجبابر ساجدينا
أنا أرى الثاني أبلغ.
ـ[ضاد]ــــــــ[14 - 09 - 2009, 06:33 ص]ـ
أحسنت أخي ضاد، شواردك جميلة جدا
وأنا معك في أنّ الثاني أبلغ
ولكن
أيهما أبلغ برأيك البيت الثاني:
إذا بلغ الفطام لنا صبي = تخر له الجبابر ساجدينا
أم:
إذا بلغ الفطام لنا رضيع = تخر له الجبابر ساجدينا
أنا أرى الثاني أبلغ.
بوركت أخي.
أرى الأول أبلغ, لأن لا فرق بين البيتين من حيث تحديد العمر, فلا يبلغ الفطام إلا من سنه دون الفطام. وفي الثاني مبالغة عنيفة, وتحقير شنيع يخرج عن البلاغة, ففي كلمة صبي (وإن كان دون الفطام) سلب لمعاني الصغر الذي دون الفطام, عكس كلمة "الرضيع" التي تدل على غياب العقل والإرادة والذات أصلا, وأن تسجد الجبابر لمثل هذا, فإن هذا تحقير كبير لهم, يخرج حسب رأيي عن مجال البلاغة. وربما أكون مخطئا.
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[14 - 09 - 2009, 06:54 ص]ـ
وبارك الله فيك أخي
إن سجدوا له وقت كونه رضيعا فماذا عساهم أن يفعلوا وقت صباه ... وأجمل الشعر ما صوّر مبالغة لا تخطر على بال ... أما إن وقف الشعر عند المتصور فلا صورة جديدة ولا جمال جديد ...
والصبي ما دون البلوغ ... والرضيع ما دون السنة الثانية من عمره ... فانظر كيف صوّر لنا تعظيم الناس لأطفالهم الرضّع فكيف بشبابهم وكيف إذن بشيوخهم.
وأما الفطام ففي الرضيع لن يتعدى السنة الثانية من عمره بتاتا، أما في الصبي فقد يتعدى ذلك إلى السنة الثالثة ...
وعليه فإني أرى الثاني أبلغ.
وربما أكون مخطئا
لا لست مخطئا أخي.
ـ[عبد الله إسماعيل]ــــــــ[18 - 10 - 2009, 08:38 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين ا
بارك الله في جهودكم ............
ـ[أبو أسيد]ــــــــ[18 - 10 - 2009, 12:48 م]ـ
أضم صوتي إلى ضاد
ـ[أبو الطيب النجدي]ــــــــ[18 - 10 - 2009, 01:27 م]ـ
نعم ما رأيت أخي الضاد و أضيف إلى ما قلت:
أن تقديم "الفطام" ينفي أن يرد على الذهن أن البلوغ هو بلوغ سن التكليف أو بلوغ سن الرشد , بينما في قوله: إذا بلغ الصبي , فقد يرد - بل جزما سيرد - على الذهن أن المراد بالبلوغ غير ما أرد الشاعر , و لا شك أن البلوغ بمراد الشاعر أبلغ من غيره , والله أعلم
ـ[طاوي ثلاث]ــــــــ[18 - 10 - 2009, 07:24 م]ـ
بورك فيكم أساتذتنا الكرام،
فما أحوجنا لمثل هذه التوجيهات و التعليلات التي تبين لنا طرائق فهم الكلام و تلمس مواضع الفصاحة و البيان.
و إن كان لتلميذ رأي بحضرة أساتذته، فعلي أقول إن رواية:
إَذا بَلَغَ الفِطامَ لَنا وَليدٌ ... تَخِرُّ لَهُ الجَبابِرُ ساجِدينا
أبلغ من صبي و رضيع لأنها تتضمن معناهما جميعاً.
لكن هل وفق الشاعر في ستخدام كلمة فطام؟
فالمجد و الهيبة في البيت للأفراد و ليست للقبيلة فلو كانت للقبيلة لخرواً له و هو حمل في بطنه أمه، لكن الشاعر أبقاه مدة الفطام غير مأبوه به.
جمع الله لكم سعادة الدارين(/)
أسلوب الحكيم
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[14 - 09 - 2009, 03:21 م]ـ
] هو من الأساليب البلاغية التي خلت منها -أو تكاد- كتبنا المدرسية في العالم العربي، رغم جماله.
معناه: أن تتلقى المخاطَب بأمر لا يتوقعه، وله طرق منها: ترك سؤاله والإجابة عن سؤال آخر افتراضي، أو الإجابة عن سؤاله بغير ما يقصد السائل، كأنك تقول له كان ينبغي أن تسال عن كذا.
أمثلة: قوله تعالى: {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج} لأن بعض الصحابة سألوا الرسول عن الهلال، ما باله يبدأ صغيرا ثم يكبر، ثم يتضاءل حتى يختفي، فعلمهم القرآن أن الأهلة هي مواقيت للعبادات.
2 - سئل أحدهم: ما ادخرت من مال؟ قال: لا شيء يعادل الصحة.
إذن عدل المجيب عن إجابة السؤال، وأفاد أن الصحة أفضل كنز يتمتع به الإنسان ويدخره.
والأمثلة كثيرة أشهرها من القرآن- غير ما تقدم- {يسألونك ماذا ينفقون، قل ما أنفقتم من خير فللوالدين ... }
وفي غيره؛ قصة الحجاج مع الخارجي حين قال له: لأحملنك على الأدهم"القيد"، فرد عليه: ومثلك يحمل على الأدهم والأشهب"الخيل". والحوار بينهما طويل، ومليء بأسلوب الحكيم
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[17 - 09 - 2009, 07:17 ص]ـ
أخي المفضال وفقك الله
واسمح لي هذا الأسلوب اسمه (الأسلوب الحكيم) وليس (أسلوب الحكيم) لأن أسلو ب الحكيم من باب الإضافة وليس هذا المراد.
وجزاك الله خيرا
ـ[خالد الطرابيشي]ــــــــ[17 - 09 - 2009, 01:51 م]ـ
جزى الله خيرًا الأخ / طارق على هذه المعلومة، والتي قد أضحت غريبة في مدارسنا، ومناهجنا، ولم لا ونحن في زمن الغربة؟! بارك الله فيك.
وشكرًا للأخ / محمد ينبع الغامدي على التوضيح.
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[17 - 09 - 2009, 02:26 م]ـ
أخي محمدا
جزاك الله خيرا
ولكن اسمه الشائع في الكتب أسلوب الحكيم
والقصد: نسبة هذا الأسلوب المتميز في إجاباته للشخص الحكيم
ويجوز القول: الأسلوب الحكيم كما أوردتَ، وصفا للاسلوب بالحكمة.
أخي خالدا
شكري لك، وجزاك بمثل ما دعوتَ لنا
ـ[ابوعلي الفارسي]ــــــــ[17 - 09 - 2009, 05:01 م]ـ
قول الأستاذ طارق: أسلوب الحكيم، بالإضافة صحيح وقد اطرد في كتب العلماء وإليك الشواهد:
قال العباسي في معاهد التنصيص:
... والشاهد فيهما: القول بالموجب، ويسمى أسلوب الحكيم، ...
وفي التوقيف على مهمات التعاريف للمناوي:
أسلوب الحكيم ذكر الأهم تعنيفا للمتكلم على تركه الأهم.
وفي كتاب الكليات للكفوي:
.... ومن أسلوب الحكيم أيضا جواب النبي عليه الصلاة والسلام حين سئل عن قوله تعالى {وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم} ...
وفي خزانة الأدب للحموي الأزراري:
.. القول بالموجب ويقال له أسلوب الحكيم وللناس فيه عبارات مختلفة ...
أقول: وقولنا: (الأسلوب الحكيم) نصف فيه الأسلوب بالحكيم ولم يكن حكيما من غير أن يحكمه حكيم، ولذا جاز لنا أن نقول: أسلوب الحكيم نضيفه لمن أحكمه، فهما كالدالين على بعضيهما، ويشبه قولنا هذا ماورد في قوله تعالى: {ذَلِكَ جَزَاء أَعْدَاء اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاء بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ} فصلت28،أعني قوله تعالى: دار الخلد، قال الزمخشري في الكشاف:
فإن قلت: ما معنى قوله تعالى: {لَهُمْ فِيهَا دَارُ الخُلْدِ}؟ قلت: معناه أن النار في نفسها دار الخلد، كقوله تعالى: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21] والمعنى: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، وتقول لك في هذه الدار دار السرور. وأنت تعنى الدار بعينها.
والله العالم.
ـ[السامية للمعالي]ــــــــ[18 - 09 - 2009, 04:39 ص]ـ
أشكركم أيها الأخوة الإخوة
حمداً لله مناهجنا في السعودية ملمه ملمة بجميع علوم البلاغة
وأذكر درس الأسلوب الحكيم الذي ما زال عالق عالقابذهني إلى الآن.
ومن الأسلوب الحكيم قول ابن حجاج عبد الله بن أحمد البغدادي:
قال ثقلت إذ أتيت مرارا
قلت ثقلت كاهلي بالأيادي
قال طولت قلت أوليت طولا
قال أبرمت قلت حبل ودادي
انظروا إلى براعته في رفع الحرج عن صاحبه!
جزيتم خيراً.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - 09 - 2009, 01:56 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وهذا المبحث قد أفرده بالتصنيف ابن كمال باشا في رسالة صغيرة، حققها وزاد عليها كثيرا: د. محمد بن علي الصامل في كتابه (الأسلوب الحكيم دراسة بلاغية تحليلية)، وكتابه جيد في بابه.
وقد حقق المؤلف في هذا الكتاب (ص 25 وما بعدها) أن الصواب قولنا (الأسلوب الحكيم) بالوصف وليس بالإضافة، وذكر أن كل من استعملها بالإضافة من المعاصرين، وفي هذا نظر لما تفضل بنقله الأستاذ أبو علي الفارسي.
ولكن ينبغي أن يتحقق من هذه الكتب في مخطوطاتها؛ لأن المحققين كثيرا ما يغيرون النص الأصلي برأيهم من غير ركن وثيق يركنون إليه، والله المستعان.
(تنبيه)
لأحمد الهاشمي كتاب اسمه (أسلوب الحكيم في نهج الإنشاء القويم) وموضوعه في الإنشاء كما هو واضح ولا يختص بالمبحث الذي معنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[18 - 09 - 2009, 02:01 م]ـ
أخي أبا علي
جزاك الله خيرا على المداخلة والتوضيح
الأخت السامية للمعالي
جزاكِ الله خيرا على المداخلة والتمثيل
لكن أنا لي إلمام واسع بمناهج كثير من الدول العربية -بما فيها المنهج السعودي-ولم أجد فيها أسلوب الحكيم، ربما تقصدين منهج البنات، أما منهج البنين فيتفق معي الإخوة من السعودية بأنه خال من درس أسلوب الحكيم./ color][/b]
أخي أبا مالك
جزاك الله خيرا على التواصل والإفادة
ـ[ابوعلي الفارسي]ــــــــ[18 - 09 - 2009, 07:23 م]ـ
ثمة مصادر أخرى ورد فيها اسم هذا الأسلوب كما ورد عند الأستاذ طارق وإليكها:
1 - ورد في حاشية رد المختار لابن عابدين مانصه:
... والظاهر أن عدول الإمام ظهير الدين إلى ماقال من باب أسلوب الحكيم ....
وانظر الجزء الرابع أيضا ص393
2 - ورد في فتح الباري لابن حجرفي أكثر من موضع وإليك بعض تلك المواضع:
1 - ... وقال الطيبي صدر هذا الجواب منه صلى الله عليه و سلم عن قولها لم أعرفك على أسلوب الحكيم ...
2 - ... وهو أصل عظيم في اثبات القدر وقوله فيه اعملوا جرى مجرى أسلوب الحكيم أي الزموا ما يجب على العبد من العبودية ...
3 - ... قال الكرماني سلك مع السائل أسلوب الحكيم وهو تلقى السائل بغير ما يطلب مما يهمه أو هو أهم ...
وفي عمدة القاري للعيني الحنفي:
... قلت هو من باب أسلوب الحكيم ....
وفي شرح سنن النسائي للسيوطي: انظر ج5ص130
وفي تحفة الأحوذي لمحمد المباركفوري:
... (وقاربوا) أي اقتصدوا في الأمور كلها واتركوا الغلو فيها والتقصير يقال قارب فلان في أموره إذا اقتصد كذا في النهاية والجواب من أسلوب الحكيم أي فيم أنتم من ذكر القدر والاحتجاج به وإنما خلقتم للعبادة فاعملوا وسددوا
قاله الطيبي ...
وفيه: ... والوجه الثاني من الوجهين السابقين قريب من أسلوب الحكيم ...
وفي فيض القدير:
... فأجاب بقوله اعملوا وهو من أسلوب الحكيم ..
وفيه:
.. وهذا الجواب من أسلوب الحكيم ..
والله العالم ...
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[19 - 09 - 2009, 03:08 م]ـ
كفيت ووفيت أخي أبا علي
أشكر لك متابعتك وتوثيقك(/)
أسئلة لأهل البلاغة
ـ[شبل العودة]ــــــــ[14 - 09 - 2009, 07:31 م]ـ
السلام عليكم
و بعد
ارجو افادتي في الاسئلة التالية جزاكم الله خيرا
السؤال الاول
قال النبي صلى الله عليه وسلم هو الطهور ماؤه الحل ميتته)
قدم الخبر هنا مالغرض من ذلك
السؤال الثاني
قال تعالى: وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ
ما المحذوف هنا؟
وما تقديره؟
وما الغرض من الحذف؟
السؤال الثالث
قال تعالى:
وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ
ويقول وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُورًا
لماذا قال في الاولى يُطاف وفي الثانية يطوف؟
ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[15 - 09 - 2009, 06:14 ص]ـ
وعليكم السلام
أجيبك على السؤال الأوّل
ليس هناك تقديم وتأخير
فالطهور خبر المبتدأ الضمير السابق , وماؤه فاعل الصفة المشبّة " الطهور "
و (الحل ميتته) معطوف على (الطهور ماؤه)
ـ[بينو يدلع]ــــــــ[16 - 09 - 2009, 08:16 ص]ـ
يعطيك العافيه(/)
من سورة القدر
ـ[مهاجر]ــــــــ[16 - 09 - 2009, 08:37 ص]ـ
ومن قوله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)
فذلك جار على حد ما تقدم من التعظيم، بإسناد الفعل إلى ضمير: "نا" الدال على الفاعلين، والإنزال جملي من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة، أو هو بمعنى ابتداء النزول، عند من يقول بأن ابتداء نزول القرآن كان في ليلة القدر، لا أنه نزل فيها جملة إلى بيت العزة، فيكون من إطلاق الفعل وإرادة مبادئه، والتكنية عنه بضمير الغائب مع عدم تقدم ذكره جار مجرى: عود الضمير على غير مذكور، لنباهة ذكره فلا يفتقر إلى التصريح، فهو حاضر في القلوب والعقول بصورته العلمية كما هو حاضر في أعمال الجوارح بصورته العملية عند من صيره حاكما على كل أمره، مهيمنا على كل شأنه، فمن خبره يتعلم ولحكمه يصبر ويمتثل، فهو الهادي إلى العلم النافع الذي تعمر به القلوب وهو الهادي إلى العمل الصالح الذي تعمر به الجوارح، فبه صلاح الباطن العلمي والظاهر العملي، وما كان هذا شأنه في الهداية والبيان، فحري به ألا يفتقر إلى تقدم ذكر لفظي فهو مذكور ذهني على الدوام.
والقدر من: الشرف، فهي ليلة عظيمة الشأن، أو هو من القدر الذي يفرق في تلك الليلة، أو هو من الضيق إذ تضيق الأرض بما يتنزل من الملائكة، ولا مانع من حمل اللفظ على كل تلك المعاني الشريفات، فهو مما يثري السياق بتوارد المعاني على اللفظ الواحد على حد الاشتراك، لا سيما عند من يجوز تعدد دلالة المشترك فيعم كل معانيه، وإن كان الأصل عند جمهور الأصوليين ألا يعم المشترك كل معانيه بوضع واحد فهو دال عليها على حد البدل لا الشمول الجامع.
وقد صار اللفظ علما بالغلبة، على تلك الليلة بعينها فـ: "أل": لتعريف الجنس الذي ينزل منزلة العهد لغلبة هذا الاسم على تلك الليلة بعينها، على حد: "الكتاب" فهو علم بالغلبة على كتاب سيبويه رحمه الله، وعلى حد: "المدينة" فهو علم على المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام.
ثم جاء الاستفهام في معرض التفخيم لشأنها:
وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ
وعقب بالبيان الجزئي إمعانا في التشويق بالتدرج في ذكر فضائل تلك الليلة بخلاف ما لو ذكرت دفعة واحدة:
فـ: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ): وقد أظهر الاسم ثلاث مرات: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)، وحقه الإضمار في الموضعين الأخيرين، ولكنه أظهر مئنة من شرف تلك الليلة فحسن إبراز اللفظ الدال عليها وفي السياق من فنون البديع تناسب الأطراف في: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) على حد قوله تعالى: (مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ)، والمراد بالخيرية: خيرية العبادة، فيكون في السياق إيجاز بالحذف على تأويل: عبادة ليلة القدر خير من عبادة ألف شهر، ومن ثم حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه.
ثم جاء البيان الثاني:
تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ:
تنزل الملائكة: وفي إيراد المضارع استحضار للصورة إمعانا في بيان شرف تلك الليلة، فضلا عن دلالته على التجدد فإن ذلك أمر يتكرر كل عام، والفعل قد جاء على وزن: "تفعل" الدال على الكثرة، والكثرة هنا: كثرة آحاد نوع الفعل، فالتنزل في تلك الليلة بالرحمات والبركات: يتكرر حتى تضيق الأرض بكثرة ما نزل من الملائكة إليها على ما تقدم من وصف حمل القدر على الضيق. والمطرد من كلام أهل البلاغة في هذا الموضع قولهم: زيادة المبنى مئنة من زيادة المعنى.
وقد حسن الفصل في آيات: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)، و: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ)، و: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)، لكونها قد نزلت منزلة البيان لما تقدمها من إجمال: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ)، والصلة بين المجمل ومبينه وثيقة، فيكون ذلك على حد الفصل لشبه كمال الاتصال بين الطرفين.
ثم عطف الروح الأمين عليه السلام على الملائكة عطف خاص على عام تنويها بذكره ومئنة من شرفه وعظم قدره على حد قوله تعالى: (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ).
ثم جاء البيان الثالث على القول بخبرية الجملة:
سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ:
فـ: سلام هي: فتنكير المسند: "سلام" للتعظيم وقد قدم وحقه التأخير إرادة القصر والتوكيد وهو قصر ادعائي على تقدير: ما هي إلا سلام. كما ذكر ذلك صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله، ووجه كونه ادعائيا عدم الاعتداد بما يقع فيها من الشرور من الكفار والعصاة، فلغلبة السلامة على تلك الليلة صح الإخبار عنها بما يفيد الحصر تغليبا، فغالب أحوال أهل الأرض في تلك الليلة، لا سيما أهل الإسلام: السلامة.
وقال بعض أهل العلم هي إنشائية المعنى على تقدير: اجعلوها سلاماً بينكم، أي لا نزاع ولا خصام.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[19 - 09 - 2009, 03:33 م]ـ
جهد مشكور أخي مهاجرا
بارك الله فيك
أرجو ان نكون ممن وفق لقيام هذه الليلة المباركة
تقبل الله طاعاتك
وكل عام وأنتم بخير
ـ[مهاجر]ــــــــ[20 - 09 - 2009, 09:26 ص]ـ
وأنت بخير أيها الكريم وكل أعضاء المنتدى. تقبل الله منا ومنكم، وشكر الله لك مرورك وتعليقك الطيب وبارك في علمك وعملك وعمرك.
ـ[معلم متوسطه]ــــــــ[21 - 09 - 2009, 09:41 م]ـ
مشكور على هذا الجهد العظيم
كل عام وأنت بخير
ـ[طويل العمر]ــــــــ[28 - 09 - 2009, 02:58 ص]ـ
جهدمبارك اخي الكريم حفظك الله ورعاك
ـ[أحمد الرشيدي]ــــــــ[28 - 09 - 2009, 08:34 م]ـ
بارك الله فيك على ما اتحفت وأمتعت، ولعل لي عودة لأفيد منك في بعض ما قد يعن لي.
حفظك الله وأمتع بك
ـ[مهاجر]ــــــــ[30 - 09 - 2009, 05:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا على المرور والتعليق أيها الكرام الأفاضل.(/)
ما الفرق بين كلمتي إيجار وتأجير
ـ[رائد العراقي]ــــــــ[18 - 09 - 2009, 02:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما الفرق بين كلمتي إيجار وتأجير
وأيهما أصح
مع وافر الشكر(/)
مباركة بالعيد
ـ[المجيبل]ــــــــ[19 - 09 - 2009, 05:19 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أهل البالغة , أصحاب الأسلوب الراقي
أرجو من حضراتكم التكرم بتزويدي بصياغة مباركة للعيد (رسالة جوال) , تحتوي على دعاء , لعل الله يأجرنا ويأجركم.
الدعوة للجميع , بارك الله فيكم.
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[19 - 09 - 2009, 07:27 م]ـ
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=49710
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?p=371606
ـ[المجيبل]ــــــــ[19 - 09 - 2009, 07:57 م]ـ
بارك الله فيكم أستاذنا الفاضل , تقبل الله طاعتكم, و كل عام أنتم بخير.
ـ[عربي صريح]ــــــــ[01 - 11 - 2009, 11:02 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أهل البالغة, أصحاب الأسلوب الراقي
أرجو من حضراتكم التكرم بتزويدي بصياغة مباركة للعيد (رسالة جوال) , تحتوي على دعاء , لعل الله يأجرنا ويأجركم.
الدعوة للجميع , بارك الله فيكم.
أهل البلاغة، للتصحيح(/)
أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتأ
ـ[برناردشو]ــــــــ[24 - 09 - 2009, 08:22 ص]ـ
سؤالي حول الصورة البلاغية في الآية الكريمة
(أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه) سورة الحجرات (آية12)
وشكراً لكم أساتذتي
ـ[منصور سليمان]ــــــــ[04 - 11 - 2009, 08:48 م]ـ
أولا: في الآية الكريم أسلوب استفهام غرضه التوبيخ
ثانيا: الصورة تشبيه تمثيل
ـ[عمر المعاضيدي]ــــــــ[05 - 11 - 2009, 10:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا اعتقد اخي انه تشبيه تمثيل بل تشبيه ضمني
شبه الربا بأكل اللحم الميت لما فيه من القباحة والظلم
والله اعلم اعني قد يكون تمثيلا
ـ[الجانب المظلم]ــــــــ[22 - 12 - 2009, 06:09 ص]ـ
ألفت نظرك أخي ان المقصود ليس الربا ولكنها الغيبة. وشكرا
ـ[سنهور]ــــــــ[22 - 12 - 2009, 02:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
{أيُحب أحدُكم أن يأكلَ لَحْمَ أخيه مَيْتاً} هذا تمثيل وتصوير لما ينالُه المغتاب من عِرضِ المغتابِ على أفحش وجه.
وفيه مبالغات، منها: الاستفهام الذي معناه التقرير
، ومنها: فعلُ ما هو الغاية في الكراهية موصولاً بالمحبة،
ومنها: إسناد الفعل إلى {أحدكم} إشعاراً بأنَّ أحداً مِن الأحدين لا يُحبُّ ذلك،
ومنها: أنها لم يَقْتصر على تمثيل الاغتياب بأكل لحم مطلق الإنسان، بجعله أخاً للآكل، ومنها: أنه لم يقتصر على أكل لحم الأخر حتى جعله ميتاً. وعن قتادة: كما تكره إن وجدت جيفة مُدَوّدة أن تأكل منها:
كذلك فاكْرَه لحم أخيك. ه.
ولمَّا قررهم بأن أحداً منهم لا يُحب أكل جيفة أخيه عقَّب ذلك بقوله: {فكَرِهْتُموه} أي: وحيث كان الأمر كما ذُكر فقد كرهتموه، فكما تحققت كراهتُكم له باستقامة العقل فاكْرَهوا ما هو نظيره باستقامة الدين.
والاستفهام في {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً} تقريري لتحقق أن كل أحد يقر بأنه لا يحب ذلك، ولذلك أجيب الاستفهام بقوله {فكرهتموه}.
مثلت الغيبة بأكل لحم الأخ الميت وهو يستلزم تمثيل المولوع بها بمحبة أكل لحم الأخ الميت، والتمثيل مقصود منه استفظاع الممثل وتشويهه لإفادة الإغلاظ على المغتابين لأن الغيبة متفشية في الناس وخاصة في أيام الجاهلية.
فشبهت حالة اغتياب المسلم من هو أخوه في الإسلام وهو غائب بحالة أكل لحم أخيه وهو ميت لا يدافع عن نفسه، وهذا التمثيل للهيئة قابل للتفريق بأن يشبه الذي اغتاب بآكل لحم، ويشبه الذي اغتيب بأخ، وتشبه غيبته بالموت.
وفى الآية مبالغات كثيرة
: منها الاستفهام التقريري الذي لا يقع إلا على أمر مسلم عند المخاطب فجعلك للشيء في حيز الاستفهام التقريري يقتضي أنك تدعي أنه لا ينكره المخاطب.
ومنها جعل ما هو شديد الكراهة للنفس مفعولا لفعل المحبة للإشعار بتفظيع حالة ما شبه به وحالة من ارتضاه لنفسه فلذلك لم يقل: أيتحمل أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا، بل قال {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ}
ومنها إسناد الفعل إلى {أحد} للإشعار بأن أحدا من الأحدين لا يحب ذلك.
ومنها أنه لم يقتصر على تمثيل الاغتياب بأكل لحم الإنسان حتى جعل الإنسان أخا.
ومنها أنه لم يقتصر على كون المأكول لحم الأخ حتى جعل الأخ ميتا.
وفيه من المحسنات الطباق بين {أيحب} وبين {فكرهتموه}.
ـ[أمضي ونور الله يكفيني]ــــــــ[22 - 05 - 2010, 09:08 م]ـ
ممكن تعربون هذه الأيه:)(/)
سؤال من فضلكم
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[25 - 09 - 2009, 10:13 ص]ـ
السلام عليكم
قال الله تعالى {يخرج من بين الصلب والترائب}
السؤال: ـ
لماذا كلمة (الصلب) مفرد و (الترائب) جمع؟
ولكم جزيل الشكر
ـ[مهاجر]ــــــــ[25 - 09 - 2009, 04:05 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ولك جزيل الشكر.
هل لأن الصلب واحد فهو العمود الفقري وليس للإنسان منه إلا واحد، بخلاف الترائب فهي عظام الصدر التي بين الترقُوَتَيْن والثَّديين وهي متعددة؟.
والله أعلى وأعلم.(/)
(إن هذا لفي الصحف الأولى)
ـ[القيرواني]ــــــــ[27 - 09 - 2009, 09:33 م]ـ
السلام عليكم
أحبتي
أتمنى منكم تبيان الوجه البلاغي
في قوله تعالى
(إن هذا لفي الصحف الأولى)
حيث أنه قال .. الصحف الأولى .. ولم يقل الصحف الأول
مع العلم أن الصحف جمع ..
ودي وتقديري
..
ـ[طالب عربي]ــــــــ[23 - 10 - 2009, 09:36 م]ـ
وعليكم السلام أخي القيرواني
ولو أنني أجيبك في وقتٍ متأخرٍ جداً, ولكني وددت إفادتك
كلمة (الصحف) جمع تكسير, وجمع التكسير-كما جرى في الاستعمال العربي- يعود إليه الضمير المؤنث, كما قال تعالى: (لهم غرفٌ من فوقها غرف مبنية)
وكذلك يوصف بالمؤنث كما في قوله تعالى: (إن هذا لفي الصحف الأولى)
فذلك وجهٌ لغوي وليس بلاغي -كما أرى-
وفقكَ اللهُ وسدّد خطاكَ
والله تعالى أعلى وأعلم,,
ـ[السعراني]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 02:31 م]ـ
اخي القيرواني السلام عليكم ورحمة الله
بالنسبة لكلمة (اولى) ارى انها تعني اول الشيئ الذي لم يتداخل مع ما بعده من ذات الشيئ.
واما كلمة (اول) فأرى انها تعني الاجزاء الاقدم من الشيئ.
مثال:
السلالات الاولى من الفقاريات انقرضت (الديناصورات)
السلالات الاول من الجمال عاشت في جزيرة العرب.(/)
الإرادة (فأردت) (فأردنا) (فأراد ربك)
ـ[عبدالله الزنتاني]ــــــــ[28 - 09 - 2009, 12:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السادة الأعضاء المحترمين والإدارة الكريمة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا عبد الله الزنتاني من ليبيا و أنا عضو جديد في الموقع
انه يسرني ويسعدني أن أكون احد الأعضاء بهذا الموقع الكريم خدمة لله وكتابه العزيز راجيا من الله أن يتقبل منا ومنكم ومن جميع أهل الله وخاصته الذين كرسوا حياتهم في خدمة كتاب الله،
و أتقدم بهذا البحث إلى جميع أعضاء المنتدى و أهل اللغة والتفسير وبتوفيق من الله تعالي أولاً وبفضل الدروس التي تداع علي قناة دبي الفضائية بسم الدكتور احمد الكبيسي الكلمة وأخوتها في القرآن الكريم،
توصلت إلى عدة تفاسير وهي كالأتي:-
1 - حل ما أشكل في تفسير الإرادات في قصة سيدنا موسي عليه السلام والعبد الصالح.
2 - قاعدة جديدة بأذن الله لمعرفة الإرادة.
3 - كيف تعرف اسم الفعل من خلال الإرادة مع تفسير آية (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ)
4 - كيف نفرق بين القدرة والاستطاعة و الأمر و الإذن والفعل
وانتظروني في بحوث قادمة إن شاء الله (التفريق بين الإرادة والمشيئة) (قصة سيدنا يوسف عليه السلام والمراودة) بما تقر به الأعين.
و أرحب بأي استفسار و أي ملاحظة أو اقتراح
بسم الله الرحمن الرحيم
من قصص القران
موسى عليه السلام والعبد الصالح:-
تأملات في الإرادات
التمهيد:-
إن قصة موسى عليه السلام والعبد الصالح وقصة يوسف عليه السلام من قصص القرآن العظيم التي حارت فيها عقول علماؤنا من أهل اللغة والتأويل و في تعرضي لهذه القصتان الكريمتان و ذلك من أجل الوقوف على بعض الحالات والمعاني التي قد يوحى بها النص القرآني من حيث كان تعاملي مع هذا النص القرآني من خلال:-
1 - الجانب اللغوي لمعاني الكلمات العربية من حيث أن الكلمة في اللغة العربية لم تكن في كتاب الله إلا لتأدية المعنى الذي أراد جل شأنه إيصاله إلى عباده (ِ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ) (1) وقوله عز وجل (قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) (2)
2 - تتبع ما ورد في الأثر من أحداث وأفعال ونتائج.
3 - المنطق الذي تفرضه طبيعة الأحداث وذلك من جانبين:-
أ- الطبيعة الاعتيادية التي يشترك فيها عباد الله.
ب- الطبيعة الموهوبة وما تستلزم من دلالات وقدرات.
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله عز وجل (فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً) (3)
1 - الآية في قوله عز وجل (عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا) حاملة لدلالتها العامة التي تنساق على الخلق أجمعين من حيث القدرة.
2 - الآية في قوله عز وجل (آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً) حاملة لدلالتها الخاصة التي لا تنساق على الخلق أجمعين من حيث الرحمة والعلم الموهوبات.
من خلال هذا التمهيد في هذه القصة:
سوف نبدأ إن شاء الله البحث في هذه القصة وعلى الرغم من كل ما قيل عنها من المتدبرين وأهل اللغة و المفسرين فإن هناك رؤية جديدة نجد لها موضعاً صحيحا بين جميع ما قيل عنها و الاختلاف في إسناد فعل الإرادات فيه مرة إلى العبد الصالح في قوله عز وجل (فَأَرَدتُّ) ومرة إلى الجمع (فَأَرَدْنَا) ومرة إلى الله عز وجل (فَأَرَادَ رَبُّكَ)
النظر في ما آلت إليه الأفعال والنتائج في جميع الإرادات المذكورة وفي جميع الأحداث في قصة موسى عليه السلام و العبد الصالح
وقاعدة البحث: ربط النتائج مع الأسباب مع المصادر، و الآثار مع الأفعال مع المصادر للقدرة والاستطاعة
أولا:- إرادة خرق السفينة
(فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً) (4)
(أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً) (5)
نظرة إلى النتائج النهائية في إرادة خرق السفينة وهي كالأتي:-
1 - نتيجة عامة للإرادة وهي نجاة السفينة من الملك الغاصب.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - ظهور العيب على جسد السفينة.
3 - انصراف عين الملك الغاصب عن السفينة لوجود العيب عليها.
ربط الأفعال التي أدت إلى النتائج السابقة وهي كالأتي:-
1 - نجاة السفينة من الملك الغاصب
ويقابله مباشرة السبب في قول الله عز وجل (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً)
2 - ظهور العيب على جسد السفينة
و يقابله مباشرة فعل القدرة في قوله عز وجل (فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا)
3 - انصراف عين الملك الغاصب لوجود العيب على جسد السفينة
و يقابله مباشرة الاستطاعة في قوله عز وجل (وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً)
مصادر الأفعال التي أدت إلى ظهور النتائج:-
المصدر الأول:- السبب: ومصدره الرحمة في قوله عز وجل (فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا) (6)
المصدر الثاني:- القدرة: مصدرها العبد الصالح في قوله عز وجل (فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا)
المصدر الثالث:- الاستطاعة: مصدرها العلم في قوله عز وجل (وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً)
(نظرة خاصة)
فيما مدي صحة هذا التحليل وهل يؤيده المنطق العقلي أم لا؟ باستقرائنا لهذه الآيات نضع قاعدة وهي التطابق العقلي لكي نصل إلى نتيجة أكيدة لا تتنافي مع المنطق العقلي والعقدي.
ميزان قاعدة الفعل الإرادي:-
المصدر الأول:- وهي الرحمة في قوله تعالي (آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا)
وهي تتطابق عقلاً مع السبب في قوله تعالي على لسان العبد الصالح (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً)
المصدر الثاني:- وهي القدرة في قوله تعالي (فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا)
وهي تتطابق عقلاً مع الفعل في قوله تعالي (فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا)
المصدر الثالث:- وهي الاستطاعة في قول تعالي (َعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْما) ً
وهي تتطابق عقلاً مع علم العبد الصالح بالملك الغاصب في قوله تعالي (وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً)
مع انصراف عين الملك الغاصب عنها
الاستنتاج من قصة خرق السفينة:-
إن فعل الإرادة أسنده العبد الصالح إلى نفسه في قوله (فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا) بناء على ملكه المصدر والسبب والقدرة والاستطاعة.
ثانيا:- إرادة قتل الغلام
(فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَاماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً) (7)
(وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً) (8)
النتائج النهائية في إرادة قتل الغلام:-
1 - النتيجة العامة للإرادة نجاة أبوي الغلام من الإرهاق طغيان و كفرا في المستقبل.
2 - وجود الغلام قتيل.
3 - منع الضرر الذي كان سوف يقع من الغلام على أبويه المؤمنين في المستقبل.
ربط الأفعال التي أدت إلى ظهور النتائج:-
1 - نجاة أبويه المؤمنين من الإرهاق طغيان و كفرا في المستقبل
ويقابله مباشرة السبب في قوله عز وجل (وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً) (9)
2 - وجود الغلام قتيل
ويقابله مباشرة فعل القدرة في قوله عز وجل (فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَاماً فَقَتَلَهُ)
3 - منع الضرر الذي كان سوف يقع من الغلام على أبويه المؤمنين في المستقبل
ويقابله مباشرة الاستطاعة في قوله عز وجل (فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً)
مصادر الأفعال التي أدت إلى ظهور النتائج:-
المصدر الأول:- السبب مصدره الرحمة في قوله عز وجل (آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا)
المصدر الثاني:- القدرة مصدرها العبد الصالح في قوله عز وجل (عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا)
(يُتْبَعُ)
(/)
المصدر الثالث:- الاستطاعة مصدرها العلم في قوله عز وجل (َعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً)
ميزان القاعدة:-
المصدر الأول:- وهي الرحمة في قوله عز وجل (آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا)
وهي تتطابق عقلاً مع السبب في قوله عز وجل (وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً)
المصدر الثاني:- وهي القدرة في قوله عز وجل (عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا)
وهي تتطابق عقلاً مع الفعل في قوله عز وجل (َفَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَاماً فَقَتَلَهُ)
المصدر الثالث:- وهي الاستطاعة في قوله عز وجل (وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً)
وهي تتطابق عقلاً مع علم العبد الصالح في قوله عز وجل (َخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً)
ثالثا:- إرادة استبدال الغلام
النتائج النهائية في إرادة الاستبدال:-
1 - النتيجة العامة للإرادة غلام بدل الغلام الأول سوف يكون صالحاً ورحيماً بأبويه المؤمنين في المستقبل.
2 - بداية خلق جديد بين الأب والأم المؤمنين.
3 - هداية الغلام وصلاحه بما ينفع أبويه المؤمنين في المستقبل.
ربط الأفعال التي أدت إلى النتائج:-
1 - غلام بدل الغلام الأول سوف يكون صالحاً ورحيماً بأبويه المؤمنين في المستقبل
و يقابله مباشرة السبب في قوله تعالي (وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً) (10)
2 - بداية خلق جديد بين الأب والأم المؤمنين
ويقابله مباشرة فعل القدرة في قوله تعالي (فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا)
3 - هداية الغلام وصالحه بما ينفع أبويه المؤمنين
ويقابله مباشرة الاستطاعة في قوله تعالي (خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً)
مصادر الأفعال التي أدت إلى النتائج:-
المصدر الأول:- السبب مصدره الرحمة في قوله الله عز وجل (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) المصدر الثاني:- القدرة مصدرها الخالق في قوله عز وجل (نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً)
المصدر الثالث:- الاستطاعة مصدرها الهداية في قولهعز وجل (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)
ميزان القاعدة:-
المصدر الأول:- وهي الرحمة في قوله عز وجل (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (11)
وهي تتطابق عقلاً مع السبب في قوله عز وجل (وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً)
المصدر الثاني:- وهي القدرة في قوله عز وجل (نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً) (12)
وهي تتطابق عقلاً مع الفعل في قوله عز وجل (أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا)
المصدر الثالث:- وهي الاستطاعة في قوله عز وجل (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (13)
وهي تتطابق عقلاً مع الهداية في قوله عز وجل (أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً)
الاستنتاج من الإرادتين:-
نلاحظ أن الفعل الإرادي أسنده إلى فاعلين في قوله (فَأَرَدْنَا) و إلى سبب في قوله (َفَخَشِينَا) بناء على وجود فاعلين في إرادتان قتل غلام وخلق غلام، قتل أدَّ إلى منع ضرر عن المؤمنين وخلق أدَّ إلى جلب نفع إلى المؤمنين.
رابعاً:- إرادة بناء الجدار وحفظ الكنز
في قوله تعالي (فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً) (14)
(يُتْبَعُ)
(/)
(وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً) (15)
النتائج النهائية في إرادة بناء الجدار:-
1 - النتيجة العامة للإرادة حفظ الكنز من عوامل التعرية، إلى أن يبلغا اليتيمين أشدهما.
2 - هدم الجدار وإعادة بنائه.
3 - استخراج اليتيمين الكنز بعد أن يبلغا أشدهما.
ربط الأفعال التي أدت إلى النتائج:-
1 - حفظ الكنز من عوامل التعرية، إلى أن يبلغَ اليتيمين أشدهما
ويقابله مباشرة السبب في قوله عز وجل (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحا)
2 - هدم الجدار وإعادة بنائه
ويقابله مباشرة فعل القدرة في قوله عز وجل (فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً)
3 - استخراج اليتيمين الكنز بعد أن يبلغا أشدهما
ويقابله مباشرة الاستطاعة في قوله عز وجل (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا)
مصادر الأفعال التي أدت إلى النتائج:-
المصدر الأول:- السبب مصدره الرحمة في قوله عز وجل (رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ)
المصدر الثاني:- القدرة مصدرها الفاعل في قوله عز وجل (عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا ُ)
المصدر الثالث:- الاستطاعة مصدرها الولاية في قوله عز وجل (إِنَّ وَلِيِّيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ً)
ميزان القاعدة:-
المصدر الأول:- وهي الرحمة في قوله عز وجل (رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ)
وهي تتطابق عقلاً مع السبب في قوله عز وجل (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وََكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً).
المصدر الثاني:- وهي القدرة في قوله عز وجل (عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا)
وهي تتطابق عقلاً مع الفعل في قوله عز وجل (فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ)
المصدر الثالث:- وهي الاستطاعة في قوله عز وجل (إِنَّ وَلِيِّيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ً)
وهي تتطابق عقلاً مع الولاية في قوله عز وجل (وََكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا)
الاستنتاج في قصة بناء الجدار:-
ولقد اسند العبد الصالح إرادة بناء الجدار وحفظ الكنز إلى رب اليتيمين بناء على أن الرحمة كانت السبب في الفعل وكان بناء الجدار فعل وكانت الاستطاعة تولى الصالحين أي جزاء.
والمنطق التسلسلي في الفعل الإرادي السبب والقدرة والاستطاعة ثم يأتي الأمر بتنفيذ الفعل كماً وكيفاً.
فقال العبد الصالح لسيدنا موسى عليه السلام (فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا) (رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ) (وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي) ويعني بذلك بناء الجدار أي فعل القدرة.
خلاصة البحث:-
نستخلص من هذا البحث:-
التسلسل المنطقي والعقلي للأفعال الإرادية على هذا الترتيب
تتكون الإرادة من ثلاث عناصر رئيسية وهي (السبب) (القدرة) (الاستطاعة) ولا يطلق على أي فعل كلمة إرادة إلا بهذه العناصر الثلاثة وإذا توفرت هذه الثلاث عناصر عند إنسان عاقلاً أحدث شيئاً يسمى:
الأمر:- بتنفيذ الفعل وهو عملية إدارة الفعل عقلاً كماً وكيفاً بناء على القدرة والاستطاعة ثم يأتي بعدها:
الإذن:- ويعني بالإذن السماح بمباشرة الفعل وما كان لفعل إن يقع إلا بأذن الله ثم يأتي من بعده:
الفعل:- وهو تنفيذ الأمر والشروع في الفعل بالقدرة و الاستطاعة ثم يأتي بعده:
الكسب:- وهو النتيجة النهائية للفعل الإرادي ويظهر فيه الثلاثة عناصر متناسقة معاً السبب والقدرة و الاستطاعة.
أمثلة من كتاب الله عز وجل:-
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً:- الإرادة تم شرح الإرادة.
ثانياً:- الأمر قال الله عز وجل (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (16) والأمر جاء بناء على وجود سبب وقدرة واستطاعة أي إرادة وفعل الله كلمة واحدة (كن) فيكون.
ثالثاً:- الإذن في قول الله عز وجل (يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ) (17)
وهذا يعني أن الذي يريد الكلام عنده سبب وقدرة واستطاعة أي إرادة وأمر بمباشرة الفعل ولكن الله تبارك و تعالى يوقف الإذن يعني الفعل وهو السماح بالكلام.
رابعاً:- الفعل في قول الله عز وجل (ُ فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا) وفعل الخرق جاء بناء على الأمر و نفده بالقدرة والاستطاعة القدرة أثرها في وجود الخرق على جسد السفينة والاستطاعة أثرها في العلم بانصراف عين الملك عنها.
خامساً:- الكسب في قول الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ) والكسب هو نتائج الفعل المبنى على القدرة و الاستطاعة
تكوين الأفعال ومسمياتها العربية:-
فمن خلال هذا البحث عرفنا بفضل الله سبحانه وتعالى كيف ومما تتكون الإرادة بما لا يدعو للشك في تفسير الإرادات في قصة العبد الصالح وسيدنا موسى عليه السلام
وخرجنا من هذا البحث بأن الإرادة تتكون من ثلاثة عناصر رئيسية السبب والقدرة والاستطاعة ومن خلال هذه العناصر الثلاثة سوف نعرف إن شاء الله الأسماء العربية للأفعال والكلمات مما اشتقت وكيف استعمالها في التعبير اللغوي:
أولاً:- إذا حدث فعل وتكون من القدرة والاستطاعة و أدي إلى نتائج بدون وجود السبب يطلق على الفعل (عبث)
مثال:- في قوله عز وجل (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ) (19)
وسبب الخلق في قوله عز وجل (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (20)
وفي قوله عز وجل (أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ) (21) ويعني بذلك عدم وجود السبب للفعل.
ثانياً:- و إذا وجد سبب بدون وجود قدرة و استطاعة للفعل يطلق عليه عربياً (عجز) والقدرة و الاستطاعة بمثابة الجناحين للفعل الإرادي.
قال عز وجل (اَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِير) (22) عليم من حيث الاستطاعة قدير من حيث القدرة على الفعل وقدم عليماً على قدير لأن العلم يسبق الفعل.
قال عز وجل (َبَعَثَ اللّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ)) المائدة: 31] وفي هذه الآية يشير إلى كلمة العجز في الفكرة كـ استطاعة (كَيْفَ يُوَارِي) و كلمة البحث في الأرض كـ قدرة (يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ)
وإذا كانت القدرة غير كافية يطلق عليه عربياً (ضعف) في قوله عز وجل (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاء فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) (23) لكونهم غير قادرين على إعادة زراعتها من جديد
ثالثاً:- إذا وجد السبب والقدرة فقط مع فقد الاستطاعة يطلق عليه عربياً (الهم)
وإذا حدث فعل وباشره بوجود سبب وقدرة بدون وجود الاستطاعة يطلق على الفعل (هم بـ) في قوله عز وجل (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) (24) وهنا أشارة إلى الشروع في الفعل بعدم وجود الاستطاعة من الطرفين مع اختلاف السبب، وإذا كثر وتعدد الهم والحزن يطلق عليه الكرب
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا فقدت الشيء الذي أنت مهموم منه يطلق على هذه الحالة الحزن ومنه يطلق على كل فاقد لعزيز حزين ولا يطلق عليه مهموم
وسوف يأتي الكلام عن هذا في بحث قصة يوسف المراودة
رابعاً:- إذا حدث فعل بوجود السبب والقدرة والاستطاعة وكانت النتائج لا تتوافق مع السبب يطلق عليه عربياً (خَطَئاً) في قوله عز وجل (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَئاً وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مْؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةً فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللّهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً) (25)
وإذا حدث فعل بوجود سبب وقدرة واستطاعة وكانت النتائج متوافقة مع السبب والسبب غير مشروع يطلق على الفعل عربياً (خِطْءاً)
في قوله عز وجل (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءاً كَبِيراً) (26)
خامساً:- إذا حدث فعل بوجود سبب وقدرة والاستطاعة ولم يصل إلى تحقيق النتائج يطلق عليه عربياً (فشل) في قوله عز وجل (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) (27)
ونستخلص من هذا البحث في أسماء الأفعال
أن الأفعال الرئيسية تتكون من ثلاثة أفعال وهي
1 ـ الفعل الإرادي وهو يتكون من (السبب و القدرة و الاستطاعة) مثال قوله عز وجل (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)
2 ـ الفعل العبث وهو يتكون من """""" (القدرة والاستطاعة) مثال قوله عز وجل (أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ) (21)
3 ـ الفعل الهم وهو يتكون من (السبب والقدرة) """""" مثال قوله عز وجل (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ)
ملخص البحث عرفنا من خلال هذا البحث كيف ومما تتكون الإرادة ومتى يطلق عليه اسم الإرادة واستخلصنا منها أسماء الأفعال وضربنا لها الأمثال بما لا يدعو للشك على صحة ودقة البحث
والسؤال المطروح: ـ ما معنى المشيئة؟ حيت نجد كثير من الآيات مرة تأتى إرادة ومرة تأتى مشيئة مثال قول الله عز وجل (وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيد) وكيف نفرق بين المشيئة والإرادة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبد الله الزنتاني
26/ 9/2009
بريد الكتروني
ayyoobabdulla***********
(1) سورة النحل: الآية 103.
(2) سورة الزمر: الآية 28.
(3) سورة الكهف: الآية 65.
(4) سورة الكهف: الآية 71.
(5) سورة الكهف: الآية 79
(6) سورة الكهف: الآية 65.
(7) سورة الكهف: الآية 74.
(8) سورة الكهف: الآية 80 - 81.
(9) سورة الكهف: الآية 80.
(10) سورة الكهف: الآية 80.
(11) سورة النور: الآية 56
(12) سورة الإنسان: الآية 28
(13) سورة القصص: الآية 68
(14) سورة الكهف: الآية 77.
(15) سورة الكهف: الآية82.
(16) سورة يس: الآية 82.
(17) سورة هود: الآية 105.
(19) سورة المؤمنون: الآية 115.
(20) سورة الداريات: الآية 56.
(21) سورة الشعراء: الآية 128.
(22) سورة فاطر: الآية 44.
(23) سورة البقرة:: الآية 266.
(24) سورة يوسف: الآية 24.
(25) سورة النساء: الآية 92.
(26) سورة الإسراء: الآية 31.
(27) سورة آل عمران: الآية 152.
(21) سورة الشعراء: الآية 128.(/)
سؤالي بلاغي في سورة النساء
ـ[حسين حبيب]ــــــــ[29 - 09 - 2009, 12:52 م]ـ
السلام عليكم
قال تعالى: لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الاخر اولئك سنؤتيهم اجرا عظيما
ما هو وجه البلاغة في كلمتي " المقيمين والمؤتون "
ولماذا لم ياتي بدله كلمتي " المقيمي والمؤتوا "
ممكن التوضيح مع الشكر الجزيل
ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[29 - 09 - 2009, 05:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نصبت المقيمين على المدح تنبيها على خصوصية الصلاة وفضل إقامتها وأدائها على الوجه الصحيح.
إضافة المقيمين إلى الصلاة لو قيل المقيمي الصلاة، وكذلك إضافة المؤتون إلى الزكاة لو قيل المؤتو الزكاة، إضافة لفظية لا تفيد سوى التخفيف اللفظي بحذف النون، وربما - والله تعالى أعلم بمراده - كان بقاء النون هنا (في المقيمين والمؤتون) يعطي جمالا صوتيا وجرسا نغميا للتشاكل بين الكلمات (الراسخون، المؤمنون، يؤمنون، والمؤمنون) وقد جمع كلام ربنا جمال المعنى والشكل.
هذا والله تعالى أعلم بمراده، وأستغفره تعالى إن كان في قولي جرأة على القول في كلامه بالرأي.
ـ[ابوعلي الفارسي]ــــــــ[29 - 09 - 2009, 07:29 م]ـ
قال الدكتور السامرائي في لمساته البيانية:
لماذا جاءت كلمة (المقيمين) منصوبة في قوله تعالى (لَّكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً {162})؟
الآية جاءت في سورة النساء وهذا ما يُعرف بالقطع في القرآن الكريم. والقطع يكون في النعوت وفي المتعاطفات. يُقطع مع المرفوع منصوب أو هذا منصوب فيأتي بصيغة مرفوعة أو منصوبة فنقول: مررت بزيدٍ العالمِ، العالمُ، العالمَ) وهذا يُسمى قطع في النعت.
القطع في العطف يُقطع الأمر المهم في المدح وهي تدلّ على أن الأمر المقطوع هو أمدح أو أخصّ وفي الآية التي بين أيدينا (المقيمين الصلاة) هم أعلى المذكورين والصلاة هي أعلى العبادات. (والمقيمين الصلاة) معطوفة على مرفوع (لكن الراسخون في العلم) هي الأصل و (المقيمين الصلاة) نصب على رفع أما باقي المعطوفات فهي مرفوعة (والمؤتون الزكاة، والمؤمنون بالله، والمؤمنون).
وقال في موضع آخر:
القطع أكثر ما يكون في أمرين: في النعت والعطف بالواو. والقطع هو تغيير الحركة التي ينبغي أن يكون عليها التابع. الأصل في الصفة (النعت) أن يتبع الموصوف بالإعراب (مرفوع - مرفوع، منصوب - منصوب، أو مجرور - مجرور. أما الأصل في العطف بالواو أن يتبع المعطوف بالواو ما قبله بالحركة الإعرابية.
أحياناً تغيّر العرب الحركة فتأتي بعد المرفوع بمنصوب وبعد المنصوب بمرفوع وبعد المجرور بالرفع أو النصب (في النعت) وعندما تتغير الحركة يتغير الإعراب. مثال على النعت:
أقبل محمد ٌ الكريمَ - رأيت محمداً الكريمُ - مررت بمحمدٍ الكريمُ أو الكريمَ
وهذا الأمر يجري في العطف أيضاً كما في قوله تعالى (والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين) (لكن الراسخون في العلم والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة) المقيمين (قطع)
لماذا يستخدم أسلوب القطع؟ هو ليس بالأصل أسلوباً قرآنياً ابتدعه القرآن لكنه أسلوب عربي موجود في اللغة، والقطع له شروط لكن لماذا تقطع العرب؟ تقطع العرب لسببين:
الأول: لتنبيه السامع وإيقاظ ذهنه إلى الصفة المقطوعة، والمفروض في الصفة أن تأتي تابعة لحركة الموصوف فإذا تغيرت الحركة انتبه السامع. وهذا دليل على أن الموصوف قد بلغ حداً في هذه الصفة يثير الاهتمام ويقتضيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
والثاني أن القطع لا يكون إلا إذا كان السامع المخاطَب يعلم من اتّصاف الصفة بالموصوف التي يذكرها المتكلم أو يقطعها. مثال: إذا قلنا مررت بمحمد الكريمِ (السامع قد يعلم أو لا يعلم أن محمداً كريم فيُعطى السامع معنى جديداً لم يكن يعلمه). وإذا قلنا: جاء خالدٌ الكريمَ فلا بد أن يكون السامع على علم أن خالدا كريم أي اشتهر بهذه الصفة حتى عُلِمت عنه. والقطع في هذه الحالة يُفيد أن المخاطَب يعلم من اتصاف الموصوف ما يعلمه المتكلم فإذا كان مادحاً كان أمدح له وإذا كان ذامّاً كان أذمّ له.
ما قيمة هذا القطع في اللغة؟ في المدح والذمّ عندما يوصف شخص بالكرم فهو مشهور بالكرم ولا يخفى كرمه على أحد وقد يكون الشخص كريماً لكن لا يعرفه أحد. فإذا كان المدح بالقطع يكون أمدح للشخص بمعنى أنه بلغ من الخصال الكريمة ما لا يخفى على أحد فيكون أمدح له. فإذا كان في حالة الذّم فيكون أذمّ له. كما في قوله تعالى في سورة المسد (وامرأتُهُ حمالةَ الحطب) ذمّ الله تعالى امرأة أبي لهب مرتين مرة بالقطع لأن الكل يعلم بصفاتها ثم ذمّها بصيغة المبالغة في كلمة (حمّالة) على وزن فعّالة وهكذا جاء الذمّ بالقطع هنا أذمّ لها لما كانت تلحقه من أذى برسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقد أعرب بعض النحاة كلمة (حمّالة) على أنها خبر لمبتدأ (امرأته) والآخرون أعربوها على أنها صفة وهذا عليه اعتراض ظاهر لأنه لا يمكن أن تكون صفة بحسب القواعد النحوية لأنّ حمّالة الحطب هي إضافة لفظية يعني إضافة صيغة المبالغة إلى معمولها يعني نكرة (وامرأته) معرّفة فكيف نصف المعرفة بالنكرة؟ هذه يقال فيها إنها إضافة لفظية. إذا قلنا: رأيت رجلاً طويلَ القامة (طويل القامة هي صفة لفظية) وإذا قلنا: رأيت الرجل الطويل القامة (الطويل القامة هي موصوف لمعرفة). والإضافة اللفظية هي إضاقة اسم الفاعل واسم المفعول إذا كانا دالّين على الحال أو الاستقبال إلى معمولهما، إضافة الصفة المشبهة والمبالغة إلى معمولهما دون تحديد الزمن مثال: أقبل رجلٌ مصري المولد (مصري المولد إضافة لفظية وبقيت نكرة) وإذا قلنا: مررت برجل مصري النشأة (موصوف لنكرة وتُعرب نعتا) وإذا قلنا: مررت بالرجل المصري النشأة (المصري النشأة نعت موصوف لمعرفة) وفي العودة إلى آية سورة المسد (حمالة الحطب) مفعول به لفعل محذوف تقديره أذّمّها.
ما الحكم النحوي في القطع؟ في المدح والذمّ والترحّم يُحذف وجوباً فعند الإعراب يُعرب خبر لمبتدأ محذوف (إذا كان مرفوعا) ونقول محذوف وجوباً وإذا كان في غير حالة يكون جوازاً. وفي النصب يكون مفعولا به لفعل محذوف وجوباً في المدح والذمّ والترحّم وفي غير ذلك يكون جوازاً.
في سورة النساء آية 162 (لَّكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا) القطع هنا في كلمة (المقيمين الصلاة) لأهمية الصلاة فهي أهمّ من كل الأعمال.
وفي سورة البقرة آية 177 (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) قطع كلمة الصابرين للأهمية وللتركيز على الصابرين. إذن القطع جاء هنا لما هو أهمّ. والمنصوب في القطع يُعرب مفعولا به لفعل محذوف.
ملاحظة: يبدو أن كلام الدكتور نقل من لفظه لا من خطه، وهذا مافي المصدر مع التصحيح لما ورد في المصدروالله العالم.
ـ[الحطيئة]ــــــــ[29 - 09 - 2009, 07:32 م]ـ
السائل بارك الله فيكما لا يسأل عن النصب و الرفع و إنما يسأل عن فائدة بقاء النون في المعنى
أي ما فضل ثبوت النون على حذفها بلاغة لا نحوا!!؟؟
ـ[راجي مغفرة ربه]ــــــــ[01 - 10 - 2009, 08:54 ص]ـ
السائل بارك الله فيكما لا يسأل عن النصب و الرفع و إنما يسأل عن فائدة بقاء النون في المعنى
أي ما فضل ثبوت النون على حذفها بلاغة لا نحوا!!؟؟
لو تأملت بارك الله فيك جواب أبي عبد القيوم لوجدته أجاب عن السؤالين نحوا وبلاغة، إجابة وافية في إيجاز وتركيز. وخير الكلام ما قل ودل.
ـ[هادية الجزائري]ــــــــ[01 - 10 - 2009, 12:51 م]ـ
شكرا اخي على السؤال والشكر الجزيل لاخي المجيب فقد عمت الفائدة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحامدي]ــــــــ[02 - 10 - 2009, 05:13 ص]ـ
سبق أن نوقش الموضوعُ نحويًّا في الرابط الآتي:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=17875
ـ[محمد منذر حرفوش]ــــــــ[11 - 10 - 2009, 10:46 م]ـ
شكراً لكم بارك الله فيكم(/)
المصباح في شرح المفتاح
ـ[الباحث السلفي]ــــــــ[01 - 10 - 2009, 01:52 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتي من يساعدني في الحصول على كتاب (المصباح في شرح المفتاح) للسيد الشريف الجرجاني؟؟؟؟ ضرووووووووري
ومن يخبرني عن كيفية التواصل مع العضو: دكتور منعم أو يزودني بمعلومات عن الدكتور منعم؟؟ وشكرا ...
ـ[الباحث السلفي]ــــــــ[03 - 10 - 2009, 02:39 م]ـ
أو حاشية الجرجاني على المطول للتفتازاني محققة تحقيق علمي
ـ[الباحث السلفي]ــــــــ[06 - 10 - 2009, 02:01 م]ـ
سبعون مرة شوهد, ولا يوجد ولو رد واحد!!!!
ـ[طارق السماء]ــــــــ[16 - 10 - 2009, 11:20 م]ـ
شك1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - را
ـ[طارق السماء]ــــــــ[11 - 11 - 2009, 05:01 م]ـ
ثشك1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - را
ـ[الباحث السلفي]ــــــــ[22 - 12 - 2009, 11:43 ص]ـ
:::
الحمد لله لقد تحصلتُ على:
1 - المصباح في شرح المفتاح للسيد الشريف الجرجاني.
2 - مفتاح المفتاح للخلخالي.
فمن يريدهما فليراسلني ... وبالله التوفيق,,,
ـ[أحمد الحلبي]ــــــــ[06 - 01 - 2010, 04:51 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
الأخ الباحث السلفي
أنا في أمس الحاجة إلى المصباح في شرح المفتاح أرجو إعلامي إن كان بالإمكان تزويدي بنسخة من الكتاب
ولكم الشكر الجزيل
ـ[الباحث السلفي]ــــــــ[07 - 01 - 2010, 07:13 م]ـ
راسلني على الإميل
ـ[ياسين التميمي]ــــــــ[20 - 07 - 2010, 05:35 م]ـ
السلام عليكم كيف حالك اخي الباحث السلفي اسال الله ان تكون باحسن حال اخي الكريم: اذا كان بالامكان تزويدي بكتاب 1 - المصباح في شرح المفتاح للسيد الشريف الجرجاني.
ولك وافر الشكر والعرفان اخوك التميمي(/)
طلب من الاخوة الفضلاء، نظم البلاغة مشروح للحفظ
ـ[الحقيقة والمجاز]ــــــــ[03 - 10 - 2009, 01:18 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين،
طلب من الاخوة الفضلاء، نظم البلاغة مشروح من قبل اهل العلم، وايضا كتب تهتم بعلوم البيان والبديع والمعاني.
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[03 - 10 - 2009, 10:53 م]ـ
سيكون في الأسابيع القادمة إن شاء الله
بارك الله فيك أخي(/)
التفريق بين الإرادة والمشيئة
ـ[عبدالله الزنتاني]ــــــــ[04 - 10 - 2009, 08:06 م]ـ
(كيف نفرق بين الإرادة والمشيئة)
الحمد لله رب العالمين: هذه المسألة من أجل المسائل الكبار التي تكلم فيها الناس وأعظمها شعبا وفروعا، وأكثرها شبها ومحارات بين أهل العلم وأقوم ما أقول وبعون الله وتوفيقه في المشيئة والإرادة بين إرادة العبد و مشيئته و إرادة الرب و مشيئته هذا التفريق.
أذا كانت الإرادة تبدأ من الأسباب فإن المشيئة تبدأ من الأفعال الممتدة من نفس الأسباب العمومية.
(وهذه القاعدة للبحث)
1: كل فعل يبدأ العزم بالشروع فيه من منطلق الأسباب العامة بالقدرة والاستطاعة يطلق عليه إرادة ويعني بالأسباب عموم الشيء المحرك للفعل، (ابتداء)
مثال: قول الله تعالى (وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ) (التوبة:46) مثال: الشعور بالحاجة إلى الطعام عند الإنسان ويطلق عليه سبب فالجسم يحتاج إلى عدة أنواع من الطعام وعند الشعور به يطلق عليه الاسم العام وهو الجوع، وغذاء الجسم يتكون من عدة أنواع من المركبات حسب حاجة الجسم من صنف الغذاء كماً و كيفاً.
2: وكل شيء يبدأ من الشروع في الفعل الممتد من نفس السبب يطلق عليه مشيئة مثل تحديد النوع والكم وما يترتب عليه من التقدير حسب القدرة و الاستطاعة للفاعل.
فإن السبب و النتيجة في أغلب الأفعال عامتان وما بينهما يحدث تطبيق الفعل بـ (القدرة و الاستطاعة) و يحدث بينهما التقدير والتنوع وغيره حسب مطلب السبب وهذه العلاقة بين الإرادة و المشيئة.
مثال: قول الله تعالى (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ) والسماوات و الأرض جعلها الله وعاء لجميع المخلوقات وقوله تعالى يخلق ما يشاء يعني بالتنوع في المخلوقات و فعل المشيئة التنوع ممتد من السبب العمومي وهو كون الله تعالى أراد إيجاد العالمين وليس إرادة منفصلة جديدة ثم قال تعالى (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً) وفعل الهبة على قدر الاستحقاق و تحدث بسبب الالتقاء بين الذكور والإناث والالتقاء سبب لإيجاد الخلق فقط, و أما التنوع بين الذكور و الإناث مشيئة ممتدة من نفس السبب العمومي وهو إيجاد العالمين والفعل في تحديد النوع إناث وذكور واقع بين عاملين مشتركين الاستطاعة والقدرة التي أشار إليها في نهاية الآية (العليم القدير) وكونه عليم هذه استطاعة وكونه قدير هذه القدرة وممتدة من نفس عموم السبب, وأساس الكون بما فيه من مخلوقات ونظام و قضاء وتقدير من الذرة إلى المجرة هو دولة الله إن صح التعبير، وهو الذي أنشأه و فعل الله فيه (إنا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ... وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) (القمر 49*50) (َاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (النور: 45) وكل هذا التنوع في الخلق لهُ مصدر رئيسي وهو إيجاد العالمين.
وهذه إرادة الله ومشيئته الله في الكون والخلق يفعل ما يريد من منطلق السبب ويخلق ما يشاء من منطلق الفعل، وهي تمتد من عموم السبب بالقدرة و الاستطاعة المطلقة كن فيكون, (الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً) (الفرقان: 2)
وإرادة العباد ومشيئتهم تبدأ بهذه الكيفية وعلى هذا الترتيب:
(اِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً ... إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً)
حرية الإرادة و المشيئة الملزمة للعباد:- هي الحرية التي ارتضاها الله لعباده وشاء أن تكون لهم لتصبح حجة عليهم أمام الله عند الحساب، فجعل سبحانه وتعالى بتلك الحرية التزام عليه حتى لو كانت تلك الحرية السبيل لكفرهم به، و نوجز في بعض الآيات:
(يُتْبَعُ)
(/)
(قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا ... وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولا)
(وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)
(وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ)
(قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ)
(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)
(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ)
وهذه الآيات مبينة لموقع المشيئة والإرادة التي منحها الله لعباده (وهي حرية الإرادة والمشيئة)
وعلى هذه الحرية يحاسب الله العباد على أفعالهم وقسمها إلى قسمين
القسم الأول: الآيات البينات لمن يريد الهداية من العباد وهذه الهداية الدالة على الإيمان:
(وَكذلكَ أَنزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ) أي آيات بينات و البينات جمع بينة وهي الدليل القطعي الذي يثبت صدق الرسالة بدون أدنى شك وهو السبب للذي يريد الهداية من العباد وهذه هداية الدلالة الدالة على صدق الكتاب الذي تستمد منه الأفعال، وكلمة (كذلك) في كتاب الله تأتي مبينة للسبب، وكل عزم على الفعل يبدأ من منطلق السبب يطلق عليه (أراد, يريد) فأراد مبينة لنوع الفعل و يريد مبينة للسبب الذي يقوم عليه الفعل, وتأتي في كتاب الله أَرَادَ لصيغة المفرد أَرَدْنَا للمثنى أَرَادُواْ للجمع، يُرِيدُ للمفرد يُرِيدَانِ للمثنى وَيُرِيدُونَ للجمع، وهذا ما عنى الله تعالى بقوله (َوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ) أشار إلى وجود السبب الذي ترتب عليه الفعل أقامه.
و كل من اهتدى بالبينات اهتدى من السبب، ويعني أنه اطلع على آيات الله البينات و آمن بها عقلاً و بحريته, ومن السبب ينطلق إلى الفعل بالقدرة و الاستطاعة مستمدة ذلك من الآيات البينات منتقل إلى:
القسم الثاني: الآيات المبينات لمن يشاء الهداية من العباد وهذه الهداية الدالة على الصراط المستقيم:
(لَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) أي آيات مبينات والآيات المبينات الواضِحات و الموضحات بتطبيق الرسول صلى الله عليه وسلم لها لمن يشاء من العباد تطبيق الفعل في إتباع المنهج الرباني وهذه هداية الإعانة الدالة على كيفية الأفعال الصحيحة أي الصراط المستقيم، وكلمة (لقد) مبينة للفعل، وكل ما يأتي من منطلق الأفعال الممتدة من السبب العمومي يطلق عليه مشيئة (الَّذِينَ آمَنُوا (بـ البينات) وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ (بـ المبينات)).
وكل من اهتدى بالمبينات اهتدى مشيئة للفعل (بقدرته وعلمه)، ويعني أنه علمً بـ شرع الله وعمل به من منطلق التصديق بالبينات و الإيمان بالآيات البينات سبب تمتد منه المشيئة وهي تطبيق الفعل إتباع الآيات المبينات أي الصراط المستقيم بالقدرة و الاستطاعة.
وكلَ ما ذكرَ في كتاب الله البينات قرن معها الإيمان وكل ما ذكر المبينات قرن معها الأعمال مثلاً قول الله تعالى (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ كَذلك نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ) (يونس: 13) وكل رسول يأتي إلى قومه يأتي بآية بينة يثبت بها صدقه وصدق الرسالة.
(يُتْبَعُ)
(/)
(رَّسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً) (الطلاق: 11) وكلمة التلاوة هي التطبيق الفعلي و ألقولي الممتد من السبب وهو الآيات البينات أي تلاها و بينها للناس تطبيقاً قولاً و فعلاً مستمداً ذلك من كتاب الله إلى العباد.
مثال: قول الله تعالى (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ... وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا) (الشمس: 1,2) أي جاء بعدها و استمد منها (الفعل) وهو النور المنبعث من القمر، وفي قول الله تعالى في سورة القصص (نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)) القصص: 3) بيّن الله تعالى نقلاً من بداية حياة موسى عليه السلام وكيف أوحى إلى أمه أن أرضعيه فإذا خفت عليه فالقيه في اليم و إلى أن بعثه رسولاً إلى فرعون و ملئه و إلى أن اغرق فرعون و ملئه ناقلاً ذلك نقلاً مفصلاً من علم الغيب عن جميع الأحداث فقال عن نفسه سبحانه وتعالى نتلوا عليك من نبإ موسى وفرعون بالحق ولم يقول نقص عليك.
وقال تعالى عن كتابه (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِينا) ً (النساء: 174)
لماذا؟ لأن آياته بينات يعنى أنها دليل معجز ونفسها مبينات دالة على كيفية الفعل وما يترتب عليه،
واعلم إن: البرهان آية بينة مبينة، فكتاب الله برهان من حيث أن آياته بينات الدلالة على صدق الكتاب، و نفس الآيات مبينات للفعل والنتائج من حيث إتباع المنهج الصحيح الذي يوصل إلى رضاء الله والفوز بالجنة والنجاة من النار، وكذلك البرهان في قصة يوسف عليه السلام (رأى برهان ربه) كان آية بينة من حيث اختراق البصر للحواجز و تحديد مكان ربه العزيز، ونفسها مبينة الطريقة في الفعل والنتيجة من حيث تلاها أي جاء من بعدها واستمد منها الفعل استبقا الباب وما ترتب بعده من النجاة.
وتعريف البرهان:- كل أمر خارق يبين السبب الذي يترتب عليه الفعل ونتائجه يطلق عليه برهان, وهو آية بينة مبينة
وفي الحديث الشريف رواه مسلم (الصدقة برهان) وهذا من حيث تبيين منافعها الخارقة والعائدة على المتصدق وعلى سبيل المثال لا الحصر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (داووا مرضاكم بالصدقات) فـ كانت الصدقة آية بينة لما أودع فيه من قدرة مبينة للفعل وما يترتب عليه من نتائجه وهو شفاء المريض.
قول الله تعالى (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصاً على هداية عمه فقال الله تعالى (وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ) أي يهدي من شاء بنفسه هو الهداية فكتاب الله هداية دلالة على صدق الكتاب و الرسول المبلغ, وهداية الله في الأفعال معونة على كيفية الأفعال الصحيحة المؤدية إلى النتائج و لا يعود الضمير على الله في قوله (ولكن الله يهدي من يشاء).
(والقاعدة التي سنها الله في أسباب الخلق هي العبادة الاختيارية افعل أو لا تفعل وهذه إرادة الله)
وهذا ما عناه الله تعالى بقوله (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) و (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ... لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ... وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)) التكوير: 29) و أصل مشيئة العباد من مشيئة الله تعالى أراد إيجاد عباد مختارين فجعل لهم إرادة و مشيئة، ولم تكون مشيئتهم منهم ونحن لم نشأ بأنفسنا إلا أن شاء الله سبحانه و تعالى إن تكون لنا هذه المشيئة في الفعل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعندما رحم الله المؤمنيّن في قصة تبديل الغلام في سورة الكهف لم يغير الغلام مشيئة من طالح إلى صالح بناء على وجود السبب وهو (وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً) (الكهف: 80) مع وجود القدرة والاستطاعة المطلقة للهتعالى، وذلك بناء على قاعدة الاختيار و بدله كإرادة جديدة فكان الغلام الجديد صالح من نفس الخلقة كما حال الأنبياء والرسل فلا يوجد رسول أو نبي كان عابد أصنام وفاجر ثم صلح وصار رسولاً أو نبياً والله يخلق ما يشاء ويهبٌ لمن يشاء ومشيئة الله لا تخالف إرادته ومن سنن الله لا يغير عبداً مختار من كافر إلى مؤمن ولا يغير أفعالنا مشيئة منه ولكن يهدى بالآيات البينات والآيات المبينات من يشاء بنفسه الهداية ويضل من يشاء بنفسه الضلال من العباد (وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ).
والحالة الثانية الهداية من نفس النشأة الأولى التي خص الله سبحانه وتعالى فيه بعض من عباده مثل الأنبياء و الرسل وبعض العباد مثل الغلام الذي ذكره في قصة العبد الصالح وسيدنا موسى وكثير من العباد لا نعلمهم الله يعلمهم (وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) (النحل: 8).
مثال: قول الله تعالى (وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انتِقَامٍ) (الزمر: 37) وفي هذه الآية أشار فيه إلى رسول الله بقوله ومن يهد الله فما له من مضل والضمير عائد على رسوله و بناء على السبب وهو تخويف الرسول بآلهتهم التي زعموا أنها ستؤذيه كي يضل (لَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ) (الزمر: 36) فقال من يهدِ الله فما له من مضل.
والآية الثانية (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ) (الجاثية: 23) وفى هذه الآية أشار فيه إلى المعاندين والذين اتخذوا آلهة من دون الله و لم يتبعوا الهداية صدوداً وأضلهم الله على علم ومن يضلل الله فلا هادى له من بعده.
(فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً) (النساء: 88)
وقول الله تعالى (وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيد) (البقرة: 253) هنا تكلم الله عن الفعل اقتتلوا الحادث بالمشيئة الممتدة من السبب وهو الاختلاف، ثم قال والله يفعل ما يريد من منطلق السبب وهو (وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) (البقرة: 251) والدفع إرادة وهي سنة من سنن الله ممتد منها التنازع والاقتتال كـ مشيئة.
وقال تعالى (فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كذلكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ) (الأنعام: 125) هنا ذكر الهداية و الإضلال من منطلق المشيئة في الأفعال هداية الإعانة، و الهداية والضلال من منطلق السبب بقوله فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ والإسلام انقياد للأفعال، والإيمان تصديق بالقلب من الأسباب، أي هناك صنفان من العباد الصنف الأول أمن بكتاب الله وثقل عليه التنفيذ هذا الذي قال عنه يشرح صدره للإسلام، ويكفي هذا الدليل على الصنف الأول (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ) (التوبة: 38) وفي مقدمة الآية أثبت لهم الإيمان بقوله يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا وأنكر عليهم التثاقل في الأفعال مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ
(يُتْبَعُ)
(/)
لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ، والدليل الثاني على الهداية في الفعل عندما غير الله تعالى القبلة ذكر حال المؤمنين وكيف حدث لهم تردد وأن الله هداهم إلى إتباع الرسول هداية إعانة بشرح الصدر كي لا يضيع أيمانهم فقال تعالى (إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (البقرة:143) أي أنه شرح صدورهم لتقبل هذا التغيير مع أن المفسرين فسروا إيمانكم صلاتكم والله اعلم.
والصنف الثاني طبق الأفعال أسلم و لم يؤمن وهذا الذي يجعل صدره ضيقاً حرجاً و بين السبب فقال كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون كيف يضلهم وهم لا يؤمنون؟ وهذا الصنف هم المنافقون ويكفي هذا الدليل (َمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ) (التوبة: 54) وفي مقدمة الآية قال عنهم كَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ مع أنهم مسلمين في الفعل يأتون الصلاة و ينفقون المال.
والدليل الثاني على الإضلال في الفعل (وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ) (التوبة: 46) فثبط المنافقين قدراً وهذه الآية عن المنافقين أي انه جعل صدورهم ضيقة حرجة فثقل عليهم الفعل
مثال: قول الله تعالى (إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً) (الإسراء: 30) فإن في كلمتي (يبسط و يقدر) الضمير عائد على الفاعل الرزاق ومن (يشاء) الضمير عائد على العبد الفاعل لأن المشيئة فعل ممتد من السبب والسبب طلب الرزق بالأسباب والآية منتهية بقوله تعالى (خَبِيراً بَصِيراً) وهى مرتبطة بـ (يبسط ويقدر) , وعطاء الرزق محصل بـ اتخاذ الأسباب والقلة و الكثرة مثبت بـ (خبير بصير) (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ) (الحجر: 21)
مثال: قول الله تعالى (أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) (فاطر: 8) وفي هذه الآية يضل ويهدي الضمير عائد على العبد أي أن الله بين للعباد طريق الحق وطريق الضلال وعمل العبد في طريق الحق أو الضلال مشيئة من العبد ممتدة من السبب وهو أنه تعالى بيّن له الطريقين والعبد اختار بنفسه و الاختيار مشيئة في الفعل من العبد ونهاية الآية (عليم بما يصنعون) وليس فيه القدرة الدالة على الفعل يضل.
ملخص البحث في المشيئة والإرادة:-
إن الإرادة تفهم من منطلق السبب و المشيئة تفهم من منطلق الفعل الواقع بين القدرة و الاستطاعة، ومن خلال هذا نعرف رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده المؤمنين في قوله تعالى (وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً) (النساء: 27) بناء على أن الله سبحانه وتعالى جعل لنا كفارات لذنوبنا وهي أسباب ومباشرة فعلها يؤدى إلى مغفرة الذنب وكل مكفر لذنبه فعل بمشيئته الممتد من السبب وهو وجود مكفرات الذنوب.
و أختم بهذا الحديث الصحيح الإلهي: (يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غيره فلا يلومنّ إلا نفسه).
كيف نفرق بين السبب عند العبد المخلوق والرب الخالق:-
من صفات العبد النقص وكل سبب في حق العبد يدل على وجود النقص في ذاته أي أنه بدون تحقيق السبب يطرأ عليه النقص فغنى العبد يكون بوجود الأغراض (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) (فاطر: 15)
ومن صفات الله الكمال وكل سبب في حق الله هو محدث بسنن الله في الكون لأن من صفات الله الكمال أي أنه لا يطرأ عليه النقص و من صفات الله الغنى وغنى الله أي بذاته ليس له حاجات أو أغراض (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ)) لقمان: 12 (و الجزاء في الآخرة يقع على الطاعة والمعصية وليس على وجود الضرر والنفع لذات الله سبحانه وتعالى إنما على الامتثال للأوامر أو عدمه فمن صفات الله الغضب والرضاء (كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى) (طه: 81) (لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذلك ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) (النساء: 114)
والله ورسوله أعلم و أختم بقول الله تعالى
(هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ) (31)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبدالله الزنتاني
Ayyoobabdulla***********
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد منذر حرفوش]ــــــــ[06 - 10 - 2009, 12:15 ص]ـ
بارك الله فيك أستاذ عبد الله
ـ[عربي صريح]ــــــــ[01 - 11 - 2009, 11:00 م]ـ
نفع الله بك أخي عبدالله
ـ[زايد بن فايد]ــــــــ[02 - 11 - 2009, 02:54 ص]ـ
بوركت أيها المفضال ... فأمددت علماً وافر .. وتأصيلا جميلا ... فيارعاك الله ..
وتقبل تحيتي(/)
طلب النصح في اختيار بحث وإثرائه
ـ[أبو طلال1403]ــــــــ[05 - 10 - 2009, 12:15 ص]ـ
اخواني في قسم البلاغة والنقد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: ـ
أرجو من الله ثم منكم نصحي وتوجيهي إلى أي البحوث التالية أوفر مراجع وأمكن من حيث بعد رجائي أن تقدموا لي ماستطعتم من المساعدة.
وهي: ـ
1. أسباب تأثير التشبيه والتمثيل عند عبد القاهر الجرجاني (جمعاً ودراسة).
2. الفصاحة والبلاغة في كتاب الصناعتين لأبي هلال العسكري (دراسة وتحليلا).
3. شواهد مباحث القصر في بغية الإيضاح (جمعاً ودراسة).
ـ[جلّنار]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 12:19 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم ..
كلها مواضيع تستحق البحث، وكثيرة هي كتب البلاغة التي تخدمك ..
وأنا من رأيي تأخذ موضوع الفصاحة والبلاغة في كتاب الصناعتين فهو موضوع جميل والمراجع فيه وفيرة ..
وإن شئت أعطيتك بعض العناوين في كتب البلاغة ..
أسأل الله لك التوفيق والسداد أخي الكريم ..(/)
فكرة الاستشارات اللغوية والبلاغية
ـ[مرحب]ــــــــ[06 - 10 - 2009, 08:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تنتشر في زماننا هذا المكاتبُ الاستشارية، في شؤون شتى ذات أهمية (شرعية وقانونية، أمنية، هندسية، إدارية ... إلخ) والتي تقوم بإبداء المشورة والرأي السديد، والمعلومات النافعة لعملائها، من مؤسسات وأفراد، في تلك الاختصاصات.
وقد تواجدت تلك المكاتب والمراكز وتكاثرت نتيجة تطور المجتمعات واحتياجها لمستشارين في تلك التخصصات .. غيرَ أنا نفتقد اليوم مستشارين في الشؤون اللغوية والبلاغية والأدبية، إذ وجدت ومن خلال عملي مسيسَ الحاجة إلى "مكاتب للاستشارات اللغوية"، ليقوموا بدراسة ما نظهره للعملاء، وصياغته من جديد، ليس لتجنب الأخطاء فحسب، بل لتطوير الكلمات وتحسين العبارات، لتكون رصينة رشيقة جذابة، فللغة الجيدة أثرها البالغ في جذب الناس وشد انتباههم، وتشويقهم للقراءة، كما للرسم والتصميم أثره في ذلك.
والمتأمل اليوم في كثير من المنشآت التجارية الكبيرة يجد اهتمامًا كبيرًا بجذب (العميل) بالمظاهر والشكليات، كالأثاث والديكورات، مع إخفاق كبير في ما يكتبونه (للعميل) ذاته من كتابات ذات لغة رديئة! والذي يظهر لي، أن العناية بكتابات المؤسسة التجارية سيساهم في جذب (نخبة العملاء) المتعلمين المثقفين، إذ إن الكلمات التي هي وعاء المعاني والمعلومات لتغريهم أكثر.
وقبل إغلاق القلم: أسائلكم، هل تعرفون مكاتب أو مراكز بهذا الوصف؟
أوهل تعرفون متخصصين مستعدين لتقديم تلك الخدمات (اللغوية)، ويكتسبون منها كما يكتسب مستشارو القانون والهندسة وغيرها؟
محبكم
مرحب
Asem1400***********(/)
أريد المساعدة لاتتأخروا علي
ـ[رمادالشوق]ــــــــ[08 - 10 - 2009, 02:08 م]ـ
أريد التحضير والشرح لمنهج البلاغة للصف الأول ثانوي بنات الفصل الدراسي الأول
أتمنى المساعدة من الجميع وبالله التوفيق.(/)
أريد عنوان مشروع تخرج
ـ[أيمن بن نجي]ــــــــ[08 - 10 - 2009, 03:52 م]ـ
انا طالب في سنة رابعة لغة عربية أود العمل على مشروع تخرجي وعندي رغبة إني أجمع بين القرآن وإعجازه والنحو في موضوع بس ما عرفت أكمل ...
من عنده راي استفيد منه لا يبخل
أنا أيمن من ليبيا ...
ـ[جلّنار]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 03:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه بعض العناوين التي تصلح مذكرات للتخرج إن أعجبتك ..
-الإيجاز بين الأحكام النحوية والقيم البلاغية.
-المجاز اللغوي وبلاغته في القرآن الكريم.
- الأداء البلاغي للتوابع في القرآن الكريم بين المكي والمدني.(/)
دلائل الإعجاز للجرجاني
ـ[مشتاقة لله]ــــــــ[10 - 10 - 2009, 11:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي سؤال
هل خُصص كتاب دلائل الإعجاز للجرجاني للآيات القرآنية فقط؟؟
وعند كم آية وقف عندها الجرجاني؟؟
وشكرا
أرجو الإجابة
ـ[مشتاقة لله]ــــــــ[11 - 10 - 2009, 07:44 م]ـ
???????
ـ[عصام محمود]ــــــــ[13 - 10 - 2009, 01:00 ص]ـ
بالطبع لا
فقد تناول الآيات القرآنية دلالة على الإعجاز اللغوي عند العرب عامة ولم يقصد به إعجاز القرآن بالصورة المباشرة، ولو شئنا القول بأنه خصص كتابه للغعجاز القرآني فنقول إنه درس آساليب العربية وتقنياتها الفنية عند أهل الفصاحة والبلاغة للوصول إلى سمات النص الجيد والارتقاء إلى النص المعجز (القرآن)،وقد خصصت فصلا في دراسة لي من قبل عن مستويات النصوص عنده وتقنيات هذه المستويات
ـ[الحسام]ــــــــ[13 - 10 - 2009, 02:22 ص]ـ
الذي ينظر للاشتقاق كلمة دلائل التي سمى بها الشيخ عبد القاهر بها سيجد أن دلائل جمع لكلمة دلالة وليس لكلمة دليل، وبين الدلالة والدليل بون شاسع، والشيخ قد اهتم بوضع الدلالات التي تعين على فهم سر الإعجاز القرآني، ولذا أكثر من ذكر الآيات القرآنية والشواهد الشعرية وأقوال العرب والأمثال العربية المعينة على فهم قضية النظم التي وقف الشيخ حياته من أجل تأصيلها وبيانها.(/)
من فضلكم , هل.؟
ـ[احساس مرهف]ــــــــ[12 - 10 - 2009, 01:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهـ ...
اخباراكم؟ ان شاءالله بخير ...
ممكن مساعده ...
هل حقق ان اطباق والمقابله هو ملحق ومحسن اوهو صوره بلاغيه اساسيه موجوده في الكلام؟
لماذا يعتبر الطباق والمقابله من علم البديع مايكون من علم ثاني؟
ممكن الاجابه على الخاص؟؟
ـ[احساس مرهف]ــــــــ[12 - 10 - 2009, 08:25 م]ـ
28 عضو يشوف الموضوع محد رد عليه ...
هل حقيقه ان الطباق والمقابله هوملحق او محسن او هو صوره بلاغيه اساسيه موجوده في الكلام؟ ولماذا؟
ولماذا يعتبر الطباق والمقابله من علم البديع مايكون من علم ثاني؟
ـ[عصام محمود]ــــــــ[13 - 10 - 2009, 12:56 ص]ـ
الطبقا والمقابلة يعتمدان على تقنية اللفظ ومن ثم فينتميان إلى الحلى اللفظية، وعلم البديع ملحق من بدايته على علوم البلاغة ويعتبره النقاد القدماء من الفضلات لا الأساسيات، فقد بدأه ابن المعتز وسماه المحاسن ولم يعده من علوم البديع (البلاغة) فقال في خاتمة كتابه: ونحن الآن نذكر بعض محاسن الكلام والشعر ومحاسنها كثيرة لا ينبغي للعالم أن يدعى الإحاطة بها حتى يتبرأ من شذوذ بعضها عن علمه وذكره وأحببنا لذلك أن تكثر فوائد كتابنا للمتأدبين ويعلم الناظر أنا اقتصرنا بالبديع على الفنون الخمسة اختباراً من غير جهل بمحاسن الكلام ولا ضيق في المعرفة فمن أحب أن يقتدي بنا ويقتصر بالبديع على تلك الخمسة فليفعل ومن أضاف من هذه المحاسن أو غيرها شيئاً إلى البديع ولم يأتي غير رأينا فله اختياره."
فالواضح أنه ذكرها من باب تجنب اللوم والعتاب لا ذكر له باعتبارها من الأساسيات، وأساء شعراء البديع والتلاعب بالألفاظ بعد ذلك إلى هذا الفن، وبخاصة ان الطباق والمقابلة لا تلاعب فيهما بل صور واضحة تضيء المعنى وتوضحه ولاتمثل ابتكارا في الصور مثل علوم البيان او المعاني فالصور في الطباق والمقابلة واضحة المعنى سهلة الدلالة ومن ثم فهي من أسهل العلوم دراسة عن علمي البيان والمعاني، والشاعر يستطيع استخدامهما مهما تبلغ مكانته الشعرية لكن علمي البيان الآخرين البيان والمعاني يحتاجان إلى درجة خاصة من درجات الثقافة لا تشترط في فن البديع
ـ[عصام محمود]ــــــــ[13 - 10 - 2009, 12:35 م]ـ
ولاشك أن كلامي هذا لا يعني الوقوف ضد فن البديع لكن بصورة عامة فإن كثرة استخدام الطباق والمقابلة دون مبرر وظيفي أسلوبي يعد من صور الإساءة لهما لكنهما من أجمل الصور لو أحسن استخدامهما كما جاء في قوله تعالى: أو من كان ميتا فأحييناه
فهذا الطباق بين الموت والحباة كناية عن الكفر والإيمان يقول الحافظ ابن كثير: هذا مثل ضربه الله تعالى للمؤمن الذي كان ميتا، أي: في الضلالة، هالكًا حائرًا، فأحياه الله، أي: أحيا قلبه بالإيمان، وهداه له ووفقه لاتباع رسله.
وهذه صورة بديعة للطباق وتوظيفه في مجال علم ىخر هو البيان لأن هذا الطباق كناية الكفر، وهذا دليل على أن التداخل بين العلوم البلاغية الثلاثة واضح والفصل بينهما هو فصل شكلي للتعليم لا للاستخدام الوظيفي
ـ[احساس مرهف]ــــــــ[13 - 10 - 2009, 09:58 م]ـ
مشكور اخوي على الاجابه(/)
لفظ (الكيفية) غير فصيح.
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[13 - 10 - 2009, 11:28 ص]ـ
قال الشيخ عياض السلمى في كتابه: " أصول الفقه الذي لا يسع الفقيهَ جهلُه" (ص/16): "عبر بلفظ الكيفية، وهي مصدر صناعي من الكيف، وليست فصيحة كما يقول أهل اللغة، والأولى أن يستعاض عنها بلفظ صفة".
هل من زيادة بيان؟
ـ[حسانين أبو عمرو]ــــــــ[13 - 10 - 2009, 12:57 م]ـ
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه ت 40 هـ
كَيفيةُ المَرءِ لَيسَ المَرءُ يُدرِكُها* فَكَيفَ كَيفيةَ الجَبارِ في القِدَمِ
وقال نصر بن أحمد البصري ت 217 هـ
فيها ملاحات أنواعٍ مؤلفةٍ * بحسنها بانَ عن كيفيّة البَشَرِ
قال البرعي عبد الرحيم بن أحمد اليماني ت 802 هـ
صمد بِلا كفء وَلا كَيفية * أَبدا فَما النظراء والأشباه
قال ابن زاكور الفاسي ت 1120 هـ
:
يُعَلِّمُ الطَبيبُ * كَيفِيَّةَ العِلاجِ
قال ابن رازكه عبد الله بن محمد العلوي ت 1144 هـ
تَأَثَّلَ مِنكَ النَجمُ كَيفِيَّةَ الهُدى * وَشَمسُ الضُحى الإِشراقَ وَالعَنبَرُ العَرفا
وقال الأمير الصنعاني ت 1182 هـ
وتعليمنا كيفية الحمد والثنا * وإرساله خير النبيين هادينا
وقال ابن الحاج اللغوي المعروف:
مُنَوِّناً دَرَجاتٍ حَيثُ قَد عَظُمَت كَيفِيَّةً وَبَدَت وَمَا لَهَا عَدَدُ
وقال الإمام الشوكاني ت 1250 هـ
كَيْفِيَّةٌ نَسْلُكُها * في واضِحاتِ السُّنَنِ
**********
وقال ابن قتيبة ت 276 هـ في عيون الأخبار:
لابن عباس في كيفية الدعاء
حدّثني محمد بن عُبَيد قال: حدّثنا سفيان بن عُيَينة عن ابن عباس قال: "الإخلاص
هكذا، وبسط يده اليمنى وأشار بإصبعه من يده اليسرى، والدعاء هكذا، وأشاربراحتيه إلى السماء، والابتهال هكذا، ورفع يديه فوق رأسه ظهورُهما إلى وجهه".
وقال أبو هلال العسكري ت 395 هـ
الباب الثالث:
معرفة صنعة الكلام وترتيب الألفاظ فصلان
الفصل الأول
في كيفية نظم الكلام والقول في فضيلة الشعر وما ينبغي استعماله في
تأليفه.
وقال المرزوقي في شرح ديوان الحماسة ت 421 هـ والشاعر يقول: هؤلاء القوم، يعني بني مازن، لحسن محافظتهم
وقوة تناهيهم في نصرة المنتسب إليهم والمعلق حبله بحبلهم، لايسألون الواحد منهم إذ ادعاهم حجة على دعواه، ولايراجعونه في كيفية ما ألجأه إليهم، لكنهم يعجلون الإغاثة له.
وقال عبد القاهر الجرجاني في دلائل الإعجاز ت 471 هـ
المدح والثناء كالصفات الجارية على اسم الله تعالى جده؟ وهل عرفتم الفرق بين الصفة والخبر، وبين كل واحد منها وبين الحال؟ وهل عرفتم أن هذه الثلاثة تتفق في أن كافتها
لثبوت المعنى للشيء ثم تختلف في كيفية ذلك الثبوت.
وقال أيضا:
ولكن بقي أن تعلمونا مكان المزية في الكلام، وتصفوها لنا وتذكروها ذكراً كما ينص الشيء
ويعين، ويكشف عن وجهه ويبين. ولا يكفي أن تقولوا: إنه خصوصية في كيفية النظم
وقال الميداني في مجمع الأمثال ت 518 هـ
الاستحياء أن خاصي العير يطرق رأسه عند الخصاء يتأمل في كيفية ما يصنع.
وقال الزمخشري في القسطاس ت 538 هـ
وهذه الدوائر تطلعك على كيفيّة الأمر، في فكّ بعضها عن بعض. وصورةُ المتحرّك شِبهُ.
وفي تهذيب اللغة للأزهري ت 370 هـ: وإن منها لَمَا يَهبِط من خشية الله) وقد علِم الله هبوطها من خشيته، ولم يُعرِّفنا ذلك، فنحن نؤمن بما أعلمنا ولانّدعي بما لم نُكَلِّف بأفهامنا من عِلْم فِعلها كيفية نَحُدُّها.
وفي المحكم والمحيط الأعظم لابن سِيدَه ت458 هـ: وأما
قول سيبويه: لو مثلت الأعيار في البدل من اللفظ بالفعل لقلت أتعيرون إذا أوضحت معناه، فليس من كلام العرب إنما أراد أن يصوغ فعلا ليرينا كيفية البدل من اللفظ بالفعل.
وفي اللسان لابن منظور ت 711 هـ: وإِنَّ منها لما يَشَّقَّقُ فيَخْرج منه الماءُ وإِنَّ منها لما يهبِطُ من خشية الله؛ وقد عَلِم اللهُ
هُبوطَها من خشيته ولم يعرّفنا ذلك فنحن نؤمن بما أُعلمنا ولا نَدَّعِي بما لا نُكَلَّف بأَفهامنا من عِلْمِ فِعْلِها كيفيةً نَحُدُّها.
وفي تاج العروس للزبيدي ت 1205 هـ: وقال أَبُو زَيْدٍ: دَمَكَ الرَّجُلُ في مِشْيَتِه: إِذا أَسْرَع،
ودَمَكَت الإِبِلُ لَيلَتَها. والدَّمَدْمَكِيُ: نِسبَةُ رَجُل في مَغارةِ جَبَلٍ من أَعْمالِ شَروانَ، قاعِدٌ
على كيفَيَّة جُلُوسِ التَّشَهُّدِ،
وقال:
القرآنِ طاعَتُه لما سُخِّرَ له، وليس سُجودُ المَواتِ لله بأَعجبَ من هبوطِ الحجارةِ من خَشْيَةِ
الله، وعلينا التّسليمُ لله، والإِيمانُ بما أنزَلَ من غير تَطَلُّبِ كيفية ذلك السُّجُودِ،
وفي المعجم الوجيز: الكيفيَّة: كيفية الشئ حاله وصِفَتُه.
****************
وقال الصبان ت 1206 هـ في حاشيته على الأشموني: (صوت) يستعمل مصدراً لصات يصوت فيكون معناه فعل الشخص الصائت، ويستعمل بمعنى الكيفية المسموعة الحاصلة من المصدر وهو المراد هنا أفاده يس. وهو قائم بالهواء وقيل الصوت الهواء المتكيف بالكيفية المسموعة.
وقال: (ومن تعليق أرى عن الثاني) أي بناء على أنَّ الرؤية هنا بصرية وهو الظاهر، وقيل علمية فلا شاهد فيها لما نحن بصدده وفي التمثيل بالآية لتعليق الفعل بحث لاحتمال أن تكون كيف بمعنى الكيفية لأن كيف تستعمل اسماً معرباً مجرداً عن الاستفهام بمعنى كيفية كما قيل به في قوله تعالى: {ألم تر كيف فعل ربك} (الفجر: 6)، ويكون مضافاً إلى الفعل بعده بتأويله بالمصدر كما في يوم ينفع فالمعنى أرني كيفية إحيائك الموتى، فظهر أن أرني كيفية إحيائك تفسير لكيف برديفه لا تأويله بالمصدر وإن سبك جملة تحيي بإحياء لكونها مضافاً إليها أفاده الروداني
وقال أيضا:: قال الكوفيون وابن مالك في قوله تعالى: {وتبين لكم كيف فعلنا بهم} (إبراهيم: 45)، إنَّ التقدير كيفية فعلنا بهم فليست الآية من باب التعليق يرد عليه أن الكيفية ليست مصدراً.(/)
ما الفرق بين هاتين الآيتين
ـ[مدقق املائي]ــــــــ[13 - 10 - 2009, 09:37 م]ـ
السلام عليكم
من خلال تلاوتي للقرآن الكريم خطرت لي بعض الأسئلة وأريد أن أستفسر عنها لديكم
منها
أريد أن أعرف لماذا قال تعالى في سورة الروم آية: 33
((وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون)
وقال في آيةأخرى في سورة الزمر آية 8
(وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار)
في آيه أخرى في سورة الزمر آية 49
(فإذا مس الإنسان الضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما إوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون)
وسؤالي الآن
لماذا قال تعالى في الآية الأولى (واذا مس الناس ضر) وفي الآية الثانية الثالثة (واذا مس الإنسان ضر) و (فإذا مس الإنسان الضر)
والوجه البلاغي في ذلك
جزاكم الله خيرا
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[15 - 10 - 2009, 09:18 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سؤال مفيد
خطرت على بالي أفكار قد تصلح إجابة عن تساؤلك
ولكن خشيت أن أكون ممن تقصدهم الآية {ولا تقف ما ليس لك به علم} فانتظرت إلى حين الرجوع للمراجع أو يسعفنا بعض الإخوة.
لكن أيها المدقق الإملائي، أليس من الأَوْلى أن يكون لك من اسمك نصيب؟ لقد أغفلتَ الهمزات وعلامات المد ولاتاء المربوطة في مشاركتك تماما.
ثانيا في نفسي شيء من صيغة سؤالك: لماذا قال الله تعالى؟ ما الفرق بين الآيتين؟
قد أكون مخطئا في "ثانيا" لكن أرجو مراجعة النواحي الإملائية في المستقبل.
ولك شكري وتقديري
ـ[مدقق املائي]ــــــــ[15 - 10 - 2009, 01:04 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي على التبية وبورك فيك
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[15 - 10 - 2009, 09:58 م]ـ
وجزاك أيضا
في انتظار الإجابة عن السؤال من الإخوة البلاغيين؛ لأنه مهم.
ـ[حاجة]ــــــــ[28 - 10 - 2009, 07:14 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فقط تصويب لكلمة (ضر) فقد وردت غير معرفة في الآيات الثلاية:
وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ
وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ
فَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ
فهل سؤالك هو الاختلاف بين (الواو) و (الفاء) مع (إذا)؟(/)
لماذا لم يذكر الله تعالى كلمة أخوهم في الآية هذه
ـ[مدقق املائي]ــــــــ[13 - 10 - 2009, 09:48 م]ـ
السلام عليكم
من خلال تلاوتي سوره الشعراء لاحظت أن جميع الأنبياء تم ذكر كلمه أخوهم قبل اسم النبي مثل
في قصه قوم نوح عليه السلام
(إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون) ايه106
وفي قصه قوم عاد
(إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون) ايه 124
وفي قصه قوم ثمود عليه السلام
(إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون) 142 الشعراء
وفي قصه قوم لوط عليه السلام
(إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون)
اما في قصه شعيب عليه السلام لم يقل الله تعالى اذا قال لهم اخوهم شعيب بل قال تعالى
(إذ قال لهم شعيب ألا تتقون)
لماذا فرق الله تعالى في قصة شعيب عليه السلام و لم يضف كلمه أخوهم في الأيه
جزاكم الله خيرا
ـ[العِقْدُ الفريْد]ــــــــ[13 - 10 - 2009, 09:52 م]ـ
وعليكم السلام ورحمةُ الله ..
أما في قصه شعيب عليه السلام لم يقل الله تعالى إذ قال لهم أخوهم شعيب بل قال تعالى
(إذ قال لهم شعيب ألا تتقون)
في موضع، وفي موضعٍ آخرَ قال:
(وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ). [الأعراف:85].
نحتاج إلى حصر الآيات في هذه المواضع، وتدبرِها ضمن سياقِها ..
بورك فيكم.
ـ[مدقق املائي]ــــــــ[13 - 10 - 2009, 09:56 م]ـ
جزاك الله خيرا
لكن في نفس السوره لماذا لم يذكرها؟
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[14 - 10 - 2009, 03:20 ص]ـ
في تفسير ابن عاشور
"وقد اختلف في أن أصحاب ليكة هم مدين أو هم قوم آخرون ساكنون في ليكة جوار مدين أرسل شعيب إليهم وإلى أهل
مدين. وإلى هذا مال كثير من المفسرين. روى عبد الله بن وهب عن جبير بن حازم عن قتادة قال: أُرسل شعيب إلى أمتين: إلى قومه من أهل مدين وإلى أصحاب الأيكة.
وقال جابر بن زيد: أرسل شعيب إلى قومه أهل مدين وإلى أهل البادية وهم أصحاب الأيكة. وفي «تفسير ابن كثير»: روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة شعيب عليه السلام من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة بسنده إلى عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن قوم مدين وأصحاب الأيكة أمتان بعث الله إليهما شعيباً النبي "، وقال ابن كثير: هذا غريب، وفي رفعه نظر، والأشبه أنه موقوف. وروى ابن جريج عن ابن عباس أن أصحاب الأيكة هم أهل مدين. والأظهر أن أهل الأيكة قبيلة غير مدين فإن مدين هم أهل نسب شعيب وهم ذرية مَدين بن إبراهيم من زوجه «قطورة» سكَن مدينُ في شرق بلد الخليل كما في التوراة، فاقتضى ذلك أنه وجده بلَداً مأهولاً بقوم فهم إذن أصحاب الأيكة فبنى مدين وبنُوه المدينةَ وتركوا البادية لأهلها وهم سكان الغيضة.
والذي يشهد لذلك ويرجحه أن القرآن لمَّا ذكرَ هذه القصةَ لأهل مدين وصف شعيباً بأنه أخوهم، ولما ذكرها لأصحاب ليكة لم يصف شعيباً بأنه أخوهم إذ لم يكن شعيب نسيباً ولا صهراً لأصحاب ليكة، وهذا إيماء دقيق إلى هذه النكتة. ومما يرجح ذلك قوله تعالى في سورة الحجر (78، 79) {وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين فانتقمنا منهم وإنهما لبإمام مبين}، فجعل ضميرهم مثنى باعتبار أنهم مجموع قبيلتين: مدين وأصحاب ليكة. وقد بيّنّا ذلك في سورة الحجر. وإنما تُرسل الرسل من أهل المدائن قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً يُوحَى إليهم من أهل القرى} [يوسف: 109] وتكون الرسالة شاملة لمن حول القرية." اهـ
ـ[مدقق املائي]ــــــــ[15 - 10 - 2009, 01:00 م]ـ
بارك الله فيك اخي على الاجابه وجزاك الله خيرا
ـ[أنوار]ــــــــ[15 - 10 - 2009, 05:23 م]ـ
لم يقل " أخوهم شعيب " كما قال قبله من الأنبياء .. وذلك أن شعيباً ليس من أصحاب الأيكة، وإنما هو أخو مدين ..
وإليهم أرسل ..
التعبير القرآني .. د / فاضل السامرئي
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 07:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا.(/)
من فضلكم , ماهي؟
ـ[احساس مرهف]ــــــــ[13 - 10 - 2009, 09:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما علاقة علم الأسلوب بعلم البلاغة؟ ولماذا؟
ولكم الشكر؟
ـ[السراج]ــــــــ[14 - 10 - 2009, 06:05 م]ـ
بكل اختصار ..
البلاغة إطار أو ثمار نقتطف منها في كتاباتنا فهي في متناول الجميع لكن الوصول إليها يختلف من كاتب وآخر أو أن درجاتها تختلف من لون بلاغي وآخر في مستواه (وحسب وصول الكاتب إليه)، بينما الأسلوب ما نضفيه من روح شخصية تظهر - جليا -في كتاباتنا (من مرح، أو شدة أو حزن أو غير ذلك ... بما يتفق مع الكتابة، ودائما ما يكون على نسق واحد) ..
ـ[عصام محمود]ــــــــ[15 - 10 - 2009, 09:51 م]ـ
الأسلوبية منهج جديد للدراسات الأدبية والنقدية ويعني بدراسة ما يلي:
أساوب كاتب ما
أسلوب لغة ما
فالكاتب يكتب هنا بلغته التي تتميز بسمات معينة، ولكل لغة سماتها الخاصة بها والتي تجعلها متفردة عن غيرها من اللغات، فمثلا الجملة العربية يأتي فيها الموصوف أولا قبل الصفة بعكس اللغات اللاتينية والكاتب يكتب من خلال هذه اللغة لكنه يستخدم براعته في هذه اللغة أو من خلالها مثلا
الطفل ينام
عندي مجموعة من البدائل
الطفل - الغلام- الصبي- الفتي
ينام- يغفو- يسهد- يضجع
ألفاظ متقاربة الدلالة وبحسب اختيار الكاتب يتحدد المعنى هذا على محور الاختيارأما على محور التركيب فمثلا يبدأ الكاتب الجملة الاسمية او الفعلية وكل هذا في سياق اللغة المستخدمة، وهنا يأتي دور البلاغة فالكاتب يستخدم أساليب علوم البلاغة (البيان والمعاني والبديع) في كتابة نصوصه مثلا
تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت ... كأنه منهل بالراح معلول
فلونظرنا إلى الالفاظ المستخدمة في النص السابق نجد مثلا
تجلو: تمحو تمسح تنير تكشف لكن الشاعر استخدم تجلو وكأنها تحمل دلالتها والدلالات الأخرى معها وكلمة عوارض كناية عن الأسنان فقد غلبت على الكلمات المستخدم تقنية الكناية مع جمال التركيب في البيت الشعري فالشاعر يقول إن أسنانها تضي في الظلام عندما تبتسم، وهذا الأسلوب المستخدم بالصورة المركبة تسميه الأسلوبية الانحراف اللغوي،،فنقف في البلاغة القديمة عند أسلوب الكاتب وبلاغته في التصوير لكن مع الأسلوبية نتعمق في بيان تميز الكاتب عن غيرها في هذه الصورة، ولا شك في أن التداخل بين العلمين واضح فالتقنيات متقاربة إلى حد كبير وإن اختلف أسلوب الدراسة
ـ[رمو 55]ــــــــ[18 - 12 - 2009, 08:27 م]ـ
السلام عليكم
لو سمحتم ارجوا منكم مساعدتتي في
مواضع فعل بشر بالقران الكريم
من ناحية الفصل والوصل
ـ[أنوار]ــــــــ[18 - 12 - 2009, 09:08 م]ـ
السلام عليكم
لو سمحتم ارجوا منكم مساعدتتي في
مواضع فعل بشر بالقران الكريم
من ناحية الفصل والوصل
أختي الكريمة ..
هنا لا تقدم الحلول الجاهزة
ضعي محاولتك وستجدين من يصوب لكِ(/)
] [الاستعارة في القرآن الكريم] [
ـ[طالب عِلم]ــــــــ[16 - 10 - 2009, 02:26 ص]ـ
[[مِن روائع الإستَعارة في القرآن الكريم]]
لا أعلم أيها الأخوَة إن كنت قد اخترْتُ القِسمَ المُناسِب للموضوع هذا أم لا.
ثمّ لا أعلم ما إذا كانَ موضوعي هذا مُكرّرٌ أم لا. فإذا كانَ كذلك فأرجو حذفه حتى لا يضيع جُهدُ مَن كتبَهُ قبلي.
قال تعالى: (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ) / يس: 37
أُستُعيرَ في الآية الكريمة: بكلَِمة " السلخ " وهو كشط
الجلد عن الشاةِ ونحوِها، لإزالة ضوء النهار عن الكون قليلاً قليلاً؛ بجامع ما يترتب
على كل مِنهُما مِن ظهور شيءٍ كانَ خافياً، فبكشط الجِلد يظهَرُ لحْمَ الشاةِ،
وبغروب الشمس تظهَر الظلمة التي هي الأصل والنورُ طاريءٌ عليها، يسترها
بضوئه. و هذا التعبيرُ الفني يُسمّيهِ البُلَغاءُ بـ" الاستعارة التصريحية التبعية ".
استعارة رائعة وجملية، إنها بنظمها الفريد وبإيحائها وظلِها وجرسِها قد رسَمَت
منظراً بديعاً للضوءِ وهو ينحسِرُ عنِ الكونِ قليلاً قليلاً وللظلام وهو يدب إليه في بطء.
إنها قد خلَعَت على الضوء والظلام الحياة، حتى صارا كأنهُما جيشان يقتتلان؛
قد أنهَزَمَ أحدهما فولى هارباً، وترَكَ مكانَهُ للآخَر!
تأمل اللفظة المستعارة وهي: " نسلخ "؛ إنّ هذه الكلمة هي التي قد
استقلّت بالتصوير والتعبير داخل نظم الآية المعجز فهل يصلح مكانها غيرها؟
قال تعالى: (وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ) / التكوير: 18 - استعير في الآيةِ الكريمة
خروج النفسِ شيئاً فشيئاً لخروجِ النور من المشرق عند انشقاق الفجر قليلاً قليلاً
بمعنى النفَس، تنفّس بمعنى خرَجَ النورُ مِنَ المشرقِ عندَ انشقاقِ الفجر.
استعارة قد بلَغَت مِنَ الحُسْنِ أقصاه، وترَبّعَت على عرش الجمال بنظمها
الفريد، إنها قد خلعَت على الصبحِ الحياة حتى صار كائناً حَيّاً يتنفّس،
بل إنساناً ذا عواطفٍ وخلَجاتٍ نفسِيّةٍ، تشرُقُ الحياةُ بإشراقٍ مِن ثغره
المُنفرج عن ابتسامةٍ وديعة، وهو يتنفس بهدوء، فتتنفس معَهُ الحياة،
ويدبُّ النشاطُ في الأحياءِ على وجه الأرضِ والسماء.
أرأيت أعجَبَ مِن هذا التصوير .. وأمتَع من هذا التعبير؟!
ثم تأمل اللفظة المستعارة وهي: " تنفّس " أنها بصوتِها الجميل وظلها
الظليل، وجرسِها الساحِر قد رسَمَت هذه الصورة البديعة في إطار نَظْم الآيَة المعجزة.
فهل مِن ألفاظ اللغة العربية على كثرتها يؤدي ما أدّتهُ، ويُصوِّرُ ما صَوّرَته؟!!
قال تعالى: (إِنَّا لَمَّا طَغَا الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ) / الحاقة:11.
استعير في الآية الكريمة " الطُغيان " للأكثر الماء بجامع الخروج عن
حَدِّ الاعتدال والإستِعارة المفرط في كل منها.
ثم اشتق مِن الطغيان: " طغى " بمعنى كثُرَ.
استعارة فريدة لا توجد في غير القرآن إنها تصوِّرُ لك الماءَ إذا كثُرَ وفارَ
واضطربَ بالطاغية الذي جاوَزَ حَدّه، وأفرَطَ في استعلائه.
أرأيت أعجبَ مِن هذا التصوير الذي يخلَعُ على الماء صِفات الإنسان الآدمي؟!!
ثم تأمّل اللفظة المُستَعارة: " طغى " .. إنها بصوتها وظلها وجرسها إيحائها قد
استقلّت برسم هذه الصورة الساحرة في إطار نظم الآية المُعجِز.
قال تعالى: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) / الحجر: 94.
استعير في الآية الكريمة:" الصدع " وهو كسر الزجاج للتبليغ بجامع
التأثير في كل منهما أما في التبليغ فلأن المبلغ قد أثر في الأمور المبلغة
ببيانها بحيث لا تعود إلى حالتها الأولى من الخفاء، وأما في الكسْر فلأنّ فيهِ
تأثيرٌ لا يعودُ المَكسورُ معَهُ إلى الإلتئام.
ثم اشتقَّ مِنَ الصدْع معنى التبليغ اصدع بمعنى بلغ، استعارة رائعة وجميلة.
إنها تبرز لك ما أمَرَ بهِ الرسول عليه الصلاةُ والسلام في صورة مادة يشق بها
ويصدع. إنها تبرز لك المعنى المعقول في صورةٍ حِسِيّةٍ مُتحرِّكةٍ كأنكَ تراها
بعينك وتلمسُها بيدِك!
تأمل اللفظة المُستعارة " اصدَع " إنها بصورتها وجرسها وإيحائها قد
استقلّت برسم هذه الصورة الفرديّة المؤثرة؛ إذ أنّ مَن يقرأها يُخَيَّلُ إليهِ أنهُ
يسمَعُ حركةَ هذهِ المادّةُ المصدوعةُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
تخيّل لو استبدلت كلمة " اصدع " بكلمة " بلغ " ..
ألا تشعُر أن عنصر التأثير قد تضاءل وأنّ الصورةَ الحَيّةَ المُتحرِّكة قد
اختَفَت، وأن المعنى قد أصبَحَ شاحِباً باهِتاً؟!
إن اللفظة المستعارة هي التي رسمت هذه الصورة في إطار نظم الآية المعجزة.
قال تعالى: (وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ
جَمْعاً) / الكهف: 99.
أُستُعيرَ في الآيةِ الكريمة الموج " حركة الماء " للدفع الشديد بجامع سرعة الاضطراب
وتتابعه في الكثرة ثم اشتق من الموج بمعنى الدفع الشديد" يموج " بمعنى
يدفع بشدة. إنّ هذه الإستِعارة القرآنية الرائعة تُصَوِّر للخيال هذا الجمع الحاشد مِنَ
الناسِ احتشاداً لا تدرك العينُ مَداهُ، حتى صارَ هذا الحشدُ الزاخِرُ كبحرٍ ترى العينُ
منهُ ما تراهُ مِنَ البحر الزاخر مِن حركةٍ وتَمَوُّجٍ واضطرابٍ.
تأمّل اللفظة المستعارة أنها في إطار نظم الآية المعجزة قد استقلّت برسم هذا
المشهد الفريد بصوتها وجرسها وإيحائها.
قال تعالى: (الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ
إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) / ابراهيم: 1.
استعير في الآية الكريمة الظلمات للضلال بجامع عدم الاهتداء في كل منها.
واستُعيرَ النورُ بجامِع الإهتداء في كل منها. وهذا المسلَكُ الأدَبِيُّ يُسمّيهِ عُلَماءُ
البلاغةِ بـ: " الإستعارة التصريحة الأصلية ".
هذه الإستعارة الفرديّة تجعَل الهُدى والضَلال يستحيلان نوراً وظلمة. إنها تُبرِزُ
المعاني المعقولة الخفيّة في صورةٍ مَحسوسةٍ حَيّةٍ مُتحرِّكةٍ كأن العينَ
تراها واليد تلمسها!
تأمّل كلِمة " الظلمات " إنها تُصوِّرُ لك بظلامِها الضلال
ليلاً دامِساً يطمس معالم الطريق أمام الضلال فلا يهتدي إلى الحق ثم تأمل الدقةَ
القرآنية في جمع " الظلمات " أنه يصوّر لك إلى أيِّ
مَدى ينبَهِمُ الطريقُ أمامَ الضَلالِ ف، لا يهتَدونَ إلى الحَقِّ وسط هذا الظلام المُتَراكِم.
ثم تأمل كلمة " النور " أنها بنورها تصور لك الهداية مصباحاً
منيراً ينير جوانب العقل والقلب ويوضح معالم الطريق أمام المهتدي فيصل في
سُهولةٍ ويُسرٍ إلى الحقِّ؛ فينتفِعُ به فيطمئن قلبُه وتسكن نفسُه ويحظى
بالسعادة في دُنياهُ وآخِرتِه.
المصدر: ((موسوعة الإعجاز العِلمي في القرآن و السنة))
ـ[أنوار]ــــــــ[16 - 10 - 2009, 04:12 ص]ـ
انتقاء موفق أخي الكريم ..
بورك الجهد وأجزل الثناء
ـ[طالب عِلم]ــــــــ[17 - 10 - 2009, 01:35 م]ـ
بارَكَ اللهُ بكِ أستاذتي الكريمة:
(أنوار)
على القراءةِ والدُّعاء والثناء(/)
كيف يبدأ طالب علم البلاغة؟
ـ[بالقرآن أحيا]ــــــــ[16 - 10 - 2009, 02:14 م]ـ
كيف يبدأ طالب علم البلاغة، وماذا يقرأ وكيف يكوّن الملكة؟
أرجو إفادتي بارك الله فيكم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[16 - 10 - 2009, 06:05 م]ـ
وبارك فيك أيها الكريم.
بإمكانك تكوين قاعدة أساسية من كتب موجزة كالبلاغة الواضحة، وجواهر البلاغة، وأصله كتاب: "الإيضاح" للخطيب القزويني رحمه الله.
ومن أحسن التفاسير التي عنيت بتقرير المسائل البلاغية: تفسير أبي السعود، رحمه الله، مع الحذر من بعض المسائل الكلامية فيه، والكشاف للزمخشري، غفر الله له، مع الحذر من اعتزالياته، والتحرير والتنوير للشيخ الطاهر بن عاشور، رحمه الله، والثالث أجمعها وأدقها مسلكا في تناول الدقائق البلاغية.
