ثم ذهب شراح التلخيص إلى القول بأنه يمكن أن تطلق: البديع على علوم البلاغة الثلاثة؛ لبداعة مباحثها وحسنها؛ لأن البديع: وهو الشيء المستحسن؛ لطرافته وغرابته، وعدم وجود مثاله من جنسه، ومباحث هذه العلوم كذلك، كما أنهم ذهبوا إلى أن كثيراً من الناس يسمي الجميع: علم البيان؛ لأن البيان هو: المنطق الفصيح المُعرِب عما في الضمير، ولا شك أن العلوم الثلاثة لها تعلُّق بالكلام الفصيح تصحيحاً وتحسيناً ().
وبهذا تكون طرائق البلاغيين في هذا الإطلاق ثلاثة:
(1) التقسيم الثلاثي: المعاني، البيان، البديع، كما يظهر في صنيع صاحب تلخيص المفتاح والإيضاح؛ حيث سَمَّى كل فن منها باسمه.
(2) اتجاه الكثرة إلى إطلاق اسم البيان على العلوم الثلاثة.
(3) اتجاه البعض إلى إطلاق اسم البديع عليها.
ومهما تنوعت الطرائق فإن مفهوم البيان يظل دائراً بين معنيين في حياتنا المعاصرة هما:
1_ معنى أدبي واسع: ينتظم الإفصاح عن كل ما يختلج في النفس من المعاني والأفكار، والأحاسيس والمشاعر؛ بأساليب لها حظها الممتاز من الدقة والإصابة، والوضوح والجمال، وهو بهذا التعميم يجمع فنون البلاغة الثلاثة.
2_ معنى علمي محدود هو: التعبير عن المعنى الواحد بطريق الحقيقة أو المجاز أو الكناية () وهو أحد فروع البلاغة عند أهل الاصطلاح.
ولعل التعريف الذي ترتضيه للبيان الاصطلاحي هو: التعبير عن المعنى الواحد بطريق التشبيه، أو المجاز، أو الكناية، ذلك أنها الطرق التي يستخدمها الأدباء في صياغة آثارهم الأدبية الرائعة، بل هي الدلالات الخاصة التي تنتظم أسرار الفصاحة والبلاغة في جو الأساليب التي ينشئها هؤلاء الأدباء؛ تعبيراً عن أفكارهم، وتصويراً لعواطفهم، وهذه الأساليب تتفاوت وضوحاً وخفاء، قوة وضعفا.
ولا شك أن البيان العربي تجود به الفكرة، وتتضح به الصورة؛ ومن ثمّ كثر عُشّاقه على مرّ العصور يعمدون إليه، ويحرصون عليه، وقد تأكدّت منزلة البيان الرفيعة مع تعاقب الأيام والأعوام؛ لأهمية موضوعه؛ فما موضوعه ذلك؟ وما مكانه من البلاغة؟ هذا موضوع مقال تال ٍنرجو أن نوفق إليه إذا شاء الله تعالى، هذا وبالله التوفيق.
المصدر: البيان البلاغي عند العرب معناه، أطواره، الدكتور عبد الحميد العبيسي - رحمه الله - أستاذ البلاغة والنقد في كلية اللغة العربية - جامعة الأزهر بالقاهرة.(/)
دلالة التصديق ودلالة التصور
ـ[حياء زهرة]ــــــــ[19 - 03 - 2009, 05:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أساتذة الفصيح الكرام لقد أشكل عليّ المقصود بدلالة التصديق ودلالة التصور
وفرز أدوات الاستفهام بناء على هاتين الدلالتين
شاكرين لكم تعاونكم
ـ[مهاجر]ــــــــ[20 - 03 - 2009, 05:59 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ولك جزيل الشكر.
التصور تال للتصديق.
ففي: هل جاء زيد: لم يصدق الخبر بعد، فلا يعلم هل جاء أو لا.
وفي: أجاء زيد أم عمرو: صدق فعل المجيء، وصار المراد بعد ذلك تصور من جاء.
والهمزة تأتي لكلا الأمرين:
أجاء زيد؟: تصديق.
أجاء زيد أم عمرو: تصور.
وهل: للتصديق فقط: هل جاء زيد، ولذلك لا يصح: هل جاء زيد أم عمرو، إذ لم يثبت الفعل ابتداء، ليستفهم عن الفاعل.
وبقية أدوات الاستفهام للتصور، كـ: متى جاء زيد، فلن يستفهم عن زمن الفعل إلا بعد التأكد من وقوعه فيكون التصديق قد تحقق، فجاز التصور تاليا له.
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=41953
والله أعلى وأعلم.
ـ[زينب هداية]ــــــــ[21 - 03 - 2009, 02:26 م]ـ
إليك إضافة أخرى
(زيادة الخير خير)
http://www.ruowaa.com/vb3/showthread.php?t=25295
ـ[حياء زهرة]ــــــــ[27 - 03 - 2009, 12:05 ص]ـ
جزيتم خير الجزاء
عل إفادتكم
شكرًا جزيلاً
دمتم في حفظ الله ورعايته ..(/)
التمثيل والتشبيه، ما حقيقة الفرق بينهما؟
ـ[عاشق القلم]ــــــــ[21 - 03 - 2009, 03:55 م]ـ
السلام عليكم،
قد أشكل عليّ الفرقُ الحقيقيُ بين التمثيل والتشبيه، نعم؛ عرفتُ أنّ التشبيه أعمُّ، فكل تمثيل تشبيه وليس كلٌّ تشبيه تمثيل .. وقد وجدتُّ في الإيضاح للخطيب القزويني قولَه: التمثيلُ ما وجْهُه وصفٌ منتزَعٌ من متعدد؛ أمرين أو أمور. انتهى كلام القزويني، وقال عبدالمتعال الصعيدي في شرحه (بغية الإيضاح): يعني أن يكون وجهه مركبا مطلقا، وهذا هو مذهب الجمهور؛ فلا فرق عندهم بين الوجه الحقيقي وغيره. ا. ه
ولكنّي أسأل ببساطة: ما الفرق بين قولي: فلانٌ كالغيث (أي في الكرم) بقصد التشبيه، وقولي: فلانٌ مثل الغيث .. بقصد التمثيل؟
وهل من محسنٍ يحل عقدةَ هذا التعريف السابق للتمثيل؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[22 - 03 - 2009, 01:12 ص]ـ
.. التشبيه واضح .. قولك: فلان كالغيث .. أو فلان غيث .. وجود طرفي التشبيه يحدد أن هذا تشبيه .. و أيضا مشبه واحد بمشبه واحد .. فإذا قلت .. جاء الغيث وانت تقصد شخصا .. فهذه استعارة .. فقد قمنا بالتخلي عن المشبه و هنا يخرج التشبيه عن كونه تشبيها .. أما التمثيل .. سأعطيك مثالا من القرآن .. قال تعالى:
" ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع الا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون "
.. الله سبحانه و تعالى .. يشبه رسوله بالراعي الذي ينادي على الكفار الذين كالبهائم التي لا تسمع الصوت و لا النداء .. هنا أكثر من مشبه .. المشبه الأول الرسول صلى الله عليه و سلم .. و شبهه الله بالراعي .. و المشبه الثاني الكفار .. و شبههم الله بالبهائم .. و نلاحظ هنا أنه تشكلت لدينا صورة راعي ينعق و بهائم لا تسمع .. و قد تكثر أعداد المشبه أكثر من هذا العدد .. و التشبيه التمثيلي أقوى من التشبيه العادي بلا شك لأن فيه تركيز أكثر .. شكرا لك:) ..
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[22 - 03 - 2009, 07:35 ص]ـ
حياك الله أخي الكريم
مفهوم التشبيه والتمثيل اختلف فيه:
فالتشبيه عند عبد القاهر ما لايحتاج إلى تأول في فهم صورة التشبيه وإجراء الشبه.
والتمثيل عنده مايحتاج إلى تأول في إعمال الشبه كقولنا: (كلام كالعسل في الحلاوة) فالحلاوة في الكلام مما يحتاج إلى تأول لأنه ظاهر في العسل غير ظاهر في الكلام إلا على جهة التأول، والتأول هو ما اصطلح عليه بالوجه (العقلي)
أما التمثيل عند السكاكي فما كان عقليا مركبا، العقلي على ماذكرت والمركب أن يكون منتزعا من جملة أشياء لا يصح التشبيه إلا بانتزاع الصورة من جميع عناصر المشبه به أي أن الصورة القائمة لا تتكون من شيء مفرد كتشبيه العلم بالنور وإنما تشبيه شيء بمجموعة أشياء، وتفسد إذا ما أقمنا الصورة على ركن دون آخر.
أما التمثيل عند جمهور المتأخرين فهو ماكان مركبا.
فليس الأمر قائما على استخدام لفظ (مثل) أو (الكاف) للتفريق بين التشبيه والتمثيل، إنما جماع ماسبق أن الأمر في التفريق قائم على اعتبارات:
- الإفراد والتركيب في المشبه به.
- العقلي والحقيقي في إجراء الشبه.
والله أعلم.
ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[23 - 03 - 2009, 12:52 ص]ـ
.. تبسيط الأمر:
.. أنت تقول: العلم كالنور .. هذا تشبيه شيء بشيء .. أو مثلا وجه الأمير كالشمس .. تشبيه شيء بشيء .. هذا كله تشبيه .. حتى لو تم حذف أداة التشبيه .. تقول الموت ذئب .. أما التمثيل أو التشبيه التمثيلي .. فهو تشبيه حالة بحالة .. و مثال ذلك في الآية السابقة .. شبه الله حالة الرسول مع الكفار بحالة الراعي مع البهائم .. و يقول أحد الشعراء:
وكأن أجرام النجوم لوامعا ... درر نثرن على بساط أزرق
.. يشبه حالة لمعان النجوم مع تفرقها في السماء ليلا .. بحالة درر تناثرت على بساط أزرق .. يقول السكاكي في تفسير هذا التشبيه:
(فليس المراد تشبيه النجوم بالدرر ثم تشبيه السماء بالبساط الأزرق إنما المراد تشبيه الهيئة الحاصلة من النجوم البيض المتلألئة في جوانب من أديم السماء الملقية قناعها عن الزرقة الصافية بالهيئة الحاصلة المستطرفة من درر منثورة على بساط أزرق دون شيء آخر مناسب للدرر في الحسن والقيمة.)
.. و أيضا قول أحد الشعراء:
كأن مثار النقع فوق رؤوسنا .. و أسيافنا ليل تهاوى كواكبه ْ
.. يشبه حالة التراب المتطاير في الحرب و قد غطى جو المعركة مع لمعان سيوفهم و سقوطها على الأعداء .. بحالة ليل سقطت كواكبه ..
.. و أيضا هناك المثال المشهور لامرىء القيس:
مكر ٍ مفر ٍ مقبل ٍ مدبر ٍ معا ً .. كجلمود صخر ٍ حطه السيل من عل ِ
.. يقول القزويني في الإيضاح في تفسير هذا المثال:
(يقول إن هذا الفرس لفرط ما فيه من لين الرأس وسرعة الإنحراف ترى كفله في الحال التي ترى فيها لببه فهو كجلمود صخر دفعه السيل من مكان عال فإن الحجر بطبعه يطلب جهة الأسفل لأنها مركزه فكيف إذا أعانته قوة دفع السيل من عل فهو لسرعة تقلبه قد يقع في هيئة السكون.)
.. هذه أمثلة التشبيه التمثيلي .. و هي تشبيه حالة بحالة .. أو دعنا نقول تشبيه لوحة بلوحة .. و اللوحة في التشبيه التمثيلي فيها حركة و صوت و ألوان .. فهي أقوى من التشبيه .. و التشبيه التمثيلي هو ما نسميه التشبيه المركب لأنه يحتاج إلى تركيز و يتم من خلال تشبيه حالة أشياء بحالة أشياء .. شكرا لك:) ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عاشق القلم]ــــــــ[27 - 03 - 2009, 07:27 م]ـ
أخي الكريم: منصور اللغوي
شكرا لكل هذه الفوائد
ونفع الله بك
الأستاذ أبو حاتم
بارك الله فيك وشكر لك هذا التفاعل وما أفدت به
تقديري(/)
هل من توضيح للبلاغة في هذه الآيات؟
ـ[مشعل الليل]ــــــــ[22 - 03 - 2009, 03:32 م]ـ
إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ {26} الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ {27} كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {28}.
أريد بيان مواضع الفصل والوصل في هذه الآية؟
وفي سورة آل عمران أريد معرفة الكناية والتعريض في الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ {118} هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ {119} إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ {120}.ولكم كل الشكر والتقدير ..
ـ[مهاجر]ــــــــ[23 - 03 - 2009, 07:10 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ولك كل الشكر والتقدير.
هذه محاولات تحتاج مراجعة وإتماما.
من مواضع الفصل:
في قوله تعالى: (يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ)، الكلام مستأنف لئلا تكون الجملة نعتا للنكرة: "مثلا" فيتغير المعنى، فكلامهم ينتهي عند قوله: "مثلا"، وما بعده من كلامه، عز وجل، فهو يضل به من شاء عدلا، ويهدي به من شاء فضلا، وما يضل به إلا الفاسقين الذين سبق في علمه الأزلي المحيط فسقهم واستحقاقهم الضلال.
و: (الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ)، فالذين: بدل من الفاسقين أو عطف بيان، فالذي سوغ الفصل هنا هو: "كمال الاتصال"، إذ البدل منزل منزلة المبدل منه، فهو بمنزلة المبين له، وكذلك يقال في عطف البيان فهو من اسمه: مبين لما قبله، والمبيِن والمبيَن كلاهما: شيء واحد.
وفي قوله: (أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ): فصل ثالث، إذ هو بمنزلة الحكم بعد سرد علله: النقض والقطع والإفساد، فتلك قد عطفت لأنها في مرتبة واحدة: مرتبة العلة لما بعدها، وأما قوله تعالى: "أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ"، فهو الحكم الذي انبنى عليها فناسب ذلك الفصل بين العلة والحكم تمييزا لهما عن بعضهما البعض.
وفي قوله تعالى: (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ): فصل رابع لاختلاف السياق من: الخبر إلى إنشاء التعجب بالاستفهام، إذ تقدير الكلام: ويلكم كيف تكفرون بالله فهو تعجب من كفرهم به وإنكارهم ألوهيته الحاكمة بعد ظهور آيات ربوبيته الباهرة في أنفسهم.
&&&&&
وفي آيات آل عمران:
الكناية في قوله تعالى: (وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ): كناية عن شدة الغيظ ولا يمنع ذلك وقوع صورة العض حقيقة فهذا حد الكناية كما قد علم من كلام أهل العلم من البلاغيين.
والتعريض في قوله تعالى: (إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ)، فهو شرط سيق مساق التهييج والإلهاب، على وزان قولك: إن كنت رجلا فافعل، ففيه تعريض بمن لم يفعل، فليس متصفا بالرجولة وإن حاز منها الأوصاف الظاهرة، فكذلك من لم يمتثل تلك الموعظة: ليس عاقلا، وإن سلمت آلة العقل عنده إذ لم ينتفع بها مع سلامتها فصارت في حكم المعدوم. فالكلام يفيد منطوقا ومفهوما، فالعاقل ينتفع منطوقا، وغير العاقل لا ينتفع مفهوما.
والله أعلى وأعلم.(/)
استفسار عاجل
ـ[مشعل الليل]ــــــــ[22 - 03 - 2009, 04:29 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
مالمقصود بتشاه الأطراف في البديع؟ مع توضيحه في سورة الأنعام آية 49؟ وفي سورة إبراهية آية 30؟
ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[23 - 03 - 2009, 01:22 ص]ـ
.. تشابه الأطراف: نوع من أنواع البديع المعنويّ وهو أن يكون بدء الكلام وختامه متشابهين من جهة اللّفظ أو المعنى.
.. مثال اللفظي .. قوله تعالى:
" مثل نوره كمشكاة فيها مصباح، المصباح في زجاجة، الزجاجة كأنّها كوكب دريٌّ يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقيّة و لا غربيّة "
.. و مثاله في المعنى .. قول أحد الشعراء:
سم زعاف قوله وفعاله .. عند البصير كمثل طعم العلقم
.. السم يناسب طعم العلقم .. و قد بدأ بهذا المعنى و ختم بذاك المعنى ..
.. و سوف آتي بأمثلة أكثر في ردي القادم:) ..(/)
ما معنى الخبر والانشاء
ـ[محمد العاني]ــــــــ[22 - 03 - 2009, 07:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما معنى الخبر والانشاء في البلاغة ارجو توضيح توضيحاً جيداً مع الامثلة.
ولكم جزيل الشكر
ـ[ابوخالد التميمي]ــــــــ[22 - 03 - 2009, 10:41 م]ـ
الخبر القول الذي يحتمل الصدق أو الكذب مثل: فاز محمد في المسابقة
أما الإنشاء فلا يحتمل ذلك مثل الأمر والنهي والاستفهام والتعجب: لا تؤذ الآخرين(/)
يا أعضاء منتدى الفصيح
ـ[الليمونة الحلوه]ــــــــ[23 - 03 - 2009, 04:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
انا عضوة جديدة أتمنىآ مساعدتي،،
أرجو المساعده عندي اسئلة في مادة البلاغة و أتمنىآ إجابتهآإ ولكم مني جزيل الشكر،،
س/ حللي الآيات الشريفة إلى أركان التشبيه مع ذكر نوع التشبيه من حيث وجه الشبه:
1 - ((وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ))
2 - ((وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ))
3 - ((وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ ? وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ))
4 - ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى? كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ? فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا ? لَا يَقْدِرُونَ عَلَى? شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا ? وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ))
5 - ((مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَ?ذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ))
6 - ((مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ? وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ? تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ? سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ? ذَ?لِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ? وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى? عَلَى? سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ))
7 - ((مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ))
8 - ((أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ))
9 - ((وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ? وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ? كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ))
10 - ((أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ ? فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى? عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ))
11 - ((كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ*فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ))
12 - ((وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً ? صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ))
13 - ((وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ))
14 - ((وَقَدِمْنَا إِلَى? مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا))
15 ((وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ? مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ? كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا))
16 ((إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ* تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ))
يعطيكم 1000 عآإفيه وأتمنى مساعدتي في أقرب وقت لأني احتاج الأجوبة ضروري
ـ[عماد كتوت]ــــــــ[23 - 03 - 2009, 05:28 م]ـ
حاولي ان تجيبي عن الأسئلة وسوف نساعدك في ما أشكل منها، أو تصحيح الخاطئ، بإذن الله، المهم أن تحاولي.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[23 - 03 - 2009, 05:39 م]ـ
حاولي ان تجيبي عن الأسئلة وسوف نساعدك في ما أشكل منها، أو تصحيح الخاطئ، بإذن الله، المهم أن تحاولي.
أحسنت
ـ[الليمونة الحلوه]ــــــــ[27 - 03 - 2009, 12:53 م]ـ
لمآإ لم تجيبوآإ على الأسئلة .. ؟
: (
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 03 - 2009, 02:33 م]ـ
لمآإ لم تجيبوآإ على الأسئلة .. ؟
: (
أخيتنا الليمونة
الفصيح ليس لحل الواجبات الدراسية
ولكن ممكن أن نقدم المساعدة
بعد المحاولة
شكرًا لك
ـ[ريكيلمي10]ــــــــ[28 - 03 - 2009, 12:04 ص]ـ
لافائدة أيتها الليمونة لن يجيبوكِ. . . حاولي.
ـ[ربا 198]ــــــــ[28 - 03 - 2009, 01:25 ص]ـ
سأضع لك خطا تحت أداة التشبيه وبالتالي يسهل عليك تعيين المشبه (قبل أداة التشبيه) والمشبه به بعدها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
انا عضوة جديدة أتمنىآ مساعدتي،،
أرجو المساعده عندي اسئلة في مادة البلاغة و أتمنىآ إجابتهآإ ولكم مني جزيل الشكر،،
س/ حللي الآيات الشريفة إلى أركان التشبيه مع ذكر نوع التشبيه من حيث وجه الشبه:
1 - ((وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ))
2 - ((وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ))
3 - ((وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ ? وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ))
4 - ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى? كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ? فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا ? لَا يَقْدِرُونَ عَلَى? شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا ? وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ))
5 - ((مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَ?ذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ))
6 - ((مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ? وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ? تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ? سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ? ذَ?لِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ? وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى? عَلَى? سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ))
7 - ((مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ))
8 - ((أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ))
9 - ((وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ? وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ? كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ))
10 - ((أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ ? فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى? عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ))
11 - ((كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ*فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ))
12 - ((وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً ? صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ))
13 - ((وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ))
14 - ((وَقَدِمْنَا إِلَى? مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا))
15 ((وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ? مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ? كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا))
16 ((إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ* تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ))
يعطيكم 1000 عآإفيه وأتمنى مساعدتي في أقرب وقت لأني احتاج الأجوبة ضروري
- ((وَقَدِمْنَا إِلَى? مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا))
المشبه: ضياع ثواب الأعمال
المشبه به: الهباء المنثور
نوع التشبيه: .......(/)
من فضلكم كتاب معترك الأقران ..
ـ[علوم بلاغية]ــــــــ[23 - 03 - 2009, 09:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من فضلكم أنا بحاجة إلى كتاب معترك الأقران فقد بحثت عنه في العديد من المكتبات ولم أجده فأرجوا التكرم بإفادتي بوضع الكتاب للتحميل لأنني بحاجة ماسة إلى هذا الكتاب لإجراء بحث وأشكر لكم تعاونكم مسبقاً.
ـ[الفراشة الحايرة]ــــــــ[23 - 03 - 2009, 11:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل اسم الكتاب صحيح أواسمه مفحمات الأقران لجلال الدين السيوطي أناحصلته في شبكة الحقيقة الأسلامية في مركزالتحميل مكتبة الكتب وأنا إذاحصلت أي معلومة عن الكتاب أعطيكي خبر
الفراشة الحايرة في خدمتكم دائمآ:)
ـ[علوم بلاغية]ــــــــ[24 - 03 - 2009, 06:18 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أشكرك الفراشة الحائرة على الرد واتمنى لك التوفيق
بالنسبة لاسم الكتاب الصحيح معترك الأقران في إعجاز القرآن للسيوطي
وجزاك الله خيرا أنا بحاجة لهذا الكتاب عاجلا لإجراء بحث في هذه الأيام وشكرا
ـ[عمر خطاب]ــــــــ[26 - 03 - 2009, 12:30 م]ـ
أخي بارك الله فيك وأحب أن أوضح أن للإمام السيوطي كتابين مختلفين:
الأول: اسمه معترك الأقران في إعجاز القرآن، تحقيق علي محمد البجاوي – دار الفكر العربي – القاهرة. وهو ثلاثة مجلدات
وهذا الكتاب يثبت فيه الإمام السيوطي إعجاز القرآن، والآساليب البلاغية الدالة على هذا الإعجاز.
الثاني: مفحمات الأقران في مبهمات القرآن
وهذا الكتاب يشرح فيه الإمام السيوطي الألفاظ المبهمة، وينقل كلام السلف والآثار الواردة في تفسيرها، ويتناول القرآن سورة سورة بترتيب المصحف، كل سورة يذكر ما يتعلق بها وهو مجلد واحد
ـ[الفراشة الحايرة]ــــــــ[03 - 04 - 2009, 05:41 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقيت الكتاب الجزء الأول والجزءالثاني
صيغة الملف pdf بس موراضي ينزل معي الحجم كبير: mad:
تمنياتي لكي بدوام النجاح والتوفيق من الله(/)
مراجع لبيان أسلوب القصر في الإعجاز القرآني ..
ـ[علوم بلاغية]ــــــــ[23 - 03 - 2009, 10:41 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
من فضلكم المساعدة لمراجع تبين أسلوب القصر في القرآن الكريم على أنه مظهر من مظاهر الإعجازوأشكر لكم تعاونكم مسبقا وجزاكم الله خيرا على ماتقدمونه في سبيل العلم ..
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[24 - 03 - 2009, 09:08 ص]ـ
سمير يوسف عليوة
أسلوب القصر في القرآن/ إشراف فتحي أحمد عامر.- أسيوط: جامعة أسيوط - كلية الآداب، 1993.- رسالة ماجستير.
دخيل الله بن ضيف الله راجح الرحيلي
أسلوب القصر في القرآن الكريم.- المدينة المنورة: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة - كلية اللغة العربية، 1982.- رسالة ماجستير.
صباح عبيد إسماعيل دراز
أساليب القصر في القرآن الكريم و أسرارها البلاغية.- القاهرة: دار إحياء الكتب العربية، 1984.- 262ص.
ـ[علوم بلاغية]ــــــــ[26 - 03 - 2009, 08:22 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك أخ أبو حاتم على الإفادة واسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتك وجزاك الله خيرا .........(/)
(التشبيه المقلوب) في البلاغة العربية ..
ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[25 - 03 - 2009, 05:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
[ line]
تقول: محمد كالأسد في الشجاعة .. أنت هنا تشبه محمد بالأسد في الشجاعة .. لدينا الآن في الجملة .. مشبه وهو (محمد) .. و مشبه به و هو (الأسد) .. و الصفة المشتركة بينهم أو ما نسميه بوجه الشبه هي (الشجاعة) .. طبعا هنا الأقوى هو الأسد .. لأن الإنسان لا يشبه إلا بالقوي في الصفة .. فتقول مثلا (الوجه كالشمس) أو (الشعر كالليل) أو (الأسنان كالثلج) .. دائما المشبه به هو الأقوى .. هذا بالمنطق .. والشيء الذي يدل على أن الثاني هو الأقوى وجود أداة التشبيه .. هنا أداة التشبه (كـ) الكاف .. و هناك أدوات أخرى مثل (كأن) و (مثل) .. إذا بوجود أداة التشبيه أنت تقول أن الثاني أقوى من الأول في الصفة و لهذا قالوا: أن حذف أداة التشبيه في الجملة أقوى لأنك تساوي بين المشبه و المشبه به .. فتقول (محمد أسد في الشجاعة) أو (أنت شمس في النور) أو (أنت بحر في العطاء) .. فلا يكون هناك تفاضل بين الأول و الثاني لأنهما متساويان في الصفة .. و لو حذفت الصفة التي بينهم .. فأنت تجعل الأول كالثاني في كل الصفات .. مثلا تقول (محمد أسد) فقط .. فهذه الجملة تعني أن محمد أسد في كل شيء .. (في الشجاعة و القوة و التخطيط و الرئاسة و الهيبة ووووو ... ) .. و لهذا أقوى أنواع الجمل هو ما تم حذف أداة التشبيه ووجه الشبه و يسمى هذا النوع في البلاغة (التشبيه البليغ) .. كل هذا لا بأس به .. و لكن هناك نوع خاص و عجيب في البلاغة العربية .. لو قلنا مثلا (الأسد كمحمد في الشجاعة) .. لاحظوا .. هنا أصبح محمد هو المشبه به .. و الأسد هو المشبه .. هذا يعني أن محمد أقوى من الأسد في الشجاعة .. أي أننا قمنا بقلب الجملة و تبديل أماكن المشبه و المشبه به .. و هذا ما يسمى بـ (التشبيه المقلوب) و هو نوع عجيب نادرا ما تجد مثله في الشعر
[ line]
.. يقول أحد الشعراء يمدح أميرا
و بدا الصباحُ كأنَّ غرته .. وجه الخليفة حين يُمتدح ُ
.. يقول الشاعر .. و بدا الصباح يعني ظهر الصباح .. كأن غرته يعني كأن نوره و بياضه .. وجه الخليفة حين يمتدح .. يعني كأن نور الصباح و بياضه وجه الأمير حين يمتدح يعني في حال ابتسامته .. لاحظوا هنا أنه قلب .. لأنه منطقيا كان عليه أن يقول (وجه الخليفة كغرة الصباح) لأن نور الصباح وبياضه أقوى من بياض و نور الخليفة في إبتسامته .. و لكن لما قلب دل ذلك على أنه جعل نور وجه الأمير في حالة ابتسامته أقوى من حالة نور الصباح و بياضه .. و لاحظوا أنه لما وضع أداة التشبيه دل على أن الثاني أقوى .. ولهذا بقاء أداة التشبيه في التشبيه المقلوب أقوى من حذفها .. لأنه بحذفه لأداة التشبيه فهو يساوي بين نور الصباح و نور الأمير .. فليس لأحد فضل و جمال على الآخر لأنهما متساويان .. و لكن .. لما أبقى على أداة التشبيه كان ذلك إثباتا على أن الثاني أقوى من الأول .. و هذا شيء يحسب للتشبيه المقلوب .. و هذا بيت عجيب و هو أشهر مثال في كتب البلاغة في التشبيه المقلوب ..
[ line]
و يقول الآخر يصف بركة ماء:
كأنها حين لجت في تدفقها .. يد الخليفة لما سال واديها
.. هنا يشبه الشاعر حالة تدفق الماء و سيلانه خارج البركة بحالة كرم الأمير لضيوفه .. طبعا هذا البيت تمثيلي مقلوب .. لأن الحالة الطبيعية أن يقول أن حالة كرم الأمير كحالة تدفق و سيلان الماء خارج البركة .. و لكن لما قلب .. دل ذلك على أن حالة كرم الأمير أقوى من حالة تدفق المياه و سيلانها خارج البركة .. و التشبيه المقلوب نوع خاص و نادر يكاد يكون هو أندر أنواع التشبيه ..
[ line]
أنتظر إبداء الآراء و الزيادة على الموضوع بردودكم و مداخلاتكم .. شكرا لكم .. :)
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[27 - 03 - 2009, 09:40 ص]ـ
أحسنت أخي منصور، وجزيت خيرا
ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[27 - 03 - 2009, 05:06 م]ـ
أحسنت أخي منصور، وجزيت خيرا
.. أخي الغالي طارق .. شكرا لك على المرور:) ..
ـ[انا سلفيه]ــــــــ[05 - 04 - 2009, 03:37 م]ـ
موضوع رائع جدا
ـ[صبا نجد]ــــــــ[06 - 04 - 2009, 04:36 ص]ـ
بورك فيك(/)
البيان البلاغي عند العرب موضوعه، مكانه من البلاغة
ـ[عمر خطاب]ــــــــ[26 - 03 - 2009, 12:33 م]ـ
أحمد الله تعالى على نعمائه، وأصلي وأسلم على محمد خاتم رسله، وصفوة أنبيائه.
وبعد فوفاء بوعد، واستجابة لرغبة، وإتماما لفائدة أقدم بين يدي القارئ الكريم هذه الدراسة الموصولة بإذنه تعالى في موضوع: البيان البلاغي عند العرب - موضوعه - مكانه من البلاغة.
فأما موضوع البيان فلقد حدده ابن الأثير المتوفى 637هـ في كتابه المثل السائر - بأنه الفصاحة والبلاغة، وصاحبه يسأل عن أحوالهما: اللفظية والمعنوية.
وهو والنحوي يشتركان في أن النحوي ينظر في دلالة الألفاظ على المعاني من جهة الوضع اللغوي، وتلك دلالة عامة.
وصاحب علم البيان ينظر في فضيلة تلك الدلالة، وهي دلالة خاصة والمراد بها: أن يكون على هيئة مخصوصة من الحسن، وذلك أمر وراء النحو والإعراب، ألا ترى أن النحويّ يفهم معنى الكلام المنظوم والمنثور، ويعلم مواقع إعرابه، ومع ذلك فإنه لا يفهم ما فيه من الفصاحة والبلاغة؛ ومن هنا غلط مفسرو الأشعار في اقتصارهم على شرح المعاني، وما فيها من الكلمات اللغوية، وتبيين مواضع الإعراب منها دون شرح ما تضمنته من أسرار الفصاحة ووجوه البلاغة.
وعليه فموضوع فنّ البيان هو تلك الدلالات الخاصّة التي تنتظم أسرار الصياغة في جوّ الأساليب التي ينشئها الأدباء، تعبيرا عن أفكارهم، وتصويرا لعواطفهم، وهذه الأساليب تتفاوت وضوحا وخفاء، قوة وضعفا، وهي على تفاوتها وتنوّعها فقد حاول البيانيون المتأخرون حصرها في هذا الثلاثي: (التشبيه - المجاز - الكناية) وتلمّسوا لهذا الحصر ضوابط يبدو فيها التكلف، ويظهر عليها الافتعال؛ وآية ذلك اعتراف السكاكي المتوفى 626هـ رائد الاتجاه التقريري الفلسفي في البلاغة بأن المطلوب بهذا التكلف هو الضبط، ذلك أن البيان في نظره بمعنى: إيراد المعنى الواحد على صور مختلفة لا يتأتى إلا في الدلالات العقلية، وهي من معنى إلى معنى؛ بسبب علاقة بينهما؛ كلزوم أحدهما الآخر بوجه من الوجوه؛ فمرجع علم البيان: اعتبار هذه الملازمات بين تلك المعاني، واعتبار هاتين الجهتين: جهة الانتقال من ملزوم إلى لازم، وجهة الانتقال من لازم إلى ملزوم، وإذا ظهر لك أن مرجع علم البيان هاتان الجهتان علمت انصباب علم البيان إلى التعرّض للمجاز والكناية؛ ففي المجاز يكون الانتقال من الملزوم إلى اللازم، وفي الكناية يكون الانتقال من اللازم إلى الملزوم، وترى ذلك في الأمثلة المسوقة لهما، فلا علينا أن نتخذ المجاز والكناية: أصلين.
ثم إن المجاز أعني: الاستعارة من حيث إنها من فروع التشبيه لا تتحقق بمجرد حصول الانتقال من الملزوم إلى اللازم، بل لابدّ فيها من تقدمة تشبيه شيء بذلك الملزوم في لازم له تستدعي تقديم التعرّض للتشبيه، فلابدّ من أن نأخذه أصلا ثالثا ونقدِّمه، فهو الذي إذا مهرت فيه ملكت زمام التدرب في فنون السحر البياني.!!!!
والمتأمل في كلام السكاكي هذا يلمح التمحل الذي ارتكبه في سبيل ضابط تنحصر فيه مسائل البيان وأصوله؛ وكأنه في غيبة هذا الضابط لن يتحقق حصرها، ولا تعجب فإنه نهج السكاكي الذي أسرف في اصطناع الضوابط الكثيرة!! فضلا عن أننا لا نسلم له هذه التفرقة بين المجاز والكناية؛ ذلك أن اللازم في الكناية لازم مساوٍ؛ فيصحّ أن يسمى اللازم حينئذ ملزوما، والملزوم لازما، على أن التفرقة المعتبرة بينهما إنما تكمن في القرينة؛ فقرينة المجاز مانعة دائما من إرادة المعنى الوضعي، بخلاف قرينة الكناية فإنها مجوزة لإرادة المعنى الوضعي ما لم يقم مانع خارج عن طبيعة الكناية ….
ولا نسلم له كذلك أن التشبيه مقصد غير أساسي في البيان، وأنه وسيلة أو مقدمة لبعض أنواع المجاز، أو أنه أصل ادّعائي!!! وحسبنا ما أبرزه السكاكي نفسه عن قيمة التشبيه البلاغية، وتأثيره النفسي من أنه الأصل الذي إذا أمهرت فيه ملكت زمام التدرب في فنون السّحر البياني!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كان السكاكي قد ارتضى هذا الطريق البعيد فإن الطيبي أحد البلاغيين المتأخرين يسلك سبيلا أقرب في الضبط بقوله: ((اعتبار المبالغة في إثبات أصل المعنى للشيء، إما على طريق الإلحاق أو الإطلاق، والثاني إما إطلاق الملزوم على اللازم، أو عكسه، وما يبحث فيه عن الأول التشبيه، وعن الثاني المجاز، وعن الثالث الكناية، فانحصر الكلام في الثلاثة.
ويذهب كمال الدين البحراني إلى القول: بأن اللفظ إما أن يستعمل في المعنى الموضوع له فهو الحقيقة، أو فيما له علاقة به بحيث ينتقل الذهن من الموضوع له في الجملة - وهو المسمى عندهم باللازم - وهو إما أن تكون علاقته المشابهة أو غيرها، فعلى الأول إن كانت معه قرينة تنافي إرادة المعنى الموضوع له كان استعارة، وإن لم يكن كان تشبيها.
وعلى الثاني أيضا إن كانت معه تلك القرينة المانعة كان مجازا مرسلا، وإن لم تكن كان كناية.
فأصول البيان أربعة، فإذا ضمت الاستعارة إلى المجاز المرسل للاشتراك في المجاز صارت ثلاثة.
ويظهر من هذا أن التشبيه أصل حقيقي من أصول هذا الفن؛ ألا ترى أن له مراتب متفاوتة في الوضوح، وأن فيه من النكت واللطائف البيانية ما لا يحصى.
وما يقال من أن المقصود الأصلي في التشبيهات هو المعاني الوضعية فقط ليس بشيء؛ فإن قولك: "وجه كالبدر" مثلا لا تريد به ما هو مفهومه وضعا، بل تريد أن ذلك الوجه في غاية الحسن ونهاية اللطافة، لكن إرادة هذا لا تنافي إرادة المفهوم الوضعي.
ومهما دار الأمر فإن التشبيه أصل من أصول البيان، ودعامة من دعائمه، ومقصد أصيل من مقاصده، وذلك لأمور أهمها:
أولها: أسبقيته في الوجود على الصور البيانية، فهو أقدم صور البيان؛ إذ هو مبني على ما تلمحه النفس من اشتراك بعض الأشياء في وصف خاص يربط بينها؛ فتعمد إليه النفس بالفطرة حين يسوقها الداعي إليه، والباعث عليه؛ ومن ثمّ كان سرّ شيوعه وذيوعه في سائر الأنواع البشرية واللغات الإنسانية، فهو من الصور البيانية التي لا تختص بجنس ولا لغة؛ كيف لا وهو من الهبات الإنسانية والخصائص الفطرية.
ولقد عرفه العرب الأقدمون منذ لهجت ألسنتهم بفنون القول؛ فكان لأسلوب التشبيه الصدارة من الأساليب التي يستخدمها الفصحاء منهم في كلامهم في كل مكان وزمان، وفي هذا يقول أبو العباس المبرد المتوفى 285هـ في كتابه الكامل: "والتشبيه جارٍ كثير في كلام العرب؛ حتى لو قال قائل: هو أكثر كلامهم لم يبعد .. ".
ويقول: "والتشبيه من أكثر كلام الناس" "والتشبيه كثير، وهو باب كأنه لا آخر له".
كما يقول ابن وهب في كتابه نقد النثر: "وأما التشبيه فهو من أشرف كلام العرب، وفيه تكون الفطنة والبراعة عندهم، وكلما كان المشبه (بالكسر) منهم في تشبيه ألطف كان بالشعر أعرف، وكلما كان بالمعنى أسبق كان بالحذق أليق .. ".
ثانيها: تنوع مراتبه في الوضوح والخفاء، فهو أسلوب يظهر فيه التفاوت على نحو ملموس، فليست درجة الوضوح فيه واحدة، وهذا التفاوت مناط البلاغة وعماد البراعة!!.
ثالثها: القول بمجازيته - في رأي ابن الأثير -؛ فيكون دخوله في البيان بطريق الأصالة، لا بطريق التبعية للاستعارة والتطفل عليها.
وحتى على القول المشهور بحقيقيته فإن القيمة الذاتية للتشبيه كصورة بيانية قد تأكدت وتقررت منذ أمد بعيد؛ مما جعل العلوي المتوفى 749هـ في كتابه الطراز يقرر صراحة: "كونه معدودا في علوم البلاغة؛ لما فيه من الدقة واللطافة، ولما يكتسب به اللفظ من الرونق والرشاقة، ولاشتماله على إخراج الخفيّ إلى الجليّ، وإدنائه البعيد من القريب، فأما كونه معدودا في المجاز أو غير معدود فالأمر فيه قريب بعد كونه من أبلغ قواعد البلاغة، وليس يتعلق به كبير فائدة .. "، ذلك أنه باب عظيم من أبواب البلاغة الساحرة، ومسلك رائع للأدباء، منه يلجون في سائر البقاع والأزمنة، وأساس متين للاستعارة التي هي عماد الجمال والكمال في الأساليب!!.
وأسلوب توفرت له هذه اللطائف وتلك المقومات لجدير بأن يكون مقصدا أساسيا من مقاصد البيان، وأصلا عظيما من أصوله!!.
ومما تقدم تدرك أن أصول فنّ البيان عند جمهرة البيانيين أربعة:
منها أصلان ذاتيان: وهما المجاز والكناية، وأصل واحد وسيلة وهو التشبيه، وواحد وهو جزء من أصل وهو الاستعارة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعض البيانيين يعتبر مباحث البيان أربعة: "التشبيه، وليس من أقسام اللفظ، والحقيقة والمجاز اللفظيان، والكناية، والثلاثة من أقسام اللفظ".
وإنما جعلت الحقيقة ضمن مباحثه مع أنها ليست من مقاصده؛ لاتضاح مقابلها وهو: المجاز شدة الاتضاح؛ لأن الشيء تكمل معرفته بمعرفة مقابله، أو أنها لما كانت كالأصل للمجاز؛ إذ الاستعمال في غير ما وضع له فرع الاستعمال فيما وضع له غالبا جرت العادة بالبحث عنها في هذا الفن.
وأيا ما كان الأمر فإنه لا مناص من البحث في التشبيه والحقيقة، والمجاز والكناية؛ وصولا إلى الكشف عن مسائل البيان وصوره ..
(ب) وأما مكان البيان من البلاغة فتكمن في وجود المطابقة التي هي: عماد البلاغة؛ إذ إن هذه الألوان البيانية تستدعيها المقامات، وتتطلبها الأحوال؛ فالإفصاح في موضع الإفصاح، والكناية في موضع الكناية، والاستعارة في موضع الاستعارة، والمجاز في موضع المجاز؛ فهذه الألوان تمثل وجوها تتحقق بها المطابقة؛ فيبدو الكلام بليغا بوجود تلك المطابقة.
وإذا كان السكاكي قد فصل علم المعاني عن البيان لملاحظة أدركها في ثمرة كل من العلمين؛ فإن الغرض من علم المعاني: هو الاحتراز عن الخطأ في تطبيق الكلام على ما يقتضي الحال ذكره، كما أن موضوعه: البحث في اللفظ العربي من هذه الجهة التي توصل إلى تلك الغاية.
فعلم المعاني عنده: هو معرفة خواص تراكيب الكلام، أما علم البيان فهو معرفة صياغات المعاني؛ ليتوصل بها إلى توفية مقامات الكلام حقها؛ وذلك احترازا عن التعقيد المعنوي، فإن علم البيان عند السكاكي يتوقف على علم المعاني؛ ذلك أن علم البيان: هو معرفة إيراد الكلام بطرق مختلفة في الوضوح بعد مراعاة المطابقة لمقتضى الحال، ومعنى ذلك أن الأديب شاعرا أو ناثرا إذا أراد أن يصوغ معنى، فيعمد إلى تشبيه أو مجاز أو كناية، فهو حينئذ يكون قد أخذ بجزء من علم البيان، فإذا راعى أن هذا الأداء يطابق مقتضى الحال كان آخذا بالعلم كله؛ وعلى ذلك فالنظر في هذه الصور البيانية: (التشبيه، المجاز، الكناية) من زاويتين:
أولاهما: أنها صور يعبر بها عن المعاني.
ثانيهما: أنها تطابق أو لا تطابق.
والنظرة الثانية هي: موضوع علم المعاني، والنظرتان معا هما: موضوع علم البيان.
ومن هنا قالوا: "إن علم المعاني من البيان بمنزلة المفرد من المركب، لأن رعاية المطابقة لمقتضى الحال التي هي مرجع علم المعاني معتبرة في علم البيان مع زيادة شيء آخر وهو: إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة، ولما كان المفرد مقدما طبعا على المركب كان المركب متأخرا وضعا عن المفرد، ولهذا وضع علم البيان بعد علم المعاني"، والسكاكي يقرر كذلك: "أنه لما كان علم البيان شعبة من علم المعاني لا تنفصل عنه إلا بزيادة اعتبار جرى منه مجرى المركب من المفرد لا جرم آثرنا تأخيره".
وتعبير السكاكي بأن: علم البيان شعبة من علم المعاني يوضح مدى الصلة القوية بين العلمين.
وهذا المعنى نراه جليا واضحا عند الإمام عبد القاهر الجرجاني؛ فيقول في معرض كلامه عن الغرض الذي ابتدأه وهو: التوصل إلى بيان أمر المعاني كيف تتفق وتختلف؟.
"وأول ذلك وأولاه وأحقه بأن يستوفيه النظر ويتقصاه القول على التشبيه، والتمثيل، والاستعارة؛ فإن هذه أصول كثيرة كان جل محاسن الكلام - إن لم نقل كلها - متفرعة عنها، وراجعة إليها، وكأنها أقطاب تدور عليها المعاني في متصرفاتها، وأقطار تحيط بها من جهاتها .. ".
كما ترى الإمام في كلامه عن النظم، وإعجاز القرآن الكريم يقول: "إن الأمر يقتضي دخول الاستعارة ونظائرها فيما هو به معجز؛ وذلك لأن هذه المعاني التي هي: الاستعارة، والكناية، والتمثيل وسائر ضروب المجاز من بعدها من مقتضيات النظم، وعنها يحدث، وبها يكون .. ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعل كلام الإمام هذا هو الذي أوحى إلى السكاكي بأن يقول: "إن علم البيان شعبة من علم المعاني …الخ، على أن السكاكي لم يسلم من اعتراضات بهاء الدين السبكي المتوفى 773هـ فيقول: "ثم لا نسلم أن علم البيان يتوقف على معرفة علم المعاني؛ لجواز أن يعلم الإنسان حقيقة التشبيه، والكناية، والاستعارة وغير ذلك من علم البيان ولا يعلم تطبيق الكلام على مقتضى الحال، فليس علم المعاني جزءا من البيان ولا لازما له، وأن تطبيق الكلام على مقتضى الحال كالمادة، وهذه الطرق كالصورة، والمادة ليست جزءا للصورة .. ".
وكلام البهاء هذا يصور مدى الفصل بين العلمين عند المتأخرين، وهذا مسلك جرّ على البلاغة انفصالا بين مسائلها المتشابكة، وقضاياها المترابطة؛ فلا مندوحة لقبوله! إذ المطابقة واجبة في كل ألوان البلاغة وفنونها.
ومن المشهور عند أصحاب الاتجاه السكاكي في البلاغة أنك إذا نظرت إلى أسلوب من جهة وجود المطابقة أو عدمها فأنت تسلك طريق علم المعاني، ولو نظرت هذه النظرة إلى الألوان البيانية كنت صادرا في بحثك عن هذا العلم، وكذلك لو نظرت إلى المحسنات البديعية؛ فإن مردّ الحسن الثابت للبديع إلى ارتباط هذا الحسن باقتضاء المعنى له، واستدعاء المقام له؛ فحيث يقتضي المعنى يكون اللون الذي يناسبه؛ ومن ثم شاع بين علماء البلاغة أن المحسن البديعي إذا اقتضاه المقام صار من علم المعاني؛ لمراعاة المطابقة.
وإذن فالمطابقة تتحقق في الألوان البيانية، والأصباغ البديعية إذا اعتبرها الباحث في نظرته، ولا أعتقد أن باحثا ما لا يملك أن يتجاهل المطابقة؛ فإنه بدونها لن يصل إلى التعرف على بلاغة الأساليب.
وحسنا ذهب بعض النقاد المعاصرين إلى نقد من يقصر المطابقة على علم المعاني فقال: "وهنا يتبين الخطأ في قصر تطبيق الكلام على ما يقتضي الحال ذكره على مسائل علم المعاني؛ فإن الحق أن ذلك شامل لفنون البلاغة جميعا .. "، ويقول: "والواقع أن دائرة المطابقة لمقتضى الحال أوسع من هذه الدائرة بكثير، ولا تقف عند تلك المباحث الثمانية المشهورة التي ذكروها في علم المعاني؛ فإن مجالات هذه المطابقة كثيرة .. ".
ولا شك أن هذا الاتجاه لتعميم المطابقة الشاملة في فنون البلاغة الثلاثة هو المنهج الأقوم الذي أرساه من قبل الأقدمون من علماء النقد والبلاغة، وما أحوج الدرس البلاغي المعاصر إليه؟!!
وبعد فإن مكان البيان من البلاغة يتوقف على مدى وفاء اللون البياني بالمقام الذي سيق له، وما يكتنف الصور البيانية من قيمة ذاتية تخلع على الكلام حسنا وجمالا، وتكسبه روعة وجلالا، وتشيع الضياء والرونق في كل نظم تحتويه، وتمنحه الصحة والقوة بكل ما تمثله من قيمة ذاتية، وتضمن له الحيوية المتجددة فلا يسقط على مر العصور ..
وعلى الله قصد السبيل.
بقلم الدكتور عبد الحميد العبيسي (رحمه الله)، أستاذ البلاغة والنقد في كلية اللغة العربية جامعة الأزهر بالقاهرة.(/)
البيان البلاغي عند العرب موضوعه، مكانه من البلاغة
ـ[عمر خطاب]ــــــــ[26 - 03 - 2009, 01:14 م]ـ
أحمد الله تعالى على نعمائه، وأصلي وأسلم على محمد خاتم رسله، وصفوة أنبيائه.
وبعد فوفاء بوعد، واستجابة لرغبة، وإتماما لفائدة أقدم بين يدي القارئ الكريم هذه الدراسة الموصولة بإذنه تعالى في موضوع: البيان البلاغي عند العرب - موضوعه - مكانه من البلاغة.
فأما موضوع البيان فلقد حدده ابن الأثير المتوفى 637هـ في كتابه المثل السائر - بأنه الفصاحة والبلاغة، وصاحبه يسأل عن أحوالهما: اللفظية والمعنوية.
وهو والنحوي يشتركان في أن النحوي ينظر في دلالة الألفاظ على المعاني من جهة الوضع اللغوي، وتلك دلالة عامة.
وصاحب علم البيان ينظر في فضيلة تلك الدلالة، وهي دلالة خاصة والمراد بها: أن يكون على هيئة مخصوصة من الحسن، وذلك أمر وراء النحو والإعراب، ألا ترى أن النحويّ يفهم معنى الكلام المنظوم والمنثور، ويعلم مواقع إعرابه، ومع ذلك فإنه لا يفهم ما فيه من الفصاحة والبلاغة؛ ومن هنا غلط مفسرو الأشعار في اقتصارهم على شرح المعاني، وما فيها من الكلمات اللغوية، وتبيين مواضع الإعراب منها دون شرح ما تضمنته من أسرار الفصاحة ووجوه البلاغة.
وعليه فموضوع فنّ البيان هو تلك الدلالات الخاصّة التي تنتظم أسرار الصياغة في جوّ الأساليب التي ينشئها الأدباء، تعبيرا عن أفكارهم، وتصويرا لعواطفهم، وهذه الأساليب تتفاوت وضوحا وخفاء، قوة وضعفا، وهي على تفاوتها وتنوّعها فقد حاول البيانيون المتأخرون حصرها في هذا الثلاثي: (التشبيه - المجاز - الكناية) وتلمّسوا لهذا الحصر ضوابط يبدو فيها التكلف، ويظهر عليها الافتعال؛ وآية ذلك اعتراف السكاكي المتوفى 626هـ رائد الاتجاه التقريري الفلسفي في البلاغة بأن المطلوب بهذا التكلف هو الضبط، ذلك أن البيان في نظره بمعنى: إيراد المعنى الواحد على صور مختلفة لا يتأتى إلا في الدلالات العقلية، وهي من معنى إلى معنى؛ بسبب علاقة بينهما؛ كلزوم أحدهما الآخر بوجه من الوجوه؛ فمرجع علم البيان: اعتبار هذه الملازمات بين تلك المعاني، واعتبار هاتين الجهتين: جهة الانتقال من ملزوم إلى لازم، وجهة الانتقال من لازم إلى ملزوم، وإذا ظهر لك أن مرجع علم البيان هاتان الجهتان علمت انصباب علم البيان إلى التعرّض للمجاز والكناية؛ ففي المجاز يكون الانتقال من الملزوم إلى اللازم، وفي الكناية يكون الانتقال من اللازم إلى الملزوم، وترى ذلك في الأمثلة المسوقة لهما، فلا علينا أن نتخذ المجاز والكناية: أصلين.
ثم إن المجاز أعني: الاستعارة من حيث إنها من فروع التشبيه لا تتحقق بمجرد حصول الانتقال من الملزوم إلى اللازم، بل لابدّ فيها من تقدمة تشبيه شيء بذلك الملزوم في لازم له تستدعي تقديم التعرّض للتشبيه، فلابدّ من أن نأخذه أصلا ثالثا ونقدِّمه، فهو الذي إذا مهرت فيه ملكت زمام التدرب في فنون السحر البياني.!!!!
والمتأمل في كلام السكاكي هذا يلمح التمحل الذي ارتكبه في سبيل ضابط تنحصر فيه مسائل البيان وأصوله؛ وكأنه في غيبة هذا الضابط لن يتحقق حصرها، ولا تعجب فإنه نهج السكاكي الذي أسرف في اصطناع الضوابط الكثيرة!! فضلا عن أننا لا نسلم له هذه التفرقة بين المجاز والكناية؛ ذلك أن اللازم في الكناية لازم مساوٍ؛ فيصحّ أن يسمى اللازم حينئذ ملزوما، والملزوم لازما، على أن التفرقة المعتبرة بينهما إنما تكمن في القرينة؛ فقرينة المجاز مانعة دائما من إرادة المعنى الوضعي، بخلاف قرينة الكناية فإنها مجوزة لإرادة المعنى الوضعي ما لم يقم مانع خارج عن طبيعة الكناية ….
ولا نسلم له كذلك أن التشبيه مقصد غير أساسي في البيان، وأنه وسيلة أو مقدمة لبعض أنواع المجاز، أو أنه أصل ادّعائي!!! وحسبنا ما أبرزه السكاكي نفسه عن قيمة التشبيه البلاغية، وتأثيره النفسي من أنه الأصل الذي إذا أمهرت فيه ملكت زمام التدرب في فنون السّحر البياني!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كان السكاكي قد ارتضى هذا الطريق البعيد فإن الطيبي أحد البلاغيين المتأخرين يسلك سبيلا أقرب في الضبط بقوله: ((اعتبار المبالغة في إثبات أصل المعنى للشيء، إما على طريق الإلحاق أو الإطلاق، والثاني إما إطلاق الملزوم على اللازم، أو عكسه، وما يبحث فيه عن الأول التشبيه، وعن الثاني المجاز، وعن الثالث الكناية، فانحصر الكلام في الثلاثة.
ويذهب كمال الدين البحراني إلى القول: بأن اللفظ إما أن يستعمل في المعنى الموضوع له فهو الحقيقة، أو فيما له علاقة به بحيث ينتقل الذهن من الموضوع له في الجملة - وهو المسمى عندهم باللازم - وهو إما أن تكون علاقته المشابهة أو غيرها، فعلى الأول إن كانت معه قرينة تنافي إرادة المعنى الموضوع له كان استعارة، وإن لم يكن كان تشبيها.
وعلى الثاني أيضا إن كانت معه تلك القرينة المانعة كان مجازا مرسلا، وإن لم تكن كان كناية.
فأصول البيان أربعة، فإذا ضمت الاستعارة إلى المجاز المرسل للاشتراك في المجاز صارت ثلاثة.
ويظهر من هذا أن التشبيه أصل حقيقي من أصول هذا الفن؛ ألا ترى أن له مراتب متفاوتة في الوضوح، وأن فيه من النكت واللطائف البيانية ما لا يحصى.
وما يقال من أن المقصود الأصلي في التشبيهات هو المعاني الوضعية فقط ليس بشيء؛ فإن قولك: "وجه كالبدر" مثلا لا تريد به ما هو مفهومه وضعا، بل تريد أن ذلك الوجه في غاية الحسن ونهاية اللطافة، لكن إرادة هذا لا تنافي إرادة المفهوم الوضعي.
ومهما دار الأمر فإن التشبيه أصل من أصول البيان، ودعامة من دعائمه، ومقصد أصيل من مقاصده، وذلك لأمور أهمها:
أولها: أسبقيته في الوجود على الصور البيانية، فهو أقدم صور البيان؛ إذ هو مبني على ما تلمحه النفس من اشتراك بعض الأشياء في وصف خاص يربط بينها؛ فتعمد إليه النفس بالفطرة حين يسوقها الداعي إليه، والباعث عليه؛ ومن ثمّ كان سرّ شيوعه وذيوعه في سائر الأنواع البشرية واللغات الإنسانية، فهو من الصور البيانية التي لا تختص بجنس ولا لغة؛ كيف لا وهو من الهبات الإنسانية والخصائص الفطرية.
ولقد عرفه العرب الأقدمون منذ لهجت ألسنتهم بفنون القول؛ فكان لأسلوب التشبيه الصدارة من الأساليب التي يستخدمها الفصحاء منهم في كلامهم في كل مكان وزمان، وفي هذا يقول أبو العباس المبرد المتوفى 285هـ في كتابه الكامل: "والتشبيه جارٍ كثير في كلام العرب؛ حتى لو قال قائل: هو أكثر كلامهم لم يبعد .. ".
ويقول: "والتشبيه من أكثر كلام الناس" "والتشبيه كثير، وهو باب كأنه لا آخر له".
كما يقول ابن وهب في كتابه نقد النثر: "وأما التشبيه فهو من أشرف كلام العرب، وفيه تكون الفطنة والبراعة عندهم، وكلما كان المشبه (بالكسر) منهم في تشبيه ألطف كان بالشعر أعرف، وكلما كان بالمعنى أسبق كان بالحذق أليق .. ".
ثانيها: تنوع مراتبه في الوضوح والخفاء، فهو أسلوب يظهر فيه التفاوت على نحو ملموس، فليست درجة الوضوح فيه واحدة، وهذا التفاوت مناط البلاغة وعماد البراعة!!.
ثالثها: القول بمجازيته - في رأي ابن الأثير -؛ فيكون دخوله في البيان بطريق الأصالة، لا بطريق التبعية للاستعارة والتطفل عليها.
وحتى على القول المشهور بحقيقيته فإن القيمة الذاتية للتشبيه كصورة بيانية قد تأكدت وتقررت منذ أمد بعيد؛ مما جعل العلوي المتوفى 749هـ في كتابه الطراز يقرر صراحة: "كونه معدودا في علوم البلاغة؛ لما فيه من الدقة واللطافة، ولما يكتسب به اللفظ من الرونق والرشاقة، ولاشتماله على إخراج الخفيّ إلى الجليّ، وإدنائه البعيد من القريب، فأما كونه معدودا في المجاز أو غير معدود فالأمر فيه قريب بعد كونه من أبلغ قواعد البلاغة، وليس يتعلق به كبير فائدة .. "، ذلك أنه باب عظيم من أبواب البلاغة الساحرة، ومسلك رائع للأدباء، منه يلجون في سائر البقاع والأزمنة، وأساس متين للاستعارة التي هي عماد الجمال والكمال في الأساليب!!.
وأسلوب توفرت له هذه اللطائف وتلك المقومات لجدير بأن يكون مقصدا أساسيا من مقاصد البيان، وأصلا عظيما من أصوله!!.
ومما تقدم تدرك أن أصول فنّ البيان عند جمهرة البيانيين أربعة:
منها أصلان ذاتيان: وهما المجاز والكناية، وأصل واحد وسيلة وهو التشبيه، وواحد وهو جزء من أصل وهو الاستعارة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعض البيانيين يعتبر مباحث البيان أربعة: "التشبيه، وليس من أقسام اللفظ، والحقيقة والمجاز اللفظيان، والكناية، والثلاثة من أقسام اللفظ".
وإنما جعلت الحقيقة ضمن مباحثه مع أنها ليست من مقاصده؛ لاتضاح مقابلها وهو: المجاز شدة الاتضاح؛ لأن الشيء تكمل معرفته بمعرفة مقابله، أو أنها لما كانت كالأصل للمجاز؛ إذ الاستعمال في غير ما وضع له فرع الاستعمال فيما وضع له غالبا جرت العادة بالبحث عنها في هذا الفن.
وأيا ما كان الأمر فإنه لا مناص من البحث في التشبيه والحقيقة، والمجاز والكناية؛ وصولا إلى الكشف عن مسائل البيان وصوره ..
(ب) وأما مكان البيان من البلاغة فتكمن في وجود المطابقة التي هي: عماد البلاغة؛ إذ إن هذه الألوان البيانية تستدعيها المقامات، وتتطلبها الأحوال؛ فالإفصاح في موضع الإفصاح، والكناية في موضع الكناية، والاستعارة في موضع الاستعارة، والمجاز في موضع المجاز؛ فهذه الألوان تمثل وجوها تتحقق بها المطابقة؛ فيبدو الكلام بليغا بوجود تلك المطابقة.
وإذا كان السكاكي قد فصل علم المعاني عن البيان لملاحظة أدركها في ثمرة كل من العلمين؛ فإن الغرض من علم المعاني: هو الاحتراز عن الخطأ في تطبيق الكلام على ما يقتضي الحال ذكره، كما أن موضوعه: البحث في اللفظ العربي من هذه الجهة التي توصل إلى تلك الغاية.
فعلم المعاني عنده: هو معرفة خواص تراكيب الكلام، أما علم البيان فهو معرفة صياغات المعاني؛ ليتوصل بها إلى توفية مقامات الكلام حقها؛ وذلك احترازا عن التعقيد المعنوي، فإن علم البيان عند السكاكي يتوقف على علم المعاني؛ ذلك أن علم البيان: هو معرفة إيراد الكلام بطرق مختلفة في الوضوح بعد مراعاة المطابقة لمقتضى الحال، ومعنى ذلك أن الأديب شاعرا أو ناثرا إذا أراد أن يصوغ معنى، فيعمد إلى تشبيه أو مجاز أو كناية، فهو حينئذ يكون قد أخذ بجزء من علم البيان، فإذا راعى أن هذا الأداء يطابق مقتضى الحال كان آخذا بالعلم كله؛ وعلى ذلك فالنظر في هذه الصور البيانية: (التشبيه، المجاز، الكناية) من زاويتين:
أولاهما: أنها صور يعبر بها عن المعاني.
ثانيهما: أنها تطابق أو لا تطابق.
والنظرة الثانية هي: موضوع علم المعاني، والنظرتان معا هما: موضوع علم البيان.
ومن هنا قالوا: "إن علم المعاني من البيان بمنزلة المفرد من المركب، لأن رعاية المطابقة لمقتضى الحال التي هي مرجع علم المعاني معتبرة في علم البيان مع زيادة شيء آخر وهو: إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة، ولما كان المفرد مقدما طبعا على المركب كان المركب متأخرا وضعا عن المفرد، ولهذا وضع علم البيان بعد علم المعاني"، والسكاكي يقرر كذلك: "أنه لما كان علم البيان شعبة من علم المعاني لا تنفصل عنه إلا بزيادة اعتبار جرى منه مجرى المركب من المفرد لا جرم آثرنا تأخيره".
وتعبير السكاكي بأن: علم البيان شعبة من علم المعاني يوضح مدى الصلة القوية بين العلمين.
وهذا المعنى نراه جليا واضحا عند الإمام عبد القاهر الجرجاني؛ فيقول في معرض كلامه عن الغرض الذي ابتدأه وهو: التوصل إلى بيان أمر المعاني كيف تتفق وتختلف؟.
"وأول ذلك وأولاه وأحقه بأن يستوفيه النظر ويتقصاه القول على التشبيه، والتمثيل، والاستعارة؛ فإن هذه أصول كثيرة كان جل محاسن الكلام - إن لم نقل كلها - متفرعة عنها، وراجعة إليها، وكأنها أقطاب تدور عليها المعاني في متصرفاتها، وأقطار تحيط بها من جهاتها .. ".
كما ترى الإمام في كلامه عن النظم، وإعجاز القرآن الكريم يقول: "إن الأمر يقتضي دخول الاستعارة ونظائرها فيما هو به معجز؛ وذلك لأن هذه المعاني التي هي: الاستعارة، والكناية، والتمثيل وسائر ضروب المجاز من بعدها من مقتضيات النظم، وعنها يحدث، وبها يكون .. ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعل كلام الإمام هذا هو الذي أوحى إلى السكاكي بأن يقول: "إن علم البيان شعبة من علم المعاني …الخ، على أن السكاكي لم يسلم من اعتراضات بهاء الدين السبكي المتوفى 773هـ فيقول: "ثم لا نسلم أن علم البيان يتوقف على معرفة علم المعاني؛ لجواز أن يعلم الإنسان حقيقة التشبيه، والكناية، والاستعارة وغير ذلك من علم البيان ولا يعلم تطبيق الكلام على مقتضى الحال، فليس علم المعاني جزءا من البيان ولا لازما له، وأن تطبيق الكلام على مقتضى الحال كالمادة، وهذه الطرق كالصورة، والمادة ليست جزءا للصورة .. ".
وكلام البهاء هذا يصور مدى الفصل بين العلمين عند المتأخرين، وهذا مسلك جرّ على البلاغة انفصالا بين مسائلها المتشابكة، وقضاياها المترابطة؛ فلا مندوحة لقبوله! إذ المطابقة واجبة في كل ألوان البلاغة وفنونها.
ومن المشهور عند أصحاب الاتجاه السكاكي في البلاغة أنك إذا نظرت إلى أسلوب من جهة وجود المطابقة أو عدمها فأنت تسلك طريق علم المعاني، ولو نظرت هذه النظرة إلى الألوان البيانية كنت صادرا في بحثك عن هذا العلم، وكذلك لو نظرت إلى المحسنات البديعية؛ فإن مردّ الحسن الثابت للبديع إلى ارتباط هذا الحسن باقتضاء المعنى له، واستدعاء المقام له؛ فحيث يقتضي المعنى يكون اللون الذي يناسبه؛ ومن ثم شاع بين علماء البلاغة أن المحسن البديعي إذا اقتضاه المقام صار من علم المعاني؛ لمراعاة المطابقة.
وإذن فالمطابقة تتحقق في الألوان البيانية، والأصباغ البديعية إذا اعتبرها الباحث في نظرته، ولا أعتقد أن باحثا ما لا يملك أن يتجاهل المطابقة؛ فإنه بدونها لن يصل إلى التعرف على بلاغة الأساليب.
وحسنا ذهب بعض النقاد المعاصرين إلى نقد من يقصر المطابقة على علم المعاني فقال: "وهنا يتبين الخطأ في قصر تطبيق الكلام على ما يقتضي الحال ذكره على مسائل علم المعاني؛ فإن الحق أن ذلك شامل لفنون البلاغة جميعا .. "، ويقول: "والواقع أن دائرة المطابقة لمقتضى الحال أوسع من هذه الدائرة بكثير، ولا تقف عند تلك المباحث الثمانية المشهورة التي ذكروها في علم المعاني؛ فإن مجالات هذه المطابقة كثيرة .. ".
ولا شك أن هذا الاتجاه لتعميم المطابقة الشاملة في فنون البلاغة الثلاثة هو المنهج الأقوم الذي أرساه من قبل الأقدمون من علماء النقد والبلاغة، وما أحوج الدرس البلاغي المعاصر إليه؟!!
وبعد فإن مكان البيان من البلاغة يتوقف على مدى وفاء اللون البياني بالمقام الذي سيق له، وما يكتنف الصور البيانية من قيمة ذاتية تخلع على الكلام حسنا وجمالا، وتكسبه روعة وجلالا، وتشيع الضياء والرونق في كل نظم تحتويه، وتمنحه الصحة والقوة بكل ما تمثله من قيمة ذاتية، وتضمن له الحيوية المتجددة فلا يسقط على مر العصور ..
وعلى الله قصد السبيل.
بقلم الدكتور عبد الحميد العبيسي (رحمه الله)، أستاذ البلاغة والنقد في كلية اللغة العربية جامعة الأزهر بالقاهرة.(/)
{إنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعلَماء}
ـ[سرحان الحسن]ــــــــ[26 - 03 - 2009, 08:46 م]ـ
((أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28))) فاطر
تأمل في هذه الآية تجد أن الله تعالى يمتن على عباده أن جعل لخلقه الألوان تلك الألوان التي لاينظر لها البعض إلا لأنها تضفي جمالا على الأشياء وهي تضفي جمالا عليها وتميز بعضها عن بعض غير أن اختلاف الألوان له أهمية كبيرة في حدوث عملية الإبصار فلولا اختلاف ألوان الأشياء من حولنا ما أبصرنا.
ضع الكرة الصغير في الكبيرة. هل تِبصرها؟
يبدو أن الصورة التي أرفقتها لم تظهر .. ارسم شكلا ولونه ثم ارسم شكلا أصغر منه ولونه بنفس اللون ثم الصق الشكل الصغير في الكبير وانظر هل تراه ,,,الأمر بديهي غير أنك ستقف حائرا في هذا العمق القرآني وربما اكتشفت شيئا ما
ـ[العاشر]ــــــــ[26 - 03 - 2009, 09:31 م]ـ
سبحان الله
هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه
ـ[أنوار]ــــــــ[26 - 03 - 2009, 09:38 م]ـ
ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها , ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود (27) ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك , إنما يخشى الله من عباده العلماء , إن الله عزيز غفور (28) فاطر
شكر الله لكم أخي الكريم على هذه اللفته ..
ولكن .. كان الضمير في ألوانها الأولى والثانية مؤنث .. فقد عاد في الأولى على الثمرات وفي الثانية على الجبال ..
في حين أنه في الثالثة كان مذكر .. لمَ؟؟ تقولون لأنه يعود إلى العاقل .. ولكن عطف مالا يعقل على ما يعقل ... ؟؟
وفق الله الجميع لكل خير ..
ـ[سرحان الحسن]ــــــــ[28 - 03 - 2009, 08:10 م]ـ
شكرا العاشر وأنوار على المرور ’ أما بخصوص تساؤلك أخت نور عن لماذا كان الضمير ضمير الغائب في ألوانه؟ أقول والله وحده أعلم: ضمير الغائبة يعود على غير العاقل في وصف الثمرات والجبال والأحجار ... ويصلح في الآية الأخيرة لوصف الدواب غير أنه كما لاحظت ورد ذكر الدواب عطفا على الناس والعرب لا تعيد هذا الضمير على العاقل كما لاحظت أيضا فإذا اجتمع العاقل مع غيره غلب العاقل واستعمل له (هم) غير أن المعنى في هذه الآية: كل صنف من الناس أو الدواب مختلف ألوانه فالضمير يعود على مقدر قد يفهم على أنه صنف أو نوع .... والله أعلم .. مع العلم بأن القرآن في قمة البلاغة بلا شك وأننا عندما نجد فيه إشكالا فهو من تقصيرنا في البحث والتدبر , تنزه كلام الله تعالى عن الخطأ
ـ[هبهوب]ــــــــ[28 - 03 - 2009, 08:54 م]ـ
شكرا جزيلا ..
وفق الله الجميع لكل خير ..(/)
سؤال من فضلكم؟
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[27 - 03 - 2009, 01:55 م]ـ
السلام عليكم
لقد ورد في سورة الكهف قوله تعالى (فأتبع سببا) وفي آيتين (ثم أتبع سببا).
فلما في الآية الأولى عطف بالفاء وفي الثانية والثالثة عطف بثم؟؟
ولكم جزيل الشكر
ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[27 - 03 - 2009, 05:35 م]ـ
.. العطف بالفاء تسمى بـ (فاء الاستئنافية) أي أن الأمر حدث دون انتظار .. تقول سألت فوجدت الإجابة .. يعني وجدت الإجابة دون انتظار بشكل سريع جدا .. أما (ثم) فتفيد الإنتظار .. تقول: سألت ثم وجدت الإجابة يعني انتظرت فوجدت الإجابة بعد فترة زمنية .. و الملاحظ في الآيات ..
وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا
إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا فَأَتْبَعَ سَبَبًا
.. هنا لا توجد فترة زمنية أو حدث .. ذو القرنين مكّنه الله في الأرض ورزقه الله ووفقه في كل شيء .. فذهب مسرعا دون أي تردد ليطبق العدل ..
حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا
قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا
وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا
ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا
.. نلاحظ هنا أنه حدث حوار و كلام و شرط .. و هذا الكلام عبارة عن فترة زمنية .. إذا هو تحدث [ثم] سار بعد هذا الحديث الذي كان في الآية ..
حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا
كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا
.. و في هذه الآية وجد القوم و نظر إلى حالهم ثم بعد ذلك أكمل المسير .. شكرا لك:) ..
ـ[روضة النعيم]ــــــــ[18 - 06 - 2009, 01:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسنت يا أخي
أحسن الله إليك وفتح عليك
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[27 - 06 - 2009, 03:10 م]ـ
بوركت(/)
استفسار في الاستفهام
ـ[اليافع]ــــــــ[27 - 03 - 2009, 02:15 م]ـ
الإخوة والأخوات الكرام
السلام عليكم
يمر علي استفهام التقرير بصورتين
بصيغة النفي وبصيغة عادية
استفهام النفي مثل: ألم نشرح لك صدرك،
واستفهام عادي مثل: هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا
السؤال: مالفرق بينهما من الناحية البلاغية (أي ماهي النكتة البلاغية)
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[27 - 03 - 2009, 09:19 م]ـ
الآية الثانية أخرجها المفسرون عن الاستفهام، واعتبروا " هل"بمعنى " قد"
ـ[مهاجر]ــــــــ[27 - 03 - 2009, 11:28 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مرحبا بكم أيها الكرام.
من كلام أبي السعود، رحمه الله، في تفسير آية الشرح:
"والتعبيرُ عن ثبوتِ الشَّرحِ بالاستفهامِ الإنكاريِّ عنِ انتفائِه للإيذانِ بأنَّ ثبوتَهُ منَ الظهورِ بحيثُ لا يقدرُ أحدٌ على أنْ يجيبَ عنْهُ بغيرِ بَلَى". اهـ
فمؤدى الاستفهامين واحد: التقرير، بحمل: "هل" على قد، كما ذكر أخونا طارق، حفظه الله وسدده، وبإنكار النفي في الآية الثانية، إذ الجواب بـ: "بلى" وهي تنفي النفي: "لم نشرح" فيتحقق الإثبات من هذا الوجه، فالإثبات في الأولى: مباشر، والإثبات في الثانية غير مباشر، توصل إليه بواسطة النفي، على التفصيل المتقدم، وذلك ما يجعله، وإن اتحد في النتيجة مع التقرير المباشر، أقوى دلالة.
والله أعلى وأعلم.(/)
مساعدة أنا في ورطة
ـ[احساس مرهف]ــــــــ[28 - 03 - 2009, 04:44 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
لو سمحتم أبغى منكم مساعدة ضروري ....
هذا الجزء من كتاب اسرار البلاغة ... وعلى ذلك وُضِعَت المراتبُ والمنازلُ في الجمل المركَّبة
وأقسام الكلام المدَّونة فقيل: من حق هذا أن يَسبق ذلك، ومن حقِّ ما هاهنا أن يقع هنالك، كما قيل في المبتدأ والخبر والمفعول والفاعل، حتى حُظِر في جنس من الكلم بعينه أن يقع إلاّ سابقاً، وفي آخَرَ أن يوجد إلا مبنيَّاً على غيره وبه لاحقاً، كقولنا: إن الاستفهام له صدر الكلام، وإن الصفة لا تتقدم على الموصوف إلا أنْ تُزال عن الوصفية إلى غيرها من الأحكام؟ لماذا يكون اللفظ ليس له ترتيب او تاخير؟؟؟ على اي اساس التى تاتي ترتيب الالفاظ في النطق مبني على الترتيب في النفس؟؟؟ وماالمفهوم من هذا الجزء؟ ..
إذا في كان يشرح أسرار البلاغة أبغى اسم الكتاب .........
ضروري أبغى المساعده منكم؟؟
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[28 - 03 - 2009, 07:17 ص]ـ
المقصود أن ترتيب الكلام من حيث التقديم والتأخير ليس عائدا إلى خصوصية أو مزية في اللفظ استحق بها التقديم أو التأخير، إنما يعود ترتيب الكلام وتركيبه إلى المعنى المرتب في النفس ثم يأتي اللفظ حاملا له، مفصحا عن المعنى المكنون.
فاللفظ من حيث هو ليس له مزية أو خصوصية من تقديم أو تأخير، إنما المعنى الذي اقتضى التقديم والتأخير، وليس للفظ مزية إلا ماذكره بعد ذلك من كون اللفظ وحشيا أو غريبا أو مستكرها على السمع.
و ارجعي إلى كتاب الشيخ أبو موسى (مدخل إلى كتابي عبد القاهر) فقد شرح الكثير من نصوص عبد القاهر في الكتابين.
والله أعلم.
ـ[احساس مرهف]ــــــــ[28 - 03 - 2009, 08:27 م]ـ
مشكور وجزاك الله الف خير ...(/)
كلمة استجدي
ـ[نور*]ــــــــ[28 - 03 - 2009, 08:28 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اريد ان اعرف ما معنى كلمة يستجدي.؟
مثال استجدي صوتك
ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[28 - 03 - 2009, 01:06 م]ـ
استجدى تعنى سأل وطلب حاجة.
وأصل الجدا المطر، واستعير للعطية والفائدة.
أما استجدي صوتك فلا أفهم ما المراد بها، وهل المقصود الصوت المسموع أو الصوت الانتخابي،
وعلى هذه الصورة (استجدي) يكون الأمر لأنثى، أما أمر المذكر فيكون استجد.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[28 - 03 - 2009, 01:36 م]ـ
دلالة المثال الوارد في السؤال: (استجدي صوتك) لا يتفق مع البيان الذي تفضل به الأستاذ أبو عبد القيوم؛ فإن المعنى الذي أوضحه صحيح لا غبار عليه، لكن المثال فيه غموض مما جعل الأستاذَ أبا عبد القيوم يتساءل عنه.
لذلك رأيت أن تكون مشاركتي محاولة لتصور كتابة المثال: فرجحت أن يكون سبق القلم أدى إلى التصحيف فيه،
وكان المثال - حسب تصوري - هكذا: (استجيدي صوتك)
فيكون السؤال عن معنى كلمة (تستجيد)
وإذا صدق ظني فسأجيب عن ذلك لاحقا إن شاء الله،
وإلا فلا نفع في جواب غير مرغوب فيه.
وبالله التوفيق.
ـ[سراب]ــــــــ[30 - 03 - 2009, 10:18 ص]ـ
أختي الكريمة نور
سؤالك هو مامعنى كلمة يستجدي
لكن يستجدي فعل وليست كلمة
فأرجوا ذكر الاسم للفعل المطلوب وذلك لتعدد المعاني
وشكراً
ـ[ابوخالد التميمي]ــــــــ[30 - 03 - 2009, 06:55 م]ـ
أختي الكريمة نور
سؤالك هو مامعنى كلمة يستجدي
لكن يستجدي فعل وليست كلمة
فأرجوا ذكر الاسم للفعل المطلوب وذلك لتعدد المعاني
وشكراًأليست الكلمة اسم وفعل وحرف؟
الاستجداء الطلب بخضوع(/)
من معاني جمال المفردة القرآنية.
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[28 - 03 - 2009, 09:47 م]ـ
{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} الأنعام - 153
للكلمة في القرآن الكريم ثقلها المعنوي, فالكلمة تحمل داخلها الرسالة القرآنية الموجهة إلى الروح و العقل, وقد جاء اختيار المفردة القرآنية بدقة عالية تناسب أجواءها المعنوية.
تأملوا هذه الآية بعمق, ولاحظوا دقة اختيار مفردة (السبيل) بصيغة الإفراد للإشارة إلى طريق الحق, واختيار (السبل) بصيغة الجمع للإشارة إلى طرق الضلال, وذلك لأن طريق الحق والطهر واحد أما طرق الباطل فمتعددة ومتفرقة وتؤدي بالإنسان إلى الانحدار والضياع لأنها طرق ملتوية غير آمنة.
لا يمكن أن تحل مفردة محل مفردة أخرى لأن ذلك يؤدي إلى اختلال النظم وفساد المعنى.
ـ[محب البيان]ــــــــ[28 - 03 - 2009, 10:47 م]ـ
كلام راااااااائع جزاك الله كل خير،،،،،
لا تبخل علينا بمثل هذه الدرر ....
ـ[السراج]ــــــــ[29 - 03 - 2009, 08:53 ص]ـ
د. حجي إبراهيم الزويد
شكرا لك.
بل وقدّم كلمة (الصراط) المؤدي (للسبيل)، وكان التقديم داعما للسبيل، وأن هذا الصراط يقود للسبيل المستقيم.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[29 - 03 - 2009, 10:53 ص]ـ
أخي الكريم د. حجي زادكم الله من فضله ..
وهذا الأسلوب نلمحه في كثير من آيات القرآن، فمثلاً نجد استعمال النور مفرد والظلمات وطرق الضلال كثيرة.
جزاك ربي خيراً.
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[29 - 03 - 2009, 11:01 م]ـ
الأخ العزيز محب البيان:
أشكر لكم كلماتكم ومتابعتكم.
رعاكم الله ووفقكم إلى كل خير.
---
الأخ العزيز السراج:
شكرا لحضوركم ولإضافتكم الجميلة.
بارك الله فيكم وبكم.
-----
أخي العزيز أحمد الغنام
أعلى الله في الدارين منزلتكم.
أشكر لكم ما أضافه قلمكم المعطاء.
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[29 - 03 - 2009, 11:43 م]ـ
قد يسأل سائل, أن كلمة السبل وردت بصيغة الجمع في قوله تعالى: {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} المائدة -16
فكيف نوفق بين ما ذكر سابقا وبين هذا الاعتراض؟
الجواب:
{يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} المائدة -16
هذا خطاب خاص.
{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} الأنعام - 153
هذا خطاب عام.
عندما في هاتين الآيتين الشريفتين نجد أن السبيل والسبل قد ذكرتا معا في آية واحدة, ولازم ذلك استخدامها بصيغة الإفراد للإشارة إلى الخط الآمن غير الملتوي الموصل إلى الله سبحانه وتعالى, مقارنة بالسبل الأخرى الملتوية غير الآمنة.
ونجد أيضا تقديم مفردة (الصراط) المؤدي (للسبيل)، فالخطاب القرآني يريد أن يوصل رسالة وهي أن هذا الصراط يقود للسبيل المستقيم.
فالآية التي في سورة المائدة تشير إلى طريقين: طريق الهدى و طريق الضلال, وأن طرق الضلال متعددة.
بينما الآية التي في سورة المائدة تتحدث عن فئة خاصة اتبعوا رضوان الله سبحانه وتعالى, وإن اتباعهم لرضوان الله فتح أمامهم أبوابا واسعة من الخير و مراتب عالية من التكامل, فالسبل في هذه الآية هو طرق الخير نفسها, وهذا نظير قوله تعالى {و الذين اهتدوا زادهم هدى} , فاهتداؤهم إلى طريق الحق - سبيل الحق - أدى أن إلى أن يفتح الله أمامهم طرقا واسعة - سبلا - من الخير والفيض الإلهي, فهو هداية على هداية, وتكامل إلى تكامل, وهي نفسها المعية التي أرادها سبحانه وتعالى بقوله في سورة الحديد: {و هو معكم أينما كنتم} وهي معية الرحمة و العناية الإلهية بالإنسان, فالألطاف الإلهية المتعددة التي يهبها الله لعباده المؤمنين هي سبل, والتي منها إقبالهم على الطاعات التي تعمق اتصالهم بالله سبحانه وتعالى,
(يُتْبَعُ)
(/)
فالطاعات المختلفة سبل أيضا يزداد معها الثواب والقرب من الله.
تأملوا هذه الآية الشريفة مرة أخرى:
{يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} المائدة -16
عند تأملنا للآية الشريفة نجد أن القرآن قد عبر بطريق الضلال بالجمع المثمل في مفردة الظلمات, و عبر عن طريق الحق بالنور, وأكد مرة أخرى بوجود طريق واحد آمن للوصول إليه سبحانه وتعالى - مقارنة بطرق الضلال - في قوله سبحانه وتعالى: {وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}
إن القرآن استخدم الجمع مرة أخرى في الآية الشريفة للإشارة إلى طرق الضلال الملتوية التي أخرج منها من اتبع رضوانه, وإن اتباع هؤلاء الصفوة لرضوان الله يفتح أمامهم سبلا متعددة من الخير و الألطاف الإلهية والعناية الربانية.
قال العلامة الطباطبائي في الميزان:
" و الإتيان بالنور مفردا و بالظلمات جمعا في قوله تعالى: {يخرجهم من الظلمات إلى النور} و قوله تعالى: {يخرجونهم من النور إلى الظلمات} للإشارة إلى أن الحق واحد لا اختلاف فيه كما أن الباطل متشتت مختلف لا وحدة فيه، قال تعالى: "و أن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه و لا تتبعوا السبل فتفرق بكم:" الأنعام - 153. "
وقال أيضا:
قوله تعالى: "و يخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه" في جمع الظلمات و إفراد النور إشارة إلى أن طريق الحق لا اختلاف فيه و لا تفرق و إن تعددت بحسب المقامات و المواقف بخلاف طريق الباطل."
وقال الفخر الرازي في المفاتيح:
لم ذكر الظلمات بصيغة الجمع، والنور بصيغة الواحد؟ فنقول: أما من حمل الظلمات على الكفر والنور على الإيمان، فكلامه ههنا ظاهر، لأن الحق واحد والباطل كثير، وأما من حملها على الكيفية المحسوسة، فالجواب: أن النور عبارة عن تلك الكيفية الكاملة القوية، ثم إنها تقبل التناقص قليلاً قليلاً، وتلك المراتب كثيرة. "
وقال أبو السعود في الإرشاد:
" وجمعُ الظلمات لظهور كثرةِ أسبابها ومَحالِّها عند الناس، ومشاهدتهم لها على التفصيل. "
ـ[سراب]ــــــــ[30 - 03 - 2009, 10:22 ص]ـ
سبحان الله
وجزاك الله خير اخي الكريم(/)
عاجل: طلب لأهل الإختصاص
ـ[جرة قلم]ــــــــ[28 - 03 - 2009, 10:21 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أطلب منكم إخوتي في الله تحليل هذه الأبيات على عجل وفقكم الله لما يحبه ويرضاه ,,,
و قيلَ معالمُ التاريخِ دُكَّت
و قيلَ أصابها تلفٌ و حرقُ
دمُ الثوّار تعرفه فرنسا
و تعلم أنه نورٌ و حقُّ
نصحتُ و نحن مختلفون داراً
و لكن كلّنا في الهم شرقُ
وقفتم بين موتٍ أو حياةٍ
فإن رُمتم نعيم الدهر فاشقوا
و للأوطان في دم كل حرٍ
يدٌ سَلَفت و دينٌ مُستحّقُ
أريد تحليلها تحليلا بلاغياً ونقدياً وأدبياً إن أمكن ( ops
شكراً لمن حرص على مساعدتي مسبقاً ( ops
ـ[جرة قلم]ــــــــ[28 - 03 - 2009, 11:02 م]ـ
أفيدوني ياأهل البلاغه واللغه أرجوكم ,,
ـ[السراج]ــــــــ[29 - 03 - 2009, 08:25 ص]ـ
رأي الفصيح: أن تبدأ أنت في المحاولة، ثم نكون لك عونا بإذن الله ..
ـ[جرة قلم]ــــــــ[29 - 03 - 2009, 08:39 م]ـ
الحمد الله إجتهدت في تحليلها فوفقني الله ,,
شكرا لمن كاد أن يشاركني ,,
شكرا لك أخي السراج ...
ـ[السراج]ــــــــ[02 - 04 - 2009, 09:30 م]ـ
أختي الكريمة ..
إن أردتِ أدرجتِ ما فهمتِ من الأبيات من معانٍ بلاغية نستفيد منها ..
وقد تتعرفي على معانٍ أخرى من الأخوة الكرام هنا ..(/)
واجب
ـ[الحالمه]ــــــــ[29 - 03 - 2009, 01:09 م]ـ
] السلام عليكم
أتمنى أن تساعدوني في استخراج التشبيهات والاستعارات من
هذه الابيات
أسأل الله التوفيق والسعاده لمن يساعدني
1 واحَرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِمُ وَمَن بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ
2 مالي أُكَتِّمُ حُبّاً قَد بَرى جَسَدي وَتَدَّعي حُبَّ سَيفِ الدَولَةِ الأُمَمُ
3 إِن كانَ يَجمَعُنا حُبٌّ لِغُرَّتِهِ فَلَيتَ أَنّا بِقَدرِ الحُبِّ نَقتَسِمُ
4 قَد زُرتُهُ وَسُيوفُ الهِندِ مُغمَدَتٌ وَقَد نَظَرتُ إِلَيهِ وَالسُيوفُ دَمُ
5 فَكانَ أَحسَنَ خَلقِ اللَهِ كُلِّهِمِ وَكانَ أَحسَنَ مافي الأَحسَنِ الشِيَمُ
6 فَوتُ العَدُوِّ الَّذي يَمَّمتَهُ ظَفَرٌ في طَيِّهِ أَسَفٌ في طَيِّهِ نِعَمُ
7 قَد نابَ عَنكَ شَديدُ الخَوفِ وَاِصطَنَعَت لَكَ المَهابَةُ مالا تَصنَعُ البُهَمُ
8 أَلزَمتَ نَفسَكَ شَيئاً لَيسَ يَلزَمُها أَن لا يُوارِيَهُم أَرضٌ وَلا عَلَمُ
9 أَكُلَّما رُمتَ جَيشاً فَاِنثَنى هَرَباً تَصَرَّفَت بِكَ في آثارِهِ الهِمَمُ
10 عَلَيكَ هَزمُهُمُ في كُلِّ مُعتَرَكٍ وَما عَلَيكَ بِهِم عارٌ إِذا اِنهَزَموا
11 أَما تَرى ظَفَراً حُلواً سِوى ظَفَرٍ تَصافَحَت فيهِ بيضُ الهِندِ وَاللِمَمُ
12 يا أَعدَلَ الناسِ إِلّا في مُعامَلَتي فيكَ الخِصامُ وَأَنتَ الخَصمُ وَالحَكَمُ
13 أُعيذُها نَظَراتٍ مِنكَ صادِقَةً أَن تَحسَبَ الشَحمَ فيمَن شَحمُهُ وَرَمُ [/ quote]
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[29 - 03 - 2009, 02:18 م]ـ
الأخت الكريمة، معذرة
الفصيح لا يقدم خدمة حل الواجبات، وقد أدرجتِ نسخة من هذا الموضوع في منتدى الأدب.(/)
بيني الكنايات في النص مع المعاني المبهمة
ـ[الباحثة عن الذات]ــــــــ[29 - 03 - 2009, 09:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأحبة:
هناك تكليف كلفت به ولم أعرف كيفية الإجابة عليه لذا أحببت الاستفاذة منكم ولكم مني أصدق الدعوات
السؤال:
استخرجي المعاني المبهمة في هذه النصوص وبيني ما اعتراها من كنايات وتعرية؟
قال عمرو بن العاص لمعاويه " اني رأيت البارحة في المنام ?ِأن القيامة قد قامت ووضعت الموازين واحضر الناس للحساب فنظرت الي?ِ وانت واقف قد الجم?ِ العرق وبين يدي?ِ صحف ?ِأمثال الجبال
قال معاوية: فهل رأيت فيها شيئا من دنانير مصر
النص الآخر:
قال رجل لعمرو بن العاص: والله لأتفرغن ل?ِ!
قال: هنا لك وقعت في الشغل.
قال: كأنك تهددني! والله لئن قلت لي كلمة لأقولن لك عشرا!
قال: وانت والله لئن قلت لي عشرا لم اقل لك وآحدة(/)
أريد عنوانا مناسبا لورشة الممنوع من الصرف
ـ[مستفيده]ــــــــ[01 - 04 - 2009, 08:41 م]ـ
السلام عليكم,,
سأقوم إن شاء الله بعمل ورشة عمل عن الممنوع من الصرف
واحترت في اختيار عنوان لها يحتوي على سجع
أثاب الله الخير لمن زودني بعنوان مناسب.
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[27 - 04 - 2009, 11:37 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
احتراماً وكرامة ..
إليكِ بعض العناوين التي قد تُفيدك إن شاء الله ..
1 - الممنوع من الصرف في الكلام والحرف
2 - ما يُمنع من الصرف في الكلام والحرف
3 - الكلام الغير مصروف باتباع النهج المعروف
4 - الإشارة إلى ما هو موصوف في الممنوع من الحروف
5 - ما منع من الصرف ووافق عليه العرف
اسأل الله لكِ التوفيق في الدارين إن شاء الله.(/)
تكرار (إذ) ثلاث مرات في آية ما دلالته البلاغية؟
ـ[المحمودي]ــــــــ[01 - 04 - 2009, 11:41 م]ـ
قال تعالى {إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا}
كما قرأنا تكرر (إذ) في الآية 3 مرات، فما هي الدلالة البلاغية لمثل هذا التكرار؟
ـ[الباز]ــــــــ[02 - 04 - 2009, 01:16 ص]ـ
هذه إنارة -و إن لم يكن فيها الجواب الشافي على سؤالك-
جاء في مغني اللبيب:
تلزم إذ الإضافة الى جملة، إما اسمية نحو (واذكروا إذْ أنتم قليل) أو فعلية فعلها ماض لفظاً ومعنى نحو (وإذْ قالَ ربُّك للملائكة) (وإذِ ابتلى إبراهيمَ ربُّه)، (وإذْ غدوتَ من أهلك) أو فعلية فعلها ماض معنى لا لفظاً نحو (وإذْ يرفعُ إبراهيمُ القواعدَ)، (وإذْ يمكرُ بكَ الذين كفروا) (وإذْ تقولُ للّذي أنعمَ اللهُ عليه) وقد اجتمعت الثلاثة في قوله تعالى (إلاّ تنصروهُ فقد نصرهُ اللهُ إذْ أخرجهُ الذين كفروا ثانيَ اثنين إذْ هما في الغارِ إذْ يقولُ لصاحبهِ لا تحزنْ إن الله معنا)
:)
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[02 - 04 - 2009, 02:24 ص]ـ
مايحضرني الآن في (إذ) أنها تأتي في القصص القرآني لتجعل السامع في قلب الحدث، وتطوي كثيرا من الأحداث لتقتنص منها حدثا بعينه فتدل أن بين هذه الأحداث المذكورة أحداثا أخرى لكن السياق قصد إلى حدث بعينه لمناسبته سياق السورة أو للتعقيب عليه.
وللاستزادة ارجع لما كتبه الدكتور أحمد مختار البزرة في تحليل سورة الأنفال وانظر تحليله لوظيفة (إذ) في سياق السورة في كتابه (في إعجاز القرآن، دراسة تحليلية لسورة الأنفال المحتوى والبناء)
والله أعلم(/)
ما الأسلوب البلاغي في البيت التالي
ـ[هشام سليم]ــــــــ[02 - 04 - 2009, 04:53 م]ـ
أرجو من البلاغيين الكرام ان يحددوا لي الأسلوب البلاغي في البيت الشعري التالي وبيان أركانه، يقول علال الفاسي في مدح الفلاّح:
مِنْ مَحَارِيثِهِ على الطِّرْسِ أَقْلا مٌ تَمُدُّ السَّبيلَ إلى الخَيْرِ مَدّاَ
ولكم جزيل الشكر
ـ[مهاجر]ــــــــ[02 - 04 - 2009, 09:53 م]ـ
ولك جزيل الشكر
هل يقال بأنه تشبيه تمثيلي إذ انتزع صورة مركبة من القلم وهو يجري على الورق بمداد العلم لصورة مركبة أخرى هي صورة المحراث وهو يشق الأرض بقنوات الزرع، لجامع الخير في كل منهما: فخير القلم غذاء العقول المعنوي، وخير الحرث غذاء الجسد المادي؟
والله أعلى وأعلم.
ـ[هشام سليم]ــــــــ[03 - 04 - 2009, 01:09 م]ـ
أخي المهاجر أنا يبدو لي ان البيت يشمتل على استعارة إذ يشبه الشاعر المحراث بالقلم
وأرجو من الإخوان البلاغيين أن يفيدوني في ذلك جزاهم الله الف خير.
ـ[هشام سليم]ــــــــ[06 - 04 - 2009, 01:29 م]ـ
مازلت أنتظر ردكم الشافي ومناقشة المثال و إبداء رأيكم في الموضوع مثل ما فعل أخي المهاجر الذي أجدد له الشكر على مبادرته.
ـ[هشام سليم]ــــــــ[14 - 04 - 2009, 07:06 م]ـ
لم أفقد الأمل ولازلت أنتظر، نوروني من فضلكم
ـ[السراج]ــــــــ[15 - 04 - 2009, 07:00 م]ـ
مِنْ مَحَارِيثِهِ على الطِّرْسِ أَقْلا مٌ تَمُدُّ السَّبيلَ إلى الخَيْرِ مَدّاَ
على عجل،
هي فعلا استعارة مكنية حيث شبه الأرض التي يحرثها بالطرس (الورق) والمحراث أقلامه وهو هنا استحضر علاقة القلم بالورقة وما ينتج عنه من خير فكري للناس، هو كذلك في الخير من الأرض.
ـ[هشام سليم]ــــــــ[17 - 04 - 2009, 01:15 ص]ـ
شكرا جزيلا أخي السراج على التوضيح والرد الجميل والشكر موصول مرة ثانية للأخ مهاجر
ـ[الصحبي جعيط]ــــــــ[17 - 04 - 2009, 09:45 م]ـ
مِنْ مَحَارِيثِهِ على الطِّرْسِ أَقْلا مٌ تَمُدُّ السَّبيلَ إلى الخَيْرِ مَدّاَ
لقد قرأت البيت و ما ورد من شرح للصورة البيانية فاختلط لدي من معلومات في فن الاستعارة ...
الاستعارة الواردة في البيت أليست تصريحية ذكر فيها المشبه به و هو الطرس و حذف المشبه و هو الأرض .... و شبه رأس المحراث بالقلم حذف المشبه و ذكر المشبه به
ـ[السراج]ــــــــ[22 - 04 - 2009, 10:58 ص]ـ
نعتذر ..
هي فعلاً استعارة تصريحية (شبه الأرض بالطرس)(/)
طلب .......
ـ[الوجه الملائكي]ــــــــ[03 - 04 - 2009, 12:29 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
لو سمحتم أريد منكم طلب وهو أني أريد أبيات لأبي تمام فيها مقابلة بأنواعها ... ولكم مني جزيل الشكر أريدها خلال هذه اليومين ولكم مني جزيل الشكر ....(/)
العينين .. واللسان والشفتين .. لكن أين ...
ـ[الطائر]ــــــــ[05 - 04 - 2009, 08:10 ص]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
في سورة البلد .. قال تعالى:
أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)
كلنا نعلم أن وسائل الاتصال البشر بمن حولهم
هي الرؤية والنطق والسمع وهي (وسائل الهداية)
هي العينين و (اللسان والشفتين) والأذن ..
لم يذكر الله سبحانه وتعالى وسيلة السمع .. لماذا؟
أرجوا منكم توضيح وجه البلاغة في هذه الآيات ..
وجزاك الله جنات الفردوس ..
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[05 - 04 - 2009, 10:35 ص]ـ
يقول البقاعي: " {له عينين *} يبصر بهما وإلا لتعطل عليه أكثر ما يريد، شققناهما وهو في الرحم في ظلمات ثلاثة على مقدار مناسب لا يزيد إحداهما على الأخرى شيئاً وقدرنا البياض والسواد أو الزرقة أو الشهلة أو غير ذلك على ما ترون، وأودعناهما البصر على كيفية يعجز الخلق عن إدراكها.
ولما قدره سبحانه على ما ينشأ عنه شهوتا تحصيل المليح ونفي القبيح، اتبع ذلك ما ينشأ عنه شهوتا الأمر والنهي وأنواع الكمالات الكمالية فقال: {ولساناً} أي يترجم به عما في ضميره {وشفتين *} أي يستران فاه ويعينانه على الأكل والشرب وعلى النطق بفصاحة وبلاغة على حد معلوم لا يبلغه غيره، فيجتمع له أمره ويصل إلى مقاصد جمة وأهوال مهمة، ولم يذكر السمع لأن الكلام يستلزمه "
ويقول الطاهر ابن عاشور: " والاقتصار على العينين لأنهما أنفع المشاعر ولأن المعلَّل إنكار ظنه إن لم يره أحد. وذِكْر الشفتين مع اللسان لأن الإِبانة تحصل بهما معاً فلا ينطق اللسان بدون الشّفتين ولا تنطق الشفتان بدون اللسان."
فكأن رأي ابن عاشور يقوم على اصطفاء العين من بين الأعضاء لأنها أكثر تأثيرا في الإدارك من السمع، والإنسان بطبعه يميل إلى التصديق بما يرى.
وأما ذكر اللسان والشفتين فبه يكون رجع الأثر.
والله أعلم ونسبة العلم إليه أسلم.
ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[05 - 04 - 2009, 01:52 م]ـ
يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالا لُّبَدًا (6)
أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7)
أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ (8)
وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9)
وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)
نحن الذين خلقنا له عينين يرى بهما
فمن باب أولى أن يعلم بأننا نراه
ونحن الذين خلقنا له لسانا وشفتين يتكلم ويقول بهما
فمن باب أولى أن يعلم بأننا نسمع ما يقول
والله أعلم،
منذر أبو هواش
ـ[الطائر]ــــــــ[10 - 04 - 2009, 11:24 م]ـ
جزاكم الله خير ...(/)
أرجو مساعدتي
ـ[ابنة النيل]ــــــــ[05 - 04 - 2009, 01:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليك ورحمة الله وبركاته
ارجو مساعدتى فى فهم الفارق البلاغى بين قول لله عز وجل فى كتابة العزيز لجملة (تَجْرِي تَحْتِهَا الأَنْهَارُ) وجملة (تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ)
ولكم جزيل الشكر
ـ[مهاجر]ــــــــ[05 - 04 - 2009, 10:07 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ولك جزيل الشكر.
يقول الطاهر بن عاشور رحمه الله:
"وقد خالفت هذه الآية عند معظم القراء أخواتها فلم تذكر فيها (مِنْ) مع (تَحتِها) في غالب المصاحف وفي رواية جمهور القراء، فتكون خالية من التأكيد إذ ليس لحرف (من) معنى مع أسماء الظروف إلا التأكيد، ويكون خلو الجملة من التأكيد لحصول ما يغني عنه من إفادة التقوي بتقديم المسند إليه على الخبر الفعلي، ومن فعل (أعد) المؤذن بكمال العناية فلا يكون المعد إلا أكمل نوعه". اهـ
وقوله رحمه الله: "ويكون خلو الجملة من التأكيد لحصول ما يغني عنه من إفادة التقوي بتقديم المسند إليه على الخبر الفعلي"، معناه، والله أعلم، أن السياق: لكن الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (88) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا.
فيه من التوكيد: تقديم المبتدأ: "الرسول والذين آمنوا" على الخبر الفعلي: "أعد الله"، إذ فيه تكرار المسند إليه: الرسول والذين آمنوا: مرتين: مرة مذكورا صراحة كما في صدر الآية، ومرة مضمرا في: "لهم" في جملة الخبر، إذ لا بد من رابط بين المبتدأ والخبر، وهو هنا: الضمير في جملة الخبر، فينزل منزلة مرجعه إذ هو نائب عنه دال عليه في جملة الخبر، فهذا التكرار فيه من كمال العناية، مع ما ذكره الشيخ، رحمه الله، ما يغني عن التوكيد بـ: "من".
وفي المواضع التي زيدت فيها: "من" يقال بأنها أفادت: ابتداء الغاية، فغاية ابتداء الجريان من تحت الجنان، فضلا عن معناها التوكيدي المستقر، جريا على ما اطرد من كلام أهل العلم: الزيادة في المبنى تدل على الزيادة في المعنى، ولكن، كما تقدم، لما كانت المؤكدات متكاثرة في الآية التي لم ترد فيها: "من": اكتفي بذلك، فلم يحتج السياق إلى التوكيد بها.
والله أعلى وأعلم.
ـ[ابنة النيل]ــــــــ[06 - 04 - 2009, 07:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا جزيلا اخى الكريم
وجزاك الله كل الخير وادخلك فسيح جناته
ان شاء الله(/)
هناك نقص كبير في الشاملة بخصوص كتب اللغة العربية
ـ[عمر خطاب]ــــــــ[05 - 04 - 2009, 04:54 م]ـ
من الملاحظ أن كتب اللغة العربية لم تأخذ من اهتمام القائمين عليها إلا القدر القليل فنرجو من الإخوة المساهمة في رفع كتب اللغة العربية الهامة ومن هذه الكتب:
1 - المطول لسعد الدين التفتازاني
2 - حاشية الدسوقي على شروح التلخيص
3 - الدواوين الشعرية
4 - حاشية الدسوقي على مغني اللبيب
الكتب كثيرة جدا، فمن أراد أن يساعدني في هذا العمل، فأنا مستعد ننسق مع بعض وكل منا يعمل ما يقدر عليه، فنستفيد ونفيد غيرنا
ـ[عمر خطاب]ــــــــ[06 - 04 - 2009, 03:50 م]ـ
أين أنتم يا أهل الفصيح هل من مجيب
وتعاونوا على البر والتقوى
فهذا نوع من التعاون(/)
عاجل أحبتي
ـ[عين الحياة]ــــــــ[06 - 04 - 2009, 10:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
شبكة الفصيح لعلوم اللغة العربية يا أحبتي أعينوني في الآية الكريمة
" ..... دخل معه السجن فتيان ......... "
ما السر البلاغي ورااء تعبير النظم القرآني بكلمة فتيان .. دون رجلان؟
ـ[مهاجر]ــــــــ[07 - 04 - 2009, 12:48 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ذكر أبو السعود، رحمه الله، أنهما كانا مملوكين للملك، فوصف فتى هنا مراد، إذ فيه إشارة إلى مزيد اختصاصهم بالملك فالمملوك قريب من مالكه لكونه يقوم على خدمته، فأحدهم: خبازه، والآخر: ساقيه، وذلك ما دلت عليه رؤياهما، فأحدهما يحمل خبزا تأكل الطير منه، والآخر يعصر خمرا.
وهذا ما حمل يوسف عليه السلام أن يقول للناجي منهما: اذكرني عند ربك، ولو لم يكن فتى للملك ما كان لذلك الطلب فائدة، فإنه لن يطلب ممن لا يلقى الملك أصلا أن يذكره عنده.
والفتى، إن لم تخني الذاكرة، يطلق على المملوك، وإن كان كبير السن، فهو بمنزلة الحقيقة العرفية المقيدة في باب الرق، فيقدم على الحقيقة اللغوية المطلقة لكلمة فتى التي يتبادر إلى الذهن منها صغر السن، فتعليق الحكم هنا على ذلك الوصف دون وصف الرجولة أو الشبيبة ........ إلخ، مئنة من دقة ألفاظ الكتاب العزيز بذكر الوصف الأمثل الذي يصح تعليق الحكم عليه.
والله أعلى وأعلم.
ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[07 - 04 - 2009, 12:58 ص]ـ
ودخل معه السِّجْنَ فَتَيانِ
الفتى بمعنى المملوك، العبد، الغلام، الخادم
قوله عز وجل: ودخل معه السِّجْنَ فَتَيانِ؛ ويجوز أَن يكونا حَدَثين أَو شيخين لأنهما من خدم الملك إذ كانوا يسمون المملوك والعبد والغلام والخادم فتى، ويسمون الجارية والأمة فتاة.
وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: لا يَقولَنَّ أَحدُكم عبدي وأَمتي ولكن ليَقل فَتايَ وفَتاتي أَي غلامي وجاريتي، كأَنه كره ذكر العُبودية لغير الله.
وسمى الله تعالى صاحبَ موسى، عليه السلام، الذي صحبه في البحر فَتاه، فقال تعالى: وإذ قالَ موسى لِفَتاه، قال: لأنه كان يخدمه في سفره، ودليله قوله: آتِنا غَداءنا.
وقال تعالى: ومَن لم يستطع منكم طَوْلاً أَن يَنكح المُحصنات المؤمناتِ فمِمَّا ملَكت أَيمانكم من فَتياتكم المؤمنات؛ المُحصناتُ: الحرائر، والفَتَياتُ: الإِماء. (أنظر اللسان)
والله أعلم،
منذر أبو هواش(/)
أرجو شرح التشبيه والاستعارة والكناية بشكل مبسط؟
ـ[رووز123]ــــــــ[07 - 04 - 2009, 02:28 م]ـ
ارجو شرح التشبيه والاستعارة والكناية بشكل مبسط؟؟ فانا عندي امتحان بعد يومين واجد نفسي غير متمكنة منهم؟؟ ارجو التوضيح .. ولكم جزيل الشكر.
ـ[زينب هداية]ــــــــ[07 - 04 - 2009, 07:40 م]ـ
إليك هديّتي:
التّشبيه علم البيان بور بوينت
http://www.ruowaa.com/vb3/showthread.php?t=26089
__________
الكناية
http://www.ruowaa.com/vb3/showthread.php?t=25958
_____
الاستعارة
http://www.ruowaa.com/vb3/showthread.php?t=26021
___
المجاز المرسَل
http://www.ruowaa.com/vb3/showthread.php?t=26019
____
ولا تنسَي الدّعاء بالخير لصاحبها:
أ / مجدى مختار إبراهيم
مدرّس اللّغة العربيَّة
مصر - المنصورة
ـ[زينب هداية]ــــــــ[07 - 04 - 2009, 07:47 م]ـ
عفوا، عليك التّسجيل بشبكة "رواء الأدبيّة " لكي تتمكّني من رفع الملفّات المرفقة.
إن شئتِ، ضعي عنوان بريدك الإلكتروني لأرسل لك تلك الملفّات.
ـ[رووز123]ــــــــ[08 - 04 - 2009, 08:20 ص]ـ
عزيزتي ( rooze123***********)
ـ[زينب هداية]ــــــــ[09 - 04 - 2009, 12:23 م]ـ
تمّ الإرسال، أخيّتي
ـ[مجدى مختار]ــــــــ[11 - 05 - 2009, 04:03 م]ـ
بارك الله فيكِ أختى الكريمة مريم
وجزاكِ الله خير الجزاء
أخوكِ / مجدى مختار إبراهيم
مدرس اللغة العربيَّة
مصر - المنصورة
ـ[زينب هداية]ــــــــ[23 - 05 - 2009, 12:10 م]ـ
مرحبا بالأستاذ الكريم
بل الشّكر كلّ الشّكر لك أستاذنا(/)
أرجو شرح المحسنات البديعية بشكل سهل ومبسط
ـ[رووز123]ــــــــ[07 - 04 - 2009, 02:33 م]ـ
ارجو شرح المحسنات البديعية بشكل سهل ومبسط (السجع، الجناس ـ، الطباق، التورية، المقابلة) ولكم جزيل الشكر
ـ[زينب هداية]ــــــــ[07 - 04 - 2009, 07:14 م]ـ
المحسّنات المعنويّة: هي الّتي يكون التّحسين بها راجعًا إلى المعنى، وإن كان بعضها قد يفيد تحسين اللّفظ أيضًا والمحسّنات المعنوية كثيرة، من بينها:
الطباق: هو الجمع بين الشيء وضدّه في الكلام، مثل قوله تعالى ? وتحسبهم أيقاظًا وهم رقود ? الكهف: 18.
المقابلة: هي أن يؤتى بمعنيين غير متقابلين أو أكثر، ثم يؤتى بما يقابل ذلك على التّرتيب، مثل قوله تعالى: ? فليضحكوا قليلاً وليبكوا كثيرًا ? التوبة: 82
التّورية: هي أن يُذكر لفظٌ له معنيان؛ أحدهما قريب ظاهر غير مراد، والثّاني بعيد خفيّ هو المراد كقول الشّاعر:
أبيات شعرك كالقصور ولا قصور بها يعوق ... ومن العجائب لفظها حُرّ ومعناها رقيق.
حسن التّعليل: هو أن ينكر القائل صراحة أو ضمنًا علّة الشّيء المعروفة ويأتي بعلّة أدبيّة طريفة تناسب الغرض الذي يقصد إليه.
المشاكَلة: هي أن يُذكر الشّيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبة ذلك الشّيء.
التّوجيه أو الإيهام: هو أن يؤتى بكلام يحتمل، على السّواء، معنيين متباينين، أو متضادّين كهجاء ومديح ليصل القائل إلى غرضه بما لا يؤخذ عليه.
____
المحسّنات اللّفظيّة: هي الّتي يكون التّحسين بها راجعًا إلى اللّفظ أصالة، وإن حسّنت المعنى تبعًا لتحسين اللّفظ، ومن المحسّنات اللّفظية:
الجناس: هو أن يتشابه اللّفظان في النّطق ويختلفا في المعنى ... وهو نوعان:
تامّ: وهو ما اتّفق فيه اللّفظان في أمور أربعة هي: نوع الحروف، وشكلها، وعددها، وترتيبها قال الله تعالى ? ويوم تقوم السّاعة يقسم المجرمون مالبثوا غير ساعة ? الرّوم: 55.
غير تام: وهو ما اختلف فيه اللّفظان في واحد من الأمور الأربعة المتقدّمة.
السّجع: هو توافق الفاصلتين من النّثر على حرف واحد في الآخر، ومثاله قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (اللّهم أعطِ منفقًا خلفًا، وأعط ممسكًا تلفًا).
ردّ العجز على الصّدر: هو أن يجعل أحد اللّفظين المكرّرين أو المتجانسين في اللّفظ دون المعنى، في أوّل الفقرة والآخَر في آخرها، مثل قوله تعالى: ? وتخشى النّاس والله أحقّ أن تخشاه ? الأحزاب: 37.
_____
منقول من:
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%84%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AF%D9%8A%D8%B9
ـ[رووز123]ــــــــ[08 - 04 - 2009, 08:17 ص]ـ
شكرا جزيلا عزيزتي وبارك الله فيك.(/)
اذبحوا بقرة
ـ[محب البيان]ــــــــ[07 - 04 - 2009, 08:43 م]ـ
قال تعالى: ((وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69)))
البقرة في اللغة تطلق على الذكر والأنثى، فذكر البقر هو الثور والأنثى ثورة، ولكن الآيات تدل (حسب فهمي) أن المطلوب ذبحها هي أنثى وليس ذكر، فهل رب العالمين أمرهم بذبح بقرة (ذكر أو أنثى) ثم لما أرداوا أن يشددوا على أنفسهم أمرهم بذبح بقرة أنثى وإن كان كذلك لمَ لمْ يستخدم كلمة ثورة التي تدل على مؤنث البقر،،
ماهي الناحية البلاغية في الآية،، جزاكم الله عنا كل خير
ـ[مهاجر]ــــــــ[07 - 04 - 2009, 09:46 م]ـ
وجزاك كل خير أخي محب البيان.
يبدو، والله أعلم، أنها أنثى، وأن التشديد إنما وقع من كون الأمر قد ورد ابتداء بصيغة النكرة في سياق الإثبات: "بقرة"، فتفيد الإطلاق، الذي يخرج المكلف من عهدته بأي فرد من أفراد العموم، على وزان حديث: (لا نكاح إلا بولي)، فينعقد بأي فرد من أفراد جنس الأولياء، فكذلك كان بإمكانهم الخروج من عهدة الأمر بأي فرد من أفراد جنس البقر، وهذا قد يشهد من جهة أخرى لما ذكرته أخي محب، إذ جنس البقر يعم النوعين: الذكر والأنثى وقرينة التيسير بورود اللفظ مطلقا عن القيد ابتداء يزيد الاحتمال الذي ذكرته صحة، فلما لم يمتثلوا وردت المقيدات لذلك الإطلاق بتتابع سؤالهم، فكل إجابة: قيد يزيد الأمر عسرا بتضييق دائرة الاختيار حتى ضاقت فلم تتسع إلا لبقرة واحدة!.
والله أعلى وأعلم.
ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[07 - 04 - 2009, 11:12 م]ـ
عادة ذبح بقرة أنثى (عجلة لم يحرث عليها ولم تنجر بالنير) عند كل قتل نفس جهل قاتلها بهدف الاستبراء من دمه عادة معروفة عند اليهود، وهي كذلك مثبتة في توراتهم في السفر الرابع (سفر التشريع الثاني "التثنية") في الإصحاح 21. لذلك فإن جنس البقرة كان أمرا محسوما ومسلما به ومفهوما ضمنا لديهم.
(أنظر التحرير والتنوير)
والله أعلم،
منذر أبو هواش
ـ[محب البيان]ــــــــ[08 - 04 - 2009, 08:54 م]ـ
وجزاك كل خير أخي محب البيان.
يبدو، والله أعلم، أنها أنثى، وأن التشديد إنما وقع من كون الأمر قد ورد ابتداء بصيغة النكرة في سياق الإثبات: "بقرة"، فتفيد الإطلاق، الذي يخرج المكلف من عهدته بأي فرد من أفراد العموم، على وزان حديث: (لا نكاح إلا بولي)، فينعقد بأي فرد من أفراد جنس الأولياء، فكذلك كان بإمكانهم الخروج من عهدة الأمر بأي فرد من أفراد جنس البقر، وهذا قد يشهد من جهة أخرى لما ذكرته أخي محب، إذ جنس البقر يعم النوعين: الذكر والأنثى وقرينة التيسير بورود اللفظ مطلقا عن القيد ابتداء يزيد الاحتمال الذي ذكرته صحة، فلما لم يمتثلوا وردت المقيدات لذلك الإطلاق بتتابع سؤالهم، فكل إجابة: قيد يزيد الأمر عسرا بتضييق دائرة الاختيار حتى ضاقت فلم تتسع إلا لبقرة واحدة!.
والله أعلى وأعلم.
جزاك الله خيراً أخي مهاجر،، فأنت توافقني الرأي أن الأمر كان مطلقاً في اختيارهم أحد الجنسين ثم أنهم لما شدودوا على أنفسهم شدد الله عليهم بجنس واحد حتى لم يعد لهم أن يذبحوا إلا بقرة واحدة ..... والله أعلم بمراده ..
ـ[محب البيان]ــــــــ[08 - 04 - 2009, 09:00 م]ـ
عادة ذبح بقرة أنثى (عجلة لم يحرث عليها ولم تنجر بالنير) عند كل قتل نفس جهل قاتلها بهدف الاستبراء من دمه عادة معروفة عند اليهود، وهي كذلك مثبتة في توراتهم في السفر الرابع (سفر التشريع الثاني "التثنية") في الإصحاح 21. لذلك فإن جنس البقرة كان أمرا محسوما ومسلما به ومفهوما ضمنا لديهم.
(أنظر التحرير والتنوير)
والله أعلم،
منذر أبو هواش
جزاك الله خيرا أخي منذر،، ولكن إذا كان الأمر معروفا لديهم، لمَ قالوا لموسى أتتخذنا هزوا؟؟ فظاهر الآية يدل على أن هذه الطريقة لم تكن معروفة لديهم أصلا،، وإلا فما هو تفسيرك للآيه أخي منذر؟
أنتظر جوابك جزاك الله خيرا ..
ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[09 - 04 - 2009, 12:51 ص]ـ
أخي الكريم،
لقد أشرت إلى القصة التوراتية لمجرد الاستدلال على جنس البقرة. وهو الأمر الذي أشارت إليه بعض كتب التفسير، حيث ذكر بعض المفسرين أن (ما) في (ما هي) ليست موضوعة للسؤال عن الجنس، وذلك لأن قوم موسى نزلوا البقرة المأمور بذبحها منزلة فرد من جنس غير معلوم على اعتبار أن جنس البقرة كان معلوما لديهم.
وأما التشريع اليهودي المذكور في التوراة فليس لدي ما يؤكد أو ينفي علاقته الزمنية بهذه القصة، وإن كنت أميل إلى الاجتهاد الذي تفضلتم به فيما يتعلق بهذا التشريع على وجه الخصوص، لأن بعض المفسرين يقولون إن قوم موسى قد استخفوا بالأمر حين ظنوه هزؤا، لاعتبارهم أن الأمر بذبح بقرة للاستبراء من دم قتيل كاللعب.
لست مفسرا، فالقرآن الكريم يجمل ولا يفصل، لأن هدفه التذكير والعبرة، والتفاسير المعتمدة متوفرة فليرجع إليها.
ودمتم
منذر أبو هواش
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[09 - 04 - 2009, 01:02 ص]ـ
قال ابن عباس: "لو ذبحوا أية بقرة لأجزأتهم ولكن شددوا فشدد الله عليهم". وروى ابن مردويه والبزار وابن أبي حاتم بسندهم إلى الحسن البصري عن رافع عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "لو اعترضوا أدنى بقرة فذبحوها لكفتهم ولكن شددوا فشدد الله عليهم" وفي سنده عبادة بن منصور وهو ضعيف وكان النبي صلى الله عليه و سلم ينهي أصحابه عن كثرة السؤال وقال: "فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم"(/)
ما هو رأيكم .. بما ذا نرد عليهم؟
ـ[الطائر]ــــــــ[07 - 04 - 2009, 10:36 م]ـ
:::
قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} [آل عمران: 7].
دائما الفرق الضاله .. يظهرون المتشابهات من كتاب ربنا عز وجل ويقولون: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذا وكذا ..
وهو كذب .. لكنهم لا يصدقون .. ويحتجون
بقوله تعالى: (وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لهم الذي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)
فما هو رأيكم .. بماذا نرد عليهم؟؟؟
ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[07 - 04 - 2009, 11:35 م]ـ
المتشابه وحمل الأوجه
في القرآن آيات متشابهات بهذا المعنى أي حمالة أوجه تحتمل دلالتها على ما يوافق الآيات المحكمة وتحتمل على ما يخالفها فيلتبس المقصود منها على كثير من الناس، ومن رد المتشابهات بهذا المعنى الخاص إلى الآيات المحكمات الواضحات بنفسها تبين له المقصود من المتشابهات وتعين له وجه الصواب، ومن وقف من العلماء عند الآيات المتشابهات ولم يرجع بها إلى المحكمات الواضحات ارتكس في الباطل وضل عن سواء السبيل، كالنصارى في احتجاجهم على أن عيسى ابن الله، يقول الله تعالى فيه: إنه كلمة الله ألقاها إلى مريم وروح منه، وتركهم الرجوع إلى قوله تعالى في عيسى عليه السلام: {إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ} (الزخرف، الآية 59) وقوله: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (آل عمران، الآية 59) وقوله سبحانه: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} {اللَّهُ الصَّمَدُ} {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} (سورة الإخلاص) وقد دل على هذا النوع من التشابه الخاص، والإحكام الخاص، وبين اختلاف الناس في موقفهم منه.
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " القرآن ذلول ذو وجوه فاحْمِلُوهُ عَلَى أحسن وجوهه ".
وفي قوله: " ذلول " تأويلان: أحدهما: أنه مطيع لحامليه حتى تنطلق فيه جميع الألسنة. والثاني: أنه موضع لمعانيه حتى لا تقصر عنه أفهام المجتهدين فيه.
وفي قوله: " ذو وجوه " تأويلان: أحدهما: أن ألفاظه تحمل من التأويل وجوها لإعجازه. الثاني: أنه قد جمع من الأوامر، والنواهي، والترغيب، والتحليل، والتحريم.
وفي قوله: " فاحملوه على أحسن وجوهه " تأويلان: أحدهما: أن تحمل تأويله على أحسن معانيه. والثاني: أن يعمل بأحسن ما فيه، من العزائم دون الرخص، والعفو دون الانتقام. وهذا دليل على أن تأويل القرآن مستنبط منه.
وفي هذا القول إشارة صريحة واضحة إلى تعدد الأوجه في القرآن الكريم، وفيه لذلك رد على المفترين الذين يعترضون على بعض الأوجه النحوية الظاهرية للقرآن الكريم دون الأوجه الأخرى، و يزعُمون أنّهم يستدْرِكون عليها بإيرادِ الوجه الصّحيح، وليس لهم من مرجع في ذلِك إلاّ وجه واحد من الوجوه المتعددة الواردة في اللغة، فيتعلقون بذلك الوجه الوحيد دون مبرر ولا وجه حق، من أجل المغالطة وحدها، وبهدف التدليس وحده.
اتَّخَذَ نحاة العربية النَّصَّ الْقُرْآنِيَّ الْكَريمَ عَلى رَأْسِ الأَدِلَّةِ التي اسْتُنْبِطَتْ مِنْها أَحْكامُ وقواعد النَّحْوِ، وهذا يعني أنّ النّصّ القرآنيّ أقدَمُ من النّحو؛ إذ هو مادّة النّحوِ من حيث الاستشهاد، وهوأكبَر من القواعدِ، والمنطقُ يقضي بأن تُقاسَ عليه القواعدُ وأن تَحْتَكِمَ إليه القواعد، وألاّ يحتكمَ هو إلى القواعدِ. ففي القرآنِ الكَريمِ مادَّةٌ لُغَوِيَّةٌ غنيّةٌ وصحيحَةٌ تُسْتَنْبَطُ مِنْها قَوانينُ النَّحْوِ وَ قَواعِدُهُ وَ أُصولُهُ، وليسَ القرآنُ محمولاً على تلك القواعدِ و لا مُلْزَماً بمُطابَقَة وجوهِه اللغويّة لَها.
- من المقيدات -
ـ[مهاجر]ــــــــ[08 - 04 - 2009, 08:33 ص]ـ
وكما قال الأستاذ منذر: رد المتشابه إلى المحكم كفيل بحل الإشكال فضلا عن كونهم يحملون آي الكتاب المتشابهة على أوجه لغوية بعيدة تجعل القرآن الذي هو البيان الشافي أشبه ما يكون بالألغاز والأحاجي، فيحملونه على معان لا يكاد يعرفها إلا آحاد أهل اللسان، فكيف تقوم حجة بذلك، والحجة لا بد أن تكون مفهمة رافعة للإلباس مزيلة للإجمال، ولو كان ما يقولون حقا لسبقهم إليه أعلم الناس بربه، وأفصحهم لسانا، وأحرصهم على هداية الخلق: النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولعلمه من بعده: الصدر الأول: اهل اللسان الذي نزل به الوحي، فكيف خفي على أولئك الأخيار المتقدمين ما ظهر لأولئك الأشرار المتأخرين؟!.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الطائر]ــــــــ[10 - 04 - 2009, 11:23 م]ـ
جزاكم الله خير .. ووفقكم لما يحب الله ويرضى ..(/)
•.من دقائق اللغة العربية وعجائبها.•.
ـ[أم خليل]ــــــــ[07 - 04 - 2009, 11:31 م]ـ
السلام عليكم
.•. لغتي العربية.•.
لغةٌ حَوت كلَّ الحِكَم
سَادت وكَانت كالعَلم
.• .. • .. •.
جَمعت لنا خيرَ الكَلِم
ظلَّت مناراً للأُمَم
.• .. • .. •.
قد بيَّنت قد فصَّلت
قد زيَّنت خطَّ القلم
.• .. • .. •.
قد فُضلت ببيانها
خضَعت لها لُغة العَجم
.• .. • .. •.
دررٌ تفيضُ بهيّة
قد سطَّرت خيرَ النّعم
.• .. • .. •.
قرآنُ من برأَ النّهى
كم فيهِ من آي ٍوكم
.• .. • .. •.
وهَبت كُنوزاً واعتلت
عرشَ العُلا منذ القدم
.• .. • .. •.
شعَّث ضياءً وازدهت
وتربَّعت فوقَ القِمَم
.• .. • .. •.
تختالُ من حُسنِ البَهاء
سخيةً يا للكرم
.• .. • .. •.
أدبٌ وشعر حكمة
هلاَّ نَهلت من الحِكَم
.• .. • .. •.
شملت بعلم كلّ مص
طلحات معرفةِ الأمم
.• .. • .. •.
أطيارُها قد غرَّد
تالله ما أحلى النَّغم
.• .. • .. •.
ولها انهمار فَصاحة
وكأنه سيلُ العَرِم
.• .. • .. •.
إنْ أعجزتنَا حيلةٌ
فيها جميعاً نعتصم
.• .. • .. •.
وبها نُناجي ربّنا
يا ربّ صُنها يا حَكَم
.•.من دقائق اللغة العربية وعجائبها.•.
ما أجملك أيتها اللغة العربية وما أنضجك، لقد أودع الله فيك أسرارا وحباك حسنا وجمالا وفضلك على باقي اللغات، كيف لا وأنت لغة القرآن الكريم.
ومن ميزات اللغة العربية دقتها في إيراد الكلمات للتعبير عن الأحوال والصفات ...
وبإذن الله سأتناول بعض هذه العجائب والدقائق عبر عدة نقاط أسلط الضوء في كل نقطة على جانب منها ,,
مع العلم أن الموضوع منقول بتصرف
ـ[أم خليل]ــــــــ[07 - 04 - 2009, 11:33 م]ـ
(1) تفرق العرب في الشهوات فيقولون:
فلان جائع إلى الخبز،
قَرِم إلى اللحم،
عَطْشان إلى الماء،
عَيْمان إلى اللّبن،
بَرِد إلى التمر،
جَعِم إلى الفاكهة،
شَبِق إلى النكاح.
ـ[محب البيان]ــــــــ[08 - 04 - 2009, 12:03 ص]ـ
جميل جدا،،،،،، أختي ننتظر المزيد،، جزاك الله خيرا ..
ـ[أم خليل]ــــــــ[08 - 04 - 2009, 11:09 م]ـ
و جزاكم مثله,,
ـ[أم خليل]ــــــــ[08 - 04 - 2009, 11:12 م]ـ
(2) يفرقون في الأوطان فيقولون:
وطن الإنسان،
وعطن البعير،
وعرين الأسد،
ووجار الذئب والضبع،
وكناس الظبي،
وعش الطائر،
وقرية النمل،
وكور الزنابير،
ونافقاء اليربوع.
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[09 - 04 - 2009, 09:34 ص]ـ
جزاك الله أم خليل على هذه الدقائق اللطيف
لكن فيما يتعلق بالوجار، ورد في لسان العرب معنى أوسع وهوجحر الضبع والثعلب والأسد والكلب والذئب.
ـ[أم خليل]ــــــــ[09 - 04 - 2009, 09:25 م]ـ
جميل,,
بارك الله فيكم و جزاكم خيرا على الإضافة ..
و نتمنى من من كل من لديه ما يضيف ألا يبخل به -مشكورا- ..
ـ[أم خليل]ــــــــ[09 - 04 - 2009, 09:30 م]ـ
(3) ويقولون لما يضعه الطائر على الشجر:
وكر،
فإن كان على جبل أو جدار فهو: وكن،
وإذا كان في كن فهو: عش،
وإذا كان على وجه الأرض فهو: أفحوص،
والأدحى للنعام خاصة.
ـ[أم خليل]ــــــــ[09 - 04 - 2009, 09:34 م]ـ
(4)
الصَّباحة في الوجه،
الوَضاءة في البَشرة،
الجمال في الأنف،
الملاحة في الفم،
الحلاوة في العينين،
الظَّرْف في اللسان,
الرّشاقة في القدّ،
الّلباقة في الشمائل،
كَمال الحسن في الشعر.
ـ[أم خليل]ــــــــ[09 - 04 - 2009, 09:42 م]ـ
(5) ويفرقون في الضرب فيقولون:
للضرب بالراح على مقدم الرأس: صقع
، وعلى القفا: صفع،
وعلى الوجه: صك،
وعلى الخد ببسط الكف: لطم،
وبقبضها: لكم،
وبكلتا اليدين: لدم،
وعلى الذقن والحنك: وهز،
وعلى الجنب: وخز،
وعلى الصدر والبطن بالكف: وكز،
وبالركبة: زبن،
وبالرجل: ركل،
وكل ضارب بمؤخره من الحشرات كلها كالعقارب: تلسع،
وكل ضارب منها بفيه: يلدغ.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[09 - 04 - 2009, 09:49 م]ـ
بداية أشكرك أختي الكريمة على التنويه بأن الموضوع منقول، لكن ما فائدة التكرار ما دام الموضوع منقولا من الفصيح؟ أليس من الأولى أن يُحيا الموضوع القديم؟
من دقائق اللغة وعجائبها هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=30527&highlight=%CF%DE%C7%C6%DE+%C7%E1%E1%DB%C9+%E6%DA%CC%C7%C6%C8%E5%C7)
ـ[أم خليل]ــــــــ[09 - 04 - 2009, 09:59 م]ـ
بارك الله فيكم
أنا لم أنقله من الفصيح و لم أدر و الله أنه موجود هنا إلا الآن بعد أن أشرتم لذاك
و إنما نقلته من منتدى آخر ..
و بإمكانكم حذفه -مشكورين -ما دام موجودا!!
ـ[أبو طارق]ــــــــ[09 - 04 - 2009, 10:19 م]ـ
جهدٌ مشكور أخية
و بإمكانكم حذفه -مشكورين -ما دام موجودا!!
ليت أبا همام يدمجه مع موضوعه
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[09 - 04 - 2009, 10:25 م]ـ
بارك الله فيكم
أنا لم أنقله من الفصيح و لم أدر و الله أنه موجود هنا إلا الآن بعد أن أشرتم لذاك
و إنما نقلته من منتدى آخر ..
و بإمكانكم حذفه -مشكورين -ما دام موجودا!!
أختي الكريمة بارك الله فيك، لا تثريب عليك، ما ذكرتُه فقط للتذكير، ولم أكن أعرف أن الموضوع منتشر بهذا الكم في المنتديات، لقد نقلتُه من الكتب بعد أن قدمتُ له مقدمة سريعة.
فوجئتُ عندما رأيت كثيرا من المنتديات قد نقلت الموضوع بحرفيته دون تغيير حتى في التقديم الذي كتبتُه في عجالة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم خليل]ــــــــ[10 - 04 - 2009, 12:15 ص]ـ
تقبل الله جهدكم
و أفضل حذفه,,
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[10 - 04 - 2009, 09:03 ص]ـ
لا أرى حذفه، أختي، لأن من لم يتمكن من قراءته في موضوع أستاذنا أبي همام فليقرأه عندك.
كم من الناس انضموا حديثا للفصيح! وكم منهم لا يبحث في الموضوعات! وإنما يقرأ الجديد في الصفحة الأولى فقط.
امضي ولا تثريب عليك كما قال أستاذنا أبو همام.
ـ[محمد هاني صالح]ــــــــ[11 - 04 - 2009, 08:36 م]ـ
رائع جدا أخي الفاضل زادك الله علما وورعا
ـ[محمدالبقمي]ــــــــ[14 - 04 - 2009, 03:12 م]ـ
وفقك الله ام خليل وننتظر اكثر من تللك المعلومات الجميله
ـ[ايمن احمد جاويش]ــــــــ[23 - 04 - 2009, 01:34 ص]ـ
جزاك الله خيراً وكفاك شراً بارك الله فبك(/)
ولكم في القصاص حياة ... بماذا نرد؟
ـ[القبندي]ــــــــ[08 - 04 - 2009, 01:37 م]ـ
سؤال للأخوة الافاضل الذين لديهم علم بالبلاغة:
لو اردنا أن نثبت بأن قوله تعالى: (ولكم في القصاص حياة) ... هو أبلغ وافصح من عبارة: (اقتصوا تحيوا).
فماذا نقول؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[مهاجر]ــــــــ[09 - 04 - 2009, 06:53 ص]ـ
وجزاك خيرا أيها الكريم.
هذه محاولة تحتاج مراجعة وإتماما.
قد يقال:
الجملة الاسمية آكد في الدلالة على الثبوت والاستمرار من الجملة الفعلية، فهي بمنزلة الخبر الذي يراد به إنشاء الإلهاب والتهييج على امتثال حكم الشارع، عز وجل، ببيان منفعته، وهي: حفظ الحياة، فالجملة بمنزلة التعليل العقلي الصريح للحكم، ومعرفة علة الحكم مما يزيد السامع حرصا على امتثاله، فذلك بمنزلة معرفة الحق بدليله، والدليل هنا: نصي يخاطب العقل ببيان العلة كما تقدم. وذلك مما تتسم به الجملة الفعلية: (اقتصوا تحيوا)، أيضا، ولكن دلالة الخبر المراد به الإنشاء على امتثال الحكم آكد من دلالة الإنشاء أو الأمر الصريح.
ويقال أيضا: في الجملة الاسمية تصرف بتقديم ما حقه التأخير وذلك أيضا من المؤكدات، وفيها النص على الحياة تنكيرا يفيد التعظيم: "حياة"، وذلك مما لا يتوافر في الجملة الفعلية، فإن الغرض الذي من أجله شرع القصاص وهو حفظ النوع الإنساني أو: "الحياة" بردع من تسول له نفسه التعدي عليها ظلما وعدوانا، قد جاء النص عليه في الآية يما يزيده قدرا في نفس السامع، بتنكيره على التفصيل المتقدم، وذلك مما لا يوجد في الجملة الفعلية.
ومثل ذلك يقال في لفظ: "القصاص" فـ: "أل" الجنسية فيه آكد في الدلالة على جنس القصاص من الفعل، إذ الفعل مشتق من المصدر، فدلالته على معنى الحكم: دلالة تضمن، إذ يدل على المعنى وزمن الحدوث، وهو في فعل الأمر: المستقبل، بخلاف المصدر الصريح: "القصاص" فإن دلالته على معنى الحكم: دلالة مطابقة، فهو لا يدل إلا على المعنى إذ لا دلالة زمنية له، ودلالة المطابقة أقوى من جهة الدلالة على المعنى من دلالة التضمن لاقتصارها على المعنى المراد فقط دون أن تزاحمها دلالة أخرى على زمن حدوث، أو ذات محدِثة للفعل.
وفي قوله تعالى: (ولكم): نوع تلطف مع المخاطب فالحكم ما شرع إلا من أجلكم، بخلاف الأمر الصريح: "اقتصوا".
يقول أبو السعود رحمه الله:
" {وَلَكُمْ فِي القصاص حياة} بيانٌ لمحاسِنِ الحُكم المذكور على وجهٍ بديعٍ لا تُنال غايتُه حيث جُعل الشيءُ محلاً لضِدِّه، (القتل قصاصا سبب للحياة)، وعُرِّف القصاص ونُكِّر الحياةُ ليدل على أن في هذا الجنس نوعاً من الحياة عظيماً لا يبلُغه الوصفُ وذلك لأن العلمَ به يردَعُ القاتلَ عن القتل فيتسبَّب لحياةِ نفسَيْن، ولأنهم كانوا يقتُلون غيرَ القاتل والجماعةَ بالواحد فتثورُ الفتنةُ بينهم، فإذا اقتُصَّ من القاتل سلِم الباقون فيكون ذلك سبباً لحياتهم". اهـ بتصرف.
والله أعلى وأعلم.
ـ[لغة الروح]ــــــــ[16 - 04 - 2009, 01:13 م]ـ
أحب أن أضيف بعد أذنكم أن:::إيجاز القصر زاد في بلاغة هذه الآيه ...
ـ[عماد كتوت]ــــــــ[16 - 04 - 2009, 01:40 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته:
عزيزي القبندي، ورد في مناهل العرفان للشيخ عبد العظيم الزرقاني في معرض التدليل على البلاغة القرآنة مقارنة بين قول العرب (القتل أنفى للقتل) وقوله تعالى (ولكم في القصاص حياة) وأخذ من الآية جملة (القصاص حياة) وعقد مقارنة بينها وبين قول العرب، ويمكنك الرجوع إلى ما أورده الشيخ في هذا المجال، ففيه فوائد جمة.
ـ[السراج]ــــــــ[22 - 04 - 2009, 11:19 ص]ـ
أدعوكم لقراءة كلمة:
(كلمة مؤمنة في رد كلمة كافرة)
لمصطفى الرافعي
فيها رد شاف كاف، حول ذلك ..(/)
صور ..
ـ[رؤى لجين]ــــــــ[08 - 04 - 2009, 08:10 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
القلوب تعانق القلوب في موقف مؤثر و الأبصار ترنو إلى السماء متضرعة
العبارات الملونة وددت لو يتم توضيح الصور فيها
ـ[مهاجر]ــــــــ[08 - 04 - 2009, 11:31 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هذه محاولة تستلزم مراجعة وإتماما:
القلوب تعانق القلوب: استعارة تصريحية في فعل العناق الحسي الذي استعير للتآلف المعنوي، وهي تبعية لأنها وقعت في الفعل المشتق: "تعانق".
وقد يقال بأن في نسبة التضرع إلى الأبصار: مجاز إسنادي، عند من يقول بالمجاز، إذ المتضرع هو صاحب البصر لا نفس البصر.
والله أعلى وأعلم.(/)
الزيادة في حروف القران
ـ[*أنين الصمت*]ــــــــ[08 - 04 - 2009, 09:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد مراجع حول بحث عن (الزيادة في حروف القران)
سواء مواقع أو كتب
وشكرا لكم
ـ[منصور مهران]ــــــــ[08 - 04 - 2009, 10:12 م]ـ
كتاب: (زيادة الحروف بين التأييد والمنع)
الدكتورة هيفاء عثمان عباس فِدا
دار القاهرة - القاهرة - 1421 = 2000 م
وفي قائمة المراجع ما يعين على معرفة المزيد.
ـ[*أنين الصمت*]ــــــــ[08 - 04 - 2009, 10:38 م]ـ
وهل يوجد رابط لتحميل الكتاب
وشكرا(/)
طلب
ـ[كوشة منكوشة]ــــــــ[09 - 04 - 2009, 01:07 ص]ـ
أريد من الأعضاء الكرام أسئلة بلاغة للصف الأول الثانوي ف 2 (بنات) وشكرا(/)
أتمنى ممن يعرف أن يفيدني بسرعة
ـ[محمدين]ــــــــ[09 - 04 - 2009, 07:04 م]ـ
اريد ممن يعرف تفعيلة هذا البيت و التقطيع العروضي ومن اي بحر هو
كلما رابك مني رائب * ويعلم الجاهل مني ما علم
وجزاك الله عني خير الجزاء(/)
نوادر التراث (فن تلوين الخطاب)
ـ[اليافع]ــــــــ[12 - 04 - 2009, 09:05 ص]ـ
تلوين الخطاب لابن كمال باشا
دراسة وتحقيق وإعداد: د. عبد الخالق بن مساعد الزهراني
الأستاذ المشارك في كلية اللغة العربية
المقدمة
الحمد لله حمداً طيباً كثيراً مباركاً فيه، كما يحب ربنا ويرضى، والصلاة والسلام على صفوة خلق الله سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه: أما بعد:
فإن الله قد هيّأ للغة العربية رجالاً، سبروا أغوارها العميقة، وفهموا أسرارها، واستخرجوا دررها، وتنافسوا في خدمتها، فملأت مؤلفاتهم الصحائف، وانتشرت في مشارق الأرض ومغاربها، وبين الحين والآخر نجد مؤلّفاً قشيباً، نفض عنه غبار النسيان، فبدأ بهيّ الطلعة، وليد اللحظة، تتطلع إليه الأنظار، وتهفو إليه الأفئدة، ومع هذا الدأب في إخراج كنوز التراث، والجهد المتواصل في تحقيقها، فما زالت المكتبات تخبّئ في زواياها نفائس، تضنّ بها على محبيها، والمتعطشين إلى ورود حياضها، على الرغم من سعيهم الحثيث إليها، وتنقيبهم الدؤوب عنها في كلّ مكان.
و"تلوين الخطاب" من نفائس المخطوطات، رسالة صغيرة الحجم، جليلة القدر، عثرت على مصورتين منها في مكتبة المخطوطات بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وهي للعالم المشهور ابن كمال باشا رحمه الله تعالى.
وقد أغراني عنوانها، فهو عنوان جذاب، ينبئ عن اختيار أديب بارع، وعالم متمكن، وحين قلّبت صفحاتها، وجدتها رسالة قيّمة، حقيقة بأن يبذل فيها الجهد والوقت، وقد عثرت على مصوّرتين لها، فشرعت في نسخها، ومقابلة نُسختيها، وحين استعصى عليّ اختيار إحدى النسختين أصلاً عمدت إلى اختيار ما أراه صواباً منهما، وما ترجّح لديّ من خلال قرائن السياق، وأثبت في الهامش ما يخالفه.
وإذا تبيّن لي أنّ في النسختين خطأ ظاهراً، فإنَّني أجعل ما أراه صواباً في المتن وأضعه بين معكوفتين، وأذكر في الهامش ما هو موجود فيهما، وإن كان ما أظنَّه خطأ منقولاً عن أحد المصادر، فإني أستعين بهذا المصدر في التصويب، فأجعل الصواب في المتن، وأذكر في الهامش ما يخالفه.
وقد خدمت النصّ؛ فخرّجت الآيات القرآنية الكريمة التي وردت فيه، فبينت سورها وأرقامها، وخرّجت الأبيات الشعريّة وعزوتها إلى أصحابها، وذكرت مصادرها في الهامش.
وتتتبعت الأقوال التي أوردها المؤلف، فعزوتها إلى أصحابها، ووثّقتها من مؤلفاتهم، سوى نقلين لم أجدهما في المصادر التي أشار المؤلف إلى أنه نقلهما عنها، ونبّهت على ذلك في موضعه من الرسالة.
كما أنه نقل عن الكشف مرتين، والكشف لا يزال مخطوطاً، وقد بحثت عنه في المدينة فلم أجده، وسألت بعض المهتمين بكتب التفسير فلم أجد له خبراً لديهم، ولذا فقد اكتفيت بالتوثيق من حاشية الشهاب الخفاجي على تفسير البيضاوي لأن الشهاب ينقل عن الكشف كثيراً في حاشيته هذه.
وجعلت مدخلاً قبل الرِّسالة، تحدثت فيه عن المؤلف؛ مولده، ونشأته، وطلبه للعلم، ومؤلفاته، وأعماله، ووفاته.
واتضح لي جهده وكفاحه في سبيل تحصيله العلم، حتى أصبح عالماً لا يجارى، يتبوأ أعلى المناصب العلمية في عصره، ويخلّف ثروة كبيرة من المؤلفات في كثير من الفنون.
وتحدثت - أيضاً - عن الرِّسالة؛ فبيّنت عنوانها ووثّقت نسبتها إلى مؤلفها، وعرضت محتواها، وبيّنت قيمتها العلميّة، فذكرت ما فيها من مزايا وحسنات، والمآخذ التي ظهرت لي.
ثم قدّمت وصفاً للنسخ المخطوطة التي اعتمدت عليها في التحقيق وأوردت نماذج منها. ولا يخفى ما في تحقيق المخطوطات من مشقة وعناء، ولا يقدّر ذلك حقّ قدره إلا من مارسه، ورأي الجهد الذي يتكبّده الباحث في سبيل إقامة عبارة أو تصحيح كلمة، أو تخريج بيت، أو توثيق نقل ... وغير ذلك مما يعترض الباحث من عقبات يقف أمامها الساعات الطّوال حتى ييسّر الله له تجاوزها.
وكل جهد مهما عظم في عين صاحبه، يكون يسيراً وينقلب متعةً حين تتحقّق الفائدة المرجوّة من ورائه، وأسأل الله عز وجل أن ينفع بهذا الجهد، وأن يجعله لبنة بنّاءة في خدمة اللغة العربية، لغة القرآن الكريم، وأن يجعلنا جنداً مخلصين في سبيل إعلائها والمحافظة عليها، إنه سميع مجيب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه.
التعريف بالمؤلف [1]
اسمه ونسبه:
(يُتْبَعُ)
(/)
هو: أحمد [2] بن سليمان بن كما باشا، الملقب شمس الدين.
اشتهر بابن كمال باشا. تركي الأصل، مستعرب.
حياته:
كانت لأسرته مكانة عالية إضافة إلى ما عرفت به من علم وفضل فقد كان جدّه من أمراء الدولة العثمانية، ولذا فقد نشأ ابن كمال في بيت جاهٍ وسلطان، وهذا يجعل حياته مرفّهة ومنعمّة، ولكنه التحق بالجيش وهو شاب، فكان لهذا أثر في تكوين شخصيته، من حرصٍ على الوقت، وجدٍّ، وتحمّلٍ للشدائد، والصبر على الصعوبات.
وأراد الله له الخير والذّكر الحسن، فرأى منظراً صرفه عمّا هو فيه من عملٍ إلى طلب العلم، وقد وصف ذلك المنظر، فذكر أنه كان مسافراً مع السلطان بايزيد خان ووزيره إبراهيم باشا، ثم صادف أن كان في حضرة الوزير أمير ليس في الأمراء أعظم مكانةً منه؛ لا يتصدّر عليه أحد من الأمراء، وبينما ابن كمال في هذا الموقف العسكري، الذي يقف فيه كل إنسان عند حدود رتبته، ولا يتطلّع إلى أعلى منها؛ إذا هو يشاهد رجلاً رثّ اللباس؛ لا تدلّ هيئته على علوّ منزلة، يخطو خطوات واثقة، فيتصدّر المجلس، ويتبوأ مكاناً أعلى من الأمير، فتدخل الدهشة والحيرة نفس ابن كمال، ويتساءل: لماذا لم يمنعه أحد؟! ولماذا رضي الأمير بهذا الأمر؟! وهمس إلى بعض رفقائه: من هذا الذي تصدّر على مثل هذا الأمير؟!.
فأخبره: إن هذا عالم، يقال له: المولى لطفي.
ولكن ابن كمال لم يقتنع بهذا الجواب، فهو لا يزال يزن الأمور بميزان مادّيّ بحتٍ، ولذا فقد سأل رفيقه أيضاً: كم وظيفته؟ أي ما مقدار ما يتقاضاه من الأجر؟ فأجابه رفيقه: ثلاثون درهماً. ويدهش دهشة كبيرةً، لهذه المكانة التي أتيحت لهذا الرجل؛ إذ كيف يقدّم على الأمير ووظيفته بهذا المقدار الضّئيل؟
ولكن رفيقه بيّن له حقيقة الأمر، فقال:
العلماء معظّمون لعلمهم، فإنه لو تأخّر لم يرض بذلك الأمير ولا الوزير.
وكان له في هذا القول تفكير وتأمّل، دفع به إلى طلب العلم، فهو يريد علوّ المنزلة، ولا يمكن أن يصل إلى منزلة الأمير، ولكنه لو طلب العلم، فأصبح عالماً، فإنّه سيصل إلى منزلة أعلى، ولهذا فقد قرّر أن يكون تلميذاً؛ وكانت هذه بداية انطلاقه نحو تحصيل العلوم المتنوّعة، وبذل في سبيلها أقصى جهده، ووجّه كلّ طاقاته، فحصل له خير كثير، وجمع فنوناً عديدةً، برع فيها كلها وقد وصفه صاحب الشقائق النعمانية وصفاً رائعاً حين قال: "كان رحمه الله تعالى من العلماء الذين صرفوا جميع أوقاتهم إلى العلم، وكان يشتغل به ليلاً ونهاراً، ويكتب جميع ما لاح بباله .. وقد فتر الليل والنهار ولم يفتَّر قلمه" [3].
وأثمر هذا الجهد عن مكانة عالية، وعلم متدفّق، جعلت ابن كمال باشا يتولّى التدريس في عدد من المدارس، حتى وصل إلى أرقاها؛ فدرّس في مدرسة علي بك بمدينة أدرنة، ثم بمدرسة أسكوب، ثم درّس بإحدى المدارس الثمان [4]، ثم بمدرسة السلطان بايزيد بأدرنة.
وتولّى بعد ذلك القضاء بأدرنة. ثم قضاء العسكر الأناضولي. وانتهى به المطاف ليستقرّ في الإفتاء بالقسطنطينية إلى أن توفي سنة 940هـ[5] رحمه الله تعالى.
مؤلفاته:
كان ابن كمال باشا باحثاً موسوعياًّ، خاض غمار التأليف في فنون شتّى، ولو تصفّحنا عناوين مؤلفاته التي ذكرت في المصادر لوجدناه عالماً فذاًّ محيطاً بكثير من العلوم، فقد صنّف في: التفسير، والفقه، والفرائض، والأصول، وعلم الكلام، والبلاغة، واللغة، ولم يقف عند التأليف بالعربيّة، ولكنه ألّف بالفارسيّة والتركيّة، كما كان بارعاً في النظم والإنشاء أيضاً، فهو رجل موهوب، وقد وهب نفسه للعلم، فأثمر جهده عن حصيلة متميّزة، وليس من اليسير حصر مؤلفاته، خاصة أنه كان يعمد إلى اختيار الموضوعات الدقيقة، فيصنف فيها، ولذا كثرت رسائله، فقال عنه صاحب الشقائق "وصنّف رسائل كثيرة في المباحث المهمّة الغامضة، وكان عدد رسائله قريباً من مائة" [6]. وشبّهه د/ناصر الرشيد في كثرة تأليفه "بالسيوطي وابن الجوزي وابن حزم وابن تيمية ممن اشتهر في تاريخ الإسلام بكثرة التأليف" [7].
وسأشير هنا إلى ما وقفت عليه من مؤلفاته:
1 - أسرار النحو. وقد حققه د. أحمد حسن حامد [8].
2 - إصلاح الإيضاح، أو إيضاح الإصلاح [9] في الفقه وهو شرح لمتن للمؤلف.
3 - تاريخ آل عثمان [10].
4 - تجريد التجريد [11] في علم الكلام.
5 - تغيير التنقيح [12] في الأصول وهو شرح لمتن للمؤلف.
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - تفسير القرآن العزيز [13].
وقد حقق الباحث يونس عبد الحي ما سورتي الفاتحة والبقرة منه في رسالة علمية لنيل درجة الماجستير من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وذكر أن هذا التفسير من أول سورة الفاتحة إلى نهاية سورة الصافات.
7 - حواشٍ على التلويح [14].
8 - حواشٍ على التهافت للمولى خواجة زاده [15].
9 - حواشٍ على شرح المفتاح للسيد الشريف [16].
10 - حواشٍ على الكشاف [17].
11 - رجوع الشيخ إلى صباه [18].
12 - شرح بعض الهداية [19].
13 - شرح مشكاة المصابيح [20].
14 - شرح مفتاح العلوم للسكاكي [21].
15 - طبقات الفقهاء [22].
16 - طبقات المجتهدين [23].
17 - كتاب في الفرائض [24] وهو شرح لمتن للمؤلف.
18 - محيط اللغة [25].
19 - المهمات في فروع الفقه الحنفي [26].
وله عدد من الرسائل طبع منها مجموعة تضم ستاً وثلاثين رسالة [27]، ومنها مجموعة مخطوطة تضم ثماناً وعشرين رسالة في الخزانة التيمورية، ومجموعة خطيّة أخرى في أربع وعشرين رسالة فيها أيضاً [28].
ومن الرسائل التي نشرت - فيما وقفت عليه:
1 - رسالة في تحقيق معنى كاد.
2 - رسالة في تحقيق التغليب.
3 - رسالة أن التوسع شائع.
4 - رسالة في تحقيق المشاكلة.
5 - رسالة في رفع ما يتعلق بالضمائر من الأوهام [29].
6 - رسالة في الفرق بين "من" التبعيضية و"من" التبيينية.
7 - رسالة في بيان ما إذا كان صاحب علم المعاني يشارك اللغوي في البحث عن مفردات الألفاظ [30].
8 - رسالة في تحقيق تعريب الكلمة الأعجمية [31].
9 - التنبيه على غلط الجاهل والنّبية [32].
10 - رسالة في الكلمات المعرّبة [33].
11 - رسالة في بيان الأسلوب الحكيم [34].
12 - المزايا والخواص في الأسلوب البلاغي [35].
13 - تحقيق معنى النظم والصياغة [36].
وهذا ما استطعت أن أصل إليه، وهناك من الباحثين من ذكر أن عدد رسائله تفوق ما ذكره صاحبا الشقائق والكواكب السائرة فقد ذكرا أن رسائله قريبة من مائة رسالة، بينما أشار د. محمد حسين: أبو الفتوح إلى أن لابن كمال باشا "عدة رسائل في اللغة، قيل إنها تزيد على ثلاثمائة رسالة في اللغة" [37].
وهذا تراث ضخم أسأل الله أن يدلّ الباحثين على مواطنه كي يخرجوه إلى اللغة العربية ليفيدوا منه، وينهلوا من معينه.
التعريف بالرِّسالة:
عنوانها - توثيق نسبتها إلى المؤلف - بيان محتواها - قيمتها العلميّة - المآخذ عليها
عنوانها:
لم أجد صعوبة في تحديد عنوان الرِّسالة، لأنّ المؤلّف نصّ عليه في مقدمّته، فقال: "وبعد فهذه رسالة مرتّبة في بيان تلوين الخطاب، وتفصيل شعبه .... ".
ووجدت في إحدى النسخ التي اعتمدتها عنواناً بارزاً هو: "رسالة تلوين الخطاب".
وذكر هذا العنوان - أيضاً - الباحث يونس عبد الحي ما، فقال: "رسالة في الالتفات، وتسمّى برسالة في تلوين الخطاب" [38].
وإن كان قد وهم في جعلها في الالتفات، لأن المؤلّف نصّ على أنها في تلوين الخطاب، والالتفات إحدى شعبه.
توثيق نسبتها إلى المؤلف:
رسائل ابن كمال باشا كثيرة ومتنوّعة، ولذا كان المترجمون له يذكرون أنّ له رسائل كثيرةٌ وقد تربو على الثلاثمائة عند بعضهم [39].
وأمام هذا العدد الهائل من الرسائل أحجم الباحثون عن تتبُّعها وبيان عناوينها وفنونها، واكتفوا بذكر ما اطلعوا عليه منها فقط، حتّى هيّأ الله باحثاً جادّاً، تتبّع مصنّفات ابن كمال جميعها، وفصّل فيها، فذكر عناوينها وموضوعاتها، وهو الباحث: يونس عبد الحي ما، وقد أورد مصنفات المؤلف
باللغة العربية في (44) صفحة [40] وهذا جهد يُشكر عليه، وتتبّع دقيق يحمد له.
وكان ممّا أورده من هذه المصنّفات، الرِّسالة التي نحن بصددها، وقد أسماها:
- رسالة في الالتفات، وتسمّى برسالة في تلوين الخطاب [41].
ومن عرف أسلوب ابن كمال باشا، أو قرأ بعض رسائله، فإنه لن يجد مشكلة في معرفة ما هو له، أو ليس له من الرسائل، فمما يميّز رسائله، أنه درج على نمط معين في التعريف بموضوعها، إذ يقول بعد التحميد: "فهذه رسالة رتبناها"، أو "فهذه رسالة مرتبة في .. "
وانظر ما قاله في الرسائل الآتية:
- وبعد فهذه رسالة مرتّبة في وضع كاد وتوضيح طريق استعماله [42].
- وبعد فهذه رسالة رتّبناها في تحقيق المشاكلة وتفصيل ما يتعلق بها .. [43].
- وبعد فهذه رسالة رتبناها في رفع ما يتعلق بالضمائر من الأوهام .. [44].
(يُتْبَعُ)
(/)
- وبعد فهذه رسالة رتّبناها في تحقيق معنى النظم والصياغة .. [45].
وهنا نجد أنّ هذه الرسالة تسير وفق ما ألفناه من قبل في الرسائل السابقة فقد جاء فيها:
- وبعد فهذه رسالة مرتّبة في تلوين الخطاب وتفصيل شعبه ....
وممّا يوثّق نسبة الرِّسالة إلى صاحبها، أننا نجد علماء يكثر دورانهم في
رسائله، ينقل عنهم، أو يناقشهم ويعترض عليهم، وهؤلاء هم:
1 - الزمخشري، ويشير إليه كثيراً بقوله: صاحب الكشاف [46].
2 - صاحب الكشف [47].
3 - البيضاوي [48].
4 - الشريف الفاضل [49].
5 - الفاضل التفتازاني [50].
6 - صدر الأفاضل في ضرام السقط [51].
وهؤلاء هم الذين تردّد ذكرهم كثيراً في هذه الرسالة، ويبدو أنَّ المؤلّف قد ألفهم واعتاد مناقشتهم أو النقل عنهم في كثير من رسائله.
محتوى الرسالة:
في هذه الرسالة يبحث ابن كمال باشا تلوين الخطاب، فيبيّن أهميته وعناية العرب به أكثر من عنايتهم بقرى الأضياف، وما ذاك إلا لأنَّه قرىً للأرواح، ولذا فقد أولوه عنايتهم.
ثم ذكر أن تلوين الخطاب يكون بأحد هذه الأمور:
1 - العدول عن الخطاب الخاص إلى الخطاب العام، وقد مثّل له بقوله
تعالى: {اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ... } [52] والشاهد من هذه الآيات في قوله تعالى: {وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} بعد قوله {اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ}.
2 - صرف الخطاب عن مخاطب إلى مخاطب. ومثّل له بقول جرير [53]:
وَمِنْ عِنْدِ الْخَلَيْفَةِ بِالنَّجَاحِ
ثِقِيْ بِاللهِ لَيْسَ لَهُ شَرِيْكٌ
بِسَيْبٍ مِنْكَ إِنَّك ذُو ارْتِياحِ
أَغِثْنِيْ يَا فِدَاكَ أَبِيْ وَأُمِّي
فهو يرى أن الشاعر انتقل من خطاب زوجته إلى خطاب الخليفة، وبناءً على ذلك فليس فيه التفات عنده، وإنما هو من قبيل تلوين الخطاب، لأن من شرط الالتفات أن يكون المخاطب في الحالين واحداً، وقد بيّنت أنّ في هذين البيتين التفاتاً خلاف ما ذهب إليه المؤلف [54]. وسواء كان فيهما التفات أو لم يكن كما قرّر ذلك المؤلف، فهما داخلان تحت تلوين الخطاب.
3 - العدول عن صيغة من الصيغ الثلاث وهي: صيغة التكلم، وصيغة الخطاب، وصيغة الغيبة، إلى الأخرى منها.
وهذا النوع لم يمثّل له.
4 - الالتفات: وذكر أنه: تغيير أسلوب الكلام بنقله من إحدى الصيغ الثلاث المذكورة سابقاً إلى الأخرى؛ بشرط أن يكون الكلام بعد النقل مع من كان قبله.
والفرق بين هذا وما قبله، أنّ هذا خاصّ فيما إذا كان المخاطب قبل النقل وبعده واحداً، بينما الذي قبله عامّ لا يشترط فيه استمرار الكلام بعد النقل مع من كان قبله.
وقد أسهب في هذا النوع، واستغرق منه معظم صفحات الرسالة، ولا غرابة في ذلك فالالتفات مما اعتنى ببحثه البلاغيون.
5 - تغيير الأسلوب دون النقل.
وهذا أيضاً لم يمثّل له، وأرى أنه باب واسع، يشمل كثيراً من الأمور التي يكون فيها تغيير للأسلوب عن مقتضى ظاهر المقام، ويمكن حينئذٍ أن يدخل فيه ما أورده ابن الأثير في الالتفات مثل: الرجوع عن الفعل المستقبل إلى فعل الأمر وعن الفعل الماضي إلى فعل الأمر، والإخبار عن الفعل الماضي بالمستقبل، وعن المستقبل بالماضي [55].
وحين نمعن النظر في تلوين الخطاب لدى ابن كمال باشا، نجده يحاول استقصاء الأساليب التي تلفت الانتباه، حين تتغيّر من حال إلى حال، وتخرج عن مقتضى الظاهر، فيجعلها داخلة في فروعه، وذلك لأنه رأى أن علماء البلاغة لا يعدّونها من الالتفات بعد أن تحدّد مفهومه، ووضعت له الشروط التي تخرج كثيراً من الأساليب الخارجة عن مقتضى الظاهر، وخاصة عند متأخري علماء البلاغة حيث ذكروا أن الالتفات هو: "التعبير عن معنى بطريق من الثلاثة بعد التعبير عنه بآخر منها" [56] وإن كان السّكاكي أكثر تسامحاً منهم: فلا يشترط
تحقّق التعبير أوّلاً، بل يكتفي بأن يكون التعبير قد عدل عمّا يتطلبه مقتضى الظاهر إلى خلافه [57].
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان الالتفات عند السابقين من علماء البيان مصطلحاً عائماً يدخل فيه ما ليس منه، وهذا ما وجد لدى ابن قتيبة، وابن المعتز، وقدامة بن جعفر، وأبي هلال العسكري، وابن رشيق، وغيرهم فالالتفات لديهم غير محدّد، بل أدخل فيه بعضهم التذييل [58] والاعتراض والاستدراك [59]، وكذلك نجد التوسّع فيه عند ابن الأثير من بعد، حيث جعل منه التعبير بالأمر عن المضارع أو الماضي، والتعبير بالمضارع عن الماضي، وبالماضي عن المضارع [60].
وحين وجد ابن كمال الانفتاح لدى بعض البلاغيين في مفهوم الالتفات، والانغلاق والتضييق لدى بعضهم الآخر، اختار تلوين الخطاب فجمع فيه بين رؤية السابقين واللاحقين، وحافظ على مصطلح الالتفات محدّداً دقيقاً وجعله نوعاً من أنواع تلوين الخطاب.
قيمة الرسالة العلمية
تأتي أهميّة الرسالة من كونها تتناول موضوعاً، لم أجد من أفرد له بحثاً مستقلاً، وهو تلوين الخطاب، ولم أقف على مؤلفٍ - فيما اطلعت عليه - يتحدث عنه، أو يشير إليه سوى عند الشهاب الخفاجي، فقد وردت إشارة خاطفة إليه [61]، ولذا فقد خلت منه المعاجم الأدبية والنقدية الحديثة التي تهتمّ برصد المصطلحات الواردة في القديم والحديث [62].
ومع هذه الأهميّة، فإنّ للمؤلف وقفاتٍ رائعة، ومناقشات لمن سبقه من العلماء تدلّ على سعة علمه، ودِقَّته، وتفصح عن مكانة الرسالة العلمية، ومن ذلك:
1 - اعتراضه على الزمخشري في استنباط النكتة البلاغية من الالتفات في قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى} [63]. حيث قال: "ولذلك صرّح الإمام البيضاوي على وفق إشارة صاحب الكشاف بوجود الالتفات في قوله تعالى: {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى} فإن العدول فيه عن مقتضى ظاهر الكلام، حيث كان سباقه، وهو قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى} على صيغة الغيبة، لا عن مقتضى ظاهر المقام، لأن مقتضاه الخطاب في الموضعين، ونكتة العدول عن مقتضى الظاهر بحسب المقام، التعظيم للنبي عليه الصلاة والسلام، والتلطيف في تأديبه بالعدول عن الخطاب في مقام العتاب، والإباء عن المواجهة بما فيه الكراهة".
وعقَّب على هذا بقوله: "وأمَّا ما قيل: في الإخبار عمّا فرط منه ثم الإقبال عليه، دليل على زيادة الإنكار، كمن يشكو إلى الناس جانياً جنى عليه، ثم يقبل على الجاني إذا حمي في الشكاية مواجهاً له بالتوبيخ، وإلزام الحجة -فوهم لا ينبغي أن يذهب إليه فهم" [64]. وهذا القول الذي أشار إليه بقوله: "وأما ما قيل" ورد عند الزمخشري في الكشاف [65].
2 - اعتراضه على اشتراط "أن يكون التعبير الثاني على خلاف مقتضى الظاهر" [66] في الالتفات ويرى أنه "لا حاجة إلى ذكره، واعتباره شرطاً زائداً على ما ذكرنا، لأن أسلوب الكلام لا يتغيّر إلا إذا كان كذلك، بناءً على أن المراد من مقتضى الظاهر هنا، ظاهر الكلام لا مقتضى ظاهر المقام" [67].
وهذا الذي ذكره وجيه، إذ إن الالتفات في الأصل لا يكون إلا إذا كان التعبير الثاني على خلاف مقتضى الظاهر، فكأنّ اشتراطه لا داعي له، فهو متحقّق، ومن الأولى تركه.
3 - وقد انتقد الزمخشري في عدم تفصيله لأنواع الالتفات، وأعجب بما أورده السكاكي في هذا الأمر، فقال: "وقد أفصح عن هذا صاحب المفتاح بقوله: بل الحكاية والخطاب والغيبة ثلاثتها ينقل كل واحدٍ منها إلى الآخر، ويسمّى هذا النقل التفاتاً عند علماء المعاني، وإن قصر عنه بيان صاحب الكشاف بقوله: هذا يسمّى الالتفات في علم البيان، وقد يكون من الغيبة إلى الخطاب، ومن الخطاب إلى الغيبة، ومن الغيبة إلى التكلم، حيث اقتصر على ذكر أنواعه الثلاثة" [68].
وهذا التقصير واضح من الزمخشري، فإن كلامه يوهم أن أنواع الالتفات ثلاثة فقط، بينما هي ستة، وهي ظاهرة في قول السكّاكي.
وفي موضع آخر وجدناه يقدّم الزمخشري على السكاكي في توضيح الالتفات في أبيات امرئ القيس: تطاول ليلك بالإثمد ...
فقال: "وقال صاحب المفتاح: فالتفت - يعني امرأ القيس - في الأبيات الثلاثة، أراد أنه التفت في كل بيت، وكلام صاحب الكشاف في هذا المعنى أظهر، حيث قال: التفت امرؤ القيس ثلاث التفاتات في ثلاثة أبيات، فإنه نصّ في الثلاث وظاهر في التوزيع" [69].
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا مما يدلّ على إنصافه، وميله مع الحق، وتتبّعه للأمانة العلميّة في نقده واستحسانه.
4 - وانتقد السكّاكي، لأنه لم يأت بمثالٍ على الالتفات من التكلم إلى الغيبة، واستدرك عليه بمثالٍ من القرآن الكريم، ورأى أن المثال وإن لم يكن موجوداً في الشعر الجاهلي، فإنه موجود فيما هو أفضل منه وأتمّ، وعلى هذا فلا عذر للسكّاكي في عدم التمثيل له، يقول: «ومثال النوع المذكور من الشعر لم يوجد في أشعار الجاهلية، ولذلك لم يورد صاحب المفتاح مثالاً له، إلا أنه لم يصب في ذلك؛ لأن وجود مثاله في التنزيل كان كافياً، فلا وجه لاقتصاره على إيراد المثال للأقسام الخمسة" [70].
ومثال هذا النوع الذي ذكره، هو قوله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [71].
ومما يدلّ على اهتمامه بالاستشهاد بالقرآن وعنايته به، استدراكه أيضاً على التفتازاني حين نفى وجود التعبير عن الغائب أو المخاطب بلفظ الجمع المتكلم، وذلك في قوله: "وقد كثر في الواحد من المتكلم لفظ الجمع تعظيماً له، لعدّهم المعظّم كالجماعة، ولم يجيء ذلك للغائب والمخاطب في الكلام القديم، وإنما هو استعمال المولّدين ... " [72].
حيث قال المؤلف بعد إيراده هذا القول -: "وفيه نظر؛ لأنه قد جاء ذلك للغائب والمخاطب أيضاً في الكلام القديم" [73] ومثّل للغائب بقوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [74] فقد نقل عن البيضاوي في تفسير هذه الآية: "أي قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر الله لتعظيم أمره، والإشعار بأن قضاءه قضاء الله تعالى، وجمع الضمير الثاني للتعظيم" [75].
ومثّل للمخاطب بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا .. } [76] في قراءة من جمع لفظ (راعونا) ونقل ذلك عن الزمخشري فقال: "وأما الثاني فقد قال صاحب الكشاف في تفسير قوله تعالى: {لا تقُولُوا راعِنَا} وقرأ ابن مسعود (راعونا) على أنهم كانوا يخاطبونه بلفظ الجمع للتوقير" [77].
5 - وانتقد التفتازاني في شرحه للتلخيص حين قال: "لأنا نعلم من إطلاقاتهم واعتباراتهم، أن الالتفات هو انتقال الكلام من أسلوب من التكلم والخطاب والغيبة، إلى أسلوب آخر غير ما يترقبه المخاطب؛ ليفيد تطرئةً لنشاطه، وإيقاظاً في إصغائه" [78].
فقال: "ولما عرفت أن فائدة التطرئة والإيقاظ مدارها على نقل الكلام من أسلوب إلى آخر مطلقاً، فقد وقفت على ما في كلام الفاضل التفتازاني .... من الخلل، حيث اعتبر في ترتّب الفائدة المذكورة قيداً في الأسلوب المنقول إليه، لا دخل له فيه" [79].
فالمؤلف يرى أن التفتازاني أخطأ هنا، لأنه جعل هذه الفوائد محصورة في الالتفات، بينما هي في الواقع أعم، فهي صالحة لكل انتقال دون تقييد؛ ولذا فقد ذكر التفتازاني التكلم والخطاب والغيبة، والانتقال إلى أسلوب آخر غير ما يترقبه السامع، يعني لديه: الانتقال من صيغة إلى أخرى من هذه الصيغ، وابن كمال لا يريد هذا التقييد في الأسلوب المنقول إليه، لأنّ الفائدة تشمل ما قيّد بهذا القيد الذي ذكره التفتازاني وما لم يقيّد.
ويلحق بهذا انتقاده السكّاكي ومن تابعه لذكرهم "السامع" حين ذكروا فوائد الالتفات، وكان الأولى أن يذكروا "المخاطب" حتى ينصرف الذهن إلى الالتفات خاصة، فأمّا ذكرهم «السامع» فإنّه لا يفهم منه اقتصار الفوائد على الالتفات فقط، بل يكون الأمر عاماًّ فيه وفي غيره من الأساليب التي يكون فيها انتقال من حالٍ إلى حال.
ورأيه هذا صائب؛ خاصة إذا استحضرنا شرط الالتفات: وهو أن يكون المخاطب بالكلام في الحالين واحداً وقد اختار المؤلف هذا الشرط، ونقله عن صدر الأفاضل [80].
يقول في ذلك: "واعلم أنّ مدار تلك الفوائد على تلوين الخطاب مطلقاً، سواء كان المخاطب بالكلام في الحالين واحداً، فيوجد شرط الالتفات، أو لا يكون واحداً، فلا يكون من باب الالتفات فحق من يريد ترتّبها على الالتفات خاصة؛ أن يذكر المخاطب بدل السامع، فصاحب المفتاح ومن حذا حذوه من الذين ذكروا السامع، عند تقريرهم الفوائد المذكورة، مرتبة على الالتفات المشروط بالشرط المزبور، لم يكونوا على بصيرة" [81].
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - وتعقّب السيد الشريف في مسألة نحوية، حين شرح السيد الشريف قول السكّاكي - بعد إيراد أمثلة الالتفات – "وأمثال ما ذكر أكثر من أن يضبطها القلم" [82].
فقد قال المؤلف: "قوله: أكثر من أن يضبطها القلم، مما أخطأ فيه الشارح الفاضل، حيث زعم أن المذكور (من) التفضيلية" [83] وردّ عليه مبيّناً خطأه فقال: «ومبنى ما ذكره أوّلاً وآخراً، الغفول عن أصل في هذا الباب، ذكره الإمام المرزوقي في شرح الحماسة، وصاحب المغرّب، وغيرهما، وهو: أنّ أفعل التفضيل إذا وقع خبراً تحذف عنه أداة التفضيل قياساً، ومنه: الله أكبر وقول الشاعر:
دَعَائِمُهُ أَعَزُّ وَأَطْوَلُ
فكلمة (من) في أمثال ما ذكر متعلقة بما يتضمنه اسم التفضيل" [84].
7 - وانتقد السيد الشريف في فهم قول السكّاكي: "قد يختص مواقعه بلطائف" [85] أي مواقع الالتفات، حيث فهم السيد الشريف أن (قد) هنا معناها التقليل، ولذا ردّ عليه المؤلف هذا الفهم، داعماً ردّه بالشواهد، فقال: "لفظة (قد) تستعار للتكثير، كما في قوله تعالى: {قدْ نرَى تقلُّبَ وجْهِكِ في السِّماءِ} [86] وقول الشاعر:
كَأَنَّ أَثْوَابَهُ مُجَّتْ بِفِرْصَادِ
قَدْ أَتْرُكُ مُصْفَراًّ أَنَامِلُهُ
والشارح الفاضل لغفوله عن استعارة (قد) للتكثير في أمثال هذا المقام، قال في شرحه: ولفظة (قد) إشارة إلى أن الفائدة العامة كافية لحسن الالتفات في مواقعها كلها، لكن ربّما اشتمل بعضها على فائدة أخرى، فيزداد حسنه فيه" [87].
ولعلّ هذه الأمثلة توضّح أهميّة هذه الرسالة، وتفصح عن قيمتها العلميّة، وتلقي الضوء على منزلة المؤلف العلميّة، وأمانته ودقّته.
المآخذ على الرسالة:
الرّسالة في مجملها عمل جادّ، وجهد مثمر من عالمٍ متمكن، وقد مرّ معنا مزايا كثيرة لها، من خلال تلك الأمثلة التي عرضت جهد المؤلف، ومناقشاته، ولكن البشر مهما بلغوا في درجات الترقي والتجويد، فإنه لابد لهم من كبوة تنبئ عن بشريّتهم، وعدم عصمتهم من الخطأ والزّلل، ومن رحمة الله أن جعل أجراً على ذلك الخطأ من العالم إذا اجتهد قدر طاعته وتحرّى الحق والعدل، وأرجو أن يكون ابن كمال باشا ممّن ينال الأجر والمثوبة من الله فيما اجتهد فيه، وحسبت أن فيه تقصيراً أو خطأ، ومن ذلك:
1 - عدم تعريفه تلوين الخطاب، فالرسالة تحمل هذا العنوان، ومع ذلك فهو لا يحدّده تحديداً دقيقاً، كما صنع في الالتفات، ولعلّ السبب في ذلك، أن تلوين الخطاب باب واسع، يشمل أنواعاً كثيرة من الأساليب، ومع ذلك لم يتناوله العلماء من قبل، أمّا الالتفات فقد وجد السبيل فيه ممهّداً، ولذا فقد أطال في تناوله، وناقش ما وجد من آراء قيلت فيه.
2 - ومما يؤخذ عليه: أنه لم يمثِّل لبعض أنواع تلوين الخطاب فقد ذكر أنه يقع في خمسة أضرب، ومثّل لثلاثةٍ منها فقط وأهمل ضربين.
3 - أنه كان يأتي ببعض الأمثلة غير تامّة، فلا يتبيّن القارئ موضع الشاهد، ومن الأمثلة على ذلك، إيراده لقوله تعالى {ثمَّ توليتُم إلا قليلاً مِنْكُم} شاهداً على عدم وجود الالتفات، فقال: "فلا التفات في قوله تعالى: {ثمَّ توليتُم إلا قليلاً مِنْكُم} لأن الكلام قبله مع أسلاف المخاطبين به، نعم هو على طرزه وطريقته .. " [88].
وإيراده لهذا المثال لا يبيّن موطن الالتفات أو عدمه، بل لابدّ من إيراد الآية تامّة، وعند ذلك يتضح ما قاله فيوافقه القارئ أو يخالفه فيما ذهب إليه، والآية تامّة هي قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ} [89].
4 - وقد وهم المؤلف حين تابع التفتازاني، فألحق بالالتفات أمرين فقال: "وقد يطلق الالتفات على معنيين آخرين؛ أحدهما: أن تذكر معنى فتتوهم أن السامع اختلجه شيءٌ فتلتفت إلى ما يزيل اختلاجه، ثم ترجع إلى مقصودك كقول ابن ميّادة:
ولا وصلُهُ يصفو لنا فنكارمُه [90]
فلا صَرْمُهُ يبدو وفي اليأس راحةٌ
فإنه لمّا قال: (فلا صرمه يبدو) واستشعر أن يقول السامع: وما نصنع به؟ فأجاب بقوله: (وفي اليأس راحة) ثم عاد إلى المقصود.
