إن هذا الأمر الذي يثير التساؤل إنما يعلله ما جاء في الآية السابقة، في قوله تعالى: " وأسرّوه بضاعة " والسّرّية كما قلنا تعني الخوف، فالخوف إذاً هو الذي دفعهم إلى بيعه بأي ثمن، فذلك خير من أن يفقدوه دون مقابل، أو يظلّ عبئاً عليهم لأن ملكيتهم له لم تكن مشروعة، لذا استعجلوا الخلاص منه، ومن يستعجل الخلاص من بضاعة يبيعها بثمن بخس، ويكون زاهداً فيها، أما رأيت إلى السارق كيف يبيع ما يسرقه بأرخص الأثمان مهما ارتفعت قيمته وغلا ثمنه ... !!
يوسف وامرأة العزيز:
ويشتريه رجل من مصر (العزيز) ويوصي زوجته بأن تكرم مثواه، غير أن امرأة العزيز تجاوزت ذلك – لما بلغ أشده - إلى حدّ العشق والتعلق، فرغبت به وراودته عن نفسه، وغلقت الأبواب، فأبى وأصرت:
(وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
(واستبقا الباب) أي استبقا إلى الباب (الباب اسم منصوب بنزع الخافض) أي أراد كل منهما أن يسبق الآخر إلى الباب هو ليفتحه وهي لتمنعه، ورأى بعض المفسرين أن في قوله تعالى: (واستبقا الباب) بالمعنى الذي قلناه إيجاز قرآني بلاغي.
ولنا أن نضيف إلى ذلك أن الصيغة التي جاءت عليها الكلمة (استبقا) وهي تدل على تكلّف الفعل وبذل المشقة في سبيله، إنما تحمل دلالة بيانية أعمق، ففيها أن امرأة العزيز أسرعت إلى الباب باذلة في ذلك جهداً مقترناً بعزيمة وإصرار على ارتكاب الفاحشة دون أن يثنيها عن ذلك ولو خاطر عابر بالتراجع عما أقدمت على فعله.
وبالمقابل فإن يوسف (عليه السلام) بذل كل مشقة في سبيل الوصول إلى الباب وفي ذلك دلالة قاطعة على أن ثمة عزماً شديداً منه على تجنب ارتكاب الفاحشة دون تراخٍ أو تهاون أو مرور خاطر بالنزول عند رغبتها.
(وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ * وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ)
لنقف عند شهادة الشاهد، والشاهد أتت من المشاهدة، وامرأة العزيز ويوسف لم يكن معهما أحد ليكون شاهداً على ما حدث، ولعل الشاهد قد شهد موقف امرأة العزيز ويوسف (عليه السلام) وقد ألفيا سيدها لدى الباب، وذِكرُ الشاهد قضيةَ قدِّ القميص تعني بالضرورة عدم رؤيته قميص يوسف وقد قُدَّ من دبر، وإلا فلا معنى لشهادته.
كيف خطرت له مسألة القميص إذاً؟
أَوَلم يكن ممكناً ألا يكون يوسف (عليه السلام) مرتدياً قميصاً في ذلك الموقف؟
الراجح - والله أعلم - أن امرأة العزيز ذكرت قميص يوسف لتجعله دليلاً على مقاومتها إياه ومنعه من فعل الفاحشة، ولم تُشر إلى الجهة التي قُدَّ منها، وكأن الشاهد – وهو خارج الباب برفقة العزيز – قد سمع ذلك دون أن يرى يوسف، فرأى أن يجعل القميص دليل إدانة أو براءة، وهنا تنبّه العزيز إلى هذه المسألة فعرف بها كيد زوجته، وتأكد من براءة يوسف مما اتهمته به زوجته.
وهذا من وجوه الحذف البلاغي في القصة، إذ لم تشر الآية إلى أن امرأة العزيز ذكرت قدّ القميص كدلالة على براءتها، والآية لم تذكر أيضاً مكان وجود الشاهد في هذا الموقف، وأنه كان يسمع ما يحدث وهو خارج الباب دون أن يرى ... فهذا كله مما توحي به الآية الكريمة بإيجاز موحٍ يحتاج إلى شيء من التأمل والتدبر.
ومما جاء في هذا الموقف مفصلاً قول الشاهد:
إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ
إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ
وكان ممكناً حسب البلاغة القرآنية اختزال هذا القول بالاكتفاء بالجزء الأول منه، إذ يتضمن في ظل وجود الشرط معنى جزئه الثاني.
لكن ذكر جانب دون الآخر، أو التفصيل في جانب والإيجاز في جانب الآخر– فيما لو جاء على هذا النحو – ربما يحمل دلالة على ميل الشاهد إلى الاحتمال الذي فصّل فيه، لذا جاء قوله في الاحتمالين متساوياً من حيث عدد الكلمات، حرصاً منه على أن يكون دقيقاً في قوله، منطقياً في رأيه، حيادياً، عادلاً، في سبيل الوصول إلى الحقيقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
(وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ)
إن قوله تعالى: (قال نسوة في المدينة) يدل على تسرّب الخبر من القصر وانتشاره على نطاق ضيّق، لم يصل حدّ الشيوع والعموم، فـ (نسوةٌ) اسم جمع قلّة، وهذا ما مكن امرأة العزيز من دعوة هؤلاء النسوة إلى قصرها.
(ونسوة في المدينة) تقليل لشأن هؤلاء النسوة إذ جاء ذكرهن منكراً، على عكس ما جاء في الآية نفسها بقولهم: (امرأة العزيز) وهذا يدل على أنهن دونها شأناً ومكانةً.
وقد فصّل المفسرون القول في هذه الآية، فرأوا أن نسبتها إلى زوجها العزيز أدعى إلى استعظام الأمر، فهي متزوجة (هذا من جهة) وهي من (ذوات النفوذ والسلطان) فأمرها أعظم سوءاً من سواها.
(تراود): مضارع يدل على التجدد والاستمرارية، أي كان هذا، وما يزال، دأبها وديدنها حتى لحظة قولهن، فهي تفعل ذلك بإصرار واستمرار.
(فتاها):عبدها أو مملوكها، وهذا أكثر تشنيعاً وتشهيراً فسميت بـ (امرأة العزيز) أي ذات النفوذ والسلطان، وسمي من تراوده عن نفسه بـ (فتاها)، تذكيراً بتبعيته لها ومملوكيتها له.
(قد شغفها حباً): أي وصل حبه سويداء قلبها وتمكّن منه.
(إنّا لنراها في ضلال مبين) وجاء قولهن هذا مؤكداً بمؤكدين زيادة في استنكارهن فعلها، وأنه بعيد كل البعد عن الصواب والرأي السديد ... فتأمل كم حملت هذه الكلمات القليلة الموجزة من معان ودلالات!!
(فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا)
قوله تعالى: آتت كل واحدة منهن سكيناً، إشارة إلى أنها وضعت لهن أصناف الفواكه وسواه، مما يحتاج أكله إلى استخدام السكين.
وقوله تعالى (سمعت بمكرهن) يدل على أن ما قالته النسوة قد تناقلته الألسن (كثرت أم قلّت) حتى تناهى الخبر إلى سمعها. فسماع الأمر غير السماع به، فالسماع بالأمر يعني أن ثمة واسطة أو ناقلاً بين القائل والسامع، بين المرسل والمتلقي، وهذا يؤكد تناقل الخبر، ولو على نطاق محدود، ويفسّر في الوقت ذاته علّة سجن يوسف رغم رؤية الدلائل على براءته، إذ أخذ الخبر ينتشر بين الناس، حتى غدا سجنه أدعى إلى إلصاق التهمة به وتجريمه، وبذلك يبدو الأمر محاولة اعتداء عبد على سيدته، نال جزاءه سجناً.
خروج يوسف من السجن:
يخرج يوسف (عليه السلام) من السجن بعد تأويل رؤيا رآها الملك وقد جهل تأويلها أصحاب هذا العلم ممن يحيطون به، ولما أن علم الملك بقصة يوسف مع النسوة، وعلم ببراءته مما اتهم به ...
(قَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي) انظر في قوله تعالى حكاية عن الملك (أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي) فقد اشتملت كلمة (أستخلصه) على جملة من المعاني (كما وردت في معاجم اللغة):
أستخلصه: أي أنجيه من كربته أو مصيبته، وأختاره، وأصطفيه، وأختصه: أجعله خالصاً لي.
وأستخلصه: مبالغة من (أخلصه) تدل على شدة حرص الملك على اصطفائه يوسف، واختياره إياه، ليكون من خاصته.
(فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ * قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ)
وفي الكلام محذوف .... أي لما كلمه الملك أعجب بحسن منطقه، ورجاحة عقله، واتزانه، مما زاده إعجاباً به، فارتقى بعلاقته بيوسف (عليه السلام) من العلاقة الخاصة، بجعله مقرباً إليه، إلى أن يجعل له مكانة مرموقة ورتبة عالية في دولته.
ولما أن علم يوسف علوّ منزلته عند الملك، وتيقن من ثقته به، ومحبته إياه (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ).
وقوله: إني حفيظ، جاءت رداً على قول الملك (مكين أمين) أي إنني أهل للثقة، حافظ للأمانة.
ثم أضاف إلى ذلك قوله (عليم) أي عالم بإدارة الأمور المالية في الدولة، بما يضمن تحقيق العدل والمساواة بين الرعية.
و يبدو أن وزارة المالية لم تكن قادرة - إذ ذاك - على إدارة شؤون الدولة الاقتصادية، فأراد يوسف (عليه السلام) أن يشغل هذا المنصب لدرايته بذلك، وعلمه به.
وليس أدل على ذلك من قول يوسف عند تأويل رؤيا الملك:
(يُتْبَعُ)
(/)
(قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ* ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ* ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ)
نلاحظ أنّ يوسف (عليه السلام) لم يكتفِ بتأويل الرؤيا بل ضمّن ذلك إيجاد الحلول، ولو كان من يدير الشؤون الاقتصادية قادراً على إيجاد الحلول، لوقف سيدنا يوسف عند حدّ تأويل الرؤيا وترك أمر الحل إلى أصحاب الشأن.
ولعل ما طرحه يوسف (عليه السلام) حلاً للمشكلة قبل وقوعها كان سبباً في جعل الملك أكثر إيماناً بأهليّة يوسف لهذا المنصب ...
وإذا صحّ ما ذهب إليه بعض المفسرين من أن الرجل الذي اشترى سيدنا يوسف (أي العزيز) هو من كان يشغل منصب وزير المالية في ذلك الوقت، فإن في ظلمه يوسف (عليه السلام) وسجنه إياه، رغم تأكده من براءته، دليل كاف على أنه ليس أهلاً لذلك المنصب، إذ لن يكون وهو على هذه الحال عادلاً بين الرعية ...
يوسف وإخوته في مصر:
وجاء إخوة يوسف ليكتالوا في سنوات الجدب، غير أن يوسف أبى إلا أن يعودوا ليحضروا أخاهم بنيامين حتى ينال حصته، فعاد إخوته وراودوا عنه أباه حتى جاؤوا به بعد أن أعطوا أباهم ميثاقاً بأن يحفظوا أخاهم بنيامين من كل سوء ما لم يغلبوا على أمرهم:
(وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)
انظر في قوله تعالى (آوى إليه أخاه) كم فيه من إيجاز في الألفاظ، وغنىً بالمعاني والدلالات.
فمن ينظر في كلمة (آوى) في معاجم اللغة سيجد أنها تأتي بمعنى: أعاد، وضمّ، وأحاط، وأنزل عنده، وأشفق، ورحم، ورقّ. وتآوت الطير: تجمعت بعضها إلى بعض. وتآوى الجرح: أي تقارب للبرء.
فانظر بلاغة القرآن العظيم وكم لهذه الكلمة من المعاني التي تصوّر حال يوسف (عليه السلام) عند لقائه أخاه بعد فراق طويل!!
ثم يأتي قوله تعالى:
(فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ)
إن الآية الكريمة تشير إلى أمر يثير الاستغراب، إذ لا يعلم المتلقي أية حاجة تلك دفعت يوسف (عليه السلام) إلى إلصاق تهمة السرقة بأخيه!!
إذاً ثمة أمر كان قد أضمره يوسف (عليه السلام) بوضع الصواع في رحل أخيه (فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاء أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاء أَخِيهِ)، وليس في نص الآية الكريمة ما يشير إلى أن يوسف (عليه السلام) كان قد اخبر أخاه بما ينوي فعله، حتى لا يفاجأ أو يفزع من وجود الصواع في رحله أمام مرأى من إخوته، وبعض خاصة يوسف (عليه السلام).
لقد أراد يوسف (عليه السلام) بفعله هذا أن يستبقي أخاه بنيامين فاحتال لذلك ودبّر، لكن ما فعله يوسف (عليه السلام) لم يكن في حقيقته إلا وحياً من الله سبحانه وتعالى: (كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ).
وحاول إخوة يوسف (عليه السلام) العودة بأخيهم بنيامين إلى أبيهم، وذهبوا في إقناع يوسف كل مذهب ... لكنهم يفلحوا:
(فَلَمَّا اسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيًّا)
واستيئسوا: صيغة مبالغة من يئسوا، ومعنى ذلك أنهم بذلوا في سبيل إقناعه كل جهد ولم يفلحوا، فلما بلغوا غاية اليأس اعتزلوا الناس ومضوا، منفردين في جانب بعيد عنهم، ليقلّبوا وجوه الأمر فيما بينهم.
واستخدام صيغة مبالغة من يئسوا (استيئسوا) فيه التزام بما عاهدوا أباهم عليه حين أعطوه موثقاً من الله أن يحفظوا أخاهم ما لم يغلبوا على أمرهم، ولذا بذلوا في سبيل ذلك كل جهد، واتبعوا كل وسيلة.
وأما التناجي فيما بينهم ففيه ما يدل على طرح أمر لا يريدون من غيرهم أن يطّلع عليه ... لذا كانت نجواهم فيما بينهم تتعلق بهذين الأمرين:
قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقًا مِّنَ اللّهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتمضي الأحداث ليكتشف إخوة يوسف أن العزيز ما هو إلا ذلك الغلام الصغير الذي ألقوه في غيابة الجب منذ سنوات بعيدة، فاعتذروا إليه، وحملوا قميصه، وعادوا به ليلقوه على وجه أبيهم، فيرتد إليه بصره بعد أن فقده حزناً على فراق ولديه.
وينتقل الجميع إلى مصر ليجمع الله تعالى سيدنا يعقوب بابنه يوسف (عليهما السلام) بعد غياب طويل، (فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ) ها هي كلمة (آوى) ترد من جديد، تتضمن معاني التآلف، والتئام الجرح، وتحمل في طياتها معاني الرحمة بأبويه، والعطف عليهما، وقد أصبحا طاعنين في السن.
دعاء يوسف (عليه السلام):
وتنتهي قصة يوسف بدعائه عليه السلام:
(رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ).
فانظر المعاني العظيمة التي اشتمل عليها الدعاء بإيجاز شديد كما ورد ت في الآية الكريمة؟
في دعاء يوسف (عليه السلام):
- أمران نالهما يوسف من ربه في الدنيا: آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ
- أمران طلبهما يوسف من ربه لآخرته: تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ
- أمران يتعلقان بصفات الله تعالى:
القدرة والخلق .. فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
الإلوهية والوحدانية .. أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا (بما وهبتني) وَالآخِرَةِ (بما أرجوه منك)
فانظر آداب الدعاء في قول سيدنا يوسف:
بدأ يوسف (عليه السلام) دعاءه بالاعتراف بفضل الله تعالى عليه في الدنيا، بما وهبه من العلم والملك. ثم أثنى عليه بما هو أهله، واختار من صفات الله تعالى القدرة، والخلق (فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)، فخالق السموات والأرض هو القادر وحده على إجابة الدعاء.
ثم أقر سيدنا يوسف بعبوديته لله تعالى، وتوحيده إياه، والافتقار إليه، باستعطاف، واسترحام، وتذلل: (أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ).
ثم طلب بعد ذلك من الله تعالى أن يتوفاه على الإسلام ويلحقه بالصالحين.
فكان أن جمع سيدنا يوسف في دعائه بين خيري الدنيا (العلم والملك) والآخرة (الوفاة على الإسلام، والحشر مع الصالحين في الجنة) طالباً ذلك كله من خالق السموات والأرض ومن فيهما، ووارثهما ومن فيهما
موضوع مقتبس من موسوعة الاعجاز العلمي في القران الكريم والسنة
ـ[بالقران نحيا]ــــــــ[25 - 11 - 2007, 08:27 م]ـ
شكرااخي على طرحك المفيد
وجزيت خيرا
ولكن بودي ان اسالك عن المرجع في طرحك ماهو؟
تقبل مروري المتواضع:)
ـ[حامد العراقي]ــــــــ[13 - 12 - 2007, 04:55 م]ـ
السلام عليكم هناك كتابان في بيان الأوجه البلاغية لالايات المتشابهة الالفاظ في القران الكريم احدهما للكرماني واسمه اسرار التكرار في القران الكريم والآخر التعبير القراني لفاضل السامرائي ومن الامثلة على ذالك قوله تعالى في سورة البقرة (سبع سنابل) وفي سورة يوسف (سبع سنبلات) مع ان العدد واحد
ـ[اسلام1]ــــــــ[13 - 01 - 2008, 02:35 م]ـ
جزاكم الله تعالى خيرا على الموضوع المفيد
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[03 - 02 - 2008, 02:20 ص]ـ
السلام عليكم
أشكركم على التفاعل
الأخت الفاضلة بنت الجنوب أشكرك على طرحك المفيد
ولمن سألني عن المصدر الذي أحضر منه فن البلاغة في الآيات الكريمة هي من كتاب إعراب القرآن الكريم لمحي الدين الدرويش
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[17 - 02 - 2008, 10:01 م]ـ
أخي الحبيب هيثم ..
بوركتَ حيثما حلت كتاباتك وطوح قلمك ..
ـ[اشرف جلال]ــــــــ[05 - 03 - 2008, 10:45 ص]ـ
شكراًلكم جميعاً
فقد خرجت من الدنيا مع البلاغة القرآنية ورجعت عندما انتهيت
زيدونا أزادكم الله من فضله وعلمه
ـ[الحررر]ــــــــ[20 - 11 - 2010, 01:58 م]ـ
عفوا هل هذا ايجااز؟؟؟(/)
تطبيق بلاغي (ادخل وأجب)
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[14 - 08 - 2007, 08:58 م]ـ
فى هذه النافذة سوف أقوم بوضع تطبيقات بلاغية ومن يجب إجابة صحيحة يحق له وضع قطعة جديدة وهكذا
قال حافظ إبراهيم فى عمر بن الخطاب:
يا رافعا راية الشورى وحارسها # جزاك ربك خيرا عن محبيها
لم يلهك النزع عن تأييد دولتها # وللمنية آلام تعانيها
رأي الجماعة لا تشقى البلاد به # رغم الخلاف و رأي الفرد يشقيها
(النزع: حضور الموت)
أ) ما الغرض من النداء فى قوله: (يا رافعا راية الشورى)؟
ب) ما نوع الأسلوب فى قوله (جزاك ربك خيرا)؟ وما الغرض منه؟
ج) استخرج من الأبيات مع التوضيح صورة جميلة، أو محسنا بديعيا
ـ[حازم إبراهيم]ــــــــ[14 - 08 - 2007, 11:38 م]ـ
قال حافظ إبراهيم فى عمر بن الخطاب:
يا رافعا راية الشورى وحارسها # جزاك ربك خيرا عن محبيها
لم يلهك النزع عن تأييد دولتها # وللمنية آلام تعانيها
رأي الجماعة لا تشقى البلاد به # رغم الخلاف و رأي الفرد يشقيها
(النزع: حضور الموت)
أ) ما الغرض من النداء فى قوله: (يا رافعا راية الشورى)؟
ب) ما نوع الأسلوب فى قوله (جزاك ربك خيرا)؟ وما الغرض منه؟
ج) استخرج من الأبيات مع التوضيح صورة جميلة، أو محسنا بديعيا
- النداء للتعظيم.
- (جزاك ربك) خبرى لفظا إنشائى معنى. وغرضه الدعاء.
- (لا تشقى - يشقيها) طباق سلب قيمته توكيد المعنى وتوضيحه.
(الجماعة - الفرد) طباق.
- (راية الشورى) تشبيه بليغ مقلوب والمعنى الشورى كالراية.
- (لم يلهك النزع) استعارة مكنية صور النزع إنسانا يلهى حذف المشبه به وأتى بما يلازمه وهو الإلهاء.
- (لا تشقى البلادبه) استعارة مكنية صورها إنسانا يشقى أو يسعد وقيمتها التوضيح.
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[14 - 08 - 2007, 11:46 م]ـ
- النداء للتعظيم.
- (جزاك ربك) خبرى لفظا إنشائى معنى. وغرضه الدعاء.
- (لا تشقى - يشقيها) طباق سلب قيمته توكيد المعنى وتوضيحه.
(الجماعة - الفرد) طباق.
- (راية الشورى) تشبيه بليغ مقلوب والمعنى الشورى كالراية.
- (لم يلهك النزع) استعارة مكنية صور النزع إنسانا يلهى حذف المشبه به وأتى بما يلازمه وهو الإلهاء.
- (لا تشقى البلادبه) استعارة مكنية صورها إنسانا يشقى أو يسعد وقيمتها التوضيح.
أشكرك أخي حازم ولكن التشبيه بليغ وليس مقلوب
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[15 - 08 - 2007, 12:32 ص]ـ
تطبيق آخر
يقول أحمد شوقى:
ولم أر مثل جمع المال داء # ولا مثل البخيل به مصابا
فلا تقتلك شهوته وزنها # كما تزن الطعام أو الشرابا
وخذ لبنيك والأيام ذخرا # واعط الله حصته احتسابا
(احتسابا: طلبا للثواب وادخارا للأجر عند الله تعالى)
أ) ما نوع الأسلوب فى البيت الثانى؟ وما الغرض البلاغى منه؟
ب) استخرج من البيت الأول صورة جمالية ووضحها 0
ج) عين فى البيت الثالث محسنا بديعيا وبين سر جماله
ـ[سعيد الشناوي]ــــــــ[17 - 08 - 2007, 11:56 ص]ـ
ا-أسلوب إنشائي نهي الغرض البلاغي منه النصح والإرشاد
ب-وزنها: استعارة مكنية فقد شبه شهوة المال بشيئ مادي يوزن وقيمتها التجسيم
ج-خذ -أعط: بينهما طباق يبرز المعني ويوضحه بالتضاد
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[17 - 08 - 2007, 12:42 م]ـ
السلام عليكم أشكرك أخي سعيد على التفاعل ولكن فى النقطة (ب) المطلوب الصورة الجمالية من البيت الأول
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[17 - 08 - 2007, 12:46 م]ـ
السلام عليكم
أيها الطفل لا تخف عنت الدهـ # ـر ولا تخش عاديات الليالى
قبض الله للضعيف نفوسا # تعشق البر من ذوات الحجال
فاصنعوا البر منعمين وجودوا # أيها القادرون قبل السؤال
(ذوات الحجال: النساء)
أ) فى البيت الأول صورة بيانية 0 عينها واشرحها 0
ب) ما علاقة البيت الثانى بالبيت الأول 0
ج) ما نوع الأسلوب فى البيت الثالث؟ وما الغرض البلاغى منه؟
ـ[أبو تمام]ــــــــ[18 - 08 - 2007, 03:00 ص]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيرا أخي هيثم على هذا الموضوع المفيد، وأستأذنك في الإجابة.
أ) الصورة البيانية: استعارة مكنية، شبه الدهر بمن له قدرة على الإهلاك، والتشديد على الإنسان، فحذف المشبه به، وأبقى على بعض لوازمه وهو (العنت).
ب) تعليل.
جـ) أسلوب أمر، وغرضه الإرشاد
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[18 - 08 - 2007, 12:57 م]ـ
بوركت أبا تمام ونحب أن نراك كثيرا هنا
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[18 - 08 - 2007, 01:02 م]ـ
قال الشاعر:
أبيات شعرك كالقصو # ر ولا قصور بها يعوق
ومن العجائب لفظها # حر ومعناها رقيق
أ) ما نوع الأسلوب فى البيتين؟ وما الغرض البلاغى منه؟
ب) عين الصورة البيانية فى البيت الأول، واشرحها 0
ج) هات من البيت الثانى محسنا بديعيا، وبين نوعه 0
ـ[عمرو عثمان]ــــــــ[21 - 08 - 2007, 01:32 ص]ـ
:::
قال الشاعر:
أبيات شعرك كالقصو # ر ولا قصور بها يعوق
ومن العجائب لفظها # حر ومعناها رقيق
أ) ما نوع الأسلوب فى البيتين؟ وما الغرض البلاغى منه؟
ب) عين الصورة البيانية فى البيت الأول، واشرحها 0
ج) هات من البيت الثانى محسنا بديعيا، وبين نوعه 0
أ) الأسلوب خبرى، وغرضه البلاغى التقرير
ب) "أبيات شعرك كالقصور" تشبيه حيث شبه الأبيات بالقصور
ج) "رقيق "فيه تورية فالمعنى القريب هى رقة العبارة والمعنى البعيد الخدم:=
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[21 - 08 - 2007, 01:41 ص]ـ
السلام عليكم
أشكرك أخي عمرو على التفاعل وأحب أن أزيد شيئا بسيطا وهو نوع التشبيه
أبيات شعرك كالقصور: تشبيه مرسل مجمل
مرسل بسبب ذكر أداة التشبيه ومجمل بسبب حذف وجه الشبه
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[21 - 08 - 2007, 01:45 ص]ـ
قال إبراهيم ناجى داعيا إلى البذل والتضحية من أجل مصر:
أجل إن ذا يوم لمن يفتدى مصرا # فمصر هى المحراب والجنة الكبرى
حلفنا نولى وجهنا شطر حبها # وننفذ فيه الصبر والجهد والعمرا
نبث بها روح الحياة قوية # ونقتل فيها الضنك والذل والفقرا
أ) ما نوع الأسلوب فى الأبيات؟ وما الغرض البلاغى منه؟
ب) ما علاقة البيتين الثانى والثالث بالبيت الأول؟
ج) استخرج من الأبيات صورة بلاغية، ووضحها، ثم أذكر قيمتها الفنية
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[09 - 09 - 2007, 04:15 ص]ـ
لماذا توقفتم يا بلغاء الفصيح؟
هلا نكمل
ـ[يافا]ــــــــ[09 - 09 - 2007, 05:55 م]ـ
قال إبراهيم ناجى داعيا إلى البذل والتضحية من أجل مصر:
أجل إن ذا يوم لمن يفتدى مصرا # فمصر هى المحراب والجنة الكبرى
حلفنا نولى وجهنا شطر حبها # وننفذ فيه الصبر والجهد والعمرا
نبث بها روح الحياة قوية # ونقتل فيها الضنك والذل والفقرا
أ) ما نوع الأسلوب فى الأبيات؟ وما الغرض البلاغى منه؟
ب) ما علاقة البيتين الثانى والثالث بالبيت الأول؟
ج) استخرج من الأبيات صورة بلاغية، ووضحها، ثم أذكر قيمتها الفنية
1 - الاسلوب خبري وغرضه المدح والتوكيد
2 - هما توكيد للبيت الاول وتفصيل
اعذروني ان قصرت وقوموني
ـ[أم يوسف2]ــــــــ[09 - 09 - 2007, 06:03 م]ـ
عودا حميدا أستاذنا الفاضل
هيثم
والسلام
ـ[امجاد داود]ــــــــ[13 - 10 - 2007, 02:44 م]ـ
:::
أ) الأسلوب خبرى، وغرضه البلاغى التقرير
ب) "أبيات شعرك كالقصور" تشبيه حيث شبه الأبيات بالقصور
ج) "رقيق "فيه تورية فالمعنى القريب هى رقة العبارة والمعنى البعيد الخدم:=
عفواً اخي عمرو
أ- الأسلوب خبري، وغرضه البلاغي المدح بصيغة الذم.
ب- الأجابة صحيحة مع زيادة الأخ/ هيثم.
ج- الأجابة معكوسة. والصحيح: تورية والمعنى القريب هي العبد المملوك بقرينة كلمة حر قبلها، والمعنى البعيد رقة المورى (رقة الالفاظ) هو الذي يقصده الشاعر.
ـ[حااجي]ــــــــ[21 - 10 - 2007, 07:43 م]ـ
:::
أود في هذا الباب أن أسهم بما عند ي قصد الإستفادة، فأورد هذه الجمل راجيا أن تقلب فيها النظريا حازم وتريني فيها حلا فقد اختلط علي الأمر ... فيقول أحد الكتاب في شأن القرآن ما يلي.: سلام البشرية تحت راية القرآن، و المدنية الفاضلة في ظلاله.
هل في الجمل تشبيه مقلوب نورني يقهر أعداءك الله.
ـ[عنتر الجزائري]ــــــــ[10 - 12 - 2007, 09:23 م]ـ
- النداء للتعظيم.
- (جزاك ربك) خبرى لفظا إنشائى معنى. وغرضه الدعاء.
- (لا تشقى - يشقيها) طباق سلب قيمته توكيد المعنى وتوضيحه.
(الجماعة - الفرد) طباق.
- (راية الشورى) تشبيه بليغ مقلوب والمعنى الشورى كالراية.
- (لم يلهك النزع) استعارة مكنية صور النزع إنسانا يلهى حذف المشبه به وأتى بما يلازمه وهو الإلهاء.
- (لا تشقى البلادبه) استعارة مكنية صورها إنسانا يشقى أو يسعد وقيمتها التوضيح.
أظن يمكن اعتبار المحسن البديعي في البيت الثالث هو المقابلةفي: رأي الجماعة تشقى البلاد به = ورأي الفرد يشقيها
والله أعلم
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[17 - 12 - 2007, 10:44 ص]ـ
أخي الحبيب (حااجي)
لعل قوله (راية القرآن) من باب التشبيه المضاف أحد جزئيه إلى الأخر فيكون المعنى القرآن رآية أي كالراية
واستعارة في لفظ الراية حيث جعل للقرآن رآية وكذا جعل له ظلا.
والله أعلم.
ولعل الإخوة الفضلاء يصوبوا لي إن كنت أخطأت
والله من وراء القصد.
ـ[العاتري2]ــــــــ[17 - 12 - 2007, 08:52 م]ـ
صاف الكرام فخير من صافيته
من كان ذا ادب وكان ظريفا
والناس مثل دراهم قلبتها
فاصبت منها فضة وزيوفا
ما نوع الاسلوب في البيت الاول وما غرضه الادبي؟
وما نوع التشبيه في البيت الثاني وما أثره في المعنى؟
جازاكم الله خيرا
ـ[اسلام1]ــــــــ[10 - 01 - 2008, 12:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أولا: جزاكم الله تعالى خيرا على هذه النافذة، نسأل الله تعالى أن تعم الفائدة للجميع.
ثانيا: سأقدم هذه المحاولة المتواضعة:
نوع الأسلوب في البيت الأول: الأمر، غرضه: النصح
نوع التشبيه في البيت الثاني: أظن أنه التشبيه المجمل أثره في المعنى الايضاح وتقريب المعنى
ـ[سلام محمد]ــــــــ[25 - 01 - 2008, 06:10 م]ـ
السلام عليكم
الأسلوب خبري الغرض منه الإعجاب
الصورة البيانية: تشبيه مجمل شبه أبيات الشعر بالقصورظهر كل من المشبه والمشبه به وأداة التشبيه وحذف وجه الشبه
المحسن البديعي: تورية حيث استخدم لفظ (رقيق) ولها معنيان
الأول رقيق بمعنى العبد
والثاني رقيق بمعنى لطيف(/)
منوعات لموضوعاتٍ بلاغيّة
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[14 - 08 - 2007, 09:09 م]ـ
أردت أن أجمع روابط الموضوعات المثبتة هنا
كيف تحلل نصّا .. ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?59344- كيف-تحلل-نصا؟)
أسئلة عن أسرار القرآن البيانية أجاب عنها الدكتور / فاضل السامرائي ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=15243)
المحسنات المعنوية من كتاب جواهر البلاغة ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=25251)
شرح كتاب البلاغة الواضحة ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=24186)
من بلاغة القرآن الكريم ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=17478)
ألوان بلاغية من آيات القرآن الكريم ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=25361)
دليلك إلى شواهد الآيات القرآنية في منتدى البلاغة العربية ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=10991)
تطبيق بلاغي (ادخل وأجب) ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=25415)
فصول في البلاغة ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=17465)
سلسلة التصوير الفني في الحديث النبوي .. ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=32437)
سيل من الكتب والبحوث والرسائل البلاغية للتحميل .. ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=36540)
سؤال حول آية الصابئين .. ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=1345)
الوفاة في القرآن واللغة ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=1558)
الملائكة .. وقضية التذكير والتأنيث في كتاب الله .. ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=1786)
مع المفردة القرآنية .. ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=633)
متى يكون الظن مرادف لليقين ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=2308)
حمداً لله ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=2173)
موقع خاص بعلوم القرآن ( http://www.altafsir.com/MiscellaneousBooks.asp)
....................................................................
دروس بلاغيّة:
1 - ما البلاغة ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=204)..
2- مع علوم البلاغة .. ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=223)
3- بين البلاغة والنقد .. ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=229)
4- الطريقة المثلى لتعلم البلاغة .. ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=1177)
5 - المعاني ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=55852)
6 - البيان ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=55851)
7 - البديع ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=55850)
- التشبيه ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=1989)
- الصفة في القصر ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=883)
- التمني ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=458)
- القسم ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=1878)
علم المعاني .. الإسناد وأنواع الكلام ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=2184)(/)
من أنواع الجناس
ـ[محمد سعد]ــــــــ[15 - 08 - 2007, 12:16 ص]ـ
الجناس المطلق
معناه: توافق ركنيه في الحروف وترتيبها بدون أن يجمعهما اشتقاق كقوله:=: " أسلم سالمها لله، وغفار غفر الله لها، وعُصَيّة عصت الله ورسوله"الجناس المذيل
معناه: أن يزاد أحد ركنيه في آخره مثل قول أبي تمام:
يمدُّون من أيدٍ عواص عواصم= تصول بأسياف قواض قواضبوقول الحنساء:
إن البكاء هو الشفا= ء من الجوى بين الجحوانحجناس مطرف: وهو زيادة أحد ركنيه في أوله، قال عبد القادر الجرجاني:
وكم سبقت منه إلىّ عوارف= ثنائي على تلك العوارف وارف
وكم غُررٍ من بره ولطائف= لشكري على تلك اللطائف طائف
الجناس المضارعوهو: اختلاف ركنيه في حرفين لم يتباعدا مخرجاً: إما في الاول مثل:
ليل دامس، وطريق طامس وإما في الوسط مثل: " وهو ينهون عنه وينأون عنه" وإما في الآخر مثل: " الخيل معقود في نواصيها الخير "
الجناس اللاحقوهو: اختلاف ركنيه في حرفين متباعدين:
إما في الأول: مثل: " همزة لمزة" وإما في الوسط: " إنه على ذلك لشهيد، وإنه لحب الخير لشديد" وإما في الآخر: مثل: " وإذا جاءهم أمر من الأمن "
الجناس اللفظي
وهو تماثل ركنيه في اللفظ، واختلاف أحد ركنيه عن الآخر في الخط غما بالكتابةبالنون والتنوين، وإما بالاختلاف في الضاد والظاء، أو الهاء أو التاء
فالأول: مثل:
أعذب خلق الله نطقاً= إن لم يكن أحق بالحسن فمن؟
مثل الغزال زظرة وافتة= من ذا رأه مقبلاً ولا افتتن؟
والثاني: قوله تعالى: " وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة"
والثالث: مثل قوله:
إذا جلست إلى قوم لتؤنسهم= بما تحدث من ماض ومن آت
فلا تعيدن حديثاً غن طبعهموا= موكل بمعاداة المعادات.
والله ولي التوفيق(/)
أزورهم وسواد الليل
ـ[محمد سعد]ــــــــ[15 - 08 - 2007, 12:24 ص]ـ
أزورهم وسواد الليل يشفع لي= وانثني وبياض الصبح يغري بي لقد احتوى هذا البيت على عشر مقابلات، هي: قابل: أزور بأنثني - وسواد ببياض - والليل بالصبح - ويشفع بيغري- ولفظة لي بلفظة بي على الترتيب
قال ابن أبي الاصبع: ولا أعلم في باب التقابل أفضل من هذا البيت لجمعه من المقابلات ما لم يجمعه بيت لشاعر قبله ولا بعده إلى يومنا هذا
انظر: تحرير التحبير 179 - 182
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[15 - 08 - 2007, 11:26 ص]ـ
بوركت أستاذ محمد
ـ[بندر المتنبي]ــــــــ[24 - 08 - 2007, 02:55 م]ـ
يعطيك الف عافيه
على هذه الفائده
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 03:05 م]ـ
تطواف جميل بين أروقة اللغة والأدب تصحبنا به أخي الكريم ...(/)
سؤال؟
ـ[ابن سعد]ــــــــ[16 - 08 - 2007, 08:08 م]ـ
ورد في القرآن الكريم في سورة الكهف كلمة (تستطيع) و (تستطع) و (تسطع) هل تنطبق القاعدة التي تقول: الزيادة في المبنى زيادة في المعنى. وضح ذلك؟
ـ[همس الجراح]ــــــــ[18 - 08 - 2007, 01:18 ص]ـ
حين قال: إنك لن تستطيع .. فلأنه متأكد، ولمّا يدخل موسى عليه السلام في الامتحان، وكررها حين لم يلتزم موسى عليه السلام، فالإنسان لا يصبر على ما يظنه منطقياً من الخطأ. فاستعمل الفعل دون نقصان
فلما بدأ يخبره بالأسباب الموجبة لما فعل قال: ... " بما لم تستطع " .. وبدأ يحدثه كان الفعل كاملاً.
فلما أخبره قال له قبل الفراق مختصراً " ذلك تأويل ما تسطع ".
أما في قصة ذي القرنين فقد قال العلماء النقب أصعب من الظهور، فاستعمل للنقب الفعل كاملاً، وللأسهل وهو الظهور استعمل الفعل ناقصاً والله أعلم.
ـ[ابن سعد]ــــــــ[18 - 08 - 2007, 02:26 ص]ـ
بارك الله فيك
وهل قرأت بحث مبسوط في هذه الآيات، دلني عليها؟
ـ[أبو تمام]ــــــــ[18 - 08 - 2007, 03:08 ص]ـ
أخي ابن سعد ارجع إلى الأسئلة التي وردت في لمسات بيانية، حيث أجاب الأستاذ الفاضل السامرائي عن هذا السؤال ببسط، وهو عن حذف حرف التاء.
أما حرف (الياء) فعلة الحذف الحذف نحوية، فالفعل المضارع حينما جُزم (ما لم تسطع) التقى ساكنان (السكون - والياء) فحذفت الياء للاتقاء الساكنين، أمّا في (لن تستطيعَ معي صبرا)، فلم تحذف الياء لأن الفعل ليس مجزوما، فلم يلتقِ ساكنان في الفعل.
والله أعلم
ـ[ابو تمام الحذيفي]ــــــــ[18 - 08 - 2007, 05:12 ص]ـ
أما في قصة ذي القرنين فقد قال العلماء النقب أصعب من الظهور، فاستعمل للنقب الفعل كاملاً، وللأسهل وهو الظهور استعمل الفعل ناقصاً والله أعلم.
وانا سمعت هذا التوضيح من الشيخ الشعراوي رحمه الله
ـ[د/أم عبدالرحمن]ــــــــ[27 - 10 - 2007, 01:25 م]ـ
لدي رأي آخر-والله أعلى وأعلم - فوق ما ذكره الإخوان بارك الله فيهم
وهو أن الخضر عليه السلام قد أورد لفظ (تستطيع) في أول القصة، ثم استخدم لفظ (تسطع) في آخرها؛ وسر ذلك -والله أعلم -أن موسى عليه السلام لم يدرك ما كان يفعله الخضر، فصعب على نفسه خرق السفينه وقتل الغلام وفعل الخير لمن ليسوا أهلا له، فجاء اللفظ المناسب لحالة موسى عليه السلام وهو لفظ أكثر صعوبه في نطقه من اللفظ الآخر.
وحين اتضحت الأمور لموسى عليه السلام في نهاية المطاف، خفت على نفسه عليه السلام، فجاء اللفظ الأخف نطقا ليتناسب مع حالة موسى عليه السلام
ـ[محمد سعد]ــــــــ[29 - 10 - 2007, 01:38 ص]ـ
قال تعالى: (فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً {97}). زيادة التاء في فعل استطاع تجعل الفعل مناسباً للحث وزيادة المبنى في اللغة تفيد زيادة المعنى. والصعود على السدّ أهون من إحداث نقب فيه لأن السدّ قد صنعه ذو القرنين من زبر الحديد والنحاس المذاب لذا استخدم اسطاعوا مع الصعود على السد واستطاعوا مع النقب. فحذف مع الحدث الخفيف أي الصعود على السد ولم يحذف مع الحدث الشاق الطويل بل أعطاه أطول صيغة له، وكذلك فإن الصعود على السدّ يتطلّب زمناً أقصر من إحداث النقب فيه فحذف من الفعل وقصّر منه ليجانس النطق الزمني الذي يتطلبه كل حدث.
أما عدم الحذف في قوله تعالى (قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً {78}) وحذف التاء في الآية (ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً {82}) لأن المقام في الآية الأولى مقام شرح وإيضاح وتبيين فلم يحذف من الفعل أما في الآية الثانية فهي في مقام مفارقة ولم يتكلم بعدها الخضر بكلمة وفارق موسى عليه السلام فاقتضى الحذف من الفعل.(/)
نداء عااجل جدددا ياأهل العلم.
ـ[مشعل الليل]ــــــــ[18 - 08 - 2007, 11:27 م]ـ
مارأيكم بموضوع الطباق في القرآن دراسة بلاغية. هل يصلح لرسالة ماجستير؟
وهل يمكن مساعدتي في وضع خطة لهذا الموضوع وما هي المراجع التي يمكن
ان تفيدني. وجزيتم كل خير. ( ops
ـ[محمد سعد]ــــــــ[18 - 08 - 2007, 11:31 م]ـ
الطباق في القرآن الكريم على هذا العنوان واسع جداً، ولكن يمكن " سورة كذا نموذجا" ويمكن ربط هذا الموضوع اسلوبياً " الدلالة ودور الطباق في تبيان المعنى. أهداف الطباق
ـ[مشعل الليل]ــــــــ[18 - 08 - 2007, 11:49 م]ـ
ولكن ماذا أعمل اذا تقرر لي هذا الموضوع ولا يمكنني الآن تغييره ارجو الساعدة
بريدي
alwan 2010@gawab.com
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[19 - 08 - 2007, 01:50 ص]ـ
أخي مشعل أرى إن البحث الذي يقتصر على الطباق فقط قليل، أليس من الممكن التوسع قليلا؟
ـ[مشعل الليل]ــــــــ[20 - 08 - 2007, 02:08 م]ـ
ولكن في القران مايزيد عن500موضع واري انها تفي بالغرض اليس كذلك
وشكرا لاهتمامك(/)
أسعفوني بالرد المجاز على منكري المجاز
ـ[أبوالعباس القرشي]ــــــــ[19 - 08 - 2007, 01:56 ص]ـ
يحتج من ينكر المجاز بأن كل ما استعمله العرب لالفاظهم هو على الحقيقة لا مزية لواحد عن الآخر فهم يقولون مثلا في كلمة رأس إن العرب استعملوها كما نقل عنهم في:
.الراس الموجود في الانسان والحيوان.
.الرأس أعلى الجبل (راس الجبل).
.الرأس أصل النبع (رأس النبع)
فرأس لفظ مشترك أي انه حقيقة في كل ماذكر وقرينة الحمل على اي معنى من المعاني المذكورة السياق. فلما القول بالمجاز والمجاز أخو الكذب.
فما الرد؟ ردكم الله عن الباطل. هذا أولا.
ما الدافع على إنكار المجاز والذي أدى التناقض عند منكريه فمرة يثبتون ومرة ينكرون والحال وبال لا تمام؟
وبارك الله فيكم ..
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - 08 - 2007, 11:48 ص]ـ
لا تحتاج لرد يا أخي الكريم
فهذا القول هو الصحيح (ابتسامة)
ـ[عمر خطاب]ــــــــ[21 - 08 - 2007, 12:47 م]ـ
هناك كتاب قيم جدا للدكتور عبد العظيم المطعني في مكتبة وهبة للرد على منكري المجاز ومنكري وقوعه في القرآن خاصة وفي اللغة عامة.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - 08 - 2007, 01:24 م]ـ
وصف هذا الكتاب بأنه (قيم جدا) ليس بسديد، فمع الأسف يبدو للناظر أن الدكتور المطعني لم يعرف مقصد الفريقين كليهما!
فلا هو عرف مراد ابن تيمية أصلا، ولا هو عرف مراد مثبتي المجاز الذي يجادلهم ابن تيمية!
كل الذي صنعه الدكتور المطعني أنه مر على كتب أهل العلم وجمع نصوصهم في ذكر المجاز، وهذا يبدو مضحكا في أول وهلة؛ لأن الخلاف ليس في كلمة (مجاز)، فهذه الكلمة موجودة عند قدماء اللغويين، ولا نزاع بين اللغويين فيها أصلا، ولكن ما المراد بها؟!
المراد بها التوسع والتسمح والاشتقاق والانتقال وتسمية الشيء باسم الشيء إذا كان منه بسبب ونحو ذلك من الأساليب اللغوية المعروفة، فيقولون: هذا مجاز في اللغة أي هو مما يجوز في اللغة.
أما المجاز الذي ينكره ابن تيمية ومن وافقه فلكي نفهم مراده ونعرف منهجه فلا بد أن نعرف قول الذين يخالفونه.
فهؤلاء الذين يخالفهم ابن تيمية هم من اللغويين المتأخرين الذين قسموا اللغة إلى مجاز وحقيقة، وهذا التقسيم في نفسه واضح البطلان؛ وأتحدى أن يأتي واحد من هؤلاء المقسمين بنص عن العرب أنهم عرفوا الألفاظ مفردة في غير سياقاتها.
وحتى إن افترضنا أن هذا التقسم صحيح، فإن النتيجة المبنية على هذا التقسيم باطلة؛ لأن العرب أنفسهم استعملوا المجازات كاستعمال الحقائق، بل هجروا كثيرا من الحقائق اكتفاء بالمجازات، وصار الذهن ينصرف إلى المجاز دون الحقيقة، وهذا ما يسمونه بالحقيقة العرفية أو بالمجاز الغالب.
والنتيجة الباطلة التي نفاها ابن تيمية هي وضع حكم لغوي للمجاز يخالف الأحكام الموضوعة للحقائق بافتراض صحة التقسيم؛ لأنهم يقولون: المجاز يصح نفيه، ويجب تأويله أو يجوز، بخلاف الحقيقة.
فالدكتور المطعني وغيره كثير من المعاصرين لم يفهموا كلام ابن تيمية أصلا، وصوروا مسألة الخلاف على غير وجهها، ولو كان كما قال لكان الخلاف لفظيا.
الخلاصة أن ابن تيمية ومنكري المجاز إنما ينكرون على من يقولون (لا إله إلا الله) مجاز! ومعظم الصفات الثابتة لله في النصوص الشرعية مجاز! وكذلك الصفات الثابتة في السنة مجاز! والنتيجة أن هذه المجازات يصح نفيها أو تأويلها!!
وبناء على هذا الكلام إذا نذر رجل أن يتصدق بدابة، فإنه لا يحنث إذا تصدق بنملة أو حشرة صغيرة!! لأنها يصدق عليها (بناء على الحقائق اللغوية المزعومة) أنها دابة!!
وهذا لم يقل به أحد من أهل العلم على الإطلاق، ولا أحد من اللغويين، بل لم يقل به أحد من العقلاء!! فالعقلاء يستنكرون مثل هذا ويعدون قائله من الحمقى والمغفلين!!
فالخلاف ليس في مجرد تسمية هذه الكلمة حقيقة وهذه الكلمة مجازا كما تصور كثير من المعاصرين الذين ظلموا ابن تيمية وظلموا مخالفيه أيضا!!
فالكلام لا يمكن أن يفهم في غير سياقه، وإذا دل السياق على معنى من المعاني فهذا هو المعنى الحقيقي المراد من كلام المتكلم، وإذا دل السياق على معنى آخر كان هذا أيضا هو المعنى الحقيقي المراد من كلام المتكلم.
فإذا أردت بعد ذلك أن تقسم الكلام إلى مجاز وحقيقة تقسيما اصطلاحيا فلا مشاحة في الاصطلاح، ولكن لا تجعل تقسيمك الحادث هذا سيفا مصلتا فوق النصوص الشرعية تحرف بها ما شئت وتؤول بها ما شئت لتصل من البدع إلى ما شئت.
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[21 - 08 - 2007, 05:13 م]ـ
من المعروف أن الآراء في هذه القضية ثلاثة:
1 - نفي المجاز من القرآن واللغة مطلقا.
2 - نفي المجاز من القرآن مع إثباته في اللغة.
3 - إثبات المجاز في القرآن واللغة معا.
ولعل من أفضل ما كتب في هذه المعضلة رسالة العلامة الشنقيطي (منع جواز المجاز فيما أنزل للتعبد والإعجاز) ولا أدري من يعني الأستاذ أبومالك بالذين اتخذوا دعوى المجاز وسيلة إلى التحريف ومن قال: إن (لا إله إلا الله) مجاز؟ ولعله يعود إلى القضية بشيئ من التفصيل، فيفيدنا أفاده الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 08 - 2007, 12:56 م]ـ
نعم هذه الأقوال قيلت، ولكن لا معنى للقول بإثبات المجاز في اللغة دون القرآن؛ لأن القرآن نزل بلغة العرب، وقل شيء مما يقال فيه إنه مجاز خارج القرآن إلا وهو موجود نظيره في القرآن.
والإشكال في هذه المسألة في عدم تحديد المراد من المجاز؛ لأن كثيرين ممن يتكلمون يطلقون الخلاف هكذا بغير تحديد ولا تقييد، فما المراد بالمجاز الذي ينفيه النافون أصلا حتى يتضح وجه الخلاف؟ هذا هو محك المسألة، فالذين عارضوا نفاة المجاز أثبتوا شيئا لا يختلف فيه أحد أصلا، وكثير من مسائل الخلاف لو حُرر فيها المراد لصار الخلاف لفظيا.
والمراد بمن اتخذوا دعوى المجاز وسيلة للتحريف هم كثير من المتأخرين الأشاعرة الذين كلما جئتهم بنص من القرآن أو السنة لإثبات صفة من صفات الله زعموا أنها مجاز، والمجاز يصح نفيه!
وأما قولهم إن (لا إله إلا الله) مجاز، فإنهم زعموا أن حقيقة النفي ترجع إلى نفي وجود الذات، وكان عندهم كلمة (إله) معناها (رب) أو خلطوا بين المعنيين، فصار ظاهر هذه العبارة عندهم (ليس في الوجود معبود إلا الله)، ولا شك أن هذا غير صحيح؛ لأن المعبودات الباطلة لا تحصى، فمن عابد لصنم إلى عابد لحجر وشجر وشمس وقمر.
والإشكال هنا أنهم يجعلون كل شيء لا يعرف من اللفظ المفرد مجازا، حتى إن كان السياق يدل عليه دلالة قطعية! وهذا هو الباطل الذي نفاه نُفاة المجاز.
أما كون العرب تستعير الجناح للخفض والتذلل، وتستعير الماء للملام وغير ذلك من الاستعارات، فسواء سميناه مجازا أو لم نسمه مجازا فإن المعنى المراد عرف بدلالة الكلام، فلا مجال لصرف الكلام عن ظاهره أصلا حتى نفرق بين الحقيقة والمجاز.
الخلاصة أن التفريق بين الحقيقة والمجاز إن كان المراد منه إرادة تأويل اللفظ بما لم يدل عليه فهو باطل، وهذا هو ما نفاه ابن تيمية.
وإن كان المراد منه أنه أسلوب من أساليب العرب للتوسع في الكلام، فهذا الخلاف فيه لفظي.
ـ[ابوذرالغفاري]ــــــــ[24 - 08 - 2007, 11:04 م]ـ
أذكر في ندوة كان من بين حضورها الشيخ بن باز رحمه الله والشيخ عبد الواحد وافي رحمه الله ودار النقاش حول حقيقة المجاز في القرآن ومعلوم أن بن باز من منكريه في القرآن وقد كان أعمى البصر فقال له عبد الواحد وكان من مناصري المجاز: ياشيخ ما تقول في قوله تعالى (ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى واضل سبيلا) هل الأعمى الأولى هي نفسها الثانية؟ ام ان هناك تجوز في الكلام وهذه الآية دليل على وجود المجاز في القرآن وغيرها كثير. نعم ابن تيمية كانت تحكم آراءه نزعة الدفاع عن صفات الله تعالى من هجموم المعتزلة المعطلة وغيرها من المتكلمين لذا من باب سد الذرائع عن المتأولين أنكر المجاز والله أعلم
ـ[الرويس]ــــــــ[24 - 08 - 2007, 11:36 م]ـ
المجاز في القرآن والسنة قال به أئمة كبالر في علوم العربية ومن أهل السنة مثل ابن قتيبة (ت276هـ) فلم تضييق المسألة بهذه الصورة. ولنأخذ بقوله وننفي المجاز عن الآيات والأحاديث التي في صفات الرب.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - 08 - 2007, 06:27 ص]ـ
ما زال الإخوة يتحدثون بكلام مجمل بغير أن يتأملوا صلب القضية!
هل كون (أعمى) الأولى في الآية بمعنى يختلف عن الثانية يدل على ثبوت المجاز؟!
أصحاب المجاز أنفسهم يتفقون على أن الحقيقة قد تتعدد والمجاز قد يتعدد، فأرجو أن يتأمل الإخوة في كلامهم قبل إطلاق الكلام على عواهنه!
وأما أن المجاز قال به أئمة كبار كابن قتيبة، فنسأل: ما المراد بهذا المجاز عندهم؟!
وقد قال به من هو أكبر من ابن قتيبة، ولكن المشكلة في بيان المراد به.
ذكرتُ لكم سابقا أنه إن كان المراد مجرد قسمة اصطلاحية فهذا لا ينكره أحد أصلا؛ لأنه لا مشاحة في الاصطلاح.
وإن كان المراد أن المجاز له حكم لغوي يختلف عن حكم الحقيقة فهذا هو صلب الخلاف، ومن أراد أن يتكلم في المسألة فليأتها من هذا الباب.
قوله تعالى: {ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى}
هل يقول أحد يؤمن بالله تعالى: إنه يصح أن نقول: (بل هو أعمى في الأولى وليس بأعمى في الآخرة؟!)
هذا هو صلب القضية، وموطن النزاع بين ابن تيمية ومخالفيه.
قال تعالى: {فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}
(يُتْبَعُ)
(/)
هل يقول أحد يؤمن بالله عز وجل: بل الأبصار هي التي تعمى والقلوب لا تعمى؟!
عندما يتصور أحد الإخوة المشاركين في هذا الموضوع خطورة المسألة وأبعادها فليتكلم بعلم أو يسكت بحلم.
ـ[معالي]ــــــــ[25 - 08 - 2007, 07:25 ص]ـ
لماذا أنكر شيخ الإسلام المجاز فى اللغة؟ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=6107)
ـ[أبو قصي]ــــــــ[27 - 08 - 2007, 02:23 ص]ـ
مما يُرد به على منكري المجاز - وعندي عليهم تعقباتٌ كثيرةٌ - أن يقالَ بإيجازٍ:
1 - أن ما فررتم منه بإنكار المجازِ وهو ألا يكونَ ذلك ذريعةً إلى إنكار صفات الله وتأويلها - لازمٌ لكم؛ فإن للخصم أن يدعيَ أنَّ اليدَ تستعمل بمعنى النعمةِ على وجهِ الحقيقةِ؛ بل الأمر له في ذلك أيسرُ؛ إذ لا يُطالب بالقرينةِ.
2 - أنه يلزمَهم وقد ادعوا الحقيقةَ في كلِّ ما قيلَ فيه بالمجازِ أن يثبتوا له شاهدًا من كلامِ العربِ؛ إذ الحقيقة لا بدَّ فيها من السماع، والمجاز مقيسٌ بشرطيه.
3 - أنا لو أخذنا بكلامهم في إبطالِ المجازِ لكانَ قولُ المرء: (رأيتُ أسدًا) يريدُ رجلاً، صوابًا لا يطالب عليه بالقرينة؛ فإن قيلَ: إن هذا من الحقيقة المحتاجة إلى القرينة؛ قلنا: ولِمَ كانَ يحتاج إليها وهو حقيقة؛ وهلا كنتَ لو أردتَ الأسدَ الحيوانَ المعروفَ محتاجًا إليها؛ فإن في ذلك تفريقًا بينَ متساويينَ، وهو مردود.
4 - أن من المعلومِ الشائع عند العربِ أن الأسدَ يرادُ به إذا أطلِق الحيوان المعروف، لا ينصرف الذهن إلا إليه، وأن إطلاقَه على غيره من بابِ المجاز.
5 - أن هذا يفضي إلى كثرة ألفاظ العربية، وامتناع حصرها، لعدم الضابط القياسيّ لها؛ فكيف تقول في تعريف النور؟
أتقول: إنه الشعاع المضيء مثلاً؟
إذن يلزمك القول بالمجاز، لأنك جعلتَ ذلك هو الأصلَ.
فإن قلتَ: (ويطلق أيضًا على ما يشبه الشعاعَ من أي وجهٍ)؟
فيلزمك إذن القول بالمجاز.
أم تعدُّ كلَّ ما يجوز أن يطلقَ عليه النور؟
لا تستطيع!
6 - أن هذا القولَ يذهب بشطر من محاسنِ العربيةِ وبلاغتها؛ ألا ترى إلى فرقِ ما بينِ تأويلك لـ (يخرجهم من الظلمات إلى النور) بأن الظلمات كلَّ شر وسوء وضلال، وتأويلك لها بأنها الظلمة الحقيقية، وأن الكافر كالخابط في الظلماء.
7 - أن هذا يخالف أصول الاشتقاقِ؛ فمن أصول مادة (ظ ل م) (خلافُ الضياء والنور) فما دخل الضلال في ذلك؛ إلا أن تقروا أنهم شبهوا الضلال بالظلام؛ فتكونوا أقررتم بالمجاز!
8 - أن الله تعالى قالَ في آية أخرى: (كمن مثله في الظلماتِ) فإذا أقروا بأن ذلك تشبيه لزمهم أن يقروا بأن الظلمات في (يخرجهم من الظلمات) استعارة، لأن أصل الاستعارة التشبيه؛ وليس لهم التفريق بين المثلينِ.
ومثل هذه المسألة يستدعي طولَ نظر، وتأمل، وفهم لقولِ الخصم قبلَ ذلك.
هذا ما استطعت كتابته على عجلٍ ...
الحجة
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - 08 - 2007, 08:11 ص]ـ
معظم ما كتبته يا أخي الحجة خارج محل النزاع أصلا، فتأمل!
ويبدو أن الأمر كما ذكرت في آخر مشاركتك يحتاج منك إلى (تأمل، وفهم لقول الخصم) قبل الاعتراض.
وحتى الذين يثبتون المجاز يعترفون بأن الحقيقة قد تتعدد، والمجاز قد يتعدد، فلا تذكر أوجها تعود على قولك بالإبطال!
ولا أريد أن أتعقب هذه الأوجه التي ذكرتها؛ لأني أحسب أنك لو أعدت التأمل فيها فلن يسلم لك إلا القليل منها، فأرجو أن تعيد النظر فيها وتستخلص ما تراه قويا وتستبعد الواهي، ثم بعد ذلك نناقشه بموضوعية.
ـ[أبو قصي]ــــــــ[27 - 08 - 2007, 01:06 م]ـ
أخي أبا مالك - أيَّده الله -
لا بأسَ لديَّ أن نتحاورَ في هذا الموضوعِ؛ فهاتِ ما لديكَ من تعقباتٍ على ما قلتُ.
وإن كنتَ ترى أني لم أفهم كلامهم على وجهه، فكلامُهم أدنى ألا يفهَمَ، لأنه لم يُبنَ على أساسٍ متينٍ. ولذلك تحسّ فيه بادئ الرأي الضعفَ والخورَ.
وما ذكرتَ من أنه (حتى الذين يثبتون المجاز يعترفون بأن الحقيقة قد تتعدد، والمجاز قد يتعدد،)
ليسَ له عَلاقةٌ بما ذكرتُ؛ فلا أنا دفعت ذلك، ولا هو من لوازم كلامي!
آمُل أن تقرأ ردّي بتمهّلٍ، وأن تنظرَ في مواضعِ الطعنِ فيه؛ فإنْ غرضي إلا الانتفاعُ.
أخوك المحب:
الحجة
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - 08 - 2007, 02:42 م]ـ
أخي الكريم الحجة
(يُتْبَعُ)
(/)
من بدهيات الإنصاف أن تفهم قول مخالفك قبل أن ترد عليه، بارك الله فيك!
ومن توالي الإنصاف أن لا تحكم على مخالفك (حال المناظرة) أن كلامه لم يبن على أساس متين، وأنك تحس فيه بادئ الرأي الضعف والخور.
فإن مخالفك لا يعجز أن يصف قولك بما هو أشنع من ذلك، ولا يعجز أن يتهمك بأنك لم تعط النظر حقه (وهذا نص كلامك "بادئ الرأي").
وأما أن ما ذكرتُه ليس له علاقة بما ذكرتَه، فيبدو أنك قد كتبت ما كتبتَ دون تأمل، بعكس ما تدعوني إليه من التأمل في كلامك! فتأمل!
أعد النظر فيما قلتَه في رقم (3)!
وكذلك فيما ذكرتَه في رقم (4)!
وكذلك في رقم (5)!
كل هذه الأوجه مبنية على أن الحقيقة لا تتعدد يا أخي، فكيف نسيت كلامك!
وأما عدم تحريرك لمحل النزاع، فقد سبق أن قلت: إن تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز إن كان تقسيما اصطلاحيا فلا مشاحة فيه، ولكن الإشكال في تغيير الأحكام، بأن الحقيقة لا يجوز نفيها، وأن المجاز لا يجوز تأكيده!
هل تلتزم هذه اللوازم؟
وأما باقي ما ذكرته فقد قلت لك إنه لا يخص محل النزاع، فمسألة (يذهب بشطر من محاسن العربية) غير وارد أصلا؛ لأن هؤلاء لم ينكروا توسع العرب في كلامها، ولا ينكره أحد يعرف شيئا من لغة العرب.
وأما ما ذكرته من علم الاشتقاق، فهو دليل عليك لا لك! لأن الظلمة والظلم يرجعان إلى أصل واحد، وهما حقيقتان، وإذا رجعت إلى مقاييس اللغة لابن فارس وغيره من كتب الاشتقاق لوجدت أصول المادة الواحدة قد تتعدد.
وأنصحك قبل أن تطيل الرد في هذه المسألة أن تطلع على أقوال الفريقين، اقرأ مثلا في المجلد السابع من (بيان تلبيس الجهمية) لابن تيمية، وكذلك ألق نظرة على (درء تعارض العقل والنقل) له.
ويبدو أن طريقتنا في النقاش تحتاج إلى تحرير؛ لأننا لم نحدد موطن النزاع تحديدا تاما ابتداء، لأن كثيرا من الخلاف بيننا خلاف لفظي؛ فلم ينكر الاستعارة والتشبيه أحد لا من أصحاب المجاز ولا من منكريه، ولم ينكر التوسع والانتقال في الكلام أحد لا من هؤلاء ولا من هؤلاء.
فينبغي أن نحدد موطن الخلاف تماما حتى يكون النقاش مثمرا.
وعذرا من اقتضاب الجواب لضيق الوقت، ولي عودة إن شاء الله
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[27 - 08 - 2007, 03:49 م]ـ
حقا نحن في حاجة شديدة إل تحرير موضع النزاع وتحرير المصطلحات-وعلى رأسها مصطلح المجاز نفسه- وتوثيق الأقوال والآراء قبل ردها أوقبولها وعدم إطلاق القول على عواهنه ومع ذلك كله وقبله وبعده الصبر والتأني والإنصاف واللين والرفق الذي ما كان في شيئ إلا زانه ولا نزع من شيئ إلا شانه، وإلا فلنقف الجدل ونحفظ ود القلوب وصفاء الإخاء؛ فهو أهم، ولكل وجهة هو موليها، والموضوع يبدو أكبر من أن نحسم الرأي فيه هنا.
وكنت قد انصرفت عن هذا الموضوع بعد سؤالي الأستاذ أبا مالك: مَن قال إن لا إله إلا الله مجاز، فلم يجبني وطفق ينسب أقوالا غريبة إلى من سماهم متأخري الأشاعرة ومن قالوا إن معظم الصفات الواردة في النصوص الشرعية مجاز! ونحو هذا من الكلام المعمم الذي لا أدري مَن مِن المسلمين قاله وأين قاله؟ ويعلم الله أني إنما أريد الإفادة من علمكم الغزير واطلاعكم الواسع، زادكم الله من فضله، والقضايا الخلافية لا ينفع فيها إطلاق الكلام وتوزيع التهم بلا تحديد ولا توثيق، فليس كل خلاف يعتد به ولا كل قائل يلتفت إلى قوله عند أهل العلم. أسأل الله عز وجل أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - 08 - 2007, 04:03 م]ـ
أستاذي الكريم الدكتور بشر
أنا الآن لست في مقام نسبة الأقوال لقائليها وتحقيق ذلك، ووقتي ضيق جدا، ولا أتفرغ لذلك، وارجع إلى البحر المحيط للزركشي وغيره فستجدهم نصوا على أن (لا إله إلا الله مجاز)؛ لأن العموم المخصوص مجاز عندهم.
وكذلك (محمد رسول الله) مجاز! لأن التخصيص بالإضافة عندهم مجاز.
وهذا الكلام الذي وسمته بقولك (الكلام المعمم الذي لا أدري من من المسلمين قاله وأين قاله) هو القول الذي أنفيه، فإن لم يكن قد قاله أحد، فالحمد لله، وإن كان قاله أحد، فهو المراد بالرد عليه، لا أنت.
وإذا كنت لا تعرف أن متأخري الأشاعرة تأولوا معظم الصفات الواردة في النصوص الشرعية فينبغي أن لا نكمل النقاش أصلا؛ لأن هذا الأمر أشهر من أن يخفى.
ـ[أبو قصي]ــــــــ[27 - 08 - 2007, 06:31 م]ـ
ما زلتُ أنتظرُ الجوا ** بَ وبي من الشوقِ اضطرامُ
أبا مالك،
لم تأتِ بشيءٍ؛ فإن ردَّ حجةِ الخصمِ لا يكونُ بقول: (أعد النظر فيما قلتَه في رقم (3)!
وكذلك فيما ذكرتَه في رقم (4)!
وكذلك في رقم (5)!
كل هذه الأوجه مبنية على أن الحقيقة لا تتعدد يا أخي، فكيف نسيت كلامك!)!!!
أفهذا يأ أخي احتجاجٌ؟!
ودِدتُ لو أنك بيَّنتَ مكانَ ذلك كيفَ اقتضى كلامي ما زعمتَ!
فما دمتَ دخلتَ هذا الموضوع فيلزمك أن تردّ إذا رددتَ ردًّا منطقيًّا يقرّ به الخصمُ، لا أن تحاورَ عن جنُبٍ؛ كأنك تخشى شيئًا من تقحّم غمار القولِ.
ما زلتُ وأحسبني لن أزالَ أنتظرُ ردَّك ...
الحجة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - 08 - 2007, 06:34 م]ـ
كيف تريدني أن أرد يا أخي الكريم، وأنت لا تعرف مذهب خصمك أصلا؟!
هل تستطيع أن تقول لي: ما محل النزاع بيننا؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - 08 - 2007, 06:46 م]ـ
اختصارا للنقاش، يرجى من الإخوة قراءة كلام ابن تيمية هنا:
http://www.islamweb.net/ver2/Library/BooksCategory.php?idfrom=2102&idto=2112&lang=A&bk_no=22&ID=1353
الكلام فيه طول، ولكنه مهم.
ـ[أبو قصي]ــــــــ[27 - 08 - 2007, 07:24 م]ـ
مذهب خصمي تجده مبثوثًا في كلامي.
فإن زعمتَ أني لم أتبيّنه على وجهِه، فاذكرْ لي موضعَ ذلك؛ فإن الدعاوى كثيرةٌ، والحقّ قليلٌ!
وقد سألتُك قبلُ كيف اقتضى كلامي أن الحقيقة لا تتعدّد، ولم تجب ...
وما زلتُ أنتظرُ ...
فإن كان تعويلك - لُقّيتَ الرشَدَ - إنما هو على كلام ابن تيمية وابن القيم - رحمهما الله - فهلا أحلتني عليهما أولَ شيءٍ؛ فنرتاح ونريح!
أما محلُّ النزاع فأنهم يجرون المختلَف فيه مُجرى الألفاظ الحقيقية المتفق عليها؛ فيأخذ حكمَها.
الحجة
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - 08 - 2007, 12:10 ص]ـ
والله يا أخي الكريم لو أردت أن أتعقب كلامك لما عجزت، ولقد نصحتك أن تعيد النظر فيه وتركز على الأوجه السائغة لكي نتناقش فيها، حتى يكون النقاش موضوعيا، بدلا من هذه الأوجه الضعيفة، ولكنك تأبى!
فإن كنت تصر على كلامك، فسأضطر آسفا أن أبين ما في مشاركتك (رقم 11) وغيرها من أباطيل وجهالات، وقد كنت أتوقع منك أن تستمع للنصيحة، ولكن يبدو أن في النفوس ما فيها!
وقد أبانت مشاركتك الأخيرة هذه عن غياب واضح عن معرفة المسألة والاطلاع على ما قيل فيها، وهذا واضح لكل ذي عينين، وخصوصا قولك الأخير في تحرير محل النزاع، فهو قول أقل ما يوصف به أنه مضحك.
ومن العجب أنك تقول (فنرتاح ونريح)!
فقد أحلتك الآن، فكان ماذا؟ هل ارتحت أو أرحت؟!
وهل تستطيع أن تقسم بالله العظيم أنك قرأت كلام ابن تيمية الذي أحلتك عليه؟!
ـ[أبو قصي]ــــــــ[28 - 08 - 2007, 02:16 ص]ـ
قد علمتُ أنك لن تجيبَ!
ألم أقلْ من قبلُ هذا؟
وزعمُك أن قولي الأخيرَ في تحرير محلّ النزاع مضحكٌ، عارٍ من الدليلِ، وحيلة عاجزٍ، (فإن مخالفك لا يعجز أن يصف قولك بما هو أشنع من ذلك)!
ورحمَ الله الطناحيَّ إذ قالَ: (ماذا يلقى الأكابرُ من الأصاغر؟)!
وإلا فأي شيء يقالُ في مَن إذا خالفتَه الرأيَ قالَ: (وقد كنت أتوقع منك أن تستمع للنصيحة، ولكن يبدو أن في النفوس ما فيها!)!
يريد - أبقاه الله - أن أتبعَ رأيَه، وأنقادَ لقولِه؛ وإلا فإني لا أستمع للنصيحة!
إن هذا لمن عجائب الدهر!
ثم يقولُ - ولا يئوده أن يلقيَ الكلامَ مرسَلاً غيرَ مزمومٍ، وأن يمنحك من التهمِ ما تشتهي نفسُه -: (وقد أبانت مشاركتك الأخيرة هذه عن غياب واضح عن معرفة المسألة والاطلاع على ما قيل فيها) فإن طالبتَه بالدليلِ على هذه الدعوى، وغيرُها كثيرٌ، خنسَ!
وأنا أعتذر عما ألقيَ على صدرِ أخينا أبي مالكٍ من الحزَن والهمّ بما قلتُ له؛ فلم أكن أعلمْ أن لكلامي هذا الوقعَ في نفسِه!
وأكرّر أعتذر عن مشاركتي في هذا الموضوعِ.
أبني حنيفة أحكموا سفهاءكم ** إني أخافُ عليكم أن أغضبا
الحجة
ـ[خالد عايش]ــــــــ[28 - 08 - 2007, 06:46 ص]ـ
أخوي الكريمين، بارك الله فيكما
الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، حبذا لو كان نقاشكما أكثر هدؤاً و ليونة، قل الإمام الشافعي:
إذا ما كنت ذا فضل و علم ...... بما اختلف الأوائل و الأخر
فناظر من تناظر في سكون ...... حليماً لا تلح و لا تفاخر
و إياك اللجوج ومن يرائي ........ بأني قد غلبت و من يفاخر
فإن الشر في جنبات هذا ...... يمني بالتقاطع و التدابر
أسأل الله تعالى لكما السداد و التوفيق و الصحة و العافية.
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[28 - 08 - 2007, 08:57 ص]ـ
كفى إخوتي الأفاضل وحسبكم أساتيذي الكرام، قد قلت من قبل ما يشبه هذا- أخي خالد العربية- ولكن لا يطاع لقصير أمر؛ فكنت كأخي العرب دريد بن الصمة:
محضتم نصحي بمنعرج اللوى*فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد
وقد أحسن الأخ الحجة صنعا حين اعتذر؛ إذ لا نريد أن ينحرف تحاورنا في الفصيح إلى الهراء الذي نسمعه اليوم في المواقع والوسائل الأخرى من السباب والشتم والافتراء والصراخ الفارغ من أية فائدة، مما يعد ترفا فكريا ضارا؛ لأن التحاور لا يؤتي أكله إذا كان أحد الأطراف يريد أن يلقى على الآخرين ما يشبه الأوامر العسكرية للتنفيذ الفوري بلا تردد ولا تفكر لا معلومات علمية للجدال بالتي هي أحسن والأخذ والرد في هدوء واتزان وتواضع وحب بعيدا عن الهروب إلى ما لا صلة له بالموضوع البتة، أو يريد التشويش بعرض دعاوى لا يمكن إثباتها وآراء وهمية وتهم باطلة من وحي الخيال المريض بداء الغرور والتعالي والتعالم إلى آخر ما هنالك من عاهات الصراع الكلامي العقيم في وسائل الإعلام المختلفة هذه الأيام، وقانا الله شرورها وعافانا من سلوك دروبها، فليس من عدتها العلم والحلم بل من عدتها الطيش والجهل، ومما يروى عن الشافعي-رحمه الله-:ما جادلت عالما إلا غلبته وما جادلني جاهل إلا غلبني.
وقد كان التحاور هنا يسير سيرا حسنا مفيدا، ولكن بدأ ينحرف إلى ما يحمد عقباه ولا يدرى مداه، مع افتراض حسن النية في الجميع، إذ ما في النفوس من النيات التي أمرها إلى الله، فقد حدث من بعض الأحباب هنا ما ذكرني بقول الشاعر:
أوردها سعد وسعد مشتمل*ما هكذا يا سعد تورد الإبل
وإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإنا لله وإنا إليه راجعون.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - 08 - 2007, 01:40 م]ـ
اللهم لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا.
ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين.
اللهم أصلح أحوالنا، وألف بين قلوبنا، واجمع كلمتنا، ووفقنا لما تحب وترضى.
اللهم ألهمنا رشدنا، وعلمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا.
اللهم يا معلم إبراهيم علمنا، ويا مفهم سليمان فهمنا.
يبدو أن الشيطان قد دخل بيننا، والله المستعان، وعليه التكلان.
أعتذر للإخوة الكرام إن كان قد صدر مني ما يسوءهم، وأسأل الله أن يستعملنا وإياكم في طاعته، وأن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه.
وإن شئتم أكملنا النقاش بموضوعية وأريحية ومباحثة علمية.
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[28 - 08 - 2007, 11:25 م]ـ
أخي الكريم الأستاذ أبا مالك، والله لقد أبكتني كلماتك هذه، وهذا فلتكن الكلمات، ولا أملك إلا القول: آمين آمين آمين يا رب العالمين، على دعواتك الصالحة المستجابة بإذن الله، ولا ننسى أن الشيطان يجري مجرى الدم من ابن آدم، وكلنا جاء إلى هذا المكان الطيب باختياره؛ ليستفيد ويفيد إن كان عنده ما يفيد به وإلا كفاه شرفا طلب العلم، ولم يجعل الله النفوس سواسية في اللين والرفق، ونحن نصبر على مر الجفاء من معلم ... ومما يدل على حلمكم وسعة صدركم مع علمكم أنكم لم تحذفوا أية مشاركة مع أن ذلك في مكنتكم، فإن رأيتم أن تكملوا معروفكم (أنت والشيخ الحجة) بالطريقة التي ذكرتموها أخيرا فنحن إليكم مستمعون ولكم شاكرون وإلا فحفظ ود القلوب وصفاء النفوس بين أهل العلم وطلابه أولى عندنا، وفي الموضوعات الأخرى متسع لنثر درركم ونشرعلمكم وإفادتنا. بارك الله فيكم جميعا وحظكم ورعاكم، والسلام عليكم.
ـ[معالي]ــــــــ[05 - 09 - 2007, 07:20 ص]ـ
حفظ الله لنا أشياخنا، وأبقى الودّ قائما في قلوبهم، عامرة به مجالسهم.
أما بعد فإني لا أجد في هذا المقام أبلغ من كلمات شيخنا د. سليمان، حفظه الله:
فإن رأيتم أن تكملوا معروفكم (أنت والشيخ الحجة) بالطريقة التي ذكرتموها أخيرا فنحن إليكم مستمعون ولكم شاكرون وإلا فحفظ ود القلوب وصفاء النفوس بين أهل العلم وطلابه أولى عندنا، وفي الموضوعات الأخرى متسع لنثر درركم ونشرعلمكم وإفادتنا.
والله يجزيكم عنا خير الجزاء.(/)
زيادة المبني يدل على زيادة المعنى
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[19 - 08 - 2007, 02:01 م]ـ
صرح علماء البيان أن زيادة مبني الكلمة أي حروفها يدل على زيادة مقابلة في المعنى .. فلو قلت (غَلَقَ زيد الباب) كان المعنى دون: (غَلَّق زيد الباب) فإن التشديد في اللام جعل الإغلاق أشد وأحكم من الأولى, ولا يكون زيادة المبني دالاً على زيادة المعنى إلا في نقل صيغة إلى صيغة أكثر منها كنقل الثلاثي إلى الرباعي مثل (قَتَلَ) إلى (قَتَّلَ) فإن (قَتَلَ) يدل على القتل المجرد أما (قَتَّلَ) يدل على أن القتل وجد منه كثيراً وهذه الصيغة الرباعية بعينها لو وردت من غير نقل لم تكن دالة على التكثير كقوله تعالى: (وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً) , فإن (كَلَّم) على وزن (قَتَّلَ) ولم يرد به التكثير بل أريد به أنه خاطبه سواء كان خطابه إياه طويلاً أو قصيراً وهذه اللفظة (كَلَّم) رباعية وليس لها ثلاثي نقلت عنه إلى الرباعي.
لكن لو كانت (كَلَّم) بمعنى (جَرَّح) لكانت للمبالغة لأن لها ثلاثي هو كَلَمَ مخففاً أي جَرَحَ, كذلك قوله تعالى: (ورتل القرآن ترتيلا) , فإن لفظ (رَتِّل) على وزن (قَتِّل) ومع هذا ليست دالة على كثرة القراءة إنما المراد بها أن تكون القراءة على هيئة التأني والتدبر وسبب ذلك أن هذه اللفظة لا ثلاثي لها حتى تنقل عنه إلى الرباعي إنما هى رباعية موضوعة لهذه الهيئة المخصوصة من القراءة.
وعلى هذا لا تدل زيادة المبني على زيادة المعنى إلا بالنقل من وزن إلى وزن أعلى منه والزيادة في المبني لا تدل على زيادة في المعنى إلا في الفعل أو ما فيه معنى الفعل كاسم الفاعل أو اسم المفعول .. ولذا يخرج من هذا الباب الزيادة في التصغير لأنها تدل على النقص في المعنى لا الزيادة فيه كقولك: (قنديل) فإذا صغرته قلت (قٌنَيْدِيل) فالزيادة وردت ها هنا فنقصت من المعنى وهذا ليس من الباب الذي نحن بصدده لأنه عارٍ عن معنى الفعلية لأن الأسماء التي لا معنى للفعل فيها إذا زيدت تغير معناها.
· يقال: أَعْشَبَ المكان, فإذا أرادوا كثرة العشب فيه, قالوا: إعْشَوْشَبَ المكان ومنه خشن واخشوشن.
1. قال تعالى: (وراودته الَّتِي هو فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ) , فالفعل (غَلَّقَت) معناه أحكمت غلق الأبواب وبالغت في إحكام غلقه لأن (غَلَّقَ) محول عن غَلَقَ فلما زيد في مبنى الكلمة زيد في معناها لأن الألفاظ أدلة على المعانى وأمثلة للإبانة عنها فإذا زيد في اللفظ أو جبت القسمة زيادة المعنى وهذا لا نزاع فيه, لبيانه, وهذا النوع لا يستعمل إلا في مقام المبالغة.
2. قال تعالى: (وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ) , يدل التضعيف في (مقَرَّنين) على متانة هذه الأصفاد وإحكام التقييد والتنكيل .. وذلك لأن الفعل انتقل في المبني فزاد بالتالي في المعنى لأن (قَرَّن) أبلغ وأشد في الإحكام من (قَرَنَ).
3. قال تعالى: (فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ) , فمقتدر أبلغ من قادر, إنما عدل إليه للدلالة على تفخيم الأمر وشدة الأخذ الذي لا يصدر إلا عن قوة الغضب, أو للدلالة على بسط القدرة فإن (المقتدر) أبلغ في البسط من (القادر) وذلك أن (مقتدر) اسم فاعل من (اقتدر) و (قادر) اسم فاعل من (قدر) ولا شك أن افتعل ابلغ من فعل.
4. قال تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً) , فإن (غفارا) أبلغ في المغفرة من (غافر) لأن (فعَّال) يدل على كثرة صدور الفعل و (فاعل) لا يدل على الكثرة.
5. قال تعالى: (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) , فالتواب هو الذي تتكرر فيه التوبة مرة بعد مرة وهو (فعَّال) وذلك أبلغ من (التائب) الذي هو (فاعل) , فالتائب اسم فاعل من تابَ يتوبُ فهو تائب أي صدرت منه التوبة مرة واحدة فإذا قيل (تواب) كان صدور التوبة منه مراراً كثيرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
6. قال تعالى: (فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوونَ) , فإن معنى (كُبكِبوا) من الكب وهو القلب إلا أنه مكرر المعنى وإنما استعمل في الآية دلالة على شدة العقاب وأنهم لا يكبون مرة واحدة بل على دفعات .. قال تعالى: (كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا) , وقال: (كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ) , وفي اللفظ (كُبكِبوا) تحضير لهم كأنهم شيء كريه كُبَّ من إناء.
7. قال تعالى: (فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً) , صعود السد أسهل من نقبه لأنه مصنوع من الحديد والنحاس لذا استخدم في الصعود (اسطاعوا) قليلة المبني لتدل على قلة المعنى لتقابل الأسهل من العملين .. ونقب السد كان في غاية الصعود به لذا استخدم له (وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً) , لتناسب الصعود به في نقب هذا السد ولتبين المحاولات العديدة والشاقة لنقبه, فإن كلمة (استطاعوا) تزيد على (اسطاعوا) بالتاء.
8. قال تعالى: (سَأُنَبِّئُكَ بِتَأو يلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً) , ثم قال: (وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأويلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً) , لما لم يكن قد أخبر الخضر موسى عليه السلام بتفسير هذه الحوادث التي حدثت لهما كان الفعل (تستطع) زائد المبني ليدل على شدة المعاناة التي كابدها موسى عليه السلام في عدم الصبر والاستطاعة .. فلما أخبر الخضر موسى عليه السلام بالعلل وبّين له سبب أفعاله السابقة سهل الأمر على موسى فجاء الفعل (تسطع) قليل المبني ليدل على قلة المعنى وقلة المعاناة التي كابدها موسى لأنه إذا عرف السبب بطل العجب.
9. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ) , إن القرآن نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم منجماً أي في ثلاثة وعشرين عاماً نزل على الحوادث أما الكتب السابقة فقد نزلت مرة واحدة ولذلك ناسب نزول القرآن لفظة (نَزَّلَ) والكتب السابقة (أَنْزَلَ) فالتشديد في كلمة (نَزَّلَ) زيادة في المبني على زيادة في المعنى.
10. قال تعالى: (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هو خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ) , في قوله تعالى: (فَقَطَّعَ) التضعيف في هذا الفعل يدل على شدة التقطيع والتمزيق وهو ما لا يؤديه الفعل بدون تضعيف.
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[19 - 08 - 2007, 04:33 م]ـ
بارك الله بك اخي وعليك بكتاب معاني الأبنية للدكتور الفاضل جبل العراق بالعلم الاستاذ الدكتور فاضل السامرائي (اطال الله عمره بالبر والتقوى)
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[20 - 08 - 2007, 01:26 ص]ـ
أخي الفاضل قصي أشكرك، والدكتور فاضل السامرائي رجل له فضل كبير بما يقدمه من لمسات بيانية ممتعة بارك الله فيه وفى وقته وعمله وجعلنا من العاملين على فهم القرآن
ـ[سرب القطا]ــــــــ[31 - 08 - 2007, 12:57 ص]ـ
جزاكم الله كل خير(/)
التعريض في القرآن
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[19 - 08 - 2007, 02:05 م]ـ
· التعريض: هو اللفظ الدال على الشيء عن طريق المفهوم لا بالوضع الحقيقى ولا بالمجازي.
· أو هو: المعنى المدلول عليه بالقرينة دون اللفظ ... أو هو: المعنى الحاصل عند اللفظ لا به .. أو هو: لفظ استعمل في معناه للتلويح بغيره .. فإنك لو قلت لمن تتوقع صلته وعطاءه بغير طلب: والله إني لمحتاج وليس في يدي شيء, وأنا عريان والبرد قد آذاني, فهذا وأشباهه تعريض بالطلب وليس هذا اللفظ موضوعاً في مقابلة الطلب لا حقيقةً ولا مجازاً.
·التعريض أخفى من الكناية, لأن دلالة الكناية لفظية وضعية ودلالة التعريض من جهة المفهوم لا بالوضع الحقيقى ولا المجازي.
· والكناية تشمل لفظ المفرد والجملة, أما التعريض فلا يكون إلا في الجمل لأنه لا يفهم المعنى فيه من جهة الحقيقة ولا من جهة المجاز إنما يفهم من جهة التلويح والإشارة وذلك لا يستقل به اللفظ المفرد ولكن يحتاج في الدلالة عليه إلى اللفظ المركب.
·أمثلة من التعريض في القرآن الكريم ..
1. قال تعالى: (وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ) , لقد تضمنت مقولة سيدنا نوح عليه السلام في تلك الآية ثلاث جمل خبرية: إن ابني من أهلي, وإن وعدك الحق, وأنت أحكم الحاكمين .. وغني عن القول أنه عليه السلام لم يرد بتلك الجمل مجرد الإخبار بحقائق مضامينها, إذ هو يعلم حق العلم أنه يخاطب بها من لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء فما هو الغرض الذي حفزه إذن لسوق تلك المقولة؟ .. لقد توجه الأمر الإلهي إلى نوح عليه السلام في آية تسبق هذه الآية بآيات بأن يحمل أهله معه في السفينة: (حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ) , وبعد آية واحدة يوجهنا هذا الحوار اللاهث بين الأب عليه السلام وابنه: (وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ* قَالَ سآوي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ) , ومغزى ذلك أن نوحاً عليه السلام حين ساق مقولته تلك كان يعرض السؤال أو مطلوب ما, يتوجه به إلى المولى جل شأنه .. أي أن هذه الجمل الثلاث التي تضمنتها تلك المقولة هى خبرية من حيث لفظها أو قالبها النحوي طلبية من حيث المعنى الذي تعرّض به .. هذا المعنى الذي آثرت الآية الكريمة التعريض به على التصريح (السؤال أو الطلب) , هو ما عوقب نوح عليه السلام في الآية التالية لها من أجله ونهاه ربه سبحانه وتعالى صراحة عن التشبث به أو تكراره: (قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) , وهو ما بادر عليه السلام في الآية اللاحقة لتلك الآية إلى الاستعاذة بالله من التعلق به: (قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ) , ما حقيقة هذا السؤال؟ , ولماذا أوثر التعريض به على التصريح في الآية الكريمة؟ , والكلام كان تعريضاً بالسؤال عن السر في إغراق ابنه.
يقول الزمخشرى في ذلك عند تفسير قوله عز وجل: (وإن وعدك الحق) ,: إن كل وعد تعده فهو الحق الثابت الذي لا شك في إنجازه والوفاء به وقد وعدتني أن تنجي أهلي فما بال ولدي وأنت أحكم الحاكمين, ويقول ابن كثير عن تفسير قوله سبحانه وتعالى: (قال رب إن ابني من اهلى): أي وقد وعدتني بنجاة أهلي ووعدك الحق الذي لا يُخلف فكيف غرق ولدى وأنت أحكم الحاكمين؟ , أما سر إيثار التعريض على التصريح في الآية الكريمة فهو الإشعار بمدى تأدب نوح عليه السلام ولطف توسله إلى خالقه .. فرغم تأجج عاطفة الإشفاق الأبوي على ابنه بين حناياه منعه حياؤه من التصريح بمطلبه أو بسؤاله من أجله وإنه لا يليق في الخطاب مع المولى عز وجل أن يقول (لماذا أغرقت ولدي وقد وعدتني قبل ذلك بنجاة أهلي؟) فمثل هذا الكلام لا يُتحدث به مع
(يُتْبَعُ)
(/)
الملوك فكيف برب العالمين؟ , من أجل ذلك حسن التعريض هاهنا.
2. قال تعالى: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ) , لقد كان نبي الله أيوب عليه السلام مضرب المثل في الصبر على البلاء, وكانت قصته فيما نزل به وصبر عليه أروع قصص الابتلاء فهو إذ ينادي ربه في أولي هاتين الآيتين لا يجأر بالشكوى إلى ربه مما نزل له من ضر بل إنه ليستحي أن يسأله سبحانه صراحة كشف هذا الضر وإزاحته عن كاهله ومن ثم سلك إلى هذا السؤال مسلكاً تعريضياً يجسد أروع تجسيد جميل صبره ولطف توسله وعظيم تأدبه مع خالقه, إنه عليه السلام بهذا النداء يطلب عون خالقه ويستمطر سحائب رحمته .. ولكنه حياءً منه وتأدباً لا يصرح بهذا المطلوب بل يعرّض به عن طريق ذكر ربه بغاية الرحمة وذكر نفسه بما يوجبها فكأنه من خلال هذا النداء يقول: أنت يا خالقي .. أهل لأن ترحم وأيوب أهل لأن يُرحَم.
3. قال تعالى: (قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ* قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ) , لقد وقع هذا الحوار بعد أن قام سيدنا إبراهيم صلوات الله وسلامه عليه بتحطيم أصنام قومه إلا كبيرها الذي تركه معلقاً الفأس في رأسه: (فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلَّا كَبِيراً لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ) , والتعريض هنا ماثل في قوله تعالى: (بل فعله كبيرهم) , فسيدنا إبراهيم عليه السلام لم يرد بهذا القول نسبة فعل التحطيم حقيقة إلى كبير الأصنام إنما أراد أن ينسبه إلى نفسه على نحو تعريض يحقق به الغرض الذي يهدف إليه في هذا الموقف وهو السخرية من هؤلاء القوم والتهكم بعقولهم الضالة ومعتقداتهم الزائفة التي زينت لهم أن يعبدوا من دون الله تلك الأصنام التي يعرفون يقيناً أن كبيرهم لا يستطيع أن يفعل شيئاً بل إنها جميعاً لا تستطيع أن تنطق فضلاً أن تنفع أو تضر.
قال جاد الله الزمخشرى في تفسيره (الكشاف حـ 3/ 15) هذا من معاريض الكلام فإن قصد إبراهيم صلوات الله عليه لم يكن أن ينسب الفعل الصادر عنه إلى الضم إنما قصد تقريره لنفسه وإثباته لها على أسلوب تعريض يبلغ فيه غرضه من إلزامهم الحجة وتبكيتهم وهذا كما لو قال لك صاحبك وقد كتبت كتاباً بخط رشيق وأنت شهير بحسن الخط: أأنت كتبت هذا؟) وصاحبك أمي لا يحسن الخط ولا يقدر إلا على خرمشة فاسدة فقلت له: بل كتبته أنت .. كان قصدك بهذا الجواب تقريره لك مع الاستهزاء به لا نفيه عنك وإثباته للأمي أو المخرمش لأن إثباته – والأمر دائر بينكما – للعاجز منكما إستهزاءً به وإثبات للقادر.
4. قال تعالى: (أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ) , فليس الغرض من هذه الآية أن يعلم السامعون ظاهر معناها ولكن أن يذم الكفار وأن يقال أنه من فرط الفساد ومن غلبة الهوى عليهم في حكم من ليس بذي عقل وإنكم أن طمعتم منهم في أن ينظروا ويتذكروا كنتم كمن طمع في ذلك من غير أولي الألباب, وكذلك قوله: (إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا) , وقوله عز اسمه: (إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالغَيْبِ) , ثم إن العجب في هذا التعريض لا يحصل من دون (إنما) فلو قلت يتذكر (أولوا الألباب) لم يدل على ما دلت عليه الآية والسبب في ذلك أن هذا التعريض إنما وقع بأن كان من شأن (إنما) أن تضمن الكلام معنى النفي من بعد الإثبات .. والتصريح بامتناع التذكر ممن لا يعقل وإذا أُسقِطَت من الكلام فقيل: (يتذكر أولوا الألباب) , كان مجرد وصف لأولي الألباب بأنهم يتذكرون ولم يكن فيه معنى نفي التذكر عمن ليس منهم. (دلائل الإعجاز ص 272 – 273) , بتصرف يسير.
(يُتْبَعُ)
(/)
5. قال تعالى: (قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) , لقد وردت هذه الآية الكريمة في سياق المنظرة أو الحجاج الديني بين الرسول صلى الله عليه وسلم ومشركي قومه والمعنى الذي يراد بها هو وصف هؤلاء المشركين بالضلال غير أن الآية قد سلكت في تأدية هذا المعنى مسلكاً تعريضياً هو أقدر على الإقناع من مسلك التصريح أو التعبير المباشر هذا المسلك هو ما يتمثل في قوله سبحانه وتعالى على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) , ولتوضيح هذا المسلك وتجلية قيمته الفنية نسوق هذا المثال التوضيحي:
لو كنت تعتقد صواب رأيك في قضية من القضايا وقلت لمن يخالفك في هذا الرأي أنت مخطئ فإن هذا القول دون شك سوف يغضبه, وربما يحفزه غضبه هذا إلى التمادي في الباطل ويجره إلى مزيد من الجدل والمراء الذي يسد نوافذ فكره ويطمس بصيرته ويعميه عن استبانة وجه الصواب أما إذا قلت له لا شك أن أحدنا مخطئ فإن هذا القول الذي لا يغضبه ولا يفتح أمامه سبل المراء سوف يدعوه إلى مزيد من التفكير والموازنة بين الرأيين ومن ثم يكون هذا القول الأخير أقدر من سابقه على إقناعه بصوابك وإلزامه أو إفحامه بحجتك .. ولعل هذا المثال يلقي بعض الضوء على المسلك التعريضي الذي آثرته الآية الكريمة أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يصرح بمن من الفريقين على هدى ومن منهما في ضلال مبين ولكن سوى بين الفريقين في ترديد حال كل منهما بين الهداية والضلال أي أنه جعل كل من الهداية والضلال بمثابة احتمال ليس أحد الفريقين بأحق به من الآخر, غير أن هذه التسوية بين الفريقين في الآية الكريمة (المعنى الظاهر) نقود مرتكزة على خزائن السياق إلى إدراك الفصل الحاسم بينهما والوقوف على أن المؤمنين – تحديداً – هم فريق الهداية وأن هؤلاء المشركين هم فريق الغواية والضلال (المعنى التعريضي) لقد أفصح السياق قبل هذه الآية عن سفه هؤلاء المشركين وزيف عقائدهم الضالة فقد عبدوا آلهة من دون الله لا تملك لنفسها شيئاً فضلاً من أن تملك لهم ضراً أو نفعاً .. بعد ذلك يتوجه السؤال على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم إلى هؤلاء المشركين (قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ) , وهو سؤال تقريري غرضه حملهم على الإقرار بأن آلهتهم التي يعبدونها لا تملك مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وأنه لا رازق لهم سوى الله عز وجل.
في ظل هذا السياق تتجه دلالة التعبير نحو المعنى التعريضي فكأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لهؤلاء من خلال هذا التعبير إذا كنتم لا تملكون إزاء قضية الرزق الإقرار بما سلم به من نسبها إلى الخالق وحده عز وجل فلماذا عبدتم من دونه آلهة لا تضر ولا تنفع؟ , ومن منا إذن على هدى؟ , ومن منا في ضلال مبين؟ , يقول الزمخشرى عند تفسير هذه الآية: وهذا الكلام المنصف الذي كل من سمعه من موالٍ أو منافٍ قال لمن خوطب به: قد أنصفك صاحبك, وفي ذكر هذا التعبير بعد ما تقدمه من عناصر السياق دلالة غير خفية على من هو من الفريق على الهدى ومن هو في الضلال المبين, ولكن التعريض أفضل بالمجادل إلى الغرض وأهجم به على الغلبة مع قلة شغب الخصم (الكشاف ص 3/ 259 بتصرف).
6. قال تعالى: (وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ* أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلاَ يُنقِذُونِ* إِنِّي إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ) , فهذا الداعية الواعي استخدم أفضل الأساليب لكي يقنع هؤلاء المشركين بعقيدة التوحيد, حيث لم يقنعهم ولم يوجه لهم الخطأ مباشرة حتى لا يستثير غضبهم ولجاجهم .. ولكنه عرض بهم تعريضاً فوجه الكلام إلى نفسه (وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي) , وهذا هو الكلام الظاهر ومعناه تعريضاً وما لكم لا تعبدون الذي فطركم وقد ساق في كلامه الحجة والدليل والبرهان مع وجوب عبادته وهى الخلق, فمن خلق فهو الأجدر بالعبادة, ولذلك ساق لهم كلاماً متضمناً الحجة: ما الذي يمنعني من أن أعبد الذي خلقني؟ , هل يمنع ذلك عقل أو منطق؟ , كلا والله بل العقل والمنطق يقول أن الذي خلق هو وحده المستحق للعبادة ثم استرسل هذا الداعية الناجح في تعريضه بهؤلاء المشركين: (أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلاَ يُنقِذُونِ) , ومعلوم للجميع من الذي يتخذ آلهة من دون الله لا تنفع ولا تضر ثم قال: (إِنِّي إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ) , أي إن اتخذت آلهة من دون الله فإنني في ضلال مبين ومعلوم أيضاً للجميع أن المشركين هم الذين يتخذون آلهة من دون الله وأن هذا الداعية رجل موحد لا يعبد إلا الله, إذن ظهر المعنى التعريضي للجميع أن المشركين هم في ضلال مبين لكن هذا الداعية الواعي لم يصرح بنسبتهم إلى الضلال المبين لعدم إشعال غضبهم الذي يؤدى إلى شدة لجاجهم وسوء مرائهم وجدالهم وتفجر العناد في قلوبهم فيحملهم ذلك على رد الحق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قبة الديباج]ــــــــ[20 - 08 - 2007, 08:44 م]ـ
بوركتَ أيها الفاضل ..
وجزاك الله عنّا كلّ خير ..
.
.
.
قبةُ الديباج:)(/)
الحروف الزائدة
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[19 - 08 - 2007, 02:11 م]ـ
· حرف الجر الزائد: و هو الذي لا يجلب معنى جديد, و إنما يؤكد و يقوي المعنى العام في الجملة كلها, فشأنه شأن كل الحروف المؤكدة يفيد الواحد منها توكيد المعنى العام للجملة كالذي يفيد تكرار تلك الجملة كلها .. سواء أكان المعنى إيجابا أم سلبا, ولهذا لا يحتاج إلى شيء يتعلق به, ولا يتأثر المعنى الأصلي بحذفه نحو: (وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً) , معنى يكفي الله شهيدا فقد جاءت الباء زائدة لتفيد تقوية المعنى الموجب وتوكيده. فكأنما تكررت الجملة كلها لتوكيد إثباته وإيجابه .. ومثل: ليس من خالق إلا الله, أي ليس خالق إلا الله فأتينا بحرف الجر (من) لتأكيد ما تدل عليه الجملة كلها من المعنى المنفي وتقوية ما تتضمنه من سلب, ولو حذفنا الحرف الزائد في المثالين السابقين ما تأثر المعنى الأصلي بحذفه.
· ولا فرق في إفادة التأكيد بين أن يكون الحرف الزائد في أول الجملة أو في وسطها أو في آخرها نحو بحسبك الأدب – كفي بالله شهيدا – الأدب بحسبك أشهر حروف الجر الزائدة هي (مِنْ – الباء – اللام – الكاف) , فائدة الحرف الزائد هو التوكيد, والتوكيد ينفي المجاز, فقولك: ما عندي درهم .. يجوز أن يكون عندك بعض الدراهم القليلة وأنك تقول: ما عندي درهم مجوزا, لكن لو قلت: ما عندي من درهم فقد نفيت المجاز وليس عندك حقيقة لا قليل ولا كثير من الدراهم.
من أمثلة الحروف الزائدة في القرآن الكريم:
1. قال تعالى: (وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا) , آثار التعبير القرآني أن يذكر حرف الجر الزائد (من) ليؤكد أنه ليس من دابة صغير ولا كبيرة حقيرة كانت أم عظيمة إلا على الله رزقها وإلا يعلم مستقرها ومستودعها.
2. قال تعالى: (وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا) .. أخبر سبحانه وتعالى أنه لا تسقط أدنى ورقة صغير كانت أو كبيرة إلا ويعلمها ربنا ليس في هذا مجاز, بل عين الحقيقة .. لذا استخدم حرف الجر الزائد (من) في قوله: (مِن وَرَقَةٍ) ليؤكد عظم علم الله تعالى.
3. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) , هل يعلم الناس خالقاً صغيراً كان أم كبيراً عظيماً كان أم حقيراً يرزق الناس؟ , طبعاً لا يوجد, من اجل ذلك آثر التعبير القرآني أن يؤكد هذه المعلومة بحرف الجر الزائد (من) في قوله: (هل من خالق).
4. قال تعالى: (وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ) , قد استخدم التعبير القرآني حرف الجر الزائد (من) ليؤكد المعنى الذي سيقت الآية من أجله في عدة مواطن فما من آية أو جزء آية يتلوها رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أحد من المسلمين إلا وربنا شاهد على ذلك مطلع عليه لا يخفى عليه شيء ولو يسير من هذه التلاوة كذلك ما يعمل الإنسان من عمل صغيراً كان أو كبيراً مهما كان أو حقيراً إلا كان ربنا تبارك وتعالى شاهداً عليه لا يغيب عنه دقيق الأعمال ولا كبيرها, كذلك لا يغيب عن علم الله من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء فقد جاء التعبير القرآني بحرف الجر الزائد (من) في ثلاثة مواطن من الآية ليؤكد فيها المعنى المراد وهو سعة علم الله وإحاطته بكل شيء مهما كان صغيراً.
5. قال تعالى: (وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ) , فالباء زائدة تفيد توكيد النفي.
6. قال تعالى: (وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ* يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ* وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ) , الباء في قوله تعالى (بغائبين) حرف جر زائد لإفادة توكيد المعنى أي أن الفجار لا يغادرون الجحيم مطلقاً ولا يفارقونها أبداً.
ـ[أحلام]ــــــــ[19 - 08 - 2007, 05:26 م]ـ
الاخ الفاضل هيثم محمد
جزاك الله خيرا
ونطمع من هذا النوع من المقالات بالمزيد ..
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[19 - 08 - 2007, 06:11 م]ـ
:::
جزاك الله خيرا أخي الفاضل، ولكن القول بزيادة حرف، وخاصة في القرآن، محل نظر، وقد أجادت الدكتورة هيفاء عثمان عباس في كتابها" زيادة الحروف بين التأييد والمنع، وأسرارها البلاغية في القرآن الكريم" حين ذكرت في"ص764": " أن القول بالزيادة فكرة نحوية من غير نظر إلى بلاغة الحرف وقيمته المعنوية، وأن القائلين بالزيادة؛ لفائدة، يطلقون فكرة التوكيد في كل موطن يحتمله المقام أو لا يحتمله، وأن القول بالزيادة يتناقض مع كون القرآن معجزا، والذي أحد شرائطه أو أوجهه إيجازه، لا تطويله الذي يعاب به الكلام، وأن القول بالزيادة يغفل بيان الأثر الصوتي للحرف، فضلا عن الأثر المعنوي، إذا ما عد دخول الحرف كخروجه".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[20 - 08 - 2007, 01:21 ص]ـ
السلام عليكم
بوركتما وأرجو من عنقود الزواهر أن يتحفنا بما كتبت الدكتورة هيفاء عثمان
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[20 - 08 - 2007, 10:32 ص]ـ
:::
الكتاب يقع في (771) صفحة، وقد نقلت بعضا مما ذكرَته في الخاتمة في المشاركة السابقة، وقالت-أيضا-: " التروي في فهم كلام علمائنا يكشف لنا أنهم يكادون يجمعون على الحكم بعدم الزيادة". وذكرت أن القول بعدم الزيادة يناسب نظرية النظم الجرجانية، ومؤداها أن لكل كلمة مع أختها معنى، ولكل حرف معنى يستجاد.
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[20 - 08 - 2007, 10:51 ص]ـ
وما رأيك أنت؟
هل ترى فى زيادة الحروف فائدة بلاغية؟
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[20 - 08 - 2007, 06:27 م]ـ
:::
نعم أخي الحبيب، لكل حرفِ معنى في آي الذكر الحكيم معنى، وذلك المعنى من البلاغة التي تسأل عنها، ففي الآية الأولى، قلتَ:
"آثار التعبير القرآني أن يذكر حرف الجر الزائد (من) ليؤكد أنه ليس من دابة صغير ولا كبيرة حقيرة كانت أم عظيمة إلا على الله رزقها وإلا يعلم مستقرها ومستودعها". فذكرتَ معنى بلاغيا أفاده حرف الجر (مِن)، ولو لم تأت "من" لم يكن في الكلام هذا العموم والاستغراق المستوعب، وكل هذا يدفع القول بالزيادة، كما لا يخفى عليك.
ـ[قبة الديباج]ــــــــ[20 - 08 - 2007, 08:39 م]ـ
بوركتَ أيها الفاضل ..
وأرى أنّ (عنقودَ الزواهرِ) لا تخالفُ الغرضَ البلاغي، وإنما تخالفُ إطلاق مسمى الزيادة على الحرف، لأنّ إطلاقه يشي بنقصٍ في الإعجاز القرآني، وهذا لا يجوز.
والحقيقة أنّ أيّ حرفٍ أفادَ بوجوده غرضاً بلاغياً، ينفى عنه مسمى الزيادة، ولو كان حذفه لا يخلّ بالمعنى الأصلي.
اللهم أرنا الحقّ حقاً وارزقنا اتباعه ..
ـ[أنوار]ــــــــ[09 - 10 - 2009, 12:51 ص]ـ
" أن القول بالزيادة فكرة نحوية من غير نظر إلى بلاغة الحرف وقيمته المعنوية، وأن القائلين بالزيادة؛ لفائدة، يطلقون فكرة التوكيد في كل موطن يحتمله المقام أو لا يحتمله، وأن القول بالزيادة يتناقض مع كون القرآن معجزا، والذي أحد شرائطه أو أوجهه إيجازه، لا تطويله الذي يعاب به الكلام، وأن القول بالزيادة يغفل بيان الأثر الصوتي للحرف، فضلا عن الأثر المعنوي، إذا ما عد دخول الحرف كخروجه".
وهذا أجلّ ماقيل عن الزيادة ..
موضوع له قيمته خاض فيه الأولون والآخرون .. ولم يكن هناك معنى يُفسر به ذلك أكثر من التوكيد ..
ـ[السعراني]ــــــــ[15 - 10 - 2009, 10:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي هيثم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على مشاركتك وإن كنت أخالفك الرأي وأرجو أن ثصوب لي فهمي إن كان خاطئاً.
أرى أن لاحروف زائدة وبدون الحرف الذي قد يسميه البعض زائداً يختلف المعنى اختلافاً بيناً ومثال ذلك قوله تعالى (وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً) وأنت قلت: إن المعنى هو (يكفي الله شهيدا فقد جاءت الباء زائدة لتفيد تقوية المعنى الموجب وتوكيده).
وأما المعنى عندي هو: يكفي البينات الظاهرة من الله شهيداً ودليلاً
فإن زالت الباء كان المعنى هو كما قلت أنت
والفرق في المعنى كالفرق بين قولنا: كفى بالكلام الذي قاله زيد شهيداً ودليلاً
وقولنا: كفا بزيد شهيداً ودليلاً
والله أعلم
ـ[السعراني]ــــــــ[15 - 10 - 2009, 01:02 م]ـ
أخي هيثم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على مشاركتك وإن كنت أخالفك الرأي وأرجو أن ثصوب لي فهمي إن كان خاطئاً.
أرى أن لاحروف زائدة وبدون الحرف الذي قد يسميه البعض زائداً يختلف المعنى اختلافاً بيناً ومثال ذلك قوله تعالى (وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً) وأنت قلت: إن المعنى هو (يكفي الله شهيدا فقد جاءت الباء زائدة لتفيد تقوية المعنى الموجب وتوكيده).
وأما المعنى عندي هو: يكفي البينات الظاهرة من الله شهيداً ودليلاً
فإن زالت الباء كان المعنى هو كما قلت أنت
والفرق في المعنى كالفرق بين قولنا: كفى بالكلام الذي قاله زيد شهيداً ودليلاً
وقولنا: يكفينا زيد شهيداً ودليلاً
تصحيح(/)
الحروف
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[19 - 08 - 2007, 02:16 م]ـ
· لما كان القرآن من عند الله العليم الخبير جاء كلامه تبارك وتعالى معجزاً في أعلى درجات البلاغة, من أجل ذلك ما من حرف في القرآن إلا وقد جاء لمغزىً بلاغي يتناسب مع المعنى العام للسورة ويؤكد و يوضح المراد من الآية ويخدم السورة .. وإليك أمثلة على ذلك ..
1. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ) , تختص (إذا) بدخولها على المتيقن والكثير المتكرر بخلاف (إن) فإنها تدخل على المشكوك فيه والنادر .. فأتى القرآن الخالد بلفظ (إذا) في الوضوء لتكراره وكثرة أسبابه كالوضوء لصلاة الفرض, والوضوء لصلاة السنة, والوضوء لقراءة القرآن, وللبث في المسجد, وللتبرك به فإن الوضوء سلاح المؤمن, ولذكر الله, وللآذان ولمس المصحف, وغيرها من الأسباب .. من أجل ذلك آثر القرآن لفظ (إذا) في الوضوء وأتى بـ (إن) في الجنابة لقلة وقوعها بالنسبة للحدث الأصغر.
2. قال تعالى: (وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ) , أتى في جانب الحسنة (إذا) لأن نعم الله على عباده كثيرة و مقطوع بها: (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا) , وأتى بـ (إن) في جانب السيئة – أي المصيبة والبلوى – لأنها قليلة الوقوع ومشكوك فيها إذا ما قورنت بنعم الله.
3. قال تعالى: (فَإِذَا جَاءتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ) , فقد جاءت الآية في جانب الحسنة بـ (إذا) الدالة على الكثرة والتحقيق تفيد كثرة تتابع الخيرات وتواردها على هؤلاء القوم (بني إسرائيل) وفي هذا تجسيد لما هم عليه من غفلة وجحود .. أما في جانب السيئة فلقد جاءت أداة الشرط (إن) الدالة على الشك والقلة.
4. قال تعالى: (وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ) , قال القرآن العظيم (في تسع آيات) ولم يقل (مع تسع آيات) لأن الآية تقرر أن معجزة خروج يد موسى عليه السلام بيضاء من غير سوء واحدة من الآيات التسع التي أيد الله تبارك وتعالى بها موسى عليه السلام كما قال تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ) , فإن جعلت (مع) بدلاً من (في) كانت الآيات عشر.
5. قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً) , في قوله تعالى: (أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا) , فالتعبير بـ (فيها) أبلغ من التعبير بـ (إليها) لأن (فيها) توحي بأن المهاجر في سبيل الله تكون الأرض غطاء له تحيط به فلا يراه احد من الظالمين, فاللفظ (فيها) أعطى هذا الإيحاء الجميل.
6. قال تعالى: (وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ) , يريد السياق أن يوضح أن سفينة نوح كانت في خطر عظيم وسط هذه الأمواج المتلاطمة المرتفعة ولكن الله تعالى بقوته وقدرته نجّا نوحاً ومن معه. فانظر إلى دلالة الحرف (في) التي تدل على الظرفية أي أن سفينة نوح غطتها الأمواج من كل ناحية لكن قدرة الله تعالى هي التي نجت هذه السفينة من التحطم تحت ضربات هذه الأمواج العالية كالجبال.
(يُتْبَعُ)
(/)
7. قال تعالى: (وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ* وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ* وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ) , لما كانت (الواو) لمطلق الجمع لا تفيد ترتيباً ولا تعقيباً جاء عطف السقيا على الإطعام بالواو لأن لا فائدة من تقديم أحدهما على الآخر فلولا مراعاة حسن النظم لكان يستوي أن تقدم الإطعام أو السقيا فيقال: (والذي هو يسقين ويطعمني) , لكن حسن النظم يقتضى (وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ) لتناسب الآيات لذا لم تستخدم الآية العطف بحرف (الفاء) التي تفيد الترتيب مع التعقيب ولم تستخدم أيضاً (ثم) التي تفيد الترتيب مع التراخي ولما كان الشفاء يعقب المرض بلا زمن خال من أحدهما استخدم حرف العطف (الفاء) التي تفيد وقوع الشفاء بعد المرض مباشرة ولأن المقام مقام مدح وثناء لله رب العالمين أثنى إبراهيم على ربه لسرعة إشفائه بعد مرضه .. ولما كانت (ثم) تفيد الترتيب مع التراخي استخدمها في عطف الحياة على الموت لأن البعث يكون بعد الموت بزمن كبير فناسب أن يعطف الحياة على الموت بحرف (ثم).
8. قال تعالى: (قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ* مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ* مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ* ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ* ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ* ثُمَّ إِذَا شَاء أَنشَرَهُ) , لما كان تقدير الإنسان تابعاً للخلق وملازماً له عطف عليها بالفاء (من نطفة خلقه فقدره) , ولما كان بين خلقه في بطن أمه وبين إخراجه منه زمناً عطف بـ (ثم) التي تفيد التراخي, وكذلك قوله (ثم أماته) لأن بين خروجه من بطن أمه وموته مدة وزمناً, ولما كان بين الإقبار بعد الموت والنشور زمناً ومدة عطف بـ (ثم) , (ثم إذا شاء أنشره) أنظر إلى دقة استخدام الحروف فحقاً إن هذا القرآن معجز في بلاغته.
9. قال تعالى: (فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً* فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً) , لما عطف الله تعالى بالانتباذ على الحمل دل على أنه كان مباشرة بعدما حملت توجهت مباشرة إلى مكان المخاض وهو الطلق ولما عطف المخاض على الانتباذ بالفاء دل على أن الطلق جاءها مباشرة بعد الانتباذ فدل ذلك على أن الحمل والوضع كانا في زمن يسير ولو كان لغيرها من النساء لعطف بـ (ثم) الدالة على التراخي والمهلة .. فلعل المطاوعة لا يعطف إلا بالفاء كقولك: أعطيته فأخذ, ودعوته فأجاب .. ولا تقول: أعطيته وأخذ ولا دعوته وأجاب, كما لا يقال: كسرته وانكسر .. وعلى ذلك فإن قوله تعالى: (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ) , ليس من باب أفعال المطاوعة إذ قوله (أغْفَلْنَا قَلْبَهُ) , هاهنا بمعنى صادفناه غافلاً وليس بمعنى صددناه لأنه لو كان كذلك لكان معطوفاً عليه بالفاء, وقيل: (فاتبع هواه) , وذلك لأنه يكون حينئذٍ فعل مطاوعة وفعل المطاوعة لا يعطف إلا بالفاء .. لما كانت (في) تدل على الظرفية وعدم الرفعة والعلو كان الأجدر أن يقول المرء: فلان في ضلال مبين وليس على ضلال مبين .. وقد قال إخوة يوسف لأبيهم: (قَالُواْ تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ) , أي منغمس فيه قد أحاط بك من كل ناحية, وكذا يقال في ما يشابهه كقولك: فلان في ظلام دامس .. أو لقد سقط في وهرة عميقة, هو في لجة من الخزي والعار .. أما إن كان الأمر فيه رفعة وعلو فيقال: (على) كقول الله تعالى في حق المؤمنين: (أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ) , كذلك نقول: (هو على تقوى من الله) , (هو على نور من ربه) , (هو على الحق المبين) ولا تقل هو في الحق أو في النور أو في التقوى لأن (في) لا تشي بالعلو والرفعة بخلاف (على) التي للاستعلاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
10. قال تعالى: (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ* وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ* وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ* وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ* وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ* وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ* وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ* وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ* بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ* وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ* وَإِذَا السَّمَاء كُشِطَتْ* وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ* وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ) , استخدم القرآن الكريم كلمة (إذا) التي تفيد التحقق والتوقع واليقين لأن كل ما ذكر كائن لا محالة وحق لا ريب في وقوعه وحدوثه.
11. قال تعالى: (فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى) , عبر القرآن بـ (إن) لأنها تفيد الشك والتقليل لأن الذكرى قل من ينتفع بها فكان دخول (إن) عليها دون (إذا) مناسباً.
12. قال تعالى: (إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ* وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً* فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً) , عبر القرآن بحرف إذا الدال على اليقين لبين لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصر الله قادم لا ريب فيه وقد كان .. فقد جاء نصر الله وفتحت مكة ودخل الناس في دين الله أفواجاً وصدق ربنا العظيم.
13. قال تعالى: (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا) , استخدم النظم القرآني الحرف (إن) التي تفيد الشك والقلة أي ما ينبغي على المؤمنين أن يقتتلوا وإن حدث ذلك فهو قليل جداً, ولم يستخدم النظم القرآني الحرف (إذا) لأن (إذا) تفيد الكثرة واليقين فتدل على أن القتال بين المؤمنين شيء معتاد وكثير.
14. قال تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) , استعمل (إن) هنا لتفيد الشك في صدقهم أي أنهم كاذبون وغير صادقين, والأسلوب القرآني يعرض هنا بكذبهم دون أن يصرح به ولكنه يصل إلى الغرض بطريق غير مباشر.
15. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) , عبر بـ (إن) التي تفيد عدم التحقق أي إن كانت لديكم النية مجرد النية في نصرة دين الله وليس الجزم بذلك فإن الله سينصركم لا محالة0(/)
المجاز المرسل
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[19 - 08 - 2007, 02:22 م]ـ
· تعريف المجاز المرسل:
· هو استعمال اللفظ في غير ما وضع له أولاً لعلاقة الملابسة.
· لابد وأن يقوي المجاز المرسل المعنى المطلوب وإلا لم يكن مستحسناً بل إن كل صورة الغرض منها هي تقوية المعنى المطلوب وإن لم تكن كذلك فهي عيب ووعي.
· تقوم العلاقة بين المعنى الأصلي والمعنى المجازي على علاقات كثيرة متنوعة من أشهرها:
1. الكلية: وهو أن يذكر الكل ويراد الجزء كقوله تعالى: (أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ) , فذكر الأصابع وأريد جزءاً منها وهو الأنامل فهو مجاز مرسل علاقته الكلية .. والعلاقة هي الشيء المذكور, فلو ذكر الكل وأريد الجزء كانت العلاقة هي الكلية, وإن ذكر الجزء وأراد الكل كانت العلاقة الجزئية, وإن ذكر السبب وأراد المسبب كانت العلاقة السببية .. وهكذا ولكن يا ترى ما سر جمال المجاز المرسل في هذه الآية؟ , سر جمال المجاز المرسل في هذه الآية هو إبراز مبالغة الكفار في نفورهم من سماع القرآن فكأنهم وضعوا أصابعهم كلها داخل الأذن مبالغة من الله تعالى في كراهيتهم لسماع القرآن وهي مبالغة جميلة تكشف عما في قلوب هؤلاء المنافقين من كره لسماع هذا القرآن العظيم .. من أجل ذلك عدل اللفظ القرآني من كلمة (أنامل) إلى كلمة (أصابع) طمعاً في المبالغة.
2. العلاقة الجزئية: أي يذكر الجزء ويراد الكل, ويشترط في هذا النوع من المجاز أن يكون الكل مركباً من أجزاء تركيباً حقيقياً وأن يكون الجزء المعبر به له أهمية خاصة بالنسبة للكل ومثاله في القرآن قال تعالى: (وجوه يومئذٍ ناعمة) , فقد ذكر الوجه وأريد الجسد كله فهو مجاز مرسل علاقته الجزئية .. والغرض البلاغي من هذا المجاز هو .. لقد ذكر الله تعالى الوجه وأراد الجسد كله لأن الوجه هو أبرز مناطق الجسم التي يبدو عليها مظاهر النعيم ولذلك قال تعالى: (تعرف في وجوههم نضرة النعيم) , ثم إن الوجه عادة وحده الذي يكون مكشوفاً وسائر أضاء الجسد مغطى بالثياب .. وقال تعالى: (كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ* نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ) , وهذا مجاز مرسل علاقته الجزئية حيث ذكر الجزء (ناصية) وأراد الجسد كله لأن الرأس لا يوصف بالكذب والخطأ إنما الذي يوصف بهما الإنسان كله .. الغرض البلاغي من هذا المجاز .. يرجع إلى أن الرأس هي موضع العقل الذي هو موضع الفكر والعقائد والذي يصدر الأوامر لجميع أجزاء الجسم فتستجيب له.
3. السببية: وهو التعبير بالسبب عن المسبب قال تعالى: (الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ* أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُواْ مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ) , هذا مجاز مرسل علاقته السببية حيث ذكر السبب وأراد المسبب, فإن السبب هو (السمع) والمسبب هو القبول والعمل بما يسمع .. الغرض البلاغي من هذا المجاز هو المبالغة في إظهار شدة رفضهم للإيمان بالله فهم لا يستطيعون حتى مجرد السمع فما بالكم بالعمل بما فيه الكلام.
4. علاقة اعتبار ما كان: أي التعبير بالماضي عن الحاضر قال تعالى: (وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ) , قد عبرت الآية عمن بلغوا سن الرشد بأنهم يتامى وذلك باعتبار ما كان .. والسر في ذلك .. وكأن الآية تريد أن توصي من كانوا يتكفلون أمر اليتامى بألا ينفضوا أيديهم ويمهلوهم بمجرد أن يؤتوهم أموالهم وإنما عليهم أن يواصلوا رعايتهم وعنايتهم بهم حتى ينضجوا نضجاً حقيقياً ويكونوا على خبرة بتجارب الحياة .. وأيضاً الآية تحث الأوصياء على العطف والرحمة بهؤلاء الذين كانوا منذ قليل يتامى فلا تأخذوا من مالهم شيئاً بل ردوه كله إليهم فلفظ اليتامى هاهنا للاستعطاف .. مثال آخر: قال تعالى: (خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاء الْجَحِيمِ* ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ* ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ) , يلقى الكافر الجبار المتغطرس في نار جهنم و
(يُتْبَعُ)
(/)
يذل بألوان العذاب و يهان ثم يقال له: (ذق إنك أنت العزيز الكريم) أي من كنت كذلك في الدنيا, فهذا مجاز مرسل علاقته ما كان وسر جماله .. تبكيت ذلك الجبار المتغطرس والاستهزاء به وإيلامه عند تذكر ما كان عليه في الدنيا من عز وكرامة فتتملكه الحسرة .. قال تعالى: (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً) , ذكرت لفظة (ويذرون أزواجاً) رغم أنها ليست زوجة بعد وفاة الزوج لأنها لو كانت زوجة لحرم عليها التزوج بعد موت الزوج ولو تزوجت لكانت قد جمعت بين زوجين ولكن الآية آثرت لفظ (أزواجاً) لحث هذه المرأة على التربص للعدة أربعة أشهر وعشرا فإنها كانت منذ وقت قصير زوجة لذلك الميت فلا يحق لها أن تنسى ذلك وتتزوج قبل مضي العدة فلفظة (أزواجا) تذكير للمرأة بزوجها السابق حتى لا تتعجل وتترك حقه في العدة والحداد عليه.
5. اعتبار ما سيكون: أي التعبير بالمستقبل عن الحاضر .. قال تعالى: (فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ) , لقد بشر الله تعالى نبيه إبراهيم عليه السلام بغلام ووصفه في حال البشارة بما يؤول إليه في المستقبل وهو العلم .. والسر في هذا المجاز المرسل .. لكي تتم البشارة والفرحة أي قد جمع له في البشرى بالولد وأنه سيكون عالماً.
6. العلاقة المحلية: أي يذكر المحل ويريد الحال .. قال تعالى: (وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيْرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ) , حيث ذكر المحل (القرية) وأراد الحال (سكان القرية) ثم ذكر المحل (العير) وأراد (الحال) ركاب العير على سبيل المجاز المرسل الذي علاقته المحلية .. وسر جمال هذا المجاز المرسل الاختصار لأن العرب تجنح إلى الإيجاز وتعتبره من قمة البلاغة فما دام السياق يفهم من غير لفظة ما فالأحسن إسقاطها وعدم ذكرها ويسمى هذا الإيجاز إيجاز الحذف.
7. الحالية: حيث يذكر الحال ويريد المحل .. قال تعالى: (فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) , حيث ذكر رحمة الله وهي (الحال) وأراد الجنة وهي (المحل) , فهذا مجاز مرسل علاقته الحالية ولعل سر جمال هذا المجاز أن تذكر الجنة موصوفة بهذه الصفات الجميلة المشوقة فهي بلا شك أبلغ من أن يقال: (هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) لأنها هاهنا لم تصف بأي صفة مشوقة.
8. العلاقة مشارفة وقوعه ومقاربته: أي يذكر الفعل ويراد مشارفته ومقاربته وإرادته قال تعالى: (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النَّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ) , أي وإذا طلقتم النساء فقاربن بلوغ الأجل فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن, فهذا مجاز مرسل علاقته مشارفة وقوع الحدث .. ولعل سر جماله الإيجاز فبدلاً من أن يقول: (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ) , حدث إيجاز حذف وهو نوع من البلاغة تستحسنه العرب.
ـ[سيبويه العرب]ــــــــ[20 - 08 - 2007, 12:23 ص]ـ
جزاك الله خيرا بما علمتنا استاذنا
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[20 - 08 - 2007, 10:58 ص]ـ
:::
أشكرك أخي الفاضل، على ما تبذله من تيسير وبيان.
قولك: " تقوم العلاقة بين المعنى الأصلي والمعنى المجازي على علاقات كثيرة متنوعة".
ذكر الصبان في رسالته البيانية أن عدد علاقات المجاز المرسل، على التحقيق: تسعة عشر علاقة، ثم سردها، مع الأمثلة.(/)
النَّزاهة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[21 - 08 - 2007, 05:42 م]ـ
النزاهة
النزاهة: هي خلوص ألفاظ الهجاء والذم من الفُحش. قيل لأبي عمر بن العلاء: ما هو أحسنُ الهجاء؟
قال: هو الذي إذا أنشدته العذراء في خدرها لا يقبح عليها.
ومن أمشلته: ما جاء في سورة المسد من ذم أبي لهب وامرأته: " تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5) "
ومن أمثلته أيضاً: ما جاء في سورة القلم من ذم للوليد بن المغيرة بصيغة عامة: " وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13) أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ "
يلاحظ هذا الهجاء الخالي من أي كلام فيه فحش.
ومن الأمثلة كذلك: قول الله عز وجل: ي سورة النور بشأن الذين يُدْعَوْن إلى الله ورسوله ليحكم بينهم فيعرضون حين لا يكون لهم الحق في الخصومة. ") أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمْ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ "
وهكذا سائر ما جاء في القرآن من ذم وهجاء يتحلى بالنزاهة(/)
الإشباع والتأكيد
ـ[محمد سعد]ــــــــ[21 - 08 - 2007, 05:53 م]ـ
تقول العرب: عشرة وعشرة تلك عشرون وذلك زيادة في التأكيد ومنه قوله جل ثناؤه: " فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلت عشرة كاملة"
وإنما قال هذا لنفي احتمال أن يمون أحدهماواجباً إما ثلاثة وإما سبعة فأكَّد وأزال التوهم بأن جمع بينها(/)
الفَرائد
ـ[محمد سعد]ــــــــ[21 - 08 - 2007, 10:48 م]ـ
الفرائدهذه الفرائد كلمات محلقة تنزل من سائر الكلام منزلة الفرائد من العقود بحيث إن تلك الكلمات لو سقطت من الكلام لم يسد غيرها مسدها، كقوله تعالى:
" أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم "
فكلمة الرفث فريدة لا يقوم غيرها مقامها وكقوله تعالى: " هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي"
فقوله تعالى: "وأهش بها على غنمي" فريدة يعز على الفصحاء أن يأتوا بمثلها في مكانها وكقوله تعالى:
" الآن حصحص الحق"
وقوله تعالى: " فلما استيئسوا منه خلصوا نجيا"
ولا يخف أن هذه الفرائد في هذه الأمثلة من شواهد بلاغة القرآن الكريم ومن إعجازه البياني
ـ[أبو أسيد]ــــــــ[21 - 08 - 2007, 11:05 م]ـ
بوركت وجزيت خيرا(/)
التلميح
ـ[محمد سعد]ــــــــ[21 - 08 - 2007, 11:17 م]ـ
وهو أن يشير الناظم في بيت أو قرينة سجع ألى قصة معلومة أو نكتة مشهورة أو بيت شعر حفظ لتواتره أو إلى مثل سائر يجريه في كلامه على جهة التمثيل كقول الشاعر:
لعمرو مع الرمضاء والنار تتلظى .... أرق وأحنى منك في ساعة الهجر
أشار بتلميحه في هذا البيت إلى البيت المشهور الذي ما برح الناس يتمثلون به عند من هو موصوف بالقسوة وهو:
المستجير بعمرو عند كربته .... كالمستجير من الرمضاء بالنار(/)
أين أنتم ياأهل الفصيح؟؟؟؟
ـ[مشعل الليل]ــــــــ[22 - 08 - 2007, 12:10 ص]ـ
:::
اريد خطة لبحث الطباق في القرآن دراسة بلاغية.
ـ[فتاة نجد]ــــــــ[22 - 08 - 2007, 03:55 ص]ـ
أخي الكريم
تستطيع أن تقسم بحثك قسمين
الأول دراسة نظرية تدرس فيه الطباق عند علماء البلاغة (من أول من تكلم عنه _ أسمائه _ أنواعه ......... وهكذا)
الثاني: دراسة تطبيقية للآيات التي وردفيها الطباق، وإذا كنت ستتناول جميع الآيات قسمها حسب الموضوعات، مثلا: الطباق في آيات الجنة والنار
الطباق في آيات المافقين والمؤمنين
الطباق في آيات الكون
............ وهكذا.
أتمنى أن أكون قد أفدتك ولو بالقليل ,,, والله سبحانه أعلم وأجل.
ـ[مشعل الليل]ــــــــ[24 - 08 - 2007, 12:55 ص]ـ
:::
شكرا لك وجزاك الله كل خير.(/)
الإيغال
ـ[محمد سعد]ــــــــ[22 - 08 - 2007, 01:28 ص]ـ
الإيغال في اللغة: الإمعان في التعمق والمبالغة والابتعاد، يقال لغة: أوغل في البلاد إذا ذهب وبالغ وأبعد.
والغيغال عند البلاغيين: هو إضافة أخيرة تأتي في الكلام بعد انتهاء المقصود منه لكنها ذات فائدة ما والداعي لها قد يكون الاحتياج إلى القافية في الشعر أو إلى تناظر الفقرات في النثر أو استغلال حالة طارئة عرضت للمتكلم أو غير ذلك.
سئل الأصمعي: من أشعر الناس؟
فقال: من ينقضي كلامه قبل انقضاء القافية فإذا احتاج إليها أفاد بها معنى.
قيل: نحو مَن؟ قال: ذو الرمة حيث يقول:
قفِ العيس في إطلال ميَّة فاسأل .... رسوماً كأخلاق الرداء المسلل
فتم كلامه بالرداء ثم قال: المسلل فزاد شيئاً ثم قال:
أظن الذي يجدي عليكسؤالها ..... دموعاً كتبذير الجمان المفصل
فتم كلامه بالجمان ثم قال؟
ـ[زينب محمد]ــــــــ[22 - 08 - 2007, 02:33 ص]ـ
تابع ..
بارك الله فيكـ، ونفع بعلمكـ ..(/)
ساااااعدوني ارجوووكم
ـ[مشعل الليل]ــــــــ[22 - 08 - 2007, 06:00 م]ـ
:::
لدي بحث ماجستير في البلاغة القرانية واريد تقسيم الايا ت بحسب الموضوعات
فبماذا تشيرون علي وجزاكم الله كل خير "
وما هي الكتب التي يمكن ان تفيدني؟ ( ops(/)
رسااالة عاااجلة الى فصحاء العربية ......
ـ[مشعل الليل]ــــــــ[23 - 08 - 2007, 12:16 ص]ـ
:::
كيف نقسم الايات القرآنية حسب الموضوعات؟؟؟؟؟؟ ( ops
ـ[خالد عايش]ــــــــ[23 - 08 - 2007, 12:33 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته:
أخي الكريم، مشعل الليل:
إن الحديث عن تقسيم آيات القرآن الكريم بحسب الموضوعات حديثٌ ذو شجون، و لشد ما أعجبني ما طرحت، و لكنها _ كما يبدو لي _ عملية شاقة، و تحتاج إلى العلم بتفسير القرآن و سبب نزول آياته إلى حد بعيد، و لعل بعض المصاحف فيها هذه الميزة، إذ تختتم عادة بفهرس خاص بمواضيع الآيات، كا لمصحف المطبوع بمؤسسة الإيمان ببيروت.
على كل ٍ حبذا لو شرعنا بعمل هذا المشروع على هذه الصفحة.
و شكراً.
ـ[الرويس]ــــــــ[23 - 08 - 2007, 01:02 ص]ـ
أي أن تكون الآيات القرآنية في موضوع واحد، مثل: آيات الأمن والخوف في القرآن الكريم أو آيات أهل الكتاي في سورة المائدة أو آيات وصف النار في سور المفصّل. وهكذا
ـ[الرويس]ــــــــ[23 - 08 - 2007, 01:03 ص]ـ
آيات أهل الكتاب
ـ[مشعل الليل]ــــــــ[23 - 08 - 2007, 02:54 م]ـ
:::
اشكركم جزيل الشكر على اهتمامكم وتواصلكم.
لكن ياأخي الكريم أين أجد المصحف الذي ذكرته. هل يوجد في مكتبات الرياض؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟(/)
مقتضيات
ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 08 - 2007, 01:15 ص]ـ
مما اتفق عليه أئمة البلاغة والأدب أن لكل قسم من اقسام الكلام الثلاثة (المساواة والإيجاز والإطناب) مقتضيات أحوال تلائمه، ومناسبات تقتضيه، ودواعي بلاغية تستدعيه، وموضوعات يحسن أن يختار لها.
وفيما يلي طائفة من أقوالهم:
رُوي أن الخليل بن أحمد أحد أئمة والأدب قال:
" يُخْتَصرُ الكتابُ ليحفظ، ويبسط ليفهم
قيل لابي عمرو بن العلاء: " وهو احد أئمة والأدب وأحد القرَّاء ووُصف بأنه أعلن الناس بالأدب والعربية والقرآن والشعر: ": هل كانت العرب تطيل؟
قال: " نعم، كانت تطيل ليسمه منها، وتوجز ليحفظ عنها"(/)
سؤال يا أهل البلاغة
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[23 - 08 - 2007, 12:52 م]ـ
أُريد شرح مفصل مبسط للدرس حذف المسند والمسند إليه
ولكم جزيل الشكر
ـ[الرويس]ــــــــ[23 - 08 - 2007, 12:58 م]ـ
ارجع إلى كتب البلاغة في المعاهد العلمية التابعة لجامعة الإمام.(/)
أغراض حذف المسند أو تركه
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[23 - 08 - 2007, 02:36 م]ـ
إذا تبيّن لنا ذلك، فإنّنا نَدخل مباشرة إلى الحديث عن الأغراض البلاغية لحذْف المسنَد في الكلام البليغ، فنقول:
إنّ هناك أغراضاً عامّةً للحذْف بصورة عامة، سواءٌ كان في المسنَد، أو في المسنَد إليه، أو في غيرهما. هناك أغراض عامّة توجَد في كلّ حال، يدخل فيها -بالطبع- حذف المسند.
وأوّل هذه الأغراض العامة: الإيجاز الذي يجعل العبارة محكَمة، دقيقة، خالية ممّا لا حاجة لذِكْره فيها. فالإيجاز غرض عامّ في كلّ حذف، ويدخل فيه حذف المسنَد.
وثاني الأغراض العامة لأي حذف هو: إثارة الفِكر والشعور حين لا يُعوِّل في الدلالة على المحذوف على الألفاظ، بل على العقل والفكر؛ فيكون ذلك أدعى للنشاط الذهني من المتلقِّي، ويكون أبعد عن الخمول الفكري.
وثالث الأغراض العامّة لكلّ حذف -ومنه حذْف المسنَد-: تصفية العبارة وصيانتها من التمدّد الثقيل. يعني: ما دام هناك دليل يدلّ على المحذوف، فلا داعي لذِكْره، حتى لا تمتدّ العبارة بكلام يمكن الاستغناء عنه. وهذا كان من طبيعة العربية في عصورها المزدهرة الأولى: في العصر الجاهلي، وفي عصر صدر الإسلام. كانت تميل إلى الإيجاز، والتخلّص ممّا لا حاجة للمستمِع إليه؛ ولذلك كان كلّ حذفٍ في الكلام العربيّ البليغ يحقِّق ثلاثة أغراض عامّة: الإيجاز، إثارة الفكر والشعور، تصفية العبارة وصيانتها من التمدّد الذي يُثقلها.
هذا، وكّل حذف في الكلام -كما هو معلوم- يتوقّف على أمريْن اثنيْن يُسيغان هذا الحذف، ويجعلانِه مقبولاً:
أولاً: أن يقتضي المَقام الحذْف.
ثانياً: أن تكون هناك قرينة دالّة على هذا الحذْف.
وبدون هذيْن الأمريْن معاً -وهما: اقتضاء المقام للحذف، وقيام القرينة الدالة على المحذوف-، يكون الحذف ضرباً من العبث في الكلام، أو نوعاً من الإلغاز والتّعمية التي تُخلّ بفصاحته. ما دام ليس هناك ما يقتضي الحذف، فإنّ الحذف يُعدّ عبثاً في كلام البلاغيِّين، أو في المعيار البلاغي. ما لم يكن هناك قرينة على المحذوف، فإنّ ذلك يُعدُّ نوعاً من الإلغاز والتعمية، والمتكلم عندما يتكلّم، إنما يتكلّم ليُبِيْن وليُفصح، لا ليعمِّي وليُلغز. هذا عن الأغراض العامّة، وعن اقتضاء المقام، وعن القرينة.
والآن نتّجه إلى البحث عن الأغراض الخاصة الكامنة وراء كلّ حذْف اقتضاه المقام، فلا بدّ في كل موضع حَدث فيه حذْف من أن يكون للحذف غرض خاص في هذا الموضِع، يضاف إلى الأغراض العامة الثلاثة التي تحدّثنا عنها فيما سبق. إذاً، هناك أغراض خاصة كامنة وراء كل حذْف اقتضاه المقام، لكنّ هذه الأغراض الخاصة أكثر من أن تُحصى. يعني: لا نستطيع أن نضبط عَددها، وأن نحصرها في قائمة. لماذا؟
لأنّ أغراض الحذف الخاصة ترتبط بأحوال النّفس -نفْس القائل، ونفْس المستمع-، وترتبط بالظروف والملابَسات التي تدعو إلى الحذف. والظروف والملابسات التي تدعو إلى الحذف كثيرة متنوِّعة، كما سبق أن أشرنا إليها في حذْف المسنَد إليه.
وهناك التقاء كبير بين الأسباب والدواعي لحذْف المسند إليه وحذف المسنَد، كالاحتراز عن العبث في الذِّكر بناءً على الظاهر من القرينة، وكاختبار تنبّه السامع أو مقدار تنبّهه عند قيام القرينة، وضِيق المَقام بسبب التحسّر أو التوجّع، أو المحافظة على وزنٍ أو قافية. وأيضاً منها: اتّباع الاستعمال الوارد على الحذف، وغير ذلك ممّا سبق ذِكْره في حذف المسند إليه. ولا مانع من اجتماع أكثر من غرض في حذْف واحد، لأنّنا قلنا: إنّ النِّكات البلاغية لا تتزاحم. وما دامت الأغراض الخاصة بالحذف في المسنَد أو المسنَد إليه غير مُمكنة، وتَفوت الحَصر، فإنّنا سوف نحاول أن نقدِّم منها نماذج للتدرّب والتذوّق، حتى نستطيع بعد ذلك أن ننطلق فنبحث عن السّر الخاص في كل حذْف في كلام بليغ نقرؤه أو نطّلع عليه.
فقد أورد البلاغيّون عدّة شواهد ونماذج لحذْف المسنَد، نتعرّض لبعضها، موضِّحين السِّرّ الخاص وراء هذا الحذْف، لتتّضح الصورة بشكل أوفَى وأتمّ بالمراد.
(يُتْبَعُ)
(/)
خُذ مثلاً: قول ضابئ بن الحارث البرجمي، من جملة أبيات قالها وهو حبيس بالمدينة، حبَسه عثمان بن عفان لإثم اقترفه؛ وذلك: أنه استعار كلباً من بني نهشل، ولمّا طالبوه به، أبى. فأخذوه منه عُنوة، فهجاهم هجاء مُقذعاً. فحبسه عثمان بن عفان لهذا الهجاء. ماذا قال ضابئ بن الحارث البرجمي؟ قال:
ومَن يَكُ أمسى بالمدينة رَحْلُه
فإنّي وقيّارٌ بها لَغَريبُ
الرّحْل هو: المنزل أو المأوى. وأما "قيّار"، فقالوا: إنه اسم فَرس أو جَمل للشاعر. وهناك من يقول: إنه: اسم غلام له، أي: خادم له.
المعنى: يريد أن يقول: أنّ من أمسى بالمدينة ناعماً هانئاً فقد حسُنت حالُه، وساءت حالي بها، لأنّي ودابّتي غريبان في هذا الحَبس. إذاً، ليس قوله:
"فإني وقيار بها لغريب"
ليس ذلك جواب الشرط، لأننا في أوّل البيت عندنا أداة شرط:
"ومن يَكُ أمسى بالمدينة رَحْلُه"
أداة الشرط "مَن"، أو اسم الشرط "مَن"، والجملة الشرطية "يَكُ أمسى بالمدينة رَحْلُه"، والجواب تقديره: مَن يَكُ أمسى بالمدينة رحلُه، فقد حسُنت حالُه، لأنّه يقيم في منزِله، أو في المأوى الذي يعيش فيه. وساءت حالي، لأني غريب، وقيّار -حِصاني أو جملي- غريب بها. فيكون إذاً:
"فإنّي وقيّار بها لغريب"
تعليل لجواب الشرط المحذوف؛ كأن التقدير: ومَن يَكُ أمسى بالمدينة رحلُه، فقد حسُنت حاله، وساءَت حالي، لأنّي وقيّار بها لغريب.
الشاهد هنا في قول الشاعر:
"فإنّي وقيّار بها لغريب"
حيث حَذفَ المسنَد من الثاني لدلالة الأوّل عليه؛ والتقدير: فإنّي بها لغريب، وقيار كذلك.
وسرّ الحذف هنا: دلالة المذكور عليه. التقدير مرة ثانية: فإنّي بها لغريب وقيّار كذلك، فحذَف خبر "قيّار"، لدلالة المذكور في الجملة الأولى عليه، وهو قوله: "لغريب"؛ والمقام هنا يقتضي الحذف.
نحن قلنا: إنّ في كلِّ حذف في الكلام البليغ لا بدّ من توفّر شرطيْن:
الأوّل: أن يكون هناك مقتضى ومقام يطلب هذا الحذف.
الثاني: أن يكون هناك دليل على المحذوف.
أمّا الدليل على المحذوف، فإنّ كلمة "غريب": خبر إنّ، دليل على المحذوف من خبر "قيار"، المقام هنا يقتضي الحذف لماذا؟
لأنّ الشاعر هنا ضيّق الصدر، متألمٌ ألماً نفسياً شديداً من الحبس الذي هو فيه؛ إذاً المقام هنا مقام ضَجر وضِيق وألَم، وهذا يناسبه: الحذف وعدم التطويل في الكلام. ويمكن أن يضاف إلى ذلك: أنّ الحذف قد حافظ على الوزن العروضيّ للبيت. ونحن قلنا: إنّه لا مانع من اجتماع أكثر من غرض واحد في الشاهد الواحد. وقوله: "لَغريب": خبر إنّ. قد تقول لماذا لا نجعل "لغريب" خبراً لـ"قيار"، وأنّ خبر "إنّ" هو المحذوف، ويكون من الحذف من الأوّل دلالة الثاني عليه؟ نقول: ذلك لا يصحّ، لماذا؟
لقد حكَمنا بأنّ "لَغريب": خبر إنّ قولاً واحداً، لا يجوز أن يكون خبراً لـ"قيار"، لأنّ "قيار" مبتدأ، ولا تَدخل اللاّم على خبر المبتدإ في فصيح الكلام، إلاّ إذا كان منسوخاً، كما في "إني بها لَغريب".
فنقول: "إني ... لَغريب" خبر لـ"إنّ"، ولا يجوز أن يكون خبراً "لقيّار"، لأنه مبتدأ، ولا تدخل اللاّم على خبر المبتدأ في فصيح الكلام، إلاّ إذا دخلَت عليه أداة ناسخة، كما في "إنّي بها لَغريب"، فـ"لغريب" إذاً تعيّنت أن تكون خبراً للأوّل. وأمّا خبر "قيار" فإنّه محذوف؛ وبذلك يكون "وقيار" كذلك مِن عطف الجُملة على الجملة.
ومن الملحوظ هنا في الدِّقّة الشعرية: أنّ الشاعر لم يقل: فإنّي بها لغريب وقيّار. أي: لم يستَوْف خبر "إنّ" قبل أن يأتي بـ"قيّار"، لم يقل: فإنّي بها لغريب وقيّار، وكان في إمكانه ذلك، بل قَرن بين نفسه وبين "قيّار": "فإني وقيّار"، ثم ذكَر لفظ الغُربة متأخراً بعد ذلك، لماذا؟ لكي يُبيِّن شدّة ألَم هذه الغربة عليه، حتّى إنّ جَمله وفَرسه أحسّها، وكان يشاركه الألم، ويَشعر بشعوره. فهذا التقديم -تقديم قيّار- قبل استيفاء "إن" لخَبَرها له مَقصد في التسوية بينه وبين جَمله في الإحساس بآلام الغُربة وأحزانها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى هذا النمط من الحذف أيضاً: قول الشاعر عمرو بن امرئ القيس الخزرجي، عندما احتكَم إليه الأوس والخزرج، في دِيةٍ لعبد يقال له: بُجَير، كان قد فَضّل سيّدَه مالكاً من الخزرج على الأوس، فقتلوه. فطلَب مالك بتسليم القاتل له ليَقتله في عَبده، أو أن تُدفع دِية حرٍّ في مقابل قتْل عَبده، فقال عمرو بن امرئ القيس الخزرجي عدّة أبيات عندما احتكموا إليه، منها هذا البيت:
نحن بما عندنا وأنتَ بما
عندك راضٍ والرأيُ مختلِفُ
إذ التقدير: نحن بما عندنا راضون، فحُذف "راضون" -خبر "نحن"- من الأوّل، لدلالة الثاني عليه، وهو: "وأنت بما عندك راض"، عكس بيت ضابئ بن الحارث البرجمي. فضابئ بن الحارث البرجمي حَذف من الثاني لدلالة الأوّل، وهنا حُذف من الأول لدلالة الثاني عليه؛ إذِ التقدير: نحن بما عندنا راضون، وأنت بما عندك راض. فحَذف المسنَد من الجملة الأولى لدلالة ذِكره في الثانية عليه. والحَذف هنا يحقِّق الأغراض العامّة الثلاثة في كلّ حذف، إلى جانب غرض خاص هنا، وهو: ضِيق صدر المتكلّم -وهو الشاعر- لعدم إذعان الفريقيْن للرأي الذي ارتآه، وأيضاً للمحافظة على الوزن الشعري.
إذاً، الضِّيق هنا أيضاً هو الذي اقتضى حذْفَ خبَر المبتدإ الأوّل.
ومِن حذْف المسنَد أيضاً: قولُ المتنبِّي:
قالتْ وقد رأتِ اصفِراري مَن به
وتنهّدتْ فأجبتُها المتنهِّدُ
فقد سألَتْه حبيبتُه متجاهلة سببَ ما أصابه من اصفرار وشحوب، وتنهّدتْ لهوْل ما رأتْه من اصفراره وشحوبه، فأجابها: بأنّها هي السبب في ذلك. وأمّا "مَن به"، فالمراد: مَن المطالب به، ومَن المسؤول عن هذا الاصفرار الذي به؟ ولذلك كان تقدير الجواب: "المُتنَهِّد" هو المسؤول عن ذلك،؛ فيكون من حذف المسند. أو أنّ "مَن به" تقديره: مَن فعل به ذلك؟ فيكون تقدير الجواب: فَعل به ذلك: المتنهِّدُ؛ فيكون أيضاً من حذف المسنَد. والحذف هنا أيضاً للاحتراز عن العبث في ذِكْره، لوجود القرينة الدالة عليه، ولضيق المقام بسبب ما يعانيه من ألمٍ نفسي، أو أيضاً قد يكون لمراعاة الوزن.
فيتحقّق هنا عدّة أغراض: الإيجاز، إثارة شعور المتلّقي وفكْره ليقدِّر المحذوف، عدم تمدّد العبارة وثِقلها -هذه أغراض عامة في كلّ حذف-، الاحتراز عن العبث في ذِكره لأنّ القرينة تدلّ عليه، ضِيق المقام بسبب ما يُعانيه من الألم النفسي، مراعاة الوزن. كلّ هذه أغراض سَواء كانت عامة أو خاصة، يمكن أن تجتمَع هنا في حذف المسنَد في هذا الكلام.
ومِن الحذف للاحتراز عن العبث لوجود القرينة الدّالة: قوله تعالى في سورة (الطلاق): {وَاْللاَّئِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنْ ارْتَبْتُم فَعْدَتُهُنَّ ثَلاَثَةُ أَشْهُرٍ وَاللاَّئِي لَمْ يَحِضْنَ}.
فالتقدير: واللاّّئي لم يحِضن كذلك، أي: عدّتهن ثلاثة أشهر؛ وهذا التقدير على وجْهٍ في الآية. وهناك وجْه آخَر فيها: أن تكون مِن حَذف المسنَد إليه والمسنَد معاً، لدلالة الكلام السابق عليها، ويكون التقدير: واللائي لم يحضن فعدّتهن كذلك. يعني: التقدير الأوّل: واللائي لم يحضن كذلك؛ فيكون المحذوف المسنَد. وقد يكون المحذوف المسنَد والمسنَد إليه، ويكون التقدير: واللائي لم يحِضن فعدّتهن كذلك؛ فتكون "عدّتهن": مبتدأ، و"كذلك": خبر المبتدإ، والجملة: خبر المبتدأ الأوّل، وهو: {اللاَّئِي}.