وبالقراءة في تلك التفاسير تتكون لك، إن شاء الله، ملكة بلاغية بتطبيق القاعدة التي تكونت من قراءة الكتب الأولى.
وحاول أن تأخذ نماذج من الآيات تطبق عليها تلك القواعد، ثم قارن ما استنبطه بكلام أولئك الأفاضل، وزد من كلامهم على كلامك، تجد الملكة، إن شاء الله، تنمو شيئا فشيئا.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مراد75]ــــــــ[17 - 10 - 2009, 03:36 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
ـ[بالقرآن أحيا]ــــــــ[21 - 10 - 2009, 02:27 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرًا(/)
بل الإنسان على نفسه بصيرة ** ويحسبون أنهم يحسنون
ـ[حسين حبيب]ــــــــ[16 - 10 - 2009, 08:37 م]ـ
:::
السلام عليكم
سؤالي عن سورة القيامة آية 14
بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو القى معاذيره
وهناك آية تقول: ويحسبون أنهم يحسنون صنعا
أليس تلك الآية تعارض هذه؟
ممكن التوضيح جزاكم الله خير
ـ[أنوار]ــــــــ[16 - 10 - 2009, 08:52 م]ـ
:::
السلام عليكم
سؤالي عن سورة القيامة آية 14
(بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره)
وهناك آية تقول: (ويحسبون أنهم يحسنون صنعا)
أليس تلك الآية تعارض هذه؟
ممكن التوضيح جزاكم الله خير
وعليكم السلام ورحمة الله ..
لا تعارض أخي الكريم ..
الآية الأولى .. كان الحديث عن حال الإنسان يوم القيامة .. ولعلك تذكر حديث أول من تسعر بهم النار والعياذ بالله ..
الآية الثانية .. كان حديثها عن المسيئين في الحياة الدنيا .. ونظرتهم لأنفسهم
والله أعلم .. ولعلي أعود لأحد التفاسير
ـ[أبو الطيب النجدي]ــــــــ[19 - 10 - 2009, 03:15 م]ـ
أليس تلك الآية تعارض هذه؟
أمَا إنك قد أسأتَ صياغة السؤالِ - رحمك الله -!!!
أوَ يتطرقُ إليك شكٌ في إحكام القرآن؟؟؟ , لا شك في يقينك بإحكامه و لكن سؤالك أبدى غير ذلك!
لو قلتَ: كيف أجمع بين الآيتين؟؟ , لكان أولى مما ذكرتَ , و هو من باب الأدب مع الله سبحانه
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[19 - 10 - 2009, 03:55 م]ـ
أمَا إنك قد أسأتَ صياغة السؤالِ - رحمك الله -!!!
أوَ يتطرقُ إليك شكٌ في إحكام القرآن؟؟؟ , لا شك في يقينك بإحكامه و لكن سؤالك أبدى غير ذلك!
لو قلتَ: كيف أجمع بين الآيتين؟؟ , لكان أولى مما ذكرتَ , و هو من باب الأدب مع الله سبحانه
العلماء يؤلفون في دفع إيهام التعارض بين آي القرآن الكريم
والأخ السائل إنما يستفهم عما أوهم ذلك.
وهذه رسالة علمية بنحو هذا العنوان:
دفع إيهام التعارض عن الآيات الواردة في .. ( http://libback.uqu.edu.sa/hipres/ABS/ind4888.pdf)
ـ[أبو الطيب النجدي]ــــــــ[19 - 10 - 2009, 04:37 م]ـ
العلماء يؤلفون في دفع إيهام التعارض بين آي القرآن الكريم
والأخ السائل إنما يستفهم عما أوهم ذلك.
وهذه رسالة علمية بنحو هذا العنوان:
دفع إيهام التعارض عن الآيات الواردة في .. ( http://libback.uqu.edu.sa/hipres/abs/ind4888.pdf)
بارك الله فيك أخي و كتاب العلامة الشنقيطي - رحمه الله - المذكور موجود عندي!!
و لكن شتان بين الأمرين
هناك يقول: "دفع" ثم يتبعها ب " إيهام" بينما السائل هنا يقول: أليست الآية تعارض التي قبلها؟؟ , فكأن فيه جزما بوجوده
و لا أظنك لا ترى فرقا بين الأسلوبين!!
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 07:45 م]ـ
الفرق واضح غفر الله لنا وله.(/)
مكتبة البلاغة
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[17 - 10 - 2009, 11:18 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
بحمد الله وتوفيقه تم الانتهاء من مكتبة البلاغة قبيل قليل وهي بين أيديكم لتحميلها
أسأل الله أن ينفع ويرفع بها
وكلما توصلت لكتاب أو ملف جديد سأضعه في آخر القائمة - إن شاء الله -
أبيات المعاني حتى نهاية القرن الثالث الهجري - دكتوراه. rar (http://www.4shared.com/file/140075916/3d833970/_______-_.html)
أثر النظم في تناسب المعاني في سورة العنكبوت. ماجستير. rar (http://www.4shared.com/file/140205768/600cd2a1/_________.html)
أساس البلاغة. الزمخشري. rar (http://www.4shared.com/file/140952810/153acc63/___.html)
أسرار البلاغة. الجرجاني. تعليق محمود شاكر. rar (http://www.4shared.com/file/140954812/de5ff293/_______.html)
أسرار البلاغة. الجرجاني. rar (http://www.4shared.com/file/140953092/8542119a/___.html)
أسلوب الالتفات في البلاغة القرآنية. rar (http://www.4shared.com/file/140202589/17db236e/____.html)
أسلوب القرآن الكريم بين الهداية والإعجاز البياني. rar (http://www.4shared.com/file/140205335/64c3f285/______.html)
أسلوب القسم في القرآن دراسة بلاغية ماجستير. rar (http://www.4shared.com/file/140422901/745a684d/______.html)
أوساط البلاغة العربية. أد. مصطفى الصاوي. rar (http://www.4shared.com/file/141343004/876f0e84/_______.html)
استدراكات الصعيدي على الايضاح في مسائل البيان دراسة وتقويم. ماجستير. rar (http://www.4shared.com/file/140206016/df0fd00a/__________.html)
الأسرار البلاغية للتقديم والتأخير في سورة البقرة دراسة تطبيقية. ماحستير. rar (http://www.4shared.com/file/140425456/246a241/________.html)
الأسس الجمالية للايقاع البلاغي في العصر العباسي. د. ابتسام حمدان. rar (http://www.4shared.com/file/141074983/82e01a67/___________.html)
الأسلوبية والبيان العربي. د. محمد خفاجي وآخرون. rar (http://www.4shared.com/file/141075888/ac4ccebd/________.html)
الإعجاز الأسلوبي في سورة يوسف. rar (http://www.4shared.com/file/123674012/ac5d5184/____.html)
الإعجاز البلاغى دراسة تحليلية لتراث أهل العلم. محمد محمد أبو موسى. rar (http://www.4shared.com/file/140208594/1fcc8ef6/___________.html)
الإعجاز البياني في سورة يوسف. rar (http://www.4shared.com/file/123674243/a5a94139/____.html)
الإعجاز البياني للقرآن ومسائل ابن الأزرق. عائشة عبد الرحمن. rar (http://www.4shared.com/file/140210075/857505a/_______.html)
الإعجاز اللغوي والبياني في القرآن الكريم. علي الشحود. rar (http://www.4shared.com/file/123676933/4cb4f094/________.html)
الإيضاح في علوم البلاغة. القزويني. rar (http://www.4shared.com/file/140955092/a0294e46/_____.html)
الاستعارة عند عبدالقاهر الجرجاني. ماجستير. rar (http://www.4shared.com/file/140207801/eedf4235/_____.html)
الالتفات في القران الكريم الى آخر سورة الكهف. rar (http://www.4shared.com/file/140429226/35cf78c/_______.html)
البديع بين البلاغة العربية واللسانيات النصية. د. جميل عبد المجيد. rar (http://www.4shared.com/file/140210938/1d5bd26c/_______.html)
البديع تأصيل وتجديد. د. منير سلطان. rar (http://www.4shared.com/file/141076995/d8914698/_______.html)
البديع فى شعر المتنبي. د. منير سلطان. rar (http://www.4shared.com/file/140212475/a557300d/____.html)
البديع في القرآن عند المتاخرين وأثره في الدراسات البلاغية. rar (http://www.4shared.com/file/140430954/ee2e89bc/________.html)
البديع والتوازي. د. عبدالواحد الشيخ. rar (http://www.4shared.com/file/140212682/bf2f6d0f/___online.html)
البديع. ابن المعتز. rar (http://www.4shared.com/file/140210306/dc59297e/__online.html)
البديعيات في الأدب العربي نشأتها-تطورها-أثرها. rar (http://www.4shared.com/file/141080186/f1abbfd6/____--.html)
(يُتْبَعُ)
(/)
البلاغة الشعرية في كتاب البيان والتبيين. د. محمد صباغ. rar (http://www.4shared.com/file/124505228/2d8ec862/________.html)
البلاغة العالية علم المعاني. عبد المتعال الصعيدي. rar (http://www.4shared.com/file/140967291/d70d79c9/_______.html)
البلاغة العربية في ضوء منهج متكامل. د. محمد بركات. rar (http://www.4shared.com/file/140213406/cba39015/______.html)
البلاغة الواضحة - الشرح. rar (http://www.4shared.com/file/141096141/db711315/__-_.html)
البلاغة تطور وتاريخ - شوقى ضيف. rar (http://www.4shared.com/file/124507087/ee53219c/___-__.html)
البلاغة و الأسلوبية نحو نموذج سيميائي لتحليل النص. مترجم. rar (http://www.4shared.com/file/123691814/c3c3eb5a/_________.html)
البلاغة والأسلوبية. د. محمد عبدالمطلب. rar (http://www.4shared.com/file/123742279/c7c60d4d/______.html)
البلاغة والنقد بين التاريخ والفن. د. محمد الصاوي. rar (http://www.4shared.com/file/141116878/7d7d5b99/_________.html)
التبيان في البيان للإمام الطيبي. تحقيقا ودراسة. دكتوراه. rar (http://www.4shared.com/file/140432969/11bb6e49/_______.html)
التحليل البياني في شعر القطامي. دراسة وتحليل. ماجستير. rar (http://www.4shared.com/file/124711615/80d1502c/_________.html)
التراكيب النحوية من الوجهة البلاغية عند عبد القاهر د. عبد الفتاح لاشين. rar (http://www.4shared.com/file/141101788/510e1162/____________.html)
التشبيه التمثيلي في الصحيحين. ماجستير. rar (http://www.4shared.com/file/124712126/250feb3e/_____.html)
التشبيه في صحيح مسلم. دراسة تحليلية. ماجستير. rar (http://www.4shared.com/file/124712502/175de579/________.html)
التشبيه في مختارات البارودي. دراسة تحليلية. دكتوراه. rar (http://www.4shared.com/file/124714078/9b690797/________.html)
التصوير البياني في شعر عدي بن الرقاع العاملي. ماجستير. rar (http://www.4shared.com/file/124715255/6cd6aaa3/_________.html)
التقديم والتأخير بين النحو والبلاغة. نيل درجة أستاذ. rar (http://www.4shared.com/file/141365521/9c5356de/________.html)
التكرير بين المثير و التاثير. د. عز الدين السيد. rar (http://www.4shared.com/file/141118734/fb24e2b8/__________.html)
التناسب في سورة البقرة. ماجستير. rar (http://www.4shared.com/file/140218644/95446752/___.html)
الجانب الفني في قصص القرآن الكريم. ماجستير. rar (http://www.4shared.com/file/140219509/356307d7/_____.html)
الجمان في تشبيهات القرآن. rar (http://www.4shared.com/file/140419049/819de325/___.html)
الحذف البلاغي في القرآن الكريم. rar (http://www.4shared.com/file/140945899/488efc6/____.html)
السجع القرآني دراسة أسلوبية. ماجستير. rar (http://www.4shared.com/file/140951548/7cfb8ca9/_____.html)
الطراز المتضمن لأسرار البلاغة-جـ 1. rar (http://www.4shared.com/file/141125781/dd706df1/___-_1.html)
الطراز المتضمن لأسرار البلاغة-جـ 2. rar (http://www.4shared.com/file/141127549/d693b62a/___-_2.html)
الطراز المتضمن لأسرار البلاغة-جـ 3. rar (http://www.4shared.com/file/141129577/fad9bfdd/___-_3.html)
العلاقات الدلالية و التراث البلاغي العربي دراسة تطبيقية. د. عبدالواحد الشيخ. rar (http://www.4shared.com/file/141132797/8dbfe88c/____________.html)
الفلسفة والاعتزال في نهج البلاغة. د. قاسم. rar (http://www.4shared.com/file/141197957/56fa6219/________.html)
الفنون البيانية في كتاب ((الكاشف عن حقائق السنن)) للامام الطيبي - ماجستير. rar (http://www.4shared.com/file/124654795/40c83544/________________-_.html)
الفوائد الغياثية في علوم البلاغة. د. عاشق حسين. rar (http://www.4shared.com/file/141199207/c7070e8e/_________.html)
الكافي في علوم البلاغة العربية .. المعاني ـ البيان ـ البديع. rar (http://www.4shared.com/file/140434739/4339e8da/_________.html)
(يُتْبَعُ)
(/)
الكناية والتعريض. الثعالبي. دراسة وشرح وتحقيق. د. عائشة فريد. rar (http://www.4shared.com/file/141200049/b1db6db6/____________.html)
المتشابه اللفظي في القرآن الكريم وأسراره البلاغية - دكتوراه. pdf (http://www.4shared.com/file/139702626/b05db555/_______-_.html)
المجاز المرسل. في. لسان العرب لابن منظور. دراسة بلاغيه. تحليلية. أحمد هنداوي. rar (http://www.4shared.com/file/124021288/720e756c/_________________.html)
المدخل إلى بلاغة المحسنات. rar (http://www.4shared.com/file/140435768/f1f54b6c/___.html)
المعجم المفصل في علوم البلاغة - البديع والبيان والمعاني. rar (http://www.4shared.com/file/124655606/b17dd2e5/_____-___.html)
الموجز في تاريخ البلاغة. د. مازن مبارك. rar (http://www.4shared.com/file/141336527/af65d375/________.html)
النداء في اللغة و لقرآن. د. أحمد فارس. rar (http://www.4shared.com/file/141337565/9dbb1038/_________.html)
الوشي المرقوم في حل المنظوم. محقق. rar (http://www.4shared.com/file/141341010/33103357/______.html)
بحوث ومقالات في البيان والنقد الأدبي. د. محمد بركات. rar (http://www.4shared.com/file/141344062/a581348e/__________.html)
بلاغة أسلوب التشبيه. rar (http://www.4shared.com/file/140435831/fe0240b0/___online.html)
بلاغة التراكيب دراسة في علم المعاني. أد. توفيق الفيل. rar (http://www.4shared.com/file/141344702/f694858d/__________.html)
بلاغة الخطاب القرآني عند الرماني. د. حفان مليكة. rar (http://www.4shared.com/file/140435657/4ba56f09/_______.html)
بلاغة السرد القصصي في القران الكريم. دكتوراه. rar (http://www.4shared.com/file/140436760/ed9b6cb0/_______.html)
بلاغة العطف في القرآن الكريم دراسة أسلوبية. د. عفت الشرقاوي. rar (http://www.4shared.com/file/140439696/dac1af2b/_______.html)
بلاغة الكلمة في التعبير القرآني - فاضل السامرائي. rar (http://www.4shared.com/file/124538472/16b0b86/_____-__.html)
بلاغة النص. مدخل نظري ودراسة تطبيقية. د. جميل عبد المجيد. rar (http://www.4shared.com/file/140438973/87c85672/____________.html)
تاريخ النقد الأدبي والبلاغة حتي القرن الرابع الهجري. د. محمد زغلول. rar (http://www.4shared.com/file/141346679/85cc687e/____________.html)
تلخيص المفتاح. rar (http://www.4shared.com/file/124517336/45865f28/__online.html)
ثلاث رسائل في إعجاز القرآن. الجرجاني. الرماني. الخطابي. rar (http://www.4shared.com/file/140437897/4787c584/____.html)
جواهر البلاغة في المعاني والبيان و البديع. أحمد الهاشمي. rar (http://www.4shared.com/file/141348307/cb216666/________.html)
حياة المبرد وجهوده العلمية والبلاغية. ماجستير. rar (http://www.4shared.com/file/141348990/8910cd5a/______.html)
خصائص الأسلوب في الشوقيات. rar (http://www.4shared.com/file/141351744/71253c3e/___.html)
خصائص التراكيب. دراسة تحليلية لمسائل علم المعاني. محمد محمد أبو موسى. rar (http://www.4shared.com/file/141355736/5f085c82/_________.html)
دراسات في البلاغة العربية. د. عبد العاطي غريب. rar (http://www.4shared.com/file/141357214/2ff2554c/_________.html)
درر العبارات وغرر الإشادرت في تحقيق معاني الاستعارات. تحقيق ودراسة. rar (http://www.4shared.com/file/141357216/c1fc3460/__________.html)
دروس في البلاغة العربية. نحو رؤية جديدة. الأزهر الزناد. rar (http://www.4shared.com/file/141359797/98363b26/__________.html)
دلائل الاعجاز. الجرجاني. rar (http://www.4shared.com/file/141359796/ef310bb0/___.html)
دليل البلاغة الواضحة. حل التمرينات. rar (http://www.4shared.com/file/140440998/f90d568b/_____.html)
سبل الاستنباط عند الاصوليين وصلتها بالمنهج البلاغي - ماجستير. rar (http://www.4shared.com/file/124658905/d1421cbf/_______-_.html)
سورة النساء دراسة بلاغية تحليلية1+2 دكتوراه. rar (http://www.4shared.com/file/141367947/80796582/____12_.html)
(يُتْبَعُ)
(/)
سورة فصلت. دراسة بيانية. ماجستير. rar (http://www.4shared.com/file/141370795/71f046e0/______.html)
سورة هود. دراسة لخصائص نظمها وأسرارها البلاغية. دكتوراه. rar (http://www.4shared.com/file/141373014/d9d44515/__________.html)
شرح التلخيص للبابرتي. دراسة وتحقيق. rar (http://www.4shared.com/file/124510076/be7b1ccc/_____.html)
صناعة الكتابة علم البيان, علم المعاني, علم البديع. د. رفيق عطوي. rar (http://www.4shared.com/file/141373459/c4005470/____________.html)
عقود الجمان في علم المعاني والبيان. جلال الدين السيوطي. zip (http://www.4shared.com/file/123679573/79a1dca2/_________.html)
علم البديع. بوربوينت. rar (http://www.4shared.com/file/141375772/46c90eff/___.html)
علم البديع. د. محمود المراغي. rar (http://www.4shared.com/file/141376261/d2a50301/______.html)
علم المعاني دراسة وتحليل. كريمه محمود ابوزيد. rar (http://www.4shared.com/file/123691408/da746f54/_______.html)
علم المعاني في التفسير الكبير للفخر الرازي واثره في الدراسات البلاغية - دكتوراه. rar (http://www.4shared.com/file/124804954/630e89d4/___________-_.html)
فصول في البلاغة. د. محمد بركات. rar (http://www.4shared.com/file/141380420/6278422c/_______.html)
مصادر الإمام عبدالقاهر في بلاغته. ماجستير. rar (http://www.4shared.com/file/124665803/8c2971b0/______.html)
مصطلحات نقدية وبلاغية في كتاب البيان والتبيين. rar (http://www.4shared.com/file/124505549/99c49f7/______.html)
----------
أسئلة بيانية في القرآن الكريم. فاضل السامرائي. rar (http://www.4shared.com/file/141414658/bf114d29/_______.html)
أساليب القصر في القرآن الكريم وأسرارها البلاغية. د. صباح عبيد. rar (http://www.4shared.com/file/141412069/c2dd0d12/___________.html)
الإعجاز البلاغى في استخدام الفعل المبني للمجهول. د. محمد موسى. rar (http://www.4shared.com/file/141554904/fe50c71f/___________.html)
الإيجاز في آيات الإعجاز. محقق. rar (http://www.4shared.com/file/141415379/4457bab3/_____.html)
البديع في ضوء أساليب القرآن. د. عبد الفتاح لاشين. rar (http://www.4shared.com/file/141416521/21c31598/__________.html)
البديعيات مضمونها ونظامها البلاغي. ماجستير. rar (http://www.4shared.com/file/141557925/a9d43ae5/_____.html)
التصوير البياني في حديث القرآن عن القرآن. دراسة بلاغية تحليلية. rar (http://www.4shared.com/file/141416519/435ce69/__________.html)
التطبيق البلاغي في قصيدة الحمى للمتنبي. rar (http://www.4shared.com/file/141557924/ded30a73/_____.html)
الصورة الأدبية في القران الكريم. د. صلاح الدين عبد التواب. rar (http://www.4shared.com/file/141387081/754e0a55/__________.html)
الطراز المعلم في علم البيان. نصيف اليازجي. rar (http://www.4shared.com/file/141521132/b7f34c73/_______.html)
القلب عند البلاغيين والنحاة العرب. د. عيد محمد. rar (http://www.4shared.com/file/141564227/1e9a6116/_________.html)
بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة- 4 أجزاء في مجلد واحد. عبدالمتعال الصعيدي. rar (http://www.4shared.com/file/141432664/c2215e7d/______-_4_______.html)
دراسات منهجية في علم البديع. د. الشحات محمد. rar (http://www.4shared.com/file/141568052/68e36888/_________.html)
دراسة بلاغية في السجع والفاصلة القرآنية. د. عبد الجواد محمد. rar (http://www.4shared.com/file/141418200/8162263a/___________.html)
علم المعاني دراسة بلاغية ونقدية لمسائل المعاني 1 +2. د. بسيوني عبد الفتاح. rar (http://www.4shared.com/file/141563639/7ae7ed35/_______1_2_____.html)
على طريق التفسير البياني. الجزء الأول. فاضل السامرائي. rar (http://www.4shared.com/file/141418198/5c3dab18/__________.html)
على طريق التفسير البياني. الجزء الثاني. rar (http://www.4shared.com/file/141419438/18a5e61c/_______.html)
(يُتْبَعُ)
(/)
فن البديع. د. عبد القادر حسين. rar (http://www.4shared.com/file/141382742/7263f254/_______.html)
فن الجناس. علي الجندي. rar (http://www.4shared.com/file/141383476/e4d9bcb2/____.html)
فنون البلاغة بين القرآن وكلام العرب. د. فتحي فريد. rar (http://www.4shared.com/file/141419437/881afb8d/__________.html)
في البلاغة العربية. علم البيان. د. محمد مصطفى هدارة. rar (http://www.4shared.com/file/141564929/f577a3f0/__________.html)
لآلئ التبيان في المعاني و البديع و البيان. ألفية جمعت قواعد البلاغة نظماً و مثلت لها شعراً و نثراً. rar (http://www.4shared.com/file/141383793/876dbea/___________________.html)
لمسات بيانية في نصوص من التنزيل. فاضل السامرائي. rar (http://www.4shared.com/file/141386055/7f31d764/________.html)
مدخل أمين الخولي إلى الدراسة الجمالية البلاغية ملامحه-آثاره. rar (http://www.4shared.com/file/141386483/24f5a4c0/_______-.html)
معجم البلاغة العربية نقد و نقض. rar (http://www.4shared.com/file/141387747/35d7f6e9/_____.html)
مفتاح العلوم. السكاكي. rar (http://www.4shared.com/file/141435252/9ab138ee/___.html)
مفهوم الاستعارة في بحوث اللغويين و النقاد و البلاغيين دراسة تاريخية فنية. د. أحمد الصاوي. rar (http://www.4shared.com/file/141389961/4c36b67/________________.html)
مفهوم الخيال ووظيفته في النقد القديم والبلاغة - دكتوراه. rar (http://www.4shared.com/file/124662625/c035a3b4/_______-_.html)
مقدمة لدراسة بلاغة العرب. rar (http://www.4shared.com/file/141389967/eda0ce52/___.html)
من آفاق الفكر البلاغي عند العرب. rar (http://www.4shared.com/file/141389965/3aeaf7e/_____.html)
من مباحث البلاغة و النقد بين ابن الاثير و العلوي دراسة في التأثير وتجاوزات الفهم. rar (http://www.4shared.com/file/141391607/48722fb6/______________.html)
نظرات من الإعجاز البياني في القرآن الكريم. rar (http://www.4shared.com/file/141393671/4459d4cf/______.html)
وشي الربيع بألوان البديع في ضوء الأساليب العربية. د. عائشة فريد. rar (http://www.4shared.com/file/141391609/afca02b1/____________.html)
الإعراب الواضح مع تطبيقات عروضية و بلاغية. بدر الدين حاضري. rar (http://www.4shared.com/file/123900608/9d0a0cfb/__________.html)
تطبيقات نحوية وبلاغية د. عبدالعال مكرم. ج1. rar (http://www.4shared.com/file/126263646/bbd461d2/_______1.html)
تطبيقات نحوية وبلاغية د. عبدالعال مكرم. ج2. rar (http://www.4shared.com/file/126264811/cf8e1587/_______2.html)
تطبيقات نحوية وبلاغية د. عبدالعال مكرم. ج3. rar (http://www.4shared.com/file/126269881/ec267613/_______3.html)
تطبيقات نحوية وبلاغية د. عبدالعال مكرم ج4. rar (http://www.4shared.com/file/126266932/cf7a8403/________4.html)
---------
ــــــــــــــــــــــــ
أضيف مؤخرا:
دلائل الإعجاز. الجرجاني. تعليق محمود شاكر. rar (http://www.4shared.com/file/145310973/778132e2/_______.html)
جديد الثلاثة الفنون في شرح الجوهر المكنون. علاء نوريم. rar (http://www.4shared.com/file/145471542/8480aae/_________.html)
حلية اللب المصون. شرح الجوهر المكنون. rar (http://www.4shared.com/file/145475774/46e0bf61/______.html)
نور الأفنان. شرح مائة المعاني والبيان. الشنقيطي. rar (http://www.4shared.com/file/145903116/d1ec956b/________.html)
متن مائة المعاني والبيان. ابن الشحنة. rar (http://www.4shared.com/file/145903064/716108b7/______.html)
متن الجوهر المكنون. rar (http://www.4shared.com/file/145903111/4f8800c8/___.html)
نظرية النظم. الدكتور حاتم الضامن. rar (http://www.4shared.com/file/159186291/65e067ed/______.html)
البلاغة والتطبيق. د. أحمد مطلوب. rar (http://www.4shared.com/file/162336552/e383acdd/______.html)
من أسرار النظم القرآني آيات وعبر. أد. محمد سعادة. rar (http://www.4shared.com/file/163664849/f1c10abb/__________.html)
(يُتْبَعُ)
(/)
البلاغة العربية. أسسها وعلومها وفنونها وصور من تطبيقاتها بهيكل جديد من طريف وتليد. عبدالرحمن الميداني1+2. rar (http://www.4shared.com/file/187871698/e887e7b9/________________12.html)
الأسس الجمالية للإيقاع البلاغى فى العصر العباسى. rar (http://www.4shared.com/file/188684674/67ef066/______.html)
منع جواز المجاز-الشيخ محمد الامين الشنقيطي. rar (http://www.4shared.com/file/188684677/9f77a1dc/__-___.html)
فلسفة البلاغة بين بين التقنية التطور. rar (http://www.4shared.com/file/188684678/fc8bc4d/_____.html)
دراسة البلاغة العربية في ضوء النص الأدبي لغير الناطقين بالعربية. rar (http://www.4shared.com/file/188684691/e8972967/_________.html)
بلاغة النص. مدخل نظري ودراسة تطبيقية. rar (http://www.4shared.com/file/188684698/914b91c3/______.html)
التركيب اللغوي للأدب دراسة فلسفية في اللغة. rar (http://www.4shared.com/file/188684700/4f90c88f/______.html)
البلاغة الاصطلاحية لعبده قليقلة. rar (http://www.4shared.com/file/188684704/48fd0c96/___.html)
الاستعارة فى النقد الادبى الحديث الأبعاد المعرفية والجمالية. rar (http://www.4shared.com/file/188687291/fd2b2e55/________.html)
تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر وبيان اعجاز القرآن. rar (http://www.4shared.com/file/188696991/74a28f61/________.html)
الأساليب البيانية والخطاب. rar (http://www.4shared.com/file/188709097/c3fb059/___.html)
من أسرار القسم في القرآن الكريم. rar (http://www.4shared.com/file/188709107/dc3f6127/_____.html)
إن إذا لما في سياقات الابتلاء بالخير والشر في القرآن. rar (http://www.4shared.com/file/188709114/5c2d01dc/_________.html)
الإعجاز القرآني البياني في آيات قصة سليمان عليه مع ملكة سبأ. rar (http://www.4shared.com/file/188709127/ee0903a5/__________.html)
مسائل علم المعاني في كتاب فيض القدير شرح الجامع الصغير. rar (http://www.4shared.com/file/188709133/f07ff6fd/__________.html)
جمهرة البلاغة .. لأحمد مطلوب ( http://www.4shared.com/document/hB--FY7K/__online.html)
_____________
منهجية دراسة علم البلاغة ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?51213-%E3%E4%E5%CC%ED%C9-%CF%D1%C7%D3%C9-%C7%E1%C8%E1%C7%DB%C9)
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[أنوار]ــــــــ[17 - 10 - 2009, 11:46 م]ـ
جهد مشكور أستاذنا الأديب ..
نسأل الله أن يكون في موازين حسناتكم
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[18 - 10 - 2009, 10:45 م]ـ
جهد مشكور أستاذنا الأديب ..
نسأل الله أن يكون في موازين حسناتكم
اللهم آمين
وبارك الله فيك
ـ[عبد الله إسماعيل]ــــــــ[19 - 10 - 2009, 07:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين السلام عليك ورحمة الله وبركاته ...................
بارك الله في جهودكم ...........................
ـ[حديث الروح]ــــــــ[20 - 10 - 2009, 02:44 م]ـ
ما شاء الله استاذنا الاديب اللبيب .. يثرت في هذا المنتدى بذور العلم في البلاغة .... وكل بذرة ستنمو ... لك نصيب من قظافها .. وأي قطاف .... بعد الحسنات .. بارك الله لك جهدك
ـ[أبوعماد الجزائري]ــــــــ[21 - 10 - 2009, 11:55 م]ـ
لك كل الشكر ..
ـ[السراج]ــــــــ[22 - 10 - 2009, 10:00 م]ـ
ما شاء الله أخي الأديب ..
كنز بين يدينا - تبقى الهمة.
ـ[الباحث السلفي]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 02:37 ص]ـ
شكرا أخي الأديب اللبيب وجزاك الله خيرا
ـ[فصيحة ولكن ... ]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 04:41 م]ـ
ما شاء الله
جهدٌ عظيم؛ أسأل الله لكم من الأجر أضعافه ...
بارك الله فيكم
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 05:06 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا.
ـ[فصيح البادية]ــــــــ[28 - 10 - 2009, 08:09 م]ـ
بارك الله لك وجعله في ميزان حسناتك
ـ[أبو فارس محب]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 12:48 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[رحمة]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 02:25 م]ـ
رائع مجهود مبارك أستاذي
جزاكم الله خيراً
ـ[احمد السنيد]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 04:27 م]ـ
بارك الله فيك استاذنا الاديب اللبيب وجعل ذلك في ميزان حسناتك
ـ[هادية الجزائري]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 04:36 م]ـ
زادك الله علما وجزاك الخير كله
ـ[المتفائلة]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 08:39 م]ـ
جهد راااااااااااااااااااائع .... لا حُرمت أجره ...
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[01 - 11 - 2009, 07:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين السلام عليك ورحمة الله وبركاته ...................
بارك الله في جهودكم ...........................
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك أخي عبد الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[01 - 11 - 2009, 07:18 م]ـ
ما شاء الله استاذنا الاديب اللبيب .. يثرت في هذا المنتدى بذور العلم في البلاغة .... وكل بذرة ستنمو ... لك نصيب من قظافها .. وأي قطاف .... بعد الحسنات .. بارك الله لك جهدك
بارك الله فيك أخي حديث الروح
وأسأل الله أن ينفع بها
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[01 - 11 - 2009, 07:20 م]ـ
لك كل الشكر ..
ولك مثله أخي
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[01 - 11 - 2009, 07:21 م]ـ
ما شاء الله أخي الأديب ..
كنز بين يدينا - تبقى الهمة.
ولن تخذلكم الهمة إن شاء الله
بارك الله فيك أخي السراج
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[01 - 11 - 2009, 07:22 م]ـ
شكرا أخي الأديب اللبيب وجزاك الله خيرا
العفو
وجزاك الله خيرا أخي الباحث السلفي
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[01 - 11 - 2009, 07:23 م]ـ
ما شاء الله
جهدٌ عظيم؛ أسأل الله لكم من الأجر أضعافه ...
بارك الله فيكم
اللهم آمين
وبارك الله فيكم أختي الكريمة
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[01 - 11 - 2009, 07:25 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا.
وبارك الله فيك أخي
وجزاك الله خيرا
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[01 - 11 - 2009, 07:25 م]ـ
بارك الله لك وجعله في ميزان حسناتك
اللهم آمين
وإياك أخي فصيح
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[01 - 11 - 2009, 07:26 م]ـ
جزاك الله خيرا
وجزاك الله خيرا أخي
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[01 - 11 - 2009, 07:27 م]ـ
رائع مجهود مبارك أستاذي
جزاكم الله خيراً
وجزاكم الله خيرا أختي الكريمة
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[01 - 11 - 2009, 07:27 م]ـ
بارك الله فيك استاذنا الاديب اللبيب وجعل ذلك في ميزان حسناتك
اللهم آمين
وإياك أخي أحمد
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[01 - 11 - 2009, 07:28 م]ـ
زادك الله علما وجزاك الخير كله
اللهم آمين
وإياك أختي الكريمة
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[01 - 11 - 2009, 07:28 م]ـ
جهد رائع .... لا حُرمت أجره ...
اللهم آمين
وإياك أختي الكريمة
ـ[بقايا اديبه]ــــــــ[15 - 11 - 2009, 01:51 ص]ـ
المكتبة رائعه
جزاك الله الف خير
ـ[هكذا]ــــــــ[19 - 11 - 2009, 09:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جهد تشكر عليه
ووفقك الله لكل خير
ـ[يزيد81]ــــــــ[21 - 11 - 2009, 06:29 م]ـ
بارك الله فيك , أستاذنا على هذا المجهود القيم
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[21 - 11 - 2009, 08:31 م]ـ
المكتبة رائعه
جزاك الله الف خير
وجزاك الله خيرا أختي الكريمة
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[21 - 11 - 2009, 08:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جهد تشكر عليه
ووفقك الله لكل خير
ووفقك الله لكل خير أخي
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[21 - 11 - 2009, 08:33 م]ـ
بارك الله فيك , أستاذنا على هذا المجهود القيم
وبارك الله فيك أخي يزيد
ـ[كربوب خديجة]ــــــــ[22 - 11 - 2009, 03:15 م]ـ
الله اكبر ,فرج الله عنك فى الدنيا والاخرة
ـ[فهد عبد الرحمن الصلوح]ــــــــ[23 - 11 - 2009, 12:15 م]ـ
يا أعضاء المنتدى لو سمحتم، تحليل هذه الآية بلاغياً من الناحية البديعية، البيانية، المعاني، والإعجاز القرآني، وتفسير هذه الآية من أي مرجع للتفسيروهل هي مكية أم مدنية.
ملحوظة: عند ذكر الصور البيانية أوالمعاني أو البديع يرجى تعريف هذه الصورة وذكر المرجع المستفاد منه، ولكم جزيل الشكر.
قال تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطاً أمماً وأوحينا إلى موسى إذا استسقاه قومه، أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عيناً قد علم كل أناس مشربهم وظللنا عليهم الغمام وأنزلنا عليهم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون.
الأعراف الآية 160
ـ[إبراهيم عيسى]ــــــــ[02 - 12 - 2009, 04:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا السيل المفعم بالخيرات و جعله فى ميزان حسناتكم إبراهيم عيسى أستاذ البلاغة و النقد المساعد فى جامعة جازان بالمملكة العربية السعودية.
ـ[عامر ذياب]ــــــــ[07 - 12 - 2009, 11:53 ص]ـ
شكرا على جهودك الجبارة
ـ[عاشق-لغة الضاد]ــــــــ[09 - 12 - 2009, 07:53 م]ـ
جميل جدا
جزاك الله خيرا يا أستاذنا الفاضل على هذا الطرح
واصل ولا تفاصل
أخوك في الله و محبك فيه عبد العزيز
ـ[روضة النعيم]ــــــــ[11 - 12 - 2009, 08:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي الأديب
جعله الله في موازين حسناتك
ـ[غروب الشمس]ــــــــ[17 - 12 - 2009, 09:11 ص]ـ
بارك الله هذه الجهود العظيمة ...
كنزيفوق الوصف ... وأي كنز.؟؟!!!
عظيم جدا ... وفقكم الله ..
ـ[المعلم المسؤول]ــــــــ[27 - 12 - 2009, 10:29 م]ـ
جزاك الله خيرا، ويسّر أمرك، ويمّن كتابك.
ـ[عبد الله إسماعيل]ــــــــ[09 - 01 - 2010, 09:18 م]ـ
بارك الله في سعيكم، وعلمكم ............. آمين
ـ[سكون الظلام]ــــــــ[12 - 01 - 2010, 12:46 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء
كنزك لا يبور
فلك شكر لا ينفد
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[14 - 01 - 2010, 02:02 م]ـ
جزاك الله خيرا جهدا كبير لا يقدر بثمن ..
لك الجنة لك الجنة من أوسع أبوابها ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حسن المنصوري]ــــــــ[29 - 01 - 2010, 11:10 ص]ـ
وفقكم الله تعالى الى كل خير
ـ[عبد الله إسماعيل]ــــــــ[06 - 02 - 2010, 10:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين
بارك الله في جهود الجميع ..........
ـ[محب العربية 1]ــــــــ[09 - 02 - 2010, 12:54 ص]ـ
شكرا لك ...
ـ[محمدالعاني]ــــــــ[23 - 02 - 2010, 05:06 م]ـ
جزاكم الله خيرا على جهودكم الكبيرة
ـ[عُهود عبد الكريم]ــــــــ[01 - 03 - 2010, 07:39 ص]ـ
_____
أُحب هكذا مكتباتْ ,
وأستبيحك سيدي الكريم فقد قمت بنقل جُل محتوياتها لجهازي أولاً , ثم لمكانٍ أخر وأشرت كونك من قام بالرفع وتجميع المكتبة / وما كانت غايتي سوى نشر البلاغة والعلم ,
جُزيتَ خيراً كثيراً:)
_____
ـ[تواقة]ــــــــ[11 - 03 - 2010, 01:55 م]ـ
نعجز عن شكرك ..
فاللهم اشكر سعيه ..
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[11 - 03 - 2010, 08:31 م]ـ
السلام عليكم
بعد هذه المكتبة الضخمة هل التأليف الجزئي مصطلح في علم البلاغة وما هو مدلوله؟
ـ[عين الحياة]ــــــــ[05 - 04 - 2010, 09:01 م]ـ
يعطيك العاااااااااااااااااافية
ـ[ابن جنين]ــــــــ[06 - 04 - 2010, 07:08 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[28 - 04 - 2010, 02:54 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[عمر مصطفى]ــــــــ[28 - 04 - 2010, 09:35 م]ـ
السلام عليك، وشكرا على هذا المجهود الكبير، وبارك الله فيك.
ـ[السبهاني]ــــــــ[11 - 05 - 2010, 08:38 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب
ـ[رزين]ــــــــ[27 - 05 - 2010, 10:47 م]ـ
أسأل الله أن يمنحك خير ماترجو وتتمنى
ـ[صهيل اللغة]ــــــــ[19 - 06 - 2010, 09:15 م]ـ
أسأل الله العليّ القدير الكريم المنّان أن يكتب لك حسنات عدد أحرف هذه الكتب بل أضعافها
بارك الله فيك وبارك عليك
ـ[محرز1978]ــــــــ[20 - 06 - 2010, 03:26 ص]ـ
بارك الله فيك أخى الأديب اللبيب
وجزاك كل خير
ـ[مغنى الجود]ــــــــ[07 - 07 - 2010, 03:20 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل على المكتبة البلاغية وعلى الجهود القيمة
نفعك الله بها في الدنيا والآخرة ... *
ـ[عادل السلمي]ــــــــ[11 - 07 - 2010, 02:14 ص]ـ
شكرًا جزيلاً. . بارك الله فيك
ـ[اترجة]ــــــــ[13 - 07 - 2010, 11:11 ص]ـ
السلام عليكم اخواني الفصحاء
ابحث عن مراجع لرسالة تخرجي بعنوان بلاغة الجملة الاسمية وأثرها في الاعجاز القرآني ... وشكرا بورك فيكم ...
ـ[فتى الأحزان]ــــــــ[13 - 08 - 2010, 02:33 م]ـ
مشكو1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - على هذا الكتابة القيمة وجزاك الله ألف خير
ـ[عبد الرحمن الترهوني]ــــــــ[05 - 09 - 2010, 07:38 م]ـ
بارك الله فيك وجعل هذه الأعمال العظيمة في ميزان حسناتك
ـ[الرحيل]ــــــــ[07 - 10 - 2010, 09:50 م]ـ
جزآكم الله خيرا
ـ[الفتيني]ــــــــ[22 - 10 - 2010, 01:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكرك أخي الاديب
بارك الله فيك ونفع بك المسلمين
ـ[شموخ عزي20]ــــــــ[25 - 10 - 2010, 07:55 م]ـ
جزاكم الله كل خير
ـ[المخملية]ــــــــ[26 - 10 - 2010, 12:17 ص]ـ
مجهود جبار
تستحق الشكر عليه.
ـ[مطرة غيث]ــــــــ[02 - 11 - 2010, 02:02 م]ـ
أخي الكريم الأديب اللبيب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله مكتبة عامرة، زادك الله همة وعلو ونفع الأخوةوالأخوات بجهدك القيم، ووفقك وسددك
ـ[مطرة غيث]ــــــــ[02 - 11 - 2010, 02:23 م]ـ
أخي الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل أجد لديكم حفظكم الله رسالة دكتوراه بعنوان (آيات النعيم الأخروي في القرآن الكريم دراسة بلاغية تحليلية) من إعداد خالد محمد العثيم من جامعة الإمام، كلية اللغة العربية قسم البلاغة والنقدالرياض 28/ 29هـ أو اي رسائل في آيات الرحمة دراسة بلاغية، وجزاك الله خيرا
ـ[شموخ عزي20]ــــــــ[06 - 11 - 2010, 03:50 م]ـ
جزاك الله كل خير
ـ[احمد فارس]ــــــــ[06 - 11 - 2010, 08:06 م]ـ
جزاك الله خيرا ايهاالاديب اللبيب
ـ[د على رمضان]ــــــــ[07 - 11 - 2010, 05:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[البروجي]ــــــــ[10 - 11 - 2010, 01:45 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الأديب اللبيب
ـ[أبو جد]ــــــــ[23 - 11 - 2010, 02:36 م]ـ
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذا العمل المبارك في ميزان حسناتكم إنه سميع مجيب
ـ[زازة]ــــــــ[20 - 12 - 2010, 10:36 م]ـ
بارك الله فيك وسدد خطاك(/)
البَلاَغَةُ العَرَبِيَّةُ للشيخ نجيب جلواح
ـ[أبو عبد الله يربح]ــــــــ[18 - 10 - 2009, 07:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهذه دروس البلاغة العربية لشيخنا نجيب جلواح حفظه الله تعالى
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 07:54 م]ـ
جزاكم الله خيرا.(/)
و اغضض من صوتك
ـ[وليد]ــــــــ[20 - 10 - 2009, 12:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
إخوتي:
في الآية الكريمة من سورة لقمان (واغضض من صوتك)
من هنا هل هي للتبعيض بمعنى بعض صوتك أم للجنس بمعنى كل ما يصدر عنك من أصوات؟
وشكرا
ـ[السراج]ــــــــ[20 - 10 - 2009, 06:57 ص]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
هي للتبعيض: بمعنى اخفض من صوتك. وانقص منه.
ـ[وليد]ــــــــ[20 - 10 - 2009, 08:00 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي السراج.(/)
هل توجد صورة؟
ـ[أبوعماد الجزائري]ــــــــ[20 - 10 - 2009, 11:54 م]ـ
سلام
هل توجد صورة في قول الكاتب: " كانت ذاكرته تجيد فن الإصغاء و الاختزان .. "
ـ[المستعين بربه]ــــــــ[21 - 10 - 2009, 11:13 ص]ـ
الأستاذ/أبوعمادالجزائري. وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
هل توجد صورة في قول الكاتب: " كانت ذاكرته تجيد فن الإصغاء و الاختزان؟ .. "
نعم فيها صورة؛ لأنّ الإجادة تقع ممن له إرادة وتحكم؛ فالصورة تشبيه للذاكرةبإ نسان قادرعلى القيام بماذكر
ـ[أبوعماد الجزائري]ــــــــ[21 - 10 - 2009, 11:41 م]ـ
سلام عليك أخي: هل هي تشبيه حذف أحد طرفيه؟
ـ[ن_س]ــــــــ[24 - 10 - 2009, 03:04 م]ـ
لم لا تكون استعارة مكنية ,لأنه حذف المشبه به وأظهر صفته وهي إجادة فن ....... ؟
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 07:39 م]ـ
أعتقد أنها استعارة مكنية.(/)
أفيدوني أرجوكم ....
ـ[راقيه بأخلاقي]ــــــــ[23 - 10 - 2009, 04:39 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
هذه المشاركة الأولى لي في هذا المنتدى، فقد صعبت عليّ بعض المسائل في
الجملة العربية خصوصا الفروق الدلالية والتركيبة للجمل الداخلة في الأمثلة التالية:
1) الله الذي لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه أنيب
2) حسبنا الله الذي لا إله إلا هو
3) رب أخ لك لم تلده أمك
4) حسبي الله الذي لاإله إلا هو عليه توكلت وإليه أنيب
حسبي الله
بالله كفى حسيبا
وأيضا هل هي مركبة أو مبسطة وماالفرق بين المبسط والمركب علما بأني بحثت في بعض كتب النحو ولكن لم أجد مبتغاي.(/)
أرجو المساعدة ضروري في بلاغة هذه الأبيات
ـ[ابتسام العنزي]ــــــــ[25 - 10 - 2009, 06:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
انا طالبة في الجامعة واخذت مادة البلاغة وعندي واجب يجب علي تسليمه في اقرب وقت أرجوا المساعده في حله حيث انها السنه الاولى لي واشكر اهتمامكم وهذا هو الواجب:
1. سَتُبدي لَكَ الأَيّامُ ما كُنتَ جاهِلاً وَيَأتيكَ بِالأَخبارِ مَن لَم تُزَوِّدِ
2. لِساني صارِمٌ لا عَيبَ فيهِ وَبَحري لا تُكَدِّرُهُ الدِلاءُ
3. وَتَلَفَّتَت عَيني فَمُذ خَفِيَت عَنها الطُلولُ تَلَفَّتَ القَلبُ
4. إنَّ الشَبابَ وَالفَراغَ وَالجِدَه مَفسَدَةٌ لِلمَرءِ أَيُّ مَفسَدَه
5. لا يراني الله أرعى روضةً سهلة الأكناف من شاء رعاها
6. لِيُسقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السُرورِ فَما كُنتُم لِأَرواحِنا إِلّا رَياحينا
7. صَلاحُ أَمرِكَ لِلأَخلاقِ مَرجِعُهُ فَقَوِّمِ النَفسَ بِالأَخلاقِ تَستَقِمِ
8. وَبَينَنا لَو رَعَيتُم ذاكَ مَعرِفَةٌ إِنَّ المَعارِفَ في أَهلِ النُهى ذِمَمُ
9. يَزيدُكَ وَجهُهُ حُسناً إِذا ما زِدتَهُ نَظَرا
10. أَنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي
....
- تخير ثلاثة أبيات استحوذت على إعجابك، ثم اشرحها مبينا علة الإعجاب ومواطن الإبداع أو الجمال في كل منها؟ (يريد الجمال والابداع وسبب الاعجاب)
.. - استخرج من الأبيات ثلاث صور بيانية، ثم اشرحها مبينا أركانها وأنواعها. (هنا يريد الصور البيانيه)
.... – هل تحفظ شيئا من فرائد الأبيات التي سارت مسار الأمثال؟ اذكر ثلاثة منها مضبوطة بالشكل.
وشكرا ارجو الاهتمام والرد في اسرع وقت امكن وجزاكم الله خيرا
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[25 - 10 - 2009, 06:53 ص]ـ
حتى لا يطول انتظارك بادري الآن بحل بعضها أو حاولي في ذلك لأن قوانين المنتدى تمنع حل الواجبات لكنها تسمح بتصحيح الأخطاء إذا قدم السائل حله لبعض هذه الواجبات.
ـ[ابتسام العنزي]ــــــــ[25 - 10 - 2009, 02:21 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
انا لا ارغب في الحل الواجب كاملا لكن ما اريده هو التوضيح بين الأسئله والتاكيد لانني لا افهم سوى القليل عن البلاغه
مثلا: ما المقصود بصيغه سؤاله الاول والثاني وما الفرق بينهما؟
هل اتكلم عن مواطن الابداع والجمال بذكر الصور البيانيه ام ماذا؟ اين اجيد الشرح الصحيح لهذه الابيات. واعتمد عليه فارجوا المساعده من خلال التوضيح زادكم الله علما لا تبخلوا على طالبه في بداية مسيرتها الجامعيه
ـ[السراج]ــــــــ[25 - 10 - 2009, 05:48 م]ـ
أختي الفاضلة: ابتسام
تخير ثلاثة أبيات استحوذت على إعجابك، ثم اشرحها مبينا علة الإعجاب ومواطن الإبداع أو الجمال في كل منها؟ (يريد الجمال والابداع وسبب الاعجاب)
.. - استخرج من الأبيات ثلاث صور بيانية، ثم اشرحها مبينا أركانها وأنواعها. (هنا يريد الصور البيانيه)
.... – هل تحفظ شيئا من فرائد الأبيات التي سارت مسار الأمثال؟ اذكر ثلاثة منها مضبوطة بالشكل.
السؤال الأول معني بذائقتك ورأيك، فعليك اختيار ثلاثة أبيات أعجبتك ذاكرة نواحي إعجابك بها .. (الأسباب).، ومواطن الإبداع (قد تكون لفظة، أو فكرة أو غير ذلك ... )
أما الثاني: فهو يطلب الصور البيانية (البلاغية) في الأبيات التي اخترتيها (تشبيه - استعارة - مجاز - كناية ... )
الآن عليك اختيار ثلاثة أبيات تعجبك.(/)
شرح بيت
ـ[درعمي]ــــــــ[25 - 10 - 2009, 12:13 م]ـ
أزائرة الأيام - والعمر مقفر ... وزارة الأحلام والليل مظلم
دعاك إلى دنياي سرٌ أردته ... أمامك عُريانا وشعرٌ مطلسم
أرجو من الاساتذة الكرام شرح البيت الثاني وهل للشاعر أن يصف شعره بالطلسمة التي هي الغموض هنا؟(/)
ما الغرض البلاغي من هذا الأسلوب؟؟؟
ـ[سيدرا]ــــــــ[25 - 10 - 2009, 06:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الفصحاء:
في العبارة: لا تقذف الناس بالحجارة. فبيتك من زجاج
هذا الأسلوب: الغرض من النصح والإرشاد أم التوبيخ
بارك الله فيكم
والأسلوب:
لا تدّع المروءة. فأنت مفقود عند الحاجة
هل الغرض منه التوبيخ أم التحقير
والأسلوب: لا تتكاسل وتطلب الغنى
هل الغرض منه التحقير؟ أم النصح والإرشاد
بارك الله فيك
تتلعثم الأمور عليّ عند البحث عن الغرض البلاغي
فقد تشابه الأغراض، فأرجو الإجابة الدقيقة من حضرتكم
ـ[سيدرا]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 08:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الكرام /
هل من مساعة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فقد اختلفت أنا ومدرسات اللغة العربية على معرفة الغرض من هذا الأسلوب
وأريد اقتراحاتكم فأحيطونا بكرم علمكم
بارك الله فيكم
ـ[عمر المعاضيدي]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 10:25 ص]ـ
أختي الكريمة من المعلوم ان الأمثال هي للنصح والأرشاد
ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 11:34 ص]ـ
الأخت الكريمة.
قد يختلف الغرض باختلاف الحال أو السياق؛
فقولك: (لا تقذف الناس بالحجارة فبيتك من زجاج) هو توبيخ لمن يفعل ذلك، وتحذير لمن يوشك أن يفعل ذلك، ونصح لمن تخشين أن يقع في ذلك وهو منك قريب.
وقولك: (لا تدّع المروءة. فأنت مفقود عند الحاجة) هو تحقيرللبعيد، وتوبيخ للقريب، والتحقير فيه أغلب.
وقولك: (لا تتكاسل وتطلب الغنى) هو نصح غالبا، وقد يكون توبيخا لمن هذا دأبه.
والله أعلم
ـ[سيدرا]ــــــــ[29 - 11 - 2009, 08:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً لك أستاذنا الفاضل
في الحقيقة دائماً تقنعنا بإجاباتك الوافية
بارك الله فيك ومبارك لك نقطة التميز قأنت للتميز أهل
وكل عام وأنت والشعب المصري بألف خير
http://www.waraqat.net/2008/09/eid16.gif
ـ[قداس الخضيري]ــــــــ[18 - 12 - 2009, 10:47 ص]ـ
السلام عليكم، الغرض البلاغي من الأسلوب الأول هو التوبيخ لأن من الحماقة أن يرمي الإنسان الناس بالحجاره وبيته من زجاج.
أما الغرض البلاغي من الأسلوب الثاني فهو للتحقير لان من لا وجود له ليس لديه مروءه.
الأسلوب الثالث الغرض منه النصح لأن من يطلب الغنى عليه أن يجد ويجتهد ولا يتكاسل.
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[18 - 12 - 2009, 12:01 م]ـ
بارك الله فيكم.(/)
عنوان بحث
ـ[كرزوزه]ــــــــ[25 - 10 - 2009, 07:01 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حبيت اسالكم عن اختيار عنوان بحث لبلاغه
يكون سهل والمراجع متوفرة
وجزكن الله خيرا
انا في انتظاركن
ـ[كرزوزه]ــــــــ[25 - 10 - 2009, 07:12 م]ـ
حبيت اوضح لكم
انا اخترت عنوان البحث (العلوم القرانيه في سورة ال عمران)
بس هل له مراجع العنوان
ـ[هادية الجزائري]ــــــــ[25 - 10 - 2009, 11:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ردا على سؤالك اختي عنوان الموضوع العلوم القرانية في سورة ال عمران لاعلاقة له بالبلاغة وما الدي تقصدينه او تودين الحث عنه من خلال موضوعه لاني حقيقة استغربت العنوان
ـ[هادية الجزائري]ــــــــ[25 - 10 - 2009, 11:11 م]ـ
البحث عنه من خلال موضوعك
ـ[كرزوزه]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 02:45 م]ـ
الله يعطيك العافيه ع ردك وتفاعلك معي
انا اريد بحث في قسم البلاغه لكي ابحث اريد عنوان سهل والمراجع تكون متوفره
والبحث يكون واضح وقصير لان الاستاذة لا تريده بحث طويل تريد ان يكون لايزيد عن 5 اوراق
انا في انتظاركن
ـ[كرزوزه]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 12:54 ص]ـ
ارجو المساعدة(/)
تشبيه التقريب
ـ[ربا 198]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 09:03 م]ـ
قال الله تعالى (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ) [الحاقة: 11]
والطغيان: مستعار لشدته الخارقة للعادة تشبيهاً لها بطغيان الطاغي على الناس تشبيه تقريب فإن الطوفان أقوى شدة من طغيان الطاغي.
التحرير والتنوير(/)
أرجو المساعدة ..... " جزاكم الله خيرا ".
ـ[ابتسموا فالله ربنا]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 11:24 م]ـ
:::
السلام عليكم ...
اخواني واخواتي ... تحية طيبة وبعد ....
احتاج مساعدتكم ... ""وبأسرع وقت""
اريد ان اعرف معنى هذا البيت ونوع التشيبه فيه .. ؟؟
قال الشاعر تميم بن مقبل:
وللفؤاد وجيب تحت ابهره لدم الغلام وراء الغيب بالحجر
ارجو الرد بأسرع وقت لاني محتاجة للاجابة كثيرا ....
جزاكم الله خيرا ..
ـ[ابتسموا فالله ربنا]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 06:29 م]ـ
اين انتم ياجماعة ....
اريد الاجابة بسرعة لوسمحتم على سؤالي ...
ـ[الأسد]ــــــــ[28 - 10 - 2009, 04:06 م]ـ
لعل هذا يساعدك
http://www.alwaraq.net/Core/dg/dg_topic?ID=3588
ـ[ابتسموا فالله ربنا]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 02:09 م]ـ
شكرا لك ,,,(/)
سؤال في المجاز المرسل؟
ـ[فيض طفولة]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 03:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعزائي،، وددت في هذا الموضوع طرح سؤال أوقع فيني الحيرة ;)
بالنسبة إلى هذه الجملة أو المثال " زرعت اليوم شجرة "
والمجاز المرسل هنا الشجرة ولكن العلاقة هل يجوز أن تكون كلية واعتبار ما سيكون في آن واحد؟
لأن البذرة تعتبر جزء من الشجرة لذلك ستصبح "كلية" وفي المقابل، عند زراعة البذرة ستنمو لتصبح شجرة"اعتبار ما سيكون"
فما رأيكم؟
وشكرا لكم مقدما ..
ـ[مهاجر]ــــــــ[28 - 10 - 2009, 05:58 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
والشكر لك.
هل يقال بأن: البذرة، عند التأمل، ليست جزءا من الشجرة فهي ذات جرم مستقل عنها وإن كانت ناتجة منها، فهي تفنى وتستبدل بالشجرة النابتة منها، وذلك آكد في تقرير قدرة الرب، جل وعلا، الذي يفني أعيانا ويوجد من فنائها أعياننا أخرى تباينها في الحقيقة والماهية فيكون جعله من اعتبار ما سيكون أولى؟
والله أعلى وأعلم.
ـ[السراج]ــــــــ[28 - 10 - 2009, 10:01 م]ـ
بوركت أخي مهاجر ..
هكذا هي ..(/)
طلب لتفسير حكمة ..
ـ[سنى الهدى]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 03:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
ما تفسير هذه الحكمة:-
(إذا كان في رجلٍ خَلة ذائعة فإنتظروا أخواتها) ...
أرجو الإجابة وفقكم الله ...(/)
. مـ ناهج .. البحث ... فيـ .. البلاغة .. مساعدة
ـ[احساس مرهف]ــــــــ[28 - 10 - 2009, 01:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركااااااااته
اطلب مساااااااااعده او ممكن مرجع انو الدكتوره ماقالت مرجع عشان كذا مني
عارف والله ...
واتمنى القى الرد
السوال الي اريدكم تساعدوني فيه
مقارنه بين مناهج البحث البلاغيه عند المتكلمين والادباء واللغوين والنحويين؟
واريد الرد هالاسبووووووع ضروري
تحياتي(/)
بناء الجملة العربية (الحلقة الأولى)
ـ[عودة للعربية]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 01:48 ص]ـ
الجملة باعتبار المعنى مسند ومسند إليه، أو مخبر ومخبر عنه، أو محكوم له ومحكوم به. وهي باعتبار النحو: فعل وفاعل، أو مبتدأ وخبر، أو ما كان بمنزلة ذلك كالفعل ونائب الفاعل، والنواسخ وما دخلت عليه، وكان ابن هشام أكثر القدماء عناية بالتفريق بين مصطلحي (الكلام) و (الجملة) وقد عرّف الكلام بأنه القول المفيد بالقصد، والمراد بالمفيد ما دلّ على معنى يحسن السكوت عليه، نحو: ضُرب اللص، ثم أتبع ذلك ببيان الاختلاف بين الكلام والجملة، فقال: (وبهذا يظهر لك أنهما ليس مترادفين كما يتوهمه كثير من الناس، وهو ظاهر قول صاحب المفصّل، وقد جرى النحاة على تقسيم الجملة ثلاثة أنواع من التقسيم: الأول: تقسيمها بحسب بنيتها اللفظية اسمية وفعلية والثاني: تقسيمها بحسب اكتنافها لغيرها واكتناف غيرها لها كبرى وصغرى، والثالث: تقسيمها بحسب محلها الإعرابي جملاً لها محل من الإعراب وجملاً لا محل لها. وقد استند النحاة في تقسيماتهم هذه على معايير شكلية محضة لا تبين عن وظيفة الجملة ولا تتصل بدلالتها العامة.
ولم يعرض أهل المعاني إلا لتقسيم الكلام، فقسموه وفق اعتبار دلالته العامة قسمين: كلاماً خبرياً وكلاماً إنشائياً. وسوف نتناول لدراسة الجملة تقسيم أصحاب المعاني، مضافاً إليها جملة التركيب الشرطي، فجاءت الجملة ثلاثة أقسام: الأولى الجملة الخبرية، الثانية: الجملة الإنشائية، الثالثة: جملة التركيب الشرطي.
ـ[السراج]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 11:43 ص]ـ
بارك الله فيك ..
ـ[مااهر]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 11:50 ص]ـ
بوركت ,,,,,(/)
طلب مساعدة وتوضيح
ـ[أبو سمية]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 08:28 ص]ـ
السلام عليكم
إلى الإخوة في منتدى البلاغة، اختلفت مع أستاذة زميلة لي نوع الاستعارة في هذه العبارة: (وسمه التاريخ بميسم العار) فأنا قلت لها إن الاستعارة مكنية حيث أن المشبه هو (التاريخ)، والمشبه به هو (الإنسان) والقرينة الدالة عليه
(وسم). وهي قالت أن الاستعارة مزدوجة أرجو التوضيح والمساعدة.
ـ[العِقْدُ الفريْد]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 09:32 ص]ـ
وعليكم السلام.
ما المقصود بالاستعارة المزدوجة؟
ـ[السراج]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 11:41 ص]ـ
السلام عليكم
إلى الإخوة في منتدى البلاغة، اختلفت مع أستاذة زميلة لي نوع الاستعارة في هذه العبارة: (وسمه التاريخ بميسم العار) فأنا قلت لها إن الاستعارة مكنية حيث أن المشبه هو (التاريخ)، والمشبه به هو (الإنسان) والقرينة الدالة عليه
(وسم). وهي قالت أن الاستعارة مزدوجة أرجو التوضيح والمساعدة.
كلامك صحيح، وكلامها صحيح ..
حيث شبه التاريخ بالإنسان (تشخيص) ..
وشبه العار بعمود حارق (تجسيد) ..
وهذا ما يعني مزدوجة إذ تكونت استعارتان في جملة.
ـ[أبو سمية]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 09:39 م]ـ
شكرا لكما على التعقيب والتوضيح، وعن الاستعارة فأنا لا أعرفها لأن معلوماتي في البلاغة قليلة جدا جدا.(/)
أرجو مساعدتي في تحليل بعض أمثلة حذف المفعول به
ـ[الندى العطر]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 03:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أبدأ في موضوعي
لقد استصعب علي بعض الأمثلة في حذف المفعول به والقيمة البلاغية من حذفه
ونعلم أن الحذف والذكر لا يقتصر على ركني الإسناد في الجملة لأننا نعلم أن للفعل متعلقات هي معمولاته كالمفاعيل وما يشبهها من حال وتمييز واستثناءو أكثر
ومن البديهي أن تتسائل الطالبة عن الفرق بين الفعل المتعدي واللازم
والاجابة هي كالتالي:
أن الفعل المتعدي: هو الذي يجاوز الفاعل ويتعداه إلى المفعول به
نحو فهم محمد الدرس
بينما الفعل اللازم: هو الذي لايتجاوز الفاعل وإن تجاوزه (فبواسطه) نحو نجح محمد. نجح محمد في الامتحان
ولكن قد تسأل طالبه كيف نعرف أن هذا الفعل يحتاج إلى مفعول به أو لايحتاج إليه؟ فكيف أجيبها
والآن سأورد لكم بعض الأمثلة بالإضافة إلى شرحي لها
الأمثلة مع الشرح
1) قال تعالى (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون) البقرة 245
نعلم أن الله سبحانه وتعالى وحده يقبض الرزق أي يضيقه عمن يشاء من خلقه , ويبسطه أي يوسعه على من يشاء منهم. فكأن مفعولي يقبض ويبسط وهما كلمة الرزق محذوفان
إذا فالوجه البلاغي في حذفهما إثبات الفعل للفاعل ,فإثبات فعل القبض والبسط ونسبتهما إلى الله سبحانه مقصود لذاته
2) قال الرسول صلى لله عليه وسلم (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى) رواه البخاري عن أبي هريرة
الرسول صلوات الله عليه ,يستخدم الفعل أبى وقد حذف مفعوله. وواضح من معنى الحديث الشريف: كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى دخولها فالمفعول به معلوم لسبق الفعل (يدخلون) وحذفه اختصاراً يضفي على التعبير جمالا, كما يثير الانتباه إلى الفعل (أبى) ليسأل السامع: ومن مِن المسلمين يأبى أن يدخل الجنة؟ فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم لمن سأله: من أطاعني دخل الجنة ,ومن عصاني فقد أبى. فمفهوم الفعل أبى موضوع أساسي أراد الرسول –صلوات الله عليه وسلامه- أن يلفت النظر إليه ,لأن الإباء مرتبط بالمعاصي ,ولهذا حذف المفعول به حتى لايتردد الذهن بين الفعل ومفعوله, ولأن المفعول به معلوم ظاهر أيضا
ولقد استصعب علي هذه الأمثلة
1) قوله تعالى (وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون)
2) وقول أبو العتاهية
إني تركت عواقب الدنيا فتركت ما أهوى لما أخشى
3) وقول طاهر زمخشري:
وخير الجود بين الناس ود وأكرم من يصافحك الودود
متى أعطى نعمت بخير ورد عذوبته المسرة والجدود
فأطلب منكم مساعدتي كوني معلمة مستجدة فأريد أن أُوصل المعلومة صحيحة لطالباتي
جزاكم الله خيرا
ولكم مني دعاء في ظهر الغيب
ـ[الندى العطر]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 04:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
لماذا لا اجد تجاوب منكم؟
انا في امسُ الحاجة الى مساعدتكم بعد الله: (
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 05:15 م]ـ
1/قوله: (وإن نشأ نغرقهم) يعني: الذين في السفن، (فلا صريخ لهم) أي: فلا مغيث لهم مما هم فيه، (ولا هم ينقذون) أي: مما أصابهم. (إلا رحمة منا) وهذا استثناء منقطع، تقديره: ولكن برحمتنا نسيركم في البر والبحر، ونسلمكم إلى أجل مسمى ; ولهذا قال: (ومتاعا إلى حين) أي: إلى وقت معلوم عند الله.
تفسير ابن كثير.
2/وجملة وإن نشأ نغرقهم عطف على جملة " أنا حملنا ذرياتهم " باعتبار دلالتها الكنائية على استمرار هذه الآية وهذه المنة تذكيرا بأن الله تعالى الذي امتن عليهم إذا شاء جعل فيما هو نعمة على الناس نقمة لهم لحكمة يعلمها. وهذا جري على عادة القرآن في تعقيب الترغيب بالترهيب وعكسه لئلا يبطر الناس بالنعمة ولا ييأسوا من الرحمة.
والصريخ: الصارخ وهو المستغيث المستنجد تقول العرب: جاءهم الصريخ، أي المنكوب المستنجد لينقذوه، وهو فعيل بمعنى فاعل. ويطلق الصريخ على المغيث فعيل بمعنى مفعول، وذلك أن المنجد إذا صرخ به المستنجد صرخ هو مجيبا بما يطمئن له من النصر. وقد جمع المعنيين قول سلامة بن جندل أنشده المبرد في الكامل:
إنا إذا أتانا صارخ فزع كان الصراخ له قرع الظنابيب
والظنابيب: جمع ظنبوب وهو مسمار يكون في جبة السنان. وقرع الظنابيب تفقد الأسنة استعدادا للخروج.
والمعنى: لا يجدون من يستصرخون به وهم في لجج البحر ولا ينقذهم أحد من الغرق.
والإنقاذ: الانتشال من الماء.
وتقديم المسند إليه على المسند الفعلي في قوله ولا هم ينقذون لإفادة تقوي الحكم؛ وهو نفي الحكم؛ وهو نفي إنقاذ أحد إياهم.
التحرير والتنوير
3/وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون هذا من تمام الآية التي امتن الله بها عليهم، ووجه الامتنان أنه لم يغرقهم في لجج البحار مع قدرته على ذلك، والضمير يرجع إما إلى أصحاب الذرية، أو إلى الذرية، أو إلى الجميع على اختلاف الأقوال، والصريخ بمعنى المصرخ، والمصرخ هو المغيث أي: فلا مغيث لهم يغيثهم إن شئنا إغراقهم، وقيل: هو المنعة.
ومعنى ينقذون: يخلصون، يقال: أنقذه واستنقذه، إذا خلصه من مكروه
فتح الباري.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 05:16 م]ـ
لي تعليق في شرح البلاغة وتحليلها سأكمل لك.
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 05:48 م]ـ
ويقول أبو العتاهية في النموذج الرابع أنه ترك ملذات الدنيا وملاهيها، لا لأنه يكرهها، بل لخوفه من عذاب اللّه يوم القيامة. وقد استخدم الفعلين (أهوى) و (أخشى) دون أن يذكر مفعوليهما، ولاشك عندنا في أنه يريد أن يقول: تركت ما أهواه لما أخشاه، والضمير مفعول أهواه يشير إلى ملذات الدنيا التي عبر
عنها الشاعر بكلمة (عواقب) فترك المفعول به هنا اختصار جميل. أما الضمير مفعول أخشاه فهو يشير
إلى عذاب اللّه دون وجود ما يدل عليه في البيت، ولكن حذف المفعول به ادعى تعيُّنه بحيث لا ينصرف ذهننا إلى شيء غيره.
ـ[الندى العطر]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 09:54 م]ـ
أختي ترانيم جزاك الله خيرا ونفع بك
كان هماً أن لااجد من يساعدني ولا اذكر الا حديث رسول الله:=
من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة)
لا اعلم ايضا ماذا اقول ولكن اسعدك الله وبارك فيك ووفقك
ـ[الغنيمي]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 10:35 م]ـ
أريد المشاركة السريعة ولكني كعضو جديد لابد من الأطلاع و المتابعة
ثم المشا ركة المفيدة إن شاء الله
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[10 - 11 - 2009, 10:53 م]ـ
أريد المشاركة السريعة ولكني كعضو جديد لابد من الأطلاع و المتابعة
ثم المشا ركة المفيدة إنشاء الله
هكذا خطأ كتابة إنشاء الله لأن المعنى تغير
الصواب إن شاء الله.(/)
طلب مساعدة
ـ[المتفائلة]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 04:35 م]ـ
مالبلاغة في قول الخنساء:
أنخت الى مظلومة غير مسكن حواملها عوج وأفنانها رطب(/)
فائدة نفيسة
ـ[عربي صريح]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 11:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
الأخوة الأعزاء وصلتني فائدة نفيسه و أحببت أن أقدمها لكم و بين أيديكم و تحت أنظاركم و أعلم أنها قد وردت لكم من قبل , فمن لم يقرأها يطلع عليها و ارجو أن تعم الفائدة للجميع .. و لكم مني جزيل الشكر و الإمتنان.
{وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ} يوسف (100)
لماذا اقتصر عليه السلام على ذكر نعمةالإخراج من السجن دون الإخراج من الجب؛ مع أن المتبادر إلى الذهن أنه أعظم؛ لأنه كان فيه معرضا للموت؟
-هناك عدةأجوبة، وقد أوصلها ابن زاغ التلمساني<المعيار12/ 323>إلى 18جوابا، بل قال بأنه يستخرج على نهج بعضها أجوبةأخرى [وهناك أجوبةأخرى تجدها في البرهان4/ 61القرطبي9/ 267]
ومن أهم الأجوبة [مختصرة]:
1/كراهة أن يخجل إخوته؛ بتذكيرهم بمافعلوه معه. [وهذا هو أشهرالأجوبة، وكثير من المفسرين وغيرهم يقتصرون عليه]
2/مآل الإخراج من الجب كان إلى الرق، ثم إلى السجن
3/الإخراج من الجب كان سببا للبعد عن الأهل والوطن.
4/الإخراج من الجب كان بعيد العهد
5/لأنه كان في حال صغره؛ فلايعقل عظم المصيبة كحال الكبر
6/ذكر الإخراج من السجن متضمن الخلاص من كل المصائب التي كانت قبل.
7/الإخراج من السجن أعظم؛ لأنها نعمةدينية؛ لأن فيه تبرئته ممارمي به
8/ذكرالإخراج من السجن فيه الإشارةإلى تعليمه تأويل الرؤى الذي كان سببا لخروجه، ونعمةالعلم أعظم من مجردالإنقاذ
9/السجن كانت مدته طويلة
10/كان في السجن مع المجرمين بخلاف الجب؛ فقد كان في خلوة.
ـ[**ينابيع الهدى**]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 01:55 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرًا أخى عربي على الفائدة
نفع الله بك
ـ[زايد بن فايد]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 07:50 ص]ـ
لا هنت .. !! ولا زلت بك قدم .. !
وتقبل تحيتي اخي الكريم
ـ[طالب عِلم]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 12:35 ص]ـ
جَزاكَ اللهُ عنّا خيرَ الجزاء أخي:
(عربي صريح)
وجزى مَن أرسلَها إليك أيضاً
إظنها تقع ضِمن الإعجاز المَعاني في القرآنِ الكريم، ونتمنى أن يقرأها كُلُّ المُهتمّين بالإعجاز القرآني.
باركَ اللهُ بمن أفادَك بها، وبارَكَ بمَن أفادَنا بها
ـ[عربي صريح]ــــــــ[05 - 11 - 2009, 12:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الاعزاء ينابيع و زايد و طالب علم
أشكركم لمروركم وردكم، و تقبل الله دعاءك و لكم أمثال أمثال ذلك و زيادة ...
ـ[عمر المعاضيدي]ــــــــ[05 - 11 - 2009, 10:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك اخي على المعلومات القيمة التي اتناولها للمرة الأولى
ولم يخطر ببالي هذا السؤال.
ولكن اسعفتني بتعليلك لذلك
بارك الله فيك مرة اخرى ونفع بك
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - 11 - 2009, 12:39 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على هذه الفوائد
ويمكن أن يقال أيضا: لا يلزم أن يكون الإخراج من الجب أعظم؛ لأنه كان مدة يسيرة، بخلاف السجن الذي كان بضع سنين، ولولا لطف الله به بتعليمه التأويل، وهذه الرؤيا التي رآها اللحاكم، ثم تذكر هذا الصاحب، لما كان له سبيل إلى الخروج.
والله أعلم.
ـ[عربي صريح]ــــــــ[05 - 11 - 2009, 01:18 م]ـ
اهلا أخي ابو مالك مساء الود بماء الورد
اشكرك على مرورك الطيب و توضيحك الجيد ..
و مما قرأت في هذا بعض الشروحات و التفاسير قالوا:
كلها متكلفة وأقربها والله أعلم أنه تلطفا مع إخوته الذين قال لهم لا تثريب عليكم .. وهي آخر محنة مر بها.(/)
أيهما أفضل؟
ـ[بسمة الكويت]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 09:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود الاستفسار عن التفاضل بين التعبيرات، ففي بعض الموضوعات يسأل عن التعبير الأفضل مع ذكر السبب.
والفقرة التي جاء ذكر السؤال عنها تتناول سيرة مؤلف معجم البلدان ياقوت الحموي في تأليفه للمعجم.
((ويزيد إعجابك بالمؤلف حين ينسب الأقوال إلى أصحابها والمعلومات إلى كتبها المنقولة عنها، وتشعر بالارتياح إذا كان قد طاف بهذه الأماكن التي يتحدث عنها، وأن يقص عليك بعض عجائبها التي وقعت عليها عيناه أو سمعتها أذناه))
استوقفني السؤال التالي:
أيهما أوقع في الرؤية:
وقعت عليها عيناه أم رآها؟
هل المقصود من التعبير الأول المصادفة مع أهمية ما رآه المؤلف؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[أنوار]ــــــــ[01 - 11 - 2009, 03:52 م]ـ
أيهما أوقع في الرؤية:
وقعت عليها عيناه أم رآها؟
أظن والله أعلم أن قوله " وقعت عليها عيناهـ " أبلغ .. إذ كان الحديث حول العجائب فناسبته كلمة " وقع " كأول مايقع البصر عليه .. بخلاف كلمة " رآها " التي قد تدل على تعدد الرؤى ..
ـ[عمر المعاضيدي]ــــــــ[02 - 11 - 2009, 04:34 م]ـ
وقعن عليه عيناه أبلغ لأن في هذا استعارة للعين بالسقوط على الشيء
لغرابته ويجوز فيه معنى المصادفة مع الأهمية
أما رآها فهي تخلو من أي نوع بلاغي
هذا والله أعلم
ـ[أحمد الرشيدي]ــــــــ[06 - 11 - 2009, 11:26 م]ـ
للعلم، ثم حبا في الكويت، سأدلو بدلوي قائلا:
في قوله (وقعت) إشعار بغرابة وندرة المرئي، وأنه لا يتفق لكل عين رؤيته، وأنه كان ينقب ويبحث ... ، بخلاف (رآها) فإنها تحتمل أن الرؤية كانت مصادفة، وأمر آخر تشعر به - أيضا - وهو أن تلك المشاهد بإمكان كل ذي عينين أن يراها. وما من شك أن في السياق شيئا مما يعضد ما ذهبت إليه لاسيما في (قد طاف / عجائبها).
وليحفظك الله
ـ[بسمة الكويت]ــــــــ[10 - 11 - 2009, 09:17 م]ـ
أظن والله أعلم أن قوله " وقعت عليها عيناهـ " أبلغ .. إذ كان الحديث حول العجائب فناسبته كلمة " وقع " كأول مايقع البصر عليه .. بخلاف كلمة " رآها " التي قد تدل على تعدد الرؤى ..
شكرا لك أنوار ونفع بعلمك.
ـ[بسمة الكويت]ــــــــ[10 - 11 - 2009, 09:22 م]ـ
وقعن عليه عيناه أبلغ لأن في هذا استعارة للعين بالسقوط على الشيء
لغرابته ويجوز فيه معنى المصادفة مع الأهمية
أما رآها فهي تخلو من أي نوع بلاغي
هذا والله أعلم
شكرا أخي الكريم
إذن المصادفة كما ذكرت وأهمية ما وقع عليه نظر ياقوت كاستعارة تضفي جمالا.
بارك الله فيك.
ـ[بسمة الكويت]ــــــــ[10 - 11 - 2009, 09:28 م]ـ
للعلم، ثم حبا في الكويت، سأدلو بدلوي قائلا:
في قوله (وقعت) إشعار بغرابة وندرة المرئي، وأنه لا يتفق لكل عين رؤيته، وأنه كان ينقب ويبحث ... ، بخلاف (رآها) فإنها تحتمل أن الرؤية كانت مصادفة، وأمر آخر تشعر به - أيضا - وهو أن تلك المشاهد بإمكان كل ذي عينين أن يراها. وما من شك أن في السياق شيئا مما يعضد ما ذهبت إليه لاسيما في (قد طاف / عجائبها).
وليحفظك الله
أحسنت أخي الكريم
إضافة مميزة
بارك الله فيك.
ـ[خالد الصافي]ــــــــ[10 - 11 - 2009, 09:56 م]ـ
أظن وقعت عليها عيناه أفضل وأدق وألصق بالمراد؛ لأن فيها عنصر المفاجأة، وما كان كذلك فهو أحرى بالتميز.
والله أعلم
ـ[بسمة الكويت]ــــــــ[10 - 11 - 2009, 10:23 م]ـ
أظن وقعت عليها عيناه أفضل وأدق وألصق بالمراد؛ لأن فيها عنصر المفاجأة، وما كان كذلك فهو أحرى بالتميز.
والله أعلم
شكرا أخي خالد
اعتقد أن المفاجأة والمصادفة أنسب في التعبير عما رآه ياقوت في ترحاله.(/)
ما الفرق بين عادة ـ تقاليد ـ عرف
ـ[داود الفرنسي]ــــــــ[01 - 11 - 2009, 06:37 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
ما الفرق بين عادة ـ تقاليد ـ عرف؟
بارك الله فيكم
*ِ
ـ[زايد بن فايد]ــــــــ[02 - 11 - 2009, 02:15 ص]ـ
اخي الكريم .. سلام عليك ورحمة وبركاته ..
فالعادة: هي ماأعتاد عليها الناس من أفعال واقوال قد تكون صحيحة على هدى .. ! وقد تكون سئية!! وبالتالي غير صحيحة .. فإن كانت صحيحة فهي ما يعبرُ عنها الفقهاء بقولهم العادة محكّمة أو تحكيم العادة .. مثاله: الحائض التي لا تعرف مدتها فهي ترجع لعادة بني جنسها في تحديد الطهر ... فالعادة لا تكون عرفاً لان العرف أخص .. بمعنى أن العرف: هو ماتعارف عليه الناس في أمر معين وحتى لو لم يعتادو عليه .. فمثلا كتعارف الناس على إطلاق الولد على الذكر دون الأنثى ..
اما التقاليد .. فهي مجموعة من الأحوال والاخلاق والأقوال والافعال والتصرفات .. والتي يفعلها فئام من الناس يقلدون بعضهم فيها البعض وقد تكون سئية وقد تكون صحيحية والعبرة بما وافق منها الشرع فهي مقبولة معتبرة .. وأما ما خالف فيضرب بها عُرض الحائط ولا نبالي ... فالحق أحق أن يتبع .. !
اتمنى انني قد افدتك .. ولو بالشيء اليسير. ولن تعدم زيادة .. فانت عند أهل الريادة .. !
ـ[عربي صريح]ــــــــ[09 - 11 - 2009, 12:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الفرق بين العادة والعرف: الفرق بينهما أن العرف يستعمل في الالفاظ. والعادة تستعمل في الافعال. وذكر المحققون من الاصوليين أن العرف والعادة قد يخصصان العومات، وفرعوا على ذلك مالو حلف أن لا يأكل الرؤوس، فإنه ينصرف إلى الغالب من رؤوس النعم دون رؤوس الطير والجراد والسمك، لعدم دخولها
[22 / أ] عرفا في اسم الرؤوس. وكذا لو حلف: لا يأكل البيض لم يحنث بيض بعض السمك ونحوه على الاصح. وكذا لو حلف لا يأكل منها [ما يؤكل] (2) عادة وهو الثمر دون ما لا يؤكل عادة كالورق والقشر والخشب. (اللغات).
منقول من كتاب الفروق اللغوية لابي هلال العسكري.
ـ[درار1]ــــــــ[26 - 11 - 2009, 11:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مشكور اخى الكريم
شبكة الفصيح لعلوم اللغة العربية(/)
منهجية دراسة البلاغة
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[01 - 11 - 2009, 06:49 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده،،، وبعد:
ذكر الشيخ أحمد عمر الحازمي في إحدى دروسه منهجية دراسة البلاغة فارتأيتُ تفريغ ما قال لتعم الفائدة وقد كان - ولله الحمد - وها هي بتصرف يسير جدا -:
" ... السلم أن يدرس مائة المعاني والبيان لابن الشحنة لكن بشرح متوسط أو موسع، ثم يشرع في عقود الجمان للسيوطي إن كان يريد أن يحفظ ألفية، وإن لم يرد يعتكف على التلخيص، ويأخذ شرحا أو شرحين، وثَمّ ما يسمى بشروحات التلخيص مطبوعة مع بعضها البعض ... التفتازاني ... المختصر والمطول ... هذه مع احترامي لأهل العلم وتقديرنا لهم؛ هذه ليست بلاغة العرب وإنما هي بلاغة العجم. لماذا؟ لأنهم أرادوا أن يشرحوا البلاغة التي تكون مفتاحا لفهم بلاغة القرآن وتدبر القرآن فإذا بهم قد دمجوا علم البلاغة بما لا يكاد يكون له نظير إلا في علم الأصول بالمنطق والكلام، فخرج العلم من حيث كونه علما موروثا عن العرب يفهم به دلالات نصوص الوحيين إلى كونه مسلمات ومقدسات يقينية ونظرية وشكل أول وشكل ثاني ... صارت هذه الشروحات كلها تعني بهذه.
لكن التلخيص مع الإيضاح للقزويني نفسه، لأنه لما ألّف التلخيص قيل له غمض الكتاب، يعني أن فيه اختصارا يحتاج إلى إيضاح فألف الكتاب الذي هو الإيضاح فجعله كالشرح، وهذا أنفس شرح للتلخيص وإن لم يكن مشروحا، عليه حاشية الدسوقي لكنها حاشية إذا أردت أن تطبق وتمارس علم المنطق فعليك بهذه الحاشية للدسوقي ودرستم معي فيما سبق المنطق والشكل الأول والثاني صورهما موجبة ... تطبقها في حاشية الدسوقي على الإيضاح، وكذلك تجدها في المطول وغيره لكن الدسوقي على جهة التعيين، وهي ليست ببلاغة العرب بل يكاد الكلام خرج عن لسان العرب وإنما هو لسان أعجمي ولُكنة وكلام فيه شيء من الصعوبة لكن الإيضاح على التلخيص مفيد جدا، ثم تنكب انكبابا تاما على كتب التفسير، وكتب التفسير هذا التفسير من العلوم التي طبقت ولم تحترق بعد يعني علم لم ينته بعد وكتب التفسير مشهورة.
إذن السلم هو مائة المعاني والبيان لابن الشحنة ثم عقود الجمان للسيوطي إذا أردت أن تحفظ ألفية ثم تنكب على كتب التفسير وإن لم ترد مائة المعاني والبيان لابن الشحنة فحينئذ نقول الجوهر المكنون وعليه حلية اللب المصون وقد شرحناه وانتهينا منه فيما مضى، وبعد ذلك تدخل في عقود الجمان للسيوطي، يعني يكفيك متنان في هذا الفن كله إما الجوهر مع العقود أو التلخيص مع الإيضاح وإما مائة المعاني والبيان مع العقود أو التلخيص مع الإيضاح ثم بعد ذلك تنتهي وما عدا ذلك كله خلاف وآراء رجال، يعني الذي صعب الفن أو استصعبه طلاب العلم في الفنون التي هي علوم آلة هو أنهم ينظرون إلى أن كثرة الكتب هذه معناه أنك لن تحيط بالعلم إلا إذا وقفت على جميع المصنفات هذا غلط. لا في النحو ولا في الصرف ولا في البيان. يمكن اختصارها في بضع كتب هذا من جهة ضبط الفن، نعم التأليف - أو المتخصص - لابد من النظر في كثير من المصنفات من أجل التوثيق فحسب، وأما من أجل إدراك العلم فهذا يكفيك في كل علم مختصر ومطول، ثم بعد ذلك إذا دخلت في صميم المقصود من هذه العلوم لأن هذه العلوم علوم آلة، يعني لا ينبغي لطالب العلم أن يعتكف عليها أكثر من وقتها، لها وقت معين فيتجاوزها وتبقى معه، ليس معنى يتجاوزها يتركها وإنما يتجاوزها وتبقى معه، فإن أشكل عليه شيء ما حينئذ رجع إلى كتب كل فن، النحاة في كتبهم والصرفيين في كتبهم وكذلك البيانيين لأنه لابد أن يقع لك إشكال ما في تفسير آية .. كناية .. استعارة .. مصرحة مرشحة .. قد يشكل عليك بعض الشيء فترجع وتبحث، وأما أنك تأخذ كل كبير وصغير عند دراسة الفن فليس الأمر كذلك لأنك لو بقيت عمرك كله ما انتهيت لو أردت أن تأخذ في علم البيان كل صغير وكبير جميع المصطلحات العامة في الفن والخاصة لكل عالم وما يرد عليه وما يعترض، إذن ستبقى عشر سنين في علم البيان وستبقى عشر سنين في علم النحو وعشر سنين في علم الصرف ثم إلى القبر ولم تدخل إلى علم المقاصد. لا. هذا لا يصلح وإنما هكذا ستبقى معك إلى ما شاء الله أن تبقى ... "
حفظ الله الشيخ وجزاه الله خيرا
وللعلم فإن دروسه يومية وتنقل على موقعه
وما أكبر المكتبة الصوتية لديه ( http://www.alhazmy.net/articles.aspx?article_no=16) ما شاء الله تبارك الله.
ـ[رحمة]ــــــــ[01 - 11 - 2009, 06:51 م]ـ
رائع جزاكم الله خيراً و بارك الله فيكم و في جهودكم الرائعة للفصيح
أسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتكم
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[01 - 11 - 2009, 07:02 م]ـ
رائع جزاكم الله خيراً و بارك الله فيكم و في جهودكم الرائعة للفصيح
أسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتكم
اللهم آمين
وجزاك الله خيرا أختي الرحمة
وبارك الله فيك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[02 - 11 - 2009, 06:36 ص]ـ
الإيضاح فجعله كالشرح، وهذا أنفس شرح للتلخيص وإن لم يكن مشروحا، عليه حاشية الدسوقي لكنها حاشية إذا أردت أن تطبق وتمارس علم المنطق فعليك بهذه الحاشية للدسوقي ودرستم معي فيما سبق المنطق والشكل الأول والثاني صورهما موجبة ... تطبقها في حاشية الدسوقي على الإيضاح
باركَ الله ُ فيكَ
هل للدسوقيِّ حاشيةٌ على الإيضاحِ؟
أم أنّه قصدَ حاشيةَ الدسوقيِّ على مختصرِ السعدِ؟
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[02 - 11 - 2009, 06:58 ص]ـ
بارك الله فيك، أستاذ الأديب اللبيب
ونفع بعلم الشيخ أحمد
ـ[أنوار]ــــــــ[02 - 11 - 2009, 07:01 ص]ـ
أجزل الله لكم شكراً أستاذنا الأديب ..
جهد مشكور ..
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[02 - 11 - 2009, 10:36 ص]ـ
باركَ الله ُ فيكَ
هل للدسوقيِّ حاشيةٌ على الإيضاحِ؟
أم أنّه قصدَ حاشيةَ الدسوقيِّ على مختصرِ السعدِ؟
وبارك الله فيك أخي
أحسنت
يبدو أنه قصد حاشية الدسوقي على مختصر السعد والله أعلم
غفر الله له
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[02 - 11 - 2009, 10:37 ص]ـ
بارك الله فيك، أستاذ الأديب اللبيب
ونفع بعلم الشيخ أحمد
وبارك الله فيك أخي الدكتور خالد
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[02 - 11 - 2009, 10:38 ص]ـ
أجزل الله لكم شكراً أستاذنا الأديب ..
جهد مشكور ..
العفو
وبارك الله فيك أختي الكريمة أنوار
ـ[عمر المعاضيدي]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 09:30 ص]ـ
اخي الكريم المشكلة ان معظم هذه الكتب غير متوفرة لدي
ولكن ما رأيك بجواهر البلاغة لأحمد الهاشمي
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 03:04 م]ـ
اخي الكريم المشكلة ان معظم هذه الكتب غير متوفرة لدي
ولكن ما رأيك بجواهر البلاغة لأحمد الهاشمي
- " من حفظ المتون حاز الفنون "
- ويقول الرحبي في الرحبية: ... فاحفظ فكل حافظ إمام. - طبعا حفظ وفهم معا -
- مائة المعاني والبيان متن شعري في مائة بيت، والجوهر المكنون متن شعري في 290 بيت تقريبا وعقود الجمان ألف بيت.
- في بطن الجوهر المكنون مائة المعاني فحينئذ البدء بالجوهر المكنون أفضل لكونه أوسع وأشمل لمسائل لم يشملها المتن الأول، كما قرر الشيخ أعلاه بأنك إن أردت البدء فتخير أحدهما.
- إذن هذه متون تحتاج إلى شرح والشيخ أحمد شرح مائة المعاني والبيان، وشرح الجوهر المكنون أيضا فليس عليك سوى أن يكون المتن أمامك والاستماع للشرح، وهنا تجد الشرحين ( http://www.alhazmy.net/articles.aspx?article_no=22)
- وإن لم ترد الاستماع - والأمر إليك - فهذه المتون والشروح:
متن مائة المعاني والبيان. ابن الشحنة. rar (http://www.4shared.com/file/145903064/716108b7/______.html)
متن الجوهر المكنون. rar (http://www.4shared.com/file/145903111/4f8800c8/___.html)
نور الأفنان. شرح مائة المعاني والبيان. الشنقيطي. rar (http://www.4shared.com/file/145903116/d1ec956b/________.html)
جديد الثلاثة الفنون في شرح الجوهر المكنون. علاء نوريم. rar (http://www.4shared.com/file/145471542/8480aae/_________.html)
حلية اللب المصون. شرح الجوهر المكنون. rar (http://www.4shared.com/file/145475774/46e0bf61/______.html)
- وأخيرا إن أردت رأيي فاهتم بالمتون في كل فن، لأنك إن استطعت مع الفهم أن تحفظ المتن فالحفظ سيستدعي لك المفهوم وقت غيابه، شرط أن يكون الحفظ مع الفهم، وأتمنى لك التوفيق أخي.
ـ[عبد القادر مالك]ــــــــ[19 - 12 - 2009, 03:03 م]ـ
بسم الله، والسلام عليكم جميعا
اسمحوا لي بطرح بعض الأسئلة وهي في حقيقتها إشكالات تعرض لمعلم اللغة العربية والدرس البلاغي على وجه الخصوص ومنها:
هل تكفي قراءة الكتب لتعلم البلاغة؟ ألسنا بحاجة دوما إلى معلم كفء يأخذ بأيدينا للتمكن من هذا العلم أو الفن؟
وهذا المعلم والشيخ أليس من الواجب أن يكون مدركا لخصوصية الدرس البلاغي وطبيعة تقديمه وإنجازه؟
ثم ما هي الطريقة المثلى لتقديم دروس هذا العلم؟ هل طريقة الأمثلة والشواهد وشرحها واستخلاص القواعد والخلاصات كافية لإنجاز مثل هذه الدروس وجعل المتعلم بليغة خطاباته، فصيحة كلماته، جميلة عباراته وتلك هي الغاية القصوى في نظري؟
أعرف أنا كثيرا من الأساتذة أدلوا بدلوهم في الجانب النظري لتعليم هذا العلم لكن هل ترقى ممارساتنا كمعلمين إلى الجانب التنظري المقترح؟
هل بإمكان علم تعليم اللغات أو ما يسمى بالتعليمية أن يفيدنا في هذا المجال؟
إنها مجموعة من الأسئلة أضعها بين أيديكم لمناقشتها ولا شك أن لكل واحد منكم تجربة مع الدرس البلاغي معلما أو متعلما، ملقيا له أو متلقيا فما رأيكم؟
ـ[زوجة جميل]ــــــــ[21 - 12 - 2009, 10:46 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[الشّابّة المقدسيّة]ــــــــ[28 - 04 - 2010, 01:02 م]ـ
بسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية جزاكم الله خيرا على هذه الفائدة، أسأل الله تعالى أن يجعلها في ميزان حسناتكم، وأدعوه أن يمهّد لنا طريق طلب العلم، ويفتح علينا فتوح العارفين.
أيّها السّادة الأفاضل، أختكم بحاجة ملحّة لمساعدة في أمر بلاغيّ يتعلّق بالقرآن الكريم، فهل بإمكاني طرح مسألتي هنا؟
بوركت فيكم وجزاكم الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[28 - 04 - 2010, 01:09 م]ـ
بسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية جزاكم الله خيرا على هذه الفائدة، أسأل الله تعالى أن يجعلها في ميزان حسناتكم، وأدعوه أن يمهّد لنا طريق طلب العلم، ويفتح علينا فتوح العارفين.
أيّها السّادة الأفاضل، أختكم بحاجة ملحّة لمساعدة في أمر بلاغيّ يتعلّق بالقرآن الكريم، فهل بإمكاني طرح مسألتي هنا؟
بوركت فيكم وجزاكم الله خيرا.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
أختي الحبيبة والغالية: الشابة المقدسية
أولا:
أهلا وسهلا بكِ في منتدى الفصيح، نزلتِ أهلا ووطئتِ سهلا، نتمنى لكِ طيب المقام والافادة، فحياكِ الله وبياك وسط أسرتك.
ثانيا:
اطرحي سؤالك ـ بإذن الله ـ سوف يفيدك أهل الفصيح.
ودمتِ موفقة ومسددة
ـ[الشّابّة المقدسيّة]ــــــــ[28 - 04 - 2010, 01:20 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
أختي الحبيبة والغالية: الشابة المقدسية
أولا:
أهلا وسهلا بكِ في منتدى الفصيح، نزلتِ أهلا ووطئتِ سهلا، نتمنى لكِ طيب المقام والافادة، فحياكِ الله وبياك وسط أسرتك.
ثانيا:
اطرحي سؤالك ـ بإذن الله ـ سوف يفيدك أهل الفصيح.
ودمتِ موفقة ومسددة
جزاك الله خيرا أخيّة ..
الحقيقة، منتداكم مخيف، وأتهيّب طرح سؤالي فيه، كما كنت متهيّبة منذ زمن من التّسجيل، لكنّني بحاجة الأساتذة الأفاضل، فجزاك الله خيرا ..
طالبة لغة عربيّة على وشك التّخرّج، ومشروع التّخرّج بعنوان (أسلوب القصر في القرآن الكريم)
المطلوب منّي في الجزء الثّاني من البحث اختيار سورة من السّور الطّوال، أو مجموعة أجزاء لأحلّل ما بها من قصر بلاغيّ، لكنّ الأمر يبدو صعبا، ففي كلّ سورة مقتطفات، وإن اخترت سورة معيّنة أخشى أن لا يكون فيها قصرا بالقدر المناسب للدّراسة، وكذلك الأمر بالنّسبة للأجزاء، أبحث الآن عن أيّ شيء يقودني للاختيار الصّحيح، فهل لاحدكم ان يدلّني كيف أختار؟ هل من كتاب أو كتب تحيلونني إليها أستطيع منها الإفادة؟
وجزاكم الله كلّ خير.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[28 - 04 - 2010, 01:42 م]ـ
جزاك الله خيرا أخيّة ..
الحقيقة، منتداكم مخيف، وأتهيّب طرح سؤالي فيه، كما كنت متهيّبة منذ زمن من التّسجيل، لكنّني بحاجة الأساتذة الأفاضل، فجزاك الله خيرا ..
طالبة لغة عربيّة على وشك التّخرّج، ومشروع التّخرّج بعنوان (أسلوب القصر في القرآن الكريم)
المطلوب منّي في الجزء الثّاني من البحث اختيار سورة من السّور الطّوال، أو مجموعة أجزاء لأحلّل ما بها من قصر بلاغيّ، لكنّ الأمر يبدو صعبا، ففي كلّ سورة مقتطفات، وإن اخترت سورة معيّنة أخشى أن لا يكون فيها قصرا بالقدر المناسب للدّراسة، وكذلك الأمر بالنّسبة للأجزاء، أبحث الآن عن أيّ شيء يقودني للاختيار الصّحيح، فهل لاحدكم ان يدلّني كيف أختار؟ هل من كتاب أو كتب تحيلونني إليها أستطيع منها الإفادة؟
وجزاكم الله كلّ خير.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... أما بعد:
أختي الحبيبة والغالية: الشابة المقدسية
لا داعي للخوف؛ أطمئنك لا يوجد في هذا المنتدى المبارك أشباحا:) أمزح معك.
أختي العزيزة / اطرحي ما تريدين وبأريحية، فأنتِ تطلبين العلم / وطالبة العلم لا بد أن تخوض معاركها بشجاعة (أعرف أنكِ لستِ في الحرب:)) ولكن العلم يحتاج في كثير من الأحيان إلى الشجاعة وأخذ زمام المبادرة.
بخصوص استفسارك! / أعتقد أن هناك من هم أفضل مني بالإجابة عليه / فانتظريهم.
ولكن يوجد هناك كتاب جميل يمكن أن يفيدك / وهو كتاب
أساليب القصر في القرآن الكريم وأسرارها البلاغية: للدكتور صباح عبيد دراز
ودمتِ موفقة ومسددة وشجاعة:)
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[28 - 04 - 2010, 01:50 م]ـ
ولكن يوجد هناك كتاب جميل يمكن أن يفيدك / وهو كتاب
أساليب القصر في القرآن الكريم وأسرارها البلاغية: للدكتور صباح عبيد دراز
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... أما بعد:
إذا أعجبكِ الكتاب فيمكنكِ تحميله من هنا:
تحميل كتاب أساليب القصر في القرآن الكريم وأسرارها البلاغية ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=183854)
ودمتِ موفقة ومسددة
ـ[الشّابّة المقدسيّة]ــــــــ[28 - 04 - 2010, 01:53 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... أما بعد:
أختي الحبيبة والغالية: الشابة المقدسية
لا داعي للخوف؛ أطمئنك لا يوجد في هذا المنتدى المبارك أشباحا:) أمزح معك.
أختي العزيزة / اطرحي ما تريدين وبأريحية، فأنتِ تطلبين العلم / وطالبة العلم لا بد أن تخوض معاركها بشجاعة (أعرف أنكِ لستِ في الحرب:)) ولكن العلم يحتاج في كثير من الأحيان إلى الشجاعة وأخذ زمام المبادرة.
بخصوص استفسارك! / أعتقد أن هناك من هم أفضل مني بالإجابة عليه / فانتظريهم.
ولكن يوجد هناك كتاب جميل يمكن أن يفيدك / وهو كتاب
أساليب القصر في القرآن الكريم وأسرارها البلاغية: للدكتور صباح عبيد دراز
ودمتِ موفقة ومسددة وشجاعة:)
صلّى الله عليه وسلّم ..
( ops
حسنا أختي .. طمأنتني: rolleyes: فإنّني أخشى الأشباح ..
حمّلت الكتاب على الجهاز وها أنا أقرأه الآن .. بارك الله فيك ونفع بك ..
بادرة طيّبة منك أخيّة أشكركِ كثيرا وأسأل الله تعالى أن يجزيكِ عنّي خير الجزاء
ممتنّة لدفء استقبالك:)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[28 - 04 - 2010, 02:02 م]ـ
صلّى الله عليه وسلّم ..
( ops
حسنا أختي .. طمأنتني: rolleyes: فإنّني أخشى الأشباح ..
حمّلت الكتاب على الجهاز وها أنا أقرأه الآن .. بارك الله فيك ونفع بك ..
بادرة طيّبة منك أخيّة أشكركِ كثيرا وأسأل الله تعالى أن يجزيكِ عنّي خير الجزاء
ممتنّة لدفء استقبالك:)
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... أما بعد:
أختي العزيزة والحبيبة: الشابة المقدسية
على الرحب والسعة / الفصيح بأكمله في خدمتك ِ، ونحن لم نفعل شيئا.
أختي الغالية:
أرى من أسلوب كتابتك ـ ما شاء الله تبارك الله ـ أنكِ تتميزين بأسلوب راقي فنرجو أن نرى مشاركاتك الجميلة والمميزة مستقبلا.
إن شاء الله ـ سوف يرد على موضوعك جهابذة الفصيح.
ودمتِ مميزة ومتألقة في ردودك.
أسأل الله لكِ التوفيق والسداد والنجاح الباهر / اللهم آمين.
ـ[محمد الغزالي]ــــــــ[13 - 09 - 2010, 11:51 م]ـ
هذه مع احترامي لأهل العلم وتقديرنا لهم؛ هذه ليست بلاغة العرب وإنما هي بلاغة العجم
أي الكتب التي يقصدها بهذا الكلام هل عقود الجمان أم التلخيص أم ماذا؟(/)
هل في البيت كناية؟
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[01 - 11 - 2009, 08:24 م]ـ
قال عنترة:
سكت فغر أعدائي السكوت=وظنوني لأهلي قد نسيت
هل في قوله:" فغر أعدائي السكوت" كناية بمفهومها عند أهل البلاغة؟
أرجو التوضيح ولكم جزيل الشكر.
:; allh
ـ[زايد بن فايد]ــــــــ[02 - 11 - 2009, 02:59 ص]ـ
أيها الكريم .. حفظك الله
وإني لمتشوق لمعرفة ذلك .. حتما أنتظر .. !! سانتظر! ويأتيك بالأخبار مالم تزودي ..
تحيتي
ـ[عمر المعاضيدي]ــــــــ[02 - 11 - 2009, 10:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الكريم ممكن البيت الذي يسبقه
ـ[دلائل الإعجاز]ــــــــ[02 - 11 - 2009, 04:39 م]ـ
سكتُ فغرَّ أعدائي السكوت ...
هذا البيت مطلع لقصيدة من الشعر المنسوب لعنترة قالها عندما خرج عن قومه غضبان فأقام عند بني عامر زمنا فأغارت هوزان وجشم على ديار عبس فاستنجده قومه فلم يجبهم فلما اشتد الخطب عليهم أجابهم ثم قال هذه القصيدة ..
فأعدائه في هذا البيت هم هوزان وجشم لذا لا أرى فيه كناية والله أعلم ..
ننتظر آراء الفصحاء
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[02 - 11 - 2009, 07:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الكريم ممكن البيت الذي يسبقه
أخي الحبيب هذا هو البيت الأول في القصيدة؛ لكن أخبرك بالذي بعده،
وكيف أنام عن سادات قوم=أنا في فضل نعمتهم ربيت
ولك الشكر لمرورك الكريم.
:; allh
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[02 - 11 - 2009, 07:32 م]ـ
سكتُ فغرَّ أعدائي السكوت ...
هذا البيت مطلع لقصيدة من الشعر المنسوب لعنترة قالها عندما خرج عن قومه غضبان فأقام عند بني عامر زمنا فأغارت هوزان وجشم على ديار عبس فاستنجده قومه فلم يجبهم فلما اشتد الخطب عليهم أجابهم ثم قال هذه القصيدة ..
فأعدائه في هذا البيت هم هوزان وجشم لذا لا أرى فيه كناية والله أعلم ..
ننتظر آراء الفصحاء
لك الشكر لحسن تعاونكم وأحب أن ألفت نظرك إلى أن كلمة (فأعدائه) تكتب همزتها على واو هكذا (فأعداؤه).
وأكرر لك شكري.
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[02 - 11 - 2009, 07:35 م]ـ
أيها الكريم .. حفظك الله
وإني لمتشوق لمعرفة ذلك .. حتما أنتظر .. !! سانتظر! ويأتيك بالأخبار مالم تزودي ..
تحيتي
لك الشكر أخي الكريم ونحن أيضاً متشوقون لمعرفة ذلك.
ـ[دلائل الإعجاز]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 07:46 ص]ـ
استفسرت عن هذا البيت وكانت الإجابات كالآتي:
1 - في البيت كناية عن جهل الأعداء لمقدار حب عنترة لقبيلته ..
2 - في البيت كنايه عن عدم نسيان الشاعر لقبيلته فليس معنى سكوته عنها أنه نساها ..
والله أعلم ..
شكرا أخي على التنبيه لا أدري كيف كتبتها هكذا ربما لأن الموضوع يخص عنترة فأنا من أشد المعجبين بهذا الفارس .. شكرا مرة أخرى ..
تحياتي
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 08:52 م]ـ
استفسرت عن هذا البيت وكانت الإجابات كالآتي:
1 - في البيت كناية عن جهل الأعداء لمقدار حب عنترة لقبيلته ..
2 - في البيت كنايه عن عدم نسيان الشاعر لقبيلته فليس معنى سكوته عنها أنه نساها ..
والله أعلم ..
شكرا أخي على التنبيه لا أدري كيف كتبتها هكذا ربما لأن الموضوع يخص عنترة فأنا من أشد المعجبين بهذا الفارس .. شكرا مرة أخرى ..
تحياتي
الشكر لك موصول أخي الكريم لحسن تعاونكم معنا.
ـ[فصيح البادية]ــــــــ[19 - 11 - 2009, 11:28 ص]ـ
أخوتي: بارك الله لكم
في البيت كناية عن جهل الأعداء بحب عنترة لأهله.
ـ[هكذا]ــــــــ[19 - 11 - 2009, 10:13 م]ـ
:::
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
لا يظهر للعبد الفقير "هكذا" _ والله أعلم _ كناية في البيت , إلا إذا أعمل التعسف وأخذ بالبعيد القصي من المعاني عن القريب الجلي ...
محبكم: هكذا
ـ[بلال عبد الرحمن]ــــــــ[23 - 11 - 2009, 09:45 م]ـ
الله اعلم لايوجد في البيت كناية لان البيت في الفاظه تقريري مباشر
اذ يقول وبصورة واضحة مباشرة: ظن اعدائي في سكوتي عنهم جفوة لاهلي ونسيانا لهم , فالانسان العظيم لا ينسى فضائل قوم تربى فيهم .... هذا هو المعنى المباشر الذي قصده الشاعر ,ولا يحمل وراءه معنى اخر غير الذي اراده كما يكون الحال في الكناية ...
ولكن قد يكون اللبس حاصلا من كلمة السكوت التي توحي ب: التوقف عن مناوشة الاعداء .. وفي" وكيف انام عن سادات قوم" توحي بيقظة المحارب المدرك لواجبه في الدفاع عن قبيلته مهما كانت معاملتها له فهو عميق الانتماء لهذه القبيلة.
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[25 - 11 - 2009, 02:16 م]ـ
شكراً للأخ / هكذا والأخ / بلال عبد الرحمن.
وهذا ما أميل إليه من أنه ليس في البيت كناية والله أعلم.(/)
كيف يمكنني أن أكشف عن معاني النحو ومزايا النظم
ـ[تايغر]ــــــــ[02 - 11 - 2009, 09:31 م]ـ
يا آل جرجان وأصحاب عبد القاهر رحمه الله وغفر له
طلب مني بحيث بسيط في البلاغة وهو التعرف على مزايا النظم وربطها بمعاني النحو في بيت شعري واحد فقط:)
ولا أخفيكم علما لا أعرف من أين أبدأ وكيف أبدأ؟؟؟ ( ops
فهل من ينير بصيرتي حول الكشف عن مزايا النظم ومعاني النحو أصلا
ثم لي عودة ربما أحتاج إضافة بعض أهل الاختصاص عندي في الإيميل طبعا هذا إذا أذن لي: p
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[الزرياب الإبريز]ــــــــ[02 - 11 - 2009, 09:58 م]ـ
أشاركك يا أخي تايغر ... فموضوع (مزايا النظم) حريٌّ بالفهم والبيان ..
وما زلنا بانتظار أهل البلاغة والفصاحة .. أو (آل جرجان) وأكرم وأنعم بهم ...
ـ[أنوار]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 12:47 ص]ـ
رأيي - والله أعلم - أن تتناول أي قصيدة ويفضل أن تكون من العصور الأُول ..
وتطبق عليها علم المعاني إذ سيربط لك هذا العلم النظم بمعاني النحو ..
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[04 - 11 - 2009, 10:20 ص]ـ
السلام عليكم
يقوم النظم على ترابط الألفاظ بحسب قوة العلاقة المعنوية، والانسجام بين المعاني، ومراعاة وتوخّي معاني النحو، وإذا فقدنا هذه الميزة فقدنا النظم، وحصلت المعاظلة في الكلام، وتركّب الكلام بصورة غير سليمة، مما يؤدي إلى فساد النظم.
انظر دلائل الإعجازلترى كيف يقوم الجرجاني باستخراج مزايا وحسنات النظم في أبيات الشعر.(/)
من أين أبدأ
ـ[عمر المعاضيدي]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 09:28 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالب جديد في البلاغة العربية وأحببتها من الوهلة الأولى
أرجو أفادتي بأي كتاب أبدأ من كتب المعاصرين حتى تنضج لدي الملكة البلاغية
مع أنني لدي بعض المعلومات البسيطة في علم البيان ولكنها لا ترتقي الى مستواكم المتميز
مع العلم أنني طالب لغة عربية مرحلة أولى
وشكرا
ـ[نبراس المعالي]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 09:39 ص]ـ
ابدأ من حيث انتهى الأخرون
ـ[زينب هداية]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 10:34 ص]ـ
أنصحك بكتاب البلاغة الواضحة لعلي الجارم
ـ[السراج]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 12:32 م]ـ
أنصحك بكتاب البلاغة الواضحة لعلي الجارم
هو كذلك، إنْ أردتَ أن تبدأ ..
ـ[عمر المعاضيدي]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 02:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن شاء الله سأحاول أن أحصل على هذا الكتاب
بارك الله فيكم
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 03:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن شاء الله سأحاول أن أحصل على هذا الكتاب
بارك الله فيكم
ستجد الكتاب هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=50662) وستجد أيضا دليله
ـ[عمر المعاضيدي]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 03:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكراً أخي ألأديب أللبيب
وبارك الله فيك أستاذنا أبي ألعباس ألمقدسي على تصحيحك(/)
أخطاء في كتاب البلاغة للصف الثالث الثانوي الأزهري
ـ[حسانين أبو عمرو]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 08:07 م]ـ
أناشد إخواننا الذين يقومون بتدريسِ مادةِ البلاغةِ للصفِّ الثالثِ الثانوي الأزهريِّ أن يبيِّنوا للطُّلاب ما بهذا الكتاب من أخطاء ٍ, بعضُها أخطاء جوهرية , منها على سبيل المثال:
ص 104 س 9 إلى 11
{ومن حذفِ جواب ِ الشَّرط ِ قولُه سبحانه: (وما تأتيهِم من آية ٍ مِن ْ آيات ِ رَبِّهِم ْ إلا كانوا عنْها مُعْرِضينَ)
وأنت ترى أن َّ " إذا " استوفَت ْ شرطَها , وحُذِف جوابُها إيجازا؛ للدَّلالة عليه , والتَّقدير ُ: وإذا قيل لهم أعرضُوا اهـ} يس 46
من الواضح أنَّ الآية َ ليست موطن َ الشَّاهد؛ لخُلُوِّها من " إذا " , و" قيل َ لهم " , وبالبحث وجدت ُ أن َّ الآية التي قبلها هي موطن ُ الشَّاهد , ونصُّها: (وإذا قيل لَهُم ُ اتَّقوا ما بينَ أيديكم ُ وما خلفَكمْ لعلَّكم ْ تُرْحَمون َ) يس 45
وقد قمت ُ بإرسال ستَ عشرة َ صفحة ً من التصويبات لمكتب السيد رئيس قطاع المعاهد منذُ أربعةِ أشهرٍ تقريبا.
ـ[الحسام]ــــــــ[05 - 11 - 2009, 02:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين وبعد فبالرجوع إلى كتاب البلاغة للصف الثالث الثانوي الأزهري تأليف د. محمد محمد خليفة، وعبد الحكيم حسن نعناع والذي طبع على نفقة الإدارة المركزية للمعاهد الأزهرية عام 1408 هـ الموافق 1988م تبين صحة الشاهد حيث جاء في الصفحة رقم 101 السطر قبل الأخير ما نصه:
ومن حذف جواب الشرط قوله سبحانه: وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ [يس/45، 46]
وأنت ترى أن (إذا) استوفت شرطها، وحذف جوابها إيجازا للدلالة عليه، والتقدير: إذا قيل لهم .. أعرضوا.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
ـ[حسانين أبو عمرو]ــــــــ[05 - 11 - 2009, 04:38 م]ـ
بارك الله فيك
ليتهم تركوا الطبعة القديمة كما هي.
تكرَّم بالرجوع إلى طبعة 2008 - 2009 م(/)
ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار ..
ـ[مناير]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 08:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إخوتي في شبكه الفصيح , اريد مساعدتكم في حل معي هذه الامثله ..
المثال الاول
قال تعالي: (ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله)
السؤال عليها
اكتب المحسنات البديعيه وماأثرها على المعنى
استخرجت المحسنات في الايه وهي:
المقابله والتعليل والاشاره ولارداف وائتلاف اللفظ مع المعنى وحسن البيان وحسن النسق
بقي اثر هذا المحسنات على المعنى؟
المثال الثاني:
لعن الإله بني كليب إنهم= = لا يغدرون ولا يفون لجار
السؤال: حدد المحسن البديعي؟ مالسر البديعي فيها؟
حددت المحسن وهو
طابق بين "يغدرون ويفون"، وكمل بقوله "لجار" وهو إيغال
بقي السر البديعي؟
ارجو ان ترسل مساعدتكم لي على الايميل:
جزاكم الله عنا الف خير
انتظركم ( ops
lool.1407*************
ـ[مناير]ــــــــ[04 - 11 - 2009, 08:42 م]ـ
أرجو المساعدة بأي معلومة
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[06 - 11 - 2009, 08:59 ص]ـ
أختي
أحسن الله إليك
في الفصيح لا يُجاب عن الواجبات المنزلية
وهذا من ضوابط الاشتراك في هذا المنتدى المبارك
حاولي الحل وانشري محاولاتك
وسيصوب الأعضاء مشكورين
ـ[مناير]ــــــــ[09 - 11 - 2009, 10:24 م]ـ
شكرا لك
أ. طارق
ـ[السراج]ــــــــ[10 - 11 - 2009, 12:56 م]ـ
أختي مناير:
أكثر الفنون البلاغية ظهوراً في الآية الكريمة هو اللف والنشر.
ويقول الدرويش:
(وهذه الآية من معجز هذا الباب (صحة المقابلات)، فقد جاء الليل والنهار في صدر الكلام، وهما ضدان، وجاء السكون والحركة في عجزه، وهما ضدان، ومقابلة كل طرف منه بالطرف الآخر على الترتيب.
وما يخص الأثر في المعنى، سنترك لك الفرصة.(/)
أريد المساعدة في منهج التبيان
ـ[ياربيه بس]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 08:24 م]ـ
السلآم عليكم ورحمة الله وبركآته
اريد المساعده في منهج التبيان (لعلم البديع)
انا عندي ذا الماده ولاني فاهمه شي منها
ابي لو تكرمتو وافدتوني فيها
واذا دليتوني على مراجع تفيدني بالبديع لان المقرر عندي كتاب التبيان
وابي تلخيص او توضيح لذا الكتاب
شاكره لكم .. افادتكم
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 08:40 م]ـ
من شروط الفصيح الالتزام بالفصحى
ـ[ياربيه بس]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 10:30 م]ـ
حسناً ..
سأعيد الصيآغه ...
اريد المساعده في منهج التبيان
واريد منكم تلخيصاً لتسهيل مهمة الحفظ وفهم هذا المنهج المقرر دراسته بالمراحل الجامعيه
ولذا اود ان تفيدوني ..
وجزآكم الله كل خير
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[04 - 11 - 2009, 07:25 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[ياربيه بس]ــــــــ[14 - 01 - 2010, 12:41 م]ـ
؟؟
واين هي الافآده ..
هل يعقل انه لايوجد احد .. يستطيع الافاده
: (
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[14 - 01 - 2010, 01:01 م]ـ
عليكِ بكتاب البلاغة الواضحة فهو مفيد للمبتدئين في هذا العلم وأسلوبه واضح جدا ..