(يُتْبَعُ)
(/)
والثاني: تعقيب الكلام بجملة مستأنفة متلاقية له في المعنى، على طريق المثل أو الدعاء، أو نحوهما، كما في قوله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ} [91] وقوله تعالى: {ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} [92] .... وفي قول جرير:
سُقِيْتِ الْغَيْثَ أَيَّتُهَا الخِيَامُ
مَتَى كَانَ الخِيَامُ بِذِي طُلُوحٍ
بِفَرْعِ بشامةٍ سُقِيَ البَشَامُ [93]
أَتَنْسَى يَوْمَ تَصْقُلُ عَارِضَيْها
وهذا الذي ذكره يكاد يكون مطابقاً لما ذكره التفتازاني في المطوّل [94].
وأمّا وهمه هنا، فإن هذه الأمثلة التي أوردها ليست من الالتفات، ولا ينطبق عليها شرطه الذي حدّده في الرسالة، وإن كان قد ورد بيت ابن ميّادة وبيت جرير الثاني عند العلماء القدامى، وجعلوهما من الالتفات [95]، فإن المؤلف جاء متأخراً فكان الأجدر به ألا يخلط بين المصطلحات، خاصة أنه سار على نهج السكّاكي ومن تابعه في الالتفات بعد أن تحدّد مفهومه، وأولئك الأقدمون لهم عذرهم، إذ لم تكن المصطلحات قد حدّدت، ولكن المؤلف لا يعذر في هذا، وقد قال د/نزيه عبد الحميد بعد أن أورد بيت جرير الثاني:
"ومن المعروف أن المتأخرين من البلاغيين جعلوا هذا النوع من التذييل، وهو نوع من الإطناب، وهو تعقيب الجملة بجملة تشتمل على معناها للتوكيد، وهو الصواب" [96] كما قال بعد أن أورد بيت ابن ميّادة «وهذا من الاعتراض، يذكره قدامة في الالتفات ... والاعتراض نوع من أنواع الإطناب أيضاً، مثله في ذلك مثل التذييل، وعرفه البلاغيون ب: أن يؤتى في أثناء الكلام، أو بين كلامين متصلين معنى؛ بجملة أو أكثر لا محل لها من الإعراب، لنكتة" [97].
ولا أدري كيف غاب عن المؤلف هذا الأمر، مع سعة اطّلاعه، وغزارة علمه، وتدقيقه في المسائل؟.
5 - تخطئته للسابقين مع إمكان قبول ما قالوه:
ومن ذلك أنه لم يقرّ بصحة نسبة تحديد الالتفات إلى الجمهور، كما قرّره الخطيب، وأوضحه التفتازاني، فقد قال الخطيب: "والمشهور أن الالتفات هو التعبير عن معنى بطريق من الثلاثة، بعد التعبير بآخر منها" [98] وقال التفتازاني في شرحه: "هذا هو المشهور عند الجمهور" [99].
فردّ المؤلف هذا وقال: "لا يقال المشهور في تفسير الالتفات ما هو المذكور في التلخيص وعليه الجمهور على ما نصّ عليه الفاضل التفتازاني في شرحه، وما ذكرته تفسير محدث له، قلت: بل ما ذكرته على وفق إشارة صاحب المفتاح ... ويوافقه ما في الكشاف، وكفى بنا ذانك الشيخان قدوة" [100].
فظهر أنه يتابع الزمخشري والسكّاكي في رأيهما في الالتفات، وأنه لا يشترط فيه تحقّق التعبير بصيغةٍ ما أوّلاً، ثم الانتقال إلى التعبير عنها بصيغة أخرى، بل يكتفي بالعدول عن صيغة يقتضيها أسلوب الكلام إلى أخرى على خلافها.
وهذا اختياره الذي لا ينكره أحد عليه، فله ذلك، ولكن لا ينبغي أن ينفي صحة ما نسبه التفتازاني إلى جمهور البلاغيين في قوله "وبما قررناه تبيّن أن الجمهور لا يرتضي تحديد الالتفات بما ذكر في التلخيص، وأنّ ما ذكر في شرحه من نستبه إليهم فرية ما فيها مرية" [101].
فإن التفتازاني لم ينفرد بذلك، وإنما هو أحد من نسبه إلى الجمهور [102]، فمخالفة المؤلف لهم لا يستدعي إنكار نسبة القول إليهم.
إلا إذا كان يرى أنَّ رأي الجمهور قد انتقض بمخالفة الزمخشري والسكاكي لهم، فيكون لاعتراضه وجه.
ومن ذلك - أيضاً - اعتراضه على السيد الشريف في جعله مثل:
أنا الذي سمّتني أمي حيدرة [103]، وأنت الذي أخلفتني، ونحن قوم فعلنا، وأنتم قدم تجهلون - من باب الالتفات، حيث يرى أنه لم يتحقق النّقل فيها، ولو تحقّق لكانت منه.
مع أنّنا نجد أن كلام السيد الشريف مقبول، خاصة وأنه لم يجزم بكونها من الالتفات؛ وإنما قال: "لا يبعد أن يجعل مثل: أنا الذي سمّتني أمّي حيدرة .... الخ من باب الالتفات من الغيبة إلى التكلم أو الخطاب" [104].
فيمكن توجيه كلامه، بأن هذا احتمال جائز، وهو وارد لأن فيه عدولاً عن صيغة إلى أخرى. فالصيغة التي هي على الظاهر: أن يقول: أنا الذي سمته أمه حيدرة ... الخ لأن الاسم الموصول اسم ظاهر، والاسم الظاهر بمنزلة الغائب، فكان مجرى الظاهر أن يأتي بغائب بعده، ولكنه عدل عنه إلى التكلم.
ومذهب السكّاكي يقبل مثل هذه الأمثلة التي أوردها السيد الشريف.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهنا نجد تذبذباً في تطبيق المؤلف، لأنه ذكر أنه يرتضي رأي السكّاكي في تفسير الالتفات سابقاً، ثم يشترط تحقق النقل هنا من صيغة إلى أخرى كما هو رأي الجمهور.
وهذا التناقض ظاهر إذا نظرنا في قوله: "ومن هنا وما تقدم بيانه تبيّن أن كلاًّ من تغيير الأسلوب والنّقل عن صيغة إلى أخرى، أعم من الآخر من وجه، ولذلك جمعنا بينهما في تفسير الالتفات" [105].
فهو إذن يجمع رأيي السكاّكي والجمهور، ويأخذ بهما جميعاً في الالتفات، فكان من الواجب عليه ألاّ يعترض على السيد الشريف في تلك الأمثلة التي أوردها، وأن يقبل ما قاله فيها، وذلك بناءً على أخذه برأي السكّاكي في الالتفات.
هذه بعض المآخذ التي تبّدت لي من خلال هذه الرِّسالة، وأسأل الله أن يعفو عني وعن المؤلف، وأن يتجاوز عن تقصيرنا، وأن يكتب لنا أجر المجتهد. إنه غفورٌ رحيم.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] انظر في ترجمته: - الشقائق النعمانية طاشكبري زادة 226 - 227 دار الكتاب العربي - بيروت 1975م.
- الكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة للشيخ نجم الدين الغزّي 2/ 107 - 108 تحقيق د. جبرائيل سليمان جبّور. منشورات دار الآفاق الحديثة - بيروت ط (2) 1979م.
- شذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن العماد الحنبلي 8/ 238 - 239 دار الفكر د. ت.
- تاريخ آداب اللغة العربية لجرجي زيدان 3/ 252 - 253. دار الهلال د. ت.
- الأعلام - خير الدين الزركلي 1/ 133، دار العلم للملايين (ط 6) 1984م.
- معجم المؤلفين عمر رضا كحالة 1/ 238 دار إحياء التراث العربي - بيروت.
[2] لم يخالف في هذا إلا جرجي زيدان فقد ذكر أن اسمه: محمد بن أحمد بن سليمان.
تاريخ آداب اللغة العربية 3/ 352.
[3] الشقائق النعمانية: 227.
[4] المدارس الثمان، أو مدارس الصحن الثمان، تماثل الدراسات العليا في العصر الحاضر، وهي ثمان مدارس مجاورة لمسجد السلطان الفاتح.
انظر: تحقيق ودراسة سورتي الفاتحة والبقرة من تفسير ابن كمال باشا. ليونس عبد الحي ما. رسالة ماجستير مخطوطة بالجامعة الإسلامية.
[5] انظر:
- الشقائق النعمانية: 227.
- الكواكب السائرة 2/ 107 - 108.
- شذرات الذهب 8/ 238 - 239.
- الأعلام 1/ 133.
[6] الشقائق النعمانية: 227.
[7] رسائل ابن كمال باشا اللغوية: 11 طبعة النادي الأدبي - الرياض 1401هـ.
[8] رسالتان في المعرب لابن كمال والمنشي: 52 تحقيق د. سليمان إبراهيم العايد. جامعة أم القرى.
[9] الشقائق النعمانية: 227. والكواكب السائرة: 2/ 108، والأعلام: 1/ 133.
[10] الشقائق النعمانية: 227، والأعلام: 1/ 33.
[11] الشقائق النعمانية: 227، والكواكب السائرة: 2/ 108، وشذرات الذهب 8/ 239.
[12] الشقائق النعمانية: 227، والكواكب السائرة 2/ 108، والأعلام 1/ 133.
[13] الشقائق النعمانية: 227، والكواكب السائرة 2/ 108، وشذرات الذهب 8/ 239.
[14] الشقائق النعمانية: 227، والكواكب السائرة 2/ 108، وشذرات الذهب 8/ 239.
[15] الشقائق النعمانية: 227، والكواكب السائرة 2/ 108، وشذرات الذهب 8/ 239.
[16] الشقائق النعمانية: 227، والكواكب السائرة 2/ 108، وشذرات الذهب 8/ 239.
[17] الشقائق النعمانية: 227، والكواكب السائرة 2/ 108، وشذرات الذهب 8/ 239.
[18] تاريخ آداب اللغة العربية 3/ 353، والأعلام: 1/ 133. وقد طبع مراراً بمصر.
[19] الشقائق النعمانية 227، والكواكب السائرة 2/ 108، وشذرات الذهب 8/ 239.
[20] معجم المؤلفين 1/ 238.
[21] مخطوط بمكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة برقم (87/ 416).
[22] تاريخ آداب اللغة العربية 3/ 352، والأعلام 1/ 133.
[23] تاريخ آداب اللغة العربية 3/ 352، والأعلام 1/ 133.
[24] الشقائق النعمانية: 227، والكواكب السائرة 2/ 108.
[25] معجم المؤلفين 1/ 238.
[26] معجم المؤلفين 1/ 238.
[27] تاريخ آداب اللغة العربية 3/ 353، والأعلام 1/ 133.
[28] تاريخ آداب اللغة العربية 3/ 353.
[29] من 1 إلى 5 هذه الرسائل الخمس حققها د. ناصر بن سعد الرشيد، ونشرها النادي الأدبي بالرياض عام 1401هـ بعنوان "رسائل ابن كمال باشا اللغوية".
والرسالة الأولى منها نشرها أيضاً د. محمد حسين أبو الفتوح كما سيأتي.
(يُتْبَعُ)
(/)
[30] (6 - 7) هاتان الرسالتان حققهما د. محمد حسين أبو الفتوح مع الرسالة الأولى السابق ذكرها، ونشرها جميعاً بعنوان "ثلاث رسائل في اللغة لابن كمال باشا" مكتبة الحياة - بيروت ط (1) 1993م.
[31] حققها د. سليمان بن إبراهيم العايد ونشرها مع رسالة أخرى لابن المنشي وجعلهما بعنوان (رسالتان في المعرّب لابن كمال والمنشي) من مطبوعات جامعة أم القرى، وحققها أيضاً د. حامد صادق قنيبي. وطبعت عام 1991م ط (1) دار الجيل - بيروت. بعنوان: "دراسات في تأصيل المعرّبات والمصطلح من خلال دراسة وتحقيق تعريب الكلمة الأعجمية لابن كمال باشا".
[32] نشرها د. رشيد عبد الرحمن العبيدي في مجلة المورد المجلد التاسع العدد الرابع 1981م.
[33] نشرها سليم البخاري في المجلد السابع من مجلة المقتبس. انظر (رسالتان في المعرب لابن كمال والمنشي: 53).
[34] حققها د. محمد بن علي الصامل. ونشرها في مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، العدد الخامس عشر. شعبان 1416هـ.
[35] حققها د. حامد صادق قنيبي انظر (الأسلوب الحكيم دارسة بلاغية تحليلية مع تحقيق رسالة في بيان الأسلوب الحكيم لابن كمال باشا ودراستها، د. محمد بن علي الصامل: 71. مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - العدد الخامس عشر شعبان 1416هـ.
[36] حققها د. حامد صادق قنيبي، ونشرها في مجلة الجامعة الإسلامية العددان (71، 72) 1406هـ وكنت قد حققّتها أيضاً، ولم أطلع على تحقيق الدكتور المذكور إلا بعد فراغي من تحقيق النصّ ودراسته.
[37] ثلاث رسائل في اللغة لابن كمال باشا: 18.
[38] تحقيق ودراسة سورتي الفاتحة والبقرة من تفسير ابن كمال باشا: 93.
[39] انظر ما ذكر في مؤلفاته سابقاً.
[40] تحقيق سورتي الفاتحة والبقرة من تفسير ابن كمال باشا: 53 - 96.
[41] المرجع السابق: 93.
[42] رسائل ابن كمال باشا تحقيق د. ناصر الرشيد: 21.
[43] المرجع السابق: 69.
[44] المرجع السابق: 69.
[45] رسالة منشورة في مجلة الجامعة الإسلامية - العددان (71،72).
[46] انظر رسائل ابن كمال باشا: 57، 79، 82، 93، 93، وثلاث رسائل في اللغة لابن كمال باشا تحقيق د. محمد حسين أبو الفتوح: 45، 46، 51، 123.
[47] انظر/ رسائل ابن كمال باشا: 70، 74، 89، 93.
[48] انظر/ المرجع السابق: 81، وثلاث رسائل في اللغة لابن كمال باشا: 50، 54، 125، 129، 130، 131.
[49] انظر/ رسائل ابن كمال باشا: 82، 83، 86، وثلاث رسائل في اللغة: 122، 127.
[50] انظر/ رسائل ابن كمال باشا: 56، 70، 96، وثلاث رسائل في اللغة: 127.
[51] انظر/ رسائل ابن كمال باشا: 55، 56، وثلاث رسائل في اللغة: 39.
[52] سورة الأنعام: 106 - 108.
[53] شرح ديوان جرير 98، محمد إسماعيل الصاوي - الشركة اللبنانية - بيروت.
[54] انظر النصّ المحقق: 47 - 48
[55] انظر/ المثل السائر 2/ 179 - 186 قدمه وعلّق عليه د. أحمد الحوفي و د. بدوي طبانة، دار نهضة مصر - القاهرة ط (2).
[56] تلخيص المفتاح للخطيب القزويني 86، مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده - بمصر
=الطبعة الأخيرة، وشروح التلخيص 1/ 465، دار الكتب العلمية - بيروت.
[57] انظر: مفتاح العلوم: 199 - 200 ضبطه وكتب هوامشه وعلق عليه نعيم زرزور - دار الكتب العلمية - بيروت، وشروح التلخيص 1/ 464 - 465.
[58] التذليل هو تعقيب الجملة بجملة أخرى تشتمل على معناها بعد إتمام الكلام، لإفادة التوكيد، وتقريراً لحقيقة الكلام.
والاعتراض: هو أن يوتى في أثناء الكلام، أو بين كلامين متصلين معنى بجملة أو أكثر لا محلّ لها من الإعراب.
والاستدراك: هو أن يتضمن الأسلوب إيضاح ما قد يقع في ظاهر الكلام من إشكال.
ينظر: معجم البلاغة العربية د/بدوي طبانة. دار العلوم للطباعة والنشر - الرياض 1402هـ 1/ 288، 140 - 141، 2/ 526.
(يُتْبَعُ)
(/)
[59] انظر في ذلك: تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة 289 - 290 شرحه ونشره السيد أحمد صقر - دار الكتب العلمية - بيروت ط (3) 1401هـ، والبديع لابن المعتز: 106 شرحه وعلق عليه د. محمد عبد المنعم خفاجي. مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، ونقد الشعر لقدامة بن جعفر 146 - 148 تحقيق كمال مصطفى. مكتبة الخانجي - القاهرة. ط (3) 1398هـ وكتاب الصناعتين لأبي هلال العسكري: 392 - 393. تحقيق علي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم. دار إحياء الكتب العربية - القاهرة ط (1) 1371هـ، والعمدة في محاسن الشعر وآدابه لابن رشيق 1/ 636 - 637 تحقيق د/محمد قرقزان دار المعرفة - بيروت ط (1) 1408هـ، ومعجم النقد العربي القديم د. أحمد مطلوب 1/ 221 - 225. دار الشؤون الثقافية العامة - بغداد ط (1) 1989م وأسلوب الالتفات دارسة تاريخية فنية د. نزيه عبد الحميد: 20 - 59، مطبعة دار البيان بمصر ط (1) 1403.
[60] انظر: المثل السائر: 2/ 179 - 186.
[61] انظر: حاشية الشهاب المسمّاة بعناية القاضي وكفاية الراضي على تفسير البيضاوي: 6/ 396.
[62] انظر مثلاً: معجم النقد العربي القديم د. أحمد مطلوب.
والمعجم الأدبي جيور عبد النور، دار العلم للملايين - بيروت ط (2) 1984م، والمعجم المفصل في الأدب د. محمد التونجي دار الكتب العلمية - بيروت ط (1) 1413هـ.
[63] سورة عبس: 1 - 3.
[64] النصّ المحقق: 53 - 54.
[65] الكشاف: 4/ 218 - مطبعة البابي الحلبي وأولاده بمصر.
[66] هذا الشرط اشترطه الجمهور. انظر: المطوّل على التلخيص للتفتازاني: 131 مطبعة أحمد كامل 1330هـ.
[67] النص المحقق: 53 - 54.
[68] النص المحقق: 66 - 67.
[69] النص المحقق: 76 - 77.
[70] النص المحقق: 73
[71] سورة الكوثر آية (1 - 2).
[72] المطوّل: 133.
[73] النصّ المحقق: 72 - 73.
[74] سورة الأحزاب آية: 36.
[75] أنوار التنزيل وأسرار التأويل 2/ 246.
[76] سورة البقرة آية: 104.
[77] الكشاف: 1/ 302، وانظر توثيق القراءة وإسنادها إلى أصحابها في النص المحقق:
[78] المطوّل: 131.
[79] النصّ المحقق: 84
[80] النصّ المحقق: 49، 84.
[81] النصّ المحقق: 84
[82] مفتاح العلوم: 200.
[83] النصّ المحقق: 87.
[84] النصّ المحقق: 88 - 89 تخريج البيت الشعري وتوثيق كلام المرزوقي وصاحب المغرّب فيه أيضاً.
[85] مفتاح العلوم: 200.
[86] سورة البقرة آية 144.
[87] النصّ المحقق: 89 - 90. وانظر تخريج البيت فيه أيضا.
[88] النصّ المحقق: 50.
[89] سورة البقرة آية (83).
[90] انظر توثيق البيت في النصّ المحقق: 94.
[91] سورة المائدة آية: 64.
[92] سورة التوبة آية: 127.
[93] النص المحقق: 95 - 96 وفيه توثيق جرير.
[94] انظر المطوّل: 134.
[95] انظر مثلاً: البديع لابن المعتز /106. ونقد الشعر لقدامة بن جعفر 147.
والصناعتين لأبي هلال العسكري 392. والعمدة لابن رشيق 1/ 639.
[96] أسلوب الالتفات: 20.
[97] المرجع السابق: 21.
[98] التلخيص: 86.
[99] شرح التلخيص المعروف بمختصر المعاني: 86، مطبوع بهامش التلخيص. وكذا في المطوّل على التخليص 130 - 131.
[100] النصّ المحقق: 60 - 61.
[101] النصّ المحقق: 61.
[102] انظر: الإيضاح للخطيب القزويني: 157. وشروح التلخيص: 1/ 465، 467.
[103] انظر تخريج الرجز في النص المحقق: 62 - 63.
[104] شرح القسم الثالث من مفتاح العلوم للسكاكي: لوحة (38/أ).
مخطوط بمكتبة عارف حكمت تحت رقم (86/ 416) بلاغة.
[105] النصّ المحقق: 66 - 67.
منقول من مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[27 - 04 - 2009, 11:23 م]ـ
إن المنقول يدل على عقل الناقل وثقافة هذا العقل تضح فيما تبناه فنشره ..
أحسنتَ أخي الكريم .. فيما قد نقلت وإنه عملٌ عظيمٌ بحق .. جزا الله خيراً من كتبه .. وجزاك خيراً لأنك نشرته ها هُنا.(/)
الحاسوب والعقل البشري
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[12 - 04 - 2009, 11:04 ص]ـ
الحاسوب والعقل البشري
يستطيع الحاسوب أن يجري العديد العديد من العمليات الحسابية، بناء على تزويده بالمعلومات ونظام البرمجة، والعقل البشري كذلك، فبناء على تزويده بالمفردات اللغوية وقانون الرتبة (المنزلة والمكانة) وعلاماتها، فإنه يستطيع أن يؤلف جملا لا حصر لها، إذ إن البشر يمتلكون حرية إرادة لا يمكن اختزالها، ويبدو أن اللغة تقدم دليلا على هذه الحرية، إذ لا يبدو أن هناك حدودا لما يمكن أن يقوله الإنسان، وحتى الأغبياء يستطيعون الكلام، والتفسير الوحيد لهذه الحرية هو أنها هبة إلهية، ومن هنا بداية النحو العالمي الذي يطبق على جميع اللغات.
والله تعالى أعلم(/)
سؤال
ـ[عبدالعزيز الكويكبي]ــــــــ[13 - 04 - 2009, 11:36 م]ـ
ماهي أفضل الكتب البلاغية للمعاصرين؟
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[13 - 04 - 2009, 11:44 م]ـ
كتب الشيخ محمد أبو موسى (مدخل إلى كتابي عبد القاهر، دلالات التراكيب، خصائص التراكيب، التصوير البياني، مراجعات في الدرس البلاغي ... )
كتب د. أحمد مطلوب
كتب د. محمد الأمين الخضري (من أسرار حروف الجر، ومن أسرار حروف العطف، الفصل والوصل بين المفردات، الإعجاز البياني في صيغ الألفاظ)
ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[18 - 04 - 2009, 12:31 ص]ـ
كتاب البلاغة الواضحة .. لا أعتقد أن هناك كتابا أفضل و أسهل و أوضح منه في البلاغة .. مع الإستعانة بكتاب [دليل البلاغة الواضحة] لأن فيه حل تمارين الكتاب الرئيسي .. شكرا لك:) ..
ـ[زينب هداية]ــــــــ[18 - 04 - 2009, 08:49 م]ـ
كتاب البلاغة الواضحة لعلي الجارم و مصطفى أمين، نفعني كثيرا.
عليكَ به.
الرّابط:
http://www.ahlalhdeeth.net/twealib/0053.pdf
ـ[زينب هداية]ــــــــ[18 - 04 - 2009, 09:06 م]ـ
كتاب آخر: الوسائل البيانية وبلاغتها في حديث النبي صلى الله عليه وسلم
المؤلف د. سعيد جمعة
الرّابط للتّحميل:
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=32&book=3449
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[18 - 04 - 2009, 09:28 م]ـ
المفصل في علوم البلاغة العربية
عيسى العاكوب
ـ[أبو عمار الكوفى]ــــــــ[18 - 04 - 2009, 09:36 م]ـ
ومن ذلك: البلاغة فنونها وأفنانها. د. فضل عباس حسن.
البلاغة العربية. حبنكة الميداني.
والله أعلم.
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[18 - 04 - 2009, 09:39 م]ـ
ومن ذلك: البلاغة فنونها وأفنانها. د. فضل عباس حسن.
البلاغة العربية. حبنكة الميداني.
والله أعلم.
صدقت أخي أبا عمار
هذا الرجل حجة في البلاغة والأدب بشكل عام رحمه الله تعالى وأظن أني حملت كتابه مسبقا سأبحث عن الرابط وآتيكم به
ـ[عبدالعزيز الكويكبي]ــــــــ[18 - 04 - 2009, 11:02 م]ـ
كتب الشيخ محمد أبو موسى (مدخل إلى كتابي عبد القاهر، دلالات التراكيب، خصائص التراكيب، التصوير البياني، مراجعات في الدرس البلاغي ... )
كتب د. أحمد مطلوب
كتب د. محمد الأمين الخضري (من أسرار حروف الجر، ومن أسرار حروف العطف، الفصل والوصل بين المفردات، الإعجاز البياني في صيغ الألفاظ)
بارك الله فيك ونفع بك أخي الفاضل
ـ[عبدالعزيز الكويكبي]ــــــــ[18 - 04 - 2009, 11:04 م]ـ
كتاب البلاغة الواضحة .. لا أعتقد أن هناك كتابا أفضل و أسهل و أوضح منه في البلاغة .. مع الإستعانة بكتاب [دليل البلاغة الواضحة] لأن فيه حل تمارين الكتاب الرئيسي .. شكرا لك:) ..
أخي المبارك هل من دليل (رابط) لهذا الدليل: mad:
ولك أطيب تحية ........
ـ[عبدالعزيز الكويكبي]ــــــــ[18 - 04 - 2009, 11:06 م]ـ
كتاب البلاغة الواضحة لعلي الجارم و مصطفى أمين، نفعني كثيرا.
عليكَ به.
الرّابط:
http://www.ahlalhdeeth.net/twealib/0053.pdf
جزاك الباري خيرا ......... شكرا لك .......
ـ[عبدالعزيز الكويكبي]ــــــــ[18 - 04 - 2009, 11:14 م]ـ
صدقت أخي أبا عمار
هذا الرجل حجة في البلاغة والأدب بشكل عام رحمه الله تعالى وأظن أني حملت كتابه مسبقا سأبحث عن الرابط وآتيكم به
لنا فيك أمل يابحر الرمل ........
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[18 - 04 - 2009, 11:22 م]ـ
هاك إياه أخي:
http://www.kabah.info/uploaders/blaghah00.rar
الجزء الأول:
http://www.kabah.info/uploaders/blaghah01.rar
الثاني
http://www.kabah.info/uploaders/blaghah02.rar(/)
حوار طريف بين الأصمعي والأعرابي
ـ[محمدالبقمي]ــــــــ[14 - 04 - 2009, 02:59 م]ـ
قال الأصمعي لأعرابي: أتقول الشعر؟
قال الأعرابي: أنا أبن أمه وأبيه، فغضب الأصمعي، فلم يجد قافية أصعب من الواو الساكنة المفتوحة ما قبلها مثل (لَوْ) قال فقلت: أكمل فقال: هات
فقال الأصمعي:
قومٌ عهدناهم
سقاهم الله من النو
الأعرابي:
النو تلألأ في دجا ليلة
حالكة مظلمةٍ لو
فقال الأصمعي: لو ماذا؟
فقال الأعرابي:
لو سار فيها فارس لانثنى
علا به الأرض منطو
قال الأصمعي: منطو ماذا؟
الأعرابي:
منطوِ الكشح هضيم الحشا
كالباز ينقض من الجو
قال الأصمعي: الجو ماذا؟
الأعرابي:
جو السماء والريح تعلو به
فاشتم ريح الأرض فاعلو
الأصمعي: اعلوا ماذا؟
الأعرابي:
فاعلو لما عيل من صبره
فصار نحو القوم ينعو
الأصمعي: ينعو ماذا؟
الأعرابي:
ينعو رجالاً للقنا شرعت
كفيت بما لاقوا ويلقوا
الأصمعي: يلقوا ماذا؟
الأعرابي:
إن كنت لا تفهم ما قلته
فأنت عندي رجل بو
الأصمعي: بو ماذا؟
الأعرابي:
البو سلخ قد حشي جلده
بأظلف قرنين تقم أو
الأصمعي: أو ماذا
الأعرابي:
أو أضرب الرأس بصيوانة
تقول في ضربتها قو
قال الأصمعي:
فخشيت أن أقول قو ماذا؟ فيأخذ العصا ويضربني
ـ[عابد شاكر]ــــــــ[14 - 04 - 2009, 03:39 م]ـ
قو ماذا؟: rolleyes:
أضحك الله سنك والحمد الله أنني لست بجانبك الآن: p
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[14 - 04 - 2009, 05:11 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي محمدا
ولكن هذا الموضوع سبق طرحه في هذه الشبكة من قبل.
ـ[أبو أنس حمزة يحي الشريف]ــــــــ[18 - 10 - 2009, 09:47 م]ـ
جزيت الجنة
ـ[قبس في دلجة]ــــــــ[18 - 10 - 2009, 11:28 م]ـ
بصراحة
من أجمل ما قرأت!!
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 07:47 م]ـ
جزيت الجنة.(/)
الخطب الأدبية
ـ[بسمة الكويت]ــــــــ[15 - 04 - 2009, 09:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال لأهل الفصيح ..
أريد نماذج للخطب الأدبية .. الحديثة منها.
جزاكم الله خيرا
ـ[فهد أبو درّة]ــــــــ[10 - 05 - 2009, 04:12 م]ـ
مختارات من أدب العرب لأبي الحسن الندوي و هو كتاب قيّم و فيه كثير من الخطب في العصر الحديث لأدباء متعدّدين و فيه أيضا نماذج أدبيّة أخرى من مقالات و غير ذلك ...
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[10 - 05 - 2009, 05:37 م]ـ
كذلك جواهر الأدب للسيد أحمد الهاشمي.
ـ[العابرة]ــــــــ[11 - 05 - 2009, 11:13 م]ـ
بارك الله فيكم أخ أبو فهد والأخ عامر
ـ[بسمة الكويت]ــــــــ[19 - 05 - 2009, 10:10 م]ـ
شكرا أخي
فهد أبو درة
وعامر مشيش
جزاكم الله خير ا
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[20 - 07 - 2009, 03:35 م]ـ
وكتب الشيخ علي الطنطاوي تفيدكم في هذا الأمر.(/)
طلب مساعدة .... الرجاء الفورية في الاستجابة
ـ[مروان عبد البر]ــــــــ[16 - 04 - 2009, 12:21 ص]ـ
:::
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الرجاء من العمالقة و الاساتدة الاحبة الكرام
مساعدتي و مدي بالتحيل لقصيدة اضاعوني للشاعر الفلسطيني
عز الدين المناصرة
و الله اني محتاج اليها الغد او بعد الغد على اعلى تقدير
و لكم مني وافر الحب و الاحترام و التقدير
الرجاء المباشرة بالاستجابة فور ادراك الغاية فانا في قمة الحاجة الى هدا التحليل
و جازاكم الله عنا خير الجزاء
تحياتي و احترامي
ـ[مروان عبد البر]ــــــــ[16 - 04 - 2009, 01:48 م]ـ
ايها الاحبة الكرام
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
انتظر و لا زلت بشوق فهل من دال على الخير او فاعل
انا في امس الحاجة الى هدا التحليل
16 مشاهدة دون سابق رد ما الموضوع؟؟
ايا تراه ما طرحت يصعب على حضراتكم؟؟
انتظر تفاعلكم الكريم
و لكم مني ارق تحية
ـ[الإخلاص]ــــــــ[18 - 04 - 2009, 11:07 م]ـ
مرحبا
أعتقد أن القصيدة سهلة جدا ولا تحتاج إلى طلب المساعدة لو فكرت قليلا فيها وأعدت قراءتها أكثر من مرة.
ثم ماذا فيها أصلا ليحلل؟؟!!
تحياتي
ـ[مروان عبد البر]ــــــــ[26 - 04 - 2009, 01:15 م]ـ
الم تكن تعرفها اعترف بجهلك
لكن لا تختبئ وراء كلمة
مادا فيها يحلل؟؟
تحياتي(/)
السبب البلاغي لحذف المبتدا في قوله (صم بكم عمي ... )
ـ[مسلمه11]ــــــــ[16 - 04 - 2009, 09:45 م]ـ
السلام عليكم
عندي بحث بسيط ولازم ا سلمه قبل نهاية الاسبوع بالكثير يكون عندي الجمعه
السؤال ...
مالسبب البلاغي لحذف المبتداء في قوله تعالى ((صم بكم عم فهم لا يرجعون))
على العلم اني بذلت جهد وقمت بالبحث عن السبب بنفسي لاكن ماوجدته لا يفي بالغرض ومختصر جدا
اتمنى اجد الاجابه لو تعطوني اسم كتاب وانا ابحث عنه
جزيتم خيرا ...
انتظر الاجابه
.
.
.
ـ[مهاجر]ــــــــ[16 - 04 - 2009, 10:38 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وجزيت خيرا.
من "التحرير والتنوير" لابن عاشور رحمه الله:
"وحذف المسند إليه، (أي: المبتدأ الذي هو ضمير المنافقين: هم)، في هذا المقام استعمال شائع عند العرب إذا ذكروا موصوفاً بأوصاف أو أخبار جعلوه كأنه قد عُرِف للسامع فيقولون: فلان أو فتىً أو رجلٌ أو نحو ذلك على تقدير: هو فلان، ومنه قوله تعالى: {جزاءً من ربك عطاءً حساباً ربُّ السماوات والأرض وما بينهما} [النبأ: 36، 37] التقدير: هو رب السماوات عُدل عن جعل (رب) بدلاً من ربك، وقول الحماسي:
سأشكر عَمرا إن تراختْ منيتي ... أياديَ لم تُمْنَنْ وإنْ هيَ جَلَّتِ
فتىً غيرُ محجوب الغِنى عن صديقه ... ولا مُظْهر الشكوى إذا النعل زلت
(أي: هو فتى).
وسمى السكاكي هذا الحذف: «الحذفَ الذي اتبع فيه الاستعمال الوارد على تركه» ". اهـ بتصرف.
فهو من قبيل حذف ما دل السياق عليه تفاديا للحشو أو الزيادة، كمن سأل: من جاء، فيغني في الجواب: زيد، ولا يلزم ذكر المسند: فعل المجيء، لأن السؤال قد دل عليه فتكراره مما لا فائدة فيه.
والنحاة يقولون بأن الأصل في الضمير المحذوف أن يكون فضلة كالمنصوب في نحو: جاء الذي زرت، فحذف عائد الصلة على تقدير: جاء الذي زرته، وهو أمر شائع في المنصوبات، ولكنهم يمنعون ذلك في العُمَدِ كالمرفوعات من فاعل ونحوه، ومع ذلك يجيزون حذف المبتدأ، وهو من المرفوعات العُمَد، يجيزون ذلك في مثل هذه الصورة لأنه أمر، كما تقدم من كلام الشيخ رحمه الله، شائع في لسان العرب، فالمعنى قد دل عليه السياق ابتداء فلا حاجة إلى الزيادة.
فيكون الأمر من باب: الإيجاز بالحذف.
والله أعلى وأعلم.(/)
إلى من لديه معرفة بفن التشبيه؟
ـ[الصحبي جعيط]ــــــــ[17 - 04 - 2009, 09:33 م]ـ
السلام عليكم
ولا تَشكَّ إلى خلق فتشمته شكوى الجريح إلى الغربان و الرخم
الشاعر ينصح بعدم التشكي إلى الناس ففي شكواك كشف لوهنك و ضعفك و فتح السبيل إلى الناس لإيذائك و أنت في ذلك كالذي يشكو جروحه الى غربان و رخم تتحين الفرصة للالتهامه
لقد سألت أن يحدد لي نوع التشبيه في البيت فلا أحد أعطاني إجابة شافية
انتظر ردا ....
و الله يجزي المحسنين
ـ[مهاجر]ــــــــ[18 - 04 - 2009, 12:04 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وجزاك الله خيرا أيها الجزائري المحسن!!:):)
إطلالة كريمة من المغرب الحبيب وتحديدا: الأوسط.
هل هو: تشبيه بليغ إضافي بحذف أداة التشبيه ووجه الشبه على تقدير:
ولا تَشكَّ إلى خلق فتشمته كشكوى الجريح إلى الغربان والرخم في انتظارها موت الجريح لتجهز عليه فكذلك الشامتون ينتظرون وقوعك ليجهزوا عليك.
فالمصدر: "شكوى الجريح" مبين لنوع عامله: "تشك" فوقع التشبيه من هذا الوجه، إذ المشبه به مبين لهيئة المشبه.
والله أعلى وأعلم.
ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[18 - 04 - 2009, 12:09 ص]ـ
.. تشبيه حالة بحالة .. و هنا يوجد تشبيه .. و هذا مثل قولنا .. [راغ روغان الثعلب] و [سار مسير القطار] هذه طريقة من طرق أدوات التشبيه فالأداة موجودة .. و هذا النوع موجود في باب التشبيه في كتاب البلاغة الواضحة في أحد الهوامش في آخر الصفحة .. إذا .. وجود أداة تشبيه .. مع وجود حالتين .. فالحالة الأولى هي:
( .. ولا تَشكَّ إلى خلق فتشمته شكوى الجريح إلى الغربان و الرخم
الشاعر ينصح بعدم التشكي إلى الناس ففي شكواك كشف لوهنك و ضعفك و فتح السبيل إلى الناس لإيذائك .. )
.. قام الشاعر بتشبيهها في الحالة الثانية:
( .. يشكو جروحه الى غربان و رخم تتحين الفرصة للالتهامه .. )
.. و هذا تشبيه تمثيلي .. شكرا:) ..
ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[18 - 04 - 2009, 12:20 ص]ـ
.. هذا كقول أحمد شوقي:
و أتى الأسير يجر ثقل حديده .. أسد يجرجر حية رقطاء
.. تشبيه حالة بحالة .. :)
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[18 - 04 - 2009, 09:43 م]ـ
هذ تشبيه ضمني ومثله كثير:
من يهن يسهل الهوان عليه .... ما لجرح بميت إيلام
أي تشبيه صورة بصورة ولكن بدون أداة أي تشبيه تمثل دون أداة
ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[24 - 04 - 2009, 07:11 م]ـ
هذ تشبيه ضمني ومثله كثير:
من يهن يسهل الهوان عليه .... ما لجرح بميت إيلام
أي تشبيه صورة بصورة ولكن بدون أداة أي تشبيه تمثل دون أداة
.. التشبيه الضمني يكون بضرب الأمثال كما في بيت المتنبي .. ثم إن التشبيه الضمني يأتي بدليل فقول المتنبي [من يهن يسهل الهوان عليه .. ] أي أن من يصبح هينا فسوف يسهل الهوان عليه فيما بعد .. ثم أتى بدليل و هو قوله [ما لجرح بميت إيلام .. ] و هذا الشطر دليل على ما قال في الشطر الأول .. يقول أن جرح الجسم إذا مات فإنه لا يشعر بالألم .. و لو أخذنا البيت الذي ذكره لنا صاحب الموضوع:
[ .. ولا تَشكَّ إلى خلق فتشمته .. شكوى الجريح إلى الغربان و الرخم]
.. لو كان تشبيها ضمنيا لقال مثلا:
.. ولا تَشكَّ إلى خلق فتشمته .. إن الجريح بشكواه يُلتهم
.. بغض النظر عن استقامة الوزن .. فهنا قمت بضرب مثل .. و لهذا فالتشبيه الضمني لا يكون صريحا كما صرح صاحبنا في بيته فوضع حالة ثانية في الشطر الثاني .. فنحن بوضعنا حرف الكاف بين الشطرين يتضح لنا أن التشبيه تمثيلي .. و التشبيه التمثيلي قد يأتي دون أداة كما في بيت شوقي .. شكرا لكم:) ..(/)
أسفار الحياة
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[20 - 04 - 2009, 02:06 ص]ـ
أسفار الحياة
خلقنا نتقلب في "ستة" أسفار إلى أن يستقر بالقوم المنزل:
السفر الأول: سفر السلالة من الطين، السفر الثاني: سفر النطفة من الظهر إلى البطن،
السفر الثالث: من البطن إلى الدنيا، الرابع: من الدنيا إلى القبور، الخامس: من القبور إلى العرض، السادس: من العرض إلى منزل الإقامة.
فقد قطعنا نصف السفر، وما بعد أصعب.
إخواني: السنون مراحل، والشهور فراسخ، والأيام أميال، والأنفاس خطوات، والطاعات رؤوس أموال، والمعاصي قطاع الطريق، والربح الجنة، والخسران النار، ولهذا الخطب شمر الصالحون عن سوق الجد في سوق المعاملة، وودعوا بالكلية ملاذ النفس.
كلما رأوا مركب الحياة يتخطف في بحر العمر، شغلهم ما هم فيه عن عجائب البحر، فما كان إلا قليل حتى قدموا من السفر، فاعتنقتهم الراحة في طريق التلقي، فدخلوا بلد الوصل، وقد حازوا ربح الدهر.
يا جبان العزم: لو فتحت عين البصيرة فرأيت بإنسان الفكر ما نالوا، لصاح لسان التلهف: يا ليتني كنت معهم، وأين الأرض من صهوة السماء؟؟.
ألا أنت والله منهم ولا تدري من هم.
يا قَلبُ مِن نَجدٍ وَساكنِهِ ... خَلّفتَ نَجداً وَراءَ المُدلَجِ الساري
أَهفوا إِلى الرَملِ تَعلو لي رَكائِبُهُم ... مِنَ الحُمى في أُسَيحاقٍ وَأَطماري
تَفوحُ أَرواحُ نَجدٍ مِن ثِيابِهِمُ ... عِندَ القُدومِ لِقُربِ العَهدِ بِالدارِ
يارَاكِبان قِفالي فاقضِيا وَطَري ... وَخَبِّراني عَن نَجدٍ بِأَخبارِ
هَل رُوَّضَتَ قاعَةَ الوَعساءِ أَو مُطِرت ... خَميلةَ الطَلحِ ذاتُ البانِ وَالغارِ
أَم هَل أَبيتَ وَداري عِندَ كاظِمَة ... داري وَسُمَّارُ ذاكَ الحَي سَماري
فَلَم يَزالا إِلى أَن نَمَّ بي نَفَسي ... وَحَدَّثَ الرَكبُ عَني دَمعي الجاري
ويحك: في صناديق هذه الأيام أودعت بضائع القوم، في هذه المزرعة المحلاة بذروا حبَّ الحب، فإذا حصدوا نادي بك هاتف اللوم: في الصيف ضيعت اللبن.
كُشفت عن عيونهم حجب الفعلة، فنظروا بلا معاينة، وخاطبوا بلا مشافهة.
تراه بالشوق عيني وهو محجوب أنضوا رواحل الأبدان في سفر المحبة، حتى بلغوا منى المنى قبل فوات الوقفة (تِلكَ أُمَةٌ قَد خَلَت).
بانوا وَخُلِّفتُ أَبكي في ديارِهِمُ ... قُل لِلديارِ سَقاكَ الرائِحُ الغادي
وَقُل لأظعانِهِم حُييتِ مِن ظُعُنٍ ... وَقُل لِواديهُمُ حُيِيتَ مِن وادي
دخل رجل ناحل الجسم على "عمر بن عبد العزيز" فقال له: مالك هكذا؟ فقال: ذقت حلاوة الدنيا فرأيتها مرارة، فأسهرت ليلى، وأظمأت نهاري، وذلك قليل في جنب ثواب الله وعقابه.
أَميرُ الهَوى مِن هَوا ... كَ في شُغلٍ شاغِلِ
تَسَربَلَ ثَوبُ الضَنا ... عَلى بُدنٍ ناحِلِ
ذابت قلوبهم بنيران الخوف، فأحرقت موطن الهوى، واضفرت الألوان لقوة الحذر فتنكست رؤوس الخجل، فإذا أردت أن تعرف أحوالهم فاسمع حديث النفس بين النفس.
خُذي حَديثَكَ في نَفسي مِنَ النَفَسِ ... وَجدُ المَشوقِ المعنّى غَيرُ مُلتَبِسِ
الماءُ في ناظري وَالنارُ في كبدي ... إِن شِئتَ فاغتَرِفي أَو شِئتَ فاقتَبِسي
____________
من اللطائف: لابن القيم الجوزي , رحمه الله.
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[22 - 04 - 2009, 05:28 م]ـ
ومن منازل " إياك نعبد وإياك نستعين " منزلة الورع.
قال الله تعالى: (ياأيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم) وقال تعالى: (وثيابك فطهر) قال قتادة ومجاهد: نفسك فطهر من الذنب. فكنى عن النفس بالثوب. وهذا قول إبراهيم، النخعي و الضحاك، و الشعبي، والزهري، والمحققين من أهل التفسير. قال ابن عباس: لا تلبسها على معصية ولا غدر. ثم قال: أما سمعت قول غيلان بن سلمة الثقفي:
وإني - بحمد الله - لا ثوب غادر لبست ولا من غدرة أتقنع والعرب تقول في وصف الرجل بالصدق والوفاء: طاهر الثياب. وتقول للغادر والفاجر: دنس الثياب. وقال أبي بن كعب: لا تلبسها على الغدر، والظلم والإثم. ولكن البسها وأنت بر طاهر.
وقال الضحاك: عملك فأصلح. قال السعدي: يقال للرجل إذا كان صالحا: إنه لطاهر الثياب. وإذا كان فاجرا: إنه لخبيث الثياب. وقال سعيد بن جبير: وقلبك وبيتك فطهر. وقال الحسن و القرظي: وخلقك فحسن.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن سيرين و ابن زيد: أمر بتطهير الثياب من النجاسات التي لا تجوز الصلاة معها؛ لأن المشركين كانوا لا يتطهرون، ولا يطهرون ثيابهم.
وقال طاوس: وثيابك فقصر؛ لأن تقصير الثياب طهرة لها.
والقول الأول أصح الأقوال.
ولا ريب أن تطهيرها من النجاسات وتقصيرها من جملة التطهير المأمور به، إذ به تمام إصلاح الأعمال والأخلاق؛ لأن نجاسة الظاهر تورث نجاسة الباطن. ولذلك أمر القائم بين يدي الله عز وجل بإزالتها والبعد عنها.
والمقصود أن الورع يطهر دنس القلب ونجاسته. كما يطهر الماء دنس الثوب ونجاسته. وبين الثياب والقلوب مناسبة ظاهرة وباطنة. ولذلك تدل ثياب المرء في المنام على قلبه وحاله. ويؤثر كل منهما في الآخر. ولهذا نهى عن لباس الحرير والذهب، وجلود السباع، لما تؤثر في القلب من الهيئة المنافية للعبودية والخشوع. وتأثير القلب والنفس في الثياب أمر خفي يعرفه أهل البصائر من نظافتها ودنسها ورائحتها، وبهجتها وكسفتها، حتى إن ثوب البر ليعرف من ثوب الفاجر، وليسا عليهما.
وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم الورع كله في كلمة واحدة. فقال: " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " فهذا يعم الترك لما لا يعني من الكلام، والنظر، والاستماع، والبطش، والمشي، والفكر، وسائر الحركات الظاهرة والباطنة. فهذه الكلمة كافية شافية في الورع.
قال إبراهيم بن أدهم: الورع ترك كل شبهة، وترك مالا يعنيك هو ترك الفضلات. وفي الترمذي مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا هريرة كن ورعا، تكن أعبد الناس.
قال الشبلي: الورع أن يتورع عن كل ما سوى الله. وقال إسحاق بن خلف: الورع في المنطق أشد منه في الذهب والفضة، والزهد في الرياسة أشد منه في الذهب والفضة، لأنهما يبذلان في طلب الرياسة.
وقال أبو سليمان الداراني: الورع أول الزهد، كما أن القناعة أول الرضا.
وقال يحيى بن معاذ: الورع الوقوف على حد العلم من غير تأويل. وقال: الورع على وجهين. ورع في الظاهر، وورع في الباطن، فورع الظاهر أن لا يتحرك إلا لله، وورع الباطن هو أن لا تدخل قلبك سواه. وقال: من لم ينظر في الدقيق من الورع لم يصل إلى الجليل من العطاء.
وقيل: الورع الخروج من الشهوات، وترك السيئات.
وقيل: من دق في الدنيا ورعه - أو نظره - جل في القيامة خطره.
وقال يونس بن عبيد: الورع الخروج من كل شبهة، ومحاسبة النفس في كل طرفة عين.
وقال سفيان الثوري: ما رأيت أسهل من الورع، ما حاك في نفسك فاتركه.
وقال سهل: الحلال هو الذي لا يعصى الله فيه، والصافي منه الذي لا ينسى الله فيه، وسأل الحسن غلاما. فقال له: ما ملاك الدين؟ قال: الورع. قال: فما آفته؟ قال: الطمع. فعجب الحسن منه.
وقال الحسن: مثقال ذرة من الورع خير من ألف مثقال من الصوم والصلاة.
وقال أبو هريرة: جلساء الله غدا أهل الورع والزهد.
وقال بعض السلف: لا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به بأس.
وقال بعض الصحابة: كنا ندع سبعين بابا من الحلال مخافة أن نقع في باب من الحرام.
____________
مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين
أبو عبد الله محمد بن أبي بكر (ابن قيم الجوزية)
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[22 - 04 - 2009, 05:37 م]ـ
ماأروع ماقدمته أخي نور نتابع المعاني الرائعة والصياغة الأروع واللغة الجميلة بكل اهتمام ونشكرك على الفائدة التي قدمتها
بارك الله فيك زدنا من الدرر والنفائس
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[24 - 04 - 2009, 12:07 ص]ـ
ماأروع ماقدمته أخي نور نتابع المعاني الرائعة والصياغة الأروع واللغة الجميلة بكل اهتمام ونشكرك على الفائدة التي قدمتها
بارك الله فيك زدنا من الدرر والنفائس
بورك فيك يا أيتها المشرفة ياصاحبة العطاء الكبير المبذول., اسأل الله العظيم أن يجازيك ِ خيراً على ما تقدميه للفصيح., أشكر مرورك الطيّب.
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[27 - 04 - 2009, 12:48 ص]ـ
نظر بعض الحكماء جارية حسناء خرجت يوم عيد في النظارة فقال هذه لم تخرج لترى ولكن لتُرى.
ونظر إلى صياد يكلم امرأة. فقال له يا صياد احذر أن تُصاد ونظر إلى رجل سوء حسن الوجه. فقال أما البيت فحسن وأما الساكن فرديء.
وقيل لبعضهم لم لا تطلب الولد؟ فقال لحبي له.
وقال بعضهم لما مات الإسكندر وجعل في تابوت ذهب: إنَّ هذا قد كان
يخبأ الذهب وقد خبأه الذهب الآن.
وقال آخر: والناس يبكون ويجزعون: قد حركنا الآن بسكونه.
وقال آخر: قد كان يعظنا في حياته وهو اليوم أوعظ منه أمس.
وقال آخر: قد كان غالباً فصار مغلوباً وآكلاً فصار مأكولاً.
وقال آخر: الصديق إنسان آخر إلا أنه أنت.
________________
من الإعجاز والإيجاز: أبو منصور الثعالبي(/)
من يشرح لي الصورة زاد الله فضله
ـ[حوحو الجزائري]ــــــــ[20 - 04 - 2009, 07:26 م]ـ
الأم مصدر الحنان وسر الوجود ومنبع العطف هي دائمة الوفاء واساس المحبة والخدى تستحق منا كل تضحية وفداء
كم لها من أفضال لا تنكر وأياد تذكر فتشكر
ـ[حوحو الجزائري]ــــــــ[20 - 04 - 2009, 07:27 م]ـ
الصورة ملونة بالأحمر
ـ[القرطاجني]ــــــــ[21 - 04 - 2009, 12:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم اسمح لي أخي أن أحاول الإجابة -قد تكون خاطئة-: الصورة هنا مجاز عقلي علاقته السببية، إذ المقصود بالأيادي النِّعَمِ و ما يبذل من العطاء والكرم، لكنه لم يذكر النعم والعطاء، وإنما ذكر الأيادي مجازا لأن الأيادي هي الوسيلة التي بها تقدم النعم وتعطى، فذكرها وأراد بها النعم. ولذلك أعقبها بكلمة" تذكر" والمراد تذكرها و المدح بهذه النعم، أما قوله " فتشكر" فالنعم هي التي تشكر.
والله أعلم بالصواب
ـ[حوحو الجزائري]ــــــــ[23 - 04 - 2009, 06:10 م]ـ
القرطاجني
بارك الله فيك أخي شرح كافي و وافي بوركت يا أستاد(/)
أريد معرفة الصور البلاغية في هذا الحديث
ـ[أم عبد الرحمن]ــــــــ[21 - 04 - 2009, 08:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم علي هذا المنتدي النافع، ومحرجة من الأعضاء بأن كانت أول مشاركة لي بطلب ولكن لأني محتاجة لذلك فاعذروني
عن عبد الله بن عمرو بن العاص _رضي الله عنهما _قال: سمعت رسول الله:=يقول:"إن الله لايقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتي إذا لم يبق عالما، اتخذ الناس رؤسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا" متفق عليه.
المطلوب استخراج الآتي:
الاستعارة، المجاز، التشبيه_ إذا وجد_،قيمة الحديث من الناحية البلاغية
ـ[مهاجر]ــــــــ[21 - 04 - 2009, 11:37 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هل يقال بأن في قبض العلم استعارة مكنية إذ شبه العلم بالروح وحذف المشبه به وكنى عنه بلازم من لوازمه وهو: القبض، وهي تبعية لأنها وقعت في الفعل المشتق: "يقبض"؟.
والله أعلى وأعلم.
ـ[أم عبد الرحمن]ــــــــ[21 - 04 - 2009, 11:47 م]ـ
بارك الله فيك
هذا ما كنت أظنه ولكن فى التشبيه كنت أظن أنه شبه العلم بشئ محسوس؟
ويوجد أيضا مجاز مرسل علاقته الجزئية في كلمة (رؤوسا)
ولكن هل هناك نكت بلاغية أخرى؟؟؟
ـ[مهاجر]ــــــــ[22 - 04 - 2009, 06:09 ص]ـ
وبارك فيك.
هل يمكن أن يقال أيضا في: "فضلوا وأضلوا": جناس اشتقاقي، إذ مادة الاشتقاق واحدة وهي: "الضلال": فضلالهم لازم في أنفسهم متعد إلى غيرهم، وفي ذلك من عموم البلوى ما فيه.
فضلا عن الأمور القياسية كـ: التوكيد في صدر الحديث بـ: "إن" واسمية الجملة التي تدل على التوكيد أيضا من جهة دلالتها على الثبوت والاستمرار وتكرار الفاعل لفظيا مستترا في: "يقبض"، بعد وروده معنويا مذكورا في صدر الجملة إذ المبتدأ لفظ الجلالة: "الله" فاعل في المعنى، والعموم المستفاد من تسلط النفي على المصدر الكامن في الفعل: "يقبض" فهي سنة كونية عامة.
والله أعلى وأعلم.(/)
سؤال لأهل البلاغة
ـ[سيدرا]ــــــــ[23 - 04 - 2009, 05:49 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
اختر الجواب الصحيح. مبيناً السبب
من ألوان البديع:
1 - الطباق والتورية وحسن التعليل
2 - المشاكلة والسجع واإيغال
3 - المقابلة واللف والنشر والجناس
4 - (1) + (3)
السؤال الثاني:
قوله تعالى "قل تمتع بكفرك قليلاً إنك من أصحاب النار" غرض الأمر في الآية الكريمة:
1 - التعجيز
2 - التحقير
3 - التهديد
4 - الاستهزاء
هذا مع شرح السبب وبارك الله فيكم
ـ[سيدرا]ــــــــ[25 - 04 - 2009, 07:22 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
يا جماعة أريد التأكد
الجواب الأول رقم 4
الجواب الثاني رقم 2
أرجو المساعدة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[25 - 04 - 2009, 09:15 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
يا جماعة أريد التأكد
الجواب الأول رقم 4
الجواب الثاني رقم 2
أرجو المساعدة
الإجابة صحيحة
بارك اله فيك
ـ[زهرة المدائن1388]ــــــــ[29 - 04 - 2009, 02:21 م]ـ
[ quote= سيدرا;338663] السلام عليك ورحمة الله وبركاته
اختر الجواب الصحيح. مبيناً السبب
من ألوان البديع:
1 - الطباق والتورية وحسن التعليل
2 - المشاكلة والسجع واإيغال
3 - المقابلة واللف والنشر والجناس
4 - (1) + (3)
السؤال الثاني:
قوله تعالى "قل تمتع بكفرك قليلاً إنك من أصحاب النار" غرض الأمر في الآية الكريمة:
1 - التعجيز
2 - التحقير
3 - التهديد
4 - الاستهزاء
هذا مع شرح السبب وبارك الله فيكم33
الجواب:
أختي سدرا التهديد , فالله عزوجل يتوعد الكافرالمستمتع بهذه المتع الفانية بنار جهنم ولكي ابسط لك الموضوع كحال الام التي تهدد ابنها بقولها ,
لا تذاكر دروسك وسأعلم والدك فهي في الحقيقة لا تريد عدم المذاكرة ولكنه اسلوب تربوي ,والله أعلم.:)
ـ[سيدرا]ــــــــ[03 - 05 - 2009, 10:15 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أختي زهرة المدائن
نعم غرضه التهديد وتأكدت من مصادر متعددة
أشكر لك حسن الاهتمام وبارك الله فيك(/)
أهذا من البلاغة؟
ـ[ضاد]ــــــــ[25 - 04 - 2009, 10:59 ص]ـ
قول الشاعر:
تقول هذا مجاج النحل تمدحه = و إن تشأ قلتَ ذا قيء الزنابيرِ
حيث قال: "قلتَ ذا" في الماضي, جوابا للشرط في بيت كله في المضارع.
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[25 - 04 - 2009, 07:11 م]ـ
قول الشاعر:
تقول هذا مجاج النحل تمدحه = و إن تشأ قلتَ ذا قيء الزنابيرِ
.
تقول فيه مجاج النحل تمدحه=وإن ذممت فقل قيء الزنابير
ذمٌ ومدحٌ وذات الشيء واحدة= إن البيان يُري الظلماء كالنور
يجوز أن يكون فعل الشرط مضارعاً وجوابه ماضياً
مثل: إن تذاكر نجحت والله أعلم
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[25 - 04 - 2009, 07:23 م]ـ
ومع ذلك فالبيت هكذا:
تقول فيه مجاج النحل تمدحه= وإن ذممت فقل قيء الزنابير
ذمٌ ومدحٌ وذات الشيء واحدة= إن البيان يُري الظلماء كالنور(/)
التقديم والتأخير بين القديم والحديث
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[25 - 04 - 2009, 12:49 م]ـ
التقديم والتأخير بين القديم والحديث
يرى بعض النحاة ومنهم السيرافي وأبو علي الفارسي وابن جني أن تقديم المفعول أصل قائم برأسه في كلام العرب، وذلك لشهرته ولأن الكلام يترتب بحسب الأهمية المعنوية، بينما يرى الأسلوبيون أن تقديم المفعول مثلا فيه انحراف أو انزياح أو خرق للعادة أو المألوف، والذي يبدو لي أن التقديم والتأخير عموما ليس فيه انحراف أو انزياح وذلك للأسباب التالية:-
1 - لأن الكلام يترتب بحسب الأهمية المعنوية عند المتكلم.
2 - التقديم والتأخير يتم جوازا ووجوبا (أي أنه يتم بموجب معيار).
3 - لا يوجد فيه تلك الصدمة التي يسببها الانحراف للقارئ.
4 - لشهرته وألفته في كلام العرب.
5 - صار التقديم والتأخير مستهلكا مألوفا.
وبالتالي يمكن أن نعتبر قول المتنبي: الحمد لله العلي الأجلل، انحرافا على المحور الرأسي، والأصل هو الأجلّ، كما يمكن أن نعتبر قولنا: عمرا زيد ضرب، انحرافا على المحور الأفقي لأنه خرق معيار منزلة المعنى، إذ لا توجد علاقة معنوية بين المفعول والمبتدأ.
والله تعالى أعلم
ـ[فتحي لزهر]ــــــــ[25 - 05 - 2009, 10:19 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته: أرجو من الأخ عزام أن يساعدنا على بحثنا بمعنى أن يوافينا بكل ما توفر من كتب مجلات ومقالات تتحدث عن الرتبة النحوية وجزاه الله خيلا الجزاء. متمنيا أن لاتبخل علينا بشيء و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
عمل وفعل
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[26 - 04 - 2009, 10:02 ص]ـ
السلام عليكم
في سياق التفريق الدلالي بين "عمل" و" فعل"
قرأت أن "فعل" تدل على القصد وغير القصد، وتصدر عن العاقل وغير العاقل، و"عمل" تدل على القصد فقط وتصدر عن العاقل فقط.
إن صح ما سبق؛ كيف نفهم الآية 70 في "الزمر"
{ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون}
رزقنا الله فهم كتابه وتدبره
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[27 - 04 - 2009, 12:02 م]ـ
أحبتي
عشرون فصيحا قرؤوا هذا السؤال ولا مجيب!!!
ـ[أنوار]ــــــــ[02 - 05 - 2009, 08:04 ص]ـ
شكراً أستاذ ..
سؤال قيِّم وجدير بالوقوف عليه .. لي عودة بحول من الله ..
ـ[أنوار]ــــــــ[07 - 05 - 2009, 08:38 ص]ـ
السلام عليكم ..
تحيرت في كثيرٍ من معانيها ..
ولكن ماتوصلت إليه أن العمل يحتاج إلى مدةٍ زمنية ..
قال تعالى: " وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جناتِ تجري من تحتها الأنهار " حيث كان المقصود من الآية المثابرة على فعل الخيرات لا الإتيان بها مرة واحدة أو بسرعة ..
أما الفعل فلايحتاج إلى زمن
ومنه: " ألم تر كيف فعل ربك بعاد"، " ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل " " وتبيَّن لكم كيف فعلنا بهم " فكل هذه الأفعال إهلاكات وقعت في غيرِ بطء.
ومنه " يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون "
أي سريعاً وفي طرفة عين.
والله أعلم ..
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[07 - 05 - 2009, 08:54 ص]ـ
أشكرك أخت أنوار على اهتمامك بالمسألة وعلى إفاداتك القيمة
وجزاك الله خيرا
ـ[الأميرة دعد]ــــــــ[07 - 05 - 2009, 02:09 م]ـ
تابع الروابط التالية فقد تجد ما يفيدك والله الموفق
http://www.islamonline.net/Arabic/In_Depth/BackToAllah/Articles/2006/03/10.SHTML
وهذا أيضا http://majles.alukah.net/showthread.php?t=13212
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[22 - 05 - 2009, 08:46 ص]ـ
جزاك الله خيرا أيتها الأميرة
لكن عندما قرأت الرابطين رأيت تناقضا عجيبا في مدلول الفعل والعمل، حتى في الرابط الواحد.
أرى أن المسألة تحتاج إلى حسم وفصل(/)
يخرج، مُخرج
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[26 - 04 - 2009, 10:18 ص]ـ
السلام عليكم
إذا اصطحبنا معنا دلالة الاسم على الثبوت والاستمرار، والفعل على التجدد والحدوث؛ ما دلالة استخدام الفعل"يخرج" مع الحي، والاسم"مخرج" مع الميت، في قوله تعالى، في الأنعام 95
{إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ذلكم الله فأنى تؤفكون}؟
رزقنا الله فهم القرآن وتدبره
ـ[مهاجر]ــــــــ[26 - 04 - 2009, 10:56 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مرحبا بك أخي طارق.
من "التحرير والتنوير":
"وقد جيء بجملة: {يخرج الحيّ من الميّت} فعليّة للدّلالة على أنّ هذا الفعل يتجدّد ويتكرّر في كلّ آن، فهو مُراد معلوم وليس على سبيل المصادفة والاتّفاق.
وجيء في قوله: {ومُخرج الميّت من الحيّ} اسماً للدّلالة على الدّوام والثّبات، فحصل بمجموع ذلك أنّ كلا الفعلين متجدّد وثابِت، أي كثير وذاتيّ، وذلك لأنّ أحد الإخراجين ليس أوْلى بالحكم من قرينه فكان في الأسلوب شِبه الاحتباك ". اهـ
فكأن الفعل في الأولى أغنى عن ذكر الفعل في الثانية، والاسم في الثانية قد أغنى عن ذكر الاسم في الأولى. وهذه حقيقة الاحتباك.
والله أعلى وأعلم.
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[27 - 04 - 2009, 11:59 ص]ـ
أحسنت أخي مهاجرا
لكن ألا ترى معي أن الاحتباك"الحذف التقابلي " يكون في الألفاظ لا في دلالاتها؟
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[28 - 04 - 2009, 01:26 م]ـ
السلام عليكم
الفعل المضارع يدل على التجدد والاستمرار وهذا يناسب مراحل نمو الكائن الحي التي ذكرتها الآية وأشكاله كذلك، أما الجملة الاسمية قتدل على الثبات وهذا يناسب حصول الموت دفعة واحدة وبلا مراحل.
والله تعالى أعلم(/)
لِمَ عُرِّفت «السفينة» في سورة الكهف؟
ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[27 - 04 - 2009, 01:43 م]ـ
لِمَ عُرِّفت «السفينة» في سورة الكهف، ونُكِّر «الغلام»، و «القرية»؟
قالَ تعالى: http://www.ahlalloghah.com/images/up/01204cbc20.gif فانطلقا حتى إذا ركِبا في السفينة خرقَها قال أخرقتَها لتغرقَ أهلَها http://www.ahlalloghah.com/images/up/2654672cb0.gif [ آية 71]؛ فعرَّفَ «السفينة».
وقالَ: http://www.ahlalloghah.com/images/up/01204cbc20.gif حتى إذا لقيَا غلامًا فقتلَه http://www.ahlalloghah.com/images/up/2654672cb0.gif [ آية 74]، وقالَ: http://www.ahlalloghah.com/images/up/01204cbc20.gif حتى إذا أتيَا أهل قريةٍ استطعما أهلَها http://www.ahlalloghah.com/images/up/2654672cb0.gif [ آية 77]؛ فنكَّرَ «الغلام»، و «القرية».
فكيف فرَّقَ بين هذه الثلاثةِ؟ وكيف عرَّف «السفينة» ولم يتقدَّم لها ذكرٌ؟
ينبغي أن نعلمَ أولُ أنَّ التعريفَ، والتنكيرَ مبحثٌ نحويٌّ متصِلٌ بعلم المعاني، من قِبَل دورانِ الكلمةِ بينَ هاتين الحقيقتينِ دورانًا ربَّما أشكلَ الفصلُ فيه على المتكلِّم غيرِ البصيرِ بمواقعِ الكلام، ووجوهِ الخِطابِ، ودقائقِ الأحوالِ. ينبيك بهذا قولُ امرئ القيس بن حُجْرٍ:
مِسحٍّ إذا ما السابحات على الونَى ... أثرن الغبار بالكَديد المركَّلِ
فقد روى جمهور الرُّواة: (الغبار)، وروى الأصمعيُّ: (غُبارًا).
وقولُه:
فعنَّ لنا سِربٌ كأنَّ نِعاجَه ... عذارى دوار في مُلاءٍ مذيَّلِ
فقد روى جمهور الرواة: (ملاءٍ)، وروى الأصمعيُّ: (الملاءِ).
ولا شكَّ أيضًا أنك ترى مقدارَ الاختلافِ بينَ نُقَّاد القصائدِ؛ فمنهم من يدَّعي أن التنكير في موضعٍ مَّا للتحقيرِ. ومنهم من يقولُ: هو للتعظيمِ. ومنهم من يقول: هو لا يفيدُ هذا، ولا ذاك. ثم لا تجدُهم يُبدونَ لك عن معيارٍ منصوبٍ تستطيعُ أن تحتكم إليه، وترضَى بقضائه.
من أجل ذلك كانَ معرفةُ الفصلِ فيه من آياتِ البلاغةِ التي لا يُهدَى إليها إلا مَن راضَ نفسَه بمحاسنِ الكلامِ، وعوَّدَها طُرُقَ الإصابةِ، وأوتيَ من الذوقِ، ولُطفِ الحِسِّ ما استغنى بهِ عن الأصولِ الموضوعةِ، والقواعدِ المستحدَثةِ.
فأمَّا الذي لا يَزال بحاجةٍ إلى أصولٍ يضبطُها تكونُ له مرجعًا في ما يعرِضُ لهُ من المسائلِ، فنذكرُ له إن شاء الله حقيقةَ هذا البابِ بما نرى فيه القصدَ، والسَّدادَ، ونبيِّن علاقتَه بالبلاغةِ، ثم نلتفِت إلى الآية الكريمة، فبيتي امرئ القيس المتقدِّمين.
الأصلُ في الكَلِم هو التَّنكيرُ؛ وذلك أنَّ الألفاظَ الموضوعةَ لتكونَ دلائلَ على الأشياءِ إنما وُضِعت لتكونَ شامِلةً لكلِّ فردٍ من أفرادِ الجنسِ ما توفَّرت فيهِ حقائقُ معيَّنةٌ لا تقومُ ماهيَّتُه إلا بها؛ فإذا قلتَ: (كتاب)، دخلَ في هذا كلُّ ما كانَ مؤتلِفًا من أوراقٍ على نحوٍ معلومٍ، ولم يستبن فردٌ منها عن فردٍ؛ فاحتاجت العربُ إلى الفصلِ بينها، وتمييز بعضها من بعضٍ، فلجأت إلى طرائقَ مختلِفةٍ؛ كلُّها يجمعُها اسمُ التعريفِ؛ منها التعريف بـ «أل»؛ فألحقتها أوائلَ الكلِمِ لتَدلَّ على أنَّ هذا الشيءَ معروفٌ عندك أيُّها المخاطبُ، وأن لك به سابقَ علمٍ، وأنه ليس كسائرِ الأفرادِ. والسبيلُ إلى معرفةِ هذا الفرْد المعرَّفِ أن يَّكونَ أوَّلاً مشارًا إليهِ، كما لو قالَ لك قائِلٌ: (اقرأ الكتاب)، وأعطاكه بيدِه؛ فهو معرِفةٌ عندَك بالحالِ. فإن عِدمتَ هذا، ففتِّش عن الكلمةِ المعرَّفةِ في ما مضى من الكلامِ؛ فإذا وجدتَّها سبقت، فهي المراد تعيينُها. ومن ذلك قوله تعالى: http://www.ahlalloghah.com/images/up/01204cbc20.gif كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً * فعصى فرعون الرسولَ http://www.ahlalloghah.com/images/up/2654672cb0.gif ؛ فإنَّ قولَه: http://www.ahlalloghah.com/images/up/01204cbc20.gif الرسول http://www.ahlalloghah.com/images/up/2654672cb0.gif مقتضاه أنَّه معروفٌ لديكَ؛ فلمَّا عدِمتَ دَِلالة الحالِ، انتقلتَ إلى الكلامِ. فإذا عدِمتَ دَِلالة الكلامِ، ولم تجِد لها ذكرًا سابقًا، انتقلتَ إلى دَِلالة العهدِ؛ فقد يكونُ بينَك وبينَ
(يُتْبَعُ)
(/)
المتكلِّم عهدٌ فيها، كما لو قال لك: (قد وجدتُّ الرجلَ) يريد رجلاً قد حدَّثك عنه من قبلُ. فإذا وجدتَّ المخاطبَ عرَّف لك الكلمةَ، ولا حالَ تشيرُ إليها، ولا كلامَ تقدَّمها، ولا عهدَ بينك وبينه فيها، فاعلمْ أنَّه أرادَ تعريفَ فردٍ غيرِ معيَّنٍ؛ وهو ما يسمّونه تعريفَ الجنسِ. ولا يكون إلا مجازًا. ويأتي الحديث عنه مفصَّلاً.
فـ «أل» إذن لا تفارقُ التعريفَ في أصل وضعها. ولا يصِحُّ تقسيمُها إلى جنسيَّةٍ، وعهديَّةٍ، ثم تقسيمُ الجنسيَّة إلى دالَّة على الحقيقة، ودالَّة على الاستغراقِ، ثم تقسيمُ العهديَّة إلى ذكريَّة، وعلميَّة، وحضوريَّةٍ؛ بل كلُّها للتعريفِ، وحقيقتُها واحدةٌ لا تختلِف؛ وإنما الاختلافُ بينَها في المراجِع التي يرجِع إليها التعريفُ وحسبُ. وهي في هذا تُشبِه الضمير؛ فكما أنَّ رجوعَه قد يكون إلى اسم يتقدَّمه، وقد يكون إلى المفهوم من فعلٍ سابقٍ له، وقد يكون إلى ما لا ذكرَ له في الكلامِ، وهو مع ذلكَ لم يُقسَّم من هذا الوجه، فكذلك المعرَّف بـ «أل».
فأمَّا ما استحَقَّ التعريفَ من الكَلِم، فلا يجوز تنكيرُه بحالٍ ولو مجازًا؛ وإنما تنكِّرُه العربُ باسم الإشارةِ مع التعريفِ بأل؛ فأمَّا التعريفُ بأل، فللتمييز من سائر الأفراد. وأما الإشارة، فلبيانِ أنَّه نكِرةٌ حتى معَ تعريفِه؛ فهو يحتاج إلى تعريفٍ آخَرَ.
وأمَّا ما استحقَّ التنكيرَ ممَّا لا يُراد بهِ فردٌ معيَّنٌ، فلا يُعرَّف إلا لغرضٍ بلاغيٍّ كما سيأتي.
واعلمْ أنه لا يمكن أن يأتيَ التنكيرُ لغرضٍ بلاغيٍّ البتةَ، لأن التنكيرَ هو الأصلُ، وهو الذي اقتضاهُ المعنَى. ومن شرط صحَّة العلَّة أن يتعلَّق الحُكْم بها وجودًا وعدمًا. وهذه لو أبطلنا العلَّة فيها؛ وهي إرادة الغرضِ البلاغيّ، لما زالَ الحُكْم؛ وهو التنكيرُ.
وهذا الذي ذكرتُ من أحكام التعريف بـ «أل» إنما هو نبذة مختصرة مهَّدتُّ بها لما بعدَها. ونأتي الآنَ إلى الآية الكريمةِ؛ فننظر لِمَ عُرِّفت (السفينة) دونَ (الغلام)، و (القرية)؟
ليس في هذه الآية دليلُ حالٍ، ولم يجرِ للسفينة ذِكر؛ فيعودَ التعريف إليها؛ فيبقَى إذن احتمالانِ:
الأول: أن يقال: إنَّ في قوله تعالى قبلُ: http://www.ahlalloghah.com/images/up/01204cbc20.gif وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبًا * فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سرَبًا http://www.ahlalloghah.com/images/up/2654672cb0.gif [ آية 60، 61] ما يُشبِه الذكر للسفينةِ؛ ذلكَ أنَّه ذكرَ أن موسى http://www.ahlalloghah.com/images/up/2b3f4f7377.jpg بلغَ البحرَ. وهذا يجعلُ السامعَ كالمنتظرِ لذكر ما يحملُهم في البحرِ؛ وهو السفينةُ؛ فعلى هذا يكون مرجِعُ «أل» مفهومًا من ذِكْر غيرِهِ؛ فلذلك عرَّفَها. أما الغلام، والقرية، فلم يتقدَّم قبلَهما ما يؤذِن بذكرِهما.
الثاني: ألا يكونَ ثمَّةَ مرجِعٌ لـ «أل»؛ فيكون تعريفُها تعريفًا لفردٍ منها غيرِ معلومٍ لدى السَّامعِ من طريقِ المجازِ (استعارة مكنيَّة)؛ كأنَّه يخبِرُك أنَّ هذا الشيءَ معروفٌ لديك، ويدعوك إلى تذكُّر صفاتِه؛ كأنَّه قالَ: (أرأيت هذا الشيءَ المعروفَ بعظمتِه، وبحملِه الأثقالَ، والبشرَ، فإنَّ الخضِر خرقَه). وذلك كثيرٌ في مقامات التهويل، أو التعظيم. وإنما ذلك ليبيِّن عِظم ما فعلَه من خرقِها في عين موسى http://www.ahlalloghah.com/images/up/2b3f4f7377.jpg . وآية ذلك أنه قال بعدُ: http://www.ahlalloghah.com/images/up/01204cbc20.gif لقد جئت شيئًا إمرًا http://www.ahlalloghah.com/images/up/2654672cb0.gif ؛ و (الإمر) أشدُّ من (النُّكر)؛ ولهذا عرَّف (السفينة) ولم يعرِّف (الغلام)؛ إذْ كان خرْق السفينة سببًا لهلاكِ نفوسٍ كثيرةٍ، وقتلُ الغلام إنما هو هلاكُ نفسٍ واحدةٍ. هذا مع كونِ أصحابِ السفينة محسنينَ بحملِهم فيها بغير أجرٍ كما قيلََ، وكونِهم مساكينَ أيضًا كما ذكرَ الله تعالى بعدُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وزعمَ الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور أنَّ لامَ (السفينة) للعهد الذهنيِّ [التحرير والتنوير 6/ 375]، ومثَّل لها بـ «وأخاف أن يَّأكله الذئب»، وذكرَ في هذه الآية الأخيرة آيةِ يوسفَ أنَّها لتعريف الجنسِ [السابق 5/ 231]؛ فإن كان يريدُ بلام (السفينة) العهدَ الذهنيَّ كما قال في موضعها، فإما أن يَّكون قصدُه بالعهدِ الذهنيِّ أن يكونَ بين المتكلِّم والمخاطَب عهدٌ فيه؛ فيكونُ الشيخُ لم يبيِّن في لامِ السفينة كيفَ هذا العهدُ أوَّلاً، ويكونُ هذا المعنى ثانيًا غيرَ صالحٍ إجراؤُه في آية يوسفَ، لأنه لا يمكِن أن تحمَل على العهْد، ويكون قد ناقضَ كلامَه ثالثًا، لأنَّ لامَ الجنس أو الحقيقة غير لامِ العهدِ. وإن كان قصدُه بالعهد الذهنيِّ أن يكونَ المتكلِّم يريدُ بهِ فردًا مبهمًا من أفراد الحقيقة من حيث عهدُه إيَّاه في ذهنِه، فهذا أوَّلاً معنًى لا يصِحّ، لأنَّه حين إذٍ ليس معرفةً حقيقةً، ولا مجازًا، وثانيًا لو قدَّرنا أنَّه معرفةٌ في ذهنِ المتكلِّم، فليس بمعرفةٍ عند المخاطبِ؛ والتعريفُ إنما هو للمخاطبِ، لا للمتكلِّم، كما أنك لا تأتي إلى رجلٍ خالي الذهن، وتقول له: اشتريتُ الكتاب، وقرأتُه، إذا كان لا يدري أيُّ كتابٍ هذا الكتاب. ولا ينفعُك أن يكون معروفًا عندكَ إذا كانَ مجهولاً عندَه. ومثل هذا الضميرُ؛ فإنَّك لا تقول لخالي الذهنِ أيضًا: (جاء إليَّ، فأكرمته) إذا كان لا يعرفُ هذا الذي أضمرتَ عنه. وثالثًا يكون ناقض كلامَه السابقَ؛ إذ جعلَ لام (الذئب) للجنس؛ والجنسُ كما ذكرتُ غيرُ العهدِ. ويكون رابعًا غيرَ مزيلٍ للإشكالِ، ولا كاشفٍ عن وجه البلاغةِ؛ إذ لِمَ لمْ يُعرَّف (الغلام) أيضًا، و (القرية) بهذا القصد؟
وإن كان يريدُ بلام (السفينة) الجنسَ، فهو أولاً لم يبيِّن وجه البلاغة فيهِ، ولا علةَ التفرقة بينه وبين (الغلام)، و (القرية)، وسمَّاه بغير اسمِه ثانيًا، ولا يصِحُّ ثالثًا أن يسمَّى تعريفًا للجنس، لأنَّ المعرَّف إنما هو فرْد من أفرادِه.
وزعمَ الدكتور فاضل السامرائيُّ أن سبب تعريف (السفينة) أنَّه جاءت سفينةٌ مارّةٌ، فناداها الخضرُ، وموسى، فعرفوا الخضرَ، فحملوهما بدون أجر [لمسات بيانية في نصوص من التنزيل 41]. أما الغلام فإنهما لقياه في طريقهم، وليس غلامًا محددًا معروفًا. والردُّ على هذا هو ما ذكرنا آنفًا من أن مقتضى التعريفِ أن يَّكون معروفًا للمخاطبِ، لا للمتكلِّم.
وأمَّا بيتا امرئ القيس، فأولهما قولُه:
مِسحٍّ إذا ما السابحات على الونَى ... أثرن الغبارَ بالكَديد المركَّلِ
وهذه هي الرِّواية الحُسنى؛ فقد أراد أن يصِفَ سرعةَ جريِ فرسِهِ، وأنَّه إذا كان بينَ الجِيادِ السابحاتِ، وقد بلغَ منهنَّ الإعياء مبلغَه، وجعلن يُثرن الغبارَ لسرعةِ جريهنَّ، وكرمِهنَّ، وجدتَّ فرسَه ينصبُّ في جريه انصبابًا، ولا يقصِّر عنهنَّ. و كانت (الغبار) بالتعريفِ أحسنَ، وأبلغَ، لأن هذا موضِع تهويلٍ، وتوكيدٍ؛ كأنَّه يريدُ أن يردَّك إلى تذكُّره بحقيقتِه؛ فكأنه يقول: إنهنَّ يُثِرن الغبارَ المعروفَ من غيرِ تجوُّزٍ. وهذا أبلغُ في الدّلالة على سرعة جريِهنَّ، ثم الدلالة على سرعة جريِ فرسِهِ.
وأما الآخَر، فقولُه:
فعنَّ لنا سِربٌ كأنَّ نِعاجَه ... عذارى دوار في ملاءٍ مذيَّلِ
وهذه هي الرِّواية الحُسنَى، وذلك أن الشاعرَ أرادَ أن يصفَ قطيعَ البقرِ الذي صادفه في صيدِه؛ فشبَّهَه بالعذارى إذا لبِسنَ ملاءً؛ وهو ضربٌ من اللِّباس يُلتحَف بهِ، وكان هذا المُلاء مذيَّلاً؛ أي سابغًا، في حالِ طوافهنَّ حولَ (دَوَار)؛ وهو صنم من أصنامهم. وذلك أنَّ البقرَ تكون بيضَ الظُّهور، سود القوائم؛ وكذلك العذارى في الملاءِ المذيَّل، وأنَّ البقرَ يلوذ بعضها ببعضٍ؛ وكذلكَ العذارى حولَ الصنمِ.
وإنما كان التنكير هنا أحسنَ، لأنَّ المَقام ليس مَقام تعظيمٍ أو نحوِه؛ وإنما هو وصفٌ مجرَّد لا مبالغةَ فيه، وليس ذِكرُ (المُلاء) على العذارى بالذي يدعو إلى العجبِ، وليس تعريفُه بالذي يخدُم غرضَ الشّاعر، ومقاصِده في شعرِه. والبلاغة ليست كلُّها في المبالغة، أو التهويلِ؛ وإنما البلاغة أن تضعَ كلَّ شيءٍ موضعَه، وتخاطبَ كلَّ امرئٍ بما يعقلُه.
فيصل المنصور
ـ[السراج]ــــــــ[28 - 04 - 2009, 11:37 ص]ـ
شكرا،
موضوع يستحق الاهتمام، والبحث. أدعو الفصحاء لهذه الصفحة ..
فعنَّ لنا سِربٌ كأنَّ نِعاجَه ... عذارى دوار في ملاءٍ مذيَّلِ
قراءتي لهذا البيت - ولكلمة ملاءٍ - تسير في الآتي:
التنكير أجمل بلاغيا، حيث المقام مقام تشبيه صورة هذا السرب ب (عذارى) دوار .. وتلك العذارى تلبس لبساً مذيلاً له ألوان وأشكال معروفة في ذاك العيد.
أما هنا أضاف، فجعل أنها أصناف متعدده وأشكال جميلة متعددة لكنها (مذيلة).
فالتنكير به لوّن الشاعر وشكّل هذا الثوب بحيث يشبه (الملاء) الأصل في التذييل، وأبقى باب الجمال مفتوحاً ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[28 - 04 - 2009, 09:32 م]ـ
بل هو موضوع رائع أخي السراج
بارك الله فيك أستاذ فيصل
ـ[ضاد]ــــــــ[28 - 04 - 2009, 10:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مما يميز الأسلوب القرآني في السرد تركه للتفاصيل وتركيزه على المهم في القصة وعبرتها, ويتجلى هذا في تقنيات سردية مختلفة منها الانتقال السريع بالحدث عبر الزمان والمكان والأشخاص دون مقدمات تنبه القارئ مما يتطلب منه التركيز التام عند الإصغاء, وهذا هو المطلوب من المسلم عموما عند سماع كلام الله. ونرى ذلك في عدة سور وآيات قصصية, كقوله تعالى:
"ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَ?لِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ - وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ ? فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى? رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ? إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ" (يوسف)
فالانتقال من الحوار القائم بين العبد ويوسف إلى جواب الملك على ما يفترض أن العبد نقله إليه من كلام يوسف, وما تُرك في السرد يمكن استنباطه ولا ضرورة سردية إلى ذكره, مما يجعل هذا الأسلوب في الانتقال من البراعة بمكان.
أو كقوله تعالى في السورة نفسها:
"ارْجِعُوا إِلَى? أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ - وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا ? وَإِنَّا لَصَادِقُونَ - قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا ? فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ? عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا ? إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ" (يوسف)
من الانتقال من كلام الأخ إلى رد يعقوب عليه السلام مما فسرناه في المثال السابق.
ويتجلى هذا الأسلوب كذلك في المسألة المذكورة في هذا الموضوع, حيث ترك الله تعالى ذكر حيثية سردية لكونها غير مهمة في السياق ومستنبطة من الكلام الذي يليها, فالركوب في "السفينة" يلزم منه وجود السفينة أصلا, وهذا أمر بديهي. وترك ذكر وجود السفينة لا يؤثر في الخيط السردي, ذلك لأن "السفينة" ذاتها ليست ذلك العنصر الحاسم أو المهم في السرد إذ العبرة في ذلك الفصل من القصة هو عملية الخرق لا أصل السفينة, ولذلك – والله أعلم – ترك الله ذكر وجود السفينة وتعداه إلى الركوب فيها الذي يلزم منه معنويا حدث سابق له مفهوم من السياق ومن أسلوب التقديم في الفصول الأخرى, ألا وهو وجود السفينة. أما الغلام, فوجب تقديمه في القصة وبذلك تنكيره لأنه عنصر أساسي ولأن قيمته السردية أعلى من السفينة حتما بسبب شنع الفعلة التي أتاها الخضر, ولأنه نفس بشرية والبشر أهم في القصص من الأشياء ولا يمكن ترك تقديمهم لأن ذلك يعني معروفيتهم في السياق السردي أو الذهني, الأمر المفقود في هذا الفصل من القصة. أما القرية فقد قدم لها الله تعالى بأهلها وبذلك حصرها في سكانها وهم بشر, وينطبق عليهم ما ينطبق على البشر في السرد.
يتبع بإذن الله.
ـ[راجي مغفرة ربه]ــــــــ[28 - 04 - 2009, 11:55 م]ـ
لعل في الرابط التالي زيادة فائدة
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=42562&highlight=%C7%E1%D3%DD%ED%E4%C9
ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[29 - 04 - 2009, 12:48 م]ـ
الإخوة الأكارم /
السراج
بحر الرمل
ضاد
الشيخ عطية الله
شكرًا لكم على قراءتكم، وإضافاتكم.
ـ[معد63]ــــــــ[14 - 09 - 2009, 05:56 م]ـ
السلام عليكم، عندي سؤال، وهو سؤال فقط لا أقصد به إلا زيادة المعرفة:
الأخ صاد: لماذا عرّف السفينة، هو السؤال، فلماذا لم يقل فلما ركبا سفينة خرقها، فلم التعريف، لا بد أن يكون له سبب، والإحالة على مجرد ليس له قيمة في السرد القصصي ربما يكون فيه مشكلة على كثير من أمثالي أن يفهموه، إذ إننا نعرف أن الله سبحانه وتعالى لم يأت بحرف أو كلمة إلا لمعنى مقصود في من البلاغة ما يعجز الفصحاء أن يأتوا بمثله، ولكم الشكر إن تفضلتم بتوضيح الأمر لي حتى استزيد.(/)
طلب مساعدة في نقد قصيدة
ـ[ثمة .. عمق!]ــــــــ[27 - 04 - 2009, 06:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
رائية ابي الحسن التهامي في رثاء ابنه
حكم المنية في البرية جاري ما هذه الدنيا بدار قرار
بينا يُرى الإنسان فيها مخبراً حتى يرى خبراً من الأخبار
طُبعت على كدر وأنت تريدها صفواً من الأقذاء والأكدار!!
ومكلف الأيام ضد طباعها متطلب في الماء جذوة نار
وإذا رجوت المستحيل فإنما تبني الرجاء على شفير هار
فالعيش نوم والمنية يقظة والمرء بينهما خيال سار
فاقضوا مآربكم عجالاً إنما أعماركم سفر من الأسفار
وتراكضوا خيل الشباب وبادروا أن تسترد فإنهن عوار
يا كوكباً ما كان أقصر عمره وكذاك عمر كواكب الأسحار
وهلال أيام مضى لم يُستدر بدراً ولم يمهل إلى الأسحار
عجل الخسوف إليه قبل أوانه فمحاه قبل مظنة الإبدار
واستُل من أترابه ولداته كالمقلة استُلت من الأشفار
فكأن قلبي قبره وكأنه في طيّه سر من ألأسرار
إن الكواكب في علو مكانها لترى صغاراً وهي غير صغار
ولد المعزى بعضه فإذا مضى بعض الفتى فالكل في الآثار
أبكيه ثم أقول معتذراً له وُفّقتَ حين تركتَ ألأم دار
جاورتُ أعدائي وجاور ربه شتان بين جواره وجواري
اتمنى ان تساعدوني في مضمون هذة القصيدة
من ناحية العاطفة , المعاني ,
والشكل من ناحية الموسيقى والألفاظ والوحدة العضوية وبناء القصيدة
واذا كان هناك مراجع تتحدث عن هذة القصيدة ارجو منكم افادتي بذالك
وشكرا ( ops
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
ـ[السراج]ــــــــ[28 - 04 - 2009, 11:59 ص]ـ
ثمّة .. عمق
اسم جميل ..
ماذا تنقدين في هذه القصيدة؟!
وكلّ كلماتها تضْطرمُ حُزنا! أليستْ هي التي ثارتْ كبركانٍ لوفاة ابنه!
وإلى اليوم، يُخلّد هذا النصّ النابض باللغة الحيّة، إلى اليوم تقف كلمات النقد إلا أن تزيح لثام إبداع الشاعر الذي رَسمها - عفويةً - قصيدةً حزينة ..
ستبدأين أنت في قراءة القصيدة .. استيضاحاً لما بها من مكنونات الشعر العذبِ فهي من عيون ذلك ..
ثم نترك ذلك للفصحاء ..
أولاً ابدأي ..
وها أنا أقرأ، وأشارك بوصف:
يا كوكباً ما كان أقصر عمره ** وكذاك عمر كواكب الأسحار
دعيني ألمس هذا البيت، قد وفّق الشاعر - كما في القصيدة - باختيارِه لفظ المشبه به؛ بلْ وحذف التشبيه وألقى ظلالَ الاستعارات والتشخيص للمشبه به فظهر البيت خطاباً لكوكب علا وارتفع، كما ابنه - العالي - في نظره ونفسه وقلبه، وهنا يستدرجنا الشاعر لمناسبة النص (موت ابنه في الصغر)، لكنه حين أثبتَ تشبيهه بالكوكب سلّم الأمر، ولم تكن هناك حيلة فكواكب الأسحار قصيرة العمر، فما كان عالياً منيراً كان عمره قصيرا ... لله دره.
ـ[ثمة .. عمق!]ــــــــ[30 - 04 - 2009, 12:50 ص]ـ
السراج ... أشكرك من الأعماق ....
أريد كتباً , أرجع اليها ... ؟(/)
كيف أحلل قصة قصيرة جدا وفق المنهج الأسلوبي؟
ـ[أبو جعفر المنصور]ــــــــ[28 - 04 - 2009, 12:52 ص]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,,
من المعروف في تحليل القصيدة وفق المنهج الأسلوبي أن أقسم الدراسة إلى ثلاث مستويات كبرى وهي:
1 - السمات المميزة للأصوات أو الإيقاع:
2 - السمات المميزة للمعجم الشعري:
3 - السمات المميزة للتراكيب والسياق:
لكن في القصة القصيرة جدا المتكونة من ستة صفحات كيف تتم دراستها وفق المنهج الأسلوبي وما هي طرق تقسيم الدراسة,,,
وهل المنهج الأسلوبي مناسب لدراسة القصة القصيرة أو غير مناسب
أرجو الإفادة
ـ[عربية وافتخر]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 12:59 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
حسب رايي (وهو يحتمل الصواب والخطا)
هناك بعض الامور التي يجب الاهتمام بها مثل
*العنوان ..
*قراءة القصة كاملة لمعرفة الفكرة العامة .. والسبب التي كتبت لاجله هل هو اجتماعي. سياسي. وما الى ذلك
* تتبع افكار القصة ومعرفة مدى تماسكها وترابطها والاهم من ذلك كون الافكار منطقية
*الاهتمام بكل عنصر من عناصر القصة .. تحليل الشخصيات ومعرفة حالتهم النفسية وما الى ذلك .. الزمان والمكان .. العقدة .. كيف حل العقدة .. الخاتمة هل هي متوقعة ام غير متوقعة ام مفتوحة؟
*معرفة مدى توافق العنوان مع القصة
*الاجابة على سؤال هل وفق الكاتب بان اوصل فكرته بطريقة جميلة وجاذبة ام كان اسلوبه ممل
* الاهتمام بجماليات اللغة بما تحتويه القصة على الصور الادبية والمجازات
* الاجابة على سؤال هل كانت القصة تعتمد على الحوار ام السرد ام الاثنين .. وهل كانت باللغة العامية ام الفصحى ..
ولا ضير في ان يدرس الباحث اسلوب الكاتب ومنهجه في كتابة القصة لان لكل كاتب طابع خاص ومعجم بمثابة بصمة تميزه عن غيره من الكتاب
هذا رايي والله اعلم
ـ[حمادي الموقت]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 02:05 ص]ـ
تنبيه: القصة القصيرة تختلف عن القصة القصيرة جدا، إذ قد تتجاوز الأولى الصفحة، بينما الثانية تحدد بالسطور.
ولما كان النص الشعري له منهجيته الخاصة في التحليل بحكم أنه شعر، فإن النص النثري له منهجية مختلفة تختلف بحسب تصنيفه من حيث كونه قصة أم رواية أم مسرحية أم خطبة ... ولكون المطلوب يرتبط بالقصة القصيرة فإني أقدم لك خطوات واضحة المعالم يمكن أن تترصدها في قراءتك:
أولا: البنية النصية: وتنظر فيها إلى المؤشرات الكبرى التي تعد بمثابة مدخل أو مفاتيح للنص كصاحب النص وعنوانه وظروف إنتاجه ... ثم بعدها اقرإ النص قراءة فاحصة واستخرج منه مضامينه ومتواياته السردية
ثانيا: البنية التحليلية: ويحق لك أن تخطو فيها خطوتين هامتين:
1 - خطوة تسمى بمظهر الحكاية
2 - وخطوة تسمى بمظهر الخطاب
أما مظهر الحكاية فترصد فيه الحدث والشخصيات والفضاء الزماني والمكاني
في حين يختص مظهر الخطاب بالبنية السردية للقصة كضمير السرد والرؤية السردية وشكل السرد ومقصدية القصة ..
ثالثا: قراءة تركيبية للقصة ولكيفية تحليلها
تلك خطوات مقتضبة وواضحة لتحليل قصة قصيرة أو بشكل عام نص نثري أدبي تدخل فيه حتى الرواية(/)
مطلوب موضوع عن " الرمز" في الكتابات الأدبية
ـ[عبق الحروف]ــــــــ[28 - 04 - 2009, 09:00 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
____
اكتسب " الرمز" أهمية في الأدب العربي الحديث، و منحه بعداً جمالياً جديداً يشغل الذهن و التعمق ..
و نظراً لأنه أصبح جانباً مهماً من الكتابات الأدبية في هذا العصر ..
فأرجو منكم شاكرين موضوعاً متكاملاً عن الرمز .. و هل وجد في الشعر القديم
و ما هي الملكات التي يستوحي بها و منها صاحب القلم إيحاءاته و رموزه ..
و كيف يكون الرمز منسجماً في إيضاح الصورة داخل النص ..
و أتوقع منكم المزيد
مع خالص شكري و امتناني
دمتم بخير
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[29 - 04 - 2009, 07:41 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الرمزية مذهب أدبي فلسفي غربي، يعبر عن التجارب الأدبية والفلسفية المختلفة بواسطة الرمز أو الإشارة أو التلميح.
- والرمز معناه الإيحاء، أي التعبير غير المباشر عن النواحي النفسية المستترة التي لا تقوى اللغة على أدائها أو لا يراد التعبير عنها مباشرة.
- ولا تخلو الرمزية من مضامين فكرية واجتماعية، تدعو إلى التحلل من القيم الدينية والخلقية، بل تتمرد عليها؛ متسترة بالرمز والإشارة.
- وتعد الرمزية الأساس المؤثر في مذهب الحداثة الفكري والأدبي الذي خلفه.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
? رغم أن استعمال الرمز قديم جداً، كما هو عند الفراعنة واليونانيين القدماء إلا أن المذهب الرمزي بخصائصه المتميزة لم يعرف إلا عام 1886م حيث أصدر عشرون كاتباً فرنسيًّا بياناً نشر في إحدى الصحف يعلن ميلاد المذهب الرمزي، وعرف هؤلاء الكتّاب حتى مطلع القرن العشرين بالأدباء الغامضين. وقد جاء في البيان: إن هدفهم "تقديم نوع من التجربة الأدبية تستخدم فيها الكلمات لاستحضار حالات وجدانية، سواء كانت شعورية أو لا شعورية، بصرف النظر عن الماديات المحسوسة التي ترمز إلى هذه الكلمات، وبصرف النظر عن المحتوى العقلي الذي تتضمنه، لأن التجربة الأدبية تجربة وجدانية في المقام الأول".
? ومن أبرز الشخصيات في المذهب الرمزي في فرنسا وهي مسقط رأس الرمزية:
- الأديب الفرنسي بودلير 1821 – 1967م وتلميذه رامبو.
- ومالارراميه 1842 – 1898م ويعد من رموز مذهب الحداثة أيضاً.
- بول فاليري 1871 – 1945م.
- وفي ألمانيا ر. م. ريلكه وستيفان جورج.
- وفي أمريكا يمي لويل.
- وفي بريطانيا: أوسكار وايلد.
الأفكار والمعتقدات:
من الأفكار والآراء التي تضمنتها الرمزية:
? الابتعاد عن عالم الواقع وما فيه من مشكلات اجتماعية وسياسية، والجنوح إلى عالم الخيال بحيث يكون الرمز هو المعبر عن المعاني العقلية والمشاعر العاطفية.
? البحث عن عالم مثالي مجهول يسد الفراغ الروحي ويعوضهم عن غياب الأفكار الدينية (= ليس كل الرمزيين ملحدون)، وقد وجد الرمزيون ضالتهم في عالم اللاشعور والأشباح الأرواح.
? اتخاذ أساليب تعبيرية جديدة واستخدام ألفاظ موحية، تعبر عن أجواء روحية، مثل لفظ الغروب الذي يوحي بمصرع الشمس الدامي والشعور بزوال أمر ما، والإحساس بالإنقباض. وكذلك تعمد الرمزية إلى تقريب الصفات المتباعدة رغبة في الإيحاء مثل تعبيرات: الكون المقمر، الضوء الباكي، الشمس المرة المذاق .. الخ.
? تحرير الشعر من الأوزان التقليدية، فقد دعى الرمزيون إلى الشعر المطلق مع التزام القافية أو الشعر الحر وذلك لتساير الموسيقى فيه دفعات الشعور.
الجذور الفكرية والعقائدية:
? لقد انبثقت الرمزية عن نظرية المثل لدى أفلاطون، وهي نظرية تقوم على إنكار الحقائق الملموسة، وتعبر النظرية عن حقائق مثالية، وتقول: إن عقل (*) الإنسان الظاهر الواعي عقل محدود، وأن الإنسان يملك عقلاً غير واعٍ أرحب من ذلك العقل.
? وفي أواخر القرن التاسع عشر تجمعت عوامل عقدية واجتماعية وثقافية لولادة الرمزية على يد: بودلير وغيره من الأدباء:
? العوامل العقدية: وتتمثل في انغماس الإنسان الغربي في المادية (*) التي زرعتها الفلسفة (*) الوضعية، ونسيان كيانه الروحي، وقد فشلت المادية والإلحاد (*) في ملء الفراغ الروحي.
(يُتْبَعُ)
(/)
? العوامل الإجتماعية: وتتمثل في الصراع الاجتماعي الحاد بين ما يريده بعض الأدباء والمفكرين من حرية مطلقة وإباحية أخلاقية، وبين ما يمارسه المجتمع من ضغط وكبح لجماحهم، مما زاد بتأثرهم بنظرية المثل الأفلاطونية وكتابات الكاتب الأمريكي ادجار الآن بو – الخيالية المتميزة.
- العوامل الفنية: وذلك باعتقادهم أن اللغة عاجزة عن التعبير عن تجربتهم الشعورية العميقة، فلم يبق إلا الرمز ليعبر فيه الأديب عن مكنونات صدره.
الانتشار ومواقع النفوذ:
? بدأت الرمزية في فرنسا حيث ولدت أكثر المذاهب (*) الأدبية والفكرية، ثم انتشرت في أوروبا وأمريكا.
? ويكاد يكون هذا المذهب نتيجة من نتائج تمزق الإنسان الأوروبي وضياعه بسبب طغيان النزعة المادية وغيبة الحقيقة، والتعلق بالعقل البشري وحده للوصول إليها، من خلال علوم توهم بالخلاص عند السير في دروب الجمال، ولا شك أن الرمزية ثمرة من ثمرات الفراغ الروحي والهروب من مواجهة المشكلات باستخدام الرمز في التعبير عنها.
ويتضح مما سبق:
أن الرمزية مذهب أدبي وفلسفي، يعبر عن التجارب الأدبية الفلسفية من خلال الرمز والتلميح، نأياً من عالم الواقع وجنوحاً إلى عالم الخيال، وبحثاً عن مثالية مجهولة تعوض الشباب عن الفراغ الروحي، وذلك باستخدام الأساليب التعبيرية الجديدة، والألفاظ الموحية، وتحرير الشعر من كافة قيود الوزن التقليدية.
----------------------------------------------------------------
مراجع للتوسع:
- نحو مذهب إسلامي في الأدب والنقد، د. عبد الرحمن رأفت الباشا.
- مذاهب الأدب الغربي، د. عبد الباسط بدر، نشر دار الشعاع – الكويت.
- المذاهب الأدبية من الكلاسيكية إلى العبثية، د. نبيل راغب.
- مقالة: "الحداثة في الأدب العربي المعاصر هل انفض سامرها"، للدكتور محمد مصطفى هدارة – مجلة الحرس الوطني عدد ربيع الآخرة 1410هـ.
- الأدب الرمزي، تأليف هنري بير – ترجمة هنري زغيب.
- السريالية، إيف دوليس (سلسلة زدني علماً).
- الأدب المقارن، مايوس فرانسوا غويار (سلسلة زدني علماً).
- المعجم الأدبي، جبور عبد النور – دار العلم للملايين – بيروت.
المراجع الأجنبية:
- Cazamian (L): Symbolisme et Poesie. L’Exemple anglais. Paris 1947.
- G. Kahon: let originer du symbolisme, Paris, 1936.
- De Segur: Historire de la litterature Europieenne, paris 1959.
- P. Mortino, Parnasse et. Symbolisme, Paris, 1947.
- Lanson: Histoire de la litterature Europieenne, paris 1960.
- Stphane Mallarme, Qeurres Completer, Paris. Ed. De la pleiade. 1951.
- Guy Michaud Message Poetique du symbolisme paris 1947.
- Enquete de jules Huret, in Mallarme et le – Symbolisme, classiquer Larousse 1972
http://membres.lycos.fr/lyceemaroc2/ARABE/5n.html(/)
انا طالبه واريد حل هذه التمارين
ـ[المناره]ــــــــ[29 - 04 - 2009, 12:11 م]ـ
(1) بين مواضعَ الوصل فيما يأتي و وضحِ السبب في كلِّ مثال:
(1) قال بعض الحكماء: العبْدُ حُرٌّ إذا قنِع، و الحرُّ عبدٌ إذا طمِع.
(2) وقال ابن الرومي:
قد يسبِقُ الخيرَ طالبٌ عَجِلٌ ويرهَقُ الشرُّ مُمعِناً هَرَبُهْ
(3) وقال أبو الطيب:
الرأيُ قَبلَ شَجاعةِ الشجعانِ …هُو أوّلٌ وهْيَ المحلُّ الثاني
(4) و خطب الحجاج بن يوسف يوما فقال:
" اللَّهم أَرِني الغَيّ غيّاً فأجتنبَه، وأَرِني الهُدَى هُدىً فأتبعَه، ولا تَكْلني إلى نَفسي فأضلّ ضلالاً بعيداً. واللّه ما أُحِبُّ أنَّ ما مضى منَ الدنيا لي بعمامتي هذهِ، ولمَا بَقِيَ منها أَشبهُ بما مَضى منَ الماءِ بالماءِ".
(5) و قال الشريف الرضي يرثو أبا إسحاق الصابي:
أعَلمْتَ مَنْ حَمَلُوا عَلى الأعْوَادِ أرَأيْتَ كَيْفَ خَبَا ضِيَاءُ النّادِي
(6) و قال حسان بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه:
أَصُونُ عِرْضِي بمالِي لا أُدَنِّسُهُ ... لا بارَكَ اللهُ بَعْدَ العِرْضِ في المالِ
أَحْتالُ للمالِ إنْ أَودَى فأَكْسِبُهُ ... ولسْتُ للعِرْضِ إنْ أَوْدَى بِمُحتالِ
(7) و قال النابغة الذبياني يرثي أخاه من أمِّه:
حَسْبُ الخَلِيَلْينِ نَأْيُ الأرضِ بَيْنَهُما ... هذا عَلَيْها وهذا تَحْتَها بالِ
(8) و قال الطغرائي:
يا وارداً سُؤْرَ عيشٍ كلُّه كدرٌ …أنفقتَ عمركَ في أيامكَ الأُولُ
(9) وقال علي الجارم:
لاَ الدَّمعُ غاضَ وَلا فُؤادُكَ سَالى دَخَلَ الْحِمَامُ عَرِينة َ الرِّئْبالِ
(10) و قالت زينب بنت الطَّثَرِيَّة ترثي أخاها:
وقَدْ كان يُرْوِي المَشْرَفِيَّ بكَفِّهِ ... ويَبْلُغُ أَقْصَى حَجْرَةِ الحَيِّ نائِلُهْ
(11) و قال أبو الطيب:
أعَزُّ مَكانٍ في الدُّنَى سَرْجُ سابحٍ وَخَيرُ جَليسٍ في الزّمانِ كِتابُ
(12) وقال الشاعر:
العينُ عبرَى و النفوسُ صوادي …ماتَ الحجا و قضَى جلال النادي
(13) و قال رجل من بني أسد في الهجاء:
لا تحسبِ المجَد تمراً أنت آكلُه …لنْ تبلغَ المجدَ حتى تلعقَ الصَّبِرَا
(14) و قال عمارة اليمني:
و غدر الفتى في عهده و وفائه …و غدر المواضي في نُبُوِّ المضارب(/)
ألوان بلاغية
ـ[محمد سعد]ــــــــ[29 - 04 - 2009, 03:46 م]ـ
براعة المطلع:
جاء في خزانة الأدب:
براعة المطلع عبارة عن طلوع أهلَّة المعاني، واضحة في استهلالها، وأنْ لا تتجافى جُنوب الألفاظ عن مضاجع الرِّقة، وأن يكون التشبيب بنسيبها مُرْقٍصا عند سماع، وطُرُق السهولة، متكلفة لها بالسلامة من تجشيم الحسن.
وقال ابن أبي لإصبع: " إذا وصلتَ إلى قول البحتري في هذا البا وصلت إلى غاية لا تدرك وهو قوله:
بودي لو يعذول ويعشق= ويعلمُ اسباب الهوى كيف تعلقو
ومن ملح الشواهد على هذا الباب أيضا قول المتنبي:
أتراها لكثرة العشاق= تحسب الدمع خٍلقةً في المآقي
وقوله:
حشا شة نفس ودعت حين ودّعوا= فلم أدرٍأيَّ الظاعنين أشيع
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[29 - 04 - 2009, 07:03 م]ـ
أحسنتِ أستاذي الكريم .. في عرض ما هو أهم الأشياء .. والذي به قد ينجذب القارىء (العادي) إلى العمل أو ينفر منه .. وهو المطلع .. فانظر أخي الكريم إلى القمر عند ظهوره إذ يجر النجوم وراءه فما شعور المُتلقي وقتئذ .. أما إذا كانت السحب تنتشر بطول وعرض السماء .. (عليك الباقي) .. بورك فيك عرض ماتع للون بلاغي مهم .. حفظك الله.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[29 - 04 - 2009, 08:20 م]ـ
وأنا أخي الحبيب أشكرك لأنك
عطّرت الموضوع بمرورك عليه
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[29 - 04 - 2009, 08:49 م]ـ
أحسنت أخي الحبيب في طرق هذا المعنى، جزاك ربي خيراً.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[30 - 04 - 2009, 11:53 م]ـ
أحسنت أخي الحبيب في طرق هذا المعنى، جزاك ربي خيراً.
وأنا سعدت بوجودك هنا
ـ[محمد سعد]ــــــــ[01 - 05 - 2009, 12:02 ص]ـ
الجناس المذيل والتام
الجناس المذيل يقال له التجنيس الزائد الناقص أيضا، وهو أن يجيء بكلمتين متجانستي الفظ متفقتي الحركات، غير أنهما يختلفان بحرف إما من آخرهما وهو الجناس المذيل كقولك فلان حامٍ حامل لأعباء الأمور كاف كافل بمصالح الجمهور
ومنه قول أبي تمام:
يمدون من أيد عواص عواصم
......... تصول بأسياف قواض قواضب
والجناس التام: أن يجيء المتكلم بكلمتين متفقتين لفظا مختلفتين معنى لا تفاوت في تركيبتها ولا اختلاف في حركاتهما ومنه قول ابي نواس:
عباس عباس إذا احتدم الوغى
.......... والفضل فضل والربيع ربيع
ـ[الأميرة دعد]ــــــــ[07 - 05 - 2009, 02:28 م]ـ
بارك الله فيك ننتظر المزيد(/)
من يجيب مع خالص شكري وتقديري
ـ[صارم]ــــــــ[30 - 04 - 2009, 04:21 م]ـ
قال تعالى (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)
الإجابة تكون محدده بارك الله فيكم
المشبه:
المشبه به:
حرف التشبيه:
الدلاله:
ـ[السراج]ــــــــ[01 - 05 - 2009, 08:01 ص]ـ
مرحبا أخي صارم
هل تجد في الآية الكريمة تشبيهاً؟
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[01 - 05 - 2009, 09:33 ص]ـ
كما تساءل أخي السراج
ليس في الآية تشبيه أخي الكريم
إما أن تكون أخطأت في السؤال، أو أخطأت في إيراد الآية
راجع سؤالك
ـ[صارم]ــــــــ[02 - 05 - 2009, 12:38 ص]ـ
مرحبا أخي الكريم السراج
والأخ الكريم طارق يسن الطاهر
وأشكر لكم سعة صدوركم
السؤال
المعطوف:
المعطوف عليه:
حرف العطف:
الدلاله:
ـ[صارم]ــــــــ[03 - 05 - 2009, 10:06 م]ـ
وينك ياستاذ طارق
ـ[وليد المعمري]ــــــــ[29 - 05 - 2009, 07:52 م]ـ
الله أعلم أن المعطوف وبالوالدين إحسانا, والمعطوف عليه ألا تعبدوا إلا إياه, حرف العطف الواو, الدلالة المشاركة(/)
أرجو الاهتمام
ـ[زهره العلا]ــــــــ[30 - 04 - 2009, 07:03 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجو من أعضاء شبكة الفصيح لعلوم اللغة العربية الاهتمام والاجابه عن أسئلتي حيث أنني احتاجها للاختبارات
السؤال عباره عن استخراج المحسنات البديعيه من الابيات التاليه مع توضيحها
والأبيات هي:
فكأنها لبدت لتهصر عندها ... من لم يكن بدخوله مأمورا.
تجري الخواطر مطلقات أعنةٍ ... فيه، فتكبو عن مداهُ قصورا.
بمرخم الساحات تحسب أنهَ ... فرش البها وتوشح الكافورا.
ومحصب بالدرَّ تحسب تربه ... مسكاً تضوع نشره وعبيرا.
يستخلف الإصباح منه إذا انقضى ... صبحاً على غسق الظلام منيرا.
ضحكت محاسنه إليك كأنما ... جعلت له زهر النجوم ثغورا.
ومصفح الأبواب تبراً نظروا ... بالنقش بين شكوله تنظيرا.
تبدو مسامير النضار كما علت ... فلك النهود من الحسان صدورا.
خلعت عليه غلائلاً ورسيةً ... شمسٌ ترد الطرف عنه حسيرا.
فإذا نظرت إلى غرائب حسنه، ... أبصرت روضاً في السماء نضيرا.
وعجبت من خطافي عسجده التي ... حامت لتبني في ذراه وكورا.
وضعت به صناعه أقلامها، ... فأرتك كل طريدةٍ تصويرا.
فكأنما للشمس فيه ليقةٌ ... مشقوا بها التزويق والتشجيرا.
وكأنما فرشوا عليه ملاءةً ... تركوا مكان وشاحها مقصورا.
يا مالك الملك الذي أضحى له ... ملك السماء على العُداة نصَيرا.
كم من قصور للملوك تقدمت ... فاستوجبت بقصورك التأجيرا.
فعمرتها وملكت كل رياسةٍ ... منها، ودمرت العِدا تدميرا.
وقال عمارة اليمني، يصف دارا بناه فارس الإسلام من أبيات:
فتملَّ دارا شيدتها همةٌ، ... يغدو العسير بأمرها متيسرا.
فاقت على الإطلاق كل بنيةٍ ... وسمت بسعدك عزة وتكبرا.
أنشأت فيها للعيون بدائعاً ... دقت فأذهل حسنها من أ بصرا.
فمن الرخام: مسيراً، ومسهماً، ... ومنمنما، ومدرهما، ومدنرا.
وسقيت من ذوب المضار سقوفها ... حتى يكاد نضارها أن يقطرا.
لم يبق نوع صامت أو ناطقٌ ... إلا غدا فيها الجميع مصورا.
السؤال الثاني: أبيات ايضا وهي:
بيضاء تطمع فيما تحت حلتها ... وعز ذلك مطلوبا إذا طلبا
كأنها الشمس، يعيى كف قابضه ... شعاعها ويراه الطرف مقتربا
مرت بنا بين تربيها فقلت لها: ... من أين جانس هذا الشادن العربا؟
فاستضحكت ثم قالت: كالمغيث يرى ... ليث الشرى وهو من عجل إذا انتسبا
جاءت بأشجع من يسمى وأسمح من ... أعطى وأبلغ من أملي ومن كتبا
لو حل خاطره في مقعد لمشى ... أو جاهل لصحا أو أخرس خطبا
إذا بدا حجبت عينيك هيبته ... وليس يحجبه ستر إذا احتجبا
بياض وجه يريك الشمس حالكة ... ودر لفظ يريك الدر مخشلبا
وسيف عزم ترد السيف هبته ... رطب الغزار من التامور مختضبا
عمر العدو إذا لاقاه في رهج ... أقل من عمر ما يحوي إذا وهبا
وأتمني من الجميع ان يساعدوني لانني عن جد تعبت في البحث عن أحد ما ليجيب لي عن هذه الاسئله والتي احتاجها بشده من اجل الاختبارات
واسفه للاطاله
ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[02 - 05 - 2009, 02:41 م]ـ
السلام عليكم
أختنا الكريمة , مرحبا بك في شبكة الفصيح فاعلة متفاعلة
ونود لفت نظرك أنّ الفصيح لا يقدّم الإجابات الجاهزة للفروض المنزليّة
اعتمدي على نفسك , حاولي والأساتذة يصوّبونك
مكان هذه المسألة في منتدى البلاغة
فعذرا
ـ[إيمان الخليفة]ــــــــ[27 - 05 - 2009, 01:09 ص]ـ
يستخلف الإصباح منه إذا انقضى ... صبحاً على غسق الظلام منيرا
هنا طباق بين الصباح والظلام ...
فعمرتها وملكت كل رياسةٍ ... منها، ودمرت العِدا تدميرا.
أيضا هنا طباق بين (عمرتها) - (دمرت).
فتملَّ دارا شيدتها همةٌ، ... يغدو العسير بأمرها متيسرا
الطباق أيضا في هذا البيت بين العسر واليسر ...
هذا مالدي في هذه العجالة , أسأل الله لك اللتوفيق.(/)
سؤال اخر
ـ[زهره العلا]ــــــــ[30 - 04 - 2009, 08:59 م]ـ
:::
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أعضاء شبكة الفصيح لعلوم اللغة العربية
أرجو منكم الاتي:
1&استخرج من هذا النص من ألوان البديع "الجناس -الطباق-المقابله"
2&استخرج صورتين شعرتين مع ابداء رأيك مع تحليلهم تفصيليلا
3&ما الفرق بين الوان البديع والصوره الشعريه
الأبيات هي:-
أخذت برايي في الصبا أنا تاركه ..... فلم ترني في مسلك أنت سالكه
وان لم أعاقرك المدام فانني ......... حقنت دم الزق الذي انت سالكه
وان رزايا العمر منهن مركبي .... ثقال بأعطان المنايا مباركه
دفعت ولم أملك دفاع مامه .... الي زمن في كل حين أعاركه
وجيش خطوب زاحم كل ساعه .... فما أنفس الاحياء الاهوالكه
كأن البروق الخاطفات بروقه .... وزهر النجوم الائحات ينازكه
فان تنج نفسي من كلوم سلاحه ..... فان برأسي ما أثارت سنابكه
مضي كل عصر وهو حرب لاهله ..... وهل تصره الآساد الا معاركه
برغمي وما في الحب بالرغم لذه .... وموهن جسمي بالليالي وناهكه
رأتني سليمي والقذال كأنما .. تنفس فيه الصبح فابيض حالكه
كما نظرت سلمي الي رأس دعبل ... وقد عجبت والشيب يبكيه ضاحكه
فتاه اري طرفي لطرفي حاسدا ... يغايره في حسنها ويماحكه
علي وصلها ستر فمن لي بهتكه ... اذا ما مضي علي من العمر هاتكه
شباب له القدح المعلي من الهوي ... وما شئت من رق الدمي فهو مالكه
كأني يؤنس من السربوحشتي .. مشق اذن فاتر اللحظ فاتكه
غزال تراني ناصبا من تغزلي ... له شركا في كل حال يشاركه
وصاد الي ري الكؤوس غمرته .. بعارضها والغيث درت حواشكه
وقلت اغتبق من دنها حرف قهوه ... الي قدح الندمان نقضي سوالكه
ويمنعها من أن تطير لطافه ... حباب عليها دائرت شبائكه
علي زهر روض ناضر تحسب الروبي .... ملوكا علي الاجسام منهم درانكه
وبات لحين الماء بالقر جامدا ... لنا ونضار البرق ذابت سبائكه
أذلك خيرا ام تعسف سبسب ... يعقل أخفاف النجائب عاتكه
وان جن ليل أقبلت نحو سفره ... مجلجه أغواله وصعالكه
مهالكه بالفأل تسمي مفاوزا ... وما الفوز الا ان تخاض مهالكه
بمعط غداه السير ظهر حينه .... بنيت عليها الكور فانهد تامكه
الأئمتي ان التجمل جندل .. صليب واني بالتجلد لائكه
أري طرفاا لي من لسانك جارحا ... وفي طرف السيف المهند باتكه
تريدين مني جمع مالي ومنعه. وهل لي بعد الموت ماأنا مالكه
اذا أدركت خلا من الدهر فاقه ...... فما بال جدوي راحتي لا تدركه
وأشكركم بشده علي سعه صدركم لي
أختكم &زهره العلا:)
ـ[زهره العلا]ــــــــ[01 - 05 - 2009, 05:47 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجوكم أريد أن يهتم احدا ما بطلبي ويجيب عل سؤال لانني احتاج الاجابه جدا
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو عمار الكوفى]ــــــــ[01 - 05 - 2009, 06:04 م]ـ
ينقل لمنتدى البلاغة لعل هناك من يساعد
ـ[زهره العلا]ــــــــ[01 - 05 - 2009, 08:57 م]ـ
ينقل لمنتدى البلاغة لعل هناك من يساعد
جزاك الله خيرا ومشكور
وأرجو ان اجد من يساعدني لحاجتي الشديده للاجابه
ـ[زهره العلا]ــــــــ[01 - 05 - 2009, 09:19 م]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟(/)
دلالة الصوت على المعنى
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[01 - 05 - 2009, 10:10 ص]ـ
السلام عليكم
ذكر الشيخ الشعراوي -رحمه الله وتقبل منه-في خواطره حول تفسير قوله تعالى {وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ... } البقرة 214في تفسير الفعل "زلزل":
الفعل مكون من مقطعين: زل + زل
أي وقوع يعقبه وقوع، أي تتجاذبهم المصائب والإيمان، وكلاهما حركتان متعاكستان في الاتجاه، ولا تكون زلزل في اتجاه واحد.
وضرب مثلا بالأفعال الرباعية المضعفة: قهقه، صلصل"صوت الجرس "القديم طبعا":)
والقلب المكاني الذي حدث -بسبب العامية- على الفعل "خلخل" فأصبح "لخلخ" فيما يستخدم لعملية خلع الضرس.
كل تلك الأفعال فيها حركتان في اتجاهين متعاكسين.
رحمك الله شيخنا لهذه الإضاءات البلاغية الرائعة، وجزاك الله عنا خير الجزاء
ـ[زينب هداية]ــــــــ[01 - 05 - 2009, 03:02 م]ـ
ما شاء الله!! .. تبارك الله!! ..
إنّها لغة الضّاد
ـ[أنوار]ــــــــ[02 - 05 - 2009, 08:00 ص]ـ
بوركت أستاذنا الكريم ..
انتقاء مميز ..
ـ[وليد المعمري]ــــــــ[29 - 05 - 2009, 08:00 م]ـ
رحم الله الشيخ(/)
ما أفصحك
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[02 - 05 - 2009, 02:31 م]ـ
قال الأصمعي: اجتزت ببعض أحياء العرب، فرأيت صبية معها قربةٌ فيها ماءٌ وقد انحلّ وكاء فمها.
فقالت: يا عمّ، أدرك فاها، غلبني فوها، لا طاقة لي بفيها. فأعنتها،
وقلت: يا جارية، ما أفصحك!
فقالت يا عمّ، وهل ترك القرآن لأحدٍ فصاحةً؟ وفيه آيةٌ فيها خبران وأمران ونهيان وبشارتان!
قلت: وما هي؟
قالت: قوله تبارك وتعالى:"وأوحينا إلى أم موسى: أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليمّ ولا تخافي ولا تحزني، إنّا رادّوه إليك وجاعلوه من المرسلين"
قال: فرجعتُ بفائدةٍ، وكأنّ تلك الآية ما مرّت بمسامعي!.!
ـ[الأميرة دعد]ــــــــ[07 - 05 - 2009, 02:25 م]ـ
جميل جداً بوركت
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[09 - 05 - 2009, 04:23 م]ـ
رائع جداً
ـ[ماريا.]ــــــــ[11 - 05 - 2009, 01:34 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[العابرة]ــــــــ[11 - 05 - 2009, 09:46 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[زورق شارد]ــــــــ[12 - 05 - 2009, 01:47 ص]ـ
شكرا لك يا أبا الروائع
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[15 - 05 - 2009, 10:16 م]ـ
شكراً لكم جميعاً .. زادكم الله فهما وعلما .. وحفظكم من كل سوء .. أنرتم صفحتي بما أضاء جنباتها المظلمة وأكثر .. فبورك فيكم ..
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[16 - 05 - 2009, 10:29 م]ـ
بوركت
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[26 - 04 - 2010, 03:36 ص]ـ
بوركت
ولك بالمثل وكل المُسلمين , آمين
ـ[سعد بدرى]ــــــــ[30 - 04 - 2010, 06:11 م]ـ
جزيت خيرا
ـ[حسين العدوان]ــــــــ[16 - 05 - 2010, 09:27 م]ـ
جزاك الله خيراً ..
سبحان الذي كَرَّسَ علوم العربية .. بل علوم الدنيا .. في هذا الكتاب.(/)
الألوان واللغة العربية
ـ[أحلام]ــــــــ[02 - 05 - 2009, 08:58 م]ـ
(في الاسْتِعَارَةِ)
عَيْش أَخْضَرُ
مَوْت أَحْمَرُ
نِعْمَةٌ بَيْضَاءُ
يَوْم أَسْوَدُ
عَدُوّ أَزْرَقُ.
(في الإشْبَاعِ والتَّأكِيد) أَسْوَدُ حَالِك
أبْيَض يَقِقٌ
أَصْفَرُ فَاقِعٌ
أخضَرُ نَاضِر
أَحْمَرُ قَانِئ.
(في أَلْوَانٍ مُتَقَارِبَةٍ)
الصُّهْبَةُ حُمْرَة تَضْرِبُ إِلى بَيَاضٍ
الكُهْبَةُ صُفْرَة تَضْرِبُ إِلى حمْرَةٍ
القُهْبَةُ سَوَاد يَضْرِبُ إِلَى خُضْرَةٍ
ا لدُّكْنَةُ لَوْن إِلَى الغُبْرَةِ بين الحًمْرَةِ والسَّوَادِ
الكُمْدَةُ لَوْنٌ يَبْقَى أَثَرُهُ وَيزولُ صَفَاؤُهُ، يُقَالُ: أكْمَدَ القَصَّارُ الثَّوْبَ إِذَا لم يُنْقِ بَيَاضَهُ
الشُّرْبَةُ بَيَاض مُشْرَبٌ بِحُمْرَةٍ
ا لشُهْبَةُ بَيَاضٌ مُشْرَبٌ بِأدْْنَى سَوادٍ
ا لعُفْرَةُ بَيَاض تَعْلُوهُ حُمْرَةٌ
الصُّحْرَةُ غُبْرَةٌ فِيها حُمْرَة
الصُّحْمَةُ سَوَادٌ إلى صُفْرَةٍ
ا لدُّبْسَةُ بين السَّوَادِ والحُمْرَةِ
القُمْرَةُ بَيْنَ البَيَاضِ وَالغُبْرَةِ
الطُّلْسَةُ بَيْنَ السَّوَادِ والغُبْرَةِ.
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[02 - 05 - 2009, 09:23 م]ـ
ماتعة تلك الكلمات .. أحسنتِ أحسنَ الله ُ إليك ..
ـ[الأميرة دعد]ــــــــ[07 - 05 - 2009, 02:23 م]ـ
بارك الله فيك امتعتنا
ـ[زينب هداية]ــــــــ[11 - 05 - 2009, 09:33 ص]ـ
(في الاسْتِعَارَةِ)
عَيْش أَخْضَرُ
مَوْت أَحْمَرُ
نِعْمَةٌ بَيْضَاءُ
يَوْم أَسْوَدُ
عَدُوّ أَزْرَقُ.
(في الإشْبَاعِ والتَّأكِيد) أَسْوَدُ حَالِك
أبْيَض يَقِقٌ
أَصْفَرُ فَاقِعٌ
أخضَرُ نَاضِر
أَحْمَرُ قَانِئ.
(في أَلْوَانٍ مُتَقَارِبَةٍ)
الصُّهْبَةُ حُمْرَة تَضْرِبُ إِلى بَيَاضٍ
الكُهْبَةُ صُفْرَة تَضْرِبُ إِلى حمْرَةٍ
القُهْبَةُ سَوَاد يَضْرِبُ إِلَى خُضْرَةٍ
ا لدُّكْنَةُ لَوْن إِلَى الغُبْرَةِ بين الحًمْرَةِ والسَّوَادِ
الكُمْدَةُ لَوْنٌ يَبْقَى أَثَرُهُ وَيزولُ صَفَاؤُهُ، يُقَالُ: أكْمَدَ القَصَّارُ الثَّوْبَ إِذَا لم يُنْقِ بَيَاضَهُ
الشُّرْبَةُ بَيَاض مُشْرَبٌ بِحُمْرَةٍ
ا لشُهْبَةُ بَيَاضٌ مُشْرَبٌ بِأدْْنَى سَوادٍ
ا لعُفْرَةُ بَيَاض تَعْلُوهُ حُمْرَةٌ
الصُّحْرَةُ غُبْرَةٌ فِيها حُمْرَة
الصُّحْمَةُ سَوَادٌ إلى صُفْرَةٍ
ا لدُّبْسَةُ بين السَّوَادِ والحُمْرَةِ
القُمْرَةُ بَيْنَ البَيَاضِ وَالغُبْرَةِ
الطُّلْسَةُ بَيْنَ السَّوَادِ والغُبْرَةِ.
جميل
أعجبني الموضوع لأنّي أعشق اللّغة العربيّة و الألوان معا:)
جزيتِ الخير العميم.
ـ[زورق شارد]ــــــــ[12 - 05 - 2009, 01:52 ص]ـ
رآئع جدا ...(/)
ما المعنى اللغوي لكلمة تحوط
ـ[عبدالكريم قندوز]ــــــــ[02 - 05 - 2009, 11:08 م]ـ
الإخوة الأفاضل حفظهم الله
السلام عليكم و بعد
أود أن أسأل عن كلمة مستخدمة في الاقتصاد بشكل كبير و هي كلمة
تحوط
فما معنى الكلمة (أقصد المعنى اللغوي) و هل هي موجودة أصلا
و ما أصلها
علما أنها جاءت ترجمة لكلمة Hedging في اللغة الانجليزية
و بارك الله في الجميع
ـ[مهاجر]ــــــــ[03 - 05 - 2009, 10:19 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وحفظك وبارك فيك أيها الكريم.
هل هي من الحيطة والحذر؟.
ومن تاج العروس:
"والتَّحوطُ والتَّحيط باللاّم فيهِما ويَحيط بالمُثَنَّاة تَحْت أَي السَّنَة المُجْدِبَة وقال الفَرَّاءُ: الشَّديدة تُحيطُ بالأمْوال أَي تُهْلِكُها أو تُحيطُ بالنّاسِ: تُهْلِكُهُم كما في الأساسِ. وتَحوطُ من حاطَ به بمَعْنَى أَحاطَ أو عَلَى سَبيلِ التَّفاؤُلِ". اهـ
فالمعنى هنا يدور حول الإحاطة لأن السنة المجدبة تحيط بالناس وتحاصرهم بشدتها.
والله أعلى وأعلم.
ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[03 - 05 - 2009, 02:01 م]ـ
وأما التحوط ( hedging) في علم الاقتصاد والمحاسبة فيعني عملية شراء التعاقدات المستقبلية (الآجلة)، وهو الأسلوب الذي يلجأ إليه المستثمرون والمنتجون المتعاملون بالبيع والشراء في الأسواق المختلفة من أجل تغطية خسائرهم المحتملة بسبب تقلبات الأسعار.(/)
الثلثان والنصف والثلث؟؟؟؟؟
ـ[محب البيان]ــــــــ[03 - 05 - 2009, 12:34 ص]ـ
قال تعالى:
((إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ))
من سورة المزمل (آية 20)
ماذا وراء هذا التركيب من نواح بلاغية،، وعبارات احتمالية،،
جزاكم الله خيرا ........(/)
سؤال بسيط
ـ[سيدرا]ــــــــ[03 - 05 - 2009, 10:18 ص]ـ
قالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قوله تعالى " إن الله على كل شئ قدير "
كلمة قدير صيغة مشبهة؟ أليس كذلك
وضعتها هكذا لأنها اشتقت من فعل لازم
أتمنى أن تكون صحيحة
ـ[مهاجر]ــــــــ[04 - 05 - 2009, 10:41 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وصيغة مبالغة، كما ذكر صاحب اللسان، رحمه الله، في مادة: "قدر"، فذلك من كمال الوصف الإلهي؟
ـ[سيدرا]ــــــــ[06 - 05 - 2009, 08:07 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لكن أخي الإجابة الدقيقة فقد أتت هذه الآية في الامتحان لأختار صيغة مبالغة أم صفة مشبهة أم اسم مفعول حسب السياق التي وردت فيه(/)
القلب ترخص في معيار منزلة المعنى وأهميته
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[03 - 05 - 2009, 06:33 م]ـ
القلب ترخص في معيار منزلة المعنى وأهميته
القلب من فنون كلام العرب، ومن أمثلته: أدخلت في رأسي القلنسوة، مدخل الظل رأسه، ..... إلخ، إلا أنّ الاحتياج بين الكلمات داخل التركيب يقتضي أن يقال: أدخلت رأسي في القلنسوة، مدخل رأسه الظل.
ولكن لما كانت العلاقات المعنوية مفهومة أو واضحة داخل التركيب رغم تداخلها، ودون حاجة المتكلم إلى تعليق الكلام بعضه ببعض على الوجه الصحيح ترخصوا في خرق معيار منزلة المعنى وأهميبته، وهذا الخرق يؤدي إلى الانحراف ولفت انتباه القارئ، أو المستمع.
ـ[زينب هداية]ــــــــ[09 - 05 - 2009, 07:15 م]ـ
مارأيكم:
أدخلتُ الإصبع في الخاتم، أم أدخلت الخاتم في الإصبع؟
أم أنّ كليهما صواب؟
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[10 - 05 - 2009, 10:38 ص]ـ
السلام عليكم
أدخلت الأصبع في الخاتم هي الصحيحة، والثانية من القلب.
شكرا لكم(/)
ماهي الصورة البلاغية في هذه الجملة؟
ـ[*محب الضاد*]ــــــــ[03 - 05 - 2009, 09:14 م]ـ
سألنا المعلم عن الصورة البلاغية في هذه العبارة (أكل الناس الأديان) فمن يفيدنا
وجزاكم الله خيرا
ـ[مهاجر]ــــــــ[03 - 05 - 2009, 09:46 م]ـ
وجزاك خيرا.
هل يقال: إنها استعارة تصريحية في الفعل: "أكل" على تقدير: "أهلك"، بالإهمال ونحوه فهو كإهلاك الطعام بأكله، وتكون تبعية لوقوعها في الفعل.
أو: تبعية إن شبهت الأديان في إهلاكها بإهمال أخبارها وأحكامها بالطعام المأكول، ومن ثم حذف المشبه به، وكني عنه بلازم من لوازمه وهو فعل الأكل الذي يتعلق به على جهة التسلط، وتكون تبعية، أيضا، في الفعل.
والله أعلى وأعلم.
ـ[الأميرة دعد]ــــــــ[07 - 05 - 2009, 02:20 م]ـ
أشعر أن بها كناية عن صفة المجادلة الشرسة التي تبدي العيوب على غير وجه من صواب؛ فأنت تقول لمن يهاجمك ولا يترك لك مجالا للدفاع (قد أكلتني بكلامك)
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[09 - 05 - 2009, 05:35 م]ـ
(أكل الناس الأديان)
فيها استعارة مكنية حيث شبه الأديان بالطعام وحذف المشبه به وترك شيئاً من لوازمه وهو الأكل المأخوذ من الفعل (أكل) والمقصود بالعبارة استهلاك الناس للأديان فلم يبق له أثر فيهم كاستهلاكهم للطعام.
والله أعلى وأعلم.(/)
من سورة الكافرون
ـ[مهاجر]ــــــــ[08 - 05 - 2009, 09:21 ص]ـ
من قوله تعالى: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)، فاللام في: "لكم": مشعرة بالاختصاص وتقديم ما حقه التأخير مئنة من ذلك، فليس الأمر إقرارا بل هو براءة من دين الكفار، على وزان قوله تعالى: (وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ)، فإن فيه ما قد قيل في الآية السابقة من إشعار اللام بالاختصاص، وتقديم ما حقه التأخير، وجاء النص على البراءة من المخالف في هذا السياق قطعيا لا يقبل الظن على جهة المقابلة، التي استوفت حد البراءة من الطرفين، فإن البراءة أشد ما تكون إذا كانت متبادلة بين أطراف النزاع، فلا يبقي أحدهم على ود خصمه أو صلته، بل هي مفاصلة تامة.
والنظر إلى الآية في سياقها يزيل شبهة إقرار الكافر على كفره: إقرار الراضي المحب، إذ صدرت السورة بقوله تعالى: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ)، والنداء بالصفة المشبهة المشتقة من معنى الكفر الذي هو الجحود وستر الإيمان مئنة من الإنكار وعدم الإقرار، فهل يرضى أحد عن دين غيره إذا وصفه بالكافر، ولا يلزم من ذلك قتله إن كان معاهدا أو ظلمه إن كان بريئا، فإن الشأن في أمر العقائد غير الشأن في أمر المعاملات، فالأولى: خط أحمر بلغة ساسة العصر!!!، والثانية: مما يجمل بالمرء التسامح فيه، فأمور المعاش مما يستوي فيه البر والفاجر، فكل يأكل ويشرب وينام ................ إلخ فلا اختصاص لأحد بها لتصير معقد ولاء وبراء كالأديان التي هي محط الابتلاء وموضع الامتحان، فلا يمتحن الناس في قبورهم بأمر دنياهم وإنما يمتحنون بما كسبت قلوبهم.
لذلك قال من قال من أهل العلم: من نافسك في الدين فنافسه، ومن نافسك في الدنيا فألقها له، أو كلمة نحوها وحالنا اليوم، إلا من عافى الرب جل وعلا، الضد: فالتنافس في الدنيا التي توغر الصدور، والزهد في الدين الذي يؤلف القلوب، فإن التنافس في الدين يسع الكل إذ أجناس العبادات كثيرة فمن الناس من فتح له في الصلاة، ومنهم من فتح له في الزكاة ومنهم من فتح له في الجهاد، ومنهم من فتح له في طلب العلم .......... إلخ، بخلاف الدنيا فإنها ضيقة لا تسع الكل فتقع المشاحة في التنافس على نيلها فمقعد الحاكم لا يسع إلا واحدا، ومقعد الوزير لا يسع إلا واحدا، ومقعد المحافظ لا يسع إلا واحدا، بل مقعد الغفير أو الجندي لا يسع إلا واحدا! فالمشاحة واقعة بين كل أفراد الجماعة بل إنها تزيد بين أرباب المهنة الواحدة فيقع من التشاح بين الأطباء ما لا يقع بينهم وبين المهندسين لعدم التنافس في اقتناص الزبائن!.
وبعدها جاءت البراءة: "لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ" على طريق المقابلة أيضا، وتسلط النفي على عموم: "ما" فلا أعبد الإله الذي صفته صفة إلهكم، وإن اشترك الكل في اسم: "الله"، فإن كلا يدعي أنه يعبد الله، والعبرة بالمعاني لا بالمباني. فالعاقل ينظر في صفات كل معبود من معبودات الأمم نقلا وعقلا ليختار ما يناسبه على طريقة: على قدر أهل العزم تأتي العزائم، وليس سواء من عبد الله، عز وجل، الرب الإله الحق المتصف بأوصاف الكمال العلية القائمة بذاته القدسية أزلا وأبدا فلم يكن عن كمال عريا ولم يكن بنقص حريا، بل هو عن كل نقص منزه، وبكل مدح ممجد، ليس سواء من عبد ذلك الإله، ومن عبد بشرا أو حجرا أو بقرا!.
فـ: "ما" هنا موضوعة للوصف الذي تتمايز به المعبودات، فهو كقوله تعالى: (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ)، فالمراد الصفة المستطابة في النساء لا أعيانهن.
ومن "التحرير والتنوير":
(يُتْبَعُ)
(/)
"والمعنى: لا تحصل مني عبادتي ما تعبدون في أزمنة في المستقبل تحقيقاً لأن المضارع يحتمل الحال والاستقبال فإذا دخل عليه (لا) النافية أفادت انتفاءه في أزمنة المستقبل ............... ولذلك جاء في جانب نفي عبادتهم لله بنفي اسم الفاعل الذي هو حقيقة في الحال بقوله: {ولا أنتم عابدون}، أي ما أنتم بمغيِّرين إشراككم الآن لأنهم عرضوا عليه أن يبتدِئوا هُم فيعبدوا الرب الذي يعبده النبي صلى الله عليه وسلم سنة. وبهذا تعلم وجه المخالفة بين نظم الجملتين في أسلوب الاستعمال البليغ". اهـ
فموقف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثابت لا يتزحزح، وموقفهم كموقف أي مبطل لا قدسية ولا ثابت عنده فيتلون بتلون مصالحه، على طريقة: (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ)
ثم كرر ذلك توكيدا: "وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ"
ثم جاء النص باختصاص كلٍ بدينه، فلكل مقالته في الإلهيات، والحق واحد لا يتعدد، وهو ما جاءت به النبوات.
يقول ابن تيمية رحمه الله:
"وكذلك قوله: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}. فإن هذه الكلمة كقوله: {لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ}. وهي كلمة توجب براءته من عملهم وبراءتهم من عمله فإن حرف اللام في لغة العرب يدل على الاختصاص فقوله: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}. يدل على أنكم مختصون بدينكم لا أشرككم فيه وأنا مختص بديني لا تشركوني فيه كما قال: {لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ} ولهذا قال النبي في {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}: هي براءة من الشرك وليس في هذه الآية أنه رضي بدين المشركين ولا أهل الكتاب كما يظنه بعض الملحدين ولا أنه نهى عن جهادهم كما ظنه بعض الغالطين وجعلوها منسوخة بل فيها براءته من دينهم وبراءتهم من دينه وأنه لا تضره أعمالهم ولا يجزون بعمله ولا ينفعهم.
وهذا أمر محكم لا يقبل النسخ ولم يرض الرسول بدين المشركين ولا أهل الكتاب طرفة عين قط ومن زعم أنه رضي بدين الكفار واحتج بقوله تعالى: {قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين}. فظن هذا الملحد أن قوله: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} معناه أنه رضي بدين الكفار ثم قال هذه الآية منسوخة فيكون قد رضي بدين الكفار وهذا من أبين الكذب والافتراء على محمد فإنه لم يرض قط إلا بدين الله الذي أرسل به رسله وأنزل به كتبه ما رضي قط بدين الكفار لا من المشركين ولا من أهل الكتاب.
وقوله: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} لا يدل على رضاه بدينهم بل ولا على إقرارهم عليه بل يدل على براءته من دينهم ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن هذه السورة براءة من الشرك".
ونظير هذه الآية قوله تعالى: {وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ}. وكذلك قوله تعالى: {فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ}. وقد يظن بعض الناس أيضا أن قوله: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} الآية أني لا آمر بالقتال ولا أنهي عنه ولا أتعرض له بنفي ولا إثبات وإنما فيها أن دينكم لكم أنتم مختصون به وأنا بريء منه وديني لي وأنا مختص به وأنتم برآء منه.
وهذا أمر محكم لا يمكن نسخه بحال كما قال تعالى عن الخليل: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ} ". اهـ
"الجواب الصحيح"، (2/ 36، 37).
والله أعلى وأعلم.
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[09 - 05 - 2009, 04:21 م]ـ
جزاك الله خيراً أيها الأخ الكريم على تلك الفائدة التي قدمتها من خلال سورة الكافرون.
ـ[مهاجر]ــــــــ[10 - 05 - 2009, 06:18 ص]ـ
وجزاك خيرا أخي محمود ونفعك ونفع بك وأيدك بالعلم النافع والعمل الصالح.(/)
طلب مساعدة
ـ[ن. م. ا]ــــــــ[11 - 05 - 2009, 01:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
:::
انا طالبه جامعيه ولدي واجب ولم اعرف حله ;) فارجو منكم المساعده
اريد ان استخرج هذه الاشياء من قصيدة بانت سعاد"البرده" لكعب بن زهير او اي قصيده تكون في المديح النبوي
1 - خبر مؤكد وسبب التوكيد
2 - خبر غير مؤكد وسبب عدم التوكيد
3 - مسنداليه معرف بالأسم الموصول وسر وسبب التعريف بالموصول
4 - مسنداليه معرف بالاشاره وسببه
5 - مسنداليه معرف بال التعريف وسببه
ارجو المساااعده سريييعا رجااااااااااااءً ( ops
ولكم جزيل البشكر:)
وجزاكم الله خيراً
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[11 - 05 - 2009, 02:38 م]ـ
الأخت الكريمة الفصيح ليس لحل الواجبات
لكن قدمي حلا يصوبه لك الأخوة.
ـ[ن. م. ا]ــــــــ[11 - 05 - 2009, 07:45 م]ـ
الاخ عامر لو كنت اعرف الجواب لمابحثت عنه هنا
كنت اظن ان اجد منكم مساعده على العموم شكرا(/)
موضوع ضروري جدا ...
ـ[احساس مرهف]ــــــــ[11 - 05 - 2009, 11:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,,
كيفكم؟؟؟ ان شاء الله بخير ....
ممكن طلب انا عندي هذه القصيده؟؟ ابغى منها شرح بلاغي زي استعارات وتشبيهات وكناية وغيرها من اشياء البلاغه ... عشان عندي عليها اختبار بـ 30 درجة .... ولكم جزيل الشكر والتقدير للمساعدة ...
كل من حاول المساعده لي ان شاء الله ربي يسهل كل اموره ويفرج عليه في الدنيا والاخره .... ويفتح له ابواب الرزق ان شاء الله .....
1_أُجرِرتُ حَبلَ خَليعٍ في الصِبا غَزِلِ ... وَشَمَّرَت هِمَمُ العُذّالِ في العَذَلِ
2_هاجَ البُكاءُ عَلى العَينِ الطَموحِ هَوَىً,, مُفَرَّقٌ بَينَ تَوديعٍ وَمُحتَمَلِ
3_كَيفَ السُلُوُّ لِقَلبٍ راحَ مُختَبَلاً .. يَهذي بِصاحِبِ قَلبٍ غَيرَ مُختَبَلِ
4_عاصى العَزاءَ غَداةَ البَينِ مُنهَمِلٌ .. مِنَ الدُموعِ جَرى في إِثرِ مُنهَمِلِ
5_لَولا مُداراةُ دَمعِ العَينِ لَاِنكَشَفَت .. مِنّي سَرائِرُ لَم تَظهَر وَلَم تُخَلِ
6_أَما كَفى البَينُ أَن أُرمى بِأَسهُمِهِ .. حَتّى رَماني بِلَحظِ الأَعيُنِ النُجُلِ
7_مِمّا جَنى لي وَإِن كانَت مُنىً صَدَقَت .. صَبابَةً خُلَسُ التَسليمِ بِالمُقَلِ
8_ماذا عَلى الدَهرِ لَو لانَت عَريكَتُهُ .. وَرَدَّ في الرَأسِ مِنّي سَكرَةَ الغَزَلِ
9_جُرمُ الحَوادِثِ عِندي أَنَّها اِختَلَسَت .. مِنّي بَناتِ غِذاءِ الكَرمِ وَالكِلَلِ
10_وَرُبَّ يَومٍ مِنَ اللَذّاتِ مُحتَضَرٍ .. قَصَّرتُهُ بِلِقاءِ الراحِ وَالخُلَلِ
11_وَلَيلَةٍ خُلِسَت لِلعَينِ مِن سِنَةٍ .. هَتَكتُ فيها الصِبا عَن بَيضَةِ الحَجَلِ
12_قَد كانَ دَهري وَما بي اليَومَ مِن كِبَرٍ .. شُربَ المُدامِ وَعَزفَ القَينَةِ العُطُلِ
13_إِذا شَكَوتُ إِلَيها الحُبَّ خَفَّرَها .. شَكوايَ فَاِحمَرَّ خَدّاها مِنَ الخَجَلِ
14كَم قَد قَطَعتُ وَعَينُ الدَهرِ راقِدَةٌ .. أَيّامَهُ بِالصِبا في اللَهوِ وَالجَذَلِ
15وَطَيِّبِ الفَرعِ أَصفاني مَوَدَّتَهُ .. كافَأتُهُ بِمَديحٍ فيهِ مُنتَخَلِ
16وَبَلدَةٍ لِمَطايا الرَكبِ مُنضِيَةٍ .. أَنضَيتُها بِوَجيفِ الأَينُقِ الذُلُلِ
17فيمَ المُقامُ وَهَذا النَجمُ مُعتَرِضاً .. دَنا النَجاءُ وَحانَ السَيرُ فَاِرتَحِلِ
18يا مائِلَ الرَأسِ إِنَّ اللَيثَ مُفتَرِسٌ .. ميلَ الجَماجِمِ وَالأَعناقِ فَاِعتَدِلِ
19حَذارٍ مِن أَسَدٍ ضِرغامَةٍ بَطَلٍ .. لا يولِغُ السَيفَ إِلّا مُهجَةَ البَطَلِ
20لَولا يَزيدُ لَأَضحى المُلكُ مُطَّرَحاً .. أَو مائِلَ السَمكِ أَو مُستَرخيَ الطِوَلِ
21سَلَّ الخَليفَةُ سَيفاً مِن بَنى مَطَرٍ .. أَقامَ قائِمُهُ مَن كانَ ذا مَيَلِ
22كَم صائِلٍ في ذَرا تَمهيدِ مَملَكَةٍ .. لَولا يَزيدُ بَني شَيبانَ لَم يَصُلِ
23نابُ الإِمامِ الَّذي يَفتَرُّ عَنهُ إِذا .. ما اِفتَرَت الحَربُ عَن أَنيابِها العُصُلِ
24مَن كانَ يَختِلُ قِرناً عِندَ مَوقِفِهِ .. فَإِنَّ قِرنَ يَزيدٍ غَيرُ مُختَتَلِ
25سَدَّ الثُغورَ يَزيدٌ بَعدَما اِنفَرَجَت .. بِقائِمِ السَيفِ لا بِالخَتلِ وَالحِيَلِ
26كَم أَذاقَ حِمامَ المَوتِ مِن بَطَلٍ .. حامي الحَقيقَةِ لا يُؤتى مِنَ الوَهَلِ
27أَغَرُّ أَبيَضُ يُغشى البَيضَ أَبيَضُ لا .. يَرضى لِمَولاهُ يَومَ الرَوعِ بِالفَشَلِ
28يَغشى الوَغى وَشِهابُ المَوتِ في يَدِهِ .. يَرمي الفَوارِسَ وَالأَبطالَ بِالشُعَلِ
29يَفتَرُّ عِندَ اِفتِرارِ الحَربِ مُبتَسِماً .. إِذا تَغَيَّرَ وَجهُ الفارِسِ البَطَلِ
30موفٍ عَلى مُهجٍ في يَومِ ذي رَهَجٍ .. كَأَنَّهُ أَجَلٌ يَسعى إِلى أَمَلِ
31يَنالُ بِالرِفقِ ما يَعيا الرِجالُ بِهِ .. كَالمَوتِ مُستَعجِلاً يَأتي عَلى مَهَلِ
32لا يُلقِحُ الحَربَ إِلّا رَيثَ يُنتِجُها .. مِن هالِكٍ وَأَسيرِ غَيرِ مُختَتَلِ
33إِن شيمَ بارِقُهُ حالَت خَلائِقُهُ .. بَينَ العَطِيَّةِ وَالإِمساكِ وَالعِلَلِ
34يَغشى المَنايا المَنايا ثُمَّ يَفرُجُها .. عَنِ النُفوسِ مُطِلّاتٍ عَلى الهَبَلِ
35لا يَرحَلُ الناسُ إِلّا نَحوَ حُجرَتِهِ .. كَالبَيتِ يُضحي إِلَيهِ مُلتَقى السُبُلِ
36يَقري المَنِيَّةَ أَرواحُ الكُماةِ كَما ... يَقري الضُيوفَ شُحومَ الكُومِ وَالبُزُلِ
(يُتْبَعُ)
(/)
37يَكسو السُيوفَ دِماءَ الناكِثينَ بِهِ .. وَيَجعَلُ الهامَ تيجانَ القَنا الذُبُلِ
38يَغدو فَتَغدو المَنايا في أَسِنَّتِهِ .. شَوارِعاً تَتَحَدّى الناسَ بِالأَجَلِ
39إِذا طَغَت فِئَةٌ عَن غِبِّ طاعَتِها .. عَبّا لَها المَوتَ بَينَ البيضِ وَالأَسَلِ
40قَد عَوَّدَ الطَيرَ عاداتٍ وَثِقنَ بِها .. فَهُنَّ يَتبَعنَهُ في كُلِّ مُرتَحَلِ
41تَراهُ في الأَمنِ في دِرعٍ مُضاعَفَةٍ .. لا يَأمَنُ الدَهرَ أَن يُدعى عَلى عَجَلِ
42صافي العِيانِ طَموحُ العَينِ هِمَّتُهُ .. فَكُّ العُناةِ وَأَسرُ الفاتِكِ الخَطِلِ
43لا يَعبَقُ الطيبُ خَدَّيهِ وَمَفرِقَهُ ... وَلا يُمَسِّحُ عَينَيهِ مِنَ الكُحُلِ
44إِذا اِنتَضى سَيفَهُ كانَت مَسالِكُهُ .. مَسالِكَ المَوتِ في الأَبدانِ وَالقُلَلِ
45وَإِن خَلَت بِحَديثِ النَفسِ فِكرَتُهُ .. حَيى الرَجاءُ وَماتَ الخَوفُ مِن وَجَلِ
46كَاللَيثِ إِن هِجتَهُ فَالمَوتُ راحَتُهُ .. لا يَستَريحُ إِلى الأَيّامِ وَالدُوَلِ
47إِنَّ الحَوادِثَ لَمّا رُمنَ هَضبَتَهُ .. أَزمَعنَ عَن جارِ شَيبانٍ بِمُنتَقَلِ
48فَالدَهرُ يَغبِطُ أُولاهُ أَواخِرَهُ .. إِذ لَم يَكُن كانَ في أَعصارِهِ الأُوَلِ
49إِذا الشَريكِيُّ لَم يَفخَر عَلى أَحَدٍ .. تَكَلَّمَ الفَخرُ عَنهُ غَيرَ مُنتَحِلِ
50لا تُكذِبَنَّ فَإِنَّ الحِلمَ مَعدِنُهُ .. وِراثَةٌ في بَني شَيبانَ لَم تَزَلِ
51سَلّوا السُيوفَ فَأَغشَوا مَن يُحارِبُهُم .. خَبطاً بِها غَيرَ ما نُكلٍ وَلا وُكُلِ
52الزائِدِيّونَ قَومٌ في رِماحِهِمُ .. خَوفُ المُخيفِ وَأَمنُ الخائِفِ الوَجِلِ
53كَبيرُهُم لا تَقومُ الراسِياتُ لَهُ .. حِلماً وَطِفلُهُمُ في هَدى مُكتَهِلِ
54إِسلَم يَزيدُ فَما في الدينِ مِن أَودٍ .. إِذا سَلِمتَ وَما في المُلكِ مِن خَلَلِ
55أَثبَتَّ سوقَ بَني الإِسلامِ فَاِطَّأَدَت .. يَومَ الخَليجِ وَقَد قامَت عَلى زَلَلِ
56لَولا دِفاعُكَ بَأسَ الرومِ إِذ بَكَرَت .. عَن عِترَةِ الدينِ لَم تَأمَن مِنَ الثَكَلِ
57وَيوسُفُ البَرمَ قَد صَبَّحتَ عَسكَرَهُ .. بِعَسكَرٍ يَلفِظُ الأَقدارَ ذي زَجَلِ
58غافَصتَهُ يَومَ عَبرِ النَهرِ مُهلَتَهُ .. وَكانَ مُحتَجَزاً في الحَربِ بِالمُهَلِ
59وَالمارِقَ اِبنَ طَريفٍ قَد دَلَفتَ لَهُ .. بِعَسكَرٍ لِلمَنايا مُسبِلٍ هَطِلِ
60لَمّا رَآكَ مُجِدّاً في مَنِيَّتِهِ ... وَأَنَّ دَفعَكَ لا يُسطاعُ بِالحِيَلِ
61شامَ النِزالَ فَأَبرَقتَ اللِقاءَ لَهُ .. مُقدِّمَ الخَطوِ فيها غَيرَ مُتَّكِلِ
62ماتوا وَأَنتَ غَليلٌ في صُدورِهِمُ .. وَكانَ سَيفُكَ يُستَشفى مِنَ الغُلَلِ
63لَو أَنَّ غَيرَ شَريكي أَطافَ بِهِ .. فازَ الوَليدُ بِقَدحِ الناضِلِ الخَصِلِ
64وَقُمتَ بِالدينِ يَومَ الرَّسِّ فَاِعتَدَلَت .. مِنهُ قَوائِمُ قَد أَوفَت عَلى مَيَلِ
65ما كانَ جَمعُهُمُ لَمّا لَقيتَهُمُ .. إِلّا كَمِثلِ نُعامٍ ريعَ مُنجَفِلِ
66تابوا وَلَو لَم يَتوبوا مِن ذُنوبِهِمُ .. لابَ جَيشُكَ بِالأَسرى وَبِالنَفَلِ
67كَم آمِنٍ لَكَ نائِيَ الدارِ مُمتَنِعٍ .. أَخرَجتَهُ مِن حُصونِ المُلكِ وَالخَوَلِ
68يَأبى لَكَ الذَمَّ في يَومَيكَ إِن ذُكِرا .. عَضبٌ حُسامٌ وَعِرضٌ غَيرُ مُبتَذَلِ
69وَمارِقينَ غُزاةٍ مِن بُيوتِهِمُ .. لا يَنكُلونَ وَلا يُؤتونَ مِن نَكَلِ
70خَلَّفتَ أَجسادَهُم وَالطَيرُ عاكِفَةٌ .. فيها وَأَقفَلتَهُم هاماً مَعَ القَفَلِ
71فَاِفخَر فَمالَكَ في شَيبانَ مِن مَثَلٍ .. كَذاكَ ما لِبنى شَيبانَ مِن مَثَلِ
72كَم مَشهَدٍ لَكَ لا تُحصى مَآثِرُهُ .. قَسَمتَ فيهِ كَرِزقِ الإِنسِ وَالخَبَلِ
73لِلَّهِ مِن هاشِمٍ في أَرضِهِ جَبَلٌ ... وَأَنتَ وَاِبنُكَ رُكنا ذَلِكَ الجَبَلِ
74قَد أَعظَموكَ فَما تُدعى لِهَيِّنَةٍ .. إِلّا لِمُعضِلَةٍ تُستَنُّ بِالعَضَلِ
75يا رُبَّ مَكرُمَةٍ أَصبَحتَ واحِدَها .. أَعيَت صَناديدَ راموها فَلَم تُنَلِ
76تَشاغَلَ الناسُ بِالدُنيا وَزُخرُفِها .. وَأَنتَ مَن بِذَلِكَ المَعروفَ في شُغُلِ
77أَقسَمتُ ما ذُبَّ عَن جَدواكَ طالِبُها .. وَلا دَفَعتَ اِعتِزامَ الجِدِّ بِالهَزَلِ
78يَأبى لِسانُكَ مَنعَ الجودِ سائِلُهُ .. فَما يُلَجلِجُ بَينَ الجودِ وَالبُخلِ
79صَدَّقتَ ظَنّي وَصَدَّقتَ الظُنونَ بِهِ .. وَحَطَّ جودُكَ عَقدَ الرَحلِ عَن جَمَلي
ـ[زورق شارد]ــــــــ[12 - 05 - 2009, 01:44 ص]ـ
لمن هذه القصيدة
وهل تعرفين مناسبتها
ـ[احساس مرهف]ــــــــ[14 - 05 - 2009, 05:52 ص]ـ
القصيده ... قال صريع الغواني واسمه مسلم بن الوليد الانصاري يمدح يزيد بن مزيد الشبيانى ...(/)
المبالغه بين الفكر والفن
ـ[معدنجي]ــــــــ[12 - 05 - 2009, 09:55 م]ـ
السلام عليكم
ارجو من لديه علم بموضوع المبالغه بين الفكر والفن كتابته لنا مع مصدر ذلك
شاكرين ومقدرين حسن تعاملكم
ـ[عبد الرحمن العسيري]ــــــــ[17 - 05 - 2009, 02:15 م]ـ
دخلت للمرور واعتذر اخي الكريم(/)
أرجو المساعد ((يا معلمي البلاغه))
ـ[النايفه]ــــــــ[14 - 05 - 2009, 11:43 م]ـ
:::
ارجو المساعده بنماذج الاتيه:
لان عندي امتحان يوم السبت ولم استطع حل هذه الامثله لوحدي
لانه مطلوب منا .. استخراج الغرض البلاغي في الايات والامثله التاليه ... ؟؟
1 - قوله تعالى " فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير,,
2 - (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة))
3 - ان الثمانين وبلغتها قد احوجت سمعي الى ترجمان!
4 - تمر بك الأبطال كلمى هزيمة = و وجهك وضاح و ثغرك باسم
5 - ومكارمي عدد النجوم ومنزلي مأوى الكرام ومنزل الأضياف
6 - مضت الليالي البيض في زمن الصبا وأتى المشيب بكل يوم أسود
7 - أتيت جرماً شنيعاً ... وأنت للعفو أهل
فإن عفوت فمنّ ... وإن قتلت فعدل
( ops(ops الرجووو المسااااااااااعده باسرع وقت ممكن ولكم مني الدعاء وجزيل الشكر
ـ[المسفهل]ــــــــ[15 - 05 - 2009, 06:59 م]ـ
لا أدري مالمقصود بالغرض البلاغي ولكنّي ساجتهد قدر الإمكان
1. الغرض: الدعاء وفيه إظهار للضعف وسوء الحال
2. الغرض: ربما التقرير والتأكيد أو لازم الفائدة
3.الغرض: إظهار الضعف
4. الغرض: المدح
5.الغرض: الفخر
6.الغرض: إظهار الحزن والتأسف
7.الغرض: الاسترحام والاستعطاف
والله أعلم
ـ[النايفه]ــــــــ[15 - 05 - 2009, 09:42 م]ـ
المسفهل
يمال العافيه والله
صح عليك هذا المطلوب عليناا
والله يوفقك وينور دربك ويجزاك كل خير
ـ[النايفه]ــــــــ[08 - 06 - 2009, 08:20 م]ـ
ارجو المساعده
مطلوب شرح الغرض البلاغي للجمل السابقة
ـ[النايفه]ــــــــ[08 - 06 - 2009, 11:53 م]ـ
ارجووووووووووووووووووكم
المسااااااااااااااااااااااااااعده(/)
أرجو المساعدة يا أهل البلاغة
ـ[ريمية]ــــــــ[15 - 05 - 2009, 12:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أرجو منكم مساعدتي بقصيدة في المدح النبوي غير قصيدة البردة واستخراج منها الفنون البلاغية التالية\استعاره ومجاز مرسل وعقلي ومركب وكناية
أرجو المساعدة وجزاكم الله كل خير
ساعدوني
ـ[الحسام]ــــــــ[11 - 07 - 2009, 05:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين فهناك الكثير من القصائد التي مدحت النبي صلى الله عليه وسلم منها البردة لكعب بن زهير التي مطلعها
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم إثرها لم يفد مكبول
وهي القصيدة التي قالها لكي يحقن دمه لما أهدر بسبب شعره في المسلمين وقد أعجبت النبي صلى الله عليه وسلم حتى أنه خلع عليه بردته فسميت البردة من أجل هذا وقد شرحها ابن هشام الأنصاري وكانت وجهته نحوية في هذا الشرح.
وهناك نهج البردة لأحمد بك شوقي
ريم على القاع بين البان والعلم أحل سفك دمي في الأشهر الحرم
وأيضا قد مدح البارودي المصطفى
وغيرها الكثير(/)
تبسيط مفهوم الكناية .. [حصري] ..
ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[15 - 05 - 2009, 09:18 م]ـ
.. السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ..
[ line]
.. الكناية .. و ما أدراك ما الكناية؟ .. باب من أعظم أبواب قسم البيان في علم البلاغة .. أولا .. دعونا نتحدث بشكل بسيط قبل أن ندخل على الأمثلة .. يقولون " الكناية أبلغ من التصريح " .. يعني مثلا .. لو قلت " فلان كريم " أنت قلت جملة صريحة بأن فلانا كريم .. لكن أنت لم تأت ِ بدليل على جملتك .. لكن لو قلنا مثلا " فلان ناره مشتعلة " فأنت قلت أنه كريم لكن ليس صراحة و إنما أتيت بالدليل .. فنحن عندما نقول أن ناره مشتعلة .. يعني أنه يستقبل الضيوف و يكرمهم فهو كريم .. و كما نعرف أن حاتم الطائي كان يشعل ناره للزوار .. معنى ذلك أنك لو أردت أن تكتب كناية عن صفة ما .. نقول: ما الدليل على أن الصفة موجودة في الشخص؟ .. يعني مثلا .. نريد أن نصف شخصا بالعزم .. فنقول: ما الدليل أو الصفة على أن الشخص يملك العزم في أموره؟ .. فنقول مثلا: [إذا سارَ لا يلتفت] أو [لا يتردد] فهذه صفات أو علامات الذي يملك العزم .. فإذا ما أردنا كتابة كناية ما .. نسأل أنفسنا ما الدليل عليها؟ .. و يمكنكم أن تطبقوا هذا السؤال على الأمثلة لتكتشفوا الكنايات و أدلتها .. و السبب الذي جعل الكناية أبلغ من التصريح هو أن الكناية تأتي بدليل أو علامة أو صفة .. أما التصريح فيكون بلا دليل .. .. نأتي للأمثلة:
1 - كثير الرماد
ج: كثرة الرماد دليل و صفة للكريم لأن كثرة الرماد تعني كثرة الطبخ للضيوف .. [ما الدليل أنه كريم؟ .. ج: كثير الرماد] ..
2 - بيض المطابخ
ج: بياض المطابخ يعني ندرة الطبخ فهذه صفة للبخيل .. [ما الدليل أنه بخيل؟ .. ج: مطبخه نظيف .. ]
3 - طويل النجاد
ج: .. النجاد: حمالة السيف .. و طول حمالة السيف يعني طول من يحمل هذا السيف و الطول عادة للشجعان .. إذا فهي صفة للشجاع.
4 - يُشار إليه بالبنان
ج: هذه صفة المشهور و عظيم المنزلة .. لأنه لو لم يكن عظيما ولا مشهورا بين الناس لما أشار الناس إليه و تحدثوا عنه .. فأنت عادة إذا رأيت شخصا مشهورا أشرت إليه ببنانك لتخبر صديقك مثلا أنه هنا .. فهذه صفة و علامة تكون إذا كان هناك شخصا مشهورا.
______________________________________
.. هذا هو سر الكناية .. ومن خلال هذا السر أعني سؤال أنفسنا [ما الدليل أو العلامة التي تدل على أن هذه الصفة موجودة في هذا الشخص؟] يمكننا أن نكتب الكثير من الكنايات التي لم تكتبها العرب .. لكن بالطبع تحتاج إلى تفكير عميق و موهبة فذة .. شكرا لكم:) ..
ـ[عاشق اللغة]ــــــــ[15 - 05 - 2009, 09:33 م]ـ
بارك الله فيك وفي علمك , أفدت وأجدت
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[15 - 05 - 2009, 10:56 م]ـ
أحسنت كل الإحسان ...
أوجزت فأبدعت بإيجازك ...
قليل ٌ يكفي عن كثير ...
ـ[المسفهل]ــــــــ[15 - 05 - 2009, 11:58 م]ـ
أحسنت وبارك الله فيك
شرح موجز جميل ومفيد ولكن هلاّ عرّجت على أقسام الكناية الأخرى
الكناية عن موصوف والكناية عن نسبة
جزيت خيراً
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[16 - 05 - 2009, 12:17 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
أسلوب جميل، خال من التعقيدات، فهو كلام بلاغي بليغ
وإن أذنت
فيرد كثيرا قولهم:
" الكناية أبلغ من التصريح "
ولكن قد يشتبه لدى البعض المقصود بذلك، فليس المقصود أن الكناية أكثر بلاغة من التصريح، لأن البلاغة تقوم على المطابقة فالمقام المحوج إلى التصريح التصريح فيه أبلغ
والمقام المحوج إلى الكناية الكناية فيه أبلغ.
وإنما قصدوا من ذلك أن الكناية أكثر مبالغة في تأدية المعنى، وفرق بين البلاغة والمبالغة.
والله أعلم
ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[18 - 05 - 2009, 10:47 م]ـ
.. ردود جميلة أعتز بها .. شكرا لكم:) ..
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[19 - 05 - 2009, 08:08 م]ـ
مرور لطيف على باب من أبواب البلاغة أخي منصور بارك الله لك جهدك المفيد.(/)
الامور البلاغيه في سورة البقرة
ـ[النرجسسيه]ــــــــ[16 - 05 - 2009, 12:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم شخباركم ان شاء الله الجميع بالف خير
ابي مساعدتكم ياخواني
عندي بحث في سورة البقره ايه 87 الي 91 استخراج منها الامور البلاغيه
في كتاب البحر المحيط) (وكتاب التحرير والتنوير)
بس انا تعبت وانا ابحث عن الامور البلاغيه ياليت تساعدوني
انا ابي بس الامور البلاغيه
وهذي الايات.
(وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ
وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ
وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ
بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَن يُنَزِّلَ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ فَبَاؤُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاء اللَّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)
ـ[أحلام]ــــــــ[16 - 05 - 2009, 08:40 م]ـ
* (وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ (87) البقرة) هل لمعنى أيدناه علاقة باليد؟ (ورتل القرآن ترتيلاً)
معنى أيّدناه أي قوّيناه وشددنا أزره وعضده والعفل أيدناه مأخوذ من اليد فما صلة اليد بقويّناه؟ اليد تطلق عادة على القدرة والمنعة لأنها آلة القوة والدفاع عن النفس ومنع الآخرين من الاعتداء.
*لماذا اختلاف صيغة الفعل في قوله تعالى (ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون) البقرة آية 87؟ (د. فاضل السامرائى)
كذبتم فعل ماضي وتقتلون فعل مضارع. زمن الأفعال تعبّر أحياناً عن الأحداث المستقبلية بأفعال ماضية (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ {73} الزمر) والأحداث الماضية بأفعال مضارعة حكاية الحال تُعبّر عن حدث ماضي بفعل مضارع كأنما نريد أن نستحضر الحدث أمامنا مثل قوله تعالى في سورة الأعراف (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ {57}).
آية (89):
* (وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ (89) البقرة) (وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ (91) البقرة) (وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ (101) البقرة) متى يرفع كلمة مصدق ولماذا ومتى ينصب ولماذا؟ (د. حسام النعيمى)
الجُمل -بعد النكرات صفات وبعد المعارف أحوال. لما نقول رأيت رجلاً يركض، جملة يركض صفة لرجل لأن رجل نكرة لكن لو قال رأيت الرجل يركض أو ستكون لبيان حاله، فالنكرة تحتاج إلى وصف حتى تتبين أما المعرفة يبيّن حالها. هكذا لما قال الله عز وجل (وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ (89) (كتاب) نكرة قال بعدها (مصدقٌ لما معهم) فجاء به وصفاً لكتاب وكتاب مرفوع فتكون الصفة (مصدقٌ) مرفوعة،
(يُتْبَعُ)
(/)
الآية الأخرى في السورة نفسها (وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ (91) البقرة)، (وهو الحق) معرفة فقال: مصدقاً، لو قيل في غير القرآن: وهو حقٌ مصدقٌ لأنه كما قلنا نكرة تحتاج إلى وصف لكن لما عرّفه (وهو الحق) يعني هو الحق ولا شك في ذلك والكلام على القرآن، يعني هو الحق لا ريب فيه كأن الحق مجسماً بهذا القرآن الكريم فجاء بالحال يعني في حال تصديقٍ لما معكم أن هذا القرآن يصدق لما معكم، الذي معهم هم كأنهم متلبسون به، الذي معهم هو التوراة وما حولها التوراة فيها أوصاف للرسول ? بالمكان الذي سيظهر فيه، ببعض صفاته، إذن هذا القرآن يصدق الأوصاف لهذا الرسول أو مصدق لما معكم من التشريعات التي لم تُنسخ أو التي لم تُحرّف فهو في بيان حال.
والآية الأخرى في البقرة (وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ (101) البقرة) كأنما هم لم يعلموا أن هذا هو تصديقٌ لما عندهم، كأنهم لا يعلمون، تكلفوا أن يظهروا بهذا المظهر فإذن (رسول) نكرة فقال (مصدق).
?
* ما المقصود ب (بما وراءه) في قوله تعالى (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91) البقرة)؟ (د. حسام النعيمى)
الدين الذي كان سائداً قبل الإسلام في جزيرة العرب هو اليهودية وليس النصرانية. اليهود كانوا قبائل في جزيرة العرب. اليهودية الآن أي يهودي لو سألته ما قولك بعيسى ?؟ لا يقول هو نبي وأُنزل عليه كتاب، هو لا يؤمن بعيسى ? ولا بكتابه كما أنه لا يؤمن بمحمد ? ولا بكتابه. اليهودي هذه عقيدته ولذلك بقي يهودياً وإلا كان يصبح نصرانياً أو مسلماً. والذي يعرف دين موسى فقط إذا كان يهودياً لا يعترف بعيسى لأنهم حاولوا قتله. لو إعترفوا به نبيّاً ما صلبوا هذا المشبّه وقتلوه على أنه عيسى ? وقتلوا من وراءه (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91) البقرة) حتى يكتمل إيمان المسلم ينبغي أن يؤمن بما ورد في كتاب الله عز وجل وفي كتاب الله إثبات نبوة عيسى ?.
* ما دلالة صيغة الفعل المضارع فى (تقتلون)؟ (د. فاضل السامرائى)
هذا يُسمّى حكاية الحال بمعنى إذا كان الحدث ماضياً وكان مهماً فإن العرب تأتي بصيغة المضارع حتى تجعل الحدث وكأنه شاخص ومُشاهد أمامك. والمضارع يدل على الحال والاستقبال والإنسان يتفاعل عادة مع الحدث الذي يشاهده أكثر من الحدث الذي لم يره أو الذي وقع منذ زمن بعيد فالعرب تحول صيغة الأحداث إلى صيغة مضارع وإن كانت ماضية، وهذا الأمر ورد في القرآن كثيراً كما في قوله تعالى في سورة البقرة (قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91)) قتل الأنبياء هي حالة مستغربة وفي القرآن يأتي بصيغة المضارع مع الأشياء التي تدل على الحركة والحيوية والمهمة. وقد جاء في قوله تعالى في سورة فاطر (وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ (9)) جاء فعل أرسل بصيغة الماضي ثم فعل (فتثير) بصيغة المضارع ثم فعل (فسقناه) بصيغة الماضي مع أن السّوق يأتي بعد الإثارة والأحداث كلها ماضية لكن الإثارة مشهد حركة فجعلها بصيغة المضارع ليدل على الحضور. وهذا الأمر نجده أيضاً في السيرة ففي ما روي عن الصحابي الذي قتل أبا رافع اليهودي الذي آذى الرسول ? قال يصف ما حصل شعراً:
فناديت أبا رافع فقال نعم فأهويت عليه بالسيف فأضربه وأنا دهش
فجعل صيغة المضارع للمشهد الأبرز وهو الضرب فكأن السامع يرى الحادثة أمامه ويرى الصحابي وهو يضربه.
*من برنامج ورتل القرآن ترتيلاً:
(يُتْبَعُ)
(/)
جاء الفعل (تقتلون) بصيغة المضارع مع أن هذا الأمر قد مضى في عهود سابقة ولكن الله تعالى عبّر عنه بالمضارع لتبقى مستحضراً لهذا الفعل الشنيع الذي قد ارتكبه اليهود من قتلهم لأنبياء الله.
.???
*قال تعالى: (وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ (93) البقرة) ما معنى الآية؟ (ورتل القرآن ترتيلاً)
الإشراب هو أن تسقي غيرك وتجعله يشرب، فكيف أُشربوا العجل؟. إن الشرب هو جريان الماء في عروق الإنسان وقد عبّر الله تعالى عن شدة شغف اليهود بالعجل بشرب الماء لأن الماء أسرى الأجسام في غيره ولذلك يقال الماء مطية الأدوية ومركبها التي تسافر به في أقطار البدن فجعل شدة حبهم للعجل وعدم قدرتهم على إخراج هذا الحب الذي خالطهم أشبه ما يكون بالماء الذي لا غنى لأحد عنه وهو يسري في عروق الإنسان فيصبح جزءاً من جسم الإنسان وكذلك حُب بني إسرائيل للعجل خالط لحومهم ودماءهم حتى غدا جزءاً منهم.
آية (95):
* (وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ (95) البقرة) لم خص الله اليد؟ (ورتل القرآن ترتيلاً)
انظر كيف عبّر الله تعالى عن الذنوب والمعاصي التي ارتكبها بنو إسرائيل بقوله (بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) فلِمَ خصّ اليد بالذنب دون غيرها مع أنهم أساءوا لعيسى ? بلسانهم وكذبهم عليه؟ إذا رجعت إلى فظائعهم وجدت أفظعها باليد فأكثر ما صنعوه هو تحريف التوراة ووسيلته اليد وأفظع ما اقترفوه قتل الأنبياء وآلته اليد. تُعدّ هذه الآية بما فيها من تحدٍّ سافر لليهود إحدى معجزات القرآن وإحدى دلائل النبوة، ألا ترى أنها نفت صدور تمني الموت مع حرصهم على أن يظهروا تكذيب النبي ? فكان تمني الموت فيه تكذيب لهذه الآية ومن ثم تكذيب للنبي ? ومع ذلك لم يُنقل عن أحد منهم أنه تمنى الموت.
آية (96):
*.???
*ما دلالة استخدام كلمة (حياة) نكرة في قوله تعالى (ولتجدنهم أحرص الناس على حياة)؟ (د. فاضل السامرائى)
قال تعالى في سورة البقرة (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ {96}) وجاءت كلمة حياة نكرة وهي تعني أي حياة سواء كانت حياة حيوانات أو حشرات وهذه إشارة إلى أنهم يريدون أي كانت وإن كانت ذليلة أو مُهينة أو تافهة ودنيا وليست الحياة الكريمة وإنما أي حياة مهما كانت دنيئة، لذا هم حرصوا على حياة تافهة ولا يتمنون الموت كما تحدّاهم به القرآن. وهى فى سياق الحديث عن اليهود.
آية (97) - (99):
* ما الفرق بين (نزله على) فى قوله تعالى: (قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ) 97)) وأنزلنا اليك في سورة البقرة (وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ (99))؟ (د. حسام النعيمى)
الآيات لو تأمل فيها الإنسان تتضح له الإجابة. آية البقرة (قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ) اليهود كأنهم صاروا يشتمون جبريل وأعلنوا عداءهم له فكأن الآن يقول لهم: جبريل لم يصنع شيئاً من عند نفسه وإنما نزّل هذا القرآن على قلب محمد ? بإذن من الله سبحانه وتعالى أو أمر من الله تعالى (فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ) وتكلمنا في المرة الماضية على فكرة على وإلى (على فيها معنى الإستعلاء وإلى فيها معنى الإيصال).