وقد يدلّ حذْف المسند إليه من الكلام على ترْكه، وازدرائه، واحتقاره، وسقوط درجته عن الذِّكر، كما في قوله -جلّ شأنه- في سورة (الرعد): {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بَِمَا كَسَبَتْ} فـ"مَن" هنا: مبتدأ لم يأت خبرُه، {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بَِمَا كَسَبَتْ} فـ"مَن": اسم موصول مبتدأ، خبره محذوف، والتقدير: أفمن هو قائم على كلّ نفس يرعاها ويَحرُسها -وهو: الله سبحانه وتعالى- كمن ليس كذلك؟ فقد حُذف: "كمن ليس كذلك"، لازدرائه وترْكه، وأنّه ليس جديراً بأن يُذكر في الكلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هذا القبيل أيضاً: قول الله -سبحانه وتعالى-: {أَفَمَنْ مَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ للإِسْلاَم فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ للقَاسِيةِ قُلُوبُهُم}، والتقدير: أفمن شرَح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه، كمَن ليس كذلك؟ أي: مِن الضالِّ الكافر الذي عاش في ضلال الكفر؛ فقد ترَكه ازدراءً واحتقاراً، وأنه ليس جديراً بأن يُذكر. وفي هذا الحذف -مع أنّ فيه تحقيراً وازدراءً لشأن المسنَد المحذوف- إشعار بتعظيم المسند إليه المذكور الذي: {مَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بَِمَا كَسَبَتْ}، وأيضاً مَن {شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ للإِسْلاَم فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ}.
فإذا كان حذْف المسنَد فيه تحقير له، وإهانة له، وحطّه عن درجَة الذِّكْر، فإنّ في هذا الحذف إشعاراً بتعظيم المسند المذكور في الكلام، وإشارة إلى أنّه أعظم وأجلّ من أن يقارَن بالمحذوف، لأنّ المحذوف ساقط المنزلة لا يستحقّ ذِكراً ولا مقارنة بجانب هذا العظيم المذكور، هذا من أغراض حذف المسند في الكلام البليغ.
ونعود مرّة ثانية إلى صورة أخرى من صور الحذْف، فقد يكون من أغراض حذْف المسند: الاهتمام بالمقدّم، وتأكيد التسوية في معنى المسنَد. انظر إلى قوله تعالى في شأن الذين يُؤذون رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: {يَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ}، إذ التقدير: والله أحق أن يُرضوه، ورسوله كذلك. فحَذف المسند الثاني -وهو "كذلك" -لدلالة الأوّل عليه، وهو: "والله أحقّ أن يُرضوه". أو بعبارة أخرى: حُذف المسند -خبر رسول- للاحتراز عن العبث في الكلام، وقَرن بين لفظ الجلالة ولفظ: {رَسُولُهُ} - {واللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ} - للإشارة إلى: أنّ رضَى الرسول -عليه الصلاة والسلام- يجب أن يُحرص عليه كما يُحرص على رضى الله -سبحانه وتعالى-، لأنّ من يُطع الرسول فقد أطاع الله. ولو أُخِّر لفظُ "الرّسول" ربّما يتوهّم متوهِّم أنّ رضى الرسول -عليه الصلاة والسلام- في منزلة أقلّ من رضَى الله -سبحانه وتعالى-.
إذاً، والله أحقّ أن يُرضوه ورسوله، الاهتمام بالمقدّم -وهو الله سبحانه وتعالى-، ورضَى الله -سبحانه وتعالى-، ثم حذْف المسنَد يؤكِّد التسوية، لأنّ {وَرَسُولُهُ} كذلك أحقّ أن يُرضوه، وقَرن أولاً بين الله ورسوله قبل أن يأتي خبر لفظ الجلالة، لكي يُبيِّن أنّ رضى رسول الله من رضَى الله -سبحانه وتعالى-.
هذا باعتبار أنّ معنى جملتيْن، والله أحقّ أن يُرضوه، ورسولُه كذلك، تكون جملتيْن. وأمّا على اعتبار أنّ الجملة واحدة، وأن لفظ "الرسول" معطوف على لفظ الجلالة عطف مفرَدات، يعني: و {اللهُ}: مبتدأ، و {رَسُولُهُ}: معطوف على {اللهُ}، و {أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ}: خبر عن هذا المبتدإ وما عُطف عليه، فلا شاهد لنا في الآية، لأنّه لا يكون هناك حذف للمسنَد، ولا يمنع من هذا الوجه أن يكون {رَسُولُهُ} معطوفاً على لفظ الجلالة، والخبر عن لفظ الجلالة وما عُطف عليه لا يمنع من هذا إفراد الضمير في قوله: {أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ}، لأنّه للدلالة على أنّ رضَى الله ورضَى الرسول شيء واحد بدون فَرْق، فيلتقي في هذا مع الوجه الأوّل.
-يعني الوجه "الله أحقّ أن يُرضوه"، و {أَحَقُّ}: خبر لفظ الجلالة، {واللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ}، {أَحَقُّ}: خبر الأوّل، وحَذف خبر {رَسُولُهُ} لدلالة الأوّل عليه؛ فيكون من عطف الجُمل. وقَرن بين {الله} و {رَسُوله} أولاً لكي يبيِّن أنّ رضّى الرسول من رضى الله -سبحانه وتعالى-، وأنه لا فرق بين الرضاءيْن. وأمّا لو جعلنا {وَرَسُولُهُ}: معطوفاً على لفظ الجلالة، و {أَحَقُّ}: خبراً عنهما، فهذا فيه أيضاً إشارة في إفراد الضمير في: {يُرْضُوهُ} إلى أنّ رضَى الرسول هو من رضَى الله -سبحانه وتعالى-، وأنه لا فَرْق بين الاثنيْن.
وقد يُحذف المسنَد من الكلام البليغ، لأنّ القصد هو إلى المسنَد إليه، لِينصرف الذِّهن إليه، لأنّه مختصّ بحال غريبة ينبغي أن تَشيع بين الناس، ليَقفوا عليها، ويأخذوا منها درساً أو عِظة؛ وذلك كما في قوله -سبحانه وتعالى- في سورة (الزمر): {أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِِ سُوءَ الْعَذَاب يَوَمَ الْقِيامِةِ} أي: كمن يُنَعّم في الجنة، وقوله -سبحانه وتعالى- في سورة (فاطر): {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنَاً} أي: كمَن لم يُزيًّن له سوء عملِه. هنا حَذف في الآية الأولى: {أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِِ سُوءَ الْعَذَاب يَوَمَ الْقِيامِةِ}، حذف من يُنعّم في الجنة لأنّ من يتّقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة، هذا المسنَد إليه يختصّ بحالة غريبة لا توجد عند الإنسان الطبيعي والعادي؛ وذلك أنّ هذا الإنسان يتّقي بوجهه سوء العذاب، الإنسان يتّقي العذاب، أو يتقي الضربات، أو يتّقي ما يوجّه إليه من إيذاء، يتّقيه بيديْه، يتّقيه بصدره، إنّما هذا الإنسان يتّقي العذاب بوجهه الذي هو أكرم شيء في الإنسان؛ وهذا يدلّ على أنّه قد أصابه لون من الذهول والخبال، فلم يَعُدْ يدري كيف يتّقي هذا العذاب الذي يوجّه إليه، فيحاول أن يَدرأ عن نفسه العذاب بوجْهه، وليس بالأدوات الطبيعية لدَرء العذاب. فلمّا كان المسنَد إليه متّصفاً بحالة غريبة، ينبغي أن تشيع بين الناس ليتصوّروها، ويأخذوا منها الدرس والعبرة، اكتفى بالمسنَد، وحذف المسند إليه.
وكذلك {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنَاً}، حَذف: كمَن لم يُزيّن له سوء عمله، لأنّ هذه حالة غريبة. الإنسان الذي يعمل الأعمال السيئة ولكنّه قد طَمست على بصيرته فرآها حَسنة، فهذا إنسان غريب. والحذف هنا كما هو للدِّلالة أو للقصد إلى هذه الحالة الغريبة، يُشعر بتعظيم المحذوف، وأنّ الله -سبحانه وتعالى- يُكرمه فلا يَذكره في مقابل الشقيّ المذكور؛ فليس في ذِكره هنا تكريم له، بل حَذَفه حتى لا يكون في مواجهة هذا الشقي والضال. هذا الحذف فيه إكرام، لكي لا يكون في مقابَلة هذا الإنسان العجيب. والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[23 - 08 - 2007, 02:39 م]ـ
تابع أغراض حذف المسند: الأغراض الخاصة
قد يُحذف المسنَد تكثيراً للفائدة في الكلام، كيف يتحقّق ذلك؟ قالوا بأنْ يحتمل الكلام بحذْف المسنَد أن يكون هو المحذوف، أو أن يكون المسنَد إليه هو المحذوف، فيَحتمل الكلام أكثر من وجْه. يعني: تكثير الفائدة يَحدث عندما يكون معَنا حذْف يَحتمل أكثر من تقدير، ويَحتمل أكثر من وجْه إعرابي؛ بذلك يكون هناك وفرة في المعنى، وغزارة في الدلالة، وهذه سِمة من سِمات الكلام الجيّد الذي يَحتمل الأوجه الكثيرة، والمعاني الغزيرة.
وإليك بعضَ الشواهد ممّا يمثِّل تكثير الفائدة بالحذف:
فقد قال الله -سبحانه وتعالى- إخباراً عن سيِّدنا يعقوب، لمّا أخذ إخوة يوسف يوسفَ ليلعب معهم، وأضاعوه، قال: {بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ}. الشاهد في قوله تعالى: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ}، لأنّ "صبْر جميل" يحتمل أن يكون التقدير: فأمري أو حالي صبر جميل؛ فيكون من حذف المسند إليه، فلا شاهد له معنا. أو يكون التقدير: فصبر جميل أفضل، وأجمل، وأليَق بي.
قال البلاغيّون: التقدير الأول -وهو: حذف المسند إليه- أولى، لأنّه أنسَب بحديث يعقوب عن نفْسه، فيكون حذف المسند إليه هنا أولى وأرجح.
وممّا يحتمل أمريْن في التقدير فتكثرَ فيه الفائدة أيضاً: قول الله -سبحانه وتعالى- في أوّل سورة (النور): {سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا}، يُحتمل أن يكون التقدير: هذه سورة أنزلناها، فيكون من حذف المسند إليه، وأن يكون التقدير: فيما أوحينا إليك يا محمد سورة أنزلناها، فيكون من حذف المسنَد؛ وهنا تكثر الفائدة، لأنه مع التقديرات المختلفة يَختلف المعنى، وإن كان لا يتناقض.
ومن ذلك أيضاً، ممّا يَحتمل أكثر من وجْه في تقدير المحذوف، فتكثر به الفائدة: قوله -جلّ شأنه-: {وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لِئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لاَ تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ}؛ فالشاهد في قوله تعالى: {طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ} يحتمل أن يكون التقدير: طاعتكم طاعة معروفة، فيكون من حذْف المسنَد إليه؛ وهذا في شأن المنافقين، لأنهم يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم، كأنه يقول: طاعتكم طاعة معروفة، يعني: طاعة نفاق، وطاعة ظاهرية، فلا تظنّوا أنّكم بقولكم بأفواهكم ما ليس في قلوبكم تنطلي علينا طاعتكم، أو تَخدعوننا به. ويُحتمل أن يكون التقدير: الذي يُطلب منكم طاعة معروفة، كطاعة المؤمنين الذين يتطابَق فيهم باطن أمْرهم وظاهره، فيكون حينئذٍ من حذف المسنَد إليه أيضاً. أو أن يكون التقدير -وهذا تقدير ثالث-: طاعة معروفة كطاعة المؤمنين أولى بكم، فيكون مِن حذْف المسند.
فأنت قد رأيت أنّ تقدير المسند إليه المحذوف يَحتمل تأويليْن أو تقديريْن، ويَحتمل وجهاً ثالثاً وهو: أن يكون المحذوف هو المسنَد، وفي كلٍّ تجِد معنًى مغايراً، وإن كان غير مناقض للمَعنى الأول.
ومِن هذا القبيل أيضاً، ممّا يَحتمل أكثر من وجْه فتَكثُر فيه الفائدة، وهو من أخصَب وأدقّ ما نوقش في باب حذْف المسند الذي يحتمل فيه الحذف أكثر من وجْه: قوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهَ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَلاَ تَقٌُولُواْ ثَلاَثَةٌ انْتَهُوْا خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ}.
وقف البلاغيون أمام قوله تعالى: {وَلاَ تَقٌُولُواْ ثَلاَثَةٌ}، وقالوا: إنّه يجوز في الآية الكريمة أن يكون المحذوف هو المسنَد، ويكون التقدير: لا تقولوا: لنا آلهةٌ ثلاثة. أو يكون التقدير: لا تقولوا: في الوجود آلهة ثلاثة. فيكون المحذوف هو المسنَد، وهو: "لنا"، أو: في الوجود، وتكون الجملة مكوّنة من مبتدإ هو: "آلهة"، وصِفة هي: قوله: {ثَلاَثَةٌ}، وخبر مقدّم هو: "لنا"، أو: في الوجود، ثم حُذف الخبر. وحَذْف الخبر مطّرد في كلّ ما معناه التوحيد، مثل "لا إله إلاّ الله"، أي: لا إله موجود إلاّ الله، فحُذف الخبر، ثم حُذف الموصوف وهو المبتدأ، وهو "آلهة". وحذْف الموصوف أيضاً واقع في كلام العرب، فصار الكلام بعد حذفيْن -بعد حذْف الخبر،
(يُتْبَعُ)
(/)
وحذْف المبتدإ وبقاء الصفة-، صار الكلام: {لاَ تَقُولُوا ثَلاَثَةٌ}. هذا احتمال قال به البلاغيّون.
وهناك احتمال آخَر: أن يكون المحذوف هو: المسند إليه وليس المسنَد، والتقدير: ولا تقولوا: "الله، والمسيح، وأمّه: ثلاثة". فيكون المحذوف: "الله، والمسيح، وأمّه"، ويكون الذي معنا هو الخبر، والمحذوف هو المسنَد إليه. وعلى هذا التقدير: لا تقولوا: "الله والمسيح وأمه: ثلاثة"، معناه: أي: لا تعبدوهم كما تعبدون الله، ولا تسوُّوا بينهم في الصفة والرُّتبة؛ وذلك مأخوذ من قولهم إذا أرادوا التسوية بين اثنيْن: "هما اثنان" -أي: متساويان في الرتبة-، وإذا أرادوا إلحاق واحد باثنيْن قالوا: "هم ثلاثة" أي: متساوُون في الرتبة.
وهناك قول آخَر ضعيف في تقدير الآية، يؤدِّي إلى الكفر؛ قد قيل: إنّ التقدير في الآية: ولا تقولوا: آلهتنا ثلاثة. بمعنى: أنّ المحذوف هو "آلهتنا"، وأنّ {ثَلاَثَة} هو المسنَد المذكور. نحن قلنا: لا تقولوا: "في الوجود آلهة ثلاثة"، وهذا تقدير جائز.
وهناك تقدير آخَر: أن يكون المحذوف هو: المسنَد إليه، والتقدير: ولا تقولوا: "الله والمسيح وأمه: ثلاثة" أي: لا تسوُّوا بينه وبينهم. أمّا التقدير: ولا تقولوا آلهتنا ثلاثة، فهو يؤدّي إلى خطإ كبير في العقيدة،؛ وهذا يبيّن خطورة دراسة البلاغة، لأنّ تقدير الأشياء في المعاني إنّما يرجع إلى المعاني الصحيحة، وأنّ أيّ خطإ في التقدير قد يمسّ أمراً من أمور العقيدة. فلماذا كان التقدير: ولا تقولوا آلهتنا ثلاثة، كان قولاً فاسداً، وفيه خطأٌ كبير؟ يتبيّن لك ذلك من أنك إذا سلّطت النفي، لا يتوجّه النفي أو النهي إلى أحد طرفيْها -أي: إلى المسند أو المسند إليه-، وإنما يتوجّه النفي أو النهي إلى الحُكم القائم بين الطرفيْن. هذه قضية ثابتة.
فإذا قلت: "ليس زيد بمنطلق"، فأنت لم تنفِ زيداً، ولم تنفِ الانطلاق، وإنّما تنفي إثبات معنى الانطلاق لزيد؛ وهذا هو الحُكم. وإذا قلت: "ليس زيد النحوي عاقلاً"، فأنت لم تنفِ عن زيد كونه نحوياً، بل بالعكس، أنت أثبتَّ له أنه نحويّ، وإنما نفيت عنه إثبات كونه عاقلاً. وإذا قلت: "ليس أمراؤنا ثلاثة"، فأنت لم تنفِ أنّ لنا أمراء، بل أوجبت ذلك وأثبتّه، وإنما تنفي أن تكون عِدّتهم ثلاثة. فإذا قلت: "ليست آلهتنا ثلاثة"، فأنت لم تنفِ وجود الآلهة، بل أوجبت ذلك وأكّدتَه، وإنمّا نفيت أن يكون عَددهم ثلاثة؛ وهذا واضح، وفيه ما ترى من الفساد.
أمّا قولنا: "ليس لنا آلهة ثلاثة"، أو "ليس في الوجود آلهة ثلاثة"، فإنه نفي لأن تكون لنا آلهة ثلاثة، أو نفي لأن يكون في الوجود آلهة، ولذا لا يصحّ في مِثله أن تقول: "ليس لنا أمراء ثلاثة، وإنما هم أربعة، أو هم اثنان"، هذا كلام فاسد، وهو بخلاف قولك: "ليس أمراؤنا ثلاثة، وإنما هم أربعة، أو اثنان"؛ فهذا كلام صحيح.
فتأمّل ذلك! فإنّه ملخّص من كلام شريف للإمام عبد القاهر الجرجاني في "دلائل الإعجاز". وإذا أحسنتَ التّدبّر والقياس، علمتَ بعد الذي ذَكرناه: وجْه الفساد في قولهم في قراءة: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرُ ابْنُ اللّهِ} -بحذف تنوين {عُزَيْرُ} -: "إنّه جاء على حذْف المسند، والتقدير: عزير ابن الله معبودنا". هذا تقدير فاسد، وذلك من حيث أفادت العبارة إثبات المسنَد إليه، وهو: أنّ عُزير ابن الله، وخروجه من حدّ النفي كما يَخرج زيد النحوي من حيِّز النفي في قولنا: "ليس زيد النحوي عاقلاً"، فزيد النحوي ثابت، والمنفيّ عقْله، وإنما يتسلّط النفي في ذلك كلّه على النسبة والحُكم، ومِثله: أنك تقول: "ليس زيد بن علي حاضراً"، فتنفي حضوره فقط، ولا تنفي كونه ابن عليّ، بل تعترف بذلك.
وكذلك الحال في الآية التي معنا؛ لأنّ قوله: {ابْنُ اللهِ} صفة لعُزير، وحُذف التنوين من {عُزَيْر} كما يُحذف من زيد في قولك: "زيد بن علي"، فالإنكار لا يتّجه إلى الصفة في الآية، وإنّما يتّجه إلى الخبر؛ هذا ما قالوه، وهو فاسد، وفيه ما ترى من الفساد. والوجه الصحيح في الآية: أن يكون التنوين مُراداً، وإنّما حُذف لالتقاء الساكنَيْن، كقراءة: {قُلْ هُوَ اللّهُ أحَدُ * اللَّهُ الصَّمَدُ}: {أَحدُ}، بحذف التنوين إذا وصلت، حتى لا يلتقي الساكنان بحذف التنوين من: {أَحَد}. وكذلك قول أبي الأسود الدُّؤلي:
فألفيْتُه غير مستعتَب
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا ذاكرَ الله إلاّ قليلاً
فحذف التنوين من "ذاكر" حتى لا يلتقي الساكنان. فأصْل {عُزَيْرُ ابْنُ اللّهِ} بدون تنوين، هو "عزيرٌ ابن الله" بالتنوين، ثم حُذف بَدل الحركة، لأنّك لو نوّنت لقُلت: "عزيرٌ ابن الله"، فكأنّ هناك كَسرة يختلسها الإنسان تُشعر بها، إنّما تسمع نفسك وأنت تنطق "عزيرٌ ابن الله" بالتنوين، تجِد كسرة خاطِفة على نون التنوين يختلسها اللسان اختلاساً، لينتقل إلى نُطق الباء الساكنة من {ابْنُ}. وهكذا في أكثر كلامهم، يحرِّكون التنوين هذه الحركة الخافتة جداً، تفادياً لالتقاء الساكنَيْن، وأحياناً يَحذفون هذا التنوين، كما أشرنا.
وخلاصة ما قيل في الآية من وجْه صحيح: أنّ جملة: {عُزَيْرُ ابْنُ اللّهِ} من غير تنوين: جملة مكوّنة من مبتدإ وخبَر، ولا حاجة فيها إلى الحذف؛ لأنّك لو قدّرت مسنداً محذوفاً، فإنّك بذلك تكون قد أثبتَّ أنّ: عزيراً ابن الله، حاشا لله ذلك!
ونعود مرّة ثانية إلى: أغراض حذْف المسند إليه في الكلام البليغ؛ قلنا: آخِر غرض: أن يكون هناك احتمالات في الحذف تكثِّر الفائدة، وتَعرّضْنا لشواهد من ذلك.
نقول بعد ذلك: قد يُحذف المسند اتّباعاً للاستعمال الوارد على الحذْف في مثْله، كوقوع المسنَد إليه بعد "لولا" كما في قول عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه-: "لولا عليٌّ لهلَك عمر"، أي: لولا عليّ موجود. ولا يُحذف الخبر مع "لولا" إلاّ إذا كان أمراً عاماً، كما في هذا المثال: "لولا عليّ لهلَك عمر"، أي: لولا عليّ موجود. فالخبر المحذوف: "موجود": خبر عامّ. فلو كان أمراً خاصاً، فإنّه لا يجوز حذْفه لِعَدَم معرفته، كما في قولك: "لولا زيد سالَمَنا ما سلِم"، فلا بدّ هنا من ذِكر الأمر الخاص وعدم حذْفه، ومن ذلك قول الشاعر:
يُذيب الرّعبُ منهم كلّ عَضب
فلولا الغِمد يُمسكه لزالاَ
فذَكر الخبر هنا لأنّه أمر خاص:
"يذيب الرّعب منهم كلّ عضب"
الرعب يذيب العضب -وهو: السيف-، فلولا الغِمد يُمسك السيف لزال السيف. هذا خبر غريب؛ ولذلك ذَكر الخبر بعد "لولا" لأنّه أمر خاص.
ومِن حذْف المسنَد في الكلام العربي اتّباعاً للاستعمال الوارد: أن يكون المبتدأ صريحاً في القَسم، كما في قول الله -سبحانه وتعالى-: {لَعَمْرُكَ إِنْهُمْ لَفِي سَكْرَتِهُمْ يَعْمَهُونَ}؛ فالتقدير: "لعمْرك يميني أو قسَمي". وكذلك العطف على المبتدإ بواو تفيد المعيّة، ورد فيه الحذف، كأن تقول: "كلّ جندي وسلاحه"، فالتقدير: مقترنان، بحذف الخبر أو المسنَد.
نتابع حذف المسند في الكلام العربيّ، اتّباعاً للاستعمال الوارد على الحذف فيه، فنقول:
مِن مواضع حذف المسند المطّرد في الكلام العربي: أن يشتمل الكلام على حال تسدّ مَسدّ الخبر، كقولهم: "أكثر شُربيَ السويق ملْتوتاً"، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: ((أقربُ ما يكون العبد من ربِّه، وهو ساجد))، أي: أكثر شربيَ السويق حاصل إذا كان ملتوتاً، وأقرب ما يكون العبد من ربّه حاصل إذا كان ساجداً. وقد اشترطوا في هذه الحال التي تسدّ مسدّ الخبر: أن تُغني عن الخبر، وأن لا تصلُح هي أن تكون خبراً. ومن الواضح أنك تحسّ في هذه المَواضع كلّها أنّ ذِكر المسند يصيب العبارة بالتفكّك، والقلق، والبعد عن الدّقة والإحكام الذي كانت عليه مع الحذف.
ومن الحذْف لاتّباع الاستعمال الوارد: وقوع المسنَد إليه بعد "إذا" الفجائية كما في قولك: "خرجتُ فإذا الأسد"، فالتقدير: المسند المحذوف: "موجود"، ولا يُحذف الخبر هنا أيضاً إلاّ إذا كان أمراً عاماً، مثل كلمة: "موجود".
ومن حذْف المسند أيضاً للسّبب نفسه -وهو: اتّباع الاستعمال الوارد عن العرب-: "إنّ محمداً، وإنّ علياً"، -أي: إنّ لي محمداً، وإن لي علياً-، تقول ذلك لمَن قال لك: "إنّ الملأ يأتمرون بك ليقتلوك! "، أو "إنّ القوم إِلبٌ عليك! "، يعني: مجتمعون عليك!، فتقول: "إنّ محمداً، وإنّ علياً"، أي: إنّ لي محمداً، وإنّ لي علياً أنتصر بهما". فتراهم يحذفون المسنَد عند تكرار "إنّ"، ولا يسوغ الحذف بدون وجود "إنّ"؛ فلا تقول مثلاً: "محمد وعليّ"، لاحتمال أن يكون القَصد إلى الاسم المفرد، بأن تَجمع محمد وعلي فقط.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأمّا دخول "إنّ"، فيُشعر بالمحذوف فيها دلالة على المحذوف، لأنّها لا تدخل على الجملة إلاّ إذا كان فيها نسبة بين شيئيْن، وهذا يستدعي تقديراً للمحذوف؛ والحذف هنا يفيد مع الإيجاز قوّة العبارة ودقّتها.
ومن شواهد البلاغيِّين في حذف المسنَد مع "إنّ": قول الأعشى:
إنّ مَحَلاًّ وإن مُرتَحَلاً
وإنّ في السّفْر إذْ مَضَوْا مَهَلاَ
يقول: المَحلّ والمرتَحَل -بمعنى الحِّل والارتحال-، يعني: إنّ لنا حلولاً في الدنيا إلى حين، وإنّ لنا ارتحالاً إلى الآخرة. "وإنّ في السفْر" يعني: في جماعة المسافرين، ويقصد بهم جماعة الأموات. "إذ مضَوْا مهَلا"، يعني: إمهالاً وطول غَيبة، لأنّهم لا يعودون.
إنّ مَحَلاًّ وإن مُرتَحَلاً
وإنّ في السّفْر إذْ مَضَوْا مَهَلاَ
يريد الشاعر: أنّ لنا في الدنيا حلولاً إلى حين، ثم لنا بعد ذلك مرتحَل عنها إلى الآخرة طويلاً، كما هو شأن الرّاحلِين منهم الذين مضَوا فلم يعودوا. والشاهد هو في قوله:
"إنّ محلاً وإنّ مرتحلاً"
أي: أن لنا محلاًّ، وإنّ لنا مرتحَلاً.
ومِن حذْف المسند لاتّباع الاستعمال الوارد: قوله تعالى: {قُلْ لَوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِي إِذاً لأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنْفَاقِ}: {قُلْ لَوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ}، {أَنْتُمْ} فاعل لفعْل محذوف يفسِّره المذكور، لأنّ {لَوْ} لا تدخل إلاّ على الأفعال. وتقدير الكلام: لو تَملكون تملكون؛ فلمّا حُذف الفِعل المسنَد "تملكون" الأوّل انفصل الضمير، وهو: واو الجماعة، فأصبح {أَنْتُمْ}، ثم ذُكر الفعل من بَعده لكي يكون مفسِّراً له ودالاً عليه؛ وهذا ما يقتضه عِلم الإعراب.
أمّا ما يقتضيه عِلم البيان والبلاغة، فهو: أنّ {أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ} فيه دلالة على الاختصاص، وأنّ الناس هم المختصّون بالشحّ المتبالَغ.
ونَحوُه مِن حذْف المسند لاتّباع الاستعمال الوارد: قول حاتم الطائي: "لو ذاتُ سوارٍ لطَمَتْني! ". وذات السوار عند العرب هي: الحرّة. يريد حاتم: أنه لو لطَمته حرّة لهان الأمر. وقصة هذا المثَل: أنّ حاتماً مرّ ببلاد عَنَزة، فنادى أسيرٌ لهم أن يساعده حاتم في إطلاق سَراحه، ولم يكن مع حاتم شيء يساومهم به. فقال لهم: أطلقوه، واجعلوا يدي في القَيد مكانه، ففعلوا. ثم جاءته أمَة ببعير ليَفصده، فنَحَره، فلطمَته على وجهه، فقال: "لو ذات سوار لطمتني! " يعني: الذي حزّ في نفسه أنّ التي لطمَتْه إنما هي أمَة، ولو كانت حرّة هي التي لطمَتْه لكان الأمر متقبّلاً. فقال: "لو ذات سوار لطمتني! ". فالمحذوف هنا هو: المسند، والتقدير: لو لطمتْني ذاتُ سوار. فحَذَف المسند لدلالة "لطمَتْني" عليه. حذَفه بعد "لو" المختصّة بالدخول على الأفعال.
ومن ذلك: قول المتلمِّس:
ولو غيرُ إخواني أرادوا نَقيصَتي
جعلتُ لهم فوق العَرانِين مِيسَما
وما كنتُ إلاّ مِثلَ قاطع كفِّهِ
بكفٍّ له أخرى فأصبح أجذَما
"العرانِين": جمع عِرْنين، وهو: الأنف كلّه، أو الجزء الصّلب من الأنف. و"المِيسم": العلامة.
"ولو غير إخواني أرادوا نقيصتي"
أي: لانتقمتُ منهم، وجعلت لهم شيئاً يُعيّرون به، وهو: أن أجعل في أنفهم -وهو موطن الشّمم والإباء- علامة تدلّ على أنني ضربْتُهم أو آذيْتهم. يقول: لو أنّ الإساءة أتتْني من غير إخواني لعرفتُ كيف أثأر لنفسي وأنتقم، وأجعل من أساء إليَّ يُعيّر بعلامة تدلّ على ذِلّته، تكون فوق أنْفه. ولكن المشكلة: أنّ الإساءة أتَتْني من ذوي رحِمي، فإذا انتقمت منهم كنتُ كالذي يَبتر يده باليد الأخرى:
وما كنتُ إلاّ مثلَ قاطع كفِّه
بكفٍّ له أخْرى فأصبَح أجذَما
يعني: مقطوع اليد، وهذا شبيه بقول الشاعر الآخَر:
قَومي هُمُو قتلوا أُمَيمَ أخي
فإذا رمَيْتُ يصيبُني سَهمي
المُهمّ: أنّ الشاهد في أنّ "غير إخواني": فاعل لفعْل محذوف تقديره: ولو أراد غير إخواني، وحُذف لدلالة "أرادوا" المذكورة في الكلام عليه.
أقول: مِثل هذه الأساليب التي ذَكرها النّحاة واردة عن العرب، وقد حُذف فيها المسنَد مِثل حَذف المسند بعد القَسم الصريح، وبعد "لولا" مع الحال السّادّة مسدّ الخبر، ومع واو المصاحبة، أو واو المعِيّة الصريحة، و"إذا" الفجائية، و"لو" وغيرها ... أقول: لا أظنّك تغفل عن أنّ هذه الجُمل جُمل رشيقة يسوقها النحاة في باب الخبر، من مِثل قولهم: "لعَمرك لأفعلنّ"، و"ضربي زيداً قائماً"، و"كلّ رجل وضَيْعته". نعم، إنّها جُمل حلوة، تَلفت النفس بوجازتها، وإن كانت مقتطَعة أو خالية من السياق الذي يُضفي على العِبارات مزيداً من الحياة والقوة.
فواضح من قول عمر: "لولا عليٌّ لهلَك عُمر"، واضح أنّ هذه الجملة التي يَذكرها النحاة جملة عذبة، ولا يستطيع أن يقول عمر: "لولا عليّ موجود"، لأنّ ذلك يُعدّ امتداداً ثقيلاً للعِبارة، لا يُمكن أن يَنطق به عربيّ فصيح. فالإيجاز إذاً -وهو من أهمّ ألوان جَمال اللغة وبلاغتها- داخل في أصل هذه التراكيب، وكأنّها عُجنَت بهذا الإيجاز.
انظر مثلاً إلى قولهم: "ضَرْبي زيداً قائماً"، تجده يَنطوي على دقّة عجيبة في التأليف، لا يهتدي إليها إلاّ عارف بطبائع العلاقات في الجُمل؛ فهو مثال يتكوّن من كلمات ثلاث: "ضربي"، "زيداً"، "قائماً"، تنطوي وراءها كلمات أربع؛ إذِ الأصل: "ضربي زيداً حاصل إذا كان زيد قائماً". فالمحذوف أكثر من المذكور. وهذا المحذوف أشار إليه بتصرّف قريب ودقيق، هو: تنكير "قائماً"، لأنه بذلك يكون مُنع من أن يكون وصفاً لزيد؛ وبذلك يتعيّن أن يكون بقيّة جملة أخرى.
وقوله: "ضَرْبي زيداً"، جزء جملة يتعيّن أن يكون له ما يتمِّمه، فتحصّل أنّ صدر هذا المثال اقتضى محذوفاً، يكون هذا المحذوف تماماً له. وعَجُزه اقتضى محذوفاً يكون هذا المحذوف ابتداءً له، مع ضرورة أن يكون بين هذه المحذوفات ما يَربط الجملتيْن رباطاً صحّ معه هذا التلاؤم الذي تراه بين الجزءيْن المذكوريْن.
فإذاً، هذه العبارات التي بُنيَت في كلام العرب على الحذف بصفة دائمة، لم يُحذف فيها ما يُحذف إلاّ لأنّ العِبارة تكون بهذا رشيقة، موجَزة، واضحة الدلالة تماماً، مع وجود الحَذف فيها.(/)
من بلاغة الجمع في الحُكْم
ـ[محمد سعد]ــــــــ[24 - 08 - 2007, 05:21 م]ـ
الجمع في الحكم
أن يجتمع معنيان، أو صنفان، أو نوعان أو جنسان أو أي مختلفين فأكثر في حكم واحد، وفي هذه الحالة يمون من الإيجاز من جهة، ومن بديع الكلام من جهة أخرى، صياغة تعبير واحد مختصر، تُذكر فيه المختلفات إما بلإفرادها إذا كان كل فرد منها معيَّناً، وإما بلفظ كلي يجمعها إذا لم يكن للمتكلم غرض في تعيين الأشخاص، أو كان الأفراد غير محصورين، وكان الغرض تعميم الحكم على كل الأفراد
ومن أمثلته:
قول الله عزَّ وجل في سورة المائدة: " يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون"هذه الأصناف المتعددة: " الخمر – الميسر – الأنصاب – الأزلام " جُمعت في حكم واحد وهو كونها رجساً معنوياً، وكون الله قد أمر المؤمنين باجتنابها
المثال الثاني: قول" أبي العتاهية "
إنَّ الشَّباب والفراغَ والجِدَةَ .... مَفسدةٌ للمرء أيُّ مفسدة
الجدة: السعة في امتلاك المال، مصدر" وَجَدَ" وجداً وجِدَةً، إذا صار ذا مال.
فاجتمعت هذه الثلاثة في كونها مفسدة، فأعطيت في بديع القول حكماً واحداً.
المثال الثالث: قول ابين الرومي
أراؤكم ووجوهكم وسيوفكم .... في الحادثات إذا دجون نجوم
فجمع آراء الممدوحين ووجوههم وسيوفهم في حكم واحد وهو كونها كالنجوم في الحادثات المظلمات
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 03:04 م]ـ
كل ما تأتي به نافع بارك الله فيك أخي محمد ...(/)
ماذا يقصد السكاكي بقوله: رأيت أسدا في الحمام؟ بكسرالحاء وفتح الميم اوبفتح الحاء و
ـ[ابوذرالغفاري]ــــــــ[24 - 08 - 2007, 09:02 م]ـ
الحمام هل هي بكسر الحاء وميم مفتوحة مهملةأوفتح الحاءوميم مفتوحة مشددة
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - 08 - 2007, 10:37 م]ـ
(الحَمَّام) بفتح الحاء وتشديد الميم
انظر المادة (12) من درر الحكام في شرح مجلة الأحكام.(/)
أجيبوني يرحمكم الله
ـ[الصبا]ــــــــ[24 - 08 - 2007, 11:26 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. يقول تعالى في الآية 50 من سورة الأحزاب::: " يأيها النبئ انا أحللنا لك أزواجك اللآتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللآتي هاجرن معك ........ "صدق الله العظيم
سؤالي هو ما الغاية البلاغية او اللفظية من افراد الخال والعم وجمع الخالات والعمات في اللفظ حيث قال عمك وعماتك وخالك وخالاتك.
افيدوني فتح الله عليكم
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[25 - 08 - 2007, 01:48 ص]ـ
هذا ما جاء فى تفسير روح البيان فى تفسير القرآن
واعمامه عليه السلام اثنا عشر وهم الحارث وابو طالب والزبير وعبد الكعبة وحمزة والمقوم بفتح الواو وكسرها مشددة وجحل بتقديم الجيم على الحاء واسمه المغيرة والجحل السقاء الضخم وقيل بتقديم الحاء المفتوحة على الجيم وهو فى الاصل الخلخال والعباس وضرار وابو لهب وقثم والغيداق واسمه مصعب او نوفل وسمى بالغيداق لكثرة جوده ولم يسلم من اعمامه الذين ادركوا البعثة الاحمزة والعباس.
وبنات اعمامه عليه السلام صباغة بنت الزبير بن عبد المطلب وكانت تحت المقدام وام الحكم بنت الزبير وكانت تحت النضر بن الحارث وام هانئ بنت ابى طالب واسمها فاخته وجمانة بنت ابى طالب وام حبيبة وآمنة وصفية بنات العباس بن عبد المطلب واروى بنت الحارث بن عبد المطلب.
وعماته عليه السلام ست وهن ام حكيم واسمها البيضاء وعاتكة وبرة واروى واميمة وصفية ولم تسلم من عماته اللاتى ادركن البعثة من غير خلاف الا صفية ام الزبير بن العوام اسلمت وهاجرت وماتت فى خلافة عمر رضى الله عنه. واختلف فى اسلام عاتكه واروى ولم يتزوج رسول الله من بنات اعمامه دينا واما بنات عماته دينا فكانت عنده منهن زينب بنت جحش بن رباب لان امها اميمة بنت عبد المطلب كما فى التكملة {وبنات خالك وبنات خالاتك} الخال اخ الام والخالة اختها والمراد نساء بنى زهرة يعنى اولاد عبد مناف بن زهرة لا اخوة امه ولا اخواتها لان آمنة بنت وهب ام رسول الله لم يكن لها اخ فاذا لم يكن له عليه السلام خال ولا خالة فالمراد بذلك الخال والخالة عشيرة امه لان بنى زهرة يقولون نحن اخوال النبى عليه السلام لان امه منهم ولهذا " قال عليه السلام لسعد بن ابى وقاص رضى الله تعالى عنه " هذا خالى " وانما افرد العم والخال وجمع العمات والخالات فى الاية وان كان معنى الكل الجمع لان لفظ العم والخال لما كان يعطى المفرد معنى الجنس استغنى فيه عن لفظ الجمع تخفيفا للفظ ولفظ العمة والخالة وان كان يعطى مفرد معنى الجنس ففيه الهاء وهى تؤذن بالتحديد والافراد فوجب الجمع لذلك ألا ترى ان المصدر اذا كان بغير هاء لم يجمع واذا حدد بالهاء جمع
ـ[الصبا]ــــــــ[25 - 08 - 2007, 07:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أشكرك اخي هيثم جزيل الشكر على هذا السرد والتوضيح ..(/)
أرجو المساعدة بسرعة
ـ[مشعل الليل]ــــــــ[25 - 08 - 2007, 12:56 ص]ـ
::::::
ماهي التفاسير القرآنية البلاغية سواء ا كانت قديمة أو حديثة والتى توضح الجانب البلاغي في الآية وخاصة فن البديع؟؟؟؟؟؟؟؟
ولكم جزيل الشكر ........
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[25 - 08 - 2007, 01:23 ص]ـ
السلام عليكم
تجد ذلك بكثرة فى صفوة التفاسير للصابوني
صفوة التفاسير ( http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=0&tTafsirNo=83&tSoraNo=1&tAyahNo=1&tDisplay=yes&UserProfile=0)
ـ[مشعل الليل]ــــــــ[25 - 08 - 2007, 11:45 م]ـ
::::)
جزاك الله كل خير ياأخ هيثم وشكرا لتجاوبك معي.
:; allh:;allh(/)
من بلاغة النبي (صلى الله عليه وسلم)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[25 - 08 - 2007, 10:31 ص]ـ
هذا موضوع احببت أن أنقله لكم مع الرجاء من الأخوة والأخوات المشاركة فيه وذلك لاثرائه طلباً للأجر قبل الفائدة بارك الله في الجميع:
هذه صورة من بلاغة النبي صلى الله عليه وسلم وهي منقولة عن كتاب "إعجاز القرآن والبلاغة النبوية"لمصطفى صادق الرافعي
هدنة على دخن
هذا من حديث الفتنة، والهدنة: الصلح والموادعة والدخن: تغيّر الطعام إذا أصابه الدخان في حال طبخه فأفسد طعمه.
وهذه العبارة لا يعدلها كلام في معناها، فإن فيها لوناً من التصوير البياني لو أذيبت له اللغة كلها ماوفت به، وذلك أن الصلح إنما يكون موادعةً وليناً، وانصرافاً عن الحرب، وكفاً عن الأذى، وهذه كلها من عواطف القلوب الرحيمة فإذا بني الصلح على فسادٍ، وكان لعلةٍ من العلل، غلب ذلك على القلوب فأفسدها، حتى لايسترح غيره من أفعالها، كما يغلب الدخن على الطعام، فلا يجد آكله إلا رائحة هذا الدخان، والطعام من بعد ذلك مشوب مفسد. فهذا في تصوير معنى الفساد الذي تنطوي عليه القلوب الواغرة، وثم لونٌ آخر في صفة هذا المعنى، وهو اللون المظلم الذي تنصبغ به النية "السوداء" وقد أظهرته في تصوير الكلام لفظة"الدخن".
ثم معنى ثالث، وهو النكتة التي من أجلها اختيرت هذه اللفظة بعينها، وكانت سر البيان في العبارة كلها، وبها فضلت كل عبارة تكون في هذا المعنى وذلك أن الصلح لايكون إلا أن تطفأ الحرب. فهذه الحرب قد طفئت نارها بما سوف يكون فيها نار أخرى. كما يلقى الحطب الرطب على النار تخبو به قليلاً، ثم يستوقد فيستعر فإذا هي نار تلظى، وما كان فوقه الدخان فإن النار ولا جرم من تحته, وهذا كله تصوير لدقائق المعنى كما ترى، حتى ليس في الهدنة التي تلك صفتها معنى من المعاني يمكن أن يتصور في العقل إلا وجدت اللون البياني يصوره في تلك اللفظة لفظة"الدخن".
يتبع ....
ـ[محمد سعد]ــــــــ[25 - 08 - 2007, 10:57 ص]ـ
المجاز المرسل في اللفظ المركب: هو لفظ مركب يستعمل بهيئته التركيبية في غير المعنى الذي وُضِعَتْ له صيغة جملته في اصطلاح التخاطب، لعلاقة غير المشابهة، مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي.
ويكون هذا المجاز في قسمين:
القسم الأول: المركّبات الخبرية
القسم الثاني: المركّبات الإنشائية
أما المركبات الخبيرة: فقد تخرج عن دلالتها الخبرية مجازاً للدلالة بها على معنى آخر، فمنها ما يلي:
الخبر المسوق للدعاء ومن أمثلته:
قول الرسول:= بشان المتحللين من إحرامهم بالحلق أو التقصير على ما روي الإمام أحمد بسنده إلى يحيى بن حصين، قال: سمعت جدتَّي تقول:
سمعت نبي الله:= بعرفات يخطُبُ يقول:
" غفر الله للمحلقين، غفر الله للمحلقين، غفر الله للمحلقين"
قالوا: والمقصرين؟
فقال: " والمقصرين" في الرابعة.
الصيفة صيغة إخبار، وقد استُعملت في الدعاء
والغرض البياني الرجاء والتفاؤل بتحقيق المدعوّ به.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[25 - 08 - 2007, 11:02 ص]ـ
أخي أحمد المحترم أنت سبقتني في الكتابة وهذا ليس مستغرب منك لأنك سباق للخير ولذلك أرجو نقل مشاركتي " من بلاغة النبي" وضمها إلى مشاركتك وسوف أكمل في الموضوع لأنه موضوع ثري بالفائدة. مع الشكر الجزيل.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[25 - 08 - 2007, 11:13 ص]ـ
بارك الله فيك أخي محمد ... القلوب عند بعضها وهذه دليل حب الفائدة بخدمة لغتنا العربية وبلاغة أحاديث النبي والذي أوتي جوامع الكلم صلى الله عليه وسلم، أثابك الله خير مايثيب عباده المتقين.
ـ[قطرة ندى]ــــــــ[25 - 08 - 2007, 11:55 ص]ـ
جزيتم خيرا. لاحرمكم الله أجر ما نقلتم::
عودتمانا دائما على المفيد، فلكم منا كل الشكر::
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[25 - 08 - 2007, 12:18 م]ـ
بارك الله فيك أختي الكريمة قطرة ندى وجزاك خير الجزاء وأوفاه نفعنا الله بك ...
ـ[محمد سعد]ــــــــ[25 - 08 - 2007, 02:58 م]ـ
المجاز المرسل المركب: المركب الإنشائي
قد يخرج المركب الإنشائي مجازاً عن معناه للدلالة بها على معانٍ أُخرى، منها ما يلي:
•إطلاق الأمر والنَّهي مُراداً به الإخبار مجازاً ومن أمثلته من الحديث النبوي الشريف:
قول الرسول (ص) كما جاء في الحديث النبوي الصحيح:
" مَنْ كَذَبَ علىَّ مُتعمداً فليتبَوَّأ مَقعَهده من النَّار" فليتبوَّأ: الصيغة إنشائية فيها معنى الأمر، والمراد الإخبار بأنهم سيتبوؤن مقعدهم من النار، أي: سيقيمون به.
يقال لغة: تبوَّأ المكان وتبوأ به، إذ نزله وأقام به.
والعلاقة السببية بين الأمر والخبر هنا، إذ الأمر مستعمل أولاً بمعنى الدعاء، إذ يطلب في الرسول من ربه، ودعاء الرسول على من كذب عليه متعمداً بهذا التبوُّء متحقق الاستجابة فهذا الكاذب سيتبوَّأ مقعده من النار حتماً.
أو نقول: صيغة الأمر مستعملة بمعنى الوعيد والعلاقة بين الأمر والوعيد أنَّ أمر التنفيذ الجزائي يلزم عنه وعيد بالجزاء، فالعلاقة هي اللزوم، فجرى استعمال الأمر في الوعيد بما سيحدث من جزاء، ولو كان مقرر الجزاء غير مستعمل صيغة الامر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[27 - 08 - 2007, 09:13 ص]ـ
قبس من جوامع الكلم ـ قصد في اللفظ، وبلاغة في المعنى
إبراهيم محمود
إن المستقرىء لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم سيقف على مزيّة للنبي لا تكون لغيره، فهي من سمات البلاغة النبوية التي هي سبيل لإدراك حقائق الشريعة بلسان عربي مبين، هذه السمة هي اجتماع كلامه وقلّته مع غزرة معناه وإحاطته وشموله وهي ما يطلق عليها العلماء: جوامع الكلم.
وسنقف في هذه العجالة على عدد من أحاديثه صلى الله عليه وسلم تعد أركانا للشريعة بما اشتملت عليه من اتساع المعنى وإحكام الأسلوب مع اجتماع الكلام وقلّة الألفاظ.
(1) ـ "عن أبي رقيّة تميم بن أوس الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدين النصيحة قلنا: لمن، قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم" (رواه مسلم).
لعلّ هذا الحديث من الأحاديث الكليّة الجامعة لحقوق الله ورسوله، وكل هذا مجموع في لفظ النصيحة، والنصح لغة الخلوص من الشوائب، والعسل الناصح الخالص وقيل: النصح الالتئام والجمع، ولا جرم أن الناصح يريد الخلاص والالتئام للمنصوح وفي قول النبي "الدين النصيحة: إجمال يدل على أن جلّ الدين وعماده قائم على النصيحة فهذا مثل قوله: "الحج عرفة" و"الدعاء هو العبادة" وأشباه ذلك.
"قلنا: لمن" واللام هنا للاستحقاق أي: من يستحقها؟ فأجابهم النبي "الله" وهي كلمة جامعة لحق الله في الواجب والمستحب، وجامعة لمفهوم الإيمان بربو بيته وألوهيته وأسمائه وصفاته.
وأما النصيحة لكتاب الله سبحانه فبالإيمان بأنه كلام لله وتنزيله، لا يشبهه شيء من كلام الناس، والكتاب هنا القرآن ومن حقه تلاوته والخشوع في ذلك، والذب عنه والوقوف مع أحكامه، واليقين بأنه يهدي للتي هي أقوم.
وأما النصيحة لرسوله فتكون بطاعة الرسول فيما أمر وتصديقه فيما أخبر والانتهاء عمّا نهى عنه وزجر وألا يعبد الله إلا بما شرع على لسان نبيّه.
وأما النصح لأئمة المسلمين فبمعاونتهم على الحق وطاعتهم، وتذكيره برفق وإعلامهم بما غفلوا عنه، وتأليف القلوب لهم، ولهذه النصيحة شروط وضوابط مقررة في كتب أهل العلم، وأما نصيحة عامة المسلمين فإرشادهم لمصالحهم في آخرتهم ودنياهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، فكل حق للمسلم على المسلم يدخل في النصح لعامة المسلمين.
إن هذا الحديث جمع كلّ ما تقدم بأخصر عبارة وأفصح بيان وجمع كما يقول بعض العلماء ـ خيري الدنيا والآخرة.
(2) ـ "عن أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته رضي الله عنهما قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك" (رواه الترمذي والنسائي وقال الترمذي حديث حسن صحيح).
كلام بيّن فصل جامع موجز اشتمل على معان واسعة الأمداء والآفاق، فالحسن رضي الله عنه يقول:"حفظت" وفي هذا إشارة إلى أهمية المحفوظ وشرفه، وإن معنى هذا الحديث قريب من قول النبي في حديث النعمان بن بشير" فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام" وقول النبي صلى الله عليه وسلم:"فدع ما يريبك" إشارة إلى كل ما فيه شك وريب فما كان هذا سبيله ففيه رصيد من عدم الطمأنينة، فلا بد من تركه إلى ما هو يقين وطمأنينة، فترك المشتبهات إلى أمر يقيني هو أصل عام، فالحديث يدل على هذه القاعدة العظيمة، في أن المسلم يبحث عن اليقين دوما في كل أموره، وإذا أشبه أمر في حلال أو حرام فإنه يتركه إلى اليقين أو إلى ما هو حلال في يقينه بل إن العبادات والشعائر كلها قائمة على اليقين "وإن الظهر لا يغني من الحق شيئا" وإذا تقرر ذلك فإن للحديث تكملة وهي قول النبي صلى الله عليه وسلم " فإن الخير طمأنينة وإن الكذب ريبه"، ومن هنا كان هذا الحديث أصلا في الورع وترك المشتبهات، وقد قال بعض السلف: "إذا أتاني أمر فيه ريبة تركته" ولا سيما عند المخبتين المخلصين، وفي هذا راحة النفس وطمأنينة القلب.
(يُتْبَعُ)
(/)
(3) ـ عن حذيفة بن اليمان ـ رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا، فأيّ قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأيّ قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين: على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض والآخر أسود مربادٌ كالكوز مجحيا، لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما شرب من هواه" (رواه مسلم).
إن نظرة متأنيّة إلى السياق النبوي السابق تقدّم لنا تحليلا نفسيا لواقع الفتن التي ستعصف بالأمة الإسلامية، ويقدم لنا ا لسياق ذلك عن طريق التمثيل فعرض الفتن والمحن أشبه بالحصير، مثلما تجمع الحصير ونسج بالعود حتى يصير حصيرا، كذلك الفتن تتجمع حتى تعصف بالإنسان وتستبد به.
وما أشبه القلب الذي أشربه بالإناء المقلوب الذي لا ينفع لسائل، فهو أسود مرباد قذر، وهذا حال من غرق في بحر الفتن حتى أصبح كريشة في مهب الريح وتستوقفنا طريقة عرض النبي عليه السلام لهذه الفتن، وما يلفّ هذا العرض من رهبة وهلع في طريقة العرض التدرجي "عودا عودا" ثم تأتي التضادات والتوازيات والتنويع، "فأيّ قلب أشربها نكتت سوداء، وأيّ قلب أنكرها نكتت فيه نكته بيضاء" وتأمل في "أشربه وأنكرها" لفظان متشابهان في البناء متضادان في المعنى وكذا "بيضاء وسوداء"، وكذلك الصفا الصلب والكوز اللين الرخو، ثم تتوالى النتائج، فالفائز الناجي "لا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض" وأما الهالك فيوصف بأنه" مرباد" مشبّها بالكوز ومجخيا أي منكوسا، وهذا يدل على انتكاس القلب.
والحديث كما هو ظاهر بدأ بالإجمال والتأصيل "تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا" وفي هذا الإجمال من التشويق ما فيه، ثم يأتي التفصيل وما فيه من عرض للجزئيات في تضاد وتمثيل يجعل المعنى جليا كأنه ماثل أمام البصر.
إنه البيان النبوي الذي سار وفق سياق موجز يحذر المؤمن من مزالق الفتن، والحديث يشي بأهمية المحافظة عل الطاعة في حفظ الإيمان والتحذير من المعصية والإفتتان ببهارج الدنيا المادية والفكرية كل ذلك حرصا على بقاء الخيرية في هذه الأمة "كنتم خير أمة أخرجت للناس". ولا ريب أن هذه الخيريّة لن تدوم ما لم تتحصّن الأمة من عوامل الفتن التي تموج موج البحر.
(4) ـ "عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلّم: أوصني، قال: لا تغضب، فردّد مرارا، قال: لا تغضب" (رواه البخاري).
عند التأمل في هذا السياق النبوي البيّن نرى أن إفادة من طلب الوصيّة بشيء واحد فقط يكون أدعى للاهتمام وتطبيق الوصيّة، والوصيّة تحمل في أصل معناها التوجه نحو الخير، فقول الأعرابي: أوصني أي: دلني على كلام تخصني فيه من الخير، وقوله عليه السلام "لا تغضب" فيه دلالة على أن الموصى ينبغي ألا يتخلف عن هذه الوصية، ولهذه العبارة موردان:
الأولى: لا تغضب: أي إذا أتت دواعي الغضب فكظم غيظك، قال تعالى: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس) وفي الحديث الصحيح: "من كظم غيظاً وهو قادر على إنفاذه دعى على رؤوس الخلائق يوم القيامة".
الثانية: لا تغضب أي: لا تسع فيما يغضبك لأنه من المتقرر أن الوسائل تؤدي إلى الغايات، فإذا علمت أن هذا الأمر سيؤدي إلى ما فيه إغضابك فعليك ألا تسعى في هذه الوسائل، فالنهي عن الغضب فيه نهي عن إنفاذ الغضب وغشيان وسائله ولات ساعة مندم.
من أجل هذا كله كان التأكيد النبوي في السياق السابق ضروريا لعلاج هذا الداء الوبيل ودواعيه.
وبعد هذه الجولة القصيرة في رحاب هذه الأحاديث يتبيّن لنا أن المعاني الجمّة والأحكام الكثيرة استجمعها عليه السلام في لفظ موجز معبر.
كيف لا وقد قالت عائشة رضي الله عنها: "ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد كسردكم هذا ولكن كان يحدّث حديثا لو عده العادّ لأحصاه" وهو كلام محفوف بنور الوحي وضياء اليقين "وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى".
فإن كان ذلك كذلك فهيهات أن يعتري كلامه لبس أو يتخونه نقص، وليس إحكام الأداء وروعة، الفصاحة وعذوبة المنطق وسلاسة النظم إلا صفات كان عليه السلام هو رائدها ومالك زمامها.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[28 - 08 - 2007, 11:10 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
"تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ ... "، قال النووي: ((أَيْ: تُعاد وتُكرَّر شيئًا بعد شيء ... وذَلكَ أَنَّ نَاسج الحَصير عند العرَب كُلَّمَا صنع عودًا أخذ آخَر ونسجَه، فشبَّه عرض الفِتَن عَلى القلُوب وَاحدة بعد أخرى بعرض قضبان الحصير على صَانِعهَا وَاحدًا بعد واحد))، ووجه الشبه صورة مركبة من ضمّ أشياء متفرِّقة إلى بعضها تدريجيًّا، وهذا التجسيد للمعنى بصورة متحرِّكة يقرِّب صورة الفتنة التي يغلب عليها الخفاء إلى الأفهام، ويجسِّدها أمام الأعين؛ حتى تتملاها وتدرك خطرها.
وهنا وقفة في تملِّي إبداع الصورة:
- يبرز البعد التخييلي في الصورة والعمق من اصطفاء ألفاظ موحية مصوِّرة تبثُّ المعنى في الأذهان نحو قوله: (أشربها) الذي يوحي بسرعة تأثر القلوب بالفتن، ودخول الفتن فِيهِا دُخُولاًَ تَامًّا، وتغلغلها في النفس، ومن ذلك قولهم: ((ثَوْب مُشْرَب بِحُمْرَةٍ: أَيْ خَالَطَتْهُ الْحُمْرَة مُخَالَطَة لا اِنْفِكَاك لَهَا)) يمنح التكرير الصورة تدريجًا في تشرُّب القلب للفتنة بطريقة إبليس الذي اكتسب خبرة طويلة في إفساد القلوب بالفتن والشبهات والشهوات.
- تبرز خطورة الانغماس في الفتن بالألفاظ (نكتت فيه نكتة)، ((قال: ابن دُريد وغيره: كُلّ نُقطَة فِي شَيْء بخلافِ لونه فهو نَكْت)).
- تضفي الألوان على الصورة بعدًا حسيًّا بصريًّا، ويسهم التضاد (سوداء، بيضاء) في التمييز بين الحالتين وتجسيد البون الشاسع بينهما.
- استمداد الصورة من بيئة العرب يزيد من قوة تأثيرها؛ لتدركها أفهامهم بيسر وسهولة، فإذا العقل يتمثل طريقة عرض الفتن أمامه شاخصة من معرفته بالتأليف بين أعواد الحصير تدريجيًّا عودًا عودًا.
وبهذه الصورة يتحقق الغرض الأساس من التشبيه وهو بيان مقدار الصفة مع تحسين القلوب المؤمنة، وتقبيح القلوب الكافرة؛ لينساب إلى النفس معنى الحذر من الفتن.
ومن براعة البيان النبوي عرض المعنى الواحد في صور متعددة أو ما يسمى بتصريف القول أو الاقتدار، ففي التحذير من الفتن والحثّ على الأعمال الصالحة، صورة أخرى يجلِّيها قول رَسُولَ اللَّهِ "بَادِرُوا بِالأعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا" أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة ..
.. شُبِّهت الفتن هنا بقطع الليل المظلم، تمثيل للمعنوي بصورة حسية بصرية تقرِّبه للأذهان.
وهنا وقفة مع بلاغة الصورة في تأدية المعنى:
- انتقاء لفظ (بادروا) فالمبادرة المسارعة بإدراك الشيء قبل فواته أو بدفعه قبل وقوعه، ليتحقق منها الغرض الأساس الذي قامت من أجله الصورة.
- إيثار التعبير بـ (قطع الليل المظلم) دون الليل المظلم فيه تجسيد لتكاثف الظلام في صورة حسية، فكأنما هو قطع كثيرة بعضها فوق بعض إذا خرج المرء من واحدة سقط في أخرى .. فتن متراكبة متراكمة لا يجلوها قليل من العمل الصالح مثلما تتكاثف قطع الليل المظلم فلا يبددها بصيص نور بل تحتاج إلى ضوء متوهج، وفي هذا إشارة إلى أن الأعمال الصالحة في فتن الحياة كالمصابيح المتألقة في قطع الظلام الحالك، فهي سلاح المسلم في كل ملمة.
- المقابلة في (يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، وفيها يتجلى الفرق بين الصورتين لتتميز أولاهما بنصاعتها في مقابل قتامة الأخرى وإظلامها، (((يصبح الرجل مؤمنًا) أي: موصوفا بأصل الإيمان أو بكماله، (ويمسي كافرًا) أي: حقيقة، أو كافرًا للنعمة أو مشابها للكفرة أو عاملاً عمل الكافر، وقيل المعنى يصبح محرِّمًا ما حرمه الله، ويمسي مستحلاًّ إياه وبالعكس!)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وبتآخي أجزاء الصورة يتحقّق غرض التشبيه بالدعوة إلى ((المبادرة إلى الأعمال الصالحة قبل تعذُّرها، والاشتغال عنها بما يحدث من الفتن الشاغلة المتكاثرة المتراكمة كتراكم ظلام الليل المظلم لا المقمر، ووصف نوعًا من شدائد تلك الفتن، وهو أنه يمسي مؤمنًا، ثم يصبح كافرًا أو عكسه ... وهذا لعظم الفتن! ينقلب الإنسان في اليوم الواحد هذا الانقلاب!)).
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[29 - 08 - 2007, 08:28 ص]ـ
قد يأتي البيان النبوي على شكل تصوير قصصيّ موجز متحرِّك حافل بالحركة والصوت مما يضفي عليه واقعية تتمثّلها النفوس، فتستجيب إليها، وتدرك مراميها البعيدة ..
كما في حديث أَنَس بْن مَالِكٍ عن رَسُولُ اللَّهِ "لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلاةٍ فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ، وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَأَيِسَ مِنْهَا، فَأَتَى شَجَرَةً، فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ؛ إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ، فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا! ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ! أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ! " (أخرجه مسلم من حديث أنس بن مالك وغيره، رقم الحديث: 4932).
قصة سريعة وقصيرة مكتملة الجوانب تصوِّر مشهدًا نابضًا بالأفعال والحركات السريعة المتلاحقة، لتنقل الإحساس برحمة قيُّوم السموات والأرض وفرحته بتوبة عبده، فهو يعلم فيه سمات الضعف البشريّ وسيطرة النزوات والشهوات، فلم يتركه فريسة الذنب، بل رحمه وفتح أمامه باب التوبة.
سُبك هذا المعنى المجرَّد الغيبي بصورة المحسوس المشاهد، وتتجلّى بلاغة تصويره في انتقاء كلمات موحية وعبارات دقيقة التعبير عن معانيها منها:
- تأدية التشبيه بأفعل التفضيل (أشدّ فرحًا) ليجلِّي رحمة الله بعبده وسعة فضله وهو الغنيّ عن عباده.
- الإضافة في (عبده) للتكريم في مقام الامتنان.
- التعبير بـ (على راحلته) لإفادة التمكُّن وتمام السيطرة.
- (فلاة) توحي بالسعة وترامي الأطراف، ويستتبع ذلك الخوف من الضياع.
- (فانفلتت منه) تدلّ صيغة المطاوعة على انفلات السيطرة وفقد التحكم.
- (وعليها طعامه وشرابه) جملة حالية توحي بالضياع واليأس القاتل.
- تكرار اليأس (فأيس منها ... وقد أيس منها) ليجلي استبعاد الرجوع في المشبه به، فتشع منة الله بالتوبة.
ومن هذه الأجزاء تكتمل صورة البيان لتشكل المقصد الأساس من الحديث وهو الحث على التوبة وتقرير رحمة الله بعباده فهو التواب الرحيم، مع غناه عن عباده.
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[29 - 08 - 2007, 02:40 م]ـ
أحبابي الكرام، بارك الله فيكم وشكر لكم جهدكم هذا العظيم، وبهذه المناسبة أين أجد الكتب التالية في البلاغة النبوية، وهو موضوع يشغل بالي منذ مدة طويلة:
1 - البيان النبوي، للدكتور محمد رجب البيومي.
2 - الحديث النبوي من الوجهة البلاغية، للدكتور عز الدين علي السيد.
3 - أي كتاب في البلاغة النبوية أو الحديث النبوي من الوجهة البلاغية غير كتاب الرافعي رحمه الله.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[30 - 08 - 2007, 01:12 ص]ـ
أخي د. بشر حفظه الله
تحية عطرة، يتوفر لدي الكتب التالية في البلاغة النبوية:
البيان النبوي: محمد رجب بيومي
من روائع البيان النبوي: دراسة أدبية تحليلية: مصطفى عبد الواحد
أسرار البيان النبوي: أحمد محمد علي
البيان النبوي، مدخل ونصوص
كيف يمكن أن اوصل هذه الكتب إليك، إذا أردت أرجو التواصل على بريدي الإلكتروني، مع كل الحب والتقدير
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[30 - 08 - 2007, 12:05 م]ـ
أخي الكريم الأستاذ محمد سعد، كرم شامي معهود والشيء من معدنه لا يستغرب، وسترى رسالتي في بريدك اليوم إن شاء الله، وبارك الله فيك وجزاك الله خيرا.
وبهذه المناسبة هنالك استشارات في موضوع (استشارات الرسائل العلمية في النحو والصرف واللغة) بمنتدى الدراسات العليا الذي تشرف من قبل بمشاركتكم، أحتاج إلى رأيكم فيها، فأرجو أن تتكرم علينا بالمرور من هناك، فتفيدنا، ونحب أن تبقى معنا هناك للإسهام في مساعدة إخوتنا وأخواتنا طلاب الدراسات العليا، خاصة فيما يتعلق بعلم اللغة. ولك خالص ودي وكثير شكري.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[31 - 08 - 2007, 08:58 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
بارك الله فيك د. بشر على اهتمامك بالموضوع ونرجو أن تشاركنا فيه، وجزى الله خيراً اخينا محمد على كرمه في استجابته بالكتب، بادرة طيبة ان يتم التواصل بين اعضاء أسرة الفصيح ...
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[31 - 08 - 2007, 08:59 ص]ـ
بلاغة الاستعارة في البيان النبوي.
اتسمت استعارات الحديث الشريف بطابع الجِدّة المستمرة، واستغلال الإمكانات اللُّغويَّة الثرَّة لخدمة الأفكار والانفعالات.
ووسْمها بالخصوصيَّة والتميُّز. فهي مستعصية على البِلى محافظة على صفتها الفنيّة، ومضمونها الخلقيّ الرفيع،
والمناسبة بين طرفيها ظاهرة قويَّة، وألفاظها مُنتقاة مُوحية مُؤتلِفة تجعل القارىء يحسُّ بالمعنى أتمَّ إحساس،
إذ تصوِّر المنظر للعين، وتنقل الصوت للأذن، وتجعل المعنويَّ ملموسًا محسًّا، كما تمتاز بالحياة والتجدُّد بخلاف غيرها
من الاستعارات التي تُولَد ((ويذهب الزمن بطراءتها وتشيخ ثُمَّ تموت؛ فتفقد قدرتها على الاستثارة، ويتمُّ تمثُّلها في اللُّغة فيما يمكن
تسميته الاستعارات الميتة أو الذابلة))، بينما تتألَّق الاستعارة في البيان النبويّ برموزها الحيّة الخصبة،
وتُعنى بتصوير الحالات النفسيَّة باقتطاف جوهر الظاهرة الخارجيَّة، وإشباع صفاتها المخصوصة بالقِيَم النفسيَّة
لتنتِج عنها صورًا إيحائيَّة مدهشة تضيء دلالات غير متوقَّعة.
ومما ورد من الاستعارة في الأحاديث النبوية قول أَبِي هُرَيْرَةَ عن رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم:
"مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ عَلِمَهُ ثُمَّ كَتَمَهُ، أُلْجِمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ".
أخرجه الترمذي من حديث أبي هريرة، وقال حديث حسن، رقم الحديث: 2573، وابن ماجه، رقم الحديث: 262، وأبو داود، رقم الحديث: 3173
ذكر المباركفوري في معنى الحديث: (((ثم كتمه) بعدم الجواب أو بمنع الكتاب.
(ألجم) أي أدخل في فمه لجام؛ لأنه موضع خروج العلم والكلام. قال الطيبي: شبه ما يوضع في فيه من النار بلجام في فم الدابة،
(بلجام من نار) مكافأة له حيث ألجم نفسه بالسكوت، وشبِّه بالحيوان الذي سخر ومنع من قصده ما يريده، فإن العالم من شأنه أن يدعو إلى الحق)).
فالاستعارة هنا تجرى على الوجهين مكنية وتصريحية ولعل إجراءها على المكنية أعمق في أداء المعنى؛ إذ يشبّه الإنسان الذي يكتم العلم بحيوان واستعير له اللجام على التخييل، ولا يخفى ما تنطوي عليه الصورة من تجسيم للفكرة، لأن الذي يعلم يغلق فمه دون توصيل العلم، وفي التعبير بـ (ألجم ولجام) إشارة إلى الهبوط إلى المستوى البهيمي الحيواني، ليتحقق الغرض من التصوير وهو تقبيح صفة كتم العلم في المشبه والتنفير منها.
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[31 - 08 - 2007, 09:41 ص]ـ
شكرا لكم أخي الكريم الأستاذ أحمد الغنام، وجزاكم الله خيرا على ما تبذلونه من جهد كبير مبارك في هذا الموضوع وغيره في الفصيح، وما زلت أستمتع بقراءة ما تكرمتم به هنا بشيء من التأني، وربما شاركتكم فيه إذا وجدت ما أشارككم به. بارك الله فيكم.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[03 - 09 - 2007, 12:44 ص]ـ
ومن الإطناب قول النبي:=: " يابن آدم تؤتى كل يوم برزقك وأنت تحزن وينقُ كل يوم من أجلك وأنت تفرح. تُعطي ما يكفيك وتطلب ما يطغيك، لا من كثير تشبع، ولا بقليل تقنع.
فاصغ سمعك أيها الناظر إلى هذا الإطناب البالغ في الموعظة كل غاية والمتجاوز في النصيحة كلَّ حدونهاية
ـ[محمد سعد]ــــــــ[03 - 09 - 2007, 05:33 م]ـ
ومن الإيجاز الرشيق قوله:= في طلب الرزق: " إنَّ الرزق ليَطلُبُ الرجلَ كما يطلبُله أجله"
وقوله:= الرزق رزقان رزق تطلبه ورزق يطلبك.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[07 - 09 - 2007, 08:33 م]ـ
وهذه شذورٌ من قوله صلى الله عليه وسلم، الصريح الفصيح، العزيز الوَجيز، المتضمن بقليل من المباني كثيرَ المعاني: قوله للأنصار: "إنكم لَتقلُّون عند الطمع، وتَكْثُرون عند الفَزَع".
وقوله عليه الصلاة والسلام: "المسلمون تتكافأُ دماؤهم، ويَسْعى بذمتهم أدْناهم، وهم يَد على مَن سِوَاهم". الناس كإبل مائةٌ لا تجدُ فيها راحلة". "إياكم وخَضْرَاء الدِّمَنِ". "كل الصَيْدِ في جَوْفِ الفرَا" - قاله لأبي سُفْيان صخر بن حرب-. "الناسُ معادن، خيارُهم في الجاهلية خيارُهم في الإسلام إذا فَقَهُوا". "المؤمن للمُؤْمن كالبنيان يَشدُ بعضُه بعضاً". "أصحابي كالنجوم بأيِّهم اقتديتم اهتديتُم". "المتشبع بما لم يُعْطَ كلابس ثوبَيْ زورٍ". "المرأة كالضلع إن رُمتَ قوامها كسَرْتها، وإن دَاريتَهَا استمتعت بها". "اليدُ العليا خير من اليد السفلى". "مَطل الغنيَ ظُلم". "يد اللّه مع الجماعة". "الحياءُ شُعْبَةٌ من الإيمان، مثلُ أبي بكر كالقَطْر، أينما وقعَ نَفَع". "لا تجعلوني في أَعْجَاز كتبكم كقَدح الراكب". "أربعة من كنوز الجنة: كتمان الصَّدَقة والمرض والمصيبة والفاقة". "جنة الرجل دارُه". "الناس نيام فإذا ماتوا انتبهُوا". "كفى بالسلامة داءً". "إنكم لن تَسَعُوا الناسَ بأموالكم، فَسَعُوهم بأخلاقكم". "ما قلَّ وكفى خيرٌ مِمَّا كثر وألهى"." كلٌّ مُيَسرٌ لما خُلِقَ له". "اليمين حِنْثٌ أو مَنْدَمة". "دَعْ ما يَريبك إلى ما لا يريبك". "اُنْصُرْ أَخاكَ ظالماً كان أو مظلوماً". "احترسوا من الناس بِسُوءِ الظّنّ". "الندمُ تَوْبة". "انتِظارُ الفرج عبادة". "نعم صَوْمَعة الرجل بيتُهُ". "المستشير مُعان والمستشار مؤتمن". "المرءُ كثير بأخيه". "إنَّ للقلوب صَدأ كصدإ الحديد وجِلاؤُها الاستغفار". "اليوم الرهان وغَداً السباق، والْجَنَّةُ الغايةُ". "كلُّ مَنْ في الدنيا ضيف، وما في يديه عاريةٌ، والضيف مُرْتحِل، والعاريَّة مؤدَاة".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[11 - 09 - 2007, 05:43 م]ـ
من جوامع النبي:= في التجنيس عليه السلام
"الظلم ظلمات يوم القيامة". "إن ذا الوجهين لا يكون وجيهاً عند الله". "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده". "المؤمن من أمنه الناس على أنفسهم وأموالهم". "لا إيمان لمن لا أمانة له".
ـ[محمد سعد]ــــــــ[11 - 09 - 2007, 05:44 م]ـ
من مطابقاته عليه السلام
"حفت الجنة بالمكاره والنار بالشهوات". "الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا". "كفى بالسلامة دواء". "إن الله يبغض البخيل". "حياة السخي بعد موته". "جبلت القلوب على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها". "احذروا من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره". "أنظروا إلى من تحتكم ولا تنظروا إلى من فوقكم". وقال عليه السلام: "إنكم لتقلون عند الفزع وتكثرون عند الطمع".
ـ[محمد سعد]ــــــــ[11 - 09 - 2007, 05:46 م]ـ
من استعاراته صلى الله عليه وسلم
"جنة الرجل داره". "نعم الختن القبر". "المؤمن مرآة أخيه دفن البنات من المكرمات". "من كنوز البر كتمان الصدقة والمرض والمصيبة". "داووا مرضاكم بالصدقة". "حصنوا أموالكم بالزكاة". "صدقة السر تطفئ غضب الرب". "قد جدع الحلال أنف الغيرة". "الود والعداوة يتوارثان". "العلماء ورثة الأنبياء". "التوبة تهدم الحوبة". "ملعون من هدم بنيان الله - يعني من قتل نفساً - الحمى رائد الموت وسجن الله في الأرض". "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر تمسحوا بالأرض فإنها بكم برة". "من ضحك ضحكة مج من العقل مجة". "اتقوا دعوة المظلوم فإنها لينة الحجاب". "الشتاء ربيع". "المؤمن قصر نهاره فصام وطال ليله فقام". "الاستماع إلى الملهوف صدقة". "الحكمة ضالة المؤمن". "اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله". "أكثروا ذكر هادم اللذات - يعني الموت - "الخمر مفتاح كل شر".
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[21 - 10 - 2007, 10:56 ص]ـ
وصف رسول الله للأنصار
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصار في كلام جرى: " إنكم لتكثرون عند الفزع، وتقلون عند الطمع " (من ضمن ما أورد اخي محمد سعد في مشاركته في الأعلى). الفزع في كلام العرب على وجهين: أحدهما ما تستعمله العامة تريد به الذعر، و الآخر الاستنجاد والاستصراخ، من ذلك قول سلامة بن جندل:
كنا إذا ما أتانا صارخٌ فزعٌ ... كان الصراخ له قرع الظنابيب
يقول: إذا أتانا مستغيثٌ كانت إغاثته الجد في نصرته، يقال: قرع لذلك الأمر ظنبوبه إذا جد فيه ولم يفتر، ويشتق من هذا المعنى أن يقع " فزع " في معنى " أغاث " كما قال الكلحبة اليربوعي: " قال أبو الحسن: الكلحبة لقبه، واسمه هبيرة، وهو من بني عرين بن يربوع، والنسب إليه عريني، وكثير من الناس يقول: عرني ولا يدري، وعرينة من اليمن: قال جرير يهجو عرين بن يربوع:
عرين من عرينة ليس منا ... برئت إلى عرينة من عرين
فقلت لكأسٍ ألجميها فإنما ... حللت الكثيب من زرود لأفزعا
يقول: لأغيث. وكأس: اسم جارية، وإنما أمرها بإلجام فرسه ليغيث. والظنبوب: مقدم الساق.
عن كتاب"الكامل في اللغة والأدب"للمبرد
ـ[بنت الجنوب77]ــــــــ[23 - 10 - 2007, 06:30 م]ـ
شكرا لمشاركاتكم المثريةوالمفيدة ونتظروا مني ماهو جيد في المستقبل
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[23 - 10 - 2007, 07:18 م]ـ
بارك الله لك أخية بانتظار مساهماتك في هذه الصفحة ولك الأجر من الله.
ـ[بنت الجنوب77]ــــــــ[23 - 10 - 2007, 08:09 م]ـ
شكرا أخي أحمد الغانم وجوزيت خيرا
وهذه من اقواله صلى الله عليه وسلم في جوامع الكلم مع الشرح أرجو الدعاء لي
(ياخيل الله اركبي)
الكلام للخيل والمقصود الفرسان
مجاز مرسل بعلاقة الملازمة
المعنى أركبوها للجهاد ولدفاع وفي سبيل الله تعالى وتشجيع لهم يريد أن يبث فيهم روح الجهاد وأنهم فرسان حقيقيين
والمقصود ان مكانهم على الخيل وختصاصها بالله بيان انها لاتنطلق الا في سبيله تعالى وتشريف للفرسان
إذن هذا الحديث اختص بامرين
1:تشريف للفرسان 2:وانهم لايركبون الخيل إلا في سبيل الله:
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[23 - 10 - 2007, 08:11 م]ـ
جميل منك هذا جزاك الله خير الجزاء والى المزيد ان شاء الله.
مع الرجاء التريث اثناء اعتماد الرد لمراجعته سريعا املائيا ونحويا ... بوركت أختي الكريمة بنت الجنوب.(/)
لقطات بلاغيَّة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[25 - 08 - 2007, 06:26 م]ـ
قيل إنَّ شاعراً فقيراً معدوماً دعاه أصحابه إلى طعام الإفطار فأرسلوا له رسولاً وقت السحر، ليعلمه بذلك فقال له الرسول: ماذا تفضل أن يطبخوا لك؟
ولم يكن يمكلك هذا الشاعر ما يقيه شر البرد فكتب إليهم:
أصحابنا قصدوا الصبوح بسحرة= وأتى رسولهم إليَّ خصيصا
قالوا اقترح شيئاً نجد لك طبخه= قلت اطبخوا لي جُبَّة وقميصاً
وقد ذكر الجبة والقميص بلفظ الطعام لوقوع الجبة والقميص في صحبة ذكر الطعام
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[25 - 08 - 2007, 08:12 م]ـ
بوركت أستاذ محمد ولعلك توضح المسمى البلاغي (المشاكلة)(/)
من المجاز المرسل
ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 08 - 2007, 11:03 م]ـ
قول ليلى الأخيلية تتحدث عن الإبل وراكبيها:
رموها باثوابٍ خفاف ٍ فلا ترى ..... لها شبَهاً إذاّ النَّعام المنقَّرا
أطلقت كلمة " اثواب " وأرادت راكبيها من الرجال، والعلاقة مون الثياب ظرفاً للرجال فهي التي تظهر للعيون.
والغرض البياني الإشعار بأن الرجال من رقتهم وخفتهم لم يظهروا، فلم يبد على ظهوَر الإبل المنطلقة في الجري إلا أثواب مرمية عليها.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 08 - 2007, 11:11 م]ـ
قول الله عز وجل في سورة الغاشية:
" وجوه يومئذ خاشعة، عاملة ناصبة، تصلى ناراً حامية"
وقوله فيها:
" وجوه يومئذٍ ناعمة، لسعيها راضية، في جنة عالية "
جاء في هذين النصين إطلاق كلمة " وجوه" والمراد أشخاصهم وذواتهم كلها فهو من إطلاق اسم الجزء على الكل.
والغرض البياني من هذا الإطلاق الإشارة إلى أن الوجوه هي التي تظهر عليها علامات البؤس من العذاب وعلامات السرور من النعيم
ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 08 - 2007, 11:17 م]ـ
قول ابن المعتز:
سالت عليه شعاب الحي حين دعا ..... انصاره بوجوه كالدنانير
اطلق لفظ الوجوه وأراد أنصاره من الرجال، وهذا من إطلاق الجزء وإرادة الكل
والغرض البياني الإشعار بأن الناس حين يقبلون جمَّا غفيراً كالسيول المتحدرة في الشعاب إنما تُرى منهم وجوههم فلا يدقق الناظر إليهم النظر في سائر أجسامهم.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 08 - 2007, 11:24 م]ـ
أغرك منِّي أنَّ حبَّك قاتلي .... وأنَّك مهما تأمري القلب يفعل
أطلق " القلب " وهو جزء منه، وأراد كل ذاته وهذا من إطلاق الجزء وإرادة الكل
والغرض البياني الإشعار بأن حبها الذي في قلبه يجعله ذا سلطان عليه وهذا السلطان ينتقل من القلب المسيطر على ذاته لتكون ذاته كلها مطيعة لأوامرها(/)
الترقِّي والتدليَّ
ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 08 - 2007, 11:43 م]ـ
قالوا من البديع لدى ذكر المتعددات من جنس أو نوع أو صنف واحد، إذا كان بينها تفاضل في الدرجات أو المراتب، أن تذكر إما من الأدنى إلى الأعلى ترقِّيا، أو من الأعلى إلى الأدنى تدلَّيا، ما لم يدْعُ داعٍ بلاغي آخر يحرص المتكلم أن يشير إليه بمخالفة هذا النظام، كمراعاة رؤوس الآي، وكالتنويع في نصوص متعددة.
ومن أمثلته قول الله عز وجل في سورة الأعراف بشأن معبودات المشركين من الأصنام:
" ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم أذان يسمعون بها قل ادعوا شركاءكم ثم كيدون فلا تنظرون"
جاء في هذه الآية البدء بالأدنى لغرض الترقي، غذ اليد أشرف من الرجل، والعين أشرف من اليد، والسمع أشرف من البصر، فالأعمى يستغني بالسمع لتحصيل المعارف الكثيرة، لكن الأصم البصير دمنه ذلك.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[28 - 08 - 2007, 11:17 ص]ـ
نتابع معك هذه الفوائد اللطيفة أخي محمد بارك الله فيك ...(/)
الطي والنشر
ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 08 - 2007, 12:01 ص]ـ
الطي والنشر، ويسمّى اللّف والنشر أيضاً، وهو: أن يذكر أموراً متعددة، ثم يذكر ما لكل واحد منها من الصفات المسوق لها الكلام، من غير تعيين، اعتماداً على ذهن السامع في إرجاع كل صفة إلى موصوفها، وهو على قسمين:
1 ـ أن يكون النشر فيه على ترتيب الطي، ويسمّى باللّف والنشر المرتّب كقوله:
آرائهم ووجوهم وسيوفهم = في الحادثات إذا دجون نجوم
منها معالم للهدى ومصابح = تجلو الدجى والأخريات رجوم
فالآراء معالم للهدى، والوجوه مصابح للدجى، والسيوف رجوم.
2 ـ أن يكون النشر فيه على خلاف ترتيب الطي، ويسمّى باللّف والنشر المشوّش، نحو قوله تعالى: (فمحونا آية اللّيل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلاً من ربّكم ولتعلموا عدد السنين والحساب) فابتغاء الفضل في النهار وهو الثاني، والعلم بالحساب لوجود القمر في اللّيل وهو الأول، فكان على خلاف الترتيب
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[28 - 08 - 2007, 07:52 ص]ـ
أخي الكريم محمد سعد، أحسنت كعادتك، أحسن الله إليك، وهذا باب من العربية ماتع دقيق جليل، فمن الأول قوله تعالى في سورة البقرة:" الذين ينفقون أموالهم باليل والنهار سرا وعلانية ... " فالسر باليل والعلانية بالنهار على الترتيب، ومن الآخر قوله عز وجل في سورة آل عمران:"يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون" فبدأ في الطي بالبياض وفي النشر بالسواد على خلاف الترتيب. وفي ذلك من أسرار الكلام ودقائق المعاني ما محله كتب القوم في التفسير والبلاغة، بيض الله وجوهنا ووجوههم في ذلك اليوم.
ولا أدري لم جاءت آراؤهم: آرائهم بالجر في البيت الأول؟ هل سبقه عامل جر في بيت سابق؟
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[28 - 08 - 2007, 11:19 ص]ـ
بارك الله فيكما أخي محمد ود. بشر ... موضوع جميل ننتظر المزيد.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 08 - 2007, 03:20 م]ـ
اشكر لك هذا المرور الطيب أستاذي د. بشر، كما اشكرك على ما أضفت للموضوع فقد أغنيته بعلمك.
ولا أدري لم جاءت آراؤهم: آرائهم بالجر في البيت الأول؟ هل سبقه عامل جر في بيت سابق؟
الحقيقة هي زلة " يد على الكيبورد" أعتذر عن هذا السهو. دمت بخير أستاذي الكريم
ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 08 - 2007, 03:26 م]ـ
الطي والنشر على نوعين:
إما أن يكون النشر فيه على ترتيب الطي: نحو قوله تعالى: " ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله" فقد جمع بين الليل والنهار م ذكر السكون لليل وابتغاء الرزق للنهار على الترتيب.
وإما أن يكون النشر على خلاف ترتيب الطي: نحو: " فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب" ذكر ابتغاء الفضل للثاني وعلم الحساب للأول على خلاف الترتيب. وهو ما يسمى اللف والنشر(/)
بلاغة التنكيت
ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 08 - 2007, 03:42 م]ـ
التنكيت
هو أن يقصد المتكلم إلى كلمة أو كلام بالذكر دون غيره مما يسُدُّ مسَدَّه، لأجل نكتة في المذكور تُرجِّح مجيئه على سواه.
قال الله عز وجل في سورة النحم: " وأنَّهُ هُوَ ربُّ الشِعرى"
الشِّعرى: نجم يقال له الشعرى العبور، وهو نجم نيِّر يطلع عند شدة الحر، ولشعرى العبور أخت يقال لها: الشعرى الغميصاء، قالوا وهما أختا نجم سُهيل.
والشعرى العبور عبَدها رجل ظهر في العرب يعرف بابن أبي كبشة، ودعا خلقاً من العرب إلى عبادتها، فخصَّ الله في هذه الآية من سورة " النجم" الشعرى بالذكر دون غيرها من النجوم مع أنه جلَّ وعلا ربُّ كل النجوم ورب كل شيء لأن هذا الرجل قد ظهر في العرب ودعا الناس إلى عبادتها، فمن أجل هذه النكتة خُصَّت الشعرى بالذكر
ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 08 - 2007, 03:50 م]ـ
ومن التنكيت:
وقال الله تعالى في سورة النجم: " ألكم الذكر وله الأنثى، تلك إذاً قسمةٌ ضيزى"
القسمة الضيزى: هي القسمة الجائرة
ونلاحظ أن اختيار كلمة " ضيزى" في هذا الموضع دون الكلمات التي تؤدي معناها له نكتتان: معنوية، ولفظية
أما المعنوية: فهي الإشعار بقباحة التعامل مع الرب الخالق بقسمة جائرة يختار المشركون فيها لأنفسهم الذكور ويختارون فيها لربهم الإناث، عن طريق استخدام لفظ يدل بحروفه على قباحة مسمَّاه.
وأما اللفظية: فهي مراعاة رؤوس الآي في الآيات قبلها وفي الآيات بعدها(/)
براعة الاستهلال
ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 08 - 2007, 04:28 م]ـ
عّرف البلاغيون براعة الاستهلال بأنها استهلال الكلام وابتداؤه بما يناسب المقصود.
ومن البديع في البدء ذكر مجمل الموضوع أو مجمل القصة قبل التفاصيل ومنه إجمال قصة أهل الكهف قبل تفصيلها في سورة الكهف.
ومن أمثلة البدايات الحسنة قول امرىء القيس في أول معلقته:
•قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل .... بسقط اللوى بين الدخول فحومل
قالوا: إنه في هذه البداية البارعة وقف واستوقف وبكى واستبكى وذكر الحبيب ومنزله في مصراع واحد
وقول النابغة الجعدي:
•كليني لهم يا أميمة ناصب .... وليل أقاسيه بطيء الكواكب
ومثلوا لها بقول أشجع السلمى:
•قصر عليه تحية وسلام نشرت عليه جمالها الأيام
وقول أحمد شوقى فى ذكرى ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم:
•ولد الهدى فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثناء
وأخذ البلاغيون على كثير من الشعراء عدم تخيرهم فى مطالع قصائدهم الألفاظ المناسبة للمقامات، ومثلوا لذلك بأمثلة كثيرة منها:
قول ذي الرمة حين دخل على هشام بن عبد الملك بن مروان:
•ما بال عينيك منها الدمع ينكسب ... كأنه من كلى مفرية سرب
سرب: قناة تسيل.
وكان بعيني هشام رمش فهي تدمع أبداً، فظن أنه يُعرِّض به، فقال له هشام: بل عينك أنت!
وقيل لما بنى المعتصم قصره بميدان بغداد وجمع عظماء دولته وجلس فيه يوم الاحتفال به أنشده غسحاق الموصلي:
•يا دار غيرك البلى ومحاك ... يا ليت شعري ما الذي أبلاك
فتطير المعتصم بهذا الابتداء وأمر بهدم القصر(/)
براعة المقطع أو براعة الختام
ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 08 - 2007, 05:06 م]ـ
هي أن يستخدم المتكلم كلامه بختام حسن إذ هو آخر ما يطرق الأسماع، أو يقع عليه نظر القاريء فيحسن فيه أن يكون بمثابة أطيب لقمة في أخر الطعام، أو بمثابة أجر اللمسات الناعمات المؤثرات التي تعلق في النفوس وتسكن عندها سكون ارتياح وتظل لها ذكريات تحرك النفوس بالشوق إلى المزيد من مثال ذلك الحديث.
وللبلغاء فنون مختلفة كثيرة يختمون بها شعرهم أو نثرهم ويكون لآخر كلامهم دلاً على أنهم قد وصلوا فعلاً إلى آخر ما يقصدون من قول، وتتفاضل الخواتيم بمقدار ما فيها من إبداع دال على أنها آخر القول، ومن أمثلة ذلك:
قول أبي نواس من قصيدة يمدح فيها المأمون:
فبقيت للعلم الذي تهدي له ... وتقاعست عن يومك الأيام
وقول أبي تمام في آخر قصيدته في ممدوحه:
فما من ندى إلا إليك محله ... ولا رفعة إلا أليك تسير
وقول الأرجاني في آخر قصيدته في ممدوحه:
بقيت ولا أبقى لك الدهر كاشحاً ... فإنك في هذا الزمان فريد كاشحاً: أي عدواً مبغضاً(/)
نخلة الهعخع والهعيخعان لا يهعخعها الا كل مهعخع فصيح اللسان
ـ[خيال الغلباء]ــــــــ[31 - 08 - 2007, 01:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اساتذتي الافاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد سمعت هذه العبارة
نخلة الهعخع والهعيخعان لا يهعخعها الا كل مهعخع فصيح اللسان
مع المهتمين بشؤن اللسان العربي فسالتهم عن الهعخع والهعيخعان فافادوني بانهما نباتان تفضلهما الابل فهل من زيادة ايضاح لهما ولعل لهما اسم اخر في المعاجم وقد سالت بوادينا اهل الابل فلم يحيروا جوابا واخبروني ان الابل تفضل نبات العلندا الذي يجعل حليب الفاطر وكانها بكرة فهل هي هي ام لا وانتم سالمين وغانمين والسلام
ـ[عادل شحود]ــــــــ[02 - 09 - 2007, 05:42 م]ـ
أخي خيال الغلباء: أنا معك في أن تكون لغتنا العربية اكثر سلاسة وفصاحة , ولو رأينا ما يُجرى للكلمات من إدغام وقلب وحذف حتى تكون مستساغة لأدركنا ذوق العربي الرفيع. وكلمة (الهعخع) صعبة النطق ثقيلة , وذلك لتقارب أحرفها في المخارج , فالهاء والعين والخاء كلها حلقية - واجتماع الأحرف الحلقية ثقيل ومخل بالفصاحة - ولكن كلمة العلندا - التي ذكرتها - وجدتها في لسان العرب بالألف الممالة (العلندى) ومعناها: البعير الضخم الطويل. ويقال للأنثى: (علنداة) وكما هو ظاهر لا علاقة لهذا المعنى بالنبات. وقد ورد أن كلمة الهعخع جاءت في قول أحد الأعراب وقد سئل عن ناقته فقال: تركتها ترعى الهعخع. ويرى د. عيسى العاكوب أن هذه الكلمة قد تكون مخترَعة للتدليل على ثقل بعض نماذج الكلم ولا أصل لها.
ـ[راسخ كشميري]ــــــــ[02 - 09 - 2007, 09:40 م]ـ
التنافر: وصف في الكلمة يوجب ثقلها على اللسان وعسر النطق بها نحو الهعخع ومستشزرات.
التعريفات 1/ 92
ـ[خيال الغلباء]ــــــــ[03 - 09 - 2007, 10:52 ص]ـ
أخي خيال الغلباء: أنا معك في أن تكون لغتنا العربية اكثر سلاسة وفصاحة , ولو رأينا ما يُجرى للكلمات من إدغام وقلب وحذف حتى تكون مستساغة لأدركنا ذوق العربي الرفيع. وكلمة (الهعخع) صعبة النطق ثقيلة , وذلك لتقارب أحرفها في المخارج , فالهاء والعين والخاء كلها حلقية - واجتماع الأحرف الحلقية ثقيل ومخل بالفصاحة - ولكن كلمة العلندا - التي ذكرتها - وجدتها في لسان العرب بالألف الممالة (العلندى) ومعناها: البعير الضخم الطويل. ويقال للأنثى: (علنداة) وكما هو ظاهر لا علاقة لهذا المعنى بالنبات. وقد ورد أن كلمة الهعخع جاءت في قول أحد الأعراب وقد سئل عن ناقته فقال: تركتها ترعى الهعخع. ويرى د. عيسى العاكوب أن هذه الكلمة قد تكون مخترَعة للتدليل على ثقل بعض نماذج الكلم ولا أصل لها.
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الكريم عادل شحود السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد شكرا جزيلا لك على المرور والتعقيب المفيد والعلندى في قاموس باديتنا الجاري على السنتهم الى يومنا هذا هي نبات صحراوي ينبت في اراضي معينة وهي التي تجمع الرمال والمرتفعات الضخرية وتسمى الرمال اذا ركبت جنوانب المرتفعات الصخرية بالسنفان واحدها سناف وهي في نجد كثر مثل سناف الطراد وسناف اللحم وسنيف تركي وابرق الشيوخ والدغميات وبرقان البراشيع وغيرها كثيروتتميز عن غيرها انها تنبت ذكور العشب واناثه وقد يكون اسم العلندى في الاصل اطلق على البعير فسمي به هذا النبات لتفضيله اياه اما الهعخع فثقله ظاهر وحروف الحلق فيه متتابعة ولكنه مسموع واسلم وسلم والسلام
ـ[خيال الغلباء]ــــــــ[05 - 09 - 2007, 12:49 م]ـ
التنافر: وصف في الكلمة يوجب ثقلها على اللسان وعسر النطق بها نحو الهعخع ومستشزرات.
التعريفات 1/ 92
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الكريم راسخ كشميري السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد شكرا جزيلا لك على المرور والاضافة الجميلة وتوالي حروف الحلق في الهعخع يجعلها ثقيلة وكذلك قرب مخارج الحروف كما في قول الشاعر
وقبر حرب في مكان قفر وليس قرب قبر حرب قبر
واسلم وسلم والسلام
ـ[خيال الغلباء]ــــــــ[18 - 12 - 2007, 01:10 ص]ـ
أخي خيال الغلباء: أنا معك في أن تكون لغتنا العربية اكثر سلاسة وفصاحة , ولو رأينا ما يُجرى للكلمات من إدغام وقلب وحذف حتى تكون مستساغة لأدركنا ذوق العربي الرفيع. وكلمة (الهعخع) صعبة النطق ثقيلة , وذلك لتقارب أحرفها في المخارج , فالهاء والعين والخاء كلها حلقية - واجتماع الأحرف الحلقية ثقيل ومخل بالفصاحة - ولكن كلمة العلندا - التي ذكرتها - وجدتها في لسان العرب بالألف الممالة (العلندى) ومعناها: البعير الضخم الطويل. ويقال للأنثى: (علنداة) وكما هو ظاهر لا علاقة لهذا المعنى بالنبات. وقد ورد أن كلمة الهعخع جاءت في قول أحد الأعراب وقد سئل عن ناقته فقال: تركتها ترعى الهعخع. ويرى د. عيسى العاكوب أن هذه الكلمة قد تكون مخترَعة للتدليل على ثقل بعض نماذج الكلم ولا أصل لها.
أخي الكريم عادل شحود السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد جاء في وصف الدّهْنَاء. قال الأصفهاني: وأعظم بلاد تميم الوشم والدهناء والجواء والصمان. وقال في موضع آخر: وأما الدهناء فرمل معتلج متكاوس تامك في السماء وفيه ضفار عجم وضفار زعر وضفار شعر فأما الشعر فكثير أرطاها وعلقاها و ألاؤها وعلجانها وعلنداها وقصباؤها وأما الزعر ففيها قصباء وسط ومصاص ورق وبها هجول نقار وثمام وأرطى وأما الشقائق فأرض جلد بين رمال و الواحد شقيقه. وأنت سالم وغانم والسلام.(/)
ما الغرض من التشبيه في الفقرات التالية:
ـ[الفجر القادم]ــــــــ[02 - 09 - 2007, 05:12 م]ـ
ما الغرض من التشبيهات التالية (أجو الإجابة عنها)::::
قال تعالى:
1 - ........ ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث.
2.ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتًا من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فآتت أكلها .........
3. الذين يأكلون الربا لا يقومن إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس.
4 - ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء.
5. ورحو عين، كأمثال اللؤلؤ المكنون.
قال صلى الله عليه وسلم:
1. مثل المؤمن مثل النحلة لا تأكل إلا تطعم إلا طيبًا.
2. إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب.
3. المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا.
قال الشاعر:
1. فإنك شمس والملوك كواكب ......... البيت.
2.وكنا في اجتماع كالثريا ..... فصرنا فرقة كنبات نعش.
3. أرى كل ذي جود إليك يصير كأنك بحر والملوك جداول.
4. إن القلوب إذا تنافر ودها ..... مثل الزجاجة كسرها لا يجبر.
5. أبوك لنا غيث نعيش بسيبه ..... وأنت جراد ليس تبقي ولا تذر.
6. كأن سهيلا والنجوم وراءه ..... صفوف صلاة قام فيها إمام.
7. في زخرف القول ترجيح لقائله .... والحق قد يعتريه بعض تغيير.
تقول هذا مجاج النحل تمدحه .... وإن تعب قلت: ذا قيء الزنابير
مدحًا وذمًا وما جاوزت وصفهما ... سحر البيان يري الظلماء كالنور
8. لك سيرة كصحيفة الـ .... أبرار طاهرة نقية
9.وهم غرابيل الحديث إذا وعوا سرا تقطر منهم أوسالا
10. حديث كطعم الشهد حلو صدوره .... وأعجازه الخطبان دون المحارم(/)
لدي عدة تساؤلات أرجو الإجابة عنها.
ـ[الفجر القادم]ــــــــ[03 - 09 - 2007, 09:47 ص]ـ
الغرض من التشبيهات التالية (أجو الإجابة عنها):
قال تعالى:
1 - ........ ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث.
2.ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتًا من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فآتت أكلها .........
3. الذين يأكلون الربا لا يقومن إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس.
4 - ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء.
5. ورحو عين، كأمثال اللؤلؤ المكنون.
قال صلى الله عليه وسلم:
1. مثل المؤمن مثل النحلة لا تأكل إلا تطعم إلا طيبًا.
2. إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب.
3. المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا.
قال الشاعر:
1. فإنك شمس والملوك كواكب ......... البيت.
2.وكنا في اجتماع كالثريا ..... فصرنا فرقة كنبات نعش.
3. أرى كل ذي جود إليك يصير كأنك بحر والملوك جداول.
4. إن القلوب إذا تنافر ودها ..... مثل الزجاجة كسرها لا يجبر.
5. أبوك لنا غيث نعيش بسيبه ..... وأنت جراد ليس تبقي ولا تذر.
6. كأن سهيلا والنجوم وراءه ..... صفوف صلاة قام فيها إمام.
7. في زخرف القول ترجيح لقائله .... والحق قد يعتريه بعض تغيير.
تقول هذا مجاج النحل تمدحه .... وإن تعب قلت: ذا قيء الزنابير
مدحًا وذمًا وما جاوزت وصفهما ... سحر البيان يري الظلماء كالنور
8. لك سيرة كصحيفة الـ .... أبرار طاهرة نقية
9.وهم غرابيل الحديث إذا وعوا سرا تقطر منهم أوسالا
10. حديث كطعم الشهد حلو صدوره .... وأعجازه الخطبان دون المحارم(/)
من بديع التشبيه
ـ[محمد سعد]ــــــــ[03 - 09 - 2007, 07:22 م]ـ
من بديع التشبيه وحُسن التعليل قول ابن متيم:
إنِّي لأشهد للحمى بفضيلة= من أجلها أصبحت من عشاقه
ما زاره أيام نرجسه فتى= إلا وأجلسه على أحداقه
ـ[السراج]ــــــــ[05 - 09 - 2007, 07:38 ص]ـ
أحسنت الاختيار .. يا محمد سعد(/)
صفحة ناقصة من (منهاج البلغاء) تأليف: حازم القرطاجني
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - 09 - 2007, 02:19 ص]ـ
الإخوة الفضلاء!
من كان لديه كتاب (منهاج الأدباء وسراج الأدباء) تأليف: حازم القرطاجني فليسعفني بصفحة (85) إذ هي ناقصة من المطبوعة التي عندي، وهي التي حققها (محمد الحبيب بن الخوجة).
فقد وضعت صفحة (85) من مقدمة التحقيق بدلا منها!
أخشى ما أخشاه أن تكون كل النسخ هكذا!
وهل طبع الكتاب طبعة أخرى؟!
وجزاكم الله خيرا
ـ[معالي]ــــــــ[04 - 09 - 2007, 03:17 ص]ـ
شيخنا أبا مالك
عندي الطبعة الثالثة من الكتاب بتحقيق محمد الحبيب بن الخوجة.
وهي بريئة مما ذكرتم في نسختكم.
تنتهي صفحة (84) بقول المؤلف:
" ... كمن يحذر قوما من عدو يتوقع إناخته عليهم، فإن له أن "
فهل تنتهي الصفحة نفسها لديكم بهذا القول؟
إن كان فسأزودكم بما ينقصكم، بإذن الله.
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[04 - 09 - 2007, 03:23 ص]ـ
أبا مالك
إليك ماطلبت
النسخة التي عندي: الطبعة الثانية 1981م
ص 84
وإن كان لقاصد النصح أيضا أن يتعرض للكذب النافع في طريق النصح، كم يحذر قوما من عدو يتوقع إناخته عليهم، فإن له أن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ص 85
يقرب البعيد ويكثر القليل في ذلك ليأخذوا في لأنفسهم بالحزم والاحتياط ولا تكون في ما قصد به الغش إلا كاذبة.
وأكثر ما يمال بالأقاويل الشعرية في صغوى الصدق والكذب بحسب هذين المقصدين في مواطن إدارة الآراء والإشارة بوجود الحيل والمكائد والتدابير لما يستقبل ويتوقع.
وهذه الأقاويل هي التي يسميها أبو علي ابن سينا " بالمشوريات ".
17 - إضاءة: فقد تبين من هذا ومما قبله أن الشعر له مواطن لا يصلح فيها إلا استعمال الأقاويل الصادقة ومواطن لا يصلح فيها إلا الأقاويل الكاذبة، ومواطن يحسن فيها استعمال الصادقة والكاذبة واستعمال الصادقة أكثر وأحسن، ومواطن يحسن فيها استحسان الصادقة والكاذبة والكاذة أكثر وأحسن، ومواطن تستعمل فيها كلتاهما من غير ترجح، فهي خمسة مواطن لكل مقام منها مقال.
وقد بين أبو علي ابن سينا كون التخييل لا يناقض اليقين وكون القول الصادق في مواطن كثيرة أنجح من الكاذب فقال:
" والمخيل هو الكلام الذي تذعن له النفس فتنبسط لأمور أو تنقبض عن أمور من غير رؤية وفكر واختيار. وبالجملة تنفعل له انفعالا نفسانيا غير فكري، سواء كان المقول مصدقا به أو غير مصدق به. فإن كونه مصدقا به غير كونه مخيلا أو غير مخيل. فإنه قد يصدق بقول من الأقوال ولا ينفعل عنه؛ فإن قيل مرة أخرى أو على هيئة أخرى انفعلت النفس عنه طاعة للتخيل لا للتصديق فكثيرا ما يؤثر الانفعال ولا يحدث تصديقا، وربما كان المتيقن كذبه مخيلا. وإن كان محاكاة الشيء لغيره تحرك النفس وهو كاذب فلا عجب أن تكون صفة الشيء على ما
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ص 86
هو عليه تحرك النفس وهو صادق، ...............
أتمنى أن تكون الصفحة التي تبحث عنها بالطبعة نفسها.
كتبت جزءا من الصفحة التي تسبقها والصفحة التي تليها حتى يتصل الكلام.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - 09 - 2007, 03:33 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، وبارك فيكم
نعم، هذا مطابق لما عندي تماما!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - 09 - 2007, 02:49 م]ـ
وفقكم الله إخواني الكرام!
الصفحة (76) أيضا خطأ!
وأعتذر من هذا الإثقال عليكم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - 09 - 2007, 12:50 ص]ـ
للرفع!
ـ[معالي]ــــــــ[05 - 09 - 2007, 07:30 ص]ـ
سبق الأستاذ أبو حاتم إلى الفضل في الأولى، فليجزه الله خير الجزاء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ص 75 آخرها:
وسيأتي لهذا زيادة بيان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ص 76:
7 - إضاءة: ولنقسم الآن الكلام الشعري بالنسبة إلى الدق والكذب القسمة التي يتبين بها كيف يقع الكذب في صناعة الشعر، وما الذي يسوغ منه فيها وما لا يسوغ.
فأقول: إن الأقاويل الشعرية منها ما هو صدق محض، ومنها ما هو كذب محض، ومنها ما يجتمع فيه الصدق والكذب.
والكذب منه ما يُعلم أنه كذب من ذات القول، ومنه ما لا يُعلم كذبه / من ذات القول.
فالذي لا يُعلم كذبه من ذات القول ينقسم إلى: ما لا يلزم علم كذبه من خارج القول، وإلى ما يُعلم من خارج القول أنه كذب ولا بدّ.
فالذي لا يُعلم كذبه من ذات القول، وقد لا يكون طريق إلى علمه من خارج أيضا": هو الاختلاق الإمكاني. وأعني بالاختلاق: أن يدّعي الإنسان أنه محبّ ويذكر محبوبا تيّمه ومنزلا شجاه، من غير أن يكون كذلك. وعنيتُ بالإمكان: أن يذكر ما يمكن أن يقع منه ومن غيره من أبناء جنسه، وغير ذلك مما يصفه ويذكره.
والذي يُعلم من خارج القول أنه كذب ولا بدّ: الاختلاق الامتناعي، والإفراط الامناعي والاستحالي.
والإفراط: هو أن يغلو في الصفة فيخرج بها عن حدّ الإمكان إلى الامنتناع أو الاستحالة.
وقد فرّق بين الممتنع والمستحيل بأن الممتنع: هو ما لا يقع في الوجود وإن كان متصوّرًا في الذهن، كتركيب يد أسد على رجل مثلا.
والمستحيل: هو ما لا يصحّ وقوعه في وجود، ولا تصوُّره في ذهن ككون الإنسان قائما قاعدًا في حال واحدة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ص 77 أولها:
فأما الإفراط المكاني فلا يتحقق ما هو عليه من صدق أو كذب ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لعل هذا مطلوبكم، شيخنا الكريم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - 09 - 2007, 08:44 ص]ـ
نفع الله بكم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - 09 - 2007, 10:23 ص]ـ
هذه الطريقة جعلتني أفكر في كيفية إدخال مجموعة من الكتب المهمة إلى الحاسب، ولا سيما إذا علمنا أن كثيرا من الكتب المهمة لا توجد مكتوبة على الشبكة.
وذلك بالاتفاق والتنسيق بين مجموعة من الأعضاء بحيث يكتب كل واحد عدة صفحات فينتهي الكتاب في مدة وجيزة جدا!
ما رأيكم؟
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[05 - 09 - 2007, 06:20 م]ـ
اقتراح رائع جدا
ألا تعلق الجرس أبا مالك كما فعل أخوك الطيماوي هناك
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[06 - 09 - 2007, 12:21 ص]ـ
بارك الله فيكم.
الشيخ ابن الخوجة اعتمد في تحقيقه الكتاب - فيما أذكر - على نسخة فريدة يكثر فيها البياض
والأسقاط.
ـ[معالي]ــــــــ[09 - 09 - 2007, 11:48 ص]ـ
وذلك بالاتفاق والتنسيق بين مجموعة من الأعضاء بحيث يكتب كل واحد عدة صفحات فينتهي الكتاب في مدة وجيزة جدا!
ما أجلها لو شمر لها أهل الهمم!
الشيخ ابن الخوجة اعتمد في تحقيقه الكتاب - فيما أذكر - على نسخة فريدة يكثر فيها البياض
والأسقاط.
فهل له تحقيقات أخرى، شيخنا الكريم؟(/)
لو سمحت عزيزي استفسار بسيط
ـ[مجرد تلميذ]ــــــــ[04 - 09 - 2007, 03:17 ص]ـ
:::
اخواني الأعزاء
احترت بين هذا وذاك
احدهم يقول هذا الصحيح
واحدهم ينتقد
فأفيدوني أفادكم الله
كلمة:: وأيهما الأصح
متأمل في عينيها
ام
متأمل في عيناها
تحياتي لكم
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[04 - 09 - 2007, 03:31 ص]ـ
متأمل في عينيها الأصح
ويجوز في عيناها على لغة من لغات العرب وأظنها لغة بلحارث بن كعب إن لم أكن مخطئا
إن أباها وأبا أباها ... قد بلغا من المجد غايتها
والله أعلم
ـ[مجرد تلميذ]ــــــــ[04 - 09 - 2007, 03:35 ص]ـ
اشكرك عزيزي
يعني ممكن تأتي هكذا
لك جزيل الشكر
تحياتي لك
ـ[المصباح في اللغة]ــــــــ[11 - 09 - 2007, 11:45 ص]ـ
يا أخي الحبيب هذه الكلمة ((عينيها)) ليس لها علاقة بلغات العرب و إنما هي مرتبطة بالإعراب.
الصحيح أن نقول: في عينيها.
أصلها: عينان (مثنى) وهناك قاعدة تقول إذا أضيف المثنى والجمع المختوم بالنون تحذف منه النون للإضافة.
في عينين: عينين اسم مجرور وعلامة جره الياء لأنه مثنى,,,وعند إضافة الهاء نحذف النون وندخل الضمير مباشرة فتصبح: في عينيها.(/)
يا أهل البلاغة .. من يتحفنا بمتن نور الأقاح؟؟!!
ـ[أبو أسيد الصالحي]ــــــــ[05 - 09 - 2007, 01:18 ص]ـ
لسيدي عبدالله بن الحاج إبراهيم رحمه الله صاحب المراقي ..
وجزاكم الله خيرا ..(/)
ما رأيكم في هذا القول
ـ[حسين إبراهيم]ــــــــ[05 - 09 - 2007, 06:37 ص]ـ
ما رأيكم بهذا القوووووووول
هل الشعر فضيلته في المضمون او في الشكل. هل يحق لنا ان نقدم اطراء وتمجيد للشعر الأكثر كذباً، فهل العبرة في ما قلبه الشعر من موازين وعكس من أشياء او فيما افتعله من أباطيل ما دام في النهاية ينتشر كالدنانير فيفتق مسكه ويفوح أريجه.
معلوم أن الشعر كلام له أثر يترتب عليه كما يترتب على أي كلام، واذا كانت غاية الشعر وضع الكلام في نسق جميل ليحفظ ويدون ويدخل الأذن بلا استئذان. أن ترجيح المقولة خير الشعر اكذبه على المقولة خير الشعر اصدقه هو تثبيت الاولى والاجهاز على الثانية.
أن اصل الشرور هو الخلط بين الحق والباطل وخاصة في تقييم الكلام.
لو عرضت المقولتان على رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام وهو سيد البلغاء من ولد آدم عليه السلام. فهل سيؤيد المقولة الأولى أم الثانية؟ ومن المحال تصور أن يحكم سيد البلغاء في هذه الموازنة
هل الشعر الصادق لا يربح ولا يفيد، ولا ينمو ولا يزيد!!!.
أن الصور المتركبة من مفردات اللغة لا حدود لها، ولا نهاية لأعدادها، وفيها من الاتساع لإظهار طول الباع ما يفي ويفي للصادقين والكاذبين على حد سواء وخير مثال الصور التي ذكرها شعراء (الصوفيه) فضلاً عن غيرهم.
أن الكلام الأفضل قدرة على وصف الشئ بدقة، والأكثر قدرة على رسم صورة له في الذهن أقرب ما تكون الى صفته الحقيقية!. ولا يبقى للبلاغة أي موضوع حينما تناقش المقولة الغريبة عن البلاغة من الأصل – يعني مقولة (خير الشعر أكذبه) – لأن البلاغة اخذت اسمها هذا من بلوغ الكلام المراد منه. أن الصدق أمر ذاتي في نفس البلاغة، وجزء منها فلا بلاغة بغير صدق.
ـ[همس الجراح]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 03:22 م]ـ
ترى أخي الفاضل حسين أن الداخلين كثُر، ولكنْ ما من أحد ابتدر الكتابة لأنك جعلت ما كتبت مقالاً، ثم تشعبت. فآثر الداخلون أن يقرؤوا وينصرفوا. فهل أطمع من إخواننا أن يحددوا ما يودون الحديث عنه دون التطويل؟ إلا إذا أراد الأخ أن يلقي بالمعلومة فيقرأها الآخرون وينطلقوا شاكرين.
ـ[هاشم العمري]ــــــــ[23 - 10 - 2007, 01:45 ص]ـ
أحسنت الرد.
ومع ذلك أقول: ربما أن السائل/المفصح عن رأي استمده من الجانب الديني. وقد يذكر آخر أن الشعر رياضة تخيلية وعقلية.(/)
الجناس المَرْفُوّ
ـ[محمد سعد]ــــــــ[05 - 09 - 2007, 10:18 م]ـ
من ألوان الجناس: الجناس المَرْفُوّ وهو الجناس التام الذي يكون أحد اللفظين المتشابهين فيه مركَّباً من كلمة وبعض كلمة أخرى ومن أمثلته:
قال الحريري:
والمَكرُ مهما استَطَعتَ لا تأتِهِ = لتقتني السؤدد والمَكْرُمَة
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 03:03 م]ـ
بارك اله جهدك فيما أفدت وتفيد ...(/)
الجناس المُحَرَّف
ـ[محمد سعد]ــــــــ[05 - 09 - 2007, 10:29 م]ـ
الجناس المحرَّف
وهو ما اختلف فيه اللفظان في هيئة الحروف واتفقا في نوعها وعددها وترتيبها
مثل: البُرْد بمعنى الكساء، والبَرْد بمعنى انخفاض درجة الحرارة و البَرَد بمعنى الماء المتجمد الذي ينزل من السماء
ومن أمثلة الجناس المحرف:
قولهم: " جُبَّةُ البُرْد جُنَّةُ البَرْد " فبين البُرْد والبَرْد جناس محرف
ومنه: قولهم: " البِدْعة شَرَكُ الشِّرْك "
ومنه قول المعري:
والحُسنُ يظهرُ في بيتين رونقه .... بيت من الشِّعْر أو بيت من الشَّعْر
ومنه:
" لا تُنالُ الغُرَرَ إلا بركوب الغَرَر"
الغُرَر: جمع أغر وهو الحسن من كل شيء
الغًرَر: الخطر والتعرض للهلكة
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 02:59 م]ـ
فوائد ثمينة اخي محمد بارك الله فيك ...(/)
سؤال أتحدى أحد يجاوب عليه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[05 - 09 - 2007, 10:50 م]ـ
سؤال أتحدى أحد يجاوب عليه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
س/ متى تكون الكلمة بليغة؟؟؟
والشكر موصول للجميع
ـ[أبو قصي]ــــــــ[05 - 09 - 2007, 11:42 م]ـ
يا أخي.
المنتدى ليس موضوعًا لحلِّ الواجباتِ.
أعانك الله.
الحجة
ـ[أبو شمس]ــــــــ[06 - 09 - 2007, 12:17 ص]ـ
تكون الكلمة بليغة إذا كانت مطابقة لمقتضى الحال، بعيدة عن الابتذال، والغرابة. مع أن صيغة السؤال بعيدة عن حدود الذوق.
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[06 - 09 - 2007, 08:23 ص]ـ
المنتدى ليس موضوعًا لحلِّ الواجباتِ
تكون الكلمة بليغة إذا كانت مطابقة لمقتضى الحال، بعيدة عن الابتذال، والغرابة. مع أن صيغة السؤال بعيدة عن حدود الذوق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
شكرا على المحاولات الخاطئة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[07 - 09 - 2007, 06:41 م]ـ
الاجابة هي / عندما نقصد بالكلمة الخطبة أو المحاضرة.
فتقول قال الامام كلمة مؤثرة (أي خطبة).
والشكر موصول للجميع(/)
الجناس المكتنف
ـ[محمد سعد]ــــــــ[06 - 09 - 2007, 12:03 ص]ـ
الجناس المكتنف
وهو ما كان الحرف الناقص في وسط أحدهما، مثل: " حديقة مَطُوفة وثمارها مقطوفة" ومنه: " السَّكران بلذَّات دنياه هو المجنون، وهو لا يصحو ما لم ينزل به ريب المنون " ومنه: " من فقد بالسُّكر عقله كشف ستره، واستبيح سرُّه "
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 03:02 م]ـ
جميلة منك اتابعها بشوق مع فائدة فجزاك الله خيراً ...
ـ[رؤى الجنة]ــــــــ[29 - 09 - 2007, 04:33 م]ـ
بوركت:) معلومة جميلة:)(/)
الجناس المُطرَّف
ـ[محمد سعد]ــــــــ[06 - 09 - 2007, 12:20 ص]ـ
الجناس المُطَرَّف
وهو ما كان الحرف الناقص في آخر أحدهما، مثل: " سار " و" سارق" و " عار" و " عارف" ومنه قول أبي تمام:
يمُدُّون من أيدٍ عواصٍ عواصمٍ = تصول باسياف قواض قواضب
عواص: جمع " عاصية " من " عصاه" إذا ضربه بالعصا فهو عاص، وهي عاصية.
قواضٍ: جمع قاضية من قضى عليه إذا قتله.
قواضب: جمع قاضبة من قضب بمعنى قطع أي قواطع
ـ[عبد الغاني العجان]ــــــــ[06 - 09 - 2007, 07:34 م]ـ
شكرا سيد محمد سعد على الفائدة مع التوفيق ..(/)
الجناس المُذيَّل
ـ[محمد سعد]ــــــــ[06 - 09 - 2007, 12:28 ص]ـ
الجناس المُذَيَّل
وهو ما كان الناقص في آخر أحدهما أكثر من حرف، فيكون مقابلة بمثابة ما له ذيل، مثل: الجوى والجوانح والَّفا والصَّفائح والقنا والقنابل ومنه قول الجنساء:
إنَّ البكاء هو الشفا= ء من الجوى بين الجوانح
الجوى: الحرقة وشدة الوجد والجوانح: الأضلاع التي تحت الترائب مما يلي الصدر.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 03:01 م]ـ
بارك الله فيك اخي محمد على هذا العلم النافع ان شاء الله ...(/)
لطائف بلاغية من القرآن الكريم
ـ[محمد سعد]ــــــــ[06 - 09 - 2007, 04:00 م]ـ
قال تعالى: " إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ
فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ
إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ
قال أبو حيان:
لقد جمعت هذه الآيات ضروباً من الفصاحة والبلاغة.
أحدهما: التقديم والتأخير في:" إن الدين عند الله الإسلام "ال ابن عباس التقدير: شهد الله أن الدين عند الله الاسلام، أنه لا إله إلا هو، ولذلك قرأ إنه، بالكسر: وأن الدين، بالفتح.
وأطلق اسم السبب على المسبب في قوله "ن بعد ما جاءهم العلم "عبر بالعلم عن التوراة والإنجيل أو النبي صلى الله عليه وسلم، على الخلاف الذي سبق.
وإسناد الفعل إلى غير فاعله في: "بطت أعمالهم "وأصحاب النار.
والإيماء في قوله: "بغياً بينهم "فيه إيماء إلى أن النفي دائر شائع فيهم، وكل فرقة منهم تجاذب طرفاً منه.
والتعبير ببعض عن كل في: "أسلمت وجهي "
والاستفهام الذي يراد به التقرير أو التوبيخ والتقريع في قوله "أأسلمتم "
والطباق المقدر في قوله:"فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ"ووجهه: أن الإسلام الانقياد إلى الإسلام، والإقبال عليه، والتولي ضد الإقبال.
والتقدير: وإن تولوا فقد ضلوا، والضلالة ضد الهداية.
والحشو الحسن في قوله "غير حق"فإنه لم يقتل قط نبي بحق، وإنما أتى بهذه الحشوة ليتأكد قبح قتل الأنبياء، ويعظم أمره في قلب العازم عليه.
والتكرار في "ويقتلون الذين"تأكيداً لقبح ذلك الفعل.
والزيادة في "فبشرهم "زاد الفاء إيذاناً بأن الموصول ضمن معنى الشرط. {البحر المحيط حـ 2 صـ 431 ـ 432}
ـ[عبدالدائم مختار]ــــــــ[06 - 09 - 2007, 04:13 م]ـ
جزاك الله خيرا على نقلك الماتع أخي
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[07 - 09 - 2007, 05:14 ص]ـ
بوركت(/)
(وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ)
ـ[انمار السلطان]ــــــــ[06 - 09 - 2007, 06:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله سبحانه وتعالى في سورة القارعة الآية رقم 10: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ)، ومن المعلوم أن (هي) تلفظ في حالة الوقف عليها (هي) بكسر الهاء وتسكين الياء ولكن جعلت منتهية بهاء في الرسم القرآني وفيها قال العلماء [والهاء التي لحقت ياء (هي) هاء السكت وهي هاء تجلب لأجل تخفيف اللفظ عند الوقف عليه، فمنه تخفيف واجب تجلب له هاء السكت لزوما، وبعضه حسن وليس بلازم وذلك في كل اسم أو حرف بآخره حركة بناء دائمة مثل: هو وهي وكيف وثم وقد تقدم ذلك عند قوله تعالى (فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرأوا كتابيه) في سورة الحاقة]. (التحرير والتنوير: أبن عاشور).
وارجو منكم افادتي بكل معلومة حول هذا الموضوع جزاكم الله خيراً.(/)
طرف من الجناس
ـ[محمد سعد]ــــــــ[08 - 09 - 2007, 10:37 م]ـ
هذه طَرف من الجناس مستطرفة في الغزل:
لقد راعني بَحْرُ الدُّجَى بصُدُودهِ=ووَكَّلَ أجفاني بِرَعي كواكِبِهْ
فيا جَزَعي، مَهْلاً عَساهُ يَعودُ لي=ويا كَبِدي، صَبْراً على ما كَواكَ بِهْ
ـ[محمد سعد]ــــــــ[08 - 09 - 2007, 10:40 م]ـ
صِل محبًّا أعياه وَصْف هواهُ =فضَناه يَنُوبُ عن ترُجمانِه
كلّما راقهُ سِواكَ تَصَدَتْ =مُقْلَتاهُ بدمعةِ تَرْجُمانِه
يا مُبْتَلًى بضناه يَرْجُو رحمةً =من مالكٍ يشفيه من أوْصابهِ
أوصاك سِحْرُ جفونه بتسهُد =وتبلّد، فقبلت ما أوْصَى به
اصْبِر على مَضَضِ الهوى فلرَبما = تَحلُو مرارةُ صبرهِ أوصابه
كتبْتُ إليه أستهدي وِصالاً = فعلَلني بوَعْدِ في الجوابِ
ألا ليت الجوابَ يكون خيراً =فيطفئ ما أحاط من الجوَى بي(/)
يا أحفاد عبد القاهر ...
ـ[أبوعمار الأزهري]ــــــــ[10 - 09 - 2007, 01:05 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى في سورة الشورى"لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور" الآية ()
السؤال: ما السر في مجيء كلمة "إناثا" نكرة، في حين جاءت كلمة "الذكور"
معرفة؟
وجزاكم الله تعالى كل خير
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[10 - 09 - 2007, 03:07 ص]ـ
إليك هذا النص الرائع من تفسير ابن عجيبة
وقدم الإناث أولا على الذكور؛ لأن سياق الكلام أنه فاعل ما يشاء، لا ما يشاؤه الإنسان، فكان ذكر الإناث اللاتي من جملة ما لا يشاؤه الإنسان أهم، أو: لأن الكلام في البلاء، والعرب تعدهن عظيم البلايا، أو: تطييب القلوب آبائهم، ولما أخر الذكور وهم أحقاء بالتقديم تدارك ذلك بتعريفهم؛ لأن التعريف تنويه وتشريف، ثم أعطى بعد ذلك كلا الجنسين ما يستحقه من التقديم والتأخير، فقال: {ذكرانا وإناثا}.
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[11 - 09 - 2007, 09:42 م]ـ
لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50)
قال الرازي في تفسيره
{للَّهِ مُلْكُ السموات والأرض} والمقصود منه أن لا يغتر الإنسان بما ملكه من المال والجاه بل إذا علم أن الكل ملك الله وملكه، وأنه إنما حصل ذلك القدر تحت يده لأن الله أنعم عليه به فحينئذٍ يصير ذلك حاملاً له على مزيد الطاعة والخدمة، وأما إذا اعتقد أن تلك النعم، إنما تحصل بسبب عقله وجده واجتهاده بقي مغروراً بنفسه معرضاً عن طاعة الله تعالى، ثم ذكر من أقسام تصرف الله في العالم أنه يخص البعض بالأولاد والإناث والبعض بالذكور والبعض بهما والبعض بأن يجعله محروماً من الكل، وهو المراد من قوله {ويجعل من يشاء عقيماً}.
واعلم أن أهل الطبائع يقولون السبب في حدوث الولد صلاح حال النطفة والرحم وسبب الذكورة استيلاء الحرارة، وسبب الأنوثة استيلاء البرودة، وقد ذكرنا هذا الفصل بالاستقصاء التام في سورة النحل، وأبطلناه بالدلائل اليقينية، وظهر أن ذلك من الله تعالى لا أنه من الطبائع والأنجم والأفلاك.
وفي الآية سؤالات:
السؤال الأول: أنه قدم الإناث في الذكر على الذكور فقال: {يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إناثا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذكور} ثم في الآية الثانية قدم الذكور على الإناث فقال: {أَوْ يُزَوّجُهُمْ ذُكْرَاناً وإناثا} فما السبب في هذا التقديم والتأخير؟
السؤال الثاني: أنه ذكر الإناث على سبيل التنكير فقال: {يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إناثا} وذلك الذكور بلفظ التعريف فقال: {وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذكور} فما السبب في هذا الفرق؟.
السؤال الثالث: لم قال في إعطاء الإناث وحدهن، وفي إعطاء الذكور وحدهم بلفظ الهبة فقال: {يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إناثا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذكور} وقال في إعطاء الصنفين معاً {أَوْ يُزَوّجُهُمْ ذُكْرَاناً وإناثا}.
والسؤال الرابع: لما كان حصول الولد هبة من الله فيكفي في عدم حصوله أن لا يهب فأي حاجة في عدم حصوله إلى أن يقول {وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عقيماً}؟.
السؤال الخامس: هل المراد من هذا الحكم جمع معينون أو المراد الحكم على الإنسان المطلق؟.
والجواب: عن السؤال الأول من وجوه
الأول: أن الكريم يسعى في أن يقع الختم على الخير والراحة والسرور والبهجة فإذا وهب الولد الأنثى أولاً ثم أعطاه الذكر بعده فكأنه نقله من الغم إلى الفرح وهذا غاية الكرم، أما إذا أعطى الولد أولاً ثم أعطى الأنثى ثانياً فكأنه نقله من الفرح إلى الغم فذكر تعالى هبة الولد الأنثى أولاً وثانياً هبة الولد الذكر حتى يكون قد نقله من الغم إلى الفرح فيكون ذلك أليق بالكرم.
الوجه الثاني: أنه إذا أعطى الولد الأنثى أولاً علم أنه لا اعتراض له على الله تعالى فيرضى بذلك فإذا أعطاه الولد الذكر بعد ذلك علم أن هذه الزيادة فضل من الله تعالى وإحسان إليه فيزداد شكره وطاعته، ويعلم أن ذلك إنما حصل بمحض الفضل والكرم.
(يُتْبَعُ)
(/)
والوجه الثالث: قال بعض المذكرين الأنثى ضعيفة ناقصة عاجزة فقدم ذكرها تنبيهاً على أنه كلما كان العجز والحاجة أتم كانت عناية الله به أكثر الوجه الرابع: كأنه يقال أيتها المرأة الضعيفة العاجزة إن أباك وأمك يكرهان وجودك فإن كانا قد كرها وجودك فأنا قدمتك في الذكر لتعلمي أن المحسن المكرم هو الله تعالى، فإذا علمت المرأة ذلك زادت في الطاعة والخدمة والبعد عن موجبات الطعن والذم، فهذه المعاني هي التي لأجلها وقع ذكر الإناث مقدماً على ذكر الذكور وإنما قدم ذكر الذكور بعد ذلك على ذكر الإناث لأن الذكر أكمل وأفضل من الأنثى والأفضل الأكمل مقدم على الأخس الأرذل، والحاصل أن النظر إلى كونه ذكراً أو أنثى يقتضي تقديم ذكر الذكر على ذكر الأنثى، أما العوارض الخارجية التي ذكرناها فقد أوجبت تقديم ذكر الأنثى على ذكر الذكر، فلما حصل المقتضي للتقديم والتأخير في البابين لا جرم قدم هذا مرة وقدم ذلك مرة أخرى، والله أعلم.
وأما السؤال الثاني: وهو قوله لم عبر عن الإناث بلفظ التنكير، وعن الذكور بلفظ التعريف؟ فجوابه أن المقصود منه التنبيه على كون الذكر أفضل من الأنثى.
وأما السؤال الثالث: وهو قوله لم قال تعالى في إعطاء الصنفين {أَوْ يُزَوّجُهُمْ ذُكْرَاناً وإناثا}؟ فجوابه أن كل شيئين يقرن أحدهما بالآخر فهما زوجان، وكل واحد منهما يقال له زوج والكناية في {يُزَوّجُهُمْ} عائدة على الإناث والذكور التي في الآية الأولى، والمعنى يقرن الإناث والذكور فيجعلهم أزواجاً.
وأما السؤال الرابع: فجوابه أن العقيم هو الذي لا يولد له، يقال رجل عقيم لا يلد، وامرأة عقيم لا تلد وأصل العقم القطع، ومنه قيل الملك عقيم لأنه يقطع فيه الأرحام بالقتل والعقوق.
وأما السؤال الخامس: فجوابه قال ابن عباس {يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إناثا} يريد لوطاً وشعيباً عليهما السلام لم يكن لهما إلا النبات {وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذكور} يريد إبراهيم عليه السلام لم يكن له إلا الذكور {أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وإناثا} يريد محمداً صلى الله عليه وسلم كان له من البنين أربعة القاسم والطاهر وعبد الله وإبراهيم، ومن البنات أربعة زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة {وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً} يريد عيسى ويحيى، وقال الأكثرون من المفسرين هذ الحكم عام في حق كل الناس، لأن المقصود بيان قدرة الله في تكوين الأشياء كيف شاء وأراد فلم يكن للتخصيص معنى، والله أعلم. ثم ختم الآية بقوله {إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} قال ابن عباس عليم بما خلق قدير على ما يشاء أن يخلقه، والله أعلم.(/)
أرجوكم المساعدة
ـ[طالبة اللغة العربية]ــــــــ[11 - 09 - 2007, 11:42 م]ـ
اريد منكم المساعده في اختيار الكتب التي يمكن الاستفاده منها لانهاء بحثي
المطلوب مني تسليمه خلال الاسبوع
اريد معلومات عن الانشااااااااء الغير الطلبي وتطبيقاتها
والكتب التي يمكن استخدامها لانهاء البحث ...
لاني بحثت في كتب البلاغه (علم المعاني) لم توجد تطبيقات على الانشاء الغير طلبي
الذي يتفرع الى:-1.اسلوب المدح والذم
2 - اسلوب القسم
3 - صيغ التعجب
4 - اسلوب الرجا
5 - اسلوب العقود
6 - اسلوبي التوجع والتخوف
ولم احصل على تطبيقاتها اريد اسمااااااااااء الكتب واذا ممكن المساعده ..
اذا سمحتوا بسرعه
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[12 - 09 - 2007, 07:00 ص]ـ
السلام عليكم
الإنشاء غير الطلبي: ما لايستدعي مطلوباً غير حاصل وقت الطلب، وهو على أقسام:
1 ـ المدح والذم، ويكونان بـ (نعم) و (حبذا) و (ساء) و (بئس) و (لاحبذا)، نحو: (نعم الرجل زيد) و (وبئست المرأة هند).
2 ـ العقود، سواء كانت بلفظ الماضي، نحو: (بعت) و (وهبت) أم بغيره، نحو: (امرأتي طالق) و (عبدي حرّ).
3 ـ القَسَم، سواء كان بالواو أو بغيرها، نحو: (والله) و (لعمرك).
4 ـ التعجّب، ويأتي قياساً بصيغة (ما أفعله) و (أفعل به) نحو): (ما أحسن عليّاً) و (أكرم بالحسين) وسماعاً بغيرهما، نحو: (كيف تكفرون بالله).
5 ـ الرجاء، ويأتي بـ (عسى) و (حرى) و (اخلولق) نحو: (فعسى الله أن يأتي بالفتح).
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[13 - 09 - 2007, 03:02 ص]ـ
1ـ كتاب البلاغة الواضحة. لمصطفى امين وعلي الجارم.
2ـ مجموعة أشرطة عددها خمسة تشرح كتب البلاغة بالتفصيل لفضيلة الشيخ محمد بن عثيمين توجد هذه المجموعة في التسجيلات الاسلامية.
ووفقك الله(/)
رجاء ساعدوني وفقكم الله
ـ[الأخت الحنونة]ــــــــ[13 - 09 - 2007, 12:14 م]ـ
أتمنى مساعدتي في كيفية شرح درس المسند والمسند إليه ودمتم
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[13 - 09 - 2007, 03:36 م]ـ
كل مبتدأ مسند إليه (يدخل فيها اسم ان واسم كان) + كل فاعل مسند إليه
(يشمل أيضا نائب الفاعل)
كل خبر مسند (يدخل فيها خبر ان وخبر كان) + كل فعل.
الأمثلة
1ـ محمد مجتهد (محمد مبتدأ اذن هو مسند اليه، مجتهد خبر اذن هو مسند.
2ـ ذهب محمد ذهب فعل اذن هو مسند، محمد فاعل اذن هو مسند اليه.
ملاحظة / اذا كان المبتدأ ليس له خبر وانما له فاعل سد مسد الخبر فهي الحالة الوحيدة التي يكون فيها المبتدأ مسند مثل / أ قائم زيد.
قائم مبتدأ ـــــــــــــ مسند
زيد فاعل سد مسد الخبر ــــــــــــــــــــــ مسند اليه.
والله أعلى وأعلم(/)
من البلاغة في سورة الإنشراح
ـ[محمد سعد]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 10:29 ص]ـ
تضمنت سورة الإنشراح وجوهاً من البيان والبديع منها:
الاستفهام التقريري " أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ " وهو هنا للامتنان والتذكير بنعم الرحمن.
الاستعارة التمثيلية " وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ، الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ "
شبه الذنوب بحمل ثقيل يرهق كاهل الإنسان ويعجز عن حمله.
التنكير وهدفه: التفخيم والتعظيم " إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا " نكر اليسر للتعظيم كأنه قال يسراً كبيراً.
الإطناب " التكرار: " فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا "
والتكرار هنا لتقرير معناها في النفوس وتمكينها في القلوب.
السجع المرصع: " فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ، وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ " وكذلك
" وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ، الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ "
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 11:16 ص]ـ
ما شاء الله أخي محمد بعد هذه القراءة البلاغية لابد وأن قراءتنا للسورة ستكون مختلفة وبتدبر اكبر ...
ـ[محمد سعد]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 03:45 م]ـ
بارك الله فيك أخي أحمد
ـ[محمد سعد]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 04:00 م]ـ
عطفاً على ما جاء من بلاغة وبيان في سورة الشَّرح، فقد رُوي أن أحد الصالحين ألحَّ عليه الغَمُّ، وضيق الصدر وتعذّر الأمور حتى كاد يقنط، فكان يوماً يمشي وهو يقول:
أرى الموت لمن أمسى = على الذل له أصلح
فهتف به هاتف يسمع صوته ولا يرى شخصه:
إذا ضاق بك الأمر = ففكِّر في ألم نشرح
قال: فواصلت قراءتها في صلاتي فشرح الله صدري وأزال همي وكربي وسهَّل أمري.
عن الفرج بعد الشدة.1/ 108(/)
لطائف بلاغية من سورة الماعون
ـ[محمد سعد]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 04:58 م]ـ
لقد تضمنت السورة وجوها من البلاغة نوجزها في ما يلي:
الاستفهام الذي يراد به تشويق السامع إلى الخبر والتعجب منه" أرأيت الذي يكذب بالدين "
الايجاز بالحذف " فذلك الذي يدع اليتيم " حذف منه الشرط اي إن أردت أن تعرف فذلك الذي يدعُّ اليتيم
الذم والتوبيخ: " فويل للمصلين " ووضع الظاهر مكان المضمر " فويل لهم " زيادة في التوبيخ لأنهم مع التكذيب ساهون عن الصلاة
الجناس الناقص: " ويمنعون الماعون"
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 10:52 ص]ـ
بوركت على هذه الفوائد الجليلة اخي محمد ...
ـ[أحلام]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 03:38 م]ـ
جزكم الله خيرا
وبوركت أيديكم
ـ[بنت الجنوب77]ــــــــ[23 - 10 - 2007, 01:28 م]ـ
جزاك الله ألف خير:(/)
قال تعالى: " أأنت قلت للناس "
ـ[محمد سعد]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 11:21 م]ـ
يخرج الاستفهام إلى معان بلاغية: منها التوبيخ كقوله تعالى: " وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ"
الاستفهام هنا للمسيح صلوات الله والتوبيخ للنصارى والاستفهام هنا من المسيح أبلغ من الاستفهام من النصارى لأنه يحتمل أنهم يقولون نعم كذا قال، فيرجع إلى المسيح صلوات الله وسلامه عليه ويستفهم منه فابتدىء بالاستفهام منه أول الأمر. وفي الاستفهام منه فائدة أخرى وهي أنه عليه الصلاة والسلام قال: "مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ " فكان أبلغ في توبيخهم في الموقف بين العالمين وفي قوله " مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ " فائدة لأنه لو قال: لم أقل لهم ذلك لاحتيج أن يقال له فما الذي قلت لهم، فعلم المقصود وأجاب عما يقال له فيما بعد.
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[18 - 09 - 2007, 03:45 م]ـ
بوركت
ـ[مدقق املائي]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 02:08 ص]ـ
شكرااااااااااااااااااااااا لك
ـ[الجوهر الفرد]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 02:13 ص]ـ
لا عدمناك.
ـ[أحلام]ــــــــ[26 - 09 - 2007, 03:17 م]ـ
جزاك الله خيرا
وجعل الله ذلك في ميزان حسناتكم
ـ[مصطفى السامرائي]ــــــــ[21 - 10 - 2007, 09:50 ص]ـ
وفقك الله لكل خير ونفع بك(/)
التَّدبيج البديعي
ـ[محمد سعد]ــــــــ[18 - 09 - 2007, 01:41 م]ـ
التدبيج: وزنه تفعيل من الدبج وهو النقش والتزين وأصل الديباج فارسي معرب فالتدبيج في البديع أن يذكر الشاعر في مدح أو ذم أو وصف الفاظاً تدل على ألوان مختلفة كقول ابن حيوس:
إن ترد علم حالهم عن يقين ... فالقهُمْ يوم نائل أو نزال
تلق بيض الوجوه مثار النقع خضر الأكناف حمر النصال
وقال الطغرائي:
يحمون بالبيض والسمر اللَّدان به .... سواد الغدائر حمر الحلي والحلل
وما أحسن قول القائل:
الغصن فوق الماء تحت شقائق .... مثل الأسنة خضبت بدماء
كالصعدة السمراء تحت الراية الـ .... ـحمراء فوق اللَّمة الخضراء
ـ[عَروب]ــــــــ[18 - 09 - 2007, 02:27 م]ـ
رائع جدًا , تعريف مختصر ووافي
محتاجون للتعرف على فنون البلاغة بهذا الشكل السلس
كل الشكر لك أخي الكريم:)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[18 - 09 - 2007, 02:32 م]ـ
ومن التدبيج في القرآن الكريم قوله تعالى:
"وَمِنَ الجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ ألوانها وغرابيب سود"
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[18 - 09 - 2007, 02:55 م]ـ
زدنا من هذه الدرر النادرة اخي محمد ... بارك الله فيك.
ـ[نزار جابر]ــــــــ[15 - 01 - 2009, 05:06 م]ـ
تعريف سهل علينا الكثير
جزاك الله خيرا أيها المعلم الفاضل(/)
البلاغة في"يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمّا أَرْضَعَتْ "
ـ[محمد سعد]ــــــــ[19 - 09 - 2007, 12:28 ص]ـ
انْظُرْ إِلَى الْبَلاغَةِ في قَوْلِه تَعالى: " يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمّا أَرْضَعَتْ "، كَيْفَ جاءَتِ الْمُبالَغَةُ فِي الْمُرْضِع دونَ الْوالِدَةِ، لِأَنَّ الْمُرْضِعَ أَشَدُّ إِشْفاقًا، وَأَكْثَرُ تَطَلُّعًا عَلى وَلَدِها الرَّضيعِ، مِنَ الْوالِدَةِ عَلَى الْوَلَدِ الَّذي خَرَجَ عَنِ الرَّضاعَةِ، وَتَرَعْرَعَ
ـ[أبو الطيب الشمالي]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 03:39 م]ـ
ومن شدة إشفاق المرضعة على رضيعها أنها إذا أحست بخطر ضمته إلى صدرها بقوة ثم انحنت عليه بصدرها ورأسها حتى تقيه ما تخاف وتحاذر. هذا في طبع المرضعة وهو من جبلتها، وقد قادني إلى هذا الكلام ما شاهدته عيني، فانظر إلى هول المطلع يوم القيامة حينما تكسر القاعدة الجبلية في المرضعة.
اللهم اكفنا، وارحمنا وتجاوز عنا، ولا تفجعنا.
((أرجو أن تفكروا بما قلت لعل الله يفيدنا منكم كثيرا حتى وإن انتقدتموني))
ـ[د/أم عبدالرحمن]ــــــــ[27 - 10 - 2007, 01:16 ص]ـ
ثم انظر الى روعة الانتقاء في ألفاظ القرآن فقد اختار لفظة (مرضعة) بالتأنيث ولم يأت بصيغة التذكير (مرضع) - رغم صحة الاستعمالين - إضافة إلى أن الإرضاع من خصوصيات الإناث سواء جيء به بصيغة التذكير أو التأنيث، ولكن القرآن الكريم لا يورد اللفظ بصيغته االمختارة الا لهدف بلاغي منشود يتظافر مع بقية الالفاظ في النص القرآني لتصوير شدة ذلك اليوم العصيب.
إن الفرق بين مرضع ومرضعة، هو أن مرضع وصف عام يطلق على كل انثى من شأنها الارضاع سواء كانت تمارس عملية الارضاع وقتها أم لا، أما لفظة مرضعة فتطلق على من تزاول عملية الارضاع، واختيار القران لذلك اللفظ ما جاء الا لتصوير كرب ذلك اليوم حيث إن الام قد طرحت وليدها الذي قد القمته ثديها بدون شعور منها من شدة أهوال ذلك اليوم، ومعلوم أن أكثر ما تكون الام بكامل حنانها حين ترضع صغيرها
فانظروا الى روعة التصوير الذي فاق كل ريشة!!
ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 10 - 2007, 01:19 ص]ـ
بارك الله فيك د. أم عبد الرحمن على هذه الإضافة، التي أضفت على الموضوع ألقاً جديدا
ـ[أحلام]ــــــــ[31 - 10 - 2007, 10:27 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا البيان الطيب
ـ[مصطفى الحاج علي]ــــــــ[31 - 10 - 2007, 10:49 م]ـ
انْظُرْ إِلَى الْبَلاغَةِ في قَوْلِه تَعالى: " يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمّا أَرْضَعَتْ "، كَيْفَ جاءَتِ الْمُبالَغَةُ فِي الْمُرْضِع دونَ الْوالِدَةِ، لِأَنَّ الْمُرْضِعَ أَشَدُّ إِشْفاقًا، وَأَكْثَرُ تَطَلُّعًا عَلى وَلَدِها الرَّضيعِ، مِنَ الْوالِدَةِ عَلَى الْوَلَدِ الَّذي خَرَجَ عَنِ الرَّضاعَةِ، وَتَرَعْرَعَ
:::
ابتدأ الرحمن بقوله يوم و هو اظهار للمدة الزمنية أي يوم كامل أو أكثر من يوم حيث هنا يوم تدل على غموض المدة الزمنية بمدتها و وقتها لأنها نكرة و هي دلالة على أنّ خلال مدة غير وجيزة ستكون الأهوال لهذه المرضعة وليس المرضع و قد أسلف زميلي بالتحدث هذه النقطة.
و كذلك قوله تعالى ترونها فيها الكثير من الحكمة من خلال لفظ الرؤية و الإدراك لا المشاهدة فقط و نلاحظ قوله تعالى ترونها تزهل و لم يكمل بصيغة الجمع أي ترونها أنتم و تزهل المرضعة الواحدة لغة و ليس فعلا عمليا , فهذه المرضعة التي أُكدت بالصيغة الكلية و ذلك بلفظ كل التي تدل على التأكيد و التهويل و لم يقل مثلا تزهل المرضعات؟
كذلك و أخيرا عما أرضعت و ليس عن مرضعها أي ليس حتما بطفلها بل بكل طفل يكون بيدها مهما كانت حنونة عليه و أيّاً يكن!!!
و العلم عند الله
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[16 - 11 - 2007, 10:34 م]ـ
انْظُرْ إِلَى الْبَلاغَةِ في قَوْلِه تَعالى: " يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمّا أَرْضَعَتْ "، كَيْفَ جاءَتِ الْمُبالَغَةُ فِي الْمُرْضِع دونَ الْوالِدَةِ، لِأَنَّ الْمُرْضِعَ أَشَدُّ إِشْفاقًا، وَأَكْثَرُ تَطَلُّعًا عَلى وَلَدِها الرَّضيعِ، مِنَ الْوالِدَةِ عَلَى الْوَلَدِ الَّذي خَرَجَ عَنِ الرَّضاعَةِ، وَتَرَعْرَعَ
بارك الله فيكم جميعا
ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[28 - 11 - 2007, 02:54 م]ـ
:::
(يُتْبَعُ)
(/)
مرضع ... ومرضعة ...
المرضع في اللغة هي المرأة ذات الحليب التي لها قدرة على در اللبن وعلى مباشرة الإرضاع من ثديها. أما فعل الإرضاع فيعني بالإضافة إلى ذلك الإرضاع من قنينة أو تقديم اللبن في كوب، أو حمل الرضيع في وضع الإرضاع من غير تلقيم الثدي بشكل مباشر.
والمعروف في اللغة أن (مرضع) من الصفات المذكرة الممنوعة من التأنيث، والتي تذكر رغم إطلاقها على المرأة عند اتصاف المرأة بصفة أو قيامها بفعل تنفرد به الإناث وتختص به من دون الرجال نحو حامل , حائض , طالق , طامث، عاقر، قاعد، كاعب, مرضع, ناشز و ناهد.
يقول تعالى في الآية (2) من سورة الحج:
يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ
وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى
وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ
قال سبحانه وتعالى (كُلُّ مُرْضِعَةٍ) ولم يقل (كُلُّ مُرْضِع)، لأن (مُرْضِع) من الصفات الممنوعة من التأنيث التي تنفرد أو تختص بها الإناث من دون الذكور، وهي تدل على صور (المُرْضِع) وصور (الإرضاع) التي تنفرد بها الإناث من دون الذكور.
أما قوله (مُرْضِعَةٍ) تأنيثا لصفة (مُرْضِع) فيقتضي استبعاد المرأة (المرضع) القادرة على در اللبن ومباشرة الإرضاع بتلقيم الثدي من السياق، ويقتضي أن يكون المراد والمقصود هنا هو الإشارة إلى صورة أخرى من صور الإرضاع تكون مشتركة بين الذكر والأنثى، ويستطيع كل منهما القيام بها.
المرضع هي المرأة التي تتصف بصفة أو تقوم بفعل لا يمكن أن يقوم به الرجال، ولا يقال للمرضع مرضعة إلا عندما يكون المقصود بذلك حمل الرضيع على الصدر في وضع الإرضاع بصورة يمكن أن يقوم بها الرجل أيضا.
لقد قال سبحانه تعالى (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ) لأن الذهول يقتضي أن تكون المرأة (مرضعة) تحمل الرضيع على صدرها في وضع الإرضاع من دون مباشرة، وذلك لأن المرأة (المرضع) إذا باشرت إرضاع طفلها والتقم ثديها فإنها تنشغل به، ولا تذهل مهما كان الأمر مهما.
ومن ذلك (امرأة طاهر) من الحيض و (امرأة طاهرة) أي نقية من العيوب وكذلك (امرأة حامل) من الحمل و (حاملة) على ظهرها أو تحمل شيئا ظاهرا و (امرأة قاعد) إذا قعدت عن المحيض و (قاعدة) من القعود و (امرأة حامل) إذا حملت جنينا في بطنها و (حاملة) إذا حملت شيئا بيدها أو على ظهرها ففرق بينهما بالتاء لافتراق المعنيين، ولأن الأولى صفة تختص بها المرأة، والثانية صفة مشتركة بين الذكر والأنثى، ولذلك فهي تذكر مع الذكر، وتؤنث مع الأنثى.
والله أعلم،
منذر أبو هواش
:; allh
ـ[أخابيط]ــــــــ[13 - 12 - 2007, 09:20 م]ـ
مرضع ... ومرضعة ...
المرضع في اللغة هي المرأة ذات الحليب التي لها قدرة على در اللبن وعلى مباشرة الإرضاع من ثديها. أما فعل الإرضاع فيعني بالإضافة إلى ذلك الإرضاع من قنينة أو تقديم اللبن في كوب، أو حمل الرضيع في وضع الإرضاع من غير تلقيم الثدي بشكل مباشر.
والمعروف في اللغة أن (مرضع) من الصفات المذكرة الممنوعة من التأنيث، والتي تذكر رغم إطلاقها على المرأة عند اتصاف المرأة بصفة أو قيامها بفعل تنفرد به الإناث وتختص به من دون الرجال نحو حامل , حائض , طالق , طامث، عاقر، قاعد، كاعب, مرضع, ناشز و ناهد.
يقول تعالى في الآية (2) من سورة الحج:
يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ
وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى
وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ
قال سبحانه وتعالى (كُلُّ مُرْضِعَةٍ) ولم يقل (كُلُّ مُرْضِع)، لأن (مُرْضِع) من الصفات الممنوعة من التأنيث التي تنفرد أو تختص بها الإناث من دون الذكور، وهي تدل على صور (المُرْضِع) وصور (الإرضاع) التي تنفرد بها الإناث من دون الذكور.
أما قوله (مُرْضِعَةٍ) تأنيثا لصفة (مُرْضِع) فيقتضي استبعاد المرأة (المرضع) القادرة على در اللبن ومباشرة الإرضاع بتلقيم الثدي من السياق، ويقتضي أن يكون المراد والمقصود هنا هو الإشارة إلى صورة أخرى من صور الإرضاع تكون مشتركة بين الذكر والأنثى، ويستطيع كل منهما القيام بها.
المرضع هي المرأة التي تتصف بصفة أو تقوم بفعل لا يمكن أن يقوم به الرجال، ولا يقال للمرضع مرضعة إلا عندما يكون المقصود بذلك حمل الرضيع على الصدر في وضع الإرضاع بصورة يمكن أن يقوم بها الرجل أيضا.