ـ[ناصر الدين الخطيب]ــــــــ[14 - 01 - 2010, 03:05 م]ـ
وعليك بكتاب "البلاغة , فنونها وأفنانها " للدكتور فضل عباس(/)
هل هذا طباق؟؟
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 09:06 م]ـ
قال عنترة:
وإن دارت بهم خيل الأعادي= ونادوني أجبت متى دعيت
هل بين (نادوني) و (أجبت) طباق كما يقال في بعض الكتب؟؟
أظن أن النداء ليس ضد الإجابة. أليس كذلك؟؟
ولربما يكون النداء دالاً على بُعد الشاعر وإجابته دلت على القرب فيكون الطباق بين المعاني المنبثقة من الألفاظ لا الألفاظ نفسها.
أرجوا الإفادة ولكم جزيل الشكر.
:; allh
ـ[مهاجر]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 10:21 م]ـ
ولك جزيل الشكر.
الإجابة لازم النداء إذا لبى المجيب النداء، فهي مترتبة عليه على حد قوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)، وقول أبي المغوار الذي ذكره صاحب اللسان رحمه الله:
وَداعٍ دَعا يا مَنْ يُجيبُ إِلى النَّدَى ******* فلم يَسْتَجِبْه عِنْدَ ذاكَ مُجِيبُ
أي: لم يجبه.
فكما ذكرت أستاذ محمود: هي ليست ضده في المعنى ليكون المثال طباقا وإنما هي لازمه، فنداء يعقبه إجابة أو امتناع، فيكون الامتناع هو المطابق للإجابة لا الدعاء والنداء.
فالمتطابقان لازمان لفعل واحد هو: النداء، فإما أن يجيب المنادى وإما أن يمتنع.
والله أعلى وأعلم.
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 10:28 م]ـ
قال عنترة:
وإن دارت بهم خيل الأعادي= ونادوني أجبت متى دعيت
هل بين (نادوني) و (أجبت) طباق كما يقال في بعض الكتب؟؟
أظن أن النداء ليس ضد الإجابة. أليس كذلك؟؟
ولربما يكون النداء دالاً على بُعد الشاعر وإجابته دلت على القرب فيكون الطباق بين المعاني المنبثقة من الألفاظ لا الألفاظ نفسها.
أرجوا الإفادة ولكم جزيل الشكر.
:; allh
أعتذر لزيادة الألف بالفعل (أرجو) زيادة غير مقصودة.
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 10:34 م]ـ
ولك جزيل الشكر.
الإجابة لازم النداء إذا لبى المجيب النداء، فهي مترتبة عليه على حد قوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)، وقول أبي المغوار الذي ذكره صاحب اللسان رحمه الله:
وَداعٍ دَعا يا مَنْ يُجيبُ إِلى النَّدَى ******* فلم يَسْتَجِبْه عِنْدَ ذاكَ مُجِيبُ
أي: لم يجبه.
فكما ذكرت أستاذ محمود: هي ليست ضده في المعنى ليكون المثال طباقا وإنما هي لازمه، فنداء يعقبه إجابة أو امتناع، فيكون الامتناع هو المطابق للإجابة لا الدعاء والنداء.
فالمتطابقان لازمان لفعل واحد هو: النداء، فإما أن يجيب المنادى وإما أن يمتنع.
والله أعلى وأعلم.
جزاك الله خيراً أخي لحسن تعاونكم معنا؛ ولكن يصلح أن يقال: بين اللفظين طباق بالمعنى البلاغي المعروف كمحسن بديعي؟؟
ولكم جزيل الشكر.(/)
قال تعالى"ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون "
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[05 - 11 - 2009, 11:21 ص]ـ
قال تعالى"ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون "
تنص القاعدة النحوية على أن المبتدأ الذي خبره شبه جملة يكون جائز التقديم والتأخير إذا كان موصوفا، إلا أن المبتدأ في الآية الكريمة"جمال"واجب التأخير رغم كونه موصوفا بشبه الجملة"فيها"من أجل أن يتصل بما يرتبط به معنويا وهو قوله تعالى "حين تريحون "وذلك لأن الجمال وقت الراحة أوضح وأظهر منه وقت التسريح، كما تم تقديم وقت الراحة على وقت التسريح عدولا عن الأصل من أجل هذه الغاية، ومن هنا حصل الانسجام بين المباني وترتبت ألفاظ الآية حسب قوة العلاقة المعنوية.
ـ[أنوار]ــــــــ[05 - 11 - 2009, 02:07 م]ـ
جزاكم الله خيرا أستاذنا الكريم ..
لفتة قيمة
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 01:33 م]ـ
وجزاك الله خيرا أستاذتنا الفاضلة، وشكرا لمروركم الكريم.(/)
فصاحة القرآن
ـ[عربي صريح]ــــــــ[05 - 11 - 2009, 01:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،،
تحية عطرة من عبق البساتين ..
اخوتي الأعزاء هذه بعض فوائد و فصاحة القرآن جمعته لكم لتعم الفائدة ..
قال الأصمعي لصبية: ما أفصحك!
فقالت: يا عم، وهل ترك القرآن لأحد فصاحة؟ وفيه آية فيها خبران وأمران ونهيان وبشارتان
فقال: وما هي؟
قالت: قوله تعالى: {وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين}
قال الأصمعي: فرجعت بفائدة، وكأن تلك الآية ما مرت بمسامعي!
[لباب الآداب]
"سمع أعرابي قارئا يقرأ قوله تعالى: {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله} [والله غفور رحيم] فقال: ليس هذا كلام الله، فقال القارئ: أتكذب بكلام الله؟
فقال: لا ولكن ليس هذا بكلام الله، فعاد القارئ لحفظه وقرأ: {والله عزيز حكيم} بدلا من [غفور رحيم]
فقال الأعرابي: صدقت؛ عز فحكم فقطع، ولو غفر ورحم لما قطع"
"زاد المسير"
(قال في الخمر {لذةللشاربين} و لم يقل في اللبن: لم يتغير طعمه للطاعمين، ولاقال في العسل: مصفى للناظرين؛ لأن اللذةتختلف باختلاف الأشخاص، فرب طعام يلتذ به شخص ويعافه الآخر فقال {لذةللشاربين} بأسرهم .. وأما الطعم [{لم يتغيرطعمه}] واللون [{مصفى}] فلايختلفان باختلاف الناس)
مفاتيح الغيب28/ 48
{وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين}
قال بعض العلماء: جمع بهاتين اللفظتين ما لو اجتمع الخلق كلهم على وصف ما في الجنة على التفصيل لم يخرجوا عنه [الإتقان في علوم القرآن2/ 814] ..
(قال قوم لاعلم لهم بكلام العرب: ليس النخل ولاالرمان من الفاكهة، حين سمعوا قول الله {فيها فاكهةونخل ورمان} فغلطوا.
وإنماذكرهما الله في الجملةثم أفردهما تفضيلا، كماقال {قل من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال} تفضيلا لهماعلى سائرالملائكة، وكماقال {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم} .. ثم قال {ومنك ومن نوح ... } فأفردهم تفضيلا"
[النخلة40] لأبي حاتم
ـ[أنوار]ــــــــ[05 - 11 - 2009, 02:13 م]ـ
انتقاء موفق ..
وجهد مشكور ..
ـ[أحلام]ــــــــ[05 - 11 - 2009, 04:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا
على هذه اللمسات الرائعة
ـ[شذا العرف]ــــــــ[22 - 11 - 2009, 07:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إختيار موفق دمت لنا
ـ[نجلاء يوسف]ــــــــ[23 - 11 - 2009, 10:15 م]ـ
جهد مشكور(/)
طلب عاجل إخوتي الأكارم
ـ[اميرة الذوق]ــــــــ[06 - 11 - 2009, 04:36 م]ـ
:) السلام عليك ورحمة الله وبركاته
انا طالبة طُلب مني بحث بعنوان (التصوير البياني في سورة النمل) ولم تكن لي خبرات سابقه في كتابة البحث البلاغي وغيره فهذه اول مرة لي >>الزبده هههههه خربتها ( ops اريد منكم ان تبحثوا معي عن خطة لهذا البحث علما انني سأكون شاكرة لكم تعاونكم ,,, ودمتم كراما
اختكم .. اميرة الذوق .. : p
ـ[عمر المعاضيدي]ــــــــ[07 - 11 - 2009, 04:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عسى ان تجدي من يعينك
ـ[نديم السحر]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 03:42 م]ـ
قد يكون هذا مفيدا لك
http://www.imamu.edu.sa/support_deanery/graduate/MasterStudies/Master_1424_1425/m0097/Pages/%D8%A2%D9%8A%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%8A%D8%AF%D8%A9%20%D9%81%D9%8A%20%D8%B3%D9%88% D8%B1%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%B9%D8%A7%D9%85.doc
ـ[اميرة الذوق]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 04:16 م]ـ
جزاكم الله خيرا وجعله في موازين حسناتكم واعاننا الله واياكم
مشكوووورين عالرد ...(/)
وقفة بلاغية.
ـ[المستعين بربه]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 12:56 م]ـ
قال تعالى: {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ} 96.النحل. وهي وقفة بلاغية عند قول الحق تبارك وتعالى: {باق} فما الفرق بينها وبين التعبير بقولنا لم ينفد؟
إنّ من الفروق أنّ لفظة باق تدل على أنّ الرزق لم تغظه النفقة ولم تنقص منه ,أمّا التعبيربـ لم ينفد فإنّه يدل على أنّ الإنفاق وإن كان قد استمر لمدة طويلة وأن أصل الملك المنفق منه لم ينفد أي لم ينتهِ. إلا أنّه تعرض للنقص ومابقي كثيرومن لوازم مايعتريه النقص أن يدركه النفاد في يوم من الأيام. بخلاف مُلك المَلك الديان فإنّه ينفق الليل والنهار فيده سحاءوخزائنه ملئى, والسّح في اللغة هوا لسيلان والانصباب. لهذاقال تعالى: {وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ} أي أنّ سعة رزفه تتقاصرعنها العقول. قول لله تعالى {ينفد} في حق البشر إشارة إلى أنّ مُلك ابن آدم مهما بلغ إلا أنّ الإنفاق المتواصل يؤدي به إلى النفاد.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 01:28 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
الأستاذ الفاضل: المستعين بربه
وقفة بلاغية جميلة .... سبحانه ما أكرمه!
خزائنه ملأى لا تغيضه مع كثرة الإنفاق، كل ما في الدنيا والآخرة فإنه من جوده -سبحانه وتعالى .... (وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ).
إن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه" يعطي -سبحانه وتعالى- ما يشاء ما لا يعلمه إلا هو، بلا حصر ولا حساب، ولا تنفد خزائنه سبحانه، بخلاف المخلوق فإنه قد يعطي العطاء ولكن هذه العطية تكون ثقيلة عليه وتجحف بماله، قد يكون معسرا ليس عنده شيء.
أما الله -جل وعلا- فإنه غني لا يتعاظمه شيء أعطاه، ولذلك: يعطي الجنة التي هي غاية المطالب، ويعطي الدنيا والآخرة -سبحانه وتعالى، يعطي بلا حساب، ولا تنفد خزائنه، كما في الحديث القدسي: يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد ما سألني ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، ذلك بأني جواد واجد ماجد عطائي كلام وعقابي كلام، أفعل ما أشاء هذا شأنه -سبحانه وتعالى.
(منقول من كلام صالح بن فوزان الفوزان)
ننتظر وقفة بلاغية جميلة أخرى
ـ[المستعين بربه]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 06:01 م]ـ
إضافة نافعة زادكِ الله من فضله.
ـ[أديبة الإسلام]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 11:16 م]ـ
كذلك في قوله تعالى في سورة الأحزاب في وصف نساء النبي (ومن يقنت منكنّ لله ورسوله وتعمل صالحاً .... ) الآية .. فمن يتأمل يجد كيف عُطف المؤنث تعمل على المذكر يقنت ... والسّبب وكأنّ الله تعالى أراد من قنوتهنّ أن يكون كقنوت الرّجال لأنهنّ أمهات المؤمنين وقد شرفن وعلون .. والدليل كذلك قوله تعالى في وصف السيدة مريم: وكانت من القانتين ولم يقل سبحانه القانتات!!!
فلا إلاه إلا الله حقا حقا ... لا إلاه إلا الله تعبدا ورقا ..
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 11:27 م]ـ
كذلك في قوله تعالى في سورة الأحزاب في وصف نساء النبي (ومن يقنت منكنّ لله ورسوله وتعمل صالحاً .... ) الآية .. فمن يتأمل يجد كيف عُطف المؤنث تعمل على المذكر يقنت ... والسّبب وكأنّ الله تعالى أراد من قنوتهنّ أن يكون كقنوت الرّجال لأنهنّ أمهات المؤمنين وقد شرفن وعلون .. والدليل كذلك قوله تعالى في وصف السيدة مريم: وكانت من القانتين ولم يقل سبحانه القانتات!!!
فلا إله إلا الله حقا حقا ... لا إله إلا الله تعبدا ورقا ..
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة .... أديبة الإسلام
جزاك الله خيرا .... وهذه وقفة بلاغية جميلة أخرى ... وكل آيات الله فيها من البلاغة والأسرار ما تنم عن إعجاز هذا القرآن العظيم الذي بين أيدينا ...
وأخيرا .... أقول:
جزى الله خيرا .... من فتح هذه النافذة المفيدة .... وجعلها الله له في موازين حسناته .... اللهم آمين
ومزيدا من الوقفات البلاغية .... حتى نستفيد.
ـ[أحلام]ــــــــ[11 - 11 - 2009, 11:18 م]ـ
بوركت ا لأيادي الطاهرة التي كتبت ونقلت لنا أطايب الكلام
وجزاكم الله خيراً
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[11 - 11 - 2009, 11:22 م]ـ
بوركت ا لأيادي الطاهرة التي كتبت ونقلت لنا أطايب الكلام
وجزاكم الله خيراً
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
أختي الحبيبة والدكتورة الفاضلة ... أحلام
جزيتِ خيرا .... وبارك الله فيك ... وننتظر مشاركتك القيمة في هذه النافذة ...
ما رأيك لو تأتي لنا بوقفة بلاغية أخرى!!!
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[12 - 11 - 2009, 08:48 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
وقفة بلاغية جميلة أخرى للقرآن
يقول الله تعال- في ثنايا آيات الصيام -: ? وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤموا بي لعلهم يرشدون ? في مجيء هذه الآية التي تحث المسلمين على الدعاء وترغب فيه بين آيات الصيام سرٌّ انطوى تحتها، ولطائف دفعت كثيراً من المفسرين إلى النظر والتأمل في مناسبة هذه الآية ووقوعها بين آيات الصيام، ولذا فقد كان هذا الأمر تحت نظر كثير من المفسرين والمتأملين، فقد أشاروا إلى هذا الأمر، وقد قادهم نظرهم الثاقب، وتأملهم الدائم إلى كثير من الأسرار والحكم، يقول: د. حسن محمد باجودة عن هذا الآية: ((في أعماق حديث الآيات الكريمات عن الصيام تجيء الآية الكريمة التي تحث المسلمين لله رب العالمين على الإقبال على الله – تعالى – بفعل الطاعات، واجتناب المعصيات، وبدعائه – عز وجل – فإنه تعالى قريب من عباده، مجيب دعوة الداعي إذا دعاه، إن هذا الانعطاف في الحديث ثم العودة إلى الحديث عن الصيام قمين بالتأمل والتدبر))
ـ وقد حظي هذا الأمر بالتأمل والتدبر من المتشغلين بكتاب الله، فقد دققوا النظر، وأمعنوا فيه، وقدحوا زناد فكرهم، فقادهم نظرهم الثاقب، وتأملهم الدائم إلى كثير من الأسرار واللطائف، ومما ذُكر في ذلك، أن هذه الآية من متممات الآيات التي سبقتها، وأنها مكينة في مكانها ذات صلة وثيقة بما تقدمها، وبيان ذلك: أنه – سبحانه – حث المؤمنين في الآية التي قبلها على تكبيره، وعلى شكره على ما أنعم به عليهم، وقيضهم لهم، ويسره عليهم من تمام الصيام، فذكر في هذه الآية أن الذي يكبرونه ويشكرونه قريب منهم، مجيب لهم إذا دعوه، ولذا أمرهم بدعائه والاستجابة له، ثم شرع بعد ذلك ما بقي من أحكام الصيام.
ـ وثمة سرٌّ آخر في مناسبة الآية أشار إليه ابن كثير في تفسيره، يقول: ((وفي ذكره – تعالى – هذه الآية الباعثة على الدعاء متخللة بين أحكام الصيام إشارة إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العدة، بل وعند كل فطر، كما روى أبو داود الطيالسي في مسنده، عن عبدالله بن عمرو قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم ـ يقول: (للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة، فكان عبدالله بن عمرو إذا أفطر دعا أهله وولده ودعاء))).
بيد أن السرَّ في مجيء آية الدعاء بين آيات الصيام لا تقف عند حد، ولا تنتهي إلى غاية، فسيظل الأمر مفتوحاً للمتأملين، ويبقى الأمر من قبل ومن بعد فتحه – سبحانه – وفيضه يمنُّ به على من يشاء من عباده، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وقد ذكر الرازي في تفسيره كثيراً من التعليلات في مناسبة هذه الآية، والحكمة من مجيئها بين آيات الصيام، ومن الوجوه التي ذكرها: ((أن الله – سبحانه – أمر بالتكبير أولاً ثم رغب في الدعاء ثانياً؛ تنبيهاً على أن الدعاء لا بد وأن يكون مسبوقاً بالثناء الجميل، ألا ترى أن الخليل- عليه الصلاة والسلام - لما أراد الدعاء قدم عليه الثناء فقال:
? الذي خلقني فهو يهدين* والذي هو يطعمني ويسقين * وإذا مرضتُ فهو يشفين * والذي يميتني ثم يحيين* والذي أطمع آن يغفر لي خطيئتي يوم الدين) وكل هذا ثناء منه على الله – تعالى – ثم شرع بعده في الدعاء فقال: ? رب هب لي حكماً وألحقني بالصالحين ? (4) فكذا هاهنا أمر بالتكبير أولاً، ثم شرع بعده في الدعاء ثانياً)).
منقول ....
ننتظر وقفة بلاغية أخرى
ـ[رحمة]ــــــــ[14 - 11 - 2009, 08:51 م]ـ
سبحان الله فعلاً إعجاز القرآن فوق كل بلاغة
جزاكم الله خيراً إخوتي على هذه الوقفات الجميلة و المفيدة و بارك الله فيكم(/)
ممكن مساعدة سريعة جزاكم الله خيرا
ـ[ربيعه]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 10:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
ممن احد يساعدني في حل الصور البلاغيه من كل بيت من الابيات مع ذكر اركانها ومواطن الجمال والابداع فيها
5. لا يراني الله أرعى روضةً سهلة الأكناف من شاء رعاها
7. صَلاحُ أَمرِكَ لِلأَخلاقِ مَرجِعُهُ فَقَوِّمِ النَفسَ بِالأَخلاقِ تَستَقِمِ
10. أَنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي
2. لِساني صارِمٌ لا عَيبَ فيهِ وَبَحري لا تُكَدِّرُهُ الدِلاءُ
1. سَتُبدي لَكَ الأَيّامُ ما كُنتَ جاهِلاً وَيَأتيكَ بِالأَخبارِ مَن لَم تُزَوِّدِ
3. وَتَلَفَّتَت عَيني فَمُذ خَفِيَت عَنها الطُلولُ تَلَفَّتَ القَلبُ
شكرا
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
ـ[أنوار]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 11:10 م]ـ
وعليكم السلام والرحمات ..
أختي الكريمة .. ضعي محاولتكِ وستجدين من يصوب لكِ ..
وفقتِ للخير ..
ـ[ربيعه]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 11:29 م]ـ
شكرا على الرد تلقين مني جواب صعبه لانه استاذ الغه العربيه لم يشرح لنا بصوره واضحه عن استعارات وتشبيه واعطانا هذه الابيات للحل فطلبت منكم المساعده(/)
بلاغة القرآن
ـ[عربي صريح]ــــــــ[09 - 11 - 2009, 12:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تحية ٌعطرة من قلبٍ يتواصل بالدعاء لكم في ظهر الغيب ..
{ويكلم الناس في المهد وكهلا}
ما الفائدة من ذكر الكلام حال الكهولة؟
ج: له فائدتان:-
(1/ فيه بشارة لأمه أنه يبلغ سن الكهولة.
2/ أن كلامه طفلا يكون مثل كلامه كهلا من غير تفاوت بين الحالين [ليرفع أي احتمال كناية قد يورد على ظاهر معنى كلامه في المهد]).الروض الريان1/ 24
ـ[عمر المعاضيدي]ــــــــ[10 - 11 - 2009, 12:55 م]ـ
بارك الله فيك اخي
وادامك الله مفيدا نافعا(/)
طلب موازنة
ـ[آنسة مشاكل]ــــــــ[09 - 11 - 2009, 04:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني وأخواتي في الفصيح
أرجو منكم مساعدتي في عقد موازنة بين هذين البيتين
البيت الأول
قول علي بن جبلة:
وأرى الليالي ما طوت من قوتي ... ... ... ردّته في عظتي وفي إفهامي
والبيت الثاني
قول ابن المعتز:
وما يُنتقص من شباب الرجال ... ... ... يزد في نُهاها وألبابها
: rolleyes:(/)
استفسار عن الصورة الجمالية في بيت شعري
ـ[خانتني دموعي]ــــــــ[10 - 11 - 2009, 11:42 م]ـ
فإن نلت ما أملت منك بما شربت بماء يعجز الطير وروده
أرجو توضيح الصورة الجمالية في البيت مع شرح البيت أدبيا ;) ;)
ـ[عمر المعاضيدي]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 10:18 ص]ـ
فإن نلت ما أملت منك فربما. شربت بماء يعجز الطير ورده
الشطر الثاني استعارة للمخاطب عن صعوبة الحصول على شيء منه أما لبخله أو لقوته
والله أعلم(/)
طلب عاجل راجياً منكم إفادتي
ـ[أنا طالب علم]ــــــــ[11 - 11 - 2009, 12:47 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا طالب في مرحلة الماجستير وموضوعي يتطلب مني بعض الكتب في البلاغة , و خاصة الكتب التي أُلفت في القرن العشرين الميلادي في الجزيرة العربية أو المملكة العربية السعودية لأهم المؤلفين آنذاك , وطبيعة هذه الكتب أو محتوى هذه الكتب لابد ان يكون في علوم البلاغة الثلاث المعاني و البيان و البديع , أو في أحدها.
و المطلوب هو تزويدي بأسماء هذه الكتب وأسماء مؤلفيها , وكما ذكرت الكتب التي كتبت في القرن العشرين الميلادي لأهم المؤلفين في الجزيرة العربية أو السعودية.
وسوف أكون لكم من الشاكرين
ـ[طالب عِلم]ــــــــ[11 - 11 - 2009, 03:27 م]ـ
أهلاً بك أخي:
(أنا طالِبُ عِلم)
في شبكة الفصيح
سوف يأتي مَن يُوجُّهك إلى ما تبتغي بإذنِ الله.
أخوك بالرضاع:
(طالب عِلم):)
ـ[أنا طالب علم]ــــــــ[11 - 11 - 2009, 11:46 م]ـ
حياك الله أخي العزيز
لي الشرف بمعرفتكم
لكن أود من يلبي طلبي
متمنيا أن يكون ذلك بأسرع وقت
ـ[رحمة]ــــــــ[12 - 11 - 2009, 12:56 م]ـ
حياكم الله و بياكم أخي الكريم في منتداكم
إليكم هذه الروابط قد تفيدكم إن شاء الله
مكتبة البلاغة العربية - شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=50662)
سيل من الكتب والرسائل والبحوث البلاغية للتحميل - شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=36540)
أتمنى أن تفيدكم و أتمنى من الأساتذة إفادتكم أيضاً
ـ[العرجي]ــــــــ[24 - 11 - 2009, 03:10 م]ـ
إليك ياأخي هذه الكتب:
1 - جواهرالبلاغة في المعاني والبيان والبديع (السيد أحمد الهاشمي)
2 - علم البيان-دراسة تحليلية لمسائل البيان- (د. بسيوني عبدالفتاح فيود)
3 - البلاغة الواضحة (علي الجارم- مصطفى أمين)
4 - البلاغة تطور وتاريخ (شوقي ضيف)
5 - الصورة الفنية في التراث النقدي والبلاغي عند العرب (جابر عصفور) وهذا الكتاب قيم جداً، وأنصحك بقرائته بتمعن.
6 - كتاب علم المعاني، كتاب علم البديع، كتاب علم البيان (عبدالعزيز عتيق)(/)
سؤال عن نوع البلاغة في هذه الآيات
ـ[النادر]ــــــــ[14 - 11 - 2009, 07:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي سؤال عن نوع البلاغة الموجود في هذه الآيات و جزاكم الله كل خير
" أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور "
" من يتوكل على الله فهو حسبه "
هل هو
إطناب - إيجاز - قصر
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[14 - 11 - 2009, 08:54 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
الإيجاز و الإطناب
الإطناب هو:
دخول المتكلم في ذكر تفاصيل كثيرة غير مطلوبة أساسا
وتكون إضافية ولكن مفيدة.
أنواعه:
1 - الإيضاح بعد الإبهام:
وهو عرض المعنى مرتين مرة مبهم ومرة موضح وبهذا يتمكن المعنى في نفس
السامع وتفيد التشويق لما سيأتي لأنه سيحصل على المعنى على دفعات.
2 - التكرير:
وهو ذكر المعنى أو الشيء مرتين أو أكثر.
3 - التوشيع:
وهو الإتيان بمعنى يفسره بذكر اسمين يعطف ثانيهما على الأول فيقدم المعنى
في صورتين فيخرج من الإبهام إلى الإيضاح.
الإيجاز:
1 - إيجاز القصر وهو إيجاز دون حذف.
2 - إيجاز الحذف.
وهو تقديم المعنى مع حذف شيء يفهم من السياق.
** نلجأ إلى إيجاز الحذف إذا كان:
• السياق دالاً على المعنى
• المقام لا يسمح بالإطالة
• للتنبيه إلى أمر يهم السامع
أما بالنسبة للقصر ... فلمعرفته ... إليكم هذا الرابط
منقول ....
إضاءات حول أسلوب القصر - شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=19357)
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[14 - 11 - 2009, 09:25 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
جئت بهذه المعلومات حتى تسهل الإجابة على السؤال؟؟(/)
مساعدة في اختيار عنوان بحث مهم جداً
ـ[مروة22]ــــــــ[15 - 11 - 2009, 09:40 م]ـ
:::
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أتمنى منكم مساعدتي في إختيار موضوع بلاغي للبحث
أحترت كثير وضلع مني الوقت
أرجوكم ساعدوني بأسرع وقت ممكن
ـ[الحياة مستمرة]ــــــــ[21 - 11 - 2009, 10:54 م]ـ
:::
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أتمنى منكم مساعدتي في إختيار موضوع بلاغي للبحث
أحترت كثير وضلع مني الوقت
أرجوكم ساعدوني بأسرع وقت ممكن
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
أرجوا ألا أكون تأخرت في المساعده، أنا في نظري تأخذي موضوع في الجناس أو المذهب الكلامي، وهذه المواضيع ستجدينها في كتب البلاغة.
موفقه ..
ـ[هكذا]ــــــــ[22 - 11 - 2009, 04:59 م]ـ
الأخت الكريمة وبعد السلام ...
اختيار موضوع البحث البلاغي دائما يعتمد على ما يملكه الباحث البلاغي من أدوات وملكات يجتاز بها عقبات البحث وتسهم في أخراج بحثه بالشكل المطلوب.
فمثلا: من يملك القدرة على الغوص في ما وراء النص ومحاكمة التراكيب فمن الأفضل له البحث في أبواب علم المعاني؛ ومن يتملك القدرة على إقامة العلاقات من جهات عدة بين الصور المحاكاة خارج النص وكيفية توظيفها داخله فلا ينبغي له الابتعاد عن علم البيان؛ وأما البديع فأكتفي بما أشير إليك به في المشاركة السابقة.
وفقكم الله(/)
أرجو توضيحا شافيا كافيا
ـ[أبوعماد الجزائري]ــــــــ[15 - 11 - 2009, 10:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أرجو من الأساتذة الكرام شرحا موجزا شافيا وافيا .. يتعلق بالفرق بين المجاز المرسل، والمجاز العقلي ..
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[15 - 11 - 2009, 10:18 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
الإجابة:
المجاز نوعان:
1 ـ مجاز لغوي ويدخل تحته: الاستعارة، والمجاز المرسل.
2/ مجاز عقلي.
المجاز العقلي: هو إسناد الفعل أو مافي معناه إلى غير ماهو له. مثل: (فاض الكأس) و (سال الوادي) والحقيقة أن الذي فاض وسال هو الماء .. فالكلمتان (فاض) و (الكأس) وضعتا في موضعهما الأصلي، لكن المجاز جاء في إسناد الفيضان للكأس وليس للماء ..
المجاز المرسل: هو اللفظ المستعمل في غير ماوضع له في أصل اللغة؛ لعلاقة غير المشابهة. مثل " يجعلون أصابعهم في آذانهم".
فـ (الإصبع) جاء مجازا لاستحالة دخوله كله في الأذن، والحقيقة أن الذي يدخل الأذن هو طرف الإصبع .. فكلمة (الإصبع) لم تجيء على حقيقتها ..
الفرق بين المجاز العقلي والمجاز المرسل:
أن الأول مجاز في الإسناد (الجملة) وليس في الكلمة، إذ إن الكلمة جاءت على حقيقتها، ولم تخرج عن وضعها اللغوي. أما الثاني فهو مجاز في الكلمة نفسها؛ لذلك عُدّ مجازا لغويا .. أما المجاز الذي في الإسناد فسمي مجازا عقليا؛ لأن الإسناد يدرك بالعقل ..
منقول ...
هذا هو الفرق!
ـ[أبوعماد الجزائري]ــــــــ[15 - 11 - 2009, 10:37 م]ـ
شكرا أختي الفاضلة .. فالإشكال عندي في التفريق بين النوعين .. لا في معرفة المجاز .. السلام عليك ورحمة الله وبركاته(/)
ما المقصود بكل من ..... ؟
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[16 - 11 - 2009, 06:56 م]ـ
ما المقصود بكل من:
الإيغال واللف والنشر في اللغة العربية؟
ولكم جزيل الشكر.
:; allh
ـ[مهاجر]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 01:37 ص]ـ
ولك جزيل الشكر أخي محمود.
الإيغال نوع من أنواع الإطناب، فهو نافلة بعد فريضة أداء المعنى المراد على ما اطرد من الإطناب الذي يزيد المعنى بيانا وقوة على غرار قول الخنساء رضي الله عنها:
وإن صخرا لتأتم الهداة به ******* كأنه علم في رأسه نار.
فالمعنى قد تقرر بتشبيهه بالجبل، إذ يأتم المسافرون بالجبل لبروزه وشخوصه، ولكنها مبالغة في تقرير المعنى شبهته بجبل في رأسه نار مشتعلة فتلك علامة بعد علامة، فالجبل في حد ذاته: علامة يهتدى بها، فكيف إذا أشعلت في رأسه النار؟! فتلك علامة ثانية تهدي السائرين فذلك وجه الإيغال تقريرا للمعنى.
وأما اللف والنشر فهو جمع لمعان ابتداء ثم توالي بيانها بعد ذلك على حد:
الترتيب:
كقولك: زيد وعمرو: مجتهد وكسول، فجمع المحكوم عليهما في جهة، ثم رتب الحكم عليهما فيعطى الأول وهو: زيد، الحكم الأول: مجتهد، ويعطى الثاني وهو: عمرو، الحكم الثاني: كسول إلا إذا وردت قرينة تدل على خلاف ذلك، فيكون النشر بعد اللف غير مرتب على وزان قوله تعالى: (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)
فبدأ بالأبيض فالأسود وكان مقتضى الترتيب أن يذكر حال الأبيض الأول، ولكنه قدم حال الأسود إمعانا في التنفير من حاله، وإليه أشار أبو السعود رحمه الله، بقوله: "وتقديمُ بيانِ هؤلاءِ لما أن المَقام مقامُ التحذيرِ عن التشبه بهم". اهـ
والأصل الترتيب إلا لنكتة بلاغية كتلك التي أشار إليها أبو السعود رحمه الله.
والله أعلى وأعلم.
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 07:11 م]ـ
جزاك الله خيراً أحسنت زادك الله علماً؛ ولكن هل يُدرس ذلك في علم البديع؟
ولكم جزيل الشكر أخي مهاجر.
ـ[مهاجر]ــــــــ[18 - 11 - 2009, 01:08 ص]ـ
وجزاك خيرا أخي محمود وأجزل لك الشكر والمثوبة.
الإيغال من: مباحث الإطناب وهو من مباحث علم المعاني.
واللف والنشر من: مباحث المحسنات المعنوية من علم البديع.
والله أعلى وأعلم.
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[18 - 11 - 2009, 12:13 م]ـ
أكرر لك شكري أخي الكريم.
ـ[فتاة نجد]ــــــــ[20 - 11 - 2009, 01:14 ص]ـ
ألا يكون في الآية (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ... ) تقسيم، وذلك لأنه تحدد ما لكل واحد منهما!!!
ـ[السراج]ــــــــ[20 - 11 - 2009, 07:55 ص]ـ
ألا يكون في الآية (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ... ) تقسيم، وذلك لأنه تحدد ما لكل واحد منهما!!!
نعم - أختي الفاضلة - هو كذلك، في الآية السابقة أكثر من صورة بلاغية.
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[20 - 11 - 2009, 10:32 ص]ـ
ومن اللف والنشر قوله تعالى: {ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون} القصص 73
اللف أولا في "الليل والنهار" ثم النشر: "لتسكنوا فيه" لليل، و"لتبتغوا من فضله" للنهار
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[21 - 11 - 2009, 09:46 م]ـ
بوركت أخي الكريم على هذا الاستشهاد في باب اللف والنشر.(/)
أشعل ليلي بالهوى
ـ[نوف]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 01:57 ص]ـ
السلام عليكم آل فصيح
أحببت أن أسألكم عن الصورة البيانية هنا ما هي الضبط؟!!
تمثل لي إبليس في كل خطوة ** فأشعل ليلي بالهوى و نهاريا
- هل التشبيه في الليل و النهار؟ أم في الهوى؟
كل الشكر و الاحترام
ـ[عمر المعاضيدي]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 04:24 م]ـ
اختي الكريمة
يستعير الشاعر لليل بالأشتعال لكثرة حدوث الهوى واللعب فيه
ومثله قوله تعالى ((واشتعل الرأس شيبا)) اي لكثرة الشيب فيه
هذا والله اعلم
ـ[ربا 198]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 04:36 م]ـ
1 - أيضا هو شبه النهار بالليل في ظلمته
فأن إبليس لما أشعل ليله باللهوى جعل نهاره مظلما كالليل
2 - شبه إبليس بالمرأة الجميلة
لأنه لما تمثل له أشعل ليله
3 - شبه انغماسه بالشهوات بالسير في النار
والله تعالى أعلم(/)
سؤال
ـ[أبوعبدالله السعد]ــــــــ[18 - 11 - 2009, 07:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين أما بعد: ماذا يقصد بالتشبيه الدائري مع التمثيل له. (بالتفصيل)؟
ـ[السراج]ــــــــ[20 - 11 - 2009, 10:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين أما بعد: ماذا يقصد بالتشبيه الدائري مع التمثيل له. (بالتفصيل)؟
يقوم هذا التشبيه على توافر قواعد شكلية وقواعد معنوية فالشكلية ناتجة عن وجود: حرف النفي (ما) في فاتحة التشبيه، وفي خاتمته اسم التفضيل على وزن (أفعل) المقترن بالباء، وقائم على المقارنة بين طرفيه (المشبه والمشبه به)، كان القدماء يسمونه التضمين أو التفريغ.
(وهو قائم في الأساس على مقارنة بين المشبه والمشبه به)
يقول جرير:
ما البَحْرُ مُغْلَولِباً تَسْمُو غَوَارِبُه=يَعْلُو السّفينَ بآذِيٍّ وإزْبَادِ
يوماً بأوسَعَ سَيْباً مِنْ سِجالِكُم=عِنْدَ الُعنَاةِ وَعِنْدَ المُعْتَفي الجادي
لقد اكتفى الشاعر هنا بوصف المشبه به بسمو غواربه وزبده، بينما نجده يفصّل في المشبه إذ حدّد وعيّن المستفيدين من عطاء الممدوح، وهما فئتان من الناس: العُناة الذين سلبوا حريتهم بسبب أسرهم، فأطلق الممدوح سراحهم، والمعتفون المعوزون الذين يستجدون الناس لضيق ما في أيديهم، فكفاهم الممدوح مؤونة ذلك بما قدمه لهم من عطاء، لقد تحقق التشبيه الدائري في مقولة الشاعر إذ ورد في القُفْل مقارنة بين المشبه والمشبه به، فعطاء معاوية بن هشام بن عبد الملك أوسع من فيضان بحر سمت غواربه. (شرح الدكتورإسماعيل أحمد العالم)
ـ[أبوعبدالله السعد]ــــــــ[24 - 11 - 2009, 02:28 ص]ـ
بارك الله فيك أخي السراج(/)
أنا الوطن والوطن أنا
ـ[المسند إليه]ــــــــ[18 - 11 - 2009, 08:09 ص]ـ
للزملاء المتخصصين في البلاغة:
زادكم الله علما ودراية في بلاغة القول، وودت لو نوقشت بلاغة التقديم والتأخير في (أنا الوطن، الوطن أنا)، فالعاملون في ميدان التربية والتعليم في حاجة لرفع روح الانتماء لدى طلابهم بمثل هذه الأساليب، لا سيما حين تضمن الأسرار البلاغية بعض التوجيهات القيمية.(/)
غرس القيمة التربوية من خلال المعرفة البلاغية
ـ[المسند إليه]ــــــــ[18 - 11 - 2009, 08:19 ص]ـ
يقول ابن الرومي:
ولي وطن آليت ألا أبيعه ... وألا أرى غيري له الدهر مالكا
بمناقشة المعارف البلاغية في هذا البيت يمكن تحقيق قيم تربوية في الانتماء الوطني، وخير من يتحدث في ذلك هو أنتم أيها البلاغيون، وأترك لكم - هنا -المناقشة والتحليل.(/)
مطلوب و عاجل للبلاغة
ـ[محمد الديب]ــــــــ[20 - 11 - 2009, 12:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين
الرجاء من السادة الأفاضل إدراج مختصر للبلاغة و يكون ميسر وبه العديد من الأمثلة التوضيحية
ـ[عمر المعاضيدي]ــــــــ[20 - 11 - 2009, 04:15 م]ـ
والله اتمنى ان تكون هناك دورة للبلاغة في هذا المنتدى وانا اول التلاميذ:)
ـ[أنوار]ــــــــ[23 - 11 - 2009, 01:52 م]ـ
لمن أراد تعلم البلاغة .. ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=52085)
المواضيع المثبتة .. ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=25417)
ـ[عمر المعاضيدي]ــــــــ[23 - 11 - 2009, 04:40 م]ـ
اخي الكريم (شبعنا) كتب
نرجو منكم فتح دورة في البلاغة في هذا المنتدي(/)
أيهما أبلغ؟
ـ[البهلول]ــــــــ[20 - 11 - 2009, 08:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أيهما أبلغ أن نقول (يقرأه السلام) أم (يبلغه السلام)؟
شكرا للجميع
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[20 - 11 - 2009, 10:51 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد:
فلان قرأ عليك السلام و أقرأك السلام بمعنى أى أبلغك إياه، و قيل: لو أبلغه السلام بلسانه فيقال: قرأ (عليه السلام) من المجرد، و لو أبلغه بكتابه فيقال: أقرأه السلام.
و فى الاساس: تقول: اقرأ سلامى على فلان، و لا تقول: اقرأه منى السلام.
[اساس البلاغة للزمخشرى: 360/ قرأ.]
و فى المجمع: فلان يقرئك السلام قيل: أي يحملك على قراءة السلام، يقال: اقرئ فلانا السلام و اقرأ عليه السلام، كانه حين يبلغه سلامه يحمله على أن يقرأ السلام و يرده،
كما إذا قرأ القرآن أو الحديث على الشيخ يقول: اقرأنى فلان أي حملنى على أن اقرأه عليه، و منه: (اقرأه النبى (صلى الله عليه و آله) خمس عشر سجدة) اى حمله أن يجمع فى قراءته ذلك، و قيل: اقرأه عليك أي أتلوه عليك، و اقرأه منى السلام أي بلغه سلامى، و يقرئك السلام أى يبلغك السلام و يتلوه عليك.
وبعد كل هذا .... يظهر أن قولنا: يقرئك فلان السلام أبلغ من يبلغك السلام ... والله أعلم
ـ[الودغيري محمد]ــــــــ[21 - 11 - 2009, 06:31 م]ـ
السلام عليكم
هذا صحيح , فعل القراءة على المستوى المعجمي اكثر بلاغة من من فعل الابلاغ او التبليغ , بمقاييس المجاز و العدول و الانزياح.
و السلام عليكم(/)
كيف نفهم التفضيل في قوله تعالى (السجن أحب إليّ.)
ـ[موسى 125]ــــــــ[21 - 11 - 2009, 12:34 م]ـ
السلام عليكم
كيف نفهم اسم التفضيل في قوله تعالى (السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه)، حيث نعلم أن اسم التفضيل يدل على حب الاثنين مع زيادة المفضل على المفضل عليه؟ فما تخريج ذلك؟
ـ[أنوار]ــــــــ[21 - 11 - 2009, 03:40 م]ـ
يقول الدكتور فاضل السامرائي في كتابه " معاني النحو " نقلاً عن " الهمع " في تأويل التفضيل في قول يوسف عليه السلام ..
" هذا أقلّ بغضاً وأقلّ شراً وأهون صعوبة وأقل قبحاً " .. انتهى
وهو عليه السلام يفاضل بين أمرين كلاهما بغيض للنفس .. قال القرطبي في تفسيره:
" أَحَبّ إِلَيَّ " أَيْ أَسْهَل عَلَيَّ وَأَهْوَن مِنْ الْوُقُوع فِي الْمَعْصِيَة ; لَا أَنَّ دُخُول السِّجْن مِمَّا يُحِبّ عَلَى التَّحْقِيق. وَحُكِيَ أَنَّ يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام لَمَّا قَالَ: " السِّجْن أَحَبّ إِلَيَّ " أَوْحَى اللَّه إِلَيْهِ " يَا يُوسُف! أَنْتَ حَبَسْت نَفْسك حَيْثُ قُلْت السِّجْن أَحَبّ إِلَيَّ , وَلَوْ قُلْت الْعَافِيَة أَحَبّ إِلَيَّ لَعُوفِيت ".
ـ[موسى 125]ــــــــ[22 - 11 - 2009, 12:07 م]ـ
شكرا لك أختي(/)
علم البديع ...
ـ[الحياة مستمرة]ــــــــ[21 - 11 - 2009, 10:38 م]ـ
:::
نحن ندرس ونرتوي علوم البلاغة، وفي هذا الفصل ندرس جزئية منها، ألا وهو علم البديع، وهو علم لا يتجزأ عن هذه العلوم بشكل عام، لكن هذا العلم لا يخلو من الصعوبة، إذ لا حظت أن به محسنات بديعية متشابهة، وقلما أوفق في التفريق بينها والإحاطة بها، مثالا على ذلك المطابقة و المقابلة، كيف يتم التفريق بينهما؟
وكذلك التورية أيضا كيف السبيل إلى معرفة هذه المحسنات و إظهار الفارق بينها؟
شاكرة لكم الإعانة على ذلك ..
ـ[أنوار]ــــــــ[22 - 11 - 2009, 12:13 ص]ـ
مرحباً أختي الكريمة ..
بالنسبة للطباق يكون بين كلمتين .. وله عدة أنواع منها ما هو حقيقي ومنها ما هو مجازي ..
فالطباق الحقيقي يكون بين:
- اسمين: " وما يستوي الأعمى والبصير "
- فعلين: " وأنه هو أضحك وأبكى ".
- حرفين: " ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف "
أما المجازي: مثل قول الشاعر: لقد أحيا المكارم بعد موتٍ .. وشاد بناءها بعد انعدام.
و المقابلة تكون بين جملتين أو عدة جمل ..
فما كان بين جملتين .. كقوله تعالى: " يريد الله بكم اليسر .. ولا يريد بكم العسر " ..
......................
أما التورية فتحمل عادة معنيين أحدهما ظاهر من أول الأمر وهو المعنى القريب والآخر بعيد يدرك بالتأمل ..
كقوله تعالى: " والسماء بنيناها بأيدٍ وإنا لموسعون "
فالمعنى القريب: اليد الجارحة وهو أول ما يتبادر إلى الذهن ..
والمعنى البعيد: هو القدرة ويدرك بعد تأمل.
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[22 - 11 - 2009, 11:28 ص]ـ
القول ما قالت أخت أنوار
وأضيف:
عند التفريق بين الطباق والمقابلة، لا بد من معرفة أن المقابلة بين كلمتين أو أكثر على الترتيب، والترتيب مهم جدا، وإلا تحولت المقابلة إلى طباق رغم أنها بين أكثر من كلمة
مثلا: {وأنه هو أضحك وأبكى، وأنه هو أمات وأحيا} النجم 43،44 المحسن هنا طباق رغم وجود أكثر من كلمة وضدها [أضحك -أبكى، أمات-أحيا] لكنها ليست على الترتيب فلو جاءت-في غير القرآن-"أضحك وأمات وأبكى وأحيا" لعُدت من المقابلة.(/)
وقفات من كتاب التصوير البياني ..
ـ[أنوار]ــــــــ[21 - 11 - 2009, 11:18 م]ـ
الحمد لله رب العالمين ..
وصلاة وسلاما على خير عباده الذين اصطفى ..
لا يستطيع قارئ بحال من الأحوال تجاوز تلك المقدمات الرائعة لكتب الشيخ أبو موسى .. والتي لا أبالغ إن قلت انطوت على بحر من العلم فريد ..
يقول في مقدمة الطبعة الخامسة لهذا الكتاب:
- " العلم لا ينمو في الكتب وإنما ينمو في الصدور .. والصدور التي تنمو من غير أن يسكنها العلم صدور فارغة لا تعمر ولا تحمي ولا تبني، ولهذا كانت عناية العلماء منصبة في أن تكتب السطور في الصدور .. وقلّ من علماء الصدر الأول من أسكن علمه في كتاب ..
كانوا موقنين أن استمرار قوة الأمة ويقظتها وتفوقها لا يكون إلا بمقدار حظ أبنائها من العلوم التي توحد كلمتهم وتربط على قلوبهم، ويشتد بها أزرهم .. كانت هموم الأمة لا تغيب لحظة عن عيونهم، فلم تكن حلقاتهم التي يتحلق فيها طلابهم حولهم إلا مصانع لأحرار الرجال وعقلائهم .. ولهذا كانوا يجدون في صدورهم ما يعينهم على لأواء الدرس والمراجعة .. لأن الغايات النبيلة تمد القلوب بالقوة والصبر ..
كان كل عالم كأنه هو راعي الأمة وحده والمسؤول عنها وحده .. وفرق بين من يعلم العلم فقط .. ومن يعلم معه العزّ والأنفة والطموح والمجد .. فرق بين من يخرج من لا هم له إلا البحث عن لقمة العيش .. وبين من يخرج من يرفض أن يعيش إلا حراً كريماً في وطنه ..
- " تعد المتون زادا لطلاب العلم وسبيلهم إلى فقه اللسان .. كانت خلاصة مركزة لكثير من الجهود .. وقد راجعتها ونفحتها أجيال من العلماء .. ولهذا تجد فيها كثيرا من السخاء الذي أودعته فيها هذه الأجيال ..
وكثرة المدارسة والمراجعة لها وإن كانت كالثوابت تنبت حولها أفكارا ولطائف ودقائق ..
وكلما كثرت قراءتنا في باب، وظننا أننا وصلنا إلى آخره وامتلكنا مادته فاجأنا الباب بفكر ينجلي وينبثق من ورائه، وكأن هذا الذي ظننا أننا نمتلكه كان غطاء لما وراءه وهو أجل وأشف وأخفى ..
والذي يفضي بنا إلى هذا ليس أن نقرأ الباب مرتين أو ثلاث وإنما نقرأه مرات لا نستطيع حصرها، ثم لا نقرأه قراءة من يحصل فحسب .. وإنما قراءة من يفكر ويحلل ويقف ويراجع ويردد عينه بين كلام العلماء وكلام الشعراء وأهل البيان، ويكون في نفسه هاجس البحث عن الخفي التائه، وموقنا بأن الفكرة الحية الصادرة عن عقول حية لها غور بعيد ..
ذكر المزني أنه قرأ رسالة الشافعي خمسمائة مرة وأنه فهم شيئاً في المرة الأخيرة لم يفهمه من القراءات السابقة " ..
- " هناك وراء كل مقروء من كلام العلماء أصل غير مقروء، ويسهل علينا أن نفهم المقروء .. ويصعب علينا ويدق أن نستخرج غير المقروء ..
يتبع بإذن الله ..
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[22 - 11 - 2009, 11:13 ص]ـ
بوركت جهودك أختي الكريمة أنوار
نحن في انتظار ما يتبع بإذن الله
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[22 - 11 - 2009, 12:17 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
جزاك الله خيرا ... وجعله الله في موزاين حسناتك .... اللهم آمين
ـ[أنوار]ــــــــ[22 - 11 - 2009, 08:57 م]ـ
بوركت جهودك أختي الكريمة أنوار
نحن في انتظار ما يتبع بإذن الله
جزيتم الخير وأشكر لكم مروركم الكريم ..
ـ[أنوار]ــــــــ[22 - 11 - 2009, 08:59 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
جزاك الله خيرا ... وجعله الله في موزاين حسناتك .... اللهم آمين
سلمتِ أخيتي زهرة ..
وأشكر لك هذا الثناء
ـ[أنوار]ــــــــ[22 - 11 - 2009, 09:02 م]ـ
يقول الجاحظ: " إن باب العلم لا يفتح إلا بعد إدمان قرعه " ..
لا شك أن مراد الجاحظ بالعلم هنا ليس ما في ظاهر النصوص مما نسميه " مراد المصنف " أو ما كان يلخصه لنا شيوخنا ويقولون " حاصل المسألة " ..
ولكن مثل هذا المدلول في النص لا يغيب عن أي قارئ له دربه في فهم كلام العلماء .. وإنه لمن الإهمال المزري ألا نقف عند مثل هذا ونسأل أنفسنا عن مراد الجاحظ .. ؟؟
لاشك أنه ذكر كلمة " القرع " لأنه أراد معنى بها ليس في الطَّرق مثلاً .. إذ هي أقرب إلى لفظة الباب .. لأن في القرع معنى من المفاعلة التي تكون بين العقل والفكر .. كقولنا قرع الحجة بالحجة .. وأراد المجاذبة للفكرة ومنابذتها وقدحها بقوى العقل وزلزلتها ..
ثم ذكر كلمة " الإدمان " وكان يمكن أن يقول " طول الطرق " أو " طول النظر" .. لأن في الإدمان معنى أراده وهو ميل النفس ومحبتها لهذه المجاذبة وهذه المنابذة .. وكأن المفكر يستمتع بهذه المقارعة وهذه المصاولة .. وهذا شأن أهل العلم فلهم في العلم لذة لا تعدلها لذة ..
وكأن إدمان القرع هو نداء واستجلاب واستنزال لهذه الأفكار التي وراء النص .. والتي كان يصفها علماؤنا بأوصاف تشير إلى أن العقول كانت تكابد في اقتناصها وتقييدها فقالوا:
أوابد الفكر ..
وصيد الخاطر ..
يتبع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنوار]ــــــــ[22 - 11 - 2009, 09:06 م]ـ
قال أبو عمرو الجرمي:
" أنا منذ ثلاثون سنة أفتي الناس في الفقه من كتاب سيبويه " .. فكتاب سيبويه يتعلم منه النظر والتفتيش ..
والجرمي في هذا الخبر تجاوز نصوص سيبويه وتجاوز مضامينها النحوية إلى ما وراءها من ضوابط الفكر وطريقة النظر وكيفيات البحث والمراجعة ..
وكل ذلك غائر في عقل سيبويه واستشفه الجرمي من كلامه ثم جرده ونقله إلى حقل علمي آخر وهو حقل الفقه .. فاطرد واستقام وأثمر .. واستنطق به القضايا والأحكام كما استنطق سيبويه كلام العرب .. وهو ضرب من قراءة التراث في ضوء التراث وفيه من السخاء ما فيه ..
يتبع إن شاء الله
ـ[فاطمة الزيلعي]ــــــــ[23 - 11 - 2009, 02:54 ص]ـ
لله قولك هذا فاض من عسل ... أم قد صببت على أفواهنا العسل؟!!
اختيار راق، و شخصية ذواقة، بصيرة بفرائد فوائد العلماء ..
إلا أني أحببت تعقيبًاعلى ماأسلفت من بركة علم سيبويه _ رحمه الله _ وأصالة منهجه لكل طالب نفع، حيث يقول ابن خلدون في مقدمته عن ذلك كلامًا نفيسًا، في سياق حديثه عن: " ملكة اللسان العربي، وصناعة العربية " وكيف أنهما لايتلازمان، بل وقلما يجتمعان إلا:" للمخالطين لكتاب سيبويه، فإنه لم يقتصر على قوانين الإعراب فقط، بل ملأ كتابه من أمثال العرب، وشواهد أشعارهم وعباراتهم، فكان فيه جزء صالح من تعليم هذه الملكة، فتجد العاكف عليه والمحصل له قد حصل على خط من كلام العرب، واندرج في محفوظه في أماكنه، ومفاصل حاجته.
وتنبه به لشأن الملكة، فاستوفى تعليمها، فكان أبلغ في الإفادة.
ومن هؤلاء المخالطين لكتاب سيبويه من يغفل عن التفطن لهذا، فيحصل على علم اللسان صناعة، ولايحصل عليه ملكة.
وأما المخالطين لكتب المتأخرين العارية من ذلك إلا من القوانين لنحوية مجردة عن علم أشعار العرب وكلامهم فقلما يشعرون لذلك بأمر هذه الملكة، أويتنبهون لشأنها، فتجدهم يحسبون أنهم قد حصلوا على رتبة في لسان العرب، وهم أبعد الناس عنه "." مقدمة ابن خلدون، ص: 755،754"
ـ[أنوار]ــــــــ[23 - 11 - 2009, 01:23 م]ـ
غاليتي .. فاطمة
كم سعدتُ بهذه الإطلالة والإضافة المميزة ..
لا عدمتُ هذا الحضور ..
ـ[أنوار]ــــــــ[24 - 11 - 2009, 08:33 م]ـ
غابت القراءة المنتجة وغاب أيضاً الاختيار المؤسس على الفهم والخبرة والبصيرة وتمييز ما يؤخذ وما يترك ..
وأهل العلم في كل الأمم كانوا ولا يزالون يعولون في الاختيار على ما ينهض دليله ويقوى حجته ويسطع برهانه .. ، ولم يختاروا أبدا اختيارا مؤسساً على ما يوافق ويشابه من بعيد أو من قريب كلام الآخرين ..
وقال الدماميني عندما رفض بعض العلماء كلام نحوي غامض الذكر وعللوا ذلك الرفض بمخالفته لكلام سيبويه: " لا يُحتج برأي على رأي " ..
وقد أدرك – رحمه الله – أن هذا الاحتجاج المؤسس على مخالفة كلام سيبويه انحراف عن المنهج الصحيح .. لأن الحجة يجب أن تقوم على ما يرضاه العقل من دليل ساطع، أما أن نقول كلام فلان جيد لأنه يوافق كلام فلان، أو غير جيد لأنه يخالفه فإن هذا باطل لأنه يعزل العقل عن سلطانه، ولا قيمة لأي علم لم يكن فيه للعقل سلطان .. لأنه هو أساس التحسين والتقبيح، والقبول والرفض، وهذا أصل من أصول الفكر أصّله السلف والخلف معاً .. وذلك في كل ما ليس من أمور الشريعة، أما التحسين والتقبيح الشرعيين فالمراد فيهما لما أمر الله ونهى " سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير " ..
وكان علماؤنا يقولون " لا يكون الرجل عالماً إلا إذا ميّز واختار، وأخذ وأُخذ عنه، ورَدّ ورُدّ عليه، لأن هذا الاختيار والأخذ والرد يقوم على قواعد من النظر ولا يكون العالم عالماً إلا إذا رسخت في نفسه ..
يتبع
ـ[أنوار]ــــــــ[03 - 12 - 2009, 03:06 م]ـ
الفصل الأول من الكتاب .. عني فيه الشيخ بالتشبيه وأنواعه ..
لم يعمد الشيخ في بدء كتابه على المصطلحات، وهي الطريقة التي اعتمدت عليها جلّ الكتب البلاغية، حتى لإخال أنها قتلت الذائقة، فلم يعد لذائقة المتلقي دور في الولوج لأعماق النص .. ولا محاولة استكشاف كنه الألفاظ ودلالاتها، ولا البحث عن مدى ارتباطها بمعانيها.
وفي كتاب الشيخ قدم صورة موجزة لماهية التشبيه قائلاً:
إن الغرض من هذه الدراسة هو التعرف على أسرار التشبيه ودقائقه؛ مما يجعلها تنصَّب على المشبه به ....... لماذا؟
لأنه هو الشيء الذي جاء به المتكلم، ليقرنه بالمشبه فيكتسب منه شيئاً.
ـ[أنوار]ــــــــ[03 - 12 - 2009, 03:11 م]ـ
1 - التشبيه المفرد:
وهو ما كان الوصف المشترك فيه – بين المشبه والمشبه به – محققا في شيء واحد.
من أمثلته:
- قوله تعالى: " والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون* القديم " يس " 39 "
يشبه الله عز وجل القمر في نهاية رحلته بالعرجون القديم، وهو تشبيه غني جداً .. لأن العرجون القديم لا يشارك القمر في الشكل فحسب، وإنما هناك معانٍ أخرى ..
منها أن العرجون القديم كأنه شيء تائه لا يُلتفت إليه، وكذلك القمر في هذه المرحلة تراه ضالاً في السماء لا تتعلق به الأبصار،
ومنها أن كلاً منهما كان موضع العناية ومتعلق الأنظار، فالعرجون كان حامل الثمر والنفع،
والقمر كان مرسل النور والهداية.
............................
· العرجون القديم هو جذع الشجرة اليابس الخالي من الماء والحياة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هكذا]ــــــــ[03 - 12 - 2009, 04:55 م]ـ
الأستاذة أنوار .... متابع لهذا الطرح الشيق
ولله در الشيخ ... فكم خسرنا برحيله من عالم حاني محب للعربية وغيور على أهلها .. فها هي ممرات الجامعة, بل مكة كلها تئن لفراق عالم قلّ أن يجود الزمان بمثله.
فلله درك يا إمام البلاغة, ونسأل الله أن يطيل في عمرك وينفع بك حيثما كنت.
الأستاذة أنوار ...... شكرالله نشرك لعلمه ووفقك للخير دائما
ـ[أنوار]ــــــــ[03 - 12 - 2009, 07:10 م]ـ
الأستاذ / هكذا
أشكر مروركم الكريم
ـ[السراج]ــــــــ[04 - 12 - 2009, 01:04 م]ـ
متابعون - في شوق وصمت -أستاذة أنوار ..
ـ[أنوار]ــــــــ[04 - 12 - 2009, 10:55 م]ـ
متابعون - في شوق وصمت -أستاذة أنوار ..
جزاكم الله خيراً أستاذنا الكريم ..
أشكر لكم هذا المرور
ـ[أنوار]ــــــــ[04 - 12 - 2009, 11:00 م]ـ
- قوله تعالى: " ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة " البقرة 74
ومن بديع حديث الشيخ عن هذه الآية قوله:
شبه القلوب في صلابتها وقسوتها، وأنها لا ينفذ إليها شيء من الخير والحق، بالحجارة، والحجارة أوضح ما يوصف بها الغفلة والجمود، فالتشبيه يفيد أن هذه القلوب لا تثمر الخير أبداً، لأنها ليست موضعاً صالحا للإنبات.
وهذه الآية تلت آيات تحكي قصة قتيل بني إسرائيل. فأمرهم الله عز وجل بذبح بقرة، وقد كان ذلك، وأراهم هذه الآية الناطقة بالحق المبين.
وكان بعد ذلك أن قست قلوبهم، ولذلك نجد الآية تعطف القلوب بـ " ثم " وهي لا تدل هنا على التراخي الزمني .. وإنما تدل على استبعاد وقوع القسوة بعد جلاء الآية .. إشارة إلى أن خوض الغمرات بعد رؤية أهوالها أمر بعيد إلا عن هذه القلوب الجسورة.
وقوله " من بعد ذلك " تعني من بعد هذا البرهان الذي كأنه شاخص يشار إليه ..
والبعد فيها إشارة إلى أنه برهان يبعد أثره في القلوب الحية.
أما قوله: " أو أشد قسوة " فهي إشارة إلى أنها ليست كالحجارة في قسوتها، وإنما هي أشد قسوة، وكان يمكن أن يقول أو أقسى .. لأنه فعل يصاغ منه اسم التفضيل ..
ولكنه قصد إلى وصف القسوة بالشدة فهي ليست أقسى من الحجارة، وإنما هي أشد قسوة.
ثم أشار إلى الفروق بين هذه القلوب والحجارة فذكر أن منها:
- ما تعمل فيه العوامل والأسباب فتنفجر منه الأنهار لأنه يصير ممراً لها.
- ومنها ما يتحرك انقيادا للقوانين والسنن الكونية التي خلقها الله في الأشياء، فترى الحجر ينحدر أو يسقط وهذا هو معنى الهبوط من خشية الله.
وهذه القلوب ليست فيها واحدة من المزايا التي في الحجارة. فهي فضلاً عن أنها لا تكون منبعا للخير في حياة الناس، لن تكون مؤذنه بحركة الخير وانتشارها. كما تأذن الحجارة بمرور الماء.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[04 - 12 - 2009, 11:30 م]ـ
يقول الجاحظ: " إن باب العلم لا يفتح إلا بعد إدمان قرعه " ..
يتبع
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد:
أختي الحبيبة .... أنوار
صدق الجاحظ .... والله ...... بوركت أختي الغالية .... أنا ما زلت في الوقفة الثانية .... ولي عودة لاستكمال قراءة باقي الوقفات
ودمتِ متالقة
ـ[أنوار]ــــــــ[04 - 12 - 2009, 11:44 م]ـ
سلمتِ زهرة ..
حضور مميز .. أشكرك
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[05 - 12 - 2009, 10:26 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فى عمر الشيخ ورزقه العافية.
ـ[طويل العمر]ــــــــ[05 - 12 - 2009, 11:35 م]ـ
قلم فياض بروائع العلماء البلاغيين وعقلية فذة
سعيدوممتن لك أختي الكريمة بما سطرته يداك
ننتظر روائعك وإبداعاتك لاغاب نجمك(/)
هل (ليس-إلا) من حروف الحصر
ـ[ابومحمد2]ــــــــ[22 - 11 - 2009, 09:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
هل (ليس-الا) من حروف الحصر (القصر) ام لا؟
اذا کان من حروف الحصر
هل يوجد اثبات هذافي کتب النحو والبلاغة
(اذا يمکن تذکرون في اي کتب موجود)
ـ[مهاجر]ــــــــ[23 - 11 - 2009, 08:25 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الظاهر أنها كذلك، والله أعلم، لأن ضابط هذا القصى، وهو أقوى أساليبه: النفي ثم الاستثناء، وليس: نافية.
والبيت الشهير:
وبلدة ليس بها أنيس ******* إلا اليعافيرُ وإلا العيسُ.
شاهد على ذلك وهو موجود في كتب النحو، كشرح الشذور لابن هشام رحمه الله، في معرض الاستشهاد للاستثناء المنقطع، وفي كتب التفسير في كثير من المواضع.
والله أعلى وأعلم.
ـ[ابومحمد2]ــــــــ[24 - 11 - 2009, 01:52 م]ـ
مشکو1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - علي الاجابة(/)
لمن أراد تعلم البلاغة
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[23 - 11 - 2009, 12:52 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
هذا الكلام من كتاب البلاغة الواضحة ... لعلي الجارم ومصطفى أمين
(الفصاحة، البلاغة، الأسلوب)
? الفصاحة: الظهور والبيان.
والكلام الفصيح: ماكان واضح المعنى، سهل اللفظ، جيّد السَّبْك.
? البلاغة: هي تأدية المعنى الجليل واضحاً بعبارة صحيحة فصيحة، لها في النفس أثر خلاب، مع ملاءمة كل كلام للموطن الذي يقال فيه والأشخاص الذين يخاطبون.
? الأسلوب: هو المعنى الْمَصُوغ في ألفاظ مؤلَّفة، على صورة تكون أقربَ لنيل الغرض المقصود من الكلام، وأفعلَ في نفوس السامعين.
وأنواع الأساليب ثلاثة: الأسلوب العلمي، الأسلوب الأدبي، الأسلوب الخطابي.
علم البيان
(التشبيه، الحقيقة والمجاز، الكناية)
01: التشبيه بيان أنّ شيئاً أو أشياءً شاركت غيرها في صفة أو أكثرَ، بأداة - هي الكاف أو نحوها - ملفوظة أو ملحوظة.
02: أركان التشبيه أربعة، هي: المشبه، والمشبه به؛ ويسميان طرفي التشبيه, وأداة التشبيه، ووجه الشبه؛ ويجب أن يكون أقوى وأظهرَ في المشبه به منه في المشبه.
03: التشبيه المرسل: ما ذكرت فيه الأداة.
04: التشبيه المؤكَّد: ما حذفت منه الأداة.
05: التشبيه المجمل: ما حذف منه وجه الشبه.
06: التشبيه المفصل: ما ذكر فيه وجه الشبه.
07: التشبيه البليغ: ما حذفت منه الأداة ووجه الشبه.
08: ويسمى التشبيه: تمثيلاً إذا كان وجه الشبه فيه صورةً منتزَعة من متعدد، وغيرَ تمثيل إذا لم يكن وجه الشبه كذلك.
09: التشبيه الضمني: تشبيه لا يوضع فيه المشبه والمشبه به في صور التشبيه المعروفة ()، بل يُلمحان في التركيب. وهذا النوع يؤتى به ليفيد أن الحكم الذي أسند إلى المشبه ممكن.
10: أغراض التشبيه كثيرة ()، منها ما يأتي:
• بيان إمكان المشبه. وذلك حين يسند إليه أمر مستغرب لا تزول غرابته إلا بذكر شبيه له.
• بيان حاله. وذلك حينما يكون المشبه غيرَ معروف الصفة قبل التشبيه، فيفيده التشبيه الوصفَ.
• بيان مقدار حاله. وذلك إذا كان المشبه معروفَ الصفة قبل التشبيه معرفةً إجمالية، وكان التشبيه يبين مقدار هذه الصفة.
• تقرير حاله. كما إذا كان ما أسند إلى المشبه يحتاج إلى التثبيت والإيضاح بالمثال.
• تزيين المشبه أو تقبيحه.
11: التشبيه المقلوب () هو جعل المشبه مشبهاً به، بادعاء أن وجه الشبه فيه أقوى وأظهر.
? بلاغة التشبيه: تنشأ بلاغة التشبيه من أنه ينتقل بك من الشيء نفسه إلى شيء طريف يشبهه، أو صورة بارعة تمثله. وكلما كان هذا الانتقال بعيداً قليلَ الخطور بالبال أو ممتزجاً بقليل أو كثير من الخيال، كان التشبيه أروعَ للنفس وأدعى إلى إعجابها واهتزازها.
أما بلاغته من حيث الصورةُ الكلامية التي يوضع فيها أيضاً، فأقل التشبيهات مرتبة في البلاغة ما ذُكرت أركانه جميعها. لأن بلاغة التشبيه مبنيّة على ادعاء أن المشبه هو عين المشبه به، ووجود الأداة ووجه الشبه يَحُولان دون هذا الادعاء.
فإن حذفت الأداة وحدَها أو وجه الشبه وحدَه، ارتفعت درجة التشبيه في البلاغة قليلاً، لأن حذف أحد هذين يقوى ادعاء اتحاد المشبه والمشبه به بعض التقوية.
أما أبلغ أنواعه فالتشبيه البليغ، لأنه مبني على ادعاء أن المشبه والمشبه به شيء واحد.
12: المجاز اللغوي هو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له، لعلاقة، مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي.
والعلاقة بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي قد تكون المشابهة، وقد تكون غيرها. والقرينة قد تكون لفظية، وقد تكون حالِيّة.
13: الاستعارة من المجاز اللغوي. وهي تشبيه حذف أحد طرفيه. فعلاقتها المشابهة دائماً.
وهي قسمان:
• تصريحية: وهي ما صُرح فيها بلفظ المشبه به.
• مكنية: وهي ما حذف فيه المشبه به، ورمز له بشيء من لوازمه.
14: تكون الاستعارة أصلية إذا كان اللفظ الذي جرت فيه اسماً جامداً.
15: تكون الاستعارة تبعية إذا كان اللفظ الذي جرت فيه مشتقاً أو فعلاً ().
16: كل تبعية قرينتها مكنية، وإذا أجريت الاستعارة في واحدة منها امتنع إجراؤها في الأخرى.
17: الاستعارة المرشحة: ما ذكر معها ملائم المشبه به.
18: الاستعارة المجردة: ما ذكر معها ملائم المشبه.
(يُتْبَعُ)
(/)
19: الاستعارة المطلقة: ما خلت من ملائمات المشبه به أو المشبه ().
20: لا يعتبر الترشيح أو التجريد إلا بعد أن تتم الاستعارة باستيفائها قرينتها، لفظية أو حالية. ولهذا لا تسمَّى قرينة التصريحية تجرديداً، ولا قرينة المكنية ترشيحاً.
21: الاستعارة التمثيلية: تركيبٌ استُعمل في غير ما وضع له، لعلاقة المشابهة، مع قرينة مانعة من إرادة معناهُ الأصليِّ.
? بلاغة الاستعارة: سبق أن بلاغة التشبيه من ناحيتين الأولى تأليف ألفاظه والثانية ابتكار مشبه به بعيد عن الأذهان. وسر بلاغة الاستعارة لا يتعدى هاتين الناحيتين.
فبلاغتها من ناحية اللفظ أن تركيبها يدل على تناسي التشبيه ويحملك عمداً على تخيل صورة جديدة تنسيك روعتها ما تضمنه الكلام من تشبيه خفي مستور.
لهذا كانت الاستعارة أبلغ من التشبيه البليغ، لأنه – وإن بني على أن المشبه والمشبه به سواء – لا يزال فيه التشبيه منوياً ملحوظاً، بخلاف الاستعارة، فالتشبيه فيها منسي محجود. من ذلك يظهر لك أن الاستعارة المرشحة أبلغ من المطلقة، وأن المطلقة أبلغ من المجردة.
أما بلاغة الاستعارة من حيث الابتكارُ وروعة الخيال وما تحدثه من أثر في نفوس سامعيها، فمجال فسيح للإبداع، وميدان لتسابق المجيدين من فرسان الكلام.
22: المجاز المرسل: كلمة استُعملت في غير معناها الأصلي، لعلاقة غير المشابهة، مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي ().
23: من علاقات المجاز المرسل: السببية – الْمُسبَّبِيَّة – الجزئية – الكلِّية – اعتبار ما كان – اعتبار ما يكون – الْمَحَلِّيَّة – الحالِّيَّة.
24: المجاز العقلي: هو إسناد الفعل أو ما في معناه إلى غير ما هو له، لعلاقة، مع قرينة مانعة من إرادة الإسناد الحقيقي.
25: الإسناد المجازي يكون إلى سبب الفعل، أو زمانه، أو مكانه، أو مصدره، أو بإسناد المبني للفاعل إلى المفعول، أو المبني للمفعول إلى الفاعل.
يتبع ..
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[23 - 11 - 2009, 12:59 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
بلاغة المجاز المرسل والمجاز العقلي
? بلاغة المجاز المرسل والمجاز العقلي: إذا رأيت المجاز المرسل والعقلي رأيت أنها في الغالب تؤدي المعنى المقصود بإيجاز. ولا شك أن الإيجاز ضرب من ضروب البلاغة.
وهناك مظهر آخر للبلاغة في هذين المجازين، هو المهارة في تخيّر العلاقة بين المعنى الأصلي والمعنى المجازي، بحث يكون المجاز مصوّراً للمعنى المقصود خير تصوير. فإن البلاغة توجب أن يُختار السبب القوي، والمكان والزمان المختصان.
وإذا دققت النظر رأيت أن أغلب ضروب المجاز المرسل والعقلي لا تخلو من مبالغة بديعة، ذات أثر في جعل المجاز رائعاً خلاباً. فإطلاق الكلّ على الجزء مبالغة، ومثله إطلاق الجزء وإرادة الكلّ.
26: الكناية لفظ أطلق وأريد به لازم معناه، مع جواز إرادة ذلك المعنى.
27: تنقسم الكناية باعتبار الْمكنَّى عنه ثلاثةَ أقسام: فإنّ المكنَّى عنه قد يكون صفة، وقد يكون موصوفاً، وقد يكون نسبة ().
? بلاغة الكناية: والسر في بلاغتها أنها - في صورٍ كثيرةٍ - تعطيك الحقيقة مصحوبةً بدليلها، والقضية وفي طيّها برهانها. وتظهر هذه الصفة جليّةً في الكنايات عن الصفة والنسبة.
ومن بلاغة الكناية أنها تضع لك المعاني في صورة الْمُحَسَّات.
ومن خواص الكناية أنها تمكّنك من أن تشفي غلتك من خصمك، من غير أن تجعل له سبيلاً، ودون أن تخدش وجه الأدب. وهذا النوع يسمى بالتعريض.
ومن أوضح ميّزات الكناية التعبير عن القبيح بما تسيغ الأذان سماعه.
أثر علم البيان في تأدية المعاني
? أثر علم البيان في تأدية المعاني: ظهر لك من دراسة علم البيان أن معنىً واحداً يستطاع أداؤه بأساليب عدة وطرائق مختلفة، وأنه قد يوضع في صورة رائعة من صور التشبيه، أو الاستعارة، أو المجاز المرسل، أو العقلي، أو الكناية.
علم المعاني
(الخبر، الإنشاء، القصر، الفصل والوصل، الإيجاز والإطناب والمساواة)
28: الكلام قسمان: خبر وإنشاء.
• فالخبر ما يصحّ أن يقال لقائله إنه صادق فيه أو كاذب. فإن كان الكلام مطابقاً للواقع، كان قائله صادقاً. وإن كان غيرَ مطابق له، كان قائله كاذباً.
• والإنشاء ما لا يصح أن يقال لقائله إنه صادق فيه أو كاذب.
29: لكل جملة من جمل الخبر والإنشاء ركنان: محكوم عليه ومحكوم به، ويسمى الأول مسنداً إليه () والثاني مسنداً (). وما زاد على ذلك - غيرُ المضاف إليه والصلةِ - فهو قيد ().
30: الأصل في الخبر أن يلقى لأحد غرضين:
• إفادة المخاطب الحكمَ الذي تضمنته الجملة. ويُسمى ذلك الحكمُ فائدةَ الخبر.
• إفادة المخاطب أن المتكلم عالم بالحكم. ويُسمى ذلك لازمَ الفائدة.
31: قد يُلقى الخبر لأغراض أخرى تُفهم من السياق، منها:
• الاسترحام.
• إظهار الضعف.
• إظهار التحسر.
• الفخر.
• الحث على السعي والْجِدّ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زايد بن فايد]ــــــــ[23 - 11 - 2009, 01:04 م]ـ
لك كل الشكر وحفظك الله ..
تحيتي واحترامي
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[23 - 11 - 2009, 01:06 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
32: للمخاطب ثلاث حالات:
• أن يكون خالي الذهن من الحكم. وفي هذه الحال يلقى إليه الخبر خالياً من التوكيد. ويسمى هذا الضرب من الخبر ابتدائياً.
• أن يكون متردداً في الحكم طالباً أن يصل إلى اليقين في معرفته. وفي هذه الحال يحسن توكيده له، ليتمكن من نفسه. ويسمى هذا الضرب طلبياً.
• أن يكون منكراً له. وفي هذه الحال يجب أن يؤكد الخبر بمؤكِّد أو أكثرَ، على حسب إنكاره قوةً وضعفاً. ويسمى هذا الضرب إنكارياً ().
33: لتوكيد الخبر أدوات كثيرة. منها: إنّ، وأنّ، والقسم، ولام الابتداء، ونونا التوكيد، وأحرف التنبيه، والحروف الزائدة، وقد، وأمّا الشرطية.
34: إذا ألقي الخبر خالياً من التوكيد لخالي الذهب، ومؤكداً استحساناً للسائل المتردد، ومؤكداً وجوباً للمنكر، كان ذلك الخبر جارياً على مقتضى الظاهر.
35: وقد يجري الخبر على خلاف ما يقتضيه الظاهر لاعتبارات يلحظها المتكلم، ومن ذلك:
• أن ينزل خالي الذهن منزلة السائل المتردد، إذا تقدم في الكلام ما يشير إلى حكم الخبر.
• أن يجعل غير المنكر كالمنكر، لظهور أمارات الإنكار عليه.
• أن يجعل المنكر كغير المنكر، إن كان لديه دلائلُ وشواهدُ لو تأملها لارتدع عن إنكاره.
36: الإنشاء نوعان: طلبي وغير طلبي:
• فالطلبي ما يستدعي مطلوباً غيرَ حاصل وقتَ الطلب. ويكون بالأمر، والنهي، والاستفهام، والتمني، والنداء.
• وغير الطلبي: ما لا يستدعي مطلوباً. وله صيغ. منها: التعجب، والمدح، والذمّ، والقسم، وأفعال الرجاء، وكذلك صيغ العقود.
37: الأمر: طلب الفعل على وجه الاستعلاء.
38: للأمر أربع صيغ: فعل الأمر، والمضارع المقرون بلام الأمر، واسم فعل الأمر، والمصدر النائب عن فعل الأمر.
39: قد تخرج صيغ الأمر عن معناها الأصلي إلى معانٍ أخرى تستفاد من سياق الكلام؛ كالإرشاد، والدعاء، والالتماس، والتمني، والتخيير، والتسوية، والتعجيز، والتهديد، والإباحة.
40: النهي: طلب الكفّ عن الفعل على وجه الاستعلاء.
41: للنهي صيغة واحدة، هي المضارع مع لا الناهية.
42: قد تخرج صيغة النهي عن معناها الحقيقي إلى معانٍ أخرى تستفاد من السياق وقرائن الأحوال؛ كالدعاء، والالتماس، والتمني، والإرشاد، والتوبيخ، والتيئيس، والتهديد، والتحقير.
43: الاستفهام طلب العلم بشيء لم يكن معلوماً من قبلُ. وله أدوات كثيرة. منها: الهمزة، وهل.
44: يطلب بالهمزة أحد أمرين:
• التصور، وهو إدراك المفرد. وفي هذه الحال تأتي الهمزة متلوَّةً بالمسؤول عنه، ويذكر له في الغالب معادل بعد (أمْ).
• التصديق، وهو إدراك النسبة. وفي هذه الحال يمتنع ذكر المعادِل ().
45: يطلب بـ (هل) التصديق ليس غيرَ. ويمتنع معها ذكر المعادِل ().
46: للاستفام أدوات أخرى غير الهمزة وهل. وهي:
• (مَن) ويطلب بها تعيين العقلاء.
• (ما) ويطلب بها شرح الاسم أو حقيقةُ المسمَّى.
• (متى) ويطلب بها تعيين الزمان ماضياً كان أو مستقبلاً.
• (أيّانَ) ويطلب بها تعيين الزمان المستقبل خاصةً، وتكون في موضع التهويل.
• (كيف) ويطلب بها تعيين الحال.
• (أين) ويطلب بها تعيين المكان.
• (أنّى) وتأتي لمعانٍ عدةٍ. فتكون بمعنى كيف، وبمعنى (مِن أين)، وبمعنى متى.
• (كم) ويطلب بها تعيين العدد.
• (أيّ) ويطلب بها تعيين أحد المتشارِكَيْنِ في أمر يعمّهما. ويُسأل بها عن الزمان، والحال، والعدد، والعاقل، وغير العاقل؛ على حسب ما تضاف إليه.
47: جميع الأدوات المتقدمة يطلب بها التصور، ولذلك يكون الجواب معها بتعيين المسؤول عنه.
48: قد تخرج ألفاظ الاستفهام عن معانيها الأصلية لمعانٍ أخرى تستفاد من سياق الكلام: كالنفي، والإنكار، والتقرير، والتوبيخ، والتعظيم، والتحقير، والاستبطاء، والتعجب، والتسوية، والتمني، والتشويق.
49: التمني طلب أمر محبوب لا يرجى حصوله؛ إما لكونه مستحيلاً، وإما لكونه ممكناً غيرَ مطموع في نيله.
50: واللفظ الموضوع للتمني (ليتَ). وقد يُتمنى بـ (هل) ولو ولعلَّ، لغرض بلاغي ().
(يُتْبَعُ)
(/)
51: إذا كان الأمر المحبوب مما يرجى حصوله كان طلبه تَرَجِّياً. ويعبر فيه بـ (لعلَّ) أو عسى. وقد تستعمل فيه (ليتَ) لغرض بلاغي ().
52: النداء طلب الإقبال بحرف نائب مَنابَ (أدعو).
53: أدوات النداء ثمانٍ: الهمزة، وأيْ، ويا، وآ، وآيْ، وأَيَا، وهَيَا، ووَا.
54: الهمزة وأيْ لنداء القريب. وغيرهما لنداء البعيد.
55: قد يُنزَّل البعيد منزلةَ القريب فينادى بغير الهمزة وأيْ؛ إشارةً إلى علو مرتبته، أو انحطاط منزلته، أو غفلته وشرود ذهنه.
56: يخرج النداء عن معناهُ الأصليِّ إلى معانٍ أخرى تستفاد من القرائن؛ كالزجر، والتحسر، والإغراء.
57: القصر تخصيص أمر بآخرَ بطريق مخصوص.
58: طرق القصر المشهورةُ أربع ():
• النفي والاستثناء. وهنا يكون المقصور عليه بعد أداة الاستثناء.
• إنما. ويكون المقصور عليه مؤخراً وجوباً.
• العطف بـ (لا) أو بل أو لكنْ. فإن كان العطف بلا، كان المقصور عليه مقابلاً لما بعدها. وإن كان العطف بـ (بل) أو لكنْ، كان المقصور عليه ما بعدهما.
• تقديم ما حقه التأخير. وهنا يكون المقصور عليه هو المقدم.
59: لكل قصر طرفان: مقصور، ومقصور عليه.
60: ينقسم القصر باعتبار طرفيه قسمين:
• قصر صفة على موصوف.
• قصر موصوف على صفة.
61: ينقسم القصر باعتبار الحقيقة والواقع قسمين:
• حقيقي () وهو أن يختص المقصور بالمقصور عليه، بحسب الحقيقة والواقع، بألا يتعداه إلى غيره أصلاً.
• إضافي () وهو ما كان الاختصاص فيه بحسب الإضافة إلى شيء معين ().
62: الوصل عطف جملة على أخرى بالواو. والفصل ترك هذا العطف. ولكل من الفصل والوصل مواضعُ خاصةٌ.
63: يجب الفصل بين الجملتين في ثلاثة مواضعَ:
• أن يكون بينهما اتحاد تامّ. وذلك بأن تكون الجملة الثانية توكيداً للأولى، أو بياناً لها، أو بدلاً منها. ويقال حينئذ إن بين الجملتين كمالَ الاتصال.
• أن يكون بينهما تباين تامّ. وذلك بأن تختلفا خبراً وإنشاءً، أو بألا تكون بينهما مناسبة ما. ويقال حينئذ إن بين الجملتين كمالَ الانقطاع.
• أن تكون الثانية جواباً عن سؤال يفهم من الأولى. ويقال حينئذ إن بين الجملتين شبهَ كمال الاتصال ().
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[23 - 11 - 2009, 01:13 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
64: يجب الوصل بين الجملتين في ثلاثة مواضعَ:
• إذا قُصد اشتراكهما في الحكم الإعرابي.
• إذا اتفقتا خبراً أو إنشاءً وكانت بينهما مناسبة تامة، ولم يكن هناك سبب يقتضي الفصل بينهما.
• إذا اختلفتا خبراً وإنشاءً، وأوهم الفصل خلافَ المقصود.
65: المساواة أن تكون المعاني بقدر الألفاظ، والألفاظُ بقدر المعاني، لا يزيد بعضها على بعض.
66: الإيجاز جمع المعاني المتكاثرة تحت اللفظ القليل مع الإبانة والإفصاح. وهو نوعان:
• إيجاز قِصَر. ويكون بتضمين العبارات القصيرة معانيَ كثيرةً، من غير حذف.
• إيجاز حذف، ويكون بحذف كلمة () أو جملة أو أكثرَ، مع قرينة تعيِّن المحذوف.
67: الإطناب زيادة اللفظ على المعنى، لفائدة (). ويكون بأمور عدة، منها:
• ذكر الخاص بعد العام، للتنبيه على فضل الخاص.
• ذكر العام بعد الخاص، لإفادة العموم مع العناية بشأن الخاص.
• الإيضاح بعد الإيهام، لتقرير المعنى في ذهن السامع.
• التكرار لداعٍ، كتمكين المعنى من النفس، وكالتحسر، وكطول الفصل.
• الاعتراض. وهو أن يؤتى في أثناء الكلام أو بين كلامين متصلين في الجملة، بجملة أو أكثرَ لا محلَّ لها من الإعراب ().
• التذييل. وهو تعقيب الجملة بجملة أخرى تشتمل على معناها توكيداً لها. وهو قسمان:
1. جارٍ مجرى المثل، إن استقل معناه واستغنى عما قبله.
2. غير جارٍ مجرى المثل، إن لم يستغنِ عما قبله.
• الاحتراس. ويكون حينما يأتي المتكلم بمعنىً يمكن أن يدخل عليه فيه لومٌ، فيفطِن لذلك، ويأتي بما يخلصه منه.
أثر علم المعاني في بلاغة الكلام
? أثر علم المعاني في بلاغة الكلام: نستطيع هنا بعد الدراسة السابقة أن نلخص لك مباحث علم المعاني في أمرين اثنين:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: أنه يبيّن لك وجوب مطابقة الكلام لحال السامعين، والمواطن التي يقال فيها. ويريك أن القول لا يكون بليغاً - كيفما كانت صورته - حتى يلائم المقام الذي قيل فيه، ويناسبَ حال السامع الذي ألقي عليه. وقديماً قال العرب: (لكل مقامٍ مقالٌ).
أما الأمر الثاني: فهو دراسة ما يستفاد من الكلام ضمناً بِمَعُونة القرائن. فإنه يريك الكلامَ يفيد بأصل وضعه معنىً، لكنه قد يؤدي معنىً جديداً يفهم من السياق، وترشد إليه الحال التي قيل فيها.
علم البديع
(المحسنات اللفظية، المحسنات المعنوية)
? أثر علم البديع في الكلام: لا يتعدى تزيين الألفاظ أو المعاني بألوان بديعة من الجمال اللفظي أو المعنوي.
68: الجناس أن يتشابه اللفظان في النطق، ويختلفا في المعنى. وهو نوعان:
• تامّ. وهو ما اتفق فيه اللفظان في أمور أربعةٍ؛ هي: نوع الحروف، وشكلها، وعددها، وترتيبها.
• غير تامّ. وهو ما اختلف في واحد من الأمور المتقدمة.
69: الاقتباس: تضمين النثر أو الشعر شيئاً من القرآن الكريم أو الحديث الشريف، من غير دِلالة على أنه منهما. ويحوز أن يغيّر في الأثر المقتبَس قليلاً.
70: السجع توافق الفاصلتين في الحرف الأخير (). وأفضله ما تساوت فِقَره.
71: التورية: أن يذكر المتكلم لفظاً مفرداً له معنيان: قريبٌ ظاهر غير مراد، وبعيدٌ خفي هو المراد.
72: الطباق الجمع بين الشيء وضده في الكلام. وهو نوعان:
• طباق الإيجاب، وهو ما لم يختلف فيه الضدان إيجاباً وسلباً.
• طباق السلب، وهو ما اختلف فيه الضدان إيحاباً وسلباً.
73: المقابلة أن يؤتى بمعنيين أو أكثرَ، ثم يؤتى بما يقابل ذلك، على الترتيب.
74: حسن التعليل أن ينكر الأديب – صراحةً أو ضمناً – علة الشيء المعروفةَ، ويأتيَ بعلة أدبية طريفة تناسب الغرض الذي يقصد إليه.
75: تأكيد المدح بما يشبه الذمّ ضربان:
• أن يُستثنى من صفة ذمّ منفيةٍ صفةُ مدح.
• أن يثبَت لشيء صفةُ مدح، ويُؤتى بعدها بأداة استثناء، تليها صفة مدح أخرى.
76: تأكيد الذمّ بما يشبه المدح ضربان:
• أن يُستثنى من صفة مدح منفيةٍ صفةُ ذمّ.
• أن يثبَت لشيءٍ صفة ذمّ، ثم يؤتى بعدها بأداة استثناء، تليها صفة ذمّ أخرى.
الأسلوب الحكيم
77: الأسلوب الحكيم: هو تَلَقِّي المخاطَب بغير ما يترقبه: إما بترك سؤاله والإجابة عن سؤال لم يسأله، وإما بحمل كلامه على غير ما كان يقصد؛ إشارةً إلى أنه كان ينبغي له أن يسأل هذا السؤال، أو يقصدَ هذا المعنى.
منقول ....
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[23 - 11 - 2009, 01:20 م]ـ
لك كل الشكر وحفظك الله ..
تحيتي واحترامي
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
جزاك الله خيرا ... على الدعاء .... وبارك الله فيكم.
ـ[أنوار]ــــــــ[23 - 11 - 2009, 01:47 م]ـ
سلمتِ زهرة ..
جهد مشكور جعله الله في موازين حسناتك ..
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[23 - 11 - 2009, 01:51 م]ـ
سلمتِ زهرة ..
جهد مشكور جعله الله في موازين حسناتك ..
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة .... أنوار
جزاك الله خيرا .... على الدعاء .... حفظك الله ورعاك ....
ودمتِ موفقة
ـ[عمر المعاضيدي]ــــــــ[23 - 11 - 2009, 04:42 م]ـ
بارك الله فيكِ اختي على المجهود
لكننا نصرخ ونناشدكم بفتح دورة في البلاغة هنا ..
وبارك الله فيكم
ـ[خلف بن هذال]ــــــــ[23 - 11 - 2009, 11:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تحيةُ اجلال واكبار لمن اسهم بهذه المساهمة الكبيرة التي من شأنها الحفاظ على لغة الضاد تلك اللغة التى نعتز بها ونفخر بان هناك اناساً لازالوا يمتلكون القدرة على المحافظة عليها.
احسنتي صنعاً يا اخيه وجزاكِِِِِِِِِِ الله عن حسن الثواب على هذا العمل المميز.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[23 - 11 - 2009, 11:25 م]ـ
بارك الله فيكِ اختي على المجهود
لكننا نصرخ ونناشدكم بفتح دورة في البلاغة هنا ..
وبارك الله فيكم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
الأستاذ الفاضل: عمر المعاضيدي
جزاك الله خيرا ........ على الدعاء
أما بخصوص الدورة ... نأمل أن نرى ذلك في منتدى الفصيح في الأيام المقبلة ....
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[23 - 11 - 2009, 11:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تحيةُ اجلال واكبار لمن اسهم بهذه المساهمة الكبيرة التي من شأنها الحفاظ على لغة الضاد تلك اللغة التى نعتز بها ونفخر بان هناك اناساً لازالوا يمتلكون القدرة على المحافظة عليها.
احسنتي صنعاً يا اخيه وجزاكِِِِِِِِِِ الله عن حسن الثواب على هذا العمل المميز.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
جزاك الله خيرا .... على الدعاء
ـ[زورق شارد]ــــــــ[23 - 11 - 2009, 11:32 م]ـ
بوركت أخيه .. لملمت الشتات ..
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[23 - 11 - 2009, 11:34 م]ـ
بوركت أخيه .. لملمت الشتات ..
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة .... زورق شارد
جزاك الله خيرا ..... على كلماتك التشجيعية .... وعلى مرورك الطيب على هذه النافذة ...
ودمتِ موفقة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رمو 55]ــــــــ[24 - 11 - 2009, 06:50 ص]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[25 - 11 - 2009, 12:48 ص]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة .... رمو55
أهلا وسهلا بكِ في منتدى الفصيح .... نزلتِ أهلا وحللت سهلا ....
جزاك الله خيرا .... على دعائك ... وكلماتك التشجيعية .... بوركتِ أخية
ونحن سوف ننتظر مشاركاتك المميزة بإذن الله .... ودمتِ موفقة
ـ[عمر المعاضيدي]ــــــــ[25 - 11 - 2009, 09:09 ص]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
الأستاذ الفاضل: عمر المعاضيدي
جزاك الله خيرا ........ على الدعاء
أما بخصوص الدورة ... نأمل أن نرى ذلك في منتدى الفصيح في الأيام المقبلة ....
اخيتي الكريمة
انا مازلت تلميذا:)
بارك الله فيك(/)
سؤال في التشبيه والاستعارة
ـ[فخر المحبة]ــــــــ[23 - 11 - 2009, 05:49 م]ـ
عفوا
استخرج التشبيه أو الاستعارة في البيت التالي
ما ابعد العيب والنقصان من شرفي
انا اثريا وذان الشيب والهرم
التشبيه: انا الثريا
الاستعراة: وذان الشيب والهرم
هل هذا صحيح؟
ـ[بلال عبد الرحمن]ــــــــ[23 - 11 - 2009, 09:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
التشبيه صحيح: انا المشبه , الثريا المشبه به ..
والاستعارة في: العيب والنقصان عن شرفي ... فقد شبه العيب والنقصان والشرف ياشياء محسوسة متباعدة .... استعارة مكنية.
والله اعلم
ـ[فهد عبد الرحمن الصلوح]ــــــــ[24 - 11 - 2009, 05:41 م]ـ
أنا الثريا: تشبيه بليغ. المشبه: أنا، والمشبه به: الثريا.
ولا أرى أن في البيت استعارة والله أعلم.(/)
المعنى البياني لحديث " ثلاث من كن فيه "
ـ[العصيماء]ــــــــ[24 - 11 - 2009, 04:23 ص]ـ
http://file15.9q9q.net/img/85175988/bsm.gif (http://file15.9q9q.net/preview/85175988/bsm.gif.html)
قَالَ البُخَاريُّ رَحِمَهُ اللهُ:
حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، قالَ: حدثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقفِيُّ، قال: حدثنا أيُّوبُ، عَنْ أبِي قِلاَبَةَ، عَنْ أنَسٍ عَنِ النَّبي:= قالَ: " ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ: أنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرَءَ لاَ يُحِبُّهُ إلاَّ لِلَّهِ، وَأنْ يَكَرَهُ أنْ يَعُودَ فِي الكُفْرِ كَمَا يَكَرَهَ أنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ" 0
متفق عليه
http://file15.9q9q.net/img/75726271/----.gif (http://file15.9q9q.net/preview/75726271/----.gif.html)
يبدأ الرسول:= بتقرير أن ثمَّة خصال إذا هي اجتمعت في مؤمن فقد وجد حلاوة السعادة الروحية التي ينشدها كل إنسان , وذاق حلاوة الإيمان التي لا تطيب الحياة إلاَّ بها.
وليس معنى قوله:= (ثلاث من كن فيه ......... ) الخ أنه قصر ذوق حلاوة الإيمان على هذه الثلاث , أو أنه سبحانه وتعالى لا يحب غيرهم فالله تعالى يحب نماذج كثيرة من الأطهار والأخيار كلهم يذوقون حلاوة الإيمان.
وهناك مجموعة من الأحاديث النبوية تبدأ بعبارة: (ثلاثة يحبهم الله ... )
وهناك أحاديث بدأت (أربع من كن فيه ... ) وبعضها بدأ بالعدد (سبعة ... )
http://file15.9q9q.net/img/75726271/----.gif (http://file15.9q9q.net/preview/75726271/----.gif.html)
ولكن تأمّل ما تفعله هذه الأعداد ثلاثة , أربع , سبعة .... إنها تدفع إلى التشويق والإثارة وانتباه السامع والقارئ , حتى يتفتح قلبه وعقله لما سيُلقى عليه0
فتقديم المسند إليه (ثلاث) في هذا الحديث يدفع إلى التشويق، واللذة، وترقب الفائدة، وامتلاك ناصية الفؤاد التي يدفع إليها إبهامه0
تأمل الإيجاز في (ثلاث) بحذف المضاف إليه وهو جزء من أسرار بلاغة الحديث الشريف،،،
وروعة التعبير وجمال التصوير بقوله:=: (وجد حلاوة الإيمان) ففي التعبير بحلاوة الإيمان روعة وسحر ,،،
وفيه إبراز للمعنويات في صورة المحسوسات بتشخيصها وتجسيمها ,،،
إذ جعل الإيمان وهو أمر معنوي لا تدركه الحواس في منزلة المحسوسات التي يمكن أن يتذوقها الإنسان بحواسه , مما يجعل النفوس تندفع وتقبل عليه في يسر وسهولة , وتشعر بلذته ولا تحب أن تفارقه , وأنه فطرة الله التي فطر الناس عليها.
فالإيمان شيء يمكن أن تصيبه وتدركه وتظفر به , بل يمكنك أن تتذوقه وتشعر بحلاوته ولذة طعمه.
فالمراد بقوله: (حلاوة الإيمان): الرغبة في الإيمان، وانشراح الصدر له، وسريانه في أعضائه بحيث يخالط لحمه ودمه؛ فيشعر بلذة نفسية , تدفعه إلى التلذذ بالطاعات، وتحمل المشاق في الدين، وإيثار الله والآخرة على متاع الدنيا وزخرفها 0
فحلاوة الإيمان: لذته، وانشراح الصدر له، وسرور النفس به، والأريحية التي يجدها المؤمن في قلبه من أثر الإيمان حتى ليتفانى في سبيله، ويضحي بكل شي من أجله 0
http://file15.9q9q.net/img/54693143/154.gif (http://file15.9q9q.net/preview/54693143/154.gif.html)
وحلاوة الإيمان استعارة بالكناية , حيث شبه الرسول:= الإيمان بشيء حلو لذيذ الطعم تشتهه النفوس وتتقبله الأذواق ويرتاح إليه الإنسان , ووجه الشبه: الشعور باللذة والمحبة، وميل القلب , ثم حذف المشبه به وأثبت له لازم ذلك وهو: الحلاوة بالمعنى السالف.
وحقا إن الإيمان بالله لتهش إليه النفوس والقلوب والأرواح وتقبله في يسر وتندفع إليه بالفطرة لأنه فطرة الله التي فطر الناس عليها0
http://file15.9q9q.net/img/75726271/----.gif (http://file15.9q9q.net/preview/75726271/----.gif.html)
ثم تأمل هذا الأسلوب التقريري الذي يحمل في ثناياه دعوة قوية إلى كل إنسان: أن يحرص على التحلي بهذه الصفات وأن يتمسك بها.
وإلاّ فأي أسلوب من أساليب الدعوة يعدل في قوته هذا الأسلوب الذي يقول في إجمال (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان)؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
http://file15.9q9q.net/img/75726271/----.gif (http://file15.9q9q.net/preview/75726271/----.gif.html)
ثم يأتي هذا التفصيل للإجمال والإيضاح بعد الإبهام مما يبعث في القلب راحة ولذة وطمأنينة. وفي النفس شوقاً واستعداداً وتهيئاَ لقبله وإدراكه 0
ويفصل عليه الصلاة والسلام هذا الإجمال فيقول:
1. (أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما):
وهذه الصفة الأولى من صفات الذين يجدون حلاوة الإيمان هي- على بساطتها - قانون كامل تجتمع فيه كل العبادات , فمن البدهي أن الحب يستلزم طاعة المحب لمحبوبه , والحرص على رضاه بكل وسيلة.
على أن الحب هنا مشروط: بأن يكون أقوى الحب , وأرسخه , وأدومه , فمن نتائجه المحتومة إتباع كل ما أمر به الله ورسوله , واجتناب كل ما نهى عنه الله ورسوله 0
فسبحان من أعطاه:= جوامع الكلم فقد جمع أسلوبه بين البلاغة القريبة والبعيدة , والفصاحة والمعجزة الرائعة، والنمط القريب والطريقة المحكمة , والنظم العجيب , فهو السهل الممتنع.
فقد اجتمع في هذه العبارة القليلة الألفاظ المعاني الغزيرة، والأحكام الكثيرة من غير تعقيد ولا تكلف ...
وصدق الجاحظ في وصفه لكلام الرسول:=: " هو الكلام الذي قل عدد حروفه , وكثر عدد معانيه , وجل عن الصنعة , ونُزٍه عن التكلف، استعمل المبسوط في موضع البسط , والمقصور في موضع القصر .... " 0
]
http://file15.9q9q.net/img/75726271/----.gif (http://file15.9q9q.net/preview/75726271/----.gif.html)
ثم تأمل اللطف والمطابقة العجيبة بين الألفاظ والمعاني , تطلعك على فصاحة رسول هذه الأمة:= وامتلاكه زمام اللغة تلك اللغة التي لها شأن ليس كسائر اللغات , فكلمة (يحب) تدور في اللغة على خمسة أشياء وهي:
الصفاء والبياض، ومنه قولهم لصفاء بياض الأسنان ونضارتها: حبب الأسنان ..
والثاني: العلو والظهور، ومنه قولهم: حبب الماء وحبابه
والثالث: اللزوم والثبات، ومنه قولهم: حب البعير وأحب إذا برك ولم يقم ...
والرابع: اللب، ومنه قولهم: حبة القلب , للبه وداخله ...
والخامس: الحفظ والإمساك، ومنه قولهم: حب الماء، للوعاء الذي يحفظ فيه ويمسكه.
ولا ريب أن هذه الخمسة من لوازم المحبة ... فإنها صفاء المودة , وهيجان إرادات القلب للمحبوب ... وعلوها وظهورها من لتعليقها بالمحبوب المراد. وثبوت إرادة القلب للمحبوب ولزومها لزوما لا تفارقه , ولإعطاء المحب محبوبه لبه , وأشرف ما عنده , وهو قلبه , ولاجتماع عزماته وإرادته وهمومه على محبوبه0
فاجتمعت في المحبة المعاني الخمسة , ووضعوا لمعناها حرفين مناسبين للمسمى غاية المناسبة (الحاء) التي هي من أقصى الحلق، و (الباء) الشفوية التي هي في نهايته , فللحاء الابتداء وللباء الانتهاء.
وهذا شأن المحبة وتعلقها بالمحبوب. فإن ابتداءها منه وانتهاءها إليه.
وقد اختار الرسول:= لمادة (الحب) دون سواها , ليؤكد وجوب الإخلاص في العبادة , وفي طاعة الله وطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام , ضرورة أن القلب – وهو مقر العقيدة – وموطن الإيمان , وهو وحده مركز الحب ومصدره , وبهذا وذاك يستطيع أن يكون هو الموجه لنيات الإنسان وأعماله , وأن يحقق للعبادة ما يجعلها عبادة كاملة.
وقوله:=: (أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما) الجمل بدل من ثلاث أو خبر لمحذوف , أي أحدهما كون الله .. وأفرد الضمير في (أحب) لأنه أفعل تفضيل متصل بمن فيفرد دائماَ , وثنى (سواهما) إشعاراَ بأن محبة الله ورسوله معاَ جزءَ لا يتجزأ من الإيمان، وأنه لا تكفي إحداهم عن الأخرى , فمن يدعي حب الله ولا يحب رسوله لا ينفعه ذلك.
http://file15.9q9q.net/img/75726271/----.gif (http://file15.9q9q.net/preview/75726271/----.gif.html)
ثم قال:=: (وأن يحب المرء لا يحبه لا يحبه إلاَّ في الله) بأسلوب القصر الإضافي (قصر الموصوف على الصفة) أي يحبه لله , لا لأجل مصلحة مال، أو أمر من أمور الدنيا وعرضها0
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا يصور الرسول عليه الصلاة والسلام ثاني الصفات الثلاث من الحديث , وإن روعة هذا التصوير لتنجلي في إيثار البدء بحب الإنسان لأخيه , مع أن القصد إلى تخصيص الباعث على هذا الحب بأن يكون لله! إنه إقرار للواقع الذي لا يستغني عنه إنسان يعيش في مجتمع , ثم سمو بهذا الواقع بأن يجعله من عبادة وطاعة الله ورسوله.
ولقد كان ممكنا أن يقول الرسول:= في تقرير هذه الصفة مثلاَ: ألا يحب إنساناَ إلاّ لله , غير أن هذا التعبير ليس فيه ذلك الإقرار بالواقع , وليس فيه تلك الدعوة إلى أن يكون المؤمن محبا ومحبوباَ , لأن كل ما يفيده لا يعدو اشتراط أن يكون الحب لله .... أما التعبير البليغ الذي آثره الرسول فهو يسمو بالواقع , ولكن بعد أن يقره ... ويدعو إلى الحب , ولكن على
أن يكون لله!!
وقوله:=: (وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يقذف في النار) يبين الصفة الثالثة وهي تقوم على اعتزاز المسلم بدينه , وثبات العقيدة0
والتعبير بقوله (يكره) دلالة على أنه لا يمكن أن يقبل ترك دينه إلى الكفر إلاّ وهو يشعر بقبح عمله وشناعة جرمه وسوء مصيره.
والتعبير بقوله (يعود في الكفر) للدلالة على أن العودة: انتكاس في الحياة والعقيدة ورجوع عن الهدى إلى الضلالة , وبعد عن المحجة إلى السبيل الموحشة المهلكة.
وواضح أن هذا التعبير (يعود في الكفر) لا يعني قصر هذه الصفة على الذين أسلموا بعد أن كفروا , فإن المراد مطلق الكفر بعد مطلق الإيمان سواء أسبق هذا الإيمان كفر أم لم يسبقه ... والعودة هنا المراد بها مطلق الصيرورة إلى الكفر والاستقرار فيه , ومن ثم كانت تعدية الفعل بفي , ومن ثم تأمل هذا التشبيه الرائع البليغ ألست تجد صدى بلاغته في نفسك وذوقك؟! وأليس حقا مثل المؤمن الذي يكره أن يرتد عن دينه مثل الرجل الذي يكره أن يلقى في النار!!
وحذف المسند إليه في (يقذف) ألست تعلم سر بلاغته؟! وهذا الطباق تجده بين (يحب، ويكره) طباق جميل سليم لا تكلف فيه ولا لبس ولا غموض وتأملي صيغة الأفعال في هذا الحديث الشريف تجد أنها تدل على الاستمرار , أي استمرار حدث الفعل في المستقبل مثل:
(يحب) و (يكره) و (يقذف) و (يعود)
وهذه الأفعال المضارعة تدل على استمرار ثبات المؤمن الحق على عقيدته في كل وقت و في كل حال , لا يثنيه عنها وعيد ولا تهديد مهما يشتد ولا يحمله على التنكر لها إغراء مهما يكن , فهو يحب لله , ويكره لله , ويفضل أن يقذف في النار على أن يعود إلى الكفر بعد الإيمان00
وقد عبر بالفعل الماضي (وجد) لإفادة التحقيق والتأكيد , وهو وإن كانت صيغته صيغة الماضي إلاّ أنه يفيد تحقق الفعل في الماضي، والحاضر، والمستقبل بالشروط التي اشترطها رسول الله:= (ثلاثة من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون ... ) الخ.
http://file15.9q9q.net/img/75726271/----.gif (http://file15.9q9q.net/preview/75726271/----.gif.html)
والحديث بجملته - كما ترون - مال إلى جانب التصوير الفني الرائع في التعبير عن المعنى المقصود , لما في ذلك من: توضيح للمعنى، وتسهيل لإدراكه، وتقبل النفس، والقلب له , مع ترسيخه في العقل، والفكر، والخيال ...
فتأمل قوله (وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار) إنها صورة مجسمة شاخصة رائعة , يتأملها الحس والعقل معاَ .. فتجعل خيالك يتأمل: صورة رجل قوي، ثابت كالطود الأشم، تعرض عليه شتى أنواع المغريات , ويهدد بكل وسائل التهديد بأن يلقى من شاهق في حفرة متأجّجة بالنيران , فيقبل على ذلك بنفس راضية مطمئنة , ويعرض عن كل ما يعرض عليه من شهوات الدنيا وملذاتها الفانية؟
ألستم ترون معي أن هذه الصورة الفنية التي رسمها هذا الحديث الشريف من أعظم الروائع البيانية التي يمتع القلب، والعقل معاَ دون أن يطغى جانب على آخر .. ؟! 0
منقول
بتصرف
ـ[أنوار]ــــــــ[24 - 11 - 2009, 01:39 م]ـ
سلمتِ عصيماء .. وهذا النقل الثّرِ
وفقكِ الله
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[24 - 11 - 2009, 01:42 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة .... العصيماء
جزاك الله خيرا .... على هذا الموضوع الجميل .... الغني بالمعلومات القيمة ... جعله الله في موازين حسناتك .... اللهم آمين
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[25 - 11 - 2009, 09:58 ص]ـ
جزاك الله خيرا كثيرا على هذا النقل الرائع أختنا العصيماء.
ـ[العصيماء]ــــــــ[25 - 11 - 2009, 02:00 م]ـ
سلمك الله أختي الفاضلة أنوار ... أسعدني مرورك، رزقني الله وإياكِ حلاوة الإيمان 0
http://sub3.rofof.com/img3/011dgvqz25.gif (http://www.rofof.com)
ـ[العصيماء]ــــــــ[25 - 11 - 2009, 02:08 م]ـ
أختي الحبيبة زهرة متفائلة ...
أشكركِ على كلماتك العذبة فقد سعدت بها ...
رزقني الله وإياكِ حلاوة الإيمان 0
http://sub3.rofof.com/img3/011veouq25.gif (http://www.rofof.com)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العصيماء]ــــــــ[25 - 11 - 2009, 02:18 م]ـ
أخي المفضال أبا دجانة
http://sub3.rofof.com/img3/011qudos25.gif (http://www.rofof.com)
و
http://sub3.rofof.com/img3/011woutv25.gif (http://www.rofof.com)(/)
ما سبب تأليف أبو عبيدة لكتابه مجاز القرآن
ـ[السامية للمعالي]ــــــــ[24 - 11 - 2009, 08:57 م]ـ
بسم الله أبدأ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي:
أتمنى أن تجيبوني عن سؤالي
ما سبب تأليف أبو عبيدة لكتابه مجاز القرآن؟
وهل كتابه يحمل شبهات ومطاعن والرد عليها مثل كتاب ابن قتيبه تأويل مشكل
القرآن؟؟
أتمنى الإجابة.
وجزاكم الله خيرًا.
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[24 - 11 - 2009, 09:09 م]ـ
تأليف كتاب المجاز كان بسبب مسألة بلاغية في القرآن، تتعلق بالتشبيه (طلعها كأنه رؤوس الشياطين) ...
هذا من معلوماتي السابقة لكن سأعود للكتب لعلي أفيدك إن وجدت.
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[24 - 11 - 2009, 09:30 م]ـ
يذكر المؤرخون أن إبراهيم بن إسماعيل الكاتب، أحد كتَّاب الفضل بن الربيع، سأل أبا عبيدة عن معنى آية من القرآن، فأجاب عن السؤال واعتزم أن يؤلف (مجاز القرآن) (1). ونقل الرواة أن أول ما يطالعنا في آخر القرن الثاني الهجري من دراسات القرآن الكريم، الدراسات اللغوية لأسلوب القرآن، وكان أولها كتاب (مجاز القرآن) لأبي عبيدة (2) معمر بن المثنى (110 - 209) هـ. ومهما يكن الداعي إلى تأليف هذا الكتاب، فقد كان أبو عبيدة يرى أن القرآن نص عربي، وأن الذين سمعوه من الرسول صلى الله عليه وسلم ومن الصحابة لم يحتاجوا إلى السؤال عن معانيه، لأنهم كانوا في غنى عن السؤال ما دام القرآن جارياً على سنن العرب في أحاديثهم ومحاوراتهم، وما دام يحمل كل خصائص الكلام العربي؛ من زيادة وحذف وإضمار واختصار وتقديم وتأخير (3).
وكتاب المجاز يمثل التيار اللغوي للتفسير، وتوجد به بعض آثار البحث البياني -الذي اتسع من بعد- وهو مهم من هذه الناحية، لأنه يحدد أيضاً بدء الدراسات النقدية من دراسات القرآن نفسها،
المصدر: مجلة التراث العربي - العدد 81 - 82
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[24 - 11 - 2009, 09:40 م]ـ
أخيتي أنا من معلوماتي السابقة أذكر أن هناك رواية ذكرت في تأليف هذا الكتاب
لكن لا تحضرني تفاصيل الرواية كاملة
فمن باب الفائدة:
الرواية المذكورة في قصة تأليف كتاب المجاز التي أًشير إليها، تكاد ألا تكون صحيحة، ومما يستأنس به في ردِّها أمران:
أولاً: أن أبا عبيدة أبان عن سبب تأليفه للمجاز، وهما سببان:
الأول: أن الصحابة ومن بعدهم عرب يفهمون الخطاب العربي، فلم يحتاجوا إلى أن يسألوا عنه، بخلاف من جاء بعدهم ممن هو في حاجة إلى معرفة هذا الخطاب العربي.
الثاني: الرد على من يزعم أن في القرآن غير اللفظ العربي (المعرَّب).
وهذان السببان قد نصَّ عليهما نصًّا واضحًا في مقدمة المجاز.
ثانيًا: أنه لم يذكر هذا السبب في مقدمة تفسيره، كما لم يذكر تفسيرًا لهذه الآية أصلاً، فكيف يغفل عن تفسير آية كانت هي سبب تأليف الكتاب؟!
وهذا الكتاب ـ مع ما لاقى من معارضة ـ نفيس جدًّا في بابه، وهو من أهمِّ كتب الشواهد اللغوية في التفسير، ولإن كان يجوز القول في أن الناس عيال على فلان في كذا، فالمفسرون واللغويون عيال على أبي عبيدة في باب الشاهد اللغوي الشعري.
والكتاب بحاجة إلى دراسة علمية مستقصية لجوانب إفادة هذا الكتاب، ومنزلته في التأليف في هذا الفنِّ، ودراسة عصره اللغوي وما لأهلها من اللغويين من كتابات في غريب القرآن ومعانيه، وأثره فيمن جاء بعده، إلى غير ذلك.
والله الموفق.
ـ[أنوار]ــــــــ[24 - 11 - 2009, 11:39 م]ـ
سؤال قيم أشكر السائلة أن جددت معلوماتنا ..
والشكر موصول للأستاذة ترانيم ..
تأليف كتاب المجاز كان بسبب مسألة بلاغية في القرآن، تتعلق بالتشبيه (طلعها كأنه رؤوس الشياطين) ...
هذا من معلوماتي السابقة لكن سأعود للكتب لعلي أفيدك إن وجدت
ومعلوماتك في مكانها أستاذتنا ..
فيما ذكر رواية عن أبي عبيدة أنه قال:
" أرسل إليّ الفضل بن الربيع إلى البصرة في الخروج إليه سنة ثمان وثمانين ومائة، فقدمت إلى بغداد واستأذنت عليه فأذن لي، فدخلت عليه وهو في مجلس له طويل عريض فيه بساط واحد قد ملاه، وفي صدره فرش عالية لا يرتقي إليها على كرسي وهو جالس عليها فسلمت عليه بالوزارة فرد وضحك إلي واستدناني حتى جلست إليه على فرشه ثم سألني وألطفني وباسطني وقال: أنشدني، فأنشدته فطرب وضحك، ثم دخل رجل في زي الكتاب له هيئة فأجلسه إلى جانبي وقال له: أتعرف هذا؟ قال لا: قال: هذا أبو عبيدة علامة أهل البصرة، أقدمناه لنستفيد من علمه، فدعا له الرجل وقال لي: إني كنت إليك مشتاقا، وقد سألت عن مسألة أفتأذن لي أن أعرفك إياها، فقلت هات،
قال: قال الله عز وجل: (طلعها كأنه رؤوس الشياطين)، وإنما يقع الوعد والإيعاد بما عرف مثله وهذا لم يعرف. فقلت: إنما كلم الله تعالى العرب على قدر كلامهم، أما سمعت قول امرئ القيس:
أيقتلني والمشرفي مضاجعي
ومسنونة زرق كأنياب أغوال
وهم لم يروا الغول قط، ولكنهم لما كان أمر الغول يهولهم أوعدوا به، فاستحسن الفضل ذلك واستحسنه السائل، وعزمت من ذلك اليوم أن أضع كتاباً في القرآن في مثل هذا وأشباهه وما يحتاج إليه من علمه، فلما رجعت إلى البصرة عملت كتابي الذي سميته المجاز " ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[24 - 11 - 2009, 11:57 م]ـ
بوركت أختي الفاضلة: أنوار أكرر جزيل شكري
وكما قلت سابقا أقول مجدداً
من باب الفائدة:
الرواية المذكورة في قصة تأليف كتاب المجاز التي أًشير إليها، تكاد ألا تكون صحيحة، ومما يستأنس به في ردِّها أمران:
أولاً: أن أبا عبيدة أبان عن سبب تأليفه للمجاز، وهما سببان:
الأول: أن الصحابة ومن بعدهم عرب يفهمون الخطاب العربي، فلم يحتاجوا إلى أن يسألوا عنه، بخلاف من جاء بعدهم ممن هو في حاجة إلى معرفة هذا الخطاب العربي.
الثاني: الرد على من يزعم أن في القرآن غير اللفظ العربي (المعرَّب).
وهذان السببان قد نصَّ عليهما نصًّا واضحًا في مقدمة المجاز.
ـ[أنوار]ــــــــ[25 - 11 - 2009, 12:01 ص]ـ
الرواية المذكورة في قصة تأليف كتاب المجاز التي أًشير إليها، تكاد ألا تكون صحيحة
بوركتِ أستاذتي ..
لمَ .. ؟؟ أهناك ما يدعم هذا القول ..
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[25 - 11 - 2009, 12:04 ص]ـ
الدليل:
أنه لم يذكر هذا السبب في مقدمة تفسيره، كما لم يذكر تفسيرًا لهذه الآية أصلاً، فكيف يغفل عن تفسير آية كانت هي سبب تأليف الكتاب؟!
ـ[أنوار]ــــــــ[25 - 11 - 2009, 12:16 ص]ـ
جزاكِ الله خيراً
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[25 - 11 - 2009, 12:21 ص]ـ
وجزيت خيراً
وفقك الله أينما كنت.
ـ[السامية للمعالي]ــــــــ[03 - 12 - 2009, 06:37 م]ـ
أختاي: ترانيم وأنوار
جزاكما الله عنّي خيرًا
استفدت من طرحكما ومناقشتكما كثيرًا
أسأل الله يفيض لكما الأجر.
أثناء غيابي كنت مشغولة بقراءة الكتاب
فوجدت أبا عبيدة كثيرًا ما يقول ومجازه كذا
وأظنه استخدمها بمعنى تفسيره كذا
ولكني ما زلت أسأل هل ذكرفي كتابه مطاعن وشبهه كما ذكر
ابن قتيبه في مجازه؟
لأن ابن قتيبة كان متأثرًا بأبي عبيدة
ما زلت أقرأ وأبحث في الكتاب عن الشبهه أخشى أنها مذكورة
وأن أسلوبه استغلق عليّ فهمه.