نزّله هنا على وزن فعّل تأتي للتكثير والتدريج. عندما تقول علّمه معناه درّجه في العلم فتعلّم فيه نوع من التدريج. فنزّله على قلبك هو هذا التدرج الذي نزل به.
في الآية الأخرى (مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98) وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ (99)) ذكر جبريل نعم لكن في حال نزول القرآن لم تشر إلى جبريل وإنما أشارت إلى المصدر الأول وهو الله سبحانه وتعالى (مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ) لما ذكر السياق الله سبحانه وتعالى (فإن الله عدو للكافرين) قال (ولقد أنزلنا إليك) الباري عز وجل يتحدث عن نفسه (وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ) فهذا الإنزال بمعنى الإيصال أنه أوصلنا إليك هذه الآيات لتبلّغها للناس
ـ[وليد المعمري]ــــــــ[29 - 05 - 2009, 07:45 م]ـ
يمكن الاستفادة من رسالة الدكتوراة للدكتور صالح الزهراني ومفادها البلاغة في سورة البقرة موجودة في مكتبة جامعة الإمام.(/)
سؤال لأهل البلاغة
ـ[زوجة اعظم رجل]ــــــــ[16 - 05 - 2009, 08:22 م]ـ
كيف اعرف الفرق بين السجع والترصيع؟؟؟؟ ومامعنى القرينه؟؟؟
وجزا الله من يرد السعادة في الدارين
ـ[زينب هداية]ــــــــ[16 - 05 - 2009, 09:01 م]ـ
السَّجْعُ: تَوَافُقُ الْفَاصِلَتَيْن في الْحَرْفِ الأخِير، وأَفْضَلهُ ما تسَاوَتْ فِقَرُهُ.
مثاله:
الحُرُّ إذَا وَعَدَ وَفَى، وإِذَا أعَانَ كَفَى، وإِذَا مَلَكَ عَفَا.
___
التّرصيع: اتّفاق جملتين أو أكثر في عدد الكلمات مع اتّفاق كلّ كلمة مع ما يقابلها في الحرف الأخير، مثل:
1 - إنّ بعد المطر صحواً، وإنّ بعد الكدر صفواً.
2 - ليكن إقدامك توكّلاً، وليكن إحجامك تأمّلاً.
ـ[رياض خنفوف]ــــــــ[16 - 05 - 2009, 11:32 م]ـ
القرينة في الاستعارة هي التي تمحض الكلام للمجاز الاستعري وتمنع إرادة المعنى الأصلي، وهي تنقسم باعتبار طبيعتها إلى:
1 - قرينة لفظية
وتكون عبارة عن لفظ موجود في السياق، وتأتي على صور:
أ- قرينة لفظية في أمر واحد، مثل:
ولما قلت الإبل امتطينا = = إلى ابن أبي سليمان الخطوبا
فالقرينة هنا هي "امتطينا".
ب- القرينة اللفظية أمران، مثل:
فإن تعافوا لعدل والإيمان = = فإن في أيماننا نيرانا
فالقرينة هنا هي "العدل والإيمان" المتعلقان بالفعل "تعافوا"، وهي التي بينت أن المراد بـ"نيرانا" السيوف.
ج- الفرينة اللفظية مركبة من أمور ملتئمة بعضها ببعض، مثل:
وصاعقة من نصله تنكفي بها = = على أرؤس الأقران خمس سحائب
يكاد الندى منها يفيض على العدا = = لدى الحرب في ثنيي قنا وقواضب
القرينة هنا تتألف من معاني "الانكفاء وكونه من حد السيف، ووكونه على أرؤس الأعداء، وكلمة خمس"، وهي هنا تشير إلى أن المراد بـ"سحائب" الأصابع.
2 - قرينة حالية
وتكون غير لفظية، وتأتي على صورتين هما:
أ- حالية مقامية، مثل قولك: رأيت بحرا- بحضرة عالم.
ب- عقلية، وهي تتمثل في استحالة حدوث المعنى الموجود، مثل: نطقت حالي بالشكوى".
ـ[زوجة اعظم رجل]ــــــــ[19 - 05 - 2009, 06:15 م]ـ
جزاكم الله خير
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[04 - 06 - 2009, 10:48 ص]ـ
زادك الله وفاءً لزوجك؛ ولكن لايصلح هذا المعرف، وإن كان لابد فاعلة، فليكن " زوجة رجل عظيم"
ومع كل تقديرى واحترامي لزوجك العظيم.(/)
أرجو من الأخوة المساعدة في شرح أبيات شعرية
ـ[نورين]ــــــــ[17 - 05 - 2009, 10:39 م]ـ
:::
--------------------------------------------------------------------------------
أرجو من الاخوة المساعدة في شرح الابيات الثلاثة الاخيرة من هذا المقطع الشعري و هو للسان الدين بن الخطيب من قصيدة مدحية سياسية موجهة لاحد حكام بني نصر
1 وعقلَكَ الموهوب حكمه في
الأحوال واشكرْ فضل وهَّابهِ
2 وكلُّ من أدللتَه قبلها
علِّمه بالملكِ وألقابِهِ
3 لم يُر مُلكٌ في زمان خلا
قام لَهُ رسمٌ بأترابه
4 من قلتَ يا عمِّ له مرةً
ثق بتعاطيه وإعجابه
5 أو سيدي دام يرى سيدي
حقًّا له قمت بإيجابهِ
و لكم مني خالص الشكر
ـ[الجنيبي]ــــــــ[22 - 05 - 2009, 12:30 ص]ـ
اخي حاول معنا وستجد ما يرضيك بإذن الله(/)
أحب أن ..
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[18 - 05 - 2009, 12:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحب أن أفهم شيئاً عن الاستعارة التبعية خاصة إذا كان اللفظ المستعار حرفاً فضلاً عن كونه فعلاً. ولماذا سميت بهذا الاسم؟
ولكم حبي واحترامي وتقديري.
:; allh
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[01 - 06 - 2009, 10:08 م]ـ
أين بلاغيو الفصيح؟!!!
ـ[روضة النعيم]ــــــــ[15 - 06 - 2009, 12:19 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي السائل:
الاستعارة التبعية هي ما كان فيها اللفظ المستعار اسما مشتقا، أو فعلا، أو حرفا
فمن امثلة الاستعارة في الفعل باعتبار مادته قوله تعالى:"يحيي الأرض بعد موتها" فالإحياء يناسب الكائن الحي، والذي يناسب الأرض هو (التزيين)،فشبه تزينها بالنبات بالإحياء في الحسن، والنفع، ثم استعار الإحياء للتزيين، ثم اشتق من الإحياء (يحيى) بمعنى يزين على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية.
ومن الاستعارة في الفعل باعتبار صيغته قوله تعالى:"أتى أمر الله فلا تستعجلوه" فأمر الله لم يأت بعد، وإنما جاء الفعل بصيغة الماضي ليدل على تحقق وقوعه، والدليل على أن في الفعل استعارة قوله تعالى (فلا تستعجلوه) استعير لفظ الإتيان في الماضي للإتيان في المستقبل، فالاستعارة تصريحية تبعية.
ـ[روضة النعيم]ــــــــ[15 - 06 - 2009, 12:30 ص]ـ
وقد يكون اللفظ المستعار حرفا نحو قوله تعالى:"فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا".
اللفظ المستعار هو اللام في "ليكون"فقد استعملت في غير ما وضعت له؛ لأن ما بعدها وإن كان مرتبا على ما قبلها ليس علة باعثة عليه، فآل فرعون لم يأخذوا موسى ليكون لهم عدوا، وإنما ليكون سرورا وولدا، ولكن لما كانت النتيجة المترتبة على التقاطهم هي العداوة، لا المحبة شبه العداوة المترتبة على الالتقاط في الواقع بالمحبة والجامع الترتب على الالتقاط لترتب غير العلة الحقيقية عليه على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية.
عليك يا أخي بكتب البلاغة ففيها بغيتك بإذن الله ومنها المنهاج الواضح لحامد عوني.
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[15 - 06 - 2009, 05:04 ص]ـ
ما شاء الله أسلوب رائع للفهم بارك الله فيك أخنتا روضة النعيم ويبقى سبب التسمية؛ وإنما فررت بسؤالي إلى شبكة الفصيح هروباً من تعقيدات بعض كتب البلاغة.
والشكر لكِ موصول.
ـ[روضة النعيم]ــــــــ[15 - 06 - 2009, 02:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سميت بهذا الاسم؛ لأن الأصل أن تقع الاستعارة في الأسماء.
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[17 - 06 - 2009, 05:43 م]ـ
شكر الله لك حسن تعاونكِ معنا.
ـ[ظل الشجر]ــــــــ[17 - 06 - 2009, 10:41 م]ـ
أختي الكريمة قلت بأن الاستعارة في قوله تعالى {يحيى الأرض بعد موتها} استعارة تصريحية.
وأنا أرى بأنها مكنية حيث شبه الأرض بالكائن الحي وحذف المشبه به ورمز إليه بشىء من لوازمه وهو الحياة. والاستعارة التصريحية هي التي صرح فيها بالمشبه به
وعلى الله قصد السبيل.
ـ[روضة النعيم]ــــــــ[18 - 06 - 2009, 01:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك
تحليلك صحيح يا أخي، وتحليلي صحيح أيضا، وإنما وقع الاختلاف في اللفظ المستعار
ففي التحليل الأول أجريت الاستعارة في اللفظ المستعار" يحيي"، وفي التحليل الثاني أجريت في القرينة"الأرض".(/)
مامعنى الباء؟
ـ[أريدأن أتعلم]ــــــــ[18 - 05 - 2009, 01:39 م]ـ
ما معنى الباء هنا؟
لعبت بالكرة.
وما الفرق لو قلنا: لعبت الكرة
وايهما أبلغ في الكلام؟ ولمه؟
ـ[إيمان الخليفة]ــــــــ[27 - 05 - 2009, 12:58 ص]ـ
هناك أفعال لازمة , وأخرى متعدية ...
ولكل حرف جر معناه الذي يؤدية؛ فـ (في) للظرفية - (على) الاستعلاء ...
وإذا ميزنا بين الأفعال اللازمة والمتعدية حتما سنعرف متى نحتاج إلى التعدية بحرف الجر ومتى نستغني عنه ...
ـ[السراج]ــــــــ[27 - 05 - 2009, 12:26 م]ـ
كما قالت الأخت، بعض الأفعال تتعدى بحرف الجر وبعضها لا يتعدى به.
وحرف (الباء) - إذا عُدى به - له معاني كثيرة منها نذكر:
الإلصاق - التعدية - الاستعانة - السببية -المصاحبة - الظرفية - البدل - المقابلة - المجاوزة -القَسَم - الغاية - التبعيض ...
وأظن: أن الجملة السابقة الباء أفادت الاستعانة ..
ـ[بسمة الكويت]ــــــــ[27 - 05 - 2009, 12:52 م]ـ
الباء في الجملة تفيد الاستعانة.
كذلك كما في: كتبت بالقلم.
وتفيد السببية كما في: كل مؤمن يجزى بعمله.
وتفيد الإلصاق مثل: أمسكت باللص.
ـ[بسمة الكويت]ــــــــ[27 - 05 - 2009, 02:04 م]ـ
[ quote= بسمة الكويت;347634] الباء في الجملة تفيد الاستعانة أي استعنت بالكرة في اللعب.
كذلك كما في: كتبت بالقلم، سافرت بالسيارة
وتفيد السببية أو التعليل كما في: كل مؤمن يجزى بعمله. وقوله تعالى: ((إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل))
وقول الشاعر: جزى الله الشدائد كل خير عرفت بها عدوي من صديقي
وتدل الباء أيضا على الإلصاق حقيقة مثل: أمسكت اللص بيدي.
أو مجازا من مثل مررت بمحمد والمعنى التصق مروري بموضع يقرب منه.(/)
إخواني وأخواتي أرغب في مساعدتكم
ـ[جلنار]ــــــــ[18 - 05 - 2009, 02:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارغب في مساعدتكم في استخراج التشبيهات في معلقة طرفه ابن العبد وان امكن ترتيبها حسب الابواب التاليه
1 - النشبيه بعتبار الطرفين
أ-اقسام التشبيه بعتبار حسية الطرفين او عقليتهما لايهمني التقسيم مثل هذا فقط انتماء التشبيه الى هذا القسم
2 - التسبيه بعتبار الوجه
3 - التشبيه بعتبار الاداه
4 - التشبيه بعتبار الغرض
واذا حصل مع ذلك المصدر لذالك
وكل امل في حصولي عليها خلال هذا الاسبوع اي اخر موعد 5\ 6\1430هـ
اعينوني اعانكم الله(/)
ما هي المحسنات البديعية في الأبيات التالية؟
ـ[عربي انا]ــــــــ[18 - 05 - 2009, 05:56 م]ـ
أسد ماقد أخلو وضيعوا ثغور حقوق ما أطاقوا لها سدّا
فإن يأكلوا لحمي وفرت لحومهم وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا
اذكر المحسنات البديعة في الابيات السابقة؟
في البيت الثاني أسلوب بياني بينيه, واذكر نوعه.
ـ[القعيب]ــــــــ[18 - 05 - 2009, 09:46 م]ـ
سأجيب على عجالة وأعتذر مقدما إن أخطأت فأقول إن المحسنات البديعية في هذين البيتين هي:1 - الجناس في (أسد ,سدا) (لحمي, لحومهم) (مجدي, مجدا) 2 - الطباق بين (هدموا ,بنيت) أما الأسلوب البياني فلعله في (فإن يأكلوا لحمي) ونوعه- والله أعلم- كناية وشكرا.
ـ[عربي انا]ــــــــ[18 - 05 - 2009, 11:20 م]ـ
شكرا لك
القعيب
ـ[قاسم أحمد]ــــــــ[08 - 06 - 2009, 08:50 ص]ـ
أسد ماقد أخلو وضيعوا ثغور حقوق ما أطاقوا لها سدّا
فإن يأكلوا لحمي وفرت لحومهم وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا
اذكر المحسنات البديعة في الابيات السابقة؟
في البيت الثاني أسلوب بياني بينيه, واذكر نوعه.
----------------------------------------------
الرجاء التأكد من كتابة أي كلام منقول من مصدره أو من الحفظ الجيد.
في البيتين أخطاء تخل بالوزن الذي هو بحر الطويل.
الصواب هو:
أسدُّ به ما قد أخلّوا وضيَّعوا::::ثغور حقوق ما أطاقوا لها سدَّا
فإن أكلوا لحمي وفرت لحومهم:::وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا
الطباق بين: أسد وما أطاقوا لها سدا
و بين أكلوا لحمي ووفرت لحومهم
وبين: هدموا وبنيت
ـ[قاسم أحمد]ــــــــ[08 - 06 - 2009, 08:55 ص]ـ
سأجيب على عجالة وأعتذر مقدما إن أخطأت فأقول إن المحسنات البديعية في هذين البيتين هي:1 - الجناس في (أسد ,سدا) (لحمي, لحومهم) (مجدي, مجدا) 2 - الطباق بين (هدموا ,بنيت) أما الأسلوب البياني فلعله في (فإن يأكلوا لحمي) ونوعه- والله أعلم- كناية وشكرا.
------------------------
الجناس ياأخي هو اجتماع كلمتين متشابهتين في الجنس ومختلفتين في المعنى وقد يكون تاما أو ناقصا.
على ضوء هذا لا جناس بين أسد وسدا وبين لحمي ولحومهم وبين مجدي ومجدا فهما من نفس المعنى إلا إذا قصدت جناس الاشتقاق فهذا يحتاج لتوضيح.
يوجد طباق بين أسد وماأطاقوا لها سدا وبين بنيت وهدموا وبين أكلوا ووفرت.(/)
فائدة في (الواو)
ـ[أبو عمار الكوفى]ــــــــ[18 - 05 - 2009, 08:23 م]ـ
واو تكتب بماء العين، وتقديم ولا أرجى!!
قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي في أضواء البيان 6/ 183
من أرجى آيات القرآن العظيم قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} (32) سورة فاطر}.
فقد بين تعالى في هذه الآية الكريمة أن إيراث هذه الأمة لهذا الكتاب، دليل على أن الله اصطفاها في قوله: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} وبين أنهم ثلاثة أقسام:
الأول: الظالم لنفسه وهو الذي يطيع الله، ولكنه يعصيه أيضاً فهو الذي قال الله فيه {خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} (102) سورة التوبة.
والثاني: المقتصد وهو الذي يطيع الله، ولا يعصيه، ولكنه لا يتقرب بالنوافل من الطاعات.
والثالث: السابق بالخيرات: وهو الذي يأتي بالواجبات ويجتنب المحرمات ويتقرب إلى الله بالطاعات والقربات التي هي غير واجبة،
وهذا على أصح الأقوال في تفسير الظالم لنفسه، والمقتصد والسابق، ثم إنه تعالى بين أن إيراثهم الكتاب هو الفضل الكبير منه عليهم،
ثم وعد الجميع بجنات عدن وهو لا يخلف الميعاد في قوله: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا} إلى قوله: {وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ} والواو في يدخلونها شاملة للظالم، والمقتصد والسابق على التحقيق.
ولذا قال بعض أهل العلم: حق لهذه الواو أن تكتب بماء العينين، فوعده الصادق بجنات عدن لجميع أقسام هذه الأمة، وأولهم الظالم لنفسه يدل على أن هذه الآية من أرجى آيات القرآن، ولم يبق من المسلمين أخد خارج عن الأقسام الثلاثة، فالوعد الصادق بالجنة في الآية شامل لجميع المسلمين ولذا قال بعدها متصلاً بها: {وَ?لَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُواْ وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِى كُلَّ كَفُورٍ} إلى قوله: {فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ}.
واختلف أهل العلم في سبب تقديم الظالم في الوعد بالجنة على المقتصد والسابق، فقال بعضهم: قدم الظالم لئلا يقنط، وأخر السابق بالخيرات لئلا يعجب بعمله فيحبط.
وقال بعضهم: قدم الظالم لنفسه؛ لأن أكثر أهل الجنة الظالمون لأنفسهم لأن الذين لم تقع منهم معصية أقل من غيرهم. كما قال تعالى: {إِلاَّ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ} [ص: 24].
وذكره معناه في العذب النمير في مجالس الشنقيطي في التفسير 1/ 64 و 4/ 1635 ط: الأولى.
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[01 - 06 - 2009, 10:27 م]ـ
بارك الله فيك أبا عمار على هذا النقل الرائع، جعلنا الله وإياك ممن تشملهم هذه الواو التي تكتب بماء العينين.
ـ[أحلام]ــــــــ[05 - 06 - 2009, 10:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا النقل المبارك(/)
الأسرار التعبيرية لمعاني الضحك في القرآن الكريم ..
ـ[ياسر الدوسري]ــــــــ[21 - 05 - 2009, 03:55 ص]ـ
[
الأسرار التعبيرية لمعاني الضحك في القرآن الكريم
دراسة / ياسر بن صالح الدَّوسري
طالب ماجستير في الدرسات الأدبية بجامعة القصيم Yaser4446*************
تعد ظاهرة الضحك من الظواهر التي تشترك فيها كل اللغات فلغة الضحك موحدة بين البشر جميعا، وهي إذا اصطنعت تختلف. وإذا جاءت طبيعية تكون موحدة .. ولذلك إذا اصطنع أحد الضحك فإنك تستطيع أن تميزه بسهولة عن ذلك الانفعال الطبيعي، و اختلاف الباحثين في تفسير هذه الظاهرة وأسبابها ومسبباتها أزلي، والذي اتفقوا عليه أن من أهم معالمها المفارقة بين شيئين.
وتمتزج المفارقة بالبلاغة كما يمتزج الملح في الماء، فالمقابلة والطباق وأسلوب الحكيم تعتمد على المفارقة بشكل كبير، وكثيرة مواضيع البلاغة على هذا النمط ومن هنا نجد العلاقة بين أطراف هذا البحث.
ولقد تعددت مواطن ذكر القرآن لمعاني الضحك، وتعددت دلالاتها، وأغراضها.
وقد شدتي الموضوع؛ لارتباط معاني الضحك بإشارات بلاغية، ولأن كتاب الله يمثل قمة الهرم البلاغي فقد سعيت جاهدا لسبر أغوار هذه الأسرار التعبيرية لهذه الظاهرة في القرآن الكريم.
تنوير المصطلح:
الضحك هو شكل من أشكال التعبير الذي يظهر على الإنسان في صورة مرح وفرح. وتتعدد أسباب الضحك الذي يوصف أيضاً بأنه رد فعل فسيولوجي نتيجة للمرور بخبرة ما مثل سماع نكتة أو عند سماع مداعبة ... وغيرها من الأسباب الأخرى ().
ويقول ابن منظور في لسانه في فصل الكاف باب الضاد: (ضحك: الضحك معروف، ضحك يضحك ضحكاً أربع لغات، قال الأزهري: ولو قيل ضحكاً لكان قياساً لأن مصدر فَعِلَ فَعَلٌ، قال الأزهري: وقد جاءت أحرف من المصادر على فَعَل، منها ضَحِكَ ضَحِكاً، وخَنَقَه خَنِقاً، وخَضَفَ خَضِفاً، وضَرطَ ضَرِطاً، وسَرَقَ سَرِقاً. والضَّحْكَة: المرَّة الواحدة؛ ومنه قول كُثَيِّر: غَمْر الرِّداء، إذا تبسم ضاحكاً غَلِقَتْ لضَحْكَتِهِ رقابُ المالِ وفي الحديث: يبعث الله السحابَ فيَضْحَكُ أَحسنَ الضَّحِكِ؛ جعل انجلاءه عن البرق ضَحِكاً استعارة ومجازاً كما يفْتَرُّ الضاحِكُ عن الثَّغْر، وكقولهم ضَحِكَتِ الأرضُ إذا أَخرجت نباتها وزَهْرَتها. وتضَحَّك وتَضاحَك، فهو ضاحك وضَحَّاك وضَحُوك وضُحَكة: كثير الضَّحِك. وضُحْكة، بالتسكين: يُضْحَك منه يطَّرد على هذا باب. الليث: الضُّحْكة الشيء الذي يُضْحك منه. والضُّحَكة: الرجل الكثير الضَّحِك يُعاب عليه. ورجل ضَحَّاك: نعت على فَعَّال. وضَحِكْتُ به ومنه بمعنىً. وتَضاحك الرجل واسْتَضْحَك بمعنى. وأَضْحَكه اللهُ عز وجل. والأُضْحُوكة: ما يُضْحك به. وامرأة مِضْحاك: كثيرة الضَّحِك ().
آيات الضحك في القرآن الكريم:
ولقد وردت مادة الضحك في القرآن الكريم 10 مرات على النحو التالي:
1 – ((فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)) ().
2 – ((وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ)) ()
3 – ((وَكُنْتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ)) ().
4 – ((فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا)) ().
5 – ((فَلَمَّا جَاءَهُم بِآيَاتِنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَضْحَكُونَ)) ().
6 – ((وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى)) ().
7 – ((أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ)) ().
8 – ((وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ)) ()
9 – ((إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ)) ().
10 – ((فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ)) () ().
إيضاح هذه الآيات عند المفسرين: الزمخشري – القرطبي:
1 – ((فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)) ().
((فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً)) (أمر، معناه التهديد وليس أمراً بالضحك) () وفي هذه الآية الكريمة خرج الأمر عن معناه الأصلي وهو طلب الفعل لمعنى آخر وهو التهديد (وقيل هو أمر بمعنى الخبر أي أنهم سيضحكون قليلاً ويبكون كثيراً).
(يُتْبَعُ)
(/)
– ((وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ)) ()
(سروراً بزوال الخيفة أو بهلاك أهل الخبائث أو كان ضحكها ضحك إنكار لغفلتهم وقد أضلهم العذاب وقيل كانت تقول لإبراهيم: اضمم لوطاً ابن أخيك إليك فإني أعلم أن ينزل بهؤلاء القوم عذاباً فضحكت سروراً لما أتى الأمر على ما توهمت وقيل ضحكت فحاضت) () وهذا القول مجاهد وعكرمة والعرب تقول ضحكت الأرانب: إذا حاضت وقد أنكر هذا بعض اللغويين () وقد أسهب القرطبي في تفسيره في تعريف الضحك وذكر كلام اللغويين فيما لا يتسع البحث لحصره.
– ((فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا)) ().
(تبسم شارعاً في الضحك وآخذاً منه، يعني أنه تجاوز حدّ التبسم إلى الضحك وكذلك ضحك الأنبياء عليهم السلام وأما ما روي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه فالغرض المبالغة في وصف ما وجد من الضحك النبوي، وإلا فتبدو النواجذ على الحقيقة إنما يكون عند الاستغراب وقرأ ابن السميفع ضاحكاً فإن قلت: ما أضحكه من قولها؟ قلت شيئان، إعجابه بما دلّ من قولهما على ظهور رحمته ورحمة جنوده وعلى سهرة حاله وحالهم في باب التقوى) () وهنا في الآية الكريمة يتجلى الضحك في معاملة الغير عاقل معاملة العاقل وهو سر من إسرار هذا الأسلوب.
5 – ((فَلَمَّا جَاءَهُم بِآيَاتِنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَضْحَكُونَ)) ().
(أي يسخرون منها ويهزءون بها ويسمونها سحراً وإذا للمفاجأة قلت؛ لأن فعل المفاجأة معها مقدّر وهو عامل النصب في محلها كأن قيل فلما جاءهم بآياتنا فأجلوا وقت ضحكهم) ().
– ((وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى)) () (خلق قوتي الضحك والبكاء) ()
((وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ)) () تضحكون (استهزاءً) ويتكرر هذا الطباق بين الضحك والبكاء وفي كل مرّة يكشف أسلوباً جديداً.
– ((إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ)) ()
(هم مشركوا مكة أبو جهل والوليد وأشياعهم كانوا يضحكون من عمال وصهيب وخبّاب وبلال وغيرهم من فقر اء المؤمنين ويستهزؤن بهم) ()
وضحكهم كان على وجه السخرية والاستهزاء والتهكم.
والغرض من ضحكهم كان (على وجه السخرية) () وهو من أغراض الضحك السخرية وإبداء السرور
((فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ)) ().
(أي يضحكون منهم ناظرين إليهم ومام عليه من الهوان والصغار بعد العزة والكبر ومن ألوان العذاب بعد النعيم والترفة) ().
((وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ)) () (مسرورة فرحة) ()
ومن خلال أقوال المفسرين في هذه الآيات تدرك هذه الظاهرة التي وضت في عشر مواقف من القرآن الكريم وكشفت عن معان بلاغية ودلالات متعددت تكشف هذا النظم القرآني المعجز.
الأسرار التعبيرية والجانب الفني:
((فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)) ().
1 - (الطباق بين الضحك والبكاء وبين قليل وكثير فهو مقابلة
2 - إخراج الخبر في صورة الأمر للدلالة على تحتم وقوع المخبر به، وذلك لأن صيغة الأمر للوجوب في الأصل والأكثر، فاستعمل في لازم معناه، وذلك في قوله تعالى ((فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا)).
3 - الكناية: في قوله تعالى ((فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا)) فالضحك كناية عن الفرح والبكاء كناية عن الغم، وأن تكون القلة عبارة عن العدم، والكثرة عبارة عن الدوام) ().
ويضيف محمود درويش بأن (إخراج الخبر مخرج الإنشاء؛ لأن معنا فسيضحكون قليلاً، وسيبكون كثيراً ولكنه أخرج الخبر مخرج الأمر للدلالة على أنه أمر حتمي لابد منه) ()
ففي هذه الآية الكريمة ورد سرين بيانيين في المقابلة والكناية وسر معنوي إذا خرج الامر عن غرضه الأصلي لغرض التهديد وهذا التعبير القرآني الفريد حصر في أربع كلمات فقط وورود الضحك هنا أريد به الكناية عن سرورهم وتهديدهم بما صنعوا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقول سيد قطب عن هذه الآية (وأنه لضحك في هذه الأرض وآياتها المعدودة، وأنه لبكاء في أيام الآخرة الطويلة وأن يوماً عند ربك كألف سنة مما يعدون) () ومن خلال كلامه يشير إلى المقابلة الجميلة بين الضحك والبكاء والقلة والكثرة في الآية الكريمة.
((وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى)) ().
ففي الآية الكريمة طباق بين الضحك والبكاء وغالباً ما نجد ورود هذان اللفظان المتضادان في القرآن الكريم (إن الضحك والبكاء نقيضان، وإن الإنسان يبكي لغير ما يضحك له، ومدار الغبطة معاً على الضحك والبكاء معاً على الغبطة بالنفس فإذا اغتبط الإنسان بنفسه ضحك، وإذا شعر بالنقص والمهانة بكى) () وهنا يفسر العقاد هذه المقابلة تفسيراً منطقياً عقليا من خلال عقليته الفذّة، وذائقته المرهفة.
ونلاحظ اعتماد الضحك على مقابلته مع البكاء في القرآن الكريم بشكل كبير، وخروج المعاني عن المعنى الأصلي للسخرية أو الاستهزاء.
والدلالات في هذه الآيات العشر تعتمد على هذه الحركة من الفكين والصوت الصادر من الفم وهي ما حاولت أكشف دلالاتها التعبيرية من خلال تكثيف الصور والمعاني الخارجة عن الأصل في مفارقة بليغة داخل هذا النظم الفريد.
أخيراً
وقد خرجت بعد هذا العمل بعدّة نتائج:
1 - اعتماد معاني الضحك على المفارقة هي نقطة اتصال هذه الظاهرة بالبلاغة في مواضيع كثيرة مثل أسلوب الحكيم والطباق والمقابلة وجعل منها أسلوب جميلاً يعبر عن معاني بليغة.
2 - تنوع الأسلوب القرآني في التعبير عن دلالات متعددة في الإشارة والضحك والحركة والصوت يجعل منه أسلوباً فريد في التعبير عن المعنى.
3 - معاني الضحك في القرآن إما يكون للدلالة عن نهاية المسّرة في هو كثيراً ما يطلق للمؤمنين في الآخرة أو الضحك استهزاءً بالمؤمنين وقد يأتي لأغراض أخرى.
4 - الأسلوب القرآني الرفيع الذي يتجلى في تقديم المترادفات والمتضادات بشكل معجز.
5 – استطاع القرآن الكريم أن يجسد هذه الحركة والصوت في الجسم الإنساني إلى دلالات بليغة في أسلوب معبر ومعنى فريد
وأخيراً: أتمنى أن أكون قدمت ما يشفع لي ويقدّم هذا الشتات حول هذه الظاهرة الجديدة في أبلغ كتاب وأعظمه. [/ CENTER]
[COLOR="Blue"] المراجع:
1 - القران الكريم
2 - ابن منظور لسان العرب المجلد العاشر طباعة دار الفكر دار صادر ببيروت عام 1417 هـ 1997م
3 - أبو عبد الله القرطبي الجامع لأحكام القرآن الجزء الحادي عشر تحقيق د. عبد الله بن عبد المحسن التركي طباعة مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى 1427 هـ 2006 م
4 - جمال عبد الغفار بدوي الضحك الحلال والحرام دراسة منشورة إلكترونياً.
5 - الزمخشري الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل تحقيق عبد الرزاق
6 - سيد قطب في ظلال القرآن من طباعة دار الشروق بيروت 1391هـ 1977م
7 - عباس محمود العقاد جحا الضاحك المضحك طباعة دار الكتاب اللبنانية
8 - محمد بسام رشدي المعجم المفهرس لمعاني القرآن الكريم المجلد الثاني ض-10 من دار الفكر بدمشق 1417 هـ
9 – محمود صافي الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه مع فوائد نحوية هامة المجلد الخامس، دار الرشيد بدمشق وبيروت عام 1416هـ 1995 م.
محمود درويش إعراب القرآن الكريم وبيانه من طباعة دار الإرشاد حمص سوريه 1408 هـ 1988م
10 - المهدي، طباعة دار إحياء التراث العربي بيروت لبنان 1417 هـ 1997 م أ. د مصطفى رجب
11 - سيكولوجية الضحك عند الجاحظ دراسة نشرت في مجلة الحرس الوطني في العدد 284 في 1/ 1/ 2006 م 9 - 12 - هنري برجستون الضحك البحث في دلالة المضحك ترجمة سامي الدروبي وعبد الله عبد الدايم من طباعة الهيئة المصرية العامة للكتاب في هرجان القراءة للجميع 1998(/)
الأسرار التعبيرية لمعاني الضحك في القرآن الكريم ..
ـ[ياسر الدوسري]ــــــــ[21 - 05 - 2009, 03:57 ص]ـ
[
CENTER] الأسرار التعبيرية لمعاني الضحك في القرآن الكريم
دراسة / ياسر بن صالح الدَّوسري
طالب ماجستير في الدرسات الأدبية بجامعة القصيم Yaser4446*************
تعد ظاهرة الضحك من الظواهر التي تشترك فيها كل اللغات فلغة الضحك موحدة بين البشر جميعا، وهي إذا اصطنعت تختلف. وإذا جاءت طبيعية تكون موحدة .. ولذلك إذا اصطنع أحد الضحك فإنك تستطيع أن تميزه بسهولة عن ذلك الانفعال الطبيعي، و اختلاف الباحثين في تفسير هذه الظاهرة وأسبابها ومسبباتها أزلي، والذي اتفقوا عليه أن من أهم معالمها المفارقة بين شيئين.
وتمتزج المفارقة بالبلاغة كما يمتزج الملح في الماء، فالمقابلة والطباق وأسلوب الحكيم تعتمد على المفارقة بشكل كبير، وكثيرة مواضيع البلاغة على هذا النمط ومن هنا نجد العلاقة بين أطراف هذا البحث.
ولقد تعددت مواطن ذكر القرآن لمعاني الضحك، وتعددت دلالاتها، وأغراضها.
وقد شدتي الموضوع؛ لارتباط معاني الضحك بإشارات بلاغية، ولأن كتاب الله يمثل قمة الهرم البلاغي فقد سعيت جاهدا لسبر أغوار هذه الأسرار التعبيرية لهذه الظاهرة في القرآن الكريم.
تنوير المصطلح:
الضحك هو شكل من أشكال التعبير الذي يظهر على الإنسان في صورة مرح وفرح. وتتعدد أسباب الضحك الذي يوصف أيضاً بأنه رد فعل فسيولوجي نتيجة للمرور بخبرة ما مثل سماع نكتة أو عند سماع مداعبة ... وغيرها من الأسباب الأخرى ().
ويقول ابن منظور في لسانه في فصل الكاف باب الضاد: (ضحك: الضحك معروف، ضحك يضحك ضحكاً أربع لغات، قال الأزهري: ولو قيل ضحكاً لكان قياساً لأن مصدر فَعِلَ فَعَلٌ، قال الأزهري: وقد جاءت أحرف من المصادر على فَعَل، منها ضَحِكَ ضَحِكاً، وخَنَقَه خَنِقاً، وخَضَفَ خَضِفاً، وضَرطَ ضَرِطاً، وسَرَقَ سَرِقاً. والضَّحْكَة: المرَّة الواحدة؛ ومنه قول كُثَيِّر: غَمْر الرِّداء، إذا تبسم ضاحكاً غَلِقَتْ لضَحْكَتِهِ رقابُ المالِ وفي الحديث: يبعث الله السحابَ فيَضْحَكُ أَحسنَ الضَّحِكِ؛ جعل انجلاءه عن البرق ضَحِكاً استعارة ومجازاً كما يفْتَرُّ الضاحِكُ عن الثَّغْر، وكقولهم ضَحِكَتِ الأرضُ إذا أَخرجت نباتها وزَهْرَتها. وتضَحَّك وتَضاحَك، فهو ضاحك وضَحَّاك وضَحُوك وضُحَكة: كثير الضَّحِك. وضُحْكة، بالتسكين: يُضْحَك منه يطَّرد على هذا باب. الليث: الضُّحْكة الشيء الذي يُضْحك منه. والضُّحَكة: الرجل الكثير الضَّحِك يُعاب عليه. ورجل ضَحَّاك: نعت على فَعَّال. وضَحِكْتُ به ومنه بمعنىً. وتَضاحك الرجل واسْتَضْحَك بمعنى. وأَضْحَكه اللهُ عز وجل. والأُضْحُوكة: ما يُضْحك به. وامرأة مِضْحاك: كثيرة الضَّحِك ().
آيات الضحك في القرآن الكريم:
ولقد وردت مادة الضحك في القرآن الكريم 10 مرات على النحو التالي:
1 – ((فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)) ().
2 – ((وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ)) ()
3 – ((وَكُنْتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ)) ().
4 – ((فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا)) ().
5 – ((فَلَمَّا جَاءَهُم بِآيَاتِنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَضْحَكُونَ)) ().
6 – ((وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى)) ().
7 – ((أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ)) ().
8 – ((وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ)) ()
9 – ((إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ)) ().
10 – ((فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ)) () ().
إيضاح هذه الآيات عند المفسرين: الزمخشري – القرطبي:
1 – ((فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)) ().
((فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً)) (أمر، معناه التهديد وليس أمراً بالضحك) () وفي هذه الآية الكريمة خرج الأمر عن معناه الأصلي وهو طلب الفعل لمعنى آخر وهو التهديد (وقيل هو أمر بمعنى الخبر أي أنهم سيضحكون قليلاً ويبكون كثيراً).
(يُتْبَعُ)
(/)
– ((وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ)) ()
(سروراً بزوال الخيفة أو بهلاك أهل الخبائث أو كان ضحكها ضحك إنكار لغفلتهم وقد أضلهم العذاب وقيل كانت تقول لإبراهيم: اضمم لوطاً ابن أخيك إليك فإني أعلم أن ينزل بهؤلاء القوم عذاباً فضحكت سروراً لما أتى الأمر على ما توهمت وقيل ضحكت فحاضت) () وهذا القول مجاهد وعكرمة والعرب تقول ضحكت الأرانب: إذا حاضت وقد أنكر هذا بعض اللغويين () وقد أسهب القرطبي في تفسيره في تعريف الضحك وذكر كلام اللغويين فيما لا يتسع البحث لحصره.
– ((فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا)) ().
(تبسم شارعاً في الضحك وآخذاً منه، يعني أنه تجاوز حدّ التبسم إلى الضحك وكذلك ضحك الأنبياء عليهم السلام وأما ما روي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه فالغرض المبالغة في وصف ما وجد من الضحك النبوي، وإلا فتبدو النواجذ على الحقيقة إنما يكون عند الاستغراب وقرأ ابن السميفع ضاحكاً فإن قلت: ما أضحكه من قولها؟ قلت شيئان، إعجابه بما دلّ من قولهما على ظهور رحمته ورحمة جنوده وعلى سهرة حاله وحالهم في باب التقوى) () وهنا في الآية الكريمة يتجلى الضحك في معاملة الغير عاقل معاملة العاقل وهو سر من إسرار هذا الأسلوب.
5 – ((فَلَمَّا جَاءَهُم بِآيَاتِنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَضْحَكُونَ)) ().
(أي يسخرون منها ويهزءون بها ويسمونها سحراً وإذا للمفاجأة قلت؛ لأن فعل المفاجأة معها مقدّر وهو عامل النصب في محلها كأن قيل فلما جاءهم بآياتنا فأجلوا وقت ضحكهم) ().
– ((وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى)) () (خلق قوتي الضحك والبكاء) ()
((وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ)) () تضحكون (استهزاءً) ويتكرر هذا الطباق بين الضحك والبكاء وفي كل مرّة يكشف أسلوباً جديداً.
– ((إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ)) ()
(هم مشركوا مكة أبو جهل والوليد وأشياعهم كانوا يضحكون من عمال وصهيب وخبّاب وبلال وغيرهم من فقر اء المؤمنين ويستهزؤن بهم) ()
وضحكهم كان على وجه السخرية والاستهزاء والتهكم.
والغرض من ضحكهم كان (على وجه السخرية) () وهو من أغراض الضحك السخرية وإبداء السرور
((فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ)) ().
(أي يضحكون منهم ناظرين إليهم ومام عليه من الهوان والصغار بعد العزة والكبر ومن ألوان العذاب بعد النعيم والترفة) ().
((وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ)) () (مسرورة فرحة) ()
ومن خلال أقوال المفسرين في هذه الآيات تدرك هذه الظاهرة التي وضت في عشر مواقف من القرآن الكريم وكشفت عن معان بلاغية ودلالات متعددت تكشف هذا النظم القرآني المعجز.
الأسرار التعبيرية والجانب الفني:
((فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)) ().
1 - (الطباق بين الضحك والبكاء وبين قليل وكثير فهو مقابلة
2 - إخراج الخبر في صورة الأمر للدلالة على تحتم وقوع المخبر به، وذلك لأن صيغة الأمر للوجوب في الأصل والأكثر، فاستعمل في لازم معناه، وذلك في قوله تعالى ((فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا)).
3 - الكناية: في قوله تعالى ((فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا)) فالضحك كناية عن الفرح والبكاء كناية عن الغم، وأن تكون القلة عبارة عن العدم، والكثرة عبارة عن الدوام) ().
ويضيف محمود درويش بأن (إخراج الخبر مخرج الإنشاء؛ لأن معنا فسيضحكون قليلاً، وسيبكون كثيراً ولكنه أخرج الخبر مخرج الأمر للدلالة على أنه أمر حتمي لابد منه) ()
ففي هذه الآية الكريمة ورد سرين بيانيين في المقابلة والكناية وسر معنوي إذا خرج الامر عن غرضه الأصلي لغرض التهديد وهذا التعبير القرآني الفريد حصر في أربع كلمات فقط وورود الضحك هنا أريد به الكناية عن سرورهم وتهديدهم بما صنعوا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقول سيد قطب عن هذه الآية (وأنه لضحك في هذه الأرض وآياتها المعدودة، وأنه لبكاء في أيام الآخرة الطويلة وأن يوماً عند ربك كألف سنة مما يعدون) () ومن خلال كلامه يشير إلى المقابلة الجميلة بين الضحك والبكاء والقلة والكثرة في الآية الكريمة.
((وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى)) ().
ففي الآية الكريمة طباق بين الضحك والبكاء وغالباً ما نجد ورود هذان اللفظان المتضادان في القرآن الكريم (إن الضحك والبكاء نقيضان، وإن الإنسان يبكي لغير ما يضحك له، ومدار الغبطة معاً على الضحك والبكاء معاً على الغبطة بالنفس فإذا اغتبط الإنسان بنفسه ضحك، وإذا شعر بالنقص والمهانة بكى) () وهنا يفسر العقاد هذه المقابلة تفسيراً منطقياً عقليا من خلال عقليته الفذّة، وذائقته المرهفة.
ونلاحظ اعتماد الضحك على مقابلته مع البكاء في القرآن الكريم بشكل كبير، وخروج المعاني عن المعنى الأصلي للسخرية أو الاستهزاء.
والدلالات في هذه الآيات العشر تعتمد على هذه الحركة من الفكين والصوت الصادر من الفم وهي ما حاولت أكشف دلالاتها التعبيرية من خلال تكثيف الصور والمعاني الخارجة عن الأصل في مفارقة بليغة داخل هذا النظم الفريد.
أخيراً
وقد خرجت بعد هذا العمل بعدّة نتائج:
1 - اعتماد معاني الضحك على المفارقة هي نقطة اتصال هذه الظاهرة بالبلاغة في مواضيع كثيرة مثل أسلوب الحكيم والطباق والمقابلة وجعل منها أسلوب جميلاً يعبر عن معاني بليغة.
2 - تنوع الأسلوب القرآني في التعبير عن دلالات متعددة في الإشارة والضحك والحركة والصوت يجعل منه أسلوباً فريد في التعبير عن المعنى.
3 - معاني الضحك في القرآن إما يكون للدلالة عن نهاية المسّرة في هو كثيراً ما يطلق للمؤمنين في الآخرة أو الضحك استهزاءً بالمؤمنين وقد يأتي لأغراض أخرى.
4 - الأسلوب القرآني الرفيع الذي يتجلى في تقديم المترادفات والمتضادات بشكل معجز.
5 – استطاع القرآن الكريم أن يجسد هذه الحركة والصوت في الجسم الإنساني إلى دلالات بليغة في أسلوب معبر ومعنى فريد
وأخيراً: أتمنى أن أكون قدمت ما يشفع لي ويقدّم هذا الشتات حول هذه الظاهرة الجديدة في أبلغ كتاب وأعظمه. [/ CENTER]
المراجع:
1 - القران الكريم
2 - ابن منظور لسان العرب المجلد العاشر طباعة دار الفكر دار صادر ببيروت عام 1417 هـ 1997م
3 - أبو عبد الله القرطبي الجامع لأحكام القرآن الجزء الحادي عشر تحقيق د. عبد الله بن عبد المحسن التركي طباعة مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى 1427 هـ 2006 م
4 - جمال عبد الغفار بدوي الضحك الحلال والحرام دراسة منشورة إلكترونياً.
5 - الزمخشري الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل تحقيق عبد الرزاق
6 - سيد قطب في ظلال القرآن من طباعة دار الشروق بيروت 1391هـ 1977م
7 - عباس محمود العقاد جحا الضاحك المضحك طباعة دار الكتاب اللبنانية
8 - محمد بسام رشدي المعجم المفهرس لمعاني القرآن الكريم المجلد الثاني ض-10 من دار الفكر بدمشق 1417 هـ
9 – محمود صافي الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه مع فوائد نحوية هامة المجلد الخامس، دار الرشيد بدمشق وبيروت عام 1416هـ 1995 م.
محمود درويش إعراب القرآن الكريم وبيانه من طباعة دار الإرشاد حمص سوريه 1408 هـ 1988م
10 - المهدي، طباعة دار إحياء التراث العربي بيروت لبنان 1417 هـ 1997 م أ. د مصطفى رجب
11 - سيكولوجية الضحك عند الجاحظ دراسة نشرت في مجلة الحرس الوطني في العدد 284 في 1/ 1/ 2006 م 9 - 12 - هنري برجستون الضحك البحث في دلالة المضحك ترجمة سامي الدروبي وعبد الله عبد الدايم من طباعة الهيئة المصرية العامة للكتاب في هرجان القراءة للجميع 1998
ـ[روضة المنصوري]ــــــــ[21 - 05 - 2009, 04:18 ص]ـ
جزآك الله خيراً أخي يآسر،،
سأقرؤه حرفاً حرفاً،،
والواضح انه بحث من مبدع،،
تسلم ولاهنت،،
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[21 - 05 - 2009, 08:21 ص]ـ
بارك الله فيك أخي ياسر
بحث مفيد وطريف
أجمل ما فيه إنه يحثنا على تدبر كتاب الله {أفلا يتدبرون القرآن ... }
ـ[بسمة الكويت]ــــــــ[06 - 06 - 2009, 02:01 م]ـ
دراسة مفيدة ومميزة
بارك الله فيك(/)
- .. التشبيه الضمني .. -[حصري] ..
ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[21 - 05 - 2009, 02:54 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ..
[ line]
التشبيه الضمني من أقوى أنواع التشبيه .. العجيب في هذا التشبيه أن الشاعر يستعمله كدليل لإثبات شيء .. لاحظوا مثلا معي مثلا المثال المشهور للمتنبي:
[من يهن يسهل الهوان عليه .. ما لجرح ٍ بميت ٍ إيلام ُ]
.. يقول المتنبي: من يصبح هينا فسوف يكون الهوان عليه سهلا أي أن الذي يتعود الهوان سوف يراه عاديا بعد ذلك و يراه شيئا عاديا على نفسه .. هنا .. المتنبي يريد أن يثبت هذا الكلام .. فيقول: إن الجرح إذا مات فإنه يفقد الإحساس بالألم .. نعم هذه صعوبة التشبيه الضمني وهو وجود الدليل لإثبات ما قبله من كلام .. لاحظوا .. هنا في البيت السابق نرى حالتين .. حالة الشخص الذي تعود الهوان .. و الحالة الأخرى حالة الجرح الميت الذي فقد الإحساس .. تشبيه حالة بحالة .. و التشبيه الضمني يتميز بعدم وجود أداة التشبيه فأنت تقوم بالتشبيه عن طريق ضرب الأمثال و من خلال هذا المثل تشبه .. هذا مثال أول .. و الموضوع متجدد .. سأقوم بإضافة الكثير من الأمثلة .. و لنرى من خلال هذا الموضوع كيف استخدم الشعراء الذكاء في إيجاد الدليل في تشبيهاتهم الضمنية .. وأتمنى أن أرى الإضافة من زوار الموضوع .. شكرا لكم:) ..
[ line]
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[21 - 05 - 2009, 06:53 م]ـ
كما قلتَ أخي الكريم منصور، هو من أجمل أنواع التشبيه وذلك لخفائه وامتناع وجود الأداة، وإثبات شيء ذكر الشاعر حكمه ثم أثبته ويأتي لبيان إمكان حال المشبه:
ونلحظ ذلك في البيت التالي:
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها ... إن السفينة لا تجري على اليبس
أو
لعل عتبك محمود عواقبه ... فربما صحت الأجسام بالعلل
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[22 - 05 - 2009, 09:17 ص]ـ
كالعادة أخي منصور جولات مفيدة سهلة وجهد كبير منك فجزاك ربي خيراً.
ـ[25460]ــــــــ[26 - 07 - 2009, 11:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
لَفَتَ انتباهي هذا الموضوع لطرافته و عُمقه، فهو اختيار موفق أخي الكريم
.
التشبيه الضمني قسيم التشبيه الصريح وكلاهما يدخلان تحت مسمى التشبيه التمثيلي، و التمثيلية - إذا صح لنا أن نُطلق عليها ذلك - تعني تركيب الوجه وهو ضابط التشبيه التمثيلي، و الصريح من اسمه تشبيه ذُكرت أداته فهو واضح أما الضمني فإنها لم تُذكر ولهذا فإنه يغمض على الكثير من الناس، وغالبا ما يأتي - التشبيه الضمني - من أجل إثبات وجهة نظر المتكلم، من ذلك مثلاً قول أبي تمام:
لا تُنكري عَطَلَ الكريم من الغنَى
فالسيلُ حرب للمكان العالي
وقوله:
ومِن شرِّ المياه إذا استميحتْ
أواجنها على طُول المقامِ
..........
ومثال التشبيه التمثيلي الصريح قول البحتري:
دانٍ على أيدي العُفاة و شاسع
عن كل نِدٍّ في الندى و ضريب
كالبدر أفرط في العلو وضوئه
للعصبة السارين جِدّ قريب
.........
أتمنى أن تفيدكم مشاركتي ... وشكرا
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[29 - 07 - 2009, 09:11 م]ـ
هل هذا التشبيه في هذا البيت ضمني
فإنك شمس والملوك كواكب=إذا طلعت لم يبد منهن كوكب؟
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[29 - 07 - 2009, 10:14 م]ـ
إليكم هذا البيت من قبيل التشبيه الضمني
فلا غرو أن حزت المكارم عارياً=فقد يشهد السيف الوغى وهو حاسر(/)
ما أنواع الاستعارة في هذه الآيات؟
ـ[عازفة الألمْ]ــــــــ[22 - 05 - 2009, 07:36 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته ..
كيف حالكم إن شاء الله بـ خير .. ؟
لو سمحتم أريد نوع الأستعارة مع الشرح في هذه الآيات ..
قال تعالى ((وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا))
و
قال تعالى ((وَضَرَبَ الله مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًامِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ الله فَأَذَاقَهَا الله لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ))
و
قال تعالى ((وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً))
أخواني أرجو الرد اليوم: ( ..
وجزاكم الله خيراً و وفقكم الله لما يحبه ويرضاهـ ..
"
"
ـ[السراج]ــــــــ[24 - 05 - 2009, 06:32 م]ـ
سوف أساعدك، بتغيير اللون في الاستعارة:
قال تعالى ((وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا))
(لم أجد بها استعارة)
و
قال تعالى ((وَضَرَبَ الله مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًامِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ الله فَأَذَاقَهَا الله لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ))
و
قال تعالى ((وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً))
ـ[روضة النعيم]ــــــــ[25 - 05 - 2009, 03:10 م]ـ
في الآية الأولى لا توجد استعارة
وفي الثانية تكمن الاستعارة في قوله تعالى"فَأَذَاقَهَا الله لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ "فالخوف لا يذاق ولا يلبس
وفي الآية الثالثة"وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ "
ـ[مهاجر]ــــــــ[25 - 05 - 2009, 05:30 م]ـ
جزاك الله خيرا دكتورة روضة وحفظك وسددك إلى خيري الدارين، وحيى الله عارفة الألم والسراج.
آية الذوق كما تفضلت بها استعارة الذوق الحسي للذوق المعنوي، فتكون تصريحية من هذا الوجه، إذ استعير ذوق لذوق: ذوق اللسان الحسي لذوق المشاعر الوجداني، وهي تبعية لوقوعها في فعل مشتق؟.
وقد يقال هي: مكنية إذ شبه الخوف والذل بالطعام وحذف المشبه به وكنى عنه بلازم من لوزمه وهو الذوق الحسي فتكون مكنية تبعية أيضا، لوقوعها في الفعل: "أذاقها" المشتق من معنى الذوق الكلي المطلق، على الراجح من أقوال النحاة بكون المصدر أصل المشتقات لدلالته على المعنى دلالة مطابقة كلية؟.
وقال منكرو المجاز من بعض محققي المتأخرين: لا استعارة إذ الذوق معنى كلي مطلق يدل على مراده الجزئي بتقييده يذوق كذا أو كذا من الماديات أو المعنويات، فلم يوضع ابتداء لأحدهما ليدل عليه حقيقة وعلى الآخر مجازا فتلك دعوى تفتقر إلى دليل؟
وفي جناح الذل: هل يقال، أيضا، بأنها استعارة تصريحية استعير فيها الجناح الحسي للجناح المعنوي: استعارة تصريحية إذ حل أحدهما بتمامه محل الآخر، وهي أصلية إذ وقعت في اسم جامد: "جناح"، أو تبعية على القول باشتقاق الجناح من الجنوح وهو الميل؟
أو مكنية على القول بتشبيه الذراع محل الخفض والرفع بالجناح والتكنية عنه بلازم من لوازمه وهو الخفض، وهي تبعية لوقوعها في الفعل المشتق: "اخفض".
ومن ينكر المجاز يقول بأن الخفض معنى كلي مطلق يقيد بدلالة السياق فإما خفض الطائر الحسي، وإما خفض الإنسان المعنوي، فلا مجاز إذ الكليات الذهنية لم توضع ابتداء لمعان بعينها ثم تصرف إلى معان هي خلاف الوضع الأول، فذلك، كما تقدم، دعوى لا دليل عليها.
وبعض أهل العلم المعاصرين يجعلها مما تعارف عليه العرب في لسانهم، فلا مجاز، إذ تلاشي الوضع الأول وتنوسي، وأصبح حذف المضاف على تقدير: واخفض لهما جناح الجانب الذليل، ثم الإتيان بالمصدر وصف مبالغة في بيان الذل، أصبح ذلك، حقيقة جارية بتداولها على الألسن، وإن كانت خلاف الوضع الأول على القول بجوازه فكأن كثرة الاستعمال قد صيرته حقيقة، بادي الرأي، دون الحاجة إلى تكلف وقوع المجاز الذي هو خلاف الأصل، ومتى أمكن البقاء على الأصل فهو الأولى.
بانتظار تعليق حضرتك: دكتورة روضة، فهذا ما فهمته من هذا الدرس اليسير إن شاء الله.
والله أعلى وأعلم.
ـ[عازفة الألمْ]ــــــــ[26 - 05 - 2009, 01:31 ص]ـ
جزاكم الله خير وربي يوفقكم http://www.alfaseeh.net/vb/images/icons/icon11.gif
تعبتكم معاي ..
السراج و دكتورهـ روضه و الأخ مهاجر
شكراً لكم ( ops ..
ـ[قاسم أحمد]ــــــــ[08 - 06 - 2009, 09:14 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته ..
كيف حالكم إن شاء الله بـ خير .. ؟
لو سمحتو أريد نوع الأستعاره مع الشرح في هذه الأيات ..
قال تعالى ((وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا))
قال تعالى ((وَضَرَبَ الله مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًامِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ الله فَأَذَاقَهَا الله لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ))
وقال تعالى ((وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً))
أخواني أرجو الرد اليوم: ( ..
وجزاكم الله خيراً و وفقكم الله لما يحبه ويرضاهـ ..
----------------------------------------
1 - لا وجود لاستعارة في الآية الأولى.
2 - في الثانية يوجد مجاز مرسل (قرية) علاقته المحلية والمقصود سكانها.
ومجاز عقلي (كفرت) لأن القرية لا تكفر بل ناسها.
واستعارة مكنية في أذاقها لباس الجوع والقرينة هي (أذاقها) وتشبيه حيث شبه الجوع بلباس.
3 - في الآية الثالثة استعارة مكنية (جناح الذل) حيث المشبه به محذوف (الطائر) والقرينة الدالة عليه هي (جناح).(/)
ممكن مساعدة
ـ[بنت العزيزية]ــــــــ[22 - 05 - 2009, 09:35 م]ـ
السلام عليكم
مسا الخير ممكن مساعده ويارب الاقي عندكم حل ان شا الله
عندي واجب تحليل هذي الابيات اشتخراج منها.
التشبيه والاستعارات باانواعهااا والكنايه
لولاك لم أترك البحيرة والـ ... ـغور دفيء وماؤها شبم
والموج مثل الفحول مزبدة ... تهدر فيها وما بها قطم
والطير فوق الحباب تحسبها ... فرسان بلق تخونها اللجم
كأنها والرياح تضربها ... جيشا وغى هازم ومنهزم
كأنها في نهارها قمر ... حف به من جنانها ظلم
ناعمة الجسم لا عظام لها ... لها بنات وما لها رحم
يبقر عنهن بطنها أبدا ... وما تشكى ولا يسيل دم
تغنت الطير في جوانبها ... وجادت الروض حولها الديم
....
المغاني الشعب طيب في المغاني@@@@بمنزلة الربيع من الزمان
ولكن الفتى العربي فيها@@@@غريب الوجه واليد واللسان
ملاعب جنة لو سار فيها @@@@سليمان لسار في ترجمان
طبت فرسانونا والخيل حتى@@@@خشيت وان_كرمن_من الحران
وقد غدونا تنفض الاغصان فيها@@@@على اعرافها مثل الجمان
وقد حجبن الشمس عني وجئان@@@@من الضياء بما كفاني
والقى الشرق منها في ثيابي@@@@دنانير تفر من البناني
لها ثمر تشير ليك منه@@@@ واشربة وقفن بلا اواني
يارب احد يرد ويساعدني
مشكورين مقداما وجزاكم الله خير
ـ[أبو طارق]ــــــــ[22 - 05 - 2009, 09:55 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الفصيح لا يقدم مثل هذه الخدمات ( http://www.alfaseeh.com/vb/announcement.php?f=2)
المعذرة(/)
مساعدة في تحليل بياني (ابيات من قصيدة للمتنبي)
ـ[درررة]ــــــــ[22 - 05 - 2009, 09:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
انا طالبة ادرس لغة انجليزية .. وادرس مادة من مستوى واحد في شئ من علوم البيان والبلاغة جدا رائعة ...
رغم رفضكم لمثل هذي الطلبات
انا لا املك وسيلة سوى طلب المساعده
لاني لم افهم الابيات بالصورة الي تساعدني في الاستخراج
بحثت عن الكتب التالية
الصورة الفنية في شعر المتنبي "التشبيه"
لا يوجد بالنت
وشرح البرقوقي
وابن المعري
وجدتها ولكن لم اجد ما اريد
مواقع خاصه بالمتنبي مغلقة
وفي اخر طريقة البحث فيه صعبة او ترتيب القصائد مافهمتها
بحكم اني طالبة في اللغة الانجليزية ولا اعرف الكثير
ورغم اني اعرف انكم ترفضون مثل هذي الطلبات
بس مافي طريقة
عندي تكليف بإستخراج الإستعارات وتوضيح نوعها تصريحة او مكنية او سواء كانت تبعية او حقيقية
او مجاز بشتى انواعه
مجاز مرسل علاقتة:
سببيه, اليه, مسببيه, جزئية, اعتبار ماكان, وماسيكون, الحالية, الكليه وغيرهاااااا
واي صور بيانيه اخرى
التكليف من قصيدة المتنبي (بادٍ عليك هواك صبرت ام لم تصبرَ)
انا مكلفه باول 16 بيت منها .. من الناحية البيانية مع بعض الشروح
1 باد هواك صبرت أم لم تصبرا ... وبكاك إن لم يجر دمعك أو جرى
2 كم غر صبرك وابتسامك صاحبا ... لما رآه وفي الحشى مالا يرى
3أَمَرَ الفُؤادُ لِسانَهُ وَجُفونَهُ " ... فكتمنه وكفى بجسمك مخبرا
4 تعس المهاري غير مهري غدا ... بمصور لبس الحرير مصورا
5 نافست فيه صورة في ستره ... لو كنتها لخفيت حتى يظهرا
6 لا تترب الأيدي المقيمة فوقه ... كسرى مقام الحاجبين وقيصرا
7 يقيان في أحد الهوادج مقلة ... رحلت فكان لها فؤادي محجرا
8 قد كنت أحذر بينهم من قبله ... لو كان ينفع حائنا أن يحذرا
9 ولو استطعت إذ اغتدت روادهم ... لمنعت كل سحابة أن تقطرا
10 فإذا السحاب أخو غراب فراقهم ... جعل الصياح ببينهم أن يمطرا
11 وإذا الحمائل ما يخدن بنفنف ... إلا شققن عليه ثوبا أخضرا
12 يحملن مثل الروض إلا أنها ... أسبى مهاة للقلوب وجؤذرا
13 فبلحظها نكرت قناتي راحتي ... ضعفا وأنكر خاتماي الخنصرا
14 أعطى الزمان فما قبلت عطاءه ... وأراد لي فأردت أن أتخيرا
15 أرجان أيتها الجياد فإنه ... عزمي الذي يذر الوشيج مكسرا
16 لو كنت أفعل ما اشتهيت فعاله ... ما شق كوكبك العجاج الأكدرا
هي واضحه جدا .. ولكن بحكم عدم خبرتي في البلاغة الي تاهلني لاستخرجهااا اطلب منكم المساعدة
لفهمها وإستخراج المطلوب
ساعدوني
واسال الله لي ولكم التوووفيق
وان يبارك لكم في علمكم وينفع بكم
اختكمـ
ـ[السراج]ــــــــ[24 - 05 - 2009, 06:54 م]ـ
سوف أساعدك بتتغيير لون الاستعارة (ما تهيأ لي معرفتها) إلى الأحمر والمجاز إلى الأخضر، والله المستعان:
1 باد هواك صبرت أم لم تصبرا ... وبكاك إن لم يجر دمعك أو جرى
2 كم غر صبرك وابتسامك صاحبا ... لما رآه وفي الحشى مالا يرى
3أَمَرَ الفُؤادُ لِسانَهُ وَجُفونَهُ " ... فكتمنه وكفى بجسمك مخبرا
4 تعس المهاري غير مهري غدا ... بمصور لبس الحرير مصورا
5 نافست فيه صورة في ستره ... لو كنتها لخفيت حتى يظهرا
6 لا تترب الأيدي المقيمة فوقه ... كسرى مقام الحاجبين وقيصرا
7 يقيان في أحد الهوادج مقلة ... رحلت فكان لها فؤادي محجرا
8 قد كنت أحذر بينهم من قبله ... لو كان ينفع حائنا أن يحذرا
9 ولو استطعت إذ اغتدت روادهم ... لمنعت كل سحابة أن تقطرا
10 فإذا السحاب أخو غراب فراقهم ... جعل الصياح ببينهم أن يمطرا
11 وإذا الحمائل ما يخدن بنفنف ... إلا شققن عليه ثوبا أخضرا
12 يحملن مثل الروض إلا أنها ... أسبى مهاة للقلوب وجؤذرا
13 فبلحظها نكرت قناتي راحتي ... ضعفا وأنكر خاتماي الخنصرا
14 أعطى الزمان فما قبلت عطاءه ... وأراد لي فأردت أن أتخيرا
15 أرجان أيتها الجياد فإنه ... عزمي الذي يذر الوشيج مكسرا
16 لو كنت أفعل ما اشتهيت فعاله ... ما شق كوكبك العجاج الأكدرا
ـ[درررة]ــــــــ[05 - 06 - 2009, 06:15 م]ـ
جزاااااااااااك الله كل خير
ووفقك لكل ماتحبه وترضاه ... وبارك الله لك في علمك ونفع بك
لما تاخر الوقت اكملت التكليف بجهدي والحمد لله سلمته الى الدكتورة
ذكرت المقصرات في التكليف ولم تذكر اسمي
اشكرك على جهد ... وتمنيت لو اني رايت ردك ولكن اخبرت ان طلبي لا يلبى هنا ..
يعطيكم العافيه
ـ[السراج]ــــــــ[08 - 06 - 2009, 08:17 ص]ـ
بورك فيك ..
وهذا الذي يدعمه الفصيح هنا، أن يعتمد المرء على نفسه وإن أشكل عليه شيءٌ وجد الفصحاء يلبون الدعوة ..
الحمد لله على أنك - بجهدك - أتممتي بحثك ..(/)
ما دلالة ضم الهاء وكسرها في هذا البيت؟
ـ[مثنى كاظم صادق]ــــــــ[23 - 05 - 2009, 09:37 ص]ـ
واحر قلباه ((بضم الهاء)) واحرقلباه ((بكسر الهاء))
وهوبداية بيت للمتنبي(/)
من: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ)
ـ[مهاجر]ــــــــ[23 - 05 - 2009, 01:58 م]ـ
من قوله تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)
فرعا عما تقدم من الصفح على القول بأن ذلك كان زمن تحريم الجهاد، فالعبد مأمور في أزمنة الاستضعاف بشخذ الهمة الإيمانية بصنوف العبادات القلبية والبدنية، مصداق قوله تعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآَ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)، وقوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا)، على القول بأن الآية منسوءة إذ للاستضعاف أحكامه، وللقوة أحكامها، فخلق المستضعف الجمال بلا ضعة أو مذلة تأليفا لقلب المخالف، وخلق القوي الممكن الجلال بلا ظلم أو تعد، ولكل مقام مقال.
وذكر الصلاة فرعا عن أصل عبادات الأبدان وذكر الزكاة فرعا عن أصل عبادات الأموال، ولما كان الخطاب متوجها لمن حقق الجانب القلبي تصديقا وإقرارا يقتضي الامتثال أو عقد العزم عليه إذا جاء التكليف، لما كان ذلك: صارت الآية دليلا على تجزؤ الإيمان قلبا وقالبا، وزيادته ونقصانه امتثالا وإعراضا، و: "أل" في: "الصلاة" و: "الزكاة": عهدية تشير إلى الفريضة منهما، بقرينة مدنية الآية إذ قد شرعت معظم الأحكام في الفترة المدنية بعد استقرار حكم النبوة فيها، فصارت أهلا لسن الشرائع الإلهية المنصورة بحديد الجهاد الدافع بداية، الطالب نهاية لما قويت الشوكة وتمكن الأصحاب، رضي الله عنهم، فرعا عن تحقيق شرط التمكين: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)، ومن أصدق من الله موعدا؟!.
وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ:
من خير: نكرة في سياق نفي مؤكد بـ: "من" فيعم كل صنوف الخير بقيد الإخلاص والمتابعة فهما قيدان عهديان في كل طاعة إذ لا يقبل من العمل إلا الخالص لوجه الباري، عز وجل، الصواب على سنة نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وفي قوله: "لأنفسكم": إشارة إلى استغناء الباري، عز وجل، عن طاعة الطائع، فلا تنفعه طاعة، ولا تضره معصية، فلو آمن أهل الأرض كلهم جميعا ما زاد ذلك في ملكه شيئا، ولو كفروا ما نقص ذلك من ملكه شيئا، فيا أيها المدل بطاعته المغرور بما فتح الله، عز وجل، عليه من صنوف العلوم والأعمال: رفقا بنفسك وإلا وكلت لها فضيعتك، وصارت متكأك فهويت، فالرب، عز وجل، مصرف القلوب، إن شأء أقامها فضلا، وإن شاء أزاغها عدلا، وبانفساخ الهمم عرفت عظمته، وبتحول القلوب علم جبروته، فالمستعين بغيره مخذول، والمستغني بغيره فقير، والموكول إلى غيره هالك في أودية الضلال. و: (إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا).
(يُتْبَعُ)
(/)
تجدوه عند الله: فإن الله، عز وجل، لا يضيع أجر من أحسن عملا، وعظم الأجر من عظم صاحبه ومانحه، فإضافة العندية إليه، تبارك وتعالى، إشارة لطيفة إلى ذلك، وهو، جل وعلا، أعظم من شكر القليل إذا زينه الإخلاص، فيربيه لصاحبه كما يربي أحدكم فلوه، فأموال وهبها وأنفس ذرأها، ثم اتجر لأصحابها بها، بلا غرض أو حاجة، فهو الغني الذي تفضل بالعطاء ابتداء، ثم نماه لصاحبه انتهاء، فأثمر صفحات من الحسنات صيرت أصحابها ملوكا في الآخرة، ولا أحب إلى الله، عز وجل، من النفع المتعدي، بقيد أداء الفرائض أولا، فالخاسر من باع آخرته طلبا لإصلاح آخرة غيره، وفاقد الشيء لا يعطيه، وإن كان صاحب المعروف قد ينتفع به غيره ولا ينتفع هو بما عنده، فيصير أرضا أمسكت الماء، وذلك، وإن كان دون الصالح في نفسه المصلح لغيره إلا أنه أعلى درجة من الفاسد الذي لا ينبت كلأً ولا يحفظ ماء، بل قد يتعدى فساده إلى غيره فهو على الضد من صاحب المنزلة الأولى: أكمل المنازل وأوفرها نصيبا من المدد الرباني والتوفيق الإلهي، فإنه ما أطاع طائع، ولا عصى عاص إلا بكلمة كونية نافذة، استعملت آلات الأول في الطاعة فضلا، واستعملت آلات الثاني في المعصية عدلا، لحكمة بالغة، إذ استعمال الفاسد في الإصلاح: عبث يتنزه عنه رب البريات، جل وعلا، و: (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ). وبالمعاصي تستخرج عبوديات التوبة والإنابة والإنكسار والذل بين يدي الباري، عز وجل، فتصير منحا في صور محن، وما أفسد حال إبليس إلا العجب والكبر بالطاعة، وما أصلح حال آدم إلا الذل والانكسار والندم والتوبة من المعصية، ولسان الأول: (أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ)، فعارض الأمر الشرعي بقياسه العقلي الفاسد فهو إمام لكل من عارض المنقول الصحيح بالمعقول الفاسد، ولسان الثاني: (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، وشتان!: (هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ). فالتسوية بينهما: تسوية بين مختلفين تأباها العقول الصريحات.
إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ:
تذييل في مقام التعليل، مصدر بالتوكيد إمعانا في التنبيه على علة ما تقدمه، حسن فصله عن معلوله لشبه كمال الاتصال بينهما، إذ العلة مظنة وقوع المعلول، سنة كونية جارية، إلا أن يشاء الله، عز وجل، في مقام الإعجاز إبطالها، فتصير النار بردا وسلاما على الخليل صلى الله عليه وعلى آله وسلم، إذ نزعت منها قوة الإحراق فلم تصر آنذاك علة للإحراق، وذلك لا يكون في باب الوعد، إذ الباري، عز وجل، لا يخلف موعوده، فلا يتأخر الموعود بتحقق شرطه، فضلا من الله، عز وجل، ورحمة بعباده كتبها على نفسه، فلا أعواض بينه وبين خلقه، إذ الأعواض مظنة افتقار كلا المتعاوضين إلى ما عند صاحبه، والباري، عز وجل، الغني المغني لا يعاوض عبده بما تفضل به ابتداء إلا على جهة الإحسان إلى خلقه: إحسان السيد إلى عباده وإمائه، فهو الكريم الذي لا يتخلف موعوده، وينفذ وعيده عدلا، وإن تخلف ففضلا، فلا يوجب عليه أحد شيئا، بقياس أفعاله ذات الحكم الباهرة على أفعال عباده الناقصة، وإنما له الحمد في الأولى والآخرة، المنة منه حاصلة في أول الأمر وآخره، في مقابل تقصير العباد، ومما علمه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الصديقَ رضي الله عنه: (اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي إِنَّك أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)، فمجرد العجز عن توفية شكر نعمة واحدة: ظلم للنفس لا ينفك عنها، وإن كانت نفس سيد الأولياء خير من وطئ الثرى بعد الرسل والأنبياء عليهم السلام، والاعتراف بالعجز في ذلك المقام: عين التمام، فلا يدل بطاعته إلا جاهل لا يقدر الله، عز وجل، حق قدره، فيرى لنفسه قدرا، وهي العدو المسلط عليه إلا أن يعصمه خالقها من شرها وفسادها، فهي متحركة حساسة قد جبلت على الأثرة
(يُتْبَعُ)
(/)
وتحصيل الشهوات فلا ترضى حتى تلج باب الغفلة من ارتكاب محرم أو تفريط في واجب أو إفراط في مباح يورثها قسوة في القلب وجفاء في الطبع وكثافة في الروح تحجبها عن مطالعة الآيات الشرعيات والكونيات مطالعة: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ)، فعرض بأصحاب الغفلة إذ ركبت فيهم آلات الإدراك من عقول باطنة وحواس ظاهرة وهي: كلا أدوات، بل الأنعام خير منها، فهي كالأنعام، مصداق قوله تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ)، بل هي أضل مصداق قوله: (أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)، بل هي: شر الدواب فعليها يصدق قول الباري عز وجل: (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ)، فجعلها في المنزلة الأدنى في سلم البهيمية فكيف حالها في سلم البشرية الآدمية سلم التكريم الإلهي: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا)، فيا بؤسا لمن رد تكريم الباري، عز وجل، فرضي بالمنزل الدون فرعا عن خسة همته التي جعلته في ذيل التصنيف الحيواني باطنا، وإن كان أرقى الحيوانات ظاهرا!.
وفي التذييل بصفة البصر العلمي بقرينة تقييده بالأعمال: مناسبة ظاهرة مع السياق، فالله، عز وجل، يرى أعمالكم: رؤية علمية، إذ هو الذي علمها أزلا فكتبها فشاءها فخلقها وخلق لكم أدواتها، وصححها لكم، وخلق طاقاتها الإرادية في أنفسكم، فأقدركم على فعلها فهي لكم فعل بقدرة مؤثرة، وله خلق بقدرة كونية نافذة، وفي التنزيل: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ)، فإذا كان ذلك حاله فكيف لا يبصرها علما أزليا في عالم الغيب، وعلما وجوديا في عالم الشهادة، وبصره العلمي لا ينافي بصره الحقيقي على الوجه اللائق بجلاله، بل الصفتان متلازمتان، فدلالة البصر العلمي على البصر الحقيقي: دلالة التزام، وكذا دلالة الثاني على الأول، وفي عالم البشر يكون العالم المبصر عادة أكمل من العالم غير المبصر، ولله المثل الأعلى، فإنه لا يتصور خبرا أو عقلا ألا يتصف الباري، عز وجل، بكمال العلم والبصر، إذ ذلك من الصفات الذاتية المعنوية التي لا تنفك عن ذاته القدسية فلا تعلق لها بالمشيئة، ليقال: هو عليم إذا شاء، على النقيض إذا لم يشأ، أو: هو بصير إذا شاء، غير بصير إذا لم يشأ!، وإن صح مع ذلك تعلقها بآحاد المعلومات والمبصرات إذا وقعت في عالم الشهادة، فتكون المشيئة لآحاد التعلقات لا لأصل الصفات على كيفيات لا يعلمها إلا رب الأرض والسماوات، فسبحان من أحاط بكل شيء علما، ووسع بصره وسمعه جميع خلقه فلا يعزب عنه مثقال ذرة مصداق قوله تعالى: (وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ).
و: "ما": نص في العموم تطمئن به النفس الطائعة فلا خير تعمله إلا وهو مدون، وتعتبر به النفس العاصية فلا شر قدمته إلا وهو مسجل، وفي التنزيل: (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا)، فقدم الصغائر على الكبائر، فإن إحصاءها قد يشق في عالم الشهادة المخلوق لكثرتها ودقتها، ومع ذلك أحصاها الباري، عز وجل، وأحصى الكبائر من باب أولى، إذ هي أقل في العدد وإن كانت أعظم في الجرم، ففيه تنبيه بالأعلى على الأدنى عقب بالنص على الأدنى توكيدا لا يتطرق بعده إلى النفس شك.
وفي الآية أيضا: تقديم ما حقه التأخير حصرا وتوكيدا، على ما اطرد في كلام البلاغيين.
وأظهر الاسم الكريم: "الله" وحقه الإضمار لتقدم ذكره: عناية بشأنه وتنويها بذكره، فبذكره تطمئن نفوس أصحاب الطاعات، وتضطرب نفوس أصحاب الذنوب، فهو ترغيب لطائفة ترهيب لأخرى، وفي كلا المعنيين تظهر عظمة الصفات الربانية: جمالا في حق أصحاب الطاعة، وجلالا في حق أصحاب المعصية، وكل في فلك يسبحون، و: (رَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ). فاختار الرسل لرسالاته، وأنكر على من تحكم بقوله: (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)، واختار أهل الطاعة لها فضلا، واختار أهل المعصية لها عدلا، فظهرت حكمته الباهرة وقدرته النافذة في تدافع الحزبين وخلق الضدين، وذلك مئنة من تمام ربوبيته: ربوبية الحكمة والقدرة، فلا يعجز عن خلق الأفعال كما ادعت القدرية الذين عظموا جانب الحكمة وفرطوا في جانب القدرة، ولا يظلم كما ادعت الجبرية الذين عظموا جانب القدرة وفرطوا في جانب الحكمة، فصار وقوع الأفعال عندهم متعلقا بمحض المشيئة الكونية بلا نظر إلى الحكم الربانية. والحق وسط بين الغالي والجافي.
والله أعلى وأعلم.(/)
طلب غفر الله لنا ولكم
ـ[نبراس]ــــــــ[23 - 05 - 2009, 06:11 م]ـ
السلام عليكم
أريد رابطا لتحميل كتاب (الإيضاح في علوم البلاغة) للقزويني.
بارك الله فيكم
ـ[القعيب]ــــــــ[23 - 05 - 2009, 07:32 م]ـ
http://www.lisaanularab.com/vb/showthread.php?t=29
منقول(/)
إلى ذوي الخبرة في منهج بلاغة ثاني ثانوي ف2
ـ[ألماسة حساسة]ــــــــ[23 - 05 - 2009, 09:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
املي الكبير بالله ثم بكم في تحليل الدروس الأخيرة للمكتبة النقدية لبلاغة الصف الثاني ثانوي مثل:
1 - ما الرأي الذي ينتمي إليه الجاحظ في الترداد؟
2 - وضحي ما ذكره الجاحظ عن القانون البلاغي " الترداد "؟
3 - اذكري القانون البلاغي الذي يرجع إليه رأي الجاحظ؟
فرج الله عنكم ضروووووووووووووري جدا
ـ[سلطان السلطان]ــــــــ[25 - 05 - 2009, 07:41 م]ـ
.. انا تخصصى بلاغه بس اول مره اسمع عن الكلام ذاا ..
انا الى اعرفه ان منهج الثانويه كله من (علم المعانى او علم البيان) الذكر والحذف
الاغراض البلاغيه التى يخرج لها الخبر .. وانواع الانشاء
اما كلام دش كذاا مدرى ما قد مر عليه في الجامعه ..
وايش تقصدى بالترداد هل قصدك نظرية النظم؟
اتمنى الى عنده علم ما يبخل علينا
ـ[ألماسة حساسة]ــــــــ[26 - 05 - 2009, 11:16 م]ـ
جزاكـ الله كل خير وجعل مثواكـ الجنة يا سلطان السلطان على إهتمامكـ
الحمد لله بعد عناء قاتل ومميت وجدت الحل
باركـ الله فيكـ وسهل عليكـ(/)
عاجل عن الجناس
ـ[زوجة اعظم رجل]ــــــــ[25 - 05 - 2009, 04:11 م]ـ
مامعنى ان الجناس التام يكون تام اذا اتفق الطرفان في النوع مالمقصود بالنوع؟؟؟
ولماذا في هذا البيت نوع الجناس تام بالرغم من ان هناك زيادة في الحروف وهو
لي كساء انعم به من كساء انا فيه اتيه مثل الكسائي
كساء/ والكسائي
وايضا في قوله
ابا خالد اورثتني الهم خالدا ابا نصر منذ ودعت فارقني نصري
وشكرا
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[26 - 05 - 2009, 05:50 ص]ـ
العبرة في تحديد الجناس بالنطق وليس بشكل الكلمة
فالجناس بين:"تهذي بها، تهذيبها " جناس تام رغم أن الأولى كلمتان والثانية واحدة
نصرِ مجرورة لذا تنطق مثل نصري
وكذلك كساءِ مجرورة تنطق مثل كسائي
ولي عودة إن شاء الله حان وقت الاستعداد للذهاب إلى المدرسة.
ـ[السراج]ــــــــ[26 - 05 - 2009, 09:33 ص]ـ
كما أسلف الفاضل طارق ..
فمثل ذلك قوله تعالى " ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة"
فـ (ال) التعريف لا يُعتد بها في الجناس ..
وكذلك قول الشاعر:
عباس عباس إذا احتدم الوغى ** والفضل فضل والربيع ربيع
فكل من الكلمات الملونة تحمل جناسا تاما ..
ـ[روضة النعيم]ــــــــ[26 - 05 - 2009, 03:35 م]ـ
الجناس هو أن يتشابه اللفظان في النطق ويختلفان في المعنى
والجناس التام هو ما اتفق فيه اللفظان في أمور أربعة: نوع الحروف وشكلها، وعددها، وترتيبها
أما إذا اتصل أحد اللفظين بضمير أو دخلت عليه (ال) التعريف فلا يعتد بها ويعد الجناس جناسا تاما، كقول الشاعر:
وسميته [يحيى] ل [يحيا] فلم يكن ... إلى رد أمر الله فيه سبيل
فالجناس بين الكلمتين تام؛ لأنهما اتفقتا في النطق والأمور الأربعة التي أشرت إليها في البداية
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[26 - 05 - 2009, 04:23 م]ـ
بوركتم على الفوائد التي نجنيها هنا.
ـ[زوجة اعظم رجل]ــــــــ[26 - 05 - 2009, 05:19 م]ـ
شكرا جزيلا لكم نور الله قلوبكم بالايمان كما نورتوني(/)
أرجو المساعدة
ـ[الخبراني]ــــــــ[25 - 05 - 2009, 04:57 م]ـ
أولا أرحب بأعضاء المنتدى لأنها أول مشاركة لي
أرجوكم لدي بحث عن (البلاغة في جزء تبارك) لمن كان لديه مرجع أو أي كتاب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[إيمان الخليفة]ــــــــ[27 - 05 - 2009, 12:45 ص]ـ
أنصحك بكتب التفسير التي تُعنى بالجوانب البلاغية؛
كتفسير أبي السعود - التحرير والتنوير - التفسير القرآني للقرآن لعبدالكريم الخطيب -
تفسير المراغي - في ظلال القرآن ...
ـ[الخبراني]ــــــــ[27 - 05 - 2009, 02:22 م]ـ
مشكورة أختي الحبيبة جعلها الله في موازين حسناتك:; allh
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[28 - 05 - 2009, 11:37 م]ـ
تصويب أخي الخبراني
كلمة أرجو بدون ألف لأن الواو أصلية وإنما تأتي الألف بعد واو الجماعة، وتسمى الألف الفارقة للتفريق بين واو الجماعة الواو الأصلية.
ـ[السراج]ــــــــ[29 - 05 - 2009, 07:21 م]ـ
عليك بكتاب العلامة محيي الدين الدرويش، إعراب القرآن الكريم وبيانه، ففيه من البلاغة ما تبحث عنه .. كتاب قيّم ..
ـ[وليد المعمري]ــــــــ[29 - 05 - 2009, 07:35 م]ـ
السلام عليكم
يوجدكتابين جيدين الأول التحرير والتنوير لابن عاشور والثاني الكشاف للزمخشري
بإذن الله ستجد مبتغاك
والله يرعانا ويرعاك
ـ[الخبراني]ــــــــ[29 - 05 - 2009, 10:03 م]ـ
جزاكم الله خير
أنا في منطقة نائية واقرب مكتبة تبعد عني 80 كيلو متر فمن يستطيع أن يحضر لي رابط لهذه الكتب أو يدلني على موقع جعلها الله في موازين حسناتكم
ـ[إيمان الخليفة]ــــــــ[30 - 05 - 2009, 07:52 م]ـ
جزاكم الله خير
أنا في منطقة نائية واقرب مكتبة تبعد عني 80 كيلو متر فمن يستطيع أن يحضر لي رابط لهذه الكتب أو يدلني على موقع جعلها الله في موازين حسناتكم
في الموسوعة الشاملة على شبكة الانترنت ستجد مجموعة كبيرة من كتب التفسير وعلوم القرآن ..
وفيها محرك بحث من خلاله حدد بحثك في كتب التفسير وعلوم القرآن , واتبع التعليمات الخاصة بالبحث عن جملة كاملة؛ حيث لابد من وضع علامتي تنصيص ...
أيضا هناك منتديات الكتب المصورة.
ـ[المربي المتميز]ــــــــ[16 - 06 - 2009, 02:33 ص]ـ
ياماجد خلي صاحبك يتعب شوي ويبحث هو بنفسه حرام عليك انت وهو فاضيين ماعندكم سالفه(/)
أرجو شرحا وافيا كافيا مانعا
ـ[حسناء الأدب]ــــــــ[27 - 05 - 2009, 12:12 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
اخواني,
رأَيت هذه المقولةَ في أحد مَواقع رد الشُبهات عن القرآن الكَريم غير أنني لم أفهم معناها و لم أهضم محتواها.
و المقولةُ هي:"بزيادة المبنى يزيد المعنى"
لقد رأيت امثلة من آيات الذكر الحكيم لكنني أردت المزيدَ ...
فمن المنهل العذب ذا الذي سيعينني؟
ـ[السراج]ــــــــ[27 - 05 - 2009, 12:52 م]ـ
اقرأي هذا المقطع من موقع الإعجاز، تجدي مثالا من آية الكرسي على (زيادة المبنى) أفاد (زيادة المعنى) .. للدكتور فاضل السامرائي.
وللتوضيح (في هذه الآية) (ذا) وفي سورة الملك (هذا) والفارق (هاء التنبيه) فزاد المعنى ..
قوله (مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ)
دلالة واضحة على تبيان ملكوت الله وكبريائه وأن أحداً لا يملك أن يتكلم إلا بإذنه ولا يتقدم إلا بإذنه مصداقاً لقوله تعالى: (لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا) هذا الجزء من الآية والجزء الذي قبلها (له ما في السموات وما في الأرض) يدل على ملكه وحكمه في الدنيا والآخرة لأنه لمّا قال (له ما في السموات وما في الأرض) يشمل ما في الدنيا وفي قوله (لمن ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) هذا في الآخرة فدلّ هذا على ملكوته في الدنيا والآخرة وأخرجه مخرج الإستفهام الإنكاري لأنه أقوى من النفي. فدلّ هذا على أنه حيّ قيّوم كيف؟ لأن الذي يَستشفع عنده حيّ والذي لا يستطيع أحد أن يتقدم إلا بإذنه يجعله قائم بأمر خلقه وكلها تؤكد معنى أنه الحيّ القيّوم.
من ذا: فيها احتمالين كما يذكر أهل النحو: فقد تكون كلمة واحدة بمعنى (من) استفهامية لكن (من ذا) أقوى من (من) لزيادة مبناها (يقال في النحو: زيادة المبنى زيادة في المعنى)، فقد نقول من حضر، ومن ذا حضر؟
لماذا الاختلاف في التعبير في قصة إبراهيم في سورة الصافات (ماذا تعبدون) وفي سورة الشعراء (ما تعبدون)؟ في الأولى استعمال (ماذا) أقوى لأن إبراهيم لم يكن ينتظر جواباً من قومه فجاءت الآية بعدها (فما ظنكم برب العالمين)، أما في الشعراء فالسياق سياق حوار فجاء الرد (قالوا نعبد أصناماً). إذن (من ذا) و (ماذا) أقوى من (من) و (ما).
(من ذا) قد تكون كلمتان (من) مع اسم الإشارة ذا (من هذا) يقال: من ذا الواقف؟ من الواقف؟ ومن هذا الواقف؟ فـ (من ذا الذي) تأتي بالمعنيين (من الذي) و (من هذا الذي) باعتبار ذا اسم إشارة فجمع المعنيين معاً.
في سورة الملك قوله: (أمّن هذا الذي هو جند لكم) هذا مكون من (هـ) للتنبيه والتوكيد و (ذا) اسم الإشارة وكذلك (هؤلاء) هي عبارة عن (هـ) و (أولاء). فالهاء تفيد التنبيه والتوكيد فإذا كان الأمر لا يدعو إليها لا يأتي بها فلنستعرض سياق الآيات في سورة الملك مقابل آية الكرسي: آيات سورة الملك في مقام تحدّي فهو أشد وأقوى من سياق آية الكرسي لأن آية سورة الملك هي في خطاب الكافرين أما آية الكرسي فهي في سياق المؤمنين ومقامها في الشفاعة والشفيع هو طالب حاجة يرجو قضاءها ويعلم أن الأمر ليس بيده وإنما بيد من هو أعلى منه. أما آية سورة الملك فهي في مقام الندّ وليس مقام شفاعة ولذلك جاء بـ (هـ) التنبيه للإستخفاف بالشخص الذي ينصر من دون الرحمن (من هو الذي ينصر من دون الرحمن) وهذا ليس مقام آية الكرسي. والأمر الآخر أن التعبير في آية الكرسي اكتسب معنيين: قوة الإستفهام والإشارة بينما آية الملك دلت على الإشارة فقط ولو قال من الذي لفاتت قوة الإشارة. ولا يوجد تعبير آخر أقوى من (من ذا) لكسب المعنيين قوة الاستفهام والإشارة معاً بمعنى (من الذي يشفع ومن هذا الذي يشفع).
نرجو من الإخوان، المرور هنا والإثراء ..
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[27 - 05 - 2009, 01:52 م]ـ
المبنى أي مايشمل بناء الكلمة من الحروف والظواهر الصوتية كالتضعيف والنبر وغير ذلك
مثلا كلمة (يُمْسِكُون) و (يُمَسِّكون)
معنى الإمساك في الثانية أقوى من الأولى لأنها زادت بالتضعيف وهو من البناء فزاد المعنى قوة.
مثلا كلمة (يَسْطِع) و (يَسْتَطِع)
الثانية أقوى وانظري إلى مواضع نفيها في سورة الكهف وكيف كان التعبير قبل علم موسى - عليه السلام - بـ (لم يستطع) وبعد أن علمه (لم تسطع).
فمن هذا يظهر قولهم بزيادة المبنى يزيد المعنى
والله أعلم
ـ[حسناء الأدب]ــــــــ[01 - 06 - 2009, 12:00 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
في يطّلع و يتطلع أيهما أقوى معنىً و هل تطبق القاعدة الآنفة الذكر في جميع الحالات
ـ[ابوعلي الفارسي]ــــــــ[11 - 06 - 2009, 09:32 ص]ـ
الحق أن قولهم: إن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى ليس دقيقا، أولنقل ليس مطلقا، فإن في العربية كلمات قد زاد مبناها فقل معناها، ألا ترى أنهم يقولون: فلان حاذر ويريدون أن الحذر يقع منه وليس على نحو الكثرة، فإذا أردوا ذلك قالوا: فلان حذر، فانظر كيف زاد المعنى وقل المبنى. ثم إني أقول: في الوضع اللغوي هل تم وضع كل لفظ بإزاء معناه؟ فإن كان الجواب بنعم فإنه لا تصح القاعدة السابقة لأن المعاني قائمة مستقلة فلم يضع الواضع كلمة (اسطاع) مثلا، ثم رأى عقبها معنى زائدا فزاد فى المبنى فقال (استطاع)،بل إنه ظهر له المعنيان قائمين مستقلين فوضع لكل منهما مبنى، ثم إن زيادة المبنى قد لا تزيد المعنى وإنما يكون ثمة معنى جديد كقولنا: قبل واستقبل، فقبل من القبول واستقبل من الا ستقبال وإن كان بينهما شيء من العلقة إلا أنهما قاما بمعنيين مختلفين، فعلى هذا فلتكن القاعدة هكذا: التغير فى المبنى يعني تغيرا في المعنى، وإن كنت قد رأيت بعض علماء اللغة من لا يرى هذا مطردا كقولهم إن: أجاب مثل استجاب فلا يفرقون بينهما، لكنه قول فيه نظر، والله أعلم وفي النفس بقية من رأي ونظر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنوار]ــــــــ[11 - 06 - 2009, 10:33 ص]ـ
الحق أن قولهم: إن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى ليس دقيقا، أولنقل ليس مطلقا، فإن في العربية كلمات قد زاد مبناها فقل معناها، ألا ترى أنهم يقولون: فلان حاذر ويريدون أن الحذر يقع منه وليس على نحو الكثرة، فإذا أردوا ذلك قالوا: فلان حذر، فانظر كيف زاد المعنى وقل المبنى. ثم إني أقول: في الوضع اللغوي هل تم وضع كل لفظ بإزاء معناه؟ فإن كان الجواب بنعم فإنه لا تصح القاعدة السابقة لأن المعاني قائمة مستقلة فلم يضع الواضع كلمة (اسطاع) مثلا، ثم رأى عقبها معنى زائدا فزاد فى المبنى فقال (استطاع)،بل إنه ظهر له المعنيان قائمين مستقلين فوضع لكل منهما مبنى، ثم إن زيادة المبنى قد لا تزيد المعنى وإنما يكون ثمة معنى جديد كقولنا: قبل واستقبل، فقبل من القبول واستقبل من الا ستقبال وإن كان بينهما شيء من العلقة إلا أنهما قاما بمعنيين مختلفين، فعلى هذا فلتكن القاعدة هكذا: التغير فى المبنى يعني تغيرا في المعنى، وإن كنت قد رأيت بعض علماء اللغة من لا يرى هذا مطردا كقولهم إن: أجاب مثل استجاب فلا يفرقون بينهما، لكنه قول فيه نظر، والله أعلم وفي النفس بقية من رأي ونظر.
جزاكم الله خيراً أخي الكريم .. معلومات قيمة جداً ..
ليتكم استطرتم في حديثكم فكان تلك البقية ..
أستاذنا الكريم .. ماهي الكتب التي قد تعينني في تبيُّن هذه القاعدة ..
وجزيل الشكر لصاحبة الموضوع ..(/)
وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم!
ـ[الخبراني]ــــــــ[27 - 05 - 2009, 02:33 م]ـ
يكذبون ويدنسون .... وأنفسهم يكذبون ..... تكلموا على الاسلام ..... وقالوا ليس بالسلام .... ولكن لم يأتهم الرد من مسلم بل من بين ظهورهم ظهر كتاب في الآونة الأخيرة اسمه (العظماء المئة) مؤلفه كافر!!!! نعم كافر ستظنون أنه وضع في الترتيب الأول أحد المشركين أو النصارى وغيرهم ........
لا بل وضع محمد:= قال تعالى (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم)
وبالتالي الترتيب
1 - محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
2 - اسحاق نيوتن
3 - المسيح عليه السلام
4 - بوذا
5 - كونفوشيوس
6 - القديس بولس
7 - تسى اى لون
8 - يوهان جوتنبرج
9 - كريستوفر كولمبوس
10 - البرت اينشتين
11 - كارل ماركس
12 - باستور
13 - جاليليو
14 - ارسطو
15 - لينين
16 - موسى ((نبى الله)
17 - داروين
18 - شى هوانج تى
19 - اغسطس قيصر
20 - ماوتسى تونج
21 - جنكيزخان
22 - اقليدس
23 - مارتن لوثر
24 - نيكولاس كوبرنيكس
25 - قسطنطين الاكبر
26 - جورج واشنطن
27 - مايكل فاراداى
28 - جيمس كلارك ماكسويل
29 - الاخوان رايت
30 - لافوازييه
31 - فرويد
32 - الاسكندر الاكبر
33 - نابليون بونابرت
34 - ادولف هتلر
35 - وليام شكسبير
36 - ادم سميث
37 - اديسون
38 - ليفنهيك
39 - افلاطون
40 - ماركونى
41 - بتهوفن
42 - فرنر هيزنبرج
43 - جراهام بل
44 - فلمنج
45 - سيمون بوليفار
46 - كرومويل
47 - جون لوك
48 - ميكلو انجلو
49 - البابا اوريان الثانى
50 - عمر بن الخطاب
51 - اشوكا
52 - القديس اوجسطين
53 - ماكس بلانك
54 - جون كالفن
55 - وليم مورتون
56 - وليم هارفى
57 - بيكريل
58 - مندل
59 - ليستر
60 - نيكولاس اوتو
61 - لوى داجير
62 - ستالين
63 - ديكارت
64 - يوليوس قيصر
65 - فرانسيسكو بيسارو
66 - هردناندو كورتيس
67 - الملكة ايزابيلا الاولى
68 - وليام الفاتح
69 - توماس جيفرسون
70 - جان جاك روسو
71 - ادوارد جنر
72 - رنتجن
73 - باخ
74 - لاوتسو
75 - فرمى
76 - توماس مالتوس
77 - بيكون
78 - فولتير
79 - جون كينيدى
80 - بنكوس
81 - بنكوس
82 - سوى ون تى
83 - مساى
84 - فاسكو دى جاما
85 - شارلمان
86 - قورش العظيم
87 - ليونارد اوبلير
88 - ماكيافيللى
89 - زرادشت
90 - مينا
91 - بطرس الاكبر
92 - منشيوس
93 - دالتون
94 - هوميروس
95 - اليزابيث الاولى
96 - جستناين
97 - يوهانس كبلر
98 - بابلو بيكاسو
99 - ماهافيرا
100 - نيلس بور
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[11 - 06 - 2009, 08:58 ص]ـ
أخي قديما قالوا الفضل ما شهدت به الأعداء
لكننا لا نحتاج شهادة منهم لترتيب نبينا الذي اصطفاه الله وزكّى عقله وقلبه ولسانه وزكاه كله "ومن أصدق من الله قيلا"
ولا نقر بتصنيف عيسى عليه السلام ثالثا وهو كلمة الله ورسوله
ولا نقر بتصنيف عمر بن الخطاب رضي الله عنه - الذي وافقه القرآن في مواضع كثيرة -في المنزلة الخمسين.
أحسنت أخي وجزاك الله خيرا
ـ[الخبراني]ــــــــ[17 - 06 - 2009, 12:05 م]ـ
مشكور أخوي ولكن أنا لا أعترف بما رتبوه هم ولا أعترف بعيسى ثالثا ولا بعمر بعد الخمسين ولكني أريد أن أبين شيئا بالأمس يرسمون ويشوهون ... واليوم يعترفون .... وجزاك الله خير على التنبيه.
ـ[ظل الشجر]ــــــــ[17 - 06 - 2009, 10:44 م]ـ
أعرف بأن هذا الكتاب ليس حديث عهد بل هو قديم.
ـ[علي العمر]ــــــــ[26 - 06 - 2009, 05:42 م]ـ
لقد قال الله عنه " وإنك لعلى خلق عظيم"
فهو عظيم بشهادة الله تعالى(/)
طلب مساعدة من طالبة ماجستير جزاكم الله خيرا
ـ[ملكي1]ــــــــ[27 - 05 - 2009, 05:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا خريجة لغة عربية وسأكمل الماجستير بإذن الله في الدراسات الإسلامية لأن نفس تخصصي غير متوفر .. أنا حاليا في ماليزيا للدراسة ..
دراستي ستكون قريبة من تخصصي والموضوع الذي اخترته هو: اشكالية ورود ضمير الجلالة المفرد المتكلم بصيغة الجمع في القرآن ..
اختياري للموضوع كان عشوائي .. ولقد وافق عليه المشرف ولكنه طلب مني عمل ملخص للرسالة واطلاعه عليه من مقدمة وتقسيمات ودراسات سابقة ....... الخ
لاأعرف أين أو كيف أجد دراسات سابقة لنفس موضوعي بحثت في النت كثيرا ولم أجد سوى مجلة بها نفس الموضوع ..
أرجو المساعدة من الأساتذة في المنتدى وإرشادي إلى الطريقة الصحيحة لعمل بحثي .. ؟؟
وهل الموضوع الذي اخترته مناسب أم لا؟؟ أو تنصحوني بتغييره؟؟ وإن كان نعم فماذا تنصحوني أن أبحث فيه مع العلم أن البحث مقدم لأكاديمية الدراسات الإسلامية؟؟
وهل إذا كان الموضوع سهل ومنتشر في كل الكتب يمنع من البحث فيه؟؟
ومن أين أحصل على الدراسات السابقة لنفس موضوعي؟؟
أرجو إحاطتي بالعلم وارشادي .. وأسأل الله الجنة لمن يفيدني .. واعذروني لأني هنا في ماليزيا ولا أعرف أحدا والمشرف لم يلتقي بي إلا مرة عند التسجيل وبعدها سافر ولايرد على أحد؟؟
في انتظار ردودكم
ـ[نبراس المعالي]ــــــــ[03 - 06 - 2009, 12:18 ص]ـ
ننصحك بتغيير الموضوع، وكون التخصص الأصلي لغة عربية يسهل عليك اختيار موضوع في لغة القرآن الكريم أو بلاغته.
والقناعة التامة بالموضوع عنصر أساس في البحث، ولا تعولي على وجود المشرف كثيرا فهو لن يكتب عنك البحث، ولا يتحمل التبعات،
ولا يمنع أن تكتبي في موضوع بُحث من قبل أو متوفرة المادة العلمية، فطريقة العرض تختلف من باحث لآخر، والمداد الذي يكتب به البحث مختلف،
سدد الله خطاك(/)
الفرق بين (معًا، جميعًا)
ـ[أبوأيوب]ــــــــ[28 - 05 - 2009, 12:57 ص]ـ
الفرق بين (معًا، جميعًا)
الفرق بينهما:
أن (قرأنا معًا) يفيد الاجتماع حالة الفعل،
و (قرأنا جميعًا) يجوز فيها الاجتماع والافتراق.
انظر كتاب / معجم القواعد العربية لعبد الغني الدقر ص 463
ـ[السراج]ــــــــ[28 - 05 - 2009, 06:57 ص]ـ
شكرا ً أبا أيوب على الفائدة ..
ـ[أبوأيوب]ــــــــ[28 - 05 - 2009, 01:43 م]ـ
شكرا ً أبا أيوب على الفائدة ..
أهلا بك أخي السراج
سرني مرورك
ـ[أحمد محمد العمور]ــــــــ[26 - 11 - 2010, 02:45 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبوأيوب]ــــــــ[28 - 11 - 2010, 12:10 ص]ـ
جزاك الله خيرا
شاكر ومقدر مرورك أستاذ أحمد العمور
بارك الله فيك
ـ[1954مريم]ــــــــ[13 - 12 - 2010, 09:36 م]ـ
جزاك الله خيرا وجعلها الله في ميزان حسناتك
ـ[فتون]ــــــــ[13 - 12 - 2010, 10:48 م]ـ
فائدة قيمة
بارك الله فيك
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[13 - 12 - 2010, 11:03 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
الأستاذ الفاضل: أبا أيوب
جزاك الله خيرا، معلومات قيمة، جعلها الله في موازين حسناتكم يوم تلقونه، وكتب الله لكم الأجر والمثوبة، ونفع بعلمكم الأمة الإسلامية: اللهم آمين.
لقد استفدنا
ـ[عبق الياسمين]ــــــــ[13 - 12 - 2010, 11:59 م]ـ
استفدت حقا .. شكرا جزيلا
جزاكم الله كل خير و نفع بكم
ـ[أبوأيوب]ــــــــ[15 - 12 - 2010, 12:37 ص]ـ
جزاك الله خيرا وجعلها الله في ميزان حسناتك
شاكر لك ومقدر أختي مريم
دعاءك
بارك الله في جهودك
وبلغك أعلى أمانيك
ـ[أبوأيوب]ــــــــ[15 - 12 - 2010, 12:39 ص]ـ
فائدة قيمة
بارك الله فيك
شاكر لك ومقدر أختي فتون
ثناءك وحماسك ودعاءك
بارك الله في جهودك
وبلغك أعلى أمانيك
ـ[أبوأيوب]ــــــــ[15 - 12 - 2010, 12:40 ص]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
الأستاذ الفاضل: أبا أيوب
جزاك الله خيرا، معلومات قيمة، جعلها الله في موازين حسناتكم يوم تلقونه، وكتب الله لكم الأجر والمثوبة، ونفع بعلمكم الأمة الإسلامية: اللهم آمين.
لقد استفدنا
شاكر لك ومقدر أختي الفاضلة زهرة متفائلة
ثناءك وحماسك ودعاءك
بارك الله في جهودك
وبلغك أعلى أمانيك
ـ[أبوأيوب]ــــــــ[15 - 12 - 2010, 12:41 ص]ـ
استفدت حقا .. شكرا جزيلا
جزاكم الله كل خير و نفع بكم
شاكر لك ومقدر أختي عبق الياسمين
ثناءك ودعاءك
بارك الله في جهودك
وبلغك أعلى أمانيك(/)
اهدنا الصراط المستقيم " ما نوع الصورة البلاغية
ـ[احمدالشواف]ــــــــ[28 - 05 - 2009, 12:00 م]ـ
اهدنا الصراط المستقيم "
1 - استعارة تصريحية
2 - استعارة مكنية
3 - تشبيه ضمني
4 - مجاز مرسل
عاجل جدا أدا الله فضلكم
جزاكم الله خيرا
ـ[العرجي]ــــــــ[28 - 05 - 2009, 02:01 م]ـ
استعارة تصريحية، لأنه صرح فيها بلفظ المشبه به (الصراط المستقيم)(/)
أريد شرحا للتورية
ـ[زوجة اعظم رجل]ــــــــ[28 - 05 - 2009, 08:27 م]ـ
اسأل الله العظيم ان يجزي من يرد علي كل خير وان يرزقه من حيث لايحتسب
مامفهوم التورية اريد شرح وافي وامثلة ارجوكم انا بانتظاركم ...
ـ[زينب هداية]ــــــــ[28 - 05 - 2009, 11:24 م]ـ
تفضّلي هنا:
http://www.iu.edu.sa/edu/thanawi/2/balagoh/17.htm
الدّرس، الأمثلة، القاعدة و التّمرينات
ـ[زوجة اعظم رجل]ــــــــ[29 - 05 - 2009, 08:18 ص]ـ
شكراجزيلا مريم
ـ[زينب هداية]ــــــــ[05 - 06 - 2009, 02:07 م]ـ
لا شكر على واجب، أخيّة.(/)
داخله على الله ثم عليكم
ـ[أماااني]ــــــــ[30 - 05 - 2009, 01:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجو مساعدتي في استخراج الاستعارة
حاوووووووولت ولكن مافيه فايده, وكل ماودي لها تقول خطا
وقرب موعد استلام الورق للدكتورة
اخر موعد لالاستلام يوم الاحد
والدكتور ماتبي واحد تبي 2
اذا ماعليكم امر ابي 2 ( ops(ops
1/ ذكر الايه
أ/بيان العناصر (اللفظ المتسعار*المستعار منه*المستعار له *الجامع*القرينه)
******
2/بيان انواع الاستعارة
أ/نوع الاستعارة باعتبار لفظ المتسعار (اصليه او تبيعه)
ب/نوع الاستعارة ذكرا او حذفا المستعار منه (مكنيه او تصريحيه)
ج/ نوع الاستعارة باعتيار ذكر او حذف ملازم المستعار له والمستعار منه (مطلقه او مرشحه او مجرده)
ارجوكم ساعدوني
ابي ضروري
الله يجزيكم
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
ـ[أنوار]ــــــــ[30 - 05 - 2009, 02:27 ص]ـ
مرحباً بك أختي الكريمة ..
تجدين جواباً كافياً وافياً في كتب علم البيان ..
مثل:
كتاب علم البيان .. لبسيوني فيود، أو لعبد العزيز عتيق، أو لعبد الفتاح لاشين ..
وكذلك كتاب البلاغة فنونها وأفنانها، البلاغة الواضحة، جواهر البلاغة ..
وفقكِ الله ..
ـ[السراج]ــــــــ[30 - 05 - 2009, 08:39 ص]ـ
جمعتْ لك الأخت أنوار ما (لذّ وطاب) من كتب البلاغة، فهلّا بحثتِ هناك ..(/)
اريد جوابا لسؤالي ساعدوني
ـ[الفراشة الحايرة]ــــــــ[30 - 05 - 2009, 07:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال لم القى له جواب فمن عنده حل فليفيدني بشيء ولكم جزيل الشكر
لماذا في القرآن يقدم حال أصحاب النار على حال أصحاب الجنة؟
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[31 - 05 - 2009, 12:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال لم القى له جواب فمن عنده حل فليفيدني بشيء ولكم جزيل الشكر
لماذا في القرآن يقدم حال أصحاب النار على حال أصحاب الجنة؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ,,, أخيّة ,,, هل قصدتِ هذا على المطلق العام أم الخاص ,, إن كان في العام فهذا لا أراه جلي ,,, حيث أننا سنجد على سبيل المثال لا الحصر ,, في سورة الواقعة بكل ما في هذه السورة عن الدار الآخرة والحساب إلى آخره ,,, حيث يقول الله تعالى ,, مقدما أصحاب اليمين على الشمال ,, وأهل الجنة على أهل النار ,,, وهذا في قوله تعالى,, وكنتم أزواجا ثلاثة ,,, فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة ,,, وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة:,,
فالننظر هنا التخصيص العام أهل الجنة قد قدمهم الله في أصحاب اليمين وقد أخّروا أصاحب الشمال أهل النار ,, أما إن كان قولك على الجانب الخاص ,, فلربما كان هذا يفهم من خلال سياق الآيات ,, حيث وجوب تقديم أهل النار لخدمة النص العام في السور وهذا أيضاً من البلاغة ,,, وفقك الله لم يحبه ويرضاه ,, والله أعلى وأعلم.
ـ[الفراشة الحايرة]ــــــــ[05 - 06 - 2009, 08:02 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ,,, أخيّة ,,, هل قصدتِ هذا على المطلق العام أم الخاص ,, إن كان في العام فهذا لا أراه جلي ,,, حيث أننا سنجد على سبيل المثال لا الحصر ,, في سورة الواقعة بكل ما في هذه السورة عن الدار الآخرة والحساب إلى آخره ,,, حيث يقول الله تعالى ,, مقدما أصحاب اليمين على الشمال ,, وأهل الجنة على أهل النار ,,, وهذا في قوله تعالى,, وكنتم أزواجا ثلاثة ,,, فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة ,,, وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة:,,
فالننظر هنا التخصيص العام أهل الجنة قد قدمهم الله في أصحاب اليمين وقد أخّروا أصاحب الشمال أهل النار ,, أما إن كان قولك على الجانب الخاص ,, فلربما كان هذا يفهم من خلال سياق الآيات ,, حيث وجوب تقديم أهل النار لخدمة النص العام في السور وهذا أيضاً من البلاغة ,,, وفقك الله لم يحبه ويرضاه ,, والله أعلى وأعلم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...... ارجو المساعدة؟؟؟؟
ارجوكم افيدوني بالإجابة حيث انني حصلت على جزء من الاجابة من الأخ الفاضل" نور الدين محمود" اقدم له جزيل الشكر لما افادني به من معلومات
انني اريد الاجابة من الوجه الخاص بالنسبه للقران الكريم فمن عنده معلومات فليذكرها لي ولكم جزيل الشكر اختكم الفراشة الحايرة ارجو الرد باسرع وقت ممكن لانني احتاج الاجابة بالامتحانات(/)
ما الغرض البلاغي للنهي في البيت الشعري؟
ـ[سيدرا]ــــــــ[31 - 05 - 2009, 07:25 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الشاعر:
لا تحسبوا من قتلتم كان ذا رمقٍ ********* فليس تأكل إلا الميتة الضبع
أ، ا في حيرة من أمري بين التوبيخ والتحقير فما توجيهكم؟؟؟؟؟؟؟
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[31 - 05 - 2009, 12:30 م]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
التحقير.
ـ[سيدرا]ــــــــ[31 - 05 - 2009, 06:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم: الأديب اللبيب
شكراً لك وبارك الله فيك وأنا أيضاً كنت أميل أكثر لأن يكون الغرض تحقير وليس توبيخ
جعل الله علمكم في ميزان حسناتكم(/)
طلبتها منكم يآآ اخوآآني وحبآآيبي
ـ[جامعيه والحظ ما جا معي]ــــــــ[31 - 05 - 2009, 08:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلاآآم عليكم ورحمه الله وبركآآته .....
كيفكم عسآآكم بخير ..
أرجووو مساعدتي في التحليل البلاغي واستخراج {القصر والفصل والوصل} من هذه الآيات .. (حآآولت ودورت وكذا بس والله مالقيت ولآآني فاهمه وبكره آآخر موعد للتسليم) الله يجزاكم خير اللي عنده الحل يلحقني فيه بسرعه وجزاكم الله خير ... وهذي هي الآآايات .... > يآآرب القى الحل اليوم .... > اسكتي بس .. هههه
{{وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
قُولُواْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ
فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ
قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ
أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ
تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}
ودمتم سآآالمين يارب ..(/)
واجب
ـ[عربيه انا .. ]ــــــــ[01 - 06 - 2009, 04:58 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
لوسمحتم ممكن تساعدوني مطلوب مني بحث وهوعباره عن بعض الايات القرانيه في موضوع معين مثل ((وصف نعيم الجنه))
وتحليل هذه الايات بلاغيا من الاساليب البلاغيه مجازوانواعها واستعاره وانواعها وكنايه وانواعها
ارجو الرد علي سريعا لمن يستطيع مساعدتي
وشكرا ...
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
ـ[عربيه انا .. ]ــــــــ[01 - 06 - 2009, 05:00 ص]ـ
ارجو مساعدتي(/)
والسماء ذات الرجع ...
ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[01 - 06 - 2009, 12:13 م]ـ
قال تعالى: "والسماء ذات الرجع".
الرجع هو أن يتحول الشيء ويتبدل، فيرجع على غير ما كان عليه، أو هو أن يعود ذلك الشيء المتحول بعد ذلك ويرجع مرة ثانية إلى وضعه الأول، أو إلى حالته التي كان عليها في المرة الأولى، كأن يتحول الماء إلى عرق أو إلى بخار، أو أن يعود الماء المتبخر بعد التكثف إلى حالته السائلة الأولى مرة ثانية.
يخاطب الخالق الناس بالمعاني التي يدركونها ويعقلونها، لذلك ترى أن المعاني تتسع من جيل إلى جيل مع اتساع المدارك والعقول.
يدور الرجع والرجيع في لغة العرب في الغالب حول معنيين رئيسيين: الأول معنى الرجوع والعودة والتكرار والذهاب والإياب، والثاني - وهو الأهم - معنى التحول المادي الفيزيائي من حال إلى حال.
يقولون في المعاجم: "أَرجع اللهُ همَّه سُروراً أَي أَبدل همه سروراً"، "والرُّجْعَى والرَّجِيعُ من الدوابّ أو الإبل: ما ذهب نشيطا ورجع كالا"، "والرَّجْعُ والرَّجِيعُ: النَّجْوُ والرَّوْثُ وذو البَطن لأَنه رَجَع عن حاله التي كان عليها، وإِنما سمي رَجِيعاً لأَنه رَجَع عن حاله الأُولى بعد أَن كان طعاماً أَو علَفاً أَو غير ذلك"، أَرْجَعَتِ الإِبلُ: عادت سمينة بعد هزال"، والرَّجيعُ: الشِّواء يُسَخَّن ثانية؛ وكلُّ طعام بَرَد فأُعِيد إِلى النار فهو رَجِيع، "وحبْل رَجِيع: نُقض ثم أُعِيد فَتْلُه، وقال اللحياني: ارْتَجَع فلان مالاً وهو أَن يبيع إِبله المُسِنة والصغار ثم يشتري الفَتِيّة والبِكار، وقيل: هو أَن يبيع الذكور ويشتري الإِناث؛ وعمَّ مرة به فقال: هو أَن يبيع الشيء ثم يشتري مكانه ما يُخَيَّل إِليه أَنه أَفْتى وأَصلح، وجاء فلان بِرِجْعةٍ حَسَنةٍ أَي بشيء صالح اشتراه مكان شيء طالح، أَو مَكان شيء قد كان دونه، الارْتِجاعُ: أَن يَقدُم الرجل المصر بإِبله فيبيعها ثم يشتري بثمنها مثلها أَو غيرها، شكت بنو تَغْلِبَ إلى معاوية السنة فقال: كيف تَشْكُون الحاجةَ مع اجْتِلاب المِهارة وارْتجاعِ البِكارة؟ أَي تَجْلُبون أَولاد الخيل فتَبِيعُونها وترجعون بأَثمانها؛ البكارة للقِنْية يعني الإِبل؛ قال الكميت وقيل لحَيّ من العرب: بمَ كثرت أَموالكم؟ فقالوا: أَوصانا أَبونا بالنُّجَع والرُّجَع، وقال ثعلب: بالرِّجَع والنِّجَع، وفسره بأَنه بَيْع الهَرْمى وشراء البِكارة الفَتِيَّة، وقد فسر بأَنه بيع الذكور وشراء الإِناث، وكلاهما مما يَنْمي عليه المال. الرجع: ما يأتي بهيئة ويرجع بهيئة أخرى، والرّاجعةُ: الناقة تباع ويشترى بثمنها مثلها، فالثانية راجعة ورَجِيعة، قال علي بن حمزة: الرَّجيعة أَن يباع الذكور ويشترى بثمنه الأُنثى، الرَّاجِعُ من النساء: التي مات عنها زوجها ورجعت إِلى أَهلها، فقد ذهبت بحالة وعادت بحالة أخرى، ويقال للمريض إِذا ثابَتْ إِليه نفْسه بعد نُهوك من العِلَّة: راجع.
ويقولون: الرَّجْع: المطر لأَنه يرجع مرة بعد مرة. وفي التنزيل: والسماء ذاتِ الرَّجْع، ويقال: ذات النفْع، والأَرض ذات الصَّدْع؛ قال ثعلب: تَرْجع بالمطر سنة بعد سنة، وقال اللحياني: لأَنها ترجع بالغيث فلم يذكر سنة بعد سنة، وقال الفراء: تبتدئ بالمطر ثم ترجع به كل عام، وقال غيره: ذاتِ الرجع ذات المطر لأَنه يجيء ويرجع ويتكرّر. والرَّجِيعُ: العَرَق، سمي رَجيعاً لأَنه كان ماء فعاد عرَقاً.
لذلك يبدو لي أن المعنى والتصور الذي يدركه الانسان الآن يتجاوز كثيرا ما فسره الأولون من معنى الرجع، وإطلاقه على كل ما يتكرر ذهابه وعودته، أو على كل ما يتبدل ويتحول من حال إلى حال، وذلك لأن هذا المعنى يظل من المعاني البسيطة القريبة إلى المدارك إذا ما قورن بالمعنى الحالي الأوسع الذي يفهمه إنسان هذا العصر، أو المعنى الحقيقي للسماء الكونية الواسعة، وما يحدث فيها على الدوام من تغيرات وتحولات مادية هائلة يصعب وصفها واستيعابها.
لقد اتسعت مدارك علماء الفلك الذين أدركوا الحجم الهائل للسماء والكون، وما يحدث فيهما من تغيرات وتحولات مستمرة عبر الزمن، وقد تأكد للعلماء أن هناك كواكب ومجرات تختفي وتصبح هباء منثورا، في حين تعود كواكب ومجرات أخرى إلى التشكل من جديد، إلى غير ذلك مما يطول شرحه.
لذلك يبدو لي أن من معاني "السماء ذات الرجع" هو السماء ذات التحول من حال إلى حال، وما قد ينتج عن فعل التحول هذا ويصاحبه من مواد وأجسام وأوضاع وأشكال وصور، على عظمة وضخامة واتساع هذا المعنى الذي قد يصعب على كثيرين من غير المتخصصين أن يدركوه أو أن يتخيلوه.
والله تعالى أعلم،
منذر أبو هواش
ـ[بسمة الكويت]ــــــــ[01 - 06 - 2009, 12:44 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[السراج]ــــــــ[03 - 06 - 2009, 09:43 م]ـ
بارك الله فيك ووهبك زيادة في العلم، فضاء من تحليل وتفسير كلمة واحدة أعجوبة في الوصف ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ياسمين الشام]ــــــــ[03 - 06 - 2009, 09:46 م]ـ
بارك الله فيك(/)
عاجل من فضلكم
ـ[حسان العاصمي]ــــــــ[01 - 06 - 2009, 09:22 م]ـ
"إن الأشجار هي رئة العالم "
في هذه العبارة استعارة من يشرحها و يبين نوعها
وشكرا مسبقا
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[01 - 06 - 2009, 10:14 م]ـ
"إن الأشجار هي رئة العالم "
في هذه العبارة استعارة من يشرحها و يبين نوعها
وشكرا مسبقا
الاستعارة في قولك: (رئة العالم) وهي استعارة مكنية حيث شبه العالم بالإنسان الذي يتنفس وحذف المشبه به وهو (الإنسان) وترك شيئاً من لوازمه وهو (الرئة).
والله أعلى وأعلم
:; allh
ـ[حسان العاصمي]ــــــــ[02 - 06 - 2009, 10:51 م]ـ
مشكور الصورة البيانية هي استعارة مكنية
ـ[مهاجر]ــــــــ[02 - 06 - 2009, 11:00 م]ـ
وإضافة إلى ما تفضل به الأستاذ محمد:
هي أيضا، أصلية، وليست تبعية لوقوعها في الاسم الجامد غير المشتق: رئة.
والله أعلى وأعلم.
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[02 - 06 - 2009, 11:37 م]ـ
أحسنت أخي مهاجر.
ـ[محمودي أمين]ــــــــ[27 - 06 - 2009, 02:38 ص]ـ
لسلام عليكم
لا أعتقد أن العبارة فيها استعارة، بل هي تشبيه ما دام هناك مشبه الأشجار و مشبه به رئة العالم، و لا تقوم الاستعارة، إلا بحذف أحد الطرفين، المشبه أو المشبه به.
و لا أدري كيف تم اعتبارها استعارة؟؟؟
سلاما و أفيدونا يا أهل العلم جزاكم الله خيراً.
ـ[محمودي أمين]ــــــــ[27 - 06 - 2009, 02:43 ص]ـ
لكن رئة لما أسندت للعالم صار فيه استعارة و هي مكنية بامتياز، غير أن العبارة فيها أمران: تشبيه و استعارة. اللعنة على إبليس.(/)
علاقة المجار بالانفعال
ـ[فارس أبوجواد]ــــــــ[05 - 06 - 2009, 09:41 م]ـ
علاقة المجار بالانفعال
________________________________________
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
، ما دام العمل منصبّا على خدمة لغة القرآن وبلاغته، وهو عملّ يجعل الجانب الّنّظريّ للبلاغة العربيّة ماثلا أمام المتصفّحين؛ وحتّى تكتمل الفائدة و تجنى الثّمرة – إن شاء الله – نافعة، يرى المقام شيئا من التّوضيح والتّبسيط ضروريا، ولاسيّما أثناء الاستعمال اللّغوي والوظيفي للخطاب؛ لذلك فموضوع المجاز في اللّغة العربيّة الشّعريّة منها والتّواصليّة [أي لغة الشعر ولغة التّخاطب] أساس تقوم عليه الممارسة البلاغيّة بوعيٍ أو دونه، وتحديدا أثناء الانفعال؛ لأنّ الخيال وليد العاطفة –كما أشرت – فالمتكلّم العادي حين تغمر نفسَه مشاعرُ الفرح أو الحزن أو الشّوق أو الحنين ... يجد التعبير الحقيقيّ المباشر عاجزا عن إيصال فكرته و إحساسه؛ ممّا يجعله يتّخذ المجاز [المجاز لغة هو الجسر والمعبر والممرّ] وسيلة أو طريقا لتبليغ المراد، أمّا الشّاعر ذو الخيال المحلّق والشّعور المرهف فيخرج دائما عن مألوف الكلام إلى مجازه و موحيه ...
فكان المجازبأنواعه ذا دلالات نفسيّة و ذهنيّة يسعى المتكلّم إلى إيصالها، فالّذي شبّه الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم بالبدر في قوله: [طلع البدر علينا ... ] كان أجمل شيء في نفسه هو البدر المنير العالي المكتمل الجميل ... ، ,انت إذا كرِهت نفسك شخصا اجتمعت فيه كلّ الصّفات السّيّئة؛ فإنّك ستكتفي بمشبّه به ÷و أبغض شيء لديك وهو، الشّيطان، أو حتّى ماهو أقيح منه؛ فقد قال ((الشّيخ متولّي الشّعراويّ)) في كلام لا أحفظه: لو طلب منّا رسم صورة للشّيطان؛ فإنّنا سنعتبر في الأخير أنّ أقضل صورة هي أقبح صورة من حيث الدّلالة. ولعلّ أسما التّفضيل الواردة في هذا الموضوع (أجمل، أقرب، أبغض، ... (خيردليل على أنّ المجاز وليد الانفعال، يضاف له التّجربة والوعي والممارسة والقاموس اللّغوي ّ الثّريّ وانصهار هذه العناصر فيما بينها ليكون لدينا متكلّم مثاليّ ممارس للّغة ممارسة صحيحة و كذا شاعر يمارس اللّغة في أرقى مستوياتها؛ لذلك يفترض أن يفي لغته حقَّهامن المعرفة والعناية لتفيَه هدفه ...(/)
هل في العبارة التي بين قوسين استعارة؟
ـ[حااجي]ــــــــ[06 - 06 - 2009, 07:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
هذا اللغط انتشر صداه حتى اكتسح جرائد الوطن ...
ورد في الخبر في الجزائر ما يلي:
اتصل بنا بعض أساتذة التعليم المتوسط محتجين على خطإ فادح وقع في امتحان شهادة التعليم المتوسط دورة جوان.2009 ويتعلق الأمر بسؤال ورد في امتحان اللغة العربية (في البناء الفني)، حيث طلب من المترشحين البحث عن نوع الاستعارة وشرحها في العبارة التالية: ''الشجرة هي رئة العالم''. والمعروف في علم البلاغة أن في العبارة تشبيها بليغا وليس هناك استعارة، فمن يحاسب على هذا الخطإ؟
....
وردت هذه العبارة في هذا السند:
إنّ الأشجار هي رئة العالم، فهي تأخذ ثاني أكسيد الكربون، وتخرج لنا الأكسجين، ثاني أكسيد الكربون إذا ظل في الجو يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرضلأنّذرّاته (تحبس جزءا من تالأشعة فوق الحمراء)،غلماذا نسيت البشريّة الأشجار حيويا وجماليا؟
هذا النص مأخوذ من مجلة العربي الكاتب محسن حافظ ع442 سبتمبر1995م
البناء الفني: هذا هو السؤال الذي يثير الكثير من اللغط ....
(إن الأشجار هي رئة العالم) في هذه العبارة استعارة
اشرحها وبين نوعها.
أما العبارة التي بين قوسين فهي إعراب وظيفي.
ـ[هرمز]ــــــــ[06 - 06 - 2009, 07:43 م]ـ
السلام عليم أخي العزيز:
ان الذي قلته كلام صحيح ففي الجملة تشبيه بليغ واضح و مثله كثير في الشعر العربي و نثره كقول الشاعر: هوالشمس إلا ان للشمس غيبة ... وهذا الفتى الجرمي ليس يغيب
و لكن في العبارة من امتحان شهادة التعليم المتوسط من الجملة نفسها استعارة بالكناية في قوله "] رئة العالم] و ربما قل من انتبه لهذا من تلا ميذنا و هنا جاءت مركبا اضافيا و معلوم أن الا ستعارة بالكناية غالبا ما تكون القرينة فعلا و هنا جاءت القرينة اسما ففي اجرائها نقول: شبه الكاتب العالم بكائن حي -انسان او حيوان ممن له رئة يتنفس بها فذكر المشبه و العالم وحذف المشبه به و هو الكائن الحي و القرينة هي كلمة رئة. و هذه العبارة تذكرني بذلك الرجل الذي طلب من ابي تمام ان يسقيه من كأس الملام. فنقول ايضا انه شبه الملام بالماء فالمشبه هو الملام و المشبه به محذوف و قرينته هي كلمة كأس مثلا. اذن أقول انه ليس هناك اي خطأ فقط علينا أن نهتم أكثر بعلوم العربية تلاميذ و أساتذة حتى لا تغيب عنا بعض دقائقها التي قد يصبح كثير منا عاجزا عن تحليل عبارة فيها مجاز لمجرد تغيير في بنيتها
و الله أعلى و أعلم
ـ[حااجي]ــــــــ[06 - 06 - 2009, 10:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
تربت يداك يا هرمز وقد بينت ووضحت وأتمنى من الله أن مصصحي الشهادة التعليم المتوسط قد قرأوا تعليقك و عواا وانتفعوا منه ... شكرا أخي هرمز على المداخلة القيمة
ـ[هرمز]ــــــــ[07 - 06 - 2009, 08:33 م]ـ
و عليكم السلام ور حمته تعالى و بركاته
على كل حال فأنا واحد ممن سبق لهم و ان شاركو في التصحيح وقد طمعنا في دلك هده السنة لكننا حرمنا منه رغم توفر كل الشروط ان كان لديهم شروط ... المهم فقد نبهت بعض الزملاء المعنيين بالتصحيح ممن كانوا يحسبونه خطأ و منهم من أخدته العزة بالاثم لأنني صححت له
الله يهدينا ...
سلام.
ـ[قاسم أحمد]ــــــــ[07 - 06 - 2009, 09:31 م]ـ
أنا معك أخي هرمز فيما أجبت به ولا أفهم ماذهب إليه المنكرين لوجود الاستعارة.
ـ[السراج]ــــــــ[07 - 06 - 2009, 10:01 م]ـ
إخواني الكرام:
السؤال صحيح ويحتمل الإجابتين (تشبيه بليغ) و (استعارة)
وفي حالة هذا السؤال، تكون إجابته (الاستعارة): هي (رئة العالم)، حيث شبه العالم بالإنسان الذي به رئة، وهي استعارة مكنية ..
الجملة (الأشجار - هي - رئة العالم) تشبيه بليغ
(رئة العالم) استعارة مكنية ..(/)
هل توجد استعارة في هذه الجملة؟!
ـ[قاسم أحمد]ــــــــ[07 - 06 - 2009, 09:25 م]ـ
في امتحان شهادة التعليم المتوسط وفي موضوع اللغة العربية الذي قدم يوم 01 جوان ورد السؤال التالي:
إن الأشجار هي رئة العالم. في هذه العبارة استعارة. اشرحها وبين نوعها.
أثار بعض التلاميذ والأساتذة ضجة بحيث أنكروا وجود استعارة.
أنا اعتبرتها استعارة مكنية لوجود المشبه (العالم) مرفوقا بقرينة (رئة) دالة على المشبه به المحذوف
(إنسان أو كائن حي له رئة).
ما قولكم؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا.
ـ[السراج]ــــــــ[07 - 06 - 2009, 09:42 م]ـ
انظر هنا ..
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=46933
ـ[السراج]ــــــــ[07 - 06 - 2009, 10:02 م]ـ
إخواني الكرام:
السؤال صحيح ويحتمل الإجابتين (تشبيه بليغ) و (استعارة)
وفي حالة هذا السؤال، تكون إجابته (الاستعارة): هي (رئة العالم)، حيث شبه العالم بالإنسان الذي به رئة، وهي استعارة مكنية ..
الجملة (الأشجار - هي - رئة العالم) تشبيه بليغ
(رئة العالم) استعارة مكنية ..(/)
إنما يستجيب الذين يسمعون
ـ[سرحان الحسن]ــــــــ[08 - 06 - 2009, 03:24 م]ـ
ال تعالى:" إنما يستجيب الذين يسمعون, والموتى يبعثهم الله ثم إلينا يرجعون" (63) الأنعام
يرى الكثير أن الوقف لازم عند قوله تعالى:" يسمعون" والواو بعدها استئنافية فجملة الموتى يبعثهم الله لاعلاقة لها بما قبلها. والذي يظهر لي والله أعلم أنها مرتبطة ارتباطا وثيقا بما قبلها وذلك يتضح فيما ليلي:
1 - المؤمنون يستجيبون لداعي الله تعالى فقلوبهم حية وآذانهم صاغية وعقولهم واعية فهم إذا أحياء
2 - بينما الكافرون معرضون عن سماع الدعوة فهم وإن سمعوا لايفقهون شيئا ولايستجيبون لأوامر الله تعالى فهم كالموتى لأن الموتى لايسمعون ولايعون
3 - ولأن هؤلاء الكافرين لايؤمنون ببعث الموتى مرة أخرى من أجل الحساب فلذلك كفروا والله يخبرنا بقولهم"إن هي إلا حياتنا الدنيا ... " فيبين سبحانه لهؤلاء الموتى قلوبهم أنه سيبعث الموتى أيضا بعد موتهم ليحاسبوا على كفرهم وتفريطهم وعدم استجابتهم لداعيه عزوجل
جاءت كلمة الموتى وصفا لهم بأنهم موتى بكفرهم وإعراضهم (أي ماتت قلوبهم) وجاءت لتثبت لهم أنهم يبعثون بعد الموت , تعبير عن معنيين بلفظ واحد في آن واحد ... سبحان من قوله الحق!(/)
البلاغة في سورة التحريم
ـ[رسمية]ــــــــ[08 - 06 - 2009, 08:21 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني في منتدى البلاغة العربية أريد منكم مساعده بسيطة وهي:
معرفة الأساليب الأنشائية في سورة التحريم وهل هناك روابط أو مواقع خاااصة لبلاغة القران الكريم ..... ؟؟؟
أو مراجع للإستفادة من البلاغة القرانية أو تفسير لغوي للمعاني القران ....
وجزااكم الله خير الجزاء(/)
أيهما أصح::
ـ[الأخفشية]ــــــــ[08 - 06 - 2009, 10:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أيهما أصح:
أنموذج إجابة أسئلة مادة البلاغة ..
أم
نموذج إجابة أسئلة مادة البلاغة ..
وبارك الله مسعاكم ,,,
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[09 - 06 - 2009, 12:39 ص]ـ
قال في القاموس المحيط:
النَّمُوذَجُ، بفتح النونِ: مِثالُ الشيءِ، مُعَرَّبٌ.
والأُنْمُوذَجُ لَحْنٌ.
ـ[الأخفشية]ــــــــ[09 - 06 - 2009, 02:34 ص]ـ
إذن الثانية!!
ـ[عفان طه]ــــــــ[09 - 06 - 2009, 03:47 م]ـ
الثانية أخي صح
ـ[الأخفشية]ــــــــ[21 - 06 - 2009, 10:11 م]ـ
نموذج
شكرا لكم ..
وبارك الله فيكم وفي علمكم ..(/)
سؤال لأهل الاختصاص
ـ[عفان طه]ــــــــ[09 - 06 - 2009, 03:26 م]ـ
من فضلكم
اريد ان أعرف كيف يمكن التفريق بين الكناية والاستعارة؟
ثم أطلب أنوان الجناس وهل هناك نوع يسمى الجناس الضمني؟
ـ[مهاجر]ــــــــ[09 - 06 - 2009, 05:26 م]ـ
مرحبا أخي عفان.
في الاستعارة لا يمكن تصور الأمر خارج الذهن فليس له حقيقة خارجية، كالبيت الشهير:
وإذا المنية أنشبت أظفارها ..............
فشبهها بوحش وحذف المشبه به وكنى عنه بالأظفار، كما هو معلوم، فهي استعارة مكنية من هذا الوجه، ولا يمكن تصور ذلك خارج الذهن، إذ ليست المنية وحشا حقيقيا له أظفار.
وأما في الكناية، فالأمر قد يتصور خارج الذهن، بل قد يكون المطرد وقوعه، كما في قوله تعالى: (فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَ)، فتقليب الكف كناية عن التحسر، ولا يمنع ذلك من تصوره خارج الذهن، بل هو المطرد على ما جرى من عادة الناس فتجد المتحسر على فوات شيء يقلب كفيه، أو يضرب كفا بكف، كما يقال عندنا في مصر.
والله أعلى وأعلم.
ـ[عفان طه]ــــــــ[09 - 06 - 2009, 09:59 م]ـ
جزاك الله خيرا
تقصد أن الكناية يمكن ان تحقق عكس الاستعارة
ـ[مهاجر]ــــــــ[10 - 06 - 2009, 12:39 ص]ـ
وجزاك خيرا، ولم أتنبه لعنوان مشاركتك الكريمة ابتداء فلست من أهل الاختصاص بحكم ما يظهر لك في القائمة الجانبية من فرع دراستي فما كتبته محاولة تحتاج مراجعة وتدقيقا.
الكناية تحقق الاستعارة وتزيد عليها جواز وقوعها حقيقة، ففي المثالين السابقين: استعارة، ولكن الاستعارة في الآية مما يمكن أن يقع في الحقيقة، فيقلب المتحسر كفيه، بخلاف الاستعارة في البيت فهي مما لا يمكن وقوعه في الحقيقة إذ ليست المنية في حقيقتها وحشا ذا أنياب، بل قد ورد النص بخلاف ذلك كما في حديث أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، مرفوعا: (يُؤْتَى بِالْمَوْتِ كَهَيْئَةِ كَبْشٍ أَمْلَحَ، ولا إشكال في ذلك لجواز قلب الأعراض أعيانا في دار الجزاء، لاختلاف أحكام الدارين إذ لكل دار أحكامها.
فكأن كل كناية استعارة، ولا عكس، فتكون العلاقة بينهما: عموما وخصوصا مطلقا، فدائرة الكناية أوسع من دائرة الاستعارة لجواز وقوعها في الحقيقة، بخلاف الاستعارة على التفصيل المتقدم.
والله أعلى وأعلم.(/)
أطلب أنواع الجناس
ـ[عفان طه]ــــــــ[09 - 06 - 2009, 03:46 م]ـ
من فضلكم
اريد ان أعرف كيف يمكن التفريق بين الكناية والاستعارة؟
ثم أطلب أنواع الجناس وهل هناك نوع يسمى الجناس الضمني؟
ـ[زينب هداية]ــــــــ[13 - 06 - 2009, 06:05 م]ـ
تفضّل من هنا:
http://www.iu.edu.sa/edu/thanawi/2/balagoh/index.htm
وهنا:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=25428
وهنا:
http://medhatfoda.jeeran.com/m1th/term2/balagha-b1th/1thb2.htm
ـ[روضة النعيم]ــــــــ[14 - 06 - 2009, 03:09 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك فرق بين الاستعارة والجناس
فالاستعارة هي لفظ استعمل في غير ما وضع له لعلاقة مشابهة بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازيزوبعبارة اخرى الاستعارة هي تشبيه حذف أحد طرفيه.
أما الجناس فهو اتفاق لفظين في النطق واختلافهما في المعنى
من أمثلة الاستعارة قول الشاعر:
وإذا المنية أنشبت إظفارها ... ألفيت كل تميمة لا تنفع
اللفظ المستعار هو (المنية) فقد شبه الشاعر المنية بحيوان مفترس، ذكر المشبه وحذف المشبه به وأتى بشيء من لوازم المشبه به وهو (أنشبت إظفارها) فالاستعارة مكنية
ومن أمثلة الجناس التام قول الشاعر:
ودارهم ما دمتَ في دارهم ... وأرضهم ما دمت في أرضهم
فالجناس في (دارهم) فالأولى فعل بمنعى المداراة والمسايرة، والثانية معناها ما دمت في بلدهم أو مقيما عندهمن وقد اتفقت اللفظتان في عدد الحروف ونوعها وترتيبهاوشكلها فالجناس تام. وكذلك في الشطر الثاني الجناس بين كلمتي أرضهم فعل أمر من رضى والثانية تعني الأرض وهي اسم.
ـ[روضة النعيم]ــــــــ[14 - 06 - 2009, 03:15 ص]ـ
أما الكناية فهي لفظ أطلق وأريد به لازم معناه مع قرينة لا تمنع من إرادة المعنى الحقيقي مثلقول الخنساء في أخيها صخر:
طويل النجاد رفيع العماد ... كثير الرماد إذا ما شتا
في البيت كنايات ثلاث
قولها (طويل النجاد) كناية فطول النجاد يستلزم طول صاحبه الذي يستلزم بدوره الشجاعة فالكناية كناية عن صفة الشجاعة
وفي قولها (رفيع العماد) كناية عن السيادة
وقولها (كثير الرماد) كناية عن صفة الكرم(/)
معنى روافي
ـ[وليد موسى]ــــــــ[10 - 06 - 2009, 02:24 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
ارجو من الأساتذة الأفاضل شرح كلمة روافي وحبذا لو يذكر لنا شاهدا عليها من الشعر
ـ[عين الضاد]ــــــــ[10 - 06 - 2009, 03:01 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
ارجو من الأساتذة الأفاضل شرح كلمة روافي وحبذا لو يذكر لنا شاهدا عليها من الشعر
أخي الكريم، لايمكن شرح كلمة أو توضيحها مالم تكن في سياق الجملة، لأن الألفاظ في اللغة العربية تحمل معانيا كثيرة حسب سياق المعنى،
وسأحاول، فلعلها تكون من " الرَّوْف " وهو السكون.
أو تكون من " رفا " يرفو ومنه رفو الثوب.
هذا والله أعلم.(/)
الاستعارة التمثيلية
ـ[عفان طه]ــــــــ[10 - 06 - 2009, 04:40 م]ـ
اريد تعريفا للاستعارة التمثيلية؟ وبعض الامثلة
وجازاكم الله خيرا
اريد تعريفا للجناس الضمني؟ وبعض الامثلة ان امكن
ـ[مهاجر]ــــــــ[10 - 06 - 2009, 05:33 م]ـ
وجزاك خيرا.
هذه محاولة:
الاستعارة التمثيلية: استعارة تركيب لتركيب، كسائر الأمثال الدارجة نحو: الصيف ضيعت اللبن، فاستعير مورد المثل، وهو رفض امرأة خطبة عجوز ذي ماشية في الصيف فلما احتاجت اللبن بعد ذلك قال لها: الصيف ضيعت اللبن، فاستعير هذا التركيب أو المورد لمضربه وهو: كل من ضيع شيئا ثم راح يطلبه بعد فوات أوانه، بخلاف استعارة لفظ للفظ، كما في استعارة الوحش ذي الأظفار للمنية.
والله أعلى وأعلم.
ـ[العرجي]ــــــــ[12 - 06 - 2009, 03:20 م]ـ
الاستعارة التمثيلية: أن تشبِّه إحدى صورتين مُنتزعتين من أمرين أو أمور بأخرى، ثم تُدخل المشبه في الصورة المشبه بها مبالغة في التشبيه، مثال (إني أراك تُقَدِّمُ رِجلاً وتُؤخِّر أخرى) يُضرب لمن يتردد في أمر فتارة يقدِم، وتارة يحجم.
ـ[ناصر الدين الخطيب]ــــــــ[15 - 01 - 2010, 11:48 م]ـ
الاستعارة التمثيليّة هي تشبيه صورة بصورة أخرى لما بينهما من صلة من حيث المعنى ثمّ تحذف الصورة الأولى أي المشبّه , ويبقى المشبّه به
ومثالها قول االباري جلّ وعلا: " ليس البربأن تأتوا البيوت من ظهورها , ولكنّ البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها "
وقول الرسول صلى الله عليه وسلّم:
"لا يلدغ المؤمن من جحر مرّتين"
وكما في المثل: قطعت جهيزة قول كلّ خطيب
وقول المتنبّي:
ومن يك ذا فمّ مرّ مريض ... يجد مرّا به الماء الزلالا(/)
سؤال بلاغي
ـ[نديمة القلم]ــــــــ[11 - 06 - 2009, 09:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجد في الجد والحرمان في الكسل ... فانصب تصب عن قريب غاية الأمل
وشم بروق الأماني في مخايلها ... بناظر القلب يكفي مؤنة العمل
واصبر على كل ما يأتي الزمان به ... صبر الحسام بكف الدارع البطل
لاتمسين على ما فات في حزنٍ ... ولا تضل بما أوتيت ذا جذل
وضح الصورة الجمالية في البيت (صبر الحسام بكف الدارع البطل)؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[مهاجر]ــــــــ[11 - 06 - 2009, 05:37 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هذه محاولة تحتاج إتماما ومراجعة.
استعارة الصبر للقطع والشدة: استعارة تصريحية إذ استعير الصبر للقطع مباشرة، وهي أصلية لوقوعها في الاسم الجامد غير المشتق: صبر.
وقد يقال بأن في نسبة فعل الكف إلى الصبر: مجازا إسناديا، إذ الذي يكفه حقيقة: شدة السيف القاطع وجلد الضارب به.
والله أعلى وأعلم.(/)
ساعدوني
ـ[عزااام]ــــــــ[11 - 06 - 2009, 03:02 م]ـ
ابيات من المديح النبوي؟ فيها طباق ومقابله وجناس وتشابه الاطراف ومراعاة النظير وعكس وتبديل ومشاكلة؟ مع الشرح ياليت اتحددلي المطلوب من الابيات؟ ابغ احد يساعدني ويحلها
ـ[عزااام]ــــــــ[11 - 06 - 2009, 04:06 م]ـ
وينكم يااهل البلاغه مو معقول ولا رد
ـ[يونس لشهب]ــــــــ[14 - 06 - 2009, 05:48 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم إليك الجواب:
إن النمط الذي تسأل عنه، هو ما يعرف عند الدارسين بالبديعيات، وهي قصائد في مدح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ولكن كل بيت من أبياتها يشير إلى فن من فنون البديع، كما قال د. زكي مبارك في "المدائح النبوية"، ص:205. وقد اختُلف في نشأتها، فقائل إن أبا عبد الله محمد ابن أحمد المعروف بابن جابر الأندلسي (ت 780 هـ) هو مبتكرها، وقائل إن صاحب السبق في إطلاق هذا الضرب من النبويات، هو صفي الدين الحلي (ت 750 هـ) ...
أما عن الأنواع البديعية التي سألت عنها، فأبينها لك كالآتي:
- الطباق: قال علي بن عثمان الأربيلي (ت 760 هـ):
رق يا قاسي الفؤاد لأجفا ن قصار أسرى ليال طوال
- الجناس: كقوله أيضا:
بعض هذا الدلال والإدلال حال بالهجر والتجنب حالي
جرت إذ حزت ربع قلبي، وإذ لا لي صبر، أكثرت من إذلالي
- المشاكلة: كقول ابن حجة الحموي
من اعتدى فبعدوان يشاكله لحكمة هو فيها خير منتقم
وكقول حمدون بن الحاج السلمي (ت 1232 هـ):
هبْني أعرتكَ أذني يا مُلح ما تجديك أذني، وقلبي عنك في صمم
- المقابلة: كقوله أيضا:
القلب بالنار في صُعود مضطرم والطرف بالماء في حدور منسجم
-عكس الانتزاع: كقوله:
من الأزاهير والشقيق جسمه أو من ياسمينٍ وورد غير ملتثم
- تشابه الأطراف: كقوله:
الباسطُ الوجهَ للراجين منه غنى بسطا للفظٍ وكفٍّ منه منسجم
- مراعاة النظير: كقوله:
بَرّ يداه بسيطتان لست ترى نهرا بساحته ما البحر في كرم
ومن المصادر التي تجد فيها أمثلة أخرى وألوانا أخرى من البديع، خزانة الأدب وغاية الأرب، لتقي الدين بن حجة الحموي (ت 837 هـ).
وفقك الله تعالى
يونس لشهب(/)
تعريف البلاغة - سليمان الزعبي -
ـ[سليمان الزعبي]ــــــــ[12 - 06 - 2009, 11:36 ص]ـ
البلاغة
قيل لبعضهم: ما البلاغة؟ قال: مَعْرفة الوَصْل من الفَصل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
وقيل لبعضهم: ما البلاغة؟ قال: أن لا يُؤتى القائل من سُوء فَهْم السامع، ولا يُؤتى السّامع من سُوء بيَان القائل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
وقال مُعاوية لصُحارٍ العَبْديّ: ما البلاغة؟ قال: أن تُجيب فلا تُبطئ، وتُصيب فلا تُخْطئ. ثمّ قال: أَقِلْني يا أمير المؤمنين؛ قال: قد أَقَلْتكَ. قال: لا تُبْطئ ولا تُخطئ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
وقيل لجعفر بن يحيى بن، خالد: ما البلاغة؟ قال: التقرُب من المَعنى البعيد، والدَلالة بالقليل على الكثير.
وقيل لابن المُقفَّع: ما البلاغة؟ قال: قِلة الْحَصَر، والْجُرأة على البَشر؛ قيل له: فما العِي؟ قال: الإطْراق من غير فِكْرة، والتًنحنح من غير غلة. وقيل لآخرً: ما البلاغة؟ قال: تَطْوِيلُ القَصِير، وتَقْصير الطويل.
وقيل لأعرابي: ما البلاغة؟ فقال: حَذْف الفُضول، وتَقْريب البعيد.
وقيل لأرسطاطاليس: ما البلاغة؟ فقال: حُسْن الاستعارة.
قيل لجالينوس: ما البلاغة؟ فقال: إيضاح المُعْضِل، وفَك المُشكل.
وقيل للخليل بن أحمد: ما البلاغة؟ فقال: ما قَرُب طَرَفاه، وبعُدَ مُنتهاه. وقيل لخالد بن صَفْوان: ما البلاغة؟ قال: إِصابةُ المعنى، والقَصْد للحُجًة. وقيل لآخرً: ما البلاعة؟ قال: تَصْوير الحقّ في صُورة الباطل، والباطل في صورة الحق.
وقيل لإبراهيم الإمام: ما البلاغة؟ فقال: الجزالة والإصابة.
قيل لابن المقفع ما البلاغة؟ فقال الايجاز من غير عجز، والأطناب في غير خطل.
قيل لحكيم: ما البلاغة؟ قال: تصحيح الأقسام واختيار الكلام.
قيل بعض البلغاء: ما البلاغة؟ فقال: قليل يفهم، وكثير لا يسأم.
وقال آخر: البلاغة إجاعة اللفظ، وإشباع المعنى.
وسئل آخر فقال: معان كثيرة، في ألفاظ قليلة.
وقيل لأحدهم ما البلاغة؟ فقال: إصابة المعنى وحسن الإيجاز.
وسئل بعض الأعراب: من أبلغ الناس؟ فقال: أسهلهم لفظاً، وأحسنهم بديهيةً ..
وسأل الحجاج ابن القبعثري: ما أوجز الكلام؟ فقال: ألا تبطئ، ولا تخطئ.
وقال خلف الأحمر: البلاغة كلمة تكشف عن البقية.
وقال المفضل الضبي: قلت لأعرابي: ما البلاغة عندكم؟ فقال: الإيجاز من غير عجز، والإطناب من غير خطل.
قال أبو الحسن علي بن عيسى الرماني: أصل البلاغة الطبع، ولها مع ذلك آلات تعين عليها، وتوصل للقوة فيها، وتكون ميزاناً لها، وفاصلة بينها وبين غيرها، وهي ثمانية أضرب: الإيجاز، والاستعارة، والتشبيه، والبيان، والنظم، والتصرف، والمشاكلة، والمثل، وسيرد كل واحد منها بمكانه من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
وقال معاوية لعمرو بن العاص: من أبلغ الناس؟ فقال: من اقتصر على الإيجاز، وتنكب الفضول.
قيل لبعضهم: ما البلاغة؟ فقال: إبلاغ المتكلم حاجته بحسن إفهام السامع،
وقال آخر: البلاغة أن تفهم المخاطب بقدر فهمه، من غير تعب عليك.
وقال آخر: البلاغة معرفة الفصل من الوصل.
وقيل: البلاغة حسن العبارة، مع صحة الدلالة.
سليمان الزعبي – سوريا – درعا - عدوان/ /
/ إيصال المعنى إلى القلب في أفضل صورة من اللفظ /
ـ[المسند إليه]ــــــــ[18 - 06 - 2009, 11:13 ص]ـ
وجهة نظري أن جميع ما ذكر ليس تعريفاً للبلاغة، وللخفاجي المتوفى سنة 446هـ ردود على جل التعريفات السابقة في كتابه سر الفصاحة.
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[18 - 06 - 2009, 12:47 م]ـ
وجهة نظري أن جميع ما ذكر ليس تعريفاً للبلاغة، وللخفاجي المتوفى سنة 446هـ ردود على جل التعريفات السابقة في كتابه سر الفصاحة.
يا أخى بارك الله فيك بل كثير مما ذكره الأخ تعاريف واردة عن علماء البلاغة:
فقد قيل لأبى على الفارسى ما البلاغة: فقال: معرفة الفصل من الوصل.
وأورد لكم بعض التعاريف التى ذكرت عن البلغاء:
-والبلاغة مأخوذة من قولهم: بلغت الغاية إذا نتهيت إليها ولّغتها غيرى، والمبالغة فى الأمر: أن تبلغ فيه جهدك وتنتهى إلى غاية.
-وقد سميت البلاغة بلاغة لأنها تنهى المعنى إلى قلب سامعه فيفهمه، ويقال بلغ الرجل بلاغة، إذا صار بليغاً، ورجل بليغ: حسن الكلام، ويبلغ بعبارة لسانه كنه ما فى قلبه.
-ويعرفها ابن المعتز بأنها "البلوغ إلى لامعنى ولما يطل سفر الكلام" مرجع دفاع عن البلاغة.
-وعرفها الخليل بن أحمد الفراهيدى بقوله "ماقرب طرفاه، وبعد منتهاه"
-وأورد ابن رشيق القروانى فى كتابه العمده طائفة من أقوال البلغاء فى تحديد مفهوم البلاغة:-
منها: "وضع الكلام فى موضعه من طول وإيجاز، وتادية المعنى أداء واضحاً بعبارة فصيحة، ولها فى لانفس أثر خلاب، مع ملاءمة كل كلام للمقام الذى يقال فيه، ولمخاطبين به" ....
إذن لا خلاف فى المعانى التى أوردها الأخ سليمان الزعبى لأنها كلها تصب فى معانى متقاربة رغم اختلاف التعاريف فالمعنى فى النهاية يتقارب ويتشابه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[18 - 06 - 2009, 02:07 م]ـ
الآن تذكرت تعريفاً أظنه لابن المقفع أورده ابن النديم إذ يقول ابن المقفع حينما ُسئل عن البلاغة:
"البلاغة اسم جامع لمعانٍ تجرى فى وجوه كثيرة: فمنها ما يكون فى السكوت، ومنها ما يكون فى الاستماع، ومنها ما يكون فى الإشارة، ومنها ما يكون فى الاحتجاج، ومنها ما يكون فى جواباً، ومنها ما يكون ابتداءً، ومنها ما يكون شعراً، ومنها ما يكون سجعاًَ وخطباً، ومنها ما يكون رسائل.
فعامة ما يكون من هذه الأبواب الوحى فيها والإشارة إلى معنى، والإيجاز هو البلاغة.
ـ[أبو مروان]ــــــــ[20 - 06 - 2009, 10:46 ص]ـ
قلتُ: البلاغة هي
البخل في الألفاظ والكرم في المعاني
ـ[سليمان الزعبي]ــــــــ[22 - 06 - 2009, 08:38 م]ـ
هذه التعاريف من أدباء وبلغاء وأهل لغة ذهبوا وتركوا لنا كنزاً ادبياً
ـــــــ ولم أحضر ذلك من جبة أمي ـــــــــــــ
يجب علينا ان نقدر هؤلاء
والله كانوا فخراً للعرب ولم يبق ما يجمعنا نحن العرب سوى عربيتنا وأدبنا
هؤلاء اعترف لهم الغرب والمستشرقين والباحثين في أصقاع الأرض كلها
فحريُ بنا ان نجلهم نحن ونفخر بما قدموه(/)
أسئلة بلاغة م5 أتمنى أن أجد حلا لها!
ـ[معالي]ــــــــ[12 - 06 - 2009, 03:47 م]ـ
السلام عليكم
أسئلة البلاغة للمستوى الخامس في كلية لغةعربية أتمنى أن أجد حلا لها هنا لديكم وسأدعوا لمن يجد لهذه الاسئلة أو لبعضها حلا دعوات في ظهر الغيب ولن أفتأ عن الدعاء له ليل نهار وهذا عهد علي لأني في كربة عظيمة عسى الله أن يفك كربكم أجميعن.
إليكم الاسئلة بارك الله فيكم:
في الأمثلة التالية حدد المسند والمسند إليه والإسناد والقضية التي يتصل بها الشاهد والغرض البلاغي؟
أ- قال تعالى: (واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولاتخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون)
ب - قال تعالى: فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى)
ج - قال تعالى: (وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي ابلغ الأسباب)
د- قال صلى الله عليه وسلم: (لله أكثر فرحا بتوبة عبده المؤمن)
هـ- قال الشاعر: سريع إلى ابن العم يلطم وجهه وليس الى داعي الندى بسريع
ز- قال: محمود غنيم: لي فيك ياليل آهات أرددها * أواه لو أجدت المحزون أواه
_______
ضع (صح) أو (خطأ) مع التعليل وصوب الخطأ
أ - في قوله تعالى: مذكرا بأن يوم القيامة آت لامحالة: (إنه كان وعده مأتيا) علاقة المجاز العقلي هي المفعولية.
ب - في قوله صلى الله عليه وسلم (أنت رب المستضعفين وربي) ضمير أنت مسند وهو نكره
ت - حين لايكون لذكر المسند اليه فائدة فإننا نكرره في الجملة ونحذف المسند
ث - من أدوات التنكير الشهيرة ذكر المسند اليه علما
نحو: محمد ابراهيم سلطان
ج - المجاز العقلي مبحث من مباحث علم البديع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هناك ضربان بارزان للخبر ولكل منهما 3 أضرب فرعية تختلف باختلاف الموقف بين المتكلم والمخاطب أذكرها مع الشرح الموجز للمقصود بكل منها؟
بين نوع الخبر من جهة: مطابقة الكلام لمقتضى الحال وخروجه عنه , الضرب الذي ينتمي اليه هذا النوع من جهة المخاطب ,وجود المؤكدات وعدمه
1 - (الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم)
2 - (قليلا ما تؤمنون)
3 - (واضرب لهم مثلا أصحاب القرية اذ جاءها المرسلون إذ أرسلنا إليهم اثنين فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون قالوا ما انتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن انتم إلا تكذبون قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون)
4 - (ياأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم)
5 - قال تعالى: (قل هو الله أحد)
ـ[القعيب]ــــــــ[12 - 06 - 2009, 10:24 م]ـ
أريد مساعدتك ولكنك اعترضت عليّ ذات مرة حينما أجبت لسائلة كانت في أمس الحاجة وقلت ِ إنه مخالف لشروط الفصيح ولذا سألتزم بما قلت لي.
ـ[معالي]ــــــــ[13 - 06 - 2009, 06:07 م]ـ
؟؟
أنا أول مره أشارك في هذا المنتدى أخي الكريم؟
سجلت لأجد إجابات لتساؤلاتي
تأكد فـ قد يكون هناك لبس لديك في الاسم
امتحاني غدا الاحد أرجوووكم ساعدوني بسرعة!!!(/)
إجابة عن سؤال بارك الله فيكم
ـ[يونس 1426]ــــــــ[13 - 06 - 2009, 03:51 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني بارك الله فيكم، لي سؤال مهم أحدث ضجة كبيرة في وزارة التربية و التعليم لدينا هنا في الجزائر، يتمثل في سؤال بلاغي طرحته الوزارة في امتحان شهادة التعليم الثانوي في مقياس اللغة العربية يتصمن ما يلي:
- استخرج صورة بيانية و بيّن نوعها في الجملة الآتية:"إن الأشجار هي رئة العالم" حيث كانت الإجابة النموذجية للوزارة أن في الجملة استعارة بينما كانت الإجابة المتوقعة من الطلبة و من أساتذة اللغة أنفسهم أن الصورة البيانية الموجودة في الجملة التشبيه، فاختلط بذلك الحبل بالنابل و الضحية هو الطالب بالطبع.
فأفيدونا جزاكم الله خيرا .. ;)
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[13 - 06 - 2009, 05:29 ص]ـ
أخي، عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
في الأصل الاستعارة هي تشبيه حُذف أحد طرفيه
وأعتقد أن الأمر هنا أقرب للتشبيه لأن الطرفين موجودان:
الأشجار مشبه، رئة مشبه به
ـ[روضة النعيم]ــــــــ[14 - 06 - 2009, 03:18 ص]ـ
في الجملة تشبيه حيث شبهت الأشجار بالرئة، فالطرفان مذكوران وحذفت الأداة ووجه الشبه
ـ[وليد]ــــــــ[14 - 06 - 2009, 11:29 ص]ـ
في الجملة:
1 - تشبيه: حيث شبه الأشجار بالرئة.
2 - استعارة: حيث شبه العالم بإنسان يتنفس وله رئة وحذف المشبه به وهو الإنسان.(/)
استفسار
ـ[محمد الغزالي]ــــــــ[15 - 06 - 2009, 06:54 ص]ـ
السلام عليكم اخوتي:
أردت أن أشتري كتاب شرح الجوهر المكنون. فمن أفضل من شرح هذا المتن شرحاً واضحا؟
وفقكم الله ..(/)
المحسنات البديعية في الأمثال القرآنية
ـ[روضة النعيم]ــــــــ[16 - 06 - 2009, 11:22 م]ـ
المحسنات البديعية في الأمثال القرآنية
إن المتتبع لأمثال القرآن الكريم يمكنه ملاحظة أن القرآن اعتمد على ألوان بديعية في القضية الواحدة، أو القضايا المتشابهة أكثر من غيرها من المحسنات، مع استخدامه لأنواع بديعية أخرى تختلف من مثل إلى آخر.
ففي إثبات القدرة الإلهية ركّز القرآن على استخدام بعض المحسنات، أهمها:
المذهب الكلامي، والاستطراد، والطباق، إذ نجد غالبية الأمثال التي ضُربت لبيان قدرة الله قد استُخدمت فيها هذه المحسنات أكثر من غيرها.
ففي قوله تعالى: ?يُخرِجُ الحيَّ مِنَ الميت ويُخرِجُ المَيتَ مِنَ الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تُخرجون (? (1.
اشتملت الآية [المثل] على ألوان عدة من المحسنات البديعية منها:-
1 - الطباق:
في قوله تعالى: [الحي، الميت]، ونوعه طباق إيجاب، وهو أن يجمع بين الضدين (2)، وقوله: [يحيي، موتها].
2 - المذهب الكلامي (3):
فقد بيّن الله ـ سبحانه ـ في هذا المثل قدرته تعالى على إخراج الكائن الحي ممن لا حياة فيه، كإخراج النبات والثمر من البذرة، وإخراج الفرخ من البيضة، وكذلك العكس، كما بيّن قدرته على إحياء الأرض وإنباتها، بعد أن كانت جرداء لا حياة فيها، وبعد هذه المقدمات والأدلة جاء القرآن بما أراد إثباته وهو البعث، فقال:- " كذلك تخرجون"، فمن يستطيع أن يبعث الحياة في ما لا حياة فيه أصلا والعكس قادر على إعادة الحياة إلى الأموات.
3 - الاستطراد (1):
فقد بيّن الله ـ سبحانه وتعالى ـ قدرته على الخلق من العدم والعكس، وعلى إحياء الأرض القاحلة، ثم أكد قدرته على إحياء الموتى، فجاء بمعنى أول؛ ليدل على طلاقة القدرة الآلهية على بعث الموتى وإعادة الحياة لهم، وهي أساس الإعجاز الإلهي.
4 - العكس والتبديل:
وذلك في قوله تعالى: ? يُخرجُ الحي مِنَ الميتِ ويُخرجُ الميت من الحي?، وقد وقع العكس بين الحي من الميت، إذ قدّم الحي على الميت، ثم عكس فقدم الميت على الحي، فوقع العكس بين متعلقي فعلي: [يخرج] الأولى و [يخرج] الثانية.
5 - الانسجام (2):
إذ جاء القرآن بجمل متآلفة تدرّج فيها من حالة إلى أخرى بألفاظ سهلة مسبوكة.
6 - رد العجز على الصدر:
ويسمى التصدير، في قوله تعالى:- " يخرج الحي ..... وكذلك تخرجون"، وهو أن يجعل أحد اللفظين المكررين، أو المتجانسين، أو الملحقين بهما في أول الفقرة، والآخر في آخرها (1).
فجاء في بداية المثل بقوله:- " يخرج" ثم ختم المثل بما يجانس اللفظ الأول "يخرجون".
7 - التجريد:
أن ينتزع من أمر ذي صفة آخر مثله مبالغة في كمالها (2)، فجاء ببيان إخراج ما لا حياة فيه ممن له حياة، حتى يصل إلى إخراج الموتى.
8 - الإبداع:
وهو أن يشتمل الكلام على عدة أضرب من البديع.
وقد اشتمل المثل على محسنات بديعية مختلفة. فهذه الآية التي لم تتجاوز عدد كلماتها الخمس عشرة كلمة، تضمنت هذا الكم من المحسنات البديعية التي لم تسهم في تزيينها، وتحسين الكلام فقط، وإنما أفادت معاني أخرى، كإثبات البعث وتأكيده، وبيان قدرة الله، وغير ذلك مما أفادته تلك المحسنات.
ومنه قوله تعالى: ?ومن آياتهِ أنّكَ ترى الأرضَ خاشعةً فإذا أنزلنا عليها الماءَ اهتزتْ وربتْ إنَّ الذي أحياها لَمُحي الموتى إنه على كلِ شيءٍ قدير? (3).
ضُرب المثل لإحياء الموتى بالأرض، لذا فقد استخدم فيه: الاستطراد، والمذهب الكلامي، والطباق، وغيرها من المحسنات، إذ اشتمل على ضروب عدة، منها:-
1 - الطباق:
بين (محيي، الموتى).
2 - الاستطراد:
فقد ذكر ـ سبحانه ـ قدرته على إحياء الأرض الميتة، ثم بيّن وأكد قدرته على إحياء الموتى، فجاء بمعنى ومثل مُشاهد؛ ليؤكد على معنى وقضية يُنكرها المنكرون، وهي قضية البعث.
3 - المذهب الكلامي:
جاء بمثل لبيان قدرته ـ سبحانه ـ على الإحياء، وهو إحياء الأرض، فمن يستطيع إحياء الأرض القاحلة الميتة قادر على إعادة الحياة للموتى الذين كانوا في السابق أحياء، فالإعادة أهون من النشأة الأولى. فأتى بمقدمات، ومسّلمات ليصل بها إلى المطلوب، وهو بيان قدرته على بعث الحياة بعد الموت.
4 - حُسن الترتيب:
(يُتْبَعُ)
(/)
وذلك في قوله تعالى:?فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت?، فرتب الاهتزاز على الربو، ولفظ الربو على الإنبات.
5 - ائتلاف اللفظ على اللفظ:
في قوله:?ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت? إذ جاء بكلمة [خاشعة] بمعنى يابسة وخامدة، جاء بألفاظ تناسب لفظ خاشعة وهي: اهتزت وربت، ولم يقل مثلا: اخضرت وأنبتت.
6 - التذييل:-
في قوله تعالى:?إنه على كل شيء قدير?، إذ أكدت الجملة قدرته ـ تعالى ـ على كل شيء، ومنها إحياء الموتى.
7 - حسن النسق:-
جاءت الجمل مرتبة ترتيباً حسناً، خالية من عيوب النظم، وهذا في جميع آيات القرآن الكريم.
ومنه قوله تعالى: ? وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم? ().
من المحسنات البديعية التي تضمنها المثل ما يأتي:
1 - المذهب الكلامي:
وقد استخدم في غالبية الأمثال المضروبة لبيان قدرته تعالى على الإحياء، وهو في قوله تعالى:"وهو الذي يَبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه"، فالإعادة
أهون عليه من البدء، " والأهون من البدء أدخل في الإمكان من البدء، فالإعادة أدخل في الإمكان من البدء، وهو المطلوب ..... " (2). فجاء بمقدمة وحجة تبيّن قدرته ـ تعالى ـ على إحياء الموتى، وإعادة الأموات؛ لأن من قدر على الخلق وإنشائه من عدم، قادر بل أهون عليه إعادة الحياة لمن كانت له حياة.
2 - الطباق:
في قوله تعالى:- " السموات، الأرض".
3 - فن الاستخدام (1):
4 - أي: إطلاق لفظ مشترك بين معنيين مطلقا، فيزيد بذلك اللفظ أحد المعنيين، ثم يعيد عليه ضميرا يريد به المعنى الآخر، بعد استعماله في معناه الثالث، وقد أعاد في الآية الضمير في قوله: ـ " وهو أهون عليه" على الخلق بمفهومه الآخر، وهو المخلوق، لا بمفهومه الأول وهو المصدر.
وفي تفسير الآية أن الأهون" بمعنى الهين، فيوصف به الله ـ عز وجل ـ وكان ذلك على الله يسيرا كما قالوا: الله أكبر، أي: كبير، والإعادة في نفسها عظيمة، ولكونها هونت بالقياس إلى الإنشاء، أو هو أهون على الخلق من الإنشاء؛ لأن قيامهم بصيحة واحدة أسهل من كونهم نطفا ثم علقا، .... " (2). وقد أعاد الضمير على الخلق، أي: المعنى الثاني وهو المخلوق.
5 - المبالغة:
فقد جاء قوله تعالى: ـ ?وهو العزيز الحكيم ?على صيغة المبالغة [فعيل]؛ ليبيّن مدى قدرته، فهو العزيز" القاهر لكل مقدور، [الحكيم] الذي يجري كل فعل على
قضايا حكمته وعلمه .... " (3)، على أن صفات الله ـ تعالى ـ التي على صيغة المبالغة يعتبرها بعضهم مجازا؛ لأنها موضوعة للمبالغة، ولا مبالغة فيها؛ لأن المبالغة أن يثبت للشيء أكثر مما له، وصفاته تعالى متناهية في الكمال لا يمكن المبالغة فيها (4)، فالمبالغة هنا هي بالنسبة إلى كثرة المتعلق لا الوصف.
ومنه كذلك قوله تعالى:
?يأيُها النّاس إن كنتم في ريبٍ مِنَ البعثِ فإنّا خلقناكم مِن تُراب ثم من نُطفةٍ ثّمّ مِن علَقَةٍ ثُمّ مِن مُضغةٍ مُخَلّقَةٍ وغيرِ مُخَلّقةٍ لِنُبين لكم ونُقِرُّ في الأرحام ما نشاء إلى أجل مُسمّى ثم نُخرِجُكم طِفلا ثم لِتَبلُغُوا أشُدّكم ومنكم مَن يُتوفّى ومنكم مضن يُرَدُّ إلى أرذلِ العُمُرِ لِكيلا يَعلمَ مِن بعد عِلمٍ شيئا وترى الأرض هامدةً فإذا أنزلنا عليها الماءَ اهتزت وَرَبَتْ وأنْبَتَتْ من كلِ زوج بهيج ذلك بأن اللهَ هو الحق وأنه يُحيى الموتى وأنه على كل شيء قدير? ()
تضمنت الآيتان فنونا كثيرة من البديع، منها:
1 - المذهب الكلامي:
جاء ببيان قدرته تعالى على الخلق، ثم إحياء الأرض كدليل على إحياء الموتى. وقد استخدم هذا المحسّن لأنه يعتمد على المنطق، والحجة في الإقناع.
2 - الاستطراد:
إذ خرج الكلام عن الغرض الذي من أجله ذكرت الآية إلى آخر لمناسبة بينهما، ثم ختم المثل بالعودة إلى قضية البعث، وقدرته على إحياء الموتى بعد أن أثبت قدرته على خلق الإنسان من لا شيء، وإحياء الأرض الميتة.
3 - ائتلاف الطباق والتكافؤ:
(يُتْبَعُ)
(/)
وذلك لمجيء أحد الضدين أو أحد المتقابلين حقيقة والآخر مجازا، فهمود الأرض واهتزازها ضدان؛ لأن الهمود السكون، والاهتزاز حركة خاصة، والربو والإنبات ضدان وهما حقيقتان، فالأرض تربو حين نزول المطر عليها، وهي لا تنبت في تلك الحالة، ولكن حينما ينقطع المطر ويجف الهواء، الماء يخمد الربو، فتعود الأرض إلى الاستواء، وتتشقق وتنبت، فصدر الآية يُعد تكافؤا، وما قابله طباقا.
4 - الإرداف: ـ
وهو أن يريد المتكلم معنى فلا يعبر عنه بلفظه الموضوع له، ولا بلفظ الإشارة الدال على المعاني الكثيرة، بل بلفظ هو ردف المعنى الخاص، وتابعه، قريب من لفظ المعنى الخاص، فقد عدل عن لفظي الحركة والسكون الحقيقيين إلى أردافهما من لفظي الهمود والاهتزاز؛ لملاءمتهما للمعنى المراد؛ لأن الهمود يُراد به الموت، وعدل عن لفظ الحركة العام إلى لفظ الحركة الخاص، فجاء بـ[اهتزت] ليشعر بما يسرها، وتعطي من النبات الكثير.
5 - حسن الترتيب:
لما فيه من حسن الترتيب، حيث تقدم لفظ الاهتزاز على لفظ الربو، ولفظ الربو على الإنبات.
6 - الجمع مع التفريق:
الجمع في قوله تعالى: ?فَإنَّا خَلَقناكم مِن تُرابٍ ثُمَّ مِن نُطفَةٍ ..... ?.
والتفريق في قوله تعالى: ? وَمِنكم مَن يُتَوفّى ومِنكم مَن يُرَدُّ إلى أرذل ... ?
مع حسن التقسيم، إذ إن الناس فئتان، فئة تموت في مقتبل العمر، أو قبل أن تصل إلى سن الشيخوخة، وفئة أخرى تصل إلى سن متقدمة فتعود كما كانت في صغرها من حيث الإدراك، ولا توجد فئة ثالثة، وقد فرّق بين الناس إلى الفئتين السابقتين، وفيه تفصيل.
7 - الاستقصاء (1):
إذ نجد القرآن قد استقصى كل مراحل تكوين الإنسان منذ أن كان نطفة، وتدرّج في مراحل تكوينه ومراحل حياته تدرجا بترتيب زمني حسب الزمن والعمر.
8 - الإرصاد: ـ
من خلال الآيات تتضح نهاية، أو يذكر قبل الفاصلة، فالآيات تتحدث عن قدرته تعالى، فختم الآية بما يناسب ذلك وهو قوله تعالى: ?وأنه على كل شيء قدير ?
9 - الائتلاف: ـ
بما يُلاحظ من انسجام وتوافق بين الألفاظ ومعانيها، وبين اللفظ وما يجاوره من ألفاظ أخرى.
10 - التفريع (1):
إذ أثبت الله ـ سبحانه و تعالى ـ قدرته على الخلق، ثم على إحياء الأرض ليثبت قدرته على إحياء الموتى وبعثهم يوم القيامة.
وسنواصل الحديث عن المحسنات البديعية بإذن الله
ـ[ظل الشجر]ــــــــ[17 - 06 - 2009, 10:50 م]ـ
أشكرك شكرا جزيلا سعادة الدكتورة فلقد آنفت الأسماع، وأدخلت السرور.
ولكن بودي لو شرحتي لي معنى المذهب الكلامي في البلاغة بما يتيسر.
ـ[روضة النعيم]ــــــــ[18 - 06 - 2009, 12:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بوركت يا أخي وزادك الله علما
المذهب الكلامي كما عرّفه الخطيب القزويني: هو إيراد حجة للمطلوب على طريقة أهل الكلام، نحو قوله تعالى:" لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا"بمعنى: أن السماوات والأرض لم يخرجا عن النظام، وهذا ينفي تعدد الآلهة.
وقوله تعالى:" وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه". فجاء أولا ببيان أن الله سبحانه خالق الإنسان من عدم، ومن قدر على ذلك فهو قادر على إعادة الحياة، فالإعادة أهون من البدء، والأهون من البدء أدخل في الإمكان من البدء.
ـ[ظل الشجر]ــــــــ[18 - 06 - 2009, 02:44 م]ـ
جزاك الله خيرا أختي الكريمة (روضة النعيم) وجعلك من أهل جنة النعيم.
فلقد بان المعنى لي ووضح.
أشكرك لك تلبية طلبي.(/)
من: (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَات)
ـ[مهاجر]ــــــــ[18 - 06 - 2009, 05:36 ص]ـ
من قوله عز وجل:
وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى: فبعد الترهيب في قوله تعالى: (لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا): ترغيب بذكر جزاء من عمل بضد السوء، فالمسألة من باب قياس الطرد والعكس، فمن عمل سوءا اطرد في حقه الوعيد، ومن عمل بعكسه من الصالحات اطرد في حقه عكس الوعيد من الوعد، وقياس الطرد والعكس مطرد في بيان المآلات باختلاف الأحوال، فمن أحسن فله الحسنى طردا، ومن أساء فله عكسها.
وذلك جار على ما اطرد من طريقة القرآن من اقتران الترهيب والترغيب.
و: "من": الأولى: نص في العموم على ما تقرر من عموم أسماء الشرط.
ومن في: "من الصالحات" و: "من ذكر أو أنثى": لبيان الجنس، فلا يراد بها عمل دون آخر، وإنما المراد: جنس الصالحات، وكذلك القول في: "من ذكر أو أنثى": فالمراد بها جنس الذكر والأنثى، لا ذكر أو أنثى بعينهما، فتنزل منزلة "أل" الجنسية التي يراد بها الماهية في نحو: الرجل خير من المرأة، فهو تفضيل جنس على جنس لا أفراد على أفراد كما قرر النحاة.
والنص على الجنسين: استيفاء لشطري القسمة العقلية إرادة العموم احترازا من نحو ما روى الترمذي عن أم سلمة رضي الله عنها: قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا أَسْمَعُ اللَّهَ ذَكَرَ النِّسَاءَ فِي الْهِجْرَةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ}.