لقد قال سبحانه تعالى (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ) لأن الذهول يقتضي أن تكون المرأة (مرضعة) تحمل الرضيع على صدرها في وضع الإرضاع من دون مباشرة، وذلك لأن المرأة (المرضع) إذا باشرت إرضاع طفلها والتقم ثديها فإنها تنشغل به، ولا تذهل مهما كان الأمر مهما.
ومن ذلك (امرأة طاهر) من الحيض و (امرأة طاهرة) أي نقية من العيوب وكذلك (امرأة حامل) من الحمل و (حاملة) على ظهرها أو تحمل شيئا ظاهرا و (امرأة قاعد) إذا قعدت عن المحيض و (قاعدة) من القعود و (امرأة حامل) إذا حملت جنينا في بطنها و (حاملة) إذا حملت شيئا بيدها أو على ظهرها ففرق بينهما بالتاء لافتراق المعنيين، ولأن الأولى صفة تختص بها المرأة، والثانية صفة مشتركة بين الذكر والأنثى، ولذلك فهي تذكر مع الذكر، وتؤنث مع الأنثى.
الأخ الكريم منذر أبو هواش:
مشاركتك احتوت على معلومات قيمة. هلا أوردت مصادرها كي تعم الفائدة، لا أمر عليك.
تحياتي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[17 - 12 - 2007, 11:54 ص]ـ
بوركت جهودكم جميعا ونفع الله بكم
وأسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا إنه ولي ذلك والقادر عليه.(/)
عوامل نشأة البلاغة؟؟
ـ[عبدالواحد]ــــــــ[19 - 09 - 2007, 05:00 م]ـ
السلام عليكم
ماهي العوامل التي ساعدت في نشأة البلاغة؟؟
جزيتم خيرا ..(/)
لماذا قال تعالى (كنتم خير امه) من ناحيه بلاغيه؟
ـ[مدقق املائي]ــــــــ[19 - 09 - 2007, 07:13 م]ـ
:::
قال تعالى (كنتم خير امه اخرجت للناس ..... الايه)
بما ان كان ومشتاقاتها تدل على الاستمراريه في القران الكريم مثل قوله تعالى: (وكان الله غفورا رحيما)
فلماذا قال في هذه الايه (كنتم خير امه)؟
لماذا لم يقل انتم خير امه؟
طبعا لا اعتراض على اللفظ الالهي لكن مجرد سؤال خطر لي
جزاكم الله خيرا
ـ[همس الجراح]ــــــــ[03 - 10 - 2007, 06:11 م]ـ
تظل مستمرة إذا حازت ما بعدها من شروط:
1 - تأمرون بالمعروف
2 - وتنهون عن المنكر
3 - وتؤمنون بالله.
فإن ظلت أمتنا متمسكة بهذه الصفات بقيت خير أمة، فهل تراها كما طُلب منها؟
ولو عادت لكانت خير أمة اخرجت للناس، والله أعلم
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[04 - 10 - 2007, 03:24 ص]ـ
لان كنتم هنا بمعنى صرتم والله اعلم وهي باقية خير أمة
ـ[مصطفى السامرائي]ــــــــ[06 - 10 - 2007, 08:00 ص]ـ
قال تعالى ((كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتب لكان خيرا لهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون)) سورة آل عمران 110
(قال مجاهد: " كنتم خير أمة أخرجت للناس " على الشرائط المذكورة في الاية.
وقيل: معناه [كنتم] في اللوح المحفوظ.
وقيل: كنتم مذ آمنتم خير أمة.
وقيل: جاء ذلك لتقدم البشارة بالنبي صلى الله عليه وسلم وأمته. فالمعنى كنتم عند من تقدمكم من أهل الكتب خير أمة.
وقال الاخفش: يريد أهل أمة، أي خير أهل دين، وأنشد:
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة * وهل يأثمن ذو أمة وهو طائع.
وقيل: هي كان التامة، والمعنى خلقتم ووجدتم خير أمة. " فخير أمة " حال.
وقيل: كان زائدة، والمعنى أنتم خير أمة. وأنشد سيبويه:
فكيف إذا رأيت ديار قوم * * وجيران لنا كانوا كرام
ومثله قوله تعالى: " كيف نكلم من كان في المهد صبيا " [مريم: 29]. وقوله: " واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم " [الاعراف: 86]. وقال في موضع آخر: " واذكروا إذ أنتم قليل ". وروى سفيان عن ميسرة الاشجعي عن أبي حازم عن أبي هريرة " كنتم خير أمة أخرجت للناس " قال: تجرون الناس بالسلاسل إلى الاسلام.
قال النحاس: والتقدير على هذا كنتم للناس خير أمة.
وعلى قول مجاهد: كنتم خير أمة إذ كنتم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر).
انظر تفسير القرطبي 4/ 170_172
ـ[سيد الشهداء]ــــــــ[19 - 10 - 2007, 01:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ....
نقرأ قبل هذه الاية في نفس الصورة قوله تعالى:- " ولتكن منكم أمة يدعون الي الخير ويأمرون بالمعروف وينهو عن المنكر وأولئك هم امفلحون " وجاءة هذه الاية بقوله تعالى:- " كنتم " كيف يأمر الله في اية سابقة بأن تكون هناك امة بالتبعيض ومن ثم يقول كنتم خير امة
ارجو منكم التوضيح وجزاكم الله خيرا
اخوكم سيد الشهداء
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[19 - 10 - 2007, 01:53 م]ـ
ومن المعاني البسيطةالواضحة، كنتم في علم الله خير أمة والله أعلم.(/)
فوائد عظيمة المنفعة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[19 - 09 - 2007, 10:33 م]ـ
فائدة عظيمة المنفعة من كتاب (بدائع الفوائد لـ" ابم قيم الجوزية)
قال سيبويه: الواو لا تدل على الترتيب ولا التعقيب تقول: صمت رمضان وشعبان وإن شئت شعبان ورمضان بخلاف الفاء، وثم إلا أنهم يقدمون في كلامهم ما هم به أهم، وهم ببيانه أعني وإن كانا جميعاً يهمانهم ويغنيانهم هذا لفظه، قال السهيلي: وهو كلام مجمل يحتاج إلى بسط وتبيين فيقال: متى يكون أحد الشيئين أحق بالتقدم ويكون المتكلم ببيانه أعني قال: والجواب أن هذا الأصل يجب الاعتناء به لعظم منفعته في كتاب الله وحديث رسوله، إذ لا بد من الوقوف على الحكمة في تقديم ما قدم وتأخير ما أخر نحو السميع والبصير والظلمات والنور والليل والنهار والجن والإنس في الأكثر، وفي بعضها الإنس والجن وتقديم السماء على الأرض في الذكر، وتقديم الأرض عليها في بعض الآي ونحو سميع عليم ولم يجيء عليم سميع، وكذلك عزيز حكيم وغفور رحيم. وفي موضع واحد الرحيم الغفور إلى غير ذلك مما لا يكاد ينحصر، وليس شيء من ذلك يخلو عن فائدة وحكمة، لأنه كلام الحكيم الخبير وسنقدم بين يدي الخوض في هذا الغرض أصلاً يقف بك على الطريق الأوضح
الموضوع على حلقات متتابعة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[19 - 09 - 2007, 11:00 م]ـ
ما تقدم من الكلم فتقديمه في اللسان على حسب تقدم المعاني في الجنان، والمعاني تتقدم بأحد خمسة أشياء. إما بالزمان، وإما بالطبع، وإما بالرتبة، وإما بالسبب، وإما بالفضل والكمال، فإذا سبق معنى من المعاني إلى الخفة والثقل بأحد هذه الأسباب الخمسة أو بأكثرها. سبق اللفظ الدال على ذلك المعنى السابق وكان ترتب الألفاظ بحسب ذلك نعم، وربما كان ترتب الألفاظ بحسب الخفة والثقل، لا بحسب المعنى كقولهم: ربيعة ومضر وكان تقديم مضر أولى من جهة الفضل، ولكن آثروا الخفة لأنك لو قدمت مضر في اللفظ كثرت الحركات وتوالت، فلما أخرت وقف عليها بالسكون قلت: ومن هذا النحو الجن والإنس، فإن لفظ الإنس أخف لمكان النون الخفيفة والسين المهموسة. فكان الأثقل أولى بأول الكلام من الأخف لنشاط المتكلم وجمامه. وأما في القرآن فلحكمة أخرى سوى هذه قدم الجن على الإنس في الأكثر والأغلب وسنشير إليها في آخر الفصل إن شاء الله.
وللموضوع صلة
ـ[أبو الطيب الشمالي]ــــــــ[20 - 09 - 2007, 11:26 ص]ـ
أرجو أن توثق الكتاب، والصفحات.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[20 - 09 - 2007, 12:23 م]ـ
أرجو أن توثق الكتاب، والصفحات.
أخي الكريم الحبيب: أبو الطيب الشمال، تحية مباركة وبعد، فقد نوَّهت إلى المصدر في بداية المشاركة الأولى. مع كل الحب والاحترام
ـ[أبو الطيب الشمالي]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 02:53 م]ـ
السلام عليكم
أقصد: المحقق، الناشر، الطبعة، السنة، الجزء والصفحة.
حتى يسهل علينا الرجوع إلى الأصل سريعا.
بارك الله فيك
ـ[محمد سعد]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 01:42 ص]ـ
السلام عليكم
أقصد: المحقق، الناشر، الطبعة، السنة، الجزء والصفحة.
حتى يسهل علينا الرجوع إلى الأصل سريعا.
بارك الله فيك
بدائع البدائه
ابن ظافر، ابو الحسن علي بن ظافر
تحقيق: محمد ابو الفضل ابراهيم
مكتبة الانجلو المصرية
1970
ـ[محمد سعد]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 01:58 ص]ـ
الحقيقة الكتاب هو: بدائع الفوائد، ابن قيم الجوزية
دار الكتب العلمية بيروت
تحقيق احمد عبد السلام
ـ[محمد سعد]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 02:01 ص]ـ
أما ما تقدم بتقدم الزمان فكعاد وثمود والظلمات والنور، فإن الظلمة سابقة للنور في المحسوس والمعقول وتقدمها في المحسوس معلوم بالخبر المنقول، وتقدم الظلمة المعقولة معلوم بضرورة العقل قال سبحانه: والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة [النحل: 78]، فالجهل ظلمة معقولة وهي متقدمة بالزمان على نور العلم ولذلك قال تعالى: في ظلمات ثلاث [الزمر: 6]. فهذه ثلاث محسوسات ظلمة الرحم وظلمة البطن وظلمة المشيمة. وثلاث معقولات وهي عدم الادراكات الثلاثة المذكورة في الآية المتقدمة إذ لكل آية ظهر وبطن ولكل حرف حد، ولكل حد مطلع، وفي الحديث إن الله خلق عباده في ظلمة، ئم ألقى عليهم من نوره، ومن المتقدم بالطبع نحو مثنى وثلاث ورباع ونحو: ما
(يُتْبَعُ)
(/)
يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم [المجادلة: 7]، الآية وما يتقدم من الإعداد بعضها على بعض، إنما يتقدم بالطبع كتقدم الحيوان على الإنسان والجسم على الحيوان. ومن هذا الباب تقدم العزيز على الحكيم، لأنه عز فلما عز حكم.
وربما كان هذا من تقدم السبب على المسبب ومثله كثير في القرآن نحو: يحب التوابين ويحب المتطهرين [البقرة: 222]، لأن التوبة سبب الطهارة وكذلك كل أفاك أثيم [الجاثية: 7]، لأن الإفك سبب الإثم وكذلك كل معتد أثيم [المطففين: 12]، وأما تقدم هماز على مشاء بنميم، فبالرتبة لأن المشي مرتب على القعود في المكان. والهماز هو العياب، وذلك لا يفتقر إلى حركة وانتقال من موضعه بخلاف النميمة. وأما تقدم مناع للخير على معتد، فبالرتبة أيضاً، لأن المناع يمنع من نفسه والمعتدي يعتدي على غيره ونفسه قبل غيره. ومن المقدم بالرتبة يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر [الحج: 27] لأن الذي يأتي راجلاً يأتي من المكان القريب، والذي يأتي على الضامر يأتي من المكان البعيد على أنه قد روى عن ابن عباس أنه قال: وددت أني حججت راجلاً لأن الله قدم الرجالة على الركبان، في القرآن فجعله ابن عباس من باب تقدم الفاضل على المفضول، والمعنيان موجودان، وربما قدم الشيء لثلاثة معان وأربعة وخمسة، وربما قدم لمعنى واحد من الخمسة ومما قدم للفضل والشرف فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم [المائدة: 6]، وقوله: النبيين والصديقين ومنه تقديم السميع على البصير وسميع على بصير، ومنه تقديم الجن على الإنس في أكثر المواضع، لأن الجن تشتمل على الملائكة وغيرهم، مما اجتن عن الإبصار قال تعالى: وجعلوا بينه وبين الجنة نسباً [الصافات: 158] وقال الأعشى:
وسخر من جن الملائك شيعة قياماً لدينه يعملون بلا أجر
وأما قوله تعالى: لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان [الرحمن: 56]، وقوله: لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان [الرحمن: 39]، وقوله: ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذباً [الجن: 5]، فإن لفظ الجن ههنا، لا يتناول الملائكة بحال لنزاهتهم عن العيوب، وإنهم لا يتوهم عليهم الكذب ولا سائر الذنوب، فلما لم يتناولهم عموم لفظ لهذه القرينة بدأ بلفظ الإنس لفضلهم وكمالهم. وأما تقديم السماء على الأرض فبالرتبة أيضاً، وبالفضل والشرف. وأما تقديم الأرض في قوله: وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء [يونس: 61]، فبالرتبة أيضاً، لأنها منتظمة بذكر ما هي أقرب إليه وهم المخاطبون بقوله: ولا تعملون من عمل [سورة يونس: 61] فاقتضى حسن النظم تقديمها مرتبة في الذكر مع المخاطبين الذين هم أهلها بخلاف الآية التي في سبأ، فإنها منتظمة بقوله عالم الغيب. وأما تقديمه المال على الولد في كثير من الآي فلأن الولد بعد وجود المال نعمة ومسرة، وعند الفقر وسوء الحال هم ومضرة، فهذا من باب تقديم السبب على المسبب، لأن المال سبب تمام النعمة بالولد. وأما قوله: حب الشهوات من النساء والبنين. فتقديم النساء على البنين بالسبب، وتقدم الأموال على البنين بالرتبة. ومما تقدم بالرتبة ذكر السمع والعلم، حيث وقع فإنه خبر يتضمن التخويف والتهديد، فبدأ بالسمع لتعلقه بما قرب كالأصوات وهمس الحركات، فإن من سمع حسك وخفي صوتك أقرب إليك في العادة ممن يقال لك: إنه يعلم وإن كان علمه تعالى متعلقاً بما ظهر وبطن وواقعاً على ما قرب وشطن، ولكن ذكر السميع أوقع في باب التخويف من ذكر العليم فهو أولى بالتقديم. وأما تقديم الغفور على الرحيم فهو أولى بالطبع، لأن المغفرة سلامة والرحمة غنيمة والسلامة تطلب قبل الغنيمة. وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمرو بن العاص: ابعثك وجهاً يسلمك الله فيه ويغنمك وارغب لك رغبة من المال، فهذا من الترتيب البديع بدأ بالسلامة قبل الغنيمة وبالغنيمة قبل الكسب. وأما قوله: وهو الرحيم الغفور في سبأ فالرحمة هناك متقدمة على المغفرة، فأما بالفضل والكمال، وأما بالطبع، لأنها منتظمة بذكر أصناف الخلق من المكلفين وغيرهم من الحيوان. فالرحمة تشملهم والمغفرة تخصهم والعموم بالطبع قبل الخصوص كقوله: فاكهة ونخل ورمان [الرحمن: 68]، وكقوله: وملائكته ورسله وجبريل
(يُتْبَعُ)
(/)
وميكال [البقرة: 98]، ومما قدم بالفضل قوله: واسجدي واركعي مع الراكعين [آل عمران: 43]، لأن السجود أفضل وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فإن قيل: فالركوع قبله بالطبع والزمان والعادة، لأنه انتقال من علو إلى انخفاض. والعلو بالطبع قبل الانخفاض فهلا قدم الركوع الجواب أن يقال انتبه لمعنى الآية من قوله: اركعي مع الراكعين [آل عمران: 43]، ولم يقل اسجدي مع الساجدين، فإنما عبر بالسجود عن الصلاة وأراد صلاتها في بيتها، لأن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها مع قومها. ثم قال لها: اركعى مع الراكعين أي صلي مع المصلين في بيت المقدس، ولم يرد أيضاً الركوع وحده دون أجزاء الصلاة، ولكنه عبر بالركوع عن الصلاة كما تقول: ركعت ركعتين وأربع ركعات يريد الصلاة لا الركوع بمجرده فصارت الآية متضمنة لصلاتين صلاتها وحدها عبر عنها بالسجود، لأن السجود أفضل حالات العبد. وكذلك صلاة المرأة في بيتها أفضل لها. ثم صلاتها في المسجد عبر عنها بالركوع، لأنه في الفضل دون السجود، وكذلك صلاتها مع المصلين دون صلاتها وحدها في بيتها ومحرابها. وهذا نظم بديع وفقه دقيق وهذه نبذ تشير لك إلى ما وراء أو سدل وأنت صحيح. قالوا: ومما ذكره بهذا الباب قوله: وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود [الحج: 26]، بدأ بالطائفين للرتبة والقرب من البيت المأمور بتطهيره من أجل الطوافين، وجمعهم جمع السلامة، لأن جمع السلامة أدل على لفظ الفعل الذي هو علة تعلق بها حكم التطهير، ولو كان مكان الطائفين الطواف لم يكن في هذا اللفظ من بيان قصد الفعل ما في قوله للطائفين ألا ترى أنك تقول: تطوفون. كما تقول: طائفون، فاللفظان متشابهان فإن قيل: فهلا أتى بلفظ الفعل بعينه فيكون أبين، فيقول: وطهر بيتي للذين يطوفون قيل: إن الحكم يعلل بالفعل لا بذوات الأشخاص، ولفظ الذين ينبىء عن الشخص والذات، ولفظ الطواف يخفي معنى الفعل ولا يبينه فكان لفظ الطائفين أولى بهذا الموطن ثم يليه في الترتيب القائمين، لأنه في معنى العاكفين وهو في معنى قوله: إلا ما دمت عليه قائماً [آل عمران: 75] أي مثابراً ملازماً وهو كالطائفين في تعلق حكم التطهر به، ثم يليه بالرتبة لفظ الراكع، لأن المستقبلين البيت بالركوع لا يختصمون بما قرب منه كالطائفين والعاكفين، ولذلك لم يتعلق حكم التطهير بهذا الفعل الذي هو الركوع وإنه لا يلزم أن يكون في البيت ولا عنده، فلذلك لم يجىء بلفظ جمع السلامة لأنه لا يحتاج فيه إلى بيان لفظ الفعل، كما احتيج فيما قبله ثم وصف الركع بالسجود ولم يعطف بالواو كما عطف ما قبله لأن الركع هم السجود. والشيء لا يعطف بالواو على نفسه ولفائدة أخرى وهو أن السجود أغلب ما يجيء عبارة عن المصدر، والمراد به ههنا الجمع، فلو عطف بالواو لتوهم أنه يريد السجود الذي هو المصدر دون الاسم الذي هو النعت. وفائدة ثالثة أن الراكع إن لم يسجد فليس براكع في حكم الشريعة، فلو عطفت ههنا بالواو لتوهم أن الركوع حكم يجري على حياله. فإن قيل: فلم قال السجود على وزن فعول ولم يقل السجد كالركع، وفي آية أخرى ركعاً سجداً ولم جمع ساجد على السجود ولم يجمع راكع على ركوع، فالجواب إن السجود في الأصل مصدر كالخشوع والخضوع، وهو يتناول السجود الظاهر والباطن. ولو قال: السجد في جمع ساجد لم يتناول إلا المعنى الظاهر، وكذلك الركع ألا تراه يقول: تراهم ركعاً سجداً وهذه رؤية العين وهي لا تتعلق إلا بالظاهر. والمقصود هنا الركوع الظاهر لعطفه على ما قبله مما يراد به قصد البيت والبيت لا يتوجه إليه إلا بالعمل الظاهر. وأما الخشوع والخضوع الذي يتناوله لفظ الركوع دون لفظ الركع، فليس مشروطاً بالتوجه إلى البيت، وأما السجود فمن حيث أنبأ عن المعنى الباطن جعل وصفاً للركع ومتمماً لمعناه، إذ لا يصح الركوع الظاهر إلا بالسجود الباطن ومن حيث تناول لفظه. أيضاً السجود الظاهر الذي يشترط فيه التوجه إلى البيت حسن انتظامه أيضاً مع ما قبله مما هو معطوف على الطائفين الذين ذكرهم بذكر البيت، فمن لحظ هذه المعاني بقلبه وتدبر هذا النظم البديع بلبه ارتفع في معرفة الإعجاز عن التقليد، وأبصر بعين اليقين أنه تنزيل من حكيم حميد تم كلامه.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: وقد تولج رحمة الله مضائق تضايق عنها أن تولجها الإبر وأتى بأشياء حسنة، وبأشياء غيرها أحسن منها، فأما تعليله تقديم ربيعة على مضر ففي غاية الحسن وهذان الاسمان لتلازمهما في الغالب صارا كاسم واحد فحسن فيهما ما ذكره، وأما ما ذكره في تقديم الجن على الإنس من شرف الجن فمستدرك عليه، فإن الإنس أشرف من الجن من وجوه عديدة قد ذكرناها في غير هذا الموضع. وأما قوله: إن الملائكة منهم أو هم أشرف. فالمقدمتان ممنوعتان، أما الأول فلأن أصل الملائكة ومادتهم التي خلقوا منها هي النور، كما ثبت ذلك مرفوعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم. وأما الجان فمادتهم النار بنص القرآن ولا يصح التفريق بين الجن والجان لغة ولا شرعاً ولا عقلاً، وأما المقدمة الثانية وهي كون الملائكة خيراً وأشرف من الإنس فهي المسألة المشهورة وهي تفضيل الملائكة أو البشر والجمهور على تفضيل البشر. والذين فضلوا الملائكة هم المعتزلة والفلاسفة وطائفه ممن عداهم، بل الذي ينبغي أن يقال في التقديم هنا، إنه تقديم بالزمان لقوله تعالى: ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون * والجان خلقناه من قبل من نار السموم [الحجر: 26]. وأما تقديم الإنس على الجن في قوله: لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان [الرحمن: 56]، فلحكمة أخرى سوى ما ذكره، وهو أن النفي تابع لما تعقله القلوب من الاثبات فيرد النفي عليه، وعلم النفوس بطمث الإنس ونفرتها ممن طمثها الرجال هو المعروف. فجاء النفي على مقتضى ذلك. وكان تقديم الإنس في هذا النفي أهم. وأما قوله: وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا فهذا يعرف سره من السياق، فإن هذا حكاية كلام مؤمني الجن حين سماع القرآن كما قال تعالى: قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجباً [الجن: 1] الآيات. وكان القرآن أول ما خوطب به الإنس ونزل على نبيهم وهم أول من بدأ بالتصديق والتكذيب قبل الجن فجاء قول مؤمني الجن: وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا [الجن: 5] بتقديم الإنس لتقدمهم في الخطاب بالقرآن، وتقديمهم في التصديق والتكذيب. وفائدة ثالثة وهي أن هذا حكاية كلام مؤمني الجن لقولهم بعد أن رجعوا إليهم بأنهم لم يكونوا يظنون أن الإنس والجن يقولون على الله كذباً، فذكرهم الإنس هنا في التقديم أحسن في الدعوة وأبلغ في عدم التهمة، فإنهم خالفوا ما كانوا يسمعونه من الإنس والجن لما تبين لهم كذبهم فبدأتهم بذكر الإنس أبلغ في نفي الغرض والتهمة وأن لا يظن بهم قومهم أنهم ظاهروا الإنس عليهم، فإنهم أول ما أقروا بتقولهم الكذب على الله، وهذا من ألطف المعاني وأدقها، ومن تأمل مواقعه في الخطاب عرف صحته.
وأما تقديم عاد على ثمود حيث وقع في القرآن فما ذكره من تقدمهم بالزمان فصحيح. وكذلك الظلمات والنور. وكذلك مثنى وبابه. وأما تقديم العزيز على الحكيم فإن كان من الحكم وهو الفصل والأمر، فما ذكره من المعنى صحيح، وإن كان من الحكمة وهي كمال العلم والإرادة المتضمنين اتساق صنعه وجريانه على أحسن الوجوه وأكملها. ووضعه الأشياء مواضعها وهو الظاهر من هذا الاسم، فيكون وجه التقديم أن العزة كمال القدرة، والحكمة كمال العلم، وهو سبحانه الموصوف من كل صفة كمال بأكملها وأعظمها وغايتها، فتقدم وصف القدرة لأن متعلقه أقرب إلى مشاهدة الخلق وهو مفعولاته تعالى وآياته.
وأما الحكمة فمتعلقها بالنظر والفكر والاعتبار غالباً وكانت متأخرة عن متعلق القدرة. ووجه ثان أن النظر في الحكمة بعد النظر في المفعول والعلم به، فينتقل منه إلى النظر فيما أودعه من الحكم والمعاني. ووجه ثالث أن الحكمة غاية الفعل، فهي متأخرة عنه تأخر الغايات عن وسائلها، فالقدرة تتعلق بإيجاده. والحكمة تتعلق بغايته فقدم الوسيلة على الغاية، لأنها أسبق في الترتيب الخارجي.
وأما قوله تعالى: يحب التوابين ويحب المتطهرين [البقرة: 222]، ففيه معنى آخر سوى ما ذكره. وهو أن الطهر طهران طهر بالماء من الأحداث والنجاسات وطهر بالتوبة من الشرك والمعاصي، وهذا الطهور أصل لطهور الماء وطهور الماء لا ينفع بدونه، بل هو مكمل له معد مهيىء بحصوله فكان أولى بالتقديم، لأن العبد أول ما يدخل في الإسلام فقد تطهر بالتوبة من الشرك ثم يتطهر بالماء من الحدث. وأما قوله: كل أفاك أثيم [الجاثية: 7]، فالإفك هو الكذب وهو في القول والإثم هو الفجور وهو في الفعل. والكذب يدعو إلى الفجور كما في الحديث الصحيح. أن الكذب يدعو إلى الفجور، وأن الفجور يدعو إلى النار، فالذي قاله صحيح. وأما كل معتد أثيم ففيه معنى ثاني غير ما ذكره وهو أن العدوان مجاوزة الحد الذي حد للعبد فهو ظلم في القدر والوصف. وأما الإثم فهو محرم الجنس ومن تعاطى تعدى الحدود تخطى إلى الجنس الآخر وهو الإثم، ومعنى ثالث وهو أن المعتدي الظالم لعباد الله عدواناً عليهم، والأثيم الظالم لنفسه بالفجور فكان تقديمه هنا على الأثيم أولى، لأنه في سياق ذمه والنهي عن طاعته. فس كان معتدياً على العباد ظالماً لهم فهو أحرى بأن لا تطيعه وتوافقه. وفيه معنى رابع وهو أنه قدمه على الأثيم ليقترن بما قبله وهو وصف المنع للخير، فوصفه بأنه لا خير فيه للناس وأنه مع ذلك معتد عليهم، فهو متأخر عن المناع لأنه يمنع خيره أولاً، ثم يعتدي عليهم ثانياً، ولهذا يحمد الناس من يوجد لهم الراحة ويكف عنهم الأذى وهذا هو حقيقة التصوف وهذا لا راحة يوجدها ولا أذى يكفه.(/)
ما الصورة البيانية في كل من المثالين
ـ[عنتر الجزائري]ــــــــ[20 - 09 - 2007, 06:50 م]ـ
ما الصورة البيانية في كل من هذين المثالين
1 - قال تعالى (فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا)
2 - قاللى تعالى (وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ... )
ثانيا ما هي القرينة وكيف نميزها عند دراستنا للصور البيانية
وشكرا مسبقا
ـ[عنتر الجزائري]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 06:00 م]ـ
ْأَلا يوجد من يجبني
ـ[حااجي]ــــــــ[26 - 09 - 2007, 06:40 م]ـ
:::
هذا الجواب منقول من تفسيرمحمد علي الصابوني **صفوة التفاسير**
في صفحة 188 من كتاب صفوة التفاسير للصابوني الجزء الثاني في سورة الكهف وردت هذه الإجابة تحت عنوان البلاغة.
الإستعارة التبعية< فضربنا على آذانهم>شبهت الإنامة الثقيلة بضرب الحجاب على الآذان كما تضرب الخيمة على السكان. وكذلك يوجد استعارة في <وربطنا على قوبهم>لأن الربط هو الشد و المراد شددنا على قلوبهم كما تشد الأوعية بالأوكية ... انتهى
ـ[عنتر الجزائري]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 09:46 م]ـ
بارك الله فيك ْأَخي حاجي(/)
ما معنى: ممكناً غير مطموح في نيله ..
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 03:35 ص]ـ
الرجاء توضيح هذه المعلومة: ـ
من الانشاء الطلبي التمني / وهو طلب أمر يكون مستحيلاً أو ممكناً غير مطموح في نيله.
فالرجاء توضيح معنى ممكن غير مطموح في نيله وذكر أمثلة من الكلام العام مع الشرح.
ولكم جزيل الشكر
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 11:12 ص]ـ
ممكنا غير مطموع فى نيله
كقول رجل فقير: ليتني أصبح أغنى رجل فى العالم
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 03:11 م]ـ
شكرا أخي هيثم وصلت الفكرة
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[05 - 01 - 2008, 09:18 م]ـ
أحسنت أخي هيثم ونعم التوضيح(/)
تطبيقات على الإنشاء الغير طلبي
ـ[افتخر بأني عربية]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 11:36 ص]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أطلب منكم المساعدة للحصول على تطبيقات على الإنشاء الغير طلبي ...
في أرجو منكم المساعدة.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 12:14 م]ـ
حبذا لو قلت: غير الطلبي
أقسام الإنشاء
والإنشاء ينقسم إلى (طلبي) و (غير طلبي).
فا لإنشاء غير الطلبي: ما لايستدعي مطلوباً غير حاصل وقت الطلب، وهو على أربعة أقسام:
1 - المدح والذم: ويكونان بـ (نعم) و (حبذا) و (ساء) و (بئس) و (لاحبذا)، نحو: قوله تعالى: " نعم العبد إنه أواب" والذم: " بئس الشراب وساءت مرتفقا"
2ـ القَسَم: سواء كان بالواو أو بغيرها، نحو: (والله) أولعمرك ما بالعقل يكتسب الغنى ... ولا باكتساب المال يكتسب العقل.
3ـ التعجّب: ويأتي قياساً بصيغة (ما أفعله) و (أفعل به) نحو): (ما أحسن الدين والدنيا) و (أكرم بمحمد) وسماعاً بغيرهما، نحوقوله تعالى: " كيف تكفرون بالله. أو لله درك من مهيب وادع
4ـ الرجاء، ويأتي بـ (عسى) و (حرى) و (اخلولق) نحو: "فعسى الله أن يأتي بالفتح"
ـ[الأمين]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 01:51 م]ـ
أحسنت، وبارك الله فيك
ـ[أبو الطيب الشمالي]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 02:42 م]ـ
توجد كتب كثيرة تتحدث عن الإنشاء، وإن كنت ممن يريد أن يعرف كيفية التمثيل فخذي كتاب البلاغة فنونها وأفنانها للدكتور: فضل حسن عباس، قسم المعاني، ستجدين من الأمثلة الشيء الكثير.
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[05 - 01 - 2008, 09:18 م]ـ
كفيتموني المؤنة
بارك الله فيكم.(/)
التسميط
ـ[قمر محمود رزق]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 09:47 م]ـ
هو ان يجعل الشاعر بيت الشعر اربعة اقسام وان يجعل ثلاثة منها تنتهي بنفس القافيه مختلفه عن الرابعه:::
ـ[الاثري البهجاتي]ــــــــ[18 - 11 - 2007, 01:35 ص]ـ
سلام عليكم
مثل قول سيد قطب:
أخي إن ذرفت عليَّ الدموع ... وبللت قبري بها في خشوع
لفأوقد لهم من رفاتي الشموع ... وسيروا بها نحو مجد تليد
من قصيدة (أخي أنت حر وراء القيود)
والله المستعان
والسلام
ـ[د/أم عبدالرحمن]ــــــــ[18 - 11 - 2007, 01:56 ص]ـ
أخي الكريم
المقصود من التسميط هو تقسيم البيت الشعري الواحد إلى أربعة أقسام ثلاثة متوافقة والرابع هو المختلف كقول الشاعر
في ثغره لعس في خده قبس في قده ميس في جسمه ترف
فالبيت مقسم إلى أربعة أقسام ثلاثة منها متوافقة على سجع واحد (لعس، قبس، ميس) والرابعة مختلفة عنها تماما (ترف).
ـ[محمد سعد]ــــــــ[18 - 11 - 2007, 03:03 م]ـ
التسميط: هو أن يجعل الشاعر كل بيت بسمطه أربعة أقسام، ثلاثة منها على سجع واحد بخلاف قافية البيت كقول مروان بن أبي حفصة:
هم القوم إن قالوا أصابوا، وإن دعوا أجابوا، وإن أعطوا أطابوا، وأجزلوا
والفرق بين التسميط والتسجيع كون أجزاء التسميط غير ملتزم أن تكون على روي البيت، وكون أجزائه متزنة، فيكون عددها محصورًا والفرق بين التفويف وبينه تسجيع بيت التسميط قال ابن أبي الأصبع: ما خالفوا بين قافية البيت وأسجاع التسميط إلا لتكون القافية كالسمط والأجزاء المسجعة بمنزلة حَب العِقد لأن السمط يجمع حَب العِقد والمُراد بأجزاء التسميط بعض أجزاء التقطيع ويسمى تسميط التبعيض، ومن التسميط نوع آخر يسمى تسميط التقطيع: وهو أن تسجع جميع أجزاء التفعيل على روي يخالف القافية كقول ابن أبي الأصبع:
وأسمر مثمر من مزهر نضر من مقمر مسفر عن منظر حسن فجاءت جميع أجزاء التفعيل من هذا البيت من سباعيها وخماسيها مسجعة على خلاف سجعة الجزء الذي هو قافية البيت
وبيت الشيخ صفي الدين الحلي في بديعيته على التسميط:
فالحق في أفق والشرك في نفق = والكفر في فرق والدين في حرم(/)
مساعدة
ـ[قمر محمود رزق]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 09:50 م]ـ
ارجوكم اريد ثلاثة ابيات شعر على طريقة التسميط في اسرع وقت ممكن:::(/)
لم قدمت " هماز " على " مشاء بنميم "
ـ[محمد سعد]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 02:11 ص]ـ
قال تعالى: " هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ" قدمت هماز على مشاء بنميم هو أن همزه عيب للمهموز وإزراء به وإظهار لفساد حاله في نفسه فإن قاله يختص بالمهموز لا يتعداه إلى غيره. والمشي بالنميمة يتعداه إلى من ينم عنده فهو ضرر متعد والهمز ضرره لازم للمهموز. إذا شعر به ما ينقل من الأذى اللازم إلى الأذى المتعدي المنتشر.
ـ[مدقق املائي]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 02:44 م]ـ
شكرا لك اخ محمد
جزاك الله خير
ـ[أحلام]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 03:21 م]ـ
جزاك الله خيرا
وجعل الله ذلك في ميزان حسناتك
ـ[الخريف]ــــــــ[13 - 10 - 2007, 12:41 ص]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[بنت الجنوب77]ــــــــ[23 - 10 - 2007, 08:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
شكرا لك على مشاركاتك القيمة وبصراحه أنا ادهش بنشاطك في كافة المواضيع الله يعطيك العافي
ـ[محمد سعد]ــــــــ[24 - 10 - 2007, 02:44 م]ـ
شكرًا لك أخت بنت الجنوب 77 على هذا الإطراء الذي لا أستحقه
ـ[عبدالدائم مختار]ــــــــ[24 - 10 - 2007, 03:14 م]ـ
أكرمك الله وفتح عليك(/)
التكرار في سورة " الكافرون"
ـ[محمد سعد]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 03:20 ص]ـ
فائدة تكرار الأفعال في سورة الكافرون" قيل فيه وجوه أحدها إن قوله: لا أعبد ما تعبدون [الكافرون: 3]،، نفي للحال والمستقبل وقوله: ولا أنتم عابدون ما أعبد [الكافرون: 3]، مقابله أي لا تفعلون ذلك. وقوله: ولا أنا عابد ما عبدتم [الكافرون: 3]، أي لم يكن مني ذلك قط قبل نزول الوحي. ولهذا أتى في عبادتهم بلفظ الماضي فقال: ما عبدتم فكأنه قال: لم أعبد قط ما عبدتم. وقوله: ولا أنتم عابدون ما أعبد [الكافرون: 3]، مقابله أي لم تعبدوا قط في الماضي ما أعبده أنا دائماً. وعلى هذا فلا تكرار أصلاً، وقد استوفت الآيات أقسام النفي ماضياً وحالاً ومستقبلاً عن عبادته وعبادتهم بأوجز لفظ وأخصره وأبينه.
ـ[مدقق املائي]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 02:45 م]ـ
سبحاااااااااااااااااااااااااان الله
ما اعظم اعجاز القران
شكرا لك
ـ[أحلام]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 03:10 م]ـ
جزاك الله خيرا
بيان رائع وإعجازٌ مبهر لايمكن أن يجاريه بشر
ـ[همس الجراح]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 03:12 م]ـ
ملاحظات لطيفة، جزاك الله خيرا
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 03:30 م]ـ
لطائف لغوية في القرآن امتعتنا بها فجزاك الله خيراً أخي محمد.
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[25 - 09 - 2007, 01:13 ص]ـ
قال الرازي في تفسيره
في هذه الآية قولان: أحدهما: أنه لا تكرار فيها والثاني: أن فيها تكرارا
أما الأول: فتقريره من وجوه
أحدها: أن الأول للمستقبل، والثاني للحال والدليل على أن الأول للمستقبل أن لا لا تدخل إلا على مضارع في معنى الاستقبال، ألا ترى أن لن تأكيد فيما ينفيه لا، وقال الخليل في لن أصله لا أن، إذا ثبت هذا فقوله: {لا أعبد ما تعبدون} أي لا أفعل في المستقبل ما تطلبونه مني من عبادة آلهتكم ولا أنتم فاعلون في المستقبل ما أطلبه منكم من عبادة إلهي، ثم قال: {ولا أنا عابد ما عبدتم} أي ولست في الحال بعابد معبودكم ولا أنتم في الحال بعابدين لمعبودي.
الوجه الثاني: أن تقلب الأمر فتجعل الأول للحال والثاني للاستقبال والدليل على أن قول: {ولا أنا عابد ما عبدتم} للاستقبال أنه رفع لمفهوم قولنا: أنا عابد ما عبدتم ولا شك أن هذا للاستقبال بدليل أنه لو قال: أنا قاتل زيدا فهم منه الاستقبال.
الوجه الثالث: قال بعضهم: كل واحد منهما يصلح للحال وللاستقبال، ولكنا نخص إحداها بالحال، والثاني بالاستقبال دفعا للتكرار، فإن قلنا: إنه أخبر عن الحال، ثم عن الاستقبال، فهو الترتيب، وإن قلنا: أخبر أولا عن الاستقبال، فلأنه هو الذي دعوه إليه، فهو الأهم فبدأ به، فإن قيل: ما فائدة الإخبار عن الحال وكان معلوما أنه ما كان يعبد الصنم، وأما الكفار فكانوا يعبدون الله في بعض الأحوال؟ قلنا: أما الحكاية عن نفسه فلئلا يتوهم الجاهل أنه يعبدها سرا خوفا منها أو طمعا إليها وأما نفيه عبادتهم. فلأن فعل الكافر ليس بعبادة أصلا.
الوجه الرابع وهو اختيار أبي مسلم أن المقصود من الأولين المعبود وما بمعنى الذي، فكأنه قال: لا أعبد الأصنام ولا تعبدون الله، وأما في الأخيرين فما مع الفعل في تأويل المصدر أي لا أعبد عبادتكم المبنية على الشرك وترك النظر، ولا أنتم تعبدون عبادتي المبنية على اليقين، فإن زعمتم أنكم تعبدون إلهي، كان ذلك باطلا لأن العبادة فعل مأمور به وما تفعلونه أنتم، فهو منهي عنه، وغير مأمور به.
الوجه الخامس: أن تحمل الأولى على نفي الاعتبار الذي ذكروه، والثانية على النفي العام المتناول لجميع الجهات فكأنه أولا قال: لا أعبد ما تعبدون ررجاء أن تعبدوا الله، ولا أنتم تعبدون الله رجاء أن أعبد أصنامكم، ثم قال: ولا أنا عابد صنمكم لغرض من الأغراض، ومقصود من المقاصد ألبتة بوجه من الوجوه: و لا أنتم عابدون ما أعبد بوجه من الوجوه، واعتبار من الاعتبارات، ومثاله من يدعو غيره إلى الظلم لغرض التنعيم، فيقول: لا أظلم لغرض التنعم بل لا أظلم أصلا لا لهذا الغرض ولا لسائر الأغراض.
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[25 - 09 - 2007, 01:13 ص]ـ
القول الثاني: وهو أن نسلم حصول التكرار، وعلى هذا القول العذر عنه من ثلاثة أوجه
الأول: أن التكرير يفيد التوكيد وكلما كانت الحاجة إلى التأكيد أشد كان التكرير أحسن، ولا موضع أحوج إلى التأكيد من هذا الموضع، لأن أولئك الكفار رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى مرارا، وسكت رسول الله عن الجواب، فوقع في قلوبهم أنه عليه السلام قد مال إلى دينهم بعض الميل، فلا جرم دعت الحاجة إلى التأكيد والتكرير في هذا النفي والإبطال.
الوجه الثاني: أنه كان القرآن ينزل شيئا بعد شيء، وآية بعد آية جوابا عما يسألون فالمشركون قالوا: استلم بعد آلهتنا حتى نؤمن بإلهك فأنزل الله: {ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد} ثم قالوا بعد مدة تعبد آلهتنا شهرا ونعبد إلهك شهرا فانزل الله: {ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد} ولما كان هذا الذي ذكرناه محتملا لم يكن التكرار على هذا الوجه مضرا ألبتة.
الوجه الثالث: أن الكفار ذكروا تلك الكلمة مرتين تعبد آلهتنا شهرا ونعبد إلهك شهرا وتعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة فأتى الجواب على التكرير على وفق قولهم وهو ضرب من التهكم فإن من كرر الكلمة الواحدة لغرض فاسد يجازي بدفع تلك الكلمة على سبيل التكرار استخفافا به واستحقارا لقوله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى السامرائي]ــــــــ[21 - 10 - 2007, 09:52 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
المحسنات البديعية
ـ[علوم]ــــــــ[23 - 09 - 2007, 12:51 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
في البلاغة العربية يوجد محسنات بديعية و تنقسم إلى لفظية و معنوية
فمالفرق بين المحسنات اللفظية و المعنوية؟
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[23 - 09 - 2007, 03:40 ص]ـ
اللفظية تكون في اللفظ مثل السجع فتقول (الحمد لله رب العالمين * والصلاة والسلام على خير المرسلين) فهنا اتفاق في الفواصل فكل من الجملتين منتهي بحرف النون قبله الياء.
فهذا خاص باللفظ وليس له أي علاقة بالمعنى
المعنوية / تختص بالمعنى وليس لها أي علاقة باللفظ مثل الجناس.
مثل سميته يحيى ليحيا. هنا في اللففظ لا يوجد أي بلاغة ولكن في المعنى كل كلمة تدل على معنى أخر مع غن الحروف متفقه.
فهذا خاص بالمعنى
والله أعلى وأعلم
ـ[علوم]ــــــــ[23 - 09 - 2007, 07:25 م]ـ
مشكور جدا على توضيح الفرق
فقد استفدت منه كثيرا
مشكور مرة اخرى
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[05 - 01 - 2008, 09:19 م]ـ
أحسنت أخي الغامدي
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[06 - 01 - 2008, 11:25 م]ـ
شكرا لكم أنتم
وبارك الله فيكم على هذه الجهود(/)
أريد أن أعرف العلاقة بين المعني الحقيقي والمجازي
ـ[أيمن الوزير]ــــــــ[23 - 09 - 2007, 11:26 م]ـ
أحبابي هنا في شبكة الفصيح لقد جربتكم في الكثير ووجدت عندكم الكثير فهلا تعينوني هنا ولو بالقليل وإن كنت أطمع في الكثير.
أقرأ كثيرا عن الاستفهام والأمر والتمني المجازي وأحمد الله أنه موضوع شيق وجميل أحسبني وعيته جيدا
ولكن
أقرأ مثلا أن العلاقة بين المعني الحقيقي والمعني المجازي هي (اللزوم أو السببية أو المسببية أو الإطلاق والتقييد أو أو)
فعلي سبيل المثال قوله تعالي: (متي نصر الله) استفهام مجازي غرضه الاستبطاء _ فهذا والحمد لله أفهمه وما لا أفهمه هو أن العلاقة بين الاستفهام والاستبطاء هي السببية
فكيف أفهم موضوع العلاقة؟ وما الفرق بين السببية والمسببية واللزوم والاطلاق والتقييد؟
ولكم خالص الشكر والامتنان(/)
علم الاشتقاق
ـ[أحمد تبوك الغامدي]ــــــــ[23 - 09 - 2007, 11:28 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الأمين، المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه الطيبين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد؛
فإن (علم الاشتقاق) من العلوم التي تكاد تكون مهجورة في هذا الزمان، فلا نكاد نسمع عن طالب يدرُسُه، ولا نكاد نرى شيخا يُدَرِّسُه، ولا يوجد له إلا القليل من الكتب ما يؤسِّسُه.
مع أنك كثيرا ما تسمع المشايخ في الدروس والمحاضرات يقولون: إن علوم العربية اثنا عشر علما، جمعها الناظم في قوله:
نحو وصرف عروض ثم قافية ................ وبعدها لغة قرض وإنشاء
خط بيانٌ معانٍ مع محاضرة ................ و (الاشتقاق) لها الآداب أسماء
ونظمها آخر فقال:
خُذْ نَظْمَ آدابٍ تَضَوَّعَ نَشْرُها ................ فطوى شذا المنثور حين تَضُوعُ
لُغَةٌ وصَرْفٌ و (اشتقاقٌ) نَحْوُها ................ عِلْمُ الْمَعَانِي بِالْبَيَانِ بَدِيعُ
وعَرُوضُ قَافِيَةٌ وإِنْشَا نَظْمُها ................ وكتابةُ التاريخِ ليسَ يَضِيعُ
وكثير من إخواننا لا يدرسون من هذه العلوم إلا النحو، ومن زاد فإنه يزيد الصرف، ومن تعمق فإنه يضيف إليها علوم البلاغة، والقليل من يدرس الباقي.
وكثيرا ما كنتُ أفكر في هذا الموضوع، وأقول: لعل الله ييسر من يتحفنا بمسائل ومباحث علم الاشتقاق وغيره من علوم اللغة التي صارت كالمهجورة.
---------- (المبادئ العشرة لعلم الاشتقاق) ----------
= الاسم: علم الاشتقاق أو مقاييس اللغة، والأول هو المشهور في كتب المصنفين، ولكن الثاني أقرب إلى المراد، وبذلك سمى ابن فارس كتابه.
= الحد: علم بدلالات كلام العرب التي يعرف بها الأصل الذي ترجع إليه الألفاظ.
وهذا حد أقرب إلى الرسم؛ لأني لا أهتم كثيرا بالحدود وما عليها من اعتراضات وجوابات.
= الموضوع: معرفة دلالات الألفاظ وارتباطها ببعض، وذلك بالرجوع إلى أصول معانيها المستنبطة من قياس دلالات الألفاظ المتماثلة المادة.
= الثمرة: التعمق في فهم كلام العرب، ومن ثَمَّ في فهم كلام الشارع، وكثيرا ما تجد المفسرين يشيرون إشارات عابرة إلى أمثلة من هذا العلم، وكثير من المصنفين في العلوم يشيرون أيضا إليه إشارات عابرة عند شرح بعض الاصطلاحات وبيان وجه الاشتقاق فيها.
= الواضع: يعد ابن دريد أول من أفرده بتصنيف يشتمل على كثير من أصوله، وابن فارس هو باري قوسه بكتابه مقاييس اللغة، وكذلك بعض المحاولات والمنثورات قبلهما خاصة من قبل الخليل بن أحمد.
= الحكم: فرض كفاية؛ كما قرر أهل العلم أن علوم الآلة جميعا فروض كفاية.
= فضله: ما ساعد على فهم النصوص الشرعية فلا شك أنه علم فاضل، ولذلك يكثر دورانه في كتب التفسير، والاستنباطات في الخلافات الفقهية.
= نسبته: من علوم اللغة العربية مع الإعمال العقلي، ويمكن عده جزءا من علم (فقه اللغة)، وفيه اشتراك مع (علم التصريف) في بعض المباحث من وجه، والفرق بينهما أن علم التصريف يبحث في الأوزان الظاهرة ودلالة كل وزن، أما الاشتقاق فيبحث في الدلالة الباطنة وارتباط المعاني في المادة الواحدة.
= استمداده: كلام العرب وأحوالهم وإشاراتهم التي يستفاد منها القرائن التي تدل على اتفاق ألفاظ المادة في اللغة.
= مسائله: الأسماء (أعلاما كانت أو غيرها) والكلمات والمواد العربية والبحث في الأصول المعنوية التي ترجع إليها.
__________________
ـ[حااجي]ــــــــ[26 - 09 - 2007, 06:57 م]ـ
:::
يا أخي الفاضل أضيف إلى سؤالك سؤالا آخر.
ما الإقتراض في اللغة العربية؟
شكرا مسبقا: rolleyes:
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - 09 - 2007, 08:18 م]ـ
ينبغي لمن ينقل كلاما أن يشير إلى المصدر، أو على الأقل يبين أن الكلام منقول وليس من كيسه.
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=15708
ـ[حااجي]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 11:18 ص]ـ
زر هذا الموقع تزدد علما. الجمعية الدولية للمترجمين wata online ويبحث عن الإقتراض اللغوي(/)
سؤال ... أرجو سرعة الرد
ـ[المعتز]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 12:31 ص]ـ
إخوتي أيها الفصحاء
أولا أعتذر لكم عن انقطاعي عن المنتدى ... هكذا هي الحياة ... مشاغل تتلوها
مشاغل ... حتى القبر ... فالعاقل من أنشغل بأخراه عن دنياه ... وليتنا كذلك.
سؤالي أيها الأحبة عن آية وردت في سورة النحل
حيث يقول الله تعالى: {وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من
بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين}
الضمير في (بطونه) على ماذا يعود هل على الأنعام؟؟ وإن كان كذلك أليس
السياق (بطونها)؟؟
إخوتي أرجو سرعة الرد لأنني في أمس الحاجة لمعرفة الجواب في أقرب وقت.
تحياتي وتقديري لكم جميعا
أخوك المعتز
ـ[الجوهر الفرد]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 02:08 ص]ـ
السلام عليكم.
آ:66 {{وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ}}
جملة "نسقيكم" تفسيرية للعبرة لا محل لها، الجار "مما" متعلق بالفعل، والجارّ "في بطونه" متعلق بالصلة المقدرة، وعاد الضمير "في بطونه" على "الأنعام" بصيغة المفرد المذكر؛ لأنه يجوز في هذه اللفظة أن تكون مفردة أو جمع تكسير، والجار "من بين" متعلق بحال من "لبنا"، و"خالصا سائغا": نعتان.
أخي، تجد الجواب الشافي على الرابط:
http://www.qurancomplex.org/Earab.asp?nSora=16&nAya=66&l=arb
ـ[المعتز]ــــــــ[25 - 09 - 2007, 06:13 ص]ـ
أخي الجوهر الفريد
أشكرك على التوضيح القيم الذي ذكرته، جعله الله في موازين حسناتك.
أخي .... عندي استفسار بسيط وهو:
أن هذه الآية وردت بلفظة (بطونها) في سورة (المؤمنون) حيث يقول الله تعالى: {وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون}
سؤالي: هنا لم يتطرق إلى الفرث والدم واللبن الخالص ... أترى هل هنالك علاقة بين ذلك والضمير في (بطونه) و (بطونها) ... يعني: تغيير الضمير في الآيتين ألا يضيف شيئا للمعنى المقصود أو الدلالة المرادة؟؟
ثم هل يجوز أن نقول: (مما في بطنه) لأن الأنعام مفرد مذكر أم من الضروري جمع بطن مع الأنعام؟؟
تقبل شكري وتقديري
أخوك المعتز
ـ[المعتز]ــــــــ[30 - 09 - 2007, 06:08 ص]ـ
لا زلت أنتظر الرد من الأخوة الأعزاء
أخوكم المعتز
ـ[همس الجراح]ــــــــ[01 - 10 - 2007, 09:31 ص]ـ
يتطرق الإمام القرطبي - رحمه الله - بوضوح لهذا الإشكال، يمكنك العودة إلى تفسيره
ـ[د/أم عبدالرحمن]ــــــــ[30 - 10 - 2007, 03:42 ص]ـ
أخي /المعتز
لعلك تجد بغيتك في كتاب أسرار التكرار للكرماني، أودرة التنزيل للخطيب الإسكافي، أوملاك التأويل لأحمد بن الزبير الغرناطي.
ـ[المصباح في اللغة]ــــــــ[30 - 10 - 2007, 10:30 ص]ـ
وأعاد الضمير مذكراً مراعاة للجنس، لأنه إذا صح وقوع المفرد الدال على الجنس مقام جمعه جاز عوده عليه مذكراً كقولهم: هو أحسن الفتيان وأنبله، لأنه يصح هو أحسن فتى، وإن كان هذا لا ينقاس عند سيبويه، إنما يقتصر فيه على ما قالته العرب. وقيل: جمع التكسير فيما لا يعقل يعامل معاملة الجماعة، ومعاملة الجمع، فيعود الضمير عليه مفرداً.
كقوله: مثل الفراخ نبقت حواصله.(/)
هاجني أو عادني
ـ[همس الجراح]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 02:49 م]ـ
يقول الشاعر جرير:
لولا الحياء لعادني استعبار ..
وفي رواية لهاجني استعبار .....
فأيهما أحسن توصيفا لحالته؟ مع التعليل ..
ـ[منصور مهران]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 05:28 م]ـ
أرى أن لفظ (لهاجني) أدق في الدلالة على مراد الشاعر؛
لأن (عادني) تقف عند حد معاودة الذكرى، فتكون سببا في تحدُّر الدمع.
بينما (هاجني) تفيد المُعاوَدَة وزيادة تحريك الذكرى وإثارتها للحنين والدموع فهيجان الدموع سيتوالى بلا توقف وهذا ما يجده لفراق امرأته التي غيبها الموت، وقد وجد الشاعر في ذلك خَوَرًا لا يليق به فحبسه الحياء عن أن يكون على هذه الحال.
ولو أن الشاعر اكتفى بترداد الذكرى ومعاوتها لقصَّر كثيرا؛ لأن تقادم العهد يجلب النسيان والنسيان يجفف الدموع ولا يثيرها، ولا حياء من مثل ذلك:
لذلك أختار (لهاجني) للطف دلالتها.
وبالله التوفيق.
ـ[همس الجراح]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 12:39 ص]ـ
با رك الله فيك ولك الشكرأخي منصور حفظك الله ورعاك
ـ[أبو الطيب الشمالي]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 03:07 م]ـ
أرجو من السائل أن يحقق رواية البيت أولا، وثانيا تأتي المناقشة لاختياره، وثالثا نعمل فيها الذوق، وإن كنت أعتقد أننا لن نصل إلى ذوق جرير في اختياره ولن نعدل البيت عن روايته.
وإن كان البيت مرويا بطريقين فهنا نأتي للترجيح.
ـ[هاشم العمري]ــــــــ[23 - 10 - 2007, 01:32 ص]ـ
لعادني، هي أبلغ في توصيف حال الشاعر. لأن الهياج قد يكون لمرة، أما العود فهو يصف به حالا ملازما أضر به.
ـ[همس الجراح]ــــــــ[07 - 11 - 2007, 11:13 م]ـ
لسنا بصدد التحقيق بقدر البحث عن أيهما أكثر توفيقاً لو قالها(/)
إلامَ الخُلفُ
ـ[همس الجراح]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 02:54 م]ـ
بيتا شوقي رحمه الله تعالى:
إلا م الخلف بينكمُ إلامَ = وهذي الضجة الكبرى علامَ
وفيم يكيد بعضكمُ لبعض= وتبدون العداوة والخصامَ
يصفان حال العرب في زمانه القريب ..
فهل نجد البيتين يصلحان لزماننا أو إننا بحاجة لما هو أشد منهما؟(/)
يبدو أن معظم الفصحاء مثلي يجهلونها
ـ[أيمن الوزير]ــــــــ[25 - 09 - 2007, 10:23 ص]ـ
عذرا علي العنوان
ولكني
طرحت سؤالي في أكثر من منتدي وما من مجيب وقد طرحته كما في هذا المربع
أقرأ مثلا أن العلاقة بين المعني الحقيقي والمعني المجازي هي (اللزوم أو السببية أو المسببية أو الإطلاق والتقييد أو أو)
فعلي سبيل المثال قوله تعالي: (متي نصر الله) استفهام مجازي غرضه الاستبطاء _ فهذا والحمد لله أفهمه وما لا أفهمه هو أن العلاقة بين الاستفهام والاستبطاء هي السببية
فكيف أفهم موضوع العلاقة؟ وما الفرق بين السببية والمسببية واللزوم والاطلاق والتقييد؟ __________________
ـ[حااجي]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 08:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخذا بيد الجار، فأنصر ك يا جاري ظالما ومظلوما ... فأقول خالطي الناس واصبر على أذاهم ... أو أعد صياغة بشكل مشوق يسيل لعاب المجيبين وتخلى ياجاري عما يجعل الناس ينفرون من تلك الألفاظ الفضفاضة ... والغريب في الأمر أنك لم تطرح أي سؤال ....
وسلام على من استمع إلى القول واتبع أحسنه ....
ـ[أيمن الوزير]ــــــــ[10 - 10 - 2007, 04:13 م]ـ
شكرا حاجي ولكن يبدو أنك لم تلاحظ السؤال وهو ما الفرق بين السببية والمسببية واللزوم والاطلاق والتقييد؟
ـ[عنتر الجزائري]ــــــــ[10 - 10 - 2007, 04:30 م]ـ
والله الحقيقة ان موضوع المجاز صعب للغاية فكم حاولت ان استفهمه لكنه يابى
وعذرا على هذا الرسم الاملائي الخاطئ الخارج عن الارادة
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[05 - 01 - 2008, 09:12 م]ـ
أخي أحيلك على كتاب بغية الإيضاح للدكتور عبد المتعال الصعيدي فهو ميسر وكذلك كتب الدكتور بسيوني فيود وكتب الدكتور محمود عبد العظيم صفا وكذلك كتاب الدكتور محمد أبو موسى وراجع البلاغة الواضحة وجواهر البلاغة ستجد إن شاء الله ما ينفعك.
ـ[كايار]ــــــــ[06 - 01 - 2008, 02:00 ص]ـ
المسببية و السببية: النار كان مسبب لاحتراق الغابة أما السبب فهو الاحتراق نفسه القصد من ذلك المسبب لا يكون هو السبب أما السبب فهو نفسه السبب و هذا كما نقول في رسوب الطالب بالامتحان المسبب قد يكون الأهل و المدرسين أما السبب فهو عدم كتابة الأجوبة الصحيحة.
أما اللزوم فهو اقتضاء كلمة حتى يكون المعنى مناسباً مثلا في قول الله تعالى: (أسأل القرية) هنا لزوم كلمة أهل ليصح المعنى فيكون أسأل أهل القرية.
الإطلاق هو ذكر اللفظ على سبيل الإطلاق في المعنى دون تقييده كما لو قلت طالب و أقصد به كل الطلاب.
التقييد هو ذكر اللفظ لكن مقيد بمعنى خاص كما لو أقول طالب و أقصد به طالباً معيناً.
هذا رأيي و الله أعلم
ـ[أيمن الوزير]ــــــــ[10 - 08 - 2008, 10:25 ص]ـ
شكرا أخي كايار
ولكن مازال الموضوع غامضا
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[10 - 08 - 2008, 02:39 م]ـ
بصراحة أحيلك لكتاب الإيضاح في علوم البلاغة
للخطيب القزويني
ـ[أيمن الوزير]ــــــــ[30 - 08 - 2008, 02:27 م]ـ
شكرا مبحرة(/)
لمسات بيانية للدكتور حسام سعيد النعيمي
ـ[محمد خليل العاني]ــــــــ[26 - 09 - 2007, 03:45 م]ـ
:::
السؤال الأول: ما نوع السؤال في القرآن في قوله تعالى (وما تلك بيمينك يا موسى)؟
الله تعالى يسأل عباده وهو أعلم بهم وفي الحديث القدسي يسأل الله تعالى ملائكته كيف تركتم عبادي؟ وهو أعلم بهم ويسأل قبضتم ولد عبدي؟ وهو أعلم ولكن هذا السؤال هو تقرير أو يقرره الله تعالى لهؤلاء عموماً وعندما سأل موسى u ( وما تلك بيمينك يا موسى) أراد أن يتثبت موسى أن ما في يده عصا حتى اذا انقلبت الى حية تسعى يشعر بقوة المعجزة وعظمها ولذا ولّى موسى مدبراً ولم يعقّب بعد ان انقلبت عصاه حية تسعى. فالسؤال هو لتثبيت ما بيده لكن موسى أراد أن يتقرب الى الله تعالى بكثرة الكلام المفيد وهذه فرصة ليتكلم مع ربه فلم يكن جوابه (عصا) وإنما قال (قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى (18) طه) فأراد أن يطيل الكلام خوفاً من أن يكون ما حصل معه امتحاناً له وأراد أن يتقرب لله تعالى بكثرة الكلام المفيد وهذا هو الغرض من السؤال والله تعالى يسأل عباده عما هو أعلم به كما سأل عيسى u ( وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ) والهدف هو تقرير الأمر وتثبيته
سؤال 2: ما الفرق بين الموت والوفاة في سورة الزمر (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42))؟
الوفاة: يقولون وفّى ماله من الرجل أي استوفاه كاملاً غير منقوص أي قبضه وأخذه فلما يقال توفي فلان كأنه قُبِضت روحه كاملة غير منقوصة.
والموت هو مفارقة الحياة وليس فيها معنى القبض ولذلك يستعمل لفظ الموت أحياناً استعمالات مجازياً يقال ماتت الريح أي سكنت وهمدت والذي ينام مستغرقاً يقال له مات فلان اذا نام نوماً عميقاً مستغرقاً. هذا السكون للموت فكأن هذا الشيء الذي يفارق جسد الانسان بالمفارقة موت والذي توفّي تقبضه ملائكة الموت.
عندما نقول مفارقة الحياة او مفارقة الروح يمكن ان ننظر الى نوع من التفريق بين الحياة والروح. (يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي) لا نعلم ماهية الروح لكن هي يقيناً غير الحياة لأن الحيمن (الذي يتولد منه الكائن الحيّ عند الذكر) حيّ وفيه حياة وبويضة الأنثى فيها حياة وعندما يتم الاخصاب فهذا الشيء المخصّب فيه حياة وأول ما يحصل لهذا الشيء المخصب هو نبض قلبه ونبض القلب حياة لكن بعد شهرين أو أكثر تُنفخ فيه الروح لكن قبل ذلك كان فيه حياة فالحياة غير الروح.
النفس فيها معنى الشيء المحسوس لأن لها علاقة بالنَفَس والحركة. هل النفس هي الروح؟ لا ندري. قوله تعالى (الله يتوفى الأنفس حين موتها) يمكن ان تكون الروح والتي لم تمت في منامها. يتوفّى: أي يقبضها كاملة غير منقوصة عندما تفارق جسدها أما الموت فهو مجرد مفارقة الروح للجسد والوفاة اشارة الى قبضها وأخذها. وكلام العرب لما يقولون توفى فلان دينه من فلان أي قبضه كاملاً أما مجرد الموت فليس فيه اشارة للقبض. يبقى سؤالان:
الأول لماذا استعمل الأنفس ولم يقل النفوس؟
قال الأنفس وهي جمع قِلّة على وزن (أفعُل) لكن جمع القلة إذا اضيف أو دخلت عليه أل الاستغراق ينتقل الى الكثرة بمعنى لكل الأنفس. والفرق بين أل الاستغراق وأل التعريف أن أل التعريف تكون عادة للشيء المعهود فتقول مثلاً هذا كتاب جيّد ثم تقول قرأت الكتاب أي هذا الكتاب المعهود الذي تعرفه. أما أل الاستغراق فليس المقصود منه تعريف شيء معين وإنما للدلالة على شيء عام (والعصر إن الانسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) الانسان تدل على أنه ليس انساناً معيناً بذاته وانما استغراق الانسان كجنس فيحسب كل انسان أنه خاسر فيتطلع الى الانقاذ فيأتيه الانقاذ في قوله تعالى (إلا الذين آمنوا). إذا أريد ذاتاً معينة تكون أل للتعريف كأن تكون لعهد ذهني أو عهد ذكري (يقال سأل عنك رجل ثم تقول رأيت الرجل تقصد به الرجل
(يُتْبَعُ)
(/)
الذي سأل عنك) عُرِف من العهد المذكور سابقاً هذا العهد الذكري أما العهد الذهني فهو في الذهن حاضر كقوله تعالى (ذلك الكتاب لا ريب فيه) الكتاب اي الكتاب المعهود في الذهن أنه الكتاب المقروء أي القرآن فهو حاضر في الذهن فيسمون العهد الذهني مُخصص. (واستعمال اسم الاشارة ذلك بدلاً من هذا تدل على التمييز ورفع شأنه وهي للاشارة للبعيد أما قوله تعالى (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) استعمال اسم الاشارة هذا للقريب يدل على موطن الحدث الآني).
لما دخلت أل الاستغراق على أنفس نقلتها من جمع القلة الى الكثرة أما كلمة نفوس فهي ابتداء للكثرة فلماذا لم تستعمل إذن؟ لما رجعنا الى المواضع التي وردت فيها كلمة أنفس وكلمة نفوس في القرآن الكريم وفق ما جاء في المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم وجدنا أن كلمة أنفس وردت في 153 موضعاً على النحو التالي: معرّفة بأل الاستغراق في ستة مواضع ومضافة في المواضع الأخرى 147 موضعاً وجميعها للكثرة (49 أضيفت الى (كم) و91 أضيفت الى (هم) و4 مواضع اضيفت الى (هنّ) و3 مواضع اضيفت الى (نا)). صيغة الكثرة في نفوس وردت مرتين فقط ونسأل لماذا؟
نحن نقول دائماً أن كتاب الله عز وجل ليس من عند بشر والذي يقول أنه من عند محمد r فهو لم يقرأ القرآن الله تعالى عالم أن هذه اللفظة واردة في كتابه 150 مرة وسيقرأها العرب فاختار لهم اللفظ الخفيف (أنفس) للمواطن الكثيرة لأنه أخف من لفظ (نفوس). قد يقول قائل كيف؟ نقول أن الفتحة هي أخف الحركات والضمة أثقلها فيقول قائل من قال هذا الكلام؟ نأتي الى الجانب التجريبي فلما نأتي الى ولادة الحركات نجد أن الفتحة تولد باسترخاء اللسان في الفم فيه شيء قليل من ارتفاع مع اهتزاز الوتيرين الصوتيين وتلفظ بمجرد انفتاح اللسان لكن الضمة أثقل الحركات يقول علماؤنا القدماء أن الضمة أثقل الحركات لأنها تكون باستدارة الشفتين والعلم الصوتي الحديث يقول أنه وصل الى أنه اضافة الى استدارة الشفتين تلفظ الضمة بارتفاع اللسان من أقصاه الى أقصى نقطة يمكن أن يرتفع اليها من الخلف ولو صعد فوقها لصار هناك احتكاك مسموع مع اهتزاز الوترين الصوتيين فالضمة اذن ثقيلة. المقطع الصوتي نواته (السائط) أي الحركات ونواة المقطع الحركات الطويلة والقصيرة إذا كانت الحركات ثقيلة يكون المقطع ثقيلاً وإذا كانت الحركات خفيفة يكون المقطع خفيفاً. وإذا نظرنا في كلمة أنفس ونفوس نجد أن كلمة أنفس فيها مقطعين الأول خفيف وحركته خفيفة (أَن) والثاني ثقيل وحركته ثقيلة ضمة (فُس) أما كلمة نفوس ففيها مقطعين كلاها فيه ضمة ثقيلة الأول (نُ) والثاني مبالغ في ثقلة (فُُوس) فإذن أنفس أخف من نفوس فاستعمل الخفيف للكثرة ونفوس للمرتين ونسأل لماذا استعملها للمرتين؟
ننظر في الآيتين التي وردت فيهما كلمة نفوس وردت مرة في سورة الاسراء (رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25)) وفي سورة التكوير (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7)) ولم ترد كلمة نفوس في غير هذين الموضعين. في الأولى نجد أن الآية استعملت صيغة أفعل التفضيل للعلم (أعلم) ننظر في النظم والتركيب والبنية نجد أنه لم يذكر أعلم من أي شيء وأعلم من ماذا؟ قانون القواعد حقيقة خارج لغة العرب لأن هذا القانون في جمهور لغة العرب أنه يجب عندما تستعمل أفعل التفضيل أن تقول أفعل من ماذا. قال الفرزدق:
إن الذي سبك السماء بنى لنا بيتاً دعائمه أعز وأطول
فسأله النحوي قال أعز من ماذا وأطول من ماذا؟ فأُحرج الفرزدق لأنه كان عربياً بالسليقة ولم يعرف ماذا يجيب فأراد تعالى أن ينقذه فسمع المؤذن يقول (الله أكبر) فأمسك بالنحوي وقال ويلك أكبر من ماذا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
يمكن ان نستخدم أفعل التفضيل عندما نريد أن نجعل هذا الشيء أفضل من كل ما عداه مهما كان الذي عنده في ذهنك وعندما نقول (الله أكبر) فهو تعالى أكبر من كل ما يخطر في ذهنك والفرزذق كان يقصد أعز وأطول من كل ما سواها. و (أعلم) في آية سورة الاسراء تعني أعلم من كل ما سواه وحينما يكون أعلم معناها في النظم من حيث وصف الله تعالى من حيث صفاته فلو قلنا: (أعلم، عالم، عليم، يعلم) كل الصيغ تعني أنه تعالى علِم دقائق أموره وعظائمها بلا شك لكن من حيث نظم الألفاظ لو خرجنا خارج القرآن يمكن أن نفرّق بين علم وعالم وأعلم (العالم يمكن أن يفوته شيء) أعلم لا يفوته شيء. فلما استعمل في هذا النظم كلمة أعلم معناه كل هذه الدخائل ستكون منكشفة أمام الله تعالى وفقاً لنظم الكلام وهذا يثقل على المؤمن والكافر أن يستخرج الله تعالى كل دخائله فلما كان في المعنى شيء من الثقل على المخاطب استعمل اللفظ الثقيل (النفوس).
وهناك شيء آخر خارج مسألة المعنى وإنما يتعلق بالصوت: الانكشاف واضح في كلمة نفوس ليس فيها ادغام ولا اخفاء وكل حروفها ظاهرة مظهرة (نفوسكم) لكن لو في غير القرآن (أعلم بما في أنفسكم) أنفسكم هنا إخفاء فيها خفاء والخفاء لا ينسجم بأنه أعلم بالدقائق حتى من حيث الصوت.
كثرة ورود كلمة أنفس في القرآن الكريم (153 مرة) يعززالقول بأن كثرة ورود لفظ (أنفس) في القرآن دون كلمة (نفوس) هو لاختيار اللفظ الخفيف وليس الثقيل الذي هو (نفوس). فكلمة (أنفُس) مؤلفة من مقطعين والحركة أو حرف المدّ هو قمة المقطع أو نواته والفتحة خفيفة (أن) خفيفة و (فُس) بالضم ثقيلة أما كلمة (نفوس) فمؤلفة من مقطعين ثقيلين أولهما (نُ) ثقيل لأن حركته ضمة ثقيلة والمقطع الثاني (فُوس) قمته واو مدّية وهي في غاية الثقل لذلك وجدنا أن القرآن الكريم يستخدم الكلمة الخفيفة عندما يكثر تردادها (أنفس: 153 مرة) ويستعمل الكلمة الثقيلة عندما يقل تردادها (نفوس: مرتين)، أي أن استعمالا لخفيف يكون للكثير، والعكس صحيح. وهذه سُنّة من سنن العرب في كلامها وعندما نأتي الى تعليلات الخليل بن أحمد الفراهيدي ونجده يقول: مثلي في هذه التعليلات والتفسيرات كمثل رجل دخل داراً مبنية فقال إن البنّاء وضع النافذة هنا للعِلّة الفلانية ووضع الباب هنا للعلة الفلانية فقد يصيب العِلّة وقد لا يصيبها وهذا الذي نقوله في الألفاظ يندرج في هذا.
وعندما يسألون: العرب ترفع الفاعل وتنصب المفعول به فالضمة علامة الرفع والفتحة علامة النصب يقولون فلماذا اختاروا الضمة للفاعل والفتحة للمفعولات؟ قالوا للتفريق بين الفاعل والمفعول به والعربية فيها تقديم وتأخير نقول مثلاً (أكرم زيداً خالدٌ) فنعرف من الحركة والعلامة أن خالدا هو الفاعل وحدث تقديم وتأخير. ثم قالوا ولِمَ لم يعكسوا وهذا موطن الشاهد عندنا فيتحصّل الفرق؟ قالوا لأن المفعول متعدد فهناك مفعول به ومفعول لأجله ومفعول معه ومفعول فيه) وكلها منصوبة أما الفاعل فواحد لكل فعل فأعطوا الحركة الثقيلة للواحد والخفيفة للمتعدد وكما قال الخليل هذا الذي نراه في اللغة هو شيء مقنع لكن هل فكّر به العرب؟ لا نستطيع أن نجزم بذلك.
لما يقال لشخص مثلاً (أفعِل- ُيفعِل، أكرم-يُكرِم، أخرِج- يُخرِج، أنجد- يُنجِد) وقلنا له: (ابنِ من الخوف على وزن أفعِل يفعل) فالمفروض أن يقول أخوِف يُخوِف لكن العرب قالوا أخاف يُخيف. فتّش العلماء في هذه النماذج فوجدوا أنه اذا التقى حرف العِلّة وهو متحرك وقبله صحيح ساكن قالوا (وهذه فيها وجهة نظر لا أريد أن أدخل فيها هنا) تُنقل الحركة الى الساكن لأنه أولى بالحركة من المعتلّ ويقٌلب المعتل الى مجانس للحركة المنقولة: تُنقل الفتحة من الواو في أخوَف تقلبها ألفاً فتصبح أخاف وفي يُخوِف تقلب الكسرة ياءً فتصبح يُخيف هكذا قال العلماء هذه القاعدة مضطردة في كل اللغة إلا في أماكن قليلة يقولون كأن العربي أبقاها إشارة الى الأصول وهذا شيء فيه دقة. فعلاً لما يلتقي في البناء أي عندما تبني كلمة جديدة كما فعلنا مع كلمة الخوف (أخاف – يخيف) تتمثل هذه الظاهرة. فمسألة أن العربي اختار الضمة للفاعل والفتحة للمفعولات هل كان العربي يعرف ذلك ويفكر فيه؟ لا نستطيع أن نقطع بذلك إذا كان العربي يعرف ذلك أو جاء هكذا ذوقاً ويمكن كما قال كثير من علمائنا أن
(يُتْبَعُ)
(/)
العربية إلهام (أي من الله سبحانه وتعالى) وهذا قد لا تجده في لغة أخرى لأن هناك سمات في اللغة العربية لا تجدها في لغات أخرى. لما تأتي الى الفعل الثلاثي في تقليباته التي هي (نظرية الاشتقاق الأكبر عند ابن جنّي) ونستفيد منه كثيراً. نحن كلامنا عن الثقل والخفة والعرب تتجنّب الثقل فاختاروا الحركة الخفيفة للمتعدد والثقيلة لقليل التعداد وقد ذكرنا سابقاً الفرق بين حركتي الفتحة والضمة من حيث النطق. وجود الثقل وتجنب الكلمة الثقيلة دليل على ان العربي له ذوقه - الفاعل مرفوع والضمة ثقيلة والفعل له فاعل واحد ومفعولات متعددة (أكرم محمد علياً إكراماً جيداً يوم الجمعة أمام اخوانه) فالمنصوبات كثيرة والمرفوع واحد- من يقول إن الضمة ثقيلة والفتحة أخف؟ قال العلماء فالفتحة بمجرد انفتاح الفم وارتفاع اللسان ارتفاعا قليلا من وسطه نحو الآخر قليلا، والضمة بانضمام الشفتين وارتفاع أقصى اللسان ففيها حركتان، أما الفتحة فهي مجرد انفتاح الفم. العربي لما استعمل كلمة أنفس ونفوس قطعاً كان يحس بأن هذه أثقل فجاء القرآن فاستعمل له الخفيف في المتعدد والثقيل في غير المتعدد لكن يبقى سؤال لماذا استعمل الحركة الثقيلة في (نفوس) مرتين بدل أن يستعمل أنفس فيصبح عدد استعماله 155 مرة بدل 153 مرة لكلمة أنفس ومرتين لكلمة نفوس؟ ولماذا لم يأت بكلمة أنفس دوماً؟
قلنا إن كلمة نفوس وردت مرتين في القرآن الكريم مرة في قوله تعالى (رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25)) كلمة أعلم هي صيغة تفضيل لم تستعمل إلا في هذا الموضع مع جمع النفس ولما تستعمل صيغة التفضيل هنا من غير ذكر المفضّل عليه فمعنى ذلك أنها تشمل الدقائق والعظائم والصغائر والكبائر من حيث التركيب وإلا فالله سبحانه تعالى يعلم الصغير والكبير سواء استعمل في القرآن علم، يعلم، عالم، أعلم، علام أو أي صيغة من صيغ العلم لكن (أعلم) من حيث البنية التركيبية معناها أنه أشعر العربي بمعرفة الصغير والكبير، والعربي يفهم هذا قطعاً فإذا قال تعالى يعلم ما في نفوسكم قد لا يعطي معنى علم العظائم والدقائق بالنسبة المقصودة وهي غير (أعلم بما في نفوسكم) ولم يذكر أعلم من ماذا؟ بدون تحديد المفضّل عليه. كل كلمة في القرآن مستخدمة في موضعها والله تعالى استعمل كلمة يعلم، عليم، علام، علِم والعربي يفهم هذا الكلام ويستعمله في لغته من غير أن يدرك على وجه الدقة لماذا يستعمله ويأتي عنده عفو الخاطر (كما ذكرنا سابقاً أن الفرزدق لم يدرس العربية ولكنه كان يتكلم بفطرته). استعمل تعالى (نفوسكم) اللفظ الثقيل بدل (أنفسكم) لأنه يثقل على المرء أن تُعلَم كل دخائل نفسه ولهذا قال تعالى (نفوسكم) ولم يقل (أنفسكم) وهي اللفظة الخفيفة، واختار اللفظة الثقيلة في المعنى الذي يثقل على النفس. الكلمة تُختار كما نلاحظ في قوله تعالى (تلك إذاً قسمة ضيزى) كلمة ضيزى ثقيلة لأن المعنى ثقيل فاختار اللفظة الثقيلة.
فيما يتعلق بالآية الثانية التي وردت فيها كلمة نفوس وهي في سورة التكوير (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7)) في هذه الآية ثقل على النفس أيضاً لانه كثير من الناس يتمنوا لو أنهم لم يبعثوا أحياء في يوم القيامة فلما تُزوّج النفوس أي عندما تعود الى أجسادها هذا معناه أن الحساب سيبدأ وسيحاسبون وهذا يثقل على النفس فلآن المعنى فيه ثقل استعمل اللفظ الثقيل (النفوس).
شيء آخر كما قلنا في الآية السابقة الأصل هو المعنى ومع ذلك من حيث اللفظ جاء فيه نوع من الثقل ولو رجعنا الى الآيات في سورة التكوير من بدايتها سنجد أن اختيار كلمة نفوس هنا ينسجم مع لنقُل الايقاع الداخلي للآيات لأن كلام الله تعالى وفق لغة العرب التي فيها جمالية عندما تُبنى الألفاظ ويناسب بعضها بعضاً ولا تتعارض ولا تتشاكس لذلك عندما يأتي لفظ مع لفظ حتى يتم التوافق يحصل ادغام لتظهر الجمالية فعندما نقول (قد تعلمون) فيها ثقل لو لفظنا كل الحروف لكن التاء تسحب الدال اليها ونلفظها بالادغام على الفطرة وكذلك في كلمة أنباء جمع نبأ فيها ادغام على الفطرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
نأتي الى سورة التكوير أولاً وقبل أن نبدأ كلمة موجزة بالنسبة للمقاطع الصوتية فهي تدرّس في مدارس الامارات لطلبة الصف الأول ابتدائي لكن لا يقال لها مقاطع وانما يقال له تحليل. نضيف شيئاً للمتعلم الأكبر ونقول له وأنت تحلل إذا وجدت أن ما حللته من حرف واحد تسميه مقطعاً قصيراً وإذا وجدته من حرفين تسميه مقطعاً طويلاً فإذا حلّلنا كلمة مدرستنا نجدها مكونة من المقاطع التالية (مد/ر/س/تُ/نا) مقطع طويل ثم 3 مقاطع قصيرة ثم مقطع طويل. ولما نأتي الى الآيات في سورة التكوير منذ بداية السورة (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6)) نجد أنها جاءت على خمس مقاطع متناسقة كتلة ايقاعية موسيقية استفاد منها علماء الشعر العربي في بيان أوزان الشعر العربي هذا ليس من أوزان الشعر العربي ولكن الكتل موجودة. هذه المقاطع الخمسة مكونة من مقطعين قصيرين ثم مقطع طويل ثم مقطع قصير ثم مقطع طويل (وإذا الجبال، وإذا العشار وإذا النجوم، وإذا الوحوش وإذا البحار على وزن مستفعل) وجاءت (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7)) بنفس المقاطع ولو قلنا وإذا الأنفس زوجت لاختلّ المقطع. صار عندنا تقديم وتأخير ولا نقول أن الايقاع كان مقصوداً هنا لذاته لكنه جاء التقاطاً والأصل أنه اختيرت كلمة النفوس لمعنى الثقل ولكن التقاطاً يأتي مناسباً لما قبلها. كل الأحداث في الآيات الأولى من سورة التكوير في وقوع مشاهد يوم القيامة وهي ذات ايقاع واحد وضربات واحدة بما ألِفته الأذن العربية على ايقاع مستفعل وما يدخل عليها: مستعل، متفعل ومتعل والكلام في الآيات الأولى من السورة تتحدث عن اضطراب الكون يوم القيامة من بداية السورة الى الآية أما في الآية (وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8)) فاختلف الايقاع لأن الآية تشير الى أن الحساب بدأ.
في تصوري أن العربي كان يحسه لكن لم تكن القواعد قد وُضِعت وضُبِطت كما كان يرفع وينصب ولا يدري لماذا وكان إذا نُصِب مرفوع يحس أنك خالفت لغته لكن جاء العلماء ونظروا في كلام العرب وضعوا هذه القواعد والقواعد دائماً متأخرة عن اللغة لأن الانسان يتكلم ثم تُقعّد القواعد.
لماذا جاء لفظ الأنفس في موضعين فقط؟ هل هناك فارق دلالي؟
قلنا هذان الموضعان هما موطن الثقل أما المواطن الأخرى فليس فيها ثقل. كلمة أنفس جمع قلة (عادة من 3 الى 10) وجمع الكثرة فيه قولان (من 3 فما فوق يتجاوز العشرة) وهذا ما نختاره ومنهم من يقول من أحد عشر فما فوق لكن من خلال استقراء كلام العرب وجد العلماء أن جمع القلة إذا أضيف أو دخله أل انتقل من القلة الى الكثرة. لم تستعمل كلمة أنفس مجردة من الاضافة أو بدون أل في القرآن (قد جاءكم رسول من أنفسكم) كثرة. وهنا يرد سؤال أجبنا عنه سابقاً لماذا حوّل جمع القلة بادخال أل أو الاضافة ولم يستعمل جمع الكثرة ابتداءً؟ لأن وزن أنفس أخف من نفوس ولكمة أنفس استعملت بكثرة في القرآن فاختير اللفظ الخفيف في جميع القرآن ولم يختر اللفظ الثقيل والخفة والثقل معتبران عند العرب فيرتاح اليه
انتظرونا نكمل معكم اللمسات البيانية ......
ـ[محمد خليل العاني]ــــــــ[26 - 09 - 2007, 06:33 م]ـ
ؤال 3: لماذ حذف كلمة ربهم في قوله تعالى (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71)) في سورة الزمر وذكرها مع الذين اتقوا؟ وما دلالة وجود الواو وحذفها في قوله تعلى (وفتحت) (فتحت) (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73))؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكر ربهم مع الذين اتقوا ولم يذكرها مع الذين كفروا وذكر وحذف الواو في (فتحت) و (وفتحت) يتعلق بالحذف والذكر. في هذه الآية من سورة الزمر ذكر تعالى الذين كفروا عندما يساقون الى النار فهؤلاء لا يستحقون أن يرد معهم اسم الله سبحانه وتعالى فضلاً عن أن يذكر اسم الرب (ربهم) الذي يعني المربي والرحيم العطوف الذي يرعى عباده فلا تنسجم كلمة ربهم هنا مع سوق الكافرين الى جهنم وعدم ذكر كلمة ربهم مع الذين كفروا هو لسببين الأول أنهم يساقون الى النار وثانياً أنهم لا يستحقون ان تذكر كلمة ربهم معهم فلا نقول وسيق الذين كفروا ربهم الى جهنم لأن كلمة الرب هنا: ان فيها نوع من التكريم والواقع أنه كما قال تعالى (فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا) لكن مع المؤمنين نقول (وسيق الذين اتقوا ربهم الى الجنة) ذكر كلمة ربهم هنا تنسجم مع الذين اتقوا. وفعل كفر يتعدّى بنفسه أو بحرف الجر وهنا لم يتعدى الفعل وهذا يدل على اطلاق الذين كفروا بدون تحديد ما الذي كفروا به لتدل على أن الكفر مطلق فهم كفروا بالله وبالايمان وبالرسل وبكل ما يستتبع الايمان .. (وسيق الذين كفروا الى جهنم زمراً) لم تذكر كلمة (ربهم) لأن الربوبية رعاية ورحمة ولا تنسجم مع السوق للعذاب ولا يراد لهم أن يكونا قريبين من ربهم لكنها منسجمة مع سوق الذين اتقوا ربهم الى الجنة فهي في هذه الحالة مطلوبة ومنسجمة. كلمة الرب فيها نوع من التكريم فلا تذكر مع الكافرين لكن مع المؤمنين تكون مطمئنة ومحببة اليهم (وسيق الذين اتقوا ربهم الى الجنة زمرا).
وقد وردت كفروا ربهم في مواطن أخرى في القرآن لكن في هذا الموقع لم ترد لأنه لا تنسجم مع سوق الكافرين الى النار ولا بد أن ننظر في سياق الآيات فقد قال تعالى (ورتل القرآن ترتيلا) والترتيل في القرآن ليس هو النغم وإنما النظر في الآيات رتلاً أي آية تلو آية متتابعة لأنها مرتبطة ببعضها فإذا اقتطعت آية من مكانها قد تؤول وتفسّر على غير وجهها المقصود لكن إذا أُخذت في داخل سياقها فستعطي المعنى المطلوب الذي لا يحتمل وجهاً آخر. والبعض يتداول آيات خارج سياقها فتعطي معنى وفهماً غير دقيق للآية ولو أُخذت الآيات في سياقها لفهمناها الفهم الصحيح ولذا يجب أخذ الآيات في سياقها.
بالنسبة لذكر وحذف الواو في كلمة (فتحت) و (وفتحت) حذف الواو مع النار وهذا نوع من اذلال الكافرين والمضي في عقابهم لأن الذين كفروا عندما يساقون الى جهنم كأنهم ينتظرون ثم تفتح لهم الأبواب عندما يصلون اليها وهم في خوف ولكن تفتح الأبواب عند وصولهم وتفاجئهم النار بينما المؤمنون يرون أبواب الجنة مفتحة لهم من بعيد ويشمون رائحتها من بعد وائحتها تشم من مسافة 500 عام وهذا نوع من الاكرام لهم لأن الأبواب مفتحة لهم قبل وصولهم اليها فيكونون في حالة اطمئنان في مسيرهم الى الجنة. والواو في (وفتحت) هي واو الحالية أي وقد فتحت أبوابها أي وهي في حالة انفتاح أي سيق الذين اتقوا ربهم الى الجنة زمراً حتى اذا جاؤها حال كونها مفتّحة ابوابها. فالنار اذن ابوابها موصدة حتى يساق اليها الكافرون فتفتح فيتفاجؤن بها وهذا نوع من الاذلال لهم واخافتهم وارعابهم بما سيجدون وراء الأبواب أما الجنة فأبوابها مفتوحة وهذا نوع من التكريم للمؤمنين.
سؤال 4: ما هو العلم اللدُّنّي (فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65) الكهف)؟
العلم اللدني هو مصطلح للمتصوفة يستعملونه بينهم ويشيرون بذلك الى أن هذا الصوفي أو هذا المتصوف بلغ من مراتب التقرب الى الله سبحانه وتعالى والانصراف اليه أن الله تعالى أطلعه على علم لم يطلع عليه غيره ونحن لا نخوض في مقدار صحة هذا الاعتقاد وأثره. وهم يبنون هذا على ما جاء في سورة الكهف في قصة موسى u مع صاحبه الرجل الصالح الذي ارسله الله تعالى الى موسى u والشيطان في كثير من الأحيان يدخل الى الانسان ويوحي له بأشياء بحيث يظن أنه وصل من أجلها الى العلم اللدني أو العلم الذي لم يعطى الى الآخرين حتى الى الأنبياء وبعض الصوفية يصل بهم الحال الى هذا الحد إذا لم يكن عارفاً بالشريعة (وهناك قسم يفرقون بين الشريعة والحقيقة) وبعضهم قد يستزله الشيطان بحيث يعطّل عباداته فيتوقف عن العبادة بحجة أنه وصل الى درجة
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يحتاج للعبادة لأنه عنده علم لدني هذا بالنسبة للمصطلح نوافق على هذا الكلام أو لا نوافق هذا أمر لا نريد أن نخوض فيه. وكلمة لدني (من لدن الله تعالى) أي أن هذا العلم من عند الله تعالى وليس من الكسب الشخصي ويقال لدني أي من لدن الله كلمة لدني منسوبة الى لدن الله تعالى عز وجل (والياء ياء النسب) كما في قوله تعالى (وعلّمناه من لدنا علما).
ـ[محمد خليل العاني]ــــــــ[26 - 09 - 2007, 06:35 م]ـ
سؤال 3: لماذ حذف كلمة ربهم في قوله تعالى (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71)) في سورة الزمر وذكرها مع الذين اتقوا؟ وما دلالة وجود الواو وحذفها في قوله تعلى (وفتحت) (فتحت) (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73))؟
ذكر ربهم مع الذين اتقوا ولم يذكرها مع الذين كفروا وذكر وحذف الواو في (فتحت) و (وفتحت) يتعلق بالحذف والذكر. في هذه الآية من سورة الزمر ذكر تعالى الذين كفروا عندما يساقون الى النار فهؤلاء لا يستحقون أن يرد معهم اسم الله سبحانه وتعالى فضلاً عن أن يذكر اسم الرب (ربهم) الذي يعني المربي والرحيم العطوف الذي يرعى عباده فلا تنسجم كلمة ربهم هنا مع سوق الكافرين الى جهنم وعدم ذكر كلمة ربهم مع الذين كفروا هو لسببين الأول أنهم يساقون الى النار وثانياً أنهم لا يستحقون ان تذكر كلمة ربهم معهم فلا نقول وسيق الذين كفروا ربهم الى جهنم لأن كلمة الرب هنا: ان فيها نوع من التكريم والواقع أنه كما قال تعالى (فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا) لكن مع المؤمنين نقول (وسيق الذين اتقوا ربهم الى الجنة) ذكر كلمة ربهم هنا تنسجم مع الذين اتقوا. وفعل كفر يتعدّى بنفسه أو بحرف الجر وهنا لم يتعدى الفعل وهذا يدل على اطلاق الذين كفروا بدون تحديد ما الذي كفروا به لتدل على أن الكفر مطلق فهم كفروا بالله وبالايمان وبالرسل وبكل ما يستتبع الايمان .. (وسيق الذين كفروا الى جهنم زمراً) لم تذكر كلمة (ربهم) لأن الربوبية رعاية ورحمة ولا تنسجم مع السوق للعذاب ولا يراد لهم أن يكونا قريبين من ربهم لكنها منسجمة مع سوق الذين اتقوا ربهم الى الجنة فهي في هذه الحالة مطلوبة ومنسجمة. كلمة الرب فيها نوع من التكريم فلا تذكر مع الكافرين لكن مع المؤمنين تكون مطمئنة ومحببة اليهم (وسيق الذين اتقوا ربهم الى الجنة زمرا).
وقد وردت كفروا ربهم في مواطن أخرى في القرآن لكن في هذا الموقع لم ترد لأنه لا تنسجم مع سوق الكافرين الى النار ولا بد أن ننظر في سياق الآيات فقد قال تعالى (ورتل القرآن ترتيلا) والترتيل في القرآن ليس هو النغم وإنما النظر في الآيات رتلاً أي آية تلو آية متتابعة لأنها مرتبطة ببعضها فإذا اقتطعت آية من مكانها قد تؤول وتفسّر على غير وجهها المقصود لكن إذا أُخذت في داخل سياقها فستعطي المعنى المطلوب الذي لا يحتمل وجهاً آخر. والبعض يتداول آيات خارج سياقها فتعطي معنى وفهماً غير دقيق للآية ولو أُخذت الآيات في سياقها لفهمناها الفهم الصحيح ولذا يجب أخذ الآيات في سياقها.
بالنسبة لذكر وحذف الواو في كلمة (فتحت) و (وفتحت) حذف الواو مع النار وهذا نوع من اذلال الكافرين والمضي في عقابهم لأن الذين كفروا عندما يساقون الى جهنم كأنهم ينتظرون ثم تفتح لهم الأبواب عندما يصلون اليها وهم في خوف ولكن تفتح الأبواب عند وصولهم وتفاجئهم النار بينما المؤمنون يرون أبواب الجنة مفتحة لهم من بعيد ويشمون رائحتها من بعد وائحتها تشم من مسافة 500 عام وهذا نوع من الاكرام لهم لأن الأبواب مفتحة لهم قبل وصولهم اليها فيكونون في حالة اطمئنان في مسيرهم الى الجنة. والواو في (وفتحت) هي واو الحالية أي وقد فتحت أبوابها أي وهي في حالة انفتاح أي سيق الذين اتقوا ربهم الى الجنة زمراً حتى اذا جاؤها حال كونها مفتّحة ابوابها. فالنار اذن ابوابها موصدة حتى يساق اليها الكافرون فتفتح فيتفاجؤن بها وهذا نوع من الاذلال لهم واخافتهم وارعابهم بما سيجدون وراء الأبواب أما الجنة فأبوابها مفتوحة وهذا نوع من التكريم للمؤمنين.
سؤال 4: ما هو العلم اللدُّنّي (فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65) الكهف)؟
العلم اللدني هو مصطلح للمتصوفة يستعملونه بينهم ويشيرون بذلك الى أن هذا الصوفي أو هذا المتصوف بلغ من مراتب التقرب الى الله سبحانه وتعالى والانصراف اليه أن الله تعالى أطلعه على علم لم يطلع عليه غيره ونحن لا نخوض في مقدار صحة هذا الاعتقاد وأثره. وهم يبنون هذا على ما جاء في سورة الكهف في قصة موسى u مع صاحبه الرجل الصالح الذي ارسله الله تعالى الى موسى u والشيطان في كثير من الأحيان يدخل الى الانسان ويوحي له بأشياء بحيث يظن أنه وصل من أجلها الى العلم اللدني أو العلم الذي لم يعطى الى الآخرين حتى الى الأنبياء وبعض الصوفية يصل بهم الحال الى هذا الحد إذا لم يكن عارفاً بالشريعة (وهناك قسم يفرقون بين الشريعة والحقيقة) وبعضهم قد يستزله الشيطان بحيث يعطّل عباداته فيتوقف عن العبادة بحجة أنه وصل الى درجة لا يحتاج للعبادة لأنه عنده علم لدني هذا بالنسبة للمصطلح نوافق على هذا الكلام أو لا نوافق هذا أمر لا نريد أن نخوض فيه. وكلمة لدني (من لدن الله تعالى) أي أن هذا العلم من عند الله تعالى وليس من الكسب الشخصي ويقال لدني أي من لدن الله كلمة لدني منسوبة الى لدن الله تعالى عز وجل (والياء ياء النسب) كما في قوله تعالى (وعلّمناه من لدنا علما).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحلام]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 02:53 م]ـ
الاخ الفاضل محمدخليل العاني
جزاك الله خيرا على هذه المشاركة الرائعة
وجعل الله ذلك في ميزان حسناتكم
ـ[محمد خليل العاني]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 05:56 م]ـ
سؤال 5: في سورة الفرقان وردت كلمة السبيل مرة وست مرات سبيلاً مع أن الفاصلة القرآنية في السورة مطلقة فلماذا وردت مرة واحدة (السبيل)؟
وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17)
انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (9)
وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27)
الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا (34)
إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آَلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا (42)
أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44)
قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (57)
هذا كلام يتعلق بما قلناه في سورة الأحزاب وقلنا أن الفاصلة ليست مرادة لذاتها ولكنها تأتي التقاطاً واللفظ هو المطلوب فهي تأتي في المرتبة الثانية بعد المعنى المُراد (كما سبق وذكرنا في سورة الضحى في استخدام وما قلى في الآية (ما ودعك ربك وما قلى) ولم يقل قلاك وذكرنا أنه ليس من المناسب أن يذكر ضمير المخاطب الكاف مع فعل قلى في حق الرسول r) واستدللنا على ذلك فيما ذكرنا في الآية الرابعة من سورة الأحزاب وقلنا أنه ضحي بالفاصلة من أجل المعنى (والله يقول الحق وهو يهدي السبيل) مع ان جميع الآيات مطلقة في السورة وقلنا لأن كلمة السبيل عندما تقف عليها تقف على السكون والسكون فيه معنى الاستقرار والسكون و السبيل المعروف هو الاسلام. عندما تأتي كلمة السبيل بالألف واللام وهي لم ترد في القرآن إلا في ثلاثة مواضع منها الآية في سورة الفرقان محل السؤال (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17)) والسبيل هنا يعني سبيل الاسلام (أل) مع سبيل تعني الاسلام والآيات الست الأخرى في سورة الفرقان ليس فيها أل: ثلاث منها ليس فيها مجال إلا أن تُنصب والمنصوب في الآخر يُمدّ لأنه جاءت تمييزاً آخر الآية منصوب فمُدّت الفتحة (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44)) تمييز (الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا (34)) تمييز (إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آَلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا (42)) تمييز وفي الآية (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27)) لم يأت بـ (أل) وجاء بكلمة سبيل منكرة وهنا حتى يشير الى أي سبيل يعني يتمنى لو اتخذ مع الرسول سبيلاً أي سبيل: سبيل المجاهدين، سبيل المنفقين، سبيل الملتزمين بالفرائض، سبيل المحافظين على النوافل، أو غيرهم وكلها تصب في سبيل الله. وعندما قال سبيلاً جعله نكرة بما يضاف اليه. وعندما يقول السبيل فهو يعني الاسلام خالصاً فالظالم يعض على يديه يتمنى لو اتخذ مع الرسول أي سبيل منجي له مع الرسول وليس سبيلاً محدداً. والآية الأخرى (انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (9)) ايضاً لا يستطيعون أي سبيل خير أو أي سبيل هداية.
نلاحظ ان الآيات الأخرى:
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ (44) النساء
(يُتْبَعُ)
(/)
وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17) الفرقان
مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4) الاحزاب
آية سورة النساء كلمة السبيل في نهاية الآية تعني الاسلام وكل ما قبلها وبعدها جاءت مطلقة إلا هذه. وعندما نقول السبيل فهي تعني المستقر الثابت وكذلك السبيل في آية 17 في سورة الفرقان وآية 4 في سورة الأحزاب. وذكرنا أنه وردت كلمة السبيل مرة بالاطلاق في سورة الأحزاب (وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67)) (سبيلا) بالألف واللام والاطلاق بخلاف الآيات الثلاث وقلنا في وقتها أنهم في وضع اصطراخ فهم يصطرخون في النار فحتى كلامهم عن السبيل جاء فيه صريخ وامتداد صوت. هذه هي الأماكن فقط أما الأماكن الأخرى فجاءت كلمة السبيل بدون اطلاق ولن نجدها إلا عند الوقف مستقرة لأنه يراد بها الاسلام.
سؤال 6:
ما هي طبيعة وفاة عيسى u في قوله تعالى (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55) آل عمران) كيف يتوفاه الله تعالى مع أننا نقول أنه حيٌّ لم يُتوفى؟
هذا الموضوع يتصل بالآية التي كنا نتكلم عنها في الجلسات الماضية وهي قوله تعالى (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42)). حقيقة قبل أن نخوض في مسألة عيسى u نحتاج الى تلخيص موجز جداً فنقول إن الحياة هي وعاء للروح، هذا الوعاء ينكسر بالموت أو القتل فإذا انكسر الوعاء توفيت الروح أو قُبِضت الروح هذه الصورة الأولى صورة انكسار الحياة وقلنا أن الحياة غير الروح فأن يكون الشيء حيّاً ليس شرطاً أن تكون فيه روح. والصورة الثانية التي تقبض فيها الروح هي صورة النائم وهو ليس ميّتاً، النائم أُخِذت روحه وقُبِضت ولكن كل أجهزة جسمه تشتغل إنما تشتغل بحدود معينة أما روحه فتسرح في ملكوت الله تعالى ولذا فإنها ترى ما لا يراه وهو يقظان. أحياناً روح الانسان ترى أشياء ممكن أن يكون يراها وهي مستقبل أو تؤوّل كما ورد في القرآن الكريم في سورة يوسف في قضية الملك وسبع سنبلات تأويلها مستقبلي وفي بعض الأحيان يرى الانسان شيئاً لو كان يقظاناً لا يراه وهو يقع في حاله وأذكر مسألة حقيقة حتى نجلّي الأمر أخي وأستاذي الاستاذ فاضل السامرائي حدّثني برؤيا رآها هو لا أدري هل أثبتها في كتابه نداء الروح أو لم يثبتها كيف أن الانسان روحه ترى وتسمع ما لا يراه لو كان يقظاناً يقول: اتفقنا بأن نصلي الفجر أنا وفلان وفلان في مسجد معين فاستيقظت نظرت الى الساعة ووجدت أن الوقت قد مرّ على صلاة الفجر فتوضأت وصلّيت ونمت وأنا نائم رأيت الأول يمشي مع الثاني متجهين إلى بيتي جاء أحدهما ليطرق الباب فقال له الآخر لا تفعل الدكتور فاضل نائم الآن نذهب أنا وأنت ونصلي. فذهبا فتقدّم فلان إماماً وقرأ في الركعة الأولى كذا وقرأ في الركعة الثانية كذا ثم ذهب كل الى بيته. يقول وفي ضُحى ذلك اليوم لقيت الأخوين في المقهى في مدينة سامراء فقلت لا تقولا شيئاً جئت أنت الى دار فلان قال نعم وجئتما الى داري وحكى لهما القصة فقال كل منهما نعم فقال لا بد صاحبي حدّثك. معناه وهما يتحركان كانت روحه تراهما وتسمع ولو كان يقظاناً في غرفته كان لا يرى ولا يسمع. روح النائم خارج الوعاء والله تعالى يردها الى الوعاء ولذلك نتكلم بجوار النائم فلا يسمع بعض الأجهزة تكون معطلة مؤقتاً أما سائر الأجهزة كالقلب وضخ الدم والتنفس فكلها تعمل
(يُتْبَعُ)
(/)
فهو حيّ لكن ليس فيه روح. وقلنا أن النطفة فيها حياة باتفاق العلماء لكن ليس فيها روح حتى ينفخ فيها الملك الروح بعد 120 يوماً وهذه مسألة فقهية.
عندنا صورتان لخروج الروح بالموت (مفارقة الحياة) إما بالموت أو القتل وبالنوم. عيسى u وجوده معجزة حقيقة، وُجِد بمعجزة (وجوده من الأم شيء معجز) وإن كان الآن هناك كلام عن الاستنساخ. فمجيء الحياة إليه معجزة فمفارقته الحياة معجزة أيضاً لذلك نقول هو صورة ثالثة للوفاة (الوفاة إما بانتهاء الحياة أو النوم) بالنسبة لعيسى u قبضت روحه ورُفِع جسمه حيّاً (الموت هو توقف أجهزة وأجزاء الجسم) هي صورة ثالثة معجزة لعيسى u. لمّا رُفِع الى السماء بجسمه الحيّ وبروحه التي استوفيت وقُبِضت تعود روحه إلى جسمه لأن الرسول r رآه مع سائر الأنبياء بأجسامهم وأرواحهم في رحلة المعراج لأن الأنبياء أيضاً رُدّت لهم أرواحهم وأجسادهم وعيسى u له خصوصية في عقيدة المسلمين أن الحياة التي يحياها في السماء وسيأتي يوم وتُوجّه الى الأرض. في نزوله نحن عندنا المسيح عندما ينزل في الأحاديث الصحيحة أنه يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية. كسر الصليب وقتل الخنزير تؤيد الحديث الصحيح الآخر الذي يقول فيه r " والذي نفسي بيده لو كان موسى بين أظهركم ما وسِعه إلا أن يتّبعني" النبي السابق إذا كُتِب له أن يعود الى الأرض ينبغي له أن يتّبع النبي اللاحق. فعيسى u سينزل بدين محمد r وهو أحد اتباع رسول الله r ولا ينزل بشريعته هو، إن شريعته نُسِخت بشريعة محمد r.
لكن الله تعالى قال: (إني متوفيك ورافعك إليّ) فلِم لم يقل (ورافعك إليّ) فقط؟
(متوفيك) هو ينبغي أن يغادر الدنيا بالوفاة هل هذا أمر منوط بعيسى u بحد ذاته أو هل وردت هذه الكلمة مع غيره؟
قال تعالى (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ (61) الانعام) و (فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ (27) محمد) و (فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا (15) النساء) التوفي بوجود حدث كل الأفعال تدل على سحب الروح فالموت في (يتوفاهن الموت) سبب والملائكة في (توفتهم الملائكة) سبب ورسلنا إيضاح للملائكة أنها رسل في قوله (توفته رسلنا). يبقى انقضاء الحياة بأحد طريقين إما بسبب خارجي فيكون قتلاً وإما بغير سبب خارجي فيكون الموت. (الموت مفارقة الحياة لا بسبب خارجي والقتل بسبب خارجي). علماؤنا اتفقوا على أنه مع عيسى u لم يكن نوماً ونسبوا ذلك الى ابن عباس وهذا رأي القرطبي والطبري يذكران ذلك وهذا تصحيح فيما نقل عن ابن عباس لم يكن نوماً ولم يكن مفارقة حياة فهو صورة ثالثة لأن وجوده معجزة. (يتوفاهن الموت) أي يتوفى أنفسهن لأن أصل التوفي لله تعالى وصرّح به في قوله تعالى (الله يتوفى الأنفس) والباقي مظاهر وأسباب (ملك الموت، الملائكة، رسلنا، الموت) هذا كله وسيلة لقبض الروح لكن المتوفِّي الحقيقي هو الله تعالى الذي يتوفى الأنفس.
هل القارئ العادي يفهم من الآية أن عيسى u حيّ عند قراءة هذا التعبير القرآني: (متوفيك ورافعك)؟
كلا نفهم من قوله تعالى (إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) أنه مات ورفعه، لذلك وبعض العلماء يقول هنا تقديم وتأخير يعني رافعك إليّ ومتوفيك بأجَلِك، لكن هذا الكلام يحتاج الى حجة لِمَ قدّم وأخّر وما رأيت احتجاجاً. التوفي أخذ الروح والرفع رفع بالجسم الحيّ. لما قال تعالى (متوفيك) يعني قبض الروح ولما قال (ورافعك اليّ) رفعاً بالجسم الحيّ أو الهيكل. ونلاحظ قوله تعالى (ومطهرك) التطهير للروح والبدن حتى لا يمسه أعداؤه بأذى أو بضرر أو بشيء يسيء إليه. الرفع لجسمه لتطهيره من كل أدران الأرض ومن فيها. قال تعالى (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) المائدة) هنا اقتصر على كلمة توفيتني أي أخذت روحي. لمّا توفّاه هل أخذ روحه وترك جسمه؟ القرآن يفسر بعضه بعضاً (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) هذه تثبت أنها ليست مجرد وفاة وإنما وفاة ورفع وتطهير. ورد ذكر اسم عيسى أو المسيح أو ابن مريم حسب الاحصاء في القرآن الكريم في 35 آية. 3 مواضع فقط تتعلق بالوفاة، موضعان فيهما كلمة توفيتني ومتوفيك وموضع فيه (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ (النساء)) لأنهم هم ربطوا رجلاً على صليب وقتلوه فاختلط عليهم الأمر لأنهم أخذزا غيره فالقرآن يقول (وما قتلوه وما صلبوه). (وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) النساء) تأكيد (بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) النساء) هنا إشارة إلى الرفع. الآية الأولى فيها التوفي فقط والثالثة الرفع فقط والآية الثانية فيها توفي ورفع وتطهير. قلنا إذن أن عيسى u هو معجزة في وجود حياته ومعجزة في وقوع وفاته، وقد رآه النبي r في المعراج في السماء كما رأى الأنبياء بأجسامهم ووصف صورهم كانوا مجسّمين. ونزوله u خاص كوفاته u لكن كما قلنا ينزل متّبعاً دين محمد r الذي هو دين الأنبياء جميعاً أي الاسلام تفاصيل الشريعة شريعة محمد r
هذا يرتبط بكلامنا على هذه الآية (الله يتوفى الأنفس) سؤال كان أُثير ولم نجب عليه لماذا لم يقل الأرواح بدل الأنفس؟
قلنا أن كلمة نفس أخصّ من كلمة روح حقيقة لكن شيء آخر أن كلمة الروح استعملها القرآن الكريم أولاً مفردة ولم يستعملها مجموعة (أرواح) وإنما عندنا كلمة (نفس – أنفس – نفوس) لأنها خفيفة ومعاني كلمة الروح في القرآن جاءت في قضايا الغيب في المسائل الغيبية:
أولاً جاءت في معنى الكيان المجهول في الانسان في ثلاثة مواضع (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85) الاسراء) (إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ (171) النساء) يفسرونها يقولون عيسى هو ذو روح كما نقول هو فضل وهو كرم وهو علم أي ذو فضل وذو كرم وذو عِلم. هو روح أي ذو روح هذا المجهول، والموضوع الثاني الوحي أو الرسول أو الملِك الذي نزل به إما الملك أو الكلمات الموحى بها وهي تنزل غيباً الى أن تكون شهادة بعد ذلك (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38) النبأ) الروح جبريل. وردت مفردة في 21 موضعاً إذ وردت مرتين في آية واحدة الكيان المجهول إما وسيلة الوحي في 14 موضعاً (جبريل) يعبّر عنها إما روح القدس أو الروح (فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) مريم) (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102) النحل)، أو كلمات الوحي (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) القدر) (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا (52) الشورى) المقصود الكتاب. بينما النفس معانيها كثيرة جداً ومن معانيها الروح ولذلك استعملها القرآن الكريم لأنها خفيفة وزنها خفيف ومعانيها في الأصل في لغة العرب متعددة وأراد أن يخصص كلمة روح لهذا الغيب. استخدم كلمة النفس والأنفس والنفوس يعني مع وجود نوع من التقارب بالحقيقة هذا يتعلق باللغة العربية واختيار القرآن الكريم لها وليس عبثاً أن الله تعالى جعل هذه اللغة لآخر كتبه.
لاحظ ارتباط النفس بالنَفَس: النفس والنَفَس والروح والريح هناك تقارب في هذين اللفظين. الروح لا ندري ماهيتها ولا يستطيع أحد أن يفقهها أو يتحدث فيها (قل الروح من أمر ربي). والنَفَس ريح والروح ريح لكن لا نقول أن الروح هي ريح، الروح تُنفخ والنفخ للريح (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) الحجر) (من روحي) أي عن طريق الملك الذي هو الروح وليس من روح الله. من روحي أي من طريق الملك الذي أنسبه لنفسي تشريفاً وتكريماً عندما آمره أن يفعل هذا. لاحظ (وسخر لكم ما في السموات والأرض جميعاً منه) منه: أي من أمره وليس منه يعني من ذاته تعالى الله عما يقولون. (ونفخت فيه من روحي) أي
(يُتْبَعُ)
(/)
ونفخت فيه من طريق الملك الذي نسبه الى نفسه تشريفاً له كجبريل u أو غيره من الملائكة لكن النص الوارد يُراد به جبريل فالراجح أن الذن نفخ هو جبريل. (من روحي) أي من فعل الملك. حتى نفخة عيسى u العلماء يقولون بناء على ما ورد في الحديث أنه نفخ في جيبها أي في شق ثوبها (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12) التحريم) وصار منه عيسى u وهو معجزة. ينبغي أن نفهم اللغة على وجهها ولا ينبغي أن يُنسب الى الله سبحانه وتعالى ما لا يليق أن يُنسب اليه. القرآن الكريم كان منظوراً إليه بل أول آياته كان منظوراً إليها من أعداء فصحاء في غاية الفصاحة وكانوا يتسقطون له الخلل أو الخطأ حتى يقولون لمحمد r هذا من عندك مع هذا لم يؤثر على أحد من العرب من فصحائهم أنه اعترض على جملة من القرآن معناه أنهم كانوا يفهمون لكن المشكل في هذا الزمن الطويل المتطاول الذي بيننا وبين أيام نزول القرآن يعني لما كان القرآن الكريم يتنزل والشعر العربي يُنظم كان البشر في إيطاليا وفرنسا ورومانيا واسبانيا والبرتغال كانت لديهم لغة أدبية واحدة والقصيدة التي تكتب في إيطاليا يفهمها القارئ في فرنسا ورومانيا والعكس صحيح. الآن تطاول الزمن والقصيدة التي تكتب أيام تنزل القرآن في ايطاليا لا يفهمها الايطالي ولا الآخرون ونحن بعُد ما بيننا وبين وقت تنزّل القرآن، وهذه اللمسات هي نوع من التنبيه على شيء مما استشعره العربي في ذلك الوقت فآمن أو أخذته العزة بالاثم فقال: لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه.
التنويع في استخدام الكلمات: كل كلمة مستعملة في موضعها وذكرنا أمثلة وفيما يأتي ستأتي أمثلة (قلنا: قال نفوس وأنفس) وبيّنا أنه لو قال أنفس لضعف المعنى.
(يسألونك عن الروح) ما المقصود بها؟
عندما ننظر في أسباب النزول: أصل الفكرة أن أهل الكتاب قالوا للمشركين سلوه مجموعة من الأسئلة فإن أجابكم عنها فهو ليس بنبي وإن لم يجبكم فهو نبي. ومن ضمنها كان السؤال عن الروح فلما سألوه عن الروح تلا r الآية (يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي) فهو في الأصل تحرّش من أهل الكتاب لمعرفة صدق النبوة ومع ذلك لم يؤمنوا هذا الذي تأخذه العزة بالاثم. نقول لقرّاء القرآن الكريم من المسلمين وغيرهم يتذكروا أنه دائماً كان في موضع مجابهة وأن المسلمين سجلوا كل شيء فيما يتعلق بحياة الرسول r فقال العلماء: الروح هي من أمر الله تعالى لأن الله تعالى قال (الروح من أمر ربي). الآن بعد التقدم التقني العجيب، ماذا يقولون؟ الانسان يموت فماذا يفقد؟ والانسان ينام فماذا يفقد؟ يقولون تعطلت الأجهزة ولكن عندما ينام لا تتعطل الأجهزة لكن بعضها يعمل وبعضها يخفت فالعين إذا أُغمضت لا ترى أما المعدة والدماغ وخلاياه تعمل وكل شيء يشتغل فماذا فقد الانسان؟ هذا نوع من التحدي المستقبلي الى قيام الساعة أن الانسان لن يستطيع أن يدرك ماهية الشيء المجهول الذي يغادر جسم الانسان. هناك فرق بين الحياة والروح لا تستطيع أن تقول أن الجنين في بطن أمه وهو ابن مئة يوم أو خمسين يوماً ليس حيّاً هو حيّ والنائم حيّ. الجنين حيّ ثم تُبثّ فيه الروح، يُرسل الملك فينفخ فيه الروح وهي أمر لا نعرفه والله تعالى اختص به نفسه والذي يريد أن يُتعِب نفسه فليحاول أن يعرف ما هي ومهما بذل الانسان من محاولات لن يصل اليها لأننا واثقون حقيقة أن هناك أمور تثبت صدق الاسلام والنبوة: لما قال تعالى (تبت يدا ابي لهب وتب) هذه مغامرة فما هو موقف محمد r لو أسلم أبو لهب؟ أو لو خطر في باله أنه حتى أكذّب محمداً سأُعلن أني أسلمت. حتى هذا لم يخطر بباله وهذا من أدلة النبوة.
النفس من معاني الروح والنفس أشمل ولها معاني متعددة قلنا (فاقتلوا أنفسكم) أي اقتلوا بعضكم (لا تخرجوا أنفسكم) أي بعضكم، (النفس بالنفس) أي القتل. ونقول جاء زيدٌ نفسَه أي ذاته. الروح فقط للمجهول والوحي والملك.
ـ[مصطفى السامرائي]ــــــــ[21 - 10 - 2007, 09:47 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
ـ[بنت الجنوب77]ــــــــ[23 - 10 - 2007, 08:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك وجزاك الله خير على مجهودك
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[05 - 01 - 2008, 09:00 م]ـ
بوركت أخي وننتظر المزيد فالدكتور النعيمي حبيب إلى قلوبنا جزاه الله خيرا عن العلم.
دمت موفقا
ـ[أحلام]ــــــــ[06 - 01 - 2008, 04:22 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا النقل المبارك
ـ[اسلام1]ــــــــ[11 - 01 - 2008, 11:37 ص]ـ
بارك الله فيك أخي على هذه اللمسات البيانية القرآنية الرائعة
ـ[القشعم]ــــــــ[30 - 06 - 2009, 05:31 ص]ـ
جزى الله الدكتور حسام النعيمي عن أمة الإسلام خيرًا و زاده علمًا و بارك له في علمه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[احمد السنيد]ــــــــ[30 - 06 - 2009, 10:10 ص]ـ
:::
السؤال الأول: ما نوع السؤال في القرآن في قوله تعالى (وما تلك بيمينك يا موسى)؟
الله تعالى يسأل عباده وهو أعلم بهم وفي الحديث القدسي يسأل الله تعالى ملائكته كيف تركتم عبادي؟ وهو أعلم بهم ويسأل قبضتم ولد عبدي؟ وهو أعلم ولكن هذا السؤال هو تقرير أو يقرره الله تعالى لهؤلاء عموماً وعندما سأل موسى u ( وما تلك بيمينك يا موسى) أراد أن يتثبت موسى أن ما في يده عصا حتى اذا انقلبت الى حية تسعى يشعر بقوة المعجزة وعظمها ولذا ولّى موسى مدبراً ولم يعقّب بعد ان انقلبت عصاه حية تسعى. فالسؤال هو لتثبيت ما بيده لكن موسى أراد أن يتقرب الى الله تعالى بكثرة الكلام المفيد وهذه فرصة ليتكلم مع ربه فلم يكن جوابه (عصا) وإنما قال (قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى (18) طه) فأراد أن يطيل الكلام خوفاً من أن يكون ما حصل معه امتحاناً له وأراد أن يتقرب لله تعالى بكثرة الكلام المفيد وهذا هو الغرض من السؤال والله تعالى يسأل عباده عما هو أعلم به كما سأل عيسى u ( وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ) والهدف هو تقرير الأمر وتثبيته
سؤال 2: ما الفرق بين الموت والوفاة في سورة الزمر (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42))؟
الوفاة: يقولون وفّى ماله من الرجل أي استوفاه كاملاً غير منقوص أي قبضه وأخذه فلما يقال توفي فلان كأنه قُبِضت روحه كاملة غير منقوصة.
والموت هو مفارقة الحياة وليس فيها معنى القبض ولذلك يستعمل لفظ الموت أحياناً استعمالات مجازياً يقال ماتت الريح أي سكنت وهمدت والذي ينام مستغرقاً يقال له مات فلان اذا نام نوماً عميقاً مستغرقاً. هذا السكون للموت فكأن هذا الشيء الذي يفارق جسد الانسان بالمفارقة موت والذي توفّي تقبضه ملائكة الموت.
عندما نقول مفارقة الحياة او مفارقة الروح يمكن ان ننظر الى نوع من التفريق بين الحياة والروح. (يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي) لا نعلم ماهية الروح لكن هي يقيناً غير الحياة لأن الحيمن (الذي يتولد منه الكائن الحيّ عند الذكر) حيّ وفيه حياة وبويضة الأنثى فيها حياة وعندما يتم الاخصاب فهذا الشيء المخصّب فيه حياة وأول ما يحصل لهذا الشيء المخصب هو نبض قلبه ونبض القلب حياة لكن بعد شهرين أو أكثر تُنفخ فيه الروح لكن قبل ذلك كان فيه حياة فالحياة غير الروح.
النفس فيها معنى الشيء المحسوس لأن لها علاقة بالنَفَس والحركة. هل النفس هي الروح؟ لا ندري. قوله تعالى (الله يتوفى الأنفس حين موتها) يمكن ان تكون الروح والتي لم تمت في منامها. يتوفّى: أي يقبضها كاملة غير منقوصة عندما تفارق جسدها أما الموت فهو مجرد مفارقة الروح للجسد والوفاة اشارة الى قبضها وأخذها. وكلام العرب لما يقولون توفى فلان دينه من فلان أي قبضه كاملاً أما مجرد الموت فليس فيه اشارة للقبض. يبقى سؤالان:
الأول لماذا استعمل الأنفس ولم يقل النفوس؟
قال الأنفس وهي جمع قِلّة على وزن (أفعُل) لكن جمع القلة إذا اضيف أو دخلت عليه أل الاستغراق ينتقل الى الكثرة بمعنى لكل الأنفس. والفرق بين أل الاستغراق وأل التعريف أن أل التعريف تكون عادة للشيء المعهود فتقول مثلاً هذا كتاب جيّد ثم تقول قرأت الكتاب أي هذا الكتاب المعهود الذي تعرفه. أما أل الاستغراق فليس المقصود منه تعريف شيء معين وإنما للدلالة على شيء عام (والعصر إن الانسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) الانسان تدل على أنه ليس انساناً معيناً بذاته وانما استغراق الانسان كجنس فيحسب كل انسان أنه خاسر فيتطلع الى الانقاذ فيأتيه الانقاذ في قوله تعالى (إلا الذين آمنوا). إذا أريد ذاتاً معينة تكون أل للتعريف كأن تكون لعهد ذهني أو عهد ذكري (يقال سأل عنك رجل ثم تقول رأيت الرجل تقصد به الرجل الذي سأل عنك) عُرِف من العهد المذكور سابقاً
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا العهد الذكري أما العهد الذهني فهو في الذهن حاضر كقوله تعالى (ذلك الكتاب لا ريب فيه) الكتاب اي الكتاب المعهود في الذهن أنه الكتاب المقروء أي القرآن فهو حاضر في الذهن فيسمون العهد الذهني مُخصص. (واستعمال اسم الاشارة ذلك بدلاً من هذا تدل على التمييز ورفع شأنه وهي للاشارة للبعيد أما قوله تعالى (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) استعمال اسم الاشارة هذا للقريب يدل على موطن الحدث الآني).
لما دخلت أل الاستغراق على أنفس نقلتها من جمع القلة الى الكثرة أما كلمة نفوس فهي ابتداء للكثرة فلماذا لم تستعمل إذن؟ لما رجعنا الى المواضع التي وردت فيها كلمة أنفس وكلمة نفوس في القرآن الكريم وفق ما جاء في المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم وجدنا أن كلمة أنفس وردت في 153 موضعاً على النحو التالي: معرّفة بأل الاستغراق في ستة مواضع ومضافة في المواضع الأخرى 147 موضعاً وجميعها للكثرة (49 أضيفت الى (كم) و91 أضيفت الى (هم) و4 مواضع اضيفت الى (هنّ) و3 مواضع اضيفت الى (نا)). صيغة الكثرة في نفوس وردت مرتين فقط ونسأل لماذا؟
نحن نقول دائماً أن كتاب الله عز وجل ليس من عند بشر والذي يقول أنه من عند محمد r فهو لم يقرأ القرآن الله تعالى عالم أن هذه اللفظة واردة في كتابه 150 مرة وسيقرأها العرب فاختار لهم اللفظ الخفيف (أنفس) للمواطن الكثيرة لأنه أخف من لفظ (نفوس). قد يقول قائل كيف؟ نقول أن الفتحة هي أخف الحركات والضمة أثقلها فيقول قائل من قال هذا الكلام؟ نأتي الى الجانب التجريبي فلما نأتي الى ولادة الحركات نجد أن الفتحة تولد باسترخاء اللسان في الفم فيه شيء قليل من ارتفاع مع اهتزاز الوتيرين الصوتيين وتلفظ بمجرد انفتاح اللسان لكن الضمة أثقل الحركات يقول علماؤنا القدماء أن الضمة أثقل الحركات لأنها تكون باستدارة الشفتين والعلم الصوتي الحديث يقول أنه وصل الى أنه اضافة الى استدارة الشفتين تلفظ الضمة بارتفاع اللسان من أقصاه الى أقصى نقطة يمكن أن يرتفع اليها من الخلف ولو صعد فوقها لصار هناك احتكاك مسموع مع اهتزاز الوترين الصوتيين فالضمة اذن ثقيلة. المقطع الصوتي نواته (السائط) أي الحركات ونواة المقطع الحركات الطويلة والقصيرة إذا كانت الحركات ثقيلة يكون المقطع ثقيلاً وإذا كانت الحركات خفيفة يكون المقطع خفيفاً. وإذا نظرنا في كلمة أنفس ونفوس نجد أن كلمة أنفس فيها مقطعين الأول خفيف وحركته خفيفة (أَن) والثاني ثقيل وحركته ثقيلة ضمة (فُس) أما كلمة نفوس ففيها مقطعين كلاها فيه ضمة ثقيلة الأول (نُ) والثاني مبالغ في ثقلة (فُُوس) فإذن أنفس أخف من نفوس فاستعمل الخفيف للكثرة ونفوس للمرتين ونسأل لماذا استعملها للمرتين؟
ننظر في الآيتين التي وردت فيهما كلمة نفوس وردت مرة في سورة الاسراء (رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25)) وفي سورة التكوير (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7)) ولم ترد كلمة نفوس في غير هذين الموضعين. في الأولى نجد أن الآية استعملت صيغة أفعل التفضيل للعلم (أعلم) ننظر في النظم والتركيب والبنية نجد أنه لم يذكر أعلم من أي شيء وأعلم من ماذا؟ قانون القواعد حقيقة خارج لغة العرب لأن هذا القانون في جمهور لغة العرب أنه يجب عندما تستعمل أفعل التفضيل أن تقول أفعل من ماذا. قال الفرزدق:
إن الذي سبك السماء بنى لنا بيتاً دعائمه أعز وأطول
فسأله النحوي قال أعز من ماذا وأطول من ماذا؟ فأُحرج الفرزدق لأنه كان عربياً بالسليقة ولم يعرف ماذا يجيب فأراد تعالى أن ينقذه فسمع المؤذن يقول (الله أكبر) فأمسك بالنحوي وقال ويلك أكبر من ماذا؟
يمكن ان نستخدم أفعل التفضيل عندما نريد أن نجعل هذا الشيء أفضل من كل ما عداه مهما كان الذي عنده في ذهنك وعندما نقول (الله أكبر) فهو تعالى أكبر من كل ما يخطر في ذهنك والفرزذق كان يقصد أعز وأطول من كل ما سواها. و (أعلم) في آية سورة الاسراء تعني أعلم من كل ما سواه وحينما يكون أعلم معناها في النظم من حيث وصف الله تعالى من حيث صفاته فلو قلنا: (أعلم، عالم، عليم، يعلم) كل الصيغ تعني أنه تعالى علِم دقائق أموره وعظائمها بلا شك لكن من حيث نظم الألفاظ لو خرجنا خارج القرآن يمكن أن نفرّق بين علم وعالم وأعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
(العالم يمكن أن يفوته شيء) أعلم لا يفوته شيء. فلما استعمل في هذا النظم كلمة أعلم معناه كل هذه الدخائل ستكون منكشفة أمام الله تعالى وفقاً لنظم الكلام وهذا يثقل على المؤمن والكافر أن يستخرج الله تعالى كل دخائله فلما كان في المعنى شيء من الثقل على المخاطب استعمل اللفظ الثقيل (النفوس).
وهناك شيء آخر خارج مسألة المعنى وإنما يتعلق بالصوت: الانكشاف واضح في كلمة نفوس ليس فيها ادغام ولا اخفاء وكل حروفها ظاهرة مظهرة (نفوسكم) لكن لو في غير القرآن (أعلم بما في أنفسكم) أنفسكم هنا إخفاء فيها خفاء والخفاء لا ينسجم بأنه أعلم بالدقائق حتى من حيث الصوت.
كثرة ورود كلمة أنفس في القرآن الكريم (153 مرة) يعززالقول بأن كثرة ورود لفظ (أنفس) في القرآن دون كلمة (نفوس) هو لاختيار اللفظ الخفيف وليس الثقيل الذي هو (نفوس). فكلمة (أنفُس) مؤلفة من مقطعين والحركة أو حرف المدّ هو قمة المقطع أو نواته والفتحة خفيفة (أن) خفيفة و (فُس) بالضم ثقيلة أما كلمة (نفوس) فمؤلفة من مقطعين ثقيلين أولهما (نُ) ثقيل لأن حركته ضمة ثقيلة والمقطع الثاني (فُوس) قمته واو مدّية وهي في غاية الثقل لذلك وجدنا أن القرآن الكريم يستخدم الكلمة الخفيفة عندما يكثر تردادها (أنفس: 153 مرة) ويستعمل الكلمة الثقيلة عندما يقل تردادها (نفوس: مرتين)، أي أن استعمالا لخفيف يكون للكثير، والعكس صحيح. وهذه سُنّة من سنن العرب في كلامها وعندما نأتي الى تعليلات الخليل بن أحمد الفراهيدي ونجده يقول: مثلي في هذه التعليلات والتفسيرات كمثل رجل دخل داراً مبنية فقال إن البنّاء وضع النافذة هنا للعِلّة الفلانية ووضع الباب هنا للعلة الفلانية فقد يصيب العِلّة وقد لا يصيبها وهذا الذي نقوله في الألفاظ يندرج في هذا.
وعندما يسألون: العرب ترفع الفاعل وتنصب المفعول به فالضمة علامة الرفع والفتحة علامة النصب يقولون فلماذا اختاروا الضمة للفاعل والفتحة للمفعولات؟ قالوا للتفريق بين الفاعل والمفعول به والعربية فيها تقديم وتأخير نقول مثلاً (أكرم زيداً خالدٌ) فنعرف من الحركة والعلامة أن خالدا هو الفاعل وحدث تقديم وتأخير. ثم قالوا ولِمَ لم يعكسوا وهذا موطن الشاهد عندنا فيتحصّل الفرق؟ قالوا لأن المفعول متعدد فهناك مفعول به ومفعول لأجله ومفعول معه ومفعول فيه) وكلها منصوبة أما الفاعل فواحد لكل فعل فأعطوا الحركة الثقيلة للواحد والخفيفة للمتعدد وكما قال الخليل هذا الذي نراه في اللغة هو شيء مقنع لكن هل فكّر به العرب؟ لا نستطيع أن نجزم بذلك.
لما يقال لشخص مثلاً (أفعِل- ُيفعِل، أكرم-يُكرِم، أخرِج- يُخرِج، أنجد- يُنجِد) وقلنا له: (ابنِ من الخوف على وزن أفعِل يفعل) فالمفروض أن يقول أخوِف يُخوِف لكن العرب قالوا أخاف يُخيف. فتّش العلماء في هذه النماذج فوجدوا أنه اذا التقى حرف العِلّة وهو متحرك وقبله صحيح ساكن قالوا (وهذه فيها وجهة نظر لا أريد أن أدخل فيها هنا) تُنقل الحركة الى الساكن لأنه أولى بالحركة من المعتلّ ويقٌلب المعتل الى مجانس للحركة المنقولة: تُنقل الفتحة من الواو في أخوَف تقلبها ألفاً فتصبح أخاف وفي يُخوِف تقلب الكسرة ياءً فتصبح يُخيف هكذا قال العلماء هذه القاعدة مضطردة في كل اللغة إلا في أماكن قليلة يقولون كأن العربي أبقاها إشارة الى الأصول وهذا شيء فيه دقة. فعلاً لما يلتقي في البناء أي عندما تبني كلمة جديدة كما فعلنا مع كلمة الخوف (أخاف – يخيف) تتمثل هذه الظاهرة. فمسألة أن العربي اختار الضمة للفاعل والفتحة للمفعولات هل كان العربي يعرف ذلك ويفكر فيه؟ لا نستطيع أن نقطع بذلك إذا كان العربي يعرف ذلك أو جاء هكذا ذوقاً ويمكن كما قال كثير من علمائنا أن العربية إلهام (أي من الله سبحانه وتعالى) وهذا قد لا تجده في لغة أخرى لأن هناك سمات في اللغة العربية لا تجدها في لغات أخرى. لما تأتي الى الفعل الثلاثي في تقليباته التي هي (نظرية الاشتقاق الأكبر عند ابن جنّي) ونستفيد منه كثيراً. نحن كلامنا عن الثقل والخفة والعرب تتجنّب الثقل فاختاروا الحركة الخفيفة للمتعدد والثقيلة لقليل التعداد وقد ذكرنا سابقاً الفرق بين حركتي الفتحة والضمة من حيث النطق. وجود الثقل وتجنب الكلمة الثقيلة دليل على ان العربي له ذوقه - الفاعل مرفوع والضمة ثقيلة والفعل له فاعل واحد
(يُتْبَعُ)
(/)
ومفعولات متعددة (أكرم محمد علياً إكراماً جيداً يوم الجمعة أمام اخوانه) فالمنصوبات كثيرة والمرفوع واحد- من يقول إن الضمة ثقيلة والفتحة أخف؟ قال العلماء فالفتحة بمجرد انفتاح الفم وارتفاع اللسان ارتفاعا قليلا من وسطه نحو الآخر قليلا، والضمة بانضمام الشفتين وارتفاع أقصى اللسان ففيها حركتان، أما الفتحة فهي مجرد انفتاح الفم. العربي لما استعمل كلمة أنفس ونفوس قطعاً كان يحس بأن هذه أثقل فجاء القرآن فاستعمل له الخفيف في المتعدد والثقيل في غير المتعدد لكن يبقى سؤال لماذا استعمل الحركة الثقيلة في (نفوس) مرتين بدل أن يستعمل أنفس فيصبح عدد استعماله 155 مرة بدل 153 مرة لكلمة أنفس ومرتين لكلمة نفوس؟ ولماذا لم يأت بكلمة أنفس دوماً؟
قلنا إن كلمة نفوس وردت مرتين في القرآن الكريم مرة في قوله تعالى (رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25)) كلمة أعلم هي صيغة تفضيل لم تستعمل إلا في هذا الموضع مع جمع النفس ولما تستعمل صيغة التفضيل هنا من غير ذكر المفضّل عليه فمعنى ذلك أنها تشمل الدقائق والعظائم والصغائر والكبائر من حيث التركيب وإلا فالله سبحانه تعالى يعلم الصغير والكبير سواء استعمل في القرآن علم، يعلم، عالم، أعلم، علام أو أي صيغة من صيغ العلم لكن (أعلم) من حيث البنية التركيبية معناها أنه أشعر العربي بمعرفة الصغير والكبير، والعربي يفهم هذا قطعاً فإذا قال تعالى يعلم ما في نفوسكم قد لا يعطي معنى علم العظائم والدقائق بالنسبة المقصودة وهي غير (أعلم بما في نفوسكم) ولم يذكر أعلم من ماذا؟ بدون تحديد المفضّل عليه. كل كلمة في القرآن مستخدمة في موضعها والله تعالى استعمل كلمة يعلم، عليم، علام، علِم والعربي يفهم هذا الكلام ويستعمله في لغته من غير أن يدرك على وجه الدقة لماذا يستعمله ويأتي عنده عفو الخاطر (كما ذكرنا سابقاً أن الفرزدق لم يدرس العربية ولكنه كان يتكلم بفطرته). استعمل تعالى (نفوسكم) اللفظ الثقيل بدل (أنفسكم) لأنه يثقل على المرء أن تُعلَم كل دخائل نفسه ولهذا قال تعالى (نفوسكم) ولم يقل (أنفسكم) وهي اللفظة الخفيفة، واختار اللفظة الثقيلة في المعنى الذي يثقل على النفس. الكلمة تُختار كما نلاحظ في قوله تعالى (تلك إذاً قسمة ضيزى) كلمة ضيزى ثقيلة لأن المعنى ثقيل فاختار اللفظة الثقيلة.
فيما يتعلق بالآية الثانية التي وردت فيها كلمة نفوس وهي في سورة التكوير (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7)) في هذه الآية ثقل على النفس أيضاً لانه كثير من الناس يتمنوا لو أنهم لم يبعثوا أحياء في يوم القيامة فلما تُزوّج النفوس أي عندما تعود الى أجسادها هذا معناه أن الحساب سيبدأ وسيحاسبون وهذا يثقل على النفس فلآن المعنى فيه ثقل استعمل اللفظ الثقيل (النفوس).
شيء آخر كما قلنا في الآية السابقة الأصل هو المعنى ومع ذلك من حيث اللفظ جاء فيه نوع من الثقل ولو رجعنا الى الآيات في سورة التكوير من بدايتها سنجد أن اختيار كلمة نفوس هنا ينسجم مع لنقُل الايقاع الداخلي للآيات لأن كلام الله تعالى وفق لغة العرب التي فيها جمالية عندما تُبنى الألفاظ ويناسب بعضها بعضاً ولا تتعارض ولا تتشاكس لذلك عندما يأتي لفظ مع لفظ حتى يتم التوافق يحصل ادغام لتظهر الجمالية فعندما نقول (قد تعلمون) فيها ثقل لو لفظنا كل الحروف لكن التاء تسحب الدال اليها ونلفظها بالادغام على الفطرة وكذلك في كلمة أنباء جمع نبأ فيها ادغام على الفطرة.
نأتي الى سورة التكوير أولاً وقبل أن نبدأ كلمة موجزة بالنسبة للمقاطع الصوتية فهي تدرّس في مدارس الامارات لطلبة الصف الأول ابتدائي لكن لا يقال لها مقاطع وانما يقال له تحليل. نضيف شيئاً للمتعلم الأكبر ونقول له وأنت تحلل إذا وجدت أن ما حللته من حرف واحد تسميه مقطعاً قصيراً وإذا وجدته من حرفين تسميه مقطعاً طويلاً فإذا حلّلنا كلمة مدرستنا نجدها مكونة من المقاطع التالية (مد/ر/س/تُ/نا) مقطع طويل ثم 3 مقاطع قصيرة ثم مقطع طويل. ولما نأتي الى الآيات في سورة التكوير منذ بداية السورة (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ
(يُتْبَعُ)
(/)
(5) وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6)) نجد أنها جاءت على خمس مقاطع متناسقة كتلة ايقاعية موسيقية استفاد منها علماء الشعر العربي في بيان أوزان الشعر العربي هذا ليس من أوزان الشعر العربي ولكن الكتل موجودة. هذه المقاطع الخمسة مكونة من مقطعين قصيرين ثم مقطع طويل ثم مقطع قصير ثم مقطع طويل (وإذا الجبال، وإذا العشار وإذا النجوم، وإذا الوحوش وإذا البحار على وزن مستفعل) وجاءت (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7)) بنفس المقاطع ولو قلنا وإذا الأنفس زوجت لاختلّ المقطع. صار عندنا تقديم وتأخير ولا نقول أن الايقاع كان مقصوداً هنا لذاته لكنه جاء التقاطاً والأصل أنه اختيرت كلمة النفوس لمعنى الثقل ولكن التقاطاً يأتي مناسباً لما قبلها. كل الأحداث في الآيات الأولى من سورة التكوير في وقوع مشاهد يوم القيامة وهي ذات ايقاع واحد وضربات واحدة بما ألِفته الأذن العربية على ايقاع مستفعل وما يدخل عليها: مستعل، متفعل ومتعل والكلام في الآيات الأولى من السورة تتحدث عن اضطراب الكون يوم القيامة من بداية السورة الى الآية أما في الآية (وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8)) فاختلف الايقاع لأن الآية تشير الى أن الحساب بدأ.
في تصوري أن العربي كان يحسه لكن لم تكن القواعد قد وُضِعت وضُبِطت كما كان يرفع وينصب ولا يدري لماذا وكان إذا نُصِب مرفوع يحس أنك خالفت لغته لكن جاء العلماء ونظروا في كلام العرب وضعوا هذه القواعد والقواعد دائماً متأخرة عن اللغة لأن الانسان يتكلم ثم تُقعّد القواعد.
لماذا جاء لفظ الأنفس في موضعين فقط؟ هل هناك فارق دلالي؟
قلنا هذان الموضعان هما موطن الثقل أما المواطن الأخرى فليس فيها ثقل. كلمة أنفس جمع قلة (عادة من 3 الى 10) وجمع الكثرة فيه قولان (من 3 فما فوق يتجاوز العشرة) وهذا ما نختاره ومنهم من يقول من أحد عشر فما فوق لكن من خلال استقراء كلام العرب وجد العلماء أن جمع القلة إذا أضيف أو دخله أل انتقل من القلة الى الكثرة. لم تستعمل كلمة أنفس مجردة من الاضافة أو بدون أل في القرآن (قد جاءكم رسول من أنفسكم) كثرة. وهنا يرد سؤال أجبنا عنه سابقاً لماذا حوّل جمع القلة بادخال أل أو الاضافة ولم يستعمل جمع الكثرة ابتداءً؟ لأن وزن أنفس أخف من نفوس ولكمة أنفس استعملت بكثرة في القرآن فاختير اللفظ الخفيف في جميع القرآن ولم يختر اللفظ الثقيل والخفة والثقل معتبران عند العرب فيرتاح اليه
انتظرونا نكمل معكم اللمسات البيانية ......
بارك الله فيك وهذا ايضا من تفسير القرطبي زياة في الفائده
الآية: 42 {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} الزمر
قوله تعالى: "الله يتوفى الأنفس حين موتها" أي يقبضها عند فناء آجالها "والتي لم تمت في منامها" اختلف فيه. فقيل: يقبضها عن التصرف مع بقاء أرواحها في أجسادها "فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى" وهي النائمة فيطلقها بالتصرف إلى أجل موتها؛ قال ابن عيسى. وقال الفراء: المعنى ويقبض التي لم تمت في منامها عند انقضاء أجلها. قال: وقد يكون توفيها نومها؛ فيكون التقدير على هذا والتي لم تمت وفاتها نومها. وقال ابن عباس وغيره من المفسرين: إن أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام فتتعارف ما شاء الله منها، فإذا أراد جميعها الرجوع إلى الأجساد أمسك الله أرواح الأموات عنده، وأرسل أرواح الأحياء إلى أجسادها. وقال سعيد بن جبير: إن الله يقبض أرواح الأموات إذا ماتوا، وأرواح الأحياء إذا ناموا، فتتعارف ما شاء الله أن تتعارف "فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى" أي يعيدها. قال علي رضي الله عنه: فما رأته نفس النائم وهي في السماء قبل إرسالها إلى جسدها فهي الرؤيا الصادقة، وما رأته بعد إرسالها وقبل استقرارها في جسدها تلقيها الشياطين، وتخيل إليها الأباطيل فهي الرؤيا الكاذبة. وقال ابن زيد: النوم وفاة والموت وفاة. وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كما تنامون فكذلك تموتون وكما توقظون فكذلك تبعثون). وقال عمر: النوم أخو الموت. وروي مرفوعا من حديث جابر بن عبدالله قيل: يا رسول الله أينام أهل الجنة؟ قال: (لا النوم أخو الموت والجنة لا موت فيها) خرجه الدارقطني. وقال ابن
(يُتْبَعُ)
(/)
عباس: (في ابن آدم نفس وروح بينهما مثل شعاع الشمس، فالنفس التي بها العقل والتمييز، والروح التي بها النفس والتحريك، فإذا نام العبد قبض الله نفسه ولم يقبض روحه). وهذا قول ابن الأنباري والزجاج. قال القشيري أبو نصر: وفي هذا بعد إذ المفهوم من الآية أن النفس المقبوضة في الحال شيء واحد؛ ولهذا قال: "فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى" فإذاً يقبض الله الروح في حالين في حالة النوم وحالة الموت، فما قبضه في حال النوم فمعناه أنه يغمره بما يحبسه عن التصرف فكأنه شيء مقبوض، وما قبضه في حال الموت فهو يمسكه ولا يرسله إلى يوم القيامة. وقوله: "ويرسل الأخرى" أي يزيل الحابس عنه فيعود كما كان. فتوفي الأنفس في حال النوم بإزالة الحس وخلق الغفلة والآفة في محل الإدراك. وتوفيها في حالة الموت بخلق الموت وإزالة الحس بالكلية. "فيمسك التي قضى عليها الموت" بألا يخلق فيها الإدراك كيف وقد خلق فيها الموت؟ "ويرسل الأخرى" بأن يعيد إليها الإحساس.
وقد اختلف الناس من هذه الآية في النفس والروح؛ هل هما شيء واحد أو شيئان على ما ذكرنا. والأظهر أنهما شيء واحد، وهو الذي تدل عليه الآثار الصحاح على ما نذكره في هذا الباب. من ذلك حديث أم سلمة قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه، ثم قال: (إن الروح إذا قبض تبعه البصر) وحديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألم تروا الإنسان إذا مات شخص بصره) قال: (فذلك حين يتبع بصره نفسه) خرجهما مسلم. وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تحضر الملائكة فإذا كان الرجل صالحا قالوا اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب اخرجي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب راض غير غضبان فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلى السماء ... ) وذكر الحديث وإسناده صحيح خرجه ابن ماجة؛ وقد ذكرناه في التذكرة. وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: (إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان يصعدان بها ... ). وذكر الحديث. وقال بلال في حديث الوادي: أخذ بنفسي يا رسول الله الذي أخذ بنفسك. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مقابلا له في حديث زيد بن أسلم في حديث الوادي: (يا أيها الناس إن الله قبض أرواحنا ولوشاء ردها إلينا في حين غير هذا).
والصحيح فيه أنه جسم لطيف مشابك للأجسام المحسوسة، يجذب ويخرج وفي أكفانه يلف ويدرج، وبه إلى السماء يعرج، لا يموت ولا يفنى، وهو مما له أول وليس له آخر، وهو بعينين ويدين، وأنه ذو ريح طيبة وخبيثة؛ كما في حديث أبي هريرة. وهذه صفة الأجسام لا صفة الأعراض؛ وقد ذكرنا الأخبار بهذا كله في كتاب التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة. وقال تعالى: "فلولا إذا بلغت الحلقوم" [الواقعة: 83] يعني النفس إلى خروجها من الجسد؛ وهذه صفة الجسم. والله أعلم.
خرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليأخذ داخلة إزاره فلينفض بها فراشه وليُسم الله فإنه لا يعلم ما خلفه بعد على فراشه فإذا أراد أن يضطجع فليضطجع على شقه الأيمن وليقل سبحانك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فاغفر لها). وقال البخاري وابن ماجة والترمذي: (فارحمها) بدل (فاغفر لها) (وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين) زاد الترمذي (وإذا استيقظ فليقل الحمد لله الذي عافاني في جسدي ورد علي روحي وأذن لي بذكره). وخرج البخاري عن حذيفة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه من الليل وضع يده تحت خده؛ ثم يقول: (اللهم باسمك أموت وأحيا) وإذا استيقظ قال: (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور).
قوله تعالى: "فيمسك التي قضى عليها الموت" هذه قراءة العامة على أنه مسمى الفاعل "الموت" نصبا؛ أي قضى الله عليها وهو اختيار أبي حاتم وأبي عبيد؛ لقوله في أول الآية: "الله يتوفى الأنفس" فهو يقضي عليها. وقرأ الأعمش ويحيى بن وثاب وحمزه والكسائي "قضي عليها الموت" على ما لم يسم فاعله. النحاس، والمعنى واحد غير أن القراءة الأولى أبين وأشبه بنسق الكلام؛ لأنهم قد أجمعوا على "ويُرسِلُ" ولم يقرؤوا "ويُرسَلُ". وفي الآية تنبيه على عظيم قدرته وانفراده بالألوهية، وأنه يفعل ما يشاء، ويحيي ويميت، لا يقدر على ذلك سواه. "إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون" يعني في قبض الله نفس الميت والنائم، وإرساله نفس النائم وحبسه نفس الميت وقال الأصمعي سمعت معتمرا يقول: روح الإنسان مثل كبة الغزل، فترسل الروح، فيمضى ثم تمضى ثم تطوى فتجيء فتدخل؛ فمعنى الآية أنه يرسل من الروح شيء في حال النوم ومعظمها في البدن متصل بما يخرج منها اتصالا خفيا، فإذا استيقظ المرء جذب معظم روحه ما انبسط منها فعاد. وقيل غير هذا؛ وفي التنزيل: "ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي" [الإسراء: 85] أي لا يعلم حقيقته إلا الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د سعيد صباغ]ــــــــ[30 - 06 - 2009, 10:55 ص]ـ
السلام عليكم
القرآن مكتوب بصيغة ليقرأها الناس لذلك كان السؤال أما لو كان الرد مباشر لما أدرك الناس بسطاء التعليم ما وراء السؤال وما وراء تصوير المشهد، وما زلنا كلما قرأناه نكتشف بعداً جديدا لم ننتبه له سابقاً(/)
حقيقة أم مجاز
ـ[حااجي]ــــــــ[26 - 09 - 2007, 05:39 م]ـ
:::
قال الشاعر:
وما الموت إلا سارق دق شخصه ... يصول بلا كف ويسعىبلا رجل
هل التعبير في قول الشاعر (يصول وبلا كف ويسعى بلا رجل) تعبير حقيقي أم مجازي؟ اشرح ذلك.:)
وهل يجوز للشاعر أن يصف الموت بالسارق؟(/)
طلب مستعجل لكتاب مهم
ـ[ابن الاوراس]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 02:20 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته اولا تحياتي للمشرفين على المنتدى وجميع اعضائه
اطلب من اعضاء المنتدى الكرام
- كتاب البلاغة تطور وتاريخ لشوقي ضيف
- كتاب التفكير البلاغي عند العرب لحمادي صمود
و ذلك للتحضير لمسابقة الماجيستير ولم يبقى سوى ثلاثة اسابيع
اتمنى لكم رمضان سعيد ان شاء الله
ملاحظة: لقد وجدت رابط للكتاب ولكنني لم اتمكن من تحميله وهذا هو الرابط
http://www.4shared.com/file/12423319...ae6/_____.html ارجوا المساعدة(/)
في رحاب سورة النور,,شاركوا معنا ..
ـ[أم حبيبة]ــــــــ[01 - 10 - 2007, 06:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
أحبتي في الله .. أود اليوم في هذا الموضوع أن نتشارك سويا .. الأجر .. نعم ...
ففي موضوعي هذا كما في موضوعي .. في منتدى النحو نحاول أنا وأخوتي أن نعرب آيات من سورة النور .. لنتعمق أكثر في القران الكريم ..
في موضوعي هذا .. سأحاول أنا وإياكم أن نبرز الأوجه البلاغية واللغوية في الآيات ...