فيض احترامي مقرون بشكري.
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[04 - 12 - 2009, 05:29 ص]ـ
قد قلت لك سابقاً:
هذا الكتاب ـ مع ما لاقى من معارضة ـ نفيس جدًّا في بابه، وهو من أهمِّ كتب الشواهد اللغوية في التفسير، ولإن كان يجوز القول في أن الناس عيال على فلان في كذا، فالمفسرون واللغويون عيال على أبي عبيدة في باب الشاهد اللغوي الشعري.
والكتاب بحاجة إلى دراسة علمية مستقصية لجوانب إفادة هذا الكتاب، ومنزلته في التأليف في هذا الفنِّ، ودراسة عصره اللغوي وما لأهلها من اللغويين من كتابات في غريب القرآن ومعانيه، وأثره فيمن جاء بعده، إلى غير ذلك.
والله الموفق.
ـ[السامية للمعالي]ــــــــ[04 - 12 - 2009, 08:27 م]ـ
أختي: ترانيم
بارك الله فيكِ وجزاكِ خيرًا
من خلال اطلاعي على الكتاب
اعتقد أنه لم يذكر شبهات ولم يتعرض لرد عليها كما فعل ابن قتيبة
وأنه كان يفسر الآيات ويعربها ومن غير يذكر شبهات الطاعنين في القرآن.
أطن ذلك وما زلت أدراس الكتاب.
ولم انتهِ بعد من القراءة.
أتمنى للجميع السداد.
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[04 - 12 - 2009, 10:37 م]ـ
أخيتي الكريمة:
لدي مقال قد فسر القول لمنهجه ومذهبه في "مجَاز القرآن" إن كنتِ تريدين أضعه لك هنا أبلغيني؟ هو مقال قيم فصل القول في منهجه ومذهبه في الكتاب.
فكتاب مجاز القرآن من كتب التفسير التي أظهرت عناية خاصة في جانب من جوانب القرآن، كالتوجيه الأعرابي أو البلاغي أو النظر في معاني مفردات القرآن، أو مجازه، أو في أقسامه، أو نظمه فهو من الدراسات اللغوية لأسلوب القرآن.
ـ[السامية للمعالي]ــــــــ[06 - 12 - 2009, 07:44 م]ـ
أي نعم أخية
ضعي ما عندك لأستفيد
وجزاكِ الله الجنان.
أشكركِ من عمق قلبي.
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[07 - 12 - 2009, 06:53 م]ـ
أَبو عبَيْدة التّيمي منهجه ومذهبه في "مجَاز القرآن"
لموفق السرّاج
نشر بمجلة التراث العربي بدمشق -العدد 18 - ربيع الثاني 1405
تمهيد:
(يُتْبَعُ)
(/)
أحب أن أشير في البداية إلى أن أهم نقطة يمكن أن يتعرض لها الباحثون في التراث العربي هي المنهج الذي كان يتبعه أصحاب تلك الأعمال التراثية الضخمة في مؤلفاتهم، هذا المنهج الذي يتخطى حدود الزمان والمكان، ويكشف عن التوجه العقلي الذي يصدر عنه الكاتب في كتاباته، وبالتالي يدل على مكانة العمل التراثي وصاحبه، والأثر الذي خلفه في عصره ومابعد عصره، ويجلو مذاهب المؤلفين من آثارهم. وذاك ما أبتغيه من هذه الدراسة فأعرض لكتاب "مجاز القرآن"، لأبي عبيدة مَعمر بن المثنى التيمي /110 ـ 210 هـ/ فأبين من خلال هذا الكتاب منهج مؤلفه ومذهبه لأنه أول كتاب و صلنا في عنوانه وموضوعه، وعندما ظهر في زمانه أحدث ضجة كبيرة في الأوساط العلمية المختلفة، ولكن أرى من الضرورة، قبل ذلك، أن أعرِّج على ما ألف في القرآن كي نعرف إلى أي لون من التفاسير القرآنية ينتمي كتاب المجاز هذا.
*ما ألف في القرآن:
قد يكون من نافلة القول أن نذكر بأن لوناً من ألوان التراث العربي لم يحظ بالعناية والدراسة والشرح والتمحيص مثل ما حظي به القرآن الكريم خاصة، والعلوم الشرعية عامة، منذ نزل القرآن على محمد (ص) ليكون مفسره الأول إلى الصحابة والتابعين والعلماء والدارسين في أصقاع متنوعة من عالم واسع عريض امتد من الصين والهند في أقصى المشرق، إلى مراكش والأندلس في أقصى المغرب، وحتى عصرنا هذا الذي ظهرت فيه ـ ولا تزال ـ دراسات وشروح وتفاسير مختلفة.
والناظر إلى المكتبة القرآنية يدرك مدى غناها بكتب التفسير، كما يلحظ ألواناً شتى للتفاسير، بسبب العصبيات المذهبية والسياسية والفكرية التي ينتمي إليها المفسرون، فكان ما يسمى بـ"التفسير بالمأثور"، أو "التفسير النقلي" الذي اعتمد فيه أصحابه على ما ورد في القرآن، وما جاء في الحديث الشريف، وأثر عن الصحابة والتابعين من تفسير للآيات.
ثم "التفسير بالرأي" أو "التفسير العقلي" الذي اتخذ من الرأي أو العقل والاجتهاد طريقاً له في الكشف عن غامض التنزيل. و"تفاسير الفرق الإسلامية المختلفة" ترجع في الحقيقة إلى التفسير بالرأي، لأن أصحابها لم يؤلفوها إلا لتأييد أهوائهم ... ومن ذلك تفاسير المعتزلة والمتصوفة ... ويغلب على تفاسير المعتزلة الطابع العقلي والمذهب الكلامي ... ولا ترد النصوص فيها إلا على أنها شيء ثانوي نادراً ما يلجؤون إليه لشرح معاني الآيات (1)، ويغلب على تفاسير المتصوفة الشطحات التي تبعدهم عن النسق القرآني، وتجعل كلامهم غامضاً إلا على المشتغل بالشؤون الروحية (2).
ويقرب من تفاسير المتصوفة ما يسمى بالتفسير الإشاري، وهو الذي تؤول به الآيات على غير ظاهرها مع محاولة الجمع بين الظاهر والخفي (3).
إلا أن من كتب التفسير ما أظهر عناية خاصة في جانب من جوانب القرآن، كالتوجيه الأعرابي أو البلاغي أو النظر في معاني مفردات القرآن، أو مجازه، أو في أقسامه، أو نظمه ونذكر من ذلك على سبيل المثال كتاب "مجاز القرآن"، لأبي عبيدة معمر بن المثنى (ت 210 هـ)، وكتب "معاني القرآن"، للأخفش الأوسط سعيد بن مسعدة (4)، (ت 215هـ)، ويحيى بن زياد الفراء (5) (ت 207)، والزجاج (6) (ت 310 هـ)، وأبي جعفر النحاس (7) (ت 337)، وكتاب "أحكام القرآن"، لأبي بكر الجصاص (ت 370 هـ)، و"إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم"، لابن خالويه (ت 370 هـ)، وإعجاز القرآن"، للقاضي الباقلاني (ت 403هـ)، و"دلائل الإعجاز" للإمام عبد القاهر الجرجاني (ت 471هـ)، وكتاب "مفردات القرآن" للراغب الأصفهاني (ت 502 هـ)، .... الخ.
ولعل من دواعي كثرة الدراسات والتفاسير القرآنية أن هذا الكتاب قد بهر أرباب الفصاحة والبيان، وجعلهم عاجزين عن مجاراته بله الإتيان بآية من آياته، مما دفع علماء العربية إلى البحث عن أسباب إعجازه من جهة، واستنباط قواعد العربية النحوية واللغوية من خلال القراءات التي لم تعدُ وجوهاً فصيحة صحيحة لكلام العرب ولهجاتهم من جهة أخرى، فظهرت عن ذلك التفاسير اللغوية التي يلجأ فيها المفسر إلى اللغة، يستعين بها في تطبيق المنهاج الذي ارتضاه لنفسه والمذهب الذي يميل إليه. بيد أن الاعتماد على اللغة يختلف مقداره من مفسر إلى آخر، فمنهم من جعل كل اعتماده أو جله على اللغة، فقدموا إلينا كتب "معاني القرآن"، التي تنحو في التفسير منحى لغوياً ونحوياً وبلاغياً، وكتاب "مجاز
(يُتْبَعُ)
(/)
القرآن" واحد منها، وإن اختلف عنها في التسمية، لأنه ينحو في التفسير منحى لغوياً.
ولا يفوتنا أن نشير هنا إلى أن الحركة اللغوية عامة، و النحوية خاصة، بدأت أول ما بدأت، بدافع من الحرص على حفظ ألسن العرب من اللحن وتعليم الأعاجم، الذين دخلوا الإسلام أفواجاً، حسن قراءة القرآن "وكان القائمون على ذلك من قراء القرآن الذين ورثوا ألواناً من وجوه القراءات هي سابقة ولا شك على الاشتغال باللغة والنحو، فمن الطبيعي، والحالة هذه، أن يورثوها بدورهم تلاميذهم، وأن يحاول هؤلاء التلاميذ مع الزمن تأويلها وتعليلها حين بدأت تتكون مقومات البحث المنهجي العلمي" (8).
وكيلا نشعب القول ونظل في التعميم، نلقي المرساة في أواخر القرن الثاني الهجري فنرى أن "أول ما يطالعنا من دراسات القرآن الدراسات اللغوية والنحوية لأسلوب القرآن، أما اللغوية فيضطلع بها أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتابه "مجاز القرآن"، وأما النحوية فيضطلع بها أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء في كتابه "معاني القرآن"، (9)، وسوف نقف على الكتاب الأول ونفصل فيه القول لأن عليه مدار حديثنا.
*في مجاز القرآن:
كنت قد ذكرت أن هذا الكتاب ينضوي تحت ما ألف من كتب في "معاني القرآن" وإن اختلف عنها في التسمية، لأنه ينطلق ـ كما انطلقت هذه الكتب ـ في غاية واحدة هي الرجوع إلى أساليب العربية المستعملة، ومعرفة الطرق التي تسلكها في التعبير، ومن ثم فهم آي التنزيل التي نزلت على طريقة العرب.
وإذا كان كتاب الفراء "معاني القرآن"، يمثل المذهب الكوفي النحوي واللغوي فإن "مجاز القرآن"، لا يكاد يمثل مذهباً سوى الرأي المتحرر من القيود التي كانت المدرستان البصرية والكوفية تضعانها لفهم النصوص (10)، على أن صاحبه يعد من علماء البصرة.
ومع أن الكتاب قد وجدت فيه بعض آثار البحث البلاغي إلى أن الطابع اللغوي يكاد يطغى عليه حتى يوشك أن يكون كتاب لغة قبل أن يكون كتاب تفسير. و"يعد معاني القرآن للفراء دراسة مكملة ـ من الناحية اللغوية ـ لكتاب مجاز القرآن لأنه يبحث في التراكيب والإعراب، و"المجاز" يبحث في الغريب والمجاز، وكلتا الدراستين متعلقتان بالأسلوب، واختلفت دراسة الفراء هنا عن دراسة أبي عبيدة، وكان لهذا الخلاف أسبابه (11).
ولكن ما الدافع الذي جعل أبا عبيدة يؤلف كتاب المجاز، ويطلق عليه هذا الاسم؟، وفي أي وقت كان ذلك؟ ...
لقد ذكرت كتب التراجم سبب التأليف وزمنه من غير تحديد دقيق للسنة التي تم فيها ذلك. سوى ياقوت الحموي الذي حدد زمن تأليفه بسنة 188هـ، قال: " ... قال أبو عبيدة: أرسل إلي الفضل بن الربيع إلى البصرة في الخروج إليه سنة 188 هـ، فقدمت إلى بغداد واستأذنت عليه فأذن لي، ودخلت وهو في مجلس له طويل عريض في بساط واحد قد ملأه، وفي صدره فرش عالية لا يرتقى إليها إلا على كرسي وهو جالس عليها ... ثم دخل رجل في زي الكتَّاب له هيئة فأجلسه إلى جانبي. وقال له: أتعرف هذا؟ قال: لا. قال: هذا أبو عبيدة علامة أهل البصرة. أقدمناه لنستفيد من علمه، فدعا له الرجل وقرظه لفعله هذا. قال لي: إني كنت إليك مشتاقاً وقد سئلت عن مسألة أفتأذن لي أن أعرفك إياها؟ ... قلت: هات. قال: قال الله تعالى: (طلعها كأنه رؤوس الشياطين (. وإنما يقع الوعد والإيعاد بما قد عرف مثله، وهذا لم يعرف، فقلت: إنما كلم الله العرب على قدر كلامهم، أما سمعت قول امرئ القيس:
أيقتلني والمشرفيُّ مضاجعي* ومسنونة زرق كأنياب أغوال
وهم لم يروا الغول قط، ولكنه لما كان أمر الغول يهولهم أوعدوا به، فاستحسن الفضل ذلك، واستحسنه السائل، واعتقدت من ذلك اليوم أن أضع كتاباً في القرآن لمثل هذا وأشباهه، ولما يحتاج إليه من علم. فلما رجعت إلى البصرة عملت كتابي الذي سميته المجاز، وسألت عن الرجل فقيل لي: هو من كتاب الوزير وجلسائه يقال له إبراهيم بن اسماعيل بن داود الكاتب" (ص12).
وهذا الذي حكاه أبو عبيدة يلفتنا إلى أمور نرى من الفائدة ذكرها وهي التالية:
1 ـ أن أبا عبيدة ألف كتاب المجاز سنة 188 هـ، وهذا يعني أنه سابق لكتاب الأخفش الأوسط الذي اعترف بأنه أفاد منه في كتابه "معاني القرآن"، كما سيرد في حينه، كما أنه أسبق من كتاب الفراء الذي ألف مابين (202 ـ 204هـ).
(يُتْبَعُ)
(/)
2 ـ إن الدافع لتأليفه هو سؤال إبراهيم بن إسماعيل بن داود أحد كتاب الوزير الفضل بن الربيع، ولم يكن هذا الكاتب ممن عرفوا بالفصاحة والحذق وسعة الاطلاع على العربية ومذاهبها من أفواه أصحابها الذين ارتحل إليهم علماء العربية، فدرسوا اللغة عليهم في مواطنها، وإنما كان ـ فيما يبدو ـ ممن تعلم العربية تعلماً مدرسياً كما كانت تعلم في المدن، فعرف القواعد الدقيقة التي تنسرب اللغة فيها، من غير أن يدرك الأوجه المختلفة التي تستعمل فيها مفردات العربية التي تتمرد على كل القواعد الصارمة التي يجب أن تخضع لأحوال استعمال المفردات لا أن تخضع هذه المفردات لتلك القواعد (13)، التي كانت تدرس في مجالس النحاة واللغويين. "وغني عن البيان أن أي قاعدة نحوية أو لغوية تضيق دائماً عن إمكانات الواقع الحي للغة وثرائه، ويظل من يتعلم اللغة ولفترة طويلة جداً في حدود القواعد والحدود، دون أن يتجاوز ذلك إلى رحابة الأساليب الفنية للغة" (14).
"فالفكرة التي تراود أبا عبيدة وهو يؤلف كتابه كانت فكرة مدرسية، يحاول أن يضع أمام طبقة المستعربين صوراً من التعبير في القرآن وما يقابله من التعبير في الأدب العربي شعراً ونثراً ويبين ما فيها من التجاوز أو الانتقال من المعنى القريب أو التركيب المعهود للألفاظ والعبارات إلى معان وتراكيب أخرى اقتضاها الكلام. فكلمة مجاز عنده إذاً ليست مجرد مقابل لكلمة تفسير أو كلمة معنى بصفة مطلقة. وإن هذا لا ينفي إطلاقها أحياناً في ذلك المعنى". (15).
فهو قد سماه بـ"المجاز" انطلاقاً من هذا المعنى لأن "جاز الموضع جوزاً ... ومجازاً ... سار فيه وخلَّفه ... والمجاز الطريق إذا قطع من أحد جانبيه إلى الآخر. وخلاف الحقيقة". (16).
والمجازة الطريقة، والمادة ومشتقاتها تعني الانتقال بوجه عام، ومنه التجوز في الشيء: الترخص فيه (17).
وقد وضح لنا مراده هذا منذ الصفحة الأولى وما تلاها عندما شرح معنى كلمة قرآن ولماذا سمي القرآن بهذا الاسم فقال:
"القرآن: اسم كتاب الله خاصة، ولا يسمى به شيء من سائر الكتب غيره، وإنما سمي قرآناً لأنه يجمع السور فيضمها، وتفسير ذلك في آية من القرآن. قال الله جلَّ ثناؤه: (إن علينا جمعه وقرآنه ([القيامة: 17]. مجازة: تأليف بعضه إلى بعض، ثم قال: (فإذا قرآناه فاتبع قرآنه ([القيامة: 18]. مجازه: فإذا ألقينا منه شيئاً فضممناه إليك فخذ به واعمل به وضمه إليك وقال عمرو بن كلثوم في هذا المعنى:
ذراعي حرة أدماء بكر * هجان اللون لم تقرأ جنينا
أي لم تضم في رحمها ولداً قط ... وفي آية أخرى: (فإذا قرأت القرآن ([النحل: 98]، مجازه: إذا تلوت بعضه في إثر بعض، حتى يجتمع وينضم بعضه إلى بعض، ومعناه يصير إلى معنى التأليف والجمع" (18). ثم يأتي على معنى الفرقان ومجاز السورة فالآية (19) مما يتصل بمعارف عامة في القرآن، ثم يصرح بالدافع الذي جعله يؤلف كتابه فيبين أنه لم يضعه للعرب الفصحاء وإنما لعامة الناس ـ بما فيهم الأعاجم ـ الذين شعر أبو عبيدة بحاجتهم إلى فهم القرآن وإدراك معانيه، والإلمام بأساليبه الجارية على خصائص الكلام العربي من زيادة وإضمار وحذف واختصار وتقديم وتأخير وما جاءت مخاطبته مخاطبة الغائب ومعناه مخاطبة الشاهد، وما جاءت مخاطبته مخاطبة الشاهد، ثم تركت وحولت مخاطبته هذه إلى مخاطبة الغائب، قال: "فلم يحتج السلف ولا الذين أدركوا وحيه إلى النبي (أن يسألوا عن معانيه لأنهم كانوا عرب الألسن، فاستغنوا بعلمهم عن المسألة عن معانيه وعما فيه مما في كلام العرب مثله من الوجوه والتلخيص .... ". (20)، ثم يضرب أمثلة مختلفة من القرآن على أنواع المجاز التي ذكرنا (21)، ثم يشرع بتفسير آيات من كل سورة بحسب ورودها في القرآن حتى يأتي على جميع السور (22).
ولعل هذا ما حدا أحد الباحثين على أن يعد أبا عبيدة في كتابه المجاز نحوياً رائداً تجاوز وقوف النحاة على حركات الإعراب وانشغالهم بها زمناً طويلاً ليتناول بحسه طرق التعبير، ويكشف من سر العربية ونظم تأليفها ما يتجاوز آخر الكلمة وحكم إعرابه. بيد أنه لم يكثر ما أكثر سيبويه وجماعته، ولم يتعمق ما تعمقوا، ولا أحاط إحاطتهم. ولكنه دل على سبيل تبصرة انصرف الناس عنها غافلين (23).
(يُتْبَعُ)
(/)
3 ـ وأما الأمر الثالث الذي يلفتنا إليه جواب أبي عبيدة فهو أنه يرد المثال القرآني الذي سئل عنه إلى طريقة العرب التي نزل القرآن عليها فيجعل من ذلك منهجاً له في الكتاب. ودليل ذلك أنه يقول:
"نزل القرآن بلسان عربي مبين، فمن زعم أن فيه غير العربية فقد أعظم القول، ومن زعم أن "طه" بالنبطية فقد أكبر، وإن لم يعلم ماهو، فهو افتتاح كلام وهو اسم للسورة وشعار لها. وقد يوافق اللفظ اللفظ ويقاربه ومعناهما واحد وأحدهما بالعربية والآخر بالفارسية أو غيرها. فمن ذلك الاستبرق بالعربية، وهو الغليظ من الديباج، والفِرِند، وهو بالفارسية استبره، وكَوز وهو بالعربية جوز، وأشباه هذا كثير". (24).
وفي ذلك طرف من القضية اللغوية الهامة التي أثارها القرآن على أقلام علماء العربية الذين انقسموا في ألفاظه بين فريق رافض لفكرة وجود أية ألفاظ غير عربية في القرآن معتمداً على تفسير لظاهر الآيات التي تعرضت للسان الذي جاء به التنزيل من مثل قوله تعالى: (ولو جعلناه قرآناً أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي ((25). [فصلت:44]. وفريق آخر رأى أن العرب خالطوا سائر الألسنة فعلقت من لغاتهم ألفاظ غيرت بعضها بالنقص من حروفها واستعملتها في أشعارها ومحاوراتها حتى جرت مجرى العربي الفصيح، وعلى هذا الحد نزل بها القرآن (26). وبين الرأيين رأي ثالث اتخذ منحى توفيقياً فقال بوجود كلمات يسيرة غير عربية دون أن تخرج القرآن عن عربيته (27).
وعلى هذا يكون أبو عبيدة من أصحاب الرأي الأول، وعليه بنى منهجه في الكتاب كله، بمعنى أنه يحاول شرح لفظ أو تركيب، ثم يستشهد على صحته بآية أو حديث في المعنى نفسه أو كلام العرب الفصيح، كالخطب والأمثال والأقوال المأثورة، وفي أغلب الأحيان بأبيات من الشعر القديم وخاصة الرجز منها، ويحرص دائماً على أن يؤكد صلة أسلوب القرآن بأساليب العرب، فيذكر في ختام كلامه أن "العرب تفعل هذا".
وبعد، فمجاز القرآن كتاب تمتزج فيه اللغة والبلاغة والنحو، وكذلك كان الأمر في تراثنا القديم، حيث كانت الدراسة البلاغية متداخلة مع الدراسة اللغوية في كتب النحاة الأوائل أمثال سيبويه حتى عده بعض الباحثين واضع علمي المعاني والبيان (28). ورأى أن أبا عبيدة في كتابه "مجاز القرآن"، لم يفعل أكثر من أنه سلك مسلك سابقيه من اللغويين من ربط النحو بالأساليب والتراكيب، على عكس ما فعل المتأخرون حيث قصروه على أنه علم يعرف به أحوال أواخر الكلم إعراباً وبناء (29). وقد بينا ذلك حين تحدثنا عن المقصود بكلمة "مجاز".
على أن ذلك لا يمنع أن نرى في أبي عبيدة، نظرياً، رجل لغة أولاً، وبلاغة ثانياً، ونحو ثالثاً كفنان يلم بألوان الفن، ولكنه يبرع في رسم الوجوه وكشف ملامحها بأفضل من محاولته مع المناظر الطبيعية، ويتقن رسم الطبيعة بما لا يتوافر له مع اللوحات التجريدية.
أولاً: أبو عبيدة اللغوي:
لا يخفى على كل ذي نظر متأمل في كتاب "المجاز" أن صاحبه لغوي في المقام الأول، عليم بلغات العرب وغريبها، يوجه اهتمامه الأول عند التفسير إلى شرح ما يراه يستحق الشرح من مفردات القرآن، مستعيناً ببعض الآيات المماثلة أو فصيح الكلام، من غير أن يغفل الاستشهاد بالشعر القديم، وخاصة الرجز الممتلئ بأوابد اللغة وشواردها (30). وقد يحدد نوع الكلمة ووزنها (31)، وكثيراً ما يبدو ذا حس لغوي مرهف ومثال ذلك إدراكه فرق المعنى بين كسر العين وفتحها في كلمة "عوج" في الآية: (تبغونها عوجاً ([آل عمران: 99]. إذ يقول: مكسورة الأول لأنه في الدين، وكذلك في الكلام والعمل، فإذا كان في شيء قائم نحو الحائط، والجذع، فهو عوج مفتوح الأول (32)، ويستطرد في شرح مفردة لا علاقة لها بالآية، كان يشرح اسم صاحب الشاهد الشعري (33)، أو مفردة من الشاهد (34)، أو من كلامه، ويأتي لها بالشاهد مما يدل على تبحره باللغة فمن ذلك مثلاً شرحه الآية: (قاتلهم الله ([التوبة: 30]، قتلهم الله، وقلما يوجد فاعل إلا أن يكون العمل من اثنين، وقد جاء هذا ونظيره ونِظْره: عافاك الله، والمعنى أعفاك الله، وهو من الله وحده والنظر والنظير سواء مثل ندّ ونديد، قال:
ألا هل أتى نظري مليكة أنني" (35).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أشاد الطبري بهذا التفسير (36)، كما أقر في مواضع كثيرة من تفسيره ببصر أبي عبيدة بكلام العرب ونقل عنه (37)، وبعد ذلك يحق له أن يسن القواعد اللغوية (38)، وأن يكون له تفرده فيخالف غيره من العلماء في بعض أمور اللغة كالفراء والكسائي (39). ويكون له مذهب في التفسير (40).
وربما مر بتعليل حركة كلمة فقال: "زعم النحويون" (41)، وكأنه يقر أنه لغوي أولاً، واهتمامه بالنحو محدود لأنه يذكر رأيهم فلا يعلق عليه. ومما يؤكد ما نذهب إليه قول صاحب اللسان: "وقال الأزهري: أبو عبيدة صاحب بالغريب وأيام العرب وهو بليد النظر في باب النحو ومقاييسه". (42).
ثانياً: أبو عبيدة البلاغي:
لقد سبق وعرفنا أن تأليف كتاب المجاز كان بسبب مسألة بلاغية في القرآن، تتعلق بالتشبيه (طلعها كأنه رؤوس الشياطين ([الصافات: 65]، فلا غرابة أن نجد أن أبا عبيدة يهتم بإيضاح المسائل البيانية الموجودة في القرآن، ويجد لها ما يماثلها في كلام العرب وأساليبهم في التعبير، وقد صارت هذه المسائل فيما بعد مسائل في البيان العربي (43)، حتى وصل الأمر بالأستاذ إبراهيم مصطفى إلى أن وجده أسبق من الإمام عبد القاهر الجرجاني (ت 471هـ)، في وضع أسس علم المعاني الذي فصله النحاة فيما بعد عن معاني النحو فأزهقوا روح الفكرة (44)، كما عده آخر أول من كتب في علم البيان (45).
ولا بد من التدليل على هذا الكلام فنحدد ما جاء في الكتاب من أمور بلاغية، لأن كل كلام يفتقر إلى الدليل القاطع يبقى في حيز الافتراض فإليك البيان:
1 ـ المجاز العقلي حيث قال في قوله تعالى: (والنهار مبصراً ([يونس: 67]، له مجازان أحدهما: إن العرب وضعوا أشياء من كلامهم في موضع الفاعل، والمعنى أنه مفعول، لأنه ظرف يفعل فيه غيره لأنه لا يبصر ولكنه يبصر فيه الذي ينظر، وفي القرآن: (في عيشة راضية ([الحاقة:21]. وإنما يرضى بها الذي يعيش فيها، قال جرير:
لقد لمتنا يا أم غيلان في السرى *ونمت وما ليل المطي بنائم
والليل لا ينام وإنما ينام فيه، وقال رؤبة:
"فنام ليلي وتجلى همي" (46).
ب ـ الكناية والتشبيه المصرح بهما من غير تفصيل في مثل قوله: (نساؤكم (47)، حرث لكم ([البقرة: 223]، كناية وتشبيه قال: (فأتوا حرثكم أنى شئتم (، [البقرة: 223]، (47). وفي بعض الأماكن يريد الكناية من غير أن يصرح باسمها (48) أما مجاز التمثيل فيعني عنده التشبيه أو تشبيه التمثيل كما في تفسير قوله تعالى: (على شفا جرف هار ((49)، [التوبة ـ 109].
ج ـ الاستعارة: وإليها يشير إشارة تفهم من خلالها (50) وقد يخلط بينها وبين التشبيه (51).
د ـ الالتفات: تنبه أبو عبيدة إلى هذا الأسلوب، وإن لم يسمعه، كأن يقول: "ومن مجاز ما جاءت به مخاطبة الشاهد، ثم تركت، وحولت مخاطبته هذه إلى مخاطبة الغائب، قول الله تعالى: (حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة (ـ[يونس ـ 22]، (أي بكم). (52).
هـ ـ الحذف والاختصار عند أمن اللبس للإيجاز. والإيجاز صفة محمودة من صفات الكلام عند العرب، والقرآن خير ممثل لهذه الصفة في أسلوبه، وقد أشار أبو عبيدة إلى كثير من مواضع الحذف في آياته فلنسمعه يقول في هذه الآية: (فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم (. [آل عمران: 106] "، العرب تختصر لعلم المخاطب بما أريد به، فكأنه خرج مخرج قولك: فأما الذين كفروا فيقول لهم: أكفرتم، فحذف واختصر الكلام، وقال الأسدي:
كذبتم وبيت الله لا تنكحونها *بني شاب قرناها تصر وتحلب
أراد: بني التي شاب قرناها، وقال النابغة الذبياني:
كأنك من جمال بني أقيش *يقعقع خلف رجليه بشنِّ
"بني أقيش"، حي من الجن، أراد: كأنك جمل يقعقع خلف رجليه بشن، فألقى الجمل، ففهم عنه ما أراد". (53).
و ـ الإطناب: مثلما أحب العرب الإيجاز، فحذفوا عند أمن اللبس، لم يستنكروا الإطناب حين تدعو الحاجة إليه، كتوكيد بعض الكلام. وقد أشار أبو عبيدة إلى مكان الإطناب من غير تسمية، فقال: "ومن مجاز المكرر للتوكيد قوله تعالى: (يا أبت أني رأيت أحد عشر كوكباً، والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين (. [يوسف: 4]، أعاد الرؤية، وقال: (أولى لك فأولى ([القيامة: 34]، أعاد اللفظ"، (54).
(يُتْبَعُ)
(/)
ز ـ إدراك الفارق بين الخبر والإنشاء قوله تعالى: (لا تُضارُّ والدة بولدها ([البقرة: 233]. يقول: رفع، خبر، ومن قال: "لا تضارَّ"، بالنصب، فإنما أراد (لا تضارِرْ (. نهي (55)، ومعلوم أن النهي غرض من أغراض الإنشاء.
ح ـ خروج الإنشاء عن حقيقة معناه ليعبر عن معنى آخر يفهم من السياق كخروج الاستفهام إلى تقرير أمر ما، وهو ما يسمى بالاستفهام التقريري (56)، أو خروجه إلى معنى التحذير (57)، أو الإنكار (58). وكذا الحال في الأمر الذي يخرج معناه إلى الوعيد (59).
ط ـ التقديم والتأخير: يحدث في الجملة أن تتقدم كلمة على أخرى لغرض بلاغي، مما يكسب الكلام جمالاً وتأثيراً، ويجعل للتقديم والتأخير مكانة سامية في علم المعاني، وقد أشار أبو عبيدة إلى أماكنه في القرآن وتنبه إليها ولكنه لم يكن يذكر السبب البلاغي الذي حصل من أجله التقديم والتأخير (60).
ي ـ الكلام بالواحد على لفظ الجمع بغرض التفخيم. وكثيراً ما ردد أبو عبيدة أن العرب تتكلم بهذا أو تفعله. (61).
ولكن يجدر بنا بعد هذا البيان أن نشير إلى أن فهم أبي عبيدة للصورة البيانية بوجه عام لا يتعدى الفهم اللغوي، فهو يتعرض لكل الفنون البيانية المتعلقة بالأسلوب، ويعدها من المجاز اللغوي، وكثير من الاستعارات والتشبيهات في القرآن تدخل نطاق الحرج لأنها تتعلق بالذات أو بالعقيدة، أو بصورة البعث، وموقف أبي عبيدة من هذه جميعاً موقف اللغويين، يأخذ بظاهر القول إلى أمد محدود غايته المعنى المجازي القريب، وهو المذهب الذي عرفوا به (62)، ولكن استعماله للكناية في الدلالة على فن من فنون الأسلوب قريب من استعمال البلاغيين للدلالة على الاصطلاح البلاغي المعروف، "الكناية"، (63).
ثالثاً: أبو عبيدة النحوي:
بان لنا أن أبا عبيدة يوجه جل اهتمامه إلى اللغة ثم البلاغة ليكون الجانب النحوي عنده أضعف الجوانب، واحتفاؤه به قليلاً. ولا بأس علينا أن نتلمس شخصيته النحوية من خلال هذا القليل فنجده:
أ ـ لا يحتفي بإيراد وجوه القراءات احتفاء غيره بها، وأن أورد منها شيئاً فأحياناً يكتفي بوجه واحد (64)، وحيناً بوجهين (65)، ونادراً بثلاثة وجوه (66).
ب ـ إذا مر ببعض وجوه الإعراب مسَّها مساً خفيفاً من غير أن يقف عليها أو يتأملها بعمق نظر النحاة (67)، ويكاد النصب على المصدرية يشكل قاعدة لديه فكثيراً ما ذكر المصدر سبباً للنصب (68).
ج ـ يقول بالإعمال (69)، ويذكر العامل المحذوف أحياناً ليعلل حركة كلمة (70)، ولكن دون أن يبالغ في ذلك أو يتزيد أو يتمحل فعل متأخري النحاة.
د ـ له شخصية مستقلة ورأي حر، فلا يتقيد ـ وهو البصري ـ بمذهب أهل البصرة، فيستعمل أحياناً مصطلحاً كوفياً كالكناية التي يعبر بها الكوفيون عن الضمير (71)، وقد يعمم عليه قاعدة نحوية (72).
لماذا تألب على أبي عبيدة معاصروه؟
ما إن ألف أبو عبيدة كتاب "المجاز"، وذاع أمره حتى أحدث ضجة كبيرة في البيئات العلمية في البصرة والكوفة على السواء.
في البصرة كان الأصمعي يحمل لواء الحملة ويتهمه بأنه فسر القرآن برأيه فلما بلغ ذلك أبا عبيدة سأل عن مجلس الأصمعي في أي يوم هو، فذهب إليه وسأله: أبا سعيد، ما تقول في الخبز؟ ... قال: هو الذي تخبزه وتأكله، فقال له أبو عبيدة: فسرت كتاب الله برأيك؟ ... قال: قال تعالى: (إني أراني أحمل فوق رأسي خبزاً ([يوسف: 36]. قال: الأصمعي: هذا شيء بان لي فقلته ولم أفسره برأيي، فقال له أبو عبيدة: وهذا الذي تعيبه علينا كله شيء بان لنا فقلناه ولم نفسره برأينا (73).
وانتقل هذا الحرج إلى أبي حاتم السجستاني الذي قال ـ وقد سئل عن كتاب المجاز: (إنه لكتاب ما يحل لأحد أن يكتبه، وما كان شيء أشد علي من أن أقرأه قبل اليوم، ولقد كان أن أضرب بالسياط، أهون علي من أن أقرأه)، ثم نازعته إليه نفسه فقرأه، والتقى بحمد بن المعذل فصار كل منهما يقول للآخر: "وقفني على خطأ أبي عبيدة في القرآن"، (74).
وكذلك ذهب أبو عمرو الجرمي بشيء منه إلى أبي عبيدة، وكأنه ينكره، وقال له: عمن أخذت هذا يا أبا عبيدة فإن هذا تفسير خلاف تفسير الفقهاء؟ ... فقال له، وقد ضاق به: (هذا تفسير الأعراب البوالين على أعقابهم فإن شئت فخذه وإن شئت فدعه). (75).
(يُتْبَعُ)
(/)
أما في الكوفة فقد كان موقف علمائها أشد حدة مما ذكرنا، فهم أنكروا عليه ما ورد في تفسيره، وشنعوا عليه حتى قال الفراء: "لو حمل إلي أبو عبيدة لضربته عشرين في كتابه المجاز" (76)، وكثيراً ما قال في كتابه: "معاني القرآن"، "وقد قال بعض من لا يعرف العربية"، (77)، قاصداً أبا عبيدة.
وهنا يحق لنا أن نتساءل: ما الأسباب التي جعلت علماء البصرة والكوفة يقفون من تفسير أبي عبيدة موقف المنكر المستهجن؟ ...
لقد عزا بعض الباحثين الاختلاف حول كتاب المجاز في البصرة إلى الخصومة بين النزعة العقلية، والنزعة النقلية (78)، إذ كان مسلك أبي عبيدة في عدم التزامه بآثار السلف في التفسير، واعتماده على النزعة العقلية، والتفكير الحر والنظر الدقيق المستقل خروجاً على ما كان عليه علماء اللغة والتفسير الذين كانوا يتحرجون أشد الحرج ويلتزمون بآثار السلف، على حين كان موقف علماء الكوفة من كتاب المجاز من أول الدلائل على العصبية القائمة بين البلدين.
بيد أنني، وإن كنت لا أنفي أن تكون الأسباب المذكورة وراء الحملة التي شنت على أبي عبيدة، إلا أنني أرى لهذه الخصومة سبباً أهم من كل ذلك، ولا أقدم عليه سواه، وهو سبب شخصي يتعلق بأصل أبي عبيدة وموقفه وأخلاقه، ذلك أنه ينحدر من أصل يهودي، وقد عرف بشعوبيته وطعنه على العرب، كما اتهم في أخلاقه، ومن ذلك قول بروكلمان: "ولد أبو عبيدة ... لأبوين رقيقين من يهود فارس من باجروان، وكان مولى لتيم قريش، وأخذ في شبيبته عن أبي عمرو بن العلاء ويونس بن حبيب. ولا عيب عليه نسبه من العجم لحق بفرقة الصفرية من الخوارج، وحاول أن ينتقم لنفسه بتصنيف كتب في مثالب العرب على مذهب الشعوبية ... وهجاه أبو نواس بتهمة اللواط. ولما كتب كتاب المثالب، الذي نقل عنه ياقوت كرهه الناس فلم يحضر جنازته أحد من البصريين" ..
ولعل هذا دليل على ماكان في شخصية أبي عبيدة من أسباب جعلت حتى جماعته البصريين يقفون منه هذا الموقف وينفرون منه ويحجمون عن المشاركة في تشييعه حتى انتقل إلى جوار ربه.
ولو كان الخلاف المعروف بين البصرة والكوفة السبب الأول والوحيد في موقف بعض علماء الكوفة من أبي عبيدة لوجب أن نجد لهذه الخصومة نظائر مع علماء بصريين آخرين كتبوا في تفسير القرآن على هذا المنحى، كالأخفش الأوسط أبي الحسن سعيد بن مسعدة المتوفى سنة 215هـ، الذي كتب كتاب "معاني القرآن"،، في الفترة نفسها، والذي يعد من كبار علماء البصرة إذ أخذ النحو واللغة عن سيبويه، غير أننا نرى أبا زكريا الفراء إمام مدرسة الكوفة بعد الكسائي يجله ويعترف بسمو مكانته العلمية في أمور اللغة بين علماء عصره، فقد روى ياقوت على لسان ثعلب (أن الفراء دخل على سعيد بن سالم فقال: قد جاءكم سيد أهل اللغة وسيد أهل العربية، فقال الفراء: أما ما دام الأخفش يعيش فلا). .
على أن ما ذكرناه في شخصية أبي عبيدة لا يغض من مكانته العلمية ومنزلته الثقافية بحال من الأحوال فقد قال فيه الجاحظ: "لم يكن في الأرض خارجي ولا جماعي أعلم بجميع العلوم من أبي عبيدة"،. وفي عهده وضعت أسس العلوم الإسلامية على ما اختلفت نواحيها من تفسير وفقه وأخبار، وكان أبو عبيدة يشارك في أنواع هذه الثقافة مشاركة جيدة. ونستطيع أن نتبين في كتبه جوانب من هذه الثقافة، فهي لغوية بما فيها من تفسير وحديث وغريب، وهي تاريخية تتناول مواضيع في تاريخ العرب وعاداتهم في جاهليتهم أحياناً وفي إسلامهم أحياناً أخرى، وقد تتجاوز ثقافته هذه الأمة العربية إلى عادات وأخبار لغير العرب.
ولعل فيما روي من اعتراف أبي الحسن الأخفش الأوسط برفعة مكانة أبي عبيدة في العلم بغريب اللغة حتى قدمه على نفسه، معلناً تأثره بكتاب المجاز وإفادته منه في كتابه معاني القرآن، دليلاً آخر يضاف في هذا المجال فقد (قال أبو حاتم: كان الأخفش قد أخذ كتاب أبي عبيدة في القرآن فأسقط منه شيئاً وزاد شيئاً، وأبدل منه شيئاً، قال: أبو حاتم: فقلت له: أي شيء هذا الذي تصنع؟ ... من أعرف بالغريب أنت أو أبو عبيدة؟ ... فقال: أبو عبيدة، فقلت: هذا الذي تصنع له ليس بشيء، فقال: الكتاب لمن أصلحه، وليس لمن أفسده). .
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أن فيما ورد في صلب الدراسة دلائل أخر تثبت شأن أبي عبيدة وعلو قدره العلمي، ولا مندوحة لنا من الإقرار بأنه من العسف أن نغضَّ من المكانة العلمية لإنسان ما، فنغمطه حقه لأنه لا يوافقنا في أخلاقه ومعتقداته ومواقفه. فهذه الأمور شيء والعلم والحقيقة شيء آخر.
الحواشي والتعليقات:
(1) ـ مباحث في علوم القرآن، ص 294.
(2) ـ نفسه، ص 295.
(3) ـ نفسه 296.
(4) ـ معاني القرآن للأخفش الأوسط مطبوع في الكويت في جزأين عام 1979، بتحقيق د. فائز فارس.
(5) ـ معاني القرآن للفراء مطبوع في ثلاثة أجزاء بتحقيق محمد علي النجار وأحمد يوسف نجاتي.
(6) ـ معاني القرآن للزجاج، مخطوط، دار الكتب المصرية، رقم (111)، م تفسير.
(7) ـ معاني القرآن للنحاس مخطوط، دار الكتب المصرية، رقم (385)، تفسير. وفي دار الكتب الظاهرية مخطوط " معاني القرآن"، رقم (181)، للزجاج والنحاس في أوله خمس ورقات ربما كانت للنحاس من أصل (246)، ورقة. (فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية قسم علوم القرآن. د. عزة حسن).
(8) ـ أثر القراءات القرآنية في تطور الدرس النحوي ص 45.
(9) ـ أثر القرآن في تطور النقد العربي ص 36.
(10) ـ مقدمة المجاز للدكتور محمد فؤاد سزكين ص 19.
(11) ـ أثر القرآن في تطور النقد العربي ص 48.
(12) ـ معجم الأدباء7/ 166. وانظر تاريخ بغداد 13/ 254، وطبقات النحويين واللغويين ص 97، والبغية ص 395، وبروكلمان 2/ 143، وضحى الإسلام 2/ 304 ـ 305، وانظر في ترجمة إبراهيم بن اسماعيل بن داود الكاتب انباه الرواة 3/ 278.
(13) ـ انظر الاتجاه العقلي في التفسير ص 100 ـ 101.
(14) ـ نفسه ص 101.
(15) ـ أثر القرآن في تطور النقد العربي 43 ـ 44، وانظر دائرة المعارف الإسلامية. مادة: تفسير.
(16) ـ القاموس المحيط: جاز.
(17) ـ أثر القرآن في تطور النقد العربي ص 43.
(18) ـ المجاز 1/ 1 ـ 2 ـ 3.
(19) ـ المجاز 1/ 3 ـ 4 ـ 5.
(20) ـ المجاز 1/ 8.
(21) ـ المجاز 1/ 8 ـ 16.
(22) ـ كلام الأستاذ المرحوم إبراهيم مصطفى غير دقيق، حيث ذكر أن أبا عبيدة، "أخذ في تفسير القرآن الكريم كله"، لأنه أغفل كثيراً من الآيات (انظر إحياء النحو ص 12).
(23) ـ إحياء النحو 11 ـ 16.
(24) ـ المجاز 1/ 17 ـ 18.
(25) ـ انظر الإتقان في علوم القرآن 1/ 135. والمزهر 1/ 129 ـ 130.
(26) ـ الإتقان في علوم القرآن 1/ 136.
(27) ـ الإتقان في علوم القرآن 1/ 136.
(28) ـ تاريخ علوم البلاغة العربية ص 43، وانظر البلاغة العربية تطور وتاريخ ص 29، والاتجاه العقلي في التفسير ص 100.
(29) ـ تاريخ علوم البلاغة العربية ص 49، والاتجاه العقلي في التفسير ص 100.
(30) ـ انظر مثلاً: المجاز1/ 43 ـ 44 ـ 68 ـ 82 ـ 83 ـ 105 ـ 164 ـ 165 ـ 234.
(31) ـ انظر مثلاً المجاز 1/ 88 ـ 93 ـ 117 ـ 140.
(32) ـ المجاز 1/ 98.
(33) ـ انظر مثلاً المجاز 1/ 149.
(34) ـ المجاز 2/ 56 ـ 72 ـ 263.
(35) ـ المجاز 1/ 256 ـ 257، وانظره 1/ 301. لقد أصاب الاستطراد منهج أبي عبيدة بالقصور، وكذا التكرار في الشرح (انظر المجاز 1/ 149 ـ 154 ـ 155 ـ 157).
(36) ـ تفسير الطبري 10/ 110.
(37) ـ تفسير الطبري 12/ 54.
(38) ـ المجاز 1/ 351
(39) ـ المجاز 2/ 99
(40) ـ المجاز 2/ 188
(41) ـ المجاز 2/ 150 ـ 152 ـ 155.
(42) ـ اللسان: عشا.
(43) ـ انظر المعاني في ضوء أساليب القرآن ص 14.
(44) ـ إحياء النحو ص 16 وما بعدها.
(45) ـ علوم البلاغة العربية ص 7 و 215.
(46) ـ المجاز 1/ 279 و 2/ 96.
(47) ـ المجاز 1/ 73 وانظره 1/ 155 و2/ 127.
(48) ـ المجاز 1/ 75 ـ 170 ـ 171 ـ 263 ـ 290.
(49) ـ المجاز1/ 269 وأثر القرآن في تطور النقد العربي 46 ـ 47.
(50) ـ المجاز 1/ 410 ـ 2/ 82 ـ 196.
(51) ـ المجاز 2/ 68
(52) ـ المجاز 1/ 11 وانظره 1/ 23ـ 253.
(53) ـ المجاز 1/ 100 ـ 101 وانظره 1/ 126 ـ 257 ـ 297 ـ 342.
(54) ـ المجاز1/ 12
(55) ـ المجاز1/ 75
(56) ـ المجاز 1/ 35 ـ 287 و 2/ 118 ـ 133.
(57) ـ المجاز 1/ 288
(58) ـ المجاز 1/ 130
(59) ـ المجاز 2/ 197ـ 270
(60) ـ المجاز 1/ 173 ـ 185 ـ 364.
(61) ـ المجاز 1/ 38 ـ 108 ـ 131.
(62) ـ أثر القرآن في تطور النقد العربي ص 47.
(63) ـ أثر القرآن في تطور النقد العربي ص 47 ـ 48.
(64) ـ المجاز 1/ 91
(65) ـ المجاز 1/ 355
(66) ـ المجاز 1/ 303
(67) ـ المجاز 1/ 211
(68) ـ انظر مثلاً المجاز 2/ 214 ـ 223
(يُتْبَعُ)
(/)
(69) ـ انظر 1/ 35 ـ 107 و 2/ 160
(70) ـ المجاز 1/ 57 و 2/ 143.
(71) ـ المجاز 1/ 174 وانظر 2/ 109.
(72) ـ المجاز 1/ 24.
(73) ـ معجم الأدباء 19/ 159 ـ رواية اللغة 141.
(74) ـ طبقات النحويين واللغويين ـ رواية اللغة 141.
(75) ـ طبقات النحويين واللغويين ـ تاريخ بغداد 13/ 255.
(76) ـ معجم الأدباء 19/ 159.
(77) ـ انظر مثلاً معاني القرآن للفراء 1/ 8، ومجاز القرآن 1/ 25.
(78) ـ رواية اللغة 142.
(79) ـ انظر المرجع نفسه ص 141.
(80) ـ نفسه ص 142.
(81) ـ تاريخ الأدب العربي 2/ 143، وانظر مقدمة مجاز القرآن لمحققه الدكتور محمد فؤاد سزكين ص 14 ـ 15.
(82) ـ انظر في سبب تأليفه وزمنه بغية الوعاة ص 258.
(83) ـ البلغة في تاريخ أئمة اللغة ص 87.
(84) ـ معجم الأدباء 11/ 227.
(85) ـ البيان والتبيين 1/ 331، نقلاً عن مقدمة المجاز 1/ 12.
(86) ـ مقدمة المجاز 1/ 13 ـ 14.
(87) ـ طبقات النحويين واللغويين ص 74 ـ 75.
المصادر والمراجع:
(1) ـ الاتجاه العقلي في التفسير د. نصر حامد أبو زيد الطبعة الأولى 1982 دار التنوير للطباعة والنشر ـ بيروت.
(2) ـ الإتقان في علوم القرآن. جلال الدين السيوطي. الطبعة الثانية 1925. المطبعة الأزهرية بمصر.
(3) ـ أثر القراءات القرآنية في تطور الدرس النحوي. د. عفيف دمشقية. معهد الإنماء العربي 1978.
(4) ـ أثر القرآن في تطور النقد العربي د. محمد زغلول سلام ـ الطبعة الثالثة 1952، دار المعارف.
(5) ـ إحياء النحو. إبراهيم مصطفى القاهرة 1959، ط. لجنة التأليف والترجمة والنشر.
(6) ـ انباه الرواة. علي بن يوسف القفطي تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم القاهرة ـ دار الكتب 1973.
(7) ـ بغية الوعاة، جلال الدين السيوطي الطبعة الأولى 1326هـ دار السعادة.
(8) ـ البلاغة تطور وتاريخ د. شوقي ضيف الطبعة الثانية 1965 ـ دار المعارف.
(9) ـ البلغة في تاريخ أئمة اللغة. الفيروز آبادي تحقيق محمد المصري ـ وزارة الثقافة والإرشاد القومي.
(10) ـ تاريخ الأدب العربي. كارل بروكلمان ترجمة: د. عبد الحليم نجار ـ الطبعة الثانية 1959 ـ دار المعارف.
(11) ـ تاريخ بغداد ـ الخطيب البغدادي الطبعة الأولى 1931.
(12) ـ تاريخ علوم البلاغة العربية. أحمد مصطفى المراغي. الطبعة الأولى 1950 ـ مصطفى البابي الحلبي.
(13) ـ تفسير الطبري (جامع البيان) الطبعة الثانية 1954 مصطفى البابي الحلبي.
(14) ـ دائرة المعارف الإسلامية مادة: تفسير للأستاذ أمين الخولي.
(15) ـ رواية اللغة. د. عبد الحميد الشلقاني ط 1971 ـ دار المعارف.
(16) ـ ضحى الإسلام. أحمد أمين ط10 دار الكتاب العربي ـ بيروت.
(17) ـ طبقات النحويين واللغويين للزبيدي. الطبعة الأولى 1954 تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم ـ مكتبة الخانجي.
(18) ـ علوم البلاغة العربية. أحمد مصطفى المراغي ـ الطبعة الثالثة. المطبعة العربية.
(19) ـ فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية (قسم علوم القرآن)، د. عزة حسن.
(20) ـ القاموس المحيط للفيروز آبادي مادة: جاز.
(21) ـ لسان العرب لابن منظور المصري مادة: عشا.
(22) ـ مباحث في علوم القرآن. د. صبحي الصالح ط6 ـ 1969 ـ دار العلم للملايين ـ بيروت.
(23) ـ مجاز القرآن. أبو عبيدة معمر بن المثنى ط2 مؤسسة الرسالة 1981 تحقيق د. محمد فؤاد سزكين.
(24) ـ المزهر في علوم اللغة. جلال الدين السيوطي. المطبعة الأميرية ـ 1282هـ.
(25) ـ المعاني في ضوء أساليب القرآن. د. عبد الفتاح لاشين ط1 ـ 1976 دار المعارف.
(26) ـ معاني القرآن للفراء، ط2 ـ 1980 ـ عالم الكتب ـ بيروت.
(27) ـ معجم الأدباء. ياقوت الحموي ط. دار المأمون 1355 هـ = 1936م.
المصدر: شبكة التفسير والدراسات القرآنية.(/)
شرح خطبة أم المؤمنين عائشة في الدفاع عن الصديق
ـ[سقط اللواء]ــــــــ[27 - 11 - 2009, 03:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ...
وبعد ... أخواني وأخواتي في منتدى الفصيح.
سؤالي:
هل شرح النقاد خطبة عائشة في الدفاع عن أبيها؟
ارجوا أرجو مدي بأهم المراجع والمصادربهذا الخصوص.
ـ[عمر المعاضيدي]ــــــــ[27 - 11 - 2009, 02:37 م]ـ
أرجو إعادة صياغة سؤالك بشكل أكثر ملائمة
فانت لاتسأل عن خطبة خطيب بل عن خطبة صديقة بنت الصديق(/)
النقد والإعجاز القرآني
ـ[عدي الخرساني]ــــــــ[27 - 11 - 2009, 11:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم 0 كل عام وانتم بالف خير.
للحجاج ((حج مبرور وسعي مشكور)) ولنا ولكم نسأل الله تعالى أن يوفقنا لحج بيته المعمور
وددت اليوم أن أخدمكم بموضوع جدا مفيد ألا وهو النقد والإعجاز القرآني
سروري أن تتقبلوا مني موضوعي هذا المتواضع
ـ[أنوار]ــــــــ[27 - 11 - 2009, 11:26 ص]ـ
جزاكم الله الخير أستاذنا بحث قيّم ..
كتب الله لكم الأجر
ـ[روضة النعيم]ــــــــ[11 - 12 - 2009, 09:12 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل وجعله في موازين حسناتك(/)
سؤال عن معاني أدوات التشبيه:
ـ[عزوز2]ــــــــ[27 - 11 - 2009, 11:38 ص]ـ
((مثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)) البقرة261
هل كلمة مثل الأولى أداة تشبيه؟؟
في كلمة (كمثل) أداتان تشبيه أيهما زائدة ولماذا؟؟
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[27 - 11 - 2009, 04:07 م]ـ
قوله تعالى: (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله) فيه إضمار تقديره مثل صدقات الذين ينفقون أموالهم (كمثل) زارع (حبة) وأراد بسبيل الله الجهاد وقيل جميع أبواب الخير.
المصدر:
تفسير البغوي ص 325.
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[27 - 11 - 2009, 04:09 م]ـ
نعم كلمة مثل الأولى أداة تشبيه
وقوله: مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله تشبيه حال جزائهم وبركتهم، والصلة مؤذنة بأن المراد خصوص حال إنفاقهم بتقدير " مثل نفقة الذين " وقد شبه حال إعطاء النفقة ومصادفتها موقعها وما أعطي من الثواب لهم بحال حبة أنبتت سبع سنابل إلخ، أي زرعت في أرض نقية وتراب طيب وأصابها الغيث فأنبتت سبع سنابل، وحذف ذلك كله إيجازا؛ لظهور أن الحبة لا تنبت ذلك إلا كذلك، فهو من تشبيه المعقول بالمحسوس، والمشبه به هيأة معلومة، وجعل أصل التمثيل في التضعيف حبا لأن تضعيفها من ذاتها لا بشيء يزاد عليها، وقد شاع تشبيه المعروف بالزرع وتشبيه الساعي بالزارع، وفي المثل: (رب ساع لقاعد وزارع غير حاصد) ولما كانت المضاعفة تنسب إلى أصل وحدة، فأصل الوحدة هنا هي ما يثيب الله به على الحسنات الصغيرة، أي: ما يقع ثوابا على أقل الحسنات كمن هم بحسنة فلم يعملها، فإنه في حسنة الإنفاق في سبيل الله يكون سبعمائة ضعف.
المصدر:
التحرير والتنوير ص 41.
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[27 - 11 - 2009, 04:15 م]ـ
قوله: كمثل حبة لا يصح جعل هذا خبرا عن قوله: مثل الذين ينفقون لاختلافهما فلا بد من تقدير محذوف إما في الأول: أي مثل نفقة الذين ينفقون، أو في الثاني: أي كمثل زارع حبة، والمراد بالسبع السنابل هي التي تخرج في ساق واحد يتشعب منه سبع شعب في كل شعبة سنبلة، والحبة اسم لكل ما يزدرعه ابن آدم.
المصدر:
فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية.
ـ[أنوار]ــــــــ[27 - 11 - 2009, 08:52 م]ـ
سلمتِ أستاذة ترانيم ..
وأضيف على ما تفضلتِ به .. قولاً مشابها للدكتور فاضل السامرائي .. حول كلمة " كمثل " في آية أخرى من سورة الشورى:
* (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ (11) الشورى) ما دلالة الكاف في هذه الآية الكريمة؟ (د. فاضل السامرائى)
النحاة يستشهدون بهذه الآية على زيادة الكاف. الكاف زائدة للتوكيد يعني ليس مثله شيء. ويقولون أن الكاف الداخلة على (مثل) زائدة، هذه يذكرها بعض النحاة أن الكاف الداخلة على (مثل) زائدة يقولون كمثل البدر الكاف زائدة للتوكيد لأن الكاف نفس معنى التشبيه.
وقسم آخر يقول ليست زائدة وفيها كلام كثير لن نخوض فيه. لكن الذي يبدو أنها ليست زائدة. التشبيه درجات في البلاغة أعلى التشبيه أن تحذف وجه الشبه وأداة التشبيه مثل هو أسد أو هو الأسد، هي البدر،
هي الشمس مسكنُها في السماء * * * فعزِّ الفؤاد عزاءً جميلاً
فلن تستطيع إليها الصعود * * * ولن تستطيع إليك النزولا
هذا أعلى شيء ودونه هي كالبدر أو هي مثل البدر ..
وهم يعتقدون أن (مثل) أعلى في التشبيه من الكاف لأن فيها معنى الموازنة، إذا جئت بأداة التشبيه ستكون دون الحذف فإن جئت بأداتي التشبيه سيكون دون ذلك أبعد من أداة التشبيه، أما أداتين فستكون أبعد في التشبيه. فربنا جاء بأداتي التشبيه يعني ليس كمثله شيء ولو من وجه بعيد.
فأداتي التشبيه أبعد ..
وجاء بأداتي التشبيه الكاف ومثل ليدل إذن على أنه ليس له مثيل ولو من وجه بعيد فهي ليست زائدة وإنما تؤدي معنى.
وقيل الكاف حرف جر وهو أبرز معنى لها وأظهر معنى هو التشبيه ولها معانٍ أخرى وبالتالي لا زيادة فيها وإنما جيء بها لأداء معنى.
فإذا المقصود بـ (ليس كمثله شيء) نفي المشابه ولو من وجه بعيد، لا يتبادر إلى الذهن أدنى شبه ولو من بعيد فجاء بأداتين ليس هناك شبه قريب فجاء بالكاف. لو قال خارج القرآن ليس مثله شيء تكون أقرب وليس فيها هذه الدلالة للتأكيد على نفي المثلية.
..................
ولعلني أعود للبحث مرة أخرى ..
المرجع / بحث تحليلي لسورة الشورى جمع عدة شروح وأقوال للعلماء ..
ـ[عزوز2]ــــــــ[28 - 11 - 2009, 01:42 ص]ـ
لماذا لا يكون معنى كلمة مثل الأولى (مثال) أي (ضُرب لكم مثال هو: الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل ... )
وذلك لأن من معاني مثل: المثال
والله أعلم
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[28 - 11 - 2009, 01:46 ص]ـ
أحضرت لك ثلاثة مراجع وجميعها من أمهات الكتب في التفسير واتفقت في المعنى
هل لذيك دليل يثبت ماتقول؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[28 - 11 - 2009, 02:19 ص]ـ
سلمتِ أستاذة ترانيم ..
وأضيف على ما تفضلتِ به .. قولاً مشابها للدكتور فاضل السامرائي .. حول كلمة " كمثل " في آية أخرى من سورة الشورى:
* (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ (11) الشورى) ما دلالة الكاف في هذه الآية الكريمة؟ (د. فاضل السامرائى)
النحاة يستشهدون بهذه الآية على زيادة الكاف. الكاف زائدة للتوكيد يعني ليس مثله شيء. ويقولون أن الكاف الداخلة على (مثل) زائدة، هذه يذكرها بعض النحاة أن الكاف الداخلة على (مثل) زائدة يقولون كمثل البدر الكاف زائدة للتوكيد لأن الكاف نفس معنى التشبيه.
وقسم آخر يقول ليست زائدة وفيها كلام كثير لن نخوض فيه. لكن الذي يبدو أنها ليست زائدة. التشبيه درجات في البلاغة أعلى التشبيه أن تحذف وجه الشبه وأداة التشبيه مثل هو أسد أو هو الأسد، هي البدر،
هي الشمس مسكنُها في السماء * * * فعزِّ الفؤاد عزاءً جميلاً
فلن تستطيع إليها الصعود * * * ولن تستطيع إليك النزولا
هذا أعلى شيء ودونه هي كالبدر أو هي مثل البدر ..
وهم يعتقدون أن (مثل) أعلى في التشبيه من الكاف لأن فيها معنى الموازنة، إذا جئت بأداة التشبيه ستكون دون الحذف فإن جئت بأداتي التشبيه سيكون دون ذلك أبعد من أداة التشبيه، أما أداتين فستكون أبعد في التشبيه. فربنا جاء بأداتي التشبيه يعني ليس كمثله شيء ولو من وجه بعيد.
فأداتي التشبيه أبعد ..
وجاء بأداتي التشبيه الكاف ومثل ليدل إذن على أنه ليس له مثيل ولو من وجه بعيد فهي ليست زائدة وإنما تؤدي معنى.
وقيل الكاف حرف جر وهو أبرز معنى لها وأظهر معنى هو التشبيه ولها معانٍ أخرى وبالتالي لا زيادة فيها وإنما جيء بها لأداء معنى.
فإذا المقصود بـ (ليس كمثله شيء) نفي المشابه ولو من وجه بعيد، لا يتبادر إلى الذهن أدنى شبه ولو من بعيد فجاء بأداتين ليس هناك شبه قريب فجاء بالكاف. لو قال خارج القرآن ليس مثله شيء تكون أقرب وليس فيها هذه الدلالة للتأكيد على نفي المثلية.
..................
ولعلني أعود للبحث مرة أخرى ..
المرجع / بحث تحليلي لسورة الشورى جمع عدة شروح وأقوال للعلماء ..
-قلم رائع ,
أجده أثار دهشتي وشجوني.
تحليل جميل من تفكير مضىء .. ما شاء الله
أخيتي أنوار:
مرور فاح بإريج زهور الريف.
ـ[عزوز2]ــــــــ[28 - 11 - 2009, 11:25 ص]ـ
تفسير ابن كثير - (1/ 691)
{مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261)}
هذا مثل ضربه الله تعالى لتضعيف الثواب لمن أنفق في سبيله وابتغاء مرضاته، وأن الحسنة تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، فقال: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} قال سعيد بن جبير: في طاعة الله. وقال مكحول: يعني به: الإنفاق في الجهاد، من رباط الخيل وإعداد السلاح وغير ذلك، وقال شبيب بن بشر، عن عكرمة، عن ابن عباس: الجهاد والحج، يضعف الدرهم فيهما إلى سبعمائة ضعف؛ ولهذا قال الله تعالى: {كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ}
وهذا المثل أبلغ في النفوس، من ذكر عدد السبعمائة، فإن هذا فيه إشارة إلى أن الأعمال الصالحة ينميها الله عز وجل، لأصحابها، كما ينمي الزرع لمن بذره في الأرض الطيبة، وقد وردت السنة بتضعيف الحسنة إلى سبعمائة ضعف.
الكتاب: تفسير القرآن العظيم
المؤلف: أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي
أخ ترانيم الحصاد ماذا تقول؟
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[01 - 12 - 2009, 05:34 ص]ـ
ابن كثير عالم أنا أقول لك خذ كل هذه المعاني مع ذكر المصدر ورقم الصفحة
هذا والله أعلم.
ـ[السراج]ــــــــ[03 - 12 - 2009, 11:23 ص]ـ
أخي عزوز ..
لماذا لا يكون معنى كلمة مثل الأولى (مثال) أي (ضُرب لكم مثال هو: الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل ... )
وذلك لأن من معاني مثل: المثال
والله أعلم
فهذا يعني تضاعف عدد المنفقين لا ما ينفقونه من مال ..
أرى ما تقوله الأخت ترانيم صحيحاً وموافقاً - تماماً - لابن كثير ..
فابن كثير - رحمه الله - يقول أن الآية برمتها مثال إلهي للناس كي ينفقوا ..
فما الذي يتضاعف عند الإنفاق عدد حبات القمح الذين ينفقون أم ماينفقون؟
بالطبع: الذي ينفقونه سواء أكان مالا أو طعاماً فإن أجره يتضاعف عند الله.
فالآية مثل صدقة الذي ينفقون تتضاعف سبعمئة صدقة ..
والله أعلم.(/)
صورة لشيخ البلاغيين فضل عباس
ـ[نبراس المعالي]ــــــــ[27 - 11 - 2009, 10:24 م]ـ
هنا تجدون صورة العلامة الاستاذ الدكتور فضل عباس حفظه الله
--------------------------------------------------------------------------------
http://www.bayan-alquran.net/forums/...?t=3032&page=2
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[27 - 11 - 2009, 10:31 م]ـ
الرابط لا يعمل أخي نبراس
ـ[عمر المعاضيدي]ــــــــ[28 - 11 - 2009, 12:36 ص]ـ
الرابط لايعمل
ـ[نبراس المعالي]ــــــــ[04 - 12 - 2009, 09:53 م]ـ
http://www.bayan-
alquran.net/forums/showthread.php?p=12940
لعل هذا الرابط يعمل
هناك بحث لفضيلة الدكتور جمال أبو حسّان، صدّر به كتابه (دراسات إسلامية وعربية) الذي أهداه إلى العالم المكرّم الشيخ فضل عباس، بمناسبة بلوغه السبعين؛ وفاءً وتقديراً من تلميذٍ محسن محبّ إلى أستاذه الجليل، وقد ضمّ الكتاب مجموعة كبيرة من البحوث لعدد من الأساتذة والباحثين الأفاضل، شكّلت في مجموعها عملاً متميزاً في ميدان تكريم العلماء وذوي الفضل.
والكتاب طبع وغلافه يحمل صورة الأستاذ: فضل عباس
من الجميل حفظ الوفاء للأساتذتنا،:; allh
ـ[نبراس المعالي]ــــــــ[04 - 12 - 2009, 10:07 م]ـ
هذا الرابط يعمل
http://www.bayan-alquran.net/forums/showthread.php?p=12940(/)
تم ... تم ... تم ... أسلوب جديد ركيك
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[28 - 11 - 2009, 08:39 م]ـ
منقول ( http://www.ruowaa.com/vb3/showthread.php?t=19306)
تم .. تم .. تم ..
أسلوب جديد ركيك
أ. د. جعفر شيخ إدريس
هذا مقال في اللغة العربية لم يشرف صاحبه بأن يكون من علمائها المختصين
بها؛ غير أنه من محبي هذه اللغة الشريفة لغة الكتاب العزيز، يسرني ما سرها
ويسوؤني ما ساءها. وإنه لمما يسيء إليها أن يستبدل أهلها بعباراتها الفصيحة
عبارات ركيكة فرضوها عليها تقليداً للغات أجنبية لم تبلغ من شأو الفصاحة مبلغها،
ثم أشاعوها حتى صارت على لسان الصغير والكبير والعالم والجاهل.
انتبهت إلى مشكلة (تمّ) هذه قبل أكثر من عشر سنوات حين قدم أحد إخواننا
السودانيين الدكتور عثمان أبو زيد رسالة للدكتوراه في الإعلام من جامعة الإمام،
كانت عن لغة الصحافة العربية. وجد الدكتور أن كلمة (تمّ) هي من أكثر - إن لم
يقل أكثر - الكلمات تكراراً في صحفنا. تعجبت لذلك، ثم بدأت أرصد لغتنا
الحديثة، فوجدت أن الأمر ليس قاصراً على الصحافة، بل هو شائع في كتبنا
وأحاديثنا ومحاضراتنا.
نظرت في المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم فوجدت أن كلمة تمّ لم ترد
في القرآن كله إلا مرة واحدة! وأن كلمة تمت وردت ثلاث مرات، وأما الصيغ
الأخرى: أتم، يتم، أتمم، تماماً، متمّ - التي ليست موضوع حديثنا - فلم ترد
كلها إلا أربعاً وعشرين مرة.
ثم بدأت ألقي بالاً لورود هذه الكلمة فيما أقرأ من كتب الأقدمين وأشعارهم،
فوجدت أن نسبة ورودها فيها قليلة جداً ربما كانت كنسبة ورودها في كتاب الله
تعالى. قلت في نفسي: ما الذي اكتشفناه نحن في قرننا المتأخر هذا في هذه الكلمة
مما لم يكن يعرفه أهل هذه اللغة؟ هل وجدناها هي المعبرة عن معنى جديد هو من
لوازم عصرنا؟ أم ماذا؟ ثم وجدت الإجابة أمراً مؤسفاً. وجدت أننا صرنا
نستعملها في أكثر الأحيان بدلاً عن صيغة نائب الفاعل المعروفة؛ فبدلاً من أن نقول:
فُعل الشيء صرنا نقول تم فعله. من أمثلة ذلك ما تسمعه أو تقرؤه في بعض
الصحف والقنوات من مثل قولهم: تم إغلاق مكتب الحزب، تم اكتشاف دواء جديد،
تم تعيين فلان للمنصب الفلاني، تمت ترقية فلان، لم يتم العثور على أسلحة
الدمار الشامل، وهكذا.
كان الاستعمال الغالب لهذه الكلمة بمعنى إكمال الشيء الناقص، ولذلك لم تكن
تستعمل إلا مع الأسماء. من أمثلة ذلك في كتاب الله:
] وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً [
(الأعراف: 142).
] قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ
فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِندِكَ [(القصص: 27).
] وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ [
(البقرة: 233).
ومما جاء في الحديث: فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا.
ومما جاء في الشعر الجاهلي قول النابغة:
أني أتمم أيساري وأمنحهم مثنى الأيادي وأكسو الجفنة الأدما
قال ابن فارس: «تتميم الأيسار أن تطعمهم فوز قدحك فلا تنتقص منه
شيئاً».
أما الاستعمال الحديث الركيك فلا علاقة له بإتمام شيء ناقص، وإنما صارت
الكلمة تستعمل للتعبير عن فعل لم يسم فاعله. كنت أظن أن كل هذا التغيير حدث
خطأ وغفلة، غير أن بعض الشباب بالجامعة أخبرني آنذاك أن أستاذ الإعلام في
البلد التي جاء منها كان ينهاهم عن استعمال صيغة نائب الفاعل ويصفها بأنها
سخيفة. وينصحهم بدلاً من ذلك بأن يستعملوا صيغة تم فعله. قلت له: إن أستاذكم
هذا لأحمق؛ لأنه لم يفعل شيئاً غير أن طوَّل العبارة. فإذا كانت الصيغة التي
استسخفها لا تسمي الفاعل فصيغته أيضاً لا تسميه. كل ما هنالك أنها تستبدل
بالكلمة الواحدة ثلاث كلمات. فبدلاً من أن تقول مثلاً: فهم المقال، وبيعت السلعة،
وعوقب المجرم، تقول تم فهم المقال، وتم بيع السلعة، وتمت عقوبة المجرم. بل
قال لي أحدهم إنها تقليد للصيغة الإنجليزية التي يوصف الفعل فيها بأنه كامل أو تام.
فيبدو أن أحد عباقرة المقلدة قال: لماذا لا يكون لنا كما لهم فعل تام، فاقترح أن
(يُتْبَعُ)
(/)
تضاف كلمة تم للتعبير عن هذا التمام، مع أن كلمة تام لا تستعمل في العبارة
الإنجليزية، وإنما يوصف بها الفعل في كتب النحو!
إذا أردت أن ترى ركاكة هذا الأسلوب أو التركيب الجديد فانظر ما يحدث لو
أنك عبرت به عن معاني الآيات التالية:] إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ
انكَدَرَتْ * وَإِذَا الجِبَالُ سُيِّرَتْ * وَإِذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ * وَإِذَا الوُحُوشُ حُشِرَتْ *
وَإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ * وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ * وَإِذَا المَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ
* وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ * وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ * وَإِذَا الجَحِيمُ سُعِّرَتْ * وَإِذَا الجَنَّةُ
أُزْلِفَتْ [(التكوير: 1 - 13).
* كنت ستقول - حماني الله وإياك -:
إذا الشمس تم تكويرها، وإذا النجوم تم انكدارها، وإذا الجبال تم تسييرها،
وإذا العشار تم تعطيلها، وإذا الوحوش تم حشرها، وإذا البحار تم تسجيرها، وإذا
النفوس تم تزويجها، وإذا الموؤودة تم سؤالها بأي ذنب قتلت، وإذا الصحف تم
نشرها، وإذا السماء تم كشطها، وإذا الجحيم تم تسعيرها، وإذا الجنة تم إزلافها.
فهل يقول مثل هذا إنسان بقيت له أثارة من حس جمالي، أو سليقة عربية؟
كلاَّ. ولذلك فإن أكثر الناس استعمالاً لكلمة تم بهذا المعنى لا يلتزم بها في كل حال،
بل يجد نفسه مضطراً للجوء إلى الصيغة الفصيحة [1].
كيف إذن نصحح هذا الخطأ الذي رسخ في أذهاننا سنين عدة؟ إن أول خطوة
هي أن نكون مقتنعين بخطئه وقبحه، ثم إذا كان الواحد منا كاتباً فعليه أن يراجع ما
كتب ليحذف منه كل ورود لكلمة تم بهذا المعنى الغالط، وإذا كان مصححاً في
صحيفة أو دار نشر فعليه أن يفعل مثل ذلك. ثم على الأساتذة ولا سيما مدرسي
اللغة العربية أن ينبهوا طلابهم إلى هذا حتى لو كانوا هم أنفسهم من الذين يرتكبون
هذا الخطأ.
أكرر أخيراً أن هذا ليس إنكاراً مني لعربية الكلمة كما ظن ذلك بعض من
سمعوا اعتراضي على هذا الاستعمال لها؛ إذ لا ينكر عربيتها من له أدنى إلمام
بكتاب الله تعالى، لكننا إنما ننكر وضعها في غير موضعها. وقديما قال سيبويه:
فليس لك في هذه الأشياء إلا أن تجريها على ما أجروها، ولا يجوز لك أن
تريد بالحرف [يعني الكلمة] غير ما أرادوا.
________________________
(*) رئيس الجامعة الأمريكية المفتوحة.
(1) هذا يذكرني بصيغة استغربت لها في اللغة الملاوية، كنا في مؤتمر إسلامي بالعاصمة الماليزية، وكانت بعض الأوراق تتلى فيه بلغة القوم، وكنت من الذين يجلسون ويستمعون مع أنني لا أفهم شيئاً، غير أنني لاحظت أنهم يكررون بعض الكلمات مرتين، فيقول أحدهم مثلاً: كتاب كتاب، رسول رسول، ملك ملك، فلما سألتهم عن ذلك أخبروني بأن هذه هي صيغة الجمع عندهم، قلت: أفكلما أردتم جمع اسم كررتم مفرده هكذا مرتين؟ قالوا: نعم! قلت: كيف إذن تترجمون قول الله تعالى:
(إِنَّ المُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات) (الأحزاب: 35)، فضحكوا وقالوا: هذه ندعها كما هي.
مجلة البيان
العدد 199
ـ[العِقْدُ الفريْد]ــــــــ[29 - 11 - 2009, 06:48 ص]ـ
ليت الأمر يقف عند (تمّ) واستعمالها!
المشكلة الآن أن الأسلوب العربي الرصين، أصبح" أجنبيًّا" يحتاج إلى ترجمة!
، وهذه مشكلة أعاني منها!
فعندما أكتب بأسلوب فصيح، يعتمد على قوة التركيب وسلامتِه، وقرائن الإعراب ـ بالدرجة الأولى ـ
أجده غيرَ مفهموم ـ (من قبل بعض "اللغويات " فضلاً عن غيرهن) ـ إلا بإعادة صياغته بالعامية!
جزيتم خيرًا على النقل الماتع.
بورك فيكم.
ـ[العصيماء]ــــــــ[30 - 11 - 2009, 08:48 م]ـ
جزاك الله خيراً 00 اختيار
http://up4.m5zn.com/9bjndthcm6y53q1w0kvpz47xgs82rf/2009/11/30/09/81bs0cdub.gif (http://www.tobikat.com)
ـ[فهمي سليم]ــــــــ[06 - 12 - 2009, 02:58 ص]ـ
وليت الأمر اٍنتهى عند هذا الحد اٍنما أخذوا يعودون لذكر نائب الفاعل مرة أخرى في نهاية الجملة مع من قبل
فبدلاً من القول قُتل الرجل أو قتل الرجلَ رجال مسلحون
أخذوا يقولون
تم قتل الرجل من قبل رجال مسلحين(/)
مواطن حذف المفعول به:
ـ[هكذا]ــــــــ[29 - 11 - 2009, 02:16 ص]ـ
:::
ملخص جمعته من عدت كتب في مواطن حذف المفعول به ويسعدني وضعه على جنبات الفصيح العامرة:
متعلقات الفعل هي المفعول به والمفعول لأجله والمفعول معه والحال والتمييز والظرف، ... إلخ.
وأبرز ما يقف عنده البلاغيون من هذه المتعلقات في باب الحذف والذكر هو المفعول به.
مواطن حذف المفعول به:
1. تنزيل الفعل المتعدّي منزلة اللازم؛ كقوله تعالى: (وأنه هو أضحك وأبكى)، (وأنه هو أمات وأحيا) .. الشاهد طيّ المفعول به للأفعال المذكورة، وعندما قلنا طيّ؛ لأنه إذا قلنا حُذفت الأفعال، فالحذف يشعِر أن المفعول به مقدّر، والمقدّر كالمذكور، وهذه الأفعال لا نستطيع حصر المفعول به فيها ... فهي تحتمل المعنى الحقيقي والمعنى المجازي، وتتسع اتساعًا يصعب حصره، فلذلك نزل الفعل المتعدّي منزلة اللازم في هذه الآيات .. وكذلك من أسرار هذا الأسلوب هو إثبات الفعل للفاعل، ومنه القول: فلان يحلّ ويعقد، فلا يهمنا ماذا يحلّ ويعقد ولكننا نريد أن نجعل هذه الصفة له وباستطاعته.
2. إذا كان المفعول معلومًا بدلالة الحالة؛ كقول البحتري يمدح ابن المعتز، ويعرّض بالمستعين:
شدو حسّاده وغيظ عداه
...................... أن يرى مبصرٌ ويسمع واعٍ
المراد أن يرى مبصرٌ محاسنه، ويسمع واعٍ أخباره، وهذا يتضح من المقام والسياق، والذي هو مقام مدح.
كما أن في هذا معنى آخر شريف رفيع، يقيّده الشاعر بعدم تقييده للفعل، وهو أنّ الممدوح خير محض، فلا يُرى منه إلا خير، ولا يُسمع منه إلا خير.
3. تعظيم شأن المفعول: قال تعالى: (والضحى والليل إذا سجى، ما ودّعك ربك وما قلى) القلى هو البغض، والحذف هنا وإن كان يفيد الاختصار، لتقدم ذكر المفعول به في كاف الضمير [ما ودّعك]، والبعض يقول في هذا الشاهد أيضًا مراعاة الفواصل، فإنه يفيد نكتة أخرى، هي كراهة أن يأتي القلى مع الضمير العائد على النبي –صلى الله عليه وسلم- وإن كان على سبيل النفي. وأما التوديع، فلمّا كان مشتهرًا بين الناس، وبخاصة الأحبة، فقد حسُن أن يأتي مع ضمير عائد على الرسول –صلى الله عليه وسلم-، وهذا يوضّح تعظيم شأن النبي –صلى الله عليه وسلم-.
4. التأدُّب في القول: وقد يُحذف المفعول به تأدُّبًا وحياءً وصيانةً للّسان، ومثال ذلك ما يُروى عن أم المؤمنين رضي الله عنها عائشة، فتقول: كنت أغتسل أنا ورسول الله –صلى الله عليه وسلم- من إناء واحد، فما رأيت منه ولا رأى مني .. فالأدب النبوي لم يكن في النظر أو الفعل وحسب، حتى امتدّ إلى الحياء والتأدُّب في القول.
5. التعميم: قال تعالى: (والله يدعو إلى دار السلام ويهدي مَن يشاء إلى صراط مستقيم)، والشاهد هنا: يدعو إلى دار السلام .. وذلك لأن الدعوة عامة ولا تختصّ بجنس دون آخر، ولا بطبقة دون أخرى. وهذا فيه إظهار لتعميم الدعوة ثم نلاحظ في الآية أنه تعالى ذكر مفعول (يهدي) وهو الاسم الموصول {مَنْ} بخلاف حذفه في الجملة الأولى (يدعو إلى دار السلام)؛ وذلك لأن الهداية خاصة وتكون من الله عزّ وجلّ وبتوفيق منه، وأما الدعوة، فهي عامة، كما مرّ.
6. دفع التوهُّم: كقول عمرو بن معد كرب:
لو أن قومي أنطقتني رماحهم
........................ نطقت، ولكن الرماح أجرّتِ
أجرّت: أي حبست لسانه عن ذكرهم، فحذف المفعول به {ياء المتكلم}، فالأصل {أجرّتني}؛ وذلك حتى لا يتوهّم السامع أن ما كان منهم خاصًا بعمرو وهو يريد معنى أنهم جبنوا في ذلك اللقاء، فلم تنطقه رماحهم .. وهذا كقول القائل:
لقد كان منك ما يؤلم .. فلو قال: ما يؤلمني، لتوهّم السامع أن الحدث ربما آلم المتحدّث لحساسية في نفسه، ولكن حذف المفعول به لدفع التوهُّم بأن التألُّم خاص به، فجعله عامًا، يبين فيه أنه ارتكب خطأً عامًا.
7. إن لم يتعلق بذكره غرض لعدم إشغال الذهن بغير المقصود، وفي ذلك أيضًا معنى دفع التوهُّم: كقوله تعالى: (ولمّا ورد ماء مدين، وجد عليه أمةً من الناس يسقون، ووجد من دونهم امرأتان تذودان، قال ما خطبكما، قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء، وأبونا شيخٌ كبير)، فحُذف المفعول به في {يسقون .. } والمحذوف في المعنى "مواشيهم" وامرأتان تذودان؛ سواءً كان إبلاً أو غنمًا، دون تحديد لما تذودانه؛ لأن المهم في الصورة إظهار ضعف المرأتيْن، والذي حمل موسى -عليه وعلى نبينا السلام – على مساعدتهما.
8. الإيضاح بعد الإبهام: وهذا قد أطلق عليه عبد القاهر الإضمار على شريطة التفسير، قال تعالى: (فلو شاء لهداكم)؛ أي: لو شاء هدايتكم، فحذف المفعول به لما سيأتي من تفسير له، وهو قوله تعالى {لهداكم}. ومنه قول الشاعر:
فإن شئت لم ترقل وإن شئتُ أرقلت
......................... مخافة ملويّ من القدّ محصد
فالأصل: إن شئت عدم الإرقال لم ترقل، ولكن لأن ما سيأتي سيوضّح المحذوف، اكتفى بما سيأتي، ولاطّراد ذلك مع أفعال المشيئة، أصبح الأصل مع أفعال المشيئة حذف المفعول به، ولكنه عندما يُذكر يكون لنكُت بلاغية، كقول الشاعر:
فلو شئت أن أبكيَ دمًا لبكيته
............................... عليه ولكن ساحة الصبر أوسعُ
فالشاعر ذكر المفعول به {دمًا} لغرابة ذلك البكاء، فاستوجبت تلك الغرابة الذكر ...
أ. هـ
وللجميع تقديري واحترامي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنوار]ــــــــ[29 - 11 - 2009, 10:17 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الكريم على ما قدمتوه في باب الحذف ..
ولعل لي عودة ..
ـ[هكذا]ــــــــ[30 - 11 - 2009, 12:50 ص]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الكريم على ما قدمتوه في باب الحذف ..
ولعل لي عودة ..
الأستاذة الفاضلة أنوار:
شكر الله مرورك ,ونفع بعودتك إن شاء الله(/)
سؤال من فضلكم؟
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[30 - 11 - 2009, 11:08 ص]ـ
السلام عليكم
لماذا اقتصر على الواو من بين أخواتها في الوصل؟؟ وكيف أعرف أن بين الجملتين مناسبة؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[30 - 11 - 2009, 03:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما إجابة السؤال الأول، فأرى والله أعلم أنهم إنما خصوا الواو بذلك لأنها لمجرد الربط أو الجمع والمشاركة وهذا هو عين الوصل. أما سائر حروف العطف فتتضمن معاني أخر غير مجرد الربط كالترتيب وغيره.
ـ[أنوار]ــــــــ[01 - 12 - 2009, 12:08 ص]ـ
بارك الله في علمكم أستاذنا عطوان .. وأضيف على ما تفضلتم به قول الجرجاني من كتابه " دلائل الإعجاز " إذ يورد حديثاً مفصلاً حول هذه الواو .... باب الفصل والوصل " ص 224 " بتحقيق محمود شاكر ..
- " واعلم أنه إنما يعرض الإشكال في " الواو " دون غيرها من حروف العطف وذلك لأن الواو ليس لها معنى سوى الإشراك في الحكم الإعرابي الذي اتبع فيه الثاني الأول ..
مثل قولك: جاء زيدٌ وعمرو
فهنا لم تفد الواو شيئاً أكثر من إشراك عمرو في المجيء لزيد ..
- وقد تأتِ الواو للجمع بين أمرين قد لا يكون هناك مشاكلة بينهما .. كقولك: زيدٌ قائم وعمرو قاعد ..
وهنا لا نجد حكما لمجيء الواو في الجمع بين هاتين الجملتين إلا أن يكون عمرو قاعد بسبب من زيد وأنهما كالنظيرين والشريكين .. بحيث إذا عرف السامع حال الأول عناه معرفة حال الثاني ..
- أما عدم المناسبة بين الجملتين .. فتتضح الصورة ببيت مثَّل به لأبو تمام يقول:
لا والذي هو عالم أن النوى .... صَبِرٌ وأن أبا الحسين كريمُ.
وذلك لعدم وجود مناسبة بين مرارة النوى وكرم أبي الحسين ..
- أما بقية حروف العطف فإنها تفيد مع الإشراك معان أخر ..
....................................
من دلائل الإعجاز .. بتصرف
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[01 - 12 - 2009, 09:25 ص]ـ
بارك الله فيكما
وكتب ما تقدمان في ميزان حسناتكم(/)
سؤال عن الفرق البلاغي بين (عض) و (أعضض)
ـ[_الساجد_]ــــــــ[01 - 12 - 2009, 02:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هل المعنى اللغوي لفعل الأمر (عَضّ) هو نفسه لفعل الأمر (أعضض) بهمزة القطع؟
وإن كانا نفس المعنى .. فما هو الفرق بلاغيا بين استعمال كل منهما؟
أعيد صيغة السؤال:
هل (عض بالشيء) "فعل أمر" مثل (أعضض بالشيء) " فعل أمر "؟
أعانكم الله وسدد خطاكم ..
ـ[أنوار]ــــــــ[01 - 12 - 2009, 03:15 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله ..
لم يفرق ابن منظور بينهما ..
ولعل هناك فرق في معاجم المعاني ..
سأعود لاحقاً إن وجدتُ جوابا
ـ[رجلٌ من الصحراء]ــــــــ[06 - 04 - 2010, 08:19 م]ـ
يقال الزيادة في المبنى تدل على الزيادة في المعنى
وأنا انتظر من يستطيع أن يفصل لك ولي في هذا
الأمر.
ـ[رجلٌ من الصحراء]ــــــــ[11 - 04 - 2010, 05:38 م]ـ
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?36971-%E5%E1-%D2%ED%C7%CF%C9-%C7%E1%E3%C8%E4%EC-%CA%CF%E1-%CF%C7%C6%E3%C7-%DA%E1%EC-%D2%ED%C7%CF%C9-%C7%E1%E3%DA%E4%EC%BF
لقد وجدت هذا الرابط وقد يفيدك بعض الشيء(/)
التردد والتكرار ..
ـ[حبيب مونسي]ــــــــ[01 - 12 - 2009, 10:04 م]ـ
التردد والتكرار.
التردد والتكرار بين العرض البلاغي والغرض التواصلي .. الحلقة الأولى
أ. د. حبيب مونسي
كلية الآداب والعلوم الإنسانية- سيدي بلعباس- الجزائر
1 - تقديم:
يتوجب علينا منذ البدء تقرير حقيقة نصية، نبني عليها تصورنا للنص مهما كان انتماءه الجنسي: شعرا أو نثرا، قصة أو مسرحية .. ذلك أننا نعتقد أن النص الأدبي على وجه الخصوص، والنص الفني على العموم، إنما هو التجسيد المكتمل لتجربة عاناها المبدع، وخامرت مشكِّلاته النفسية والمعرفية. فكان لها من المخامرة لبوسها اللغوي المناسب لطاقتها الدلالية. وأن النص أخيرا، هو ذلك الثوب الذي إن أضفنا إليه شيئا، أو انتقصنا منه غيره، اعتراه العيب في الإضافة والنقص معا.
إنها الصورة المثالية للنص المكتمل، ومعنى الاكتمال هنا، أننا أمام الشكل الذي كانت التجربة تقتضيه وتطلبه من دون سائر الأشكال الممكنة. فالاكتمال هو الموافقة التي نجدها بين شدة التوترات التي تشحن الذات المبدعة وشكل النص الذي تتمظهر فيه أخيرا. فليس الاكتمال وهم مثالي وحسب، وإنما الاكتمال درجة من العقد بين التجربة والشكل المجلِّي لها في الصنيع الفني. فكل إضافة، أو تحوير في النسيج الشكلي، سيفسد الصنيع أيّما إفساد. فإذا تقرر لدينا هذا الفهم، أمكننا الساعة أن نضيف أمرا آخر يتصل بالمجال الذي ننوي السير فيه. فإذا قرر المبدع أن يضيف إلى اللوحة المنتهية، أو القصيدة، أو التركيبة الموسيقية، لمسة لونية، أو كلمة، أو صوتا جديدا. فالنص الذي يتجسد بين يديه -إثر الزيادة- ليس هو النص الأول البتة، مهما كانت الزيادة ضئيلة. بل إننا نقابل بعدها نصا آخر، يختلف عن النص الأول، وإن اشترك معه في كثير من السمات.
ذلك أننا نجد أن الزيادة التي تطرأ على النص –بعد الاكتمال الأولي- زيادة ليست من صميم التجربة، ومواد اختمارها الأساسية، ولا من وتيرتها الشاحنة لأحاسيسها المؤسِّسة. وإنما هي من قبيل الزيادات التي يمليها وعي مُغاير، كثير الشُّخوص، بارد الحساسية، فاتر الدفق. إنه الاعتلال الذي يلحق النص الأصلي، فينسحب به إلى وجهة غير وجهته.
إنها حقيقة نجد أبعادها النفسية في التركيبة العجيبة للذات المبدعة نفسها. ذلك أننا نلاحظ في المبدع –أثناء عمليات الإبداع- كثير من التحولات الداخلية والخارجية، تجنح به بعيدا عن "السوِّية" التي نزعم أنها في العامة من الناس. فمزاجه الخاص في ذلك "الآن" يرتقي به إلى مدارات، تتجرد فيها الذات مما يُلابسها من ثقل وكدارة، وتتخفّف من كل عبء، سوى عبء الهاجس الذي يؤرقها. وطبيعة النص الذي يمليه "الطبع" –في عرف الأقدمين- من هذه الطينة التي تشكل الإبداع أساسا. بيد أن "الإضافة" تأتي من معدن مغاير، يكون فيه المبدع قد استحال إلى ذات لا تختلف عن سائر الذوات الأخرى. فما يأتي منها في "آنها" الحاضر، لا يمكن أن يشاكل ما أتاها من آنها الغائب. بل ستكون الإضافة أمرا نشازا، يُدخل في الدفق الإبداعي صوتا غريبا طارئا، يشوش صفاء الدفق، ويقطع فيه وتيرته الشاحنة لحساسياته المختلفة.
إن النص "الملوث" نص آخر! تلك حقيقة تنطق بها طبيعة العمليات الإبداعية، وتكشفها الأمزجة المتقلبة للذات المبدعة بين الآنين. فإذا وعينا عن الإبداع هذه الوضعية الغريبة التي أرجعها النقد –قديمه وحديثه- إلى التنقيح، والتجويد، والتحكيك .. فإننا لا نلتمس "صدق" الإبداع إلا في الهيئة الأولى التي عرفها النص قبل أن تطاله يد المراقبة التي قد تجتهد في التماس الإجادة، ولكنها –حتما- ستفشل في المسك بالعبقرية الفطرية في الإبداعية ذاتها. وقولنا أن النص المحكك نص ثان .. نص منافق .. يرضي الرقابة قبل أن يرضي الفن، يسعفنا في درء مقولة أخرى: هي مقولة التكرار.
(يُتْبَعُ)
(/)
كيف سنسمي النص المحكّك؟ هل هو النص الأول؟ أم أنه نص جديد؟ أم أنه نص مكرّر؟ لقد كان في التجربة التي أنجزها مصطفى سويف -منذ نصف قرن تقريبا- في موازنته بين نصي المخطوط والمطبوع، ورصده للكلمات المشطّبة، ومحاولة قراءتها للخلوص إلى النص الأصل في آنه الأول، تلمُّسا عميقا لقضية النص، والإضافة، أو النقصان. بيد أنه ظل يعترف بالنص المنقح أخيرا على أنه نص الإبداع. وتلك هي المفارقة التي يرفضها المنهج الذي اتبعه أساسا في استناده إلى المعطيات النفسية التي صاحبت الإبداع، وأمدته بالغياب الذي أثث معانيه وصوره. ونحن إذ نفطن اليوم إلى أن العملية الإبداعية تتجسد من خلال توالي الأقنعة، ومناسبتها للتشنُّجات المصاحبة للدفق الإبداعي، نعلم أن "الآن" يحمل سياقاته الخاصة التي يستحيل استعادتها في "آن" المراجعة. ومن ثم نرفض اعتبار النص المنقح نصا مكرِّرا للنص الأول، أو هو أسمى منه درجة. بل هو نص مغاير كل المغايرة، مختلف كل الاختلاف.
هذه الحقيقة نستمد أصولها من النص القرآني. فما اعتبرته كتب التفسير، وعلوم القرآن، والإعجاز، تكرارا في المتشابه من الآيات والقصص، ليس كذلك. بل هي نصوص أخرى اشتركت في المضمون فقط، ولها في وجودها الجديد –إضافة، ونقصا، وتحويرا- حظا من الجدة، والجمال، والدلالة. وليس في ورودها على تلك الهيئات، ما يسمح لنا بنعتها تكرارا محضا. بل إن لها في أشكالها المستجدة وجودا جديدا يقيمها في مقام التفرد المطلق. قد يقصّ أحدنا قصة لسامع، فيختار لها أسلوبا خاصا، وقد يعيد مضمونها مرة أخرى في أسلوب مغاير، ويكرر ذلك مرات، وستكون نصوصه مختلفة وإن ظل المضمون واحدا. وحقيقة هذا الاختلاف تنشأ من عاملين: اختلاف المواقف والسياقات التي تملي السرد، واختلاف "الآن" الذي يتم فيه تشكيل النص ذاته.
2 - التكرار والتوكيد التواصلي:
يذهب الزركشي إلى أن: «التكرار على وجه التأكيد، وهو مصدر كرر إذا ردّد وأعاد، هو تَفعال بفتح التاء، وليس بقياس بخلاف التفعيل. وقال الكوفيون هو مصدر فعل والألف عوض من الياء في التفعيل. والأول مذهب سيبويه. وقد غلط من أنكر كونه من أساليب الفصاحة ظنا أنه لا فائدة له. وليس كذلك، بل هو من محاسنها لاسيما إذا تعلق بعضه ببعض.» () وإذا نحن تجاوزنا المعطى اللغوي في التكرار، استقبلتنا إشارة الزركشي إلى انقسام الدارسين –في مسألة التكرار- إلى قسمين: قسم يعده من أساليب الفصاحة، وقسم يرى فيه العي والحصر الذين يفضيان بصاحبهما إلى تكرار القول عيّا أمام الانطلاق والاسترسال. وهي مسألة تجد حجتها في كلا الموقفين من المعاينة لأحوال التواصل والمتواصلين في الخطابات العادية والرسمية. وكأن المتكأ الذي تقام عليه الحجة في التقرير والنفي، إنما يقوم على الهيئة التي يتلبَّسها المتحدث أثناء الحديث في السياق الذي يُجري فيه تواصله، وفي الظرف النفسي الذي يرفد كل ذلك في اتجاه المتلقي.
ساعتها نكون أمام شبكة محكمة التعقيد، لا يمكن النظر من خلالها إلى المسألة من جانب دون الالتفات إلى الجوانب الأخرى، كأنْ نرصد شبكة العواطف التي تربط المتحدث بالمتلقي من جهة، وشبكة العلاقات العاطفية بينه وبين الموضوع الذي يعالج. إذ كلما بلغت المشاعر درجة من الحدة والتوتر، أملت على المتحدث ضربا من "الترجيع" الذي ينتهي به سريعا إلى التكرار، سواء في شكله المحمود أو المذموم. فيكون "التقرير" شكلا للأول، ويكون الاحتباس صفة للثاني. وقد فطن الأوائل إلى هذه المسألة التواصلية، فراموا تفسيرها في الهيئات التي يرصدونها في الخطباء والشعراء ابتداء. يقول الزركشي متابعا حديثه: «وذلك أن عادة العرب في خطاباتها إذ أبهمت بشيء إرادة لتحقيقه وقرب وقوعه، أو قصدت الدعاء عليه، كررته توكيدا. وكأنها تقيم تكراره مقام المقسم عليه، أو الاجتهاد في الدعاء عليه، حيث تقصد الدعاء. وإنما نزل القرآن بلسانهم، وكانت مخاطباته جارية فيما بين بعضهم وبعض. وبهذا المسلك تستحكم الحجة عليهم في عجزهم عن المعارضة. وعلى ذلك يحتمل ما ورد من تكرار المواعظ والوعد والوعيد، لأن الإنسان مجبول من الطبائع المختلفة، وكلها داعية إلى الشهوات. ولا يقمع ذلك إلا تكرار المواعظ والقوارع.» () ففصاحة التكرار آتية من التوكيد والتقرير وإحكام الحجة على المتلقي من خلال ضرب من "القرع"
(يُتْبَعُ)
(/)
الذي يؤديه اللفظ المكرر، أو العبارة المرددة. إنها في تواليها تقع على النفس أول الأمر موقع التنبيه، ثم تعود لتحتفر معناها عميقا في النفس، محدثة لونا من التعالق بين صوتها ودلالتها التي حددها السياق والهيئة التي كستها من انفعال الباث وتوتره. ولسنا في التكرار نتلقى اللفظ في وتيرة واحدة أول الإلقاء وبعده، بل لنا في كل تردّد نبر خاص ووتيرة خاصة. وكأن اللفظ لا يكرر حقيقة، وإنما يعاد إخراجه مرة أخرى في ثوب جديد. إذ ليست مهمته –حين التردد- التنبيه، أو الإخبار، بل مهمته حفر الاعتقاد الجديد في عمق النفس، وتمكين الأثر المتوخى فيها.
إنها الحقيقة التي يتوقف عندها الزركشي حينما يباشر الظاهرة في القرآن الكريم، فيبدأها بقوله: «وفائدته العظمى التقرير. وقد قيل الكلام إذا تكرر تقرر. وقد أخبر الله سبحانه بالسبب الذي لأجله كرر الأقاصيص والأخبار في القرآن، فقال: ? ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون? وقال:? وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا? وحقيقته إعادة اللفظ أو مرادفه لتقرير معنى خشية تناسي الأول لطول العهد به.» () فإذا كان التقرير هو الفائدة العظمى التي يجنيها المتلقي من التكرار، فإننا نستشف من آي القرآن الكريم فوائد أخرى ألصق بالتواصلية في بعديها النفسي والاجتماعي. ذلك أن الله ? يصرح بلفظ التوصيل الذي يتضمن الوعد والوعيد، والترغيب والترهيب. بيد أن للتوصيل مرام أخرى غير التقرير الذي جعله الزركشي فائدة عظمى. إنها في "التذكر" و"التقوى" و"الذكر" وكأن كل لفظ من هذه الألفاظ يطوي مجالا شاسعا من مجالات النفس البشرية في تعاملها مع الغيب، والدين، والله ?. فالتذكر مقرون بالماضي، يختص بالأخبار التي ترفعها القصص والأمثال بما فيها من عبر وعظات. والتقوى ترتبط بالسلوك اليومي الذي يتوخى المزالق والسقطات. فالذي عاين أحوال الغابرين، وعرف مساقطهم وأسبابها، يتوقى في معاشه ما يكون مثيلا لها، شبيها بوقائعها، فيبتعد عنها كما يتوقى السائر أشواك الطريق. وينصرف الذكر إلى الله ? لمعرفة قدره وجلاله.
وحين نرى في التكرار هذه المرامي التي تغطي الماضي والحاضر والمستقبل، وتربط الذات بالخالق ? ندرك أن المراد فيه ليس مطلبا تقتضيه الفصاحة وحدها، وإنما هو مطلب تواصلي يتأسس على معطيات النفس والاجتماع معا. كل ذلك ونحن مع اللفظ يُردّد مرتين أو أكثر. ومع العبارة تُستعاد في وتيرة معينة. فإذا تغير هذا الشأن وتحوّل فلسنا أمام الظاهرة التي تسمى تكرارا. وما يُحمد للزركشي –في هذا المقام- التفاته إلى ما يؤسس اليوم في الفهم الحديث حقيقة التوتر النفسي الذي يجد في المكتوب والمنطوق آثاره الدالة عليه. فهو يقول: «فإن أعيد لا لتقرير المعنى السابق لم يكن منه. كقوله تعالى:? قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين وأمرت لأن أكون أول المسلمين قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم قل الله أعبد مخلصا له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه? فأعاد قوله:? قل الله أعبد مخلصا له ديني? بعد قوله:? قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين? لا لتقرير الأول، بل لغرض آخر. لأن معنى الأول الأمر بالإخبار أنه مأمور بالعبادة لله والإخلاص له فيها. ومعنى الثاني أنه يخص الله وحده دون غيره بالعبادة والإخلاص. ولذلك قدم المفعول على فعل العبادة في الثاني وأخر في الأول لأن الكلام أولا في الفعل وثانيا فيمن فعل لأجله الفعل» () لأن تحول المراد من هدف إلى آخر لا يبقي تواتر اللفظ والعبارة في دائرة التكرار، بل ينصرف بها إلى حال أخرى تجعل العبارة الثانية "نصا" جديدا كل الجدة. نقابل فيه دلالة مستجدة تطرأ على الملفوظ.
3 - التكرار بين النحو والبلاغة:
(يُتْبَعُ)
(/)
يقسم مصطفى الصاوي الجويني اهتمام النحاة والبلاغيين بالتكرار إلى قسمين. فيجعل من نصيب النحاة الاهتمام بأثر العوامل، والالتفات إلى المتلقي ومقامات الخطاب من شغل البلاغيين. ذلك حين يرى أن التكرار: «ظاهرة لغوية يتبينون فيها أثر العوامل، بينما يرعى البلاغيون مقام الخطاب، أو نفسية السامع شكا وإنكارا أو تكذيبا.» () فإذا كان انشغال النحاة ينصب على النسق الذي يرد فيه التكرار بنية، فإن البلاغيين يتحرون الصلة التي تمتد بين الباث والمتلقي في ظرفها النفسي: شكا وإنكارا وتكذيبا. وإلى السياق الذي يتأسس فيه الخطاب، أو ما يسمونه بالمقام. وكأننا حين نتدبر هذه العلاقات في إنشاء التكرار أسلوبا، نفتح أمام أنفسنا دائرتين على أقل تقدير. دائرة المشاعر المتبادلة بين الباث والمتلقي، وكأننا نجد فيها -على الرغم من تباينها- قياس التوترات التي يحملها الخطاب وهو يحاول إقناع المتلقي، أو زحزحته عن اقتناع سابق، أو تصحيح اعتقاد فاسد .. أو غير ذلك من الوضعيات التي يناسبها التكرار تأكيدا وإصرارا. وهي الدائرة التي يحدثنا عنها علم النفس الاجتماعي في رصده لمثل هذه التقاطعات بين المشاعر، والتي من شأنها تحوير الخطاب والعدول به عن القصد المؤسس له أولا.
وحين نقسم دائرة التواصل بين المقام والمعطى النفسي المتبادل بين الباث والمتلقي، فإننا نقيم لظاهرة التكرار بعدها الثقافي المعرفي. فكل خطاب يلجأ إلى التكرار، إنما يصنع ذلك استجابة إلى الداعيين: داعي المقام، أو داعي النفس. ولكننا قد نقبل هذا الفهم فيما يتصل بالحديث العادي الذي يتقابل فيه الطرفان، فكيف بنا نقبل به إذا كان التواصل قائما على المكتوب؟ إن المشاعر تأخذ حدتها من المشافهة والمقابلة، ولكنها لا تملك أن تفعل ذلك من المكتوب. هنا يعيد التفكير القائم على الوعي النفسي إعادة طرح مشكلة "المخاطَب" "القارئ" في النصوص. ذلك الشخص الافتراضي الذي حاول كثير من النقاد إقصاءه من الدائرة الإبداعية، مدعين أن لا وجود له. وأنه إن وجد، فوجوده يؤرق المبدع، ويفرض عليه ضربا من الرقابة التي تحول دون انطلاق الإبداع في مسارب التجديد. غير أن التفكير فيه –مرة أخرى- ومن زاوية تقنية التكرار الأسلوبية، يفتح فيه وظيفة أخرى. إن وجوده ليس للمراقبة، ولا للتنغيص على المبدع، بل وجوده محك لأساليب الإقناع التي يتذرّعها المبدع في عمله وأساليبه. إنه يجرب عليه فعاليتها وقوة حجتها. إنه يتحسس فيه جميع الردود التي يمكن أن يصادفها في غيره من القراء. لذلك فهو يتخير له مستوى ثقافيا معينا يلبي من خلاله جميع المستويات. إننا نتخيل قارئا ضمنيا .. افتراضيا .. وما شئنا له من مسميات .. لا ليكون أنيسنا في رحلة الإبداع، بل ليكون المحك الذي نشحذ عليه جميع أدواتنا الأسلوبية، وحججنا الإقناعية .. نرقب فيه التوتر والانفعال .. ونتحسس الشك والريبة .. والإقبال والإدبار .. فنكرر .. ونؤكد .. لأننا نريد زحزحته عن اعتقاده القديم .. وليس من مقياس لنجاح صنيعنا إلا مقدار الزحزحة التي نجريها في ذاته ومواقفه.
وإذا نحن عدنا إلى حفيف اللغة نتصنّت إلى معانيها الحافة التي تشيعها ألفاظها في طيف الاستعمالات المتعددة، رأينا كيف تكتسب اللفظة ذاتها دقتها الإشارية لتأكيد هذا الفهم. فالراغب الإصبهاني يعدد معاني "وكّد" "وكّدت": «القول والفعل أكدته: أحكمته. والسير يشد به القرموس يسمى التأكيد، ويقال توكيد. والوكاد حبل يشد به البقر عند الحلب. قال الخليل: أكدت في عقد الإيمان أجود، وكّدت في القول أجود. تقول إذا عقدت أكدت، وإذا حلفت وكّدت» () وكأن المعاني الحافة التي يشيعها التوكيد تنصرف كلها إلى لون من التعامل الشديد مع الموضوع قصد شده وتوثيقه. والأسلبة في الإبداع والكتابة عموما، عمل فيه من القوة التي تتولى المتلقي لشدِّه إلى فكرة الإقناع والتأثير. وكأننا حين نكرر اللفظ والعبارة، إنما نعمد إلى ليِّ الوثاق مرة بعد مرة على القصد الذي نتوخى. وحضور القارئ في مخيلتنا حين العملية الإبداعية يعاني ما في اللفظ من شد وإحكام. ذلك أن التأكيد تمكين. يقول يحي بن حمزة العلوي في "الطراز": «واعلم أن التوكيد تمكين الشيء من النفس، وإماطة الشبهات عما أنت بصدده.» () غير أن هذه العملية الدقيقة التي تتوخى في المتلقي حالات القبول والإذعان، أو حالات
(يُتْبَعُ)
(/)
الشك والإنكار، تتطلب من المبدع الكثير من الحيطة والدقة في إجراء التكرار توكيدا، وابتغائه أسلوبا وفصاحة. إنها الفكرة التي نصادفها عند الخطيب القزويني حين يوكل العملية إلى ضرب من المقادير تُصَبُّ في المكتوب قدر الحاجة إليها، لئلا تكون محض حشو ينقلب سحره على الساحر، فيكون عيّا وحصرا. وكأنها التركيبة الصيدلانية التي تسعى لأن تكون دواء ناجعا إذا هي احترمت المقادير، قبل أن تنقلب إلى سم ناقع إذا هي تجاوزتها وأفرطت فيها. فهو يقول: «ينبغي أن يقتصر من التركيب على قدر الحاجة، فإن كان خالي الذهن من الحكم أو التردد فيه استغني عن مؤكدات الحكم. وإذا كان مترددا فيه طالبا له، حسُن تقويته بمؤكد. وإن كان منكرا وجب توكيده بحسب الإنكار.» () والجديد في عبارة الخطيب مشاكلته بين الحسن والوجوب. يكون الأول مع الطلب، ويكون الثاني مع الإنكار. وكأننا ونحن نراقب قارئنا نتحسس فيه مواطن الطلب فنقدم له فيها التكرار استحسانا لطلبه، ونقدمه وجوبا أمام إنكاره. ولسنا نرى في التفكير النقدي أدق من هذا الالتفات إلى القارئ والمتلقي أثناء الإنشاء الأسلوبي لنص المرسلة ذاتها. وكأن البلاغي العربي القديم لم يكن يصدر في تعامله مع اللغة أسلوبا عن معيارية جاهزة تملي عليه القواعد والقوالب، وإنما كان محط اعتماده على العملية التواصلية أثناء سريانها الإبداعي الأول. ففيها وحدها يتقرر المقدار والدرجة التي سيصيبها الصنيع من نفس المتلقي. وهي وحدها التي تفصح لنا عن مواطن الحسن في التكرار، ومواطن الهجنة فيه.
وإذا نحن سايرنا هذا الفهم عند البلاغيين القدامى، وجدناهم يمضون فيه إلى غايات متقاربة، تصب كلها في الاحتفال القوي بالمتلقي. وكأن الهاجس الذي كان يسكن الباث يتجاوز الصنيع الفني إلى الإفصاح والإبانة والوضوح. يقول الزمخشري: «إن جدوى التأكيد أنك إذا كررت فقد قررت المؤكد ما علق في نفس السامع، ومكنته من قلبه، وأمطت شبهة بما خالجته أو توهمت غفلته عما أنت بصدده فأزلته.» () وفي حديث الزمخشري إشارات تتصل بالعامل النفسي اتصالا يفتح في الدرس البلاغي نافذة تجاوز المعيار إلى الاستعمال، وقياس الفوز بالقصد والإبانة بدرجات المُكنة التي يحدثها الأسلوب في المتلقي. فهو يتحرك من "الذهن" إلى "القلب" وكأن الفكرة التي يقبلها الذهن ويذعن لحجتها ومنطقها الخاص، تستقر أخيرا في القلب اعتقادا. وكأننا بذلك نلحظ في الفهم العربي تدرجا في أساليب الإقناع، لا يريد للفكرة أن تظل حبيسة العقل وحده، بل يريد لها أن تنزل إلى قرار آمن .. قرار القلب، ففيه تماط الشبهات، وتمحي الغفلة.
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[02 - 12 - 2009, 04:32 ص]ـ
جزاك الله خيراَ وننتظر الحلقة الثانية.(/)
البرهان في إعجاز القرآن
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[03 - 12 - 2009, 10:05 ص]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته، وبعد:
فإنه لمّا كان عمادُ الإسلامِ شهادةَ ألاّ إله إلاّ الله، وأنَّ محمداً صلى الله عليه وسلَّم عبدُه ورسولُه، كان تحصيلُ العلمِ بأنَّ اللهَ سبحانه وتعالى موجود، وأنَّه لا إله غيرُه، وأنَّ محمداً صلى الله عليه وسلم رسولُ اللهِ من أوجبِ الواجباتِ، كيف لا؟ وهاتان الشَّهادتانِ هما عمادُ الإسلامِ ومفتاحُ الدُّخولِ فيه.
وتحصيلُ العلمِ بهذا يكونُ بالنَّظرِ في إقامةِ الأدلَّةِ والبراهينِ على صدقِ هذه الدَّعاوى، إذ وجودُ اللهِ من حيث هو دعوى يلزمُها دليلٌ، و "لا إله إلا الله" دعوى يلزمُها دليلٌ، وأنَّ محمداً صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رسولُ الله هي أيضاً دعوى يلزمُها دليلٌ، فكان النَّظرُ من أجلِ تحصيلِ العِلمِ بِصحَّةِ هذه الدَّعاوى، بما تذعنُ له النَّفسُ، ويطمئِنُّ له القلبُ من أوجبِ الواجباتِ في الدِّينِ.
أمّا الرُّكنُ الأَوَّلُ في هذه الشَّهادةِ "لا إله إلا الله" فأمرٌ يَتَبَيَّنُه النَّاظرُ في هذا الكونِ، إذ يَستَدِلُّ بهذا الكونِ وما فيه من عجائبَ على ضرورةِ وجودِ موجودٍ أوَّلَ، هو واجبُ الوجودِ، تستندُ الأشياءُ جميعُها في وجودِها إليه، ولا يستندُ هو إلى شيءٍ؛ يدركُ الناظرُ أنَّ هذا الكونَ بما فيه يستوي فيه جانبا الوجودِ والعدمِ، فكانَ لا بُدَّ لِترجيحِ الوجودِ على العدمِ فيه من مرجِّحٍ، ثم إنَّ هذا المرجِّحَ للوجودِ على العدمِ لو كان من جنسِ الكونِ، لَتَسَلسَلَ الأَمرُ، ولمّا كان التَّسلسلُ محالاً، كان لا بدَّ من وجودِ موجودٍ أَوَّلَ هو واجبُ الوجودِ لا يستندُ في وجودِه إلى شيءٍ. ثم نستوي بعد إثباتِ ضرورةِ وجودِ واجبِ الوجودِ إلى إثباتِ وحدانِيَتِه سبحانه وتعالى، وأنَّه لا يجوزُ أن يكونَ متعدِّداً، بل لا يكونُ إلاّ واحداً، إذ لو كان مُتعدِّداً أدَّى هذا إلى ثبوتِ الاحتياجِ في حقِّه، ولمّا كان الاحتياجُ في حقِّه محالاً كان التَّعَدُّدُ محالاً، فَنَشهَدُ بحقٍّ ألاّ إلهَ إلاّ الله، وحدَه لا شريك له، شهادةً تطمئِنُّ بها النَّفسُ، ويذعنُ لها القَلبُ، والدخولُ في تفصيلاتِ إثباتِ وجودِ اللهِ وأنه واجبُ الوجودِ، واحدٌ لا شريكَ له، ممّا يطولُ، ولكن اكتفينا بالإشارةِ إليه، ولمن أراد الاستزادةَ أن يرجعَ إليه في مظانِّه.
أما الرُّكنُ الثَّاني من هذه الشَّهادةِ "محمدٌ رسولُ اللهِ" فلا بدَّ في إثباتِها أن نقدِّمَ لها بمقدمتين:
1. الأولى: أنَّ بعثةَ الأنبياءِ من الأُمورِ الجائزةِ عقلاً، إذ ليست من المحالاتِ، ولا هي من الواجباتِ، فكانت من الأُمورِ المُمكِنةِ.
2. الثانية: أنَّ هذا الجائزَ واقعٌ، أو قد وقعَ بالفعلِ، فقد بَعَثَ اللهُ الأنبياءَ، وعرَّفَ النَّاسَ صدقَهم بأمورٍ خارقةٍ أجراها اللهُ على أيديهم، ممَّا لا يكونُ من البَشَرِ أن ياتوا بها أو بمثلِها. وهذا ما يُعرفُ عند علماءِ الكلامِ وأصولِ الدِّينِ بالمعجزةِ.
والنَّظرُ في إثباتِ نبوَّةِ محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يكونُ بالنَّظرِ في آيةِ نبوَّتِه، والعلامةِ الدَّالَّةِ على رسالتِه، في القرآنِ الذي جاء به، والذي تحدَّى إليه العربَ أن يأتوا بمثلِه، فإذا ما أثبتنا أنَّ القرآنَ الذي جاء به محمدٌ صلى الله عليه وسلَّم ممَّا ليس في وُسعِ البَشَرِ ولا في مقدورِهم أن يأتوا بمثلِه، وأنَّه قد تحدَّى إليه العَرَبَ الذين هم أهلُ البلاغةِ والفصاحةِ، وأعجَزَهم، فانْقَطَعَتْ الأَطْمَاعُ عن المُعارَضَةِ، وَخَرَسَت الأَلْسُنُ عن دَعْوى المُداناةِ، ولم تحدِّثْ نَفْسٌ صاحِبَها أَنْ يَتَصَدَّى?، ولم يَدُرْ بخَلَدٍ أَنَّ الإِتيانَ بمثلِه ممكِنٌ، وحتَّى كان يأْسُهم منه، وإِحساسُهم بِالعَجْزِ عنه في بَعْضِه مثلَ ذلك في كُلِّه، إذا ما أثبتنا هذا فقد أثبتنا نبوَّةَ محمدٍ صلى الله عليه وسلم.
قبل الشُّروعِ في إثباتِ هذا، نبتديءُ أولاً بتعريفِ المعجزةِ وتقريرِها، وتصويرِها في الأذهانِ، ثم نصيرُ بعد ذلك إلى إثبات إعجاز القرآن، فنقولُ:
عُرِّفت المعجزةُ، بأنها الأمرُ الخارقُ لِلعادةِ، يُظهِرُه اللهُ على يَدِ مُدَّعي النُّبُوَّةِ على وجهٍ يُبَيِّنُ صدقَ دعواه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومعنى أنَّها خارقٌة للعادةِ أنَّها خارقٌة للمألوفِ والمعهودِ، ولا تخالِفُ العقلَ والإمكانَ، فالعقلُ لا يحيلُ – مثلاً- ألاّ تُحرِقَ النَّارُ، ولا يُحيلُ ألاّ يحترقَ الخشبُ عند ملامسةِ النار، ولا يُحيلُ أن يطيرَ الإنسانُ بجسمِه في الهواءِ، ولا أن يسيرَ برجليه على الماءِ، العقلُ لا يحيلُ شيئاً من هذا، وإنما تُحيلُه العادةُ، فإذا ما وقعت مثلُ هذه الأشياءِ كانت خارقةً للعادةِ، لا خارقةً للعقلِ، وبها نعرف أنَّ الله أجرى لهذا الرجلِ ما لم يجرِه لغيرِه من بني آدم، فنعلمُ بها صدقَ ذلك الرَّجلِ في دعواه النُّبُوَّةَ.