وَهُوَ مُؤْمِنٌ: باعتبار لفظ: "من" الشرطية المفرد، وهو قيد مؤثر، فله مفهوم، دل عليه قوله تعالى: (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا)، فالحال وصف في المعنى، فيجري التخصيص به مجرى التخصيص بالوصف في نحو قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا)، فتعليق حكم التبين على وصف الفسق الذي اشتق منه اسم الوصف: "فاسق" فهو اسم فاعل دال على من تلبس بذلك الوصف، تعليق حكم التبين عليه منطوقا، يفيد انتفاء الحكم عمن تلبس بضده من الإيمان مفهوما، فقياس العكس جار في هذه الصورة، أيضا، وهكذا الحال، فإن تخصيص الوعد بوصف الإيمان منطوق له مفهوم نفيه عمن تلبس بالكفران: الوصف المناقض للإيمان. فلا اعتبار لفرع، وإن صلح، فسد أصله، فالإيمان شرط في صحة الأعمال، حتى من عند من يقول بخطاب الكفار بفروع الشريعة فإنهم مطالبون بها وبشرطها المتقدم عليها، إذ الشرط يسبق مشروطه تصورا ووجودا فلا يتصور عمل مقبول بلا إيمان، ولا وجود شرعي لعمل بلا إيمان يتقدمه، وإن كان له وجود حسي، فالعبرة في الشرعيات: بالوجود الشرعي: المستوفي لشروطه وآكدها وأولها الإيمان المصحح للعمل.
وكما لا يتصور عمل مقبول بلا إيمان، لا يتصور إيمان منج من العذاب ابتداء بلا عمل، بل إن من العمل ما قد يكفر تاركه، عند بعض أهل العلم، كالصلاة، والخلاف في حكم تاركها كسلا معروف، ومنه ما يكفر فاعله يقينا كمن تلبس بناقض من نواقض الإسلام العملية مع قيام الحجة وانتفاء الشبهة وانتفاء موانع التكفير المعروفة، فالرباط بين الإيمان والعمل: رباط وثيق، ودلالة الإيمان على العمل: دلالة تضمن. فالعمل جزء من مسمى الإيمان، وهو شرط في صحته، عند من يكفر تارك بعض الأعمال كالمباني العملية: الصلاة والزكاة والصوم والحج، وهي روايات عن أئمة معتبرين، محل أخذ ورد، والخلاف فيها مبسوط في كتب العقائد والأحكام، وشرط في كماله المنجي من الوعيد، على المشهور من أقوال أهل العلم، فمن قصر في العمل: فاته: الإيمان المطلق، ولم ينف عنه: مطلق الإيمان، كما أشار إلى ذلك صاحب السلم، رحمه الله، بقوله:
والفاسق الملي ذو العصيان ******* لم ينف عنه مطلق الإيمان
لكن بقدر الفسق والمعاصي ******* إيمانه ما زال في انتقاص
(يُتْبَعُ)
(/)
فنقصان إيمانه فرع عن نقصان عمله، وزيادته فرع عن زيادته، إذ التناسب بينهما طردي يجده كل منا في قلبه، فإن الإيمان شجرة تنبت في القلب، بذرها: العقد الأول: شهادة بتوحيد الله، عز وجل، ومتابعة لرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فذلك قول القلب الذي به يتحقق مطلق الإيمان.
وماؤها الذكر والعمل، فتروى بأعمال القلوب من خوف ورجاء وتوكل ........ إلخ، وأعمال اللسان من ذكر وتلاوة، وأعمال الجوارح من صلاة وصيام .......... إلخ، فتنمو بذرة مطلق الإيمان المصحح لما يليه من الإسلام الذي علقت أحكامه على شهادة التوحيد نطقا، فيثبت لقائلها الإسلام ما لم يرتكب ناقضا من نواقضها يبطل العقد الأول بعد بيان المحجة وإقامة الحجة، فإذا مرت بطور الإسلام، زِيد في سقائها بصالح الأعمال والأذكار فتأصلت جذورها ونمت فروعها فصارت دوحة عظيمة في قلب المكلف: دوحة الإيمان المطلق الذي ينجو صاحبه من الوعيد ابتداء، فهو من أهل الوعد مطلقا، والله، عز وجل، كريم لا يخلف ميعاده تفضلا لا جبرا، فمناط الأمر: مطلق إيمان باطن يليه إسلام ظاهر، فإيمان مطلق ينتظم الباطن والظاهر، ولا يصل العبد إلى تلك المراتب الشرعية الرفيعة إلا بعد أن يأذن الله، عز وجل، بإرادته الكونية القاهرة ببذر تلك البذرة الطيبة في قلب المكلف، والله، عز وجل، قدير: يصرف القلوب على الطاعة فضلا، أو المعصية عدلا، حكيم لا يضع تلك البذرة إلا في أرض خصبة، فمن القلوب ما هو صالح قابل للبذر، فيقع التأثير فرعا عن قبول المحل الذي فطره الله، عز وجل، على الاستقامة، وأمده بأسبابها فضلا، ومن القلوب ما هو فاسد لا يقبل البذر، فينعدم التأثير فرعا عن عدم قبول المحل، إذ قدر الله، عز وجل، عليه بإرادته الكونية النافذة: الفساد، لحكمة تفوق مصلحة صلاحه، لا تدركها العقول القاصرة، وأنى لها أن تحيط بالحكمة البالغة؟!، وقطع عنه أسباب الاستقامة عدلا، مع خطابه بالشرع خطابا كخطاب القلب الصالح، فالتكليف الشرعي متماثل فرعا عن الاستطاعة السابقة، التي بها يتعلق الأمر والنهي، والتقدير الكوني متباين فرعا عن الاستطاعة المقارنة للفعل التي بها يقع، فتلك لا يقدرها الرب، جل وعلا، بمقتضى قدرته البالغة وحكمته الباهرة، إلا لصاحب القلب الصالح الذي غرست فيه البذرة الأولى، فيأتي الفعل سقاء لها، فهو سبب شرعي لا يباشره إلا من قدر الله، عز وجل، له الهداية، كونا، فالتزام الشرع فرع عن نفاذ أمر القدر فضلا، ومخالفته فرع عن نفاذه أيضا ولكن عدلا، فلم يخالف مؤمن أو كافر إرادة القدر النافذ، وإنما امتاز المؤمن عن الكافر بامتثال أمر الشرع الحاكم، فاجتمعت فيه الإرادتان: الشرعية والكونية. بخلاف الكافر الذي تحققت فيه الإرادة الكونية وتخلفت في حقه الإرادة الشرعية.
وتأمل تلك المعاني يحمل الإنسان على طلب الثبات على أمر الشرع ممن بيده مقاليد الأمر الكوني. فإنه مالك الملك: أعيانا وأفعالا، كما أنه مقرر الشرع: أخبارا وأحكاما، والتلازم الوثيق بين الربوبية: قدرا وتشريعا، وما يقابلها من الألوهية: صبرا على القدر وامتثالا لأمر الشرع، أمر قد اطرد في نصوص التنزيل بل هو قطب رحى الملة، مصداق قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، فما خلقنا الله، عز وجل، بربوبية التقدير إلا لنعبده ونوحده بأفعالنا تألها بمقتضى ربوبية التشريع: أخبارا وأحكاما، فيصدق الخبر ويمتثل الحكم أمرا أو نهيا، فمقابل فعله بالربوبية تكون أفعالنا بالعبودية.
فَأُولَئِكَ: تخصيصا لهم فأولئك لا غيرهم، فذلك من التوكيد على اختصاصهم بالحكم التالي، فضلا عما في معناه من علو المكانة بدلالة سياق المدح، فهو مشترك بين الضدين: المدح بعلو المكانة التي تقتضي نداء البعيد علوا، والذم بسفل المكانة التي تقتضي نداء البعيد، أيضا، ولكن سفلا ودنوا، والسياق هو الذي يعين مراد المتكلم فهو أصل في معرفة المعاني بحمل المباني على مرادات قائليها. والجمع في "أولئك" فرع عن معنى: "من" فكما صدرت جملة الحال بضمير المفرد باعتبار مبناها، صدرت جملة الجواب بصيغة الجمع لاسم الإشارة البعيد فرعا عن معناها، وذلك من التنويع اللفظي الذي اطرد في التنزيل،
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو مئنة من سعة دلالات ألفاظ اللسان العربي، فالمفرد دال باعتبار كونه مئنة من إرادة الجنس فمعنى العموم فيه معتبر، ففي قوله: "وهو مؤمن": دل الضمير على جنس العامل بغض النظر عن عينه بدليل كونه موضوعا للمفرد المذكر الغائب، على القول بالوضع في اللغة، والسياق قد استوفى النوعين: الذكر والأنثى، فالمراد، كما تقدم: جنس العامل لا نوعه أو عينه، إذ الحكم قد علق على وصف العمل، وذلك مما يصدق على أي عامل، وفي قوله: "فأولئك": جاء النص صريحا في إرادة الجمع، إذ اسم الإشارة: "أولئك" مما وضع للدلالة على الجمع نصا لا يحتمل تأويلا ولو بعيدا، ولعل النص بما لا يقبل التأويل، فهو قطعي الدلالة، في معرض الجواب في سياق الوعد مما يحض العاملين على العمل، إذ الوعد عام لا مخصص له، واللفظ قطعي الدلالة على إرادة جماعة العاملين، فلا يخشى أحدهم، أيا كان نوعه أو عينه، اختصاص اللفظ بعامل بعينه، أو جماعة من العاملين امتازوا بغير العمل من جنس أو عرق أو لسان .......... إلخ، فإن مناط الحكم كما تقدم: عمل الصالحات فرعا عن امتثال الأمر الشرعي تألها للرب العلي، تبارك وتعالى، واستحضار معاني الربوبية علما بتوحيد الرب، جل وعلا، بأفعاله، والألوهية عملا بتوحيد الله، عز وجل، بأفعالنا، استحضار تلك المعاني لا يختص بمكلف دون آخر أو أمة دون أخرى، ولذلك كان التوحيد دين الرسل، عليهم السلام، جميعا، مع اختلاف أعيانهم وألسنتهم وأزمنتهم، وكان أتباعهم في كل أمة من الجنسين: رجالا ونساء، فالاختصاص في أمر التوحيد لم يقع قبل ورود الرسالة الخاتمة، وإنما اختصت كل أمة بشرعة حاكمة وقع بها الابتلاء إظهارا لحكمة الله، عز وجل، فكيف يتصور وقوعه بعد ورود الرسالة الخاتمة التي جاءت بتقرير وتفصيل ما جاءت به الرسالات قبلها من أمر التوحيد: المراد لذاته، وجاءت بشريعة واحدة نيط بها الابتلاء لأمم الأرض من لدن بعثة خاتم الرسل صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإلى انقطاع التكليف عن الأفراد بالموت، وعن الجماعات بطلوع الشمس من مغربها، فعموم رسالته: زماني، مكاني، جماعي يستوي فيه الأعيان مصداق قوله تعالى: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا). فـ: "أل" في الناس: جنسية استغراقية لعموم ما دخلت عليه، وقد أكد عمومها بالتوكيد اللفظي: "جميعا" فكان النص باسم الإشارة الدال على الجماعة أولى من هذا الوجه.
يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: فرعا عما قدمت أيديهم، فالعمل سبب في دخول الجنة لا عوض عنها، مصداق قوله تعالى: (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)، والله، عز وجل، خالق الفاعل وفعله: فبإرادته الكونية النافذة كان خلق عين الفاعل، وطاقة الفعل باكتمال آلاته وخلق الإرادة الجازمة في قلب الفاعل، وخلق عين الفعل بصيرورته وجوديا في عالم الشهادة بعد أن كان عدميا في عالم الغيب، فيخرج موافقا للتقدير الأزلي الأول المكتوب في اللوح المحفوظ.
وقرئ: "يُدْخَلون" على البناء للمفعول، ورجحه الرازي، رحمه الله، من جهة معناه، إذ ذلك مشعر بأن لهم مُدْخِلا هو الله، عز وجل، فلم يدخلوها إلا بإذنه، ويرد على ذلك، أن مرد القراءة إلى الرواية لا إلى الدراية، فالقراءة: سنة متبعة، كما أثر عن جمع من السلف، رضي الله عنهم، ونسبة الفعل إليهم لمباشرتهم إياه لا يمنع تقدم إذن الله، عز وجل، عليه.
والله، عز وجل، هو الذي شرع للعبد الأسباب الشرعية، فجاءت النبوات مقررة لأصولها مبينة لفروعها، فله الشكر على استقامة من شاء من عباده على طريق النبوات الهاديات فضلا، وله الحمد على اعوجاج من اعوج عنها عدلا، فلا منة للعبد على ربه إذا استقام، ولا حجة له عليه إذا اعوج، إذ قد قامت الحجة على العباد بإرسال الرسل وتواتر أخبار النبوات، وقيام الدلائل البينات على صدق من ادعاها من الرسل الكرام عليهم السلام، وكذب من ادعاها من دجاجلة الأمم، فذلك من كمال الحجة الرسالية، ببيان المحكمات ودرء الشبهات، وبعد الأنبياء عليهم السلام حمل الورثة من الربانيين مهمة هداية العالمين: هداية دلالة وإرشاد، مصداق قوله تعالى: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).
(يُتْبَعُ)
(/)
وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا: تذييل احترازي بنفي الظلم مطلقا، فالنقير: شيء تافه حقير لا يؤبه له، فينزل قوله: "وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا" منزلة: ولا يظلمون شيئا، فعموم النفي: متحقق على ما اطرد من تسلط النفي على المصدر الكامن في الفعل: "يظلمون"، وتسلطه على النكرة: "نقيرا"، فاستوفى الفعل والمفعول إمعانا في الاحتراز، وإذا كان الظلم منفيا في سياق الترغيب، فهو منفي، أيضا، في سياق الترهيب السابق، وإنما اكتفي بالاحتراز منه في موضع دون آخر من باب الاكتفاء بقيد واحد إيجازا بتفادي التكرار المعيب على ما اطرد في لسان العرب، وإليه أشار الألوسي، رحمه الله، بقوله: "أي لا ينقصون شيئاً حقيراً من ثواب أعمالهم، فإن النقير علم في القلة والحقارة، وأصله نقرة في ظهر النواة منها تنبت النخلة، ويعلم من نفي تنقيص ثواب المطيع نفي زيادة عقاب العاصي من باب الأولى لأن الأذى في زيادة العقاب أشد منه في تنقيص الثواب، فإذا لم يرض بالأول وهو أرحم الراحمين فكيف يرضى بالثاني وهو السر في تخصيص عدم تنقيص الثواب بالذكر دون ذكر عدم زيادة العقاب مع أن المقام مقام ترغيب في العمل الصالح فلا يناسبه إلا هذا، والجملة تذييل لما قبلها أو عطف عليه". اهـ
وحذف الفاعل تنزيها له عن مجاورة الظلم ولو في سياق لفظي، فنفيه عنه في الحقيقة الخارجية أولى، وامتناع الظلم في حقه، عز وجل، مع قدرته، عليه، هو عين الكمال، بخلاف من قال بأن الظلم هو المحال لذاته، فذلك ليس بشيء أصلا ليحترز من فعله، والظلم مئنة من الفقر، إذ الظالم مفتقر إلى ما بيد المظلوم فيغلبه عليه قهرا ليسد فاقته، وتلك معان يكفي افتراضها، من باب الجدل العقلي المحض لا التصور الممكن فالتصور إنما يكون لواجب أو ممكن ونسبة الظلم لله عز وجل مع قدرته عليه من المحال، تلك معان يكفي افتراضها في الحكم ببطلانها، إذ من أخص أوصاف الربوبية: الغنى الذاتي، في مقابل فقر العبودية الذاتي، فمن نسب إليه، عز وجل، الظلم، كحال أصحاب الجبر الذين أغفلوا معاني الحكمة وغلبوا معاني القدرة فوصفوا الله، عز وجل، بلازم مقالتهم، بالظلم احترازا من وصفه بالعجز!، من نسب إليه الظلم فقد ساوى بين الرب الغني والعبد الفقير، وذلك من الفساد بمكان، إذ فيه تسوية بين متباينين، بل بين أعظم متباينين، وذلك مما يأباه القياس الصحيح الذي ركزه الله، عز وجل، في العقول الصريحات التي نيط بها التكليف بأخبار وأحكام النبوات الصحيحات.
والله أعلى وأعلم.(/)
طلب بحث عن أسلوب القصر
ـ[عبد الرحمن عصفور]ــــــــ[20 - 06 - 2009, 12:27 م]ـ
مرحبا يعطيكم الف عافيه
طلب منا الدكتور بحث حول أسلوب القصر
طبعا حكالنا البحث لا يقل عن 5 صفحات ولا يزيد عن 10
والبحث مطلوب مني يوم الاثنين وكان عندي اختبارات وما فضيت ابحث
يا ريت الي بيقدر يفيدني بأي شي عن اسلوب القصر
او الي عندو بحث جاهز ينزللنا اياه هون للضروره
ودمتم بخير
تحياتي
عبد الرحمن عصفور
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[22 - 06 - 2009, 12:30 ص]ـ
أخى كما تعلم الفصيح ليس لحل الواجبات ولكنى أنصحك بالبحث المتقدم فى جوجل وهذا رابط قد يفيدك.
من هنا. ( http://www.google.com.eg/search?as_q=%D8%A3%D8%B3%D9%84%D9%88%D8%A8+%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B1&hl=ar&num=30&btnG=%D8%A8%D8%AD%D8%AB+Google%E2%80%8F&as_epq=&as_oq=&as_eq=&lr=&cr=&as_ft=i&as_filetype=doc&as_qdr=all&as_occt=any&as_dt=i&as_sitesearch=&as_rights=&safe=images)
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[22 - 06 - 2009, 12:33 ص]ـ
وهذا مقال فى الفصيح عن أسلوب القصر ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=19357).
ـ[عثمان شاهين]ــــــــ[22 - 06 - 2009, 02:35 م]ـ
الله يعطيكم العافية(/)
ما الفرق بين الكناية والمجاز (بأسلوب مفهوم وسلس)
ـ[أبان بن تغلب]ــــــــ[20 - 06 - 2009, 12:53 م]ـ
السلام عليكم
السؤال كما في العنوان / أريد أمثلة توضح الفارق بين الكنابة والمجاز
أفيدونا أفادكم الله
ـ[روضة النعيم]ــــــــ[20 - 06 - 2009, 08:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل معرفة الفرق بين الكناية والمجاز سنلقي الضوء على تعريفهما أولا ليتضح الفرق
المجاز المفرد: هو كلمة استعملت في غير ما وضعت له في اصطلاح التخاطب لعلاقة بين المعنى الحقيقي (الأول) والمعنى المجازي (الثاني)
وقد قيد التعريف بوجود قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي احترازا به من الكناية
فالكناية هي اللفظ المستعمل في غير ما وضع له مع قرينة (غير مانعة) من إرادة المعنى الحقيقي بحيث تجوز إرادته مع المعنى الكنائي
وهي: لفظ أطلق وأريد به لازم معناه الحقيقي لقرينة لا تمنع من إرادة هذا المعنى مع المعنى المراد.
ومن خلال التعريفين يتضح الفرق بين المجاز والكناية، في الكناية لا مانع من إرادة المعنى الحقيقي، وفي المجاز تمنع القرينة إرادة المعنى الحقيقي
قال الشاعر:
جمع الحق لنا في إمام ... قتل البخل وأحيا السماحا
المجاز في كلمتي (قتل) و (أحيا) فالقتل والإحياء لا يقعان إلا على روح، والبخل والسماح ليسا من ذوات الروح، فعدم صحة إيقاع القتل على البخل، والإحياء على السماح دليل على أن المراد بالقتل ليس المعنى الحقيقي، وإنما شيء يناسب البخل وهو الإزالة، وكذلك في الإحياء فالقرينة إذا هي البخل في الأول، والسماح في الثاني، وهذه القرينة منعت من إراد المعنى الحقيقي.
ومن الكناية قول الشاعر:
وجدتْ فيك بنتُ عدنان دارا ... ذَكَّرَتها بَدَاوةَ الأعراب
في قول الشاعر (بنت عدنان) كناية عن موصوف وهو: اللغة العربية، فعدل عن التصريح باسم اللغة العربية إلى تركيب يشير إليها، وهذا التركيب لا يمنع من إرادة المعنى الأول.
أرجو أن يكون الفرق واضحا.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[24 - 06 - 2009, 05:20 ص]ـ
شكرا يا دكتورة روضة على ما سطرته أناملك من فوائد
يبدو لي أن سؤال السائل غير دقيق، وهل يقصد بكنابة كناية؟ أم يقصد الفرق بين الحقيقة والمجاز؟(/)
نكتة بلاغية (أرجو التصحيح) ..
ـ[أبو عادل]ــــــــ[24 - 06 - 2009, 01:23 م]ـ
قال تعالى:"ياأيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم" إلى أن قال جل وعلا: "يغفر لكم ذنوبكم .. " الآية.
وقال في سورة نوح:"قال ياقوم إني لكم نذير مبين" إلى أن قال:"يغفر لكم من ذنوبكم"
ياترى ما السر في مجيء (من) في الآية الثانية؟
حاولت أن أتأمل فاستنتجت أن الآية الأولى كلام الله تعالى مخاطباً المؤمنين مباشرة؛ والله أكرم الأكرمين، فلم يذكر (من) التبعيضية، فهو سبحانه يغفر كل الذنوب، كما قال تعالى "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً"
أما الآية الثانية فهي كلام الله على لسان نوح عليه السلام، وهو بشر فلما عرض عليهم نتائج وثمرات الإيمان لم يقل لهم إن الله يغفر جميع الذنوب، بل قال "من ذنوبكم"
هذا ما ظهر لي، وأنا في انتظار آرائكم، وحاشا لله أن أتكلم في القرآن بباطل، لكن حسبي أنني تفكرت وتأملت وهذا من مقاصد القرآن، إذ التدبر ليس مقصورا على أحد ..
والله أعلم،،
تحياتي ..
ـ[ابوعلي الفارسي]ــــــــ[24 - 06 - 2009, 05:39 م]ـ
قال الفخر الرازي في تفسيره الكبير: وأما قوله تعالى: {يَغْفِرْ لَكُمْ مّن ذُنُوبِكُمْ} [نوح: 4] فقد بينوا أنه يفيد فائدة زائدة فكأنه قال يغفر لكم بعض ذنوبكم، ومن غفر كل بعض منه فقد غفر كله.
وقال أيضا: المسألة الثالثة: لما أقام الدلالة على وجود الإله بدليل كونه فاطر السموات والأرض وصفه بكمال الرحمة والكرم والجود وبين ذلك من وجهين، الأول: قوله: {يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مّن ذُنُوبِكُمْ} قال صاحب «الكشاف»: لو قال قائل ما معنى التبعيض في قوله من ذنوبكم، ثم أجاب فقال: ما جاء هكذا إلا في خطاب الكافرين، كقوله: {أَنِ اعبدوا الله واتقوه وَأَطِيعُونِ * يَغْفِرْ لَكُمْ مّن ذُنُوبِكُمْ} [نوح: 3، 4]. {ياقومنا أَجِيبُواْ دَاعِىَ الله وَءامِنُواْ بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مّن ذنوبكم}
وقال أيضا: المسألة الأولى: قال بعضهم كلمة {مِنْ} ههنا زائدة والتقدير: يغفر لكم ذنوبكم، وقيل بل الفائدة فيه أن كلمة {مِنْ} ههنا لابتداء الغاية، فكان المعنى أنه يقع ابتداء الغفران بالذنوب، ثم ينتهي إلى غفران ما صدر عنكم من ترك الأولى والأكمل.
وقال أيضا: السؤال الأول: ما فائدة {مِنْ} في قوله: {يَغْفِرْ لَكُمْ مّن ذُنُوبِكُمْ}؟ والجواب من وجوه أحدها: أنها صلة زائدة والتقدير يغفر لكم ذنوبكم والثاني: أن غفران الذنب هو أن لا يؤاخذ به، فلو قال: يغفر لكم ذنوبكم، لكان معناه أن لا يؤاخذكم بمجموع ذنوبكم، وعدم المؤاخذة بالمجموع لا يوجب عدم المؤاخذة بكل واحد من آحاد المجموع، فله أن يقول: لا أطالبك بمجموع ذنوبك، ولكني أطالبك بهذا الذنب الواحد فقط، أما لما قال: {يَغْفِرْ لَكُمْ مّن ذُنُوبِكُمْ} كان تقديره يغفر كل ما كان من ذنوبكم، وهذا يقتضي عدم المؤاخذة على مجموع الذنوب وعدم المؤاخذة أيضاً على كل فرد من أفراد المجموع الثالث: أن قوله: {يَغْفِرْ لَكُمْ مّن ذُنُوبِكُمْ} هب أنه يقتضي التبعيض لكنه حتى لأن من آمن فإنه يصير ما تقدم من ذنوبه على إيمانه مغفوراً، أما ما تأخر عنه فإنه لا يصير بذلك السبب مغفوراً، فثبت أنه لا بد ههنا من حرف التبعيض.
وقال الزمخشري في الكشاف: فإن قلت: ما معنى التبعيض في قوله: من ذنوبكم؟ قلت: ما علمته جاء هكذا إلا في خطاب الكافرين، كقوله: {واتقوه وَأَطِيعُونِ يَغْفِرْ لَكُمْ مّن ذُنُوبِكُمْ} [نوح: 3 - 4]، {ياقومنا أَجِيبُواْ دَاعِىَ الله وَءامِنُواْ بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مّن ذنوبكم} [الأحقاف: 31] وقال في خطاب المؤمنين: {هَلْ أَدُلُّكمْ على تجارة تُنجِيكُم مّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الصف: 10] إلى أن قال {يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [الصف: 12] وغير ذلك مما يقفك عليه الاستقراء، وكان ذلك للتفرقة بين الخطابين، ولئلا يسوي بين الفريقين في الميعاد، وقيل: أريد أنه يغفر لهم ما بينهم وبين الله، بخلاف ما بينهم وبين العباد من المظالم ونحوها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الماوردي في النكت والعيون: فإن قلت: ما معنى التبعيض في قوله: من ذنوبكم؟ قلت: ما علمته جاء هكذا إلا في خطاب الكافرين، كقوله: {واتقوه وَأَطِيعُونِ يَغْفِرْ لَكُمْ مّن ذُنُوبِكُمْ} [نوح: 3 - 4]، {ياقومنا أَجِيبُواْ دَاعِىَ الله وَءامِنُواْ بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مّن ذنوبكم} [الأحقاف: 31] وقال في خطاب المؤمنين: {هَلْ أَدُلُّكمْ على تجارة تُنجِيكُم مّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الصف: 10] إلى أن قال {يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [الصف: 12] وغير ذلك مما يقفك عليه الاستقراء، وكان ذلك للتفرقة بين الخطابين، ولئلا يسوي بين الفريقين في الميعاد، وقيل: أريد أنه يغفر لهم ما بينهم وبين الله، بخلاف ما بينهم وبين العباد من المظالم ونحوها.
وقال في موضع آخر: {يَغْفِرْ لكم مِن ذُنوبكم} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: أن «من» صلة زائدة، ومعنى الكلام يغفر ذنوبكم، قاله السدي.
الثاني: أنها ليست صلة، ومعناه يخرجكم من ذنوبكم، قاله زيد بن أسلم.
الثالث: معناه يغفر لكم من ذنوبكم ما استغفرتموه منها، قاله ابن شجرة.
وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: وقوله: {من ذنوبكم} ذهب بعض النحاة إلى أنها زائدة، وسيبويه يأبى أن تكون زائدة ويراها للتبعيض.
قال القاضي أبو محمد: وهو معنى صحيح، وذلك أن الوعد وقع بغفران الشرك وما معه من المعاصي، وبقي ما يستأنفه أحدهم بعد إيمانه من المعاصي مسكوتاً ليبقى معه في مشيئة الله تعالى، فالغفران إنما نفذ به الوعد في البعض، فصح معنى {من}.
وقال في موضع آخر: وقال قوم: هي لبيان الجنس، وهذا ضعيف لأنه ليس هنا جنس يبين، وقال آخرون هي بمعنى «عن». وهذا غير معروف في أحكام «من»، وقال آخرون: هي لابتداء الغاية وهذا قول يتجه كأنه يقول يبتدئ الغفران من هذه الذنوب العظام التي لهم. وقال آخرون: هي للتبعيض، وهذا عندي أبين الأقوال، وذلك أنه لو قال: «يغفر لكم ذنوبكم» لعم هذا اللفظ ما تقدم من الذنوب وما تأخر عن إيمانهم، والإسلام إنما يجبُّ ما قبله، فهي بعض من ذنوبهم، فالمعنى يغفر لكم ذنوبكم، وقال بعض المفسرين: أراد {يغفر لكم من ذنوبكم} المهم الموبق الكبير لأنه أهم عليهم، وبه ربما كان اليأس عن الله قد وقع لهم وهذا قول مضمنه أن {من} للتبعيض والله تعالى الموفق. وراجع تفسير روح المعاني للآلوسي فقد أطال الجواب، وفيما نقلته كفاية فيما أحسب والله أعلم بكتابه.
ـ[أبو عادل]ــــــــ[28 - 06 - 2009, 08:40 ص]ـ
شكرا لك أخي الحبيب أبا علي ..
تحياتي وتقديري،،
ـ[احمد السنيد]ــــــــ[28 - 06 - 2009, 02:04 م]ـ
قال الفخر الرازي في تفسيره الكبير: وأما قوله تعالى: {يَغْفِرْ لَكُمْ مّن ذُنُوبِكُمْ} [نوح: 4] فقد بينوا أنه يفيد فائدة زائدة فكأنه قال يغفر لكم بعض ذنوبكم، ومن غفر كل بعض منه فقد غفر كله.
وقال أيضا: المسألة الثالثة: لما أقام الدلالة على وجود الإله بدليل كونه فاطر السموات والأرض وصفه بكمال الرحمة والكرم والجود وبين ذلك من وجهين، الأول: قوله: {يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مّن ذُنُوبِكُمْ} قال صاحب «الكشاف»: لو قال قائل ما معنى التبعيض في قوله من ذنوبكم، ثم أجاب فقال: ما جاء هكذا إلا في خطاب الكافرين، كقوله: {أَنِ اعبدوا الله واتقوه وَأَطِيعُونِ * يَغْفِرْ لَكُمْ مّن ذُنُوبِكُمْ} [نوح: 3، 4]. {ياقومنا أَجِيبُواْ دَاعِىَ الله وَءامِنُواْ بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مّن ذنوبكم}
وقال أيضا: المسألة الأولى: قال بعضهم كلمة {مِنْ} ههنا زائدة والتقدير: يغفر لكم ذنوبكم، وقيل بل الفائدة فيه أن كلمة {مِنْ} ههنا لابتداء الغاية، فكان المعنى أنه يقع ابتداء الغفران بالذنوب، ثم ينتهي إلى غفران ما صدر عنكم من ترك الأولى والأكمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أيضا: السؤال الأول: ما فائدة {مِنْ} في قوله: {يَغْفِرْ لَكُمْ مّن ذُنُوبِكُمْ}؟ والجواب من وجوه أحدها: أنها صلة زائدة والتقدير يغفر لكم ذنوبكم والثاني: أن غفران الذنب هو أن لا يؤاخذ به، فلو قال: يغفر لكم ذنوبكم، لكان معناه أن لا يؤاخذكم بمجموع ذنوبكم، وعدم المؤاخذة بالمجموع لا يوجب عدم المؤاخذة بكل واحد من آحاد المجموع، فله أن يقول: لا أطالبك بمجموع ذنوبك، ولكني أطالبك بهذا الذنب الواحد فقط، أما لما قال: {يَغْفِرْ لَكُمْ مّن ذُنُوبِكُمْ} كان تقديره يغفر كل ما كان من ذنوبكم، وهذا يقتضي عدم المؤاخذة على مجموع الذنوب وعدم المؤاخذة أيضاً على كل فرد من أفراد المجموع الثالث: أن قوله: {يَغْفِرْ لَكُمْ مّن ذُنُوبِكُمْ} هب أنه يقتضي التبعيض لكنه حتى لأن من آمن فإنه يصير ما تقدم من ذنوبه على إيمانه مغفوراً، أما ما تأخر عنه فإنه لا يصير بذلك السبب مغفوراً، فثبت أنه لا بد ههنا من حرف التبعيض.
وقال الزمخشري في الكشاف: فإن قلت: ما معنى التبعيض في قوله: من ذنوبكم؟ قلت: ما علمته جاء هكذا إلا في خطاب الكافرين، كقوله: {واتقوه وَأَطِيعُونِ يَغْفِرْ لَكُمْ مّن ذُنُوبِكُمْ} [نوح: 3 - 4]، {ياقومنا أَجِيبُواْ دَاعِىَ الله وَءامِنُواْ بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مّن ذنوبكم} [الأحقاف: 31] وقال في خطاب المؤمنين: {هَلْ أَدُلُّكمْ على تجارة تُنجِيكُم مّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الصف: 10] إلى أن قال {يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [الصف: 12] وغير ذلك مما يقفك عليه الاستقراء، وكان ذلك للتفرقة بين الخطابين، ولئلا يسوي بين الفريقين في الميعاد، وقيل: أريد أنه يغفر لهم ما بينهم وبين الله، بخلاف ما بينهم وبين العباد من المظالم ونحوها.
وقال الماوردي في النكت والعيون: فإن قلت: ما معنى التبعيض في قوله: من ذنوبكم؟ قلت: ما علمته جاء هكذا إلا في خطاب الكافرين، كقوله: {واتقوه وَأَطِيعُونِ يَغْفِرْ لَكُمْ مّن ذُنُوبِكُمْ} [نوح: 3 - 4]، {ياقومنا أَجِيبُواْ دَاعِىَ الله وَءامِنُواْ بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مّن ذنوبكم} [الأحقاف: 31] وقال في خطاب المؤمنين: {هَلْ أَدُلُّكمْ على تجارة تُنجِيكُم مّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الصف: 10] إلى أن قال {يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [الصف: 12] وغير ذلك مما يقفك عليه الاستقراء، وكان ذلك للتفرقة بين الخطابين، ولئلا يسوي بين الفريقين في الميعاد، وقيل: أريد أنه يغفر لهم ما بينهم وبين الله، بخلاف ما بينهم وبين العباد من المظالم ونحوها.
وقال في موضع آخر: {يَغْفِرْ لكم مِن ذُنوبكم} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: أن «من» صلة زائدة، ومعنى الكلام يغفر ذنوبكم، قاله السدي.
الثاني: أنها ليست صلة، ومعناه يخرجكم من ذنوبكم، قاله زيد بن أسلم.
الثالث: معناه يغفر لكم من ذنوبكم ما استغفرتموه منها، قاله ابن شجرة.
وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: وقوله: {من ذنوبكم} ذهب بعض النحاة إلى أنها زائدة، وسيبويه يأبى أن تكون زائدة ويراها للتبعيض.
قال القاضي أبو محمد: وهو معنى صحيح، وذلك أن الوعد وقع بغفران الشرك وما معه من المعاصي، وبقي ما يستأنفه أحدهم بعد إيمانه من المعاصي مسكوتاً ليبقى معه في مشيئة الله تعالى، فالغفران إنما نفذ به الوعد في البعض، فصح معنى {من}.
وقال في موضع آخر: وقال قوم: هي لبيان الجنس، وهذا ضعيف لأنه ليس هنا جنس يبين، وقال آخرون هي بمعنى «عن». وهذا غير معروف في أحكام «من»، وقال آخرون: هي لابتداء الغاية وهذا قول يتجه كأنه يقول يبتدئ الغفران من هذه الذنوب العظام التي لهم. وقال آخرون: هي للتبعيض، وهذا عندي أبين الأقوال، وذلك أنه لو قال: «يغفر لكم ذنوبكم» لعم هذا اللفظ ما تقدم من الذنوب وما تأخر عن إيمانهم، والإسلام إنما يجبُّ ما قبله، فهي بعض من ذنوبهم، فالمعنى يغفر لكم ذنوبكم، وقال بعض المفسرين: أراد {يغفر لكم من ذنوبكم} المهم الموبق الكبير لأنه أهم عليهم، وبه ربما كان اليأس عن الله قد وقع لهم وهذا قول مضمنه أن {من} للتبعيض والله تعالى الموفق. وراجع تفسير روح المعاني للآلوسي فقد أطال الجواب، وفيما نقلته كفاية فيما أحسب والله أعلم بكتابه.
جزاكم الله خيرا على هذا النقل واود القول اننا تعلمنا من علماء القراءات انه لايوجد في القران الكريم حرف زائد والافضل ان يكون اعراب الحروف حسب المعنى المراد والله اعلم 0(/)
الترقي والتدلي ... هل من تحرير لمفهومه
ـ[طالب بلاغة]ــــــــ[24 - 06 - 2009, 02:52 م]ـ
الاخوة الفضلاء
بدأت دراسة بلاغية عن الترقي والتدلي وقد وقفت على بعض الآيات التي تحدث عنها لكن ينقصني التحرير العلمي لمصطلح الترقي والتدلي ... وأرجو ممن لديه الذائقة البلاغية وهم كثر بحمد الله اولديه المراجع افادتي وبارك الله فيكم.
ـ[العاشر]ــــــــ[25 - 06 - 2009, 04:34 م]ـ
الاخوة الفضلاء
بدأت دراسة بلاغية عن الترقي والتدلي وقد وقفت على بعض الآيات التي تحدث عنها لكن ينقصني التحرير العلمي لمصطلح الترقي والتدلي ... وأرجو ممن لديه الذائقة البلاغية وهم كثر بحمد الله اولديه المراجع افادتي وبارك الله فيكم.
سأجيبك استنادا على علمي البسيط في هذا الباب.
الترقي: من الفعل (رقى) أي عرج، و الترقي: هو التدرج في الرُقِي، و في الاصطلاح: هو أن يُعرج بالكلام من معنى إلى معنى أعلى.
و التدلي: نقيض الترقي.
و هذا الرابط فيه تفصيل أكثر.
http://www.al-eman.com/islamlib/viewchp.asp?BID=156&CID=17&SW= التدلي# SR1
ـ[طالب بلاغة]ــــــــ[26 - 06 - 2009, 12:00 ص]ـ
بارك الله فيك اخي العاشر
وجعلك من أهل الجنة فقد اطلعت مسبقا على ماصنفه السيوطي في الاتقان لكن مازلت أطلب من الاخوة ومن د عدنان الاسعد تبصرتي بالمراجع التي خدمت هذا العلم(/)
اثر القران الكريم في اللغه العربيه
ـ[ساميه]ــــــــ[26 - 06 - 2009, 02:40 م]ـ
:::
اثر القران الكريم في العرب والعربيه:
1 - اثر القران الكريم في العرب: اثر القران في العرب تاثيرا قويا حتى انه يمكننا القول به ان القران الكريم قلب العرب راسا عقل اذ بدل نظرتهم الى الموت والحياه ونظرتهم الى الالهه التي يتعبدونها --- غير علاقه الانسان باخيه الانسان وجعل الفضل بين انسان واخر بالتقوى كما جعل للفقراء نصيبا في اموال الاغنياء وساوى بين الفقراء والاغنياء وبين العبد وسيده فكلنا عبيد لله تعالى كما حرر الانسان العربي من العبوديه لغير الله ومن السجود لما كان يصنعه بيده فجعل العلاقه بين الانسان وخالقه لايحتاج فيها الانسان الى وسيط او شريك فاحس الانسان المسلم بحريته فانطلق مبدعا مجاهدا وقد اشار
من القدامى جعفر بن ابي طالب في كلمه موجزه الى اثر القران الكريم في العرب عندما تحدث امام النجاشي قال (كنا قوم اهل جاهليه نعبد الاصنام وناكل الميته وناتي الفواحش ونقطع الارحام ونسيئ الحوار وياكل القوي الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله الينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وامانته وعفافه فدعنا الى الله لنوحده ونعبده ونخلع ماكنا نعبد نحن واباؤنا من دونه من الحجاره وامرنا بصدق الحديث واداء الامانه وصله الرحم وحس الجواروالكف عن المحارم والدعاء ونهانا عن الفواحش وقول الزور واكل مال اليتيم وقذف المحصنه وامرنا ان نعبد الله وحده لانشرك به شيئا .... فصدقناه وامنا به فعدا علينا قومنا فعذبونا وقننونا عن ديننا ليردونا الى عباده الاوثان)
وفي هذا القول اشاره واضحه من جعفر بن ابي طالب رضي الله عنه الى اثر القران الكريم في العرب اذ بدل كل خلق قبيح عندهم بخلق طيب محمود عند جميع البشر ثم مره اخرى الى شهادته واحد من المعاصرين تحدث عن اثر القران في العرب
وهو معاصر احمد حسن الباقوري اذ قال: جاء القران فنقل العرب من الذله الى العزه ومن الشقاء الى السعاده بل من موت الى حياه ومن امه لاتكاد تحفل بها امه ولايأبه بها امه ولايابه لها شعب الى ساده في الارض وملوك على رقاب الناس)
واذا اردنا ان نتبع هذه الاثار لطال بنا الحديث ولكننا سنكتفي بما قدمناه وننتقل الى الحديث عن اثر القران الكريم في اللغه العربيه وهو مجال دراستنا
... الاثر العام للقران الكريم في اللغه العربيه:
يعني حفظ القران الكريم للغه العربيه من الضياع والاندثار كغيرها من اللغات الاخرى التي تفرقت واختلفت بمرور الوقت مثلا: اللغه الاتينيه
**وينقسم هذا الاثر الى قسمين او دورين:
1 - دور القوه الدافعه للغه العربيه حول اللغه من لغه محليه الى انسانيه وذلك عن طريق الموجات البشريه التي خرجت من الجزيره العربيه الى البلاد المجاوره داعيه للاسلام حامله معها قرائنها وعقيدتها واخلاقها وبقيت معلقه بموطنها الاصلي مادي ومعنوي وهو مادعي سكان البلاد الاصليين الى الاسلام واعتنائهم لما راوه من اخلاق المسلمين وعد لهمولما اسلمو كان عليهم ان يؤدو الصلاه وهي عمود الدين والصلاه لاتكون الابقراءه الفتحه على الاقل فادى ذلك الى تعلمهم اللغه العربيه
كما ان اعتناقهم لهذا الدين وقبولهم به يعني التزامهم باخلاقه ومبادئه وهذا دعاهم الى ظروره التفقه بالدين ومعرفه احكامه الى قراءه القران لنيل الاجر والثواب على قرائته كما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم
كل هذا دعا المسلمين من غير العرب الى تعلم العربيه ومعرفتها الا ان مايلفت النظرهو ان هؤلاء لم يتعلمو العربيه فقط بل اتقنوها فالفو فيها المؤلفات التى ماتزال من امهات المصادر العربيه حتى يومنا هذا كاكتاب سسيبويه ودلا ئل الاعجاز واسرار البلاغه لعبد القاهر الجرجاني
فتركو لغتهم الاصليه خاصه في بلاد فارس اذ وصل الاسلام الى جزر اندونيسيا والهند قبل ان يتعرب لسانهم
ولانستطيع ان نعلل لتركهم لغتهم الاصليه الابجلال القران وسمو تعاليمه اذ خاضت العربيه الصراع الطبيعي بينها وبين لغات محليه الاان هذه الفتره لم تطل كما تقول بنت الشاطئ: فسرعان مانسى السكان لغتهم الاصليه وتعلمو اللغه العربيه دون ان يؤكدوها على ذلك فكره او تصدر قوانين من المسلمين تفرض على سكان هذه المناطق تعلم العربيه وانما تعلموها طائعين لغرض ديني او دنيوي او للغرضين معا
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[26 - 06 - 2009, 02:58 م]ـ
جزاك الله خيرا
حبذا لو كان هناك تكملة للموضوع بشأن فضل الإعجازالقرآني على تقسيم البلاغة العربية والتي تتضمن الرماني والخطابي والباقلاني ونختم هذا بنظرية بلمحة من نظرية النظم
ـ[ساميه]ــــــــ[27 - 06 - 2009, 02:58 ص]ـ
اهلا بك اخوي محمد ان شاء الله اني بكمل
ويعطيك العافيه على الرد
ـ[الحسام]ــــــــ[01 - 07 - 2009, 12:47 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين يمكننا أن نضيف إلى أثر القرآن الكريم على العربية أنه جمع لسان العرب على لهجة قريش، وما كان للعرب أن يتوحدوا لولا أن الله هو الذي وحدهم وجمعهم على لسان واحد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ساميه]ــــــــ[01 - 07 - 2009, 03:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين يمكننا أن نضيف إلى أثر القرآن الكريم على العربية أنه جمع لسان العرب على لهجة قريش، وما كان للعرب أن يتوحدوا لولا أن الله هو الذي وحدهم وجمعهم على لسان واحد.
هذا اثر القران الخاص على اللغه العربيه انه جمع لسان العرب على لهجه قريش
اشكرك على ردك اخي حسام
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[05 - 07 - 2009, 08:45 ص]ـ
حياك الله أخت سامية
لكن ما مشكلتك مع التاء المربوطة؟ كلها عندك هاء!!!
ساميه، اللغه العربيه، لهجه، الآلهه، إشاره واضحه، العافيه
أرجو ملاحظة ذلك
ولك شكري مجددا(/)
الاثر الخاص للقران الكريم في اللغه العربيه ..
ـ[ساميه]ــــــــ[27 - 06 - 2009, 03:12 ص]ـ
:::
الاثر الخاص الموضوعي للقران الكريم في اللغه العربيه:
نزل القران الكريم فاثر على العرب تاثيرا كبير وسحرو جمال اسلوبه وسمو معانيه وقد تحداهم القران الكريم بان ياتو بسور مثله فما استطاعو وقد قطع الله تعالى عليهم الامر بقوله (قل لائن اجتمعت الانس والجن على ان ياتو بمثل هذا القران لاياتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيره)
وقد دفعهم هذا السحر على البحث عن اسباب هذا الاعجاب فراح بعضهم ان السر في الاحكام الفقهيه
وذهب اخرون الى مافي القران الكريم من السور البيانيه او عن الاخبار عن الغيب او القصص
فراح كل واحد منهم يؤلف في باب من الابواب فشجع القران بذالك التاليف
وقد اشار السيوطي في كتابه (الاتقان في علوم القران) الى هذا الاثر لقوله (وان كتابنا القران لهومفجر العلوم ومنبعها ودائره شمسها ومطلعها اودع الله فيه كل شي وابان فيه كل هدى فترى كل ذي فن منه يستمد فالفقيه يستنبط من الاحكام ويستخرج منها الحلال والحرام والنحوي يبني منه قواعد اعرابيه ويرجع اليه في معرفه خطا القول من صوابه والبياني يهتدي به الى حسن النظام ويعتبر مسالك البلاغه في وضوح الكلام ..... الى غير ذلك من علوم لايقدر قولها الامن علم حصرها
الاثر الخاص للقران الكريم على اللغه العربيه نذكره بالامور التاليه:
الأثر الأول:
1 - توحيد لهجات العرب وزوال تناكرها:
نزل القران الكريم بلهجه قريش وكان العرب اذ كانو يتكلمون لهجات مختلفه منها الفصيح ومنها الرديئ المستكره الا ان افصح هذه اللهجات هي لهجه قريش لانها كانت تختار ماتستحسنه من الفاظ القبائل المختلفه اثناء المواسم الدينيه والادبيه والتجاريه وقد امتازت هذه الالفاظ بعذوبه الفاظها وسهوله معانيها وقد علل هذا الامر بانتقاء قريش للالفاظ السهله العذبه ونبذ الالفاظ الصعبه القاسيه من لهجتها عما ان حياه التحضر التي عاشتها قريش كان لها اثرها الكبير في سهوله الالفاظ والمعاني ولذا انزل القران الكريم بلهجه قريش وذلك لما اتصفت به من سهوله ووضوح وسعه انتشارهها وفصاحتها وبعدها عن الضعف والهنات التي وجدت في اللغات الاخرى
وبذلك ازال القران الاختلاف في اللهجات التي كان منها الطماطمانيه والكشكشه والكشكسه فاصبحت لهجه واحده رضي بها العرب جميعا
والدليل على انها اللهجات كانت بعيده ان الصحابه كانو يسمعون الرسول عليه السلام وهو يتكلم باللهجات العربيه فكانو يقولون انهم يفهمون فقال الرسول الكريم (ادبني ربي فاحسن تاديبي).
الأثر الثاني:
2 - اغناء اللغه العربيه وتهذيبها ونبذ الوحشي منها:
قد قام القران الكريم بدور كبير في هذا السبيل فكما انه استطاع ان يغير حياتهم ومعتقداتهم غير لغتهم واسلوبهم في الثقافه فقد اهتدو بهدي القران الكريم وتعلمو من اسلوبه فتركو الالفاظ القاسيه الغريبه واستعملو الالفاظ السهله كما تركو المعاني والموضوعات التي كانو يعالجونها في الجاهليه: كالغزل الصريح والحديث عن المغامرات مع النساء – كالهجاء والسب والشتم (وتخلقوبالاخلاق القران وطرقو موضوعات جديده في شعرهم) كما علمهم القران باستعمال الكنايه للتعبير عن الامور المستقبحه التي لايليق ذكرها صراحه كما الغي بعض العادات الجاهليه كما الغيت اللفاظ التي تعلقت بها
واغناء اللغه العربيه تحلت بامور منها:
1 - اعطى القران الكريم بعض اللفاظ معاني جديده لم تكن موجوده قبل القران كاصيام والصلاه والزكاه والحج
2 - اضافه الفاظ جديده للتعبير عن علوم او وضائف جديده لم تكن قبل القران مثل (علم القران لم تكن موجوده او الاعراب) كان القران سبب في نشائتها كالناسخ والمنسوخ وسبب النزول والحلال والحرام والواجب
3 - فتح المجال امام المسلمين للتاليف في موضوعات جديده لم تكن لولا القران وعلى راسها علم البلاغه وعلم النحو وعلم التفسير
4 - ان القران ساعد العرب في معرفه علوم لم تكن معروفه بقول المسلمين غير العرب وتعلمهم للغه العربيه وتاليفهم باللغه العربيه فبذالك جمع المسلمين علوم العرب وعلوم الامم الاخرى تحت رايه القران
الأثر الثالث:
توحيد نظره العرب الى البلاغه وتوحيد معانيها مقايسها:
(يُتْبَعُ)
(/)
اذ راى ان القران المثل الاعلى في البلاغه وقد اجمع العرب جميعا باختلاف لغاتهم ولهجاتهم ان بلاغه القران هي المقياس التي تقاس به البلاغه فتبارى المؤلفون باستخراج القواعد البلاغيه ومقومات البيان من القران واشتهر في بيان سر سمو بيان وسر اعجازه وادى ذلك الى نشأه على قائم بذاته يبحث بهذا الجانب وهو علم البلاغه التي راى بها العلماء انها السبيل الى معرفه سر اعجاز القران فقال العسكري في كتابه الصناعتين (اعلم علمك الله خير بان اولى العلوم تعلم بعد المعرفه بالله تعالى هو علم البلاغه الذي به يعرف سر اعجاز القران)
الأثر الرابع:
اقتباس الشعراء والخطباء من القران الكريم:
وقد برز ذلك في الفاظ الشعراء وفي معانيهم ويكفينا ان ننظر الى شعر عبد الله بن ابي رواحه او حسان بن ثابت في الجاهليه والاسلام كما ان الخطباء اقتبسو من القران وزينو خطبهم بايات منه حتى سميت الخطبه التي ليس فيها شي من القران (بالبتراء)
الأثر الخامس:
فقد فتح القران الباب على مصراعيه للمؤلفين الذين اختلفت اهتماماتهم فاستخرج بعضهم الاحكام الفقهيه من القران بينما ذهب اخرون الى ضبط قرائته ونسي الاعراب وعلم النحو وذهب بعضهم الى سر اعجازه فنشا على البلاغه كما كان مصدر من مصادر النحاه لبناء القاعده النحويه وساعد في نشات المؤلفات في القراءات القرانيه ولم يكن القران سببا في نشاه البلاغه والنحو وغريب القران واللغه بل كان سببا في نشاه النقد وتطوره فبعد ماعرفو جمال واسلوب القران ظهرت عندهم في بيانه ونقد الاسلوب العربي بعد معرفتهم لمقاييس البلاغه
نقول ان الطريق الصحيح لدراسه اللغه العربيه هو القران الكريم.
اعجاز القران الكريم:
المعجزه: من العجز ضد القدره اعجزني الامر جعلني عاجز فهو معجز ومعجزه الهاء للمبالغه ليس للتاثير
ابن حجر العسقلاني:
يقول سميت المعجزه بهذا الاسم لعجز من تقع عندهم عن المعارضه الهاء للمبالغه
اصطلاحا: امر يجريه الله تعالى على يد من يشاء من انبيائه يفوق طاقات البشر يخرق قوانين الطبيعه وخواص الماده يتحدى النبي به قومه ولايقدر احد على معارضته.
المعجزه قسمين:
ماديه وحسيه
اعجاز القران الكريم: ان القران الكريم يحمل الدليل الكافي على انه من كلام الله تعالى منزل من عنده سبحانه ولايمكن لبشر ان ياتو بمثله لامن قول البشر
ماهي اراء العلماء في تفسير اعجاز القران الكريم:
تعددت الاراء والنظريات في تفسير اعجاز القران فرأى بعضهم ان سبب اعجاز القران الكريم في اخباره عن غيبات الماضي والمستقبل
رد العلماء على هذه النظريه في تفسير اعجاز القران للاسباب الاتيه:
1 - ان القران الكريم سحر العرب منذ بدايه نزوله على النبي الكريم وقبل ان يكتمل قرانا كاملا وقد تكون الايات المنزله التي اعجب العرب بها لاتحمل غيبا ماضيا اوحاظرا اومستقبلا
ان هذا الراي يفسر لنا اعجاز الايات التي تتضمن اخبار عن غيب ما ولكنها لاتفسر لنا اعجازالقران الكريم والقران باجماعه اهل العلم معجز باياته
2 - اعجاز القران ببيانه كالاستعارهوالتشبيه والكنايه هذا الراي مفسر اعجاز بعض الايات ويقف عائد عن تفسير اعجازالايات التي تخلو من هذه الفنون البلاغيه
3 - الصرفه: اول من قال بها ابو اسحاق النظام من المعتزله قال في تعريفه للنظريه قال ان الله تعالى ماانزل القران ليكون حجه على النبوه بل هوكسائر الكتب السماويه المنزله لبيان الحلال والحرام والعرب لم يعارضوه لان الله تعالى صرفهم عن ذلك وكان بمقدورهم الاتيان بمثله
وقد رد العلماء هذا الراي للاسباب الاتيه:
1 - ان قولهم كان العرب بمقدورهم ان ياتو بمثل القران لولا القران لولا ان الله تعالى صرفهم عن ذلك يعني ان المعجزه هو الصرف وليس القران وان المعجزه هو الله تعالى وليس القران وهذا مخالف لاجماع الامه واجماع الامه على ان القران هو المعجز
2 - ان هذا القول بالصرف يعني عدم محاوله اي شخص معاضه القران الكريم الا ان التاريخ يشهد محاوله البعض
معارضه القران الكريم كابن المقفع كما نقل عنه في بعض الكتب ومسيلمه الكذاب
3 - ان قول الله تعالى (قل لائن اجتمعت الانس والجن على ان ياتو بمثله .. ) يشير الى عدم قدرتهم مع بقاء القدره ولو سلبو القدره لكان اجتماعهم بمثابه اجتماع الاموات ولايلتفت احد الى اجتماع الاموات
****ان هذه النظريه تعني ان التحدي قام الى يوم القيامه
--- المعجزه تنتهي بانتهاء زمن التحدي فالقران باجماع الامه معجز الى يوم القيامه وقد تحدى الله تعالى به الانس والجن
ان القران لم ينزل مره وحده بل كان متواتر.(/)
اعجاز القران بالنظم ..
ـ[ساميه]ــــــــ[27 - 06 - 2009, 03:22 ص]ـ
(النظم)
لغه: الجمع والتاليف نظمت اللؤلؤ جمعته في سلك
واول من اشار الى اعجاز القران الكريم بنظمه هو (الجاحظ) توفي 255 في كتاب سماه (نظم القران) الا انه فقد الا انه وصل الينا من كتاب الحيوان
فقال: (في كتابنا المنزل الذي يدل على انه صدق (معجز) نظمه البديع الذي لايقدر على مثله العباد)
ابو بكر السجستاني توفي 316 هجري: الاانه فقد ايضا (الف في النظم كتابه نظم القران)
ابو زيد البلخي توفي 322 هجري: لان كتابه فقد ايضا (الف في النظم
احمد بن علي (ابن الاخشيد) توفي 326 هجري الف في النظم نظم القران
ابو سليمان الخطابي توفي 388 هجري: بيان اعجاز القران الكريم طبع مع كتاب ثلاث رسائل في اعجاز القران الكريم الرسائل الروماني والسجستاني والجرجاني
علل عدم استطاعت العرب بمثل هذا القران الكريم:
1 - عدم معرفه العرب لجميع الفاظ العربيه
2 - ان العرب لن يعرفو جميع الفاظ العربيه
3 - عدم معرفتهم بجميع طرق الربط بين الالفاظ بعضها ببعض
ولايكون الكلام الا بهذه الاشياء الثلاثه:
(لفظ حامل ومعنى به قائم ورباط لهما النظم فعبر عنها بطريق خاصه)
(المعاني تظل في النفس ولا يحقق فائده الابالربط با الالفاظ) واذا نظرنا الى اسلوب القران الكريم وجدت هذه الامور في غايه الشرف والفضيله حتى لاترى شي من الالفاظ افصح ولااجزل لا واعذب من الفاظه ولاترى احسن تاليف واشد تلاما وتشاكلا من نظمه
القاضي عبد الجبار المعتزلي في كتابه (المغني في ابواب التوحيد والعدل)
فقال في كتابه (اعلم ان الفصاحه لاتظهر في افراد الكلام وانما تظهر في الكلام بالضم لابد مع الضم من ان يكون لكل كلمه صفه وهذه الصفه قد تكون في الموضع او المحل الاعرابي او المواضعه)
لابد من ان هذه الصفه من اعراب وموقع او بالمواضعه (بالاتفاق بين اهل اللغه) وان المفرده وحدها لاتحقق الاعجاز الا بالمواضعه
العلاقه بين الجرجاني والقاضي عبد الجبار:
والقاضي عبد الجبارمن خلال قولي هذا وقف على النظم الذي استمد منه عبد القاهر الجرجاني نظريته التي اودعها كتابه (دلائل الاعجاز) فاليه (عبد الجبار) يعود الفضل في في اكتشاف النظريه وابتكارها ولعبد القاهر فضيله تفسيرها تفسيرا دقيقا حتى اصبح صاحبها الذي عرفها وطبقها واستخرج على اساسها علىم المعاني المعروف
عبد القاهر الجرجاني ونظريه النظم:
(ان اللفظ موضوعه واما النظم قدره على اخراج المعنى وربطها على الالفاظ)
يعد عبد القاهر الجرجاني العالم الذي وضع حدا للخلاف بين انصار اللفظ وانصار المعنى اذ يرى ان اللفظ دلالته وضعيه فلو ان واضع اللغه قال ربض في مكان ضرب لكان ذلك صحيح اما للنظم ليس فيه الامر كذلك لانك تقتفي في نظمها اثار المعاني وترتيبها حسب ترتيب المعاني في النفس فاذا اوجب المعنى ان يكون اولا في النفس وجب ان يكون اللفظ المعبر عنه اولا في النطق ثم يقول ان الالفاظ لا تتفاضل من حيث كونها الفاظ مفرده الامن حيث اللغه في الاستعمال او عدمه والغرابه وعدمها وخفه الحروف وثقلها فليس هناك جمال في اللفظ من حيث وصوت مسموع حروف تتوالا في النطق وانما يكون ذلك لمابين ذلك من معاني الالفاظ والاتستق العجيب
وقد استدل على نظريه النظم بقوله تعالى:
(وقيل يارض ابلعي ـــــــ وياسماء اقلعي)
واختار كلمه ابلعي لسرعه الامتثال لامر الله تعالى فلم يقل امتصي واشربي
وفيها ايجاز 1 - (قيل) مبني للمجهول لانه الفاعل معروف ليفتح باب التفكير للتحقق ونعلم عظمته وكل شي مجهول يثير الرعب في النفس (ترهيب الموقف وبيان عظمته سبحانه) ولاشاعه جو الرهبه في نفس السامع والفاعل معروف (الجبار الذي لايخفى عليه شي)
(يارض ابلعي) تشخيص حول الارض الى شخصيه انسانيه حيه وناداها نداء العاقل وبرزت الارض تحس وتعقل فقوه الجبار تامرها بان تبلع الماء للاشاره للاسراع لتنفيذ الامر الذي امر الله به وهذا حصل دفعه واحده
(ياسماء اقلعي) حولها الى شخصيه انسانيه تحس (تشخيص)
(يارض ابلعي ماءك فبلعت وياسماء اقلعي سبحانك فاقلعت) ايجاز الحذف مع ايجازالقصر
(يُتْبَعُ)
(/)
(غيض الماء) جف واختفى وهذه دلاله على امتثال لاوامر الله عز وجل ودلاله على سرعته وهي مبنيه للمجهول وقد ساعدت بنيه الكلمه جو الرهيب الذي غيم على هذه الحادثه والقوه الغيبيه الامر وغرابه هذه الحادثه كما اعتاده البشر
(قضي الامر) هلاك قوم نوح ونجاه نوح ومن معاه (ولماذا اضيف الفاعل اليه سبحانه)
لضيق المقام عن ذكره لبيان السرعه في تنفيذ اوامر الله تعالى الذي انتهى بسرعه خاقه لزوال الكافرين ونجاه المومنين
(استوت على الجودي) لانها معلومه حذفت (السفينه) وضيق المقام وسرعه هذا الامر وان الفائده لا تتعلق به بل النهايه ونهايه الموقف
(بعدا للقوم الظالمين) هلاك وسحق
ان عبد القاهر الجرجاني وصل الى ان الالفاظ المفرده لايمكن ان تكون بذاتها قاسيه نابيه وغريبه موحشه وانما يحكم هذه الالفاظ السياق الذي ترد فيه فانظر الى كلمه الاخدع في هذه الابيات تروقنا في موضع وتوحشنا في موضع اخر
قال الشاعر:
تلفت نحو الحي وجدتي وصبت من الاصنعاء ليتا واخدعها (سهولتها)
واني وان بلغتني شرف الغني واعتقت من رق المعامع اخدعي (سهولتها)
يادهر قوم من اخدعيك فقد اضجحت هذه الانام من خرقك (القسوه)
وقد اشار الى ان الابيات هو الذي يحكم على اللفظ
وضع عبد القاهر الجرجاني تعريفا للنظم:
واعلم ان النظم ليس الا ان تضع كلامك الوضع الذي يقتضيه علم النحو وتعمل على قوانينه وتعرف مناهجه التي نهجت فلا تزيغ عنها وتحفظ الرسوم التي رسمت فلاتخل بشي منها وذلك ان لاتعلم شيئا يبتغيه الناظم بنظمه غير ان ينظر في وجوه كل باب وفروقه
وان اساس الاعجاز في القران الكريم هو النظم
ثم نرى عبد القاهر الجرجاني ان الكنايه والاستعاره التمثيلي من مقتضيات النظم وليس خارج منه
النظم الموسيقي:
التناسق بين الفاظ القران الكريم والتناغم بين حروفه فتثير في نفس السامع الطمائنينه والامان
وصاحب هذه النظريه: مصطفى صادق الرافعي (اعجاز القران والبلاغه النبويه)
وقد انطلق فيها من الحروف واصواتها الى الحركات الصرفيه واللغويه للكلمات
وقد طبق نظريته على قوله تعالى (ولقد انذرهم بطشنا)
فقد خففت من وطات الدال التى من حروق القلقله وفي انذرهم يوجد الغنه والطاء من حروف القلقله وخفف من وطاتها (الفتحات المتواليه) (فتمارو) تتوالا الحركات فاتت النذر كذلك لتخفف على بعضهم
(وقد انطلق من الحروف واصواتها) ثم قال وحبك بهذا اعتبارا في اعجاز النظم الموسيقي وانه من لايتعلق به احد ولايتفق على ذلك الوجه الا في القران لترتيب حروفه باعتبار من اصواتها ومخارجها ومناسبه بعض ذلك مناسبه لطبيعه في الهمس والجهر والشده والرخاء والتفخيم والترقيق الى ان يقول لو تدبرت الفاظ القران الكريم لرايت حركتها الصرفيه واللغويه تجري في الوضع والتركيب مجرى الحروف نفسها فيما هي له من ا مر الفصاحه ويهيئ بعضها لبعض لبعض ويساعد بعضها بعض وقد ضرب على ذلك مثال كلمه النذر في سوره القمر فقد تحدث عن قوله تعالى
(ان انذر بطشنا) مشير الى ان القلقله في لقب والطاء في بطشنا وتوالي الحركات في تمارو وانذر كل ذلك خفف ثقل الضمه المتكرره على لفظ النذر فجعل مروره على الالسنه سهل وعذب
(اعتذر لعدم وضوح الايات)
ـ[المستعين بربه]ــــــــ[08 - 07 - 2009, 11:28 ص]ـ
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ} (38) سورة التوبة.
الوقفة عند قوله تعالى: {اثَّاقَلْتُمْ}
ابتدأ الله تعالى هذه الآية بنداء الإيمان إشارة إلى أنّ ماسيردإنماهو من خصائص مايدعى إليه المؤمن ثم عقب ـ سبحانه ـ النداء باستفهام إنكاري أي أنّ التراخي عن داعي الجهاد ممايتناقض مع كمال الإيمان. ثم بين سبحانه صفة هذا التراخي وأنّ حالهم عند طلب النفرة للجهاد حال من ثقلت رجله في الأرض فأصبحت الحركة من أشق المشاق عليه بل إن الصورة موحية إلى أنّ أمر التراخي قدأصاب البدن كله فكأن المدعو إلى الجهاد قد رمى نفسه إلى الأرض وتشبث بهاوأرخى جميع بدنه
وقفة
ـ قال تعلى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا} (83) سورة مريم
(يُتْبَعُ)
(/)
الوقفة مع قوله تعالى: [تؤزهم] أي تهيجهم, وتزين لهم المعصية, وتغريهم بمواقعتها وتلبس عليهم أمرهم؛ فلايُحْكِمون ولا يحسنون؛ كماأنّ اللفظة تشير إلى أنّ من تؤزه الشياطين يسير إلى مبتغاه في هذه الحياة بخفة وطيش؛ و في الأز معنى استعجال الوصول إلى المطلوب من غير أناة ولا روية. فكأنك تنظر إلى هذاوهويعالج الوصول إلى أهدافه وينظر بحذرٍ جميعَ من حوله مخافة العلم به فيسبقونه إلى ما يريد؛ فهو موكول إلى أسبابه البشرية القاصرة.
وإذا عرفنا أنّ الغليان وشدة السير من معاني ألأزّ؛ ّفإنّه سيبدو بأذهاننا شيء آخر للصورة. ذلك أن فيها إشارة إلى ما يعتلج في نفسه من قلقٍ وتحسرٍ واستحثاث. وهذاتصويرُلدخيلته. ثم ماتلبث هذه الصورة الداخلية أن تظهرلنا نتائجها خفة في تحركه.
وتتوسع دائرة الصورة إذا عرفنا أنّ من معاني الأز [ضَرَبَان العِرق] فهذا إضافة لاضطراب جزء من داخله. فكأننا أمام متحركة خفيف تعبث به الريح فتميله كما شاءت لاكماشاء؛ فهوحين أسلم قياده للشياطين تسلطت عليه وزادته رهقا. فكلما رام أمرًا وهم بإنجازه اجتالته الشيا طين ,وأجلبت عليه مُزينةًً له آخرفتستخفه إليه فإذاباشره وبدأالعمل به زهّدته فيه و زيّنت له آخر. وهكذا تستحيل حياته إقبالا ونكوصا. فتشد الشياطين عليه الوثاق؛ فتبقى أهدافه في حياته كلها معلقة من غيرأن يستمتع بتحقيقها
وسبْقُ {أزّ} بقوله تعالى: [أرسلنا] المتصلة بضمير التعظيم يدل على قوة وشدة تأثيره فيه وأنّه لاطاقة له بدفعه.
وقفة
{وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} (32) سورة النساء
وقفتنا هنا مع قوله تعالى: {ولاتتمنوا} وقوله: {واسألوا}.حيث إنّ التمني وردفي الرغبة في الحصول على ماعندغيرنا. والتمني في اللغة هوطلب مايمتنع أويشق حصوله. وفي هذا مايشيرإلى وجوب توقف الإنسان عن التطلع إلى النعم التي فضل بها بعضًاعلى بعض.
وبالجانب الآخرنجدالأمربالسؤال فبلاغة التعبير القرآني من مظانها هنا هواستعمال التمني فيمالا يمكن الحصول عليه إذ الأمر متعلق بالتقديرالآلهي وليس في الأمر شيء من مستطاعات البشر. وعندالرغبة في الوصول إلى المقصود جاء التعبير بلفظ السؤال. فماعندالله يمكن حصوله بالدعاء. كماأنّ قوله تعالى: {من فضله} فيه إشارة إلى أنّ من تفضل على هؤلاء بنعمة لايزال فضله مفتوحًا لسواهم فخزائنه ملئى ويده سحى. كماأنّ هنا إشارة إلى أنّ الإنسان لاييأس. وفيه بث الأمل, وفيه حث على العمل للحصول على المطلوب بأساليبه الصحيحة.(/)
العذل
ـ[نور*]ــــــــ[27 - 06 - 2009, 03:41 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقول القصيدة
وعذلت اهل العشق حتى ذقته** فعجبت كيف يموت من لا يعشق
ما معنى كلمة عذلت؟
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[27 - 06 - 2009, 05:28 ص]ـ
العذل معناه اللوم
ومن ذلك المثل المشهور: سبق السيف العذل
ـ[نور*]ــــــــ[28 - 06 - 2009, 12:26 ص]ـ
شكراً لك أستاذ طارق(/)
استفسار عن كتاب
ـ[محمد الغزالي]ــــــــ[28 - 06 - 2009, 02:13 ص]ـ
السلام عليكم:
لقد بحثت كثيرا عن كتاب شرح الجوهر المكنون في مكتبات التي في مكة, فلم أجد إلا نسخة طباعتها قديمة جدا عند المكتبة الفيصلية, فهل تعرفون أين يباع هذا الكتاب في مكتبات مكة؟(/)
ما معنى الإمالة؟
ـ[سيدرا]ــــــــ[28 - 06 - 2009, 07:14 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الفصحاء حياكم الله
قد بحثت عن هذا المصطلح كثيراً غيرأني لم أجده فيما أمتلك من كتب بلاغية، فهل لكم ان تساعدوني في العثور عليه؟؟؟؟؟؟؟؟؟
جزاكم الله كل الخير
ـ[ابوعلي الفارسي]ــــــــ[29 - 06 - 2009, 05:34 م]ـ
قال المبرد في المقتضب:
الإمالة: وهو أن تنحو بالألف نحو الياء. ولا يكون ذلك إلا لعلةٍ تدعو إليه.
وفي تعريفات الجرجاني:
الإمالة أن تنحي بالفتحة نحو الكسرة
أقول: وهو كذلك في أسرار العربية للأنباري، وكذلك في أوضح المسالك لابن هشام، وفي الأصول في النحو لابن السراج: معنى الإِمالةِ أَنْ تُميلَ الألفَ نحو الياءِ والفتحةَ نحو الكسرةِ.
وفي شرح ابن عقيل:
(الألف المبدل من يا في طرف ... أمل كذا الواقع منه اليا خلف)
(دون مزيد أو شذوذ ولما ... تليه ها التأنيث ما الها عدما)
الإمالة عبارة عن أن ينحى بالفتحة نحو الكسرة وبالألف نحو الياء
وفي مفتاح العلوم للسكاكي: وهي أن تكسي الفتحة كسرة فتخرج بين بين قولك صغر بإمالة الغين فإذا كانت بعدها ألف مالت على الياء كقولك عماد بألف ممالة. والله العالم.(/)
(إعدام. ? براءة) أم (إعدام ?. براءة)
ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[02 - 07 - 2009, 02:41 ص]ـ
جاء في المخصص ?بن سيده 56/ 17 حول بيت ابن مقبل
أصبح الدهر وقد ألوى بهم ... غير تقوالك من قيلٍ وقالِ
قال سيبويه: والقوافي مجرورة. وقد أنكر المبرد احتجاج سيبويه بجر القوافي على خفض (قيل) فذكر أنه يجوز أن تكون القافيةموقوفة، وتكون اللام من (قيل) مفتوحة. قال [يقصد السيرافي في شرح الكتاب]: وقد رد الزجاج عليه ذلك فقال: ? يجوز الخبن في فاعلان من الرمل فإذا قلنا (قيلَ وقال) وجعلنا اللام موقوفة فقد صار (فَعِلانْ) مكان (فاعلان)، وإذا أطلقناها صار (فاعلاتن). انتهى
قول الزجاج ? يستقيم في نظري إ? بالوقف عند (لا) والبدء بجملة جديدة من (يجوز الخبن …) فما رأي أهل البلاغة في ذلك؟(/)
سؤال
ـ[فتاة الأزهر]ــــــــ[04 - 07 - 2009, 12:35 ص]ـ
:::
إخوانى وأخواتى أنا سعيده جدا بالإنضمام إلى هذا الصرح الهائل
وبيسعدنى أكثر إن فيه القسم اللى بموت فيه وهو البلاغة العربية
معلش أنا خبرتى قليلة بس نفسى أتعلم وأول شئ أطلبه
هو إنى محتاجه كتاب بلاغة شامل رصين ملم بكل مافى هذا العلم
لايدع منه مثقال ذرة، وكمان طريقة توصيل أى معلومه بلاغيه للطلاب
لأنى مدرسه حديثة التعيين
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[05 - 07 - 2009, 08:37 ص]ـ
أختي فتاة الأزهر
مرحبا بك في الفصيح
عليك التحدث بالعربية الفصحى، فأنتِ في هذا الصرح -الذي ذكرتِ- لا تجدين أحدا ينطق اللهجات المحلية.
ثانيا ابدئي بقراءة القرآن بتدبر وتوقفي عند الآيات التي فيها تصوير.
ثالثا عليك متابعة الكتب البلاغية المدرسية في جميع المراحل
أخيرا اذهبي إلى أمهات الكتب في البلاغة مثل كتب عبد القاهر الجرجاني: أسرار البلاغة ودلائل الإعجاز، ولا تنسي كتاب التصوير الفني في القرآن لسيد قطب.
وفقك الله، إن احتجت إلى أي تعاون ستجدين الفصحاء سراعا ملبين
ـ[فتاة الأزهر]ــــــــ[05 - 07 - 2009, 11:47 م]ـ
إخوانى أعضاء منتداى الغالى
أرجوا أن تقبلوا إعتذارى على الستخدامى للألفاظ العاميه
وأعدكم أن أحاول استخدام اللغه العربيه الفصحى فى حديثى وموضوعاتى
إن شاء الله
أكرراعتذارى وأشكركم جزيلا على الرد والإفاده(/)
تدريبات على المجاز
ـ[بُشْرى]ــــــــ[05 - 07 - 2009, 03:05 ص]ـ
ــ بَيِّن القرينة ونوع العلاقة في كلٍّ من المجازات المرسَلة التالية:
• الأبرارُ في رحمة الله.
ج / مجاز مرسل علاقته الحالية. وصرف المعنى عن حقيقته حيث إن النعيم معنى والمعاني لا يحل فيه الانسان وإنما يحل في مكانه
• زرع البستاني الأزهار في الحديقة.
ج / مجاز مرسل علاقته باعتبار ما يكون
• أرسل رئيس الجيش عيونه إلى الخطوط الأمامية.
ج / مجاز مرسل علاقته جزئية والمراد بـ (عيونه) جواسيسه
• اهتمت مدرستنا بالأنشطة الرياضية.
ج / مجاز مرسل علاقته المحلية. أطلق المحل وأريد به الحال
• في فصل الشتاء يلبَس الناس الصُّوف.
ج / مجاز مرسل علاقته اعتبار ما كان
• وما مِن يدٍ إلا يدُ الله فوقها ولا ظالمٌ إلا سيُبْلى بأظلمِ
ج /مجاز مرسل علاقته السببية
• يزور الدول العربية كلَّ عام آلافُ السُّيّاح.
ج/ مجاز مرسل علاقته الكلية
• ? إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً ? 10/ النساء
ج / مجاز مرسل علاقته اعتبار ما يكون
عندي مشكلة فى فهم القرينة والصارف الذي صرف المعنى عن حقيقته؛ هل هناك طريقة سهلة لفهمها؟
و أرجو أن تصوبوا لي أخطائي ولكم جزيل الشكر:)
ـ[طارق العليمى]ــــــــ[01 - 04 - 2010, 11:29 م]ـ
• ? إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً ? 10/ النساء
ج / مجاز مرسل علاقته اعتبار ما يكون
الصواب:
اليتامى ــــــــــــــ الكبار
باعتبار ما كان
• اهتمت مدرستنا بالأنشطة الرياضية.
ج / مجاز مرسل علاقته المحلية. أطلق المحل وأريد به الحال
الصواب:
مدرستنا ــــــــــــ الإدارة المدرسية (المدير ..... )
علاقة محلية
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[03 - 04 - 2010, 01:37 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... أما بعد:
أختي الحبيبة والغالية: بشرى
حسبتُ أن هذا السؤال طرح في هذه الفترة، ولكن ظهر أن السؤال مطروح من فترة طويلة والإجابة تتم الآن / سبحان الله!
أختي العزيزة: بشرى
أتمنى عودتك السريعة، ورؤية مشاركاتك الجميلة معنا في منتدى النحو، صدقا/ لقد أفتقدناك.(/)
طلب كتاب
ـ[ابوالبتول]ــــــــ[06 - 07 - 2009, 11:28 م]ـ
السلام عليكم
أنا أبحث عن كتاب حلية اللب المصون بشرح الجوهر المكنون
كاملا بصيغة doc فمن يتفضل به علي للتحميل وجزاه الله خير الدارين
ـ[بُشْرى]ــــــــ[08 - 07 - 2009, 06:54 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة لله وبركاته
تفضل هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35765) تجد الكتاب(/)
من بلا غة التصوير في القرآن
ـ[المستعين بربه]ــــــــ[08 - 07 - 2009, 08:32 ص]ـ
قال تعالى:? وإذا بُشّر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء مابُشّربه أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ساء ما يحكمون ? النحل 58 ـ 59
من هذه الآية سأتناول شيئاً من جانبها التصويري فقط. من غير إشارة إلى حال الأنثى وماتتعرض له بسبب الأعراف الجاهلية.
فا لصورة الفنية المرسومة لهذه الحال تتوزع بين اللون , والحركة ,ومخاطبة النفس؛ هذا جزأمن نسيجها الفني.
فنحن أمام إنسان دهمه خبر مفزع.! حوّل حاله إلى اضطراب وحيرة. فهو عندما سمع الخبر ارتسمت آثاره على وجهه. فبدا عليه السواد, وجللته الكآبة؛ وهذه صورة خارجية؛ وقوله تعالى:?وهو كظيم? هذه الجملة الحالية ـ من حيث موقعهاالإعرابي ـ تصور حاله من الداخل. فالسواد صورة خارجية تشاهد بالعين. أمّا الحزن والغم والكآبة فتستطيع أن ترى آثارهافي الخارج.
ثم تأتي الصورة الثالثة. وهي توصيف حركي لما يقوم به هذا الإنسان فمن شدة الفزع والمذلة التي يحياهما!. فإنّه أخذ يختفي من الناس. حتى لايراه أحد فيرميه بمنقصة الأنثى! كذلك هويريدأن يختفي عن الأنظار ليصل إلى الخط الرابع من خطوط الصورة. وهي مرحلة الصراع مع النفس التي تسبق اتخاذ القرار. فهذا الإنسان بين أمرين أحلاهما مر. الإمساك على هوان ومذلة أوالدس في التراب والا نضمام إلى ركب العرف الجاهلي مع عدم القناعة به.(/)
نقد محاضرة الدكتور عبد المحسن العسكر حول المجاز ..
ـ[أبو فهر]ــــــــ[08 - 07 - 2009, 10:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ الدكتور عبد المحسن العسكر رجل فاضل من أهل العلم، ولا تزال أخباره العلمية تبلغني من بعض وثيقي الصلة به، وقد فرحتُ لما علمتُ بمحاضرته تلك؛ إذ فضل مخالفك لا يقل أبداً عن فضل موافقك؛ فالمخالف يهديك بخطأه قبل صوابه إلى جوانب من الحق لربما ما كنت تهتدي إليها لولا منازعته إياك الرأي، ومماراته لك في المذهب، وإني إذ أرجو نقل نقدي له= أرجو أن يتقبله بقبول حسن، وأنه نقد محب يحب لأخيه من موافقة الحق ما يُحب لنفسه، وأنه نقد عارفٍ بفضل وعلم من يردُ عليه ..
1 - قال الدكتور: ((أيها الأخوة، لم أجد بابا من أبواب العلم كثر الخوض فيه ممن يحسنون العلم وممن لا يحسنونه - كما وقع في المجاز)).
قلت: هذه مبالغة من الدكتور فما كان هكذا في أبواب العلم كثير، والمجاز في هذا دون غيره.
2 - قال الدكتور: ((فبينما ترى في علماء الإسلام من يعُد المجاز شطر الحسن في القرءان، ويعده أحدَ مفاخر العربية ودليل الفصاحة فيها ورأس البلاغة، ومن أكبر الوسائل إلى الافتنان في التعبير وإيراد المعنى الواحد بالصور المختلفة، وأنه يُكسب اللغة مرونة وتجددا واتساعا يؤدي إلى استيعاب المكتشفات الحديثة وافتراع المصطلحات التي تناسبها)).
قلت: الحمد لله فقد جمع نفاة هذه القسمة الباطلة بين نفي الباطل= والتمتع بهذا الحسن الذي أشار إليه الدكتور على وجه هو أتم وأحسن، وهذا الكلام من الدكتور هو أول مثال على المغالطات التي تكثر في كلام مثبتة هذه القسمة؛ فثبوت ظاهرة الاتساع في الكلام واستعمال اللفظ الواحد في أكثر من معنى ليس محلاً للنزاع، وبالتالي فنفاة المجاز يثبتونه ويتمتعون بما فيه من مواطن الجمال = لكنهم يرفضون تأطير هذا الاتساع وتلك الظاهرة =تحت هذه القسمة بما تحمله من قوانين = ثم هم أسعد بمواطن الجمال في الاتساع من مثبتة القسمة من وجوه أهمها: أنهم يطلبون القرينة الدالة على مراد المتكلم في كل كلام فلا يتوقفون عن تدبر الكلام لمعرفة مراد المتكلم تحت دعوى أن المعنى الأصلي هو الذي يتوقف عنده أو المعنى المتبادر، وأنه لا حاجة للبحث عن مراد المتكلم إلا إذا ظهرت قرينة تصرف عن إرادة المعنى الأصلي.
فالذي يتدبر ويتأمل ويبحث في كل لفظ عن المعنى المراد =ولا يركن إلى السهولة والتيسير الكامنين في القسمة =هو أسعد وأمتع بوجوه الجمال ومواطنه في ظاهرة الاتساع تلك، وذلك كله من جنس قول الشافعي عن سنن العرب: ((وتكلَّمُ بالشيء تُعَرِّفُه بالمعنى دون الإيضاح باللفظ كما تعرِّف الإشارةُ ثم يكون هذا عندها من أعلى كلامها لانفراد أهل علمها به دون أهل جَهَالتها)).
الخلاصة: أن ظاهرة الاتساع باستعمال اللفظ الواحد في عدة معاني = ثابتة، والتمتع بمواطن الجمال فيها لا يتوقف على قسمة تلك المعاني إلى حقائق ومجازات. وأن تمتع الباحث عن القرائن المحيطة بكل لفظ من غير حاجز يحجزه عن توقع إرادة أي معنى من معاني اللفظ = هو أعظم من تمتع غيره ممن تحجزه الحواجز المشار إليها.
3 - قال الدكتور: (( ... إذ تجد في مقابل ذلك من يطعُن في المجاز ويحاول هدمه من أصوله وأنه حادث في هذه الأمة، وما جاء إلا من المعتزلة والجهمية وأضرابهم من المتكلمين، وأن المجاز طاغوت التجأ إليه المعطلة لتعطيل نصوص الوحي، وأن الذين اخترعوه جهمية وزنادقة، كما قرأنا هذا في مصنفات بعض المعاصرين)).
قلت: ليس هذا زعم المعاصرين فحسب يا دكتور، ومن أئمة أهل السنة السابقين من وكد كون المجاز بدعة جهمية ومركب معتزلي وسنة أشعرية = كل ذلك والمعاصرون في أصلاب آبائهم؛ فإلصاق هذا بالمعاصرين فحسب = غير حسن وغير دقيق.
4 - قال الدكتور: ((إن الذين يثبتون المجاز هم علماء هذه الأمة)).
قلت: كذا قال الدكتور ((علماء هذه الأمة)) (!!) ثم عاد واستدرك بغير صيغة استدراك فقال: ((جمهورهم يحكي القول بالمجاز)) .. ثم لم يترك لنا مجالاً للاعتذار له بأن الثانية تفسر الأولى فعاد فقال مضرباً على لفظ الجمهور: ((بل حكى يحيى بن حمزة العلوي في كتابه (الطراز) إجماعَ علماء الأمة على القول بالمجاز)).
(يُتْبَعُ)
(/)
الآن فلنترك التعليق على هذا ونعزوه لطبيعة المحاضرة الصوتية، ونكتفي بالتعليق على النقل الذي نقله الدكتور عن العلوي والذي من المفترض أن نجدَ فيه حكاية ثبوت المجاز بإجماع علماء الأمة ...
قال العلوي: ((أجمعَ أهل التحقيق من علماء الدين والنظار من الأصوليين وعلماء البيان - أجمعوا على جواز دخول المجاز في كلام الله تعالى، وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم -)) انتهى كلامه.
قلت: نعم انتهى كلامه وقد برئ الرجل وسلمت عبارته من هذه الدعوى العريضة (إجماع علماء الأمة)) وما قال الرجل غير الصدق، فأهل التحقيق (لا غيرهم عنده) من علماء الدين = والنظار (لا غيرهم عنده) من الأصوليين = وعلماء البيان (من أول الشيخ الجاحظ) أجمعوا على ما ذكر ..
وإن كنتُ لا أخلي الشيخ العلوي من بعض التهمة (!)
ألم يك يكفيه ما في حكايات الإجماع من إجمال وتعميم حتى يحكي عبارته مملؤة بالقيود، أولم يعلم أن من الناس من سيُعرض عن قيوده الحذرة فيجعل الكلام إجماعاً لعلماء الأمة ...
ما علينا ...
الحق أن الدكتور قد قذف بي بسبب كلامه هذا في أودية من الحيرة ..
هل يعني الدكتور بالفعل أن الإجماع منعقد على ثبوت المجاز (؟!)
هذا عجيب ..
أبِجَدٍ يعتقد الدكتور العسكر أن إثبات المجاز هو من معاقد الإجماع عند المسلمين (؟؟!!)
إن كان هذا فهو عجيب عجيب ... بل لا يكون هذا الإجماع أبداً ..
ما أعجب هذا الإجماع الذي لا يستطيع مدعيه أن ينقل لفظاً واحداً يدل عليه دلالة تخلو من المصادرة عبر مائتي عام من عمر هذه الأمة (!!)
ما أعجب هذا الإجماع الذي يُقر مدعيه معنا أن من أهل العلم من أنكر المجاز قبل ولادة العلوي (!!)
وَ لَمُنْكِرُ المجاز حقيق بأن يدعي هذه الدعوى وأن ينافحَ عنها، ومعه الأصل الثابت الواضح = أن ليس لعالمٍ من علماء القرون الثلاثة فمن بعدهم من الأئمة الأربعة عبارة واحدة تشير إلى المجاز تخلو دلالتها من المصادرة، والمجاز نصف بلاغة القرءان كما ادعى الشيخ ..
أفيليق بنصف بلاغة القرآن أن يُعرض عن بيانه سادة مفسري القرآن من الصحابة والتابعين وأتباعهم فالأئمة الأربعة (؟؟!!)
وليطمئن الدكتور فلسنا نلزمه بلفظ المجاز وإنما نريد على الأقل شيوع استعمال معاني المجاز وقوانينه وتطبيقاته بين السلف = شيوعاً يليق بنصف بلاغة القرآن ..
ولكنا نريح الدكتور فلن يجد من ذلك شيئاً .. فالمجاز وقوانينه كذبة يونانية برئ منها قوم خلقهم الله عُرب القلوب والوجوه والألسنة وهم أفصح وأبلغ من أن تجري على ألسنتهم أوهام أرسطوطاليس.
فهذا التقسيم هو اصطلاح حادثٌ بعد انقضاء القرون الثلاثة , لم يتكلم به أحدٌ من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان , ولا أحدٌ من الأئمة المشهورين في العلم , كمالك والثوري والأوزاعي , وأبي حنيفة , والشافعي , بل ولا تكلم به أئمة اللغة والنحو , كالخليل , وسيبويه , وأبي عمرو بن العلاء , ونحوهم.
وإذاً: فليس لثبوت هذا الإجماع شبر من الأرض يقف عليه، فلا هو بالثابت في نفسه = ولا عبارة العلوي التي نقلها الدكتور تدل عليه ..
لم يبق في أيدينا إذاً، إلا أن يكون الدكتور قصد بسياقه هذا أن يُغري سامعه بأن يقع في أسر الوهم المجرد. فما دام أهل التحقيق والنظار وأهل البيان وجماهير العلماء وهم من هم = قد أثبتوا المجاز فلا حيلة لنا إلا الإذعان والتسليم قبل إبداء الحجج وتمحيص الأدلة. وهذا وجه من تقرير الصواب اعتاده الناس اليوم وقبل اليوم، وكل من نجاه الله من أسر هذا الوهم المجرد عبر تاريخ الأمة كان أهدى للحق وأعرف به، إذ تلك الكثرة التي اعتاد الناس الاعتزاء إليها هي من بعد القرون المفضلة لا تزال تبعد عن النور الأول في الصدر الأول، ويوماً من بعد يوم يكثر الظلام المحيط بالنور الأول فلا يكاد يستبين ذلكم النور إلا من جعل طلبه والوصول إليه = أكبرهمه و أعظم قصده، أما من اعتزى للكثرة بعد افتراق الناس فِرقاً بعدت كل واحدة منها عن النور الأول بقدر ما كتب لها الله= فلا يكاد يُبصر هذا النور الأول أو يهتدي إليه إلا ما شاء الله.
5 - قال الدكتور: ((المجاز في اللغة عند المثبتين يقابل الحقيقة)).
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: وهذا تعميم غير دقيق، وهو من آفة الباحثين في العلم عموماً وآفة الباحثين في المجاز على وجه الخصوص؛ فما كل مثبتة المجاز قسموا الكلام إلى حقيقة يُقابلها المجاز، وإنما هذا من محدثات أبي عبد الله البصري الشهير بالجُعل ..
فأبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي لم يذكر لفظ الحقيقة في كتابه , وابن المعتز ذكر الاستعارة , ولم يذكر حقيقة ولا مجازاً , والجاحظ لم يجعل الحقيقة قسماً من الكلام يقابله المجاز , وأولئك الثلاثة كانوا أئمة المتكلمين في المجاز والاستعارة إلى آخر المائة الثالثة من الهجرة , فالذي وقع في المائة الثالثة , وأواخر الثانية هو ذكر المجاز والاستعارة , وليس تقسيم الألفاظ إلى حقيقة ومجاز , وأما تقسيم الألفاظ إلى حقيقة ومجاز فلم يظهر إلا في المائة الرابعة من الهجرة , وكان أول من أظهره هو أبو عبد الله البصري المعتزلي , وأصحابه من بعده: أبو الحسن الكرخي , وأبو بكر الجصاص , والقاضي عبد الجبار , وأبو الحسين البصري , ومن اتبعهم. ولسنا نزعم أن الجاحظ ومن معه قد ازوروا عن هذه القسمة =لا. فالأصل الذي ينقل منه الجاحظ والبصري واحد. نحن فقط نريد شيئاً من الدقة العلمية، ونُرجع عدم ذكر الجاحظ للقسمة بتمامها مع كونه ينقل عن نفس الأصل اليوناني الذي ينقل عنه البصري إلى أحد سببين:
الأول: اختلاف التعبيرات عند ترجمة النص اليوناني.
الثاني: أن يكون الجاحظ –كعادته-أعمل عقله ولسانه في الأصل اليوناني فأخذ منه وترك وزاد فيه ونقص= على العكس من البصري وطبقته الذين كانوا يتقيلون الأصل اليوناني حذو القذة بالقذة.
6 - قال الدكتور: ((الذي يظهر - يا أخوة - أن هذا التقسيم - تقسيم الكلم إلى حقيقة ومجاز - ليس خاصا بالعربية - كما ذهب إلى ذلك جمع من العلماء -، بل هو أمر فطري تقتضيه طبيعة اللغات، وتفرضه قرائح المتكلمين؛ لأنه خروج بالكلام عن الأصل الذي اطرد به الاستعمال، وهذا موجود في كل لغة، ولا تختص به لغة دون لغة، ولا تختص به أمة دون أمة، ومن المعلوم بداهة أن هناك طرائق في التعبير، وأساليب مشتبهة بين البشر، وهذه الأساليب المشتركة إنما هي تتبع الخصائص الموجودة في النوع الإنساني، فطبعي بعد ذلك أن يكون في كل لغة حقيقة ومجاز.
والتعبير بـ (القمر) عن الطلعة البهية، وبـ (السبع) عن الرجل الشجاع، هذا لا تختص به هذه اللغة العربية، بل هو موجود في كل لغة، نعم هذه اللغة العربية تمتاز بوفرة مجازاتها وبوفرة أساليبها حتى اعترف بذلك المستشرقون الذين لهم اطلاع على لغات واسعة)).
قلت: الآن أرجو أن ينتبه الإخوة إلى أهم المغالطات والمصادرات الكامنة في كلام مثبتة المجاز.
عندنا ظاهرة تشترك فيها الألسنة جميعاً وهي: استعمال اللفظ الواحد للدلالة على أكثر من معنى.
هذا القدر لا نزاع فيه.
محل النزاع: هو قول مثبتة المجاز إن واحداً من هذه المعاني بعينه فقط، هو الأصل = وهو ظاهر اللفظ = (وبدءاً من أبي عبد الله البصري) سيُجعل هذا المعنى: هو الذي وضع اللفظ للدلالة عليه أول الأمر، أو وضعت له في اصطلاح التخاطب بعدُ = وهذا المعنى تُعرف دلالة اللفظ عليه من غير احتياج إلى قرينة = وهذا المعنى هو الأصل الذي يجب التمسك به فلا نقول أن غيره من المعاني هو مقصود المتكلم من اللفظ إلا بقرينة تدل على ذلك = وأن هذا المعنى الذي زعم أنه الأصل وأول ما وضع اللفظ للدلالة عليه هو الحقيقة = وأن غيره من المعاني مجازات.
هذا هو القانون الذي وُضع ليحكم قضية استعمال اللفظ الواحد في عدة معاني.
الآن نفاة هذه القسمة لا يُنازعون في حقيقة الظاهرة الموسومة أولاً، وإنما ينازعون في تأطيرها داخل هذا القانون، ويقولون، إن هذا القانون فيه من التألي على الألسنة عموماً وعلى لسان العرب خصوصاً ما فيه = وأن فيه من التألي على المتكلم وجعل ظنون السامع حكماً على مراده شئ كثير = وأنه يقود إلى ضروب شتى من الأوهام في تفسير الكلام = ويقولون أنه لا يوجد معنى من المعاني التي استعمل فيها أهلُ اللسانِ اللفظَ؛ لا يحتاج هذا المعنى لقرينة = وأن قضية أصل الوضع اللغوي التي يتكئ عليها المتكلم بهذه القسمة كثيراً؛ وهم علمي ومن أكثر قضايا العلم افتقاداً للبرهان الصادق= بل هي درب عماية وجهالة = وليس مع المتكلم بها إلا ظنون وخيالات ودعاوى عارية
(يُتْبَعُ)
(/)
عن البينات= وأن قضية اصطلاح التخاطب التي بنى عليها مثبتة الحقائق الشرعية كلامهم؛ هي من اختلاف الألسنة = وأن بحثها على ضوء أن لكل لسان ولكل لسان ظواهره هو البحث الصحيح = وأن إثبات أن لسان النبي صلى الله عليه وسلم فارق لسان قومه عن طريق النقل والتغير الدلالي؛ بدعة عقدية من افتراع المعتزلة = ويقولون أن السبيل الصحيح للتعامل مع هذه الظاهرة هو جمع القرائن المحيطة بالكلام للوقوف على المعنى المعين الذي أراده المتكلم من كلامه من غير الوقوع في أسر أحكام مسبقة من أوهام أصل الوضع والمعنى الأصلي، والمعنى المتبادر، وغيرها من الأشياء التي تُضل عن الصواب في فهم مراد المتكلم.
الآن أين مكمن المغالطة: تكمن المغالطة والمصادرة في أن الدكتور تجاهل أن مخالفيه لا ينكرون ظاهرة استعمال اللفظ في أكثر من معنى، وإنما ينازعون في تقسيم هذه المعاني إلى حقيقة ومجازات أو مجاز = والتعامل مع هذه المعاني بعد هذا التقسيم وفقاً للقانون السابق، راح يستدل بوجود الظاهرة التي لا خلاف على وجودها= على إثبات المجاز وهذه مغالطة وحيدة عن محل النزاع = ثم صادر فبدلاً من أن يستعل ألفاظاً تدل على القدر المشترك الذي لا نزاع فيه وفي كونه أمراً واقعاً = استعمل لفظي الحقيقة والمجاز وبات يقول إنهما هما الأمر الواقع وأنه يستدل بوجود هذه الظاهرة (التي باتت عنده: انقسام اللفظ إلى حقيقة ومجاز) على ثبوت القسمة إلى حقيقة ومجاز.
7 - قال الدكتور: ((إن تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز، هذا في الحقيقة يشبه تقسيمه إلى خبر وإنشاء، وتقسيمه إلى اسم وفعل وحرف، وليس يخلو كلام - أي كلام - من هذه التقسيمات؛ فهي تقسيمات تفرضها طبائع اللغات، وهذه التقسيمات مفهومة من معاني كل كلام، ومن مدلولات الألفاظ.
هذه التقسيمات - وفيها التقسيم إلى حقيقة ومجاز - تقسيمات اصطلاحية تواطأ عليها العلماء، والمقصود منها ضبط دلالات الألفاظ وتحرير معانيها)).
قلت: هذه مغالطة اخرى من مغالطات مثبتة هذه القسمة، وهي دعواهم أن هذه القسمة قسمة اصطلاحية كغيرها من تقسيمات العلوم، وهم يقرنون هذا عادة بأن خلاف نفاة القسمة معهم لفظي ..
وهذا الكلام خطأ من وجهين:
الوجه الأول: أن كل تقسيم لابد أن يستند إلى براهين علمية تبرر هذه القسمة وتظهر معالم الفصل بين القسمين.
الآن: عندنا لفظ واحد .. استعمله العربي للدلالة على عدة معاني، ما هو البرهان الذي استند عليه من قسم هذه المعاني إلى معنى واحد هو الحقيقة ومعنى أو معان هي مجازات (؟؟)
هذا البرهان ينحصر في شئ واحد وهو نظرية بدء اللغة والوضع اللغوي، وأن الألفاظ وضعت أولاً للدلالة على المحسوسات فإذا عبر بها عن غيرها كان هذا خروجاً عن المعنى الأصلي إلى المعنى المجازي.
وهذه نظرية يونانية أخذها المعتزلة عن كتب اليونان، وهي نظرية باطلة. وهي شديدة الاتصال بنظرياهم في بدء الخليقة، ولي مقال منفصل في الإشارة لهذه النظرية وأصولها أكتفي بالإحالة إليه.
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=10924
وهنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=11069
أما كلام الدكتور في إجابة الأسئلة عن كون الاستعمال هو ضابط الحقيقة، فليس انفكاكاً عن القول بالوضع كما ظن الدكتور، بل هو عين القول بالوضع = غاية الأمر أن القائلين بالوضع جعلوا من علامات معرفة الأصل الذي وضعت له الكلمة أولاً هو شيوع وكثرة استعمالها في معنى معين، وظن الدكتور أنه بمسألة الاستعمال هذه قد فر من مسألة الوضع= هو من أعجب ما وقع لي من كلامه في محاضرته هذه. فالوضع والاستعمال وجهان لعملة واحدة وتأمل تعبير شيخ الإسلام: ((سواء ثبت وضع متقدم على الاستعمال او كان المراد بالوضع هو ما عرف من الاستعمال)).
(يُتْبَعُ)
(/)
فتأمل كيف جعل الشيخ القول بالاستعمال أحد مفاهيم الوضع، ومع ذلك فقد نص على أن استعمال الألفاظ للدلالة على المعاني لا يكون إلا مصحوباً بالقرينة الدالة على المعنى المراد و لا يصلح لمعرفة مراد المتكلم باللفظ بغير قرينة يقول الشيخ: ((كذلك لا يوجد في الاستعمال لفظ مطلق مجرد عن جميع الأمور المعينة، فإن الكلام إنما يفيد بعد العقد و التركيب و ذلك تقييد و تخصيص =كقولك أكرم الانسان أو الانسان خير من الفرس و مثله قوله أقم الصلاة و نحو ذلك و من هنا غلط كثير من الناس فى المعانى الكلية حيث ظنوا و جودها في الخارج مجردة عن القيود و في اللفظ المتواطىء حيث ظنوا تجرده فى الاستعمال عن القيود و التحقيق أنه لايوجد المعنى الكلي المطلق فى الخارج إلا معيناً مقيدا و لا يوجد اللفظ الدال عليه فى الاستعمال إلا مقيداً مخصصا و إذا قدر المعنى مجرداً كان محله الذهن و حينئذ يقدر له لفظ مجرد غير موجود فى الاستعمال مجرداً)).
وأبلغ رد على محاولة الدكتور حشر شيخ الإسلام في كلامه عن الاستعمال=أن مثال جناح الطائر الذي ضربه الشيخ العسكر على دلالة الاستعمال =قد أبطله وأبطل دلالته على القسمة ومنع أن يكون جناح الطائر هو الأصل=نعم نفس المثال وعينه أبطله الشيخ في رده على الآمدي.
ودلالة الاستعمال هذه تحتاج إلى استقراء لكلام أهل اللسان المراد تفسير كلامهم، أما ما يفعله من يستدل بها=فهو أن يُفسر كلام المتكلم بغلبة استعمال اللفظ في لسانه هو لا في لسان المتكلم، والسبيل الصحيح أن يُنظر في لسان المتكلم نفسه وإلى موارد استعمال اللفظ نفسه عنده وعند طبقته فإن ثبتت غلبة الاستمال في معنى معين=فغاية ذلك أن يكون قرينة تحتاج إلى مساعد لها ينفي إرادة معنى آخر، ا أن يُتمسك بغلبة استعمال مظنونة متأثرة بلسان المتلقي يحمل بها المتلقي لسان المتكلم على لسانه هو ويفسره به. طلباً للسهولة، وقعوداً عن طلب القرائن، وتحقيق الصدق في تفسير كلام المتكلم.
فإذا ظهر بطلان النظرية التي بني عليها التقسيم بطلت هذه القسمة من ناحية الأسس العلمية وصارت باطلة في نفسها بقطع النظر عن البدع التي بنيت عليها= وبقطع النظر عن قوانين التألي التي سنشير إليها في:
الوجه الثاني الدال على بطلان القول بأن هذه القسمة كغيرها من التقسيمات وأن خلاف مثبتة ظاهرة الاتساع نفاة القسمة=خلاف لفظي يظهر بتأمل ما يلي:
العرب استعملت اللفظة الواحدة وأرادت بها أكثر من معنى ... إلى هنا وهذا قدر متفق عليه لا نزاع فيه ...
الآن: لنتصور أن باحثاً سمى هذا الأسلوب من أساليب العرب= توسعاً
وسماه آخر: تجوزاً
وسماه ثالث: فخامة
وسماه رابع: اتساعاً
إلى هنا وهنا فقط يمكننا تسمية ذلك خلافاً لفظياً ويمكننا عد الخلاف هنا من بابة الخلاف في التلقيب فحسب ....
طيب .... هل هذه هي حقيقة الحال في مسألة المجاز والنزاع فيه (؟؟؟)
الجواب: لا وكلا وكلا ولا .......
فواقع الحال: أن لدينا تياراً كبيراً نحن نتنازع معه. هذا التيار مارس من أنواع التألي والادعاء على العرب والعربية والشرع ما لا يمكن وصفه ووصف خطورته إلا بوصف واحد وهو: الجناية.
زعموا:
1 - إن أحد هذه المعاني التي تكلمت العرب بهذا اللفظ تريدها هو المعنى الحقيقي وهو الذي ينبغي حمل الكلام عليه إذا خلا الكلام من القرائن ... ومعنى حمل الكلام: أنك تقول: إن المتكلم الذي بيني وبينه قرون قد أراد هذا المعنى بالذات.
2 - ثم زادوا في الزعم والتألي فقالوا إن هذا المعنى الحقيقي هو الذي وضع له اللفظ منذ نشأة اللسان ... يا سلام
3 - ثم زادوا في الزعم والتألي فقالوا إن المعاني الأخرى غير هذا المعنى الحقيقي مجاز وإنه لا يجوز أن يقال إن المتكلم أراد معنى منها إلا مع وجود القرينة ... ومش بس كده حتى لو وجدت القرينة فمادام الحمل على المعنى الأول الحقيقي ممكن فإنه يمتنع الحمل على المجاز ...
وزادوا وعادوا وكرروا وفرعوا وزادوا ونقصوا وبنوا وهدموا واشترطوا وأجازوا ومنعوا ...
ولو جئت تسأل من أنبأكم بهذا عن العرب ... ومن أين لكم هذه الحدود والقوانين ومن أخبركم أن اللغة موضوعة ومن أعلمكم أن هذا المعنى بالذات حقيقي وأن الآخر مجاز ... حاروا وأبلسوا وصارت الألسنة مضغ لحم تُلاك في الفم لا تدري ما البيان ....
ما علينا ....
(يُتْبَعُ)
(/)
الآن مع كل هذه الأحكام التي رتبها من وصف طريقة العرب آنفة الذكر هل لا يزال يسوغ أن نقول: إن الخلاف خلاف في التلقيب وما الفرق بين أن نسميه حقيقة ومجازاً وبين أن نسميه اتساعاً وتوسع، أو حقيقة مفردة وحقيقة تركيبية و ... و ... (؟؟)
لا لا يجوز أبداً ... بل هذا لعب بالعقول وسخرية باللسان وأهله ...
بل مذهب المجاز مذهب تام قائم له أحكام وقوانين وتبعات وليس مجرد تلقيب ...
ولا والله ما جرت أحكامه وقوانينه على أمة العرب والإسلام إلا الفساد =فساد الدين وفساد اللسان ...
8 - تكلم الدكتور كلاماً طويلاً عن شيوع القسمة في أوساط البلاغيين والأصوليين، وختم كلامه بقوله: ((إن الأقلام المختلفة إذا تعاورت على باب من أبواب العلم، فلا شك أنها تزيده وضوحا وجلاء، وتكسب الموضوع عمقا)).
قلت: والحق أنه ما ثم إلا قلم واحد شيخنا الفاضل وهو القلم الاعتزالي ومخنثه الأشعري، لن يخرجه عن هذين الوصفين تدثره بدثار البلاغة أو استخفاءه بلثام الأصول، ولن يُساعده على النجاء من التهمة تسليم بعض أهل السنة بهذه الألفاظ ورضاءهم بهذه التقسيمات؛ فللشيوع أثره، ولغلبة الكثرة أثرها، ولضعف غير المتخصص تحت ضغط الألفاظ التي يلوكها المتخصص وطأته.
9 - تكلم الدكتور عن وجود المجاز في شعر الجاهلية وفي القرآن وفي كلام النبي ثم ذكر الاتساع الذي ذكره سيبويه وأشار إلى سعة تصرف العرب في كلامها الذي ذكر الشافعي.
قلت: لا يزال الدكتور سادراً في نفس المغالطة والمصادرة = وهي: الاستدلال بوجود ظاهرة الاتساع واستعمال اللفظ الواحد في أكقر من معنى وإشارة سيبويه والشافعي إليها= على ثبوت القسمة .. بل والتعبير بالقسمة نفسها على الرغم من أن من نقل عنهم لم يستعملوا نفس ألفاظ القسمة ولا أشاروا إلى الأحكام والقوانين المنضوية تحت القسمة. أما تفسير مثبة المجاز من شراح سيبويه لاتساع سيبويه بأنه مجاز فليس أقل كذباً من تفسير كلام الله على المعاني البدعية الذي فعله كثير ممن فسر القرآن، فلا يصلح ذلك دليلاً يكشف عن مراد سيبويه، واستدلال الدكتور بوحدة الأمثلة عجيب جداً؛ لأن محل البحث واحد وهو ظاهرة الاتساع وأمثلتها، وإنما الشأن في القسمة والتلقيب والأحكام المنضوية تحت التقسيم فستظل الأمثلة واحدة عند الجميع.
وقد أشرتُ إلى وجه المغالطة والمصادرة من قبل فلا أعيد .. وإنما أُقرب بمثال:
إنما مثل الدكتور في كلامه كمثل من يثبت التواتر والآحاد ولا يحتج بالآحاد في الاعتقاد فيستدل فيقول: وهذا الذي نقرره ظاهر في سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
فإن حاققته: أين لفظ التواتر ولفظ الآحاد في كلام النبي (؟؟)
أجابك: ليست العبرة بالألفاظ والمسميات ألا ترى أن من الأحاديث ما روي من طرق لا تُحصى كثرة ومنها ما روي من طريق واحد
فتجيبه: نعم أرى هذه الظاهرة وأقر بوجودها وأقدر بوجود أساس مبدئي واضح للتفريق وهو اختلاف عدد الطرق ولكني لا أعلم أن أحداً سمى هذه متواتر وتلك آحاد فهذا قدر زائد على مجرد وجود الظاهرة.
القدر الزائد الثاني على مجرد وجود الظاهرة وعلى مجرد تقسيم الظاهرة إلى قسمين = إعطاء كل قسم أحكام تخالف القسم الآخر من ناحية الحجية مثلاً = بلا بينة.
الآن أرجو تطبيق هذا على قضية المجاز مع التنبه للفرق في قضية المجاز فالقدر الزائد فيها أكبر: ظاهرة الاتساع موجودة في الكلام العربي.
القدر الزائد الأول: تقسيم المعاني (أو الألفاظ) إلى بلا دليل صالح.
القدر الزائد الثاني: تسمية قسم بالحقيقة والباقي بالمجاز أو المجازات.
القدر الزائد الثالث: الأحكام التي ستُعطى لما زعم أنه حقيقة وتنزع عن ما زعم مجازاً.
10 - قال الدكتور: ((ممن سمى المجاز في عصر سيبويه (استعارةً) أبو عمرو بن العلاء (ت 154 هـ)؛ فإنه - رحمه الله - قد سمى المجاز (استعارةً)، ونقل له شواهد على ذلك ابنُ رشيق في (العمدة).
قلت: هذا نقل معلق لا سند له.
11 - ذكر الدكتور كلام الأخفش.
قلت: والأخفش بصري معتزلي لا يٌفرح بمثله.
12 - ذكر الدكتور أبا عبيدة معمر بن المثنى.
قلت: كتبتُ عن كتابه مقالاً طويلاً فليُراجع.
13 - ذكر الدكتور كلام ابن قتيبة والبخاري وغيرهم من أهل السنة وهناك بعدهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وختم بقوله: ((وهذا الإيراد للمجاز بمعناه الاصطلاحي في هذه البيئات المختلفة؛ الأدباء، واللغويون، والمحدثون، وعلماء الشريعة - يدل على أنه كان مشهورا في القرن الثالث لا سيما في المنتصف الأول منه)).
قلتُ: نحن لا ننفي ورود المجاز على لسان هؤلاء، بعد شيوعه على لسان الجاحظ ومن بعده وسطوة اللفظ والتقسيم وتلقي العقول السنية له ليس بمستنكر فقد نُقب النقب.
ولذا فالذي ادعاه نفاة المجاز عدم وجود هذا اللفظ قبل المعتزلة ومنظريهم وسلامة القرون الثلاثة الأول والأئمة الأربعة، وطبقتهم = منه.
وإن كنت أستشعر من سياق الدكتور وحرصه على إثبات وجود المجاز في القرن (المئوي) الثالث = أنه أخطأ في فهم مراد أهل العلم عموماً ونفاة المجاز خصوصاً من عبارة: ((القرون الثلاثة)) .. فالمراد بلفظ القرن في تلك العبارة في كلام أهل العلم وفي كلام النبي صلى الله عليه وسلم = القرن أي الجيل من الناس وليس القرن الذي هو (مئة عام) فهذا اصطلاح متأخر.
فالقرون الثلاثة: هم الصحابة والتابعون وأتباعهم. فليتنبه وليُجعل هذا مثالاً على خدعة الشيوع والمتبادر للذهن.
14 - تطرق الدكتور لنفي نسبة القول بنفي المجاز عن جماعة ممن نُسب إليهم ذلك.
ولا أحب التعرض لذلك فليس مع الدكتور في نفيه علم يُرد عليه، وليس معنا في إثبات نسبة القول لهم إلى تتابع النقل عنهم تتابعاً نطمئن إلى ثبوت النقل به عنهم.
15 - تطرق الدكتور لشيخ الإسلام وحاول حصر دافع الشيخ في الدافع العقدي
وهذا خطأ محض والمتأمل في كلام الشيخ وربطه بين مثبتة المجاز وبين الأصول اللغية للمسألة يعلم أن الشيخ يُبطل المجاز في نفسه بقطع النظر عن أثره العقدي .. وما نقله الدكتور عن الشيخ بواسطة القاسمي سبق إبطاله.
16 - تطرق الشيخ للأصول العقدية التي تيسر الجمع بين ثبوت المجاز وبين النجاة من توسل المبتدعة به إلى بدعهم.
وهنا فقط أحب أن أشير لشئ مهم تجمعه نقاط خمس:
الأولى: إنكار القسمة لمجرد منع توسل أهل البدع بها لمراميهم = غير صحيح.
الثانية: لا يلزم مثبتة المجاز غبش بدع من جمع إلى إثبات المجاز التوسل به إلى بدع الصفات والمنزلة بين المنزلتين.
الثالثة: إنفكاك إثبات القسمة عن البدع المبنية عليها أحياناً لا يمنع جعل إثبات القسمة من أصول أهل البدع. لكن لا من جهة مجرد إثبات القسمة وإنما من جهة إثبات القسمة وتطبيقها على النصوص والمسائل المعينة.
الرابعة: هذا التقسيم باطل في نفسه ومن ناحية الأسس العلمية، والمنهج العلمي = بقطع النظر عن الدوافع الكلامية التي كانت وراءه والقضايا العقدية التي بنيت عليه.
الخامسة وهي أهم النقاط: صورة النعامة تدس رأسها في الرمال= هي أصدق الصور المعبرة عن من يغفل أو يتغافل عن أن شيوع فكرة التقسيم بقوانينها كان على يد الجاحظ وأن أهم قوانينها وتعريفاتها صاغته يد أبي الحسين البصري المعتزلي، وأن الذي أكمل العمل عبد القاهر الجرجاني الذي لم يخرج من جرجان وكانت دراسته على يد ابن أخت أبي علي الفارسي المعتزلي، وأن هذه الفكرة بقوانينها لا أثر لها عبر مائتي عام من عمر هذه الأمة
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[08 - 07 - 2009, 11:55 م]ـ
عجيب
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[09 - 07 - 2009, 12:07 ص]ـ
مكان موضوعك هذا ليس هنا في منتدى البلاغة العربية
ألست أنت القائل في مكان آخر:
أما مس أصل علم البلاغة فقد قربته وولغت فيه وهذا العلم -عندي-علم منقول نشأته من أصلها منتزعة من اليونان ...
والله ما صدقت ولقد ... : mad:
ـ[أبو فهر]ــــــــ[09 - 07 - 2009, 01:37 م]ـ
بارك الله فيك ...
ليس في المنتدى هاهنا أقساماً للفلسفة أو الاعتقاد أو لبحث مشكل كلام أرسطو في كتاب الشعر ..
وأهل هذا المنتدى الكرام يبحثون مسائل المجاز في منتدى البلاغة = فحُصرنا في تقسيمهم ...
ولو كان صدق الناس وكذبهم يعرف بالأيمان = لكان أكذب الناس من كان خصمه أوسع حيلة في سرد الأيمان .. ولكان أسعد الناس من اتخذوا أيمانهم جنة ..
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[09 - 07 - 2009, 11:50 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبا فهر
وحياك الله على كريم خلقك
والمعذرة على هذه الحدّة التي تدركني كلما غُضَّ من طرف تراثنا العربي بأية طريقة كان ذلك الغضّ.
وأنت هنا أخي الكريم تنفي المجاز عن العربية، وهو أسّها وركنها الركين؛ بل وتجعل من البلاغة علما دخيلا على العربية، ومن بقايا علم يونان. وهذا الكلام غير صحيح ألبتة.
وأدعوك هنا إلى مطالعة كتاب قيِّم تناول هذه المسألة بالتفصيل، وهو كتاب:
(البلاغة المفترى عليها بين الأصالة والتبعية) للأستاذ الدكتور/ فضل حسن عباس، ومن خلال هذه الصفحة يمكنك الوصول إلى الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=160250
وفق الله الجميع
وهدانا وإياكم إلى الحق
ـ[أبو فهر]ــــــــ[10 - 07 - 2009, 12:40 ص]ـ
لا عليك أخي الكريم والمؤمن يخفض جناحه لأخيه ولو كان ينفي المجاز:)
والكتاب الذي تفضلتَ بذكه .. كنتُ قد قرأته جيداً منذ عشر سنوات .. وهو -عندي- كتاب ضعيف جداً .. وأحسن ما يستطيعه مؤلفه إذا أعيته الحجج = أن يفزعَ إلى أن التماثل والتشابه بين كلام البلاغيين وكلام اليونان = هو من الاشتراك بين اللغات أو ما يقتضيه الحس ولو كان صاحبه جاهلاً بالمنطق ..
وذكر هذه الأخيرة -أي اقتضاء الحس مع الجهل بالمنطق - عند حديثه عن عبد القاهر الجرجاني (!)
ولعمري إذا كان عبد القاهر المتكلم الأشعري ووارث علم أبي علي الفارسي لا يعلم المنطق فمن الذي يعلمه (؟؟!!)
ولم يبق للشيخ شيء لم يذكره من حجج المكابرة تلك إلا أن يتكلم عن توارد الخواطر كما فعل بعض الطيبين في حوار قديم له معي (!)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[16 - 07 - 2009, 05:40 م]ـ
السلام عليكم:
1. كنت استمعت منذ زمن إلى محاضرة الدكتور عبد المحسن العسكر وفقه الله، وقد أتى فيها بما يروق ويعجب في إثبات المجاز.
2. ثم قرأت بأخرة نقدك يا أبا فهر لكلام الدكتور، والحق أن الشبهات التي يوردها منكرو المجاز، وإن كانت تبدو قوية لأول النظر، إلا أنها عند التحقيق كالزبد يذهب جفاء.
3. لا مانع من أن يكون أصل تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز مأخوذاً من علوم اليونان، ولا يضير هذا البلاغة ولا ينقص من شأنها، وتقسيمهم للكلام إلى حقيقة ومجازٍ منطبق أيضاً على لسان العرب، وعلى أية لغة، وعلى لسان العامة من الناس في أي بلد.
هل تنكر أن تكون في عاميتك المحكية في بلدك ألفاظ تدل على معناها بأصل الوضع، وتدل على معان أخرى على ضرب من التجوز؟
وكلام الدكتور الذي أوردتّه من أروع ما يقال في هذا الباب:
((الذي يظهر - يا أخوة - أن هذا التقسيم - تقسيم الكلم إلى حقيقة ومجاز - ليس خاصا بالعربية - كما ذهب إلى ذلك جمع من العلماء -، بل هو أمر فطري تقتضيه طبيعة اللغات، وتفرضه قرائح المتكلمين؛ لأنه خروج بالكلام عن الأصل الذي اطرد به الاستعمال، وهذا موجود في كل لغة، ولا تختص به لغة دون لغة، ولا تختص به أمة دون أمة، ومن المعلوم بداهة أن هناك طرائق في التعبير، وأساليب مشتبهة بين البشر، وهذه الأساليب المشتركة إنما هي تتبع الخصائص الموجودة في النوع الإنساني، فطبعي بعد ذلك أن يكون في كل لغة حقيقة ومجاز.
والتعبير بـ (القمر) عن الطلعة البهية، وبـ (السبع) عن الرجل الشجاع، هذا لا تختص به هذه اللغة العربية، بل هو موجود في كل لغة، نعم هذه اللغة العربية تمتاز بوفرة مجازاتها وبوفرة أساليبها حتى اعترف بذلك المستشرقون الذين لهم اطلاع على لغات واسعة))
وردك عليه لا يقدح في أصل المجاز، سواء أسميته تجوزاً أم سميته توسعاً في المعنى أم غير ذلك، فأنت بين أمرين: إما أن تقول إن العرب وضعت هذا الاسم بإزاء هذه المعاني وضعاً واحداً، وإما أن تقول إن وضعه بإزاء معنى معينٍ كان سابقاً على وضعه بإزاء المعنى الآخر. فإن صرتَ إلى الأول كان هذا تحكماً منك لا دليل عليه، كما أنك تدعي أن قولهم بالوضع الأول والوضع الثاني لا دليل عليه، وإن صرتَ إلى الثاني فقد قلت بالمجاز.
ولا يشفع لك أن تقول: نقل إلينا أن العرب استعملته بإزاء هذه المعاني دون أن يتميز لنا الوضع الأول من الوضع الثاني، فالزعم بأن هذا أول وهذا ثانٍ لا دليل عليه،
لا يشفع لك هذا في دعواك، لأن مثبتي المجاز يقولون إن الحقيقة ما يسبق إليه الذهن عند الإطلاق، وهذا حكم يؤخذ بالأغلبية، بل إننا نقول بإمكان التنازع في أن هذا اللفظ حقيقي في هذا المعنى أم مجاز فيه، ولا يقدح هذا في أصل التقسيم.
وليس المقصود ما تسبق إليه أذهاننا نحن، بل المقصود أذهان العرب أهل اللسان.
فإن قلتَ: وما أدراك بما كانت تسبق إليه أذهان العرب؟
قلتُ: إن العالم بلغة العرب، المطلع عليها، يمكن أن يحكم حكماً أغلبياً بأن هذا المعنى أحق بأن يكون أسبق إلى أذهانهم من ذاك المعنى.
فإن أضفت إلى هذا أننا في عامياتنا المحكية، ولهجاتنا المحلية نستعمل كثيراً من الألفاظ التي وضعناها نحن بإزاء معانٍ معينة، في معانٍ أخرى على ضرب من التوسع (الذي نسميه مجازاً وتجوزاً) انكشف لك مكمن الإشكال فيما تورده من شبهات.
4. وأمر أخير لا أحب لك أن تقع فيه، أن تغمز من قناة الأشاعرة بتلك الكلمة التي أوردتَها مما لا يليق.
ـ[أبو فهر]ــــــــ[17 - 07 - 2009, 05:35 ص]ـ
قلتُ: إن العالم بلغة العرب، المطلع عليها، يمكن أن يحكم حكماً أغلبياً بأن هذا المعنى أحق بأن يكون أسبق إلى أذهانهم من ذاك المعنى.
هذه هي المهمة .. والباقي كلام من لم يُحسن فقه حجة مخالفه ...
وردها بين .. فالعلماء بالعربية يملأون الدنيا ... ويُمارسون بعض ما قلتَ .. كصنيع الزمخشري .. ومع ذلك (فأحق) التي لونتها لك بالأحمر ويزعمونها هم = تخرص محض وحدس وتخمين لا دليل عليه .. وقد ضربنا مثالين في مقالات سابقة ..
أولهما: هو مثال الأسد وأثبتنا أن العرب لم تأت به قط تريد الحيوان إلا ومعه القرينة الدالة .. مما يُبطل وجود اللفظ الذي تُعرف دلالته بدون قرينة وإذا رجع الأمر في معرفة الدلالات إلى القرائن عاد إلى كون ادعاء أن هذا هو الوضع الأول = خرص وتخمين لا دليل عليه والأغلبية لا تُنال إلا إذا نال هو لفظاً دل بغيبر قرينة وأنى له هذا ..
والثاني: الحمار واستعماله للرجل البليد وضربناه مثلاً لتخرص بعضهم في تعيين دلالات الألفاظ عند العرب وتحدينا من يأتينا ببيت شعر عربي صحيح العربية فيه الحمار في موضع الرجل البليد .. ومن أضاعه الخرص عن إثبات دلالة يزعمها مجازية فأنى له أن يهديه الخرص إلى الدلالة التي يزعمها حقيقية
ويونانية المجاز تُبطل كونه قاعدة مأخوذة من كلام العرب وتثبت أنه تقسيم أراد أصحابه ونقلته أطر العربية عليه .. وهو تأطير فاسد في العربية وفي اللغات جميعاً .. وفي فقه كلام كل متكلم ...
الأشاعرة ستجدني أغمزهم كثيراً فهم من مراكب الفساد التي جر بها على العلوم شر كثير ولا حيلة لي أن أداهنك في هذا!!
...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[18 - 07 - 2009, 08:37 ص]ـ
أبا فهر:
1. كذبت والله، فلم يكن الأشاعرة إلا مركباً من مراكب الخير للإسلام وأهله، وللعلوم وأهلها، ولا حيلة لي في أن أداهنك في وسمك بالكذب. على كل حالٍ أحتسب عند الله ما تقول فيهم، وهو يجزيك بما أنت أهله.
2. كلمة "أحق" ليست حدساً أو تخميناً، بل هي من باب غلبة الظن التي تكفي في هذا الباب.
3. سأبدأ في نقض أقوالك وما تسطره من شبهات في إبطال المجاز من قولك:
ويونانية المجاز تُبطل كونه قاعدة مأخوذة من كلام العرب وتثبت أنه تقسيم أراد أصحابه ونقلته أطر العربية عليه .. وهو تأطير فاسد في العربية وفي اللغات جميعاً .. وفي فقه كلام كل متكلم ...
وأقول لك إن يونانية المجاز لا تبطل كونه موجوداً في العربية؟
أسلم لك أن المجاز من حيث تقسيم الكلام مأخوذ من اليونان، ولكن ليس هناك ما يمنع أن يكون هذا التقسيم جارياً على العربية؟ بل على اللغات جميعاً؟ كما أن اليونان أهل المنطق والقياس لم يكن المنطق والقياس لهم وحدهم.
أريد منك أجابة على هذا السؤال:
هل تنكر أن المجاز واقع في لهجتك المصرية؟ أو في لهجاتنا الشامية؟ أو في كلام أهل الجزيرة؟
ـ[أبو فهر]ــــــــ[18 - 07 - 2009, 04:57 م]ـ
أبا فهر:
1. كذبت والله، فلم يكن الأشاعرة إلا مركباً من مراكب الخير للإسلام وأهله، وللعلوم وأهلها، ولا حيلة لي في أن أداهنك في وسمك بالكذب. على كل حالٍ أحتسب عند الله ما تقول فيهم، وهو يجزيك بما أنت أهله.
هدانا الله وإياك لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه ..
2. كلمة "أحق" ليست حدساً أو تخميناً، بل هي من باب غلبة الظن التي تكفي في هذا الباب.
بل حدس وتخمين. وغلبة الظن لها أدواتها وليس مع الزاعمين ذلك شيء من تلك الأدوات .. ولو قلب عليهم مخالفهم الحجة لما كان معهم ما يدفع قوله إلا غلبة يظنونها هم ويقرون في مباحثهم أنها تقع لما أسموه مجازاً كما تقع لما أسموه حقيقة ... فيعودون على دلالة الغلبة بالإبطال .. والغلبة إنما هي فيما يسبق لأذهانهم وليس معهم ما يدل على أن ما يسبق لأذهانهم هو عين ما كان يسبق لذهن العربي ..
3. سأبدأ في نقض أقوالك وما تسطره من شبهات في إبطال المجاز من قولك:
وأقول لك إن يونانية المجاز لا تبطل كونه موجوداً في العربية؟
أسلم لك أن المجاز من حيث تقسيم الكلام مأخوذ من اليونان، ولكن ليس هناك ما يمنع أن يكون هذا التقسيم جارياً على العربية؟ بل على اللغات جميعاً؟ كما أن اليونان أهل المنطق والقياس لم يكن المنطق والقياس لهم وحدهم.
وليس هناك ما يُثبت ...
ومنطق اليونان في معظمه منطق فاسد وبعض أبواب قياسهم فاسدة وقسمتهم المجازية فاسدة .. وما يُقعدونه هم شيء وصدق هذا التقعيد على اللغات والفكر = شيء آخر ..
أريد منك أجابة على هذا السؤال:
هل تنكر أن المجاز واقع في لهجتك المصرية؟ أو في لهجاتنا الشامية؟ أو في كلام أهل الجزيرة؟
نعم أُنكر ...
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[18 - 07 - 2009, 06:20 م]ـ
الأخ أبا فهر:
هدانا الله وإياك لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه ..
آمين، ولو كانت هذه سنة لك مع إخوتك ومع الأئمة السابقين على اختلاف مشاربهم ما سمعت مني ما يكدر خاطرك ...
قال تعالى في حق رسوله صلى الله عليه وسلم:
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ
فإذا كان هذا في حق الهادي البشير النذير، فما نقول نحن؟!
على كل حال:
إليك أمثلة من المجازات التي نستخدمها نحن في بلاد الشام (في الأردن وفلسطين بالأخص):
1. لفظ "كمبيوتر" وإن كانت في أصلها إنجليزية، إلا أنها لما جرت على ألسنتنا، ونطقنا بها أصبحت من لهجتنا، وكذلك كل كلمة أعجمية إذا جرت على الألسن وتلاقفتها الأفواه وحاكت أصواتها عند أهلها، ونحن هنا في حديث عن العاميات المحكية التي أنكرت المجاز فيها ...
هذه الكلمة "كمبيوتر" أو "كمبوتر" على لسان بعض كبار السن عندنا وضعت بإزاء الجهاز المعروف ( computer) أو "الحاسوب"، كانت هكذا في أصل وضعنا لها محاكاة لصوتها عند أهلها.
(يُتْبَعُ)
(/)
إلا أننا في بلادنا نقول "فلان - ما شاء الله- كمبيوتر" في الدلالة على فطنته أو ذكائه، أو سعة ذاكرته.
2. لفظ "راديو" عامية محكية جاءتنا من الإنجليز، وقد وضعت عندنا بإزاء الجهاز المعروف ( Radio) أو "المذياع".
إلا أننا نقول في بلادنا "فلان راديو" في الدلالة على أنه كثير الكلام، وأنه لا يسكت إذا ما ابتدأ الحديث، ونبالغ في استخدامها فنقول: يا رجل اطفي هالراديو، أو شيل البطارية، أو قيم سلكه من الكهرباء، مع أن هذا الرجل ليس راديو، وليس له بطاريات، ولا سلك له يصله بالكهرباء.
3. لفظ "بنزين" الوقود الذي تحرقه السيارات، هكذا هي بأصل الوضع عندنا وفي عامياتنا، ونحن نقول "فلان بنزين" في الدلالة على سرعة غضبه، حتى إننا نقول "فلان بنزين، بس أقدح له بولع" أي لا تلبث أن تقدح النار حتى يشتعل غضباً.
4. لفظ "زمبرك" أصلها من كلمة spring بالإنجليزية، ونحن نقول "فلان زمبرك" في الدلالة على نشاطه، وكذلك الأمر في قولك: فلان دينمو.
5. لفظ "كندشن" وضعت للدلالة على مكيف الهواء air conditioning أو air conditioner ونحن نقول في المكان الذي يروقك هواؤه، وبرودة الجو فيه "ما شاء الله كندشن".
6. لفظ "مدحلة" أو "بلدوزر" هي أسماء معربة، أو منقولة إلى لهجتنا العامية من أسماء هذه الآلات الإنشائية عند مخترعيها من الغربيين bulldozer، وهي آلات ثقيلة عملاقة، ونحن نقول "فلان بلدوزر" في الدلالة على سمنته المفرطة، وثقله.
7. ومع انتشار الأجهزة الخلوية "الجوالات"، ينتشر مصطلح "الجوال خارج التغطية" أو ما يسمى no service.
ونحن نقول في وصف الرجل الذي يسرح في فكره، أو البليد الذي يصعب إفهامه "فلان خارج نطاق التغطية" أو "فلان ما في عنده خدمة أو service".
فما رأيك بهذه المجازات، أو هذا التوسع في المعنى الذي نعرف أصله وفصله، ثم نتوسع فيه أيما توسع؟
ولك أن تنظر في عاميتك المحكية، ولأهل الجزيرة ممن يقرأ هذه الصفحات أن يورد من الأمثلة في عامياته المحكية بما يوكد حقيقة المجاز والتجوز، أو التوسع في استخدام الألفاظ سمه ما شيت.
ـ[أبو فهر]ــــــــ[18 - 07 - 2009, 08:26 م]ـ
1 - لم أسمع ما يُكدر خاطري وتلك سنتي على كل حال.
2 - ما زعمتَه مجازات ليس من المجاز في شيء ولي مقال طويل في مثل هذا الاستدلال دونك ما يهمك منه فاقرأه:
ـ[أبو فهر]ــــــــ[18 - 07 - 2009, 08:35 م]ـ
نأتي الآن إلى صلب الاستشكال فنقول:
لنظرنا في مسألة المجاز وفساد القسمة مستويين أساسيين:
المستوى الأول: فساد القول بالوضع الأول، وغيبيته، وما ورائيته، وعدم وجود الدلائل العلمية الظاهرة الدلالة على كون هذا اللفظ وضع لهذا المعنى، وبطلان الزعم أن قوماً من العقلاء اجتمعوا واصطلحوا على أن يسموا هذا بكذا , وهذا بكذا , ويجعل هذا عاماً في جميع اللغات؛ وهذا القول لا نعرف أحداً من المسلمين قاله قبل أبي هاشم الجبَّائي.
المستوى الثاني: بُطلان نظرية الحقيقة والمجاز كأداة لتفسير كلام المتكلم، كأن يزعم الزاعم أن اللفظة التي استعملت في أكثر من معنى إذا وردت في الكلام متجردة عن القرائن فإن الأصل (هكذا زعماً وتألياً على المتكلم) أنه أراد معنى معين منها بلا دليل دال على أن المتكلم أراد هذا سوى أنهم أراحوا أنفسهم لما لم يجدوا قرينة (في زعمهم) فحملوا كلامه على أنه أراد معنى معين هو المعنى الحقيقي عندهم. وأكبر من ذلك ضعف بحثهم عن القرائن أصلاً وقولهم بأن هذا المعنى المتبادر هو ظاهر اللفظ الذي يجب التمسك به والوقوف عنده حتى تأتي القرينة الصارفة.
الآن يأتينا البعضبأمثلة غايتها: أنه إذا كان هناك جنس من الألفاظ يُعلم قطعاً أنه وضع لمعنى معلوم أولاً ثم استُخدم في معنى ثان هو متأخر قطعاً .. أفلا يُثبت هذا أن مسألة الوضع ليست غيبية دائماً، وما قولكم وقد علم الوضع الأول هنا = في تسمية المعنى الأول حقيقة والثاني مجاز .. وألا يثبت هذا أن مسألة الحقيقة والمجاز أعم من أن تُحصر في قضية الوضع اللغوي الأول وتُبطل لأجله (؟؟؟)
وجواب هذه = في النقاط التالية:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - من المعلوم أن المجال الأكبر والأوسع لتطبيق نظرية الحقيقة والمجاز هو كلام لا يُمكن معرفة الوضع أو الاصطلاح الأول فيه. فالألفاظ التي يستعملها شعراء الجاهلية وكثير من كلام الله ورسوله والصحابة وجل كلام جل الناس لا يُمكن ان يُجعل من الجنس الذي يُعلم فيه الوضع الأول أو الاصطلاح الأول لا قطعاً ولا ظناً، وأن محاولات تحديد هذا المعنى الأول –عندنا-محاولات بائسة يائسة تفتقد لأسس المنهج العلمي. وإذاً فلا يُعترض بلفظة كالتي ذُكرت على إبطال نظرية فُسر بها كلام الله وكلام رسوله وكلام الناس وملأت الدنيا عبر أحد عشر قرناً .. فبقطع النظر عن إمكان معرفة الوضع والاصطلاح الأول أحياناً فإن هذا لا يقدح في بطلان ركام النظرية التاريخي لأنه وببساطة كل الذين نظروا لقضية القسمة لم يحصروا كلامهم وتنظيرهم فيما يمكن معرفة الوضع والاصطلاح الأول فيه بصورة قاطعة ولو فعلوا لما ناقشناهم النقاش السابق ولناقشناهم النقاش التالي الذي سنناقشه لخزانة الأدب.
الخلاصة: غاية ما يُثبته ويمكنه الاحتجاج به عليه: أنه إذا علم الاصطلاح الأول قطعاً فما الذي يمنع من إجراء قسمة الحقيقة والمجاز .. وهذا ما سنناقشه فنقول:
2 - ليس لإجراء القسمة في مثل هذه الألفاظ إلا واحداً من معنيين أو هما جميعاً:
المعنى الأول: أنك تريد إجراء قسمة الحقيقة والمجاز بما يستتبعها من أحكام وقوانين فتقول: تُستعمل لفظة الكمبيوتر في كلام الناس اليوم للدلالة على عدة معاني (مثلاً):
المعنى الأول: الحاسب الآلي.
المعنى الثاني: الدماغ والعقل.
المعنى الثالث: العلم المعين الذي يتمكن متعلمه من التعامل مع الحاسب الآلي.
ثم تقول: قد علم أن نشأة هذا اللفظ أولاً كانت للدلالة على جهاز الحاسب الآلي ثم استعمل بعدُ للدلالة على باقي المعاني.
ثم تقول: لفظ الكمبيوتر حقيقة في الدلالة على الجهاز المعين مجاز في الدلالة على باقي المعاني.
ثم تقول: إذ وردت لفظة الكمبيوتر متجردة عن القرائن تُصرف للدلالة على الجهاز المعين ولا تُحمل عنه إلى غيره إلا بقرينة صارفة .. فلو رأيت ورقة كُتب فيها: ((شغل الكمبيوتر)) لا أعلم أي المعاني أرادها كاتبها فتُحمل هذه اللفظة على الجهاز المعين حتى تقوم قرينة صارفة.
ونقول إذا أردت هذا بمطالبتك بإجراء القسمة في هذا الجنس من الألفاظ فنقول: نحن نرى أن هذا أيضاً باطل مطلق والسبب:
إنك بهذا وإن نجوت من المستوى الأول السابق ذكره من مستويات نظرنا في إثبات فساد القسمة (وهو ضعف الأسس العلمية لضبط الوضع الأول والاصطلاح الأول) = فلم تنج من المستوى الثاني وهو أن هذا منهج فاسد في تفسير كلام المتكلم؛ إذ يجعل هذا القانون حكماً على مراد المتكلم وقاضياً بأنه أراد معنى معين قد لا يكون خطر له ببال. وهو شهادة بغير علم كان يحسن الوقوف عنها طلباً للقرائن المفسرة.
فالذي نراه: أنه لا فرق بين معرفة الوضع الأول قطعاً أم لا = في أنه لم يعد يصلح تفسير كلام المتكلم عبره بعدما ثبت استعمال اللفظ في معاني غير الوضع الأول، فما دام ثبت استعمال اللفظ في معاني غير الوضع الأول وجب التوقف عن تحديد أن المتكلم أراد أحد المعاني حتى نجد من القرائن ما يُعين على معرفة هل أراد المتكلم المعنى الأصلي أم واحداً من المعاني الحاصلة بعده، فإن لم تُسعف القرائن المفسر بالمعنى الذي أراده المتكلم أو شئ منه وجب عليه التوقف عن القول بغير ما علمه من مراد المتكلم ويكون ما خفي عليه من المتشابه النسبي الذي يخفى لبعض الناس ويظهر لبعضهم.
والحالة الواحدة التي يُحمل فيها كلام المتكلم على معنى بعينه من غير وجوب بحث عن القرائن هي في حالة استعمال المتكلم للفظ يُعلم قطعاً أنه لا يستعمل إلا في معنى واحد.
أما كل لفظ استعمل في أكثر من معنى فسواء علمنا المعنى الأول (كالكمبيوتر) منهم أم لا (كجل الكلام) = فلا يجوز القول بأن اللفظ يتجرد عن القرائن أو أن يُحمل على معنى معين هو الأصلي الأول في حالة عدم الوقوف على القرائن.
المعنى الثاني لطلبك إجراء القسمة في مثل هذه الألفاظ .. هو أنك تريد إجراءها مع تجريدها عن قانون تفسير كلام المتكلم بأن تُسمي المعنى الأول حقيقة والثاني المجاز استناداً لمعرفة بدء الاصطلاح.
ونقول: أنه حتى هذا لا يصلح أخانا الحبيب. فأنت تريد أخذ مصطلح يطلق على نظرية كاملة فتُطلقه على جزء من أجزاء هذه النظرية تجرده عنها.
وهذا من أسباب الفساد والاشتباه، وإذا كنا لن نستخدم القانون الذي لأجله سمي هذا اللفظ حقيقة وهذا اللفظ مجاز فلماذا نستعمل هذين اللفظين (؟؟)
بل لا يكون استعمالهما –بعد إفراغهما من القانون-إلا ضرباً من اللغو ..
ثم نقول: إن الصواب الذي لا مدخل للتوهم والفساد فيه: أن يقال: ما كان من هذا الجنس من الألفاظ قد عُلم المعنى الأول الذي استعمل فيه ثم علم أنه استعمل في معاني أخر = أن يقال: هذا من قبيل النقل والتطور الدلالي فيقال: وضع هذا اللفظ والصواب أن يقال: (معنى هذا اللفظ في الطبقة الأولى التي تكلمت به) هو: كذا ..
ثم تم نقله ليدل على: كذا، وكذا ..
مثال: القهوة في لسان العرب الأول هي الخمر، ثم نقلت في الألسنة المتأخرة للدلالة على المشروب المعروف.
مثال (2): المكروه في اللسان الأول هو المبغض حرمه الشارع أم بغضه ولم يصل به لدرجة التحريم ثم نقل في ألسنة بعض الأصوليين للدلالة على المبغض الذي لم يحرم.
وهذا المنهج في التعامل مع هذا الجنس من الألفاظ الذي علم معناها الأول قطعاً = فيه ثلاث فوائد:
الأولى: انطباقه على الصورة الحاصلة من غير زيادة ولا نقصان.
الثانية: بعده عن الاشتباه والتوهم الحاصل من إطلاق لفظ الحقيقة والمجاز.
الثالثة: أنه لا يخرج عن وصف الظاهرة ليحشر نفسه في تفسير كلام المتكلم ويُطالب بحمل كلام المتكلم .... إلخ هذا القانون الفاسد ..
وختاماً: فثم وجه آخر من التحليل لكثير من الكلمات الحادثة كالكمبيوتر وإثبات كونها تعود لكونها تعديد مضافات خارجية للفظ سابق ولكنه ألصق بالبحث الدلالي العام منه بقضية المجاز ..
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[20 - 07 - 2009, 09:46 ص]ـ
نأتي الآن إلى صلب الاستشكال فنقول:
لنظرنا في مسألة المجاز وفساد القسمة مستويين أساسيين:
المستوى الأول: فساد القول بالوضع الأول، وغيبيته، وما ورائيته، وعدم وجود الدلائل العلمية الظاهرة الدلالة على كون هذا اللفظ وضع لهذا المعنى، وبطلان الزعم أن قوماً من العقلاء اجتمعوا واصطلحوا على أن يسموا هذا بكذا , وهذا بكذا , ويجعل هذا عاماً في جميع اللغات؛ وهذا القول لا نعرف أحداً من المسلمين قاله قبل أبي هاشم الجبَّائي.
.
لم يثبت فساد القول بالوضع الأول، وقد ذكرتُ لك في مداخلة سابقة أنك بين أمرين:
1. إما أن تقول إن العرب وضعت هذا الاسم بإزاء هذه المعاني وضعاً واحداً.
2. وإما أن تقول إن وضعه بإزاء معنى معينٍ كان سابقاً على وضعه بإزاء المعنى الآخر.
فإن صرتَ إلى الأول كان هذا تحكماً منك لا دليل عليه، كما أنك تدعي أن قولهم بالوضع الأول والوضع الثاني لا دليل عليه، وإن صرتَ إلى الثاني فقد قلت بالمجاز. والاعتذار لنفي المجاز بأننا لا نعرف الوضع الأول من الوضع الثاني لا يقدح في أصل المجاز، بل إن استعمال هذا اللفظ بإزاء المعاني المتعددة يقطع بوجود المجاز. ذلك أنا – من حيث واقع اللغة- نحيل أن تكون العرب وضعت هذه الألفاظَ بإزاء مسمياتها هكذا جزافاً، أو أن تكون وضعتها بإزاء مسمياتها دفعة واحدة، وإذا ما ثبت أننا نقطع بوجود وضعٍ أول سابق، ثم وضع آخر لاحق لعلاقة تربط السابق باللاحق كما في لفظ "كمبيوتر" و"راديو" و"بلدوزر" و"زمبرك" في عاميتنا المحكية، أمكننا أن نتصور أمراً كهذا في لغة العرب، بل نجزم بثبوته.
أما غيبية الوضع الأول وماورائيته، وعدم وجود الدلائل العلمية على كون هذا اللفظ لهذا المعنى، فليس كذلك، بل الأمر مرهون بغلبة الظن، وهي كافية في هذا الباب وليست حدساً ولا تخمينا، فإننا نحمل اللفظ عند تجرده من القرائن على ما هو أغلب وأكثر في استعمال العرب، إلا أن ترد قرينة تصرفه عن المعنى الذي هو أغلب وأكثر في استعمال الناس.
المستوى الثاني: بُطلان نظرية الحقيقة والمجاز كأداة لتفسير كلام المتكلم، كأن يزعم الزاعم أن اللفظة التي استعملت في أكثر من معنى إذا وردت في الكلام متجردة عن القرائن فإن الأصل (هكذا زعماً وتألياً على المتكلم) أنه أراد معنى معين منها بلا دليل دال على أن المتكلم أراد هذا سوى أنهم أراحوا أنفسهم لما لم يجدوا قرينة (في زعمهم) فحملوا كلامه على أنه أراد معنى معين هو المعنى الحقيقي عندهم. وأكبر من ذلك ضعف بحثهم عن القرائن أصلاً وقولهم بأن هذا المعنى المتبادر هو ظاهر اللفظ الذي يجب التمسك به والوقوف عنده حتى تأتي القرينة الصارفة.
.
مثبتة المجاز لم يزعموا هذا تألياً، بل عرفوا هذا من واقع اللغة، من حيث إن التوسع في استعمال اللفظ في أكثر من معنى – عند التحقيق- لا يأتي هكذا جزافاً.
لماذا نستخدم كلمة كمبيوتر في الدلالة على الإنسان الذكي مثلاُ دون الإنسان الأحمق البليد، هل توسعنا في استعمال هذه اللفظة هكذا؟ أم أننا لاحظنا وجه الشبه بين سعة ذاكرة الكمبيوتر، وسرعة إجراء العمليات فيه على وجه عجيب متقن، فاستعرنا هذه اللفظة لندل بها على الفطن الذكي السريع البديهة؟
لماذا نستخدم كلمة "راديو" في الدلالة على كثير الكلام؟ هل توسعنا في استعمال اللفظ هكذا جزافاً؟ أم أننا لاحظنا وجه الشبه بين الراديو في الإذاعات تبث ليل نهار، بلا كلل ولا ملل، فاستعرنا هذه اللفظة في الدلالة على كثير الكلام الذي لا يسكت إذا ما ابتدأ الحديث؟
ولذلك فإن كلمة "كمبيوتر" أو "راديو" إذا ذكرت في لهجاتنا المحلية هكذا مجردة، انصرفت أذهان أهل اللغة إلى الحاسب الآلي وإلى المذياع، وإنكار هذا مباهتة، فينبغي أن نحمل كلام المتكلم عليها، ونقول إن المتكلم أراد هذا المعنى، لأنه لو أراد غيره لجاء بما يصرف هذه اللفظة عن معناها في معهود الناس وتصرفهم في الكلام إلى معنى آخر. وليس هذا تألياً كما تظن، ولا ضعفاً في البحث عن القرائن، بل هو من باب إنزال كلام المتكلم على معهود أهل اللغة. فنحن نحمل كلام المتكلم على هذا المعنى دون ذاك بإنزال كلامه على معهود الناس في الألفاظ ومعانيها، وما يتبادر إلى أذهانهم منها بحكم العادة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن قال المتكلم: إنما قصدت معنى آخر غير ما تبادر إلى أذهانكم.
قلنا له: قد أتينا إذن من سوء إفهامك، لا من سوء فهمنا، وكان الأجدر بك أن تأتي بقرائن تنصرف بها أذهاننا إلى ما أردت.
ونزيد فنقول له: ليس لك أن تكد أذهاننا، وأن تجهد قرائحنا في فهم مدلول كلامك، ولا أن تتعبنا في فهم مرادك، والنظر إن كان هناك ما يصرف هذا المعنى عن ظاهره المتبادر إلى الذهن، إما أن تأتي به واضحاً بيناً فنعذرك، وإما أن يلتبس علينا مرادك فنلقي باللائمة عليك.
وأنت تعلم أن الكلام قد يؤتى فيه المتكلم من سوء فهم السامع، وقد يؤتى فيه السامع من سوء إفهام المتكلم.
والمتكلم الذي يأتينا بكلام نفهمه على معنى معينٍ إذا تجرد من القرائن، ثم يزعم أنه أراد معنى آخر فهو الذي قد أساء إلى المعنى. وهو الذي أساء إفهامنا، لا نحن من أساء فهمه.
والحَكَمُ بين المتكلم والسامع في هذا إنما هو عرف الناس ومعهودهم في الألفاظ ومعانيها.
مثال ذلك: أن المتكلم إذا قال: رأيت كمبيوتراً لا مثيل له، صرفنا كلامه هذا إلى الحاسب الآلي لا غير، ما لم يذكر من القرائن اللفظية أو غيرها ما يصرف هذا المعنى إلى أنه رأى رجلاً ذكياً لا مثيل له.
فإن قال إنما أردتُ الرجل الذكي، وكان عليكم أن تتوقفوا حتى تتحققوا مرادي.
قلنا له: نحن نحمل كلامك على ما تعارفناه وتعاهدناه، فإن كان لك مرادٌ غير هذا فأفصح.
وعلى هذا فمثبتة المجاز أسعد حالاً من نفاته من حيث إنهم لا يتوقفون في فهم مراد المتكلم هنا، بل يحملونه على ما تعارفوه وتعاهدوه في الألفاظ ومعانيها، بل إنهم يُلزمون المتكلم بضرورةِ الإفصاح إن أراد غير ما تعارفه الناس وتعاهدوه، ولا يتركون له الحبل على الغارب يتلاعب بالسامع كيف يشاء، يتكلم بكلامٍ ثم يقول للسامع: انتظر حتى تأتيك القرينة، أو ابحث عنها، فلعلي لم أرد هذا المعنى الذي تظنه من كلامي.
ولا يكون هذا تألياً منهم و لا تحميلاً لكلام المتكلم ما لا يحتمل، بل هو حملٌ لكلام المتكلم على المتعارف المعهود، وإلزام له بأن يتقيد في كلامه بالمتعارف المعهود بين الناس، فما هو بأعلى منزلة من السامع، وما السامع بأعلى منه منزلة.
إذن ...
الأصل في المتكلم - إذا ما أراد إفهام السامع- أن يقصد إلى ما يتحقق به إفهام السامع من المتعارف المعهود في الألفاظ ومعانيها، ويسلك في هذا أوضح السبل وأجلاها، كما أن الأصل في السامع – إذا ما أراد فهم كلام المتكلم- أن يُنَزِّل كلامَه على المتعارف المعهود في الألفاظ ومعانيها، وليس هذا من التألي في شيء.
فتأمل.
2 - ليس لإجراء القسمة في مثل هذه الألفاظ إلا واحداً من معنيين أو هما جميعاً:
المعنى الأول: أنك تريد إجراء قسمة الحقيقة والمجاز بما يستتبعها من أحكام وقوانين فتقول: تُستعمل لفظة الكمبيوتر في كلام الناس اليوم للدلالة على عدة معاني (مثلاً):
المعنى الأول: الحاسب الآلي.
المعنى الثاني: الدماغ والعقل.
المعنى الثالث: العلم المعين الذي يتمكن متعلمه من التعامل مع الحاسب الآلي.
ثم تقول: قد علم أن نشأة هذا اللفظ أولاً كانت للدلالة على جهاز الحاسب الآلي ثم استعمل بعدُ للدلالة على باقي المعاني.
ثم تقول: لفظ الكمبيوتر حقيقة في الدلالة على الجهاز المعين مجاز في الدلالة على باقي المعاني.
ثم تقول: إذ وردت لفظة الكمبيوتر متجردة عن القرائن تُصرف للدلالة على الجهاز المعين ولا تُحمل عنه إلى غيره إلا بقرينة صارفة .. فلو رأيت ورقة كُتب فيها: ((شغل الكمبيوتر)) لا أعلم أي المعاني أرادها كاتبها فتُحمل هذه اللفظة على الجهاز المعين حتى تقوم قرينة صارفة.
ونقول إذا أردت هذا بمطالبتك بإجراء القسمة في هذا الجنس من الألفاظ فنقول: نحن نرى أن هذا أيضاً باطل مطلق والسبب:
إنك بهذا وإن نجوت من المستوى الأول السابق ذكره من مستويات نظرنا في إثبات فساد القسمة (وهو ضعف الأسس العلمية لضبط الوضع الأول والاصطلاح الأول) = فلم تنج من المستوى الثاني وهو أن هذا منهج فاسد في تفسير كلام المتكلم؛ إذ يجعل هذا القانون حكماً على مراد المتكلم وقاضياً بأنه أراد معنى معين قد لا يكون خطر له ببال. وهو شهادة بغير علم كان يحسن الوقوف عنها طلباً للقرائن المفسرة.
.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما المستوى الأول فقد نجوتُ منه، إذ أرجعتُ هذا إلى ما هو أغلبُ في استعمالِ العربِ، فنحن عندما نقول إن الحقيقة استعمال اللفظ فيما وضع له أولاً في اللغة أو في اصطلاح التخاطب، أو نقول: كل كلمة أريد بها ما وقعت له في وضع واضع وقوعاً لا يستند فيه إليه غيره، وعندما نقول إن المجاز هو استعمال اللفظ في غير ما وضع له أولاً في اللغة أو في اصطلاح التخاطب، أو نقول: هي كل كلمة أريد بها غير ما وقعت له في وضع واضع لملاحظة بين الثاني والأول، لا نعني بهذا بالضرورةِ أننا عرفنا الوضع الأول أو الاستعمال الأول الذي سميناه "حقيقة" قطعاً، والاستعمال الثاني الذي سميناه مجازاً قطعاً، بل نقول:
1. إن استعمال هذه اللفظ المعين في كل المعاني التي استعمل فيها على السواء، وبلا أسبقية أحد هذه المعاني على الآخر، أمر يحيله واقع اللغة، بل الغالب على الظن إن لم نقطع أن العرب استعملت هذا اللفظ بإزاء أحد هذه المعاني أولاً، ثم في معنى آخر إما على وجه المشابهة أو المضادة أو الاقتران الزماني أو المكاني. مثال ذلك: أن الأغلب في واقع اللغة أن العرب لم تستعمل لفظ "الغائط" في الدلالة على المكان المنخفض، والخارج المستقذر على السواء، بل الأرجح أنه كان بإزاء أحد هذين المعنيين أولاً، ثم استعمل في الآخر لارتباط الخارج المستقذر بالمكان المنخفض، أو لارتباط المكان المنخفض بالخارج المستقذر. وكذلك الأمر في الأسد والحمار وغيرها، وما ذكرناه من الألفاظ التي تتداولها العامة خير مثال على ذلك كما لفظ "كمبيوتر" و"راديو". إذن فقد ثبت وجود المجاز في اللغة، أما أن هذا المعنى هو الحقيقي والآخر هو المجازي، فقد يكون محل خلاف بين أهل اللغة وعلمائها. المهم أن أصل التقسيم إلى حقيقة ومجاز في كل لغات الدنيا، حقيقة لا مراء فيها، وها قد أثبتُّه لك في ألسنة العامة ولهجاتها التي صرَّحتَ – غيرَ موفَّقٍ- بإنكار المجاز فيها.
2. إذا ما ثبت لنا وجود أصل التقسيم، أمكننا بعد ذلك أن نصف بالحقيقة المعنى الذي يتبادر إليه الذهن عند إطلاق اللفظ، ذلك أن هذا المعنى لمّا كان أقربَ إلى الذِّهن وألصق به والمتبادر إليه عند إطلاق اللفظ، فلعلَّه هو الحقيقة فيه، فنقول – عندها- إن هذا المعنى أولى باللفظ عند التجرد من القرائن، ثم نصف بالمجاز المعنى الذي لا يتبادر إليه الذهن عند إطلاق اللفظ، ونقول إن هذا المعنى غير حقيق باللفظ مجرداً لما كانت أذهانُ العامةِ لا تنصرفُ إليه عند ذكر اللفظ مجرداً.
3. وليس يهمنا بعد هذا أن أصل الوضع كان بخلاف ذلك، أو أن هناك وضعاً سابقاً على ما سميتَه أنت حقيقةً، وأن هذا الذي تزعمه حقيقةً إنما هو مجاز لوضع سابق، فالألفاظ المنقولة على سبيل المثال إنما سميت منقولة لأنها أصبحت أشهر في المعنى الجديد، وأقرب إلى الذهن من المعنى القديم الذي كان لها. فيصبح ما كان حقيقة لغوية مجازاً عرفياً، وما كان مجازاً لغوياً حقيقة عرفية!
4. ومرة أخرى، ليس هذا تألياً ولا دعوى لا دليل عليها، بل هو من باب إنزال كلام المتكلم على معهود الناس وتصرفهم في الألفاظ ومعانيها، وما يتبادر إلى أذهانهم منها وما لا يتبادر، وهو قول يشهد له واقع اللغة، فإن أبيت إلا أن يكون تألياً فهو تألٍ أجبرنا عليه عرف الناس ومعهودهم في الألفاظ ومعانيها، وليس لك أن تخرج عنه في خطابك للناس، أما أن تخاطب به الناس، وتطلب إليهام أن ينشطوا في البحث عن القرائن التي يفهمون بها كلامك، فهذا تكلف حملت عليه نفسك، وأبيناه نحن، فكنا بذلك أسعد منك حالاً إذ لم نلزم أنفسنا ما لا يلزم، فإما أن تخاطبنا على معهودنا، وإما أن تبقي كلامك حبيس نفسك، أو تبوح به لمن يحتمل منك هذا.
وفي هذا إبطال قولك (أن هذا منهج فاسد في تفسير كلام المتكلم؛ إذ يجعل هذا القانون حكماً على مراد المتكلم وقاضياً بأنه أراد معنى معين قد لا يكون خطر له ببال. وهو شهادة بغير علم كان يحسن الوقوف عنها طلباً للقرائن المفسرة) ...
(يُتْبَعُ)
(/)
فإنا نقضي ونحكم على مراده بما تعارفته الناس في الألفاظ ومعانيها، وهي شهادة عن علم، هو معهودُ الناس والشائع فيما بينها في الألفاظ ومعانيها، فإن أراد معنى آخر لم يخطر ببالنا فهو من أساء في أداء المعنى لا نحن، وليس له أن يكلفنا الكد والجهد في طلب مراده، إما أن يخاطب الناس على معهودهم، وإما أن يبقي مراداته لنفسه.
وليس هذا من التألي في شيء كما تزعم، بل إن التألي يلزمك ولا يلزمنا، إذ تتوقف في فهم مراد المتكلم معتذراً بأننا قد نسيء إليه في تحميل كلامه ما لم يخطر له ببال!
إذا كان المتكلم يزعم هذا فلماذا أتى في كلامه بما يوهم ويُلغزُ، ويفهمُه الناس على غير الوجه الذي أراده؟
فالذي نراه: أنه لا فرق بين معرفة الوضع الأول قطعاً أم لا = في أنه لم يعد يصلح تفسير كلام المتكلم عبره بعدما ثبت استعمال اللفظ في معاني غير الوضع الأول، فما دام ثبت استعمال اللفظ في معاني غير الوضع الأول وجب التوقف عن تحديد أن المتكلم أراد أحد المعاني حتى نجد من القرائن ما يُعين على معرفة هل أراد المتكلم المعنى الأصلي أم واحداً من المعاني الحاصلة بعده، فإن لم تُسعف القرائن المفسر بالمعنى الذي أراده المتكلم أو شئ منه وجب عليه التوقف عن القول بغير ما علمه من مراد المتكلم ويكون ما خفي عليه من المتشابه النسبي الذي يخفى لبعض الناس ويظهر لبعضهم.
.
ونحن نقول إنه لا فرق بين معرفة الوضع الأول قطعاً أم لا، ونخالفك في أن هذا صالح لتفسير كلام المتكلم. ونقول إننا – مثبتتة المجاز- أسعد منك حالاً في أننا لا نتوقف في تحديد مراد المتكلم، بل نمضي إلى فهم مراده بإنزاله على معهود الناس، ونلزمه بذلك إلزاماً لا فكاك له منه. ولا نتوقف إلا إذا لم نتمكن من تغليب أحد المعنيين على الآخر كما في "القرء" للحيض والطهر، عندها نذهب إلى طلب القرائن، أما إذا غلب على ظننا أن هذا المعنى أحق – على معهود الناس واصطلاحهم- باللفظ لمّا كان هو المتبادرَ إلى أذهانهم من ذلك اللفظ، فقد أحسنا صنعاً، وكنا أسعد حالاً.
والحالة الواحدة التي يُحمل فيها كلام المتكلم على معنى بعينه من غير وجوب بحث عن القرائن هي في حالة استعمال المتكلم للفظ يُعلم قطعاً أنه لا يستعمل إلا في معنى واحد.
.
بل هذا تحكم لا دليل عليه، ودعوى فاسدة، بل إن هذا هو التألّي الذي نسبتَه لغيرك وما أراك إلا وقعتَ فيه.
أما كل لفظ استعمل في أكثر من معنى فسواء علمنا المعنى الأول (كالكمبيوتر) منهم أم لا (كجل الكلام) = فلا يجوز القول بأن اللفظ يتجرد عن القرائن أو أن يُحمل على معنى معين هو الأصلي الأول في حالة عدم الوقوف على القرائن.
.
وهذه تألٍّ آخر تقع فيه وتنسبه إلى غيرك، فإن الناس كلها إذا ذُكرَ لفظ "كمبيوتر" هكذا مجرداً انصرفت أذهانها إلى الحاسب الآلي. ولا تلتفِتُ إلى قولك: إياكم أن تنصرف أذهانكم إليه، فإن هذا لا يجوز!
لماذا تقول بعدم الجواز؟
ألأن المتكلم قد يكون قصد إلى معنىً آخر غير الحاسب الآلي؟
فليفصح المتكلم إذن حتى لا نؤتى من سوء إفهامِه، وليأتِ بقرائنَ تفيدُ غير ما سبقت إليه أذهاننا، ولينزل على معهودنا نحن، أما أن نترك الناس ومعهودهم في الألفاظ والمعاني وننزل على معهود المتكلم أو على ادعائك وتألّيك هذا فلا.
ثم نقول: إن الصواب الذي لا مدخل للتوهم والفساد فيه: أن يقال: ما كان من هذا الجنس من الألفاظ قد عُلم المعنى الأول الذي استعمل فيه ثم علم أنه استعمل في معاني أخر = أن يقال: هذا من قبيل النقل والتطور الدلالي فيقال: وضع هذا اللفظ والصواب أن يقال: (معنى هذا اللفظ في الطبقة الأولى التي تكلمت به) هو: كذا ..
ثم تم نقله ليدل على: كذا، وكذا ..
.
يا سلام ...
بل هذا فرارٌ من لفظ "المجاز" بعد التسليم بوقوعِ مسمّاه ...
لماذا نستخدم كلمة "كمبيوتر" في الدلالة على الإنسان الذكي مثلاُ دون الإنسان الأحمق البليد، هل توسعنا في استعمال هذه اللفظة هكذا؟ أو على رأيك: هل نقلنا "اللفظة" من الحاسب الآلي إلى الإنسان الذكي هكذا؟ أو هل تطورت هكذا؟ أم أننا لاحظنا وجه الشبه بين سعة ذاكرة الكمبيوتر، وسرعة إجراء العمليات فيه على وجه عجيب متقن، فاستعرنا هذه اللفظة لندل بها على الفطن الذكي السريع البديهة؟ لماذا لم نوسع دلالة لفظ "كمبيوتر" لندل بها على "المعدة" مثلاً؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لماذا نستخدم كلمة "راديو" في الدلالة على كثير الكلام؟ هل ترانا توسعنا في استعمال اللفظ أو نقلناه أو طوَّرناه هكذا جزافاً؟ أم أننا لاحظنا وجه الشبه بين الراديو في الإذاعات تبث ليل نهار، بلا كلل ولا ملل، فاستعرنا هذه اللفظة في الدلالة على كثير الكلام الذي لا يسكت إذا ما ابتدأ الحديث؟ لماذا لم نوسع لفظ "راديو" لندل به على "القمح" أو "الشعير" أو "الأظافر"؟
ومع هذا فنحن لا ننكر أن تكون هناك تطورات دلالية لا نعرف أصلها، ولا كيف تطورت، لا علماً ولا ظناً، فنتركها كما هي، ولا حرج في ذلك كما في لفظ "القهوة".
وهذا المنهج في التعامل مع هذا الجنس من الألفاظ الذي علم معناها الأول قطعاً = فيه ثلاث فوائد:
الأولى: انطباقه على الصورة الحاصلة من غير زيادة ولا نقصان.
الثانية: بعده عن الاشتباه والتوهم الحاصل من إطلاق لفظ الحقيقة والمجاز.
الثالثة: أنه لا يخرج عن وصف الظاهرة ليحشر نفسه في تفسير كلام المتكلم ويُطالب بحمل كلام المتكلم .... إلخ هذا القانون الفاسد ..
وختاماً: فثم وجه آخر من التحليل لكثير من الكلمات الحادثة كالكمبيوتر وإثبات كونها تعود لكونها تعديد مضافات خارجية للفظ سابق ولكنه ألصق بالبحث الدلالي العام منه بقضية المجاز ..
.
وهذه الفوائد التي تتوهمها في منهجك خاصة، حاصلة في منهجنا (على وجه هو أتم وأحسن):
1. أنه ينطبق أيضاً عندنا على الصورة الحاصلة بغير زيادة أو نقصان، سواء كانت حقيقة أم مجازاً.
2. أنه بعد تحصُّلِ معنيي الحقيقة والمجاز في الذهن، والتحقق من وجود هذه القسمة الصحيحة التي لا يداخلها البطلان ولا يشامها في اللغات والألسنة، يرتفع التوهم والاشتباه، كما يرتفع عندك التوهم والاشتباه في فهم معنى "المكروه" بعد الوقوف عليه.
3. أننا في تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز لم نخرج عن وصف الظاهرة، بل أتتمنا وصفها، وأديناها حقها، فكنا أعدل منكم، ثم إننا نلزم – على هذا- المتكلمَ بضرورة مراعاة معهود الناس وتصرفهم في الألفاظ والمعاني ما يتبادر منها إلى الذهن وما لا يتبادر، فإن أراد المعنى المتبادر إلى أذهان الناس من اللفظ كان له أن يذكره هكذا مجرداً من أي قرينة، وإن أراد معنى آخر غير المتبادر إلى الذهن فلا بد من قرينة يعرف بها السامع مراده، فلا يرهقه ولا يتعبه في فهم كلامه، ونلزم السامع أيضاً بضرورة تنزيل كلام المتكلم على معهود الناس، فلا يحمله ما لا يحتمل من المعاني، وبهذا لا يؤتى المتكلم من سوء فهم السامع، ولا يؤتى السامع من سوء إفهام المتكلم.
4. وأزيدك فائدة رابعة هي لنا خاصة دونكم، وإنك وإن كنت زعمتها لنفسك فإن الحق أن مذهبك جردك منها، فأقول إنك بنفي المجاز تكون قد جرَّدتَ نفسك من التمتع وجمال الكلام الذي قال به مثبتة المجاز، إن قولَك في ردك على الشيخ عبد المحسن العسكر:
(قلت: الحمد لله فقد جمع نفاة هذه القسمة الباطلة بين نفي الباطل= والتمتع بهذا الحسن الذي أشار إليه الدكتور على وجه هو أتم وأحسن، وهذا الكلام من الدكتور هو أول مثال على المغالطات التي تكثر في كلام مثبتة هذه القسمة؛ فثبوت ظاهرة الاتساع في الكلام واستعمال اللفظ الواحد في أكثر من معنى ليس محلاً للنزاع، وبالتالي فنفاة المجاز يثبتونه ويتمتعون بما فيه من مواطن الجمال = لكنهم يرفضون تأطير هذا الاتساع وتلك الظاهرة =تحت هذه القسمة بما تحمله من قوانين = ثم هم أسعد بمواطن الجمال في الاتساع من مثبتة القسمة من وجوه أهمها: أنهم يطلبون القرينة الدالة على مراد المتكلم في كل كلام فلا يتوقفون عن تدبر الكلام لمعرفة مراد المتكلم تحت دعوى أن المعنى الأصلي هو الذي يتوقف عنده أو المعنى المتبادر، وأنه لا حاجة للبحث عن مراد المتكلم إلا إذا ظهرت قرينة تصرف عن إرادة المعنى الأصلي.
فالذي يتدبر ويتأمل ويبحث في كل لفظ عن المعنى المراد =ولا يركن إلى السهولة والتيسير الكامنين في القسمة =هو أسعد وأمتع بوجوه الجمال ومواطنه في ظاهرة الاتساع تلك، وذلك كله من جنس قول الشافعي عن سنن العرب: ((وتكلَّمُ بالشيء تُعَرِّفُه بالمعنى دون الإيضاح باللفظ كما تعرِّف الإشارةُ ثم يكون هذا عندها من أعلى كلامها لانفراد أهل علمها به دون أهل جَهَالتها))
(يُتْبَعُ)
(/)
وزعمَك أنك جمعت بين نفي المجاز والتمتع بجمالِ الكلام ومواطنه فيه خداع وتضليل مكشوف ليس من الحقيقة في شيء، إنك تنحل نفسك صفة ليست لك ولا لمذهبك.
أين التمتع بحسن الكلام لولا المجاز والاستعارة؟
انظر إلى قول الشاعر:
أدميت باللحظات وجنته ... فاقتص ناظره من القلب
وقول آخر:
إلى الله أشكو عشق ظبي مهفهف ... رماني وما لي من يديه خلاص
جرحت بلحظي خده وهو جارح ... بعينيه قلبي والجروح قصاص
حيث كنّى الأول عن احمرار وجنتي محبوبته خجلاً بـ"الإدماء"، وكنى عن وقوع محبتها في قلبه بقوله "فاقتص ناظره من القلب"، ثم سمى هذا قصاصاً، أين يكون الجمال لو قلتَ على رأيك: استخدمت العرب الإدماء في نزول الدم، واستخدمته أيضاً في احمرار الوجنتين؟ (يا سلام)
أما الآخر فيزعم أن عينيه قد جرحتا خدي محبوبته، ويزعم أن عينيها جرحتا قلبه، مع أن الأمر لا جرح فيه ولا دماء، الجمال هنا يكمن في تسمية احمرار الخدين جرحاً وليس بجرح على الحقيقة، وفي جعل العيون تجرح القلوب وليس هي بالجارحة على الحقيقة، فنعجب كيف ربط الشاعر بين هذه المعاني، وكيف انقدح له استعمال هذا اللفظ فيما ليس على وجه من الشبه عجيب. ثم قد ينشأ بعد هذا أن نقول: فلانة تدمي وجنتيها عيون الناظرين كناية عن خجلها، فأين يكون الجمال لو قلنا بمذهبك: إن العرب استخدمت لفظ "الجرح" فيما يكون منه نزول الدم، وفيما يكون منه احمرار الوجنتين أو الخدين خجلاً، وفيما تكون به رقة القلوب لدى رؤية الحبيب؟!
وانظر إلى قول الشاعر:
رمتنى بسهم ريشه الكحل لم يضر ... ظواهر جلدي وهو للقلب جارح
أين مكمن الجمال في هذا البيت؟ أليس في جعله الطرْف سهماً وليس هو بسهم على الحقيقة؟ ذلك أن السهم يدل على ما هو معروف متبادر في الأذهان، فتوسع الشاعر في معناه أو نقله أو طوره للدلالة على معنى آخر هو الطرْف بجامع الإصابة وإلحاق الضرر، وهذا سر الجمال والحسن في البيت: أنه استعمل لفظ "السهم" في غير ما هو معروف ومتبادر إلى الذهن مع قرينة تصرفه إلى هذا المعنى الجديد.
أما أنت فتقول: استعمل الناس أو العرب أو أهل اللسان في حقبة ما "السهم" في معناه "ما يعد للرمي"، واستعملوه في "طرف العين".
وانظر بعد ذلك إلى قولنا في لهجتنا العامية إضافة إلى ما سبق ذكره:
1. "فلان فيوزاته ضاربة" أو "فلان فيوزاته محروقة"، كلمة (فيوز) الذي هو بمثابة الأمان في الدوائر الكهربائية، استعملناه في الدلالة على الرجل الذي لا يفهم، أو لم يعد قادراً على الفهم لنعاسٍ أو لكسلٍ ألم به، أو لجنون، على ضرب من التجوز الذي علاقته المشابهة، حيث شبهنا عدم قدرة الرجل على الفهم، بتعطل الدائرة الكهربائية بسبب احتراق الفيوز، وليس للرجل منا لا فيوزات ولا مقاطع كهربائية، ولذلك تجد البهاء والحسن والرونق في إعطاء هذا اللفظ معنىً لم يكن له فيما يتبادر إلى أذهان الناس عند إطلاقه.
2. "فلان مشرِّت" أو "ضارب شورت"، مأخوذ من لفظ short بالإنجليزية، حيث نشبه الرجل الذي لم يعد قادراً على الفهم بالدائرة الكهربائية التي تتعطل بسبب وجود شورت كهربائي فيها.
3. "فلان بطارياته خالصة"، في الدلالة على نفس معنى "فيوزاته ضاربة" أو "فلان مشرت"، فهل عند أحدنا بطاريات تنتهي، وهل هي قابلة للشحن أم غير قابلة؟
4. "فلان بصلته محروقة" أي يتعجل في أموره كلها ولا يتأنى، مأخوذ ممن يستعجل إنضاج البصل فيزيد من اشتعال النار تحت المقلاة، فيحرق البصل، فهل عند أحدنا بصلة توصف بأنها محترقة على الحقيقة؟
5. "الجو مكهرب بينى وبين فلان"، أي بيننا خلاف، أو علاقتنا متوترة، مع أن الكهرباء التي نعرفها لا مدخل لها في العلاقات بين البشر، ولكن لعلنا شبهنا توتر العلاقات بمن يصاب بصدمة كهربائية.
تجد السبب في البهاء والحسن، وتجد موطن الإعجاب والجمال في هذه التعبيرات إنما هو في استعمال الألفاظ في معانٍ لم تكن لها لعلاقة تربط فيما بين هذه المعاني.
أما أنت فتقول في كل هذا على منهجك: استعمل هذا اللفظ في هذا المعنى وفي ذاك، أو تقول استعمل هذا اللفظ في الطبقة المتكلمة به ليدل على هذا المعنى، ثم تم نقله إلى معنى آخر. (يا سلام)
(يُتْبَعُ)
(/)
أنت بهذا كأنك تتقصد هدم العلاقة بين المعنى الأول والمعنى الثاني فراراً من الإقرار بالمجاز أو التجوز، غافلاً أو متغافلاً عن أنك في فرارك هذا تحرم نفسك التمتع بجمال الكلام وبهائه ورونقه.
عجيب أمرك ...
تدعى التمتع بالحسن وجمال الكلام في مذهبك ومذهبك في نفي المجاز قد جردك منه؟
لو لم يكن الإدماء والجرح في الأصل لنزول الدم، لما كان لاستعمال الشاعر لـ"الإدماء" و"الجرح" في احمرار الوجنتين أي جمالٍ، ولو لم يكن لهذه الأمثلة التي ذكرتها معان تتبادر إلى الذهن، ثم ينصرف عنها لوجود قرينة مانعة ما كان لها شيء من الجمال الذي تدعيه.
هذا هو سر المجاز والتجوز: تستعمل اللفظ في معنى يتبادر معناه الأول إلى أذهان الناس، ثم ينصرفون عنه إلى غير لوجود قرينة مانعة من إرادة هذا المعنى، ثم تجد الإعجاب والحسن إنما هو في قدرة الشاعر على الربط بين هذه المعاني وعقد القران فيما بينها، ولو لم يكن الأمر كذلك، لم يكن عندك للبيان وللجمال وللروعة أي معنى إلا زعماً تزعمه لنفسك وأنت منه براء.
نحن مثبتتة المجاز نعجب لجمال هذا التجوزات، ونتمتع بهذا الحسن ...
أما أنت فضربتَ بينك وبين هذا الجمال بسورٍ لا باب له؟!
ثم تزعم بعد ذلك أنك أسعد بمواطن الجمال في الاتساع من مثبتتة القسمة، من وجوه لو تأملت ما تزعمه أهمَّها عرفتَ أنك أتعسُ حظاً، ذلك:
1. أن مثبتة القسمة لم يلزموا أنفسهم ما ألزمت به نفسك من التوقف بحجة أننا قد نحمل كلام المتكلم على وجه لم يخطر بباله. فهم يحملونه على معهود الناس في الألفاظ والمعاني، ويلزمون المتكلم والسامع بهذا.
2. ولأنك في بحثك الدائم عن القرائن قد تضرب صفحاً عن الكلام الظاهر بحجة أنه قد تكون هناك قرينة صارفة له عن هذا الوجه الظاهر الذي أراه فيه، وفي هذا تطويل لا نفع فيه.
فأنى لك أن تكون أسعد منا حالاً؟!
أما قولك:
وختاماً: فثم وجه آخر من التحليل لكثير من الكلمات الحادثة كالكمبيوتر وإثبات كونها تعود لكونها تعديد مضافات خارجية للفظ سابق ولكنه ألصق بالبحث الدلالي العام منه بقضية المجاز ..
.
فلا أظنه يجاوز تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز، أيّاً ما سميتَ.
هذا والله أعلم ...
وصلِّ اللهم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم ...
ـ[أبو طارق]ــــــــ[20 - 07 - 2009, 10:36 ص]ـ
نرجو من المتحاورين ألا يخرجوا في حديثم عن المجاز إلى باب آخر قد يؤدي إلى غلق الموضوع
وليتكم تطلعون على شروط الكتابة ( http://www.alfaseeh.com/vb/announcement.php?f=19) هنا لتتجنبوا ذلك
ـ[أبو فهر]ــــــــ[20 - 07 - 2009, 10:51 م]ـ
1. إما أن تقول إن العرب وضعت هذا الاسم بإزاء هذه المعاني وضعاً واحداً.