أعوذ بالله من لشيطان الرجيم
{?للَّهُ نُورُ ?لسَّمَاوَاتِ وَ?لأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ?لْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ?لزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِي?ءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى? نُورٍ يَهْدِي ?للَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَآءُ وَيَضْرِبُ ?للَّهُ ?لأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَ?للَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلَيِمٌ} {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ?للَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا ?سْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِ?لْغُدُوِّ وَ?لآصَالِ} {رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ ?للَّهِ وَإِقَامِ ?لصَّلاَةِ وَإِيتَآءِ ?لزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ ?لْقُلُوبُ وَ?لأَبْصَارُ}. {لِيَجْزِيَهُمُ ?للَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ وَيَزِيدَهُمْ مِّن فَضْلِهِ وَ?للَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}. {وَ?لَّذِينَ كَفَرُو?اْ أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ ?لظَّمْآنُ مَآءً حَتَّى? إِذَا جَآءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ ?للَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَ?للَّهُ سَرِيعُ ?لْحِسَابِ}.} أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَآ أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ ?للَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُورٍ} {أَلَمْ تَرَ أَنَّ ?للَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي ?لسَّمَاوَاتِ وَ?لأَرْضِ وَ?لطَّيْرُ صَآفَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَ?للَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} {وَللَّهِ مُلْكُ ?لسَّمَاوَاتِ وَ?لأَرْضِ وَإِلَى? ?للَّهِ ?لْمَصِيرُ} {أَلَمْ تَرَ أَنَّ ?للَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى ?لْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ ?لسَّمَآءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَآءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَآءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِ?لأَبْصَارِ}.
ولكم مني كل التقدير والاحترام ..
ـ[أم حبيبة]ــــــــ[01 - 10 - 2007, 06:57 م]ـ
وسأبدأ ...
في بداية الآية الولى .. "?للَّهُ نُورُ ?لسَّمَاوَاتِ وَ?لأَرْضِ "
هنا تشبيه بليغ .. فالله المشبه والنور المشبه به ..
ـ[همس الجراح]ــــــــ[03 - 10 - 2007, 06:16 م]ـ
موضوع يناسب ما ترغبين أيتها الأخت الفاضلة في هذا الرابط
http://www.odabasham.net/show.php?sid=4470(/)
أريد أسماء كتب بلاغة
ـ[بنت الاردن]ــــــــ[02 - 10 - 2007, 11:19 ص]ـ
أرجوكم أريد أسماء كتب في البلاغة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[02 - 10 - 2007, 02:18 م]ـ
الأخت بنت الأردن، لو دخلت إلى عنوان الجامعة الأردنية لوجدت الكثير من الكتب التي تتحدث في البلاغة العربية،
ـ[عبدالمجيد هاشم]ــــــــ[11 - 01 - 2009, 11:35 م]ـ
دلائل الإعجاز, وأسرار البلاغة لعبدالقاهر الجرجاني / البلاغة تطور وتاريخ لشوقي ضيف / بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح لعبدالمتعال صعيدي / المطول لسعد الدين.
ـ[أبو الفضل الأزهري]ــــــــ[04 - 02 - 2009, 01:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين. وبعد، فأسأل الله تعالى أن يبارك في جهودكم , ولو أنكم أتحفتمونا بأسماء كتب في علم البلاغة متدرجة للدارسين المبتدئين فالمتوسطين فالمتقدمين مرتبة بحسب المنهجية واليسرلكان ذلك من تمام لإحسان. وجزاكم الله خيرا.
ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[05 - 02 - 2009, 12:48 ص]ـ
.. أيسر الكتب في البلاغة هو كتاب البلاغة الواضحة:) .. و سوف أبحث عنه في الشبكة
ـ[ناصر البيان]ــــــــ[08 - 02 - 2009, 04:11 م]ـ
هناك الكثير من الكتب البلاغية تناسب المبتدئين منها: جواهر البلاغة للسيد أحمد الهاشمي
و البلاغة الواضحة لعلي الجارم ومصطفى أمين
ـ[بدر النفيسة]ــــــــ[07 - 03 - 2009, 01:48 ص]ـ
وهناك أيضا ..
كتب الدكتور فضل حسن عباس.
البلاغة فنونها وأفنانها.
ـ[إيمان الخليفة]ــــــــ[13 - 03 - 2009, 01:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بالنسبة للبلاغة - كما ذكر الأعضاء الفضلاء قبلي -:
- جواهر البلاغة للسيد الهاشمي.
- البلاغة فنونها وأفنانها للدكتور: فضل حسن عباس.
- الكافي في علوم البلاغة , للدكتور: عيسى الكاعوب وزميله ...
- أيضا كتب الدكتور بسيوني عبدالفتاح فيّود (علم المعاني /البيان / البديع).
أما فيما يتعلق بتاريخ البلاغة فهناك عدة مؤلفات , لعل أبرزها:
- أحاديث في تاريخ البلاغة وفي بعض قضاياها , للدكتور: ناصر الأسعد.
- البلاغة تطور وتاريخ , للدكتور شوقي ضيف.
- البلاغة العربية , لعلي عشري زايد.(/)
ممكن المساعدة .. في المسند والمسند اليه
ـ[روحي فداك]ــــــــ[02 - 10 - 2007, 06:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من خلال الفقرة التالية ممكن تحديد ثلاثة امثله فيهم مسند ومسند إلية مع تبين نوع المسند والمسند اليه
قيل لأعرابي: كيف تصنع بالبادية إذا انتصف النهار وانتعل كل شيء ظله؟ فقال: وهل العيش إلا ذاك؟ يمشي أحدنا ميلا فيرفضّ عرقا كأنه الجمان ثم ينصب عصاه ويلقي عليها كساه وتقبل الريح من كل جابنب فكأنه في إيوان كسرى.
نرجوا المساعدة ولكم الشكر ... رمضان كريم
ـ[جورج الحصري]ــــــــ[05 - 10 - 2007, 12:36 م]ـ
أمّا بعدُ،
إنّ انطلاقَنا مِنَ البَدهيّة التّي تُقرّر أنّ المُسنَد هُوَ الموضوع والمُسندَ إليه هُوَ صاحبُ الموضوع، يُيسّرُ لنا مُقاربة التّحليل البِنيويّ للجُملة المُدْرَجة - معَ الإشارة إلى أنّ الفعل مُسندٌ أبدًا.
المُسند المُسند إليه
تصنع أنت (ضمير)
انتصف (انتصاف) النّهار (اسم)
انتعل كُلّ (اسم)
قال هُو (ضمير مُستتر)
ذاكَ (اسم إشارة) العيشُ (اسم)
يمشي أحدُنا
يرفضّ هُو (ضمير مُستتر)
الجمان هُوَ (في كأنّهُ)
ينصب هُو (مُستتر)
يلقي هُو (مُستتر)
تُقبل الرّيح
موجودٌ (شبه جُملة = في إيوان كسرى) هُوَ (في كأنّهُ)(/)
أقوال وحكم!
ـ[أحلام]ــــــــ[04 - 10 - 2007, 11:32 م]ـ
حكمة:
قيل لاي سبب تتلف الناس نفوسهم لاجل المال فقال لانهم يظنون أن المال خير الأشياء ولا يعلمون أن الذي يراد من أجله المال خير من المال.
حكمة
قيل له أيكون شيء أعز من الروح بحيث تعطي الناس فيه أرواحهم ولا يبالون فقال ثلاثة هي أعز من الروح الدين والعقل والخلاص من الشدائد.
وسئل أيضاً في أي شيء يكون العلم والكرم والشجاعة فقال زينة العلم الصدق وزينة الكرم البشر وزينة الشجاعة العفو عند القدرة.
حكمة
قال يونان الوزير أربعة أشياء من عظيم البلاء: كثرة العيال مع قلة المال والجار المسيء الجوار والمرأة التي لا تقية لها ولا وقار.
واتفق أهل الدنيا على أن أعمال الخلائق كلها خمسة وعشرون وجهاً: خمسة منها بالقضاء والقدر وهي طلب الزوجة والولد والمال والملك والحياة وخمسة منها بالكسب والاجتهاد وهي العلم والكتابة والفروسية ودخول الجنة والنجاة من النار.
وخمسة منها بالطبع وهي الوفاء والمداراة والتواضع والسخاء.
وخمسة منها بالعادة وهي المشي في الطريق والأكل والنوم والجماع والبول والتغوط.
وخمسة منها بالإرث وهي الجمال وطيب الخلق وعلو الهمة والتكبر والدناءة.
حكمة
ستة أشياء تساوي الدنيا: الطعام السائغ والولد السليم الأعضاء والصاحب الموافق والأمير المشفق والكلام الصحيح النظام والعقل التام.
حكمة
قال الحكيم خمسة أشياء ضائعة: السراج في الشمس والمطر في السباخ المالحة والمرأة الحسناء عند الأعمى والطعام الطيب يقدم بين يدي الشبعان وكلام الله سبحانه في صدر الظالم.
ـ[مصطفى السامرائي]ــــــــ[21 - 10 - 2007, 09:54 ص]ـ
شكر لك أختنا وبارك الله فيك
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[13 - 11 - 2007, 05:59 م]ـ
"ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا" شكراأختاه(/)
قائمة بالرسائل الجامعية (النحو- الصرف - البلاغة-الادب- .. )
ـ[د. عدنان الاسعد]ــــــــ[08 - 10 - 2007, 09:42 ص]ـ
هذه قائمة جديدة من العناوين والتي تحوي اكثر من 250 عنوان في الاختصاصات المشار اليها اعلاه
ولاتنيونا من دعائكم
ـ[سامي الفقيه الزهراني]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 07:49 ص]ـ
د/عدنان أرسلت إليك رسالة خاصة في ماتقى أهل الحديث فلم ترد علي!!
وها أنا أطلب منك مجدداً بعض الرسائل التي كنت طلبتها منك آنفاً .. وهي:
1 - مآخذ أبي علي النحوي على من سبقه في كتبه:
"البغداديات، والعسكريات، والإيضاح، والتكملة، والشيرازيات، والعضيدات"بلسم عبد الرسول وحيد علي التربية للبنات
2 - اعتراضات أبي حيان للنحويين في كتابه التذييل والتكميل: جمعاً ودراسةً منصور أحمد محمد عريف الرحمن
3 - اعتراضات السهيلي على النحاة - جمعاً ودراسةً عبد الله بن زيد الداود
والله يرعاك ..
أبوفراس ..(/)
أ ريد الإجابة عن هذا السؤال في المثال
ـ[عنتر الجزائري]ــــــــ[10 - 10 - 2007, 03:58 م]ـ
ما هي العلاقة الجامعة بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي وأين هي القرائن المانعة من إرادة المعنى في هذين البيتين
يقول نزار قباني
أنا متعب وودفاتري تعبت معي هل للدفاتر يا ترى أعصاب
إن القصيدة ليس ما كتبت يدي لكنها ما تكتب الأهداب
وشكرا مسبقا
ـ[عنتر الجزائري]ــــــــ[13 - 10 - 2007, 11:31 ص]ـ
هل من مساعدة جزاكم الله خيرا وفيرا
وعيدكم مبارك وكل عام والجميع بخير
ـ[حااجي]ــــــــ[14 - 10 - 2007, 01:21 م]ـ
:::
في البداية، عيد مبارك سعيد، وكل عام وأنتم و الأمة الإسلامية بخير وعافية.
أما جوابا على سؤالك، ونحن في غمرة الحلوى والدهون، فيكون أنه إستعارة مكنية بحيث شبهت يا عنترة الجزائري الدفاتر بالإنسان المتعب وحذفته وتركت لازما من لوازه وهو التعب. فإن أصبت فمن الله وأخطأت فمن نفسي وكثرة الزيوت والدهون، إن كان هذا فأعف واصفح. وتقرب إلينا بالجواب الصواب. شكرا.
ـ[عنتر الجزائري]ــــــــ[14 - 10 - 2007, 06:05 م]ـ
بارك الله فيك
وعيدك سعيد(/)
طلب بسيط
ـ[عنتر الجزائري]ــــــــ[10 - 10 - 2007, 04:33 م]ـ
اين التشبيه واركانه هنا
1 - الجهل مطية من ركبها ذل ومن صحبها ضل
2 - كما تدين تدان
3 - الذئب خاليا اسد
وعذرا على الكتابة الاملائية الخاطئة املائيا لان هذا بسبب لوحة المفاتيح
ـ[عنتر الجزائري]ــــــــ[13 - 10 - 2007, 11:31 ص]ـ
هل من مساعدة جزاكم الله خيرا وفيرا
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[05 - 01 - 2008, 09:06 م]ـ
أخي عنتر حياك الله وبياك وسدد على طريق الحق خطاك
أما المثال الأول: الجهل مطية. فالجهل مشبه والمطية مشبه به وهو تشبيه محذوف الوجه والأداة.
أما المثال الثاني: كما تدين تدان فهو من باب التوجيه وليس تشبيها والله أعلم.
والمثال الثالث: الذئب خاليا اسد فلعل المعنى أن الذئب يشبه الأسد في حال كذا فيصير الذئب مشبه والأسد مشبه به والأداة محذوفة فهو كالمثال الأول.
هذا ما أعلم والله أعلم
دمت موفقا
ـ[شيخ الجنوب]ــــــــ[09 - 01 - 2008, 12:20 ص]ـ
أريد إعراب كلمة أيضاً(/)
لماذا جاءت الآية بالمصدر (كذب) ولم تأتِ باسم الفاعل في قوله تعالى ...
ـ[موسى 125]ــــــــ[11 - 10 - 2007, 05:34 ص]ـ
السلام عليكم
((وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيل)) سورة يوسف آية 18
لماذا جاءت الآية بالمصدر (كذب) ولم تأت باسم الفاعل (كاذب)؟ ولكم الشكر.
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[11 - 10 - 2007, 01:41 م]ـ
أهلا بالأستاذ موسى. افتقدنا أسئلتك الدقيقة من أمد.
قد يكون هذا من وصف اسم العين باسم المعنى، أي المصدر، للمبالغة، كرجُل عدْل.
أو أن يكون كذب بمعنى مكذوب، أو يكون على تقدير: ذي كذب.
وأذكر في كتاب النحو المنسوب للخليل أنه على الجوار، وأن الأصل: وجاؤوا على قميصه كذبًا بدم. ولا يُحتاج إلى مثل هذا.
وأظن أن فيه قراءة بالنصب (بدم كذبًا) كما قرئ بالدال (بدم كدِب)، يعني: طريّ.
ـ[موسى 125]ــــــــ[11 - 10 - 2007, 04:18 م]ـ
شكرا ً للأخ الأستاذ (خالد الشبل) لهذه الإجابة، ولسؤاله عنا
أنا موجود أخي في الفصيح لا أتركه أبدًا.(/)
ما الفرق؟؟؟؟؟
ـ[المعتصم]ــــــــ[11 - 10 - 2007, 10:02 م]ـ
ما الفرق في الاستعمال القرآني بين الفعلين مطر وأمطر؟ وجزاكم الله كل خير
ـ[الرويس]ــــــــ[12 - 10 - 2007, 03:35 ص]ـ
الأخ المعتصم: وضّح سؤالك ,واذكر الآيات التي تشتمل على الصيغ التي ذكرت.
ـ[د/أم عبدالرحمن]ــــــــ[30 - 10 - 2007, 03:18 ص]ـ
أخي الكريم
بالنسبة لأمطر فعل، أما مطر فلم ترد في القرآن الكريم إلا مصدرا مؤكدا لفعله قال تعالى (وأمطرنا عليهم مطراً فساء مطرُ المنذرين)(/)
التأصيل والتجديد في البلاغة
ـ[مشتاق الى الجنة]ــــــــ[14 - 10 - 2007, 11:07 م]ـ
:::
ماذا يعنى التأصيل والتجديد في البلاغة؟
وشكرا(/)
أسلوب الاستفهام بلاغياً
ـ[محمد سعد]ــــــــ[16 - 10 - 2007, 02:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا بحث قيِّم أعجبني حول " الخبر والإنشاء، اسلوب الاستفهام دراسة بلاغية للدكتور: حسين جمعة، احببت أن أطلعكم عليه أرجو أن يكون فيه الفائدة.
أسلوب الاستفهام وبلاغته وجمالياته
ـ توطئة
يعدّ أسلوب الاستفهام أحد أساليب الإنشاء الطلبي في الجملة العربية سواء كان لهدف محدد ومباشر أم كان لتصور إيحائي جمالي غير مباشر عند المتكلم. فالاستفهام قد لا يبحث فيه المتكلم عن إجابة محددة؛ وإنما يهدف إلى تصور ما يتحدث عنه فيخرجه عن حقيقته إلى مقاصد شتى؛ ويكون بوساطة أدوات سميت بأدوات الاستفهام، تستعمل في أقسامه.
ولا مراء في أن أسلوب الاستفهام أسلوب لغوي ـ قبل كل شيء ـ وأساسه طلب الفهم؛ والفَهْم صورة ذهنية تتعلق بشخص ما أو شيء ما، أو بنسبة أو بحكم من الأحكام على جهة اليقين أو الظن. وله قسمان: حقيقي ومجازي؛ وكلاهما لقي عناية البلاغيين العرب قديماً وحديثاً (32) وتعرضوا لأغراضهما وإن لم تجتمع متكاملة كما هي لدينا.
القسم الأول: الاستفهام الحقيقي:
هو طلب العلم بشيء اسماً أو حقيقةً أو صفة أو عدداً لم يكن معلوماً من قبل، أو هو الاستخبار الذي قيل فيه: طلب خبر ما ليس عند المتكلم، أو هو ما سبق أولاً؛ ولم يفهم حق الفهم فطلب فهمه من المخاطب فإذا سئل عنه ثانياً كان استفهاماً (33). أي إن المتكلم يطلب من المخاطب أن يحصل لديه فهم دقيق عن أمر لم يكن حاصلاً قبل سؤاله عنه. وقد استعمل البلاغيون مصطلح (الاستفهام) لكليهما معاً في أدوات الاستفهام كلها، كما يأتي:
1 ـ الحروف؛ وهي حرفان:
أ ـ الهمزة:
خُصَّت بأمور لم تعرف بها بقية أدوات الاستفهام وهي:
1 ـ تحذف ولو تقدمت على (أم) أو لم تتقدمها،، فمن ذلك قول عمر بن أبي ربيعة:
فو الله ما أدري وإن كنتُ دارياً بِسَبْعٍ رَمَيْنَ الجمرَ أم بثمانِ؟
أراد: أَبسبع ... ولم تتقدم (أم) في قول الكميت:
طَرِبْتُ وما شَوْقاً إلى البِيْضِ أَطْربُ ولا لَعِباً منِّي؛ وذو الشَّيْبِ يلعَبُ؟
أراد: أَوَ ذو الشيب يلعب؟
2 ـ تدخل على الإثبات ـ كما تقدم في الأمثلة ـ وعلى النفي كقوله تعالى:) أَلم نَشْرح لكَ صَدرك ((الانشراح 94/ 1).
3 ـ تتصدر الهمزة جملتها، بينما تتأخر الأدوات الأخرى عن حروف العطف مثلاً ...
4 ـ تكون الهمزة للتصديق وللتصور، بينما (هل) للتصديق فقط؛ وبقية أدوات الاستفهام للتصور؛ ومن الشواهد على ذلك كله قول عدي بن زيد:
أيها الشامتُ المعيِّرُ بالدهر أأنتَ المُبَرَّأ الموفورُ؟!
والتصديق: هو طلب السؤال عن شيء حدث وقوعه أم لا؛ وتكون الإجابة عليه بكلمة (نعم) للإثبات، و (لا) للنفي؛ كقولنا: (أنجح زيد؟) وقوله تعالى:) أَأَنتَ فَعَلْتَ هذا بآلهتنا يا إبراهيم ((الأنبياء 21/ 62). فالتصديق إدراك نسبة الفعل بدقة، لأن المتكلم مُتَردّد بين إثبات الشيء ونفيه. ولهذا يطلب تحديد الإجابة وتعيينها، ومن ثم يمتنع ذِكْر المعادل بـ (أم)؛ فإذا استعملت الهمزة للتصديق؛ وجاء معها (أم) فهي أم المنقطعة وتكون بمعنى (بل) وكذا استعملت مع (هل). فالمتصلة لا يستغني ما قبلها عما يليها؛ عكس المنقطعة، فإذا قلنا: أنجح زيد أم عمر؟ فالسؤال عن عمرو، لأننا لأمرٍ ما كالنسيان وقع لفظ (زيد) على لساننا وهو غير مقصود ... وهذا يعني أن (أَم) بمعنى (بل).
والتصور: هو إدراك المفرد؛ والاستفسار عن كيفية حدوث فعل ما؛ ويتلو همزة التصور المسؤول عنه؛ وتقترن بـ (أم) المعادلة ـ غالباً وتسمى هنا (المتصلة).
وتكون الإجابة على ذلك بتحديد الفعل، ومن قام به على وجه الدقة، على اعتبار أن المتكلم عارف بأن الحدث قد وقع لكنه لا يعرف كيفيته بدقة؛ كقولنا: (أزيد قائم أم عمرو؟) وقال الزركلي:
حُلُمٌ على جَنباتِ الشام أم عِيْدُ لا الهَمُّ همٌّ ولا التسهيد تَسْهيد؟!
لهذا كله يُسأل عن المسند إليه سواء كان مبتدأً أم فاعلاً؛ كقولنا: (أسافر زيد أم خالد؟) أو قولنا: (أزيد نجح أم محمد؟) ...
ويُسْأَل بها عن المسند كقولنا: (أذاهبٌ أنت غداً إلى دمشق أم ذاهب إلى حلب؟) ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ويسأل بها عن الفَضلة؛ كالمفعُول به مثل: (أزيداً زرتَ أم خالداً؟) والحال مثل: أراكباً جئتَ أم ماشياً، والظرف مثل: (أغَداً تذهبُ أم بعده؟). ومن المفعول به قوله تعالى:) قل أالذكرين حَرَّم أَم الأُنثيين أَمْ ما اشتملت عليه أَرحام الأنثيين ((الأنعام 6/ 144) ....
وتخرج الهمزة عن الاستفهام الحقيقي إلى الاستفهام المجازي في عدة مواضع وسنشير إليها هنا وسنفصّل القول فيها من بعدُ؛ وهي (التقرير، والتسوية، والإنكار الإبطالي والتوبيخي، والتهكم، والأمر، والتعجب والاستبطاء). وقيل: إنها ثمانية ولا صحة لغيرها، وتستعمل معها (أم) أو لا؛ ولا يحتاج الاستفهام إلى إجابة (34).
ب ـ هل:
وهو حرف وضع لطلب التصديق الإيجابي دون التصور، ودون التصديق السلبي، كما تختص بالاستقبال غالباً، وإنْ دخلت على الماضي كما في قول زهير:
فمَن مبلغُ الأَحْلافَِ عنّي رسالةً وذُبْيانَ: هل أقسمتُمُ كل مُقْسَمِ؟
ولا تدخل على الشرط، ولا على (إنَّ)، ولا على اسم بَعْدَه فعل في الاختيار. وقد تقع بعد العاطف لا قبله، وبعد (أَمْ) كقوله تعالى:) هَلْ يَسْتوي الأَعمى والبصير أم هَلْ تستوي الظلمات والنور ((الرعد 13/ 16) وقد يراد بها النفي فتدخل على الخبر كقوله تعالى:) هل جزاء الإِحسان إلا الإحسان ((الرحمن 55/ 60)، وتأتي بمعنى (قد) مع الفعل كقوله تعالى:) هل أَتى على الإنسان حِيْنٌ من الدهر ((الإنسان 76/ 1). وقيل غير هذا (35) وما تقدم كله يدخل في الاستفهام المجازي لـ (هل) ولا يحتاج إلى إجابة بينما الاستفهام الحقيقي الذي وضع للتصديق يحتاج إلى إجابة. وفيه تُسمى (هل) بسيطة؛ لأنه يستفهم بها عن وجود شيء في نفسه؛ و الجواب يكون بـ (نعم) للإثبات و (لا) للنفي. ولهذا لا يجوز أن تستعمل (أم) المعادلة معها؛ وإذا استعملت فهي بمعنى (بل) وتُسمّى المنقطعة؛ كقولنا: (هل نجح زيد أم عمرو؟). فالسؤال عن عمرو لا عن زيد؛ فكأن السؤال: (بل نجح عمرو؟) وكقوله تعالى:) أم له البنات ولكم البنون ((الطور 52/ 39) أي (بل ألهُ البنات ... ؟) وقد تستبدل (أل) بـ (هل) فنقول: أل فَعَلتَ؟ على معنى: هل؛ وهو إبدال الخفيف ثقيلاً كما في الآل عند سيبويه (36).
2 ـ أسماء الاستفهام:
أسماء الاستفهام إما مبنية وإما معربة، وتستعمل للتصوّر فقط ويحدّد فعل التصور؛ ويوضَّح بالإجابة حين يُعَيَّن المسؤول عنه. والمبنية سبعة أسماء والمعربة اسم واحد، كما هو مبين فيما يأتي.
1 ـ الأسماء المبنية:
وتبنى على حركة آخرها؛ وهي:
1 ـ ما: وتستعمل لغير العاقل؛ ويطلب بها السؤال عن معرفة حقيقة الشيء المستفهم عنه أو شرحه. فمن معرفة الحقيقة قولنا: (ما الإنسان؟ أو ما العَسْجد؟).
ومن معرفة شرح حاله أو صفته قوله تعالى:) ادعُ لنا ربَّك يبيِّن لنا ما هي ((البقرة 2/ 68)؛ وقوله:) ادعُ لنا ربَّكَ يبيِّنُ لنا ما لونُها ... ((البقرة 2/ 69) وقوله:) ما تِلْكَ بيمينكَ يا موسى ... ((طه 20/ 17) وقوله:) ما سَلَكَكُم في صَقَرَ ((المدثر 74/ 42). فاستعمل (ما) لم يكن فقط للدلالة على غير العاقل، وإنما أبرزت معنى المباينة الدالة على الإبداع، فهي توحي بالزجر والإنذار ... أما من جهة حذف (الألف) في (ما) فإنه يقع في (ما) الاستفهامية للتفريق بينها وبين (ما) الموصولية، أي للتفريق بين الاستفهام والخبر، كقوله تعالى:) فيمَ أَنتَ مِنْ ذكراها ((النازعات 79/ 43). وحذف الألف مع الجر واجب، وندر إثباته إلا للضرورة الشعرية كما في قول حسان بن ثابت:
على ما قام يشتمُني لئيمٌ كخِنْزيرٍ تَمَرَّغ في دَمانِ؟!
ويجوز إثباتها في الاستفهام التعجبي على مَنْ ذهب لهذا المعنى في قوله تعالى:) فبما رحمةٍ من الله لِنْتَ لهم ((آل عمران 3/ 159) فهي بمعنى: فبأيّ رحمةٍ ... أما من جعل (ما) في هذه الآية زائدة فقد خرج من الموضوع كله، فهي زائدة للتوكيد (37).
وإذا رُكِّبَتْ (ما) مع (ذا) لا تحذف ألفها، وتكون أداة متكاملة، كلها اسم جنس بمعنى شيء، كقول المثقب العبدي:
دَعِي ماذا عَلمْتُ؟ سأَتَّقيهِ ولكِنْ بالمُغَيَّبِ نَبِّئيني
فالجمهور أعرب (ماذا) مفعولاً به لفعل (دعي) (38). واختلف في شأن تركيب (ماذا) فمنهم من لم يرض بأن تكون كلها اسم جنس، وذهبوا إلى أن (ذا) إما موصولية وإما اسم إشارة؛ وعليه قوله تعالى:) يَسألونكَ: ماذا ينفقون؟ ((البقرة 2/ 219).
(يُتْبَعُ)
(/)
2 ـ مَنْ: اسم يستعمل للعاقل ـ غالباً ـ ويُسْتَفسر به عن الجنس، كقوله تعالى:) قال: مَنْ يُحيي العظام وهي رميم ((يس 36/ 78) وكقولنا: (مَنْ سافر اليوم؟ ومَنْ فتح إفريقيَّة؟)؛ وقال حافظ إبراهيم:
مَنِ المداوي إذا ما عِلَّةٌ عرضَتْ؟ مَن المُدافعُ عن عِرْضٍ وعَنْ نَشَبِ؟!
ويجوز تركيب (مَنْ) و (ذا) لتصبح كلمة واحدة، لأن كلاً منهما مبهم، كقولنا: (منذا قابلت؟) (منذا قدَّمت وأخَّرْت؟). واختلف اللغويون في شأن ذلك؛ فمنهم من رأى زيادتها؛ ومنهم مَنْ رأى أنها موصولة (39) محتجين بقوله تعالى:) مَنْ ذا الذي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً ((البقرة 2/ 245).
3 ـ كم: يأتي هذا الاسم بالاستفهام وغيره؛ وهو اسم لعدد مبهم الجنس والمقدار، وهو عند ابن هشام ليس مركباً خلافاً لما ذهب إليه بعض اللغويين كالكسائي والفرّاء، ولا خلاف في اسمية الاستفهامية. و (كم) اسم استفهام مفتقر إلى تمييز منصوب، ويتصدر جملته؛ كقوله تعالى:) كم لبثتم؟ قالوا: يوماً أو بعضَ يوم ((الكهف 18/ 19) وكقولنا: (كم كتاباً قرأت؟). ويجوز أن تجر (كم) بحرف جر، وحينئذٍ يجر التمييز معها، كقولنا: (بكَمْ دِرْهمٍ اشتريتَ الكتاب؟) ويجوز حذف التمييز (كم مالُك؟!).
4 ـ أَيْنَ: ظرف يستفهم به عن المكان الذي حلَّ فيه الشيء كقوله تعالى:) يقول الإنسان يومئذ: أين المَفَرّ؟ ((القيامة 75/ 10) وكقولنا: أين سافرت؟ وكقول المرقش الأكبر:
إنَّا لمِن معشرٍ أَفنى أوائِلَهم قِيْلُ الكماةِ: ألا أينَ المُحَامونا؟
ويجوز أن تسبق بحرف الجر (من) للدلالة على مكان بروز الشيء، مثل: (من أين تخرجّت؟).
5 ـ متى: المشهور فيها أنها ظرف (استفهام وشرط) والاستفهام فيها لتعيين الزمن ماضياً أو مستقبلاً؛ كقولنا: (متى سافر أحمد؟ ومتى تعود؟) وقال حافظ إبراهيم:
متى نراه وقد باتتْ خزائنه كنزاً من العلم لا كنزاً من الذَهبِ؟!
وقد وقعت حرف جر في لغة هذيل، وليس هنا الحديث عنه؛ وعن اسم الشرط.
6 ـ أيَّان: ظرف بمعنى (الحِيْن) يطلب به تعيين زمان المستقبل فقط؛ كقولنا: (أيان تسافر؟ أي في أيّ وقت).
ووقع استعماله في القرآن الكريم في غير المعنى الحقيقي، إذ وقع في التفخيم أو التهويل مثل قوله تعالى:) يسألونك عن الساعة: أَيَّانَ مُرْساها؟ ((الأعراف 7/ 187) و (النازعات 79/ 42) أو في غير ذلك.
واعلم أننا حين نفسر الاستفهام على هذا الوجه إنما لأنه محض المعنى؛ ليتنبه السائل على الحقيقة فيرجع إلى نفسه ويخجل من السؤال الذي يطرحه، ثم يأتي جواب الآية ليردعهُ ... (40).
7 ـ كيف: اسم يستعمل للسؤال عن الحال سواءً وقع اسماً صريحاً يُخْبَرُ به كقولنا: (كيف أنت؟) و (كيف كنت؟) أم وقع فضلة كقولنا: (كيف جاء زيد؟) ومثله قوله تعالى:) فكيف إذا جِئنا من كل أُمَّةٍ بشهيد ((النساء 4/ 41)، وقول الفرزدق:
إلى الله أَشكو بالمدينة حاجةً وبالشام أخرى؛ كيف يلتقيان؟
فوصف الحال ثابت في الاستفهام، وهو يدل على أن السقم والتذمر موجود ثابت فيه، وبهذا تتجلى جماليته.
8 ـ أَنَّى: يستعمل هذا الاسم للسؤال عن المكان والزمان والحال تبعاً للسياق، وتقوم مقام (أين أو متى، أو كيف). فهو بمعنى (من أين) في قوله تعالى:) يا مَرْيَمُ، أَنَّى لك هذا ((آل عمران 3/ 57) وكقولنا: (أنَّى تجلس؟).
وهو بمعنى (متى) في قولنا: (أنَّى تذهب؟).
وبمعنى (كيف) في قوله تعالى:) أَنَّى يحيى هذه الله بعد موتها؟ ((البقرة 2/ 259).
والسياق يدل على أن الإلزام بمجيء الشيء بعد وصف ثابت بقدرة الله، كما تدل عليه بقية الآية (41).
2 ـ الأسماء المعربة؛ وهي اسم واحد هو (أيّ).
أيُّ: اسم استفهام يستعمل مُشدَّداً كقوله تعالى:) أَيُّكم زادَتْه هذه إيماناً ((التوبة 9/ 124) أي بتضعيف الياء، وقد يخفف كما في قول الفرزدق يمدح فيه نَصْر بن سيّار:
تنظَّرْتُ نَصْراً والسماكينِ أيْهُما عليَّ من الغَيْث استَهَلَّتْ مواطرُهْ
ويجوز أن يسبق بحروف قبله كقوله تعالى:) فبأيِّ آلاء ربكما تكذبان ((الرحمن 55/ 13).
هذا من جهة بنية الكلمة في الاستعمال، أما من جهة استعمالها اسم استفهام حقيقي فإنها تُستعمل بمعنى أسماء الاستفهام المبنية كلها تبعاً لإضافتها إلى ما بعدها ... فيطلب بها تحديد شيء في أمر مشترك وعام كقولنا: (أَيُّكما أكبر سناً؟).
(يُتْبَعُ)
(/)
فالمتكلم يستفسر عن تمييز شيء مشترك بينهما وهو كبر السن، ولكن أحدهما زاد في العمر على الآخر؛ ولهذا يطلب التحديد.
ويكتسب الاسم (أي) دلالته من إضافته، فالإضافة توضح في أيٍّ من معاني الاستفهام استعمل، كقولنا: (أيُّ الطلاب عندك؟) كأننا نسأل: (مَنْ من الطلاب عندك؟) ... أو (أَيَّ يوم تسافر؟) كأننا نسأل: (متى تسافر؟) وكقوله تعالى:) أيُّكم يأتيني بعرشها ((النمل 27/ 38)، أي (مَنْ منكم)؟ فأي الاستفهامية تضاف إلى المعرفة وإلى النكرة، وقد تقطع عن الإضافة نحو: (أيٌّ جاء؟) و (أيَّاً أكرمتَ؟).
فالصلة الجمالية بين أُسلوب الاستفهام الحقيقي وبين الجمال إنما تتحقق بالتفاعل الواقعي مع الصفات والأفكار على مستوى الطابع الفكري والاجتماعي والنفسي وفق منظور الموضوع الحقيقي الذي يرتبط بنوعية الطلب ووظيفته. فالمحتوى يفصح عن حقائق ومدركات تنهض بالصياغة الجمالية بوساطة الاستفهام الحقيقي، على حين تغدو صياغة بعيدة عن المباشرة في أساليب الاستفهام المجازية، وهو ما نراه فيما يأتي.
القسم الثاني: الاستفهام المجازي
أبرز البلاغيون العرب في الدراسات الأدبية والقرآنية أن أدوات الاستفهام لا تتوقف عند المعاني الأصلية التي ينتهي إليها أسلوب الاستفهام الحقيقي الذي يتطلب إجابة محددة. ولكن الاستفهام قد لا يبحث عن إجابة محددة؛ وإنما يبحث عن تصور ما للمتكلم دون أن يستفسر عن شيء؛ وبهذا يخرج أسلوب الاستفهام إلى أسلوب مجازي لا يطابق في دلالته المجازية الدلالة الحقيقية فيصبح بمعنى الخبر، لا بمعنى الإنشاء (42).
وحين يخرج الاستفهام إلى أسلوب مجازي إنّما يؤدي ظاهرة جمالية وبلاغية لا تعرف في الأسلوب الحقيقي الذي يسأل به المتكلم عن شيء معروف ومشهور، أو عن معنى يفهم من السياق؛ ويتوجه فيه المتكلم إلى نفسه قبل أن يتوجه به إلى الآخرين.
وإذا كان البلاغيون قد اختلفوا في عدد المعاني التي خرج إليها أسلوب الاستفهام فإن الأسلوب المجازي يعتمد على السلائق والذوق والسياق والقرائن التي يدور حولها الكلام ... ونرى أنه لا يحصر الأسلوب المجازي للاستفهام بمعنى أو بمعانٍ محددة؛ وإن اتجهت الدراسات البلاغية القرآنية اتجاهاً قد لا يتطابق مع الدراسات البلاغية الأخرى (43). فالتراث البلاغي حضور متفاوت في الذهن البشري، ونوع معرفي غير ثابت. ولهذا سنسوق أساليب الاستفهام المجازية المشتركة بين تلك الدراسات ثم نبيّن بعض الفوارق عند عدد من دارسي أساليب الاستفهام في القرآن الكريم، لا على سبيل التضاد بل على جهة الاستدلال للوصول إلى معرفة جمالية نوعية بأساليب البلاغة كلها ...
1 ـ التقرير:
التقرير هو الإثبات مع الوضوح؛ وكذلك هو الإثبات مع التسليم ... وهو لا يحتاج إلى جواب في الاستفهام المجازي؛ لأنه يقرر فكرة من الأفكار؛ يحمل المخاطب على الإقرار بها؛ وبمعنى آخر السؤال نفسه جواب ثابت. ويستعمل في هذا الأسلوب الفعل المنفي المسبوق ـ غالباً ـ بهمزة الاستفهام؛ وإن جاز استعمال الأدوات الأخرى ـ كقوله تعالى:) أَلَمْ يجدك يتيماً فأوى ((الضحى 93/ 6) والمعنى (وجدك) وقوله:) أَلَمْ يَجْعَل كَيْدَهم في تضليل ((الفيل 105/ 3) أي (جعل كيدهم ... ) وقوله:) ألم نشرح لك صدرك ((الانشراح 93/ 1) وقال البحتري:
أَلسْتَ أَعَمَّهمْ جوداً وأَزكا إذا ما لم يكُنْ للحَمْدِ جابِ؟
فالهمزة إذا دخلت على نفي؛ فإنه لا يراد معنى النفي بل يراد تقرير ما بعده. وهذا يختلف كثيراً عن الأسلوب الآتي في الإخبار والتحقيق، (45) كما أنه يختلف كثيراً عن الاستفهام الحقيقي الذي يحتاج إلى جواب.
2 ـ الإخبار والتحقيق:
الإخبار هو الإعلام بالشيء، ويستعمل لإثبات أمر ما؛ لذا ارتبط بالتحقيق في أسلوب الاستفهام لأنه يتجه إلى إطلاع السامع أو تثبيت خبر لديه، أو أنه يرمي إلى كليهما معاً كقوله تعالى:) ألا إنهم هُم المفسدون ولكن لا يشعرون ((البقرة 2/ 12) وقوله:) ألم نُرَبِّكَ فينا وليداً ((الشعراء 26/ 18) والمعنى (إننا قد ربيناك فينا وليداً)؛ على حين دَلَّت في الشاهد الأول على التحقق لما بعدها والتنبيه عليه (ألا إنهم ... ) (46) ويستعمل فيه ـ غالباً ـ (همزة الاستفهام) ـ كما ورد في الأمثلة السابقة ـ وكذلك يستعمل فيه (هل) كما في قوله تعالى:) هل أتى على الإنسان حِيْن من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً ((الإنسان 76/ 1)؛ والمعنى
(يُتْبَعُ)
(/)
(قد أتى على الإنسان) (47). وقد تستعمل الهمزة مع لفظ (حقّ ـ حقاً) أو تستعمل مع النفي الذي يراد منه الإخبار والتحقيق؛ فهذا عَبْدُ يغوثَ يستعملها مع (حقاً) في قوله:
أَحقّاً عبادَ اللهِ أَنْ لستُ سامعاً نَشيدَ الرِّعَاءِ المُعْزبين المَتَاليا
ومن استعمالها مع النفي قوله تعالى:) أَليسَ ذلك بقادرٍ على أن يُحييَ الموتى ((سورة القيامة 75/ 40).
ولما كانت لها هذه الرتبة من التحقيق مع النفي ندر أن تقع جملة بعدها إلا صُدِّرَتْ بما يتلقى به القسم على نحو ما؛ كقول حاتم الطائي:
أَمَا والذي لا يعلمُ الغيبَ غيرُهُ ويُحيي العظامَ البِيضَ وهيَ رَميمُ؟
ومثله قول صخر الهذلي:
أَمَا والذي أَبكى وأَضْحَكَ والذي أَماتَ وأَحيا والذي أَمْرُهُ الأَمْرُ؟
فالمعنى الذي يرمي إليه المتكلم في الاستعمال المجازي لأسلوب الاستفهام يتجه إلى معنى المعنى وفق ما يتطلبه السياق، لا وفق ما تبنى عليه الكلمات في التركيب النحوي، وبذلك يتركز مفهوم الجميل ...
3 ـ التسوية:
اختص أسلوب التسوية باستعمال (الهمزة) مع (أم) المعادلة؛ لأن الهمزة تستعمل للتسوية في الدلالة بين ما قبل (أم) وما بعدها، والجملة بعد الهمزة يصح حلول المصدر محلها ... وتوهم غير باحث أنها تستعمل فقط مع (سواء) كما في قوله تعالى:) سواء عليهم أَأَنْذَرْتَهم أم لم تُنذرهم لا يُؤمنون ((البقرة 2/ 6). ودليل رأينا أنها تستعمل مع (ما أدري) ونحوه، قول الفرزدق:
وواللهِ ما أدري، أجُبْنٌ بجَنْدَلٍ عن العَوْدِ أم أعيت عليه مضاربُهْ؟
ونستدل على ذلك أيضاً بقوله تعالى:) وإن أَدْري أَقريبٌ أَمْ بعيدٌ ما توعدون ((الأنبياء 21/ 109). وتستعمل كذلك مع تركيب (ما أبالي) ونحوه؛ كقول المتنبي:
ولسْتُ أُبالي بعْدَ إدراكيَ العُلَى أَكان تُراثاً ما تناولتُ أَمْ كَسْبَا؟
ومع (ليت شعري، وليت علمي) ونحوهما (48)، على اعتبار أن الصياغة تتصل بصور من التوازن والتنسيق بنسبة جمالية تؤكد الوعي الجمالي بالشكل والمضمون؛ ومنه قول الفرزدق:
أَلا ليتَ شعري ما أرادت مُجَاشِعٌ إلى الغَيْطِ أَمْ ماذا يقول أَميرُها؟
وقد يُمْزَج أسلوب التسوية بالتهكم والهجاء كما في قول حسان بن ثابت:
وما أُبالي أَنَبَّ بالحَزْنِ تَيْسٌ أمْ لحَاني بظهرِ غَيْبٍ لئيمُ
فجمالية هذا الأسلوب إنما تنبثق من شبكة العلاقات المعنوية بين الكلمات، وهي تؤسس سياقات ومقاصد يجتهد المتكلم في إيصالها إلى المخاطب دون حاجة إلى ردٍّ أو جواب.
4 ـ العَرْضُ والحضّ:
هذان أسلوبان متماثلان؛ وإن زاد أحدهما على الآخر في المعنى؛ فالعَرْضُ: طلب الشيء بِلين، والحَضُّ: طلبه بقوة مرة بعد مرة؛ ويستعمل فيهما الهمزة مع (لا) فتصبحان (أَلاَ) وهما كالاسم الواحد؛ والطلب لا يراد منه الإجابة (بنَعم) أو (لا) وتختص بالفعل، ومن العرض قوله تعالى:) ألا تحبون أن يغفر الله لكم ((النور 24/ 22)؛ أما قول الشاعر عمرو بن قَعَّاس المرادي فعلى تقدير فعل محذوف:
أَلا رَجلاً جزاهُ اللهُ خَيراً يَدُلُّ على مُحَصِّلَةٍ تُبيتُ؟
أي "أَلاَ تُرُونني رجلاً هذه صفته، فحذف الفعل مدلولاً عليه بالمعنى"، وقيل قول آخر (49).
ومن الحض قوله تعالى:) أَلا تقاتلون قوماً نَكَثُوا أَيمانَهم ((التوبة 9/ 13). فهو يحثهم على القتال؛ أي (قاتلوهم)؛ وكذلك قوله تعالى:) أَنِ ائتِ القومَ الظالمين* قومَ فرعون؛ أَلاَ يتقون ((الشعراء 26/ 10 ـ 11)؛ أي (ائتهم وأمرهم بالتقوى).
إن فنيات التعبير وأشكاله الجمالية ماثلة في جوهر استعمال اللفظ وفق نظام مثير ودقيق ومتناسب النسق مع السياق دون أن يتخلى عن بنيته، ولو تعدد، كاتحاد همزة الاستفهام بـ (لا) (50).
5 ـ الإرشاد والتوجيه والتذكير:
هذه معانٍ ثلاثة تجتمع في سياق بلاغي واحد في أسلوب الاستفهام المجازي. فهنا يراد بالاستفهام الإرشاد والتوجيه إلى أمر غير الذي تعوّده المتكلم أو السامع كما في قوله تعالى:) قالوا: أتجعل فيها مَنْ يُفْسِد فيها ويَسْفِك الدماء ((البقرة 2/ 30). فالملائكة رأوا الجن يسفكون الدماء في الأرض ويفسدون فيها؛ لهذا خاطبوا الله ـ سبحانه ـ لما قرر أن يجعل بني آدم فيها؛ فتوجهوا إليه بالسؤال ليرشدهم عن أمر بني آدم؛ أم أن شأنهم سيكون شأن الجن؛ فكان قول الله سبحانه وتعالى:) قال: إني أعلم ما لا تعلمون ((البقرة 2/ 30). ولما كان سؤالهم سؤال توجيه
(يُتْبَعُ)
(/)
وإرشاد لم يستكبروا أن يسجدوا لآدم، بعكس إبليس الذي عصى أَمْرَ ربه، كما يستدل عليه من قوله تعالى:) وإذ قلنا للملائكة: اسجُدوا لآدم فسَجدوا إِلاَّ إبليسَ أبى واستكبر وكان من الكافرين ((البقرة 2/ 34).
فالاستفهام المجازي يدل على السياق، وقد خرج إلى لطائف بلاغية جميلة وموحية؛ كما نجده في معنى التذكير الذي ينطوي عليه قوله تعالى:) أَلمْ يَجِدْكَ يتيماً فآوى ((الضحى 93/ 6) وغير ذلك من المعاني مما يدخل تحت هذا العنوان، (51) أو تحت عنوانات أخرى تجتمع في شاهد واحد، لأنه يؤوّل على غير معنى.
6 ـ الاستئناس والإفهام:
استعمل هذا الأسلوب في القرآن الكريم؛ وهو يجمع بين (الاستئناس) و (الإِفهام) معاً؛ لأنهما يرادان لذاتهما في شكل استفهامي مجازي لا يقصد منه الإجابة؛ لكنه يشي بجمالية عالية في الإيحاء. ويُفْهم من قوله تعالى:) ما تلك بيمينك يا موسى ((طه 20/ 17). فموسى كان يستأنس بعصاه ويستعملها لغاياته الخاصة؛ وحينما أَلقاها بأمر الله) فإذا هي حيَّةٌ تسعى ((طه 20/ 20) فَدبَّ الرعب في نفسه، فهَدَّأ الله روعه في قوله:) قال: خُذْها ولا تَخَفْ سنُعيدُها سِيْرتها الأولى ((طه 20/ 21) أي نُرجعهُا إلى مبدئها الذي عرفه موسى وهو العصا غير المؤذية؛ وإنما المؤنسة ... ومن ثم ليبيّن له الله أنه قادر على أن ينصره؛ ويفعل ما يشاء. فجمالية الاستئناس والإفهام تظهر في نَسقية السياق مراعاة لمقتضى الحال؛ أي أن السياق وحده قد أوضح أن الاستفهام المجازي في قوله) ما تلك ... (وهو وحده الذي يفرض التحليل الدلالي والبلاغي (52). فالسائل في الاستفهام الحقيقي يسأل عما يعلم وعما لا يعلم، ويحتاج إلى جواب؛ أما في الاستفهام المجازي فيتجه الكلام إلى استبطان الجواب في السؤال نفسه.
7 ـ التشويق:
التشويق من جنس الشَّوْق؛ وهو حمل النفس على النزاع إلى الشيء؛ وتهييجها إليه. ولهذا قد يأتي الاستفهام لجذب النفوس وشدها إلى أمر حدث من قبل؛ أو أمر يكون فيه خير، فيستعمل لتصور ذلك كله؛ كما في قوله تعالى:) يا أيها الذين آمنوا: هل أَدُلَّكُم على تجارةٍ تُنْجيكم من عَذابٍ أَليم ((الصف 61/ 10). فالمؤمنون يتشوقون إلى معرفة: ما التجارة التي تنجيهم بالسؤال (هل أدلكم)؟ ثم جاءت الآية التالية لتفسير تلك التجارة وإراحة النفس من عواطفها الفياضة وفضاءاتها الفكرية بقوله تعالى:) تؤمنُوْنَ بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأَنفسكم، ذلكم خَيْر لكم إنْ كنتم تعلمون ((الصف 61/ 11).
فالسياق في النص وحده من يكشف عن الجمالية الفنية للاستفهام المجازي، وكذلك نجده في قوله تعالى:) قال: يا آدمُ؛ هَلْ أَدُلك على شجرة الخُلدِ ومُلْك لا يَبْلى ((طه 20/ 120). فالشيطان وسوس لابن آدم وشوقه إلى شجرة الخلد بالسؤال (هل أدلك ... ). وهذا التشويق جعله يزلّ؛ ويتبع غواية الشيطان؛ فكان أن عصى ربه فأهبطه إلى الأرض.
ومن هنا تُصبح الرؤية الجمالية للإمام عبد القاهر الجرجاني أساس انبثاق رؤىً أخرى ... فالانسجام والتناسب بين عناصر الجملة يستندان إلى علاقة الجوار والاختيار التي تحقق شرف منزلة المعنى، فالألفاظ لا تتغير إلا بالتأليف أو ما سماه الجرجاني نظرية (النظم) (53).
8 ـ الأمر:
يخرج الاستفهام إلى أسلوب مجازي يسمى الأمر؛ فيزيده إيحاءً جمالياً، لأن المقصود ليس الاستفهام الحقيقي كما في قوله تعالى:) فهل أنتم منتهون ((المائدة 5/ 91) أي (انتهوا)، وقوله:) فهل أنتم مسلمون ((هود 11/ 14) أي (أسلموا) ... وهذا نحو قوله تعالى في آل عمران (3/ 20):) أَأَسلمتم؟ (أي (أَسلموا)؛ وكقوله تعالى:) وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله ((النساء 4/ 75) أي (قاتلوا في سبيل الله) (54). فالعبرة من هذا الاستخدام إنما هو في التركيب الذي يجسد أمراً غير حاصل وقت الطلب بأسلوب الاستفهام. ولهذا يصبح التركيب كالكلمة الواحدة؛ ما يكسبه جمالاً فريداً؛ وبلاغة موحية.
9 ـ النفي:
(يُتْبَعُ)
(/)
كثر خروج الاستفهام إلى النفي في كلام العرب وأشعارها، وفي القرآن ... ولعل هذا الأسلوب يثير المتلقي على جمالية من نوع بلاغي جديد وبديع كقوله تعالى:) مَنْ يغفر الذنوب إلا الله ((آل عمران 3/ 135) أي (لا يغفرها إلا الله) ... وكقوله:) من ذا الَّذي يَشْفعُ عنده إِلا بإذنه ((البقرة 2/ 255) أي (لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه). وكقوله:) هل جزاءُ الإِحسان إِلا الإحسان ((الرحمن 55/ 60) أي (ما جزاء الإحسان إلا الإحسان) (55) وقال أبو تمام:
هلِ اجتمعتْ أَحياءُ عدنانَ كُلُّها بمُلْتَحمٍ إلا وأنت أَميرُهَا؟
فلم تجتمع بطون عدنان في مكان لقتال إلا كنت أميرها. ومثله قول الشاعر:
هلِ الدَّهْرُ إلا سَاعةٌ ثم تَنْقضي بما كان فيها من بَلاءٍ ومن خَفْضِ؟
أراد: ما الدهر ... ودليل النفي في الشاهدين انتقاضه بإلا؛ ومثله قول البحتري:
هلِ الدهر إلا غَمْرةٌ وانجلاؤها وَشِيكاً وإلا ضَيْقةٌ وانفراجُها؟
10 ـ التمني:
هذا أسلوب آخر في أساليب الاستفهام كثر في كلام العرب وفي القرآن الكريم كقوله تعالى:) فهَل لنا من شُفَعاءَ فيشفعوا لنا ((الأعراف 7/ 53) فالذين خسروا أنفسهم يتمنون أن يُرَدُّوا إلى الدنيا ليعلموا غير الذي عملوه، ولكن هيهات لهم الرجوع (56). فما استعمل أسلوب التمني الحقيقي بل استعمل الاستفهام؛ فجاء الأسلوب أعلى إيحاء .... وعليه أيضاً قول أبي العتاهية في مدح الأمين:
تذكًّرْ أمينَ اللهِ حقّي وحُرْمَتي وما كنتَ تُوليني لعَلَّك تذكرُ
فمَن ليَ بالعَيْنِ التي كنتَ مَرَّةً إليَّ بها في سَالفِ الدَّهرِ تُنْظرُ؟
فالاستفهام خرج إلى التمني لإنزال الممكن منزلة المستحيل؛ لإعلاء مكانة الممدوح لأن غيره لا يستطيع فعله الذي أنفذه مع الشاعر. ومثله في التمني قول الشاعر:
ألا عُمْرَ ولَّى مُسْتطاعٌ رجوعُهُ فَيَرْأَبَ ما أثْأََتْ يدُ الغَفَلاتِ؟
فقد نَصب الشاعر فعل (يرأب) لأنه جواب تمنٍّ مقرون بالفاء ... وهيهات أن يرجع العمر الذي ذهب إلى رجعة ... إذ أفسدت يد الغفلات ذلك ... (57) فاللغة البلاغية في هذا الأسلوب وغيره تنسلخ من معيارتها النحوية إلى طريقة أسلوبية موحية ومثيرة لا تنشغل ببنية الظاهرة اللغوية الجمالية لذاتها ولكنها في آن معاً تغوص في العلاقات الكامنة فيها.
11 ـ النهي:
يخرج أسلوب الاستفهام إلى النهي عن فعل شيء ما كقوله تعالى:) أَتَخْشَونهم؟ فالله أَحَقُّ أَنْ تخشَوه إن كنتم مؤمنين ((التوبة 9/ 13) وأراد (لا تخشوهم)؛ بدليل قوله تعالى:) فلا تَخْشَوا الناس واخْشَوْنِ ((المائدة 5/ 44). ومن أسلوب الاستفهام للنهي قوله تعالى:) يا أيها الإنسانُ: ما غَرَّك برَبِّك الكريم؟ ((الانفطار 82/ 6). أراد (لا تغتر بالله ورحمته (58) واعمل لأخرتك) ... وهذا يوضحه سياق سورة الانفطار ولا سيما الآية الأخيرة التاسعة عشرة) يومَ لا تملك نفسٌ لنفس شيئاً (. فالسياق في أسلوب الاستفهام السابق غير محايد ويصبح متمماً لدلالة المنهي عنها في بُعد إيحائي يعبر عن رمزية اللغة؛ باعتبار ما تحمله من وظائف بلاغية وفكرية.
12 ـ التعظيم والتفخيم:
اللفظان كلاهما بمعنى واحد؛ وهو الإجلال والإكبار والتقدير. ويستعمل الاستفهام المجازي في هذا السياق الدلالي على نحو كبير ..... فهذا المقصد البلاغي من الأساليب الجمالية المثيرة في الدراسات البلاغية وفي أغراض القول ... فالتعظيم والتبجيل والتفخيم يرمي إليها المتكلم بأسلوب لفظي مباشر، وبأسلوب الاستفهام الحقيقي، ولكنه في الاستفهام المجازي يحمل طبيعة جمالية خاصة؛ كقول العَرْجِي مفتخراً بنفسه:
أَضَاعوني وأَيَّ فتىً أضَاعوا ليومِ كريهةٍ وسَدادِ ثَغْرِ؟
فالشاعر رفع من شأنه وأوضح أن العشيرة خسرت به رجلاً عظيماً في الشدائد. وجمع المتنبي في مديح كافور الإخشيدي بين تعظيمه وبين استنكاره لارتياب الأعداء فيما خصّه الله على يديه من النصر والحظ السعيد:
أتلتمسُ الأعداءُ بعد الذي رَأَتْ قيامَ دليلٍ أو وضوحَ بيانِ؟
وفي التعظيم والإجلال الذي ورد في الرثاء يقول المتنبي مظهراً ما كان للمرثي في حياته من صفات السيادة والشجاعة والكرم؛ ما جعل الشاعر يتحسر عليه ويتفجع لفقده:
مَنْ للمحافلِ والجحافلِ والسُّرَى فقدَتْ بفَقْدكَ نَيّراً لا يطلعُ
ومن اتخذْتَ على الضُّيوفِ خَليفةً ضاعوا ومِثلُكَ لا يكاد يُضَيِّعُ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فالأسلوب ـ هنا ـ أضفى على اللغة قدرة على التأثير فيما عبَّر عنه من المشاعر والأحاسيس. وكذلك خرج أسلوب الاستفهام المجازي في القرآن إلى معنى التعظيم والتفخيم في قوله تعالى:) يسألونك عن الساعة أيّان مُرْساها ((النازعات 79/ 42) وفي قوله:) وما أدراك ما يوم الدين* ثم ما أدراك ما يوم الدين ((الانفطار 82/ 17 ـ 18). وتؤكد الآية التاسعة عشرة من (الانفطار) معنى الاستعظام) يوم لا تملك نفسٌ لنفسٍ شيئاً؛ والأَمْرُ يومئذٍ لله (. وكذلك نرى التفخيم في عدد غير قليل من آيات القرآن الكريم (59)؛ والتي نحس بها قدسية الجوهر في منابعه الكونية التي تشعرنا بالوظيفة الإنسانية لإعادة صياغة الحياة، فضلاً عن التعظيم المؤسس في البنية اللغوية والبلاغية ... ونجد نحواً من ذلك في قول ابن هانئ الأندلسي:
مَنْ منكم الملِكُ المطاعُ كأنَّه تحتَ السَّوابغِ تُبَّعٌ في حِمْيرُ؟
فهو يخاطب الجنود مستفسراً ومستعظماً: من منكم الملك الذي له من القوة والسلطان ما لممدوحه؛ وكأنه في ساحة المعركة ملك من ملوك اليمن (قبيلة حمير). فامتلاك الشاعر للغته الذاتية تجسد في حسه المدرك طريقة توزيعه للكلمات في المواقع التي تشعرنا بوظيفتها البلاغية المتجهة إلى التعظيم والإجلال.
13 ـ التهويل:
التهويل في اللغة: هو التخويف الشديد والتفزيع مع تعظيم شأن المُهَوَّلِ منه؛ وتعجيبه، ومثله التهاويل. ولعل هذا الأسلوب الاستفهامي المجازي من أعظم أنماط التصوير الإيحائي في القرآن الكريم سواء ورد في مشهد يوم القيامة أم في غيره (60)، وعليه قوله تعالى:) القارعةُ* ما القارعة*، وما أدراك ما القارعة ((القارعة 101/ 1 ـ 3)، وقوله:) هل أتاك حَديثُ الغاشية* وجوه يومئذ خاشعة ((الغاشية 88/ 1 ـ 2).
ويعدُّ استعمال أداة الاستفهام (ما) المبهمة في الدلالة من أعظم الاستعمالات في هذا المقام؛ وهي ذات إيحاء بديع في التأثير كما في قوله تعالى:) وما أدراك ما يوم الفصل؟ ((المرسلات 77/ 14). فسياق النص القرآني يبرز عظمة التصوير الذي يجسد الخوف في نفوس المكذبين بيوم القيامة كما تدل عليه الآيات الآتية) إنَّما تُوعَدُون لواقع* فإذا النجوم طُمست* وإذا السماء فُرِجَتْ* وإذا الجبال نُسِفت* وإذا الرُّسل أُقِّتَتْ* لأيِّ يوم أُجِّلَتْ* ليوم الفَصْل* وما أدراك ما يوم الفَصْل* ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين ((المرسلات 77/ 7 ـ 15) فالتعظيم والتهويل لم ينحصر في الاستفهام (لأي يوم أُجِّلتْ) أو (ما يوم الفَصْل؟)؛ وإنَّما كان السياق يقوي ذلك ويوضحه (61). وعليه قول ساعدة بن جؤية في وصف نتائج معركة وقد تركت وراءها إما رجلاً حزيناً على قتلاه، وإما رجلاً يتجرع حسرات الموت في آخر حياته يعاني من عطش شديد:
ماذا هنالك من أَسْوانَ مكتئب وساهفٍ ثمِلٍ في صَعْدَةٍ حِطَمِ؟!
فالجمال البلاغي يقوم على التناغم بين سياقات الأسلوب وموازاة الحالة النفسية والفكرية للمخاطب؛ فالتشكيل الجمالي إنما هو تشكيل نفسي فكري واجتماعي يرتفع عن الحالة الزمانية المؤقتة ...
14 ـ التكثير للتعظيم أو التهويل:
ربما لجأ الشعراء والعرب إلى الاستفهام المجازي الذي يدل على التكثير للتعظيم أو التهويل في أي معنىً من المعاني، أو صورة من الصور فتتعدد الإيحاءات وتعظم كقول المتنبي:
يَفْنَى الكلامُ ولا يحيط بوصفكُمْ أَيحيطُ ما يَفْنَى بما لا يَنْفَدُ؟
فالشاعر يستكثر من فضل ممدوحه ويعظّم شأن ذلك فهو لكثرته لا ينفد (62). وقد استكثر أبو العلاء المعري من مات من البشر حتى أصبحت أجسادهم جزءاً من التراب الذي ندوسه. فدل كل منهما على أن الشاعر يدرك واقعه جمالياً بمثل ما يدركه فكرياً؛ فيقول المعري:
صَاحِ هَذي قبورُنا تَمْلأُ الرَّحْـ ـبَ فأَين القبورُ من عَهْد عادِ؟!
خَفِّفِ الوَطْءَ ما أَظنُّ أَديْمَ الأ رض إلا من هذه الأَجساد
فالمعري حين استكثر قبور الموتى، جعل الأرض مقبرة؛ داعياً الإنسان إلى التواضع والعفو والمسامحة. ولذا فإن جمالية الفن لم تسقط في المباشرة والوعظ التقريري، وعليه أيضاً قول الشاعر:
كمْ مِنْ دَنِيٍّ لها قد صِرْتُ أَتبعُهُ؟ ولو صَحا القلبُ عنها كان لي تَبَعَا
ـ[د/أم عبدالرحمن]ــــــــ[27 - 10 - 2007, 01:40 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء(/)
التصور البلاغي عند الفرق الإسلامية .. دراسة تطبيقية
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[17 - 10 - 2007, 01:42 م]ـ
كيف يصب علماء الفرق مبادئهم في فنون البلاغة؟
هذا هو السؤال الذي أرغب في بدء النقاش حوله وفق المنهج التالي:
1 - ذكر مبادئ الفرقة.
2 - ذكر الفنون البلاغية المستثمرة في ذلك.
3 - بيان كيفية الاستدلال واستخراج الرأي المعتقدي من الفن.
4 - استنباط أصول عامة لهذا الأمر.
... بالانتظار!(/)
التشبيه
ـ[سيد الشهداء]ــــــــ[19 - 10 - 2007, 01:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ......
أسألك ا تنزلوا شرحا مفصلا يزيل أي التباس على التشبيهات
واسألك ان يكون ابتداءكم من معنى التشبيه
واسأل الله ان تكونوا لي عونا وخير دليل
اخوكم سيد الشهداء(/)
من يضبط لي هذه الكلمة الواردة في مفتاح العلوم للسكاكي؟
ـ[أبو الطيب الشمالي]ــــــــ[21 - 10 - 2007, 12:34 ص]ـ
قال السكاكي - رحمه الله -: (والأمر والنهي حقهما الفور، والتراخي يوقف على قرائن الأحوال لكونهما للطلب) 320
أريد كلمة (يوقف) هل نقرؤها (يُوقَفُ) أو (يُوقِفُ)؟
وما معنى الجملة؟
شكرا لكم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - 10 - 2007, 02:01 ص]ـ
(يوقَف) بفتح القاف؛ أي (يتوقف).
والمعنى أن الأصل في الأمر والنهي أن يكونا للفور إذا تجردا من القرينة، وأما التراخي فلا يفهم من مجرد الأمر والنهي، وإنما يفهم من القرائن المحتفة بالأمر والنهي.
وذلك كما يقول جمهور الأصوليين: الأصل في الأمر الوجوب، وذلك إذا تجرد من القرينة، ولا يحمل على غير ذلك كالاستحباب أو الإباحة أو التهديد ... إلخ، إلا بالقرينة.
والله أعلم.
ـ[أبو الطيب الشمالي]ــــــــ[22 - 10 - 2007, 01:37 ص]ـ
شكر الله لك يا أبا مالك، وليس لها إلا أمثالك
لكن هل تعرف تحقيقا لكتاب مفتاح العلوم؟(/)
متى يعامل إسم الجمع معاملة المفرد ومتى يعامل معاملة الجمع؟
ـ[أبو الغيث]ــــــــ[21 - 10 - 2007, 06:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أحييكم إخوتي الكرام فهذه أول مشاركة لي في روضتكم الطيبة بأهلها
أود أن أسأل:
هل هنالك فرق في المعنى بين الجملتين:
1) أمة تهدي
2) أمة يهدون؟؟؟
بكلمات أخرى: هل يختلف المعنى عند معاملة اسم الجمع معاملة المفرد باعتبار لفظه، وعند معاملته معاملة الجمع باعتبار المعنى؟!
وجزاكم الله خيرًا كثيرًا(/)
سؤال بلاغي؟
ـ[الأسد]ــــــــ[23 - 10 - 2007, 01:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعزائي الكرام:
هل هناك ثمة توافق , أو تشابه بين التضمين والسرقات الشعرية؟ وكيف يكون التفريق بين المبحثين على الصعيد التطبيقي؟
بمعنى: أنني قد أضمن أحد أشطر قصيدتي بيتا شعرياً لشاعر ما , قد يكون هذا التضمين مطابقا تماما , وقد يكون فيه شبه , فهل هذا يعد سرقة أم تضمينا؟
ولكم جزيل الشكر.
ـ[خالد الطرابيشي]ــــــــ[27 - 10 - 2007, 12:22 ص]ـ
ربما قصدت ما الفرق بين السرقة الشعرية والاقتباس؟ لأن التضمين والله أعلم هو تضمين الأبيات بآيات من القرآن الكريم أو جزء منها
والله أعلم ... أخوك في الله / خالد الطرابيشي
ـ[د/أم عبدالرحمن]ــــــــ[28 - 10 - 2007, 04:26 ص]ـ
أخي/ خالد الطرابيشي بارك الله فيك وأود أن أوضح لك الفارق بين الاقتباس والتضمين، وهو ليس بجهد مني ولكنه منقول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اما بعد فلقد تابعت النقاش الدائر في الصفحات الرياضية خلال الاسابيع الماضية حول استشهادات الكتاب بآيات من القرآن مابين معارض له ومؤيد له والحقيقة ان الاقتباس فن بلاغي بديعي وتعريفه: ان يذكر الشاعر او الناثر شيئا من القرآن او الحديث من غير دلالة على انه من القرآن او الحديث.
قال الاحوص:
ستبقى لها في مضمر القلب والحشا
سريرة ود يوم تبلى السرائر
وقال القاضي منصور الازدي:
ولكنها الاقدار كل ميسر
لما هو مخلوق له ومقرب
قال الحريري: «انا أنبئكم بتأويله وأميز صحيح القول من عليله».
قال الحريري «وكتمان الفقر زهادة وانتظار الفرج بالصبر عبادة».
واستعمال الشاعر او الناثر للاقتباس يدل على ثقافته وسعة اطلاعه وتأثره بالفاظ القرآن او الحديث ومعانيهما ولايدل على الاستهزاء بهما اذ لا يمكن لاي مسلم ان يحدث منه مثل ذلك لكنني لحظت ان من كتبوا حول الاقتباس لم يفرقوا بينه وبين التضمين فالتضمين هو ان يضمن الشاعر في شعره شعرا لغيره مع التنبيه عليه ان لم يكن مشهورا.
قال ابن العميد:
وصاحبا كنت مغبوطا بصحبته
دهراً فغادرني فردا بلا سكن
كأنه كان مطويا على إحن
ولم يكن في ضروب الشعر انشدني
ان الكرام اذا ما اسهلوا ذكروا
من كان يألفهم في المنزل الخشن
ضمَّن ابن العميد قصيدته بيتاً لأبي تمّام وهو البيت الأخير.
ومن هنا يتضح الفرق بين الاقتباس والتضمين فالاقتباس خاص بالقرآن او الحديث والتضمين خاص بالشعر.(/)
هل التنكير في (ربنا آتنا في الدنيا حسنةً ... ) هو للتنويع أو للتفخيم؟
ـ[حمد]ــــــــ[25 - 10 - 2007, 12:01 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته //
عضو جديد ( ops
أميل لترجيح أيٍّ منهما على رأي: مضاف إلى مقدَّر.
فأيهما أليق في تنكير (حسنةً): التنويع أم التفخيم؟
مع ذكر السبب أيضاً، لأستفيد
جزاكم الله خيراً يا إخوة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[16 - 11 - 2007, 11:09 ص]ـ
الإفراد هنا أكمل وأكثر معنى من الجمع، وهذا بديع جداً أن يكون مدلول المفرد أكثر من مدلول الجمع، ولهذا كان قوله تعالى: " قل فلله الحجة البالغة " (الأنعام: 149)، أعم وأتم معنى من أن يقال: فلله الحجج البوالغ وكان قوله: "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها " (إبراهيم: 34). أتم معنى من أن يقال وإن تعدوا نعم الله لا تحصوها. وقوله: " ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة" (البقرة: 201)، أتم معنى من أن يقال حسنات. وكذا قوله: "يستبشرون بنعمة من الله وفضل" (آل عمران: 171)، ونظائره في القرآن الكريم كثيرة جداً
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[16 - 11 - 2007, 02:44 م]ـ
قال ابن عادل في اللباب
" قال ابن الخطيب: اعلم أن مَنْشأ البَحث في الآية الكريمة أنّه لو قِيلَ: آتِنا في الدنيا الحَسَنَة وفي الآخِرة الحَسَنة، لكان ذلك مُتَنَاوِلاً لكل الحَسَناتِ، ولكنه قال: «آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وفي الآخِرَة حَسَنَةً»، وهذا نَكِرَة في محلِّ الإثبَاتِ، فلا يتنَاول إلاّ حَسَنةً واحِدَة؛ فلذلك اخْتَلف المُفَسِّرون، فكل واحد منهم حَمَل اللَّفظ على ما رآه أَحْسَن أَنْوَاع الحَسَنة، وهذا بناء منه على أنّ الفَرْد المُعَرَّف بالأَلف واللاَّم يَعمُّ، وقد اختار في «المَحْصُول» خلافه.
ثم قال: فإن قيل: أليس أنّه لو قيل: آتِنَا الحَسَنة في الدُّنيا والحَسَنة في الآخِرَة، لكان مُتَنَاوِلا لكلِّ الأقْسَام، فلم تَرَك ذلك وذكره مُنكِّراً؟
وأجاب بأن قال: إنّ بَيَّنَّا أنّه ليس للدَّاعِي أن يَقُول: اللهم أَعْطِني كَذَا وكَذَا، بل يجب أن يقول: اللَّهُم إن كان كّذَا مَصْلَحَةً لي، وموافِقاً لقَضَائِك وقَدَرِك، فأَعْطِني ذَلِك، فلو قال: اللهم أَعْطِني الحَسَنَة في الدُّنْيَا، لكان ذلك جَزْماً، وقد بَيَّنَّا أنّه غير جَائِز، فلمّا ذكَرَه على سبيل التَّنْكِير، كان المراد منه حَسَنَة واحدة، وهي التي تُوَافِقُ قَضَاءَه وقدَرضه، وكان ذلك أحسن وأقْرَب إلى رعايته الأَدَب."
وقال القرطبي
" والذي عليه أكثر أهل العلم أن المراد بالحسنتين: نعيم الدنيا، والآخرة، قال: وهذا هو الصحيح، فإن اللفظ يقتضي هذا كله، فإن حسنة نكرة في سياق الدعاء، فهو محتمل لكل حسنة من الحسنات على البدل، وحسنة الآخرة: الجنة بإجماع."
ـ[أحلام]ــــــــ[16 - 11 - 2007, 08:40 م]ـ
ماشاء الله
جزاكم الله خيراأيهاالأخوة الأفاضل
ـ[حمد]ــــــــ[16 - 12 - 2007, 08:48 ص]ـ
جزاكم الله خيراً يا إخوة /
وهذا نقل عن ابن عاشور:
{حسنة} أصلها صفة لفعلة أو خصلة، فحذف الموصوف ونزل الوصف منزلة الاسم مثل تنزيلهم الخير منزلة الاسم مع أن أصله شيء موصوف بالخيرية، ومثل تنزيل صالحة منزلة الاسم في قول الحطيئة:
كيفَ الهجاءُ وما تنفك صالحة
من آل لأْمٍ بظهر الغَيْب تَأتِينِي
ووقعت حسنة في سياق الدعاء فيفيد العموم، لأن الدعاء يقصد به العموم كقول الحريري:
يا أَهْل ذا المَغْنَى وُقِيتُمْ ضُرَّا
وهو عموم عرفي بحسب ما يصلح له كل سائل من الحسنتين. وإنما زاد في الدعاء {وقنا عذاب النار} لأن حصول الحسنة في الآخرة قد يكون بعد عذاب ما فأريد التصريح في الدعاء بطلب الوقاية من النار.
التحرير والتنوير.
ـ[عنتر الجزائري]ــــــــ[16 - 12 - 2007, 12:38 م]ـ
ما دمتم تتحدثون عن دلالة التنكير أيمكن لكم ان تبيّنوا لي دلالة تنكير كلمتي بحا وهدلا في قول عبيد بن الأبرص في وصف صوت الرعد
كأن فيه عشارا جلّة شرفا ... شعثا لهاميم قد همت بإرشاح
بحاَََ حناجرها هدلاًَ مشافرها ... تسيم أولادها في قرقر ضاحي
وهذان البيتان من قصيدة له في وصف المطر والبرق والسحاب والرعد
وفقكم الله وسدد خطاكم
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[17 - 12 - 2007, 10:52 ص]ـ
بارك الله جهودكم أخي أبا سهيل وأخر محمد سعد
ودمتم موفقين
أخوكم أبو صالح
ـ[الصياد2]ــــــــ[21 - 12 - 2007, 02:40 م]ـ
بحا وهلا صفتان لعشارا وصفة المنكر منكرة لذلك اتى بها منكرة
ـ[هيفاء حسني]ــــــــ[21 - 12 - 2007, 05:48 م]ـ
لم افهم اصلا السؤال، فكيف اجيب بدكر السبب؟
لم افهم معنى ما قلت، انا من تريد فهما بالسبب
ـ[حمد]ــــــــ[21 - 12 - 2007, 06:28 م]ـ
لم افهم اصلا السؤال، فكيف اجيب بدكر السبب؟
لم افهم معنى ما قلت، انا من تريد فهما بالسبب
لا بأس أختنا.
اقرأي الأجوبة فقط، تكفيكِ فائدةً إن شاء الله فهي ثرية.
وإن شيء منها لم تفهميه، فاسألي الإخوة يوضحوها لك.
*وهذا تعليق على رأي أنّ (حسنة) هنا للعموم:
قد يقال: بأنّ التنكير هنا على أصله / يفيد الإطلاق والإبهام لا العموم.
كقوله تعالى عن إبراهيم: ((وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين)) النحل
فلعل التنكير في آية البقرة: أفاد إطلاق المطلوب بأن يؤتينا الله حسنة في الدنيا وفي الآخرة.
والحسنة إذا أوتيت من ذي الفضل العظيم فإنها لا تكون إلا عظيمة.
ولعل هذا أبلغ من لو جاءت (حسنة) معرفة بأل.
لأنّها ستكون محددة بمعهود.-على رأي من يرى أنّ أل تكون للعهد قبل العموم-.(/)
روعة التصوير في قوله تعالى (فضرب بينهم بسور له باب)
ـ[د/أم عبدالرحمن]ــــــــ[27 - 10 - 2007, 02:45 ص]ـ
يقول تعالى مصورا لقطة من لقطات مشاهد القيامة، لقطة أحوال المنافقين يوم القيامة، مقابل أحوال المؤمنين (يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين ءامنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب، ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور) الحديد"13 - 14"
إن هذه اللقطة تصور معاملة المنافقين يوم الحشر بمثل ما كان منهم في الدنيا، بأسلوب تهكمي ساخر، إذ كانوا بين صفوف المؤمنين، ينتمون إليهم ظاهرا، ويعملون بمثل أعمالهم الظاهرة، لكنهم كانوا منخذلين عنهم سرا، ومتجهين لغيراتجاههم، وسالكين غيرسبيلهم باطنا، وكانوا لايملكون نور الإيمان الصادق والإسلام الصحيح، بخلاف أحوال المؤمنين، ففي يوم القيامة يتعرض أهل المحشرلظلمة شديدة لايرون فيها مسيرهم الذي يساقون فيه إلى موقف حسابهم، باستثناء المؤمنين الذين يهبهم الله نورا يسعى بين أيديهم.
أما المنافقون فيحشرون أول الأمر مع المؤمنين، باعتبار أنهم كانوا في الدنيا معهم بحسب الظاهر، ثم يتوجه المؤمنون ويسرع كل واحد منهم بمقدار ما كان يملك من قوة الإيمان، ويقال لهم تطمينا (بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم) الحديد"12"
ولما كان المنافقون محرومين من الإيمان في الدنيا، فإنهم لا يملكون القدرة على السعي، فهم في بداية المسيرة يستفيدون من نور المؤمنين، فيمشون وراءهم قليلا، ثم ينقطعون عجزا عن المتابعة ويسبقهم المؤمنون وتسبقهم معهم أنوارهم، ثم يقولون لمن يعرفونهم من المؤمنين، انتظرونا، عندئذ يقال لهم بأسلوب فيه تهكم وسخرية بهم، ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا بأنفسكم بما قدمتم من كسب في دنياكم، إن كنتم قادرين على التماس نور.
حينئذ يقيم الله عز وجل بين المؤمنين والمنافقين سورا يحجب المنافقين عن متابعة السير في جهة مسير المؤمنين، ويجعل الله لهذا السور بابا ويبدو أنه سور يمنع الرؤية ولكنه لا يمنع الصوت.
وهذا السور له باطن حسن جميل، وهو مامنه إلى جهة المؤمنين، وله ظاهر مخيف موحش وهو ما كان منه إلى جهة المنافقين
انظر إلى براعة القرآن التصويرية في وصف السور، إن له ظاهرا مخالفا لباطنه وكأنه بهذا الوصف يجسد حال المنافق في الدنيا، فباطنه كفر وظلام، وظاهره إيمان ونور
ثم تأمل استعمال القرآن للفعل"ينادونهم "في وسيلة التخاطب بين المؤمنين والمنافقين بعد ضرب السور بينهم، ففي هذا الاختيار إيحاء بأن هذا السور قد بلغ من المتانة والغلظ الدرجة التي اضطرتهم إلى رفع أصواتهم بالنداء "ينادونهم ألم نكن معكم"
ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 10 - 2007, 03:03 ص]ـ
مشكور د. أم عبد الرحمن على هذا الموضوع الرائع، وفقك الله أنا أتابع ما تكتبين
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[16 - 11 - 2007, 10:47 م]ـ
بارك الله فيك دكتورأم عبد الرحمن وجزاك خيرا
ـ[د/أم عبدالرحمن]ــــــــ[19 - 11 - 2007, 12:33 م]ـ
جزاكما الله خير الجزاء على مروركما، ووقانا وإياكم من النفاق وأهله.
ـ[أحلام]ــــــــ[21 - 11 - 2007, 12:32 ص]ـ
جزاكم الله خير الاخت د/أم عبدالرحمن
ونطمع بالمزيد!!!(/)
لمسات في وصايا لقمان
ـ[د/أم عبدالرحمن]ــــــــ[27 - 10 - 2007, 05:44 ص]ـ
بقلم الدكتور فاضل السامرائي
تبدأ الوصية من قوله تعالى: "وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15) يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19))
تلك هي الوصية وقد بدأت بذكر إتيان لقمان الحكمة
"وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ" 12
الحكمة
والحكمة هي وضع الشيء في محله قولا وعملا، أو هي توفيق العلم بالعمل، فلا بد من الأمرين معا: القول والعمل، فمن أحسن القول ولم يحسن العمل فليس بحكيم، ومن أحسن العمل ولم يحسن القول فليس بحكيم. فالحكمة لها جانبان: جانب يتعلق بالقول، وجانب يتعلق بالعمل. والحكمة خير كثير كما قال الله تعالى: "ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا" البقرة 269
الله تعالى مؤتي الحكمة ولذلك نلاحظ أنه تعالى قال: " وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ"
قال (آتينا) بإسناد الفعل إلى نفسه، ولم يقل: لقد أوتي لقمان الحكمة، بل نسب الإتيان لنفسه. والله تعالى في القرآن الكريم يسند الأمور إلى ذاته العلية في الأمور المهمة وأمور الخير، ولا ينسب الشر والسوء إلى نفسه ألبتة. قال تعالى: "وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً10" الجن
فعندما ذكر الشر بناه للمجهول، وعندما ذكر الخير ذكر الله تعالى نفسه. وهذا مطرد في القرآن الكريم، ونجده في نحو: "آتيناهم الكتاب" و "أوتوا الكتاب" فيقول الأولى في مقام الخير، وإن قال الثانية فهو في مقام السوء والذم. وقال تعالى: " وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَؤُوساً 83" الإسراء فعندما ذكر النعمة قال: (أنعمنا) بإسناد النعمة إلى نفسه تعالى. وعندما ذكر الشر قال: "وإذا مسه الشر" ولم يقل: إذا مسسناه بالشر. ولم ترد في القرآن مطلقا: زينا لهم سوء أعمالهم، وقد نجد: زينا لهم أعمالهم، بدون السوء، لأن الله تعالى لا ينسب السوء إلى نفسه، ولما كانت الحكمة خيرا محضا نسبها إلى نفسه
ـ إن قيل: فقد قال في موضع: "ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا" البقرة 269
فالرد أنه عز وجل قد قال قبلها: "يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ" فنسب إتيان الحكمة إلى نفسه، ثم أعادها عامة بالفعل المبني للمجهول.
مقام الشكر
- (أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ) لها دلالتان:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأولى: أن الحكمة لما كانت تفضلا ونعمة فعليه أن يشكر النعم، كما تقول: لقد آتاك الله نعمة فاشكره عليها. والله آتاه الحكمة فعليه أن يشكره لأن النعم ينبغي أن تقابل بالشكر لموليها. (آتاك نعمة الحكمة فاشكره عليها)
الثانية: أن من الحكمة أن تشكر ربك، فإذا شكرت ربك زادك من نعمه "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ 7) " إبراهيم ولو قال غير هذا، مثلا (فاشكر لله) لكان فيه ضعف، ولم يؤد هذين المعنيين. وضعف المعنى يكون لأن الله تعالى آتاه النعمة "وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ" فإن قال بعدها: (فاشكر لله) فهذا أمر موجه لشخص آخر وهو الرسول، فيصير المعنى: آتى الله لقمان الحكمة فاشكر أنت!! كيف يكون؟ المفروض أن من أوتي الحكمة يشكر ولذلك قال: "أن اشكر لله" فجاء بأن التفسيرية ولو قال أي تعبير آخر لم يؤد هذا المعنى.
الشكر والكفر
(وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ 12)
"يشكر" قال الشكر بلفظ المضارع، والكفران قاله بالفعل الماضي "ومن كفر" من الناحية النحوية الشرط يجعل الماضي استقبالا، مثال (إذا جاء نصر الله)، فكلاهما استقبال. ويبقى السؤال: لماذا اختلف زمن الفعلين فكان الشكر بالمضارع والكفر بالمشي على أن الدلالة هي للاستقبال؟
من تتبعنا للتعبير القرآني وجدنا أنه إذا جاء بعد أداة الشرط بالفعل الماضي فذلك الفعل يُفعل مرة واحدة أو قليلا، وما جاء بالفعل المضارع يتكرر فعله
مثال: " وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا92" النساء وبعدها قال:"وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا 93" النساء فعندما ذكر القتل الخطأ جاء بالفعل الماضي لأن هذا خطأ غير متعمد، إذن هو لا يتكرر وعندما جاء بالقتل العمد جاء بالفعل المضارع (ومن يقتل) لأنه ما دام يتعمد قتل المؤمن فكلما سنحت له الفرصة فعل. فجاء بالفعل المضارع الذي يدل على التكرار.
مثال آخر: "وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً 19" الإسراء، فذكر الآخرة وجاء بالفعل الماضي لأن الآخرة واحدة وهي تراد. لكن عندما تحدث عن الدنيا قال: "وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ 145" آل عمران، لأن إرادة الثواب تتكرر دائما.
كل عمل تفعله تريد الثواب، فهو إذن يتكرر والشيء المتكرر جاء به بالمضارع يشكر، فالشكر يتكرر لأن النعم لا تنتهي " وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ 34" إبراهيم.
فالشكر يتكرر، كلما أحدث لك نعمة وجب عليك أن تحدث له شكرا أما الكفر فهو أمر واحد حتى إن لم يتكرر، فإن كفر الإنسان بأمر ما فقد كفر، إن كفر بما يعتقد من الدين بالضرورة فقد كفر، لا ينبغي أن يكرر هذا الأمر لأنه إن أنكر شيئا من الدين بالضرورة واعتقد ذلك فقد كفر وانتهى ولا يحتاج إلى تكرار، أما الشكر فيحتاج إلى تكرار لأن النعم لا تنتهي. وفيه إشارة إلى أن الشكر ينبغي أن يتكرر وأن الكفر ينبغي أن يقطع، فخالف بينهما في التعبير فجاء بأحدهما في الزمن الحاضر الدال على التجدد والاستمرار وجاء بالآخر في الزمن الماضي الذي ينبغي أن ينتهي.
الله غني حميد
(فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ 12)
جاء بإنما التي تفيد الحصر، أي الشكر لا يفيد إلا صاحبه ولا ينفع الله ولا يفيد إلا صاحبه حصرا أما الله فلا ينفعه شكر ولا تضره معصية
(يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أُدخل البحر)
(يُتْبَعُ)
(/)
لذلك قال فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ
جمع بين هاتين الصفتين الجليلتين الحميد أي المحمود على وجه الدوام والثبوت وهو تعالى غني محمود في غناه
- قد يكون الشخص غنيا غير محمود.
- أو محمودا غير غني.
- أو محمودا وهو ليس غنيا بعد، فإن اغتنى انقلب لأن المال قد يغير الأشخاص وقد يغير النفوس كما أن الفقر قد يغير النفوس.
- وقد يكون الشخص غنيا وغير محمود لأنه لا ينفع في غناه، ولا يؤدي حق الله عليه ولا يفيد الآخرين، بل قد يجر المصالح لنفسه على غناه.
- وقد يكون محمودا غير غني، ولو كان غنيا لما كان محمودا، فإن اجتمع الأمران فكان غنيا محمودا فذلك منتهى الكمال.
وفي آية أخرى في السورة نفسها قال: " لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (26)
نقول: فلان غني أي هو من جملة الأغنياء، وقد يكون ملكا معه أغنياء فإذا قلت هو الغني فكأن الآخرين ليسوا شيئا بالنسبة إلى غناه وهو صاحب الغنى وحده.
فلماذا قال ها هنا فإن الله غني حميد وهناك في السورة نفسها هو الغني الحميد؟
نلاحظ أن في هذه الآية لم يذكر له ملكا ولا شيئا وهذا حتى في حياتنا اليومية نستعمله نقول أنا غني عنك كما قال الخليل:
أبلغ سليمان أني عنه في جو وفي غنى غير أني لست ذا مال
فقد تقول: أنا غني عنك، ولكن ليس بالضرورة أن تكون ذا ثروة ومال فهنا لم يذكر الله سبحانه لنفسه ملكا المعنى أن الله غني عن الشكر وعن الكفر لا ينفعه شكر ولا يضره كفر.
أما في الآية الأخرى فقد ذكر له ملكا " لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (26)
فعندما ذكر له ملك السموات والأرض المتسع، فمن أغنى منه؟ فقال (هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ).
أهمية الحكمة في الوعظ
(وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ 13)
من هنا بدأت الوصية، فلماذا صدر بقوله: "ولقد آتينا .. " وكان يمكن مثلا أن يحذفها؟
الحكمة لها جانبان: جانب قولي وجانب عملي، وحكمة لقمان ليست فيما ذكره من أحاديث وأقوال وما قاله لابنه من الوصية، وإنما أيضا في العمل الذي فعله وهو تعهده لابنه وعدم تركه بلا وعظ أو إرشاد، وفي هذا توجيه للآباء أن يتعهدوا أبناءهم ولا يتركوهم لمعلمي سوء ولا للطرقات.
وصدّر بالحكمة وهي ذات جانبين قولي وعملي لأمر آخر مهم، فعندما وصى ابنه فهل من الحكمة أن يوصي ابنه بشيء ويخالفه؟ هذا ليس من الحكمة ولو فعله فلن تنفع وصيته، لو خالف الوعظ عمل الواعظ والموجه لم تنفع الوصية بل لا بد أن يطبق ذلك على نفسه، فعندما قال آتينا لقمان الحكمة علمنا من هذا أن كل ما قاله لقمان لابنه فقد طبقه على نفسه أولا حتى يكون كلامه مؤثرا لذلك كان لهذا التصدير دور مهم في التربية والتوجيه.
ففي هذا القول ولقد آتينا لقمان الحكمة عدة دروس مهمة:
الأولفيما قاله من الحكمة،
الثانيفي تعهده لابنه وتربيته وتعليمه وعدم تركه لأهل السوء والجهالة يفعلون في نفسه وعقله ما يشاء،
الثالثقبل أن يعظ ابنه طبق ذلك على نفسه فرأى الابن في أبيه كل ما يقوله وينصحه به من خير، لذلك كان لهذا التصدير ملمح تربوي مهم وهو توجيه الوعاظ والمرشدين والناصحين والآباء أن يبدؤوا بأنفسهم فإن ذلك من الحكمة وإلا سقطت جميع أقوالهم
التعهد بالنصح مع حسن اختيار الوقت
(وَهُوَ يَعِظُهُ)
نحن نعرف أنه يعظه ويتضح أنه وعظ من خلال الآيات والأوامر وسياق الكلام، فلماذا قال وَهُوَ يَعِظُهُ
فيها دلالتان
1. من حيث اللغة: الحال والاستئناس للدلالة على الاستمرار. وهو يعظه اختار الوقت المناسب للوعظ، ليس كلاما طارئا يفعله هكذا، أو في وقت لا يكون الابن فيه مهيأ للتلقي، ولا يلقيه بغير اهتمام فلا تبلغ الوصية عند ذلك مبلغا لكنه جاء به في وقت مناسب للوعظ فيلقي ونفسه مهيأة لقبول الكلام فهو إذن اختار الوقت المناسب للوعظ والتوجيه
2. والأمر الثاني (وَهُوَ يَعِظُهُ). فهذا من شأن لقمان أن يعظ ابنه، هو لا يتركه، وليست هذه هي المرة الأولى، هو من شأنه ألا يترك ابنه بل يتعاهده دائما، وهكذا ينبغي أن يكون المربي.
فكل كلمة فيها توجيه تربوي للمربين والواعظين والناصحين والآباء.
الرفق في الموعظة
(يا بني)
(يُتْبَعُ)
(/)
كلمة تصغير للتحبيب، أي ابدأ بالكلام اللين اللطيف الهين للابن وليس بالتعنيف والزجر. بل بحنان ورِقّة لأن الكلمة الطيبة الهينة اللينة تفتح القلوب المقفلة وتلين النفوس العصية، عكس الكلمة الشديدة المنفرة التي تقفل النفوس. لذلك قال ربنا لموسى عن فرعون: "فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى 44" طه.
وأنت أيها الأب إن أجلست ولدك إلى جانبك ووضعت يدك على رأسه وكتفه، وقلت له يا بني، فتأكد أن هذه الكلمة بل هذه الحركة من المسح تؤثر أضعاف الكلام الذي تقوله، وتؤثر في نفسه أكثر بكثير من كل كلام تقوله وتزيل أي شيء بينك وبينه من حجاب وتفتح قلبه للقبول. وعندها فهو إن أراد أن يخالفك فهو يخجل أن يخالفك، بهذه الكلمة اللطيفة الشفيقة تزيل ما بينك وبينه من حجاب، ويكون لك كتابا مفتوحا أمامك، وعندها سيقبل كلامك والكلمة الطيبة صدقة
لذلك بدأ بهذه الكلمة مع أنه من الممكن أن يبدأ الأب بالأمر مباشرة ولكن لها أثُرها الذي لا ينكر ولا يترك، فأراد ربنا أن يوجهنا إلى الطريقة اللطيفة الصحيحة المنتجة في تربية الأبناء وتوجيههم وإزالة الحجاب بيننا بينهم من دون تعنيف أو قسوة أو شدة، وبذلك تريح نفسه وتزيل كل حجاب بينك وبينه ونحن في حياتنا اليومية نعلم أن كلمة واحدة قد تؤدي إلى أضعاف ما فيها من السوء، وكلمة أخرى تهون الأمور العظيمة وتجعلها يسيرة
ولقد تعلمت درسا في هذه الحياة قلته لابني مرة وقد اشتد في أمر من الأمور في موقف ما، وأنا أتجاوز الستين بكثير، وكان الموقف شديدا جدا، وقد فعل فعلته في جهة ما وخُبّرت بذلك فجئت به ووضعته إلى جنبي وقلت له: يا فلان تعلمت من الحياة درسا أحب أن تتعلمه وهو أنه بالكلمة الشديدة الناهرة ربما لا أستطيع أن أحصل على حقي ولكن تعلمت أنه بالكلمة الهينة اللينة آخذ أكثر من حقي.
أس الوصية
(يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ 13)
لم يبدأ بالعبادة ولم يقل له اعبد الله وإنما بدأ بالنهي عن الشرك، وذلك لما يلي:
أولا: التوحيد أس الأمور، ولا تقبل عبادة مع الشرك، فالتوحيد أهم شيء.
ثانيا: العبادة تلي التوحيد وعدم الشرك فهي أخص منه. التوحيد تعلمه الصغير والكبير، فالمعتقدات تُتعلم في الصغر وما تعلم في الصغر فمن الصعب فيما بعد أن تجتثه من نفسه، ولن يترك ما تعلمه حتى لو كان أستاذا جامعيا في أرقى الجامعات، هذا ما شهدناه وعايناه بأنفسنا فهذا الأمر يكون للصغير والكبير، تعلمه لابنك وهو صغير، ويحتاجه وهو كبير، أما العبادة فتكون بعد التكليف.
ثالثا: أمر آخر أنه أيسر، فالأمر بعدم الشرك (أي بالتوحيد) هو أيسر من التكليف بالعبادة، العبادة ثقيلة ولذلك نرى كثيرا من الناس موحدين ولكنهم يقصرون بالعبادة، فبدأ بما هو أعم وأيسر؛ أعم لأنه يشمل الصغير والكبير، وأيسر في الأداء والتكليف.
ثم قال (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ13)
لماذا اختار الظلم؟ لماذا لم يختر: إثم عظيم، ولماذا لم يقل كبير؟
لو تقدم شخصان إلى وظيفة أحدهما يعلم أمر الوظيفة ودقائقها وأمورها وحدودها، ويعبر عن ذلك بأسلوب واضح سهل بين، والثاني تقدم معه ولكنه لا يعلم شيئا ولا يحسنها وهو فيه عبء، وعنده قصور فهم وإدراك، فإن سوينا بينهما أفليس ذلك ظلما؟
ولو تقدم اثنان للدراسات العليا وأحدهما يعرف الأمور بدقة ويجيب على كل شيء، وله أسلوب فصيح بليغ لطيف، وآخر لا يعلم شيئا ولا يفقه شيئا ولم يجب عن سؤال ولا يحسن أن يبين عن نفسه، فإن سويت بينهما أفليس ذلك ظلما؟
والفرق بين الله وبين المعبود الآخر أكبر بكثير، ليست هناك نسبة بين الخالق والمخلوق، بين مولي النعمة ومن ليس له نعمة، فإن كان ذاك الظلم لا نرضى به في حياتنا اليومية فكيف نرضى فيما هو أعظم منه فهذا إذن ظلم، وهو ظلم عظيم
والإنسان المشرك يحط من قدر نفسه لأن الآلهة التي يعبدها تكون أحط منه، وقصارى الأمر أن تكون مثله، فهو يعبد من هو أدنى منه، أو بمنزلته، فهذا حط وظلم للنفس بالحط من قدرها، إنه ظلم لأنه يورد نفسه موارد التهلكة ويخلدها في النار وهذا ظلم عظيم.
وأمر آخر أن الإنسان بطبيعته يكره الظلم، قد يرتضيه لنفسه لكن لا يرضى أن يقع عليه ظلم، فاختار الأمر الذي تكرهه نفوس البشر (الظلم) وإن كان المرء بنفسه ظالما.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي هذا القول تعليل، فهو لم يقل له: لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ وسكت، وإنما علل له، وهذا توجيه للآباء أن يعللوا لا أن يقتصروا على الأوامر والنواهي بلا تعليل، لا بد من ذكر السبب حتى يفهم لماذا، لا بد أن يعرف حتى يقتنع فهو بهذه النهاية (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ13) أفادنا أمورا كثيرة في التوجيه والنصح والتعليم والتربية.
عظم حق الوالدين
(وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ14)
(ووصينا) من قائلها؟ هذه ليست وصية لقمان، هذا كلام الله، لقمان لم ينه وصيته، هذه مداخلة، وستتواصل الوصية فيما بعد. قبل أن يتم الوصية قال الله (وَوَصَّيْنَا الإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ)، ولم يدع لقمان يتم الوصية، بل تدخل سبحانه بهذا الكلام، وذلك لأسباب:
أولا: أمر الوالدين أمر عظيم، والوصية بهما كذلك، فالله تعالى هو الذي تولى هذا الأمر، ولم يترك لقمان يوصي ابنه به، فلما كان شأن الوالدين عظيما تولى ربنا تعالى أمرهما، لعظم منزلتهما عند الله تعالى.
ثانيا: لو ترك لقمان يوصي ابنه يا بني أطع والديك لكان الأمر مختلفا. لأننا عادة في النصح والتوجيه ننظر للشخص الناصح هل له في هذا النصح نفع؟ فإن نصحك شخص ما فأنت تنظر هل في هذا النصح نفع يعود على الناصح؟ فإن كان فيه نفع يعود على الناصح فأنت تتريث وتفكر وتقول: قد يكون نصحني لأمر في نفسه، قد ينفعه، لو لم ينفعه لم ينصحني هذه النصيحة. لو ترك الله تعالى لقمان يوصي ابنه لكان ممكنا أن يظن الولد أن الوالد ينصحه بهذا لينتفع به، ولكن انتفت المنفعة هنا فالموصي هو الله وليست له فيه مصلحة.
وقال: (ووصينا)، ولم يقل: وأوصينا
والله تعالى يقول (وصّى) بالتشديد إذا كان أمر الوصية شديداً ومهماً، لذلك يستعمل وصى في أمور الدين، وفي الأمور المعنوية: ("وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ 132" البقرة) ("وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ 131" النساء)
أما (أوصى) فيستعملها الله تعالى في الأمور المادية: "يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ" النساء
لم ترد في القرآن أوصى في أمور الدين إلا في مكان واحد اقترنت بالأمور المادية وهو قول السيد المسيح: "وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً 31" مريم
في غير هذه الآية لم ترد أوصى في أمور الدين، أما في هذا الموضع الوحيد فقد اقترنت الصلاة بالأمور المادية وقد قالها السيد المسيح في المهد وهو غير مكلف أصلا.
قال وصّى وأسند الوصية إلى ضمير التعظيم (ووصينا) والله تعالى ينسب الأمور إلى نفسه في الأمور المهمة وأمور الخير
ولم يقل بأبويه بل اختار بوالديه
الوالدان مثنى الوالد والوالدة، وهو تغليب للمذكر كعادة العرب في التغليب إذ يغلبون المذكر كالشمس والقمر يقولون عنهما (القمران).
والأبوان هما الأب والأم ولكنه أيضا بتغليب المذكر ولو غلب الوالدة لقال الوالدتين، فسواء قال بأبويه أو بوالديه فهو تغليب للمذكر، ولكن لماذا اختار الوالدين ولم يقل الأبوين؟
لو نظرنا إلى الآية لوجدناه يذكر الأم لا الأب: (حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ)
فذكر أولا الحمل والفطام من الرضاع (وفصاله) ولم يذكر الأب أصلا ذكر ما يتعلق بالأم (الحمل والفصال) وبينهما الولادة والوالدان من الولادة، والولادة تقوم بها الأم. إذن:
أولا (المناسبة) فعندما ذكر الحمل والفصال ناسب ذكر الولادة.
ثانيا: ذكره بالولادة وهو عاجز ضعيف، ولولا والداه لهلك فذكره به.
ثالثاإشارة إلى انه ينبغي الإحسان إلى الأم أكثر من الأب، ومصاحبة الأم أكثر من الأب، لأن الولادة من شأن الأم وليست من شأن الأب.
(يُتْبَعُ)
(/)
لذلك فعندما قال (بوالديه) ذكر ما يتعلق في الأصل بالأم، ولذلك فهذه الناحية تقول: ينبغي الإحسان إلى الوالدة قبل الأب وأكثر من الأب. ولذلك لا تجد في القرآن الكريم البر أو الدعاء أو التوصية إلا بذكر الوالدين لا الأبوين
أمثلة:
"وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً 23" الإسراء
" وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً 36" النساء
" قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً 151"الأنعام وكذلك البر والدعاء والإحسان.
"رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ 41" إبراهيم
" رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً 28" نوح
"وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً 8" العنكبوت.
" وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً 15" الأحقاف.
لم يرد استعمال (الأبوين) إلا مرة في المواريث، حيث نصيب الأب أكثر من نصيب الأم، أو التساوي في الأنصبة. لكن في البر والتوصية والدعاء لم يأت إلا بلفظ الوالدين إلماحا إلى أن نصيب الأم ينبغي أن يكون أكثر من نصيب الأب.
كما ان لفظ (الأبوان) قد يأتي للجدين: "وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ 6" يوسف
ويأتي لآدم وحواء: "يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ 27" الأعراف
فاختيار الوالدين له دلالات مهمة.
ثم هو هنا لم يأت بالأب أصلا بل قال (حملته أمه وهنا .. ) ولم يرد ذكر للأب أبدا، لذلك كان اختيار الوالدين انسب من كل ناحية.
قد تقول إن هذا الأمر تخلف في قصة سيدنا يوسف عندما قال: "وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً100" يوسف فاختار الأبوين. الجواب: لم يتخلف هذا الأمر، فعندما قال رفع أبويه لم يتخلف وإنما هو على الخط نفسه، وذلك لما يلي:
أولا: في قصة يوسف لم يرد ذكر لأم مطلقا ورد ذكر الأب فهو الحزين وهو الذي ذهب بصره .. الخ ولم يرد ذكر للام أصلا في قصة يوسف.
ثانيا: في هذا الاختيار أيضا تكريم للأم لأنه قال: "وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً100" فالعادة أن يكرم الابن أبويه، ليس أن يكرم الأبوان الابن ولكن هنا هم خروا له سجدا فالتكريم هنا حصل بالعكس من الأبوين للابن ولذلك جاء بلفظ الأبوين لا الوالدين إكراما للام فلم يقل: ورفع والديه
o وفيها إلماح آخر أن العرش ينبغي أن يكون للرجال.
فلما قال أبويه هنا ففيه تكريم للأم، ويلمح أن لعرش ينبغي أن يكون للرجال، ويناسب ما ذكر عن الأب إذ القصة كلها مع الأب، فهو الأنسب من كل ناحية
وهنا قد يرد سؤال: إن الأم هي التي تتأثر وتتألم أكثر وتحزن فلماذا لم يرد ذكرها هنا؟ ألم تكن بمنزلة أبيه في اللوعة والحسرة؟
لا .. المسألة أمر آخر، أم يوسف ليست أم بقية الإخوة، هي أم يوسف وأخيه فقط، ولذلك فيكون كلامها حساسا مع إخوته، أما يعقوب عليه السلام فهو أبوهم جميعا، فإذا عاتبهم أو كلمهم فهو أبوهم، أما الأم فليست أمهم، فإذا تكلمت ففي الأمر حساسية، وهذا من حسن تقديرها للأمور فكتمت ما في نفسها وأخفت لوعتها حتى لا تثير هذه الحساسية في نفوسهم وهذا من حسن التقدير والأدب، فلننظر كيف يختار القرآن التعبيرات في مكانها ويعلمنا كيف نربي ونتكلم مع أبنائنا.
منقول
ـ[أحلام]ــــــــ[09 - 11 - 2007, 08:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وجعل الله ذلك في ميزان حسناتكم
ـ[طارق بن محمد شبل]ــــــــ[29 - 11 - 2007, 12:05 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
(فأردت أن أعيبها -فأردنا أن يبدلهما-فأراد ربك) دعوة للتأمل والتفكر
ـ[د/أم عبدالرحمن]ــــــــ[27 - 10 - 2007, 06:22 ص]ـ
الأعضاء الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما سر التنويع في الاسناد فيما كتب بلون مخالف في قوله تعالى
(أماالسفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا ْ73ْ وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا ْ74ْ فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما ْ75ْ وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا ْ76ْ) الكهف (73 - 76
ننتظر الإجابات
ـ[محمد خليل العاني]ــــــــ[27 - 10 - 2007, 09:00 م]ـ
(أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82))
هو الخضر أو الرجل الصالح معلِّم موسى u فعل ثلاثة أشياء: خرق سفيبنة خلع لوحاً منها، قتل غلاماً وأقام جداراً ثم قال عنها جميعاً (وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82)) وإنما كان بأمر من الله سبحانه وتعالى لكن في خلال عرض الأمر ذكر إرادة له مرتين (فأردت، فأردنا) وإرادة لله سبحانه وتعالى (فأراد ربك). إرادة الإنسان غير إرادة الله تعالى، إرادة الإنسان إما بالتوجيه بفعل (أردت أن أشرب) توجهت إلى الشرب، وإما دعاء (أردنا أن الله سبحانه وتعالى يهبنا كذا). هذه الإرادة في الحقيقة. الخضر استعمل الإرادتين: إرادة الفعل وإرادة الدعاء. مع غرق السفينة استعمل إرادة الفعل لأنه توجه إلى الفعل وفعله ولم يستخدم معه صيغة التعويض لأن القضية قضية العيب ولفظ العيب موجود (فأردت أن أعيبها) وعمل معين يقلع لوحاً من السفينة. (فأردت) بتاء المتكلِّم عن نفسه المفرد. لكن لما انتقل إلى الكلام على قتل الغلام وهذا عمل عظيم ليس هيّناً قتل النفس (أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا (32)) فمهّد بكلمة (فخشينا) الخشية قلنا إما أنه يكون معظّماً لنفسه واللغة تحتمل ذلك لأن العمل عظيم وإما أنه أشرك موسى u معه كما قال موسى u عن تابعه (ذلك ما كنا نبغ) موسى هو الذي كان يبغي وليس التابع لكن قال (كنا) لأنه ملحق معه فاستعمل صيغة المثنى، وإما أن يكون الله عز وجل قد أطلع هذا الرجل على أن أبوي الغلام يعانيان منه بحيث كانا يخشيان أن يرهقهما طغياناً وكفراً فكانت خشيته كخشيتهما فجمع (فخشينا) أنا وأبوا هذا الغلام ومنه (فأردنا) إرادة دعاء هو والأبوين كأنما الله عز وجل أطلعه أنهما كانا يدعوان الله لما يأتي يعذبهما لغرض الكفر (يرهقهما طغياناً وكفرا) من أجل الطغيان والكفر قطعاً كانا يدعوان الله عز وجل أن يبدلهما إنساناً يرحمهما يكون نقياً طاهراً. فالاحتمالات الثلاث كلها تحتملها اللغة: ممكن أنه أراد التعظيم، ممكن أشرك موسى معه وممكن أن الله عز وجل أطلعه على حال أبويه فقال (فخشينا، فأردنا) أنا وأبوا الغلام. البعض يقول (فأردنا) هو والله عز وجل لكن هذا لا يجوز وإلا كيف نفسر (فخشينا) بالتعظيم؟ هو وموسى.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأراد ربك جعله خالصاً هذا كله هو قام بجزء من العمل لكن بلوغ الغلامين سن الرشد هذا لا شأن له ولا لغيره به وإنما شأن الله سبحانه وتعالى حصراً ليس له سبب. الله تعالى شأنه خرق السفينة لكن كان السبب الخضر، وقتل الغلام شأن الله عز وجل لكن كان السبب الخضر أما إقامة الجدار السبب الخضر لكنه لم يتكلم عن إقامة الجدار وإنما تكلم عن (فأراد ربك أن يبلغا أشدهما) ما تكلم عن إقامة الجدار وإنما تكلم عن مرحلة مستقبلة فبلوغ الغلامين سن الرشد لا يملكه أحد ولم يشارك فيه أحد. (ويستخرجا كنزهما) هو شيء تحت الجدار، شيء غيبي بأمر من الله تعالى لذا كل كلمة استعلمت في موضعها.
ـ[د/أم عبدالرحمن]ــــــــ[28 - 10 - 2007, 04:01 ص]ـ
العاني
جزاك الله خيرا على ماذكرت ويعلم الله أني قد استفدت منه فائدة عظيمة ولكن يوجد بعض اللبس أرجو توضيحه
ماذا تقصد بقولك"ولم يستخدم معه صيغة التعويض لأن القضية قضية العيب ولفظ العيب موجود (فأردت أن أعيبها) وعمل معين يقلع لوحاً من السفينة. (فأردت) بتاء المتكلِّم عن نفسه المفرد"أليس لله تعالى في خرق السفينة إرادة، واذا كان الجواب لا، فكيف نفسر قوله تعالى "وما فعلته عن أمري "
لم أفهم ما تقصد من قولك
"فمهّد بكلمة (فخشينا) الخشية قلنا إما أنه يكون معظّماً لنفسه واللغة تحتمل ذلك لأن العمل عظيم وإما أنه أشرك موسى u معه كما قال موسى u عن تابعه (ذلك ما كنا نبغ) موسى هو الذي كان يبغي وليس التابع لكن قال (كنا) لأنه ملحق معه فاستعمل صيغة المثنى"وقولك"البعض يقول (فأردنا) هو والله عز وجل لكن هذا لا يجوز وإلا كيف نفسر (فخشينا) بالتعظيم؟ هو وموسى"أرجو التوضيح
بالنسبة لقولك
فأراد ربك جعله خالصاً هذا كله هو قام بجزء من العمل لكن بلوغ الغلامين سن الرشد هذا لا شأن له ولا لغيره به وإنما شأن الله سبحانه وتعالى حصراً ليس له سبب. الله تعالى شأنه خرق السفينة لكن كان السبب الخضر، وقتل الغلام شأن الله عز وجل لكن كان السبب الخضر أما إقامة الجدار السبب الخضر لكنه لم يتكلم عن إقامة الجدار وإنما تكلم عن (فأراد ربك أن يبلغا أشدهما) ما تكلم عن إقامة الجدار وإنما تكلم عن مرحلة مستقبلة فبلوغ الغلامين سن الرشد لا يملكه أحد ولم يشارك فيه أحد. (ويستخرجا كنزهما) هو شيء تحت الجدار، شيء غيبي بأمر من الله تعالى لذا كل كلمة استعلمت في موضعها"كلام سليم ولكن ماهي نية الخضر من إقامة الجدار؟
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته
ـ[محمد سعد]ــــــــ[29 - 10 - 2007, 01:30 ص]ـ
الأخت د. أم عبد الرحمن أرجو أن تسمحوا أن نشارككم الموضوع:
الملاحظ في القرآن كله أن الله تعالى لا ينسب السوء إلى نفسه؛ أما الخير والنِعم فكلها منسوبة إليه تعالى كما في قوله (وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونئا بجانبه وإذا مسّه الشر كان يؤوسا) ولا نجد في القرآن فهل زيّن لهم سوء أعمالهم أبدا إنما نجد (زُيّن لهم سوء أعمالهم) وكذلك في قول الله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام (الذي يميتني ثم يحيين) وقوله (وإذا مرضت هو يشفين) ولم يقل يمرضني تأدباً مع الله تعالى. (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً {79}) في هذه الآية الله تعالى لا ينسب العيب إلى نفسه أبداً فكان الخضر هو الذي عاب السفينة فجاء الفعل مفرداً.
(فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً {81}) في هذه الآية فيها اشتراك في العمل قتل الغلام والإبدال بخير منه حسن فجاء بالضمير الدالّ على الاشتراك. في الآية إذن جانب قتل وجانب إبدال فجاء جانب القتل من الخضر وجاء الإبدال من الله تعالى لذا جاء الفعل مثنّى.
(وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً {82}) في هذه الآية الجدار كلّه خير فنسب الفعل لله وحده وأنه يدلّ على أن الله تعالى هو علاّم الغيوب وسبق في علمه أن هذا الجدار تحته كنز لهما وأنه لو سقط سيأخذ أهل القرية المال من الأولاد اليتامى وهذا ظلم لهم والله تعالى ينسب الخير لنفسه عزّ وجلّ. وهذا الفعل في الآية ليس فيه اشتراك وإنما هو خير محض للغلامين وأبوهما الصالح والله تعالى هو الذي يسوق الخير المحض. وجاء بكلمة رب في الآيات بدل لفظ الجلالة (الله) للدلالة على أن الرب هو المربي والمعلِّم والراعي والرازق والآيات كلها في معنى الرعاية والتعهد والتربية لذا ناسب بين الأمر المطلوب واسمه الكريم سبحانه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د/أم عبدالرحمن]ــــــــ[29 - 10 - 2007, 06:03 ص]ـ
أشكر جميع الاخوة الذين شاركوا في إيضاح اللفتة البلاغية في الآية الكريمة، بالنسبة لما ذكره الأخ محمد سعد مشكورا ففعلا هذا ما توصلت إليه بعد التأمل في المواقف الثلاثة، فالآية الأولى كان فيها عيب وهو خرق السفينة، صحيح أنه بإرادة الله تعالى ولكن تنزيها للذات الإلهية من أن ينسب العيب لها فقد نسب الخضر عليه السلام العيب لنفسه، أما قتل الغلام فقد كان الفعل مشتركا بين الخضر والله تعالى فقتل الغلام كان بيد الخضر، أما الابدال وتصحيح العقيدة فبيد المولى جل وعلا فجاء فعل الإرادة مشتركا بينهما، وأما بناء الجدار فقد نسبت الإرادة فيه لله تعالى ولأنه فعل خير فقد نسب للذات الإلهية تشريفا لها
ومن لديه إضافة فليتفضل مشكورا لعلنا نجتمع على رأي يأنس له الجميع وفق المنهج السليم لفهم القرآن الكريم
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[31 - 10 - 2007, 04:01 ص]ـ
قال الرازي
بقي في الآية سؤال، وهو أنه قال: {فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا} وقال: {فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مّنْهُ زكواة} وقال: {فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا} كيف اختلفت الإضافة في هذه الإرادات الثلاث وهي كلها في قصة واحدة وفعل واحد؟ والجواب: أنه لما ذكر العيب أضافه إلى إرادة نفسه فقال: أردت أن أعيبها ولما ذكر القتل عبر عن نفسه بلفظ الجمع تنبيهاً على أنه من العظماء في علوم الحكمة فلم يقدم على هذا القتل إلا لحكمة عالية، ولما ذكر رعاية مصالح اليتيمين لأجل صلاح أبيهما أضافه إلى الله تعالى، لأن المتكفل بمصالح الأبناء لرعاية حق الآباء ليس إلا الله سبحانه وتعالى.
ـ[عبدالله الزنتاني]ــــــــ[26 - 09 - 2009, 10:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي اشرف الأنبياء والمرسلين وعلي أله وصحبه أجمعين أما بعد:-
السادة أعضاء هذا الموقع وإدارته الكريمة لكم مني شكر خاص علي دعم هذا الموقع الشريف أنا عبد الله الزنتاني من ليبيا وأنا عضو جديد في هذا الموقع أتقدم إليكم بهذا البحث في القرآن الكريم وهو في (الإرادة) وأشرح فيه خاصة قصة سيدنا موسي عليه السلام والعبد الصالح وهذه الكلمات التي حيرت عقول العلماء ألا وهي (فأردت) (فأردنا) (فأراد ربك) واشرح فيه الإرادات بتطبيق قاعدة سميتها (قاعدة الإرادات) وإنشاء الله سوف يلي هذا البحث بحث في (الفرق بين الإرادة والمشيئة) و أنا أرحب منكم بأي استفسار وأي ملاحظة أو اقتراح لأن هذا سيساعدني ويشرفني وأرجو أن تدعموني بأفكاركم النيرة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[معالي]ــــــــ[27 - 09 - 2009, 06:28 ص]ـ
أهلا بكم، أستاذ عبدالله، نفعنا الله بكم، ونشكركم أجزل الشكر على رفعكم لموضوع من موضوعات أستاذتنا العزيزة الغالية د. أم عبدالرحمن، حفظها الله، وردها إلينا سالمة غانمة.(/)
من أسرار الترتيب في المتعاطفات
ـ[د/أم عبدالرحمن]ــــــــ[27 - 10 - 2007, 01:09 م]ـ
أعضاء منتدى الفصيح الكرام.
أورد لكم هاتين الآيتين لتتبينوا الفرق في سرترتيب المتعاطفات بينهما وهاتان الآيتان هما:
قوله تعالى (يبصرونهم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه *وصاحبته وأخيه*وفصيلته التي تئويه*ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه) المعارج"11 - 14"
وقوله تعالى (يوم يفر المرء من أخيه *وأمه وأبيه*وصاحبته وبنيه*لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه) عبس"34 - 37"
ففي آيات المعارج بدأ بالابناء ثم الصاحبة ثم الأخ ثم الفصيلة وأخيرا أهل الارض
وفي آيات عبس بدأ بالأخ ثم الأم ثم الأب ثم الصاحبة وأخيرا الأبناء
فما سر الترتيب في المتعاطفات ياترى، أو بمعنى آخر لماذا بدأ في آيات المعارج بالأبناء وانتهى بهم في آيات عبس
ننتظر الإجابات
ـ[محمد خليل العاني]ــــــــ[27 - 10 - 2007, 08:36 م]ـ
ما سبب إختلاف ترتيب الأقارب في الآيتين (يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) المعارج) (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) عبس)؟
(يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاء كَالْمُهْلِ (8) المعارج) الكلام على يوم القيامة (وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9) وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا (10) يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ (13) وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ (14) المعارج) نتوقف عند كلمة (يفتدي). إذن الكلام هنا عن الفدية، أن يفدي نفسه، لما كان الكلام على فداء النفس، أن يقدِّم فداء لنفسه بدأ ببنيه، وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤويه ومن في الأرض جميعاً ثم ينجيه. يقولون الواو لا تقتضي الترتيب لكن الإيراد بهذه الصورة له دلالته.
(فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) عبس) إذن الكلام هنا على فرار، هناك كان الكلام عن فدية. (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37)) نحن نكاد نكون قد أجبنا نصف الجواب الآن لما قلنا هناك على الفدية وهنا على الفرار.
لو تخيلنا الأمر على شكل دوائر محيطة بالإنسان: الدائرة الضيقة أقرب دائرة له هو الإبن الذي هو مظنّة أن يطيع أباه، الدائرة التي بعدها الزوجة المرتبطة بالأولاد، ثم الدائرة الأخرى دائرة الفصيل. والفصيلة هي العشيرة أو الأقارب الأدنون من القبيلة. الإنسان لما يكون من قبيلة يكون عنده أقارب أدنون يعني أبناء العمومة وأبناء الخال التي ينتسب إليها في كثير من الأحيان. مثلاً عندنا نحن في العشائر أحياناً تكون العشيرة كبيرة مثل (شمّر) عشيرة كبيرة في العراق، زوبع جزء من شمر، النعيم يقولون باللهجة العامية هؤلاء البوبندر من النعيم أي آل بندر، أي فصيلة بندر، أبناء بندر. كما قال هو من تميم "أنف الناقة"، تميمي تزوج كما تزوج من قبله قبل الإسلام في مدة قصيرة وأنف الناقة طفل صغير أبوه ذبح الناقة ركض إخوته نحو الناقة يأخذون اللحم فوجد رأس الناقة كبيراً فوضع يده في أنف الناقة وبدأ يجرها فصار أنف الناقة يسخرون منه، صار كبيراً، تزوج وصار له ذرية وله أكثر من عشر زوجات في الجاهلية فصاروا بنو أنف الناقة ما كانوا يقولون التميمي وإنما يقولون بنو أنف الناقة. هؤلاء هم الفصيل أقرب شيء إليه ثم (من في الأرض جميعاً) وراء ذلك.
فالإفتداء، الإنسان لما يرى حاله يريد أن يفدي نفسه، يقدم شيئاً: خذوا هذا بدلي، أقرب شيء له هو ولده، أقرب الناس إليه الإبن. فلهول المشهد في ذلك الوقت يتناول الأقرب خذوا هذا، لا ينفع يأخذ الذي بعده – الزوجة -، ثم الفصيل ثم ما في الأرض جميعاً بدلي، لاحظ الترتيب لأن فيه نوع من الفداء.
(يُتْبَعُ)
(/)
لما نأتي إلى سورة عبس، نوع من الفرار يعني الهزيمة، الإنسان لما يهرب يهرب من البُعداء أولاً، يتخلى عن من هو بعيد ثم يبدأ يتساقط شيئاً فشيئاً، لنقل كأنهم مرتبطون به فلما يركض أول من يخفف من ثقله: أخيه ثم أمه وأبيه، أيضاً يتخفف منهم. ونلاحظ هناك كان فداء لم يذكر الأم والأب لأنه لا يليق أن يفتدي الإنسان نفسه بأمه وأبيه، فلا يليق أن يذكر مع أنهم داخلون ضمن (ومن في الأرض جميعاً) لكن ما ذكر اسمهم لأن ذكر الأم والأب في الفداء مسألة كبيرة عند الناس أن يفدي نفسه بأمه وأبيه. لكن في الهرب ممكن أن يقول هم يحارون بأنفسهم، يدبرون حالهم. (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36)) التساقط صار شيئاً فشيئاً، (وبنيه) آخر شيء لاصق به كأنه شيء مرتبط بهذا الإنسان وهو يركض هارباً يتساقط البعيد ثم القريب ثم الأقرب حتى تعطى الصورة لهذا المشهد في يوم القيامة. فلما نتخيل هذه الصورة ونرى الفارق في الفداء وفي الفرار عند ذلك تتضح لماذا إختلف الترتيب.
(وصاحبته) هي زوجته والزوجة الإنسان ينام في حجرته معه زوجة وأولاده في السابق فهم أقرب إليه من غيرهم، فقد لا يكون في بيته الأم والأب. الترتيب اختلف لأن الصورة اختلفت: هناك صورة فداء من يعطي وينجو بنفسه فيبدأ بأقرب شيء إليه، بينما الهارب كأنها سلسلة تتساقط يسقط البعيد منها ثم الذي يليه ثم الذي يليه ثم آخر شيء اللاصق به.
هذه الآية في سورة في مكان وهذه الآية في سورة في مكان ومحمد r كان أمياً لا يقرأ ولا يكتب ولا يرتب هذه الأمور، ألا يكفي هذا في الدلالة على نبوة محمد r؟ ألا يفكر الإنسان أن هذا الرجل الأمي لا يصدر منه مثل هذا التنظيم في مكانين مختلفين تنظر هنا تجد شيئاً وتنظر هنا تجد شيئاً والذي قال الشيئين كان مدركاً لما يقول هنا ولما يقول هنا في آن والمدة متباعدة بين نزول هذه السورة ونزول هذه السورة، هذا كلام ربنا سبحانه وتعالى
ـ[د/أم عبدالرحمن]ــــــــ[28 - 10 - 2007, 04:03 ص]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بعلمك
ـ[محمد سعد]ــــــــ[29 - 10 - 2007, 01:09 ص]ـ
في قوله تعالى (فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) (عبس) قدّم الأخ وهذا الترتيب جاء من المهم فالأهم زيادة في التهويل والتعتيم لهذا الموقف. الإنسان في الدنيا يتمسّك بأخيه وبأمه وأبيه وصاحبته وبنيه. ونلاحظ أنه قال صاحبته ولم يقل زوجه مثرً لأن الحق تعالى يصوّر الفرار في هذا اليوم من أعز الناس على هذا الإنسان (لكل امرئ يومئذ شأن يغنيه) وبعض الزوجات قد يكون بينها وبين زوجها شيء من المشاكل فربما يفهم البعض أن الزوج يفر منها في الآخرة بسبب ما بينهما من مشاكل في الدنيا لكن استخدام كلمة صاحبته ينفي هذا الإحتمال لأن الصاحبة تدل على المصاحبة فهي التي صاحبته في حياته. وقد جاء في الآية الكريم ذكر الترتيب الطبيعي في الفرار فآخر ما يفر الإنسان من بنيه لأنهم أغلى ما عنده.
أما في الآية الثنية قوله تعالى (يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (14) (المعارج) فاختلف الترتيب ولم يرد ذكر امه وأبيه هنا وذلك لأن الآية تتحدث عن الإفتداء فابتدأ بالترتيب من بنيه لأنهم أعزّ وأغلى ما لديه يقدمهم ليفتدي بهم نفسه لو استطاع ثم بالأدنى فالأدنى. ولم يرد ذكر الأم والأب كما قلنا لأنه لا يصح أن يفتدي الإنسان بهما مهما كان وهذا حفاظاً على مكانتهما والبرّ بهما.
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[16 - 11 - 2007, 10:42 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا وزادكم علما(/)
من يجيب ويقنع؟
ـ[محمد عبد العزيز محمد]ــــــــ[27 - 10 - 2007, 05:54 م]ـ
جاء شبيه الأسد. أين طرفا التشبيه.؟
ـ[محمد عبد العزيز محمد]ــــــــ[03 - 11 - 2007, 11:48 م]ـ
السلام عليكم إخوتي ورحمة الله وبركاته، كنت أظن أني سأجدا ردا سريعا من إخواني إلا أنني خاب ظني، ولا أدري لماذا لم يردَّ علي أحد؟ هناك احتمالان: إما أن يكون السؤال سهلا جدا ولا يستحق التعليق، أو أن يكون صعبا جدا ولا تُعرف له إجابة،
فإن كانت الأولى فليتفضل علي أخ فاضل ويخبرني بالإجابة، وإن كانت الثانية فليطلب أحد الإخوة مني الإجابة.
وهل عيب أن يطلب أي منا الإجابة عن سؤال من أخيه؟
السلام عليكم.
ـ[عنتر الجزائري]ــــــــ[05 - 11 - 2007, 02:54 ص]ـ
شبيه الأسد والأسد
ـ[عمر خطاب]ــــــــ[05 - 11 - 2007, 01:04 م]ـ
المشبه: الإنسان
المشبه به: الأسد
أداة التشبيه: يشبه
وأصلا العبارة: جاء فلان شبيها بالأسد
ووجه الشبه: القوة والشجاعة والإقدام
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[05 - 11 - 2007, 06:51 م]ـ
السلام عليكم
ربما يكون طرفا التشبية هو القادم المقصود بكلمة جاء والأسد
ولتعتبرأخي محمد انه انا القادم فيكون نعيم شبيه الأسد طرف أول والأسد هو الطرف الثاني
هذه مجرد محاولة
وهو نفس ماذهب إليه الإخوة عنتروعمر
ولكم تحياتي
ـ[محمد عبد العزيز محمد]ــــــــ[08 - 11 - 2007, 10:49 م]ـ
السلام عليكم
ربما يكون طرفا التشبية هو القادم المقصود بكلمة جاء والأسد
ولتعتبرأخي محمد انه انا القادم فيكون نعيم شبيه الأسد طرف أول والأسد هو الطرف الثاني
هذه مجرد محاولة
وهو نفس ماذهب إليه الإخوة عنتروعمر
ولكم تحياتي
أخي الفاضل نعيما: ولكن نعيما غير موجود في الكلام، وما تقول يجعلها أقرب إلى الاستعارة التصريحية.
مع خالص تقديري.
ـ[ابن الخطاب]ــــــــ[02 - 12 - 2007, 04:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
يا أخى الجملة لا تشبيه فيها على الإطلاق وإنما هى فعل وفاعل
جاء فعل ماض مبنى على الفتح الظاهر لا محل له من الإعراب شبيه فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة وهو مضاف والأسد مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة
وهى كما قلت لك لا تشبيه فيها على الإطلاق وإنما أنت أخبرت عنه بأنه معروف" بشبهه للأسد ولم تنشئ التشبيه ابتداءا
كأن أقول لك مثلا رأيت عالما ثم يأتى هذا العالم فأقول لك جاء العالم الذى أخبرتك عنه فهل كلمة أخبرتك هنا تعنى وجود جملة اسمية ووجود خبر بالطبع لا فكذلك كلمة شبيه لا تعنى أبدا وجود تشبيه
والله أعلم
وأرجوا من إخوانى إذا وجدوا فى كلامى خطأ أن يراجعونى فيه علمنى الله وإياكم
ـ[رجلٌ من الصحراء]ــــــــ[03 - 12 - 2007, 09:34 م]ـ
هلا أجبت يا أخا العرب
ـ[المتخصص]ــــــــ[11 - 12 - 2007, 12:32 ص]ـ
هذا يشبه قول ابن الرومي فى رثاء ولده (فقد أودى نظيركما عندى) فكلمة نظير هى الفاعل وأداة التشبيه، وأزعم فى مثالك أن المشبه هو الضمير المستتر المستكن فى المشتق (شبيه) ولكن أكاد أبطل زعمى بيدي لا بيد عمرو كما يقولون لأنني لم أجد مسوغًا لعمل المشتق (شبيه) أو الصفة المشبهة، وبعد هذا التفكير الطويل فى مثالك الذكي أخي الحبيب وجدت أن ألجأ غلى ضمير الشأن الغائب!!! لا أعلم فهل ما اقوله صحيح أم شط بي التفكير إلى بعيد.
أشكركم
ـ[ابراهيم ليلة]ــــــــ[23 - 12 - 2007, 11:57 م]ـ
جاء شبيه الأسد
ليس هذا تشبيها من وجهة نظري وإن كان لك وجهة نظر أخري فأت لنا بمثال يشبهه من أمثلة البلاغيين
وعلي حد قولك بأنه تشبيه فيكون طرفاه
المشبه: الضمير المستتر في الآداة (لأن الآداه اسم مشتق)
والمشبه به: الأسد
والله اعلم
ـ[الصياد2]ــــــــ[24 - 12 - 2007, 03:18 ص]ـ
لربما يكون المشبه هو كلمة شبيه والمشبه به هو الاسد والتشبيه بليغ لان شبيه هنا فاعل وهو كناية عن رجل آت كانك قلت جاء رجل اسدولكن المشكلة قد تقول ان التشبيه البليغ يجوز توسيطه باداة تشبيه فضع لي اداة تشبيه لان البليغ غالبا بين مبتدا وخبر اما هنا فلا
لكن هناك نقطة يمكن القول المشبه هو الضمير المستتر بالفعل جاء هو والمشبه به الاسد واداة التشبيه شبيه اي جاء حالة كونه شبيه الاسد ولن الوجه الاول بالرفع على الفاعلية يبقى مشكلا وبحاجة لحل ويجب مناقشته وقد يكون هنا كناية عن موصوف فهناك مشابه للاسدوكنينا عنه بالمشابهة
ـ[الصياد2]ــــــــ[24 - 12 - 2007, 03:24 ص]ـ
لربما يكون المشبه هو كلمة شبيه والمشبه به هو الاسد والتشبيه بليغ لان شبيه هنا فاعل وهو كناية عن رجل آت كانك قلت جاء رجل اسدولكن المشكلة قد تقول ان التشبيه البليغ يجوز توسيطه باداة تشبيه فضع لي اداة تشبيه لان البليغ غالبا بين مبتدا وخبر اما هنا فلا
لكن هناك نقطة يمكن القول المشبه هو الضمير المستتر بالفعل جاء هو والمشبه به الاسد واداة التشبيه شبيه اي جاء حالة كونه شبيه الاسد ولن الوجه الاول بالرفع على الفاعلية يبقى مشكلا وبحاجة لحل ويجب مناقشته وقد يكون هنا كناية عن موصوف فهناك مشابه للاسدوكنينا عنه بالمشابهة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عبد العزيز محمد]ــــــــ[24 - 12 - 2007, 04:22 م]ـ
السلام عليكم جميعا ورحمة الله: أولا أعتذر عن تأخري لأسباب خارجة عن إرادتي.
ثانيا السؤال طرحته لأعرف الإجابة فأنا لا أعرفها، ولكن لدي تصور قد يخطئ وقد يصيب:
جاء رجل شبيه الأسد، حذف الموصوف وأقيمت الصفة مكانه، وهو كثير في اللغة،
والمشبه حينما يقدر في الإعراب فهو موجود، اذهب أسدا ... تشبيه: أنت أسد.
قتيلك، قالت أيهم فهمو كثر ... تشبيه: أنا قتيلك.
ومثل مثالنا: قول ابن الرومي: أودى نظيركما عندي.
وقوله: لذعا فؤادي بمثل النار.
في الأولى: أودى ولد أو ابن نظيركما.
في الثانية: بحزن مثل النار.
قد يقول قائل: أينعت النكرة بالنعرفة؟
فأقول: نظير، ومثل من الكلمات الموغلة في الإبهام فهي لا تكتسب تعريفا بالإضافة.
أما حذف الموصوف وقيام الصفة مكانه فمثل قوله نعالى: " أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ "
أي دروعا سابغات.
قال الشاعر: كناطح صخرة ليوهنها ... صخرة: مفعول به لاسم الفاعل، وجوز عماه اعتماده على موصوف محذوف ... كوعل ناطح ...
هذا والله أعلم، وما قلته خطأ يحتمل صوابا.
ـ[الصياد2]ــــــــ[25 - 12 - 2007, 04:18 ص]ـ
على حسب كلامك معناه رجل الموجودة ضمنا مشبه وشبيه اداة التشبيه والاسد مشبه به والتشبيه مجمل لحذف وجه الشبه(/)
أرجو من علمائنا الأفاضل المشاركة في هذا الموضوع
ـ[د/أم عبدالرحمن]ــــــــ[28 - 10 - 2007, 05:17 ص]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع كثر خلاف العلماء حوله قديما وحديثا وهو:
الترادف في القرآن الكريم بين الإنكار والإثبات
أرجو من العلماء الأفاضل - مأجورين - تزويدنا بما في جعبهم حول هذا الموضوع.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[28 - 10 - 2007, 10:36 ص]ـ
بارك الله لك أختي الكريمة د. ام عبد الرحمن على هذه الجهود المشكورة ... ولي ملاحظة على العنوان، لأنه قد يحجم الكثير من الأساتذة الأفاضل عن المشاركة تواضعاً ... بسبب كلمة العلماء مع الاعتراف بالفضل للجميع هنا والله أعلم، ودمت بخير.
ـ[د/أم عبدالرحمن]ــــــــ[28 - 10 - 2007, 03:03 م]ـ
أخي /أحمد الغنام
جزاك الله خيرا على هذه الملحوظة، ونحن في هذا الموقع المبارك نريد أن نفيد ونستفيد، ولم أقصر المشاركة على علمائنا الأفاضل إلا إنه موضوع يتعلق بكتاب الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولا نريد أن نفتح الباب على أحد، فالموضوع ليس قضية نقدية، أو موضوعا أدبيا كل يدلي فيه بدلوه،،وفي رأيي أنه لا مجال للتواضع هنا لأننا نريد أن نستفيد مما توصل إليه من سبقنا إلى حلقات العلم وأرفف الكتب.(/)
فلا اقتحم العقبة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[29 - 10 - 2007, 02:04 ص]ـ
العقبة: "طريق في الجبل وعر… والعقبة الجبل الطويل يعرض للطريق، فيأخذ فيه، وهو طويل صعب شديد" [47]. وسميت بذلك لصعوبة سلوكها ([48]).
والاقتحام: هو الدخول والمجاوزة بشدة ومشقة [49] والقحمة هي الشدة [50] والمهلكة والأمر العظيم [51].
والمقصود بالعقبة: الأعمال الصالحة التي سيبينها على سبيل الاستعارة.
جاء في (البحر المحيط): "العقبة استعارة لهذا العمل الشاق من حيث هو بذل مال تشبيه بعقبة الجبل، وهو ما صعب منها وكان صعوداً، فإنه يلحقه مشقة في سلوكها… ويقال: قحم في الأمور قحوماً: رمى نفسه من غير روية" [52].
وجاء في (روح المعاني): "وهي هنا استعارة لما فسرت به من الأعمال الشاقة المرتفعة القدر عند الله تعالى… ويجوز أن يكون قد جعل ما ذكر اقتحاماً وصعوداً شاقاً، وذكره بعد النجدين جعل الاستعارة في الذروة العليا من البلاغة" [53].
ومعنى الآية أنه: "لم يشكر تلك الأيادي والنعم بالأعمال الصالحة من فك الرقاب وإطعام اليتامى والمساكين… والمعنى: أن الإنفاق على هذا الوجه، هو الإنفاق المرضي النافع عند الله لا أن يهلك مالاً لبدا في الرياء والفخار، فيكون مثله (كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم) الآية" [54].
وجاء في (التبيان في أقسام القرآن): "ولم يقتحم العقبة التي بينه وبين ربه التي لا يصل إليها، حتى يقتحمها بالإحسان إلى خلقه بفك الرقبة، وهو تخليصها من الرق، ليخلصه الله من رق نفسه ورق عدوه، وإطعام اليتيم والمسكين في يوم المجاعة، وبالإخلاص له سبحانه بالإيمان الذي هو خالص حقه. وهو تصديق خبره وطاعة أمره وابتغاء وجهه وبنصيحة غيره أن يوصيه بالصبر والرحمة ويقبل وصية من أوصاه بها، فيكون صابراً رحيماً في نفسه معيناً لغيره على الصبر والرحمة" [55].
واختيار هذا التعبير أنسب شيء ههنا، فاختيار (العقبة) بعد (النجدين) اختيار بديع، وهو كما جاء في (روح المعاني): إن ذكرها بعد النجدين جعل الاستعارة في الذروة العليا من البلاغة، ذلك أن النجد: وهو الطريق العالي المرتفع يؤدي إلى العقبة، وهي الطريق الوعر في الجبل، فإن العقبة تقع في النجاد غالباً.
واختيار لفظ (الاقتحام) وما فيه من شدة ومخاطرة هو المناسب لبيان وعورة وصعوبة هذه العقبة، فإن لم يعبر عن ذلك بالاجتياز ونحوه، مما يدل على شدة هذه العقبة، فانظر كيف أن كل لفظة وقعت في مكانها المناسب وأن اختيار كل لفظة اختيار مناسب لجو السورة. فكل من الاقتحام والعقبة مناسب لقوله تعالى: (لقد خلقنا الإنسان في كبد) ذلك أن من معاني (الكبد) المشقة والقوة، وأن اقتحام العقبة فيه مشقة وتعب كما أنه يحتاج إلى قوة وشدة. فانظر حسن المناسبة. كما أن هذه الآية تناسب ما بعدها من المشقات والشدائد التي يعانيها المسكين واليتيم، وفي اليوم ذي المسغبة.
ثم انظر علاقة هذه الآية بأول السورة وخاتمتها، وهو كيف أن الرسول كان في حال اقتحام للعقبة، وهو حال ببلد الله الحرام، يلقى ما يلقى من العنت والمشقة في تبليغ دعوة ربه. وبخاتمتها وهم الذين لم يقتحموا العقبة، فبقوا في عقبة، جهنم أبد الآبدين، وكانت النار عليهم مؤصدة.
ـ[محمد خليل العاني]ــــــــ[29 - 10 - 2007, 06:11 م]ـ
بوركت ياخي محمد وجزاك الله خيراً(/)
أرجو المساعدة يا أصحاب البلاغة والبيان
ـ[ابومريقة]ــــــــ[30 - 10 - 2007, 12:29 ص]ـ
:::
قرأت في كتاب قولا لعبد القهار الجرجاني في التقديم والتأخير ما نصه:
فينظر في الخبر في الوجوه التي تراها في قولك في الشرط والجزاء: " إن تخرج أخرج" و " إن خرجت خرجت"، و " إن تخرج فأنا خارج" و " أنا خارج إن خرجت" و " أنا إن خرجت خارج".
فما الفرق الدلالي - في المعنى- بين هذه الجمل؟
وما الغرض من التقديم والتأخير هنا؟
أرجو ممن يعرف أن يفيدني جزاكم الله خيرا، فأنا قد رجعت إلى كتاب دلائل الاعجاز للمؤلف لعلي أفهم ......
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[غير مسجل]ــــــــ[30 - 10 - 2007, 10:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ...
وبعد:
فقد شرح لنا شيخنا الفاضل الأستاذ الدكتور محمد أبو موسى هذه الفقرة من كتاب دلائل الإعجاز بتاريخ 10/ 10/1427هـ
فقال:
هذا أول تعريف النظم حيث قال عبد القاهر: " اعلم أن ليس النظم إلا أن تضع كلامك الموضع الذي يقتضيه علم النحو، وتعمل على قوانينه وأصوله وتعرف مناهجه التي نهجت فلا تزيغ عنها، وتحفظ الرسوم التي رسمت لك فلا تخل بشيء منها .. "
ثم قال شيخنا: (انتبهوا لأن هذا التعريف هو الذي ضلل كثيرا من الناس، لأن التعريف نص على أن النظم هو مراعاة قواعد النحو، ولكن الذي يقرأ هذا النص وحده يقع في الضلالة، وإذا قرأت ما بعده أزال ضلالتك لأن ما بعده يقول فيه عبد القاهر:
"وذلك أنا لا نعلم شيئا يبتغيه الناظم بنظمه غير أن ينظر في وجوه كل باب وفروقه، فينظر في الخبر إلى الوجوه التي تراها في قولك:
زيد منطلق، وزيد ينطلق وينطلق زيد ومنطلقٌ زيد وزيد المنطلق والمنطلق زيد وزيد هو المنطلق والمنطلق هو زيد.
وفي الشرط والجزاء إلى الوجوه التي تراها في قولك:
: " إن تخرج أخرج" و " إن خرجت خرجت"، و " إن تخرج فأنا خارج" و " أنا خارج إن خرجت" و " أنا إن خرجت خارج".
وفي الحال إلى الوجوه التي تراها في قولك:
جاءني زيد مسرعا وجاءني يسرع وجاءني وهو مسرع أو وهو يسرع وجاءني قد أسرع وجاءني وقد أسرع
فيعرف لكل من ذلك موضعه ويجيء به حيث ينبغي له "
ثم قال شيخنا: (الجملة أخذت صفحة كاملة، وحين يقول عبد القاهر: "اعلم أن ليس النظم إلا أن تضع كلامك الموضع الذي يقتضيه علم النحو " فالمسألة ليست مسألة قواعد وكلامه ليس على ظاهره، فليس المقصود أن ترفع ما يجب أن يرفع وتنصب ما يجب أن ينصب، وإنما المقصود هو أن تدرك الفروق في الأبواب، فتقول مثلا: زيد منطلق، زيد ينطلق ... إلخ
هذه التراكيب تتفق في مدلولاتها على إثبات الانطلاق لزيد ولكن في كل صيغة من الصيغ معنى لا يوجد في غيرها:
زيد منطلق: تفيد الثبوت والدوام
زيد ينطلق: الفعل المضارع يفيد التجدد والحدوث
ينطلق زيد: تقديم الفعل على الإطلاق يفيد العناية بالفعل
المنطلق زيد: فيه معنى العناية بالمنطلق
زيد المنطلق: فيه قصر الانطلاق على زيد
زيد هو المنطلق: فيه توكيد بضمير الفصل ... وهكذا
فكأن هناك فروقا في التراكيب اللغوية ولا شك في هذا، فالنظم هو أن تضع: ينطلق زيد في المكان الذي لا يصلح فيه زيد ينطلق، وتضع زيد المنطلق حيث لا يصلح المنطلق زيد.
وهكذا في الشرط والجزاء:
إن تخرج أخرج: غير محقق الحصول لأن (إن) تفيد الشك
إن خرجتَ خرجتُ: الفعل الماضي يدل على الرغبة في حدوث الفعل، ووجه الدلالة أن المقام مقام المضارع لأن (إن) للشرط في المستقبل فمقامها: إن تخرج أخرج
فإذا خالفت المقام دل ذلك على شدة رغبتك في وقوعه
إن تخرج فأنا خارج: الجملة الاسمية أنا خارج فيها معنى الثبوت والدوام
أنا خارج إن خرجت: فيها تقليل معنى الاهتمام والعناية
... إلخ
كلها صيغ ولكل صيغة معنى لا يوجد في غيرها، فليس في العربية تركيبان يتفقان تمام الاتفاق في الدلالة، وإنما ما دام اختلف التركيب فلا بد أن تختلف الدلالة
والنظم هو مراعاة فروق التركيب ووضعها في مواضعها.) ا. هـ
وإذا أردت فهم كتابي عبد القاهر فعليك بكتب الشيخ محمد أبو موسى لأنه بسط كلام عبد القاهر لطلاب العلم وأشهر كتبه:
مدخل إلى كتابي عبد القاهر
دلالات التراكيب
خصائص التراكيب
والناشر مكتبة وهبة بالقاهرة
والسلام
ـ[ابومريقة]ــــــــ[31 - 10 - 2007, 12:38 ص]ـ
بارك الله فيك يا أخت جهاد
وزادك الله علما
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[09 - 11 - 2007, 07:10 م]ـ
أحسن الله تعالى إليكم وجزاكم خيرا وإنى والله أغبطكم على العلامة الدكتور محمد أبو موسى ولقد والله شغفت بكتبه وقرأت له ولكنى كنت لاأعلم من خبر حياته شيئا حتى ذكرت الأخت الفاضلة ما ذكرت فأسأل الله العظيم أن يبارك فى عمره وينفعنا بعلمه
ـ[عبورعبور]ــــــــ[03 - 12 - 2007, 03:53 م]ـ
السلام عليكم اشكرك اخي العزيز على هذه المشاركة
واعتقد بانه يوجد مواقع ( http://www.ksu.edu.sa/sites/KSUArabic/Deanships/library/Pages/default.aspx) اخرى مفيدة في مجال المواضيع العامة التي تهم الشارع العربي.
: مرحبا ..................................................... واعتقد بانه يوجد مواقع ( http://www.ksu.edu.sa/sites/KSUArabic/Students/CurrentStds/Pages/Colleges.aspx) اخرى مفيدة.
مرحبا ..................................................... واعتقد بانه يوجد مواقع ( http://www.ksu.edu.sa/sites/KSUArabic/Students/CurrentStds/Pages/Colleges.aspx) اخرى مفيدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[15 - 12 - 2007, 03:41 م]ـ
لا عدمنا فضل الشيخ أبي موسى وجهوده ولا حرمنا الله رؤيته(/)
المطابقة حين تترشح بالبديع (قرآن كريم)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[31 - 10 - 2007, 06:33 م]ـ
المطابقة التي يأتي بها الشاعر تكون مجردة ليس تحتها كبير أمر ونهاية، ذلك أن يطابق الضد بالضد، وهو شيء سهل اللهم إلا أن تترشح بنوع من أنواع البديع يشاركه في البهجة والرونق كقوله تعالى: " تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب" ففي العطف بقوله تعالى "وترزق من تشاء بغير حساب" دلالة على أن من قدر على تلك الأفعال العظيمة قدر على أن يرزق بغير حساب من شاء من عباده وهذه مبالغة التكميل المشحونة بقدرة الرب سبحانه وتعالى فانظر إلى عظم كلام الخالق هنا فقد اجتمع فيه المطابقة الحقيقية والعكس الذي لا يدرك لوجازته وبلاغته ومبالغة التكميل التي لا تليق بغير قدرته(/)
أحسن الهجو
ـ[محمد سعد]ــــــــ[31 - 10 - 2007, 07:12 م]ـ
أحسن الهجو: لأنه هجو في الأصل ولكنه عبارة عن الإتيان بألفاظ فيها معنى الهجو الذي إذا سمعته العذراء في خدرها لا تنفر منه وهذه عبارة عمرو بن العلاء لما سئل عن أحسن الهجو وقد وقع من النزاهة في الكتاب العزيز عجائب منها قوله تعالى: " إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون. وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين. أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون." فإن ألفاظ الذم المخبر عنها في كلام الآية أتت منزهة عما يقع في غير هذا القسم من الفحش في الهجاء والمرض هنا عبارة عن إبطان الكفر
ـ[د/أم عبدالرحمن]ــــــــ[01 - 11 - 2007, 02:40 ص]ـ
وقد تضافرت الصيغ والألفاظ والتراكيب في زيادة الهجو والنكاية بهذه الفئة الضالة، فقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الفئة باسم الإشارة (أولئك) الموضوع للبعيد؛ للدلالة على بعدهم عن صراط الله، وبعدهم عن الالتزام بتطبيق مقتضى ما أعلنوا من إيمان وطاعة، (وزاد اسم الاشارة تأكيدا للخبر، واسم الإشارة الموضوع للتمييز استعمل هنا مجازا لتحقيق اتصافهم بالظلم، فهم يقيسون الناس على حسب ما يقيسون أنفسهم، فلما كانوا أهل ظلم ظنوا بمن هو أهل الإنصاف أنه ظالم) التحريروالتنوير:18/ 273
كما تقدم المعمول"لهم "في الذكر الواقع خبرا ل"يكن "على المبتدأ"الحق"للاختصاص، والمعنى: وإن يكن لهم لاعليهم الحق يأتوا إليه مذعنين. انظر، روح المعاني:9/ 387
كذلك في قوله (أم ارتابوا) تحول إلى نمط الجملة الفعلية عن نمط الجملة الإسمية السابقة عليها في السياق (أفي قلوبهم مرض) وسر ذلك -والله أعلم -هو بيان أن الارتياب قد حدث لهم بعد أن اعتقدوا الإيمان اعتقادا مزلزلاً، وأما المرض فقد كان ثابتا متأصلا في قلوبهم بحيث لم يدخل الإيمان في قلوبهم.
ولا يفوتنا هنا أن نلاحظ أن هناك تحولا في نطاق الجملة الفعلية، حيث تحول من الماضي (أم ارتابوا) إلى المضارع (أم يخافون أن يحيف الله عليهم ... ) وهذا التحول يفسره ما بين هاتين الصيغتين من فارق في أداء المعنى، أو الدلالة على الحدث؛ إذ إن المعنى مع أولاهما -لماضوية الزمن فيها -هو أمر مقطوع بحدوثه، أما مع الثانية فهو أمر آني يتجدد حدوثه بتجدد الزمن، فالريب أمر قد وقع ولا شك في وقوعه، أما الخوف فهو في الحال من الحيف في المستقبل ويتجدد بتجدد أسبابه.
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[16 - 11 - 2007, 10:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا وأحسن إليكما(/)
من بلاغة التَّهكم
ـ[محمد سعد]ــــــــ[31 - 10 - 2007, 08:56 م]ـ
بلاغة التَّهكُم
التهكم نوع عزيز في أنواع البديع لعلو مناره، وصعوبة مسلك، وكثرة التباسه بالهجاء في معرض المدح وبالهزل الذي يراد به الجد، ويأتي الفرق بينهما بعد إيضاح حد.
والتهكم في الأصل التهدم يقال تهكمت البئر إذا تهدمت وتهكم عليه إذا اشتد غضبه والمتهكم المحتقر قال أبو زيد: تهكمت غضبت وتهكمت تحقرت وعلى هذا يكون المتهكم لشدة الغضب قد أوعد بالبشارة أو لشدة الكبر أو لتهاونه بالمخاطب قد فعل ذلك فهذا أصله في الاستعمال.