ومعنى أن يُظهرَهُ اللهُ: أن يكونَ هذا الأمرُ المعجزُ من الأمورِ الواضحةِ الظَّاهرةِ، وذلك بأن يَتبَيَّنَه النَّاسُ الذين ظهرَ فيهم على وجهٍ لا يُداخِلُه الشَّكُ، حتى تقومَ به الحجَّةُ على المخاطبين، ولو أجرى اللهُ المعجزةَ على يدِ نبيِّه ورسولِه ثمَّ لم تَتَبَيَّنْها إلا فئةٌ قليلةٌ لم تقم بذلك حجةٌ، إذ لا بدَّ من ظهور المعجزةِ ظهوراً يَتَبَيَّنُه النَّاسُ، ثم يتناقلونها فيما بينهم، ويشيعُ أمرُها، بحيثُ يبلغُ المخبرون بها مبلغَ التَّواترِ.
ومن هذا البابِ اشتراطُ العلماءِ وجودَ التحدِّي، بأن يُقالَ في تعريفِ المعجزةِ: هي الأمر الخارق للعادةِ يظهرُ على يدِ مدَّعي النبوَّةِ عندَ تحدِّي المنكرين له، على وجه يبيِّنُ صدقَ دعواه، والتحدِّي إن لم يكنْ ركناً من أركانِ المعجزةِ، فهو شرطٌ من شروطِها، إذ لا تقومُ الحجَّةُ على النَّاسِ إلا بظهورِ أمرِ المعجزةِ، والتحدِّي الذي يُصاحبُ المعجزةَ، ويُدعى إليه الناسُ، أبلغُ ما يكونُ في إظهارِها وبيانها لِلنَّاسِ، بل وفي تقريرِ أنَّ ما جاء به مدَّعي النُّبُوَّةِ خارقٌ للعادةِ.
مثالُ هذا معجزة موسى عليه السَّلامُ، فإنَّه لما جاءَ فرعونَ بالعصا يلقيها فإذا هي ثعبانٌ مبينٌ، وبأن يدخلَ يدَه في جيبِه، ثم يخرجَها فإذا هي بيضاءُ للنَّاظرين، ظنَّ فرعونُ وحاشيتُه أنَّ ما جاء به موسى من جنسِ السِّحرِ، ولعلَّه كان معذوراً في بادي الأمرِ إذا لم يكن له حظٌّ في أصولِ السِّحرِ وغرائبِه، وكذلك العوامُّ من النَّاسِ لعلهم لم يكن لهم حظٌّ في هذا، فـ?قالَ أجيتَنا لِتُخرِجَنا من ارضِنا بِسحرِك يا موسى. فلناتينَّك بِسحرٍ مثلِه، فاجعلْ بيننا وبينك موعداً لا نخلفُه نحن ولا أنتَ مكاناً سوى. قال موعدُكم يومُ الزينةِ وأن يُحشرَ النّاسُ ضُحى?،فأرجأ فرعونُ موسى وأخاه عليهما السلامُ، وأرسل في المدائنِ لياتوه بكلِّ ساحر عليم، ثم اجتمع السحرة في يوم الزينة، وسألوا فرعونَ الأجرَ إن كان هم الغالبين، فقال فرعونُ ?نعم وإنكم إذاً لمن المقربين?، وحُشِرَ الناسُ ضحى، وهذا أبلغُ ما يكونُ في ظهورِ المعجزةِ، وإقامةِ الحجَّةِ.
ثم ?قال لهم موسى ألقوا ما أنتم مُلقون. فألقوا حبالَهم وعصيَّهم وقالوا بعزةِ فرعونَ إنا لنحنُ الغالبون. فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يافكون. فألقيَ السَّحرةُ ساجدين. قالوا آمنا بربِّ العالمين. ربِّ موسى وهارون?.
فظهرت المعجزة، وقامت بها الحجَّةُ على الناسِ أجمعين، أما السَّحرةُ فعرفوا بالضرورةِ أنَّ ما جاء به موسى عليه السلام ليس من جنسِ السِّحرِ وهم أربابُه والأدرى بعجائبه وفنونِه، وأما عامَّةُ النَّاسِ مِمَّن لا درايةَ لهم بفنونِ السِّحرِ وأصولِه، فعرفوا بالنَّظرِ أنَّ هذا ليس من جنس السِّحرِ، تفصيل ذلك أنَّ السَّحرةَ كانوا جمعاً عظيماً وحشداً كبيراً في مقابلة موسى عليه السَّلامُ، وكانوا عالمين بالسِّحرِ، بحيث تحيلُ العادةُ:
1. تواطؤهم على الكذبِ، أو الخيانة بأن يكونَ موسى عليه السَّلامُ استمالهم إلى جانبِه وأجزلَ لهم العطاءَ ليكذبوا ويخونوا.
2. أو أن يُظَنَّ أنهم لم يحكموا أصولَ السِّحرِ وفنونَه، أو غاب عنهم شيءٌ من أسرارِه وخفاياه.
ثم إن هذا التَّحدي كان في جمعٍ حاشدٍ من عوامِّ الناسُ، بحيث يتناقلونه وتطير به الأخبارُ في كلِّ صوبٍ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو كان السَّحرةُ واحداً أو اثنين أو ثلاثةً لداخلت عامَّةَ النَّاسِ الشُّبهةُ، أن يكونَ ذلك الساحرُ الوحيدُ أو الاثنان أو الثلاثةُ ممَّن لم يُحكِموا فنونَ السِّحرِ فهانَ أمرُهم على موسى، أو أنَّهم كانوا عالمين مُتقنين ولكن عثرَت بهم حظوظُهم، وخانهم التَّوفيقُ، كالمبارزة تكونُ بين فارسين متكافيين، ثم تنتهي لا محالةَ بفوزِ أحدِهما، أو أنَّ موسى استمالهم إلى جانبِه على فرعونَ وأجزلَ لهم العطاء، بل لعلَّ هؤلاء السَّحرةَ لو كانوا قلَّةً ظنُّوا أنَّ ما جاءَ به موسى سحرٌ لم تتناهَ إليه مداركهم، ولم يكشفوا عن سرِّه، فلا يحصلُ عندهم اليقينُ أنَّ ما جاء به موسى ليس من جنسِ السِّحرِ، بل ربما ظنُّوا أنَّه سحرٌ لم يتَبَيَّنوا بعد أسرارَه!
كلُّ هذه شُّبهاتٌ يمكنُ أن تحيطَ بأمرِ المعجزةِ فلا يتبيَّنَها النَّاسُ، ولا يستيقنوها، إلاّ أنَّ الأمرَ كان على خلافِ ذلك، فقد حشدَ فرعونُ لموسى عليه السلامُ كلَّ ساحرٍ عليم، ووعدهم العطاءَ الجزيلَ، وأن يكونوا من المقرَّبين، وتحيلُ العادةُ أن يتواطأَ هذا العددُ من السَّحرةِ على الكذبِ، أو أن يكونَ موسى استمالهم على فرعونَ، وتحيلُ العادةُ أيضاً أن يكونَ هذا العددُ من السَّحرةِ العليمين بالسِّحرِ وفنونِه خفيَ عليهم سحرُ موسى لو كان ما جاء به موسى سحراً، فظهرَ أمر المعجزةِ للعامَّةِ ظهوراً لا يداخلُه الشكُّ، ولا تُشامُّه الظُّنونُ والتَّخرُّصاتُ، وسواءٌ في إدراكِ هذا الخبراءُ وعوامُّ النَّاس، الأوَّلون يدركونه بالضرورةِ، والآخِرون يدركونه بالاستدلالِ.
ثم لنكن على بينةٍ أنَّ إيمان السَّحرةِ بموسى أو استكبارَهم بعد هزيمتِهم لا اعتبارَ به، فإنهم - إذ ألقوا ساجدين- مقرّون بأنَّ ما جاءَ به موسى عليه السلامُ ليس من جنسِ السِّحرِ الذي عَرَفوه وخَبروه، وأنَّ هذا من خوارقِ العاداتِ الدالَّةِ على صدقِ دعوى النبوَّةِ، ولو أنهم استكبروا واستنكفوا أن يذعنوا لموسى لظلّوا مطالبين بأن ينفصلوا بجوابٍ عما جاء به موسى: كيف لموسى أن يغلبهم؟ ولماذا عجزوا عن مقارعته؟ وكيف ظهر ما جاء به على سحرِهم؟ فإذا ما عجزوا أن ياتوا بمثلِه، كان هذا حجةً عليهم وعلى من جاء بعدهم على صدقِ دعوى النُّبوَّةِ.
لذلك ...
فإنَّه ممّا يلزمُ لظهورِ المعجزةِ ظهوراً تقومُ به الحجة على النّاس:
أ. أن يقع بها التّحدي على جمعٍ من النَّاس لا يُتصَوَّرُ منهم العجزُ عنه إن كانوا عليه قادرين.
ب. ثم يتبيَّن عجزُ المُتَحَدَّيْن عن الإتيانِ بمثلِها.
ج. وأن تطيرَ الأخبارُ بذلك التَّحدي من جانبِ الرَّسولِ، وذلك العجزِ من جانبِ المتحدَّين وتبلغَ مبلغَ التواترِ الذي يفيدُ العلمَ الضروريَّ.
وبالنَّظرِ في القرآنِ الذي هو معجزةُ محمدٍ صلى الله عليه وسلَّم، يمكنُ لنا أن نتبيَّنَ تحقُّقَ هذه الشروطِ، وحصولَها في القرآنِ على وجه لا يداخلُه الشكُّ ولا تحتفُّ به الظُّنون:
أ. إذ قرع القرآنُ أسماعَ قريشٍ والعربِ، ونزلَ على محمد صلى الله عليه وسلم منجماً، فعرفوه وخبروه، وظهرَ أمرُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم وما جاء به في قريش وفي قبائل العربِ، وتحدّاهم إليه أن ياتوا بمثلِه في البيانِ والبلاغةِ والفصاحةِ في آياتٍ كثيرة:
قال تعالى ?قل لئن اجتمعت الإنسُ والجنُّ على أن ياتوا بمثلِ هذا القرآنِ لا ياتون بمثلِه ولو كان بعضُهم لبعضٍ ظهيراً?
في آيةٍ أخرى ?أم يقولون افتراه قل فاتوا بعشرِ سورٍ مثلِه مفتريات?
وفي آية أخرى ?وإن كنتم في ريبٍ ممّا نزَّلنا على عبدِنا فاتوا بسورةٍ من مثلٍه وادعوا شهداءَكم من دونِ اللهِ إن كنتُم صادقين?
وفي موطنٍ آخر ?أم يقولون افتراه قل فاتوا بسورةٍ مثلِه وادعوا من استطعتُم من دونِ اللهِ إن كنتُم صادقين?
وكذلك قولُه تعالى ?أم يقولون تقوَّلَه بل لا يومنون. فلياتوا بحديثٍ مثلِه إن كانوا صادقين?
(يُتْبَعُ)
(/)
ب. هذه الآياتُ فيها من التَّحدي ما يقرَعُ الأسماعَ، وتهتزُّ له القلوبُ، وتقشعرُّ الأبدانُ، وما يثقُلُ على النُّفوسِ، ثم إنَّ أمرَ التَّحدي قد طالَ واستمرَّ سنين طويلة، إذ نزلت آياتُ التحدي منجمةً لا دفعةً واحدةً، ولا يُتصوَّرُ في قريشٍ الذين هم أهل الأنفة والحميَّةِ، والهممِ العاليةِ، والصَّريحُ من ولدِ إسماعيلَ عليه السلامُ، ولا في العربِ من ورائهم وهم أهلُ البلاغةِ والفصاحةِ والبيانِ أن ينصرفوا عن هذا التَّحدي إلى بذلِ دمائهم وأموالِهم وفلذاتِ أكبادِهم لوأدِ الإسلامِ وإطفاءِ نورِ الله؛ أي عاقلٍ هذا الذي ينصرفُ عن معارضةِ الكلامِ – إذا كان قادراً عليها- إلى بذلِ الدماءِ والأموالِ وإسعارِ نارِ الحربِ؟ ‘‘ثم إنَّ أحكامَ القرآنِ تضمنَّت استباحةَ دمائهم وأموالهم، وسبيّ الذراري، فلو كانوا يقدرون على تكذيبِه ومعارضةِ ما جاء به لفعلوا وتوصَّلوا إلى تخليص أنفسِهم وأهليهم من حكمِه بأمرٍ قريبٍ، هو عادتهم في لسانِهم، ومالوف خطابِهم، وكان ذلك يغنيهم عن تكلُّفِ القتالِ وإكثارِ المراءِ والجدالِ، وعن الجلاءِ عن الأوطانِ، وعن تسليم الأهلِ والذُّرِّيَّةِ. فلمّا لم يحصلْ هناك معارضةٌ منهم علم أنهم عاجزون عنها، يبيِّنُ ذلك أنَّ العدوَّ يقصِدُ لِدفعِ قولِ عدوِّه بكلِّ ما قدر عليه، من المكايد، لا سيَّما مع استعظامِه ما أبدعَه بالمجيء من خلعِ آلهتِه، وتسفيهِ رأيِه في ديانتِه، وتضليلِ آبائِه’’، فإذا كانوا قادرين على دفعِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم بالكلامِ والبيان الذين هم أهلُه وذووه، وأربابُه فما كان يمنعهم من ذلك لو كانوا قدروا عليه؟
ثم إنهم لم يجيئوا في معارضة القرآن بشيءٍ، مع طولِ المدَّةِ، ووقوعِ الفسحةِ، بل بذلوا لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم السَّيفَ، وأخطروا بالنُّفوسِ والأموالِ والأولاد، فكيف يجوز ألا يتوصَّلوا إلى الرَّدِّ عليه، وإلى تكذيبِه بما هو أهونُ من ذلك لو كانوا عليه قادرين، وفيهم البلغاءُ والفصحاءُ والشُّعراءُ والخطباءُ؟!
فدلَّ هذا على عجزِهم عن الإتيانِ بمثلِه، على كثرتِهم، مع طولِ المدِّةِ ووقوعِ الفسحةِ، بل لقد وصلتنا الأخبار والروايات باعترافِ سادة قريش وكبرائها بنبوةِ محمد صلى الله عليه وسلم، وأن هذا الكلام ليس في وسعِ بشرٍ ولا في مقدورِه أن يأتي به، ومن ذلك قول الوليد بن المغيرة: إن لقولِه لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمغدقٌ أسفلُه مورقٌ أعلاه ... إلخ، وجهدوا أن ينسبوا ما جاءَ به محمدٌّ صلى الله عليه وسلم إلى السِّحرِ والكهانةِ والشِّعرِ، فلم يظفروا من ذلك بنائلٍ.
ج. ثم إنَّ أمرَ التَّحدي قد تناقلَته الرواةُ في أرجاءِ جزيرةِ العرب، وتسامعَت به الناسُ، وبما كان بين محمد صلى الله عليه وسلم وقريش من حروبٍ، كان يكفي قريشاً والعربَ فيها مؤونةَ الحربِ أن ياتوا بمثلِ القرآنِ، فلم يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً. وتناقلَ الناسُ هذا الخبرَ جيلاً بعد جيلٍ إلى يومِنا هذا، ولم يُنقلْ لنا أنَّ أحداً قَدَرَ على معارَضَةِ القرآنِ، أو ادَّعى أنَّه جاء بمثلِه، إلا أخباراً عن مسيلمةَ الحنفيِّ وأمثالِه، وهي إلى الكذبِ والخيالِ أقربُ منها إلى الحقيقةِ، إذ لا يُظَنُّ بمسيلمةَ الكذَّابِ والذي هو سيِّدُ بني حنيفةَ، ومن أفصحِ العربِ أن ينتهي به الأمرُ إلى ذلك الكلامِ الرَّكيكِ الذي تناقلتْه الرُّواةُ.
فكان هذا كلًُّه دليلَ صدقٍ على أنَّ القرآنَ من عندِ اللهِ، وعلى أنَّ محمداً صلى الله عليه وسلَّم عبدُ اللهِ ورسولُه.
العرب الأَوَّلون عرفوا إعجازَ القرآن بالضرورةِ، وذلك لما وقعَ في أنفسِهم من بديعِ البيانِ، وروعةِ النَّظمِ، فإن المتذوِّقَ لجمالِ الكلامِ وبديعِه يدركُ إذا صحَّتْ قريحتُه، وصفت ذائقتِه، وذكى حسُّه أنَّ "الكَلامَ إذا علا في نَفْسِه، كانَ له من الوَقْعِ في القُلوبِ، والتَّمَكُّنِ في النُّفوسِ ما يُذهِلُ ويُبهِجُ، ويُقلِقُ ويُؤنِسُ، ويُطمِعُ ويُؤْيِسُ، ويُضحِكُ ويُبْكِي، ويُحْزِنُ ويُفْرِحُ، ويُسْكِنُ ويُزعِجُ، ويُشجِي ويُطْرِبُ، ويَهُزُّ الأَعطافَ، ويستَميلُ نحوَه الأَسماعَ، ويورِثُ الأَريحيَّةَ والعِزَّةَ، وقد يَبْعَثُ على بَذْلِ المُهَجِ والأَموالِ شجاعةً وجوداً، ويَرمي السَّامِعَ من وراءِ رأْيِه مرمىً بعيداً، وله مسالِكُ في النُّفوسِ لَطيفَةٌ، ومَداخِلُ
(يُتْبَعُ)
(/)
إلى القُلوبِ دَقيقةٌ".
أما من لم يكن قادراً على الإحساسِ بجمالِ الكلامِ من الأعاجمِ الذين لا علمَ لهم بلسانِ العربِ، أو من العربِ الذين لم يبلغوا مبلغَ العربِ الأوَّلين في معرفةِ أساليبِ الكلامِ، ومواطنِ الجمالِ فيه، فحكمُهم حكمُ عوامِّ النَّاسِ الذين يَتَبَيَّنون عجزَهم بِعجزِ أَهلِ ذلك الفنِّ على كثرتهم، ومع طولِ المدَّةِ، ووفورِ الفسحةِ في تحديهم. يقولُ الإمام الباقلاني في كيفيَّةِ الوقوفِ على إعجازِ القرآنِ:
(قد بيَّنَّا أنَّه لا يتهيَّأُ لمن كان لسانُه غيرَ العربيَّةِ، من العجمِ والتُّركِ وغيرِهم، أن يعرفوا إعجازَ القرآنِ إلاّ أن يعلموا أنَّ العربَ قد عجزوا عن ذلك. فإذا عرفوا هذا بأن علموا أنَّهم قد تُحدُّوا على أن ياتوا بمثلِه، وقُرِّعوا على تركِ الإتيانِ بمثلِه، ولم ياتوا بمثلِه، تبيَّنوا أنهم عاجزون عنه. وإذا عجزَ أهلُ ذلك اللسانِ فهم عنه أعجزُ.
وكذلك نقولُ إنَّ من كان من أهلِ اللسانِ العربيِّ؛ إلاّ أنَّه ليس يبلغُ في الفصاحةِ الحدَّ الذي يتناهى إلى معرفةِ أساليبِ الكلامِ، ووجوهِ تصرُّفِ اللغةِ، وما يَعُدُّونه فصيحاً بليغاً بارعاً من غيرِه، فهو كالأعجميِّ، في أنَّه لا يمكِنُه أن يعرفَ إعجازَ القرآنِ إلاّ بمثلِ ما بيَّنَّا أن يَعرفَ به الفارسيُّ الذي بدأنا بذكرِه، وهو ومن ليس من أهل اللسان سواءٌ). انتهى كلام القاضي.
ولا يضيرنا بعد ذلك ألاّ نكونَ قادرين على الإحساسِ بجمالِ النَّظم ِالقرآنيِّ، أو أن تقصرَ قرائحنا وذوقُنا عن تبيُّنِ مواطنِ الجمالِ في الكلامِ، فذلك أمرٌ مردُّه إلى الذَّوقِ، ويكفينا دليلاً قاطعاً على إعجازِ القرآنِ الكريمِ الذي به ثبوتُ نبوَّةِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، عجزُ العربِ الأوَّلين عنه مع تحدِّيهم إليه، وظهورُ هذا الأمرِ ظهوراً لا يداخلُه الشكُّ، فإذا ثبتَ لنا عجزُهم عن الإتيانِ بمثلِه، فنحن عن ذلك أعجز، مثلُنا في هذا كمثلِ موسى عليه السلامُ مع السَّحرةِ وعوامِّ الناسِ الذين شهدوا ذلك المشهدَ؛ العربُ الأوَّلون أهلُ البلاغةِ والفصاحةِ – الذين أدركوا بالضَّرورةِ أنَّ القرآنَ ليس في وسعِ أحدٍ من البشرِ أن ياتي بمثلِه- كالسَّحرةِ الذين أدركوا بالضَّرورةِ أنَّ ما جاء به موسى عليه السلام ليس من جنسِ السحرِ، وعوامُّ الناسِ من العربِ المتأخِّرين وغيرِهم من العجمِ والبربرِ والتُّركِ والشَّرقيِّين والغربيِّين يدركون عجزَهم عن الإتيانِ بمثلِ هذا القرآنِ بعجزِ أَهلِ ذلك الفنِّ من العربِ الأوَّلين عن الإتيانِ بمثلِه كعوامِّ الناسِ الذين شهدوا ما جرى بين موسى عليه السلامُ والسحرةِ، وعرفوا بالاستدلالِ أنَّ عجزَ السَّحرةِ أهلِ ذلك الفنِّ على كثرتِهم دليلٌ على عجزهم هم.
وبعد ...
فلسنا هنا ننفي إمكانَ الإحساسِ بإعجازِ القرآنِ عند من أوتي من الذَّوقِ وصفاءِ القريحةِ، وذكاءِ الإحساس ما يمَكِّنُه من ذلك من المتأخرين، ولكن نقولُ إن من لم يكن له أن يحسَّ بجمالِ الكلامِ وعلوِّه، ولم يوتَ من أفانينِ البلاغةِ والبيانِ ما يتبيَّنُ به عجزَه، يكفيه دليلاً قاطعاً أن يعلمَ أنَّ عجزَ العربِ الأوَّلين عن الإتيانِ بمثلِه حجةٌ على من بعدهم من الأممِ والشُّعوبِ، وبذلك يقوم الدليل القطعيُّ على الشهادتين؛ شهادةِ ألاّ إله إلاّ الله، وأنَّ محمداً صلى الله عليه وسلم عبدُ اللهِ ورسولُه.
هذا والله أعلم.
وصلِّ اللهم على سيِّدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.(/)
التردد والتكرار بين العرض البلاغي والغرض التواصلي.
ـ[حبيب مونسي]ــــــــ[03 - 12 - 2009, 07:53 م]ـ
التردد والتكرار بين العرض البلاغي والغرض التواصلي .. الحلقة الثانية
أ. د. حبيب مونسي
كلية الآداب والعلوم الإنسانية- سيدي بلعباس- الجزائر.
4 - التكرار، الأسلوب والتبليغ:
من الواضح جدا أن حديث النحاة والبلاغيين عن التوكيد والتكرار لم يفارق اللفظ والعبارة التي تتردد في الخطاب بمعناها الأول الذي وردت فيه. ومن ثم يكون عرضنا للتكرار والتوكيد لا يلامس القضية من وجهها المعياري، بل نلتقط منها ما يتصل بالمعطى النفسي الاجتماعي. ذلك لاعتقادنا أن الأسلوب وإن كان ظاهرة لغوية في أساسه، فإنه -زيادة على ذلك- ظاهرة نفسية فيما يتصل بالمبدع والمتلقي، وظاهرة اجتماعية فيما يتصل بالتواصل عموما إذا اشترط السياق والمقام.
ومن ثم يكون الحديث عن التكرار المتصل بالنصوص، غير واقع في دائرة التوكيد. فإذا خرج منها فليس بتكرار مطلقا. الأمر الذي سيحتم علينا إيجاد اصطلاح يعيِّن ويحدِّد الظاهرة التي تتصل فيما نبحث فيه في هذا الكتاب. ذلك أننا حين نقف أمام القصص القرآني، ونجد القصص "تتردّد" في مواضع مختلفة، بأساليب مختلفة، ولأغراض مختلفة، فلا يجوز لنا وسمها بالتكرار، ولا اصطلاح التكرار يفي بحقيقتها ما دام يشير إلى المعاودة في الهيئة ذاتها من غير زيادة ولا نقصان. ونصوص السرد القرآني لا تعود بجملتها، لا لغة ولا مضمونا. وكأننا كل حين أمام قصة جديدة.
إننا نطمئن الساعة إلى اصطلاح "التردّد" " fréquence" ونحن نعلم أن المصطلح يحبل بخلفية استعمالية تجنح به نحو الحيرة والتردد الذي يجدها المتحدث والسالك فيما يقبل عليه. كما نجد فيه فيزيائيا ذلك العود المماثل للذبذبة في شدتها وتمددها. غير أننا نريد منه ذلك المعنى الذي يمكن أن نستقيه من الهيئات التي تكون في المتردد. إنه في كل حالة من أحواله يغير من هيئته الأولى. فهو لا يبقى على حال واحد أبدا. فالذي يسكنه من قلق وحيرة، يجبرانه على التلون في المظهر والمخبر ليشاكل بهما الموقف الذي لا يعرف كيف يقبض عليه. فحركته تلك تجعلنا نلحظ فيه الهيئات المختلفة التي تمليها عليه المواقف التي يظن أنها ماثلة أمامه. فهو إن حدد طبيعة الموقف الذي يباشر لبس لبوسه الخاص، فإذا تين له الخطل فيما تصور أو توهم، تراجع سريعا إلى موقف آخر.
إن التردد بهذا المعنى سلبي في أساسه. ناتج عن سوء فهم وتقدير. بيد أنه يقدم لنا الهيئات المختلفات التي لا يكون فيها الشخص شبيها لذاته في لحظات القلق الأخرى. ففي كل مرة يكتسب من تردده خبرة تنضاف إلى خبراته السابقة، فتزحزحه عن أفقه الذي كان فيه من قبل. بيد أن للتردد وجه إيجابي نستقي منه الدلالة التي نريد. فإذا قلنا أن فلانا يتردد على الشيخ الفلاني، فقولنا ذاك يفصح عن حركة يقوم بها الطالب باستمرار، يعود فيها إلى مجلس الشيخ يغترف منه علما. فهو في كل عودة مغاير ومفارق للوضعية التي كانت له من قبل، لزيادة العلم، والاستفادة من الصحبة. حتى وإن كانت الأحوال في التردد متشابهة ظاهريا، فإنها في تقاربها تختلف كما يختلف اللفظ المكرر في الجملة للتوكيد، إذ لسنا نسمعه في الثانية بنفس النبرة التي تكون له في النبرة الأولى، ولا بنفس الشدة. لأن الغرض فيه قائم على مطلب نفسي يقتضي تحميله توترا خاصا ينتهي به إلى التقرير. وقد وجد السلف في لفظ "التردد" غايتهم لنعت هذا الحال في القرآن الكريم. فقد روى ابن كثير في تفسيره عن مجاهد، في قوله تعالى:? الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني? قوله: «هذا مدح من الله عز وجل لكتابه القرآن العظيم المنزل على رسوله الكريم … كله متشابه مثاني. وقال قتادة الآية تشبه الآية، والحرف يشبه الحرف. وقال الضحاك: مثاني ترديد القول ليفهموا عن ربهم تبارك وتعالى ... وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم مثاني مردد، ردد موسى في القرآن وصالح وهود والأنبياء عليهم الصلاة والسلام في أمكنة كثيرة.» () وكأنهم استعاضوا عن التكرار بالتردد لما في الأول من شبهة يركبها الزنادقة المشككون، ولما في الثاني من تجدد في كل هيئة وموضع.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أننا نجد للتردد صفة أخرى يمكن أن نستفيد منها. ذلك أن التردد في النص يمكن أن يتأرجح بين الإجمال والخصوص. والنص المجمل خلاف النص المخصص. وكأن الأول يقتصر على الإحاطة بينما يضرب الثاني في كبد الحقائق الدقيقة. تلك هي الإشارة التي نستقيها من أبي السعود حين يقول: «إن النص إذا تردد بين الإجمال والتخصيص يحمل على الثاني لأن العالم المخصوص حجة في غير محل التخصيص والمجمل ليس بحجة.» () فالنص في هيئة الإجمال مغاير لهيئته في التخصيص، وتنسحب المغايرة إلى ما يستفاد منه من حكم. فالحجة فيه للخصوص، وكأن الهيئة الجديدة فيه تحمل من الزيادة ما يجعلها أكثر تمكينا وقوة من هيئة الإجمال. ومن ثم يغدو التردد اصطلاحا أكثر دلالة وفائدة لتعيين التكرار في القصص القرآني.
فإذا كان السلف قد جروا على اصطلاح واحد في تعيين تردد القصص القرآني بالتكرار، فإن بعضهم يحذر من مغبة التمادي في استعمال هذا المصطلح لما فيه من مغمز. فالغزّي يجهر بذلك صراحة قائلا: «وعلى المفسر أن يتجنب ادعاء التكرار ما أمكنه.» () لأن الفهم السليم لطبيعة القص القرآني مفارقة لطبيعة التكرار من جهة، ولأن المواجهة الفكرية والعقائدية بين المؤمنين والمنكرين تتخذ من الاصطلاح حجتها في غمز القرآن وأساليبه. فإذا تقرر عند المنكر أنه لا يواجه ظاهرة يسمها بالتكرار، فإنه سيسعى عندئذ إلى تلمس الجديد في كل صياغة تعيد عليه الموقف ذاته في أثواب مختلفة من الصياغة والعرض. فإذا بالموضوع الواحد يلبس أمام ناظريه أثوابا يقتضيها السياق، ويتطلبها الغرض الذي من أجله تردد الموضوع في هذا الموضع دون غيره.
إنها الفكرة التي تقيمنا أمام نص القصة في شكله المثالي الكامل، ونص السرد في هيئته التي يقتضيها السياق والموقف والغرض. وكأن نص القصة نص قائم دائما بعيدا عن متناول السرد، وليس أمام السرد سوى أن يقتطع منه القسط الذي يخدم غرضه. حتى وإن استعاد المقطعَ ذاتَه، فإنه في مطلب السياق والغرض يجدد له نصه السردي لتجدد الدواعي التي تمليه.
إننا حين نفطن إلى هذه الحقيقة في طبيعة السرد القرآني، نتمثل السارد –الله ?- عالما بالقصة، محيط بها من جميع جوانبها، يشملها علمه المطلق اشتمالا كليا. غير أن الغرض العقائدي والتربوي الذي يدرجه في كتابه العزيز، يميل إلى مداواة السياق الإسلامي الدعوي، وإمداده بما يحتاج إليه من خبر، ومثل، وإشارة. فنص السرد ليس هو القصة، ولا هو نصها أبدا، وإنما هو وجه من وجوهها المتعددة التي يحيط بها علم الله ? وحده.
فإذا كنا قد استأنسنا لمثل هذا الفهم، أمكننا الساعة التدرج قليلا مع الزركشي لمناقشة العلل والفوائد في التردد. فنلفاه يقول: «وإنما كررها لفائدة خلت عنه في الموضع الآخر. وهي أمور أحدها: أنه إذا كرر القصة زاد فيها شيئا. ألا ترى أنه ذكر الحية في عصا موسى ? وذكرها في موضع آخر ثعبانا. ففائدته أن ليس كل حية ثعبانا. وهذه عادة البلغاء أن يكرر أحدهم في آخر خطبته أو قصيدته كلمة لصفة زائدة. الثانية: أن الرجل كان يسمع القصة من القرآن، ثم يعود إلى أهله، ثم يهاجر بعده آخرون يحكون عنه ما نزل بعد صدور الأولين. وكان أكثر من آمن به مهاجريا. فلولا تكرر القصة لوقعت قصة موسى إلى قوم، وقصة عيسى إلى آخرين. وكذلك سائر القصص. فأراد الله سبحانه وتعالى اشتراك الجميع فيها، فيكون فيه إفادة القوم وزيادة تأكيد وتبصرة لآخرين، وهم الحاضرون. الثالثة: تسليته لقلب النبي ? مما اتفق للأنبياء مثله مع أممهم. قال تعالى:? وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك? الرابعة: أن إبراز الكلام الواحد في فنون كثيرة، وأساليب مختلفة، لا يخفى ما فيه من الفصاحة. الخامسة: أن الدواعي لا تتوفر على نقلها كتوفرها على نقل الأحكام. فلهذا كررت القصص دون الأحكام. السادسة: أن الله تعالى أنزل هذا القرآن وعجز القوم عن الإتيان بمثل آية لصحة نبوة محمد ? ثم بين وأوضح الأمر في عجزهم بأن كرر ذكر القصة في مواضع، إعلاما بأنهم عاجزون عن الإتيان بمثله. بأي نظم جاءوا، بأي عبارة عبروا. قال ابن فارس: وهذا هو الصحيح. السابعة: أنه لما سخر العرب بالقرآن قال:? فأتوا بسورة من مثله? وقال في موضع آخر:? فأتوا بعشر سور? فلو ذكر قصة آدم مثلا في موضع واحد واكتفى بها، لقال العربي بما قال الله تعالى:?
(يُتْبَعُ)
(/)
فأتوا بسورة من مثله? إيتونا أنتم بسورة من مثله. فأنزلها سبحانه في تعداد السور دفعا لحجتهم من كل وجه. الثامنة: أن القصة الواحدة من هذه القصص كقصة موسى مع فرعون، وإن ظن أنها لا تغاير الأخرى فقد يوجد في ألفاظها زيادة ونقصان، وتقديم وتأخير. وتلك حال المعاني الواقعة بحسب تلك الألفاظ. فإن كل واحدة لا بد وأن تخالف نظيرتها من نوع معنى زائد فيه لا يوقف عليه إلا منها دون غيرها فكأن الله تعالى فرق ذكر ما دار بينهما وجعله أجزاء، ثم قسم تلك الأجزاء على تارات التكرار لتوجد متفرقة فيها. ولو جمعت تلك القصص في موضع واحد لأشبهت ما وجد الأمر عليه من الكتب المتقدمة من انفراد كل قصة منها بموضع، كما وقع في القرآن بالنسبة ليوسف عليه السلام خاصة» () وهو الفهم الذي يجلي لنا صورة نص القصة "المثالي" الذي يحيط به الله ? إحاطة كاملة، والذي يتولاه نص السرد أجزاء يرددها في هيئات أسلوبية مختلفة يتجلى فيها إعجاز النظم والعرض. فما كان من مبررات "التكرار" التي ساقها الزركشي ليس سوى التعليل الخارجي للتردد في ارتباطه بالمناسبة والهدف العقائدي. وهي مبررات تستمد أحقيتها من الفقه الذي يتولى نص السرد في بنيته وشكله وتساوقه مع الموقف العام للسورة من جهة، وتشاكله مع المطلب الدعوي من جهة ثانية.
ويلتفت الزركشي إلى خاصية أخرى في التردد النصي والتكرار اللفظي، يستشف منها طبيعة النظم، وجماليات الأسلوب، فيقول: «فاجتمعت في هذه الخاصية من نظم القرآن عدة معان عجيبة: منها: أن التكرار فيها مع سائر الألفاظ لم يوقع في اللفظ هجنة، ولا أحدث مللا، فباين بذلك كلام المخلوقين. ومنها أنه ألبسها زيادة ونقصانا وتقديما وتأخيرا، ليخرج بذلك الكلام أن تكون ألفاظه واحدة بأعيانها فيكون شيئا معادا، فنزهه عن ذلك بهذه التغييرات. ومنها: أن المعاني التي اشتملت عليها القصة الواحدة من هذه القصص صارت متفرقة في تارات التكرير. فيجد البليغ لما فيها من التغيير ميلا إلى سماعها، لما جبلت عليه النفوس من حب التنقل في الأشياء المتجددة التي لكل منها حصة من الالتذاذ به مستأنفة. ومنها: ظهور الأمر العجيب في إخراج صور متباينة في النظم بمعنى واحد. وقد كان المشركون في عصر النبي ? يعجبون من اتساع الأمر في تكرير هذه القصص والأنباء، مع تغاير أنواع النظم وبيان وجوه التأليف. فعرفهم الله سبحانه أن الأمر بما يتعجبون منه مردود إلى قدرة من لا تلحقه نهاية، ولا يقع على كلامه عدد، لقوله تعالى:? قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا?» () فإذا كنا قد وجدنا المبررات ذات صبغة خارجية تستمد قوتها من الأثر السياقي الاجتماعي، فإن خواص النظم داخلية نسقية ترتكز في جمالياتها على المعطى اللغوي تركيبا وأسلوبا. وكأنها في صنيعها ذاك تتحول بالمعجز في القرآن الكريم من الأثر الخارجي إلى الأثر الداخلي الذي يكون له حظا نفسيا في تقرير الصدق.
وحاسة الزركشي البلاغية تملي عليه أن يتتبع هذه الخواص في خطوات ثلاث. تتدرج من اللفظ إلى النص إلى المعنى. وكأنه يدرك أن بين هذه الأطراف الثلاثة تراسلا سريا يفضي إلى حقيقة الجمال في النص القرآني جملة. لذلك ينصرف عن الشروط التي حددها النقاد والبلاغيون لفصاحة اللفظ إلى شرط الجمال في التلقي أساسا. فإذا اللفظ تحاشى الهجنة في مادته الصوتية، وتلافى الملل في محموله الدلالي والرمزي فقد استحصد شروط جمال التلقي كلها بما يضمن له القرار في النفس لذة وحسنا. فكأن المتلقي كلما ورد عليه اللفظ في حلته الجديدة يفاجئه بطعم يصب في ذائقته ألوانا من المتع، ترتفع به من حقيقة اللغة إلى حقيقة المعاينة الشاخصة. إن اللغة في مثل هذه الألفاظ لتنسحب متراجعة، فاسحة المجال أمام المعاينة التي تنفتح على الحركة الحية للموضوع. وكأن اللغة من الشفافية والخفة ما يرفع عنها ثقل القراءة والتلاوة، سريعا ما ترفع ستائرها لتكشف عن المشاهد المتحركة خلفها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ذلك هو شأن اللفظ، أما شأن النص فأوسع لاشتماله على الزيادة والنقصان، والتقديم والتأخير. فالموضوع الواحد قار ثابت في جميع الأحوال. بينما المتغير يتناوبه الزيادة والنقصان، والتقديم والتأخير. وكأن نص السرد في تراوحه بين هذه التارات يلبي المطالب الخارجية سياقا، والداخلية نسقا من غير أن يخل بأحدها. وهذه المراوحة تنزه النص من تهمة التكرار. ولسنا نجد من تعبير أبلغ في نفي التكرار في النصوص من لفظ التنزيه الذي اختاره الزركشي. وكأنه وجد في التراوح بين الزيادة والنقصان، والتقديم والتأخير ما ينفي عن القرآن الكريم مغمز التكرار في النص.
وأشد من هذا الفتح، التفات الباحث إلى المعنى المتجدد مع كل حركة. فهو لا يلتمس للجدة فصاحتها من اللفظ والتركيب، بل من أثرها في التلقي. فيرصد في الجبلة رغبة التجديد وتطلعها إليه. وكأنها تجدد بجدته عهدها بالحياة ذاتها. وقوله: "ما جبلت عليه النفوس من حب التنقل في الأشياء المتجددة التي لكل منها حصة من الالتذاذ به مستأنفة" يحيلنا على لذة النص .. بل لذة القراءة في النصوص، حين يكون النص مجالا عجيب المسالك، غريب المناظر، متجدد العناصر، ينسينا مشاق الرحلة، ويخرجنا من سيطرة الزمان والمكان القاهرة. وكأننا في فعلنا ذاك نملك الزمان والمكان على النحو الذي نصنع به لأنفسنا عالمنا الخاص المتحرر من كافة الإكراهات التي ألفناها في غيره. أليست القراءة ضرب من الرحلة التي تقتطع مشاقها من المجال الذي تذرعه. فإذا كان المجال هيِّنا، عامرا بالمناظر الجملية، كانت الرحلة من جنسه. أما إذا كان المجال خشن الطبيعة، متكسر الأديم، وعر المسالك، حزين الدروب، كانت الرحلة قطعة من العذاب.
إننا حين نعود إلى نصوص القدامى، نفحصها بأناة، نكتشف فيها ضربا من الذائقة الجمالية التي يشقيها أن تظل حبيسة النص لغة وتركيبا، بل ديدنها أن تشاكل بين اللغة والحياة. لا فرق عندها بين اللغة نظاما وبين نظام الحياة ذاتها. فما يجري على هذه جار على تلك. وما يستشف من حكمة وجمال هذه، يستشف من تلك. وكأن الذائقة العربية القديمة لم تكن لتفصل في الذات الواحدة بين حاسة الجمال الفني، وحاسة الجمال المطلق. إنها تتنقل في المتجدد فنا كان أو طبيعة تنقلا واحدا. فليس فيها ما يجعلها تسد هذه الذائقة لتفتح أخرى. وإنما تتشرب الجمال من جميع مساماتها دفعة واحدة.
وكثيرا ما يُرجع الدارسون إلى النقد الحديث اكتشاف مسألتي اللذة والمتعة في تعاطي النصوص. ويسندون ذلك الأمر إلى "رولان بارت" في حين أن المفسرين وعلماء الإعجاز قد خاضوا في ذلك خوضا بليغا. وليس يدفعنا إلى هذا التذكير شوفينية متجددة. بل لنقول أن مرادنا من "اللذة والمتعة" غير مرادهم. وأن فقهنا فيها يخالف فقههم. ذلك أن اللذة حسية ترتسم على الحواس بما تجنيه من ملامسة ومباشرة. وكأن الملتذ بالجمال –معنويا كان أو ماديا- لابد له من الاقتراب من الموضوع اقتراب المباشرة، يمتزج به امتزاج المخالطة والتماهي. وكأن المتذوق الملتذ عنصر من الموضوع الجمالي ذاته، تغيب كافة الأبعاد بينهما، فلا خارج خارج الموضوع، ولا داخل إلا داخل الموضوع. بينما المتعة تستمد حقيقتها مما يقدمه المتمتع لموضوع متعته مقابل ما جنى. وكأن الفعل فيه زيادة يقدمها فهما وفقها. وكأننا في اللذة نستشعر ضربا من الاستسلام التام للموضوع. أما في المتعة فنجد كثيرا من المشاركة والتقاطع بين ذات الموضوع وذات المتلقي.
إن الزرقاني –مثلا- يلتفت إلى معمار السورة ليتحدث عن اللذة والمتعة، فيقول: «فأنت تجد في الغالب كل سورة من سور القرآن جامعة لمزيج من مقاصد وموضوعات، يشعر الناظر فيها بمتعة ولذة كلما تنقل بين هذه المقاصد في السورة الواحدة. كما يشعر الآكل باللذة والمتعة كلما وجد ألوانا شتى من الأطعمة على المائدة الواحدة. وإذن ففي هذا النمط الذي اختاره القرآن فائدتان: دفع السأم والملل عن الناظر في هذا الكتاب. وانقياد النفوس إلى هدايته بلباقة من حيث لا تحس بغضاضة. يضاف إلى هذا ما نلمحه من الوحدة الفنية في السورة أو القطعة الواحدة. ومن وفاء القرآن بجميع الاصطلاحات البشرية» ()
(يُتْبَعُ)
(/)
ليس التردد مرهونا لوحده بظاهرة التكرار، بل التردد خاصية أسلوبية ذات هم تبليغي تلتقي وهندسة السورة أخيرا. وكأننا أمام لوحة تتعدد فيها العناصر وتتباين ألوانها وأحجامها، إلا أنها في حيز اللوحة تحتل من المواقع ما يؤهل العنصر منها لاشتغال الحيز والحجم الذي يناسبه أصلا قبل أن يناسب المعمار الذي يتموقع فيه. هذه الهيئة في السورة تمليها المقاصد التي أودعها فيها الله ? لتكون الروح الساري في أجزائها. ومثال اللوحة الذي اخترناه يكفل لنا ما تكفله اللوحة للعين التي ترمقها فتتنقل بين عناصرها متجولة في جميع الاتجاهات: ارتفاعا ونزولا، يمينا وشمالا. وكأنها في تنقلها ذاك تحاول أن تستجمع جميع العلاقات الممكنة بينها للخلوص إلى وحدتها الكبرى.
هذا الوعي فيها، يقيمنا أمام وحدتين على أقل تقدير وحدة المقاطع فيما يخصها من بناء ومقاصد، ووحدة السورة في تجميع المقاطع كلها تحت عنوان واحد. فإذا أقبل الدارس على المقطع الواحد كان له من تمامه ما يجعله يستقل بعالم خاص، لا تشوشه عليه عوالم المقاطع الأخرى، ولا تربك فيه فهمه. بل يتحول المقطع بين يديه، لما فيه من اكتمال واستقلالية نسبية، إلى كيان نابض بالحياة، يضج حركة ومشاعر وألوانا. كذلك الشأن في القصص التي ترددت في السور القرآنية، تأتي مقاطعها في مواطن خاصة من السورة لترتفع، كما ترتفع الصورة الأدبية في النسيج الإبداعي، معلنة عن توتر خاص، تنشعب بالدلالة في اتجاهات مختلفة، قبل أن تتراجع وقد تجاوزتها القراءة فاسحة المجال أمام فيض السورة المتجدد.
إن حركة الارتفاع والانخفاض في التردد القصصي في السور، يفسره المعمار المتصل بالمقاصد جملة. وليس يفهم التنوع في القصص داخل السورة الواحدة إلا على هذا النحو من التوالي بين الغرض العام للسورة وبين المثال الذي يقدمه المقطع القصصي فيها. من ثم لم يعد لفكرة التكرار من وجود يبررها. بل إن الذي: «يبدو أنه تكرار في القرآن – وأنه شيء ممل- غير صحيح. ولو كان كذلك لكانت الصور واحدة، ولكررت القصص كما تكرر الجمل المؤكدة، والأخبار المرددة لمجرد استقرارها في نفس السامع» () والذي يفحص المقاطع القصصية فحصا أسلوبيا تبليغيا في ضوء المقصد العام الذي يقدمه المعمار في السورة، يكتشف أن المقطع القصصي –في شكله المعروض- لم يقدم إلا وجها واحدا من حقيقته القصصية والدلالية، وأن فيه من الوجوه الأخرى التي يجب أن تتحول فيها الصياغة الأسلوبية تحولا تكشف فيه عن الوجوه الأخرى تباعا. وكأن نص السرد عبارة عن مرآة ذات أوجه متعددة، إذا حولناها قليلا كشف لنا وجهها التالي عن دلالة لم تكن في الوجه السابق. وهذا التحول يقتضي أن تتحول معه الهيئة الأسلوبية التي تكتنفه. إنه الأمر الذي يجعلنا نرى المقطع الواحد في ثوب التكثيف والإيجاز، وفي ثوب البسط والاسترسال، وبين بين .. وكأنه يلبس لكل حال لبوسها فيقدم ويؤخر، ويزيد وينقص .. يذكر أحداثا في موطن، ويغيبها في موطن آخر. والقراءة التي تراقب فيه هذا الصنيع تقف في كل نص من نصوصه على الجديد المستجد. إنها تقنية: «إبراز جوانب لا يمكن أداؤها على وجه واحد من وجوه التعبير. بل لابد أن تعاد العبارة أكثر من مرة، لكي تحمل في كل مرة بعضا من مشخصات المشهد .. وإن كانت كل عبارة منها تعطي صورة مقاربة للمشهد كله» () فالمشهد في نص القصة "المثال" شاخص بعيدا عن نص السرد، يقتطف منه هذا الأخير الهيئة التي تناسب المعمار العام للسورة وأجواءها. وقد يعود إليه ثانية وثالثة ليقتطف منه الموضوع عينه، ولكن في أثواب تتلون وتتمايز طولا وقصرا، بسطا وانقباضا. وصنيع اللغة في كل ذلك يراوح بين الجو المشاع داخليا في السرد وبين الجو العام للسورة. وكأننا إذ نقف على هذه الحقيقة في النص القرآني نقف على بناء ونظم لا يلتفت إلى الجزئي، بل همه في التكاملية التي ينشئها بين جميع عناصر المعمار مادية ومعنوية.
إن الذي يجنيه القارئ من هذه الميزة المتفردة للمعمار يجد قوته في الوحدة والتعدد: وحدة السورة من جهة، وتعدد مقاصدها من جهة ثانية. فالمقطع المتردد الذي صادفناه في سور سابقة أو لاحقة، يعود بين أيدينا مرة أخرى، ولكن عودته تفاجئنا دوما. وعنصر المفاجأة فيه تأتيه من التباعد بينه وبين صنوه في السور الأخرى، كما تأتيه من الشكل الذي يتمظهر فيه بين أيدينا جديدا في عرضه، جديدا في لغته، جديدا في عناصره. إنها الخاصية الجمالية في العرض القرآني التي تنقل المَشَاهد: «بجميع أبعادها وبأمانة وصدق، ولكن على دفعات ولقطات، وليس في معرض واحد حتى لا تتراكب وتتراكم. إنما يوزعها ويباعد بين مواضعها بحيث يمكن أن تستقل كل لقطة منها بذاتها، مستغنية عن كل التفاصيل. مثل اللحن الموسيقي المؤلف من أنغام متجانسة» () فالعرض في السرد القرآني يتخير في الحادثة ما يكون ألصق دلالة بالموقف الخاص قصا، وبالسياق الدعوي العام علاجا وتمثيلا. فهو إن ركز على جانب في هذه السورة، التفت إلى جانب آخر في سورة أخرى.(/)
تقرير في الفصاحة
ـ[عمر المعاضيدي]ــــــــ[04 - 12 - 2009, 04:32 م]ـ
البحث في البلاغة
الفصاحة لغة وإصطلاحا
الفصاحة الظهور والبيان، ومنها أفصح اللبن إذا انجلت رغوته، وفصح فهو فصيح قال الشاعر: وتحت الرغوة اللبن الفصيح ويقال أفصح الصبح إذا بدا ضوءه، وأفصح كل شيء إذا وضح وفي الكتاب العزيز وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي وفصح النصارى عيدهم وقد تكلمت به العرب. قال حسان بن ثابت: -
ودنا الفصح فالولائد ينظمن سراعا أكلة المرجان
ويجوز أن يكون ذلك لاعتقادهم أن عيسى عليه السلام ظهر فيه وسمى الكلام الفصيح فصيحاً - كما أنهم سموه بياناً - لأعرابه عما عبر به عنه، وإظهاره له إظهاراً. جلياً. روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: أنا أفصح العرب بيد أني من قريش والفرق بين الفصاحة والبلاغة،
ثم إن الفصاحة مقصورة على وصف الألفاظ، والبلاغة لا تكون إلا وصفاً للألفاظ مع المعاني. لا يقال في كلمة واحدة لا تدل على معنى يفضل عن مثلها بليغة، وإن قيل فيها إنها فصيحة. وكل كلام بليغ فصيح
شروط فصاحة الكلمة
عدم تنافر الحروف وعدم مخالفة القانون الصرفي و التجرد من الغرابة ثم علامة كون الكلمة فصيحة أن يكون استعمال العرب الموثوق بعربيتهم لها كثيراً أو أكثر من استعمالهم ما بمعناها.
فصاحة المفرد
فصاحة المفرد فهي خلوصه من تنافر الحروف والغرابة ومخالفة القياس اللغوي،
تنافر الحروف
فتَنافُرُ الحروفِ وَصْفٌ في الكلمةِ يُوجِبُ ثِقَلَها على اللسانِ وعُسْرَ النُّطْقِ بها، نَحْوُ الظَّشِّ للموْضِعِ الْخَشِنِ، والْهَعْخَعِ لنباتٍ تَرْعَاه الإبلُ، والنُّقَاخِ للماءِ العذْبِ الصافي، والْمُسْتَشْزَرِ لِلْمَفْتُولِ. والتنافر منه
1 - ما تكون الكلمات بسببه متناهية في الثقل على اللسان وعسر النطق بها متتابعة كما في البيت الذي أنشده الجاحظ:
وقبر حرب بمكان قفر ... وليس قرب قبر حرب قبر
2 - ومنه ما دون ذلك كما في قول أبي تمام:
كريم متى أمدحه أمدحه والورى ... معي وإذا ما لمته لمته وحدي
فإن في قوله أمدحه ثقلاً ما لما بين الحاء والهاء من تنافر.
الغرابة
الغرابة أن تكون الكلمة وحشية لا يظهر معناها فيحتاج في معرفتها إلى من ينقر عنها في كتب اللغة المبسوطة كما روى عيسى بن عمر النحوي أنه سقط عن حمار فاجتمع عليه الناس فقال: ما لكم تكأكأتم علي تكأكؤكم على ذي جنة افرنقعوا عني. أي اجتمعتم تنحوا،
مخالفة القياس
ومخالَفةُ القياسِ: كونُ الكلمةِ غيرَ جاريةٍ على القانونِ الصَّرْفيِّ، كجَمْعِ (بُوقٍ) على (بُوقاتٍ) في قولِ المتنبِّي:
فإنْ يكُ بعضُ الناسِ سيفًا لدولةٍ = ففي الناسِ بُوقاتٌ لها وطبولُ
إذ القياسُ في جَمْعِه للقِلَّةِ (أبواقٌ). وكـ (مَودَدَةٍ) في قولِه:
إنَّ بَنِيَّ لَلِئَامٌ زَهَدَهْ = ما ليَ في صدورِهم مِنْ مَوْدَدَهْ
والقياسُ: (موَدَّةٌ) بالإدغامِ.
الكراهة في السمع
ومن الكراهة في السمع بأن تمج الكلمة ويتبرأً من سماعها كما يتبرأ من سماع الأصوات المنكرة. كأستعمال المتنبي كلمة جرشي في
قوله: مبارك الاسم أغر اللقب ... كريم الجر شي شريف النسب
فإنك تجد في الجرشي تأليفاً يكرهه السمع وينبو عنه، ومثل ذلك قول زهير بن أبي سلمى:
تقي نقي لم يكثر غنيمةً ... بنهكة ذي قربى ولا بحقلد
والحقلد - كلمة توفي على قبح الجرشي وتزيد عليها
فصاحة الكلام
وفصاحةُ الكلامِ: سلامتُه منْ تَنافُرِ الكلماتِ مجتمعةً، ومنْ ضَعْفِ التأليفِ، ومن التعقيدِ، معَ فصاحةِ كلماتِهِ.
تحقق بتوفر هذه الشروط الأربعة.
ضعف التأليف
وضَعْفُ التأليفِ: كونُ الكلامِ غيرَ جارٍ على القانونِ النحويِّ المشهورِ، كالإضمارِ قبلَ الذكْرِ لَفْظًا ورُتْبَةً في قولِه:
جَزَى بنُوهُ أَبَا الغِيلانِ عنْ كِبَرٍ = وحُسْنِ فِعْلٍ كما يُجزَى سِنِمَّارُ
التعقيد واقسامه
والتعقيدُ: أنْ يكونَ الكلامُ خَفِيَّ الدلالةِ على المعنى المرادِ.
والخفاءُ إمَّا منْ جهةِ اللفظِ، بسببِ تقديمٍ أوْ تأخيرٍ أوْ فَصْلٍ، ويُسمَّى تعقيدًا لفظِيًّا، كقولِ المتنبِّي:
وَمَا مِثْلُه في النَّاسِ إلا مُمَلكاً ... أَبو أُمهِ حَيٌّ أَبوهُ يُقَاربُه)
يريدُ: مَا مثلُه في الناسِ حَيٌّ يقاربهُ إلاّ مُملكٌ أَبو أُمِ ذلكَ المملكِ أَبوهُ ولكنْ نصبَ مملكاً حيثُ قَدَّمَ الإستثناءَ.
وإمَّا منْ جهةِ المعنى بسببِ استعمالِ مَجازاتٍ وكِناياتٍ، لا يُفْهَمُ المرادُ بها، ويُسَمَّى تَعقيدًا معنويًّا، نحوُ قولِكَ: (نَشَرَ الْمَلِكُ أَلْسِنَتَه في المدينةِ)، مُريدًا جواسيسَه، والصوابُ: (نَشَرَ عيونَه). وقولِه:
سأطلبُ بُعدَ الدارِ عنكم لِتَقْرَبُوا = وتَسْكُبُ عينايَ الدموعَ لتَجْمُدا
حيث كَنَّى بالجمودِ عن السرورِ، معَ أنَّ الجمودَ يُكَنَّى بهِ عن البُخْلِ وقتَ البكاءِ.
كثرة التكرار
هو كثرة تكرار اللفظ الواحد عدة مرات على هيئة اسم او فعل او حرف كقول احدهم:
إني وأسطارْ سُطِرْنَ سَطْرَا ... لَقَائِلٌ: يا نَصْرُ نَصْرَاً نَصْرَا
ويكون كثرة التكرار اكثر من مرتين فأذا كان مرتين سمي تكرار واذا كان ثلاثا سمي كثرة التكرار لأن التكرار مرة واحدة لا يخل بالفصاحة.
تتابع الإضافات
وهو ان يتبع الشيئ الشيئ في الأفعال.
كقول إبن بابك:
حمامة جرعى حومة الجندل اسجعي ... فأنت بمرأى من سعاد ومسمع.
فهنا نلاحظ كثرة الإضافات في الشطر الأول
فصاحة المتكلم
ملكة يقتدر بها على التعبير عن المقصود بلفظ فصيح.
وأسأل الله تعالى ان اكون قد وفقت في التقرير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رحمة]ــــــــ[04 - 12 - 2009, 07:28 م]ـ
جزاكم الله كل الخير أخي الكريم
تقرير جميل و مبسط بارك الله فيكم
ـ[عمر المعاضيدي]ــــــــ[05 - 12 - 2009, 04:11 م]ـ
وفيك بارك الله اخيتي
ـ[أنوار]ــــــــ[05 - 12 - 2009, 10:26 م]ـ
بارك الله فيكم أستاذنا الكريم ونفع بعلكم ..
ـ[عمر المعاضيدي]ــــــــ[06 - 12 - 2009, 11:54 ص]ـ
وفيك بارك الله استاذتي الكريمة
تلميذكم عمر(/)
ممكن مساعدة أختكم في الله
ـ[بنت السعوديه]ــــــــ[05 - 12 - 2009, 05:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أنا عضوه جديده انضميت لكم وأتمنى منكم قبولي بأسرتكم وبودي وكلي رجا بمساعدتكم لي , عندي بحث بسوره النجم " دراسه بلاغيه لهذه السوره كامله "
أوضح أكثر يعني دراسه الآيات من حيث التركيب: 1/ أحوال اللفظ
2/ أحوال الجمله
ارجوكم ساعدوني الله يجزيكم الجنه
ـ[بنت السعوديه]ــــــــ[05 - 12 - 2009, 06:56 م]ـ
الله يجزاكم خير ساعدوني
وينكم؟!
ماأحد رد
ـ[أنوار]ــــــــ[05 - 12 - 2009, 10:35 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
أختي الكريمة ..
لو رجعتِ لتفاسير القرآن الكريم .. ستفيدك كثيراً .. بالذات التفاسير البلاغية على سبيل المثال:
- الكشاف .. للزمخشري.
- مفاتيح الغيب .. للفخر الرازي.
- التحرير والتنوير .. لابن عاشور.
ومرحباً بكِ في الفصيح .. أرجو لكِ طيب المقام ..
ـ[بنت السعوديه]ــــــــ[06 - 12 - 2009, 05:31 م]ـ
يعطيك العافيه اختي
عندي الكتب بس ابي شرح للآيات وتوضيح مافيها من بلاغه ولو رجعتي للكتب تلقين توضيح لآيتين لا اكثر وانا بودي الآيات كامله لنفس السوره
أتمنى منك ومن الجميع المساعده وأكون شاكره ...
ـ[بنت السعوديه]ــــــــ[06 - 12 - 2009, 07:00 م]ـ
اختي أنوار ماأريده ليس بحث بمعنى الكلمه إنما شبيه بالبحث شي مبسط فقط كواجب مثلآ
طلبي هو شرح واستخراج مافي آيات السوره بمالا يتدعى العشر صفحات فقط , ماأريد مساعدتكم به هو استخراج مافي آيات سوره النجم فقط وأنا اكمل ماتبقى , استخرجت من الآيه الأولى (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى، مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى، وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى). القسم وجواب القسم "اسلوب انشائي"
(وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى)
وقد جاءت الآيتان بأسلوب القصر عن طريق النفي والاستثناء
(مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى). انشائيه نفي
ثم نفى تأثير أهواء النفس في قوله وحديثه (نطقه) (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى)، ثم حصر نطقه في كونه وحيا.
هذا مااستطعت ولكن للسوره بقيه أتمنى من الجميع مساعدتي لاستخراج وتذوق خفايا وبلاغه هذه السوره
ـ[أنوار]ــــــــ[06 - 12 - 2009, 11:44 م]ـ
اختي أنوار ماأريده ليس بحث بمعنى الكلمه إنما شبيه بالبحث شي مبسط فقط كواجب مثلآ
طلبي هو شرح واستخراج مافي آيات السوره بمالا يتدعى العشر صفحات فقط
مرحبا بكِ أخيتي ..
طيب .. تريدين شرح للآيات إذا:
أولاً .. انظري تفسير ابن كثير والطبري .. ومن ثم تعودين لتفسير " في ظلال القرآن " لسيد قطب وهذا التفسير سيمنحك إحساس بعمق معنى الآية ..
وبعد الفهم العميق للآية يمكنك العودة للتفاسير البلاغية ..
وهذا رابط ( http://www.altafsir.com/Tafasir.asp) يعينكِ بإذن الله .. فقد جمع فيه كل التفاسير ..
ـ[بنت السعوديه]ــــــــ[08 - 12 - 2009, 06:29 م]ـ
جزاك الله خيرآ اختي أنوار وجعله في موازين حسناتك(/)
مختارات من سورتي المعارج والقارعة
ـ[أنوار]ــــــــ[07 - 12 - 2009, 12:29 ص]ـ
قال تعالى في سورة المعارج: (وتكون الجبال كالعهن) 9.
وقال في سورة القارعة: (وتكون الجبال كالعهن المنفوش) 5.
فزاد كلمة (المنفوش) في سورة القارعة على ما في المعارج، فما سبب ذاك؟
1 - أنه لما ذكر القارعة في أول السورة، والقارعة من (القَرْعِ)، وهو الضرب بالعصا، ناسب ذلك ذكر النفش، لأن من طرائق نفش الصوف أن يُقرعَ بالمقرعة.
كما ناسب ذلك من ناحية أخرى وهي أن الجبال تهشم بالمقراع (وهو من القَرْع) وهو فأس عظيم تُحَطَّم به الحجارة، فناسب ذلك ذكر النفش أيضاً.
فلفظ القارعة أنسب شيء لهذا التعبير.
كما ناسب ذكر القارعة ذكر (الفراش المبثوث) في قوله: (يَوْمَ يكونُ النّاسُ كالفَراشِ المبثوثِ) أيضاً؛ لأنك إذا قرعت طار الفراش وانتشر. ولم يحسن ذكر (الفراش) وحده كما لم يحسن ذكر (العهن) وحده.
2 - إن ما تقدم من ذكر اليوم الآخر في سورة القارعة، أهول وأشد مما ذكر في سورة المعارج فقد قال في سورة المعارج: (تَعْرُجُ الملائكَةُ والرّوحُ إلَيْهِ في يَومٍ كانَ مِقدارُهُ خمَسينَ ألفَ سَنَةٍ. فاصبِرْ صَبراً جمَيلاً. إنهُمْ يَرونَهُ بَعيداً. وَنَراهُ قَريباً) وليس متفقاً على تفسير أن المراد بهذا اليوم، هو اليوم الآخر. وإذا كان المقصود به اليوم الآخر فإنه لم يذكر إلا طول ذلك اليوم، وأنه تعرج الملائكة والروح فيه. في حين قال في سورة القارعة: (القارعة. مَا القارِعَةُ. وَما أدْراكَ ما القارِعَةُ) فكرر ذكرها وعَظَّمها وهوَّلها. فناسب هذا التعظيم والتهويل أن يذكر أن الجبال تكون فيه كالعهن المنفوش.
وكونها كالعهن المنفوش أعظم وأهول من أن تكون كالعهن من غير نفش كما هو ظاهر.
3 - ذكر في سورة المعارج أن العذاب (واقع) وأنه ليس له دافع (سَألَ سائلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ. للكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِع) ووقوع الثقل على الصوف من غير دفع له لا ينفشه بخلاف ما في القارعة، فإنه ذكر القرع وكرره، والقرع ينفشه وخاصة إذا تكرر، فناسب ذلك ذكر النفش فيها أيضاً.
4 - التوسع والتفصيل في ذكر القارعة حسَّن ذكرَ الزيادة والتفصيل فيها، بخلاف الإجمال في سورة المعارج، فإنه لم يزد على أن يقول: "في يَومٍ كانَ مِقدارُهُ خمَسينَ ألفَ سَنَةٍ ".
5 - إن الفواصل في السورتين تقتضي أن يكون كل تعبير في مكانه، ففي سورة القارعة قال تعالى:"يَوْمَ يَكونُ النّاسُ كالفَراشِ المبثوث. وَتَكونُ الجِبالُ كالعِهنِ المنفوشِ). فناسبت كلمة (المنفوش) كلمةَ (المبثوث).
وفي سورة المعارج، قال: (يَوْمَ تكونُ السّماءُ كالمهُلِ. وَتَكونُ الجِبالُ كالعِهنِ) فناسب (العهن) (المهل).
6 - ناسب ذكر العهن المنفوش أيضاً قوله في آخر السورة: (نار حامية) لأن النار الحامية هي التي تُذيبُ الجبالَ، وتجعلها كالعهن المنفوش، وذلك من شدة الحرارة، في حين ذكر صفة النار في المعارج بقوله: "كلا إنها لظى. نَزّاعة للشّوَى". والشوى هو جلد الإنسان.
والحرارة التي تستدعي نزع جلد الإنسان أقل من التي تذيب الجبال، وتجعلها كالعهن المنفوش، فناسب زيادة (المنفوش) في القارعة من كل ناحية.
والله أعلم.
7 - كما أن ذكر النار الحامية مناسب للقارعة من ناحية أخرى، ذلك أن (القَرَّاعة) – وهي من لفظ القارعة – هي القداحة التي تُقدح بها النار.
فناسب ذكر القارعة ذكر الصوف المنفوش، وذكر النار الحامية، فناسب آخر السورة أولها.
وبهذا نرى أن ذكر القارعة حسَّنَ ذكر (المبثوث) مع الفراش، وذكر (المنفوش) مع الصوف، وذكر النار الحامية في آخر السورة.
والله أعلم.
...................................................
(لمسات بيانية في نصوص من التنزيل) للدكتور فاضل السامرائي، ص 198 - 200
ـ[هكذا]ــــــــ[07 - 12 - 2009, 03:20 ص]ـ
شكر الله للأستاذة أنوار هذا الطرح وجزاها خير الجزاء:
ولي عودة _بإذن الله_ هنا كعودة الأستاذة في مواطن حذف المفعول.
ـ[نبراس المعالي]ــــــــ[07 - 12 - 2009, 09:39 ص]ـ
أفضل من قرأت له في تفسير القارعة سيد قطب في تفسيره في ظلال القران
ـ[أنوار]ــــــــ[08 - 12 - 2009, 04:54 م]ـ
شكر الله للأستاذة أنوار هذا الطرح وجزاها خير الجزاء:
ولي عودة _بإذن الله_ هنا كعودة الأستاذة في مواطن حذف المفعول.
جزيتم خيراً لمروركم الكريم ..
لي عودة بإذن الله
ـ[أنوار]ــــــــ[08 - 12 - 2009, 04:57 م]ـ
أفضل من قرأت له في تفسير القارعة سيد قطب في تفسيره في ظلال القران
وهو من أفضل التفاسير وأعمقها غوصا في دلالات الآيات ومعانيها ..
أشكر لكم هذا المرور
ـ[أسامة عبد الرؤوف]ــــــــ[12 - 12 - 2009, 04:17 م]ـ
بارك الله فيك على النقل الطيب
زادنا الله علما(/)
مسابقة .. "أولم يتفكروا"
ـ[أنوار]ــــــــ[07 - 12 - 2009, 12:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .. وصلاة وسلاماً على خير عباده اللذين اصطفى ..
قال تعالى في ذم من كفر: " قتل الإنسان ما أكفره " عبس 17.
فلماذا اختار الله تعالى لفظ " القتل " دون لفظ " الموت "،
مع أن كليهما هلاك؟؟
ـ[الباز]ــــــــ[07 - 12 - 2009, 01:25 ص]ـ
فلماذا اختار الله تعالى لفظ " القتل " دون لفظ " الموت "
محاولة:
قُتل هنا بمعنى لُعن مثل قوله عز وجل: قُتِلَ الخراصون
والإنسان المقصود في الآية هو الكافر المكذب بيوم الدين
والله أعلم
ـ[أنوار]ــــــــ[07 - 12 - 2009, 02:10 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ..
جوابكم نصف من الصحة .. وأضيف إليه ..
- استخدمت لفظة القتل دون الموت .. أولاً لبشاعة القتل .. أما الموت فالكل سيموت وليس العكس. وثانياً: اللعن.
وتعني .. أن هذا الإنسان لو وجد الإنصاف لقتل جزاء شره ..
هل تتكرم بسؤال .. ؟؟
ـ[الباز]ــــــــ[07 - 12 - 2009, 02:57 ص]ـ
قوله تعالى:
وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
لماذا قال الله عز وجل (واللهُ عزيز حكيم) ولم يقل مثلا: "والله غفور رحيم" أو أي صفات أخرى غيرها؟؟
ـ[أنوار]ــــــــ[07 - 12 - 2009, 03:11 ص]ـ
تذكرت قصة الأعرابيّ الذي سمع قارئاً يقرأ الآية فاستبدل " عزيز حكيم " بـ " غفور رحيم "، فقال له: كلام من هذا .. قال القارئ كلام الله .. قال الأعرابي .. لا يكون هذا كلام الله ..
فتنبه القارئ لخطئه .. فقال الأعرابي: عزّ فحكمَ فقطع ..
ولو غفر ورحم لما قطع ..
فالموقف موقف شدّة .. يناسبه العزة في الحكم ..
والله اعلم ..
ـ[الباز]ــــــــ[07 - 12 - 2009, 04:18 ص]ـ
تذكرت قصة الأعرابيّ الذي سمع قارئاً يقرأ الآية فاستبدل " عزيز حكيم " بـ " غفور رحيم "، فقال له: كلام من هذا .. قال القارئ كلام الله .. قال الأعرابي .. لا يكون هذا كلام الله ..
فتنبه القارئ لخطئه .. فقال الأعرابي: عزّ فحكمَ فقطع ..
ولو غفر ورحم لما قطع ..
فالموقف موقف شدّة .. يناسبه العزة في الحكم ..
والله اعلم ..
بارك الله فيك أستاذتنا الكريمة
إجابة كاملة
ننتظر تنشيط الموضوع بمشاركات الإخوة والأخوات
تحيتي وتقديري
ـ[أنوار]ــــــــ[07 - 12 - 2009, 07:35 ص]ـ
قال تعالى في بيان أصل خلقة آدم - عليه السلام -: " إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ". آل عمران 59 .. فجعل خلقه هنا من تراب ..
وفي موضع آخر قال: " إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراً من طين " ص 71 .. وجعل خلقه هنا من طين ..
لماذا عدل القرآن الكريم عن التعبير بلفظ {الطين} إلى لفظ {التراب} في الآية الأولى،
مع أن الطين هو مجموع الماء والتراب؟؟
ـ[إيمان قلب]ــــــــ[07 - 12 - 2009, 10:03 ص]ـ
السلام عليكم:
هل الإجابات في هذه الزاوية تعتمد على اجتهاد شخصي؟
أم أن فيها عودة لكتب التفسير؟
ولو كانت اجتهادات شخصية فهل يجوز لنا هذا؟
ـ[أنوار]ــــــــ[07 - 12 - 2009, 03:16 م]ـ
السلام عليكم:
هل الإجابات في هذه الزاوية تعتمد على اجتهاد شخصي؟
أم أن فيها عودة لكتب التفسير؟
ولو كانت اجتهادات شخصية فهل يجوز لنا هذا؟
مرحباً بك أخية ..
بل تعتمد على كتب التفاسير والدراسات القرآنية ..
وليست اجتهادات شخصية ..
ففي الآيات القرآنية لابد من توخي الحذر ..
رعاكِ الله ..
ـ[الباز]ــــــــ[07 - 12 - 2009, 04:38 م]ـ
قال تعالى في بيان أصل خلقة آدم - عليه السلام -: " إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ". آل عمران 59 .. فجعل خلقه هنا من تراب ..
وفي موضع آخر قال: " إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراً من طين " ص 71 .. وجعل خلقه هنا من طين ..
لماذا عدل القرآن الكريم عن التعبير بلفظ {الطين} إلى لفظ {التراب} في الآية الأولى،
مع أن الطين هو مجموع الماء والتراب؟؟
قال الزركشي -بتصرف- "أن الآية جاءت في سياق تقريع وتنبيه
من يؤلهون عيسى عليه السلام ولذلك اختار أدنى العناصر وأكثفها
(التراب) ليصغر خلقه عندهم".
والكثافة الترابية بعيدة كل البعد عن الألوهية.
فاللفظة إذن مناسبة للمعنى المراد ولا يقوم غيرها مقامها
والله أعلم
ـ[إيمان قلب]ــــــــ[07 - 12 - 2009, 07:02 م]ـ
مرحباً بك أخية ..
بل تعتمد على كتب التفاسير والدراسات القرآنية ..
وليست اجتهادات شخصية ..
ففي الآيات القرآنية لابد من توخي الحذر ..
رعاكِ الله ..
بورك فيكِ أختي أنوار
ورعاكِ ..
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[07 - 12 - 2009, 09:12 م]ـ
لماذا قال الله عز وجل (واللهُ عزيز حكيم) ولم يقل مثلا: "والله غفور رحيم" أو أي صفات أخرى غيرها؟؟
بارك الله فيكم جميعا
سيدتي أنوار
سيدي الباز
هل لنا أن نقول (ما الحكمة في قول ربنا عز وجل ... ؟) بدلا من أن نقول (لماذا؟) والله تعالى أعلى وأعلم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[07 - 12 - 2009, 09:27 م]ـ
قال ربنا تعالى
(وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)
ما الحكمة في قوله تعالى
(قضى) والفرق بينها وبين (أمر) من ناحية الدلالة اللغوية؟؟
(الوالدين)؟؟
(وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)؟؟
ـ[أنوار]ــــــــ[07 - 12 - 2009, 09:34 م]ـ
هل لنا أن نقول (ما الحكمة في قول ربنا عز وجل ... ؟) بدلا من أن نقول (لماذا؟) والله تعالى أعلى وأعلم؟
بارك الله فيكم أستاذنا الكريم ..
وأشكر لكم هذه اللفتة القيمة ..
ـ[أنوار]ــــــــ[07 - 12 - 2009, 11:07 م]ـ
قال ربنا تعالى
(وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)
ما الحكمة في قوله تعالى
(قضى) والفرق بينها وبين (أمر) من ناحية الدلالة اللغوية؟؟
(وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)؟؟
قال الفخر الرازي في تفسيره مفاتيح الغيب:
القضاء معناه الحكم الجزم البت الذي لا يقبل النسخ. والدليل عليه أن الواحد منا إذا أمر غيره بشيء فإنه لا يقال: إنه قضى عليه، أما إذا أمره أمراً جزماً وحكم عليه بذلك الحكم على سبيل البت والقطع،
فههنا يقال: قضى عليه ولفظ القضاء في أصل اللغة يرجع إلى إتمام الشيء وانقطاعه.
وقال سيد قطب في ظلاله:
أن لفظة قضى: تخلع على الأمر حتمية التوكيد .. إلى جانب القصر الذي تبعها فيفيد النفي والاستثناء .. فتبدوا في جو التعبير ظلال التوكيد والتشديد ..
والقضاء يعني: الحكم الجزم البت الذي لا يقبل النسخ.
ويقصد بالنسخ - والله أعلم - .. التغيير والتبديل والتحويل ..
ـ[أنوار]ــــــــ[08 - 12 - 2009, 01:38 ص]ـ
قال الزركشي -بتصرف- "أن الآية جاءت في سياق تقريع وتنبيه
من يؤلهون عيسى عليه السلام ولذلك اختار أدنى العناصر وأكثفها
(التراب) ليصغر خلقه عندهم".
والكثافة الترابية بعيدة كل البعد عن الألوهية.
فاللفظة إذن مناسبة للمعنى المراد ولا يقوم غيرها مقامها
والله أعلم
عفوا .. تجاوزتُ مشاركتكم سهوا مني ..
جواب صائب .. بارك الله فيكم ..
واسمح لي بإضافة:
- ولذلك نجد السياق القرآني عندما يأمر الناس بعدم الغرور والتفاخر بالأحساب والأنساب بينهم .. يأتي التركيز على جانب التراب لرخصه وهوانه ..
- و في موضع آخر لما أراد المولى عز وجل .. أن يمتن على بني إسرائل .. أخبرهم بعيسى وأنه يخلق لهم من الطين كهيئة الطير؛ تعظيماً لأمر ما يخلقه بإذنه .. " وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير "
ـ[الباز]ــــــــ[10 - 12 - 2009, 11:39 م]ـ
شكرا لكم
--------
وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً
ما سر رفع الهاء في (عَلَيْهُ)؟؟
ـ[مهاجر]ــــــــ[11 - 12 - 2009, 12:12 ص]ـ
مرحبا بكم أيها الكرام.
جزاكم الله خيرا على هذه النافذة ذات اللطائف المعنوية الدقيقة.
وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً:
هل يقال: لتفخيم لفظ الجلالة فسياق العهد يناسبه التفخيم؟.
والله أعلى وأعلم.
ـ[إيمان قلب]ــــــــ[11 - 12 - 2009, 07:41 ص]ـ
مرحبا بكم أيها الكرام.
جزاكم الله خيرا على هذه النافذة ذات اللطائف المعنوية الدقيقة.
وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً:
هل يقال: لتفخيم لفظ الجلالة فسياق العهد يناسبه التفخيم؟.
والله أعلى وأعلم.
وهذا ماقرأته أيضا في روح المعاني للآلوسي إذ قال:
"وقرأ الجمهور عليه بكسر الهاء كما هو الشائع وضمها حفص هنا قيل: وجه الضم إنها هاء هو وهي مضمومة فاستصحب ذلك كما في له وضربه ووجه الكسر رعاية الياء وكضا في إليه وفيه وكذا فيما إذا كان قبلها كسرة نحو به ومررت بغلامه لثقل الانتقال من الكسر إلى الضم وحسن الضم في الآية التوصل به إلى تفخيم لفظ الجلالة الملائم لتفخيم أمر العهد المشعر به الكلام وأيضا إبقاء ما كان على ما كان ملائما للوفاء بالعهد وإبقاؤه وعدم نقضه"
والله أعلم ...
ـ[أحلام]ــــــــ[12 - 12 - 2009, 02:19 ص]ـ
جزيتم خيراً على هذا العرض الطيب -اساتذتنا الكرام-
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[12 - 12 - 2009, 08:37 م]ـ
قال الفخر الرازي في تفسيره مفاتيح الغيب:
وقال سيد قطب في ظلاله:
ويقصد بالنسخ - والله أعلم - .. التغيير والتبديل والتحويل ..
عذرا على التأخير
كلام طيب سيدتي وأحب أن أضيف
1 - هناك فرق بين أمر وقضى فمفهوم كلمة (قضاء) يختلف عن مفهوم كلمة (أمر) , فالقضاء يعني القرار و الأمر المحكم الذي لا نقاش فيه.
2 - التعبير عن (إحسانا) بلفظ التنكير, وذلك للدلالة على التعظيم, فهي تفيد أن يكون الإحسان إلى الوالدين إحسانا عظيما كاملا والإحسان هنا يكون أشمل زمانا ومكانا وكرما أكثر من أن نقول احسن إلى الوالدين.
والله أعلى وأعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباز]ــــــــ[13 - 12 - 2009, 12:26 ص]ـ
مرحبا بكم أيها الكرام.
جزاكم الله خيرا على هذه النافذة ذات اللطائف المعنوية الدقيقة.
وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً:
هل يقال: لتفخيم لفظ الجلالة فسياق العهد يناسبه التفخيم؟.
والله أعلى وأعلم.
أخي مهاجر
بارك الله فيك
إجابة شافية
شكرا جزيلا
وهذا ماقرأته أيضا في روح المعاني للآلوسي إذ قال:
"وقرأ الجمهور عليه بكسر الهاء كما هو الشائع وضمها حفص هنا قيل: وجه الضم إنها هاء هو وهي مضمومة فاستصحب ذلك كما في له وضربه ووجه الكسر رعاية الياء وكضا في إليه وفيه وكذا فيما إذا كان قبلها كسرة نحو به ومررت بغلامه لثقل الانتقال من الكسر إلى الضم وحسن الضم في الآية التوصل به إلى تفخيم لفظ الجلالة الملائم لتفخيم أمر العهد المشعر به الكلام وأيضا إبقاء ما كان على ما كان ملائما للوفاء بالعهد وإبقاؤه وعدم نقضه"
والله أعلم ...
أخي إيمان قلب
بارك الله فيك
شكرا جزيلا للإضافة القيمة
ـ[أنوار]ــــــــ[13 - 12 - 2009, 12:42 ص]ـ
عذرا على التأخير
كلام طيب سيدتي وأحب أن أضيف
1 - هناك فرق بين أمر وقضى فمفهوم كلمة (قضاء) يختلف عن مفهوم كلمة (أمر) , فالقضاء يعني القرار و الأمر المحكم الذي لا نقاش فيه.
2 - التعبير عن (إحسانا) بلفظ التنكير, وذلك للدلالة على التعظيم, فهي تفيد أن يكون الإحسان إلى الوالدين إحسانا عظيما كاملا والإحسان هنا يكون أشمل زمانا ومكانا وكرما أكثر من أن نقول احسن إلى الوالدين.
والله أعلى وأعلم
جزاكم الله خيراً أستاذنا الكريم ..
أما إحسانا .. فلم أفهم المراد من السؤال لذا تركت ..
أشكركم ..
والشكر موصول للأستاذ الباز والسؤال القيم ..
وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً
ـ[أنوار]ــــــــ[13 - 12 - 2009, 12:50 ص]ـ
سأتطفل بوضع سؤال .. على أن السؤال من حق من أجاب .. وليكن لهم ذلك حال عودتهم ..
قال تعالى في سورة الليل: " فأما من أعطى واتقى، وصدق بالحسنى، فسنيسره لليسرى " ..
كما نعلم أن الفعل أعطى ينصب مفعولين .. ولكن في الآية الكريمة حذف مفعوليه .. ما النكتة البلاغية في ذلك؟؟
ـ[مهاجر]ــــــــ[13 - 12 - 2009, 02:46 ص]ـ
أخي مهاجر
بارك الله فيك
إجابة شافية
شكرا جزيلا
أخي إيمان قلب
بارك الله فيك
شكرا جزيلا للإضافة القيمة
وبارك فيك أخي الباز وفي الأخت إيمان على التذييل النافع بذكر المصدر، وقد سمعتها من سنوات من أحد الفضلاء عندنا، وهو من أهل التجويد، ولم يذكر لها عزوا، فهي، على كلٍ ليست من كيسي!. والحمد لله أن وافقتْ قول إمام محقق كالألوسي رحمه الله.
&&&&&
وفي سؤال الأستاذة أنوار:
هل يقال هو إمعانا في بيان عموم الإعطاء بغض النظر عن قدره والمعطى له؟.
والله أعلى وأعلم.
فهمت أن السؤال لمن أجاب بمعنى أنه يصح له أن يطرح هو سؤالا:
لماذا حذفت النون في: (وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا)، و في قوله تعالى: (وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ)
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[14 - 12 - 2009, 09:59 ص]ـ
تحذف النون هنا للتخفيف بشرط ألا يليها سكون، فإن وليها ساكن بقيت.
السؤال:
{وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ... }
ما سبب اختلاف ما لوّن بالأحمر في الآية؟
ما بين التثنية ثم الجمع ثم التثنية مرة أخرى؟
ـ[مهاجر]ــــــــ[15 - 12 - 2009, 09:40 ص]ـ
مرحبا بك أخي طارق. لم أوفق إلى لقائك من فترة طويلة.
هذه العلة النحوية، فأين العلة البلاغية؟!:):)
ـ[لغتي العربية2]ــــــــ[15 - 12 - 2009, 01:36 م]ـ
اقتتلوا: لأن الطائفة تتكون من مجموعة من المقاتلين
بينهما: الضمير عائد على " طائفتان " و هي مثنى
هذا ما أظنه
ـ[أنوار]ــــــــ[19 - 12 - 2009, 03:09 م]ـ
{وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ... }
ما سبب اختلاف ما لوّن بالأحمر في الآية؟
ما بين التثنية ثم الجمع ثم التثنية مرة أخرى؟
يقول الزمخشري في كشافه:
فإن قلت: ما وجه قوله: {?قْتَتَلُواْ} والقياس اقتتلتا، كما قرأ ابن أبي عبلة «أو اقتتلا» كما قرأ عبيد بن عمير على تأويل الرهطين أو النفرين؟
قلت: هو مما حمل على المعنى دون اللفظ؛ لأنّ الطائفتين في معنى القوم والناس.
والله أعلم
ـ[ذات الهمه]ــــــــ[19 - 12 - 2009, 06:56 م]ـ
والله لقد استمتعت بما قرأت وتحمست كثيرا ..
بارك الله فيكم جميعا
ـ[سنهور]ــــــــ[19 - 12 - 2009, 06:58 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
يقول تعالى فى سورة البقرة {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا}
ويقول فى سورة الأعراف {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا}
الموقف واحد ومع ذلك ففى آية البقرة اتبع الضرب بانفجار للماء
وفى آية الأعراف تبع الضرب انبجاس
ومعلوم أن الإنفجار يختلف عن الإنبجاس
فلما عبر فى الأولى بـ (انْفَجَرَتْ)
وفى الثابية بـ (انْبَجَسَتْ)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إيمان قلب]ــــــــ[20 - 12 - 2009, 07:14 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
يقول تعالى فى سورة البقرة {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا}
ويقول فى سورة الأعراف {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا}
الموقف واحد ومع ذلك ففى آية البقرة اتبع الضرب بانفجار للماء
وفى آية الأعراف تبع الضرب انبجاس
ومعلوم أن الإنفجار يختلف عن الإنبجاس
فلما عبر فى الأولى بـ (انْفَجَرَتْ)
وفى الثابية بـ (انْبَجَسَتْ)
تم النقاش أخي في هذا الموضوع في موضع أخر من الفصيح
وهذا هو الرابط
http://http://www.alfaseeh.com/vb/forumdisplay.php?f=19&order=desc&page=3
ـ[أنوار]ــــــــ[31 - 12 - 2009, 07:03 ص]ـ
قال تعالى: " ألم ترَ كيف فعل ربك بأصحاب الفيل " ..
لمَ استخدم التعبير القرآني " ألم ترى " وهو الفعل الذي يدل على الرؤية البصرية،
مع أن حادثة الفيل كانت في عام ولادته صلى الله عليه وسلم، فهو لم يرَ أحداث القصة، ولم يعاينها، بل سمعها وأخبر بها ..
ألا يقتضي المقام التعبير بـ " ألم تعلم " دون " ألم ترَ " ..
؟؟
ـ[إيمان قلب]ــــــــ[31 - 12 - 2009, 07:04 م]ـ
قال تعالى: " ألم ترَ كيف فعل ربك بأصحاب الفيل " ..
لمَ استخدم التعبير القرآني " ألم ترى " وهو الفعل الذي يدل على الرؤية البصرية،
مع أن حادثة الفيل كانت في عام ولادته صلى الله عليه وسلم، فهو لم يرَ أحداث القصة، ولم يعاينها، بل سمعها وأخبر بها ..
ألا يقتضي المقام التعبير بـ " ألم تعلم " دون " ألم ترَ " ..
؟؟
بسم الله:
ورد في تفسير فخر الدين الرازي
" لم قال: {أَلَمْ تَرَ} مع أن هذه الواقعة وقعت قبل المبعث بزمان طويل؟ الجواب: المراد من الرؤية العلم والتذكير، وهو إشارة إلى أن الخبر به متواتر فكان العلم الحاصل به ضرورياً مساوياً في القوة والجلاء للرؤية
كما أنا نقول: الفرق أن مالا يتصور إدراكه لا يستعمل فيه إلا العلم لكونه قادراً، وأما الذي يتصور إدراكه كفرار الفيل، فإنه يجوز أن يستعمل فيه الرؤية."
والله أعلم ...
ـ[أنوار]ــــــــ[31 - 12 - 2009, 07:41 م]ـ
جزاكِ الله خيراُ أيتها الفاضلة الكريمة ..
ولعلكِ تطرحين سؤالاً آخر .. ريثما أعود لاحقاً لهذه الآية الكريمة بإضافة .. وسؤال آخر حولها ..
شاكرة لكِ تفاعلك .. ودمتِ بخير
ـ[إيمان قلب]ــــــــ[01 - 01 - 2010, 09:55 ص]ـ
بسم الله:
في سورة الكهف وتحديدا في قصة ذي القرنين وردت الآية الكريمة التالية:
فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97)
لم جاءت استطاع الأولى مخففة بحذف التاء
والثانية بإثباتها؟
ـ[مهاجر]ــــــــ[02 - 01 - 2010, 08:56 ص]ـ
من باب الزيادة في المعنى فرعا عن الزيادة في المبنى فالنقب أصعب من الظهور فأعطي المبنى الأكبر بزيادة التاء؟.
والله أعلى وأعلم.
ـ[عمر المعاضيدي]ــــــــ[02 - 01 - 2010, 11:06 ص]ـ
أضف إلى ذلك هو ان القران الكريم اراد الا يكرر استطاعوا مرة ثانية لأنها تخل بفصاحة الكلام
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[03 - 01 - 2010, 02:48 ص]ـ
جميلٌ ما خطت أناملكم فى هذه الصفحات بوركتم جميعاً على مشاركاتكم الجميلة.
ـ[أنوار]ــــــــ[21 - 05 - 2010, 05:47 م]ـ
قال عزّ من قائل: " مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ (17)
لمَ آثر التعبير القرآني استخدام (بنورهم) في قوله تعالى: " ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ " ولم يقل: "ذهب الله بضوئهم " على سبيل المشاكلة لقوله " أضاءت "؟؟
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[21 - 05 - 2010, 10:27 م]ـ
قال عزّ من قائل: " مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ (17)
لمَ آثر التعبير القرآني استخدام (بنورهم) في قوله تعالى: " ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ " ولم يقل: "ذهب الله بضوئهم " على سبيل المشاكلة لقوله " أضاءت "؟؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... أما بعد:
مشاركة
هذه النافذة تذكرني بالدكتور الفاضل: فاضل صالح السامرائي في برنامجه الأكثر من رائع: لمسات بيانية.
لم يقل: ذهب الله بضوئهم؛ لأنه لو قال: ذهب الله بضوئهم، فيحتمل أن يبقى معهم أصل النور، لكن نفى عنهم أصل النور، ومنع عنهم مادة النور بقوله تبارك وتعالى: ((ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ)) أي: أطفأه.
المصدر محاضرة للشيخ محمد اسماعيل المقدم.
ولكن هنا سؤال أيضا في نفس الآية:
لم آثر التعبير القرآني في قوله " (ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ) فقد كان يمكن أن يقول: (ذهب نورهم) بدون حرف الجر " الباء " وأيضا لم آثر بقوله: " ذهب الله بنورهم ولم يقل: بنارهم؟
بالفعل نافذة جميلة ومفيدة جدا، وليس هذا فحسب بل هذه النافذة / تدعو إلى التأمل في آيات الله.
فجزاكم الله خيرا، وكتب الله ذلك في موازين حسناتكم يوم تلقونه / اللهم آمين
والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[02 - 06 - 2010, 11:55 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... أما بعد:
ولكن هنا سؤال أيضا في نفس الآية:
لم آثر التعبير القرآني في قوله " (ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ) فقد كان يمكن أن يقول: (ذهب نورهم) بدون حرف الجر " الباء " وأيضا لم آثر بقوله: " ذهب الله بنورهم ولم يقل: بنارهم؟
والله الموفق
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
ما دامت الإجابة تأخرت فسوف أضعها:
لأن في ذلك إشارة إلى فقدانهم معية الله سبحانه وتعالى الخاصة للمؤمنين، وكذلك أنه لم يعد لهم حظ من قوله تعالى: إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى [طه:46]، ولا من قوله تبارك وتعالى: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ [النحل:128]، وقوله تعالى: وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ [الأنفال:19]، فهذه إشارة إلى فقدانهم هذه المعية الخاصة التي إنما تكون للمؤمنين. وأما تفسير قوله تعالى: (ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ) ولم يقل: بنارهم؛ لأن النار لها فائدتان: الإشراق، والإحراق، فالإشراق هو النور، والإحراق هو النار، فبين هنا أن الله سبحانه وتعالى أذهب عنهم الإشراق الذي هو النور، وأبقى لهم الإحراق وهو العذاب بالنار.
كل ذلك من محاضرة الشيخ نفسه (محمد إسماعيل المقدم) بتصرف يسير.
والله الموفق
ـ[نور القلم]ــــــــ[03 - 07 - 2010, 10:03 م]ـ
جزى الله خيرا كل من شارك في هذه النافذة وجعل ما تكتبون في ميزان حسناتكم فقد استمتعت فيما قرأت فيها واستفدت منها الكثير فبارك الله فيكم
ـ[عبود]ــــــــ[11 - 07 - 2010, 08:33 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[عصماء]ــــــــ[10 - 12 - 2010, 11:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لله دركم، بارك الله في علمكم، جزاكم الله خيرا، وزادكم من فضله ...
هل من مزيد!!!(/)
أرجو من يساعدني
ـ[طموحي فذاتي]ــــــــ[07 - 12 - 2009, 11:46 م]ـ
إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُوْنَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيْدًا كَأَنْ لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُوْنَ. (سورة يونس أية 24).
قال فيها الاستاذ.
وقد شكلت هذه الجملة بعشر جمل دخل بعضها في بعض و أنواع الاتباطات داخل هذه الجملة.
الاستاذ يريد ان نوضح ماهو المسند أو المسند إليه. وفي هذه الآيه هو (مثلُ) وهو المسند إليه والجمله إسميه.
لكن ماهي التعلقات في هذه الآية أو القيود ...
وجزاكم الله خيرا
ـ[أنوار]ــــــــ[07 - 12 - 2009, 11:54 م]ـ
مرحبا بك أختي الكريمة ..
هذه الآية الكريمة ارتبطت بها عدة جمل يستوضحه جانب الفصل والوصل ..
ولعل لي عودة بحول الله ..(/)
حدد الصورةهذا البيت للإمام علي كرم الله وجهه
ـ[حااجي]ــــــــ[08 - 12 - 2009, 09:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى أعزاء الضالعين في علم البيان .... أن نستبين منهم ما اختلف فيه المطفلون أمثالنا على علم البيان، فكثر اللغط والجدل ... ارفعوا اللبس عما اختلفنا فيه وصوبوه يرحمني ويرحمكم الله ...
يقول السؤال:
في هذا البيت صورة بيانية حددها واشرحها مبينا أثرها في المعنى ...
هاكم البيت:
دعا الغي منهم من دعافأجابه ... وللغي أسبابه مرمقه الوصل
فمنهم من يقول في تحديد الصورة:
دعا الغي واعتبرها استعارة
ومنهم من ادعى مرمقه الوصل .... مجازا مرسلا
ولكم التقدير والتقرير ... شكرا مسبقا
ـ[قداس الخضيري]ــــــــ[08 - 12 - 2009, 07:38 م]ـ
نعم، جملة دعا الغي فيها استعارة مكنية حيث شبه الغي بالإنسان ثم حذف المشبه به وأثبت شيئاً من لوازمه وهو الفعل (دعا)، أما (مرمقه) فمن غير المفهوم أن يكون فعلاً كما أشار اليه السائل، ويحتاج الأمر إلى الرجوع إلى القاموس لمعرفة إشتقاق الكلمة.
ـ[قداس الخضيري]ــــــــ[08 - 12 - 2009, 09:55 م]ـ
أما المعنى القريب من هذا البيت وفيه لمحه غزلية تضاف إلى الصورة البيانية في بيت المعري فهو المعنى الذي ورد في بيت الخيام في رباعيته ولعله قد أخذ المعنى أو الصورة من بيت المعري وهو قوله أي قول الخيام:
فامش ِ الهوينى إن هذا الثرى من أعينٍ ساحرةِ الاحورار
وهنا يمكن أن نتساءل: أي الصورتين البيانيتين أجمل، الصورة البيانية عند المعري أم عند الخيام؟ وشكراً*
ـ[قداس الخضيري]ــــــــ[08 - 12 - 2009, 09:58 م]ـ
أما المعنى القريب من هذا البيت وفيه لمحه غزلية تضاف إلى الصورة البيانية في بيت المعري فهو المعنى الذي ورد في بيت الخيام في رباعيته ولعله قد أخذ المعنى أو الصورة من بيت المعري وهو قوله أي قول الخيام:
فامش ِ الهوينى إن هذا الثرى من أعينٍ ساحرةِ الاحورار.
وهنا يمكن أن نتساءل: أي الصورتين البيانيتين أجمل، الصورة البيانية عند المعري أم عند الخيام؟ وشكراً
ـ[حااجي]ــــــــ[09 - 12 - 2009, 09:24 ص]ـ
أو لعله هذا ...
خفِّفِ الوَطْءَ! ما أظنُّ أديمَ الـ ... أرضِ إلا من هذهِ الأجسادِ!!
فامش ِ الهوينى إن هذا الثرى من أعينٍ ساحرةِ الاحورار
لاحظ الصراع بين فلسفتي التشاؤم والحب الشديدين، يصنعان عجبا ينظمان بيتين فيهما روعة .. ولكن البيت الأول في تقديري المتواضع كان أشمل وأوسع، ويمكن الانزياح به إلى الانسانية قاطبة، كاني به يخاطب طغاة زمانه والأزمان اللاحقة أن يتجملوا ويرفقوا بالأرض و أهلها ...
ـ[محمود تينا]ــــــــ[12 - 12 - 2009, 01:19 ص]ـ
انا اوافق ام خالد في البيت استعارة مكنيه
ـ[فهد عبد الرحمن الصلوح]ــــــــ[12 - 12 - 2009, 12:05 م]ـ
نعم، جملة دعا الغي فيها استعارة مكنية حيث شبه الغي بالإنسان ثم حذف المشبه به وأثبت شيئاً من لوازمه وهو الفعل (دعا)، أما (مرمقه) فمن غير المفهوم أن يكون فعلاً كما أشار اليه السائل، ويحتاج الأمر إلى الرجوع إلى القاموس لمعرفة إشتقاق الكلمة.
أحسنت أخي قداس دعا الغي استعارة مكنية أصلية. حيث شبه الغي بإنسان بقوة التأثير في كل، فحذف المشبه به الإنسان ورمز إليه بقوله دعا، وبقوله فأجابه ترشيح، لأنه يلائم المشبه به الإنسان.(/)
كيف لي أن أتمرس في تركيب نظام الجملة
ـ[طموحي فذاتي]ــــــــ[08 - 12 - 2009, 11:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
اخواني أخواتي أعلم أن طلباتي كثيرة لكنني جديده في تعلم علةم اللغه .. ولم أجد من يعينني بعد الله إلا من سكن بين صفحات هذا المنتدى فأعذروني على كثرة طلباتي ..
يوجد في البلاغه .. نظام تركيب الجمله .. ومن ضمن شرح الاستاذ انه قال الجملة إما أن تكون صغيره وإما أن تكون كبيرة ..
وفصل في ذلك .. وفهمت أن الجمله الكبرى يكون فيها متعلقات .. كيف لي أن أعرف ذلك وكيف لي أن اصبح متمرسه في ذلك .. الامتحانات على الأبواب والاستاذ قال هذا يستغرق الكثير من الوقت ولايستطيع أن يشرح ذلك بالكامل لان مادته هو الخصائص البيانيه في القرآن. ولكن يحاول أن يعطينا مفاتيح توصلنا لهذا العلم أرجوكم أرجو المساعده. ومن لديه خبرة لو يستطيع كل يوم مثلا أن يضع لي جملة وأنا احدد فيها ماهو المسند والمسند إليه وماهي المتعلقات والقيود ..
أرجو منكم التكرم والشرح لي .. ومن لا يستطع أرجو أن لا يترك خلفه بصمته المؤلمه ..
ـ[أنوار]ــــــــ[09 - 12 - 2009, 07:20 ص]ـ
مرحباً بك أختي الكريمة ..
لو اقتنيتِ كتاب .. " الجملة العربية تأليفها وأقسامها " للدكتور فاضل السامرائي .. فسأراجع معكِ بحول الله
ما تحتاجينه من أنواع الجمل .. الكتاب أكثر من جيد، عرض فيه بإسهاب لأنواع الجمل مع التمثيل ..
تحدث في بدئه عن الكلمة والكلم والكلام، وتناول الإسناد بأنواعه التام والناقص والأصلي وغير الأصلي والمعنوي واللفظي .. إضافة إلى طريقة تأليف الجملة من تقديم وتأخير وحذف والموانع التي تتعلق بالمعنى وكيفية الفصل بين أجزاء الجملة .. وكل ما يتصل بالجملة ..
هذا بإيجاز .. وفقكِ الله
ـ[طموحي فذاتي]ــــــــ[09 - 12 - 2009, 10:28 ص]ـ
شكرأ لك أخييتي اليوم بإذن الله سوف أحاول شررائه ولكن إن لم أجده في الكتبات لدينا ماذا أفعل؟؟
وأتمنى أن تحددي لي الوقت المناسب لك أخيتي وشكرا لك جزيل الشكر وجزاك الله الجنان اخيتي ..(/)
سؤال هام عن اسم التفضيل
ـ[همس50]ــــــــ[09 - 12 - 2009, 03:37 م]ـ
أرجو المساعدة: اسم التفضيل المعرف بأل نحذف منه من الجارة والمفضل عليه. في الآية " أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالأخرة "
هل الأخرة مفضّل عليه؟ وإن كانت مفضّل عليه كيف يتفق ذلك مع القاعدة؟
أرجو الإجابة والتوضيح. وشكرا.
ـ[المستعين بربه]ــــــــ[09 - 12 - 2009, 07:02 م]ـ
أرجو المساعدة: اسم التفضيل المعرف بأل نحذف منه من الجارة والمفضل عليه. في الآية " أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالأخرة "
هل الأخرة مفضّل عليه؟ وإن كانت مفضّل عليه كيف يتفق ذلك مع القاعدة؟
أرجو الإجابة والتوضيح. وشكرا. {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآَخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ}
(86) سورة البقرة.
الدنيا هنا اسم تفضيل مؤنث أدنى. وليست الآخرة مفضلاعليها.
وهناأمريحسن التنبه إليه وهو: أن اسم التفضيل قديستعمل من غيرمفاضلة بين أمرين, وليس في الآية الكريمة مايشيرإلى مفاضلة؛ و [الدنيا] علم على الحياة التي نحياها. قال الغلاييني رحمه الله في جامع الدروس العربية: [وقد يُستعمل اسم التفضيل عارياً عن معنى التفضيل، كقولك: "أكرمتُ القومَ أصغرهم وأكبرهم"، تريد: صغيرهم وكبيرهم]
ـ[همس50]ــــــــ[10 - 12 - 2009, 08:12 م]ـ
شكرا أخي الكريم المستعين بربه، ولكن القاعدة تقول يا أخي إن اسم التفضيل إذا كان معرف بأل أو مضافا إلى نكرة لا يكون عاريا عن معنى التفضيل. فكيف ذلك مع الآية؟
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[11 - 12 - 2009, 09:54 ص]ـ
أرجو أن أكون قد أجبت عن سؤالك أختي الكريمة في منتدى النحو، تحت عنوان:
هل ما تحته خط خبر ثان.
أرجو أن يكون فيه فائدة.
ـ[المستعين بربه]ــــــــ[11 - 12 - 2009, 05:50 م]ـ
الأخت الكريمة/همس50.
السلام عليك ورحمة الله وبركاته.
تقولين: [إن اسم التفضيل إذا كان معرفًا بأل أو مضافا إلى نكرة لا يكون عاريا عن معنى التفضيل. فكيف ذلك مع الآية؟]
القاعدة التي ذكرتِها تنطبق على الا سم الذي صيغ على وزن أفعل أوفُعلى ووردفي الكلام مرادًابه المفاضلة بين شيئين. مثل: جاءالرجل الأفضل, والفتاة الفضلى. فاسم التفضيل في هذه الحال ليس عاريًاعن المفاضلة. وحُذف المفضل عليه.
أمّاإذاجُعل هذاالوزن اسمًاأوصفة على شيءمعين ولم يرد به المفاضلة فلاتنطبق عليه أحكام التفضيل. مثل الأحمر: الأعمى. الأعرج قال تعالى: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ} (61) سورة النور وقال تعالى: {يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ} (3) سورة التوبة
ومن هذاقولهم: ["الناقصُ والأشجُّ أعدَلا بني مَرْوانَ] أي هما عادلابني مروان. وليس المقصودمن التركيب هناإفادة المفاضلة بين بني مروان.
ـ[همس50]ــــــــ[11 - 12 - 2009, 10:09 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم المستعين بربه فإجابتك عن سؤالي كانت شافية وكافية فلك الشكر(/)
أريد استخراج المشتقات من النص.! هل من مساعد؟!
ـ[محرقاوية]ــــــــ[09 - 12 - 2009, 09:04 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته.
أخوني وخواتي. اريد منكم مساعدة وهي أستخراج المشتقات من النص.!
المتشتقات مثل أسم الفاعل واسم المفعول صيغة مبالغة و صفة مشبه و اسم المكان والزمان و اسم التفضيل. ان حصلت البعض فقط اريد التأكد مع جزيل الكر ..
أنا لا أقول إلا ما أعتقد، ولا أعتقد إلا ما أسمع صداه من جوانب نفسي، فربما خالفت الناس في أشياء يعلمون منها غير ما أعلم، ومعذرتي إليهم في ذلك أن الحق أولى بالمجاملة منهم، وأنّ في رأسي عقلا أجله عن أنزل به إلى أن يكون سيقة للعقول، وريشة في مهاب الأغراض والأهواء.
فهل يجمل بعد ذلك بأحد من الناس أن يرميني بجارحة من القول، أو صاعقة من الغضب، لأني خالفت رأيه أو ذهبت غير مذهبه؟ أو أن يرى أن له من الحق في حملي على مذهبه، أكثر مما يكون لي من الحق في حمله على مذهبي؟
لا بأس أن يؤيد الإنسان مذهبه بالحجة والبرهان، ولا بأس أن ينقض أدلة خصمه ويزيفها مما يعتقد أنه مبطل لها، ولا ملامة عليه في أن يتذرع بكل ما يتعرف من الوسائل إلى نشر الحقيقة التي يعتقدها إلا وسيلة واحدة، لا أحبها له، ولا أعتقد أنها تنفعه، أو تغني عنه شيئًا، وهي وسيلة الشتم والسباب.
إن لإخلاص المتكلم تأثيرًا عظيمًا في قوة حجته، وحلول كلامه المحل الأعظم في القلوب والأفهام، والشاتم يعلم عنه الناس جميعًا أنه غير مختص فيما يقول: فعبثًا يحاول أن يحمل الناس على رأيه، أو يقنعهم بصدقه، وإن كان أصدق الصادقين.
أتدري لم يسب الإنسان مناظره؟ لأنه جاهل وعاجز معًا. أما جهله، فلأنه يذهب في واد غير وادي مناظره، وهو يظن أنه في واديه، ولأنه ينتقل من موضوع المناظرة إلى البحث في شئون المناظر، وأطواره، وصفاته، وطبائعه، كأن كل مبحث عنده مبحث "فسيولوجي"؛ وأما عجزه، فلأنه لو عرف إلى مناظره سبيلا غير هذا السبيل، لسلكه، وكفى نفسه مؤونة ازدراء الناس إياه، وحماها الدخول في مأزق هو فيه من الخاسرين، محقًا كان أم مبطلا.
لا يجوز بحال من الأحوال أن يكون الغرض من المناظرة شيئًا غير خدمة الحقيقة، وتأييدها، وأحسب أن لو سلك الكُتّاب هذا المسلك في مباحثهم، لاتفقوا على مسائل كثيرة، هم لا يزالون مختلفين فيها حتى اليوم، وما اختلفوا فيها إلا لأنهم فيما بينهم مختلفون.
يسمع أحدهم الكلمة من صاحبه، ويعتقد أنها كلمة حق لا ريب فيها، ولكنه يبغضه، فيبغض الحق من
أجله، فينهض للرد عليه بحجج واهية وأساليب ضعيفة، وإن كان هو قويًا في ذاته، لأن القلم لا يقوى إلا إذا استمدّ قوته من القلب، فإذا جيء بالحجج والبراهين، لجأ إلى المراوغة والمهاترة، فيقول لمناظره مثلا: إنك جاهل لا يعتد برأيك، أو إنك مضطرب الرأي لا ثبات لك، تقول اليوم غير ما قلت بالأمس.
وهنالك يقول له الناس: رويدًا، لا تخلط في كلامك، ولا تراوغ في مناظرتك، ولا شأن لك بعلم صاحبك، أو جهله، فإنه يقول شيئًا، فإن كان صحيحًا، فسلم به، أو باطلا فبين لنا وجه بطلانه. وهبه قولا لا تعلم قائله، ولا شأن لك باضطراب صاحبه وثباته، فربما كان بالأمس على رأي تبين له خطؤه اليوم، والمرء يخطئ مرة ويصيب. فإذا ضاق بمناظره وبالناس ذرعًا، فرَّ إلى أضعف الوسائل، وأوهنها، فسبَّ مناظره وشتمه، وذهب في التمثيل به كل مذهب، فيسجل على نفسه الفرار من تلك المعركة، والخذلان في ذلك الميدان.
على أن أكثر الناس متفقون على ما يظنون أنهم مختلفون فيه، فإن لكل شيء وجهين: جهة مدح، وجهة ذم، فإما أن تتساويا، أو تكبر إحداهما الأخرى، فإن كان الأول، فلا معنى للاختلاف، وإن كان الثاني، وجب على المختلفينِ أن يعترف كل منهما لصاحبه ببعض الحقِّ، لا أن يكون كل منهما من سلسلة الخلاف في طرفها الأخير.
كان يقع بين ملك من الملوك ووزيره خلاف في مسائل كثيرة، حتى يشتد النزاع بينهما، وحتى لا يسلس أحدهما لصاحبه في طرف مما يخالفه فيه، فحضر حوارهما أحد الحكماء في إحدى الليالي وهما يتناظران في
المرأة، يعلو بها الملك إلى مصاف الملائكة، ويهبط بها الوزير إلى منزلة الشياطين، ويسرد كل منهما على مذهبه أدلته.
فلما علا صوتهما واشتدد لجاجهما، خرج ذلك الحكيم، وغاب عن المجلس ساعة، ثم عاد وبين أثوابه لوح على أحد وجهيه صورة فتاة حسناء، وعلى الآخر صورة عجوز شوهاء، فقطع عليهما حديثهما وقال لهما: أحب أن أعرض عليكما هذه الصورة، ليعطيني كل منكما رأيه فيها.
ثم عرض على الملك صورة الفتاة الحسناء، فامتدحها، ورجع إلى مكان الوزير، وقد قلب اللوح خلسة من حيث لا يشعر واحد منهما بما يفعل، وعرض عليه صورة العجوز الشمطاء، فاستعاذ بالله من رؤيتها، وأخذ يذمها ذمًا قبيحًا، فهاج غيظ الملك على الوزير، وأخذ يرميه بالجهل، وفساد الذوق، وقد ظن أنه يذم الصورة التي رآها هو.
فلما عادا إلى مثل ما كانا عليه من الخلاف الشديد، استوقفهما الحكيم، وأراهما اللوح من جهتيه، فسكن ثائرهما، وضحكا ضحكًا كثيرًا. ثم قال لهما: هذا ما أنتما فيه منذ الليلة، وما أحضرت إليكما هذا اللوح إلا لأضربه لكما مثلا لتعلما أنكما متفقان في جميع ما كنتما تختلفان فيه لو أنكما تنظران إلى المسائل التي تختلفان فيها من جهتيهما، فشكرا له همته، وأثنيا على فضله وحكمته، وانتفعا بحيلته انتفاعًا كثيرًا، فما كانا يختلفان بعد ذلك إلا قليلا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مدريدي للأبد]ــــــــ[09 - 12 - 2009, 09:25 م]ـ
؟؟؟؟؟؟ أرجوكم حتى ولو 5 كلمات.!
ـ[راجي مغفرة ربه]ــــــــ[10 - 12 - 2009, 12:19 م]ـ
كلام يشف عن خبيء غير ظاهره، والله أعلم بالسرائر.(/)
ممكن مساعدة (الإبانة والتوضيح وعلاقتها بالمبالغة)
ـ[أطياف الأمل]ــــــــ[10 - 12 - 2009, 07:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقوم بعمل بحث فى البديع، وأريد مساعدتكم فى تلخيص الجزء الخاص بالإبانة والتوضيح وعلاقتها بالمبالغة.
هل ممكن حضراتكم تساعدونى؟
جزاكم الله خير الجزاء(/)
مساعدة
ـ[محمود تينا]ــــــــ[11 - 12 - 2009, 05:25 م]ـ
2 استخرج من هذا البيت محسنا بديعيا وبين نوعه واثره في المعنى رايت الحر يجتنب المخازي ويحميه من الغدر الوفاء
انا بحاجة اليها وشكرا
ـ[السراج]ــــــــ[11 - 12 - 2009, 08:22 م]ـ
2 استخرج من هذا البيت محسنا بديعيا وبين نوعه وأثره في المعنى
رأيتُ الحر يجتنب المخازي ... ويحميه من الغدر الوفاء
أنا بحاجة إليها وشكرا
هلّا بدأت بالتفكير والاستخراج ويكون الأعضاء - الفصحاء - عوناً لك ..
ـ[محمود تينا]ــــــــ[12 - 12 - 2009, 01:12 ص]ـ
وهذا انا قد ابتدءت يا استاذي فارجو الرد
اظن ان في البيت محسنا بديعيا وهو المطابقة وهي بين الغدر والوفاء
فما رايكم
ـ[محمود تينا]ــــــــ[12 - 12 - 2009, 01:36 ص]ـ
اين الفصحاء
ـ[محمود تينا]ــــــــ[12 - 12 - 2009, 01:18 م]ـ
اين نقاشكم ايها الاخوه
ـ[محمود تينا]ــــــــ[12 - 12 - 2009, 09:26 م]ـ
وينكم
ـ[السراج]ــــــــ[13 - 12 - 2009, 01:04 م]ـ
شكرا على التواصل والمحاولة محمود ..
ما قلته صحيح في المطابقة، بوركتَ.
وهناك صورة بلاغية أخرى، اكمل ما بدأت.
ـ[الضَّيْغَمُ]ــــــــ[13 - 12 - 2009, 05:01 م]ـ
الحر + الغدر
سجع " باشتراكٍ في حرف الراءِ " .. على ما أعتقد
والله أعلم .. :)(/)
المسند والمسند إليه
ـ[نهر الحنان]ــــــــ[11 - 12 - 2009, 06:57 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد تمهيدًا لدرس تقديم المسند الاسمي على المسند إليه للصف الثاني الثانوي بلاغة
ولكم مني جزيل الشكر والتقدير
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[12 - 12 - 2009, 09:40 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ومرحبا بك في الفصيح
تبدئين بسؤال الطالبات عن نوعي الجملة
ثم سؤال عن الجملة الاسمية، مم تتكون؟
تفرقين بين المسند والمسند إليه في الجملة الاسمية
تتحدثين عن أن الترتيب الطبيعي للجملة أن يأتي المبتدأ أولا يليه الخبر، أي المسند إليه أولا يليه المسند
ولكن إذا طرأ غرض بلاغي يمكننا التقديم.
وتدخلين في العرض
ودعواتنا بالتوفيق(/)
هل هذا جناس أم لا
ـ[بيان10]ــــــــ[12 - 12 - 2009, 12:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد الاستفسار عن هاتين الكلمتين فرحة و ترحة هل يوجد هنا جناس أم لا،
ولماذا؟ علما بأن هنالك جناس تام وجناس غير تام كالتّوافق بالحروف والتّغيير
بحركة معينة.
وجزاكم الله سبحانه وتعالى كلّ خير
ـ[الضَّيْغَمُ]ــــــــ[12 - 12 - 2009, 01:33 م]ـ
جناس ناقص ...
لاشتراكها في الراء والحاء والتاء
يعني أكثر من ثلثين الكلمة تشترك مع الأخرى
ـ[نسيم عاطف الأسدي]ــــــــ[12 - 12 - 2009, 01:36 م]ـ
السلام عليكم
الجناس: اجتماع لفظين متشابهين في اللفظ مختلفين في المعني في الشعر والنثر.
هذا يعتبر جناس غير تام ,مثل الحديث الشريف "الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة"
ـ[أسامة عبد الرؤوف]ــــــــ[12 - 12 - 2009, 04:16 م]ـ
كما تفضل من سبقني هو جناس ناقص
ـ[حااجي]ــــــــ[14 - 12 - 2009, 01:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أورد هما في النص حتى نرى رأينا ....
ـ[سنهور]ــــــــ[14 - 12 - 2009, 02:58 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين
فى البداية هاتين اللفظتين بينهما جناس ولنعرف نوعه يجب أن نبسط ولو قليلا فى الحديث
الجناس نوعان تام وغير تام
التام هو ما اتفق فيه اللفظان فى (نوع الحروف ـ وعددها ـ وهيئتها ـ وترتيبها)
مع اختلافهما فى المعنى
مثال قوله تعالى فى سورة الروم آية (55) {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ}
فقد اتفقا لفظا (ساعة) فى كل ماذكرناه فهذا جناس تام
2ـ الجناس الغير تام وهو ما اختلفا فيه اللفظان فى (نوع الحروف ـ أوعددها ـ أوهيئتها ـ أوترتيبها) وعلى هذا فللجناس الغير التام أربعة أحوال
منها أن يختلف اللفظان فى نوع الحرف
وهذا النوع له حالتان أن يكون الحرفان المختلفان متقاربان فى المخرج وهذا يسمى الجناس الغير التام المضارع مثل (ينهون ـ وينأون) فالكلمتين اتفقتا فى كل شىء واختلفتا فى حرفين (الهاء ـ و الهمزه وهذين الحرفين من مخرج واحد
# أما إذا كان الحرفين المختلفان متباعدين فى المخرج سمى هذا الجناس اللاحق
مثال (فرحة و ترحة) فبينهما اختلاف فى حرفى الفاء والتاء والحرفان متباعدان فى المخرج وعلى ذلك فيا أختى الفاضلة يكون بين كلمتى (فرحة و ترحة) جناس غير تام يسمى بالجناس اللاحق
ـ[التفتازاني]ــــــــ[19 - 12 - 2009, 02:53 ص]ـ
مرحبا ..