2. وإما أن تقول إن وضعه بإزاء معنى معينٍ كان سابقاً على وضعه بإزاء المعنى الآخر.
لا أثبتُ هذا ولا هذا بل كلاهما كذب لا دليل عليه ...
أما غيبية الوضع الأول وماورائيته، وعدم وجود الدلائل العلمية على كون هذا اللفظ لهذا المعنى، فليس كذلك، بل الأمر مرهون بغلبة الظن،
غلبة ظن لا يستطيع صاحبها أنه يسوقَ عليها دليلاً واحداً! غريبة!
فإننا نحمل اللفظ عند تجرده من القرائن على ما هو أغلب وأكثر في استعمال العرب،
ومن قال إن الأغلب والأكثر هو الوضع الأول؟؟
ومن قال إن الأغلب والأكثر هو الذي أراده المتكلم؟؟
ونريد مثالاً على كلام عربي يتجرد عن القرائن؟؟
وهل التجرد عن القرائن يقع من مريد للإفهام؟؟
مثبتة المجاز لم يزعموا هذا تألياً، بل عرفوا هذا من واقع اللغة، من حيث إن التوسع في استعمال اللفظ في أكثر من معنى – عند التحقيق- لا يأتي هكذا جزافاً.
لم نقل أنه يحدث جزافاً أبداً ولا دليل على وجود العلاقة أبداً وكونه لا يحدث جزافاً لا يتضمن دليلاً على أن أحد المعاني أصل والثاني فرع ..
بغي أن نحمل كلام المتكلم عليها، ونقول إن المتكلم أراد هذا المعنى،
ليه ينبغي؟؟!!
ولم؟؟
ولم هذا التألي؟؟
ولم لا نجتهد في طلب القرائن على مراده ما دام احتمال إرادته أكثر من معنى قائم؟؟
بل هو من باب إنزال كلام المتكلم على معهود أهل اللغة
وليه إنزال وإطلاع؟؟
عمل مفسر الكلام هو بلوغ مراد المتكلم من كلامه وليس إنزاله وإطلاعه بالتألي والهوى وركوب السهل ..
(يُتْبَعُ)
(/)
قد أتينا إذن من سوء إفهامك، لا من سوء فهمنا، وكان الأجدر بك أن تأتي بقرائن تنصرف بها أذهاننا إلى ما أردت.
بل مريد الإفهام يطرحُ القرائن في كلامه وإنما العيب على خسيس الهمة ..
ومن أساء الإفهام لم تكن إساءته لتبرر لنا عجلتنا وتألينا وكذبنا عليه ..
ليس لك أن تكد أذهاننا، وأن تجهد قرائحنا في فهم مدلول كلامك، ولا أن تتعبنا في فهم مرادك، والنظر إن كان هناك ما يصرف هذا المعنى عن ظاهره المتبادر إلى الذهن، إما أن تأتي به واضحاً بيناً فنعذرك، وإما أن يلتبس علينا مرادك فنلقي باللائمة عليك.
هذا كلام أجنبي عن محل نزاعنا فكلامنا عن فصحاء مقتدرين على البيان أرادوا الإفهام .. ومع ذلك أنتم تستسهلون وتتمسكون بما تزعمونه الغالب حتى تأتيكم القرائن فالقوم أرادوا الإفهام وأنتم أردتم القعود ..
ومن أساء الإفهام ليس لك أن تكذب عليه وأن تنسب له معنى لم يُرده بل توقف والتوقف أعصم لك وأهدى ..
وعلى هذا فمثبتة المجاز أسعد حالاً من نفاته من حيث إنهم لا يتوقفون في فهم مراد المتكلم هنا،
ومنذ متى كان العجول المتألي أسعدَ من الحريص المتأني؟؟!!
بل يحملونه على ما تعارفوه وتعاهدوه في الألفاظ ومعانيها، بل إنهم يُلزمون المتكلم بضرورةِ الإفصاح إن أراد غير ما تعارفه الناس وتعاهدوه،
هذه مغالطة تتكرر في كلامك!
فالعرب تتصرف باللفظة في معانيها وتأتي في كل معنى بالقرائن الدالة على مرادها .. وزعمك أن المتعارف عليه والغالب هو واحد منها وإلزامك للعربي باتباعه = كذب على العربي وتألي ومصادرة على المطلوب ..
إن استعمال هذه اللفظ المعين في كل المعاني التي استعمل فيها على السواء، وبلا أسبقية أحد هذه المعاني على الآخر، أمر يحيله واقع اللغة،
دعوى!!
بل الغالب على الظن إن لم نقطع أن العرب استعملت هذا اللفظ بإزاء أحد هذه المعاني أولاً، ثم في معنى آخر إما على وجه المشابهة أو المضادة أو الاقتران الزماني أو المكاني.
دعوى!!
بل الأرجح أنه كان بإزاء أحد هذين المعنيين أولاً، ثم استعمل في الآخر لارتباط الخارج المستقذر بالمكان المنخفض، أو لارتباط المكان المنخفض بالخارج المستقذر. وكذلك الأمر في الأسد والحمار وغيرها،
دعوى!!
وما ذكرناه من الألفاظ التي تتداولها العامة خير مثال على ذلك كما لفظ "كمبيوتر" و"راديو". إذن فقد ثبت وجود المجاز في اللغة،
كده خبط لزق!!
لا لم يثبت!!
إلا لوثبت بالدعاوى أني أني رئيس جمهورية مقدونيا:)
غاية الموجود هو استعمال اللفظ في أكثر من معنى ..
ثم قد يثبت بيقين أنه استعمل في أحدها أولاً .. ثم يُنقل لغيره ... ولا يزال تحديد كل معنى يفتقر للقرائن المعينة
وذلك-أي تحديد أنهم أرادوا هذا المعنى أولاً ثم انتقلواا للثاني- في كلام العرب وتاريخهم الغابر القديم ليس فيه سوى يقين أوظن كاذب ولا واسطة ... ولم نر للآن من أثبت أولية معنى من المعاني بدليل قاطع ..
وأمام الأستاذ بكر مائة عام ليُثبت لنا مثالاً واحداً من ذلك ...
فإنا نقضي ونحكم على مراده بما تعارفته الناس في الألفاظ ومعانيها، وهي شهادة عن علم، هو معهودُ الناس والشائع فيما بينها في الألفاظ ومعانيها، فإن أراد معنى آخر لم يخطر ببالنا فهو من أساء في أداء المعنى لا نحن، وليس له أن يكلفنا الكد والجهد في طلب مراده، إما أن يخاطب الناس على معهودهم، وإما أن يبقي مراداته لنفسه.
أما مريد البيان فقط طرح القرائن وقعد الناسُ ..
وأما من لم يُفصح فليس يعذر من كذب عليه ..
فأنتم يا عزيزي بكر تعتصمون بالمعنى الأصلي في غالب أحوالكم ومع من طرح القرائن ومع من لم يطرحها فلا داعي للخلط ..
وليس هذا من التألي في شيء كما تزعم، بل إن التألي يلزمك ولا يلزمنا، إذ تتوقف في فهم مراد المتكلم معتذراً بأننا قد نسيء إليه في تحميل كلامه ما لم يخطر له ببال!
التوقف أصبح = التألي .. ده مجاز جديد ده ولا إيه يا مولانا!!
بل نمضي إلى فهم مراده بإنزاله على معهود الناس،
امض يا مولانا ولا يهمك فتفسير كلام الناس كلأ مباح يهجم عليه الناس بالتألي والكذب وكلما جاءهم من القرائن ما قعدوا عن طلبه عوجوا وأصل إحنا ماخدناش بالنا!!
نأتي لعجيبة
أنا قلتُ:
(يُتْبَعُ)
(/)
والحالة الواحدة التي يُحمل فيها كلام المتكلم على معنى بعينه من غير وجوب بحث عن القرائن هي في حالة استعمال المتكلم للفظ يُعلم قطعاً أنه لا يستعمل إلا في معنى واحد
فعلقتَ أنت:
بل هذا تحكم لا دليل عليه، ودعوى فاسدة، بل إن هذا هو التألّي الذي نسبتَه لغيرك وما أراك إلا وقعتَ فيه.
أي تحكم وتألي يا مولانا .. ممكن بس تشرح لي أصل اختراع المجازات ربما صنع لساناً جديداً ..
وهذه تألٍّ آخر تقع فيه وتنسبه إلى غيرك، فإن الناس كلها إذا ذُكرَ لفظ "كمبيوتر" هكذا مجرداً انصرفت أذهانها إلى الحاسب الآلي. ولا تلتفِتُ إلى قولك: إياكم أن تنصرف أذهانكم إليه، فإن هذا لا يجوز!
من تكلم عن انصراف الذهن؟؟
أرجو أن تحسن قراءة كلام مخالفك ..
لينصرف ذهن من شاء لما شاء ..
كلامنا على أنه لا يجوز تفسير كلام المتكلم بما انصرف له ذهن المتلقي وأن هذا من التألي والزعم بلا حجة ..
هذا ما يستحق الرد من الكلام والباقي أفكار مكررة يكفي ما رددناه منها غنية عن باقيها ..
وخاتمة كلامه التي فرح فيها بتلمس مواطن الجمال في الكلام العربي بتشقيقات أرسطو فنتركه يسعدُ بها؛ لأن مذهبنا في بحث الجمال في الكلام العربي = لا يفقهه من شغل قلبه بوساوس اليونان ..
وأحسنُ غنيمة خرجتُ بها هو اعتراف الأستاذ بكر وافتخاره = أنهم يتألون على كلام المتكلم وينسبون له ما شاءوا بدعوى أنه هو أساء الإفهام وهذا اعتراف حسن جداً وهو يؤكد فساد هذه النظرية الضالة ..
الخلاصة
1 - إذا عُلم يقيناً أن اللفظة لا تُستعمل سوى في معنى واحد في لسان المتكلم = يُحمل عليها كلام المتكلم.
2 - إذا علم أنها تستعمل في معنى أو أكثر فإما أن يُعلم أن واحد منها سابق والباقي لا حق وإما ألا يعلم فإن علم ذلك بيقين-ولا طريق لذلك في الكلام العربي القديم- فهذا من التطور الدلالي ولا أثر له في فهم كلام المتكلم لأن مجرد قيام احتمال أنه قصد غير المعنى الأول = يوجب طلب القرينة المعينة لمراده فإن علمت وإلا يتوقف عن تحديد مراده حتى تقوم الحجة الرافعة عن مقام الخرص والتخمين والمين.
3 - إذا لم يُعلم كما هو الحال في الكلام العربي القديم -عند من نجاه الله من دعاوى الوضع والأوليات الكاذبة-فيُكتفى بحكاية تصرف العرب في اللفظ على هذه الوجوه وتُطلب القرائن المعينة لمراد المتكلم.
4 - كل ما يزعمه الزاعمون معاني أصلية تريدها العرب بلا قرينة = لم يقع في كلام العرب إلا ومعه القرينة الدالة على مرادهم. مما يُبطل زعم وجود معنى يراد ويفهم بلا قرينة ويؤكد أن العرب لو كانت تستغني عن إيراد القرينة مع معنى ما لما وجدت القرينة في كل المعاني بلا استثناء.
4 - تطبيقات المجازيين صريحة الدلالة على عجلتهم في تعيين مراد المتكلم مريد الإفهام ومن تتوفر القرائن في كلامه مما يدل على سيطرة تلك النظرية على قلوبهم سيطرة تقعدهم عن فقه الكلام.
5 - وتطبيقات المجازيين صريحة في عجلتهم إلى تعيين معان مجازية من غير تدبر لكلام المتكلم الكاشف عن إرادته للمعنى الذي سموه هم أصلياً وعدلوا عنه
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[20 - 07 - 2009, 10:59 م]ـ
ومنذ متى كان العجول المتألي أسعدُ من الحريص المتأني؟؟!!
لا تعليق ;)
ـ[أبو فهر]ــــــــ[20 - 07 - 2009, 11:06 م]ـ
ما كنتش تعلق ولا تستعجل فتدل الناس على إعراضك عن الحجة وتقممك للأخطاء .. والرد كان قيد التعديل والإضافة والخطأ الذي تزعمه عدل ولم أر ردك وعدل غيره مما لم تنتبه له عينك الباحثة عن الزلات المعرضة عن البينات ...
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[20 - 07 - 2009, 11:10 م]ـ
ما كنتش تعلق ولا تستعجل فتدل الناس على إعراضك عن الحجة وتقممك للأخطاء .. والرد كان قيد التعديل والإضافة والخطأ الذي تزعمه عدل ولم أر ردك وعدل غيره مما لم تنتبه له عينك الباحثة عن الزلات المعرضة عن البينات ...
ونعم الأخلاق!
ـ[أبو فهر]ــــــــ[20 - 07 - 2009, 11:14 م]ـ
الحمد لله وحده ..(/)
ما نوع التشبيه في هذ البيت
ـ[سيدرا]ــــــــ[13 - 07 - 2009, 11:21 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما نوع التشبيه في البيت الشعري:
فإنك شمس والملوك كواكب **** إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
هل هو تشبيه بليغ؟؟؟؟؟؟؟
أرجو الإجابة للضرورة القصوى
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[13 - 07 - 2009, 01:20 م]ـ
البيت هو هكذا:
كأنك شمس والملوك كواكب**إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
وبذلك يخرج عن التشبيه البليغ لوجود أداة التشبيه فيه
وفي هذا البيت نرى أنه هنا بيان للحال وهو من أنواع البلاغة. وفيه أيضاً تشبيهاً تمثيلياً والله أعلم.
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[13 - 07 - 2009, 10:05 م]ـ
تشبيهين في تشبيه
البيت كله تشبيه تمثيلي أما الشطر الأول وحده ففيه تشبيهين بليغين
ـ[ابوعلي الفارسي]ــــــــ[13 - 07 - 2009, 10:06 م]ـ
ورد في كتاب الحيوان للجاحظ هكذا:
وفي المعنى الأوّل يقول النّابغة الذُّبيانيّ:
وذاكَ لأنَّ اللّهَ أعطاك سُورَةً ... ترَى كُلَّ مُلْكِ دُونها يَتَذَبْذَبُ
بأنَّك شمسٌ والملوك كواكب ... إذا طَلَعتَ لم يَبْدُ منهنّ كَوكَبُ
وفي العقد الفريد لابن عبد ربه:
فإنك شمس والملوك كواكب ... إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
وهو كذلك في الكامل للمبرد.
وفي أخبار أبي تمام للصولي:
ألم تَرَ أنّ اللهَ أَعْطاكَ سُورَةً ... تَرى كُلَّ مَلْكٍ دُونَها يَتَذَبْذَبُ
بأنك شَمْسٌ والملوكُ كَواكِبٌ ... إذا طَلَعتْ لم يَبْدُ منهُنَّ كوكَبُ
وفي زهر الآداب للحصري:
قال النابغة الذبياني: الطويل:
ألم تَرَ أنّ الله أعطاك سَوْرَةً ... ترى كل مَلْكٍ دونها يتذبذبُ
لأنك شمسٌ والملوك كواكبٌ ... إذا طلعَتْ لم يَبدُ منهنَّ كوكبُ
وفي خريدة القصر للعماد:
وإنّك شمسٌ والملوكُ كواكبٌ ... إذا طلعَتْ لم يبْدُ منهنّ كوكبُ
ولم أجده: كأنك شمس ... والله العالم
ـ[ابوعلي الفارسي]ــــــــ[13 - 07 - 2009, 10:10 م]ـ
البيت هو هكذا:
كأنك شمس والملوك كواكب**إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
وبذلك يخرج عن التشبيه البليغ لوجود أداة التشبيه فيه
وفي هذا البيت نرى أنه هنا بيان للحال وهو من أنواع البلاغة. وفيه أيضاً تشبيهاً تمثيلياً والله أعلم.
الصواب أن تقول: وفيه أيضا تشبيه تمثيلي بالرفع إلا أن تتكلف تقديرا!
ـ[ابوعلي الفارسي]ــــــــ[13 - 07 - 2009, 10:13 م]ـ
تشبيهين في تشبيه
البيت كله تشبيه تمثيلي أما الشطر الأول وحده ففيه تشبيهين بليغين
الصواب أن تقول: تشبيهان في تشبيه، وأن تقول: ففيه تشبيهان بليغان، إلا أن تتكلف تقديرا. والله العالم
ـ[ناصر علي]ــــــــ[02 - 08 - 2009, 10:49 م]ـ
إخواني السلام عليكم ورحمة الله وبركانه / هذا تشبيه مجمل حيث ذكرت كل الأركان ماعدا وجه الشبه والله أعلم ...
ـ[السراج]ــــــــ[12 - 08 - 2009, 06:15 م]ـ
أؤيد رأي أخي أبي علي الفارسي
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 05:13 م]ـ
التفصيل بإذن الله
1ــ كأنك شمس ـــ تشبيه مجمل لوجود الأركان الثلاث المشبه والمشبه به وأداة التشبيه.
2ــ الملوك كواكب ــــــ تشبيه بليغ.
ــــــ
والبيت كله تشبيه تمثيلي.
والله تعالى أعلى وأعلم.
شكرا أختنا سيدرا على هذا السؤال الجميل
ـ[برناردشو]ــــــــ[15 - 09 - 2009, 02:51 ص]ـ
تشبيهين في تشبيه
البيت كله تشبيه تمثيلي أما الشطر الأول وحده ففيه تشبيهين بليغين
- التشبيه البليغ يكون في حالة عدم وجود أداة التشبيه ووجه الشبه، لذلك يستبعد إحتمال التشبيه البليغ في كأنك شمس (تشبيه مجمل كون وجه الشبه محذوف)
- الملوك كواكب تشبيه بليغ
وبالمناسبة لا يوجد تشبيهان في تشبيه كما ذكرت أستاذنا، لعلك تقصد تشبيهين في الجزء الأول (كأنك شمس والملوك كواكب)
- والبيت كله تشبيه تمثيلي (صورة بصورة)
والله أعلم
ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[15 - 09 - 2009, 06:05 ص]ـ
أظنّ أن الرواية الصحيحة. هكذا:
فإنّك شمس والملوك كواكب .......
وعليه أكثر المراجع والكتب
والتشبيه إذن بليغ
ـ[البلاغة والنقد]ــــــــ[29 - 09 - 2009, 06:46 ص]ـ
سئلت عن مثل هذا في مقابلة شخصيه جزيتم خيرا والحمدلله كانت الاجابه موفقه(/)
من: (إذا حكمتُمْ فاعْدِلُوا)
ـ[مهاجر]ــــــــ[16 - 07 - 2009, 06:57 ص]ـ
من قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إذا حكمتُمْ فاعْدِلُوا، وإذا قَتَلتُم فأَحْسِنُوا، فإنَّ الله مُحْسِنٌ يُحِبُّ المحسنين).
إذا حكمتم فاعدلوا: ملائمة بين الحكم والعدل، فالعدل هو وصف الأحكام في معرض المدح، فجنس العدل مما اتفق عقلاء الأمم على مدحه وذم نقيضه، ولكن ذلك الاتفاق الكلي لا يمنع وقوع الاختلاف الجزئي تبعا لتباين أقيسة العقول، فالاتفاق في المعنى الكلي، وهو القدر الذي تشترك في إدراكه كل العقول لا يمنع وقوع النزاع في القدر الفارق وهو خصوص الأحكام في وقائع بعينها، فالمسألة من باب: القدر الكلي المشترك، والقدر الجزئي الفارق، ووقوع النزاع بين العقول البشرية أمر يشهد له الشرع في نحو قوله تعالى: (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ)، والعقل: إذ تباين الأعصار والأمصار مظنة الاختلاف في الأمزجة، والحس: وحال البشر في زماننا خير شاهد على ذلك فما وقع التعدي على الأديان والأبدان إلا فرعا عن تباين العقول في قبول أو رد حجج الخصوم، فسنة التدافع الحسي فرع عن سنة التدافع العقلي، وفي التنزيل: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)، فللرحمة الشرعية خلقهم، ولا يكون ذلك إلا بالسير على منهاج النبوة، أو للاختلاف الكوني خلقهم، فالخلاف شر شرعا، ولكنه واقع كونا لتعمل السنة الربانية عملها إظهارا لحكمة مجريها، عز وجل، أو لكليهما خلق العباد فللرحمة خلقوا بإرادة النجاة لهم شرعا، فوقع الخلاف بإرادة التدافع كونا، فالإرادة الشرعية متعلق الأمر الشرعي، والإرادة الكونية متعلق الأمر الكوني، فلا بد أن يقع النزاع كونا فإن لم يضبط بضابط الشرع، وقع التعدي على الأديان والأبدان والأعراض ........... إلخ، وهذا ما امتاز به قتال أتباع الأنبياء عن قتال خصومهم من منكري النبوات، وتأمل حال أبناء الأمم التي فتح الإسلام أرضها بسيف الرحمة، وحال أمة الإسلام لما استبيحت بمقتضى السنة الربانية المطردة: (إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ)، فأعمل فيهم سيف الاستئصال إذ لا نبوة تردع ولا شرع يحكم، ليكون الحكم عادلا، كما ورد في صدر هذا الحديث الجامع.
الشاهد أن ذلك التباين العقلي واقع لا محالة، فإنكاره مكابرة بل سفسطة إذ هو من البدهيات التي يظن بجاحدها ضعف العقل أو ذهابه، فلا يستقل العقل بإدراك المصالح الجزئية، وإن غرزت فيه قوة إدراك المصالح الكلية فهو يدرك حسن الحسن وقبح القبيح إجمالا، ولكنه لا يدرك الحسن من القبيح في كل صورة، لا سيما الصور المشتبهات، التي يظهر له فيها وجه مصلحة متوهمة، فليس القبح فيها ظاهرا، إذ البشر بمعزل عن إدراك المآلات تفصيلا، فلا يعلم الغيب إلا الله، عز وجل، وكثير من المنهيات لا يظهر فسادها عاجلا ليزجر مرتكبها ابتداء، بل اقتضت سنة الإملاء والاستدراج الرباني ألا تظهر عواقبها إلا بعد زمان من وقوعها، لتظهر حكمة الابتلاء، فيعلم الممتثل الذي سلم لأمر الشرع فرعا عن إقرار بعجز العقل عن إدراك المآلات، من التارك لجحود أو عصيان، فلا يرى إلا لذته الآنية ومصلحته الحالية، وإن كانت متوهمة يعقبها من المفاسد ما يزيل أثر أي لذة سابقة، وفي حديث أنس، رضي الله عنه، مرفوعا: (يُؤْتَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ الْكُفَّارِ فَيُقَالُ اغْمِسُوهُ فِي النَّارِ غَمْسَةً فَيُغْمَسُ فِيهَا ثُمَّ يُقَالُ لَهُ أَيْ فُلَانُ هَلْ أَصَابَكَ نَعِيمٌ قَطُّ فَيَقُولُ لَا مَا أَصَابَنِي نَعِيمٌ قَطُّ وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ الْمُؤْمِنِينَ ضُرًّا وَبَلَاءً فَيُقَالُ اغْمِسُوهُ غَمْسَةً فِي الْجَنَّةِ
(يُتْبَعُ)
(/)
فَيُغْمَسُ فِيهَا غَمْسَةً فَيُقَالُ لَهُ أَيْ فُلَانُ هَلْ أَصَابَكَ ضُرٌّ قَطُّ أَوْ بَلَاءٌ فَيَقُولُ مَا أَصَابَنِي قَطُّ ضُرٌّ وَلَا بَلَاءٌ)، فإذا كان ذلك حال أنعم أهل الأرض ممن رد أمر الشرع، ولذته في الدنيا من العظم والدوام بمكان، فكيف بمصلحة آنية فسادها عاجل باعتبار وقوعه في دار الابتلاء، وإن تأجل حينا إعمالا لسنة الإملاء؟!، فاستحسان العقل المجرد بمعزل عن الشرع المنزل في تلك المضائق مظنة الزلل، ولذلك كانت النبوات عصمة لمن اتبعها، فصدق خبرها وامتثل حكمها فعلا وتركا، فهي التي تنير العقل وتزكيه، إذ منزلها هو خالق العقل: أداة التكليف في أمر الدين إيجابا، وأمر الدنيا إباحة على حد: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ)، فكلوا من الطيبيات على وجه الإباحة، فذلك عطاء الربوبية، واعملوا صالحا: إيجابا وندبا فذلك حق الألوهية، وإنما يقع الخلط بتقديم العقل على النقل، فيرد خبر الوحي المعصوم بقياس العقل المظنون، ويقدم الفرع على الأصل، والفرع لا يعود بالنقض على الأصل، كما قرر الأصوليون، فمتى ثبت النقل سلم العقل، فالشأن كل الشأن: هل النقل صحيح في روايته صريح في درايته أو هو غير صحيح لضعف أو انقطاع أو انعدام لإسناده في بعض الأحيان، كما هو الحال عند أهل الكتاب الأول، أو: غير صريح لكونه قد دل على محال ذاتي، ممتنع في نفسه، فذلك مما لا ترد به النبوات، فهي تأتي بمحارات العقول من الممكنات ابتلاء، لا بمحالاتها التي لا يتصورها العقل الصريح بل غايته أن يفترضها افتراضا، فتصبح عمدة الاستدلال: فرض عقلي محال لا شاهد له من كلام النبوات الصحيحات وأقيسة العقول الصريحات!، ولعل وصف الله، عز وجل، بالفقر والبخل، كما وقع من يهود، شاهد على ما نحن فيه، فهو محال ذاتي لما فيه من وصف الرب العلي، تبارك وتعالى، بوصف نقص ردي، يتنزه عنه وعن سائر أوصاف النقصان، ويزيد عليه وصف النصارى للرب، جل وعلا، بجملة من أوصاف النقص، حطت من مرتبة الألوهية إلى مرتبة البشرية، بل إلى ما لا يرضاه عاقل لنفسه فضلا عن أن يرضاه لربه جل وعلا، ومستند ذلك: غلو في فاضل، وفرض عقلي في ذهن فاسد، وشبه متفرقات لا مستند لها، أو هي من متشابه كلام النبوات تعلق به المستدل وجعله عمدة استدلاله دون أن يرده إلى محكمه كما هو صنيع الراسخين في العلم، فالحكم لله، تشريعا، والحكم للبشر امتثالا وتنفيذا، فذلك حد العدل في أحكامهم، فإن تعدوا فيها بسن ما لم يحكم به الله على لسان أنبيائه فقد نازعوا الله، وصف ربوبيته، فنصبوا أنفسهم أربابا من دونه على قوله تعالى: (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)، وإن تعدوا فيها بتعطيلها فقد وقعوا في نقيض ما أمروا به، فليس بعد العدل إلا الظلم، وقد وقعت معظم أمم الأرض في زماننا في كلا الأمرين فهما في حكم المتلازمين، فعطلت النبوات وعزلت عن القيادة، ونصبت الدساتير الوضعية: نتاج أقيسة العقول منصبها، فوسد الأمر إلى غير أهله، فكان ما نحن فيه من فساد في الأديان والأبدان، ولذلك كان الأولى: صرف الهمة في استعمال العقل في تقرير النبوات بالدلائل العقلية المؤيدة للدلائل النقلية فينظر في حال مدعي تلك الدعوى العظيمة، من: الكمال أو النقصان، من الصدق أو الكذب، وينظر في حال دعواه: هل جاءت بما يناقض أخبار النبوات من التوحيد أو، أحكامها من وجوب العدل وتحريم الظلم ......... إلخ، أو آدابها من الأمر بمكارم الأخلاق، أو سياساتها: حال الضعف أو القوة، وينظر فيما أتى به من الآيات الكونية: هل هو من قبيل السحر أو هو أمر لا يجريه الله، عز وجل، إلا على يد صادق، فلا يقدر أحد على معارضته أو إبطاله بخلاف أفعال السحرة التي يقدر عليها كل ساحر بل يتمايز أولئك بتسفلهم في دركات الكفر، فمن كان كفره أغلظ كان استمتاعه بقوى الشياطين أعظم، مصداق قوله تعالى: (وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ
(يُتْبَعُ)
(/)
بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ)، وذلك في حق الأنبياء عليهم السلام من المحال بمكان، وينظر في ظهور أمره: هل هو كظهور الكذابين ابتلاء وفتنة لتابعيهم فمآله إلى افتضاح وزوال، أو هو أمر يزداد ظهورا باطراد، فلا يملك عاقل عرضت عليه حقيقته بمعزل عن التشويه والتحريف إلا التصديق به، فهو من الملائمة للفطر السوية والعقول الصريحة بمكان، فيكتمل لصاحبه عقد النجاة من: شرع صحيح وعقل صريح وفطرة سوية، فمن تلك المسالك يتولد في نفس الناظر يقين جازم بصدق أو كذب مدعي الرسالة، فإذا كان صادقا، فانقاد العقل لخبره فرعا عن بحثه في دلائل نبوته، فقد وفق صاحب العقل إلى استعمال عقله فيما خلق له، فكان العقل هاديا إلى النبوة تابعا لها بعد ثبوت صحتها، فعين نجاة العقل غير المعصوم في اتباع الوحي المعصوم.
والحكم ينصرف أول ما ينصرف إلى الحكم الشرعي، ولا يمنع ذلك من وجوب تحري العدل في كل الأحكام:
العقلية: فلا يسوي الإنسان بين مختلفين ولا يفرق بين متماثلين، وهذا مما أشار إليه التنزيل في مواضع منها: قوله تعالى: (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ)، فسياسة الكيل بمكيالين لا تكون فقط في الحقوق المدركة بالحس، بل تكون، أيضا، في المعاني المدركة بالعقل، فيقع التناقض في كلام المتكلم على وجه يدرك معه كل ذي نظر أنه صاحب هوى يعقد في مواضع ويحل في أخرى انتصارا لمقالته فليس له خط بياني عقلي ثابت لاضطراب منهجه، ولعل الفلاسفة والمتكلمين من أعظم الناس اضطرابا في هذا الباب، فرعا عن كون قياسهم الباري، عز وجل، على خلقه، أفسد قياس.
والعادية: فلا يهمل الإنسان الأحكام التجريبية التي بنت عليها أوروبا حضارتها المعاصرة، وذلك عند التحقيق، من ثمار جهود علماء الإسلام من المحققين، من أمثال ابن تيمية رحمه الله، الذين قوضوا أركان الفلسفة اليونانية الاستنباطية، فهي نظرية محضة، بخلاف المنهج التجريبي، أو الاستقرائي، فهو الذي يولد نتائج صحيحة في: المدركات العقلية لا سيما في المسائل التي تعددت فيها الأدلة والأقوال، وهذا مما قرره أهل العلم قبل أن تعرف أوروبا معايير النقد الحديث للأخبار فهو عند التحقيق: شعبة من علم الرواية عند المسلمين الذي قام على نظرية استقراء طرق الأخبار، لمعرفة صحيحها من سقيمها، وفي ذلك يقول ابن المديني، رحمه الله، وهو من متقدمي أهل هذا الشأن: "الباب إذا لم تجمع طرقه لم يتبين خطؤه" وقل مثل ذلك في الاستدلال، فتعدد الأقوال فرع عن تعدد الأنظار فلكل وجهة هو موليها، فلزم معرفة مأخذ كل قائل ولا يكون ذلك إلا باستقراء أقوالهم، أو في المدركات الحسية في عالم الشهادة، وإن تفاوتت صحة الأحكام فرعا عن تفاوت الاستقراء الذي أنتجها، فالاستقراء الناقص يولد حكما ناقصا، والاستقراء الكامل يولد حكما كاملا. ولذلك كان المسلمون زمن نهضتهم التي بها نهض العالم من سباته أئمة العلوم النظرية والعلوم التجريبية، فرعا عن صحة مناهجهم في البحث والاستدلال، وهي مناهج ترجع في أصلها إلى الوحي الرحماني، فقول تعالى: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ): دعوة للنظر واستقراء آيات الرحمن الكونية المنظورة، وقوله تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا): دعوة لاستقراء آياته، جل وعلا، الشرعية المسطورة، وقوله: (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ): ذم لمن قصر في الاستقراء فاكتفى ببعض دون بعض لهوى في نفسه أو قصور في علمه أو ضعف في عقله.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالسبر والتقسيم من طرق الحكم الصحيحة سواء أكان ذلك في الشرعيات ومحله القياس أو العاديات، فتحصر أوصاف المحكوم عليه، وتسبر لتحديد الوصف المؤثر الذي يتعلق به الحكم وجودا أو عدما ليقاس عليه غيره، كالمريض يجري فحوصات عامة فذلك تقسيم بحصر مظان العلة ثم يكر عليها بالفحص ليحدد سبب العلة.
ثم نص على الذبح خصوصا بعد عموم الأمر بالعدل، إذ الذبح وإراقة الدماء مظنة التعدي، فتخصيصه بالذكر تنويه بشأنه، وفي حديث شداد بن أوس، رضي الله عنه، مرفوعا: (إنَّ الله كَتَبَ الإحسّانَ على كُلِّ شيءٍ، فإذَا قَتَلْتُم فَأَحْسِنُوا القِتْلَة، وإذا ذَبَحْتُم فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ وليُحِدَّ أحدُكُمْ شَفْرَتَهُ، ولْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ)، فذكر صور إزهاق الروح على سبيل التقسيم الحاصر فإما: قتل وإما ذبح، وقد جاء باسم الهيئة منهما لتعلق الإحسان بها، وأحكام القصاص ووجوب العدل والإحسان في استيفائه مبسوطة في كتب الفقه، وقد بين إجمال الإحسان في الذبح بقوله: "وليُحِدَّ أحدُكُمْ شَفْرَتَهُ، ولْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ": فحد الشفرة سبب، وإراحة الذبيحة فرع عنه فبه يجهز الذابح على ذبيحته سريعا فلا يؤلمها بشفرة كالة.
فإن الله محسن: جواب الشرط وقد سيق مساق الإلهاب والتهييج، إذ فيه من الوعد ما يحمل المخاطب على الامتثال، فالله، عز وجل، متصف بالإحسان، وهو من صفات الجمال التي يسوغ للعبد الاتصاف بها، ولكل إحسانه فرعا عن ذاته، كما تقرر في باب الأسماء والصفات، ولا إشكال في وقوع الشركة في الكليات المعنوية، كمعنى الإحسان العام، وهو مما اتفق العقلاء على حسنه، فكيف وقد جاء الشرع الصحيح بتقريره، إذ لا تعارض بين الشرائع الصحيحة والعقول الصريحة. فهو، عز وجل، محسن إلى خلقه، بما يصلهم من نعمه الشرعية والكونية، وهو محسن إليهم ابتداء إذ أوجدهم من العدم، وأعدهم لقبول آثار ما يسر لهم من أسباب بقاء وصلاح القلوب والأبدان، وهو يحب المحسنين: فتعلق الحكم بالوصف الذي اشتقت منه الصفة المشبهة: وصف الإحسان، والجناس بين: "محسن" و "المحسنين" يزيد المعنى بيانا فضلا عن المشاكلة بين اللفظين دون تأويل بزعم أن أحدهما غير دال على معناه فيتأول إحسان الله، عز وجل، بإرادة الإنعام أو ما شابه ذلك، بل هو إحسان حقيقي، كما أن إحسان العبد حقيقي، ولكل كنه، فكنه وصف المخلوق مما يتصوره العقل فرعا عن إدراكه بالحس الظاهر في عالم الشهادة، بخلاف كنه وصف الخالق، عز وجل، فهو من الغيب الذي لااطلاع لأحد عليه في دار الفناء، ولا إدراك كلي له في دار البقاء، فتراه الأبصار في الجنان تنعما دون أن تحيط به علما، تعالى أن يحيط بعظمته، عز وجل، وصف أو حس في الدنيا والآخرة.
والله أعلى وأعلم.(/)
ساعدوني في الإنشاء الطلبي
ـ[طالب العلا]ــــــــ[17 - 07 - 2009, 12:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أرجو منكم مساعدتي في استخراج الإنشاء الطلبي
(صيغة الإستفهام- صيغة الأمر- صيغة النداء) مع الغرض، من هذه الأبيات:
من يعش يكبر ومن يكبر يمت والمنايا لا تبالي من أتت
كم وكم قد درجت، من قبلنا، من قرون وقرون قد مضت
أيها المغرور ما هذا الصبا؟ لو نهيت النفس عنه لانتهت
أنسيت الموت جهلا والبلى وسلت نفسك عنه ولهت
نحنُ في دارِ بَلاءٍ وأذًى، وشَقَاءٍ، وعَنَاءٍ، وعَنَتْ
مَنْزِلٌ ما يَثبُتُ المَرْءُ بِهِ سالماً، إلاّ قَليلاً إنْ ثَبَتْ
بينمَا الإنسانُ فِي الدُّنيا لَهُ حرَكاتٌ مُقلِقاتٌ، إذْ خَفَتْ
أبَتِ الدّنْيَا على سُكّانِها، في البِلى والنّقصِ، إلاّ ما أبَتْ
إنّما الدّنْيا مَتاعٌ، بُلغة ٌ، كَيفَما زَجّيْتَ في الدّنيا زَجَتْ
رحمَ اللهُ امرءاً أنصفَ مِنْ نَفسِهِ، إذ قالَ خيراً، أوْ سكَتْ
لقد استخرجت البعض منها واذا كان يوجد خطأ اتمنى منكم التصحيح:
بصيغة الاستفهام> ما هذا الصبا؟ الغرض=التوبيخ
بصيغة النداء> أيها المغرور - الغرض=التحقير أو التوبيخ
وصيغة الأمر لم أتمكن من استخراجها;)
ـ[السراج]ــــــــ[19 - 07 - 2009, 12:57 م]ـ
بارك الله فيك ..
إجابة موفقة ..
واصل المحاولة، فهناك استفهام آخر ..
ـ[طالب العلا]ــــــــ[19 - 07 - 2009, 08:43 م]ـ
جزاك الله خير اخي الكريم، ولكنني في انتظار مساعدتي في صيغة الأمر، لم أتمكن من استخراجها الى الان.(/)
قوله: (أنقض ظهرك) وعدم تنافر الكلمات
ـ[أم سارة_2]ــــــــ[17 - 07 - 2009, 02:33 م]ـ
قال الشيخ محمد الطاهر بن عاشور في تفسير قوله تعالى
(الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ)
[الشرح: 3]
واعلم أن في قوله: (أنقض ظهرك) اتصالَ حرفي الضاد والظاء وهما متقاربا المخرج فربما يحصل من النطق بهما شيء من الثقل على اللسان ولكنه لا ينافي الفصاحة إذ لا يبلغ مبلغ ما يسمى بتنافر الكلماتِ بل مثله مغتفر في كلام الفصحاء. والعرب فُصحاء الألسن فإذا اقتضى نظم الكلام ورود مثل هذين الحرفين المتقاربين لم يعبأ البليغ بما يعرض عند اجتماعهما من بعض الثقل، ومثل ذلك قوله تعالى: (وسبحه) (الإنسان: 26) في اجتماع الحاء مع الهاء، وذلك حيث لا يصح الإدغام. وقد أوصى علماء التجويد بإظهار الضاد مع الظاء إذا تلاقيا كما في هذه الآية وقوله: (ويوم يعض الظالم) (الفرقان: 27) ولها نظائر في القرآن وهذه الآية هي المشتهرة ولم يزل الأيمة في المساجد يتوخون الحذر من إبدال أحد هذين الحرفين بالآخر للخلاف الواقع بين الفقهاء في بطلان صلاة اللحَّان ومَن لا يحسن القراءة مطلقاً أو إذا كان عَامداً إذا كان فذاً وفي بطلان صلاة من خلفه أيضاً إذا كان اللاحن إماماً.
ـ[السراج]ــــــــ[19 - 07 - 2009, 12:49 م]ـ
شكرا أم سارة ..
وحركة الفتح أضفت على العبارة لون جمالي ومنعت هذا التنافر ..
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[19 - 07 - 2009, 05:53 م]ـ
أحسنت أم سارة2
وأحسن الله إليك
{ألم*ذلك الكتاب لا ريب فيه ... }
{ومن أحسن من الله قيلا}
{ومن أحسن من الله حديثا}
ـ[د. شومة الفاضلي]ــــــــ[03 - 08 - 2009, 08:55 م]ـ
:::
جزاكم الله خيرآ.(/)
لو تكرمتم ساعدوني
ـ[هسيس الليل]ــــــــ[17 - 07 - 2009, 03:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو تكرمتم ساعدوني في استخراج الموطن البلاغي من الأبيات الآتية كل بيت على حدا:-
1_ مصر هي المحراب والجنة الكبري
2_ حلفنا نولي وجهنا شطر حبها وننفد فيه الصبر والجهد والعمرا
3_ نبث بها روح الحياة قوية ونقتل فيه الضنك والذل والفقرا
4_ نحطم أغلالا ونمحو حوائلا ونخلق فيه الفكر والعمل الحرا
ارجو التفصيل فأنا ضعيفة المستوى أو الذوق البلاغي
وجزاكم الله خيرا(/)
الوكيع
ـ[نور*]ــــــــ[18 - 07 - 2009, 01:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكوت إلى وكيع سوء حفظي**فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال أن العلم نور** ونور الله لا يؤتيه عاصي
ما معنى كلمة وكيع .. ؟
ـ[مُسلم]ــــــــ[18 - 07 - 2009, 01:53 م]ـ
كان هناك دوريات توزع علينا في الكلية وكان بها هذه الابيات وكان مكتوبا بها أن " وكيعاً " هذا صديق الشافعي " صاحب الابيات " الذي شكى اليه سوء حفظه، والله أعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[18 - 07 - 2009, 03:24 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مرحبا بكما أيها الكريمان.
هو الإمام وكيع بن الجراح بن مليح، رحمه الله، المتوفى سنة 197 هـ، وهو من أئمة الحديث المعروفين، وكان عَصْرِيَّ الشافعي، رحمه الله، المتوفى سنة 204 هـ، كما ذكر الأخ مسلم، حفظه الله وسدده، إما قرينا له، وإما تلميذا.
والله أعلى وأعلم.
ـ[نور*]ــــــــ[20 - 07 - 2009, 09:10 ص]ـ
عذراً اساتذتي الكرام
ظننتها من جهلي انها صفة
لم اعرف انه اسم لاحد الائمة
جزيتم خيراً
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[20 - 07 - 2009, 10:43 ص]ـ
لا تثريب عليك أختي
إنما كلنا يتعلم
اسألي -بلا حرج-وهنا الجميع يلبي ويجيب
ـ[ابوعلي الفارسي]ــــــــ[20 - 07 - 2009, 06:14 م]ـ
البيت الثاني ليس صحيحا من حيث الوزن، وورد في ربيع الأبرار:
شكا رجل إلى وكيع بن الجراح سوء الحفظ، فقال: استعينوا على الحفظ بترك المعاصي، فأنشأ يقول:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي ... فأرشدني إلى ترك المعاصي
وذلك أن حفظ المرء فضل ... وفضل المرء لم يدركه عاصي
وكان وكيع يقول: ما خطوت للدنيا منذ أربعين سنة، ولا سمعت حديثاً فنسيته.
قيل: وكيف ذاك؟ قال: لأني لم أسمع شيئاً إلا عملت به.
وفي المستطرف:
وشكا رجل إلى وكيع بن الجراح سوء الحفظ فقال له استعن على الحفظ بترك المعاصي فأنشا يقول
(شكوت إلى وكيع سوء حفظي ... فأرشدني إلى ترك المعاصي)
(وذلك أن حفظ العلم فضل ... وفضل الله لا يؤتى لعاصي)
وفي المحمدون من الشعراء للقفطي:
وله - رضي الله عنه -: وافر:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي ... فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال: اعلم بأن العلم نورٌ ... ونور الله لا يؤتى لعاصي!
وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
وقال الشاعر: شكوت إلى وكيع سوء حفظى فأرشدني إلى ترك المعاصي وقال: لان حفظ العلم فضل وفضل الله لا يؤتيه عاصي.
والله العالم.
ـ[نور*]ــــــــ[28 - 07 - 2009, 05:27 ص]ـ
جزيتم خيراً ايها الافاضل(/)
مسائل في المجاز .. (17) .. الأسد ..
ـ[أبو فهر]ــــــــ[20 - 07 - 2009, 11:31 م]ـ
إيه أيها الأسد المظلوم؛ ألصق المجازيون بك بلايا كثيرة ...
قال أبو عبد الله البصري المعتزلي: ومثل ما نقل من موضوعه , قول القائل: رأيت الأسد , وهو يعني الرجل الشجاع. ا هـ ولعله كان أول من قال ذلك من المتكلمين , واتبعه الباقلاني, وأبو الحسين البصري المعتزلي , وعبد القاهر الجرجاني , وأبو حامد الغزالي , وابن عقيل الحنبلي, والرازي , والسكاكي , وابن الحاجب , والعز بن عبد السلام , والخطيب القزويني , وغيرهم كثير , حتى صار الأسد هو أول ما يذكره المتأخرون في الحقيقة والمجاز , يقولون: هو حقيقة في السبع , مجاز في الرجل , فهو يدل على السبع من غير قرينة , ولا يدل على الرجل إلا بقرينة.
هذا الباطل ... فأين الحق (؟؟)
1 - لفظ أسد ليس في القرآن.
2 - وروى البخاري , عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر , وفر من المجزوم كما تفر من الأسد)) , وروى البخاري , أن أسامة بن زيد أرسل إلى علي لما خرج إلي صفين , يقول له: لو كنت في شدق الأسد لأحببت أن أكون معك فيه , ولكن هذا أمر لم أره ... الحديث , وروى الإمام أحمد , عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم على اليمن , فانتهينا إلى قوم قد بنوا زبية للأسد , فبينا هم كذلك يتدافعون إذ سقط رجل فتعلق بآخر , ثم تعلق رجل بآخر حتى صاروا فيها أربعة فجرحهم الأسد , فانتدب له رجل بحربةٍ فقتله ... )) الحديث في قضاء على بينهم وإجازة النبي صلى الله عليه وسلم قضاءه , وروى الإمام أحمد حديثاً في نزول المسيح عليه السلام في آخر الزمان , وفيه: حتى ترتع الإبل مع الأسد جميعاً , وروى ابن ماجة حديثاً طويلاً في ذكر الدجال , وفيه: الوليدة الأسد فلا
يضرها , والأسد في تلك الأحاديث كلها هو السبع المعروف.
أما الأسد في كلام العرب يراد به الحيوان المعروف =فكثير في كلامهم، ولم نستطع تبين أنهم أرادوا الحيوان المعروف إلا بالقرائن على ما ترى .. وسأضع تحت القرائن الدالة على إرادة الحيوان المعروف خطاً ..
1 - قال تعالى: ((كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة)).
2 - لذاك أهيب عندي إذ أكلمه ... وقيل إنك منسوب ومسؤول
من ضيغم من ضراء الأسد محذرة ... ببطن عثر غيل دونه غيل
يغدو فيلحم ضرغامين عيشهما ... لحم من القوم معفور خراذيل
إذا يساور قرناً لا يحل له ... أن يترك القرن إلا وهو مفلول
منه تظل حمير الوحش ضامزة ... ولا تمشي بواديه لأراجيل
يقول كعب بن زهير: إن رسول اله صلى الله عليه وسلم كان أهيب عنده من ذلك الأسد.
3 - ونَلْبَسُ للْعَدُوِّ جُلودَ أُسْدٍ ... إِذا نَلْقاهُمُ وجُلودَ نُمْرِ
4 - يذل له العزيز وكل ليث ... حديد الناب مسكنه العرين
5 - يمْشُونَ في حلَقِ الحديدِ كمَا مشَتْ ... أسُدُ الغَريفِ بكُلِّ نحْسٍ مُظْلِمِ.
6 - وشبابٌ كأنَّهُمْ أسدُ غيلٍ ... خالَطَتْ فَرْدَ حدِّهِمْ أحلامُ
7 - دربوا كما دربت أسود خفية ... غلب الرقاب من الأسود ضواري
8 - أريحيّاً أمضى على الهولِ منْ ... ليثٍ هموسِ السُّرى أبي أشبالِ
9 - أشدُّ حفيظةً من ليثِ غابٍ ... تخالُ زئيرهُ اللجبَ اللهاما
10 - أجرأُ مِنْ ذي لِبْدَةٍ هَمَّاسِ ... غَضَنْفَرٍ مضَبَّر رهَّاس
مَنَّاعِ أخْيَاس إلى أخْيَاس ... كأنَّمَا عيناهُ في مِراس
شعاعُ مِقْبَاسٍ إلى مِقباس
10 - ولأَنتَ أَشجَعُ حِينَ تتَّجِهُ ال ... أبطالُ مِنْ لَيْثٍ أبي أَجْر
والأسد في تلك الأشعار هو السبع , وقيل في وصفه أشعار أخرى غير ذلك , وكان أبو زيد الطائي يكثر وصفه , وروى الجمحي , عن أبي الغراف , أن أبا زبيد أنشد في مجلس عثمان بن عفان رضي الله عنه قصيدة له ووصف فيها الأسد , فقال له عثمان: تالله تذكر السد ما حييت , والله إني لأحسبك جباناً هداناً , فقال ك كلا يا أمير المؤمنين , ولكني رأيت منه منظراً أو شهدت منه مشهداً لا يبرح ذكره يتجدد في قلبي , ومعذور أنا يا أمير المؤمنين غير ملوم , فقال عثمان: قطع الله لسانك , فقد رعبت قلوب المسلمين. ا هـ مختصراً , وروى أبو الفرج , عن شعبة , قال: قلت للطرماح بن حكيم: ما شأن أبي زبيد وشأن الأسد؟ فقال: أنه لقيه بالنجف , فلما رآه سلح من فرقة , وقال
(يُتْبَعُ)
(/)
مرة أخرى: فسلخه , فكان بعد ذلك يصفه كما رأيت
وأما الأسد في كلام العرب لا يريدون به الحيوان المعروف =فهو بين ظاهر في كلامهم ولم يُستدل على أنهم لم يريدوا الحيوان المعروف =إلا بالقرائن، كما أنه لم يُستدل على أنهم ارادوا الحيوان المعروف إلا بالقرائن ...
ومن الأمثلة الظاهرة المشهورة لهذا:
1 - وقال أبو بكر الصديق , لاها الله إذا لا يعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن الله وعن رسوله فيعطيك سلبه
2 - وروى الإمام أحمد وغيره من حديث الحسن البصري عن سمرة بن جندب , قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يوشك أن يملأ الله أيديكم من العجم , ثم يكونون أسداً لا يفرون فيقتلون مقاتلكم , ويأكلون فيئكم)) وروى عن الحسن مرسلاً , وهو حديث ضعيف لا يحتج به في الدين , ولا يوثق بإسناده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه قد يقبل شاهداً في العربية , فهو يوثق بإسناده إلى الحسن البصري , والحسن كان بعض أئمة العربية يكتب كلامه ويستشهد به , فذلك الحديث ليس حجة في الدين , ولكنه قد يقبل شاهداً في العربية , والأسد في هذين الحديثين هو: الرجل الجريء الذي لا يفر.
3 - قال حسان: قد آن أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه .. ففي ذلك الحديث شبه حسان بن ثابت رضي الله عنه نفسه بالأسد الذي هو السبع , فقال: إلى هذا الأسد الضارب بذنبه , ولولا قوله: الضارب بذنبه , لم يتبين أنه أراد السبع , ولو قال: إلى هذا الأسد , وسكت , لكان يمدح نفسه بأنه أسد من الرجال , ولم يك في كلامه تشبيهاً.
وَلَقدْ خَشِيتُ بِأَنْ أمُوتَ، ولم تَكُنْ ... للحَرْبِ دائرةٌ على ابنَيْ ضَمضَيم
الشّاتِمَيْ عِرْضِي، ولم أشتِمْهُمَا، ... والنّاذِرَيْنِ إذا لم أَلْقَهُما دَمي
أُسْدٌ عَلَيَّ وفي العَدُوّ أَذِلّةٌ ... هذا لَعَمرُكَ فِعْلُ مولى الأَشْأَمِ
وقول الشاعر:
وتقولُ جعثنِ إذ رأتكَ مقنعاً ... قبّحتَ منْ أسدٍ أبي أشبالِ
وقول الشاعر:
إنّي أنا البحرُ غَمراً لستَ جاسرَهُ ... وسَبِّيَ النارَ دونَ البحر تستعِرُ
ما زلتَ تنتجعُ الأصواتَ مُعترضاً ... تروحُ في اللُّومِ مُشتقّاً وتبتكِرُ
حتى استثَرتَ أبا شِبلَينِ ذا لِبَدٍ ... وزُبْرَةٍ لم تُواطي خَلْقَها الزُّبَرُ
وأنا أعدل عن الأمثلة المشهورة التي قد يُمثل بها لهذه القضية إلى مثال دقيق من كلام العرب وهو من أروع الشعر وأدقه وأحلاه وهو قول زهير بن أبي سلمى:
لَعَمْري لَنِعْمَ الحيُّ جَرَّ عَلَيْهِمُ ... بما لا يُؤاتِيهِمْ حُصَيْنُ بْنُ ضَمْضَمِ
وكانَ طَوَى كَشحاً على مُسْتَكِنَّةٍ ... فَلاَ أَبْدَاهَا وَلَمْ يَتَجَمْجَمِ
وَقَالَ: سَأَقضِي حَاجَتي ثُمَّ أَتَقَّي ... عَدُوِّي بِأَلْفٍ مِنْ وَرائيَ مُلْجَمِ
فَشَدَّ وَلَمْ يَنْظُرْ بُيُوتاً كَثِيرَةًلَدَى ... حَيْثُ أَلْقَتْ رَحْلَهَا أُمُّ قَشْعَمِ
لَدَى أَسَدٍ شاكي السِّلاحِ مُقَذَّفٍ ... لَهُ لِبَدٌ أَظْفَارُهُ لَمْ تُقَلَّمِ
جَرِيءٍ مَتَى يُظْلَمْ يُعَاقِبْ بِظُلْمِهِ ... سَريعاً وإلاّ يُبْدَ بالظُّلْمِ يَظْلِمِ
وقوله: شاكي السلاح , أي سلاحه شائكة , حديدة ذو شوكة , ومقاذف: مرامي , ويروى: مقذف , وهو الغليظ الكثير اللحم , واللبد: جمع لبدة: وهي زبرة الأسد , وهي شعر متراكب بين كتفي السد إذا أسن: والأظفار: السلاح , يقول: سلاحه تام حديد , وقال الأعلم والخطيب التبريزي: أراد بقوله: لدى أسدٍ , الجيش , وقال الزوزني: البيت كله صفة حصين بن ضمضم , ووافقه البغدادي في موضع من ((خزانة الأدب)) , فقال: وهو الصواب ثم خالفه في موضع آخر ,
فقال: والمراد بالأسد الحارث بن عوف المري , وسواء قاله في حصين أم الحارث أم الجيش كله ,
فالأسد فيه رجل أو رجال.
فالأسد هنا ورغم ذكر اللبد ليس المراد به الحيوان المعروف، وإنما المراد به الجيش الذي سيحاربهم يقوده حصين، أو هو حصين نفسه، وجعل الأسد لفظاً والمثل المراد منه الجيش له نظائر في كلام العرب ذكرها الشراح تحت هذا البيت ....
وقال زهير بن أبي سلمى في قصيدة يمدح بها سنان بن أبي حارثه المري:
إذا فزعوا طاروا إلى مستغيثهم طوال الرماح لا ضعاف ولا عزل
بخيل عليها جنة عبقرية جديرون يوماً أن ينالوا فيستعلوا
عليها أسود ضاريات لبوسهم سوابع بيض لا تخرقها النبل
وقال عنترة بن شداد:
(يُتْبَعُ)
(/)
وخيل قد زحفت لها بخيل عليها الأسد تهتصر اهتصارا
وإنما عليها الرجال.
وقال امرؤ القيس:
قولا لدودان عبيد العصى ما غركم بالأسد الباسل
ودودان: قبيلة من بني أسد , أبوها دودان بن أسن بن خزيمة , وكان ابو امرئ القيس إذا غضب على أحد منهم أمر بضربه بالعصا , فسموا عبيد العصا , أي لا ينقادون إلا على الضرب والهوان , وأراد بالأسد الباسل أباه , وقيل: أراد نفسه. ا هـ
وقال سحيم بن وثبل الرياحي في قصيدة يفخر فيها بنفسه:
وهمام متى أحلل إليه يحل الليث في عيص أمين
ألف الجانبين به أسود منطلقة بأصلاب الجفون
وهمام هو عمه , والعيص: الشجر الكثيف الملتف , والجفون: جمع جفنٍ , وهو قراب السيف , ولعله أراد بأصلاب الجفون سيورها , وإنما ألف به رجال.
وقال حسان بن ثابت رضي الله عنه في قصيدة , قيل: إنه قال أولها في الجاهلية , ثم وصلها بعد في الإسلام , يصف الخمر:
ونشربها فتتركنا ملوكا وأسداًما ينهنهنا اللقاء
وقالعروة بن أذينة الكناني:
لنا عز بكرٍ وأيامها ونصر قريش وأنصارها
وما عز من حان في حربهم بضغم الأسود وتهصارها
وقال عمر بن لجأ في قصيدة يرد بها على جرير:
ومجال معركة غنمنا مجدها لقي الأسود بها الغضاب أسوداً
وإنما لقي بها الرجال رجالاً.
وقال:
وأهون من عضب اللسان بنت له أسود وسادات بناء مشيداً
وإنما بنت الرجال.
وقال عبد الله بن أبي تغلب الهذلي , في قصيدة يرثى بها من أصيب بالطاعون من هذيل بمصر والشام:
فجعلنا بهم وبأمثالهم من أهل الغناء فأمسوا رماما
جماجم كانوا من أهل الحميم وفي البأس كانوا أسوداً جماما
وقال الفرزدق يهجو جريراً:
ود جرير اللؤم كان عانياً ولم يدن من زأر الأسود الضراغم
وإنما أراد بالأسود نفسه وقومه
وقال جرير في قصيدة يهجو بها الفرزدق:
نحن الملوك إذا أتوا في دارهم وإذا لقيت بنا رأيت بنا رأيت أسوداً
وقال في قصيدة يهجو بها عمر بن لجأ:
قد جربت عركي في كل معترك غلب الأسود فما بال الضغابيس
وإنما عاركته الرجال.
وقال جميل بثينة:
وكانت تحيد الأسد عني مخافتي فهل يقتلني ذو رعاثٍ مطرف
و ذو رعاثٍ: ذو قرط , ومطرف: مخضب اليدين والأصابع: وهو يريد بثينة , يقول: كانت تحيد عنه الأسد من مخافته , فهل يقتلنه حب بثينة , وإنما تحيد عنه أسد الرجال , والأسد في تلك الأشعار كلها هو الرجل الجريء الذي لا يفر.
وقال الفرزدق في قصيدته التي مدح بها زين العابدين بن الحسين بن علي:
مشتقة من رسول الله نبعته طابت عناصره والخيم والشيم
سهل الخليفة لا تخشى بوادره يزينه خلتان الخلق والكرم
من معشر حبهم دين وبغضهم كفر وقربهم منجى ومعتصم
مقدم بعد ذكر الله ذكرهم في كل بدء ومختوم به الكلم
يستدفع السوء والبلوى بحبهم ويسترب به الغحسان والنعم
إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم أو قيل من خير خلق الله قيل هم
لا يستطيع جواد بعد غايتهم ولا يدانيهم قوم وإن كرموا
هم الغيوث إذا أزمة أزمت والأسد أسد الشرى والبأس محتدم
لا يقبض العسر بسطاً من أكفهم سيان ذلك إن أثروا وإن عدموا
فشبه آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم بالغيوث في الأزمة , وبأسد الشرى في البأس , والشرى موضع تنسب إليه الأسد واكتفى به , لكان يمدحهم بأنهم أسد من الرجال , ولم يكن في كلامه تشبيهاً , فلما قال: والأسد أسد الشرى , بين بقوله أسد الشرى أي أسدٍ أراد. وأنه أراد التشبيه
وقال طرفة بن العبد:
وتشكي النفس ما أصاب بها فاصبري إنك من قومٍ صبر
إن تصادف منفساً لا تلفنا فرح الخير ولا نكبوا لضر
أسد غاب فإذا ما فزعوا غير انكاسٍ ولا هوج هذر
ويروي: أسد غيلٍ , وهو الشجر الملتف , والغاب والغيل هي مأوى الأسد , قال الأعلم: آسد ما يكون الأسد عندها , لأنه يحميها ويحمي أشباله ا هـ
فشبه حسان بن ثابت رضي الله عنه:
فطاروا شلالاً وقد أفزعوا وطرنا إليهم كأسد الأجم
والأجم: كذلك الشجر الكثيف الملتف.
وقال يمدح النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه:
كأنهم في الوغى والموت مكتنع أسد ببيشة في أرساغها فدع
وبيشة: موضع تنسب إليه الأسد , فشبههم بالأسد التي تكون بذلك الموضع , وفي أرساغها فدع: فيها إعوجاج إلى ناحيةٍ , والأرساغ: جمع رسغ , والموت مكتنع قريب دانٍ.
وقال عروة بن أذينة الكناني:
صناديد غلب كأسد الغريف خضماً وهضماَ وضغماَ ضباثاَ
(يُتْبَعُ)
(/)
والغريف: الشجر الكثير الملتف
وقال الأحوص في قصيدة يمدح بها عمربن عبد العزيز رحمه الله.
حتى كأنك يتقى بك دوانهم من أسد بيشة خادر متبسل
وقال أنيف بن حكيم الطائي:
دعوا لنزار وانتمينا لطيءٍ كأسد الشرى إقدامها ونزالها
وقال كثير في قصيدة يمدح بها عبد الملك بن مروان:
كأنهم آساد حلية أصبحت خوادر تحمى الخيل ممن دنا لها
وحلية مأسدة بناحية اليمن و والمأسدة: الأرض كثيرة الأسد.
وقال امرؤ القيس بن عمرو السكوني:
كأني غداة الروع من أسد زارة أبو أشبل عبل الذراع مجرب
وقال:
فلاقوا مصاعاً من أناسٍ كأنهم أسود العرين صادقاً لا يكذب
وزارة: موضع , والعرين: مأوى السد الذي يألفه.
وقال الأشهب بن رميلة:
أسود شرى لاقت أسود خفية تساقوا على لوحٍ دماء الأساود
وقال آخر:
أسود شرى لاقت أسود خفيةٍ تساقين سما كلهن خوادر
وقال آخر:
ونحن قتلنا الأسد أسد خفية فما شربوا بعداً على لذة خمراً
والخفية: غيضة ملتفة يتخذها الأسد عريناً , وهي: خفية الأسد.
وقال البريق بن عياضٍ الهذلي في قصيدة يرثى بها أخاه:
فما إن شابك من أسد ترج أبو شبلين قد منع الخدارا
بأجرأ جرأة منه وأدهى إذا ما كارب الموت استدارا
وشابك: قد اشتبكت أنيابه واختلفت , وترج: موضع باليمين قبل تبالة , وهي: بلدة خصبة.
وفي تلك الشعار كفاية , والتشبيه بالأسد الذي هو السبع , والتفضيل عليه في الجرأة والإقدام كثير من أشعار العرب , وفي تلك الأشعار كلها ذكر لفظ الأسد متبوعاً بما يدل على أنه السبع:
يقولون: أسد الشرى , وأسد غابٍ , وأسد غيل , وأسد خفيةٍ , وأسد بيشة , وأسد الأجم , وأسد ترج , وأسد الغريف , وأسد حلية , وأسد العرين , وأسد زارةٍ , وأسد أبو أشبال , وأبو شبلين , وما يشبه ذلك ويقاربه , وأكثر ما ينسبون إليه تلك الأسود: هو مواضعها التي تسكنها , ولم أجد شعراً عربياً يوثق به ذكر فيه لفظ الأسد إلا وفي الكلام ما يدل على ما أريد به , هل أريد به السبع أم أريد به الرجل الجريء الذي لا يفر , وذلك يدل على أن الأسد بلسان العرب ليس خاصاً بذلك السبع , ولو كان خاصاً به لم يحتج إلى أن يذكر معه ما يبين أي أسدٍ أريد به.
وقال قيس بن عيزارة أخو بني صاهلة في قصيدة يرثي بها أخاه الحارث بن خويلد:
وإذا جبان صدق روعة حبض القسي وضربة أخدود
ألفيته يحمي المضاف كأنه صبحاء تحمي شبلها وتحيد
صبحاء ملحمة جريمة واحدٍ أسدت ونازعها اللحام أسود
وحبض القسي: وقع الوتر , وضربة أخدود: كأنها شق في الأرض , والمضاف: الضعيف , وصبحاء: لبؤة لونها يضرب إلى البياض والحمرة , وتحيد: تروغ , وملحمة: تطعم ولدها اللحم , وجريمة واحدٍ: كباسة واحدٍ , كأنه يقول: ليس لها غير ذلك الشبل الواحد , وأسدت: كبلت وصارت أسداً , فهو يقول: إذا فزع الجبان وفر من وقع الرمي والضرب , وجدت أخاه الحارث بن خويلد يحمي الضعيف كأنه لبؤة صبحاء ليس لها إلا شبل واحد تحميه وتطعمه اللحم , فهي كلبة أسدة تنازع الأسود اللحم حتى تطعمه شبلها.
ويورى من شعر مغلس بن لقيط:
إذا رأيا لي غفلةً أسداً لها أعادي والأعداء كلبى كلابها
وقالت ليلي الأخيلية في قصيدة ترثي بها توبة بن الحمير الخفاجي:
طوت نفعها عنا كلاب وآسدت بنا أجهليها بين غاوٍ وشاعر
وقال عبيد بن الأبرص يصف ظبياً:
مرابضه القيعان فرداً كأنه إذا ما تماشيه الظباء تطيح
فهاج به حي غداة فآسدوا كلاباً فكل الضاريات شحيح
ويروى:
فهاج له حي غداة فأوسدوا كلاباً فكل الضاريات يسيح
وقال أبو زيد في ((نوادره)): يقال أغريت فلاناً بصاحبه إغراء , وآسدت بينهما إيساداً , إذا حملت كل واحدٍ منهما على صاحبه حتى غري به أي لزق به غرىً شديداً. ا هـ , وقال الأزهري في ((تهذيب اللغة)): يقال: آسدت بين القوم , وآسدت بين الناس , وآسدت بين الكلاب , إذا هارشت بينها , وقال أبو عبيد , آسدت الكلب إيساداً: إذا هيجته وأغريته وأشليته ودعوته , وقال رؤبة: ترمي بنا خندف يوم الإيساد. ا هـ , وقال الجوهري: وآسدت الكلب وأوسدته: أغريته بالصيد , والواو منقلبة عن الألف. ا هـ
وقال زهير بن مسعود يصف ثوراُ وحشياً طاردته كلاب صيدٍ:
فنال شيئاً ثم هاجت به مؤسدة فيهن تدريب
وقال الأزهري: والمؤسد: الكلاب الذي يشلي كلبه , يدعوه ويغريه بالصيد. ا هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال مهلهل بن ربيعة:
إني وجدت زهيراً في مآثرهم شبه الليوث إذا استأسدتهم أسدوا
يقول: إذا أغريتهم وهيجتهم كانوا أسداً , وقال الصنعاني:: استؤسد: هيج , وقال الأزهري: قال الليث: واستأسد فلان: أي صار في جرأته كالأسد. ا هـ , وكذلك قال أبو عبيد في ((غريب الحديث)) , يقال: قد أسد الرجل واستأسد بمعنى واحد. ا هـ ولا شاهد على ذلك من كلام العرب , وقول مهلهل بن ربيعة: وإذا استأسدتهم أسدوا , يدل على خطئه , والصواب: استأسد: هيج وأغرى , واستؤسد: هيج واغرى.
وقال عامر الخصفي المحاربي في قصيدة يرد بها على الحصين بن الحمام المري:
وكنا نجوما كلما انقض كوكب بدا زاهر منهن ليس بأقتما
بدا زاهر منهن تأوي نجومه إليه إذا مستأسد الشر أظلما
ومستأسد الشر: الذي يغري به ويهيجه , وهو يعني به في ذلك البيت الليل.
وقال أبو النجم يصف نباتاً:
حتى تحنى وهو لما يذبلِ
مستأسداً ذبانه في غيطلِ
يقول للرابدِ أعشبت انزلِ
ويروى: مستأسد بالرفع , وذبانه: ذبابه , وعيطل: غيضة , وهو الشجر الملتف , وقال الأزهري: قال أبو عبيد عن الأصمعي: إذا بلغ النبات والتف , قيل: قد استأسد , وأشد قول أبي النجم.
ا هـ وقد استأسد: قد أغرى وهيج , وهو في قول أبي النجم: مستأسد ذبانه , يقول: إن ذلك
النبات لما طال وانحنى ولما يذبل بعد أغرى الذباب وهيجه فلزق الذباب به وكثر عليه , وقال أبو العباس ثعلب في ((مجالسه)): استأسد الأسل , إذا ارتفع , وكل شيء استأسد فهو مرتفع , وأنشد قول أبي النجم (). ا هـ , والأسل: عيدان تنبت طوالاً دقاقاً , وليس في قولِ أبي النجم ولا غيره شاهداً على أن كل شيءٍ استأسد فهو مرتفع , ولكن استأسد: أغرى وهيج.
وقال الأخطل:
بمستأسدٍ يجري الندي في رياضةِ سقته أهاضيب الصبا فمديمها
قال السكري: المستأسد: الملتف من الكلأ المكتهل ا هـ , والكتهل: الذي تم طوله.
وقال ذو الرمة:
فاكتهل النور بها واستأسدا ولو نأى ساكنها فأبعدا
فاستأسد النبات: أغرى , وإنما يكون ذلك إذا تم واكتهل ولما يذبل بعد.
وقال ابن الأثير في ((غريب الحديث)): ومنه حديث لقمان بن عاد: خذ مني أخي ذا الأسد , والأسد مصدر أسد يأسد أسداً , أي: ذو القوة الأسدية. ا هـ , ونقله ابن منظور في ((لسان العرب)) , وذلك الحديث لم أجده بعد مسنداً , وكثير مما يستشهد به أصحاب الغريب ليس محفوظاً عند المحدثين , وفي ((لسان العرب)): وأسد آسد على المبالغة , وأسد بين الأسد نادر , ونسب بعض ذلك إلى ابن الأعرابي.
فالعرب يقولون: أسداً للرجل الجريء الذي لا يفر , ويقولون: أسداً للسبع المعروف , وما قبله وبعده من الكلام يبين أي أسدٍ أرادوا به , وأكثر ما ينسبون إليه األسد من السباع هي مواطنها التي تسكنها , وقد سمى العرب أبنائهم أسداً , وأسيداً , وأسيداً , وأسيداً , ومن قبائلهم أسد , وهم بنو أسد بن خزيمة , وحمزة بن عبد المطلب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أسد الله , ويقولون: أسد الرجل , وأسدت اللبؤة , وأسد الكلب , إذا أقدم وجرئ وكلب فصار أسداً , ويقولون: آسد بين الناس إيساداً , أغرى بينهم , وأسد وآسد وأوسد الكلب: أغراه بالصيد وهيجه وأشلاه , والواو في أوسد منقلبة عن الألف الثانية في آسد , وهو من اختلاف ألسنة العرب في نطق الهمزتين المتتاليتين في أول اللفظة , ويقولون: كلاب مؤسدة: آسدها المؤسد , ويقولون: استأسد القوم: أغراهم وهيجهم وأغضبهم , واستؤسد: هيج , وقالوا ليل مستأسد الشر , وقالوا للنبات إذا تم واكتمل فأغرى: مستأسد , واستأسد.
ولا حجة على أن العرب كانوا أولاً يقولون الأسد لذلك الأسد من السباع خاصة , ثم نقلوه بعد ذلك للرجل , واشتقوا من أسد وآسد وغيرها , ولسان العرب القديم الأول لم يحفظ لنا , ولا انزل الله كتابه به , ولا ندري أي شيء كان السد بذلك السان الأول , والذي حفظ لنا , وأنزل الله كتابه به , هو لسان العرب الذين بعث النبي صلى الله عليه وسلم منهم , و أولئكم كانوا يقولون الأسد: للرجل والسبع , فقولهم: إنه وضع أولاً للسبع ثم نقل للرجل , هو زعم باطل , لا حجة له.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 08:18 ص]ـ
لا طائل من وراء هذا كله ...
إما أن تقر وتعترف بوقوع المجاز في لهجاتنا المحكية أولاً، فنمضي بعد ذلك في إثبات تهافت كل آرائك، وإما أن ينكشف أمرك للجميع بأنك تجحد الضرورات، فيحسن عندها أن تبقي رأيك لنفسك.
ـ[أبو فهر]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 12:30 م]ـ
بارك الله فيك قد رددتُ على الزعم بوجود المجاز في اللهجات أو غيرها وهو رد محكم متين لم أر للآن ما ينقلني عنه فإن عددتَ أنت هذا جحداً للضرورات فهذا شأنك ولا أملك قلبك أنقله لرأيي وليست إقامة الحجة تتم بالذراع ..
دمتَ موفقاً ...
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 12:55 م]ـ
بارك الله فيك قد رددتُ على الزعم بوجود المجاز في اللهجات أو غيرها وهو رد محكم متين لم أر للآن ما ينقلني عنه فإن عددتَ أنت هذا جحداً للضرورات فهذا شأنك ولا أملك قلبك أنقله لرأيي وليست إقامة الحجة تتم بالذراع ..
دمتَ موفقاً ...
بل هو رد ساقط متهافت انتهى بصاحبه إلى جحد الضروريات ...
1. أنت تقر بأن لفظ "كمبيوتر" في أصل وضعه كان للحاسب الآلي.
2. وتقر بأن استعمال هذا اللفظ في الدلالة على الإنسان الذكي استعمال لاحق.
3. إلا أنك تأبى أن تقرَّ، وتراوغ وتتهرب من الاعتراف بأن الاستعمال الثاني اللاحق مرتبط بالاستعمال الأول، وأن بينهما تعلقاً على وجه ما. ولم تزد على أن سميت هذا تطوراً دلالياً تارة، أو تعديد مضافات خارجية للفظ سابق، وليس ينفعك هذا في شيء.
وهذه المرتبة الثالثة من الاعتراف والتسليم هي من الحقائق الواضحة البيِّنةِ الضرورية التي لا يجحدها إلا مباهت متعنت، أزرى به تقليده الأعمى، وأدَّاه إلى جحد الضروريات.
فإلى أين تهرب؟؟!!
وإلى متى؟؟!!
لا زلتُ أطالبك باعترافٍ صريح واضحٍ، بأن لهجاتنا العامية تشتمل على المجاز، والاعتراف بخطأ زعمك بنفي المجاز من اللغات جميعاً ...
فإن أقررتَ انتقلنا إلى ما بعدها، وإن أبيتَ فيكفيني أن أمرك مكشوف، وأنك تأبى أن تذعن للحق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 01:08 م]ـ
هذا ليس تعدداً للمواضيع فكل موضوع يُناقش جهة من جهات هذه النظرية الباطلة .. وسؤالك أجبتك عنه .. وكونك تعد هذا لا ينفعني أو كون هذا لا يرضيك جواباً = فهذا ليس ذنبي ..
غاية الأمر أنك ظننتَ أنك أتيتَ بحجة ظننتها قاطعة = فبانتْ داحضة فلم تتحمل ..
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 01:12 م]ـ
هذا ليس تعدداً للمواضيع فكل موضوع يُناقش جهة من جهات هذه النظرية الباطلة .. وسؤالك أجبتك عنه .. وكونك تعد هذا لا ينفعني أو كون هذا لا يرضيك جواباً = فهذا ليس ذنبي ..
غاية الأمر أنك ظننتَ أنك أتيتَ بحجة ظننتها قاطعة = فبانتْ داحضة فلم تتحمل ..
كيف تزعمها داحضة، وأنت لا زلت تهرب من الاعتراف بوجود المجاز في اللهجات العامية؟؟
عجيب والله أنت:
تزعم أن ردك محكم متين!
وتزعم أن حجتي داحضة!
قل لي بالله عليك:
ألا ترى أن استعمال "الكمبيوتر" في الدلالة على "الإنسان الذكي" إنما هو لوجود علاقة بينهما؟
فإن قلت: نعم، فقد أقررت بالمجاز ...
وإن قلت: لا، فأنت مباهت ...(/)
مسائل في المجاز .. (14) .. نقض استشهادهم بآية: ..
ـ[أبو فهر]ــــــــ[20 - 07 - 2009, 11:35 م]ـ
قول الله تعالى: ((واشتعل الرأس شيباً)) ().
وتلك الآية هي الثالثة من الآيات التي ذكرها ابن المعتز , والاستعارة فيها عنده هي أن كلمة اشتعل استعيرت لشيءٍ لم يعرف بها , وهو الشيب , من شيء قد عرف بها و وهو النار , والشيب لا يشتعل بزعمه , وهي عند أبي عبد الله البصري المعتزلي ومن تبعه مجاز , يقولون: إن لفظ اشتعل وضع في أصل اللغة للنار , فهو حقيقة في النار , مجاز في غيرها , وهو يدل على أن النار من غير قرينةٍ , ولا يدل على غيرها إلا بقرينة بزعمهم.
قلت: روى البخاري وغيره عن ابي هريرة , أن عبداً أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له: مدعم , جاءه سهم غائر فقتله , فقال الناس: هنيئاً له الشهادة , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بلى والذي نفسي بيده , إن الشملة التي أصابها يوم خيبر من الغنائم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه ناراً)) الحديث () , وقال البخاري في كتاب صلاة الخوف من ((صحيحه)) , باب: الصلاة عند مناهضة الحصون ولقاء العدو , وقال أنس: حضرت عند مناهضة حصن تستر عند إضاءة الفجر , واشتد اشتعال القتال , فلم يقدروا على الصلاة , فلم نصل إلا بعد ارتفاع النهار , فصليناها ونحن مع أبي موسى ففتح لنا , قال أنس: وما يسرني بتلك الصلاة الدنيا وما فيها () ا هـ وقال ابن حجر في ((فتح الباري)): قوله: اشتعال القتال بالعين المهملة () , وروى الإمام أحمد
والطبري في ((تاريخه)) حديثاً في ذكر طاعون عمواس , وفيه: لما اشتعل الوجع , وفيه: إن هذا الوجع إذا وقع , فإنما يشتعل اشتعال النار , وإسناده لا يحتج به () ,
http://1.1.1.2/bmi/majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif وقال الأزهري: قال أبو عبيد عن الأصمعي وأبي عمرو , قالا: الغارة المشتعلة المتفرقة , وقد أشعلت , إذا تفرقت , قال: ويقال أشعلت القربة والمزادة , إذا سال ماؤها , وقال: أشعل فلان إبله () , إذا عمها بالهناء , ولم يطل النقب من الجرب دون غيرها من بدن البعير الأجرب ,
http://1.1.1.2/bmi/majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif ويقال: أشعلت جمعهم , أي فرقته , وقال أبو وجزة:
فعاد زمان بعد ذاك مفرق وأشغل ولي من نوى كل مشعل
قال: وأشعلت الطعنة , إذا خرج دمها , وأشعلت العين: كثر دمعها , وقال ابن السكيت: جاء جيش كالجراد المشعل , وهو الذي يخرج في كل وجه , وكتيبة مشعلة , إذا انتشرت , وأشعلت الطعنة , إذا خرج دمها متفرقاً , وجاء كالحريق المشعل: بفتح العين (). ا هـ , كذلك هو في ((تهذيب اللغة)): كتيبة مشعلة إذا انتشرت ,
http://1.1.1.2/bmi/majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif وفي ((تهذيب الألفاظ)) باب: الكتائب , والشعواء المنتشرة يقال: كتيبة شعواء , وشجرة شعواء , والمشعلة المتفرقة , قال أبو كبير ووصف طعنة:
مستنة سنن الفلو مرشة تنفي التراب بقاحز معروف
يهدي السباع لها مرش جدية شعواء مشعلة كجر القرطف (). ا هـ
وكل ذلك يدل على أن اشتعل يعم النار وغيرها , ولا يخص النار وحدها , وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن الشملة لتشتعل عليه ناراً)) حجة بينة على أن اشتعل ليس خاصاً بالنار , ولا معروفاً فيها وحدها , ولو كان خاصاً بها لكفى أن يقال: لتشتعل عليه , أو لتشتعل عليه اشتعالاً , ولم يحتج إلى أن يبين ذلك الاشتعال ما هو , وأنها تشتعل ناراً , وليس شيئاً غيرها ,والتأسيس أولى من التأكيد ...
واختلف النحاة لم نصب ((شيئاً)) في تلك الآية: فقال الأخفش في ((معاني القرآن)) , وقال: شيباً لأنه مصدر في المعنى , كأنه حين قال اشتعل قال: شاب فقال: شيباً على المصدر , وليس هو مثل تفقأت شحماً , وامتلأت ماءً , لأن ذلك ليس بمصدر. ا هـ () , ونقله عنه الطبري في ((تفسيره)) , ثم قال: وقال غيره نصب الشيب على التفسير , لأنه يقال اشتعل شيب رأسي , واشتعل رأسي شيباً , كما يقال تفقأت شحماً , وتفقأ شحمي (). ا هـ , وقال أبو اسحاق الزجاج في ((معاني القرآن وإعرابه)) , وشيباً منصوب على التمييز , المعنى اشتعل الرأس من الشيب , يقال للشيب إذا كثر جداً
قد اشتعل رأس فلان (). ا هـ , وذكر ابن النحاس في ((إعراب القرآن)) قول الأخفش , وقول أبي إسحاق , ثم قال: وقول الأخفش أولى لأنه مشتق من فعل والمصدر أولى به (). ا هـ , وقال الأزهري في ((تهذيب اللغة)) ونصب شيئاً على التفسير , وإن شئت جعلته مصدراً وكذلك قال حذاق النحويين (). ا هـ , وقول الأخفش إنه مصدر , كأنه قال شاب شيباً , خطأ , ولو كان شاب شيباً , كما زعم لدل على أنه شاب شيباً ما أي شيب قل أو كثر , ولجاز أن يقال: شاب شيبا قليلاً أو كثيراً , وأن يسأل حينئذ: أكان شيبه قليلاً أم كثيراً؟
والصواب – إن شاء الله – أنه نصب على التمييز , كما قال أبو إسحاق الزجاج , وهو التفسير في اصطلاح بعض النحاة , فإن اشتعل عام يدل على أن شيئاً ما عم رأسه وتفرق في نواحيه , فاحتاج إلى ما يفسره ويميزه ويبين ما هو ذلك الشيء الذي عمه , فجاء شيباً ليبين أن الشيب هو الذي عم رأسه وتفرق في كل ناحية منه, والله أعلم.
وإذا كانت العرب يقولون اشتعل للنار وغيرها , فلا ندري بأي ذلك تكلموا أولاً , ولا سبيل إلى العلم به , ولا يذكر اشتعل في كلامهم إلا وفي كلام المتكلم أو أنبائه ما يبين ما أراد به , سواء أراد النار أم غيرها , فقولهم: إن اشتعل كان يعرف في النار دون غيرها , وإنه وضع في أصل اللغة للنار , فهو يدل عليها من غير قرينة , ولا يدل على غيرها إلا بقرينة , كله زعم باطل لا حجة له.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباز]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 01:07 ص]ـ
جزاك الله خيرا ..
هل نفهم من هذا أنك من منكري المجاز في القرآن واللغة العربية عموما؟؟
ـ[أبو فهر]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 01:23 ص]ـ
وفي اللغات جميعاً ...
ـ[الباز]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 01:32 ص]ـ
سأتكلم عن اللغة العربية وليس عن القرآن ..
الاختلاف بين العلماء بين قبول ورفض للمجاز ليس سوى اختلاف لفظي
والحقيقة أنهم حين التأويل و التفسير للكلام يقولون نفس ما يقوله مجوزو المجاز
وهذا إقرار ضمني منهم بالمجاز ..
حتى الشيخ ابن تيمية يقر بالمجاز ضمنا وإن لم يصرح بذلك.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 08:12 ص]ـ
وفي اللغات جميعاً ...
أنكرتَ المجاز في اللغات جميعاً، فجيناك بما يقطع بالحجةِ أن هناك ألفاظاً حادثة نعرف أصل الوضع فيها، ثم نقلناها من معناها الذي تعارفه الناس إلى معنى آخر على وجه مشابهة.
فأبيت هذا، وراوغت، وسطرتَ كلاماً طويلاً لا طائل من ورائه إلا أنك تأبى أن تقر بلفظ "المجاز" بعد أن أقررت بوقوع مسماه.
فلم كل هذا؟
فإن كنتَ تأبى الاعترافَ بالمجازِ فيما نعلمُ وقوعَ المجازِ فيه بالضرورة، كلفظ "كمبيوتر" أو "راديو" أو غيرها، فكيف نمضي بك إلى ما هو أعمق من ذلك وأقل وضوحاً؟
إنك تجحد الضرورات يا صاحبي هكذا. ومن كانت هذه حاله فالأولى الكف عنه
ولا تفرح بنقدك للدكتور العسكر، فلا أظنه يحفل بأمثالك، ممن ينتهي به الحال إلى جحد الضرورات.
أمامك أمران:
1. إما أن تقر بوقوع المجاز في اللهجات العامية، وتعترف بهذا، ومن ثم نمضي في بحث المسألة في لسان العرب القديم.
2. فإن أبيت، فاعلم أنك تجحد الضرورات، ومثلك لا يشتغل بالرد عليه.
ـ[أبو فهر]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 12:29 م]ـ
بارك الله فيك قد رددتُ على الزعم بوجود المجاز في اللهجات أو غيرها وهو رد محكم متين لم أر للآن ما ينقلني عنه فإن عددتَ أنت هذا جحداً للضرورات فهذا شأنك ولا أملك قلبك أنقله لرأيي وليست إقامة الحجة تتم بالذراع ..
دمتَ موفقاً ...
==========
الفاضل الباز ..
بخصوص الخلاف اللفظي ترى مقالة قريبة متعلقة به ..(/)
كناية بلاغية
ـ[فصيحٌ يصيح]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 11:40 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الكنايات البلاغية 3 أنواع
- كناية عن صفة
- كناية عن موصوف
- كناية عن نسبة
لكنني وددتُ أن أتساءل عن أمرٍ، وليس قاعدة - ثارت لأجلها ثائرة في إحدى النقاشات - حيث أن احدهم يقول أن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ((النساء ناقصاتِ عقلٍ ودين)) كناية بلاغية، في حين عارضه الآخر مستبعداً ذلك ..
ما رأيكم بهذا الخصوص - هل ثمة كناية في الحديث؟
كل الشكر والتوفيق ..
ـ[أبو منة]ــــــــ[24 - 07 - 2009, 10:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث أخي الحبيب له تتمة وبناء علي ذلك يتبين لنا هل الحديث له وجهين يحملهما اللفظ فتكون الكناية أو وجه واحد فقط ومن ثم لا كناية
تتمة الحديث تقول:
أما نقصان عقلها: أما ترون شهادتها بشهادة رجلين
وأما نقصان دينها: أما ترون أنها إذا حاضت لا تصلي ولا تصوم
ومن هنا يتبين لكل ذي عينين أن النبي صلي الله عليه وسلم قد فسر نقصان العقل والدين بحقائق شرعية واضحة
فقد أثبت النبي النقصان في شيئين ثم فسرهما بحقائق لا تقبل التأويل ولا المزايدة
ومن ثم لا نستطيع أن نحمل الحديث أكثر مما حمله النبي صلي الله عليه وسلم ونقول بالكناية أو المجاز
فالحديث واضح لا كناية فيه مفسر موضح لا تأويل خارج عن الظاهر الذي يقتضيه النص
والله أعلي وأعلم(/)
مسائل في المجاز .. (11) .. هل الخلاف في المجاز لفظي؟
ـ[أبو فهر]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 12:37 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ....
كثير من وجوه البحث الذي قرأته في قضية المجاز يتسم بالسطحية ومن أمثلة تلك السطحية = محاولة تصوير القضية على أنها مجرد خلاف في تلقيب أسلوب من أساليب العرب وطريقة من طرائقها ...
ولبيان وجه السطحية هاهنا أقول:
العرب ربما استعملت اللفظة الواحدة وأرادت بها أكثر من معنى ... إلى هنا وهذا قدر متفق عليه لا نزاع فيه ...
الآن: لنتصور أن باحثاً سمى هذا الأسلوب من أساليب العرب= توسعاً
وسماه آخر: تجوزاً
وسماه ثالث: فخامة
وسماه رابع: اتساعاً
إلى هنا وهنا فقط يمكننا تسمية ذلك خلافاً لفظياً ويمكننا عد الخلاف هنا من بابة الخلاف في التلقيب فحسب ....
طيب .... هل هذه هي حقيقة الحال في مسألة المجاز والنزاع فيه (؟؟؟)
الجواب: لا وكلا وكلا ولا .......
فواقع الحال: أن لدينا تياراً كبيراً نحن نتنازع معه. هذا التيار مارس من أنواع التألي والادعاء على العرب والعربية والشرع ما لا يمكن وصفه ووصف خطورته إلا بوصف واحد وهو: الجناية.
زعموا:
1 - إن أحد هذه المعاني التي تكلمت العرب بهذا اللفظ تريدها هو المعنى الحقيقي وهو الذي ينبغي حمل الكلام عليه إذا خلا الكلام من القرائن ... ومعنى حمل الكلام: أنك تقول: إن المتكلم الذي بيني وبينه قرون قد أراد هذا المعنى بالذات.
2 - ثم زادوا في الزعم والتألي فقالوا إن هذا المعنى الحقيقي هو الذي وضع له اللفظ منذ نشأة اللسان أو هو وضع استعمالي ... يا سلام
3 - ثم زادوا في الزعم والتألي فقالوا إن المعاني الأخرى غير هذا المعنى الحقيقي مجاز وإنه لا يجوز أن يقال إن المتكلم أراد معنى منها إلا مع وجود القرينة ... ومش بس كده حتى لو وجدت القرينة فمادام الحمل على المعنى الأول الحقيقي ممكن فإنه يمتنع الحمل على المجاز ...
وزادوا وعادوا وكرروا وفرعوا وزادوا ونقصوا وبنوا وهدموا واشترطوا وأجازوا ومنعوا ...
ولو جئت تسأل من أنبأكم بهذا عن العرب ... ومن أين لكم هذه الحدود والقوانين ومن أخبركم أن اللغة موضوعة ومن أعلمكم أن هذا المعنى بالذات حقيقي وأن الآخر مجاز ... حاروا وأبلسوا وصارت الألسنة مضغ لحم تُلاك في الفم لا تدري ما البيان ....
ما علينا ....
الآن مع كل هذه الأحكام التي رتبها من وصف طريقة العرب آنفة الذكر هل لا يزال يسوغ أن نقول: إن الخلاف خلاف في التلقيب وما الفرق بين أن نسميه حقيقة ومجازاً وبين أن نسميه اتساعاً وتوسع، أو حقيقة مفردة وحقيقة تركيبية و ... و ... (؟؟؟)
لا لا يجوز أبداً ... بل هذا لعب بالعقول وسخرية باللسان وأهله ...
بل مذهب المجاز مذهب تام قائم له أحكام وقوانين وتبعات وليس مجرد تلقيب ...
ولا والله ما جرت أحكامه وقوانينه على أمة العرب والإسلام إلا الفساد =فساد الدين وفساد اللسان ...
ونحنُ نخالف في لقبه ونخالف في تلك القوانين التي زعموها وفسروا بها كلام المتكلم ونزعم أن هذه القوانين لا تهدي لفقه كلام المتكلم ..
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 01:01 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ....
كثير من وجوه البحث الذي قرأته في قضية المجاز يتسم بالسطحية ومن أمثلة تلك السطحية = محاولة تصوير القضية على أنها مجرد خلاف في تلقيب أسلوب من أساليب العرب وطريقة من طرائقها ...
ولبيان وجه السطحية هاهنا أقول:
العرب ربما استعملت اللفظة الواحدة وأرادت بها أكثر من معنى ... إلى هنا وهذا قدر متفق عليه لا نزاع فيه ...
الآن: لنتصور أن باحثاً سمى هذا الأسلوب من أساليب العرب= توسعاً
وسماه آخر: تجوزاً
وسماه ثالث: فخامة
وسماه رابع: اتساعاً
إلى هنا وهنا فقط يمكننا تسمية ذلك خلافاً لفظياً ويمكننا عد الخلاف هنا من بابة الخلاف في التلقيب فحسب ....
طيب .... هل هذه هي حقيقة الحال في مسألة المجاز والنزاع فيه (؟؟؟)
الجواب: لا وكلا وكلا ولا .......
فواقع الحال: أن لدينا تياراً كبيراً نحن نتنازع معه. هذا التيار مارس من أنواع التألي والادعاء على العرب والعربية والشرع ما لا يمكن وصفه ووصف خطورته إلا بوصف واحد وهو: الجناية.
زعموا:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - إن أحد هذه المعاني التي تكلمت العرب بهذا اللفظ تريدها هو المعنى الحقيقي وهو الذي ينبغي حمل الكلام عليه إذا خلا الكلام من القرائن ... ومعنى حمل الكلام: أنك تقول: إن المتكلم الذي بيني وبينه قرون قد أراد هذا المعنى بالذات.
2 - ثم زادوا في الزعم والتألي فقالوا إن هذا المعنى الحقيقي هو الذي وضع له اللفظ منذ نشأة اللسان أو هو وضع استعمالي ... يا سلام
3 - ثم زادوا في الزعم والتألي فقالوا إن المعاني الأخرى غير هذا المعنى الحقيقي مجاز وإنه لا يجوز أن يقال إن المتكلم أراد معنى منها إلا مع وجود القرينة ... ومش بس كده حتى لو وجدت القرينة فمادام الحمل على المعنى الأول الحقيقي ممكن فإنه يمتنع الحمل على المجاز ...
وزادوا وعادوا وكرروا وفرعوا وزادوا ونقصوا وبنوا وهدموا واشترطوا وأجازوا ومنعوا ...
ولو جئت تسأل من أنبأكم بهذا عن العرب ... ومن أين لكم هذه الحدود والقوانين ومن أخبركم أن اللغة موضوعة ومن أعلمكم أن هذا المعنى بالذات حقيقي وأن الآخر مجاز ... حاروا وأبلسوا وصارت الألسنة مضغ لحم تُلاك في الفم لا تدري ما البيان ....
ما علينا ....
الآن مع كل هذه الأحكام التي رتبها من وصف طريقة العرب آنفة الذكر هل لا يزال يسوغ أن نقول: إن الخلاف خلاف في التلقيب وما الفرق بين أن نسميه حقيقة ومجازاً وبين أن نسميه اتساعاً وتوسع، أو حقيقة مفردة وحقيقة تركيبية و ... و ... (؟؟؟)
لا لا يجوز أبداً ... بل هذا لعب بالعقول وسخرية باللسان وأهله ...
بل مذهب المجاز مذهب تام قائم له أحكام وقوانين وتبعات وليس مجرد تلقيب ...
ولا والله ما جرت أحكامه وقوانينه على أمة العرب والإسلام إلا الفساد =فساد الدين وفساد اللسان ...
ونحنُ نخالف في لقبه ونخالف في تلك القوانين التي زعموها وفسروا بها كلام المتكلم ونزعم أن هذه القوانين لا تهدي لفقه كلام المتكلم ..
لن تنفعك هذه المشاركات في شيء ...
بل هي تطويل لا نفع فيه، ولن نشتغل بالرد عليه حتى تجيب:
1. أنت تقر بأن لفظ "كمبيوتر" في أصل وضعه كان للحاسب الآلي.
2. وتقر بأن استعمال هذا اللفظ في الدلالة على الإنسان الذكي استعمال لاحق.
3. إلا أنك تأبى أن تقرَّ، وتراوغ وتتهرب من الاعتراف بأن الاستعمال الثاني اللاحق مرتبط بالاستعمال الأول، وأن بينهما تعلقاً على وجه ما. ولم تزد على أن سميت هذا تطوراً دلالياً تارة، أو تعديد مضافات خارجية للفظ سابق، وليس ينفعك هذا في شيء.
وهذه المرتبة الثالثة من الاعتراف والتسليم هي من الحقائق الواضحة البيِّنةِ الضرورية التي لا يجحدها إلا مباهت متعنت، أزرى به تقليده الأعمى، وأدَّاه إلى جحد الضروريات.
فإلى أين تهرب؟؟!!
وإلى متى؟؟!!
لا زلتُ أطالبك باعترافٍ صريح واضحٍ، بأن لهجاتنا العامية تشتمل على المجاز، والاعتراف بخطأ زعمك بنفي المجاز من اللغات جميعاً ...
فإن أقررتَ انتقلنا إلى ما بعدها، وإن أبيتَ فيكفيني أن أمرك مكشوف، وأنك تأبى أن تذعن للحق.
احصر كلامك في موضوع واحد، ولا تعدد مواضيعك فيتوهم الناس أنك على شيء!
ـ[أبو فهر]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 01:07 م]ـ
هذا ليس تعدداً للمواضيع فكل موضوع يُناقش جهة من جهات هذه النظرية الباطلة .. وسؤالك أجبتك عنه .. وكونك تعد هذا لا ينفعني أو كون هذا لا يرضيك جواباً = فهذا ليس ذنبي ..
غاية الأمر أنك ظننتَ أنك أتيتَ بحجة ظننتها قاطعة = فبانتْ داحضة فلم تتحمل ..
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 01:14 م]ـ
هذا ليس تعدداً للمواضيع فكل موضوع يُناقش جهة من جهات هذه النظرية الباطلة .. وسؤالك أجبتك عنه .. وكونك تعد هذا لا ينفعني أو كون هذا لا يرضيك جواباً = فهذا ليس ذنبي ..
غاية الأمر أنك ظننتَ أنك أتيتَ بحجة ظننتها قاطعة = فبانتْ داحضة فلم تتحمل ..
كيف تزعمها داحضة، وأنت لا زلت تهرب من الاعتراف بوجود المجاز في اللهجات العامية؟؟
عجيب والله أنت:
تزعم أن ردك محكم متين!
وتزعم أن حجتي داحضة!
قل لي بالله عليك:
ألا ترى أن استعمال "الكمبيوتر" في الدلالة على "الإنسان الذكي" إنما هو لوجود علاقة بينهما؟
فإن قلت: نعم، فقد أقررت بالمجاز ...
وإن قلت: لا، فأنت مباهت ...(/)
مسائل في المجاز (8) أبو زيد القرشي!!
ـ[أبو فهر]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 03:33 م]ـ
مسائل في المجاز (8) الردُّ على قول الدكتور عبد العزيز المطعني إن أبا زيد القرشيِّ سبق أبا عبيدة التيمي إلى ذكر المجاز
زعم د. المطعني في كتابه الذي طار به جل مثبتة المجاز كل مطار = أن أبا زيد القرشي سبق أبا عبيدة التيمي إلى القول بالمجاز؛ وأن قول ابن تيمية إن المجاز حدث بعد القرون الثلاثة الأولى خطأ , وقال د. المطعني: ولم نعثر على ترجمة لأبي زيد القرشي ولم يعثر غيرنا من قبل , ويبدو أنه لا طريق لمعرفته سوى كتابه ((جمهرة أشعار العرب)) , وقد اختلف المحدثون في عصره؛ فجرحى زيدان يرى أنه من أعلام القرن الثالث الهجري؛ ويرى سليمان البستاني مترجم إلياذة هوميروس أنه توفي عام 170هـ؛ ويقاربه في هذا الرأي بطرس البستاني؛ ومن اليقين أن أبا زيد من رجال القرن الثاني الهجري؛ لأن أبا زيد نفسه قد صرح في مقدمة كتابه المذكور بأنه سمع من المفضل بن محمد الضبِّي , والضبَّيُّ من رجال القرن الثاني بلا نزاع (1).
وقال: وأبو زيد هذا توفي عام 170 هـ , على الصحيح؛ لأنه تحديد قام عليه الدليل؛ ومؤدى هذا أن المجاز بمعناه الفني الاصطلاحي قد عرف خلال القرن الثاني عرف بلفظه , وعرف بمعناه؛ وهذا يقدح في صحة ما ذهب إليه الإمام ابن تيمية من أنه لم يعرف إلا بعد القرون الثلاثة الأولى (2) ,
وقال د. المطعني: تقدم أن أبا زيد القرشي فضلاً عن أنه تعرض لذكر المجاز بلفظه ومعناه؛ فإنه صرف كثيراً من النصوص عن ظواهرها؛ والمرجح أن أبا زيد توفي عام 170 هـ (3).
وقال: فأبو زيد القرشي , والرجح أنه توفي عام 170 هـ , ورد مصطلح المجاز عنده أكثر من مرة مضافاً إلى المعاني , ((مجاز المعاني)) ,والذي يرجح لدى الباحث أنه كان يقصد التصوير المجازي الذي استقر مفهومه فيما بعد (4).
وقال د. المطعني اشتهر بين الباحثين أن أول من استعمل كلمة المجاز هو أبو عبيدة؛ وهذا القول غير مسلَّمٍ به على إطلاقه؛ لأن أبا زيد القرشي , وهو أسبق وجوداً من أبي عبيدة , كان قد استعمل كلمة المجاز قبل أبي عبيدة؛ فأبو زيد على المرجح عام 170 هـ؛ وأبو عبيدة توفي عام 208 هـ فالذي ينسب إلى أبي عبيدة اشتهار المجاز , وليس أسبقية القول به , وإن كان استعمال أبي زيد لكلمة المجاز أدق من استعمال أبي عبيدة , فأبو زيد أطلقه على ما هو مجاز فعلاً , وأبو عبيدة أطلقه على غير ما هو مجازٌ إلا في النادر؛ وترجع أسباب الشهرة لأبي عبيدة؛ لأنه جعل المجاز عنواناً لكتاب وأكثر من ذكره عند شرحه للآيات كثيرة بلغت حدّ الاستفاضة؛ أما أبو زيد فلم يذكره إلا مرتين , فنسبت الشهرة للمكثر , وسلبت عن المقل (5) اهـ بلفظه.
وهذا أوان الفحص عن هذا الكلام وبيان خطأه وخطله:
1 - أبو زيد القرشي هو محمد بن أبي الخطاب , وكتابه جمهرة أشعار العرب هو كل ما بلغنا أحداً من المتقدمين روى عنه (6) , ولا ذكر من أنبائه شيئاً , ونقل أبو زيد القرشي عن أبي عبيدة التيمي بغير إسنادٍ في عشرة مواضع من جمهرة أشعار العرب (7) , وروى عنه بإسناده إليه في ثلاثة مواضع أخرى قال في أحدها: حدَّثنا سنيد , عن حزام بن أرطأة , عن أبي عبيدة (8) , وقال في الثاني: حدثنا سنيد عن أبي عبد الله الجهمي من ولد جهم بن حذيفة , عن أبي عبيدة , وذلك الموضع في بعض نسخ الجمهرة دون بعض (9) , وقال في الثالث: أخبرنا المفضل , عن علي بن طاهر الذهلي , عن أبي عبيدة (10) , وذكر أبو زيد القرشي في أول ((جمهرة أشعار العرب)) باباً في اللفظ ومجاز المعاني , وقال: وفي القرآن مثل ما في الكلام العربي من اللفظ المختلف ومجاز المعاني (11) , وذكر قبل تلك الكلمة كلاماً هو كله في أول مجاز القرآن لأبي عبيدة , وذكر بعدها أمثلة قريبة الشبه بالأمثلة التي ذكرت في خطبة مجاز القرآن لأبي عبيدة , بل منها أمثلة هي نفسها في مجاز القرآن لأبي عبيدة , وتلك الكلمة التي ذكرها أبو عبيدة في خطبة ((مجاز القرآن)) , أو كأنها هي , وقد أملى أبو عبيدة ((مجاز القرآن)) عدة مرات , فتعددت رواياته واختلفت نسخه (12) , فلعل تلك الكلمة كانت كذلك في نسخة أبي زيد القرشي من ((مجاز القرآن)) , أو لعل أبا زيد أدَّى تلك الكلمة من حفظه فغيَّرها شيئاً قليلاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - وأبو زيد يروي في تلك ((الجمهرة)) كذلك , عن محمد بن عثمان الجعفري , عن مطرِّف الكناني , عن ابن دأب (13) , وعن أبي العباس الوراق الكاتب , عن أبي طلحة موسى بن عبد الله الخزاعي , عن بكر بن سليمان , عن محمد بن إسحاق (14) , وعن المفضِّل بن عبد الله المحبري , عن أبيه , عن جدِّه عن محمد بن إسحاق كذلك (15) , وذلك المفضل ورد اسمه في بعض نسخ ((الجمهرة)): المفضل بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن المحبر بن عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب (16) , وفي نسخة المفضل بن محمد الضبِّي , وهو خطأٌ بينٌ , والمفضل الضبي صاحب المفضليات كان معاصراً لمحمد بن إسحاق صاحب السيرة , لا يحتاج إلى الرواية عنه بواسطة أبيه عن جده , وأولئك الأربعة: سنيد , والمفضل بن عبد الله المحبري , ومحمد بن عثمان الجعفري , وأبو العباس الوراق الكاتب , هم كل من روى أبو زيد في جمهرته عنهم , ولم أجد من أنبائهم شيئاً , ولا عثرت لأحدهم على ترجمة فأبو زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي مجهول , يروي عن نفر من المجاهيل , وأشعار تلك الجمهرة أكثرها مشهورة تناقلها الرواة غيره , وبينه وبين أبي عبيدة التيمي وابن دأب رجلان , وبينه وبين محمد بن إسحاق ثلاثة رجال , وتلك حجة بيِّنةٌ على أنه كان يعيش في الشطر الآخر من المائة الثالثة من الهجرة , ولا يبعد أن يكون أدرك أول الرابعة.
هذا , وذكر جورجي زيدان أبا زيد القرشي في كتابه ((تاريخ آداب اللغة العربية)) في العصر العباسي الأول , ولكنه قال: إنه يغلب على ظنه أنه عاش في أواسط القرن الثالث للهجرة أو في القرن الرابع (17) اهـ , والذي غلب على ظنه هو الصواب إن شاء الله , وقد مضت الحجة على ذلك , ولو أنه عمل بظنه وأخر ذكره إلى العصر العباسي الثاني لكان أحسن؛ وقال بطرس البستاني في كتابه ((أدباء العرب في الأعصر العباسية)): إن أبا زيد من أهل العصر العباسي الأول , لا من أهل العصر العباسي الثاني , ذاك لأنه أورد في كتابه الجمهرة روايات سمعها من المفضل الضبي , والمفضل الضبي توفي سنة 171 هـ أو نحو ذلك , وذلك يدل على أنه عاصره (18) اهـ , وقد مضى أن المفضل الذي يروي عنه أبو زيد ليس هو المفضل الضبي , وإنما هو المفضل المحبري , وأن ذكر الضبي هو خطأٌ في موضع واحد من إحدى نسخ الجمهرة , وليس في روايات كما زعم البستاني ,
وقال البغدادي في ((هدية العارفين)) و ((إيضاح المكنون)): إن أبا زيد القرشي توفي سنة سبعين ومائة 170 هـ (19) , وكذلك ذكر في ((فهرست الخديويَّة)) (20) , ثم ((فهرست دار الكتب المصرية)) (21) , ((فهرست الأزهرية)) (22) , و ((معجم سركيس)) (23) , وكذلك ذكره سليمان البستاني في مقدمة ((الإلياذة)) (24) , والزركلي في ((الأعلام)) (25) , وكحالة في ((معجم المؤلفين)) (26) ,ولم يأت أحدهم عليه برواية صادقة , ولا حجَّة بينة , ولا أسنده لمتقدم , وهو خطأٌ نقله بعضهم عن بعض , وتلقفه عنهم د. المطعني في كتابه ((المجاز)) , وفرح به ورضيه , ولم يطلب له إسناداً , ولا سأل عليه برهاناً , ونسي ثورته على التلقي الفجِّ (27) , ومزاعم التحقيق العالمي التي ما انفكَّ يبثها في أرجاء كتابه , واتخذه حجة على أن أبا زيد القرشي سبق أبا عبيدة إلى القول بالمجاز , وأن أبا العباس ابن تيمية كان مخطأ لما قال: إن أبا عبيدة التيمي هو أول من عرف بالقول بالمجاز , وطفق د. المطعني يكرر ذلك في مواضع من كتابه , ويحسبه سبقاً بعيداً , وفتحاً مبيناً , ونصراً على ابن تيمية وأصحابه مؤزراً , وهو قول ساقطٌ لا حجَّة له ولا شاهد , وما قاله ابن تيمية صوابٌ بين.
وقوله: ومن اليقين أن أبا زيد من رجال القرن الثاني الهجري , هو كلام المطعني نفسه؛ وهو قول باطلٌ؛ وقد ذكر من قبل أن أبا زيد القرشي نقل في مقدمة كتابه عن أبي عبيدة التيمي , وروى عنه بإسناده إليه , وأن بينه وبين أبي عبيدة رجلان؛ وقد يدل ذلك على أنه مات في آخر المائة الثالثة من الهجرة , ولعله أدرك الرابعة , كما قال جورجي زيدان؛ وأن المفضل الذي يروي عنه أبو زيد القرشي هو المفضل المحبري؛ وهو مجهول مثله؛ وليس المفضل الضبي؛ وأن الضبي هو تصحيف في نسخة واحدة من نسخ الجمهرة؛ وقوله: لأن أبا زيد نفسه قد صرَّح في مقدمة كتابه المذكور بأنه سمع من المفضل بن محمد الضبي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونقلها عنه محقق الجمهرة طبعة دار صادر؛ وهي الطبعة التي كان د المطعني يرجع إليها , فأخذ د. المطعني تلك الكلمة , فادَّعاها لنفسه , ووصلها بكلامه , ولم يردَّها إلى قائلها , وأوهم أنه نقل أقوالهم , ثم رجَّح بينها بذلك؛ وقوله: وأبو زيد هذا توفي عام 170هـ على الصحيح؛ لأنه تحديد قام عليه الدليل اهـ هو أفحش خطأ من قوله إنه من أهل القرن الثاني , ولو كان أبو زيد سمع من المفضَّل الضبي؛ وقيل: مات المفضل سنة إحدى وسبعين ومائة (171هـ) (28). كما زعم بطرس البستاني , فما الدليل على أن أبا زيد مات قبله أو مات في نفس السنة التي مات فيها؟! وأبوزيد القرشي نقل كلمة أبي عبيدة؛ فالمجاز عند أبي زيد القرشي هو المجاز عند أبي عبيدة التيمي؛ والمجاز عند أبي عبيدة ليس هو المجاز الذي تكلم فيه بعد ذلك أبو عبد الله البصري المعتزلي وغيره؛ ولا هو المجاز الذي سماه د. المطعني المجاز الفني الاصطلاحي؛ وابن تيمية – رحمه الله لم ينكر أن يكون القول بالمجاز ظهر في آخر المائة الثانية , بل أقر به؛ وقوله إنه اصطلاحٌ حادث بعد القرون الثلاثة الأولى , أراد به الصحابة والتابعين وتابعيهم؛ فهو يريد بالقرن الجيل من الناس؛ وبين من كلام ابن تيمية أنه يفرِّق بين القرن من الناس , والمائة من السنين , فهو قال إن تقسيم الألفاظ إلى حقيقة ومجاز حدث بعد القرون الثلاثة الأولى؛ وقال: إن أوائله ظهرت في المائة الثالثة؛ فالقرن في كلامه هو الجيل من الناس , وليس المائة من السنين؛ والقرون الفاضلة عنده , هم الصحابة والتابعون وتابعيهم؛ وهو يأخذ في ذلك بحديث: ((خير القرون قرني , ثم الذين يلونهم , ثم الذين يلونهم , ثم يفشو الكذب .. )) الحديث؛ والقرن في ذلك الحديث هو الجيل من الناس؛ وليس المائة من السنين.
فذلك القول الذي فرح به د. المطعني وأصرَّ عليه , وذكره في خمسة مواضع من كتابه , وحسب أنه سبق به الناس , كله خطأ باطل , وأبو زيد القرشي لم يمت عام 170هـ , لا على الصحيح , ولا على المرجَّح , ولا على شيء , ولا كان يومئذ شيئاً مذكوراً , وعلى الصحيح , وعلى المرجح هي من ألفاظ النووي رحمه الله في نقله لمذهب الشافعية , وعنه شاعت تلك الألفاظ في المتأخرين منهم؛ فأخذ د. المطعني تلك الألفاظ من فقهاء الشافعية؛ أو لعلها عقلت بلسانه من كتب الأزهرية؛ فخلطها بكلامه في المجاز , ووضعها غير مواضعها؛ وعلى الصحيح يدل على أن غيره باطلٌ , وعلى المرجَّح يدل على أن غيره ليس باطلاً , ولكنه أرجح منه وأقوى؛ وكذلك الاستفاضة من ألفاظ المحدثين أخذها د. المطعني ,ووضعها غير موضعها؛ وتكرار لفظة واحدة في كتاب واحد مائة ألف مرة أو أكثر منها , ليس عند المحدثين من الاستفاضة؛ بل لعل رواة كتاب المجاز عن أبي عبيدة كلهم لا تبلغ عدتهم حدَّ الاستفاضة؛ بل لعل رواة كتاب المجاز عن أبي عبيدة كلهم لا تبلغ عدتهم حد الاستفاضة عند كثير من القائلين بها , والكتاب يروى عن أبي عبيدة رواية آحاد؛ وإذا كان د. المطعني يعلم أن أبا زيد لم يذكر لفظ المجاز إلا مرتين اثنتين لا ثالث لهما , وأنه ذكر مضافاً إلى المعاني وليس إلى الألفاظ , فلم قال: ورد مصطلح المجاز عنده أكثر من مرة! ولم يقل: ورد مرتين اثنتين؟! ولفظ أكثر من مرة يوهم أنها مرات كثيرة وليست اثنتين وليس الأمر كذلك وليس ذلك من صدق النصيحة ...
=======
الحواشي:
(1) ((المجاز في اللغة والقرآن)) (ص 147)
(2) ((المجاز في اللغة والقرآن)) (ص 649)
(3) ((المجاز في اللغة والقرآن)) (1054)
(4) ((المجاز في اللغة والقرآن)) (1074)
(5) ((المجاز في اللغة والقرآن)) (ص 1080 - 1081)
(6) أريد روى عنه بالسماع منه , أو الإسناد المتصل إليه , ولكن نقل بعضهم من تلك الجمهرة بغير إسناد ولا زاوية.
(7) ((جمهرة أشعار العرب)) (ص 55, 56, 58 , 80 - 81 - فيها موضعان , 82 - فيها ثلاثة مواضع)
(8) ((جمهرة أشعار العرب)) (ص 45)
(9) ((جمهرة أشعار العرب)) (57)
(10) ((جمهرة أشعار العرب)) (ص 67)
(11) ((جمهرة أشعار العرب)) ص (10)
(12) انظر ما كتبه د. محمد بن فؤاد سزكين في مقدمة تحقيقه لـ ((مجاز القرآن))
(13) ((جمهرة أشعار العرب)) ص (30, 33, 57, 59)
(14) ((جمهرة أشعار العرب)) (ص29, 31, 37)
(15) ((جمهرة أشعار العرب)) (ص 26, 27, 34,47)
(16) ((جمهرة أشعار العرب)) (ص10 هامش رقم 1)
(17) ((تاريخ آداب اللغة العربية)) 2/ 110 , رقم (6) , وهامش رقم (2) من نفس الصفحة.
(18) ((مقدمة جمهرة أشعار العرب)) ص 5 , ط. دار صادر بيروت
(19) ((هدية العارفين)) 2/ 8 , و ((إيضاح المكنون)) 1/ 368
(20) ((فهرست الكبتخانة الخديوية)) 4/ 224
(21) ((فهرت دار الكتب المصرية)) 3/ 76 نقلاً عن فهرست الخديوية
(22) ((فهرست المكتبة الأزهرية)) 5/ 64
(23) ((معجم المطبوعات العربية والمعربة)) , يوسف أليان سركس 1/ 313
(24) مقدمة ((جمهرة أشعار العرب)) ط. دار بيروت بيروت
(25) ((الأعلام)) 6/ 114
(26) ((معجم المؤلفين)) 9/ 281
(27) لفظ التلقي الفجِّ هو لفظ المطعني نفسه في خطبة كتاب ((المجاز))
(28) قال الذهبي في ((تاريخ الإسلام)) و ((ميزان الاعتدال)): توفي المفضل سنة 168هـ , وتبعه ابن الجوزيِّ في ((طبقات القراء)) , وقال ابن تغري بردي في ((النجوم الزاهرة)) ,توفي سنة 171هـ وبه أخذ بطرس البستاني , وقال أحمد شاكر , وعبد السلام هارون في مقدِّمة ((ديوان المفضليات)) إن كلا هذين القولين خطأ , ولعل الصواب أنه توفي سنة 178 هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 04:32 م]ـ
وهذا مما لا يحتج به في إبطال المجاز، فلا يعنينا إن كان حادثاً بعد القرون الثلاثة الأولى أم قبلها.
المجاز أمر موجود في كل لغة وكل لسان. أو -على رأيك- "التطور الدلالي موجود في كل لغة وكل لسان.
بالمناسبة: الاصطلاحات التي تتحفنا بين الحين والآخر مثل "التطور الدلالي" و "تعديد مضافات خارجية للفظ سابق" هل كانت في القرون الثلاثة الأولى أم حدثت بعدها؟(/)
مسائل في المجاز (4) اللغة بدأت بالوضع والاصطلاح ..
ـ[أبو فهر]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 04:25 م]ـ
(4)
الردُّ على قولهم: إنَّ اللغة بدأت بالوضع والاصطلاح
لعل أبا هاشم الجبائي كان هو أوَّل من تكلم في ذلك من المسلمين , فأخذ أبو عبد الله البصريُّ المعتزلي لفظ الوضع من كلام شيخه أبي هاشم في بدء اللغة , فأدخله في حدِّه للحقيقة والمجاز , ثم زاد فيه أبو الحسين البصري المعتزلي لفظ الاصطلاح؛ وقولهم: إن اللغة بدأت بالوضع والاصطلاح ينسب إلى الفيلسوف اليوناني ديموقراطيس (1) , وهو من فلاسفة القرن الخامس قبل الميلاد , وهو من الفلاسفة الذريِّين , وهم أول من تكلم في الذرة وزعموا أن الكون كله مادة , وتلك المادة تتكون من ذرات , والذرات لا أول لها , فيهم من الدهريين الذين يقولون إن العالم لا أوَّل له , ولا يؤمنون بالغيب , وأكثر ما بقي من تراث ديموقراطيس هو ما نقله أرسطو في كتبه , وقسم تراسيليوس كتب ديموقراطيس إلى روابيع , وجعلها ثلاث عشر رابوعة , فيها اثنان وخمسون رسالة , وقيل: ستون رسالة , ومنها رابوعتان في اللغة والموسيقى والفن (2) , ولا يبعد أن أولئك المعتزلة كانوا وجدوا كلامه في بدء اللغة في بعض كتب أرسطو وشروحها , وكان بأيديهم كثير من تلك الكتب والشروح , وكان منهم من ينقل عن اليونانية بنفسه إلى آخر المائة الرابعة وبعدها , ولا يكتفون بما نقله حنين بن إسحاق وابنه إسحاق بن حنين , ولا ما نقله المترجمون قبلهما وبعدهما , وكان النظام وغيره قد نقلوا كثيراً من كلام ديموقراطيس وأصحابه في الذرة , وسمَّوها الجزء الذي لا يتجزأ , والجوهر الفرد , فكلام المعتزلة في الجزء الذي لا يتجزأ وكلامهم في بدء اللغة , وكلاهما نقلاً عن أولئك الفلاسفة الدهريين ديموقراطيس وأصحابه , ولم يك كلامهم بعيداً عن أولئك المعتزلة , ولعله لذلك قرن عبد القاهر الجرجاني بينهما , ولما أطال الكلام في المجازات والاستعارات , اعتذر بقوله: إن الكلام في الجزء الذي لا يتجزأ يملأ أجلاداً كثيرة.
وتكلم ديمواقرطيس في التاريخ , والأخلاق والسياسة واللغة وقال: إنها كلها ترجع إلى المادة والذرات , وكلام ماركس ولينين في التاريخ والسياسة مثل كلامه فيها , وقال ماركس: إنه أول عقل موسوعي بين مجموعة الفلاسفة اليونان , وقا ل لينين: إنه أعمق وأذكى رجل أوضح الفكر المادي في العصر القديم , وهو موجد الذرية وصاحبها. اهـ
وأعجب أصحاب دارون بقول ديموقرطيس في بدء اللغة , وذلك أنه يضاهي قولهم في التطور والنشوء والارتقاء , وكلامهم في بدء اللغة هو نفس كلام ديموقراطيس , أو هو بيان وتفصيل له , واتبعهم جورجي زيدان في كتابه: ((الفلسفة اللغوية والألفاظ العربية)) وغيره ممن اغترَّ بهم.
وأولئك الفلاسفة يزعمون أن الإنسان كان لا يتكلم , ولم تكن له لغة , وكان يعيش كما يعيش الحيوان , ثم إنه حكى الأصوات التي يسمعها من الريح والماء والرعد وغيرها , فنشأت له بذلك ضعيفة , ثم تطورت تلك اللغة شيئاً فشيئاً , وكثر الناس وصاروا يعيشون بعد التفرق في جماعات , فتواضعت كل جماعة منهم على لغة يتكلمون بها , وساعدتهم اللغة الأولى , والأصوات التي كانوا ينطقون بها على ذلك التواضع والاصطلاح , وأنهم وضعوا الألفاظ أولاً للصور المحسوسة , وأنهم وضعوا تلك الألفاظ للصور عشواء من غير أن يدل اللفظ على خاصة أو صفة في تلك الصورة , ثم صارت تلك الصور المحسوسة رمزاً لما لها من الخصائص والصفات المعقولة , ونقلت تلك الألفاظ من الصور المحسوسة إلى الصفات المعقولة في تلك الصور وغيرها , وشبَّه الإنسان المعقولات بالمحسوسات فالإنسان عند أولئك الفلاسفة وضع الألفاظ أولا للمحسوسات , ثم نقلها إلى المعقولات , وشبه المعقولات بالمحسوسات.
وأولئك الفلاسفة اليونانيون كانوا وثنيين , والوثنية أينما كانت تعبد الصُّور وهم كانوا يجعلون لكل شيء إلها , للحرب إليه , وللحب إله , وللمطر إله , وللريح إله , وغيرها , ويجعلون لكل إله صورة , فتكون ذلك الإله رمزاً لما ينفعهم به بزعمهم , فكذلك زعموا أن الألفاظ وضعت للصور , ثم صارت الصورة رمزاً للصفات المعقولة , ونقلت الألفاظ من الصور إلى الصفات وذلك القول هو شعبة من وثنيتهم , وعبادتهم للصور وسفاهة أحلامهم , وكفرهم بالغيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقول أولئك الفلاسفة في بدء اللغة هو بعض قولهم في بدء الخلق , وهو باطلٌ كله وضلالٌ مبين , والقرآن يكذبه , والله تعالى خلق آدم بيده , وأسجد له ملائكته , وعلمه البيان , وعلمه الأسماء كلها وأمره ونهاه , وأسكنه جنته , وأهبطه منها , وأنزل إليه كلمات , وتاب عليه , وكان آدم أتم وأعظم خلقاً من بنيه , ولا زال الخلق بعده ينقص والأحاديث في ذلك بينة , ولا ريب أن لسان آدم كان لساناً تاماً بيناً , وأن آدم عليه السلام ذكر به الله تعالى , وذكر به ملائكته ,وجميع خلقه , وتكلم به عن الغيب والشهادة , وما يبصره بعينه , ويسمعه بأذنه , ويمسه بيده , ويعقله بقلبه , وتوسوس به نفسه , ونبّا بالأسماء كلها , وتكلم به بنوه من بعده حتى تفرقوا , فاختلفت ألسنتهم ونقصت.
فقولهم: إن الإنسان كان لا يتكلم ثم حكى ما يسمع من أصوات الرعد , والريح وغيرها , ثم اجتمعت كل أمة فتواضعت على لغة , ووضعوا الألفاظ أولاً للمحسوسات , ثم نقلوها بعد للمعقولات , كل ذلك باطل , لا برهان له.
وذلك القول الدهري الوثني يقيد البيان بالحسِّ , ويجعل القلب عبداً أسيراً للصور المحسوسة , لا يعقل شيئاً إلا أن يشبهه بتلك الصور , ويجعل الإنسان عاجزاً أن يتكلم عن شيء من الغيب إلا أن يشبهه بشيء من الشهادة , وأن يذكر الله إلا أن يشبهه بخلقه والبيان الذي علمه الله الإنسان أعظم وأعم من ذلك , والإنسان به يذكر الله وخلقه , ويتكلم عن الغيب والشهادة , ولا يشبه الله بخلقه ولا الغيب بالشهادة.
وأنكر قول أولئك الفلاسفة في بدء اللغة كثير من المتقدمين والمتأخرين والعرب والعجم (3).
وأبو هاشم الجبائي وأصحابه أخذوا كلام أولئك الفلاسفة في بدء اللغة وتركوا كلامهم في بدء الخلق وحسبوا أنهم بذلك لم يخالفوا القرآن , وزعم ابن جنِّي أن قول الله تعالى: ((وعلم آدم الأسماء كلها)) لا يتناول موضع الخلاف , وذلك أنه قد يجوز أن يكون تأويله: أقدر آدم على أن يواضع عليها. قال: وهذا المعنى من عند الله سبحانه لا محالة , فإذا كان ذلك محتملاً غير مستنكر سقط الاستدلال به (4) اهـ؛ وذلك التأويل الذي زعمه ابن جنِّي لم يقل به أحد قبله , وآدم عليه السلام حين خلقه الله تعالى لم يكن معه بشر غيره , فمن الذي واضعه آدم على اللغة , والله تعالى كلم آدم , وكلم آدم ربه , وكلم الملائكة , وكلم زوجه , وكلمته زوجه , ووسوس الشيطان لهما وكلمهما ,والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة , وكلها حجة بينة على أن الله تعالى علم آدم الكلام والبيان، والقول الذي نقله ابن جني في أن اللغة بدأت بحكاية الأصوات المسموعة من الرعد والريح وغيرها , وقال: إنه عنده وجهٌ صالحٌ ومذهبٌ متقبَّل أهـ هو طور من الأطوار التي ذكرها القائلون بالوضع والاصطلاح , قالوا: إنه كان قبل الوضع والاصطلاح وليس هو قولاً وحده كما حسب ابن جنِّي.
وزعم أبو عبد الله البصريُّ وأصحابه أن الحقيقة هي اللفظ المستعمل فيما وضع له في أصل اللغة , فصارت الحقيقة عندهم هي اللفظ المستعمل ليدل على شيء محسوس , والمجاز هو تشبيه المعقول بالمحسوس , ونقل اللفظ من المحسوس إلى المعقول , وزعموا أن لفظ أسد وضع للسبع أولاً , وضع لصورة ذلك السبع , وضع لها عشواء من غير أن يدل على شيء لا شجاعة , ولا غيرها , ثم صارت تلك الصورة المحسوسة رمزاً للجرأة والشجاعة , فسمِّي الرجل الشجاع أسداً , وشبه الرجل بالسبع ونقل ذلك اللفظ من تلك الصورة المحسوسة إلى الشجاعة المعقولة , ولعله ذلك قال السكَّاكي: إن لفظ أسد وضع للهيكل المخصوص , ولم يقل للحيوان , ولا السبع , ولا غيرها من الألفاظ التي ذكرها من قبله , ولا ريب أنه اختار ذلك اللفظ الهيكل المخصوص قصداً وعمداً , وأراد أن يؤكد به قول أولئك الفلاسفة , إن اللفظ وضع أولاً للصورة وحدها من غير شيء فيها , وضع لها عشواء , ذلك الصوت لتلك الصورة , وكان الجرجاني قبله زعم أن لفظ أسد وضع للشجاعة في تلك الجثة والصورة خاصة دون غيرها , وكلام السكَّاكي أشبه بمذهب أولئك الفلاسفة من كلام الجرجاني , وهو يدل على أن السكَّاكي كان أدرى بذلك المذهب الدهري الحسي في اللغة من الجرجاني وغيره , وكان لسان السكاكي وألفاظه أقرب إلى كلام أولئك الفلاسفة الدهريين وألفاظهم , ولعله لذلك فرَّق أولئك المعتزلة بين الاسم والصفة , وزعم
(يُتْبَعُ)
(/)
أبو علي الفارسي وغيره منهم أن الاسم يكون واحداً وغيره صفات عند أولئك المعتزلة (5) , والأسد له اسم واحد عند العجم وليس عند العرب (6)؛ وأراد أولئك المعتزلة أن يجعلوا الاسم للصورة وحدها دون ما فيها من الصفات , ولعلهم لذلك زعموا أن لفظ أسد نقل من السبع إلى الرجل الشجاع , ولم يزعموا أن لفظ الشجاع ليس اسماً لتلك الصورة , وأن اسمها هو الحية , وهذه الصورة صورة الحية ليست هي عندهم رمز الشجاعة وصورتها ولكن صورة الشجاعة عندهم هي الأسد.
وكذلك زعم أولئك المعتزلة أن لفظ اللسان وضع أولاً لذلك اللحم الذي يتكلم به الإنسان خاصة , ثم نقل إلى الكلام الذي يلفظ الإنسان به , ولفظ جناح وضع في أصل اللغة لجناح الطائر خاصة , ثم شبِّه به جناح الرجل , وجناح الملك , وجناح الجيش , وغيرها , ولفظ رأس وضع لرأس الإنسان خاصة , ثم قيل: رأس الأمر ورأس القوم , ورأس المال , ورأس الجبل , وغيرها , ولفظ اليد وضع لتلك الجارحة من الإنسان خاصة , وغيره مشبَّه به ,وغير ذلك من زعمهم , وجعلوا يدعون في كل معقول أنه مشبه بمحسوس , وأن اللفظ وضع للمحسوس حقيقة , ثم نقل إلى المعقول مجازاً , وزعم ابن جنّي وغيره أنه لابد في كل مجاز من التوكيد والتشبيه , والتوكيد عنده هو تشبيه المعقول بالمحسوس والعرض بالجوهر.
ولما زعم أولئك المعتزلة أن تلك الألفاظ وما يشبهها وضعت كلها في أصل اللغة لتلك الصورة المحسوسة , قالوا: إنها لا تليق بالله تعالى , وإنها تشبيه لله عز وجل بتلك الصور المحسوسة فأخذوا يخبطون ويتهوكون في تأويلها بتلك المجازات والاستعارات , وزعموا أنهم بذلك يوحدون الله تعالى , وينزهونه عن مشابهة خلقه , واتبعوا أولئك الفلاسفة , وأعجبهم ذلك القول الدهري الوثني في بدء اللغة , وحسبوه حجة يجادلون بها عن بدعتهم , وتلك المجازات والاستعارات التي يذكرونها كلها تشبيهات , واللغة كلها عند أولئك الفلاسفة الذين اتبعوهم هي تشبيه للمعقول بالمحسوس والغائب بالشاهد , وسلفهم من المعتزلة والجهمية الذين أحدثوا تلك البدعة ونفوا تلك الألفاظ عن الله تعالى , كانوا مثل أولئك الفلاسفة عجماً , قلوبهم أسيرة للصور , وألسنتهم مقيدة بالتشبيه , فلذلك أحدثوا تلك البدعة وأهلكتهم العجمة.
واتبعهم عبد القاهر الجرجاني وغيره , وحسب أن تلك التشبيهات والتمثيلات والمجازات والاستعارات هي أسرار البلاغة , ودلائل الإعجاز , وتشبيه المعقول بالمحسوس على طريقتهم هذه هو عجزٌ وعيٌّ وليس بلاغة وإعجازاً , وأي بلاغة أو إعجاز في ذلك التشبيه الحسي؟ ولو كانت أسرار البلاغة ودلائل الإعجاز في شيء من تلك المجازات والاستعارات , والتشبيهات والتمثيلات , لكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نزل القرآن بلسانهم فعلموا إعجازه وآمنوا به , أسبق الناس إلى بيان تلك المجازات والاستعارات , وذكرها لمن بعدهم؛ لئلا يخفى عليهم إعجاز القرآن.
وذلك القول الدهري الوثني في بدء اللغة كله باطلاً , لا حجة له , ولعل بعض اللغويين قبل أبي هاشم وأصحابه كانوا يقولون به , ويبدءون اشتقاق الألفاظ من شيء محسوس , فيزعمون أن ذلك اللفظ كان لكذا وكذا من المحسوسات , ثم ينتقلون منه إلى غيره , ولكن أبا هاشم وأصحابه كانوا هم أول من صرح بذلك القول وأظهره , ونقلوه عن الفلاسفة , واحتجُّوا به لبدعتهم.
وقولهم: المحسوسات والمعقولات , والحسي والمعنوي , كلها من ألفاظ المتكلمين , وليست من كلام العرب , وكلها تقسيمات باطلة , وتلك الألفاظ والتقسيمات كانت أضر شيء على دين الناس وقلوبهم , وكانت أفسد شيء لفطرتهم وبيانهم.
==========================
(الحوا شي)
1 - ترجمته في ((طبقات الأطباء الحكماء)) لابن جلجل ص 33 , رقم (11) , و ((الملل والنحل)) (2/ 112, 114 , رقم (11) , و ((فلاسفة يونانيون من طاليس إلى سقراط)) ص 93 - 101 , و ((تاريخ الفلسفة اليونانية)) وولتر ستيس , ترجمة /مجاهد عبد المنعم ص 65 - 69الذريون , و ((خريف الفكر اليوناني)) د. عبد الرحمن بدوي , ص 170 , و ((موسوعة الفلسفة)) له 1/ 507 - 509 الذريون , وعربه بعضهم ديموكريت
2 - ((فلاسفة يونانيون من طاليس إلى سقراط)) ص 94
3 - ومنهم فرنسوا لامي (1636 - 1711) , ودوبونال (1754 - 1840) , وغيرهما , وانظر: ((اللغة)) ج. فندريس , ص 29 - 42 , ترجمة الدواخلي والقصاص , و ((الفلسفة اللغوية)) جورجي زيدان , ص 127 - 129 , و132 - 134 و ((علم اللغة)) د. علي وافي , ص88 وما بعدها , و ((المدخل إلى علم اللغة)) د. رمضان عبد التواب , ص111 , و ((في علم اللغة العام)) د. عبد الصبور شاهين ص 71 , وغيرها.
4 - الخصائص: (1/ 41)
5 - الصاحبي: (ص114) , المزهر: (1/ 404 - 405)
6 - الصاحبي: (ص21)
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 04:43 م]ـ
دعك من هذا البحث فهو مما لا يفيدك ...
لفظ "ذهب" يطلق على ذلك المعدن النفيس. (ذكرتها حتى نجتنب مثال الكمبيوتر الذي وليت فيه هارباً).
ولا يهمني إن كان هذا بالوضع الأول، أم أنه مجازٌ لوضع سابق عليه.
هذا ما تنصرف إليه أذهان العامة، وهذا ما نشأنا عليه نحن وآباؤنا ...
فإن قيل "فلان ذهب" في الدلالة على حسن معاملته، عرف القاصي والداني من العقلاء أن هذا تجوز أو مجاز.
فدعك من هذا الذي تسطره، فإنه لن يفيدك في شيء ...
أكل هذه المشاركات والمواضيع هرباً من مثال "الكمبيوتر"؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباز]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 03:51 م]ـ
ما دمت تقر بأن الله علم آدم الأسماء كلها
فلماذا تنكر ما جاء ذكره على الحقيقة وتدعي أنه لا يخلو من القرينة مثله مثل المجاز
وهذه القرينة في حقيقة الأمر غالبا ما يكون الوزن هو السبب في مجيئها وليس تعريف الناس
بكنه اللفظة
ـ[أبو فهر]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 03:55 م]ـ
بارك الله فيك ..
ما معنى تعليم الله الأسماء لآدم؟؟
وما هو اللسان الذي عُلم به آدم الأسماء؟؟
وما هي النسبة بين ذلك اللسان وبين لسان العرب الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم؟؟
وما علاقة أن آدم يعرف أسماء الأشياء بمسألة صورة تكلمه بالألفاظ المحتملة لأكثر من معنى؟؟ بمعنى هل يلزم من أنه يعرف الأسماء أن يخبر باسم الشيء الذي يطلق عليه وعلى غيره متجرداً عن القرينة؟؟
ونريد مثالاً على هذا الإطلاق المتجرد؟؟
ـ[الباز]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 04:19 م]ـ
ارجع إلى موضوعك الآخر لعلك تجد الجواب على سؤالك هناك ..
يا أخي الكريم أنت تريد إبطال نظرية المجاز بطريقة ايتوني بلبن العصفور:)
والحق أن القرينة إذا ورد اللفظ على حقيقته مغايرة تماما للقرينة إذا ورد اللفظ
على سبيل المجاز ..
فالقرينة في المجاز مطلوبة و إلا لم يكن مجازا
أما في الحقيقة فليست القرينة مطلوبة وإن جاءت فإنها ليست دليلا لإبطال ما تريد إبطاله
فهي مغايرة تماما لقرينة المجاز
ـ[أبو فهر]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 05:57 م]ـ
بوركتَ لم لم تصبر على تحقيق استدلالك بآية آدم؟؟
والقرينة لازمة لفهم مراد المتكلم باللفظ وأي المعاني يريده واختلاف صورة القرينة أو رتبتها -إن كان-لا يمنع سقوط الزعم بدلالة لفظة ما على معناها بدون القرينة المعينة للمعنى ...
ـ[الباز]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 06:54 م]ـ
أخي الكريم اللفظ إذا ورد على سبيل الحقيقة سواء كان بقرينة
أو بغير قرينة فهو مغاير تماما له إذا ورد على سبيل المجاز
كقول المتنبي:
فلم أر مثلي من مشى البحرُ نحوه
هل البحر يمشي؟؟
لو كان قال: فلم أر مثلي من مشى الناسُ نحوه كان لفظ المشي على الحقيقة وليس فيه غرابة ..
لكنه في بيته استعار المشي وأضفاه على البحر وفي الأمر غرابة
لكننا نقبلها لأنها مما تقبله أساليب العربية
هذه الأساليب المسموح بها و التي عُرفت بها العربية يقرّ بها منكرو المجاز
في اللغة ..
و المجاز مجرد مصطلح يمكن أن نقول عنه نفس ما يقولونه من أنه
أسلوب من أساليب العربية لننهي هذا النزاع ..
أنا معك في عدم جواز تفسير العقائد من توحيد و صفات وغيرها
مما هو غيب بالمجاز و إنما نقبلها كما هي على ظاهرها و لا نسأل عن كيفيتها ..
لكن ..
اسمح لي أن نعكس الأمر الآن لنرى إن كانت القرينة في ما ورد على سبيل الحقيقة هي نفسها في حالة المجاز -كما تزعم-.
الأمثلة كثيرة نأخذ منها شيئا يسيرا ..
ما تفسيرك لهذه الآيات:
وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ ..
ومَن كانَ في هذهِ أعمى فَهُوَ في الآخرةِ أعمى وأَضلُّ سبيلاً ..
تغربُ في عينٍ حمئة ..
ونحن أقربُ إليه منْ حبل الوريد ..
جداراً يريدُ أن ينقضَّ ..
أخي الكريم:
الاختلاف لفظي فقط و تشدُّد بعض العلماء رحمهم الله فيه ليس إلا درءا
لمفسدة تفسير العقائد بالمجاز ..
و هم في حقيقة الأمر يستعملون المجاز في تفسيرهم للكلام مسمين إياه اسما آخر قائلين هو أسلوب من أساليب العربية وكأنه من المحرم علينا أن نضع المصطلحات لما تعارفنا عليه ..
المجاز مصطلح فقط والمثبتون له و المنكرون يستخدمونه في تفسيرهم للكلام بفرق بسيط أن المثبتين يصطلحون عليه باسم المجاز و المنكرون يرفضون المصطلح ويقولون عن المجاز أنه من أساليب العربية ..
وقد انفض هذا الصراع حول مصطلح المجاز
في القرون الوسطى ولا داعي لإحيائه اليوم؛ فالأمة ليست في حاجة
لمزيد من التفرقة و التشتت.
مع وافر ودي وتقديري
و السلام عليكم
ـ[أبو فهر]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 07:27 م]ـ
بارك الله فيك
وهل زعم نفاة المجاز أن البحر الذي هو الماء العظيم يمشي؟؟!!
أخي الحبيب ..
الصراع لم ينفض وأنى له أن ينفض!!
ولسنا نكتب ما نكتب لمجرد التطبيق العقدي للمجاز .. بل نكتبه لنبين بطلان هذه النظرية في اللغات جميعاً .. وكمنهج فاسد لتفسير كلام المتكلم ..
وكلامك عن أنهم يستعملونه ويقولون هو أسلوب كلام عن غيري .. وهو عند المثبتة ليس مجرد أسلوب بل هو قانون لتفسير كلام المتكلم وليس مجرد تلقيب لظاهرة .. ولو كان مجرد تلقيب لخف النزاع ..
وما سقته من آيات له جواب عند من فقه كلام العرب وتجد نظيره في تفسيرنا لقول الله {واشتعل الرأس شيباً} ..
شاكر لك مباحثتك الخالصة وودك الظاهر ووفقنا الله وإياك للخير كله ...
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 09:38 ص]ـ
ولسنا نكتب ما نكتب لمجرد التطبيق العقدي للمجاز .. بل نكتبه لنبين بطلان هذه النظرية في اللغات جميعاً .. وكمنهج فاسد لتفسير كلام المتكلم ..
تريد أن تبطل نظرية المجاز في اللغات جميعاً!!
ليتك يا صاحبي تستطيع إبطاله في مثال واحد ذكرناه ولا زلت تروغ منه روغان الثعلب!!
"الكمبيوتر" لعنة تطارد منكرة المجاز ونفاته!
ألا زلت عاجزاً أنت ونفاة المجاز عن جواب؟
ماذا دهاك؟؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طاوي ثلاث]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 02:09 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
نحن نقر أن للكلام حقيقة و مجازاً، و أن الأصل في الكلام الحقيقة وأن من ادعى المجاز فعليه أن يأتي بقرينة صحيحة صريحة تخرج المعنى من الحقيقية إلى المجاز، و على هذا نثبت ما أثبت الله لنفسه من الصفات الإلهية كما يليق بجلاله سبحانه و تعالى، على ضوء (ليس كمثله شيء و هو السميع البصير) أما قولك أن كل المعاني حقيقية و أن كل معنى لابد له من قرينة فهذا قول يسوي بين المثبت و المؤول وهو مزلق خطير فلا تجعل للشيطان عليك مدخلا أو تكون سبباً في ضلال مسلم لم يفهم كلامك على الوجه الذي تقصده فيربط بين كلامك عن القرائن و بين كلام المؤولة، والله إني أريد لك الخير.
تأمل أولاً و ثانياً، و لا تذكر لي معنى في كلامك إلا مع القرينه التي تدل على
أنك تريد ذلك المعنى و كل قرينه تأتي بها لا بد أن تأتي معها بقرينة تبين أن هذه القرينه قرينة للمعنى الذي قصدته و هكذا، فإن انتهيت من الرد فأعلم أن آخر قرينة تكتبها دلت على معناها الحقيقي بنفسها على الأصل لأنها لم تحتج إلى قرينة تدل عليها.:)
بالحقيقة والمجاز رد السلف على المؤولة فتأمل:
س109 - بم يرد على من أول اليد بالنعمة أو القدرة أو نحو ذلك؟
ج- بما ذكره الإمام المحقق ابن القيم رحمه الله في مختصر الصواعق من الوجوه التي تبطل تحريف الجهمية ومن نحا نحوهم فنذكر بعضها.
أولاً أن الأصل في الكلام الحقيقة فدعوى المجاز مخالف للأصل.
الثاني: أن ذلك خلاف الظاهر فقد اتفق الأصل والظاهر على بطلان هذه الدعوى.
الثالث: أن اطراد لفظها في موارد الاستعمال وتنوع ذلك وتصريف استعماله يمنع المجاز. ألا ترى في قوله خلقت بيدي وقوله يداه مبسوطتان وقوله وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه. فلو كان مجازاً في القدرة والنعمة لم يستعمل منه لفظ يمين وقوله في الحديث الصحيح المقسطون على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين فلا يقال هذا يد النعمة والقدرة. وقوله يقبض الله سمواته بيده والأرض باليد الأخرى ثم يهزهن ثم يقول أنا الملك. فهاهنا هز وقبض وذكر يدين ولما أخبر صلى الله عليه وسلم وذكر يدين ولما أخبر صلى الله عليه وسلم جعل يقبض يديه ويبسطهما تحقيقاً للصفة لا تشبيهاً.
الرابع: أن مثل هذا المجاز لا يستعمل بلفظ التثنية ولا يستعمل إلا مفرداً أو مجموعاً كقولك له عندي يد يجزيه الله بها وله عندي أيادي وأما إذا جاء لفظ التثنية لم يعرف استعماله قط إلا في اليد الحقيقية.
الخامس أنه ليس في المعهود أن يطلق الله على نفسه معنى القدرة والنعمة بلفظ التثنية كقوله أن القوة لله جميعاً وكقوله وأن تعدوا نعمة الله لا تحصوها وقد يجمع النعم كقوله وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنه وأما أن يقول خلقتك بقدرتين أو بنعمتين فهذا لم يقع في كلامه ولا كلام رسوله.
السادس أنه لو ثبت استعمال ذلك بلفظ التثنية لم يجز أن يكون المراد به هنا القدرة فإنه يبطل تخصيص آدم فإنه وجميع المخلوقات حتى إبليس مخلوق بقدرة الله سبحانه فأي مزية لآدم على إبليس في قوله (ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي).
سابعاً: أن هذا التركيب المذكور في قوله (خلقت بيدي) يأبى حمل الكلام على القدرة لأنه نسب الخلق إلى نفسه سبحانه ثم عدى الفعل إلى اليد ثم ثناها ثم أدخل عليها الباء التي تدخل على قوله كتبت بالقلم ومثل هذا نص صريح لا يحتمل المجاز بوجه. وقال بعدما ذكر عشرين وجهاً ورد لفظ اليد في القرآن والسنة وكلام الصحابة والتابعين في أكثر من مائة موضع وروداً متنوعاً متصرفاً مقروناً بما يدل على أنها يد حقيقية من الإمساك والقبض والبسط والمصافحة والحثيات والنضج باليد والنضج باليد والخلق باليدين والمباشرة بهما وكتب التوراة بيده وغرس جنة عدن بيده وتخمير طينة آدم بيده ووقوف العبد بين يديه وكون المقسطين عن يمينه وقيام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة عن يمينه وتخيير آدم بين ما في يديه فقال اخترت يمين ربي وأخذ الصدقة بيمينه يربيها لصاحبها وكتابته بيده على نفسه أن رحمته تغلب غضبه وأنه مسح ظهر آدم بيده الخ ج 2 ص 171.
المرجع:
مختصر
الأسئلة والأجوبة الأصولية
على
العقيدة الواسطية
عبد العزيز المحمد السلمان
ص 59
ليتك يا أخي تبين لنا لم تريد نفي المجاز؟
ليتك تذكر لنا الشبهات أو الأمور المترتبة على إثباته، نناقشها بهدوء في موضوع مستقل، و لا نشغل أنفسنا بناقاشات عقيمة، ليس لها مرجع يحتكم إليه الجميع فالأفهام ليست مرجعاً، و كل يؤخذ من رأيه ويرد إلا الرسول صلى الله عليه و سلم.
اللهم أرنا الحق حقاً و أرزقنا اتباعه و أرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أبو فهر]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 02:40 م]ـ
ما علاقة قضية الصفات بما نحن فيه؟؟
أخي الحبيب ..
المجاز = نظرية باطلة لتفسير ظاهرة استعمال اللفظ في أكثر من معنى.
بس!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 04:12 م]ـ
ما علاقة قضية الصفات بما نحن فيه؟؟
أخي الحبيب ..
المجاز = نظرية باطلة لتفسير ظاهرة استعمال اللفظ في أكثر من معنى.
بس!
بل إن هذا هو التألي الذي تنسبه إلى مخالفيك وأنت به أجدر وأولى.
نحن نقول: لفظ الكمبيوتر وضعه الناس أو استعملوه بإزاء الحاسب الآلي.
ثم استعمله الناس في الدلالة على الإنسان الذكي أو على العقل الإنساني، على وجه المشابهة.
وعليه:
1. فاستعمال اللفظ في أكثر من معنى متحقق عندنا.
2. ونزيد على هذا بأن هناك علاقة بين المعنيين، ورابطاً جعلنا ننقل اللفظ من دلالته السابقة إلى دلالة أخرى لاحقة.
فإن كنت تقر بهذا الرابط فقد أقررت بالمجاز ..
وإن أنكرتَ فهذه مباهتة ...
فهل من جواب على مثال الكمبيوتر تخرج به من المأزق الذي وقعت فيه.
هات جواباً ودعك من هذا التألي والمباهتة التي لا تليق بمن يدعي العلم ...
عجبي منك يا هذا ...
ـ[طاوي ثلاث]ــــــــ[24 - 07 - 2009, 02:52 م]ـ
ولما زعم أولئك المعتزلة أن تلك الألفاظ وما يشبهها وضعت كلها في أصل اللغة لتلك الصورة المحسوسة , قالوا: إنها لا تليق بالله تعالى , وإنها تشبيه لله عز وجل بتلك الصور المحسوسة فأخذوا يخبطون ويتهوكون في تأويلها بتلك المجازات والاستعارات , وزعموا أنهم بذلك يوحدون الله تعالى , وينزهونه عن مشابهة خلقه , واتبعوا أولئك الفلاسفة , وأعجبهم ذلك القول الدهري الوثني في بدء اللغة , وحسبوه حجة يجادلون بها عن بدعتهم , وتلك المجازات والاستعارات التي يذكرونها كلها تشبيهات , واللغة كلها عند أولئك الفلاسفة الذين اتبعوهم هي تشبيه للمعقول بالمحسوس والغائب بالشاهد , وسلفهم من المعتزلة والجهمية الذين أحدثوا تلك البدعة ونفوا تلك الألفاظ عن الله تعالى , كانوا مثل أولئك الفلاسفة عجماً , قلوبهم أسيرة للصور , وألسنتهم مقيدة بالتشبيه , فلذلك أحدثوا تلك البدعة وأهلكتهم العجمة.
ما علاقة قضية الصفات بما نحن فيه؟؟
أخي الحبيب ..
المجاز = نظرية باطلة لتفسير ظاهرة استعمال اللفظ في أكثر من معنى.
بس!
يظهر لي أنك لا تفهم إلا نفسك و ما سبق منك و إليك.
أخوتي الكرام:
كلامي واضح في مشاركتي السابقة التي أوردت فيها إمام من أئمة أهل السنة و الجماعة، و كيف تعاطى مع قضية المجاز.
لماذا ينكر أبو فهر المجاز؟ و كيف سيجيب سؤال أخينا بكر الجازي؟
بدأت الإثارة تظهر في مسلسل أبي فهر و المجاز.:)
لا تذهبوا بعيداً: d
ـ[أبو فهر]ــــــــ[24 - 07 - 2009, 04:11 م]ـ
1 - أنكر المجاز لأنه منكر وباطل.
2 - ما من سؤال إلإ وقد أجبتُ عنه ولله الحمد والمنة.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[25 - 07 - 2009, 09:02 ص]ـ
أبا فهر:
1 - أنكر المجاز لأنه منكر وباطل.
2 - ما من سؤال إلإ وقد أجبتُ عنه ولله الحمد والمنة.
1. أما أن المجاز منكر وباطل، فهذا من زعمك وتألّيك الباطلين، وليس له من الحق نصيب إلا في مخيلتك وفي أوهامك، وما يصوره لك شيطانك من أن متابعة شيخ الإسلام ابن تيمية على خلاف الحق الصريح - في هذه المسألة- خير من معارضته، ولذلك فأنت تكتب وترواغ وتتهرب بلا دليل ولا أثارة من علم، ولو أنك تنصف من نفسك وتنصف شيخ الإسلام رحمه الله ما نزَّلتَ نفسك هذه المنزلة في جحد الضروريات.
2. أما زعمك أنه ما من سؤال إلا وقد أجبت عنه، فقد صدقت وكذبت في آن معاً. صدقت في أنك أجبتَ، وكذبتَ في أن جوابك متين محكم كما هي عادتك في الادعاءات والتأليات، والحق أن جوابك كان متهافتاً ساقطاً لا يُعتد بمثله إلا عند من لا يرى إلا رأيه، كما هو الشأن في كل إجاباتك، تجيب ولا تأبه لما يتوجه على مذهبك من اعتراضاتٍ قوية، لا ينبغي بمدعي العلم من أمثالك أن يهربوا منها.
3. فأنصف من نفسك، واعترف بأن المجاز واقع موجود في لهجات الخطاب العامي على الأقل، وهذا ما طالبناك به في بداية المناظرة اعتراضاً على أنكارك المجاز في اللهجات كلها، وقد ضربنا لك العديد من الأمثلة على وقوع المجاز في لهجاتنا العامية بما لا يجحده إلا مباهت.
ولا يزال مثال "الكمبيوتر" يطاردك ...
فأورد هناك ما تزعمه من ردك المتين المحكم حتى ينكشف للناس عوارك وتهافتك، وخطلك، وأنك لست على شيء، ولنحصر المسألة هاهنا.
أنت ادعيت دعوى عريضة بإنكار المجاز في اللغات واللهجات والألسنة جميعاً ...
فسألناك: هل تنكر المجاز في اللهجات العامية؟
فقلت: نعم أنكر ...
فجيناك بعشرات الأمثلة على المجاز في اللهجات العامية كان أولها مثال الكمبيوتر ...
فلم تأتنا حتى اللحظة بشيء يستحق النظر فيما تدعيه ...
وأغرقت المنتدى بمواضيع قديمة لك كأنك تريد أن تشتت الموضوع وتتهرب من الإلزامات الموجهة إليك!!
فأجبنا عن هذه أولاً، وأدعو بقية الإخوة إلى الوقوف عند هذه النقطة قبل أن نخوض معك في غيرها مما يبنى عليها ...
أخرج نفسك من مثال "الكمبيوتر" يا من تنفي المجاز في اللغات والألسنة والعاميات المحكية؟
فهل ستفعل أم أنك ستظل ترواغ وتدور هكذا دون جدوى؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابوعلي الفارسي]ــــــــ[18 - 08 - 2009, 09:25 ص]ـ
للعالم الجليل الدكتور/عبدالعظيم المطعني، كتاب يقع في جزءين، عنوانه: المجازفي اللغة والقرآن الكريم، بين الإجازة والمنع، عرض وتحليل ونقد. يقع الجزء الأول في488صفحة، ويقع الجزء الثاني في544صفحة، وقد جعل الجزء الأول للمجوزين وأدلتهم وجعل الجزء الثاني للمانعين وأدلتهم، قال في نهاية الجزء الثاني: إن إنكار المجاز في اللغة بوجه عام، وفي القرآن الحكيم بوجه خاص، إنما هو مجرد دعوى بنيت على شبهات واهية، كتب لها الذيوع والانتشار والشهرة ولكن لم يكتب لها النجاح.
والله الموفق للصواب.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[20 - 08 - 2009, 12:37 ص]ـ
للعالم الجليل الدكتور/عبدالعظيم المطعني، كتاب يقع في جزءين، عنوانه: المجازفي اللغة والقرآن الكريم، بين الإجازة والمنع، عرض وتحليل ونقد. يقع الجزء الأول في488صفحة، ويقع الجزء الثاني في544صفحة، وقد جعل الجزء الأول للمجوزين وأدلتهم وجعل الجزء الثاني للمانعين وأدلتهم، قال في نهاية الجزء الثاني: إن إنكار المجاز في اللغة بوجه عام، وفي القرآن الحكيم بوجه خاص، إنما هو مجرد دعوى بنيت على شبهات واهية، كتب لها الذيوع والانتشار والشهرة ولكن لم يكتب لها النجاح.
والله الموفق للصواب.
أحسن الله إليك أخي أبا علي ...
وبارك الله فيك ...
الأمر كما قال الدكتور المطعني: إن إنكار المجاز في اللغة بوجه عام، وفي القرآن الحكيم بوجه خاص، إنما هو مجرد دعوى بنيت على شبهات واهية، كتب لها الذيوع والانتشار والشهرة ولكن لم يكتب لها النجاح.
ـ[ضاد]ــــــــ[20 - 08 - 2009, 07:18 م]ـ
من ينكر المجاز فهو لا يعرف ماهية اللغة واستعمالها ويجعلها أحادية المعاني كأنها لغة برمجة.
ـ[ضاد]ــــــــ[20 - 08 - 2009, 07:36 م]ـ
المجاز مبني على التواضع اللغوي والتواضع المعرفي, والتواضع اللغوي هو أن نقول "أكل مال اليتيم" ولا نقول "شرب مال اليتيم", والتواضع المعرفي هو أن يكون بين المتكلم والمستمع توافقات معرفية تجعل من فك شفرة المعنى المجازي في المتناول, فعدم معرفة المستمع مثلا بمعنى الزرافة يجعله لا يفهم جملا مثل "رقبته كالزرافة". ومن هنا كانت الأسماء والصفات الربانية غير مبنية على تواضع معرفي بين الله تعالى وبيننا لأننا نعلم أن ليس يشبه الله شيء, وأن معارفنا الكلية لا تنسحب على الله إلا بالقدر الصغير, ولذلك فعقيدة أهل السنة والجماعة تنفي تكييف أسماء الله وصفاته حسب مفاهيمنا التي تواضعنا عليها, فصفة اليد عند الله تعالى لا نستطيع أن نكيفها حسب معرفتنا لليد, بل نقول أنها يد ليست كأيدينا وعلمها عند ربنا, وذلك لعلمنا أن التواضع المعرفي غير حاصل هنا, بل ثمة تواضع لغوي في كلمة اليد, وغير ذلك من صفتها وشكلها فهو غير معروف. أما ما وافق في القرآن والسنة معارفنا الكلية من أمور غير غيبية وإن كان مجازا فذلك قابل للفهم والتصور, وأرى أن تقسيم الحقيقة والمجاز تقسيم يستلزم منه معنى الكذب الذي انبرى الكل إلى تفنيده عن كلام الله ورسوله. فالمجاز موجود في اللغة وفي كلامنا اليومي ولا مجال لحذفه منه.
http://www.alfaseeh.com/vb/showpost.php?p=251413&postcount=14(/)
من أين أتت فكرة المجاز وممن نقلها المتكلمون؟؟
ـ[أبو فهر]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 04:55 م]ـ
الحقيقة والمجاز في كتب الفلاسفة
1 - كتاب الخطابة والشعر لأرسطو
قال النديم في ((الفهرست)) كتاب الخطاية لأرسطو طاليس , يصاب بنقل قديم ,رأيت أحمد بن الطيب هذا الكتاب نحو مائة ورقة بنقل قديم (1) , اهـ ووجدت نسخة من نقل عربي لكتاب الخطابة فى مكتبة باريس , وهى منقولة من خط ابن السمح وهو البغدادي المنطقي (2) وقال ابن السمح إنه قابلها على نسختين عربيتين سقيمتين , وإحداهما أشد سقما من الأخرى , وكان إذا أشكل عليه شيء منها رجع فيه إلى نسخة سريانية , ونشر د. عبد الرحمن بدوى تلك النسخة , وقال إنها قد تكون من ذلك النقل القديم الذي ذكره النديم , والنقل القديم في كلام النديم هو ما كان قبل نقل حنين بن إسحاق العبادي النصراني , فلعل ذلك النقل كان فى المائة الثانية من الهجرة.
وذكر المجاز والاستعارة في مواضع من المقالة الثالثة من تلك النسخة , قال: ((ومعظم التعبيرات فيما بعد , ويزداد إدراكا كلما ازداد علما , وكلما كان الموضوع مغايرا لما كان يتوقعه , وكان النفس تقول: هذا حق و وأنا التى أخطأت , واللطيف الرشيق من الأمثال ما يوحى بمعنى أكثر مما يتضمنه اللفظ , ولسبب عينه كانت الألغاز لذيذة , إنها تعلمنا أمورا على سبيل المجاز (3) , وقال: وفي جميع هذه الأحوال إذا كان الاشتراك اللفظي أو المجاز هو الذي يأتي بالكلمة المناسبة , فإن النجاح مؤكد (4) , وقال: وكلما تضمنت العبارة معانى ازدادت روعة , مثل أن تكون الألفاظ مجازية , وكانت الاستعارة مقبولة , وثم تقابل أو طباق , وثم فعل , أما الصور فكما قلنا من قبل: إنها تغييرات – مجازات – مرموقة جدا , وتتألف دائما من حدين مثل الاستعارة التمثيلية (5). اهـ بلفظة.
وأما كتاب الشعر , فقال النديم , إن الكندي – فيلسوف العرب – كان اختصره (6) , والكندي كان معاصرا للجاحظ , ولا حجة على أنه كان هو أول من نقل كتاب الشعراء لأرسطو إلي العربية , ولعله كان نقل قبله , فاختصره هو من ذلك النقل , ووجدت منه نسخة بنقل أبى بشر متى من السرياني إلى العربي , وهو نقل رديء,
وطبع باليونانية عدة مرات , ونقله د. عبد الرحمن بدوي من اليونانية إلى العربية نقلا جديداً.
وكذلك ذكر فيه المجاز , قال: وكل اسم هو إما شائع, أو غريب , أو مجازى , أو حيلة , أو مخترع , أو مطول , أو موجز , أو معدل , قال: والمجاز نقل اسم يدل على شيء إلى شيء آخر , والنقل يتم إما من جنس إلى نوع , أو من نوع إلى جنس أو من نوع إلى نوع , أو بحسب التمثيل , وأعنى بقولي: من جنس إلى نوع ما مثاله , هنا توقفت سفينتي , لأن الإرساء ضرب من التوقف , وأما من النوع إلى الجنس فمثالة , أجل: لقد قام أودوسوس بآلاف من الأعمال المجيدة , لأن آلاف معناها كثير , والشاعر استعملها مكان كثير , ومثال المجاز من النوع إلى النوع قوله: انتزع الحياة بسيف من نحاس , وعندما قطع بكأس متين من نحاس , لأن انتزع هاهنا معناها قطع , وقطع معناها انتزع , وكلا القولين يدل على تصرم الأجل الموت , وأعنى بقولي: بحسب التمثيل , جميع الأحوال التي فيها تكون نسبة الحد الثاني إلى الحد الأول كنسبة الرابع إلى الثالث , لآن الشاعر سيستعمل الرابع بدلا من الثاني بدلا من الرابع و وفى بعض الأحيان يضاف الحد الذي تتعلق به الكلمة المبدل بها المجاز , ولإيضاح ما أعنى بالأمثلة أقول: إن النسبة بين الكأس وديونوسس هي النسبة بين الترس وأرس , ولهذا يقول الشاعر عن الكأس إنها ترس ديونوسس , وعن الترس إنه كأس أرس , وكذلك النسبة بين الشيخوخة والحياة هي بعينها النسبة بين العشية والنهار , ولهذا يقول الشاعر عن العشية ما قاله أنبا دقليس إنها شيخوخة النهار, وعن الشيخوخة إنها عشية الحياة أو غروب العيش , وفى بعض أحوال التمثيل لا يوجد اسم , ولكن يعبر عن النسبة , فمثلا نثر الحب يسمى البذر , ولكن للتعبير عن فعل الشمس وهى تنثر أشعتها لا يوجد لفظ , ومع ذلك فإن نسبة هذا الفعل إلى أشعة الشمس , هي بعينها نسبة البذر إلى الحب , ولهذا يقال: تبذر نورا إلهيا , ويمكن أيضا استعمال هذا الضرب من المجاز بطريقة أخرى , فبعد الدلالة على شيء باسم يدل على آخر , ننكر صفة من الصفات الخاصة بهذا
(يُتْبَعُ)
(/)
الأخير , فمثلا بدلا من أن نقول عن الترس إنه كأس أرس , نقول عنه إنه كأس بلا خمر , قال: والاسم المخترع هو الذي لم يكن مستعملا قط ووضعه الشاعر من تلقاء نفسه , إذ يبدو أن هذه حال بعض الأسماء (7).
وقال: فمن المهم إذن حسن استخدام كل ضرب من ضروب التعبير التي تحدثنا عنها من أسماء مضاعفة مثلاً , أو كلمات غريبة , وأهم من هذا كله البراعة في المجازات لأنها ليست مما نتلقاه عن الغير , بل هي آية المواهب الطبيعية , لأن الإجادة في المجازات معناها الإجادة في إدراك الأشباه (8).
وقال: وبعض العبارات ينبغي أن يفهم على أنه قيل على سبيل المجاز , مثلاً قوله: جميع الآلهة وجميع المحاربين ناموا الليل كله , بينما يقول أيضاً , لما أن جلي ببصره إلى سهل طروادة , ذهل حينما سمع صوت النايات والصفارات , لأن جميع وضعت مكان كثير مجازاً , لأن الجميع يفترض العدد الكبير , وكذلك قوله: وحيدة لا تغرب , مقول مجازاً , لأن المعروف هو: وحدها , قال: والبعض الآخر (9) يفسر بكون اللفظ ذا معنيين, ومنها ما يفسر بالإستعمال اللغوي فلفظ خمر يطلق على أي مشروب ممزوج , ومن هنا أمكن أن يقال: إن غانوميدس يصب الخمر لزيوس (10) وإن كان الآلهة لا يشربون الخمر , ويطلق على الذين يعملون في الحديد اسم النحاسين , ومن هنا أمكن أن يقال: ساق من القصدير حديثة الصنع , ولكن هذا يمكن أن يفسر أيضاً بواسطة المجاز (11) ا هـ وذكر فيه المجاز في مواضع أُخر.
وكل ما ذكر في هذين الكتابين – الخطابة والشعر – من المجازات بحسب التمثيل وإدراك الأشباه , والاستعارة التمثيلية , والاشتراك اللفظي , والاستعمال اللغوي , ووضع اللفظ في موضع غيره , ونقل اسم يدل على شيء إلى شيء غيره , واختراع الشعراء لأسماء لم تستعمل قط قبلهم , كل ذلك هو نفسه ما ذكره الجاحظ ومن بعده من المتكلمين , وبعض ما ذكر فيها من الأمثلة هو نفسه ذكره عبد القاهر الجرجاني وغيره , وأخذ الجاحظ كلام أرسطو فعبر عنه بعبارته , وبسطه وشرحه , والتمس له الأمثلة في ألفاظ العامة والمولدين , وخلطها بلسان العرب , وزعم أن النابغة أحدث اسم المظلومة للأرض التي لم تحفر , ولم تحرث إذا فعل ذلك بها , ولم يتكلم به أحد قبله قط (12).
وكلام النظام , وأبي الهذيل العلاف , وثمامة بن أشرس , وبشر المريسي وغيرهم من رؤساء المتكلمين يدل على سعة علمهم بكتب أرسطو طاليس وغيره من الفلاسفة , وأنهم كانوا قرءوها كلها , وقرءوا كثيراً من شروحها , وروي ان جعفر بن يحيى البرمكي ذكر أرسطو طاليس , فقال النظام , قد نقضت عليه كتابه فقال جعفر: كيف وأنت لا تحسن أن تقرأه؟ فقال: أيما أحب إليك أن أقرأه من أوله إلى آخره إلى أوله؟ ثم اندفع يذكر شيئاً فشيئاً وينقص عليه , فتعجب منه جعفر , (13)
وروي كذلك أنه كان نظر في شئ من كتب الفلاسفه, ثم ناظر أبا الهذيل العلاف فوجده أعلم بها منه (14) , ونقل الجاحظ في كتاب ((الحيوان)) كلام النظام في طائفة من المفسرين , ومنه: وقال رجل لعبيد الله بن الحسن القاضي, إن أبي اوصى بثلث ماله في الحصون, قال: اذهب فاشتر به خيلا, فقال الرجل, إنه إنما ذكر الحصون, قال: أما سمعت قول الأسعر الجعفي:
ولقد علمت على تجنبي الردى .... أن الحصون الخيل لا مدر القرى
قال النظام: فينبغي في مثل هذا القياس علي هذا التأويل, أنه ما قيل للمدن والحصون حصونا إلا على التشبيه بالخيل (15) اهـ , وسواء أكان القاضي يذهب إلى هذا التأويل أم كذب عليه, فكلام النظام في تسمية الحصون و المدن على التشبيه بالخيل, هو نفس كلام الجاحظ في تسمية الشيء باسم غيره على التشبيه والمثل والاشتقاق. وكل ذلك حجج بينة على أن الناقلين لكتب أرسطو طاليس وغيره من الفلاسفة كانوا هم أول من أحدث في الإسلام ذكر المجاز و والاستعارة ,والاستعارة التمثيلية , والاشتراك اللفظي , ونقل الاسم من شيء إلى غيره , وكان ذلك في الشطر الآخر من المائة الثانية من الهجرة , وكانوا هم كذلك أول من أحدث القول بأن الاسم هو اللفظ , وكان ذلك القول شر مصيبة على علم اللسان العربي وفقهه , وأسأل الله القريب المجيب أن أبين ذلك في موضع يليق به
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن أولئك الناقلين لكتب الفلاسفة أخذ ذلك أبو إسحاق النظام , وأبو الهذيل العلاف , وثمانة بن أشرس , وبشر المريسي , وأبو عبيدة , والجاحظ , وابن المعتز , وغيرهم من المتكلمين , ونهج أولئك المتكلمون في تفسير كلام العرب نهج أرسطو في تفسير كلام اليونان , واتبعوا في تفسير كلام الله تعالى , وكلام رسول صلى الله عليه وسلم سنن أرسطو في تفسير ضلالات اليونان وأساطيرهم , وجادل أولئك المتكملون بذلك عن قولهم بالمترلة بين المترلتين , وهي أول مسألة فرقت بين المعتزلة وغيرهم , وقولهم إن أسماء الإيمان والكفر والفسق نقلت فى الإسلام إلى غير ما كانت تدل عليه بلسان العرب , وعن كثير من إلحادهم في أسماء الله تعالى وقدره , وغيرها من بدعتهم وإفكهم , وأضلتهم تلك الفلسفة عن لسان العرب , فأهلكتهم العجمة.
2 - كتاب الشفاء لابن سينا
وفسر ابن سينا في كتابه ((الشفاء)) كثيراً من كلام أرسطو في الخطابة والعبارة والشعر , وذكر المجاز , والاستعارة والتغيير والنقل , والتشبيه , وغيرها , وكلامه فيها هو نفس كلام أولئك المعتزلة , ومن ذلك قوله: والحقيقي هو اللفظ المستعمل في الجمهور المطابق بالتواطؤ للمعنى , وأما النقل فإنما يكون أول الوضع والتواطؤ على معنى , وقد نقل عنه إلى معنى آخر , وأما المغير فهو المستعار والمشبه (16) وقوله: وعندما يقول هوميروس في حديثه عن آخيل: كر كالأسد , فهذا تشبيه , وعندما يقول: كر هذا الأسد , فهذا مجاز , لنه لما كان الرجل والحيوان في هذا المثال ممتلئين شجاعة , صح أن يسمى آخيل أسداً على سبيل المجاز (17) ا هـ.
وهو نفس كلام أبي عبد الله البصري في النقل وفي الأسد , ونفس كلام الرماني في الفرق بين التشبيه والاستعارة , وذلك يدل على أن أولئك المعتزلة أخذوا كلامهم في المجاز والاستعارة من كتب أرسطو , وكان ما بأيديهم من النقل لتلك الكتب وشروحها أتم وأحسن من النقل القديم , وكان النقل القديم ناقضاً سقيماً , ولعله لذلك كان كلام أبي عبد الله البصري , والرماني أشبه بكلام أرسطو , واقرب لعبارته من كلام الجاحظ
وإذاً فهذا هو مصدر هذه الترهات جميعاً .. وكذلك كل قول فاسد في الاعتقاد واللغة والأصول والحديث فإنما نشأ في الأغلب الأعم من الاطلاع والنقل عن خرافات أولئك الوثنيين .. ولذلك فضل بيان في موضع آخر بإذن الله ..
============
الحواشي:
(1) الفهرست .. الفن الأول من المقالة السابعة: (ص 310).
(2) ذكره التوحيدي في المقابسات (ص 60).
(3) ((الخطابة)) (ص 220).
(4) ((الخطابة)) (ص 221).
(5) ((الخطابة)) (ص 223).
(6) ((الفهرست)) الفن الأول من المقالة السابعة (ص 310).
(7) فن الشعر لأرسطوطاليس , ترجمة عبد الرحمن بدوي (ص 57 - 59).
(8) فن الشعر (ص64).
(9) أي: من العبارات.
(10) غانوميدس في الأساطير اليونانية هو ابن طروس , وكانت اختطفته الآلهة , وزيوس أحد آلهتهم , وآلهة أرسطوطاليس لا يشربون الخمر , ولكنهم يشربون أي شراب ممزوج , ولفظ ممزوج , ولفظ الخمر في رأي أرسطو يطلق على أي شراب ممزوج , فلذلك جاز في نظره لهوميروس – شاعر الإلياذة , وسيد الشعراء غير مدافع في نظر أرسطو-أن يقول: إن غانوميدس كان يصب الخمر لزيوس , وكل الأمثلة التي ذكرها هنا هي من الإلياذة , وآلهة أرسطو طاليس كما يشربون أي شراب ممزوج , ولا يشربون الخمر , كذلك ينامون الليل كله , وخاب أقوام وخسروا يسمونه المعلم الأول ويتخذونه إماماً!.
(11) ((فن الشعر)) (ص 74 – ص 76).
(12) كتاب الحيوان: (1/ 331 – 332 , 5/ 279 – 280).
(13) ((طبقات المعتزلة)) (ص50)
(14) ((طبقات المعتزلة)) (ص44)
(15) كتاب ((الحيوان)) (1/ 345 _ 346)
(16) نقله د. المطعني (ص1053) وعزاه إلى كتاب ((الشفاء)) تحقيق د. عبد الرحمن بدوي (ص66 - 67).
(17) ((مقدمة النثر)) د. طه حسين (ص14).
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 05:09 م]ـ
المجاز موجود في كل لغة ولسان أيا كان منشأُه، وأياً كان القائلون به ...
فدع عنك هذه التطويلات ...
ـ[الباز]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 12:46 ص]ـ
الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ حَيْثُمَا وَجَدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا
هذا كلام ابن تيمية الذي وعدتك به وهو يقر فيه صراحة بأن الاختلاف حول المجاز هو مجرد اختلاف لفظي:
وإذا قال لقد رأيت الشمس في الماء والمرآة فهو كلام صحيح مع التقييد واللفظ يختلف معناه بالإطلاق والتقييد فإذا وصل بالكلام ما يغير معناه كالشرط والاستثناء ونحوهما من التخصيصات المتصلة كقوله تعالى (ألف سنة إلا خمسين عاما) كان هذا المجموع دالا على تسعمائة وخمسين سنة بطريق الحقيقة عند جماهير الناس ومن قال إن هذا مجاز فقد غلط فإن هذا المجموع لم يستعمل في غير موضعه وما يقترن باللفظ من القرائن اللفظية الموضوعة هي من تمام الكلام ولهذا لا يحتمل الكلام معها معنيين ولا يجوز نفي مفهومهما بخلاف استعمال لفظ الأسد في الرجل الشجاع مع أن قول القائل هذا اللفظ حقيقة وهذا مجاز نزاع لفظي وهو مستند من أنكر المجاز في اللغة أو في القرآن ولم ينطق بهذا أحد من السلف والأئمة ولم يعرف لفظ المجاز في كلام أحد من الأئمة إلا في كلام الإمام أحمد فإنه قال فيما كتبه من الرد على الزنادقة والجهمية هذا من مجاز القرآن وأول من قال ذلك مطلقا أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتابه الذي صنفه في مجاز القرآن ثم إن هذا كان معناه عند الأولين مما يجوز في اللغة ويسوغ فهو مشتق عندهم من الجواز كما يقول الفقهاء عقد لازم وجائز وكثير من المتأخرين جعله من الجواز الذي هو العبور من معنى الحقيقة إلى معنى المجاز ثم إنه لا ريب أن المجاز قد يشيع ويشتهر حتى يصير حقيقة (*)
(*) دقائق التفسير لابن تيمية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 02:37 ص]ـ
بارك الله فيك .. الشيخ يجعل الخلاف من جنس الخلاف اللفظي من جهة الإطلاق على هذا اللفظ أنه حقيقة وعلى هذا أنه مجاز؛ فهو يسمي هذا حقيقة وهذا حقيقة .. وهذه الطريقة التي اتبعها الشيخ طريقة غير صحيحة عندنا .. لكن المهم هاهنا أن الشيخ لا يقصد هاهنا أن الخلاف لفظي بتعبير الأصوليين أي فيه مسامحة بل الخلاف عند الشيخ من جنس الخلاف الذي لا يسع والمجاز عنده بدعة محدثة .. وعند تلميذه طاغوت بدعي .. فالشيخ لم يحكم على الخلاف في نظرية المجاز أنه لفظي بل حكمه هاهنا على مسألة بعينها وهي تسمية هذا اللفظ حقيقة وهذا اللفظ مجاز .. ومثل هذا الموضع يغتر به من لم يفقه كلام الشيخ كما اغتر من قبل من قرأ كلامه في بدعة إرجاء الفقهاء ووصفه لها بأن أكثر التنازع فيها لفظي ..
الخلاصة:
1 - جهة الحكم باللفظية هي تسمية هذا اللفظ حقيقة وهذا اللفظ مجاز وليست جهة الحكم باللفظية هي مطلق النزاع في نظرية المجاز بل النزاع فيها بإثباتها بدعة محدثة عند الشيخ.
2 - الحكم باللفظية لا يعني عند الشيخ المسامحة بل البدع عنده بدع في الألفاظ وبدع في الأعمال. وهذا يعرفه الفقهاء بكلام الشيخ.
ـ[الباز]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 03:42 ص]ـ
وهذه الطريقة التي اتبعها الشيخ طريقة غير صحيحة عندنا ...
أخي الكريم
أولا أحمد الله أنك قلت عندنا
ثانيا: من أنتم؟؟ حتى تكون طريقة ابن تيمية غير صحيحة عندكم و أرى أنه ما دعاك لهذا إلا استبدادك برأيك وأنفتك من الرجوع عن قولك إلى الحق و لو كان ناصعا (فابن تيمية شيخك) ..
ثالثا: لعلك لا تعلم أن ابن تيمية هو أكبر من خاض حربا ضد أصحاب المجاز
لما رأى ميلهم إلى تفسير العقائد به ولم يخض أحدٌ حربا كالتي خاض ضدهم ...
رابعا وهو خاص بموضوعك الذي سميته مسابقة: ألم يعلّم اللهُ آدمَ الأسماء كلها فكيف تنكر أن
ما تنكره من تخصيص الأسد بذلك الاسم؟؟
هل تريد أن تضع للمسميات التي علمها الله لآدم أسماء وقوانين جديدة من عندك؟؟
ـ[أبو فهر]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 12:00 م]ـ
بارك الله فيك ..