والتهكم في الاصطلاح: هو عبارة عن الإتيان بلفظ البشارة في موضع الإنذار، والوعد في مكان الوعيد، والمدح في معرض الاستهزاء، فشاهد البشارة في موضع الإنذار قوله تعالى: " بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما" وشاهد المدح في معرض الاستهزاء بلفظ المدح قوله تعالى: " ذق إنك أنت العزيز الكريم" قال الزمخشري: إن في تأويل قوله تعالى: " له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله" تهكما فإن المعقبات هم الحرس من حول السلطان يحفظونه على زعمه من أمر الله على سبيل التهكم فإنهم لا يحفظونه من أمره في الحقيقة إذا جاء. والله أعلم ومنه قوله تعالى: " قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين" فقوله: (إيمانكم تهكم)
ومن التهكم في السنة الشريفة قوله: " بشر مال البخيل بحادث أو وارث" ومن الشعر شاهد المدح في موضع الاستهزاء من النظم قول ابن الذروي في ابن أبي حصينة من أبيات:
لا تظنن حدبة الظهر عيبا =فهي في الحسن من صفات الهلال
وكذاك القسي محدودبات= وهي أنكى من الظبا والعوالي
وإذا ما علا السنام ففيه= لقروم الجمال
أي جمال وارى الانحناء في مخلب البازي ولم يعد مخلب الريبال كون الله حدبة فيك إن شئت من الفضل أو من الأفضال فأتت ربوة على طود علم، وأتت موجة ببحر نوال ما رأتها النساء إلا تمنت أن غدت حلية لكل الرجال وما أحلى ما ضمنها بقوله
وإذا لم يكن من الهجر بد= فعسى أن تزورني في الخيال(/)
من بلاغة القَسَم
ـ[محمد سعد]ــــــــ[31 - 10 - 2007, 10:32 م]ـ
القسم أيضا حكاية حال واقعة وليس تحته كبير أمر ولكن تقرر أن الشروع في المعارضة ملزم وهو أن يقصد الشاعر الحلف على شيء فيحلف بما يكون له مدحا وما يكسبه فخرا وما يكون هجاء لغيره فمثال الأول: قول أبي علي البصير يعرض بعلي بن الجهم
أكذبت أحسن ما يظن مؤملي=وهدمت ما شادته لي أسلافي
وعدمت عاداتي التي عودتها= قدما من الأسلاف والأخلاف
وغضضت من ناري ليخفى ضوؤها= وقريت عذرا كاذبا أضيافي
إن لم أشن على علي خلة =تمسي قذى في أعين الأشراف
وقد يقسم الشاعر بما يريده الممدوح ويختاره كقول الشاعر:
إن كان لي أمل سواك أعده= فكفرت نعمتك التي لا تكفر
وأحسن ما سمع في القسم على المدح قول الشاعر:
خفت بمن سوى السماء وشادها= ومن مرج البحرين يلتقيان
ومن قام في المعقول من غير رؤية =فأثبت في إدراك كل عيان
لما خلقت كفاك إلا لأربع= عقائل لم تعقل لهن ثواني
لتقبيل أفواه وإعطاء نائل =وتقليب هندي وحبس عنان
والمقدم في هذا الباب وهو الذي انتهت إليه نهاية البلاغة قوله تعالى: " فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون" فإنه قسم يوجب الفخر لتضمنه التمدح بأعظم قدرة وأكمل عظمة حاصلة من ربوبية السماء والأرض وتحقيق الوعد بالرزق وحيث أخبر سبحانه وتعالى أن الرزق في السماء وأنه رب السماء يلزم من ذلك قدرته على الرزق الموعود به دون غيره(/)
من مُعْجز المبالغة في القرآن
ـ[محمد سعد]ــــــــ[31 - 10 - 2007, 10:55 م]ـ
من معجز المبالغة في القرآن العظيم قوله تعالى: " سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار" فجعل كل واحد منهم أشد مبالغة في معناه وأتم صفة وجاء من المبالغة في السنة النبوية قوله مخبرا عن ربه " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به" وقوله في بقية هذا الحديث "والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك" ففي الحديث الشريف مبالغتان إحداهما كون الحق سبحانه وتعالى أضاف الصيام إلى نفسه دون سائر الأعمال لقصد المبالغة في تعظيمه وشرفه وأخبر أنه عز وجل يتولى مجازاة الصائم بنفسه مبالغة في تعظيم الجزاء وشرفه ونحن نعلم أن الأعمال كلها لله سبحانه وتعالى ولعبده باعتبارين أما كونها للعبد فلأنه يثاب عليها وأما كونها لله فلأنها عملت لوجهه الكريم ومن أجله فتخصيص الصائم بالإضافة للرب سبحانه وتخصيص ثوابه بما خصص به إنما كان للمبالغة في تعظيمه والمبالغة الثانية إخبار النبي بعد تقديم القسم لتأكيد الخبر بأن خلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك ففضل تغير فم الصائم بالإمساك عن الطعام والشراب على ريح المسك الذي هو أعطر الطيب على مقتضى ما يفهم من ريح المسك وأتى بصيغة أفعل للمبالغة فجمع
ـ[أحلام]ــــــــ[02 - 11 - 2007, 08:05 م]ـ
جزاك الله خيرا
وبوركت يمينك
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[16 - 11 - 2007, 12:14 م]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
الإيجاز البلاغي في قصة يوسف
ـ[بنت الجنوب77]ــــــــ[01 - 11 - 2007, 08:33 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجو الاستفاده والمشاركه في موضوع الإيجاز
الإيجاز البلاغي في قصة النبي يوسف
يشكل الإيجاز، بوصفه صورة من صور البلاغة القرآنية، سمة من سمات كتاب الله (عز وجل) إذ يتميز النص القرآني عموماً بالتركيز والتكثيف، والوصول إلى جوهر المعنى عبر القول الموجز والإشارة الدالة.
تُستثنى من ذلك بعض الآيات التي اقتضى البيان الإلهي أن تأتي بشكل مفصّل، لكنه تفصيل لا ِيُحَمِّلَ التركيبَ فوق ما يحتمل المعنى أو يقتضيه. وفي ذلك كله بلاغة استدعت الإطناب والتفصيل في موضع، والإيجاز والتكثيف في موضع آخر.
تتجلى ظاهرة الإيجاز في قصة سيدنا يوسف (عليه السلام) في عنصرين أساسيين هما:
1 - الإيجاز في اللفظ
2 - الإيجاز بالحذف
وهذان العنصران متداخلان، متشابكان، لا ينفصل أحدهما عن الآخر، ولذا فإن الحديث عن الإيجاز في القصة يقتضي بالضرورة دراسة هذين العنصرين في سياق واحد.
لكن الوقوف على مواطن الإيجاز جميعها في قصة يوسف (عليه السلام) والإشارة إلى ما تحمله من دلالات بلاغية أمر متعذر، فكل جملة (لا في القصة وحدها بل في القرآن الكريم كله) تحتاج إلى وقفة مطولة، دراسة وتحليلاً، فهماً وتدبراً، إذا ما أردنا دراسة جانب من جوانب تركيبها البلاغي.
ولذلك نرى أن نقف على بعض مواطن الإيجاز في القصة، علنا نجد فيه مثالاً لما يذخر به النص القرآني من الإيجاز البلاغي الذي يمثل جانباً من جوانب إعجاز القرآن الكريم، مما لا يكون لبشر قط مهما أوتي من فصاحة القول وبلاغة المعنى.
ولابد أن نشير أولاً إلى أن قصة يوسف (عليه السلام) جاءت في السورة عبر مجموعة من المشاهد، التي ترتبط فيما بينها ترابطاً عضوياً، فالانتقال من موقف إلى آخر في القصة يتم – غالباً – دون رابط سردي، غير أن الارتباط برابط السببية بين المشاهد، يغني عن السرد المحذوف، ويقوم بدوره، ويخلق في الوقت ذاته حالة من الحركية التعبيرية.
من هنا كان تناولنا قضية الإيجاز في القصة يقوم على التقاط بعض المشاهد منها، ومن ثم دراستها دراسة تحليلية تبين دور الإيجاز في صياغة القصة صياغة فنية رفيعة.
قضية الرؤيا:
(إذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ)
بذكر قضية الرؤيا تبدأ قصة يوسف (عليه السلام)، هكذا دون تمهيد أو مقدمات غالباً ما تحفل بمثلهما القصص الأدبية، وفي حذفهما هنا، والبدء بذكر قضية الرؤيا إشارة بليغة إلى أنها قضية جوهرية ومحور رئيس في البناء القصصي، وبذلك يكون البدء بذكرها أدعى إلى لفت النظر إليها، والتركيز عليها، وهذا ما لا يكون لو أنّ ذكرها سبق بتمهيد أو مقدمات!!!
وقول سيدنا يوسف " إني رأيت " ثم توكيده بـ " رأيتهم" ليس فيه ما يشير إلى أن ما رآه كان على وجه الحقيقة /من الرؤية/ وذلك من قبيل المعجزة التي لن تكون غريبة على بيت النبوة، أو أنه في المنام /من الرؤيا/ ذلك أن الفعل (رأيت) يصلح في حالتي (الرؤية) و (الرؤيا).
ولكن يأتي قول سيدنا يعقوب (يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ) إذ لم يقل (رؤيتك) ليدلّنا على أن الرؤيا كانت في المنام، ولو ذكر سيدنا يوسف ذلك لكان في قول أبيه تكرار لما سبق ذكره، فكان حذف السابق لدلالة ما سيأتي عليه، وهذه سمة من سمات الأسلوب القصصي في سورة يوسف (عليه السلام) كما سيتضح لاحقاً.
ولربما قيل: لماذا لا يذكر الأمر أولاً ثم يحذف تالياً فينتفي بذلك التكرار؟
نقول: إن ذلك سيفقد القصة عنصر التشويق، ويلغي إثارة التساؤل، وتحفيز الفكر، وتحريض المخيلة، وتلك عناصر مهمة ومؤثرة في البناء الفني للقصة، وكلما كان البناء الفني جيداً كان أقدر على إيصال الفكرة، وتحصيل الفائدة، وإدامة الأثر.
بين يوسف وإخوته:
(قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ)
(يُتْبَعُ)
(/)
بهذا عقّب سيدنا يعقوب على ذِكْرٍ ابنه رؤياه، وفي قوله هذا ما قد يثير في نفس يوسف (عليه السلام) حقداً على إخوته وكراهية لهم، فأراد أبوه أن ينسب أسباب الكيد إلى عداوة الشيطان للإنسان، ليؤكد ليوسف أن كيد إخوته له _ فيما لو حدث _ ليس صادراً عن طبع فيهم وسجية، بل إنه من وساوس الشيطان، فيدفع بذلك ما قد يثار في نفس يوسف على إخوته، وجاء ذلك في قوله: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) فجاء في تلازم التحذير من إخوته وذكر عداوة الشيطان للإنسان في سياق واحد ما يغني عن طول الشرح وكثرة التفصيل.
ولعلنا نلاحظ أن تحذير سيدنا يعقوب ابنه يوسف من إخوته إنما جاء مقتضباً موجزاً، إذ لم يأتِ على ذكر الأسباب التي ستدفعهم - وهم إخوته - إلى الكيد له وإظهار العداوة، ليأتي ذكر ذلك كله فيما بعد على لسان إخوة يوسف: (إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ).
ويجتمع إخوة يوسف للتشاور في أمره، وإيجاد طريقة للتخلص منه، وتطرح الآراء:
(اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ *قَالَ قَآئِلٌ مَّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ)
هنالك ثلاثة آراء إذاً (اقتلوا يوسف _ اطرحوه أرضاً _ ألقوه في غيابة الجب) ولا تشير الآية الكريمة، إلى الطريقة التي أجمعوا عليها، والقرار الذي توصلوا إليه، بل انتهى الأمر بهم في هذا المجلس حسب ما جاء في الآية عند حدود طرح الآراء والتشاور الذي لم يأتِ من بعده اتفاق نهائي أو إجماع مطلق، حسب نص الآية .... وهذا حذف يثير التساؤل حول ما ينوون فعله، وقد تضاربت آراءهم واختلفت، لنكتشف، فيما بعد، القرار الذي اتخذوه أثناء مشاوراتهم وأكدوه قبيل تنفيذه وذلك في قوله تعالى: (فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ) فكلمة (أجمعوا) في هذا الموضع تدل على أن الأمر لم يكن مجمعاً عليه تماماً حتى ذلك الوقت، وربما وجد بينهم من لم يكن راضياً عن هذا القرار، لكنه انصاع لرأي الأكثرية فصار الأمر إجماعاً.
ومن مواطن الحذف ما يتجلى في عدم ذكر العذر الذي سيعود به إخوة يوسف إلى أبيهم بعد التخلص من أخيهم، إذ لا يعقل أن الأمر لم يكن موضع اهتمام ومدار نقاش خلال مشاوراتهم، لكن الحذف جاء لإثارة الفكر، والمحافظة على عنصر التشويق من جهة، ومنعاً للتكرار من جهة أخرى، ذلك أن ادعاءهم بأن الذئب أكل أخاهم سيأتي في موقف آخر (عند لقائهم أباهم) وقد عادوا دون أخيهم، ولا شك أن تأجيل ذكر ما اتفقوا عليه إلى هذا الموقف أكثر أهمية من ذكره في موضع سابق.
اتفق إخوة يوسف على التخلص منه، وبيّتوا عذراً يحملونه إلى أبيهم بعد أن يتم لهم ما خططوا له، ولم يعد أمامهم إلا إقناع أبيهم بأخذ يوسف معهم:
(َقالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ)
انظر إلى البيان الإلهي، وتأمل البلاغة القرآنية فيما ينطوي عليه قولهم هذا من معانٍ متعددة تشير في مجملها إلى طبيعة العلاقة بين الأب وأبنائه فيما يتعلق بشأن أخيهم يوسف، وأنها علاقة مبنية على فقد الثقة وعدم الاطمئنان.
ففي قولهم: مالك لا تأمنّا - على قلة ألفاظه - ما يدل على أن إخوة يوسف قد حاولوا أكثر من مرة الانفراد بأخيهم وكان أبوهم يقف حائلاً بينهم وبين ذلك، لشعوره أن ابنه (يوسف) لن يكون في مأمن ما داموا منفردين به، وقولهم (مالك لا تأمنا)، تدل على حال دائمة، قائمة، مألوفة، وتدل أيضاً _ وقد جاءت على ألسنة إخوة يوسف_ أنهم يدركون بأنهم ليسوا موضع ثقة أبيهم (في شأن يوسف على الأقل) لذلك تجدهم حين عودتهم دون أخيهم يقولون: (وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ) مؤكدين إدراكهم غياب الثقة عن نفس أبيهم تجاههم.
وما كان ردّ سيدنا يعقوب أمام ادّعاء أبنائه إلا أن:
(قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ)
(يُتْبَعُ)
(/)
انظر في قوله تعالى، حكاية عن سيدنا يعقوب: (سوّلت لكم أنفسكم) أي زيّنت لكم، فإنكم إنما مكرتم به ابتغاء منفعة تظنون، واهمين، أنكم ستحققونها بفعلكم. لكنّ أنفسكم خدعتكم وغرّتكم وصورت لكم الأمور على غير ما ستنتهي إليه.
وهذا ما كان حقيقة، فما فعلوه كان بقصد تغييب يوسف ليخلو لهم وجه أبيهم، ولينفردوا بمحبته إياهم، لكن الأمر سار على غير ما أرادوا، إذ ظلّ أمر يوسف يشغل بال أبيه مدة غيابه عنه حتى ضجر منه مَن حوله و: (قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ). فانظر في قوله: سولت لكم أنفسكم، كم استطاعت أن تعبر عن المعنى المراد بإيجاز شديد.
إخراج يوسف من البئر:
(وَجَاءتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلاَمٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ)
بهذه الآية الكريمة يصف الله تعالى إخراج يوسف من البئر، بواسطة بعض المسافرين من التجار، وقد جاء ذكر إخراج يوسف من البئر موجزاً، مختصراً، لكنه إيجاز مذهل يغني عن السرد الطويل والشرح المفصّل.
فقد تتالت الأفعال في الآية الكريمة تتالياً سريعاً، رشيقاً، بالفاء العاطفة التي تفيد ترتيب حدوث الأفعال وتعاقبها دون فارق زمني يذكر، وهذا معناه أن المسافرين لما صاروا على مقربة من البئر أسرعوا في إرسال من يجلب لهم الماء (فأرسلوا واردهم)، فأسرع هذا بدوره ملبياً حاجتهم إلى إحضار الماء بسرعة (فأدلى دلوه) وهنا تختفي (الفاء) (قال يا بشرى) ولم يقل الله سبحانه وتعالى (فقال يا بشرى) ذلك أن البشرى تقتضي المفاجأة، وهذا ما يتحقق بحذف الفاء لتأتي العبارة مفاجئة، للدلالة على البشارة .... وتأمل - ضمن السياق - قول الوارد مستبشراً: (فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلاَمٌ).
وقوله تعالى عن المسافرين الذين وجدوا يوسف (عليه السلام): (سيّارة) وهي صيغة مبالغة من اسم الفاعل، إنما تدل على أن شأنهم كثرة السير، فهم تجار تعودوا السير في هذا الطريق، وهم بحكم كثرة سيرهم على هذا الطريق يعرفون البئر، يدل على ذلك سرعة إرسالهم الوارد حال اقترابهم من البئر (دلت على ذلك الفاء العاطفة) دون وجود ما يشير إلى أنهم وجدوا مشقة في اكتشاف هذا البئر، و ربما يوحي هذا بغير ما ذهب إليه بعض مفسّري الآية من أن إخوة يوسف ألقوه في بئر بعيدة عن طريق المارة، وأن هؤلاء السيارة قد ضلوا طريق سفرهم، فوجدوا البئر مصادفة.
فتعودهم السير في هذا الطريق (إذ هم سيّارة) يبعد من الذهن إمكانية أن يضلوا طريقهم. وإسراعهم بإرسال الوارد لا يوحي بإيجادهم البئر مصادفة، بل ربما دلّ على معرفتهم بوجود بئر في المكان الذي وصلوا إليه.
ولنعد إلى قول إخوة يوسف عند تشاورهم في أمر يوسف: (وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ)، والفعل (يلتقطه) جواب الطلب (ألقوه)، وجواب الطلب نتيجة له، ولو أنهم ألقوه في بئر بعيدة لكان التقاط بعض السيارة إياه أمر غير وارد، بل ربما هلك قبل أن يهتدي إلى مكان وجوده أحد!!
ويأتي الإيجاز في صورة من أجمل صوره، وأكثرها إيحاء، في قوله تعالى (وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً) فأما قوله تعالى:" أسرّوه " أي تعاملوا مع الأمر بسرية، فيعني أنهم خافوا أمراً ما (ربما خافوا أن يدّعي ملكيته أحد أو غير ذلك مما لا فائدة من تحديده).
وأما قوله تعالى: " بضاعة " فيدلّ على أنهم تجّار، وربما كانوا تجار رقيق، أو أن هذا النوع من التجارة كان رائجاً منتشراً في ذلك الوقت، فاستبشروا بعثورهم على الغلام كونه بضاعة لها قيمتها وأهميتها ... فتأمل كم اختزلت عبارة (وأسروه بضاعة) من المعاني والدلالات.
ويأتي قوله تعالى: (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ)
ليثير في النفس تساؤلاً مهماً إذ كيف كان إيجاد الغلام والتعامل معه بوصفه بضاعة رابحة أمراً يبعث البشرى في نفس الوارد ورفاقه، ثم باعوه بثمن بخس وكانوا فيه من الزاهدين!؟
(يُتْبَعُ)
(/)
إن هذا الأمر الذي يثير التساؤل إنما يعلله ما جاء في الآية السابقة، في قوله تعالى: " وأسرّوه بضاعة " والسّرّية كما قلنا تعني الخوف، فالخوف إذاً هو الذي دفعهم إلى بيعه بأي ثمن، فذلك خير من أن يفقدوه دون مقابل، أو يظلّ عبئاً عليهم لأن ملكيتهم له لم تكن مشروعة، لذا استعجلوا الخلاص منه، ومن يستعجل الخلاص من بضاعة يبيعها بثمن بخس، ويكون زاهداً فيها، أما رأيت إلى السارق كيف يبيع ما يسرقه بأرخص الأثمان مهما ارتفعت قيمته وغلا ثمنه ... !!
يوسف وامرأة العزيز:
ويشتريه رجل من مصر (العزيز) ويوصي زوجته بأن تكرم مثواه، غير أن امرأة العزيز تجاوزت ذلك – لما بلغ أشده - إلى حدّ العشق والتعلق، فرغبت به وراودته عن نفسه، وغلقت الأبواب، فأبى وأصرت:
(وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
(واستبقا الباب) أي استبقا إلى الباب (الباب اسم منصوب بنزع الخافض) أي أراد كل منهما أن يسبق الآخر إلى الباب هو ليفتحه وهي لتمنعه، ورأى بعض المفسرين أن في قوله تعالى: (واستبقا الباب) بالمعنى الذي قلناه إيجاز قرآني بلاغي.
ولنا أن نضيف إلى ذلك أن الصيغة التي جاءت عليها الكلمة (استبقا) وهي تدل على تكلّف الفعل وبذل المشقة في سبيله، إنما تحمل دلالة بيانية أعمق، ففيها أن امرأة العزيز أسرعت إلى الباب باذلة في ذلك جهداً مقترناً بعزيمة وإصرار على ارتكاب الفاحشة دون أن يثنيها عن ذلك ولو خاطر عابر بالتراجع عما أقدمت على فعله.
وبالمقابل فإن يوسف (عليه السلام) بذل كل مشقة في سبيل الوصول إلى الباب وفي ذلك دلالة قاطعة على أن ثمة عزماً شديداً منه على تجنب ارتكاب الفاحشة دون تراخٍ أو تهاون أو مرور خاطر بالنزول عند رغبتها.
(وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ * وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ)
لنقف عند شهادة الشاهد، والشاهد أتت من المشاهدة، وامرأة العزيز ويوسف لم يكن معهما أحد ليكون شاهداً على ما حدث، ولعل الشاهد قد شهد موقف امرأة العزيز ويوسف (عليه السلام) وقد ألفيا سيدها لدى الباب، وذِكرُ الشاهد قضيةَ قدِّ القميص تعني بالضرورة عدم رؤيته قميص يوسف وقد قُدَّ من دبر، وإلا فلا معنى لشهادته.
كيف خطرت له مسألة القميص إذاً؟
أَوَلم يكن ممكناً ألا يكون يوسف (عليه السلام) مرتدياً قميصاً في ذلك الموقف؟
الراجح - والله أعلم - أن امرأة العزيز ذكرت قميص يوسف لتجعله دليلاً على مقاومتها إياه ومنعه من فعل الفاحشة، ولم تُشر إلى الجهة التي قُدَّ منها، وكأن الشاهد – وهو خارج الباب برفقة العزيز – قد سمع ذلك دون أن يرى يوسف، فرأى أن يجعل القميص دليل إدانة أو براءة، وهنا تنبّه العزيز إلى هذه المسألة فعرف بها كيد زوجته، وتأكد من براءة يوسف مما اتهمته به زوجته.
وهذا من وجوه الحذف البلاغي في القصة، إذ لم تشر الآية إلى أن امرأة العزيز ذكرت قدّ القميص كدلالة على براءتها، والآية لم تذكر أيضاً مكان وجود الشاهد في هذا الموقف، وأنه كان يسمع ما يحدث وهو خارج الباب دون أن يرى ... فهذا كله مما توحي به الآية الكريمة بإيجاز موحٍ يحتاج إلى شيء من التأمل والتدبر.
ومما جاء في هذا الموقف مفصلاً قول الشاهد:
إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ
إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ
وكان ممكناً حسب البلاغة القرآنية اختزال هذا القول بالاكتفاء بالجزء الأول منه، إذ يتضمن في ظل وجود الشرط معنى جزئه الثاني.
لكن ذكر جانب دون الآخر، أو التفصيل في جانب والإيجاز في جانب الآخر– فيما لو جاء على هذا النحو – ربما يحمل دلالة على ميل الشاهد إلى الاحتمال الذي فصّل فيه، لذا جاء قوله في الاحتمالين متساوياً من حيث عدد الكلمات، حرصاً منه على أن يكون دقيقاً في قوله، منطقياً في رأيه، حيادياً، عادلاً، في سبيل الوصول إلى الحقيقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
(وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ)
إن قوله تعالى: (قال نسوة في المدينة) يدل على تسرّب الخبر من القصر وانتشاره على نطاق ضيّق، لم يصل حدّ الشيوع والعموم، فـ (نسوةٌ) اسم جمع قلّة، وهذا ما مكن امرأة العزيز من دعوة هؤلاء النسوة إلى قصرها.
(ونسوة في المدينة) تقليل لشأن هؤلاء النسوة إذ جاء ذكرهن منكراً، على عكس ما جاء في الآية نفسها بقولهم: (امرأة العزيز) وهذا يدل على أنهن دونها شأناً ومكانةً.
وقد فصّل المفسرون القول في هذه الآية، فرأوا أن نسبتها إلى زوجها العزيز أدعى إلى استعظام الأمر، فهي متزوجة (هذا من جهة) وهي من (ذوات النفوذ والسلطان) فأمرها أعظم سوءاً من سواها.
(تراود): مضارع يدل على التجدد والاستمرارية، أي كان هذا، وما يزال، دأبها وديدنها حتى لحظة قولهن، فهي تفعل ذلك بإصرار واستمرار.
(فتاها):عبدها أو مملوكها، وهذا أكثر تشنيعاً وتشهيراً فسميت بـ (امرأة العزيز) أي ذات النفوذ والسلطان، وسمي من تراوده عن نفسه بـ (فتاها)، تذكيراً بتبعيته لها ومملوكيتها له.
(قد شغفها حباً): أي وصل حبه سويداء قلبها وتمكّن منه.
(إنّا لنراها في ضلال مبين) وجاء قولهن هذا مؤكداً بمؤكدين زيادة في استنكارهن فعلها، وأنه بعيد كل البعد عن الصواب والرأي السديد ... فتأمل كم حملت هذه الكلمات القليلة الموجزة من معان ودلالات!!
(فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا)
قوله تعالى: آتت كل واحدة منهن سكيناً، إشارة إلى أنها وضعت لهن أصناف الفواكه وسواه، مما يحتاج أكله إلى استخدام السكين.
وقوله تعالى (سمعت بمكرهن) يدل على أن ما قالته النسوة قد تناقلته الألسن (كثرت أم قلّت) حتى تناهى الخبر إلى سمعها. فسماع الأمر غير السماع به، فالسماع بالأمر يعني أن ثمة واسطة أو ناقلاً بين القائل والسامع، بين المرسل والمتلقي، وهذا يؤكد تناقل الخبر، ولو على نطاق محدود، ويفسّر في الوقت ذاته علّة سجن يوسف رغم رؤية الدلائل على براءته، إذ أخذ الخبر ينتشر بين الناس، حتى غدا سجنه أدعى إلى إلصاق التهمة به وتجريمه، وبذلك يبدو الأمر محاولة اعتداء عبد على سيدته، نال جزاءه سجناً.
خروج يوسف من السجن:
يخرج يوسف (عليه السلام) من السجن بعد تأويل رؤيا رآها الملك وقد جهل تأويلها أصحاب هذا العلم ممن يحيطون به، ولما أن علم الملك بقصة يوسف مع النسوة، وعلم ببراءته مما اتهم به ...
(قَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي) انظر في قوله تعالى حكاية عن الملك (أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي) فقد اشتملت كلمة (أستخلصه) على جملة من المعاني (كما وردت في معاجم اللغة):
أستخلصه: أي أنجيه من كربته أو مصيبته، وأختاره، وأصطفيه، وأختصه: أجعله خالصاً لي.
وأستخلصه: مبالغة من (أخلصه) تدل على شدة حرص الملك على اصطفائه يوسف، واختياره إياه، ليكون من خاصته.
(فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ * قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ)
وفي الكلام محذوف .... أي لما كلمه الملك أعجب بحسن منطقه، ورجاحة عقله، واتزانه، مما زاده إعجاباً به، فارتقى بعلاقته بيوسف (عليه السلام) من العلاقة الخاصة، بجعله مقرباً إليه، إلى أن يجعل له مكانة مرموقة ورتبة عالية في دولته.
ولما أن علم يوسف علوّ منزلته عند الملك، وتيقن من ثقته به، ومحبته إياه (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ).
وقوله: إني حفيظ، جاءت رداً على قول الملك (مكين أمين) أي إنني أهل للثقة، حافظ للأمانة.
ثم أضاف إلى ذلك قوله (عليم) أي عالم بإدارة الأمور المالية في الدولة، بما يضمن تحقيق العدل والمساواة بين الرعية.
و يبدو أن وزارة المالية لم تكن قادرة - إذ ذاك - على إدارة شؤون الدولة الاقتصادية، فأراد يوسف (عليه السلام) أن يشغل هذا المنصب لدرايته بذلك، وعلمه به.
وليس أدل على ذلك من قول يوسف عند تأويل رؤيا الملك:
(يُتْبَعُ)
(/)
(قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ* ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ* ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ)
نلاحظ أنّ يوسف (عليه السلام) لم يكتفِ بتأويل الرؤيا بل ضمّن ذلك إيجاد الحلول، ولو كان من يدير الشؤون الاقتصادية قادراً على إيجاد الحلول، لوقف سيدنا يوسف عند حدّ تأويل الرؤيا وترك أمر الحل إلى أصحاب الشأن.
ولعل ما طرحه يوسف (عليه السلام) حلاً للمشكلة قبل وقوعها كان سبباً في جعل الملك أكثر إيماناً بأهليّة يوسف لهذا المنصب ...
وإذا صحّ ما ذهب إليه بعض المفسرين من أن الرجل الذي اشترى سيدنا يوسف (أي العزيز) هو من كان يشغل منصب وزير المالية في ذلك الوقت، فإن في ظلمه يوسف (عليه السلام) وسجنه إياه، رغم تأكده من براءته، دليل كاف على أنه ليس أهلاً لذلك المنصب، إذ لن يكون وهو على هذه الحال عادلاً بين الرعية ...
يوسف وإخوته في مصر:
وجاء إخوة يوسف ليكتالوا في سنوات الجدب، غير أن يوسف أبى إلا أن يعودوا ليحضروا أخاهم بنيامين حتى ينال حصته، فعاد إخوته وراودوا عنه أباه حتى جاؤوا به بعد أن أعطوا أباهم ميثاقاً بأن يحفظوا أخاهم بنيامين من كل سوء ما لم يغلبوا على أمرهم:
(وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)
انظر في قوله تعالى (آوى إليه أخاه) كم فيه من إيجاز في الألفاظ، وغنىً بالمعاني والدلالات.
فمن ينظر في كلمة (آوى) في معاجم اللغة سيجد أنها تأتي بمعنى: أعاد، وضمّ، وأحاط، وأنزل عنده، وأشفق، ورحم، ورقّ. وتآوت الطير: تجمعت بعضها إلى بعض. وتآوى الجرح: أي تقارب للبرء.
فانظر بلاغة القرآن العظيم وكم لهذه الكلمة من المعاني التي تصوّر حال يوسف (عليه السلام) عند لقائه أخاه بعد فراق طويل!!
ثم يأتي قوله تعالى:
(فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ)
إن الآية الكريمة تشير إلى أمر يثير الاستغراب، إذ لا يعلم المتلقي أية حاجة تلك دفعت يوسف (عليه السلام) إلى إلصاق تهمة السرقة بأخيه!!
إذاً ثمة أمر كان قد أضمره يوسف (عليه السلام) بوضع الصواع في رحل أخيه (فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاء أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاء أَخِيهِ)، وليس في نص الآية الكريمة ما يشير إلى أن يوسف (عليه السلام) كان قد اخبر أخاه بما ينوي فعله، حتى لا يفاجأ أو يفزع من وجود الصواع في رحله أمام مرأى من إخوته، وبعض خاصة يوسف (عليه السلام).
لقد أراد يوسف (عليه السلام) بفعله هذا أن يستبقي أخاه بنيامين فاحتال لذلك ودبّر، لكن ما فعله يوسف (عليه السلام) لم يكن في حقيقته إلا وحياً من الله سبحانه وتعالى: (كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ).
وحاول إخوة يوسف (عليه السلام) العودة بأخيهم بنيامين إلى أبيهم، وذهبوا في إقناع يوسف كل مذهب ... لكنهم يفلحوا:
(فَلَمَّا اسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيًّا)
واستيئسوا: صيغة مبالغة من يئسوا، ومعنى ذلك أنهم بذلوا في سبيل إقناعه كل جهد ولم يفلحوا، فلما بلغوا غاية اليأس اعتزلوا الناس ومضوا، منفردين في جانب بعيد عنهم، ليقلّبوا وجوه الأمر فيما بينهم.
واستخدام صيغة مبالغة من يئسوا (استيئسوا) فيه التزام بما عاهدوا أباهم عليه حين أعطوه موثقاً من الله أن يحفظوا أخاهم ما لم يغلبوا على أمرهم، ولذا بذلوا في سبيل ذلك كل جهد، واتبعوا كل وسيلة.
وأما التناجي فيما بينهم ففيه ما يدل على طرح أمر لا يريدون من غيرهم أن يطّلع عليه ... لذا كانت نجواهم فيما بينهم تتعلق بهذين الأمرين:
قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقًا مِّنَ اللّهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتمضي الأحداث ليكتشف إخوة يوسف أن العزيز ما هو إلا ذلك الغلام الصغير الذي ألقوه في غيابة الجب منذ سنوات بعيدة، فاعتذروا إليه، وحملوا قميصه، وعادوا به ليلقوه على وجه أبيهم، فيرتد إليه بصره بعد أن فقده حزناً على فراق ولديه.
وينتقل الجميع إلى مصر ليجمع الله تعالى سيدنا يعقوب بابنه يوسف (عليهما السلام) بعد غياب طويل، (فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ) ها هي كلمة (آوى) ترد من جديد، تتضمن معاني التآلف، والتئام الجرح، وتحمل في طياتها معاني الرحمة بأبويه، والعطف عليهما، وقد أصبحا طاعنين في السن.
دعاء يوسف (عليه السلام):
وتنتهي قصة يوسف بدعائه عليه السلام:
(رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ).
فانظر المعاني العظيمة التي اشتمل عليها الدعاء بإيجاز شديد كما ورد ت في الآية الكريمة؟
في دعاء يوسف (عليه السلام):
- أمران نالهما يوسف من ربه في الدنيا: آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ
- أمران طلبهما يوسف من ربه لآخرته: تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ
- أمران يتعلقان بصفات الله تعالى:
القدرة والخلق .. فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
الإلوهية والوحدانية .. أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا (بما وهبتني) وَالآخِرَةِ (بما أرجوه منك)
فانظر آداب الدعاء في قول سيدنا يوسف:
بدأ يوسف (عليه السلام) دعاءه بالاعتراف بفضل الله تعالى عليه في الدنيا، بما وهبه من العلم والملك. ثم أثنى عليه بما هو أهله، واختار من صفات الله تعالى القدرة، والخلق (فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)، فخالق السموات والأرض هو القادر وحده على إجابة الدعاء.
ثم أقر سيدنا يوسف بعبوديته لله تعالى، وتوحيده إياه، والافتقار إليه، باستعطاف، واسترحام، وتذلل: (أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ).
ثم طلب بعد ذلك من الله تعالى أن يتوفاه على الإسلام ويلحقه بالصالحين.
فكان أن جمع سيدنا يوسف في دعائه بين خيري الدنيا (العلم والملك) والآخرة (الوفاة على الإسلام، والحشر مع الصالحين في الجنة) طالباً ذلك كله من خالق السموات والأرض ومن فيهما، ووارثهما ومن فيهما.
ياسر محمود الأقرع
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[09 - 11 - 2007, 12:12 م]ـ
عرض رائع يدل على ذوق رفيع جزاكم الله خيرا
ـ[بنت الجنوب77]ــــــــ[10 - 11 - 2007, 11:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا أخي أبو ضحى على إطلاعك على الموضوع، والرد عليه، وإنشاء الله يكون هذا العرض أفادك(/)
متعلقات الفعل في سورة الروم
ـ[وصيت قلبي]ــــــــ[02 - 11 - 2007, 12:13 ص]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني اعضاء المنتدى لقد رأيت تفاعلكم في المنتدى مع مواضيغ اللغه العربيه
وانا مطالب ببعض البحوث ومنها بحث متعلقات الفعل في سوره الروم وقد انهيت جزء كبير من البحث ولم يتبقى لدى سوى استخراج متعلقات الفعل في
سوره الروم .. واتمنى منكم اخوتي ان تساعدوني في استخراج المتعلقات بشكل منظم لكل حاله وحتى ايضا نستفيد منكم ويستفيد الاخوه بهذا الموضوع وتعم الفائدة للجميع والله يجعله في موازين حسناتكم ومع العلم انه لم يتبقى لدي سوى بضع ايام على تسليم البحث وانا مطالب بعده بحوث ولكممم جزيل الشكر والثواب من الله وبارك الله فيكم(/)
أين ذكر الإمام الحريري هذه الأبيات؟
ـ[صادق الرافعي]ــــــــ[02 - 11 - 2007, 12:32 م]ـ
أين ذكر الإمام الحريري هذه الأبيات، ومن أي بحر هي:
يَظُنُّونَ بِي خَيراً وَلَستُ بِذِي خَيرٍ**** وَلَكِنَّنِي عَبْدٌ ضَعِيفٌ كَمَا تَدْرِي.
سَتَرْتَ عُيُوبِي كُلَّهَا عَنْ عُيُونِهِمْ**** وَأَلْبَسْتَنِي ثَوباً جَمِيلاً مِنَ السِّتْرِ.
فَصَارُوا يُحِبُونِي وَلَسْتُ أَنَا الذِي**** أُحَبُّ وَلَكِنْ شَبَّهُونِيَ بِالغَيْرِ.
فَحَقِّقْ رَجَاهُمْ يَا إِلَهِي، وَخَالِقِي****بِحَقِّ الذِي أَنْزَلْتَ فِي مُحْكَمِ الذِّكْرِ.
وَلَا تَفْضَحَنْ سِرِي إِلَهِيَ بَيْنَهُمْ **** وَلَا تُخْزِنِي فِي مَوقِفِ الحَشْرِ(/)
تصغير التكبير
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[03 - 11 - 2007, 02:11 ص]ـ
ورد في مجمع الأمثال للميداني
في شرحه لقول العرب (إن العصا من العصية)
والعصية تصغير تكبير مثل (أنا عذيقها المرجب وجذيلها المحكك)
فهل لديكم أمثلة أخرى؟
دمتم موفقين
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[03 - 11 - 2007, 03:02 ص]ـ
وقال الميداني أيضا
في شرحه لقول العرب (أنا عذيقها المرجب وجذيلها المحكك)
وهذا تصغير يراد به التكبير نحو قول لبيد:
وكل أناس سوف تدخل بينهم ... دويهية تصفر منها الأنامل
يعني الموت.
هل من مزيد؟
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[03 - 11 - 2007, 06:34 ص]ـ
بارك الله لك على هذه اللفتة الطيبة أخي أبو سهيل ... ابن مسعود رضي اللّه عنه من أجلاء الصحابة، وأكابرهم، حتى كان يقول فيه عمر بن الخطاب: كُنَيْف [كُنَيْف: هو تصغير تعظيم للكِنْف. والكِنْف: الوِعَاء] مُلِئ علمًا ... وهناك بطل بطيل والله اعلم
ـ[دعدُ]ــــــــ[03 - 11 - 2007, 01:56 م]ـ
في شرح الشافية، باب التصغير:
فويق جبيلٍ شاهق الرأس لم تكن ... لتبلغه حتى تكلَّ وتعملا
والدليل على أنه مكبر صعوبة الوصول إليه.
والله أعلم.
ـ[السيد رضا]ــــــــ[03 - 11 - 2007, 11:01 م]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[05 - 11 - 2007, 02:59 ص]ـ
أحسن الله إليكم جميعا (أحمد الغنام -دعد -السيد رضا) وأشكركم على المشاركة
ويبقى السؤال قائما هل من مزيد في هذا الباب العجيب؟
دمتم موفقين(/)
عندي بحث وأرجو المساعدة
ـ[التميمية]ــــــــ[05 - 11 - 2007, 09:31 م]ـ
السلام عليكم
أهلاً بعشاق اللغة .. كيف أصبحتم ..
أريد مساعدتي في بحث بعنوان (النظم وفكرته عند البلاغين)
ولكم جزيل الشكر والعرفاااان
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[06 - 11 - 2007, 04:50 م]ـ
لاشك أن المصدر الأول:
-دلائل الإعجاز للإمام عبد القاهر الجرجاني
- نظرية النظم لنجاح الظهار ولها أكثر من كتاب يدور حول عبد القاهر وفكرته
- النظم من بين وجوه الإعجاز لفتحي عامر
- نظرية النظم وقراءة الشعرعند عبد القاهر الجرجاني لـ د. محممود توفيق (منشور على الشبكة في المكتبة الشاملة)(/)
أفيدوني افادكم الله
ـ[عطر الأماكن]ــــــــ[05 - 11 - 2007, 11:22 م]ـ
درسنآآآ عن (القصر) ...
وعندنآ المثآل (وما تسقط من ورقة إلا يعلمها) ....
المقصور / سقوط الورقة ..
المقصور عليه / علم الله ..
~~
الصفة / علم الله ..
الموصوف / سقوط الورقة ..
فـ يصير نوع القصر / قصر موصوف على صفة ..
~~
هذا الحل صح؟!؟! والا لا؟!
آفيدونآآآ آفآآآدكمـ الله .. !
ـ[عطر الأماكن]ــــــــ[07 - 11 - 2007, 01:49 م]ـ
افااا والله
وينكم ابي مساعدتكم ضروي: ((/)
لماذا؟!
ـ[عاملة]ــــــــ[06 - 11 - 2007, 05:18 م]ـ
من المعروف أنّ السّعْد التفتازاني هو أحد الذين تصدّوا لشرْح كتاب (تلخيص المفتاح) الذي ألّفه الخطيب القزوينيّ، تلخيصاً لكتاب السّكّاكي القيّم المعروف ب (مفتاح العلوم) ..
وعندما نأتي إلى ترجمة حياة الرّجل، أعني: السّعد، نجد أنّ أكثر مَنْ تحدَّث عنه وعن مؤلَّفاته والآثار التي تركها، ولا سيّما القدماء من أرباب التراجم، لا يُحْصون له إلاّ شرْحيْن لهذا التلخيص، أحدهما: شرْحه المطوَّل، والآخر: شرْحه المُخْتصر.
ولكنّنا نعْرِف أنّ له شرْحاً آخر معْروفاً ب (الأطْول)، وهو مطْبوعٌ في الأسواق أيضاً .. (ولكنّني لم أحصل عليْه بعْدُ للأسف) ..
فالسّؤال الآن: لماذا لمْ يُعْرَف هذا الكتاب عن السّعْد التفتازانيّ؟! وهل هو له حقّاً؟! وما هو مستوى متانة هذا الشّرْح العلْميّة إذا ما قيس إلى أخويْه؟! وهل هو أطْول بكثير من المطوَّل؟؟
أفيدوني، هداكم الله ..
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[07 - 11 - 2007, 11:33 م]ـ
الذي أعرفه أن الأطول للعصام (ابن عربشاه) وليس للسعد، والله أعلم
ـ[عاملة]ــــــــ[09 - 11 - 2007, 08:38 م]ـ
شكراً جزيلاً على هذا الإيضاح ..
ـ[عبورعبور]ــــــــ[03 - 12 - 2007, 03:39 م]ـ
السلام عليكم اشكرك اخي العزيز على هذه المشاركة
واعتقد بانه يوجد مواقع ( http://www.ksu.edu.sa/sites/KSUArabic/Deanships/library/Pages/default.aspx) اخرى مفيدة في مجال المواضيع العامة التي تهم الشارع العربي.
: مرحبا ..................................................... واعتقد بانه يوجد مواقع ( http://www.ksu.edu.sa/sites/KSUArabic/Students/CurrentStds/Pages/Colleges.aspx) اخرى مفيدة.
مرحبا ..................................................... واعتقد بانه يوجد مواقع ( http://www.ksu.edu.sa/sites/KSUArabic/Students/CurrentStds/Pages/Colleges.aspx) اخرى مفيدة.(/)
أريد أمثلة في المجاز
ـ[عنتر الجزائري]ــــــــ[06 - 11 - 2007, 07:37 م]ـ
أريد أمثلة
نعلم أن العلاقة بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي قد تكون المشابهة وقد تكون غير المشابهة كما أن القرينة المانعة من إرادة المعنى الحقيقي تكون إما لفظية وإما حالية
لذلك أريد أمثلة تكون فيها العلاقة غير المشابهة وأمثلة تكون فيها القرينة لفظية وأخرى تكون فيها حالية
وجزاكم الله خيرا عما تفعلونه من أجل العلم
وهل في قوله تعالى (إن الأبرار لفي نعيم) مجاز وما هي علاقته وقرينته
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[06 - 11 - 2007, 09:28 م]ـ
إذا كانت العلاقة المشابهة فهذه استعارة إما تمثيلية مثل (إنك لا تجني من الشوك العنب) و إما مفردة مثل (الوقت يطير).
والقرينة هنا لفظية من ذكر يطير.
وإذا كانت العلاقة غير المشابهه فهذا مجاز مرسل وله علاقات خاصة: ـ
1ـ العلاقة الكلية / وهو أن يطلق لفظ الكل ويريد الجزء مثل توضات بماء البحر (فهنا أطلق الكل وهو لم يتوضأ بماء البحر كله ولكن بجزء منه.
2ـ العلاقة الجزئية / وهو أن يطلق لفظ الجزء ويريد الكل مثل: القى الخطيب كلمة (فالخطيب لم يلقِ كلمه واحده ولكن أريد هنا الخطبة.
3ـ العلاقة المحلة / وهي أن يذكر المكان الذي فيه الأشخاص- مثلاً - الذ يريد ذكره مثل: منتدى الفصيح يرحب بالضيوف الكرام (فالمنتدى ليس هو من يرحب ولكن الأعضاء الموجودين فيه.
4ـ العلاقة الحالية: وهي التي يذكرفيها حال من يريد مثل نزلتُ بالقوم فاكرموني. فهو هنا لم ينزل بالقوم وإنما نزل بالمكان الموجودين فيه القوم وهذه العلاقة عكس العلاقة المحلية.
5ـ علاقة ما كان / ويقصد بها ماكان عليه في الماضي والان تغير الحال مثل قوله تعالى (وآتوا اليتامى أموالهم) فهم في الماضي كانوا يتامى واليوم تجاوزوا هذه مرحلة اليتم بكبرهم.
6ـ علاقة ما سيكون / والمقصود بها ما سيكون حالهم في المستقبل مثل / الكفار في جهنم يتعذبون ويقصد هنا في المستقبل أي يوم القيامة ومثل يوم ينفخ في الصور وكذلك المثال الذي ذكرت- رعاك الله-.
7ـ العلاقة السببية / ويكون ما يقصد سبب في حدوث أمر معين مثل: قطفت الغيث. فخنا يقصد الثمر ولكنه ذكر الغيث الذي هو سبب في نمو الزرع.
8ـ العلاقة المسببية / ويذكر هنا الأمر الناتج من وقوع سبب ما. مثل / أمطرت السماء رزقاً. فذكر هنا رزقاً وهو الناتج من هطول المطر.
* فالأمثلة في المجاز المرسل القرينة فيها غالباً حاليه والاستعارة المفردة غالباً لفظية.
والله أعلى وأعلم
ـ[أبو طارق]ــــــــ[06 - 11 - 2007, 10:02 م]ـ
عليك بهذا الصيد ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=24189)
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[07 - 11 - 2007, 12:36 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[07 - 11 - 2007, 12:43 ص]ـ
أرى أن المجاز فى قوله تعالى " إن الابرار لفى نعيم "علاقته الحالية حيث عبر بالحال وأراد المحل فعبر عن الجنة بما فيها من نعيم وبعد فالعلل البلاغية لاتتزاحم وشكرا
ـ[عنتر الجزائري]ــــــــ[07 - 11 - 2007, 11:41 ص]ـ
شكرا لكم وجزاكم الله خيرا كثيرا
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[08 - 11 - 2007, 12:38 ص]ـ
شكرا لكم جميعاً
أخي الفاضل أبو ضحى كلامك صحيح ولكن ينبغي في العلاقة الحالية أن تكون واقعة أثناء الكلام وليست في المستقبل.
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[09 - 11 - 2007, 07:37 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وأرجو من الله الهدى والسداد لى ولكم الحالية بتشديد اللام هى كون الشىءداخلا وموجودا فى المكان ولاعبرها خالدون" والكلام فىبغية الايضاح للشيخ عبد المتعال الصعيدى وتبعه فىالتمثيل بهذا المثال الشيخ السيد أحمد الهاشمى صاحب جواهر البلاغة والمثال المذكور مشابه له وأنت عبرت بالقوم عن المكان وقلت هى عكس المحلية ولايشترط فى المحلية وقت لاماضى ولامستقبل فمن أين شرط الحال فى الحالية؟ ولم يقله أحد فيما نعلم أفيدونا أفادكم الله وجزاكم الله خيراة بالزمن وقد مثل لهاصاحب الايضاح بقوله تعالى "وأما الذين ابيضت وجوههم ففى رحمة الله هم في
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[09 - 11 - 2007, 07:44 ص]ـ
حصل فىالكلام تقديم وتأخير ولاعبرة بالزمن بعد كلمة المكان ثم تكمل وشكرا
ـ[عبورعبور]ــــــــ[03 - 12 - 2007, 03:37 م]ـ
السلام عليكم اشكرك اخي العزيز على هذه المشاركة
واعتقد بانه يوجد مواقع ( http://www.ksu.edu.sa/sites/KSUArabic/Deanships/library/Pages/default.aspx) اخرى مفيدة في مجال المواضيع العامة التي تهم الشارع العربي.
: مرحبا ..................................................... واعتقد بانه يوجد مواقع ( http://www.ksu.edu.sa/sites/KSUArabic/Students/CurrentStds/Pages/Colleges.aspx) اخرى مفيدة.
مرحبا ..................................................... واعتقد بانه يوجد مواقع ( http://www.ksu.edu.sa/sites/KSUArabic/Students/CurrentStds/Pages/Colleges.aspx) اخرى مفيدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سيف959]ــــــــ[19 - 04 - 2008, 10:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
من يجر لنا هده الا ستعارات.
ـ[هرمز]ــــــــ[07 - 11 - 2007, 06:49 م]ـ
قال ابو نواس:
و القيت عني ثياب الهدى و خضت بحورا من المنكر
و اقبلت اسحب ديل المجون و امشي على القصف في مئزر
ومثال قولك: اكتست حديقتنا حلة خضراء.
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[07 - 11 - 2007, 09:33 م]ـ
الله وجزاكم الله خيرا فى قوله ثياب الهدى استعاره مكنيه حيث شبه الهدى بإنسان له ثوب وحذف المشبه به واتى بشىء من لوازمه للمشبه
وقوله ذيل المجون شبه المجون بحيوان له ذيل وحذف المشبه به واتى بشىء من لوازمه للمشبه فهى استعاره مكنيه أيضا وقل ذلك فى اكتست حديقتنا حيث شبه الحديقه بفتاة تكتسى وإن شئت ان تجعلها استعارها تبعيه للفعل اكتست فلا ضير
وجزاكم الله خيرا
ـ[همس الجراح]ــــــــ[07 - 11 - 2007, 11:09 م]ـ
استعارة تصريحية في لفظ اكتست حيث شبه اخضرارها بالكسوة، ولا ننس أن في كل استعارة مكنية استعارة تصريحية، والعكس صحيح.(/)
أفيدوني أفادكم الله
ـ[عنتر الجزائري]ــــــــ[07 - 11 - 2007, 09:28 م]ـ
أريد أن افهم المجاز والاستعارة جيدا وقد كثرت طلباتي فارجوا أنها كانت خفيفة عليكم
وطلبي توضيح القرينة في هذا البيت الذي يحتوي على استعارتين تصريحيتين هل هي لفظية أم حالية
أقبل يمشي في البساط فما درى ***** إلى البحر يسعى أم إلى البدر يرتقي
وفي هذا البيت هل المجاز اللغوي في قوله ناظرا وحده بدرا
وقد نظرت بدر الدجى ورأيتها ***** فكان كلانا ناظرا وحده بدرا
وأخيرا ما نوع المجاز وعلاقته في قوله تعالى (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة)
ـ[عنتر الجزائري]ــــــــ[09 - 11 - 2007, 12:38 م]ـ
بالنسبة للبيت الأول والآية الكريمة أصبحت الصور واضحة إذ شبه المتنبي في البيت الأول سيف الدولة بأنه بحر و على انه بدر في رفعته وسموه وهما استعارتان تصريحيتان والقرينة أقبل يمشي
أما في الآية الكريمة فقد جعل للذل جناح من قبيل التشبيه بالطائر الذي يكسر جناحه ويخفضه. والمغزى واضح من الآية الكريمة فالله سبحانه وتعالى يريد من الأبناء أن
يطيعوا آبائهم و أن يتذللوا لهم كما تفعل الطير
وأخيرا أرجو أن تشرحوا لي المثال الثاني وتحديد الاستعارة فيه(/)
عندي بحث وأرجو المساعدة
ـ[عالية الاحساس]ــــــــ[08 - 11 - 2007, 02:55 م]ـ
:::
السلام عليكم عندي مو بحث انما تلخيص لعدد من المواضيع البلاغيه وهي الارصاد _ المقابله -التوريه -التجريد ارجو مساعدكم لي بذكر عددد من الامثله لكل نوع مع التعريف شاكره لكم
ـ[عالية الاحساس]ــــــــ[08 - 11 - 2007, 10:09 م]ـ
تكفون 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ردوا او ساعدوني بمرجع لعلم البديع علشان اطلعها
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[09 - 11 - 2007, 02:54 ص]ـ
- ارجعي إلى كتاب الإيضاح للخطيب القزويني
ـ[عالية الاحساس]ــــــــ[09 - 11 - 2007, 01:40 م]ـ
طيب ابي الرابط للكتاب لاني مالقيته او للموقع يوجد به الكتاب
ـ[محمد خليل العاني]ــــــــ[10 - 11 - 2007, 06:08 م]ـ
ارجعي الى كتاب (جواهر البلاغة لاحمد الهاشمي) و (البلاغة الواضحة لعلي الجارم ومصطفى امين).من خلال الروابط التالية ...............
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=18&book=63
والرابط الثاني .....
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=18&book=69
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[05 - 01 - 2008, 08:55 م]ـ
كذلك كتاب بغية الإيضاح لعبد المتعال الصعيدي(/)
" قرأت لك" بعض جوانب الإعجاز العلمي في سورة يوسف
ـ[محمد سعد]ــــــــ[09 - 11 - 2007, 07:08 م]ـ
بعض جوانب الإعجاز العلمي في سورة يوسف
أ. د / صلاح أحمد حسن
أستاذ العيون بكلية الطب جامعة أسيوط
ملاحظات عامة حول سورة يوسف عليه السلام
/1/ السورة ذكرت في كتاب الله كاملة بنفس اسم بطل أحداثها – يوسف عليه السلام – لأن:
1 - خط القصة الدرامي الأساسي متصل ...
2 - القصة مكتملة البناء الدرامي، من حيث التمهيد، ثم الثروة، ثم الانفراج ...
3 - وقائع القصة وأماكن حدوثها محددة ...
4 - أحداثها لا تمثل صراعاً عقائدياً (مثل فرعون / موسى) , ولكن صراعاً سلوكياً داخل أفراد الأسرة الواحدة ..
5 - ولأن شخصيتها المحورية والثانوية معدودة (يعقوب / يوسف / الإخوة / عزيز مصر وامرأته، صاحبا السجن / الملك).
/2/ الإشارة القرآنية المعجزة إلى ذكر القصة في كتاب الله بالعربية (لكون أبطالها لا يتكلمون العربية)، لتكون وقائعها، والعبر المستخلصة منها، في غاية الوضوح: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف: 2].
/3/ ولأن الهدف الأساسي من سورة يوسف هو العظة والعبرة، فقد حوت العديد من قواعد العلوم: طب، علم نفس، زراعة، إدارة، اجتماع، قانون، تشريع، عقيدة، وغيرها ..
/4/ السورة بلغت الإعجاز في النهاية الدرامية: فبعض الشخصيات ذكرت في نهاية مطافها (كيعقوب وإخوة يوسف)، وبعض النهايات تركت مفتوحة (كيوسف وامرأة العزيز).
/5/ يجب ملاحظة أن إخوة يوسف – برغم كل ما ارتكبوه من جرائم – كانوا مسلمين، لقوله تعالى: {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 133].
• لماذا هو أحسن القصص؟
يقول الله تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ... } [يوسف: 3]، فلماذا هو أحسن القصص؟
/1/ - لأنه من عند الله تعالى رب العالمين: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ}.
/2/ - ولأنه عبرة لأصحاب العقول: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي} [يوسف: 111]
/3/ - ولأن فيه صدق الحديث، والحدث، والأحداث: {مَا كَانَ حَدِيثاً ... } [يوسف: 111].
/4/ - ولأن فيه التفصيل والإحاطة بجوانب كثيرة (اجتماع – علم نفس – طب – قانون – اقتصاد – سياسة – غدارة – دين – أخلاق): {مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى} [يوسف: 111].
/5/ - ثم الهدى والرحمة للمؤمنين: { ... وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [يوسف: 111].
ـ[محمد سعد]ــــــــ[09 - 11 - 2007, 07:09 م]ـ
أولاً: يعقوب عليه السلام:
* تحذير يوسف عليه السلام من قصّ رؤياه على إخوته: {قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [يوسف: 5]، لأسباب عديدة:
أ- لأن الإخوة ليسوا أشقاء: {إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ}.
ب- لتدلل يوسف على أبيه الشيخ الكبير (عمر يوسف كان وقتها ما بين: 8 - 10 سنوات): {أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا} [يوسف: 8].
ج- لتواجد يوسف الدائم مع أبيه وعدم قيامه بالرعي مع إخوته: {قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ} [يوسف: 13].
* الأدب النبوي في رد المكائد إلى الشيطان: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [يوسف: 5].
* النبوءة:
أ- ببشارة النبوة: {وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ} [يوسف: 6].
ب- وكذا علم تفسير الأحلام: {وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ} [يوسف: 6].
ج- وإتمام نعمة النبوة على آل يعقوب وختماً بيوسف: {وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ} [يوسف: 6].
* الإيحاء لأبنائه بالذئب: {قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ} [يوسف: 13].
(يُتْبَعُ)
(/)
* موقف يعقوب من محنة يوسف عليهما السلام:
أ- فراسة المؤمن: {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً}.
ب- الاسترجاع والتسليم بقضاء الله والاستعانة بالله عند الابتلاء: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ} [يوسف: 18]
ج- تم تفويض الأمر لله: {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف: 64]، أي فالله خير حافظاً ليوسف من كل مكروه.
* محنة المجاعة:
أ- تقرير حقيقة الحسد وأخذ الحيطة للوقاية منه: {وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ} [يوسف: 67].
ب- ثم ترك النتائج لله: {وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ} [يوسف: 67]
ج- إحاطة يعقوب عليه السلام مسبقاً بالأحداث: {وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ} [يوسف: 68].
د- صدق إحساس يعقوب بعودة يوسف وأخيه: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً} [يوسف: 83].
* محنة العمى: {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} [يوسف: 84].
ملاحظات:
/1/ - العلاقة بين الانفعالات النفسية والأمراض العضوية (كالمياه البيضاء والمياه الزرقاء): {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ}، وكظم غيظ شديد {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} [يوسف: 84].
/2/ - الركون إلى حصن الله المتين عند الشدائد: {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [يوسف: 86].
/3/ - سلوكيات الكفيف:
1. الاعتماد على حاسة اللمس: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ}.
2. الظلام الحسي (العمى) والظلام المعنوي (عدم معرفة أي شيء عن يوسف).
3. تأهيل الكفيف.
4. اقتران الإحباط واليأس بالكفر: {وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87].
5. رهافةحواس أخرى عند الكفيف، كاللمس والشم: {وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ} [يوسف: 94].
* معجزة استرجاع الإبصار: {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً} [يوسف: 96].
* تأكيد يعقوب عليه السلام على سبق علمه بالأحداث: {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [يوسف: 96].
* نقاء وسماحة النبوة في كل الأحوال: {قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي} [يوسف: 98].
ـ[محمد سعد]ــــــــ[09 - 11 - 2007, 07:40 م]ـ
أولاً: يعقوب عليه السلام:
* تحذير يوسف عليه السلام من قصّ رؤياه على إخوته: {قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [يوسف: 5]، لأسباب عديدة:
أ- لأن الإخوة ليسوا أشقاء: {إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ}.
ب- لتدلل يوسف على أبيه الشيخ الكبير (عمر يوسف كان وقتها ما بين: 8 - 10 سنوات): {أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا} [يوسف: 8].
ج- لتواجد يوسف الدائم مع أبيه وعدم قيامه بالرعي مع إخوته: {قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ} [يوسف: 13].
* الأدب النبوي في رد المكائد إلى الشيطان: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [يوسف: 5].
* النبوءة:
أ- ببشارة النبوة: {وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ} [يوسف: 6].
ب- وكذا علم تفسير الأحلام: {وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ} [يوسف: 6].
ج- وإتمام نعمة النبوة على آل يعقوب وختماً بيوسف: {وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ} [يوسف: 6].
(يُتْبَعُ)
(/)
* الإيحاء لأبنائه بالذئب: {قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ} [يوسف: 13].
* موقف يعقوب من محنة يوسف عليهما السلام:
أ- فراسة المؤمن: {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً}.
ب- الاسترجاع والتسليم بقضاء الله والاستعانة بالله عند الابتلاء: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ} [يوسف: 18]
ج- تم تفويض الأمر لله: {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف: 64]، أي فالله خير حافظاً ليوسف من كل مكروه.
* محنة المجاعة:
أ- تقرير حقيقة الحسد وأخذ الحيطة للوقاية منه: {وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ} [يوسف: 67].
ب- ثم ترك النتائج لله: {وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ} [يوسف: 67]
ج- إحاطة يعقوب عليه السلام مسبقاً بالأحداث: {وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ} [يوسف: 68].
د- صدق إحساس يعقوب بعودة يوسف وأخيه: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً} [يوسف: 83].
* محنة العمى: {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} [يوسف: 84].
ملاحظات:
/1/ - العلاقة بين الانفعالات النفسية والأمراض العضوية (كالمياه البيضاء والمياه الزرقاء): {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ}، وكظم غيظ شديد {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} [يوسف: 84].
/2/ - الركون إلى حصن الله المتين عند الشدائد: {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [يوسف: 86].
/3/ - سلوكيات الكفيف:
1. الاعتماد على حاسة اللمس: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ}.
2. الظلام الحسي (العمى) والظلام المعنوي (عدم معرفة أي شيء عن يوسف).
3. تأهيل الكفيف.
4. اقتران الإحباط واليأس بالكفر: {وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87].
5. رهافةحواس أخرى عند الكفيف، كاللمس والشم: {وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ} [يوسف: 94].
* معجزة استرجاع الإبصار: {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً} [يوسف: 96].
* تأكيد يعقوب عليه السلام على سبق علمه بالأحداث: {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [يوسف: 96].
* نقاء وسماحة النبوة في كل الأحوال: {قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي} [يوسف: 98].
ـ[محمد سعد]ــــــــ[09 - 11 - 2007, 07:44 م]ـ
• ملاحظات عامة حول سورة يوسف عليه السلام:
/1/ السورة ذكرت في كتاب الله كاملة بنفس اسم بطل أحداثها – يوسف عليه السلام – لأن:
1 - خط القصة الدرامي الأساسي متصل ...
2 - القصة مكتملة البناء الدرامي، من حيث التمهيد، ثم الثروة، ثم الانفراج ...
3 - وقائع القصة وأماكن حدوثها محددة ...
4 - أحداثها لا تمثل صراعاً عقائدياً (مثل فرعون / موسى) , ولكن صراعاً سلوكياً داخل أفراد الأسرة الواحدة ..
5 - ولأن شخصيتها المحورية والثانوية معدودة (يعقوب / يوسف / الإخوة / عزيز مصر وامرأته، صاحبا السجن / الملك).
/2/ الإشارة القرآنية المعجزة إلى ذكر القصة في كتاب الله بالعربية (لكون أبطالها لا يتكلمون العربية)، لتكون وقائعها، والعبر المستخلصة منها، في غاية الوضوح: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف: 2].
(يُتْبَعُ)
(/)
/3/ ولأن الهدف الأساسي من سورة يوسف هو العظة والعبرة، فقد حوت العديد من قواعد العلوم: طب، علم نفس، زراعة، إدارة، اجتماع، قانون، تشريع، عقيدة، وغيرها ..
/4/ السورة بلغت الإعجاز في النهاية الدرامية: فبعض الشخصيات ذكرت في نهاية مطافها (كيعقوب وإخوة يوسف)، وبعض النهايات تركت مفتوحة (كيوسف وامرأة العزيز).
/5/ يجب ملاحظة أن إخوة يوسف – برغم كل ما ارتكبوه من جرائم – كانوا مسلمين، لقوله تعالى: {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 133].
• لماذا هو أحسن القصص؟
يقول الله تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ... } [يوسف: 3]، فلماذا هو أحسن القصص؟
/1/ - لأنه من عند الله تعالى رب العالمين: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ}.
/2/ - ولأنه عبرة لأصحاب العقول: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي} [يوسف: 111].
/3/ - ولأن فيه صدق الحديث، والحدث، والأحداث: {مَا كَانَ حَدِيثاً ... } [يوسف: 111].
/4/ - ولأن فيه التفصيل والإحاطة بجوانب كثيرة (اجتماع – علم نفس – طب – قانون – اقتصاد – سياسة – غدارة – دين – أخلاق): {مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى} [يوسف: 111].
/5/ - ثم الهدى والرحمة للمؤمنين: { ... وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [يوسف: 111].
أولاً: يعقوب عليه السلام:
* تحذير يوسف عليه السلام من قصّ رؤياه على إخوته: {قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [يوسف: 5]، لأسباب عديدة:
أ- لأن الإخوة ليسوا أشقاء: {إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ}.
ب- لتدلل يوسف على أبيه الشيخ الكبير (عمر يوسف كان وقتها ما بين: 8 - 10 سنوات): {أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا} [يوسف: 8].
ج- لتواجد يوسف الدائم مع أبيه وعدم قيامه بالرعي مع إخوته: {قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ} [يوسف: 13].
* الأدب النبوي في رد المكائد إلى الشيطان: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [يوسف: 5].
* النبوءة:
أ- ببشارة النبوة: {وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ} [يوسف: 6].
ب- وكذا علم تفسير الأحلام: {وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ} [يوسف: 6].
ج- وإتمام نعمة النبوة على آل يعقوب وختماً بيوسف: {وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ} [يوسف: 6].
* الإيحاء لأبنائه بالذئب: {قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ} [يوسف: 13].
* موقف يعقوب من محنة يوسف عليهما السلام:
أ- فراسة المؤمن: {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً}.
ب- الاسترجاع والتسليم بقضاء الله والاستعانة بالله عند الابتلاء: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ} [يوسف: 18]
ج- تم تفويض الأمر لله: {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف: 64]، أي فالله خير حافظاً ليوسف من كل مكروه.
* محنة المجاعة:
أ- تقرير حقيقة الحسد وأخذ الحيطة للوقاية منه: {وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ} [يوسف: 67].
ب- ثم ترك النتائج لله: {وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ} [يوسف: 67].
ج- إحاطة يعقوب عليه السلام مسبقاً بالأحداث: {وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ} [يوسف: 68].
(يُتْبَعُ)
(/)
د- صدق إحساس يعقوب بعودة يوسف وأخيه: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً} [يوسف: 83].
* محنة العمى: {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} [يوسف: 84].
ملاحظات:
/1/ - العلاقة بين الانفعالات النفسية والأمراض العضوية (كالمياه البيضاء والمياه الزرقاء): {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ}، وكظم غيظ شديد {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} [يوسف: 84].
/2/ - الركون إلى حصن الله المتين عند الشدائد: {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [يوسف: 86].
/3/ - سلوكيات الكفيف:
1. الاعتماد على حاسة اللمس: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ}.
2. الظلام الحسي (العمى) والظلام المعنوي (عدم معرفة أي شيء عن يوسف).
3. تأهيل الكفيف.
4. اقتران الإحباط واليأس بالكفر: {وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87].
5. رهافةحواس أخرى عند الكفيف، كاللمس والشم: {وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ} [يوسف: 94].
* معجزة استرجاع الإبصار: {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً} [يوسف: 96].
* تأكيد يعقوب عليه السلام على سبق علمه بالأحداث: {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [يوسف: 96].
* نقاء وسماحة النبوة في كل الأحوال: {قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي} [يوسف: 98].
ثانياً: يوسف عليه السلام:
تفرد الرؤيا عند الطفل يوسف عليه السلام: {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} [يوسف: 4].
1 - عدم تناسب الرؤيا من المرحلة السنية للطفل.
2 - جدية تلقي الرؤيا من الأب.
المحنة الأولى:
الجب: {فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ .. } [يوسف: 15].
المحنة الثانية:
الاسترقاق: {وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً} [يوسف: 19]، {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ} [يوسف: 20]. على اعتقاد أنه عبد آبق أو لخوفهم من سماسرة العزيز.
ملاحظات:
1 - كيف وصل يوسف إلى عزيز مصر؟ هل عن طريق البصاصين أم سماسرة تجار الرقيق الذين أحاطهم بطلبه؟
2 - فراسة عزيز (وزير) مصر في يوسف: {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ}.
3 - الإشارة ضمناً إلى قضية الإنجاب: {عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً}. نفس قول امرأة فرعون في موسى: {وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً} [القصص: 9].
4 - التمكين ليوسف في الأرض: {وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ} [يوسف: 21].
5 - تعليم تفسير الأحلام، إما وحياً وإما عن طريق معلمين في القصر: {وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ} [يوسف: 21].
6 - هبة الحكم والعلم: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آَتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 22].
7 - قانون رد الإحسان بالإحسان: {وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 22].
المحنة الثالثة:
الغواية: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} [يوسف: 23].
ملاحظات:
1 - هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ (الأصل الطيب: {قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ} [يوسف: 23].
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - دلالة ثانية للطب الشرعي في التاريخ: فحص ملابس المجني عليه: {وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ} [يوسف: 25].
المحنة الرابعة:
التحرش الجنسي الجماعي: {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} [يوسف: 33].
المحنة الخامسة:
السجن ظلماً (الاحتياطي): {ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآَيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ} [يوسف: 35].
ملاحظات:
1) واجب الدعوة إلى الله حتى في السجن: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [يوسف: 39].
2) إذاً فاسأل الله: {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ} [يوسف: 42].
3) علاقة الشيطان بالنسيان عند الإنسان:
أ- {وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 68].
ب- {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ} [يوسف: 42].
ج- {قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ... } [الكهف: 63].
د- {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ} [المجادلة: 19].
4) الإشارة إلى عدم أحقية العالِم (بكسر اللام الثانية) في حجب العلم أو الامتناع عن الفتوى لمن يطلبها.
5) اللين والأدب والحياء في التظلم إلى ولي الأمر: {فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} [يوسف: 50].
6) واجب استجلاء الأمور من ولي الأمر: {قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ}.
7) إعلان براءة يوسف: {قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ}.
8) اعتراف امرأة العزيز: {قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} [يوسف: 51].
9) تقريب الملك ليوسف: {فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ} [يوسف: 54].
10) مؤهلات تولي الإمارة: {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [يوسف: 55].
نعم الله على يوسف عليه السلام:
1) الخروج من السجن: {إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ ... } [يوسف: 100].
2) التمكين في الأرض: {فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ} [يوسف: 54]. {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [يوسف: 55].
3) لقاء الأشتات:
وقد يجمع الله شتيتين بعدما يظنان كل الظن أنهما لا يتلاقيا:
{وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ} [يوسف: 58].
4) الترغيب والترهيب لإخوانه:
أ- الترغيب: {وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ} [يوسف: 59].
ب-الترهيب: {فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ} [يوسف: 60].
5) اعتراف إخوته ضمناً بنفس أسلوبهم الإجرامي الذي اتبعوه مع يوسف: {قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ} [يوسف: 61].
6) الجزاء من جنس العمل: {فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ} [يوسف: 70].
أ- العقاب النفسي جزاء جرائمهم السابقة.
ب- لتطبيق قوانين مصر على أخيه (الاسترقاق).
(يُتْبَعُ)
(/)
ج- المكر الخير: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال: 30]. وقوله تعالى: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [آل عمران: 54].
7) انتقال أبويه وإخوته من البدو إلى الحضر: {وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ}.
8) الصلح مع إخوته: {مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي} [يوسف: 100].
9) الشكر له على النعم:
أ- الملك: {رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ}.
ب- علم تفسير الأحلام: {وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ}.
ج- نعمة الموت على الإسلام: {فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} [يوسف: 101].
ثالثاً: إخوة يوسف عليه السلام:
/1/ الجريمة الأولى في حق يوسف عليه السلام:
الشروع في قتل يوسف: وهي جريمة مكتملة الأركان، من حيث سبق الإصرار والترصد، قام فيها الجناة (إخوة يوسف) بعقد النية والاتفاق الجنائي بينهم، ورسم الجريمة وتنفيذها في أخيهم يوسف (عليه السلام).
أولاً: الدافع للجريمة: {إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ} [يوسف: 8]. لما ظنوه من قرب أبيهم من يوسف، وتدليله، وعدم جعله يشاركهم الرعي.
ثانياً: ارتباط السلوك الإجرامي بسوء الخلق: {إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [يوسف: 8].
ثالثاً: الاتفاق الجنائي واستعراض الخيارات: {اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً} [يوسف: 9].
رابعاً: نية التوبة بعد الجريمة: {وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ} [يوسف: 9]، وبزوغ القاعدة الفقهية: (الإصلاح بعد جريمة)، يقول تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً} [النساء: 17].
خامساً: اختلاف درجات الإجرام والمسؤولية الجنائية بين المجرمين في الجريمة الواحدة: {قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ} [يوسف: 10].
سادساً: خطوات تنفيذ الجريمة:
1) التمسكن للأب وإظهار الحب ليوسف: {قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ} [يوسف: 11].
2) الإغراء بالأكل واللعب (احتياجات الطفل الأساسية): {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ} [يوسف: 12].
3) والتعهد بالمحافظة عليه: {وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [يوسف: 12].
ملاحظات:
توصل إخوة يوسف بالغريزة إلى أحداث أبحاث التربية في تربية الطفل وهي:
1) أمانة المعلم على الطفل.
2) الرفق بالطفل عند النصح له.
3) توفير المأكل والملعب أهم من تلقي العلم في هذه السن الصغيرة (ارجع إلى حديث الرسول: (لاعبوهم على سبع، واضربهم على سبع، وصاحبهم على سبع)، والمثل الشعبي: (اديه رمحه وما تدهش قمحة!).
4) توفير السلام والحماية للطفل.
ملاحظات:
إخلال إخوة يوسف عليه السلام بجميع شروط العقد:
أ- تعهدوا بسلامة يوسف عليه السلام، وهم به متربصون.
ب- تعهدوا بالنصح له، وهم له كارهون.
ج- تعهدوا بالمحافظة عليه، وهم له مضيعون.
د- أخلوا بعهدهم في جعله يأكل ويلعب.
أكاذيب إخوة يوسف بعد الجريمة (الحبكة الدرامية):
1) الحضور عند العشاء يبكون (الرعاة لا يتأخرون – عادة – بعد المغرب إلا لأمر جلل): {وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ} [يوسف: 16].
2) اختلاف الرواية: {قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ} [يوسف: 17].
3) شكهم في أقوالهم: {وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ} [يوسف: 17].
4) أول دلالة للطب الشرعي في التاريخ: الدم الكذب: {وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ} [يوسف: 18].
/2/ الجريمة الثانية في حق يوسف عليه السلام:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - القذف: {قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ} [يوسف: 77].
2 - معرفة يوسف بسلوك إخوته: {قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَاناً} [يوسف: 77].
3 - اعتراف إخوة يوسف بفضله عليهم وسوء فعلهم: {قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آَثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ} [يوسف: 91].
4 - توبة إخوة يوسف واللجوء إلى أبيهم ليستغفر لهم: {قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ} [يوسف: 97].
رابعاً: بعض المظاهر السلوكية والاجتماعية للطبقة الراقية في سورة يوسف عليه السلام:
/1/ امرأة عزيز مصر (أسوأ النساء حظاً في التاريخ):
أ- صاحبة أول جريمة اغتصاب فاشلة تقوم بها امرأة لرجل في التاريخ.
ب- لم ترزق الذرية، وأوقعها حظها العاثر في غواية نبي معصوم.
ج- وصاحبة أخلد فضيحة، إذ صارت قرآناً يتلى حتى يوم الدين.
/2/ إن المرأة تأخذ المبادأة: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ} [يوسف: 23].
/3/ وإنها قد تكون الطرف الموجب: {وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ} [يوسف: 23]
/4/ وقد تكون مغتصبة: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} [يوسف: 24]. لكل فعل إنساني ثلاث مراحل: إدراك ووجدان ونزوع، ولقد أتمت امرأة العزيز الفعل بأكمله، ولكن الفعل وقف عند يوسف عند مرحلتي الإدراك والوجدان (مراحل نفسية داخلية)، وتوقف عند النزوع (حيث لا حساب)، لأمر أظهره له الله تعالى: {لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف: 24].
/5/ وقد تلجأ إلى المطاردة: {وَاسْتَبَقَا الْبَابَ} [يوسف: 25].
/6/ وقد تلجأ إلى العنف لتحقيق مرادها: {وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ} [يوسف: 25].
/7/ وقد تستخدم الكذب وقول الزور عند افتضاح أمرها: {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [يوسف: 25].
/8/ ولها من النفوذ ما يجعلها تقترح العقوبة: {إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [يوسف: 25]
/9/ ضعف شخصية الزوج: (إما لضعف شخصيته أو لعجزه الجنسي أو الخوف من تأثير الفضيحة على مستقبله السياسي) وعدم المقدرة على توجيه الاتهام مباشرة إلى زوجته فعد تكشف إدانتها واللجوء إلى تعميم الاتهام إلى عموم جنس المرأة: {فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} [يوسف: 28].
/10/ المساواة بين الجاني والمجني عليه، والهزل في توقيع العقاب: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ} [يوسف: 29].
/11/ الفراغ وشيوع النميمة بين نساء هذه الطبقة وكثرة القيل والقال: {وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً} [يوسف: 30].
/12/ نقل الوشايات: {فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ}.
/13/ البذخ والتعود على إقامة الحفلات واتباع أصول الإتيكيت، من إرسال للدعوات وإعداد تدابير الحفل: {أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً}.
/14/ تقدم فن الإتيكيت، وتقديم السرفيس لكل فرد في الأكل: {وَآَتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً}.
/15/ الجبروت في التعامل مع الرفيق والخدم: {وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ}.
/16/ الدراية بالرجال وشدة الانبهار بهم والتمييز بين كريم المحتد وغيره: {فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ} [يوسف: 31].
/17/ المكاشفة بالفحش وعدم الخجل منه، ولكن داخل نفس الطبقة: {قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ} [يوسف: 32].
(يُتْبَعُ)
(/)
/19/ الإصرار على ممارسة الفاحشة والتهديد باستخدام النفوذ لتحقيقها: {وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ} [يوسف: 32].
/20/ تلفيق التهم لأبرياء، حتى وإن ثبتت براءتهم: {ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآَيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ} [يوسف: 35].
/21/ الفساد السياسي (التعتيم على الجرائم وعدم رفعها إلى الملك): {قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} [يوسف: 50]. {قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ}.
/22/ الاعتراف بالحق حينما تتأزم الأمور: {قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} [يوسف: 51].
/23/ الاعتراف فيه راحة لجميع الأطراف: {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ} [يوسف: 52]. فإن كان القول لامرأة العزيز، ففي ذلك راحة لزوجها من شك الخيانة ورفع لرأسه أمام الملأ، وإن كان القول ليوسف عليه السلام، ففه رد لجميل عزيز مصر الذي آواه وأكرم مثواه.
/24/ أغفل القرآن الكريم حكم الملك في هذه القضية: لأسباب لا يعلمها إلا الله، وتجاوزه إلى أمره ليوسف أن يكون من أفراد الحكم {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي} [يوسف: 54]
خامساً: العلاج الواقي من الوقوع في الفواحش داخل البيوت من خلال سورة يوسف عليه السلام:
/1/ - الحذر من الإقامة الدائمة للخدم داخل البيوت، حتى ولو كانوا قد تربوا فيها صغاراً.
/2/ - عدم مشروعية التبني.
/3/ - عدم مشروعية الخلوة بالخدم.
/4/ - الحذر من الفراغ والنميمة وكثرة القيل والقال.
/5/ - غض البصر للرجل والمرأة، على حد سواء.
/6/ - الحذر من المجالس السيئة.
سادساً: القوانين الإلهية الأزلية في سورة يوسف:
/1/ - {إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [يوسف: 5].
/2/ - {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف: 21].
/3/ - {وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 22].
/4/ - {إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} [يوسف: 23].
/5/ - {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف: 24].
/6/ - {وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ} [يوسف: 52].
/7/ - {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} [يوسف: 53].
/8/ - {وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 56].
/9/ - {وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يوسف: 57].
/10/ - {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف: 64].
/11/ - {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ... } [يوسف: 67].
/12/ - {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} [يوسف: 76].
/13/ - {إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87].
/14/ - {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 90].
/15/ - {وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} [يوسف: 110].
أ. د / صلاح أحمد حسن
أستاذ العيون بكلية الطب جامعة أسيوط
• ملاحظات عامة حول سورة يوسف عليه السلام:
/1/ السورة ذكرت في كتاب الله كاملة بنفس اسم بطل أحداثها – يوسف عليه السلام – لأن:
1 - خط القصة الدرامي الأساسي متصل ...
2 - القصة مكتملة البناء الدرامي، من حيث التمهيد، ثم الثروة، ثم الانفراج ...
3 - وقائع القصة وأماكن حدوثها محددة ...
4 - أحداثها لا تمثل صراعاً عقائدياً (مثل فرعون / موسى) , ولكن صراعاً سلوكياً داخل أفراد الأسرة الواحدة ..
5 - ولأن شخصيتها المحورية والثانوية معدودة (يعقوب / يوسف / الإخوة / عزيز مصر وامرأته، صاحبا السجن / الملك).
(يُتْبَعُ)
(/)
/2/ الإشارة القرآنية المعجزة إلى ذكر القصة في كتاب الله بالعربية (لكون أبطالها لا يتكلمون العربية)، لتكون وقائعها، والعبر المستخلصة منها، في غاية الوضوح: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف: 2].
/3/ ولأن الهدف الأساسي من سورة يوسف هو العظة والعبرة، فقد حوت العديد من قواعد العلوم: طب، علم نفس، زراعة، إدارة، اجتماع، قانون، تشريع، عقيدة، وغيرها ..
/4/ السورة بلغت الإعجاز في النهاية الدرامية: فبعض الشخصيات ذكرت في نهاية مطافها (كيعقوب وإخوة يوسف)، وبعض النهايات تركت مفتوحة (كيوسف وامرأة العزيز).
/5/ يجب ملاحظة أن إخوة يوسف – برغم كل ما ارتكبوه من جرائم – كانوا مسلمين، لقوله تعالى: {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 133].
• لماذا هو أحسن القصص؟
يقول الله تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ... } [يوسف: 3]، فلماذا هو أحسن القصص؟
/1/ - لأنه من عند الله تعالى رب العالمين: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ}.
/2/ - ولأنه عبرة لأصحاب العقول: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي} [يوسف: 111]
/3/ - ولأن فيه صدق الحديث، والحدث، والأحداث: {مَا كَانَ حَدِيثاً ... } [يوسف: 111].
/4/ - ولأن فيه التفصيل والإحاطة بجوانب كثيرة (اجتماع – علم نفس – طب – قانون – اقتصاد – سياسة – غدارة – دين – أخلاق): {مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى} [يوسف: 111].
/5/ - ثم الهدى والرحمة للمؤمنين: { ... وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [يوسف: 111].
أولاً: يعقوب عليه السلام:
* تحذير يوسف عليه السلام من قصّ رؤياه على إخوته: {قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [يوسف: 5]، لأسباب عديدة:
أ- لأن الإخوة ليسوا أشقاء: {إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ}.
ب- لتدلل يوسف على أبيه الشيخ الكبير (عمر يوسف كان وقتها ما بين: 8 - 10 سنوات): {أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا} [يوسف: 8].
ج- لتواجد يوسف الدائم مع أبيه وعدم قيامه بالرعي مع إخوته: {قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ} [يوسف: 13].
* الأدب النبوي في رد المكائد إلى الشيطان: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [يوسف: 5].
* النبوءة:
أ- ببشارة النبوة: {وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ} [يوسف: 6].
ب- وكذا علم تفسير الأحلام: {وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ} [يوسف: 6].
ج- وإتمام نعمة النبوة على آل يعقوب وختماً بيوسف: {وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ} [يوسف: 6].
* الإيحاء لأبنائه بالذئب: {قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ} [يوسف: 13].
* موقف يعقوب من محنة يوسف عليهما السلام:
أ- فراسة المؤمن: {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً}.
ب- الاسترجاع والتسليم بقضاء الله والاستعانة بالله عند الابتلاء: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ} [يوسف: 18]
ج- تم تفويض الأمر لله: {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف: 64]، أي فالله خير حافظاً ليوسف من كل مكروه.
* محنة المجاعة:
أ- تقرير حقيقة الحسد وأخذ الحيطة للوقاية منه: {وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ} [يوسف: 67].
(يُتْبَعُ)
(/)
ب- ثم ترك النتائج لله: {وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ} [يوسف: 67]
ج- إحاطة يعقوب عليه السلام مسبقاً بالأحداث: {وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ} [يوسف: 68].
د- صدق إحساس يعقوب بعودة يوسف وأخيه: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً} [يوسف: 83].
* محنة العمى: {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} [يوسف: 84].
ملاحظات:
/1/ - العلاقة بين الانفعالات النفسية والأمراض العضوية (كالمياه البيضاء والمياه الزرقاء): {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ}، وكظم غيظ شديد {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} [يوسف: 84].
/2/ - الركون إلى حصن الله المتين عند الشدائد: {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [يوسف: 86].
/3/ - سلوكيات الكفيف:
1. الاعتماد على حاسة اللمس: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ}.
2. الظلام الحسي (العمى) والظلام المعنوي (عدم معرفة أي شيء عن يوسف).
3. تأهيل الكفيف.
4. اقتران الإحباط واليأس بالكفر: {وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87].
5. رهافةحواس أخرى عند الكفيف، كاللمس والشم: {وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ} [يوسف: 94].
* معجزة استرجاع الإبصار: {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً} [يوسف: 96].
* تأكيد يعقوب عليه السلام على سبق علمه بالأحداث: {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [يوسف: 96].
* نقاء وسماحة النبوة في كل الأحوال: {قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي} [يوسف: 98].
ثانياً: يوسف عليه السلام:
تفرد الرؤيا عند الطفل يوسف عليه السلام: {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} [يوسف: 4].
1 - عدم تناسب الرؤيا من المرحلة السنية للطفل.
2 - جدية تلقي الرؤيا من الأب.
المحنة الأولى:
الجب: {فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ .. } [يوسف: 15].
المحنة الثانية:
الاسترقاق: {وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً} [يوسف: 19]، {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ} [يوسف: 20]. على اعتقاد أنه عبد آبق أو لخوفهم من سماسرة العزيز.
ملاحظات:
1 - كيف وصل يوسف إلى عزيز مصر؟ هل عن طريق البصاصين أم سماسرة تجار الرقيق الذين أحاطهم بطلبه؟
2 - فراسة عزيز (وزير) مصر في يوسف: {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ}
3 - الإشارة ضمناً إلى قضية الإنجاب: {عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً}. نفس قول امرأة فرعون في موسى: {وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً} [القصص: 9].
4 - التمكين ليوسف في الأرض: {وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ} [يوسف: 21].
5 - تعليم تفسير الأحلام، إما وحياً وإما عن طريق معلمين في القصر: {وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ} [يوسف: 21].
6 - هبة الحكم والعلم: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آَتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 22].
7 - قانون رد الإحسان بالإحسان: {وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 22].
المحنة الثالثة:
(يُتْبَعُ)
(/)
الغواية: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} [يوسف: 23].
ملاحظات:
1 - هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ (الأصل الطيب: {قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ} [يوسف: 23].
2 - دلالة ثانية للطب الشرعي في التاريخ: فحص ملابس المجني عليه: {وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ} [يوسف: 25].
المحنة الرابعة:
التحرش الجنسي الجماعي: {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} [يوسف: 33]
المحنة الخامسة:
السجن ظلماً (الاحتياطي): {ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآَيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ} [يوسف: 35].
ملاحظات:
1) واجب الدعوة إلى الله حتى في السجن: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [يوسف: 39].
2) إذاً فاسأل الله: {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ} [يوسف: 42].
3) علاقة الشيطان بالنسيان عند الإنسان:
أ- {وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 68].
ب- {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ} [يوسف: 42].
ج- {قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ... } [الكهف: 63].
د- {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ} [المجادلة: 19].
4) الإشارة إلى عدم أحقية العالِم (بكسر اللام الثانية) في حجب العلم أو الامتناع عن الفتوى لمن يطلبها.
5) اللين والأدب والحياء في التظلم إلى ولي الأمر: {فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} [يوسف: 50].
6) واجب استجلاء الأمور من ولي الأمر: {قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ}.
7) إعلان براءة يوسف: {قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ}.
8) اعتراف امرأة العزيز: {قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} [يوسف: 51].
9) تقريب الملك ليوسف: {فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ} [يوسف: 54].
10) مؤهلات تولي الإمارة: {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [يوسف: 55].
نعم الله على يوسف عليه السلام:
1) الخروج من السجن: {إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ ... } [يوسف: 100].
2) التمكين في الأرض: {فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ} [يوسف: 54]. {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [يوسف: 55].
3) لقاء الأشتات:
وقد يجمع الله شتيتين بعدما يظنان كل الظن أنهما لا يتلاقيا:
{وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ} [يوسف: 58].
4) الترغيب والترهيب لإخوانه:
أ- الترغيب: {وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ} [يوسف: 59].
ب-الترهيب: {فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ} [يوسف: 60].
5) اعتراف إخوته ضمناً بنفس أسلوبهم الإجرامي الذي اتبعوه مع يوسف: {قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ} [يوسف: 61].
(يُتْبَعُ)
(/)
6) الجزاء من جنس العمل: {فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ} [يوسف: 70].
أ- العقاب النفسي جزاء جرائمهم السابقة.
ب- لتطبيق قوانين مصر على أخيه (الاسترقاق).
ج- المكر الخير: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال: 30]. وقوله تعالى: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [آل عمران: 54].
7) انتقال أبويه وإخوته من البدو إلى الحضر: {وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ}.
8) الصلح مع إخوته: {مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي} [يوسف: 100].
9) الشكر له على النعم:
أ- الملك: {رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ}.
ب- علم تفسير الأحلام: {وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ}.
ج- نعمة الموت على الإسلام: {فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} [يوسف: 101].
ثالثاً: إخوة يوسف عليه السلام:
/1/ الجريمة الأولى في حق يوسف عليه السلام:
الشروع في قتل يوسف: وهي جريمة مكتملة الأركان، من حيث سبق الإصرار والترصد، قام فيها الجناة (إخوة يوسف) بعقد النية والاتفاق الجنائي بينهم، ورسم الجريمة وتنفيذها في أخيهم يوسف (عليه السلام).
أولاً: الدافع للجريمة: {إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ} [يوسف: 8]. لما ظنوه من قرب أبيهم من يوسف، وتدليله، وعدم جعله يشاركهم الرعي.
ثانياً: ارتباط السلوك الإجرامي بسوء الخلق: {إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [يوسف: 8].
ثالثاً: الاتفاق الجنائي واستعراض الخيارات: {اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً} [يوسف: 9].
رابعاً: نية التوبة بعد الجريمة: {وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ} [يوسف: 9]، وبزوغ القاعدة الفقهية: (الإصلاح بعد جريمة)، يقول تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً} [النساء: 17].
خامساً: اختلاف درجات الإجرام والمسؤولية الجنائية بين المجرمين في الجريمة الواحدة: {قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ} [يوسف: 10].
سادساً: خطوات تنفيذ الجريمة:
1) التمسكن للأب وإظهار الحب ليوسف: {قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ} [يوسف: 11].
2) الإغراء بالأكل واللعب (احتياجات الطفل الأساسية): {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ} [يوسف: 12].
3) والتعهد بالمحافظة عليه: {وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [يوسف: 12].
ملاحظات:
توصل إخوة يوسف بالغريزة إلى أحداث أبحاث التربية في تربية الطفل وهي:
1) أمانة المعلم على الطفل.
2) الرفق بالطفل عند النصح له.
3) توفير المأكل والملعب أهم من تلقي العلم في هذه السن الصغيرة (ارجع إلى حديث الرسول: (لاعبوهم على سبع، واضربهم على سبع، وصاحبهم على سبع)، والمثل الشعبي: (اديه رمحه وما تدهش قمحة!).
4) توفير السلام والحماية للطفل.
ملاحظات:
إخلال إخوة يوسف عليه السلام بجميع شروط العقد:
أ- تعهدوا بسلامة يوسف عليه السلام، وهم به متربصون.
ب- تعهدوا بالنصح له، وهم له كارهون.
ج- تعهدوا بالمحافظة عليه، وهم له مضيعون.
د- أخلوا بعهدهم في جعله يأكل ويلعب.
أكاذيب إخوة يوسف بعد الجريمة (الحبكة الدرامية):
1) الحضور عند العشاء يبكون (الرعاة لا يتأخرون – عادة – بعد المغرب إلا لأمر جلل): {وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ} [يوسف: 16].
2) اختلاف الرواية: {قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ} [يوسف: 17].
(يُتْبَعُ)
(/)
3) شكهم في أقوالهم: {وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ} [يوسف: 17].
4) أول دلالة للطب الشرعي في التاريخ: الدم الكذب: {وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ} [يوسف: 18].
/2/ الجريمة الثانية في حق يوسف عليه السلام:
1 - القذف: {قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ} [يوسف: 77].
2 - معرفة يوسف بسلوك إخوته: {قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَاناً} [يوسف: 77].
3 - اعتراف إخوة يوسف بفضله عليهم وسوء فعلهم: {قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آَثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ} [يوسف: 91].
4 - توبة إخوة يوسف واللجوء إلى أبيهم ليستغفر لهم: {قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ} [يوسف: 97].
رابعاً: بعض المظاهر السلوكية والاجتماعية للطبقة الراقية في سورة يوسف عليه السلام:
/1/ امرأة عزيز مصر (أسوأ النساء حظاً في التاريخ):
أ- صاحبة أول جريمة اغتصاب فاشلة تقوم بها امرأة لرجل في التاريخ.
ب- لم ترزق الذرية، وأوقعها حظها العاثر في غواية نبي معصوم.
ج- وصاحبة أخلد فضيحة، إذ صارت قرآناً يتلى حتى يوم الدين.
/2/ إن المرأة تأخذ المبادأة: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ} [يوسف: 23].
/3/ وإنها قد تكون الطرف الموجب: {وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ} [يوسف: 23]
/4/ وقد تكون مغتصبة: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} [يوسف: 24]. لكل فعل إنساني ثلاث مراحل: إدراك ووجدان ونزوع، ولقد أتمت امرأة العزيز الفعل بأكمله، ولكن الفعل وقف عند يوسف عند مرحلتي الإدراك والوجدان (مراحل نفسية داخلية)، وتوقف عند النزوع (حيث لا حساب)، لأمر أظهره له الله تعالى: {لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف: 24].
/5/ وقد تلجأ إلى المطاردة: {وَاسْتَبَقَا الْبَابَ} [يوسف: 25].
/6/ وقد تلجأ إلى العنف لتحقيق مرادها: {وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ} [يوسف: 25].
/7/ وقد تستخدم الكذب وقول الزور عند افتضاح أمرها: {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [يوسف: 25].
/8/ ولها من النفوذ ما يجعلها تقترح العقوبة: {إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [يوسف: 25]
/9/ ضعف شخصية الزوج: (إما لضعف شخصيته أو لعجزه الجنسي أو الخوف من تأثير الفضيحة على مستقبله السياسي) وعدم المقدرة على توجيه الاتهام مباشرة إلى زوجته فعد تكشف إدانتها واللجوء إلى تعميم الاتهام إلى عموم جنس المرأة: {فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} [يوسف: 28].
/10/ المساواة بين الجاني والمجني عليه، والهزل في توقيع العقاب: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ} [يوسف: 29].
/11/ الفراغ وشيوع النميمة بين نساء هذه الطبقة وكثرة القيل والقال: {وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً} [يوسف: 30].
/12/ نقل الوشايات: {فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ}.
/13/ البذخ والتعود على إقامة الحفلات واتباع أصول الإتيكيت، من إرسال للدعوات وإعداد تدابير الحفل: {أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً}.
/14/ تقدم فن الإتيكيت، وتقديم السرفيس لكل فرد في الأكل: {وَآَتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً}.
/15/ الجبروت في التعامل مع الرفيق والخدم: {وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ}.
/16/ الدراية بالرجال وشدة الانبهار بهم والتمييز بين كريم المحتد وغيره: {فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ} [يوسف: 31].
(يُتْبَعُ)
(/)
/17/ المكاشفة بالفحش وعدم الخجل منه، ولكن داخل نفس الطبقة: {قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ} [يوسف: 32].
/19/ الإصرار على ممارسة الفاحشة والتهديد باستخدام النفوذ لتحقيقها: {وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ} [يوسف: 32].
/20/ تلفيق التهم لأبرياء، حتى وإن ثبتت براءتهم: {ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآَيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ} [يوسف: 35].
/21/ الفساد السياسي (التعتيم على الجرائم وعدم رفعها إلى الملك): {قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} [يوسف: 50]. {قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ}.
/22/ الاعتراف بالحق حينما تتأزم الأمور: {قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} [يوسف: 51].
/23/ الاعتراف فيه راحة لجميع الأطراف: {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ} [يوسف: 52]. فإن كان القول لامرأة العزيز، ففي ذلك راحة لزوجها من شك الخيانة ورفع لرأسه أمام الملأ، وإن كان القول ليوسف عليه السلام، ففه رد لجميل عزيز مصر الذي آواه وأكرم مثواه.
/24/ أغفل القرآن الكريم حكم الملك في هذه القضية: لأسباب لا يعلمها إلا الله، وتجاوزه إلى أمره ليوسف أن يكون من أفراد الحكم {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي} [يوسف: 54]
خامساً: العلاج الواقي من الوقوع في الفواحش داخل البيوت من خلال سورة يوسف عليه السلام:
/1/ - الحذر من الإقامة الدائمة للخدم داخل البيوت، حتى ولو كانوا قد تربوا فيها صغاراً.
/2/ - عدم مشروعية التبني.
/3/ - عدم مشروعية الخلوة بالخدم.
/4/ - الحذر من الفراغ والنميمة وكثرة القيل والقال.
/5/ - غض البصر للرجل والمرأة، على حد سواء.
/6/ - الحذر من المجالس السيئة.
سادساً: القوانين الإلهية الأزلية في سورة يوسف:
/1/ - {إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [يوسف: 5].
/2/ - {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف: 21].
/3/ - {وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 22].
/4/ - {إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} [يوسف: 23].
/5/ - {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف: 24].
/6/ - {وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ} [يوسف: 52].
/7/ - {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} [يوسف: 53].
/8/ - {وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 56].
/9/ - {وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يوسف: 57].
/10/ - {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف: 64].
/11/ - {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ... } [يوسف: 67].
/12/ - {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} [يوسف: 76].
/13/ - {إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87].
/14/ - {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 90].
/15/ - {وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} [يوسف: 110].
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[16 - 11 - 2007, 11:58 ص]ـ
لاحرمنا الله منك بوركت(/)
لو سمحتوااا ساعدوني ((عندي بحث))
ـ[آهات مجروح]ــــــــ[10 - 11 - 2007, 06:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمته الله وبركاته.
أخواني انا عندي بحث في ديوان ابن المعتز وهو استخراج التشبيهات وشرحها وبيان المعاني الغامضه .... ؟
ولكن بحثت ولم احصل على شي؟
ارجوا من اخواني ان يدلوني على مراجع احصل على مأريد من موضوعي؟
وجزاك الله عني خير الجزاء.
ـ[آهات مجروح]ــــــــ[20 - 11 - 2007, 10:41 م]ـ
يعني ماراح احد يرد علي؟؟؟؟؟؟
ـ[شهد ياسر]ــــــــ[09 - 12 - 2007, 07:26 ص]ـ
ممكن يا اخى تدخل على مكتبة يعسوب الدين علية السلام ومنها تكتب اسم ديوان ابن المعتزم أو أى اسم قريب من موضوع البحث وسيكون عندك عدة خيارات للبحث ولوفشلت عندى أستاذ متخصص فى عمل الأبحاث وعمل لى أنا شخصيا ولأصدقاء لى العديد من الأبحاث وطبعا مقابل أجر مادى لأن هذا عملة وشكرا
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[10 - 12 - 2007, 09:40 م]ـ
من فضلكم من يعسوب عليه السلام؟؟؟؟؟ ّ!!!!!!
أفيدوني
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[17 - 12 - 2007, 12:14 م]ـ
لم أتلق إجابة من أحد حول قولك يعسوب عليه السلام هل هو نبي أم رسول أجيبيني بالله.
ثم هل لك أن تدليني على الدكتور الذي قد يساعدني في بحثي.(/)
من القائل؟
ـ[سيدرا]ــــــــ[11 - 11 - 2007, 10:53 ص]ـ
من قائل هذا البيت؟
لا تاسفن على الزمان لطالما ....... رقصت على جثث الأسود كلاب
لا تحسبن برقصها بلغت مقامها ........ تبقى الأسود أسود والكلاب كلاب
ـ[محمد عبد العزيز محمد]ــــــــ[11 - 11 - 2007, 05:51 م]ـ
السلام عليكم أختى الفاضلة:
أولا: هو ليس بيتا وإنما هما بيتان.
ثانيا لم يقل أحد ذلك وإنما هو قولك أنت.
وربما كانا أنقاض بيتين لشاعر، ولكنك كسَّرت البيت الثاني أيما تكسير.
ربما كان الثاني:
لا تحسبن برقصها تعلو الذرا ........ فالأسد أسد والكلاب كلاب
مع خالص احترامي.
ـ[ايلاريا]ــــــــ[14 - 12 - 2007, 10:16 م]ـ
لست متأكدة ...
وحسب معلوماتي فقد قالها صدّام ...
لكنني لست اعلم اذا كان هو كاتبها
ـ[سيدرا]ــــــــ[27 - 12 - 2007, 01:53 م]ـ
أخي محمد عبد الغزيز
هو ليس قولي أنا ..........
وإنما وجدته أكثر من مرة وقرأته أكثر من مرة على هذه الصورة
ولطالما ذكرت هما أنقاض بيتين لشاعر فمن هو هذا الشاعر؟؟؟؟؟
مع خالص تحياتي(/)
أرجو من الإخوة إفادتي بأسرع وقت
ـ[(مناحي)]ــــــــ[11 - 11 - 2007, 06:08 م]ـ
اريد اعرف ملخص لابرز الكتب النقدية والبلاغية قديما مع بعض الاشارات البسيطة حول الكتاب
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[16 - 11 - 2007, 11:54 ص]ـ
عليك بالأخت وضحاء فى منتدى الأدب(/)
سؤال عن سر بلاغي في آية
ـ[يوسف العبدالله]ــــــــ[12 - 11 - 2007, 04:27 م]ـ
{ومنهم من يستمعون إليك أفأنت تسمع الصم ولوكانوا لا يعقلون}
* راعى معنى (من) فجمع في قوله: (من يستمعون)،فأعاد الضمير جمعا، والأكثر مراعاة لفظه كما في الآية التالية: (من ينظر)
* جملة (ولو كانوا) معطوفةعلى جملة (أفأنت تسمع) لا محل لها، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله، وليست الجملة حالية.
فهل من معين ...
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[12 - 11 - 2007, 09:43 م]ـ
راعى معنى (من) فجمع في قوله: (من يستمعون)،فأعاد الضمير جمعا، والأكثر مراعاة لفظه كما في الآية التالية: (من ينظر)
يقول ابن عاشور
" وقد أورد الشيخ ابن عرفة سؤالاً عن وجه التفرقة بين قوله: {من يستمعون} وقوله: {من يَنظر} إذ جيء بضمير الجمع في الأول وبضمير المفرد في الثاني. وأجاب عنه بأن الإسماع يكون من الجهات كلها وأما النظر فإنما يكون من الجهة المقابلة. وهو جواب غير واضح لأن تعدد الجهات الصالحة لأحد الفعلين لا يؤثر إذا كان المستمعون والناظرون متحدين ولأن الجمع والإفراد هنا سواء لأن مفاد (مَن) الموصولة فيهما هو من يصدر منهم الفعل وهم عدد وليس الناظر شخصاً واحداً.
والوجه أن كلا الاستعمالين سواء في مراعاة لفظ (من) ومعناها، فلعل الابتداء بالجمع في صلة (مَن) الأولى الإشارة إلى أن المراد ب (من) غير واحد معيَّن وأن العدول عن الجمع في صلة (من) الثانية هو التفنن وكراهية إعادة صيغة الجمع لثقلها لا سيما بعد أن حصل فهم المراد، أو لعل اختلاف الصيغتين للمناسبة مع مادة فعلي (يستمع) و (ينظر). ففعل (ينظر) لا تلائمه صيغة الجمع لأن حروفه أثقل من حروف (يَستمع) فيكون العدول استقصاء لمقتضى الفصاحة."
قال الشوكاني في فتح القدير
" قيل: والنكتة: كثرة المستمعين بالنسبة إلى الناظرين؛ لأن الاستماع لا يتوقف على ما يتوقف عليه النظر، من المقابلة وانتفاء الحائل وانفصال الشعاع، والنور الموافق لنور البصر "
* جملة (ولو كانوا) معطوفةعلى جملة (أفأنت تسمع) لا محل لها، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله، وليست الجملة حالية.
قال ابن عاشور
" و (لو) في قوله: {ولو كانوا لا يعقلون} وقوله: {ولو كانوا لا يبصرون}، وصلية دالة على المبالغة في الأحوال، وهي التي يكون الذي بعدها أقصى ما يعلق به الغرض. ولذلك يقدرون لتفسير معناها جملة قبل جملة (لو) مضمونها ضِد الجملة التي دخلت عليها (لو)، فيقال هنا: أفأنت تسمع الصم لَوْ كانوا يعقلون بل ولو كانوا لا يعقلون."
وقال أبو السعود في تفسيره
" وجوابُ لو في الجملتين محذوف لدلالة قوله تعالى: {تُسْمِعُ الصم} و {تَهْدِى العمى} عليه وكلٌّ منهما معطوفةٌ على جملة مقدرةٍ مقابلةٍ لها في الفحوى كلتاهما في موضع الحال من مفعول الفعلِ السابق، أي أفأنت تسمع الصم لو كانوا يعقلون ولو كانوا لا يعقلون، أفأنت تهدي العميَ لو كانوا يبصرون ولو كانوا لا يبصرون، أي على كل حال مفروضٍ، وقد حذفت الأولى في الباب حذفاً مطرداً لدِلالة الثانية عليها دِلالةً واضحةً فإن الشيءَ إذا تحقق عند تحققِ المانعِ أو المانع القويِّ فلأَنْ يتحققَ عند عدمِه أو عند تحققِ المانعِ الضعيفِ أولى، وعلى هذه النُكتةِ يدور ما في لو وأن الوصلتين من التأكيد"
دمت موفقا
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[16 - 11 - 2007, 12:18 م]ـ
حياكم الله أباسهيل(/)
أيهما أبلغ؟
ـ[الدرعمي]ــــــــ[14 - 11 - 2007, 05:06 م]ـ
أيهما أبلغ في الدلالة: جرح نازف؟ أم جرح راعف؟
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[05 - 01 - 2008, 08:53 م]ـ
أخي الدرعمي حياك الله فإني أرى أن النزيف أقوى في الدلالة على الكثرة من الرعاف لأن النزيف لا يبقى من المنزوف شيئا بخلاف الرعاف.
والله أعلم.
دمت موفقا
ـ[كايار]ــــــــ[06 - 01 - 2008, 03:44 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الدرعمي
إنّ الرعاف هو نوع من أنواع النزيف و هو نزيف الإنف.
فلا يجوز أن نقول أيّهما أبلغ في هذا الموطن.
و الله أعلم
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[06 - 01 - 2008, 01:04 م]ـ
بوركت أخي كايار على التنبه لهذا وبارك الله فيك فلم أتنبه له
لكن ألا يمكن أن يكون الجرح في الأنف.(/)
ما الفرق بين الاستعارتين ?
ـ[نذير طوبال الصغير]ــــــــ[14 - 11 - 2007, 08:12 م]ـ
الرجاء من الإخوة الكرام إفادتي بطريقة التفريق بين الاستعارة المكنية و الاستعارة التصريحية مع الشرح إن أمكن و شواهد من فضلكم
ـ[محمد سعد]ــــــــ[15 - 11 - 2007, 01:51 ص]ـ
استعارة تصريحية: وهي ما صرح فيها بذكر لفظ المشبه به (المستعار منه)، وحذف لفظ المشبه (المستعار له)، نحو: (الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)، فقد شبه الكفر بالظلمات والإيمان بالنور، بجامع عدم الهداية في الأول، ووجود الهداية في الثاني، وحذف المشبه (الكفر والإيمان) وأبقى بدله المشبه به (الظلمات والنور).
قال المتنبي مخاطبا ممدوحه وقد قابله:
لم أرَ قبلي من مشى البحر نحوه ..... ولا رجلا قامت تعانقه الاُسْدُ
لقد شبهه أولا بالبحر بجامع العطاء والجود، وشبهه ثانيا بالأسد على سبيل الاستعارة التصريحية، والقرينة المانعة من إرادة المعنى الحقيقي لفظية هي إسناد الفعل (مشى) إلى (البحر)، وإسناد الفعل (عانق) إلى (الأسد).
(ب) استعارة مكنية: وهي ما ذكر فيها لفظ المشبه وحذف منها لفظ المشبه به وأبقي شيء من لوازمه، نحو: (وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ)، شبه الغضب بإنسان ثم حذف المشبه به وأبقى شيئا من خصائصه، هو السكوت على سبيل الاستعارة المكنية، وقرينتها المانعة من إرادة المعنى الحقيقي هو إسناد الفعل (سكت) إلى لفظ (الغضب). وقال ابو ذؤيب الهذلي:
وإذا المنية انشبت أظفارها .... ألفيت كل تميمة لا تنفعُ
شبه المنية بحيوان مفترس بجامع الإهلاك وحذف المشبه به (الحيوان المفترس) وأبقى شيئا من لوازمه وهو (الأظفار)، والقرينة المانعة من إرادة المعنى الحقيقي لفظية هي إسناد الفعل (أنشب) إلى لفظ (المنية). وقال الشاعر:
لا تعجبي يا سلم من رجل .... ضحك المشيب برأسه فبكى
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[16 - 11 - 2007, 11:50 ص]ـ
أشكر الأخ الفاضل محمد سعد على جمال عرضه السهل الممتنع
ـ[القضاعي]ــــــــ[22 - 11 - 2007, 06:32 م]ـ
أزيدك معنى أخذته من أحد الاساتذة قديماً يقول:
الاستعارة التصريحية مشتقة من المصدر، و التبعية مشتقة من الفعل، و الكنائية شيء آخر من لوازم المشبة به.
ـ[نذير طوبال الصغير]ــــــــ[24 - 11 - 2007, 01:33 م]ـ
أشكر الإخوة الكرام على ردهم و جازاهم الله خيرا كثيرا
ـ[سيدرا]ــــــــ[06 - 12 - 2007, 02:26 م]ـ
لكن اخي محمد توجد استعارة مكنية في تعانقه الأسد
وايضاً استعارة تصريحية في " ولما سكت عن موسى الغضب"
حيث شبه انتهاء الغضب بالسكوت
ـ[هاني السمعو]ــــــــ[06 - 12 - 2007, 03:51 م]ـ
أخي محمد بارك الله فيك ... (مشى البحر) أليس فيها أيضا استعارة مكنية
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[17 - 12 - 2007, 12:26 م]ـ
يصح أن تكون من قبيل الاستعارة المكنية حيث شبه البحر بإنسان ثم حذف المشبه به ورمز إليه بشيء من لوازمه وهو المشي.
لكنا إن اعتبرنها تصريحية لا يمكننا في الوقت ذاته أن نعتبرها مكنية والعكس
بوركت جهودكم جميعا
ـ[الصياد2]ــــــــ[21 - 12 - 2007, 02:19 م]ـ
يصح أن تكون من قبيل الاستعارة المكنية حيث شبه البحر بإنسان ثم حذف المشبه به ورمز إليه بشيء من لوازمه وهو المشي.
لكنا إن اعتبرنها تصريحية لا يمكننا في الوقت ذاته أن نعتبرها مكنية والعكس
بوركت جهودكم جميعا
لكن الايجوز بكل استعارة مكنية وجود استعارة تصريحية واليك المثال
تكلم الاسد
الاسد توجد فيه استعارة مكنية
تكلم الذي هو لازم التشبيه استعارة تصريحية اي شبه الزؤار بالكلام الإنساني
فكانه قال زار الاسد ثم شبه الزؤار بالكلام الانساني وبشكل تفريعي تشبه الاسد بالانسان وصارالكلام لازما للتشبيه والاستعارة
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[25 - 12 - 2007, 04:38 م]ـ
الايجوز بكل استعارة مكنية وجود استعارة تصريحية أخي الحبيب الصياد يدلك على ذلك السياق
لكن إن جاز إجرؤهما في العبارة الواحدة فلك أن تعتمد أحدهما دون اعتماد الأخرى
لإنك إن قلت مشى البحر
ففد اسند المشي إلى البحر
فأقول يريد تتابع وصول خيرات البحر إليه ففي مشى استعارة تبعيه حيث شبه تتابع الخيرات بالمشي وقرينة ذلك عقلية حيث إن البحر لا يمشي.
في هذه الحالة لا يمكنك أن تجرى الاستعارة وتقول أن كلمة البحر استعارة مكنية لأنك حين جعلت الاستعارة في لفظ مشى بنيت الكلام على أن المراد في السياق على الحقيقة تتابع خيرات البحر الذي هو البحر على الحقيقة.
أما إن كان لم يدلك الكلام على أن البحر هو الحقيقة وكان المعنى مشى رجل كريم جواد يشبه البحر كان المشي في الكلام على الحقيقة ولا يوجد فيه استعارة وكانت الاستعارة في لفظ البحر وتكون بذلك استعارة مكنية
لكن أخي لا يمكنك إجراء الاستعارتين عللا أنهما مرادين دفعة واحدة في التعبير الواحد أو أنهما مقصودتين معا
وإن كانت تخالفني أو لم يكن كلامي واضحا فأنا في انتظارك
أحبك في الله
دمت موفقا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قاسم أحمد]ــــــــ[30 - 12 - 2007, 08:54 م]ـ
لكن اخي محمد توجد استعارة مكنية في تعانقه الأسد
وايضاً استعارة تصريحية في " ولما سكت عن موسى الغضب"
حيث شبه انتهاء الغضب بالسكوت
-------------------
كان عليك أن تعكس الوضعيتين فالأولى تصريحية والثانية مكنية.(/)
بلاغة آية
ـ[أبوالركاب]ــــــــ[15 - 11 - 2007, 02:41 م]ـ
قال تعالى ((ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)) وقال جل جلاله ((تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام)).
فنلاحظ أن كلمة ذي جاءت صفة للمضاف في الآية الأولى وصفة للمضاف إليه في الآية الثانية.
أبحث عن التفسير البلاغي لما ذكر.
ـ[القضاعي]ــــــــ[22 - 11 - 2007, 06:21 م]ـ
أظنها صفة ل"وجه" في الآية الأولى، و صفة ل"ربك" في الثانية، فلهذا رفعت في الأولى و كسرت في الثانية.
و الله أعلم.
ـ[أبوالركاب]ــــــــ[23 - 11 - 2007, 02:54 ص]ـ
هذا واضح ولكن لماذا؟
ثم إنها جرت في الثانية ولم تكسر.
لك خالص شكري على مداخلتك.
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[23 - 11 - 2007, 03:46 ص]ـ
(تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ)
قرأ ابن عامر. وأهل الشام (ذو) بالرفع على أنه وصف للاسم
على هذه القراءة (ذو) صفة للمضاف في الآيتين
يقول الرازي
المسألة الخامسة: القراءة المشهورة ههنا: {ذِى الجلال} وفي قوله تعالى: {ويبقى وَجْهُ رَبّكَ ذُو الجلال} لأن الجلال للرب، والاسم غير المسمى، وأما وجه الرب فهو الرب فوصف هناك الوجه ووصف ههنا الرب، دون الاسم ولو قال: ويبقى الرب لتوهم أن الرب إذا بقي رباً فله في ذلك الزمان مربوب، فإذا قال وجه أنسى المربوب فحصل القطع بالبقاء للحق فوصف الوجه يفيد هذه الفائدة، والله أعلم.
لكن هذا التوجيه لا يسلم لأن قوله (الاسم غير المسمى) مردود عليه
وإليك كلام شيخ الإسلام ابن تيمية حول هذه العبارة
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=12294
ـ[أبوالركاب]ــــــــ[23 - 11 - 2007, 11:31 ص]ـ
شكر الله لك يا أباسهيل وغفر لك(/)
استعارة ام تشبيه
ـ[هرمز]ــــــــ[15 - 11 - 2007, 07:18 م]ـ
في قولنا
اتخدت الكتاب صديقا
تشبيه ام استعارة
ـ[عنتر الجزائري]ــــــــ[15 - 11 - 2007, 07:29 م]ـ
ربما هي استعارة مكنية فالقائل هنا يشبه الكتاب بالإنسان الصديق فلم يصرح بالمشبه ورمز له ب (صديقا)
والله أعلم
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[16 - 11 - 2007, 11:39 ص]ـ
الكتاب صديق" تشبيه بليغ محذوف الوجه والأداة كقولك "محمد أسد" وفقكم الله
ـ[نديم العلم]ــــــــ[17 - 11 - 2007, 09:47 ص]ـ
أصل الاستعارة تشبيه حذف أحد طرفيه ووجه الشبه وأداته، لكنه أبلغ من التشبيه ...
،،، والله أعلم،،،
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[05 - 01 - 2008, 08:47 م]ـ
لا أراه تشبيها وأوافق الأخ عنتر على أنه من باب الاستعارة المكنية.
وإن كان من الممكن أن يكون من التشبيه على اعتبار الكتاب كالصديق فهو مرجوح عندي
والله أعلم.
ـ[كايار]ــــــــ[06 - 01 - 2008, 03:39 ص]ـ
أنا أرى أنّه تشبيه لأنّ القائل يشبه الكتاب بالصديق بشكل مباشر و لا يشبه الكتاب بإنسان
و إذا كان الكلام يؤول بالصريح فلا ضرورة للتأويل و التشبيه تصريح و الاستعارة تأويل
و الله أعلم
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[06 - 01 - 2008, 01:08 م]ـ
أنا أخالفك أخي لأن التعبير في غير ذلك يقال اتخذت محمدا صديقا
فأراد أن يشبه الكتاب بمحمد في كونه صديقا فقال ما قال فشبه الكتاب بمحمد ثم اجر الاستعارة الكنية.
والله أعلم.
ـ[هرمز]ــــــــ[09 - 01 - 2008, 07:59 م]ـ
ارى و انى السائل: ان العبارة تشبيه تقديره كصد يق يؤنسني فكلا الطرفين مدكور و الاداة هي الفعل اتخد و الله اعلم و من الاستعارة قول الشاعر و هو شبيهه: لنا جلساء لا نمل حديثهم ........ الخ.
و هدا في وصفه للكتب او الكتاب على سبيل الا ستعارة النصريحية. وقل ربي زدني علما.(/)
التورية المُجرَّدة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[16 - 11 - 2007, 05:42 م]ـ
أنواع التورية والتورية أربعة أنواع: مجردة، ومرشحة، ومبينة، ومهيأة،
النوع الأول: التورية المجردة: وهي التي لم يذكر فيها لازم من لوازم المورى به وهو المعنى القريب ولا من لوازم المورى عنه وهو المعنى البعيد وأعظم أمثلة هذا النوع قوله تعالى: " الرحمن على العرش استوى" لأن الاستواء على معنيين أحدهما الاستقرار في المكان وهو المعنى القريب والثاني الاستيلاء والملك وهو المعنى
البعيد المورى عنه وهو المراد لأن الحق سبحانه منزه عن المعنى الأول ولم يذكر من لوازم هذا شيئا ولا من لوازم ذاك فالتورية مجردة بهذا الاعتبار.
ومنه قول النبي في خروجه إلى بدر وقد قيل له " ممن أنتم فلم يرد أن يعلم السائل فقال: من ماء وأراد أنا مخلوقون من ماء فورى عنه بقبيلة من العرب يقال لها ماء.
ومن ذلك قول أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) في الهجرة وقد سئل عن النبي فقيل من هذا فقال هاد يهديني أراد أبو بكر هاديا يهديني إلى الإسلام فورى عنه بهادي الطريق الذي هو الدليل في السفر
ـ[د/أم عبدالرحمن]ــــــــ[17 - 11 - 2007, 10:13 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء، وفي انتظار تسليط الضوء على بقية أنواع التورية(/)
التشبيه البليغ والمجمل
ـ[صاعد القمم]ــــــــ[16 - 11 - 2007, 06:39 م]ـ
هل كل تشبيه بليغ يعد مجملاً؟ أرجو الإفادة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[17 - 11 - 2007, 09:38 ص]ـ
أشكال التشبيه البليغ
يقع التشبيه البليغ في الكلام على أربعة أشكال:
الشكل الأول: و فيه بأتي التشبيه على شكل مفعول مطلق
هجم الجندي هجومَ الأسد.
(و ترى الجبال تحسبها جامدةً و هي تمرُّ مرَّ السحاب).
المشبه أداة التشبيه المشبه به وجه الشبه
هجم الجندي + هجومَ الأسد (مفعول مطلق) +
حال مرور الجبال + مرّ السحاب (مفعول مطلق) +
و معنى ذلك: أنَّ الجبالَ ستُرَى يوم ينفخ في الصور و هي تسير في الهواء محمولةً كسير السحاب الذي تدفعه الرياح.
الشكل الثاني ـ و هو الذي يكون فيه المشبه به مضافا إلى المشبه.
لبس وليدُ ثوبَ العافية.
المشبه أداة التشبيه المشبه به وجه الشبه
العافية + ثوبَ (مضاف) +
و التقدير: لبث ولدُ العافيةَ كثوبٍ جميلٍ.
و قال الشاعر: إنَّ بنيَّ ضرجوني بالدم من يلق آسادَ الرجالِ يُكْلَم
المشبه أداة التشبيه المشبه به وجه الشبه
الرجال + آساد (مضاف) +
الشكل الثالث ـ و هو الذي يكون المشبه به في التشبيه البليغ حالاً.
حملَ القائدُ على أعدائِه أسدًا.
المشبه أداة التشبيه المشبه به وجه الشبه
القائدُ + أسدًا (حال) +
الشكل الرابع ـ و يأتي الشبيه البليغ على شكل مبتدأ و خبر.
حديثك شهد.
المشبه أداة التشبيه المشبه به وجه الشبه
حديثك (مبتدأ) + شهدٌ (الخبر) +
شاع بؤسُ الأطفالِ و البؤسُ داءٌ # لو أُتيحَ الطبيبُ غيرُ عضال
أنِّ بؤسَ الأطفالِ لا يكونُ داءً عضالاً لو أنه وُجِدَ من يعالجهُ و ذلك بالقضاء على أسبابه.
تقدير الأداة في التشبيه البليغ
إنَّ تقدير الأداة في التشبيه البليغ المكوَّن من المبتدأ و الخبر يأتي على نوعين:
النوع الأول ـ لا يصعبُ فيه تقدير الأداة، و ذلك إذا كان المشبه به خبرًا مفردًا غير مضاف.
و معنى ذلك: إذا قلتَ: حديثُكَ شهرٌ. فإنك تقول عندَ تقدير الأداة: حديثك كالشهر.
النوع الثاني ـ و هو الذي يكون فيه المشبه مبتدأً، و المشبه به خبرًا مكوّنًا من مضاف و مضاف إليه.
و هذا النوع يستعمل في أسلوبين:
إذا كان مضاف إليه معرفةً فإنه يجوز عند تقدير الأداة الإبقاءُ على المضاف إليه كما هو، أو تقديمه على المضاف.
و معنى ذلك: إذا قُلْتَ: أنتَ حصنُ الضعفاء.
فإنك تستطيع أنْ تقولَ: أنتَ كحصنً للضعفاء. أو أنت للضّعفاءِ كحصن.
ما إذا كان المضاف إليه نكرة فإنه عند تقديم الأداة لا يجوز فيه إلاَّ وجهٌ واحد، و هذا الوجه هو: أن تقدّم المضاف إليه على المضاف.
و معنى ذلك: إذا قُلْتَ: أنت بحرُ بلاغةٍ. فإنك تقول: أنت في البلاغةِ كبحر.
ـ[صاعد القمم]ــــــــ[17 - 11 - 2007, 12:27 م]ـ
جزيت خيراً، ولكن ما زال السؤال قائماً، التشبيه البليغ يحذف فيه وجه الشبه وأداة التشبيه، والتشبيه المجمل يحذف فيه وجه الشبه، فمتى يقال هذا تشبيه بليغ فقط، ومتى يقال هذا تشبيه بليغ مجمل؟
ـ[د/أم عبدالرحمن]ــــــــ[17 - 11 - 2007, 02:12 م]ـ
التشبيه باعتبار وجه الشبّه
ينقسم التشبيه باعتبار (وجه الشبه) الى ستة أقسام:
1 ـ تشبيه التمثيل، وهو ما كان وجه الشبه منتزعاً من متعدّد، كقوله:
وما المرء إلا كالشهاب وضوئه يوافي تمام الشهر ثم يغيب
فشبّه الانسان في أدواره بالقمر في أطواره: هلالاً، وبدراً، ومحاقاً، فسرعة الفناء هو وجه الشبه المنتزع من أحوال القمر.
2 ـ تشبيه غير التمثيل، وهو ما لم يكن منتزعاً من متعدّد، نحو: (زيد كالاسد) فوجه الشبه الشجاعة وهو لم ينتزع من متعدّد.
3 ـ التشبيه المفصل، وهو ما ذكر فيه وجه الشبه أو ملزومه، كقوله:
يده كالسحب جوداً وإذا ما جاد أغرب
وكقوله للكلام الفصيح: (هو كالعسل حلاوة) فإنّ وجه الشبه فيه هو لازم الحلاوة وهو ميل الطبع، لا الحلاوة الّتي هي ملزوم لوجه الشبه.
4 ـ التشبيه المجمل، وهو مالم يذكر فيه وجه الشبه ولا ما يستلزمه، كقوله:
إنما الدنيا كبيت نسجته العنكبوت ولعمري عن قريب كلّ من فيها يموت
وكقوله: (هم كالحلقة المفرغة لا يدرى أين طرفاها) أي: متساوون في الشرف.
5 ـ التشبيه القريب المبتذل، وهو ما كان وجه الشبه فيه واضحاً لا يحتاج إلى فكر وتأمل، كتشبيه الجود بالمطر، إلا أن يتصرّف المتكلّم فيه بحيث يخرجه عن الابتذال، كقوله:
لم تلق هذا الوجه شمس نهارنا إلا بوجه ليس فيه حياء
فإنّ تشبيه الوجه الحسن بالشمس مبتذل، إلا ان التصرّف فيه بإدخال الحياء أخرجه عن الابتزال.
6 ـ التشبيه البعيد الغريب، وهو ما كان وجه الشبه فيه يحتاج إلى فكر وتأمّل، كقوله:
والشمس كالمرآة في يكف الاشل تمشي على السماء من غير وجل
فإن تموج النور حين طلوع الشمس وتشبيهه بالمرآة في اليد المرتعشة التي تتموّج انعكاساتها، يحتاج إلى فكر وتأمّل.
التشبيه باعتبار أداته
وينقسم (التشبيه) باعتبار أداته إلى ثلاثة أقسام:
1 ـ التشبيه المرسل، وهو ما ذكرت فيه الاداة، وتسميته بالمرسل، لإرساله عن التأكيد، نحو:
ألا إنما الدنيا كمنزل راكب أناخ عشيّاً وهو في الصبح يرحل
2 ـ التشبيه المؤكّد، وهو ما حذفت منه أداة التشبيه، كقوله:
إنما الدنيا أبو دلف بين باديه ومحتضره
فإذا ولّى أبو دلف ولّت الدنيا على أثره
ويسمى (مؤكّداً) لإيهامه أن المشّبه عين المشبّه به.
3 ـ التشبيه البليغ، وهو ما حذف فيه أداة التشبيه ووجه الشبه، ويسمّى بليغاً، لبلوغه نهاية الحسن والقبول، لقوّة المبالغة في التشبيه، حتى يظن أن المشبه هو المشبه به، كقوله:
فاقضوا مآربكم عجالاً انما أعماركم سفر من الاسفار
وبناء على ماتقدم يمكن التفريق بين التشبيه المجمل والتشبيه البليغ في كون التشبيه البليغ ماحذفت منه أداة التشبيه ووجه الشبه، أما التشبيه المجمل فهو ماحذف منه وجه الشبه فقط، ولذلك يمكن القول بأن كل تشبيه بليغ مجمل وليس كل تشبيه مجمل بليغا.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صاعد القمم]ــــــــ[17 - 11 - 2007, 04:26 م]ـ
جزيت الجنة د. أم عبد الرحمن على هذه الإجابة الوافية الشافية الكافية.
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[01 - 01 - 2008, 01:50 م]ـ
فلنعم الجواب بارك الله فيك(/)
بلاغة " ذكر المناسبة "
ـ[محمد سعد]ــــــــ[16 - 11 - 2007, 07:51 م]ـ
ذكر المناسبة
ذكرالمناسبة على ضربين: مناسبة في المعاني ومناسبة في الألفاظ فالمعنوية: هي أن يبتدئ المتكلم بمعنى ثم يتمم كلامه بما يناسبه معنى دون لفظ، وهذا النوع كثير في كتاب الله قال تعالى: " أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات أفلا يسمعون * أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون* فانظر إلى قوله سبحانه وتعالى في صدر الآية التي هي للموعظة: " أولم يهد لهم " ولم يقل " أولم يروا " لأن الموعظة سمعية وقد قال بعدها أفلا يسمعون وانظر كيف قال في صدر الآية التي موعظتها مرئية " أولم يروا " وقال بعد الموعظة البصرية " أفلا يبصرون"
ـ[محمد سعد]ــــــــ[16 - 11 - 2007, 07:56 م]ـ
ومن محاسن الأمثلة المعنوية قول أبي الطيب المتنبي:
على سابح موج المنايا بنحره =غداة كان النبل في صدره وبل
فإن بين لفظة السباحة ولفظتي الموج والوبل تناسبًا معنويًا صار البيت به متلاحمًا(/)
كلٌ ...... ؟
ـ[أحلام]ــــــــ[16 - 11 - 2007, 08:14 م]ـ
:::
كلُّ ما عَلاك فأظلَّك فهو سماء
كلُّ أرض مُسْتَوِيَةٍ فهي صَعيد
كلُّ حاجِزِ بَينَ الشَيْئينِ فَهو مَوْبِق
كل بِناءَ مُرَبَّع فهوَ كَعْبَة
كلُّ بِنَاءٍ عال فهوَ صَرْحٌ
كلُ شيءٍ دَبَّ على وَجْهِ الأرْضِ فهو دَابَّةٌ
كلُّ ما غَابَ عن العُيونِ وكانَ مُحصَّلا في القُلوبِ فهو غَيْب
كلُّ ما يُسْتحيا من كَشْفِهِ منْ أعضاءِ الإِنسانِ فهوَ عَوْرة
كلُّ ما أمْتِيرَ عليهِ منَ الإِبلِ والخيلِ والحميرِ فهو عِير
كلُّ ما يُستعارُ من قَدُومٍ أو شَفْرَةٍ أو قِدْرٍ أو قَصْعَةٍ فهو مَاعُون
كلُّ حرام قَبيحِ الذِّكرِ يلزَمُ منه الْعارُ كثَمنِ الكلبِ والخِنزيرِ والخمرِ فهوَ سُحْت
كلُّ شيءٍ منْ مَتَاعِ الدُّنْيا فهو عَرَض
كلُّ أمْرٍ لا يكون مُوَافِقاً للحقِّ فهو فاحِشة
كلُّ شيءٍ تَصيرُ عاقِبتُهُ إلى الهلاكِ فهو تَهْلُكة
كلُّ ما هَيَجتَ بهِ النارَ إذا أوقَدْتَها فهو حَصَب
كلُّ نازِلةٍ شَديدةٍ بالإِنسانِ فهي قارِعَة
كلُّ ما كانَ على ساقٍ من نَباتِ الأرْضِ فهو شَجَرٌ
كلُّ شيءٍ من النَّخلِ سِوَى العَجْوَةِ فهو اللَينُ واحدتُه لِينَة
كلُّ بُسْتانٍ عليه حائطٌ فهو حَديقة والجمع حَدَائق
كلُ ما يَصِيدُ من السِّبَاعِ والطَّيرِ فهو جَارِح، والجمعُ جَوَارِحُ.
منقول للفائدة
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[20 - 11 - 2007, 12:01 ص]ـ
جزاك الله خيرا على كل ماخطت يمينك
ـ[أحلام]ــــــــ[21 - 11 - 2007, 12:29 ص]ـ
الاخ الفاضل أبو ضحى
شكرا للمرورالطيب(/)
لنا نفوس لنيل المجد
ـ[محمد سعد]ــــــــ[16 - 11 - 2007, 09:19 م]ـ
هذان بيتان من الشعر قطفتهما من بلاغة الهاشميين، ما تعليقكم على هذا الصوت الذي يحلق فوق سماء المجد أين تكمن البلاغة فيهما؟ وهما لجد النبي:=عبد المطلب يقول:
لنا نفوس لنيل المجد عاشقة =ولو تسلت أسلناها على الأسل
لا ينزل المجد إلا في منازلنا =كالنوم ليس له مأوى سوى المقل(/)
الإعجاز اللغوي في " الميعاد - الميعد"
ـ[محمد سعد]ــــــــ[17 - 11 - 2007, 10:55 م]ـ
عن مواضيع في الغجاز اللغوي جمعها " علي بن نايف الشحود"
وردت كلمة (الميعاد) وذلك بألف صريحة في وسط الكلمة 5 مرات في القرآن الكريم كله ... وكلها تتكلم عن الميعاد الذي وعده الله .. لذلك جاء هذا الميعاد واضحاً وصريحاً ولا ريب فيه ..
ونذكر فيما يلي الآيات الكريمة التي وردت فيها كلمة (الميعاد):
قال تعالى:
{إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} [آل عمران: 9].
{إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ} [آل عمران: 194].
{إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} [الرعد: 31].
{{قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ} [سبأ: 30].
{لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ} [الزمر: 20].
غير أن هذه الكلمة وردت مرة واحدة فقط وذلك برسم يختلف بدون ألف صريحة على شكل (الميعد) وذلك حين نسب هذا الميعاد إلى البشر حيث قال تعالى: {وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَدِ} [الأنفال: 42].
ـ[يوسف29]ــــــــ[11 - 12 - 2007, 09:20 م]ـ
الأخ محمّد سعد ... تحيّاتي الخالصات ...
لو سمحت؛ عندي سؤال: ما علاقة الإعجاز القرآنيّ برسمه؟
القرآن الكريم لم ينزل مكتوبا ... و الرّسول صلّى الله عليه و سلذم كان أميّا ...
ـ[محمد سعد]ــــــــ[12 - 12 - 2007, 12:19 ص]ـ
الأخ محمّد سعد ... تحيّاتي الخالصات ...
لو سمحت؛ عندي سؤال: ما علاقة الإعجاز القرآنيّ برسمه؟
القرآن الكريم لم ينزل مكتوبا ... و الرّسول صلّى الله عليه و سلذم كان أميّا ...
أخي الكريم الحبيب: القرآن الكريم مُعجز في لغته ونحوه وصرفه وكتابته مع أنها رسم، وما الرسم فيه إلا ضرب من الإعجاز وفقنا الله وإياك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[الصياد2]ــــــــ[22 - 12 - 2007, 03:42 ص]ـ
جزاك الله خيرا
http://www.x3x2.com/up/uploads/bbd70ecb35.jpg (http://www.x3x2.com/up/)(/)
عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
ـ[ود أبونا]ــــــــ[17 - 11 - 2007, 11:19 م]ـ
اصطفى المولى عزَّ شأنه النبي العربي لختام رسالاته، وجعل القرآن العظيم معجزته الكبرى، الشاهدة على نبوته. وقد جرت حكمة الله تعالى أن تتوفر في معجزة القرآن الكريم مجموعة من الصفات الضرورية، منها:
• أن القرآن الكريم جاء خارقاً للعادة، ولا طاقة للبشرية للإتيان بمثله.
• أنه جاء ملائماً لطبيعة المخاطبين بها نفسياً، ومسايراً لتدرج البشرية في مراحل تطورها: فهو قد ناسب العصر والزمان الذي بعث فيه نبينا الكريم، والعصور التي تلته، كما يناسب عصرنا تماماً. ولاشك أنه سيناسب ما يجد من عصور حتى قيام الساعة.
•وقد جاءت معجزة القرآن الكريم مقترنة بالتحدي مع توفر أسباب التحدي للعرب والبشرية جمعاء؛ بأن مكنهم من أسباب البيان، وطلاقة الأداء اللغوي.
وقد جعل الله معجزة القرآن خالدة لتتوافق مع رسالته العامة للبشرية جمعاء، وحفظ القرآن من كل تحريف وتبديل، فقال تعالى: ? وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ?41? لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ?42? (فصلت: 41 - 42) وقال تعالى: ? إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ? (الحجر:9)
وقد سبق لعلماء الأمة أن تساءلوا عن سر تأثير القرآن الكريم، ومباينته لكلام البشر إبانة وإفصاحاً؛ فاختلفت مذاهبهم في بيان الإعجاز، وتعددت أقوالهم في وجوهه، إلا إن الإعجاز البياني كان أهم هذه الوجوه .. وقد وسعت الكشوف العلمية في هذا العصر من دائرة البحث في أسرار القرآن الكريم، للوقوف على آفاق جديدة من وجوه إعجازه؛ فتركز جهد كثير من العلماء في دراسة الإعجاز العلمي؛ ومما ذكروه لتدعيم وجهة نظرهم نذكر ما يأتي:
• أنه ينبغي ألا نحصر الإعجاز القرآني في حدود بلاغته، وروعة بيانه، وسحر تأثيره، بعد أن فقدنا في هذا العصر التذوق الفطري الذي كان يتمتع به العربي في وقت نزول القرآن، وفقدنا الإدراك الفني لأساليب الأداء خارج إطار حلقات الدرس، ولم نعد في المستوى البلاغي والبياني الذي كان له.
• أن القرآن الكريم يتضمن أسراراً علمية لا يعلمها إلا اله،، يمكن إدراكها كلما كشف الحجاب عنها؛ فإذا أدركها الناس قالوا هذا ما أخبرنا به الله.
• أن القرآن الكريم كتاب الله وحجته البالغة على عباده؛ فالإنسانية كلها مخاطبة به، ومطالبة للتسليم له، فوجب أن يتضح إعجاز القرآن لكل إنسان في جميع بقاع الأرض.
• أنه لابد لهذه الحقائق العلمية التي تضمنها القرآن المجيد أن تقوم دليلاً محسوساً عند كل ذي عقل على أن القرآن من عند الله خالق هذه الحقائق.
وقد فرَّق بعض العلماء بين وجوه الإعجاز، ودلائل كون القرآن من عند الله تعالى وحده؛ فحصروا وجوه الإعجاز التي قرنت فيما يتعلق بالقرآن ذاته: من بديع النظم والأسلوب وجزالة الألفاظ. أما الإعجاز العلمي، وما تضمنه القرآن الكريم من أمور غيبية ونحوها فقد أبعدوها من وجوه الإعجاز، وذكروا لتدعيم قولهم مجموعة من الأدلة، منها:
• أن هذا الوجه، ليس مما تحداهم به، ولكنه دليل على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وأن القرآن من عند الله وحده، وعدوا كشف دلائل الإعجاز العلمي من قبيل التفسير العلمي للآيات المتضمنة على حقائق علمية، إذا كانت منسجمة مع دلالات ألفاظها اللغوية.
• قالوا إن سياق هذه الآيات كان واضحاً في كل عصر، وفهمه كل قوم بحسب مستوى عصرهم العلمي؛ لأنه فهمٌ لما يتضمنه القرآن مما يمكن إدراكه، والتعبير عنه بالترجمة. وما يمكن أن يقدر عليه الناس بالتعلم والمرانة لا يكون معجزاً.
• أن هذا الوجه يتعارض مع المدلول اللغوي والاصطلاحي لكلمة الإعجاز والمعجزة؛ فقد وقع التحدي بأي سورة مهما كان موضوعها أو عدد آياتها، وليست كل سورة تتضمن حقيقة كونية.
• أن سبق القرآن بذكر حقيقة علمية معينة، وإن كان دليلاً على أن ما يتضمنه القرآن الكريم لا يمكن أن يكون من كلام رجل لم يشهد ما وصله عالمنا المعاصر من تقدم تكنولوجي؛ فإنه ليس إعجازاً، بل يلحق إلى قدرة الله تعالى في العلم.
• هذا في الوقت الذي نبهوا فيه أن الإعجاز البياني مما لا يستطاع أبداً، وإن اجتهد الناس في تعلمه، ولهذا كان فيه التحدي ...
• ورداً على حجة أن من مقتضيات الأخذ بوجه الإعجاز العلمي: أن الأمة فقدت في زماننا هذا ما كان يتمتع به العربي في وقت نزول القرآن من تذوق فطري، وإدراك فني لأساليب الأداء ـ قالوا إن العرب لم يكونوا عند نزول القرآن على درجة واحدة من البلاغة والقدرة البيانية.
• ونفوا، في الوقت نفسه، أن يكون الناس في زماننا هذا كلهم علماء، وعلى قدر عال من المعرفة العلمية
• فماذا تقول أنت؟(/)
أرجو المساعدة فى موضوع البناء التركيبى فى الشعر الجاهلى
ـ[محمدابوسحلى]ــــــــ[19 - 11 - 2007, 07:09 م]ـ
أرجو المساعدة فى موضوع البناء التركيبى فى الشعر الجاهلى للأهمية;)(/)
سؤال في أوجه الإطناب
ـ[بنت العروبة]ــــــــ[22 - 11 - 2007, 10:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
عندي سؤال
في أوجه الإطناب
ماأوجه الإطناب في الأبيات التالية:
-إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى .. ضمئت وأي الناس تصفو مشاربه
-واهتم للسفر القريب فإنه .. أنأى من السفر البعيد وأشنع
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[24 - 11 - 2007, 02:12 م]ـ
السلام عليكم فى البيت الأول اطناب "تذييل جار مجرى المثل" فى قوله "وأى الناس تصفو مشاربه"(/)
هل العلاقة هنا علاقة المشابهة في قوله (أكل مال هذا)
ـ[عنتر الجزائري]ــــــــ[23 - 11 - 2007, 06:21 م]ـ
هل العلاقة هنا علاقة المشابهة في قوله (أكل مال هذا)
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أتدرون من المفلس؟))
قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: ((إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه فطرح في النار)). [مسلم].
صدق رسولنا الكريم
ـ[المتخصص]ــــــــ[11 - 12 - 2007, 12:43 ص]ـ
أرى أنها ليست علاقة مشابهة بل علاقة مجاز وأزعم أنها مجاز مرسل علاقته اعتبار ما كان أكل طعام هذا الذي كان مالاً، أو علاقته السببية أى أكل المال الذي يسبب شراء الطعام.
مجرد مشاركة من طالب علم يحبو على الطريق
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[17 - 12 - 2007, 12:08 م]ـ
ولعلها أيضا من باب الاستعارة التصريحية لأن أصل التعبير وأخذ مال هذا (أي بغير حق).
فهل من مصوب
ـ[الصياد2]ــــــــ[21 - 12 - 2007, 02:24 م]ـ
ولعلها أيضا من باب الاستعارة التصريحية لأن أصل التعبير وأخذ مال هذا (أي بغير حق).
فهل من مصوب
هذا هو الكلام الصواب اليسير الاقرب للعقول
ـ[الصياد2]ــــــــ[21 - 12 - 2007, 02:28 م]ـ
أرى أنها ليست علاقة مشابهة بل علاقة مجاز وأزعم أنها مجاز مرسل علاقته اعتبار ما كان أكل طعام هذا الذي كان مالاً، أو علاقته السببية أى أكل المال الذي يسبب شراء الطعام.
مجرد مشاركة من طالب علم يحبو على الطريق
قولك هذا يحصر تفسير المعنى بالطعام وهذا يعني امكانية نجاة ناهب الاموال غير الطعام من تهديد ووعيد الحديث لذلك هو مستبعد(/)
جمال اللغة العربية وصف العيون!!
ـ[أحلام]ــــــــ[24 - 11 - 2007, 12:34 ص]ـ
في جمال العيون
الدَّعَجُ أنْ تَكُونَ العَيْنُ شَدِيدَةَ السَّوَادِ مَعَ سَعَةِ المُقْلَةِ
البَرَجُ شِدَةُ سَوَادِهَا وَشِدَّةُ بَيَاضِهَا
النَّجَلُ سَعَتُها
الكَحَلُ سَوَاد جُفُونِهَا مِنْ غَيْرِ كُحْل
الحَوَرُ اتِّسَاعُ سَوَادِهَا كما َهُوَ في أعْيُنِ الظِّبَاءِ
الوَطَفُ طُولُ أشْفَارِهَا وتمامُهَا. وفي الحَدِيثِ: أنَهُ (كَانَ في أشْفَارِهِ وَطَف
الشُهْلَةُ حُمْرَة في سَوَادِهَا.
وفي عيوب العيون
الحَوَصُ ضِيقُ العَيْنَينِ
الخَوَصُ غُؤُورُهُمَا مَعَ الضِّيقِ
الشَتَرُ انْقِلاَبُ الْجَفْنِ
العَمَشُ أنْ لا تَزَالَ العَيْنً تَسِيلُ وتَرمَصُ
الكَمَشُ انْ لا تَكَادَ تُبْصِرُ
الغَطَشُ شِبْهُ العَمَشِ
الجَهَرُ أنْ لا يُبْصِرَ نَهَاراً
العَشَا أنْ لا يُبصِرَ لَيْلاً
الخَزَرُ أنْ يَنْظُرَ بِمُؤخَرِ عَيْنِهِ
الغَضَنُ أنْ يَكْسِرَ عَيْنَهُ حَتَّى تَتَغَضَنَ جُفُونُهُ
القَبَلُ أنْ يَكُونَ كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إلى أَنْفِهِ، وَهُوَ أهْوَنُ مِنَ الحَوَلِ، قالَ الشّاعِرُ: (من المديد):
أشْتَهِي في الطَفْلةِ القَبَلاَ لا كثيراً يُشْبِهُ الحَوَلا
الشُّطُورُ أنْ تَرَاهُ يَنْظُرُ إليْكَ وهُوَ يَنْظُرُ إلى غَيْرِكَ. وهُوَ قَرِيب مِنْ صِفَةِ الأَحْوَل الذِي يقولُ مُتَبَجِّحاً بِحَوَلِهِ: (من الطويل):
حَمِدْت إلهي إذْ بُلِيتُ بحُبِّهِ على حَوَل أغْنَى عن النَظَرِ الشزْرِ
نَظَرْتُ إليهِ، والرَّقيبُ يَخالُنِي نَظَرْتُ إليهِ، فاسْتَرَحْتُ مِنَ العُذْرِ
الشَّوَسُ أنْ يَنْظُرَ بإحْدَى عَيْنَيْهِ وُيمِيلَ وَجْهَهُ في شِقَ العَيْنِ الّتي يُرِيد انْ يَنْظُرَ بِهَا
الخَفَشُ صِغَرً العَيْنَيْنِ وَضَعْفُ البَصَرِ، ويُقَالُ إِنَهُ فَسَاد في العَيْنِ يَضِيقُ لَهُ الجَفْنُ مِنْ غَيْرِ وَجَع وَلا قَرْحٍ
الدَّوَشُ ضِيقُ العَينِ وَفَسَاد البَصَرِ
الإطْرَاقُ اسْترْخَاءُ الجُفُونِ
الجُحوظُ خُرُوجُ المُقْلَةِ وظُهُورُها مِنَ الحَجاجِ
البَخَقُ أنْ يَذْهَبَ البَصَرُ وَالعَيْنُ مُنْفَتِحَة
الكَمَهُ أنْ يُولَدَ الإنْسَانُ أعْمَى
البَخَصُ أنْ يَكُونَ فَوْقَ العَيْنَيْن أو تَحْتَهمَا لَحْم نَاتئٌ.
ومن عوارض العيون
إذا نَظَرَ الإِنْسَانُ إلى الشّيْءِ بِمَجَامِعِ عَيْنِهِ قِيلَ رَمَقَه
فإنْ نَظَرَ إليهِ مِنْ جَانِبِ أذُنِهِ قِيلَ لَحَظَهُ
فإنْ نَظَرَ إليهِ بِعَجَلَةٍ قِيلَ: لَمَحَهُ
فإنْ رَمَاهُ بِبَصَرِهِ مَعَ حِدَّةِ نَظرٍ قيلَ: حَدَجَهُ بطَرْفِهِ، وفي حديثِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنهُ: (حَدِّثِ القوْمَ مَا حَدَجُوكَ بأبْصَارِهِمْ)
فإنْ نظَرَ إليهِ بِشِدَّةٍ وحِدَةٍ قيلَ: أَرْشَقَهُ وأَسَفَّ النَظَرَ اليهِ. وفي حدِيثِ الشَّعبيّ أنَهُ (كَرِهَ أنْ يُسِفَ الرَجُلُ نَظَرَهُ إلى أَمِّهِ وَأخْتِهِ وابْنَتِهِ)
فإنْ نَظَرَ إليهِ نَظَرَ المُتَعَجِّبِ مِنْهِ والكَارِهِ لَهُ والمُبْغِضِ إيَّاهُ قِيلَ: شَفَنَهُ وَشَفَنَ إليهِ شُفُوناً وشَفْناً
فإنْ أعارهُ لَحْظَ العَدَاوَةِ قيلَ نَظَرَ إليهِ شَزْراً
فإن نَظَرَ إليهِ بِعَيْنِ المَحبَّةِ قيلَ: نَظَرَ إليهِ نَظْرَةَ ذِي عَلَقٍ
ف إنْ نَظَرَ إليهِ نَظَرَ المُسْتَثْبِتِ قيلَ: تَوَضَّحَهُ
فإنْ نَظَرَ إليهِ وَاضِعاً يَدَهُ عَلَى حَاجِبِهِ مُسْتَظِلاً بِهَا مِنَ الشَّمْسِ لِيَسْتَبِينَ المَنْظُورَ إليهِ قِيلَ: اسْتَكَفَّهُ واسْتَوْضَحَهُ واسْتَشْرَفَهُ
فإنْ نَشَرَ الثَوْبَ وَرَفَعَهُ لِيَنْظُرَ إلى صَفَاقَتِهِ أو سَخَافَتِهِ أو يَرَى عَواراً، إنْ كَانَ بِهِ، قِيلَ اسْتَشَفَّهُ
فإنْ نَظَرَ إلى الشّيْءِ كاللَّمْحَةِ ثُمَّ خَفِيَ عَنْهُ قِيلَ: لاحَهُ لَوحَةً، كما قَالَ الشّاعِر: (من الطويل):
وهل تَنْفَعَنِّي لَوْحَة لَوْ أَلُوحُهَا
فإنْ نَظَرَ إلى جَمِيعِ مَا في المَكَانِ حَتّى يَعْرِفَهُ قِيلَ: نَفَضَهُ نَفْضاً
فإنْ نَظَرَ في كِتَابٍ أوْ حِسَابِ لِيهذِّبَهُ أو لِيَستَكْشِفَ صِحَتَهُ وَسَقَمَهُ قِيلَ: تَصَفَّحَهُ
فإنْ فَتَحَ جَمِيعَ عَيْنَيْهِ لِشِدَّةِ النّظًرِ قِيلَ: حَدَقَ
فإنْ لأْلأَهُمَا قيلَ: بَرَّقَ عَيْنَيْهِ
فإنِ انقلبَ حِمْلاق عَيْنَيْهِ قِيلَ: حَمْلَقَ
فإنْ غَابَ سَوَادُ عَينَيْهِ مِنَ الفَزَعِ قِيلَ: بَرَّقَ بَصَرُهُ
فإنْ فَتَحَ عَيْنَ مُفَزَّع أو مُهَدَّدٍ قيلَ: حَمَّجَ
فإنْ بَالَغَ في فَتْحِها وَأحَدَّ النّظَرَ عندَ الخَوْفِ قِيلَ: حَدَّجِ وَفَزعَ
فإنْ كَسَرَ عَيْنَهُ في النَّظَرِ قِيلَ: دَنْقَسَ وطَرْفَشَ، عَنْ أبي عَمْروٍ
فإنْ فَتَحَ عَيْنيْهِ وَجَعَلَ لا يَطْرِفُ، قِيلَ شَخَصَ، وفي القُرْآنِ الكريم: {شَاخِصَة أَبْصَارُ الَذِينَ كَفَرُوا} فإنْ أَدَامَ النّظَرَ مع سُكُونٍ قيلَ: أسْجَدَ، عَنْ أبي عَمْروٍ أيضاً
فإنْ نَظَرَ إلى أفُقِ الهِلالِ لِلَيْلَتِهِ لِيَرَاهُ قِيلَ: تَبَصَّرَهُ
فإنَّ أَتْبَعَ الشَّيءَ بَصَرَهُ قِيلَ: أَتأَرَهُ بَصَرَهُ.