لا أظن الموضوع يحتاج إلى اجتهاد أو سؤال أصلا ..
الكلمتان بينهما جناس غير تام، نوعه: (ناقص)، وبعضهم يزيد في تحديد النوع فيسميه (اللاحق) ..
إلى هنا لم آتِ بجديد ..
الجديد هو أن بين الكلمتين طباق إيجاب في الوقت نفسه، فمعلوم أن الترحة بمعنى الحزن ..
يقول محمد حسن فقي (الرمل):
ربما كان لنا في (فرحةٍ) (ترحةٌ) تطوي القرى والمدنا
ـ[طالب عِلم]ــــــــ[26 - 12 - 2009, 11:50 م]ـ
مُداخلة مِن خرّيج متوسطة:)
لماذا جِناس؟ لماذا لا تكونان مُتضادّتان؟
(مُجرّد سؤال بريء)
فما أعرفه أنّ الأتراحَ نقيضُ الأفراح، فهل ينطبق الجناسُ على الأضداد أيضاً؟
باركَ اللهُ فيكم
ـ[عمر المعاضيدي]ــــــــ[28 - 12 - 2009, 11:07 ص]ـ
الجناس لا يتعلق بالمعنى بل باللفظ(/)
ممكن مساعدة
ـ[ريناء]ــــــــ[12 - 12 - 2009, 03:45 م]ـ
السلام عليكم
اود شرح لقصيدة الاصمعي (صوت صفير البلبل)
مع خالص الشكر
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[14 - 12 - 2009, 09:37 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تجدين هنا بغيتك إن شاء الله
صوت صفير البلبلي - شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=41278&highlight=%D5%E6%CA+%D5%DD%ED%D1+%C7%E1%C8%E1%C8%E1)(/)
مساعدة من فضلكم
ـ[فاتنة]ــــــــ[13 - 12 - 2009, 12:50 م]ـ
السلام عليكم
اود البحث في موضوع اثر المجاز في تاويل النص القراني
اريد مساعدتي في خطة هدا البحث من فضلكم
فخطتي هي الفصل الاول الدلالة الاصلية اما الفصل التاني الدلالة المجازية والفصل التالت الدلالة السياقية
اريد منكم اعطائي مباحث لهده الفصول
تقبلو مني فائق الاحترام والتقدير
ـ[مهاجر]ــــــــ[14 - 12 - 2009, 10:21 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ولك فائق الاحترام والتقدير.
من باب المدارسة:
الدلالة الأصلية: يمكن الرجوع فيها إلى:
الدلالة المعجمية للفظ، وهي غالبا ما تكون دلالة كلية مجردة، فهي بمنزلة المشترك المعنوي بين أفراده في الخارج كتعريف الحصان بأنه: حيوان صاهل على سبيل المثال، فذلك معنى كلي لا يوجد في الخارج إلا مقيدا في أفراد من هذا الجنس.
وهي تعتمد على الوضع الأول للفظ، ولذلك فإن منكري المجاز ينازعون في الوضع الأول ويقولون بأنه دعوى لا دليل عليها، فمن قال بأن الأسد على سبيل المثال: حقيقة في الحيوان المفترس مجاز في المقاتل الشجاع فإن قوله معارض بدعوى أن يكون الوضع الأول للمقاتل الشجاع ثم استعير للأسد فدعوى مقابل دعوى.
ولا تفيد الدلالة الأصلية بنفسها معنى إلا بقرينة محتفة بها، كالقرينة السياقية فالكلمة لا يمكن معرفة المراد منها تحديدا دون النظر في السياق الذي وردت فيه ولو مقدرا كمن رأى أسدا يهم بافتراس إنسان فحذره قائلا: الأسدَ، فإنها كلمة واحدة ولكن القرينة الحالية قد دلت على أن السياق سياق تحذير على تقدير: احذر الأسد فذلك ما جعل لفظ الأسد حقيقة في الحيوان المفترس فكأنه كان مجملا محتملا لأكثر من معنى، فلما جاء السياق قيده بمعنى الحيوان المفترس فصار كما يقول الأصوليون: "ظاهرا مركبا" فهو ابتداء: "ظاهر بسيط" وردت عليه القرائن فصار مركبا أو نصا جازما غير محتمل إذ أزالت القرينة الاحتمال فصح به الاستدلال قطعا على معنى الحيوان المفترس.
وأما الدلالة المجازية: فهي كما تقدم تتبنى الرأي القائل بأن اللغة وضعية، فتفترض أن جماعة من العقلاء قد اجتمعوا واصطلحوا على أن لفظ كذا لمعنى كذا فالأسد لمعنى الحيوان المفترس فهو حقيقة فيه فإن أطلق على المقاتل الشجاع فهو مجاز فيه.
وأما الدلالة السياقية: فتقدم أن السياق قرينة مرجحة، تفصل النزاع في الألفاظ المجملة التي تحتمل أكثر من معنى فترجح معنى واحدا منها دون البقية، كما في مثال التحذير السابق، ولو أجري بنفس الكيفية، ولكن مع قرينة حالية مختلفة، وهي أن يكون الظرف: ظرف معركة يقترب فيها مقاتل شديد من صف العدو من أحد الجنود فيصيح القائد محذرا: الأسدَ، فإن الذهن لن ينصرف في سياق كهذا إلى الحيوان المفترس كما انصرف إليه في المثال السابق مع كون كلا السياقين تحذيرا، فهو هنا أيضا: "ظاهر مركب"، ارتقى من درجة: "الظاهر البسيط" إلى درجة: "الظاهر المركب" أو النص القطعي بالقرينة السياقية التي تولدت بدورها من القرينة الحالية.
فاللفظ ابتداء على هذا القول: مجمل لا يمكن فصل النزاع بين معانيه المتزاحمة إلا بالقرينة وهو ما بنى عليه ابن تيمية، رحمه الله، منهجه في نفي المجاز، فرد الأمر برمته إلى السياق فكل كلمة في سياقها حقيقة في المعنى الذي تدل عليه في هذا السياق بعينه وإن كانت حقيقة في معنى آخر في سياق آخر. فضلا عن إنكاره وضع اللغة، فاللغة عنده: إلهام لا وضع اصطلاحي أول طرأت عليه معان مجازية بعد ذلك.
وقد تابعه على ذلك من المتأخرين الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، رحمه الله، وقد بنى منهجه على استقراء شواهد مثبتي المجاز، ليثبت أنها كلها مما تكلمت به العرب، فعرفته في كلامها على حد الاشتهار، فلم يعد مجازا، بل هو حقيقة في كلامها، وإن استعمل اللفظ في غير وضعه الأول بمنزلة المجاز الذي اشتهر حتى صار حقيقة عرفية تقدم على الحقيقة اللغوية الوضعية كلفظ: "العذرة" مثلا فإن حقيقتها اللغوية: فناء الدار، وهي حقيقة شبه مهجورة، بخلاف مجازها عن الخارج من البدن، فإنه قد صار مشتهرا حتى بلغ حد الحقيقة العرفية المقدمة على الحقيقة اللغوية، فالعرب كانت تلقي المخلفات في أفنية الدور، ثم غلب اسم المكان على اسم الشيء الذي يلقى فيه حتى صار
(يُتْبَعُ)
(/)
هو الحقيقة العرفية المشتهرة، مع كونه على قول من يثبت المجاز لم يخرج عن كونه مجازا في المخلفات، حقيقة في المكان الذي تلقى فيه.
والخطب في غير التنزيل يسير، وفي التنزيل، أيضا، يسير، إلا في باب الصفات الإلهية فقد سلك المؤولة هذا المسلك في تأويل صفات الباري، عز وجل، اعتمادا على قرائن عقلية في باب خبري غيبي لا عمل للقرينة العقلية فيه لكونه مما يتلقى عن الوحي فلا اجتهاد فيه كالأحكام العملية التي تدرك العقول عللها فيجوز إعمال القرائن العقلية فيها، ففي الأخبار لا ينظر إلى غير قرينة السياق.
هذه أفكار مجملة يمكن الرجوع إلى تفاصيلها في كنب كـ:
الإيمان لابن تيمية رحمه الله:
http://www.shamela.ws/old_site/open.php?cat=11&book=1249
وتحديدا في مناقشة المرجئة في قولهم بأن الإيمان حقيقة في التصديق مجاز في الأعمال إرادة التوصل إلى إخراج الأعمال من مسمى الإيمان.
ومنع جواز المجاز:
منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز - منتدى فرسان الحق:: فرسان السُنة:: خير الناس أنفعهم للناس:: ( http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=133328)
ومذكرة أصول الفقه:
حمّل مذكرة أصول الفقه للشيخ الشنقيطي - ملتقى أهل الحديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=111093)
وتحديدا في مبحث: هل في القرآن مجاز في معرض بيان الدليل الأول من أدلة الأحكام: الكتاب العزيز.
و على هذا الربط مجموعة فوائد قيدها الكاتب لبيان وجهة نظر واحدة هي وجهة نظر المانعين:
عن المجاز - مُنْتَدَيَاتُ مِشْكَاة ( http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?p=394901#post394901)
وعلى هذا الرابط بحث لأحد الفضلاء المتخصصين عندنا في مصر نشره على مدونته وأدرجه على الفصيح في شهر فبراير الماضي، وهو يمتاز بكونه بحثا صادرا من متخصص، فضلا عن استيفائه كلا الوجهين: وجه المنع ووجه الإجازة فهو أولى بالاطلاع إن ضاق الوقت:
ظ…ط¯ظˆظ†ط© طظ„ط¨ظ„طط؛ ط© طظ„ط¹ط±ط¨ظٹط©: طظ„ظ…ططط² ظپظ‰ طظ„ظ‚ط±ط¢ظ† ظˆطظ„ط³ظ†ط© طظ„ظ†ط¨ظˆظٹط© ط¨ظٹظ† طظ„ط ططط²ط© ظˆطظ„ظ…ظ†ط¹ ( http://omarkhattab.blogspot.com/2009/02/blog-post_11.html)
والله أعلى وأعلم.
وفقك الله إلى إتمام هذا البحث وبارك لك فيه.
وعذرا على الإطالة.(/)
الرجاء المساعدة
ـ[أبو طلال1403]ــــــــ[13 - 12 - 2009, 07:32 م]ـ
الشكر لكم سلفًا وآمل مساعدتي في الإجابة الكافية على هذه التساؤلات وتبيين المصادر.
1. أكتب نبذة عن حياة أبي هلال العسكري؟
2. مالهدف من تأليف كتاب الصناعتين؟
3. ما أهم القضايا في كتاب الصناعتين؟
4. ما منهج أبي هلال العسكري في عرض المادة؟
5. ما هي مصادره البلاغية؟
6. ماهي الفصاحة والبلاغة في البيان والتبيين للجاحظ؟
7. ما حد الفصاحة عند أبي هلال؟
8. ما حد البلاغة عند أبي هلال؟
9. ما صفات الكلام الجيد عند أبي هلال؟
10. اكتب عن حديث أبي هلال عن الفصاحة والبلاغة في بالميزان.
11 ما أثر أبي هلال في حديثه عن الفصاحة والبلاغة في البلاغيين بعده؟(/)
صور من الإيجاز في كتاب فيض القدير للمناوى
ـ[سنهور]ــــــــ[13 - 12 - 2009, 09:25 م]ـ
صور من الإيجاز في كتاب فيض القدير للمناوى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
الإيجاز من أهم ما يميز البيان النبوي، ولم يضاهى أحد النبي صلى الله عليه وسلم في هذا، ولذاسهل على العلماء حفظ حديثه حتى وجدنا عالما مثل السيوطى يحفظ مائتي ألف حديث، ولم يعرف
أن إنسانا على وجه الأرض حفظ الناس كلامه كله وتناقلوه ودونوه وقاموا بشرحه غيره صلى الله عليه وسلم، ولم يكن ليتم لولا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أوتى جوامع الكلم وملك زمام اللغة
ومن أهم ما امتاز به كلامه صلى الله عليه وسلم أن كلامه يزيد معناه على لفظه فكلما أعدت النظر فيه وجدته يعطيك من المعاني الجديد ومن الفائدة الكثير
" والإيجاز كما هو معلوم ضربان: إيجاز قصر وهو ما ليس فيه حذف، ويزيد معناه على لفظه
وإيجاز حذف: ويكون بحذف جزء من جملة، أو جملة، أو أكثر من جملة "
ولو تتبعنا هذين النوعين من خلال صفحات الكتاب لوجدناهما قد ظهرا واضحين من خلال تلك الصفحات
فمن النوع الأول: قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بيان قاعدة الحساب على الأعمال (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه)
قال المناوى،" وهذا الحديث أصل في الإخلاص ومن جوامع الكلم التي لا يخرج عنها عمل أصلا،
ولهذا تواتر النقل عن الأعلام بعموم نفعه، وعظم موقعه "
حديث نبوي شريف بين فيه النبي صلى الله عليه وسلم ميزان كل عمل في عبارة موجزة، ودون حذف، فلو نظرنا إلى الحديث لوجدناه أنه أدى معان كثير بعبارة وجيزة دون حذف لأي جزء منأجزاء الكلام وهذا ما يسمى بإيجاز القصر
ومن هذا النوع من الإيجاز قول النبي صلى الله عليه وسلم في التأكيد على أمانة الحديث
(إذ حدث الرجل بحديث ثم التفت فهي أمانة) قال المناوى عقب شرح الحديث مبينا ما يحمله هذا اللفظ من المعاني " قالوا: وهذا من جوامع الكلم لما فى هذا الفظ الوجيز من الحمل على آداب حسن المعاشرة وحسن الصحبة وكتم السر وحفظ الود والتحذير من النميمة بين الإخوان المؤدية للشنآن ما لا يخفى "
ومنه قوله صلى الله عليه وسلم يحث على السلوك القويم في الحياة والتخلق بمكارم الأخلاق
(أستقم، وليحسن خلقك للناس) قال المناوى " وهذا الحديث من جوامع الكلم وأصول الإسلام "
حديث جمع فيه النبي من مكارم الأخلاق مالا يستطيع عاد عدها، ولا كاتب جمعها، حديث عالج
أفات النفس مع النفس، وآفات النفس مع الناس في عبارة موجزة دون حذف
ومنه قوله صلى الله عليه وسلم (إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحدا إلا غلبه، فسددوا، وقاربوا، وابشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة)
قال المناوى " جمع هذا الحديث من جوامع الكلم "
وهذا الحديث لو دققنا النظر فيه لوجدناه فى عبارة قليلة أوضح كثير من طبائع هذا الدين الحنيف
وأوضح مدى يسره، ثم بين ما يقتضى على حملته أن يتخلقوا بخلقه الكريم، ثم أرشدهم وبين لهم
ما يجب أن يبتعدوا عنه من التشدد والتنفير وأعطاهم ما يعينهم على كل ذلك 0
ومنه قوله صلى الله عليه وسلم (البر حسن الخلق، والإثم ما حاك فى نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس)
قال المناوى ”وذا من جوامع الكلم، لأن البر كلمة جامعة لكل خير، والإثم كلمة جامعة لكل شر "
ففي هذا الحديث الكريم يبين لنا الرسول الكريم حقيقة البر والإثم فى السلوك والنفس الإنسانية بعبارة موجزة
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم (تنكح المرآة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك)
قال المناوى "وعد جمع هذا الحديث من جوامع الكلم "
ففي هذا الحديث الموجز في اللفظ الكثير في المعنى جمع النبي صلى الله عليه وسلم سر العلاقة بين
الرجل والمرآة عبر التاريخ كله، والتي لا تعدو أن تتراوح بين المنفعة الدنيوية من مال وشرف
ومتعة، وبين المنفعة الدينية القائمة على التماسك بالعقيدة الخالدة، وبالنظر في الحديث نرى النبي
(يُتْبَعُ)
(/)
صلى الله عليه وسلم يحدد الأسباب التي من أجلها يختار الرجل زوجته، ثم يوجه الأمة التوجيه
القويم ويوضح لهم أنجح الطرق في الاختيار كل ذلك في عبارة موجزة بليغة
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم (حفت الجنة بالمكارة، وحفت النار بالشهوات)
ففي هذا الحديث الشريف يوضح لنا النبي الكريم صعوبة الطريق إلى الجنة لما فيه من معاناة،
وشدائد، وفى هذا توجيه بليغ إلى كل مريد للجنة أن يأخذ حذره وأن يكون على أكمل الاستعداد
والحرص، ثم يبين لنا سهولة طريق النار لما فيه من أهواء ولذائد، لذا يقول ابن حجر "وهذا من
جوامع كلم المصطفى صلى الله عليه وسلم وبديع بلاغة في ذم الشهوات وإن مالت إليها النفوس، والحس على الطاعات وإن كرهتها وشقت عليها "
ومن إيجاز القصر قول النبي صلى الله عليه وسلم (سل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة)
فهذا الحديث يبين فيه الرسول الكريم قاعدة الخير والسعادة في الحياة العاجلة والآجلة
قال الحكيم "هذا من جوامع الكلم إذ ليس شيء مما يعمل للآخرة يتقبل إلا باليقين، وليس شيء من أمر الدنيا يهنأ به صاحبه إلا مع الأمن والصحة وفراغ القلب، فجمع أمر الآخرة كله في كلمة،
وأمر الدنيا كله في كلمة، ومن ثم قيل
لو أنني أعطيت سؤلي لما سألت إلا العفو والعافية
فكم فتى قد بات في النعمة فسل منها الليلة الثانية "
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم محذرا من كثرة السؤال والاختلاف (ذروني ما تركتكم، فإنما
هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه) قال النووي "هذا الحديث من جوامع الكلم وقواعد الإسلام، ويدخل
فيه كثير من الأحكام، كالصلاة لمن عجز عن ركن أو شرط فيأتي بمقدوره، وكذا الوضوء، وستر العورة، وحفظ بعض الفاتحة، وإخراج بعض زكاة الفطر لمن لم يقدر على الكل، والإمساك في رمضان لمفطر بعذر قدر في أثناء النهار إلى غير ذلك "
ومن هذا النوع من الإيجاز قوله صلى الله عليه وسلم في التنبيه على يقظة المؤمن وفطانته
(لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين) قال المناوى " وذا من جوامع كلمه التى لم يسبق إليها، أراد به
تنبيه المؤمن على عدم عوده لمحل حصول مضرة سبقت له فيه، وكما أن هذا مطلوب فى أمر الدنيا فكذا في أمور الآخرة "
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم يحث على مراعاة أحوال الناس، وبث الهدوء والسكينة في نفوسهم (يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا) " وهذا الحديث كما قال الكرمانى وغيره من
جوامع الكلم لاشتماله على الدنيا والآخرة لأن الدنيا دار العمل، والآخرة دار الجزاء، فأمر المصطفى صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالدنيا بالتسهيل، وفيما يتعلق بالآخرة بالوعد الجميل، والإخبار بالسرور، تحقيقا لكونه رحمة للعالمين في الدارين "
ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم يوجه المؤمن إلى الالتزام بالدين، واغتنام التوبة عندالوقوع بالمعصية، وضرورة التمثل بالسلوك الراقي فى الحياة (اتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن) فقد قال بعضهم " وهو جامع لجميع أحكام الشريعة إذ لا
يخرج عنه شيء، وقال آخر: فصل فيه تفصيلا بديعا، فإنه اشتمل على ثلاثة أحكام، كل منها جامع في بابه، ومترتب على ما قبله "
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم (الخراج بالضمان) ففي هذا الحديث يحدد النبي قاعدة من قواعد التعامل الإقتصادى بين الناس، لذا يقول المناوى عقب هذا الحديث " أي الغلة بإزاء الضمان، أي مستحقة بسببه، فمن كان ضمان المبيع عليه كان خراجه له، وكما أن المبيع لو تلف أو نقص فى
يد المشترى فهو في عهدته وقد تلف على ملكه، ليس على بائعه شيء، فكذا لو زاد وحصل منه على
غلة له لا للبائع إذا فسخ بنحو عيب، فالغنم لمن عليه الغرم 000وهذا من فصيح الكلام ووجيزالبلاغة وظريف البراعة "
ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم يوضح سلوك المؤمن في هذه الحياة، ويبين أنه سلوك
يقوم على الوسطية والاعتدال في كل أمور الحياة، كل ذلك في عبارة موجزة حوت في مكنونها معان كثيرة {كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا في غير إسراف ولا مخيلة}
قال المناوى " وهذا الخبر جامع لفضائل تدبير المرء نفسه، فالإسراف يضر بالجسد والمعيشة،
(يُتْبَعُ)
(/)
والخيلاء تضر بالنفس حيث تكسبها العجب، وبالدنيا حيث تكسب المقت من الناس، وبالآخرة حيث تكسب الإثم "
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه الجامع المانع الذي يتضرع به إلى ربه {اللهم أصلح لى ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياى التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتى التي فيها معادى} هذا الحديث الذي جمع فيه النبي خير الدنيا والآخرة وصلاحهما في عبارات وجيزة رقراقة
وفى هذا يقول الحريري " جمع في هذه الثلاثة صلاح الدين والدنيا والمعاد، وهى أصول مكارم الأخلاق التي بعث لإتمامها، فاستقى في هذا اللفظ الوجيز صلاح هذه الجوامع الثلاث التي حلت في الأولين بدايتها وتمت عنده غايتها "
ومن حذف الإ يجاز قول النبي صلى الله عليه وسلم، حيث يعرف المسلم والمهاجر من خلال السلوك، لأن الإيمان ممارسة وواقع وليس مجرد لافتة وشعار {المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه} ففي هذا الحديث جمع النبي صلى الله عليه وسلم في عبارات
موجزة ما يحتاج إلى كثير من الكلام حتى يوفى فيه مثل هذا المعنى، ولذ يقول المناوى بعد هذا الحديث " فاشتملت هاتان الجملتان على جوامع من المعاني والأحكام "
النوع الثاني من الإيجاز (إيجاز الحذف)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذكر المناوى في كتابه معظم أنواع الحذف
النوع الأول: حذف حرف
قد يكون المحذوف همزة استفهام وذلك كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم (أتاني جبريل فقال: إن ربى وربك يقول لك: تدرى كيف رفعت ذكرك؟ قلت: الله أعلم قال: لا أذكر إلا ذكرت معي)
قال المناوى" (تدرى) مستفهم عنه، حذفت همزته تخفيفا لكثرة وقوعها فى الاستفهام، أى أتدرى "
وقد يكون المحذوف حرف النداء، وذلك كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم (عباد الله لتسون
صفوفكم)، قال المناوى" (عباد الله) بحذف حرف النداء، أي يا عباد الله الذين يصلون "
النوع الثاني: حذف كلمة
فقد يكون المحذوف هو المبتدأ، وذلك كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم (رجل حلف على
سلعته) قال المناوى" (رجل) خبر مبتدأ محذوف "
وقد يكون المحذوف مضاف، وذلك كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم (أول جيش من أمتي
يركبون البحر قد أجبوا) قال المناوى"ومعنى ركبوه أي الاستعلاء علي ظهره كما تركب الدابة، وهو مجاز إذ الركوب إنما هو على السفن حقيقة فيه، فحذف ذلك اتساعا لدلالة الحال عليه "
ومن حذف المضاف قول النبي صلى الله عليه وسلم (لا سبق إلا في خف أو حافر أو نصل)
قال المناوى"والخف للإبل، والحافر للخيل، فكنى ببعض أعضائها عنها، وهذا على حذف أ أي ذوخف وذو حافر ..... "
وقد يكون المحذوف هو المضاف إليه، وذلك كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم (ثلاث لا يحل لأحد أن يفعلهن: لا يؤم رجل قوما فيخص نفسه بالدعاء دونهم، فإن فعل فقد خانهم، ولا ينظر فى قعر بيت قبل أن يستأذن، فإن فعل فقد دخل، ولا يصلى وهو حقن حتى يتخفف) قال المناوى "
(ثلاث): أصله ثلاث خصال بالإضافة، حذف المضاف إليه، ولهذا جاز الابتداء بالنكرة "
وقد يكون المحذوف الموصوف، وذلك كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم (اثنان فما فوقهما جماعة) قال المناوى" (اثنان) صفة لموصوف محذوف، ويجوز أن يخصص بالعطف، فإن الفاء في قوله (فما فوقهما) للتعقيب "
وقد تحذف الصفة: وذلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم (إن في الصلاة لشغلا) قال المناوى "
قال القرطبى: اكتفى بذكر الموصوف عن الصفة، فكأنه قال: شغلا كافيا أو مانعا من الكلام وغيره "
وقد يحذف التميز: وذلك كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم (إن المكثرين هم المقلون يوم)
القيامة قال المناوى " (إن المكثرين) مالا، (هم المقلون) ثوابا، وفى رواية: إن الأكثرين هم
الأقلون (يوم القيامة) وحذف تميز المكثرين والمقلين ليعم هذا المقدر وغيره مما يناسب المقام،
وهذا في حق من كان مكثرا ولم يتصدق "
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد يحذف الجار والمجرور: وذلك كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم (أمرت بيوم الأضحى عيدا جعله الله لهذه الأمة) قال المناوى "قال بن رسلان: فيه حذف، تقديره بالأضحية في يوم الأضحى إذ لا يصح الكلام إلا به، إذ أمرت بتعلق الأمر فيه بالأضحية لا باليوم، وفهم التقدير من إضافة يوم إليه "
وقد يكون المحذوف مفعولا به: كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم (بنى الإسلام على خمس:
شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان) قال المناوى " (وإيتاى) أي إعطائها، (الزكاة): أهلها، فحذف للعلم به "
وقد يحذف المستثنى منه، وذلك كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم (وضع الله الحرج إلا أمرأ اقترض امرأ ظلما) قال المناوى " (وضع الله الحرج) عن هذه الأمة، ففيه حذف المستثنى منه "
النوع الثالث: حذف جملة أو أكثر
قد يكون المحذوف جملة: كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم (لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ) قال المناوى " وفى الكلام حذف تقديره: حتى يتوضأ ويصلى، لاستحالة قبول الصلاة غير مفعولة "
وقد يكون المحذوف فعل الشرط كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم (البكر بالبكر جلد مائة ونفى سنة، والثيب بالثيب جلد مائة والرجم) قال المناوى " (والثيب بالثيب) في الأصل من تزوج ودخل
من ذكر أو أنثى والمراد هنا المحصن، يعنى: إذا زنا بكر ببكر وثيب بثيب، فحذف ذلك اختصارا لدلالة السياق عليه
وقد يحذف جواب الشرط، وذلك كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم (خصلتان لا يحافظ عليهما عبد مسلم إلا دخل الجنة، ألا وهما يسير، ومن يعمل يهما قليل، يسبح الله في كل صلاة عشرا، ويحمده عشرا، فذلك خمسون و مائة باللسان، وألف وخمسمائة في الميزان، ويكبر أربعا وثلاثين
إذا أخذ مضجعه، ويحمده ثلاثا وثلاثين، ويسبح ثلاثا وثلاثين، فتلك مائة باللسان، وألف في الميزان فأيكم يعمل في اليوم والليلة ألفين وخمسمائة سيئة)
قال المناوى " قال الطيبى: والفاء في فأيكم جواب شرط محذوف وفى الاستفهام نوع إنكار، يعنى
إذا تقرر ما ذكرت، فأيكم يأتي بألفين وخمسمائة سيئة حتى تكون مكفرة لها، فما بالكم لا تأتون بها"
وقد يكون المحذوف أكثر من جملة: وذلك كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم (إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، دخلت الجنة) قال المناوى مبينا
سبب عدم ذكر الزكاة والحج مع أنهما من أركان الإسلام " فإن قلت: فما وجه اقتصاره على الصوم والصلاة ولم يذكر بقية الأركان الخمسة التي بنى عليها الإسلام؟ قلت: لغلبة تفريط النساء بالصلاة
والصوم، وغلبة الفساد فيهن، ولأن الغالب أن المرآة لا مال لها تجب زكاته، ويتحتم فيه الحج، فأناط الحكم بالغالب وحثها على مواظبة فعل ما هو لازم لها بكل حال والحفظ والصون والحراسة "
ـ[سنهور]ــــــــ[13 - 12 - 2009, 09:42 م]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
صور من الإطناب في كتاب فيض القدير للمناوى
ـ[سنهور]ــــــــ[13 - 12 - 2009, 10:12 م]ـ
صور من الإطناب في كتاب فيض القدير للمناوى
ـــــــــــــــــــــــــ
الإطناب من مباحث البلاغة العربية، وهو زيادة اللفظ على المعنى لفائدة، فإذا لم تكن الزيادة لفائدة فهي تدعى تطويلا أو حشوا وهى معابة في البيان
وكما هو معروف أن البيان النبوي منزه عن التطويل والحشو، فلم يرد فيه إطناب إلا لفائدة ولذانجد أن النبي كان لا يستخدم الإطناب إلا حيث يقتضى المقام استخدامه، وكما أن للإيجاز مواضعه فللإطناب مواضعه أيضا، وهذا ما أشار إليه المناوى في مواضع عدة، ومن الصور التي ذكرها
1 ـ ذكر الخاص بعد العام: وذلك للتنبيه على فضل الخاص: وذلك كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم (ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو أمرآة ينكحها) قال المناوى مبينا سر عطف المرآة على الدنيا " ينكحها: أي يتزوجها، خصص بعدما عمم، تنبيها على زيادة التحذير من النساء
إيذانا بأنهن أعظم زينة الدنيا خطرا، وأشدها تبعة وضررا، ومن ثم جعلت في التنزيل عين الشهوات (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ) "
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم محذرا من الظلم والشح معا لما فيهما من الدمار للفرد والمجتمع
(اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح، فإن الشح أهلك من كان قبلكم، وحملهم على أن سفكوا دماءهم، واستحلوا محارمهم) قال المناوى مبينا سبب عطف الشح على الظلم مع أن
الظلم يشتمل على الشح: " وعطف الشح الذي هو نوع من أنواع الظلم على الظلم إشعار بأن الشح
أعظم أنواعهن، لأنه من نتائج حب الدنيا ولذاتها (واستحلوا محارمهم) وهذا على سبيل الإستئناف، فإن استحلال المحارم جامع لجميع أنواع الظلم، وعطفه على سفك الدماء عطف عام على خاص عكس الأول "
ومنه أيضا: قول النبي صلى الله عليه وسلم يحث على تلاوة القرآن الكريم بشكل عاد ثم يخص بعض سوره بالذكر لما لها من منزلة عظيمة عند الله (اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه،
اقرأوا والزهراوين: البقرة وآل عمران، فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيابتان أو فرقان من طير صواف يحاجان عن أصحابهما، اقرأوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركه
حسرة، ولا تستطيعها السحرة) قال المناوى " والزهراوين: تثنية الزهراء تأنيث أزهر، وهو المضيء الشديد الضوء (البقرة وآل عمران) أوقعه بدلا منها مبالغة في الكشف والبيان
كما تقول: هل أدلك على الأكرم الأفضل؟ فلان، فإنه أبلغ من أدلك على زيد الأكرم الأفضل، لذكره أولا مجملا، ثم ثانيا مفصلا، وكما جعل علما في الكرم والفضل جعلا في الإنارة "
ويضيف المناوى " (اقرأوا سورة البقرة) قال الطيبى: تخصيص بعد تخصيص، عم أولا بقوله (اقرأوا القرآن) وعلق به الشفاعة، ثم خص الزهرواين وعلق يهما التخصيص من كرب يوم
القيامة والمحاجة، وأفرد ثالثا البقرة، وعلق بها المعاني الثلاثة الآتية تنبيها على أن لكل منها خاصية لا يعرفها إلا صاحب الشرع "
ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم محذرا من الدنيا وفتنتها (الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه، وعالما ومتعلما) ففي هذا الحديث إطناب حيث ذكر العالم والمتعلم بعد ذكر
الله وما والاه، وهما داخلان في قوله (وما والاه)، ويبين المناوى هنا سبب ذلك ناقلا عن الطيبى " وكان حق الظاهر أن يكتفي بقوله (وما والاه) لا حتوائه على جميع الخيرات والفاضلات ومستحسنات الشرع، لكنه خصص بعد التعميم، دلالة على فضل العالم والمتعلم وتفخيما لشأنهما
صريحا، وإيذانا بأن جميع الناس سواهما همج، وتنبيها على أن المعنى بالعالم والمتعلم العلماء بالله الجامعون بين العلم والعمل، فيخرج الجهلاء، وعالم لم يعمل بعلمه، ومن يعمل عمل الفضول، وما لا يتعلق بالدين، وفيه أن ذكر الله أفضل الأعمال ورأس كل عبادة والحديث من كنوز الحكم وجوامع
الكلم، لدلالته بالمنطوق على جميع الخلال الحميدة، وبالمفهوم على رذائلها القبيحة "
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في مزايا بعض مكارم الأخلاق (صلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار يعمرن الديار ويزدن في الأعمار) قال المناوى عقب الحديث " قال ابن الكمال: في تخصيص حسن الجوار بالذكر من جملة ما ينتظمه حسن الخلق نوع تفضيل له على سائر أفراده،
والظاهر من سياق الكلام أن ذلك الفضل من جهة قوة التأثير في الأمرين المذكورين، وينبغي للبليغ أن يراعى هذه القاعدة في مواقع التخصيص بعد التعميم "
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم يبين سبب تألفه قلوب بعض الناس بالمال (ولكن أعطى أقواما لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع) قال المناوى " والهلع بالتحريك أيضا: شدة الجزع أو أفحشه أو هما بمعنى هو شدة الحرص، فالجمع للإطناب "
2ـ الصورة الثانية من صور الإطناب: ذكر العام بعد الخاص ذكر العام بعد الخاص، وفائدته الشمول
والاهتمام بالخاص لذكره ثانية ضمن العام، وذلك كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم (حق الله على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام يوما يغسل فيه رأسه وجسده) قال المناوى " ذكر الرأس وإن كان الرأس يشمله للاهتمام به، لأنهم يجعلون فيه الدهن والخطمى ونحوهما، وكانوا يغسلونه
أولا ثم يغتسلون "
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم محذرا من ترك الصلاة (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك
الصلاة) والكفر يشمل الشرك، ولكن الشرك أقبح أنواع الكفر قال المناوى " وبين (الشرك) بالله، (والكفر) عطف عام على خاص، إذ الشرك نوع من الكفر، وكرر بين تأكيدا "
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم يحث على رفع الصوت بالتلبية (أتاني جبريل فأمرني أن آمر
أصحابي ومن معي أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية) قال المناوى مبينا سبب عطف قوله (ومن معي)
على (أصحابي): " عطفه على أصحابه دفعا لتوهم أن مراده بهم من صحبه وعرف به لطول ملازمته وخدمته دون من رافقه واتبعه وقتا ما، فجمع بينهما ليفيد أن مراده بهم من صحبه ولو فى
وقت، حتى ولو في وقت، حتى من لم يره إلا مرة، فالعطف لزيادة الاهتمام بشأن تعليمهم، إذ من قرب عهده بالإسلام أو بالهجرة أحق بتأكيد الوصية والتعريف بالسنة، والإعلام بالأحكام، وأماالخواص فمظنة الإطلاع على خفايا الشريعة ودقائقها "
3 ـ الصورة الثالثة من صور الإطناب: الإيضاح بعد الإيهام، وفائدته تقرير المعنى في ذهن المخاطب، حيث يتم ذكر المعنى مرتين، مرة على سبيل الإبهام وأخرى على سبيل الإيضاح، كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم (إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له، وهى تبارك الذي
بيده الملك) قال المناوى " وفى الإبهام أولا، ثم البيان بقوله: (وهى تبارك) نوع تفخيم وتعظيم لشأنها، إذ لو قيل: إن سورة تبارك شفعت ....... إلخ، لم تكن بهذه المثابة "
4ـ الصورة الرابعة من صور الإطناب: التكرير، ويكون لأغراض عدة، من أهمها قصد التأكيد وذلك
كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم (أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أباك) قال المناوى "وكرره
للتأكيد، أو إشعار بأن لها ثلاثة أمثال ما للأب من البر، لما تكابده وتعانيه من المشاق والمتاعب في الحمل والفصال في تلك المدة المتطاولة، فهو إيجاب للتوصية بالوالدة خصوصا، وتذكير لحقها العظيم مفردا، إذ لها من الحقوق ما لا يقام به، كيف وبطنها له وعاء، وحجرها له حواء، وثديها له سقاء "
ومن أمثلة التأكيد قول النبي صلى الله عليه وسلم (أسعد الناس بشفاعتى يوم القيامة من قال لا إله إلاالله مخلصا من قلبه) قال المناوى " (مخلصا) تأكيد لخالصا، فالمراد الإخلاص المؤكد البالغ غايته ويدل على إرادة تأكيده ذكر القلب، إذ الإخلاص معدته القلب، كما في (فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ) قال في الكشاف: لما كان آثم مقترنا بالقلب أسند إليه، لأن إسناد الفعل إلى الجارحة التي يعمل فيها أبلغ، ألا تراك إذاأردت التأكيد تقول أبصرته بعيني وسمعته بأذني "
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنه أيضا قول النبي صلى الله عليه وسلم (أبغض الناس إلى الله ثلاثة ومطلب دم امرىء بغيرحق ليهر يق دمه) قال المناوى معقبا " ولما كان المنع من إراقة الدم من أعظم المقاصد أو هوأعظمها أعاده صريحا، ولم يكتف بيهريقه وإن كفى، والمراد الطلب المترتب عليه المطلوب، أو ذكر الطلب ليلزم في الإهراق بالأولى، ففيه مبالغة، ذكره الكرمانى "
وقد يأتي التكرير في حديث رسول الله بقصد التنويه بشأن بعض أًًصحابه رضي الله عنهم، ومن ذلك
قول النبي صلى الله عليه وسلم مكررا لفظ (في الجنة) (أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلى في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير فى الجنة، وعبد الرحمن بن عوف
فى الجنة، وسعد بن أبى وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح فى الجنة)
قال المناوى " موضحا سبب الإطناب في الحديث، وأن مقتضى الحال يقتضيه " سلك المصطفى
صلى الله عليه وسلم مسلك الإطناب، حيث لم يقتصر على ذكر الجنة آخرا، قصدا للكشف بعد الكشف،
والإيضاح غب الإيضاح، ردا على الفرق الزائغة الطاغية الطاعنة في بعضهم "
وقد يأتي التكرير بقصد الإستيثاق والتعجب فى مقام التعليم، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم
فيما رواه أبو ذر (أتاني جبريل فقال: بشر أمتك أنه من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة. قلت يا جبريل: وإن سرق وإن زنى؟ قال نعم قلت وإن سرق وإن زنى؟ قال نعم. قلت وإن سرق وإن زنى
؟؟ قال نعم. وإن شرب الخمر) قال المناوى " (قلت وإن سرق وإن زنى؟ قال: نعم. قلت وإن سرق وإن زنى؟ قال: نعم.) كرر الاستفهام استثباتا واستيثاقا واستعظاما لشأن الدخول مع مباشرة الكبائر أو تعجبا منه "
وقد يأتي التكرير بقصد التوكيد والتشويق، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم (ثلاث من فعلهن ثقة بالله واحتسابا كان حقا على الله تعالى أن يعينه وأن يبارك له: من سعى فى فكاك رقبة ثقة بالله واحتسابا كان حقا على الله تعالى أن يعينه وأن يبارك له، ومن تزوج ثقة بالله واحتسابا كان حقا
على الله تعالى أن يعينه وأن يبارك له، ومن أحيا أرضا ميتة ثقة بالله واحتسابا كان حقا على الله تعالى أن يعينه وأن يبارك له) قال المناوى " (أن يعينه وأن يبارك له) كرره لمزيد التأكيد والتشويق إلى فعل ذلك "
5ـ الصورة الخامسة من صور الإطناب: الاستيعاب، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم (آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهداه إذا علموا ذلك، والوشمة والموشومة للحسن، ولاوى الصدقة، والمرتد
أعرابيا بعد الهجرة ملعونين على لسان محمد يوم القيامة) قال المناوى " وأطنب بتعدد المذكورين وتفصيلهم ليستوعب مزاولته مزاولة ما بأي وجه كان "
6ــ الصورة السادسة من صور الإطناب: زيادة بعض الكلمات لغرض بلاغي، ومنه قول النبي صلى لله عليه وسلم (أتاني جبريل فقال: إن ربى وربك يقول لك: تدرى كيف رفعت ذكرك؟)
قال المناوى " (يقول لك) أطنب بزيادة لك لينبه على كمال العناية ومزيد الوجاهة عنده والرعاية"
ُ
ـ[مداد الضاد]ــــــــ[20 - 12 - 2009, 08:47 م]ـ
بارك الله فيك
إثرااااااءٌ قيّم
جزيتَ كلَّ خيرٍ
ـ[أبوعرابي]ــــــــ[03 - 01 - 2010, 09:23 م]ـ
بارك الله فيك ,كم كنت محتاجا لمثل هذا, جعله الله في حيفة عملك.(/)
الإيجاز والإطناب
ـ[سنهور]ــــــــ[13 - 12 - 2009, 10:46 م]ـ
1: الإيجاز
أولا تعريف الإيجاز:
في اللغة: يدور حول الخفة والسرعة والاقتصار والاختصار
في اصطلاح البلاغيين: هو تأدية المعنى المراد بعبارة أقل منه لفظا مع وفائها بالغرض
ثانيا أنواع الإيجاز
الإيجاز نوعان: 1ـ إيجاز قصر 2ـ إيجاز حذف
النوع الأول: إيجاز القصر
تعريفه: هو تأدية المعاني الكثيرة بعبارة قصيرة بدون حذف
كقوله تعالى " وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ " فإنه لا حذف فيه مع أن معناه كثير يزيد على لفظه لأن المراد به أن الإنسان إذا علم أنه متى قتل قتل كان ذلك داعياً له قوياً إلى أن لا يقدم على القتل فارتفع بالقتل الذي هو قصاص
كثير من قتل الناس لبعضهم لبعض، فكان في ارتفاع القتل حياة لهم
ومن أمثلة الإيجاز أيضاً قوله تعالى فيما يخاطب به النبي عليه الصلاة والسلام " خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ " فإنه جمع فيه مكارم الأخلاق لأن قوله خذ العفو أمر بإصلاح قوة الشهوة فإن العفو ضد الجهل وقوله وأعرض عن الجاهلين أمر بإصلاح قوة الغضب أي أعرض عن السفهاء واحلم عنهم ولا تكافئهم على أفعالهم هذا ما يرجع إليه منها وأما ما يرجع إلى أمته فدل عليه بقوله وأمر بالعرف أي بالمعروف والجميل من الأفعال ولهذا قال جعفر الصادق ـ رضي الله عنه ـ فيما روي عنه: أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بمكارم الأخلاق وليس في القرآن آية أجمع لها من هذه الآية
ومن ذلك قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (لا ضرر ولا ضرار في الإسلام)
فهذا الحديث جمع من العبارات القليل ولكنها حرمت الضرر مطلقا من النفس أومن الغير
ومنه قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (الضعيف أمير الركب)
عبارات قليلة جمع فيها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كل آداب السفر التي تحتاج إلى إطناب كثير حتى يفهم بها المعنى
النوع الثاني: إيجاز حذف
وهو ما يكون بحذف شيء من أصل الكلام، والمحذوف إما جزء جملة أو جملة أو أكثر من جملة
ومبحث الحذف مبحث (خطير لأن التنبيه له يحتاج إلى فضل تأمل وطول فكرة لخفاء ما يستدل على المحذوف)
أولا حذف المفرد: وهو أوسع مجالا من غيره لأنه أكثر استعمالا وله صور كثيرة منها:
1ـ حذف الحرف: كما فى قوله تعالى (وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا) أي من قومه
ومنه قوله تعالى (رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا) أى يارب بحذف حرف النداء
2ـ حذف المضاف: كما فى قوله تعالى (لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ) أى يرجو رحمة الله
ومنه قوله تعالى (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ) أى دين الله 0
3ـ حذف المضاف إليه: كما فى قوله تعالى (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ) أى بعشر ليال
ومنه قوله تعالى (لِلَّهِ الاَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ) أى من قبل ذلك ومن بعده 4ـ حذف الموصوف: كما فى قوله تعالى (وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ) أى حور قاصرات الطرف
ومنه قوله تعالى (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا) أى وعمل عملا صالحا
5ـ حذف الصفة: كما فى قوله تعالى (وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا) أى كل سفينة
صالحة بدليل ما قبله وهو قوله تعالى (فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا)
6ـ حذف القسم أو جوابه: فحذف القسم كما فى قوله تعالى (لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ) والتقدير والله لقد أنزلنا
ومنه قوله تعالى (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ) والتقدير والله لندخلنهم
ومن حذف جواب القسم قوله تعالى (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ 0 بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ) أى ص والقرآن ذي الذكر لنهلكن أعداءك
7 ـ حذف الشرط أو جواب الشرط (أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ) والتقدير إن أرادوا أولياء فالله هو الولي
ومن حذف جواب الشرط قوله تعالى (وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا) والتقدير لكان هذا القرآن
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيا حذف الجملة
المراد بالجملة هنا الكلام المستقل المفيد الذي لا يكون جزءا من كلام آخر ولها صور منها
1ـ أن تكون الجملة المحذوفة مسببة عن سبب مذكو: كما فى قوله تعالى (لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ) والتقدير: فعل ما فعل ليحق الحق ويبطل الباطل وحذف المسبب لتذهب النفس فيه كل مذهب 0
2ـ أن تكون الجملة المحذوفة سببا ذكر مسببه: كما فى قوله تعالى (فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ) والتقدير فضربه فانفجرت فالجملة المحذوفة سبب في المذكور أي الضرب بالعصا سبب فى الانفجار
ثالثا حذف أكثر من جملة
وذلك مثل قوله تعالى (فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)
والتقدير: فضربوه بها فحيى فقلنا كذلك يحيى الله الموتى 0
ومنه قوله تعالى (أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ 0 يُوسُفُ) والتقدير فأرسلوني إلى يوسف لأستعبر ه الرؤيا فأرسلوه إليه فأتاه وقال يوسف 0
قرينة المحذوف:
إذا حذف شيء من أجزاء الكلام فلا بد من وجود قرينة تدل عليه هذه القرينة إما: ـ
1ـ شىء يدل على المحذوف مثال: قوله تعالى (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ) فجملة (فقد كذبت) ليست جواب شرط لأن تكذيب الرسل مقدم على تكذيب النبي بل هو سبب لمضمون
الجواب المحذوف أقيم مقامه أي فلا تحزن واصبر فقد كذبت رسل من قبلك
2ـ أن يكون هناك دليل يدل على المحذوف
مثال: ما جاء فيه دليل على المحذوف، والدليل غالبا ما يحدده العقل أو العرف كقوله تعالى
(وَجَاءَ رَبُّكَ) والتقدير وجاء أمر ربك لأن العقل لا يجيز مجيء الرب وإنما يأتي أمره
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
2: الإطناب
أولا تعريف الإطناب
في اللغة: مصدر أَطْنَبَ، يقال أطنب الرَّجُلُ في الكَلاَم: أَتَى بالبَلاَغَةِ في الوَصْفِ مَدْحاً كَان أَوْ
ذَمّاً، وأَطْنَبَ في الكَلاَم: بَالَغ فِيهِ و أَطْنَبَ في الوَصْفِ إِذَا بَالَغَ واجْتَهَدَ، وأَطْنَبَ في عَدْوِه إِذَا
مَضَى فيه باجْتِهَاد ومُبَالَغَة وأَطْنَبَتِ الرِّيحُ: اشتدَّت في غُبَار، و أَطْنَبَتِ الإِبِلُ: اتَّبَعَ بَعْضُهَا بَعْضاً
في السَّيْرِ، ويقال: فَرَسٌ أَطْنَبُ إِذَا كان طويل القَرَى وأطنب في المكان إذا طال مقامه فيه
في اصطلاح البلاغيين: هو تأدية المعنى المراد بلفظ زائد عليه لفائدة 0
مثال قوله تعالى (رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا)
فأصل المعنى المراد من سيدنا زكريا هو (رب إني قد كبرت) عبر عنه في الآية بألفاظ زائدة عن
المعنى المراد وهذه الزيادة ليست عبثا بل هي لفائدة وهى إظهار الضعف وتأكيده
أنواع الإطناب:
1ـ عطف الخاص على العام: وهو أن تذكر شيئا خاصا بعد ذكر ما تضمنه
ويأتي هذا النوع للتنويه بشأن الخاص وبيان فضله
مثاله: (مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وميكال فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ)
فذكر جبريل وميكال مع دخولهما في الملائكة للتنبيه على زيادة فضلهما
ومنه قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة)
ذكر السمع والطاعة مع دخولهما في التقوى لمزيد الاهتمام بهذا الأمر وتأكيد لمزيد العناية بمقام السمع والطاعة
2 ـ عطف العام على الخاص: وهو أن يذكر العام بعد الخاص لإفادة العموم مع العناية بشأن الخاص
مثال ذلك قوله تعالى (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ)
فقد ذكر فى الآية المؤمنين والمؤمنات وهما عامان يدخل فيهما من ذكر قبل ذلك لإفادة العموم مع العناية بالخاص لذكره مرتين، مرة بلفظه، ومرة مندرجا تحت العام
3ـ التفصيل بعد الإجمال: لأن يذكر المعنى مجملا ثم مفصلا
مثال ذلك قوله تعالى (أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ)
ففي الآية تفصيل بعد إجمال حيث أبهم الأنعام والبنين في قوله (بِمَا تَعْلَمُونَ) ثم ذكرها موضحة
(يُتْبَعُ)
(/)
في قوله (بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ) وذلك تشويقا إلى معرفتها وتنبيها إلى شرفها 0
4ـ التكرير: وهو ذكر الشيء مرتين أو أكثر لغرض ما، منها: ـ
أ ـ التأكيد وتقرير المعنى في النفس: كقوله تعالى (كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ)
ب ـ ترغيب المخاطب واستمالته لقبول الخطاب: كما في قوله تعالى (وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ
اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ0يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ)
ففي تكرير < يا قوم > تذكير بحق القرابة وأن من شأن القريب أن ينصح فى دعوته لأقربائه، وأن يخلص لهم في نصحه، فلا يشكون في صدقه
ج ـ تعدد المتعلق كما في تقرير قوله تعالى (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) عدد تعالى نعمه وذكرعباده بآلائه ونبأهم إلى قدرها وقدرته عليها، وجعلها فاصلة بين كل نعمة ليعرفوا فضله عليهم 0
د ـ طول الفاصل: كما في قوله تعالى (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ) حيث كرر قوله < رأيت > لطول الفصل خشية أن يكون
الذهن قد غفل عما ذكر أولا وليتصل أول الكلام بآخرة اتصالا جيدا 0
هـ ـ التلذذ بذكر المكرر كما في قول مروان بن أبى حفصة:
سقى الله نجدا والسلام على نجد ** ويا حبذا نجدا على القرب والبعد
5 ـ الاعتراض: وهو لون من ألوان الإطناب، وهو أن يؤتى فى أثناء الكلام أو بين كلامين متصلين معنى، بجملة أو أكثر لا محل لها من الإعراب لنكت بلاغية، منها: أ ـ التنزيه: كما فى قوله تعالى (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ) فقوله سبحانه جملة لأنه مصدر بتقدير الفعل، اعتراض مسوق لتنزيه الله تعالى عن اتخاذ البنات
ب ـ التعظيم: كما فى قوله تعالى (فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ) فجملة < وإنه لقسم عظيم >
جملة اعتراضيه الغرض منها تعظيم القسم وفيه تعظيم للمقسم عليه وتنويه برفعة شأنه وهو القرآن الكريم
ـ[أنوار]ــــــــ[14 - 12 - 2009, 12:46 ص]ـ
بارك الله فيكم ..
ـ[فهد عبد الرحمن الصلوح]ــــــــ[17 - 12 - 2009, 01:20 م]ـ
1: الإيجاز
أولا تعريف الإيجاز:
في اللغة: يدور حول الخفة والسرعة والاقتصار والاختصار
في اصطلاح البلاغيين: هو تأدية المعنى المراد بعبارة أقل منه لفظا مع وفائها بالغرض
ثانيا أنواع الإيجاز
الإيجاز نوعان: 1ـ إيجاز قصر 2ـ إيجاز حذف
النوع الأول: إيجاز القصر
تعريفه: هو تأدية المعاني الكثيرة بعبارة قصيرة بدون حذف
كقوله تعالى " وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ " فإنه لا حذف فيه مع أن معناه كثير يزيد على لفظه لأن المراد به أن الإنسان إذا علم أنه متى قتل قتل كان ذلك داعياً له قوياً إلى أن لا يقدم على القتل فارتفع بالقتل الذي هو قصاص
كثير من قتل الناس لبعضهم لبعض، فكان في ارتفاع القتل حياة لهم
ومن أمثلة الإيجاز أيضاً قوله تعالى فيما يخاطب به النبي عليه الصلاة والسلام " خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ " فإنه جمع فيه مكارم الأخلاق لأن قوله خذ العفو أمر بإصلاح قوة الشهوة فإن العفو ضد الجهل وقوله وأعرض عن الجاهلين أمر بإصلاح قوة الغضب أي أعرض عن السفهاء واحلم عنهم ولا تكافئهم على أفعالهم هذا ما يرجع إليه منها وأما ما يرجع إلى أمته فدل عليه بقوله وأمر بالعرف أي بالمعروف والجميل من الأفعال ولهذا قال جعفر الصادق ـ رضي الله عنه ـ فيما روي عنه: أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بمكارم الأخلاق وليس في القرآن آية أجمع لها من هذه الآية
ومن ذلك قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (لا ضرر ولا ضرار في الإسلام)
فهذا الحديث جمع من العبارات القليل ولكنها حرمت الضرر مطلقا من النفس أومن الغير
ومنه قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (الضعيف أمير الركب)
عبارات قليلة جمع فيها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كل آداب السفر التي تحتاج إلى إطناب كثير حتى يفهم بها المعنى
النوع الثاني: إيجاز حذف
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو ما يكون بحذف شيء من أصل الكلام، والمحذوف إما جزء جملة أو جملة أو أكثر من جملة
ومبحث الحذف مبحث (خطير لأن التنبيه له يحتاج إلى فضل تأمل وطول فكرة لخفاء ما يستدل على المحذوف)
أولا حذف المفرد: وهو أوسع مجالا من غيره لأنه أكثر استعمالا وله صور كثيرة منها:
1ـ حذف الحرف: كما فى قوله تعالى (وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا) أي من قومه
ومنه قوله تعالى (رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا) أى يارب بحذف حرف النداء
2ـ حذف المضاف: كما فى قوله تعالى (لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ) أى يرجو رحمة الله
ومنه قوله تعالى (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ) أى دين الله 0
3ـ حذف المضاف إليه: كما فى قوله تعالى (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ) أى بعشر ليال
ومنه قوله تعالى (لِلَّهِ الاَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ) أى من قبل ذلك ومن بعده 4ـ حذف الموصوف: كما فى قوله تعالى (وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ) أى حور قاصرات الطرف
ومنه قوله تعالى (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا) أى وعمل عملا صالحا
5ـ حذف الصفة: كما فى قوله تعالى (وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا) أى كل سفينة
صالحة بدليل ما قبله وهو قوله تعالى (فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا)
6ـ حذف القسم أو جوابه: فحذف القسم كما فى قوله تعالى (لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ) والتقدير والله لقد أنزلنا
ومنه قوله تعالى (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ) والتقدير والله لندخلنهم
ومن حذف جواب القسم قوله تعالى (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ 0 بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ) أى ص والقرآن ذي الذكر لنهلكن أعداءك
7 ـ حذف الشرط أو جواب الشرط (أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ) والتقدير إن أرادوا أولياء فالله هو الولي
ومن حذف جواب الشرط قوله تعالى (وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا) والتقدير لكان هذا القرآن
ثانيا حذف الجملة
المراد بالجملة هنا الكلام المستقل المفيد الذي لا يكون جزءا من كلام آخر ولها صور منها
1ـ أن تكون الجملة المحذوفة مسببة عن سبب مذكو: كما فى قوله تعالى (لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ) والتقدير: فعل ما فعل ليحق الحق ويبطل الباطل وحذف المسبب لتذهب النفس فيه كل مذهب 0
2ـ أن تكون الجملة المحذوفة سببا ذكر مسببه: كما فى قوله تعالى (فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ) والتقدير فضربه فانفجرت فالجملة المحذوفة سبب في المذكور أي الضرب بالعصا سبب فى الانفجار
ثالثا حذف أكثر من جملة
وذلك مثل قوله تعالى (فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)
والتقدير: فضربوه بها فحيى فقلنا كذلك يحيى الله الموتى 0
ومنه قوله تعالى (أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ 0 يُوسُفُ) والتقدير فأرسلوني إلى يوسف لأستعبر ه الرؤيا فأرسلوه إليه فأتاه وقال يوسف 0
قرينة المحذوف:
إذا حذف شيء من أجزاء الكلام فلا بد من وجود قرينة تدل عليه هذه القرينة إما: ـ
1ـ شىء يدل على المحذوف مثال: قوله تعالى (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ) فجملة (فقد كذبت) ليست جواب شرط لأن تكذيب الرسل مقدم على تكذيب النبي بل هو سبب لمضمون
الجواب المحذوف أقيم مقامه أي فلا تحزن واصبر فقد كذبت رسل من قبلك
2ـ أن يكون هناك دليل يدل على المحذوف
مثال: ما جاء فيه دليل على المحذوف، والدليل غالبا ما يحدده العقل أو العرف كقوله تعالى
(وَجَاءَ رَبُّكَ) والتقدير وجاء أمر ربك لأن العقل لا يجيز مجيء الرب وإنما يأتي أمره
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
2: الإطناب
أولا تعريف الإطناب
(يُتْبَعُ)
(/)
في اللغة: مصدر أَطْنَبَ، يقال أطنب الرَّجُلُ في الكَلاَم: أَتَى بالبَلاَغَةِ في الوَصْفِ مَدْحاً كَان أَوْ
ذَمّاً، وأَطْنَبَ في الكَلاَم: بَالَغ فِيهِ و أَطْنَبَ في الوَصْفِ إِذَا بَالَغَ واجْتَهَدَ، وأَطْنَبَ في عَدْوِه إِذَا
مَضَى فيه باجْتِهَاد ومُبَالَغَة وأَطْنَبَتِ الرِّيحُ: اشتدَّت في غُبَار، و أَطْنَبَتِ الإِبِلُ: اتَّبَعَ بَعْضُهَا بَعْضاً
في السَّيْرِ، ويقال: فَرَسٌ أَطْنَبُ إِذَا كان طويل القَرَى وأطنب في المكان إذا طال مقامه فيه
في اصطلاح البلاغيين: هو تأدية المعنى المراد بلفظ زائد عليه لفائدة 0
مثال قوله تعالى (رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا)
فأصل المعنى المراد من سيدنا زكريا هو (رب إني قد كبرت) عبر عنه في الآية بألفاظ زائدة عن
المعنى المراد وهذه الزيادة ليست عبثا بل هي لفائدة وهى إظهار الضعف وتأكيده
أنواع الإطناب:
1ـ عطف الخاص على العام: وهو أن تذكر شيئا خاصا بعد ذكر ما تضمنه
ويأتي هذا النوع للتنويه بشأن الخاص وبيان فضله
مثاله: (مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وميكال فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ)
فذكر جبريل وميكال مع دخولهما في الملائكة للتنبيه على زيادة فضلهما
ومنه قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة)
ذكر السمع والطاعة مع دخولهما في التقوى لمزيد الاهتمام بهذا الأمر وتأكيد لمزيد العناية بمقام السمع والطاعة
2 ـ عطف العام على الخاص: وهو أن يذكر العام بعد الخاص لإفادة العموم مع العناية بشأن الخاص
مثال ذلك قوله تعالى (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ)
فقد ذكر فى الآية المؤمنين والمؤمنات وهما عامان يدخل فيهما من ذكر قبل ذلك لإفادة العموم مع العناية بالخاص لذكره مرتين، مرة بلفظه، ومرة مندرجا تحت العام
3ـ التفصيل بعد الإجمال: لأن يذكر المعنى مجملا ثم مفصلا
مثال ذلك قوله تعالى (أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ)
ففي الآية تفصيل بعد إجمال حيث أبهم الأنعام والبنين في قوله (بِمَا تَعْلَمُونَ) ثم ذكرها موضحة
في قوله (بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ) وذلك تشويقا إلى معرفتها وتنبيها إلى شرفها 0
4ـ التكرير: وهو ذكر الشيء مرتين أو أكثر لغرض ما، منها: ـ
أ ـ التأكيد وتقرير المعنى في النفس: كقوله تعالى (كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ)
ب ـ ترغيب المخاطب واستمالته لقبول الخطاب: كما في قوله تعالى (وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ
اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ0يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ)
ففي تكرير < يا قوم > تذكير بحق القرابة وأن من شأن القريب أن ينصح فى دعوته لأقربائه، وأن يخلص لهم في نصحه، فلا يشكون في صدقه
ج ـ تعدد المتعلق كما في تقرير قوله تعالى (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) عدد تعالى نعمه وذكرعباده بآلائه ونبأهم إلى قدرها وقدرته عليها، وجعلها فاصلة بين كل نعمة ليعرفوا فضله عليهم 0
د ـ طول الفاصل: كما في قوله تعالى (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ) حيث كرر قوله < رأيت > لطول الفصل خشية أن يكون
الذهن قد غفل عما ذكر أولا وليتصل أول الكلام بآخرة اتصالا جيدا 0
هـ ـ التلذذ بذكر المكرر كما في قول مروان بن أبى حفصة:
سقى الله نجدا والسلام على نجد ** ويا حبذا نجدا على القرب والبعد
5 ـ الاعتراض: وهو لون من ألوان الإطناب، وهو أن يؤتى فى أثناء الكلام أو بين كلامين متصلين معنى، بجملة أو أكثر لا محل لها من الإعراب لنكت بلاغية، منها: أ ـ التنزيه: كما فى قوله تعالى (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ) فقوله سبحانه جملة لأنه مصدر بتقدير الفعل، اعتراض مسوق لتنزيه الله تعالى عن اتخاذ البنات
ب ـ التعظيم: كما فى قوله تعالى (فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ) فجملة < وإنه لقسم عظيم >
جملة اعتراضيه الغرض منها تعظيم القسم وفيه تعظيم للمقسم عليه وتنويه برفعة شأنه وهو القرآن الكريم
ومن الإيجاز بالحذف، من سورة الأعراف: "وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطاً أمماً ..... "
إذ قال المشككون في بلاغة القرآن، بأن أسباطاً مذكروالعدد اثنتي عشرة مؤنث فقد خالف المعدود أسباطاًالمذكر العدد اثنتي عشرة المؤنث والواجب الموافقة؟
والرد عليه بأن المعدود محذوف وتقديره فرقة أو قبيلة، فأوجزالله وحذف، وهذا من بلاغة القرآن وإعجازه، إذ أودي المعنى بطريقة أبلغ من جميع الطرق، قال عبد القاهر الجرجاني عن الحذف بصورة عامة:"إنه باب دقيق المسلك، لطيف المآخذ، عجيب الأمر، شبيه بالسحر، فإنك ترى به ترك الذكر أفصح من الذكر، والصمت عن الإفادة أزيد للإفادة، وتجدك أنطق ما تكون إذا لم تنطق، وأتم ما تكون بياناً إذا لم تبن ..... "دلائل الإعجاز ص132.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الغنيمي]ــــــــ[17 - 12 - 2009, 10:40 م]ـ
شكراًلك علي هذا التوضيح
ـ[مشتاقة لله]ــــــــ[17 - 12 - 2009, 11:17 م]ـ
جزاك الله خيرا على التوضيح
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[17 - 12 - 2009, 11:48 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
جزاك الله خيرا ... موضوع قيم .... جعله الله في موازين حسناتكم .... اللهم آمين(/)
البلاغة للصف الثالث الثانوى الأزهرى فى شكل دروس
ـ[سنهور]ــــــــ[13 - 12 - 2009, 11:08 م]ـ
الدرس الأول
ـــــــ
سلسلة مذكرات (نور) مادة البلاغة للشهادالثانويةالأزهرية
بسم الله الرحمن الرحيم
تمهيد
الجملة التي تؤدى معنى في اللغة العربية إما أن تكون
1ـ جملة خبرية وهى التي تتضمن أمرا له واقع يطابقه ويخالفه 0
مثال: (محمد نجح فى الإمتحان) هذه الجملة تضمنت أمرا وهو الإخبار بنجاح محمد؛ وهناك واقع قد يتفق مع هذا الخبر فيكون الكلام صدق، وقد يختلف فيكون الكلام كذبا لهذا كان تعريف الخبر هو (ما يحتمل الصدق والكذب لذاته)
2ـ جملة إنشائية: وهى التي تتضمن أمرا ليس له واقع يطابقه أويخالفه0
مثال: (ذاكر دروسك) هنا أمر بالمذاكرة هذا الأمر ليس له شىء يطابقه اويخالفه فى الواقع لأنه مجرد أمر من إنسان لأخر بالمذاكرة
لهذا كان تعريف الإنشاء هو (قول لا يحتمل الصدق والكذب لذاته) 0
ــــــــ
الدرس الأول: ـ الإنشاء
تعريفه: هو (قول لا يحتمل الصدق والكذب لذاته) 0
أنواعه 1 ـ إنشاء طلبى 2 ـ إنشاء غير طلبى
أولا
الإنشاء غير الطلبى وهو مالا يستدعى مطلوبا غير حاصل وقت الطلب0
وله صيغ متعددة منها: ـ
المدح الذم القسم التعجب الرجاء وصيغ العقود
كنعم كبئس لعمرك ما أحسن كعسى كبعت واشتريت
أمثلة للإنشاء غير الطلبى: ـ
1ـ ما يفيد المدح مثال1ـقال تعالى {وَالأرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ}
فقوله تعالى (فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ) أسلوب إنشائي لا يستدعى مطلوبا غير حاصل وقت الطلب ولكنه يفيد المدح فهو إنشاء غير طلبى
2ـ ما يفيد الذم مثال1ـ قال. تعالى {وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلا}
فقوله تعالى (بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ) أسلوب إنشائي لا يستدعى مطلوبا غير حاصل وقت الطلب ولكنه يفيد الذم فهو إنشاء غير طلبى
3ـ ما يفيد القسم مثال1ـ قول عبد الله بنُ طاهر: لَعَمْرُكَ مَا بِالْعَقْلِ يُكتَسَبُ الغنى… ولا باكْتِساب المالِ يُكتَسبُ العَقْلُ
فقول الشاعر (لَعَمْرُكَ) أسلوب قسم وهو من أساليب الإنشاء غير الطلبى
ومن هذا الأسلوب مثال2ـ قوله تعالى {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ}
4ـ ما يفيد الرجاء مثال1ـ قول أبو اللجام التغلبي: عسَى سائلٌ ذو حاجَةٍ إن مَنَعْتَهُ ... مِنَ اليَوْمِ سُؤالاً أن يكون له غدُ
فقول الشاعر (عسى) أسلوب رجاء وهو من أساليب الإنشاء غير الطلبى
ومن هذا الأسلوب مثال2ـ قوله تعالى {فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ}
5ـ ما يفيد المدح
مثال1ـ قولالصِّمَّة بنُ عَبْد ِالله: ـ
بِنَفْسِي تِلْكَ الأَرْضُ مَا أَطْيَبَ الرُّبَا ... وَمَا أَحْسَنَ المُصْطَافَ وَالمُتَرَبَّعَا
فقول الشاعر (ما أطيب، ما أحسن) أسلوب تعجب وهو من أساليب الإنشاء غير الطلبى
6ـ صيغ العقود مثال1ـ كلفظ (بعت، واشتريت)
لاحظ أن علماء البلاغة لم يهتموا بدراسة الإنشاء غير الطلبى لقلة المباحث البلاغية المتعلقة بهذا القسم ولأن أكثر أنواعه نقلت إلى معنى الإنشاء ولكنهم اهتموا بالطلبى لكثرة مباحثه وفوائده البلاغية
ثانيا:
الإنشاء الطلبى وهو ما يستدعى مطلوبا غير حاصل وقت الطلب0
شرح التعريف: لو قال شخص لأخر (قم) يفهم من كلامه أن الشخص المخاطب ليس قائما وقت أمره بالقيام بل يكون جالسا والمخاطب يطلب منه أمرا غير حاصل وقت طلبه وهو القيام وهذا يسمى إنشاء
والإنشاء الطلبى له أساليب مخصوصة هي:
التمني الأمر الاستفهام النهى النداء
ليت اصبر هل حضر لا تقم يا محمد
أمثلة لأساليب الإنشاء الطلبى:
1ـ التمني كقول أبو فراس الحمداني:
وليتَ الَّذي بيني وبينكَ عامرٌ ... وبيني وبينَ العالمينَ خَرابُ
2ـ الأمر قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
3ـ النهى كقول أبوالعلاء المعري:
وَلاَ تَجْلِسْ إِلَى أَهْلِ الدَّنَايَا * فَإِنَّ خَلاَئِقَ السُّفَهَاءِ تُعْدِي
4ـ النداء كقول أبو سلمى:
يا فتية الوطن المسلوب 0 على جباهكم السمراء يكتمل
5ـ الاستفهام قال تعالى {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأرْضِ عَدَدَ سِنِينَ}
أسئلة من الدرس الأول وردت في امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية
س1ـ قال الشاعر:
وَلاَ تَجْلِسْ إِلَى أَهْلِ الدَّنَايَا * فَإِنَّ خَلاَئِقَ السُّفَهَاءِ تُعْدِي
وقال آخر:
لَعَمْرُكَ مَا بِالْعَقْلِ يُكتَسَبُ الغنى… ولا باكْتِساب المالِ يُكتَسبُ العَقْلُ
من البيتين السابقين عرف الإنشاء، واذكر أقسامه ثم عرف كل قسم وبين المثال الذي يوضحه مما سبق (الدور الأول 2001م)
س2ـ عرف الإنشاء الطلبى واذكر أساليبه ومثل لنوعين منها؟
(الدور الثاني 2001م، 1994م، 1993م)
س3ـ ما الإنشاء؟ وما أقسامه؟ عرف كل قسم وأذكر أساليبه؟ (الدور الأول1999م، 1995م،1998م)
س4ـ كل جملة تؤدى معنى لا تعدو أن تكون خبرا أو إنشاء: فما الإنشاء؟ وما أقسامه؟ وما القسم الذي عنى به البلغاء؟ مثل لما تذكر (الدور الأول 1992م)
س5ـ ما الإنشاء غير الطلبى؟ ولماذا لم يعنى به البلغاء؟ مثل لما تذكر (1991م الدور الأول،1995الدور الثاني)
س6 ـ بين نوع الإنشاء ونوع الأسلوب فيما يأتي
1ـ وليتَ الَّذي بيني وبينكَ عامرٌ ... وبيني وبينَ العالمينَ خَرابُ
2ـ قال تعالى {وَالأرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُون}
3ـ قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (الدور الأول أدبي 1999م)
س7ـ عرف الإنشاء، واذكر أقسامه، مع التمثيل لكل نوع من بليغ القول الدور الثانى (علمى) 2008م
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنوار]ــــــــ[14 - 12 - 2009, 12:45 ص]ـ
جزاكم الله خيراً .. وثقل به موازين حسناتكم(/)
أستحلفكم بالله لا تردوني خائبة
ـ[المجاهدة بنت الخطاب]ــــــــ[14 - 12 - 2009, 10:51 ص]ـ
سلام من الله عليكم ورحمته وبركاته
أخوتي في الله بعد حمد الله تعالى وشكره
أتمنى أن أجد يد المساعدة بينكم فيما كلفت به وهو موضوع بحث بلاغي طلب منى فى الجامعة تحت عنوان
"الأساليب البلاغية في سورة الواقعة من الأية41 إلى الآية 74 "
فأنا أريد أن استخلص من هذه الآيات شواهدها البلاغية من بيان وبديع ومعاني حتى ولو مع بعض الإيجاز الشاهد ونوعه وهذا يكفى جدا
على سبيل المثال هنا قصر هنا أستعارة هنا طباق ... الخ
مع خالص شكري وتقديري ودعائي بظهر الغيب لمن حمل طلبي على محمل الجد والآيات هي:
بسم الله الرحمن الرحيم
وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (41) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (42) وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ (43) لَّا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ (44) إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ (45) وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ (46) وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (47) أَوَ آبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (48) قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ (49) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ (50) ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (51) لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ (52) فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (53) فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (54) فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55) هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (56) نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ (57) أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ (58) أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59) نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) عَلَى أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (61) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذكَّرُونَ (62) أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (66) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (67) أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ (70) أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71) أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِؤُونَ (72) نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ (73) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (74).
صدق الله العظيم
صدقوني أنا في أمس الحاجة لهذا البحث في أقرب فرصة
أختكم في الله/
المجاهدة بنت الخطاب
ـ[المجاهدة بنت الخطاب]ــــــــ[14 - 12 - 2009, 07:24 م]ـ
"من فرج عن مسلم كربة من كرب يوم الدنيا فرج الله عنة كربة من كرب يوم القيامة"
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
ـ[أبو طارق]ــــــــ[14 - 12 - 2009, 07:33 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة:
من شروط الفصيح عدم تقديم إجابات للفروض والواجبات
ولكن إن قدمتِ ما عندكِ سيساعدكِ الأساتذة بالتصويب والإفادة
أسأل الله أن يوفقكِ
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[15 - 12 - 2009, 09:28 ص]ـ
الأخت الكريمة
أولا: لا يجوز استحلاف الغير
وإذا استحلف الغير لا يجب عليه الالتزام
ثانيا: لا مكان لحل الواجبات في هذا المنتدى، كما ذكر الزملاء.
اجتهدي واكتبي اجتهادك؛ وسيصوب لك الجميع.
ـ[سنهور]ــــــــ[15 - 12 - 2009, 02:13 م]ـ
إحتراما لشروط الفصيح فى عدم تقديم إجابات للفروض والواجبات
لا يمكننى أن أقوم بعرض جميع الصور البلاغية ولكن إن كان متاح لى أن أقدم مساعدة فستكون فى إطار تفتيح للأفكار فحسب
ـ[أبو طارق]ــــــــ[15 - 12 - 2009, 02:44 م]ـ
إحتراما لشروط الفصيح فى عدم تقديم إجابات للفروض والواجبات
لا يمكننى أن أقوم بعرض جميع الصور البلاغية ولكن إن كان متاح لى أن أقدم مساعدة فستكون فى إطار تفتيح للأفكار فحسب
أحسنت
ولا أرى بأسًا تقريب الأفكار ليسهل على السائلة فهم المراد
ـ[سنهور]ــــــــ[15 - 12 - 2009, 02:57 م]ـ
حسنا سأقوم بتوضيح بعض النقاط البلاغية فى الأيات والتى سوف تمهد لها الطريق إن شاء الله
ـ[سنهور]ــــــــ[15 - 12 - 2009, 03:06 م]ـ
قوله تعالى (وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ) (استفهام) وهومن الأساليب الإنشائية والاستفهام هنا خرج عن حقيقته وهو الإستعلام عن الشىء وأريد به تعظيم مصابهم وهذا الشاهد خاص بعلم المعانى
ـ[سنهور]ــــــــ[15 - 12 - 2009, 03:29 م]ـ
الإستفهام فى قولة (أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ) خرج عن معناه الحقيقى إلى معنى مجازى وهو الاستبعاد والإنكار
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سنهور]ــــــــ[15 - 12 - 2009, 03:36 م]ـ
لاحظى الإستفهام فى قوله تعالى (أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ، أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ، أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ .....
هذا الإستفهام كما ذكر الإمام عبد القاهر فى دلائله دخل على الفاعل لينفى كونه هو الذى قام بالفعل لا لينفى حدوث الفعل فالفعل موجود وهو الخلق، والزراعة .... ولكن ليس هم الفاعلون ولكن الفاعل هو الله
وللمزيد أرجعى إلى باب التقديم والتأخير فى دلائل الإعجاز للإمام عبد القاهر وستجدين ما يسر نفسك فى هذا الباب
ـ[سنهور]ــــــــ[15 - 12 - 2009, 03:42 م]ـ
قوله (فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ) فيه تشبيه محذوف الأداة والتقدير فَشَارِبُونَ كشُرْبَ الْهِيمِ
أى تشربون فلا تشبعون كما يشرب الجمل الذى أصابه الهيام وهو مريجعل صاحبه شديد العطش لايرتوى وإن شرب ماء الدنيا كلها
ـ[سنهور]ــــــــ[15 - 12 - 2009, 03:49 م]ـ
فى قوله (وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ لَّا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ) نوع من البلاغة يسمى دفع توهم السامع
فعندما قال ظل توهم السامع أنهم فى نوع من التنعم ولكن تبعه بقوله {لا بارد ولا كريم صفتان للظل نفاهما عن هذا الظل، فكأنه سماه ظلاً وإن كان ليس كالظلال التى ينتفع بها، ونفي عنه برد الظل ونفعه لمن يأوي إليه.
{ولا كريم}: تتميم لنفي صفة المدح فيه، وتمحيق لما يتوهم في الظل من الاسترواح إليه عند شدّة الحر، أو نفي لكرامة من يستروح إليه.
فبهذا دفع توهم السامع بأن هذا الظل من قبيل النعيم وإنما هو من قبيل العذاب
ـ[سنهور]ــــــــ[15 - 12 - 2009, 03:52 م]ـ
أرجو أن أكون وفقت فى وضع قلمك على خط البدايه فى هذا العمل وعليك أن تجتهدى لتكملى والله الموفق
ـ[المجاهدة بنت الخطاب]ــــــــ[18 - 12 - 2009, 11:33 ص]ـ
أخى الكريم " سنهور"
لا ادرى ماذا اقول لك
جزاك الله خيرا
بوركت أخى الفاضل
وجزى الله القائمين على هذه الشبكة المباركة كل خير
ـ[المجاهدة بنت الخطاب]ــــــــ[18 - 12 - 2009, 11:40 ص]ـ
أكون شاكرة جدا لكم لو يدلنى أحدكم على بعض مراجع أو كتب أو تفاسير أرجع اليها وأستعين بها فى بحثى وتكون متناولة الناحية البلاغية فى القران الكريم مع التحديد رجاء.
منتظرة ردودكم
ـ[أسيرة الغربتين]ــــــــ[18 - 12 - 2009, 03:21 م]ـ
من أهم كتب التفسير المعنية بالجانب البلاغي:
1 / التحرير والتنوير _ للشيخ محمد الطاهر بن عاشور.
2 / روح المعاني _ للإمام الألوسي.
3 / تفسير أبي السعود المسمى (إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم).
وفقك الله ..(/)
الجناس والمشاكلة!
ـ[رَذاذ]ــــــــ[14 - 12 - 2009, 09:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
توفيت الآمال بعد محمد وأصبح في شغل عن السفر السفرُ
أردْتُ أن أعرف أولاً هل البيت أعلاه للشاعر العبّاسي أبي تمّام؟
وهل المحسّن البديعي في كلمتَي (السفر السفرُ) يُعدُّ من الجناس أم المشاكلة؟
وكيف لي أن أفرّق بينهما إذا لم يتّضح لي المعنى؟
والشكرُ مقدّم:)
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[14 - 12 - 2009, 10:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
توفيت الآمال بعد محمد وأصبح في شغل عن السفر السفرُ
أردْتُ أن أعرف أولاً هل البيت أعلاه للشاعر العبّاسي أبي تمّام؟
وهل المحسّن البديعي في كلمتَي (السفر السفرُ) يُعدُّ من الجناس أم المشاكلة؟
وكيف لي أن أفرّق بينهما إذا لم يتّضح لي المعنى؟
والشكرُ مقدّم:)
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة .... رذاذ
أولا:
أهلا وسهلا بكِ في منتدى الفصيح ... نزلتِ أهلا وحللتِ سهلا .... نتمنى لكِ طيب المقام والافادة.
الإجابة
نعم هو للشاعر العباسي: أبي تمام (حبيب ابن أوس الطائي) يرثي بها القائد العربي محمد بن حميد الطوسي:
كذا فليجلّ الخطب وليفدح الأمر فليس لعين لم يفض ماؤهاعذر
توفيت الآمال بعد محمّد وأصبح في شغل عن السفر الشغل
مضى طاهر الأثواب لم تبقى روضة غداة ثوى إلا اشتهت أنها قبر
المشاكلة
هي أن يستعير المتكلّم لشيء لفظاً لا يصح إطلاقه على المستعار له إلاّ مجازاً، وإنما يستعير له هذا اللفظ لوقوعه في سياق ما يصح له. مثال: في الدعاء (غيِّر سوء حالنا بحسن حالك): فإن الله تعالى لا حال له، وإنما استعير له الحال بمناسبة سياق (حالنا) ..
وقول شاعر:
قالوا اقترح شيئاً نجد لك طبخه قلت اطبخوا لي جبة وقميصاً. أي: خيّطوا لي جبّة وقميصاً، فأبدل الخياطة بلفظ الطبخ لوقوعها في سياق طبخ الطعام. ونحو قوله تعالى: (تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك): فإن الله تعالى لا نفس له، وإنما عبّر بها للمشاكلة.
الجناس
هو تشابه لفظين، مع اختلافهما في المعنى، وهو قسمان:
1 ـ لفظي.
2 ـ معنوي.
الجناس التام: وهو ما اتفق فيه اللفظان المتجانسان في أمور أربعة:
نوع الحروف، وعددها، وهيئتها، وترتيبها مع اختلاف المعنى ....
منقول ....
إذن بين السفر والسفر الثانية جناس
والله أعلم
ـ[رَذاذ]ــــــــ[14 - 12 - 2009, 10:09 م]ـ
شُكراً كثيراً أختي زهرة:)
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[14 - 12 - 2009, 10:41 م]ـ
شُكراً كثيراً أختي زهرة:)
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد:
نحن في الخدمة:)
ـ[سنهور]ــــــــ[14 - 12 - 2009, 11:27 م]ـ
كلام طيب ياأخت زهره ولكن لى تعليق على ما قلتيه فى أن فى قوله تعالى (تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك) مشاكلة فيه نظر وإن ذهب إلى ذلك بعض البلاغين أمثال السكاكى فى مفتاحه ولكن الصواب أن لفظة النفس قد تطلق على الله بدون قصد المشاكلة بدليل قوله تعالى فى سورة آل عمران {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} ولك أن تراجعى كتاب بغية الإيضاح
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[14 - 12 - 2009, 11:34 م]ـ
كلام طيب ياأخت زهره ولكن لى تعليق على ما قلتيه فى أن فى قوله تعالى (تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك) مشاكلة فيه نظر وإن ذهب إلى ذلك بعض البلاغين أمثال السكاكى فى مفتاحه ولكن الصواب أن لفظة النفس قد تطلق على الله بدون قصد المشاكلة بدليل قوله تعالى فى سورة آل عمران {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} ولك أن تراجعى كتاب بغية الإيضاح
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
الأستاذ الفاضل: سنهور
جزاك الله خيرا .... لفتة طيبة ومعلومات قيمة .... جعلها الله في موازين حسناتكم .... اللهم آمين
ـ[سنهور]ــــــــ[14 - 12 - 2009, 11:37 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
البيت حقا لأبى تمام
وبين السَّفَرِ السَّفْرُ جناس ولكى نقف على نوعه نقول
أن الجناس نوعان تام وغير تام
التام هو ما اتفق فيه اللفظان فى (نوع الحروف ـ وعددها ـ وهيئتها ـ وترتيبها)
مع اختلافهما فى المعنى
مثال قوله تعالى فى سورة الروم آية (55) {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ}
فقد اتفقا لفظا (ساعة) فى كل ماذكرناه فهذا جناس تام
2ـ الجناس الغير تام وهو ما اختلفا فيه اللفظان فى (نوع الحروف ـ أوعددها ـ أوهيئتها ـ أوترتيبها) وعلى هذا فللجناس الغير التام أربعة أحوال
منها أن يختلف اللفظان فى هيئة الحرف والهيئة المقصود بها التشكيل
ويسمى هذا النوع الجناس الغير تام المحرف ومن الواضح أن الفاء فى كلمة السفر الأولى
مفتوحة وفى الثانية ساكنة
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[14 - 12 - 2009, 11:47 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
البيت حقا لأبى تمام
وبين السَّفَرِ السَّفْرُ جناس ولكى نقف على نوعه نقول
أن الجناس نوعان تام وغير تام
التام هو ما اتفق فيه اللفظان فى (نوع الحروف ـ وعددها ـ وهيئتها ـ وترتيبها)
مع اختلافهما فى المعنى
مثال قوله تعالى فى سورة الروم آية (55) {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ}
فقد اتفقا لفظا (ساعة) فى كل ماذكرناه فهذا جناس تام
2ـ الجناس الغير تام وهو ما اختلفا فيه اللفظان فى (نوع الحروف ـ أوعددها ـ أوهيئتها ـ أوترتيبها) وعلى هذا فللجناس الغير التام أربعة أحوال
منها أن يختلف اللفظان فى هيئة الحرف والهيئة المقصود بها التشكيل
ويسمى هذا النوع الجناس الغير تام المحرف ومن الواضح أن الفاء فى كلمة السفر الأولى
مفتوحة وفى الثانية ساكنة
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
جزاك الله خيرا .... على التوضيح والشرح ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رَذاذ]ــــــــ[15 - 12 - 2009, 07:09 م]ـ
مشكلتي ليست في الجناس فأنا لا أجهله
مشكلتي بين الجناس التّام والمشاكلة إن لم أفهم معنى البيت الشعري .. فكيف أفرّق بينهما؟
ـ[السراج]ــــــــ[15 - 12 - 2009, 08:25 م]ـ
نشكر الأخت زهرة ..
توفيت الآمال بعد محمّد=وأصبح في شغل عن السفر السفرُ
البيت سهل، فالآمال والأماني العظام ماتت بموت القائد وكأن هذه الآمال نفساً رُبطتْ بنفس القائد أو ظلّا له ..
وأصبح كل الناس في شغل الحزن فالإنسان الذي تعوّد السفر والتنقل راعياً أو طالباً و قاصداً لما جُبل عليه كتجارة أو غيرها .. ذلك اليوم وقف حيثُ كان واستساغ الحزن.
فالسفرُ (الأخيرة) هنا المسافر ..
فبينهما جناس تام.(/)
البلاغة للصف الثالث الثانوى الأزهرى الدرس الثانى
ـ[سنهور]ــــــــ[15 - 12 - 2009, 02:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة مذكرات (نور) مادة البلاغة للشهادة الثانوية الأزهرية
الدرس الثاني: ـ التمنى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أول أساليب الإنشاء الطلبى هو التمني
(س) عرف التمني؟ ومثل له؟
تعريفه هو طلب شيء محبوب غير مرجو الحصول إما لاستحالته، وإما لعدم الطمع في نيله
شرح التعريف: التمني هو أن يطلب الإنسان شيء يحب وقوعه وحدوثه ولكن هذا الشيء لايمكن حصوله إما لكون هذا الشيء
1ـ محال وقوعه كقول أبو محمد اليمني: ليت الكواكبَ تدْنُو لي فأنْظمِهَا ... عقودَ مدحٍ فلا أرضَى له كَلَمِي
فالشاعر يتمنى أن لو تدنو منه الكواكب اللامعة لينظمها عقودا يقدمها للممدوح لأنه يرى أن الكلمات الرقيقة غير كافية لأن يصف بها هذا الممدوح ونلاحظ هنا أن هذه الأمنية محببة للشاعر ولكنها محالة الحدوث لأن الكواكب من المستحيل أن تترك أفلاكها وتتجمع عنده ليصنع منها عقودا يمدح بها ممدوحه
ومنه قول مروان بن أبى حفصة:
فليتَ الشامِتِين بهِ فَدوكُ ولَيتَ العُمرَ مدَّ لَهُ فطَال
الشاعر هنا يتمنى أمرين أولهما أن يكون الشامتون فداء لمعن، الأمر الثاني أن يمد العمر لمعن فيطول عمره، والأمنيتان محببتان إليه ولكن وقوعهما مستحيل لأنه لا يموت إنسان مكان أخر ولا يمكن أن يمد في عمر الإنسان بعدما ينتهي
ومنه قول المتنبي:
فَلَيْتَ طالِعَةَ الشّمْسَينِ غَائِبَةٌ 0000وَلَيتَ غائِبَةَ الشّمْسَينِ لم تَغِبِ
يدعى المتنبي أن أخت سيف الدولة شمس كشمس النهار ثم يتمنى أن تغيب شمس النهار وتحل محلها الشمس الثانية وهى أخت سيف الدولة، ثم يتمنى ألا تغيب الشمس الثانية وهى أخت سيف الدولة وأن تظل مشرقة فى الوجود للأبد فالأمنيتان محببتان إلى الشاعر ولكن تحققهما غير ممكن لاستحالة أن تغيب الشمس عن الوجود غيابا أبديا، وكذلك يستحيل بقاؤها بقاءا أبديا فلابد لها أن تشرق حينا وتغرب حينا أخر 0
2ـ ما لا يمكن حصوله لعدم الطمع في نيله
قال تعالى {قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}
لما رأى قوم قارون كنوزه تمنوا أن لو كان لهم مثلها، وهذه أمنية محببة، وهذه الأمنية ممكنة الحصول فكم من فقير أصبح غنيا، ولكنهم مع ذلك لم يطمعوا في نيلها أو أن يكون لهم مثل
لاحظ س ما الأداة الأصلية في التمني؟
وما الفرق بينه وبين الترجي؟ وهل يتمنى بغير هذه الأداة؟
1ـ الأداة الموضوعة للتمني هي (ليت) ولا تستعمل في غير التمني 0
2ـ الفرق بين التمني والترجي هو أن التمني يكون في الأمور غير الممكنة والترجي يكون في الأمور الممكنة0
3ـ قد يتمنى بغير ليت نحو (هل، لو، لعل) ولكن يكون هذا من قبيل المجاز 0
الألفاظ المستعملة فى التمني مجازا
ذكرنا أن الأداة الأصلية في التمني هي (ليت) فهي لا تستعمل في غير التمني
ولكن هناك ألفاظ تخرج عن استعمالاتها الحقيقية وتستعمل في التمني على سبيل المجاز وذلك لأغراض بلاغية
من هذه الأدوات:
هل لو لعل
فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ
1ـ هل
: ـ تستعمل حقيقة في الاستفهام تقول هل حضر الأستاذ؟ إذا أردت أن تعرف هل الأستاذ حضر أم لا فتكون هل هنا استعملت في معناه الحقيقي وهو الاستفهام 0
ولكن قد تخرج عن هذا الاستعمال وتستخدم في التمني على سبيا المجاز وتكون هل هنا استعملت كاستعارة تبعية
أو مجازا مرسلا علاقته الإطلاق والتقييد 0
أمثلة لاستعمالها في التمني
مثال1ـ قال تعالى {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ}
فهل هنا يمتنع حملها على معنى الاستفهام لأنه لا يعقل استفهامهم عن سبيل إلى الخروج من الجحيم بعدما اعترفوا بذنوبهم، فتكون هل هنا مستعملة في التمني مجازا على سبيل الاستعارة التبعية
(س) لما حملت هل على التمني ولم تحمل على شيء أخر؟ لأن خروج المشركين من النار يوم القيامة شيء محبب إليهم، ومع ذلك فهو محال الحصول لهذا كان معنى هل هنا محمول على التمني
(يُتْبَعُ)
(/)
(س) من المعلوم أن الأداة الأصلية للتمني هي (ليت) فلما لم تستعمل هنا واستعملت مكانها (هل) التي هي في الأصل للاستفهام؟
(جـ) من المعلوم أن التمني يكون في الشيء المحال الوقوع، بخلاف الاستفهام فإنه يكون في الشيء الممكن الوقوع، ولما كان خروجهم من النار طلب محبب إليهم مع أنه مستحيل الوقوع استعملا (هل) مكان (ليت) لتنزيل الأمر غير الممكن الحصول وهو (التمني) مكان الأمر الممكن الحصول وهو (الاستفهام) وذلك يجعل الأمر المستحيل (المتمني) في صورة الممكن الوقوع (الاستفهام) وذلك لإظهار كمال العناية به والرغبة في وقوعه 0
مثال 2ـ قال تعالى {فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا} يمتنع حمل هل هنا على معناها الأصلي وهو الاستفهام حيث يعلمون أنه لا شفيع لهم فتكون هل هنا خرجت إلى معنى التمني والسر في هذا العدول هو إظهار الأمر المستحيل (المتمني) في صورة الممكن الوقوع (الاستفهام) وذلك لإظهار كمال العناية به والرغبة في وقوعه 0
وهل هنا مستعملة في التمني مجازا على سبيل الاستعارة التبعية
مثال 3ـ قول المتنبي:
أَلاَ لَيتَ شِعري هَلْ أقُولُ قَصيدةً ... فَلاَ أَشْتكي فِيها وَلاَ أَتَعَتَّبُ
الشاعر في البيت يتمنى أن يقول قصيدة لا تحمل شكوى ولا عتاب في حين أن شعره كله مقسم بين الشكوى والعتاب 0
الشاهد في البيت (هَلْ أقُولُ قَصيدةً) حيث استعمل الشاعر هل هنا للتمني على سبيل الاستعارة التبعية، ولم يستعملها في معناها الحقيقي (الاستفهام)
2ـ لو
الاستعمال الأصلي لها هو الشرط وتحمل معنى الامتناع لأنها في الأصل حرف امتناع لامتناع
أي عندما نقول: لو ذاكر محمد لنجح تفيد أنه لم ينجح لأنه لم يذاكر فالنجاح أمتنع بسبب الامتناع عن المذاكرة
ولكن تخرج لو عن الشرط تستعمل في التمني على سبيل المجاز لغرض بلاغي وهوانها تزيد الشيء المتمني بعدا وتبين ما في النفس من لهفة ويأس
الدليل على استعمالها بمعنى التمني: هو نصب الفعل المضارع بـ (أن) المضمرة وجوبا بعد الفاء المسبوقة بها وهذا السياق لا يكون إلا إذا أفادت
التمني
الأمثلة
مثال 1ـ قول جرير
ولَّى الشَّبَابُ حَمِيدَةً أيَّامُهُ **** لَوْ كَان ذَلِكَ يُشْتَرَى أَوْ يَرْجِعُ
يتمنى الشاعر لو أنه يعود شبابه الذي ولى ولو كلفه ذلك أن يدفع أغلى ما يملك 0
الشاهد في البيت في أن الشاعر استعمل لو في التمني على سبيل المجاز بدلا من ليت وهذا ليدل على شدة تحسرة على ما مضى من شبابه ويدل أيضا على أن عودة الشباب مرة ثانية ليس مستحيلا فحسب بل إنه شديد الاستحالة 0
مثال 2 ـ قول صريعُ الغواني: واهاً لأيّام الصِّبا وزمانِه ... لو كان أسْعفَ بالمُقام قليلاَ
يتمنى صريعُ الغواني لو أسعفه الصبا فأقام معه قليلا وذلك بعد أن أنقضت أيام صباه وهذا أمر شديد المحال وفيه تحسر وجزع من الشاعر على تلك الأيام لذلك استعمل (لو) بدلا من (ليت)
مثال 3 ـ قال تعالى {َفلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}
يتمن الكفار العودة إلى الدنيا ليؤمنوا كما آمن المؤمنون حتى يدخلوا الجنة معهم في الآخرة، ولكن وهذا أمر شديد المحال وفيه تحسر وجزع منهم على ما فعلوه في دنياهم 0 لذلك استعمل (لو) بدلا من (ليت)
ومن هنا نلاحظ أن
لو تستعمل في التمني لتدل على زيادة المتمني بعدا، وتدل على التحسر واللهفة وهذا مالا تدل عليه ليت
س ما الفرق بين لو و هل في التمني؟
(لو) تأتى في الأمر الذي انقطعت معه كل الآمال في تحقيقه فعندما قال المشركون {َلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} لم يقولها إلا عندما تقطعت بهم الأسباب أي فقدوا كل أسباب النجاة من النار بل ورأوا العذاب ووقعوا فيه
والدليل عل ذلك قوله تعالى {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ 0 وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ}
(يُتْبَعُ)
(/)
أما (هل) فإنه تأتى لتمنى الشيء ولكن قبل التيقن الكامل بانقطاع كل الآمال وهذا يظهر في قوله تعالى {فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا} فهم لم يروا العذاب ولم يدخلوا النار
3ـ لعل
الاستعمال الأصلي لها الترجي ويكون في الأمور الممكنة
تستعمل مجازا في التمني أي في الأمور غير الممكنة
الأمثلة: ـ قال تعالى {يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ 0 أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى}
استعملت لعل هنا في التمني مجازا بدلا من استعمالها في الترجي حتى يعبر عن الأمر المحال وهو بلوغ السماء في صورة الأمر
المتوقع القريب الحصول ليدل على أنه جاد في فعل ما يقوله من الصعود إلى السماء للإطلاع على إله موسى 0
4ـ أدوات العرض والتحضيض وهى (هلاّ، ألاّ، لولا، لوما)
أصل هذه الأدوات
أولا: ـ (هلاّ) بتشديد اللام أصلها (هل) زيدت عليها (لا) 0
ثانيا: ـ (ألاّ) أصلها (هلاّ) وقلبت الهاء همزة
ثالثا: ـ (لولا، لوما) أصلهما (لو) زيدت في الأولى (لا) فأصبحت (لولا) و زيدت في الثانية (لا) فأصبحت (لوما)
مما سبق نلاحظ أن هذه الأدوات أدوات مركبة وهذه الأدوات ضمنت معنى التمني وتدل على معنيين
1ـ التنديم تفيد هذا المعنى إذا دخلت على الماضي فتجعل المتمني نادما على ما فاته
2ـ والتحضيض تفيد هذا المعنى إذا دخلت على المستقبل أو المضارع ودلت على الحض والحث على فعل الشيء
أمثلة لخروج هذه الأدوات عن معناه الحقيقي إلى التمني0
هلا أكرمت محمد، ألا تعين المظلوم، لولا سافرت، ولوما تذاكر دروسك
****************************************************************************
أسئلة من الدرس الثاني وردت في امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية
س1 ـ ما التمني؟ وما الأدوات الموضوعة له؟ مثل لما تذكر (الدور الثاني 1991 علمي، الدور الأول 2006/ 1991م أدبي)
س2 ـ قال تعالى {قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}
وقال الشاعر
: فَلَيْتَ طالِعَةَ الشّمْسَينِ غَائِبَةٌ 0000وَلَيتَ غائِبَةَ الشّمْسَينِ لم تَغِبِ
في المثالين السابقين استعملت الأداة (ليت) فما المقصود بها في كل مثال؟ وضح ما تقول (الدور الأول أدبي 2001م)
س3ـ بين نوع الإنشاء الطلبى والغرض منه فيما يأتي؟
(أ) قال الشاعر
أَلاَ لَيتَ شِعري هَلْ أقُولُ قَصيدةً ... فَلاَ أَشْتكي فِيها وَلاَ أَتَعَتَّبُ (الدور الثاني 2001م أدبي)
(ب) قال الشاعر
ولَّى الشَّبَابُ حَمِيدَةً أيَّامُهُ **** لَوْ كَان ذَلِكَ يُشْتَرَى أَوْ يَرْجِعُ (الدور الأول 1999م أدبي)
(ج) قال تعالى {فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا} (الدور الأول2004/ 1999م أدبي)
س4 ـ في الأمثلة الآتية تمن، عرفه، ثم وضح الأداة التي دلت عليه، وبين ماهو مستعمل في معناه الحقيقي، وما خرج عن حقيقتة إلى المجاز، مع ذكر الغرض المجازى المراد 0 (الدور الثاني 1999م أدبي)
1ـ قال تعالى {قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}
2ـ قال تعالى {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ}
3ـ قال تعالى {َفلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}
4ـ قال تعالى {يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ 0 أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى}
س5ـ من أساليب الإنشاء الطلبى (التمني) فما هو؟ وما أداته؟ وضح ذلك في قول الشاعر: (الدور الثاني 1997م)
ليت الكواكبَ تدْنُو لي فأنْظمِهَا ... عقودَ مدحٍ فلا أرضَى له كَلَمِي
س6ـ اذكر أداتين من الأدوات التي يتمنى بها على سبيل المجاز، ومثل لكل ما تذكر (الدور الأول أدبي)
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[16 - 12 - 2009, 02:08 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
جزاك الله خيرا .... وجعله الله في موازين حسناتكم .... اللهم آمين(/)
أرجو المساعدة
ـ[الشرقية]ــــــــ[17 - 12 - 2009, 05:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي من يشرح لي بشكل بسيط
التشبيه التمثيلي وكيف أن وحه الشبه فيه صورة منتزعة من متعدد
وجزاكم الله خيرا
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[17 - 12 - 2009, 08:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي من يشرح لي بشكل بسيط
التشبيه التمثيلي وكيف أن وحه الشبه فيه صورة منتزعة من متعدد
وجزاكم الله خيرا
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة ..... الشرقية
أولا:
أهلا وسهلا بكِ في منتدى الفصيح نزلتِ أهلا وحللتِ سهلا .... نتمنى لكِ طيب المقام والافادة.
ثانيا:
لكِ هذا الشرح .... عسى أن تستفيدي منه ...
لكي تتوصلي لمعرفة مفهوم التشبيه التمثيلي .... عليكِ أن تتمعني في بعض الأمثلة أولا حتى تتوصلي عليه بنفسك ....
أمثلة للتشبيه التمثيلي
1 - قال الشاعر يصف الشمس حين طلوعها:
ولاحت الشمس تحاكي عند مطلعها مرآة تبر بدت في كف مرتعش
2 - وقال بشار بن برد في وصف المعركة:
كأن مثار النقع فوق رؤوسهم وأسيافنا ليل تهوى كواكبه
3 - وقال ابن الرومي في ظهور الشيب:
أول بدء المشيب واحدة تشعل ما جاورت من الشعر
مثل الحريق العظيم مبدؤه أول صول صغيرة الشرر
الشرح المفصل
1) -لو نظرنا إلى المثال الأول لرأينا الشاعر يشبه الشمس أثناء بزرغها –وهي تبدو حمراء لامعة –بمرآة ذهبية حمراء، وهي تضطرب في كف مرتعشة.
فلو تلمسنا وجه المشبه لما رأيناه مفردا في كلمة واحدة –الحال في التشبيهات السابقة –وإنما نراه ممثلا في صورة منتزعة في أمور متعددة.
فوجه الشبه هنا ليس هو اللمعان فقط، ولا اللون الأحمر فقط، ولا الاضطراب فقط، وإنما هو صورة مركبة من اللون الاحمر الذهبي اللامع المضطرب معا، وفي وقت واحد. (في التشبيه التمثيلي):هو ما كان وجه الشبه فيه صورة منتزعة من أمور متعددة _كما رأينا _أو هو تشبيه صورة بصورة أخرى مماثلة. فالشاعر في المثال السابق يشبه لنا صورة الشمس أثناء طلوعها، وهي تضطرب في كف مرتعشة. فالتشبيه التمثيلي إذن: هو ام كان وجه الشبه فيه صورة منتزعة من أمور متعددة، أو هو تشبيه صورة بصورة –لا مفرد بمفرد كما هو معنى في قولنا: خالد كالأسد مثلا.
2) -أما في المثال الثاني:
كأن مثار النقع فوق رؤوسهم وأسيافنا، ليل تهاوى كواكبه
فنجد أن الشاعر بشار بن برد يأتينا بصورة تخييلية يشبه لنا فيها صورة الغبار المتصاعد في أجواء المعركة – ولونه أسود –بينما تلمع السيوف وسطه- بيضاء مشرقة متهاوية –فوق رؤوس الأعداء. يشبه هذه الصورة بصورة أخرى أخرى مماثلة هي صورة الليل –الدامس المظلم –الذي راحت كواكبه تتهاوى –بيضاء ساطعة .. فوجه الشبه هنا مأخوذ من أمور متعددة هي: صورة الظلام والبياض والإشراق معا.
3) -وأما قول ابن الرومي:
أول بيده المشيب واحدة تشعل ما جاورت من الشعر
مثل الحريق العظيم مبدؤه أول صول صغيرة الشرر
فيشبه فيه انتشار المشيب في الرأس بسرعة؛ نتيجة ظهور شعرة واحدة. يشبه هذه الصورة بصورة انتشار الحريق العظيم الذي قد تكون شرارة صغيرة جدا.
فهذه التشبيهات كلها تمثيلية. وهي تختلف عن التشبيهات التي مرت بنا من حيث جمالها وأثرها في النفس.
تشبيهُ التمثيلِ: أبلغُ من غيره، لما في وجههِ من التفصيلِ الذي يحتاجُ إلى إمعانِ فكرٍ، وتدقيقِ نظرٍ، وهو أعظمُ أثراً في المعاني:
يرفعُ قدرها،
ويضاعفُ قواها في تحريكِ النفوس لها،
فإنْ كان مدحاً كان أوقعَ،
أو ذمًّا كان أوجعَ،
أو بُرهانا كان أسطعَ،
ومن ثَمَّ يحتاجُ إلى كدِّ الذهنِ في فهمِه، لاستخراجِ الصورةِ المنتزعَة من أمورٍ متعدِّدةٍ، حسِّيةٍ كانتْ أو غيرَ حسِّيةٍ، لتكوِّنَ (وجهَ الشبهِ) ..
وتشبيه التمثيل نوعان:
الأول- ما كان ظاهر الأداة، نحو قوله تعالى: "مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا " [الجمعة/5]
فالمشبه: هم الذين حملوا التوراة ولم يعقلوا ما بها: والمشبه به (الحمار) الذي يحمل الكتب النافعة، دون استفادته منها، والأداة الكاف، ووجه الشبه (الهيئة الحاصلة من التعب في حمل النافع دون فائدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني- ما كان خفي الأداة: كقولك للذي يتردد في الشيء بين أن يفعله، وألا يفعله (أراك تقدم رجلا وتؤخر أخرى)، إذ الأصل أراك في ترددك مثل من يقدم رجلا مرة، ثم يؤخرها مرة أخرى، فالأداة محذوفة، ووجه الشبه هيئة الإقدام والإحجام المصحوبين بالشك.
مواقع تشبيه التمثيل:
لتشبيه التمثيل موقعان:
1 - أن يكون في مفتتح الكلام، فيكون قياسا موضحا، وبرهانا مصاحبا، وهو كثير جدا في القرآن، نحو قوله تعالى: (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة [البقرة/261]).
2 - ما يجيء بعد تمام المعاني، لإيضاحها وتقريرها، فيشبه البرهان الذي تثبت به الدعوى، نحو قول الشاعر لبيد:
وما المال والأهلون إلا ودائع ... ولا بد يوما أن ترد الودائع
ونحو قول الشاعر:
لا ينزل المجد في منازلنا كالنوم ليس له مأوى سوى المقل
تأثير تشبيه التمثيل في النفس:
إذا وقع التمثيل في صدر القول: بعث المعنى إلى النفس بوضوح وجلاء مؤيد بالبرهان، ليقنع السامع، وإذا أتى بعد استيفاء المعاني كان:
1 - إما دليلا على إمكانها، كقول المتنبي:
وما أنا منهم بالعيش فيهم ولكن معدن الذهب الرغام
لما ادعى أنه ليس منهم مع إقامته بينهم، وكان ذلك يكاد يكون مستحيلا في مجرى العادة، ضرب لذلك المثل بالذهب، فإن مقامه في التراب، وهو أشرف منه.
2 - وإما تأييدا للمعنى الثابت، نحو قول أبي العتاهية:
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها ... إن السفينة لا تجري على اليبس
وعلة هذا: أن النفس تأنس إذا أخرجتها من خفي إلى جلي، ومما تجهله إلى ما هي به أعلم
ولذا تجد النفس من الأريحية ما لا تقدر قدره، إذا سمعت قول أبي تمام:
وطول مقام المرء في الحي مخلق ...... لديباجتيه فاغترب تتجدد
فإني رأيت الشمس زيدت محبة ... إلى الناس أن ليست عليهم بسرمد
وبعد:
فالتمثيل يكسب القول قوة، فإن كان في المدح كان أهز للعطف، وأنبل في النفس، وإن كان في الذم كان وقعه أشد، وإن كان وعظا كان أشفى للصدر، وأبلغ في التنبيه والزجر، وإن كان افتخارا كان شأوه أبعد، كقول من وصف كأسا علاها الحباب:
وكأنها وكأن حامل كأسها إذ قام يجلوها على الندماء
شمس الضحى رقصت فنقط وجهها بدر الدجى بكواكب الجوزاء
منقول .... المصدر موقع التربية والتعليم في الجزائر
أختي الغالية .... الشرقية
إذا لم تفهمي هذا الدرس فكرري سؤالك ولن تعدمي من أهل الفصيح تلبية طلبك من جديد
ودمتِ موفقة
ـ[البلاغة الايجاز]ــــــــ[17 - 12 - 2009, 08:59 م]ـ
التشبيه التمثيلي: ماكان فيه المشبه والمشبه ووجه الشبه صورة متحركة كونها اكثر من عنصر .. كأن مثارالنقع فوق رؤوسنا### وأسيافناليل تهاوى كواكبه ...... المشبه غبار المعركة واسيافهم تخترق الغبار والمشبه به الظلام وشهب تخترقه ووجه الشبه شيء يخترق شيء آخر.
ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[17 - 12 - 2009, 10:36 م]ـ
.. باختصار أخي الغالي .. التشبيه التمثيلي هو تشبيه حالة بحالة أو لوحة بلوحة أو شكل متحرك بشكل متحرك .. و عندما نقول مثلا تشبيه لوحة بلوحة .. فاللوحة الأولى تحتوي على أكثر من عنصر و اللوحة الثانية تحتوي على أكثر من عنصر .. إذا نحن نشبه مجموعة من الصور في مجموعة أخرى من الصور و لكننا نرى الشكلين من بعيد .. و نقول أننا نشبه اللوحة الأولى بالثانية و لا نحدد شيئا معينا في اللوحة الأولى لنقول أننا نشبهه في شيء معين في اللوحة الثانية .. هذا ما قصدوه بصورة منتزعة من متعدد .. ولو نظرنا إلى بيت ابن الرومي الوارد في أحد الردود السابقة .. لرأينا أن اللوحة الأولى هي لوحة ظهور أول الشيب ثم زيادة الشيب .. و اللوحة الثانية هي لوحة أول نشوء الحريق ثم زيادته .. كل لوحة تحتوي على عناصر متعددة .. شكرا لكم:)
ـ[ابن سلام]ــــــــ[22 - 12 - 2009, 05:39 م]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
سؤالُ ُ متعلقُ ُ بالمجاز
ـ[وائل محمد حسين]ــــــــ[18 - 12 - 2009, 03:58 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد من الأخوة الأفاضل معرفة أول من قال بوقوع المجاز في لغة العرب , وهل الخليل وسيبويه ممن قال بوقوع المجاز في اللغة؟
وشكرا لكم
ـ[أنوار]ــــــــ[18 - 12 - 2009, 08:42 ص]ـ
لا أعلم أول من قال بوقوع المجاز في لغة العرب ..
ولكن قيل أن أبا عبيدة صاحب كتاب (مجاز القرآن)، لم يرد من كلمة (المجاز) التى جعلها عنوانا لكتابه المعنى الاصطلاحى للمجاز ..
قال أبو عبيدة: «فى القرآن ما فى الكلام العربى من الغريب والمعانى، ومن المحتمل من مجاز ما اختصر، ومجاز ما حذف، ومجاز ما كف عن خبره، ومجاز ما جاء لفظه لفظ الجمع، ووقع على الجميع، ومجاز ما جاء لفظه لفظ الجميع، ووقع معناه على الاثنين، ومجاز ما جاء لفظه خبر الجميع على لفظ خبر الواحد، ومجاز ما جاء الجميع فى موضع الواحد إذا أشرك بينه وبين آخر مفرد، ومجاز ما خبر عن اثنين، أو عن أكثر من ذلك، فجعل الخبر للواحد، أو للجميع، وكف عن خبر الآخر، ومجاز ما خبر عن اثنين، أو أكثر من ذلك، فجعل الخبر للأول منهما، ومجاز ما خبر عن اثنين أو عن أكثر من ذلك، فجعل الخبر للآخر منهما، ومجاز ما جاء من لفظ خبر الحيوان والموات على لفظ خبر الناس؛ والحيوان كل ما أكل من غير الناس، وهى الدواب كلها، ومجاز ما جاء ت مخاطبته مخاطبة الغائب، ومعناه مخاطبة الشاهد، ومجاز ما جاء ت مخاطبته مخاطبة الشاهد، ثم تركت وحولت مخاطبة هذه إلى مخاطبة الغائب، ومجاز ما يزاد من حروف الزائد، ويقع مجاز الكلام على إلقائهن، ومجاز المضمر استغناء عن إظهاره، ومجاز المكرر للتوكيد، ومجاز المجمل استغناء عن كثرة التكرير، ومجاز المقدم والمؤخر، ومجاز ما يحول من خبره إلى خبر غيره بعد أن يكون من سببه، فيجعل خبره للذى من سببه، ويترك هو. وكل هذا جائز قد تكلموا به» ..
وقيل أول من عرف عنه القول بالمجاز هو الجاحظ كما يشير إلى ذلك الشريف الرضى في كتابه: (تلخيص البيان في مجازات القرآن)، ونجد الجاحظ يستخدم المجاز بمعنى الشيء المقابل للحقيقة في عدة مواضع من كتابه (الحيوان) ..
أما الخليل وسيبويه .. فلم يذكرا مصطلح المجاز بلفظه .. ولكن هذا لا يعني بعدم وجوده ..
وقيل أن سيبويه في " الكتاب " لم يصرح باسم المجاز، ولكنه يوجه تفسيره لبعض الآيات توجيها مجازيا، و المتأخرون من علماء البلاغة من بعده وإلى اليوم نقلوا التراكيب التى لفت سيبويه الأنظار إليها، ورددوا توجيهه إياها ..
قال سيبويه: «ومما جاء على اتساع الكلام والاختصار .. قوله تعالى: (وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِى كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِى أَقْبَلْنَا فِيها) [يوسف: 82]، إنما يريد أهل القرية فاختصر، وعمل الفعل فى القرية كما كان عاملاً فى الأهل لو كان هاهنا.
ومثله: «بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ»، وإنما المعنى: بل مكر كم فى الليل والنهار.
وقال عز وجل: «ولكن البر من آمن بالله»، وإنما هو: ولكن البر بر من آمن بالله واليوم الآخر.
المصدر: أبحاث متفرقة تحدثت عن المجاز
والله أعلم
ـ[مهاجر]ــــــــ[18 - 12 - 2009, 09:06 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ولك الشكر أخي وائل.
قال بعض أهل العلم بأن أول من عرف أنه تكلم بهذا اللفظ: أبو عبيدة معمر بن المثنى، رحمه الله، المتوفى سنة 209 هـ في كتابه: "مجاز القرآن"، ولكنه لم يرد به المعنى الاصطلاحي الذي اشتهر بين المتأخرين، وإنما أراد به: ما يصح حمل الآية عليه من معنى جرى به اللسان العربي.
وأنكر ابن تيمية، رحمه الله، أن يكون الخليل وسيبويه، رحمهما الله، قد نطقا بالمجاز صراحة فقال:
"فهذا التقسيم هو اصطلاح حادث بعد انقضاء القرون الثلاثة لم يتكلم به أحد من الصحابة ولا التابعين لهم باحسان ولا أحد من الأئمة المشهورين فى العلم كمالك والثوري والأوزاعي وأبي حنيفة والشافعي بل ولا تكلم به أئمة اللغة والنحو كالخليل وسيبويه وأبي عمرو بن العلاء ونحوهم".
"الإيمان"، ص59.
وعلى هذا الرابط بحث لأحد الفضلاء المتخصصين يتعلق بمسألة المجاز بين المقر والمنكر:
(يُتْبَعُ)
(/)
ظ…ط¯ظˆظ†ط© طظ„ط¨ظ„طط؛ ط© طظ„ط¹ط±ط¨ظٹط©: طظ„ظ…ططط² ظپظ‰ طظ„ظ‚ط±ط¢ظ† ظˆطظ„ط³ظ†ط© طظ„ظ†ط¨ظˆظٹط© ط¨ظٹظ† طظ„ط ططط²ط© ظˆطظ„ظ…ظ†ط¹ ( http://omarkhattab.blogspot.com/2009/02/blog-post_11.html)
وقد تعرض فيه لقول سيبويه، رحمه الله، تحديدا بقوله:
"لم يصرح سيبويه باسم المجاز، ولكنه يوجهها توجيها مجازيا، ولكن المتأخرين من علماء البلاغة من بعده وإلى اليوم نقلوا التراكيب التى لفت سيبويه الأنظار إليها، ورددوا توجيهه إياها، قال: «ومما جاء على اتساع الكلام والاختصار قوله تعالى: (وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِى كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِى أَقْبَلْنَا فِيهَا) [يوسف: 82]، إنما يريد أهل القرية فاختصر، وعمل الفعل فى القرية كما كان عاملاً فى الأهل لو كان هاهنا. ومثله: «بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ»، وإنما المعنى: بل مكركم فى الليل والنهار. وقال عز وجل: «ولكن البر من آمن بالله»، وإنما هو: ولكن البر بر من آمن بالله واليوم الآخر.
ومثله فى الاتساع قوله عز وجل: «ومثل الذين كفروا كمثل الذى ينعق بما لا يسمع إلا دعاءً ونداءً»، وإنما شبهوا بالمنعوق به. وإنما المعنى: مثلكم ومثل الذين كفروا كمثل الناعق والمنعوق به الذي لا يسمع. ولكنه جاء على سعة الكلام والإيجاز لعلم المخاطب بالمعنى". اهـ
وقد يقال بأن النص على أنه من سعة الكلام لا يدخله في حد المجاز إذ قد تكلمت به العرب فصار من عرفها اللساني المطرد فهو حقيقة في لغتها وإن كان فيه حذف أو نقل للفظ عن وضعه الأول، على القول بأن اللغة موضوعة، فغايته أن يكون من باب: الحقيقة العرفية وهي مقدمة على الحقيقة اللغوية، وهو ما اطرد في كلام الشيخ الشنقيطي، رحمه الله، في إنكاره للمجاز إذ قد رد كل أمثلة مثبت المجاز إلى العرف اللساني المطرد الذي جعله من الحقيقة العرفية فلم يعد مجازا بتواتر استعماله في كلام العرب.
وعلى هذا الرابط مدارسة قد تزيد الأمر وضوحا إن شاء الله:
مساعدة من فضلكم - شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=52907)
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[18 - 12 - 2009, 09:10 ص]ـ
عذرا أستاذة إيمان لم أتنبه إلى مداخلتك، فجزاك الله خيرا على الإفادة. أكرر أسفي!.
ـ[أنوار]ــــــــ[18 - 12 - 2009, 10:08 ص]ـ
عذرا أستاذة أنوار لم أتنبه إلى مداخلتك، فجزاك الله خيرا على الإفادة. أكرر أسفي!.
لا عليكم أستاذنا الكريم ..