من عيوب مثبتة المجاز أنهم ظنوا أن لن يُبطل قولهم إلا ابن تيمية ومن خرج من تحت عباءته .. وهذا غير صحيح .. بل باب البحث والنظر مفتوح والله يفتح لعبده من الأبواب ما مغاليقها بيده سبحانه .. ونحن وإن كنا نفرح بموافقة الشيخ في رد بدعة المجاز = إلا أننا نحمد الله أن هدانا لأشياء اختلفنا فيها مع الشيخ ورأينا رأينا أكثر تماماً واطراداً بها .. والشيخ لا يدعو الناس لتقليده ولا لتقليد غيره ..
أما من نحن؟
فأنا رجل من الناس آتاني الله شيئاً من العلم أحسن إقامة البرهان عليه .. وقد تلقيتُ أصول هذا الباب عن شيخ لي كبير العلم والقدر؛ فمن صبر على مفاوضتنا بالعلم فالحمد لله .. ومن لم يصبر فما عليه أن يتركنا وضلالنا الذي يحسبه .. وليس عليه أن يوغر قلبه وقلوبنا لمجرد أنا اختلفنا في هذه المسألة ..
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 12:14 م]ـ
بارك الله فيك ..
من عيوب مثبتة المجاز أنهم ظنوا أن لن يُبطل قولهم إلا ابن تيمية ومن خرج من تحت عباءته .. وهذا غير صحيح .. بل باب البحث والنظر مفتوح والله يفتح لعبده من الأبواب ما مغاليقها بيده سبحانه .. ونحن وإن كنا نفرح بموافقة الشيخ في رد بدعة المجاز = إلا أننا نحمد الله أن هدانا لأشياء اختلفنا فيها مع الشيخ ورأينا رأينا أكثر تماماً واطراداً بها .. والشيخ لا يدعو الناس لتقليده ولا لتقليد غيره ..
أما من نحن؟
فأنا رجل من الناس آتاني الله شيئاً من العلم أحسن إقامة البرهان عليه .. وقد تلقيتُ أصول هذا الباب عن شيخ لي كبير العلم والقدر؛ فمن صبر على مفاوضتنا بالعلم فالحمد لله .. ومن لم يصبر فما عليه أن يتركنا وضلالنا الذي يحسبه .. وليس عليه أن يوغر قلبه وقلوبنا لمجرد أنا اختلفنا في هذه المسألة ..
بل إنه مما لا يليق بمن يدعي العلم أن يجحد الضروريات يا أبا فهر ...
هل وجدت مخرجاً بخصوص مثال الكمبيوتر؟!
يعني يا شيخ أنت تنكر المجاز في اللهجات العامية، فجيناك بمثال "الكمبيوتر"، فلم تأتنا بشيء حتى هذه اللحظة؟؟
فأيهما أليق بمن يدعي العلم وترك التقليد؟
أن يتهرب من المسألة، كأنه لا يسمع ولا يعي؟
أم أن يجيب بما يراه صواباً فينتفع وينفع غيره؟
ونحن -مثبتة المجاز- على استعداد لخوض المعترك في إثبات المجاز في كلام العرب القدماء، ولكن بعد أن يسلم لنا الخصم بدعوانا في ثبوت المجاز في اللهجة العامية، أو أن يأتينا بجواب على مثال الكمبيوتر؟
فهات ما عندك وأحسن إقامة البرهان على نفي المجاز في اللهجات العامية، ولا ترغ ...(/)
نقاش في المجاز
ـ[أبو فهر]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 05:05 م]ـ
السادة مثبتة المجاز .. من الغني عن البيان أن لفظ أسد هو عندكم حقيقة في الأسد الحيوان مجاز في غيره .. وأن لفظ الأسد يكون حقيقة في الحيوان إن جاء خلواً من القرينة اللفظية ..
وإنا نطالب سعادتكم بأن تأتونا بشواهد من كلام العرب ذكروا فيها الأسد يريدون به الحيوان وكان كلامهم عارياً عن القرينة اللفظية الدالة على إرادتهم للأسد الذي هو الحيوان ...
يا سادة أنتم تتكلمون عن العرب وعربية العرب وأن كلام العرب تأتي فيه لفظة الأسد عارية عن القرينة اللفظية وحينها يُراد به الأسد الذي هو الحيوان ..
ونحن نطلب منكم أمثلة لهذا من كلام من يُحتج بعربيته ...
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 05:13 م]ـ
السادة مثبتة المجاز .. من الغني عن البيان أن لفظ أسد هو عندكم حقيقة في الأسد الحيوان مجاز في غيره .. وأن لفظ الأسد يكون حقيقة في الحيوان إن جاء خلواً من القرينة اللفظية ..
وإنا نطالب سعادتكم بأن تأتونا بشواهد من كلام العرب ذكروا فيها الأسد يريدون به الحيوان وكان كلامهم عارياً عن القرينة اللفظية الدالة على إرادتهم للأسد الذي هو الحيوان ...
يا سادة أنتم تتكلمون عن العرب وعربية العرب وأن كلام العرب تأتي فيه لفظة الأسد عارية عن القرينة اللفظية وحينها يُراد به الأسد الذي هو الحيوان ..
ونحن نطلب منكم أمثلة لهذا من كلام من يُحتج بعربيته ...
ليس قبل أن تقر وتعترف بأن المجاز موجود في لهجاتنا العامية، ومثال "الكمبيوتر" الذي لم تزل تهرب منه سيظل يلاحقك، وهو مسابقة لمنكري المجاز:
إذا لم يكن قولنا "فلان كمبيوتر" في الدلالة على ذكائه من المجاز، فماذا تراه يكون؟؟
ـ[الباز]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 05:56 م]ـ
وإنا نطالب سعادتكم بأن تأتونا بشواهد من كلام العرب ذكروا فيها الأسد يريدون به الحيوان وكان كلامهم عارياً عن القرينة اللفظية الدالة على إرادتهم للأسد الذي هو الحيوان
من كلام من يُحتج بعربيته ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال زهير بن أبي سلمى في مدح حصين بن ضمضم:
لَدى أَسَدٍ شاكي السِلاحِ مُقَذَّفٍ**لَهُ لِبَدٌ أَظفارُهُ لَم تُقَلَّمِ
وقال عبيد بن الأبرص:
أَمّا إِذا كانَ الضِرابُ فَإِنَّهُم**أُسدٌ لَدى أَشبالِهِنَّ حَواني
هذان مثالان سريعان والأمثلة لا تكاد تحصى ..
أما الموضوع الجديد الذي فتحته وأنكرت فيه أن النزاع حول المجاز لفظي
اصطلاحي فإن شاء الله سأرد عليك فيه بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية نفسه
حيث أقر بذلك بكل وضوح ..
ـ[أبو فهر]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 05:58 م]ـ
بارك الله فيك .. ما ذكرته من الأبيات عن الأسد ما وجه الدلالة فيها؟؟
فلا أظنك انتبهتَ لموضع المطالبة ..
أما شيخ الإسلام فكلامه معروف في هذه المسألة وليس يؤخذ عنه إطلاق القول بلفظية النزاع وهذا يعرفه من فقه كلامه.
ـ[الباز]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 06:09 م]ـ
أنت تريد دليلا ممَّن يُحتج بعربيته ترد فيه كلمة الأسد (المقصود به الحيوان)
في غير موضعها أي أن يقصدوا بها غير الحيوان أي الرجل الشجاع .. !!!!
وقد أتيتك بدليلين قاطعين واضحين -لا غبار عليهما- يدلان
على أن المجاز موجود في لغة العرب أقررت أم لم تقر ..
أما إذا كنت تريد شيئا آخر فليتك توضحه
ـ[أبو فهر]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 06:20 م]ـ
ليس هذا هو موضع المطالبة يا مولانا ... وموضع المطالبة ظاهر جداً في كلامي ... وأنتَ اقتبستَه منه ..
وإنا نطالب سعادتكم بأن تأتونا بشواهد من كلام العرب ذكروا فيها الأسد يريدون به الحيوان وكان كلامهم عارياً عن القرينة اللفظية الدالة على إرادتهم للأسد الذي هو الحيوان
من كلام من يُحتج بعربيته ...
فكلامنا أنهم إن أرادوا الحيوان= أتوا بالقرينة ..
وإن أرادوا غيره = أتوا بالقرينة ..
ومن وجد غير هذا = فليُتحفنا به ..
ـ[الباز]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 06:33 م]ـ
ليس هذا هو موضع المطالبة يا مولانا ... وموضع المطالبة ظاهر جداً في كلامي ... وأنتَ اقتبستَه منه ..
فكلامنا أنهم إن أرادوا الحيوان= أتوا بالقرينة ..
وإن أرادوا غيره = أتوا بالقرينة ..
ومن وجد غير هذا = فليُتحفنا به ..
سبحان الله
أليس في البيتين السابقين دليل على ما طلبته؟؟
أليست الأظفار في بيت زهير دليلا على أن الأسد المقصود هو الحيوان مع أن الممدوح هو حصين بن ضمضم؟؟ ..
أليست الأشبال في بيت عبيد بن الأبرص دليلا على أن الأسد المقصودة
هي الحيوانات في حين أن الموصوفين رجال؟؟
ـ[أبو فهر]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 07:34 م]ـ
يا مولانا ركز ربنا يكرمك ..
بحثنا ليس في إطلاق لفظ الأسد على غير الحيوان وليس في تشبيه الرجال بالأسد الحيوان ..
الآن: الذي في الأبيات هو إطلاق الأسد على غير الحيوان .. أو تشبيه غير الأسد بالأسد الحيوان ..
محل البحث: نريد بيتاً أطلق فيه لفظ الأسد على الحيوان وأريد به الحيوان وأنت عرفت أنه أراد الحيوان بدون قرينة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباز]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 10:21 م]ـ
محل البحث: نريد بيتاً أطلق فيه لفظ الأسد على الحيوان وأريد به الحيوان وأنت عرفت أنه أراد الحيوان بدون قرينة ..
لست أفهم ما تريد الوصول إليه ..
على كل أعتقد أنك تريد مثالا على الحقيقة وليس على المجاز ..
وما دمت مصرا على لفظة الأسد بعينها -مع أن من أسمائه الهزبر- و غيره فتفضل هذه القصيدة الجاهلية لبشر بن عوانة يذكر فيها لقاءه مع الأسد، فتأملها ففيها الحقيقة والمجاز في بيت واحد بل في كلمة واحدة ..
القصيدة طويلة جدا لكني لونت البيت المقصود بالأحمر:
أَفاطِمَ لو شَهِدْتِ ببَطْنِ خَبْتٍ**وقد لاقَى الهِزَبْرُ أَخاكِ بِشْرا
إِذَنْ لَرَأَيْتِ لَيْثاً أَمَّ ليثاً**هِزَبْراً أَغْلَباً يَبْغِي هِزَبْرا
تَبَهْنَسَ إِذْ تَقاعَسَ عنه مُهْرِي**مُحاذَرَةً فقلْت: عُقِرْتَ مُهْر
أَنِلْ قَدَمَيَّ ظَهْرَ الأَرْضِ إِنِّي**وَجَدْت الأَرْضَ أَثْبَتَ منكَ ظَهْرا
وقلتُ لهُ وقَدْ أَبْدى نِصالاً**مُحَدَّدَةً ووَجْهاً مُكْفَهِرا
يُدِلُّ بِمخْلَبٍ وبحَدِّ نابٍ**وباللَّحَظاتِ تَحْسَبُهنَّ جَمْرا
وفِي بُمْنايَ ماضِي الحَدِّ أَبْقَى**بمَضَرِبِهِ قِراعُ الخَطْبِ أُثْرا
أَلَمْ يَبْلغْكَ ما فَعَلَتْ ظباهُ**بكاظِمَةٍ غداةَ لَقِيت عَمْرا
وقَلْبِي مِثْلُ قَلْبِكَ كيفَ يَخْشَى**مُصاوَلَةً، ولَسْت أَخاف ذُعْرا
وأَنتَ تَرُومُ للأَشْبالِ قوتاً**ومطَّلَبِي لِبنْتِ العَمِّ مَهْرا
ففيم تَرُومُ مِثْلِي أَنْ يُوَلّي**وَيَتْرُكَ في يَدَيكَ النَّفْسَ قَسْرا
نَصَحْتكَ فالْتَمِسْ يا لَيْث غَيْرِي**طَعاماً، إِنَّ لَحْمِي كانَ مرَّا
فلَمَّا ظَنَّ أَنَّ الغِشَّ نُصْحِي**وخالَفَنِي كأَنِّي قلْت هُجْرا
مَشَى ومَشَيْتُ مِن أسَدَيْنِ راما**مَراماً كانَ إِذْ طَلَباهُ وَعْرا
يُكَفْكِفُ غِيلَةً إِحْدَى يَدَيْهِ**ويَبْسُطُ للوُثُوب عَلَيَّ أُخْرَى
هَزَزْتُ له الحُسامَ فخِلْتُ أَنِّي**شَقَقْتُ به لَدَى الظَّلْماءِ فَجْرا
وجُدْتُ له بجائِشَةٍ رَآها**بأَنْ كَذَبَتْهُ ما مَنَّتْهُ غَدْرا
وأَطْلَقْتُ المُهَنَّدَ مِن يَمِينِي**فقَدَّ له مِن الأَضْلاعِ عشْرا
بضَرْبَةِ فَيْصَلٍ تَرَكَتْهُ شَفْعاً**وكانَ كأَنَّه الجُلْمُودُ وَتْرا
فخَرَّ مُضَرَّجاً بِدَمٍ كأَنِّي**هَدَمْت به بناءً مُشْمَخِرَّا
وقلتُ له: يَعِزُّ عَلَيَّ أَنِّي**قَتلتُ مُناسِبِي جَلَداً وقَهْرا
ولكنْ رُمْتَ شَيْئاً لَمْ يَرُمْهُ**سِواكَ، فَلَمْ أَطِقْ يا لَيْثُ صَبْرا
تُحاوِلُ أَنْ تُعَلِّمَنِي فِراراً**لَعَمْرُ أَبِي لَقدْ حاولتَ نُكْرا
فلا تَبْعَدْ فَقَدْ لاقَيْتَ حُرّاً**يُحاذِرُ أَنْ يُعابَ فمُتَّ حُرّا
ـ[أبو فهر]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 11:46 م]ـ
بارك الله فيك لم تستوف شرط المسابقة فلفظة الأسد أو الهزبر أتت هنا تدل على الحيوان ومعها القرينة الدالة على ذلك ..
ونحن نريد لفظة الأسد أتت تدل على الحيوان وليس معها القرينة وإنما فهمنا أنه أراد الحيوان من مجرد اللفظ من غير قرينة .. أما ما أتيت به فإنما استفدنا أنه الحيوان من القرينة بل القرائن الموجودة في النص وليس من مجرد لفظ الأسد أو الهزبر ..
فهل عندك فتفيدنا؟؟
ويمكنك مراجعة هذا لمزيد من الإيضاح ..
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=48227
ـ[الباز]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 12:06 ص]ـ
أين القرينة في البيت الملون بالأحمر منفردا
انس القصيدة واقرأ البيت الأحمر وحده
أو حتى البيت الثاني في القصيدة منفردا
ـ[الباز]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 12:17 ص]ـ
أطلب من المشرفين تغيير عنوانه المستهزئ ..
و كذلك رده الأخير الذي يتحدث فيه عن المسابقة ..
فنحن هنا في نقاش و ليس في مسابقة ..
لم أنتبه لذلك إلا الآن ولو انتبهت لها من قبل لما حاورتك
إضافة إلى أن حجتك داحضة
و عقليتك من صنف معزة ولو طارت
ـ[أبو فهر]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 02:26 ص]ـ
كيف أنسى القصيدة؟؟؟
وهل أطلب منك أن تستنبط حكمً من: {ويل للمصلين} وأقول لك انس السورة ...
ومع ذلك: فلو افترضنا وجود هذا البيت في ورقة ملقاة لا يعرف قائلها لما استطاع من وجدها أن يحكم ببينة أي أسد يريد الشاعر .. ولو فعل كفعلكم فسيقول أنهما أسدان حيوانان = فيبين كلامه خطأ إذا طالع القصيدة ومنه تعرف فساد تلك النظرية وعدم صلاحيتها لتفسير كلام المتكلم على الوجه الذي يريده المتكلم ...
أما الاستهزاء فلم يخطر لي ببال ..
في انتظارك متى استطعت أن تأتي بكلام عربي فيه لفظ الأسد عرفتَ أنه الحيوان من غير قرينة ...
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 03:34 ص]ـ
أخي الكريم أبا فهر
لو توضح ماتريد هنا ..
والمسابقات لاأظنك أردتها على الحقيقة!
أما بالنسبة لطلبك بكلمة الأسد بالذات فإلى أي شيء تهدف منها
أسد أو هزبر المهم هو الشاهد على أنها حيوانات جاء اللفظ يدل على الأسد الذي من أسمائه "الهزبر"
ولنفترض أن هزبر حيوان قائم بذاته فالمثال الذي طلبت يتضمن جواباً لسؤالك من الناحية البلاغية.
وهناك أبيات للأسد مع القرينة:
منها هذا الذي ينسب للإمام الشافعي رحمه الله:
تموت الأسد في الغابات جوعاً**ولحم الضأن تأكله الكلاب
فالقرينة هي الغابات هنا.
وإذا أردت الأسد بغير قرينة تستطيع أن تقول: شاهدت أسداً يجري.
نفعنا الله بكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباز]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 03:53 ص]ـ
كيف أنسى القصيدة؟؟؟
وهل أطلب منك أن تستنبط حكمً من: {ويل للمصلين} وأقول لك انس السورة ...
ومع ذلك: فلو افترضنا وجود هذا البيت في ورقة ملقاة لا يعرف قائلها لما استطاع من وجدها أن يحكم ببينة أي أسد يريد الشاعر .. ولو فعل كفعلكم فسيقول أنهما أسدان حيوانان = فيبين كلامه خطأ إذا طالع القصيدة ومنه تعرف فساد تلك النظرية وعدم صلاحيتها لتفسير كلام المتكلم على الوجه الذي يريده المتكلم ...
أما الاستهزاء فلم يخطر لي ببال ..
في انتظارك متى استطعت أن تأتي بكلام عربي فيه لفظ الأسد عرفتَ أنه الحيوان من غير قرينة ...
أخي الكريم:
من يتكلم في مثل هذه الأمور عليه أن يكون عارفا أن البيت وحدة لغوية ومعنوية
حتى أنهم يعيبون البيت الذي لا يكتمل معناه إلا بغيره مما يليه ..
أما طلبك لانعدام القرينة أو وجودها في حال ذكر اللفظ على حقيقته وظاهره فمردود
فالقرينة مطلوبة في المجاز و ليس العكس ..
إنك بهذا تريد هدم اللغة من قواعدها ..
ثم ألم يعلّم اللهُ آدمَ الأسماءَ كلّها؟؟
فكيف تنكر ما تنكره من تخصيص الأسد بذلك الاسم وتدعي أننا ما عرفنا ذلك إلا بالقرينة؟؟
وهي ليست مطلوبة أصلا إذا أتى اللفظ على حقيقة ما وُضع له؟؟
هل تريد أن تضع للمسميات التي علمها الله لآدم أسماء وقوانين جديدة من عندك؟؟
ـ[أبو فهر]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 11:51 ص]ـ
قصدي يا أستاذ أحمد ..
أنه لا يوجد كلام عربي أراد به صاحبه الإفهام أتت فيه اللفظة -أي لفظة لا أدري من أين فهمتم أني أطلب الأسد دون الهزبر وإنما الأسد مثال- تدل على معنى بغير قرينة.
فإذا ثبت أن العرب إذا أتت بالأسد تريد الحيوان أتت معه بالقرينة الدالة ..
وإذا ثبت أن العرب إذا أتت بالأسد تريد به غير الحيوان أتت معه بالقرينة الدالة ..
=
بطل أن هناك لفظة تدل على معناها بغير قرينة واسمها الحقيقة ..
وبطل بالتبع أن هناك لفظة لا تدل على معناها إلا بالقرينة وتسمى المجاز
وظهر أن دلالات الألفاظ جميعاً على معانيها = سواء في الافتقار للقرينة الدالة .. وأن ما يفهمه المتلقي ليس دليلاً على إرادة المتكلم .. وظهر أن العرب لو كانت ترى أن الأسد يدل على الحيوان بغير قرينة = لما حرصوا على وجود القرينة الدالة على إرادتهم للحيوان.
وكل ذلك ينتقض علي لو استطاع واحد أن يأتي بكلام ربي صحيح أراد فيه صاحبه الأسد الذي هو الحيوان واكتفى بلفظة الأسد ولم يصاحبها بالقرائن الدالة على إرادته للحيوان .. وهذا هو موضع المسابقة ..
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 12:23 م]ـ
لو أنك تأتي بجواب شاف كاف على نفي المجاز في اللهجات العامية، لمضينا بك إلى إثباته في كلام العرب الفصحاء.
إلا أنك لا زلت تتهرب من مثال الكمبيوتر؟
فإلى متى يا صاحبي؟
ـ[الباز]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 04:04 م]ـ
كيف أنسى القصيدة؟؟؟
وهل أطلب منك أن تستنبط حكمً من: {ويل للمصلين} وأقول لك انس السورة ...
ومع ذلك: فلو افترضنا وجود هذا البيت في ورقة ملقاة لا يعرف قائلها لما استطاع من وجدها أن يحكم ببينة أي أسد يريد الشاعر .. ولو فعل كفعلكم فسيقول أنهما أسدان حيوانان = فيبين كلامه خطأ إذا طالع القصيدة ومنه تعرف فساد تلك النظرية وعدم صلاحيتها لتفسير كلام المتكلم على الوجه الذي يريده المتكلم ...
أما الاستهزاء فلم يخطر لي ببال ..
في انتظارك متى استطعت أن تأتي بكلام عربي فيه لفظ الأسد عرفتَ أنه الحيوان من غير قرينة ...
خذ هذين البيتين:
مَشَى ومَشَيْتُ مِن أسَدَيْنِ راما**مَراماً كانَ إِذْ طَلَباهُ وَعْرا
هَزَزْتُ له الحُسامَ فخِلْتُ أَنِّي**شَقَقْتُ به لَدَى الظَّلْماءِ فَجْرا
ألا يدلك هذا على الأسد الحيوان على سبيل الحقيقة
وعلى الأسد الرجل الشجاع على سبيل المجاز؟؟
ما يهمنا هو الأول أي الحقيقة وليس المجاز وسنوضح لك ذلك:
الشعر يدل على أن قائله هو أحد الأسدين وهذا مجاز وهو لا يهمنا هنا ..
يبقى علينا معرفة الأسد الثاني هل هو حيوان أم رجل؟؟
و الكلام يدل على أنه حيوان لأن الأسدين في حالة نزال وضراب
و من يريد دخول المعركة لا يمكن بحال أن يصف عدوه بالأسد
فهو يصف نفسه بالأسد مجازا لكنه لن يصف عدوه بالأسد لو لم يكن
أسدا حقيقيا أي حيوانا ..
وبالتالي يبطل زعمك أن من يقرأ البيتين مقتطعين قد يخطىء ويظنهما حيوانين ..
كما يبطل زعمك أن من يقرأ البيت منفردا يحسبهما حيوانين لأن الأسد
الحيوان لا يقول الشعر (مشى ومشيتُ من أسدين) مما يدل على أن القائل يقصد نفسه بقوله مشيت
ـ[أبو فهر]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 05:54 م]ـ
ما تذكره حجة لنا وموافق لقولنا .. فاستفادتك الدلالة على الأسد الحيوان إنما أتت من القرائن لا من نفس لفظ الأسد المتجرد عن القرائن (والذي لا وجود له) ..
ومع ذلك: فأنتَ ما استطعتَ الحكم أنهما أسدان أحدهما حيوان والآخر غيره من نفس القصيدة = بل هذا ما تخدع به ظنك .. ولولا سابق علمك بالقصيدة لما قلتَ هذا. ولو وجد واجد البيت ملقى لظل احتمال فهمه للأسدين الحيوانين قائماً بل هو مقتضى تقعيدكم والأسد يقول مشى ومشيتُ إن كان البيتُ على لسان الأسد وليس في نفس البيت ما يمنع ذلك .. وإنما صُرفتَ أنت عنه لا بمجرد لفظ المشي وإنما لسابق علمك بالقصيدة .. ولو كان البيتُ من شعر شوقي في الحيوان لكانا أسدين حيوانين بلا إشكال ..
فبان أن مجرد الألفاظ لا تفيد دلالة على المعاني ولا يوجد لفظ يدل على معنى بنفسه إلا الألفاظ التي لا تستعمل سوى في معنى واحد ومتى استعمل اللفظ في أكثر من معنى = لم يُفهم معناه فهماً موافقاً لمراد المتكلم به .. إلا بالقرائن المصاحبة له ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 10:09 م]ـ
ومن رعى غنما في أرض مسبعة ... ونام عنها تولى رعيها الأسد
لأبي مسلم صاحب الدولة
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 10:24 م]ـ
أبا فهر سلّمك الله
تقول:
فإذا ثبت أن العرب إذا أتت بالأسد تريد الحيوان أتت معه بالقرينة الدالة ..
وإذا ثبت أن العرب إذا أتت بالأسد تريد به غير الحيوان أتت معه بالقرينة الدالة ..
بطل أن هناك لفظة تدل على معناها بغير قرينة واسمها الحقيقة ..
كأنك تريد أن تقول كلام العرب إما حقيقة ولا مجاز وإما مجاز ولا حقيقة وعندك لابد من ورود القرينة.
فأين القرينة في قول أخينا أحمد الغنام "شاهدت أسدا"
وهل فهمت أن المراد هو الأسد الحيون؟
وكيف فهمت ذلك؟
وتقبلوا تحيتي.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 10:29 م]ـ
أبا فهر:
لا أعلم ما ترمي إليه من إغراق المنتدى بموضوعات كان لها أن تكون في صفحة واحدة متاحة إن خلت من مما يشوهها
فكلها صفحات لا تخلو من السخرية والاستفزاز
إلى أين ترين أن تصل؟
وما الذي تريد أن تثبته لنا؟
ـ[أبو فهر]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 12:04 ص]ـ
بارك الله فيك يا شيخ أحمد ...
أنشدتنا قول أبي مسلم:
ومن رعى غنما في أرض مسبعة ... ونام عنها تولى رعيها الأسد
وصدقتَ أن الأسد هاهنا هو الحيوان = لكنك ترى قرينة إرادته للأسد الذي هو الحيوان قائمة أمامك وهو قوله: أرض مسبعة ...
فليس في الكلام لفظة أسد أريد بها الحيوان من غير قرينة دالة على إرادة الحيوان ..
ومسابقتنا معقودة لمن استطاع أن يأتي بلفظة أسد تدل على الحيوان بنفسها ولم يأتِ العربي معها بالقرائن الدالة على إرادته للأسد الحيوان ..
تنبيه: لو حصرنا مجال القول في الكلام العربي المحتج بعربيته = لكان أحسن .. كي يدور حديثنا وبحثنا في لسان واحد .. فمن أبى = فله ذلك ..
ـ[أبو فهر]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 12:11 ص]ـ
الفاضل الكريم أبا طارق ..
هذه الموضوعات التي أمامك كل منها بحث مستقل في جهة من جهات المجاز .. والمنصف يرى أنها ليست من البحث العجول أو الرأي الفطير. بل لعلكم ترون جهات من النظر لم تألفوها من قبل ..
وهذه الأبحاث قديمة ومنشورة على الشبكة منذ عام ونصف ولم أخصكم بها أو أعمد بها إليكم ..
وإنما أتيتُ فوضعتُها هاهنا عسى أن أرى مباحثة نزيهة ومدارسة حسنة من متخصصين رعوا فناء العربية .. فلم أجد للآن سوى أقل القليل من هذا .. والباقي وجدته غلقاً متعنتاً لمواضيعي وطريقة غير حسنة في البحث من عضو ناقشته وفاوضته الحجة فإذا هو يقابلني بما لو وصفته على وجهه لأمضَ وأقضَ ..
أما السخرية .. فالذي منها قليل وليس المقصود بها مطلق مثبتة المجاز بمن فيهم من أخذ القول بالمجاز يظنه باب من أبواب العربية فهذا معذور إن شاء الله مغفور له خطأه بإذن الله .. وإنما القصد بها غيرهم وهم من أصلوا لذلك الباب وأفسدوا به العربية والدين ... ومثل هذا يقع في جل كتب الأئمة .. وليس يصد عن البحث إلا من يتلمس بنيات الطريق ليخرج إليها عن محنة البحث ..
فالأمر إليكم .. من شاء المباحثة بالحسنى باحثناه .. ومن أراد التشغيب تركناه .. ومن أعرض عنا ولم يقبل منا عذرناه والله يتولانا وإياه .. والسلام ..
ـ[أبو الطيب النجدي]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 05:25 ص]ـ
[ size=5]
وإنا نطالب سعادتكم بأن تأتونا بشواهد من كلام العرب ذكروا فيها الأسد يريدون به الحيوان وكان كلامهم عارياً عن القرينة اللفظية الدالة على إرادتهم للأسد الذي هو الحيوان ...
Size]
عجباً أبافهر
كيف تقول:" ذكروا فيها الأسد " ثم تقول: كان كلامهم عاريا عن قرينة لفظية؟؟؟
وهل هناك أدل على الشيء من التصريح باسمه!!؟؟
الأصل أنك إذا قلت: أسد , أن ينصرف الذهن إلى الحيوان المعروف إلا إذا أتت قرينة تدل على أن المقصود غيره
أما أن نقول إن هذه اللفظة لا تدل على الحيوان المعروف إلا بقرينة فهو والله عجيب!!
إذا فعلام تدل؟؟؟
على لا شيء؟؟
أتشبهها بأي كلام لا يحمل معنى؟؟؟
ثم لو سألت شخصا: ماذا تريد؟؟
فقال: ماء!!
فهل ترى وجوب التحقق من مراده المبهم -!!! - الخالي من القرينة اللفظية المحددة لمقصوده من معنى لفظة "ماء"؟؟؟
أم أن الذي يتبادر إلى الذهن هو الماء المعروف لعدم وجود قرينة تصرفه عن معناه الأصلي؟؟
إذن فالأصل يتحقق بانعدام القرائن الدالة على غيره لا بوجود قرائن تدل عليه
و لا يحتاج إلى قرائن تدل عليه إلا إذا وجدت قرائن توهم بصرفه عن معناه الأصلي فنحتاج هنا لقرائن لدفع اللبس
فائدة: اخترع المعتزلة صفة ل " لن " بزعمهم أنها تفيد النفي مع التأبيد و ذلك نصرة لمذهبهم الذي ينكر حصول رؤية الله سبحانه في الجنة و قد رد عليهم السلف أحسن الرد و ليس هذا مكان بسطه
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 08:43 ص]ـ
المجاز موجود في اللغة العربية والأردو والعامية والإنجليزية لأنه ظهوره حتمي لوجود المعاني والدلالات
المجاز هو ضريبة اللغة ولا بد أن تدفع ضريبتها
وقبل أن تحاولوا نفي المجاز أقنعونا بنفي اللغة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 08:47 ص]ـ
أبا فهر
هناك من هو مكلف بمراجعة النصوص حرفا حرفا
فالرجاء مراعاة ذلك
ثم كيف ستجد التفاعل وأنت تزج بكل بحوثك دفعة واحدة؟؟
تذكر: قليل دائم ولا كثير منقطع
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 09:48 ص]ـ
تنبيه: لو حصرنا مجال القول في الكلام العربي المحتج بعربيته = لكان أحسن .. كي يدور حديثنا وبحثنا في لسان واحد .. فمن أبى = فله ذلك ..
إنما يستقيم لك هذا لو أنك تزعم بطلان نظرية المجاز في الكلام العربي المحتج بعربيته، وتقف عند هذا، أما وأنك تصرح وتزعم ببطلان نظرية المجاز في كل اللغات، فليس لك أن تحصره الآن ...
ونحن نتحداك أن تبطله في اللهجات المحكية، وجيناك بمثال الكمبيوتر، وهو وحده كافٍ في إبطال مزاعمك ببطلان نظرية المجاز في اللغات جميعاً ...
فإن أقررت بهذا، انتقلنا معك إلى اللسان العربي المحتج بعربيته ...
وإن أبيت أن تقر، فما أنت إلا مباهت جاحد ...
إذا كنت تجحدُ أمراً ضرورياً واضحاً كل الوضوح، فكيف يستقيم معك الحوار في كلام العرب الأولين؟!
يحسن بك - إن كان عندك شيء من التقوى، ومن مخافة الله- أن تعترف بخطأك في إبطال المجاز في اللهجات العامية، أو في اللغات جميعاً، فإنه لا يليق بمدعي العلم أن يجحد الضروريات ...
ـ[أبو فهر]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 11:42 ص]ـ
الأستاذ الفاضل أبو الطيب ألا يستعمل الأسد في أكثر من معنى؟؟
كون الذهن في بعض الطبقات قد ينصرف لواحد منها لا يعني أن هذا الذي انصرف إليه هو مراد المتكلم ..
ومتى كان للفظة أكثر من معنى لم يستدل على مراد المتكلم منها إلا بالقرينة ..
ولذا عقدنا المسابقة: لو كان مجرد ذكر الأسد يكفي في إفادة إرادة الحيوان = لوجدنا في الكلام العربي أسد أراد به المتكلم الحيوان ولم يكن معه القرينة الدالة على الحيوان ..
فهل تجدون مثالاً؟؟
ـ[أبو فهر]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 11:45 ص]ـ
المجاز موجود في اللغة العربية والأردو والعامية والإنجليزية لأنه ظهوره حتمي لوجود المعاني والدلالات
المجاز هو ضريبة اللغة ولا بد أن تدفع ضريبتها
وقبل أن تحاولوا نفي المجاز أقنعونا بنفي اللغة
أخي الفاضل محمد .. هذا يُسمى في منهج الاستدلال: الدعوى العارية عن الحجة.
وأنا أقابلها بدعوى مثلها أن المجاز باطل لا أثر له في أي لسان أو لغة ..
وليس بالدعاوى يظهر الحق فإذا عاد الأمر للبينات= فلا زلنا نطالب بها ..
ونحن ننفي المجاز ولا زلنا نتكلم بما تسميه اللغة ونخاطب بها ونفقه كلام المتكلمين بها .. بل نزعم أنا أهدى لفهم كلام المتكلم من غيرنا ممن يتألى ..
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 01:06 م]ـ
الأستاذ الفاضل أبو الطيب ألا يستعمل الأسد في أكثر من معنى؟؟
مادام أنه يستعمل في أكثر من معنى فمعنى ذلك أنه يستعمل على المجاز. لأن للأسد معنى حقيقي واحد معروف به، والبقية تستعمل مجازاً كصفات وليس أسماء.
ـ[أبو فهر]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 02:45 م]ـ
بارك الله فيك أبا الطيب ...
هذا يرجع للسان الذي تتكلم به فلو كانت تلك الألفاظ تستعمل في معاني حسنة لما جاز لي أن أحملها على المعاني التي تقتضي السب بغير بينة ..
ولذا كانت العرب تسمي الرجل حماراً وجحشاً ولا يعدون ذلك من الشناعات ...
أما إن كانت اللفظة في اللسان الذي تتكلم به لا تحتمل سوى المعاني التي تقتضي السب = فهذا يعد سباً ..
فالمرجع هو للمعاني التي يحتملها اللفظ ...
فحكم كلامك في قانون التفسير: هو حمل ما لا يحتمل سوى ما يقتضي السب= على السب.
والتوقف فيما يحتمل أكثر من معنى منها السب ومنها غيره حتى يأتينا من كلامك أو من أنبائك ما يعين مرادك ..
ـ[أبو فهر]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 02:49 م]ـ
مادام أنه يستعمل في أكثر من معنى فمعنى ذلك أنه يستعمل على المجاز. لأن للأسد معنى حقيقي واحد معروف به، والبقية تستعمل مجازاً كصفات وليس أسماء
خطأ!!
وما الدليل على أن للأسد معنى حقيقي معروف والعرب لا تريد معنى بالأسد حتى تأتي بالقرينة المعينة له .. ولا برهان على أنهم وضعوا الأسد للحيوان أولاً ثم نقلوه إلى غيره .. ولو وجدت البينة على أنهم وضعوه للأسد أولاً ثم نقلوه لغيره لكان هذا من اختلاف الألسنة وليس يغني شيئاً عند تفسير كلام المتكلم فما دام احتمال إرادته لكل من المعنيين قائم فلابد من وجود القرينة المعينة للمعنى الذي يريده ..
الظاهرة: استعمال اللفظ في أكثر من معنى وربما عرف الأول منها وربما لم يعلم.
المجاز: نظرية لها قوانين فسر بهذه النظرية تلك الظاهرة وتعامل المثبتة بالنظرية مع الظاهرة .. وهذا لا يعني أن النظرية تكتسب ما للظاهرة من قطعية وظهور وجود .. بل الظاهرة موجودة والنظرية المفسرة لها = باطلة.
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 02:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبا الطيب النجدي
لا يحق لك أن تخط في افصيح مثل الذي خططت وحذفته أنا ولو على سبيل المناظرة والحوار.
وإن لم يحافظ المتحاورون على رقي الحوار فسنضطر لإغلاق الباب في الكلام على المجازلا بسبب الموضوع بل بسبب من تناوله
بوركتم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 03:16 م]ـ
لا نزل بانتظار جوابك حول الحقيقة والمجاز في لفظ كمبيوتر ...
أبا فهر ...
إن كنت لا تريد الخوض معي في جدال لسبب تراه في نفسك، فليس أقل من أن يكون لديك الحرص على بث رأيك، وإبطال ما تراه باطلاً في هذا الباب ...
وأنت أنكرت المجاز في اللغات جميعاً، حتى في لهجات الخطاب العامية، فجيناك بمثال الكمبيوتر ...
فهلا أجبتنا ...
ـ[أبو الطيب النجدي]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 03:19 م]ـ
رحمك الله أخي في الله محمد , قد ولدتَ بتعقيبك ما يجعل غيري ظاناً بي السوء!!!
ووالله ما قصدتُ سبَ أخينا أبي فهر و لا تحويلَ الجدال إلى جلاد كما يظنُ من يقرأ تعقيبك!!
ولكني أردتُ بما أوردتُ إثباتَ ما أنكرَ حيث إنه سيتبادرُ إلى ذهنه من خلال ما أوردتُ من جمل أنني أسبّهُ بما ذكرتُ من أسماءَ يأنفُ الناسُ من أن يوصفوا بها مع خلوِّ هذه الجملِ من ورودِ قرائنَ لفظيةٍ تبينُ معنى الأسماءِ التي وردتْ
ولم يكن - قطعاً - غرضي سبَّ أخينا الحبيبِ أبي فهر
و أعتذر إلى الجميع إلم أصب في العرض و الله أعلم و أحكم
ـ[الباز]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 03:52 م]ـ
[ b] ومتى كان للفظة أكثر من معنى لم يستدل على مراد المتكلم منها إلا بالقرينة ..
ولذا عقدنا المسابقة: لو كان مجرد ذكر الأسد يكفي في إفادة إرادة الحيوان = لوجدنا في الكلام العربي أسد أراد به المتكلم الحيوان ولم يكن معه القرينة الدالة على الحيوان ..
فهل تجدون مثالاً؟؟
لو أتيتك بمثال من كلام من يحتج بعربيته ويستوفي شروط ما تسميه مسابقة
فماذا ستكون الجائزة؟؟:)
هل ستعترف بأن المجاز موجود في اللغة؟؟
سآتيك بمثال فيه ما تطلبه لا يقبل الشك أو المماحكة بعد أن أسمع ردك على سؤالي
ـ[أبو فهر]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 04:40 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب ..
لو قال لك النصراني: ماذا تكون جائزتي لو أتيتك بدليل على أن القرآن محرف .. وقال لك هل تكون جائزتي أن تكذب بالوحي؟؟
ماذا يكون جوابك .. فأياً كان فهو جوابي ..
الحبيب الموفق هات ما عندك فأخوك على يقين من دينه ... فقط أرجو أن توفي شرط المسابقة وقد فقهته ...
ـ[أبو فهر]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 04:42 م]ـ
الفاضل الحبيب محمد التويجري ..
دونك المواضيع فاصنع بها ما تشاء؛ فقد تكلمتُ بالعلم والحجة والبرهان ولم أخرج عن أدب الحوار = فما وجدتُ في الفصيح بغيتي ولا أدري أين أجدها إن لم تك عند أمثالكم من المشتغلين بالعربية ...
ـ[الباز]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 06:03 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب ..
لو قال لك النصراني: ماذا تكون جائزتي لو أتيتك بدليل على أن القرآن محرف .. وقال لك هل تكون جائزتي أن تكذب بالوحي؟؟
ماذا يكون جوابك .. فأياً كان فهو جوابي ..
الحبيب الموفق هات ما عندك فأخوك على يقين من دينه ... فقط أرجو أن توفي شرط المسابقة وقد فقهته ...
يا أخي ما دخل النصراني هنا؟؟
و ما دخل التحريف هنا؟؟
لن يستطيع النصراني أن يأتي بدليل على تحريف القرآن لأنه وببساطة غير محرف ولو أتى بأية شبهة مهما كانت فجوابها موجود عندي و لله الحمد و المنة و لعله إن لم يكن مكابرا سيرجع عن نصرانيته بمجرد أن أثبت له العكس ..
أنت تتهرب حتى قبل أن آتيك بما طلبتَه فأنت تتحرز من الوقوع في فخ سؤالك،
ومع هذا فالحجة قائمة عليك حتى لو لم تعترف بذلك، لكن ظني فيك حسن
وأعتقد أنك ستعترف و تقرّ ..
هاك المثال على الأسد عاريا من القرينة
على لسان أفصح الخلق محمد:=:
فِرَّ مِنَ المَجْذُومِ فِرَارَكَ مِنَ الأسَدِ
هل سأل أي من الناس رسول الله:= عن معنى الأسد أم أنهم فهموا مباشرة
أنه يقصد الأسد الحيوان المعروف لكل ناطق بالعربية؟؟
طبعا عرف الجميع أنه يقصد الحيوان ..
لن تستطيع القول أنّ الفرار قرينة على الأسد لأن ذلك مردود عليك،
فالفرار لا يكون من الأسد وحده دون غيره؛ فالفرار يكون من النمر
أو من الدب أو من الموت أو من الفتنة أو من المعركة وهلم جرا ..
(لو قلت ذلك فأنت من الذين يجادلون لمجرد الجدل)
شكرا جزيلا
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 06:34 م]ـ
سئل سؤال عن تعليم الله جل جلاله لآدم عليه السلام الأسماء كلها.
كيف علمه إياها.
لو نستفيد منكم في ذلك أخي أبا فهر.
ـ[أبو فهر]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 06:36 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
(لو قلت ذلك فأنت من الذين يجادلون لمجرد الجدل)
لماذا؟؟
هل كل رجل اقتنع بحجته ووقرت في قلبه أجاز له ذلك أن يرمي من يُنازعه فيها بإرادة الجدل ...
لم لا يُناقش الناس ويتباحثون بهدوء وبدون الرمي بإرادة الجدل ونحوها؟؟
ألق حجتك وانتظر مخالفك وما يأتي به .. ثم فاوضه فيه أو انقطع .. لكن ليس لك أن تقطع بما ذكرتَ ..
ولن تستطيعَ أنت بمثال دل الأسد فيه على الحيوان بغير قرينة لأن هذا غير موجود (ببساطة) ..
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فر من المجذوم كما تفر من الأسد والأسد تستعمله العرب في الدلالة على الحيوان وعلى الرجل شديد الفتك بخصمه ولم تستعمله العرب قط في الدلالة على النمر أو غير ذلك من المعاني التي عددتها وليس يجوز أن نقيم احتمالات من معاني لم تستعملها العرب قط .. بل المرجع في تحديد المعاني التي يحتملها اللفظ هو للسماع عن العرب ..
وإذاً فهما معنيان: الأسد الحيوان والأسد الرجل شديد الفتك ورسول الله يأمرنا أن نفر من المجزوم كما نفر من الأسد .. وليس معنا بينة تدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد الحيوان وحده كما تزعم .. بل احتمال إرادته للحيوان هو كاحتمال إرادته للرجل شديد الفتك .. وكلاهما يُحصل الغرض الذي يريده صلى الله عليه وسلم من الفرار ..
ومن أصول تفسير كلام الله ورسوله: أن اللفظة لو احتملت عدة معاني كلها يمكن حمل اللفظ عليها من غير تعارض وكلها يتسق وغرض المتكلم من اللظة =امتنع قصرها على واحد من هذه المعاني وامتنع تعيين هذا المعنى وإبطال غيره .. وهي قاعدة مشهورة في أصول التفسير .. يمكنك طلبها في مواردها وإن شئتَ عزوتك لها ..
والخلاصة: ليس هناك بينة على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد الأسد الحيوان بل الأسد الحيوان والأسد الرجل شديد الفتك كلهما يصلح أن يتناوله اللفظ وكلاهما يتسق وغرض رسول الله صلى الله عليه وسلم من سياق اللفظ .. بل حمل اللفظ على المعنيين جميعاً ومنع قصره على واحد منهما من غير بينة =هو الطريقة المتبعة عند الفقهاء بالوحي ...
ـ[أبو الطيب النجدي]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 06:56 م]ـ
الفاضل الحبيب محمد التويجري ..
دونك المواضيع فاصنع بها ما تشاء؛ فقد تكلمتُ بالعلم والحجة والبرهان ولم أخرج عن أدب الحوار = فما وجدتُ في الفصيح بغيتي ولا أدري أين أجدها إن لم تك عند أمثالكم من المشتغلين بالعربية ...
قلت: إن كنت ترى فيما كتبتُ مما حذف سباً لك؛ فالحمد لله على إقرارك بعد إنكارك علمت أم لم تعلم , ولم يعد بعد هذا للنقاش فائدة والسلام!!!!
ـ[الباز]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 06:59 م]ـ
خاب ظني فيك أخي أبا فهر .. : mad:
فِرَّ مِنَ المَجْذُومِ فِرَارَكَ مِنَ الأسَدِ
لماذا لا تريد أن تعترف أخي الكريم؟؟
الجميع يعلم أن رسول الله:= قصد الأسد الحيوان ولم يقصد غيره ..
ولو أخذنا بما تزعم من أنه ربما قصد الرجل شديد الفتك،
فهل كل الناس تفر من الرجل شديد الفتك؟؟
إن الذين يفرون من الرجل شديد الفتك هم الجبناء لا غير، فهل الذين
وجّه لهم رسول الله:= الخطاب جبناء جميعا حتى يضرب لهم المثل
بالفرار من الرجل شديد الفتك؟؟
بل وحتى الجبناء لا يرضون أن يُوجّه لهم مثل هذا الكلام إن فهموه مثل فهمك
ـ[أبو فهر]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 07:48 م]ـ
أخي أبا الطيب .. من قال أني عددتُ ذلك سباً .. ألم تقرأ ردي عليك؟؟
أخي الباز ...
ليس جميع الناس تفهم ما ذكرتَ .. بل هذا الفهم والقصر على معنى واحد معيب عند فقهاء التفسير ..
أما عن حديثك عن الجبناء فهو حديث بعيد عن فقه كلام النبوة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يُخاطب فطر الرجال التي تطلب النجاة .. وقد خاطب سبحانه وتعالى المؤمنون وخاطبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يحذرهم التولي يوم الزحف .. فهل قالوا:
لم تخاطبنا بهذا؟؟
أنحن جبناء؟؟
وهل سنفر؟؟؟
يا أخانا أشجع الناس هو أطولهم صبراً قبل اتخاذ قرار الفرار .. ورسول الله يحرش تلك النفوس وهو نبي معلم يعلم فطرها ورغباتها فيحرجها على الفرار كما لو كانت ستستجيب لفطرها وتفر من الأسد ..
وآية ذلك وحجته على نقض كلامك أنك زعمتَ أنه يصبر على الأسد الرجل الشجاع ويفر منه الجبان ..
فما حجتك والعرب منها من قاتل الأسد الحيوان وصبر له في وقائع معدودة وحتى قتله واحد منهم وأنشد:
أتتكَ المنايا من بلادٍ بعيدة ... بمنخرِق السّربال عَبْلِ المناكبِ
أخي العرف والإنكار يعلوكَ وقعةً ... بأبيضَ سقَّاطٍ وراءَ الضَّرائبِ
فلم لم تعد الفرار من الأسد الحيوان = جبناً؟؟
وقد سألتَ: وهل كل الناس تفر من الأسد الرجل شديد الفتك؟
ونسألك وهل كل الناس تفر من الأسد الحيوان؟؟
وفقك الله ونفع بك وزادك فقهاً في كلام النبوة ..
ـ[أبو فهر]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 07:58 م]ـ
الأستاذ الكريم أحمد الغنام ..
مسألة تعليم آدم لا مانع عندي من الإفاضة فيها .. فقط لو أعلم وجه دلالتها وعلاقتها بمحل النزاع والبحث ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباز]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 08:48 م]ـ
أخي الباز ...
ليس جميع الناس تفهم ما ذكرتَ .. بل هذا الفهم والقصر على معنى واحد معيب عند فقهاء التفسير ..
أما عن حديثك عن الجبناء فهو حديث بعيد عن فقه كلام النبوة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يُخاطب فطر الرجال التي تطلب النجاة .. وقد خاطب سبحانه وتعالى المؤمنون وخاطبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يحذرهم التولي يوم الزحف .. فهل قالوا:
لم تخاطبنا بهذا؟؟
أنحن جبناء؟؟
وهل سنفر؟؟؟
يا أخانا أشجع الناس هو أطولهم صبراً قبل اتخاذ قرار الفرار .. ورسول الله يحرش تلك النفوس وهو نبي معلم يعلم فطرها ورغباتها فيحرجها على الفرار كما لو كانت ستستجيب لفطرها وتفر من الأسد ..
وآية ذلك وحجته على نقض كلامك أنك زعمتَ أنه يصبر على الأسد الرجل الشجاع ويفر منه الجبان ..
فما حجتك والعرب منها من قاتل الأسد الحيوان وصبر له في وقائع معدودة وحتى قتله واحد منهم وأنشد:
أتتكَ المنايا من بلادٍ بعيدة ... بمنخرِق السّربال عَبْلِ المناكبِ
أخي العرف والإنكار يعلوكَ وقعةً ... بأبيضَ سقَّاطٍ وراءَ الضَّرائبِ
فلم لم تعد الفرار من الأسد الحيوان = جبناً؟؟
وقد سألتَ: وهل كل الناس تفر من الأسد الرجل شديد الفتك؟
ونسألك وهل كل الناس تفر من الأسد الحيوان؟؟
وفقك الله ونفع بك وزادك فقهاً في كلام النبوة ..
يا أخي الكريم:
أينهى الله المؤمنين عن الفرار ثم يأتي رسول الله:= لتشجيعهم عليه؟؟
نعوذ بالله من اعتقاد ذلك أو قوله -ولو من غير قصد- ..
استغفر الله أخي الحبيب فقد ذهب بك الاستبداد بالرأي بعيدا ..
فلو أخذنا بفهمك لكان المعنى أن المتكلم بذلك القول يجعل الفرار من الرجل شديد الفتك أمرا محمودا لا عيب فيه.
الأمر في الحديث الصحيح واضح وضوح الشمس أن المقصود هو
الأسد الحيوان، ولم نسمع بأحد خالجه أدنى شك في ذلك.
أما بعض الأساطير التي تتحدث عن صبر بعضهم أمام الأسد
فمشكوك في صحتها من جهة، ومن جهة أخرى لو كانت صحيحة
فهي نادرة وتعتبر من العجائب ..
كما أننا لم نسمع أن أحدا عِيبَ أو وصف بالجبن أو لحقه
عار لأنه فر من الأسد، أما من يفر من الرجل شديد الفتك
فهو معيب و يلصق به عار الجبن و الفرار.
هدانا الله وإياكم لسواء السبيل
ـ[أبو فهر]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 09:24 م]ـ
بارك الله فيك .. أين تجد في كلام الله أو كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم النهي عن مطلق الفرار؟؟
بل الله تبارك وتعالى لم ينه عن الفرار سوى في صورمعينة محدودة وحتى الفرار عن الزحف أجيز في صور يعرفها الفقهاء ..
وأنت لو قابلت رجلاً شاطراً يريد نفسك ففرتَ منه لما كنتَ ملوماً أبداً ...
وأنتَ الذي تزعم أن الفرار من الرجل شديد الفتك معيب .. وليس في الشرع ما يدل على عيبه فإن كنتَ تعلم ما يمنع فرار الرجل ممن هو أشد منه بأساً أثرة لحياته في غير الصورة الممنوعة شرعاً = فأتحفنا به ..
هذه واحدة ...
والثانية: أن الذي في الحديث هو تشبيه فرار بفرار ولا يلزم من ذلك أن يكون كل فرار منهما مباح فهذا الحديث من جنس الإخبار وليس من جنس الطلب وللفقهاء كلام حسن في هذا تجده تحت حديث الظعينة، وتحت حديث: يسمع قرع نعالهم، وتحت حديث: كمثل صلصلة الجرس.
أما خبر الأسد فليس من الأساطير بل هو شعر صحيح ثابت يمكنك طلبه في مظانه .. وليس هو من النوادر .. ولا العجائب ..
ـ[الباز]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 09:59 م]ـ
بارك الله فيك .. أين تجد في كلام الله أو كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم النهي عن مطلق الفرار؟؟
بل الله تبارك وتعالى لم ينه عن الفرار سوى في صورمعينة محدودة وحتى الفرار عن الزحف أجيز في صور يعرفها الفقهاء ..
وأنت لو قابلت رجلاً شاطراً يريد نفسك ففرتَ منه لما كنتَ ملوماً أبداً ...
أما خبر الأسد فليس من الأساطير بل هو شعر صحيح ثابت يمكنك طلبه في مظانه .. وليس هو من النوادر .. ولا العجائب ..
أنا ما تحدثت عن نهي الله عن الفرار إلا لأنك اتخذته حجة لك في ردك السابق
وكانت حجة داحضة لا أساس لها وها أنت تقر بنفسك بذلك فكيف يجوز لك الاستشهاد بها للجدال و لا يجوز لي ..
أما الفرار من الرجل الشاطر الذي تعده أمرا محمودا؛ فأين تضع
إذن حديث رسول الله:=:من قُتل دون ماله فهو شهيد.
أما أخبار مواجهة الأسد فهي من الأساطير التي يغلب عليها الكذب، والشعر فيها -مع صحته- ليس دليلا على صحة الواقعة خصوصا و أن الشعراء مشهورون بالكذب إلا من رحم الله حتى وصل الأمر أن قيل: أحسن الشعر أكذبه ..
ـ[أبو فهر]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 10:19 م]ـ
بارك الله فيك ..
ترتيب الفضل على المقاتلة ليس نهياً عن الفرار .. فاستدلالك أخي الكريم ليس في محله .. ولو لم يُقاتل رجل = لما كان شهيداً ولما كان مذموماً .. وقد شرع الله للمؤمنين أن يتولوا ولا يقاتلوا في صور معلومة .... وهذا في مقام الجهاد عن الدين والدفاع عن بيضته .. أما في حق المسلم فيشرع له أن يفر ولا يثبت ولا يكون مذموماً فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها ومن الشجاعة ما هو واجب ومنها ما هو مستحب .. أضف ما قررته لك عن أن تشبيه النبي صلى الله عليه وسلم بذلك -ولو كان الفرار محرماً- لا محذور فيه وله نظائر في الشرع .. دمت موفقاً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 11:51 م]ـ
الأستاذ الكريم أحمد الغنام ..
مسألة تعليم آدم لا مانع عندي من الإفاضة فيها .. فقط لو أعلم وجه دلالتها وعلاقتها بمحل النزاع والبحث ..
لو طبقنا كلمة الأسد عندما علمه إياها الله، كم معنى كان المقصود منها وعليها قس.
ـ[الباز]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 11:51 م]ـ
يا أخي أبا فهر ..
هدانا الله وإياك ..
الغريق يتشبث بقشة:) .. فلا لوم عليك ..
كنتَ في بدايات الحوار تتخذ القرائن حجة فلما لم تجد قرينة تتشبث
بها في المثال الأخير -خصوصا وأن صاحب الكلام أفصح الخلق:= -
لجأت إلى طريقة أخرى لكنك وقعت في أحبولة سؤالك دون أن تشعر؛
فقد أقررت ضمنا بالمجاز من حيث ظننت أنك تنفيه وإلا كيف تريد
قلب كلمة الأسد عن أصلها و حقيقتها وتدعي أنها ليست للحيوان فقط؟؟
و الآن المسابقة أصبحت عندك:
اسأل أيا كان من أصغر طفل متمدرس إلى أكبر عالم لغوي -الأموات منهم و الأحياء- عن القصد من الأسد في حديث المجذوم فإن وجدت أحدا غيرك يخالجه أدنى شك في أنه الأسد الحيوان فلتأتنا به وبرأيه وبدليله.
شكرا لك
ـ[أبو فهر]ــــــــ[24 - 07 - 2009, 01:59 ص]ـ
العفو يا مولانا .. والحديث لا زال عن القرائن ولكن القرائن تعين المعنى أما والمعنى لا يجب تعيينه كما في ألفاظ: الماعون والصراط المستقيم ونحوها فهذا باب آخر .. ولكنه غبي عليك ربما لبعده عما تشتغل به من العلم .... والأطفال إلى ما ذكرتَ لسانهم غير لسان العرب قوم النبي فليسوا بحجة عليه وإنما الحجة في البرهان .. بارك الله فيك ونفع بك ...
لو طبقنا كلمة الأسد عندما علمه إياها الله، كم معنى كان المقصود منها وعليها قس.
بوركتَ ..
القياس إنما يكون على أصل ثبت بدليل .. فهل معك إسناد يبين لنا تفاصيل ما علمه آدم وكيفيته؟؟
ما هي الأسماء التي علمها؟؟
وهل هي الأسماء الحاضرة في زمانه أم أسماء كل شيء إلى يوم القيامة؟؟
وبأي لسان كان هذا التعليم؟؟
وهل علمه معنى معين للفظ أم أكثر وهل قال له هذا حقيقة وتلك مجازات؟؟
ومن قال أصلاً إن الأسماء هي الألفاظ؟؟
وإذا علمت تلك الصورة = فلسنا نبحث في تصرف آدم في الألفاظ .. وإنما نبحث في تصرف أهل لسان مخصوص مخالف للسان آدم فالعربية التي عليها قوم النبي مخالفة للعربية التي قبلهم بخمسمائة عام فضلاً عن مخالفتها للسان آدم أياً كان .. فما نسبة ما عُلمه آدم للسان العربي محل البحث؟؟
ـ[الباز]ــــــــ[24 - 07 - 2009, 03:45 م]ـ
ركز معي أخي الحبيب أبا فهر هداك الله وإيانا لما فيه رضاه:
فِرَّ مِنَ المَجْذُومِ فِرَارَكَ مِنَ الأسَدِ
أنت تنكر أن تكون لفظة الأسد هنا خاصة بالأسد الحيوان
وتزعم أن لها معنيين هما الحيوان و الرجل الشجاع و أن كلا
المعنيين صالح و مناسب لسياق الكلام؟؟
اسمح لي أن أقول لك أنك بعيد كل البعد عن فهم و فقه اللغة ..
الفرار هنا يدل على الحتمية أي حتمية الفرار فأي إنسان عندما يرى
الأسد الحيوان يكون رد فعله الطبيعي الفرار (ودعنا في هذا الصدد من العجائب
و الأساطير و من الأسود المروضة في السيرك مثلا)، نحن هنا نتحدث
عن الطبيعة البشرية العادية ..
أما ما زعمته من أنه يحتمل معنى آخرهو الرجل الشجاع
فركز معي رجاءً:
لو دخل رجل شجاع شديد الفتك للسوق يريد أن يشتري شيئا
فهل سينفضّ السوق و يتفرق الناس في كل اتجاه طلبا للنجاة منه
تاركين سلعهم و بضائعهم؟؟
طبعا ذلك لن يحدث لأن الرجل الشجاع إنسان مثلهم
ولا يعقل أن يفروا من إنسان مثلهم إلا في حالات معينة مثل القتال
أو في حالة كان الشجاع شاطرا قاطعا للطريق وهذا ما لا يتأتى له في السوق
أمام الجموع وإنما خارج العمران ..
و لنعكس الأمر ونسأل نفس السؤال: لو كان الذي دخل السوق
هو الأسد الحيوان فماذا سيحدث؟؟
طبعا بمجرد رؤيته سيترك الناس كل شيء وسيتفرقون أيادي سبا
طلبا للنجاة وستجد السوق في لمح البصر قد تحول إلى فوضى عارمة.
أخي أبا فهر أليس هذا برهانا على أن الأسد المقصود هو الحيوان؟؟
فقه اللغة يدل على ذلك ومن قال غيره فهو ليس خبيرا بالعربية وأساليبها.
ـ[أبو فهر]ــــــــ[24 - 07 - 2009, 04:09 م]ـ
ومن قال غيره فهو ليس خبيرا بالعربية وأساليبها.
يا سيدنا ألا تصبر إلا وتختم حجتك بمثل هذا؟؟!!
طيب!
أنا أقول غير هذا وأنا من الفقهاء بالعربية وبكلام النبوة ..
ومن تكلم هنا عن رجل يدخل السوق؟؟!
كلامنا عن رجل شديد الفتك يقصدك ليفتك بك
بس!
ونعم يفر الناس منه وهذا يقع وإذا وقع فرسول الله يطلب إليهم أن يفروا من المجذوم كفرارهم من رجل يفتك بهم فلا يقل فتك الرجل المقاتل عن فتك المجذوم حامل المرض القاتل!
ونعم يقابل الرجل الأسد ويثبت ..
ونعم يقابل الرجل الأسد ويفر ..
ونعم يقابل الرجل من يقصد للفتك به فيثبت ..
ونعم يقابل الرجل من يقصد الفتك به فيفر ..
فيا أيها الناس: المجذوم خطر قاتل فروا منه كما لو كنتم تفرون من أسد حيوان ومن أسد رجل يفتك ..
والخبير يجد لذلك نظائر كثيرة في تفسير الوحي ...
وصل اللهم وسلم على من استعاذ من كل أسد ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[24 - 07 - 2009, 05:01 م]ـ
العفو يا مولانا .. والحديث لا زال عن القرائن ولكن القرائن تعين المعنى أما والمعنى لا يجب تعيينه كما في ألفاظ: الماعون والصراط المستقيم ونحوها فهذا باب آخر .. ولكنه غبي عليك ربما لبعده عما تشتغل به من العلم .... والأطفال إلى ما ذكرتَ لسانهم غير لسان العرب قوم النبي فليسوا بحجة عليه وإنما الحجة في البرهان .. بارك الله فيك ونفع بك ...
بوركتَ ..
القياس إنما يكون على أصل ثبت بدليل .. فهل معك إسناد يبين لنا تفاصيل ما علمه آدم وكيفيته؟؟
ما هي الأسماء التي علمها؟؟
وهل هي الأسماء الحاضرة في زمانه أم أسماء كل شيء إلى يوم القيامة؟؟
وبأي لسان كان هذا التعليم؟؟
وهل علمه معنى معين للفظ أم أكثر وهل قال له هذا حقيقة وتلك مجازات؟؟
ومن قال أصلاً إن الأسماء هي الألفاظ؟؟
وإذا علمت تلك الصورة = فلسنا نبحث في تصرف آدم في الألفاظ .. وإنما نبحث في تصرف أهل لسان مخصوص مخالف للسان آدم فالعربية التي عليها قوم النبي مخالفة للعربية التي قبلهم بخمسمائة عام فضلاً عن مخالفتها للسان آدم أياً كان .. فما نسبة ما عُلمه آدم للسان العربي محل البحث؟؟
قلنا قس على الأسد فلقد علمه الأسماء كلها .. فماذا نفهم من كلها هنا، الأسد ليس بداخل في كلها.
واللسان الذي عُلم به آدم عليه السلام غير مهم من الناحية الدلالية. فالرفض من قبلك أنه لامجاز بجميع لغات الأرض. أما ماذا علمه فأنا أسألك أخي الكريم: هل علمه إسم ما وأحضر أمامه أسداً مثلاً ورجلاً. وقال هذين أسد .. أو هذين مطر ودموع .. أو هذين عين ماء وعين إنسان ........
ـ[الباز]ــــــــ[24 - 07 - 2009, 05:20 م]ـ
يا سيدنا ألا تصبر إلا وتختم حجتك بمثل هذا؟؟!!
طيب!
أنا أقول غير هذا وأنا من الفقهاء بالعربية وبكلام النبوة ..
ومن تكلم هنا عن رجل يدخل السوق؟؟!
كلامنا عن رجل شديد الفتك يقصدك ليفتك بك
بس!
ونعم يفر الناس منه وهذا يقع وإذا وقع فرسول الله يطلب إليهم أن يفروا من المجذوم كفرارهم من رجل يفتك بهم فلا يقل فتك الرجل المقاتل عن فتك المجذوم حامل المرض القاتل!
يا أخي الحبيب
ما دام الحديث عن السوق لم يعجبك
فمن تكلّم عن رجل شديد الفتك يقصدك ليفتك بك؟؟
(لو أخذنا بقولك فسيصبح التشبيه بلا معنى
و تصبح الفصاحة عيّاً)
هل الرجل الشجاع شديد الفتك مجنون أو مخبول حتى يصبح الفتكُ عنده عادةً لا تفارقه في ليل أو نهار؟؟
هل أصبحت شجاعته -التي أعطته حق تشبيهه بالأسد-
سببا لفرار الناس منه بمجرد رؤيته؟؟
يا أخي لو طاوعناك في فهمك الخاطئ للنص
لأصبحت شجاعة الرجل الشجاع شديد الفتك
وبالاً عليه حيث يصبح لازما عليه أن يألف البيد و الغابات
ويفارق الناس ويترك العيش في المدن و العمران ما دامت
مجرد رؤيته تعطي الحق للناس بالفرار
و عدم الاقتراب منه ..
بفهمك هذا سيصبح هذا الشجاع يتمنى من كل قلبه
أن تفارقه شجاعته التي جلبت عليه هذا الوبال الوخيم
بفرار الناس منه بمجرد رؤيته ..
--
ـ[أبو فهر]ــــــــ[24 - 07 - 2009, 07:05 م]ـ
ومن تكلم عن رجل يفر الناس منه بمجرد رؤيته؟؟؟
كلامنا عن رجل يفر منه من يقصد هو إلى الفتك به ..
وليس هذا معرة للرجل الفاتك بل هو يعد هذا من أدلة فتكه .. أن يفر منه من يقصد هو إلى الفتك به ..
بل لا يُفر منه إلا إذا قصد للفتك برجل معين أو جماعة معينة فيُفر منه ..
والكلام في: هل يقصد الرجل الفاتك لرجل ليفتك به فيفر منه هذا الرجل .. أيقع هذا؟؟
يقع بيقين ولا شك ..
إذاً ففر من المجذوم كما لو كنت ستفر من هذا الأسد ...
بس!
ـ[أبو فهر]ــــــــ[24 - 07 - 2009, 07:08 م]ـ
فأنا أسألك أخي الكريم: هل علمه إسم ما وأحضر أمامه أسداً مثلاً ورجلاً. وقال هذين أسد .. أو هذين مطر ودموع .. أو هذين عين ماء وعين إنسان ........
الأخ المكرم ..
هذا سؤالي لك .. هل عندك بينة توضح لنا كيف كان هذا التعليم وما هي صورته وهل كان الأسد والطائرة وجورج بوش من هذه الأسماء وهل علم لكل اسم معنى أصلي ومعاني مجازية أم علم معاني كل اسم ثم هو تصرف فيها وما هو الاسم أصلاً هل هو اللفظة أم هو المفردات الخارجية أم هو المعاني الكلية إلى باقي الأسئلة؟؟
ـ[الباز]ــــــــ[24 - 07 - 2009, 08:02 م]ـ
لا مبسش:)
يا أخي الكريم:
هل معنى لفظة الأسد إذا استخدناها مجازا هو الرجل الذي يفتك بالناس؟؟
لو كان كذلك لتحول هذا المجاز إلى ذم وهجاء وهو في حقيقته يستعمل على سبيل المدح
فمعنى لفظة الأسد إذا استخدناها مجازا هو الرجل الشجاع الجريء وليس الرجل
الذي لا شغل له سوى الفتك بالناس هكذا جزافا:)
ـ[أبو فهر]ــــــــ[24 - 07 - 2009, 09:20 م]ـ
ومن قال إن لفظة الأسد تُستخدم مجازاً؟؟
لا يوجد شيء اسمه المجاز أصلاً ...
ثم أنت أخطأت في معنى الفتك .. ولم نزعم نحن أنه لا شغل له سوى الفتك بالناس هكذا جزافاً!!
نحن نقول الرجل الذي يفتك أي: إذا قاتل رجلاً فإن يفتك به لا يزول عنه حتى يغلبه شرس المقاتلة ... ولا تقول العرب أسد لمجرد الشجاع الجريء بل تحت لفظ الأسد أوصاف زائدة عن مجرد لفظ الشجاعة والجرأة ..
أما متى يُقاتل ومن يُقاتل وهل يضع هذا في موضع حسن أم يضعه في موضع باطل فهذا بحث آخر .. وأنت تصف ريتشارد قلب الأسد بأنه شجاع جريء مع أنه وضع شجاعته في باطل ..
فلان رجل عرف عنه أنه أسد شرس المقاتلة لا يقاتل أحداً إلا لزمه = وقد قصدك ليُقاتلك فإذا كنتَ لتفر منه = ففر من المجذوم كفراراك منه ...
بس!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[25 - 07 - 2009, 12:33 ص]ـ
الأخ المكرم ..
هذا سؤالي لك .. هل عندك بينة توضح لنا كيف كان هذا التعليم وما هي صورته وهل كان الأسد والطائرة وجورج بوش من هذه الأسماء وهل علم لكل اسم معنى أصلي ومعاني مجازية أم علم معاني كل اسم ثم هو تصرف فيها وما هو الاسم أصلاً هل هو اللفظة أم هو المفردات الخارجية أم هو المعاني الكلية إلى باقي الأسئلة؟؟
يعني هل تقول أنه علمه من الأسماء مما لانعلمه نحن من أسماء. أنت خذ أي اسم فهل يعقل أن يحضر له أكثر من شيء لنفس الاسم ويعلمه. وبعدها هناك فرق بين الاسم والصفة.
ـ[أبو فهر]ــــــــ[25 - 07 - 2009, 01:27 ص]ـ
يا أستاذ أحمد هذه المسألة ليس فيها: (أقول) أو (يعقل) هذا خبر غيبي بحت لا يجوز للإنسان أن يقضي فيه بقضاء من غير برهان ..
فلا نحن نعلم هل تلك الأسماء هي ما كانت حاضرة مما يلزم آدم معرفته أم هي أسماء كل شيء إلى يوم الدين ..
وإذا كانت ليست أسماء كل شيء فأي برهان لنا في تحديد ما عُلم بالضبط ..
ولما علمه سبحانه اسم اليد = أي يد علمه: هل علمه يد الإنسان ويد النملة ويد الفيل ويد الله؟؟
فإذا كان: فما الذي يمنع أن يكون قد علمه الأسد الحيوان والأسد الرجل المقدام الفاتك؟؟
وإذا قلتَ بل علمه يد الإنسان فقط = قلنا ولم لم يعلمه باقي الأيدي؟؟
وإذا قلت بل علمه كل يد = قلنا وكذا علمه كل أسد
وإذا قلت بل علمه الأسد في الحيوان ثم عدى هو الأسد لغير الحيوان = قلنا وما الذي يجعل هذا بالذات هو ما حدث ولا يكون علمه الآساد كما علمه الأيدي؟؟
المقصد يا أستاذ أحمد: أن تعليم الله لآدم خبر مجمل ليس على تفاصيله برهان فهو لا يصلح حجة لي ولا لك ..
تنبيه: الاسم غير الصفة = هذا اصطلاح النحا ة وهو يحتاج لتحقيق موضعه في اللسان العربي=وهذا مبحث آخر ..
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[25 - 07 - 2009, 01:33 ص]ـ
يا أستاذ أحمد هذه المسألة ليس فيها: (أقول) أو (يعقل) هذا خبر غيبي بحت لا يجوز للإنسان أن يقضي فيه بقضاء من غير برهان ..
فلا نحن نعلم هل تلك الأسماء هي ما كانت حاضرة مما يلزم آدم معرفته أم هي أسماء كل شيء إلى يوم الدين ..
وإذا كانت ليست أسماء كل شيء فأي برهان لنا في تحديد ما عُلم بالضبط ..
ولما علمه سبحانه اسم اليد = أي يد علمه: هل علمه يد الإنسان ويد النملة ويد الفيل ويد الله؟؟
فإذا كان: فما الذي يمنع أن يكون قد علمه الأسد الحيوان والأسد الرجل المقدام الفاتك؟؟
وإذا قلتَ بل علمه يد الإنسان فقط = قلنا ولم لم يعلمه باقي الأيدي؟؟
وإذا قلت بل علمه كل يد = قلنا وكذا علمه كل أسد
وإذا قلت بل علمه الأسد في الحيوان ثم عدى هو الأسد لغير الحيوان = قلنا وما الذي يجعل هذا بالذات هو ما حدث ولا يكون علمه الآساد كما علمه الأيدي؟؟
المقصد يا أستاذ أحمد: أن تعليم الله لآدم خبر مجمل ليس على تفاصيله برهان فهو لا يصلح حجة لي ولا لك ..
تنبيه: الاسم غير الصفة = هذا اصطلاح النحا ة وهو يحتاج لتحقيق موضعه في اللسان العربي=وهذا مبحث آخر ..
لنقل علمه كل الأيادي لكن هل نفسها نفسها تكون يد حيوان ..
لابد أن علمه شيء من الأسماء المعروفة التي تصلح فيها الحياة.
ـ[الباز]ــــــــ[25 - 07 - 2009, 02:06 ص]ـ
ما دخل القتال أصلا في قول الرسول:=: فرَّ من المجذوم فرارك من الأسد؟؟
اللغة العربية لا تقبل ما أنت مصرٌّ عليه أخي الكريم!!!
فهل المجذوم يقاتل الناس؟؟ حتى تميل بالتشبيه و تحرّفه
إلى غير مغزاه .. !!!!! ;)
(لا أرى هذا إلا إصرارا منك على عدم الاعتراف وإصرارا
على عدم الرجوع عن رأيك مع خطئه) ..
ـ[أبو فهر]ــــــــ[25 - 07 - 2009, 03:06 ص]ـ
وهل رسول الله صلى الله عليه وسلم يُشبه قتال بقتال؟؟
رسول الله يُشبه فرار بفرار ...
ففرار الرجل من المجذوم مشبه في شدة نزوع الفطرة له بفرار الرجل من الأسد الحيوان ومن الأسد الرجل يريد يفتك به لن يُغادرك إلا مغلوباً مشدوخاً ...
وهنا: لا دخل لقتال وفتك الأسد الرجل ولا لنهمة الأسد الحيوان للافتراس .. هذان لا مدخل لهما في التشبيه هاهنا ..
الأسد الحيوان يُقبل عليك يطلبك وفي إصابته لك هلكة يُفر منها ..
والأسد الرجل الفاتك يقبل عليك وفي لإقباله ضرر يُفر منه ..
المجذوم يقبل وفي إقباله موتُ أو بلاء عظيم = ففر منه كفرارك منهما وإذا قعدتَ أو غلبك الأنس بأخيك فإنما ينتظرك ما كان ليصبك من كل أسد ففر فرارك من كل أسد ..
ـ[أبو فهر]ــــــــ[25 - 07 - 2009, 03:07 ص]ـ
أستاذ أحمد .. سامحني لم أفهم ..
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[25 - 07 - 2009, 11:41 ص]ـ
أستاذ أحمد .. سامحني لم أفهم ..
وإذا قلتَ بل علمه يد الإنسان فقط = قلنا ولم لم يعلمه باقي الأيدي؟؟
أنت قلت لم لم يعلمه كل الأيادي
وكلها على سبيل النظرية طبعاً، ولكن من المؤكد أن الله علمه الأسماء ..
ولو علمه باقي الأيادي فهل هي نفسها نفسها اليد المقصودة من كلمة يد سيُفهم منها كلمة يد المعروفة عند الجميع. عند التعلم والتعليم يكون بإحضار الصورة أمام المتعلم ليفهم الكلمة والاسم. فعند تعلمنا لكلمة أسد أو وجه ماذا نتعلم في البداية وماذا نفهم من كلمة وجه مثلاً ..
هل الوجه الذي نتزين به أم وجه المسألة مثلاً؟؟
لابد أخي الكريم من أن لكلمة الوجه معنى محدد، وقد نستعملها مجازاً للمسألة ولغيرها من الكلمات، ومثالي هذا هو عام وليس مخصوص بتعلم آدم عليه السلام للأسماء وإن كام يدخل من ضمنه.
ولاأعلم أخي الكريم من الأمثلة التي أوردتها أنا وباقي الأخوة هنا وكأنني أشعر أننا نحاول أن نثبت لك أن الشمس هي الشمس وأنت تطلب الدليل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر]ــــــــ[25 - 07 - 2009, 01:55 م]ـ
وكأنني أشعر أننا نحاول أن نثبت لك أن الشمس هي الشمس وأنت تطلب الدليل.
كذا إذا ناقشت أياً من عباقرة العقل الأوربي سيُشعرك وهو يشرح لك نظرية التطور أنه يحاول يثبت لك أن الشمس هي الشمس وأنت تطلب الدليل!!
وكذا كل من وجد ظاهرة ففسرها بتفسير فوقر التفسير في نفسه حتى باتت له قوة وجود ووقوع الظاهرة نفسها!!
وكل ذلك لم يكن!
وليس تفسير الظاهرة هو الظاهرة ...
وإذا أتينا لمسألتك قلنا: بل علمه كل يد وأراها له وعلمه كل أسد وأراه له هل معك ما يدفعُ ذلك من الحجة والبرهان ..
وما تُعلم وتتعلم أنتَ به اليوم لما سيطرت على الناس فكرة المجاز = ليس هو قطعاً ما تعلم به آدم بل هذا استدلال بمحل النزاع ..
وهذا كما ترى جواب على التنزل وإلا فلا نستجيز القضاء على الغيب بالزعم!
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[25 - 07 - 2009, 03:09 م]ـ
أبا فهر:
1. أما أن المجاز منكر وباطل، فهذا من زعمك وتألّيك الباطلين، وليس له من الحق نصيب إلا في مخيلتك وفي أوهامك، وما يصوره لك شيطانك من أن متابعة شيخ الإسلام ابن تيمية على خلاف الحق الصريح - في هذه المسألة- خير من معارضته، ولذلك فأنت تكتب وترواغ وتتهرب بلا دليل ولا أثارة من علم، ولو أنك تنصف من نفسك وتنصف شيخ الإسلام رحمه الله ما نزَّلتَ نفسك هذه المنزلة في جحد الضروريات.
2. أما زعمك أنه ما من سؤال إلا وقد أجبت عنه، فقد صدقت وكذبت في آن معاً. صدقت في أنك أجبتَ، وكذبتَ في أن جوابك متين محكم كما هي عادتك في الادعاءات والتأليات، والحق أن جوابك كان متهافتاً ساقطاً لا يُعتد بمثله إلا عند من لا يرى إلا رأيه، كما هو الشأن في كل إجاباتك، تجيب ولا تأبه لما يتوجه على مذهبك من اعتراضاتٍ قوية، لا ينبغي بمدعي العلم من أمثالك أن يهربوا منها.
3. فأنصف من نفسك، واعترف بأن المجاز واقع موجود في لهجات الخطاب العامي على الأقل، وهذا ما طالبناك به في بداية المناظرة اعتراضاً على أنكارك المجاز في اللهجات كلها، وقد ضربنا لك العديد من الأمثلة على وقوع المجاز في لهجاتنا العامية بما لا يجحده إلا مباهت.
ولا يزال مثال "الكمبيوتر" يطاردك ...
فأورد هناك ما تزعمه من ردك المتين المحكم حتى ينكشف للناس عوارك وتهافتك، وخطلك، وأنك لست على شيء، ولنحصر المسألة هاهنا.
أنت ادعيت دعوى عريضة بإنكار المجاز في اللغات واللهجات والألسنة جميعاً ...
فسألناك: هل تنكر المجاز في اللهجات العامية؟
فقلت: نعم أنكر ...
فجيناك بعشرات الأمثلة على المجاز في اللهجات العامية كان أولها مثال الكمبيوتر ...
فلم تأتنا حتى اللحظة بشيء يستحق النظر فيما تدعيه ...
وأغرقت المنتدى بمواضيع قديمة لك كأنك تريد أن تشتت الموضوع وتتهرب من الإلزامات الموجهة إليك!!
فأجبنا عن هذه أولاً، وأدعو بقية الإخوة إلى الوقوف عند هذه النقطة قبل أن نخوض معك في غيرها مما يبنى عليها ...
أخرج نفسك من مثال "الكمبيوتر" يا من تنفي المجاز في اللغات والألسنة والعاميات المحكية؟
فهل ستفعل أم أنك ستظل ترواغ وتدور هكذا دون جدوى؟؟
ولا زلنا بانتظار الجواب ...
ومثال الكمبيوتر واضح لا لبس في ولا رجم بالغيب ...
وهو اعتراض قوي يتوجه على مذهبك في إنكار المجاز في اللغات جميعاً ...
فإلى متى الهروب ...
فقريش جاءهم الرسول بالقرآن المعجز، وتحداهم إليه أن يأتوا بمثله، أو بعشر سور مثله، أو بسورة من مثله! فلم يحاولوا في ذلك سبيلاً، وبذلوا أموالهم ودماءهم في سبيل إبطال دعوة محمد صلى الله عليه وسلم، مع أن الأمر كان أيسر من ذلك بكثير لو أنهم استطاعوا أن يأتوا بمثله فيبطلوا نبوته صلى الله عليه وسلم دون أن يبذلوا في هذا ديناراً ولا درهماً ولا يريقوا قطرة دم واحدة!
إلا أنهم أبوا لما عرفوا من الحق وظلوا سادرين في غيهم ...
ونحن نقول لك: أجبنا على مثال الكمبيوتر، ووفر علينا وعلى نفسك الجهد والعناء وأنت الذي تنكر المجاز في اللغات جميعاً ...
إن كنتَ لا تريد جدالي، فهذا شأنك ...
لكن هات جواباً ترتضيه في مثال الكمبيوتر تقنع به أحداً في هذا المنتدى ...
إذا كان لديك جواب فهاته يا أبا فهر، فقد - والله- أثقلت علينا بفرارك وبطرك للحق ...
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[25 - 07 - 2009, 03:25 م]ـ
وإذا أتينا لمسألتك قلنا: بل علمه كل يد وأراها له وعلمه كل أسد وأراه له هل معك ما يدفعُ ذلك من الحجة والبرهان ..
هذا الكلام يستوجب الدليل ..
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[25 - 07 - 2009, 03:42 م]ـ
هناك أحد المشايِخ وكان مكفوف البصر، سأل طالبًا يَمْتَحِنُه، فقال له: هل تؤمن بالتَّشبيه؟ فقال له نعم: وما الدليل؟ قال الطالب: قوله تعالى
{ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضلّ سبيلا}
[سورة الإسراء]
فإذا لغى المجاز كان السائِل بِجَهَنَّم ..
وماذا نقول عن: {واسأل القرية التي كنا فيها .. } ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر]ــــــــ[25 - 07 - 2009, 04:21 م]ـ
هذا الكلام يستوجب الدليل ..
وهل نازعنا في هذا يا أستاذ أحمد؟؟!!
ولذا قلنا أن هذه الآية لا تصلح دليلاً لي ولا لك .. بل هو خبر مجمل لا يفصل نزاعاً .. وهي خارجة عن محل البحث لا تُفيد فيه ..
ـ[أبو فهر]ــــــــ[25 - 07 - 2009, 04:29 م]ـ
فإذا لغى المجاز كان السائِل بِجَهَنَّم ..
ليس صحيحاً ... ولسنا نحتاج لإثبات المجاز ولا شبهه والمسألة ظاهرة لا تحتاج لنظرية فاسدة لمعالجتها ..
والعمى في الآية ليس هو عمى البصر وعمى البصر ليس مراداً للمتكلم .. والعمى يُستعمل في عمى البصر وفي عمى القلب وغيره والمتكلم إنما استعمل العمى في أحد معانيه التي يصدق عليها اللفظ ... وليس هناك برهان أن العمى وضع لعمى البصر أولاً ثم نقل لغيره .. وهذا كلفظ النسيان وغيره كلها ألفاظ تستعمل في عدة معاني فيستعملها المتكلم مريداً بها دلالة معينة .. والزعم بأن واحداً منها أصل والباقي فرع يتجوز إليه عن هذا الأصل وتحديد هذا المعنى الأصلي بالذات = هو من الادعاء والتألي الذي لا دليل عليه ..
الخلاصة: من فهم من الآية عمى البصر فهو مقصر غفل عن فقه مراد المتكلم الذي استعمل اللفظ في أحد معانيه فضل الناظر عن مراد المتكلم لقلة صبره على فقه الكلام ..
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[25 - 07 - 2009, 04:35 م]ـ
لا تطل علينا فيما لا طائل من ورائه ...
هذه شبهات تنجلي، بمجرد إثبات أصل المجاز في الألسنة ...
فهل ستجيبنا عن مثال الكمبيوتر يا صاحبي؟!
هأنذا بانتظارك فلا تبطيء علينا ...
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[26 - 07 - 2009, 02:43 ص]ـ
نحن نعلم أنه لايوجد معنيين لكلمة في اللغة على الحقيقة ..
أتركنا من هذا .. هات لنا تفسير {واسأل القرية .. }
ـ[أبو فهر]ــــــــ[26 - 07 - 2009, 03:47 ص]ـ
بل تستعمل الكلمة في أكثر من معنى ..
بالمناسبة: على قوانين المجازيين: يوجد لكلمة معنيين في الحقيقة ... راجع كويس يا مولانا ...
ـ[أبو فهر]ــــــــ[26 - 07 - 2009, 04:15 ص]ـ
أما القرية في هذه الآية فهي مثل القرية في قوله سبحانه: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آَمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آَمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ}
وقوله: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}
وقوله: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}
وهي نفسها القرية في قوله صلى الله عليه وسلم: ((وأيما قرية عصت الله ورسوله , فإن خمسها لله ولرسوله , ثم هي لكم)).
وقوله: ((فقرب الله عز وجل منه القرية الصالحة , وباعد منه القرية الخبيثة , فألحقوه بأهل القرية الصالحة)).
وقوله: ((إن نملة قرصت نبياً من الأنبياء , فأمر بقرية النمل فأحرقت , فأوحى الله إليه , أفي أن قرصتك نملةٌ أهلكت أمة من الأمم تسبح))
وذكر القرية والقرى في القرآن والحديث كثيرٌ , وفي ذلك كفايةٌ , وتلك الآيات والأحاديث كلها تدل على أن القرية بلسان العرب هي جماعةٌ من الناس لا ينتقلون تنقل البدو , وأرضهم التي يقيمون عليها , ودورهم المجتمعة غير المفترقة الآخذ بعضها ببعض , فلفظ القرية بلسان العرب لا يدل على الدور والأرض وحدها , كما حسب أولئك النحاة , ولا يدل على جماعةٍ من الناس وحدها , ولكنه يدل على جماعة الناس وأرضهم ومساكنهم , وهم أهل قرار لا يتنقلون تنقل البدو , ومساكنهم مجتمعة لاصقة بعضها ببعض غير متفرقة , وأهل قرار: أهل اجتماه وإقامة , وقرَّ الماء في الحوض اجتمع فيه وأقام , وعن ابن الأعرابي قال: المقرَّة الحوض الكبير يجمع فيه الماء , فلفظ القرية كذلك يدل على الاجتماع والإقامة , وهم جماعةٌ مقيمون وأرضهم وديارهم , فالكلام عن القرية هو كلامٌ عن جماعة من الناس في أرضهم وديارهم , أو كلام عن تلك الأرض والديار وفيها أولئك القوم , وقد تكون القرية صغيرة , أو كبيرةً جامعة , وقد تكون مدينةً , وقيل: يقال للقرية مدينة إذا بني بها حصنٌ ,وقيل غير ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقول الله تعالى: ((واسأل القرية التي كنا فيها)) يقول بنو يعقوب لأبيهم: اسأل تلك الجماعة من الناس الذين كنا في أرضهم وديارهم , ومن كان من أهلها الذين ولدوا بها , ومن كان فيها من غيرهم , ممن قدمها للميرة مثلنا أو دخلها تاجراً , أو حلَّ بها ضيفاً , أو هاجر إليها , فكل من كان حاضراً في تلك القرية؛ ولو أرادوا أهل القرية = لكان الذين يشهدون لهم ويصدقوهم هم أهلها خاصة الذين ولدوا بها , وهم لم يريدوا ذلك , ولكن أرادوا أن كل من كان فيها يشهد لهم سواءٌ كان من أهل تلك القرية أو كان حاضراً بها من غيرهم.
فأولئك النحاة سيبويه وأبو عبيدة والأخفش والفراء , كانوا هم أول من زعم أن لفظ القرية يدل على الأرض والبنيان دون من فيها من الناس , وأن القرية لا تسأل , وأن أهل القرية هم كل من فيها من الناس , وأن قول الله تعالى: ((واسأل القرية)) فيه حذفٌ واختصارٌ , وأن تقديره: واسأل أهل القرية , وكل ذلك خطأٌ محدثٌ , وليست تلك الآية كما حسب أولئك النحاة , وأولئك النحاة وضعوا لفظ القرية غير موضعه , وكذلك وضعوا لفظ أهل القرية غير موضعه بلسان العرب , وليس لفظ القرية خاصة بالأرض والدور دون من فيها من الناس , ولا لفظ أهل القرية عاماً لكل من فيها من التاس , بل القرية جماعةٌ من الناس , أهل قرار ليسوا بدواً ينتقلون , وأرضهم التي يقيمون عليها ودورهم المجتمعة غير المفترقة الآخذ بعضها ببعضٍ , فكل ذلك القرية , الناس , والأرض , والدور وأهل القرية هم الذين ولدوا بها خاصة , وليس كل من فيها , وليس ((اسأل القرية)) بلسان العرب هو واسأل أهلها , ولكن اسأل أهلها , أي اسأل أولئك الذين ولدوا بها خاصَّة دون غيرهم ممن فيها , واسأل القرية أي: اسأل كل من حضر فيها من أهلها وغيرهم , وبنو يعقوب أرادوا من أبيهم أن يسأل تلك القرية , تلك الجماعة من الناس في تلك الأرض وتلك الدور , من شاء منهم , ولم يسألوه أن يسأل أهلها خاصة دون غيرهم ممن كان حاضراً بها , وما ينبغي أن يكون ذكر الأهل وحذفه في كلام الله تعالى , ولا في كلام العرب , سواء ولا فرق بينهما , فيكون ذلك اللفظ لغواً ذكره والسكوت عنه سواءٌ , وليس قول الله تعالى: ((كانت ظالمة)) , كقوله تعالى: ((إن أهلها كانوا ظالمين)) بل القرية الظالمة التي يكون فيها ظالمين سواءً كان ظلمهم فيها أو امتدَّ ظلمهم إلى غيرها , ولا حجَّة على أن تلك الآيات والأحاديث التي ذكر فيها قرية آمنت , وقرية عصت , وقريةٌ عتت , وقرية أخرجتك , وما يشبه ذلك , كلها فيها أهلٌ محذوف سكت عنه , وما يدل عليه لفظ القرية ولفظ أهل القرية ظاهرٌ بين في القرآن والحديث فلا حاجة إلى طلبه في أشعار العرب وأمثالهم.
والقرية ليست هي جماعة الرجال وحدهم , ولا هي الدور والبنيان وحدها , وهي كلهم جميعاً الناس والدور والبنيان؛ و القرية مثل الإنسان , فكما أن الإنسان هو جسده ونفسه جميعاً , فكذلك القرية هي الناس والبنيان جميعا , وهذا هو الصواب الذي تشهد به تلك الآيات والأحاديث التي ذكر فيها لفظ القرية.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[26 - 07 - 2009, 08:02 ص]ـ
يا أبا فهر:
1. شيئاً من الرجولة، ولتعترف بوقوع المجاز في اللهجات العامية.
2. شيئاً من الحياء، والاعتراف بالحق الذي هو فضيلة لا زلتَ متجرداً منها.
3. شيئاً من التقوى، ومن مخافة الله في الإقرار بخطأ دعواك العريضة في إبطال المجاز في اللغات والألسنة جميعاً.
4. ارجع إلى شيوخك الذين أخذت العلم عنهم، وقل لهم كيف الفكاك من مثال الكمبيوتر؟ أو ارجع إلى المنتديات التي نشأت فيها، وقل لهم كيف الخلاص؟
5. لا تكن ككفار قريش، هات المسألة من آخرها، ووفر على نفسك الوقت.
6. والله إني أعجب لتأليك ومزاعمك، مع أننا ألزمناك الحجة التي لا فكاك لك منها، إلا أنك تكابر، ولا تزال تروغ. والله إنك بارد يا مولانا!!
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[26 - 07 - 2009, 09:13 ص]ـ
معنى القرية معلوم أخي الكريم، ولكن هل يعقل أن يسأل كل أهل القرية فرداً فرداً.
ـ[أبو فهر]ــــــــ[26 - 07 - 2009, 11:57 ص]ـ
هم لم يطلبوا منه أن يسأل أهلها وإنما طلبوا منه أكبر من هذا وهو أن يسأل كل من فيها .. واحداً واحداً .. نعم طلبوا منه هذا توكيداً لصدقهم ..
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[26 - 07 - 2009, 01:43 م]ـ
هم لم يطلبوا منه أن يسأل أهلها وإنما طلبوا منه أكبر من هذا وهو أن يسأل كل من فيها .. واحداً واحداً .. نعم طلبوا منه هذا توكيداً لصدقهم ..
والأطفال والرضع والعير؟ أم أنهم ليسوا من أهل القرية.
(وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[26 - 07 - 2009, 01:50 م]ـ
هل يوجد المجاز في القرآن الكريم؟ سؤال وجه للشيخ ابن باز رحمه الله وكان جوابه في الأسفل."عن موقعه"
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد .. فالصواب أنه لا يوجد فيه مجاز الذي يعنيه أصحاب البلاغة والأدب، وهو أنه يجوز نفي الشيء عما أطلق عليه وإنما يجوز فيه توسع اللغة، فالمجاز مصدر جاز يجوز مجازاً، مثل قال يقول مقالاً، والمعنى أنه يجوز في اللغة أن تقول سألت قرية أو سألت العيد، أو تقول جناح الذل أو ما أشبه ذلك كما جاء في القرآن العظيم هذا من سعة اللغة وعدم تقيدها بألفاظ خاصة في مثل هذا، فالمقصود أنه من الجواز ضد المنع، ليس من الجواز الذي يراه أهل البيان والبلاغة أنه يصح نفيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر]ــــــــ[26 - 07 - 2009, 03:47 م]ـ
يا أستاذ أحمد ..
هل انتهيتَ من سؤال القرية وتسأل عن العير؟؟
أرجو التوضيح؛ لأجيبك
ـ[الباز]ــــــــ[26 - 07 - 2009, 05:54 م]ـ
أخي أبا فهر:
أنت تقول أن لفظ القرية في لغة العرب يطلق على البنيان وساكنيه؟؟
فماذا لو لم يكن فيه سكان ألا يطلق عليه لفظ القرية؟؟
ـ[أبو فهر]ــــــــ[26 - 07 - 2009, 08:27 م]ـ
لا. فالبنيان الخالي عن السكان بمرة = لا يُسمى قرية.
فالقرية لابد لها من ساكنين أحياء كانوا أم أمواتا ..
ـ[الباز]ــــــــ[26 - 07 - 2009, 09:02 م]ـ
لا. فالبنيان الخالي عن السكان بمرة = لا يُسمى قرية.
فالقرية لابد لها من ساكنين أحياء كانوا أم أمواتا ..
عرفتَ -بعد جهد- كيف تهربُ من آية أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ..
لكن كيف ستهرب من غيرها:
لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ
هذه الآية تكفيك لكني أزيدك:
وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا ..
وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ
..
ما ردك عن هذا؟؟
ـ[أبو فهر]ــــــــ[26 - 07 - 2009, 09:04 م]ـ
وعن ماذا أرد .. وتلك المواضع مؤتلفة مع قولنا؟؟؟
بين لنا ما أشكل عليك في هذه المواضع وأتولى الإجابة بعون الله وتوفيقه ...
ولا يوجد جهد فهذه الأبواب يسيرة بالنسبة لي جداً والإيراد العاشر الذي تظن أنك ستورده = جوابه أو جواب جنسه حاضر بحمد الله ومنه؛ فنحن ما تكلمنا حتى جمعنا الباب ونظرنا فيه نظراً تآلف فيه علينا والحمد لله ..
ـ[الباز]ــــــــ[26 - 07 - 2009, 09:14 م]ـ
لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ
ما هو معنى القرية هنا؟؟
هل هو كما تزعم البنيان و أهله؟؟
ـ[أبو فهر]ــــــــ[26 - 07 - 2009, 09:34 م]ـ
القرية: البنيان المجتمع والدور المتلاصقة فيها أهلها القارون فيها = فلا يُقاتلونكم إلا في تلك القرية وقد حصنوها ...
ـ[وليد]ــــــــ[26 - 07 - 2009, 10:04 م]ـ
أخي أبا فهر:
في الحديث الشريف (فر من المجذوم فرارك من الأسد) الحديث عام لكل الناس.
وأنا أسالك لو كان معنى الأسد الرجل الفاتك.
فإذا كان له زوجة أو ولد أو أخ أو أم أو أب هل سيفرون منه بمجرد رؤيته؟؟؟؟؟؟
بخلاف باقي الناس.
الإجابة لا.
فكلمة الأسد في الحديث الشريف تعني الحيوان ولا تعني أي معنى آخر.
ـ[الباز]ــــــــ[26 - 07 - 2009, 10:37 م]ـ
القرية: البنيان المجتمع والدور المتلاصقة فيها أهلها القارون فيها = فلا يُقاتلونكم إلا في تلك القرية وقد حصنوها ...
لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ
إذن يصير المعنى في نظرك:
أن هؤلاء القوم لا يقاتلونكم إلا في (بنيان مجتمع + أهله القارين فيه)
ويكون هذا المجموع محصنا:)
ما هذا العناد أخي أبا فهر؟؟
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[26 - 07 - 2009, 11:05 م]ـ
يا أستاذ أحمد ..
هل انتهيتَ من سؤال القرية وتسأل عن العير؟؟
أرجو التوضيح؛ لأجيبك
لو تدلنا كيف سيسألون العير!
ـ[الباز]ــــــــ[27 - 07 - 2009, 12:25 ص]ـ
لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ
إذن يصير المعنى في نظرك:
أن هؤلاء القوم لا يقاتلونكم إلا في (بنيان مجتمع + أهله القارين فيه)
ويكون هذا المجموع محصنا:)
ما هذا العناد أخي أبا فهر؟؟
وما قولك إذن في حديث رسول الله:=:
"سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اللقطة فقال:
<< ما كان في طريق مأتيٍّ أو في قرية عامرة فعرِّفْها سنةً فإن جاء صاحبها وإلا فلك، وما لم يكن في طريق مأتيٍّ ولا في قرية عامرة ففيه وفي الركاز الخمس>>."
لا تقل لي أن القرية غير العامرة فيها الأموات لأن تفسيرك هذا سيجعل من المقبرة قريةً (فهي الأخرى فيها البناء و فيها أهلها -الأموات-) ..
ـ[أبو فهر]ــــــــ[27 - 07 - 2009, 02:18 ص]ـ
بوركتَ ..
ليس فيما أوردتَه إشكال وإنما يدخلك الإشكال لعدم تصورك هذا الصنف من الدلالات مع أنك تتعامل معه في حياتك اليومية ... ولعلي أوضح لك هذه بعدُ ... فليس هناك عناد مني وإنما هي عدم تصور للدلالة منك .. ونعم القرية تُحصن ووراء حصونها عمرانها وسكانها .. لا أدري أي شيء غُبي عليك؟؟
والقرية العامرة هي ضد القرية القفر التي أخليت منها بعض نواحيها وضد القرية الموات التي مات أهلها .. وليست المقبرة قرية؛ وإنما المقبرة هي بعض نواحي القرية وليست المقبرة عمراناً؛ ليُقال لها قرية ...
ـ[أبو فهر]ــــــــ[27 - 07 - 2009, 02:25 ص]ـ
أستاذي أحمد سأجيبك ريثما أفرغ من مثال القرية ... نفع الله بمدارستكم المباركة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباز]ــــــــ[27 - 07 - 2009, 02:45 ص]ـ
سبحان الله ..
من أخبرك أن سكانها ماتوا؟؟
ليس بالضرورة أن تصبح غير عامرة لموت سكانها إذ يمكن أن يكونوا قد هجروها و بقيت خالية ومع ذلك يسميها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقرية في حين تنكر أنت ذلك أخي أبا فهر ..
-------
ثم لنعد لقوله تعالى:
وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ
لو أخذنا بتعريفك العتيد للقرية لأصبح معنى ما هو ملون بالأحمر في الآية كما يلي: مهلكو أهل (بنيان+أهله المقيمين فيه)
فهل يعقل مثل هذا السياق أخي الفاضل؟؟
--------
أما آية القرى المحصنة فهي أوضح من الشمس في رابعة النهار
لكنك تكابر .. لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ
ولو وافقناك في تفسيرك للقرية لصار المعنى:
هؤلاء الناس لا يقاتلونكم إلا في (عمران+أهل هذا العمران) محصنا ..
أي أنه يصير لدينا بتفسيرك قومان هم: المقاتلون المقصودون + أهل القرى
المحصنة
ـ[أبو فهر]ــــــــ[27 - 07 - 2009, 04:37 ص]ـ
هل يصح أن أعيد لك هنا ما كتبته لك هناك .. خروجك أصلاً وتكرارك للمحاورة هنا وهناك لا يليق بمثلك وأنت أخ فاضل .. فاختر مكاناً واثبت عليه حتى لا أكرر لك تكراراً يضيع الوقت ..
ولا أفهم مالذي يشكل عليك من الآية؟؟!!
الناس والمجتمعون القارون في مكان تجمعهم دورهم = قرية
هذا المجتمع = قرية
فيُحصنون القرية التي هي: الناس والدور ونحوه.
فالناس لا ينفصلون عن اسم القرية بل هم جزء من تكوينها ودلالتها .. كما أنك لو قلت: أسندتُ ظهري لمسند المقعد .. لا يقول لك عاقل: أنك تقول: ((أسندت ظهري لمسند المقعدة +المسند+الأرجل) فأجزاء المقعد لا تُفصل عنه فصل دلالة وإنما تفصل عنه فصل حكم ...
ما الصعب في هذا؟؟!!
وأكرر لك مثال المقعد الذي تراه خارجا ويراه أهل الدلالات من أوضح أمثلة الدلالات المركبة ولذا ذكروه في كتبهم ..
(المقعد) أليس هو اسم لمجموع (الظهر) و (القاعدة) و (الأرجل)
ومع ذلك: هل يُسمى واحد من هذه وحده: مقعد
اللهم لا ..
طيب إذا لم يُسم واحد من هذه وحده مقعد = ما معنى قولك: ظهرُ المقعد؟؟
هل المقعد في عبارة (ظهر المقعد) هو القاعدة والأرجل فقط؟؟
الجواب: لا
وإنما هو الظهر والقاعدة والأرجل .. أيضاً .. وإنما أنت تخص الظهر لتعطيه حكماً لا لتخرجه عن باقي المقعد بحيث يصدق اسم المقعد على القاعدة والأرجل فقط ...
وإذاً:
فليست القرية في قولك أصحاب القرية مثلاً: هي البنيان .. وإنما هي أيضاً البنيان وسكانه .. وإنما تخص الأصحاب بالذكر لتقرير الحكم لا لإخراجهم من اسم القرية وبقاء الاسم للبنيان فقط
ومثلها:
رأس الجسد
ـ[الباز]ــــــــ[27 - 07 - 2009, 05:15 م]ـ
من بدأ بالتكرار هنا و هناك هو أنت
و ما الضير في أن أرد عليك هنا و هناك
لا أرى في ذلك مشكلة
المشكلة الحقيقية هي أنك لا تجيب إطلاقا على الأسئلة بما يقنع وإنما تقتضب بضع كلمات سريعة مكررة تصرّ فيها على رأيك و مذهبك وتريد حمل الناس عليه لمجرد أنك صاحبه برغم غرابته و خطئه و خروجه عن كل ما تعارفت عليه العرب.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[27 - 07 - 2009, 06:10 م]ـ
أخي الباز، والأخ أحمد الغنام:
أصدقكم إذ أقول: إن المشكلة هي في عقلية هذا الرجل الذي يسمي نفسه أبا فهر، وفي تعنته ومكابرته التي انتهت به إلى جحد الضروريات، لا لشي إلا أنها تودي به وبمذهبه. وأنت تعلم يا أخي أن التعصب الأعمى يودي بصاحبه.
بدأ هذا الرجل بنشر مقال قديم له في نقد محاضرة للشيخ عبد المحسن العسكر حول المجاز، في أكثر من منتدى.
وعندما قلنا له: أتنكر أن المجاز موجود في اللهجات العامية.
قال: نعم، أنكر.
فجيناه بعشرات الأمثلة على المجازات في اللهجة العامية، لم يستطع فيها ألا أن يجيب جوابا ساقطاً متهافتاً يتبين من الناظر أن هذا الرجل ليس طالب حق، وإن ادعى ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلنا له: ما تقول، في مثال الكمبيوتر، الذي نستخدمه في الدلالة على الحاسب الآلي، ثم استعملته الناس لتدل به على الإنسان الذكي؟ ألسنا نلاحظ العلاقة بين المعنى الأول والمعنى الثاني، من حيث تشبيه الرجل الذكي في سعة عقله وقوة ذاكرته، وسرعة بديهته بالكمبيوتر؟ وأننا توسعنا في مدلول اللفظ بناء على وجود علاقة، وهذا المقصود بالمجاز عند مثبتيه؟
فماذا كان جواب هذا المتعنت الجاحد؟
انظر إلي ما قال في موضوع "نقد محاضرة الدكتور عبد المحسن العسكر حول المجاز" في جوابه على لفظ الكمبيوتر:
ثم نقول: إن الصواب الذي لا مدخل للتوهم والفساد فيه: أن يقال: ما كان من هذا الجنس من الألفاظ قد عُلم المعنى الأول الذي استعمل فيه ثم علم أنه استعمل في معاني أخر = أن يقال: هذا من قبيل النقل والتطور الدلالي فيقال: وضع هذا اللفظ والصواب أن يقال: (معنى هذا اللفظ في الطبقة الأولى التي تكلمت به) هو: كذا ..
ثم تم نقله ليدل على: كذا، وكذا ..
فتأمل هذا الجواب الساقط المتهافت كصاحبه، كل هذا حتى لا يقر بالمجاز، يريد أن يقول هذا اللفظ استعمل في الدلالة على الحاسب الآلي، ثم تم نقله ليدل على كذا وكذا ... ولم يعترف بوجود علاقة بين المعنيين فراراً من الإقرار بالمجاز، أو بوجود المجاز في اللهجات العامية، والذي كان قد أنكره.
وبقي هذا المتألي بعدها على إنكاره المجاز في اللهجات العامية، مع أن جحد هذا بعد بيانه على وجه لا يداخله الشك ليس إلا مكابرة وتعنتاً، وتعصباً أعمى.
والحق أن تسليم هذه المقدمة -أي التسليم بوجود مجاز في اللهجات العامية- والذي يتضمن الإقرار بوجود أصل المجاز، وأنه أمر طبيعي في كل لغة وكل لسان كما قال الدكتور العسكر
الذي يظهر - يا أخوة - أن هذا التقسيم - تقسيم الكلم إلى حقيقة ومجاز - ليس خاصا بالعربية - كما ذهب إلى ذلك جمع من العلماء -، بل هو أمر فطري تقتضيه طبيعة اللغات، وتفرضه قرائح المتكلمين؛ لأنه خروج بالكلام عن الأصل الذي اطرد به الاستعمال، وهذا موجود في كل لغة، ولا تختص به لغة دون لغة، ولا تختص به أمة دون أمة، ومن المعلوم بداهة أن هناك طرائق في التعبير، وأساليب مشتبهة بين البشر، وهذه الأساليب المشتركة إنما هي تتبع الخصائص الموجودة في النوع الإنساني، فطبعي بعد ذلك أن يكون في كل لغة حقيقة ومجاز.
والتعبير بـ (القمر) عن الطلعة البهية، وبـ (السبع) عن الرجل الشجاع، هذا لا تختص به هذه اللغة العربية، بل هو موجود في كل لغة، نعم هذه اللغة العربية تمتاز بوفرة مجازاتها وبوفرة أساليبها حتى اعترف بذلك المستشرقون الذين لهم اطلاع على لغات واسعة
أقول: إن تسليم هذه المقدمة يسهل عليه وعلينا المضي في إثبات المجاز في كلام العرب الأولين، لأننا إذا ثبت عندنا أصل المجاز، ووقوعه في اللغات من حيث هي لغات، فلن نجد ما يمنع من إمكان وقوعه في لسان العرب الأولين، وهذا ما يحاول أبو فهر أبعادنا عنه وإغراقنا في أبحاث لا جدوى من ورائها.
ولو أن عند هذا الرجل شيئاً من التقوى، وشيئاً من مخافة الله، وشيئاً من الإذعان للحق الذي هو حلية العلماء، أو المتوسمين باسم العلم، لأقر بهذه الحقيقة الواضحة الضرورية التي لا يسعه جحدها، فكيف وقد جحدها؟
وها هو ذا يستعرض نفسه في هذه الأمثلة، ويظن أنه على شيء، واقترح - في مشاركة سابقة له- أن يحصر الموضوع في لسان العرب القديم المحتج بعربيته!! هروباً من الإقرار بهذه الحقيقة التي تأتي عليه وعلى مذهبه.
لست أريد أن أقطع كلامكم مع هذا الدعي، ولكن أقول:
إن من شيمة العلماء الاعتراف بالخطأ، وكان الأصل في هذا الرجل أن يبادر إلى الاعتراف بالخطأ إذ بادر إلى القول بنفي المجاز في اللهجات العامية، فجيناه بما يدحض زعمه ويبطل مذهبه، فأبى أن يعترف وظل يلف ويدور في حلقة مفرغة.
هذا الدعي يا إخوة لا يريد أن يعترف بأصل المجاز، ويظن أنه ما زال يحارب المجاز، ولا يدري أن المجاز انتصر عليه، وعلى أمثاله من حيث إن طبيعة اللغات لا تأباه.
الخلاصة: أن الطريق المثلى في جدال هذا الرجل هي إلزامه بالاعتراف بوقوع المجاز في لهجات الخطاب عندنا، وهذا الأمر واضح وضوح الشمس، فإن أقر بهذا فقد أقر بوجود أصل المجاز، وبعد هذا يسهل علينا أن نمضي معه إلى إثبات المجاز في كلام العرب القديم.
وإن لم يعترف، فلا أرى خيراً في استمرار هذا الجدال معه، بل دعوه وشأنه ...
وجزاكما الله خيراً على تكبدكما العناء في إثبات أن الشمس طالعة، لمن يراها ولا يريد أن يعترف بذلك ...
ـ[أبو فهر]ــــــــ[27 - 07 - 2009, 11:05 م]ـ
أنا أكرر الحجة طلباً للمدارسة فأكرر الحجة لهذ ولذاك .. أما وجودك هنا وهناك فموجب لتكرار الحجة من قبلي لشخص واحد= وهذا يضيع الوقت وليس هو مسلك من يطلب الحق؛ إذ يرضيه سماع الحجة في موضع واحد ..
دمت موفقاً ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر]ــــــــ[27 - 07 - 2009, 11:06 م]ـ
جواب مفيد
أخي عدنان:
هل يُطلق لفظ القرية -عند الشيخ (أي ابن تيمية) - على الخالية من السكان؟؟
وهل يطلق على سكان في واحة هم فيها بدو رحل؟؟
أم إن دلالة القرية عند الشيخ تشمل السكان والدور جميعاً؟؟
الأخيرة هي مراده ولا شك وهو صريح عبارته في جعله القرية من جنس الإنسان والنفس ...
أما عبارته فهذا المكان دون السكان وعكسه فليس مراده أي سكان خارج دور مجتمعة وليس مراده دور ليس فيها ناس وإنما هو يذكر ما قلنا لك من فصل الأجزاء فصل حكم لا فصل دلالة ..
فأنا لا أنازعك أن من قال هدمتُ القرية يقصد أنه هدم البنيان هذا لم أنازعك فيه ..
وقولي واسأل القرية أي: واسأل من فيها من الناس جميعاً وليس: واسأل البنيان ..
ولكن هذا ليس استعمالاً للفظ القرية في الدلالة على البنيان وليس استعمالاً للفظ القرية في الدلالة على الناس = وإلا لزم جواز إطلاق لفظ القرية على سكان في واحة بدو رحل وهذا لا يقع وإلا للزم جواز إطلاق لفظ القرية على مجمع بنيان لا يوجد فيه أحد وهذا لا يقع ..
وراجع مثال المقعد: أنت تقول أن مقعدة المقعد لا تسمى وحدها مقعد ولكن أنت تجلس عليها وتقول جلست على المقعد
وأنت تقول إن ظهر المقعد لا يسمى مقعد ولكن أنت تقول أسندت ظهري للمقعد
فكذا: السكان لا يسمون وحدهم قرية ولكنك تقول واسأل القرية وتعني من فيها من الناس لأن لفظ القرية يتناول السكان والبنيان ..
وكذا: البنيان وحده لا يسمى قرية ولكنك تقول هدمتُ القرية وتعني بنيانها لأن لفظ القرية يتناول البنيان والسكان ..
وكذا: ظهر المقعد لا يسمى مقعد ولكنك تقول أسندت ظهري للمقعد وتعني ظهره لأن لفظ المقعد يتناول المقعدة والظهر والأرجل ..
فهل يقول فقيه: إنك ما دمت قلتَ أسندت ظهري للمقعد والحال أنك تقصد ظهره = أن ظهره يُطلق عليه اسم المقعد!!
والفرق بين مطلق دلالة اللفظ على معنى وبين دلالة اللفظ على معنى هو بعض مسماه =هو حرف المسألة لمن فقهها ..
ـ[الباز]ــــــــ[28 - 07 - 2009, 12:24 ص]ـ
الحجة؟؟؟!!!:)
فعلا أغرقتنا حججا سفسطائية لا تقنع أحدا ..
اتهامك لي بما تسميه وجودي هنا و هناك
هو كوجودك هنا و هناك ..
وأنا ما رددت عليك هناك إلا لما رأيت غيابك عن هنا ..
وحتى مع فرض صدق ما تتهمني به فمعي حق في ذلك
لأنك لم تقدم أية حجة لا هنا و لا هناك ..
ـ[أبو فهر]ــــــــ[28 - 07 - 2009, 02:52 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع بك ورزقك سعادة الدارين ووفقك للخير كله ...
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[28 - 07 - 2009, 07:24 ص]ـ
يا أستاذ أحمد ..
هل انتهيتَ من سؤال القرية وتسأل عن العير؟؟
أرجو التوضيح؛ لأجيبك
هل سيسأل الأطفال والرضع أيضاً باعتبارهم من أهل القرية لأنك قلت سيسأل أهل القرية فرداً فرداً.
كيف سيسأل العير
{إنا مهلكو أهل هذه القرية .. }
لم لم يقل إنا مهلكو هذه القرية وحسب دون ذكر أهلها.
ـ[أبو فهر]ــــــــ[28 - 07 - 2009, 04:37 م]ـ
هل سيسأل الأطفال والرضع أيضاً باعتبارهم من أهل القرية لأنك قلت سيسأل أهل القرية فرداً فرداً.
هم طلبوا إليه أن يسأل من في القرية تصديقاً لخبرهم ولو لم يسأل هو إلا بعضهم لم يؤثر هذا في دلالة ألفاظهم .. وإنما سؤالك الصحيح أن تسأل: هل هم طلبوا إليه أن يسأل من في القرية فرداً فرداً؟
والجواب: لا. بل الغرض سؤال من يحصل بجوابه التصديق ممن شهد الخبر ووعاه ويقدر على أداءه .. وهذا كقوله سبحانه: {إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم .. } ..
لم لم يقل إنا مهلكو هذه القرية وحسب دون ذكر أهلها.
هذا من تصرفات المتكلم بالكلام العربي في كلامه .. وهو سبحانه يقول هذا تارة ويقول هذا تارة وفي كل بيان يطلبه الفقيه .. وأنت تقولُ: ((أسندتُ رأسي للمقعد)) وتقول: ((أسندتُ رأسي لمسند المقعد)).
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[29 - 07 - 2009, 02:23 ص]ـ
هل يوجد المجاز في القرآن الكريم؟ سؤال وجه للشيخ ابن باز رحمه الله وكان جوابه في الأسفل."عن موقعه"
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد .. فالصواب أنه لا يوجد فيه مجاز الذي يعنيه أصحاب البلاغة والأدب، وهو أنه يجوز نفي الشيء عما أطلق عليه وإنما يجوز فيه توسع اللغة، فالمجاز مصدر جاز يجوز مجازاً، مثل قال يقول مقالاً، والمعنى أنه يجوز في اللغة أن تقول سألت قرية أو سألت العيد، أو تقول جناح الذل أو ما أشبه ذلك كما جاء في القرآن العظيم هذا من سعة اللغة وعدم تقيدها بألفاظ خاصة في مثل هذا، فالمقصود أنه من الجواز ضد المنع، ليس من الجواز الذي يراه أهل البيان والبلاغة أنه يصح نفيه.
مارأيك بنظرة الشيخ ابن باز للمجاز.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[29 - 07 - 2009, 02:26 ص]ـ
هم طلبوا إليه أن يسأل من في القرية تصديقاً لخبرهم ولو لم يسأل هو إلا بعضهم لم يؤثر هذا في دلالة ألفاظهم .. وإنما سؤالك الصحيح أن تسأل: هل هم طلبوا إليه أن يسأل من في القرية فرداً فرداً؟
والجواب: لا. بل الغرض سؤال من يحصل بجوابه التصديق ممن شهد الخبر ووعاه ويقدر على أداءه .. وهذا كقوله سبحانه: {إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم .. } ..
هذا من تصرفات المتكلم بالكلام العربي في كلامه .. وهو سبحانه يقول هذا تارة ويقول هذا تارة وفي كل بيان يطلبه الفقيه .. وأنت تقولُ: ((أسندتُ رأسي للمقعد)) وتقول: ((أسندتُ رأسي لمسند المقعد)).
كلام الخالق لايشبه كلام المخلوق
وهلا ذكرت لي سؤال العير أيضاً كيف يكون وقد فصلهم عن سؤال أهل القرية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر]ــــــــ[29 - 07 - 2009, 03:42 ص]ـ
كلام الخالق لايشبه كلام المخلوق
ليس صواباً ..
بل بينهما شبه، وإلا لما قامت به الحجة على العرب ..
وإنما الصواب أن لا تماثل بينهما ..
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[29 - 07 - 2009, 09:30 ص]ـ
ليس صواباً ..
بل بينهما شبه، وإلا لما قامت به الحجة على العرب ..
وإنما الصواب أن لا تماثل بينهما ..
المقصود بالشبه المثل أخي الكريم ولاأظنك فهمتها على غير ذلك. فاللغة واسعة!
بانتظار بقية الأجوبة
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[29 - 07 - 2009, 11:04 ص]ـ
لا تأسفنَ على غدرِ الزمان لطالما**رقصت على جثث الأسود كلاب
ـ[أبو فهر]ــــــــ[30 - 07 - 2009, 10:13 م]ـ
الأستاذ الفاضل أحمد ..
المماثلة في لسان العرب هي تمام المشابهة من كل وجه ..
أما المشابهة فلا تكون كذلك ..
وأخوك بدأ اليوم رحلة علمية لمدة أسبوع وستُعلق جميع موضوعاتي -إلا في الضرورة- حتى أعود بإذن الله ..
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[31 - 07 - 2009, 05:32 ص]ـ
حسنا فلا مجاز
اتفقنا
فما معنى قوله تعالى (واسأل القرية)؟
وكيف انتقل معنى القرية للدلالة على البشر.؟
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[31 - 07 - 2009, 10:07 ص]ـ
حسنا فلا مجاز
اتفقنا
فما معنى قوله تعالى (واسأل القرية)؟
وكيف انتقل معنى القرية للدلالة على البشر.؟
بل كيف انتقل معنى العير للبشر أيضاً وفي نفس الآية هذا الكلام المعاد والمكرر لايصدر عن بشر ناهيك عن منزل الكتاب المعجز الله جل جلاله. فيصير المعنى إسأل البشر واسأل البشر.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[21 - 08 - 2009, 12:27 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فقد كان في نفسي كلام على هذه الشبهة التي أوردها أبو فهر، أرجأت إيراده عليه لأمرين:
1. أن الأمر بيني وبين أبي فهر كان في إثبات أصل المجاز، ولما صار هو إلى إنكار المجاز في كل اللغات والألسنة، وأنكر المجاز في اللهجات العامية، ألزمناه بأن أوردنا عليه أمثلة كثيرة للمجاز في لهجات الخطاب، كان أبرزها مثال "الكمبيوتر"، إلا أنه لم يسلم لنا هذا مع أن التسليم به من الضروريات عند العقلاء، ولا ينكل عنه إلا جاحد مباهت. فلما أورد هذه الشبهة، هروباً من الإلزام، طلبتُ إليه أن يسلم أولاً ويقر بوجود المجاز في لهجات الخطاب حتى نمضي به إلى إثباته في كلام العرب الأولين، فلم يجب، ولم يلتفت إلى كلامي متذرعاً بأني أسأتُ إليه.
2. رأيت بعض الإخوة قد حاوره، وجرى بينهم من الكلام ما جرى، فقلتُ: أبقي جوابي إلى أن يفرغَ الإخوة من جداله، ثم أذكر جوابي سائلاً الله سبحانه وتعالى أن ينفع به.
أما الجواب على سؤال أبي فهر، سؤال المسابقة:
السادة مثبتة المجاز .. من الغني عن البيان أن لفظ أسد هو عندكم حقيقة في الأسد الحيوان مجاز في غيره .. وأن لفظ الأسد يكون حقيقة في الحيوان إن جاء خلواً من القرينة اللفظية ..
وإنا نطالب سعادتكم بأن تأتونا بشواهد من كلام العرب ذكروا فيها الأسد يريدون به الحيوان وكان كلامهم عارياً عن القرينة اللفظية الدالة على إرادتهم للأسد الذي هو الحيوان ...
يا سادة أنتم تتكلمون عن العرب وعربية العرب وأن كلام العرب تأتي فيه لفظة الأسد عارية عن القرينة اللفظية وحينها يُراد به الأسد الذي هو الحيوان ..
ونحن نطلب منكم أمثلة لهذا من كلام من يُحتج بعربيته ...
فالحق أن سؤاله هذا مغلوط، لا يتجه علينا، ومما لا يلزم مثبتتةَ المجاز منه شيء!
بيان ذلك: أنا نسلم له أن الأسد عندنا هو حقيقة في الحيوان المفترس مجاز في غيره كالرجل الشجاع. وأن الأسد يكون حقيقة في الحيوان إذا جاء خلواً عن القرينة لفظية كانت أم غير لفظية.
وحجة منكرة المجاز هنا أنهم يقولون: إن لفظ "أسد" له في لسان العرب أكثر من معنى، ولا يحكمون بأن أحد هذه المعاني هو المقصود إلا بالسياق الذي ورد فيه، فهم لا يقولون بأن الأسد حقيقة في الحيوان المفترس، مجاز في غيره، بل يقولون إن هذا اللفظ ورد في كلام العرب لأكثر من معنى، والسياق هو الذي يحدد المعنى المقصود، أي أنه لا يوجد لفظ خال عن القرينة.
ثم يقولون: إذا كان ما تدعونه من الحقيقة والمجاز في لفظ الأسد صحيحاً، فهاتوا لنا من كلام العرب أنهم ذكروا الأسد يريدون به الحيوان، وأن كلامهم كان عارياً عن القرائن اللفظية الدالة على إرادتهم للحيوان!
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا أيها الإخوة من المغالطات التي لم يفطن إليها صاحب السؤال، فمهما جئتموه بأمثلة وشواهد، ومهما بحثتم ونقبتم وأفضتم في ذكر الشواهد، فسيقول لكم في نهاية المطاف: إن لفظ الأسد في هذا السياق جاء ما يدل على أن المقصود به الحيوان المفترس، وجاء في سياق آخر ما يدل على أن المقصود به غير الحيوان المفترس، أي: أن السياق هو الذي يحدد المعنى المقصود بلفظ "الأسد"، ولا داعي للقول بالحقيقة والمجاز من أصله، بل إن المجاز نظرية باطلة في أصلها، ولا تصلح لتفسير كلام المتكلم.
والوجه في إلزامه أن يقال له: إن كون السياق يحدد المعنى المقصود باللفظ لا يعني بطلان القول بالمجاز، ولبيان ذلك نقول: دعنا من كلام العرب الأولين الآن، ولننظر في الكلام الذي نتكلم به، هل يصح لك اعتراضك هذا؟
لفظ "الكمبيوتر" مما لا شك فيه عند القاصي والداني أنه وضع للدلالة على الحاسب الآلي. فإذا ورد في كلام الناس حملناه على هذا المعنى باتفاق. فإذا قال القائل: رأيتُ كمبيوتراً لا مثيل له. حملنا هذا على الحاسب الآلي.
أما إن قلنا في فلان: هو كمبيوتر، في الدلالة على فطنته وذكائه، كان هذا قرينة على أن المراد بلفظ "كمبيوتر" هو غير ما وضع له، وغير ما تعارفه الناس وعهدوه، وأنه استعير في الدلالة على ذكاء الرجل وسرعة خاطره على وجه المشابهة.
فلا بد هنا من سياق يكون فيه اللفظ، والسياق يحدد المعنى المقصود باللفظ حقيقة كان أم مجازاً.
وعليه فإذا طالبنا منكر المجاز بشاهد من كلام العامة نذكر فيه لفظ الكمبيوتر نريد فيه الحاسب الآلي، ويكون كلامنا عارياً عن القرينة اللفظية، عرفنا أنه مغالط، وحكمنا بجهله:
1. لأننا نعلم أن لفظ "الكمبيوتر" موضوع للدلالة على الحاسب الآلي، وإذا استعمل في غير هذا المعنى فلا بد من قرينة صارفة عن المعنى الأول، وعلامة معرفة بالمعنى الثاني.
2. أنه لا يوجد كلام مفهم إلا بمسند ومسند إليه، ومعلوم أن هذه الألفاظ المفردة لم توضع لتفيد معانيها في أنفسها، بل إنما ليضم بعضها إلى بعض إسناداً وتقييداً وإضافةً، وإلا لما كان بنا حاجة إلى الألفاظ المفردة. فلفظ "باب" ولفظ "دار" ولفظ "افتح" إنما وضعت ليضم بعضها إلى بعض في النطق إسناداً وتقييداً وإضافة، كأن تقول: افتح باب الدار.
وعليه فليست تُتَصوَّرُ هذا المفردات مبعثرة لا جامع لها، وإلا لم تكن بنا إليها حاجة. فأنت تضم هذه المفردات بعضها إلى بعض لتفيد السامع معنى جديداً، لا لتعرفه بمعاني هذه المفردات. هذا أمر نسلم به كما تسلمون، ونسلم أن السياق الذي يرد فيه اللفظ يحدد المعنى المقصود في أغلب الأحوال، إلا أنه ليس معنى هذا بطلان القول بالمجاز. بل لا بد للفظ من جملة يكون فيها سواء كان على معناه الحقيقي أم المجازي، وإلا لم يكن كلاماً.
3. وعليه فإن المقصود بالقرينة الصارفة عن المعنى الأول إنما هو بحسب مجاري العادات، وأعراف الناس، أي أنك إذا قلت: رأيت كمبيوتراً لا مثيل له، قلنا: إما أنك أردت الحاسب الآلي، وإما أنك أردت رجلاً ذكياً، ولما كان استعمال الناس للفظ "كمبيوتر" في الحاسب الآلي أعم وأغلب، ولم يكن في هذا الكلام من القرائن ما يصرفه عن هذا المعنى إلى غيره، فإننا نحكم بأن المقصود الحاسب الآلي. ولا يقال في الاعتراض علينا: بل أنتم استعجلتم في حمل كلام المتكلم على هذا المعنى مع أن المعنى الثاني محتمل.
لا يقال ذلك، لأن المعنى الثاني وإن كان محتملاً، إلا أن الأول أولى وأغلب، فنحمل كلام المتكلم عليه بحسب مجاري العادات، ومعهود الناس في الألفاظ ومعانيها.
المقصود إذن أن اللفظ يكون له في معهود الناس معنى معين، ولا بد لصرفه عن هذا المعنى المعهود من قرينة صارفة. أما أنه لا بد للفظ من سياق يكون فيه فهذا مما نثبته ولا ننازع فيه، وفرق ما بين السياق والقرينة واضح لا لبس فيه، وإنما اختلط الأمر على منكرة المجاز من حيث إنها لم تتميز عندهم.
والخلاصة أن أبا فهر في شبهتِه هذه يحتج لإبطال المجاز بأنه لا بد للفظ من سياق يكون فيه، وهذا السياق يعين المعنى المقصود باللفظ، وقد بينا في الرد عليه أنه لا بد للفظ من سياق حتى يكون كلاماً مفهماً، وكون السياق يعين المعنى المقصود لا يعني بطلان المجاز.
وبعبارة أخرى: كما أنه لا يجوز أن يطالبنا بمثال أو شاهد من كلام العامة ذكروا فيها الكمبيوتر يريدون به الحاسب الآلي، وكان كلامهم عارياً عن القرينة اللفظية الدالة على إرادتهم للحاسب الآلي، فكذلك لا يجوز له أن يطالبنا بشيء من ذلك في كلام العرب، لأن كون اللفظ لا بد له من سياق يكون فيه حتى يكون مفهماً شيء، وكونه حقيقة في هذا المعنى مجازاً في غيره شيء آخر. وكون السياق يحدد المعنى المقصود باللفظ لا يعني بطلان نظرية المجاز. وإذا وضح الفرق بين المقصود بالقرينة والسياق انجلى الإشكال.
ولذلك فليس ما أورده أبو فهر مما يتجه على مثبتة المجاز في شيء. بل إنه عند التحقيق ليس إلا مغالطة من جملة مغالطات كثيرة تجدها مبثوثة في كلام أبي فهر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الرشيدي]ــــــــ[21 - 08 - 2009, 03:26 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد سرني ما قرأته هنا، وأفدته منه، فجزى الله كل من سطر حرفا عني خيرا، وأما فيما طلبه الأخ الكريم، فجوابه ميسور - إن شاء الله - متى ما أفهمني على أي شيء تدل هذه الكلمة التالية:
(أسد).
والسلام
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[21 - 08 - 2009, 03:38 م]ـ
هناك العديد من الأسماء التي تدل على شيء بعينه وقد نستعملها لغير ماهي له
كأن نقول العنكبوت أو البعوضة أو الكلب تحمل عليه أسفاراً له صفة يعرف فيها وقد ذكر في القرآن العديد من هذه الأشياء فإذا ماصرفناها إلى الإنسان فلابد هنا من إعمال المجاز لفهمها على الوجه الصحيح.
فلف قلنا الرجل العنكبوت مثلاً ماذا نفهم من هذه اللفظة.
والجدار يريد أن ينقض فهل للجدار إرادة.
وعندنا مثل عامي نقوله في بلاد الشام " مثل البعوضة لاتنام ولا تدع أحداً ينام" إشارة إلى مضايقة البعوضة للناس.
أعود لأقول أن من ينكر المجاز فماذا يستفيد من الناحية العقدية.
وهذا ابن باز رحمه الله يقر به هنا بعد إنكار ولكن بتعريف المجاز تعريفاً يراه.
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[22 - 08 - 2009, 03:41 م]ـ
أستاذي الفاضل
كل كلام يحتاج إلى قرينة سواء كان حقيقة أو مجازا
إلا أن نوع القرينة مختلف في كل
فالقرينة الدالة على المجاز قرينة مُعيّنة للمجاز نافية للحقيقة وهو مايطلق عليه القرينة المانعة
أمّا القرينة في الحقيقة فهي قرينة مُعينَة
ـ[الحسام]ــــــــ[22 - 09 - 2009, 05:51 م]ـ
لك ما طلبت خذ مثلا قول عنترة العبسي:
وَمِن عَجَبي أَصيدُ الأُسدَ قَهراً وَأَفتَرِسُ الضَواري كَالهَوامِ
فهنا يبين الشاعر عن بطولته وعن قوته بأنه يصيد الأسد وهي جمع لكلمة الأسد قهرا.
وقول الآخر:
ضِعافُ الأُسدِ أَكثرُها زَئيراً وَأَصرَمُها اللَواتي لا تَزيرُ
وقول عبد الله الحرشي:
إنَّ المنايا لفيروز لَمُعرِضَةٌ يغتالُهُ البحرُ أو يغتالُهُ الأَسَدُ
فالأسد هنا حقيقة يراد به الحيوان المعروف لا شيء آخر.
ومن ذكرتهم في كلامي هم من الذين يحتج بعربيتهم من أكلة الشيح والقيصوم.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[23 - 09 - 2009, 06:08 م]ـ
الأخ الكريم الحسام ...
حجة نفاة المجاز هنا أنهم يقولون: السياق هنا حدد المعنى وعينه، أي أننا فهمنا المعنى المقصود بلفظ الأسد من خلال السياق الذي وردت فيه لفظة الأسد، وأبو فهر وأمثاله سيردون عليك كما رد سابقاً على الإخوين الباز والغنام في هذا الجدل الطويل "بأن سياق الكلام هنا بيَّن أن المقصود بلفظ الأسد هو الحيوان المفترس".
وقد بيَّنتُ في ردي الأخير عليه أنه لا بد لأي لفظ من الألفاظ أن ينتظم في سياق كلام حتى يكون كلاماً مفهماً، ولا يعني هذا بطلان المجاز.
على سبيل المثال: لا تجد أحداً من العقلاء يذكر لفظ "أسد" هكذا دون أن تكون في سياق ما، وإلا لم تكن كلاماً مفهماً، كأن تقول: رأيت أسداً ضخماً، أو تقول: هذا الرجل كأنما هو الأسد.
هذا أمر لا ننازع فيه، ولكن ليس معنى هذا بطلان القول بالمجاز.
واحتجاجه بأن السياق يحدد المعنى للفظ "أسد" على إبطال المجاز فيه مغالطة مكشوفة، وما أكثر مغالطات منكري المجاز!
ـ[الحسام]ــــــــ[24 - 09 - 2009, 02:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين
وما دام السياق يحدد المراد فإن السياق يحدد أن هذه اللفظة خرجت من الحقيقة إلى المجاز أو أن هذه اللفظة باقية على حقيقتها.
والألفاظ المفردة كما قال شيخ البلاغيين عبد القاهر الجرجاني ـ ليس لنا معها شغل وليست منا بسبيل، فعملنا مع التراكيب وليس مع الكلمات المسطورة في بطون المعاجم
غاية الأمر أن هناك حيوان مفترس يوسم بالشجاعة أطلقوا عليه أسدا، ثم بعد ذلك يستعيرون هذا اللفظ للشجاع من بني البشر فيكون الاستخدام حينئذ مجازا.
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
ـ[معالي]ــــــــ[24 - 09 - 2009, 03:54 ص]ـ
نقاش رائع بحق!
أمضيتُ هنا وقتا جميلا!
أشكركم، وأتمنى أن أقع على مثل هذه الموضوعات التي ترتقي بالفكر.
ـ[أبو فهر]ــــــــ[25 - 09 - 2009, 03:21 م]ـ
غاية الأمر أن هناك حيوان مفترس يوسم بالشجاعة أطلقوا عليه أسدا، ثم بعد ذلك يستعيرون هذا اللفظ للشجاع من بني البشر فيكون الاستخدام حينئذ مجازا.
لا دليل على ذلك ..
ولو قيل العكس لما كان بعيداً ...
والقرينة تأتي مع هذا ومع هذا مما يمنع كون أحدهما أصلاً ..
ولو قيل بقول ثالث: إن الأسد هو معنى كلي ذهني لكل فاتك لما كان بعيداً ... ونظائره في الدلالات كثير ..
وإنما يدخل الخلل: من بناءكم على النظرية الوثنية اليونانية من أن الألفاظ وضعت بإزاء الحسيات أولاً ...
وما المدعي بأن الوضع الأول كان للحيوان المفترس: إلا أجنبي عن اللسان الأول ليس معه بينة بمراد أهل ذلك اللسان فادعى دعوى وصدقها ..
وهو مثل دعوى الآخر: أنهم أطلقوا الحمار على الرجل البليد .. وهو كذب على العرب من قوم كانوا أجانب عن اللسان الأول فاستخفوا الدعوى واستثقلوا محنة طلب الصدق ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحسام]ــــــــ[25 - 09 - 2009, 05:56 م]ـ
إذا كانت الألفاظ وضعت بإزاء الحسيات أولاً نظرية وثنية يونانية؟ فهل هناك نظرية دينية عربية تخبرنا بها كيف وضعت الألفاظ؟ هذه واحدة.
وهل يصح في لفظ الأسد أن نقول عنه إنه معنى كلي ذهني، وما سلفك في هذا؟ وعلى أي أساس بنيت قولك، وهل يصح أن نقول على أي لفظ إنه معنى كلي ذهني؟ ثم ما ضوابط المعنى الذي يقال عنه إنه كلي ذهني، ثم القرينة نريد أن نحرر معنى القرينة وأي سياق تحتاجه القرينة وأي سياق يأتي من غير القرينة، ونريد أن نفرق بين القرينة التي تعين العقل على تعيين المراد، وبين تعيين العقل للمراد دون حاجة إلى قرينة؟ وما أقسام القرينة وما الفرق بين السياق والقرينة؟ كل هذه إشكاليات في محل النزاع يجب أن تحرر حتى لا يتكلم تتضح القضية.
وشكرا لك والسلام عليك ورحمة الله وبركاته
ـ[ضاد]ــــــــ[25 - 09 - 2009, 06:05 م]ـ
السياق غير ضروري في استنباط مجاز قول ما, فالمعارف الكلية واللغوية عند السامع قادرة على استنتاج مجازية جمل مثل:
استقبل الأسد اليوم رسل الملك.
أو
افترس الأسد خصومه وأعداءه المعارضين.
أو
ذهب أسدا ورجع أرنبا.
وغيرها من الجمل دون سياق ضروري لفهمها.
وأرى أن علكة المجاز مضغت أكثر مما تستحق, وثمة مجالات في اللغة أفيد للعربية وأنفع منه.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[26 - 09 - 2009, 09:12 م]ـ
لا دليل على ذلك ..
بل دليله أن المجاز أمر من طبيعة اللغات والألسنة، وهي لا تأباه، وقد ذكرنا من كلام الدكتور العسكر ما يفيد هذا.
ولو قيل العكس لما كان بعيداً ...
وهذا مما لا يحتج به على مثبتة المجاز، فإن التنازع يجري أحياناً في اللفظ أي المعنيين أولى بأن يكون حقيقة فيه والآخر مجازاً، وليس هذا بقادح في أصل المجاز ولا ثبوته.
والقرينة تأتي مع هذا ومع هذا مما يمنع كون أحدهما أصلاً ..
لا بد للفظ من سياق يكون فيه حتى يكون كلاماً مفهماً ...
وهذا لا يعني بطلان القول بالمجاز.
إذا قلتَ: رأيت أسداً ...
فماذا تفهم من هذا الكلام؟
ألا يغلب على ظنك أنه الحيوان المفترس؟
وإذا قلت: رأيت كمبيوتراً لا مثيل له؟
فماذا تفهم من هذا؟
ألا يغلب على ظنك أنه الحاسب الآلي ...
ولو قيل بقول ثالث: إن الأسد هو معنى كلي ذهني لكل فاتك لما كان بعيداً ... ونظائره في الدلالات كثير ..
وكل هذا لا يقدح في أصل المجاز ...
وإنما يدخل الخلل: من بناءكم على النظرية الوثنية اليونانية من أن الألفاظ وضعت بإزاء الحسيات أولاً ...
لا يضيرنا موافقة اليونان الوثنيين فيما ذهبوا إليه من الحق، فلسنا ننكر الحق ترفعاً عن خسة الشركاء ...
وإنما النكير على من يأبى الحق ويضيق به ذرعاً ...
وما المدعي بأن الوضع الأول كان للحيوان المفترس: إلا أجنبي عن اللسان الأول ليس معه بينة بمراد أهل ذلك اللسان فادعى دعوى وصدقها ..
لا زلت أطالبك بجواب على مثال "الكمبيوتر" حتى تتبين أولاً وجود المجاز من حيث هو في اللغات والألسنة، ثم يسهل علينا بعد ذلك أن نتصوره في كل لغة، وأن نحكم بوجود مثله في اللغات والألسنة بغض النظر عن الوضع الأول ...
وهو مثل دعوى الآخر: أنهم أطلقوا الحمار على الرجل البليد .. وهو كذب على العرب من قوم كانوا أجانب عن اللسان الأول فاستخفوا الدعوى واستثقلوا محنة طلب الصدق ..
لعل هذا المعنى مأخوذ من قوله تعالى (كمثل الحمار يحمل أسفاراً) في عدم الانتفاع بالعلم ...
ثم قيل في كل من لا ينتفع بعلمه ...
ثم قيلت في البليد ...
ومع ذلك: فليس هذا بقادح في أصل المجاز، فلنكن نحن الذين أطلقناها بإزاء الرجل البليد، وهذا مبني على تشبيه الرجل الذي لا ينتفع بعلم بالحمار استئناساً بالآية الكريمة ...
والحمد لله أننا نحن مثبتتة المجاز نجدد في اللغة ونأتي بما يروق ويعجب، فنسعد به ونتمتع بجماله!!!
وليس هذا بغريب على مثبتته ...
وإنما الغريب أن يدعي هذا منكروه ...
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[26 - 09 - 2009, 09:18 م]ـ
لنا أن نسأل منكرة المجاز:
إذا قيل لك: رأيت أسداً ...
فماذا تفهم من ذلك؟
قد نعذرك إن قلت: أتوقف، فلعل المقصود الحيوان المفترس أو الرجل الشجاع.
ولكن إن قيل لك: رأيت أسداً حاملاً سيفاً؟
فهل تتوقف في تعيين مراد المتكلم؟
هل لك أن تجيب عن هذين السؤالين يا أبا فهر؟!
ـ[أبو فهر]ــــــــ[27 - 09 - 2009, 12:49 ص]ـ
أولئك الفلاسفة يزعمون أن الإنسان كان لا يتكلم , ولم تكن له لغة , وكان يعيش كما يعيش الحيوان , ثم إنه حكى الأصوات التي يسمعها من الريح والماء والرعد وغيرها , فنشأت له بذلك ضعيفة , ثم تطورت تلك اللغة شيئاً فشيئاً , وكثر الناس وصاروا يعيشون بعد التفرق في جماعات , فتواضعت كل جماعة منهم على لغة يتكلمون بها , وساعدتهم اللغة الأولى , والأصوات التي كانوا ينطقون بها على ذلك التواضع والاصطلاح , وأنهم وضعوا الألفاظ أولاً للصور المحسوسة , وأنهم وضعوا تلك الألفاظ للصور عشواء من غير أن يدل اللفظ على خاصة أو صفة في تلك الصورة , ثم صارت تلك الصور المحسوسة رمزاً لما لها من الخصائص والصفات المعقولة , ونقلت تلك الألفاظ من الصور المحسوسة إلى الصفات المعقولة في تلك الصور وغيرها , وشبَّه الإنسان المعقولات بالمحسوسات فالإنسان عند أولئك الفلاسفة وضع الألفاظ أولا للمحسوسات , ثم نقلها إلى المعقولات , وشبه المعقولات بالمحسوسات , وأولئك الفلاسفة اليونانيون كانوا وثنيين , والوثنية أينما كانت تعبد الصُّور وهم كانوا يجعلون لكل شيء إلها , للحرب إليه , وللحب إله , وللمطر إله , وللريح إله , وغيرها , ويجعلون لكل إله صورة , فتكون ذلك الإله رمزاً لما ينفعهم به بزعمهم , فكذلك زعموا أن الألفاظ وضعت للصور , ثم صارت الصورة رمزاً للصفات المعقولة , ونقلت الألفاظ من الصور إلى الصفات وذلك القول هو شعبة من وثنيتهم , وعبادتهم للصور وسفاهة أحلامهم , وكفرهم بالغيب. وإنما يزعم موافقتهم في هذا الحق كما يسميه!! = من لا بصر له -هاهنا-لا بالحق ولا بالباطل ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[27 - 09 - 2009, 02:52 م]ـ
أولئك الفلاسفة يزعمون أن الإنسان كان لا يتكلم , ولم تكن له لغة , وكان يعيش كما يعيش الحيوان , ثم إنه حكى الأصوات التي يسمعها من الريح والماء والرعد وغيرها , فنشأت له بذلك ضعيفة , ثم تطورت تلك اللغة شيئاً فشيئاً , وكثر الناس وصاروا يعيشون بعد التفرق في جماعات , فتواضعت كل جماعة منهم على لغة يتكلمون بها , وساعدتهم اللغة الأولى , والأصوات التي كانوا ينطقون بها على ذلك التواضع والاصطلاح , وأنهم وضعوا الألفاظ أولاً للصور المحسوسة , وأنهم وضعوا تلك الألفاظ للصور عشواء من غير أن يدل اللفظ على خاصة أو صفة في تلك الصورة , ثم صارت تلك الصور المحسوسة رمزاً لما لها من الخصائص والصفات المعقولة , ونقلت تلك الألفاظ من الصور المحسوسة إلى الصفات المعقولة في تلك الصور وغيرها , وشبَّه الإنسان المعقولات بالمحسوسات فالإنسان عند أولئك الفلاسفة وضع الألفاظ أولا للمحسوسات , ثم نقلها إلى المعقولات , وشبه المعقولات بالمحسوسات , وأولئك الفلاسفة اليونانيون كانوا وثنيين , والوثنية أينما كانت تعبد الصُّور وهم كانوا يجعلون لكل شيء إلها , للحرب إليه , وللحب إله , وللمطر إله , وللريح إله , وغيرها , ويجعلون لكل إله صورة , فتكون ذلك الإله رمزاً لما ينفعهم به بزعمهم , فكذلك زعموا أن الألفاظ وضعت للصور , ثم صارت الصورة رمزاً للصفات المعقولة , ونقلت الألفاظ من الصور إلى الصفات وذلك القول هو شعبة من وثنيتهم , وعبادتهم للصور وسفاهة أحلامهم , وكفرهم بالغيب. وإنما يزعم موافقتهم في هذا الحق كما يسميه!! = من لا بصر له -هاهنا-لا بالحق ولا بالباطل ..
بل نرد الباطل ونقبل الحق إن شاء الله، وافقنا فيه من وافقنا ولو كان كافراً، وخالفنا فيه من خالفنا ولو كان مؤمناً ...
ونسأل الله أن نكون من الذين يعدلون ويذعنون للحق ...
ومع ذلك فإننا نطلب جوابك ها هنا:
إذا قيل لك: رأيت أسداً ...
فماذا تفهم من ذلك؟
قد نعذرك إن قلت: أتوقف، فلعل المقصود الحيوان المفترس أو الرجل الشجاع.
ولكن إن قيل لك: رأيت أسداً حاملاً سيفاً؟
فهل تتوقف في تعيين مراد المتكلم؟
فهل لك أن تجيب عن هذين السؤالين يا أبا فهر؟!
ـ[الطبري]ــــــــ[03 - 10 - 2009, 04:59 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين.
أرجو قبول مشاركتي وإن كان يظهر لي أنها متأخرة.
قال تعالى:
فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه.
وقال سبحانه:
مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا.
فهل يستطيع الأخ الكريم أن يبين لي:
ما معنى الكلمتين في الآيتين؟
هل عرف الصحابة الحمار والغراب أول ما نزلت هاتين الآيتين ام احتاجوا إلى السؤال عنهما؟ وما القرينة التي اعتمد عليها؟
أم أنه يتوقف؟
ـ[الطبري]ــــــــ[03 - 10 - 2009, 05:23 ص]ـ
الحمد لله
السادة مثبتة المجاز .. من الغني عن البيان أن لفظ أسد هو عندكم حقيقة في الأسد الحيوان مجاز في غيره .. وأن لفظ الأسد يكون حقيقة في الحيوان إن جاء خلواً من القرينة اللفظية ..
وإنا نطالب سعادتكم بأن تأتونا بشواهد من كلام العرب ذكروا فيها الأسد يريدون به الحيوان وكان كلامهم عارياً عن القرينة اللفظية الدالة على إرادتهم للأسد الذي هو الحيوان ...
ولماذا الأسد بالضبط؟!!!
ما رأيك بالغراب؟
وصدقني لن تجد قرينة في هذا الكلام تعينك على معرفة هذا الغراب إلا بالتسليم التام لما تنكره من دلالة الاسم على حقيقته بنفسه.
قال الله تعالى:
فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه سوءة أخيه، قال يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي .... الاية
ـ[أبو فهر]ــــــــ[04 - 10 - 2009, 06:22 م]ـ
لنجعل سؤالك تمريناً على كيفية التعامل مع الكلام العربي بعيداً عن السطحية والرأي الفطير، والأسئلة الناجمة عن عدم فقه قول المخالف ..
والسؤال لك لتحقيق المسألة: ما هي المعاني التي استعملت العرب فيها لفظ الغراب، مع توثيق كل معنى تدعيه بكلام العرب صحيح العربية؟؟؟
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[04 - 10 - 2009, 06:50 م]ـ
لنا أن نسأل منكرة المجاز:
إذا قيل لك: رأيت أسداً ...
فماذا تفهم من ذلك؟
قد نعذرك إن قلت: أتوقف، فلعل المقصود الحيوان المفترس أو الرجل الشجاع.
ولكن إن قيل لك: رأيت أسداً حاملاً سيفاً؟
فهل تتوقف في تعيين مراد المتكلم؟
هل لك أن تجيب عن هذين السؤالين يا أبا فهر؟!
بانتظار جوابك يا مولانا ...
وحبذا لو أريتنا كيفية التعامل مع مثل هذه الجمل بعيداً عن السطحية والرأي الفطير، والأسئلة الناجمة عن عدم فقه قول المخالف ...
ـ[الطبري]ــــــــ[04 - 10 - 2009, 07:13 م]ـ
لنجعل سؤالك تمريناً على كيفية التعامل مع الكلام العربي بعيداً عن السطحية والرأي الفطير، والأسئلة الناجمة عن عدم فقه قول المخالف ..
والسؤال لك لتحقيق المسألة: ما هي المعاني التي استعملت العرب فيها لفظ الغراب، مع توثيق كل معنى تدعيه بكلام العرب صحيح العربية؟؟؟
الحمد لله
دعك من التفيهق و التشدق ولوك اللسان.
أنت تستحيي أن تقول إن الصحابة ما كانوا بحاجة إلى السؤال عن ماهية
(غراب) في الآية 0
كما لم يحتاجوا أن يسألوا عن (بعوضة) ما هي؟ في قوله تعالى:
((بعوضة فما فوقها))
وانت كنت تريد اسم حيوان في كلام مجرد عن القرينة و السياق، فجئتك به من
أفصح الكلام وأحسنه.
ولن تجد لنفسك مهربا إلا أن تكذب على الصحابة فتقول إنهم لم يفهموا المراد من
((بعوضة)) و ((غراب)) ـ وكان ذلك العلم عندهم
من المتشابه الذي لم يحكموه
واحتاجوا إلى كثرة البيان و التفسير و السؤال حتى يفهموه،
فوا عجبا من عقل يقول بهذا!
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر]ــــــــ[04 - 10 - 2009, 09:13 م]ـ
تفيهق!
تشدق!
تلوك!
تكذب!
طيب .. الذي معه الحق .. لم يُحوجه الحق لمثل هذا الكلام؟!
وإذا كنتَ تريد المباحثة والمحاورة والمذاكرة = فلم عجلتَ إلى تلك المسالك؟؟!!
الحمد لله الذي جمع لنا الحق والحجة والبيان وسلامة الصدر واليد واللسان ..
ـ[الطبري]ــــــــ[04 - 10 - 2009, 11:59 م]ـ
الحمد لله رب العالمين.
أقول لك شيئا
أنت طلبت مثالا للأسد في كلام العرب من غير قرينة ولا سياق بحيث يراد به الأسد الحيوان.
ولعلك لم تعدد عدتك لغير الأسد.
فأخرجتك إلى ((غرابا)) و ((بعوضة)) في الآيات:
((فبعث الله غرابا يبحث في الأرض))
((إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها))
وصدقني لو قلبت القرآن من دفته إلى دفته لن تجد قرينة أو سياقا يبين لك أن
المراد بهذين الغراب الطائر و الأسود و البعوضة الحشرة المعروفة.
وأزيدك مثالا ثالثا من القرآن:
((فإذا هي ثعبان مبين))
فحدثني عن هذه الثلاثة: ((غراب)) و ((بعوضة)) و ((ثعبان))
أنت لم تجرؤ أن تسألني عن دليلي على أن هذه الثلاثة هي الحيوانات المعروفة!
لأنك لو سألتني: ما دليلك على أن ((غراب)) هو الطائر المعروف وليس في
السياق ما يعينه، بل ليس في القرآن!
لو سألتني عن الدليل لشك الناس في عقلك، ولقالوا:
رجل يزعم العلم و التحقيق يقول يطالب ببحث مع التوثيق و الأدلة من كلام
العرب لنعلم ما المراد بالكلمات المتشابهات الآتية:
و ((غراب))
و ((بعوضة))
و ((ثعبان))
صدقني لو صرحت بطلب الدليل عليها لضحك الناس من عقلك!
ـ[أبو فهر]ــــــــ[05 - 10 - 2009, 03:13 ص]ـ
الحمد لله وحده ..
الذي يعلم سيرتي = يعلم أني لا أتابع النقاش مع مثلك؛ إذ لستُ أناظر أو أشاكس أو أصارع، وإنما همي المباحثة الصادقة والمذاكرة النافعة، وليس يُرجى مثل ذلك مع من يصنع صنيعك ...
لكني لستُ أخلي هذا الموضع من مثال على عجلة الرجل وهجومه على ما لايُحسن، وكيف يُخيل للرجل رأيه الفطير أن معه أثارة من العلم أو الحجة، فلا يزال يختال بها ويؤذي عباد الله = والحال أن الذي معه ليس إلا شعبة من العجلة وشذرة من عدم الإحاطة ونصيب أصابه من دخول الرجل فيما لا يُحسن ..
ومثال ذلك هاهنا: أن محل بحثنا إنما هو في اللفظة تستعملها العرب في الدلالة على أكثر من معنى، فيزعم المجازيون أن أغلب ذلك راجع لنظرية الحقيقة والمجاز، وأن أحد تلك المعاني هو المعنى الأصلي الحقيقي الذي يتبادر للذهن ويقضى أن المتكلم أراده من غير قرينة، بينما يفتقر القضاء بأن المتكلم أراد المعنى غير الأصلي إلى قرينة دالة.
ونزعم نحن: بطلان تلك النظرية وعدم صلاحيتها للتعامل مع ظاهرة استعمال العرب للفظ في أكثر من معنى، ونزعم وجوب طلب القرينة المعينة لمراد المتكلم ما دام احتمل اللفظ إرادة أكثر من معنى.
ثم انتقلنا في هذا الموضوع إلى مثال (الأسد) ومثله –عندنا – كل لفظ ثبت أن العرب استعملته في أكثر من معنى = فادعينا أن لا يوجد ذلك اللفظ في الكلام العربي إلا ومعه القرينة المعينة لمراد المتكلم، وطالبنا من ادعى أن هناك معنى يستدل عليه بغير قرينة أن يدلنا على مثاله ..
فأتيت أنتَ (خبطاً لزقاً) فقذفت بلفظ الغراب تزعم أنك قد استفدت منه الدلالة على الطائر من غير قرينة ..
فلما لم يكن من هدينا أن نفجأ الناس بما يسوءهم من التصريح بدخولهم فيما لا يُحسنون= سرنا بك في طريق المذاكرة النافعة والمباحثة الصادقة فطالبناك بما يدل على أن العرب قد استعملت لفظ (الغراب) في أكثر من معنى ثم ننتقل بعد ذلك للبحث معك: هل أنت بالفعل قد استفدت دلالة لفظ الغراب على معنى الطائر بغير القرينة المعينة لمعنى الطائر الدالة على عدم إرادة المعنى الآخر .. أم إن القرينة المعينة لإرادة الطائر الدالة على عدم إرادة المعنى الآخر = قائمة أمامك وليس في هذا المثال حجة علينا ..
فسألناك:
والسؤال لك لتحقيق المسألة: ما هي المعاني التي استعملت العرب فيها لفظ الغراب، مع توثيق كل معنى تدعيه بكلام العرب صحيح العربية؟؟؟
وكما ترى فإننا لو لم نستطع إثبات أن العرب قد استعملت لفظ (الغراب) للدلالة على أكثر من معنى = لكان هذا اللفظ خارجاً عن محل النزاع؛ لأن محل بحثنا في اللفظ قد استعملته العرب في أكثر من معنى هل يدل على واحد منها من غير قرينة أم لابد من القرينة المعينة للمعنى المراد .. وإلا فلو لم يحتمل اللفظ في الكلام العربي إلا معنى واحداً = لما احتاج لقرينة معينة لأحد المعاني؛ لأنه أصلاً ليس للفظ في الكلام العربي سوى معنى واحد ..
وهكذا أردنا أن نسير بك في الطريق الصحيح للتحقيق (واحدة واحدة) فأبيتَ أنت إلا بنيات الطريق .. وهذا –عندنا- غالب على حال من لم يُحقق ودخل فيما لا يحسن ولم يصبر على محنة البحث ولم يصدق في طلب الحق والصدق وفقه قول مخالفه ...
وهذا واضح جداً .. أن عدم فقهك لمرادي من السؤال .. وعدم تأملك في مثال (الغراب) وهل ثبت استعماله في أكثر من معنى أصلاً أم لا .. وما معانيه .. وهل توجد في الآية قرينة معينة لمعنى الطائر مهدرة للمعاني الأخرى أم لا = دال على عدم ملكك ليمين هذه الأبواب .. وإنما هجمت والسلام!
فواضح جداً أيضاً أن دخول المرء فيما لا يُحسن، وعجلته إلى ما لا يفقه = يُضر به وبالعلم ويؤذي أهل العلم ويصدهم عن السبيل .. فهل مثلك ينتهون؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الطبري]ــــــــ[05 - 10 - 2009, 10:50 م]ـ
الحمد لله وبعد
فمثلك من يقال له:
أسجعا كسجع الكهان؟!
ولكني توقعت أن يكون هذا ردك، فقد بلغت من طريقك منتهاه، وانسدت عليك
أبواب الحيل، فما بقي لك إلا مثل هذا الاستعراض الذي تضحك به على من
يستسمن ذا ورم!
أما أدبك الجم مع المخالف ومع الإمام الشنقيطي وغيره فقد عرفته وخبرته، فلا
تتكلف ما ليس منك بسجية.
أما حالك هاهنا، فقد طلبت بعنوان نزق أن يأتيك الإخوة ب (أسد) يراد به
الحيوان المعروف من غير ما قرينة ولا سياق يدل عليه، ولكنك لم تعدد عدتك
لغير الأسد، فبهت ولم تجد إلا هذه السفسطة المصبوغة ببلاغة متكلفة لعلك بت
ليلتك وسهرت جراءها حتى تغطيَ ما بدا منك.
ومشكلتك أنك بنيت لنفسك منبرا من عاج تخاطب منه الناس، فمنهم من أحسن
بك الظن، فامتلأت عينك من نفسك.
انظر إلى كلامك عن نفسك بضمير العظمة (نا) (نا) (نا)
ربما لا تشعر بهذا!
وصدقني، فمثلك يصعب أن يتراجع عن الخطأ إذا تبين له لأنه يخاف على ما
بناه لنفسه على حساب شيوخ العلم الفحول الذين ساء أدبك معهم.
وراجع قاموسك (الأدبي) وانظر إلى إبداعك فيه!
فأنصحك بترك المراء والجدال بالباطل، لأنه لم يبق لك إلا أن تسألني:
ما دليلك على أن الغراب في الآية هو الغراب الحيوان المعروف؟
وما دليلك على أن الثعبان في الآية هو الحيوان المعروف؟
وما دليلك على أن البعوضة في الآية هي الحشرة المعروفة؟
أرجو أن تتجرأ وتسأل هذا السؤال بعيدا عن كل محاولاتك التي لا تنفعك في
شيء.
.
ـ[الحطيئة]ــــــــ[06 - 10 - 2009, 12:18 ص]ـ
هذا الموضوع من أوله إلى آخره مضيعة للوقت , فمن كان لوقته أهمية عنده فلا يضعه هنا , بل أقترح أن يتم إيقافه لأنه قد أخذ أكبر من حجمه هو و صاحبه و ألا يكون المنتدى موضع عرضِ للشبهات على الناس!!
و ليذكر قوله صلى الله عليه و سلم: أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء و إن كان محقا
فجدير بمن يزعم محبة المصطفى ألا يسهب في الجدال الذي لا نفع خلفه!!
تنبيه: قد لا يكون مراد النبي من قوله " الجنة" الجنة التي عند الله في الدار الآخرة إذ لا قرينة على ذلك!!! " أحمد ربي على نعمة العقل!! "
ـ[الباز]ــــــــ[06 - 10 - 2009, 12:48 ص]ـ
أخي الطبري:
لقد طاوعت الأخ أبا فهر في بداية موضوعه وأتيته بما طلبه بخصوص
الأسد (حديث المجذوم) لكنه لم ولن يعترف ولو شئت فراجع ما دار بيني و بينه.
ـ[الطبري]ــــــــ[06 - 10 - 2009, 02:32 ص]ـ
الحمد لله
أخي الكريم الباز
الرجل قال في مشاركة قديمة: (المشاركة رقم 8)
محل البحث: نريد بيتاً أطلق فيه لفظ الأسد على الحيوان وأريد به الحيوان
وأنت عرفت أنه أراد الحيوان بدون قرينة ..
فأتيته بحيوانات غيرما كان يتوقع!
في قوله تعالى ((غرابا يبحث في الارض))
((فإذا هي ثعبان مبين))
((بعوضة فما فوقها))
وكان عليه كما سأل الإخوان عن الدليل على ما ذهبوا إليه في شواهدهم، كان
عليه أن يسألني عن دليلي في قطعي ويقيني على أن الأسماء في الآيات هي
لحيوانات معروفة معهودة لدى العرب.
لكنه لم يسألني لأنه بذلك السؤال يكون ما تعلمه.
وقال في مشاركة أخرى (13):
فلو افترضنا وجود هذا البيت في ورقة ملقاة لا يعرف قائلها لما استطاع من وجدها أن يحكم ببينة أي أسد يريد الشاعر
بمعنى أنه لو استبدلنا الأسد المطلوب بما قدمت له، فإن ((غرابا)) من
المتشابه الذي ينبغي إنجاز بحث و تحقيق فيه ليعلم أي غراب هو؟!
أهو الطائر المعروف أم (شيء) آخر.
وقد أخطأ (أهل تفسير الغريب) في عدم بيانهم للغراب و البعوض و الثعبان
في كتبهم ما هي، فإنهم لم يعلموا أنه سيأتي زمان يحتاج فيه الناس إلى هذا!
وانظر إلى هذا الكلام الذي هو أبطل الباطل:
قال في مشاركة (16):
فإذا ثبت أن العرب إذا أتت بالأسد تريد الحيوان أتت معه بالقرينة الدالة ..
وإذا ثبت أن العرب إذا أتت بالأسد تريد به غير الحيوان أتت معه بالقرينة الدالة ..
=
بطل أن هناك لفظة تدل على معناها بغير قرينة واسمها الحقيقة ..
وبطل بالتبع أن هناك لفظة لا تدل على معناها إلا بالقرينة وتسمى المجاز
فبالله عليكم يا إخوتي
ألا تدل كلمة غراب في ((فبعث الله غرابا)) على معناها بلا قرينة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وكلمة ((بعوضة)) على البعوضة بلا قرينة؟
وكلمة ((ثعبان)) على الثعبان بلا قرينة؟
واقرؤوا الآيات التي وردت فيها هذه الكلمات في القرآن، فو الله لو قلبت
المصحف من دفته إلى دفته لم تجد قرينة إلا التسليم التام بما تنكره من دلالة
الأسماء على مسمياتها المعهودة.
أخي الكريم الباز
قد قرأته رده المضحك عليك في مثال (الأسد).
والحقيقة أنه مثال قوي وهو كاف شاف لو أراد الحق.
وسأجيبك على تهافت حجته التي رد بها عليك هناك، فوالله والله هي حجة
باطلة داحضة حيث قال في المشاركة (42):
ورسول الله يأمرنا أن نفر من المجزوم كما نفر من الأسد .. وليس معنا بينة تدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد الحيوان وحده كما تزعم .. بل احتمال إرادته للحيوان هو كاحتمال إرادته للرجل شديد الفتك .. وكلاهما يُحصل الغرض الذي يريده صلى الله عليه وسلم من الفرار ..
ومن أصول تفسير كلام الله ورسوله: أن اللفظة لو احتملت عدة معاني كلها يمكن حمل اللفظ عليها من غير تعارض وكلها يتسق وغرض المتكلم من اللظة =امتنع قصرها على واحد من هذه المعاني وامتنع تعيين هذا المعنى وإبطال غيره .. وهي قاعدة مشهورة ...
ووالله ثم والله ثم والله لا يقول بهذا الكلام إلا جاهل بالشريعة أو معاند يستكبر
عن الرجوع إلى الحق.
وسأذكر لك وجها واحدا من الرد:
وقد ألبس أهل الإسلام لباس الجبن و الخوف و الخور بهذا التحريف القبيح،
حيث يجعل تأويل الحديث:
فر من المجذوم فرارك من الرجل الفاتك الذي تخاف من بأسه أو الأسد.
بالله عليكم يا أهل الإسلام:
أرسول الله صلى الله عليه وسلم يشجع ويحث الصحابة العرب الأحرار على
الجبن والخور والهرب من رجل الفاتك شديد البأس يريد أن يسرق مالك و أن
يهتك عرضك، أن تفر منه!!!!!
أم أنه يقول: من قتل دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون عرضه فهو شهيد ...
فبالله عليكم هل يقول بهذا التحريف من ذاق العربية و العروبة وعرف أحوال
العرب ونخوتهم وشدتهم و أنفتهم؟!
وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يريد أن يسرق مالك فقال قاتله
، قال أرأيت إن قتلته قال هو في النار، قال أرأيت إن قتلني قال أنت في الجنة.
هذا وجه واحد في الرد عليه من هذه المسألة.
فهل يقول عاقل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فر من المجذوم كما تفر
من الرجل الفاتك؟
وماذا لو كان الرجل الفاتك كافرا؟!!!
والله هذا تحريف قبيح لا يليق، وكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما قاعدة التفسير التي استدل بها فقد تبين أنه لم يفقه منها إلا الحروف و الألفاظ.
ـ[الباز]ــــــــ[06 - 10 - 2009, 03:19 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الطبري
أمثلة تقصم الظهر ..
أطالب أخانا أبا فهر بترك الحياء من الرجوع إلى الحق
نسأل الله لنا و له الهداية
ـ[أبو فهر]ــــــــ[06 - 10 - 2009, 03:28 ص]ـ
الحمد لله وحده ..
لم أكن لأدخل هنا ثانية إلا لتوضيح مثال يورده من أشكل عليه ذلك المثال وظنه يرد على أصلنا ..
لكني وجدت من يطالب بغلق الموضوع لما لم يهده الله به!
الإدارة المكرمة ..
من البين اللائح أني لم أتجاوز في حق أحد .. وما زلت قائماً بالحجة منافحاً عن الحق الذي معي، وليس من الإنصاف أن يُغلق موضوعي؛ لجهالات الناس علي، فأرجو عدم غلق الموضوع ..
وأنا حاضر للجواب عن كل مثال داخل تحت محل بحثنا يسوقه متكلم بالعلم والعدل والحلم ...
أما من خبط خارج محل النزاع، أو كان مبتدئاً في الطلب، أو غير متقن لهذا الباب، أو تكلم بالبغي والعدوان أو أجبته عن شبهته فلم يقتنع = فلا حديث لي معه ..
فالحديث خارج محل النزاع يضيع الوقت ..
والمبتدئون يرهقون من غير فائدة ..
وغير المتقن أشد إرهاقاً؛ إذ يظن السراب ماء والتهافت سؤالاً ..
والباغي عقوبته عند ربه وليس من الهدي الانسياق معه في بغيه فلا ننزل لتلك الدركات فذاك موطن الشياطين وليست معاطنها بموطن للعلم والبحث ..
ومن لم يقتنع وظل يعيد نفس الحجة فلا نملك على الناس قلوبهم، وليس من شرط تقرير الحق هداية المبطل وإلا لما بقي على الأرض كافر!
وإنما علينا الدلالة والهداية بيد الله ..
في انتظار لفظ واحد عرفت دلالته على أحد معانيه من غير قرينة؛ وبالطبع لا يوجد شيء من ذلك، وإنما عملنا هنا أن نصحح لمورد المثال توهمه عدم وجود القرينة ... وأرجو تصور المسألة ومحل النزاع حتى لا يورط العضو نفسه في تلك المضايق الخانقة التي يتورط فيها بعض الناس!
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[06 - 10 - 2009, 04:59 ص]ـ
أبا فهر قد لا أتفق معك وأرى الحق مع مخالفك
لكن يعجبني طول نفسك وإعمال فكرك وقوة تأصيلك وقيامك بحجتك ورقي حوارك
فيا ليت من أظنهم على الحق من إثبات المجاز
يقابلون الحجة بالحجة والدليل بالدليل ويترفعون عن الهمز والغمز وسوء القول
فالحق بدليله وفحش القول ينفر الناس عنه
هدانا الله وإياكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر]ــــــــ[06 - 10 - 2009, 01:56 م]ـ
بارك الله فيك أبا سهيل ..
الله يعلم أني لا أجد سبباً لتلك العصبية التي تسيطر على الحوار كلما أثيرت مسألة المجاز بالذات ..
هب أني على باطل محقق = ما الإشكال في أن نتباحث بهدوء وروية .. ونأخذ ونعطي ونتدارس ونتذاكر .. ويُدلي مخالفي بما يظنه حجة وأدلي أنا بما أظنه يُبطل حجته، فإن وقف الحمار في العقبة وتمسكت بردي وتمسك بحجته = انصرفنا إلى باب آخر من الحجج وهكذا .. فننتهي ومثبت المجاز قد تعددت معه حجج قوله وأوردت عليه مالكم يكن سيورده عليه غيري = فرده هو وأبطله وزاد يقينه من قوله، وأنصرف أنا بمثل حاله ..
راسلني مرة قائل: المشكلة في استعمالك يا أبافهر لألفاظ الباطل والضلالة ونحوها ..
فأجبته: نحن في منتدى علمي عربي وتلك كلمات عربية لا غضاضة فيها إلا على مذهب العوام في فقه الدلالات، ولو قرأ من يظن هذا عيباً ردود الشافعي على محمد بن الحسن (مثلاً) = لوجده يقول له: حتى تقول مالايقوله ذو عقل!
والشافعي هو الشافعي ومحمد هو محمد ..
فالباطل والضلالة أوصاف للأقوال ولمخالفي أن يصف أقوالي بها .. ومعاذ الله أن أراها أوصافاً للأشخاص .. بل إخواني عندي معذورون مأجورون بإذن الله .. بل أحرص على مشاعرهم حتى أرى الرجل يُحيطني علمي من تأمل حجته = أنه مبتديء أو لا فقه له بالمسألة = فأداريه مدارة من يحفظ الود ولا يحب أن يُردي الإخوة قتيلة تحت أقدام هذا الجنس من الخلاف ..
ومن تتبع حواراتي في هذا الموضوع = وجد أكثر من أنموذج لإخوة خالفوني في المسألة وتطارحنا الحجة حتى ظن كل واحد منا أنه أدلى بما عنده وانصرفنا أرضى لإخوتنا مما دخلنا؛ ومالنا لا نكون كذلك وقد زاد الواحد منا أخاه فقهاً وعلماً ..
اللهم هذا ما عندي وما في قلبي .. قد أشهدتك = فلا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا .. وانزع اللهم ما نزغ الشيطان به بيني وبين إخوتي .. وما أبريء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء ..
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[06 - 10 - 2009, 07:17 م]ـ
الأخ الكريم أبا سهيل:
بارك الله فيك وأحسن إليك، وبعد:
فلقد أخذ أمر المجاز في هذا المنتدى زمناً طويلاً، بدءاً من الكلام على نقد أبي فهر لكلام الدكتور عبد المحسن العسكر في إثبات المجاز، وانتهاء بأمر هذه المسابقة.
وإنا - مثبتتة المجاز- نزعم أننا جئنا أبا فهر بكلام متين في إثبات المجاز لم نجد عند أبي فهر في ردوده إلا هروباً وروغاناً:
1. أنكر المجاز في اللغات جميعاً، وفي الألسنة، وزعم أنه بدعة يونانية، وكان الأصل أن يتروى فلا ينكر المجاز في اللغات جميعاً، فما يدريه أن المجاز موجود في لغة اليونان على الأقل، وهم أول من قال به، فهل يعرف أبو فهر شيئاً من لسان اليونان القديم؟
2. جيناه بأمثلة بينة على وجود المجاز في اللهجات العامية، فذهب في تفسيره مذهباً لا يكون ممن يطلب في جداله الحق، فلا شك عند العقلاء أن لفظ "كمبيوتر" لم يكن موضوعاً بإزاء الرجل الذكي، وإنما استعير فيه على وجه من المشابهة، فماذا فعل أبو فهر؟
قال إن المجال الأوسع لتطبيق المجاز هو في كلام الأولين، وليس في بعض الأمثلة التي توردونها.
ولو أنه أقر بالمجاز على الأقل في بعض الألفاظ التي أوردناها، والتي تقتضي وجود المجاز في اللهجات العامية، لقلنا إن الرجل يطلب في جداله الحق، أما وقد أصر على إنكار المجاز حتى في تلك الأمثلة اليسيرة، فقد تبين أن الرجل مكابر لا طالب حق، ومتى انتهى الخصم إلى مجاحدة الضرورات، فالأولى الكف عنه، وتعزيته فيما أصيب به في عقله.
3. أجبته على شبهته هذه التي أوردها في موضوع المسابقة، وبينت جلياً في المشاركة رقم 115 من هذا الموضوع أن سؤاله هذا ليس إلا مغالطة، ولعلك تراجعها أخي فيتبين لك أن مثبتتة المجاز أحرص على الحق من منكريه، وأبعد عن حب الجدل ممن وصل به الإمر إلى إنكار الضروريات.
4. وإني وإن كنت أثقلت عليه في الكلام في أول الأمر حتى وصل الأمر بكم في الإدارة إلى إغلاق موضوع "إلى نفاة المجاز ... "، فلم يكن هو بأقل سوءاً، وإثقالاً في الكلام على مخالفيه.
أول ما لفت نظري في كلام أبي فهر هو هجومه على الأشاعرة، عندما قال "ومخنثه الأشعري" في نقد محاضرة الدكتور العسكر، ثم أصر على ذلك عندما ذكرته، فهل يرضيه لو قال الأشاعرة عن إمامه ابن تيمية رحمه الله "مخنث المجسمة"، وليس هذا ببعيد، فإذا كان هو يزعم أن الأشعري مخنث المعتزلة، فلم يكن بلفظ "التخنيث" أولى من إمامه، ونحن نعرف أن الخلاف في هذا الباب قديم، فما الداعي إلى الغمز واللمز، وإيراد الكلام في غير محله. وإذا كان يزعم أن الأشاعرة مركب من مراكب الفساد، فليس هو ومن سعى سعيه بأقل فساداً
6. ومع كل هذا فإن مشاركات هذا الرجل لم تخل من غمز ولمز، ثم يزعم في آخر المطاف أننا لم نجب على شيء من أسئلته؟!
7. الحق يا أبا سهيل أن مثبتتة المجاز، أو على الأقل بعض مثبتيه قد جاؤوا بما يقطع بالحجة على أبي فهر، وله بعد ذلك أن يأخذ أو يدع. والخطأ مردود سواء كان منا أم منه.
ومن الذي يخلو منا عن خطأ؟؟!
فإنما نحن بشر.
وبارك الله فيك ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو طارق]ــــــــ[06 - 10 - 2009, 07:53 م]ـ
أبا فهر قد لا أتفق معك وأرى الحق مع مخالفك
لكن يعجبني طول نفسك وإعمال فكرك وقوة تأصيلك وقيامك بحجتك ورقي حوارك
فيا ليت من أظنهم على الحق من إثبات المجاز
يقابلون الحجة بالحجة والدليل بالدليل ويترفعون عن الهمز والغمز وسوء القول
فالحق بدليله وفحش القول ينفر الناس عنه
هدانا الله وإياكم
أحسنت أبا سهيل
ولا يعني ترك مثل هذه الموضوعات مفتوحة أننا نرضى بكل ما يُطرح فيها
كما أننا لا نحب أن نغلق في وجه أحد
لذا نرجوكم لين الحديث, وحسن الحوار, وأنتم والله أهل لذلك, بل منكم - أساتيذنا - نتعلم نتعلم ذلك
ـ[الطبري]ــــــــ[06 - 10 - 2009, 08:38 م]ـ
الحمد لله رب العالمين.
وبعد:
أخي المشرف الكريم:
هذه رسالة لك خاصة ولكل منصف، أشكو إليك فيها ما يفعله هذا الرجل من تحريف للكلم النبوي عن مواضعه في حديث (الأسد) المذكور، ولبس للحق بالباطل بخصوص قواعد أهل العلم.
وقد ازداد يقيني أن الرجل دعي، يفتري على رسول الله ما لم يقله ولا أراده، ويكذب عليه وعلى العرب و العروبة.
ولا تعجب فإن عندي الدليل القاطع و الحجة الساطعة على هذا التحريف و التلبيس الذي يفعله.
وإني و الله سأبين لك بيانا شافيا كافيا – إن شاء الله – في هذا المقال زوره وافتراءه، فاصبر معي على هذه الكلمات رفع الله قدرك.
وإذا تبين لك أني مبطل فأنا أطلب منك أن تخرجني من هذا المنتدى لأنني قذفته – حينئذ بالباطل.