من كتاب الثعالبي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عيناكِ لي]ــــــــ[30 - 11 - 2007, 07:07 ص]ـ
شكرا اختي على المجهود الرائع وكلام جميل جدا عن العيون اشكرك من اعماق قلبي
ـ[محمودفهمي]ــــــــ[09 - 12 - 2007, 09:23 ص]ـ
ما أجمل أن نتزود بهذا الزاد من لغتنا الغنية بمفرداتها
لكل كلمة دلالتها في موضعها
شكرا لك ونرجو المزيد
ـ[اية]ــــــــ[23 - 12 - 2007, 12:07 ص]ـ
شكرا على زوقك ونرجوا المذيد(/)
جمال اللغة العربية في وصف العيون!!
ـ[أحلام]ــــــــ[24 - 11 - 2007, 12:35 ص]ـ
في جمال العيون
الدَّعَجُ أنْ تَكُونَ العَيْنُ شَدِيدَةَ السَّوَادِ مَعَ سَعَةِ المُقْلَةِ
البَرَجُ شِدَةُ سَوَادِهَا وَشِدَّةُ بَيَاضِهَا
النَّجَلُ سَعَتُها
الكَحَلُ سَوَاد جُفُونِهَا مِنْ غَيْرِ كُحْل
الحَوَرُ اتِّسَاعُ سَوَادِهَا كما َهُوَ في أعْيُنِ الظِّبَاءِ
الوَطَفُ طُولُ أشْفَارِهَا وتمامُهَا. وفي الحَدِيثِ: أنَهُ (كَانَ في أشْفَارِهِ وَطَف
الشُهْلَةُ حُمْرَة في سَوَادِهَا.
وفي عيوب العيون
الحَوَصُ ضِيقُ العَيْنَينِ
الخَوَصُ غُؤُورُهُمَا مَعَ الضِّيقِ
الشَتَرُ انْقِلاَبُ الْجَفْنِ
العَمَشُ أنْ لا تَزَالَ العَيْنً تَسِيلُ وتَرمَصُ
الكَمَشُ انْ لا تَكَادَ تُبْصِرُ
الغَطَشُ شِبْهُ العَمَشِ
الجَهَرُ أنْ لا يُبْصِرَ نَهَاراً
العَشَا أنْ لا يُبصِرَ لَيْلاً
الخَزَرُ أنْ يَنْظُرَ بِمُؤخَرِ عَيْنِهِ
الغَضَنُ أنْ يَكْسِرَ عَيْنَهُ حَتَّى تَتَغَضَنَ جُفُونُهُ
القَبَلُ أنْ يَكُونَ كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إلى أَنْفِهِ، وَهُوَ أهْوَنُ مِنَ الحَوَلِ، قالَ الشّاعِرُ: (من المديد):
أشْتَهِي في الطَفْلةِ القَبَلاَ لا كثيراً يُشْبِهُ الحَوَلا
الشُّطُورُ أنْ تَرَاهُ يَنْظُرُ إليْكَ وهُوَ يَنْظُرُ إلى غَيْرِكَ. وهُوَ قَرِيب مِنْ صِفَةِ الأَحْوَل الذِي يقولُ مُتَبَجِّحاً بِحَوَلِهِ: (من الطويل):
حَمِدْت إلهي إذْ بُلِيتُ بحُبِّهِ على حَوَل أغْنَى عن النَظَرِ الشزْرِ
نَظَرْتُ إليهِ، والرَّقيبُ يَخالُنِي نَظَرْتُ إليهِ، فاسْتَرَحْتُ مِنَ العُذْرِ
الشَّوَسُ أنْ يَنْظُرَ بإحْدَى عَيْنَيْهِ وُيمِيلَ وَجْهَهُ في شِقَ العَيْنِ الّتي يُرِيد انْ يَنْظُرَ بِهَا
الخَفَشُ صِغَرً العَيْنَيْنِ وَضَعْفُ البَصَرِ، ويُقَالُ إِنَهُ فَسَاد في العَيْنِ يَضِيقُ لَهُ الجَفْنُ مِنْ غَيْرِ وَجَع وَلا قَرْحٍ
الدَّوَشُ ضِيقُ العَينِ وَفَسَاد البَصَرِ
الإطْرَاقُ اسْترْخَاءُ الجُفُونِ
الجُحوظُ خُرُوجُ المُقْلَةِ وظُهُورُها مِنَ الحَجاجِ
البَخَقُ أنْ يَذْهَبَ البَصَرُ وَالعَيْنُ مُنْفَتِحَة
الكَمَهُ أنْ يُولَدَ الإنْسَانُ أعْمَى
البَخَصُ أنْ يَكُونَ فَوْقَ العَيْنَيْن أو تَحْتَهمَا لَحْم نَاتئٌ.
ومن عوارض العيون
إذا نَظَرَ الإِنْسَانُ إلى الشّيْءِ بِمَجَامِعِ عَيْنِهِ قِيلَ رَمَقَه
فإنْ نَظَرَ إليهِ مِنْ جَانِبِ أذُنِهِ قِيلَ لَحَظَهُ
فإنْ نَظَرَ إليهِ بِعَجَلَةٍ قِيلَ: لَمَحَهُ
فإنْ رَمَاهُ بِبَصَرِهِ مَعَ حِدَّةِ نَظرٍ قيلَ: حَدَجَهُ بطَرْفِهِ، وفي حديثِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنهُ: (حَدِّثِ القوْمَ مَا حَدَجُوكَ بأبْصَارِهِمْ)
فإنْ نظَرَ إليهِ بِشِدَّةٍ وحِدَةٍ قيلَ: أَرْشَقَهُ وأَسَفَّ النَظَرَ اليهِ. وفي حدِيثِ الشَّعبيّ أنَهُ (كَرِهَ أنْ يُسِفَ الرَجُلُ نَظَرَهُ إلى أَمِّهِ وَأخْتِهِ وابْنَتِهِ)
فإنْ نَظَرَ إليهِ نَظَرَ المُتَعَجِّبِ مِنْهِ والكَارِهِ لَهُ والمُبْغِضِ إيَّاهُ قِيلَ: شَفَنَهُ وَشَفَنَ إليهِ شُفُوناً وشَفْناً
فإنْ أعارهُ لَحْظَ العَدَاوَةِ قيلَ نَظَرَ إليهِ شَزْراً
فإن نَظَرَ إليهِ بِعَيْنِ المَحبَّةِ قيلَ: نَظَرَ إليهِ نَظْرَةَ ذِي عَلَقٍ
ف إنْ نَظَرَ إليهِ نَظَرَ المُسْتَثْبِتِ قيلَ: تَوَضَّحَهُ
فإنْ نَظَرَ إليهِ وَاضِعاً يَدَهُ عَلَى حَاجِبِهِ مُسْتَظِلاً بِهَا مِنَ الشَّمْسِ لِيَسْتَبِينَ المَنْظُورَ إليهِ قِيلَ: اسْتَكَفَّهُ واسْتَوْضَحَهُ واسْتَشْرَفَهُ
فإنْ نَشَرَ الثَوْبَ وَرَفَعَهُ لِيَنْظُرَ إلى صَفَاقَتِهِ أو سَخَافَتِهِ أو يَرَى عَواراً، إنْ كَانَ بِهِ، قِيلَ اسْتَشَفَّهُ
فإنْ نَظَرَ إلى الشّيْءِ كاللَّمْحَةِ ثُمَّ خَفِيَ عَنْهُ قِيلَ: لاحَهُ لَوحَةً، كما قَالَ الشّاعِر: (من الطويل):
وهل تَنْفَعَنِّي لَوْحَة لَوْ أَلُوحُهَا
فإنْ نَظَرَ إلى جَمِيعِ مَا في المَكَانِ حَتّى يَعْرِفَهُ قِيلَ: نَفَضَهُ نَفْضاً
فإنْ نَظَرَ في كِتَابٍ أوْ حِسَابِ لِيهذِّبَهُ أو لِيَستَكْشِفَ صِحَتَهُ وَسَقَمَهُ قِيلَ: تَصَفَّحَهُ
فإنْ فَتَحَ جَمِيعَ عَيْنَيْهِ لِشِدَّةِ النّظًرِ قِيلَ: حَدَقَ
فإنْ لأْلأَهُمَا قيلَ: بَرَّقَ عَيْنَيْهِ
فإنِ انقلبَ حِمْلاق عَيْنَيْهِ قِيلَ: حَمْلَقَ
فإنْ غَابَ سَوَادُ عَينَيْهِ مِنَ الفَزَعِ قِيلَ: بَرَّقَ بَصَرُهُ
فإنْ فَتَحَ عَيْنَ مُفَزَّع أو مُهَدَّدٍ قيلَ: حَمَّجَ
فإنْ بَالَغَ في فَتْحِها وَأحَدَّ النّظَرَ عندَ الخَوْفِ قِيلَ: حَدَّجِ وَفَزعَ
فإنْ كَسَرَ عَيْنَهُ في النَّظَرِ قِيلَ: دَنْقَسَ وطَرْفَشَ، عَنْ أبي عَمْروٍ
فإنْ فَتَحَ عَيْنيْهِ وَجَعَلَ لا يَطْرِفُ، قِيلَ شَخَصَ، وفي القُرْآنِ الكريم: {شَاخِصَة أَبْصَارُ الَذِينَ كَفَرُوا} فإنْ أَدَامَ النّظَرَ مع سُكُونٍ قيلَ: أسْجَدَ، عَنْ أبي عَمْروٍ أيضاً
فإنْ نَظَرَ إلى أفُقِ الهِلالِ لِلَيْلَتِهِ لِيَرَاهُ قِيلَ: تَبَصَّرَهُ
فإنَّ أَتْبَعَ الشَّيءَ بَصَرَهُ قِيلَ: أَتأَرَهُ بَصَرَهُ.
من كتاب الثعالبي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[24 - 11 - 2007, 11:05 ص]ـ
أسأل الله العظيم أن يجمّل عينيك بالنظر إلى وجهه الكريم
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[24 - 11 - 2007, 11:13 ص]ـ
بارك الله لك أختي الكريمة هذا الجهد الطيب ...
ـ[أحلام]ــــــــ[24 - 11 - 2007, 11:54 م]ـ
الأخوة الأفاضل
كل الشكر على هذا المرور الطيب
والله من غيرتي وحبي للغة العربية لغة القرآن
احب كل انسان عربي يغار على هذه اللغة الجميلة ويكشف لنا اسرارجمالها
فشكراً للجميع(/)
جمال اللغة العربية في وصف المرأة!!
ـ[أحلام]ــــــــ[24 - 11 - 2007, 12:47 ص]ـ
وصف المرأة في اللغة العربية
إِذَا كَانَتْ شَابَّةً حَسَنَةَ الخَلْقِ فَهِيَ خَوْد
فَإذا كَانَتْ جَمِيلَةَ الوَجهِ حَسَنَة المَعْرَى فَهِي بَهْكَنَة
فإذا كَانَتْ دَقِيقَةَ المَحَاسِنِ فَهِيَ مَمْكُورَة
فإذا كَانَتْ حَسَنةَ القَدِّ لَيِّنَةَ القَصَبِ فَهِي خَرعَبَة
فَإذا لَمْ يَرْكَبْ بَعْضُ لَحْمِهَا بَعْضاً فَهِي مُبَتَّلَة
فإذا كَانَتْ لَطِيفَةَ البَطْنِ فَهِيَ هَيْفَاء وَقَبَّاءُ وَخُمْصَانَة
فإذا كَانَتْ لَطِيفَةَ الكَشْحَينِ فَهِيَ هَضِيمٌ
فَإذا كَانَتْ لَطِيفَةَ الخَصْرِ مَعَ امْتِدَادِ القَامَةِ فَهِيَ مَمْشُوقَة
فإذا كَانَتْ طَوِيلة العُنُقِ في اعْتِدَال وحُسْنٍ فَهِيَ عُطْبُولٌ
فإذا كَانَتْ عَظِيمَةَ الوَرِكَيْنِ فَهِيَ وَرْكَاءٌ وهِرْكَوْلَةٌ
فَإذا كَانَتْ عَظِيمَةَ العَجِيزَةِ فَهِيَ رَدَاح
فإذا كَانَتْ سَمِينَةً مُمْتَلئَةَ الذِّرَاعَيْن والسَّاقَيْنِ فَهِيَ خَدَلَّجَة
فإذا كَانَتْ تَرْتَجُّ من سِمَنها فَهِيَ مَرْمَارَةٌ
فإذا كَانَتْ كَأَنَّهَا تَرعُدُ مِنَ الرُّطُوبَةِ والغَضَاضَةِ فَهِيَ بَرَهْرَهَة
فإذا كَانَتْ كَأَنَّ الماءَ يَجْرِي في وَجْهِهَا من نَضْرَةِ النِّعْمَةِ فَهِيَ رَقْرَاقَة
فإذا كَانَتْ رَقَيقَةَ الجِلْدِ نَاعِمَةَ البَشَرَةِ فَهِيَ بَضَّة
فإذا عُرِفَتْ في وجْهِهَا نَضْرَةُ النَّعِيمِ فَهِيَ فُنُق
فإذا كان بها فُتُور عِند القِيَام لِسِمَنِهَا فَهِيَ أَنَاة وَوَهْنَانَةٌ
فَإذا كَانَتْ طَيِّبَةَ الرِّيح فَهِيَ بَهْنَانَة
فَإذا كَانَتْ عَظِيمَةَ اَلخَلْقِ مَعَ الجَمالِ فَهِيَ عَبْهَرَة
فإذا كَانَتْ نَاعِمَة جَميلةً فهي عَبْقَرَة
فإذا كَانَتْ مُتَثنيةً من اللِّينِ والنَّعْمَةِ فَهِيَ غَيْدَاءُ وغَادَةٌ
فإذا كانَتْ طَيِّبَةَ الفَمِ فَهِيَ رَشُوف
فَإذا كَانَتْ طَيِّبَةَ ريِح الأنْفِ فَهِيَ َأنُوف
فإذا كَانَتْ طَيِّبَةَ الخَلْوَةِ فَهِيَ رَصُوفٌ
فَإذا كَانَتْ لَعُوباً ضحُوكاً فَهِيَ شَمُوعٌ
فإذا كَانَتْ تَامَّةَ الشَّعْرِ فَهِيَ فَرْعَاءُ
فإذا لم يكُنْ لِمَرْفَقِها حَجْم مِن سِمَنِهَا فَهِيَ شَرْمَاءُ
فإذا ضَاقَ مُلْتَقَى فَخِذَيْهَا لِكَثْرَةِ لحمِها، فَهِيَ لَفّاءُ
ـ[همس الجراح]ــــــــ[14 - 12 - 2007, 08:05 ص]ـ
ذكرت صفات المرأة، فهات صفات الرجل كي تكون عادلاً(/)
أرجوالمساعدة لدي بحث
ـ[بالقران نحيا]ــــــــ[25 - 11 - 2007, 08:58 م]ـ
:::كلفت ببحث بعنوان {دراسةبلاغيةفي ايات صفات عبادالرحمن في سورةالفرقان}
ارجوافادتي بالمراجع
والاهم اريدمرجع تفسيريتطرق للبلاغة ( ops
ـ[د/أم عبدالرحمن]ــــــــ[26 - 11 - 2007, 01:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت /بالقرآن نحيا
بالنسبة لكتب التفسير التي تضم إشارات بلاغية فهي كثيرة ومنها.
الكشاف للزمخشري
البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي
التحرير والتنوير لابن عاشور
تفسير أبي السعود
تفسير البيضاوي
تفسير الخازن
تفسير القاسمي
تفسير القرطبي
تفسير الرازي
تفسير المنار
تفسير النسفي
نظم الدرر للبقاعي
المحرر الوجيز لابن عطية الأندلسي
فتح القدير للشوكاني
الفتوحات الإلهية للجمل
إضافة إلى الكتب البلاغية قديما وحديثا وكتب اللغة والمعاجم العربية
وفقك الله وسدد على طريق الخيرخطاك
ـ[بالقران نحيا]ــــــــ[26 - 11 - 2007, 11:47 ص]ـ
شكرااختي د/ام عبدالرحمن
بارك الله فيك ونفع بك هذةالامة
ولكن بودي ان اسال عن بلاغةالكلمة؟
اين مرجعها؟
لانةحددلى فصل كامل للتحدث عنها ..
وجزاك الله خيرالجزاء
ـ[د/أم عبدالرحمن]ــــــــ[27 - 11 - 2007, 01:00 ص]ـ
تحدثت كثير من الكتب البلاغية في طياتها عن بلاغة الكلمة، غير أن هناك كتبا انفردت بالحديث عن بلاغة الكلمة ومنها:
صفاء الكلمة لعبدالفتاح لاشين، بلاغة الكلمة في التعبير القرآني لفاضل السامرائي، بلاغة الكلمة والجملة والجمل للدكتور منير سلطان، الفروق اللغوية لأبي هلال العسكري، المفارقة القرآنية دراسة في بنية الدلالة د. محمد العبد.
ـ[بالقران نحيا]ــــــــ[28 - 11 - 2007, 05:10 ص]ـ
اشكر لك اختي تعاونك معي ..
وبارك الله فيك ..
ونفع بك هذة الامة ..
وجعلة في ميزان حسناتك ..
ووفقك لما يحبة ويرضاة ..(/)
محتاجة مساعدة
ـ[دموع ممرضة]ــــــــ[27 - 11 - 2007, 01:10 م]ـ
السلام عليكم
اريد معرفة اغراض التشبيهات بالتفصيل
وبوضوح
واريد معرفتها ضروري
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[01 - 01 - 2008, 01:46 م]ـ
(5) أغراضُ التشبيهِ
الأمثلةُ:
(1) قال البحتريُّ:
دانٍ على أيْدي العُفَاةِ، وَشَاسعٌ عَنْ كُلّ نِدٍّ في العلا، وَضَرِيبِ
كالبَدْرِ أفرَطَ في العُلُوّ، وَضَوْءُهُ للعُصْبَةِ السّارِينَ جِدُّ قَرِيبِ
(2) يقال النَّابغة الذُّبْيانيُّ يمدح النعمان بن المنذر:
فإِنَّكَ شَمْسٌ والمُلُوكُ كَواكِبٌ ... إِذا طَلَعَتْ لَمْ يَبْدُ مِنْهنَّ كَوْكَبُ
(3) قال المتنبي في وصف أسد:
ما قُوبِلَتْ عَيْناهُ إلاّ ظُنّتَا تَحْتَ الدُّجَى نارَ الفَريقِ حُلُولا
(4) وقال تعالى {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاء لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ} (14) سورة الرعد.
(5) وقال أَبو الحسن الأَنباريِّ في مصلوبٍ:
مَدَدْتَ يَدَيْكَ نَحْوَهُمُ احتِفاءً … …كَمَدّهِماَ إِلَيْهِمْ بالهباتِ
(6) وقال أَعرابي في ذم امرأَته:
وتَفْتَحُ – لا كانتْ – فَماً لَو رَأَيْتَهُ … …توَهَّمْتَهُ باباً مِنَ النَّار يُفْتَحُ
البحثُ:
وصف البحتريُّ ممدوحَه في البيت الأول بأَنه قريبٌ للمحتاجين، بعيدُ المنزلة، بينه وبين نُظَرَائهِ في الكرم بَوْنٌ شاسعٌ. ولكنَّ البحتري حينما أَحسَّ أَنه وصف ممدوحَه بوصفين متضادينِ، هما القُربُ والبُعدُ، أَرادَ أَنْ يبينَ لك أَنَّ ذلك ممكنٌ، وأنْ ليس في الأمر تناقضٌ؛ فشبَّه ممدوحَه بالبدرِ الذي هو بعيدٌ في السماء ولكنَّ ضوءَه قريبٌ جدًّا للسائرين بالليل، وهذا أَحدُ أَغراض التشبيه وهو بيان إِمكانِ المشبَّه.
والنَّابغة يُشبِّهُ ممدوحَه بالشمس ويشبِّه غيره من الملوك بالكواكبِ، لأَنَّ سطوةَ الممدوح تَغُضُّ من سطوةِ كل ملكٍ كما تخفِي الشمسُ الكواكبَ، فهو يريد أَنْ يبين حالَ المدوح وحالَ غيره من الملوك، وبيانُ الحال منْ أَغراض التشبيه أَيضاً.
وبيتُ المتنبي يصفُ عيْني الأَسدِ في الظلام بشدةِ الاحمرار والتوقدِ، حتى إِنَّ من يراهما من بُعْدٍ يظنهما ناراً لقومٍ حُلول مقيمين، فلو لم يعْمدِ المتنبي إِلى التشبيه لقال: إِنَّ عَيْنَي الأَسدِ محمرتانِ ولكنه اضْطْرَّ إِلى التشبيه لِيُبَيِّنَ مقدارَ هذا الاحمرار وعِظَمه، وهذا منْ أغراض التشبيه أيضاً.
أمَّا الآيةُ الكريمة فإنها تتحدث في شأن مَنْ يعْبدونَ الأوثان، وأنهم إذا دعوا آلهتَهم لا يستجيبون لهم، ولا يرجعُ إليهم هذا الدعاءُ بفائدةٍ، وقدْ أرادَ الله جل شأْنه أنْ يُقرِّر هذه الحال ويُثَبتَها في الأَذهانِ، فشبَّهَ هؤلاءِ الوثنيينِ بمن يبسُط كفيهِ إلى الماء ليشربَ فلا يصلُ الماءُ إلى فمه بالبداهة؛ لأنه يَخْرُجُ من خلالِ أصابعه ما دامت كفاهُ مبسوطتينِ، فالغرضُ منْ هذا التشبيه تقريرُ حال المشبَّهِ، ويأْتي هذا الغرضُ حينما يكون المشبَّهُ أمرًا معنويًّا؛ لأَنَّ النفسَ لا تجزم بالمعنوياتِ جزمَها بالحسيَّات، فهي في حاجةٍ إلى الإقناعِ.
وبيتُ أبي الحسن الأنباري من قصيدةٍ نالتْ شهرةً في الأدب العربي لا لشيءٍ إلا أنها حسّنتْ ما أجمعَ الناسُ على قُبحه والاشمئزازَ منه "وهو الصَّلْبُ" فهو يشبّهُ مدَّ ذراعي المصلوبِ على الخشبة والناسُ حولَه بمدِّ ذراعيهِ بالعطاءِ للسائلينَ أيام حياتهِ، والغرضُ من هذا التشبيه التزيينُ، وأكثر ما يكون هذا النوع ُفي المديحِ والرثاء والفخر ووصفِ ما تميلُ إليه النفوسُ.
والأعرابيُّ في البيت الأخيرِ يتحدَّثُ عن امرأته في سُخط وألمٍ، حتى إِنه ليدعو عليها بالحرمانِ منَ الوجود فيقول: "لا كانتْ"، ويشبِّهُ فمها حينما تفتحُه ببابٍ من أبوابِ جهنَّم، والغرضُ من هذا التشبيه التقبيحُ، وأكثرُ ما يكونُ في الهجاءِ ووصفِ ما تنفِرُ منه النفسُ.
القاعدةُ
(10) أَغْرَاضُ التشبيهِ كثيرةٌ منها ما يأْتي:
(أ) بيانُ إِمْكانٍ المشبَّه: وذلك حِينَ يُسْنَدُ إِليْهِ أمْر مُسْتغْرَبٌ لا تزول غرابتُه إلا بذكر شبيهٍ له.
(يُتْبَعُ)
(/)
(ب) بيانُ حالِهِ: وذلك حينما يكونُ المشبَّهُ غيرَ معروف الصفةِ قَبْلَ التشبيه فَيُفيدُهُ التشبيهُ الوصفَ.
(جـ) بيانُ مقدار حالِهِ: وذلك إذا كان المشبَّهُ معروفَ الصفةِ قَبْلَ التشبيهِ مَعْرفَةً إِجْماليَّةً وكان التشبيه يُبَيِّنُ مقدارَ هذه الصفةِ.
(د) تَقْريرُ حالِهِ: كما إذا كانَ ما أُسْنِدَ إِلى المشبَّه يحتاج إِلى التثبيت والإِيضاح بالمثال.
(هـ) تَزْيينُ الْمُشَبَّهِ أو تَقْبيحُهُ.
نموذجٌ
(1) قال ابن الرومي في مدح إسماعيل بن بُلْبُل:
وكم أَبٍ قَدْ علا بِابْنٍ ذُرَا شَرفٍ … …كَمَا علا بِرسولِ الله عَدْنَانُ
(2) وقال أبو الطَّيب في المديح:
أرَى كُلَّ ذي مُلْكٍ إلَيكَ مَصِيرُهُ كأنّكَ بَحْرٌ وَالمُلُوكُ جَداوِلُ
الإِجابةُ
الرقم المشبه المشبه به وجه الشبه الغرض من التشبيه
1 علو الأب بالابن علو عدنان بالرسول ارتفاع شأن الأول بالآخر إمكان المشبه
2 الضمير في كأنك بحر العظم بيان حال المشبه
3 الملوك جداول الاستمداد من شيء أعظم بيان حال المشبه
تمريناتٌ
(1) بيِّنِ الغرضَ منْ كلِّ تشبيهٍ فيما يأتي:
(1) قال البحتريُّ:
دَنَوْتَ تَوَاضُعاً، وَبَعدتَ قَدراً، فشَأناكَ انْحِدارٌ، وارْتِفَاعُ
كذاكَ الشّمسُ تَبعَدُ إنْ تَسامى، وَيَدْنُو الضّوْءُ مِنْهَا، والشّعاعُ
(2) قال الشريف الرضيُّ في الغزل:
أُحِبكِ يا لوْنَ الشَّبابِ لأنني … … رأيْتُكما في القلْبِ والعينِ تَوْءَما
سَكَنْتِ سوادَ القَلْب إِذ كنْتِ شِبههُ … … فلمْ أدر منْ عِزٍّ من القَلْبُ منْكما
(3) وقال صاحبُ كليلةٍ ودمنة:
فضلُ ذي العلم -وإِنْ أخفاه ُ-كالمسكِ يُسْتر ثمَّ لا يَمْنَعُ ذلك رائحتَه أَنْ تفوح.
(4) وقال الشاعر:
وأصْبَحْتُ مِنْ لَيْلَى الغَداة كقابضٍ … …عَلَى الماءِ خانَتْه فُروجُ الأَصابعُ
(5) وقال المتنبي في الهجاء:
وَإذا أشَارَ مُحَدّثاً فَكَأنّهُ قِرْدٌ يُقَهْقِهُ أوْ عَجوزٌ تَلْطِمُ
(6) وقال السرِيُّ الرَّفاء:
لي منزلٌ كَوِجارِ الضَّبِّ أَنزِلُه ضَنْكٌ تَقارَبَ قُطراهُ فقد ضاقَا
أراه قَالَبَ جسمي حينَ أَدخُلُه فما أَمُدُّ به رجلاًو لا سَاقا
(7) وقال ابن المعتز:
غديرٌ يُرَجْرِجُ أمواجَه هبوبُ الرياحِ ومرُّ الصَّبا
إذا الشَّمسُ مِنْ فَوْقِهِ أَشرَقَتْ … …تَوَهَّمْتَه جَوْشَناً مُذْهَبا
(8) وقال سعيد بن هاشم الخالدى من قصيدة يصف فيها خادماً له:
مَا هو عَبدٌ لكنَّهُ ولدُ ... خَوَّلَنيهِ الْمهْيمنُ الصَّمدُ
وَشدَّ أزرِي بحُسنِ خِدمتهِ .. فَهْو يَدِي والذراعُ وَالعضُدُ
(9) وقال المعري في الشيب والشباب:
خَبِّرِيني مَاذَا كرهْتِ مِن الشَّيْـ … …ـبِ فَلاَ عِلْمَ لِي بِذَنْبِ الْمشِيبِ
أَضِياءُ النَّهارِ أِم وضَحُ اللؤْ … …لؤ أَمْ كوْنُه كثغْرِ الحبِيب؟
واذكُري لِي فَضْلَ الشبابٍ وما يجْـ … …ـمعُ مِنْ منْظَرٍ يَرُوقُ وطِيبِ
غدْرُهُ بِالخَلِيلِ أَم حُبُّه لِـ … …ـغَيِّ أَمْ أَنَّهُ كَعيْش الأَدِيبِ؟
(10) ومما ينسب إلى عنترة:
وأَنا ابْنُ سوْداءِ الجبين كأَنَّها ضَبُعٌ تَرعْرَع في رُسومِ المنْزل
الساق منها مثلُ ساق نعامة ٍ والشَّعرُ منها مثْلُ حَبِّ الفُلْفُل
(11) وقال ابن شُهيدٍ الأَندلسي يصف بُرْغُوثاً:
أَسْودُ زَنجي، أَهليُّ وحشيٌ، ليس بِوانٍ ولا زُمّيل، وكأَنه جُزْءٌ لا يتجزأ من ليْل، أو نقطةُ مِداد، أو سويداءُ فؤاد، شُرْبُهُ عبّ، ومشيهُ وثبٌ، يَكمنُ نهارهُ، ويسيرُ ليلَه، يُداركُ بطعنٍ مؤلم، ويستحلُّ دم البريء والمجرمَ، مُساورٌ للأساوِرة، ومُجرّدٌ نصْله على الجبابرةِ، لا يُمْنعُ منه أميرٌ، ولا تَنفعُ فيه غيرةُ غيورٍ، وهو أحقرُ حقيرٍ، شرُّهُ مبعوثٌ، وعهدُه منكوث ٌ، وكَفى بهذا نقصاناً للإنسان، ودلالةً على قدرة الرحمن.
(2) (أجب عما يلي):
(1) كوِّنْ تشبيهاً الغرضُ منه بيانُ حال النَّمِر.
(2) " " " " " " الكرةِ الأرضيةِ.
(3) " " " " " مقدارُ حالِ دواءٍ مرٍّ.
(4) " " " " " " " نارِ شبتْ في منزلٍ.
(5) " " " تقريرُ حالِ طائشٍ يرمي نفسه في المهالك ولا يدري.
(6) " " " " " منْ يعيشُ ظلامَ الباطلِ ويؤذيه نورُ الحقِّ.
(7) كوِّنْ تشبيهاً الغرضُ منه بيانُ إمكانِ العظيم من شيءٍ حقيرٍ.
(8) " " " " " " أنَّ التعبَ يُنتجُ راحةً ولذةً.
(9) " " لتزيينِ الكلبِ.
(10) " " " الشيخوخةِ.
(11) " " لتقبيحِ الصَّيفِ.
(12) " " " الشِّتاءِ.
(3) اِشرحْ بإيجازٍ الأبياتَ الآتيةَ وبيِّنِ الغرضَ منْ كلِّ تشبيهٍ فيها:
وَقانا لَفْحَةَ الرَّمْضاءِ وادٍ … …سقاهُ مُضاعَفُ الغَيثِ العَميمِ
نَزَلْنا دوْحَهُ فَحنَا عليْنَا … …حُنُوَّ المُرْضِعاتِ على الفَطِيم
وأرْشَفَنا على ظمأٍ زُلاَلاً … …ألذَّ مِن المُدامةِ للنَّدِيم
================
هذا نقلا عن كتاب البلاغة الواضحة(/)
استعارة بوجهين من يضيف
ـ[هرمز]ــــــــ[28 - 11 - 2007, 06:56 م]ـ
قرات في احد الكتب المدرسية السؤال: اشرح الا ستعارات في الفقرة:
اعرف رجلا جم الفضائل يقتل البخل و يحي الكرم و ينفق من ماله ليبدد الظلمات و ينشر الا نوار.
ففي قوله يقتل البخل و يحيي الكرم استعارة مكنية و تصريحية في الا ن نفسه. فمن يشرح لنا الا ستعارة في قوله يبدد الظلمات و ينشر الا نوار
وجزاك الله خيرا.
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[15 - 12 - 2007, 03:47 م]ـ
بوركت أخي هرمز
أما قولك يبدد الظلمات (على اعتبار أنها تصريحية) أقول استعار التبديد للإزالة ... إلخ.
(وعلى اعتبار أنها مكنية) أقول لعل المراد يبدد الضلال فاستعار الضلال للظلام.
أما ينشر الأنوار فقسها رعاك الله على التي بينته.
دمت موفقا أخي الحبيب هرمز.
ـ[الصياد2]ــــــــ[21 - 12 - 2007, 02:44 م]ـ
هي استعاة تمثيلية تشبيه جملة بجملة بحذف اداة التشبيه والاصل ليزيل الفقر وينشر الغنى بين الناس
ـ[هيفاء حسني]ــــــــ[21 - 12 - 2007, 05:42 م]ـ
لست من الملمين بقواعد اللغة او صورها البيانية، لكن على ما اظن انك مخطيء فكلا الصورتين مجاز مرسل!
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[22 - 12 - 2007, 05:33 ص]ـ
شبه الكفر وما يحويه من ظلم و عصيان وحسد وحقد وبخل .... بالظلمات وحذف المشبه وهو الكفر وما يحويه من ( ..... ) وهذا على سبيل الاستعارة المفردة.
شبه الإيمان وما يحويه من عدل و طاعة وغبطة مودة والكرم .... بالنوروحذف المشبه وهو الايمان وما يحويه من ( ..... ) وهذا على سبيل الاستعارة المفردة.
فهنا العلاقة بين المشبه والمشبه به علاقة مشابهة لهذا لا يمكن أن يكونا مجاز مرسل لأن المجاز المرسل علاقته غير المشابهة.
والله أعلى و أعلم
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[26 - 12 - 2007, 05:13 م]ـ
أنا أوافقك أخي الغامدي فهذا ما قلته
ويمكن إجراؤها على التصريحية.
ـ[هرمز]ــــــــ[26 - 12 - 2007, 06:34 م]ـ
لقد شبه القضاء على البخل بالقتل فاستعارة تصريحية و شبه نشر الكرم و اعادته الى الوجود بين افراد المجتمع بالاحياء. و اشتق من كل الفعل قتل و احيا.
و شيه القضاء على الجهل بتبديد الظلمات فالستعارة تصريحية وكدلك نشر العلم بنشر الانوار على سبيل الاستعارة التصريحية.
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[26 - 12 - 2007, 10:32 م]ـ
حياك الله أخي هرمز
ولعل هذا أول لقاء بيني وبينك
أراك توافقني والغامدي(/)
لطيفة بلاغية
ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 11 - 2007, 10:51 م]ـ
قال تعالى: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزّنَىَ إِنّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَآءَ سَبِيلاً) [سورة: الإسراء – الآية: 32].
في هذه الآية لطيفة بلاغية وهي أن الله عز وجل نهى عن قربان الزنا (الخلوة ,السفر بدون محرم, إطلاق البصر) لا عن فعله ,فنبه بالأدنى على الأعلى سدا للذريعة ولطفا بالعباد ,لأنه إن لم يبقى إلا الفاحشة فمن الصعوبة الامتناع منها لكن الكف عن أسبابها وطرقها سهلة لكل أحد.
ـ[طارق بن محمد شبل]ــــــــ[28 - 11 - 2007, 11:53 م]ـ
جزاك الله كل خير
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[30 - 11 - 2007, 02:53 م]ـ
بوركت أخى محمد
ـ[همس الجراح]ــــــــ[14 - 12 - 2007, 07:58 ص]ـ
والحقيقة أخي الفاضل أن القرآن الكريم في هذه الآية وما يشابهها يعلمنا قاعدة جوهرية: " درهم وقاية خير من قنطار علاج ".
لك شكري وتقديري
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[17 - 12 - 2007, 11:03 ص]ـ
بوركتم أحبابي
هل لي أن أضيف
قال أهل البلاغة عن هذا النسق في التعبير إنه (نفي بطريق الأبلغ) ومعنى ذلك كما تفضلتم أن نفي مقدمة الشيء أو الأسباب المؤدية إليه نفي للشيء نفسه.
وذكروا لذلك مثالا فقالوا: إنك إذا قلت (مثلك لا يكذب) فقد نفيت الكذب عن مثله لازم ذلك أنك نفيت الكذب عنه.
بوركتم جميعا
أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا إنه ولي ذلك والقادر عليه.(/)
الكناية في كلام الرسول"صلى الله عليه وسلم".
ـ[براءة**]ــــــــ[29 - 11 - 2007, 07:07 م]ـ
السلام عليكم
أريد مساعدتكم لي في الحصول على أحاديث نبوية تحتوي على الفن البلاغي: الكناية.
وجزاكم الله خيرا
ـ[أحلام]ــــــــ[30 - 11 - 2007, 01:35 م]ـ
الاخت الفاضلة براءة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يمكن أن تجدي ماتبغين في كتاب (روائع من أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم)
عبارة عن دراسة لغوية وفكرية وأدبية رائعة
المؤلف هو الشيخ عبد الرحمن حبنكة الميداني رحمه الله
لكِ شكري
ـ[د/أم عبدالرحمن]ــــــــ[30 - 11 - 2007, 02:26 م]ـ
الأخت الفاضلة براءة أضيف إلى ما ذكرته الأخت أحلام - بارك الله فيها - كتاب من بلاغة الحديث النبوي لمحمد الصباغ(/)
واجب منزلي
ـ[عاشقة ألم]ــــــــ[30 - 11 - 2007, 01:22 م]ـ
السلام عليكم
اني عندي تمرين او مو عارفه احله ممكن اتساعدوني
التمرين
بيني الغرض من كل تشبيه فيما يلي:
1) قال صاحب كليله ودمنه:
فضل ذي العلم ان اخفاه كالمسك يستر ثم لا تمنع ذالك رائحته أن تفوح
2) وقال الشاعر:
دونت توضعا وعلوت مجدا فشأنك ارتفع وانخفاض
3) وقال السري الرفاء:
لي مترل كوجار الضب أنزله ضنك تقارب قطراه فقد ضاقا
أراه قالب جسمي حين ادخله فما أمد به رجلا ولاساقا
4) وقال سعيد بن هاشم الخالدي من
قصيده يصف فيها خادما له:
ماهو عبد لكنه ولد خولنيه المهيمن الصمد
وشد أزري بحسن خدمته فهو يدي والذراع والعضد
ـ[عاشقة ألم]ــــــــ[30 - 11 - 2007, 04:59 م]ـ
ابليززز ساعدوني طلبتكم(/)
أريد مراجع عن الاستطراد عند الجاحظ
ـ[أسطورة نجد]ــــــــ[02 - 12 - 2007, 06:10 م]ـ
:::
السلام عليكم ..
اريد مراجع عن الاستطراد عند الجاحظ؟
( ops
ـ[أسطورة نجد]ــــــــ[05 - 12 - 2007, 09:54 م]ـ
الله يخليكم ساعدوني
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[01 - 01 - 2008, 11:47 ص]ـ
ابحث عن ذلك على جوجل سوف تجمع معلومات فيه إن شاء الله(/)
قول الأعرابي والصورة البلاغية
ـ[رجلٌ من الصحراء]ــــــــ[03 - 12 - 2007, 10:45 ص]ـ
استخرج الصورة البلاغية؟
قال أعرابي: ((لاأشرب مايشرب عقلي))
أتمنى أن يكون المجيب متأكد من الإجابة
ـ[رجلٌ من الصحراء]ــــــــ[03 - 12 - 2007, 11:19 ص]ـ
نسيت أن أقول شيئا وهو أن أحد الأساتذة أجاب على هذا السؤال
وقال بإن فيه استعارة أما انا فارى خلاف ذلك
وقد تكون إجابتي خاطئة ولكن من يقنعني
ـ[رجلٌ من الصحراء]ــــــــ[03 - 12 - 2007, 10:55 م]ـ
هل ممجيب؟ هو قسم البلاغة تفاعل فيه ضعيف ليه؟؟
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[05 - 12 - 2007, 11:25 م]ـ
أنا أرى إنها استعارة مفردة حيث شبه العقل بالكائن الحي وحذف المشبه به وهو الكائن الحي وذكر شيء من لوازمه وهو الشرب وهذا على سبيل الاستعارة المفردة.
وقد يكون بين لا أشرب و ما يشرب (حيث إن ما هنا موصولية بمعنى الذي)
طباق سلب.
والله أعلى و أعلم
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[01 - 01 - 2008, 11:45 ص]ـ
أوا فق الأخ الغامدي حفظه الله وسدد على طريق الحق خطاه
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[03 - 01 - 2008, 12:04 ص]ـ
جزاك الله خير
ووفقك الله إلى كل خير
تقبل سلامي
ـ[شخبوط]ــــــــ[03 - 01 - 2008, 01:30 ص]ـ
انا لست من اهل اللغة مع كل أسف
لكن لا أرى أي تشبيه للعقل بالكائن الحي في كلام الاعرابي
لنفترض ان المشروب هو الخمر:
معنى المثل حتى تتضح الصورة: انا لا اشرب الخمر لأن الخمر يشرب عقلي فأُصبح بلا عقل ..
شبه العقل بالمشروب، والخمر- الذي هو المشروب اصلا-شبهه بالكائن الحي الذي يشرب .. !!
لا اشرب ما يشرب عقلي: لا اشرب الشيء الذي سيشرب عقلي وابقى بدون عقلي
ارجو ان تساعدوا اخاكم شخبوط على الفهم(/)
أين أنتم يافصحاء؟
ـ[مشعل الليل]ــــــــ[03 - 12 - 2007, 03:28 م]ـ
يقول تعالى (يأيها الرسول بلغ ماأنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته).
ماإعراب بلغ وفما بلغت , وهل بينهم مطابقة.؟
واعراب ادع ولا تكن من المشركين؟؟
وقوله تعالى (ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك) النساء:102
ماإعراب لم يصلوا فليصلوا , وهل بينهما مطابقة؟
وفقكم الله.(/)
استشارة
ـ[مشعل الليل]ــــــــ[03 - 12 - 2007, 05:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسماء الزمان والمكان
تنقسم الى قسمين هما:
أسماء خاضعة للإفراد والتثنيه والجمع والتأنيث والتذكيروهذا خاص بأسماء الزمان.
أسماء خاضعة للإفراد والتثنية والجمع والتأنيث والتذكير بالقرائن وهذا خاص بأسماء المكان.
ماتعليقك على هذا.(/)
اين البلاغة في قول المتنبي
ـ[عدي الخرساني]ــــــــ[03 - 12 - 2007, 07:26 م]ـ
اذا ما الناس جربهم لبيب .. فإني قد اكلتهم وذاقا؟؟
ماذا اراد المتنبي من قوله هذا .. ؟؟
ـ[همس الجراح]ــــــــ[14 - 12 - 2007, 08:10 ص]ـ
1 - كناية عن كمال معرفته بالناس وطول خبرته بهم
2 - استعارة تصريحية في " أكلتهم " شبه معرفته التامة بهم بالأكل، فحذف المعرفة وصرّح بالأكل .. وقس هذا على المذاق
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[17 - 12 - 2007, 10:59 ص]ـ
أحسنت أخي همس الجراح
وأضيف لمسة فأقول عبارة أكلتهم الأكل تكني به العرب على المعرفة التامة بالشيء هكذا ذكرت في مجمع الأمثال للميداني
ـ[الصياد2]ــــــــ[21 - 12 - 2007, 02:35 م]ـ
أحسنت أخي همس الجراح
وأضيف لمسة فأقول عبارة أكلتهم الأكل تكني به العرب على المعرفة التامة بالشيء هكذا ذكرت في مجمع الأمثال للميداني
صح لا يوجد استعارة هنا لان المجاز هنا مجاز عقلي كما يقال جئت من راس الحارة اي اولها وهذا لايقول عنه احد تشبيه بل هو مجاز عقلي وإن كان بالاساس تشبيها واستعارة لكن مع كثرة الاستعمال اننقلب لمجاز عقلي وانتفت عنه صفة التشبيه
ـ[هيفاء حسني]ــــــــ[21 - 12 - 2007, 05:45 م]ـ
يقصد انه خبزهم وعجنهم جيدا:)(/)
طلب ضروري جدا جدا جدا
ـ[الحيدرة2]ــــــــ[04 - 12 - 2007, 08:33 م]ـ
طلب ضروري جدا جدا جدا
أبحث عن شرح الجوهر المكنون لللإمام الأخضري أعرف أن النظم للأخضري ثم بعد أن نظم النظم شرح هذا النظم فمن يدلني عليه بأبسط إشارة وألطف عبارة
أو يضع لنا رابطا للتحميل نكون له من الشاكرين
حفظكم الله أرجوا التفاعل والتفاني في البحث
ملاحظة: عندي حلية اللب المصون مع حاشية العلامة البدوي ولله الحمد ولكن أريد شرح الإمام الأخري نفسه
ـ[الحيدرة2]ــــــــ[06 - 12 - 2007, 07:17 ص]ـ
يا فصيح وين تصيح(/)
الخبر والانشاء
ـ[عدي الخرساني]ــــــــ[05 - 12 - 2007, 05:09 م]ـ
:) الخبر والانشاء:)
يقسم البلاغيون الكلام الى نوعين هما: ـ
1/ الخبر
2/ الانشاء
الخبر
ــــــــــــــــ
هو قول يحتمل الصدق او الكذب لذاته ِ مثل قولنا " زيد حاضر "
الانشاء
ــــــــــــــــ
هو قول لا يحتمل الصدق او الكذب لذاته ِ كقوله تعالى
" يا ايها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه ... " الحجرات /12
واحتمال الخبر الصدق او الكذب انما يكون بالنظر الى مفهوم الكلام الخبري ذاته دون النظر الى المخبر او الواقع
اما في الكلام الانشائي كقوله تعالى اعلاه فاننا نجد اساليب انشائية
(اجتنبوا - لا تجسسوا - لا يغتب - ايحب احدكم) فهي اساليب الامر والنهي والاستفهام
اضرب الخبر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقسم الخبر على ثلاثة اضرب هي: -
1 / الخبر الابتدائي.
2 / الخبر الطلبي.
3 / الخبر الانكاري.
اذا احببتم اشرح هذه الانواع الثلاثة ان شاء الله في وقت آخر
""وقل رب زدني علما ً ""(/)
خطبة من دون نقط من قائلها؟؟
ـ[عدي الخرساني]ــــــــ[05 - 12 - 2007, 05:21 م]ـ
الحمد لله الملك المحمود المالك الودود مصور كل مولود ومال كل مطرود ساطع المهاد وموطد الاطواد ومرسل الامطار عالم الاسرار ومدركها ومدمر الاملاك ومهلكها ومكور الدهور ومكررها ومورد الامور ومصدرها عم سماحه وكمل ركامه وهمل وطاوع السؤال والامل واوسع الرمل وارمل احمده حمدا ممدودا واوحده كما وحد الاواه وهو الله لا اله للامم سواه ولا صادع لما عدله وسواه ارسل محمدا علما للاسلام واماما للحكام مسددا للرعاع ومعطل احكام ود وسواع اعلم وعلم وحكم واحكم واصل الاصول ومهد واكد الوعد و اوعد اوصل الله له الاكرام واودع روحه السلام ورحم آله واهله الكرام ما لمع رائل وملع دال وطلع هلال وسمع اهلال، اعملوا رعاكم الله اصلح الاعمال واسلكوا مسالك الحلال واطرحوا الحرام ودعوه واسمعوا امر الله وعوه وصلوا الارحام وراعوها وعاصوا الاهواء واردعوها وصاهروا اهل الصلاح والورع وصارموا رهط اللهو والطمع ومصاهركم اطهر الاحرار مولدا واسراهم سؤددا واحلاهم موردا وها هو امكم وحل حرمكم مملكا عروسكم المكرمه وما مهر لها كما مهر رسول الله ام سلمه وهو اكرم صهر اودع الاولاد وملك ما اراد وماسها مملكه ولا وكس ملاحمه ولا وصم اسال الله حكم احماد وصاله و دوام اسعاده و الهم كلا اصلاح حاله والاعداد لماله ومعاده وله الحمد السرمد والمدح لرسوله احمد)
ـ[رحيل2007]ــــــــ[19 - 12 - 2007, 07:00 م]ـ
اتوقع والله العالم الامام علي بن ابي طالب عليه السلام
ـ[دحماني محمد عبد النور]ــــــــ[19 - 12 - 2007, 11:35 م]ـ
إنها لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه والله أعلم(/)
من لديه إجابة مقنعة؟؟ في قولنا
ـ[المخضرم الصغير]ــــــــ[06 - 12 - 2007, 03:48 ص]ـ
احبتي لقد حضرت نقاش
حول المقصود بكلمة (كريمة الرجل) هل هي أخته أم ابنته
وهل لذلك شواهد في كلام العرب شعراً اونثراً
آمل عدم التأخر في الرد
ولكم شكري وتقديري سلفاً
أخوكم المخضرم الصغير (ورطان)
ـ[المخضرم الصغير]ــــــــ[08 - 12 - 2007, 02:07 ص]ـ
احبة الفصيح طرحت سؤالاً (لي ثلاث أيام مجاني خبر)
ولاأعلم السبب هل هو إستخفاف بالسؤال
وأنا مضطرله
أرجو التجاوب معي جزيتم خيراً
محبكم المخضرم الصغير (الورطان)
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[08 - 12 - 2007, 02:23 ص]ـ
أحسن الظن بإخواتك بارك الله فيك
وسؤلك ليس سهلا ليستخف به
وقد حاولت أن أبحث عن جواب لكني لم أوفق
ولعل غيري مازال يبحث
عسى فرج يكون عسى ... نعلل نفسنا بعسى
ـ[المخضرم الصغير]ــــــــ[10 - 12 - 2007, 02:11 م]ـ
أخي الحبيب أبا سهيل
جزاك الله كل خير
وسوء الظن ليس من عوائدي
بارك الله فيك
ومازلت أنتظر ألإجابة
ـ[يوسف29]ــــــــ[11 - 12 - 2007, 09:13 م]ـ
فقد الكريمة أو فقد الكريمتين لا علاقة له بالبنت و لا بالأخت ...
و إنّما العرب تقول فقد فلان كريمتيه إذا فقد بصره ... فالكريمة هي العين التي نبصر بها,
و يقال للعين الكريمة لثمانتها. و في المثنّي يقال: فقد فلان كريمكتيْه
ـ[المخضرم الصغير]ــــــــ[11 - 12 - 2007, 10:57 م]ـ
اخي الحبيب
يوسف 29
جزاك الله كل خير على تفاعلك
وإجابتك الطيبة
ولكن ياأخي لدينا هذه العبارة تكتب
في بطاقات الدعوة:
زفاف فلان على فلانة (كريمة الشيخ فلان) ويقصدبكلمة كريمة
الأخت تارة وتارة الابنة
وهذا كان محور سؤالي أيهما اصح هل المقصود الاخت ام الابنة وهل لذلك شواهد في اللغة
اما قولك انها تطلق إذافقد الرجل احدى عينه قيسمى (ابوعين كريمة) هذا صحيح
ـ[يوسف29]ــــــــ[12 - 12 - 2007, 05:49 م]ـ
لكلّ عصر بلاغته يا أخ مخضرم ... و الصّواب ما قلت لك بالنّسبة إلى القدامى، و كنت أحسب سؤالك في تلك الوجهة.
ـ[رتاج الكعبة]ــــــــ[13 - 12 - 2007, 02:29 م]ـ
اعتقد بان الكريمة هي ابنة الرجل وليست اخته
ـ[المخضرم الصغير]ــــــــ[17 - 12 - 2007, 11:02 م]ـ
شكراً اخت
رتاج الكعبة ولكن هل هو مجرد إعتقاد؟
ام توجد شواهد؟
اكرر شكري لتجاوبك
المخضرم الصغير(/)
أيهما أبلغ
ـ[تهاني1]ــــــــ[06 - 12 - 2007, 10:26 ص]ـ
السلام عليكم
أيهما أبلغ الإيجاز أم الأطناب ولماذا؟
وجزاكم الله خير
ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[06 - 12 - 2007, 11:06 ص]ـ
:::
البلاغة هي مطابقة الكلام لمقتضى الحال، والقرآن الكريم بليغ كله، وفيه ايجاز، وفيه اطناب، فلا يقول أن هذا أبلغ من ذاك إلا متكلف متحامل.
سئل ابن المقفع: ما البلاغة؟
فقال: الايجاز من غير عجز، والاطناب في غير خَطَل.
:)
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[09 - 12 - 2007, 11:44 م]ـ
أوافق اخى منذر"لكل مقام مقال" وجزاكم الله خيرا
ـ[ابن الخطاب]ــــــــ[10 - 12 - 2007, 02:45 م]ـ
صدقت فإنما يعول فى هذا الحكم على المقام فإن كان المقام يقتضى إيجازا كان الإيجاز أبلغ، وإن كان يقتضى إطناباً كان الإطناب أبلغ
ـ[ابن الخطاب]ــــــــ[10 - 12 - 2007, 05:15 م]ـ
شكرا لك أخ منذر
ـ[ابراهيم ليلة]ــــــــ[24 - 12 - 2007, 12:00 ص]ـ
الايجاز أبلغ من الاطناب
والاطناب أبلغ من الايجاز
فكل في سياقه أبلغ من الأخر
لكن العرب كانت تميل أكثر إلي الايجاز
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[26 - 12 - 2007, 04:34 م]ـ
بارك الله في سواعدكم(/)
ما الفرق بين العلاقتين السببية والمسببة في المجاز المرسل؟؟؟؟؟؟؟
ـ[سيدرا]ــــــــ[06 - 12 - 2007, 02:04 م]ـ
:::
قول الله تعالى " إن الذين يأكلون أموال اليتامي إنما يأكلون في بطونهم نارا "
قيل إن العلاقة هنا مسببة
وقيل
أمطرت السماء نباتا
فالعلاقة هنا سببية
ما الفرق بين الإثنتين؟ مع التوضيح
ـ[عنتر الجزائري]ــــــــ[10 - 12 - 2007, 06:38 م]ـ
العلاقة في المثال الأول تسمى علاقة اعتبار ماكان
لان مفاد الآية أن يعطي الوصي على أموال من كانوا يتامى باعتبار أنهم كانو يتامى. وهم وقت أخذ اموالهم سيكونون في سن الرشد
والعلاقة في المثال الثاني أظنها علاقة المسببية
لأن السماء تمطر الماء والماء سبب في نمو النبات. فهنا لم يذكر السبب بل المسبَّب إذ ان النبات مسبب عن السبب (الماء)
والله أعلم(/)
علم المعاني وبشار بن برد
ـ[محمد سعد]ــــــــ[06 - 12 - 2007, 06:56 م]ـ
يوجب علم المعاني أن يخاطب كل إنسان على قدر استعداده في الفهم ونصيبه من اللغة والأدب فلا يجيز أن يخاطب العاميّ بما يخاطب به الأديب الملم بلغة العرب وأسرارها.
قال بعضهم لبشار بن برد: إنّك لتجيء بالشيء الهجين المتفاوت؛ قال: وما ذاك؟ قال: بينما تثير النقع وتخلع القلوب بقولك:
إذا ما غضبنا غضبة مضرية=هتكنا حجاب الشمس أو تمطر الدَّما نراك تقول:
ربابة ربة البيت ..... تصب الخل في الزيت
لها عشر دجاجات .... زوديك حسن الصوتفقال بشار: لكلٍ وجهٌ وموضع؛ فالقول الأول جد والثاني قلته في ربابة جاريتي وأنا لا آكل البيض من السوق، وربابة لها عشر دجاجات وديك فهي تجمع البيض، فهذا القول عندها أحسن من " قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل عندك "
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[16 - 02 - 2008, 03:27 م]ـ
حياك الله أخي محمد وبوكت نقولاتك الرائعة وأنا أعترف بذلك
وحقيقة إخوتاه غن بشارد على رغم ما كانت فيه الصفات الغير محببة أو الغير سوية إلا أن شعره أن صنعت فيه دراسة علمية فستكون رائعة جدا.
ـ[سمية ع]ــــــــ[20 - 02 - 2008, 04:21 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه المواضيع الرائعة(/)
الاستعارة الغريبة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[06 - 12 - 2007, 10:01 م]ـ
الاستعارة الغريبة هي التي يكون الجامع فيها غامضاً، لا يدركه أصحاب المدارك " من الخواص" كقول كثيِّر يمدح عبد العزيز بن مروان:
غمرُ الرِّداء إذا تبسم ضاحكاً = غلقت لضحكته رقاب المال غمر الرداء " كثير العطايا والمعروف" استعار الرداء للمعروف؛ لأنه يصون ويستر عرض صاحبه، كستر الرداء ما يلقى عليه، واضاف إليه الغمر وهو القرينة الدالة على عدم إرادة معنى الثوب؛ لأن الغمر من صفات المال، لا من صفات الثوب
وهذه الاستعارة لا يظفر باقتطاف ثمارها إلا ذوو الفطر السليمة والخبرة التامة
ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[07 - 12 - 2007, 06:45 م]ـ
وهذه الاستعارة لا يظفر باقتطاف ثمارها إلا ذوو الفطر السليمة والخبرة التامة
ونحسبك منهم أبا الفادي
تحيّاتي
ـ[محمد سعد]ــــــــ[07 - 12 - 2007, 07:06 م]ـ
تحياتي لك أخي أبا العباس، وأشكرك على هذا الإطراء الذي لا أستحقه(/)
ممكن تساعدوني في تحليل القصيدة ...
ـ[عبدالواحد]ــــــــ[08 - 12 - 2007, 12:22 م]ـ
السلام عليكم
كيف حالكم اخواني الاعزاء ...
أتمنى منكم مساعدتي في تحليل هذه القصيدة التي هي من ديوان ابن المعتز العباسي .... لقد حاولت كثيرا ولكن أجد صعوبة في التحليل ... فجزاكم الله خيرا ساعدوني وأعينوني أعانكم الله ...
وهذه هي القصيدة (ألا ما لقلب)
ألا ما لقلب لا تقضى حوائجه، ووجد أطار النوم بالليل لاعجه
وداء ثوى بين الجوانح والحشا، فهيهات من ابرائه ما يوالجه
ألا ان دون الصبر ذكر مفارق، سقى الله أياما تجلت هوادجه
غزال صفا ماء الشباب بخده، فضاقت عليه سوره ودمالجه
ومنتصر بالغصن والحسن والنقا، وصدغ أديرت فوق ورد صوالجه
تحكم فيه البين، والدهر ينقضي، فلله رأي ما أضلت مناهجه
واخر حظي منه توديع ساعة، وقد مزج الاصباح بالليل مازجه
وغرد حادي الركب وانشقت العصا، وصاحت بأخبار الفراق شواحجه
فكم دمعة تعصي الجفون غزيرة، وكم نفس كالجمر تدمى مخارجه
واخر اثار المحبة ماترى، طلول، وربع قد تغير ناهجه
ـ[عبدالواحد]ــــــــ[10 - 12 - 2007, 10:10 ص]ـ
محد يريد يساعدني؟؟
ـ[عبدالواحد]ــــــــ[13 - 12 - 2007, 09:38 م]ـ
ما عهدتكم هكذا؟؟(/)
مجاز مرسل أم كناية
ـ[هرمز]ــــــــ[10 - 12 - 2007, 06:44 م]ـ
في قولنا: "ركبت البترول " ونقصد "ركبت ما يصنع من البترول" كالحافلة و العربات و السيارات
ماذا يوجد في العبارة م: مجاز مرسل ام كناية
ان كان مجازا مرسلا فما علاقته اهي اعتبار ما كان ام المبدلية ام مادا
ام كناية عن السيارة و غيرها.
هيا بنا نناقش المسالة
شكرا مسبقا.
ـ[يوسف29]ــــــــ[11 - 12 - 2007, 09:10 م]ـ
غفر الله لي و لك يا أخ هرمز ...
أيّ جمال أو أيّة بلاغة في هذه العبارة حتى تُطرح للتدبّر؟
و أيّة قيمة لكلام يُقدّم مُوضّحا بمعناه؟
ـ[حااجي]ــــــــ[12 - 12 - 2007, 03:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية، أشكر هرمز على طرح مثل هذه الأسئلة، لأنها في كثير من الأحيان تفتح شهية النقاش قصد الفهم، وتحديد المفاهيم، ومعرفة كنهها.
ولا عجب في ذلك ...
والغرابة كلها .. أن نحتقر السؤال ولا نعيره بالنا واهتمامنا .... إما .. و إما
أما إزالة لكل غموض ألا تشبه هذه العبارة العبارات الآتية:
ركب أبو جهل رأسه
ركب ابن بطوطة الماء
وركب البتورل و هكذا ...
والله أعلم مجاز مرسل وعلاقته السببية ....
ـ[يوسف29]ــــــــ[12 - 12 - 2007, 06:08 م]ـ
يا أخي حااجي السّلام عيك و رحمة الله
في رأيي أنّنا حين نتناقش في مثل القول " ركب البترول " فذاك يعني أنّ البلاغة ارتدّت إلى أرذل عمرها و أضابها من الوهن ما يؤذن بانسداد آفاق الذّوق. و إنّ للعرب سَنَنا في الكلام به يكون بعضه جيّدا، و بعضه الآخر عاديّا، و بعض ثالث منه عار من أيّ جمال .. و يقيني كذلك أنّك تعرف أنّ أدبيّة الكلام إنّما هي مواطن الجمال فيه من جهة، و أنّها تكون حيث لا إكراه يلجئ إلى الاستعمال ...
امّا أن نقيس بين " ركب فلان رأسه " و " ركب البترول " فهذا يعني أنّنا لا نتدبّر مواطن الثّخونة في الكلام، و لا التّناصّات، و لا شرائط العرب في كَلِمِهم.
و لا بأس من مراجعة مواقف جهابذة النّقد القديم في بعض الكنايات على سبيل المثال، و يكون مفيدا كذلك أن نعود إلى تعليقاتهم حول بعض أشعار قامات الشّعر العربيّ ...
المسالة يا أخي ليست في توافر ما به يكون تحليل الكلام لننتهي إلى أنّه تشبيه أو كناية أو استعارة، و إنّما القضيّة في وجاهة ما به يكون الكلام سليما، و جميلا، و تاركا أثرا في نفس المتلقّي .. الخ .... و لو راجعنا مواقف أرباب الصّناعة لوقفنا على مواقف متواترة إزاء التّكلّف و التّقعّر و المأخذ البعيد و التّعقيد ... ووو.
و ارجو أنك تعرف خبر " قاضي قم " الذي عزل من أجل جناس ... لم يكن فيه إلاّ أنّه جناس ... و أنّه قضى بعزل قاضي مدينة قم.
و اسأل الله لي و لك من السّداد ما يعصمنا من التّكلّف و من إتيان العسير.
ـ[طويل العمر]ــــــــ[12 - 12 - 2007, 09:02 م]ـ
اخي الحبيب الله اسأل أن يفقهنا واياك في ديننا ودنيانا
أرى أنها مجاز مرسل علاقته السببية والقرينة كلمة (ركبت) فالبترول لايركب ولكنه سبب في ايجاد السيارة التي نركبها
والله أعلم تقبل تحياتي
ـ[هرمز]ــــــــ[12 - 12 - 2007, 09:25 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
اما بعد:
فان العبارة التي اورت فقد و جدتها في احد الكتب التي تدرس اللغة و العربية نحوها و صرفها و بلاغتها في بلاد العرب و لكن الزمان ليس زمان اولئك الدين بلغوا شؤا في البلاغة و الفصاحة بعيدا و حياتنا ليست حياتهم و كلغتنا لغتهم و لكن الصور في داك الزمان ليست هي في زماننا و بيئتنا ليست بيئتهم. اما ان ترى عبارة ركبت الابترول عبارة هابطة فهذا رايك و كم راينا من النقاد قديما من و حديثا من ينفي شاعرية و بلاغة شاعر ما تعصبا لذوقه الخاص فالعقاد مثلا ينفي شاعرية شوقي من زوايا محددة مقارنة مع حافظ مع انه امير الشعراء و طه حسين يسخر من احد الشعراء بسسبب عبارة لم يتذوقها طه حسين بينما اشاد بها غيره من النقاد.
فمن النقاد من يحط من قيمة الابيات التي قالها كُثَير المشهورة:
ولما قضينا من منى كل حاجةٍ ومسَّح بالأركان من هو ماسحُ
وشُدَّتْ على حُدْب المهارى رحالنا ولم ينظر الغادي الذي هو رائح
أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا وسالت بأعناق المطيّ الأباطح
اما الجرججاني فيرى الحسن كله.
سلام
ـ[يوسف29]ــــــــ[13 - 12 - 2007, 09:41 م]ـ
أهلا أخ هرمز؛
ـ أمّا موقف العقّاد فلارتباطه بتيّار كامل في النّقد يقف ضدّ تيّار في الشّعر، و المسالة لا تحتاج إيضاحا.
ـ أمّا موقف النّقاد من أبيات كثيّر الشّهيرة .. فليس فيهم من عاب جمالها في ذاتها، و إنّما كان مأخذ النّقاد عليها، أنّها أبيات لا تقدّم معنى شريفا، فمضمونها ـ أي تلك الأبيات ـ يعني أنّه لمّا أتممنا مناسك الحجّ، شددنا رحالنا عائدين و نحن نتحدّث.
و تصوّر الآن قائلا يقول: " ركبنا البترول" و اتّجهنا نحو رياض كأنّها الجنان ...
و السّلام عليكم يا أخي هرمز.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هرمز]ــــــــ[27 - 01 - 2008, 07:44 م]ـ
سلام
المهم ان في العبارة مجاز مرسل و علاقته: اعتبار ماكان.
اما ابن قتيبة فيقول في الشعر و الشعراء: .... و لم يقصر الله الشعر و العلم و البلاغة على زمن دزن زمن ولا لا خص به قوما دون قوم"
عسى ان تفهموا.
ـ[حااجي]ــــــــ[30 - 01 - 2008, 09:54 م]ـ
ياأخي يوسف اركب معي على بساط الريح للعودة إلى زمن سحيق في تاريخ الأنسانية إلى بلاد العرب لتكتشف بأم عينيك أن أجدادنا قد احتكوا بالفرس وغيرهم من الشعوب المجاورة والمناوئة فتأثروا و أثروا، فأثروا لغة الآخرين بألفاظ عربية أصيلة، و أثريت لغتهم بعبارات من الشعوب الأخري فاستعملوها ولم يستهجنوها ولاكتها ألسنهم فعربت وأمست جزءا لايتجزأ من اللغة العربية أصلها القران وغدت من لسان العرب بلا عقد. أما ردا على استغرابك الغريب في قولنا ركبت البترول صاحب العبارة يود أن يوصل إلى مفهومك أن المركوب من سيارات وحافلات متكونة أجزاؤها في أبسط لوازمها من مشتقات البترول فعدل الكاتب عن ألفاظ السيارت بالبترول ... فقط ... أما إن كنت تقصد سلاسة اللفظة، فليست سلسلة بل فيها من رطانة أصحابها ما فيها ...(/)
طلب
ـ[طالب تحت المراقبة]ــــــــ[10 - 12 - 2007, 09:28 م]ـ
من مؤلف كتاب نهج البلاغة
ـ[عنتر الجزائري]ــــــــ[10 - 12 - 2007, 10:25 م]ـ
نهج البلاغة
تأليف: الشريف الرضي
أبي الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد
بن موسى بن إبراهيم بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام
تحقيق: الشيخ فارس الحسّون
ويمكنك تحميل الكتاب من هذه الصفحة
http://www.aqaed.com/shialib/books/07/nahj/index.html
ـ[همس الجراح]ــــــــ[14 - 12 - 2007, 07:51 ص]ـ
ويُنسب كذلك إلى "ابن أبي الحديد"
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[01 - 01 - 2008, 11:38 ص]ـ
أشهر من نسب إليه هذا الكتاب هو الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، لكن أبو الحديد فقد شرحه في أحد عشر جزءا.
هذا ما أعلم والله تعالى أعلم(/)
ياليت تسااااااااااعدوني
ـ[دمعة فرح2]ــــــــ[11 - 12 - 2007, 04:24 م]ـ
:::
مالمقصود ب (تحليل المنهجي لرؤية المؤلف)
حيث أنه مطلوب مني ذلك في كتاب أسرار البلاغة للأمام الجرجاني
وأنا لم أفهم المطلوب؟؟ فما هو التحليل المنهجي لرؤية الكاتب؟؟؟ ;) ;)
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[01 - 01 - 2008, 11:42 ص]ـ
أقول والله أعلم
إن التحليل المنهجي للمؤلف هو بيان منهجه الذي أقام عليه الكتاب وشق به عباب البحث في كتابه
وذلك يكون بعد قراءة الكتاب قراءة متفحصة متأنية وذلك قد يكون أيضتا بعد قرأته مرات ومرات
لكن قدر يريحك من ذلك كتب الدكتورمحمد أبو موسى (مدخل إلى كتابي عبد القاهر) وهما موجودين في مكتبة وهبة بميدان الأوبرا بالقاهرة.
وفق الله الجميع(/)
أهي تشبيه بليغ أم استعارة؟
ـ[حااجي]ــــــــ[12 - 12 - 2007, 09:31 ص]ـ
:::
قال الشاعر
أسد علي وفي الحروب نعامة ... ربداء تجفل من صفير الصافر.
معنى ربداء: أي ذات لون مغبر ـ تجفل: أي تسرع في الهرب
ما الصورة البيانية في هذا البيت مع التعليل؟
ـ[طويل العمر]ــــــــ[12 - 12 - 2007, 08:54 م]ـ
اخي حاجي /
ارى أنها استعارة حسب خبرتي وقس عليها
ـ[هرمز]ــــــــ[12 - 12 - 2007, 08:59 م]ـ
البيت قيل في الحجاج بن يوسف يهجوه: فشببهه تشبيها بليغا بالاسد في البطش و اخرى بالنعامة فالاول تشبيه بليغ اما الثاني فتشبيه مؤكد سمي مؤكد لأن حذف اداه التشبيه
و الله اعلم
ـ[حااجي]ــــــــ[13 - 12 - 2007, 09:16 ص]ـ
:::
ياأخي يا طويل العمر أجري الإستعارة حسب خبرتك، تكون لنا دليلا وعبرة.
شكرا و ألف شكر ....
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[17 - 12 - 2007, 11:57 ص]ـ
بارك الله فيك أخي هرمز
فالبيت ليس إلا تشبيها محذوف الوجه والأداة ولم يستشهد به البلاغيون إلا على أنه تشبيه محذوف الوجه والأداة.
ولكن أخي لا يصح أن يقال إنه تشبيه بليغ إلا مجاراة لما تعارف عليه أهل الفن من أن التشبيه المحذوف الوجه والأداة يسمى بالتشبيه البليغ.
لأن في القرآن تشبيه ليس محذوف الوجه والأداه فهل هو ليس بليغا؟؟؟؟؟!!!!!
أظنك تعرف ذلك لكنني أذكرك.
بارك الله فيك.
ـ[نذير طوبال الصغير]ــــــــ[17 - 12 - 2007, 04:57 م]ـ
في البيت تشبيه في الشطر الأول و في الشطر الثاني استعارة
لأن التشبيه بين أما الاستعارة لم يذكر المشبه به و إنما ما يدل عليه .............. و الله أعلم
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[25 - 12 - 2007, 03:40 م]ـ
أخوتاه في الشطر الأول من البيت تشبيه محذوف الوجه والأداة كما تفضلتم
أما في الشطر الثاني ففيه استعارة تمثيلية حيث شبه حاله هذه بحالة النعامة.
فمن يخالفني فليردني!!!!!!!!!
ـ[الصياد2]ــــــــ[27 - 12 - 2007, 04:15 ص]ـ
أخوتاه في الشطر الأول من البيت تشبيه محذوف الوجه والأداة كما تفضلتم
أما في الشطر الثاني ففيه استعارة تمثيلية حيث شبه حاله هذه بحالة النعامة.
فمن يخالفني فليردني!!!!!!!!!
ارى ان الثاني تشبيه مؤكد حذفت منه اداة الشبه فقط فهو مثل اسد ويفترق عنه انه ذكر الوجه ولا يجوز تمثيلية كما قلت لان التمثيلية كما قلت حالة بحالة او قل جملة بجملة مع حذف الجملة المشبهة فقط فدلنا على الجملة المحذوفة وقدرها لنا
ثم ان التمثيلية يجوز ان تستعيض عنه بالاصل وهنا لا يجوز لانك لو وضعتها لبقيت كلمة نعامة وجاءت الجملة الاصل وصفا لها لو قدرنا مثلا وقلنا نعامة تسرع حائفة هنا المعنى على الحقيقة وقبل التبديل على الخقيقة والتمثيلية يكون الحالة المشبه بها ليست على الحقيقة مثال وفسر الماء بعد الجهد بالماء استعارة تمثيلية لمن فكر وفكر وجاء بعد التفكير الطويل بنفس تفكيره السابق نرى ان المعنيين ليسا على الحقيقة للموصوف بهما فلو قلت احمد فسر الماء بعد الجهد بالماء واستبدلت وفكر احمد ثم فكر فوصل لنفس الفكرة لرايت الفرق بالمعنى
فاحدهما ليس حقيقة
والله اعلم
ـ[قاسم أحمد]ــــــــ[30 - 12 - 2007, 08:51 م]ـ
على من اعتبرها استعارة أن يذكر القرينة.
أنا أرى أن التشبيه الأول بليغ والتقدير أنت أسد حيث حذف وجه الشبه والأداة.
وفي الشطر الثني تشبيه مؤكد لحذف الأداة ومفصل لذكر وجه الشبه والتقدير وفي الحروب أنت نعامة ربداء ....(/)
سؤال بحاجة إلى إجابة افيدونا وفقكم الله
ـ[طويل العمر]ــــــــ[12 - 12 - 2007, 12:48 م]ـ
ما الفرق بين لام التعليل وباءالسببية ومتى تستخدم كلاً من هما؟(/)
الَّلف والنشر المُشوش
ـ[محمد سعد]ــــــــ[13 - 12 - 2007, 01:09 ص]ـ
كان محمد بن عبد الباقي الحنبلي الإمام يقول: ما من عِلم إلا وقد نظرت فيه، وحصَّلت منه الكل أو البعض، وما أعرف أني ضيعت ساعة من عمري في لهو أو لعب.
وقد انفرد بعلم الحساب والفرائض وتفقه على القاضي أبي يعلى وتوفي في سنة خمس وثلاثين وخمسمائة وقد تم له ثلاث وتسعون سنة ولم يتغير من حواسه شيء ويقرأ الخط الدقيق من بُعْد سئل مرة عن عمره فأنشد:
احفظ لسانك لا تبح بثلاثة =سنّ ومالٍ ما علمت ومذهب
فعلى الثلاثة تبتلي بثلاثة =بمكفِّر وبحاسد ومكذب
في البيت لف ونشر مشوش، فالمذهب يرجع إلى السن، والحاسد يرجع إلى المال، والمُكفِّر يرجع إلى المذهب
ـ[أخابيط]ــــــــ[13 - 12 - 2007, 08:20 م]ـ
السلام عليكم
صدق والله.
فالمذهب يرجع إلى السن
أظنك قصدت: فالمكذب يرجع الى السن(/)
خطبة مكونه من 700 كلمة خالية من حرف الألف!!!
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[14 - 12 - 2007, 11:20 م]ـ
جلس جماعة من صحابة رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم)
يتذاكرون فتذاكروا الحروف الهجائية وأجمعوا على أن حرف الألف هو أكثر
دخولا في الكلام فقام علي بن أبي طالب و ارتجل هذه
الخطبة الخالية من الألف وهي تتكون من 700 كلمة أو 2745 حرفا ما عدا
ما ذكره فيها من القران
(حمدت وعظمت من عظمت منته , وسبغت نعمته , وسبقت غضبه رحمته , وتمت
كلمته , ونفذت مشيئته , وبلغت قضيته. حمدته حمد مقر بتوحيده , ومؤمن
من ربه مغفرة تنجيه , يوم يشغل عن فصيلته وبنيه. ونستعينه ونسترشده
ونشهد به , ونؤمن به , ونتوكل عليه , ونشهد له تشهد مخلص موقن ,
وتفريد ممتن , ونوحده توحيد عبد مذعن , ليس له شريك في ملكه , ولم يكن
له ولي في صنعه , جل عن وزير ومشير , وعون ومعين ونظير , علم فستر ,
ونظر فجبر , وملك فقهر , وعصي فغفر, وحكم فعدل , لم يزل ولم يزول ,
ليس كمثله شئ , وهو قبل كل شئ , وبعد كل شئ , رب متفرد بعزته , متمكن
بقوته , متقدس بعلوه , متكبر بسموه , ليس يدركه بصر , وليس يحيطه نظر
, قوي منيع , رؤوف رحيم , عجز عن وصفه من يصفه , وصل به من نعمته من
يعرفه , قرب فبعد , وبعد فقرب , مجيب دعوة من يدعوه , ويرزقه ويحبوه ,
ذو لطف خفي , وبطش قوي , ورحمته موسعه , وعقوبته موجعة , رحمته جنة
عريضة مونقة , وعقوبته جحيم ممدودة موثقة. وشهدت ببعث محمد عبده
ورسوله , وصفيه ونبيه وحبيبه وخليله , صلة تحظيه , وتزلفه وتعليه ,
وتقربه وتدنيه , بعثه في خير عصر , وحين فترة كفر, رحمة لعبيده , ومنة
لمزيده , ختم به نبوته , ووضح به حجته فوعظ ونصح , وبلغ وكدح , رؤوف
بكل مؤمن رحيم , رضي ولي زكي عليه رحمة وتسليم , وبركة وتكريم , من رب
رؤوف رحيم , قريب مجيب. موصيكم جميع من حضر , بوصية ربكم , ومذكركم
بسنة نبيكم , فعليكم برهبة تسكن قلوبكم ,وخشية تذرف دموعكم وتنجيكم ,
قبل يوم تذهلكم وتبلدكم , يوم يفوز فيه من ثقل وزن حسنته , وخف وزن
سيئته , وليكن سؤلكم سؤل ذلة وخضوع , وشكر وخشوع , وتوبة ونزوع , وندم
ورجوع , وليغتنم كل مغتنم منكم صحته قبل سقمه , وشبيبته قبل هرمه
فكبره ومرضه , وسعته وفرغته قبل شغله وثروته قبل فقره , وحضره قبل
سفره , من قبل يكبر ويهرم ويمرض ويسقم ويمله طبيبه ويعرض عنه حبيبه ,
وينقطع عمره ويتغير عقله. قبل قولهم هو معلوم , وجسمه مكهول , وقبل
وجوده في نزع شديد , وحضور كل قريب وبعيد , وقلب شخوص بصره , وطموح
نظره , ورشح جبينه , وخطف عرينه , وسكون حنينه , وحديث نفسه , وحفر
رمسه , وبكي عرسه , ويتم منه ولده , وتفرق عنه عدوه وصديقه , وقسم
جمعه , وذهب بصره وسمعه , ولقي ومدد , ووجه وجرد , وعري وغسل , وجفف
وسجى , وبسط له وهيئ , ونشر عليه كفنه , وشد منه ذقنه , وقبض وودع
وسلم عليه , وحمل فوق سريره وصلي عليه , ونقل من دور مزخرفة وقصور
مشيدة , وحجر متحدة , فجعل في طريح ملحود , ضيق موصود , بلبن منضود ,
مسعف بجلمود , وهيل عليه عفره , وحشي عليه مدره , وتخفق صدره , ونسي
خبره , ورجع عنه وليه وصفيه ونديمه ونسيبه , وتبدل به قريبه وحبيبه ,
فهو حشو قبر , ورهين قفر , يسعى في جسمه دود قبره , ويسيل صديده على
صدره ونحره , يسحق تربه لحمه , وينشف دمه ويرم عظمه , حتى يوم محشرة
ونشره , فينشر من قبره وينفخ في صوره , ويدعى لحشره ونشوره , فتلم
بعزه قبور , وتحصل سريرة صدور , وجئ بكل صديق , وشهيد ونطيق , وقعد
للفصل قدير , بعبده خبير بصير , فكم من زفرة تعنيه , وحسرة تقصيه في
موقف مهيل ومشهد جليل بين يدي ملك عظيم بكل صغيرة وكبيرة عليم , حينئذ
يجمعه عرفه ومصيره , قلعة عبرته غير مرحومة , وصرخته غير مسموعة ,
وحجته غير مقبولة , تنشر صحيفته , وتبين جريرته , حين نطر في سور عمله
, وشهدت عينه بنظره , ويده ببطشه , ورجله بخطوه , وفرجه بلمسه , وجلده
بمسه , وشهد منكر ونكير , وكشف له من حيث يصير , وغلل ملكه يده , ..... )
من كتاب نهج البلاغة
ـ[السراج]ــــــــ[16 - 12 - 2007, 11:32 ص]ـ
لله دره ..
بورك في متذوقها ..
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[16 - 12 - 2007, 11:57 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
شكراً لك أستاذنا على هذه القصيدة الباهرة.
أستاذي الكريم: هل هناك ما يثبت أن هذه الخطبة الرائعة لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه وحشرنا وإياه بصحبة خير الورى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
وهل نهج البلاغة لسيدنا علي رضي الله عنه؟
ـ[علي الرميثاوي]ــــــــ[16 - 12 - 2007, 06:46 م]ـ
يا سيدي الكريم (عبدالقادر علي الحمدو) لو قرأت خطب وكتب ورسائل نهج البلاغة لوجدتها على نفس واحد بحيث أنك تستطيع أن تميز كلامه من بين أي كلام آخر لوحدة الأسلوب والنسق.
ونهج البلاغة هو جمع لخطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قام بجمعه أحد أشهر العلويين وهو الشريف الرضي، وهو أحد فقهاء وعلماء وشعراء الشيعة، وقد قيل فيه أنه أفصح قريش قاطبة، وهو شقيق الشريف المرتضى أحد أشهر الشخصيات الإسلامية ونقيب الهاشميين في بغداد والذي قال فيه المعري:
يا سائلي عنه لما جئت أسأله .. ألا هو الرجل العاري من العارِ
لو جئته لرأيتَ الناس في رجلٍ .. والدهرَ في ساعةٍ والأرضَ في دارِ
ويحضرني كتاب قرأته للراحل زكي مبارك يتحدى أو يسعى فيه لإثبات تفوق الشريف الرضي شعرياً على المتنبي.
وقد عكف الكثير من علماء المسلمين على شرح هذا الكتاب، فمن هذه الشروح:
أشهر شرح معتزلي - بل وإسلامي - هو شرح ابن أبي الحديد المعتزلي وقد سبقه القاضي عبدالجبار المعتزلي.
أشهر شرح سني هو للشيخ محمد عبده، وقد سبقه مسعود التفتازاني ومن آخر الشروحات السنية هو للأستاذ المرحوم الشهير محمد محيي الدين عبدالحميد النحوي المعروف شارح قطر الندى.
أشهر شرح شيعي هو للميرزا حبيب الله الخوئي وهناك شروح شيعية كثيرة على الكتاب أحدها للشيخ البهائي صاحب الكشكول.
وهناك شروح لبعض أئمة الزيدية على الكتاب.
وقد تصدى محققو الكتاب والمدافعون عنه لرد التهم الموجهة لهذا الكتاب القيم والجليل الذي زعم أنه من تأليف الشريف الرضي، ومن جملة هذه الدفاعات أن كثيراً من خطب نهج البلاغة وجدت في زمان يسبق زمان الشريف الرضي.
وها رابط فيه رد الشبهات المثارة حول الكتاب:
http://www.balaghah.net/nahj-htm/ara/javab/
وفي الجارة إيران يقوم الأطفال بحفظ نهج البلاغة بعد إتمام حفظ القرآن العزيز، وإن كنت ضد هذا التثقيل على الأطفال فيكفيهم صعوبة حفظ كتاب الله عز وجل، ولعل الإكتفاء بدراسة نهج البلاغة والإكتفاء بحفظ بعض خطبه وقصار الحكم أفضل.
نعم، هناك خطبة تعرف بالشقشقية هي الداعي الأول لإثارة كل هذه الجلبة حول نهج البلاغة، وعلى القول بعدم صحة نسبتها للإمام علي بن أبي طالب فلا يقدح ذلك بالكتاب ككل، ففي كتب الحديث النبوي قد تجد بعض المناكير ولا يقدح هذه بقيمة الكتاب برمته!!(/)
من التشبيه المتجاوز الجيِّد
ـ[محمد سعد]ــــــــ[15 - 12 - 2007, 01:59 ص]ـ
من التشبيه المتجاوز الجيد النظم، قول أبي الطمحان القيني:
أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم= دجى الليل حتى نظم الجزع ثاقبه
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[25 - 12 - 2007, 03:55 م]ـ
بوركت أخي محمد وأستسمحك لعلي أزيد القليل فأقول
ذكر النويري في كتابه نهارية الأرب في فنون الأدب فقال:
وقالوا: أمدح بيت قالته العرب قول أبي الطمحان القيني:
أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم ... دجى الليل حتى نظم الجزع ناقبه
ولعلك إن قرأت لاحقيه يزيد إعجابك بحسن نظم الشاعرويأسر الشاعر بجمال سبكه وسهولة لفظه بعدما أعجبت بروعة تشبيهه ومبالغته في المدح كما أشار أخونا محمد سعد حفظه الله
أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم ... دجى الليل حتى نظم الجزع ناقبه
نجوم سماء كلما انقض كوكبٌ ... بدا كوكب يأوي إليه كواكبه
وما زال منهم حيث كان مستودٌ ... تسير المنايا حيث سارت كتائبه
بوركتم وبورك أخي محمد سعد
ـ[همس الجراح]ــــــــ[29 - 12 - 2007, 12:39 م]ـ
ألا ترى أيها الأخ الفاضل أن السلف كان يعجبه الفخر والمدح بالأحساب والأنساب؟ , فكانت هذه الأبيات لأبي القمحان غاية المديح عندهم.
لكنّ نظرة موضوعية في أبياته ترينا أن المديح بالأحساب هذا الزمن لا يفي بالغرض، ولا يرفع من مقدار صاحبه كما كان .. ولعل أذواقنا والمعطيات الحديثة تستهجن مثل هذا الفخر القائم على مبالغات لا ترقى إلى الصدق، فأحسابهم تضيء كأشد المصابيح قوة حتى إن ثاقب الجمان ليستخدم هذا الضوء في صناعته!!! ما عاد لمثل هذه التشبيهات المادية التي نعايشها كل ليلة ما يشدّ ويشده. فهلاّ بحثنا عن قيمنا الإسلامية نمدح بها من يستحقها؟!! نرجو ذلك ..(/)
كتاب العمدة لابن رشيق
ـ[باحثة في الأدب]ــــــــ[15 - 12 - 2007, 02:07 ص]ـ
:::
أخوتي جزاكم الله خيرا أبحث عن كتاب العمدة لابن رشيق
ولم أستطع العثور عليه فمن يستطيع وله مني جزيل الدعاء ..
أو على الأقل مقدمة هذا الكتاب فأنا في حاجة ماسة لها ..
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[15 - 12 - 2007, 07:45 ص]ـ
هو من كتب المكتبة الشاملة، وهي ضرورية للباحثين.
حمليها من هنا ( http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=bk&id=1601&lang=1).
ولك الاشتراك في مكتبة الوراق، فهو ضمن كتبها.
ـ[باحثة في الأدب]ــــــــ[15 - 12 - 2007, 01:13 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك
ـ[باحثة في الأدب]ــــــــ[15 - 12 - 2007, 02:29 م]ـ
الان حملت الكتاب لكن ظهرت لي مشكلة
فأنا احتاج مقدمته وهو بلا مقدمة بل يبدأ بباب الشعر؟؟
فهل كتاب العمدة بلا مقدمة؟؟
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[16 - 12 - 2007, 12:02 ص]ـ
تجدين المقدمة في الملف ضمن هذا الرابط ( http://up.salowkah.com/download.php?filename=965db67745.doc).
وقد تكون الصفحات غير واضحة لأني صورتها بالجوال، لتعطل الماسح.
ـ[باحثة في الأدب]ــــــــ[16 - 12 - 2007, 01:21 ص]ـ
فرجتها لي يابو وليد
فأسأل الله الكريم رب العرش العظيم الذي سخرك لي لتبحث وتعطيني من وقتك دون أن تعرفني أو تطلب مني مصلحة أسأله عز وجل أن يسخر لك خلقه فلا تعن لك حاجة إلا وجدتها مقضية ولا تقف عند باب إلا وجدته مفتوحا ولا يتداركك هم إلا وهو منفرج في طرفة عين.
وأسأله أن يوسع في رزقك ويرزقك التقوى حيث كنت وينفعك وينفع بك ..
اللهم آمين
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[16 - 12 - 2007, 11:13 ص]ـ
آمين. جزاكم الله خيرًا.
ـ[السراج]ــــــــ[16 - 12 - 2007, 11:25 ص]ـ
بارك الله في أستاذنا الفاضل ..
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[17 - 12 - 2007, 12:23 ص]ـ
أشكرك أستاذ السراج، بورك فيك.
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[17 - 12 - 2007, 10:49 ص]ـ
لكنني أفضل اقتناء الكتاب
دمتم موفقين
ـ[حسوني07]ــــــــ[17 - 12 - 2007, 12:12 م]ـ
السلام عليكم ...
كتاب ـ العمدة في محاسن الشعرو آدابه و نقده ـ لابن رشيق القيرواني تحقيق العلامة محمد محي الدين عبد الحميد
الطبعة: الخامسة
سنة الطبع: 1401 هـ / 1981 م
طبعة: دار الحيل
عدد الأجزاء: 02
أخي الكريم حمله من هذا الرابط
http://www.4shared.com/file/32207895/374e1373/______.html
جزى الله من صور و رفع ...
وفق الله الجميع ...
ـ[باحثة في الأدب]ــــــــ[17 - 12 - 2007, 02:01 م]ـ
الاخ حسوني جزاك الله ووالديك خير الجزاء ..
لكن لم أستطع التحميل هناك مشكلة لا اعلم ماهي ..
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - 12 - 2007, 04:46 م]ـ
بعد فتح الصفحة السابقة ننتظر ربع دقيقة تقريبا ثم يظهر الرابط وتحته:
Download file
ويفضل أن يكون التحميل من اتصال دي إسل إل؛ لأن الملف حجمه كبير
ـ[حسوني07]ــــــــ[17 - 12 - 2007, 06:38 م]ـ
الاخ حسوني جزاك الله ووالديك خير الجزاء ..
لكن لم أستطع التحميل هناك مشكلة لا اعلم ماهي ..
لا بأس عليك ... أختي الكريمة ...
هاهو الكتاب بعد تقليل حجمه وفهرسته من طرف الأخ الفاضل المساهم ...
عليك بهذا الرابط المباشر للجزء الأول
http://www.archive.org/download/alomdh/omdh01.pdf
و هذا رابط مباشر للجزء الثاني
http://www.archive.org/download/alomdh/omdh02.pdf
صفحة الكتاب
http://www.archive.org/details/alomdh
و بارك الله في الجميع ...
ـ[باحثة في الأدب]ــــــــ[19 - 12 - 2007, 12:50 ص]ـ
جزاك الله خير
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[25 - 12 - 2007, 03:57 م]ـ
بوركتم جميعا
ـ[الفرعون الحكيم]ــــــــ[30 - 12 - 2007, 06:17 م]ـ
:::
أنا باحث في البلاغة العربية واختري موضوع [مؤشرات السبك والحبك في تفسير الزمخشري] لرسالة الماجستير وارجو المساعدة في وضع الخطة
ولكم جزيل الشكر
ـ[الفرعون الحكيم]ــــــــ[30 - 12 - 2007, 06:20 م]ـ
:::
أنا باحث في البلاغة العربية واخترت موضوع [مؤشرات السبك والحبك في تفسير الزمخشري] لرسالة الماجستير وارجو المساعدة في وضع الخطة
ولكم جزيل الشكر
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[16 - 02 - 2008, 03:21 م]ـ
أخي الغالي: أنصح فأقول
خطة الرسالة مقسمة كالآتي:
(يُتْبَعُ)
(/)
تمهيد: تعرف فيه بالزمخشري ومعتقده وكتبه وحياته ... إلخ وتتحدث فيه عن تفسير الزخشري ومنهجه فيه وتتناول مفهوم السبك والحبك، ومن تحدث فيهم ....
ثم بعد ذلك المقدمة: تتناول فيها الحديث عن أهمية الموضوع وسبب اختيارك له وخطتك في دراسة الموضوع ومنهجك الذي ستسلك.
ثم تقسمه حسب موضوعك: إلى فصول أو إلى أبوابوذلك كما قلت لك حسب طبيعة الموضوع ثم الخاتمة.
أسأل الله لك التوفيق وأنصح أن تتواصل مع بعض أساتذة قسمك الذي تسجل فيه وتستشيرهم ففي ذلك الفائدة العظيمة وفيه من التيسير عليك ووضوح الموضوع لك أكثر.
ثم أسألك في أي الكليات تسجل وفي أي المحافظات؟
فأنا لآن مثلك على وشك التسجيل ادعو الله لي.
وأخيرا نصيحة أهديها إليك لماذا اخترت اسم (الفرعون) إليك هذا الحديث الذي أخرجه أحمد وصححه الألباني:
عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ انْتَسَبَ رَجُلَانِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَحَدُهُمَا أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ فَمَنْ أَنْتَ لَا أُمَّ لَكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْتَسَبَ رَجُلَانِ عَلَى عَهْدِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ أَحَدُهُمَا أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ حَتَّى عَدَّ تِسْعَةً فَمَنْ أَنْتَ لَا أُمَّ لَكَ قَالَ أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ ابْنُ الْإِسْلَامِ قَالَ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام أَنَّ هَذَيْنِ الْمُنْتَسِبَيْنِ أَمَّا أَنْتَ أَيُّهَا الْمُنْتَمِي أَوْ الْمُنْتَسِبُ إِلَى تِسْعَةٍ فِي النَّارِ فَأَنْتَ عَاشِرُهُمْ وَأَمَّا أَنْتَ يَا هَذَا الْمُنْتَسِبُ إِلَى اثْنَيْنِ فِي الْجَنَّةِ فَأَنْتَ ثَالِثُهُمَا فِي الْجَنَّةِ.
فهل تحب أن تكون مثل الأول أم الثاني.
رزقني الله وإياك التقوى ولم أقول ذلك إلا لأني أحب لك الخير بارك الله فيك ونفع الله بك0
ـ[سليمان سالم]ــــــــ[03 - 03 - 2009, 01:13 م]ـ
:::
أخوتي جزاكم الله خيرا أبحث عن كتاب العمدة لابن رشيق
ولم أستطع العثور عليه فمن يستطيع وله مني جزيل الدعاء ..
أو على الأقل مقدمة هذا الكتاب فأنا في حاجة ماسة لها ..
كيف يمكنني تحميل كتاب العمدة لابن رشيق
ـ[سليمان سالم]ــــــــ[03 - 03 - 2009, 01:14 م]ـ
كيف يمكنني تحميل كتاب العمدة لابن رشيق
ـ[مهيار2]ــــــــ[27 - 04 - 2010, 12:23 ص]ـ
ياجماعةالخيراناادرس اللغةالعربية سنة1 وحلقةبحثي بعنوان وصف الفرس عند عبيدبن الابرص
فماهي المراجع التي استطيع الاعتمادعليها والتي تتحدث عن الموضوع ذاته؟ وهل بالامكان ذكرروابط تحميلها(/)
آيات من القرآن ربما غلط في مجازها النحويون
ـ[محمد سعد]ــــــــ[15 - 12 - 2007, 02:24 ص]ـ
جاء في كتاب " الكامل لأبي العباس المُبرِّد" ما يلي:
قال الله عز وجل: "إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه" آل عمران 175، مجاز الآية أن المفعول الأول محذوف، ومعناه: يخوفكم من أوليائه.
وفي القرآن: "فمن شهد منكم الشهر فليصمه" البقرة 185، والشهر لا يغيب عنه أحد، ومجاز الآية: فمن كان منكم شاهداً بلده في الشهر فليصمه، والتقدير فمن شهد منكم أي فمن كان شاهداً في شهر رمضان فليصمه، نصب الظروف لا نصب المفعول به.
وفي القرآن في مخاطبة فرعون: "فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك أية" يونس92، فليس معنى ننجيك نخلصك، لكن نلقيك على نجوة من الأرض، ببدنك: بدرعك، يدل على ذلك لتكون لمن خلفك آية.
وفي القرآن: "يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم" الممتحنة 1، فالوقف "يخرجون الرسول وإياكم" الممتحنة 1، أي ويخرجونكم لأن تؤمنوا بالله ربكم.(/)
من تشبيهات النساء في القرآن الكريم
ـ[محمد سعد]ــــــــ[16 - 12 - 2007, 12:48 ص]ـ
البيض المكنون
قال الله جل وعز: " كأنهن بيض مكنون " " الصافات: 49 "، والمكنون: المصون، يقال: كننت الشي، إذا صنته. وأكننته، إذا أخفيته، فهذا المعروف، قال الله تبارك وتعالى: " أو كننتم في أنفسكم " " البقرة: 235 " وقد يقال: كننته، أخفيته.
والعرب تشبه النساء ببيض النعام، تريد نقاءه ورقة لونه، قال الراعي:
كأن بيض نعام في ملاحفها=إذا اجتلاهن قيظ ليله ومد
وقال بعضُهم: إنما شُبِّهَتِ المرأةُ بها في أجزائِها، فإنَّ البيضةَ من أيِّ جهةٍ أتيتَها كانَتْ في رأي العينِ مُشْبهةً للأخرى وهو في غاية المدح. وقد لَحَظ هذا بعضُ الشعراءِ حيث قال:
تناسَبَتِ الأعضاءُ فيها فلا تَرَى = بهنَّ اختلافاً بل أَتَيْنَ على قَدْرِويُجْمع البَيْضُ على بُيُوْض قال:
بتَيْهاءَ قفرٍ والمَطِيُّ كأنَّها = قطا الحَزْنِ قد كانَتْ فِراخاً بُيوضُها
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[17 - 12 - 2007, 10:54 ص]ـ
حبيبي الغالي محمد سعد
حقيقة تعجبني مشاركاتك بوركت وبورك ساعدك
زادك الله علما ونفع بك.(/)
وكيف ترجي الروم والروس هدمها** وذا الطعن آساس لها ودعائم
ـ[أم مصعب1]ــــــــ[16 - 12 - 2007, 02:21 ص]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول المتنبي في قصيدة امتدح فيها سيف الدولة الحمداني و وصف فيها قلعة الحدث:
وكيف ترجي الروم والروس هدمها **وذا الطعن آساس لها ودعائم
هل في هذا البيت استعارة أو مجاز؟ أرجو التوضيح.
وكيف تنطق كلمة "آساس " إذ الألف فيها مديّة!
ولكم مني خالص الدعاء
ـ[همس الجراح]ــــــــ[29 - 12 - 2007, 11:16 ص]ـ
الطعن هنا بمعنى القتال في سبيل صونها والدفاع عنها، وبهذا أعتقد أن هذا تشبيه فالقتال ودفع الأعداء بناء وتشييد ودعائم ..
ـ[اسلام1]ــــــــ[11 - 01 - 2008, 11:56 ص]ـ
السلام عليكم:
أعتقد يا أختي الحبيبة أن " ترجي الروم " مجاز مرسل(/)
أطلب مساعدتكم
ـ[ليالي القمر]ــــــــ[16 - 12 - 2007, 03:28 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمه ا لله وبركاته
اطلب مساعدتكم يا اساتذتي الكرام .....
في مقاطع شعر ونثر للضروره فهل تتكرمون بمساعدتي;)
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[25 - 12 - 2007, 03:41 م]ـ
لا أفهم مقصدك فأوضحي
ومع ذلك سوف أحاول المساعدة.(/)
الغبطة
ـ[سارة سرحان عبدالغفار عطالله]ــــــــ[16 - 12 - 2007, 07:13 م]ـ
ما هى الغبطة؟ وما الفرق بين الحسد والحقد؟ وهل السحر موجود بالفعل ام انه شىء مجهول؟
ـ[أم هشام]ــــــــ[18 - 12 - 2007, 09:33 م]ـ
الحسد
هو تمني زوال النعمة عن المحسود، وإن لم يصر للحاسد مثلها. بخلاف الغبطة فإنها تمني مثلها من غير حب زوالها عن المغبوط. والتحقيق أن الحسد هو البغض والكراهة لما يراه من حسن حال المحسود.
وهو نوعان: أحدهما كراهة للنعمة عليه مطلقاً فهذا هو الحسد المذموم وإذا أبغض ذ لك فإنه يتألم ويتأذى بوجود ما يبغضه فيكون ذلك مرضاً في قلبه، ويلتذ بزوال النعمة عنه وإن لم يحصل له نفع بزوالها.
والنوع الثاني (الغبطة):
أن يكره فضل ذلك الشخص عليه فيحب أن يكون مثله أو أفضل منه فهذا حسد وهو الذي سموه الغبطة وقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم حسداً في الحديث المتفق عليه من حديث ابن مسعود وابن عمر رضي الله عنهما قال: (لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها، ورجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق). ورواه البخاري من حديث أبي هريرة ولفظه (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل والنهار فسمعه رجل فقال: يا ليتني أوتيت مثل ما أوتي هذا فعملت فيه مثل ما يعمل هذا. ورجل آتاه الله مالاً فهو يهلكه في الحق، فقال رجل: يا ليتني أوتيت ما أوتي هذا فعملت فيه ما يعمل هذا).فهذا الحسد الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم إلا في موضعين هو الذي سماه أولئك الغبطة، وهو أن يحب مثل حال الغير ويكره أن يفضل عليه. وقد يشكل هنا تسميته حسداً ما دام همه أن ينعم الله عليه بمثل ما أنعم على صاحبه؟ فيقال: مبدأ هذا الحب هو نظره إلى إنعامه على الغير وكراهيته أن يفضل عليه. ولولا وجود ذلك الغير لم يحب ذلك، فذلك كان حسداً لإنه كراهة تتبعها محبة.
قال صاحب اللسان: إذا تمنى أن تتحول إليه نعمته وفضيلته أو يسلبهما هو. وقال الجوهري: تمني زوال النعمة عن المنعم عليه وخصه بعضهم بأن يتمنى ذلك لنفسه والحق أنه أعم. وقال النووي: قال العلماء: هو حقيقي: تمني زوال النعمة عن صاحبها وهذا حرام بإجماع الأمة مع النصوص الصريحة، ومجازي: هو الغبطة وهو أن يتمنى مثل النعمة التي على غيره من غير زوالها عن صاحبها فإذا كانت من أمور الدنيا كانت مباحة وإذا كانت طاعة فهي مستحبة. وقيل: الحسد تمني زوال النعمة عن صاحبها سواء كانت نعمة دين أو دنيا. وقيل: أن تكره النعم على أخيك وتحب زوالها، فحد الحسد: كراهة النعمة وحب وإرادة زوالها عن المنعم عليه، والغبطة: ألاّ تحب زوالها، ولا تكره وجودها ودوامها، ولكن تشتهي لنفسك مثلها. والمنافسة: هو أن يرى بغيره نعمة في دين أو دنيا، فيغتم ألا يكون أنعم الله عليه بمثل تلك النعمة، فيحب أن يلحق به ويكون مثله، لا يغتم من أجل المنعم عليه نفاسة منه عليه، ولكن غمّاً ألا يكون مثله. وفي الحسد في الحقيقة نوع من معاداة الله، فإنه يكره نعمة الله على عبده وقد أحبها الله ويحب زوالها والله يكره ذلك فهو مضاد لله في قضائه وقدره ومحبته و لذلك كان إبليس عدوه حقيقة لإن ذنبه كان عن كبر وحسد. وللحسد حد وهو المنافسة في طلب الكمال والأنفة أن يتقدم عليه نظيره فمتى تعدى صار بغياً وظلماً يتمنى معه زوال النعمة عن المحسود ويحرص على إيذائه، ومن نقص عن ذلك كان دناءة وضعف همة وصغر نفس.
أما الحقد:
هو إضمار العداوة في القلب والتربص لفرصة الانتقام ممن حقد عليه.
ـ[أم هشام]ــــــــ[18 - 12 - 2007, 09:51 م]ـ
أما عن السحر وهل هو حقيقة أم تخييل فقد كان للشيخ محمد حسان تحرير في ذلك، أنقله هنا بتصرف:
السحر في اللغة هو:
(يُتْبَعُ)
(/)
كل شيءٍ خفي سببه ولطف ودق. يقول أبو عبيد: وأصل السحر في اللغة هو الصرف، أي: صرف الشيء عن حقيقته، قال الله تعالى: فَأَنَّى تُسْحَرُونَ [المؤمنون:89] أي: فأنى تصرفون، يقول: وقد يكون الصرف للعين وهو الأُخذة أي: أن تؤخذ العين فلا ترى الشيء على حقيقته التي هو عليها في الواقع، وقد يكون الصرف للقلب من الحب إلى الكره، ومن الكره إلى الحب، ومن البغض إلى الحب، وهكذا. وقد يكون الصرف بالقول الحلال، ألا وهو البيان والحديث كما ورد في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن من البيان لسحراً)
هل السحر حقيقة أم تخييل؟؟
قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى: ومذهب أهل السنة والجماعة أن السحر ثابتٌ وله حقيقة، وقد اتفق على هذا أهل الحل والعقد الذين بهم ينعقد الإجماع ولا عبرة بعد ذلك لأقوال المخالفين.
قال النووي: والصحيح الذي عليه الجمهور وعليه عامة العلماء أن السحر ثابتٌ وله حقيقة، دل على ذلك الكتاب والسنة الصحيحة المشهورة.
فلقد استدل أنصار قول: بأن السحر تخييل لا حقيقة له، بأدلة من القرآن الكريم بقول الله عز وجل في سورة طه: (فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى) [طه:66] واستدلوا بقول الله في سورة الأعراف: (فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ) [الأعراف:116] واستدلوا أيضاً بالواقع فقالوا: لو أن السحرة يملكون قلب حقائق الأعيان لقلبوا الحصى إلى ذهب، ولقلبوا الأوراق إلى دولارات، ولقلبوا الجبال إلى ذهب، ولغيروا حقائق هذا العالم، لو قدر السحرة على ذلك ما تحايلوا على أكل أموال الناس بالباطل ولكانوا ملوك العالم وأغنى الناس فيه. واستدلوا أيضاً بأن السحرة لو فعلوا ذلك واستطاعوا أن يقلبوا حقائق الأعيان بأن يحولوا مثلاً هذا العمود إلى ذهبٍ وهو من الحجارة أو إلى فضة أو إلى غيرهما، لو فعلوا ذلك لاختلط الحق بالباطل ولاختلطت المعجزة بالسحر حينئذٍ.
وقال جمهور أهل العلم رداً عليهم وهم الذين يقولون:
أن السحر حقيقة لا تخييل، وقد استدلوا بأدلة أخرى من الكتاب والسنة الصحيحة: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ [البقرة:102]. قال علماؤنا من جمهور السلف: إن الله جل وعلا قد صرح في هذه الآية بأن الشياطين يعلمون الناس السحر، وبأن الناس يتعلمون السحر من الشياطين، وما لم تكن للسحر حقيقة فما الذي علم الشياطين وما الذي تعلمه الناس؟ واستدلوا أيضاً بالآية فقالوا: ولقد صرحت الآية بأن الساحر يفرق بين المرء وزوجه بسحره، وهذه حقيقة لا يمكن على الإطلاق أن تنكر، لأن التفريق بين الزوج وزوجه أمرٌ عين بائنٌ واضح. واستدلوا بقول الله جل وعلا: وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ [الفلق:4] والنفاثات: هن السواحر اللاتي يعقدن السحر وينفثن عليه، وقالوا: بأنه لو لم تكن للسحر حقيقة ما أمر الله بالاستعاذة منه على الإطلاق. واستدلوا أيضاً بالواقع فقال الإمام ابن القيم: والسحر الذي يؤثر مرضاً وثقلاً وحباً وبغضاً ونزيفاً للنساء معلوم موجودٌ يعلمه عامة الناس. واستدلوا -وهذا من أقوى الأدلة التي استدل بها جمهور أهل السلف على أن السحر حقيقة لا تخييل- بسحر النبي صلى الله عليه وسلم.
في الحديث الذي رواه البخاري و مسلم و أحمد و ابن ماجة و النسائي و البيهقي و ابن سعد في الطبقات وغيرهم، وهذا لفظ حديث البخاري في كتاب الطب من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: (سحر النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ من بني زريق من حلفاء يهود كان منافقاً يقال له: لبيد بن الأعصم، حتى كان النبي صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله ... )
إن الذين قالوا بأن السحر كله تخييل لا حقيقة له قد جانبوا الصواب، والذين قالوا: بأَن السحر كله حقيقة لا تخييل فيه قد جانبوا الصواب أيضاً، والحق
بأن السحر ينقسم إلى أقسام منه ما هو حقيقي ومنه ما هو تخييل. أما السحر الحقيقي فلا يكون إلا عن طريق مساعدة الكواكب والنجوم والسحرة والجن، وهذا شريطة أن يكفر الساحر بالله جل وعلا، وأن يزداد عبادةً للجن والشيطان، وللكواكب والنجوم، وحينئذٍ يستطيع الساحر أن يجري سحراً حقيقياً يضر ويؤذي به خلق الله وعباد الله - من بعد أن يأذن الله عز وجل- (وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله).
ومن السحر ما هو تخييل لا حقيقة له في عالم الواقع، وهذا السحر يكون تركيزه على العين وهو الأخذة فتؤخذ العين وتسحر، فترى العين الشيء على غير حقيقته في الواقع، يقول الحافظ ابن كثير: وهذا السحر هو جنس سحر سحرة فرعون، قال الله عز وجل بصريح العبارة -وما زال الكلام لابن كثير -: (فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى) [طه:66] وقال الله عز وجل: (فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ) [الأعراف:116] إذاً وقع السحر هنا على العين فرأت العين الشيء على غير حقيقته في الواقع.(/)
مالفرق بين (الباء السببية ولام التعليل) تكفون أيها البلغاء
ـ[طويل العمر]ــــــــ[17 - 12 - 2007, 03:16 م]ـ
ياأهل البلاغة سؤال ضروري
مالفرق بين (الباء السببية _ ولام التعليل) في البلاغة ومتى تستخدم؟
افيدوني ولكم خالص دعائي
ـ[أم هشام]ــــــــ[18 - 12 - 2007, 09:16 م]ـ
الباء السببية: هي الداخلة على سبب الفعل وعلَّته التي من أجلها حصل، نحو: " مات بالجوع "، ونحو: " عُرِفنا بفلان "، ومنه قوله تعالى: (فكلاًّ أخذنا بذنبه)، وقوله: (فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم).
نقلا من كتاب جامع الدروس العربية للغلاييني
لام التعليل: هي التي يكون ما بعدها مسببا عما قبلها، وتدخل على الفعل المضارع الذي ينصب بـ " أنّ " المضمرة بعدها، كقوله تعالى: (قد جئتكم بالحكمة ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه)، وكقوله تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم).
وقد لاتدخل على الفعل، بل تدخل على اسم فيكون مجرورا بها، مثل: " التوحيد ضروري لاستقامةِ الأحوال ".
نقلا من كتاب المعجم المفصل في النحو العربي للدكتورة عزيزة بابتي.
والذي ظهر لي أن (الباء السببية): لاتدخل مباشرة إلا على الأسماء.
بينما لام التعليل، تدخل على الاسم والفعل وينصب بعدها بأن المضمرة، كما هو موضح أعلاه.
وإن كنت أشعر أن هناك حلقة مفقودة!! لكن إن شاء الله سأتم البحث فيهما.
الله الميسر.
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[25 - 12 - 2007, 03:56 م]ـ
بوركتم وجزاكم الله خيرا
وننتظر الحلقة المفقودة
ـ[طويل العمر]ــــــــ[08 - 02 - 2010, 01:23 ص]ـ
بوركتي أختي الكريمة وفقك الله ورحم والديك(/)
اعلمة الرماية كل يوم .. مساعدة بلاغية
ـ[احلامم]ــــــــ[18 - 12 - 2007, 09:54 م]ـ
مرحبا
السلام عليكم ورحمة اللة وبركاته
اريد منكم مساعدو وخصوصا من معلمين والمعلما
بيت
أعلمه الرماية كل يوم ولما اشتد ساعده رماني
بيت رائع وجميعنا نعرفة لوكنني للأسف لم أعرف كيفية صياغتة
من حيث المشبة والمشبة بة
وهل يضرب المثل لكفر النعمة ومجازة الخير بالشر؟
هكذا الصخر راجح الوزن راس تبين فيه اهمال الطبيب
المشبة والمشبة به
للأسف لم اعرف استخرج المشبة والمشبه به لان الصور مركبة
اتمنى تفيدوني لان عندي شرح عن طريق البوربوينت
وقول البحتري
اذا مالجرح رم على فساد تبين فيه اهمال الطبيب
اين المشبة والمشبه به
اعلم ان الجامع بين الحالين اذن ه ظهور الىثار السيئة نتيجة الأهمال
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[19 - 12 - 2007, 12:55 ص]ـ
هذه الأبيات ليست تشبيه وإنما هي استعرة تمثيلية، فسوف أوضح واحدة منها وأنتِ عيلك الباقي.
قال الشاعر: معن بن أوس في أبن أخته: ـ
أعلمه الرماية كل يوم ولما استد ساعده رماني (الكلمة الصحيحة استد وليس اشتد) مثل قول سديد.
شبه الشاعر الذي تساعده وتعلمه وتفهمه أي أمر محمدود (فمثلاً تعلّمه الكتابة حتى يتقنها فيهدي لك رسالة شتم) ثم يستخدم ما فهمه واتقنه بشكل سلبي على المعلم ولا يشكر له فضل، واستعرنا لفظ المشبه به وهو أعلمه الرماية كل يوم ولما استد ساعده رماني، وهذا على سبيل الاستعارة التمثيلية.
** فيدخل تحت الاستعارة التمثيلة كل مثل سواء قيل في شعر أو غيره.
والله أعلى و أعلم
ـ[احلامم]ــــــــ[19 - 12 - 2007, 02:45 ص]ـ
عفوا ولكن عند الشرح على العرض ماذا اكتب
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[21 - 12 - 2007, 02:31 ص]ـ
1ـ أين المشبه طبعاً لن يجاوب أحد فتقولين هو محذوف وانتبهوا هو عبارة عن حادثة أو قصة (فتذكر الحالة)
2ـ أين المشبه به (أي أين الدليل الذي وضح لنا هذا الحال) سيذكر نفس المثل ولأنه حذف أحد طرفي التشبيه فهو استعاره، ولأنه مثل فهي تمثيلية.
والله أعلى و أعلم(/)
أرجو من الجميع مساعدتي
ـ[فجر لولو]ــــــــ[19 - 12 - 2007, 02:51 ص]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالبة في الجامعة وطلب مني بحث في مادة البلاغة عن أيات عباد الرحمن في سورة الفرقان (دراسة بلاغية)
من الآية (63) إلى (76)
وأرجو منكم مساعدتي في معرفة مباحث علم البيان من تشبيه واستعارة ومجاز
وكذلك علم البديع وبلاغة الكلمة في هذه السورة أي لماذ ذكرت كلمة دون أخرى مثل كلمة الغرفة في الأية (75) دون غيرها من أسماء الجنة .. ومساعدتي في ذلك ...
وجزااااااكم الله عني كل خير
ـ[فجر لولو]ــــــــ[21 - 12 - 2007, 03:36 ص]ـ
وين الردود؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أرجوكم أبي مساعدتكم
ـ[حمد]ــــــــ[21 - 12 - 2007, 08:46 ص]ـ
http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=0&tTafsirNo=0&tSoraNo=1&tAyahNo=1&tDisplay=no&LanguageID=1
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
اضغطي على الرابط، تجدين فيه تفاسير كثيرة:
اختاري منها التي تهتم بجانب البلاغة، مثل:
تفسير التحرير والتنوير لابن عاشور،
وروح المعاني للألوسي،
وخواطر محمد متولي الشعراوي،
ونظم الدرر في تناسب الآيات والسور للبقاعي،
وغيرها أيضاً.
ابحثي تجدينها.
ـ[فجر لولو]ــــــــ[22 - 12 - 2007, 11:11 م]ـ
مشكور أخوي
ألله يجزاك خير ويعطيك ألف ألف عافية .. ماقصرت(/)
سؤال عن معاني الحروف
ـ[عزوز2]ــــــــ[19 - 12 - 2007, 04:25 ص]ـ
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ)
في كلمة (بأمره) ما معنى الباء
ـ[منصور مهران]ــــــــ[19 - 12 - 2007, 11:43 ص]ـ
الأوضح والأقرب أن الباء هنا سببية، أي بسبب قدرة الله قامتا.
ولا أرتضي قولهم: إنها للاستعانة.
والله أعلم.
ـ[المهندس]ــــــــ[20 - 12 - 2007, 02:27 م]ـ
الأوضح والأقرب أن الباء هنا سببية، أي بسبب قدرة الله قامتا.
الأخ المفضال منصور مهران
هل الأنسب أن نقول "بسبب قدرة الله"،
أم أن نقول "بسبب أمره لهما بالقيام، وخضوعهما له بالطاعة، بقوله للشيء كن فيكون"؟(/)
ليس مع الواو
ـ[الصوت الحر]ــــــــ[22 - 12 - 2007, 04:43 م]ـ
السلام عليكم
لدي سؤال يتعلق بالفرق الدلالي بين الجملتين التاليتين:
ذهبت إلى مكة ليس إلى الطائف!
ذهبت إلى مكة و ليس إلى الطائف!
هل أضافت الواو السابقة لـ (ليس) معنى مختلفا عن الجملة الأولى؟
الصوت الحر
ـ[همس الجراح]ــــــــ[29 - 12 - 2007, 11:11 ص]ـ
الواو هنا لتأكيد نفي الذهاب إلى الطائف بدليل أن التعبير الأول جملة واحدة، فليس: بمعنى لا وإعرابها حرف نفي وعطف وفي الجملة الثاني حرف عطف فقط عطفت جملة على جملة، وينبغي تقدير فعل مناسب بعد الواو
والله أعلم(/)
أرجو المساعدة
ـ[سيدرا]ــــــــ[23 - 12 - 2007, 11:57 ص]ـ
حدد نوع التشبيه وأركانه: المشبه والمشبه به ووجه الشبه:
عذبة أنت كالطفولة كالأحلام كاللحن كالصباح الجديد
إذا نلت منك الود فالمال هين فكل الذي فوق التراب تراب
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها إن السفينة لا تجري على اليبس
في حمرة الورد شىء من تلهبها وللقضيب نصيب من تثنيها
إن القلوب إذا تنافرت مثل الزجاجة كسرها لا يجبر
ولكم جزيل الشكر
ـ[سيدرا]ــــــــ[27 - 12 - 2007, 02:02 م]ـ
السلام عليكم
إخوتي وأخواتي أعضاء المنتدى الطيب
الأسئلة سهلة وتوقعتكم تجيبون بسرعة
لأنني أريد الاطلاع على فنية الإجابة أثناء الإجابة على الأسئلة
فالأول تمثيلي والثاني بليغ والثالث ضمني والرابع مقلوب والخامس تمثبلي
وفقكم الله
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[28 - 12 - 2007, 08:52 ص]ـ
http://www.alfaseeh.com/vb/announcement.php?f=19(/)
من بلاغة الحرف في القرآن الكريم
ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 12 - 2007, 11:54 م]ـ
" هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " (الحديد: 2)
قال الزمخشري: "فإنْ قلتَ: ما معنى الواوِ؟ قلت: الواوُ الأولى معناها الدلالةُ على أنه الجامعُ بين الصفَتَيْن الأوَّليَّةِ والآخِريَّةِ، والثالثةُ على أنه الجامعُ بين الظهورِ والخَفاءِ، وأمَّا الوُسْطى فعلى أنه الجامعُ بين مجموع الصفَتَيْن الأَوْلَيَيْن ومجموعِ الصفَتَيْن الأُخْرَيين".
ـ[الصياد2]ــــــــ[25 - 12 - 2007, 04:28 ص]ـ
لم نفهم شيئا ولم نقتنع
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[26 - 12 - 2007, 01:29 ص]ـ
شكرا لك أخي الفاضل ولكن .....
جميع كتب النحو تقول إن الواو حرف عطف يدل على مطلق الجمع وهنا في الاية الكريمة جميع الصفات لله الواحد القهار.
فما هو الجديد في كلام العلامة الزمخشري الذي ذكرته أم هل تقصد شيء أخر غير الذي فهمنا؟؟؟؟؟؟؟
ـ[همس الجراح]ــــــــ[29 - 12 - 2007, 12:47 م]ـ
لعل المقصود في العطف الأول علاقة التضاد " الأول والآخر " والعطف الثاني يقوم على التضاد كذلك " الظاهر والباطن " وهذا هو الانسجام بعينه أراده الزمخشري والله أعلم
ولا شك أن الواو عاظفة لمطلق الجمع .. فقامت الواو بعطفين في آن واحد ..(/)
اجب عن هذا السؤال البلاغي ايها المحب للبلاغة
ـ[الصياد2]ــــــــ[24 - 12 - 2007, 02:57 ص]ـ
يقول احد الشعراء في محبوبته
ولها من التهذيب زرع ناضر *****ولها من الخلق الجميل سماء
مانوع التشبيه في قوله من التهذيب زرع ناضر ومثله من الخلق الجميل سماء
يعني نحن لو قلنا منارا من دم نقول تشبيه شبه اضافي مقلوب لكن لو عكسنا الآية وقلنا من دم منارا وكما بالبيت من التهذيب زرع زرع من التهذيب نفس المبدا منارا من دم منار يعني لو عكسنا التشبيه الاضافي المقلوب (الشبه)
كيف يكون شرح التشبيه
ـ[محمد عبد العزيز محمد]ــــــــ[24 - 12 - 2007, 01:30 م]ـ
السلام عليكم: لو قلنا: لها قلب من الذهب ... شبه القلب بالذهب / ولو قلنا: لها من الذهب قلب ... لم يتغير شيء إلا أن تقدم الخبر على المبتدأ.
وربما كان التشبيه مقلوبا للمبالغة.
والله أعلم.
ـ[الصياد2]ــــــــ[25 - 12 - 2007, 04:27 ص]ـ
يعني احمد شوقي يقول
يا ويحهم نصبوا منارا من دم
وقالوا منارا من دم تشبيه شبه إضافي مقلوب لكن لوعكسنا وقلنا نصبوا من دم منارا لم يعد مقلوبا هنا فهل صار بليغا ام لا كما انه لم يعد إضافيا لان الاضافي تستطيع جعله مضافا اليه مثال منارا من دم تقول نصبوا منار دم صار تشبيه اضافي مقلوب فهل بقي الشبيه شبيها ام صار بليغا وهل انعدمت صفة الانقلابية
ـ[همس الجراح]ــــــــ[02 - 01 - 2008, 12:54 ص]ـ
ولها من التهذيب زرع ناضر *****ولها من الخلق الجميل سماء
التهذيب فيها زرع ناضر، وخلقها سماء تشبيهان بليغان، حذف منهما الأداة ووجه الشبه
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[02 - 01 - 2008, 08:50 ص]ـ
أظنه قريب من التجريد والله أعلم(/)
سؤال وطلب ردو
ـ[مشتاقة لله]ــــــــ[24 - 12 - 2007, 03:00 م]ـ
:::
عندي سؤال وطلب ارجوكم ردو علي
السؤال هو:
قال أبو تمّام:
لا تسقني ماء الملام فإنني صبّ قد استعذبت ماء بكائي
ناقش النقادُ العربُ القدامى الاستعارة التي وردت في هذا البيت بشكل مفصّل، من مؤيد ومعارض لها، اريد آراء هؤلاء النقاد من خلال للمصادر الآتية:
أ- أخبار أبي تمام للصولي.
ب- الموازنة للآمدي
ج- سر الفصاحة لابن سنان الخفاجي
د- المثل السائر لابن الأثير
دورت عليه مالقيته تعبني هالبيت تكفون عطوني الحل حتى لو من مصدر واحد
والطلب هو
ابي 5 مصادر لكتب البلاغه و5 للمراجع لكتب البلاغه
يعني 5مصادر و5 مراجع لكتب البلاغه
وتلخيص لكتاب اوجزء او فصل من كتاب بلاغه
ارجووووووووووكم ساعدوني
:=
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[24 - 12 - 2007, 05:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اعتذر في البداية على ما قد تري في هذا النقل لأنني لم أتحر جيدا ولكن جمعت من الكتب جمع عشواء
قال الآمدي في الموازنة:
ومن ردئ استعاراته وقبيحها وفاسدها قوله:
وأما قوله:
لا تسقني ماء الملام فإنني ... صبٌ قد استعذبت ماء بكائي
فقد عيب، وليس بعيب عندي؛ لأنه لما أراد أن يقول " قداستعذلت ماء بكائي " جعل للملام ماء؛ ليقابل ماء بماءٍ وإن لم يكن للملام ماء على الحقيقة، كما قال الله عز وجل: " وجزاء سيئةٍ سيئةٌ مثلها " ومعلوم أن الثانية ليست بسيئة، وإنما هي جزاء السيئة؛ وكذلك: " إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم " والفعل الثاني ليس بسخريةٍ، ومثل هذا في الشعر والكلام كثير مستعمل.
فلما كان مجرى العادة أن يقول القائل: أغلظت لفلان القول، وجرعته منه كأساً مرة، وسقيته منه أمر من العلقم، وكان الملام مما يستعمل فيه التجرع على الاستعارة - جعل له ماء على الاستعارة، ومثل هذا كثير موجود.
وقد احتج محتج لأبي تمام في هذا بقول ذى الرمة:
أداراً بحزوى هجت للعين عبرةً ... فماء الهوى يرفض أو يترقرق
وقول الآخر:
وكأسٍ سباها التجر من أرض بابلٍ ... كرقة ماء البين في الأعين النجل
وهذا لا يشبه ماء الملام؛ لأن ماء الملام استعارة، وماء الهوى ليس باستعارة؛ لأن الهوى يبكى؛ فتلك الدموع هي ماء الهوى في الحقيقة، وكذلك البين يبكي؛ فتلك الدموع هي ماء البين على الحقيقة.
فإن قيل: فإن أبا تمام أبكاه الملام، والملام قد يبكي على الحقيقة؛ فتلك الدموع هي ماء الملام على الحقيقة.
قيل: لو أراد أبو تمام ذلك لما قال " قد استعذبت ماء بكائي " لأنه لو بكى من الملام لكان ماء الملام هو ماء بكاء أيضاً، ولم يكن يستعفى منه.
وقال ابن الأثير في كتابه المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر
وقد عيب عليه قوله:
لا تسقني ماء الملام فإنني ... صبٌ قد استعذبت ماء بكائي
وقيل إنه جعل للملام ماء، وذلك تشبيه بعيد، وما بهذا التشبيه عندي من بأس، بل هو من التشبيهات المتوسطة التي لا تحمد ولا تذم، وهو قريب من وجه بعيد من وجه: أما مناسب قربه فهو أن الملام هو القول الذي يعنف به الملوم لأمر جناه، وذاك مختصٌ بالسمع، فنقله أبو تمام إلى السقيا التي هي مختصة بالحلق، كأنه قال: لا تذقني الملام، ولو تهيأ له ذلك مع وزن الشعر لكان تشبيهاً حسناً، لكنه جاء بذكر الماء فحط من درجته شيئاً ولما كان السمع يتجرع الملام أولاً أولاً كتجرع الحلق الماء صار كأنه شبيه به، وهو تشبيه معنى بصورة، وأما سبب بعد هذا التشبيه فهو أن الماء مستلذ، والملام مستكره، فحصل بينهما مخالفة من هذا الوجه، فهذا التشبيه إن بعد من وجه فقرب من وجه فيغفر هذا لهذا، ولذلك جعلته من التشبيهات المتوسطة التي لا تحمد ولا تذم.
وقد روي وهو رواية ضعيفة أن بعض أهل المجانة أرسل إلى أبي تمام قارورةً وقال ابعث في هذه شيئاً من ماء الملام، فأرسل إليه أبو تمام، وقال: إذا بعثت إلي ريشة من جناح الذل بعثت إليك شيئاً من ماء الملام، وما كان أبو تمام ليذهب عليه الفرق بين هذين التشبيهين، وذاك أن الطائر إذا وهن أو تعب بسط جناحه وخفضه وألقى نفسه على الأرض وللإنسان أيضاً جناح فإن يديه جناحاه وإذا خضع واستكان طأطأ من رأسه، وخفض من يديه، فحسن عند ذلك جعل الجناح للذل، وصار تشبيهاً مناسباً، وأما الماء للملام فليس كذلك في مناسبة التشبيه.
قال ابن سنان الخفاجي في كتابه سر الفصاحة:
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد تصرف أصحاب أبي تمام في التأويل له فقال بعضهم إن أبا تمام أبكاه الملام وهو يبكى على الحقيقة فتلك الدموع هي ماء الملام وهذا الاعتذار فاسد لأن أبا تمام قال: - قد استعذبت ماء بكائي - وإذا كان ماء الملام هو ماء بكائه فكيف يكون مستعفياً منه مستعذباً له.
وقال أبو بكر محمد بن يحيى الصولي: كيف يعاب أبو تمام إذا قال ماء الملام وهم يقولون كلام كثير الماء وقال يونس بن حبيب في تقديم الأخطل.
لأنه أكثرهم ماء شعر ويقولون ماء الصبابة وماء الهوى يريدون الدمع.
وقال ذو الرمة: أأن توهمت من خرقاء منزلة ماء الصبابة من عينيك مسجوم وقال أيضاً: أداراً بحزوى هجت للعين عبرة فماء الهواء يرفض أو يترقرق وقالوا: ماء الشباب.
قال أبو العتاهية: ظبى عليه من الملاحة حلة ماء الشباب يجول في وجناته وهي مكنونة تحير منها في أديم الخدين ماء الشباب فما يكون إذا استعار أبو تمام من هذا كله حرفاً فجاء به في صدر بيته لما قال في آخره - إنني صب قد استعذبت ماء بكائي - قال في أوله: لا تسقني ماء الملام وقد تحمل العرب اللفظ على اللفظ فيما لا يستوى معناه.
قال الله جل وعز " وجزاء سيئة سيئة مثلها " فالسيئة الثانية ليست بسيئة لأنها مجازاة ولكنه لما قال وجزاء سيئة سيئة حمل اللفظ على اللفظ وكذلك: " ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين " إنما حمل اللفظ على اللفظ فخرج الانتقام بلفظ الذنب لن الله عز وجل لا يمكر.
وكذلك " فبشرهم بعذاب أليم " لا قال فبشر هؤلاء بالجنة قال: وبشر هؤلاء بالعذاب والبشارة إنما تكون في الخير لا في الشر هذه جملة ما قاله أبو بكر وهي غير لائقة بمثله من أهل العلم بالشعر لأن قولهم كلام كثير الماء وماء الشباب وقول يونس إن الأخطل أكثرهم ماء شعر إنما المراد به الرونق كما يقال ثوب له ماء ويقصد بذلك رونقه ولا يحسن أن يقال ما شربت أعذب من ماء هذا الثوب كما لا يحمل أن يقال ما شربت أعذب من ماء هذه القصيدة لأن هذا القول مخصوص بحقيقة الماء لا بماء هو مستعار له وأبو تمام بقوله: لا تسقني ما الملام ذاهب عن الوجه على كل حال ثم لا يجوز أن يريد هنا بالماء بإنها الرونق عذلاً شبيهاً بالجنون كأنما قرأت به الورهاء شطر كتاب فبهذا وأمثاله ينعت الملام لا بالماء الذي هو الرونق والطلاوة فقد بان فساد هذا الاعتذار من هذا النحو وأما ماء الصبابة وماء الهوى فقد بين أبو بكر أنهم يريدون به الدمع فكيف يقول إنه استعارة والدمع ماء حقيقي بلا خلاف وعلى أي وجه يحمل ماء الملام في الاستعارة على ماء الدمع وهو حقيقة وأما مقابلة اللفظ باللفظ واستشهاده بالآيات المذكورة فقد ذكرنا الكلام عليه فيما تقدم وبينا أن هذا مجاز ولا يقاس عليه ولا يحسن منا المقابلة في موضع يعترضنا فيه فساد في المعنى أو خلفي اللفظ كهذه الاستعارة أو ما يجرى مجراها كما لا يحسن بنا غير ذلك في المجاز إذا أدى إلى اللبس والإشكال.
وقال أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي: ليس قول أبي تمام لا تسقني ماء الملام بعيب عندي لأنه لما أراد أن يقول قد استعذبت ماء بكائي جعل للملام ماء ليقابل ماء بماء وإن لم يكن للملام ماء على الحقيقة فإن الله جل اسمه يقول: " وجزاء سيئة سيئة مثلها " ومعلوم أن الثانية ليست بسيئة وإنما هي جزاء على السيئة وكذلك " إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم " والفعل الثاني ليس بسخرية ومثل هذا في الشعر والكلام كثير ومستعمل فلما كان في مجرى العادة أن يقول القائل: أغلظت لفلان القول وجرعته منه كأساً مرة أو سقيته منه أمر من العلقم وكان الملام مما وهذا الذي قاله أبو القاسم عن المقابلة قد ذكرناه فلا وجه لاعادة الكلام عليه وأما اعتذاره بأن العادة جارية أن يقال: جرعته من القول كأسا مرة فلما استعمل في الملام التجرع على الاستعارة جعل له ماء على الاستعارة فلعمري أن هذا أقرب ما يعتذر به لأبي تمام في هذا البيت وأولى من جميع ما قد ذكر لما قدمناه من فساد التعلق بذلك لكنا قدمنا أن الاستعارة إذا بنيت على استعارة بعدت وإن اعتبر فيها القرب فماء الملام ليس بقريب وإن لم يعتبر فيها لم ينحصر وبنى على كل استعارة استعارة وأدى ذلك إلى الاستحالة والفساد على ما قدمناه وليس هذا البيت عندي بمحمود ولا من أقبح ما يكون في هذا الباب بعد قول أبي تمام: لها بين أبواب
(يُتْبَعُ)
(/)
الملوك مزامر من الذكر لم تنفخ ولا هي تزمر وقوله: إلى ملك في أيكة المجد لم يزل على كبد المعروف من نيله برد وقوله: وتقسم الناس السخاء مجزأ وذهبت أنت برأسه وسنامه وتركت للناس الإهاب وما بقي من فرثه وعروقه وعظامه فانظر كيف جعل للذكر مزامر لم تنفخ وللمعروف كبدا تبرد ولم يقنع بأن استعار للسخاء رأساً وسناما وإهابا وعظاما وعروقا حتى جعل له فرثا.
وتعالى الله كيف يذهب هذا على من يقول: أخرجتموه بكره من سجيته والنار قد تنتضى من ناضر السلم ويقول: وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسود لولا اشتعال النار فيما جاورت ما كان يعرف طيب عرف العود لكن أعوز الكمال واستولى الخلل على هذه الطباع فالمحمود من كانت سيئاته مغمورة بحسناته وخطأه يسيرا في جانب صوابه.
وقد قدمنا فيما مضى من هذا الكتاب أننا لم نذكر هذه الأبيات الذميمة وغرضنا الطعن على ناظمها وإنما قادتنا الحاجة في التمثيل إلى ذكر الجيد والردئ والفاسد والصحيح على ما ذكرناه سالفاً ومعاذ الله أن يخرجنا بغض التقليد وحب النظر من الطرف المذموم في الإتباع والانقياد إلى الجانب الآخر في التسرع إلى نقص الفضلاء والتشييد لما لعله اشتبه على بعض العلماء والرغبة في الخلاف لهم وإيثار الطعن عليهم بل نتوسط إن شاء الله بين هاتين المنزلتين فننظر في أقوالهم ونتأمل المأثور عنهم ونسلط عليه صافي الذهن ونرهف له ماضي الفكر فما وجدناه موافقاً للبرهان وسليما على السبر اعترفنا بفضيلة السبق فيه وأقررنا لهم بحسن النهج لسبيله.
وما خالف ذلك وباينه اجتهدنا في تأويله وإقامه المعاذير فيه وحملناه على أحسن وجوهه وأجمل سبله وإيجاباً لحقهم الذي لا ينكر وإذعاناً لفضلهم الذي لا يجحد وعلما أنهم لم يؤتوا من ضلالة ولا كلال ذهن وفطنة ولكن لاستمرار هذه القضية في المحدثين وعمومها أكثر المخلوقين ومن الله نستمد التوفيق والمعونة برحمته فهذه الجملة تكشف لك عن نهج الاستعارة وتوضح كيف تقع الألفاظ موقعها في المجاز.
فأما الحقيقة فلا نحتاج فيها إلى مثال لأن أكثر الكلام على ذلك ولكن ها هنا ألفاظ قد وضعت في غير موضعها ليس على وجه الاستعارة ولا الحقيقة فإنا أذكر لك منها ما تجعله دليلا على الباقي وتعتبر في الكلام الذي تؤثر معرفة حظه من الفصاحة أن يكون خالياً من مثل تلك الألفاظ بل كل كلمة منه موضوعة في موضعها اللائق بها إما حقيقة أو على وجه المجاز السائغ المختار الذي نبهتك على علمه.
فمن تلك الألفاظ قول أبي تمام: سعى فاستنزل الشرف اقتساراً ولو لا السعى لم تكن المساعي فإن استنزال الشرف ليس بحقيقة فيه ولا على وجه الاستعارة الصحيحة لأن الشرف إذا حط وأنزل فقد وصف بما لا يليق به من الاذالة والخفض والمحمود في هذا أن يقال رفعت منار الشرف وشيدته فهو سام على الكواكب وعال عن درجة الأفلاك فأما استنزلته فلا يحسن في هذا الموضع البتة وقد كان يمكنه أن يعبر عن نيله الشرف ووصوله إليه بغير استنزاله.
فإن الرجل الشريف الآباء لو ذم لكان أبلغ ما يذم به أن يقال حططت شرفك ووضعت منه وما يجرى هذا المجرى.
فهذا هو وضع الألفاظ في غير الموضع الذي يليق بها.
ـ[مشتاقة لله]ــــــــ[24 - 12 - 2007, 10:14 م]ـ
يعطيك مليووووووووووووون عافيه اخوي الكريم
جزاك الله الف خير
تسلم والله
تحياتي لك
بس باقي المصادر والمراجع
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[25 - 12 - 2007, 03:31 م]ـ
من المصادر:
1 كتاب البديع لعبد الله بن المعتز وهو أول كتاب ألف في البلاغة.
2 أسرار البلاغة لشيخ البلاغة والبلاغيين عبد القاهر الجرجاني.
3 دلائل الإعجازأيضا لشيخ البلاغة والبلاغيين عبد القاهر الجرجاني.
4 مفتاح العلوم للعلامة أبي يعقوب يوسف بن أبي بكر بن محمد بن علي السكاكي الحنفي المتوفي سنة (626هـ) رحمه الله تعالى.
5الإيضاح تلخيص المفتاح للخطيب القزويني وقد اختصره من القسم الثالث لمفتاح العلوم الذي ذكرته آنفا.
6 كتاب المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر لابن الأثير.
أم المراجع:
1 كتاب جواهر البلاغة للشيخ أحمد الهاشمي المتوفي سنة (1362هـ) رحمه الله تعالى. طبع عدة مرات آخرها في بيروت سنة (1418هـ) نشر دار الكتب العلمية في مجلد.
2 البلاغة الواضحة في البيان، المعاني، البديع
للمدارس الثانوية، تأليف الشيخين علي الجارم ومصطفى أمين، طبع عدة مرات في مجلد.
3 زهر الربيع في المعاني والبيان والبديع " للشيخ أحمد بن محمد المحلاوي المتوفي سنة (1351هـ) رحمه الله تعالى.
4 علوم البلاغة للمراغي.
5 بغية الإيضاح لعبد المتعال الصعيدي، وهو توضيح للإيضاح الذي شرح فيه الخطيب القزويني كتابه تلخيص المفتاح.
6 دلالات التراكيب للدكتور الغالي محمد أبو موسى وكتابه الآخر خصائص التراكيب وكتاه مدخل إلى كتاب عبد القاهر الجرجاني.
أسأل الله لك التوفيق والسداد
وأنا دائما في خدمة أهل العلم وطلبته.
دمتم موفقين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مشتاقة لله]ــــــــ[26 - 12 - 2007, 01:20 ص]ـ
جزاااك الله الف خير وزادك من علمه
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[26 - 12 - 2007, 04:30 م]ـ
وجزاكم أكثر
أنا في خدمة أهل العلم في كل وقت إن شاء الله.(/)
بلد وبلدة
ـ[أنا الحبيب]ــــــــ[25 - 12 - 2007, 08:05 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً: أتقدم بالشكر والامتنان لكل القائمين والمشاركين بهذا المنتدى الذي أعتبره من الدرر الثمينة
فمنذ فترة طويلة وأنا متابع جيد لموضوعاته ونقاشاته الجميلة والمفيدة
والحقيقة استفدت كثيراً جداً ... بل أكثر من ذلك أقوم بطرح بعض النقاشات التي وردت بهذا المنتدى المحترم في كثير من جلساتي في العمل وخارج العمل مع أصدقائي وزملائي وتعم الفائدة ... بفضل الله ثم بفضل مناقشاتكم الرائعة
ثانياً:
طرح علينا أحد الزملاء سؤالاً ... واتمنى أن أجد لديكم اجابة
متى نستخدم كلمة بلد؟ ومتى نستخدم كلمة بلدة؟
بارك الله فيكم جميعاً ونفع بكم وبعلمكم
تقبلوا أرق تحياتي
ـ[أنا الحبيب]ــــــــ[28 - 12 - 2007, 04:04 م]ـ
الا توجد إجابة .......(/)
التكرار في القرآن
ـ[نوف]ــــــــ[27 - 12 - 2007, 04:29 ص]ـ
:::
أيها الأحبة إذا أردت البحث عن التكرار في القرآن إلى أين أتجه؟؟
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[28 - 12 - 2007, 04:51 ص]ـ
أسرار التكرار في القرآن للكرماني
ـ[نوف]ــــــــ[28 - 12 - 2007, 07:39 ص]ـ
شاكرة لك هذا الرد
جزيت خيراً(/)
من يدلنى على هذة الكتب وجزاة الله خيرا ....
ـ[السيف]ــــــــ[27 - 12 - 2007, 11:09 ص]ـ
السلام عليكم من منكم يدلنى او يضع بين ايدينا_جزاكم الله خيرا عنا_ كتاب للدكتورة عائشه بنت الشاطى (الاعجاز البيانى فى القران) وكتاب الاعجازالبيانى للدكتور عبد العظيم المطعنى وجزاكم الله خيرا
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[01 - 01 - 2008, 11:34 ص]ـ
كتب الدكتور المطعني تجدها في مكتبة وهبة في ميدان الأوبرا
أما كتب الدكتورة بنت الشاطئ فأظنك تجدها في دار المعارف
والله أعلم(/)
"ما أعقلها من نملة وما أفصحها"
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[28 - 12 - 2007, 03:23 ص]ـ
سليمان عليه السلام والنملة
يذكر لنا القرآن الكريم قصة عجيبة:
وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّى إِذا أتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19) (النمل)
يقول العلماء "ما أعقلها من نملة وما أفصحها". (يَا) نادت، (أَيُّهَا) نبّهت، (ادْخُلُوا) أمرت، (لَا يَحْطِمَنَّكُمْ) نهت، (سُلَيْمَانُ) خصّت، (وَجُنُودُهُ) عمّت، (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) اعتذرت.
عن موقع"النور"
ـ[همس الجراح]ــــــــ[29 - 12 - 2007, 11:18 ص]ـ
جزاك الله خيراً وشكر لك
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[01 - 01 - 2008, 11:26 ص]ـ
بوركت أخي
حقا فما أعقلها وأفصحها من نملة
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[01 - 01 - 2008, 12:11 م]ـ
جزاك الله خيراً وشكر لك
بارك الله لك أخي همس الجراح على كريم المرور.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[01 - 01 - 2008, 12:12 م]ـ
بوركت أخي
حقا فما أعقلها وأفصحها من نملة
وبارك الله لك علمك ومرورك أخي الأزهري نفعنا الله بك.
ـ[اسلام1]ــــــــ[08 - 01 - 2008, 02:02 م]ـ
جزاك الله تعالى كل خير أخي
سبحان الله العظيم
فعلا ما أعقلها وأفصحها من نملة
شكر الله لك مرورك الكريم أخيتي ونفع الله بك.
ـ[مريم الشماع]ــــــــ[08 - 01 - 2008, 03:17 م]ـ
بارك الله فيك أخي.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[08 - 01 - 2008, 04:18 م]ـ
جزاك الله خيراً .. جمعت أبنائي وقرأت لهم النقل فسمعتهم يقولون يا الله ما أجمالها من لغة.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[08 - 01 - 2008, 04:59 م]ـ
بارك الله فيك أخي.
بارك الله لك اخية على كريم المرور، نفع الله بك.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[08 - 01 - 2008, 05:03 م]ـ
جزاك الله خيراً .. جمعت أبنائي وقرأت لهم النقل فسمعتهم يقولون يا الله ما أجمالها من لغة.
أخي نائل بارك الله لكم في العائلة الكريمة والتي أدعو الله أن تقر أعينكم جميعاً ... سعدت للمرور الكريم وللفكرة اللطيفة فجزاكم الله خيراً، وكنا في القديم نرى مشاركات أولادكم في الفصيح فما بال هذه المشاركات اليوم.
لك ولعائلتك الكريمة عاطر تحياتي،
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 05:34 م]ـ
بارك الله في أخي أحمد على هذه الاختيارات الموفقة.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 01:46 ص]ـ
بارك الله في أخي أحمد على هذه الاختيارات الموفقة.
شكر الله لك عاطر المرور نفع الله بك أخي الليث.
ـ[مايا]ــــــــ[18 - 06 - 2008, 02:21 م]ـ
يا ليتنا نجد في البشر ربع عقل هذه النملة وفطنتها ........
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 10:57 م]ـ
صدقت أخية، شكر الله لك كريم المرور.
ـ[يحيى سليمان]ــــــــ[10 - 06 - 2009, 06:57 م]ـ
أعتقد أن لا يحطمنكم هي جواب شرط محذوف دل عليه فعل الطلب (ادخلوا) لذا فالأسلوب ليس من النهي في شيء
والله أعلم
ـ[ابوعلي الفارسي]ــــــــ[11 - 06 - 2009, 09:07 ص]ـ
في البلاغة العربية أسسها وعلمومها وفنونها: قالوا: إنَّ التعبير عن قول النملة قد جمع ثلاثة عشر جنساً من الكلام:
(النداء - الكناية في "أيُّ" - التنبيه في "ها" - التسمية في (النمل) - الأمر - القصة في "مساكنكم - النهي التحذيري - التخصيص في "سليمان" - التعميم في "وجنوده" - الكناية بالضمير في مواضع - العذر في "وهم لا يشعرون" - التأكيد في "لا يحطِمَنَّكُم" - الإِيجاز بالعطف -)،ثم إنه ليس ثمة نهي في قوله: لايحطمنكم كما ذكر الأستاذ، والله أعلم
ـ[القعيب]ــــــــ[14 - 06 - 2009, 01:37 ص]ـ
طوبى للنملة عرفت الفصاحة ولم تقرأ سطرا في كتب البلاغة والأدب ولم تسأل في شبكة الفصيح فياليتني نملة.
ـ[أحلام]ــــــــ[14 - 06 - 2009, 06:28 م]ـ
الأخوة الافاضل السلام عليكم ,وجزاكم الله خيراً
أحببت أن أنقل لكم (للفائدة) ما ذكره الدكتور فاضل السامرائي ":
(يُتْبَعُ)
(/)
(حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) النمل) ما الإعجاز البلاغي في الآية؟ (د. فاضل السامرائى)
هم يقولون هذه النملة يذكرون عدة أمور فيها، يقولون أحسّت بوجود سليمان وبادرت بالإخبار ونادت (يا أيها النمل) ونبّهت (أيها) وأمرت (ادخلوا) ونهت (لا يحطمنكم) وأكّدت (نون التوكيد) ونصحت وبالغت (يحطمنّكم) كلكم لا يترك واحدة منكم، وبيّنت (من الذي سيحطمهم) وأنذرت وأعذرت سليمان (وهم لا يشعرون) ونفت. هنالك ما هو أهم من هذا في التركيب والتأليف وليس المهم هذا الجمع لكن تأليف العبارة، كل عبارة نقولها يمكن أن نذكر جملة أمور من هذا النوع لكن كيف تركبت هذه العبارة؟ قالت (يا أيها النمل) ولم تقل يا نمل، كلها نداء لكن (أيها) فيها تنبيه، المنادى في الحقيقة النمل وليس (أي) نعربها منادى ولكن توصل، حتى إذا كانت واحدة مشغولة تسمع فيما بعد، لو قالت يا نمل وواحدة لم تسمع يفوتها النداء، هذا تنبيه وهذا الفرق بين يا نمل ويا أيها النمل. قالت (ادخلوا) هذا الخطاب بضمير العقلاء ولم تقل ادخلي أو ادخلن فخاطبتهم بالعقلاء العاقل يعي النصيحة ثم قال (مساكنكم) يعني كل واحدة تدخل إلى مسكنها وكل واحدة تستقر فيه ونفهم أن لكل نملة مسكن، والإضافة إلى ضمير العاقل (كم) في مساكنكم. ثم ذكر سليمان بإسمه العلم ولم تذكر الصفة لا تتحمل المسألة أولاً النمل يعرفه وإن لم يذكره لأن هذا يحكم الجميع وهو غير مجهول وحتى يبادروا فوراً بالدخول. وقال وجنوده لم تقل ولجنود، سليمان هذا الحاكم له جنود كثيرين من الطير وغيرهم لو قالت الجند لكانت تعني العساكر فقط أما جنوده فكثيرين (وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) النمل)، ثم قالت وهم لا يشعرون نفت شعورهم ولم نفي العلم ما قال فهم لا يعلمون. يعني جنود تشمل الإنس والطير، (جنوده) إضافة لسليمان تعظيماً له وجنود سليمان كثيرة ومتعددة ومتنوعة (وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ) الطير من جنود سليمان أيضاً.
سؤال: هل كانت النملة تكلمهم بلسان الحال؟
سيدنا سليمان عُلم منطق الطير فتبسم ضاحكاً من قولها، سمع الكلام وأدركه وهي تخاطبهم.
(لا يحطمنكم) لا يحطمنكم نهي تنهي النمل عن التواجد في مثل هذا المكان حتى لا يُحطم. أصحاب الإعجاز العلمي يقفون عند (يحطمنكم) يقولون أن النمل مصنوع من مواد سيليكونية قابلة للتحطيم.