تعداد الردود مما يثري الجميع .. و الشكر لكم
ـ[وائل محمد حسين]ــــــــ[18 - 12 - 2009, 03:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
صور بلاغية
ـ[هشام سليم]ــــــــ[18 - 12 - 2009, 06:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته:
أساتذتي الكرام أرجو أن تساعدوني في تحديد الصور البلاغية في الأبيات التالية:
يقول إليا أبوماضي:
ذهب الصِّبا وبقيت في حسراته ليت الأسى مثل الصبا لنفاذ
إن الشباب هو الغنى فإذا مضى وأقمتَ لا ينفك فقرك بادي
ولكم جزيل الشكر.
ـ[مهاجر]ــــــــ[19 - 12 - 2009, 08:31 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مرحبا بك أخي هشام. ولك جزيل الشكر
هذه مدارسة غير متخصص قد تنفع الكاتب والقارئ شيئا ما إن شاء الله.
ذهب الصِّبا: مجاز إسنادي للفعل "ذهب" إلى الصبا.
وبقيت في حسراته: استعارة الظرفية الحقيقية للظرفية المعنوية على وزان: زيد في نعمة كما ذكر صاحب "الجواهر" رحمه الله.
ليت الأسى: أسلوب تمن.
إن الشباب هو الغنى: توكيد بحشد مؤكدات عديدة: "إن"، وتعريف الجزأين: "الشباب" و: "الغنى"، واسمية الجملة، وضمير الفصل: "هو"، وكأنه يخاطب منكرا لذلك غاية الإنكار أو ينزل السامع منزلة المنكر وإن كان خالي الذهن.
والله أعلى وأعلم.
ـ[سنهور]ــــــــ[19 - 12 - 2009, 07:14 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
احسنت أخى (مهاجر) وبارك الله لك
واسمحوا لى ببعض التوضيح
(ذهب الشباب) جملة خبرية لا تحتمل الصدق أوالكذب ونجد أن الشاعر آثر استخدام الجملة الخبرية عن الجملة الإنشائية ليدلل على شدة حسرته على هذا الشباب المنصرم
فى قوله ليت أسلوب إنشائى (تمنى) استعمل فيه ليت التى هى أم فى باب التمنى
أرى أنه حشد أساليب التوكيد المختلفة لشدة انكار من يخاطبه
لا لإنزاله منزلة المنكر
وذلك لأن أغلب الناس يعتقدون أن الغنى فى كثرة المال حتى ولو كان الإنسان قد بلغ من العمر أرزله فأراد الشاعر أن يغير ها الإعتقاد الراسخ فى الأذهان فحشد لسامعة أساليب التوكيد المختلفة
ـ[هشام سليم]ــــــــ[19 - 12 - 2009, 10:01 م]ـ
أساتذتي الكرام أشكركم جزيل الشكر على اهتمامكم وأجوبتكم المفيدة التي أضاءت لي هذين البيتين من الناحية البلاغية.(/)
أأجد لدى أهل البديع جوابا؟
ـ[الحياة مستمرة]ــــــــ[19 - 12 - 2009, 05:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على من جاء رحمة للناس أجمعين ..
الجناس فن من فنون علم البديع اللفظية، ومن أقسام هذا الفن البديعي الجناس المتماثل.
ومن أمثلة الجناس المتماثل ما كان بين حرفين، كقولك: "فلان يعيش بالقلم الحر الجريء، فتفتح له أبواب النجاح به "
فالحرف الأول متمثل بالباء في "بالقلم"، والحرف الثاني متمثل بالباء في "به".
هل يجوز قولنا أن الباء حرف؟ إذا ما هي هذه الهاء؟ من استطاع مساعدتي فله الأجر والثواب من الله تعالى كما أثمن أن يكون القول معربا.
وجزيتم من الله كل خير
ـ[سنهور]ــــــــ[19 - 12 - 2009, 06:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير الأنام محمد بن عبد الله ..... وبعد،
أخى فى الله فى البداية أود أن أقول إن وقوع الجناس بين حرفين أمر فيه خلاف بين البلاغيين
فبعضهم يرى أنه لايمكن أن يقع وذلك لأن الحروف معلومة الصيغ مضبوطة، فلا يتفق
ورود كلمتين من الحروف قد تساوت حروفهما مع الاختلاف فى المعنى
(أنظر كتاب جنان الجناس للصفدى)
وبعضهم يرى امكان وجود الجناس بين معانى الحرف الواحد
حيث إن الحرف الواحد يأتى بمعانٍ متعددة وذلك مثل قولهم [قد يجود الكريم، وقد يعثر الجواد] فقد الأولى للتكثير، والثانية للتقليل
ومنه قولهم تذرع بالصبر تظفر به
فالباء الأولى للتعدية، والثانية للسببية
وكذا كما جاء فى مثالك
فالباء للسببية والهاء ضمير يعود على الصبر أى تفتح له أبواب النجاح بالصبر أى بسبب الصبر
ـ[الحياة مستمرة]ــــــــ[20 - 12 - 2009, 01:53 م]ـ
بارك الله فيكم وأحسن إليكم(/)
الله يعافيكم أرجو المساعدة وجزاكم الله خيرا
ـ[حنايا الروح]ــــــــ[19 - 12 - 2009, 09:59 م]ـ
السلام عليكم
أنا عضو جديد في المنتدى وكلي امل ان تفيدوني وافيدكم
اريد نص لادب نثري لايقل عن خمسة اسطر مستخرج منه الاساليب البلاغيه
ولكم جزيل الشكر ودعواتي لكم بالتوفيق
ـ[عمر المعاضيدي]ــــــــ[20 - 12 - 2009, 12:05 م]ـ
لا يجوز حل الواجبات البيتية
آتي بنص وحاولي إستخراج الأساليب وسنكون سندا لكِ(/)
سؤال بخصوص خطاب الحجاج.
ـ[عاشقة الضاد]ــــــــ[19 - 12 - 2009, 10:36 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
:::
يعتمد خطاب الحجاج على أساليب البرهنة، فيستخدم بعض المبادئ المنطقية منها: مبدأ التماثل - مبدأ الاحتمال - مبدأ الافتراض - مبدأ البديل - مبدأ التضمن.
السؤال هل تطرقت البلاغة إلى هذه المبادئ؟ إذا كان الأمر كذلك فما تعريفها وهل ممكن تقديم أمثلة توضيحية لكل مبدأ؟.
جزاكم الله خيرا.(/)
بلاغة الاختلاف في الآيات المتشابهات
ـ[سنهور]ــــــــ[20 - 12 - 2009, 01:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول تعالى (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ)
الذى يقرأ القرآن الكريم يجد فيه أن بعض الآيات تتكرر أحيانا بنفس الشكل
وأحيانا أخرى يكون هناك اختلاف بسيط ومن المعلوم أن هذا الاختلاف يكون له مغزى لغويا وبلاغيا لايستطيع أى إنسان أن يعرفه إلا إذا تدبرالقرآن وفهم معانيه وأغراضه
وسنعرض لبعض من هذه الآيات التى وقع فيها تشابها ونرى وجه الاختلاف والسر من ورائه
يقول تعالى فى سورة البقرة
{يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ} 49
ويقول فى سورة إبراهيم
{يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ} 6
فى سورة البقرة قال يذبحون
وفى سورة إبراهيم قال ويذبحون فلماذا
لما ذكر التذبيح من غير واو لم يكن هذا التذبيح صنف من العذاب قائم بنفسه بل هو داخل فيما قبله وبيان له
ولما ذكره بالواو أفاد أنه نوع جديد من العذاب قائم بذاته منفصل عما قبله
فلما كانت الآيه الأولى من كلام الله لم يرد الله سبحانه أن يعدد عليهم المحن
ولما كانت الثانية من كلام سيدنا موسى، عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، فعدد عليهم المحن، وكان مأمور بذلك فى أول السورة
فى قول الله له {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ}
ـ[سنهور]ــــــــ[20 - 12 - 2009, 02:11 ص]ـ
فى سور البقرة يقول تعالى (اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا)
وفى سورة الأعراف يقول تعالى (اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا)
نلاحظ أن الموقف واحد فالذى يضرب هو موسى
والذى يضرب لأجلهم هم بنى أسرائيل
فلما قال فى البقرة فانفجرت وقال فى الأعراف فانبجست
لاحظ السياق فى الآية الأولى تجد أن موسى عليه السلام هو الذى طلب السقيا من الله لقومه (وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ)
ولمكانة موسى عند الله فهو كليمة كانت الاجابة من الله له بانفجار الماء بشكل غزير
أما فى سورة الأعراف فبنو اسرائيل هم الذين طلبوا السقيا من موسى (إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ)
وهم من هم بنو اسرائيل فكانت الاجابة بالانبجاس وهو خروج الماء بشكل بسيط
ولكن كيف نوفق بين الامرين وهو خروج الماء بشكل كبير فى الاية الأولى وخروجه بشكل بسيط فى الاية الثانية
نقول أن الذى حدث أن بنى اسرائيل طلبوا السقيا من موسى فطلب موسى من الله فامره الله بالضرب فخرج الماء أولا بشكل بسيط ثم أخذ يزداد حتى وصل إلى حد الانفجار
ثم عندما أراد الله أن يقص لنا هذا الحدث فعندما ذكر طلب السقيا من موسى أردفه بمايليق بمنزلته وهو تلبية الدعاء بأمر يليق به وهو الانفجار
وعندما ذكر الطلب من بنى اسرائيل أردفه بما يليق بهم وهو الانبجاس
ـ[سنهور]ــــــــ[20 - 12 - 2009, 02:23 ص]ـ
يقول تعالى فى سورة يوسف (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)
ويقول تعالى فى سورة القصص (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)
نلاحظ أن الآية الاولى فى حديثها عن سيدنا يوسف لم يذكر فيها (وَاسْتَوَى)
وأن الآية الثانية فى حديثها عن سيدنا موسى ذكر فيها (وَاسْتَوَى)
لان الإنسان لايستوى إلا بعد الأربعين من عمره
وسيدنا يوسف أوحى الله إليه وهو فى البئر فلم يناسب معه ذكر الاستواء
أما سيدنا موسى فأوحى الله إليه بعد الأربعين فناسب ذكر الإستواء معه
ـ[سنهور]ــــــــ[20 - 12 - 2009, 02:27 ص]ـ
هذا وسنكمل بمشيئة الله وحده ما بدأناه فى هذا الموضوع فى وقت قريب
نسأل الله وحده العلى القدير أن ينفعنى به وإياكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
ـ[البلاغة الايجاز]ــــــــ[20 - 12 - 2009, 09:12 م]ـ
جزاك الله خيرا هذا من جواهر البلاغة وأرجو التثبت أكثر اجلالا للقرآن الكريم
ـ[أنوار]ــــــــ[21 - 12 - 2009, 12:25 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أستاذ سنهور ..
جهد مشكور .. جعله الله في موازين حسناتكم ..(/)
مالمقصود بهذا الكلام؟؟؟؟
ـ[وجهة نظر]ــــــــ[20 - 12 - 2009, 01:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
انا عضو جديد معكم .. وان شاء الله اكون اخ لكم خفيف الظل
ابي منكم استفسار لو سمحتوا شنو المقصود وشنو المعنى المقصود في داخل هذه الابيات .. لاني بصراحه لم افهمها لم افهم ما بداخلها
اسْتَنَرْتُ على النَّائِرَة ..
بَرِيْمُهَا هَتُونُ الأمس
و المَودِقُ
مِنْدَاصُ رَسْحَاءُ بَائِرَة
فسرو لي هذه الخاطره او الابيات واكون شاكر لكم .. لو فيها كلام به اسأئة الرجاء إبلاغي بهذا لان الموضوع مهم جداً وشكراً لكم
ـ[وجهة نظر]ــــــــ[21 - 12 - 2009, 12:39 م]ـ
انتظر جوابكم ان وجد ومن لا يعلم يكتب هنا انه لا يعلم لكي لا اضطر إلى سؤاله بـ رسائل الزوار .. وشكراً لكم(/)
أمر لا يشترك مع أمر آخر
ـ[أم رَوح]ــــــــ[20 - 12 - 2009, 11:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أتمنى أن تكونوا بخير!
هل يمكن ان يكون هناك شيء ليس له ضد أو لا يمكن أن يكون له شريك ما؟
حتى لو لم يكن ضدًا؟
وأقصد هنا أداة الاستفهام (أي)، حيث أريد لها مثالاً بالخطأ!
فكما هو معروف أن (أي) يُسأل بها عما يميز أحد المتشاركين في أمر من الأمور مثل: " فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون".
وأنا أريد مثالاً لأي يكون الاسم بعدها لايشترك مع شيء آخر ..
إن أمكن ..
ولكم الدعاء والشكر
ـ[المستعين بربه]ــــــــ[22 - 12 - 2009, 09:42 ص]ـ
تقولين:
وأنا أريد مثالاً لأي يكون الاسم بعدها لايشترك مع شيء آخر ..
فلعل من هذا كونها موصولة. قال تعالى: {ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا} (69) سورة مريم, جاء أيهم أكرم على نفسي.
ومن هذا استخدامها لنداءمافيه أل مثل: يأأيها الخطيب أفصح.
ومن هذااستحدامها في الاستفهام المقطوع. مثال: جاءني ضيف فتقول: أيٌ(/)
التشبيه تكفون ساعدوني!!
ـ[دلع العشق]ــــــــ[21 - 12 - 2009, 08:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بصراحه هذي اول مشاركة لي ..
طلبت منكم الفائده فلا تردوني!!
بصراحه لي تقريباً شهرين وانا ابحث في علم البيان!!
وطبعاً المحدد علي هو سورة القصص
ياليت احد يساعدني يطلع لي التشبيهات والكناية في سورة القصص
اكون بجد بجد شاكره له .. ~
ـ[المهتم]ــــــــ[21 - 12 - 2009, 09:02 م]ـ
أختي: هذا سؤال طويل عريض، ولكن يمكنك أن تنظري تفسير
الصابوني لنفس السورة، فهو دائما يقدم في ذلك التفسير طائفة
صالحة من بلاغة الآيات ...
وإليك هذا الرابط الأشمل في تفسير كتاب الله تعالى:
http://www.altafsir.com/IndexArabic.asp
ـ[هكذا]ــــــــ[21 - 12 - 2009, 09:14 م]ـ
دلع العشق ....
دلع لا تضاف إلى العشق نظرا لما جاء في معانيها ,يقول الزمخشري في معاني "دلع":
أدلع لسانه ودلعه، ولدع بنفسه واندلع: خرج واسترخى من كرب أو عطش، كما يدلع الكلب. وفي حديث بلعم "إن الله لعنه فأدلع لسانه فسقطت أسلته على صدره".
ومن المجاز: اندلع السيف من غمده واندلق.
ينظر " أساس البلاغة" ولصاحب المعرف تحياتي.
ـ[سنهور]ــــــــ[22 - 12 - 2009, 12:18 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين
الحقيقة أن الموضوع طويل ويحتاج إلى جهد وفير
ولكن مالا يدرك كله لا يترك كله
ومن هذا المنطق سوف أعرض بعض صور التشبيه فى صورة القصص
ـ[سنهور]ــــــــ[22 - 12 - 2009, 12:22 ص]ـ
أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (61)
التشبيه هنا منفى
نوع التشبيه تمثيلى فى قوله كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ
المشبه: المؤمن الموعود بالجنة
المشبه به: الكافر المنعم فى الدنيا
أداة التشبيه: الكاف
وجه الشبه: المتاع والنعيم
ـ[سنهور]ــــــــ[22 - 12 - 2009, 12:26 ص]ـ
قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ
نوع التشبيه تمثيلى فى قوله أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا
المشبه: إغواء الذين حق عليهم القول لأتباعهم
المشبه به: غواية الذين حق عليهم القول على أيدى أسلافهم
أداة التشبيه: الكاف
وجه الشبه: تلقى الغواية من سابقيهم
ـ[سنهور]ــــــــ[22 - 12 - 2009, 12:29 ص]ـ
ابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ
نوع التشبيه: تشبيه مجمل
المشبه: الإحسان المأمور به
المشبه به: إحسان الله إلى قارون
أداة التشبيه: الكاف
وجه الشبه: المجازاة بالمثل
ـ[سنهور]ــــــــ[22 - 12 - 2009, 12:33 ص]ـ
وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ
نوع التشبيه: تشبيه تمثيلى فى قوله وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ
المشبه: الحال التى رأوها من قصة قارون
المشبه به: أن الله يبسط الرزق لمن يشاء
أداة التشبيه: كأن
وجه الشبه: قدرة الله على ما يشاء
ـ[سنهور]ــــــــ[22 - 12 - 2009, 12:36 ص]ـ
مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
نوع التشبيه: تشبيه بليغ
المشبه: جزاء من عمل السيئات
المشبه به: إلا ما كانوايعملون
أداة التشبيه: محذوفة
وجه الشبه: عدم الظلم
ـ[دلع العشق]ــــــــ[24 - 12 - 2009, 11:33 ص]ـ
المهتم
جزيت خيراً اخي الكريم
ـ[دلع العشق]ــــــــ[24 - 12 - 2009, 11:33 ص]ـ
هكذا
لافض فوك .. ~
ـ[دلع العشق]ــــــــ[24 - 12 - 2009, 11:34 ص]ـ
سنهووووور المبدع
والله ابدعت شاكره لكـ لكن ممكن توضح لي من اي تفسير اعتمدت
ام هو جهد من عندكـ .. !!
باقي الكنايه .. ~
ـ[سنهور]ــــــــ[25 - 12 - 2009, 09:40 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذه المجاملة
وما ذكرته لك هو بعض نتاج ما درسناه فى جامعة الأزهر فى مرحلة الماجستير
والله يوفقك
ـ[دكتورةبإذن الله]ــــــــ[14 - 01 - 2010, 05:18 م]ـ
بامكانك فتح تفسير القران فهذا يساعدك كثيرا
بالتوفيق(/)
أول طلب. حل البلاغة لمعلمي اللغة العربية
ـ[برنسس الإمارات]ــــــــ[21 - 12 - 2009, 09:53 م]ـ
السلام عليكم والرحمة
لو سمحتوا يا أساتذة ابي مساعدتكم مع شرح الاجوبة
بين نوع التشبيه:
يزدحم القصاد على بابه والمنهل العذب كثير الزحام
سرنا في ليل بهيم كأنه البحر ظلاما وإرهابا
لاتحقرن صغيرا في مخاصمة إن البعوضة تدمي مقلة الأسد
اشرح التشبيهات وبين نوعها:
أنت نجم في رفعة وضياء تجتليك العيون شرقا وغربا
قوله تعالى"مثل الذين يتفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة".
قوله تعالى" مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا"
قال ابن الرومي "
قد يشيب الفتى وليس عجبا أن يرى النور في القضيب الرطيب
الحياة التي نعيشها كتاب مفتوح للأذكياء
بين نوع الاستعارة واشرحها:
قولة تعالى
ربي إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا
قولة تعالى
كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور
قولة تعالى في وصف المنافقين:
في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا
- تكلمت الورود في البستان
يغضب الدهر من الخاملين
أسد عليّ وفي الحروب نعامة
لايضر السحاب نباح الكلاب
وشكرا ^_^
ـ[سنهور]ــــــــ[21 - 12 - 2009, 11:44 م]ـ
سِرْنا في ليلٍ بَهيم .... كأَنَّهُ البَحْرُ ظَلاماً وإِرْهاباً.
شُبِّه الليلُ في الظلمة والإِرهاب بالبحر
وإِذا تأَمَّلتَ التشبيه في المثال رأَيت أَداة التشبيه مذكورة فيه، وكلُّ تشبيه تذكر فيه الأَداةُ يسمَّى مرسلاً.
وإِذا نظرتَ إلى التشبيه مرةً أخرى رأيت أَنَّ وجه الشبه بُيِّنَ وفُصِّلَ فيه، وكلُّ تشبيهٍ يُذكر فيه وجهُ الشبه يسمَّى مفصَّلاً.
ـ[سنهور]ــــــــ[21 - 12 - 2009, 11:49 م]ـ
أَنْتَ نجْمٌ في رِفْعةٍ وضِياء تجْتَليكَ ...... الْعُيُونُ شَرْقاً وغَرْبا
شبه الممدوحُ بالنجم في الرفعة والضياء من غير أَن يذكر أداةُ التشبيه
وذلك لتأكيدِ الادعاء بأَنَّ المشبَّه عينُ المشبَّه به، وهذا النوعُ يسمَّى تشبيهاً مؤكدًا.
ـ[سنهور]ــــــــ[21 - 12 - 2009, 11:56 م]ـ
مَّثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ
يسمى تشبيهِ التمثيلِ
فعاقِدُ التَّشْبِيهِ أجْزَاءً مُتَعَدِّدة من المشبَّهِ، مُقَابَلَةً بأشباهها من أجزاء المشبَّه به، وكلّما كان التركيب من أمور أكثر كان التشبيه أبْعَدَ وأغرب.
ـ[سنهور]ــــــــ[21 - 12 - 2009, 11:59 م]ـ
(مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا)
تشبيهُ التمثيلِ ظاهرَ الأداةِ
شبه اليهود بالحمر لأنهم تحملوا دراسة التوراة وتركوا العمل بها فأتعبوا أبدانهم ولم ينتفعوا بها
فهذه الأمثال نموذجات ما غاب عن العين والأسماع لتدرك النفوس ما أدركت عيانا لما أنبئ
فالمشبَّهُ: همُ الذين حُمّلوا التوراةَ ولم يعقلوا ما بها: والمشبَّهُ به (الحمارُ) الذي يحملُ الكتبَ النافعةَ، دونَ استفادتهِ منها، والأداةُ الكافُ، ووجهُ الشبَّهِ (الهيئةُ الحاصلةُ منَ التعبِ في حملِ النافعِ دونَ فائدةٍ.
ـ[سنهور]ــــــــ[22 - 12 - 2009, 12:03 ص]ـ
واشتعل الرأس شيباً
فالمستعار في الآية الأخيرة: الاشتعال، والمستعار منه: النار، والمستعار له: الشيب، والجامع بين المستعار منه والمستعار له مشابهة ضوء النار لبياض الشيب، وفائدة ذلك وحكمته وصف ما هو أخفى بالتشبيه لما هو أظهر، وقد جاء الكلام في الاستعارة التي في الآية على غير وجهه، فإن وجه الكلام فيها أن يقال: واشتعل شيب الرأس، وإنما قلب لما يحصل في قلبه من المبالغة لكونه في حالة القلب يستفاد منه عموم الشيب لجميع الرأس، ولو جاء الكلام على وجهه لم يفد ذلك العموم،
ـ[سنهور]ــــــــ[22 - 12 - 2009, 12:06 ص]ـ
آلر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور) فالظلمات والنور استعارة للكفر والإيمان أو للضلال والهدى والمستعار له مطوي الذكر كأنه قال لتخرج الناس من الكفر الذي هو كالظلمة إلى الإيمان الذي هو كالنور
فكلمتي الظلمات والنور لا يُقْصد بالأُولى إلا الضلال، ولا يراد بالثانية إلاَّ الهدى والإيمان، والعلاقة المشابهة والقرينة حاليةٌ؛
هذا المجاز يسمّيَ استعارةً تصريحيةً.
ـ[سنهور]ــــــــ[22 - 12 - 2009, 12:10 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين
وبعد،
فهذه وقفه سريعه مع بعض الأمثلة التى أوردتها داعيا الله أن أكون قد وفقت فى الاجابة عن بعضها
ـ[عمر المعاضيدي]ــــــــ[24 - 12 - 2009, 05:33 م]ـ
يزدحم القصاد على بابه والمنهل العذب كثير الزحام
تشبيه ضمني
سرنا في ليل بهيم كأنه البحر ظلاما وإرهابا
تشبيه مرسل مفصل
لاتحقرن صغيرا في مخاصمة إن البعوضة تدمي مقلة الأسد
تشبيه ضمني
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المعاضيدي]ــــــــ[24 - 12 - 2009, 05:39 م]ـ
تكلمت الورود في البستان
أستعار للورود التكلم من الأنسان وهذه إستعارة مكنية
يغضب الدهر من الخاملين
إستعار للدهر الغضب وهي إستعارة مكنية
أسد عليّ وفي الحروب نعامة
إستعار له في شجاعته بالأسد وفي جبنه بالنعامة لأنها عند الخطر تدفن رأسها في الترب وهما إستعارة تصريحية
لايضر السحاب نباح الكلاب
أستعارة لنفسه السحاب في العلو وعدم التأثر بمن يهاجمه بالكلام لأنه كنبيح الكلاب
وهي إستعارة تصريحية
ـ[برنسس الإمارات]ــــــــ[26 - 12 - 2009, 10:28 م]ـ
شكرا جزيلا لكل المشاركين ^.^(/)
أرجو الدخول
ـ[ابن سلام]ــــــــ[22 - 12 - 2009, 05:29 م]ـ
إِلَى أنْ تَحَامَتْنِي العَشِيْرَةُ كُلُّهَا
وأُفْرِدْتُ إِفْرَادَ البَعِيْرِ المُعَبَّدِ
نوع التشبيه في البيت السابق هل هو ضمني؟
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[22 - 12 - 2009, 05:40 م]ـ
البيت لطرفة بن العبد ..
ـ[السراج]ــــــــ[22 - 12 - 2009, 05:43 م]ـ
مرحباً ابن سلام ..
أراه تشبيها تمثيلياً ..
فصورة الشاعر وقد نبذته قبيلته ثم أصبح وحيداً .. مشابه لصورة البعير المريض الملي بالقطران ثم يُترك وحيداً ..
أما الضمني فهو تشبيه خفي لا يأتي على الصورة المعهودة ولا يصرح فيه بعلاقة التشبيه أصلاً؛ بل يفهم ويلمح ضمنياً
ـ[السراج]ــــــــ[22 - 12 - 2009, 05:44 م]ـ
نعم ترانيم هو لطرفة في معلقته ..
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[22 - 12 - 2009, 05:48 م]ـ
في شرح المعلقة قيل:
التحامي: التجنب والاعتزال، البعير المعبد: المذلل المطلي بالقطران، والبعير يستلذ ذلك فيذل له يقول: فتجنبتني عشيرتي كما يتجنب البعير المطلي بالقطران وأفردتني لما رأت أني لا أكف إتلاف المال والاشتغال باللذات
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[22 - 12 - 2009, 05:49 م]ـ
بوركت أيها السراج.
ـ[السراج]ــــــــ[22 - 12 - 2009, 05:53 م]ـ
في شرح المعلقة قيل:
التحامي: التجنب والاعتزال، البعير المعبد: المذلل المطلي بالقطران، والبعير يستلذ ذلك فيذل له يقول: فتجنبتني عشيرتي كما يتجنب البعير المطلي بالقطران وأفردتني لما رأت أني لا أكف إتلاف المال والاشتغال باللذات
حتى الشاعر هُنا يسلتذ ذلك فقد عاش طرفة عيشة الصعاليك، فهو وكأنه يرفع مرآةً طرفها الآخر البعير المعبّد!! ..
ـ[سنهور]ــــــــ[22 - 12 - 2009, 09:26 م]ـ
إلى أنّ تحامَتْني العشيرة كُلّها وَأُفْرِدْتُ إِفْرادَ البَعيرِ الْمُعَبَّدِ
التَّحامي: التجنب والاعتزال، البعير المعبّد: المذلل المطلي بالقطران، والبعير يستلذ ذلك فيذل له.
يقول: فتجنبتني عشيرتي كما يتجنب البعير المطلي بالقطران. وأفردتني لما رأت أني لا أكف عن إتلاف المال والاشتغال باللذات.
التشبيه هنا تشبيه تمثيلى محذوف الأداة(/)
أرجو المساعدة في تحليل الخطبة؟؟؟
ـ[أحلام الماجستير]ــــــــ[22 - 12 - 2009, 10:05 م]ـ
اخواني واخواتي أعضاء شبكة الفصيح البدعون دوماً
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
اتمنى مساعدتي في تحليل خطبة السيدة عائشة رضي الله عنها في الدفاع عن ابيها وهذا ليس من باب الإعتماد الكلي عليكم في القيام بما كلفت به ولكن اريد الإستزادة في استخراج مالم استطع الإحاطة والإلمام به، فكما تعلمون الخطبة مليئة بالأساليب البلاغية الرائعة وهذا ماتميزت به أم المؤمنين رضي الله عنها وارضاها
بلغَ ـ أم المؤمنين السيدة ـ عائشةَ ـ رَضِيَ اللهُ عنْها ـ أنَّ قَوْماً يَنالُونَ من أَبِيها، فأرسلتْ إلى أَزْفَلَةٍ من الناس، فلما حضروا، أسدلتْ ستارَها، وعلَتْ
وِسادَها، ثم قالتْ: أبيْ وما أَبِيَه، أبيْ واللهِ لا تَعْطُوهُ الأيْدِي، ذاكَ طَوْدٌ مُنِيفٌ، وَظِلٌّ مَدِيدٌ، هَيهَاتَ، كَذَبتْ الظنونُ، أَنْجَحَ واللهِ إذْ أَكْدَيْتُم، وَسَبَقَ إذ وَنَيْتُمْ، سَبْقَ الجوادِ إذا استولَى على الأَمَد، فتى قُريشٍ ناشِئاً، وكَهفُها كَهْلاً، يُرِيشُ مُملِقَها، ويرأَبُ شَعْبَها، وَيَلُمُّ شَعْثَها، ثمَّ اسْتَشْرَى في دِينِهِ، فما بَرِحَتْ شَكِيْمَتُهُ في ذاتِ اللهِ حتى اتَّخَذَ بِفِنائِهِ مَسجِداً، يُحْيِي فيه ما أماتَ المُبْطِلُون، كانَ واللهِ غَزِيْرَ الدَّمْعَةِ، وَقِيذَ الجَوانِحِ، شَجِيَّ النَّشَجِ، فَأَقْصَفَتْ عليهِ نُسْوانُ أَهْلِ مَكَّةَ وَوِلْدانُهُمْ يَسْخَرُونَ مِنهُ، ويَسْتَهْزِئُون بِهِ، [اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ]
وأَكْبَرَتْ ذلكَ رِجالاتُ قُرَيْشٍ، فَحَنَتْ قِسٍيَّها، وَفَوَّقَتْ سِهامَها، وَأَمْشَلَتْهُ غَرَضًا، فَمَا فَلُّوا لَهُ صَفَاةً، وَلا قَصَفُوا لهُ قَنَاةً، وَمَضَى على سِيْسائِهٍ حتَى إذا ضَرَبَ الدِّينُ بِجِرَانِهِ، وَرَسَتْ أَطْوادُهُ، وَدَخَلَ النَّاسُ فِيهِ أَفْواجَاً، وَمِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ أرْسَالاً وأَشْيَاعًا اخْتَارَ اللهُ لنبيِّهِ ما عِندَهُ، فَلمَّا قَبَضَ اللهُ نبيَّهُ، اضْطَرَبَ حَبْلُ الدَّيْنِ، وَمَرَجَ عَهْدُهُ، وَمَاجَ أَهْلُهُ، وبُغِيَ الغَوائِل، ونُصِبَتْ الحَبَائِلُ، وظَنَّتْ رِجَالٌ أَنْ قدْ أَكْثَبَ نَهزُها، ولاتَ حِينَ الذِي يَظُنُّونَ، وَأَنَّى والصِّدِّيْقُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ، فَقَامَ حَاسِرًا مُشَمِّرًا، فَرَفَعَ حاَشِيَتَيْهِ، وَجَمَعَ قُطْرَيْهِ، وَلَمَّ شَعْثَهُ بِطِبِّهِ، وَأَقَامَ أَوَدَهُ بِثِقَافِةِ، حَتَّى امْذَقَرَ النِّفَاقُ بِوَطْئِهِ، فَلَمَّا انْتَاشَ الدِّينَ فَنَعَشَهُ، وَأَرَحَ الحَقَّ عَلَى أَهْلِهِ، وَقَرَّرَ الرُّؤوسَ على كواهِلِها، وَحَقَنَ الدِّمَاءَ فِي أُهُبِهَا، فلمَّا حَضَرَتْهُ مَنِيَّتُهُ، فَسَدَّ ثُلْمَتَهُ بِنَظِيْرِهِ فِي المَعْدِلَةِ، وَشَقِيْقِهِ فِي السِّيْرَةِ وَالمَرْحَمَةِ، ذَاكَ ابنُ الخَطابِ، للهِ دَرُّ أمٍّ حَفَلَتْ لَهُ، وَدَرَّتْ عَليهِ، لقدْ أَوْحَدَتْ بهِ، فَفَنَخَ الكَفَرَةَ، ودَنَّخَها، وّشَرَّدَ الشِّرْكَ شِذَرَ مِذَرَ، وَبَخَعَ الأَرْضَ فَنَخَعَها، حتَّى قاءَتْ أُكُلَها، وَلَفَظَتْ خَبِيْئَها، تَرْأَمُهُ وَيصُدُّ عَنْها، وتَصَدَّى لَهُ، وَيَأْبَاهَا، ثُمَّ ظَعَنَ عَنْها علَى ذَلكَ، فَأَرُونِي مَا تَرْتَئُون، وَأَيُّ يَوْمَيْ أَبِي تَنْقِمُون؟ أَيومَ مُقامِهِ إذْ عَدَلَ فِيكُم، أَمْ يومَ ظَعْنِهِ إذْ نَظَرَ لَكُمْ
ـ[أحلام الماجستير]ــــــــ[23 - 12 - 2009, 03:08 م]ـ
لم أجد اي رد ياأعضاء الفصيح الكرام!!!(/)
هل هنا بديع؟
ـ[المجاهدة بنت الخطاب]ــــــــ[22 - 12 - 2009, 10:20 م]ـ
:::
هل يوجد هنا فى هذا النص القرأنى أحبابى فى الله طباق او جناس أو مقابلة .. الخ
وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالاَْحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللَّهَ إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (21) قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ ءَالِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (22) قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ مَّآ أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَاكِنِّى أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ (23) فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُواْ هَاذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24) تُدَمِّرُ كُلَّ شَىْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأْصْبَحُواْ لاَ يُرَى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِى الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (25).
فقد بحثت فيه كثيرا ولم اخرج منه بشىء من البديع
ـ[دلائل الإعجاز]ــــــــ[22 - 12 - 2009, 11:24 م]ـ
مرحبا أختي ..
في الآيات طباق بين "من بين يديه× ومن خلفه"
كذلك بين " العلم × تجهلون" طباق
وبين " أنذر: النذر" جناس ناقص
والله أعلم ..
ـ[المجاهدة بنت الخطاب]ــــــــ[23 - 12 - 2009, 05:43 م]ـ
جزاك الله خيرا اخى الفاضل دلائل الإعجاز
واسألة ان يجعلك دليلا للخير بين المسلمين
أفدتنى وشكرا لك
أتمنى من باقى الأساتذة الإفادة إن أمكن.(/)
التشبه الضمني
ـ[النادر100]ــــــــ[22 - 12 - 2009, 10:34 م]ـ
الإخوة أعضاء المنتدى لدي سؤال حول التشبيه الضمني وهو: أيمكن أن تذكر الأداة في التشبيه الضمني أم لا؟ وهل أجمع البلاغيون على اعتبارالتشبيه الضمني داخلا في باب التشبيه؟
ـ[أنين القلب]ــــــــ[22 - 12 - 2009, 10:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أخى الكريم ..
التشبيه الضمني: هو لا يوضع فيه المشبه والمشبه به في صورة من صور التشبيه المعروفة بل يلمحان في التركيب ويفهمان في المعنى ويكون المشبه به دائما برهانا على إمكان ما أسند إلى المشبه وهذا النوع أنفد في النفوس والخواطر لإكتفائه بالتلميح مما يزيد من قوة تأثيره ويكثر في الحكم والأمثال والمواعظ.
ولا تذكر الأداة في التشبيه الضمنى من أجل قوة التفكير والتميز بي قدرات الناس وإعمال العقل فهو غير واضح ولا ظاهر.
مثال قوله تعالى: " ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه"
فهنا شبه الغيبة بأكل لحم الميت أو الذي يغتاب أخيه كم يأكل لحم الميت فهنا لم يذكر الأداة.
ونعم وقد عد البلاغيون أن التشبيه الضمنى نوعا من انواع التشبيه ..
هذا كل ما في حوزتى ..
ـ[النادر100]ــــــــ[27 - 12 - 2009, 08:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أخى الكريم ..
التشبيه الضمني: هو لا يوضع فيه المشبه والمشبه به في صورة من صور التشبيه المعروفة بل يلمحان في التركيب ويفهمان في المعنى ويكون المشبه به دائما برهانا على إمكان ما أسند إلى المشبه وهذا النوع أنفد في النفوس والخواطر لإكتفائه بالتلميح مما يزيد من قوة تأثيره ويكثر في الحكم والأمثال والمواعظ.
ولا تذكر الأداة في التشبيه الضمنى من أجل قوة التفكير والتميز بي قدرات الناس وإعمال العقل فهو غير واضح ولا ظاهر.
مثال قوله تعالى: " ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه"
فهنا شبه الغيبة بأكل لحم الميت أو الذي يغتاب أخيه كم يأكل لحم الميت فهنا لم يذكر الأداة.
ونعم وقد عد البلاغيون أن التشبيه الضمنى نوعا من انواع التشبيه ..
هذا كل ما في حوزتى ..
شكراً جزيلاً لقد شفيتني بإجابتك يا أختي.(/)
تطور مصطلح الكناية
ـ[أنين القلب]ــــــــ[22 - 12 - 2009, 10:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بمجرد أن سمعت بهذا المنتدى المتألق قمت بالألتحاق فيه من أجل أن تزيد معلوماتى في علوم اللغة العربية
ولى سؤالأ أريد منكم الإجابة عليه ..
كلفت في مادة البلاغة في البحث عن تطور مصطلح الكناية وتعريفيها من أول من قال عنها وبحثت مليلا عنها واجتهدت من أجل الوصول إلى المعلومة وقد وفقنى الله
ولكن اريد مساعدتكم من أجل أن أخرج بحثي إلى أرض الواقع علما بأنكم مبدعين في اللغة العربية وأنا مجرد تلميذة أتعلم شيئا فشيئا ..
ولكم جزيل الشكر والعرفان
أنتظركم على أحر من الجمر
ـ[أبو سارة]ــــــــ[23 - 12 - 2009, 12:17 م]ـ
أختنا الفاضلة
حياك الله في شبكة الفصيح، أهلا بك عضوة مفيدة مستفيدة، الفصيح لم ينشأ إلا لهذه الغايات العلمية النبيلة فهو منك وإليك أخية.
قلت سلمك الله:
وبحثت مليلا عنها واجتهدت من أجل الوصول إلى المعلومة وقد وفقنى الله
يتضح من هذا أنك وصلت بتوفيق الله تعالى إلى مبتغاك
لو حددت المطلوب سلمك الله فقد يفيدك الإخوة والأخوات.
ـ[أنين القلب]ــــــــ[23 - 12 - 2009, 05:13 م]ـ
أريد منكم بحثا عن الكناية وتطورها والعلماء الذين قالوا بها
أنتظركم بفارغ الصبر
ـ[أنين القلب]ــــــــ[24 - 12 - 2009, 12:03 م]ـ
تكفون يا جماعة
أنتظر مساعدتكم بفارغ الصبر
ولكن: لا حياة لمن تنادي(/)
من فضلكم
ـ[وليد]ــــــــ[24 - 12 - 2009, 08:10 ص]ـ
من فضلكم
ما التحليل البلاغي لهذه القصيدة
.
.
في مدخل " الحمراء " كان لقاؤنا ... ما أطيب اللقيا بلا ميعاد
عينان سوداوان .. في حجريهما ... تتوالد الأبعاد من أبعاد
هل أنت إسبانية؟ .. ساءلتها ... قالت: وفي غرناطة ميلادي
غرناطة! وصحت قرون سبعة **في تينك العينين .. بعد رقاد
وأمية .. راياتها مرفوعة ... وجيادها موصولة بجياد
ما أغرب التاريخ .. كيف أعادني ... لحفيدة سمراء .. من أحفادي
وجه دمشقي .. رأيت خلاله ... أجفان بلقيس .. وجيد سعاد
ورأيت منزلنا القديم .. وحجرة ... كانت بها أمي تمد وسادي
والياسمينة، رصعت بنجومها ... والبركة الذهبية الإنشاد
ودمشق .. أين تكون؟ قلت ترينها ... في شعرك المنساب نهر سواد
في وجهك العربي، في الثغر الذي ... ما زال مختزنا شموس بلادي
في طيب " جنات العريف " ومائها **في الفل، في الريحان، في الكباد
سارت معي .. والشعر يلهث خلفها ... كسنابل تركت بغير حصاد
يتألق القرط الطويل بجيدها ... مثل الشموع بليلة الميلاد
ومشيت مثل الطفل خلف دليلتي ... وورائي التاريخ .. كوم رماد
الزخرفات أكاد أسمع نبضها ... والزركشات على السقوف تنادي
قالت: هنا الحمراء .. زهو جدودنا ... فأقرأ على جدرانها أمجادي
أمجادها!! ومسحت جرحا نازفا ... ومسحت جرحا ثانيا بفؤادي
يا ليت وارثتي الجميلة أدركت ... أن الذين عنتهم أجدادي
عانقت فيها عندما ودعتها ... رجلا يسمى " طارق بن زياد "
ـ[وليد]ــــــــ[27 - 12 - 2009, 09:42 م]ـ
للرفع
ـ[دكتورةبإذن الله]ــــــــ[14 - 01 - 2010, 05:15 م]ـ
للرفع(/)
سؤال
ـ[لغتي العربية2]ــــــــ[24 - 12 - 2009, 06:22 م]ـ
السلام عليكم
في البيت التالي:
لا تطلبن كريما بعد رؤيته .. إن الكرام بأسخاهم يدا خُتموا
هل من الممكن أن يكون الغرض البلاغي من هذا الأسلوب
" التحسر "؟
ـ[السراج]ــــــــ[24 - 12 - 2009, 09:58 م]ـ
لغتي العربية ..
ما أظن أن غرضه التحسر، هو الأقرب للنصح ونشر التجربة.
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[25 - 12 - 2009, 10:32 ص]ـ
أقرب إلى المدح
ـ[لغتي العربية2]ــــــــ[28 - 12 - 2009, 11:14 م]ـ
شكرا جزيلا لكما(/)
الصور البلاغية
ـ[الفصول الاربعة]ــــــــ[24 - 12 - 2009, 06:38 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته00 ماهي الصور البلاغية في معلقة الاعشى التى مطلها 00000000000000000000000000000000000000ودع هريرة إن الركب مرتحل وهل تطيق وداعا أيها الرجل
غراء فرعاء مصقول عوارضها تمشي الهوينا كما يمشي الوجي(/)
ما الصور البلاغية الواردة في النص؟
ـ[عاشقة الضاد]ــــــــ[25 - 12 - 2009, 12:03 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته.
يقول ميخائيل نعيمة: إن الشباب هو ربيعنا .. فمثلما لا خير في أرض ربيعها خريف أو شتاء، كذلك لا خير في أمة شبابها كهولة. فإذا كان الشيوخ خريف حياتنا فالشباب ربيعها. ومن حقنا أن ننعم به متفجرا من أعماقنا، كما ننعم بالربيع متفجرا من أحشاء الأرض، فلا نحول بلابله غربانا.
فمثلما لا خير في أرض ربيعها خريف أو شتاء، كذلك لا خير في أمة شبابها كهولة.
الكاتب هنا قارن بين شيئين و استعمل لفظة مثل فما نوع هذا التشبيه؟
فإذا كان الشيوخ خريف حياتنا فالشباب ربيعها: هل هذا تشبيه بليغ؟
أن ننعم به متفجرا: هل هذه استعارة؟
فلا نحول بلابله غربانا: هل نجد هنا استعارة أم كناية؟
أرجو ألا أكون قد أثقلت عليكم بأسئلي و جزاكم الله خيرا.
ـ[مهاجر]ــــــــ[25 - 12 - 2009, 12:49 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هذه بعض المحاولات على سبيل المدارسة لفتح باب النفاش:
فمثلما لا خير في أرض ربيعها خريف أو شتاء، كذلك لا خير في أمة شبابها كهولة.
هل يقال بأنه تشبيه تمثيل لانتزاع صورة مركبة لأرض لا ربيع فيها لأمة لا شباب لها؟.
فإذا كان الشيوخ خريف حياتنا فالشباب ربيعها: هل هذا تشبيه بليغ؟
قد يقال ذلك بحذف أداة التشبيه ووجهه مبالغة في الوصف.
أن ننعم به متفجرا: هل هذه استعارة؟
قد يقال بأنها استعارة للينبوع، قشبه الربيع به، ثم حذف المشبه به وكني عنه بلازم من لوازمه هو التفجر، فتكون مكنية، تخييلية لأن انفجار الربيع أمر وهمي في الذهن لا وجود له في الخارج، تبعية لوقوعها في اسم مشتق: "متفجر".
والله أعلى وأعلم.
ـ[السراج]ــــــــ[25 - 12 - 2009, 07:11 ص]ـ
بارك الله فيك، مهاجر
فلا نحول بلابله غربانا: هل نجد هنا استعارة أم كناية؟
كناية عن التفاؤل والتبسم ..
ـ[عاشقة الضاد]ــــــــ[25 - 12 - 2009, 07:38 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكما أخوي المهاجر و السراج و جزاكما الله عني خيرا.(/)
هل النص فعلا خالي من البديع .. ؟؟
ـ[المجاهدة بنت الخطاب]ــــــــ[25 - 12 - 2009, 08:00 م]ـ
:::
وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (41) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (42) وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ (43) لَّا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ (44) إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ (45) وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ (46) وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (47) أَوَ آبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (48) قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ (49) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ (50) ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (51) لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ (52) فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (53) فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (54) فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55) هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (56) نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ (57) أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ (58) أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59) نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) عَلَى أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (61) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذكَّرُونَ (62) أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (66) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (67) أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ (70) أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71) أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِؤُونَ (72) نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ (73) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (74).
صدق الله العظيم
بحثت كثيرا فلم أوفق الا فى الفواصل القرانية
والطباق بين قوله: (في ما لا تعلمون) وقوله (ولقد علمتم).
ومع إعترافى الكامل ببلاغة القرأن وفصاحتة
هل يوجد بديع فى النص خلاف ذلك؟
ـ[أنوار]ــــــــ[25 - 12 - 2009, 10:07 م]ـ
ومع إعترافى الكامل ببلاغة القرأن وفصاحتة
هذه الجملة لا تليق بكلام الله عزّ وجل ..
وفقك الله
ـ[المجاهدة بنت الخطاب]ــــــــ[26 - 12 - 2009, 09:44 ص]ـ
هذه الجملة لا تليق بكلام الله عزّ وجل ..
وفقك الله
هل أعتراف المرء بفصاحة القران وبلاغته لا يليق بكلام الله؟
اتمنى التوضيح
ـ[سنهور]ــــــــ[26 - 12 - 2009, 03:19 م]ـ
(قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ)
بين الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ طباق
ـ[سنهور]ــــــــ[26 - 12 - 2009, 03:29 م]ـ
بين مُغْرَمُونَ ومَحْرُومُونَ
جناس ناقص
ـ[سنهور]ــــــــ[26 - 12 - 2009, 03:39 م]ـ
فى الآيات غرض بديعى يسمى (حسن التخلص) على من أجاز مجيئه فى القرآن
ومعنى ذلك هو أنا لآيات تنتقل من موضوع إلى آخر بدون أن يشعر السامع بالانتقال لشدة
الالتئام بين الموضوعات
ـ[سنهور]ــــــــ[26 - 12 - 2009, 03:46 م]ـ
فى هذه الآيات غرض بديعى أيضا آخر يسمى
(حسن الإنتهاء)
وهو أن يختم المتكلم كلامه ختاما حسنا فى ألفاظه ومعانيه، ملائما لما قبله ومناسبا
للموضوع الذى قبله
فالله تعالى لما بين الحق وامتنع الكفار، قال لنبيه صلى الله عليه وسلم هذا هو حق، فإن امتنعوا فلا تتركهم ولا تعرض عنهم وسبح ربك في نفسك، وما عليك من قومك سواء صدقوك أو كذبوك
ـ[أنوار]ــــــــ[26 - 12 - 2009, 03:48 م]ـ
هل أعتراف المرء بفصاحة القران وبلاغته لا يليق بكلام الله؟
اتمنى التوضيح
المعذرة أختي الكريمة ..
ربما أخطأت؛ لأنه بدا لي أمر من خلال سياق الجملة وقولك " اعترافي الكامل "
ـ[سنهور]ــــــــ[26 - 12 - 2009, 03:51 م]ـ
(فروح وريحان)
هذا النوع يسمى ملحق بالجناس
فالذى يجمع بين اللفظين هوالاشتقاق
ـ[سنهور]ــــــــ[26 - 12 - 2009, 03:55 م]ـ
وهناك المزيد من الأغراض البديعية
وما عليك إلا أن تجتهدى لتتعرفى عليها
وفقك الله
ـ[المجاهدة بنت الخطاب]ــــــــ[26 - 12 - 2009, 06:47 م]ـ
أخى الفاضل / سنهور
والله لقد أخجلتنى بحسن كلامك وأهتمامك
اسأل الله سبحانة وتعالى أن يزيدك علما نافعا
ويجعله فى ميزان حسناتك
جزاك الله عنى كل خير.
ـ[المجاهدة بنت الخطاب]ــــــــ[26 - 12 - 2009, 06:50 م]ـ
المعذرة أختي الكريمة ..
ربما أخطأت؛ لأنه بدا لي أمر من خلال سياق الجملة وقولك " اعترافي الكامل "
لا عليك أختى الفاضلة
"رفع عن أمتى الخطأ , والنسيان , وما استكرهوا عليه". صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
وجزاك الله خيرا.(/)
أرجو مساعدتي ضروري بحث عن التشبية في القران
ـ[احمد اليافعي]ــــــــ[25 - 12 - 2009, 08:25 م]ـ
ارجو من الاخوة الكرام مساعدتي في عمل البحث امقرر البلاغة علم البيان حيث طلب مني ان اعمل بحث يتكون من 10 صفحات على الاقل وذلك بان اختار سورة قصيرة من سور القران او اختار قصيدة شعرية 15 بيت شعري بحث تكون الابيات مرتبة * عنوان البحث عن التشبية * طريقة البحث 1 - مقدمة 2 - اقتابس كلام قصير من اي كتاب بلاغي مثلآ3 - تذكر نوع التشبية ضمني *قريب الخ من دون التطرق الى الشرح الكثير *4 - ذكر المصادر ارجو المساعدة في اقرب وقت ممكن وقت التسليم يو الخميس القادم وان محتار ومشغول في الامتحانات ارجو المساعدة بارسالة على الريد الالكتروني التالي: (محذوف) ولكم خالص الشكر والتقدير
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[25 - 12 - 2009, 09:58 م]ـ
هل تريد أن نكتب البحث عنك أخي الكريم
بحثك من أسهل البحوث وأهونها ولن يأخذ أكثر من ساعتين
استعن بالله وابدأ(/)
استفسارات في البلاغة
ـ[عبدالله الشحي33]ــــــــ[26 - 12 - 2009, 09:46 ص]ـ
:::
السلام عليكم
كيف حالكم يا شباب و شابات هذه أول مشاركاتي و أود أن أخبركم بأني في السنة الاولى في جامعة القاهرة كلية دار العلوم
و عندي بعض الأستفسارات عن البلاغة إذا ما فيها إزعاج
ما هو الإضمار؟
و ما هو التعريف بالإضمار؟
و التعريف بالعلمية؟
و التعريف بإسم الإشارة؟
و الموصولية
و التعريف بالام؟؟؟
و السلام ختام
ـ[سنهور]ــــــــ[26 - 12 - 2009, 04:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المعرفة ستة أقسام المضمر كـ (هم) واسم الإشارة كـ (ذي) والعلم كـ (هند) والمحلى بالألف واللام كـ (الغلام) والموصول كـ (الذي) وما أضيف إلى واحد منها كابني وسنتكلم على هذه الأقسام
1_ الضمير ما دل على غيبة كهو أو حضور وهو قسمان أحدهما ضمير المخاطب نحو أنت والثاني ضمير المتكلم نحو أنا
الضمير البارز بنقسم إلى متصل ومنفصل فالمتصل هو الذي لا يبتدأ به كالكاف من أكرمك ونحوه ولا يقع بعد إلا في الاختيار فلا يقال ما أكرمت إلاك
والضمائر لها أحكام متعددة أخرى
2_ العلم
هو الاسم الذي يعين مسماه مطلقا أي بلا قيد التكلم أو الخطاب أو الغيبة فالاسم جنس يشمل النكرة والمعرفة ويعين مسماه فصل أخرج النكرة وبلا قيد أخرج بقية المعارف كالمضمر فإنه يعين مسماه بقيد التكلم كأنا أو الخطاب كأنت أو الغيبة كهو ثم مثل الشيخ بأعلام الأناسي وغيرهم تنبيها على أن مسميات الأعلام العقلاء وغيرهم من المألوفات فجعفر اسم رجل وخرنق اسم امرأة من شعراء العرب
ينقسم العلم إلى ثلاثة أقسام إلى اسم وكنية ولقب والمراد بالاسم هنا ما ليس بكنية ولا لقب كزيد وعمرو وبالكنية ما كان في أوله أب أو أم كأبي عبد الله وأم الخير وباللقب ما أشعر بمدح كزين العابدين أو ذم كأنف الناقة
3_ اسم الإشارة
يشار إلى المفرد المذكر بذا
ويشار إلى المؤنثة بذي وذه بسكون الهاء وتي وتا وذه بكسر الهاء باختلاس وبإشباع وته بسكون الهاء وبكسرها باختلاس وإشباع وذات
يشار إلى المثنى المذكر في حالة الرفع بذان وفى حالة النصب والجر بذين وإلى المؤنثتين بتان في الرفع وتين في النصب والجر
يشار إلى الجمع مذكرا كان أو مؤنثا بأولي ولهذا قال المصنف أشر لجمع مطلقا ومقتضى هذا أنه يشار بها إلى العقلاء وغيرهم وهو كذلك ولكن الأكثر استعمالها في العاقل
4ـ الموصول
الذى، التى، اللذان، اللتان، الذين، اللاتي، اللائي
5_ المعرف بأداة التعريف
اختلف النحويون في حرف التعريف في الرجل ونحوه فقال الخليل المعرف هو أل وقال سيبويه هو اللام وحدها فالهمزة عند الخليل همزة قطع وعند سيبويه همزة وصل اجتلبت للنطق بالساكن
والألف واللام المعرفة تكون للعهد كقولك لقيت رجلا فأكرمت الرجل وقوله تعالى (كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول) ولاستغراق الجنس نحو (إن الإنسان لفي خسر) وعلامتها أن يصلح موضعها كل ولتعريف الحقيقة نحو الرجل خير من المرأة أي هذه الحقيقة خير من هذه الحقيقة
ـ[عبدالله الشحي33]ــــــــ[28 - 12 - 2009, 07:04 ص]ـ
السلام عليكم
شكراً سيدي سنهور على المعلومات المفيدة
و السلام(/)
طلب مساعدة في البلاغة والأساليب والصرف
ـ[نوررر]ــــــــ[26 - 12 - 2009, 12:54 م]ـ
بغيت مساعدة في البلاغة والاساليب (انشائي طلبي وغيرها) والصرف في سورة آل عمران من آية 61 الى 68
*بسم الله الرحمن الرحيم *فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (62) فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ (63)
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالإِنجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ (65) هَاأَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (66) مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68) وشكرا
ـ[سنهور]ــــــــ[26 - 12 - 2009, 02:44 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
(مَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ)
أسلوب استفهامى وهو من اساليب الإنشاء الطلبى
(قُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ)
أسلوب أمر وهو من اساليب الإنشاء الطلبى
(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ)
أسلوب أمر وهو من اساليب الإنشاء الطلبى
(لاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ)
أسلوب نهى وهو من اساليب الإنشاء الطلبى
(قُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)
أسلوب أمر وهو من اساليب الإنشاء الطلبى
(لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ)
استفهام وهو من اساليب الإنشاء الطلبى
هذه بعض من أساليب الإنشاء الطلبى التى وردت فى الآية
ادعو الله أن ينفعنى بها وإياكم
ـ[نوررر]ــــــــ[26 - 12 - 2009, 11:10 م]ـ
شكرا جزيلا
على المجهود الطيب(/)
أريد المساعدة: المجاز والحقيقة
ـ[فوفو 1407]ــــــــ[27 - 12 - 2009, 01:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
اتمنى الجواب الشافي والعاجل
اريد مقدمه تمهيديه لدرس المجاز
واريد التفرقه بين المجاز والحقيقه في هذا المثال
رايت بحر / رايت بحر يسير في القطار
واذا كان لديكم امثله اتمنى ان تضعوها قبل يوم الاربعار لان الدرس حاشرحوا يوم
الار بعاء وحاتحاضر لي مشرفه الدرس بلاغة اولى ثانوي
ـ[فوفو 1407]ــــــــ[27 - 12 - 2009, 01:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين
ـ[أنوار]ــــــــ[27 - 12 - 2009, 01:47 ص]ـ
أختي الكريمة ..
ضعي محاولتك .. وسنشاركك التصويب ..
ـ[ربا 198]ــــــــ[27 - 12 - 2009, 03:42 م]ـ
مقدمة:
المجاز: هو تجاوز الحقيقة في استعمال اللفظ، وبمعنى آخر استعمال اللفظ في غير ما وضع له حقيقة لقرينة: إما مانعة من استعمال المعنى الحقيقي لعلاقة وهو المجاز المرسل والمجاز العقلي والاستعارة.
وإما غير مانعة من استعمال المعنى الحقيقي: وهو الكناية
مثل (نأوم الضحى) كناية عن الفتاة المدللة المخدومة والتي قد تكون فعلا تنام إلى الضحى
وفقك الله في شرحك وأعمى بصر المشرفة عن أخطائك*
ـ[فوفو 1407]ــــــــ[27 - 12 - 2009, 09:38 م]ـ
رايت بحر معنى حقيقي
رايت بحر يسير في القافله معنى مجازي لوجود القرينه يسير التي منعت من ايراد المعنىالحقيقي للبحر والمراد في البحر الانسان العالم
اريد التصويب
اذا كان في كلام خطا
ـ[روضة النعيم]ــــــــ[28 - 12 - 2009, 10:06 م]ـ
في الجملة الأولى: رأيت بحرا جاءت كلمة بحر بمعناها الحقيقي
وفي الثانية جاءت مجازا لوجود قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي، فقد شُبه الرجل العالم أو الكريم بالبحر، حذف المشبه وذكر المشبه به فالاستعارة تصريحية
فالقرينة اللفظية أو غير اللفظية هي التي تبيّن المراد.
ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[29 - 12 - 2009, 03:27 ص]ـ
.. قد يكون هذا الرابط مفيدا:)
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=49472
ـ[فوفو 1407]ــــــــ[29 - 12 - 2009, 09:45 م]ـ
شكرااااااااااااااااا وجزاك الله خير(/)
أطلب منكم المساعدة" عاجل "وشكرا
ـ[حسان العاصمي]ــــــــ[28 - 12 - 2009, 04:26 م]ـ
يقول الشاعر:
وأطل يوم العلم يرفل في السنا 0 وكأنه بفم الحياة تَرَنُّمُ
بماذا شبه الشاعر العلم في الشطر الثاني من البيت وما نوع هذا التشبيه وهل يوجد استعارة مكنية في البيت كله وشكرا
ـ[فهد عبد الرحمن الصلوح]ــــــــ[29 - 12 - 2009, 03:31 ص]ـ
يقول الشاعر:
وأطل يوم العلم يرفل في السنا 0 وكأنه بفم الحياة تَرَنُّمُ
بماذا شبه الشاعر العلم في الشطر الثاني من البيت وما نوع هذا التشبيه وهل يوجد استعارة مكنية في البيت كله وشكرا
في قول الشاعر عبد الله البردوني: وأطل يوم العلم يرفل في السنا
{استعارة مكنية}،حيث شبه الشاعر يوم العلم بإنسان يتبخترتيهاً وخيلاء، وهي استعارة مرشحة لذكر مايلائم المشبه به، بقوله: يرفل، فالتيه يكون من الإنسان، ولا يكون من العلم، فحذف المشبه به الإنسان، وأبقى ما يرمز له بقوله: يرفل.
بقوله: وكأنه بفم الحياة ترنم: {استعارة مكنية}،حيث شبه الحياة بإنسان، له فم، فحذف المشبه به الإنسان، وأبقى ما يرمز إليه الفم والترنم، وهي استعارة مرشحة لذكره ما يلائم المشبه به، الترنم.
وللكلام بقية إن شاء الله(/)
العبارة تنام عيناك: هل يوجد بها استعارة؟؟
ـ[سيدرا]ــــــــ[28 - 12 - 2009, 05:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السادة الفصحاء:
يقول الشاعر:
تنام عيناك والمظلوم منتبه **** يدعو عليك وعين الله لم تنم
هل يوجد مظهر من مظاهر الجمال في العبارسة تنام عيناك؟؟؟؟؟
أنا لا أرى فيها مظهراً من مظاهر الجمال لأن العين من وظيفتها النوم أليس كذلك؟؟؟؟
لكن هنالك سؤال أمامي يقول ما وجه الجمال في العبارة تنام عيناك؟؟؟؟؟
أرجو الإفادة بارك الله فيكم
ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[29 - 12 - 2009, 03:41 ص]ـ
.. عندما نقول مثلا .. " أثبتت التجارب .. " قد يقول قائل: لا أجد جمالا في هذه العبارة .. فالتجارب هي التي تثبت .. و لكن في الحقيقة .. نحن الذين نثبت وليست التجارب .. ولكننا قلنا التجارب هي التي تثبت لأنها سبب الإثبات .. و بما أن هذه الجملة غير حقيقة .. فهذا مجاز .. و نقول عنه: مجاز سببي .. نحن أسندنا الفعل إلى التجارب لأنها السبب في الإثبات .. و منه ذلك أيضا قولهم " بنى الأمير القلعة " فالأمير في الحقيقة ليس هو الباني .. بل الجنود .. ولكنه سبب البناء لأن البناء تم بأمره .. فتم إسناد الأمر إليه .. و أيضا قول الشاعر " تنام عيناك " .. في الحقيقة الإنسان هو الذي ينام .. فأسند الفعل إلى العين لأنها سبب النوم .. شكرا:)
ـ[ظبية مكة]ــــــــ[29 - 12 - 2009, 04:17 ص]ـ
.. عندما نقول مثلا .. " أثبتت التجارب .. " قد يقول قائل: لا أجد جمالا في هذه العبارة .. فالتجارب هي التي تثبت .. و لكن في الحقيقة .. نحن الذين نثبت وليست التجارب .. ولكننا قلنا التجارب هي التي تثبت لأنها سبب الإثبات .. و بما أن هذه الجملة غير حقيقة .. فهذا مجاز .. و نقول عنه: مجاز سببي .. نحن أسندنا الفعل إلى التجارب لأنها السبب في الإثبات .. و منه ذلك أيضا قولهم " بنى الأمير القلعة " فالأمير في الحقيقة ليس هو الباني .. بل الجنود .. ولكنه سبب البناء لأن البناء تم بأمره .. فتم إسناد الأمر إليه .. و أيضا قول الشاعر " تنام عيناك " .. في الحقيقة الإنسان هو الذي ينام .. فأسند الفعل إلى العين لأنها سبب النوم .. شكرا:)
أخي الكريم:
سواء أسندت النوم للعين أم للإنسان فليس ثمّ أي جمال!
بل كل الجمال في مقابلة (نوم الظالم) من جهة," لتنبه" المظلوم ,ولوجود الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا" نوم" من جهة أخرى.
فجمال العبارة يكمن -والله أعلم-في فن المقابلة بين (نوم) و (يقظتان).
ـ[سيدرا]ــــــــ[29 - 12 - 2009, 05:35 ص]ـ
.. عندما نقول مثلا .. " أثبتت التجارب .. " قد يقول قائل: لا أجد جمالا في هذه العبارة .. فالتجارب هي التي تثبت .. و لكن في الحقيقة .. نحن الذين نثبت وليست التجارب .. ولكننا قلنا التجارب هي التي تثبت لأنها سبب الإثبات .. و بما أن هذه الجملة غير حقيقة .. فهذا مجاز .. و نقول عنه: مجاز سببي .. نحن أسندنا الفعل إلى التجارب لأنها السبب في الإثبات .. و منه ذلك أيضا قولهم " بنى الأمير القلعة " فالأمير في الحقيقة ليس هو الباني .. بل الجنود .. ولكنه سبب البناء لأن البناء تم بأمره .. فتم إسناد الأمر إليه .. و أيضا قول الشاعر " تنام عيناك " .. في الحقيقة الإنسان هو الذي ينام .. فأسند الفعل إلى العين لأنها سبب النوم .. شكرا:)
أستاذ منصور:
يبدو أنني أميل إلى رأيك
ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[29 - 12 - 2009, 05:38 ص]ـ
أخت ظبية .. السؤال محدد .. عن جملة (تنام عيناك) .. السؤال ليس عاما:) .. و يمكن أن تقولي يا أخت سيدرا أنها استعارة مكنية أيضا .. كأننا قلنا: تنام عيناك اللتان هما كالإنسان .. ثم حذفنا المشبه به و هو الإنسان .. فالاستعارة مكنية .. وهذا رأي ثاني .. و لكنني أميل إلى الرأي الأول الذي قمت بكتابته .. شكرا لكم:)
ـ[ظبية مكة]ــــــــ[29 - 12 - 2009, 06:12 ص]ـ
أخت ظبية .. السؤال محدد .. عن جملة (تنام عيناك) .. السؤال ليس عاما:) .. و يمكن أن تقولي يا أخت سيدرا أنها استعارة مكنية أيضا .. كأننا قلنا: تنام عيناك اللتان هما كالإنسان .. ثم حذفنا المشبه به و هو الإنسان .. فالاستعارة مكنية .. وهذا رأي ثاني .. و لكنني أميل إلى الرأي الأول الذي قمت بكتابته .. شكرا لكم:)
أما أنا فلا أميل" لتكلّف" و"تقعّر" و"جفاء" بعض البلاغيين.
ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[29 - 12 - 2009, 07:25 ص]ـ
أما أنا فلا أميل" لتكلّف" و"تقعّر" و"جفاء" بعض البلاغيين.
.. أنا لست بلاغيا:) .. أنا أجيب بما أعرف .. و شكرا على هذه الكلمات الجميلة:)
ـ[ظبية مكة]ــــــــ[29 - 12 - 2009, 11:18 م]ـ
.. أنا لست بلاغيا:) .. أنا أجيب بما أعرف .. و شكرا على هذه الكلمات الجميلة:)
اختصاري في الكلام كان" مخلا "وجعلك-وأنت معذور- تسيء فهمي.
فأنا ما كنت أعني إلا" المؤسسين والقدماء "من البلاغيين
والذين قتلوا" روحانية وشاعرية" النصوص الأدبية من كثرة ما يتشدقون بالكلام المنطقي حول السبب والمسبب والجزئية والكلية .... الخ
على أية حال, هأنذا أتقدم باعتذاري إليكم, فكن كريما بقبوله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سامي عبدالرحمن]ــــــــ[30 - 12 - 2009, 07:30 ص]ـ
السلام عليكم أيها الكرام
و أسعد بتواجدي بينكم واقبلوني تلميذ ًا في مدرستكم
دمتم بكل ود
فيما يخص الجمال في البيت
فلو نظرنا للبيت بدون القلم و المسطرة وبدون أي بحث عن الجمال لشعرنا بأن هناك في البيت ما يطرق ذائقة المتلقي
الجمال لا يُبحث عنه ولكنه يتسرب إلى خلجاتنا فينعشنا
ولو قيدنا الجمال بقواعد و قسمناه إلى أقسام نوعية رئيسة و فرعية فربما نظلمه بقدر جهدنا في صياغة بنوده ,\
ولنا في القرآن الكريم خير مثال .. فنحن قد نقرأ الآية ونشعر بجمالها و بروعتها وليس فيها أي مسمى من مسميات المحسنات وما إلى ذلك.
وقد تكون الآية عرضًا على القواعد البلاغية هي إلى التقرير أقرب
كما أن مسميات التقسيمات نفسها تحتاج إلى مراجعة لتدل على ما أريد بها
أميل إلى رأي الأخت ظبية المكان في أن الجمال أوسع من التقسيمات البلاغية التقليدية.
فالجمال فضفاض
و الخيال حرُّ منطلق ٌ مرفرفٌ إن حصرناه جمد
البيت جميل
ربما من جماله ضآلة حال المخاطب في عينه
وربما من تقريرية الشطر الأول جمال يفوق إنشائيتها فهذا بيان لتبلد المخاطب وعدم امتلاكه القلب الحار الذي يحول جموده دون شعوره بالظلم الذي وقع فيه و بمن ظلم من الناس
" تنام عينك " تضمنت الكثير و أغنتنا عنه
فأنت أسود القلب بليد الفكر فاسد الطوية فاقد لكل روح قد تبني من الخيال ما يتلبس بالغير فتشعر بشعوره
وما الخيال إلا تلبس و انتقال لحالة شعورية من مرسل لمتلقي يكمن نجاح صاحبه في انتقال حال المرسل حال إرساله و تلبسه بالمتلقي حال تلقيه
مع تحياتي لجمعكم المبارك هنا.
مرة أخرى سعدت بتواجدي بينكم هنا
ـ[عمر المعاضيدي]ــــــــ[31 - 12 - 2009, 04:30 م]ـ
الشاعر يتعجب من نوم الظالم والمظلوم يدعي عليه
وفوق الظالم النائم الله تعالى الذي لا تأخذه سنة ولا نوم يمهله حتى حين
ـ[البلاغة الايجاز]ــــــــ[03 - 01 - 2010, 10:47 م]ـ
هذا مجاز مرسل لكن ماعلاقته؟ قال الاخ ابومنصور السببية واظن الجزئية اطلق الجزء العين واراد الكل الجسم
ـ[فهد عبد الرحمن الصلوح]ــــــــ[03 - 01 - 2010, 11:05 م]ـ
أخت سيدرا، موطن جمال البيت الاستعارة التي هي قمة الفن البياني، كيف لا وقد شبه الشاعر العينين بإنسان ينام، فحذف المشبه به الإنسان، ورمز إليه بالنوم على سبيل الاستعارة المكنية، الأصلية، المرشحة، ففي الاستعارة هنا تناسى الشاعرأن هنالك مشبه به، وأبقى في الصورة عنصراً واحداً هو المشبه العينان، وماتلك العينان الإ جزء من الإنسان الذي يكون منه النوم.
وفي عبارة تنام عيناك مجازمرسل علاقته الجزئية، فقد ذكر الشاعر الجزءالعين، وراد الكل الإنسان على سبيل المجاز المرسل ذي العلاقة الجزئية.
ـ[ناصر الدين الخطيب]ــــــــ[07 - 01 - 2010, 01:31 ص]ـ
أحسنتم يا سادة في العرض والتحليل
ولا شك ّ أن البيت يفيض جمالا , وليس الجمال في سبحات الخيال فقط , بل في سلاسة النظم وسهولة العبارة , فالشاعر ربّما لم يتكلّف النظم , ولم يتعب نفسه كثيرا في انتقاء الألفاظ , وإنّما أراد أن يصل إلى المعنى الجميل والهدف بكل بساطة , بدافع من شعور الصادق والغاية البريئة بعيدا عن التكلّف والتصنّع , وهذا هو سرّ الجماليّة في البيت
ـ[معالي]ــــــــ[31 - 01 - 2010, 12:02 ص]ـ
اختصاري في الكلام كان" مخلا "وجعلك-وأنت معذور- تسيء فهمي.
فأنا ما كنت أعني إلا" المؤسسين والقدماء "من البلاغيين
والذين قتلوا" روحانية وشاعرية" النصوص الأدبية من كثرة ما يتشدقون بالكلام المنطقي حول السبب والمسبب والجزئية والكلية .... الخ
على أية حال, هأنذا أتقدم باعتذاري إليكم, فكن كريما بقبوله.
الأستاذة ظبية مكة، رعاها الله
بداية أود ان أعبر عن إعجابي الشديد بطرحك الراقي فكرًا ولغة ومضمونا، ولطالما سرت على أثر خطاك تتبّعا للمتعة والفائدة والأسلوب البديع!
لكني أقول وبصدق: ساءني جدا ما أعدّه من عبارتك تجاوزا وتطاولا على السادة العلماء الأوائل من البلاغيين، سيرًا في ركاب معشرٍ أربأ بك أن تكوني منهم!
مسألة الجمود البلاغي ودور العلماء الأوائل فيه مسألة استفاض العلماء في الحديث عنها، ولن أزيد على ما قالوا، ولا يخفى على مثلك مظان أحاديثهم، فأحيلك عليها، ومن أحيل على مليء فليحتل.
تحية وتقدير.
ـ[عهود زائفة]ــــــــ[31 - 01 - 2010, 12:53 ص]ـ
أختي ظبية جميل أن يبدي الإنسان
رأيه فيما يدرس فنحن لا ندرس قرآناً حتى يجب علينا
ألا نغيره وأعجبني أسلوبك في إبداء رأيك فيما لا يعجبك
من القواعد البلاغية
ـ[عهود زائفة]ــــــــ[31 - 01 - 2010, 01:00 ص]ـ
.. عندما نقول مثلا .. " أثبتت التجارب .. " قد يقول قائل: لا أجد جمالا في هذه العبارة .. فالتجارب هي التي تثبت .. و لكن في الحقيقة .. نحن الذين نثبت وليست التجارب .. ولكننا قلنا التجارب هي التي تثبت لأنها سبب الإثبات .. و بما أن هذه الجملة غير حقيقة .. فهذا مجاز .. و نقول عنه: مجاز سببي .. نحن أسندنا الفعل إلى التجارب لأنها السبب في الإثبات .. و منه ذلك أيضا قولهم " بنى الأمير القلعة " فالأمير في الحقيقة ليس هو الباني .. بل الجنود .. ولكنه سبب البناء لأن البناء تم بأمره .. فتم إسناد الأمر إليه .. و أيضا قول الشاعر " تنام عيناك " .. في الحقيقة الإنسان هو الذي ينام .. فأسند الفعل إلى العين لأنها سبب النوم .. شكرا:)
إجابتك وافية كافية
وأنا مقتنعة بكلامك وكلام البلاغين من قبلك
فربما تنظر إلى العبارة فلا تتذوق الجمال
خصوصا في المجاز المرسل والعقلي وما شابه ذلك
ولكن حين تتدبرها تلتمس بها الجمال والإسناد
وكأن استعارة ما موجودة هنا ولكنها غير ظاهرة
تحتاج إلى تحليل وتدقيق وهذا ما يجمل العربية
كم أحب البلاغة والمجاز ولكن للأسف فكليتنا
لا تجرعنا كماً كافياً منها حتى نتذوقها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هدى عبد العزيز]ــــــــ[10 - 02 - 2010, 07:23 ص]ـ
حوار شيق
نهلت من معينه
شكرا للجميع
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[11 - 02 - 2010, 03:29 ص]ـ
فأنا ما كنت أعني إلا" المؤسسين والقدماء "من البلاغيين
والذين قتلوا" روحانية وشاعرية" النصوص الأدبية من كثرة ما يتشدقون بالكلام المنطقي حول السبب والمسبب والجزئية والكلية .... الخ
يا أختي الكريمة، اعصمي لسانك من الوقيعة في من قضى نحبه دون دليل أو برهان
ذكرت التكلف و التقعر والجفاء
ثم قلت: فأنا ما كنت أعني إلا" المؤسسين والقدماء "من البلاغيين
والذين قتلوا" روحانية وشاعرية" النصوص الأدبية من كثرة ما يتشدقون بالكلام المنطقي حول السبب والمسبب والجزئية والكلية
وهو كلام غير دقيق، فالمنطقية التي ذكرتيها لم تكن في كتب المؤسسين بل في كتب الشراح في الأغلب، أما القضية الثانية فعليك أن تفرقي بين مقام التعلم والتعليم وبين مقام التحليل والتطبيق، فما ذكره أهل العلم في ذلك إنما كان تعليما لمناط النظر في جهة الدلالة وكيف دل الدال على المدلول ومستوى تلك الدلالة، وهذه المباحث عميقة في أثرها ليس في الأدب فحسب بل في تفسير النصوص الشرعية وفهمها، وإن تعسر على القارئ فهم ذلك، أو لم تسعفه ملكاته أن يسبر تلك الأقوال و يوظفها التوظيف الصحيح في التعامل مع النص فعليه أن يكف لسانه عن النيل منهم، أو وصفهم بما لا يليق.
الذي لا يعرف الكلي والجزئي و السبب والمسبب كيف له أن يحدد مناط الدلالة والعلاقة وغيرها من الأمور التي تفسر النص الشرعي وغيره، علم البلاغة ليس علما للتذوق المجرد فحسب، بل علم له أدواته ومنهجه اللذان يطبقهما في استخراج دلالات التراكيب ومستويات الصورة.
غفر الله لنا ولكم.
ـ[السراج]ــــــــ[11 - 02 - 2010, 06:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السادة الفصحاء:
يقول الشاعر:
تنام عيناك والمظلوم منتبه **** يدعو عليك وعين الله لم تنم
قد شدّني هذا الحوار المفيد، وهذه الآراء التي ما فتئتْ تُضيف نكهةً أخرى لرصيدنا الفكري والمعرفي لطالما نهلناهُ من هذا الصرح المعنوي والذي دائماً أتغنى به - الفصيح.
إذن أطرحُ سؤالاً .. ماذا يُقصد بالنوم؟ ولمن تُقا هذه الكلمة؟
هل تتجاوزُ الإنسان إلى أعضائه - بما أنها تخفت - بعضُها - وقت النوم؟ مثل العين؟
أم إنه محصور قطعاً على الإنسان جسداً وروحاً ككل؟
هذه التساؤلات هي التي قادتني إلى هُنا لكنها - ورغم ذلك -لم تكد تشبع رغبتي وتزيل الغيوم.
في البيت السابق: هي فعلاً - في نظري - نوعاً من أنواع البلاغة لسبب بسيط، وهو ما لاحق تلك العبارة ما أتى بعدها مما يُعاضد تلك الفكرة. فأراد الشاعر أنك أيُها (الظالم) تنام و (المظلومُ منتبه) يدعو عليك ...
فمقصود الشاعر (أنت في هناء ونوم على الرغم من ظلمك وفي جانب آخر من ظلمته يدعو عليك من فُتحتْ أبوابه لاستقبال تلك النداءات .. )
ثم انظر هُنا ...
فعلى الرغم من جمالية الصورة تخرجُ أجملُ حُلة في قصد (تنام عياك) بمعناها الحقيقي فاستطاع أن يجعل النوم هنا أكثر دفئا لاختيار الشاعر آلة النوم الأولى وعلامته الأولى وهي إطباق الجفن وراحة العين - فتكون العين هي إشارة النوم عند الإنسان، لذا اختارها الشاعر ولم يأتِ بلفظة أخرى ..
إذن: إذا جرّدنا الكلام فكانت (تنام العين) فهي كما قالتْ الأخت ظبية مكة ..
أما أنها في هذا البيت فتوافق مجازاً مرسلاً علاقته الجزئية.
والله أعلم.(/)
من التعبير القرآني في سورة التين /د. فاضل السامرائي
ـ[نبيل الجلبي]ــــــــ[28 - 12 - 2009, 05:53 م]ـ
من التعبير القرآني في سورة التين **
الدكتور فاضل السامرائي
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ?نِ الرَّحِيمِ
وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَ?ذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ
(7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8)
ابتدأت السورة بالقسم بالتين والزيتون. والتين والزيتون قد يكون قصد بهما الشجران المعروفان، وقد ذكر المفسرون لاختيار هذين الشجرين للقسم بهما أسباباً عدة، فقد ذكروا أنه أقسم بنوعين من الشجر، نوع ثمره ليس فيه عجم ونوع فيه عجم، وأنه ورد في الأثر أن التين من شجر الجنة فقد روي أنه أُهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم طبق من تين فأكل منه وقال لأصحابه:" كلوا فلو قلت إن فاكهة نزلت من الجنة لقلت هذه لأن فاكهة الجنة بلا عجم". وقد ذكر أن آدم خصف من ورقه ليستر عورته حين انكشفت في الجنة.
وأما الزيتون فإنه شجرة مباركة كما جاء في التنزيل العزيز.
وقد ذكروا أموراً أخرى لا داعي لسردها ههنا.
ولا ندري هل لبدء السورة بالقسم بالشجر الذي يذكر أن له أصلاً في الجنة أعني التين له علاقة بعدد آيات هذه السورة أو لا؟ فإن عدد آيات هذه السورة ثمانية وهن بعدد أبواب الجنة. وقد يكون هذا القول خرصاً محضاً وأنا أميل إلى ذلك، ولكنا قد وجدنا شيئاً من أنواع هذه العلاقات في القرآن. فقد تكرر كما سبق أن ذكرنا قوله تعالى: " فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ" الرحمن، عند الكلام في وصف الجنة ثماني مرات بعدد أبواب الجنة، وحصل هذا مرتين في السورة، وتكرر في الوعيد سبع مرات بعدد أبواب جهنم 1ابتداء من قوله: " سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ " (31) الرحمن
وقالوا إن سورة القدر ثلاثون كلمة بعدد أيام شهر رمضان وإن قوله (هي) في قوله تعالى: " سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) " هي الكلمة السابعة والعشرون وهي إشارة إلى أن هذه الليلة هي الليلة السابعة والعشرون من رمضان.
وعلى أي حال فإن كثيراً من هذه العلاقات ربما كانت موافقات والله أعلم.
وقيل: إن المقصود بالتين والزيتون جبلان من الأرض المقدسة يقال لهما بالسريانية طور تينا وطور زيتا لأنهما منبتا التين والزيتون. 2
والعلاقة بين التين والزيتون وما بعدهما ليست ظاهرة على هذا إلا بتكلف.
وقيل: " هذه محال ثلاثة بعث الله في كل واحد منها نبياً مرسلاً من أولي العزم أصحاب الشرائع الكبار. فالأول: محلة التين والزيتون وهي بيت المقدس التي بعث الله فيها عيسى بن مريم عليه السلام والثاني: طور سنين وهو طور سيناء الذي كلم الله عليه موسى بن عمران، والثالث: مكة وهو البلد الأمين الذي مَن دخله كان آمناً، وهو الذي أرسل فيه محمداً صلى الله عليه وسلم 3
وجاء في (التبيان في أقسام القرآن): " فأقسم سبحانه بهذه الأمكنة الثلاثة العظيمة التي هي مظاهر أنبيائه ورسله، أصحاب الشرائع العظام والأمم الكثيرة. فالتين والزيتون المراد به نفس الشجرتين المعروفتين ومنبتهما وهو أرض بيته المقدس ... وهو مظهر عبد الله ورسوله وكلمته وروحه عيسى بن مريم. كما أن طور سينين مظهر عبده ورسوله وكليمه موسى، فإنه الجبل الذي كلمه عليه وناجاه وأرسله إلى فرعون وقومه.
ثم أقسم بالبلد الأمين وهو مكة مظهر خاتم أنبيائه ورسله سيد ولد آدم. وترقى في هذا القسم من الفاضل إلى الأفضل، فبدأ بموضع مظهر المسيح، ثم ثنّى بموضع مظهر الكليم، ثم ختمه بموضع مظهر عبده ورسوله وأكرم الخلق عليه. ونظير هذا بعينه في التوراة التي أنزلها الله على كليمه موسى: (جاء الله من طور سيناء وأشرق من ساعير، واستعلن من فاران).
فمجيئه من طور سيناء بعثته لموسى بن عمران، وبدأ به على حكم الترتيب الواقع، ثم ثنّّى بنبوة المسيح، ثم ختمه بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم 4
وهذا هو الراجح فيما أرى لأن المناسبة بين هذه المحالّ المُقسَم بها ظاهرة على هذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم لننظر إلى ترتيب هذه الأشياء المقسم بها:
فقد بدأ بالتين والزيتون. والزيتون أشرف وأفضل من التين فقد شهد الله له أنه شجرة مباركة قال تعالى:
" اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35) " النور، وهي فاكهة من وجه، وإدامٌ من وجه وزيتها يُستعمَل في إنارة المصابيح والسُّرُج.
ثم أقسم بطور سنين وهو أفضل مما ذكر قبله، فإنه الجبل الذي كلم الرب عليه موسى وناجاه وأرسله إلى فرعون وقومه.
ثم انظر من ناحية أخرى كيف وضع طور سنين بجوار الزيتون لا بجوار التين، وقد ورد ذكر الزيتون بجوار الطور في موطن آخر من التنزيل العزيز 5
قال تعالى: " وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآَكِلِينَ (20) " المؤمنون، وهذه الشجرة هي شجرة الزيتون بإجماع المفسرين. قال الواحدي: "والمفسرون كلهم يقولون إن المراد بهذه الشجرة شجرة الزيتون" 6
ثم أقسم بالبلد الأمين وهو مكة المكرمة: مكان مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومبعثه ومكان البيت الذي هو هدى للعالمين 7. وهو أفضل البقاع عند الله وأحبها إليه كما جاء في الحديث الشريف، فتدرّج من الفاضل إلى الأفضل ومن الشريف إلى الأشرف.
فأنت ترى أنه تدرج من التين إلى الزيتون إلى طور سنين إلى بلد الله الأمين، فختم بموطن الرسالة الخاتمة أشرف الرسالات.
وقد وصف الله هذا البلد بصفة (الأمين) وهي صفة اختيرت هنا اختياراً مقصوداً لا يسدُّ مسدّها وصف آخر.
فالأمين وصف يحتمل أن يكون من الأمانة، كما يحتمل أن يكون من الأمن. وكلا المعنيين مُراد.
فمن حيث الأمانة وُصف بالأمين لأنه مكان أداء الأمانة وهي الرسالة. والأمانة ينبغي أن تؤدى في مكان أمين. فالرسالة أمانة نزل بها الروح الأمين وهو جبريل، وأداها إلى الصادق الأمين وهو محمد صلى الله عليه وسلم، في البلد الأمين وهو مكة. فانظر كيف اختير الوصف ههنا أحسن اختيار وأنسبه.
فالأمانة حملها رسول موصوف بالأمانة فأداها إلى شخص موصوف بالأمانة في بلد موصوف بالأمانة. جاء في (روح المعاني): "وأمانته أن يحفظ من دَخَله كما يحفظ الأمين ما يُؤتمن عليه" 8
وأما من حيث الأمن فهو البلد الآمن قبل الإسلام وبعده، دعا له سيدنا ابراهيم عليه السلام بالأمن قبل أن يكون بلداً، وبعد أن صار بلداً فقال أولاً: " رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا (126) " البقرة، وقال فيما بعد: " رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا (35) " إبراهيم، فهو مدعو له بالأمن من أبي الأنبياء. وقد استجاب الله سبحانه هذه الدعوة قال تعالى: " وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا (97) " آل عمران، وقال سبحانه: " وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا (125) " البقرة
فـ (الأمين) على هذا (فعيل) للمبالغة بمعنى الآمن، ويحتمل أن تكون (الأمين) فعيلاً بمعنى مفعول، مثل جريح يمعنى مجروح وأسير بمعنى مأسور، أي: المأمون، وذلك لأنه مأمون الغوائل 9
جاء في روح المعاني: " الأمين فعيل بمعنى فاعل أي الآمن، من أمُن الرجل بضمّ الميم أمانة فهو أمين .. وأمانته أن يحفظ من دخله كما يحفظ الأمين ما يؤتمن عليه .. وأما بمعنى مفعول أي: المأمون من (أمنه) أي: لم يَخَفْه، ونسبته إلى البلد مجازية. والمأمون حقيقة الناسُ أي: لا تخاف غوائلهم فيه، أو الكلام على الحذف والإيصال أي: المأمون فيه من الغوائل " 10
وجاء في البحر المحيط: "وأمين للمبالغة أي: آمنٌ مَنْ فيه ومن دخله وما فيه من طير وحيوان، أو من أمُن الرجل بضمّ الميم أمانة، فهو أمين كما يحفظ الأمين ما يؤتمن عليه. ويجوز أن يكون بمعنى مفعول من أمنه لأنه مأمون الغوائل ". 11
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد تقول: ولم اختار لفظ (الأمين) على (الآمن) الذي تردد في مواطن أخرى من القرآن الكريم؟ قال تعالى: " أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (57) " القصص، وقال سبحانه:
" أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آَمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ (67) " العنكبوت
والجواب: أنه باختياره لفظ (الأمين) جمع معنيي الأمن والأمانة، وجمع معنى اسم الفاعل واسم المفعول، وجمع الحقيقة والمجاز، فهو أمين وآمن ومأمون، وهذه المعاني كلها مُرادة مطلوبة.
ثم انظر إلى جواب القسم وهو قوله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) التين) كيف تناسب مع المُقسَم به تناسباً لطيفاً ولاءمه ملاءمة بديعة. فإنه أقسم بالرسالات على بداية الإنسان ونهايته 12فقال تعالى: " لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) " وهذه بدايته، ثم قال سبحانه: " ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) " وهذه نهايته.
ثم لما كان الناس في إجابة هذه الدعوة فريقين منهم مَنْ أجاب ومنهم من أبى، ذكر حال الفريقين. فذكر حال الأكثرين وهو المردودون إلى أسفل سافلين 13 والآخرين وهم المؤمنون الذين لهم أجر غير ممنون.
ولما كانت الرسالات إنما هي منهج للإنسان وشريعة له، كان الجواب يتعلق بالإنسان طبيعة ومنهجاً، فذكر طبيعة الإنسان في قوله تعالى: " لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) " وذكر المنهج في قوله: " إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) ".
وفي هذه إشارة إلى أن المنهج لا بد أن يكون متلائماً مع الطبيعة البشرية غير مناقض لها وإلا فشل.
فكان الجواب كما ترى أوفى جواب وأكمله وأنسب شيء لما قبله وما بعده.
ثم انظر من ناحية أخرى إلى قوله تعالى: " لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) " فإنه أسند الخلق إلى نفسه ولم يبنه للمجهول، وذلك أنه موطن بيان عظيم قدرته وحسن فعله وبديع صنعه فأسند ذلك إلى نفسه، وهذا في القرآن خط واضح، فإنه في مثل هذا المقام وفي مقام النعمة والتفضّل يسند الأمر إلى نفسه، قال تعالى: " وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (181) " الأعراف.
وقال سبحانه: " أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ (71) وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ (72) " يس
فانظر كيف أسند الخلق في مقام النعمة والتفضّل إلى ذاته في حين قال تعالى: " وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28) " النساء ببناء الفعل للمجهول لما كان القصد بيان نقص الإنسان وضعفه. وقال: " خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ (37) " الأنبياء، وقال: " إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) " المعارج.
فانظر إلى الفرق بين المقامين، وقد مرّ شيء من هذا في موطن سابق.
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أنه أسند الخلق إلى نفسه لأن المقام مقام بيان منهج للإنسان، فأراد أن يبين أن واضع المنهج للإنسان هو خالق الإنسان ولا أحد غيره أعلم بما يصلح له وما هو أنسب له، ولو بنى الفعل للمجهول لم يفهم ذلك صراحة.
فأنت ترى أن إسناد الخلق إلى ذات الله العلية أنسب شيء في هذا المقام. وقد تقول: ولم أسند الرد إلى أسفل سافلين إلى نفسه فقال: " ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) " وهذا ليس مقام تفضّل ولا بيان نعمة؟
فنقول: إن هذا الإسناد أنسب شيء ههنا ولا يليق غيره، وذلك أنه أراد أن يذكر أن بيده البداية والنهاية، وأنه القادر أولاً وأخيراً لا معقّب لحكمه يفعل ما يشاء في البداية والختام، وهذا لا يكون إلا بإسناد الأمر إلى ذاته العليّة.
ألا ترى أنه لو قال: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رًدّ أسفل سافلين) لكان يُفهم ذاك أن هناك رادّاً غيره يفسد خلقته ويهدم ما بناه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ومعنى قوله: " لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) " أنه صيّره على أحسن ما يكون في الصورة والمعنى والإدراك وفي كل ما هو أحسن 14من الأمور المادية والمعنوية.
وقال بعدها " ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) " فجاء بـ (ثم) التي تفيد الترتيب والتراخي، لأن كونه أسفل سافلين لا يعاقب خلقه بل يتراخى عنه في الزمن، فهي من حيث الوقت تفيد التراخي، كما أنها من حيث الرتبة تفيد التراخي، فرتبة كونه في أحسن تقويم تتراخى وتبعد عن رتبة كونه في أسفل سافلين، فثمة بَوْن بعيد بين الرتبتين فأفادت (ثم) ههنا التراخي الزماني والتراخي في الرتبة.
واختلف في معنى (أَسْفَلَ سَافِلِينَ) فذهب قسم من المفسرين إلى أن المقصود به أرذل العمر، والمُراد بذلك: الهرم وضعف القُوى الظاهرة والباطنة وذهول العقل حتى يصير لا يعلم شيئاً 15
ومعنى الاستثناء على هذا أن الصالحين من الهرمى لهم ثواب دائم غير منقطع 16يُكتب لهم في وقت شيخوختهم كما كان يُكتب لهم في وقت صِحّتهم وقوتهم وفي الحديث " إن المؤمن إذا رُدّ لأرذل العمر كُتِب له ما كان يعمل في قوّته " وذلك أجر غير ممنون 17أي غير منقطع.
وذهب آخرون إلى أن المقصود به أسفل الأماكن السافلة وهو جهنم أو الدرك الأسفل من النار.
ومعنى الاستثناء على هذا ظاهر، فالصالحون مستثنون من الرد إلى ذلك.
وركز بعضهم على الخصائص الروحية. جاء في ظلال القرآن: "والتركيز في هذا المقام على خصائصه الروحية. فهي التي تنتكس إلى أسفل سافلين حين ينحرف عن الفطرة ويحيد عن الإيمان المستقيم معها. فهو مهيّأ لأن يبلغ من الرِّفعة مدى يفوق مقام الملائكة المقربين .. بينما هذا الإنسان مهيأ حين ينتكس لأن يهوي إلى الدرك الذي لا يبلغ إليه مخلوق قط: " ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) " حيث تُصبح البهائم أرفع وأقوم لاستقامتها على فطرتها ...
" إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ (6) " فهؤلاء هم الذين يبقون على سواء الفطرة ويكملونها بالإيمان والعمل الصالح. ويرتقون بها إلى الكمال المقدّر لها" 18
وظاهر أن معنى الآية يتسع لكل ما ذكروه، وهي تفيد أيضاً أن حياة غير المؤمن نكد وغمّ، وعيشة ضنك وشقاء قال تعالى: " وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) " طه وقال سبحانه: " حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ (31) " الحج.
فحياة هؤلاء هابطة سافلة بل هم في أسفل سافلين. ثم لننظر إلى الاستثناء وهو قوله تعالى: " إلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ (6) " فإنه استثنى من الرد أسفل سافلين مَنْ آمن وعمل صالحاً ولم يزد على ذلك، فلم يقل مثل ما قال في سورة العصر: " وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) " وذلك لاختلاف الموطنين، فإن سورة العصر في بيان الخسران الذي يصيب الإنسان، وسورة التين فيما يُنجي من دركات النار، قال تعالى: " وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) " العصر فبيّن لنا أن الإيمان والعمل الصالح يمنعه من الرد أسفل سافلين. ولكن لا يمنعه من الخسران الذي يفوته فيما لو تواصى بالحق وبالصبر فإن كلّ من ترك شيئاً من ذلك خسر شيئاً من الأجر الذي كان يربحه فيما لو فعله، فانظر الفرق بين الموطنين وبين الاستثنائين.
جاء في (التبيان): "وتأمل حكمة القرآن لما قال: (إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2)) فإنه ضيّق الاستثناء وخصصه فقال: " إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) " ولمّا قال: ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) " وسّع الاستثناء وعممه فقال: " إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ (6) " ولم يقل (وتواصوا) فإن التواصي هو أمر الغير بالإيمان والعمل الصالح، وهو قدر زائد على مجرد فعله. فمن لم يكن كذلك فقد خسر هذا الربح فصار في خُسر، ولا
(يُتْبَعُ)
(/)
يلزم أن يكون في أسفل سافلين.
فإن الإنسان قد يقوم بما يجب عليه ولا يأمر غيره، فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مرتبة زائدة. وقد تكون فرضاً على الأعيان، وقد تكون فرضاً على الكفاية وقد تكون مستحبّة.
والتواصي بالحق يدخل فيه الحق الذي يجب، والحق الذي يُستحب، والصبر يدخل فيه الصبر الذي يجب والصبر الذي يُستحب. فهؤلاء إذا تواصوا بالحق وتواصوا بالصبر حصل لهم من الربح ما خسره أولئك الذين قاموا بما يجب عليهم في أنفسهم ولم يأمروا غيرهم به. وإن كان أولئك لم يكونوا من الذين خسروا أنفسهم وأهليهم. فمطلق الخسار شيء، والخسار المطلق شيء ". 19
ثم قال: " فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ " قيل: ومعنى غير ممنون غير منقوص ولا منقطع، وقيل معناه غير مكدر بالمنّ عليهم 20. والحق أن كل ذلك مراد وهو من صفات الثواب، لأنه يجب أن يكون غير منقطع ولا منغصاً بالمنة 21.
فقال: (غير ممنون) ليجمع هذه المعاني كلها، ولم يقل غير مقطوع ولا نحو ذلك فيفيد معنى دون آخر.
ثم انظر كيف زاد الفاء في قوله (فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) ولم يفعل مثل ذلك في آية شبيهة بها وهي قوله في سورة الإنشقاق: " إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (25) " بدون فاء. وذلك لأن السياقين مختلفان، فسياق سورة الانشقاق أكثره في ذكر الكافرين، وقد أطال في ذكرهم ووصف عذابهم فقال: " وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11) وَيَصْلَى سَعِيرًا (12) إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا (13) إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (14) بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا (15) " الانشقاق. ثم قال مقرّعاً للكافرين مؤنّباً لهم: " فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (20) وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآَنُ لَا يَسْجُدُونَ (21) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (22) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ (23) فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (24) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (25) "
في حين لم يزد في الكلام على المؤمنين عن قوله: " فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8) وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (9) " الانشقاق.
فانظر كيف أطال في وصف الكافرين وأعمالهم وعقابهم، وأوجز في الكلام على المؤمنين، ولذا حذف الفاء من جزاء المؤمنين في سورة الانشقاق مناسبة للإيجاز. في حين لم يذكر الكافرين في سورة التين ولم يزد على أن قال: " ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) " يعني الإنسان، وهو غير صريح في أن المقصود به الكافرون أو غيرهم كما أسلفنا.
ثم انظر إلى كل من السورتين كيف تناولت الكلام على الإنسان. فقد بدأت سورة الانشقاق بذكر كدح الإنسان ومشقته ونصبه: " يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (6) " وتوعّده ربه بركوب الأهوال والشدائد المتتابعة التي يفوق بعضها بعضاً في الشدة فقال: " فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16) وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (17) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ (19) ".
في حين بدأ في سورة التين بتكريم الإنسان فقال: " لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) " فناسب ذلك تأكيد استمرار أجره وعدم تنغيصه، وذلك بزيادة الفاء في التين دون الانشقاق.
ثم قال بعدها: " فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) " والمعنى: أي شيء يجعلك أيها الإنسان مكذّباً بالجزاء بعد هذا الدليل الواضح؟ والمعنى أن خلق الإنسان من نطفة وتقويمه بشراُ سوياً وتدريجه في مراتب الزيادة إلى أن يكمل ويستوي مع تحويله من حال إلى حال، أوضح دليل على قدرة الخالق على الحشر والنشر 22فإن الذي خلقك أقدر على أن يعيدك بعد موتك ويُنشئك خلقاً جديداً، وأن ذلك لو أعجزه لأعجزه خلقك الأول 23.
فانظر جلالة ارتباط هذا الكلام بما قبله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم انظر كيف استدل على الجزاء بالأدلة النقلية والعقلية. فالدليل النقلي هو ما أخبرت به الرسالات السماوية، وقد ذكر من هذه الرسالات كبراها وهي رسالات موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام.
والدليل العقلي هو الاستدلال بخلق الإنسان في أحسن تقويم وتدريجه في مراتب الزيادة والنقص.
ثم انظر كيف اختار كلمة (الدين) ولم يختر كلمة الجزاء أو الحساب أو النشور ونحوها، وذلك لما تقدم ذكر مواطن الرسالات ناسب ذلك ذكر الدين، لأن هذه أديان، ولأنه قد يُراد بذلك معنى (الدين) علاوة على معنى الجزاء. والمعنى أي شيء يجعلك مكذّباً بصحة الدين بعد هذه الأدلة المتقدمة؟ فالذي خلقك في أحسن تقويم يرسم لك أحسن منهج تسعد به في الدنيا وفي الآخرة. فجمعت كلمة (الدين) معنى الدين ومعنى الجزاء في آن واحد، ولو قال فما الذي يكذبك بالجزاء لم يجمع هذين المعنيين.
فأنت ترى أنه اختار كلمة (الدين) لتقع في موقعها المناسب لها تماماً. ثم قال بعدها: " أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (" وأحكم الحاكمين يحتمل أن يكون معناه: أعظم ذوي الحكمة وأحسنهم تدبيراً، ويحتمل أن يكون معناه أقضى القاضين، لأن (حكم) يحتمل أن يكون من الحكمة، ويحتمل أن يكون من القضاء وهو الفصل في المحاكم.
وعلى الوجه الأول يكون المعنى: أليس الذي فعل ذلك بأحكم الحاكمين صنيعاً وتدبيراً وأن حكمته بالغة لا حدود لها. وإذا تبيّن أن الله سبحانه أحكم الحاكمين ـ وهو بيّن ـ تعيّنت الإعادة والجزاء لأن حكمته تأبى أن يترك الإنسان سدى ولا يحاسب على أعماله، فكيف يليق بأحكم الحاكمين أن لا يُجازي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته؟ وهل ذلك إلا قدح في حكمه وحكمته 24
وعلى الوجه الثاني يكون المعنى: أليس الله بأقضى القاضين 25 فيحكم بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون، كما قال تعالى: " قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّموَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ " (46) الزمر
فانظر قوة ارتباط هذه الآية بما قبلها على كلا الوجهين، فإن حكمته تقتضي الإعادة والجزاء. والجزاء والفصل بين الخلائق يقتضي وجود قاضٍ، بل يقتضي وجود أقضى القاضين.
فجمع بهذه العبارة معنيين: القضاء والحكمة بل لقد جمع معاني عدة بهذا التعبير، إذ كل لفظ من (أحكم الحاكمين) يحتمل أن يكون بمعنى القضاء والحكمة فيكون قد جمع أربعة معان كلها مرادة وهي (أحكم الحاكمين) بمعنى أكثرهم حكمة و (أقضى الحكماء) و (أقضى القضاة) و (أحكم القضاة).
فانظر كيف جمع أربعة معان تُؤدى بأربع عبارات في عبارة واحدة موجزة ولو قال (أقضى القاضين) لدلت على معنى واحد.
ثم انظر كيف جعل ذلك بأسلوب الاستفهام التقريري ولم يجعله بالأسلوب الخبري فهو لم يقل (إن الله أحكم الحاكمين) ولا نحو ذلك، وإنما قرر المخاطب ليقوله بنفسه وليشترك في إصدار الحكم فيقول: بلى (وأنا على ذلكم من الشاهدين)
ثم انظر إلى ارتباط خاتمة السورة بفاتحتها، فإن فاتحة السورة في ذكر مواطن الرسالات العظمى وارتباطها بخاتمتها واضح بيّن، فإن الذي أنزل هذه الشرائع العظيمة وما تضمنته من أحكام سامية هو أحكم الحاكمين.
ثم انظر إلى التنسيق الجميل في اختيار خواتم الآي، فإن خاتمة كل آية اختيرت لتجمع عدة معان في آن واحد. فاختيرت (الأمين) لتجمع معنيي الأمن والأمانة، و (أسفل سافلين) لتجمع معنى أرذل العمر ودركات جهنم السفلى. و (غير ممنون) لتجمع معنى غير منقطع ولا منغّص بالمِنّة عليهم، وكلمة (الدين) لتجمع الجزاء والدين، و (أحكم الحاكمين) لنجمع الحكمة والقضاء.
فانظر إلى هذا الدقة في الاختيار وهذا الحسن في التنسيق. أليس الذي قال ذلك بأحكم الحاكمين؟ بلى وأنا على ذلك من الشاهدين.
** من كتاب التعبير القرآني: من صفحة 337 إلى صفحة 348.
المراجع:
1 ـ انظر ملاك التأويل 2/ 888
2 ـ التفسير الكبير 32/ 9، روح المعاني 30/ 174
3 ـ تفسير ابن كثير 4/ 526
4 ـ التبيان 35 - 55
5 ـ في ظلال القرآن 30/ 190
6 ـ فتح القدير 3/ 463، روح المعاني 18/ 22 - 23
7 ـ روح المعاني 30/ 173
8 ـ نفس المصدر والصفحة
9 ـ روح المعاني 30/ 173، البحر المحيط 8/ 490، الكشاف 3/ 348
10 ـ روح المعاني 30/ 173
11 ـ البحر المحيط 8/ 490، الكشاف 3/ 348
12 ـ التبيان في أقسام القرآن 55
13 ـ التبيان في أقسام القرآن 56
14 ـ روح المعاني 30/ 175، البحر المحيط 8/ 490
15 ـ روح المعاني 30/ 176، البحر المحيط 8/ 490
16 ـ الكشاف 3/ 348
17 ـ البحر المحيط 8/ 490
18 ـ في ظلال القرآن 30/ 194
19 ـ التبيان 91
ـ البحر المحيط 8/ 490، روح المعاني 30/ 176
21 ـ التفسير الكبير 32/ 11
22 ـ الكشاف 3/ 349، التفسير الكبير 32/ 12
23 ـ التبيان 61
24 ـ انظر التبيان 33 وما بعدها، التفسير الكبير 32/ 12
25 ـ روح المعاني 30/ 177، مجمع البيان 10/ 512
عن موقع لمسات بيانية والدكتور فاضل السامرائي(/)
نظرات بيانية /الآية 75الأنعام/د. عثمان قدري مكانسي
ـ[نبيل الجلبي]ــــــــ[28 - 12 - 2009, 06:00 م]ـ
نظرات بيانية في الآية 75 من سورة الأنعام
الدكتور عثمان قدري مكانسي
قال الطبري رحمه الله تعالى في تفسير قوله سبحانه في الآية الخامسة والسبعين من سورة الأنعام " وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين ":
عَنْ مُجَاهِد قَالَ: تَفَرَّجَتْ لإبراهيم السَّمَوَات السَّبْع. حَتَّى الْعَرْش , فَنَظَرَ فِيهِنَّ. وَتَفَرَّجَتْ لَهُ الأرضون السَّبْع , فَنَظَرَ فِيهِنَّ. وقال السُّدِّيّ: أُقِيمَ عَلَى صَخْرَة , وَفُتِحَتْ لَهُ السَّمَوَات , فَنَظَرَ إِلَى مُلْك اللَّه فِيهَا حَتَّى نَظَرَ إِلَى مَكَانه فِي الْجَنَّة ; وَفُتِحَتْ لَهُ الأرَضُونَ حَتَّى نَظَرَ إِلَى أَسْفَل الأرْض , فَذَلِكَ قَوْله تعالى: {وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا} (العنكبوت ـ من الآية 27) يَقُول: آتَيْنَاهُ مَكَانه فِي الْجَنَّة. وَيُقَال: أَجْره: الثَّنَاء الْحَسَن. وعَنْ مُجَاهِد كذلك , قَوْله: فُرِّجَتْ لَهُ السَّمَوَات فَنَظَرَ إِلَى مَا فِيهِنَّ حَتَّى اِنْتَهَى بَصَره إِلَى الْعَرْش ; وَفُرِّجَتْ لَهُ الأرَضُونَ السَّبْع فَنَظَرَ مَا فِيهِنَّ.
وفي تفسير القرطبي رحمه الله قال:
ملكوت: مُلْك , وَزِيدَتْ الْوَاو وَالتَّاء لِلْمُبَالَغَةِ فِي الصِّفَة. وَمِثْله الرَّغَبُوت وَالرَّهَبُوت وَالْجَبَرُوت. وَقَرَأَ أَبُو السِّمَال الْعَدَوِيّ " مَلْكُوت " بِإِسْكَانِ اللام. وَلا يَجُوز عِنْد سِيبَوَيْهِ حَذْف الْفَتْحَة لِخِفّتِهَا , وَلَعَلَّهَا لُغَة. و " نُرِي " بِمَعْنَى أَرَيْنَا ; فَهُوَ بِمَعْنَى الْمُضِيّ. فَقِيلَ: أَرَادَ بِهِ مَا فِي السَّمَوَات مِنْ عِبَادَة الملائكة وَالْعَجَائِب، وَمَا فِي الْأَرْض مِنْ عِصْيَان بَنِي آدَم ; فَكَانَ يَدْعُو عَلَى مَنْ يَرَاهُ يَعْصِي فَيُهْلِكهُ اللَّه , فَأَوْحَى اللَّه إِلَيْهِ يَا إِبْرَاهِيم أَمْسِكْ عَنْ عِبَادِي , أَمَا عَلِمْت أَنَّ مِنْ أَسْمَائِي الصَّبُور. رَوَى مَعْنَاهُ عَلِيّ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقِيلَ: كَشَفَ اللَّه لَهُ عَنْ السَّمَوَات وَالأرْض حَتَّى الْعَرْش وَأَسْفَل الأرَضِينَ. وَرَوَى اِبْن جُرَيْج عَنْ الْقَاسِم عَنْ إِبْرَاهِيم النَّخَعِيّ قَالَ: فُرِّجَتْ لَهُ السَّمَوَات السَّبْع فَنَظَرَ إِلَيْهِنَّ حَتَّى اِنْتَهَى إِلَى الْعَرْش , وَفُرِّجَتْ لَهُ الأرَضُونَ فَنَظَرَ إِلَيْهِنَّ , وَرَأَى مَكَانه فِي الْجَنَّة ; فَذَلِكَ قَوْله: " وَآتَيْنَاهُ أَجْره فِي الدُّنْيَا " عَنْ السُّدِّيّ. وَقَالَ الضَّحَّاك: أَرَاهُ مِنْ مَلَكُوت السَّمَاء مَا قَصَّهُ مِنْ الْكَوَاكِب , وَمِنْ مَلَكُوت الأرْض الْبِحَار وَالْجِبَال وَالأشْجَار , وَنَحْو ذَلِكَ مِمَّا اِسْتَدَلَّ بِهِ. وَقَالَ بِنَحْوِهِ اِبْن عَبَّاس.
أما ابن كثير رحمه الله تعالى فيقول:
إن معناها: نُبَيِّن لَهُ وَجْه الدّلالَة فِي نَظَره إِلَى خَلْقهمَا عَلَى وَحْدَانِيَّة اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فِي مُلْكه وَخَلْقه وَأَنَّهُ لا إِلَه غَيْره وَلا رَبّ سِوَاهُ كَقَوْلِهِ تعالى:
" قُلْ اُنْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَات وَالأرْض " (يونس ـ 101) وَقَوْله سبحانه:
" أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوت السَّمَوَات وَالْأَرْض " (الأعراف ـ 185) وَقَوله عز وجل:
َ " أَفَلَمْ يَرَوْا مَا بَيْن أَيْدِيهمْ وَمَا خَلْفهمْ مِنْ السَّمَاء وَالأرْض إِنْ نَشَأْ نَخْسِف بِهِمْ الْأَرْض أَوْ نُسْقِط عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنْ السَّمَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَة لِكُلِّ عَبْد مُنِيب " (سبأ ـ 9)
وينفي ابن كثير ما ورد في قول الرجلين " الطبري والقرطبي " قائلاً: لا يصح إسنادهما والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن كثير في قول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الآية: " وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيم مَلَكُوت السَّمَوَات وَالأرْض وَلِيَكُونَ مِنْ الْمُوقِنِينَ " فَإِنَّهُ تَعَالَى جَلَّى لَهُ الأمْر سِرّه وَعَلانِيَته فَلَمْ يُخْفِ عَلَيْهِ شَيئاً مِنْ أَعْمَال الْخَلائِق فَلَمَّا جَعَلَ يَلْعَن أَصْحَاب الذُّنُوب قَالَ اللَّه إِنَّك لا تَسْطِيع هَذَا فَرَدَّهُ اللَّه كَمَا كَانَ قَبْل ذَلِكَ فَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون كَشَفَ لَهُ عَنْ بَصَره حَتَّى رَأَى ذَلِكَ عِيَانًا وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون عَنْ بَصِيرَته حَتَّى شَاهَدَهُ بِفُؤَادِهِ وَتَحَقَّقَهُ وَعَرَفَهُ وَعَلِمَ مَا فِي ذَلِكَ مِنْ الْحِكَم الْبَاهِرَة وَالدلالات الْقَاطِعَة كَمَا رَوَاهُ الإمَام أَحْمَد وَالتِّرْمِذِيّ وَصَحَّحَهُ عَنْ مُعَاذ بْن جَبَل فِي حَدِيث الْمَنَام " أَتَانِي رَبِّي فِي أَحْسَن صُورَة فَقَالَ يَا مُحَمَّد فِيمَ يَخْتَصِم الملأ الأعلى؟ فَقُلْت لا أَدْرِي يَا رَبّ، فَوَضَعَ يَده بَيْن كَتِفِي حَتَّى وَجَدْت بَرْد أَنَامِله بَيْن ثدْيَيَّ فَتَجَلَّى لِي كُلّ شَيْء وَعَرَفْت ذَلِكَ. وَذَكَرَ الْحَدِيث.
أقول والله أعلم دون الخوض في صحة حديث أو ضعفه فليس هذا مقصدي، ولا أُحسِنه: إن الله تعالى وهب سيدنا إبراهيم ما طلبه من إحياء الموتى – ولم يُرِ ذلك أحداً غير إبراهيم عليه السلام - وأجرى على يديه معجزة إعادة خلق الطيور بعد ذبحها ليزداد يقينه مع أنه مؤمن، ولكن الإنسان يطمح إلى الاطمئنان مهما كان يقينه عامراً كما في قوله تعالى " وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي " (البقرة ـ 260).
فليس غريباً بعد هذا أن يكشف عن بصره وبصيرته فيريه الأرَضين السبع ويفتح له السموات السبع، كما أن الرؤية لم تُحدد بصيرتها ولا بصريّتها في القرآن فلا نضيّق واسعاً، وإبراهيم، وما أدراك من إبراهيم؟ إنه خليل الله تعالى، وقد رأينا في الحديث الذي رواه الإمامان أحمد والترمذي رحمهما الله تعالى أن الله تعالى يضع يديه سبحانه بين كتفي النبي صلى الله عليه وسلم، فيُجلّي بصيرته كما جلّى بصره يوم المعراج، ورفعه إلى الملأ الأعلى.
وإذا صحّ توجيه عمر رضي الله تعالى عنه سارية إلى الجبل - وهذا يعني أن عمر رأى جيش المسلمين على بعد آلاف الأميال ووصل صوته إلى قائدهم – فلا تستغرب أن يكشف الله تعالى لخليله إبراهيم عليه السلام مغاليق السموات والأرض ليكون من الموقنين. ولا يعارض النظرُ في ملكوت السموات والأرض والنظر في خلق الله والاعتبار بعظيم ما صنع - وهذا ما ينبغي على كل إنسان عاقل نبيه أن يفعله ليرى عظمة الله تعالى - لا يعارض هذا أن يرى إبراهيمُ عليه السلام ببصره وبصيرته ما يقدره الله تعالى له، وأبصارنا في الدنيا محدودة، وفي الآخرة يُكشف عنها غطاؤها كما في قوله تعالى: " فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد " (ق ـ 22) ولعل الله تعالى كشف عن سيدنا إبراهيم غطاءه فرأى ما رأى. ونضيف هذا المعنى إلى قول ابن كثير رحمه الله " فَإِنَّهُ تَعَالَى جَلَّى لَهُ الأمْر سِرّه وَعَلانِيَته فَلَمْ يُخْفِ عَلَيْهِ شَيئاً مِنْ أَعْمَال الْخَلائِق " فنرى أنفسنا في المعنى الذي أراده الإمامان الجليلان: الطبري والقرطبي وغيرهما ممن رضي قولهما ورجحهما.
والله أعلم.(/)
نظرات بيانية/الآية 35و58البقرة/د. عثمان قدري مكانسي
ـ[نبيل الجلبي]ــــــــ[28 - 12 - 2009, 06:03 م]ـ
نظرات بيانية في الآيتين 35 و58 من سورة البقرة
الدكتور عثمان قدري مكانسي
هذه اجتهادات بيانية قد تصيب وقد تخطئ، وقد تدنو أو تبعد، وأرجو الله أن يسدد قلبي وعقلي للصواب، إنه الميسر للخير سبحانه وتعالى:
قال تعالى في سورة البقرة: " وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَ?ذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ " (35)
وقال سبحانه في السورة نفسها: "وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَ?ذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ? وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ " (58)
فعن ابن كثير رحمه الله - في الآية الخامسة والثلاثين من سورة البقرة – أن الله تعالى أمر مَن في السماء من ملائكة بِالسُّجُودِ فَسَجَدُوا إِلاّ إِبْلِيس أبى – وهو من الجن – وَأَنَّه تعالى أَبَاحَ لآدم الْجَنَّة يَسْكُن مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء وَيَأْكُل مِنْهَا مَا شَاءَ رَغَدًا هَنِيئًا وَاسِعًا طَيِّبًا. وَرَوَى الْحَافِظ أَبُو بَكْر بْن مَرْدَوَيْهِ عَنْ أَبِي ذرّ قَالَ قُلْت يَا رَسُول اللَّه أَرَأَيْتَ آدَم أَنَبِيًّا كَانَ قَالَ " نَعَمْ نَبِيًّا رَسُولاً يُكَلِّمهُ اللَّه قَبِيلاً" - يَعْنِي عِيَانًا - فَقَالَ " اُسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجك الْجَنَّة" وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي الْجَنَّة الَّتِي أُسْكِنهَا آدَم أَهِيَ فِي السَّمَاء أَوْ فِي الأرْض فالأكثرون على القول الأول، وَسِيَاق الآية يَقْتَضِي أَنَّ حَوَّاء خُلِقَتْ قَبْل دُخُول آدَم الْجَنَّة، فَسَوَّاهَا اِمْرَأَة من ضِلَعه لِيَسْكُن إِلَيْهَا، فَلَمَّا زَوَّجَهُ اللَّه إياها وَجَعَلَ لَهُ سَكَنًا مِنْ نَفْسه قَالَ لَهُ " يَا آدَم اُسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجك الْجَنَّة، وكُلا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَة فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ " وَيُقَال إِنَّ خَلْق حَوَّاء كَانَ بَعد دُخُول الْجَنَّة، وأَخْرَجَ إِبْلِيس مِنْ الْجَنَّة، وَأَسْكَنَ آدَم الْجَنَّة فَكَانَ يَمْشِي فِيهَا وَحِيشًا لَيْسَ لَهُ زَوْج يَسْكُن إِلَيْهِ فَنَامَ نَوْمَة فَاسْتَيْقَظَ وَعِنْد رَأْسه اِمْرَأَة قَاعِدَة خَلَقَهَا اللَّه مِنْ ضِلْعه فَسَأَلَهَا مَا أَنْتِ؟ قَالَتْ اِمْرَأَة قَالَ وَلِمَ خُلِقْتِ؟ قَالَتْ لِتَسْكُنَ إِلَيَّ. قَالَتْ لَهُ الملائكة يَنْظُرُونَ مَا بَلَغَ مِنْ عِلْمه مَا اِسْمُهَا يَا آدَم؟ قَالَ حَوَّاء قَالُوا وَلِمَ حَوَّاء؟ قَالَ إِنَّهَا خُلِقَتْ مِنْ شَيْء حَيّ. وَأَمَّا قَوْله " وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَة " فَهُوَ إِخْبَار مِنْ اللَّه تَعَالَى وَامْتِحَان لآدم. واختلفوا في نوع الشجرة. وَذَلِكَ عِلْم إِذَا عُلِمَ لَمْ يَنْفَع الْعَالِمَ بِهِ عِلْمُه وَإِنْ جَهِلَهُ جَاهِل لَمْ يَضُرّهُ جَهلُه بِهِ وَاَللَّه أَعْلَم. وَكَذَلِكَ رَجَّحَ الإبهامَ الرَّازِيّ فِي تَفْسِيره وَهُوَ الصَّوَاب.