يقول في مشاركة له رقم (42) في معرض بيانه لحديث
(فر من المجذوم فرارك من الأسد) يقول:
ورسول الله يأمرنا أن نفر من المجزوم كما نفر من الأسد .. وليس معنا بينة تدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد الحيوان وحده كما تزعم .. بل احتمال إرادته للحيوان هو كاحتمال إرادته للرجل شديد الفتك .. وكلاهما يُحصل الغرض الذي يريده صلى الله عليه وسلم من الفرار ..
ومن أصول تفسير كلام الله ورسوله: أن اللفظة لو احتملت عدة معاني كلها يمكن حمل اللفظ عليها من غير تعارض وكلها يتسق وغرض المتكلم من اللظة =امتنع قصرها على واحد من هذه المعاني وامتنع تعيين هذا المعنى وإبطال غيره .. وهي قاعدة مشهورة في أصول التفسير ... انتهلا كلامه بالحرف.
وفيه تحريفان!
التحريف الأول تحريف للكلم عن مواضعه في نسبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يرده قطعا، وبرهان ذلك آت إن شاء الله بالدليل القاطع.
و التحريف الثاني: سوء استعماله لقاعدة التفسير التي ذكرها، فهو حفظ حروفها ولم يفقه إعمالها في النصوص المعصومة، فعاد بذلك على الشريعة بالنقص و التشويه عياذا بالله.
ووالله لست ألقي الكلام سدى ولا حمية، وسأبين لك أخي المشرف أنه كما وصفت (يحرف الكلم عن مواضعه).
أما أولا:
فقوله إن معنى الحديث: فرَّ من المجذوم فرارك من الرجل الفاتك شديد البأس و البطش وفرارك من الأسد الحيوان.
أقول: إن قائل هذا الكلام كأنه لم يذق العربية و العروبة و كلام العرب قط! مع أن ظاهره غير ذلك!
فانظر أخي المشرف إلى نفسية العربي الأصيل في شعره كيف يقول:
فلا وأبيك ابنة العامري ** لا يدعي الناس أني أفر.
وقال الآخر:
ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا * ولكن على أقدامنا تقطر الدما
وقال السموأل اليهودي:
وإنا أناس لا نرى القتل سبة ** إذا ما رأته عامر وسلول
يقرب حب الموت آجالنا لنا ** وتكرهه آجالهم فتطول
وما مات منا سيد في فراشه ** ولا طل منا حيث كان قتيل
وقال عمرو بن كلثوم:
إذا ما الملك سام الناس خسفا ** أبينا أن نقر الذل فينا
وقال:
بغاة ظالمينا وما ظلمنا ** ولكنا سنبدأ ظالمينا
وقال عنترة:
لما رأيت القوم أقبل جمعهم ** يتذامرون كررت غير مذمم
والشواهد على أنفة العربي الجاهلي لا تعد كثرة، فلا تكاد تجد قصيدة إلا وفيها السيف و القنا و الخيل و الفخر!
أخي المشرف:
إنما أحدثك عن عربي جاهلي لم يشم رائحة علم النبوات!!
وقد بصرت ببيت السموأل اليهودي لما جرت في شريانه دماء العروبة كيف قال!
فكيف بالعربي إذا جمع بين نخوة العرب وأنوار الوحي؟
أتراك ترضى أن يقال إن من معاني الحديث:
فر من المجذوم فرارك من الرجل الفاتك شديد البأس!!!
أي فر من المجذوم كما تجبن عن لقاء الرجل الفاتك شديد البأس!
(يُتْبَعُ)
(/)
أي أن النبي صلى الله عليه وسلم أقر أصحابه على الفرار إذا تعرض لهم ظالم بسوء؟!!!
أخي الكريم:
هذا لا يقوله من شم رائحة الوحي، إلا إن أخذته العزة بالاثم فاستكبر عن الفيئة إلى الحق.
كيف يُقِر أصحابه على هذا الفرار المزعوم هذا و الرسول صلى الله عليه وسلم يستعيذ من الجبن و البخل صباح مساء، وعلم أصحابه التعوذ من الجبن؟!
كيف وهو القائل لصاحبه حين سأله عمن يريد أن يأخذ ماله، فقال له:
(قاتله) إلى أن قال له ما معناه: فإن قتلك فأنت في الجنة و إن قتلته فهو في النار.
كيف يكون هذا وهو القائل: (من قتل دون ماله فهو شهيد) وذكر العرض و الحديث معروف عند العامة فضلا عن الخاصة.
إن قائل هذا الكلام كاذب لا محالة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، محرف للكلم عن مواضعه، لم ينظر إلى الشريعة كلها كالصورة الواحدة ليفهم، وإنما أهمه أن ينتصر لباطله مهما عاد ذلك على الشريعة بالنقص و التشويه!
المهم أن يثبت له باطله، وإن كان في ذلك إسقاط للمحكمات!
وياليت الأمر بقي على هذا؟!
أرأيت كيف يقول الله تعالى لنبيه في قوله تعالى:
((قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون، فإن تطيعوا يوتكم الله أجرا حسنا، وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما))
فانظر إلى القوم الذين أمر الأعراب بقتالهم بأمر الله، وعدم التولي عن قتالهم = الفرار المزعوم!
قوم شديد بأسهم.
فكيف يقال إن مراد النبي صلى الله عليه وسلم = فر من المجذوم كما تفر من الرجل الفاتك شديد البأس!!!
أو رسول الله صلى الله عليه وسلم يقر أصحابه على منقصة ومعرة الفرار؟ اللهم لا.
وانظر إلى مدح الله تعالى لمن ينتصر إذا أصابه البغي:
قال سبحانه:
((و الذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون))، فذكرهم في معرض المدح و الثناء.
ولا تجد في القرآن الكريم أبدا إقرارا على الفرار، واقرأ عتابه سبحانه:
((إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسسبوا))
فجعل فرارهم عقوبة لهم.
وانظر إلى قوله تعالى كيف عاتبهم
:
((ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا ثم وليتم مدبرين))
ومن تأمل أحوال العرب في جاهليتهم و إسلامهم وقرأ شيئا يسيرا من أشعارهم وأمثالهم، يتبين له عين اليقين أن هؤلاء لا يمكن أن يقر أدناهم شرفا أن يفر.
فكيف بالصحابة الذين قال سيدهم:
(أنحن نفر وندعه ...... )
فكيف برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يستعيذ بالله من الجبن صباح مساء؟!
فلا حول ولا قوة إلا بالله في علم وفصاحة هذا مبلغها.
فنسأل الله لنا وله ولكم الهداية و الإخلاص.
أخي المشرف الكريم:
قد تبين لك بما لا ريب فيه أن هذا المعنى الذي ذكره لا يخطر ببال أعرابي في بادية بعيدة، فكيف بصحابي فكيف لنبي أن يذكر كلمة فيها إقرار بمنقصة ومثلبة = وهي الفرار من رجل شديد البأس!
أما استدلاله بالقاعدة التفسيرية، فإنه استدل بها غير علم بلوازمها ومقتضياتها، فإن المفسرين قالوا: إن النص المعصوم إذا احتمل معاني كلها صحيح، ولم تتعارض فيما بينها، ولم تعارض منطوقا آخر في كلام معصوم آخر وجب حمل الكلام المعوصم على الجميع لأن ربك لا ينسى، ولو أراد الحصر لحصر المعاني فيما شاء بما شاء من الألفاظ.
فهذا ما فاته في إعمال القاعدة.
وبمثل هذا الإعمال الأعرج دخلت البدع على المسلمين = أن ينظر المرء إلى غرضه ثم يبحث له عن محمل غير ناظر إلى الشريعة كالصورة الواحدة المتكاملة.
هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين.
وأسأل الله تعالى لي وله الاخلاص و السداد.
وبقيت كلمة أخيرة:
لم يعد عندي داع للمشاركة في هذا الموضوع لأني ذكرت فيه ما يكفي وقد كفاى الإخوة مرونة ذلك فقد قرأت مشاركاتهم وظهر أنهم سبقوني بمثل هذه الأمثلة إلا أن الرجل هداه الله يصر على باطله.
وليعلم انه اذا أنكر ابن تيمية مصطلح المجاز و الحقيقة، فإن الامام الشاطبي الجبل الأشم في الموافقات قد ذكره واستعمله مقرا له غير ما مرة.
والحق لا يعرف بالرجال فابن تيمية والشاطبي و الشافعي و الشنقيطي كل أولئك جبال رواسي في العلم نحفظ لهم قدرهم ونتأدب معهم، وهم أئمتنا ومع هذا فليسوا بالمعصومين.
والله أعلم.
فانظر أخي الكريم ماذا ترى؟
واحكم بما يرضي الله ورسوله.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[06 - 10 - 2009, 09:15 م]ـ
الحمد لله رب العالمين.
وبعد:
أخي المشرف الكريم:
هذه رسالة لك خاصة ولكل منصف، أشكو إليك فيها ما يفعله هذا الرجل من تحريف للكلم النبوي عن مواضعه في حديث (الأسد) المذكور، ولبس للحق بالباطل بخصوص قواعد أهل العلم.
وقد ازداد يقيني أن الرجل دعي، يفتري على رسول الله ما لم يقله ولا أراده، ويكذب عليه وعلى العرب و العروبة.
ولا تعجب فإن عندي الدليل القاطع و الحجة الساطعة على هذا التحريف و التلبيس الذي يفعله.
وإني و الله سأبين لك بيانا شافيا كافيا – إن شاء الله – في هذا المقال زوره وافتراءه، فاصبر معي على هذه الكلمات رفع الله قدرك.
أظن أننا كنا نرجوكم حسن الحوار, ولكن لا جدوى من ترك مثل هذه الموضوعات متاحة
ستُغلق هذه الصفحة, وستغلق معها كل صفحة تُفتح في هذا الموضوع, وليتكم تراسلون الإدارة قبل فتح أي موضوع جديد, فإن سمحت لكم فدونكم ما تريدون
دمتم طيبين(/)
المجاز .. بدعة اليونان فحمار المعتزلة ..
ـ[أبو فهر]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 05:13 م]ـ
(5)
وقال ابن جنِّي: بابٌ في أن المجاز إذا كثر لحق بالحقيقة: اعلم أن أكثر اللغة مع تأمله مجازٌ لا حقيقة وذلك عامَّة الأفعال؛ نحو: قام زيدٌ , وقعد عمرو , وانطق بشر , وجاء الصيف , وانهزم الشتاء , ألا ترى أن الفعل يفاد منه معنى الجنسية , فقولك: قام زيد , معناه: كان منه القيام , أي: هذا الجنس من الفعل , ومعلوم أنه لم يكن منه جميع القيام , وكيف يكون ذلك وهو جنسٌ , والجنس يطبق جميع الماضي وجميع الحاضر , وجميع الآتي الكائنات من كل منْ وجد منه القيام , ومعلومٌ أنه لا يجتمع لإنسان واحد في وقت واحد ولا في مائة ألف سنة مضاعفة القيام كله الدَّاخل تحت الوهم , هذا محالٌ عند كل ذي لبٍّ , فإذا كان كذلك علمت أن قام زيدٌ مجازٌ لا حقيقة , وإنما هو على وضع الكل موضع البعض للاتساع والمبالغة وتشبيه القليل بالكثير , ويدلُّ على انتظام ذلك لجميع جنسه , أنك تعلمه في جميع أجزاء ذلك الفعل , فتقول: قمت قومةً , وقومتين , ومائة قومةٍ , وقياماً حسناً , وقياماً قبيحاً , فإعمالك إياه في جميع أجزائه يدل على أنه موضوع عندهم على صلاحه لتناول جميعها , وإنما يعمل الفعل من المصادر فيما فيه عليه دليلٌ؛ ألا تراك لا تقول: قمت جلوساً ولا ذهبت مجيئاً , ولا نحو ذلك , لما لم تكن فيه دلالة عليه , ألا ترى إلى قوله:
لعمري لقد أحببتك الحب كله وزدتك حبّا لم يكن قبل يعرف
فانتظامه لجميعه يدل على وضعه على اغترافه واستيعابه , وكذلك قول الآخر:
فقد يجمع الله الشيئين بعدما يظنان كل الظن أن لا تلاقيا
فقوله: كل الظن يدل على صحة ما ذهبنا إليه , قال لي أبو علي: قولنا: قام زيد , بمنزلة قولنا: خرجت فإذا الأسد , ومعناه أن قولهم: خرجت فإذا الأسد تعريفه هنا تعريف الجنس , كقولك: الأسد أشد من الذئب , وأنت لا تريدُ أنك خرجت , وجميع الأُسْد التي يتناولها الوهم على الباب , هذا محالٌ , واعتقاده اختلال , وإنَّما أردت: خرجت فإذا واحدٌ من هذا الجنس بالباب , فوضعت لفظ الجماعة على الواحد مجازاً , لما فيه من الاتساع والتوكيد والتشبيه , أما الاتساع فإنك وضعت اللفظ المعتاد للجماعة على الواحد , وأما التوكيد فلأنك عظَّمت قدر ذلك الواحد , بأن جئت بلفظه على اللفظ المعتاد للجماعة , وأما التشبيه فلأنك شبهت الواحد بالجماعة؛ لأن كل واحدٍ منهما مثله في كونه أسداً , وكذلك قولك: ضربت عمراً , مجازٌ أيضاً من غير جهة التجوز في الفعل وذلك إنما فعلت بعض الضرب لا جميعه , ولكن من جهة أخرى , وهو أنك إنما ضربت بعضه لا جميعه , ألا تراك تقول: ضربت زيداً , ولعلك إنما ضربت يده أو إصبعه أو ناحية من نواحي جسده ولهذا إذا احتاط الإنسان واستظهر جاء ببدل البعض , فقال: ضربت زيداً وجهه أو رأسه , ثم إنه مع ذلك متجوزٌ , ألا تراه قد يقول: ضربت زيداً وجهه أو رأسه , نعم , ثم إنَّه مع ذلك متجوزٌ , ألا تراه قد يقول: ضربت زيداً رأسه , فيبدل للاحتياط , وهو إنما ضرب ناحية من رأسه لا رأسه كله ولهذا ما يحتاط بعضهم في نحو هذا , فيقول: ضربت زيداً جانب وجهه الأيمن , أو ضربته أعلى رأسه الأسمق؛ لأن أعلى رأسه قد تختلف أحواله , فيكون بعضه أرفع من بعض.
وبعد , فإذا عرف التوكيد لم وقع في الكلام , نحو نفسه وعينه وأجمع وكله وكلهم وكليهما , وما أشبه ذلك , عرفت منه حال سعة المجاز في هذا الكلام , ألا تراك قد تقول: قطع الأمير اللص , ويكون القطع له بأمره لا بيده , فإذا قلت: قطع الأمير نفسه اللص , رفعت المجاز من جهة الفعل وصرت إلى الحقيقة , لكن يبقى عليك التجوز من مكان إلى آخر , وهو قولك: اللص. وإنما لعله قطع يده أو رجله , فإذا احتطت قلت: قطع الأمير نفسه يد اللص أو رجله. وكذلك جاء الجيش أجمع , ولولا أنه قد كان يمكن أن يكون إنما جاء بعضه , وإن أطلقت المجيء على جميعه لما كان قولك أجمع معنىً , فوقوع التوكيد في هذه اللغة أقوى دليل على شياع المجاز فيها واشتماله عليها , قال ابن جني: وكذلك أفعال القديم سبحانه , نحو: خلق الله السماء والأرض وما كان مثله , ألا ترى أنه عزَّ اسمع لم يكن منه بذلك خلق أفعالنا , ولو كان حقيقة لا مجازاً لكان خالقاً للكفر والعدوان وغيرهما من
(يُتْبَعُ)
(/)
أفعالنا عز وعلا , وكذلك علم الله قيام زيد مجاز أيضاً , لأنه ليست الحال التي علم عليها قيام زيد هي الحال التي علم عليها قعود عمرو , ولسنا نثبت له سبحانه علماً؛ لأنه عالم بنفسه , إلا أنا مع ذلك نعلم أنه ليست حال علمه بقيام زيد هي حال عمرو , ونحو ذلك (الخصائص: (2/ 449 - 453)) اهـ
قلت: فأطال ابن جني كل تلك الإطالة , ولبَّس كل ذلك التلبيس , وتكلم بما لم يتكلم به عاقل من الناس , فلما ظنَّ أنه أحكم التلبيس صر بالشرِّ وأعلن البدعة , وقال: إن الله سبحانه وتعالى خلق السماوات والأرض مجازاً , وأنه لم يخلق أفعال عباده , وأنه سبحانه يعلم ما في السماوات والأرض مجازاً , ولا يعلم أفعال خلقه , وأنه لا يثبت لله سبحانه علماً , تعالى الله عن قوله علواً كبيراً , وذلك الكلام حجةٌ بينة على ضلال ابن جني وشيخه ابن الفارسي وأصحابهم من المعتزلة , وأنهم إنما اتخذوا القول بالمجاز طريقا لنصر بدعتهم , ولا حجة على أن قام وضع في أصل اللغة ليدل على كل قيام كان في الدنيا والآخرة ولكن قام عند العرب والعجم يدل على أنه كان منه قيامٌ , أي قيام ويعرف ذلك القيام بمن ينسب إليه , فإذا قيل: قام زيدٌ. عرف أنه قام قيام رجل من الناس , وكذلك أحب كل الحب , أحب كل حبٍّ يكون رجل من الناس , وكذلك كل فعل , والألف واللام في الأسد وما يشبهه قد يدل على الكل , ويدل على الجماعة والواحد () , ولا حجة على أنها كانت وضعت أولاً للكل ثم نقلت مجازاً للواحد , ولا على أنها كانت وضعت للواحد , ثم نقلت للكل , وما أدري ابن جنِّي ولا غيره أنهم كانوا وضعوها أولا للكل ثم نقلوها للواحد , أو وضعوها ثم نقلوها للكل , وكل ذلك مزاعم لا حجة لها , وقول ابن جني إن الحقيقة ما أقرَّ في الاستعمال على أصل وضعه في اللغة , والمجاز ما كان بضد ذلك , هو نفس قول أبي عبد الله البصري المعتزلي , وزاد عليه ابن جني أن كل مجاز فلابدَّ فيه من ثلاث , وهي: التشبيه , والتوكيد , والإتساع؛ وكل ذلك تكلف باطلٌ , وخطأ مبين.
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 05:15 م]ـ
وإنكار المجاز بدعة من؟؟
وحمار من؟؟
ـ[الباز]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 06:22 م]ـ
أما موضوع نقاشك هنا فقد هدمته بعنوانك:)
إذ أنك استعملت المجاز فيه بإضفائك كلمة الحمار المقصود بها الحيوان على شيخ المعتزلة
ألم أقل لك أنكم ترفضون المجاز اصطلاحا وتمارسونه فعلا وسلوكا؟؟
حتى أن الشيخ الشنقيطي رحمه الله يقول عما أدخله من مجاز في تفسيره
أنه أسلوب من أساليب العربية وكل غرضه هو الحرص على عدم القول بالمجاز، فكأنهم أنكروا المصطلح دون إنكار جوهر المجاز وكنهه ..
رحمهم الله جميعا ..
أما تصدي شيخ الإسلام لمثبتي المجاز فكان بسبب محاولة بعض الناس
في فترة من الفترات تفسير ما يدخل في باب العقائد و التوحيد بالمجاز
وليس رفضا منه للمجاز بالمطلق
ـ[أبو فهر]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 06:26 م]ـ
بارك الله فيك ...
الحمار يُستعمل في موضع الحيوان .. ويستعمل في موضع ما يُركب ويستعمل في مواضع أخرى كثيرة ... واستعمال اللفظ في أكثر من موضع ليس مما ننكره ...
نحن ننكر أن يكون واحد من تلك المعاني يعرف ويقضى أن المتكلم أراده بغير قرينة ويُسمى حقيقة .. ونقول بأن هذا زعم ونطلب القرائن المعينة لمراد المتكلم من تلك المعاني في كل موضع ... وإذا استوت كل المعاني في وجوب طلب الدلالة عليها = لم يبق فيها ما يستحق أن يكون حقيقة وما يستحق أن يكون مجازاً ..
أما السب والشتم = فلو دللتني على موضعه أكون لك من الشاكرين ..
ـ[الباز]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 06:40 م]ـ
أما الطعن و الشتم ففي العنوان واضح
وكان كل ما طلبته منك هو تجنب الكلمات الجارحة للحيّ أو للميّت وكل
غرضي أن يبقى حوارنا دون تشنج .. ومع هذا فقد عدلت مشاركتي
وحذفت النصيحة ..
أما قبولك باستعمال اللفظ في أكثر من موضع فهو إن لم يكن قبولا بالمجاز
وتعاملا به سلوكا و فعلا مع رفضه قولا فهو نصف إقرار ..
و ما يعلمه الجميع أن من يطلق كلمة الحمار على شخص ما فهو يقصد الحمار الحيوان
ـ[أبو فهر]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 07:28 م]ـ
إذا كان الذي في العنوان هو الحمار في موضع المركب فأين السب والشتم؟؟
واين في عنواني إطلاق لفظ الحمار على شخص ما؟؟
ومن قال إن إطلاق لفظ الحمار على شخص ما يعد سباً وشتماً في لسان العرب؟؟
ولا يوجد شيء في البحث العلمي اسمه نصف إقرار وربع إقرار .. واستعمال اللفظ في أكثر من موضع لا ينكره فقيه وإنما البحث في تفسير تلك الظاهرة بتلك النظرية الباطلة ... ولو كان كل من أثبت ظاهرة قد وافق نصف موافقة على نظرية باطلة لتفسير الظاهرة = لما بقي في الدنيا شيء يقال له الضبط العلمي ..
وأنتَ والناس جميعاً تثبتون ظاهرة وجود المخلوقات فهل يعد هذا نصف موافقة على تفسير وجودها بنظرية الانفجار العظيم؟؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السراج]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 09:05 ص]ـ
ننصح بتغيير العنوان المشوّه ..
ـ[أبو فهر]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 11:44 ص]ـ
لو صدر هذا من غير مثبتة المجاز = لربما قُبل:)
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 12:25 م]ـ
ماذا فعلت بخصوص مثال "الكمبيوتر"؟
هل وجدت مخرجاً لك ولأصحابك من نفاة المجاز؟
ـ[الحسام]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 03:35 ص]ـ
بارك الله فيك ...
الحمار يُستعمل في موضع الحيوان .. ويستعمل في موضع ما يُركب ويستعمل في مواضع أخرى كثيرة ... واستعمال اللفظ في أكثر من موضع ليس مما ننكره ...
نحن ننكر أن يكون واحد من تلك المعاني يعرف ويقضى أن المتكلم أراده بغير قرينة ويُسمى حقيقة .. ونقول بأن هذا زعم ونطلب القرائن المعينة لمراد المتكلم من تلك المعاني في كل موضع ... وإذا استوت كل المعاني في وجوب طلب الدلالة عليها = لم يبق فيها ما يستحق أن يكون حقيقة وما يستحق أن يكون مجازاً ..
أما السب والشتم = فلو دللتني على موضعه أكون لك من الشاكرين ..
عندما يستعمل اللفظ في أكثر من معنى فما الذي يعين المعنى المراد؟. إذا كان طلب اللفظ لكل معنى على جهة واحدة؟!
فالفعل قضى له أكثر من معنى وتحديد المعنى المراد لا يكون إلا بالقرائن والسياقات، وانقل لك طرفا مما قاله الصاحبي:
" قضى " بمعنى: حَتَم كقوله جلّ ثناؤه " قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ" [الزمر:42] وقضى بمعنى: أمرَ كقوله جلّ ثناؤه: " وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ" [الإسراء:23] أي: أمر. ويكون قضى بمعنى: أعَلَم كقوله جلّ ثناؤه: " وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ" [الإسراء:4] أي: أعلمناهم. وقضى بمعنى: صَنَع كقوله جلّ ثناؤه: " فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ" [طه:72] وكقوله جلّ ثناؤه: " ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ" [يونس:71] أي: اعملوا ما أنتم عاملون. وقضى: فَرَغ. ويقال للميت: قَضَى أي فرغ. وهذه وإن اختلفت ألفاظها فالأصل واحد." أهـ
فاللفظ يستعمل في أكثر من معنى وتحديد المعنى المراد لا بد له من قرينة هذه واحدة، قد يقال إن هذه النقول في المشترك والحديث عن المجاز، وأقول إن المجاز والمشترك يخرجان من مشكاة واحدة فكل منهما لفظ له أكثر من معنى، على أن المعنى الثاني في المشترك من باب الحقيقة اللغوية، والمجاز يكون المعنى الأول من باب الحقيقة اللغوية والمعنى الثاني من باب المجاز، وتعيين المعنى الثاني في كل لابد له من قرينة معينة.
فالسكوت هو الصمت وهو من فعل العقلاء، ولا يوصف به إلا الذوات، جاء في لسان العرب: "يقال: سَكَتَ الرجلُ يَسْكُتُ سَكْتاً إِذا سَكَنَ وسَكَتَ، يَسْكُتُ سُكوتاً وسَكْتاً إِذا قَطَع الكلام، وسَكَتَ الحَرُّ ورَكَدَت الريح وأَسْكَتَتْ حَرَكَتُه سَكَنَتْ. ولما قال الحق سبحانه وتعالى: {وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ}
فهل الغضب من العقلاء الذين يوصفوا بالسكوت وبالكلام.؟ إذا وصف بالسكوت فإن صفة الكلام ثابتة له، وهل هذا موجود في باب الحقيقة اللغوية المحضة؟
ولكن جرى الكلام على سبيل المجاز الذي هو استعارة مكنية حيث شبه الغضب بإنسان يغري نبي الله موسى ـ صلوات الله على جميع الأنبياء والمرسلين ـ ويقول له: قل لقومك كذا، وألق الألواح، وجرّ أخاك إليك برأسه ولحيته.
وقد بلغ الغضب بنبي الله موسى مبلغًا عظيمًا جدًّا، وقد ظهر هذا الغضب في فعله وقوله، فأما ظهوره في قوله فيبدو في مخاطبته لقومه: {بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيَ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ} أمَّا ظهوره في فعله فيظهر في إلقاء الألواح، حيث ألقى الألواح، وهذه الألواح قد أخذها نبي الله موسى بعد مواعدة إلهية، قال تعالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ} (142) ونبي الله يعلم قيمة هذه الألواح التي فيها كلام الله تعالى، وقد قال الله فيها: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ} (145) ولكنه لا يقدم على هذا إلا عند حصول الغضب المدهش الذي يغيب فيه العقل. ومن شدة المبالغة في تصوير هذا الغضب صوّر كأنه إنسان يأمر ويحث فلما انقطع الغضب جعل كأن هذا الإنسان صمت وتوقف عن الحديث فلذلك قال تعالى: {وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ} ولم يأت ولم انتهى غضب موسى أو توقف، فالسكوت هنا مجاز وليس من الحقيقة في شيء.
والله أعلم.
ـ[ضاد]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 03:50 م]ـ
بارك الله فيك ...
الحمار يُستعمل في موضع الحيوان .. ويستعمل في موضع ما يُركب ويستعمل في مواضع أخرى كثيرة ... واستعمال اللفظ في أكثر من موضع ليس مما ننكره ...
بل هذا إقرار كامل, فقد أتيت على المعاني الحقيقية لكلمة حمار ثم قلت "وفي مواضع أخرى" ولم تبين هذه المواضع, لأن الاستعمال فيها يخرج من المعنى الحقيقي إلى معنى مجازي يعقله المتكلم ويفهمه.
تقول: المجاز حمار المعتزلة.
المجاز: كلمة معنوية لا حقيقة ملموسة فيها
حمار: لفظ يدل على الحيوان المعروف حقيقة والمحسوس
المجاز حمار: نسبة المعنوي إلى المحسوس. فكيف يكون المعنوي محسوسا؟ إلا إذا أردت بالمحسوس لا الحمار ذاته, بل صورته في الذهن, فجردته ونسبته إلى مجرد معنوي, وهذا هو المجاز. تفكّر يا رعاك الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضاد]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 04:07 م]ـ
نقول في لهجتنا التونسية: "فلان أسمع فلانا وسخ أذنيه" ونعني بها أنه أسمعه ما لا يحب وشط معه في الكلام. فكيف ستفسرها يا أبا فهر وتشرحها وأنت تنكر المجاز؟
يعجبني استعمال في الإنغليزية لنا مثله في لهجاتنا وفي الفصيحة, فإذا أراد الأمريكي أن يفهم السامع أن المعنى الذي يريده من كلامه هو المعني الحقيقي لما تعارف عليه الناس أنه مجازي قال له " litterally" أي "بالمعنى الحرفي" ونقول في التونسية "بالحق" أي في الفصيحة "حقيقةً", فلو قال أحد: "لقد جن فلان", فهم منها السامع الذي يعرف فلانا هذا أن التعبير نوع من المبالغة لحالة نفسية يمر بها فلان, أما لو أضاف إلى كلامه "لقد جن فلان حقيقة" فقد نفى عن كلامه كل معاني المجاز المتعارف عليها في المجموعة اللغوية وأسند إليه المعنى اللغوي الحقيقي.
ـ[ضاد]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 04:15 م]ـ
ولولا المجاز لما كان في اللغة جمال ولا عرفنا الصور الشعرية ولا البلاغة. تصوروا شاعرا يقول أمام الملإ: "نار الشوق تحرق أحشائي" فيقوم واحد من منكري المجاز ويتصل بالإطفائية أو الحماية المدنية, أو يقول: "أنا غريق في بحر عينيك حبيبتي" فيسأله واحد "كم حجم رأس حبيبتك إذا كان عيناها في حجم البحر؟ " أو يتصل بالإسعاف لإنقاذ الغريق. تصوروا لغة دون مجاز.
ـ[هشام محب العربية]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 08:09 م]ـ
ومن قال إن إطلاق لفظ الحمار على شخص ما يعد سباً وشتماً في لسان العرب؟؟
ليس لي فيما تقول ولكن وددت أن أرد عليك بكلمة واحدة حتى تعرف أنها سبًا في العربية، بل في أي لغة.
والله نستحق ما يحدث لنا من أنجاس الأرض!
ـ[ناصر علي]ــــــــ[01 - 09 - 2009, 02:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. ـ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا أضم رأيي لرأي صاحب المقال، حيث لا مجاز في اللغة، وغاية ما هناك أنه من الأساليب هكذا اسمه عند العلماء المتقدمين، وهو حقا من البعد التي ضيعت الأمة مع كل أسف، وهو الذي أضل الأمة قديما وحديثا إلا ما رحم ربك، وهو الطاغوت كما سماه علماؤنا علماء السلف الصالح، وهو الذي أوصل الفرق الضالة إلى التأويل في أسماء الله وصفاته الحسنى، والمعتزلة ضيعهوا أنفسهم والأمة بتنني المجاز، غاية ما في الأمر أنه حذف للمضاف إليه، وقد أبطل العلامة المتفرد ابن القيم من خمسين وجها ...
ـ[ضاد]ــــــــ[01 - 09 - 2009, 03:16 م]ـ
إثبات المجاز في اللغة لا يعني بالضرورة تطبيقه على أسماء الله وصفاته, لأن الله يحدثنا عن غيبي, فلا يمكن حمل الغيبي الذي لا نعرفه على ما نعرفه بالمجاز, لأن هذا لا يستوفي شروط المجاز من التوافق المعرفي بين المتكلم والمستمع. إن السعي إلى دحض المجاز عن أسماء الله وصفاته أمر مطلوب, ولكنه لا ينبغي له أن يوصل إلى نفي المجاز بالكلية, كمن يريد أن ينفي أن تكون رحمة الله كرحمتنا فينفي الرحمة عنا بالكلية. ولو أتيت بكل قصيدة جاهلية لاستخرجنا منه عشرات الأساليب والاستعمالات المجازية, وإن حمتم حول الكلمة وتجاوزتموها إلى تفسيرات أخرى فإنها لن تخرج من باب استعمال اللفظ في معنى غير المتعارف عليه حقيقة. المجاز في العربية وفي كل لغة بشرية. ولا يكون في لغات الحاسوب التي جعلتم العربية واحدة منها بنفيكم المجاز. بوركت.
ـ[جلمود]ــــــــ[01 - 09 - 2009, 03:23 م]ـ
أحسنت يا ضاد،
كلام بديع.
ـ[ضاد]ــــــــ[01 - 09 - 2009, 04:06 م]ـ
وخذ عندك معلقة امرئ القيس:
لم يعف رسمها لما نسجتها من جنول وشمأل: استعمال فعل "نسج" مع الريح
أغرك مني أن حبك قاتلي: استعمال فعل "قتل" مع الحب
مهما تأمري القلب يفعل: استعمال فعلي "أمر" و"فعل" مع القلب
إلا لتضربي بسهميك في أعشار قلب مقتل: استعمل فعل "ضرب" ولفظ "سهم" مع العينين
هل أواصل؟
ـ[ضاد]ــــــــ[01 - 09 - 2009, 05:40 م]ـ
فحتى الفاكهة التي نعرفها جيدا خبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها وفاكهة الجنة لا تشتركان إلا في الأسماء, وهي مخلوقات, فما بالكم بخالقها عز وجل, أنقارنه بالمخلوقين ولو مجازا؟ إن المجاز لا ينسحب على ذات الله وما أخبرنا به عنها, لأننا لا نملك المعرفة الكافية كي نتصورها ولو مجازا.
ـ[أحمد الرشيدي]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 01:18 ص]ـ
المجاز بدعة اليونان فحمار المعتزلة هذا ما تقوله أنت - أخي الكريم - وأما ما كاد يجمع عليه علماء الدين قاطبة أنه في الصميم من لسان العرب وحسبك أن علماء الأصول بله البلاغة قد قال به سوادهم الأعظم، فمن أين جئتنا - عفا الله عنك - باليونان وأذنابهم حتى نسبت لهم هذا التقسيم المسخرج من استقراء كلام العرب من لدن علمائنا نحويين وأصوليين وفقهاء ...
هذا وإني أحيلك على كتاب يغنيك - إن كنت تريد الحق في هذه المسألة - ألا وهو كتاب المجاز في اللغة والقرآن للشيخ الدكتور المطعني - رحمه الله - فقد جمع فيه أقوال أئمة الفقه بالدين واللغة.
أيها الأخ الكريم أتعلم إلى أي شيء يفضي بك القول حين تتشبث بالقرائن التي تتلبس بها المفردات فترجح معنى دون آخر؟ إنه يفضي - حتما - أننا نجهل المراد من هذا اللفظ وحده نحو (أسد) وإن شئت (حمار) حتى يكون في سياق ما ليتأتى لنا من بعد فهم مدلول هذا اللفظ من السياق ليس غير؟! وأما إن كان وحده، فإنه سيلتبس علينا فهم المراد منه، فلربما هو أسد ولربما هو شجاع في المعركة ولربما هو حمار حتى يسعفنا السياق، وهلم جرا في نحو (أكل) و (نام).
والله يحفظك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 10:53 ص]ـ
إثبات المجاز في اللغة لا يعني بالضرورة تطبيقه على أسماء الله وصفاته, لأن الله يحدثنا عن غيبي, فلا يمكن حمل الغيبي الذي لا نعرفه على ما نعرفه بالمجاز, لأن هذا لا يستوفي شروط المجاز من التوافق المعرفي بين المتكلم والمستمع. إن السعي إلى دحض المجاز عن أسماء الله وصفاته أمر مطلوب, ولكنه لا ينبغي له أن يوصل إلى نفي المجاز بالكلية, كمن يريد أن ينفي أن تكون رحمة الله كرحمتنا فينفي الرحمة عنا بالكلية. ولو أتيت بكل قصيدة جاهلية لاستخرجنا منه عشرات الأساليب والاستعمالات المجازية, وإن حمتم حول الكلمة وتجاوزتموها إلى تفسيرات أخرى فإنها لن تخرج من باب استعمال اللفظ في معنى غير المتعارف عليه حقيقة. المجاز في العربية وفي كل لغة بشرية. ولا يكون في لغات الحاسوب التي جعلتم العربية واحدة منها بنفيكم المجاز. بوركت.
.. أوافق ما قال الأستاذ ضاد في هذا الرد .. أكثر علماء البلاغة أثبتوا المجاز .. و الذين لم يثبتوه كان هدفهم السعي إلى دحض المجاز عن أسماء الله وصفاته. شكرا لكم:) ..
ـ[أبو فهر]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 08:21 م]ـ
فمن أين جئتنا - عفا الله عنك - باليونان وأذنابهم حتى نسبت لهم هذا التقسيم المسخرج من استقراء كلام العرب من لدن علمائنا نحويين وأصوليين وفقهاء ...
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=48250
هذا وإني أحيلك على كتاب يغنيك - إن كنت تريد الحق في هذه المسألة - ألا وهو كتاب المجاز في اللغة والقرآن للشيخ الدكتور المطعني - رحمه الله - فقد جمع فيه أقوال أئمة الفقه بالدين واللغة.
طالعته مرات وهو كتاب ضعيف وقد نقدناه كثيراً وهذا أنموذج من ضعف تحقيق مؤلفه
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=48248
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 06:02 م]ـ
المجاز بدعة اليونان فحمار المعتزلة هذا ما تقوله أنت - أخي الكريم - وأما ما كاد يجمع عليه علماء الدين قاطبة أنه في الصميم من لسان العرب وحسبك أن علماء الأصول بله البلاغة قد قال به سوادهم الأعظم، فمن أين جئتنا - عفا الله عنك - باليونان وأذنابهم حتى نسبت لهم هذا التقسيم المسخرج من استقراء كلام العرب من لدن علمائنا نحويين وأصوليين وفقهاء ...
هذا وإني أحيلك على كتاب يغنيك - إن كنت تريد الحق في هذه المسألة - ألا وهو كتاب المجاز في اللغة والقرآن للشيخ الدكتور المطعني - رحمه الله - فقد جمع فيه أقوال أئمة الفقه بالدين واللغة.
أيها الأخ الكريم أتعلم إلى أي شيء يفضي بك القول حين تتشبث بالقرائن التي تتلبس بها المفردات فترجح معنى دون آخر؟ إنه يفضي - حتما - أننا نجهل المراد من هذا اللفظ وحده نحو (أسد) وإن شئت (حمار) حتى يكون في سياق ما ليتأتى لنا من بعد فهم مدلول هذا اللفظ من السياق ليس غير؟! وأما إن كان وحده، فإنه سيلتبس علينا فهم المراد منه، فلربما هو أسد ولربما هو شجاع في المعركة ولربما هو حمار حتى يسعفنا السياق، وهلم جرا في نحو (أكل) و (نام).
والله يحفظك
أحسن الله إليك أخي أحمد ...
لا بأس عندنا في أن يكون اليونان هم أول من قال بالمجاز، فهم نظروا في أمر لغتهم ورأوا أن فيها حقيقة ومجازاً، ونحن عندما ننظر في اللغات والألسنة فلا مناص من أن نحكم بوجود المجاز فيها، أو في لغتنا العربية على الأقل، وكلام الدكتور عبد المحسن العسكر خير ما يقال في هذا الباب، حيث يقول:
((الذي يظهر - يا أخوة - أن هذا التقسيم - تقسيم الكلم إلى حقيقة ومجاز - ليس خاصا بالعربية - كما ذهب إلى ذلك جمع من العلماء -، بل هو أمر فطري تقتضيه طبيعة اللغات، وتفرضه قرائح المتكلمين؛ لأنه خروج بالكلام عن الأصل الذي اطرد به الاستعمال، وهذا موجود في كل لغة، ولا تختص به لغة دون لغة، ولا تختص به أمة دون أمة، ومن المعلوم بداهة أن هناك طرائق في التعبير، وأساليب مشتبهة بين البشر، وهذه الأساليب المشتركة إنما هي تتبع الخصائص الموجودة في النوع الإنساني، فطبعي بعد ذلك أن يكون في كل لغة حقيقة ومجاز.
(يُتْبَعُ)
(/)
والتعبير بـ (القمر) عن الطلعة البهية، وبـ (السبع) عن الرجل الشجاع، هذا لا تختص به هذه اللغة العربية، بل هو موجود في كل لغة، نعم هذه اللغة العربية تمتاز بوفرة مجازاتها وبوفرة أساليبها حتى اعترف بذلك المستشرقون الذين لهم اطلاع على لغات واسعة)).
فسواء عندنا أن كان اليونان هم أول من قال بالمجاز أم لم يكونوا، ما يهمنا أن الحقيقة والمجاز أمر موجود في كل لغة وكل لسان، والأصوليون والفقهاء إنما قالوا بالمجاز في لغة العرب من استقرائها، ومن النظر في واقع اللغة وطبيعتها، وهذا يكفينا، ولا يضيرنا أن يكونا اليونان سبقونا إلى هذا التقسيم.
وبارك الله فيك ...
ـ[أحمد الرشيدي]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 11:13 م]ـ
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=48250
طالعته مرات وهو كتاب ضعيف وقد نقدناه كثيراً وهذا أنموذج من ضعف تحقيق مؤلفه
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=48248
سبق لي أن تتلمذت على فضيلة الشيخ محمد بن العلامة الشيخ الشنقيطي - رحمه الله - صاحب أضواء البيان - وهو أعني ابنه يرى أن والده جانبه الصواب في مسألة منع المجاز والذي قال به السواد الأعظم من علماء الأمة. وإخالك سترى ما قاله ضعيفا. ولا ضير في ذلك، فالعلماء الذين يؤخذ عنهم العلم أقروا ما نفاه من قدست اجتهاده.
هذا وإني أراك قد طاب لك نسبة أقوال الأئمة إلى اليونان وأنهم كانوا ببغاوات تحكي ما فاه به اليونان فحسب! وهذا لعمر الله عظيم في حقهم، وهم الذين انتجعوا مساقط القطر والجدب على السواء، وأخذوا اللغة عن حرشة الضباب وعرفوا مذاهب العرب في لسانهم وما كان لهم من شأن فيمن لا يحتج بلغته وإن كان عربيا خالصا لا لشيء إلا خشية أن يدخل في لسان العرب ما ليس منه مفردات وتراكيب ومذاهبهم فيه.
ثمة أمر لن أعود إليك من بعد جوابك عنه، وهو الذي بترته من ردي، وتشاغلت عنه بغيره:
" أيها الأخ الكريم أتعلم إلى أي شيء يفضي بك القول حين تتشبث بالقرائن التي تتلبس بها المفردات فترجح معنى دون آخر؟ إنه يفضي - حتما - أننا نجهل المراد من هذا اللفظ وحده نحو (أسد) وإن شئت (حمار) حتى يكون في سياق ما ليتأتى لنا من بعد فهم مدلول هذا اللفظ من السياق ليس غير؟! وأما إن كان وحده، فإنه سيلتبس علينا فهم المراد منه، فلربما هو أسد ولربما هو شجاع في المعركة ولربما هو حمار حتى يسعفنا السياق، وهلم جرا في نحو (أكل) و (نام). "
ـ[أحمد الرشيدي]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 11:26 م]ـ
أحسن الله إليك أخي أحمد ...
لا بأس عندنا في أن يكون اليونان هم أول من قال بالمجاز، فهم نظروا في أمر لغتهم ورأوا أن فيها حقيقة ومجازاً، ونحن عندما ننظر في اللغات والألسنة فلا مناص من أن نحكم بوجود المجاز فيها، أو في لغتنا العربية على الأقل، وكلام الدكتور عبد المحسن العسكر خير ما يقال في هذا الباب، حيث يقول:
((الذي يظهر - يا أخوة - أن هذا التقسيم - تقسيم الكلم إلى حقيقة ومجاز - ليس خاصا بالعربية - كما ذهب إلى ذلك جمع من العلماء -، بل هو أمر فطري تقتضيه طبيعة اللغات، وتفرضه قرائح المتكلمين؛ لأنه خروج بالكلام عن الأصل الذي اطرد به الاستعمال، وهذا موجود في كل لغة، ولا تختص به لغة دون لغة، ولا تختص به أمة دون أمة، ومن المعلوم بداهة أن هناك طرائق في التعبير، وأساليب مشتبهة بين البشر، وهذه الأساليب المشتركة إنما هي تتبع الخصائص الموجودة في النوع الإنساني، فطبعي بعد ذلك أن يكون في كل لغة حقيقة ومجاز.
والتعبير بـ (القمر) عن الطلعة البهية، وبـ (السبع) عن الرجل الشجاع، هذا لا تختص به هذه اللغة العربية، بل هو موجود في كل لغة، نعم هذه اللغة العربية تمتاز بوفرة مجازاتها وبوفرة أساليبها حتى اعترف بذلك المستشرقون الذين لهم اطلاع على لغات واسعة)).
فسواء عندنا أن كان اليونان هم أول من قال بالمجاز أم لم يكونوا، ما يهمنا أن الحقيقة والمجاز أمر موجود في كل لغة وكل لسان، والأصوليون والفقهاء إنما قالوا بالمجاز في لغة العرب من استقرائها، ومن النظر في واقع اللغة وطبيعتها، وهذا يكفينا، ولا يضيرنا أن يكونا اليونان سبقونا إلى هذا التقسيم.
وبارك الله فيك ...
صدقت أخي الكريم - حفظك الله ورعاك - وهذا لا يلزم علماء العربية والدين بأنهم مقلدون ومتبعون. إن غاية ما يقال عن هذا هو ما قرره الإمام عبد القاهر في أسرار البلاغة أن تشبيه المرأة بالبدر، واستعارة البحر للكرم وما هو من قبيله ليس قاصرا على لغة العرب، ثم إن حقيقة ما هو قار في لسان العرب هو المحكم، والمرجوع إليه ولا يضير إن كان ثمة شبه بين لسان العرب وأي لغة من لغات الأمم.
هذا ولقد حضرني وأنا أقرأ ردك الكريم قول قيل على عواهنه في حق الخليل بن أحمد الفراهيدي - أو الفرهودي كما تشبث به يونس ين حبيب - حين زعم بأن الخليل لم يبتكر حصر اللغة في كتاب العين - أعني الطريقة لا نسبة كل ما في الكتاب إلى الخليل ففيه خلاف معروف بين العلماء - لأن في الأمم الأخرى من قام بذلك في غابر الزمان كالصينيين والهنود!
وفقك الله وأمتع بك(/)
اختلاف الألسنة ..
ـ[أبو فهر]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 05:21 م]ـ
(6)
اختلاف الألسنة ..
1 - نقل الألفاظ إلى غير ما كانت تدل عليه هو اختلاف الألسنة , لا الحقيقة والمجاز
قال الله تعالى تعالى: ((ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين)) , وألسنة الناس تختلف في الأحرف التي ينطقون بها , وهو ما يسمى علم الأصوات , وفي الألفاظ المفردة , وهو التصريف أو الصرف , وفي أوجه تأليف الألفاظ وجمع بعضها إلى بعض , وهو النحو , وفيما تدل عليه الألفاظ المفردة والمؤلفة , وهو علم الدلالة, وتكلم المستشرق الألماني برجشتراسر في اختلاف الألسنة , وسمَّاه التطور اللغوي , وتبعه على ذلك د. رمضان عبد التواب وغيره (1) , وأخذوا تلك التسمية من كلام دارون وأصحابه في التطور , وكلامهم كله باطل , وقول الله تعالى هو الحق المبين , والألسنة لا تتطور , ولكنها تختلف.
وأسرع ما تختلف فيه الألسنة هو ما تدل عليه الألفاظ , فاللفظة الواحدة قد تدل بلسان قوم على غير ما تدل عليه بلسان قوم آخرين , ويختلف ما تدل عليه اللفظة الواحدة بلسان نفس القوم من قرن إل قرن , وقد يحدث ذلك الاختلاف في قرن واحد منهم , وقد يحدث في قرون متقاربة , وكلما كان أولئك القوم أكثر عزلة عن غيرهم , قل اختلاف لسانهم من قرن إلى قرن , وظلت أكثر ألفاظهم تدل بلسان القرن اللاحق على نفس ما كانت تدل عليه بلسان القرن السابق , وأعظم ما تختلف به الألسنة هو اختلاط الأمم , ونقل الكتب من لسان إلى لسان , فالناس ينقلون الألفاظ كثيراً إلى غير ما كانت تدل عليه عند غيرهم , وبذلك النقل تختلف ألسنتهم , ولا يظل اللسان بعد ذلك النقل لساناً واحداً , ولكنه يصير ألسنة مختلفة , وإذا نقل رجلٌ لفظة أو ألفاظاً إلى غير ما تدل عليه عند قوم اختلف لسانه عن لسانهم , وحدث لسان جديد , وقد يكون ذلك الرجل شاعراً أو خطيباً , أو كاتباً وقد يكون سيداً مطاعاً أو عامياً وقد يتبعه على ذلك اللسان الجديد قومه , أو تتبعه طائفة من الناس فلسان كل قوم أو رجل هو ما تدل عليه الألفاظ في كلام ذلك الرجل وأولئك القوم , ولا ريب أن لكل قوم أولاً اتبعوه على لسانه , فإذا علم ذلك الأول نسب اللسان إليه , وإذا نسي وبعد العهد به ينسب اللسان إلى أولئك القوم.
ونقل الألفاظ إلى غير ما كانت تدل عليه قد يكون خطأ أو جهلاً باللسان الأول , أو خلطاً بينه وين لسان آخر , وبين لسان آخر , وقد يكون عمداً , واللفظة قد تنقل من العموم إلى الخصوص , فتصير خاصة بعد ما كانت عامَّة , وتنقل من الخصوص إلى العموم , فتصير عامَّة بعدما كانت خاصة , وتعزل عن الإضافة بعدما كانت تذكر إلا مضافة , أو تضاف إلى غير ما كانت تضاف إليه وتقرن به وقد يزاد فيما تدل عليه شيء أو أشياء أو تنقل من شيء إلى غيره , وقد يكون ما نقلت إليه يشبه ما كانت له أو يقاربه , فيسمي الشيء باسم ما يشبهه , أو باسم مكانه , أو ما يجاوره , أو يتصل به ويسمى الكل باسم البعض , أو البعض باسم الكل , وكل ما ذكروه من المجازات والاستعارات فهي أوجه من ذلك النقل , وقد تنقل اللفظة إلى شيء لا يشبه ما كانت له ولا يقاربه , وقد يكون ما نقلت إليه أبعد شيء عما كانت عليه , وذلك النقل كله خطأه وعمد لا ميزان له , ولا يجري طريقة واحدة , بل قد يكون ما نقلت اللفظة إليه أبعد شيء عما كانت له , ولو كان نقل الألفاظ إلى غير ما كانت تدل عليه له بميزان يوزن به , أو له طريقة واحدة أو طرق معدودة يجري عليها , لكان ما نقلت إليه اللفظة باللسان الآخر , يدلُّ على ما كانت له باللسان الأول , ولكن ذلك النقل لا ميزان له , ولا يجري على طريقة واحدة , ولا طرق معدودة , وهو يكون بأوجه من العمد والخطأ لا سبيل إلى حصرها , فما نقلت اللفظة إليه باللسان الآخر لا يهدي إلى ما كانت له باللسان الأول , ولا يدل عليه , والمتكلم بلسان قوم لا يعني إلا ما تدل عليه الألفاظ بلسان أولئك القوم , ولا يخطر بقلبه ما تدل عليه بلسان قوم آخرين لا قبلهم ولا بعدهم , وإذا كان اللسان الأول محفوظاً , علم ما كانت تدل عليه الألفاظ أولاً , وما نقلت إليه بعد ذلك , وأما إذا كان اللسان الأول ليس محفوظاً , فلا يعلم ما كانت تدل عليه الألفاظ أولاً , ولا يدري أنقلت أم لم تنقل , فذلك النقل لا
(يُتْبَعُ)
(/)
سبيل إلى علمه إلا في لسانين محفوظين , أحدهما قبل الآخر.
ولسان العرب الذي حفظه الله تعالى لنا هو لسان العرب الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم قومه صلى الله عليه وسلم , ولا ريب أن لسان أولئك العرب كان يختلف عن لسان العرب القديم الأول قبلهم , ولسان العرب قبلهم لم يحفظ لنا , فلا ندري ما كانت تدل عليه الألفاظ بلسان العرب الأول , ولا ما نقل منها إلى غير ما كان يدل عليه , ولا ما لم ينقل , ولو حفظ لسان العرب الأول لم ينفع في دين الله شيئاً , والله تعالى أنزل كتابه وبعث نبيه صلى الله عليه وسلم بلسان العرب الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم وليس بلسان العرب قبلهم ولا بعدهم , فما تدل عليه الألفاظ في كتاب الله تعالى وحديث رسوله هو ما كانت تدل عليه عند أولئك العرب الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم وليس ما ما كانت تدل عليه قبلهم.
فإذا كانت العرب قوم النبي صلى الله عليه وسلم , يقولون أسدٌ لذلك السبع , ويقولون أسدٌ للرجل الجرئ الذي لا يفر , فلا تدري بأيهما تكلموا أولاً , ولا سبيل إلى العلم به , لا بنبأ صادق , ولا ببرهان , فإن لسان العرب القديم الأول ليس محفوظاً , وما ثقلت اللفظة إليه بلسان الآخر , لا يهدي إلى ما كانت له بلسان الأول , ولئن قلنا إنها كانت قبلهم تدل على أحدهما دون الآخر , فلقد صارت بلسانهم تدل عليها جميعاً , وصاروا يقولون: أسد للسبع والرجل سواءً , فلا تدل تلك اللفظة على أحدهما دون الآخر إلا بينة من كلام المتكلم أو حاله , والمحفوظ من كلامهم يشهد بذلك وسيأتي ذكره إن شاء الله , فقولهم: إنها وضعت للسبع , ثم نقلت للرجل , فهي حقيقة في السبع , مجازٌ في الرجل , زعم باطلٌ , وقولهم: إنها تدل على السبع بغير قرينة , ولا تدلُّ على الرجل إلا بقرينة , زعم باطل مثله , ولابدَّ لهم من هذين الزَّعمين في كل لفظة يدَّعون فيها حقيقة ومجازاً , وكلاهما زعم باطل لا حجّة لهم به , وإذا صارت اللفظة بلسان قوم تدل أكثر من دلالة , فلابدَّ أن يكون في كلام المتكلم أو حاله ما يبيِّن ما أراده بها , وسواءٌ أراد بها ما كانت له أوَّلاً , أو ما نقلت إليه بعد ذلك , وسواءٌ علمنا ما كانت له أولاً , وما نقلت إليه بعد ذلك , أم لم نعلمه.
2 - اختلاف ألسنة العرب قبل النبي صلى الله عليه وسلم بعده
وألسنة العرب قبل النبي صلى الله عليه وسلم وبعده ألسنة كثيرة مختلفة , وليس لسان العرب واحداً من لدن معد بن عدنان إلى آخر الدهر , ولا ألسنة غيرهم من الأمم , وألسنة العرب القدماء قبل النبي صلى الله عليه وسلم ليست محفوظةً , ولو وُجد منها شيء , فلا يعلم ما يدل عليه إلا ظناً؛ وكذلك كل لسان ذهب القوم الذين كانوا يتكلمون به , ثم وجد منه شيء قليل بعدهم مكتوباً , فلا يعلم ما كان يدل عليه عندهم إلا ظناً؛ وحدثت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ألسنة كثيرة , ونقل كثيرٌ من ألفاظ العرب إلى غير ما كان يدل عليه , فإن العرب بعد النبي صلى الله عليه وسلم خالطوا كثيراً من الأمم غيرهم , وتكلم بلسانهم من ليس منهم من المستعمرين من العجم والموالي , وكل من نشأ بين لسانين أخطأ فيه وغيره , ولم يزل ينزع به إلى لسانه الأول , ونقلت إلى العربية كثير من كتب الفلاسفة وغيرها , والذين نقلوا تلك الكتب لم يكونوا عرباً , فخلطوا كثيراً من ألفاظهم وكلامهم بكلام العرب وكلامهم إلى غير ما كان يدل عليه , وأحدثت طائفة من الكتاب والشعراء مذهب البديع , وأخذوه من كتاب العجم وشعرائهم وتوسعوا في الاستعارات , فنقلوا كثيراً من ألفاظ العرب وكلامهم إلى غير ما كانت تدل عليه , وتكلموا بما لم تتكلم به العرب , والمتكلمون من المعتزلة وغيرهم أخذوا كثيراً من ألفاظ الناقلين لكتب الفلاسفة ومن ألفاظ المتكلمين من اليهود والنصارى وغيرها من الأمم , وخلطوها بكلام العرب , ونقلوا كثيراً منه إلى غير ما كان يدل عليه وكانوا من العجم والموالي , وكذلك النحويون نقلوا كثيراً من ألفاظ العرب إلى غير ما تدل عليه , وكثير من ألفاظ النحويين تدل على نفس ما تدل عليه عند المعتزلة , وأكثر النحويين من البصريين والكوفيين ومن بعدهم كانوا معتزلة , وزعم كثيرٌ منهم أنهم كانوا لا يخلطون بين كلامهم في المنطق والفلسفة وكلامهم في النحو , وهو زعم باطلٌ , وكلامهم في
(يُتْبَعُ)
(/)
النحو يكذبه , وما يدل عليه لفظ الاسم والصفة والعلة وغيرها عند النحويين هو نفس ما يدل عليه عند المعتزلة , والفقهاء من أهل الرأي والحديث , والصوفية وغيرهم من الخاصة والعامة , كلهم تكلموا بما لم تكن تتكلم به العرب , ونقلوا ألفاظ العرب إلى غير ما كانت تدل عليه , وحدثت ألسنة أخرى عربية مولدة , وكثرت تلك الألسنة واختلط بعضها ببعض وصارت اللفظة الواحدة تدل عند كل طائفة منهم على غير ما تدل عليه عند غيرهم , وقد تدل اللفظة في كلام رجل على غير ما تدل عليه عند غيره من الناس كلهم , وينقل ذلك الرجل تلك اللفظة إلى شيء لم يسبقه إليه أحدٌ , ولا تبعه عليه أحدٌ , فيكون ما تدل عليه بلسان ذلك الرجل خاصة غير ما تدل عليه بلسان غيره من الناس كلهم , وتلك الألسنة المحدثة كلها عربية أخرى غير لسان العرب الذي نزل القرآن به.
وتلك الألسنة المحدثة المولدة كانت قريباً من عهد النبي صلى الله عليه وسلم , ولعل بعضها حدث أوائله في آخر المائة الأولى , وقال أبو سليمان الخطابي في كتابه ((بيان إعجاز القرآن)): أخبرني الحسن بن عبد الرحيم , عن أبي خليفة , عن محمد بن سلام الجمحي , قال: قال أبو عمرو بن العلاء: اللسان الذي نزل به القرآن , وتكلمت به العرب على عهد النبي صلى الله عليه وسلم عربية أخرى غير كلامنا هذا (2). اهـ , وهو في طبقات الشعراء لابن سلام , وقال ابن سلام بعده: قال أبو عمرو بن العلاء: ما لسان حمير وأقاصي اليمن اليوم بلساننا ولا عربيتهم بعربيتنا (3) اهـ؛ وقال الخطابي: وقد زعم بعضهم أن كلام العرب كان باقياً على نجره الأول وعلى سطح طبعه الأقدم , إلى زمان بني أمية , ثم دخله الخلل , فاختل منه أشياء , قال: ولهذا صار العلماء لا يحتجون بشعر المحدثين , ولا يستشهدون به , كبشار بن برد , والحسن بن هانئ , ودعبل , والعتَّابي , وأحزابهم من فصحاء الشعراء والمتقدمين في صنعة الشعر , وإنما يرجعون في الاستشهاد إلى شعراء الجاهلية , وإلى المخضرمين منهم , وإلى الطبقة الثالثة التي أدركت المخضرمين , وذلك لعلمهم بما دخل الكلام في الزمان المتأخر من الخلل , والاستحالة عن رسمه الأول (4) اهـ وقال ابن برهان في كتابه ((الوصول إلى الأصول)): وأما كلام الشافعي , وأبي حنيفة رضي الله عنهما فلا يحتج به؛ لأن الحجة إنما تثبت بأقوال العرب والفصحاء الأقحاح الأفصاح , الذين أنطقتهم طباعهم , فأما من أخذ اللغة عن العلماء وتلقف من الأدباء , وقال ما قال عن الاجتهاد , فقوله لا يكون حجة , بل لابد من النظر في دليله (5) يعني لا يكون حجة في العربية وعلم لسان العرب , قال الشاطبي في كتابه ((الموافقات)): ووجه آخر وهو أن كثيراً مما ليس بمحتاج إليه في علم الشريعة قد أدخل فيها وصار من مسائلها , ولو فرض رفعه من الوجود رأسا لما اختل مما يحتاج إليه في الشريعة شيء , بدليل ما كان عليه السلف الصالح في فهمها , دع العرب المحفوظة اللسان , كالصحابة ومن يليهم من غيرهم , بل من ولد بعدما فسد اللسان , فاحتاج إلى علم كلام العرب , كمالك والشافعي وأبي حنيفة ومن قبلهم أو بعدهم , وأمثالهم , فلما دخلت تلك الأمور وقع الخلاف بسببها , ولو لم تدخل فيها لم يقع ذلك الخلاف , ومن استقرأ مسائل الشريعة وجد منها في كلام المتأخرين عن تلك الطبقة كثيراً , وقد مر في المقدمات تنبيه على هذا المعنى (6).اهـ وكلام أئمة العربية في ذلك كثير معروف.
3 - لسان العرب الذي نزل القرآن به , هو لسان العرب قوم النبي
صلى الله عليه وسلم
فما تدل عليه الألفاظ في كتاب الله تعالى , وحديث رسوله صلى الله عليه وسلم هو ما كانت تدل عليه في كلام أولئك العرب , قوم النبي صلى الله عليه وسلم , وليس ما كانت تدل عليه قبلهم , ولا ما صارت تدلُّ عليه بعدهم , ولا يفقه أحدٌ في الدين حتى يعلم ما كانت تدل عليه تلك الألفاظ عند أولئك العرب الذين بعث النبي صلى الله عليه وسلم ويعلم ما تدل عليه الألفاظ عندهم من كلام أئمة العربية الموثوق بهم , وما تشهد به مواضع تلك الألفاظ في كتاب الله تعالى , وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي رواها الثقات وحفظت ألفاظها , وأشعار العرب وأمثالهم التي يوثق بعربيتها ورواتها وكلام كل قوم المحفوظ عنهم يفسر بعضه بعضاً , ويبين ما تدل عليه الألفاظ عندهم , وإذا جمعت مواضع اللفظ في كلام قوم أو كثير منها ما يدل عليه عندهم , وما اختلف فيه أئمة العربية , فتلك الشواهد تدل المجتهد على الصواب فيه إن شاء الله تعالى.
وكل من فسر شيئاً من القرآن والحديث بغير ما كان يدل عليه عند العرب قوم النبي صلى الله عليه وسلم فقد أخطأ فيه؛ والمتكلمون من المعتزلة وغيرهم فسروا كثيراً من القرآن والحديث بأهوائهم , وبما تدل عليه الألفاظ عند الفلاسفة والناقلين عنهم , وليس بما تدل عليه عند العرب , فأخطأوا واختلفوا , وضلوا وأضلوا كثيراً من الناس , وكان لسان الفلاسفة والناقلين عنهم هو أضر الألسنة للمتفقهين؛ وروي عن الشافعي رحمه الله أنه قال: ما جهل الناس ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب , وميلهم إلى لسان أرسطوطاليس (7).
==========================
الحواشي:
(1) ((التطور النحوي للغة العربية)) محاضرات ألقاها برجشتراسر في جامعة القاهرة 1929 م ونشرها د. رمضان عبد التواب , و ((التطور اللغوي مظاهره وعلله وقوانينه)) د. رمضان عبد التواب
(2) ((بيان إعجاز القرآن)) ضمن ثلاث رسائل ص 45, 46
(3) ((طبقات فحول الشعراء)) 1/ 10 - 11
(4) ((بيان إعجاز القرآن)) ص 46
(5) ((الوصول إلى الأصول)) 1/ 347
(6) ((الموافقات)) 3/ 96
(7) صون المنطق والكلام: (1/ 47 - 48).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 05:25 م]ـ
ما الذي ترمي إليه؟
تضيف المواضيع الواحد تلو الآخر؟!
لعلك تريد من إدارة المنتدى حذف هذه المواضيع حتى لا يعرف الناس فساد، مذهبك، وعوار رأيك، وتهافت نقدك لمحاضرة الدكتور العسكر ....
إن كانت إدارة المنتدى قد عزمت أن تحذف هذه المواضيع، فأرجو منهم أن يبقوا على موضوع نقد محاضرة الدكتور عبد المحسن العسكر حول المجاز ...
فقد أتيتُ في ردودي على "أبي فهر" ما يبين تهافت أقواله، وزيف آرائه ... أرجو من إدارة المنتدى الإبقاء على هذا الموضوع، بل تثبيته حتى لو ظل مغلقاً حتى يتبين الناس كلام الدكتور العسكر، وكلام أبي فهر في نقد المحاضرة، وكلامي في إبطال مزاعم أبي فهر:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=47965
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 05:34 م]ـ
ما الذي ترمي إليه يا أبا فهرٍ؟
تضيف المواضيع الواحد تلو الآخر؟!
لعلك تريد من إدارة المنتدى حذف هذه المواضيع حتى لا يعرف الناس فساد، مذهبك، وعوار رأيك، وتهافت نقدك لمحاضرة الدكتور العسكر، أو لعلك تريد إخفاء الموضوع من الصفحة الأولى ....
إن كانت إدارة المنتدى قد عزمت أن تحذف هذه المواضيع، فأرجو منهم أن يبقوا على موضوع نقد محاضرة الدكتور عبد المحسن العسكر حول المجاز ...
فقد أتيتُ في ردودي على "أبي فهر" بما يبين تهافت أقواله، وزيف آرائه ... أرجو من إدارة المنتدى الإبقاء على هذا الموضوع، بل تثبيته حتى لو ظل مغلقاً حتى يتبين الناس كلام الدكتور العسكر، وكلام أبي فهر في نقد المحاضرة، وكلامي في إبطال مزاعم أبي فهر:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=47965(/)
والعرب تعرف اللسان ولا تعرف اللغة في موضع الكلام ..
ـ[أبو فهر]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 05:41 م]ـ
قال أبو بكر الجصاص في كتابه: ((الفصول في الأصول)): ((وقال الله تعالى: {بلسان عربي مبين} يعني بلغة؛ لأن اللغة بالِّلسان تظهر)) انتهى بلفظه.
قلت: وكل ذلك لم يكن بل خطأ على العربية هو ....
والعرب يقولون: لسان القوم، ولسان العرب، ولسان عربي، ولا يقولون: لغة القوم، ولا لغة العرب، ولا لغة عربية، وليس ذلك من كلامهم.
وقول من قال: ((اللغة)) = خطأ على العرب كله وإنما هو من كلام المتكلمين والناقلين لكتب الفلاسفة .... فما كانت العرب تسميه لساناً صار أولئك المتكلمون يسمونه: لغة .. ثم كثر لفظ اللغة في كلام الخاصة والعامة ... وهو لسان محدث مولد، وليس بلسان العرب الذي نزل القرآن به ...
فأبو بكر الجصاص المعتزلي ... استبدل بلفظ محدث مولد اللفظ العربي وهو اللسان ....
ثم زعم أن اللفظ الذي لم تكن العرب تعرفه ولا تتكلم به (اللغة) هو الحقيقة، وهو أصل الوضع، وأن اللفظ العربي الذي كانت العرب تتكلم به (اللسان) هو المجاز المنقول إلى غير ما وضع له (!!!)
والعرب يقولون اللسان يعنون به ذلك اللحم الذي في الفم، ويقولون اللسان يعنون به كلام كل قوم الذي يعقلونه ويتكلمون به، ولا ندري بأي ذلك تكلموا أولاً، ولا سبيل إلى العلم به.
ولا يذكر لفظ اللسان في كلامهم إلا وفي كلام المتكلم أو أنبائه ما يبين ما أراده به ...
فقول الجصاص وغيره إن لفظ اللسان وضع في أصل اللغة لذلك اللحم الذي في الفم وهو حقيقة في ذلك اللحم مجاز في غيره، وه يدل على ذلك اللحم من غير قرينة ولايدل على الكلام الذي يُنطق به إلا بقرينة كل ذلك زعم باطل لا حجة لهم به
أما اللغة في كلام العرب فتعني لسان القوم يخالفون به غيرهم من أهل اللسان نفسه ....
ويستعمل بعض العرب مكانها لفظ: اللحن
وهي التي ترادف في لسان المولدين لفظ: اللهجة، ولفظ اللهجة في الدلالة على هذا المعنى لفظ مولد ... واللفظ العربي الصواب مكانه هو لفظ: اللغة أو اللحن ...
ومنه:
قول ذي الرمة:
من الطنابير يزهي صوته ثمل = في لحنه عن لغات العرب تعجيم
وقول الكميت بن زيد:
لهم لغة تبيّن مَن أبوهم = مع الغرر الشوادخ والحجول
أما اللغة التي في كلام الجصاص وغيره وتكون بمعنى (الكلام) فهو لفظ مولد أخذوه من اليونانية القديمة وأصله فيها ( logic)....
ولفظ اللغة في كلام العرب ليس هو بمعنى (اللسان) أو (الكلام) وإنما معناه: لسان القبيلة المعينة أو الفئة المعينة يخالفون به غيرهم من أهل اللسان نفسه، وهو مع هذا استعمال نادر عندهم ...
فاختلاف دلالة الألفاظ، أو اختلاف الألفاظ الدالة من زمان إلى زمان هو اختلاف ألسنة ...
واختلاف ذلك بين أهل الزمان نفسه وأهل اللسان نفسه هو اختلاف لغات ويسميه المحدثون: اختلاف لهجات ...
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 05:50 م]ـ
أتدري؟
كتاباتك آية جهلك وبطرك للحق ...
ما الذي ترمي إليه يا أبا فهرٍ؟
تضيف المواضيع الواحد تلو الآخر؟!
لعلك تريد من إدارة المنتدى حذف هذه المواضيع حتى لا يعرف الناس فساد، مذهبك، وعوار رأيك، وتهافت نقدك لمحاضرة الدكتور العسكر، أو لعلك تريد إخفاء الموضوع من الصفحة الأولى ....
إن كانت إدارة المنتدى قد عزمت أن تحذف هذه المواضيع، فأرجو منهم أن يبقوا على موضوع نقد محاضرة الدكتور عبد المحسن العسكر حول المجاز ...
فقد أتيتُ في ردودي على "أبي فهر" بما يبين تهافت أقواله، وزيف آرائه ... أرجو من إدارة المنتدى الإبقاء على هذا الموضوع، بل تثبيته حتى لو ظل مغلقاً حتى يتبين الناس كلام الدكتور العسكر، وكلام أبي فهر في نقد المحاضرة، وكلامي في إبطال مزاعم أبي فهر:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=47965
ـ[أبو فهر]ــــــــ[21 - 07 - 2009, 05:54 م]ـ
أرجو من الإدارة الموافقة وتثبيت نقدي لمحاضرة الشيخ ...
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 12:26 م]ـ
هلا أجبتني عن مثال الكمبيوتر؟(/)
إلى نفاة المجاز: أنى لكم أن تخرجوا من هذا المأزق؟!
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 08:59 ص]ـ
رجال انتهى بهم الغلو والتقليد الأعمى، والنظر الضيق إلى إنكار المجاز في اللغات جميعاً، حتى في لهجاتنا العامية المحكية، فجيناهم بلفظة واحدة ليس غير: الكمبيوتر.
وقلنا لهم: نحن نعرف أن هذا اللفظ "كمبيوتر" إنما هو محاكاة صوتية للفظة 3.الإنجليزية " computer"، حكيناها عنهم ونقلناها إلى أصواتنا، وهي تدل في لهجتنا العامية على الحاسب الآلي.
ثم وجدنا العامة تقول: "فلان - ما شاء الله- كمبيوتر" في الدلالة على ذكائه وفطنته، وقوة ذاكرته.
فقلنا لمنكرة المجاز:
1. لا شك عندنا وعندكم أن هذه اللفظة "كمبيوتر" تدل بالحقيقة على الحاسب الآلي، أو استعملها الناس للدلالة على الحاسب الآلي استعمالاً سابقاً.
2. ثم استعملناها في الدلالة على الذكي الفطن استعمالاً لاحقاً ...
3. ولا شك أن المعنى الثاني مرتبط بالمعنى الأول على وجه المشابهة.
وهذا هو المجاز بعينه، سواءٌ أسميتموه مجازاً أم سميتموه تطوراً دلالياً، أم تعديد مضافات خارجية للفظ سابق، أم غير هذا من الألفاظ التي تتهربون بها من لفظ "مجاز".
وبعد الإقرار والتسليم بهذه المقدمة "وقوع المجاز في اللهجات العامية"، التي خانكم التوفيق إذ صرحتم بإنكارها، سيكون سهلاً علينا أن نمضي بكم إلى إثبات المجاز في كلام العرب القدماء وغيرهم، ستكون هذه مهمتنا بعد أن تسلموا لنا بالمقدمة، وما عليكم إلا أن تستمعوا وتفهموا، وسنبين لكم بإذن الله تهافت أقوالكم وزيف آرائكم في كل المسائل التي ذكرتموها مثل الأسد والحمار وغيرها ...
كل ما تسطرونه في غير هذا الباب مما لا يشتغل به حتى تخرجوا أنفسكم من هذا المأزق الذي وقعتم فيه، أو تقروا وتسلموا بفساد قولكم إذ أنكرتم المجاز في اللهجات العامية ...
فأنى لكم أن تهربوا من هذا المأزق؟
وإلى متى تروغون روغان الثعالب؟
اشتغلوا بهذه قبل أن تتصدروا لنقد العلماء ...
جدوا لأنفسكم مخرجاً من مثال الكمبيوتر يا منكري المجاز!!!
فهو لعنة على مذهبكم في إنكار المجاز ستظل تلاحقكم ...
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 12:28 م]ـ
هلا أجبتنا يا أبا فهر بما عندك من علم، فتخرج نفسك وأنصارك من هذا المأزق الذي أوقعت نفسك فيه؟؟
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 08:08 ص]ـ
هلا أجبتنا يا أبا فهر بما عندك من علم، فتخرج نفسك وأنصارك من هذا المأزق الذي أوقعت نفسك فيه؟؟
لا زلت أنتظرك يا أبا فهر ...
ألا تحسن إقامة البرهان على ما تدعيه من نفي المجاز في اللهجة العامية، وأنت الذي تزعم أنك رجل من الناس آتاك الله شيئاً من العلم تحسن إقامة البرهان عليه .. وأنك تلقيتَ أصولَ هذا الباب عن شيخ لك كبير العلم والقدر!!!
فلم نكلتَ هاهنا وأنت الذي تسطر الصفحات الطويلة فيما تدعيه علماً وتحقيقاً؟!!!
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[25 - 07 - 2009, 08:08 ص]ـ
رجال انتهى بهم الغلو والتقليد الأعمى، والنظر الضيق إلى إنكار المجاز في اللغات جميعاً، حتى في لهجاتنا العامية المحكية، فجيناهم بلفظة واحدة ليس غير: الكمبيوتر.
وقلنا لهم: نحن نعرف أن هذا اللفظ "كمبيوتر" إنما هو محاكاة صوتية للفظة 3.الإنجليزية " computer"، حكيناها عنهم ونقلناها إلى أصواتنا، وهي تدل في لهجتنا العامية على الحاسب الآلي.
ثم وجدنا العامة تقول: "فلان - ما شاء الله- كمبيوتر" في الدلالة على ذكائه وفطنته، وقوة ذاكرته.
فقلنا لمنكرة المجاز:
1. لا شك عندنا وعندكم أن هذه اللفظة "كمبيوتر" تدل بالحقيقة على الحاسب الآلي، أو استعملها الناس للدلالة على الحاسب الآلي استعمالاً سابقاً.
2. ثم استعملناها في الدلالة على الذكي الفطن استعمالاً لاحقاً ...
3. ولا شك أن المعنى الثاني مرتبط بالمعنى الأول على وجه المشابهة.
وهذا هو المجاز بعينه، سواءٌ أسميتموه مجازاً أم سميتموه تطوراً دلالياً، أم تعديد مضافات خارجية للفظ سابق، أم غير هذا من الألفاظ التي تتهربون بها من لفظ "مجاز".
وبعد الإقرار والتسليم بهذه المقدمة "وقوع المجاز في اللهجات العامية"، التي خانكم التوفيق إذ صرحتم بإنكارها، سيكون سهلاً علينا أن نمضي بكم إلى إثبات المجاز في كلام العرب القدماء وغيرهم، ستكون هذه مهمتنا بعد أن تسلموا لنا بالمقدمة، وما عليكم إلا أن تستمعوا وتفهموا، وسنبين لكم بإذن الله تهافت أقوالكم وزيف آرائكم في كل المسائل التي ذكرتموها مثل الأسد والحمار وغيرها ...
كل ما تسطرونه في غير هذا الباب مما لا يشتغل به حتى تخرجوا أنفسكم من هذا المأزق الذي وقعتم فيه، أو تقروا وتسلموا بفساد قولكم إذ أنكرتم المجاز في اللهجات العامية ...
فأنى لكم أن تهربوا من هذا المأزق؟
وإلى متى تروغون روغان الثعالب؟
اشتغلوا بهذه قبل أن تتصدروا لنقد العلماء ...
جدوا لأنفسكم مخرجاً من مثال الكمبيوتر يا منكري المجاز!!!
فهو لعنة على مذهبكم في إنكار المجاز ستظل تلاحقكم ...
لا زلنا بانتظارك يا أبا فهر ...
فهلا أخرجت نفسك من هذا المأزق بما تزعمه عندك من علم؟؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[25 - 07 - 2009, 03:15 م]ـ
هات جواباً يا أبا فهر، وأخرج نفسك من هذا المأزق ...
فلا زلنا بانتظارك ...
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[26 - 07 - 2009, 08:05 ص]ـ
يا أبا فهر:
1. شيئاً من الرجولة، ولتعترف بوقوع المجاز في اللهجات العامية.
2. شيئاً من الحياء، والاعتراف بالحق الذي هو فضيلة لا زلتَ متجرداً منها.
3. شيئاً من التقوى، ومن مخافة الله في الإقرار بخطأ دعواك العريضة في إبطال المجاز في اللغات والألسنة جميعاً.
4. ارجع إلى شيوخك الذين أخذت العلم عنهم، وقل لهم كيف الفكاك من مثال الكمبيوتر؟ أو ارجع إلى المنتديات التي نشأت فيها، وقل لهم كيف الخلاص.
5. لا تكن ككفار قريش، هات المسألة من آخرها، ووفر على نفسك الوقت.
6. والله إني أعجب لتأليك ومزاعمك، مع أننا ألزمناك الحجة التي لا فكاك لك منها، إلا أنك تكابر، ولا تزال تروغ. والله إنك بارد يا مولانا!!
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[27 - 07 - 2009, 08:08 ص]ـ
يا أبا فهر:
1. شيئاً من الرجولة، ولتعترف بوقوع المجاز في اللهجات العامية.
2. شيئاً من الحياء، والاعتراف بالحق الذي هو فضيلة لا زلتَ متجرداً منها.
3. شيئاً من التقوى، ومن مخافة الله في الإقرار بخطأ دعواك العريضة في إبطال المجاز في اللغات والألسنة جميعاً.
4. ارجع إلى شيوخك الذين أخذت العلم عنهم، وقل لهم كيف الفكاك من مثال الكمبيوتر؟ أو ارجع إلى المنتديات التي نشأت فيها، وقل لهم كيف الخلاص.
5. لا تكن ككفار قريش، هات المسألة من آخرها، ووفر على نفسك الوقت.
6. والله إني أعجب لتأليك ومزاعمك، مع أننا ألزمناك الحجة التي لا فكاك لك منها، إلا أنك تكابر، ولا تزال تروغ. والله إنك بارد يا مولانا!!
لا زلنا بانتظارك أيها المدعي التألي في إنكار المجاز ونفيه ...
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[28 - 07 - 2009, 06:02 م]ـ
لا زلت أنتظرك يا أبا فهر ...
ألا تحسن إقامة البرهان على ما تدعيه من نفي المجاز في اللهجة العامية، وأنت الذي تزعم أنك رجل من الناس آتاك الله شيئاً من العلم تحسن إقامة البرهان عليه .. وأنك تلقيتَ أصولَ هذا الباب عن شيخ لك كبير العلم والقدر!!!
فلم نكلتَ هاهنا وأنت الذي تسطر الصفحات الطويلة فيما تدعيه علماً وتحقيقاً؟!!!
هلا أجبتنا يا أبا فهر، فقد طال انتظارك دون جدوى ...
هل نكلت عن التحدي، إذ لم تجد جواباً يخرجك مما أوقعت نفسك فيه؟
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[29 - 07 - 2009, 04:34 ص]ـ
ليس عدم الرد دليلا على العجز وضعف الحجة
ولربما أراد الرجل أن يصون نفسه ويتنزه عن سماع ما يؤذي
وأنت تفقه ما أعني
والموضوع مغلق(/)
للأهمية يا إخوان
ـ[طالب علم البلاغه]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 04:48 م]ـ
:::
اريدكم في خدمة يااخوان ومن يخدمي لن انسى له خدمته وله دعوه في ظهر الغيب
أ- اريد معنى الاسلوب لغة واصطلاحا في القواميس التاليه:
1/لسان العرب 2/القاموس المحيط 3/كتاب اساس البلاغه 4/كتاب الصحاح
ب- معنى النظم والصياغه والسبك والادآة والتعبير عند الامام عبدالقاهر الجرجاني
مع معرفة الفرق بين النظم وبين مقصود الامام عبدالقاهر بالنظم الذي هو لديه بمعنى توخي معاني النحو بين اجزاء الكلم
وصلى الله وبارك على سيدنا محمد
شبكة الفصيح لعلوم اللغة العربية
ـ[عمر مصطفى]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 05:14 م]ـ
السلام عليك، لدي فكرة بسيطة عن نظرية النظم، فالنظم هو حسن ترتيب و اختيار المفردات حتى كأنها لحمة واحدة.
ـ[المستعين بربه]ــــــــ[04 - 08 - 2009, 07:55 م]ـ
إلى طالب علم ا لبلاغة/السلام عليك ورحمة الله وبركاته.
هب أنّك أمام نهروأنت بحاجة إلى الماء ورأيت من يغترف بيده فهل تسأله شربة أم
تذهب إلى النهر فتشرب أنت بنفسك؟!
فأقول لك: الكتب والمصادر بين يديك فليس عليك إلا قليل بحث وتكفي نفسك الاستعانة
بغيرك على أمر تستطيع القيام به بنفسك, وليس بغريب أن تجد خلال بحثك نفيسة من نفائس العلم تفتح لك آفاقًا ليس بحسبانك.
أعانك الله وسددك.(/)
هل هذا التشبيه تشبيهٌ تمثيلي؟؟
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 10:35 م]ـ
قال الرسول الكريم:=:" مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير ............. "
هل هذا التشبيه تشبيهٌ تمثيلي؟؟
ولكم جزيل الشكر.
:; allh
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[24 - 07 - 2009, 10:27 م]ـ
أهلا وسهلا أخي محمود سعيد
نعم هو تشبيه تمثيلي.
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[26 - 07 - 2009, 08:34 م]ـ
بارك الله فيك أخي عامر مشيش.(/)
ما وجه الشبه .. ؟؟
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 10:40 م]ـ
والبدر في كبد السماء كدرهم=ملقى على ديباجة زرقاء
لو أردنا أن نعبر عن وجه الشبه في هذا التشبيه ماذا نقول؟؟
ولكم جزيل الشكر.
:; allh
ـ[مهاجر]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 07:58 ص]ـ
ولك جزيل الشكر أخي محمود.
هل يقال بأنه تشبيه تمثيلي انتزعت منه صورة مركبة من درهم توسط بساطا أزرقا لبدر توسط السماء.
والله أعلى وأعلم.
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 02:11 م]ـ
شكراً أخي مهاجر لحسن تعاونك.
ـ[محمد العميد]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 02:58 م]ـ
السلام عليكم أخي محمود، لما كان البدر منيرا وسط سماء صافية والدرهم اللامع ملقى على ديباجة حريرية فإن وجه الشبه هو "الوضوح والإشراق " والله أعلم.
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 06:08 م]ـ
وجه الشبه هنا حالة وصورة منتزعة من متعدد، وشرحها: حالة الشيء الأبيض المستدير على شيء أزرق.
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[24 - 07 - 2009, 09:09 م]ـ
بارك الله فيكم إخوتي الفضلاء محمد العميد وطارق الطاهر لمشاركتم.(/)
ما نوع التشبيه.؟
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[24 - 07 - 2009, 09:17 م]ـ
ما نوع التشبيه في هذا البيت؟
فإنك شمس والملوك كواكب = إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
ولكم جزيل الشكر.
ـ[فتاة نجد]ــــــــ[24 - 07 - 2009, 10:10 م]ـ
تشبيه تمثيلي، حيث شبه الممدوح في حال ظهوره وتغطيته على باقي الملوك بالشمس في حال ظهورها تختفي بقية الكواكب، بجامع قوة الظهور وخفاء عما سواه في حال ظهوره,,
والله أجل وأعلم
ـ[مهاجر]ــــــــ[25 - 07 - 2009, 07:36 ص]ـ
وبعض أهل العلم يجعله مثالا لـ: التشبيه البليغ، إذ حذفت أداة التشبيه ووجهه في: فإنك شمس، و: والملوك كواكب، على تقدير: فإنك كالشمس في ظهورها، والملوك كالكواكب في تواريها حال سطوع الشمس. فأفاد قوة الشبه حتى صح الإخبار بالمشبه به عن المشبه على سبيل المبالغة، ولا إشكال في تخريج الأخت فتاة نجد حفظها الله وسددها: فهو تمثيلي من جهة النظر إلى التشبيهين السابقين من جهة المجموع المركب منهما، لا إشكال في ذلك إذ النكات لا تتزاحم كما يقول أهل العلم. فلكل منهم وجهة هو موليها.
والله أعلى وأعلم.
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[26 - 07 - 2009, 08:32 م]ـ
الشكر لكم إخوتي فتاة نجد ومهاجر على حسن تعاونكم لاحرمنا الله منكم.
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[29 - 07 - 2009, 09:02 م]ـ
ما الذي يمنع من أن يكون التشبيه هنا ضمنياً؟؟
ـ[السراج]ــــــــ[31 - 07 - 2009, 07:59 ص]ـ
التشبيه التمثلي يحتاج لأداة
هو تشبيه بليغ ..
أما التشبيه الضمني فيتوجب وجود صورة مقارنة مثل قول الشاعر:
من يهن يسهل الهوان عليه ** ما لجرح بميت إيلام
و
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها ** إن السفينة لا تمشي على اليبس
فالمشبه صورة والمشبه صورة أخرى مشابهة لكن التشبيه يكون ضمنيا دون ذكر الأداة ولا وجه الشبه .. ويكون التشبيه بأكمله بمثابة المثل ..
ـ[عصام محمود]ــــــــ[02 - 08 - 2009, 09:00 م]ـ
التشبيه التمثلي يحتاج لأداة
هو تشبيه بليغ ..
أما التشبيه الضمني فيتوجب وجود صورة مقارنة مثل قول الشاعر:
من يهن يسهل الهوان عليه ** ما لجرح بميت إيلام
و
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها ** إن السفينة لا تمشي على اليبس
فالمشبه صورة والمشبه صورة أخرى مشابهة لكن التشبيه يكون ضمنيا دون ذكر الأداة ولا وجه الشبه .. ويكون التشبيه بأكمله بمثابة المثل ..
أحسنت وكل كلمة ذكرتها حقيقة بالفعل
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[03 - 08 - 2009, 12:19 ص]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الكريم السراج والأخ الكريم عصام محمود على حسن تعاونكم.
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[03 - 08 - 2009, 12:22 ص]ـ
تشبيه تمثيلي، حيث شبه الممدوح في حال ظهوره وتغطيته على باقي الملوك بالشمس في حال ظهورها تختفي بقية الكواكب، بجامع قوة الظهور وخفاء عما سواه في حال ظهوره,,
والله أجل وأعلم
ألا يحتاج التشبيه التمثيلي إلى أداة تشبيه؟! أين هي في البيت؟!
ولك الشكر موصول أختنا فتاة نجد.
ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[05 - 08 - 2009, 08:58 ص]ـ
.. إذا قال السراج فصدقوه .. فإن القول ما قال السراج
ـ[حمادي الموقت]ــــــــ[11 - 08 - 2009, 02:38 م]ـ
الحمد لله الذي علمنا ما لم نكن نعلم
وبعد
فارتباطا بموضوع التشبيه أقول: إن التشبيه نوعان:
مفرد وله اصناف عديدة هي المفصل والمجمل والبليغ والمرسل والمؤكد
ومركب وهو صنفان: تمثيلي وضمني
فأما التمثلي فهو تشبيه صورة بصورة أو هيئة بهيئة أو حال بحال ووجه الشبه فيه صورة منتزعة من متعدد أي أن وجه الشبه ليس مفردا بل مؤلفا ومركبا من أشياء متعددة. ومثاله قول الله تعالى: مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء. إذ شبه الله تعالى المنفقين كالحبة التي أنبتت سبع سنابل، أما وجه الشبه هنا فالبركة والعطاء
أما التشبيه الضمني فهو تشبيه غير صريح ولايستفاد إلا من سياق الكلام، وغالبا ما يكون المشبه قضية والمشبه به هو الدليل عليها. فالمثال الذي أورده أخي "السراج" من أن قول المتنبي: ومن يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام
هو تشبيه تمثيل فهذا غير صحيح بل هو ضمني، إذ المشبه هنا هو المهان أي القضية والمشبه به هو الميت أي الدليل، بحيث أن الميت لايؤذى إذا جُرح وكذلك من اعتاد الهوان
إذن هو تشبيه ضمني لم نفهمه إلا من سياق الكلام، ودون وجود أركان التشبيه المعروفة
مع تحيات: أبو ريحانة
ـ[السراج]ــــــــ[12 - 08 - 2009, 01:07 م]ـ
أما التشبيه الضمني فهو تشبيه غير صريح ولايستفاد إلا من سياق الكلام، وغالبا ما يكون المشبه قضية والمشبه به هو الدليل عليها. فالمثال الذي أورده أخي "السراج" من أن قول المتنبي: ومن يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام
هو تشبيه تمثيل فهذا غير صحيح بل هو ضمني، إذ المشبه هنا هو المهان أي القضية والمشبه به هو الميت أي الدليل، بحيث أن الميت لايؤذى إذا جُرح وكذلك من اعتاد الهوان
شكرا (حمادي الموقت) على الإضافة المفيدة ..
لكني لم أقل أن بيت المتنبي دليلا للتمثيل بل قلت أنه للضمني .. وارجع لما كتبت هنا:
أما التشبيه الضمني فيتوجب وجود صورة مقارنة مثل قول الشاعر:
من يهن يسهل الهوان عليه ** ما لجرح بميت إيلام(/)
من آخر سورة القمر
ـ[مهاجر]ــــــــ[25 - 07 - 2009, 07:48 ص]ـ
من قوله تعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ * وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ):
ففيه: تعظيم يقتضيه سياق عموم المشيئة الكونية بتقدير الكائنات وإخراجها إلى عالم الشهادة وفق علم الله، عز وجل، الأول. فضلا عن دلالة "إن": التوكيدية.
وتقديم المعمول لكونه محط الفائدة، فعموم: "كل": محفوظ لا مخصص له، فلا يرد عليه المحال، إذ ليس بشيء ليخلق، فلا يتعلق بالقدرة على سبيل الإيجاد، وإن تعلق بالعلم على سبيل الفرض، فكل شيء كائن إنما قدر في الأزل وخرج إلى عالم الشهادة بقدر الله، عز وجل، الكوني النافذ، إذ شاء خلقه فقال له: "كن" فكان، بلا تراخ، فالكلمة التكوينية النافذة: علة تامة لخلق الكائنات فلا يتراخى عنها معلولها بل يعقبها مباشرة كما قد علم من دلالة الفاء التعقيبية.
وفي السياق إيجاز بحذف عامل تقدم: "كل" لاشتغال المتأخر عنه بضميره، على تقدير: إنا خلقنا كل شيء خلقناه، فيكون في ذلك توكيد آخر، إذ التكرار، ولو مقدرا غير مذكور، مظنته، وإنما حذف لفظا كراهة التكرار، وقدر معنى إرادة التوكيد، فاجتمع له من حسن اللفظ: الحذف إيجازا، ومن حسن المعنى: الإطناب تكرارا.
وقوله: "بقدر": حال مؤسسة لمعنى أريد النص عليه بعينه، وإن كانت فضلة من جهة الصناعة النحوية، فالكلام بدونها من جهة التركيب اللفظي مستقيم: إنا كل شيء خلقناه، ولكنه محتمل لا يرفع احتمال خلق الكائنات بلا قدر سابق، كما ذهب إلى ذلك القدرية نفاة مرتبة الخلق ونفاة مرتبة العلم من باب أولى، فهم أفحش الناس مقالة في باب القدر، فجاء النص بالحال على القدر الكوني النافذ الذي به تكون الكائنات فرعا عن كلماته، عز وجل، التكوينيات، فهي أمره النافذ في خلقه، إذ الأمر الكوني أحد قسمي الأمر الإلهي: الشرعي الحاكم والقدري النافذ، فهو أحد قسمي الكلام الإلهي: الشرعي والكوني، فالكلام الشرعي: وحيه، والكلام الكوني: قدره، وقد زيد في بيان ذلك المعنى الجليل، بالنص على الأمر على جهة التعيين: (وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ)
فهو، كما تقدم، علة تامة مؤثرة يعقبها المعلول بلا تراخ فلا يفصل بينهما إلا فاصلٌ كلمح بالبصر، فنفاذ أمره، عز وجل، في كونه، واقع على سبيل الحتم، وقد أكد ذلك المعني بإيراده في سياق قصر بأقوى أساليبه: النفي والاستثناء، وعظم المتكلم بإيراد: "نا" على ما اطرد في الآية الأولى، وخص الأمر، وإن أطلق، بالأمر الكوني، لدلالة السياق على ذلك، إذ هو في معرض بيان عموم خلقه، عز وجل، لكل الكائنات: حيها وميتها، مؤمنها وكافرها، برها وفاجرها ............... إلخ. فضلا عن دلالة العقل على ذلك: فإن الإله المطاع بالتأله لا يكون إلا ربا تام القدرة، كامل التصرف في خلقه بما شاء كيف شاء، فله تمام العلم المحيط والحكمة البالغة والقدرة النافذة، إذ لا يكون الخلق إلا بتلك على حد قوله تعالى: (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ): فهذا العلم.
و: (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ): فهذه الحكمة والإتقان.
و: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ): فهذه القدرة.
ودلالة الحس على ذلك، فإن أمره الكوني لا يتخلف، فمن شاء أحياه ولو كان عليلا، ومن شاء أماته ولو كان صحيحا، ومن شاء أغناه من عيلة، ومن شاء أفقره من غنى، فـ: (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ). وانتظام أمر هذا الكون بجريانه على سنن كونية محكمة خير شاهد على وحدة الأمر التكويني المجري لها، فـ: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا)، فالسنن الكونية فرع كلماته التكوينيات، فلا ينتج السبب مسبَّبه، وإن كانت قوة التأثير فيه مودعة، إلا إذا شاء الله، عز وجل، إعمالها، باستيفاء شروطها وانتفاء موانعها، إذ لا علة مخلوقة تؤثر بنفسها تأثيرا كاملا لا يفتقر إلى غيرها من العلل المكملة، فكل سبب مخلوق: مفتقر إلى خالقه، عز وجل، ليظهر أثره في عالم
(يُتْبَعُ)
(/)
الشهادة، مفتقر إليه ليخلق له من الأسباب ما يكمله، وينفي عنه من الموانع ما يعرقله، فلا ينفك عن وصف الفقر، وإن ظهر في عالم الشهادة، لمن قصر نظره وكثف طبعه، أنه الفاعل المستقل، فهو فاعل مؤثر في إيجاد المفعول من وجه، ولكنه من وجه آخر: مخلوق مربوب لا يستقل بفعله على جهة الخلق والإيجاد، فوصف الفاعل به قائم، ووصف الخالق عنه منتف، إذ لا خالق إلا الله، عز وجل، كما دل على ذلك سياق الآية الأولى، فرعا عن كونه: لا آمر إلا هو، كما دل على ذلك سياق الآية الثانية، فبأمره وحده لا بأمر غيره توجد الكائنات.
ونفاذ الأمر في الآية الثانية: قرينة سياقية أخرى تدل على إرادة الأمر الكوني، فإن دلالة الحس، أيضا، تدل على بطلان حمله على الأمر الشرعي التكليفي، مناط الابتلاء، إذ به نزل الوحي وإليه دعت النبوات: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ)، فذلك الأمر مما يجوز عقلا ويقع حسا خرقه، وحال عصاة الأمم خير شاهد على ذلك على حد قوله تعالى: (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ)، وليس ذلك بقادح في حكمة الرب، جل وعلا، ولا قدرته، إذ ما خرقوا أمره الشرعي الحاكم إلا بأمره الكوني النافذ، فإراداتهم سواء أكانت بالخير وفاقا أم بالشر خلافا لا تخرج عن إرادته الكونية النافذة، وإن خرجت عن إرادته الشرعية الحاكمة، فهم وأفعالهم مربوبون مخلوقون لله، عز وجل، لا طاقة لهم بالخروج عنها، على حد قوله تعالى: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) على القول بحمل: "ما" على المصدرية الحرفية، فيؤول الكلام إلى: والله خلقكم وعملكم.
ولو حمل على الموصول الاسمي على تقدير: والله خلقكم والذي تعملونه من الأصنام المنحوتة فإن ذلك لا يعارض ما تقدم، إذ المنحوت مخلوق، والسبب الذي به وجد وهو فعلهم: مخلوق، والفعل المخلوق لا يقوم إلا بمخلوق، فأعيانهم كذلك مخلوقة فآل الأمر إلى خلقهم وخلق أفعالهم التي هي علل مؤثرة، وإن لم تكن كاملة، في إيجاد المفعولات المخلوقة، فكل ما عدا الله، عز وجل، مخلوق، كما قد علم بداهة.
وإلى طرف من ذلك أشار الحافظ ابن كثير، رحمه الله، في تفسيره، وابن أبي العز، رحمه الله، في "شرح الطحاوية".
وفي السياق من فنون البلاغة:
إيجاز بحذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه على تقدير: وما أمرنا إلا كلمة واحدة. وتلك قرينة ثالثة تدل على إرادة الأمر الكوني، فإن الكلمة هي: "كن"، و: "كن"، كما تقدم، العلة المؤثرة التي تستلزم معلولها من الكائنات على سبيل التعقيب والفور فـ: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ).
فضلا عن التشبيه الذي حذف وجهه لدلالة المشبه به عليه، فلمح البصر مظنة الفور الذي تقدمت الإشارة إليه، فيكون ذكر وجه الشبه حشوا لا حاجة إلى إيراده بل قد يذهب ذلك بجزالة اللفظ الموجز الذي يقع من النفس أبلغ موقع في مقام الإنذار كما اطرد في القرآن المكي ذي المباني الموجزة والدلالات القوية المحكمة.
وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ:
التفات من الغيبة في قوله تعالى: (يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ) إلى الخطاب، وهو خبر سيق مساق التهديد، فله دلالة إنشائية، وحسن لذلك التوكيد بلام القسم و: "قد"، إذ ذلك أبلغ في الزجر، على حد ما اطرد من كلام البلاغيين من زيادة المعنى فرعا عن زيادة المبنى، والتهديد فيه جار، أيضا، على ما اطرد من قياس الطرد، وهو أحد أقيسة القرآن العقلية، فإن فيه تعريضا بالمخاطب إذ سار على طريقتهم فله إن لم يرجع عن غيه نظير ما لهم من الإهلاك، فهذا الطرد المنطوق به ترهيبا، ولكل طرد: عكس مسكوت عنه، فمن تاب ورجع فله من النجاة عكس ما وقع لهم من الإهلاك، فهذا العكس المسكوت عنه، ففيه من الترغيب ضد ما في الطرد من الترهيب، وهذا أصل في كل نصوص الطرد والعكس في القرآن، إذ الاقتران بينهما لازم عقلا، فضلا عن كونه جاريا على ما اطرد في التنزيل من جمع المتقابلات في سياق واحد: الترعيب والترهيب، الإيمان والكفر، ولو كان أحدهما مسكوتا
(يُتْبَعُ)
(/)
عنه، كما في هذا السياق، فإن المذكور دال عليه بدليل الخطاب أو مفهوم المخالفة أو قياس العكس.
وانتظام اللفظ الواحد لتلك المعاني المتعددة مئنة من: بلاغة التنزيل وقوة حجته، فهو: (هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)، ففيه الخبر السمعي الصادق، وفيه البرهان العقلي القاطع.
ودلالة الاستفهام على التحضيض في مقام الاعتبار دليل على إرادة الزجر بطرد النتيجة في الآخرين فرعا عن الأولين، فإن من تأمل وقوعهم في عين ما وقع فيه أسلافهم، ظهر له أن مصيرهم كمصيرهم، إذ سنة الإهلاك فرعا عن التكذيب سنة كونية نافذة، فالحكم دائر مع علته وجودا وعدما، فمتى كان التكذيب كان الإهلاك، ومتى انتفى الأول انتفى الثاني، على حد قوله تعالى: (فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آَمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آَمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ): فلما آمنوا وصدقوا انتفت علة الإهلاك، فكشف الله، عز وجل، عنهم العذاب، فدل ذلك بمفهومه، فضلا عن منطوق نصوص إهلاك الأمم المكذبة، على أن من لم يؤمن لم يكشف عنه العذاب فكان من الهالكين.
وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ:
فـ: "كل": نص في العموم، وذلك إمعان في النذارة، وتقرير لما تقدم من عموم إحاطته، عز وجل، بأعمال عباده فهي مسطورة في اللوح المحفوظ أزلا، مسطورة في الزبر التي بأيدي الكتبة عليهم السلام على جهة الإحصاء إمعانا في إقامة الحجة.
فـ: "أل" في "الزبر": عهدية ذهنية تشير إلى كتب بعينها هي كتب الحفظة عليهم السلام.
وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ:
وكل صغير وكبير: زيادة في البيان بعد الإجمال، فـ: "كل": عموم مجمل، و: "صغير وكبير": تفصيل له ببيان أفراده على جهة الاستيفاء لأوجه القسمة العقلية المحيطة بأعمال العباد على حد قوله تعالى: (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا).
وفيه بيان لإجمال الظرفية في: "في الزبر"، فهو كائن فيه مسطورا سطر المكتوب في الصحف.
والله أعلى وأعلم.
ـ[الحسام]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 06:53 م]ـ
الباء في بقدر للملابسة، والملابسة هي أن الله سبحانه وتعالى خلق كل شيء خلقا ملتبسا بتقدير حكيم، اقتضته سنتنه ومشيئته فى وقت لا يعلمه أحد سواه سبحانه والكلمة ليست حالا وإنما هي مفعول ثان للفعل (خلقناه) يقول الطاهر بن عاشور:
الباء في {بقدر} للملابسة، والمجرور ظرف مستقر، فهو في حكم المفعول الثاني لفعل {خلقناه} لأنه مقصود بذاته، إذ ليس المقصود الإِعلام بأن كل شيء مخلوق لله، فإن ذلك لا يحتاج إلى الإِعلام به بَلْه تأكيده بل المقصود إظهار معنى العلم والحكمة في الجزاء. أهـ
ـ[مهاجر]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 08:33 ص]ـ
جزاك الله خيرا على المرور والتعديل: دكتور حسام.
ـ[السراج]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 03:16 م]ـ
بارك الله في أخي مهاجر ..
ـ[أحلام]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 03:44 م]ـ
الاخ الفاضل: مهاجر
جزاكم الله خيرا على النقل المبارك
وجعله في ميزان حسناتكم(/)
طلب: الرد بعض الشبهات تجاه القرآن،
ـ[الليل وأنا]ــــــــ[25 - 07 - 2009, 02:26 م]ـ
السلام عليكم،
مرحبا بالإخوة الفضلاء، أسعد اللله صباحكم/مساءكم،
في الحقيقة أنني عرضت علي بعض الشبهات، تجاه القرآن وخاصّة في إعجازه
وهي موجّهه من ملحد وفي قرارة نفسي لم أقتنع بكلامه وأحس بالتشويش، ولم أتمكن الرد العلمي عليه، أرجوا التكرّم والرد عليها لهداية من حرم النور، جزيتم خيرا مقدما
وأرجوا التكرّم بالرد على النقاط نقطة نقطة ولا بأس في الرد عليها
وللعلم فإن هذا الكلام ليس كلامي أبدا، ولكن كلام الملحد وأعتقد أنه مصري لذا فإني أبرأ من الله مما يقول،
1 - ولو كانوا يرونه معجزًا فما معنى طلبهم لمعجزة؟ ولو كان نبي السلم
يراه معجزًا فلماذا لم يخبرهم بأن القرآن هو معجزته؟ و القرآن سجل لنا
أنهم كانوا يسخرون من القرآن وأنهم كانوا يسمعونه وينصرفون عنه وأنهم
صرحوا بأنهم يستطيعون التيان بمثله:
سخرية يسخرون بها) 56 (الكهف - الطبري
واتخذوا اياتي وما انذروا هُزُوًا) 56 (الكهف
ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها
هزوا اولئك لهم عذاب مهين) 6 (لقمان
وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ) 9 (الجاثية
ذَلِكُم بِأَنَّكُمُ ?تَّخَذْتُمْ آيَاتِ ?للَّهِ هُزُواً وَغَرَّتْكُمُ ?لْحَيَاةُ ?لدُّنْيَا) 35 (الجاثية
وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا
فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) 124 (التوبة وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى
بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَ
يَفْقَهُونَ) 127 (التوبة
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَ إِلَهَ إِلَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ
الْعَظِيمِ) 129 (التوبة
واذا تتلى عليهم اياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا ان هذا ال
اساطير الولين) 31 (النفال
يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّ أَسَاطِيرُ الْوََّلِينَ) 25 (النعام
وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْوََّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلً) 5 (الفرقان
) لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآَبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّ أَسَاطِيرُ الْوََّلِينَ) 83
المؤمنون
2 - عندما جاء محمد، طلب منه رجال قريش أن يأتيهم بمعجزة ليؤمنوا، و
لم يقل لهم أبدًا أن القرآن معجزتة: في البقرة 118 و 119: وَقَالَ الَّذِينَ ل يَعْلَمُونَ لَوْل يُكَلِّمُنَا اللّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ
كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا اليَاتِ
لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ. إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَل تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ
.الْجَحِيمِ
سألوا محمد عن آية أو معجزة؛ فاعتذر وقال؛ إنما أنا نذير؛ وادعى أن إلهه
يقول له بأنني لن أسألك عن أصحاب الجحيم؛ أي الذين ل يؤمنون بك إل
عن طريق آية .. وبعد ذلك إتهموه بأنه مفتر وأنه يدعي النبوة؛ وتحدوه بأن
يقدم لهم آية؛ وقد ورد ذلك في
النبياء 5: بَلْ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلمٍَ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا
أُرْسِلَ الوََّلُونَ
:واتهموه بالجنون
7: وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ) 6 (لَوْ مَا تَأْتِينَا - الحجر 6
بِالْمَلَئِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ
الشعراء 27: قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ
الصافات 36: وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آَلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ
الدخان 14: ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ
القلم 51: وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ
وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ
فبدأ محمد يهددهم ويتوعدهم بإنتقام الله منهم فقال لهم في
(يُتْبَعُ)
(/)
الشعراء 4: إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا
.خَاضِعِينَ
ل مشكلة؛ أعناقنا خاضعين أو مذلولين؛ إثبت لنا نبوتك بآية .. أين الية؟!
لم يستطع الرجل أن يقدم آية؛ يغلق بها أفواههم ويلجم بها ألسنتهم؛
فقال لهم في سورة
النمل 29 و 93: وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ
فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ. وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ
.بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ
تتلو القرآن؛ بدون معجزات؟!! كثيرون من الشعراء يتلون شعراً؛ يا رجل
نريد آية؛ أو معجزة! وأين هي آياته التي سيرينا إياها .. فقال لهم في
سورة
الرعد 7: وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْل أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ
.وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ
الرجل يتراجع؛ ويقول أنا مجرد منذر؛ ويدعي أن لكل قوم هادٍ! إذن أنت
! لست الهادي لهؤلء؟! هل هناك نبي آخر بعدك يهديهم؟
يتزايد الضغط على محمد بضرورة الية ليؤمنوا به ... فيقول في سورة
الرعد 27: وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْل أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ
.مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ
أهكذا إلهك ظالم وضعيف يا محمد؟! فهو يضل مَن يشاء ويهدي مَن يشاء؛
بدون أن يقدم الدليل لهم بأنك نبيه؟! ولماذا هو ضعيف ل يستطيع أن
يقدم المعجزات التي تتقدمك؟؟!!! ... نلحظ هنا أنه يؤكد بأنه ليس إل نذير؛
فيردد ذلك في سورة
العنكبوت 50: وَقَالُوا لَوْلَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْيَاتُ عِندَ اللَّهِ
وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ
قُل ل أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَ ل أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَل أَقُولُ لَكُمْ إِنيِّ مَلَكٌ إِنْ
أَتَّبِعُ إِل مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي العَْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَل تَتَفَكَّرُونَ
اليات من عند الله؟! نعم ندرك ذلك؛ ولكنك تدعي أن الله أرسلك؛ فلماذا ل
!! يدعمك باليات؟
ويستمر تحدي المشركين؛ ويستمر أيضاً ضعف محمد وخذلن إلهه له؛
.. فلماذا ل يأتي بمعجزة ترفع رأس محمدٍ
فيحاول محمد أن يلهيهم؛ ويؤجل الكلم في طلب المعجزة؛ فقال لهم في
... سورة
يونس 20: وَيَقُولُونَ لَوْل أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ
فَانْتَظِرُواْ إِنيِّ مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِين
يعدهم بالنتظار؛ فيقول لهم إنتظروا فأنا معكم من المنتظرين!!! ل
مشكلة سننتظر؛ وكما يقول المثل الشعبي) خليك مع الكذاب لحد آخر
الباب ( ... ولكن النتظار يطول ... فيذكرونه بتهديده السابق لهم؛ فيقولون
له في سورة
92: وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الرَْضِ يَنبُوعًا؛ أَوْ - السراء 90
تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ النَْهَارَ خِللَهَا تَفْجِيرًا؛ أَوْ تُسْقِطَ
.السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِِِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلئِكَةِ قَبِيلً
لحظوا التعبير والتحدي: تسقط السماء كما زعمت كِسَفاً أي قطعاً؟
يهددهم بأن يكفوا عن طلب المعجزة؛ وإل كانت المعجزة أن يسقط عليهم
السماء قطعاً قطعاًً؛ يا رجل نحن نقبل؛ ونتحداك فاسقط علينا السماء كما
زعمت مقطعة أو دفعة واحدة ..... نقبل تحديك؛ وزعمك .. لحظوا الكلم
... أنت تزعم؛ فأين المعجزة؛ ألم تعدنا بالنتظار ... والغريب هنا؛ نجد أن
محمد يتراجع عن كلمه؛ وإله محمد يتنكر لوعده السابق؛ وقوله لهم:
فانتظروا فأنا معكم من المنتظرين؛ ونرى لهجة جديدة؛ حيث يقول لهم
.. في سورة
: المطففين 83
إِنَّ 29
الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ) 29 (وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ)
30 (وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ) 31 (وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَءِ
32 (المطففين - القرطبي - لَضَالُّونَ) 29
وَصَفَ أَرْوَاح الْكُفَّار فِي الدُّنْيَا مَعَ الْمُؤْمِنِينَ بِاسْتِهْزَائِهِمْ بِهِمْ وَالْمُرَاد رُؤَسَاء
(يُتْبَعُ)
(/)
قُرَيْش مِنْ أَهْل الشِّرْك. رَوَى نَاس عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ: هُوَ الْوَلِيد بْن
الْمُغِيرَة , وَعُقْبَة بْن أَبِي مُعَيْط , وَالْعَاص بْن وَائِل , وَالْسَْوَد بْن عَبْد يَغُوث ,
وَالْعَاص بْن هِشَام , وَأَبُو جَهْل , وَالنَّضْر بْن الْحَارِث ; وَأُولَئِكَ كانوا من الذين
آمنوا مِنْ أَصْحَاب مُحَمَّد مِثْل عَمَّار , وَخَبَّاب وَصُهَيْب وَبِلَل يضحكون عَلَى
وَجْه السُّخْرِيَة
السراء 59: وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِاليَاتِ إِل أَن كَذَّبَ بِهَا الوََّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ
النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِاليَاتِ إِل تَخْوِيفًا
http://quran.al-islam.com/tafseer/disptafsser.asp?l=arb&taf=kortoby&ntype=1&nsora=17&naya=90
وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْرَْضِ يَنْبُوعًا) 90 (السراء - القرطبي
الية نزلت في رؤساء قريش مثل عتبة و شيبة ابني ربيعة و أبا سفيان و
النضر بن الحارث و أبي جهل و عبد الله بن أبي أمية و أمية بن خلف و أبي
البختري و الوليد بن المغيرة و عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة وغيرهم.
وذلك أنهم لما لم يرضوا بالقرآن معجزة , اجتمعوا - فيما ذكر ابن إسحاق
وغيره - بعد غروب الشمس عند ظهر الكعبة , ثم قال بعضهم لبعض: ابعثوا
إلى محمد فكلموه وخاصموه حتى تعذروا فيه , فبعثوا إليه أن أشراف
قومك قد اجتمعوا إليك ليكلموك فأتهم , فجاءهم محمد وهو يظن أن قد بدا
لهم فيما كلمهم فيه بدو , وكان محمد حريصا يحب رشدهم ويعز عليه
عنتهم , حتى جلس إليهم فقالوا له: يا محمد! إنا قد بعثنا إليك لنكلمك ,
وإنا والله ما نعلم رجل من العرب أدخل على قومه ما أدخلت على قومك ;
لقد شتمت الباء وعبت الدين وشتمت اللهة وسفهت الحلم وفرقت
الجماعة , فما بقي أمر قبيح إل قد جئته فيما بيننا وبينك , أو كما قالوا له.
فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب به مال جمعنا لك من أموالنا حتى
تكون أكثرنا مال , وإن كنت إنما تطلب به الشرف فينا فنحن نسودك علينا ,
وإن كنت تريد به ملكا ملكناك علينا , وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا تراه قد
غلب عليك - وكانوا يسمون التابع من الجن رئيا - فربما كان ذلك بذلنا
أموالنا في طلب الطب لك حتى نبرئك منه أو نعذر فيك. فقال لهم
محمد:) ما بي ما تقولون ما جئت بما جئتكم به أطلب أموالكم ول
الشرف فيكم ول الملك عليكم ولكن الله بعثني إليكم رسول وأنزل علي
كتابا وأمرني أن أكون لكم بشيرا ونذيرا فبلغتكم رسالت ربي ونصحت لكم
فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والخرة وإن تردوه علي
أصبر لمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم (أو كما قال محمد. قالوا: يا
محمد , فإن كنت غير قابل منا شيئا مما عرضناه عليك , فإنك قد علمت أنه
ليس من الناس أحد أضيق بلدا ول أقل ماء ول أشد عيشا منا , فسل لنا
ربك الذي بعثك بما بعثك به , فليسير عنا هذه الجبال التي قد ضيقت علينا ,
وليبسط لنا بلدنا وليخرق لنا فيها أنهارا كأنهار الشام , وليبعث لنا من
مضى من آبائنا ; وليكن فيمن يبعث لنا قصي بن كلب ; فإنه كان شيخ
صدق فنسألهم عما تقول , أحق هو أم باطل , فإن صدقوك وصنعت ما
سألناك صدقناك , وعرفنا به منزلتك من الله تعالى , وأنه بعثك رسول كما
تقول. فقال لهم صلوات الله عليه وسلمه:) ما بهذا بعثت إليكم إنما
جئتكم من الله تعالى بما بعثني به وقد بلغتكم ما أرسلت به إليكم فإن
تقبلوه فهو حظكم في الدنيا والخرة وإن تردوه علي أصبر لمر الله حتى
يحكم الله بيني وبينكم (. قالوا: فإذا لم تفعل هذا لنا فخذ لنفسك! سل
ربك أن يبعث معك ملكا يصدقك بما تقول ويراجعنا عنك , واسأله فليجعل
لك جنانا وقصورا وكنوزا من ذهب وفضة يغنيك بها عما نراك تبتغي ; فإنك
تقوم بالسواق وتلتمس المعاش كما نلتمس , حتى نعرف فضلك ومنزلتك
من ربك إن كنت رسول كما تزعم. فقال لهم رسول الله:) ما أنا بفاعل
وما أنا بالذي يسأل ربه هذا وما بعثت بهذا إليكم ولكن الله بعثني بشيرا
ونذيرا - أو كما قال - فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا
والخرة وإن تردوه علي أصبر لمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم (قالوا
: فأسقط السماء علينا كسفا كما زعمت أن ربك إن شاء فعل ; فإنا لن
(يُتْبَعُ)
(/)
نؤمن لك إل أن تفعل. قال فقال محمد:) ذلك إلى الله عز وجل إن شاء
أن يفعله بكم فعل (قالوا: يا محمد , فما علم ربك أنا سنجلس معك
ونسألك عما سألناك عنه ونطلب منك ما نطلب , فيتقدم إليك فيعلمك بما
تراجعنا به , ويخبرك ما هو صانع في ذلك بنا إذ لم نقبل منك ما جئتنا به.
إنه قد بلغنا إنما يعلمك هذا رجل من اليمامة يقال له الرحمن , وإنا والله ل
نؤمن بالرحمن أبدا , فقد أعذرنا إليك يا محمد , وإنا والله ل نتركك وما
بلغت منا حتى نهلكك أو تهلكنا. وقال قائلهم: نحن نعبد الملئكة وهي
بنات الله. وقال قائلهم: لن نؤمن لك حتى تأتي بالله والملئكة قبيل.
فلما قالوا ذلك لمحمد, قام عنهم وقام معه عبد الله بن أبي أمية بن
المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم , وهو ابن عمته , هو لعاتكة بنت
عبد المطلب , فقال له: يا محمد عرض عليك قومك ما عرضوا فلم تقبله
منهم , ثم سألوك لنفسهم أمورا ليعرفوا بها منزلتك من الله كما تقول ,
ويصدقوك ويتبعوك فلم تفعل ثم سألوك أن تأخذ لنفسك ما يعرفون به
فضلك عليهم ومنزلتك من الله فلم تفعل ثم سألوك أن تعجل لهم بعض ما
تخوفهم به من العذاب فلم تفعل - أو كما قال له - فوالله ل أومن بك أبدا
حتى تتخذ إلى السماء سلما , ثم ترقى فيه وأنا أنظر حتى تأتيها , ثم تأتي
معك بصك معه أربعة من الملئكة يشهدون لك أنك كما تقول. وايم الله لو
فعلت ذلك ما ظننت أني أصدقك ثم انصرف عن محمد, وانصرف محمد
إلى أهله حزينا آسفا لما فاته مما كان يطمع به من قومه حين دعوه.
3 - لكي يكون النص معجزا يجب أن يعجز البشر عن صياغة ما هو مثله.
ولكن يبقى السؤال: إلى من نرجع فيكون الحكم على أن هذا مثل القرآن
أو ليس مثله؟ طبعا إلى المؤمنين الذين يؤمنون بالله الذي أبدع القرآن
ومن ثم فإنهم مسبقا يصادرون على فكرة أن يؤلف بشري مثل القرآن
وبالتالي فإن النص الذي بين أيدينا هو ليس مثل القرآن. ونظل في هذه
الدائرة التي ل تثبت شيئا ول تنفيه. على أنه يمكن في هذا الصدد إيراد
بعض النصوص التي سبقت أكرر سبقت القرآن ليحكم كل بنفسه، هل ل
يمكن لبشري أن يصوغ مثل القرآن فضل عن أن القرآن نفسه يقلده.
وهاكم قيس بن ساعدة اليادي حكيم العرب قبل السلم: اسمعوا وعوا* إن من عاش مات* ومن مات فات* وكل ما هو آت آت* ليل
داج ونهار ساج* وسماء ذات أبراج* إن في الرض لعبرا* وإن في السماء
لخبرا* أقسم قس قسما حتما* لئن كان في الرض رضا* ليكونن بعد
سخطا* بل إن لله دينا هو أحب إليه من دينكم* بل هو المعبود الواحد* ليس
بمولود ول والد* أعاد وأبدى* وإليه المآب غدا - قرآن أفندينا - قرآن بل
أخطاء، وآيات بالفعل بينات
ولضيق الوقت والمكان، أرجوكم الرجوع إلى كتابات عامر بن الظرب
العدواني و وكيع بن سلمة وغيرهما.
كل السيوف قواطع إذا جردت::: وحسام لحدك قاطع في غمده
راجع أشعار العرب وغيرها
وردت بالنص فى القرآن
و بعض ماجاء به مسيلمة الكذاب
وكيف هو مشابه لقرآن محمد
مسيلمة: والمبذرات زرعا؛ والحاصدات حصدا؛ والذريات قمحا؛ والطاحنات
طحنا؛ والحافرات حفرا؛ والخابزات خبزا؛ والثاردات ثردا؛ واللقمات لقما؛
لقد فضلتم على أهل الوبر وما سبقكم أهل المدر؛ ريفكم فامنعوه؛ والمعتر
فآوه؛ والباغي فناوئوه
محمد: وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا فَالسَّابِقَاتِ
سَبْقًا فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا) سورة النازعات (ا
إسلميًا نجد رأيين في هذا المر، الرأي الول أنه ليس بمعجز و أن العرب
أتوا بما هو أبلغ و أكثر تعقيدًا من القرآن، و يفسرون التحدي الوارد في
سورة السراء آية 88 بأن المعجز فيه هو صرفهم عن تأليف مثله برغم
سهولته، و سمي هذا) الصرفة (، و قد تبنى هذا الرأي المعتزلة و على
رأسهم النظام و تلميذه الجاحظ، و قد كان الجاحظ لسان حال المعتزلة
لفترة طويلة، و يقال أن له من الكتب 360 كتاب لم يصلنا منها غير القليل
، الرأي الثاني و هو أن القرآن معجز بلغيًا و أنه سقف البلغة العربية ولم
ولن يصل إليه شاعرٌ أو ناثر، و تبنى هذا الرأي أهل السنة و الجماعة و هم
يقدمون النقل على العقل عمومًا بخلف المعتزلة، و لم يكن تبنيهم لهذا
الرأي قائم على حجج علمية حتى ظهر عبد القاهر الجرجاني أحد أعظم و
(يُتْبَعُ)
(/)
أهم علماء اللغة في التاريخ العربي بأسره، و صاحب نظرية النظم الوحيدة
في اللغة العربية، و صاحب العبارة المحورية القائلة) اللفظ خادم المعاني (
، و برغم رأينا الشخصي في أنه فصل كتابه) دلئل العجاز (تفصيل ليخلق
فكرة ان بالقرآن اعجازا، إل أن هذا ل ينتقص من قدر نظريته و أهميتها
في تحليل النصوص العربية، و ما أرمي إليه هنا هو تحليل الرأيين و
الوقوف على إجابة السؤال الرئيسي، هل القرآن معجز بلغيًا؟ و لبد
قبلها أن نفهم ما هي البلغة.
كتاب الصرفة دللتها لدى القائلين بها http://www.saaid.net/book/8/1661.zip
وردود المعارضين لها
4 - لكي يكون النص معجزا يجب أن ل يختلط بأية حال من الحوال بكلم
أي بشري آخر ولو كان مستقبل - بكسر الباء - الوحي شخصيا. وكلنا يعلم
أن محمدا قد نهى أصحابه عن كتابة الحديث "الشريف" حتى ل يختلط
بالقرآن، ليس لهذا معنى غير معنى واحد وهو أن محمدا كان يعلم أنه
ليس هناك أي فروق لغوية أو بلغية يمكن ملحظتها بين "كلم الله" و"كلم
البشر"5 - لكي يكون الكتاب معجزا يجب أن يتميز بالتعبير عن كافة الموضوعات
بالقوة ذاتها، فل تكون اليات الداعية إلى التوحيد آيات قوية جميلة تقطر
موسيقى بينما اليات التي تشرع القوانين أيات جافة تفتقر إلى أبسط
مفردات البلغة حتى إنه في سورة النساء ل تجد أثرا لموسيقى ما، واسأل
في ذلك أي مبتدئ في حفظ القرآن كم المتعة وجدها في حفظ "يس" وكم
من المعاناة وجدها في حفظ آية الدين: البقرة 282
يس) 1 (وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ) 2 (إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) 3 (عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)
4 (تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيم) يس 5 (ا
) الزمر:" الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً " - هل هنك أي تشابه) 23
بين يس والبقرة أو النساء مثل؟
وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا
فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَ تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا
فَإِنَّهُ آَثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) 283 البقرة (ا
وَلَضُِلَّنَّهُمْ وَلَمَُنيَِّنَّهُمْ وَلَمَُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتكُِّنَّ آَذَانَ الْنَْعَامِ وَلَمَُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ
اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا) النساء
119
6 - لكي يكون النص معجزا يجب أل يخضع لقوانين التطور البشرية، فأي شخص يتابع أحد الشعراء أو الدباء سيجد أنه مر بالمراحل ذاتها التي مر بها
القرآن من سذاجة في البدايات - مرحلة المعوذتين وما إلى ذلك - ثم تطور
في اللداء حتى يصل إلى قمة النضج في نهايات المكي أو بدايات المدني
ثم ترهل النصوص وجفافها وابتعادها عن الدب بعد أن حدث تطور في دور
القرآن في آيات التشريع نهايات المدني. ويمكنكم الرجوع إلى ديوان
المتنبي للحصول على النتائج ذاتها 1 - سذاجة محبوبة في البداية 2 - قمة
النضج في مرحلة سيف الدولة والحمى 3 - ثم جفاف بعض الشيء في مرحلة
بلد فارس. وكذلك كتابات يوسف إدريس 1 - السذاجة التي تنم عن موهبة
في ارخص ليالي 2 - وصول إلى قمة النضج في مجموعتي بيت من لحم وأنا
سلطان وقانون الوجود 3
- ثم المقالت الجافة جدا في فقر الفكر عموما لسنا بصدد تحليل أدبي فقد
كنت اريد التدليل على ما يشبه قانون الدباء ل اكثر.
7 - لكي يكون النص معجزا يجب أن تكون كلماته دقيقة بحيث ل تلجئه
موسيقى ما أو غرض بلغي إلى إيراد كلمة تنبو به عن الهدف المسوقة له.
وتعال نختبر هذا: في أول أيات القرآن هناك آية تقول اقرأ بسم ربك الذي خلق وهي جملة
جميلة وسر جمالها اللغوي يكمن في حذف المفعول به، إن حذف المفعول
به له سحر ل يقاوم في التعميم، تأمل إذا قلت لصديقك إن لي خبرات
عالية فقد عشت وسافرت ورأيت وأحببت و ... دون تحديد ما رأيته ومن
أحببته، وإلى أي مدى يجعل هذا خبرتك أكبر مما لو قلت عشت ثلثين عاما
وسافرت السكندرية ورأيت ناسا كثيرين واحببت زوجتي، إذن إلى هنا وكل
شيء حسن، ... المشكلة كانت في حرف القاف اللعين، إذ ل توجد كلمات
كثيرة مناسبة، فتجده مضطرا إلى أن يتخدم كلمة علق فهي أقرب الكلمات
لموضوع الخلق، ولكن العلق خاص بالنسان فيضطر إلى هدم ما بناه ويكرر
الفعل مرة أخرة دون داع ولكن هذه المرة مع مفعول به هو النسان وكأنه
لم يخلق غيره) ارجع إلى المثالين الذين ذكرتهما عن كلمك لصديقك (
ليختم الية بأنه خلق النسان من علق.
وهنا نجد مشكلة أخرى فإن استخدام) من (يكون للتبعيض فالكرسي من
الخشب والخاتم من الذهب والكوب من الزجاج ولكن النسان لم يخلق) من (
العلق فالعلق هو نوع من الديدان أو الدم المتجمد، والقرآن نفيه أذ أكد بعد
ذلك أن العلق مجرد مرحلة من مراحل الخلق) وبغض النظر عن خطأ ذلك
علميا (لكنها ليست هي المرحلة التي يمكن أن نقول إنها توازي أن
الكرسي من الخشب و ......... ) ارجع إلى آية الخلق الشهيرة (.
فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ
) مُخَلَّقَةٍ) الحج 5
هذا ولدي بقية، ولكن أرجوا منكم الرد على ماسبق وسأحاول أن أورد الباقي في مواضيع أخرى، وأرجوا أن لا يعتبر هذا قدحا في الدين، والله الموفق(/)
من: (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا .... )
ـ[مهاجر]ــــــــ[27 - 07 - 2009, 07:53 ص]ـ
من قوله تعالى: (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ):
أي كلماته عز وجل: إذ الإضافة تفيد العموم، فكلماته، عز وجل، لا حد لها، فمنها: الشرعيات التي جاءت بها النبوات: كلمات الأمر والنهي التي يكون بها صلاح الأديان والأبدان، ومنها: الكونيات فـ: (يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ)، وكل شأن منها يكون بكلمة تكوينية نافذة، فمن شاء أحياه فقدر إحياءه ومن شاء أماته فقدر إماتته بكلمة تكوينية ثانية .......... إلخ، وفي التنزيل: (قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا)، و: (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)، وذلك مما استدل به على أن كلام الله، عز وجل، والقرآن منه، إذ هو من أفراد كلماته الشرعيات، مما استدل به على أن كلامه، عز وجل، غير مخلوق إذ لا يحيط المخلوق به كتابة وسطرا، بخلاف كلام البشر الذي يمكن تسجيله إذ هو مما ينفد، ومما يحد كأي مخلوق محدود، بخلاف الرب، جل وعلا، فإن الحد منفي عنه باعتبار الإدراك، على حد قوله تعالى: (لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)، فلا تدرك الأبصار ذاته القدسية وإن كانت تراه في دار النعيم، ولا تدرك الأسماع كلامه وإن كانت تتلوه وتنظر إليه في المصاحف عبادة وقربة، فالقرآن العظيم بعض كلامه، إذ كلامه، كما تقدم: كوني وشرعي، والقرآن بعض كلامه الشرعي، فكلامه، عز وجل، كأي صفة من صفاته: فرع عن ذاته القدسية، فإن كان العقل والبصر لا يحيط بالذات علما، فكذلك أوصافه ومنها الكلام لا يحيط الخلق بها، وإن علموا منها ما شاء الله، عز وجل، أن يعلمهم، على حد قوله تعالى: (وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ)، فذلك فضله على عباده أن جاءت النبوات من عنده بالخبر الصادق عن ذاته القدسية وأوصافه العلية، وحكمه العادل: مقتضى ألوهيته الشارعة فرعا عن ربوبيته العاملة الشاملة. فكمال ربوبيته على جهة الإخبار الصادق: (صدقا) فرع عن كمال أوصافه الذاتية والفعلية، وكمال ألوهيته على جهة إحكام الأحكام التي بها يكون التأله: (عدلا)، كمالها فرع عن كمال ربوبيته، فانتظمت الآية أنواع التوحيد الثلاثة:
الصفات والذات: إذ الكلمات منها وتمامها صدقا وعدلا فرع عن كمال الذات القدسية.
والربوبية: إذ الكلمات منها الكلمات الكونيات التي يكون بها هذا العالم أعيانا وأفعالا، فربوبيته عامة، كما تقدم، لكل الموجودات، فبكلماته يكون الخلق والرزق والتدبير .......... إلخ من أفعال ربوبيته عز وجل.
والألوهية: إذ الكلمات منها الكلمات الشرعيات: كلمات الأمر والنهي التي بها يكون التكليف الشرعي، فالأحكام التكليفية من إيجاب وندب وإباحة ......... إلخ هي خطابه إلى عباده أمرا ونهيا: إلزاما في الإيجاب والتحريم، ورجحانا للفعل من غير إلزام في الندب، ورجحانا للترك من غير إلزام في المكروه، وتخييرا في المباح.
والإضافة في: (كَلِمَةُ رَبِّكَ): إضافة صفة إلى موصوف: إذ الكلمات فرع عن الذات، كما تقدم، فكمال كلماته خصوصا وأوصافه عموما فرع عن كمال ذاته الأزلي الأبدي.
لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ:
إما على سبيل الإخبار، فيكون المراد كلماته التكوينيات النافذات، إذ لا يقدر أحد على إبطالها، فما شاء الله كان، وإن اجتمع أهل الأرض على إعدامه، وما لم يشأ لم يكن وإن اجتمع أهل الأرض على إيجاده.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإما على سبيل الإنشاء على تأويل: لا تبدلوا كلمات الله: فيكون المراد كلماته الشرعيات الحاكمات، فهي من قدره الشرعي الذي قد يتخلف، على حد قوله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ)، فقضى شرعا، وأخبر كونا: (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ)، إذ خوطبوا بالإيمان على حد التكليف، ولم يشأ الله، عز وجل، ذلك منهم لحكمة تربو على مصلحة إيمانهم على حد التقدير. وليس ذلك بقادح في كمال ربوبيته، إذ ما خرجوا عن مقتضى أمره الشرعي إلا بمقتضى أمره الكوني، فالخلق كلهم خاضعون لإرادته الكونية على جهة الاضطرار، والمصطفون منهم هم الذين نالوا شرف الخضعان لإرادته الشرعية على جهة الاختيار.
ونظير ذلك نحو قوله تعالى: (لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ)، فلا تبديل لكلماته كونا، أو: لا تبدلوا كلماته على جهة التكليف الشرعي.
وقوله تعالى: (لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ): فلا تبديل لخلقه الكوني، أو لا تبدلوا خلقه على سبيل الإحداث في الدين، فتكونوا قد خالفتهم أمر الرحمن إلى أمر الشيطان: (وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ)، فنص على ما كان شائعا آنذاك من تغيير خلق الأنعام على جهة الديانة ابتداعا وإحداثا في دين الخليل عليه السلام ما أنزل الله، عز وجل، به من سلطان، نص عليه على سبيل الخصوص إذ هو أولى ما ينهى عنه آنذاك باعتبار الحاجة إلى إبطاله فلا مفهوم يخصصه ليقتصر على تلك الصورة دون ما عداها من صور تغيير الخلق المنهي عنها شرعا، بل النهي عام لكلها، وقد أكد ذلك بالنص على العموم، بعد الخصوص في معرض الذم الذي يستفاد منه النهي بداهة إذ أمر الشيطان أولى الأوامر بالمخالفة، بالنص على عموم: (وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ).
ولا مانع من الجمع بين الدلالتين: الإخبارية والإنشائية على قول من يجوز دلالة اللفظ على الحقيقة والمجاز في آن واحد، فهو كدلالة المشترك اللفظي المجمل على معنييه، وإن تباينت حقيقتهما فلا يجمعهما إلا اللفظ فقط، فكذلك الحال هما: إذ اللفظ دال على الخبر دلالة ظاهرة، دال على الإنشاء دلالة خفية، فحقيقتهما متباينة، ولا يمتنع مع ذلك حمل اللفظ على كليهما لعدم تعارضهما، فإعمال كلا المعنيين أولى من إهمال أحدهما، إذ ذلك الإعمال مما يثري السياق.
وقوله تعالى: (وهو السميع العليم): تذييل معنوي يناسب السياق، إذ وصفه بالعلم على سبيل المبالغة مئنة من نفاذ كلماته الكونيات وإحكام كلماته الشرعية، فالخلق والتشريع لا يكون إلا عن علم سابق محيط، على حد قوله تعالى: (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)، فإذا كان هو العالم بدقائقهم فهو الخبير، وخفاياهم فهو اللطيف، فهو الخالق لهم بداهة، فرعا عن ذلك العلم الأزلي المحيط الذي به كان الإيجاد والتكوين، وإذا ثبت له كمال أوصاف الربوبية من هذا الوجه، اقتضى ذلك إفراده بكمال الألوهية شرعا خاصا في الأفراد وعاما في الجماعات.
والسمع من لوازم العلم المحيط، فهو من صفات الكمال المطلق التي تدل على العلم لزوما فمن له كمال السمع المحيط: له كمال العلم المحيط، ويدل عليها العلم لزوما: فمن له كمال العلم المحيط: له كمال السمع المحيط، إذ لا يتصور علم بلا سمع، أو سمع بلا علم، فتلك من الكمالات الذاتية المعنوية التي يدركها العقل، وقد جاء بها الخبر ابتداء، فتواطأت عليها الدلالتان:
الخبرية وهي العمدة في الإلهيات إذ العقل عنها بمعزل فلا يدركها إلا على سبيل الإجمال الذي تبينه أخبار النبوات.
والعقلية: إذ العقل يدرك بداهة وجوب وصف الباري، عز وجل، بأوصاف الكمال المطلق، والعلم والسمع منها، فضلا عن كونها كمالا مطلقا في المخلوق، فتجب في حق الخالق، عز وجل، بعد ورودها في الخبر، من باب أولى، وهو خالقها في عباده على جهة الكمال، ومبدع الكمال أولى بالاتصاف به كما قد علم بداهة.
والله أعلى وأعلم.(/)
من: (ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ ... )
ـ[مهاجر]ــــــــ[28 - 07 - 2009, 09:01 ص]ـ
من قوله تعالى: (ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ:
ما تقدم من خبر النبوات على طريقة العرب في الإشارة إلى ما انقضى بإشارة البعيد، أو هو مئنة من علو مكانة النبوات، إذ هي أعظم نعمة ربانية على جنس بني آدم، فهي مظنة:
التشريف له: إذ استخلف في الأرض ليقيم فيها بنيان الحياة وفق سنن الشرع الذي جاءت به النبوات، والتي بها تساس سنن الكون، فلا يطلق للنفس العنان لتتصرف في الكون بمعزل عن الوحي فذلك مظنة فساد الدين والدنيا، فالتلازم بين فسادهما وثيق، على حد قوله تعالى: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ)، فلو كان فيهما آلهة إلا الله، تأمر وتنهى، تدعى وترجى، لفسد حالهما إذ يلجأ الفقير إلى فقير مثله ليدبر أمره بما يضعه من سنن ورسوم يعارض بها سنن الوحي الشارع، ويفرجَ كربه حال الضيق فيتوجه إليه بالدعاء والاستغاثة لكشف ما لا يقدر على كشفه إلا الله، عز وجل، على حد قوله تعالى: (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)، فلو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا، على جهة الفرض العقلي المحض، وهذا أمر مدرك بالحس في عالم الشهادة، فمجرد ادعاء آلهة غير الله مظنة الفساد، ولو كان الادعاء كاذبا لا أساس له من الصحة فكيف لو كان صحيحا؟!.
وأفسد الأمم حالا أبعدها عن النبوات، فالشرق الأقصى الملحد أفسد حالا من الغرب النصراني، وإن امتلك الجنس الأصفر من أسباب القوة المادية والتكنولوجية ما امتلك، فليس عنده من علوم النبوة وأخلاقها ما يهذب النفوس، ولعل الأحداث الأخيرة في تركستان الشرقية قد كشفت قبح الأمة الصينية ذات الملامح الرقيقة، والقلوب الغليظة، فالهدوء الظاهر، يخفي انحرافا نفسيا جامحا يسرف في سفك الدماء، وامتهان الآدمية في مصانع الإمبراطورية، فلا يعرف إلى لغة الأرقام المادية، التي آمنت بها الشيوعية ربا يسير الكون، فأسباب المادة الحسية هي معقد الولاء والبراء فرعا عن غياب النبوة التي تقرر ما لا يعرفه أولئك من الغيبيات الإلهية والسنن الربانية، فليس لهم نصيب إلا في الأسباب المشهودة بخلاف الأسباب المغيبة التي جبل البشر على الإيمان بها إجمالا، فهي مركوزة في فطرهم، لا يبين إجمالها إلا النبوة التي تأتي بما تحار في كيفه العقول، وإن لم تحل وجوده، فالمحروم: من حرم أسباب الهدى الشرعي، وإن أوتي من أسباب الظهور الكوني ما أوتي، فحاله الباطن فاسد بفساد غذائه، إذ لا نصيب له من الشرائع الإلهية غذاء القلوب، وإن صلح حاله الظاهر فله من غذاء الأبدان التي يشترك فيها البشر مع البهائم العجماوات، له منه أوفر نصيب، فضلا عن أسباب المادة التي صارت وبالا عليه إذ لا نية له في تحصيلها إلا الطغيان، فجل همه التحرر من قيد العبودية الاضطراري الذي يشهد به فقره الذاتي إلى ما يقيم بدنه، جل همه التحرر منه وإظهار الغنى الذاتي، ولو زورا وبهتانا، على حد: (مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً)، فأظهروا الغنى الذاتي، وهو من أخص أوصاف الربوبية، فذلك مئنة من طغيانهم، ولذلك عقب بالإنكار بإثبات كمال القوة لله عز وجل: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً) تعريضا، بضعفهم، وإن أظهروا من رسوم القوة الزائفة ما أظهروا فصارت تلك الأسباب لما وقعت في أيدي من خلت قلوبهم من وحي النبوة، فلا عاصم لهم من وحي شارع أو سلطان وازع، صارت مادة دمار العالم وفساد ماءه وهوائه وتربته وغذائه، على حد قوله تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ).
يقول ابن تيمية، رحمه الله، في معرض بيان صورة من صور هذا الفساد وهي ظهور الأحوال الشيطانية:
(يُتْبَعُ)
(/)
"فَحَيْثُ قَوِيَ الْإِيمَانُ وَالتَّوْحِيدُ وَنُورُ الْفُرْقَانِ وَالْإِيمَانِ وَظَهَرَتْ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ ضَعُفَتْ هَذِهِ الْأَحْوَالُ الشَّيْطَانِيَّةُ وَحَيْثُ ظَهَرَ الْكُفْرُ وَالْفُسُوقُ وَالْعِصْيَانُ قَوِيَتْ هَذِهِ الْأَحْوَالُ الشَّيْطَانِيَّةُ". اهـ
"رسالة التوسل"، ص203.
وكلما اقتربت من أرض النبوات: أرض الشرق المسلم قل الفساد والخوف وزاد الصلاح والأمان، ون كان ذلك أمرا نسبيا، فليس مطردا في كل مصر من أمصار الشرق، فمنها أمصار قد أظهرت من العداوة للنبوات ما لم تظهره أمم الغرب النصراني التي انتحلت العلمانية: عدوة الأديان عموما، والإسلام خصوصا، انتحلتها دينا، فصارت النصرانية رسما ظاهرا لا أثر له في الباطن، أو عقدا فرديا، لا أثر له في حياة الجماعة الأوروبية التي تقدس الاتحاد الأوروبي ومنظومته الاجتماعية والأخلاقية أعظم من تقديس المسيح والبتول عليهما السلام، إن سلم بأن الغلو فيهما تقديس، فقد نعتهما النصارى بما يقدح في مقامهما السامي لمن تأمل وتدبر.
والنبوة من جهة أخرى: مظنة التكليف على جهة الابتلاء. فيبتلى العباد بأخبارها وأحكامها إظهار لعلم الرب الأزلي المحيط فيهم، على حد قوله تعالى: (وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ).
هُدَى اللَّهِ: فإضافة النبوات إلى الله، عز وجل، مئنة من عظم شأنها، فهي من إضافة الصفة إلى الموصوف باعتبار كونها كلمات الله، عز وجل، الشرعيات، فكلامه من صفات كماله، وعظم تلك الكلمات: أخبارا وأحكاما، فهي أصدق الأخبار وأعدل الأحكام، عظمها فرع عن عظم الموصوف بها تبارك وتعالى. فلا أنفذ من كلماته الكونيات في خلقه تدبيرا، ولا أحكم من كلماته نبواته فيهم تشريعا.
وفي السياق حصر بتعريف الجزأين: مئنة من انحصار طرق الهداية في النبوات، فهي الطريق الوحيد إلى صلاح الدارين، فنصر عاجل وإن ابتلي أتباعها ابتداء، تمحيصا واصطفاء لمن صبر وما أقله لا سيما في أزمنة ظهور الباطل وخفاء الحق وتواري أهله، وفوز عاجل، على حد قوله تعالى: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ).
وآيات النبوة: هادية، فالإخبار عنها بالمصدر: "هدى": مئنة من تحقق الهداية الكاملة بتصديقها وامتثالها، على حد قولك: محمد عدل: مئنة من كمال عدله حتى صح الإخبار بالوصف عن ذات الموصوف، وفي التنزيل: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ).
يقول أبو السعود رحمه الله:
" {والهدى} أي والآياتِ الهاديةِ إلى كُنه أمرِه ووجوب اتباعِه والإيمانِ به، عَبَّر عنها بالمصدر مبالغةً"
وهداية النبوات: هداية دلالة وإرشاد فليست هداية التوفيق والإلهام لحملة النبوات من المبلغين عن رب البريات، أو ورثة علومهم من العلماء الربانيين، فليس ذلك إلا لمصرف القلوب تبارك وتعالى.
ولذلك ذيل هدى الإرشاد بقوله:
يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ: هداية الإلهام، فيهدي من يشاء فضلا كما دل على ذلك المنطوق، ويضل من يشاء عدلا، كما دل على ذلك المفهوم، فتعليق الأمر بالمشيئة الربانية، وهي لا تكون في نصوص الوحيين إلا: كونية نافذة، تعليقه بها: مئنة من تباين أحوال الكائنات من: هداية وضلال، وحياة وموت، وصحة ومرض، وغنى وفقر، إذ لا يظهر كمال معاني الربوبية إلا بخلق الشيء وضده، فلما نص على الهدى متعلقا بمشيئته الكونية النافذة منطوقا على جهة الفضل، علم أن الضلال كائن بذات المشيئة على جهة العدل، كما دل على ذلك المفهوم المسكوت عنه، وهذا أصل في فن الإيجاز القرآني إذ السكوت عما دلت عليه قرينة السياق، وهي أصل في معرفة مراد المتكلم، مئنة من بلاغة الكلام. على حد قوله تعالى: (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ)، فسكت عن الاحتمال الأخير
(يُتْبَعُ)
(/)
لدلالة قرينة السبر والتقسيم عليه، إذ أتى على الاحتمالات المذكورة بالإبطال، فلم يبق إلا الاحتمال المسكوت عنه على جهة الإقرار. فهم مخلوقون مربوبون لرب واحد لا شريك له في أفعاله فلزم من ذلك إفراده بأفعال عباده.
وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ:
على سبيل الفرض، ولا يلزم من الفرض العقلي الوجود، بل لا يلزم منه الإمكان، فالشرط هنا على سبيل المبالغة فيي بيان مقادير الأعمال، فلو فرض أن الأنبياء قد وقعوا في الشرك، وهو في حقهم محال ذاتي، لو فرض ذلك لحبط عنهم عملهم، فكيف بمن هو دونهم، ففي السياق تنبيه بالأعلى على الأدنى، على حد قوله تعالى: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، فيكون من قبيل خطاب الأمة على سبيل الإعلام بعاقبة الشرك، وإن كان خطاب المواجهة له صلى الله عليه وعلى آله وسلم بوصفه المبلغ عن ربه جل وعلا.
فـ: "لو"، و: "إن" في الآيتين: وصليتين، كما أشار إلى ذلك صاحب "التحرير والتنوير"، رحمه الله، فلا يستفاد منهما الإمكان، بل قد سيقا مساق المبالغة في تقرير المعنى بتعلقه بالأدنى فرعا عن تعلقه، ولو فرضا، بالأعلى، فتكون المسألة من باب قياس الأولى، وإلى طرف من ذلك أشار ابن تيمية، رحمه الله، بقوله:
"مع أن الشرك منه ممتنع لكن بين بذلك أنه إذا قدر وجوده كان مستلزما لحبوط عمل المشرك وخسرانه كائنا من كان وخوطب بذلك أفضل الخلق لبيان عظم هذا الذنب لا لغض قدر المخاطب كما قال تعالى: (ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين) ليبين سبحانه أنه ينتقم ممن يكذب في الرسالة كائنا من كان وأنه لو قدر أنه غير الرسالة لانتقم منه والمقصود نفي هذا التقدير لانتفاء لازمه ". اهـ
"الرد على البكري"، ص234.
والله أعلى وأعلم.
ـ[محمد عبد العظيم وسية]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 05:15 م]ـ
بارك الله فيك
وهداك إلى سبيل الرشاد أخي المهاجر المصري(/)
السلام عليكم: مانوع الصورة في ...
ـ[ِأكرم]ــــــــ[28 - 07 - 2009, 09:36 ص]ـ
السلام عليكم
مانوع الصورة في حزن يتدفق
ولكم جزيل الشكر
ـ[أبو منة]ــــــــ[28 - 07 - 2009, 02:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إستعارة مكنية أخي الكريم
فأحد طرفي التشبة موجود وهو المشبه (حزن)، وحذف المشبه به ودل عليه بشيء من لوازمه وهو التدفق
فهي استعارة حيث شبه الحزن بمنبع يتدفق منه الماء
وكلمة تتدفق تدل علي تجدد الحزن واستمراره
تقبل الله مني ومنكم
تقبل مروري أخي أكرم(/)
كيف أبدأ تعلم البلاغة العربية؟
ـ[محمد مشرف اشرف]ــــــــ[29 - 07 - 2009, 10:01 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أيها الأعضاء الكرام المتخصصون في البلاغة،
إني على وشك بدء تعلم البلاغة العربية,
فأي كتاب بلاغي أتناول أولا؟ و لا تقتصروا بالدلالة على الكتاب! بل دلوني - من فضلكم - على خطوات، أخطوها في غضون تعلمها لكي أفهم البلاغة حق الفهم و لكي أصبح أفهم الكتب البلاغية التراثية. فأخبروني كيف أمارس من القواعد البلاغية ما أتعلم حتى أتقنه؟ و غير ذلك
بل أقول: أنا لا أعرف ماذا أسئل؟ فأخبروني ما رئيتموه ينبغي للشارع في تعلمها أن يعرفه.
أنا تعلمت مبادئ علم الصرف و النحو و أمارس الكتابة أيضا و أنا حتى الآن من شداة العلم في هذين العلمين الجليلين.
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[29 - 07 - 2009, 11:29 ص]ـ
وعليكم السلام أخي محمدا
زادك الله حرصا
استعن بالله ولا تعجز
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=47846&highlight=%C7%E1%CA%D5%E6%ED%D1+%C7%E1%DD%E4%ED+%C7%E1%DE%D1%C2%E4+%E1%D3%ED%CF+%DE%D8%C8
ـ[محمد مشرف اشرف]ــــــــ[01 - 08 - 2009, 02:10 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أوداج]ــــــــ[01 - 08 - 2009, 05:24 م]ـ
كلنآ ذاك المحتااج
: (
ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[05 - 08 - 2009, 09:04 ص]ـ
.. كتاب البلاغة الواضحة هو المدخل .. ثم تنتقل للكتب الأخرى:) بالتوفيق لك:)
ـ[سمآء]ــــــــ[09 - 08 - 2009, 11:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[فهد أبو درّة]ــــــــ[11 - 08 - 2009, 09:11 م]ـ
أعتقد أن من أشمل الكتب التي تناولت البلاغة العربية و يناسب المبتدئين هو كتاب علوم البلاغة لأحمد المراغي
و الله أعلم.
ـ[أحلام]ــــــــ[12 - 08 - 2009, 06:33 م]ـ
السلام عليكم
من الكتب الجيدة في البلاغة العربية:
كتاب: البلاغة العربية للشيخ عبد الرحمن الميداني (رحمه الله)
مؤلف من جزئين
دار القلم -دمشق
من الكتب المميزة في هذا الموضوع
نفعكم الله به
ـ[عمر الحمد]ــــــــ[22 - 08 - 2009, 01:58 ص]ـ
عندي مذهب آخر يختلف عن جميع الأحبه الذين سبقوني
ربما لجهلي ودرايتهم
ولكن اعتقد انك تحتاج في البدايه الى خلق ارضية وبيئة مناسبة لما تريد
وهذا لايتاتى لك الا بممارسة القراءة والقراءة الكثيرة
ولكن تكون هذه القراءة فيمن تحب أن يكون اسلوبك وطريقة مقارفتك للعربية قريب منه
ومن هنا لم أجد انقى من كتاب الله قراءة تأملية في طريقة السياقات وتراكيب الجمل والتساؤل في نفسك عن " لم كانت الجمله هكذا ولم لم تكن هكذا "
هذا بالاضافه الى كتب المتقدمين
وفي الأجوبه على تساؤلاتك النفسية ستجد نفسك يوما بعد يوم تحبوا في عالم من البحر اللغوي
-للفائدة-
ثمة علم مشهور يشار اليه بالبنان في الادب في يومنا هذا حي يرزق
لايمر عليه يوم لا يقرأ القران
المفارقه في الأمر ... انه نصراني:)
صادق الامنيات(/)
هل في الآية احتباك؟
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[29 - 07 - 2009, 11:21 ص]ـ
إخوتي الفصحاء
السلام عليكم
يقول تعالى في سورة إبراهيم الآية 22 {إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم ... }
هل في الآية احتباك؟ باعتبار الحذف التقابلي بين جزأي الآية:
وعدكم وعد الحق وعدتكم وعد الباطل
فأخلفتكم فما أخلفكم
ـ[الحسام]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 05:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين نعم ما جاء في الآية احتباك، والمقابلة بين جملتين الأولى أن الله سبحانه وعدكم وعد الحق فوفاكم وأما الأخرى فهي وَوَعَدتُّكُمْ وعد الباطل ـ كما قال الألوسي ـ فَأَخْلَفْتُكُمْ} موعدي أي لم يتحقق ما أخبرتكم به وظهر كذبه، وقد استعير الإخلاف لذلك ولو جعل مشاكلة لصح. أهـ بقرينة السياق.
والله أعلم.(/)
ما الصور البلاغية ... ؟؟
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[29 - 07 - 2009, 08:33 م]ـ
ما الصور البلاغية التي يمكن أن تكون في هذا البيت
قالت الخنساء في رثاء أخيها صخر:
ترى الحمد يهوي في بيته=يرى أفضل الكسب أن يحمدا
وما الاستعارة في قوله تعالى " فنبذوه وراء ظهورهم"؟؟
ولكم جزيل الشكر.
:; allh
ـ[مهاجر]ــــــــ[30 - 07 - 2009, 09:53 ص]ـ
ولك جزيل الشكر أخي محمود.
هل يقال بالاستعارة المكنية التبعية في الفعل: "يهوي"، على تقدير تشبيهه بالنجم أو الكوكب يهوي في البيت، فحذف المشبه به وكنى عنه بالفعل المشتق: "يهوي"، وهي تخييلية إذ الحمد معنى، والمعنى: عرض أو وصف لا جوهر أو جرم له ليهوي في الدار.
وفي قوله تعالى: (فنبذوه وراء ظهورهم): هل يقال بـ: الكناية عن النبذ المعنوي، إذ لا يمتنع في الكناية الجمع بين الأصل والفرع، فقد نبذوه حسا ولازم ذلك نبذه معنى.
والله أعلى وأعلم.
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[03 - 08 - 2009, 12:12 ص]ـ
لك جزيل الشكر سيدي على تعاونكم معنا.(/)
البلاغة القرآنية
ـ[القاموس المحيط]ــــــــ[30 - 07 - 2009, 12:13 ص]ـ
:::
تأتي كلمة يسألونك في أماكن عديدة من القرآن:
"يسألونك ماذا ينفقون قل العفو"
"يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي"
"يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج"
دائما الجواب بكلمة قل ولكنها حين تأتي عن الجبال:
"يسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا "
هنا لأول مرة جاءت (فقل) بدلا من (قل)
والسبب أن كل الأسئلة السابقة كانت قد سئلت بالفعل، أما سؤال الجبال فلم يكن قد سئل بعد وكأنما يقول الله، فإذا سألوك عن الجبال (فقل)
فجاءت الفاء زائدة لسبب محسوب.
أما في الآية "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي"
هنا لاترد كلمة قل لأن السؤال عن ذات الله والله أولى بالإجابة عن نفسه.
سبحان الله حقا بلاغة تفوق الخيال
ـ[الحسام]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 06:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين فإن سؤال الجبال قد وقع بالفعل، فقد جاء في تفسير الألوسي عن ابن جريج قالوا على سبيل الاستهزاء كيف يفعل ربك بالجبال يوم القيامة وقيل: جماعة من ثقيل، وقيل: أناس من المؤمنين. أهـ
وجاء في الدر المنثور أنه قد أخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال: قالت قريش: يا محمد، كيف يفعل ربك بهذه الجبال يوم القيامة؟ فنزلت {ويسألونك عن الجبال} الآية أهـ
أما السر في زيادة الفاء في (فقل) فإن الفاء عند الألوسي للمسارعة قال رحمه الله:
والفاء للمسارعة إلى إزالة ما في ذهن السائل من بقاء الجبال بناء على ظن أن ذلك من توابع عدم الحشر ألا ترى أن منكري الحشر يقولون بعدم تبدل هذا النظام المشاهد في الأرض والسموات أو للمسارعة إلى تحقيق الحق حفظاً من أن يتوهم ما يقضي بفساد الاعتقاد. أهـ
نعم قد ذهب ابن عاشور إلى أن سؤال الجبال لم يقع والمعنى عنده إن سألوك فقل فتضمن الكلام معنى الشرط، ولكن ما جاء من شيوخ المفسرين أن السؤال قد وقع بالفعل فلا داع لأن نقول إن الكلام قد تضمن معنى الشرط، روى الطبري شيخ المفسرين: أن الضحاك قال: نزلت في مشركي مكة قالوا: يا محمد كيف تكون الجبال يوم القيامة؟ وكان سؤالهم على سبيل الاستهزاء. أهـ
وعلى هذا فالفاء للمسارعة إلى إزالة ما فى ذهن السائل من توهم أن الجبال قد تبقى يوم القيامة.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين(/)
سؤال بلاغي
ـ[محمد الغزالي]ــــــــ[31 - 07 - 2009, 11:52 م]ـ
السلام عليكم:
هل الجملة الطلبية فرع من الإنشائية أم كلاهما أصلٌ؟
ـ[المستعين بربه]ــــــــ[04 - 08 - 2009, 05:40 م]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
الأنشاء يشمل: الأمروالنهي والتمني والاستفهام والدعاءوالعرض والتحضيض. وإذاحصرنا الطلب بالأمروالنهي. فستصبح الطلبية فرعًا من الإنشاء.
ومعاني الكلام عشرة هي كما أوردها الحريري في شرح ملحة الإعراب. حيث
قال: «. . . والمراد بقولنا حرف معنى أي معنى من معاني الكلام العشرة التي هي:
الخبر , والاستخبار, والأمر , والنهي , والنداء , والقسم , والطلب , والعرض , والتمني , التعجب»
وشكرًالأستاذنا الفاضل الغزالي فهومحب للإثراء. جزاه الله خيرا.(/)
ما الفرق بين اللفظين فى البيان القرانى
ـ[السيف]ــــــــ[02 - 08 - 2009, 11:09 م]ـ
ما الفرق بين الجناح واليد فى البيان القرانى
الْحَمْدُ للهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فاطر:1.
وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ الاسراء:24.)
وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93) الأنعام
فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ [البقرة: 79]
سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُواْ قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوَاْ إِلَى الْفِتْنِةِ أُرْكِسُواْ فِيِهَا فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُواْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوَاْ أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثِقِفْتُمُوهُمْ وَأُوْلَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً [النساء: 91]
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ [المائدة: 11]
فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ [هود: 70]
يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ [الممتحنة: 2]
نلاحظ ان الله عبر فى جانب الملائكة باليد تارة وبالجناح تارة
وفى جانب الانسان باليد تارة وبالجناح تارة
ولماذا لايجوز وضع لفظ مكان لفظ فى نصوص الايات ارجوا منكم التوضيح
انا بالانتظار ........ ؟
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[03 - 08 - 2009, 09:19 ص]ـ
ولماذا لايجوز وضع لفظ مكان لفظ فى نصوص الايات ارجوا منكم التوضيح
انا بالانتظار ........ ؟
لعلي أجيبك عن هذه يا أخي ...
إذا كان المقصود عدم جواز وضع لفظ مكان لفظ من باب البلاغة، فليس هذا على عمومه، بدليل أن القراءات المتواترة يوجد بينها فروق لفظية:
انظر قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} الحجرات6
فإنها في قراءة أخرى فتثبتوا
وكذلك قوله تعالى:
{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} العنكبوت58
فإنها في قراءة أخرى لَنُثْوِيَنَّهم
وعليه فهذا الكلام ليس على عمومه، بل يجوز وضع لفظ مكان لفظ إذا كان مرادفاً له غير مؤثر في المعنى، ولا يقدح هذا في البلاغة وحسن البيان.
هذا من ناحية بلاغية، أما أن القرآن توقيفي، وأنه لا يجوز وضع لفظ مكان آخر فيه إلا إذا كان متواتراً فهذا أمر مفروغ منه.
أرجو أن أكون أفدتك ...
ـ[المستعين بربه]ــــــــ[04 - 08 - 2009, 05:55 م]ـ
مارأي الأخوة الأفاضل ــ وفقهم الله ــ أن نترك أمرالخوض في الفروق اللفظية في القرآن لعلماء القراءات. فهذاأسلم وأنجى.؟
ـ[السيف]ــــــــ[14 - 08 - 2009, 09:14 م]ـ
انه لايوجد ترادف فى القران على الاطلاق لان كل لفظ فى القران وضع فى مكانه الصحيح ولو وضع لفظ مكان الاخر لاختل المعنى وهناك من الامثلة كثيرة من ان تحصى
ارجوا الاجابة على سؤالى
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[15 - 08 - 2009, 08:48 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
انه لايوجد ترادف فى القران على الاطلاق لان كل لفظ فى القران وضع فى مكانه الصحيح ولو وضع لفظ مكان الاخر لاختل المعنى وهناك من الامثلة كثيرة من ان تحصى
ارجوا الاجابة على سؤالى
الحق -والله أعلم- وجود الترادف في اللغة وفي القرآن.
ـ[السيف]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 05:50 م]ـ
لايوجد ترادف فى القران لان القران مهيمن على اللغة العربية ومصحح لقواعدها وانزل بالفاظ قد اندثرت فى اللغة العربية وهذا دليل الاعجاز فى القران
واضرب مثلا الفرق بين الحمد والشكر
للباحث محمد عتوك
الشكر هو تصور النعمة وإظهارها، ولا يكون إلا على النعمة خاصة. وقيل: هو مقلوب عن الكَشْر. أي: الكشف. ويضاده الكفران، وهو نسيان النعمة وسترها. ومنه: دابة شكور، إذا ظهر فيها السِّمن مع قلة العلف. ويقال: ناقة شكرة. أي: ممتلئة الضرع من اللبن. وقيل: هو أشكر من بروق، وهو نبت يخضر، ويتربَّى بأدنى مطر. وأشكرت السحابة: امتلأت ماء. والشكر على هذا الأصل: إظهار حق النعمة لقضاء حق المنعم؛ كما أن الكفر تَغطيةُ النعمة لإبطال حق المنعم. وقيل: أصله من عين شَكْرَى. أي: ممتلئة. فالشكر على هذا هو الامتلاء من ذكر المنعم عليه.
والشكر ثلاثة أضرب: شكر القلب، وهو تصور النعمة. وشكر اللسان، وهو الثناء على المنعم. وشكر سائر الجوارح، وهو مكافأة النعمة بقدر استحقاقه. وقوله تعالى:? اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ? (سبأ: 13) فقد قيل: انتصب ? شُكْراً ? على التمييز، ومعناه: اعملوا ما تعملونه شكرًا لله. وقيل:? شُكْراً ? مفعول لقوله تعالى:? اعْمَلُوا ?. وقال:? اعْمَلُوا ?، ولم يقل: اشكروا؛ لينبِّهَ على التزام الأنواع الثلاثة من الشكر بالقلب واللسان وسائر الجوارح. وقوله تعالى:? وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ? فيه تنبيه على أن توفية شكر الله صعبة؛ ولذلك لم يُثْنِ الله تعالى بالشكر من أوليائه إلا على اثنين منهم: إبراهيم، ونوح عليهما السلام. أما إبراهيم فقال الله تعالى في حقِّه:? شَاكِراً لِّأَنْعُمِهِ ? (النحل: 121). وأما نوح فقال الله تعالى في حقِّه:? إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً ? (الإسراء: 3). وإذا وصف الله تعالى نفسه بالشكر في قوله:? وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ ? (التغابن:17)، فإنما يعنى به إنعامه على عباده، وجزاءه لهم بما أقاموه من العبادة.
ثانيًا- أمّا الحمد فهو الثناء على الجميل من جهة التعظيم، ويكون على النعمة، وغير النعمة. تقول: حمدت الرجل على إنعامه، وحمدته على حسبه وشجاعته. ونقيضه: الذَّمُّ إلا على إساءة، ويقال:? الْحَمْدُ للّهِ ? على الإطلاق، ولا يجوز أن يطلق إلا لله تعالى؛ لأن كل إحسان فهو من الله تعالى في الفعل، أو التسبيب. والحمد يكون باللسان وحده، فهو إحدى شعب الشكر، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: «الحمد رأس الشكر، ما شكر اللهَ عبدٌ، لم يحمده». وعن ابن عباس رضي الله عنهما: «من قال: لا إله إلاّ الله، فليقل على أثرها: الحمد لله رب العالمين».
ثالثًا- ومن الفروق بين الحمد والشكر: أنه يجوز أن يحمد الإنسان نفسه في أمور جميلة يأتيها، ولا يجوز أن يشكرها؛ لأن الشكر يجري مجرى قضاء الدين، ولا يجوز أن يكون للإنسان على نفسه دين. فالاعتماد في الشكر على ما توجبه النعمة، والاعتماد في الحمد على ما توجبه الحكمة. والله تعالى حامد لنفسه على إحسانه إلى خلقه، ? وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ ? (الروم: 18). وعليه فالحمد أعمُّ من الشكر مطلقًا؛ لأنه يعمُّ النعمة وغيرها، وأخصُّ موْردًا؛ إذ هو باللسان فقط، والشكر بالعكس؛ إذ متعلقه النعمة فقط، ومورده اللسان والجنان وغيرهما.
فان الترادف يذهب ببهاء المعنى اما الفرق بين اللفظين يعطى للمعنى بهاء وبلاغة فى موضعة فان كل لفظ فى القران موضوع لحكمة ولو انتزع لفظ ودار على جميع الالسنة لاختل المعنى فان مكان اللفظ عاشق للفظ واللفظ عاشق لموضعة
فتبين ان لاترادف فى القران
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 05:55 م]ـ
فان الترادف يذهب ببهاء المعنى اما الفرق بين اللفظين يعطى للمعنى بهاء وبلاغة فى موضعة فان كل لفظ فى القران موضوع لحكمة ولو انتزع لفظ ودار على جميع الالسنة لاختل المعنى فان مكان اللفظ عاشق للفظ واللفظ عاشق لموضعة
فتبين ان لاترادف فى القران
فهل يذهب بهاء المعنى إذا قلت "فتثبتوا" بدلاً من "فتبينوا" في الآية التي أوردتُها من سورة الحجرات؟(/)
المحسِّنات اللفظيَّة علم البديع شرح بالصَّوت
ـ[مجدى مختار]ــــــــ[06 - 08 - 2009, 11:25 م]ـ
المحسِّنات اللفظيَّة علم البديع شرح بالصَّوت
مع أطيب تمنيَّاتى بالتوفيق
أ / مجدى مختار إبراهيم
مدرس اللغة العربيَّة
مصر - المنصورة
http://www.4shared.com/file/123387053/7f1e0d9a/____.html
ـ[زينب هداية]ــــــــ[07 - 08 - 2009, 01:57 م]ـ
جزاك الباري خير الجزاء، أستاذي الفاضل
----
لا أعرف لِمَ لم أحسن تحميل الدّرس ( ops
ـ[مجدى مختار]ــــــــ[07 - 08 - 2009, 04:16 م]ـ
جزاك الباري خير الجزاء، أستاذي الفاضل
----
لا أعرف لِمَ لم أحسن تحميل الدّرس ( ops
بوركتِ مريم وجزاكِ الله خيراً يقلقنى الشكوى من تحميل الدرس
وعموماً الرَّابط إن شاء الله سليم قومى بما يأتى:
1 - اضغطى على الرَّابط وانتظرى حتى تظهر صفحة جديدة يظهر فيها " اسم الدرس) وتحتها مستطيل أزرق مكتوب عليه (داونلود الآن) باللغة الإنجليزيَّة طبعاً.
2 - اضغطى على هذا المستطيل الأزرق سيظهر لكِ صفحة جديدة فيها عدَّاد انتظرى حتى يفرغ العدَّاد من العدِّ.
3 - سيظهر رابط أزرق كليك هير اضغطى عليه بالماوس كليك يمين واختارى حفظ باسم.
وإن شاء الله تتمكنين من تحميل الدرس
بوركتِ وجوزيتِ خيراً
وكلُّ عام وأنتِ بخير.
ـ[زينب هداية]ــــــــ[07 - 08 - 2009, 07:35 م]ـ
أهلا بالأستاذ الكريم
اعذرني، رجاءً، على الإزعاج
المشكلة في جهاز الحاسوب عندي (يبدو أنّه أصيب بالتّعب لكثرة ما حمّل)
نعّمكَ الله بنعيم الجنّات
وكلّ عام و الجميع في رضا الرّحمن
"اللّهمّ بلّغنا رمضان"
ـ[احمد السنيد]ــــــــ[09 - 08 - 2009, 09:39 ص]ـ
اخي مجدي حصل معي نفس ماحصل مع الاخت مريم
يتطلب (باس وورد) و (لوجن) الباس وورد ادخلناه ولوجن مش ماشي
ولااعلم (قد نعيب الرابط والعيب فينا وما للرابط عيب سوانا)
ـ[زينب هداية]ــــــــ[09 - 08 - 2009, 10:47 ص]ـ
تمّ تحميل الدّرس بفضل السّميع العليم
شكرا جزيلا ..
ـ[مجدى مختار]ــــــــ[11 - 08 - 2009, 01:42 ص]ـ
اخي مجدي حصل معي نفس ماحصل مع الاخت مريم
يتطلب (باس وورد) و (لوجن) الباس وورد ادخلناه ولوجن مش ماشي
ولااعلم (قد نعيب الرابط والعيب فينا وما للرابط عيب سوانا)
بارك الله فيك أخى الحبيب أحمد
موقع التحميل لا يتطلب باسورد ولا غيره
اتبع خطوات التحميل وإن شاء الله تنجح
الأخت مريم تمكنت من تحميل الدرس وأنا حمِّلته أكثر من مرَّة
كلُّ عام وأنت بخير.
ـ[هديل]ــــــــ[18 - 08 - 2009, 06:11 ص]ـ
تمكنت من التحميل ..
جزاك الله كل خير
ـ[مجدى مختار]ــــــــ[19 - 08 - 2009, 04:19 ص]ـ
تمكنت من التحميل ..
جزاك الله كل خير
بوركتِ وجوزيتِ خير الجزاء
وكلُّ عام وأنتِ بخير.(/)
ماهي الحركة البلاغية في هذين البيتين
ـ[سرايا الرسول]ــــــــ[10 - 08 - 2009, 06:13 ص]ـ
سر إن استطعت في الهواء رويدا .. لا اختيالا على رفات العبادِ
رب لحد قد صار لحدا مرارا .. ضاحك من تزاحم الأضدادِ
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[10 - 08 - 2009, 09:31 ص]ـ
أظن أن في صدر البيت الأول كسراً!
لعلَّه:
سِرْ إن اسطَعتَ في الهواءِ رويداً
بحذف التاء الأولى من "استطعت"
ـ[عربية وافتخر]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 12:23 ص]ـ
اتوقع ان الحركة موجودة في الشطر الثاني من البيت الثاني
حيث شبه اللحد بالانسان الذي يضحك
حذف المشبه به وابقى على شيء من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية
والله اعلم(/)
ما هو الفرق بين هذه الكلمات؟
ـ[داود الفرنسي]ــــــــ[12 - 08 - 2009, 07:31 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا إخواني و خواتي
ما هو الفرق بين هذه الكلمات من حيث المعنى و البلاغة؟
تعجب
استغرب
دهش
أكيد هناك فروق في المعنى أو في كيفية استعمالها فما هي؟
جزكم الله خيرا:)
ـ[أبو سارة]ــــــــ[13 - 08 - 2009, 04:12 ص]ـ
أهلا بك أخي
سأجيبك بطريقة عقلية لا علمية
تعجب: من زيادة عجيبة على أمر مألوف.
استغرب: من شيء جديد على غير العادة.
دهش: من أمر مفاجئ غير متوقع.
لا (تستغرب) من الجواب:)
لك تحيتي
ـ[علي جابر الفيفي]ــــــــ[13 - 08 - 2009, 12:33 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا إخواني و خواتي
ما هو الفرق بين هذه الكلمات من حيث المعنى و البلاغة؟
تعجب
استغرب
دهش
أكيد هناك فروق في المعنى أو في كيفية استعمالها فما هي؟
جزكم الله خيرا:)
ربما:
1 - التعجب: من شي ء غير متوقع الحدوث , ومنه "بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ"
قال قتادة: عجب النبي صلى الله عليه وسلم من هذا القرآن حين أنزل وضلال بني آدم، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يظن أن كل من يسمع القرآن يؤمن به، فلما سمع المشركون القرآن سخروا منه ولم يؤمنوا به، فعجب من ذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
2 - الغرابة: مخالفة العرف السائد , ومنه:
قال النبي صلى الله عليه وسلم لها فيما رواه ابن ماجة والدارمي: " إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء ". قيل: ومن الغرباء يا رسول الله؟ قال: " الذين يصلحون إذا فسد الناس " ..
3 - أما الدهشة فكما يرى (شوبنهاور): دهشة الفيلسوف هي دهشة أمام الأمور الاعتيادية والتي تكتسي حلة البداهة، وهي دهشة أمام الأشياء ذات الصبغة الأكثر عمومية، وجعلها موضوع التساؤل، وتحويلها إلى قضايا إشكالية.
أما دهشة العالم، فهي دهشة أمام أمور جزئية نادرة ومنتقاة، وهي سعي لربطها بقضايا معروفة لديه سابقا، أو بتعبير أدق هي إرجاع المجهول إلى المعلوم.
هذا ما تيسر البحث عنه , ربما أضفت جديداً.(/)
ما الفرق بين اللفظين فى البيان القرانى
ـ[السيف]ــــــــ[14 - 08 - 2009, 08:59 م]ـ
ما الفرق بين الجناح واليد فى البيان القرانى
الْحَمْدُ للهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فاطر:1.
وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ الاسراء:24.)
وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93) الأنعام
فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ [البقرة: 79]
سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُواْ قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوَاْ إِلَى الْفِتْنِةِ أُرْكِسُواْ فِيِهَا فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُواْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوَاْ أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثِقِفْتُمُوهُمْ وَأُوْلَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً [النساء: 91]
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ [المائدة: 11]
فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ [هود: 70]
يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ [الممتحنة: 2]
نلاحظ ان الله عبر فى جانب الملائكة باليد تارة وبالجناح تارة
وفى جانب الانسان باليد تارة وبالجناح تارة
ولماذا لايجوز وضع لفظ مكان لفظ فى نصوص الايات ارجوا منكم التوضيح
انا بالانتظار ........ ؟(/)
بيان دقائق النظم القرآني في سورة العلق
ـ[غربة مشاعر]ــــــــ[14 - 08 - 2009, 11:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة اللع بركاته
أتمنى مساعدتكم لي كيف اعرف وافهم دقائق النظم القرآني في عرض المعاني وتصويرها في سورة العلق؟
ووفقكم الله لكل مايحبه ويرضاه
ـ[عمر الحمد]ــــــــ[22 - 08 - 2009, 02:09 ص]ـ
الظلال لسيد قطب رحمه الله
لم أجد من يعالج كتاب الله كهذا الرجل
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[22 - 08 - 2009, 03:21 م]ـ
الظلال لسيد قطب رحمه الله
لم أجد من يعالج كتاب الله كهذا الرجل
وأضيف إلى الظلال، كتاب "أضواء البيان" للشنقيطي، ومن المتقدمين "الكشاف" للزمخشري.
ـ[عمر الحمد]ــــــــ[22 - 08 - 2009, 07:38 م]ـ
وأضيف إلى الظلال، كتاب "أضواء البيان" للشنقيطي، ومن المتقدمين "الكشاف" للزمخشري.
امتن لك سيدي هذا الاستدراك
لكن ..
لم أقرأ الاضواء بشكل موسع
الا أن الزمخشري اذا كان الذي يقرأه يعرف جيدا كيف يتعامل مع هذا الكتاب عقائديا فهو جميل وقوى
فمثلا في الكشاف وجدت انه يسوق رواية على عثمان بن عفان لا اعتقد وراءها الا انه يكفر عثمان رضى الله عنه
المصيبه الروايه ليس لها اصل في السنه فضلا عن ضعفها
انظر (أعطى قليلا وأكدى)
وغير هذا الكثير
احترامي لكما
ـ[غربة مشاعر]ــــــــ[23 - 08 - 2009, 10:59 ص]ـ
أشكركما جميعاً
وفقتم لكل مايحبه الله ويرضاه
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[23 - 08 - 2009, 03:28 م]ـ
أحسنت أخي عمر الحمد
احتراس في محله
خذ الزمخشري في البلاغة فقط، ودع ما سواها، فقد أحسن وأجاد فيها(/)
اختيارعنوان جميل
ـ[الحدائق الناضرة]ــــــــ[15 - 08 - 2009, 03:51 ص]ـ
لدينا محاضرة ستقام قبيل شهر رمضان المبارك وهي بعنوان كيف تهيئ نفسك لضيافة الله
لكن العنوان لم يرق لي فهل من عنوان جذاب غيره أنا في انتظار اقتراحاتكم للعنوان.
ـ[أمة الله العلى]ــــــــ[15 - 08 - 2009, 02:43 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته: اقتراحاتى هى:
1 - الإعداد لرمضان
2 - التهيئه النفسيه لرمضان
3 - الإنسان فى رمضان
4 - كيف نستقبل رمضان
5 - الطاعات وأنواعها فى رمضان
6 - العباد فى ضيافة الله عز وجل
7 - شهر التوبه والمغفره والعتق من النار
إن شاء الله وُفقت فى هذه العناويين وأن تجدى ضالتك من بينها أسأل الله العظيم أن نكون جميعنا من عتقاء هذا الشهر الكريم
ـ[الحدائق الناضرة]ــــــــ[15 - 08 - 2009, 09:54 م]ـ
الشكر الجزيل للأخت أمة الله(/)
ومنكم نستفيد؟
ـ[عين الحنان]ــــــــ[16 - 08 - 2009, 05:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يشرفني أن أطرح سؤالي في هذا القسم الجميل الذي يحوي فن من فنون اللغة العربيه سؤالي يأساتذي الكرام مادة البلاغه ترتكزعلى ماذا على الحفظ أم الفهم أكثر حاولت حفظها ولكن لم أفلح سوى في التعاريف وأنا من النوع الذي يفضل الحفظ فهل أجد لديكم طريقه تمكنني من فهمها بسهوله http://3iny.com//upload/aln3esa-1250429672.gif ولكم جزيل الشكرأتمنا من جميع البلاغيون الكرام سرد طريقته في دراست هذا العلم!! ( ops
http://3iny.com//upload/aln3esa-1250430910.gif
ـ[السراج]ــــــــ[16 - 08 - 2009, 07:20 م]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ..