فى إجابة سابقة للدكتور فاضل السامرائى:
قال تعالى في سورة النمل (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ {18}) فالنملة حذّرت ونادت ونصحت قومها وأنذرت وعممت وأكدّت وقصّرت وبالغت وغيره وكل هذا ليس مهماً فكل كلام يقال فيه أوجه بلاغية لكن المهم كيف عبّر عن ذلك. فالنملة بدأت مخاطبة قومها مخاطبة العقلاء وجاءت بلفظ مساكنكم ولم تقل بيوتكم أو جحوركم لأنهم في حالة حركة والحركة عكسها السكون فاختارت لفظ المساكن من السكون حتى يسكنوا فيها ولم تقل المساكن والجحور وإنما قالت مساكنكم أي أن لكل نملة مسكنها الخاص الذي تعلم مكان، ه ولم تقل ادخلن وإنما قالت ادخلوا، ثم أكدّت بالنداء بقولها (يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم) حرف النداء الدال على البعد حتى يسمعوا نداءها، وقالت سليمان وجنوده ولم تقل جنود سليمان حتى ترفع العذر عن سليمان أيضاً فلو قالت جنود سليمان لكان سليمان غير عالم إذا كان قاصداً أو غير قاصد وجاءت بلفظ سليمان بدون أي لقب له كالنبي سليمان للدلالة على أنه مشهور بدون أن يوصف، ثم حثتهم على الإسراع في التنفيذ قبل أن تنالهم المصيبة، ونسبت الفعل لسليمان (لا يحطمنكم) وفعل يحطمنكم مقصود في الآية لأنه ثبت علمياً أن جسم النمل يتركب معظمه من كمية كبيرة من السليكون الذي يدخل في صناعة الزجاج والتحطيم هو أنسب الأوصاف للفعل الدالّ على التكسير والتهشيم والشدة. إذن ليس المهم جمع أوجه بلاغية في التعبير لكن المهم كيف التعبير عن هذه الأوجه وهذا ما يتفرّد به القرآن الكريم.
* (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) النمل) لماذا لم يقل لكيلا يحطمنكم؟ (د. فاضل السامرائى)
يجب أن نعرف ما هي (لا) في الآية. يعتقد أن (لا) هذه نافية لكنها هي ناهية. مثل (يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ (27) الأعراف) أي لا تفتتنوا بالشيطان. (لكي) تدخل على (لا النافية). (فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ (33) لقمان) هذه لا الناهية وفي الآية (لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ) لا هنا ناهية وليست نافية.
سؤال: ما الفرق بين التحطيم والتهشيم؟
التحطيم كسر الشيء اليابس تحديداً واختلفوا في التهشيم. التهشيم يقولون في كل شيء وليس في اليابس وحده حتى الرطب يمكن أن يهشَّم. هشم أي كسر قسم جعله في اليابس وقسم في اللغة قالوا هو عام. لكن السؤال هو (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18)) في سورة النمل هم يقولون أن النمل وقسم من الحشرات فيها مادة السليكون ما يُصنع منه الزجاج وهو قابل للتحطيم فيقول تحطيم إذن التحطيم أخص والتهشيم أعم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأخفشية]ــــــــ[21 - 06 - 2009, 10:13 م]ـ
بوركت أخي
حقا فما أعقلها وأفصحها من نملة
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[28 - 06 - 2009, 11:33 م]ـ
أعتقد أن لا يحطمنكم هي جواب شرط محذوف دل عليه فعل الطلب (ادخلوا) لذا فالأسلوب ليس من النهي في شيء
والله أعلم
في البلاغة العربية أسسها وعلمومها وفنونها: قالوا: إنَّ التعبير عن قول النملة قد جمع ثلاثة عشر جنساً من الكلام:
(النداء - الكناية في "أيُّ" - التنبيه في "ها" - التسمية في (النمل) - الأمر - القصة في "مساكنكم - النهي التحذيري - التخصيص في "سليمان" - التعميم في "وجنوده" - الكناية بالضمير في مواضع - العذر في "وهم لا يشعرون" - التأكيد في "لا يحطِمَنَّكُم" - الإِيجاز بالعطف -)،ثم إنه ليس ثمة نهي في قوله: لايحطمنكم كما ذكر الأستاذ، والله أعلم
الأخوة الافاضل السلام عليكم ,وجزاكم الله خيراً
أحببت أن أنقل لكم (للفائدة) ما ذكره الدكتور فاضل السامرائي ":
(حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) النمل) ما الإعجاز البلاغي في الآية؟ (د. فاضل السامرائى)
هم يقولون هذه النملة يذكرون عدة أمور فيها، يقولون أحسّت بوجود سليمان وبادرت بالإخبار ونادت (يا أيها النمل) ونبّهت (أيها) وأمرت (ادخلوا) ونهت (لا يحطمنكم) وأكّدت (نون التوكيد) ونصحت وبالغت (يحطمنّكم) كلكم لا يترك واحدة منكم، وبيّنت (من الذي سيحطمهم) وأنذرت وأعذرت سليمان (وهم لا يشعرون) ونفت. هنالك ما هو أهم من هذا في التركيب والتأليف وليس المهم هذا الجمع لكن تأليف العبارة، كل عبارة نقولها يمكن أن نذكر جملة أمور من هذا النوع لكن كيف تركبت هذه العبارة؟ قالت (يا أيها النمل) ولم تقل يا نمل، كلها نداء لكن (أيها) فيها تنبيه، المنادى في الحقيقة النمل وليس (أي) نعربها منادى ولكن توصل، حتى إذا كانت واحدة مشغولة تسمع فيما بعد، لو قالت يا نمل وواحدة لم تسمع يفوتها النداء، هذا تنبيه وهذا الفرق بين يا نمل ويا أيها النمل. قالت (ادخلوا) هذا الخطاب بضمير العقلاء ولم تقل ادخلي أو ادخلن فخاطبتهم بالعقلاء العاقل يعي النصيحة ثم قال (مساكنكم) يعني كل واحدة تدخل إلى مسكنها وكل واحدة تستقر فيه ونفهم أن لكل نملة مسكن، والإضافة إلى ضمير العاقل (كم) في مساكنكم. ثم ذكر سليمان بإسمه العلم ولم تذكر الصفة لا تتحمل المسألة أولاً النمل يعرفه وإن لم يذكره لأن هذا يحكم الجميع وهو غير مجهول وحتى يبادروا فوراً بالدخول. وقال وجنوده لم تقل ولجنود، سليمان هذا الحاكم له جنود كثيرين من الطير وغيرهم لو قالت الجند لكانت تعني العساكر فقط أما جنوده فكثيرين (وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) النمل)، ثم قالت وهم لا يشعرون نفت شعورهم ولم نفي العلم ما قال فهم لا يعلمون. يعني جنود تشمل الإنس والطير، (جنوده) إضافة لسليمان تعظيماً له وجنود سليمان كثيرة ومتعددة ومتنوعة (وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ) الطير من جنود سليمان أيضاً.
سؤال: هل كانت النملة تكلمهم بلسان الحال؟
سيدنا سليمان عُلم منطق الطير فتبسم ضاحكاً من قولها، سمع الكلام وأدركه وهي تخاطبهم.
(لا يحطمنكم) لا يحطمنكم نهي تنهي النمل عن التواجد في مثل هذا المكان حتى لا يُحطم. أصحاب الإعجاز العلمي يقفون عند (يحطمنكم) يقولون أن النمل مصنوع من مواد سيليكونية قابلة للتحطيم.
فى إجابة سابقة للدكتور فاضل السامرائى:
قال تعالى في سورة النمل (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ {18}) فالنملة حذّرت ونادت ونصحت قومها وأنذرت وعممت وأكدّت وقصّرت وبالغت وغيره وكل هذا ليس مهماً فكل كلام يقال فيه أوجه بلاغية لكن المهم كيف عبّر عن ذلك. فالنملة بدأت مخاطبة قومها مخاطبة العقلاء وجاءت بلفظ مساكنكم ولم تقل بيوتكم أو جحوركم لأنهم في حالة حركة والحركة عكسها السكون فاختارت لفظ المساكن من السكون حتى
(يُتْبَعُ)
(/)
يسكنوا فيها ولم تقل المساكن والجحور وإنما قالت مساكنكم أي أن لكل نملة مسكنها الخاص الذي تعلم مكان، ه ولم تقل ادخلن وإنما قالت ادخلوا، ثم أكدّت بالنداء بقولها (يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم) حرف النداء الدال على البعد حتى يسمعوا نداءها، وقالت سليمان وجنوده ولم تقل جنود سليمان حتى ترفع العذر عن سليمان أيضاً فلو قالت جنود سليمان لكان سليمان غير عالم إذا كان قاصداً أو غير قاصد وجاءت بلفظ سليمان بدون أي لقب له كالنبي سليمان للدلالة على أنه مشهور بدون أن يوصف، ثم حثتهم على الإسراع في التنفيذ قبل أن تنالهم المصيبة، ونسبت الفعل لسليمان (لا يحطمنكم) وفعل يحطمنكم مقصود في الآية لأنه ثبت علمياً أن جسم النمل يتركب معظمه من كمية كبيرة من السليكون الذي يدخل في صناعة الزجاج والتحطيم هو أنسب الأوصاف للفعل الدالّ على التكسير والتهشيم والشدة. إذن ليس المهم جمع أوجه بلاغية في التعبير لكن المهم كيف التعبير عن هذه الأوجه وهذا ما يتفرّد به القرآن الكريم.
* (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) النمل) لماذا لم يقل لكيلا يحطمنكم؟ (د. فاضل السامرائى)
يجب أن نعرف ما هي (لا) في الآية. يعتقد أن (لا) هذه نافية لكنها هي ناهية. مثل (يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ (27) الأعراف) أي لا تفتتنوا بالشيطان. (لكي) تدخل على (لا النافية). (فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ (33) لقمان) هذه لا الناهية وفي الآية (لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ) لا هنا ناهية وليست نافية.
سؤال: ما الفرق بين التحطيم والتهشيم؟
التحطيم كسر الشيء اليابس تحديداً واختلفوا في التهشيم. التهشيم يقولون في كل شيء وليس في اليابس وحده حتى الرطب يمكن أن يهشَّم. هشم أي كسر قسم جعله في اليابس وقسم في اللغة قالوا هو عام. لكن السؤال هو (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18)) في سورة النمل هم يقولون أن النمل وقسم من الحشرات فيها مادة السليكون ما يُصنع منه الزجاج وهو قابل للتحطيم فيقول تحطيم إذن التحطيم أخص والتهشيم أعم.
بوركت أخي
حقا فما أعقلها وأفصحها من نملة
بوركتم على المرور الكريم واللطيف والذي يحما الفائدة مع المتعة في رحاب لغتنا العظيمة.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[29 - 06 - 2009, 11:21 ص]ـ
أخي نائل بارك الله لكم في العائلة الكريمة والتي أدعو الله أن تقر أعينكم جميعاً ... سعدت للمرور الكريم وللفكرة اللطيفة فجزاكم الله خيراً، وكنا في القديم نرى مشاركات أولادكم في الفصيح فما بال هذه المشاركات اليوم.
لك ولعائلتك الكريمة عاطر تحياتي،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
:::
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:=
أشكرك على الإطمئنان ..
ونسأل الله الفرج والعزة للإسلام
بالنسبة الى هدى ابنتي ـ صاحبة توقيع طالبة العلم هدى ـ فقد تزوجت
والحمد لله ...
وأما المشاركات فإني أوحال بناء هذا المنتدى http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=1292&highlight=%E3%E4%CA%CF%EC+%C7%E1%C7%DE%D5%EC+%E1%E1%CD%E6%C7%D1
ومتابعة أخباره.
ـ[احمد السنيد]ــــــــ[29 - 06 - 2009, 06:21 م]ـ
جزاكم الله خيرا وزادكم علما وتدبر
ـ[نديم السحر]ــــــــ[08 - 07 - 2009, 11:37 م]ـ
يالها من نملة فصيحة!!
بالمناسبة يا أحبتي ...
كنت قد ذكرت قصة النملة هذه وفصاحتها أثناء بعض المناقشات
فقال لي أحدهم مازحا:
يا أخي ذلك نمل زمان ليس نمل هذه الأيام.
تحياتي
ـ[محمود سعيد أحمد]ــــــــ[10 - 07 - 2009, 03:01 م]ـ
نملة بليغة فصيحة، لبني جنسها قدمت النصيحة.
فلنعتبر!!
:; allh
ـ[رحمة]ــــــــ[11 - 07 - 2009, 03:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا
اعننا الله بمساعده الفصيح ان نصبح في فصاحه هذه النمله
ـ[الطاهرة]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 04:26 م]ـ
بوركتم على هذا الطرح الاكثر من الرائع، شكرا لكم جميعاً(/)
ملخص لكتاب البلاغة
ـ[مشتاقة لله]ــــــــ[28 - 12 - 2007, 04:53 م]ـ
السلام عليكم
اخواني واخواتي
اريد ملخص مممممن كتاب ممن كتب البلاغه
يعني شي مختصر (بحدود صفحتين او ثلاث) من كتب البلاغه (من فصل من كتاب او جزء) لامانع
ارجووووو الرد ياخواني
ـ[مشتاقة لله]ــــــــ[29 - 12 - 2007, 11:23 م]ـ
ارجو المساعده يااخوان
ـ[مشتاقة لله]ــــــــ[30 - 12 - 2007, 10:46 م]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ارجوووووكم ردو
ـ[الرائع1]ــــــــ[31 - 12 - 2007, 02:10 م]ـ
بامكانك الان أن تعملي محرك قوقل ليطلعك على ملخصات كثيرة في البلاغة
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[01 - 01 - 2008, 11:12 ص]ـ
آسف لعدم المساعدة لانشغالي
لكن أنصح فأقول عليك بقراءة فصل من فصول البلاغة منكتب عبد القاهر الجرجاني أو من الإيضاح للقزويني ولخصيه بمعاونة كتب الدكتورمحمد أبو موسى
وأعدك إن كان في الوقت متسع أن آتيك بهذا وأقوم به.
وعلى من كان عنده وقت أن يساعد.
دمتم موفقين(/)
وجه جديد
ـ[الباجورى1]ــــــــ[29 - 12 - 2007, 09:35 م]ـ
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته
اخوكم الباجوري يبحث عن معلومات في علم لغة النص وعندي بعض التصورات فيه لكني ابحث عن المزيد ولكم جزيل الشكر(/)
(عاجل) لو سمحتم اخواني ممكن تعطوني البلاغة في سورة الاخلاص
ـ[ام زينب]ــــــــ[30 - 12 - 2007, 08:25 م]ـ
السلام عليكم اخواني
لو سمحتم اخواني ممكن تعطوني البلاغة في سورة الاخلاص
ضوروي من فضلكم وشكرا
ـ[ام زينب]ــــــــ[11 - 01 - 2008, 04:26 ص]ـ
وينكم ياجماعة محد يرد(/)
كيف نعرف الطباق؟
ـ[قاسم أحمد]ــــــــ[30 - 12 - 2007, 08:46 م]ـ
هل يشترط في الطباق أن يكون في جملة واحدة؟ أقصد هل الكلمتان المتضادتان تكونان في جملة واحدة أم يمكن أن تكونا في جملتين منفصلتين؟
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[01 - 01 - 2008, 11:23 ص]ـ
لم أقرأ في ذلك شيئا فمن قرأ فليخبرنا سويا
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد سعد]ــــــــ[01 - 01 - 2008, 12:34 م]ـ
الطباق هو الجمع بين لفظين مابلين في المعنى وهما يكونان اسمين " هو الأول والآخر " أو فعلين" وأنه هو أضحك وأبكى" أو حرفين " ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف" وهو على قسمين طباق إيجاب وطباق سلب
واللفظين في تركيب واحد(/)
ما وجوه البيان الموجودة في هذا البيت؟؟
ـ[عزوز2]ــــــــ[31 - 12 - 2007, 12:51 ص]ـ
إني انصببتُ من السماء عليكمُ ... حتى اختطفتكَ يا فرزدقُ من علِ
ما وجوه البيان الموجودة في هذا البيت؟؟(/)
احتاج مواضع الفصل والوصل في البلاغه .. اذا سمحتم
ـ[الموادع]ــــــــ[31 - 12 - 2007, 10:34 م]ـ
السلام عليكم ورحته الله وبركاته ..
اذا سمحتم اخواني اريد مواضع الوصل والفصل في البلاغه ...
وفقكم الله ...
ـ[المصراوي]ــــــــ[01 - 01 - 2008, 01:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مواضع الفصل كالتالي:
* يجب الفصل بين الجملتين في ثلاثة مواضع:
1: أن يكون بين الجملتين اتحاد تام ويكون ذلك بأن تكون: ـ
أ ـ الجملة الثانية توكيداً للأولى مثل قول الشاعر:
لم يبق جودك لي شيئاً أؤمله تركتني أصحب الدنيا بلا أمل
ب ـ أن تكون الجملة الثانية بياناً للجملة الأولى مثل قوله تعالى:
" وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى "
ج ـ يفصل بين الجملتين أيضاً إذا كانت الجملة الثانية بدلاً من الجملة الأولى مثل قوله تعالى: ـ " ومن يفعل ذلك يلق أثاما، يضاعف له العذاب "
2:يفصل بين الجملتين أيضاً إذا كان بينهما تباين (أي اختلاف تام) ويكون ذلك إذا:
أ ـ اختلفت الجملة الثانية عن الأولى خبراً وإنشاءً بأن تكون مثلاً الأولى خبرية والثانية إنشائية أو العكس مثل:
يا أخي لا تمل بوجهك عني ما أنا فحمة ولا أنت فرقد
ب ـ يفصل بين الجملتين أيضاً إذا لم يكن بينهما مناسبة بأن تختلف كلا من الجملتين في المعنى مثل قول الشاعر
وإنما المرء بأصغريه كل امرىء رهن بما لديه
3: يفصل بين الجملتين وجوباً إذا كانت الجملة الثانية جواباً عن سؤال يفهم من الجملة الأولى مثل قوله تعالى:" وأوجس منهم خيفةً، قالوا لا تخف "
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[01 - 01 - 2008, 11:01 ص]ـ
أخي نقلت لك الموضوع من كتاب البلاغة الواضحة لعلي الجارم ومصطفى أمين لسهولة هذا الكتاب فقد كان مقررا على المرحلة الثنوية العامة سابقا ولم أرن أن أجلبه لك من أمهات كتب البلاغة كالإيضاح وغيره كما أن في هذا تمارين لم تتوافر في غيره وها هو إليك
الْفَصلُ والوصلُ
(1) موَاضِع الْفَصْلِ
الأمثلةُ:
(1) قال أبو الطيب:
وَمَا الدَّهرُ إِلا مِنْ رُوَاةِ قصائدي…إذَا قُلتُ شِعْرًا أَصْبَحَ الدهرُ مُنْشِدَا
(2) وقال أَبو العلاء:
والنّاسُ بالنّاسِ من حَضْرٍ وبادِيَةٍ، بعضٌ لبعضٍ، وإن لم يَشعُروا، خدَم
(3) وقال تعالى: { .. يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ} (2) سورة الرعد
(4) و قال أَبو العتاهية:
يا صاحبَ الدُّنْيَا الْمُحِبَّ لها… أَنْتَ الذي لاَ ينقضي تَعَبُهْ
(5) وقال آخر:
وَإنَّمَا الْمَرْءُ بأَصْغَرَيْه … كُلُّ امرئ رَهْنٌ بمَا لَدَيْهِ
(6) و قال أَبو تمام:
لَيْسَ الْحِجَابُ بمُقصٍ عنْكَ لي أَملاً … إِنَّ السَماءَ تُرَجَّى حِينَ تَحْتجِبُ
البحثُ:
يقصِد علماء المعاني بكلمة " الوصْل " عطفَ جملة على أخرى "بالواو" كقول الأبيوَرْدى يخاطب الدهر:
فَالعَبْدُ رَيّانُ ِمنْ نُعْمى يَجودُ بِها والحرُّ ملتهبُ الأحشاءِ منْ ظمإِ
و يقصدون بالفصل ترك هذا العطف، كقول المعري:
لا تَطْلُبَنَّ بآلةٍ لَكَ حاجةً … قَلمُ البليغ بغيْر حظٍّ مِغْزَلُ
هذا ولكل من الفصل والوصل مواطنُ تدعو إليها الحاجة ويقتضيها المقام، و سنبدأ لك بمواطن الفصل:
تأمل أَمثلة الطائفة الأولى تجد بين الجملة الأولى والثانية في كل مثال تآلفاً تامًّا، فالجملة الثانية في المثال الأَول، و هي "إذا قُلتُ شِعْرًا أصْبح الدهرُ مُنشِدًا " لم تجئ إلا توكيدًا للأولى، وهي جملة "و ما الدهرُ إلا من رواة قصائدي " فإِن معنى الجملتين واحد. والجملة الثانية في المثال الثاني "بعضٌ لبعض وإِن لم يشعرُوا خدمُ " ما جاءَت إِلا لإِيضاح الأولى "الناسُ للناس من بدوٍ و حاضرة " فهي بيان لها، والجملة الثانية في المثال الثالث جزء من معنى الأولى لأَن تفصيل الآيات بعضٌ من تدبير الأمور، فهي بدل منها، ولا شك أنك لَحَظْتَ أن الجملة الثانية مفصولة عن الأولى في كل مثال من الأمثلة الثلاثة، و لا سر لهذا الفصل سوى ما بينهما من تمام التآلف وكمال الاتحاد. ولذا يقال: إن بين الجملتين كمالَ الاتصال.
(يُتْبَعُ)
(/)
تأمل مثالي الطائفة الثانية تجد الأمر على العكس، فإنَّ بين الجملة الأول والثانية في كل مثال منتهَى التباين و غايةَ الابتعاد، فإنهما في المثال الرابع مختلفان خبرًا وإنشاء. و هذا جلي واضح. أما في المثال الخامس فأنه لا مناسبة بينهما مطلقا إذ لا رابطة في المعنى بين قوله: " و إِنما المرءُ بأصغريه " و قوله: "كل امرئ رهن بما لديه "، وهنا تجد الجملة الثانية في كل من المثالين مفصولة عن الأولى، ولا سر لذلك إلا كمالُ التباين و شدةُ التباعد، ولذلك يقال في هذا الموضع إنَّ بين الجملتين كمالَ الانقطاع.
انظر إلى المثال الأخير تر أن الجملة الثانية فيه قوية الرابطة بالجملة الأولى، لأنها جواب عن سؤال نشأ من الأولى، فكأن أبا تمام بعد أن نطق بالشطر الأول توهم أن سائلا سأله، كيف لا يحولُ حجاب الأمير بينك وبين تحقيق آمالك؟ فأجاب: " إنَّ السماء ترجى حين تحتَجب " فأنت ترى أن الجملة الثانية مفصولة عن الأولى، ولا سر لهذا الفصل إلا قوة الرابطة بين الجملتين، فإن الجواب شديد الارتباط والاتصال بالسؤال فأشبهت الحالُ هنا من بعض الوجوه حال كمال الاتصال التي تقَدمت، و لذلك يقال إنَّ بين الجملتين شبهَ كمال الاتصال.
القواعدُ:
(62) الوصلُ عَطفُ جُملةٍ عَلَى أخْرَى بالواو، والفصلُ تَرْكُ هذا العطف، ولكلٍّ مِنَ الفَصْلِ والوصلِ مَوَاضِعُ خاصةٌ.
(63) يَجبُ الْفَصْلُ بَيْنَ الْجُمْلَتَيْن في ثَلاَثَةِ مَواضعَ:
(أ) - أَنْ يَكونَ بَيْنَهُمَا اتِّحَادٌ تَامًّ، وذلك بأنْ تَكونَ الجمْلَةُ الثانيةُ تَوْكِيدًا لِلأولى، أَوْ بَيَاناً لها، أوْ بَدَلاً مِنْهَا، وَيُقَالُ حِينَئِذ إنَّ بَيْنَ الجملَتَين كَمَالَ الاتِّصَال.
(ب) -أنْ يَكونَ بَيْنَهُمَا تَبَايُنٌ تَامٌّ، و ذلكَ بأنْ تَخَتلفَا خَبَرًا وإنشاءً، أوْ بألا تَكونَ بَيْنَهُمَا مُنَاسَبَةٌ مَا، وَيُقَالُ حِينَئِذ إن بَيْنَ الجمْلَتَيْن كَمَالَ الاِنْقِطَاع.
(جـ) - أَنْ تَكونَ الثَّانَيةُ جوابا عَنْ سُؤالٍ يُفْهَم مِنَ الأولى، وَيُقَالُ حِينَئِذٍ إِنَّ بَيْنَ الجمْلَتَيْن شِبْهَ كَمَال الاتِّصَال.
(2) مواضِعُ الوصلِ
الأمثلةُ:
(1) قال أَبو العلاء المعري:
وحبُّ العيشِ أعبدَ كلَّ حرٍّ، وعلّمَ ساغباً أكلَ المُرار
(2) و قال أبو الطيب:
وَللسرّ مني مَوْضِعٌ لا يَنَالُهُ نَديمٌ وَلا يُفْضِي إلَيْهِ شَرَابُ
(3) وقال أيضاً:
يُشَمّرُ لِلُّجِّ عَنْ ساقِهِ ويَغْمُرُهُ المَوْجُ في السّاحِلِ
(4) وقال بشارُ بن بُرد:
وأَدْنِ على القُربَى المُقَرِّب نَفْسَهُ ... ولا تُشْهِدِ الشُّورَى امرَأً غيرَ كاتِم
(5) لا وباركَ اللهُ فِيك: تجيبُ بذلك لمن قال: (هل لكَ حاجة أساعدك في قضائها)
(6) لا ولطَفَ اللهُ بهِ: تجيبُ بذلك منْ قال: (هل أبلَّ أخوكَ منْ علته)
البحثُ:
تأمل الجملتين " أَعْبَدَ كُلَّ حرٍّ " و " علم ساغبا أكل المُرار " في البيت الأول تجد أن للأولى منهما موضعا من الإعراب لأنها خبر للمبتدأ قبلها وإن القائل أراد إشراك الثانية لها في هذا الحكم الإعرابي وتأمل الجملتين: " لا يناله النديم " و " لا يفضي إليه شراب " في البيت الثاني تجد أن للأولى أيضا موضعا من الإعراب لأنها صفة للنكرة قبلها و أنه أريد إشراك الثانية لها في هذا الحكم و إذا تأملت الجملة الثانية في كل من البيتين وجدتها معطوفة على الجملة الأولى موصولة بها. و كذلك يجب الوصل بين كل جملتين جاءتا على هذا النحو.
اُنظر في البيت الثالث إلى الجملتين: " يشمِّر لِلُّجِّ عن ساقه"و " يغمُره الموج في الساحل " تجدهما متحدتين خبرَا متناسبتين في المعنى وليس هناك من سبب يقتضي الفصل ولذلك عطفت الثانية على الأولى، والمثال الرابع كذلك مكون من جملتين متحدتين إنشاء هما: " أدنِ " و " لا تشهد " وهما متناسبتان في المعنى وليس هناك من سبب يقتضي الفصل ولذلك عطفت الثانية على الأولى، هكذا يجب الوصل بين كل جملتين اتحدتا خبرًا أو إنشاء وتناسبتا في المعنى ولم يكن هناك ما يقتضي الفصل بينهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
انظر في المثال الخامس إلى الجملتين: " لا " و " بارك الله فيك "تجد أن الأولى على خبرية والثانية إنشائية. وأنك لو فصلت فقلت: "لا باركَ الله فيك " لتوهم السامع أنك تدعو عليه في حين أنك تقصد الدعاء له، و لذلك وجب العدول عن الفصل إلى الوصل. وكذلك الحال في جملتي المثال الأخير، وفي كل جملتين اختلفتا خبرًا وإنشاء وكان ترك العطف بينهما يوهم خلاف المقصود.
القاعدةُ:
(64) يَجبُ الوَصْلُ بيَنَ الجملتين في ثَلاَثَة مَوَاضعَ:
(أ) - إذَا قُصدَ إشرَاكُهمَا في الحُكم الإعرابي.
(ب) -إذا اتْفَقَتَا خَبراً أوْ إنشاء وكانت بَيْنَهُمَا مُنَاسَبَةٌ تَامةٌ، وَلَم يَكُن هُنَاكَ سَبَبٌ يقتضي الفصلَ بَيْنَهُما.
(جـ) - إذَا اخْتلَفَا خَبَراً و إنشاءً وَأوْهَمَ الفَصلُ خِلاف الْمَقصود.
نموذجٌ
لبيان مواضعِ الوصل والفصل فيما يأتي مع ذكر السبب في كل مثال:
(1) قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} (6) سورة البقرة.
(2) وقال الأحنف بن قيس: " لا وفاء للكذوب ولا راحة لحسود ".
(3) وقال تعالى: {فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ} (70) سورة هود.
(4) وجاء في الحكم: كفاء بالشيبِ داءً، صلاحُ الإنسان في حفظِ اللسان.
(5) وينسبُ للإمام علي كرم الله وجهه:
دَعِ الإسْرَافَ مُقْتَصِداً، وَاذْكُرْ فِي الْيَوْمِ غَداً، وَأَمْسِكْ مِنَ الْمَالِ بِقَدْرِ ضَرُورَتِكَ، وَقَدِّمِ الْفَضْلَ لِيَوْمِ حَاجَتِكَ.
(6) و لأبي بكر رضي الله عنه: أَمّا بَعْدُ أَيّهَا النّاسُ فَإِنّي قَدْ وُلّيت عَلَيْكُمْ وَلَسْت بِخَيْرِكُمْ فَإِنْ أَحْسَنْت فَأَعِينُونِي؛ وَإِنْ أَسَأْت فَقَوّمُونِي؛ ..
(7) وقال أبو الطيب:
إنّ نُيُوبَ الزّمَانِ تَعْرِفُني أنَا الذي طالَ عَجْمُها عُودي
(8) لا وكُفيتَ شرَّها. (تجيب بذلك من قال: أذهَبتِ الحُمَّى عن المريض؟)
(9) قال تعالى: {وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134)} [الشعراء/132 - 134].
(10) وقال أبو العتاهية:
قَدْ يدرِكُ الرَّاقِدُ الهادِي برقْدَتِهِ وقَدْ يخيبُ أخُو الرَّوْحاتِ والدَّلَجِ
(11) وقال الغزي يشكو الناس:
يصدُّون في البأساءِ من غير علةٍ … و يمتثلون الأمرُ و النهيَ في الخفض
(12) وقال أبو العلاء المعري:
لا يُعجِبَنّكَ إقبالٌ يريكَ سَناً، إنّ الخُمودَ، لعَمري، غايةُ الضَّرَم
(13) وقال الشاعر:
يقولونَ إني أحملُ الضيمَ عندهم… أعوذُ بربي أنْ يضامَ نظيري
(14) وقال تعالى: {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ} (49) سورة البقرة.
(15) وقال تعالى عن رسوله صلى الله عليه وسلم: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)} [النجم/3 - 5].
الإجابةُ
(1) فصل بين الجملتين، جملة: {سواءٌ عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم}، وجملة {لا يؤمنون} لأن بينهما كمال الاتصال إذ أن الثانية لا توكيد للأولى.
(2) وصل بين الجملتين لاتفاقهما خبرا وتناسبهما في المعنى. ولأنه لا يوجد هناك ما يقتضي الفصل.
(3) فصلت جملة {قالوا} عن جملة {و أوجس منهم خيفة} لأن بينهما شبه كمال الاتصال، إذ الثانية جواب لسؤال يفهم من الأولى كان سائلا سأل: فماذا قالوا له حين رأوه و قد داخله الخوف؟ فأجيب {قالوا لا تخفْ}.
(4) فصل بين الجملتين لأنَّ بينهما كمالَ الانقطاع، إذ لا مناسبة في المعنى بين الجملة الأولى والجملة الثانية.
(5) وصل بين الجمل الأربع لاتفاقها إنشاء مع وجود المناسبة، و لأنه لا يوجد هناكَ سببٌ يقتضي الفصل.
(6) فصل بين الجملتين: " أيها الناس " و "إني وليت عليكم" لاختلافهما خبرا و إنشاء فبينهما كمال الانقطاع، ووصل بين الجملتين:"وليت عليكم "ولست بخيركم " لأنه أريد إشراكهما في الحكم الإعرابي إذ كلتاهما في محل رفع، وإذا كانت الواو للحال فلا يصل.
(يُتْبَعُ)
(/)
(7) فصل بين شطري البيت، لأن الثاني منهما جواب عن سؤال نشأ من الأولى، فبينهما شبه كمال الاتصال.
(8) وصل بين جملتي لا، وكفيت، لاختلافهما خبرًا و إنشاء، و في الفَصْل إيهام خلاف المقصود، فبينهما وكمال الانقطاع مع الإبهام.
(9) بين جملة " أمدكم بما تَعْلمون" و جملة "أمدكم بأنعام وبَنِينَ وجنَّات و عيون "كمال الاتصال؛ فإن الثانية منهما بدل بعض من الأولى، إذ الأنعام و البنون و الجنات والعيون بعض ما يعلمون.
(10) ووصل أَبو العتاهية بين الجملتين لأنهما اتفقتا في الخبرية، وبينهما مناسبة تامة، وليس هناك ما يقتضي الفصل.
(11) كذلك وصل الغَزِّي بين شطري البيت لما تقدم.
(12) وفصل أبو العلاء بين شطري البيت لأن بينهما كمال الانقطاع إذ الجملتان مختلفتان خبراً و إنشاءً.
(13) بين جملة " يقولون إني أحمل الضيْمَ "و جملة "أعوذ بربي أن يضام نظيري " شبه كمال الاتصال لأن الثانية جواب عن سؤال نشأ من الأولى، فكأن الشاعر بعد أن أتى بالشطر الأول من البيت أحس أنْ سائلاً يقول له: " و هل ما يقولونه من أنك تتحمل الضيم صحيح؟ "، فأجاب بالشطر الثاني.
(14) بين جملة: {يسومونَكم سُوء العذاب} وجملة: {يُذبحون أبْناءكم} كمال الاتصال فإن الثانية منهما بدل بعض من الأولى.
(15) فصل الله تعالى بين الجملتين في الآية الكريمة، لأن بينهما كمال الاتصال فإن الجملة الثانية بيان للأولى.
تمريناتٌ
(1) بين مواضعَ الوصل فيما يأتي و وضحِ السبب في كلِّ مثال:
(1) قال بعض الحكماء: العبْدُ حُرٌّ إذا قنِع، و الحرُّ عبدٌ إذا طمِع.
(2) وقال ابن الرومي:
قد يسبِقُ الخيرَ طالبٌ عَجِلٌ ويرهَقُ الشرُّ مُمعِناً هَرَبُهْ
(3) وقال أبو الطيب:
الرأيُ قَبلَ شَجاعةِ الشجعانِ …هُو أوّلٌ وهْيَ المحلُّ الثاني
(4) و خطب الحجاج بن يوسف يوما فقال:
" اللَّهم أَرِني الغَيّ غيّاً فأجتنبَه، وأَرِني الهُدَى هُدىً فأتبعَه، ولا تَكْلني إلى نَفسي فأضلّ ضلالاً بعيداً. واللّه ما أُحِبُّ أنَّ ما مضى منَ الدنيا لي بعمامتي هذهِ، ولمَا بَقِيَ منها أَشبهُ بما مَضى منَ الماءِ بالماءِ".
(5) و قال الشريف الرضي يرثو أبا إسحاق الصابي:
أعَلمْتَ مَنْ حَمَلُوا عَلى الأعْوَادِ أرَأيْتَ كَيْفَ خَبَا ضِيَاءُ النّادِي
(6) و قال حسان بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه:
أَصُونُ عِرْضِي بمالِي لا أُدَنِّسُهُ ... لا بارَكَ اللهُ بَعْدَ العِرْضِ في المالِ
أَحْتالُ للمالِ إنْ أَودَى فأَكْسِبُهُ ... ولسْتُ للعِرْضِ إنْ أَوْدَى بِمُحتالِ
(7) و قال النابغة الذبياني يرثي أخاه من أمِّه:
حَسْبُ الخَلِيَلْينِ نَأْيُ الأرضِ بَيْنَهُما ... هذا عَلَيْها وهذا تَحْتَها بالِ
(8) و قال الطغرائي:
يا وارداً سُؤْرَ عيشٍ كلُّه كدرٌ …أنفقتَ عمركَ في أيامكَ الأُولُ
(9) وقال علي الجارم:
لاَ الدَّمعُ غاضَ وَلا فُؤادُكَ سَالى دَخَلَ الْحِمَامُ عَرِينة َ الرِّئْبالِ
(10) و قالت زينب بنت الطَّثَرِيَّة ترثي أخاها:
وقَدْ كان يُرْوِي المَشْرَفِيَّ بكَفِّهِ ... ويَبْلُغُ أَقْصَى حَجْرَةِ الحَيِّ نائِلُهْ
(11) و قال أبو الطيب:
أعَزُّ مَكانٍ في الدُّنَى سَرْجُ سابحٍ وَخَيرُ جَليسٍ في الزّمانِ كِتابُ
(12) وقال الشاعر:
العينُ عبرَى و النفوسُ صوادي …ماتَ الحجا و قضَى جلال النادي
(13) و قال رجل من بني أسد في الهجاء:
لا تحسبِ المجَد تمراً أنت آكلُه …لنْ تبلغَ المجدَ حتى تلعقَ الصَّبِرَا
(14) و قال عمارة اليمني:
و غدر الفتى في عهده و وفائه …و غدر المواضي في نُبُوِّ المضارب
(15) و قال تعالى في قصة فرعون وردِّ موسى عليه السلام:
{قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23) قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24) قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25) قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26) قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27) قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28) [الشعراء/23 - 29]}.
(16) و قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ (6) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (7) سورة لقمان.
(2) أجب عما يلي:
(1) لِم يعِيبُ الناس العطف في الشطر الثاني من أبى تمام؟
لا والذي هوَ عالمٌ أنَّ النوى صَبِرٌ وأنَّ أَبَا الحُسَيْنِ كَرِيمُ
(2) لِم يحْسنُ أنْ نقول: عليٌّ خطيبٌ و سعيدٌ شاعرٌ، ويقبحُ أَن نقولَ: عليٌّ مريضٌ وسعيدٌ عالِمٌ؟
(3) أجب عما يلي:
(1) هات ثلاثة أمثلة للجمل المفصول بينها لكمال الاتصال، واستوف المواضع الثلاثة التي يظهر فيها هذا الكمال.
(2) هات مثالين للجمل المفصول بينها لشبه كمال الاتصال.
(3) " " " " " لكمال الانقطاع.
(4) أجب عما يلي:
(1) مثل بمثالين لكل موضع من مواضع الوصل.
(5) انثُر البيتين الآتيين وبين سبب ما فيهما من فصلٍ ووصل، وهما لأبي الطيب في مدح سيف الدولة:
يا مَنْ يُقَتِّلُ مَنْ أرَادَ بسَيْفِهِ أصْبَحتُ منْ قَتلاكَ بالإحْسانِ
فإذا رَأيتُكَ حارَ دونَكَ نَاظرِي وَإذا مَدَحتُكَ حارَ فيكَ لِساني
================
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الموادع]ــــــــ[02 - 01 - 2008, 06:05 م]ـ
شكراً جزيلاً لكم ..
الله يوفقكم ولا يحرمكم الاجر ..
تعبتكم معي ..
ـ[أحلام]ــــــــ[03 - 01 - 2008, 12:44 ص]ـ
السلام عليكم:
ارجو أن يكمل هذا الموضوع مابدأ به الاساتذة الأفاضل جزاهم الله خيرا
القطع أكثر ما يكون في أمرين: في النعت والعطف بالواو. والقطع هو تغيير الحركة التي ينبغي أن يكون عليها التابع. الأصل في الصفة (النعت) أن يتبع الموصوف بالإعراب (مرفوع – مرفوع، منصوب – منصوب، أو مجرور – مجرور. أما الأصل في العطف بالواو أن يتبع المعطوف بالواو ما قبله بالحركة الإعرابية.
أحياناً تغيّر العرب الحركة فتأتي بعد المرفوع بمنصوب وبعد المنصوب بمرفوع وبعد المجرور بالرفع أو النصب (في النعت) وعندما تتغير الحركة يتغير الإعراب. مثال على النعت:
أقبل محمد ٌ الكريمَ - رأيت محمداً الكريمُ - مررت بمحمدٍ الكريمُ أو الكريمَ
وهذا الأمر يجري في العطف أيضاً كما في قوله تعالى (والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين) (لكن الراسخون في العلم والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة) المقيمين (قطع)
لماذا يستخدم أسلوب القطع؟ هو ليس بالأصل أسلوباً قرآنياً ابتدعه القرآن لكنه أسلوب عربي موجود في اللغة. والقطع له شروط لكن لماذا تقطع العرب؟ تقطع العرب لسببين:
الأول: لتنبيه السامع وإيقاظ ذهمه إلى الصفة المقطوعة. والمفروض في الصفة أن تأتي تابعة لحركة الموصوف فإذا تغيرت الحركة انتبه السامع. وهذا دليل على أن الموصوف قد بلغ حداً في هذه الصفة يثير الإهتمام ويقتضيه.
والثاني أن القطع لا يكون إلا إذا كان السامع المخاطَب يعلم من اتّصاف الصفة بالموصوف التي يذكرها المتكلم أو يقطعها. مثال: إذا قلنا مررت بمحمد الكريمِ (السامع قد يعلم أو لا يعلم أن محمداً كريم فيُعطى السامع معنى جديداً لم يكن يعلمه). وإذا قلنا: جاء خالدٌ الكريمَ فلا بد أن يكون السامع على علم أن خالد كريم أي اشتهر بهذه الصفة حتى عُلِمت عنه. والقطع في هذه الحالة يُفيد أن المخاطَب يعلم من اتصاف الموصوف ما يعلمه المتكلم فإذا كان مادحاً كان أمدح له وإذا كان ذامّاً كان أذمّ له.
ما قيمة هذا القطع في اللغة؟ في المدح والذمّ عندما يوصف شخص الكرم فهو مشهور بالكرم ولا يخفى كرمه على أحد وقد يكون الشخص كريماً لكن لا يعرفه أحد. فإذا كان المدح بالقطع يكون أمدح للشخص بمعنى أنه بلغ من الخصال الكريمة ما لا يخفى على أحد فيكون أمدح له. فإذا كان في حالة الذّم فيكون أذمّ له. كما في قوله تعالى في سورة المسد (وامرأتُهُ حمالةَ الحطب) ذمّ الله تعالى امرأة أبو لهب مرتين مرة بالقطع لأن الكل يعلم بصفاتها ثم ذمّها بصيغة المبالغة في كلمة (حمّالة) على وزن فعّالة وهكذا جاء الذمّ بالقطع هنا أذمّ لها لما كانت تلحقه من أذى برسول الله r. وقد أعرب بعض النحاة كلمة (حمّالة) على أنها خبر لمبتدأ (امرأته) ولآخرون أعربوها على أنها صفه وهذا عليه اعتراض ظاهر لأنه لا يمكن أن تكون صفة بحسب القواعد النحوية لأنّ حمّالة الحطب هي إضافة لفظية يعني إضافة صيغة المبالغة إلى معمولها يعتي نكرة (وامرأته) معرّفة فكيف نصف المعرفة بالنكرة؟ هذه يقال فيها أنها إضافة لفظية. إذا قلنا: رأيت رجلاً طويلَ القامة (طويل القامة هي صفة لفظية) وإذا قلنا: رأيت الرجل الطويل القامة (الطويل القامة هي موصوف لمعرفة). والإضافة اللفظية هي إضاقة اسم الفاعل واسم المفعول إذا كانا دالّين على الحال أو الإستقبال إلى معمولهما، إضافة الصفة المشبهة والمبالغة إلى معمولهما دون تحديد الزمن مثال: أقبل رجلٌ مصري المولد (مصري المولد إضافة لفظية وبقيت نكرة) وإذا قلنا: مررت برجل مصري النشأة (موصوف لنكرة وتُعرب نعت) وإذا قلنا: مررت بالرجل المصري النشأة (المصري النشأة نعت موصوف لمعرفة) وفي العودة إلى آية سورة المسد (حمالة الحطب) مفعول به لفعل محذوف تقديره أذّمّها.
ما الحكم النحوي في القطع؟ في المدح والذمّ والترحّم يُحذف وجوباً فعند الإعراب يُعرب خبر لمبتدأ محذوف (إذا كان مرفوع) ونقول محذوف وجوباً وإذا كان في غير حالة يكون جوازاً. وفي النصب يكون مفعول به لفعل محذوف وجوباً في المدح والذمّ والترحّم وفي غير ذلك يكون جوازاً.
في سورة النساء آية 162 (لَّكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا) القطع هنا في كلمة (المقيمن الصلاة) لأهمية الصلاة فهي أهمّ من كل الأعمال.
وفي سورة البقرة آية 177 (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) قطع كلمة الصابرين للأهمية وللتركيز على الصابرين. إذن القطع جاء هنا لما هو أهمّ. والمنصوب في القطع يُعرب مفعول به لفعل محذوف.
من برنامج الاستاذ الدكتور فاضل صالح السامرائي(/)
النجدة يا أهل البلاغة
ـ[الامبراطورية العربية]ــــــــ[31 - 12 - 2007, 11:48 م]ـ
ورد في نص احمد الزيات (الاسلام دين القوة)
(شارعة هوالجبّارذو القوة المتين، ومبلغة محمد الصّبار ذو العزيمة الأمين ... )
بين الجبار والصبار تناسب لفظي اذكر المصطلح البلاغي الخاص به
وأكون شاكرة لمن يساعدني (محتاجة الاجابة ضروري الليلة)
أسأل الله لكم الفردوس الأعلى
ـ[منصور مهران]ــــــــ[31 - 12 - 2007, 11:59 م]ـ
ذاك الجناس الناقص، لنقص التوافق بينهما في حروف الوصفين.
وإذا لمحنا في وصف (الجبار) السرعة والانفجار، وفي وصف (الصبار) التأني واللين: سمينا ذاك اللون طِباقا ,
وبالله التوفيق.
ـ[الامبراطورية العربية]ــــــــ[01 - 01 - 2008, 12:12 ص]ـ
ألف شكر على المرور والاجابة يا ابن مهران(/)
أريد مغيثا لكني لست بريرة
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[02 - 01 - 2008, 02:06 م]ـ
أريد منكم معلومة هل من مغيث مرشد ناصح أمين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أنا بصدد التسجيل للماجستير في قسم البلاغة والنقد
وقد اخترت موضوع (دراسة في شعر الدكتور سعيد مانع العتيبة) فأريد أن أعرف هل ناقش أحد هذا الموضوع في رسالة أم لا؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أريد إجابة من فضلكم ولا تهملوا طلبي كما أرى في بعض المشاركات التي تحتاج إلى مساعدة!!!!!!!!
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[02 - 01 - 2008, 07:56 م]ـ
أخي الحبيب الأستاذ عبد الرحمن الأزهري:
خذ إخوانك بحسن الظن والتماس العذر؛ فما أظنّ أنّ في هذه الشبكة المباركة من يتعمّد إهمال أي طلب, بل ربما كان تأخّر المشاركة في سبيل جمع قدر مفيد للسائل والمستشير!
أخي الحبيب:
لم تحدّد عنوان دراستك , ولكنّي جمعت لك في هذه المشاركة مصادر من الكتب والدراسات والبحوث التي تناولت شعر الدكتور مانع بن سعيد العتيبة, وصدّرتُها بقائمة دواوينه , والمجاميع الشعرية التي يغلب على الظنّ ورود بعض شعره فيها؛ فإن وجدت في هذا الذي يأتي ما يغنيك فالحمد لله , وإلا فحسبي أني بذلت ما في الوسع.
أ- الدواوين:
* مانع سعيد العتيبة: 1 - ليل طويل، ط31، المؤسسة العربية للإعلام،
أبوظبي 1987. 2 - خواطر وذكريات، ط31، دار الفجر، أبوظبي 1985.
3 - المسيرة، ط8، دار الفجر، أبوظبي 1985. 4 - نشيد الحب، ط11، دار
الفجر، أبوظبي 1985. 5 - أمير الحب، ط1، دار الفجر، أبوظبي 1984.
6 - مجد الخضوع، ط21، المؤسسة العربية للإعلام، أبوظبي 1990. 7 -
محطات على طريق العمر، ط1، مطابع الفجر، أبوظبي 1985. 8 -
الرسالة الأخيرة، دار الفجر، أبوظبي 1986. 9 - قصائد إلى الحبيب، دار
الفجر، أبوظبي 1982. 10 - قصائد بترولية، ط4، دار الفجر، أبوظبي
1986. 11 - ضياع اليقين، ط1، المؤسسة العربية للإعلام، أبوظبي
1988. 12 - أغاني وأماني، ط2، المؤسسة العربية للإعلام، أبوظبي
1991. 13 - الرحيل، ط1، المؤسسة العربية للإعلام، أبوظبي 1992.
14 - لماذا؟، ط5، المؤسسة العربية للإعلام، أبوظبي 1996. 15 - نبع
الطيب، ط1، مؤسسة الاتحاد، أبوظبي 1997
(ب) المجموعات المشتركة:
1 - الأثر الجميل، النادي الوطني للثقافة والفنون، عجمان 1993. 2 - أغاني
للبحر والعشق والنخيل، جامعة الإمارات، العين 1982. 3 - قصائد من
الإمارات، اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، الشارقة 1986. 4 - مختارات من
الإمارات، الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، عمّان 1994. 5 -
مختارات من الشعر الحديث في الخليج العربي والجزيرة العربية، مؤسسة
جائزة عبد العزيز البابطين، الكويت 1996. 6 - سلطان العويس .. شمس
الثقافة التي لا تغيب، دار الصدى، دبي 2000. 7 - مختارات من الشعر
العربي في القرن العشرين (ج1) مؤسسة جائزة عبد العزيز البابطين
للإبداع الشعري، الكويت 2001.
الكتب والرسائل الجامعية:
*يحيى محمود قشطة:1 - الاتجاه القومي في شعر مانع العتيبة، (ماجستير)
جامعة النيلين 2001.
* د. فالح حنظل:1 - الدكتور مانع العتيبة في الاقتصاد والسياسة والأدب (
إصدار خاص) 2001.
* أحمد عبد الله الجوهري:1 - مانع سعيد العتيبة شاعراً .. (دبلوم دراسات
عليا)، جامعة محمد الخامس، الرباط 1993.
*د. صلاح عدس:1 - مانع سعيد العتيبة شاعر الخليج، الدار المصرية
اللبنانية، القاهرة 1998.
*د. عبد الرحمن عبد السلام محمود:1 - البحث في الجوهر .. قراءة
موضوعية للقصيدة القومية في شعر الدكتور مانع سعيد العتيبة (إصدار
خاص) 1999.
كتب ذات علاقة:
*قتيبة أحمد ديب:1 - جماليات المكان في شعر الإمارات، (رسالة ماجستير
مسجلة في الجامعة اللبنانية 2001).
* * د. أحمد راشد القيشي:1 - الشعر في الخليج .. موضوعاته وخصائصه،
جامعة محمد الخامس (دكتوراة) 2001.
* الشعر العربي المعاصر في دولة الإمارات 1950 - 2000 دراسة
أسلوبية (رسالة دكتوراة مسجلة في جامعة عين شمس 2000).
* إلهام بدر السادة:1 - أثر التحولات الاقتصادية في الشعر العربي الحديث
بمنطقة الخليج العربي (البحرين، الإمارات، قطر، الكويت 1970 -
1990)، رسالة ماجستير، الجامعة الأردنية، عمان
* د. الرشيد بوشعير:1 - الشعر العربي الحديث في منطقة الخليج، دار
الفكر، بيروت ودمشق 1997.2 -
(يُتْبَعُ)
(/)
*عبد الله أحمد الشباط:1 - أدباء من الخليج العربي، الدار الوطنية الجديدة
للنشر، الخبر 1986.2 - أدباء وأديبات من الخليج العربي، الدار الوطنية
الجديدة، جدة 1999م.
*عبد الله محمد الشمري:1 - الفهرست المفيد في تراجم أعلام الخليج، (ج1)
الدار الوطنية للنشر، الخبر 1993.
*. عبد الله المبارك:1 - الأدب المعاصر في الجزيرة العربية، معهد البحوث
والدراسات العربية، القاهرة 1973.2
*عبد الله محمد الطائي:1 - الأدب المعاصر في الخليج العربي، معهد
البحوث والدراسات بجامعة الدول العربية، القاهرة 1973.2 - دراسات عن
الخليج العربي، مطبعة الألوان، روي 1983.
*د. ماهر حسن فهمي:1 - تطور الشعر العربي الحديث بمنطقة الخليج،
مؤسسة الرسالة، بيروت 1981.
*د. محمد عبد الرحيم كافود:1 - دراسات في الشعر العربي المعاصر في
الخليج، دار قطري ابن الفحاءة، الدوحة 1994.2 - النقد الأدبي الحديث في
الخليج العربي، دار قطري بن الفجاءة، الدوحة 1982.
*د. محمد إبراهيم حوّر:1 - فلسطين في الشعر المعاصر بمنطقة الخليج،
مؤسسة البيان للصحافة والنشر، دبي 1984.
*. نزار أباظة:1 - الاتجاهات الأساسية للشعر الحديث في دولة الإمارات
1920 - 1990، دار الفكر، بيروت ودمشق 1997.
*د. نورية الرومي:1 - الحركة الشعرية في الخليج العربي بين التقليد
والتطور، المطبعة العصرية، الكويت 1980.
هلا عبد اللطيف قصير:1 - الاتجاه الرومانسي في شعر الإمارات، اتحاد
كتاب وأدباء الإمارات، الشارقة 1999م.
*د. هيا محمد الدرهم:1 - صورة البحر في الشعر العربي الحديث بالخليج
(1960 - 1980)، دار الثقافة، الدوحة 1986.
*واصف باقي:1 - القضية في شعر الإمارات، مطابع الجزيرة، أبوظبي.
* يوسف أبو لوز:1 - شجرة الكلام .. وجوه ثقافية وأدبية من الإمارات، دار
الخليج، الشارقة 2000.
* د. يوسف نوفل:1 - شعراء دولة الإمارات، دراسة وببليوغرافيا، ندوة
الثقافة والعلوم، دبي 1994.
* مبارك الخاطر:1 - شعراء النهضة العربية الحديثة في الخليج العربي،
الرافد، العدد 16، 1997.
البحوث والدراسات:
ـ د. إبراهيم السعافين:1 - (كريمة) للدكتور العتيبة بين تقاطعات السيرة
الذاتية والسرد الواقعي والمتخيل، ندوة تكريم الدكتور مانع العتيبة، جمعية
فاس سايس، المغرب 2000.
ـ أحمد حسين الطماوي:1 - مانع العتيبة وقصائد إلى الحبيب، المنتدى، العدد
14، 1984.
-. بوشعيب راغين:1 - البنية الحجاجية في إحدى القصائد البترولية، ندوة
تكريم الدكتور مانع العتيبة، جمعية فاس سايس، المغرب 2000.
- د. حسن الأمراني:1 - تجليات الذات وهموم الأمة في >خماسيات إلى سيدة
المحبة<، ندوة تكريم الدكتور مانع العتيبة، جمعية فاس سايس، المغرب
2000.
- د. صلاح عدس:1 - المحور القومي في شعر الدكتور مانع العتيبة، ندوة
تكريم الدكتور مانع العتيبة، جمعية فاس سياس، المغرب 2000.
- عبد الرحمن أحمد البجاوي:1 - العروبة في شعر العتيبة، المجلة العربية،
العدد 141، 1989.
- عبد المالك الشامي:1 - جدلية السؤال والجواب عند الدكتور مانع العتيبة،
ندوة تكريم الدكتور مانع العتيبة، جمعية فاس سايس، المغرب 2000.2
- قراءة في أسلوب قصيدة مانع العتيبة (وداعاً بشاير) المنتدى، العدد 149،
5991.5 -
- د. فالح حنظل:1 - الدكتور مانع سعيد العتيبة .. رجل الاقتصاد والسياسة
والأدب، ندوة تكريم الدكتور مانع العتيبة، جمعية فاس سايس، المغرب
2000.2 - إشكالية كتابة التاريخ الثقافي في الإمارات، الرافد 44، 2001.
- د. فوزي عيسى:1 - الاتجاه الوجداني في شعر مانع العتيبة، ندوة تكريم
الدكتور مانع العتيبة، جمعية فاس سايس، المغرب 2000.
- د. لطيفة النجار:1 - ارتداد الأسئلة بين (لماذا) و (لأن) في شعر الدكتور
مانع سعيد العتيبة، ندوة تكريم الدكتور مانع العتيبة، جمعية فاس سايس،
المغرب 2000.
- محمد التونجي:1 - ملحمة مانع العتيبة .. شرايين دم كل عربي، المنتدى،
العدد 86، 1990.
- محمد علي اليوسفي:1 - الشكل الفني في رواية (كريمة) للعتيبة، ندوة
تكريم الدكتور مانع العتيبة، جمعية فاس سايس، المغرب 2000.
- ـ الملتقى التكريمي للدكتور مانع ـ فاس ـ المغرب: بحث: د. غسّان
الحسن: الدكتور مانع سعيد العتيبة: شاعران في شاعر.
بحوث ذات علاقة:
- د. صلاح فضل:1 - شعرية المكان وملامح الحداثة .. قراءة في أدب
الإمارات، أبحاث الملتقى الثاني للكتابات القصصية والروائية، الجزء2،
1992.
- عبد الوهاب قتاية:1 - شعر الإمارات ومسيرة الاتحاد، المنتدى، العدد 29،
1985.2 -
- د. عدنان حسين قاسم:1 - شهادة أولى في (قصائد من الإمارات) شؤون
أدبية، العدد 2، 1987.2 - التصوير الفني في الشعر الإماراتي المعاصر،
كتاب الموسم الثقافي السادس لندوة الثقافة والعلوم، 1992/ 1993.3 -
الاتجاهات الفكرية والفنية في الشعر الإماراتي المعاصر، الموقف الأدبي،
العدد 262، 1993.
- د. محمد حسن عبد الله، و د. محمد هدارة:1 - تطور الحركة الأدبية في
الخليج العربي، كتاب الموسم الثقافي الثالث لندوة الثقافة والعلوم، 1989/
1990.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[02 - 01 - 2008, 09:57 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيرا(/)
هل يمكن اعتبار اللازمة في الاستعارة
ـ[عنتر الجزائري]ــــــــ[03 - 01 - 2008, 06:27 م]ـ
السلام عليكم
هل يمكن اعتبار اللازمة في الاستعارة المكنية نفسها القرينة ام انهما مختلفان
وشكرا
ـ[عنتر الجزائري]ــــــــ[04 - 01 - 2008, 11:15 م]ـ
هل من اجابة يا اخوان(/)
من كتاب سحر البلاغة وسر البراعة ((الانتقاء الأول))
ـ[أم هشام]ــــــــ[04 - 01 - 2008, 01:22 ص]ـ
في نعت المداد
مداد كسواد العين، وسويداء القلب. مداد كجناح الغداف ولعاب الليل، وألوان دهم الخيل. مداد ناسب خافية الغراب، واستعار لونه شعر الشباب. مداد هو أبهى لدي من ألف فرس بهيم، وأشهى إلي من ملك الأقاليم.
في نعت القلم
أقلام جمة المحاسن، بعيدة عن المطاعن. تعاصي الكاسر المعاصر، فتمانع الغامز القاصر. صلبة المعاجم، لدنة المقاطع. أنابيب ناسبت رماح الخط في أجناسها، وساكنت أسود الغيل في أخياسها، وشاكلت الذهب في ألوانها، وضاهت الحرير في لمعانها، كأنها الأميال استواء، والآجال مضاء. بطية الحفى، قوية القوى. لا يشظيها القط، ولا يتشعت بها الخط. أقلام ثجرية موشية الليط، رائقة التخطيط، كل معتدل الكعوب، قوي الأنبوب. باسق الفروع، روي الينبوع. هو أولى باليد من البنان، وآنس بخفي السر من اللسان. هو للأنامل مطية، وعلى الكتابة معونة مرضية. نعم النجدة القلم. يقلم أظافير الدهر، فيملك الأقاليم بالنهي والأمر. إن أردت كان مسجوناً لا يمل الإسار، وإن شئت كان جواداً لا يعرف العثار. لا ينبو إذا نبت الصفاح، ولا يحجم إذا أحجمت اللقاح. القلم مطية تمشي براكبها رهوا، وتكسو الأنامل زهوا.
ـ[*عابرسبيل*]ــــــــ[10 - 01 - 2008, 02:29 ص]ـ
انتقاء غاية في الروعة ..
بارك الله في جهودك ..
ـ[اسلام1]ــــــــ[10 - 01 - 2008, 12:36 م]ـ
بارك الله فيك أخيتي
أرأيت جمال وثراء لغتنا العربية الحبيبة(/)
هذه أول مشاركة لي (وأحتاج إلى مساعدتكم)
ـ[صائد السراب]ــــــــ[05 - 01 - 2008, 02:53 ص]ـ
السلام عليكم:
في البداية أود أن أبدي إعجابي بهذا المنتدى الرائع
... ...
... ...
عندي قصيدة (نظم العقدين في مدح سيد الكونين) صلى الله عليه وسلم
لابن جابر الأندلدس
وأبحث عن شرح لهذه القصيدة
أرجو مساعدتي
وجزاكم الله الخير
ـ[صائد السراب]ــــــــ[05 - 01 - 2008, 11:29 م]ـ
الأعضاء الأعزاء: هل تعرفون كيف ابحث عن شرح لهذه القصيدة؟
ساعدوني لأني محتاج للشرح وجزاكم الله خير(/)
شرح بيوت الشعر الجاهلي بلاغيا!
ـ[بنت الشيوخ]ــــــــ[06 - 01 - 2008, 05:55 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اخواني اخواتي الكرام ..
اريد ان اعرف كيفيه شرح بيوت الشعر الجاهلي بلاغيا؟
في الواقع اني لست من تخصص اللغة العربية واواجه صعووبة في تحليل هذه الابيات بلاغيا
ولهذه المعلقة لطرفة ابن العبد
لِخَوْلَةَ أطْلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهْمَدِ
تلُوحُ كَبَاقِي الوَشْمِ فِي ظَاهِرِ اليَدِ
وُقُوْفاً بِهَا صَحْبِي عَليَّ مَطِيَّهُمْ
يَقُوْلُوْنَ لا تَهْلِكْ أسىً وتَجَلَّدِ
كَأنَّ حُدُوجَ المَالِكِيَّةِ غُدْوَةً
خَلاَيَا سَفِيْنٍ بِالنَّوَاصِفِ مِنْ دَدِ
عَدَوْلِيَّةٌ أَوْ مِنْ سَفِيْنِ ابْنَ يَامِنٍ
يَجُوْرُ بِهَا المَلاَّحُ طَوْراً ويَهْتَدِي
يَشُقُّ حَبَابَ المَاءِ حَيْزُومُهَا بِهَا
كَمَا قَسَمَ التُّرْبَ المُفَايِلَ بِاليَدِ
وفِي الحَيِّ أَحْوَى يَنْفُضُ المَرْدَ شَادِنٌ
مُظَاهِرُ سِمْطَيْ لُؤْلُؤٍ وزَبَرْجَدِ
خَذُولٌ تُرَاعِي رَبْرَباً بِخَمِيْلَةٍ
تَنَاوَلُ أطْرَافَ البَرِيْرِ وتَرْتَدِي
وتَبْسِمُ عَنْ أَلْمَى كَأَنَّ مُنَوَّراً
تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٍ لَهُ نَدِ
سَقَتْهُ إيَاةُ الشَّمْسِ إلاّ لِثَاتِـ
أُسِفَّ وَلَمْ تَكْدِمْ عَلَيْهِ بِإثْمِدِ
ووَجْهٍ كَأَنَّ الشَّمْسَ ألْقتْ رِدَاءهَا
عَلَيْهِ نَقِيِّ اللَّوْنِ لَمْ يَتَخَدَّدِ
اتمنى منكم المساعدة في اقرب فرصة
اشكركم سلفاً
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[06 - 01 - 2008, 06:25 م]ـ
اخي الكريم تجد في الرابط شرح تستطيع أن تستفيد منه، وجرب ملكتك كي تستخرج بعض الصور البلاغية، يسر الله لك طريق العلم:
http://www.awrag.com/m3/33.htm
ـ[بنت الشيوخ]ــــــــ[06 - 01 - 2008, 06:34 م]ـ
اخي الكريم تجد في الرابط شرح تستطيع أن تستفيد منه، وجرب ملكتك كي تستخرج بعض الصور البلاغية، يسر الله لك طريق العلم:
http://www.awrag.com/m3/33.htm
اخي الكريم أحمد الغنام
اشكر مساعدتك والمرور عالموضوع
ولكني اخت ولست اخ
والرابط الذي بعته اطلعت عليه سابقاً .. وهذا تحليل افرادي للكلمات
ولكني ابحث عن التحليل البلاغي
اشكرك مجددا
واتمنى من بقية الاخوان والاخوات مساعدتي
ـ[بنت الشيوخ]ــــــــ[06 - 01 - 2008, 06:38 م]ـ
ياليت لو اخواني وخواتي
لو في كتاب او مرجع ممكن ارجع له بارك الله فيكم
دلوووووني عليه
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[06 - 01 - 2008, 06:40 م]ـ
المعذرة على هذا الخطأ الناتج عن التسرع أختي الكريمة ... بارك الله لك ونفع بك.
ـ[بنت الشيوخ]ــــــــ[08 - 01 - 2008, 05:27 م]ـ
اشكر اخي احمد
اين مساعدتكم لي يا اخوان!
ـ[بنت الشيوخ]ــــــــ[13 - 01 - 2008, 12:00 ص]ـ
ولا رد للاعانة او المساعدة لوجه الله!!
يا سبحان الله!
إذا ما فائدة هذا المنتدى
وما فائدة المشرفين الذين لا يقومون بعملهم على اكمل وجه!!
اعانكم الله
واعانني بإذنه
ـ[صائد السراب]ــــــــ[16 - 01 - 2008, 01:27 ص]ـ
(أنا كذلك مشترك جديد، وكانت لي مشاركة أطلب فيها
مساعدة عن شرح قصيدة ولكن لم يدلني عليها أحد)
أما عن الشرح
هناك كتاب مشهور موجود في أغلب المكتبات
اسمه (شرح المعلقات السبع) المولف (الزوزني)
وإن شاء الله يفيدك(/)
أسئلة أريد جواباً لها
ـ[العصباني]ــــــــ[07 - 01 - 2008, 01:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي عدد من الأسئلة أرجوا من لديه خبره الإجابه عليها
س1 _ (لاإله إلا الله محمد رسول الله) لماذا ورد القصر في الألوهيه ولم ترد في الرساله؟
س2 - مالسبب في ورود كلمة (يارب) مرتين في القرآن بعكس (ربي) (ب)
تحياتي لكم ... أخوكم العصباني(/)
أريد أن أعرف
ـ[اسلام1]ــــــــ[08 - 01 - 2008, 12:01 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد الاستفسار عن:
1 ـ الاستعارة التبعية والاستعارة التمثيلية
2 ـ التورية
3 ـ الفرق بين المجاز العقلي والمجاز المرسل
ولكم مني جزيل الشكر
أختكم اسلام 1(/)
ما معنى الاحتراز في البلاغة؟
ـ[صادق الرافعي]ــــــــ[09 - 01 - 2008, 02:04 م]ـ
الإخوة الكرام
ما معنى الاحتراز في البلاغة؟
أرجو منكم أن تدلوني على المصادر التي شرحته.(/)
من جماليات التورية
ـ[محمد سعد]ــــــــ[10 - 01 - 2008, 12:14 ص]ـ
قال يحيى بن منصور من شعراء الحماسة:
فلما نأت عنا العشيرة كلها =أنخنا فحالفنا السيوف على الدهر
فما أسلمتنا عند يوم كريهة =ولا نحن أغضينا الجفون على وقر الشاهد في الجفون فإنها تحتمل جفون العين وهذا هو المعنى القريب المورى به وقد تقدم لازما من لوازمه على جهة الترشيح وهو الإغضاء لأنه من لوازم العين وتحتمل أن تكون جفون السيوف أي أغمادها وهذا هو المعنى البعيد المورى عنه وهو مراد الناظم
ـ[اسلام1]ــــــــ[10 - 01 - 2008, 12:41 م]ـ
بارك الله فيك على هذا النموذج الرائع، ولكن ما أثر التورية في المعنى
ـ[محمد سعد]ــــــــ[11 - 01 - 2008, 12:16 ص]ـ
قد تفرض على المرء أحياناً التخلص من مأزق ما وقد يعن له أن يتوصل إلى غرض ما من خلال كلامه ولأجل ذلك يعمد لقول كلمة يتوهم السامع لها معنى والمتكلم يعني معنى أخر والكلمه تفيد المعنيين معاً فعندما سئل أبو بكر الصديق عن النبي (ص) من هذا؟ وقع في مأزق لأنه إن كشف عن شخص النبي (ص) استدل عليه أعدائه من قريش الذين يلاحقونه ويتحرون عنه و إن قال أبو بكر شيئاً آخر كان غير صادق وكيف وهو الصادق الصديق الذي لم يؤثر عنه الصدق؟ ولذلك قال أبو بكر رجل يهديني السبيل، فظن السائل أنه دليل من أدلاء الطرق في الصحراء وقصد أبو بكر أنه رسول الله الذي يهديه سواء السبيل وكلا المعنيين موجود في العبارة
ـ[اسلام1]ــــــــ[11 - 01 - 2008, 11:28 ص]ـ
صلى الله وسلم وبارك على سيدي رسول الله، ورضي عن أبي بكر الصديق
وجزاك خيرا على التوضيح
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[12 - 01 - 2008, 09:06 م]ـ
كما عودتنا أخي محمد تتحفنا بكل مفيد واليك هذا الحديث الشريف:
عن زينب الثقفية امرأة عبد الله بن مسعود -رضي الله عنهما- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " تصدقن يا معشر النساء ولو من حُليكن ".
قالت: فرجعت إلى عبد الله بن مسعود فقلت له: إنك رجل خفيف ذات اليد، وإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أمرنا بالصدقة؛ فأته فاسأله؛ فإن كان ذلك يُجزئُ عني وإلا صرفتها إلى غيركم.
فقال عبد الله: لا، ائتيه أنت. فانطلقتُ، فإذا امرأة من الأنصار بباب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حاجتي حاجتها.
وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليه المهابة، فخرج علينا بلال فقلنا له: ائت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأخبره أن امرأتين في الباب تسألانك: أتجزئُ الصدقة عنهما على أزواجهما وعلى أيتام في حجورهما؟ ولا تخبره من نحن.
فدخل بلال على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فسأله، فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم-: " من هما "؟
فقال: امرأة من الأنصار وزينب،
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " أي الزيانب هي؟ "
قال: امرأة عبد الله.
فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: " لهما أجران: أجر القرابة وأجرالصدقة " متفق عليه واللفظ لمسلم
ـ[محمد سعد]ــــــــ[12 - 01 - 2008, 10:12 م]ـ
جوزيت خيراً أخي أحمد على التعقيب الجميل
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[13 - 01 - 2008, 04:44 م]ـ
روي أن رجلين سعيا بمؤمن إلى فرعون ليقتله فأحضرهم فرعون فقال للسّاعيين من ربّكما قالا أنت فقال للمؤمن من ربك فقال ربي ربّهما فقال لهما فرعون سعيتما برجلٍ على ديني لأقتله فقتلهما.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[13 - 01 - 2008, 04:46 م]ـ
امتحن ابن أبي دؤاد الحارث بن مسكين أيام المحنة فقال له أشهد أنّ القرآن مخلوقٌ فقال الحارث أشهد أنّ هذه الأربعة مخلوقة ٌ وبسط أصابعه الأربع وقال التوراة والإنجيل والزّبور والفرقان فتخلص.(/)
ما الفرق بين المجاز و الاستعارة و الكناية؟
ـ[حااجي]ــــــــ[10 - 01 - 2008, 12:30 م]ـ
:::
يا إخواني. ما الفروق الأساسية بين المجاز المرسل والإستعارة و الكناية؟
ـ[نوف]ــــــــ[04 - 01 - 2009, 03:37 م]ـ
للرفع
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[04 - 01 - 2009, 05:54 م]ـ
الفرق بين المجاز المرسل والاستعارة في العلاقة بين المعنى الأصلي والمعنى المنقول إليه فإن كانت العلاقة المشابهة كالعلاقة بين الرجل الشجاع والأسد مثلا فهي الاستعارة وإن كانت لغير ذلك من العلاقات التي ذكرها البلاغيون مثل السببية والمسببية والحالية والمحلية والكلية والجزئية وغيرها فهي المجاز المرسل كالعلاقة بين الاصبع واليد الجزئية.
أما الفرق بين المجاز وبين الكناية ففي القرينة لأن قرينة المجاز صارفة ومانعة من المعنى الأصلي أما القرينة في الكناية فهي قرينة غير مانعة أي إن المعنى الثاني في الكناية لايمنع من جريان المعنى الأول
والله أعلم
ـ[أخو سلملم]ــــــــ[23 - 01 - 2009, 02:01 م]ـ
أبو حاتم إجابة شافية وافية
جزاك الله كل خير
فعلا الفرق بين هذه الأساليب البلاغية هي في العلاقة والقرينة
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[26 - 01 - 2009, 10:35 م]ـ
بارك الله فيكم أبا حاتم.
ـ[زينب هداية]ــــــــ[07 - 02 - 2009, 12:41 ص]ـ
أفدتمونا جزاكم الله خيرا(/)
من كتاب سحر البلاغة وسر البراعة ((الانتقاء الثاني))
ـ[أم هشام]ــــــــ[10 - 01 - 2008, 12:55 م]ـ
وصف الكتب البليغة الغزيرة وحسن موقعها
كتاب كتب لي أماناً من الدهر، وهناني أيام العمر. كتاب أوجب من الاعتداد، أوفر الأعداد، وأودع بياض الوداد، سواد الفؤاد. كتاب الظفر به نعيم، والنظر فيه فتح عظيم. كتاب ارتحت لعيانه، واهتززت لعنوانه. كتاب هو من كتب الميامين، التي تأتي من قبل اليمين. كتاب عددته من حجول العمر وغرره، واعتددته من فرص العيش وغرره. كتاب آنس مسموعاً وملحوظاً، وكاد مودعه يكون مدروساً ومحفوظاً. كتاب هو أنفس طالع، وأكرم متطلع، وأحسن واقع. كتاب لو قرئ على الحجارة لانفجرت، أو على الكواكب لانتثرت. كتاب كدت أبليه طياً ونشرا، وقبلته ألفاً ويد حامله عشرا. كتاب نسيت لحسنه الروض والزهر، وغفرت للزمان ما تقدم من ذنبه وما تأخر. كتاب قد أملته مزية المجد على بنانك، ونطق به لسان الفضل على لسانك، أما النقط على كل حرف نذيرة أناملك بحقه، وآخذ من كل سطر تتجشم تخطيطه نزهة. كذا إذا قرأت من خطك حرفا، وجدت على قلبي خفا، وإذا تأملت من كلامك لفظا، ازددت من أنسي حظا.
تشبيهات هذه الكتب
كتاب كتب لي أماناً من الزمان، وتوقيع وقع عندي موقع الماء من العطشان. كتاب هو تعلة المسافر، وأنسة المستوحش، وزبدة الوصال، وعقلة المستوفز. كتاب هو رقية القلب السليم، وغرة العيش البهيم. كتاب هو سمر بلا سهر، وصفو بلا كدر. كتاب تمتعت منه بالنعيم الأبيض، والعيش الأخضر، واستلمته استلام الحجر الأسود، وكلت طرفي من سطوره بوشي مهلل، وتاج مكلل، وأودعت سمعي من بدائعه ما أنساني سماع الأغاني، من مطربات الغواني. نشأت سحابة من روضك غيمها نعمة سابغة، وغيثها حكمة بالغة. سقت روضة القلب، وقد جهدتها يد الجدب، فاهتزت وربت، واكتست مما اكتسبت. كتاب حسبته ساقطاً إلي من السماء اهتزازاً لمطلعه، وابتهاجاً بحسن موقعه. تناولته كما يتناول الكتاب المرقوم، وفضضته كما يفض الرحيق المختوم. كتاب كالمشرق شرق به المسير وقميص يوسف جاء به البشير. هو في الحسن روضة حزن، بل جنة عدن، وفي شرح النفس، وبسط الأنس، برد الأكباد والقلوب، وقميص يوسف في أجفان يعقوب. وقد أهديت إلي محاسن الدنيا مجموعة في ورقه، ومباهج الحلل والحلي محصورة في طبقه. كتاب ألصقته بالقلب والكبد، وشممته شم الولد. ورد منه المسك ذكيا، والزهر جنيا، والماء مريا، والعيش هنيا، والسحر بابليا. كتاب مطلعه مطلع أهلة الأعياد، وموقعه موقع نيل المراد.
وصف قصر الكتب
كتاب وجدته قصير العمر، كليالي الوصل بعد الهجر. لم أبدأ به حتى استكمل، وقارب الآخر الأول. كتاب منتقص الأطراف، متقطع الأكناف، أبتر الجوارح، مضطرب الجوانح. كأنه تعريض متحرز، أو توقيع مبرز. كتاب يلتقي طرفاه، ويتقارب مفتتحه ومنتهاه. كتاب اتفق طرفاه صغرا، واجتمعت حاشيتاه قصرا، ما أظنني ابتدأته، حتى ختمته، ولا افتتحته حتى استتمته، ولا لمحته، حتى استوفيته، ولا نشرته، حتى طويته، وأحسبني لو لم أجود ضبطه ولم ألزم يدي حفظه لطار حتى يختلط بالجو فلا أرى منه إلا هباء منثورا، وهواء منشورا. كتاب حسبته يطير من يدي لخفته، ويلطف عن حسي لقلته. عجبت كيف لم تحتمله الرياح قبل وصوله إلي، وكيف لم يختلط بالهواء عند حصوله لدي. كتاب قص الاقتصار أجنحته فلم يدع قوادم ولا خوافي، وأخذ الاختصار جدته فلم يبق ألفاظاً ولا معاني، كتابك كإيماء بطرف، أو وحي بكف، لم أفتتحه حتى استوفيته ولا نشرته حتى طويته.
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[21 - 01 - 2008, 11:58 ص]ـ
جزاك الله خيراعلى هذا النقل الماتع0
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[16 - 02 - 2008, 03:05 م]ـ
أنا أقترح على الإخوة الدارسين أن يأخذه أحدهم دراسة تحليلية نقدية.(/)
أرجو المساعدة العاجلة
ـ[جرة قلم]ــــــــ[13 - 01 - 2008, 03:38 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
كيف حالك إن شاء الله دائما بخير؟
أرجو المساعده العاجله من المختصين والذين أنعم الله عليهم بالعلم لدي بحث مقدم مع الاختبار النهائي وقد طلبه منا الدكتور في الاسبوع الماضي ولضيق الوقت يصعب علي البحث أرجوكم ساعدوني وهذا أملي ...
أرجو منكم أمثله على عدة مواضيع بحيث تكون ستة أمثله للموضوع الواحد مثلا تقديم المسند إليه لغرض التخصيص تكون سته أمثله وكذلك في غرض تقديم الاعجب فالاعجب وهكذا في بقية المواضيع
جزاكم الله خيرا وفرج كربتكم أجمعين
إليكم المواضييع:
تقديم متعلقات الفعل على الفعل لاغراض:
1 - التخصيص
2 - العناية والاهتمام
3 - تقديم الأعجب فالأعجب
4 - تقديم الأليق في السياق
تقديم بعض معمولات الفعل على بعضه لأغراض:
1 - حينما يكون بالتأخير إخلال بالمعنى المراد
2 - أن يكون في التأخير إخلال بالنضم وعدم مراعاة الفاصله
3 - كون المقدم أهم
أسأل الله العظيم أن يفرج كربة من أعانني في كربتي وأسأله سبحانه أن يجمعنا في دار مستقره
دمتم بحفظ الله(/)
أبلغ الكلام
ـ[محمد سعد]ــــــــ[14 - 01 - 2008, 08:09 م]ـ
قال المسيب بن واضح: صحبت ابن المبارك مقدمه من الحج فقال لي يا مسيب: ما أتى فساد العامة إلا من قبل الخاصة، قلت: وكيف ذاك رحمك الله؟ قال لأن أمة محمد صلّى الله عليه وسلم على طبقات خمس: فالطبقة الأولى هم الزهاد، والثانية العلماء، والثالثة الغزاة، والرابعة التجار، والخامسة الولاة0فأما الزهاة فهم ملوك هذه الأمة، و أما العلماء فهم ورثة الأنبياء، وأما الغزاة فهم سيوف الله عزوجل، وأما التجار فهم الأمناء، وأما الولاة فهم الرعاة.
فإذا كان الزاهد طامعاً فالتائب بمن يقتدي؟ و إذا كان العالم راغباً فالجاهل بمن يهتدي؟ وإذا كان الغازي مرائياً فمتى يظفر بالعدو؟ و إذا كان التاجر خائناً فعلام يؤتمن الخونة؟ و إذا كان الراعي ذئباً فالشاة من يحفظها؟؟
ـ[أحلام]ــــــــ[16 - 01 - 2008, 11:31 م]ـ
جزاك الله على هذا الكلام الرائع:
(فإذا كان الزاهد طامعاً فالتائب بمن يقتدي؟ و إذا كان العالم راغباً فالجاهل بمن يهتدي؟ وإذا كان الغازي مرائياً فمتى يظفر بالعدو؟ و إذا كان التاجر خائناً فعلام يؤتمن الخونة؟ و إذا كان الراعي ذئباً فالشاة من يحفظها؟؟
ولاحول ولا قوة إلا بالله(/)
من ألوان الجناس الجميل
ـ[محمد سعد]ــــــــ[15 - 01 - 2008, 12:30 ص]ـ
أنشد محمد بن مسعود الهروي
ماذا تؤملُ من زمانٍ لم يزلْ = هو راغبٌ في خاملٍ عن نابهِ
نلقاهُ ضاحكةً إليه وجوهُنا = ونراه جهماً كاشراً عن نابهِ
فكأنمّا مكروه ما هو نازل = عنه بنا هو نازلٌ عَنا بهِ
النابه في البيت الأول: الرجل الشريف وضَدّ الخامل*، والثانية من الأسنان والثالثة عنّا وهو حرف جر معه ضمير الجمع، وبه: حرف جر معه ضمير المفرد الغائب.
* مختار الصحاح: (صفحة: 644)
ـ[أبوأنس]ــــــــ[18 - 01 - 2008, 06:39 ص]ـ
اختيار موفق، وسر جماله أن الجناس جاء في ثلاث كلمات.
شكرا لحسن اختيارك ونريد المزيد.
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 02:56 م]ـ
سلم الله لنا أناملك أخي الحبيب وقرين الدرب محمد سعد دائما تمتعنا برائع جناك تربت يداك.
ـ[المؤدب]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 07:05 م]ـ
سلم الله ذائقتك اختيار موفق يدل على حس رقيق
ـ[مايا]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 07:23 م]ـ
أمتعك الله كما أمتعتنا أيّها المتميّز .....
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 12:34 ص]ـ
يا محمد زدنا ولا تحرمنا(/)
من بلاغة الصحابة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[16 - 01 - 2008, 07:39 ص]ـ
ومما يقارب هذه الكناية وليس هو بعينها أن أبا بكر: r مر به رجل ومعه ثوب فقال: أتبيعه؟ قال: لا رحمك الله، فقال أبو بكر: قد قومت ألسنتكم لو تستقيمون، ألا قلت: لا ورحمك الله؟
ـ[أحلام]ــــــــ[16 - 01 - 2008, 10:36 م]ـ
جزاك الله خيرا
كثيرا ما يخطأ الانسان بمثل هذه الحالات
ولكن الله نوّر قلوب اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم فهم يرون بنور الله(/)
ما أظرف هذه الواو
ـ[محمد سعد]ــــــــ[16 - 01 - 2008, 07:41 ص]ـ
حكي أن المأمون قال ليحيى بن أكثم: هل تغديت؟ قال: لا وأيد الله أمير المؤمنين. فقال المأمون: ما أظرف هذه الواو وأحسن موقعها! وكان الصاحب يقول: هذه الواو أحسن من واوات الأصداغ.
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[16 - 01 - 2008, 10:26 ص]ـ
جميل هذا النقل أخي محمد ..
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[18 - 01 - 2008, 01:40 ص]ـ
شكرا لك أخي الفاضل.
ولي وقفة مع هذه الواو لأنه قد يجهلها البعض.
هذه الواو هي واو الفصل فعندما قال يحيى: لا وأيد الله أمير المؤمنين.
بينت هذه الواو أن ما قبلها جملة وما بعدها جملة أخرى.
ففي قصة أخرى أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه رأى عند أعرابي ثوب جميل فقال الصديق هل تبيعه؟ فقال: الأعرابي لا يرحمك الله.
فقال: الصديق قل لا ويرحمك الله.
ففائدة الواو / حتى لا يتوهم المستمع أن القائل يدعي عليه أو على غيره
فعندما قال الأعرابي لا يرحمك الله فقد يظن البعض أنها دعوة على الصديق
والله أعلى و أعلم
ـ[محمد سعد]ــــــــ[18 - 01 - 2008, 01:43 ص]ـ
أخي محمد الأكرم شكراً على مرورك أما الواو الأخرى فقد وضعتها في منتدى البلاغة " من بلاغة الصحابة "
كل الحب لك
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[20 - 01 - 2008, 07:29 م]ـ
شكر لك أخي الحبيب لقد امتعتنا بما تكتبه.
فجزاك الله خير الجزاء
ـ[أبو أسيد]ــــــــ[20 - 01 - 2008, 08:58 م]ـ
ففائدة الواو / حتى لا يتوهم المستمع أن القائل يدعي عليه أو على غيره
ففائدة الواو / حتى لا يتوهم المستمع أن القائل يدعو عليه أو على غيره
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[21 - 01 - 2008, 11:37 ص]ـ
لاحرمنا الله منك أخى محمد وشكرا لابى اسيد0"بدون همزات"0
ـ[خليل التطواني]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 07:43 م]ـ
في الخبر الذي نقلته إلينا وجهان من وجوه الجمال فالأول الواوفي كلام البليغ والثاني في تفضيلها على الجمال عينه واوات الأصداغ فهذه من بلاغة المبالغة حييت يارجل
ـ[سهيل بن اليمان]ــــــــ[04 - 03 - 2008, 01:00 ص]ـ
كما أنها تسمى بواو الحسان تشبيهاً لها بخصلات الشعر المستديرة الأطراف المتدلية على جبين الفتاة (جبهتها) وكأنها واو مقلوبة فلله در الأباء والأجداد ما أجمل تشبيهاتهم و أدق نظرتهم وأحسن تفاعلاتهم حتى مع أصغر الأمور
ـ[الكاتب1]ــــــــ[04 - 03 - 2008, 01:31 ص]ـ
بورك فيك أخي محمد على هذا النقل المفيد.
ـ[الخليفه]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 08:40 م]ـ
بارك الله فيك
ولقد حصل مثل هذا الموقف مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه
عندما سأل عن شيء فقال له الرجل لا أطال الله بقائك
فقال له عمر: ويحك ألا تقول: لا و أطال الله بقائك
وفي مثل هذا مواقف كثيرة وشكرا لك على ما اتحفتنا(/)
من بلاغة الإطناب في " ألم نشرح لك صدرك "
ـ[محمد سعد]ــــــــ[17 - 01 - 2008, 11:21 م]ـ
قال تعالى:" أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ "، وكان يمكن أن يقال:"ألم نشرح صدرك "، بدون" لَكَ "؛ ولكن جيء به زيادة بين فعل الشرح، ومفعوله لفائدتين:
الفائدة الأولى: هي سلوك طريقة الإبهام، ثم الإيضاح للتشويق؛ فإنه سبحانه، لما ذكر فعل:" نَشْرَحْ "، عَلم السامع أن ثَمَّ مشروحًا. فلما قال:" لَكَ "، قويَ الإِبهام، فازداد التشويق. فلما قال:" صَدْرَكَ "، أوضح ما كان قد عُلِم في ذهن السامع مبهمًا، فتمكن في ذهنه كمال تمكن .. وكذلك قوله تعالى:" وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ "،" وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ "وهذا من الإطناب البليغ. قال علماء البيان:”إذا أردت أن تبهم، ثم توضح، فإنك تطنب، وفائدته: إما رؤية المعنى في صورتين مختلفتين: الإبهام والإيضاح. أو لتمكن المعنى في النفس تمكنًا زائدًا، لوقوعه بعد الطلب؛ فإنه أعز من المنساق بلا تعب. أو لتكمل لذة العلم به؛ فإن الشيء إذا علم من وجهٍ مَّا، تشوَّقت النفس للعلم به من باقي وجوهه وتألمت، فإذا حصل العلم من بقية الوجوه، كانت لذته أشد من علمه من جميع وجوهه دفعة واحدة “.
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[21 - 01 - 2008, 11:45 ص]ـ
بوركت أخى أكمل فوائدك واذكر مرجعك لتعم الفائدة0(/)
آية قرآنية جمعت سبعةً من أنواع البيان فما هي؟؟؟؟
ـ[الباز]ــــــــ[18 - 01 - 2008, 11:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
إرتأيت أن أقدم لكم هذا اللغز البياني نظرا لروعة الفصاحة و الإيجاز فيه .. :
نصف آية قرآنية (لا يتجاوز عدد الكلمات في الجملة 13 كلمة) ..
و ليست آية كاملة اجتمع فيها:
النداء و التنبيه و الامر و النهي و التخصيص
و التعميم و الإعذار (أي إلتماس العُذْر للمخطئ)
ما هي هذه الآية؟؟
ملاحظة:
مجموع الكلمات 13 بما فيها حروف الواو ..
فقد عددته ككلمة
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[19 - 01 - 2008, 12:25 ص]ـ
"وقالت نملة ....
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[19 - 01 - 2008, 12:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
إرتأيت أن أقدم لكم هذا اللغز البياني نظرا لروعة الفصاحة و الإيجاز فيه .. :
نصف آية قرآنية (لا يتجاوز عدد الكلمات في الجملة 13 كلمة) ..
و ليست آية كاملة اجتمع فيها:
النداء و التنبيه و الامر و النهي و التخصيص
و التعميم و الإعذار (أي إلتماس العُذْر للمخطئ)
ما هي هذه الآية؟؟
ملاحظة:
مجموع الكلمات 13 بما فيها حروف الواو ..
فقد عددته ككلمة
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=29608
ـ[الباز]ــــــــ[19 - 01 - 2008, 12:40 ص]ـ
"وقالت نملة ....
بارك الله فيك
من اول وهلة جبت الحل .. و كسرت اللغز: mad:
------------------
على فكرة أنا إطلعت على الرابط ..
لكن المصدر لدي هو كتاب صفوة التفاسير للشيخ محمد علي الصابوني:)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[19 - 01 - 2008, 12:41 ص]ـ
شكراً لمن وضع اللغز البلاغي والشكر الموصول لمن دلَّ على الجواب، أيها الأصحاب الأحباب
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[19 - 01 - 2008, 01:56 ص]ـ
بارك الله فيك
من اول وهلة جبت الحل .. و كسرت اللغز: mad:
------------------.
على فكرة أنا إطلعت على الرابط ..
لكن المصدر لدي هو كتاب صفوة التفاسير للشيخ محمد علي الصابوني:)
المعذرة على العجلة في الحل! والنملة هي التي حطمت اللغز:) ...
ولكن ننتظر منك ألغازاً جميلة كهذه، بارك الله لك ونفع بك.
ـ[الباز]ــــــــ[19 - 01 - 2008, 02:23 ص]ـ
شكراً لمن وضع اللغز البلاغي والشكر الموصول لمن دلَّ على الجواب، أيها الأصحاب الأحباب
ألف شكر على مرورك العطر أخي محمد سعد
ـ[الباز]ــــــــ[19 - 01 - 2008, 02:25 ص]ـ
المعذرة على العجلة في الحل! والنملة هي التي حطمت اللغز:) ...
ولكن ننتظر منك ألغازاً جميلة كهذه، بارك الله لك ونفع بك.
لا عليك أخي أحمد ..
و فعلا النملة هي السبب: D
تحيتي
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - 01 - 2008, 06:12 م]ـ
إليكم هذا اللغز:
جزء من آية قرآنية احتوت على أكثر من عشرين نوعا من الإعجاز والبلاغة، حتى صنفت فيها التصانيف المفردة!
ـ[الباز]ــــــــ[19 - 01 - 2008, 09:43 م]ـ
وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعداً للقوم الظالمين
مما جُمع فيها ما يلي:
المناسبة التامة بين ابلعي واقلعي والاستعارة فيهما ..
الطباق بين الأرض والسماء
المجاز في قوله يا سماء في حين يقصد مطر السماء
الإيجاز و حلاوة الألفاظ و سلاسة المعاني(/)
إجراء الإستعارة فيما تحته خط ..
ـ[حااجي]ــــــــ[19 - 01 - 2008, 02:12 م]ـ
بسم الله الحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الشاعر ابن المعتز:
جمع الحق لنا في إمام ... قتل البخل و أحيا السماحا.
من فضلكم أجروا الإستعارة في هذا البيت. شكرا جزيلا مسبقا.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[19 - 01 - 2008, 03:08 م]ـ
[ quote= حااجي;206730] بسم الله الحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي حاجي المحترم في البيت استعارتان تصريحية في كلمة "البخل، والسماحا"وأم مكنية في كلمة "قتل، وأحيا"
ماذا تريد أنت؟
ـ[هرمز]ــــــــ[22 - 01 - 2008, 07:10 م]ـ
سللام
شبه انتفاء البخل بالقتل على سبيل الاستعارة التصريحية فاشتق الفعل قتل من البخل او مكنية حيث شبه البخل بانسان يقتل.
و كذا في قولع احيا السماحا شبه نشر صفة السماح في المجتمع بالاحياء فاشتق الفعل احيا من المصدر. على التصريحية او مكنية فشبه السماح بكائن يحيا كالنبات يحي بسقيه بالماء مثلا و الجامع العودة نت جديد الى الوجود.
ـ[حااجي]ــــــــ[22 - 01 - 2008, 08:57 م]ـ
أريد أن تجريهما معا، و بالتفصيل الممل ....
كثر الله من أمثالك .. و أيدك بنصره في فتوحاتك العلمية آمين
ـ[هرمز]ــــــــ[25 - 01 - 2008, 09:22 م]ـ
سلام اخي حاجي الامر واضح.
حاول ان تفهم ما شرحت.
ـ[بلال عبد الرحمن]ــــــــ[25 - 01 - 2008, 11:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
ان الاستعارة الحاصلة في كلمة" البخل" هي استعارة مكنية كما هو واضح
فقد شبه البخل وهو المذكور في البيت بكائن حي يقتل, و المشبه به " الكائن" محذوف, فالاستعارة مكنية
اما في كلمة " احيا" وهي فعل , والاستعارة اذا جاءت في الفعل كانت تصريحية في تعارف البلاغيين , اذ شبه نشر السماح بالإحياء فذكر المشبه به الإحياء "احيا" وحذف المشبه "نشر" يفهم من النص لوجود القرينة العقلية الدالة عليه" احيا السماح" فالاستعارة تصريحية.
والله أعلم.
ـ[هرمز]ــــــــ[26 - 01 - 2008, 10:31 م]ـ
سلام هذا البيت فيه استعارتان تصلحان في الفعل قتل على سبيل الا ستعارة التصريحية كما شرحت او في البخل على المكنية
و كذا في احيا السماحا في الفعل احيا استعارة تصريحية و في كلمة السماحا مكنية كما اوضحت
وعد الى كتاب شوقي ضيف البلاغة تطور و تاريخ فستجده يذكر هذا الكلام الذي قلته. في البيت نفسه.
ـ[هرمز]ــــــــ[26 - 01 - 2008, 10:37 م]ـ
او بطريقة اخرى:
المشبه: انتفاء البخل
المشبه به: القتل و اشتق منه الفعل قتل
فالمشبه به مذكور و هل القتل اي قتل و المشبه محذوف انتفاء البخل.
فالاستعارة نصريحية.
المشبه: البخل
المشبه به: كائن انسان مثلا محذوف
القرينة: قتل
الاستعارة مكنية
المشبه: نشر السماح محذوف
المشبه به: االاحياء و اشتق منه الفعل احيا فهو مذكور
فالاستعارة تصريحية
او
المشبه: السماح
المشبه به: نبات او كائن حي محذوف
القرينة: الفعل احيا
فالاستعارو مكنية.
واضح’؟
سلام
ـ[أبو الحسن الشرقاوي]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 09:26 م]ـ
الأخوة الأعزاء
أبدأ الرد بسؤال هل يمكن أن تكون الكلمة الواحدة في نفس الجملة مجازية مرة وحقيقية أخرى في نفس اللحظة؟
الجواب العقلي: لا, وإذا سلم عقلك معي بما أسلم به فلا يمكن أن نجري الاستعارة مرتين في نفس الكلمة. وعلى هذا إما أن نجري الاستعارة على أنها تصريحية تبعية أو مكنية.
وهذا ما ذهب إليه العلماء في قولهم: "فإن اعتبرت تصريحية امتنع كونها مكنية".
ثم إن البلاغة ليست مجرد قواعد جامدة تطبق على على الكلام فقط. أين الذوق البلاغي؟
هل يا ترى يقصد المتكلم في قوله قتل البخل أنه قتل كائنا حيا يشبهه البخل؟ أم أنه من كرمه وكثرة عطاياه قضى على البخل؟
لابد أنه يقصد المعنى الأخير الذي يتناسب مع الغرض الذي قيلت فيه الأبيات ومنها هذا البيت لذا فهي استعارة تصريحية تبعية في الفعلين قتل وأحيا كما أجراها الأخوة.
لذا فأدعو محللي الشعر بلاغيا إلى الى النظر في موطن الخيال والمعنى المقصود قبل إبداء الرأي وجزاكم الله خيرا
سامحوني على الإطالة
ـ[هرمز]ــــــــ[22 - 02 - 2008, 05:23 م]ـ
سلا مـ
هذا ما تعلمته و قراته في كتب البلاغة في هذا البيت بالضبط: و لست أزعم التفوق فما انا سوي طالب علم متخصص في اللغة.
والله أعلى و أعلم.(/)
ما نوع الصورة البلاغية؟
ـ[عنتر الجزائري]ــــــــ[19 - 01 - 2008, 02:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أريد ان أسألكم عن نوع الصورة البيانية في عجز البيت الأخير
ولقد علمت بأن قصري حفرة == غبراء يحملني اليها شرج
وتركت في غبراء يكره وردها. ==تسفي علي الريح حين أودع
حتى اذا وافى الحمام لوقته ==ولكل جنب لا محالة مصرع
نبذوا اليه بالسلام فلم يجب ==أحدا، وصم عن الدعاء الأسمع(/)
أعجاز نخل منقعر، وأعجاز نخل خاوية
ـ[العرابلي]ــــــــ[19 - 01 - 2008, 02:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أعجاز نجل منقعر، وأعجاز نخل خاوية
قال تعالى: (كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (18) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ (19) تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ (20) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (21) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (22) القمر.
قال تعالى: (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ (8) الحاقة.
يرجع تذكير وتأنيث أعجاز نخل لأسباب عديدة، وفوائد كثيرة؛ منها:
1. أن لفظ "منقعر" فيه مراعاة لرؤوس الآيات في سورة القمر؛ المنتهية بحرف الراء، ولفظ "خاوية" يتناسب مع رؤوس الآيات التي قبلها والتي بعدها من سورة الحاقة، والمنتهية بالتاء المربوطة.
2. لفظ "منقعر" جاء في سورة القمر، وسورة القمر متقدمة في الترتيب القرآني على سورة الحاقة التي ورد فيها لفظ "خاوية" والتذكير مقدم على التأنيث؛ فتقديم لفظ "منقعر" على لفظ "خاوية" يتناسب مع ترتيب السورتين في القرآن.
3. ذكر "يوم" واحد في "القمر" وهو اليوم الأول الذي استمر، وذكر "سبع ليال وثمانية أيام" في "الحاقة"؛ فجسد الهالك في اليوم الأول يظل يابسًا متماسكًا، وبعد مرور ثمانية أيام عليه؛ يصبح فاسدًا ومترهلاً ومنتنًا، فناسب التذكير شدة الجسد في اليوم الأول، وناسب التأنيث ضعف الجسد وفساده بعد أن مرت عليه سبع ليال وثمانية أيام.
4. لما ذكر يوم واحد، وكان فيه إحساس بالعذاب قبل موتهم؛ لم يذكر العذاب والنحس إلا في سورة "القمر" الذي فيها لفظ "منقعر" المذكر.
5. ولما ذكر يوم واحد لكنه ممتد؛ فيه الشدة التي تناسب التذكير في سورة القمر، وتوزيع العذاب على طول الأيام وأشدها سيكون في اليوم الأول إلى أن ينتهي في اليوم الخير يتناسب مع التأنيث في سورة الحاقة.
6. ذكر "النزع" في سورة "القمر" لوحدها دون "الحاقة"، والنزع فيه قوة وشدة على من ثبت وتشبث بمكانه، فناسبه التذكير دون التأنيث، وناسب ذلك انقعار النخل؛ لأن نزعه يترك حفرة لها قعر، وتحمله الريح إلى مكان منقعر وهابط.
7. يؤتى بتاء التأنيث للمبالغة والكثرة، وتاء التأنيث في خاوية؛ تتناسب مع كثرة الأيام والليالي التي ذكرت في سورة الحاقة.
8. أصبحت أجسادهم خاوية مأخوذة من التشبيه لهم بأعجاز النخل الخاوية، والشيء إذا خوي فرغ ما في داخله، وخواء أجسادهم؛ يكون بخروج ما في بطونهم؛ من انبعاجهم من الرفع المتكرر لهم، وضربهم مرارًا على ما في الأرض، ويكون بخروج أدمغتهم من تكسر جماجمهم، ويكون بخروج الدم ونزفه من عروقهم لكثرة الجروح التي أصابتهم، وهذا ما يزيدهم ضعفًا وتهشمًا بفعل الريح بهم في الأيام الثماني، فناسب مع ذكر ذلك التأنيث لا التذكير.
9. وذكر الهلاك في " الحاقة" دون "القمر" " وأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا" وكذلك الصرع: " فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى" لأن الحديث في "الحاقة" كان عن خاتمة "عاد" فجاء ذلك في السورة المتأخرة في الترتيب، وتاء التأنيث يؤتى بها لبيان المنزلة الأخرى، أو التالية، أو الأخيرة.
10. أن الخواء هو فراغ يحدث في الشيء، والخواء الفضاء ما بين الرجلين؛ والهلكى والصرعى بمثل هذا العذاب؛ تتباعد فيه أرجلهم، وتمتد أياديهم بعيدًا عن جوانبهم، فذكر الهلاك والصرع يتناسب مع تأنيث خاوية.
11. خاوية تشمل المنقعر المتقدم ذكره، وغير المنقعر فتأخير ذكرها ليشمل الجميع، وبعد مرور ثمانية أيام تكون الريح قد مرت عليهم جميعًا!؛ " فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ".
12. ذكر العتو للريح في "الحاقة" المتأخرة" والعتو لا يتأتى إلا بطول تسليطها عليهم؛ واشتداد تأثيرها فيهم، فجاء ذكر العتو مع الأيام الثمانية، وهذا يناسب التأنيث في "الحاقة" وأما في "القمر" فالريح صرصر فقط؛ " رِيحًا صَرْصَرًا"، ويفسر الريح الصرصر بالريح البارد، والبرودة تيبس الأجساد، وتشدها، فصلح التذكير في هذا الحال.
13. ذكر في سورة القمر "يوم" واحد "مستمر" وكان استمراره "سبع ليال وثمانية أيام" ومجموعها (15) ليلة ويوم، ونجد رقم سورة القمر هو (54)، وإذا أضفنا عليه (15)، أصبح الرقم (69)، وهو رقم سورة الحاقة، الذي ذكرت فيها تفاصيل القصة مرة أخرى. وللمناسبة ذكرنا هذا من باب ما يسمى بالإعجاز العددي في القرآن.
14. وأخيرًا فإن لفظ "منقعر" المذكر جاء في سورة "القمر" المذكر، ولفظ "خاوية" المؤنث جاء في سورة "الحاقة" المؤنثة.
والله تعالى أعلم حيث يضع كلماته.
أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[19 - 01 - 2008, 04:54 م]ـ
جزاكم الله خيرا ووقاكم شر عذابه0
ـ[العرابلي]ــــــــ[22 - 01 - 2008, 12:31 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ووقاكم شر عذابه0
وجزاك الله بكل خير
وبارك الله فيك
ـ[أبو محمد الغريب]ــــــــ[23 - 01 - 2008, 03:22 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[العرابلي]ــــــــ[23 - 01 - 2008, 07:49 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
وجزاك الله بكل خير(/)
خمسة أسئلة حيرتني
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[20 - 01 - 2008, 02:30 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته , تحية طيبة و بعد:
و أنا اقرأ القران الكريم لفت انتباهي بعض الايات الكريمة هل هي من الإعجاز البياني أم لا؟ و إن كانت كذلك فما وجه الإعجاز فيها؟
في الحقيقة أنا بحثت من خلال معلوماتي البسيطة في بعض الكتب و المنتديات و سألت بعض الأشخاص لكني لم أتوصل إلى اجابة شافيه , حتى في المواضيع السابقة في هذا المنتدى , و لني أرجو أن أجد إجابة شافية عندكم فلا تبخلوا عليّ بها.
س1: قال تعالى ((وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنقَلَباً)) الكهف {36}
..................................................................................
((وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ)) فصلت {50}
فلماذا قال في الأولى (رددت) و في الثانية (رجعت)؟ و هل هناك سر بلاغي لذلك؟ و ما الفرق؟
س2: قال تعالى: ((وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ))} 30 {
..................................................................................
((أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ)) {34}
ما السر في كتابة (و يعفو) الأولى بالواو و في الاية الثانية بدون الواو؟
س3: قال تعالى: ((فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ {50} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ {51} فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ {52} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ {53} مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ {54} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ {55} فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ)) {56} الرحمن
..................................................................................
((وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ {62} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ {63} مُدْهَامَّتَانِ {64} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ {65} فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ {66} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ {67} فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ {68} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ {69} فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ)) {70} الرحمن
نجد أن الايات السابقة تتحدث عن الجنتان , كما نلاحظ أن الخطاب ورد بلفظ المثنى (فيهما , و من دونهما ..... ) و عندما وصل الحديث عن حور العين جاء بلفظ الجمع المؤنث (فيهنّ)
فيا تُرى ما السر في ذلك؟
س4: قال تعالى: ((كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَراً)) {33} الكهف
لماذا فُتحت الهاء في كلمة (نهرا) و الأصل أنها ساكنه كما تقول: (نهْر) و ليس (نَهَر)؟
س5: قال تعالى فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً)) {65} الكهف
ما سر تقديم (من) تارة و تأخيرها تارة أخرى , فلماذا لم تكن (اتيناه رحمة من عندنا و علمنا علما من لدنا) أو (اتيناه من عندنا رحمة و علمناه من لدنا علما)
أرجو ألا أكون قد أطلت عليكم في الأسئلة , و لكني لم أجد اجابة شافيه فأرجو ممن لديه اجابه أن يعطينيها بالتحديد و لا يحولني إلى كتاب أو رابط أبحث فيه ..
و دمتم للفصاحة عنوانا ,,,
ـ[الباز]ــــــــ[22 - 01 - 2008, 03:22 ص]ـ
:::
السلام عليكم
قد أرفقت لك رابط الجزء الأول من أحسن و أشمل كتاب في هذا المجال
ألا و هو كتاب ملاك التأويل في توجيه المتشابه اللفظ من آي التنزيل
لابن الزبير الغرناطي رحمه الله
أنصحك بالإطلاع عليه ففيه الاعاجيب ..
و قد تجد أجوبة لبعض استفساراتك بنفسك اعتمادا على طريقة المؤلف
في الشرح ..
و هو كتاب رائع جدا لكن للأسف بقية الاجزاء لم أجد روابطها ..
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[22 - 01 - 2008, 04:16 ص]ـ
س4: قال تعالى: ((كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَراً)) {33} الكهف
لماذا فُتحت الهاء في كلمة (نهرا) و الأصل أنها ساكنه كما تقول: (نهْر) و ليس (نَهَر)؟
من قال أن الأصل سكون الهاء؟
قال تعالى (قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ)
نهر بفتح الهاء وسكونها لغتان مشهورتان وكذا شَعر بفتح العين وسكونها
هذا ما يحضرني الآن
وسأحاول أن أبحث عن بقية الأسئلة
أسأل الله أن يعصمنا من الزلل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[22 - 01 - 2008, 04:48 م]ـ
جزاكم الله خيراً ,,,
لقد شفيتم شيئاً - ليس بالهين - من غليلي
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[22 - 01 - 2008, 04:49 م]ـ
أتطلع إلى المزيد
ـ[سليمان الأسطى]ــــــــ[22 - 01 - 2008, 10:01 م]ـ
س1: قال تعالى ((وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنقَلَباً)) الكهف {36}
..................................................................................
((وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ)) فصلت {50}
فلماذا قال في الأولى (رددت) و في الثانية (رجعت)؟ و هل هناك سر بلاغي لذلك؟ و ما الفرق؟
س4: قال تعالى: ((كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَراً)) {33} الكهف
لماذا فُتحت الهاء في كلمة (نهرا) و الأصل أنها ساكنه كما تقول: (نهْر) و ليس (نَهَر)؟
,,,
1 - في سورة الكهف قال ((رددت)) لبيان شدة تعلق المتكلم بجنته و فرط تمسكه بها و ركونه إليها، أما سورة فصلت فلم يجرِ فيها ذكر لبستان و لاغيره مما يتعلق به قلب الكافر، فعبر بـ ((رجعت)) لأن الرد أشد من الترجيع إذ يحمل معنى القسر و الإجبار. راجع تفسير الألوسي فقد أورد العبارة مختصرة معبرة عن المقصود.
4 - النّهْر - و يحرّك - مجرى الماء. القاموس المحيط ن هـ ر. فقوله و يحرك يعني به تحريك الراء، فكلاهما أصل وارد.
ـ[سليمان الأسطى]ــــــــ[23 - 01 - 2008, 02:12 ص]ـ
2 - رسم المصحف توقيفي، و حذف الواو لها فائدة من ناحية الإعجاز العددي لحروف القرآن الكريم، على أن هناك من أنكره.
3 - فيهن: قال المفسرون الضمير يرجع إلى الجنات الأربع، و قال بعضهم بل يرجع إلى الخيام فهن في كل خيمة.
5 - تقديم الجار و المجرور يفيد الحصر، و أنت ترى أن العلم الذي ذكر في الآية علم غيبي مختص به الله وحده لا يعلمه أحد إلا من أطلعه عليه، و قد يتبادر للذهن أن ذلك العلم - أي علم العبد الصالح المذكور في الآية - مكتسبة من التعلم لذلك قدم الجار و المجرور (من لدنا)، وليس ذلك بمتوهم في الرحمة.
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[23 - 01 - 2008, 06:13 م]ـ
جزاك الله خيراً يا سليمان , أشكرك على تفاعلك و اجاباتك المختصرة اللفظ الموجزة المعنى , لا فضّ فوك و لا جف قلمك و لا نفد بحر علمك.
ـ[سليمان الأسطى]ــــــــ[24 - 01 - 2008, 03:30 ص]ـ
استدراك: ((4 - النّهْر - و يحرّك - مجرى الماء. القاموس المحيط ن هـ ر. فقوله و يحرك يعني به تحريك الراء، فكلاهما أصل وارد.))
الصواب ((يعني به تحريك الهاء)). معذرة.(/)
بسم الله الرحمن الرحيم
ـ[سليمان الأسطى]ــــــــ[21 - 01 - 2008, 12:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أ هذه الجملة خبرية أم إنشائية؟
ـ[محمد سعد]ــــــــ[21 - 01 - 2008, 05:44 م]ـ
هل الجملة تحتمل التصديق أو التكذيب؟
ـ[سليمان الأسطى]ــــــــ[21 - 01 - 2008, 10:38 م]ـ
شكرا لك فقد رأيت مشاركاتك القيمة تغطي ساحة المنتدي.
أخي أراك تقول إنها إنشائية، إذا كان كذلك فما نوعها؟
ـ[محمد سعد]ــــــــ[22 - 01 - 2008, 05:40 م]ـ
أخي سليمان: حاولت فلم أتوصل إلى إجابة. مع شكري وتقديري
ـ[سليمان الأسطى]ــــــــ[22 - 01 - 2008, 09:36 م]ـ
جزيت خيرا.
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[23 - 01 - 2008, 01:43 م]ـ
أخي الفاضل:
هذه شبه جملة متعلقة بمحذوف تقديره أبدأ أو أسمي، أي: أبدأ باسم الله الرحمن الرحيم، وهي على هذا جملة خبرية تحتمل التصديق والتكذيب.
والله أعلم
ـ[سليمان الأسطى]ــــــــ[24 - 01 - 2008, 03:40 ص]ـ
شكرا لك.
قلت: هي جملة خبرية، فمعنى هذا أن المبسمل يخبر بأنه بسمل أو ابتدأ بسم الله، هل يستقيم هذا مع المراد من البسملة، أعنى ما فائدة إخبار المبسمل بذلك، ثم إن المبسمل لم يقصد الاخبار بهذا أليس كذلك؟
((هذه شبه جملة متعلقة بمحذوف تقديره أبدأ أو أسمي)) و يجوز تقدير المحذوف اسما.(/)
سؤال عن الإنشاء الطلبي؟
ـ[أم زينب]ــــــــ[21 - 01 - 2008, 02:33 م]ـ
السلام عليكم
قسم البلاغيون الإنشاء إلى نوعين: إنشاء طلبي وإنشاء غير طلبي، وعرّفوا الإنشاء الطلبي بأنه ما يُطلب به حصول شيء لم يكن حاصلاً وقت الطلب، ومنه: الأمر والنهي والنداء والاستفهام والتمنّي. أما الترجّي فهو من أنواع الإنشاء غير الطلبي ...
وقد كنت قد فرّقت بين التمنّي الطلبي والترجّي غير الطلبي بأنّ التمنّي يستدعي مطلوبًا كما لو قلت: "ليتني أراك غدا"، أمّا الترجّي غير الطلبي فهو ما لا يستدعي مطلوبًا كما في قول الشاعر:
لعلّ انحدار الدمع يعقب راحة عن الوجد أو يشفي شجيّ البلابل
لكنّني أرى كثيرا من الأمثلة في كتب البلاغة مخالفة لما فهمت، فمثلاً جعلوا من أمثلة التمنّي الطلبي:
ليت الكواكب تدنو لي فأنظمها عقود مدح فما أرضى لكم كَلِمي
أسرب القطا هل من يُعير جناحه لعلّي إلى من قد هويت أطيرُ
واهًا لأيام الصبا وزمانه لو كان أسعف بالمُقام قليلا
ألا ليت الشباب يعود يومًا فأخبره بما فعل المشيب
ونحن نرى أن هذه الأبيات تمنٍّ لا يستدعي مطلوبا فليس من المعقول أن أطلب دنو الكواكب أو عودة الشباب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل ما فهمته في البداية كان خطأ؟
هل أجد عندكم فروقا واضحة للتمييز بين التمنّي الطلبي وغير الطلبي؟
أفيدوني جُزيتم خيرا
ـ[محمد سعد]ــــــــ[21 - 01 - 2008, 05:39 م]ـ
التمني، وهو طلب المحبوب الذي لا يرجى حصوله، لاستحالته عقلاً أو شرعاً أو عادة، كقولك: (ليت الشباب لنا يعود) و (ليت السواك كان واجباً) وقوله تعالى: (يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون) (68).
والفرق بين التمنّي والترجّي ـ كما ذكروا ـ: أن التمنّي يأتي فيما لا يرجى حصوله، ممكناً كان أم ممتنعاً، والترجّي فيما يرجى حصوله.
ويستعمل للترجّي ـ غالباً ـ (عسى) و (لعلّ) قال الله تعالى: (فعسى الله أن يأتي بالفتح) (69) وقال سبحانه: (لعلّ الله يُحدث بعد ذلك أمراً) (70).
قالوا: وللتمنّي أدوات أخرى تستعمل فيه مجازاً، مثل:
(هل): قال تعالى: (فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا)؟ (71).
و (لو): قال تعالى: (فلو أن لنا كرَّةً فنكون من المؤمنين) (72).
و (لعلّ) كقول الشاعر:
أسرب القطا هل من يعير جناحه لعلّي إلى من قد هويت أطير
وقد ينعكس فيؤتى بـ (ليت) مكان (لعل)، قال تعالى: (يا ليتني اتّخذتُ مع الرسول سبيلاً) (73) للتندّم، وقال الشاعر:
فيا ليت ما بيني وبين أحبّتي من البعد ما بيني وبين المصائب
ـ[محمد سعد]ــــــــ[03 - 02 - 2008, 05:48 م]ـ
الرجاء ليس طلبًا وإنما هو ترقب حصول الشيء؛ لذلك لم يُعد من الإنشاء الطلبي كما هو التمني(/)
اشتبه علي أمران أريد الاجابة عليهما
ـ[سلفية الكويت]ــــــــ[21 - 01 - 2008, 04:41 م]ـ
أدعوا الله لي ولكم بالتوفيق في الاختبارات
فأنا طالبة في أكاديمية إسلامية بالنت ... بدأت أذاكر وأستعد للإختبار النهائي لكتاب قطر الندى ......
فقمت بتخصيص 5 دروس يوميا أحفظها وأتقنها عن غيب
والحمد لله انتهيت من اتقان أول خمس دروس وحفظ ما فيها وما لها وما عليها .....
أسأل الله الثبات والأجر والمثوبة وأن أتفوق فيهاااااااا
لكن بدأت تعترضني اسئلة ... فجاء دوركم الآن لتنقذوني مأجورين ........ حيث إن البث المباشر بيننا وبين أستاذنا الفاضل محمد السبيهين حفظه الله تعالى سيغلق اليوم ولن يسعه الاجابة على كل ما مضى
سؤالي الأول:
اتفقنا مع الدكتور حفظه الله أن المبنيات تلزم حركة واحدة ... فمن أمثلة المبني من الأسماء على الضم (قبلُ - بعدُ - أولُ - دونُ)
الإشكال معي: كيف نقول إنها مبنية على الضم وأنا يمكنني استعمالها مفتوحة ..
أقول ... (سأدرس بعدَ ذلك ... أو سأدرس بعدَما أفهم)!!!!
كذلك أقول: دونَ ... قبلَ ...
السؤال الثاني:
اتفقنا مع الدكتور حفظه الله: أن (هلم وهات وتعال) في لغة التميميين أنها فعل أمر
وفعل الأمر الأصل أنه مبني على السكون إلا في حالات يبنى على حذف النون أو حذف حرف الحلة ....
فكيف نقول بأن إعراب هلمي = تلزم الكسر إلا مع واو الجماعة فإنها تلزم الضم!!!!
وكيف نقول: أن تعالَ = تلزم الفتح بكل حال!!!
أليست المبنيات لا تتغير ....
عاجلوني بالإجابة حتى أنتقل لمراجعة الدروس التي بعدهااااااا
......... إذا كان ما في مانع ...
ـ[الباز]ــــــــ[21 - 01 - 2008, 11:54 م]ـ
ألسلام عليكم
محاولة بالنسبة للسؤال الأول:
فالاسماء المذكورة تعرب كظرف مكان أو زمان
أما إذا دخل عليها حرف الجر فإنها تصير أسماءا
كقولك: لله الأمرُ من قبلُ و من بعدُ
أو كقولك: لست بأوّلِ مَنْ أخطأ
تحيتي
ـ[سلفية الكويت]ــــــــ[22 - 01 - 2008, 07:01 ص]ـ
شكراااااا جزاكم الله خيرااا
ـ[نون النسوة]ــــــــ[22 - 01 - 2008, 04:44 م]ـ
سلفية الكويت
الباز
شكرا لكما
لم أنتبه لهذه النقطة من قبل: D
السلفية عذرا على التطفل هل لي بموقع الجامعة؟ فكرة الدراسة عبر الانترنت تبدو مغامرة وأريد معرفة تفاصيل أكثر: rolleyes:
ـ[سلفية الكويت]ــــــــ[22 - 01 - 2008, 05:01 م]ـ
أهلا غاليتي نون النسوة
إن الدراسة عبر النت ليس كما تصفينه مغامرة .. بل هو لب التطور في زماننا
فأنا مثال لك: أكون في بلدي .... في بيتي ... بل في غرفتي الخاصة ومع ذلك أتلقى محاضرات في اللغة العربية على يد عميد كلية اللغة العربية فضيلة الشيخ الدكتور: محمد السبيهين رعاه الله
فمن أين لي هذه المزية بدون الدراسة على النت!!!!
بل أناقش الدكتور وأبعث له بمشاركاتي ويجيب لي على أسئلتي!!!
لاحظي أن هذه المزية لا تتوفر لي لو أني درست في جامعات بلدي ... لوجدت العناء والبذل والجهد والنتيجة
بصرااااااااااااااااااااحة أنني لا أضمن مستوى مثل مستوى دكتورنا الفاضل ....
تحية لك غاليتي ....... راسليني عالبريد الإلكتروني
ـ[نون النسوة]ــــــــ[22 - 01 - 2008, 05:19 م]ـ
عندما قلت مغامرة أقصد بها مثيرة مشوقة لأنها مجهولة عند الأغلبية وأنا منهم
أسئلة تتقافز في ذهني كيف يتحمس الطلاب مثلا؟ هل تتكدس عليهم الدروس كونهم يتلقون التعليم في المنزل وقد يغلبهم الكسل؟ ( ops
من جانب آخر تختصر الوقت فلا مواصلات ولا تضيعين مثلا نهارا كاملا بلا فائدة لأجل غياب الأستاذ وتضطرين لانتظار الحافلة: mad:
وهل من الممكن أن أحضر الدروس وأنا غير منتسبة؟
بريدك أين أجده؟ ( ops
ـ[عصام الظفاري]ــــــــ[22 - 01 - 2008, 07:58 م]ـ
:)
السلفية ونون النسوة اشكر لكما هذا الحوار الجميل.
السلفية لم تعطينا عنوان الجامعه حتى يسفيد منه جميع الأعظاء.
لو ممكن تعطينا العنوان اذا باللإمكان يعني واذا كان هناك اي إحراج فلا داعي
للإحراجك.
ومشكورين والعفو على التطفل.
وجزكم الله خير.:): rolleyes:
ـ[سلفية الكويت]ــــــــ[23 - 01 - 2008, 01:18 ص]ـ
أهلالالالالالالالا وسهلالالالالا بكم في أكاديميتي
أنا أسميهاااااا أكاديمية السعادة
لكن هي اسمهااااااا:
الأكاديمية الإسلامية المفتوحة
التابعة لقناة المجد
مديرها الشيخ: راشد الزهراني حفظه الله ورعاه
حياكم الله زورونااااااااااااا وأنا أقدم لكم كل التساهيل فيهااا
طبعاااااا بالنسبة لأسئلة الأخت نون النسوة:
((((أقصد بها مثيرة مشوقة لأنها مجهولة عند الأغلبية وأنا منهم))))))
قصدك مفهووووم وضوح الشمس غاليتناااا لا تحاتي أحببت تفتيح الموضوع من كلماتك ....
(((أسئلة تتقافز في ذهني كيف يتحمس الطلاب مثلا؟ هل تتكدس عليهم الدروس كونهم يتلقون التعليم في المنزل وقد يغلبهم الكسل؟)))))
علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم التعوذ من داء الكسل في أذكار الصباح والمساء
لكن الحماس بصراحة أخذناه من العثيمين رحمه الله تعالى عندما كنا نذاكر على يديه فكل مشروع بدون العثيمين لا يتعبنا
رحمه الله علمنا الانضباط واحترام العلم الشرعي - الحزم - والجد
كذلك ندفع هذه المشكلة بالصحبة الصالحة فأنا أجتمع بأخواتي في الله نذاكر مع بعض ونستمتع بالدروس
((((من جانب آخر تختصر الوقت فلا مواصلات ولا تضيعين مثلا نهارا كاملا بلا فائدة لأجل غياب الأستاذ وتضطرين لانتظار الحافلة وهل من الممكن أن أحضر الدروس وأنا غير منتسبة؟))))
طبعا يمكنك كامل الاستفادة بلا انتساب
طبعا تختصرين الوقت
إن زرت الموقع وشاهدتي مستوى الدروووووس وكيف إن جميع المدرسين فيها رتبتهم دكتوراة ماشاء الله ستتفاجئين
بريدك أين أجده؟
((راسليني عالخاص أعطيك اياااااااه)))))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد السميع]ــــــــ[11 - 12 - 2008, 01:35 ص]ـ
ملاحظة صغيرة لاخوتي لكلمة نون النسوة هناك بعض النحاة من قال نسميها نون الاناث لانها لا تخص النساء فقط
ـ[مهاجر]ــــــــ[11 - 12 - 2008, 06:54 م]ـ
القاعدة في: تعالَ، وتعاليِ، وهلمي، وهلموا مطردة كبقية أفعال الأمر:
الأول مبني على حذف حرف العلة فماضيه: "تعالى"، فحذف حرف العلة وبقيت الفتحة دليلا عليه، كـ: "تلقَ" من "تلقى".
والباقي متصل بضمائر رفع كياء المخاطبية في "تعالي"، و واو الجماعة في "هلموا" فهو مبني على حذف النون كـ: "كُلي" من "أكل"، و "قولوا" من: "قال".
والله أعلى وأعلم.(/)
سلامٌ (تنكير) على يحيى و السلام (معرفة) على عيسى عليهما الصلاة والسلام ..
ـ[محمد سعد]ــــــــ[25 - 01 - 2008, 02:58 م]ـ
سلامٌ على يحيى و السلام على عيسى عليهما الصلاة والسلام ..
قال تعالى في سورة مريم: " يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَءَاتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12) وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا (13) وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا (14) وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (15) ".
أما سيدنا عيسى عليه السلام: " قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ ءَاتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَليَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) َ ".
وحكمة مجيء (سلام) نكرة في سياق قصة سيدنا يحيى علية السلام: أن ذلك جاء في سياق تعداد نعم الله تعالى على سيدنا عيسى وإخبار من الله جل جلاله بأنه قد منح سيدنا يحيى (سلاما) كريما في مواطن ثلاثة: يوم ولادته، ويوم موته، ويوم بعثه حيا في الآخرة.
أما (السلام) في قصة سيدنا عيسى عليه السلام جاء معرفة: لأن لفظ (السلام) هو كلام من سيدنا عيسى حيث دعا ربه أن يمنحه السلام في ثلاثة مواطن: يوم ولادته، ويوم موته، ويوم بعثه حيا في الآخرة.
فبما أن سيدنا عيسى هو الذي دعا، فمن المؤكد أنه سيُلح في الدعاء كما هي السُنة فيطلب المعالي .. فلذلك عرّف السلام دلالة على أنه يريد السلام الكثير العام الشامل الغزير.
وهنا إشارة إلى أن السلام الذي حصل عليه سيدنا عيسى كان أخص من السلام الذي حصل عليه سيدنا يحيى، وأن سيدنا عيسى أفضل من سيدنا يحيى فهو من أولي العزم صلى الله عليهما وسلم
(من كتاب الإعجاز اللغوي)
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[25 - 01 - 2008, 04:21 م]ـ
أخي محمد سعد حفظك الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نقلت لنا هذا النقل من كتاب الإعجاز اللغوي وأرى أن المؤلف وقع في خطأ في قوله وتفضيله لعيسى عليه السلام من هذا الجانب على يحي عليه السلام
والحق أن عيسى رابع أولي العزم من الرسل وهوأعلى مرتبة من يحي عليهما السلام لكن هذه الآيآت لم يكن الإستشهاد بها موفقاً بل على العكس تماماً مماذكرالمؤلف
فعيسى في هذه الآية يسلم على نفسة ولكن يحي السلام له من السلام فهل نقدم في هذه الحالة قول المخلوق على قول الخالق؟
وهل نفضل قول عيسى عليه السلام لنفسه أم قول رب عيسى ليحي عليهالسلام
أحببت فقط الإيضاح لأن هذه المعلومة فيهانظرولكم تحياتي
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[25 - 01 - 2008, 05:30 م]ـ
وقفة مع أسماء الله الحسنى ومنها السلام
http://www.yabeyrouth.com/pages/index2087.htm
ـ[محمد سعد]ــــــــ[25 - 01 - 2008, 05:58 م]ـ
أشكرك أخي نعيم على هذه الملاحظة الهامة وقد نقلتها كما هي ولم أشأ أن أحذف منها لأنني نقلتها وها هي أثارت نقاشاً هاماً لا عدمنك أبا تركي. إنت وينك من زمن
ـ[أحلام]ــــــــ[25 - 01 - 2008, 08:28 م]ـ
,جزاكم الله خيرا على هذا النقل المفيد
وبارك الله لكم جميعا على هذه اللطائف واللمسات البيانية
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[27 - 01 - 2008, 01:25 ص]ـ
أشكرك أخي نعيم على هذه الملاحظة الهامة وقد نقلتها كما هي ولم أشأ أن أحذف منها لأنني نقلتها وها هي أثارت نقاشاً هاماً لا عدمنك أبا تركي. إنت وينك من زمن
أسعدك الله أيها الحبيب وبارك الله فيك وفي جهودك التي يلحظها جميع رواد الفصيح
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[21 - 09 - 2008, 08:15 م]ـ
قرأت اليوم موضوع له علاقة بهذا وعنوانه (السلام وسلام) لهذا رفعت الصفحة ليكونامتجاورين
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[21 - 09 - 2008, 10:18 م]ـ
شكر الله لك استاذنا محمد على ما تتحفنا به و شُكرت نعيماً على الإضافة ...
أذكر أني قرأت مسألة في مثل هذا الموضوع:
و مفادها أنّ التنكير إذا جاء من عند الله فإنه يفيد الكثرة ... و أنّ القليل من الله كثير - و لكنّي نسيت المسألة فأرجو توضيحها - فربما تنكير السلام يفيد كثرته و تعظيمه ... و لكم جزيل الشكر؟
ـ[أنوار]ــــــــ[22 - 09 - 2008, 01:24 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
عذراً إلى الأستاذ الفاضل / محمد سعد .. يعلم الله أني لم أعلم بموضوعكم ... ولم يكن لي سابق إطلاع عليه ..
فأنا جديدة في المنتدى .. وليس لي إطلاع بالمواضيع السابقة ...
وما كتبته هو من تخصصي .. والدكتور محمد أبو موسى أستاذاً لنا .. وله الفضل علينا ...
أعتذر للجميع ... وأرجوا ألا يقع في نفوسكم الظن ....
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[22 - 09 - 2008, 02:18 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أنس وأحسن إليك
والشكرللأخت أنوارعلى كريم خلقها وإعتذارها رغم أنها لم تخطئ
فهذا موضوع وذاك موضوع آخروالرابط بينهما كلمة السلام لأنهما مع مرور الزمن سيذهبان للصفحات البعيدة وربمايأتي من يبحث عن شيء فيجدهما متجاورين فتكمل له الفائدة
جزاكِ الله خيراً وأحسن إليكِ(/)
بديع النظم وبلاغة القول
ـ[محمد سعد]ــــــــ[25 - 01 - 2008, 03:38 م]ـ
قول تعالى: " ومما رزقناهم ينفقون"
إذا تدبرت هذه الجملة الوجيزة، فإنك تجد فيها من بديع النظم وبلاغة القول والمدلول الواسع، ما لا يمكن لبشر أن يحسن التعبير عنه بمثل هذه الألفاظ الموجزة.
فقد ذكرت وصفاً مهماً للمؤمنين الذين يبتغون وجه الله - عز وجل - فيما ينفقونه بخلاف غيرهم، ووضعت للصدقة المقبولة شروطاً:
الأول: أن الإنفاق يكون من بعض المال لا كله، فيكون إسرافاً، وهذا ما أفادته لفظة "من" التبعيضية، وبيانه جاء في موضوع آخر من القرآن كقوله - تعالى: "والذين في أموالهم حق معلوم" [المعارج:24].
الثاني: أن يتصدق من ماله، لا أن يأخذ من مال الآخرين ثم يتصدق، وهذا المفهوم يستفاد من قوله "رزقناهم" فالضمير "هم" يفيد بأن الإنفاق مما يخص مالهم.
الثالث: أن يعلم المتصدق أن المال الذي ينفق منه إنما هو مال الله، فلا يعطي وعنده شعور بالكبر أو المنة على المنفق عليه لأن الرزاق هو الله والمال مال الله والله يؤتي ملكه من يشاء، وهذا المفهوم يؤخذ من الضمير "نا" في قوله "رزقناهم"،وبيان هذا ذكر في موضع آخر من القرآن منها في قوله تعالى: "وآتوهم من مال الله الذي آتاكم".
الرابع: أن ينفق على من يضع النفقة في موضع حاجاته الضرورية فلا ينفق على من يستعمل المال في السفاهة أو في مساخط الله - عز وجل -.
الخامس: أن يكون مخلصاً في عمله يبتغي وجه الله والدار الآخرة، وهذا المفهوم يستفاد من الضمير "نا" الدالة على عظمة الله تعالى في قوله: "رزقناهم".
ثم إن هذه الجملة أفادت معنى آخر وهو عموم الصدقة، فلا تكون قاصرة على التصدق بالمال، فمن رزقه الله علماً عليه أن يبذل مما علّمه الله لهداية الناس ودعوتهم إلى عبادة الله - عز وجل -، فإن زكاة العلم العمل به، والذي يملك جاهاً عليه أن يتصدق بجاهه في الإصلاح بين الناس والدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. قال تعالى: "لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما" [النساء:114].
وعموم الصدقة يندرج تحت لفظة "مما".(/)
الإعجاز في قوله تعالى (ولا طائر يطير بجناحيه)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[25 - 01 - 2008, 03:52 م]ـ
الإعجاز في قوله تعالى (ولا طائر يطير بجناحيه)
صالح أحمد البوريني
عضو رابطة الأدب الإسلامي
يظل القرآن الكريم كتاب الله المهيمن على الكتاب كله، وحجة الخالق على خلقه، وآية صدق نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ومعجزته الأبدية الخالدة على مر العصور إلى يوم النشور.
ويظل نظْم القرآن اللغوي وأسلوبه البياني منبع الإعجاز القرآني؛ الذي تفيض منه كل أنواع الإعجاز الأخرى؛ التي تتسع بها دائرة التحدي الإلهي للثقلين أن يأتوا بمثل هذا القرآن، أو أن يأتوا بسورة من مثله أو حتى بآية.
وما زال النظر في القرآن الكريم وتدبر آياته يفتح مغاليق الفهم، وتشرق به أنوار المعرفة، وتظهر به أسرار وخفايا هذا الكون العجيب؛ لتعزز اليقين القائم، وتؤكد الإيمان الراسخ بوحدانية الخالق عز وجل وألوهيته وجلاله وعظمته، وصدق نبوة أنبيائه ورسله، وإعجاز قرآنه وإشراق أنوار بيانه
أجل؛ إن النظر في نظم آي القرآن، وتأمل أساليبه وتراكيبه يزيل ـ مع ظهور آيات الأكوان وتبَدّي سنن الله تعالى في حياة الإنسان ـ ما عسى أن يكون قد غشي بعض الأبصار من الإبهام؛ فحارت في إدراك معانيه الأفهام.
ومن ذلك ما سنطرق لبيانه باب آية من كتاب الله عز وجل، لندخل إلى رحابها، ونطلع على سر من أسرار إعجازها البياني الذي ظل خافيا دهورا طويلة، حتى انكشف لأهل هذا الزمان الذي شهد اختصار المسافات، وتوفير الجهود والأوقات، بما تَيَسّر لأهله من قدرة على الطيران، وتسخير المادة لركوب الهواء واختراق الأجواء.
تلكم هي الآية الثامنة والثلاثون من سورة الأنعام، حيث يقول تعالى: (وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون).
يبين الحق سبحانه أن دواب الأرض وطيورها التي تطير بأجنحتها ما هي إلا أصناف وأجناس وأمم كأمم الناس، يسري عليها ما يسري على البشر من سنن الله تعالى في الوجود والتكاثر والرزق وغير ذلك، وأن كتاب الله تعالى محكم لا تفريط فيه، وأن هذه الأمم جميعا في النهاية محشورة إلى الله تعالى. وهذا هو المعنى الذي نقله العلماء عن أكثر أهل التفسير.
واسمح لي عزيزي القارئ أن أقف بك على جملة قرآنية من الآية هي قوله تعالى: (ولا طائر يطير بجناحيه) لننظر في هذه الإضافة الاحترازية، وهي قوله تعالى (يطير بجناحيه). لقد مر عن هذه الجملة القرآنية كثير من المفسرين دون أن يتعرضوا لتفسيرها ولا بيان سبب ورودها، واجتهد بعضهم في بيان سببها فجاء بأقوال لا تصح. ومن هؤلاء إمام المفسرين ابن جرير الطبري ـ رحمه الله ـ حيث يقول: " فإن قال قائل: فما وجه قوله (ولا طائر يطير بجناحيه)؟ وهل يطير الطائر إلا بجناحيه؟ فما في الخبر عن طيرانه بالجناحين من الفائدة؟ ". ثم يبين أن ذكرها إنما جاء من قبيل " إرادة المبالغة جريا على قول العرب في خطابهم: كلّمْته بفمي و ضربته بيدي ". وأما القرطبي في تفسيره فبيّن أنها جاءت: " للتأكيد وإزالة الإبهام، فإنّ العرب تستعمل الطيران لغير الطائر: تقول للرجل: طِرْ في حاجتي ". ولا شك أن هذا التأويل بعيد.
ومع ذلك فإن وقوف الطبري عندها، وغيره ممن حاولوا النظر فيها؛ لدليل على فطنتهم وسعة فهمهم وعمق نظرهم، وإن لم يدركوا سرها فإن ذلك لا ينقص بتاتا من قدرهم ولا يحط من مكانتهم ولا يهوّن من شأن علمهم، لأن علمها في الحقيقة يتجاوز عصرهم ويمتد وراء آفاق مدركاتهم.
نعرف عزيزي القارئ أن الطائر يتميز عن سائر الدواب بجناحيه الذين يمكنانه الطيران، فإذا ذكر الطائر تبادرت إلى الذهن صورته بجناحين اثنين مطويين أو منشورين، يخطر على الأرض أو يحلق في الفضاء. لذلك فإنّ ذكْر الطائر يغني عن ذكر جناحيه. فإذا ذكر الطائر وتلاه ذكر جناحيه فلا بد أن يكون وراء ذكرهما قصد مقصود وهدف منشود. فما هو القصد من ذكر الجناحين بعد ذكر الطائر في الآية السابقة؟ لماذا قال تعالى (ولا طائر) ولم يكتف بذكر الطائر بل جاء بعده بذكر صفته اللازمة قائلا (يطير بجناحيه)؟
الجواب ـ والله أعلم ـ: لأن هناك ما يطير في الفضاء ويحلق في الأجواء ولكنه ليس أمما أمثالنا، وإنما هو شيء مختلف وصنع مختلف، لا يدركه الإنسان العربي القديم في عصره، ولا يعرف عنه شيئا. أما إنسان عصر العلم والتكنولوجيا وغزو الفضاء؛ فإنه يعرفه تمام المعرفة، لأنه رآه بعينه وسمعه بأذنه، وشاهد فعله وأثره، وأدرك خيره وشره. ألا ترى عزيز القارئ كيف تحول الفضاء حول الأرض في هذا العصر إلى شبكة من الخطوط الملاحية التي تطير فيها الطائرات وتعبرها النفاثات محلقة في الفضاء، مختصرة مسافات الأرض، مختزلة أبعاد الزمان. ولكنها كلها تطير مدفوعة بقوة احتراق الوقود. فإذا لم تزود خزاناتها بالوقود النفاث ظلت جاثمة في أماكنها عاجزة عن الطيران. وإذا نفد وقودها وهي في الجو هوت ركاما وأمست حطاما. إن هذه الأجسام الطائرة في جو السماء لا تطير طيرانا ذاتيا بأجنحتها بل بقوة احتراق الوقود، فهل هي أمم أمثالنا؟
تتضح حكمة الله تعالى هنا، ويبرز وجه الإعجاز البياني القرآني بذكر هذه العبارة التي استثنت من طيور السماء كل ما أخرجته مصانع الطائرات العسكرية والمدنية من وسائط النقل الجوي في هذا العصر. ولو لم تأت هذه العبارة الاحترازية الإعجازية (يطير بجناحيه) لكان لقائل أن يقول: إن القرآن لا يفرق بين الكائن الحي والجماد ولا بين الطائر الحقيقي والطائر الصناعي، إذ كيف تكون الطائرات النفاثة والمروحية وغيرها أمما أمثال البشر؟؟ إن هذا لمحال.
لقد كان كافيا للعربي زمن نزول القرآن ليدرك المعنى أن تأتي الآية من غير هذه العبارة التي تساءل عن سر ذكرها المفسرون، ولكن القرآن لم ينزل للعرب فحسب، ولا لذلك الزمان وحده، وإنما نزل للعالمين وإلى يوم الدين. وصدق الله العظيم إذ يقول: (ما فرطنا في الكتاب من شيء).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[25 - 01 - 2008, 09:36 م]ـ
شكرا لك أخي الفاضل محمد لقد استفدتُ منك الكثير والكثير.
لقد قال لي بعض الأصدقاء إن هناك آية عن الطائرة وآخرى عن القطار والسيارة، وأنت جزاك الله خير ذكرت الطائرة وأنا لا زلتُ أبحث عن البقية
فلك جزيل الشكر والعرفان
ـ[حمد]ــــــــ[01 - 02 - 2008, 10:34 ص]ـ
جزاك الله خيراً على الفائدة الجميلة.
ولكن، يمكن أن يَفهَم الاحتراز من كان في ذاك الزمن.
وأرى أنه يستحيل أن نرى آية في القرآن لا يستطيع أحد أن يعرف معناها البياني في زمن البعثة.
وإلا لاعترض المشركون الفصحاء على هذه الآية بأنّ فيها حشو.
نعم، قد تظهر وجوه أخرى من الإعجاز مع تزيّن الدنيا والاكتشافات. كما ذكر الأستاذ صالح
ولكن / لا نقول بأنّ هناك كلمة قرآنية مبهمة المعنى كلياً في ذاك الزمن.
البرهان في علوم القرآن ج2/ص426
وقيل: لو اقتصر على ذكر الطائر فقال (وما من دابة في الأرض ولا طائر) لكان ظاهر العطف يوهم: ولا طائر في الأرض؛ لأن المعطوف عليه إذا قيد بظرف أو حال يقيد به المعطوف، وكان ذلك يوهم اختصاصه بطير الأرض الذي لا يطير بجناحيه كالدجاج والاوز والبط ونحوها فلما قال: ((يطير بجناحيه)) زال هذا الوهم وعُلِم أنه ليس بطائر مقيد، إنما تقيدت به الدابة.
انتهى النقل
وأنا أميل إلى هذا الرأي، ويبقى سؤال عليه، وهو: ما فائدة ذِكْر (بجناحيه) إذاً؟ ولم يُكتَفَ بـ (يطير)؟
قلت: الجن يطير بعضهم. وكذلك الأشياء الخفيفة عند هبوب الرياح.
والآن الطائرات في زمننا.
ـ[عاشق البيان]ــــــــ[01 - 07 - 2008, 03:16 ص]ـ
الجمل الإحترازية، أو ما يسمى عند البعض ببدهيات التعبير في القرآن، مثل قوله تعالى: "فخر عليهم السقف من فوقهم" وقوله تعالى: " وقتلهم الأنبياء بغير حق" وقوله عز وجل:"ذلك قولهم بأفواههم" وقوله تعالى " ولا طائر يطير بجناحيه " وغير ذلك من الشواهد القرآنية كثير. عندما تأتي يكون لها أكثر من سر بلاغي منها:
1. زيادة في استحضار الصورة. وهي نوع من التصوير الفني في القرآن.
2. المبالغة والتأكيد.
3.الإحتراز.
4. قد يكون لها تفسير علمي يكشف عنه في العصور المتأخرة فيما بعد، وإنما يفهم منها أهل كل عصر على قدر عقولهم وثقافتهم وعلومهم.
ـ[قاسم أحمد]ــــــــ[01 - 07 - 2008, 08:18 ص]ـ
شكرا لك أخي الفاضل محمد لقد استفدتُ منك الكثير والكثير.
لقد قال لي بعض الأصدقاء إن هناك آية عن الطائرة وآخرى عن القطار والسيارة، وأنت جزاك الله خير ذكرت الطائرة وأنا لا زلتُ أبحث عن البقية
فلك جزيل الشكر والعرفان
---------------------------------------
هاهي الآية التي أخبرك بها أحد الأصدقاء وقد أشارة إلى اختراع وسائل النقل الحديثة في آخرها:
وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ {5} وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ {6} وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ {7} وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {8}(/)
آ توني ة اتوني في سورة الكهف.
ـ[هرمز]ــــــــ[25 - 01 - 2008, 08:49 م]ـ
سلام هل من باب اختلاف القرىت نجد الفعل في سورة الكهف مرة آتوني زبر الحديد ثم اتوني افرغ عليه قطرا. بكسر الهمزة.
سلام(/)
{بسم الله الرحمن الرحيم}
ـ[راكان العنزي]ــــــــ[26 - 01 - 2008, 11:56 م]ـ
{بسم الله الرحمن الرحيم}
قال الألوسي
وإنما جعل الله البسملة مبدأ كلامه لوجهين، أما الأول فلأنها إجمال ما بعدها وهي آية عظيمة ونعمة للعارف جسيمة لا نهاية لفوائدها ولا غاية لقيمة فرائدها والباحث عنها مع قصرها إذا أراد ذرة من علمها ودرة من عيلمها احتاج إلى باع طويل في العلوم واطلاع عريض في المنطوق والمفهوم، مثلاً إذا أراد أن يبحث عن الباء من حيث إنها حرف جر بل عن سائر كلماتها من حيث الإعراب والبناء احتاج إلى علم النحو وإذا أراد أن يبحث عن أصول كلماتها كيف كانت وكيف آلت احتاج إلى علمي الصرف والاشتقاق وإن أراد أن يبحث عن نحو القصر بأقسامه وهل يوجد فيها شيء منه احتاج إلى علم المعاني وإن أراد أن يبحث عما فيها من الحقيقة والمجاز احتاج إلى علم البيان وإن أراد أن يبحث عما بين كلماتها من المحسنات اللفظية احتاج إلى علم البديع وإن أراد أن يبحث عنها من حيث إنها شعر أو نثر موزون أو غير موزون مثلاً احتاج إلى علمي العروض والقوافي وإن أراد أن يعرف مدلولات الألفاظ لغة احتاج إلى مراجعة اللغة وإن أراد أن يعرف من أي الأقسام وضع هاتيك الألفاظ احتاج إلى علم الوضع وإن أراد معرفة ما في رسمها احتاج إلى علم الخط وإن أراد البحث عن كونها قضية ومن أي قسم من أقسامها أو غير قضية احتاج إلى علم المنطق وإن أراد أن يعرف أن كنه ما فيها من الأسماء هل يعلم أولاً احتاج إلى علم الكلام وإن أراد معرفة حكم الابتداء بها وهل يختلف باختلاف المبدوء به احتاج إلى علم الفقه وإن أراد معرفة أن ما فيها ظاهر أو نص مثلاً احتاج إلى علم الأصول وإن أراد معرفة تواترها احتاج إلى علم المصطلح وإن أراد معرفة أنها من أي مقولة من الأعراض احتاج إلى علم الحكمة وإن أراد معرفة طبائع حروفها احتاج إلى علم الحرف وإن أراد معرفة أنواع الرحمة المشار إليها بها احتاج إلى علم الأفلاك وعلم تشريح الأعضاء وخواص الأشياء وعلم المساحة وغير ذلك وإن أراد معرفة ما يمكن التخلق به مما تدل عليه الأسماء احتاج إلى علم الأخلاق وإن أراد معرفة ما خفي على أرباب الرسوم من الإشارات فليضرع إلى ربه وإن أراد أن يقف على جميع ما فيها من الأسرار فليعد غير المتناهي وكيف يطمع في ذلك وهي عنوان كلام الله تعالى المجيد وخال وجنة القرآن الذي لا يأتيه الباطل/ من بين يدي ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد: وعلى تفنن واصفيه بوصفه ... يفنى الزمان وفيه ما لم يوصف
وإن أردت أن تمتحن ذهنك في بعض أسرارها فتأمل سر افتتاحها واختتامها بحرفين شفويين ومع كل ألف صورية متصلة بأول الأول وآخر الآخر وتحت الأول دائرة غيبية ظهرت في صورة الثاني وسر ما وقع فيها من أنواع التثليث أما أولاً ففي مخارج الحروف فإنها ثلاثة الشفة واللسان والحلق في الباء واللام والهاء. وأما ثانياً ففي المحذوف من حروفها فإنها ثلاثة أيضاً ألف الاسم وألف الله وألف الرحمن. وأما ثالثاً ففي المنطوق منها والمرسوم فإنه ثلاثة أنواع أيضاً منطوق بها مرسوم كالباء ومنطوق به غير مرسوم كألف الرحمن ومرسوم غير منطوق به كاللام منه مثلاً، وأما رابعاً ففي المتحرك والساكن، فمتحرك لا يسكن كالباء وساكن لا يتحرك كالألف، وقابل لهما كميم الرحيم وقفاً ووصلاً، وأما خامساً ففي أنواع كلماتها الملفوظة والمقدرة فهي على رأي اسم وفعل وحرف، وأما سادساً ففي أنواع الجر الذي فيها فهو جر بحرف وبإضافة وبتبعية على المشهور، وأما سابعاً ففي الأسماء الحسنى التي دبحتها فهي الله والرحمن والرحيم، وأما ثامناً ففي العاملية والمعمولية فكلمة عاملة غير معمولة ومعمولة غير عاملة وعاملة معمولة، وأما تاسعاً ففي الاتصال والانفصال فمتصل بما بعده فقط وبما قبله فقط وبما بعده وقبله، وفي كل واحد من هذه الثلاثيات أسرار تحير الأفكار وتبهر أولي الأبصار وانظر لم اشتملت حروفها على الطبائع الأربع وتقدم في الظهور الهواء ولم كانت تسعة عشر، ولم أعتنق اللام الألف واتصلت الميم باللام والهاء بالراء والنون بها نطقاً لا خطاً ولم فتح ما قبل الألف حتى لم يتغير في موضع أصلاً؟ وتفكر في سر تربيع الألفاظ وسكون السين وتحرك الميم ونقطتي الياء ونقطة النون والباء، والأمر وراء ما يظنه أرباب الرسوم ونهاية ما ذكروه البحث عن لمدلولات وتوسيع دائرة المقال بإبداء الاحتمالات، وقد صرح السرميني بإبداء خمسة آلاف وثلثمائة ألف وأحد وتسعين ألفاً وثلثمائة وستين احتمالاً وزدت عليه من فضل الله تعالى حين سئلت عن ذلك بما يقرب أن يكون بمقدار ضرب هذا العدد بنفسه والدائرة أوسع إلا أن الواقع البعض، ولقد خلوت ليلة بليلي هذه الكلمة وأوقدت مصباح ذلي في مشكاة حضرتها المكرمة وفرشت لها سري وضممتها سحراً إلى سحري ونحري: فكان ما كان مما لست أذكره ... فظن خيراً ولا تسأل عن الخبر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نور الهدى أ]ــــــــ[27 - 01 - 2008, 02:29 ص]ـ
:::
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا أخي سعيد على هذا امقال الرائع:)
حقا أفدتنا به.
شكرا.
ـ[سليمان الأسطى]ــــــــ[28 - 01 - 2008, 01:24 ص]ـ
و من أسرارها أنها أعجزت علماء البيان، فلم يستطيعوا تحديد نوعها على وجه القطع و اليقين أهي جملة خبرية أم إنشائية؟ و ذلك لتوارد الإشكال على كلا القولين.
ـ[أبو المعاني]ــــــــ[30 - 01 - 2008, 07:50 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على تلك المشاركة المفيدة والقيمة في آن.(/)
سؤال؟
ـ[نور الهدى أ]ــــــــ[27 - 01 - 2008, 02:48 ص]ـ
:::
السلام عليكم و رحمة الله
اخواني أفيدوني من فضلكم:
أبحث على الشرح البلاغي لقصيدة (كعب بن زهير).
أعينوني أعانكم الله. و جزاكم الله خيرا.
:; allh
ـ[بثينة]ــــــــ[02 - 02 - 2008, 02:37 ص]ـ
ستجدينه في نافذة الأدب العربي.(/)
الاكتفاء في البديع
ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 01 - 2008, 03:11 ص]ـ
الإكتفاء: وهو أن يحذف بعض الكلام لدلاله العقل عليه، كقوله:
قالت بنات العم يا سلمى وإن = كان فقيراً معدماً قالت وإن
أي: وإن كان فقيراً معدماً.