وعن ابن كثيراً كذلك – في الآية الثامنة والخمسين من سورةالبقرة نفسها – أن الله تعالى يلوم بني إسرائيل عَلَى نُكُولهمْ عَنْ الْجِهَاد وَدُخُولهمْ الأرْض الْمُقَدَّسَة لَمَّا قَدِمُوا مِنْ بَرّ مِصْر صُحْبَة مُوسَى عَلَيْهِ السَّلام - وهِيَ مِيرَاث لَهُمْ عَنْ أَبِيهِمْ إِسْرَائِيل – وَعدم قِتَال مَنْ فِيهَا مِنْ الْعَمَالِيق الْكَفَرَة فضعُفوا واستخزَوا فَرَمَاهُمْ اللَّه فِي التِّيه عُقوبَة لَهُمْ كَمَا ذَكَرَهُ تَعَالَى فِي سُورَة الْمَائِدَة وَقَد قَالَ اللَّه تَعَالَى حَاكِيًا عَنْ مُوسَى " يَا قَوْم اُدْخُلُوا الأرْض الْمُقَدَّسَة الَّتِي كَتَبَ اللَّه لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا ... . ثمّ خَرَجُوا مِنْ التِّيه بَعْد أَرْبَعِينَ سَنَة مَعَ يُوشَع بْن نُون عَلَيْهِ السَّلام وَفَتَحَهَا اللَّه عَلَيْهِمْ عَشِيَّة جُمْعَة وَقَدْ حُبِسَتْ لَهُمُ الشَّمْسُ يَوْمَئِذٍ قَلِيلا حَتَّى أَمْكَنَ الفتح وَلَمَّا فَتَحُوهَا أَقَرُّوا أَنْ يَدْخُلُوا بَاب الْبَلَد " سُجَّدًا " أَيْ شُكْرًا لِلَّهِ تَعَالَى عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْهِمْ مِنْ الفتح وَالنَّصْر وَرَدَّ بَلَدهمْ عَلَيْهِمْ وَأنقذهمْ مِن التِّيه والضلال، وكانوا قبل ذالك يأبَون القتال خوفاً من العدوّ وبعداً عن الدين، فلما مات السلف المستكبر الجاهل، ورُبّي الخلف تربية صالحة استقام الأمر فكان جهادٌ وطاعة، فرزقهم الله تعالى النصر والعلوّ على عدوّهم.
نلحظ في الآية الخامسة والثلاثين من سورة البقرة أن كلمة " رغداً " جاءت قبل " حيث شئتما " لكنها جاءت بعد " حيث شئتم" في الآية الثامنة والخمسين. فلماذا يا ترى؟
كنا في المدينة المنورة الصيف الماضي في الشهر السابع من عام تسع بعد الألف الثانية نزور بعض الأصدقاء، وكانت وقفة متأنية عند هاتين الآيتين الكريمتين، فآدم وزوجه عليهما السلام داخل الجنة، وكل شيء لهما مباح، ولا تعب في الجنة ولا نصب، وكان لهما ما يطلبان دون عناء عدا الأكل من الشجرة المحرّمة التي امتُحنا بها، فإذا التزما النهي كانا من الخالدين في الجنة، وإلا ظلما نفسيهما وخرجا منها إلى حيث العمل والجهد والشقاء ثم الموت والبِلى. فالرغَدُ بين يديهما حاصل وسينقطع إذا خالفا. ولأن الهناء والسعادة حاصل ابتداء قُدّم الرغد على قوله " حيث شئتما".
أما في الحديث عن بني إسرائيل في الآية الثامنة والخمسين من السورة نفسها، فلن يكون الرغد حاصلاً إلا حين يقاتلون العدوّ ويدخلون المدينة فاتحين. وما الرغد إلا نتيجة لقتال العدو وفتح المدينة، فتأخرت كلمة الرغد عن قوله تعالى " حيث شئتم "
والله أعلم.(/)
سؤال حول القصر
ـ[لغتي العربية2]ــــــــ[28 - 12 - 2009, 11:15 م]ـ
السلام عليكم
في الجملة التالية:
تميمي أنا
هل هنا قصر صفة على موصوف
أم موصوف على صفة؟
ـ[سنهور]ــــــــ[29 - 12 - 2009, 02:13 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
هنا (قصر موصوف على صفة)
قصر نفسه على كونه تميمى
وطريق القصر هنا هو التقديم
ويجوز كونه قصر إفراد لمن يرددك بين قيس وتميم،
أو قصر قلب لمن ينفيك عن تميم ويلحقك بقيس
والله أعلى وأعلم(/)
نظرات بيانية في سورة الإسراء/د. عثمان قدري مكانسي
ـ[نبيل الجلبي]ــــــــ[29 - 12 - 2009, 12:15 م]ـ
نظرات بيانية في بعض من آيات سورة الإسراء
الدكتور عثمان قدري مكانسي
هذه اجتهادات بيانية قد تصيب وقد تخطئ، وقد تدنو أو تبعد، وأرجو الله أن يسدد قلبي وعقلي للصواب، إنه الميسر للخير سبحانه وتعالى.
نجد في سورة الإسراء نظرات بيانية متعددة نقف عند بعضها لنرى جمال التعبير وسحر البيان، من ذلك قوله تعالى:
وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى? عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا * إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ? إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا * وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ? نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ? إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا * وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ? إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا * وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ? وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ ? إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا * وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى? يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ? وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ? إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا * وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ? ذَ?لِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا * وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ? إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَ?ئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا * وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ? إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا * كُلُّ ذَ?لِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا * ذَ?لِكَ مِمَّا أَوْحَى? إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ ? وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَ?هًا آخَرَ فَتُلْقَى? فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا * (29 ـ 39).
1 - – ابتداء من الآية 29 - يخاطب جمع الإنسان نهياً بقوله " ولا تقتلوا، ولا تقربوا " وأمراً بقوله " وأوفوا، وزِنوا " ويخاطب مفرد الإنسان بقوله " لا تجعل، لا تبسطها، لا تقْفُ، لاتمشِ ".
فلماذا كان الخطاب هناك بالجمع، وكان هنا بالمفرد؟
أقول وبالله المستعان: لو نظرنا إلى من يقعون في الزنا أو يقتل بعضهم بعضاً لرأيناهم – على كثرتهم – ذوي نسبة قليلة في هذه المجتمعات. ووجودهم في الأوصياء على اليتامى أقل من سابقيهم بكثير، فكان الحديث عنهم بصيغة الجمع لقلة نسبتهم.
لكنّ التقتير و الإسراف يكادان يُجبلان في الكثرة الكاثرة من البشر، وقل هذا في تتبّع عورات الناس والتكبّر والخُيَلاء، فكان الحديث إلى كل واحد منهم أولى ليشعرَ بعظم المسؤولية حين يرى نفسه معنيّاً بالأمر أو النهي.
2 - وقد جاءت هاء الضمير المذكر في كلمة " سيِّئُهُ " – في الآية الثامنة والثلاثين - اختصاراً رائعاً لكلام كثير، فقد رأينا في الآيات التسع السابقة وصايا، كان القبيح منه في المنهيات مكروهاً مبغوضاً عند الله تعالى، فما من حَسَنٍ إلا ويقابله القبيح، فإذا كان الحسن في هذه الآيات عدم قتل الأبناء خشية الإملاق، فالقبيح قتلهم، وإذا كان قرب الزنا فاحشة وسبيلاً سيئاً فالابتعاد عنه صفة صالحة وطريق مأمون للشرف والطهارة، وإذا كان قتل النفس قبيحاً فالحفاظ عليها قمة الإنسانية، وإذا كان أكل مال اليتيم ظلماً وعدواناً ومنقصة فالحفاظ على ماله إيجاب وأخلاق وإيمان - وقل هذا في بقية الوصايا - تجد أن لكل حَسَن مما ذكر يدعونا المليك سبحانه إليه عكساً قبيحاً ينبهنا إليه ويحذرنا منه. فما أروع وجود الضمير المذكر " الهاء " في كلمة " سيئه "؟!
3 - وقد يتساءل أحدنا قائلاً: لماذا جاءت الآية الثامنة والثلاثون " كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروهاً " ولم يقل: محرّماً؟ فقد يظن القارئ أن كلمة " مكروهاً " تفيد الحِلَّ مع الكراهة، وهذا يوقع في إشكالات كثيرة. وهذا تساؤل جيد يدل على فهم ودراية وذوق رفيع ممن سأل. والقرآن إنما نزل بلغة العرب الذين يرون في التلميح معاني أقوى من التصريح، مثال ذلك في القرآن قوله تعالى في تحريم الخمر والميسر في سورة المائدة " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأنْصَابُ وَالأزلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصلاة ? فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91) " لقد أمرنا المولى سبحانه أن نجتنب الرجس من عمل الشيطان في تزيينه الخمر والميسر والأنصاب والأزلام - في الآية الأولى - فكان الأمر صريحاً مباشراً في كلمة " فاجتنبوه " والاجتنابُ بُعدٌ عن الشيء مع وجوده، وفي الآية الثانية نهْي ٌعن الخمر والميسر المسببين للعداوة والبغضاء بصيغة الاستفهام " فهل أنتم منتهون " وهذا أسلوب للنهي غير مباشر، كان أوقع في النفس وأبلغ، فالانتهاء انقطاع تام لوجود المنهيّ عنه، فقال المسلمون: انتهينا يا رب انتهينا، ولم يقولوا: اجتنبنا. وفي القرآن أمثلة كثيرة في هذا الشأن تتبّعه أصحاب البلاغة فأحسنوا.
وعلى هذا كان لفظ " مكروها " أقوى في نفس المسلم الحرّ الملتزم من: محرماً أو حراماً. فما كرهه الله لا ينبغي أن نفعله، وما أحبه أحببناه.
4 - كما أن كلمة " لا تَقْفُ " في قوله تعالى " ولا تقفُ ما ليس لك به علم " أقوى من: لا تَتَبّعْ. فقد يكون التتبّع من قريب وبعيد. أما القفْوُ فيكاد يؤدي إلى الالتصاق بالشيء وكأنه قفاه لشدة دنوّه منه. وكذلك تقول: لا أفعله قفا الدهر أي أبداً. والقفو: الرمي بالأمر القبيح فزاد عن التتبع بالفضح بما ليس متأكداً منه. فلا تقل سمعتُ وأنت لم تسمع، أو علمتُ وأنت لم تعلم،
والله أعلم.(/)
بأيهما أبدأ
ـ[كلثوم]ــــــــ[29 - 12 - 2009, 10:50 م]ـ
السلام عليكم
أنا مبتدئة في البلاغة , ومحتاره في أيهما سأبدأ:
بالجوهر المكنون أم بمائة المعاني!
أتمنى من الدارس لهما أن يعطيني نبذه , أو أن ينصحني نصيحة ناتجة
من معرفة ... مع الأخذ بعين الاعتبار أني مبتدئة
ـ[السراج]ــــــــ[30 - 12 - 2009, 10:49 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مائة المعاني مختصرة وموجزة لتلائم طلاب العلم. فلا ضير إن بدأتِ بها ثم انتقلت للجوهر.(/)
طلب مساعدة
ـ[هاوية اللغة العربية]ــــــــ[29 - 12 - 2009, 11:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
ارجوكم ساعدوني عندي اختبار وانا مو فاهمة الاغراض البلاغية
ـ[السراج]ــــــــ[30 - 12 - 2009, 10:46 ص]ـ
الأغراض البلاغية تعتمد بشكل كبير على عمودين أساسيين هما الفهم والذوق، وقد تكون الأغراض البلاغية للأمر وللنهي وللاستفهام وللنداء ... فأي الأساليب وددتِ السؤال عنه في أغراضه البلاغية؟(/)
مساعدة: في شاهد بلاغي في باب علم المعاني
ـ[تايغر]ــــــــ[30 - 12 - 2009, 11:01 م]ـ
ولا فضل فيها للشجاعة والندى ******وصبر الفتى لولا لقاء شعوب
لم أفهم البيت
علام يعود الضمير في " فيها "؟
وما معنى لقاء شعوب؟
ولماذا لم يدخل البيت في الحشو غير المفسد للمعنى؟
وما الفرق بين مفسد للمعنى وغير مفسد للمعنى؟
ـ[مهاجر]ــــــــ[31 - 12 - 2009, 06:21 ص]ـ
يعود على الدنيا في قول أبي الطيب:
سبقنا إلى الدنيا فلو عاش أهلها ... منعنا بها من جيئةٍ وذهوبِ
وشعوب اسم المنية معرفة بغير ألفٍ ولامٍ سميت شعوب لأنها تشعب أي تفرق، كما أفاد شارح ديوان المتنبي.
والله أعلى وأعلم.(/)
سؤال حول الاستعارة
ـ[لغتي العربية2]ــــــــ[31 - 12 - 2009, 06:28 م]ـ
السلام عليكم
في الجملة التالية:
السؤال يطرح نفسه
هل نستطيع أن نقوم أنه تم تشبيه السؤال بإنسان يطرح السؤال، و بالتالي تكون استعارة مكنية؟
ـ[السراج]ــــــــ[01 - 01 - 2010, 07:11 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركات ..
نعم - لغتي - فيصير على سبيل المجاز وتكون استعارة مكنية (تجسيد).
ـ[لغتي العربية2]ــــــــ[01 - 01 - 2010, 10:34 ص]ـ
شكرا جزيلا أخي السراج
و لكن هل تعتبر من الاستعارات المستهلكة
التي فقدت بريقها؟
ـ[أنوار]ــــــــ[01 - 01 - 2010, 11:07 ص]ـ
هي مستهلكة عامياً ..
ولكن لكي تكون أفضل من حيث صحة التركيب .. يفترض أن يقال:
والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن
ـ[لغتي العربية2]ــــــــ[01 - 01 - 2010, 11:25 ص]ـ
شكرا جزيلا أستاذة أنوار
ـ[لغتي العربية2]ــــــــ[01 - 01 - 2010, 08:29 م]ـ
السؤال الذي يتبادر إلى الذهن أستاذة أنوار
هل جملة " السؤال يطرح نفسه " غير صحيحة من حيث التركيب؟(/)
بدء مصطلح المجاز بلاغيا
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[01 - 01 - 2010, 03:00 م]ـ
قال الدكتور محمد الشيخ عليو محمد في كتابه "مناهج اللغويين في تقرير العقيدة إلى نهاية القرن الرابع الهجري" ص176 - 177:
لم يظهر المجاز بالمعنى البلاغي الاصطلاحي إلا عند المعتزلة في القرن الثالث الهجري، وبالتحديد عند الأخفش (ت215 هـ) في كتابه (معاني القرآن)، وعمرو بن بحر الجاحظ (ت 250/ 255 هـ) في كتابيه (البيان والتبيين) وكتاب (الحيوان) وبعض رسائله.
ورغم أنهما لم يتوسعا أكثر إلا أن دراسات الأجيال اللاحقة للمعتزلة انبنت على دراستيهما، وبخاصة دراسة الجاحظ، حتى ادعى ابن جني في (الخصائص) أن أكثر اللغة مجاز لا حقيقة.
ثم همش الدكتور على الأخفش ص176 قائلا:
حيث أورد تحت قوله تعالى: (فما ربحت تجارتهم) بعض توجيهات البلاغيين، ثم عقد بابا سماه (باب من المجاز)، وأورد تحته قوله تعالى: (ثم استوى إلى السماء فسواهن)، ثم أول الاستواء باستواء فعله لا أنه من صفاته.
ثم همش الدكتور على كتاب "البيان والتبيين" ص176 قائلا:
قال فيه (1/ 153): وقال الله تعالى: (هذا نزلهم يوم الدين): والعذاب لا يكون نزلا، ولكنه لما قام العذاب لهم في موضع النعيم لغيرهم سمي باسمه، وقال الآخر:
فقلت أطعمني عمير تمرا ... فكان تمري كهرة وزبرا
والتمر لا يكون كهرة ولا زبرا، ولكنه على ذا.
وقال الله عز وجل: (ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا)، وليس في الجنة بكرة ولا عشي، ولكنه على مقدار البُكَر والعشيات.
وعلق الدكتور على هذا الهامش قائلا: وواضح من هذه الأمثلة مراده للمجاز والاستعارة.
ثم همش الدكتور على كتاب (الحيوان) ص176 قائلا:
كتاب الحيوان (5/ 23 - 25)، وعقد فيه بابين في المجاز وضرب الأمثلة عليه.
ثم همش الدكتور على رسائل الجاحظ ص167 - 177 قائلا:
قال في رسالة (الرد على النصارى) ضمن رسائل الجاحظ (3/ 345 - 346): والذي يدل على أنهم أرادوا باليدين النعمة والإفضال دون الساعد والذراع جواب كلامهم حين قال: (بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء) دليلا على ما قلنا، وشاهدا على ما وصفنا.
فإن قالوا: فكيف لم نقل: إن اليهود بخَّلت الله وجحدت إحسانه دون أن يقال: إن يد الله مغلولة؟ قلنا: إن الله أراد الإخبار عن كفر قوم، وسخط عليهم، فليس لهم عليه أن يعبر عن دينهم وعيوبهم بأحسن المخارج، ويجليها بأحسن الألفاظ، وكيف وهو يريد التنفير عن قولهم، وأن يبغضهم إلى ما سمع ذلك عنهم. ولو أراد الله تعالى تليين الأمر وتصغيره وتسهيله لقال قولا غير هذا. وكل صِدْق جائز في الكلام، فهذا مجاز مسألتهم في اللغة، وهو معروف عند أهل البيان والفصاحة.
ـ[أبو عبد الفتاح]ــــــــ[01 - 01 - 2010, 08:40 م]ـ
أخي فريد البيدق
جزاك الله خيرا
ـ[عاشق الفردوس]ــــــــ[01 - 01 - 2010, 09:43 م]ـ
شكرا لك أخي علي موضوعك
ـ[رزين]ــــــــ[08 - 03 - 2010, 05:20 م]ـ
أخي وفقك الله لما تحب وترضاه(/)
بين التوجيهات البلاغية والقراءات (إشكال)
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[02 - 01 - 2010, 12:16 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
ألاحظ أن أغلب من يتعرض للتوجيه البلاغي للقرآن الكريم يعتمد على رواية حفص المشهورة بين جمهور المسلمين دون النظر إلى القراءات الأخرى المتواترة
وأرى أن هذا الفعل يسبب إشكالا
فهل يمكن أن نحكم على قراءة أنها أبلغ من قراءة في آية معينة ومصدر القراءتين واحد
أم نكتفي بالتوجيه اللغوي (النحوي والصرفي) للقراءتين دون التعرض لتفضيل بلاغي
مثال
* قوله تعالى (ومن أوفى بما عاهد عليهُ الله) قرأ حفص عن عاصم والزهري وابن محيصن وابن أبي إسحاق في رواية بضم الهاء وتفخيم اللام من لفظ الجلالة
وقرأ نافع وابن كثير أبو عمر وابن عامر وحمزة والكسائي وشعبة عن عاصم وأبو جعفر وابن أبي إسحاق وخلف والحسن (عليهِ الله) بكسر الهاء وترقيق اللام من لفظ الجلالة
ونقرأ عند البلاغين يقول الألوسي (وحسن الضم في الآية التوصل به إلى تفخيم لفظ الجلالة الملائم لتفخيم أمر العهد المشعر به الكلام وأيضا إبقاء ما كان على ما كان ملائما للوفاء بالعهد وإبقاؤه وعدم نقضه)
فهل قراءة الجمهور خلت من هذه اللفتة البلاغية التي وقعت في رواية حفص؟!
* قوله تعالى في سورة الكهف (ذلك ما كنا نبغ) وفي سورة يوسف (يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا)
نبغي في وسف ثابتة لجميع القراء وصلا ووقفا
أما نبغ في الكهف فقرأنافع وأبو عمرو والكسائي وأبو جعف والأعمش واليزيدي والحسن بإثبات الياء في الوصل دون الوقف مراعاة للأصل والرسم (نبغ)
وقرأ ابن كثير في رواية ابن فليح ويعقوب وسهل وهشام بخلاف عنه وابن محيصن بإثبات الياء في الحالين وهي لغة الحجازيين
وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة وابن ذكوان بغير ياء في الحالين الوقف والوصل وهي لغة هذيل
يقول البلاغيون عن حكمة إثبات ياء نبغي في يوسف وحذفها في الكهف (في سورة يوسف جاء إثباتها على الأصل .. وذلك لبيان أن ذلك هو غاية ما يريدونه ويطلبونه .. فالطعام الذي أحضروه من مصر هو المُراد لذاته ... كمال تمام الحرف ناسب كمال تمام الغاية.
(ما) هنا استفهامية ... و (ما) في سورة الكهف اسم موصول.
أما في سورة الكهف فلم يكن فقدان الحوت هو الغاية والهدف الرئيس، لأن غايته هي الالتقاء بالخضر فكان الفقدان وسيلة وليس غاية ... فناسب نقصان تمام الحرف نقصان تمام الغاية)
فهذا التوجيه لا يصح إلا مع قراءة يحذف الياء في والوصل والوقف أما من يحذفها في الوقف ويثبتها في الوصل فيظهر معه هذا التوجيه عند الوقف ويختفي فجأة وبدون سابق إنذار عند الوصل (ابتسامة)
وهناك أمثلة كثيرة أقف معها حائرا بين توجيه البلاغين والقراءات
أتمنى أن تعينوني على حل هذا الإشكال
دمتم بخير وعافية
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[03 - 01 - 2010, 02:57 ص]ـ
؟؟؟؟؟؟
ـ[أنوار]ــــــــ[03 - 01 - 2010, 03:56 م]ـ
وعليكم السلام والرحمة
لعلك تنظرني قليلاً .. هذا سؤال يحتاج لرأي علماء .. وليس أيُّ شخص يمكنه أن يجيب ..
عموما في علم التفسير القرآني ..
يقال عندما يكون للآية أكثر من وجه في التفسير ينبغي أن تؤخذ جميع الأوجه .. فكيف بالقراءات ومتواترة أيضًا ..
أخيرا أثابكم الله سؤال له قيمته ..
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[04 - 01 - 2010, 01:01 ص]ـ
فهل يمكن أن نحكم على قراءة أنها أبلغ من قراءة في آية معينة ومصدر القراءتين واحد
إذا كانت أبلغ من المبالغة، فنعم من الممكن أن تكون قراءة أكثر مبالغة من قراءة، مثل (يغشيكم) و (يغشِّيكم) فالثانية أكثر مبالغة من الأولى.
أما إن كنت تقصد أبلغ من البلاغة - والأصل أن يكون أكثر بلاغة - فلا يكون، لأن كلا كلام الله ولا تفاوت في بلاغة الآيات وإعجازها. فكل كلام الله عز وجل بالغ الغاية في البيان.
ومن الممكن أن تفيد القراءة معنى لا تفيده الآية الأخرى، وهذا الجانب يدعو الباحث البلاغي إلى الأخذ بكل القراءات تحصيلا للمعنى.
يقول شيخنا الدكتور محمود توفيق " و الأمر الآخر يغفل عنه غير قليل من الدارسين على الرغم من الزعم بأنّ مناط درسهم بلاغة القرآن الكريم، والقرآن الكريم ليس بالمقصور على ما جاء في قراءة حفص عن عاصم، وإن كان ترتيل جمهور أهل القرآن الكريم بها، علينا أن نقوم ببعض حق تدبر وتأويل بلاغة القرآن الكريم في وجوه الترتيل الأخرى، وهي متواترة تواترًا لايقل البتة عن تواتر قراءة حفصٍ عن عاصم، فليس من العدل أن نقصر عنايتنا بوجه من القراءات المتواترة دون غيرها مما تواتر مثلها. التوجيه البياني للقراءات القرآنية فريضة في كل بحث يعمد إلى تدبر البيان القرآني الكريم: تحليلا وتأويلا وتعليلا، سواء ما كان مجال القراءة فيه متعلقا بالكلمة مادة وصيغة وموقعا، وما كان متعلقا بالنظم والتركيب والتصوير والتوقيع والتغني " (العزف على أنوار الذكر).
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[05 - 01 - 2010, 03:08 ص]ـ
جزاكما الله خيرا وما زلت أطمع في المزيد
ـ[سنهور]ــــــــ[05 - 01 - 2010, 02:18 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
من المزالق الخطيرة التى وقع فبها الكثير من العلماء التفضيل بين قراءة متواترة وأخرى مثلها وكأن مصدرهم ليس واحد
ولو طالعنا لبعض هذه المفاضلات أو لبعضها (كمفاضلتهم بين قراءتى مالك، وملك فى سورة الفاتحة)
يظهر لنا وبوضوح أن من يريد ذلك يريد أن يحكم على كلام الله حكما صريحا بأنه مثل كلام العباد يفاوت فى الجودة، فمنه جيد، ومنه أجود عفا الله عنهم وعنا
وهذه كبوة من كبوات كثير من اللغوين والمفسرين فى حلبة القراءت وقع فيها أكابر
من عِليتهم أمثال
1ـ (الطبرى ت 310هـ) فى تفسيره*
2ـ (أبو على الفارسى ت377هـ) فى الحجة
3 ـ (الزمخشرى ت 528 هـ) فى كشافه
4ـ (أبو المعالى صدر الدين القونوى) فى كتابه (إعجاز البيان فى تأويل القرآن)
5_ طه حسين فى كتابه (الأدب الجاهلى)
تابع تكملة الموضوع بعد قليل إن شاء الله *
ـ[سنهور]ــــــــ[05 - 01 - 2010, 02:32 م]ـ
والحق الذى لا مرية فيه ولا جدال أن
(القراءت المتواترة كلها حق وصواب)
لأن تواتر هذه القراءت شامل لأصلها وأجزائها ووضعها وترتيبها، وهى ثابتة بالأسانيد
الصحيحة غاية الصحة عن أئمة القراءة والحديث المشهورين بالثقة والأمانة وحسن الدين، وكمال الدراية، ودقة الرواية والمتصلة أساندهم برسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو المنزل عليه القرآن الكريم من لدن حكيم عليم والذى تكفل بحفظه من التبديل والتغير
والتحريف إلى يوم قيام الساعة (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)
هناك تكملة سوف أعرضها بعد قليل إن شاء الله
ـ[سنهور]ــــــــ[05 - 01 - 2010, 02:53 م]ـ
ولكن
لما كان هذا الأمر من العلماء؟
إن كثير من العلماء والمفسرين الذين وقعوا فى هذا المزلق الخطير، إنما فعلوا ذلك بدعوى
الانتصار للغة ولقواعد النحو حين لا تذعن لها القراءة لمخالفتها لقواعدهم، أو للأفشى فى العربية
تابع
ـ[سنهور]ــــــــ[05 - 01 - 2010, 03:01 م]ـ
لذا نجد أن كثير من علماء المسلمين على إنكار مبدأ التفضيل أو الطعن فى القراءات
فالقرآن المعجز حجة على اللغة، وليست اللغة حجة عليه
والقرآن المعجز لا يجوز ألبتة إخضاعه لعلم النحو، والذى هو فى الأصل خادمه
لذا نجد أبو عمرو الدانى وهو من أئمة القراءة يقول (لاتعمل فى شىء من حروف القرآن على الأفشى فى اللغة، والأقيس فى العربية، بل على الأثبت فى الأثر، والأصح فى النقل)
ويقول أيضا (والرواية إذا ثبتت عنهم لم يردها قياس عربية ولافشو لغة، لأن القراءة سنة متبعة يلزم قبولها والمصير إليها)
وهناك كثير من العلماء أنبروا للرد عن هذا الأمر
ـ[أنوار]ــــــــ[05 - 01 - 2010, 07:21 م]ـ
أجرل الله لكم أجراً .. وزادكم بسطة في العلم ..
حقيقة كنت أترقب رأيكم الكريم حول هذا الموضوع والذي استفسرت عنه ولم أصل لجواب مقنع ..
أتمنى مواصلة الحديث
زادكم الله علما وتقى ..
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[07 - 01 - 2010, 03:22 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم
أرشدني أستاذنا الفاضل منصور مهران إلى كتاب بعنوان (الإعجاز البياني في ضوء القراءات القرآنية المتواترة) للدكتور أحمد محمد الخراط
فهل يسعفنا به أحدكم؟
ـ[خميس جبريل]ــــــــ[03 - 02 - 2010, 03:57 ص]ـ
يقول البلاغيون عن حكمة إثبات ياء نبغي في يوسف وحذفها في الكهف (في سورة يوسف جاء إثباتها على الأصل .. وذلك لبيان أن ذلك هو غايةما يريدونه ويطلبونه .. فالطعام الذي أحضروه من مصر هو المُراد لذاته ... كمال تمامالحرف ناسب كمال تمام الغاية.
(ما) هنا استفهامية ... و (ما) في سورة الكهف اسم موصول.
أما في سورة الكهف فلم يكن فقدان الحوت هو الغاية والهدف الرئيس، لأن غايته هي الالتقاء بالخضر فكان الفقدان وسيلة وليس غاية ... فناسب نقصان تمامالحرف نقصان تمام الغاية)
هذا ما يتفق ونظرنا أن النظرة البلاغية لا تتعارض البتة مع توجيه لغوي جاء بإحدى القراءات المتواترة بل تتكامل معه
ومن الممكن أن تفيد القراءة معنى لا تفيده الآية الأخرى، وهذا الجانب يدعو الباحث البلاغي إلى الأخذ بكل القراءات تحصيلا للمعنى.
أكرمكم الله(/)
هل توجد استعارة أم لا؟
ـ[ابن سلام]ــــــــ[03 - 01 - 2010, 07:53 ص]ـ
يقول عمر بن أبي ربيعة:
هيج القلب مغان وصير ... دارسات قد علاهن الشجر
ورياح الصيف قد أزرت بها ... تنسج الترب فنونا والمطر
هل توجد استعارة في البيت الأول؟
ما المقصود بالبيت الثاني؟
ـ[السراج]ــــــــ[03 - 01 - 2010, 08:58 م]ـ
في ظني أن البيت الأول لا يحمل استعارة إنما الثاني يحملها.
ومعناه باختصار أن رياح الصيف حقّرت تلك المغان الدارسات وقامت تحرك الترب فيها حتى غدت لوحة وساعدها في ذلك المطر.
ـ[فهد عبد الرحمن الصلوح]ــــــــ[03 - 01 - 2010, 10:49 م]ـ
صدقت أخي السراج، أغلب الظن أن البيت الأول لا يحمل أية استعارة، وإنما حملها البيت الثاني، في قوله، ورياح .... تنسج الترب، فقد شبه عمر الرياح بآلة تنسج، ولكنها لا تنسج عباءة، أو ثوب، وإنما تنسج الترب، فحذف المشبه به الآلة، وأبقى ما يرمز إليها تنسج، على سبيل الاستعارة المكنية، الأصلية، المرشحة.
ـ[ناصر الدين الخطيب]ــــــــ[06 - 01 - 2010, 03:33 م]ـ
بل يوجد استعارة في البيت الأوّل
فالقلب لا يهيج , ولا يملك إرادة في التصيير , وهذا من باب الاستعارة
ـ[الصحبي جعيط]ــــــــ[21 - 01 - 2010, 10:23 م]ـ
السلام عليكم
ألا تعتبر الصورة " هيج القلب " مجازا مرسلا فالقلب لا يهيج و لكن الهياج لصاحب القلب و بالتالي يكون مجازا مرسلا علاقته الجزئية ... و الله أعلم(/)
نظرات بيانية/21 الكهف، 62 طه/د. عثمان قدري مكانسي
ـ[نبيل الجلبي]ــــــــ[04 - 01 - 2010, 05:45 م]ـ
نظرات بيانية
الآية 21 الكهف والآية 62 طه
الدكتور عثمان قدري مكانسي
هذه اجتهادات بيانية قد تصيب وقد تخطئ، وقد تدنو أو تبعد، وأرجو الله أن يسدد قلبي وعقلي للصواب، إنه الميسر للخير سبحانه وتعالى:
" ... إذ يتنازعون بينهم أمرهم، فقالوا ابنوا عليهم بنياناً .... " الكهف (21)
" ... فتنازعوا أمرهم بينهم، وأسرّوا النجوى " طه (62)
التنازع في سورة الكهف بين المؤمنين في أمر الفتيان الذين ناموا في الكهف ثلاث مئةٍ سنين، ثم استيقظوا بقدرة الله تعالى ليؤكد المولى للناس أنه لا بد من اليوم الآخر، وسيحشر فيه الناس بأرواحهم وأجسادهم. هذا التنازع في الطريقة التي يكرّمون بها هؤلاء المفتيان المؤمنين بعد موتهم ليكونوا عبرة للناس جميعاً، " قال الذين غلبوا على أمرهم لنتّخذنّ عليهم مسجداً ".
التنازع في سورة طه بين الكفار من السحرة الذين أمرهم فرعون أن يجهزوا أنفسهم لمقارعة موسى وهارون عليهما السلام، فكان السحرة فريقين – كما يذكر المفسرون – في أمرهما، فكان الغالبية من السحرة يعتقدون أن النبيين الكريمين ساحران يمكن الغلبة عليهما " قالوا إنْ هذان لساحران " وكان بعضهم يعتقد أن موسى وهارون ليسا ساحرين، وهما يعتمدان على قوة قاهرة لا يمكن التغلب عليهما.
في قصة أهل الكهف نجد " إذ " مع الفعل المضارع " يتنازعون " يستحضران صورة المسلمين يتناقشون في تكريم هؤلاء الفتية الأبرار دون ضجة ولا جلبة، فليس بينهم منافسة ولا تحدٍّ، إنما يريدون الوصول – برأيهم – إلى الطريقة المثلى لتكريم الهاربين إلى الله بدينهم الذين ضربوا المثل والقدوة في اللجوء إلى الله. واستحضار الصورة مشهد حضاري في الشورى الذي قرر العمل برأي الأغلبية، فكان من الأولى تقديم كلمة " بينهم " على كلمة " أمرهم ". فاختلاف الرأي ليس في أمر الفتية إنما بين المتحاورين في طريقة تكريمهم.
في قصة السحرة والنبيين الأخوين الكريمين موسى وهارون، نجد الفعل الماضي " تنازعوا " يدل على لفلفة الأمور وطمس رأي الآخرين الذين خالفوهم في الرؤية ولا حظ معي الجملة التالية " قالوا إنْ هذان لساحران ... " وقد حُذفت فاء الترتيب والتعقيب، ومكانها قبل الفعل قالوا. ولن يُسمح حتى بسماع الرأي الآخر لأن فرعون قرر أنهما ساحران ينبغي مواجهتهما والقضاء عليهما سريعاً، وينبغي أن يكونوا رأياً واحداً، فلا يسمع أحد برأي يأباه فرعون " فأجمعوا أمركم، ثم ائتوا صفاً " وكان همهم وهمّ سيدهم النصر لا الوصول إلى الحق، والدليل على ذلك قولهم " وقد أفلح اليوم من استعلى " ولم يقولوا: قد أفلح اليوم من كان الحق معه!!. ولأن التنازع في موقف السحرة أنفسهم من النبيين موسى وهارون قٌدّمت كلمة " أمرهم" على كلمة " بينهم " والضمير في كلمة " أمرهم " عائد على السحرة، ولو كانوا على كلمة واحدة في اتخاذ القرار، وكان الخلاف متعلقاً بمقارعة النبيين ليس غير لقال " فتنازعوا أمرهما بينهم ".
والله أعلم.(/)
سؤال لأهل البلاغة و الشعر
ـ[أحمد الصوابي]ــــــــ[05 - 01 - 2010, 08:32 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إخوتي و أساتذتي الأعزاء
أرجو أن تجيبوا عن سؤالي هذا:
يقول أبو تمام هاجيا:
سود الثياب كانما نسجت لهم ... أيدي السموم مدراعا من قار
أرجو شرح البيت شرحا، مع تبيين بعض أسراره و جمالياته البلاغية
و أسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتكم
ـ[البلاغة الايجاز]ــــــــ[05 - 01 - 2010, 10:04 م]ـ
تاكد من البيت
ـ[سنهور]ــــــــ[06 - 01 - 2010, 12:28 ص]ـ
الرواية الصحيحة هى
سود الثياب كأنما نسجت لهم ... أيدي السموم مدارعاً من قار
ـ[سنهور]ــــــــ[06 - 01 - 2010, 12:37 ص]ـ
وفى البيت استعارة فى قوله (سود الثياب)
وكذا فى قولة (أيدي السموم)
وفيه تشبيه فى قوله (سود الثياب كأنما نسجت لهم)
وفى قوله (مدارعاً من قار) نوع من الإطناب يسمى إيغال
ـ[أحمد الصوابي]ــــــــ[06 - 01 - 2010, 10:58 م]ـ
تاكد من البيت
بارك الله فيك
الرواية الصحيحة هى
سود الثياب كأنما نسجت لهم ... أيدي السموم مدارعاً من قار
وفى البيت استعارة فى قوله (سود الثياب)
وكذا فى قولة (أيدي السموم)
وفيه تشبيه فى قوله (سود الثياب كأنما نسجت لهم)
وفى قوله (مدارعاً من قار) نوع من الإطناب يسمى إيغال
جزاك الله تعالى خيرا يا أستاذي
أسأل الله أن يحفظك و يزيدك علما و يبارك فيك
شكرا جزيلا لكم، و أسأل الله أن يجعل كل حرف خطته يمينك في ميزان حسناتك(/)
الدلالات اللفظية
ـ[فاتنة]ــــــــ[05 - 01 - 2010, 07:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من فضلكم اريد مساعدتي حول تقسيم الاصوليين للدلالات اللفظية
تعريف الحقيقة في القران الكريم واقسامها بالاضافة الى حكمها وهو المهم عندي في البحث
جزاكم الله عنا كل خير
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[05 - 01 - 2010, 08:43 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد:
أختي الحبيبة .... فاتنة
الدلالة و أقسامها عند الأصوليين
الدلالة هي أن يكون الشيء بحالة يلزم من العلم به العلم بالشيء الآخر
و هي أقسام:
إما عقلية
كدلالة الفعل على الفاعل.
وإما طبيعية
كدلالة حمرة الوجه على الخجل، و صفرته على الوجل
وإما وضعية
كدلالة الأقدار على مقدوراتها، و منه دلالة السببب، كالدلوك على وجوب الصلاة.
و هي إما لفظية أو غير لفظية
فاللفظية و هي التي تهمنا هنا، و تنقسم إلى ثلاثة أقسام أيضا:
1 - دلالة المطابقة: و هي دلالة اللفظ على تمام معناه، كدلالة الإنسان على الحيوان الناطق.
2 - دلالة التضمن: و هي دلالة اللفظ على بعض معناه، كدلالة الإنسان على الحيوان.
3 - دلالة الإلتزام: و هي دلالة اللفظ على لازم معناه، بحيث لا يفهم المعنى من اللفظ مباشرة، و لكن لازم له و مصاحب له، كدلالة السسقف على الحائط، و إلا كيف يكون سقف بدون مستند يستند عليه و هو الحائط.
و للتنبيه فإن الأصوليون يأخذون الأحكام من دلالة المطابقة و التضمن فقط، و يتركون الالتزام لأنه لا ينحصر قال الإمام الغزالي: " و إياك أن تستعمل في نظر العقل من الألفاظ ما يدل بطريق الالتزام، لكن اقتصر على ما يدل بطرق المطابقة و التضمن، لأن الدلالة بطريق الالتزام لا تنحصر.
و هذا التقسيم هو تقسيم الجمهور للدلالة، و عليه سار الإمام الشنقيطي في مذكرة أصول الفقه، ونثر الورود على مراقي السعود.
و يعرف هذا التقسيم أيضا بطريقة المتكلمين و تقوم على تحقيق القواعد الأصولية تحقيقا نظريا، تجريدا بعيدا عن تأثير الفروع الفقهية مع العناية بوضع الحدود و التعريفات و تحقيقها، و تأويل النصوص في ضوء معانيها اللغوية.
كما يعتني الأصوليون في إطار هده الطريقة بالاستدلال على آرائهم الأصولية، و يهتمون بحشد الأدلة و البراهين النقلية و العقلية على صحة آرائهم و ضعف آراء مخالفيهم، معتمدين في ذلك منهج الجدل في مختلف مسالكه العلمية و المنطقية.
فقد قسم الجمهور من الأصوليين الدلالة اللفظ على المعنى إلى منطوق و مفهوم.
فالمنطوق هو ما دل عليه اللفظ في محل النطق، و ينقسم إلى منطوق صريح و غير صريح.
فالصريح فهو ما وضع اللفظ له فيدل عليه بالمطابقة أو التضمن.
فقوله بالمطابقة و التضمن
تدخل فيه دلالة اللفظ على ما وضع له بالمشاركة أو الاستقلال، و يخرج منه ما لم يوضع اللفظ له .. بل يلزم مما وضع له فيدل عليه بالالتزام.
و يدخل في المنطوق: الأمر و النهي والمطلق و المقيد، و العام و الخاص، و المجمل و المبين، و الظاهر و المؤل و غيرها.
أما المنطوق غير الصريح
فهو ما لم يوضع اللفظ له، بل يلزم مما وضع له فيدل عليه بالالتزام. و هو ثلاثة أقسام: إشارة النص، و اقتضاء النص، و إيماء النص.
إشارة النص
أنها دلالة اللفظ على المعنى ليس مقصودا باللفظ في الأصل، و لكنه لازم للمقصود فكأنه مقصود بالتبع لا بالأصل. كدلالة " أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم " على صحة صوم من أصبح جنبا، لأن إباحة الجماع في الجزء الأخير من الليل الذي ليس بعده ما يتسع للاغتسال من الليل يلزم إصباحه جنبا.
اقتضاء النص
دلالة الاقتضاء لا تكون أبدا إلا على محذوف دل المقام عليه، و تقديره لا بد منه لأن الكلام دونه لا يستقيم لتوقف الصدق و الصحة عليه
. فمثال توقف الصدق عليه: " رفع عن أمتي الخطأ و النسيان" لو قدر ثبوته لأنه إن لم يقدر محذوف أي المؤاخذة بالخطأ كان الكلام كذبا لعدم رفع ذات الخطأ- لأنه كثيرا ما يقع الخطأ من الناس- .. و مثال توقف الصحة شرعا، قوله تعالى:" فمن كان منكم مريضا أو على سفر" أي فأفطر" فعدو من أيام أخر"، و مثال قوله تعالى:" أو به أذى من رأسه ففدية" أي فحلق شعره.
إيماء النص
فهي لا تكون إلا على علة الحكم خاصة، و ضابطها
(يُتْبَعُ)
(/)
: أن يذكر وصف مقترن بحكم في نص من نصوص الشرع على وجه لم يكن ذلك الوصف علة لذلك الحكم لكان الكلام معيبا. و مثاله قوله صلى الله عليه و سلم للأعرابي الذي قال له: هلكت واقعت أهلي في نهار رمضان. أعتق رقبةـ فلو لم يكن ذلك الوقاع علة لذلك اعتق كان الكلام معيبا. و هذه الأقسام الثلاثة هي من دلالة الالتزام. و هي الإمام الشنقيطي من المفهوم و ليس من المنطوق.
هذا من حيث دلالة اللفظ على اللفظ في محل النطق، أي المنطوق.
أما المفهوم فهو
: ما دل عليه اللفظ لا في محل النطق. و هو قسمان أيضا:
مفهوم الموافقة
مفهوم المخالفة
أما مفهوم الموافقة فهو
ما يكون فيه المسكوت عنه موافقا لحكم المنطوق، مع كون ذلك مفهوما من لفظ المنطوق
و هو قسمان:
الأول
ما يكون المسكوت عنه أولى بالحكم من المنطوق، كقوله: " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يراه" فمثقال الجبل المسكوت عنه أولى بلحكم من مثقال الذرة، و قوله تعالى:" و أشهدوا ذوي عدل منكم"، فأربة عدول المسكوت عنهم أولى.
الثاني
ما يكون المسكوت عنه مساويا للمنطوق في الحكم، كإحراق مال اليتيم و إغراقه، المفهوم منعه من قوله تعالى:" إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما".
أما مفهوم المخالفة فهو
أن يكون المسكوت عنه مخالفا لحكم المنطوق، كقوله صلى الله عليه و سلم
" في الغنم السائمة الزكاة" فالمنطوق السائمة و المسكوت عنه المعلوفة. التقييد بالسوم يفهم منه عدم الزكاة في المعلوفة. و يسمى دليل الخطاب، و تنبيه الخطاب. و هو ثمانية أقسام:
مفهوم الحصر
مفهوم الغاية، نحو: فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره. مفهومه أنها إن نكحت زودا غيره حلت له.
مفهوم الشرط، نحو: و إن كن أولات حمل، يفهم منه أن غير الحوامل لا نفقة لهن.
مفهوم الوصف، نحو في الغنم السائمة زكاة.
مفهوم العدد، نحو فاجلدوهم ثمانين جلدة، يفهم منه أنه لا يجلد أكثر من ذلك.
مفهوم الظرف، زمانا كان أو مكانا.
مفهوم العلة، نحو أعط السائل لحاجته، يفهم منه أنه لا يعطي لغير المحتاج.
مفهوم اللقب، و أضعفها
هذا التقسيم - كما ذكرانا قبل- هو تقسيم المتكلمين.
أما طريقة الأحناف
و تسمى أيضا طريقة الفقهاء
: و هي طريقة متأثرة بالفروع، و تتجه لخدمتها و إثبات سلامة الاجتهاد فيها .. و القواعد في إطار هذه الطريقة، هي قواعد استنباطية مأخوذة من الفروع و الأحكام التي إليها الأئمة في المذهب الحنفي، إذ إن الأصولي في إطار هذه الطريقة يفترض أن الأئمة قد راعوا هذه القواعد عند الاجتهاد و استنباط الأحكام، و لذلك فإنه وجد فيما بعد فرعا فقهيا يتعارض مع القاعدة المستنبطة فإنه يلجأ إلى تعديلها بما يتفق مع هذا الفرع، و الذي دعا أصوليي الحنفية إلى هذه الطريقة أن علماءهم لم يتركوا كتبا في الأصول، أو أن هؤلاء الأصوليين لم يعثروا على تلك الكتب - إن وجدت- فبحثوا عن القواعد الأصولية في ثنايا الفروع الفقهية باعتبار أنها لا يد أن تكون قائمة على أساس.
و تنقسم الدلالة في إطار هذه الطريقة إلى أربعة أقسام
1 - من حيث الوضع: عام و خاص، مطلق و مقيد ..
2 - من حيث الاستعمال: حقيقة و مجاز.
3 ـ من حيث الوضوح و الخفاء:
* الواضح و يشمل: الظاهر و النص, و المفسر و المحكم
* الخفي و يشمل: الخفي و المشكل، و المجمل و المتشابه
4 ـ من حيث القصد: عبارة النص، إشارة النص، اقتضاء النص، ثم دلالة النص.
كتاب امالي الدلالات ومجالي الإختلافات، للشيخ عبدالله بن بيه .... سيفيدك في هذا الموضوع ...
منقول .... من ملتقى أهل الحديث .... هذا فيما يخص سؤالك الأول .... عساني قد وفقتُ في نقل ما تريدينه بالضبط ....
ودمتِ موفقة
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[05 - 01 - 2010, 08:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعريف الحقيقة في القران الكريم واقسامها بالاضافة الى حكمها وهو المهم عندي في البحث
جزاكم الله عنا كل خير
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد:
أختي الحبيبة ... فاتنة
المهم الذي تطلبينه في بحثك ِ ... للأسف لا أعرف كيف أبحث لكِ عنه؟ .... ولكن انتظري .... سوف يفيدكِ الأساتذة الأفاضل هنا.
أسأل الله لكِ التوفيق والسداد.
ـ[فاتنة]ــــــــ[05 - 01 - 2010, 10:34 م]ـ
بارك الله فيك اختي الغالية على المعلومات القيمة
ولكني بحاجة الى تعريف وحكم الحقيقة في القران الكريم مع االامثلة ادا كان ممكن خاصة انها موضوع بحتي
انا في انتظار مساعد اساتدتنا الكرام
مرة اخرى شكرا لك اختي زهرة
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[05 - 01 - 2010, 10:43 م]ـ
بارك الله فيك اختي الغالية على المعلومات القيمة
ولكني بحاجة الى تعريف وحكم الحقيقة في القران الكريم مع االامثلة ادا كان ممكن خاصة انها موضوع بحتي
انا في انتظار مساعد اساتدتنا الكرام
مرة اخرى شكرا لك اختي زهرة
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد:
أختي الحبيبة ... فاتنة
انتظري قليلا ... سيفيدونك ـ بإذنه تعالى ـ دكاترة وأساتذة الفصيح ... وددتُ أن أساعدك ... المشكلة بحثتُ ولم أجد في الشبكة ولكني سأعاود البحث ...
أسأل الله أن تجدي بغيتكِ بسرعة وأن يسهل لكِ أمور بحثك .... وأن يوفقكِ فيه ... اللهم آمين
ودمتِ موفقة(/)
أجيبوني أعانكم الله
ـ[بيسان85]ــــــــ[07 - 01 - 2010, 01:23 ص]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي وأخواتي الأكارم .. أريد منكم أن تفسروا لي من خلال الجمل التالية هل هي كناية أم تشبية ضمني أم استعارة تمثيلية ..
<<إن وجود الأمعاء بالجسم البشري لا يقلل من جلال العقل>>هذه العبارة تقال فيمن نحاول تجاوز أخطائه ونركز على ايجابياته
<لنتصورأن للجدار آذان كبيرة>وهذه تقال عند الخوف من سماع ماأقوله
ساعدوني جزاكم الله خيرا
ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[07 - 01 - 2010, 04:14 ص]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي وأخواتي الأكارم .. أريد منكم أن تفسروا لي من خلال الجمل التالية هل هي كناية أم تشبية ضمني أم استعارة تمثيلية ..
<<إن وجود الأمعاء بالجسم البشري لا يقلل من جلال العقل>>هذه العبارة تقال فيمن نحاول تجاوز أخطائه ونركز على ايجابياته
<لنتصورأن للجدار آذان كبيرة>وهذه تقال عند الخوف من سماع ماأقوله
ساعدوني جزاكم الله خيرا
.. هذه استعارات تمثيلية .. و الإستعارة التمثيلية قريبة من التشبيه الضمني .. لكن الفرق بينهم .. هو أن الشخص عندما يستخدم التشبيه الضمني يذكر حالا معينة ثم يذكر المثل الذي يدلل به على الحال .. كأن يقول الشاعر:
قالوا حبست َ فقلت ليس بضائري .. حبسي، (و أي مهند لا يغمد؟)
.. فهنا يتحدث الشاعر عن حال .. وهو الحبس .. ثم يرد يدلل على أن هذا الحال طبيعي بأن قال أن طبيعة السيف هو أن يكون في الغمد مسجونا .. و لو قال له شخص: أنت في السجن .. فرد عليها بشكل فوري: وأي مهند لا يغمد؟ .. لأصبحت استعارة تمثيلية .. لأن ضرب المثل دون أن يذكر الحال و هذا أقوى .. و هنا أتذكر قول أسماء بنت أبي بكر عندما قال لها ابنها عبدالله بن الزبير رضي الله عنه أنه خائف من أن يصلبه الحجاج بعد موته .. فقالت:
يا بني، إن الشاة لا يضرها سلخها بعد ذبحها!
.. ركزوا .. أرادت أن تدلل أن الوضع طبيعي جدا و لا خوف عليك .. فقالت هذا المثل فورا .. و هذه استعارة تمثيلية .. و الاستعارة التمثيلية عادة نعرفها من خلال استخدامنا لمثل معين في غير محله لوجود تشابه في الحالتين .. نحن نقول المثل الأصلي و لكننا نقصد به حالا معينة .. كأن تستخدم قوله تعالى " تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى " و أنت تقصد الجيش الإسرائيلي مثلا .. فأنت تستخدم آية كـ مثل .. وأنت لا تقصد الجملة الأصلية بمعناها الأصلي لكنك تقصد الحالة الثانية .. لتسقط عليها معنى الجملة الأولى .. شكرا:)
ـ[ناصر الدين الخطيب]ــــــــ[07 - 01 - 2010, 03:25 م]ـ
لماذا لا تكون الكناية هي الظاهرة الموجودة في النصّين؟
ففي النص الأوّل كنّى عن ما تحويه الأمعاء بالأمعاء نفسها تنزيها للأسماع عن ذكر ما يستقذر
وفي النص الثاني كنّي عن كثرة الجواسيس والعيون بالجدار الذي يسمع الحديث
أم تراني جانبت الصواب يا أطياب؟:)
ـ[احمد السنيد]ــــــــ[07 - 01 - 2010, 08:03 م]ـ
الاولى كناية والثانية تشبيه والله اعلم
ـ[بيسان85]ــــــــ[08 - 01 - 2010, 02:19 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، احترت أكثر بين أجوبتكم وإن كانت إجابة الأخ منصور اللغوي مقنعة بعض الشيء(/)
وجه بلاغيّ في آية
ـ[ناصر الدين الخطيب]ــــــــ[07 - 01 - 2010, 05:09 م]ـ
في قوله جّل وعلا:
{قَالَ يَا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ} 75 ص
ذكر الأستاذ محيي الدين الدرويش في كتاب إعراب القرآن وبيانه وجها بلاغيّا جميلا فيها قال:
" في قوله "ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ " تغليب لليدين على غيرهما من الجوارح التي تباشر بها الأعمال , لأنّ ذا اليدين يباشر أعماله بيديه , حتى قيل في عمل القلب: هو مما عملت يداك على المجاز , وحتى قيل: " يداك أوكتا وفوك نفخ "
وقد أبى فريق من أهل السنّة أن يكون من المجاز كالشيخ أبي الحسن الأشعري , واحتجّوا بأنّ نعم الله لا تحصى , فكيف تحصر بالتثنية , وهذا حقّ
على أنّ إمام الحرمين وغيره من أهل السنّة جوّزوا حملها على المجاز , وأجابا عمّا ذكره الشيخ أبو الحسن بأنّ المراد نعمة الدنيا والآخرة , وهذا ممّا يحقق تفضيله على إبليس إذ لم يخلق إبليس لنعمة الآخرة , وعلى أنّ المراد القدرة , فالتثنية تعظيم , ومثل ذلك كثير في اللغة "
ـ[طاوي ثلاث]ــــــــ[07 - 01 - 2010, 05:50 م]ـ
وقد أبى فريق من أهل السنّة أن يكون من المجاز كالشيخ أبي الحسن الأشعري , واحتجّوا بأنّ نعم الله لا تحصى , فكيف تحصر بالتثنية , وهذا حقّ
نعم، أحسنت أخي الكريم، هذا هو الحق.
ـ[دكتورةبإذن الله]ــــــــ[14 - 01 - 2010, 05:14 م]ـ
جميل ... جزاك الله خير(/)
أسئلة في البلاغة
ـ[لغتي العربية2]ــــــــ[08 - 01 - 2010, 01:55 م]ـ
السلام عليكم
ما رأيكم أن نقوم بوضع مجموعة من الشواهد أو الأمثلة سواء من القرآن أو الشعر أو النثر و نستخرج الأشكال البلاغية فيها؟
سأبدأ:
قال الشاعر المتنبي:
أبلى الهوى أسفا يوم النوى بدني .. و فرق الهجر بين الجفن و الوسنِ
روح تردد في مثل الخلال إذا .. أطارت الريح عنه الثوب لم يبنِ
كفى بجسمي نحولا أنني رجل .. لولا مخاطبتي إياك لم ترنِ
ـ[ناصر الدين الخطيب]ــــــــ[08 - 01 - 2010, 11:14 م]ـ
فكرة جميلة يا أختى الكريمة أحسن إليك الكريم المتعال
في هذه الأبيات بعض من فنون البلاغة
وأوّل هذه الفنون فن المبالغة , وهو من فنون البديع
والمبالغة اصطلاحاً: أن يدّعي المتكلّم لوصفٍ ما أنَّه بلغ في الشدّة أو الضعف حدّاً مستبعداً أو مستحيلاً.
والمبالغة ثلاثة أنواع:
1: "التبليغ" وهي المبالغة الممكنة عقلاً وعادةً.
2: "الإِغراق" وهي المبالغة الممكنة عقلاً لا عادةً.
3: "الغُلوّ" وهي المبالغة غير الممكنة لا في العادة ولا في العقل.
وهذه الأبيات للمتنبّي من الغلوّ المقبول
قال البلاغيّون: والمقبول من قسم "الغلوّ" عدّة صُور، منها:
(1) - أن يدخل عليه مَا يُقَرِّبُهُ إلى الصحة، كقول الله عزّ وجلّ في سورة في وصف زيت شجرة الزيتون التي ليست شرقيّة ولا غربية:
{يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ... } [الآية:35].
فعبارة: {يكاد} قرّبَتْ فِكْرَةَ إضاءَة الزّيتِ بِبَرِيقه الشدّيدِ من الصحّة، وجعلت المبالغة مقبولة.
(2) أن يُقَدَّمَ في صُورَةٍ جميلة تخيُّليّة، كقول القاضي الأرجاني يصف اللَّيْلَ بالطّول على طريقة التخيُّل:
*يُخَيَّلُ لي أَنْ سُمِّرَ الشُّهْب في الدُّجَى * وشُدَّتْ بأَهْدَابِي إلَيْهِنَّ أجْفَانِي*
(3) أنْ يكُونَ تعبيراً عن حالة الشعور النفسيّ، فيما يُسمَّى بالصدق الفني، كقول امْرِئ القيس في وصف فرسه:
*مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ مَعاً * كجُلْمُودِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ*
(4) أن يُسَاقَ مَساقَ الْهَزْل، كقول الهازل الْخَلِيع:
*أَسْكَرُ بالأَمْسِ إِنْ عَزَمْتُ عَلَى الشُّرْ * بِ غَداً. إِنَّ ذَا مِنَ الْعَجَبِ*
نعود لى شواهدنا
فقد بالغ المتنبّي في وصف نحول جسمه إلى درجة أنّه لا يكاد يُرى , وأنّه لولا مخاطبته صاحبه لم يره صاحبه
وفي الأبيات فنون أخرى كالاستعارة والتشبيه وغيرها(/)
الجناس في البلاغة العربية
ـ[ود التوم ابراهيم]ــــــــ[09 - 01 - 2010, 11:11 ص]ـ
الجناس أو التجنيس بتعريفه اللغوي هو: تشابه لفظين مع اختلافهما في المعنى.
يكثر استخدام الجناس في الأدب العربي وعلى وجه الخصوص الشعر، وهو يعتبر من الحلى اللفظية التي يستجهن الإكثار منها.
انواع الجناس:
الجناس اللفظي
وهو أن يتفق اللفظين في الهيئة، وهو إما كامل أو ناقص، فالكامل هو أن يتفق اللفظان في نوع الحروف، وعددها، وهيئتها، وترتيبها. والناقص ما اختل فيه أحد هذه الشروط.
من أمثلة الجناس اللفظي الكامل (التام) الآية القرآنية:
{ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة}
فالساعة الأولى المقصود بها يوم القيامة أما الساعة الثانية فالمقصود بها الساعة الزمنية.
ومن أمثلة الجناس اللفظي الناقص قول أحمد شوقي:
اختلاف النهار والليل ينسي اذكرا لي الصبا وأيام أنسي
والجناس هنا بين لفظي ينسي وأنسي، وهو ناقص لأن اللفظين اختلفا في حرف واحد مع اتفاقهما في ترتيب وعدد وهيئة الحروف
الجناس المعنوي
وهو إما جناس إضمار أو جناس إشارة، وجناس الإضمار قد يطلق عليه أحيانًا التورية، وهو أن يأتي بلفظ له معنى قريب ومعنى بعيد ويريد البعيد، مثل قول ابن دانيال طبيب العيون:
يا سائلي عن حرفتي في الورى واضيعتي فيهم وإفلاسي
ما حال من درهم إنفاقه يأخذ من أعين الناس؟
فالمعنى القريب لـ "أعين الناس" هي الغصب والممانعة عند أخذ المال، أما المعنى البعد المقصود فهو أعين الناس الحقيقية، لأن القائل هو طبيب عيون!.
وجناس الإشارة هو ما ذكر فيه أحد اللفظين وأشير للآخر بما يدل عليه، مثل قول الشاعر:
ياحمزة اسمح بوصل وامنن علينا بقرب
في ثغرك اسمك أضحى مصحفًا وبقلبي
فهو أراد "الخمرة" و"الجمرة" لأنهما تصحيف "حمزة".
ـ[المحبوب99]ــــــــ[09 - 01 - 2010, 10:11 م]ـ
سلمت أناملك ... نفع الله بكم الإسلام والمسلمين
ـ[سالم سلامة]ــــــــ[12 - 01 - 2010, 05:33 ص]ـ
موضوع عادي بسيط جدا كالذي في سائر المواقع والمنتديات! حبّذا لو كانت الأمثلة الشعريّة كثيرة(/)
مساعدة من فضلكم
ـ[ابن سلام]ــــــــ[09 - 01 - 2010, 05:33 م]ـ
جمل الليل عليه واسبطر?أتانا، حين ألقى بركه
هل عمر بن أبي ربيعة يشبه الجمل بالليل في البيت السابق؟ اذا كان الجواب بنعم فما وجه الشبه
أم للبيت معنى آخر؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[09 - 01 - 2010, 07:20 م]ـ
الجواب هنا
مساعدة من فضلكم - شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=54105)(/)
هل يوجد هنا ترخيم
ـ[نسيم عاطف الأسدي]ــــــــ[10 - 01 - 2010, 08:36 م]ـ
يقول الحطيئة في قصيدته قرى الضيف:
فبينا هم عنّت على البعد عانة ...... قد انتظمت من خلف مسحلها نظما
هل هناك ترخيم في "فبينا" (فبينما) أم ماذا؟
أرجو المساعدة
ـ[السراج]ــــــــ[10 - 01 - 2010, 09:15 م]ـ
الترخيم يكون في المنادى ..
أما هذه (بينا)
فهي صورة من (بينما).
وقد وردت في الأدب العربي:
حكم المنية في البرية جاري=ما هذه الدنيا بدار قرار
بينا يرى الانسان فيها مخبراً=حتى يرى خبراً من الأخبار
ـ[نسيم عاطف الأسدي]ــــــــ[10 - 01 - 2010, 09:33 م]ـ
أشكرك أخي الجليل على التوضيح ,زادك الله علمًا وسعادة(/)
عاجل جدا ........ ساعدوني
ـ[امير الكلمة]ــــــــ[11 - 01 - 2010, 04:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم اعضاء المنتدى الاعزاء ..
احتاج الى مساعدتكم في بيان اعجاز الطباق في الآية (42) من سورة الانفال ..
اتمنى الا تبخلوا بأرائكم ومعلوماتكم وأرجو أن أجد الرد اليوم ..
وجزاكم الله خيرا.
ـ[ناصر الدين الخطيب]ــــــــ[11 - 01 - 2010, 05:23 م]ـ
هذه هي الآية يا عزيزي:
{إِذْ أَنتُمْ بِالْعُدْوَةِ ?لدُّنْيَا وَهُم بِ?لْعُدْوَةِ ?لْقُصْوَى? وَ?لرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِي ?لْمِيعَادِ وَلَـ?كِن لِّيَقْضِيَ ?للَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى? مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ ?للَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ}
فاستخرج الطباق بنفسك , إذا علمت أنّ الطباق هو الجمع بين الكلمة وعكسها في نص واحد
فقد يكون بين الكلمة , ونفيها بحرف نفي مثل
(يعقلون , لا يعقلون) أو (كتب , لم يكتب)
أو بين كلمتين مختلفتين في اللفظ متضادتين في المعنى , مثل " فرح , حزن "
أو بين حرفين , مثل " له , عليه "
فهيّا , انطلق يا طيّب واستخرج مواضع الطباق بنفسك
ـ[امير الكلمة]ــــــــ[11 - 01 - 2010, 06:44 م]ـ
شكرا يا اخي الكريم على ردك
يا أخي أنا اعرف مواضع الطباق ولكن المشكلة هي انني اريد ان ابين سبب اختيار الالفاظ .. مثلا: لماذا قال الدنيا ولم يقل القريبة وقال القصوى ولم يقل البعيدة مع انها نفس المعنى وهكذا في بقية المواضع ..
فأنا اريد الاعجاز ولا اسأل عن مواضع الطباق واعتقد ان طلبي واضح.(/)
التأنيس والتشخيص
ـ[نسيم عاطف الأسدي]ــــــــ[13 - 01 - 2010, 08:54 ص]ـ
السلام عليكم
هل هناك فرق بين التأنيس والتشخيص؟
ـ[ناصر الدين الخطيب]ــــــــ[13 - 01 - 2010, 12:14 م]ـ
وعليكم السلام وحمة الله وبركاته
التشخيص والتانيس , سيّان , فهما مصطلحان لمعنى واحد
والتشخيص أو التأنيس هو خلع صفات إنسانيّة على الأشياء غير العاقلة: وهو مظهر من مظاهر الاستعارة
فقولك: ابتسم لي الحظ , فإنّك شخّصت الحظ وهو غير عاقل , وعاملته معاملة من يعقل , وهو الإنسان , أي شبّهت الحظ بالإنسان , فحذفت المشبّه به وأبقيت المشبّه , وهذه هي الاستعارة , وهي حذف أحد طرفي التشبيه مع أداته
جاء في قرارات مجمع اللغة العربيّة في القاهرة:
"التَّشْخِيص - الأنْسَنَة
مما هو معهود في فنون الأدب إنزال غير العاقل كالحيوان والنبات والجماد والمعاني المجردة منزلة العاقل في التعبير والتصوير والخطاب، وقد جرى ذلك في الأدب العربي وفي غيره من آداب اللغات المختلفة، ولهذا الفن الأدبي مصطلحات أجنبية مختلفة، وقد عُبِّر عن هذا المعنى في النقد الأدبي الحديث بكلمات شتى منها المغالطة الوجدانية، والإنطاق، والتجسيد، والتجسيم، والتشخيص، والأنسنة، والتأنيس، وترى اللجنة أن أنسب هذه الكلمات إما التشخيص وإن كانت مشتركة في دلالات أخرى كالتمثيل وتحديد المرض، وإما الأنسنة وإن كانت اشتقاقاً من كلمة الإنسان على لفظها، وإما التأنيس وهي اشتقاق من أصل مادة الإنسان وهو الأنس."
ـ[نسيم عاطف الأسدي]ــــــــ[13 - 01 - 2010, 11:09 م]ـ
أشكرك أخي على شرحك الوافي الكافي فقد وضحت الصورة وزال الإبهام تمامًا
زادك الله علمًا وسعادةً
ـ[عبد الله إسماعيل]ــــــــ[17 - 01 - 2010, 09:25 ص]ـ
بارك الله في جهودكم ..................(/)
كناية أم استعارة-ضروري جدًا
ـ[نسيم عاطف الأسدي]ــــــــ[13 - 01 - 2010, 11:17 م]ـ
السلام عليكم
ورد معي في أحد النصوص العنوان التالي
المياه الجوفية (الذهب الأبيض)
فهل العبارة الذهب الأبيض هي استعارة (على اعتبار تشبيه المياه بالذهب الأبيض ثم حذف أركان النشبيه والإبقاء على المشبه به فقط.)
أم أنها كناية (وإذا كانت كذلك فكيف يمكن تفسير المعنى الظاهر للذهب الأبيض على أنه الماء لأن الكناية هي المفهوم ممّا وراء الكلام بعد تأمل وتفكير مع جواز إرادة المعنى الظاهر)
أرجو مساعدتكم
ـ[أحمد المحلاوى]ــــــــ[13 - 01 - 2010, 11:57 م]ـ
أظنها مجاز على سبيل الاستعارة لمافيه من التشبيه
ولا كناية لعدم إرادة المعنى الظاهر
وأظنها تشبيها بليغا أيضا
ـ[عهود زائفة]ــــــــ[14 - 01 - 2010, 12:46 ص]ـ
اعتقد أنها استعارة تصريحية
لأنه حذف وجة الشبه واكتفى بذكر المشبه والمشبه به
ولا تعتبر كنااية لأنه هناك أركان تشبيه موجوده
ـ[نسيم عاطف الأسدي]ــــــــ[14 - 01 - 2010, 12:51 ص]ـ
ننتظر رد العلماء
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[14 - 01 - 2010, 10:00 ص]ـ
تشبية بليغ .. لأنه شبه المياه الجوفية بالذهب الأبيض وحذف وجه الشبه وأداة التشبية
ليس استعارة لأن ركني التشبية مذكورة وهما المشبه والمشبه به
والله أعلم ..
ـ[ناصر الدين الخطيب]ــــــــ[14 - 01 - 2010, 11:06 ص]ـ
سلام الله على الكرام
أتفق مع أختنا الفاضلة ترانيم الحصاد فيما قررته , فالمشبّه مذكور وهو الماء والمشبّه به مذكور وهو الذهب , لذا فالصواب أنّه من قبيل التشبيه البليغ
وإنّما شبّه الماء بالذهب لبيان نفاسته، وأهميّته وعلو قيمته وأنّه لا غناء عنه في حياة الإنسان
ـ[نسيم عاطف الأسدي]ــــــــ[14 - 01 - 2010, 06:59 م]ـ
"الذهب الأبيض" وقعت بين قوسين أي أنّه يوجد فصل بينها وبين العنوان "المياه الجوفيّة " وخلال النص يظهر مصطلح "الذهب الأبيض " لوحده ليدل على المياه الجوفيّة لذلك أراها استعارة وليست تشبيهًا بليغًا. والحقيقة أن مركز الموضوع نفى كونها استعارة مدعيًّا أنها كناية ولذلك رأيت استشارتكم للوصول إلى الرأي السديد القاطع, وأنا أحتاج إلى دليل قاطع على كونها استعارة أوغير ذلك ,وشرحًا لسبب كونها كناية أن كانت كذلك
ـ[نسيم عاطف الأسدي]ــــــــ[15 - 01 - 2010, 11:19 ص]ـ
لا زلت أنتظر المزيد من آرائكم
ـ[ناصر الدين الخطيب]ــــــــ[15 - 01 - 2010, 12:38 م]ـ
أخي العزيز
إذا كان الهدف من وضع القوسين حول التركيب الوصفي " الذهب الأبيض " التفسير فالوجه فيها الاستعارة التصريحيّة كما تقدّم لأنّ التركيب الثاني بدل من الأوّل فهو تركيب مستقلّ يخبر عنه بما بعده
كأن تقول:
المياه الجوفية (الذهب الأبيض) تكثر في بلادنا
فالمياه الجوفيّة: المبتدأ
و" الذهب الأبيض " بدل من المبتدأ
وجملة " تكثر في بلادنا " في موضع الخبر
هنا يصح أن نعتبر الظاهرة البلاغيّة في الجملة هي الاستعارة
ولكن إذا كان الوصف " الذهب الأبيض " هو خبر المبتدأ
أي:
الماء: مبتدأ
الذهب الأبيض: خبر
فهنا الفن البلاغي في الجملة هو التشبيه البليغ فقط
فتأمّل يرحمك الله
ـ[نسيم عاطف الأسدي]ــــــــ[15 - 01 - 2010, 01:46 م]ـ
أشكركم جميعًا على مساعدتكم التي زادتني تنويرًا, وما كان هدفي من كثرة السؤال إلّا التأكد فبعض الأساتذة إن أخطؤوا يحاولون تزييف الحقائق لما يصبُّ في مصلحتهم بدل الاعتراف بخطئهم, وفي هذا -حسب رأيي- الخطأ الأعظم.
ـ[ناصر الدين الخطيب]ــــــــ[15 - 01 - 2010, 02:09 م]ـ
أشكركم جميعًا على مساعدتكم التي زادتني تنويرًا, وما كان هدفي من كثرة السؤال إلّا التأكد فبعض الأساتذة إن أخطؤوا يحاولون تزييف الحقائق لما يصبُّ في مصلحتهم بدل الاعتراف بخطئهم, وفي هذا -حسب رأيي- الخطأ الأعظم.
أصلحك الله أخي الحبيب
وضّح لنا من فضلك ما لونته بالأحمر , ومن تقصد؟
فإن كانت مشاركتنا تؤذيك وتسوءك أحجمنا عن الرد على مشاركاتك من الآن فصاعدا؟
تحيّاتي
ـ[نسيم عاطف الأسدي]ــــــــ[15 - 01 - 2010, 07:55 م]ـ
سامحنا وسامحك الله أخي وأستاذي العزيز ما قصدتك أنت بقولي ولا أعضاء الفصيح الغالي أنما هو مركّز الموضوع في مدرستنا يرى الخطأ صوابًا ولا يقبل التصحيح من الآخرين
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[15 - 01 - 2010, 11:43 م]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا ..(/)
مساعدة في أبيات للمتنبي ...
ـ[شايلة هم]ــــــــ[14 - 01 - 2010, 02:41 م]ـ
السلام عليكم ...
أنا طالبة جامعية ...
أتمنى تساعدوني في هذي الأبيات:
إذا غامرت في شرف مروم
فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في امر حقير
كطعم الموت في امر عظيم
ستبكي شجوها فرسي ومهري
صفائح دمعها ماء الجسوم
قربن النار ثم نشأن فيها
كما نشأ العذارى في النعيم
وفارقن الصياقل مخلصات
وأيديها كثيرات الكلوم
يرى الجبناء أن العجز عقل
وتلك خديعة الطبع اللئيم
وكل شجاعة في المرء تغني
ولا مثل الشجاعة في الحكيم
وكم من عائب قولا صحيحا
وأفته من الفهم السقيم
ولكن تأخذ الأذان منه
على قدر القرائح والعلوم
بصراحة عرفت شرحها لكن عندي مشكلة دكتورتنا تقول ابغاكم تطلعوا الصور البيانية والمحسنات البديعة وعلم المعاني انا طلعت بعض منها وماعرفت الباقي ولازم اكملها لأنها لا تقبل بالناقص ...
ارجوكم ..
ـ[ناصر الدين الخطيب]ــــــــ[14 - 01 - 2010, 03:09 م]ـ
هذا المنتدى لا يقدّم الحلول الجاهزة للمهمات البيتيّة أيّتها الفاضلة
فحاولي أنت أوّلا
ـ[شايلة هم]ــــــــ[14 - 01 - 2010, 03:30 م]ـ
ساحاول وجزاك الله خيراً أخي ابن قدامة ...
دعواتكم لي بتفريج همي وحزني ...
.. شايلة هم ..
ـ[شايلة هم]ــــــــ[14 - 01 - 2010, 03:39 م]ـ
إذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم
في الشطر الأول: اسلوب خبري.
وفي الشطر الثاني: اسلوب انشائي نهي في قوله " فلا تقنع " ..
ـ استعارة تصريحية: حيث شبه ارتفاع الطموح والآمال بإرتفاع النجوم فحذف المشبه وصرح بالمشبه به ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فطعم الموت في امر حقير كطعم الموت في امر عظيم
ـ هناك طباق بين كلمتي حقير وعظيم.
ـ وأيضا هناك مقابلة بين الشطرين ــ ولست متأكدة من هذه ــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ارجوك استاذي قيم إجاباتي ...
فربما تقييمك يحفزني ويشجعني على المحاولة ...
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[14 - 01 - 2010, 04:56 م]ـ
إذا غامرت في شرفٍ مرومٍ فلا تقنع بما دون النجوميقول إذا طلبت شرفا فلا تقنع بما دون اعلاه والمغامرة الدخول في المهالك والمعنى إذا غامرت في طلب شرف
فطعم الموت في أمرٍ حقيرٍ كطعم الموت في أمرٍ عظيمِ
ستبكي شجوها فرسي ومهري صفائح دمعها ماء الجسومِ
يقول ستسيل سيوفي دما على فرسي ومهري يشير إلى قتل من قتلهما فتجري سيوفه دما كأنه دمع باك عليهما ولما جعل السيوف باكيةً جعل الدماء التي تقطر منها دمعا لها والمعنى ستبكي فرسي ومهري حزنا عليهما سيوفي وكل هذا مجاز واستعارة ومراده أنه يقول سأقتل من قتلهما
قربن النار ثم نشأن فيها كما نشأ العذارى في النعيم
روى ابن جنى قربن من قولهم قربت الإبل الماء تقرب إذا وردت صبيحة ليلها يريد أن السيوف وردت النار وهذا قلب المعهود لأن القرب إنما يستعمل في الورود الماء فجعل النار لهذه السيوف كالماء الذي ترده الشاربة والنار تهلك وتفنى وقد أنمت هذه السيوف وربتها تربية النعيم للعذارى يريد أنها تخلصت من الخبث وحسنت صنعتها بحسن تأثير النار في تخليصها وإنما طبعت وطولت سيوفا بعد أن كانت زبرا بالنار فذلك نشأها نشاء العذارى في النعيم ويروي قرين النار أي جعلت النار قرى لها فنشأن بحسن القرى ويروي قرين النار جعل السيوف بما تؤديه إلى النار من الخبث قاريةً لها وكان حكم النماء أن يكون للمقري لا للقاري فعكس موجب القرى بأن جعل النشاء للقاري
وفارقن الصياقل مخلصاتٍ وأيديها كثيرات الكلوم
يريد أن الصياقل لم تقدر أن تحفظ أيديها من هذه السيوف لحدة شفرتيها
شرح ديوان المتنبي للواحدي ..(/)
عدمتك يا قلب
ـ[ابن سلام]ــــــــ[15 - 01 - 2010, 01:16 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعزائي أريد تحليل قصيدة بشار بن برد عدمتك يا قلب اذا كانت لديكم
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابن سلام]ــــــــ[16 - 01 - 2010, 06:47 ص]ـ
أين ردودكم؟؟؟؟(/)
لأهل البلاغة والفصاحة
ـ[عطرالمسك]ــــــــ[15 - 01 - 2010, 01:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين
إني في أمسِّ الحاجة لحل هذه التمارين البلاغية فارجو من المعنين الكرام حل هذه التمارين على وجه السرعة
لان التمارين مطلوبين مني وأنا ضعيفه جدا جدا جدا في البلاغة
لان عندي يومان فقط لاغير
هل ممكن حلها
اذا ممكن ارجوا اخباري على إيميلي التالي ولكم جزيل الشكر والأمتنان والتقدير
والرجاء عدم احباطي بالرد بلا
وهذه الأسئلة
السؤال الأول:
أذكري مثالين لكل من همزتي التصور والتصديق؟
السؤال الثاني:
إملئي الفراغ بالكلمة المناسبة مع بيان السبب فيما يلي:
أ) " هل من خالق غير الله ............................ من السماء والأرض ".
{رازق لكم – يرزقكم}
او كلما وردت عكاظ قبيلة بعثوا إلي عريفهم .....
{متوسم – يتوسم}
السؤال الثالث:
بيني الجمل الخبرية والجمل الأنشائية وعيني المسند إليه والمسند في الأبيات التالية؟؟؟؟؟
تقدَّم أيُها العربي شوطاً فإن أمامك العيش الرغيدا
وأسس في بنائك كل مجيدا طريف واترك المجد التليدا
فشُّر العالَمِين ذوو خمول إذا فاخرتهم ذكروا الجدودا
وخير الناس ذو حسب قديم أقام انفسه حسبا جديدا
مع تحياتي
الرجاء عدم التأخير
وهذا إيميلي: ------
ـ[أنوار]ــــــــ[15 - 01 - 2010, 02:29 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
التكليف لايتطلب منك عزيزتي سوى قليلاً من الجهد ..
على كلٍ إليكِ الفرق بين همزتي التصور والتصديق
أ) الاستفهام بالهمزة ..
يطلب بها أحد أمرين
1. التصوّر: و هو إدراك المفرد، و يكون عند التردّد في تعيين أحد شيئين. كقولك: «أدبس في الإناء أم عسل»، عالماً بوجود شيء فيه، طالباً لتعيينه.
2. التصديق: و هو إدراك وقوع النسبة، أو عدم وقوعها. و يكون الإستفهام عن نسبة تردّد الذهن بين ثبوتها و انتفائها. كقولك: «أقام زيد». فأنت قد تصورت القيام و زيداً و النسبة بينهما، و لكنّك استفهمت عن وقوع النسبة بينهما.
و فيما يلي نتكلّم عن بعض خصائص كلّ من الهمزتين:
خصائص همزة التصوّر
1. تكون النسبة فيها معلومة للمستفهم، و المجهول له، إنّما هو أحد طرفيها، كما مثّل.
2. المستفهم عنه بها هو ما يليها؛ ففي الإستفهام عن المسند،
تقول: «أفي البيت زيد أم في المسجد»،
و في الإستفهام عن المسند إليه، تقول: «أدبس في الإناء أم عسل»، و في الإستفهام عن المفعول، تقول: «أزيداً ضربت أم عمراً».
3. لا تقع «أم» بعدها إلاّ متصلة، و لا تكون منقطعة. و الفرق بينهما؛ أن المتصلة هي التي يكون ما بعدها داخلاً في حيّز الإستفهام، و المنقطعة تكون بمعنى «بل»، فينتقل بها من كلام إلى آخر لا يمتد تأثير الإستفهام إليه.
4. يجاب عنها بالتعيين، و لا يصح أن يقع في الجواب «لا» أو «نعم».
خصائص همزة التصديق
1. لا تكون النسبة معلومة فيها للمستفهم.
2. إذا جاءت بعدها أم تكون منقطعة ليس إلاّ، كقولك: «أقمت أم طلعت الشمس».
3. لا يجاب عنها بالتعيين، بل بنعم أو لا.
ـ[أنوار]ــــــــ[15 - 01 - 2010, 02:54 م]ـ
بالنسبة للجمل:
- الإنشائية هي التي تكون إما طلب أو نهي أو تحضيض أو استفهام أو نداء:
مثل: تقدّم .. جملة انشائية لمَ .. ؟ لأنها طلبية
أما الجملة الخبرية: فهي التي تحتمل الصدق والكذب ..
كقوله: فشُّر العالَمِين ذوو خمول
أما المسند والمسند إليه:
ففي الجملة الاسمية:
كقولنا: الشمس مشرقة
أسندنا الإشراق إلى الشمس وبالتالي يكون المبتدأ مسند إليه والخبر مسند ..
الشمس: مسند إليه، والإشراق: مسند
أما الجملة الفعلية فعكسها
مثلاً: أمطرت السماء
فقد أسندنا الإمطار للسماء وبالتالي يكون الفعل مسند والفاعل مسند إليه ..
أمطرت مسند .. السماء: مسند إليه
أرجو أن تكون اتضحت حتى يتيسر لكِ التطبيق ..
ـ[دكتورةبإذن الله]ــــــــ[15 - 01 - 2010, 03:45 م]ـ
شكرالك أنوار جزاك الله خير
ـ[عطرالمسك]ــــــــ[20 - 01 - 2010, 08:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
شكراً جزيلاً لكِ على التعاون
وجعلك الله دوماً على راسي
مع تحياتي
عطرالمسك(/)
الصور البيانية في هذه القصيدة
ـ[دكتورةبإذن الله]ــــــــ[15 - 01 - 2010, 03:43 م]ـ
:::
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
اليكم الابيات
معروق الجبهة .......
محموم يتنهد ........
هربت عيناه الى الداخل
وغدت ثقبا ......
لا اكبر .. في القاع بقية ماء
&&&&
خدّاه كتجويف الصدف
الملفوظ على هدب الموج
هيكله يتداعى
تخذله قدماه
لم يبقِ له الموت سوى نبض االروح المتقطع
تسأل عنه
من تسأل؟
الكل ينوء بما يحمل
الكل من الطين أتى
وعلى الطين ينام
يدس الاحلام
وهجا في الرمل
الكل يزور الموت مرارا
ويخطط أضلاع القبر
حتى الموت
تأفّف ان يسدى معروفا
تكبّران يحضن تلك الروح
تصرخ بين يديه صباح مساء
تنوح
تسأل عنه
تسأل من؟؟
الجوع هنا
الجم كل الافواه
تحت سماء بيضاء
على ارض بيضاء مااشقى الاحياء
ـ[عهود زائفة]ــــــــ[23 - 01 - 2010, 12:59 ص]ـ
1 - هربت عيناه الى الداخل
يمكن أن تكون استعارة مكنية وذلك لأنه شبه العينين بالإنسان أو الحيوان الذي يهرب
وحذف امشبه وأبقى صفة من صفاته تدل عليه.
2 - خدّاه كتجويف الصدف
تشبيه ولكن الذاكرة تخذلني في نوعه.
3 - هدب الموج
استعارة مكنية حيث شبه الموج هدب العين وحذف العين وأبقى لازمه من لوازمها
وهو الهدب.
هذا مااستطعت وإن شاءالله أكمل لك في وقت لاحق.(/)
:::أليس كلامي صحيحا::: أتمنى إفادتي ..
ـ[شايلة هم]ــــــــ[15 - 01 - 2010, 07:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
سبق وقد وضعت موضوع في هذا القسم عن ابيات المتنبي.
الحمدلله حاولت أن استخراج الصور البلاغية لكن لدي شك في بعضٍ منها فهلا أفدتوني ...
ففي بيت: فطعم الموت في امر حقير .... الخ
طباق بين كلمتي حقير وعظيم ... وهذا مما لاشك فيه .. لكن شككت ان هناك مقابلة بين الشطرين فلا اعلم هل كلامي صحيح ام لا ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي بيت: ستبكي شجوها فرسي ومهري ... الخ
هناك تشبيهان:
الأول: أنه شبه الفرس بالإنسان فحذف المشبه به وأتى بشئ من لوازمه وهذا على سبيل الإستعارة التشخيصية ..
والثاني: شككت فيه ايضا ولا اعلم هل هو صحيح ...
انه شبه دمعها كالصفائح وماء الجسوم لغزارة الدمع ..
وإيضا هناك كناية عن الدم في "ماء الجسوم " ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي بيت وكل شجاعة في المرء تغني ... الخ
أليست كلمة شجاعة تكررت مرتين وهذا فيه زيادة تقرير وإيضاح ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي بيت وكم من عائب قولاً صحيحا ... الخ
انه شبه الفهم بالشخص الذي يمرض بحيث لايعي ويفهم صحة الكلام لقصور منه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي بيت ولكن تأخذ الآذان منه ... الخ
شبه الأذن بالإنسان الذي يأخذ وهذه استعارة تشخيصية ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أتمنى ان تكون إجاباتي صحيحة ان فقط اريد ان اتأكد.
ولكم جزيل الشكر.
ـ[شايلة هم]ــــــــ[15 - 01 - 2010, 09:33 م]ـ
ارجوكم غدا تسليم النشاط أنا لم اطلب إلا التأكيد على صحة أجوبتي ...
ـ[ناصر الدين الخطيب]ــــــــ[15 - 01 - 2010, 10:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
سبق وقد وضعت موضوع في هذا القسم عن ابيات المتنبي.
الحمدلله حاولت أن استخراج الصور البلاغية لكن لدي شك في بعضٍ منها فهلا أفدتوني ...
ففي بيت: فطعم الموت في امر حقير .... الخ
طباق بين كلمتي حقير وعظيم ... وهذا مما لاشك فيه .. لكن شككت ان هناك مقابلة بين الشطرين فلا اعلم هل كلامي صحيح ام لا ..
ليس في هذا البيت مقابلة , بل هو طباق , لأنّ الطباق إنّما يكون بين كلمتين متضادّتين , وهنا الطباق بين (حقير وعظيم) كما ذكرت , بينما المقابلة إنّما تكون بين معنين وأكثر
ولا تنسيّ أنّ ثمّة فنا بلاغيّا آخر هنا , وهو التشبيه المجمل , وهو التشبيه الذي توفرت فيه أركانه غير وجه الشبه ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي بيت: ستبكي شجوها فرسي ومهري ... الخ
هناك تشبيهان:
الأول: أنه شبه الفرس بالإنسان فحذف المشبه به وأتى بشئ من لوازمه وهذا على سبيل الإستعارة التشخيصية ..
والثاني: شككت فيه ايضا ولا اعلم هل هو صحيح ...
انه شبه دمعها كالصفائح وماء الجسوم لغزارة الدمع ..
وإيضا هناك كناية عن الدم في "ماء الجسوم " ..
أظنّك أصبت هنا ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي بيت وكل شجاعة في المرء تغني ... الخ
أليست كلمة شجاعة تكررت مرتين وهذا فيه زيادة تقرير وإيضاح ..
أصبت
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي بيت وكم من عائب قولاً صحيحا ... الخ
انه شبه الفهم بالشخص الذي يمرض بحيث لايعي ويفهم صحة الكلام لقصور منه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي بيت ولكن تأخذ الآذان منه ... الخ
شبه الأذن بالإنسان الذي يأخذ وهذه استعارة تشخيصية ..
أصبت ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أتمنى ان تكون إجاباتي صحيحة ان فقط اريد ان اتأكد.
ولكم جزيل الشكر.
تعليقنا بالأحمر يا مباركة
ـ[أحمد المحلاوى]ــــــــ[15 - 01 - 2010, 10:11 م]ـ
رب يسر وأعن ياكريم
أما الأولى فلا أرى فيها مقابلة لأنه أراد المشابهة والمشاكلة أرى أنها تشبيه تمثيلى ضمنى تخييلى تعليلى، وإن كان ثم طباق بين عظيم وحقير
أما الثانية فلا مشابهة فيه للدموع بالصفائح، لأنه يعنى بالصفائح سيوفه ورماحه وتروسه لا غير وأنها ستبكى على فرسه التى عُُُُُقرت قبلُُُُُ، بقتل من قتلوها
فأراها استعارة تشخيصية استعار الدموع للسيوف وهى من فعل الأحياء لا الجمادات
وماء الجسوم كناية عن الدم الهتال بالفعل
وتكرير شجاعة فى البيت بالفعل زيادة توضيح وبيان
أما تشبيه الفهم بإنسان فلا يقول: وآفته من الفهم السقيم، والفهم السقيم بالفعل من جملة الآفات التى تصيب الإنسان وقد تقضى عليه بالهلاك وأرى فيها (تشبيها ضمنيا) ولست متأكدا من ذلك أى: التشبيه الضمنى
أما الآذان فليس كذلك _بارك الله فيك_ بل هى_إن شاء الله_ مجاز مرسل علاقته السببية
وأرى _إن شاء الله_ أن الشطر الثانى كله تتميم إيغال
وفقنى الله وإياك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ناصر الدين الخطيب]ــــــــ[15 - 01 - 2010, 10:21 م]ـ
أخي المحلاّوي الطيّب
لقد قلت:
أما الأولى فلا أرى فيها مقابلة لأنه أراد المشابهة والمشاكلة أرى أنها تشبيه تمثيلى ضمنى تخييلى تعليلى، وإن كان ثم طباق بين عظيم وحقير
أليس كل تشبيه منما ذكرت مستقلاّ بنفسه
فالتمثيلي غير الضمني
ثمّ أليس التشبيه التمثيلي هو ما كان في وجه الشبه , وهو أن يكون صورة من متعدّد؟
فكيف يكون تشبيه الحقير بالعظيم منتزعا من متعدّد؟
ـ[شايلة هم]ــــــــ[15 - 01 - 2010, 10:38 م]ـ
جزاكم الله خيراً ... وجعل الجنة مثواكم ... وكتب لكم الأجر ....
شكر:
لأستاذي ابن قدامة و أستاذي أحمد المحلاوى ..
ـ[أحمد المحلاوى]ــــــــ[15 - 01 - 2010, 10:51 م]ـ
أخى (ابن قدامة) بورك فيك
1) من ضمن مفردات وصنوف التشبيه التمثيلى، التشبيه الضمنى وأما بقية النعوت فهى للضمنى لأن التشبيه الضمنى _بارك الله فيك_ يكون وجه الشبه فيه منتزعا من متعدد ويكون البيت الثانى تعليل للأول وإجابة عن السؤال ب (لمَ) وهو كاسمه يكون ضمنيا خفيا لا يظهر إلا بعد تأمل وسبر وصبر
2) أما الثانية فإنما قصدت الشطر بالشطر لا الكلمة بالكلمة
أقول: إن المآل واحد فالذى يموت لأجل أمر حقير مستوبل _عند الجميع_ حتى وإن رآه هو عظيما لا يشعر إلا بالطعم نفسه الذى يشعر به الذى يموت من أجل أمر عظيم _عنده وعند غيره_ فالطعم واحد وماهى إلا الضربة الأولى، إذن فليمت الإنسان على أمر وفى أمر يذكر به بعد موته، ذلك خير له من أن يموت كالبهيمة ليس له ذكر.
فالبيت أسلوب خبرى خرج عن معناه إلى الحث والتشجيع. هذا ما رأيت _ والله أعلم_
وإن كنت أظن أنه تشبيها تمثيليا لا ضمنيا والله أعلم
ـ[ناصر الدين الخطيب]ــــــــ[16 - 01 - 2010, 12:10 ص]ـ
أخي المحلاّوي الطيّب
اعذرني يا عزيزي إن خالفتك الرأي في مسألة التماثل بين التشبيه الضمني والتمثيلي أو كون أحدهما جزءً من الآخر
أخي الحبيب , أرى أن لا صلة بين التشبيهين فالتمثيلي , تشبيه صريح ذكر المشبّه به صراحة , وهو صورة منتزعة من متعدّد فتحذف المشبّه وتبقي المشبّه به
أمّا التشبيه الضمني فهو تشبيه غير صريح وإنّما تفهمه من المعنى العام للنص ضمنيّا , وليس بارزا ظاهرا , ويأتي به الشاعر بعد تمام المعنى ليكون بمثابة دليل وبرهان
ففي قول أبي التمام:
وإذا أراد الله نشر فضيلة ... طويت أتاح لها لسان حسود
فهنا تمّ المعنى الذي أراده الشاعر
ولكنّه أراد أن يؤكّد ويبرهن على ما يقول فجاء بمعنى آخر على سبيل التشبيه الضمني فقال بعد ذلك:
لولا اشتعال النار فيما جاورت ... ما كان يُعرف طيب عرف العود
فالتشبيه هنا ليس صريحا , بل مفهوما ضمنيّا
ـ[ناصر الدين الخطيب]ــــــــ[16 - 01 - 2010, 12:37 ص]ـ
انظر أخي إلى هذا الرابط:
معَ التشبيهِ الضِّمْنيّ .. - شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=41625)
ـ[أحمد المحلاوى]ــــــــ[16 - 01 - 2010, 12:25 م]ـ
أخى الحبيب
الأمر ليس كما تقول وليس فى الرابط الذى جئت به، شىء يقوى ذلك
التشبيه التمثيلى قد يكون صريحا أو ضمنيا
فالصريح منه كقول المتنبى:
يهز الجيش حولك جانبيه # كما نفضت جناحيها العقاب
وهى صورة منتزعة من متعدد لكنها لا تحتاج إلى إنعام فكر وكدّّّّّ ذهن لاستخراجها
وأيضا فإن المشبه والمشبه به موجودان ظاهران
والضمنى منه كقول الآخر:
لا تنكرى عطل الكريم من الغنى # فالسيل حرب للمكان العالى
وهى أيضا صورة منتزعة من متعدد لكن ركنى التشبيه (المشبه والمشبه به) يلمحان فى التركيب بعد إعمال الفكر فى البيت(/)
أريد منكم تحليل هذه القصيدة بما هو مطلوب؟
ـ[احساس الصقور]ــــــــ[16 - 01 - 2010, 01:54 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكورين على الابداع وإلى الامام ان شاء الله
اريدكم تحللون لي هذا القصيدة بلاغيا
(تشبيه - ومجاز مرسل- واستعاره- و كنايه)
مشتاق لكـ:
السَّيْفُ أَصْدَقُ أَنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ
فِي حَدهِ الحَدُّ بَيْنَ الجِد واللَّعِبِ
بيضُ الصَّفَائِحِ لاَ سُودُ الصَّحَائِفِ فِي
مُتُونِهنَّ جلاءُ الشَّك والريَبِ
والعِلْمُ فِي شُهُبِ الأَرْمَاحِ لاَمِعَةً
بَيْنَ الخَمِيسَيْنِ لافِي السَّبْعَةِ الشُّهُبِ
أَيْنَ الروايَةُ بَلْ أَيْنَ النُّجُومُ وَمَا
صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومنْ كَذِبِ
تَخَرُّصَاً وأَحَادِيثاً مُلَفَّقَةً
لَيْسَتْ بِنَبْعٍ إِذَا عُدَّتْ ولاغَرَبِ
عَجَائِباً زَعَمُوا الأَيَّامَ مُجْفِلَةً
عَنْهُنَّ فِي صَفَرِ الأَصْفَار أَوْ رَجَبِ
وخَوَّفُوا الناسَ مِنْ دَهْيَاءَ مُظْلِمَةٍ
إذَا بَدَا الكَوْكَبُ الْغَرْبِيُّ ذُو الذَّنَبِ
وَصَيَّروا الأَبْرجَ العُلْيا مُرَتِّبَةً
مَا كَانَ مُنْقَلِباً أَوْ غيْرَ مُنْقَلِبِ
يقضون بالأمرِ عنها وهْيَ غافلةٌ
مادار فِي فلكٍ منها وفِي قُطُبِ
لو بيَّنت قطّ أَمراً قبْل مَوْقِعِه
لم تُخْفِ ماحلَّ بالأوثانِ والصُّلُبِ
فَتْحُ الفُتوحِ تَعَالَى أَنْ يُحيطَ بِهِ
نَظْمٌ مِن الشعْرِ أَوْ نَثْرٌ مِنَ الخُطَبِ
فَتْحٌ تفَتَّحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ لَهُ
وتَبْرزُ الأَرْضُ فِي أَثْوَابِهَا القُشُبِ
يَا يَوْمَ وَقْعَةِ عَمُّوريَّةَ انْصَرَفَتْ
مِنْكَ المُنَى حُفَّلاً مَعْسُولَةَ الحَلَبِ
أبقيْتَ جِدَّ بَنِي الإِسلامِ فِي صَعَدٍ
والمُشْرِكينَ ودَارَ الشرْكِ فِي صَبَبِ
أُمٌّ لَهُمْ لَوْ رَجَوْا أَن تُفْتَدى
جَعَلُوا فدَاءَهَا كُلَّ أُمٍّ مِنْهُمُ وَأَب
وَبَرْزَةِ الوَجْهِ قَدْ أعْيَتْ رِيَاضَتُهَا
كِسْرَى وصدَّتْ صُدُوداً عَنْ أَبِي كَرِبِ
بِكْرٌ فَما افْتَرَعَتْهَا كَفُّ حَادِثَةٍ
وَلا تَرَقَّتْ إِلَيْهَا هِمَّةُ النُّوَبِ
مِنْ عَهْدِ إِسْكَنْدَرٍ أَوْ قَبل ذَلِكَ قَدْ
شَابَتْ نَواصِي اللَّيَالِي وهْيَ لَمْ تَشِبِ
حَتَّى إذَا مَخَّضَ اللهُ السنين لَهَا
مَخْضَ البِخِيلَةِ كانَتْ زُبْدَةَ الحِقَبِ
ـ[غيناء]ــــــــ[17 - 01 - 2010, 10:15 م]ـ
ليت الخط كان أصغر من هذا ليتيسر لنا القراءة
ـ[الطالب2]ــــــــ[18 - 01 - 2010, 12:50 ص]ـ
السلام عليكم اخى بورك فيك يكفى انك اريتنا ما يشبه العسل المصفى من روائع ابى تمام و انا شخصيا دون المستوى المطلوب حتى احلل القصيدة و قديما قالوا\\اعط القوس باريها انا و العفو سيدى لى ملاحظة مستفسرا عن كلمة\\انباء\\ ا هى بكسر الهمزة ام بفتحها من الالف و شكرا
ـ[احساس الصقور]ــــــــ[20 - 01 - 2010, 02:02 ص]ـ
شكرا على الملاحظة الدقيقة التي تدل رسوخ العلم لديك ولكن أريد شرح القصيدة
ـ[عهود زائفة]ــــــــ[23 - 01 - 2010, 01:26 ص]ـ
1 - السيف أصدق أنباء من الكتب.
كناية عن العزة والمجد وأن السيف أداة تحقق هذه العزة وأن الكتب والرسائل لا تحقق
هذه العزة.
2 - شَابَتْ نَواصِي اللَّيَالِي
هناك حالتي لها الأولى استعارة مكنية حيث شبه الليالي بالناصية التي تشيب وهي صفة لازمة في الإنسان فذكرها وحذف الإنسان.
وأيضاً استعارة تصريحية ولكن لا يحضرني المعنى الدقيق لشرحها ولكن ربما شبه الشيب
بالظلم ,أو شيء من هذا القيبل.
ـ[عهود زائفة]ــــــــ[23 - 01 - 2010, 02:00 ص]ـ
3 - مَخْضَ البِخِيلَةِ كانَتْ زُبْدَةَ الحِقَبِ
هو تشبيه حيث شبه مخض البخيلة بزبدة الحقب
ولكني أجهل المعنى.
وأنا أعرف ماتدور حوله القصيدة بشكل عام ولا تحضرني المعاني الدقيقة لها
وهي قصيدة قالها أبو تمام في فتح عمورية وهي معركة دارت بين المسلمين والمسيحين
وفيها يمتدح جيش المسلمين بأنهم أعزاء أقوياء وحققوا المجد بذلك الفتح , هذا المعنى العام باختصار.
أتمنى أن أكون قد أفدتك بشيء ولو كان قليلاً.
ـ[الفتى المدلل]ــــــــ[23 - 01 - 2010, 08:47 م]ـ
شابت نواصي الليالي: صورة مركبة حيث شبه الليالي بإنسان تشيب رأسه وهي استعارة مكنية حيث حذف المشبه به ودل على شيء من صفاته وهي (شابت).
نواصي الليالي: استعارة مكنية حيث شبه الليالي بإنسان له ناصية وحذف المشبه به ودل على شيء من صفاته وهي (نواصي)
وليس فيها يا أختاه |: استعارة تصريحية كما تظنين فالاستعارة التصريحية هي ما حذف فيها المشبه وصرح بالمشبه به نحو (رأيت قمرا) تقصد الفتاه.(/)
إحدى علامات الترقيم تتضخم هُنا
ـ[عبق.]ــــــــ[16 - 01 - 2010, 03:26 ص]ـ
سلامٌ ومودة ورَحمة
،
سؤال أيقظ النقاش بيني وبينَ أحدهم، فهَلا أجبتموني!
هل هُنالِكَ فرق بينَ السجع والجرس الموسيقي في الشعر النثري؟
أي!
هل الجرس الموسيقي في الخاطرَة يُمكن لنا تسميتهُ سجعاً؟
،
شُكراً لكُم
ـ[عبق.]ــــــــ[18 - 01 - 2010, 06:26 ص]ـ
هل من مُجيب؟
ـ[السراج]ــــــــ[18 - 01 - 2010, 02:59 م]ـ
عبق ..
قد يكوّن السجع جرساً موسيقياً في النص وهو مما لا شك فيه، لكن الدور الأكبر لعوامل أخرى تكوّن الجرس الداخلي للنص ..
فقد تجدين الرؤية أكثر وضوحاً عند أهل النقد ..
ـ[عبق.]ــــــــ[22 - 01 - 2010, 12:23 ص]ـ
شُكراً السراج وجُزيتَ خيراً يا أخي
وأنا بانتظار أهل النقد(/)
هل هذا تشبيه تمثيلي
ـ[زورق شارد]ــــــــ[16 - 01 - 2010, 07:34 م]ـ
ماكتب بالأحمر
يقول محمد البشيرالإبراهيمي
أفكر في قومي العرب فأجدهم يتخبطون في داجية لا صباح لها. ويفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتبون ولاهم يذكرون وأراهم قدما إلى أمام إلا تأخروا خطوات إلى وراء وقد انزلوا أنفسهم من الأمم منزلة الأمة الوكعاء (وتعني الحمقاء) من الحرائر، عجزت أن تسامى لعلاهن أو تتحلى بحلاهن فحصرت همها في إارة غيرة حرة على حرة وتسخير نفسها لضَرة نكاية في ضَرة ................................. ونزل الشرف من نفوسهم بدار غريبة
فلم يقم، ونزل الهوان منها بدار إقامة فلم يرم (يعني لم يبرح) وأصبحوا يتوهمو أشباحا من كل حركة من إسرائيل أشباحا من عزرائيل.
...................... وهم على ذلك إذ طوقتهم أوربا بأطواق من حديد وسامتهم العذاب الشديد وأخرجتهم من زمرة الأحرار إلى حظيرة العبيد
ما نوع التشبيهات التي باللون الأخضر
وبماذا توحي كلمة حظيرة
وجزيتم خيرا ..
ـ[زورق شارد]ــــــــ[19 - 01 - 2010, 10:11 م]ـ
لم يجب أحد، لازال السؤال معلقا يا إخوان
ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[20 - 01 - 2010, 12:06 م]ـ
.. الذي باللون الأحمر هو التشبيه التمثيلي .. أما (يتخبطون في داجية لا صباح لها) فهذه استعارة تمثيلية .. وأما (ونزل الشرف من نفوسهم بدار غريبة
فلم يقم) .. بهذه استعارة مكنية .. لأن شبه الشرف بإنسان ينزل ثم حذف المشبه به .. كما شبه كما شبه النفوس بالمكان العالي الذي نزل الشرف منه و هذه أيضا استعارة مكنية .. و يمكن أن نقول مثل هذا الكلام عن الهوان .. و أما (وأصبحوا يتوهمو أشباحا من كل حركة من إسرائيل أشباحا من عزرائيل .. ) لأنه شبه حالة أشباح حركات إسرائيل بأشباح حركات عزرائيل .. حالة بحالة .. و هذا تشبيه تمثيلي .. كما شبه الحركة بالشبح و هذا تشبيه بليغ .. و كلمة حظيرة توحي بالهوان و الذل و الإنقياد .. شكرا:)
ـ[زورق شارد]ــــــــ[20 - 01 - 2010, 07:28 م]ـ
جزاك الله خيرا، ومن يشرح لي التشبيه التمثيلي الذي كتب بالأحمر(/)
حالة حصار لمحمود درويش
ـ[الصحبي جعيط]ــــــــ[17 - 01 - 2010, 12:26 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
قرات قصيدة محمود درويش فهمت منها أشياء كثيرة .. و لكنني وقفت على قوله
(سيمتد هذا الحصار إلى نعلم أعداءنا
نماذج من شعرنا الجاهلي
السماء رصاصية في الضحى
برتقالية في الليالي، و أما القلوب
ff3333
.... فكيف تشبه القلوب في حياديتها بورد السياج ....
فهل لمن فهم هذا النص و استوعبه ان يشرح لنا هذه الصورة ...
و شكر الله لكم هذه الخدمة
ـ[الصحبي جعيط]ــــــــ[17 - 01 - 2010, 12:30 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
قرات قصيدة محمود درويش فهمت منها أشياء كثيرة .. و لكنني وقفت على قوله
(سيمتد هذا الحصار إلى نعلم أعداءنا
نماذج من شعرنا الجاهلي
السماء رصاصية في الضحى
برتقالية في الليالي، و أما القلوب
فظلت حيادية مثل ورد السياج)
.... فكيف تشبه القلوب في حياديتها بورد السياج ....
فهل لمن فهم هذا النص و استوعبه ان يشرح لنا هذه الصورة ...
و شكر الله لكم هذه الخدمة(/)
اقتباس أم تناص
ـ[نسيم عاطف الأسدي]ــــــــ[17 - 01 - 2010, 08:44 م]ـ
السلام عليكم
يقول الحطيئة في قصيدته "قرى الضيف":
فقال ابنه لمّا رآه بحيرة ..... يا أبت اذبحني وقدم لهم طعما
هل العلاقة مع قصة سيدنا إبراهيم في سورة الأنبياء هي تناص أم اقتباس؟
ـ[السراج]ــــــــ[17 - 01 - 2010, 09:09 م]ـ
لا أرى به اقتباساً ..
ـ[نسيم عاطف الأسدي]ــــــــ[17 - 01 - 2010, 09:27 م]ـ
هل هو تناص؟
ـ[ناصر الدين الخطيب]ــــــــ[17 - 01 - 2010, 10:01 م]ـ
سلام الله عليكم
ليس اقتباسا أخي العزيز كما ذكر الأخ السراج
والتناص مصطلح مستحدث ابتدعه النقّاد في المشابهة بين نصّين من غير سرقة
وقد أنكر مجمع اللغة العربيّة هذا التعبير لأنّ التناص على وزن تفاعُل , والفعل على وزن: فاعَلَ = ناصّ أو ناصص ,
وقالوا: لا وجود لهذا الفعل في اللغة العربيّة
على كل حال ليس ثمّة اقتباس
فإن شئت فسمّه تناصّا حسب تعبير النقّاد المعاصرين
واسلم يا عزيزي
ـ[غيناء]ــــــــ[17 - 01 - 2010, 10:12 م]ـ
أرى أن فيه تناصاً دينياًً لكنه وظف توظيفاً آخر(/)
سؤال حول همزة التصوّر والتصديق
ـ[أم أبيها]ــــــــ[18 - 01 - 2010, 10:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الهمزة إمّا أن يُطلب بها التصديق، أي: يُطلب بها العلْم بنسبة المسنَد للمسنَد إليه ثبوتاً أو نفياً، وإمَّا أن يُطلب بها التصوّر، يعني: يُطلب بها العلْم بجزء واحد من أجزاء الجملة.
فإذاً الهمزة يُطلب بها: إمَّا التصديق، أي: علْم النسبة الواقعة بين المسنَدوالمسنَد إليه ثبوتاً أو نفياً، وذلك عندما يكون السائل عالِماً بأجزاء الإسناد -يعني: عالِماً بمكوِّنات الإسناد-، ولكنَّه يجهل الحُكم، أو النسبة، أو مضمون الجملة؛ فهو يسأل ليعرفَ هذا الحُكم.
وإمّا أن يطلب بـ"الهمزة" التصوّر، وهو: إدراك أحد أجزاء الجملة. ولا تكون "الهمزة" للتصوّر إلا إذا كان السائل عالِماً بالحُكم، ولكنَّه يجهل أحد أجزاء البناء.
الاستفهام بـ"الهمزة"، وأحكامه. ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=32819)
أراغبٌ أنت عن هذا الأمر أم راغبٌ فيه
أين الحكم المعلوم في هذا التصوّر؟
ومالفرق بين هذا التصوّر وبين التصديق في المثال الآتي:
ولست أُبالي بعْد فقدي مالِكاً
أموتيَ ناءٍ أمْ هو الآنَ واقعُ
في انتظار ردكم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[19 - 01 - 2010, 10:16 ص]ـ
أراغبٌ أنت عن هذا الأمر أم راغبٌ فيه
التصور للمسند وهو فعل الرغبة أهو في الشيء أم عنه فقد وقع التصديق بوقوع الرغبة مطلقا وبقي تصورها هل هي في أو عن الأمر.
والله أعلى وأعلم.(/)
واجب منزلي
ـ[ريمية]ــــــــ[19 - 01 - 2010, 02:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ممكن تساعدوني
ابيات عن المديح النبوي: وفيها التالي
- جملة واحدة استفهام والغرض منه؟
-جملة تمني والغرض منه؟
-جملة أمر ونهي والغرض منه؟
-جملة مفصولة وسبب الفصل مع الشرح
- جملة موصولة وسبب الوصل مع الشرح
وجميع ماذكر مع الشرح
ـ[العِقْدُ الفريْد]ــــــــ[19 - 01 - 2010, 07:42 ص]ـ
الله!
يشدُّني كل ما هو نبوي .. حديث .. شعر .. مديح .. إلخ
:=
المهم سآتي لكِ بقصيدة، وعليكِ أن تستخرجي منها ما سبق، ما رأيك؟(/)
كتاب (البديع)
ـ[كواكب صفراء]ــــــــ[20 - 01 - 2010, 02:25 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اريد كتاب البديع لدكتور بسيوني عبد الفتاح
لأن عندي اختبار وما حصلته بالمكتبات
جزاكم الله خيرا .....(/)
حيص بيص
ـ[عهود زائفة]ــــــــ[20 - 01 - 2010, 03:59 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا اعلم هل هذا القسم المناسب لسؤالي أم لا
احترت هل أضعه في قسم البلاغة أم قسم الأدب
ولكني سأضعه هنا
سؤالي هو كثير ما أسمع جملة أو مثل حيص بيص
وأثار فيني الفضول ما المعنى المقصود منه؟
ومتى يقال
وما المناسبة التي قيل فيها
وما معنى كلمة حيص وكلمة بيص؟
هل يقال حين يتخلط الأمر على الإنسان في أمر ما
فيدل على الحيرة؟؟
اعلم أطلت عليكم بالأسئلة ولكن حب المعرفة وهو ليس واجباً منزلياً
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[20 - 01 - 2010, 04:31 ص]ـ
يقول ابن منظور في اللسان
( ... ووقع القوم في حَيْصَ بَيْصَ وحِيصَ بِيصَ وحَيْصِ بَيْصِ وحاصِ باصِ أَي في ضِيق وشدّة والأَصل فيه بطنُ الضَّبِّ يُبْعَج فيُخْرج مَكْنُه وما كانَ فيه ثم يُحاصُ وقيل أَي في اختلاط من أَمر لا مخرج لهم منه وأَنشد الأَصمعي لأُمية بن أَبي عائذ الهذلي قد كنتُ خَرَّاجاً ولُوجاً صَيْرَفاً لم تَلْتَحصْني حَيْصَ بَيْصَ لحَاصِ ونصب حَيْصَ بَيْصَ على كل حال وإِذا أَفْرَدُوه أَجْرَوْه وربما تركوا إِجْراءَه قال الجوهري وحَيْصَ بَيْصَ اسمان جُعِلا واحداً وبُنِيا على الفتح مثل جاري بَيْتَ بَيْتَ وقيل إِنهما اسمان من حيص وبوص جُعِلا واحداً وأَخرج البَوْصَ على لفظِ الحَيْصِ ليَزْدَوِجا والحَيْصُ الرَّواغُ والتخلّف والبَوْصُ السَّبْق والفِرار ومعناه كل أَمر يتخلف عنه ويفرّ وفي حديث أَبي موسى إِن هذه الفِتْنة حَيْصةٌ من حَيَصات الفِتَن أَي رَوْغة منها عدَلت إِلينا وحَيْصَ بَيْصَ جُحْرُ الفَأْر وإِنك لتحسب عليَّ الأَرض حَيْصاً بَيْصاً أَي ضيّقةً ... وحكى أَبو عمروٍ إِنك لتحسب عليّ الأَرض حَيْصاً بَيْصاً ويقال حِيْصٍ بِيْصٍ قال الشاعر صارت عليه الأَرضُ حِيْصٍ بِيْص حتى يَلُفَّ عِيصَه بعِيصِي وفي حديث سعيد بن جبير وسُئِل عن المكاتب يشترط عليه أَهلُه أَن لا يخرج من بلده فقال أَثْقَلْتم ظهرَه وجعَلْتم الأَرضَ عليه حَيْصَ بَيْصَ أَي ضيَّقْتم الأَرضَ عليه حتى لا مَضْرَب له فيها ولا مُنْصَرَف للكَسْب قال وفيها لُغات عِدَّة لا تنفرد إِحدى اللَّفْظتين عن الأُخرى وحَيْصَ من حاصَ إِذا حاد وبَيْصَ من باصَ إِذا تقدم وأَصلها الواو وإِنما قلبت ياء للمُزاوجة بِحَيص وهما مبنيتان بناء خمسة عشر وروى الليث بيت الأَصمعي لقد نال حَيْصاً من عُفَيْرةَ حائِصا قال يروى بالحاء والخاء قال أَبو منصور والرواة رَوَوْه بالخاء قال وهو الصحيح وسيأْتي ذكره إِن شاء اللّه تعالى) اهـ
والحيص بيص لقب لشاعر مشهور هو
(سعد بن محمد بن سعد
ابن الصيفي التميمي، شهاب الدين أبو الفوارس، المعروف بحيص بيص، الفقيه الأديب الشاعر، كان من أعلم الناس بأخبارالعرب ولغاتهم وأشعارهم، أخذ عنه الحافظ أبو سعدٍ السمعاني وقرأ عليه ديوان شعره وديوان رسائله، وذكره في ذيل مدينة السلام وأثنى عليه، وأخذ الناس عنه علماً وأدباً كثيراً، وكان لا يخاطب أحداً إلا بكلام مغربٍ، وإنما قيل له حيص بيص، لأنه رأى الناس يوماً في أمر شديدٍ، فقال: ما للناس في حيص بيص، فبقي عليه هذا اللقب.
مات ليلة الأربعاء سادس شعبان سنة أربعٍ وسبعين وخمسمائةٍ ببغداد ... ) اهـ معجم الأدباء
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[20 - 01 - 2010, 06:10 م]ـ
.
.
(وقع فلان في حيص بيص) بالفتح أو بالتنوين المجرور حيص بيص أو بكسر من غير تنوين والمعنى أنه وقع في اختلاط واضطراب وشدة ولا مخرج له منها ولا مهرب, فالبيص: الشدة والضيق, والحيص: الحيد عن الشيء يقال ما عنه محيص أي لا محيد عنه ولا مهرب.(/)
ما نوع هذه الاستعارة أرجو التوضيح؟
ـ[اترجة]ــــــــ[20 - 01 - 2010, 10:20 م]ـ
:::
ملأت جسمي عزا
في هذه الجملة استعارة مكنية ام تصريحية؟
ـ[أنوار]ــــــــ[21 - 01 - 2010, 12:24 ص]ـ
مرحباً أختي الكريمة ..
في هذا المثال استعارة مكنية، إذ حذف المشبه به وهو " الكأس " وعبّر عن لازم من لوازمه وهو قوله:" ملأت " ..
والله أعلم
ـ[الحسام]ــــــــ[21 - 01 - 2010, 11:59 م]ـ
بها أكثر من استعارة الأولى في التشبيه بالكأس، الاستعارة الأخرى جعل العز بالشراب الذي يملأ الكأس.
والله أعلم.
ـ[اترجة]ــــــــ[22 - 01 - 2010, 12:03 ص]ـ
شكرا إخواني الاعزاء على هذا الشرح الوافي بارك الله فيكم ودمتم فصحاء على الدوام.(/)