بتدريب الذوق من كثرة الاطلاع ..
ولي عودة ..
ـ[عين الحنان]ــــــــ[16 - 08 - 2009, 09:36 م]ـ
جزاك الله خيرعلى المرور الطيب يعني تنصحني بكثرة القراءة في كتب البلاغه مشكلتي لست أريد الأبحارفي فن البلاغه أريد فقط ما يبلغني النجاح دراسيا فقط أريد فهم المادة ولكم جزيلا الثناء ومرحبا بعودتك
http://3iny.com//upload/aln3esa-1250447730.gif
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[16 - 08 - 2009, 10:41 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
البلاغة ليست كغيرها من فنون اللغة الأخرى التي لو حفظت قاعدة أو قصيدة أو مسألة قد تبدع فيها إلى جانب الفهم، البلاغة تقوم على الفهم لا الحفظ
وسبيلك إلى الفهم معرفة الحد للموضوع ومن ثم التطبيق على أكثر من مثال
ولا زلت أذكر جملة كان يكررها من درستُ عنده، وعند إرادتنا لشرحها يقول ليطلق كل واحد منكم عنان خياله ليفهمها، كان يرددها دوما:
البلاغةُ تُشم ولا تفرك
ـ[زورق شارد]ــــــــ[17 - 08 - 2009, 12:56 ص]ـ
لست على قدر إخواني الأساتذة لكني مررت من هنا فأثار سؤالك أشجاني
فتقبليني ..
عيشي مع الأمثلة، تذوقيها، حاولي تطبيقها، ثم أعرضيها في هذا المنتدى، لتصويبها ومناقشتها
وأثناء قراءتك للقران ستعرض عليك كثيرمن الأساليب البلاغية الرائعة حاولي عرضها على ذهنك وتحليلها
ثم اعلمي أخية أن أكمل العلم أن يجمع المرء بين الحفظ والفهم فاحفظي مايستدعي الحفظ وإن كان قليلا في هذا الفن وما استعصى عليك فهمه فكرري المطالعة فيه وصوبي النظر في النماذج المطبقة عليه فإن الأشباه والنظائرجديرة بأن تجعلك فذة في هذا الفن
صدقيني أخية ما من صعوبة في البلاغة غير أن بعض الأبواب تستدعي ذوقا مميزا وحسا رقيقا كمباحث علم المعاني
وأنصحك بكتب ودروس الدكتور فاضل السامرائي
ـ[عين الحنان]ــــــــ[17 - 08 - 2009, 02:00 ص]ـ
جزا الله الأخوه والأخت خيرا على ردودهم المباركه مافهمته من رد الأخ الأديب أن علم البلاغه يحتاج لفهم أي لايدخل الحفظ فيه ابدا مع أني كنت سأجرب فهم القاعده ثم أحفظ الأمثله عليها فهل هذه الطريقه ممكنه هل تؤدي الى نتيجه ملموسه!! ;) وسأتبع طريقة الأخت في تطبيق النماذج على القاعده ولها مني جزيل الشكر:) لدي سؤال خطرببالي ولاادري هل هوسؤال معقول أم لا هل من الممكن أن اعرف ان هذا الأسلوب كذا بمجرد قرأتي لجمله وبالمقابل بتمعني فيها؟؟
http://3iny.com//upload/aln3esa-1250463076.gif
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[17 - 08 - 2009, 06:12 ص]ـ
الحفظ مطلوب في كل شيء، فهو وسيلة لاستذكار الفن في أي وقت
وإلا لما كان العلماء - رحمة الله عليهم - اهتموا بالمتون العلمية ولما قعّدوها
ولكن إلى جانب الحفظ الفهم، فشيء بدون شيء لا يستقيم
في نفس الوقت أحيانا لا بد في فن تغليب جانب على جانب آخر
فهذا يحتاج للحفظ أكثر وذاك يحتاج للفهم أكثر، وما أرى البلاغة إلا من الثاني.
حفظ القاعدة وأمثلة عليها مما سيضبط لك الموضوع بعضا ما، وكلما أكثرت التطبيق أنار الله عقلك للطريق.
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[17 - 08 - 2009, 10:03 ص]ـ
أضيف:
قراءة القرآن مع التفاسير التي اهتمت بالجوانب البلاغية فيه مثل الكشاف للزمخشري، ومن المعاصرين في ظلال القرآن لسيد قطب، وأضواء البيان للشنقيطي.
قراءة كتب البلاغة المدرسية
الحفظ مهم ثم الفهم والتطبيق
تطبيق ما حفظتِه وفهمتِه على نصوص أخرى غير محللة ومحاولة تحليلها بلاغيا
ـ[عين الحنان]ــــــــ[17 - 08 - 2009, 02:27 م]ـ
جزا الله أساتذتي الأخ اديب والأخ طارق خير الجزاء على النصائح المفيده نصحتوني بكتب وأنا لم افهم كتابي المدرسي فهل في هذه الكتب مثلا شرح مفصل قد تظنون أنه سأستفيدمنه في فهمها لاأريد الدخول في متاهات بلاغيه أخرى!!!
http://3iny.com//upload/aln3esa-1250508408.gif
ـ[هديل]ــــــــ[18 - 08 - 2009, 05:07 ص]ـ
أهلاً بكِ!
شخصياً أحب فروع اللغة البلاغة والنقد
تعتمد على الفهم والحفظ معاً إضافةً إلى تذوقك للنص
وفهمك له.
نصيحة من مجربة / إن تعلمتي البلاغة ستشعرين بلذة وتأثر في قراءة القرآن
أكثر من قبل
وبالتوفيق عزيزتي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عين الحنان]ــــــــ[18 - 08 - 2009, 02:54 م]ـ
http://3iny.com//upload/aln3esa-1250596212.gifhttp://3iny.com//upload/aln3esa-1250596431.gif
ـ[عين الحنان]ــــــــ[18 - 08 - 2009, 03:29 م]ـ
من خلال خبراتكم في هذا العلم هل أجد لديكم كتاب أتمكن به فهم هذه الفن لابد أ ن قرأتكم كثيره في هذا المجال وتعرفون من خلالها مايفيد المبتدئ والمبحر فهل أجد مبتغيا لديكم http://3iny.com//upload/aln3esa-1250598012.gifhttp://3iny.com//upload/aln3esa-1250598072.gif
http://3iny.com//upload/aln3esa-1250598533.gif
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[19 - 08 - 2009, 08:43 ص]ـ
قد يفيدك كتاب البلاغة الواضحة لعلي الجارم ومصطفى أمين فهو منهجي مدرسي.
ـ[عين الحنان]ــــــــ[19 - 08 - 2009, 02:40 م]ـ
http://3iny.com//upload/aln3esa-1250681788.gif
ـ[أنوار]ــــــــ[19 - 08 - 2009, 04:13 م]ـ
قد يفيدك كتاب البلاغة الواضحة لعلي الجارم ومصطفى أمين فهو منهجي مدرسي.
كتاب رائع جداً مفيد للمبتدئ .. إذ يلخص القاعدة .. وبه تدريبات
ـ[عين الحنان]ــــــــ[19 - 08 - 2009, 06:35 م]ـ
شاكره ومقدره أخت أنوار على التأكيد
http://3iny.com//upload/aln3esa-1250696003.gif
ـ[السراج]ــــــــ[23 - 08 - 2009, 07:27 ص]ـ
عين الحنان
دعيني أضيف هذا المثال ليدل على جزء مهم من البلاغة العربية وهو الذوق والفهم والثقافة التي يتوجب على القارئ أن يتحلى بها، وهي أعمدة مهمة كما هو الشأن لنبرات الصوت أثناء الحديث وأثناء إلقاء الاستفهام والتعجب والأمر وغيرها من الأساليب، وكذلك الأمر للمخاطب وهيئته، وبلاغة المتكلم وحذاقته كلها أمور تُخرج لنا تشكيلا من البلاغة إن اجتمعت ..
نقول لإنسان مثلا:
(ألستَ صاحبَ البيانِ الرفيع، والقلمِ البليغ؟)
قد يفيد التقرير، أي: تقرير الحقيقة، إذا كان المخاطب فعلا أديبا بارعا معروفا وكانت نبرات الصوت دالة على ذلك. وقد يفيد الاستهزاء إذا كان المخاطب مدعيا مغرورا، يحدث عن نفسه بما ليس هو أهله، ويخرج على الناس بكتابات تافهة لا معنى لها، وكان النبر الصوتي يعاضد ذلك المعنى.
وقد يفيد اللوم والتنبيه إذا كان المخاطب أديبا بارعا وقع في خطأ لا يتصور أن يقع فيه مثلُه، وهكذا ..
ـ[عين الحنان]ــــــــ[23 - 08 - 2009, 04:14 م]ـ
حياك الله أستاذي سراج وهلا بعودتك أشكرك على أسلوبك الرائع في أدراج المثل وشرحه
http://3iny.com//upload/aln3esa-1251032604.gif(/)
سؤال عن مفردة من فضلكم
ـ[عمر الحمد]ــــــــ[16 - 08 - 2009, 08:46 م]ـ
السلام عليكم
مساء السعادة والسرور
كما ترون ... جديد وبي حاجه ماسه وعاجله لمساعدتك
مالفرق بين علو واستعلاء
وماهو اختصاص كل من الكلمتين (اين تستعمل / مكانها الأبلغ / دلالتها في الجمله والسياق عموما)
باختصار .... كل ماحول هاتين المفردتين وبالتأكيد مع ضرب الأمثله والمصادر
انتظركم بارك الله فيكم
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[16 - 08 - 2009, 09:01 م]ـ
وعليكم السلام
أهلا بك أخي الكريم
الأولى مصدر الثلاثي (علا)، والثانية مصدر السداسي (استعلى).
والكلمتان بمعنى ارتفع، ولكل كلمة مكانها في السياق.
ـ[عمر الحمد]ــــــــ[16 - 08 - 2009, 09:34 م]ـ
وعليكم السلام
أهلا بك أخي الكريم
الأولى مصدر الثلاثي (علا)، والثانية مصدر السداسي (استعلى).
والكلمتان بمعنى ارتفع، ولكل كلمة مكانها في السياق.
الفاضل خالد
عظيم امتناني لهذا التفاعل السريع ومن قلبي اشكرك
استاذي ماهو السياق الذي يتلاءم مع كل من المفردتين وكيف نوجه المفردتين في خدمة السياق بمعنى انه لوجاء السياق بطريق كذا كان الاولى ان نأتي بهذه المفردة دون تلك .. وهكذا
من فضلك فصل لي في المسأله قدر ماتستطيع واتمنى ان تحيلني على مصدر اتبحر فيه
انتظرك اخي
ـ[عمر الحمد]ــــــــ[16 - 08 - 2009, 09:44 م]ـ
اعتذر هذا - استدراك -
هل في قولنا (الإستعلاء) تكون اللام الاولى لإستغراق جنس التعالي او العلو؟ أم ماذا؟
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[17 - 08 - 2009, 10:15 ص]ـ
أرى أن "علو" تستخدم للذات المفردة بدون وجود أحد"غير مَن علا"، أي ذاتية:
علو في الحياة وفي الممات ... لحق أنت إحدى المعجزات
أما استعلاء، فتكون علوا لكن على أحد
عندما شرح النحويون معنى حرف الجر "على" فقالوا إنه للاستعلاء-الحسي والمعنوي-،لأن شيئا يكون على شيء، وهذا ما لا يتوافر في العلو بل الاستعلاء
والله أعلم
ـ[عمر الحمد]ــــــــ[17 - 08 - 2009, 10:12 م]ـ
اخي طارق يس الله يفتح على قلبك وينوره بالايمان
افدتني بصورة لا احصي معها شكري لك
لكن بخصوص البيت تمنيت لوكان في الاستعلاء وايضا لوكان من التراث الجاهلي فكما تعلم هم الذين يؤخذ بكلامهم بالاستدلال
اما بخصوص:
أما استعلاء، فتكون علوا لكن على أحد
اما حرف الجر فلم افهمها ايضا لكن لعلك تقصد لام الاستغراق
لأن " على " تفيد العلو فقط ونأتي باللام لنستغرق العلو " عفوا هذا فهمي "
فهل هذا صحيح؟
قبلاتي ياسيدي وانتظرك ... فلن امل منكم
ـ[عمر الحمد]ــــــــ[17 - 08 - 2009, 10:57 م]ـ
عفوا وجدت التالي في هذا امنتدى المبارك ... فهل من باسط فيما بين موضوعنا وهذا الكلام؟
وهل وزن استعلاء الصحيح هو استفعلاء او أفعلاء؟
(((قال أبو إسحق وهذا القول أيضا غلط؛ لأن (شيئا) فعل وفعل لا يجمع أفعلاء فأما هين فأصله هين فجمع على أفعلاء كما يجمع فعيل على أفعلاء مثل نصيب وأنصباء.
قال وقال الخليل أشياء اسم للجمع كان أصله فعلاء شيئاء فاستثقل الهمزتان فقلبوا الهمزة الاولى إلى أول الكلمة فجعلت لفعاء كما قلبوا أنوقا فقالوا أينقا وكما قلبوا قووسا قسيا.)))
وهذا رابط الرد ومن خلاله الموضوع كاملا
http://www.alfaseeh.com/vb/showpost.php?p=225051&postcount=5
ـ[عمر الحمد]ــــــــ[18 - 08 - 2009, 11:08 م]ـ
أحبتي أهل البلاغه؟
اين انتم(/)
النسل والذرية والفرق بينهما
ـ[فتاة نجد]ــــــــ[21 - 08 - 2009, 02:53 ص]ـ
:::
النسل والذرية، هل هناك فرق بينهما؟!!
متى تستعمل إحداهما دون الأخرى؟!
أم هما بمعنى واحد
أرجو الرد العاجل، وشكرا لكم
ـ[أبو المثنى]ــــــــ[21 - 08 - 2009, 04:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
النسل والذرية تحملان معنًا عاما واحدة وهو الولد
ولكنهما تختلفان في المعنى الدقيق:
فالذرية تأتي من العلو فأغلب اشتققاتها تأتي بهذا المعنى مثل ذروة: أعلاه و ذريته: مدحته و المذرى: الرأس فعليه يكون المراد بالذرية هو ارتفاع مكانة الوالد من ابن إلى أب كما في شجرة العائلة وما سواها
أما النسل فهي عكس الذرية تأتي من السقوط فالاشتقاقات تأتي بهذا المعنى مثل انسل: سقط وانسلا إلى الوادي وانسل الصوف وغيرها فعليه يكون المراد بالنسل توالي النزول كما في تناسلوا
المرجع / القاموس المحيط للفيروز آبادي |ط| دار إحياء التراث العربي
والله أعلم
للمزيد من المعلومات يمكنك الرجوع إلى القواميس*و المعاجم
ـ[فتاة نجد]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 06:10 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وشكرا لك
ـ[ابوعلي الفارسي]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 11:57 ص]ـ
الرأي عندي أن الذرية ليس كما قال أبو المثنى:
فالذرية تأتي من العلو فأغلب اشتققاتها تأتي بهذا المعنى مثل ذروة: أعلاه و ذريته: مدحته و المذرى: الرأس فعليه يكون المراد بالذرية هو ارتفاع مكانة الوالد من ابن إلى أب كما في شجرة العائلة وما سواها.
وإنما أصل الذرية الذريئة، ثم خففت الهمزة وجعلت ياء مفتوحة فصارت عندنا ياءان إحداهما ساكنة والأخرى متحركة فأدغمتا لتصيرعندنا ياء واحدة مشددة من حيث الرسم وإلا فهي ياءان، وأصل الكلمة من (ذرأ) الذي يفسر ب (خلق)
قال الأزهري في تهذيب اللغة:
وذهب جماعة من أهل العربية إلى أن " ذرية " اصلها الهمز. روى ذلك أبو عبيد عن أصحابه، منهم: أبو عبيدة ويونس وغيرهما من البصريين. وذهب غيرهم إلى أن اصل " الذرية " فعلية، من الذر.
وفي المزهر للسيوطي:
الذُّرّية هي من ذرأ الله الخلق.
وقال ابن دريد في الجمهرة:
الذّرْء: مصدر ذَرَأَ الله الخلقَ يذرَؤهم ذَرْءاً، وقد يُترك الهمز فيقال: الذّرْو. قال أبو بكر: ثلاثة أشياء تركت العرب الهمز فيها، وهي الذَّرِيَّة من ذَرَأَ الله الخلقَ؛ والنبي صلى الله عليه وسلم لأنه من النبأ، مهموز، والبَرِيّة من بَرَأَ الله الخلقَ.
وفي المخصص لابن سيده:
ابن السكيت: ومن هذا الباب الذرِّيَّة من ذرأ الله الخَلقَ: أي خلَقَهم.
وفي اللسان لابن منظور:
الجوهري الذُّرِّية أَصلها ذُرِّيئة بالهمز فخُفِّفت همزتها وأُلزِمَت التخفيف قال ووزن الذُّرِّيَّةِ على ما ذكره فُعِّيلةٌ من ذَرَأَ اللّهُ الخلقَ.
وقال في موضع آخر:
الليث الذُّرِّيَّة تقع على الآباءِ والأَبْناءِ والأَوْلادِ والنِّسَاء قل الله تعالى وآية لهم أَنَّا حملنا ذُرِّيَّتهم في الفُلْك المشحون أَراد آباءهم الذين حُمِلُوا مع نوح في السفينة وقوله صلى الله عليه وسلم ورأَى في بعض غَزَواته امرأَةً مَقْتولةً فقال ما كانت هَذِه لتُقاتِلَ ثم قال للرجل الْحَقْ خالداً فقلْ له لا تَقْتُلْ ذُرِّيَّةً ولا عَسِيفاً فسمَّى النساءَ ذُرِّيَّةً ومنه حديث عمر رضي الله عنه جُحُّوا بالذُّرِّيَّة لا تأْكلوا أَرزاقَها وتَذَرُوا أَرْباقَها في أَعْناقِها قال أَبو عبيد أَراد بالذُّرِّيَّة ههنا النساءَ قال وذهب جماعة من أَهل العربيَّة إِلى أَن الذُّرِّيَّةَ أَصلها الهمز روى ذلك أَبو عبيد عن أَصحابه منهم أَبو عبيدة وغيره من البصريين قال وذهَب غيرُهم إِلى أَن أَصل الذُّرِّيَّة فُعْلِيَّةٌ من الذَّرِّ.
والله العالم بصواب القول. وعندي هنا مزيد كلام لولا دخول وقت الصلاة.(/)
لماذا حذف " يا " مع " رب "؟
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[23 - 08 - 2009, 08:30 ص]ـ
" إن هذه الكلمة " رب " أكثر استعمالا من غيرها في الدعاء. فروعي فيها من جهات التخفيف ما يجعلها أطوع في الألسنة. وأسهل في مجاري الحديث.
ولم يقتصر حذف أداة النداء في القرآن الكريم على كلمة " رب " فحسب، بل جاء ذلك في موضع كثيرة غيرها
مثل: " يس والقرآن الحكيم "
ومثل: " طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى "
ومثل: " يوسف أعرض عن هذا "
والأصل يا يس ويا طه ويا يوسف .. وقد كسا الحذف - هنا - العبارات فخامة وخلابة.
* إيثار الياء:
ولعل السر في إيثار القرآن الكريم لحرف النداء " يا " دون غيره. لأن هذه الأداة تكون الوسيلة الطبيعية في النداء. إذ هي أكثرها استعمالا عند الخاصة والعامة. ولأنها أم الباب. ولأنها أخف أحرف النداء في النطق، لأنها تبدو في خفة حركتها كأنها صوت واحد، لانطلاق اللسان بمدها دون أن يستأنف عملا.
أما الأربع الأخر - وهي الهمزة وأيا وهيا وأي - فإن كلا منها يبدأ بحرف من حروف الحلق. وهي أثقل الأصوات نطقا. "
من كتاب: خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية. د. عبدالعظيم المطعني.
ـ[عمر الحمد]ــــــــ[23 - 08 - 2009, 09:18 ص]ـ
رحم الله والديك
ـ[السراج]ــــــــ[23 - 08 - 2009, 11:14 ص]ـ
نفع الله بك مشرفنا الكريم
وهذه الأدوات - أحرف النداء - قسمها النحاة إلى: لنداء القريب، ونداء البعيد، والمشترك بينهما ..
فكان نصيب (الهمزة وأي) القريب
و (أيا و هيا) البعيد
وتفردت (يا) للحالتين
هذا كله بحكم اللون الصوتي في هذه الحروف وبالأخص الحرف الأخير فإذا احتوى على مد كان للبعيد وإن كان مقطوعا كالهمزة والياء الساكنة كان للبعيد
.
وبما أن المنادى هنا الذي يقول وقوله الحق (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) فهل احتاج لحرف نداء! لذلك حذف الحرف.
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[23 - 08 - 2009, 03:23 م]ـ
أخي الأديب اللبيب الحبيب
أرجو مراجعة قولك: التقدير: يا يس، يا طه.
لأنني قرأت أن "يس"و"طه" من فواتح السور"الحروف المقطعة"، مثل "ألم، ألر، طسم ... "
إذن لا يصح تقدير حرف نداء واعتبارها منادى، ويصح ذلك في {يوسف أيها الصديق} {يوسف أعرض عن هذا} {ربنا آتنا في الدنيا حسنة ... }
أرجو إفادتي برأيك
جزاك الله خيرا
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[24 - 08 - 2009, 06:57 ص]ـ
رحم الله والديك
ورحم الله والديك وجميع المسلمين.
بارك الله فيك أخي عمر.
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[24 - 08 - 2009, 07:08 ص]ـ
نفع الله بك أخي الكريم
وهذه الأدوات - أحرف النداء - قسمها النحاة إلى: لنداء القريب، ونداء البعيد، والمشترك بينهما ..
فكان نصيب (الهمزة وأي) القريب
و (أيا و هيا) البعيد
وتفردت (يا) للحالتين
هذا كله بحكم اللون الصوتي في هذه الحروف وبالأخص الحرف الأخير فإذا احتوى على مد كان للبعيد وإن كان مقطوعا كالهمزة والياء الساكنة كان للقريب
.
بارك الله فيك أخي السراج
وشكرا على الفائدة اللطيفة.
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[24 - 08 - 2009, 07:18 ص]ـ
أخي الأديب اللبيب الحبيب
أرجو مراجعة قولك: التقدير: يا يس، يا طه.
لأنني قرأت أن "يس"و"طه" من فواتح السور"الحروف المقطعة"، مثل "ألم، ألر، طسم ... "
إذن لا يصح تقدير حرف نداء واعتبارها منادى، ويصح ذلك في {يوسف أيها الصديق} {يوسف أعرض عن هذا} {ربنا آتنا في الدنيا حسنة ... }
أرجو إفادتي برأيك
جزاك الله خيرا
مرحبا بأخي طارق الحبيب
بالرجوع لكتب التفسير وجدتُ القولين .. وإليك ما ذُكر في تفسير ابن كثير:
" تقدم الكلام على الحروف المقطعة في أول سورة " البقرة " بما أغنى عن إعادته.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا الحسين بن محمد بن شنبة الواسطي، حدثنا أبو أحمد - يعني: الزبيري - أنبأنا إسرائيل عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: طه يا رجل. وهكذا روي عن مجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جبير، وعطاء ومحمد بن كعب، وأبي مالك، وعطية العوفي، والحسن، وقتادة، والضحاك، والسدي، وابن أبزى أنهم قالوا: " طه " بمعنى: يا رجل.
وفي رواية عن ابن عباس، وسعيد بن جبير والثوري أنها كلمة بالنبطية معناها: يا رجل. وقال أبو صالح هي معربة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأسند القاضي عياض في كتابه " الشفاء " من طريق عبد بن حميد في تفسيره: حدثنا هاشم بن [ص: 272] القاسم عن ابن جعفر، عن الربيع بن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى قام على رجل ورفع الأخرى، فأنزل الله تعالى) طه)، يعني: طأ الأرض يا محمد ".
والله أعلم.
أشكرك أخي طارق فقد استفدت من مراجعتك.
ـ[بنفسي فخرت لا بجدودي]ــــــــ[24 - 08 - 2009, 10:19 ص]ـ
بارك الله في أستاذي الأديب اللبيب
ـ[إيمان الخليفة]ــــــــ[29 - 08 - 2009, 03:31 م]ـ
وللشيخ عبدالرحمن الميداني كلام جميل حول حذف أداة النداء؛
فهو يقول: إنَّ حذف أداة النداء له دلالة في نفس البليغ،
وهي أنَّ المنادى هو في أقرب منازل القرب من المنادي،
حتى لم يحتج إلى ذكر أداة نداء له لشدة قربه،
وهذا يليق بمقام دعاء الرب جل وعلا، فإذا قال الداعي "يارب"
فهو يُعبِّر بذكر أداة النداء عن شدة حاجة نفسه لما يدعو به،
أو يعبر عن ألمه أو استغاثته أو ضيق صدره،
أونحو ذلك من المعاني.
لذلك وجدت في القرآن أنَّ كل نداء فيه دعاء للرب قد حذفت منه أداة النداء،
باستثناء نداءين ناداهما الرسول محمد صلى الله عليه وسلم،
فقد ذكر فيهما أداة النداء "يا" تعبيرا عن حالة نفسه الحزينة
من أجل قومه الذين اتخذوا القرآن مهجورا بعد أن بلغهم
ما أُنزل عليه منه، وأسمعهم آياته، وأعادها عليهم مرات ليفهموا
دلالاتها فأصروا على كفرهم وعنادهم حتى رأى أنهم لا يؤمنون
مهما ذكَّرهم وأقنعهم وحذرهم وأنذرهم.
فالأول: ما جاء في سورة (الفرقان) بقول الله عز وجل فيها:
{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (30)}.
فذكر الرسول صلى الله عليه وسلم حرف النداء "يا" مع أنه ينادي
ربه الذي هو أقرب إليه من حبل الوريد، ليعبر بمد صوته بأداة النداء
عن حزنه من أجل قومه، وتلهفه لاستجابتهم، وحرصه على نجاتهم
من عذاب ربهم في جهنم دار عذاب الكافرين يوم الدين.
والثاني: ما جاء في سورة (الزخرف): {وَقِيلِهِ يَارَبِّ إِنَّ هَؤُلاء قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ (88)}.
أي: تصلبوا على العناد و الكفر، فهم لا يتحركون حركة جديدة
يشعرون فيها باقترابهم من الإيمان، فعبَّر بأداة النداء عن تلهفه
لإيمانهم ونجاتهم، وتوجع قلبه من أجلهم. (ا. هـ)
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[30 - 08 - 2009, 08:14 ص]ـ
بارك الله في أستاذي الأديب اللبيب
وبارك الله فيك أخي.
وللشيخ عبدالرحمن الميداني كلام جميل حول حذف أداة النداء؛
فهو يقول: إنَّ حذف أداة النداء له دلالة في نفس البليغ،
وهي أنَّ المنادى هو في أقرب منازل القرب من المنادي،
حتى لم يحتج إلى ذكر أداة نداء له لشدة قربه،
وهذا يليق بمقام دعاء الرب جل وعلا، فإذا قال الداعي "يارب"
فهو يُعبِّر بذكر أداة النداء عن شدة حاجة نفسه لما يدعو به،
أو يعبر عن ألمه أو استغاثته أو ضيق صدره،
أونحو ذلك من المعاني.
لذلك وجدت في القرآن أنَّ كل نداء فيه دعاء للرب قد حذفت منه أداة النداء،
باستثناء نداءين ناداهما الرسول محمد صلى الله عليه وسلم،
فقد ذكر فيهما أداة النداء "يا" تعبيرا عن حالة نفسه الحزينة
من أجل قومه الذين اتخذوا القرآن مهجورا بعد أن بلغهم
ما أُنزل عليه منه، وأسمعهم آياته، وأعادها عليهم مرات ليفهموا
دلالاتها فأصروا على كفرهم وعنادهم حتى رأى أنهم لا يؤمنون
مهما ذكَّرهم وأقنعهم وحذرهم وأنذرهم.
فالأول: ما جاء في سورة (الفرقان) بقول الله عز وجل فيها:
{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (30)}.
فذكر الرسول صلى الله عليه وسلم حرف النداء "يا" مع أنه ينادي
ربه الذي هو أقرب إليه من حبل الوريد، ليعبر بمد صوته بأداة النداء
عن حزنه من أجل قومه، وتلهفه لاستجابتهم، وحرصه على نجاتهم
من عذاب ربهم في جهنم دار عذاب الكافرين يوم الدين.
والثاني: ما جاء في سورة (الزخرف): {وَقِيلِهِ يَارَبِّ إِنَّ هَؤُلاء قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ (88)}.
أي: تصلبوا على العناد و الكفر، فهم لا يتحركون حركة جديدة
يشعرون فيها باقترابهم من الإيمان، فعبَّر بأداة النداء عن تلهفه
لإيمانهم ونجاتهم، وتوجع قلبه من أجلهم. (ا. هـ)
إضافة قيّمة ومفيدة فبارك الله فيك أختي إيمان.
ـ[فتون]ــــــــ[02 - 10 - 2009, 08:28 ص]ـ
فائدة جميلة أوردتموها لنا
بارك الله فيكم.
ـ[السعراني]ــــــــ[15 - 10 - 2009, 10:52 ص]ـ
جزاك الله خيرا (يا) مشرفنا العزيز
ارجو ان توضح لي:
كنت اعتقد ان (يا) تستعمل من الفرد لنداء الجماعة اضافة الى استخدامها لنداء الفرد اذا اراد المنادي تعظيمه ورفع شأنه.
وجزاك الله خيراً(/)
القراءات وثراء المعنى
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[23 - 08 - 2009, 02:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
بما أننا في شهر القرآن أفتحُ هذه النافذة:
تختلف بعض المفردات في القرآن الكريم حسب اختلاف القراءات، فيختلف نطقها وضبطها ومن ثم إعرابها.
هلا تناقشنا عن تأثير ذلك على الثراء المعنوي للكلمات من حيث إضافة دلالة جديدة مع تنوع القراءة.
بالمثال يتضح المقال: في سورة "يس":
قراءة {والقمرُ قدرناه منازل} القمر: مبتدأ والجملة الفعلية خبر.
{والقمرَ قدرناه منازل} القمر مفعول به لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور بعده،
وهكذا
السؤال المحدد: ما التأثير البلاغي الذي أحدثه التغير في القراءة والإعراب؟
ـ[ابوعلي الفارسي]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 02:23 م]ـ
تدبر هذه القاعدة يتضح لك الوجه في القراءتين:
قاعدة نحوية: الاسم يدل على الثبوت والفعل يدل على الحدوث والتجدد. ثم اقرأ ماكتبه الزركشي في البرهان في بحث التقديم والتأخير فإنك ستصدر عنه وقد بلغت حد الشبع إن شاء الله.
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 02:41 م]ـ
جزاك الله خيرا أبا علي
وأشكر لك مداخلتك وتوجيهك(/)
من آي التنزيل
ـ[مهاجر]ــــــــ[24 - 08 - 2009, 07:38 ص]ـ
كل عام وأنتم بخير أيها الكرام.
متأخرة بعض الشيء لظروف الاتصال!، وذلك من المقدور الكوني الذي لا يرد، فالحمد لله على ما قضى وقدر.
بعض آيات علقت عليها بعض الفوائد في هذا الشهر الكريم أسأل الله، عز وجل، أن ينفعني وإياكم بها.
فمن ذلك:
قوله تعالى: (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).
فالقصر بالنفي والاستثناء: قصر حقيقي، إذ لا يخرج شيء من المقدورات الكونية عن حد المشيئة الإلهية، فدلالة "لن" على التأبيد في هذا الموضع مستفادة من قرينة خارجية هي عموم قضاء الله، عز وجل، الكوني، لكل مقدوراته على جهة الحتم والنفاذ، فلا راد لقضائه الكوني النافذ، وإن خرجت نفوس كثير من المكلفين عن حد قضائه الشرعي الحاكم.
وفي "لنا": مئنة من رضا المصاب، ولو كان المقدور في ظاهره شرا، فإنه له، إن صبر واحتسب، فهو شر باعتبار الحال، خير باعتبار المآل، إذ به يستخرج خبث النفوس، فتطهر بِكِير البلاء، وتقبل على رب العباد، فالبلاء يجمع بين العبد وربه على حد التخشع الذي به تحصل النجاة فكم من نعمة كانت سببا في هلاك صاحبها، وكم من نقمة كانت سببا في نجاة صاحبها، ولله، عز وجل، من كمال الحكمة والقدرة والرحمة بعباده ما لا تحيط به مدارك العقول البشرية.
فـ: "هو مولانا": على حد القصر بتعريف الجزأين، فتقديره: الله مولانا: ولاية النصرة والتأييد، ولاية الملك والتدبير، فلا مولى لنا غيره. وهو مولانا فلا تتحرك قلوبنا ولا تنهض أبداننا إلا إلى نصرة دينه، إذ ذلك لازم الولاية الإيمانية.
فولاية الرب للعبد: ولاية تفضل وامتنان سواء أكانت عامة فهي للمؤمن والكافر، فكلاهما إلى إنعامه فقير، فبكلماته الكونيات وجدوا، وبها جرت الأسباب بما يحفظهم.
أم خاصة لعباده المؤمنين فلازمها النصرة والتأييد على حد قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوم أحد في معرض الرد على أبي سفيان، رضي الله عنه، وكان يومئذ على الشرك، بل كان رأسه: الله مولانا ولا مولى لكم.
وولاية العبد للرب: ولاية تأله بالشرع الحاكم، فالتزامه مئنة من كمال المحبة، إذ المحب لمن يحب مطيع.
وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ:
تذييل يناسب مقام التسليم بعد وقوع المصاب على حد الكيس لا العجز، فعليه، وحده، عز وجل، يتوكل المؤمنون في الصبر على المقدور، إن لم تتيسر لهم أسباب رفعه، وعليه وحده، يتوكلون إذا باشروا الأسباب مدافعة للقدر بقدر مثله، فتلك طريقة الأكياس الذين فقهوا باب القدر: فامتثلوا الشرعي ودافعوا الكوني، ولكل مقام مقال.
قال ابن القيم، رحمه الله، في "طريق الهجرتين" في معرض بيان أحكام الله عز وجل:
"بل الأَحكام ثلاثة:
حكم شرعي ديني، فهذا حقه أَن يتلقى بالمسالمة والتسليم وترك المنازعة، بل بالانقياد المحض، وهذا تسليم العبودية المحضة فلا يعارض بذوق ولا وجد ولا سياسة ولا قياس ولا تقليد، (وهذا أصل طالما نبه عليه المحققون من أهل العلم، فقد كمل هذا الدين وبلغ الغاية فلم يدع لأتباعه حاجة إلى قياس عقلي أو وجدان ذوقي أو رأي فقهي أو حكم سياسي ملوكي بمعزل عن الوحي الشرعي، بل لا يقبل من تلك إلا ما وافق التنزيل، فهو الحاكم على غيره، وهو المتبوع على حد التسليم والانقياد)، ولا يرى إِلى خلافه سبيلاً ألبتة، وإِنما هو الانقياد المحض والتسليم والإذغان والقبول فإذا تلقى بهذا التسليم والمسألة إقراراً وتصديقاً بقي هناك انقياد آخر وتسليم آخر له إِرادة وتنفيذاً وعملاً، فلا تكون له شهوة تنازع مراد الله من تنفيذ حكمه، كما لم تكن له شبهة تعارض وإِقراره، (وتلك أبرز أسباب فساد أحوال البشر: الشبه العلمية التي تفسد قوة التصور العلمية والشهوات التي تفسد قوة الحكم العملية، وغالبا ما يقترنان كحال أرباب المحدثات في الدين فلا تنفك البدع العلمية عن بدع عملية تتفرع عنها، ولا تنفك البدع العملية عن بدع علمية تتفرع منها)، إِيمانه وهذا حقيقة القلب السليم الذي سلم من شبهة تعارض الحق وشهوة تعارض الأَمر، فلا استمتع بخلاقه كما استمتع به الذين يتبعون الشهوات، ولا
(يُتْبَعُ)
(/)
خاض فى الباطن خوض الذين يتبعون الشبهات، بل اندرج خلاقه تحت الأَمر، واضمحل خوضه فى معرفته بالحق فاطمأن إِلى الله معرفة به ومحبة له وعلماً بأَمره وإِرادته لمرضاته، فهذا حق الحكم الديني.
الحكم الثاني: الحكم الكوني القدري الذي للعبد فيه كسب واختيار وإِرادة، والذي إِذا حكم به يسخطه ويبغضه ويذم عليه، فهذا حقه أَن ينازع ويدافع بكل ممكن ولا يسالم ألبتة، بل ينازع بالحكم الكوني أَيضاً، فينازع حكم الحق بالحق للحق ويدافع به، وله كما قال شيخ العارفين فى وقته عبد القادر الجيلاني: "الناس إِذا دخلوا إِلى القضاءِ والقدر أَمسكوا، وأَنا انفتحت لي روزنة فنازعت أَقدار الحق بالحق للحق، والعارف من يكون منازعاً للقدر لا واقفاً مع القدر" ا هـ، فإِن ضاق ذرعك عن هذا الكلام وفهمه فتأمل قول عمر ابن الخطاب - وقد عوتب على فراره من الطاعون فقيل له -: "أتفر من قدر الله؟ فقال: نفر من قدر الله إِلى قدره"، ثم كيف ينكر هذا الكلام من لا بقاءَ له فى هذا العالم إِلا به، ولا تتم له مصلحة إِلا بموجبه، فإِنه إذا جاءَه قدر من الجوع والعطش أَو البرد نازعه وترك الانقياد له ومسالمته، ودفع بقدر آخر من الأَكل والشرب واللباس، فقد دفع قدر الله بقدره، وهكذا إِذا وقع الحريق فى داره فهو بقدر الله، فما باله لا يستسلم له ويسالمه ويتلقاه بالإِذعان؟ بل ينازعه ويدافعه بالماءِ والتراب وغيره حتى يطفيء قدر الله بقدر الله وما خرج فى ذلك عن قدر الله، وهكذا إِذا أصابه مرض بقدر الله دافع هذا القدر ونازعه بقدر آخر يستعمل فيه الأَدوية الدافعة للمرض فحق هذا الحكم الكوني أَن يحرص العبد على مدافعته ومنازعته بكل ما يمكنه، فإِن غلبه وقهره، حرص على دفع آثاره وموجباته بالأَسباب التى نصبها الله لذلك، فيكون قد دفع القدر بالقدر ونازع الحكم بالحكم، وبهذا أُمر، بل هذا حقيقة الشرع والقدر، ومن لم يستبصر في هذه المسأَلة ويعطها حقها لزمه التعطيل للقدر أَو الشرع شاءَ أَو أَبى، فما للعبد ينازع أَقدار الرب تعالى بأَقداره فى حظوظه وأَسباب معاشه ومصالحه الدنيوية ولا ينازع أَقداره فى حق مولاه وأَوامره ودينه؟ وهل هذا إِلا خروج عن العبودية ونقص فى العلم بالله وصفاته وأَحكامه؟ ولو أَن عدواً للإِسلام قصده لكان هذا بقدر الله، ويجب على كل مسلم دفع هذا القدر بقدر يحبه الله وهو الجهاد باليد أو المال أو القلب دفعا لقدر الله بقدره فما للاستلام والمسالمة هنا مدخل فى العبودية، اللهم إلا إذا بذل العبد جهده فى المدافعة والمنازلة وخرج الأمر عن يده.
فحينئذ يبقى من أهل الحكم الثالث: وهو الحكم القدري الكوني الذي يجري على العبد بغير اختياره ولا طاقة له بدفعه ولا حيلة له في منازعته، فهذا حقه أن يتلقى بالاستسلام والمسالمة وترك المخاصمة وأن يكون فيه كالميت بين يدي الغاسل، وكمن انكسر به المركب في لجة البحر وعجز عن السباحة وعن سبب يدنيه من النجاة فههنا يحسن الاستسلام والمسالمة، مع أن عليه في هذا الحكم عبوديات أخر سوى التسليم والمسالمة، وهي أن يشهد عزة الحاكم في حكمه، وعدله في قضائه، وحكمته في جريانه عليه، وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن الكتاب الأول سبق بذلك قبل بدء الخليقة، فقد جف القلم بما يلقاه كل عبد، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط". اهـ بتصرف.
وتلك كلمات يسهل نقلها وقراءتها في أزمنة الرخاء ويصعب العمل بها في أزمنة الشدة التي تبلى فيها السرائر، فتفتضح مكنونات الصدور من الكيس أو العجز، ولا يعدل بالسلامة شيء، وطلب الستر من الله، عز وجل، وطلب الثبات إذا ما نزل ابتلاء على حد:
وتجلدي للشامتين أريهم ******* أني لريب الدهر لا أتضعضع
وطلب السلامة في الدين والدنيا في كل وقت: طلب كل أولئك حتم لازم.
وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ: تفريع عما سبق، فالمولى مستند متوليه، عليه يتوكل وإليه يلجأ على جهة القصر، وفيه تعريض بمن اتصف بضد وصف الإيمان من الكفران، بذمه إذ ليس له من حكم التوكل نصيب فرعا عن انتفاء علته الإيمانية عنه.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 07:32 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن قوله تعالى: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ):
ففيه عموم دلت عليه "من" الشرطية إذ الأصل في التكليف العموم إلا ما ورد الدليل على اختصاصه بمكلف بعينه من قبيل قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأبي بردة بن نيار رضي الله عنه: (اذْبَحْهَا وَلَنْ تَجْزِيَ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ)، أو صورة بعينها كالأحكام التي خصت بصور أسبابها فلحقها التخصيص من جهة الأنواع لا الأفراد كما قرر الأصوليون.
وحرمات الله: عموم آخر فسره بعض السلف ببعض أفراده على سبيل التمثيل لا التخصيص فهو مضاف إلى معرفة، وتلك من نصوص العموم الصريحة.
فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ: ولا خير سواه، إذ أفعل منزوعة الدلالة على التفضيل فلا خير للعبد إلا ما ينجيه في دار الجزاء من امتثال الشرع المنزل في دار الابتلاء، فالسير على طريق النبوات في الأولى، وسيلة إلى السير على طريقة الأنبياء على الصراط على وزان: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ)، فاهدنا الصراط المستقيم في الدنيا بالسير على طريقة النبوة الخاتمة وفي الآخرة بالحشر تحت لواء خاتم النبيين صلى الله عليه وعلى آله وسلم، موافقة لأهل النعيم ومخالفة لأهل الجحيم من المغضوب عليهم والضالين، فبقدر المسارعة في الدنيا تكون المسارعة في الآخرة، وبقدر الثبات في الدنيا يكون الثبات في الآخرة والجزاء من جنس العمل.
وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ: مجمل بينه التنزيل في مواضع أخر، على ما اطرد في التنزيل من بيان مفصله لمجمله.
قال في "أضواء البيان":
"لم يبين هنا هذا الذي يتلى عليهم المستثنى من حلية الأنعام، ولكنه بينه بقوله في سورة الأنعام: {قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَآ أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً على طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ الله بِهِ} [الأنعام: 145] وهذا الذي ذكرنا هو الصواب، أما ما قاله جماعات من أهل التفسير من أن الآية التي بينت الإجمال في قوله تعالى هنا: {إِلاَّ مَا يتلى عَلَيْكُمْ} أنها قوله تعالى في المائدة: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الميتة والدم وَلَحْمُ الخنزير وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ الله بِهِ والمنخنقة والموقوذة} [المائدة: 3] الآية فهو غلط، لأن المائدة من آخر ما نزل من القرآن وآية الحج هذه نازلة قبل نزول المائدة بكثير، فلا يصح أن يحال البيان عليها في قوله: {إِلاَّ مَا يتلى عَلَيْكُمْ} بل المبين لذلك الإجمال آية الأنعام التي ذكرنا لأنها نازلة بمكة، فيصح أن تكون مبينة لآية الحج المذكورة كما نبه عليه غير واحد.
أما قوله تعالى في المائدة: {أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأنعام إِلاَّ مَا يتلى عَلَيْكُمْ} [المائدة: 1] فيصح بيانه بقوله في المائدة: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الميتة والدم} الآية". اهـ
وحذف الفاعل للعلم به بداهة، ففي مقام التشريع، وهو من أخص مقامات الربوبية: لا يكون التحليل والتحريم إلا من الرب القدير الحكيم، تبارك وتعالى، فيقضي بالحق، بكلماته الشرعيات الحاكمة وكلماته الكونيات النافذة، وقضاؤه: قضاء الحكيم لا السفيه، تعالى الملك عن أوصاف النقص، إذ القدرة النافذة بلا حكمة مظنة السفه، فلا تصير لأفعال القادر غاية، وإنما يفعل بمحض المشيئة، وفي عالم الشهادة: يكون القادر بجاهه أو ماله أو ............. إلخ: أكثر الناس إفسادا إن لم يحكم ذلك بحكمات الشرع المنزل، ولا يكون ذلك إلا بالتزام شرائع الأنبياء عليهم السلام، ولله المثل الأعلى، فإن قياس الأولى في هذا الموضع: قياس صحيح، إذ وصفا: القدرة والحكمة من
(يُتْبَعُ)
(/)
أوصاف الكمال المطلق التي يمدح بها المخلوق، فالخالق، عز وجل، بالاتصاف بهما أولى، فضلا عن ورودهما في التنزيل، وهو الأصل في باب الإلهيات.
قال في بيان تلبيس الجهمية:
"ومثل هذا القياس يستعمل في حق الله تعالى وكذلك ورد به الكتاب والسنة واستعمله سلف الأمة وأئمتها كقوله تعالى: {ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ} الآية وقوله: {أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ} وقوله: {أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ} وقوله: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} وقوله: {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ}.
فإن الله أخبر أنهم إذا لم يرضوا لأنفسهم أن يكون مملوك أحدهم شريكه ولم يرضوا لأنفسهم أن يكون لهم البنات فربهم أحق وأولى بأن ينزهوه عما لا يرضوه لأنفسهم للعلم بأنه أحق منهم بالتنزيه عما هو عيب ونقص عندهم وهذا كما يقوله المسلم للنصراني كيف تنزه البتريك عن أن يكون له ولد وأنت تقول أن لله ولدا". اهـ
"بيان تلبيس الجهمية"، (2/ 142، 143).
وتلك طريقة قلب الدليل التي استعملها الإمام الباقلاني، رحمه الله، في مناظرته الشهيرة مع بطاركة النصارى.
فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ:
أمر على حد الإيجاب على ما تقرر في دلالة الأمر الوضعية في علم الأصول على الراجح من أقوال الأصوليين، و: "أل" في "الرجس": جنسية استغراقية تعم كل أفراد الرجس، فهي الوصف الأعم الذي تفرع عنه الوصف الأخص: "الأوثان"، فحسن الربط بينهما بـ: "من" الجنسية البيانية، فذلك ضابط لطيف لها ذكره صاحب "التحرير والتنوير"، رحمه الله، فما قبلها: نوع أو جنس أعلى لما بعدها، ولا مفهوم لها ليقال بأن من الأوثان ما هو: رجس يجتنب، ومنها ما هو بخلاف ذلك فيحل الاقتراب منه. بل وصف الرجس الأعم متحقق في كل صور جنس الأوثان الأخص.
وعموم الأوثان يشكل كل وثن مادي محسوس، أو معنوي معقول، فمن الأوثان ما يتقرب إلى مبانيها المحسوسة، ومنها ما يتقرب إلى معانيها المعقولة، فليست الأوثان: أوثان هبل واللات والعزى فقط، التي تخضع لها الجوارح على حد السجود والركوع ....... إلخ، بل منها أوثان تخضع لها العقول على جهة التأله، وإن أنكرت ذلك بلسان المقال، فالشرائع الأرضية التي زاحمت الشرائع الإلهية أوثان يتأله لها بالخضوع والاستسلام لحكمها، فذلك من آكد صور الديانة، على حد قوله تعالى: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا): فصار الاستسلام على حد الرضا بحكم الشارع، عز وجل، من الإيمان الواجب الذي لا تحصل النجاة إلا بانتحاله، وذلك معنى مطرد منعكس، فله مفهوم نفي الإيمان المنجي عمن رد حكم الشرع المنزل فلم يستسلم له على حد الرضا.
وفي قوله: "وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ" توكيد بتكرار العامل: "اجتنبوا":
والزور: جنس يعم القول وغيره، على حد قوله تعالى: (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا)، فقد فسره بعض السلف بـ: الزور الفعلي من قبيل: شهود أعياد المشركين، والشرك، وعبادة الأصنام، والكذب، والفسق، واللغو، والباطل، واللهو، والغناء .............. إلخ.
وذلك من خلاف التنوع إذ دلالة "أل" الجنسية في "الزور": تعم كل أفراد الزور القولي والفعلي، والأصل في ألفاظ الوحي حملها على العموم ما أمكن إثراء للمعنى، وتوسيعا لدائرة الاستدلال بلا تكلف بتحميل الألفاظ ما لا تحتمله بأصل وضعها في اللسان العربي. فلا تهدر العمومات، ولا يتوسع في دلالاتها حتى تصير من قبيل الإشارات الخفيات إلى معان بعيدات، فذلك مما لم يعهد في التنزيل، فتلك، إن وافقت أصول الشرع: ملح مستطرفة لا عمد مستحكمة.
حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ:
حال مقيدة على ما اطرد في علاج أمراض النفس، بحملها على ترك المحظور بفعل المأمور، فلا ينهى عن غذاء فاسد إلا بعوضه من الغذاء النافع، لئلا تترك النفس خلوا، فذلك مما ينافي جبلتها الحساسة المتحركة، فإنها لا بد أن تتحرك، ولو انتصارا لباطل، إن لم تجد حقا تنتحله وتكافح دونه.
فاجتناب الرجس من الأوثان: أمر بالترك، والعدول إلى ضده من الحنيفية السمحة: فعل، فذلك، بلغة أهل الطريق، من باب: التخلية فالتحلية، فلا تزكية للقلب بالتوحيد إلا بعد تنقيته من أدران التشريك.
وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ:
وفيه، كما أشار صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله، تشبيه تمثيلي لحال العبد إن كان متمكنا من الإيمان، فله من السكينة والطمأنينة بقدر ذلك، فإذا وقع في الشرك فهو إما مذبذب تتخطفه الظنون تخطف الطير لمزعات الطير، وإما هالك قد خر في مكان واد من الضلال سحيق، فذلك حال أهل الكفر: اضطراب وتذبذب، أو هلاك وتدكدك.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 07:48 ص]ـ
ومن قوله تعالى: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)
فامتنعت الهداية الكونية: هداية الانتفاع: هداية التوفيق والإلهام بخلق إرادة الإيمان في القلب، وخلق إرادة الطاعات في الجوارح وإن صحت آلات التكليف والفعل لامتناع المشيئة الكونية، وإن نالهم من الهداية الشرعية ببعث الرسل عليهم السلام ما تقوم به الحجة الرسالية عليهم، فلهم من الاستطاعة الشرعية بصحة آلات التكليف، كما تقدم، والهداية الشرعية ما جعلهم أهلا لخطاب الشارع، وليس لهم من الاستطاعة الكونية بخلق الإرادات والأفعال، والهداية الكونية بقبول خبر الرسالات، نصيب، فالمنفي غير المثبت، وبذلك يزول الإشكال في هذا الباب، إذ الجهة منفكة، فالضال ضال بإضلال الله، عز وجل، له عدلا، والمهتدي مهتد بهداية الله، عز وجل، له فضلا، فهو، تبارك وتعالى، الذي يعلم من خلق، وهو اللطيف الخبير، فالتذييل بذينك الوصفين مئنة من علمه بدقائق الأمور ودخائل النفوس، وتقدم علمه الأزلي في خلقه، سبب في جعل الهداية في أقوام: (اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ)، فهو أعلم حيث يجعلها على حد التبليغ، وهو أعلم حيث يجعلها على حد القبول والامتثال، وحجبها عن أقوام: (أفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ)، فأضله على علم منه تقدم في الأزل أنه ليس إلا أهلا للضلال، فلو وضع الهداية في محل غير قابل لها، لانتفى وصف الحكمة عن فعله، وذلك في حق الله، عز وجل، محال ذاتي، إذ علمه المحيط بأحوال خلقه: أعيانا وأفعالا، آجالا وأرزاقا، معاشا ومعادا، ذلك العلم المحيط، لا يكون إلا قرين الحكمة البالغة في تقدير الكائنات المقدرة من أعيان وأفعال على الوجه الذي تظهر به آثار قدرته وحكمته في خلقه، فبتلك الصفات الربانية: القدرة النافذة والعلم المحيط والحكمة البالغة تقع المقدرات الكونية فيتحقق معنى الابتلاء بأجناس المحبوبات والمكروهات، فإن المبتلي لا يبتلي إلا بما يقدر على إيقاعه، ولا يبتلي بسعة أو ضيق، برخاء أو شدة ........ إلخ من المتباينات الكونية لمجرد إيقاع الفعل بمحض القدرة والمشيئة عاريا عن الحكمة، بل له في كل قدر حكمة، علمها من علم، وجهلها من جهل، وفي عالم الشهادة: لا تكون حكمة إلا بعلم سابق، فلا يوصف فلان من البشر بأنه حكيم إلا إذا حصل من أصناف العلوم والفنون ما يجعل فعله أهلا للسداد والرشاد فرعا عن ذلك العلم الواسع الذي هو مظنة جودة الفكرة تصورا علميا في الذهن وجودة التنفيذ حكما عمليا في الخارج، ولله المثل الأعلى، فإن فعله، عز وجل، لا كفعل البشر، ووصفه، جل وعلا، لا كوصف البشر، بل له منهما الكمال المطلق أزلا وأبدا، فالمخلوق يفعل أولا ويعلم ويحكم الأمر ثانيا، فكماله عارض بعد أن لم يكن، صادر من فعل تقدم عليه، فيصدق فيه وصف المعرفة بعد الجهل، وذلك في حق الرب، جل وعلا، منتف بداهة، وإن اتصف بمعاني الحكمة والعلم، إذ فعله، بخلاف فعل المخلوق، هو الفرع الذي يصدر عن وصفه، فكمال فعله فرع عن كمال وصفه الأزلي، فلم يتقدم حكمته سفه أو نقص، تعالى عن وصف السوء، ولم يتقدم علمه جهل، ولذلك لا يصدق في حقه وصف المعرفة لما تقدم من حدها بالعلم بعد سبق جهل، وليس ذلك من أوصاف الرب، جل وعلا، بل هو العليم أزلا وأبدا، المحيط بالكليات والجزئيات، المطلع على الحال والمآل، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، على حد قوله تعالى: (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)، فالأمر في معرض التحدي، فأسروا القول أو اجهروا به فهو العليم بمكنونات الصدور، فعلمه بالجهر ثابت من باب أولى، بل إذا خالفت العلانية السريرة فأظهر صاحبها على لسانه ما لا يخفيه في جنانه، فإنه يعلم كليهما، ويعلم الباعث عليهما، فقد يخفي تقية معتبرة، وقد يخفي نفاقا ........ إلخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالعلم قرين الحكمة، كما تقدم، ولا يكون الاتصاف بهما على حد الكمال المطلق إلا إذا اقترنا بوصف القدرة، فقدرة بلا علم مظنة الطيش، وعلم بلا قدرة مظنة العجز، والرب، جل وعلا منزه عن كليهما، وفي التنزيل: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا)، فخلق السماوات والأرض على هذا النحو الباهر، ولا يكون ذلك إلا بقدرة نافذة، بداهة، ولكنه لم يخلقهما عبثا بلا حكمة، أو لمحض المشيئة إظهارا للقدرة بلا حكمة، وفي التنزيل: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ)، بل خلقهما لحكمة: (لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) فاقترنت القدرة النافذة بالعلم المحيط، وهو، كما تقدم، قرين الحكمة البالغة، فالحمد لله الذي خلقنا بقدرته، وأتقن صنعنا بسابق علمه وحكمته، وامتن علينا بأجناس النعم الشرعية والكونية، وأعظمها نعمة النبوة الخاتمة، فهدانا بمحمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الضلالة، وبصرنا بالوحي المنزل من العماية، فتلك لمن تأمل: أعظم النعم الربانية على النوع الإنساني الذي أنيط به التكليف، وامتحن بالاستخلاف في الأرض خلافة: (ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ).
ثم ذيلت الآية بما يدل على انتفاء تلك المشيئة عمن سوى الله، عز وجل، على حد الإنكار الإبطالي: (أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)، وذلك أبلغ ما يكون في التقرير، إذ أثبت الفعل لله، عز وجل، ابتداء، على حد العموم باعتبار الأفراد: "كلهم"، والاتحاد باعتبار الزمان: "جميعا" إمعانا في التوكيد، ثم ذيل بنفيه عمن سواه، على حد الإنكار، وذلك أبلغ في الدلالة من النفي المجرد، فليست تلك الهداية، كما تقدم، لأحد، فلا الرسل عليهم السلام تملكها: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)، فليس لها من الهداية إلا: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ): هداية دلالة وإرشاد بقرينة التعدي بـ: "إلى"، فتبصر المكلفين إلى أجناس المنجيات وأعظمها التوحيد ليلزموها، وأجناس المهلكات وأعظمها التشريك ليجتنبوها، على حد قوله تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)، فهما من المتلازمات العقلية فلا يكون الإيمان بالواحد إلا مقترنا بالكفر بمن عداه، ولا يكون القرب منه على حد الديانة إلا باجتناب الطواغيت على حد البراءة، فليست تلك الهداية التوفيقية للرسول صلى الله عليه وعلى آله سلم ولا لأحد من البشر من باب أولى، إذ تخصيصه بالخطاب على حد التنبيه بالأعلى على الأدنى فإن ذلك إذا انتفى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وله من السلطان على القلوب محبة وإجلالا ما له، فهو عن غيره منتف من باب أولى، فليس ذلك إلا لجبار القلوب، جل وعلا، فهو الذي يصرفها كيف شاء بمقتضى قدرته وحكمته، فيقيم منها ما شاء فضلا، ويزيغ منها ما شاء عدلا.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[27 - 08 - 2009, 08:14 ص]ـ
ومن قوله تعالى: (قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (56) قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ):
(يُتْبَعُ)
(/)
فسوى بين العبادة والدعاء، فإن المعنى يؤول إلى: قل إني نهيت أن أعبد الذين تعبدون من دون الله، على حد قوله تعالى في معرض البراءة من الكافرين ومعبوداتهم: (لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ)، فلا أعبد ما تعبدون من آكد صورها: لا أعبد ما تدعون من دون الله، إذ الدعاء من أخص صور العبادة التي تدل على اختصاص المدعو بأوصاف الربوبية، فالداعي لا يتوجه بالدعاء إلا إلى من يرغب في ثوابه ويرهب من عقابه، على حد قوله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)، فكانوا يدعون على جهة الانقياد والتذلل التي لازمها: الرغب والرهب، فبالرغب تكون المحبة التي تتعلق بأوصاف الجمال الربانية من رحمة ومغفرة ........ إلخ، وبالرهب يكون الخوف الذي يتعلق بأوصاف الجلال الربانية من جبروت وإهلاك لأعداء الرسالات ..... إلخ، وكانوا مع ذلك: خاشعين، فتلك، أيضا، من صور العبادة القلبية الباطنة التي لا تصرف إلا إلى الرب، جل وعلا، فالخشوع أمر باطن تظهر آثاره على الظاهر رقة، كما كان حال السلف إذا سمعوا التنزيل، على حد قوله تعالى: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ)، فتأمل هذا الخشوع في مقابل خشوع رواد الأضرحة بحثا عن التأله المفقود الذي يفتقر إليه كل حي متحرك حساس، فالنفوس قد جبلت عليه، فإن لم تعرف المألوه الحق، تفرقت قواها العلمية والعملية في أودية الباطل، ففساد في التصور، وفساد في العمل، إذ اعتقد فيما لا ينفع ولا يضر: النفع والضر على جهة الاستقلال بالتأثير، فالنبي أو الإمام أو الشيخ له من الجاه عند رب البريات ما يجعله صاحب كلمات تكوينيات نافذات، فبيده أمور النصر والهزيمة على حد:
يا خائفين من التتر ******* لوذوا بقبر أبي عمر
عوذوا بقبر أبي عمر ******* ينجيكم من الضرر
فلم يلذ برب الأرض والسماء الذي بيده ملكوت كل شيء لأنه يجهل وصفه، فلا يعرف منه إلا الإجمال في موضع يفتقر إلى البيان، ولا يتلقى بيان تلك المعاني الجليلات إلا من النبوات، والمشركون في سائر الأزمان سواء أكان شركهم اعتقاديا أم عمليا أجهل الناس بعلوم الأنبياء عليهم السلام، بل هم المجاهرون بعداوة الرسالات، بلسان المقال تصريحا كحال الملاحدة والعلمانيين الذين يقدحون صراحة في الرسالة الخاتمة فيزعمون قصورها عن مواكبة التحديات المعاصرة!، أو تلميحا بلسان الحال كحال كثير من جهلة المتعبدة من سائر الديانات الذين يطلبون صلاح قلوبهم بعين فسادها من صرف أجناس التأله التي لا تصرف إلا إلى الله، عز وجل، إلى غيره على حد الديانة تخشعا وتذللا، رغبة ورهبة، فيرغبون إلى الفقير المعدوم، ويرهبون بطشه وعقابه أكثر من رغبتهم إلى الرب الغني ورهبتهم من الرب الجبار، وذلك، ما كان، كما تقدم، إلا فرعا عن تصور فاسد، إذ جفوا في حق الرب، جل وعلا، فقصروا في معرفة أسمائه وصفاته، وغلوا في حق العبد فخلعوا عليه من أوصاف الربوبية ما نزعوه ظلما وعدوانا من رب البرية، جل وعلا، وبقدر غلوهم في حق العبد الفقير يكون جفاؤهم في حق الرب الغني الحميد.
فالضلال العملي، قرين الفساد العلمي، ولذلك قرن بين الأفاك الذي فسدت قوته العلمية، فافترى الكذب، والأثيم الذي فسدت قوته العملية، في قوله تعالى: (وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آَيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8) وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آَيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ):
(يُتْبَعُ)
(/)
فجاء فساد عمله فرعا عن فساد قوله، فإذا سمع الآيات أصر مستكبرا فلم ينتفع بالحجة العلمية، فكان فساد عمله بالإصرار والاستكبار على طريقة جهلة المعاندين لهذه الملة الخاتمة، فجلهم، إن لم يكن كلهم، لا يعرف عنها شيئا أصلا، أو لا يعرف إلا ما يلقى على آذانه من شبه وأباطيل رؤوس الضلال من المترأسة والمتملكة باسم الدين أو السياسة ممن تهدم الملة الخاتمة عروشهم الطاغوتية هدما، فإنما ناصبوها العداء لا لباطل فيها وإنما لأنها تبطل مآكل السحت ومناصب القهر التي آثروها على اتباع الوحي، فتلك هممهم الدنيئة، وتلك علومهم الرديئة التي أنتجت من فساد الأعمال ما أنتجت فضلوا في أنفسهم وأضلوا غيرهم.
ولو علم حقا فإن فساد تصوره يمنعه من الانتفاع به، فلا يتولد من ذلك إلا فساد العمل فيتخذ الآيات البينات هزوا، وذلك فساد في العمل عريض.
وتأمل قوله تعالى: (وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ (34) الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ):
إذ ذيلت الآية الأولى: بوصف الريبة فذلك من فساد الأقوال، وصدرت الآية التالية بوصف الجدال فذلك من فساد الأعمال.
فلما ارتاب: فسدت قوته العملية، فأخذ ينافح عن الباطل ولو جدالا مذموما، فلا حجة له من نقل أو عقل، بل حجج الوحي الصحيح والعقل الصريح مبطلة لطريقته، ولكنه لفساد علمه ونيته: لم يعرف الحق ليتبعه، أو لم ينتفع بما عرفه منه، فجاء فساد عمله على قدر فساد علمه، فتلك، كما تقدم، ثنائية طرفاها متلازمان تلازما وثيقا قد دل الشرع والعقل والحس عليه.
يقول ابن تيمية رحمه الله:
"فقوله، (أي: في حديث علي رضي الله عنه): "من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله" يناسب قوله تعالى: (كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب)، وكذلك قوله: (كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار) فذكر ضلال الأول وذكر تجبر الثاني وذلك لأن الأول: مرتاب ففاته العلم حيث ابتغى الهدى في غيره، والثاني: جبار عمل بخلاف ما فيه فقصمه الله وهذان الوصفان يجمعان العلم والعمل.
وفي ذلك بيان أن كل علم دين لا يطلب من القرآن فهو ضلال كفاسد كلام الفلاسفة والمتكلمة والمتصوفة والمتفقهة وكل عاقل يترك كتاب الله مريدا للعلو في الأرض والفساد فإن الله يقصمه فالضال لم يحصل له المطلوب بل يعذب بالعمل الذي لا فائدة فيه والجبار حصل لذة، (بعمله الفاسد فلا ينفك عن نوع لذة وإن كانت عابرة متوهمة وإلا نفرت منه النفس بمقتضى الطبع)، فقصمه الله عليها فهذا عذب بإزاء لذاته التي طلبها بالباطل وذلك يعذب بسعيه الباطل الذي لم يفده"
"الاستقامة"، ص45، 46.
وتأمل حال أولئك الذين قال الله، عز وجل، فيهم: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ)
فلما فسد تصورهم للرب، جل وعلا، أسماء وصفاتا، فلم يعرفوا من أوصاف جلاله ما يردعهم عن افتراء الأباطيل، وارتكاب الزور نطقا وفعلا، أو عرفوا فلم ينتفعوا بمعرفتهم شيئا، فهي ترف من القول لا عمل يصدقه، وإنما محض رسوم، لما فسدت تلك القوة العلمية الأولى، فسد العمل، إذ ادعوا من الوحي ما هو محال إذ حالهم شاهد بضد دعواهم، فلا يدعون إلا إلى عين ما جاءت النبوات بإزالة رسومه، من تأليه غير المعبود، جل وعلا، سواء أكان ذلك صراحة أم كناية، وذلك، كما تقدم، هادم لعروش الطغيان الفكري والسياسي ......... إلخ من صور الطغيان،
(يُتْبَعُ)
(/)
إذ الوحي ينزع السلطان من المخلوق ليرده إلى خالقه، فلا يصدر المخلوق إلا عن أمره ولا يملك الخروج عن وحيه، على حد قوله تعالى: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).
وفي ختام الآية جاء النص على علة ما يلقونه من العذاب الذي استحضرت صورته بالمضارع: "ترى"، واسم الفاعل: "بَاسِطُو" الذي يعمل عمل مضارعه فله من دلالة الاستحضار ما لأصله، فالفرع آخذ حكم أصله بداهة، وما ذلك إلا إمعانا في الردع والزجر، جاء النص على تلك العلة المركبة من:
مَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقّ: فذلك فساد القوة العلمية
وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ: فذلك فساد القوة العملية المقترن بالفساد الأول على حد التلازم العقلي الوثيق كما تقدم.
ولذلك ذيلت الآية محل البحث بقوله:
قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ: فلا أتبع نحاتة أذهانكم من شرائع بدعية أو أحكام وضعية ......... إلخ، فكلها من فساد العلم، فلو اتبعتها فـ:
قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ: فالضلال في العمل فرع الضلال في العلم، كما تقدم مرارا، فلو اتبعت الأهواء العلمية لفسدت الأحكام العملية، فصار الشرك توحيدا، وصارت البدعة سنة، وصار الإلحاد: تقدمية، وصار الدين: رجعية، وصار العلمانية والديمقراطية: تحررا من قيود الماضي المتخلف وتجسيدا لحرية الإنسان المطلقة بمعزل عن الشرع الملجم للأهواء، فقد صارت تلك الحرية كعبة تحج إليها القلوب المقفرة من آثار النبوات، ولكل نصيب من الفساد العملي بقدر فساد تصوره العلمي الأول.
قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي: فعندي من العلم النافع، ولا يكون في هذا الباب إلا ما جاءت به الرسل وقامت عليه البراهين النقلية والعقلية المعتبرة، عندي منه الهدى والبينة، فليس دعوى مجردة كدعواكم، وإنما هو كما وصفه الله عز وجل: (هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)، ففيه الهدى النظري الصحيح المشفوع بالبرهان العقلي الصريح، وتلك هي البينات التي أقامها الله، عز وجل، على صحة الرسالات الهاديات.
وفي المقابل أيضا:
تأمل حال الأئمة الأولين:
(وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ)
فاستحقوا منصب الإمامة لما صبروا فذلك صلاح العمل، وكانوا بآياتنا يوقنون: فذلك صلاح العلم، فالحكم دائر مع علتيه: صلاح القول وصلاح العمل: وجودا وعدما، فمتى كان الصلاح كانت الإمامة، ومتى كان الفساد نزعت الإمامة إذ ليس في ذلك الأمر الجليل: أمر إقامة الملة التوحيدية وإنفاذ أحكام الشرائع السماوية، ليس فيه محاباة أو مداهنة لأحد، فذلك أمر لا يقبل التجزئة على حد: (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ).
وتأمل حال من قال الله، عز وجل، فيه: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ): فالدعوة أشرف الأعمال، ولكنها لكي تقع صحيحة على مراد الشارع، عز وجل، لا بد أن تشفع بتصور علمي صحيح يسبقها فتلك هي البصيرة.
وتأمل حال من قال: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ): فحسن القول من القوة العلمية النافعة التي تولد عنها لزوما: صلاحه في نفسه، وإصلاحه لغيره، فجاء العمل الصالح مصدقا للعلم النافع.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[28 - 08 - 2009, 07:55 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن قوله تعالى: (يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ): فخذوا زينة البدن من اللباس الحسن، وتعاهدوا ذلك البدن بالمطعوم والمشروب الطيب، فالأمر في: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا) مصروف عن الوجوب إلى الإباحة المقترنة بالمنة الربانية، ولا يكون ذلك إلا بحلال طيب، فالمنة لا تكون بمحرم خبيث، ومع ذلك التناول: جاء القيد الشرعي الحاكم: (وَلَا تُسْرِفُوا)، وعلته: (إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)، إذ الإسراف خروج عن حد الاعتدال، بالإفراط في تعاطي المباحات مما يورث البدن سقما والروح ثقلا، فلا تنهض إلى المراد الشرعي، فالنعمة الربانية، كما تقدم مرارا، مظنة ورود التكليف الشرعي، فلا ينفك القدر الكوني بنعمة أو نقمة، بسعة أو ضيق، عن قدر شرعي يضبط أحوال المكلف فيه بضابط الاعتدال، فلا بطر ولا أشر عند ورود النعمة، ولا جزع ولا سخط عند ورود النقمة، ولما كانت القسمة العقلية: ثنائية: إفراط بالتبذير، وتفريط بالتقتير أو الزهد الخارج عن حد الاعتدال كرد فعل تلقائي للانغماس في الشهوات، إذ لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار مضاد له في الاتجاه، كما قد علم من القاعدة الطبيعية الشهيرة، فلم يكن الزهد على حد ما وقع من غلاة أهل الطريق من الفقراء والزهاد حكرا على ملة بعينها، وإن استأثرت ملة النصارى بعد التبديل منه بقسط وافر، مع ما في ذلك الزهد من ملاءمة لتعاليم دين المسيح، عليه السلام، الذي بعث بشريعة الجمال، كفا لشهوات يهود الذين قست قلوبهم بتحريف الكتاب، ونسيان يوم الحساب، فجاءهم المسيح عليه السلام، بما يلين تلك الحجارة، فغلب على رسالته الجمال بداهة إذ ذلك المناسب لحال من قسا قلبه وكثف طبعه، وذلك أمر مطرد في حال كل داع إلى الله، عز وجل، فإنه إذا رأى من حال مدعوه انكبابا على الدنيا بشهواتها ونسائها وأموالها ........... فالأليق به أن يزهده فيها بذكر عوارها ففيها، كما ذكر ابن القيم رحمه الله، من خسة الشريك وقلة الوفاء ما يجعل العاقل يحترز منها فلا يأخذ منها إلا الكفاف، الذي يبلغه دار المقامة بسلام، ومع ذلك فإن تلك الملاءمة إنما هي من جهة الأصل، لا الحقيقة الكائنة التي ولدت كرامات هي بوصف الإهانات أليق تذكر في كتب القوم على أنها طهارة للأرواح بتقذير الأبدان على حد يأنف كل ذي ذوق سليم من ذكره، ويستحي كل ذي عقل راجح من فعله، ومع ما تقدم إلا أن ذلك الزهد الغالي ليس حدا جامعا مانعا يميز أمة النصارى عن بقية الأمم، بل هو جامع لأجناس الغلاة في هذا الشأن من سائر الأمم، فهو ظاهرة أممية، فحيث كان الإفراط في تناول شهوات الجسد كان الزهد فيها على حد إتلاف ذلك الجسد انتصارا للروح التي أصابها من العطب والثقل ما أصابها، سواء أكان المفرط من:
أمة اليونان التي خرجت منها الفلسفة مع ما فيها من المعاني التجريدية، في محاولة أرضية لكف جيوش الشهوات التي اجتاحت المجتمع اليوناني، فحمل الفلاسفة لواء الذب عن الروح، ولكن سلاحهم كان كالا غير ماضٍ، إذ استندوا في دفعهم إلى أقيسة عقولهم التي برعت في الطبيعيات فرعا عن عناية أمتهم بالعلوم المادية شأنها في ذلك شأن أي أمة وثنية لا تلقي لعلوم الروح بالا، إذ لا تؤمن بدار غير هذه الدار، فهي الجنة باعتبار الحال العاجل، فصرف الهمم في عمرانها أولى من صرفها في تحصيل مآل لا يدرى أيبلغه المكلف أم ينقطع به السير قبل بلوغه، فاللذة الحالية، وإن كانت خسيسة زائلة يكتنفها ما يكتنفها من الآلام، أولى بالتحصيل من اللذة الغائبة، وإن كانت نفيسة خالصة من الشوائب والآفات، وذلك قياس حيواني بكل المقاييس، ولكنه القياس الغالب على بني آدم إذا انحرفوا عن حكم النبوات العدل، فمآلهم لا محالة إلى زيادة أو نقص، فمن قاتل لروحه بالإفراط ومن قاتل لبدنه بالتفريط، والشاهد أنهم كانوا من أبعد الأمم عن وحي الرسالات
(يُتْبَعُ)
(/)
الإلهية التي جاءت بالسلاح الماضي في تلك الملاحم، سلاح: (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا)، فالأمر شرعي، وفيه كناية عن التوسط، فلا تمنع إرادة لازمها إرادتها، إذ حال البخيل قبض اليد وحال السفيه بسطها.
فجاء رد فعلهم بعيدا عن الحق بعد أصحابه عن النبوات الهاديات فخرجوا بتصوف فكري، إن صح التعبير، خاضوا فيه في الغيبيات من إلهيات وسمعيات بأقيسة التحريبيات، فأصلوا وفرعوا بعقولهم وأهوائهم ما لا يتلقى إلا من الوحي نقلا مصدقا، وتابعهم على ذلك أرباب النظر، ولا نظر عند التحقيق، من المعتزلة ومن سار على طريقتهم من العلمانيين والعقلانيين المعاصرين الذين نحوا خبر الوحي وولوا قياس العقل قهرا في إنقلاب فكري أسود، أشبه بالانقلابات العسكرية التي وقع الكثير منها في بلاد الشرق المسلم، إذ هي، عند التحقيق، من فساد العمل الذي تولد من تولي أولئك قيادة الحياة الفكرية في المجتمعات الإسلامية في القرن الماضي: قرن الهزائم والنكبات.
ولأمة الهند من ذلك الغلو في الزهد نصيب بل لعلهم أصله، إذ أرضهم مأوى كل مقالة حادثة ونحلة مخترعة، وأحوالهم إلا من رحم ربك عز وجل، تثير الضحك والعجب.
ولأمة فارس نصيب، إذ كان لحضارتهم طابع إباحي وهو وسط، كما تقدم، ملائم لنمو بذرة الزهد الغالي كرد فعل مضاد.
ولأمة الإسلام بعد أن فتحت عليها الدنيا كما فتحت على الأمم من قبلها، نصيب، وكتب طبقات أهل الطريق سواء أكانوا من المعتدلين أو الغلاة خير شاهد على ذلك، وكرامات كثير منهم، لا سيما المتأخرين، هي من جنس كرامات رهبان النصارى التي يستحى من ذكرها في كثير من الأحيان.
والشاهد أن الآية الأولى: قيد للإفراط بالنهي عن الإسراف.
وأما الآية التالية فهي المتممة للقسمة العقلية المتقدمة:
فـ: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ: على حد الاستفهام الإنكاري الإبطالي، إذ التحليل والتحريم من أخص أوصاف الربوبية، فلا حلال إلا ما أحله الله، عز وجل، في كتبه المنزلة أو على ألسنة رسله المبلغة، ولا حرام إلا ما حرمه على التفصيل السابق، فمن سوغ لنفسه تحريم مباح، ولو على جهة الديانة، فقد نازع الله، عز وجل، وصفه الذاتي ووصفه الفعلي، إذ بإظهاره الاستغناء عما يفتقر إليه بدنه من الرزق قد ادعى من وصف الغنى الذاتي ما هو عنه عري، فليس الغنى عن أسباب البقاء إلا لرب الأرباب، جل وعلا، فهو الغني عن كل الأسباب، المغني لكل الكائنات بتيسير أسباب البقاء لها فهو الذي أوجدها وأجراها بقدرته النافذة وحكمته الباهرة.
وبتعديه تحريما لما أحل الله، عز وجل، وإن صحت نيته، قد نازع الله، عز وجل، وصف التشريع الفعلي، فإن التشريع بالتحليل والتحريم من أخص أوصافه الفعلية، إذ له من كمال القدرة والحكمة والعلم المحيط والتدبير المتقن لأمر الكون، ما يصدر عنه كمال شرعه: أمرا ونهيا، فتدبيره الشرعي المحكم فرع تدبيره الكوني المتقن، وكمال رسالاته فرع كمال علومه وأقداره، فمن ادعى لنفسه حقا في التشريع، ولو انتصارا للديانة، بزعمه، وهذا حال كثير من أهل البدع العلمية والعملية الذين نطق لسان حالهم بالاستدراك على الوحي المنزل فقد جاءوا بما لم تجئ به الرسل، فأكملوا الرسالات بعد انقطاع الوحي!، من ادعى شيئا من ذلك فقد ادعى لنفسه من كمال الوصف المتقدم ما نقصه الحالي شاهد بضده، ومن أطاعه فهو في حد الإشراك داخل، وإن تبرأ منه بلسان الظاهر، على حد قوله تعالى: (وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ)، فإذا كان هذا حال من أحل وحرم ديانة، لقصور علمه وضعف عقله إذ ظن الوحي مفتقرا إلى قوله الحادث، إذا كان هذا حاله فكيف بمن أحل وحرم إبطالا للديانة، بل زعم أنها لا تفي بحاجة المكلفين في الأعصار الحالية التي بلغت فيها البشرية أعلى درجات المدنية وانحطت لأسفل دركات الحيوانية؟!. وأصل هذا الضلال بل كل ضلال بشري: الإعراض عن خبر الرسالات تصديقا وحكمها
(يُتْبَعُ)
(/)
تحقيقا.
وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ: فذلك من العموم بعد الخصوص، إذ الزينة من أفرادها، و: "من": بيانية، إذ جنس الأرزاق الطيبة مما امتن الله، عز وجل، بإباحته، فهو: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا)، فاللام: لام الاختصاص، إذ اختص المكلفون بأجناس النعيم الأرضي فذلك من دلالة العناية بهم، وكلفوا بإقامة الدين أخبار وأحكاما، فما أعطوا النعم الكونية إلا ليتأيدوا بها على إمضاء الأحكام الشرعية.
قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا: فذلك من البدهيات، التي لا تفتقر إلى بيان ابتداء فأمر السائل أن يجيب نفسه بنفسه على طريقة: أنت أدرى بحالك، وإليه أشار صاحب "التحرير والتنوير"، رحمه الله، بقوله:
"ولوضوح انتفاء تحريمها، وأنّه لا يقوله عاقل، وأنّ السؤال سؤال عالم لا سؤال طالب علم، أُمر السّائل بأن يجيب بنفسه سؤَالَ نفسِه، فعُقب ما هو في صورة السؤال بقوله: {قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا} على طريقة قوله: {قل لمن ما في السموات والأرض قل لله} في سورة الأنعام، وقوله {عم يتساءلون عن النبإ العظيم} [النبأ: 1، 2] فآل السؤال وجوابه إلى خبرين". اهـ
فهي لهم على جهة الاستحقاق والاختصاص، ووجه ذلك أنه لا تبعة عليهم في تناولها ما أقاموا أمر الشرع، بخلاف غيرهم ممن حظي بنصيب منها، بل لعله قد حظي بالقسط الأوفر منها، ولكن التبعة عليه باقية، فهو مجزي على إفراطه وتعديه في تناولها، إذ ذلك الغالب على من تعاطى الشهوات بمعزل عن النبوات فلا بد أن يقع في تعد وتفريط يجعله أهلا للعقاب الرباني.
خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ: من التبعات ولا يكون ذلك إلا في دار المقامة حيث لا كدر في تناول الطيبات فهي خالصة من الشوائب والآفات والتبعات الشرعية، على حد قوله تعالى: (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)، فلم يقيد في هذا الموضع بعدم الإسراف إذ لا إسراف في تناول طيبات الدار الآخرة، فذلك من التكليف، والجنة دار جزاء لا دار تكليف.
كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ: الشرعيات من باب الذكرى، واختصاص التفصيل بالقوم العالمين الذين انتفعوا بها تعريض بمن لم ينتفع بها فوصف الجهل به أليق، وإن بلغ من علوم الكون الظاهر ما بلغ.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[29 - 08 - 2009, 08:24 ص]ـ
ومن قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (87) وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ)
فصدرت الآية بنداء البعيد استرعاء للانتباه، فمن بعد عن طريقة النبوة، ولو كان فاضلا متأولا كما وقع من بعض الصحب الكرام، رضي الله عنهم، فنداء البعيد بحاله أليق، ولم يخل النداء من نوع تلطف بنعتهم بأشرف الأوصاف: وصف الإيمان، وغيرهم لهم تبع من جهة التكليف لا التشريف، فإن الكافر عن حد الاتصاف بالإيمان خارج، ولكنه في حد التكليف الشرعي داخل، فهو مخاطب بالشرع العملي وبما لا يصح إلا به من الخبر العلمي: خبر النبوات التي قررت التوحيد أصلا، والتكليف فرعا.
لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ: فالنهي قد تسلط على المصدر الكامن في الفعل، فأفاد العموم من جهة الفعل، فضلا عن عموم المفعول الذي دلت عليه: "ما" الموصولة، فإن تحريم الطيبات، ولو على حد الديانة، مظنة التعدي على وصف الحكم الإلهي الثابت للرب العلي، عز وجل، فلا حكم في الخلائق لسواه إذ لا موجد لها ومجري لأسباب بقائها إلا إياه.
واللام في: "لكم": مشعرة بالاختصاص على حد الامتنان فلا يليق بالعبد أن يرد عطية سيده فذلك من التعدي بمكان.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ: فذلك من عطف المتلازمات العقلية إذ لا يكون تحريم الحلال ولو ديانة إلا تعديا، ولو كانه صاحبه متأولا مغفورا له، كما تقدم، فالمقام الآن: مقام تأصيل لحكم كلي، لا تفريع لحكم جزئي في حق مكلف بعينه، فالفعل مردود شرعا، ولو كان صاحبه متأولا مجتهدا: فتعلق الذم به غير وارد، وإن كان الفعل مذموما سواء أصدر منه أم من غيره، وهذا أصل جليل في الحكم على الأعيان، فالفعل قد يكون معصية بل كفرا، ولا يذم فاعله لقيام عذر التأويل المانع في حقه، وبذلك اعتذر عن زلات كثير من الأفاضل، وذلك من رحمة شرعتنا وعدلها في الحكم على أتباعها ومخالفيها على حد سواء، فأسماء التكفير والتفسيق والتبديع ........ إلخ: أسماء شرعية، فلا يكفر إلا من كفره الله، عز وجل، وكفره رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقل مثل ذلك في التفسيق والتبديع ....... إلخ، وإقامة البينات في تلك المسائل الشائكة لا يكون إلا للراسخين في العلم ممن أوتوا تخريج المناطات وتحقيقها في عالم الشهادة.
وعلة ذلك النهي: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ).
فلا يحب من اعتدى في أي أمر غلوا أو جفاء، فالتوسط على حد ما قررته الرسالة هو مراد الشارع، عز وجل، من عباده.
وفسر التحريم بـ: تحريم الطعام والشراب والجماع، وفسر الاعتداء بـ: قطع المذاكير، أي الاختصاء، كما ذكر ذلك الشاطبي، رحمه الله، في "الاعتصام"، وذلك من تفسير العام بذكر بعض أفراده، فلا يقتصر التعدي على تلك الصور خصوصا بل يتعداها إلى غيرها عموما إذ ذكر بعض أفراد العام لا يخصصه، وإنما فسرت الآية بتلك الصور لكونها الأشهر الأكثر.
وبعد النهي عن الشيء ورد: لازمه من الأمر بضده:
وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا: على حد الإباحة في حق من لم يتعد، والإرشاد لمن تعدى، وقيد بالحلال الطيب إذ ذلك زاد الرسل عليهم السلام، على حد قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ).
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ: فالأكل مظنة التعدي في المطاعم فناسب ذلك التذكير بقيد التقوى الذي يمنع صاحبه من التعدي والولوغ في المحرمات تعاطيا وتناولا.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[30 - 08 - 2009, 07:53 ص]ـ
ومن قوله تعالى: (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا):
فهو رب المشرق والمغرب: يجري أجرام السماء إلى مقارها، بمقتضى إرادته الكونية النافذة وحكمته البالغة، فمن كان ذلك وصفه فحري بالعاقل أن يتخذه وكيلا في كل شأنه: الكوني الاضطراري والشرعي الاختياري، فهو الوكيل في تسيير الدماء في العروق، واستحالة الغذاء إلى قوة وحرارة في الأبدان، ودفع أذاه عن آلة الهضم ......... إلخ من التسييرات الكونية، فلا حول ولا قوة إلا به، لا تحول للأغذية المتناولة إلى قوى نافعة يصلح بها حال البدن، ولا قوة يقع بها ذلك التحول إلا بالله، فإن شاء أجرى قوى البدن على سنن العافية، فانتفعت بالمطعوم والمشروب، فصار البدن محلا صالحا لبقاء الروح النورانية، التي لا تعمر إلا الأبدان الصالحة، وإن شاء عطلها فلا تنتفع بمطعوم أو مشروب، فيفسد المحل القابل للروح، فتغادره الروح بإذن ربها، إذ لا بقاء لمادتها العليا في أبدان قد أصابها من أعراض السفل ما أصابها، على حد قوله تعالى: (ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ).
ولا تحول لجرم عن مشرقه إلى مغربه ولا قوة كونية تسير ذلك الجرم من موضع إلى آخر إلا بالله، ولما كان العبد موكولا إليه في القدر الكوني على حد الاضطرار، فذلك الفقر الاضطراري الذي يستوي فيه الخلائق أجمعون، فهو موكول إليه في القدر الشرعي على حد الاختيار لتتكامل له معاني العبودية: عبودية العبد المذلل كونا، وعبودية العابد المنقاد اختيارا، وإن كانت إرادته من خلق خالقه، عز وجل، فهو الذي امتن عليه بآلة التكليف على حد صح معه تعلق التكليف الشرعي بها، وخلق له إرادة الفعل، وخلق له ذات الفعل على حد الطاعة والاستسلام، فنسبتها إليه نسبة فعل، ونسبتها إلى الرب، جل وعلا، نسبة خلق وإنشاء.
فلا إله يتوكل عليه إلا هو، فرعا عن كونه رب الجهات والأعيان.
والفصل بين جملتي: "رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ" و: "لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ": لشبه كمال الاتصال بينهما، فالتلازم بين الربوبية والألوهية التزام وثيق كما سبقت الإشارة إلى ذلك تفصيلا.
والفاء: تفيد التعقيب بالأمر بعد الخبر، وفيها، أيضا، من معنى السببية ما يصلح لترتب الأمر الآتي بعدها على الخبر السابق لها.
يقول الشاطبي، رحمه الله، في تفسير هذه الآية:
"فهو وكيل لك بالنسبة إلى ما ليس من كسبك، (من: الأمر الكوني)، فكذلك هو وكيل على ما هو داخل تحت كسبك مما هو تكليف في حقك، (من: الأمر الشرعي) ". اهـ بتصرف
"الاعتصام"، ص323.
فكما جعلته وكيلا في تحصيل غذاء بدنك فاجعله وكيلا في تحصيل غذاء روحك، فإن الأرزاق الكونية والشرعية بيده.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[31 - 08 - 2009, 07:39 ص]ـ
ومن قوله تعالى: (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)
استحضار لصورتهم بإيراد المضارع: "يعبدون"، و: "يقولون": تعجبا من حالهم في كلا الأمرين، كما أشار إلى ذلك صاحب "التحرير والتنوير"، رحمه الله، فيعطون من لا يستحق من صور التأله ما لا يكون إلا للرب القادر، عز وجل، ونبه بالصلة على علة ذلك البطلان تعريضا بتلك الآلهة، فهي لا تضر ولا تنفع، وكرر النفي: إمعانا في التوكيد على عموم النفي الذي دل عليه تسلط: "لا" النافية على المصدر الكامن في: "يضر"، و: "ينفع"، وحصر علل اتخاذ المعبود، ولو على حد البطلان، كما وقع منهم، أو على حد الاستحقاق، كما هو وصف الرب المعبود بحق، جل وعلا، حصرها بشطري القسمة العقلية: إيقاع الضر وما يلزم ذلك من ضروب الرهبة من الرب المتصف بوصف الجلال، وإيقاع النفع وما يلزم ذلك من الرغبة إلى الرب المتصف بوصف الجمال، فالأول أليق بأفعاله، والثاني أليق بأوصافه، كما ذكر ذلك بعض أهل العلم، فإن أغلب أوصاف الجلال: أوصاف فعل: كالبطش والانتقام والإهلاك ........ إلخ، فتتعلق آحادها بمشيئته، جل وعلا، فيبطش وينتقم ويهلك من شاء بمقتضى حكمته التي أوجبت له ذلك عدلا، فلا يظلم ربك أحدا، وفي المقابل: أغلب أوصاف الجمال: أوصاف ذات، فهو: العليم الخبير الحكيم السميع البصير ..... إلخ فمعاني الجمال في تلك الأوصاف، وكل أوصاف ربنا، جل وعلا، أوصاف كمال مطلق، معاني الجمال فيها أظهر.
وأصل ذلك: ما جبل عليه العبد من وصف الفقر، إلى التدبير الكوني الذي يكون به صلاح دنياه، والتدبير الشرعي الذي يكون به صلاح دينه، فلبدنه حاجة إلى جنس المطعوم والمشروب والمنكوح ........ إلخ، فذلك مما جبل عليه على وصف الاضطرار، فرقانا بين الرب الغني عن الأسباب والعبد العري عن وصف الرب، جل وعلا، فليس له من الغنى إلا ما كان عارية مستردة يستعين بها، إن وفق وسدد، على سد الفاقة الأعظم، فاقة القلب، إذ لقلبه هو الآخر من وصف الفقر الاضطراري والحاجة إلى معبود يتأله له: خوفا ورجاء، هيبة ومحبة، رهبة ورغبة، يقول ابن القيم، رحمه الله، في "طريق الهجرتين":
"وفى القلب فاقة عظيمة وضرورة تامة وحاجة شديدة لا يسدها إِلا فوزه بحصول الغني الحميد الذى إِن حصل للعبد حصل له كل شيء، وإِن فاته فاته كل شيء. فكما أَنه سبحانه الغني على الحقيقة ولا غني سواه، فالغنى به هو الغنى فى الحقيقة ولا غنى بغيره أَلبتة، فمن لم يستغن به عما سواه تقطعت نفسه على السوى حسرات، ومن استغنى به زالت عنه كل حسرة وحضره كل سرور وفرح، والله المستعان". اهـ
فلبدنه حاجة لا يقضيها إلا الرب بقدره الكوني، ولقلبه حاجة لا يقضيها إلا الإله بقدره الشرعي.
فالحاصل أنه لا يتصور رب، إلا بوصف الضر والنفع، فهما من أخص أوصاف الربوبية، فلا يستقل بإحداثهما وإجراء أسبابها إلا الرب القدير الحكيم، جل وعلا، فذلك من كمال قدرته وحكمته، إذ يوقع الضر، كما تقدم، بمن شاء عدلا، ويوصل النفع إلى من شاء فضلا، ولا يكون ذلك قدرة بلا حكمة، بل هو قدرة نافذة وحكمة بالغة كما تقدم مرارا.
فإذا انتفى ذينك الوصفين عن تلك الآلهة الباطلة، فلا تملك لنفسها فضلا عن غيرها ضرا أو نفعا، صارت ألوهيتها فرعا عن ربوبية باطلة، وما بني على باطل فهو باطل، فإن فساد أحكامهم العملية بصرف ما لا يصرف من أوجه التأله لغير الله، عز وجل، إنما كان فرعا عن أصل فاسد هو: فساد تصورهم العلمي، إذ اعتقدوا وصف الرب في المربوب، فاعتقدوه ضارا نافعا على جهة الاستقلال بالتأثير، ولا نصيب له في ذلك، وإنما غايته أن يكون سببا يجري الله، عز وجل، على يديه ما شاء من الضر أو النفع، فتسلط الظلمة وإفسادهم لا يدل على قدرة نافذة أو حكمة بالغة، بل قدرتهم من خَلْقِ من قدر وقوع ذلك الفساد على أيديهم عدلا، فضلا عن كونه خيرا باعتبار مآله، وإن كان شرا حاليا، فهو بهذا الاعتبار على سنن
(يُتْبَعُ)
(/)
الحكمة جار، فصدوره من الله، عز وجل، على جهة القدرة والحكمة، كمال مطلق، وإن كان في المقدور شر عاجل على التفصيل المتقدم، إذ لا شر في فعل الرب، جل وعلا، بخلاف صدوره من العبد، فإنه مئنة من فقره وسفهه، إذ ما ظلم غيره إلا افتقارا إلى ما بيده، وما اجترأ على ذلك إلا سفها وقلة علم بأوصاف ربه، عز وجل، إذ هو القادر على أخذه، أو تسليط ظالم أقوى عليه، أو استدراجه فيملي له حتى يظن المسكين أن له شأنا، فيتمادى في غيه فيكون ذلك سببا في هلاكه ......... إلخ من صور القدرة والحكمة الإلهية التي تردع من تدبرها عن ظلم غيره خصوصا، وعن التفريط في حكم الشرع عموما.
والتعريض بهم بنفي ذينك الوصفين عنهم إشارة، كما تقدم، إلى استحقاق الرب، جل وعلا، ما صرفوه لغيره من أجناس التأله، إذ لما اعتقدوا فيهم الضر والنفع، دعوهم من دون الله، على حد الرهب والرغب.
فنفيهما عنهم إثبات لهما لله، عز وجل، على حد الكمال، فهما، كما تقدم، من أخص أوصاف الربوبية، فالرب هو الذي يفعل الشيء وضده على وصف الكمال، فيحيي ويميت، ويغني ويفقر، .......... إلخ، فكذلك الشأن هنا فالرب هو الذي: يضر وينفع، وليس ذلك، كما تقدم مرارا، على جهة الاستقلال إلا للرب، جل وعلا، فهو المألوه بأفعال عباده رهبا ورغبا فرعا عن كونه الرب بأفعاله ضرا ونفعا.
وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ:
على حد ما تقدم من استحضار الصورة تعجبا، فحجتهم: (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى)، وهي حجة كل مشرك مصرح أو متلبس بفعل الشرك وإن كان لا يعلم، فهو بالجهل معذور، على تفصيل في ذلك، ولا يخرج ذلك فعله عن وصف الذم، ففعله في الحالين: شرك، وإن اختلف حكم المصرح العالم، والمتأول الجاهل، لا سيما مع تسلط أرباب الضلال من الرهبان وسدنة الأوثان الذين يلبسون على الناس دينهم فيهونون عليهم الوقوع في الشرك، فهو توسل مشروع بالصالحين ذوي الجاه إلى الرب، جل وعلا، وإن أدى إلى دعائهم من دون الله، على حد اعتقاد استقلالهم بالتاثير في المقدورات الكونية، فصارت المقابر والمشاهد: مجامع لقضاء الحاجات، ومشافي لعلاج الأدواء ....... إلخ، ولكل طالب حاجة مشهد بعينه تقضى عنده حاجته، فمشهد لأمراض النساء والولادة، ومشهد لعلاج البهائم، ومشهد لنجاح الأبناء في الامتحانات ......... إلخ.
وقد أكدوا زعمهم بـ: تعريف الجزأين: هؤلاء شفعاؤنا مع الإشارة إليهم بإشارة البعيد، على حد التعظيم، زعموا، وليست معبوداتهم أهلا لذلك، فهي إما حجارة لا تنفع، وإما خيالات توهموها في أفاضل، فخرجوا بها عن حد الحقيقة الخارجية، فعبدوا أعيانا لا وجود لها في الخارج، فلا يجمعها مع الحقائق الخارجية إلا الأسماء، فهي على حد الاشتراك اللفظي، كمن غلا في المسيح، عليه السلام، فاعتقده إلها، وما هو إلا عبد رسول وكلمة ألقيت إلى البتول عليها السلام، فمن عظمه على حد الألوهية فقد عبد مسيحا لا وجود له خارج ذهنه، ومن عظمه على حد العبودية والرسالة، فقد عظم المسيح الموجود، ذلكم العبد الصالح والرسول النازل في آخر الزمان برسم التوحيد المبطل لما اعتقد فيه من الألوهية والثليث.
فالرسل، عليهم السلام، أعظم من اتصف برسم الحنيفية، فبها بعثوا ولها انتصروا، فجاءوا ببيان مجملها، وإصلاح عوجها.
قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ: على حد الإنكار الإبطالي المشوب بالسخرية والتهكم، وهم لذلك أهل، فآل المعنى إلى: أتخبرون الله، عز وجل، بأن له شفعاء في الأرض أو في السماء، فذلك عن حد علمه خارج؟!، وإلى طرف من ذلك أشار البغوي، رحمه الله، بقوله:
"ومعنى الآية: أتخبرون الله أن له شريكا، أو عنده شفيعا بغير إذنه، ولا يعلم الله لنفسه شريكا؟! {فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} ". اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
فهو من جنس قول الفلاسفة الذين زعموا أن الله، عز وجل، يعلم الكليات ولا يعلم الجزئيات، فعلمه مجمل يفتقر إلى بيان!، ومن جنس قول من قال: إن الله يعلم بعض قولنا ولا يعلم بعضا فيعلم ما نجهر ولا يعلم ما نخفي، على حد قوله تعالى: (وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (22) وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ).
فمرد الأمر، كما تقدم، إلى فساد التصور الأول، فذلك ظنهم برب العالمين إذ نسبوا له من وصف النقص ما كان ذريعة إلى فساد أحكامهم العملية، فإن من لم يعتقد تمام اطلاع الرب، جل وعلا، على حاله، سريرة وعلانية، إجمالا وتفصيلا، دقة وجلالا ......... إلخ، فإنه لا محالة صائر إلى فساد من العمل عظيم، ولذلك كان الإحسان أعلى مراتب الدين، إذ فيه من تمام المراقبة للعليم الخبير بدقائق الأمور ودخائل النفوس ما يحول بين العبد ومعصية الرب جل وعلا، فاستشعار تلك المعاني الجليلات ذريعة إلى صلاح أعمال القلب، فإذا صلح الملك صلحت الأجناد، فظهر عليها من بركة معرفة أوصاف الرب، ما يصلح به أمر الدنيا والدين، ولا يكون ذلك إلا من طريق النبوات الهاديات التي فصلت القول في الإلهيات والسمعيات العلميات وأشبعت نهم العباد إلى العمل بما قررت من الحكميات العمليات، فكفت العباد شر الابتداع، فلسان حالها لسان مقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "اتَّبِعُوا وَلاَ تَبْتَدِعُوا فَقَدْ كُفِيتُمْ".
ولسان مقال المسيب بن رافع رحمه الله: "إنا نتبع ولا نبتدع، ونقتدي ولا نبتدي، ولن نضل ما تمسكنا بالآثار".
فلن نضل ما تمسكنا بآثار النبوات فاقتفيناها جمعا وتحريرا، حفظا وتدريسا، علما محققا وعملا مصدقا.
فتعالى الحكيم العليم عن وصف السوء أو النقص علوا كبيرا فإن له كمال ضد ما ادعوه له من وصف النقص، فعلمه محيط بالجلائل والدقائق، فهو العليم بالظواهر الخبير بالبواطن.
ثم ذيل سبحانه بتنزيه نفسه عن وصف السوء، إمعانا في إبطال مقالتهم:
فـ: سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[01 - 09 - 2009, 09:15 ص]ـ
ومن قوله تعالى: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)
فَاسْتَقِمْ: في كل شأنك: في علمك وعملك، فالاستقامة أعظم كرامة، كما ذكر ذلك بعض أهل العلم، وحد الاستقامة: مجمل بينه ما بعده، فهو جواب سؤال دل عليه السياق اقتضاء، فحذف إيجازا على ما اطرد في لسان العرب من الحذف إيجازا لما دل عليه السياق ضرورة واقتضاء، فكأن السامع قد تبادر إلى ذهنه السؤال عن حد تلك الاستقامة، فعلى أي طريقة يستقيم، وقد تعددت الطرق والمسالك، وكل يرفع راية: الخلاص والنجاة، مطلوب كل العقلاء، فالدعاوى غزيرة، والأدلة شحيحة، إذ الحق واحد لا يتعدد فما سواه إما أن يستدل بنقل مكذوب أو فهم مغلوط، فيؤتى من قبل جهله بأصول الرواية في أمر الديانة، أو من قبل جهله بأصول الفهم والدراية فلا قياس صحيح ولا لسان مستقيم يضع الألفاظ حيث أراد قائلها، فلا يتصرف في معانيها بترا من السياق، وتوسيعا أو تضيقا في الاستدلال على ما اطرد من طريقة أصحاب المقالات في النحل والديانات.
فجاء الجواب: (كَمَا أُمِرْتَ): رافعا لذلك الإجمال، فلا استقامة إلا على طريق النبوات، فوحدها التي استقلت ببيان الحق على حد التفصيل: علما وعملا، فعلومها، كما تقدم في أكثر من مناسبة: أنفع العلوم، وأعمالها: أصلح الأعمال للقلوب والأبدان، فقد جاءت النبوات بأسمى الوظائف العلمية والعملية، وظائف: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ): فاعلم وصف أشرف معلوم وما يجب له من كمال الذات والأسماء والصفات والأفعال، واعلم ما يجب عليك من توحيده بأفعاله، واعلم ما يجب عليك من توحيده بأفعالك تألها وتعبدا، فلا تخضع إلى سواه، ولا تسجد إلا له، ولا تقترب اقتراب العبد الذليل من السيد العزيز إلا منه، فاجعله قبلتك،
(يُتْبَعُ)
(/)
ففيه تحب وفيه تبغض، وله تنتصر، وله ترضى، وله تغضب، فبالإسلام تحيى، وعلى الإيمان تموت، فحالك العملي في أثناء سفرك إليه لدعواك مصدق، وحالك العلمي في النهاية برهان مؤكد.
وَمَنْ تَابَ مَعَكَ: فهم داخلون في حد التكليف، وإن لم يذكروا إذ الأصل في خطاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم العموم إلا إذا ورد الدليل على إرادة الخصوص، فذلك على وزان: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)، فليس ذلك خطابا خاصا بمقام النبوة، بل هو عام لكل من تولى أمر الأمة من بعده، فهو آخذ لها بموجب منصب الإمامة، وذلك منصب يتولاه غيره بعده بداهة، بخلاف منصب النبوة إذ لا نبي بعده صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
والشاهد أنهم داخلون في حد الخطاب وإن لم يذكروا، إذ الاستقامة فرض على كل مكلف، فكيف وقد ذكروا، ففي ذكرهم مزيد توكيد وعناية.
ثم جاء النهي عن ضد لازم الاستقامة إذ الاعتدال من لوازمها، ومقابله الطغيان المنهي عنه: (وَلَا تَطْغَوْا): فهو من عطف المتلازمات العقلية إمعانا في التقرير، إذ الأمر بالشيء يستلزم النهي عن ضده، وعن ضد لوازمه من باب أولى، فالنبوة: عدل، والاستقامة عليها مؤداها: الاعتدال والتوسط في كل الأقوال والأعمال، فلا غلو ولا جفاء، ولا تلبس بما لا يصح في حق المخلوق من مجاوزة الحد بالطغيان بادعاء ما ليس له من أوصاف الغنى والكمال، وهو على النقيض من ذلك: متصف بفقر الاضطرار ونقصان البدء والانتهاء، فحاله ضعف، فقوة لا تنفك عن حاجة إلى الأسباب، فليست ذاتية، وإنما هي عارية، تفضل بها الرب، جل وعلا، وتفضل بما يحفظها من أسباب الصلاح، فأفاض عليها من الأسباب الكونية ما به تنمو، وأفاض عليها من الأسباب الشرعية ما به تزكو، فعم فضله: الدنيا والدين، البدن والروح، الظاهر والباطن، فله الفضل كونا وشرعا، وأشرف أجناس الفضل ما كان بالمآل ألصق، فالفضل الشرعي أشرف جنسا من الفضل الكوني، وإن كان لكليهما من الفضل ما يليق بمن عنه صدرا، إذ الكوني غايته: صلاح الحال، والحال وإن طال واستقام فمآله إلى زوال، بخلاف المآل الباقي الذي يتعلق به الشرع الهادي، فهو دليل النجاة فيه.
والشاهد أن حاله: ضعف فقوة، على التفصيل المتقدم، فضعف بالمشيب والهرم، فالفقر والضعف وصف ذات لازم له أبدا، فلا وجه للطغيان، ولا علة موجبة للاستكبار.
ثم ذيل بعلة الأمر والنهي، على ما اطرد من التلازم بين التكليفات الإلهية والأوصاف الربانية فعلة ذلك:
إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ: فله كمال علم الإحاطة بالسر والعلن، بالباطن والظاهر، فذلك أدعى إلى مراقبته على حد الإحسان، فإنه يرى العبد في كل أحواله، فلا يسع العبد إلا مراقبته في أقواله وأفعاله، فلا يقول إلا ما يرضيه، ولا يعمل إلا ما يقربه منه ويدنيه.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 08:25 ص]ـ
ومن قوله تعالى: (اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ)
فالمضارع: "يعلم": مئنة من الاستمرار والتجدد فعلمه، عز وجل، أزلي أبدي باعتبار قيامه بالذات القدسية قيام وصف الذات بالذات، فلا ينفك عنها، وهو باعتبار تعلقه بآحاد المعلومات متجدد، ففي كل لحظة ما لا يحصيه إلا الله، عز وجل، من المعلومات الكونية التي علمها الله، عز وجل، أزلا، فجرى بها القلم الكوني في اللوح المحفوظ، وأوجدها في عالم الشهادة فأحصاها، فعلمه بها قد عم كل الأحوال والمحال، فعلمها حال العدم وحال الإيجاد، في اللوح المحفوظ وفي العالم المشهود.
(يُتْبَعُ)
(/)
مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى: فلا يقتصر علمه على مجرد جنس المولود، بل لـ: "ما" من دلالة العموم ما يشمل جنس المولود إذ هو في حد غير العاقل فنزل منزلة الجماد، فصح دخوله في عموم: "ما"، وهي نص في العموم لغير العاقل من الأوصاف أو الأعيان، ويشمل رزقه وعمله ومآله ......... إلخ من المقدر له، فيعلمه الله، عز وجل، على حد التفصيل، بخلاف علم البشر لما في الأرحام فلا يتعدى معرفة الجنس والوصف الظاهر دون علم بالباطن.
وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ: في معرض استيفاء شطري القسمة العقلية بطباق الإيجاب بين: "تَغِيضُ"، و: "تَزْدَادُ"، وقد جعله بعض من تكلم في الإلهيات برسم الفلسفة، كابن رشد الحفيد، رحمه الله، من أدلة الإمكان والوجوب: علة احتياج العالم إلى موجده، جل وعلا، عند الفلاسفة، فالرحم يفتقر إلى المرجح الذي يوجب ازدياده بوقوع الحمل، ويفتقر إلى المرجح الذي يوجب نقصانه بوقوع الوضع، فالحمل والوضع ممكنان، والرب، جل وعلا، هو المرجح لكليهما بكلمته التكوينية، فبـ: "كن": يزداد الرحم بالجنين، وبـ: "كن" أخرى ينقص بدفع الوليد.
وهو دليل صحيح، ولكنه ليس علة احتياج العالم للرب، جل وعلا، بل هو من أدلة هذه العلة، وهي: افتقار هذا العالم افتقارا ذاتيا إلى موجده، جل وعلا، الذي أمده بأسباب الإيجاد والإعداد والإمداد، كما تقدم مرارا، فالفقير يحتاج إلى الغني، ولا يوصف بالغنى على رسم الإطلاق إلا رب الأرباب تبارك وتعالى.
وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ: عموم بعد خصوص، فالحمل بقدر، والوضع بقدر، فذلك من الخصوص، ثم ذيل بالعموم في معرض بيان طلاقة القدرة الإلهية، فكل شيء بقدر، الرزق بقدر، على حد قوله تعالى: (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ): فهو الخبير بحالهم لو بسط الرزق إذ الطغيان فيهم جبلة، وهو بصير بما يقع من أعمال عباده خيرا أو شرا، فيحصيها عليهم تفصيلا لا إجمال فيه.
وقل مثل ذلك في أمر كوني، فالأمور الكونية فرع الأوامر التكوينية، فلكل واحد من الأولى واحد من الثانية: لكل مقدور قدر، لكل كائن كلمة تكوينية نافذة.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[03 - 09 - 2009, 09:17 ص]ـ
ومن قوله تعالى:
(وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآَتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (85) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ)
وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ: فالحال: "بالحق" عمدة مؤسسة لا يستغنى عنها، وإلا فسد المعنى، بخلاف ما غلب على الحال من كونها فضلة مؤكدة، فما خلقناهما على ذلك النحو البديع إلا بالحق، وذلك ينافي العبث واللهو، الذي جاء النص على نفيه في سياق آخر كانت فيه الحال، أيضا، عمدة مؤسسة، كما في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ).
وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآَتِيَةٌ: على حد التوكيد، بـ: "إن" واللام المزحلقة في: "لآتية" فذلك مما يصبر النفس على احتمال أذى الخلق، إذ ما لم يستوف في الدار الأولى فهو إلى الآخرة مؤجل
فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ:
فرعا عما تقدم، لما للفاء من دلالة على السببية، وإن لم تكن نصا فيها على الدوام، والمصدر: "الصفح" موطئ لما بعده من وصف الجمال، فالمصدر مبين بوصفه لنوع عامله، فليس المراد مجرد الصفح، وإنما المراد نوع بعينه هو: الصفح الجميل.
وذلك على القول بعدم نسخ آيات الموادعة، فهي منسوءة يعمل بها في أزمنة الضعف والانحسار، كما يعمل بآيات السيف في أزمنة العزة والانتصار.
ثم ذيل بوصف يلائم ما تقدم من خلقه السماء والأرض على ذلك النحو البديع: (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ):
فجاء السياق مصدرا بوصف الربوبية الخاصة للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في معرض الإيناس والتسلية، ومصدرا بالتوكيد بـ: "إن"، فضلا عن اسمية الجملة الدالة على الثبوت والاستمرار، فالوصفان له ملازمان، إذ ليس من صفات كماله ما حدث له بعد أن لم يكن، وضمير الفصل: "هو"، وتعريف الجزأين: "ربك" و: "الخلاق" وجاء الوصفان: "الخلاق العليم" على حد المبالغة، فهو الخلاق الذي يعيد ما خلق ويكرره كما كان، بل يخلق خلقا جديدا أحسن مما كان فلا يعجزه أي خلق.
انظر: "أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة"، اسم الله تبارك وتعالى: "الخلاق"، الاسم رقم: 75، ص587.
فذلك أبلغ في بيان القدرة الإلهية وهو العليم إذ لا يكون خلق إلا بعلم متقدم بداهة، على حد قوله تعالى: (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)، فصدر بالعلم في معرض الاستفهام التقريري وذيل بالوصف الأخص: اللطيف الخبير، فهو عليم بالدخائل الباطنة علمه بالأحوال الظاهرة وذلك أبلغ في بيان الحكمة الربانية.
وجعل أبو السعود، رحمه الله، الآية الثانية بمنزلة العلة للأمر بالصفح في الآية الأولى، فهي من نمط العلل المصدرة بـ: "إن" المؤكدة المفصولة لشبه كمال الاتصال بين العلة ومعلولها.
قال رحمه الله:
" {العليم} بأحوالك وأحوالِهم بتفاصيلها فلا يخفى عليه شيءٌ مما جرى بينك وبينهم، فهو حقيقٌ بأن تكِل جميع الأمورِ إليه ليحكُم بينكم، أو هو الذي خلقكم وعلِم تفاصيلَ أحوالِكم وقد علم أن الصفحَ اليوم أصلحُ إلى أن يكون السيفُ أصلحَ، فهو تعليلٌ للأمر بالصفح على التقديرين". اهـ
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 07:58 ص]ـ
ومن قوله تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)
إذ ذلك هو قطب رحى الملة، فالإخلاص: شرط في قبول العمل باعتبار المآل، فذلك مما لا يجزم به أحد، وإن كان العبد مطالبا على الدوام بإحسان الظن بالرب، جل وعلا، لئلا يقع في نوع يأس أو قنوط يحمله على ترك العمل، فذلك من تخويف الشيطان، الذي يوسوس للعبد فيرجح جانب الخوف على الرجاء ترجيحا يخرج به عن حد الاعتدال، فيصير خارجي المسلك، مقنطا لنفسه ولغيره من رحمة الله، عز وجل، وغالبا ما يكون ذلك حال من أوغل في العمل على غير هدي النبوة فجانب الاعتدال، ومال إلى الغلو، فعمله كثير وعلمه قليل، فلا ضابط لقوته العملية التي هي مظنة الحمية الدينية، وذلك أمر محمود، إذ تلك الحمية مئنة حياة القلب، ولكن المذموم هو افتقاره إلى القوة العلمية التي تلجمها بلجام الشرع، فنجيء أفعاله على رسم النبوة التي تراعي المصالح والمفاسد المعتبرة، فتدرء المفسدة العظمى وإن فوت ذلك مصلحة صغرى لا تفوق تلك المفسدة، فلا اعتبار للأدنى في مقابل الأعلى، وتدرء أعظم المفسدتين بارتكاب أصغرهما، وتقدم أعلى المصلحتين بإهدار أدناهما ............. إلخ من الضوابط الدقيقة التي لا تتلقى إلا من مشكاة الوحي، الذي لا يقتبس منها إلا من كان ذا حظ من العلم، فعنده، كما تقدم، من القوة العلمية ما يجعله بيصر في حوالك الفتن، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، فليس كل من رزق إخلاصا في العمل بناج حتى يشفع ذلك بعلم يفل سيف الهوى، فلا سلطان لغير الشرع المنزل على كل أحواله: باطنا وظاهرا، علما وعملا، فكم ضل أناس لبس عليهم الشيطان، فاختلطت عليهم الإخلاص بحظ النفس، فانتصروا لحظوظ أنفسهم وشهواتها الخفية وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، ولا يحمل أمر هذا الدين إلا من تجرد من شهوات النفس، وأعظمها وأدقها فلا يكاد يدركها إلا آحاد المخلصين: شهوة الرياسة، فهي كما يقول ابن القيم، رحمه الله، آخر ما يعلق بقلوب الصديقين من حظوظ النفس. والكلام على الإخلاص كالكلام على الصبر على الابتلاء: أمر يخف على اللسان قولا، ويثقل على النفس عملا، إذ ليس لها فيه حظ، إلا من رحم الله، عز وجل، فامتن عليه بدوام المراقبة، ولا بد للقلب من لحظات غفلة، ولا بد للنفس من لحظات فترة، فذلك مما جبلت عليه، فالتسديدَ والمقاربةَ، على حد الإغراء، كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على حد الإرشاد في قوله: "سَدِّدُوا وَقَارِبُوا".
والنية: شرط في صحة العمل باعتبار الحال على رسم أهل الفقه، ممن لهم عناية بضبط هيئات وشروط وأركان وواجبات وسنن العبادات، وعمدتهم في الاستدلال على ذلك هذه الآية، وحديث عمر، رضي الله عنه، مرفوعا: "إنما الأعمال بالنيات".
واختلفت أنظار أهل العلم في شرطيتها أو ركنيتها، وجمع بعضهم، كالحافظ رحمه الله، بين الوصفين، فهي شرط باعتبار تقدمها على العمل، إذ هي التصور العلمي الذي يسبق الحكم العملي بداهة، وهي شرط باعتبار لزوم استصحابها طوال زمن العبادة بألا يأتي بناقض لها، وهي باعتبار سقوطها بالإتيان بها في أول العمل، فلا يضره إن ذهل عنها أثناءه ما لم ينو نقضها، هي بهذا الاعتبار ركن، وسواء قيل بهذا أو ذاك، فهي من عظم الشأن وجلالة القدر بمكان إذ هي: الأصل الجامع وما عداها من أعمال الجوارح: الفرع الصادر.
والقصر في الآية على حد النفي والاستثناء: أقوى أساليب القصر، فإما أن يقال بأنه حقيقي في مقام بيان العبادة المعتبرة شرعا، وإما أن يقال بأنه إضافي باعتبار ما هم عليه من الشرك، فيكون مجيئه على هذا النحو من قبيل قوله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ)، وقد أوحي إليه غير ذلك من التكليفات الشرعية العلمية والعملية، ولكن سياق النقض لما هم عليه من الشرك قد سوغ وقوع القصر ادعاء ومبالغة في تقرير ضد ما هم عليه، فكذلك الشأن هنا: فالسياق ناقض لما هم عليه من الشرك والكفر، فساغ قصر الأمر على العبادة الخالصة من شوائب الشرك: قصرا ادعائيا في معرض
(يُتْبَعُ)
(/)
المبالغة في إبطال طريقتهم، فقد أمروا بغير ذلك في مواضع أخر.
والحال: "مخلصين": حال مؤسسة، فليست فضلة بالنظر إلى المعنى، وإن كانت فضلة بالنظر إلى المبنى، فالمأمور به ليس العبادة على حد الإطلاق، إذ قد يشوبها من الرياء أو الشرك الصريح ما يبطلها، على حد قوله تعالى: (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ)، وإنما المأمور به هو العبادة على حد التقييد بالإخلاص، فتلك هي العبادة المعتبرة شرعا كما تقدم.
والحال الثانية: "حنفاء": جارية مجرى اللازم عقيب ملزومه إذ لازم الإخلاص والإقبال على الله، عز وجل، العدول والميل عن غيره، فالحنيف مائل إلى الله، عز وجل، وذلك حد الإخلاص، مائل عن غير الله، عز وجل، وهذا حد تجريد العمل، فالشق الأول: ثبوتي، والشق الثاني: سلبي.
وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ: على حد المصدر المؤول على تقدير: وأن يقيموا، فحذف الناصب لدلالة المتقدم عليه، على ما اطرد من لغة العرب، والإتيان به آكد من الإتيان بالمصدر الصريح إذ فيه من معاني استحضار العبادة ما ليس في المصدر الصريح.
والعطف: عطف خاص على عام، إذ الصلاة والزكاة من جملة الدين، وإنما أفردا بالذكر تنويها بشأنهما.
وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ: فالإضافة فيه، كما يقول صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله، من إضافة الموصوف إلى وصفه على تأويل: ذلك الدين القيم، وتكون التاء للمبالغة على غرار: "علامة" و: "نسابة"، ودين الله أحق ما وصف بذلك إذ بعلومه: قيام القلوب، وبأعماله: قيام الأبدان، أو يضمن الدين معنى الملة أو الشرع، فيكون التأويل: وتلك الملة أو الشرعة القيمة.
وقال بعض أهل العلم هو من الإيجاز بحذف الموصوف، على تقدير: دين الأمة القيّمة أو دين الكُتُب القَيمة.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 08:26 ص]ـ
ومن قوله تعالى:
(وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ):
فلفظا: "دابة" و: "طائر": نكرتان في سياق نفي فتفيدان العموم الذي أكد بدخول: "من" وتكرار النفي في: "ولا طائر"، فكل الدواب، وحملها على الحقيقة اللغوية في هذا الموضع أليق من حملها على الحقيقة العرفية المحصورة في ذوات الأربع، لدلالة العموم المؤكد الذي يرفع احتمال التخصيص بالعرف، كل الدواب والطيور أمم أمثالكم، وقد استوفى اللفظان: أجناس الخلق باعتبار المحل: فالدواب إنما تدب على وجه الأرض، والطيور إنما تطير في جو السماء، وذانك: المحلان المشهودان: الأرض المقلة والسماء المظلة.
ووصف: "يطير بجناحيه" من باب الوصف الكاشف الجاري على سنن التوكيد في الآية على وزان قولك: رأيته بعيني، والرؤية لا تكون إلا بالعين بداهة، وإنما نص عليها رفعا لاحتمال المجاز، وهو الرؤية العلمية، ولو كان مرجوحا لكونه خلاف الأصل عند إطلاق لفظ الرؤية، فلا يصار إليه إلا مع ورود القرينة المعتبرة.
وقد يقال بأن من الطير ما لا يطير ولو كان ذا جناحين كأغلب الطيور المنزلية فألحقت بالدواب، وأفردت الطيور التي تطير بالشطر الثاني من القسمة العقلية فالخلق المشهود: دواب أرضية وطيور سماوية.
ولا يعني ذلك قصر المخلوقات على ذينك القبيلين، فإن من الخلق ما لا تدركه حواسنا الظاهرة من عوالم الملائكة والجان ........ إلخ، فهي تشترك مع الأمم المذكورة في كونها أنواعا شتى، فالملائكة قد تنوعت وظائفهم فمنهم الموكل بالوحي، ومنهم الموكل بالقطر، ومنهم الموكل بنفخ الروح، ومنهم الموكل بقبضها ......... إلخ، والجان قد تنوعت قبائلهم فمنهم المؤمن ومنهم الكافر، ومنهم الذكر ومنهم الأنثى، فالذرية في قوله تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا)، لا تكون إلا من جنسين متقابلين على حد الزوجية.
(يُتْبَعُ)
(/)
فكلها أمم كأمة البشر المكلفين، منهم العاقل المجبول على الطاعة فهو غير مبتلى وهو: جنس الملائكة، ومنهم العاقل المبتلى فهو مكلف، كالإنس والجن، ولذلك صح توجه الخطاب إليهم في معرض التقرير إقامة للحجة الرسالية: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ).
ومنهم غير العاقل فيشارك الأمم العاقلة في سمات الاجتماع والتنوع إلى أنواع تندرج تحت أجناس.
فالقصر في الآية: حقيقي، وفي مقام هكذا يحسن فيه التوكيد إمعانا في بيان طلاقة القدرة الإلهية، في مقابل ما اقترحوه في الآية السابقة: (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)، في مقام كهذا حسن الإتيان بأقوى أساليب القصر: النفي والاستثناء.
و: "أل" في الكتاب: "عهدية"، والعهد ذهني ينصرف إلى:
القرآن في قول: فيكون المراد النص على الكليات العامة لا الجزئيات الخاصة على ما اطرد في التنزيل من إجمال، ففيه أصول العلوم الشرعية التي فصلتها السنة النبوية، إلا مواضع يسيرات جاء فيها التفصيل والبيان، وفيه أصول العلوم الكونية لا على حد التناول المفصل لمسائلها، فلم ينزل القرآن، وهو كتاب هداية، لتقرير مسائل الطب والزراعة بداية!، وإنما تلك نوافل بعد فريضة: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ)، فما نزل إلا لتقرير مسائل الإلهيات العلمية والحكميات العملية التي بها صلاح الأديان، فإن الرسل لم يكونوا علماء طب أو فلك فتلك من العلوم التي تكتسب من غير طريق الوحي، بخلاف علوم النبوات التي لا اكتساب فيها، فهي محض هبة ربانية لبشر اصطفاهم الله، عز وجل، بعلمه وحكمته، على حد قوله تعالى: (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ)، اصطفاهم لبلاغ الرسالة، فعلومها توقيفية تخضع لها العقول، إذ العقل عن معرفة الغيب المطلق بمعزل، فلا بد له من مصدر تلق صحيح، ولا أصح من النبوات في باب السمعيات فهي مصدر تلق لا يتطرق إليه الخطأ لمكان العصمة، فقد قامت الدلائل النقلية والعقلية والحسية على حاجة البشر إليها، وتواترها في الأمم السابقة، وصحة دعاوى الصادقين ممن ادعوها فأيدهم الله، عز وجل، بالبراهين العقلية والحسية على صدق ما جاءوا به من مسائل الهدى الخبرية، فليس لمن بعدهم في إدراك النجاة مطمع إلا باقتفاء آثارهم على حد النقل الصحيح عنهم، وليس ذلك بعد بعثة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالذكر المحفوظ، ليس ذلك بعد تلك البعثة المباركة إلا لأمة الإسلام التي قامت الدلائل على صحة رسالتها وتضافرت جهود قرونها المفضلة على حفظ كتابها وسنة نبيها صلى الله عليه وعلى آله وسلم حفظا سلم له القاصي والداني، فلها من صحة علوم الرواية ما يوجب تصديق خبرها ولها من صحة علوم الدراية ما يوجب قبول حكمها، فأخبارها أصح الأخبار وأحكامها أعدل الأحكام.
أو هي للعهد الذهني الذي ينصرف إلى اللوح المحفوظ، فتكون دلالة العموم في السياق محفوظة، إذ اللوح المحفوظ قد كتبت فيه سائر المقادير الكونية على حد التفصيل، فالقول الأول يتطرق إليه الخصوص من جهة أنه يدل على كتابة المقادير الشرعية على حد الإجمال، فآيات الكتاب العزيز، كما تقدم، كليات جامعة، فيقيد الشيء في القول الأول، بالشرعي، ويطلق عن القيد في القول الثاني فهو يعم الشرعي والكوني فكلاهما في اللوح قد كتب، وهذا القول أرجح من جهة عمومه، والأولى حمل النص على المعنى الأعم ما أمكن فذلك الأصل فلا يصار إلى الخصوص وهو الفرع إلا بورود القرينة الصارفة المعتبرة، ويرحجه، أيضا، ما صدرت به الآية من إيجاد الكائنات أمما، فذلك بمعاني القدر الكوني أليق منه بمعاني القدر الشرعي، فإن من تلك الكائنات ما لا يدخل في حد التكليف، فلا يتعلق به القدر الشرعي بخلاف القدر الكوني الذي يتعلق بكل الموجودات أعيانا وأوصافا. فهو الأليق، كما تقدم، في معرض بيان طلاقة القدرة الإلهية.
ثم ذيل بكون المرجع إليه، عز وجل، كما كان المنشأ منه: فمنه ابتداء الخلق بكلمته التكوينية، وإليه رجوعه بكلمته التكوينية، فالإيجاد بكلمة، والإعدام بكلمة، والبعث والنشور بكلمة، وحمل المحشر على اليوم الآخر هو الأليق بمقام التفخيم والتعظيم من حمله على الموت، كما أشار إلى ذلك أبو السعود رحمه الله، وإن كان الموت نوع حشر، كما أثر ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما.
والضمير في: "ربهم" و: "يُحْشَرُونَ": راجع إلى الدواب والطيور فيكون ذلك من التغليب إذ قرنا بالأمم العاقلة: (أمثالكم)، فأخذا حكمها، من باب تغليب العاقل على غير العاقل حال اجتماعهما، أو هو راجع إلى الأمم، كما أشار إلى ذلك صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله.
فالآية جارية على حد دلالة الإيجاد، وفي مقابلها: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)، فالإشارة إلى الرزق جارية على حد دلالة العناية.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 08:14 ص]ـ
ومن قوله تعالى: (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ)
فجعلهم الله، عز وجل، باصطفائه الكوني أئمة هدى، وعظم المنة الربانية مما يحسن معه ورود الضمير بصيغة الجمع تعظيما، فتلك، كما تقدم في أكثر من مناسبة، أعظم منة وأشرف وظيفة، وشرف التكليف من شرف المكلِّف به، وهي في المقابل: أصعب مهمة فلا يصطفي الله، عز وجل، لها إلا أعظم البشر شأنا، وأكملهم حالا، فالله، عز وجل، أعلم حيث يجعل رسالته، ولا يقوى على القيام بعظائم المهام إلا عظائم الرجال، ولا أعظم من الأنبياء، عليهم السلام، ولا يقوى على خلافتهم إلا أعظم الأولياء، ولذلك كان خلفاء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على حد الخلافة الراشدة: أعظم الأولياء، فأبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم: فروع ولابة من شجرة النبوة الخاتمة، اصطفاهم الله، عز وجل، لحمل رسالة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وعلى آله وسلم، كما اصطفاه لبلاغها، فاختاره واختار له أصحابه، رضي الله عنه، فهو العليم بقلوب عباده أزلا، قد اطلع عليها فعلم ما فيها من الإرادات، فاختار لصحبته صلى الله عليه وعلى آله وسلم: أصح الناس إرادات باطنة، وأعمقهم علما، وأقلهم تكلفا في الأعمال الظاهرة، فلهم من كمال الإرادات والعلوم والأعمال ما صيرهم أفضل طباق الأمة، كما أن متبوعيهم من: الأنبياء أفضل طباق البشر، فمن كان بحالهم أشبه فهو على منهاج النبوة أرسخ، فالنجاة دائرة مع رسالات وشرائع الأنبياء، عليهم السلام، وجودا وعدما، وذلك شرح وصف الإمامة، فالمأموم لإمامه متابع ولحركاته وسكناته ملاحظ، فليست الديانة دعوى لسانية بلا أدلة عملية، بل هي بالبرهان العقلي، والتصديق القلبي، والإقرار اللساني، والانقياد البدني: مشفوعة، فتلك أدلة صحتها.
وهدايتهم إنما تكون بأمر من أرسلهم، عز وجل، وهو هنا الأمر الشرعي بداهة إذ الأمر الكوني مرسل كائن لا محالة، ولو لم تكن ثمة نبوة، فرسله من جند الرب، جل وعلا، الملائكية لا من رسله البشرية.
وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ: على حد ما تقدم من التعظيم في مقام الاصطفاء بالوحي الشرعي، إذ هو وحي النبوات، بخلاف وحي الإلهام من قبيل: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ)، ووحي الأمر من قبيل: (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا).
فِعْلَ الْخَيْرَاتِ: فذلك من العموم، و: "أل" الجنسية في: "الخيرات" رافعة لتوهم معنى القلة في الجمع بالألف والتاء، فليس خير النبوات قليلا بل هو من العموم وصفا وقدرا بمكان، فأعمال النبوات أكمل الأعمال وصفا، وطرائق الخير فيها متعددة فقد بلغت قدرا عظيما يستوعب كل الهمم على اختلاف الميول والشيم، فمن سائر همته في السجود طلبا للقرب الخاص، قرب: (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ)، ومن سائر همته في الإنفاق طلبا لتزكية الأموال، ومن سائر همته الصيام طلبا لتزكية الأبدان، ومن سائر همته طلب العلم النافع وبذله لمن يستحقه طلبا لحفظ الأديان بالججح والبراهين فهو على ثغور الرسالة العلمية مرابط، ومن سائر همته طلب العدو في ميادين الوغى بالسيوف والأسنة فهو على ثغور الرسالة العملية مرابط، فجنس رباطه من رباط العالم، إذ لا قيام لهذا الدين إلا بكليهما: فالأول يرد جيوش الشبهات بعلمه، والثاني يرد جيوش الأعداء بسيفه، ولكل ما يناسبه من القدر الشرعي فرعا عما جبل عليه من الخُلُق والخَلْق التكويني.
فالنبوات بكل خير شرعي آمرة، وعن كل شر ناهية، ولكل مصلحة معتبرة مقررة، ولكل مصلحة متوهمة ملغية، وإن توهمت العقول، بادي الرأي، فيها مصلحة، وإنما بعث الأنبياء بالميزان، على حد قوله تعالى: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ)، فبه توزن المصالح والمفاسد، فيقدم أولاها بالاعتبار عند التزاحم وتعذر الجمع بينها، وذلك باب من العلم والعمل دقيق لا يتقنه إلا من تضلع من علوم الأنبياء عليهم السلام، فتلك من بركة اتباعهم فهم كما صدرت الآية: أئمة هادون برسم الأمر الشرعي الإلهي، فلسانهم: لسان الوحي المعصوم، فالسلامة كل السلامة في اتباعهم، إذ اتباع المعصوم مظنة العصمة، فذلك أمر بدهي يدركه كل ذي لب سوي.
وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ: فذلك من الخصوص بعد العموم تنويها بشأن تينك العبادتين. فالصلاة مئنة من كمال الانقياد البدني، والزكاة مئنة من كمال الانقياد المالي، والبدن والمال أعز ما يملك الإنسان فإذا صير الشرع فيهما حاكما فذلك برهان هداية ودليل ولاية.
وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ: على حد الاختيار، فذلك أشرف ما يوصف به البشر، على حد قوله تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى).
فهم عبيد بمقتضى الأمر الكوني النافذ فيهم وفي غيرهم، عابدون بمقتضى الأمر الشرعي الذين اصفاهم الله، عز وجل، بامتثاله، فكل عابد عبد ولا عكس.
والإخبار بكان مئنة من دوام اتصافهم بذلك الوصف، وتقديم ما حقه التأخير مئنة من كمال تلك العبودية فله، وحده، جل وعلا، عبوديتهم الاضطرارية والاختيارية.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 08:22 ص]ـ
ومن قوله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا * وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا).
ففيه استهلال بديع، كما يقول صاحب: "التحرير والتنوير" رحمه الله، إذ صيغة تفاعل دالة على الكثرة والسعة، والكثرة والسعة في هذا الباب: كثرة لأوصاف الكمال المطلق، وسعة ذات وصفات فهي على حد الكمال المطلق، وذلك جار على أوصاف من قبيل العظمة، كما سبقت الإشارة إلى ذلك في مواضع أخر، فعظمته، جل وعلا، عظمة ذات وصفات، كما أن سعته سعة ذات وصفات، فالمفاعلة هنا من باب الزيادة في المعنى فرعا عن زيادة المبنى في الفعل الدال على البركة.
قال البيهقي، رحمه الله، في "الاعتقاد":
"قال أبو منصور الأزهري: معنى تبارك: تعالى وتعظم. وقيل: هو تفاعل من البركة، وهي الكثرة والاتساع". اهـ
فليست على حد التشارك، كما يتبادر إلى الذهن من صيغة المفاعلة، إذ لا تتصور شركة مع الرب، جل وعلا، في أوصاف كماله، فإن الاشتراك فيها إنما يقع في المعاني الكلية المجردة في الأذهان، دون الحقائق الخارجية في الأعيان، فهي من قبيل المشتركات المعنوية، فمعاني العلم والسمع والبصر، مطلقات في الذهن، مقيدات في الخارج بمن قامت به، فللرب، جل وعلا، وصف كمال مطلق فرعا عن كمال ذاته المطلق، وللمربوب وصف يليق بذاته التي يعتريها من أعراض النقص ما يعتريها، بل النقص وصف ذاتي لازم لها أبدا، لتظهر كمالات ربنا، جل وعلا، بملاحظة أضدادها من أوصاف المربوبات الناقصات، فالرب: رب، والعبد: عبد، فلكل حقيقة ولكل وصف، فتبارك ربنا ذو الجلال الإكرام الذي اتصف بما لا يحيط العقل بكنهه.
والتصدير بهذا الفعل توطئة لتنزيه الرب، جل وعلا، عما ادعاه المشركون له من الصاحبة والولد، فقد تواطأ كثير من أهل الشرك على نسبة النقص إلى الله، عز وجل، بادعاء افتقاره إلى ولد يعضده أو يأنس به، على حد القياس الفاسد على المربوب المفتقر إلى الولد الأنيس العاضد، فتبارك ربا كامل الوصف، فهو الذي:
نزَّل الفرقان: على حد التنزيل المتكرر، فزيادة المبنى هنا، أيضا، مئنة من زيادة المعنى بالتكرار، إذ نزل نجوما متتالية لحكم ربانية باهرة جاء النص على بعضها في نفس السورة في موضع تال: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا * وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا)، فاقترحوا نزوله جملة واحدة كبقية الكتب السابقة على حد الحض في مقام التحدي بورود الفعل: "نزل" بعد: "لولا"، فقولهم لا يخلو من تعسف وتكلف في اختلاق أي شبهة مانعة من قبول الحق، فلو نزل جملة واحدة ما آمنوا به، فالأمر لا يعدو كونه: محض تحكم، كما اطرد في مقالتهم في شخص الرسول: (أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا (94) قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا)، ولو نزل عليهم الملك مبلغا ما آمنوا، فهذا جدال في شخص النبي المرسل، وذلك جدال في وصف الكتاب المنزل، وهو من الجدال بالباطل، فليست سؤالاتهم على حد التحري والاسترشاد، بل هي على حد العناد والاستكبار.
(يُتْبَعُ)
(/)
والتعريف بالموصول مئنة من العناية بالمعنى الذي اشتقت منه جملة الصلة، فالمقام: مقام إنذار لأولئك الذين قدحوا في وصف الرب، جل وعلا، فكان ذلك ذريعة إلى اتخاذ أرباب سواه، فلا ينفك الفساد في العلم السابق عن فساد في العمل اللاحق، كما تقدم مرارا، فما قدروا الله، حق قدره، في توحيده العلمي بأوصاف وأفعال الربوبية، فجاء النص على ضد ما اعتقدوه فيه من نقصان الملك أو الافتقار إلى الولد: (الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ).
فله وحده على حد الحصر والتوكيد ملك السماوات والأرض: على حد التصرف في الأعيان مُلكا والأحوال مِلكا، فهو المالك وصفا لذاته لا ينفك عنه، فأعيان الخلائق له مملوكة، وهو الملك الذي يجري المقادير الكونية ويدبر الحوادث العلوية والأرضية بمقتضى أوصاف أفعاله فهو الفعال لما يريد، على حد الاختيار فلا موجب يوجب عليه، فذلك من قدرته، وهو الذي: (خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا) فذلك من حكمته، فالخلق لا يكون إلا بقدرة نافذة، ولا يمدح فاعله إلا إذا كان على سنن الحكمة جار، فهو خلق قد عم كل الكائنات فلا مخصص له، ولا يدخل فيه شيء من ذات أو أوصاف الرب، جل وعلا، بداهة، إذ عموم كل بحسب السياق الذي ترد فيه، وسياق الخلق يفتضي خالقا موجِدا، ومخلوقا موجَدا، والتباين بينهما في الذات والوصف أمر بدهي، فلا يشارك الخالق المخلوق وصف الحدوث والخلق، وهو مع ذلك: خلق مقدر، قد بلغ الغاية في الإحكام والإتقان، فاجتمعت فيه: القدرة إظهارا لجلال الرب، جل وعلا، في نفاذ إرادته، والحكمة إظهارا لجماله، تبارك وتعالى، فعلمه أزلي محيط، وتلك صفة الصانع الماهر في عالم الشهادة إذ يسبق صنعته إلمام بدقائقها، ولله المثل الأعلى، فإن علوم الصناع في عالم الشهادة مكتسبة، وعلمه، جل وعلا، ثابت من الأزل، فأزليته من أزلية الذات، إذ هو من أوصافها التي لا تنفك عنها، كما تقرر في حد أوصاف الرب، جل وعلا، الذاتية.
وما قدروا الله حق قدره في توحيده العملي بأفعالهم، فجاء النص على ذلك في معرض التوبيخ بالتنبيه على نقصان معبوداتهم، فالخبر، كما يقول صاحب "التحرير والتنوير"، رحمه الله، على حد التعجب لا الإفادة:
(وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا)
فليس لهم تصرف في الأعيان بالخلق، وليس لهم تصرف في الأحوال بالنفع أو الضر، لا في أنفسهم، ولا في غيرهم، وتعديد أوجه النقص بتعداد أوجه النفي مما يلائم السياق المبطل لتلك الآلهة، إذ ذلك بمنزلة تعدد الأدلة على المدلول الواحد فذلك مما يقوي الحجة ويدحض الشبهة، فالأمر قد صار يقينا جازما لا شك فيه بتعدد الأدلة النقلية والعقلية والحسية على قدرة الرب، جل وعلا، وعجز ما سواه من آلهة الباطل.
وقوله تعالى: (ضَرًّا وَلَا نَفْعًا): كناية عن عموم الأحوال فلا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا رزقا ولا خلقا ......... إلخ، فهو على حد قول القائل: لم يسر فلان لا شرقا ولا غربا، كناية عن قعوده في مكانه، وذلك من قيبل الإمعان في بيان عجز تلك الآلهة الباطلة عن وصف الربوبية الفاعلة التي بها استحق الرب القدير، جل وعلا، كمال التأله بأفعال عباده.
وقوله تعالى: (عبده): مئنة من التكريم بذكره صلى الله عليه وعلى آله وسلم في هذا الموضع الشريف موضع تنزيل الوحي على قلبه، بذكره في هذا الموضع بأشرف أوصافه: وصف العبودية الاختيارية.
ولما كان المقام مقام زجر، كما أشار إلى ذلك صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله، جاء وصف الكتاب بالنذير دون البشير مع تضمنه البشارة للمؤمنين في مقابل النذارة للكافرين كما اطرد في آي الترهيب والترغيب من الجمع بين المتقابلات.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[08 - 09 - 2009, 07:57 ص]ـ
ومن خبر الهدهد في سورة النمل:
(يُتْبَعُ)
(/)
إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
فذلك من البيان بعد الإجمال في قوله: (وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ)، فوجد امرأة تملك أمة فيها من الرجال من اكتملت بناهم البدنية وضعفت بناهم العقلية حتى ألجئوا إلى تولية امرأة عليهم مع ما جبلت عليه النساء من ضعف العقل، وقوة العاطفة، وتلك أمة يغلب على الظن فساد حالها علما وعملا، وهو ما وقف عليه الهدهد، فحالهم في أمر الدين: سجود للشمس، وحالهم في أمر الدنيا: خضوع إلى حكم امرأة!. والتلازم بين فساد الدين والدنيا أمر مطرد في كل الأعصار والأمصار، والتلازم بين فساد الأحوال وتولي النساء أمر على ذات الحد من الاطراد، ولعل حال المجتمعات التي تقمصت فيها النساء أوصاف الرجال: صورا ظاهرة وحقائق باطنة، فلهن من خشونة الطبع الباطن وجرأة الوصف الظاهر ما يناقض ما جبلت عليه إناث ما قبل عصر الذرة من الرقة والحياء والاستتار، لعل حال تلك المجتمعات خير شاهد على فساد الحال إذا ترجل النساء وتأنث الرجال.
وفي ذلك الزمان كان تولي المرأة الملك أمرا يثير العجب حمل الهدهد على تنكير: "امرأة" تعجبا، كما أشار إلى ذلك صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله، فهو على حد جواز الابتداء بالنكرة إذا قصد بها التعجب فهو بمنزلة الوصف، على حد قولك: بقرة تكلمت، فكلام البقرة أمر يثير العجب لعدم اطراده، فنزل ذلك منزلة الوصف، على تقدير: بقرة عجيبة الشأن تكلمت، فسوغ ذلك الوصف المقدر الابتداء بالنكرة فكذلك الشأن في تعجب الهدهد.
ومن وصفها: وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: مما يؤتاه الملوك من أبهة الملك، فعموم "كل" بحسب السياق الذي ترد فيه، إذ لم تؤت ملك سليمان عليه السلام بداهة، فملكها لم يتجاوز سبأ، وذلك حال كل ملوك الدنيا، إذ ملكهم مقيد بما تحت أيديهم، فلا يملكون ما جاورهم من الممالك، إلا بالقهر والمغالبة، فيظهر من نقص الملك المقهور، ما ينقض أبهته، وتجري سنة الهرم التي تعتري الأبدان على الملك المنصور، فملكه إلى ضعف وزوال لا محالة، كما أن بدنه إلى ضعف وزوال لا محالة، فلا يبقى إلا الملك، عز وجل، ذي الملك التام، فلا غالب له، وذي الحياة التامة فلا زوال له.
وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ: على حد الحصر والتوكيد، وتنكير العرش مئنة من التعظيم الذي جاء النص عليه، وعظمته إنما تكون بالنسبة إلى عروش أصحاب الممالك الأرضية، ولعل ذلك ما جعله ينكر اللفظ إذ له في الشاهد: نظائر، بخلاف تعريفه اللفظ في نهاية مقالته: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) لما كان العرش: عرش الرب، جل وعلا، فهو: "العرش العظيم"، الذي حُلِّي بـ: "أل" العهدية الذهنية فذلك مظنة التفرد فليس له في الوجود نظير، وإن اشترك مع عروش أهل الدنيا في اللفظ والمعنى الكلي المشترك، فذلك مما لا يوجب الاشتراك في الحقيقة الخارجية فلكل عرشه الذي يليق بوصفه، فعظم عرش الرب، جل وعلا، من عظم شأنه المطلق، وعظم عروش الملوك في عالم الشهادة من عظم شأنهم المقيد، فمهما أوتوا من أبهة الملك، فإنهم لا ينفكون عن وصف الافتقار إلى الرب، جل وعلا، فهم مربوبون له على حد القهر لأوصاف جلاله، أوصاف: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، والفقر إلى أوصاف جماله، فأسباب بقاء عروشهم بل أسباب بقاء ذواتهم منه تستمد، فهو الذي وهب داود، عليه السلام، الملك تكريما وهو الذي ابتلى به فرعون وهامان إهانة واستدراجا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد بيان فساد أمر الدنيا، جاء بيان فساد أمر الدين على ما تقدم من الاقتران المطرد بينهما:
وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ: فذلك الفساد في الدين.
وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ: فذلك سببه، وما كان له أن يزين لهم ذلك إلا بمشيئة الرب، جل وعلا، الكونية، إذ ابتلاهم بتسليط الشيطان وحزبه عليهم، فذلك من عدله وحكمته، ولو شاء لعافاهم بفضله ومنته، فالخلق، كما تقدم مرارا، يتقلبون في أقداره فضلا بالعطاء وعدلا بالمنع، وأفضل عطاء: الاستقامة على الوحي المنزل أخبارا وأحكاما، وأعظم منع: حجب أسباب الهداية الشرعية، فيرى الناظر: الباطل حقا فينتحله، والحق باطلا فيجتنبه، وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون، فلا عذاب إلا بعد قيام الحجة الرسالية، وبيان المحجة الإلهية.
فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ: فذلك جار مجرى التذييل لما تقدم من باب عطف اللوازم على ملزومها، فتزيين الشيطان ذريعة إلى الصد عن سبيل الحق، وذلك مئنة من الضلال وعدم الهداية. على حد قوله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى)، فيسرت له أسباب الضلال بمقتضى ما تقدم من عدله وحكمته، جل وعلا، جزاء وفاقا لما تلبس به من أوصاف السوء. فالفاء تعقيبية لا تخلو من معنى السببية، فما بعدها فرع عما قبلها، فمن كان بتلك الأوصاف متلبسا فهو جدير بعقوبة الإضلال الكونية إذ هي فرع عن معصية الإعراض عن الطريقة الشرعية.
ثم أطنب ببيان ذلك الصد، فقال:
فصدَّهم لأنْ لا يسجدوا له تعالى، كما أشار إلى ذلك أبو السعود، رحمه الله، وجاء الوصف بالموصول بمنزلة تعليق الحكم على الوصف الذي اشتقت منه الصلة، فإخراج مخبوء الأرض من الكنوز والمعادن من أوصاف الربوبية، إذ الرب، جل وعلا، هو الذي عدنها في باطن الأرض، وهدى الخلق إلى استخراجها بما يسر لهم من الأسباب الكونية، فذلك عند التحقيق من دلائل عنايته، جل وعلا، بعباده، فتلك الكنوز مدخرة إلى آجال، وفترة نصف العمر لبعضها قد تمتد إلى أحقاب وأحقاب حتى يستخرجها البشر إذا شاء الرب، جل وعلا، في حقبة بعينها، فإن لم يسيروا فيها على حد الشرع، صارت وبالا، فالعناصر المشعة قد تستخدم في العلاج فتستبقى بها الأبدان، بمشيئة الرب، جل وعلا، وقد تستخدم في الإفناء كما وقع في هيروشيما إذ أبيدت أمة من البشر لاختبار فاعلية سلاح جديد وكما جرى في العراق وغزة أخيرا من اختبار لآخر إصدارات الترسانة الأمريكية، وماهية السبب الكوني: واحدة، ولكن تباين النظر في استعماله تبعا لتباين التصورات التي لا تصح إلا بالتضلع من علوم النبوات التي بها يعرف الخير من الشر، ذلك التباين هو الذي جعله نعمة في يد إنسان، ونقمة في يد آخر، فعند الأول ما ليس عند الآخر من الوازع الشرعي أو الطبعي إن كان في نفسه أثر من آثار الفطرة الأولى.
وقد خص الهدهد ذلك الوصف بالذكر، إذ قد هدي إلى استخراج بعض مخبوء الأرض، فاستخراج الماء صنعته، فعنده من العلم بذلك الشأن ما ليس عند غيره، ولما كان على رسم التوحيد، كان العلم في حقه منقبة، فدخل في حد: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)، ومن كان بالله أعلم كان له أتقى وأخشى.
وذيل بوصف العلم المحيط على حد المضارع مئنة من ديمومة الوصف إذ ذلك بوصف إخراج المخبوء أليق، فلا يكون ذلك إلا فرعا عن علم محيط بكل الموجودات على سبيل التفصيل الجزئي، وكل الأحوال: ظاهرها وخفيها، فهو الذي: (يَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ)، وذلك، أيضا، من الإطناب في ذكر وصف الربوبية في معرض الإنكار على من عطل حق الألوهية فصرفه لغير الله، عز وجل، كما وقع من أولئك القوم.
ثم استأنف مقررا لكمال ألوهية الرب، جل وعلا، فرعا عن كمال ربوبيته ومنتصرا لذلك في حمية لا توجد عند كثير من البشر:
اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ: فهو الذي انفرد بالألوهية الحقة فرعا عن انفراده بكمال الربوبية، إذ هو رب أعظم المخلوقات: العرش العظيم الذي هو سقف الكائنات فربوبيته لما دونه من الموجودات ثابتة من باب أولى، فالإضافة هنا: إضافة رب خالق إلى مربوب مخلوق، تنويها بعظم ذلك المربوب، فعظمه من عظم ربه، عز وجل، بداهة، والإضافة هنا جارية على حد: ذكر بعض أفراد العام تمثيلا فلا يخصص العموم به، فليس تخصيص العرش بالذكر مخرجا لما سواه، بل هو على حد ما تقدم من القياس الأولوي، فهو رب العرش العظيم ورب ما دونه من باب أولى، فله كمال الربوبية التي بها استحق كمال الألوهية، فالتذييل بوصف الربوبية في هذه الآية بمنزلة التذييل بالدليل عقيب ذكر المدلول وذلك من أجود ما يكون في باب الحجاج العقلي إذ به ينقطع الخصم، فليست المسألة دعوى بلا برهان، بل هي بالبرهان مشفوعة، وكل شبهة عنها مدفوعة.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 07:55 ص]ـ
ومن قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
فذلك جار على حد القياس الأولوي، إذ فيه تنبيه على الأدنى بالأعلى، فمن قدر على ابتداء الخلق، فهو قادر على الإعادة من باب أولى، وفي طباق الإيجاب بين: "يبديء" و: "يعيده": استيفاء لشطري القسمة العقلية في مسألة الخلق إمعانا في تقرير قدرة الرب، جل وعلا، على فعل المتضادات على حد الكمال المطلق.
والاستفهام الذي صدر به الكلام: يحمل سمة الإنكار والتوبيخ على تقدير محذوف عطفت عليه جملة: "يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ " بالواو، من قبيل: أعميت أبصارهم ولم يروا ............. ، فيكون في تلك الزيادة اللفظية المقدرة: زيادة معنوية بزيادة التوبيخ لهم إذ عطلوا مدارك الحس والفهم عندهم فلم تنتفع الأبصار بالرؤى المحسوسة، ولم تنتفع الألباب بالرؤى المعقولة.
والاستفهام، كما ذكر صاحب "التحرير والتنوير"، رحمه الله، جار على حد التنبيه لا الاستخبار، فليس المراد السؤال عن كيفية الخلق وإنما المراد التنبيه على وجوب النظر والتدبر في سننه الكونية في معرض التقرير للسنن الشرعية.
وذيل بما يدل على كمال قدرته، عز وجل، على الخلق والإعادة فذلك عليه يسير، فقد يجري مجرى السبب لمسبَّبه المتقدم، إذ يسر ذلك على الله، عز وجل، هو سبب اطراده في عالم الشهادة إذ الخلق ما بين إيجاد وإفناء، فيبدأ خلق الجنين، ثم يولد، ثم يعيده جنينا آخر على غير حقيقة وصورة الجنين الأول، وإن اشتركا في وصف الآدمية الكلي فلا بد من نوع تباين بينهما، ولو كانا توأمين، فذلك معنى التصوير الذي دل عليه اسم عز وجل: "المصور". ثم هو، جل وعلا، يعيد الخلق يوم الحشر، ضرورة عقلية وشرعية، ثبتت بالنقل الصحيح والعقل الصريح على ما تقدم من دلالة قياس الأولى. فمن أوجد ابتداء فهو قادر على الإعادة انتهاء من باب أولى.
ثم جاء الأمر في الآية الثانية بالسير على الأرض، سير التمكن الذي دلت عليه ظرفية: "في"، وسير التأمل الذي دل عليه الأمر في: "فانظروا"، فهو فرع الأمر بالسير، كما دلت على ذلك الفاء إذ هي نص في التعقيب ولا تخلو مع ذلك، كما تقدم مرارا، من معنى السببية، فالبحث في معرض الاستدلال على ألوهية الرب، جل وعلا، لا يكون إلا لمن أوتي إرادة صادقة فاستهان بالصعاب فقطع الأرض بحثا عن الحق، فذلك من تمام السير، وأوتي مع ذلك حواسا ومدراك سليمة بها ينتفع في معرض التدبر فذلك من تمام التأمل، ووفق قبل ذلك لسلوك هذا الطريق فإنه لن يباشر أسباب الهداية إلا إذا امتن الله، عز وجل، عليه، بالاهتداء إليها بيانا، والاهتداء إليها: امتثالا، فكم علم أناس الحق ولكن هممهم لم تعل لانتحاله بل أخلدت إلى أرض الباطل رضا بالخسيس وزهدا في النفيس الذي لا ينال إلا على جسر من التعب.
والسؤال في:
كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ: جار على ما تقدم من التنبيه.
وعلة ما تقدم من بدأ الخلق وإعادته:
إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ: على ما تقرر مرارا من الفصل بين العلة المؤكدة بـ: "إن" ومعلولها المتقدم الذكر لشبه كمال الاتصال.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 07:29 ص]ـ
ومن دعاء الكليم عليه السلام:
وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا: ففيه من فنون البلاغة إيجاز الحذف، إذ حذف الجار على تقدير: واختار موسى من قومه، فيكون من باب: الحذف والإيصال، فحذف الجار وأوصل العامل مع كونه لازما إلى المفعول مباشرة بلا واسطة.
على حد: تمرون الديار أي: بالديار، و: أمرتك الخير أي: بالخير.
وجعله السيرافي، رحمه الله، من باب المفعول منه، فهو عنده نوع قائم بنفسه من أنواع المفعولات، وأيا كان الأمر فإن السياق جار على ما اطرد من بلاغة التنزيل في إيصال المعاني بأوجز المباني.
(يُتْبَعُ)
(/)
فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ:
فذلك من المجاز الإسنادي مئنة من عظم الرجفة النازلة بهم، فشدتها من شدة أخذ مرسلها، عز وجل، على حد قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ).
ثم صدر الكليم، عليه السلام، دعاءه بوصف الربوبية فذلك أليق بمقام الأخذ بالرجفة، التي هي عن صفات جلاله صادرة، إذ الربوبية مئنة من التصرف المطلق في الأحداث الكونية ومنها إرسال العذاب عدلا أو إمساكه فضلا، على حد قوله تعالى: (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى).
وحذف اللام من جواب "لو": "أهلكتهم" على خلاف ما اطرد من دخولها على جواب "لو" الماضي، مئنة من تلك الربوبية العامة، إذ اللام للتوكيد، ومعنى الإهلاك بمشيئة الرب الجليل أمر لا يحتاج توكيدا فهو على حد قوله تعالى: (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ)، فإن الزرع قد يتطرق إلى ذهن الزارع أنه المتصرف فيه بمباشرة سببه فحسن التوكيد رفعا لذلك الاحتمال القادح في عموم وصف الرب، جل وعلا، مجري الأسباب الكونية بمقتضى حكمته البالغة، بخلاف عذوبة الماء النازل من السماء فإن ذلك مما لا يتجرأ عاقل على ادعاء التصرف فيه بالإذن أو المنع، فحسن حذف اللام في: (لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ) لكون الأمر غنيا عن التوكيد، فعدم التوكيد في هذا السياق هو عين التوكيد لكون الأمر غنيا عن التنويه به، فهو من المعلوم الضروري شرعا وعقلا وحسا إلا عند من فسدت فطرته التوحيدية الأولى فتلطخت بأدران الشرك.
وذلك جار على حد الإيجاز بحذف ما استغنى السياق عنه، بل الحذف في هذا المقام أبلغ وآكد على التفصيل المتقدم.
أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا: فذلك من التفجع في مقام التضرع إلى الباري، عز وجل، والأنبياء عليهم السلام أحق الناس بذلك المقام الجليل: مقام الخضوع والتضرع على حد الاختيار إلى الرب الجليل عز وجل.
إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ: فلك وحدك أمر الإضلال عدلا أو الهداية فضلا، فاستوفى السياق شطري القسمة العقلية: الضلال والهدى، وذلك بما تقدم من جلال مقام الربوبية أليق، فالتصرف في القلوب إقامة أو إزاغة مئنة من كمال قدرة الرب جل وعلا.
فصدر الدعاء الآتي بذلك الوصف المشعر بتمام التسليم والافتقار إلى الرب، جل وعلا، في حصول أسباب الهداية، ثم قصر الولاية الشرعية والكونية على الرب، جل وعلا، بتعريف الجزأين:
أَنْتَ وَلِيُّنَا: فلا ولي لنا سواك في تصريف الأمور الكونية وتقرير الأوامر الشرعية، فتمام الولاية على حد الخضوع الكوني القاهر الذي لا خروج لكائن عنه، والخضوع الشرعي الاختياري الذي يمتن به الرب، جل وعلا، على من اصطفاه من عباده، تمام ذينك الجنسين من الولاية لك وحدك فأنت الرب المصرف والإله المشرع.
فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا: فرعا عما تقدم من دعاء الثناء، فهو من حسن الاستهلال بالثناء على الرب، جل وعلا، بين يدي دعاء المسألة: فاغفر الذنوب بسترها والوقاية من أثرها، وارحمنا، فذلك لازم المغفرة، فهو من الإطناب في مقام سؤال الحاجات على حد الافتقار إلى من يقضيها بقدرته الكونية النافذة، فذلك الإطناب به أليق، وإنما قدمت المغفرة على الرحمة إذ بها درء العقوبة، فإذا رفعت أمن الداعي من تنغيص ما بعدها من الرحمات التي هي فرع عنها، وذلك جار على حد قول الفقهاء: درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
وإلى طرف من ذلك أشار صاحب "التحرير والتنوير"، رحمه الله، بقوله:
"وقدم المغفرة على الرحمة لأن المغفرة سبب لرحمات كثيرة، فإن المغفرة تنهية لغضب الله المترتب على الذنب، فإذا انتهى الغضب تسنى أن يخلفه الرضا. والرضا يقتضي الإحسان". اهـ
ثم ذيل بقوله: وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ: فأعاد الضمير لطول الفصل، وفيه استحضار لمقام الرب، جل وعلا، في معرض الثناء عليه ثناء يلائم ما تقدم من طلب المغفرة، فهو جار على حد التذييل بعطف العلة على معلولها، فعلة طلب المغفرة منك، أنك: خير الغافرين، فهو من الأسماء المقيدة بوصف الأخيرية المطلقة، فالله، عز وجل، خير من غفر وستر ورحم، فلا يحتاج إلى وسائط لحصول المغفرة على حد ما يقع في عالم الشهادة من استشفاع المذنبين بجاه الشافعين عند الملوك والأمراء، فيضطر أولئك إلى قبولها رغبا في طاعة الشافع أو رهبا من عصيانه، وذلك مئنة من افتقار ملوك الدنيا إلى من يعضد ملكهم فيصانعون الأتباع استئلافا واستبقاء لودهم، فلا قيام لملكهم إلا بمعونة أولئك، وتلك معان باطلة، بداهة في حق الرب الغني على حد الإطلاق تبارك وتعالى.
وسوغ عطف الخبر: "وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ" على الإنشاء في: "فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا"، أن الخبر في معنى الطلب، فهو من الخبر الذي أريد به إنشاء طلب المغفرة كما أشار إلى ذلك صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجر]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 08:06 ص]ـ
ومن بقية دعاء الكليم عليه السلام:
وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ: فاكتب لنا في الدنيا حسنة كونية فتلك من بركات اتباع الشرع المنزل، على حد قوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)، فلو آمنوا لصب عليهم الرزق صبا فالإيمان الشرعي علة الفتح الكوني، فهو دائر معه وجودا وعدما، فلما كذبوا استحقوا الأخذ بمقتضى الجلال الكوني.
وفي الآخرة: "حسنة"، حذفت لدلالة لفظ: "حسنة" المتقدم، فذلك على حد دلالة المتقدم على المتأخر.
إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ: فذلك بمنزلة التذييل بالعلة، فهو جار على حد التوسل بالعمل الصالح، فحسن الفصل للتلازم الوثيق بين دعاء الطلب ودعاء التوسل الذي يتذرع به إلى طلب قضاء الحوائج الكونية والشرعية، والأليق بمقام النبوة: تصدير الطلب بطلب أمر الدين أشرف أجناس المطلوبات لتعلقه بأشرف الدارين: دار الجزاء الباقية.
قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ: فذلك من وصف جلاله تبارك وتعالى، فيصيب بمقتضى مشيئته النافذة وحكمته البالغة من شاء من عباده بأجناس الآلام: ابتلاء أو عقابا، وقد يجتمع فيها الوصفان: فتكون كفارة فمعنى العقوبة فيها أظهر، وتكون رفعة للدرجات فذلك من لازم تكفير السيئات، فمعنى الابتلاء في هذا الوجه أظهر، والابتلاء: مظنة محبة الرب، جل وعلا، وإن نهينا عن تمنيه لئلا نحمل نفوسا ضعيفة ما لا تطيق من مقدورات الرب، جل وعلا، فالعافية، مطلوب كل العقلاء، ومطلوب كل المؤمنين الذين فقهوا عبودية الدعاء والتضرع فدافعوا الأقدار الكونية بالأسباب الشرعية، وأعظمها الدعاء على حد قوله تعالى: (رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)، فدافعوا قدر الإصر الكوني بقدر الدعاء الشرعي.
وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ: عموم لا مخصص له إذ: "كل" بحسب السياق الذي ترد فيه، فلا يدخل فيه بداهة من حكم الله، عز وجل، عليهم بالشقاء بمقتضى إرادته الكونية النافذة من إبليس وحزبه، أو يقال بأن عمومها مجازي، عند من يقول بالمجاز، فهي من باب: إطلاق العام وإرادة الخاص، أو يقال بأنها وسعت كل شيء بمقتضى أمره الشرعي فالنجاة قد علقت على امتثاله، ولكنها لم تسع من قدر الله، عز وجل، عليهم بأمره الكوني: مخالفة أمره الشرعي.
فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ:
(يُتْبَعُ)
(/)
فالفورية في الفاء فضلا عما اطرد مرارا من معنى السببية الكامن فيها، مئنة من تقرير قانون الثواب والعقاب، فمن اتقى وآتى الزكاة وآمن بالآيات الشرعيات، فقد كتب الله، عز وجل، له الرحمة التي أضافها إلى نفسه على حد إضافة الصفة إلى موصوفها، فعظمها من عظم المتصف بها، تبارك وتعالى، وذلك من الإلهاب والتهييج على التزام الشرط رجاء تحقق المشروط بمكان، فأي جائزة أعظم من تلك الجائزة في معرض التنافس في فعل مراضي الرب، تبارك وتعالى، من الخيرات التي تنوعت أبوابها رحمة بالمكلفين فلكلٍ ما يلائمه، فقد نوع الباري، عز وجل، بمقتضى قدرته وحكمته، بين خلقه، مئنة من كمال ربوبيته، فيعطي ويمنع، ويعافي ويبتلي، ويحيي ويميت .......... إلخ، فذلك من التنويع الكوني، ونوع بينهم في الأحكام، فلكل أمة ناموس يلائمها، فأمة يهود ناموسها الجلال، تهذيبا لنفوس عجيبة: استمرأت الذل في قصور فرعون، فالجلال يرفع ما سفل من هممها الدنية، وهي مع ذلك: مستكبرة صلبة الرقبة صعبة المراس فالجلال يكسرها ويخضعها إلى الرب الجليل تبارك وتعالى، وأمة النصارى ناموسها الجمال، وأمة التوحيد: ناموسها الكمال جمالا وجلالا، فشريعتها كمالٌ وسطٌ إذ أخبارها أصدق الأخبار وأحكامها أعدل الأحكام، ولكل مكلف في الأمة الواحدة ما يلائمه، فمن الناس من فتح له في الصلاة، ومنهم من فتح له في الزكاة ........... إلخ، فذلك من التنويع الشرعي، فله، عز وجل، في تنويعه الكوني إذ نوع بين الصور والهيئات، والتنويع الشرعي إذ نوع بين العلميات والعمليات، له في ذلك حكمة بالغة علمها من علم وجهلها من جهل. وعدم العلم بالشيء ليس علما بالعدم. ليصح نفي الحكمة لمجرد قصور العقل عن إدراكها.
وقد عم في مقام الكف سلبا، إذ معناه في التقوى أظهر، ولذلك يقال لمن يراد كفه وزجره عن المحارم: اتق الله، وإن كانت التقوى تعم فعل الخيرات كما تعم ترك المنكرات.
ثم خص في مقام الفعل إيجابا: وإيتاء الزكاة مظنة إخراجها طواعية إذ فعل الإيتاء ليس على حد الإعطاء من جهة قبول المطاوعة أو عدمها، فالإعطاء أضعف من جهة الدلالة المعنوية، إذ يقبل المطاوعة بخلاف الإيتاء الذي لا يقبل المطاوعة فهو مئنة من لزوم الفعل، وذلك أكمل في بيان حال المزكي الذي يخرج زكاة ماله بلا تردد.
ثم ذكرهم بوصف الإيمان العام فعم بعد أن خص الزكاة بالذكر، فيؤمنون بالآيات الشرعيات: آيات الأخبار: من إلهيات وغيبيات لا تتلقى إلا بالسمع، وآيات الأحكام: توقيفية كانت كآيات الصلاة والزكاة ......... إلخ، فهي على حد آيات الأخبار إذ العقل لا يدل عليها ابتداء لعدم إدراكه وجه المصلحة فيها، أو معللة يدرك العقل عللها وحكمها فيقيس عليها نظائرها، فإيمانهم قد عم كل الآيات بدليل العموم في: آياتنا، فهو من الجمع المضاف، وذلك من نصوص العموم كما قرر أهل الأصول، وجاء الوصف بالموصول إشعارا بعلية ما اشتقت منه الصلة فذلك أبلغ في تقرير المعنى، وجاءت الصلة مضارعة: "يُؤْمِنُونَ" مئنة من دوام اتصافهم بذلك الوصف الشريف: وصف الإيمان، وجاء ضمير الفصل مؤكدا، فضلا عن تقديم المعمول: "بِآَيَاتِنَا" على عامله: "يُؤْمِنُونَ" فهو جار على ما اطرد من دلالة تقديم ما حقه التأخير على الحصر والتوكيد.
ثم جاء الإطناب في وصفهم:
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ: فأطنب في وصفهم إذ هم بالنبي الخاتم المكتوب عندهم في الكتاب الصحيح قبل أن تناله يد التحريف والتبديل هم به يؤمنون وله يتبعون، على ما اطرد من دلالة المضارع على الدوام والاستمرار، فإيمانهم راسخ لا تزيده الآيات إلا إحكاما فلا تزلزله شبهة عارضة أو مقالة باطلة، واتباعهم على حد الإطلاق في كل مسائل الديانة: علوما وأعمالا، أصولا وفروعا، فلم يقيد الاتباع بباب دون باب، بل يتبعونه في كل ما جاء به فيصدقون خبره ويمتثلون حكمه فعلا أو تركا، فقد صدقوا دعواه النبوة لما ثبت عندهم من الآيات الشرعية وما أظهره من الآيات الكونية، فكان اتباعهم لمن عُصِم: لهم عصمة فلا يفتقرون إلى سؤال عن حكمة، وتلك من بركات اتباع الوحي المنزل على قلب النبي المعصوم فلا يخطئ في بلاغ، ولا يكتم بيان ما احتيج إلى بيانه، فهو أصدق الناس
(يُتْبَعُ)
(/)
لسانا وأصحهم إرادة وعلما، ولو أخبر بخلاف الحق جهلا أو كتم سوء نية وطوية لبطلت حجة الله، عز وجل، الرسالية على عباده.
ثم أطنب في بيان وصفه فهو المكتوب في صحف الأولين بوصف: يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ: فذلك جار على حد المقابلة فلا يأمر إلا بما هو طيب ولا ينهى إلا عما هو خبيث.
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ: فذلك من يسر هذه الشريعة التي نسخت جلال شريعة الكليم عليه السلام، وكأن في ذلك مزيد ترغيب لهم في اعتناقها إذ لها من صحة الدليل ما شهدت به كتبهم، وإلى يوم الناس هذا، لمن تدبرها، على ما وقع فيها من تحريف وتبديل، ولها من حكمة التشريع وصحة الاستدلال وعدل الأحكام فلا إفراط ولا تفريط ما يجعل أي عاقل، ولو كان من غير أهل الملل، أو كان من أهل الملل الأرضية المحدثة، ما يجعله يميل إلى الإسلام بفطرته التوحيدية الأولى وقياسه العقلي الصريح، فما عرض هذا الدين في مقابل أديان أهل الكتاب المبدلة على عاقل إلا وجد في نفسه ميلا فطريا على حد الاضطرار إلى دين الإسلام، كما أشار إلى ذلك شيخ الإسلام، رحمه الله، في "النبوات"، ولعل ذلك من بقايا الميثاق الأول.
فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ: فآمنوا به فذلك من قبول الرسالة، وعزروه فذلك من إكرام وتوقير الرسول على حد المبالغة، على القول بأن فعَّل هنا للمبالغة لا لمجرد النسبة، وذلك أولى في سياق بيان الواجب على العباد تجاه الرسالة وحاملها، على ما اطرد من زيادة المعنى فرعا عن زيادة المبنى.
أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ: فجاء الخبر المسند محط الفائدة مذيلا به بعد التشويق بتقديم المسند إليه الذي جاء بصيغة الموصول الذي أطنب فيه بالعطف على صلته، فزاد البيان لأوصافهم وزاد الشوق إلى معرفة جزائهم، فجاء مصدرا باسم الإشارة الذي يستعمل للبعيد: "أولئك": مئنة من علو مكانتهم، وجاء التوكيد على وصف الفلاح الأخروي: محط الفائدة إذ هو مطلوب كل عاقل في دار لا ينجو منها إلا واحد من كل ألف، جاء التوكيد على ذلك بتعريف الجزأين فضلا عن ضمير الفصل الذي يفيد ما اطرد من الفصل بين الخبر والوصف وتوكيد نسبة أو إسناد ما بعده لما قبله. فهم المفلحون حصرا وتوكيدا لا غيرهم، وقد يقال بأن الحصر هنا ادعائي إذ غيرهم ممن آمن بالرسالة الخاتمة، ناج مفلح وإن لم يكن كتابيا آمن بالكتاب الأول وآمن بما صدقه من الكتاب المهيمن، وما جود الادعاء والإضافة في هذا السياق: حضهم على الإيمان بالرسالة الخاتمة، فذلك جار مجرى الإلهاب والتهييج إذ الموصول لا يخلو من معنى الشرطية التي يترتب فيها المشروط على شرطه، على جهة التعليق المحفز للهمم، فإذا تحقق الشرط وقع المشروط وإذا تخلف لم يقع، فهو دائر معه وجودا وعدما، وما جود ذلك أيضا: أنهم إن آمنوا فلهم من مضاعفة الأجر ما ليس لغيرهم، إذ صدقوا بالرسول الأول وثنوا بتصديق الرسول الثاني، فاستحقوا تثنية الأجر إذ الجزاء من جنس العمل، فصاروا مقدمين في استحقاق وصف الفلاح من هذا الوجه.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 07:55 ص]ـ
ومن قوله تعالى: (وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (50) وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا (51) فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا).
ففي هذا السياق ما اصطلح البلاغيون على تسميته بـ: "الاقتضاب"، كما أشار إلى ذلك صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله، إذ قطع سياق الآيات الكونية بتكليف شرعي، ثم وصل السياق الكوني مرة أخرى بقوله: (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ)، فذلك العدول مئنة من تلاؤم آيات الكون الباهرة وآيات الشرع الحاكمة، وفيه عود الضمير على غير مذكور على القول بأن التصريف: تصريف شرعي، فصرف الله، عز وجل، آيات الكتاب العزيز بين الناس ليذكروا فليست آياته للاستمتاع على حد التطريب!، وإنما آياته
(يُتْبَعُ)
(/)
للاستماع والتدبر العقلي الذي يولد علوما صحيحة وأعمالا صالحة، فهي آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم تستمع في مجالس الذكر التي تخيم عليها السكينة والرقة والخشوع، فلا تسمع في مجالس الطرب التي يخيم عليها الهيجان والتصويت فلا تدبر بالقلب ولا خشوع بالبدن، وإنما حظ نفس وقضاء وطر في سماع ألحان منغمة تتمايل معها القوى النفسانية الباطنة فتنضح على الظاهر حركات مخجلة لا يفعلها إلا السفهاء أو المجانين.
ومع ذلك: أبى أكثر الناس إلا كفورا: فصيغة المبالغة: "كفورا": مئنة من إصرارهم على الكفران، فضلا عن دلالة هذه الصيغة على شدة العناد والتشبث بالأمر حتى صارت جارية مجرى المثل المضروب للمعاند المتعنت كما أشار إلى ذلك صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله.
وفي الآية إثبات لإرادات العباد التي عنها يسألون، وعليها يثابون أو يعاقبون، ولا تخرج تلك الإرادات عن مشيئة الرب، جل وعلا، الكونية النافذة.
ثم جاء التكريم لحامل تلك الرسالة الخاتمة ومبلغ تلك الآيات النازلة على قلبه على حد الإنذار بلسان عربي مبين:
وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا: فلو شئنا بمقتضى ما تقدم من المشيئة النافذة لبعثنا على حد: البعث الشرعي، بعث: (ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآَيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ)، في كل قرية منذرا، فـ: "فعيل": "فاعل" في هذا السياق على حد تبادل الصيغ، فهو من مجاز التعلق الاشتقاقي عند من يقول بالمجاز في آي الكتاب العزيز.
ويلزم من يقول بالمجاز أيضا: أن يكون في السياق: إيجاز بالحذف على تقدير: في أهل كل قرية، إذ البعث إنما يكون في أهل القرى لا في ذات القرى، ومنكر المجاز يسم ذلك التقدير بالتكلف إذ المعنى ظاهر ابتداء، والقرية في التنزيل تطلق على المكان وتطلق على ساكنيه، والقرينة السياقية هي التي تحدد المراد، دون حاجة إلى تكلف ادعاء وقوع المجاز، فذلك من الظاهر المركب من دلالة اللفظ الوضعية وقرينة التكلم السياقية.
ووجه الإكرام، كما أشار إلى ذلك صاحب الكشاف غفر الله له، أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد حصلت به الغاية في باب الإنذار، فلرسالته من وصف العموم ما ليس لغيرها، فهي الرسالة العالمية الخاتمة، وذلك تكريم لحاملها بداهة، فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، فعظائم الأمور لعظائم الرجال، وأعظم أمور الناس: أمور النبوات، فالأنبياء أفضل طباق البشر، وأعظم نبوة: نبوة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهو أفضل طباق الأنبياء فهو خيار من خيار، صلوات ربي وسلامه عليه. فذلك شق التكريم والتشريف.
وفي السياق إيجاز بالحذف دل عليه الشرط المتقدم على حد: ولكن لم نشأ فبعثناك نبيا خاتما، فذلك من تمام دلالة "لو" الامتناعية.
وفرع عن ذلك:
فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا: فذلك شق التكليف، فلكونك النبي الخاتم لا تطع الكافرين، على حد التحذير والتذكير فلا يلزم منه وقوع المنهي عنه، إذ لم يستجب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لمساومات قومه على حد الترغيب تارة والترهيب تارة أخرى فتلك سنة أهل الطغيان في كل زمان.
ثم ثنى بالفعل، فبعد التخلية تأتي التحلية، على حد ما يجري على لسان أهل الطريق في مقام التزكية، فالترك العدمي غير مراد لذاته، حتى يشفع بفعل وجودي نافع، فمقابل النهي عن طاعتهم وما يجره ذلك من الوهن في أمر البلاغ جاء الأمر بضده من: كمال الجهاد ففيه بذل الوسع واستفراغ الجهد بما يرفع أي احتمال للضعف أو القعود عن حمل أعباء الرسالة فضلا عما تدل عليه صيغة المفاعلة من المناجزة والمغالبة فذلك مظنة بذل الطاقة طلبا للظهور على الخصم، وإلى طرف من ذلك أشار صاحب "التحرير والتنوير"، رحمه الله، بقوله:
"وبعد أن حذره من الوهن في الدعوة أمره بالحرص والمبالغة فيها. وعبر عن ذلك بالجهاد وهو الاسم الجامع لمنتهى الطاقة. وصيغة المفاعلة فيه ليفيد مقابلة مجهودهم بمجهوده فلا يهن ولا يضعف ولذلك وصف بالجهاد الكبير، أي الجامع لكل مجاهدة". اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)