ومنه:
فإنَّ المنية من يخشها= فسوف تصادمه أينماأي: أينما توجَّه
ـ[أبو طارق]ــــــــ[27 - 01 - 2008, 04:25 م]ـ
ما أجمل اختياراتك أستاذ محمد
سلمت أناملك
ـ[همس الجراح]ــــــــ[01 - 02 - 2008, 03:06 ص]ـ
وفي قوله تعالى " أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة؟ "- وخبره محذوف تقديره كمن هو آمن يوم القيامة -، "وقيل للظالمين ذوقوا ما كنت تكسبون "
والشكر للأستاذ محمد سعد ففي القرآن الكثير الكثير من الاكتفاء.
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[16 - 02 - 2008, 02:53 م]ـ
أخي الكريم أريدك أن تدلني على على كتب تكلم عن الاكتفاء مأجورا إن شاء الله.
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[16 - 02 - 2008, 03:00 م]ـ
أخي وحبيبي محمد سعد عفوا لقد وجدته في كتاب المثل السائر لابن الأثير: وإليكم إخوتي هذه الإضافة نقلا عن المصدر السابق:
الاكتفاء يكون بالسبب عن المسبب وبالمسبب عن السبب
فأما الاكتفاء بالسبب عن المسبب فكقوله تعالى: " وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر وما كنت من الشاهدين، ولكنا أنشأنا قرونا فتطاول عليهم العمر " كأنه قال: وما كنت شاهدا لموسى وما جرى له وعليه ولكنا أوحيناه إليك، فذكر سبب الوحي الذي هو إطالة الفترة، ودل به على المسبب الذي هو الوحي، على عادة اختصارات القرآن، لأن تقدير الكلام: ولكنا أنشأنا بعد عهد الوحي إلى موسى إلى عهدك قرونا كثيرة فتطاول على آخرهم - وهو القرن الذي أنت فيهم - العمر: أي أمد انقطاع الوحي، فاندرست العلوم، فوجب إرسالك إليهم، فأرسلناك، وعرفناك العلم بقصص الأنبياء وقصة موسى، فالمحذوف إذا جملة مفيدة، وهي جملة مطولة دل السبب فيها على المسبب.
وكذلك ورد قوله تعالى عقيب هذه الآية أيضا: " وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون " فإن في هذا الكلام محذوفا لولاه لما فهم، لأنه قال: " وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك " وهذا لا بد له من محذوف حتى يستقيم نظم الكلام، وتقديره: ولكن عرفناك ذلك وأوحينا إليك رحمة من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك، فذكر الرحمة التي هي سبب إرساله إلى الناس، ودل بها على المسبب الذي هو الإرسال.
وأما حذف الجملة غير المفيدة من هذا الضرب فنحو قوله تعالى حكاية عن مريم عليها السلام: " قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا " فقوله " ولنجعله آية للناس " تعليل معلله محذوف: أي وإنما فعلنا ذلك لنجعله آية للناس، فذكر السبب الذي صدر الفعل من أجله، وهو جعله آية للناس، ودل به على المسبب الذي هو الفعل.
ومما ورد من ذلك في الأخبار النبوية قصة الزبير بن العوام رضي الله عنه والرجل الأنصاري الذي خاصمه في شراح الحرة التي يسقي منها النخل، فلما حضرا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للزبير: " اسق ثم أرسل الماء إلى جارك " فغضب الأنصاري وقال يا رسول الله،، إن كان ابن عمتك، فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال " اسق يا زبير ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر " وفي هذا الكلام محذوف تقديره، أن كان ابن عمتك حكمت له، أو قضيت له، أو ما جرى هذا المجرى، فذكر السبب الذي هو كونه ابن عمته، ودل به على المسبب الذي هو الحكم أو القضاء، لدلالة الكلام عليه.
وأما الاكتفاء بالمسبب عن السبب فكقوله تعالى: " فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم " أي: إذا أردت قراءة القرآن فاكتفى بالمسبب الذي هو القراءة عن السبب الذي هو الإرادة، والدليل على ذلك أن الاستعاذة قبل القراءة، والذي دلت عليه أنها بعد القراءة، كقول القائل: إذا ضربت زيدا فاجلس، فإن الجلوس إنما يكون بعد الضرب، لا قبله، وهذا أولى من تأول من ذهب إلى أنه أراد فإذا تعوذت فاقرأ، فإن ذلك قلباً لا ضرورة تدعو إليه، وأيضا فليس كل مستعيذ واجبة عليه القراءة.
وعلى هذا ورد قوله تعالى: " إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم " والوضوء إنما يكون قبل الصلاة، لا عند القيام إليها، لأن القيام إليها هو مباشرة لأفعالها من الركوع والسجود والقراءة وغير ذلك، وهذا إنما يكون بعد الوضوء وتأويل الآية إذا أردت القيام إلى الصلاة فاغسل، فاكتفى بالمسبب عن السبب.
وكذلك ورد قول النبي صلى الله عليه وسلم " إذا قام أحدكم إلى الصلاة فليتوضأ " أي: إذا أراد القيام إلى الصلاة، وإنما عبر عن إرادة الفعل بلفظ الفعل لأن الفعل مسبب عن الإرادة وهو مع القصد إليه موجود فكان منه بسبب وملابسة ظاهرة.
ومن ذلك قوله تعالى: " فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا " أي: فضرب فانفجرت منه، فاكتفى بالمسبب الذي هو الانفجار عن السبب الذي هو الضرب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[17 - 02 - 2008, 04:02 م]ـ
مشكور على هذا الموضوع الرائع، وهذه الإضافة التي زادت الموضوع جمالا
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[18 - 02 - 2008, 11:15 ص]ـ
والله أنت المشكور إذ إنني أعترف بحسن ما تمتعنا به من قطوفك الطيبة.
وأسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتك.
ـ[سمية ع]ــــــــ[20 - 02 - 2008, 04:20 م]ـ
جزاكما الله تعالى كل خير(/)
من الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم (معدودة ومعدودات)
ـ[مايا]ــــــــ[31 - 01 - 2008, 12:44 م]ـ
معدودة ومعدودات
قال تعالى: "وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (البقرة:80)
وقال سبحانه: "ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ) (آل عمران:24)
فلماذا عبّر في الأولى عن مدة مس النار بالأيام المعدودة، وعبر في الثانية بالأيام المعدودات؟
ج: جمع غير العاقل إن كان بالإفراد يكون أكثر من حيث العدد من الجمع السالم كأنهار جارية وأنهار جاريات، فالجارية أكثر من الجاريات، ومثلها شاهقة وشاهقات فالعدد في الأولى أكثر، وجمع السالم قلة
فهذه من المواضع التي يكون فيها المفرد أكثر من الجمع.
قال في آية أخرى عن يوسف عليه السلام: "وشروه بثمن بخس دراهم معدودة" أي أكثر من 11 درهما، ولو قال معدودات لكانت أقل.
وفي الآيتين المتقدمتين قال في الأولى (أياما معدودة) وفي الثانية (أياما معدودات) لأن الذنوب التي ذُكرت في الأولى أكثر فجاء بمعدودة التي تفيد الكثرة، والتي ذكرت في الثانية أقل فاستعمل (معدودات) مناسبة لمعنى كل منهما.
والله تعالى أعلم
ـ[محمد سعد]ــــــــ[31 - 01 - 2008, 12:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكرك أخت مايا على هذه اللطائف البيانية، وسلمت يمناك، ولنا وقفة إن شاء الله مع استخدام المفرد والجمع، واسمحي لي أن أضيف في قوله تعالى: "وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ " (20يوسف:)
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره:
قوله: "وشروه" عائد على إخوة يوسف. وقال قتادة: بل هو عائد على السيارة. والأول أقوى, لأن قوله: "وكانوا فيه من الزاهدين" إنما أراد إخوته لا أولئك السيارة, لأن السيارة استبشروا به وأسروه بضاعة, ولو كانوا فيه زاهدين لما اشتروه, فترجح من هذا أن الضمير في "شروه"
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[31 - 01 - 2008, 08:16 م]ـ
دعاني أزيدكما في سورة يوسف بعد أن تطرقتما إليها
قال تعالى
(فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (80) ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ (81) وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (82) قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (83)) يوسف
الكلمات بالأسود هو سرد للقصة
الكلمات بالبني هي على لسان كبير إخوة يوسف:=
الكلمات بالأزرق هي كلام يعقوب:=
دقق النظر وانظر كيف نقلك من مصر إلى فلسطين دون أن تشعر بذلك.
ـ[أحلام]ــــــــ[31 - 01 - 2008, 11:50 م]ـ
جزاكم الله كل خيرعلى هذه اللطائف والللمسات البيانية
ـ[سهيل بن اليمان]ــــــــ[10 - 02 - 2008, 11:51 م]ـ
أستاذي الكريم محمد سعد جميل ما نقلت عن ابن كثير ولكن شروه.
بمعنى باعوه وأخوة يوسف ألقوه في غيابة الجب ثم انصرفوا فهل الثمن هنا مجازاً.
أم أن السيارة عندما رأوا هيئته وسمته قدروا أنه من أسرة ذات شأن فأرادوا أن يبيعوه ويقبضوا الثمن قبل أن يأتي أهله فيعيدونه منهم وربما خسروا الثمن ..
فباعوه بأقل سعر وانصرفوا (دراهم معدودة) ولم يفاصلوا في ذلك.
قبلاتي.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 10:39 م]ـ
بارك الله في الجميع .. وأغتنمها فرصة للترحيب بالأخ الكريم سهيل بن اليمان فأهلاً ومرحباً بك في الفصيح .. ثمّ اسمحوا لي بهذه المداخلة:
يظهر والله أعلم أنّ الضمير في (شَرَوْه) والضمير في (كانوا) إنّما يعود إلى الذين قد كان يوسف معهم في رحلتهم إلى مصر .. وإلا فكيف يكون الكلام عن الذي اشتراه من مصر لامرأته متّسقاً مع ما قبله؟ ولعلّ الظنّ الذي أوردته بعض الروايات من أنّ الذين باعوه بثمن بخس دراهم معدودة، وكانوا فيه من الزاهدين إنّما هم إخوته، قد دخل على الرواة من تعلّقهم برواية التوراة .. والملاحظ أنّ الحديث عن إخوة يوسف وعودتهم من المؤامرة كان قد انتهى في قوله تعالى: (وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) [يوسف: 18]، وابتدأت فصول جديدة وصفحات جديدة من المأساة ..
أمّا لماذا كانوا فيه من الزاهدين فلعلّهم قد رقّت قلوبهم عليه لما بدا عليه من أمارات الإرهاق والتعب وسوء التغذية ... فبدا في منطقهم ومن وجهة نظرهم أنّ سيّداً يؤويه في بيته لهو خير له ولهم من استبقائه وقتاً أطول على حساب صحّته وتدهورها وعلى حساب ثمنه أيضاً ..
والله أعلم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نزار جابر]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 11:36 م]ـ
بارك الله بكم على إثرائكم لعقولنا وأدام الله علمكم
وأشكر الأخت مايا على طرحها النقاش
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[02 - 03 - 2008, 01:47 ص]ـ
تحياتي لكم
وبالنسبة لشروه ليس المقصودبهم إخوة يوسف حسب سياق الآيآت وحسب الواقعة التي حدثت والله أعلم
أما التنقل في القرآن الكريم من موقع لآخرفهومن الإعجازالبياني وسورة يوسف من السورالتي إذاقرأت أولها لاتقف إلا في آخرها لأنهاتحملك معها فسبحان الخالق
ـ[محمد سعد]ــــــــ[02 - 03 - 2008, 01:50 ص]ـ
سلمت أخي نعيم
خليك معنا دائمًا(/)
ما الفرق بين التضمين و بين الاقتباس
ـ[الصحبي جعيط]ــــــــ[31 - 01 - 2008, 08:19 م]ـ
السلام عليكم:
هل ما نجده في هذين البيتين تضمين او اقتباس؟ وهل هناك اختلاف بينهما؟
رحلوا فلست مسائلاً عن دارهم ... أنا باخع نفسي على آثارهم
وقوله:
إن كنت أزمعت على هجرنا من غير ما جرمٍ فصبر جميل
و إن تبدلْتَ بنا غيرنا فحسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 - 02 - 2008, 01:31 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
هذا اقتباس لا تضمين؛ لأن الاقتباس استعمال كلام الغير لا على أنه منه، والتضمين: استعمال كلام الغير مع التنبيه على أنه منه.
ومن التضمين قول الشاعر:
فحق لأهل العلم أن يتمثلوا ........... ببيت قديم شاع في كل مجلس
لقد هزلت حتى بدا من هزالها ........... كلاها وحتى سامها كل مفلس
ـ[محمد سعد]ــــــــ[01 - 02 - 2008, 01:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نعم كما قال أخي الكريم العوضي هو اقتباس لا تضمين
فالاقتباس هو أن يضمن المتكلم منثوره أو منظومه شيئاً من القرآن الكريم أو الحديث على وجه لا يشعر بأنه منهما. أنظر (غير مأمور) إلى ما جئت به
رحلوا فلست مسائلاً عن دارهم ... أنا باخع نفسي على آثارهم
هذا اقتباس من القرآن الكريم من سورة الكهف
و إن تبدلْتَ بنا غيرنا فحسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[همس الجراح]ــــــــ[01 - 02 - 2008, 02:57 ص]ـ
ومن الاقتباس:
لئن أخطأتُ في مدحيـ =ك ما أخطأتَ في منعي
لقد أنزلتُ حاجاتي = بواد غير ذي زرع
ـ[هرمز]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 08:07 م]ـ
سلام يختلف التضمين عن الاقتباس من جهة كون التضمين نقلا حرفيا اما الا قتباس فيجوز لك التغيير في الصيغة. تغييرا يلائم ما ترمي اليه.
و الله اعلم.
ـ[ام فهد]ــــــــ[10 - 02 - 2008, 04:40 م]ـ
:::
التضمين يكوم في الشعر فقط وهو أن يضمن الشاعر نظمه شيئا من نظم غيره مع التنبيه عليه إن لم يكن من الأشعار المشهورة
الإقتباس هو تضمين ألفاظ من القرآن الكريم أو الحديث الشريف ويكون في الشعر كما في يكون في النثر ويجوز أن يحتفظ فيه الشاعر أو الناثر بمعنى النص القرآني أو النبوي كما يجوز أن ينقله إلى معنى آخر وفي جميع هذه الأحوال يجوز للشاعر أو الناثر أن يغير في هذه الألفاظ المقتبسة تغيرا يسيراً
يمكن الرجوع إلى دليل البلاغة الواضحة(/)
لماذا ... "وأنه هو رب الشعرى" ... فقط!
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[01 - 02 - 2008, 09:21 م]ـ
التنكيت:
اعلم ان التنكيت هو أن تقصد شيئاً دون أشياء، لمعنى من المعاني.
سئل ابن عباس عن قوله تعالى: " وأنه هو رب الشعرى " قيل: لم خصها وهو رب الجميع، ولم قال رب الثريا؟ فقال: كان قد ظهر في العرب رجل يقال له: أبو كبشة، عبد الشعرى؛ لأنها أكبر نجم في السماء، فقصدها الله تعالى دون النجوم؛ لأنها عبدت ولم تعبد الثريا وكذلك قوله سبحانه: " لأخذنا منه باليمين "، لأنها أقوى اليدين، وأكثر استخداماً. وقوله سبحانه: " ثم لقطعنا منه الوتين ". اختصه دون العروق، لأنه إذا انقطع مات الانسان.
عن كتاب"البديع في نقد الشعر"لأسامة بن منقذ
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[01 - 02 - 2008, 09:23 م]ـ
ومن التنكيت:
سئل الأصمعي عن قول الخنساء:
يذكرني طلوعُ الشمس صخراً ... وأندبه لكلِّ غروبِ شمسِ
لم خصت طلوع الشمس وغروبها دون أثناء النهار؛ فقال: لأن وقت الطلوع وقت الركوب إلى الغارات، ووقت الغروب وقت قري الضيفان؛ فذكرته في هذين الوقتين، مدحاً له لأنه كان يغير على أعدائه، ويقري أضيافه.
عن كتاب"البديع في نقد الشعر"لأسامة بن منقذ
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[01 - 02 - 2008, 09:27 م]ـ
ومن التنكيت:
وذكر الصولي في قول أبي نواس:
ألا فاسقني خمراً وقل لي: هي الخمرُ ... ولا تسقني سراً إذا أمكن الجهرُ
قال: إن المعنى في قوله: وقل لي: هي الخمر. إنها لعزتها عنده ومحبته لها أراد أن يلتذ بها بحواسه الخمس التي هي طرق اللذات، وهي: الشم، والذوق، واللمس، والبصر، والسمع. فلما شرب القدح أبصرها وذاقها ومسها وشمها فبقي أن يسمعها، فقال: وقل لي هي الخمر.
عن كتاب"البديع في نقد الشعر"لأسامة بن منقذ
ـ[محمد سعد]ــــــــ[02 - 02 - 2008, 02:23 ص]ـ
ما شاء الله يا أستاذ أحمد ما هذه الروائع سبقت الجميع دائماً مبدع تنظر للجديد (أصبحت مع جمعية البلاغيين)
ـ[أبو محمد الغريب]ــــــــ[02 - 02 - 2008, 02:54 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
جزاك الله خيرا أخي.
أحسنت ولكن لو صححت الاية رحمك الله:
لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[02 - 02 - 2008, 10:56 ص]ـ
ما شاء الله يا أستاذ أحمد ما هذه الروائع سبقت الجميع دائماً مبدع تنظر للجديد (أصبحت مع جمعية البلاغيين)
أشكرك على المرور اللطيف أخي محمد، وأين أنا منك أستاذ البلاغة!
انما هي وقفات ولفتات أعجبتني فأحببت أن يشاركني متعتها أمثالكم، ولكم طربنا للفتاتك الرائعة أخي الكريم أبو فادي.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[02 - 02 - 2008, 10:58 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
جزاك الله خيرا أخي.
أحسنت ولكن لو صححت الاية رحمك الله:
لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته
بوركت على المرور الكريم أخي أبو محمد وجزاك الله خيراً على التنبيه الحق أكرمك الله.
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[04 - 02 - 2008, 12:44 م]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما شاء الله
لفتة رائعة جدا يا أخي الحبيب - فجزاك الله خيرا كثيرا
إذن - الله سبحانه و تعالى يستخدم التخصيص لما هو أقوى أو أبلغ
فكما قلت - إستخدام اليمين دون غيرها - لأنها تدل على كثرة الإستخدام و القوة
و لكن
قد يأتي سآئل - و يقول - بأن الكثير يستخدمون اليد اليسرى لا اليمني
طبعا - جزاك الله خيرا كثيرا - فلقد وضعت لنا أمثلة تدل على أن العرب يستخدمون هذا الأسلوب
و لكن من حيث البلاغة // هل في الآية الكريمة تخصيص " اليمين " تدل على البلاغة!!؟؟
أو لأن وزنها - نغهما في الجملة أفضل!!؟؟ و الله أعلم
و شكرا لك
/////////////////////////////////////////////////
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[05 - 02 - 2008, 04:36 م]ـ
بارك الله لك مرورك الكريم أخي الكريم، نعم بالنسبة لليمين مقصود منها البلاغة كما ذكرت وأعيد هنا أن نوع البلاغة هو التنكيت.(/)
لتعليق والإدماج
ـ[محمد سعد]ــــــــ[02 - 02 - 2008, 02:31 ص]ـ
من التعليق والإدماج
اعلم أن صيغة ذلك هو أن تعلق مدحاً بمدح أو هجواً بهجو، ومعنى بمعنى، أو (هو أن يضمن كلام قد سيق لمعنى، معنى آخر، لم يصرح به)
كقول المتنبي:
أفلِّب فيه أجفاني كأني = أعد بها على الدهر الذنوبا
ساق الشاعر هذا الكلام (اصالة) لبيان طول الليل وأدمج الشكوى من الدهر في وصف الليل بالطول.
وكما قال المتنبي:
إلى كم تردُّ الرسل عما أتوا به =كأنهمُ فيما وهبتَ ملامُ
أدمج رد الرسل برد الملام في الجود، فكلاهما مديح وقوله أيضاً:
حسنٌ في عيون أعدائه أق =بحُ من ضيفهِ رأته السوامُ
أدمج الحسن في القبح وكلاهما مدح، ووصفه بالكرم لأن إبله إذا رأت ضيفه علمت أنه سينحرها(/)
الازدواج - الفاظ القرآن العذبة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[02 - 02 - 2008, 08:37 م]ـ
الازدواج: هو أن يزاوج بين الكلمات والجمل كلام عذب، وأفاظ عذبة حلوة، كما قال الله تعالى: " فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه ". وقال عز وجل: " عليماً حكيماً غفوراً رحيما "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البديع في نقد الشعر - أسامة بن منقذ
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[18 - 02 - 2008, 11:30 ص]ـ
بارك الله فيك أخي وأستاذي محمد سعد هل تسمح لي بإضافة بوركت.
قال ابن سنان الخفاجي:
ومن الازدواج ما يكون بتكرير كلمتين لهما معنى واحد، وليس ذلك بقبيح إلاّ إذا اتّفق لفظاهما.
ويسوغ هذا في الشعر أيضاً كقول البحتري:
بودِّي لو يهوى العذولُ ويعشق ... فيعلم أسباب الهوى كيف تعلقُ
فيهوى، ويعشق سواءٌ في المعنى وهو حسن، إلاّ أنّ أكثر ما يحسن فيه إيراد المعنى على غاية ما يمكن من الإيجاز.
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[18 - 02 - 2008, 03:39 م]ـ
ومن المزاوجة وهي أن يزاوج بين معنيين في الشرط والجزاء كقول البحتري:
إذا ما نهى الناهي فلج بي الهوى ... أصاخت إلى الواشي فلج بها الهجر
وقوله أيضاً:
إذا احتربت يوماً ففاضت دماؤها ... تذكرت القربى ففاضت دموعها
لكن السؤال ما الفرق بينه وبين المشاكلة؟
ـ[سمية ع]ــــــــ[20 - 02 - 2008, 04:18 م]ـ
السلام عيكم:
بارك الله فيكم على هذه المعلومات القيمة، ولكن هل يعد الازدواج من الصور البيانية؟
ـ أريد بعض التوضيح إن أمكن ـ
شكرا جزيلا(/)
المساواة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[03 - 02 - 2008, 06:02 م]ـ
يفرد البلاغيون عند الحدبث عن الإيجاز والإطناب موضوعًا يقع بين الاثنين هو " المساواة" بأن يكون اللفظ مساويًا للمعنى بحيث لا يزيد عليه ولا ينقص عنه، ومنها قول زهير بن أبي سلمى:
ومهما تكن عند امريء من خليقة = وإن خالها تًخْفى على الماس تُعلم
ـ[محمد سعد]ــــــــ[03 - 02 - 2008, 06:12 م]ـ
ومن المساواة:
كأنَّ سقيطَ الدمع في وجناتها =سقيطُ الندى أوفى على ورق الوردِأخذه ابن الرومي، فقال:
لو كنت يوم الوداع شاهدنا =وهن يبكين لوعة الوجد
كأنَّ تلك الدموعَ قطرُ ندىً =يقطرُ من نرجسٍ على ورد
وقال الناشئ:
بكت للوداع وقد رابني =بكاء الحبيب وفقد الديار
كأنّ الدموع على خدها =بقيةُ طلَّ على جلنار
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[16 - 02 - 2008, 02:50 م]ـ
إيه يا رجل هل تعتقد بأن تسمية مثل ذلك مساواة فإن كنت تعتقد ذلك فأنا أسألك سؤالا كيف عرفت أن البوتقة التي صب فيه المعنى مساوية للمعنى؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل عندك مقياس قست به أما ماذا أجبني مأجو1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ا.(/)
جناس الإضمار وجناس الإشارة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[03 - 02 - 2008, 07:39 م]ـ
يقسم الجناس المعنوي إلى نوعين: جناس إضمار وجناس إشارة.
1 - جماس الإضمار: أن يأتي بلفظ يُحْضِرُ في ذهنك افظاً آخر، وذلك اللفظ المحضر يراد به غير معناه، بدلالة السياق مثل قوله:
" مُنَعَّمُ" الجسم تحكي الماء رقته= وقلبه " قسوة" يحكي أبا أوس وأوس شاعر مشهور من شعراء العرب، واسم أبيه حجر، فلفظ أبي أوس يحضر في الذهن اسمه، وهو حجر؛ وهو غير مراد؛ وإنما المراد: الحجر المعروف.
2 - جناس الإشارة: هو ما ذكر فيه أحد الركنين، وأشير للآخر بما يدل عليه، وذلك إذا لم يساعد الشعر على التصريح به؛ نحو:
[ poem font="Simplified Arabic,6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا " حمزة" اسمح بوصل .... وامنن علينا بقرب
في ثغرك اسمك أضحى ....... مصحّفا وبقلبي
فقد ذكر الشاعر أحد المتجانسين وهو حمزة، وأشار إلى الجناس فيه بأن مصحفه في ثغره أي خمرة، وفي قلبه، أي جمرة
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[04 - 02 - 2008, 02:27 ص]ـ
بوركت أستاذ محمد
ـ[محمد سعد]ــــــــ[04 - 02 - 2008, 03:24 ص]ـ
[ QUOTE= محمد سعد;210567] يقسم الجناس المعنوي إلى نوعين: جناس إضمار وجناس إشارة.
1 - جماس الإضمار: أن يأتي بلفظ يُحْضِرُ في ذهنك افظاً آخر، وذلك اللفظ المحضر يراد به غير معناه، بدلالة السياق مثل قوله:
" مُنَعَّمُ" الجسم تحكي الماء رقته= وقلبه " قسوة" يحكي أبا أوس وأوس شاعر مشهور من شعراء العرب، واسم أبيه حجر، فلفظ أبي أوس يحضر في الذهن اسمه، وهو حجر؛ وهو غير مراد؛ وإنما المراد: الحجر المعروف.
2 - جناس الإشارة: هو ما ذكر فيه أحد الركنين، وأشير للآخر بما يدل عليه، وذلك إذا لم يساعد الشعر على التصريح به؛ نحو:
[ poem font="Simplified Arabic,6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا " حمزة" اسمح بوصل .... وامنن علينا بقرب
في ثغرك اسمك أضحى ....... مصحّفا وبقلبي
فقد ذكر الشاعر أحد المتجانسين وهو حمزة، وأشار إلى الجناس فيه بأن مصحفه في ثغره أي خمرة، وفي قلبه، أي جمرة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[04 - 02 - 2008, 03:26 ص]ـ
[ quote= محمد سعد;210567] يقسم الجناس المعنوي إلى نوعين: جناس إضمار وجناس إشارة.
1 - جماس الإضمار: أن يأتي بلفظ يُحْضِرُ في ذهنك افظاً آخر، وذلك اللفظ المحضر يراد به غير معناه، بدلالة السياق مثل قوله:
" مُنَعَّمُ" الجسم تحكي الماء رقته= وقلبه " قسوة" يحكي أبا أوس وأوس شاعر مشهور من شعراء العرب، واسم أبيه حجر، فلفظ أبي أوس يحضر في الذهن اسمه، وهو حجر؛ وهو غير مراد؛ وإنما المراد: الحجر المعروف.
2 هو ما ذكر فيه أحد الركنين، وأشير للآخر بما يدل عليه، وذلك إذا لم يساعد الشعر على التصريح به؛ نحو:
يا " حمزة" اسمح بوصل .... وامنن علينا بقرب
في ثغرك اسمك أضحى ....... مصحّفا وبقلبي
فقد ذكر الشاعر أحد المتجانسين وهو حمزة، وأشار إلى الجناس فيه بأن مصحفه في ثغره أي خمرة، وفي قلبه، أي جمرة(/)
ما هو الفرق بين " الولد " وبين "الإبن" وفهم (ولد صالح يدعو له)
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[04 - 02 - 2008, 01:22 م]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(إذا مات الإنسان - إنقطع عمله إلا من ثلاث
صدقة جارية - علم ينتفع به - ولد صالح يدعو له) أو كما قال عليه الصلاة و السلام
إخواني الأعزاء
أريد أن أعرف الفرق بين كلمة " ولد " و بين كلمة " إبن "
لكي أفهم الحديث النبوي (ولد صالح يدعو له)
بمعنى أخر
ماذا لو إستبدلت كلمة " ولد " في الحديث أعلاه بـ " ابن "
ليصبح هكذا (ابن صالح يدعو له)
فلقد سمعت للداعية " محمد هداية " كلام رائع
فهو يقول بأن كلمة (ولد) تصح لأي ولد علمته و ساهمت بإصلاحه
أي لا يشترط أن تكون أباه
لأن العدل الإلهي ينافي أن يحرم الله سبحانه و تعالى
الرجل أو المرأة العقيم (الذين لا ينجبون) من الأعمال الجارية بعد الممات
/////////////////////////////////////////////////
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[05 - 02 - 2008, 02:29 م]ـ
ما هذه الدرر أخي الحبيب
لله درك
جزاك الله خيرا
ـ[هرمز]ــــــــ[06 - 02 - 2008, 08:01 م]ـ
سلام
تجد في كتاب الفروق اللغوية للعسكري الفرق.
ان لم تجده ااتيتك به ان اء الله.
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[07 - 02 - 2008, 11:46 ص]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا حوار تم منذ أيام في منتدى " السرداب " بين المشرفين فقط
و كان تعليقي و رأيي هو الآتي:
صحيح مسلم - (ج 8 / ص 405)
3084 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَقُتَيْبَةُ يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ وَابْنُ حُجْرٍ قَالُوا حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ هُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ عَنْ الْعَلَاءِ
عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ
الحديث أعلاه له تأويل غير الذي يذهب إليه الكثير
فالحديث النبوي بدأ بـ
إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ
نسأل // عمل من الذي إنقطع!!؟؟
من السياق - العمل الذي إنقطع هو عمل الميت -لا عمل غيره أليس كذلك؟
إذن عرفنا و تأكدنا بأن العمل هو عمل الميت لا غيره
فلنقرأ الرواية مرة أخرى
(إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ
إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ)
بكل بساطة يتجلى لنا المقصد أو المعنى أن (وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ)
هو نتاج عمل الميت - أي هو " الميت " الذي ساهم في صلاحه
و لو كان صلاح الولد من نتاج فعل الغير // لما صح أن يكون من عمل الميت - أليس كذلك!!؟؟
و نحن نعلم // أن الذي يهدي رجل ما إلي الإسلام
يأخذ أجر الدعوة و أجر كل عمل صالح يقوم به الذي إهتدى علي يده
فأنا على علم بعائلة - كان الأب فيها ينفر أبنائه من الدين كله
ولا يرضى الحجاب لبناته - و لا الإلتزام و الصلاة لأبنائه - بل كان و العياذ بالله يسخر من الحج
و بقية العبادات - و يزعم بأنها خزعبلات - و لا يرضى بسماع القرآن ولا يحب المشايخ و ... الخ
و بعد وفاته - كان أبناءه على خلاف ما أراد - لله الحمد و المنة
فالبنات - متحجبات مصليات طائعات خيرات و الأنباء كذلك - لله الحمد و المنة
فهل هداية أبناءه كانت من عمله (عمل الأب)!!!؟؟؟
طبعا -لا يا أخي الحبيب
هناك شرط جوهري في رواية النبي عليه الصلاة و السلام
هذا الشرط هو أن تكون الأعمال الجاريه بعد الممات من عمل الميت لا من عمل غيره
فالصدقة الجارية من مال الميت لا من مال غيره
و العلم الذي أنتفع به من علمه لا من علم غيره
ولد صالح يدعو له - صلاح هذا الولد كان من عمله لا من عمل غيره
و الدعاء من عمل الحي - و هو الذي يأجر عليه لا الميت
فائدة للأخ الحبيب " عبدالله الأثري " تبين أننا مأمورين بالدعاء للمسلمين
فلذلك الدعاء لأموات المسلمين يأجر عليه الداعي - الحي
ليس في ذكر دعاء الولد الصالح ما يستنكر فإن الدعاء ينفع الميت و لو كان من غير ولده بل و لو كان من أبعد الناس منه نسبا أو زمانا أو مكانا
ألا ترى إلى قول الله تبارك و تعالى {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌٌ}
فوصف الله هؤلاء الأخيار بأنهم يدعون لإخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان و يدخل في ذلك الأموات و الأحياء على حدٍّ سواء
بل ألا ترى إلى قول النبي صلى الله عليه و سلم (ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاًَ إلا شفعهم الله فيه)
فأنت ترى ـ وفقك الله ـ إلى أن الدعاء ينفع الإنسان و لو كان من غير ولده فلماذا خص الحديث بذكر الولد دون سواه؟؟!!
و أختم كلامي بقول الله سبحانه و تعالى
بآيتين كريمتين توضحان أن الأعمال هي التي يسعى لها الإنسان في حياته
((أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38) وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى)) [النجم/38 - 40]
((فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى)) [النازعات/34، 35]
/////////////////////////////////////////////////
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[راكان العنزي]ــــــــ[10 - 02 - 2008, 03:22 ص]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(إذا مات الإنسان - إنقطع عمله إلا من ثلاث
صدقة جارية - علم ينتفع به - ولد صالح يدعو له) أو كما قال عليه الصلاة و السلام
إخواني الأعزاء
أريد أن أعرف الفرق بين كلمة " ولد " و بين كلمة " إبن "
لكي أفهم الحديث النبوي (ولد صالح يدعو له)
بمعنى أخر
ماذا لو إستبدلت كلمة " ولد " في الحديث أعلاه بـ " ابن "
ليصبح هكذا (ابن صالح يدعو له)
فلقد سمعت للداعية " محمد هداية " كلام رائع
فهو يقول بأن كلمة (ولد) تصح لأي ولد علمته و ساهمت بإصلاحه
أي لا يشترط أن تكون أباه
لأن العدل الإلهي ينافي أن يحرم الله سبحانه و تعالى
الرجل أو المرأة العقيم (الذين لا ينجبون) من الأعمال الجارية بعد الممات
/////////////////////////////////////////////////
الأولاد تطلق عرفا على أولاد الأبناء بخلاف الأبناء فإنها تطلق عليها بدليل دخول الحفدة في المستأمن على أبنائه فبينهما عموم وخصوص وجهي فلا يلزم من تناول لفظ الابن له تناول لفظ الولد له أيضا ولا يطلق الابن إلا على الذكر بخلاف الولد
الكليات
معجم في المصطلحات والفروق اللغوية،
تأليف: أبو البقاء أيوب بن موسى الحسيني الكفومي،
عدد الأجزاء / 1
دار النشر: مؤسسة الرسالة - بيروت - 1419هـ - 1998م.،
تحقيق: عدنان درويش - محمد المصري
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[10 - 02 - 2008, 01:15 م]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك يا أخي على التوضيح
و لكن
ماذا عن تأويل الحديث (ولد صالح يدعو له)!!!؟؟
فهل يجوز أن نقول بأن الـ ولد الصالح
ليس بالضرورة ابن له
أي
هل يصح تأويل كلمة الـ ولد التي في الرواية
على من ترعاه و تساهم في تربيته و تعليمه و إصلاحه أم لا يصح لغويا!!؟؟
جزاكم الله خيرا
/////////////////////////////////////////////////
ـ[تأبط شعرا]ــــــــ[17 - 03 - 2008, 12:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إسمحولى أن أظيف هذه اللطيفة
زيادة على ماذكره الأخ راكان العنزي نقلا من كتاب معجم الفروق اللغوية
الولد تطلق على أبناء الصلب فقولك "هذا ولدي يعني "ابن صلبك ولدته ويدخل في ذلك الأحفاد
وقولك" هذا ابني وبني" قد يكون صلبا أو متبنى
وفي قصة راهب بصرى مع أبي طالب لما سأله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "هذا ابني"
والله أعلم(/)
أنواع الحشو عند البلاغيين
ـ[محمد سعد]ــــــــ[04 - 02 - 2008, 06:01 م]ـ
بين أبو هلال العسكري (ت 395هـ) أن "الحشو على ثلاثة أضرب: اثنان منها مذمومان، وواحد محمود" (1). فأحد المذمومين هو إدخالك الكلام لفظاً لو أسقطته منه لكان الكلام تاماً مثل قول الشاعر:
أنعي فتى لم تذرَّ الشمسُ طالعة=ـ يوماً من الدهر ـ إلا ضرّ أو نفعافقوله: (يوما من الدهر) حشو لا يحتاج إليه البيت إلا لإقامة الوزن، أما من حيث المعنى فهو مذموم؛ لأن الشمس لا تطلع ليلاً، ومنه قول بعض بني عبس عن ابن الأعرابي:
أبَعْدَ بني بكر أُؤمِّل مقبلا=من الدهر أو آسي على إثر مُدْبِر
وليس وراء الفوت شيء يرده =عليك إذا ولَّى سوى الصّبر فاصبر
أولاك بنو خير وشرِّ كليهما =جميعاً ومعروفٍ ـ أريدَ ـ ومنكرفقوله: (أريد) حشو وزيادة، وقوله (كليهما) يكاد يكون حشواً، وليس به بأس" (2)
والضرب الآخر المذموم: هو الإتيان بكلام طويل لا فائدة في طوله، ويمكن أن يعبر عنه بأقصر منه3)) مثل قول النابغة الذبياني (4):
تَبَيَّنْتُ آياتٍ لها فَعَرفْتُها=لستَّة أعوامٍ وذا العام سابع
والأفضل قوله (لسبعة أعوام) فحشا البيت بما لا وجه له. وهذه زيادة في الكلام لغير فائدة. وزيادة الحشو نوعان: زيادة متعينة وهي المقصودة في هذا الباب ويطلق عليها حشو، ودلالتها إفساد المعنى كما مرّ من أمثلة، ومنها قول المتنبي (5):
ولا فضل فيها للشجاعة والنّدى=وصبر الفتى لولا لقاء شعوب (6)
فلفظة (الندى) حشو سخيف أفسد المعنى.
وأمَّا عدم إفساد المعنى فقول زهير (7)
وأعلمُ علم اليوم والأمس قبله =ولكنني عن علم ما في غدٍ عمِ
فلفظة (قبله) لم تفسد المعنى ولكنها حشو.
وقول أبي العيال بن أبي عنترة الخفاجي (8)
ذكرت أخي فعاودني=صداع الرأس والوَصَب
فإن لفظة (الرأس) فيه حشو لا فائدة فيه، لأن الصداع لا يستعمل إلا في الرأس، وليس بمفسد المعنى وزيادة غير متعينة بمعنى أن الزائد في الكلام غير متعين ويختص هذا باسم التطويل، كقول عدي بن زيد العبادي (9)
وقَدَّدَت الأديم لراهِشيْه=وألفى قولها كذباً وَمَيْنَاً
فإن الكذب والمين واحد.
أما الضرب المحمود فنحو قول كثير عزّة (10)
لَوَ انَّ الباخلين ـ وأنت منهم ـ =رأوك تعلموا منك المطالافقوله (أنت منهم) حشو إلا أنه مليح ويسمي أهل الصنعة هذا الجنس اعتراض كلام في كلام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هلال العسكري، كتاب الصناعتين، تحقيق: علي محمد البجاوي وزميله، المكتبة العصرية، بيروت، 1998م، ص 48.
(2) أبو هلال العسكري، الصناعتين، ص 48.
(3) رجع السابق ص 48.
(4) وان النابغة الذبياني، ص 52.
(5) وان المتنبي، مصطفى سبيتي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1986م، 2/ 73.
(6) دى لأن المعنى لا فضل في الدنيا للشجاعة والصبر والندى لولا الموت، وهذا الحكم صحيح في الشجاعة دون الندى؛ لأن الشجاع لو علم أنه يخلد في الدنيا لم يخش الهلاك في الإقدام فلم يكن لشجاعته فضل، بخلاف باذل المال فإنه لو علم أنه يموت هان عليه بذله. وانظر: الإيضاح في علوم البلاغة، القزويني، تحقيق عبد الحميد هنداوي، مؤسسة المختار، القاهرة، ط 1999، 1ن، ص 174.
(7 شرح ديوان زهير بن أبي سلمى، صنعة الإمام أبي العباس أحمد بن يحيى الشبياني، دار الكتب العلمية، ط 2، 1955م، ص 29.
(8 ابن رشيق القيرواني، العمدة، 2/ 117.
(9 ديوان عدي بن زيد العبادي، تحقيق: محمد جبار المعيبد، دار الجمهورية للنشر والطبع، بغداد، 1965م، ص 183، ويروى (وقدّمت الأديم).
10ديوان كثير عزة، جمعه: إحسان عباس، دار الثقافة، بيروت، 1971م، ص 507.(/)
ما نوع الصور البيانية الواردة في هذا البيت الشعري؟؟ أرجو المساعدة ...
ـ[رشيدة]ــــــــ[06 - 02 - 2008, 10:59 م]ـ
:::
قال الشاعر علي الجارم:
أطلت الآم من جحره ... ولفت الأسقام في طمره
ـ[هرمز]ــــــــ[07 - 02 - 2008, 08:15 م]ـ
سلام هذا من قصيدة الشريد للجارم" فيه استعارتان مكنيتان:
في قوله أطلت الآلام. و لفت الأسقام.
المشبه/ الآ لام
المشبه به: كائن حي حية مثلا تطل من جحرها.
القرينة: يطل.
الجامع: الظهور فجأة.
المشبه: الا سقام
المشبه به: شيء مادي يلف.
القرينة: لفت مبني للمجهول.
الجامع: الا حاطة من كل جانب.
و الله أعلم.(/)
كتاب البلاغة الواضحة سؤال وجواب
ـ[محمد سعد]ــــــــ[08 - 02 - 2008, 12:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب البلاغة الواضحة (سؤال وجواب)
شرح فضيلة الشيخ
د/ ناصر بن عبد الرحمن الخنين
إخواني في منتدى الفصيح الكرام أحببت أن أقدم لكم كتاب البلاغة الواضحة على شكل سؤال وجواب وسوف أترك المجال لشارح الكتاب ليقدم لنا لماذا اختار هذا الكتاب يقول:
س (1) / لماذا تم اختيار كناب البلاغة الواضحة؟
(1) لأن هذا الكتاب مختصرا ولإختلاف أجناس ومستويات الذين يتابعون الدروس
(2) وهذا الكتاب بسط القواعد وسهلها ويسرها وضرب أمثلة ونماذج عليها وكون هذا الكتاب منتشرًا في مكتبات العالم العربي وسهل الحصول عليه.
إذا راقت لكم الفكرة سجلوا رأيكم لنبدأ في دروسه، ومن الله التوفيق
ـ[محمد سعد]ــــــــ[08 - 02 - 2008, 12:35 م]ـ
أرجو حذف إحدى المشاركتين لحصول خطأ عند الإرسال
مع الشكر الجزيل
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[08 - 02 - 2008, 01:32 م]ـ
تم الأمر أبا فادي(/)
سؤال شغل فكري
ـ[عزّي إيماني]ــــــــ[11 - 02 - 2008, 05:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة للجميع:)
عندي تساؤل ربما يكون غريبًا لكنه خطر على بالي مع ساعات فجرهذا اليوم: p
سؤالي يتعلق بخصوص صيغة الدعاء ..
مثال
وفقك الله .. رعاك الله .. بارك الله فيك
نجد أنها جاءت بصيغة الماضي مع أن معناها يقع في المستقبل .. لماذا؟
ألا يصح أن نقول
يرعاك الله مثلا .. : rolleyes:
أم أن صيغة الماضي ملزمة عند أي دعاء
ـ[عزّي إيماني]ــــــــ[11 - 02 - 2008, 05:14 م]ـ
"رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ "
"لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ "
"رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ "
ـ[عزّي إيماني]ــــــــ[11 - 02 - 2008, 05:18 م]ـ
((وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ))
"رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"
" رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ"
"رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء"
"رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَِ"
"رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ"
ـ[أبو طارق]ــــــــ[11 - 02 - 2008, 05:46 م]ـ
لو اطلعتِ على علم المعاني لكفاكِ ذلك
هذه الجمل خبرية في لفظها وظاهرها , إنشائية في معناها ومضمونها
ومثل هذا النوع يفيد الدعاء كأن نقول: رحمه الله , غفر الله له. ونحن في الحقيقة نقصد بها الدعاء , ولم نرد بها حقيقة الخبر.
وانظري إلى الفرق بين قولنا: جاء فلان. وبين: رحم الله فلانًا.
فالجملة الأولى خبرية لفظًا ومعنى. لفظًا لأنها تحتمل الصدق وعدمه. ومعنى لأننا قصدنا مجيئه حقيقة. فهذه جملة خبرية.
أما الجملة الثانية: رحم الله فلانًا: فهي جملة خبرية في لفظها , ولكن لم نقصد بها إلا الدعاء. والدعاء من جمل الإنشاء.
وباختصار: الجمل تنقسم إلى قسمين:
جمل خبرية: وهي التي تحتمل الصدق وعدمه. مثل: الرجل طويل: الطالب يقرأ. مات الرجل
وجمل إنشائية: وهي التي لا تحتمل الصدق وعدمه. مثل الجمل الدعائية , والاستفهامية. والجمل الدالة على أمر أو طلب.
نظري (غير مأمورة) علم المعاني , باب الخبر والإنشاء.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[12 - 02 - 2008, 03:08 م]ـ
أشكرك (عزي إيماني) لقد سألت وأفدت فلاحرمنا الله هذه المشاركات النافعة.
ـ[عزّي إيماني]ــــــــ[13 - 02 - 2008, 09:56 ص]ـ
لو اطلعتِ على علم المعاني لكفاكِ ذلك
هذه الجمل خبرية في لفظها وظاهرها , إنشائية في معناها ومضمونها
ومثل هذا النوع يفيد الدعاء كأن نقول: رحمه الله , غفر الله له. ونحن في الحقيقة نقصد بها الدعاء , ولم نرد بها حقيقة الخبر.
وانظري إلى الفرق بين قولنا: جاء فلان. وبين: رحم الله فلانًا.
فالجملة الأولى خبرية لفظًا ومعنى. لفظًا لأنها تحتمل الصدق وعدمه. ومعنى لأننا قصدنا مجيئه حقيقة. فهذه جملة خبرية.
أما الجملة الثانية: رحم الله فلانًا: فهي جملة خبرية في لفظها , ولكن لم نقصد بها إلا الدعاء. والدعاء من جمل الإنشاء.
وباختصار: الجمل تنقسم إلى قسمين:
جمل خبرية: وهي التي تحتمل الصدق وعدمه. مثل: الرجل طويل: الطالب يقرأ. مات الرجل
وجمل إنشائية: وهي التي لا تحتمل الصدق وعدمه. مثل الجمل الدعائية , والاستفهامية. والجمل الدالة على أمر أو طلب.
نظري (غير مأمورة) علم المعاني , باب الخبر والإنشاء.
بارك الله فيك أخي الفاضل وجزاك عني خير الجزاء وأسكنك نزل الشهداء
وفقكم الله
ـ[عزّي إيماني]ــــــــ[13 - 02 - 2008, 09:57 ص]ـ
أشكرك (عزي إيماني) لقد سألت وأفدت فلاحرمنا الله هذه المشاركات النافعة.
بارك الله فيك أخي .. أحمد الله على وجودي بينكم.
دام فضلكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو طارق]ــــــــ[13 - 02 - 2008, 06:37 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل وجزاك عني خير الجزاء وأسكنك نزل الشهداء
وفقكم الله
جزاكِ الله خيرًا أخيَّة
وتقبل الله منكِ
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[22 - 02 - 2008, 11:10 م]ـ
تحية ودّ ومحبّة لجميع المشتركين في الموضوع ..
وبارك الله في أخينا الحبيب "أبو طارق" على جوابه الوافي، ونفعنا بعلمه ..(/)
لله يا محسنين
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[15 - 02 - 2008, 06:14 م]ـ
لله يا محسنين ... وأكون من الشاكرين ... هل من ممتن علي ... ومقدم يد العون إلي ... أريد من إخواني ... طلبا واحدا لا ثاني ... شرح مقامات الحريري ... ويكون المعطي أميري.
أكون له شاكرا ..
فلا تنسوني إخوتي وأحبائي الفصحاء ضروري جدا
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[17 - 02 - 2008, 09:57 م]ـ
شرح مقامات الحريري لمحمد بن أبي بكر الرازي ..
للتحميل: اضغط هنا ( http://www.wadod.com/open.php?cat=18&book=258) .
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[18 - 02 - 2008, 11:12 ص]ـ
مشكور أخي الحبيب لؤي وجعل الله إرشادك هذا في ميزان حسناتك.
وأرجو من الذين لديهم معرفة عن مكان شرح للشريشي على المقامات الحريرية أن يدلني وله مكافأة غالية جدا ........................ أؤجل ذكرها حتى يدلني.
ـ[محمداقبال]ــــــــ[20 - 02 - 2008, 01:03 ص]ـ
السلام عليكم
هنا تجد الجزء الاول من شرح الشريشي ( http://al-mostafa.info/data/arabic/depot3/gap.php?file=i000036.pdf)
وهنا الجزء الثاني ( http://al-mostafa.info/data/arabic/depot3/gap.php?file=i000037.pdf)
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[20 - 02 - 2008, 01:56 ص]ـ
لقد دخلت الموضوع صائحاً بالبشرى بتلبية طلبك مهما كان وقبل ان أعرفه
ولكن وجدت الأخوه قد كفوني
فالحمد لله الذي كفاني شر الخيبه والعجز
ـ[عبد الرحمن الأزهري]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 02:24 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي محمد إقبال وأسأل الله أن ييسر لك أمرك وأن يشرح لك صدرك وان يرفع في الجنة درجتك وأن يخولك علما ينفعك.
وهذه هي جائزتك دعوة عسى الله أن يتقبلها.
وجزاك الله خيرا أخي الأحيمر.(/)
الفرق بين الاسم والفعل في القران الكريم.
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 08:51 م]ـ
الاسم يدل على الثبات والدوام ألا ترى أن صفات الله سبحانه وتعلى كلها اسماء أي أنها ثابته لله عز وجل، أما الفعل فيدل على التغير والزوال.
سوف أتشهد بمثالين: ـ
قال تعالى (إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله) فهنا كلمة يضل فعل أي أنها غير ثابتة ويمكن أن تتغير فقد يهتدي.
قال تعالى (إن الشيطان عدو مضل مبين) فهنا مضل اسم وذلك لأنها صفة ثابته دائمة للشيطان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال تعالى (وكلبهم باسط ذراعيه)
هنا يسأل سائل هل كان الكلب يتحرك في الكهف؟ أو إنه كان ثابتاً على حاله واحده؟؟؟
الجواب / كلمة باسط اسم أي أنها تدل على الثبات والدوام فالكلب كان ثابت على هذه الحاله ولم يتحرك.
ولو أنه جل وعلا قال (زكلبهم يبسط ذراعيه) لكانت كلمة تبسط فعل تدل على التغير فيدل على أن الكلب تتغير حركته وصفته.
والله أعلى و أعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[23 - 02 - 2008, 12:00 ص]ـ
بارك الله فيك أخي محمد ..
وهنا ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6555) تجد مزيداً من التحرير في المسألة ..
ـ[مهاجر]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 03:00 ص]ـ
جزاكما الله خيرا أيها الكريمان ونفع بكما.
وقد اجتمع الأمران في قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ).
فالصف هو الأصل في الطيران، فجاء بصيغة الاسم، والقبض هو: الفرع عند تغيير اتجاه الطيران، فجاء بصيغة الفعل.
والله أعلى وأعلم.
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 01:13 ص]ـ
بارك الله فيكما.
وجزاكما الله خيرا على جهودكما الجبارة.
ـ[همس الشجون]ــــــــ[01 - 03 - 2008, 02:40 م]ـ
الاسم يدل على الثبات والدوام
قال تعالى (إن الشيطان عدو مضل مبين)
أخي الفاضل لا توجد آية بهذا الشكل
إنما توجد
{إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} يوسف5
وتوجد
{إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً} الإسراء53
ولو أنه جل وعلا قال (زكلبهم يبسط ذراعيه)
والله أعلى و أعلم
أسأل الله سبحانه أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى(/)
ما هو الفرق بين مطلع الشمس ومشرقها؟؟؟؟
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[19 - 02 - 2008, 09:08 م]ـ
قال تعالى في سورة الكهف (بلغ مطلع الشمس) ولم يقل مشرق الشمس بينما قال مغرب الشمس فما الحكمة في ذلك وهل هناك فرق بين مطلع الشمس ومغربها.
و الله أعلم
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[20 - 02 - 2008, 02:18 ص]ـ
إذا اعتبرنا أن مطلع ومغرب اسمي زمان لا اسمي مكان
والله أعلم أعتقد أنه وصل وقت طلوع الشمس لكنه لم يصل إلى الشرق بالنسبة إلى الأرض مما يعني أن رحلته لم تكن من مشرق الأرض إلى مغربها أو العكس بل رحل حتى أدركه الغروب في مكان ثم رحل أخرى حتى أدركه وقت طلوع الشمس في مكان آخروهذه الأمكنة التي مر عليها ليست في الشرق أو في الغرب وجوبا بل ربما في مكان محدد كالعراق مثلا أو من البحر المتوسط حتى جبال الهند.
قد تقول أن مغرب اسم مكان بدليل قوله (وجدها تغرب في عين حمئة) وأقول أن هذه الآية مع رأيي وليست ضده لأن الشمس لا تغرب في مكان حقيقة وهي أكبر من الأرض فكيف تغرب في مكان فيها مما يعني أن المقصود زمان غروب الشمس ومما يدعم رأيي اختيار ابن حيان لتعليق (في عين) بالفعل وجدها لا بالفعل تغرب وهذا الرأي له وجاهة وإن كان يبدو تكلفا.
إذن قال مطلع أي وقت طلوع الشمس ولم يقل مشرق لأنه ليس في المشرق والله أعلى وأعلم
يبقى هذا اجتهادا شخصيا وأنا أراه مناسبا للرد على الشبهة في هذه الآية
ـ[حمد]ــــــــ[20 - 02 - 2008, 03:11 م]ـ
قال الزجاج: يقال: شرقت الشمس إذا طلعت / وأشرقت إذا أضاءت. انتهى
ففي رأيي أنّ الفرق بين: مشرق الشمس ومطلع الشمس.
أنّ مشرق الشمس، هو: المكان الذي يكتمل فيه إضاءتها , وهو بعد الطلوع.
أما مطلع، فهو: مكان طلوعها.
فلذلك عُبِّر في الآية بمطلع الشمس
أما الشبهة الواردة مشرفنا القاسم ـ فالجواب عليها:
هو أنّ الأرض بيضاوية الشكل، وليست دائرية بشكل تام.
فلذلك، هناك خطان في الأرض: لا تكون فيهما الشمس مشرقة ومغربة في نفس الوقت.
ولا أعلم أين قرأت بعضاً من هذا الجواب، وهو يوجد في الشبكة.
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 11:56 ص]ـ
أخي العزيز حمد
عندما تقول مكان طلوعها ومكان شروقها فأنت تقوله وأنت تعلم أن الشمس لاتشرق ولا تغرب وإنما يحدث لها ذلك بسبب دوران الأرض حول محورها.
أيضا تقول
أنّ مشرق الشمس، هو: المكان الذي يكتمل فيه إضاءتها , وهو بعد الطلوع.
لو سألتك أين هذين المكانين فلن تجدهما وأفهم من كلامك أن شروق الشمس بعد طلوعها وهذا يحسب بالزمن لا بالمكان
الحديث الان ليس عن مكان الطلوع والشروق و الغروب.
لأن ذا القرنين لو طاف الأرض كلها لم يجد هذين المكانين لكنه سيجد زمان الشروق والغروب في كل مكان على الأرض.
فالذي أريد أو أوصله إليك أن ذا القرنين سار يومه كله حتى وصل وقت الغروب إلى مكان فيه عين حمئة ثم سار ليلته حتى أدركه وقت طلوع الشمس. ولا يلزم أن يكون في شرق الأرض ولا في غربها بل في أي مكان وحتى لو كانت رحلته من الشمال إلى الجنوب أو العكس.
لقد وردت كلمة مطلع في القرآن في سورة القدر
قال تعالى (سلام هي حتى مطلع الفجر)
ويبدو لنا واضحا أن المقصود زمن طلوع الفجر والحديث عن ليلة القدر وهي ليلة من شهر من الزمن.
لذا إن كنت تتحدث عن اسم الزمان فلنجد له قرينة تدل على الزمن كما وجدناها في سورة القدر. وكذلك لاسم المكان فإن كنت تقول أن مغرب ومطلع اسمي مكان فلنذهب سويا في رحلة لنبلغهما كما بلغهما ذو القرنين وأخبرك أننا سندور في دائرة وننتهي إلى المكان الذي بدأنا منه وسنظل نرى الشمس تطلع وتغرب في كل مكان إذن فلا قرينة تدل على أن المقصود مكان معين بل المكان الذي أدركه غروب الشمس فيه أو كما قال المفسرون حد اليابسة المعروف ذلك الزمان
ونحن نسمي الصلاة في ذلك الوقت الذي تغرب فيه الشمس صلاة المغرب نقصد الوقت لا المكان الذي تغرب فيه.
لذا فأنا أرى أن ذو القرنين سار حتى أدركه الغروب عند عين من العيون ثم أكمل مسيره في أي اتجاه كان حتى أدركه وقت طلوع الشمس عند قوم لا ستر لهم من الشمس ثم سار حتى بلغ بين السدين.
هذا رأيي الخاص فلا أدعي صوابه ولربما هو خطأ.
والله أعلم
ـ[حمد]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 03:07 م]ـ
أهلاً بك مشرفنا
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا بحث قريب عن حديث سجود الشمس تحت العرش كل يوم:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6317
وعند محاذاتها لباطن العرش فإنها تكون عندئذٍ مقابل سمت أو حد من الأرض يحدث عند مواجهته السجود المذكور. ولكن هذا السمت أو الحد أو المنتهى - كما قال الإمام ابن عاشور- لا قِبَل للناس بمعرفة مكانه. قال رحمه الله في "التحرير والتنوير" في تفسير قوله تعالى "والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم": ((وقد جعل الموضع الذي ينتهي إليه سيرها هو المعبر عنه بتحت العرش وهو سمت معيّن لا قبل للناس بمعرفته، وهو منتهى مسافة سيرها اليومي، وعنده ينقطع سيرها في إبان انقطاعه وذلك حين تطلع من مغربها، أي حين ينقطع سير الأرض حول شعاعها لأن حركة الأجرام التابعة لنظامها تنقطع تبعاً لانقطاع حركتها هي وذلك نهاية بقاء هذا العالم الدنيوي)) ا. هـ.
وقال الحافظ – رحمه الله - في الفتح في شأن المحاذاة التحتية (وأما قوله " تحت العرش " فقيل هو حين محاذاتها. ولا يخالف هذا قوله: (وجدها تغرب في عين حمئة) فإن المراد بها نهاية مدرك البصر إليها حال الغروب)
وقال الطيبي رحمه الله - كما نقله صاحب تحفة الأحوذي - بشأن حقيقة الاستقرار (وأما قوله مستقرها تحت العرش فلا يُنكَر أن يكون لها استقرار تحت العرش من حيث لا ندركه ولا نشاهده , وإنما أخبر عن غيب فلا نكذبه ولا نكيفه. لأن علمنا لا يحيط به (.
وهذا السمت أو الحد أو المنتهى المعبر عنه في الحديث بحرف "حتى" للدلالة على الغاية والحد فهو كالسمت (ولا أقول هو السمت الذي في الحديث) الذي نصبه الجغرافيون على الخارطة الأرضية ويسمونه خط الطول الممتد من أقصى شمال الأرض إلى أقصى جنوبها فإذا حاذت الشمس هذا السمت الذي هو منتهى سيرها اليومي مع محاذاتها في ذات الوقت لمركز باطن العرش فإنها تسجد سجودا على الكيفية التي لا يلزم منها أن توافق صفة سجود الآدميين وعلى هيئة لا تستلزم استنكار الناس من أمرها شيئا كما جاء في الحديث (ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا).
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 10:53 م]ـ
اخي العزيز حمد لم افهم الذي تريد أن توصله إلي عبر مشاركتك الأخيرة أرجو التوضيح
ـ[حمد]ــــــــ[22 - 02 - 2008, 07:42 ص]ـ
الذي أقصده أنّ للشمس مكاناً تنتهي إليه كل يوم لتسجد تحت العرش. فتستأذن فيؤذن لها.
وكونها تستأذن للطلوع مرة أخرى -كما هو ظاهر الحديث-.
يدل ذلك على أنّ لها مطلعاً ومغرباً.
وقد بيّن الباحث -كما لوّنت بالأزرق كلامه- بأنّ ذلك لا يخالف دوران الأرض.
قد تعترض عليّ مشرفنا: بأنّك لا تسلّم بأنّ استئذانها هو للطلوع بل هو لإكمال مسيرها.
فالجواب: أنّ بقية الحديث يدل على ما ذكرتُ (يقال لها: ارجعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها)
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[22 - 02 - 2008, 02:43 م]ـ
السلام عليكم أخي الكريم
لا أحد من أولي الألباب ينكر أن الشمس في مكان وليس هذا ما نتحدث عنه فهي في مكان مقدر خلقها الله فيه وتتحرك بحركة دائبة حتى تأتي مستقرها الذي قدره الله لها سبحانه.
نحن نتكلم عن مكان في الأرض بلغه ذو القرنين بما آتاه الله سبحانه من أسباب لا عن مكان الشمس الحقيقي فهذا لا يبلغه أحد وإلا لاحترق قبل أن يصل إليه.
السؤال بوضوح هل هناك في الأرض مكان تطلع منه الشمس وآخر تغرب فيه.
أما عن الحديث الشريف فهو مجمل لا يبين هيئة سجودها ولا وقته ولا مكانه وإن كنا نستطيع القول أنها تسجد بعد غروبها في المدينة المنورة لأن الحديث الشريف قيل بعد غروبها هناك لكن هذا ليس موضوعنا هنا.
لاشك بأن للشمس مطلعا ومغربا لكن هل هما مكانان على الأرض أم شيئان لا نعلمهما وهل هما المقصودان في الآيات الكريمة.
فإن كانا في الأرض فهل يسعنا أن نبلغهما كما بلغهما ذو القرنين.
وإن كانا غير ذلك خارج الأرض فالله أعلم ولكن كيف وصل إليهما ذو القرنين.
هل إذا قيل مطلع ومشرق ومغرب يقصد بهما جهتي الشرق والغرب أم شيء آخر.
هل يستحيل أن تكون مطلع ومشرق ومغرب أسماء زمان مرة ومكان مرة أخرى.
آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله لا إله إلا هو.
بورك فيك أخي الكريم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[23 - 02 - 2008, 12:20 ص]ـ
ما أجمل السياحة مع هذه الأفكار ..
بارك الله فيكم ..
ورأي أبي يزن موفّق بإذن الله .. فإنّه من الملاحظ أنّ غروب الشمس لم يُقابَل في القرآن المجيد إلا مع طلوعها، وهو من الطباق البديع ..
قال تعالى: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا) [طه: 130].
وقال تعالى: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ) [ق: 39].
وقال تعالى: (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ ... حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ ... ) [الكهف: 86 - 90].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 09:13 م]ـ
:::
قال تعالى: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا (90)} الكهف.
السلام عليكم
الحقيقة أن هذه المسألة من المسائل التي تُشغل العقل والفكر معاً.
فذو القرنين وحسب الآيات الكريمة ذهب إلى أماكن ولها علامات وعرَّفها الله حيث أضاف الشمس مرة إلى المغرب ومرة إلى المشرق. ولكن هذا التعريف غير كافٍ، وذلك لأن هذه المُعَرِّفَةِ تنطبق على كل مغرب ومطلع في الدنيا.
وسنبدأ ببحث مطلع الشمس، قال تعالى: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا (90)}.
وفيها مسائل:
المسألة الأولى:
أسماء هؤلاء القوم
جاء في تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ):
{حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ} قرىء بكسر اللام، وقرىء بفتح اللام، وفي اختلافهما وجهان:
أحدهما: معناهما واحد.
الثاني: معناهما مختلف. وهي بفتح اللام الطلوع، وبكسرها الموضع الذي تطلع منه. والمراد بمطلع الشمس ومغربها ابتداء العمارة وانتهاؤها.
{وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْراً} يعني من دون الشمس ما يسترهم منها من بناء أو شجر أو لباس. وكانوا يأوون إذا طلعت عليهم إلى أسراب لهم، فإذا زالت عنهم خرجوا لصيد ما يقتاتونه من وحش وسمك.
قال ابن الكلبي: وهم تاريس وتأويل ومنسك.
وهذه الأسماء والنعوت التي نذكرها ونحكيها عمن سلف إن لم تؤخذ من صحف النبوة السليمة لم يوثق بها، ولكن ذكرت فذكرتها. وقال قتادة. هم الزنج. انتهى.
المسألة الثانية:
نفي وجود أي ستر لهم من الشمس، مثل الأسراب، وغيرها.
جاء في تفسير روح المعاني/ الالوسي (ت 1270 هـ):
{حَتَّى? إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ ?لشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى? قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُمْ مِّن دُونِهَا سِتْراً}
وأنت تعلم أن مثل هذه الحكايات لا ينبغي أن يلتفت إليها ويعول عليها وما هي إلا أخبار عن هيان ابن بيان يحكيها العجائز وأمثالهن لصغار الصبيان، وعن وهب بن منبه أنه يقال لهؤلاء القوم منسك، وظاهر الآية لوقوع النكرة فيها في سياق النفي يقتضي أنهم ليس لهم ما يسترهم أصلاً وذلك ينافي أن يكون لهم سرب ونحوه، وأجيب بأن ألفاظ العموم لا تتناول الصور النادرة فالمراد نفي الساتر المتعارف والسرب ونحوه ليس منه، وأنت تعلم أن عدم التناول أحد قولين في المسألة، وقال ابن عطية: الظاهر أن نفي جعل ساتر لهم من الشمس عبارة عن قربها إليهم وتأثيرها بقدرة الله تعالى فيهم ونيلها منهم ولو كانت لهم أسراب لكان لهم ستر كثيف انتهى، وحينئذ فالنكرة على عمومها، وأنا أختار ذلك إلى أن تثبت صحة أحد الأخبار السابقة.
المسألة الثالثة:
محاولة تحديد مكان مطلع الشمس
جاء في تفسير في ظلال القرآن/ سيد قطب (ت 1387 هـ)
وما قيل عن مغرب الشمس يقال عن مطلعها. فالمقصود هو مطلعها من الأفق الشرقي في عين الرائي. والقرآن لم يحدد المكان. ولكنه وصف طبيعته وحال القوم الذي وجدهم ذو القرنين هناك: {حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها ستراً} .. أي إنها أرض مكشوفة، لا تحجبها عن الشمس مرتفعات ولا أشجار. فالشمس تطلع على القوم فيها حين تطلع بلا ساتر .. وهذا الوصف ينطبق على الصحارى والسهوب الواسعة. فهو لا يحدد مكاناً بعينه. وكل ما نرجحه أن هذا المكان كان في أقصى الشرق حيث يجد الرائي أن الشمس تطلع على هذه الأرض المستوية المكشوفة، وقد يكون ذلك على شاطئ إفريقية الشرقي. وهناك احتمال لأن يكون المقصود بقوله: {لم نجعل لهم من دونها سترا} إنهم قوم عراة الأجسام لم يجعل لهم ستراً من الشمس ..
ولقد أعلن ذو القرنين من قبل دستوره في الحكم، فلم يتكرر بيانه هنا، ولا تصرفه في رحلة المشرق لأنه معروف من قبل، وقد علم الله كل ما لديه من افكار واتجاهات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونقف هنا وقفة قصيرة أمام ظاهرة التناسق الفني في العرض .. فإن المشهد الذي يعرضه السياق هو مشهد مكشوف في الطبيعة: الشمس ساطعة لا يسترها عن القوم ساتر. وكذلك ضمير ذي القرنين ونواياه كلها مكشوفة لعلم الله .. وكذلك يتناسق المشهد في الطبيعة وفي ضمير ذي القرنين على طريقة التنسيق القرآنية الدقيقة.
المسألة الرابعة:
تحديد ماهية الستر الذي حرمهم الله منه:
جاء في تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
قوله تعالى: {مَطْلِعَ ?لشَّمْسِ .. } [الكهف: 90] كما قلنا في مغربها، فهي دائماً طالعة؛ لأنها لا تطلع من مكان واحد، بل كل واحد له مطلع، وكل واحد له مغْرب حسب اتساع الأفق.
ثم يقول تعالى: {وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى? قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُمْ مِّن دُونِهَا سِتْراً} [الكهف: 90] السِّتْر: هو الحاجز بين شيئين، وهو إما ليقينيَ الحر أو ليقينيَ البرد، فقد ذهب ذو القرنين إلى قوم من المتبدين الذين يعيشون عراة كبعض القبائل في وسط أفريقيا مثلاً، أو ليس عندهم ما يسترهم من الشمس مثل البيوت يسكنونها، أو الأشجار يستظِلّون بها.
وهؤلاء قوم نسميهم " ضاحون " أي: ليس لهم ما يأويهم من حَرِّ الصيف أو بَرد الشتاء، وهم أُنَاسٌ متأخرون بدائيون غير متحضرين. ومثل هؤلاء يعطيهم الله تعالى في جلودهم ما يُعوِّضهم عن هذه الأشياء التي يفتقدونها، فترى في جلودهم ما يمنحهم الدفء في الشتاء والبرودة في الصيف.
وهذا نلاحظه في البيئات العادية، حيث وَجْه الإنسان وهو مكشوف للحر وللبرد، ولتقلبات الجو، لذلك جعله الله على طبيعة معينة تتحمل هذه التقلبات، على خلاف باقي الجسم المستور بالملابس، فإذا انكشف منه جزء كان شديدَ الحساسية للحرِّ أو للبرد، وكذلك من الحيوانات ما منحها الله خاصية في جلودها تستطيع أنْ تعيش في القطب المتجمد دون أن تتأثر ببرودته.
وهؤلاء البدائيون يعيشون هكذا، ويتكيفون مع بيئتهم، وتشغلهم مسألة الملابس هذه، ولا يفكرون فيها، حتى يذهب إليهم المتحضرون ويروْنَ الملابس، وكيف أنها زينة وسَتْر للعورة فيستخدمونها.
ونلاحظ هنا أن القرآن لم يذكر لنا عن هؤلاء القوم شيئاً وماذا فعل ذو القرنين معهم، وإنْ قِسْنا الأمر على القوم السابقين الذين قابلهم عند مغرب الشمس نقول: ربما حضَّرهم ووفَّر لهم أسباب الرُّقي.
وبعض المفسرين يروْنَ أن ذا القرنين ذهب إلى موضعٍ يومُه ثلاثة أشهر، أو نهاره ستة أشهر، فصادف وصوله وجود الشمس فلم يَرَ لها غروباً في هذا المكان طيلة وجوده به، ولم يَرَ لها سِتْراً يسترها عنهم، ويبدو أنه ذهب في أقصى الشمال.
=========================
مما سبق يتبين لنا أن ذا القرنين قد ذهب إلى مكان له صفة خاصة معرفة، وهي مطلع الشمس، فوجدها تطلع على قوم غريبين، قوم لا نعرف أسماءهم على وجه القطع والتأكيد، في مكان قد يكون أقرب إلى الشرق القديم وليس لهم من دون الشمس ستراً، وأقرب ما يُقال في الستر هو الثياب، أي أنه لا ثياب لهم تسترهم من حر الشمس وكذلك منطقتهم مكشوفة وحارة كما قد يُستشف من النص.
فما رأيكم؟(/)
مفهوم النظم وعلاقته بالبلاغة
ـ[تأبط شعرا]ــــــــ[20 - 02 - 2008, 03:20 م]ـ
:::
مفهوم النظم وعلاقته بالبلاغة
ماذا يعني النظم عند عبد القاهر؟
النظم عند عبد القاهر يعني ترتيب مفردات الكلام ترتيبًا خاصًّا وفقًا للعلاقات النحوية أو لمعاني النحو -كما يعبر في بعض الأحيان- وهذا الترتيب يقع بين معاني الألفاظ المفردة لا بين الألفاظ ذاتها، وإن كان لا بد من وقوع الترتيب فيها بالضرورة من حيث إنها إذا كانت أوعية للمعاني فإنها لا محالةَ وقوع الترتيب فيها بالضرورة، فإذا وجب لمعنًى أن يكون -أولًا- في النفس، وجب للفظ الدال عليه أن يكون مثله أولًا في النطق.
إن عبد القاهر جعل النظم همه، أو صرف جل همه في بيانه وإثباته في كتاب (دلائل الإعجاز) و (في أسرار البلاغة) أيضًا، وهو يرى أن الكلمة المفردة مجردة، أو أن الكلمات المفردة مجردة عن معاني النحو لا قيمة لها، ولا بد هنا من أن نشير أو أن نوضح بالمثال: حين نقول: فهم الطالب محاضرة، يرى عبد القاهر أن المقصود بهذه الجملة هو فهم الكلام كله، فهم المعنى مكتملًا وليس فهم كل كلمة من الكلمات على حدة، بدليل أنك إذا فرقت بين الكلمات -ولا سيما في جملة أو في تركيب الأكبر من الجملة الواحدة- لن يُسْتَطاع الفهم على نحو واضح، ثم إن الجملة التي أشرت إليها لا يمكن أن يكون القصد منها فهم كلمة "فهم" وحدها، وكلمة "الطالب" وحدها، وكلمة "المحاضرة" وحدها، بل لا بد من ضم الكلمات الثلاثة بعضها إلى بعض، وإقامة علاقة نحوية بينها.
الكلمة الأولى فعل يحتاج إلى فاعل، وهذا الفعل يحتاج أيضا إلى مفعول به، في ضوء هذه العلاقة الثلاثية بين الكلمات الثلاث يمكن فهم العبارة. هذا هو النظم في معناه البسيط جدًّا؛ ولذلك يقول عبد القاهر: إن معاني الكلمات المفردة مجردة عن معاني النحو لا قيمة لها، بل لا يتعلق الفكر بها؛ وكيف يتصور وقوع قصد منك إلى معنى كلمة من دون أن تريد تعليقها بمعنى كلمة أخرى، ومعنى القصد إلى معاني الكلم أن تُعْلِمَ السامع بها شيئًا لا يعلمه.
ومعلوم أنك -أيها المتكلم- لست تقصد أن تعلم السامع معاني الكلمة المفردة التي تكلمه بها؛ فلا تقول: خرج زيد. لتعلمَه معنى خرج في اللغة، ومعنى "زيد" كيف، ومحال أن تكلمه بألفاظ لا يعرف هو معانيها -كما تعرف- ولهذا لم يكن الفعل وحده من دون الاسم، ولا الاسم وحده من دون اسم آخر أو فعل كلامًا، وكنت لو قلت "خرج" ولم تأتِ باسم، ولا قدرت فيه ضمير الشيء، أو قلت: زيد، ولم تأتِ بفعل ولا اسم آخر، ولم تضمره في نفسك، كان ذلك وصوتًا تصوِّته سواء.
معنى هذا -مرة أخرى- أن الكلمات المفردة لا تفيد معنى الكلام، أو لا تعني كلامًا مفيدًا بل لا بد من ضم عدة كلمات على هيئة مخصوصة، هي العلاقات النحوية -كما ذكرت في البداية.
وتأكيدًا لهذا يرى عبد القاهر بأن الكلمة منعزلة عن نَظْمٍ تقع فيه أو عن سياق تكون فيه لا تفيد شيئًا، ولا تكون ذات جدوى، إنما تفيد الكلمة معنًى، ويصبح لها شأن حين تأتي في جملة أو تأتي في سياق مكتمل؛ النظم بهذا هو البلاغة، وهو الفصاحة، وهو البيان، وهو البراعة.
ويفصل عبد القاهر القول، فيقول: إن مزية كلمة على كلمة أخرى قد تشاركها في المعنى، ينحصر في أن إحداهما قد تكون مألوفة مأنوسة في الاستعمال، والأخرى ليست كذلك؛ الأخرى غريبة أو وحشية تتحامها الألسنة، أو أن إحداهما خفيفة على اللسان حسنة الوقع في الآذان، والأخرى مستثقلة في النطق مستكرهة في السمع. هذا هو كل ما هناك من فرق، ويبدو الأمر واضحًا الآن في اختلاف عبد القاهر عن البلاغيين، ذلكم الذين جعلوا الفصاحة شيئًا مستقلًا، وتدخل قيدا في تحقق البلاغة، بل إن عبد القاهر يصرِّح بهذا ويقول: إن الوصف بالفصاحة لأن الكلمات الخمس؛ الفصاحة والبلاغة والبيان والنظم والبراعة -كما قلت- بمعنى واحد.(/)
العلامة عبدالقاهر الجرجاني النحوي في منتدى البلاغة!
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[20 - 02 - 2008, 11:17 م]ـ
قال تعالى: (مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارًا ... ) الجمعة 5.
يقول الشيخ العلامة عبدالقاهر الجرجاني في كتابه أسرار البلاغة: (
الشبه منتزع من أحوال الحمار، وهو أنه يحمل الأسفار التي هي أوعية العلم ومستودع ثمر العقول، ثم لا يحس بما فيها ولا يشعر بمضمونها، ولا يفرق بينها وبين سائر الأحمال التي ليست من العلم في شيء، ولا من الدلالة عليه بسبيل، فليس له مما يحمل سوى أنه يثقل عليه، ويكد جنبيه - فهو كما ترى مقتضى أمور مجموعة، ونتيجة لأشياء ألفت وقرن بعضها إلى بعض - بيان ذلك أنه احتيج إلى أن يراعى من الحمار فعل مخصوص، وهو الحمل، وأن يكون المحمول شيئًا مخصوصًا وهو الأسفار التي فيها أمارات تدل على العلوم، وأن يثلث ذلك بجهل الحمار ما فيها، حتى يحصل الشبه المقصود. ثم إنه لا يحصل من كل واحد من هذه الأمور على انفراد، ولا يتصور أن يقال: إنه تشبيه بعد تشبيه، من غير أن يقف الأول على الثاني، ويدخل الثاني في الأول، لأن الشبه لا يتعلق بالحمل حتى يكون من الحمار، ثم لا يتعلق أيضًا بحمل الحمار حتى يكون المحمول الأسفار، ثم لا يتعلق بهذا كله حتى يقترن به جهل الحمار بالأسفار المحمولة على ظهره). ص 102 تحقيق أبي فهر
ـ[طارق بن محمد شبل]ــــــــ[20 - 02 - 2008, 11:49 م]ـ
بارك الله بك ورزقك الفردوس مع الحبيب محمد(/)
عن: "أسلوب الشرط"
ـ[مهاجر]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 02:45 ص]ـ
ظاهر أسلوب الشرط: تعليق أمر على أمر، ولا يلزم منه، إجمالا، وقوع المشروط أو حتى جوازه، ولكل مقام مقال، مع اتحاد أساليب الشرط في المعنى الكلي السابق:
فأداة الشرط: "إذا" تدل على رجحان وقوع المشروط، ولذا تستعمل في المواضع التي يكثر وقوع المشروط فيها.
وأداة الشرط: "إن" تدل على رجحان عدم وقوع المشروط أو ندرته.
وأداة الشرط: "لو" تدل على امتناع وقوع المشروط أصلا.
فلو استعرضنا التراكيب التالية:
إذا جاء زيد أكرمتك، و: إن جاء زيد أكرمتك، و: لو جاء زيد أكرمتك، فإن ظاهرها التساوي في المدلول الأصلي: تعليق وقوع الإكرام على وقوع مجيء زيد، ولكن كلا منها يستقل بمعنى تابع لا يوجد في الآخر:
فالتركيب الأول: يترجح فيه الإكرام، لأن مجيء زيد أمر كثير التكرار.
والتركيب الثاني: يترجح فيه عدم الإكرام أو ندرته، ولا يلزم امتناعه.
والتركيب الثالث: امتنع فيه الإكرام، لأن "لو" حرف امتناع لامتناع، فامتنع الإكرام لامتناع مجيء زيد.
وفي قوله تعالى: (فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ): ينسب آل فرعون الحسنة التي تأتي بكثرة، بدليل تصدير شرط وقوعها بـ: "إذا"، لأنفسهم، وينسبون السيئة التي تأتي نادرا، بدليل تصدير شرط وقوعها بـ: "إن"، لقوم موسى عليه الصلاة والسلام تطيرا بهم.
وقد ترد قرينة ترجح مجيء "إن" في الشرط المقطوع بثبوته، كالتجاهل في قول المعتذر: "إن كنت فعلت هذا فعن خطأ"، مع أنه قد فعله يقينا.
والعكس صحيح: فقد تأتي القرينة مرجحة مجيء "إذا" في الشرط المشكوك في ثبوته أو نفيه، كالإشعار بأن الشك في ذلك الشرط لا ينبغي أن يقع أصلا فهو في حكم المجزوم به، نحو: إذا كثر المطر هذا العام أخصب الناس، فنزله منزلة الواقع مع أنه مشكوك في وقوعه فقد يتأخر المطر هذا العام.
بتصرف من "جواهر البلاغة"، ص133.
وقد ترد قرائن ترجح معنى على آخر، في أداة الشرط الواحدة، كـ:
"إن" الشرطية، فهي، كما تقدم، إنما تدل على رجحان عدم وقوع المشروط أو ندرته، ومع ذلك:
قد تفيد: امتناعه، كما في قوله تعالى: (قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ)، فالشرط ممتنع أصلا، لأن فيه نسبة النقص المطلق إلى الله، عز وجل، والله، تبارك وتعالى، متصف بكل كمال مطلق، وصف به نفسه، أو أنزله في كتابه، أو أوحى به إلى رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أو استأثر به في علم الغيب عنده، منزه عن كل نقص، وأي نقص أكبر من الحاجة والافتقار لغيره من: طعام أو شراب أو صاحبة أو ولد، تبارك وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا، فالسياق سياق: تنزل مع المخالف، فالمعنى: لو ثبت أن ما تدعونه من اتخاذ الله، عز وجل، الولد، لكنت أول العابدين له، ولكنه لم يثبت، بل هو أمر محال لذاته، غير ممكن أصلا، فضلا عن أن يقال بجوازه أو وجوبه، وإلى ذلك أشار ابن كثير، رحمه الله، بقوله: "يقول تعالى: {قُلْ} يا محمد: {إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} أي: لو فرض هذا لعبدته على ذلك لأني عبد من عبيده، مطيع لجميع ما يأمرني به، ليس عندي استكبار ولا إباء عن عبادته، فلو فرض كان هذا، ولكن هذا ممتنع في حقه تعالى، والشرط لا يلزم منه الوقوع ولا الجواز أيضا، كما قال تعالى: {لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [الزمر: 4] ". اهـ
وأشار أبو السعود، رحمه الله، إلى نكتة لطيفة في استعمال أداة الشرط "إن" هنا في أمر ممتنع لذاته، مع أن الأولى في مثل هذه المواضع استخدام أداة الشرط "لو" فقال:
(يُتْبَعُ)
(/)
"وفيهِ من الدلالةِ على انتفاءِ كونِهم كذلكَ على أبلغِ الوجوهِ وأقوَاها وعلى كونِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم على قوةِ يقينٍ وثباتِ قدمٍ في بابِ التَّوحيدِ ما لا يَخْفى معَ ما فيهِ من استنزالِ الكفرةِ عن رُتبةِ المكابرةِ حسبمَا يُعربُ عنْهُ إيرادُ إِنْ مكانَ لَوْ المنبئةِ عن امتناعِ مقدمِ الشرطيةِ". اهـ
فلم يأت بأداة الشرط الدالة على الامتناع ابتداء إمعانا في تحديهم، وإظهار لقوة يقينه، والخصم إذا تنزل مع خصمه في الكلام كان ذلك أبلغ في إقامة الحجة عليه وأدعى إلى تأليف قلبه، فلم يغلق الباب ابتداء، ولم يتنزل معهم زيادة عن الحاجة، كأن يستعمل أداة الشرط: "إذا" التي تدل على رجحان وقوع المشروط، وإنما قدر الضرورة بقدرها فتوسط في الأمر باستعمال أداة الشرط "إن".
والله أعلم.
وقد تستعمل "إن" في أسلوب "الإلهاب"، كما في:
قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)، فهم مؤمنون ابتداء، ولكن الله، عز وجل، علق إيمانهم على امتثال الأمر، وهذا مما يلهب مشاعر المخاطب ويحمله على الامتثال، كما تقول لمن تريد حفزه على أمر ما: إن كنت رجلا فافعل، مع أنك تعلم أنه رجل ابتداء.
وإلى نحو ذلك أشار الشيخ ابن هشام، رحمه الله، في "مغني اللبيب" في معرض كلامه على قول الشاعر:
أتغضب إن أذنا قتيبة حزتا ..........................
بقوله:
"وأجاب الجمهور عن قوله تعالى: (إن كنتم مؤمنين) بأنه شرط جيء به للتهييج والإلهاب، كما تقول لابنك: إن كنت ابني فلا تفعل كذا". اهـ
"مغني اللبيب"، (1/ 48).
ومنه حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده: (قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَوْرَاتُنَا مَا نَأْتِي مِنْهَا وَمَا نَذَرُ قَالَ احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلَّا مِنْ زَوْجَتِكَ أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ قَالَ فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا تُرِيَهَا أَحَدًا فَلَا تُرِيَنَّهَا قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنْ كَانَ أَحَدُنَا خَالِيًا قَالَ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَا مِنْهُ مِنْ النَّاسِ)، فليس المقصود تعليق الأمر على وقوع الشرط، فلا يلزمه سترها إن لم يستطع، فيكون مفهوم الكلام: وإن لم تستطع فلا حرج عليك، فيكون ستر العورة مباحا لا واجبا، بل المقصود حفزه على سترها وصيانتها.
وقد تستعمل "إن" ويراد تحقق وقوع المشروط، بخلاف الأصل، كما في حديث عائشة، رضي الله عنها، مرفوعا: (قَدْ كَانَ يَكُونُ فِي الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ مُحَدَّثُونَ فَإِنْ يَكُنْ فِي أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ فَإِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مِنْهُمْ)، فالمشروط قد تحقق، لأن عمر، رضي الله عنه، محدَثُ هذه الأمة، وإنما نبه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بإيراد القضية على صورة الشرط نادر الوقوع على أن حاجة هذه الأمة إلى المحدثين أقل بكثير من حاجة من سبقها، لأن شريعتها أكمل من كل الوجوه من شرائع من سبقها، فلم يحتج المسلمون معها إلى محدثين، وإن وجدوا، فلا حجة في أقوالهم ابتداء، بل يجب عرضها على نصوص الوحي قرآنا وسنة.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله: "وأما محمد فبعث بكتاب مستقل وشرع مستقل كامل تام لم يحتج معه إلى شرع سابق تتعلمه أمته من غيره ولا إلى شرع لاحق يكمل شرعه ولهذا قال النبي في الحديث الصحيح: (أنه قد كان في الأمم قبلكم محدثون فإن يكن في أمتي أحد فعمر).
فجزم أن من كان قبله كان فيهم محدثون وعلق الأمر في أمته وإن كان هذا المعلق قد تحقق لأن أمته لا تحتاج بعده إلى نبي آخر فلأن لا تحتاج معه إلى محدث ملهم أولى وأحرى وأما من كان قبله فكانوا يحتاجون إلى نبي بعد نبي فأمكن حاجتهم إلى المحدثين الملهمين ولهذا إذا نزل المسيح ابن مريم في أمته لم يحكم فيهم إلا بشرع محمد". اهـ
"الجواب الصحيح"، (1/ 482).
وقد ترد "إن" ويراد بها تثبيت المخاطب، وإن لم يكن شاكا ابتداء، كأن تقول لمن يصدقك: إن كنت شاكا في كلامي فاسأل فلانا، مع أنك تعلم يقينا أنه غير شاك فيك، فلا حاجة له في السؤال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن ذلك: قوله تعالى: (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ).
يقول ابن تيمية رحمه الله:
"وأمره تعالى بسؤال الذين يقرؤون الكتاب من قبله على تقدير الشك لا يقتضي أن يكون الرسول شك ولا سأل إن قيل الخطاب له وإن قيل لغيره فهو أولى وأحرى فإن تعليق الحكم بالشرط لا يدل على تحقيق الشرط بل قد يعلق بشرط ممتنع لبيان حكمه.
قال تعالى: {وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86) وَمِنْ آَبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (87) ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} فأخبر أنهم لو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون مع انتفاء الشرك عنهم بل مع امتناعه لأنهم قد ماتوا لأن الأنبياء معصومون من الشرك به.
وقال تعالى: {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ}.
فهذا خطاب للجميع وذكر هنا لفظ إن لأنه خطاب لموجود وهناك خبر عن ميت، (فأتى فيه بلفظ "لو")، وكذلك قوله: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ} لا يدل على وقوع الشك ولا السؤال بل النبي لم يكن شاكا ولا سأل أحدا منهم بل روي عنه أنه قال: "والله لا أشك ولا أسأل".
ولكن المقصود: بيان أن أهل الكتاب عندهم ما يصدقك فيما كذبك فيه الكافرون.
كما قال تعالى: في الآية الأخرى: {قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} وقال تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} وقال تعالى: {أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرائيلَ} وقال تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ} وقال: {إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً} وقال تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} وقال تعالى: {لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} وقال تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} فالمقصود بيان أن أهل الكتاب عندهم ما يصدقك فيما كذبك فيه الكافرون ". اهـ
"الجواب الصحيح"، (1/ 470، 471).
فصار اللفظ واحدا في: مبناه ومعناه الأصلي، ولكن المعاني التابعة تتعدد تبعا لسياق الكلام.
وهذا من أوجه الإعجاز في لغة العرب، فإن لألفاظها: معان أصلية، يمكن ترجمتها إلى اللغات الأخرى، كما أشار إلى ذلك الشاطبي، رحمه الله، في "الموافقات"، على تفصيل في ذلك، ولكن معانيها التابعة التي لا تعرف إلا من خلال القرائن المرجحة كسياق الكلام ونحوه، مما تنفرد به، وإلى ذلك أشار الزمخشري، عفا الله عنه، بقوله: " .............. ومنه أجاز أبو حنيفة القراءة بالفارسية على شريطة، وهي: أن يؤدي القارئ المعاني على كمالها من غير أن يخرم منها شيئاً. قالوا: وهذه الشريطة تشهد أنها إجازة كلا إجازة، لأنّ في كلام العرب خصوصاً في القرآن الذي هو معجز بفصاحته وغرابة نظمه وأساليبه من لطائف المعاني والأغراض ما لا يستقل بأدائه لسان من فارسية وغيرها، وما كان أبو حنيفة رحمه الله يحسن الفارسية، فلم يكن ذلك منه عن تحقق وتبصر، وروى علي بن الجعد عن أبي يوسف عن أبي حنيفة مثل قول صاحبيه في إنكار القراءة بالفارسية". اهـ
بتصرف يسير من "الكشاف"، من تفسير قوله تعالى: (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ).
ولهذا كان القول الراجح في ترجمة القرآن الكريم:
استحالة الترجمة الحرفية مع الحفاظ على كل دلالات اللفظ المترجم، وخطورة ترجمة المعاني الأصلية، وإن كان ذلك ممكنا، وجواز الترجمة التفسيرية التي توازي علم التفسير عند المسلمين، لبيان الشريعة لغير العرب بألسنتهم، وفق ضوابط دقيقة تمنع وقوع الخلل فيها، فهي أشبه بالمعنى الإجمالي، فلا يشترط فيها ألفاظ بعينها، وإنما يشترط أداء المعنى بألفاظ مفهمة.
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 05:04 ص]ـ
بارك الله فيك أخي مهاجرا
نفعنا الله بما قدمت
ـ[حااجي]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 11:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في كثير من الأحيان نسأل، فلانجد جوابا شافيا كافيا ...
هل أسلو ب الشرط بنوعيه خبري أم إنشائي؟ فما قولكم ....
شكرا مسبقا ...
ـ[مهاجر]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 12:26 ص]ـ
وبارك فيك أخي مغربي ونفعك ونفع بك أيها الكريم.
ومن باب مدارسة سؤال أخي "حاجي":
قد يقال من الأمثلة السابقة: بأن أصل الشرط: خبر، لأن فيه إخبارا عن وقوع شيء إذا وقع شيء، أو: تعليق وقوع شيء على شيء.
ولكنه قد يخرج عن الإخبار إلى الإنشاء، كما في أسلوب: "الإلهاب" في مثل حديث بهز في ستر العورة، فإن الصورة: صورة شرط، والمعنى: أمر بستر العورة وحض على ذلك، فيكون من باب: الخبر الذي أريد به الإنشاء، فالسياق هو الذي يحدد المراد.
والله أعلى وأعلم.(/)
من مشاهد الصورة الفنية في الحديث النبوي الشريف / محفوظ فرج ابراهيم
ـ[محفوظ فرج]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 08:45 م]ـ
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(إني أرى ما لا ترون، أطت السماء وحُقّ لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله تعالى
والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا وبكيتم كثيرا وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله تعالى)
رواه الترمذي وقال حديث حسن رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين
الصفحة 189
مشاهد الصورة الفنية
إن كلام الرسول صلى الله عليه وسلم هو الكلام الذي ألقى الله عليه المحبة وغشاه بالقبول وجمع له بين المهابة والحلاوة وبين حسن الإفهام وقلة عدد الكلام مع استغنائه عن إعادته وقلة حاجة السامع إلى معاودته 00ثم لم يسمع الناس بكلام قط أعم نفعاً ولا أقصد لفظا ولا أعدل وزنا ولا أجمل مذهبا ولا أكرم مطلبا ولا أحسن موقعا ولا أسهل مخرجا ولا أفصح معنى ولا أبين في فحوى من كلامه صلى الله عليه وسلم
البيان والتبيين / الجاحظ
في الحديث الشريف صورة غيبية ليست محسوسة صوّرها النبي صلى الله عليه وسلم
كما لو أن الذي يقرأ الصورة قد شاهدها معه حقيقة، لقد نقلها مجسدة تعج بالصوت والحركة
وإذا كانت الرؤيا في (زمن) ماضٍ فانه يمتد إلى جميع الأزمان، فالسماء
(المكان) المترامي الأطراف قد استوعب الأزمان وهو مسرح الصورة،
والصورة الفنية1 الأولى تتحرك من خلال الأفعال (أرى، ترون، أطّت، تأط) ولعل (واضعٌ، وساجداً) بين الثبات والتحول هما مركز الصورة التي وردت على صيغة اسم الفاعل2 لكي لا يتحدد الزمن ولذالك لم يقل (يضع، يسجد) أو (وضع، سجد)
لقد افتتحت الرؤيا بالطباق3 الذي يدلل من الناحية النفسية على انفعاله (صلى الله عليه وسلم) وقلقه على أمته4 وهذا الطباق السلبي قد أفضى إلى تراسل الحواس المدهش فأول ما رأى صوت الاطيط (الرحل والقتب) ذلك ما يدلل على توحد الحواس واشتراكها في الرؤيا فلم يقل أسمع الأطيط وأرى الملائكة وهذا التراسل مما يساهم في تكثيف المشهد وتزاحم الصورة وتراكمها وإبعادها عن الميوعة والترهل ثم لا تلبث أن تدخل إلى المشهد المترامي الذي لا تحده حدود إلا وهو محصور في مخيلتك ليتحول إلى حقيقة (ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجداً لله تعالى) فإذا كان الأطيط صوت رحل على دابة في الأرض وهي آية من آيات لله فإن أطيط السماء قد تحول إلى ملك استوعب الملائكة كلهم وهم يضعون جباههم ساجدين لله تعالى
ويمكن للمخيلة أن ترى من خلال (المفرد) (الملك) أعداداً لا تحصى من الملائكة
الساجدين لله، ولو تساء لنا عما أطر هذا المشهد وحصره بهذا الشكل لوجدنا إن القصر وهو توكيد بنفس الوقت (ما و إلآ) فقد قصر (صلى الله عليه وسلم) المكان (السماء) على الملائكة الساجدين.
ولو تتبعنا الصورة من وجه آخر وتعمقنا فيها وكيف ترامت بهذا الشكل سنجد الألف وهو حرف مد يفضي إلى امتدادها إيقاعاً وتصوراً
(فيها، أصابع، واضع، ساجدا، تعالى) ثم إن تكرار العين في المشهد
(وهي لم تدخل في كلام إلا وسمت به) لأنها أبعد مخرج فكأنها جاء ت لتساهم من طرف خفي في عمق الصورة (موضع، أربع، أصابع، واضع)
في المشهد الثاني المقابل للصورة الفنية الأولى تقدم عدم علم البشر على علمه (صلى الله عليه وسلم) في حين إنه (صلى الله عليه وسلم) قدم في المشهد الأول رؤياه على عدم رؤيتهم (إني أرى مالا ترون) (والله لو تعلمون ما أعلم)
فمن خلال المشهد الأول تبين علمه (صلى الله عليه وسلم) ولابد أن يكون المشهد الثاني مركزاً على عدم علمهم ولكن نفي العلم عنهم كان بواسطة الشرط المتضمن معنى النفي لأن عدم علمهم لم يعد غامضاً ولهذا كان النفي تلميحاً
دقيقا فكان (لو تعلمون) يقابل (لا ترون) وقد سبق ذلك بالتوكيد القسم
(يُتْبَعُ)
(/)
(والله) إن ذلك القسم المتتالي في لامات التوكيد التي هي أجوبة الشرط المعطوفة أعمق من أرى إلى أعلم وإذا كانت الصورة الأولى مدهشة فإن حذف المفعول به الذي كان خبراً في (أطت السماء) تشير من خلال الرؤيا الأولى إن المفعول به سيكون أفظع هولاً وإن حذفه أبلغ6 من ذكره فوقع الحذف في النفس سيترك السامع تتداعى لديه أفنان من العلم لا تحده حدود فيكون حذفه أوقع من ذكره.
إن وقعه في الرؤيا التي حدثت في المشهد الأول يمكن أن تكون تمهيداً يبنى عليه علم ما لا يمكن ذكره من شدة رهبته التي ستكون نتيجته ضحك وبكاء وهجر النساء في الفرش على الرغم من أنه غريزة لدى الإنسان
المشهد الثاني هو التحول من مشهد (الرؤية) إلى مشهد (العلم) وقد تراكمت أساليب التوكيد لتلتحم بالصورة الأولى القسم (والله) و (لام) التوكيد تكررت ثلاث مرات وما تراكم التوكيد إلا لأنه (صلى الله عليه وسلم) يعلم أن الاقتناع بمثل هذه الصور المدهشة التي لا يطيقها بنو البشر تحتاج إلى ما يؤكدها لاسيما وإن الدعوة الإسلامية ما زالت في بدايتها ومثلما كان المشهد الأول قد تراكمت فيه الحركة والصوت فإن الصورة الفنية الثانية قد تداعت فيها الأفعال لتصور سرعة التغير في الحركة والانفعال (تعلم، أعلم، ضحكتم، بكيتم، تلذذتم، خرجتم، تجأرون) إنها
صورة الأرض كلها تقابل صورة السماء كلها في المشهد الأول السماء (ما فيها
موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجداً لله تعالى)
أهل الأرض حين يبلغهم العلم (يضحكون، يبكون، يتركون التلذذ بالنساء
يخرجون إلى الصعدات يجأرون) وهذه الصورة تتحقق بالمقابلة بين جملة (لضحكتم قليلاً) وضدها (لبكيتم كثيراً) إن هذا التناقض بين الحالتين يبعث على القلق والتوتر لعل انفعاله وقلقه على حال أمته (صلى الله عليه وسلم) كان له أثره في إيصاله الصورة الحية الداعية إلى عبادة الواحد الأحد
إن اسم الموصول (ما) لم يبق مجهولا في المشهد الأول فقد اتضح في الخبر
(أطت السماء وحق لها أن تئط) ولكنه في المشهد الثاني المقابل (ما أعلم) للأول ظل مجهولا ولكن الخبر وصف لنا (أثره في حال أهل الأرض) والحذف الذي حصل له أثر كبير إذ يدع المتلقي يتفكر ويتملى صوراً متعددة يرتفع أثرها إلى مستوى يكون الحال فيه الضحك والبكاء وهجر النساء والخروج إلى الطرقات واستغاثة البشر بصوت مرتفع إلى الله
إن وضوح الصورة وتناغمها الإيقاعي في التوازي الصرفي7
(ضحكتم، بكيتم، خرجتم) (قليلا، كثيرا) وتكرار (ما) أربع مرات كان يمثل انسجاما رائعا يمد الصور المتلاحقة وقعا نفسيا معبرا وتنتهي الصورة بالصوت
(تجأرون) فإذا كان صوت صورة السماء يبتدأ بالأط فإن صورة الأرض ستنتهي بصوت عالٍ يستغيث ولا بد لنا من أن نذكر البناء الذي اعتمد عليه (صلى الله عليه وسلم) فارتفع بالصورة كلياً إلى هذا المستوى ببيانه النافد
الرؤية السماء الأرض
إني أرى ما لا ترون والله لو تعلمون ما أعلم
توكيد بالحروف قدم رؤيته نفى الرؤية عن توكيد بالقسم قدم عدم المفعول به
على البشر البشر علمهم على اسم الموصول
علمه
الصوت
تجأرون إلى الله تعالى نهاية الصورة أثر الخبر صون عالي يستغيث وهو نتيجة لأثر الخبر في الصورة المتحركة أطّت السماء بداية الصورة الخبر أوله صوت السماء كصوت الرحل المفتتح للصورة المتحركة
النفي
ما تلذذتم بالنساء على الفرش ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجداً لله تعالى
حذف الخبر المفعول به والاكتفاء بأثره ذكر الخبر المفعول به
1ـ الصورة الفنية وهي ما يستعمل عادة للدلالة على كل ماله صلة بالتعبير الحسي وتطلق أحيانا مرادفة للاستعمال الاستعاري للكلمات / الصورة الفنية معيارا نقديا د. عبد الاله الصائغ ص 132 وينظر الصورة الادبية د. مصطفى ناصف ص 3
2ـ ان اسم الفاعل كما يقول يدل على الحدث والحدوث وفاعله / اسم الفاعل يدل على الحدث ويقصد به معنى المصدر وعلى الحدوث: أي التغير / معاني الأبنية في العربية د. فاضل صالح السامرائي ص46
3ـ الطباق هو الجمع بين الشيء وضده ينظر حسن التوسل الى صناعة الترسل الحبي شهاب الدين تحقيق أكرم عثمان
يوسف ص199
4ـ ينظر الطباق دلالة نفسية في شعر المتنبي د. علي كمال / مجلة المورد العراقية
المجلد /11 العدد 2 سنة 1982 م ص52
5ـ تراسل الحواس: هو وصف مدركات كل حاسة من الحواس بصفات مدركات الحاسة الاخرى. فتعطي المسموعات ألوانا وتصير المشمومات انغاما وتصبح المرئيات عاطرة / النقد الأدبي الحديث د. محمد غنيمي هلال ص419
6ـ قال عبد القاهر الجرجاني: وان اردت ان تزداد تبينا وجب اسقاط المفعول به لتتوفر العناية على اثبات الفعل لفاعله / ينظر دلاثل الاعجاز صححه وشرحة أحمد مصطفى المراغي المطبعة العربية ص 115
7ـ التوازن في الايقاع القولي العربي هو تعادل فقرات الكلام وجمله. أما التوازي فهو استمرار التوازن
الأسس النفسية لأساليب البلاغة العربية د. مجيد عبد الحميد ناجي ص 59
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محفوظ فرج]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 10:04 م]ـ
الرؤية حصل فيها خلط لأنها مرسومة على شكل متقابل فاختلطت في الارسال
يرجى المعذرة
ـ[محفوظ فرج]ــــــــ[22 - 02 - 2008, 09:08 ص]ـ
الرؤية / السماء
اني ارى مالا ترون
توكيد بالحروف
قدم رؤيته على البشر
نفى الرؤية عن البشر
الرؤية / الارض
والله لوتعلمون ما اعلم
توكيد بالقسم
قدم عدم علمهم على علمه
المفعول به اسم موصول
السماء
الصوت أطت السماء بداية الصورة الخبرأوله صوت السماء كصوت الرحل
المفتتح للصورة اللمتاحركة
النفي
ما فيها موضع أربع أصابع الا وملك وزاضع جبهته ساجدا لله تعالى
ذكر الخبر المفعول به
الارض
الصوت تجأرون الى الله تعالى نهاية الصورة
أثر الخبر صوت عال يستغيث وهو نتيجة لأثر الخبر في الصورة المتحركة
النفي
ماتلذذتم بالفنساء على الفرش
وحذف الخبر المفعول به والاكتفاء بأثره
يرجى ملاحظة التصويب(/)
توجيه بلاغي رائع لدعاء النبي (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ... ) لابن القيم
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[22 - 02 - 2008, 06:59 م]ـ
في الحديث الصحيح أن النبي كان يقول (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وضلع الدين وغلبة الرجال)
فاستعاذ من ثمانية أشياء كل شيئين منهما قرينان
فالهم والحزن قرينان فإن ورود المكروه على القلب إن كان لما مضى فهو الحزن وإن كان لما يستقبل فهو الهم
والعجز والكسل قرينان فإن تخلف العبد عن كماله إن كان من عدم القدرة فهو العجز وإن كان من عدم الإرادة فهو الكسل
والجبن والبخل قرينان فإن الرجل يراد منه النفع بماله أو ببدنه فالجبان لا ينفع ببدنه والبخيل لا ينفع بماله
وضلع الدين وغلبة الرجال قرينان فإن قهر الناس نوعان نوع بحق فهو ضلع الدين ونوع بباطل فهو غلبة الرجال
وقد نفى الله سبحانه وتعالى عن أهل الجنة الخوف والحزن فلا يحزنون على ما مضى ولا يخافون مما يأتي ولا يطيب العيش إلا بذلك.
روضة المحبين لابن القيم
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[22 - 02 - 2008, 07:23 م]ـ
لفتة طيبة أخي سهيل بارك الله على هذه الاختيارات المباركة، جعلها الله في موازين حسناتك.
ـ[ماله]ــــــــ[22 - 02 - 2008, 10:10 م]ـ
بارك الله فيك اختيار موفق
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 07:15 ص]ـ
أحسن الله إليكما وجزاكما خيرا
وأسأل الله أن ينفعنا بحديث نبينا وأن يجعلنا من أتباع سنته
دمتما سالمين(/)
هل الاستعاذة باللسان وحده تدفع نزغ الشيطان عن الإنسان؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[23 - 02 - 2008, 12:30 ص]ـ
هل الاستعاذة باللسان وحده تدفع نزغ الشيطان عن الإنسان؟
لقد بيّنا في أكثر من موضع الأساليب التي يتّخذها الشيطان في غواية بني آدم لإضلالهم وتضليلهم .. وقسمناها إلى طريقتين: الأولى: مع المشركين. والثانية: مع المؤمنين. وقلنا إنّ من أساليبه مع المؤمنين "النزغ"، وهو الخطوة التي تأتي بعد "الوسوسة" و "الطائف". فالوسوسة خاطرة رديئة سريعاً ما تنطفيء! ولكنّها إذا استقرّت في القلب فإنّها تتطوّر لتصبح نزغاً، وهو بداية التحرّك نحو الباطل.
والشيطان بعد هذه الخطوة ينتظر زلّة ابن آدم ويتحرّاها .. والقاعدة هنا كما في الحديث الشريف "إنّ الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً" .. ولذلك فإنّه يتربّص بالإنسان حتى يخطيء .. فإذا استزلّه هجم عليه لكي يزلّ فعلاً، فيزلّه! وهنا يُفتح باب الزلات، ويدخل الشيطان من باب الصغائر، ثمّ يملي للإنسان، ويزيّن له، حتى يوقعه في الكبائر ..
ولقد بيّن القرآن المجيد أنّ المنعطف الخطير يبدأ بمرحلة "النزغ"، والتي يحاول الشيطان فيها أن يبرّ بيمينه حين أعلن جهاراً (لأغوينّهم أجمعين) .. فقال تعالى في سورة الأعراف: (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [الآية: 200]، وقال سبحانه في فصلت: (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [الآية: 36] ..
ولا حاجة لنا أن نعرض هنا لسبب التأكيد بضمير الفصل (هو) وتعريف الصفتين بالألف واللام (السميع العليم) في فصلت، وتركهما في الأعراف .. فالذي يعنينا هنا هو المناسبة اللغوية الدقيقة في ختم الآيتين بصفتي السميع العليم ..
إذ إنّ في هذا إشارةً جليّةً إلى أنّ الاستعاذة من نزغ الشيطان لا تكون بمجرّد ذكر الاستعاذة باللسان .. فالاستعاذة باللسان وحده لا تدفع نزغ الشيطان عن الإنسان .. وإنّما الذي ينفع هو استعاذة اللسان المقرونة بصدق الاستعاذة القلبية، وذلك بإحضار معناها في العقل والقلب معاً ..
فإذا أردتَ الاستعاذة من نزغ الشيطان، فاستعذ بالله بلسانك وبقلبك .. فالله تعالى هو السميع لما تذكره بلسانك، وهو العليم بما في ضميرك .. أي فهو عندئذ يستجيب لك فيصرف عنك وساوس الشيطان ونزغاته ..
والله تعالى أعلى وأعلم ..
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 12:53 ص]ـ
:::
الأخ الطيب؛ لؤي الطيبي
عاد يتألق من جديد، فيا مرحبا بك أخي.
بارك الله بك وجزاك الله كل خير
عوداً محموداً
وقليل دائم خير من كثير منقطع
وقليلك لا يُقال له قليل
أخوكم
موسى
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 01:05 ص]ـ
حيّاك الله أبا محمد، وكتب الخير على يديك، ووفقنا وإيّاك لما يحبّ ويرضى .. ونحن في انتظار ما تتحفنا به من علمك، وستجدنا تلاميذاً نحتسي من رحيق لغتك وجزالة طرحك .. جوزيتَ خيراً .. ودمتَ لأنك هنا ..
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 07:28 م]ـ
أستاذي أبا غازي
ما قلته كثير، كثير جداً
أستغفر الله وأتوب إليه
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[25 - 02 - 2008, 10:30 م]ـ
يقول الله تعالى في سورة غافر: (إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الآية: 56] ..
لاحظوا معي اختلاف التعبير في آية سورة غافر عن آيتي الأعراف وفصلت .. قال تعالى في الأعراف: (إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)، وقال في فصلت: (إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)، في حين أنّه قال في غافر: (إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) ..
جاء في التفسير القيّم: "وتأمّل حكمة القرآن كيف جاء بالاستعاذة من الشيطان الذي نعلم وجوده ولا نراه بلفظ: (السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) في الأعراف وحم السجدة. وجاءت الاستعاذة من شرّ الإنس الذين يؤنسون ويُرَوْن بالإبصار بلفظ (السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) في سورة حم المؤمن. لأنّ أفعال هؤلاء أفعال معاينة بالبصر. وأما نزغ الشيطان فوساوس وخطرات يلقيها في القلب يتعلّق بها العلم، فأمر بالاستعاذة بالسميع العليم فيها. وأمر بالاستعاذة بالسميع البصير في باب ما يُرى بالبصر ويُدرك بالرؤية والله أعلم". أهـ
ـ[قافلة النور]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 12:05 ص]ـ
زادك الله نفعًا أستاذنا لؤي
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 10:31 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم، وجعل لك من اسمك نصيباً ..
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[04 - 03 - 2008, 07:20 ص]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلما عدت إلي المنتدى بعد فترة غياب
أجد فيه كل ما هو مفيد
بارك الله فيك يا أخي الحبيب " لؤي الطيبي " على هذه الخواطر الرائعة
/////////////////////////////////////////////////(/)
بلاغة كلمة ...
ـ[مايا]ــــــــ[23 - 02 - 2008, 08:35 ص]ـ
:::
إلى من يستنشقون بلاغة الكلم ... ويتذوّقون حلو المعاني ...
إلى من لا يغرّهم القشور ... ويبحثون عن المرامي والمغازي ......
إليكم وإليّ ....
وإلى من أحبّ الفصحى ....
سأبدأ اليوم بعرض سلسلة (بلاغة كلمة ... )
فسأضع في كلّ يوم بين أيديكم كلمة أو أكثر ....
متمنّية التّوفيق من الله، والفائدة لكم إن شاء عزّ وجل ....
ـ[مايا]ــــــــ[23 - 02 - 2008, 08:44 ص]ـ
البلاغة الأولى
قال تعالى (كأنهم أعجاز نخل خاوية) في الآية 7 من سورة الحاقة
وقال (كانهم أعجاز نخل منقعر في) الآية 20 من سورة القمر
فذكر صفة النخل في أية القمر فقال: (نخل منقعر) وأنثها في الحاقه فقال (نخل خاوية) فما سبب ذلك وهل يصح وضع أحدهما في مكان الاخرى؟
لقد ذكر علماء العربية والمفسرون، أن النخل اسم جنس يذكر نظرا للفظ، ويؤنث نظرا للمعنى، وإنما وضع كل صفة بمكانها مراعاة للفاصلة، والذي أراه أن ذلك مراعي فيه المعنى أيضا وليس الفاصة وحدها، وإن كانت الفاصلة تقتضي أن تكون كل لفظة بمكانها
إن العرب قد تؤنث للكثرة، وتذكر للقلة، وذلك كما في قوله تعالى (وقال نسوة في المدينة) الايه 30 من سورة يوسف (قالت الاعراب ءامنا) الاية 14 من سورة الحجرات. ذكر (قال) لان النسوة قلة، وأنث (قالت) لان الاعراب كثرة، وقد تءنث للمبالغة نحو رواية وداهية.
والنخل في آية الحاقة أكثر منه في آية القمر يدل ذلك السياق
قال تعالى في الحاقة (,اما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية*سخرها عليهم سبع ليال وثمنية أيام حسوما فترى القوم صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية*فهل ترى لهم من باقية)
وقال في سورة القمر (كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر*إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر*تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر)
ويتضح من سياق الايتين ما يأتي:
1 - أنه قال في القمر (إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا) - وقال بالحاقه (بريح صرصرا عاتية) - فزاد بوصف الريح في الحاقة فقال (عاتية) فيهي اشد مما في القمر، وإذا كانت كذلك كان تدميرها اكبر وابلغ واقتلاعها اكثر.
2 - فال في القمر (في يوم نحس مستمر) وقال في الحاقة (سخرها عليهم سبع ليال وثمنية أيام حسوما) فذكر في القمر أنه أرسلها عليهم في يوم وذكر في الحاقة أنه سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام، فزاد في وقت التدمير والعذاب.
3 - ولا شك أن طول المدة يقتضي تدميرا أكثر وابلغ، فالريح تقتلع وتدمر في سبع ليال وثمانية أيام اكثر مما تفعله في يوم. فزاد في النخل المقتلع في الحاقه لما زادت الريح عتوا وأمدا في الحاقة ذكر انها استأصلتهم كلهم فبم تبق منهم احدا فقال (فهل ترى لهم من باقية) ولم يقل مثل ذلك في القمر.
4 - أن النخل المنقعر معناه المنخلع عن مغارسه الساقط على الارض بمعنى (خاويه) خربه، فالنخل الخاوية تشمل على النخل المنقعر وزيادة، فكل نخل منقعر هو نخل خاو وليس كل خاو منقعر.
فأنث الخاوية لانه اكثر من المنقعر، وأن دماره ابلغ، وجعلها في سياق الدمار الشامل.
ومن هذا يتبين:
- أن الخاوي أكثر من المنقعر.
- أنث الخاوي، فقال (خاويه) فزاد كثره ومبالغة، لان التأنيث قد يأتي للكثرة والمبالغة.
- وضع النخل الكثير المدمر مع الريح المتصفه بزيادة الدمير، وهي صفو العتو (ريح صرصر عاتيه)
-وضعه أيضا مع زيادة وقت التدمير وهو سبع ليال وثمانية أيام بخلاف ما دمر في يوم.
-ووضعه مع استئصال القوم فلم ينج منهم احد.
فانت ترى انه لو لم تكن الفاصلة تقتضي ما وضع لاقتضاه المعنى فزاد حسنا على حسن، فلا يصح وضع احداهما مكان الاخرى، والله أعلم
من كتاب: بلاغة الكلمة في التعبير القرآني
للمؤلف الدكتور فاضل صالح السامرائي
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[23 - 02 - 2008, 08:54 ص]ـ
مرحباً بالأستاذة الفضلى مايا ..
شكر الله لك الفكرة .. ونحن في انتظار ما ستتحفينا به قريباً من علم، سدّدك الله وفتح عليك ..
ـ[مايا]ــــــــ[23 - 02 - 2008, 09:36 ص]ـ
أشكرك جزيل الشّكر أستاذ لؤي ...
فقد أعطيتني دفعة قويّة للأمام .... فأنا أشعر الآن بطاقة كبيرة ...
لا حدود لها إلاّ .... اللاّ حدود ....
وأعدك دائمًا بالمزيد ... إن شاء الله ...
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[23 - 02 - 2008, 11:50 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
جهد مشكور جزاك الله خيراً أختي الكريمة وسنتابع الحلقات بإذن الله.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[23 - 02 - 2008, 10:24 م]ـ
وأضم صوتي مع إخواني، فقد استمتعت بهذه الكلمات أختي الفاضلة
ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 02 - 2008, 10:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مشكورة أختي مايا فقد قدمت لنا مائدة بلاغيَّة شهيَّة، وإذا سمحت لي أن أقدم ما قرأته حول الموضوع: (منقول: المصدر في النهاية)
أعجاز نجل منقعر، وأعجاز نخل خاوية
قال تعالى: (كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (18) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ (19) تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ (20) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (21) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (22) القمر.
قال تعالى: (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ (8) الحاقة.
يرجع تذكير وتأنيث أعجاز نخل لأسباب عديدة، وفوائد كثيرة؛ منها:
1. أن لفظ "منقعر" فيه مراعاة لرؤوس الآيات في سورة القمر؛ المنتهية بحرف الراء، ولفظ "خاوية" يتناسب مع رؤوس الآيات التي قبلها والتي بعدها من سورة الحاقة، والمنتهية بالتاء المربوطة.
2. لفظ "منقعر" جاء في سورة القمر، وسورة القمر متقدمة في الترتيب القرآني على سورة الحاقة التي ورد فيها لفظ "خاوية" والتذكير مقدم على التأنيث؛ فتقديم لفظ "منقعر" على لفظ "خاوية" يتناسب مع ترتيب السورتين في القرآن.
3. ذكر "يوم" واحد في "القمر" وهو اليوم الأول الذي استمر، وذكر "سبع ليال وثمانية أيام" في "الحاقة"؛ فجسد الهالك في اليوم الأول يظل يابسًا متماسكًا، وبعد مرور ثمانية أيام عليه؛ يصبح فاسدًا ومترهلاً ومنتنًا، فناسب التذكير شدة الجسد في اليوم الأول، وناسب التأنيث ضعف الجسد وفساده بعد أن مرت عليه سبع ليال وثمانية أيام.
4. لما ذكر يوم واحد، وكان فيه إحساس بالعذاب قبل موتهم؛ لم يذكر العذاب والنحس إلا في سورة "القمر" الذي فيها لفظ "منقعر" المذكر.
5. ولما ذكر يوم واحد لكنه ممتد؛ فيه الشدة التي تناسب التذكير في سورة القمر، وتوزيع العذاب على طول الأيام وأشدها سيكون في اليوم الأول إلى أن ينتهي في اليوم الخير يتناسب مع التأنيث في سورة الحاقة.
6. ذكر "النزع" في سورة "القمر" لوحدها دون "الحاقة"، والنزع فيه قوة وشدة على من ثبت وتشبث بمكانه، فناسبه التذكير دون التأنيث، وناسب ذلك انقعار النخل؛ لأن نزعه يترك حفرة لها قعر، وتحمله الريح إلى مكان منقعر وهابط.
7. يؤتى بتاء التأنيث للمبالغة والكثرة، وتاء التأنيث في خاوية؛ تتناسب مع كثرة الأيام والليالي التي ذكرت في سورة الحاقة.
8. أصبحت أجسادهم خاوية مأخوذة من التشبيه لهم بأعجاز النخل الخاوية، والشيء إذا خوي فرغ ما في داخله، وخواء أجسادهم؛ يكون بخروج ما في بطونهم؛ من انبعاجهم من الرفع المتكرر لهم، وضربهم مرارًا على ما في الأرض، ويكون بخروج أدمغتهم من تكسر جماجمهم، ويكون بخروج الدم ونزفه من عروقهم لكثرة الجروح التي أصابتهم، وهذا ما يزيدهم ضعفًا وتهشمًا بفعل الريح بهم في الأيام الثماني، فناسب مع ذكر ذلك التأنيث لا التذكير.
9. وذكر الهلاك في " الحاقة" دون "القمر" " وأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا" وكذلك الصرع: " فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى" لأن الحديث في "الحاقة" كان عن خاتمة "عاد" فجاء ذلك في السورة المتأخرة في الترتيب، وتاء التأنيث يؤتى بها لبيان المنزلة الأخرى، أو التالية، أو الأخيرة.
10. أن الخواء هو فراغ يحدث في الشيء، والخواء الفضاء ما بين الرجلين؛ والهلكى والصرعى بمثل هذا العذاب؛ تتباعد فيه أرجلهم، وتمتد أياديهم بعيدًا عن جوانبهم، فذكر الهلاك والصرع يتناسب مع تأنيث خاوية.
11. خاوية تشمل المنقعر المتقدم ذكره، وغير المنقعر فتأخير ذكرها ليشمل الجميع، وبعد مرور ثمانية أيام تكون الريح قد مرت عليهم جميعًا!؛ " فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ".
12. ذكر العتو للريح في "الحاقة" المتأخرة" والعتو لا يتأتى إلا بطول تسليطها عليهم؛ واشتداد تأثيرها فيهم، فجاء ذكر العتو مع الأيام الثمانية، وهذا يناسب التأنيث في "الحاقة" وأما في "القمر" فالريح صرصر فقط؛ " رِيحًا صَرْصَرًا"، ويفسر الريح الصرصر بالريح البارد، والبرودة تيبس الأجساد، وتشدها، فصلح التذكير في هذا الحال.
13. ذكر في سورة القمر "يوم" واحد "مستمر" وكان استمراره "سبع ليال وثمانية أيام" ومجموعها (15) ليلة ويوم، ونجد رقم سورة القمر هو (54)، وإذا أضفنا عليه (15)، أصبح الرقم (69)، وهو رقم سورة الحاقة، الذي ذكرت فيها تفاصيل القصة مرة أخرى. وللمناسبة ذكرنا هذا من باب ما يسمى بالإعجاز العددي في القرآن.
14. وأخيرًا فإن لفظ "منقعر" المذكر جاء في سورة "القمر" المذكر، ولفظ "خاوية" المؤنث جاء في سورة "الحاقة" المؤنثة.
والله تعالى أعلم حيث يضع كلماته.
أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مايا]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 08:09 ص]ـ
الأخ (أحمد الغنام) ..... والأخ (صريخ الحيارى) ...
شكرًا لمروركما الكريم ... فما أنا إلاّ نجمة تشعّ في سماء علومكما ....
أدامكم الله لهذا المنتدى .... وجزيتما كلّ خير ...
أما أنا فسأتابع الحلقات ... وسأنتظر ردودكما بعد كلّ حلقة ... إن شاء الله ..
ـ[مايا]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 08:37 ص]ـ
الأستاذ (محمد سعد) ....
قال الشاعر مصطفى الدلاهمة داعيًا الطلبة لتوقير معلميهم:
قم للأساتذة الأفذاذ محترمًا ..... فالاحترام لهم بعض الذي يجبُ ....
وها أنا أقف احترامًا لمداخلاتك الرّائعة ومعلوماتك الواسعة ...
ولنا لقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله ...
ـ[مايا]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 08:50 ص]ـ
البلاغة الثّانية
كلمة أب ووالد ومثلها كلمة أم ووالدة تدخل في نفس معنى هذه المنظومة.
أبّ:
كلمة أبّ في القرآن الكريم لها معناها الخاصّ بها والذي يؤدي المعنى المطلوب في الآيات القرآنية. وكلمة أبّ تدلّ على الأبوة بحكم تربية الأب لأولاده والأبوّة هي باعتبار قدرة الإنسان على تربية أولاده ومسؤوليته عنهم ورعايته لهم وكذلك الأم تُسمّى أماً باعتبار رعايتها لأولادها وتربيتها لهم وقيامها بواجباتها نحوهم ولذا جاء في الحديث (الجنّة تحت أقدام الأمهات) ولم يقل الوالدات.
والأبوّة فيها اختلاف ولا يتساوى اثنين في أبوّتهم لأبنائهم فهناك الأب الحنون والأب الظالم والأب المتسامح والأب المفرّط والأب الفوضوي وغيرهم إذن فالأبوة غير منضبطة وهي أمر خاص بكل إنسان.
ويسمى كل من كان سبباً في إيجاد شيء أو صلاحه أو ظهوره أباً ولذلك سمّي النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أبا المؤمنين ولهذا قال تعالى: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) الأحزاب ـ ويُقال أبو الأضياف لتفقده لحالهم.
ويُسمى العم مع الأب أبوين (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ 133) البقرة ـ واسماعيل لم يكن من آبائهم وإنما كان عمّهم.
وكذلك الأم مع الأب (وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ) النساء آية 11 ـ والمقصود الأب والأم.
وكذلك الجدّ مع الأب (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ 38) يوسف.
وكذلك تطلق كلمة أبّ على معلّم الإنسان كما في قوله تعالى (وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ) الزخرُف 23 بمعنى علماؤنا الذين ربّونا بالعلم (وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا 67) الأحزاب.
وفي قوله تعالى (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا 40) الأحزاب ـ إنما هو نفي الولادة وتنبيه أن التبني لا يجري مجرى البنوة الحقيقية.
ويقال في اللغة أبوت القوم إذا كنت لهم أبا.
وكما يقال للأب يقال للأم ولهذا قيل لحواء أمنا وإن كان بيننا وبينها أزمان وأجيال عديدة. واستعملت كلمة الأم في القرآن لللوح المحفوظ (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ) الزُخرُف 4 ـ ولمكة المكرمة (وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا) الأنعام 92 ـ وتُسمّى الفاتحة أم الكتاب. ومن لفظ الأم جاءت الأميّ أي كما ولدته أمه لا يقرأ ولا يكتب.
والد:
كلمة والد في القرآن الكريم تعني كل من هو قادر على الإنجاب. وهي إذن باعتبار قدرة الله تعالى في الإنسان بأنه سبحانه خلق في الإنسان القدرة على الإنجاب ولا يفعل ذلك إلا ربّ. وأي رضل قادر على الإنجاب يُسمّى والداً وأي امرأة قادرة على الإنجاب تُسمّى والدة.
إذن الوالدية منضبطة وفيها يتساوى كل القادرين على الإنجاب والكل ينجب بنفس الطريقة والكل متساوون من حيث كونهم والدين.
وليس كل والد أبّ وليس كل والدة أم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هذا المعنى لكلمة الأب والأم والوالد والوالدة نفهم الآن الحكم الشرعي في قوله تعالى (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا 23 وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا 24) الإسراء آية، لأن البِّر يجب أن يكون للوالدين الذين أنجبا مهما حسنت تربيتهما لأولادهما أو ساءت ولو قال تعالى بالأبوين إحسانا لما استحق كل الآباء والأمهات البِّر إذن الحكم الشرعي هو البر بالوالدين حتى لو لم يُحسنوا تربية الأولاد وحتى لو جاهدا أولادهم على الشرك والمعصية.
وفي قوله تعالى (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ 14) لقمان ـ أنه عنى سبحانه الوالد الذي ولده وفي القرآن آيات كثيرة وردت فيها كلمة والد وجاء الحثّ على رعاية الوالدين بعد الإيمان بالله والتوحيد لأنهما كانا سبباً في إيجاد الأولاد ولهم عليهم حق الطاعة وإن كانوا كافرين أو جاهدوا على الكفر بالله. وفي قصة مريم عليها السلام وعيسى عليه السلام قال تعالى في سورة مريم على لسان عيسى (وَبَرًّا بِوَالِدَتِي) مريم 32 وجاء في آية أخرى (وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ) مريم 75 ـ في وصف مريم عليها السلام لأنها أحسنت تربية عيسى عليه السلام وكانت رائعة ومتفانية في تربيته فجاء بكلمة (أم) للدلالة على ذلك. وفي قوله تعالى في سورة البلد (وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ 3) البلد ـ أقسم سبحانه بمطلق قدرته على جعل هذا المخلوق والداً يلد الأولاد وهذا يشمل كل من هو قادر على الإنجاب وهو لفظ أعمّ من الأبوة.
والوالدية مُطلقة وعليه فيجب البر بالوالدين ولو كانوا مشركين أما الأبوة فهي خاصة وكل أب وأم تختلف تربيتهما لأولادهما عن غيرهم.
ومما سبق نلاحظ أنه بدون التفريق بين الكلمات وأخواتها في القرآن الكريم لا يمكننا الوصول إلى حقيقة الحكم الشرعي.
المرجع: بلاغة الكلمة في القرآن الكريم وهي من إعداد الشيخ الدكتور/ أحمد الكبيسي
ـ[مايا]ــــــــ[25 - 02 - 2008, 09:33 م]ـ
أين أنتم يا رفاق؟؟؟؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[25 - 02 - 2008, 10:07 م]ـ
الأخت الفضلى مايا ..
أتابع قلمك .. وأسجّل إعجابي الشديد بما تسعين إليه في مضمون ما تكتبين .. فجزاكِ الله خيراً ..
ولكِ التحية .. بعدد ما خططتِ هنا من حروف ..
ـ[مايا]ــــــــ[25 - 02 - 2008, 10:11 م]ـ
يعني ... هل أكمل ما بدأت؟؟؟؟
أم أتوقّف عن السّلسلة!!!
ـ[مايا]ــــــــ[25 - 02 - 2008, 10:13 م]ـ
جزيت كلّ الخير على كلماتك الجميلة ...
فلا أجد كلامًا يقال بعد كلامك ....
ـ[مايا]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 07:16 ص]ـ
منظومة أجّ وأُجاج
أُجاج – ملح
هاتان الكلمتان ليستا بمعنى واحد وهناك فرق بين الملح وبين الأُجاج.
أُجاج:
شديد الملوحة والحرارة بحيث تكون الملوحة حارقة.
فالإُجاج ليس الملح المطلق وإنما هو أخصّ من الملح.
فكل أُجاج ملح وليس كل ملح أُجاج.
وأجّ مأخوذة من أجيج النار.
(وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً {53}) الفرقان.
وكلمة مرج لها 12 معنى
ومن هذه المعاني اشتعل ناراً كما في قوله تعالى
(وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ {15}) الرحمن.
وأجّ يؤجّ بمعنى أسرع واليأجوج مشتق من أجّ يؤجّ إذا هرول الإنسان وعدّى عليه (في حديث فتح خيبر لما قال الرسول عليه الصلاة والسلام لأعطينّ الراية غداً ... فدخل علي بن أبي طالب فأعطاه الراية إلى أن قال فذهب يؤجّ بها).
ويأجوج ومأجوج فيها اشتقاقان:
من أجّ يؤج بمعنى أشعل ناراً أو أوقد فتنة أو أحدث ارباكاً فهي مصروفة ويأجوج (فاعول) وقد تكون علَماً على قوم معينين فهي غير مصروفة.
ويأجوج ومأجوج شُبّهوا بالنار المضطرمة والمياه المتموجة لكثرة اضطرابهم.
ملح:
هو الطعم المعروف الذي يجعل الماء متجمداً.
تغلب على الماء الملوحة فيصبح ملحاً ثم يُطلق على الماء المالح وإن لم يكن متجمداً والكلمة ليست عربية ولهذا انتقُد الشافعي لأنه استعمل كلمة كلمة مالح.
يُقال مملح وليس مالح.
ـ[مايا]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 07:45 م]ـ
: rolleyes:
أين أنتم؟؟؟؟ ألا تحبّون البلاغة!!!!!!
ـ[أخابيط]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 08:18 م]ـ
السلام عليكم
بوركت على هذه المعلومات القيمة. واعلمي أن الكلمة لا توصف بالبلاغة ولكن الكلام يوصف بذلك.
والسلام
ـ[مايا]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 09:06 م]ـ
أشكرك أستاذي الكريم ....
ومنكم نستفيد!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 09:15 م]ـ
إذا سمحت لنا الأخت مايا بهذه الإضافة البسيطة:
" وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا " (فاطر: 12)
فقابل سبحانه بين العذب والملح، وبين الفرات والأجاج. والماء العذب هو الطيب البارد. والماء الملح هو الذي تغير طعمه، وإذا كان لا ينتفع به في شرب، فإنه ينتفع به في غيره. والماء الفرات ما كان مذاقه مستساغًا، يضرب طعمه إلى الحلاوة، بسبب انحلال بعض المعادن والغازات فيه. والماء الأجاج هو الماء الزُّعَاقُ، وهو المرُّ، الذي لا يطاق، ولا ينتفع به في شرب، ولا غيره، لشدَّة مرارته وحرارته، وهو من قولهم: أجيج النار.
فإذا عرفت ذلك، تبيَّن لك سر الجمع بين الملح، والأجاج في وصف ماء البحر؛ إذ لو اقتصر في وصفه على كونه ملحًا، كان مثل أي ماء يجري على التربة المتغيرة، ويستقر في أعماق الأرض. ولو اقتصر في وصفه على كونه أجاجًا، كان ماؤه فاسدًا، لا ينتفع به في شيء مطلقًا.
وكذلك جعل ماء المزن أجاجًا. والمزن هو السحاب الأبيض المثقل بماء المطر، وهو أنقى ماءوأعذب. ولئن اجتمع الإنس والجن بما أوتوا من قوة على أن يعيدوا هذا الماء بعد جعله أجاجًا إلى حالته الأولى، لعجزوا عن ذلك، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا.
ومن هنا كان جعل هذا الماء أجاجًا- أي: شديد المرارة والحرارة لوقته دون تأخير- أدلَّ على قدرة الله تعالى، من جعل الزرع حطامًا، وإن كان الكل أمام قدرة الله سواء. ويدلك على ذلك أن قوله تعالى:
" لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا "
قيل على طريقة الإخبار؛ لأن جعل الماء المنزل من المزن أجاجًا لوقته عقب المشيئة، لم يشاهد في الواقع؛ لأنه لم يقع، بخلاف جعل الزرع حطامًا؛ فإنه كثيرًا ما وقع كونه حطامًا بعد أن كان أخضرَ يانعًا، خلافًا لمن زعم خلاف ذلك. فلو قيل: جعلناه حطامًا، بإسقاط اللام؛ كما قيل: جعلناه أجاجًا، لتُوُهِّم منه الإخبار.
ويدلك على ذلك أيضًا أن دخول هذه اللام على جواب " لَوْ "، لا يكون إلا في الأفعال، التي لا يُتخيَّل وقوعها؛ كما في قوله تعالى:
" قَالُوا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا " (الأنفال: 31). أي: مثل القرآن.
" قَالُوا لَوْ شَاء رَبُّنَا لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً " (فصلت: 14)
" وَلَوْ نَشَاء لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ " (يس: 66)
" وَلَوْ نَشَاء لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ " (يس: 67)
" وَلَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ " (الزخرف: 60)
ونحو ذلك قوله تعالى:
" لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا "
فجعل الزرع حطامًا ممّا لا يتخيل وقوعه، وإن كان يقع؛ ولهذا قال تعالى عقِبه:
" فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ "
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 11:26 م]ـ
بارك الله فيك أستاذنا محمد سعد ..
ولا تحرمنا من مثل هذه الدرر ..
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 11:38 م]ـ
السلام عليكم
بوركت على هذه المعلومات القيمة. واعلمي أن الكلمة لا توصف بالبلاغة ولكن الكلام يوصف بذلك.
والسلام
الأخ الفاضل أخابيط ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
كلامك صحيح فلا نقول في الاصطلاح: كلمة بليغة .. ولكن! ألا تشاركني الرأي بأنّ لكلّ كلمة مع صاحبتها مقاماً، وارتفاعاً بشأن الكلام في الحسن، والقبول بمطابقته للاعتبار المناسب، وانحطاطه بعدمها؟ وإلا فكيف نفسّر قول القزويني في الإيضاح: البلاغة راجعة إلى اللفظ باعتبار إفادته المعنى عند التركيب!؟ وهذا الذي يبحثه الدكتور فاضل السامرائي في كتابه (بلاغة الكلمة في التعبير القرآني) .. ويبيّن فيه كيف أنّ كلّ كلمة في القرآن وُضعت وضعاً فنياً مقصوداً في مكانها المناسب ..
ـ[مايا]ــــــــ[27 - 02 - 2008, 06:36 ص]ـ
أستاذ لؤي ....
لقد شفيت ما في نفسي من إحباط ... فمنذ البارحة وأنا أبحث في هذا الموضوع .... وأتساءل أين قرأتُه!!! ....
إلى أن جئتني بالجواب الشافي ...
أشكرك جزيل الشّكر ...
شكرًا على كلّ شيء ...
ـ[مايا]ــــــــ[27 - 02 - 2008, 06:45 ص]ـ
جزاك الله كلّ الخير أستاذنا الرّائع محمّد سعد
لا حُرمنا هذا التّألّق ... إن شاء الله ...
فكلّ مقام عندك مقال ...
(يُتْبَعُ)
(/)
و أتمنى أن تتابع السّلسلة معي أنت والأستاذ الرّائع أيضًا لؤي الطّيبي ...
ـ[مايا]ــــــــ[27 - 02 - 2008, 06:54 ص]ـ
الآن سأتابع السّلسلة ...
ابقوا معي ...
ـ[مايا]ــــــــ[27 - 02 - 2008, 07:04 ص]ـ
البلاغة الرّابعة
منظومة أبّ (الفاكهة)
أبّ – فاكهة
أبّ:
تقال كلمة الأب لفاكهة الحيوان. (وَفَاكِهَةً وَأَبًّا) سورة عبس آية 31. والأبّ هو المرعى المتهيئ للرّعي والجزّ ويقال أبّ لكذا بمعنى تهيأ له. وكذلك القول: أبّ لسيفه إذا تهيأ لسلّه. ولم ترد هذه الكلمة في القرآن الكريم كله إلا في هذه الآية:
فاكهة:
تطلق على فاكهة الإنسان. (وفواكه مما يشتهون).
وفي القرآن الكريم آيتان تدلان على الفرق بين معنى الكلمتين بوضوح شديد: (وَفَاكِهَةً وَأَبًّا * مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ) سورة عبس آية 31 و32.
فالفاكهة جاءت دلالتها في كلمة لكم والأبّ جاءت دلالتها في كلمة لأنعامكم. وهذا الأسلوب في القرآن الكريم هو ما يُعرف في اللغة بأسلوب الطيّ والنشر. (لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ) سورة يس آية 57
(فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ) سورة الرحمن آية 11
(وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ) سورة الطور آية 22
(فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ) سورة المؤمنون آية 19
(لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ) سورة الزخرف آية 73
والفرق بين هاتين الآيتين الأخيرتين حرف الواو في (ومنها) في آية المؤمنون لأن الكلام في السورة عن الحياة الدنيا ورزقها والإنسان يأكل من الفاكهة وقد يصنع منها شراباً أو حلويات أو غيرها أما في آية سورة الزخرف فالكلام عن الجنة وما فيها من فاكهة وفاكهة الجنة تؤكل فقط.
والله تعالى أعلم
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 12:32 ص]ـ
جهد مشكور للأخت مايا
ومتابعة جيدة للمشرف لؤي
وتعقيبات ذهبية لمحمد سعد
شكرا لكم جميعا، ولجميع من يساهم.
ـ[مايا]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 06:53 ص]ـ
أشكرك أستاذ موسى على متابعتك .... وعلى كلامك العذب ...
وأتمنى أن تتابعنا ... فما زال في جعبتنا المزيد ....
ـ[مايا]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 07:01 ص]ـ
البلاغة الخامسة:
منظومة أنصت
أنصت – إستمع – سمع هذه المنظومة هي في كيفية التعامل مع القرآن الكريم
أنصت والإنصات:
هو عدم الكلام والسكوت لإعجاب المستمع بحديث المتكلم فيسكت ويستمع للاستفادة والفهم.
(وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {204}) الأعراف
(وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ {29}) الأحقاف.
سمِع والسمع:
حدث غير مقصود بمعنى حدث السمع بدون قصد من السامع ولم يكن في نيته السمع.
(وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ {26}) فصلت
(وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ {55}) القصص.
استمع والاستماع:
هو سماع مقصود ومخططٌ له من قبل المستمع ويصل بالمستمع إلى التأمل في المعاني التي يستمع إليها بقصد الفهم والتعلم والاستفادة.
(وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {204}) الأعراف
(وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ {29}) الأحقاف
(الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ {18}) الزمر.
ومن هنا ننتبه إلى الفرق بين السكوت ومرادفاته أيضاً:
السكوت:
هو عدم الكلام لالتقاط الأنفاس وهو حركة من قوانين التنفّس.
الصمت: هو عدم الكلام تجنباً أو ترفّعاً عن الرد على كلام ما أو ترفّع عن جهل المتكلِّم.
الكظم:
هو السكوت عند الغيظ.
الإفلاس:
عند المناقشة بحيث يأتي أحد المتناقشين بحجّة لا تستطيع الرد عليها.
بُهت:
عندما يأتيك المتكلِّم بحجة تجعلك تبدو غبياً.
الإنصات:
وهو السكوت لإعجابك بحديث المتكلِّم فتنصت لقوله لتفهم.
والقرآن الكريم بجب علينا قرآءته (وهي القراءة العادية) وتلاوته (أي تدبّر آياته) وهذه قراءة العلماء والمفكرين والمفسرين لسبر أغوار هذا الكتاب العزيز (اتل ما أُوحي إليك من الكتاب) وقد امتدح الله تعالى الذين يتلون القرآن فقال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ {29} لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ {30}) فاطر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 02:21 م]ـ
أين أنا من موضوعك الرائع؟!!!
موضوع في غاية الروعة أستاذتي الفاضلة , و ها أنا ذا أعض أصابع الندم لأني لم أزر هذا القسم من المنتدى و لم أرَ موضوعك إلا هذه اللحظة ,,,
واصلي هذا الجهد الرائع و نحن في انتظار باقي حلقات هذه السلسة الذهبية
ـ[مايا]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 09:24 ص]ـ
الأستاذ المتألّق الرّائع دومًا: أنس ...
كنت أتساءل في نفسي دائمًا: أين أنت عن سلسلتي؟؟؟؟
فقد اعتدت إطلالتك الجميلة وردودك الرّائعة في موضوعاتي ... ولكنك جئت الآن محلّقًا كما اعتدتك فأهلاً وسهلاً بك ...
ملاحظة: لا تعضّ أصابعك فالمنتدى بحاجة إليها ..... :)
ـ[نزار جابر]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 09:37 ص]ـ
الأخت مايا
حرت وحار فكري في وصفك، فلقد أثريت عقلي وعلمي بما قدمت فجزاك الله عنا خير الجزاء ودمت شمعة يستضاء بها وسأتابع بشغف ما بدأت به فسيري والله يرعاكي
ـ[مايا]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 09:44 ص]ـ
البلاغة السّادسة
كلمة اشتعل:
وقال سبحانه {ربّ إني وهن العظم منى واشتعل الرأس شيبا} وهنا لا تقف كلمة اشتعل عند معنى انتشر فحسب، ولكنها تحمل معنى دبيب الشيب في الرأس في بطء وثبات، كما النار في الفحم مبطئة ولكن في دأب واستمرار، حتى إذا تمكنت من الوقود اشتعلت في قوة لا تبقى ولا تذر كما يحرق الشيب ما يجاوره من شعر الشباب، حتى لا يذر شيئا إلا التهمة واتى عليه، وفي إسناد الاشتعال إلى الرأس مايوحى بهذا الشمول الذي التهم كل شي في الرأس ...
كلمة نسلخ:
وقال تعالى {وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون} فكلمة نسلخ تصور للعين انحسار الضوء عن الكون قليلا قليلا ودبيب الظلام إلى هذا الكون في بطء حتى إذا تراجع الضوء ظهر ما كان مختفيا من ظلمة الليل ...
ـ[نزار جابر]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 09:48 ص]ـ
تابعي جزاك الله خيرا فنعم الفائدة في أناملك يا أهل البلاغة فنحن على شغف للإتمام
ـ[محمد سعد]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 10:20 ص]ـ
الأخت: مايا مشكورة على هذا الجهد الطيب في تناول الكلمة القرآنية ودلالاتها، وهذه إضافة بسيطة حول كلمة" اشتعل".
الاشتعال هو عملية تحول المادة المشتعلة من حالة إلى حالة أخرى مع استحالة رجوعها للحالة الأولى أي حالة ما قبل الاشتعال .. وهذا التصور والوصف ينطبق على السواد الشعر وبياضه أي أن البياض محال أن يعود سوادا .. وهنا لطيفة أخرى في الآية .. وهي أن هنالك جدلا فلسفيا ذكر في _ تهافت الفلاسفة _ للغزالي .. حول هل البياض عرض أم جوهر أم هل السواد عرض أم جوهر وإذا حل البياض فأين ذهب السواد وأين كان البياض قبل المشيب .. الخ؟؟؟ ويبدو أن القرآن قل حل المشكلة وببساطة إذ أن لفظة الشيب جاءت نكرة وما كان نكرة لم يكن أصلا للشيء أي لم يكن من جوهر الشيء .. وعليه فالمشيب عرض ككل الأعراض التي تبدو عندما يكون هنالك ما يفضي لها ..
ـ[نزار جابر]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 10:26 ص]ـ
نعم الخال أنت أبا فادي جزاك الله خيرا وفتح عليك ببركاته أيها القدوة بوركت
ـ[محمد سعد]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 10:50 ص]ـ
وهذه إضاءة على جمال هذه الكلمة" السلخ"
استعير في الآية الكريمة: " السلخ " و هو كشط الجلد عن الشاة و نحوها لإزالة ضوء النهار عن الكون قليلاً قليلاً، بجامع ما يترتب على كل منهما من ظهور شيء كان خافياً، فبكشط الجلد يظهر لحم الشاة، و بغروب الشمس تظهر الظلمة التي هي الأصل و النور طاريء عليها، يسترها بضوئه. و هذا التعبير الفني يسميه علماء البلاغة " الاستعارة التصريحية التبعية ". استعارة رائعة و جملية، إنها بنظمها الفريد و بإيحائها و ظلها و جرسها قد رسمت منظر بديعاً للضوء و هو ينحسر عن الكون قليلاً قليلاً و للظلام و هو يدب إليه في بطء.
إنها قد خلعت على الضوء و الظلام الحياة، حتى صارا كأنهما جيشان يقتتلان، قد أنهزم أحدهما فولى هارباً، و ترك مكانه للآخر.
تأمل اللفظة المستعارة و هي " نسلخ " إن هذه الكلمة هي التي قد استقلت بالتصوير و التعبير داخل نظم الآية المعجز فهل يصلح مكانها غيرها؟
ـ[مايا]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 11:14 ص]ـ
الأستاذ نزار جابر ....
جزاك الله كلّ خير لمتابعتك سلسلتي ..... وأشكرك على إطرائك الجميل ...
الذي يجدّد الحماس داخلي ويدفعني للأمام ....
فبوركت أناملك لما تخطّه ...
وتابعنا دائمًا ...
ـ[مايا]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 11:25 ص]ـ
المتميّز دائمًا ... الأستاذ محمّد سعد ...
أشكرك على إضاءاتك الّتي أنارت السّلسلة ... وطغى نورها على أصلها ...
وأعجبني كثيرًا ما قلته عن أنّ لفظة الشيب جاءت نكرة وما كان نكرة لم يكن أصلا للشيء أي لم يكن من جوهر الشيء ..
وما قلته أيضًا عن لفظة انسلخ:
إنها قد خلعت على الضوء و الظلام الحياة، حتى صارا كأنهما جيشان يقتتلان، قد أنهزم أحدهما فولى هارباً، و ترك مكانه للآخر ...
بوركت أناملك وأتمنّى أن ترفدنا دائمًا بالمزيد ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحلام]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 12:03 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا العطاء المبارك من كتابٍ مباركٍ وكريمٍ
والكريم لاينتهي عطاؤه ..
فبوركت أيديكم اساتذتنا الافاضل
ـ[محمد سعد]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 12:08 م]ـ
النفس - التنفس
قال تعالى: " وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ" (التكوير: 18) استعير في الآية الكريمة خروج النفس شيئاً فشيئاً لخروج النور من المشرق عند انشقاق الفجر قليلاً قليلاً بمعنى النفس، تنفس بمعنى خرج النور من المشرق عند انشقاق الفجر.
استعارة قد بلغت من الحسن أقصاه، وتربعت على عرش الجمال بنظمها الفريد، إنها قد خلعت على الصبح الحياة حتى لقد صار كائنا حيا يتنفس، بل إنساناً ذا عواطف وخلجات نفسية، تشرق الحياة بإشراق من ثغره المنفرج عن ابتسامة وديعة، وهو يتنفس بهدوء، فتتنفس معه الحياة، ويدب النشاط في الأحياء على وجه الأرض والسماء، أرأيت أعجب من هذا التصوير، ولا أمتع من هذا التعبير؟
ثم تأمل اللفظة المستعارة وهي " تنفس " أنها بصوتها الجميل وظلها الظليل، وجرسها الساحر قد رسمت هذه الصورة البديعة في إطار نظم الآية المعجزة، فهل من ألفاظ اللغة العربية على كثرتها يؤدي ما أدته، ويصور ما صورته؟
ـ[مايا]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 02:01 م]ـ
أشكرك على هذه الإضاءة ...
أنار الله دربك ووفّقك الله دائمًا ... واسمح لي أن آتي بالمزيد ...
ـ[مايا]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 02:05 م]ـ
البلاغة السابعة
لأَمُّ في اللغة، بفتح الهمزة: القصد؛ تقول: أمَّه يؤمُّه أمًّا، إذا قصده. والتيمم بالصعيد في قوله تعالى: {فتيمموا صعيداً طبيًا} (المائدة:6) مأخوذ من هذا.
و (الإِمَّة) و (الأُمَّة) بكسر الهمزة وبضمها: الحالة والشِّرْعَة والطريقة، ومنه قوله تعالى: {إنا وجدنا أباءنا على أمة} (الزخرف:23) أي: كانوا على دين وشِرعة لا يحيدون عنها.
ونقرأ أيضًا قوله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} (آل عمران:110) أي: كنتم خير أهل دين جاء للناس.
و (الأُمَّة): القرن من الزمن - بمعنى الفترة الزمنية - يقال: قد مضت أمم، أي قرون وسنون؛ ومنه قوله تعالى: {ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة} (هود:8) أي: إلى وقت مقدر ومحدد.
وأمة كل نبي: من أرسل إليهم، من كافر ومؤمن؛ قال تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً} (النحل:36).
و (الأُمَّة): الجيل والجنس من كل حي، وفي التنزيل قوله تعالى: {وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أُمَمٌ أمثالكم} (الأنعام:38) وكل من الحيوان أمة، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: (لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها) رواه أحمد.
وكل من كان على دين مخالفًا لسائر الأديان، فهو أمة وحده؛ ومنه قوله تعالى: {إن إبراهيم كان أمة} (النحل:120) وهذا على رأي بعض المفسرين، وقال آخرون: إن (أمة) هنا بمعنى الإمام والقدوة.
و (الأمَّة): الحين من الزمن، ومنه قوله تعالى: {وقال الذي نجا منهما وأدكر بعد أمة} (يوسف:45) أي: بعد حين من الزمن.
و (الأمَّة): الجماعة، ومنه قوله تعالى: {وإذ قالت أمة منهم} (الأعراف:164) أي: جماعة.
و (أُمُّ) كل شيء: أصله وعماده، وفي التنزيل قوله سبحانه: {هن أم الكتاب} (آل عمران:7) أي: أصله وأساسه الذي يرجع إليه عن الاشتباه؛ وقوله: {وإنه في أم الكتاب لدينا} (الزخرف:4) أي: في اللوح المحفوظ، إذ هو الأصل الذي نزل منه القرآن.
و (أم الرأس): الدماغ، وبه فسر قوله تعالى: {فأمة هاوية} (القارعة:9) قيل: معناه ساقط هاوٍ بأم رأسه في نار جهنم؛ وعبر عنه بأمه، يعني دماغه، روي نحو هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره.
و (الإمام) في قوله تعالى: {وإنهما لبإمام مبين} (الحجر:79) - وهو من اشتقاقات لفظ الأمة - يعني الطريق الواضح البيِّن.
ثم إن لهذا اللفظ (أمم) معان أُخر، ذكرها أصحاب قواميس اللغة، أعرضنا عنها مخافة الإطالة، واقتصرنا لك من معاني الكلمة على ما جاء في القرآن فحسب.
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 04:34 م]ـ
ملاحظة: لا تعضّ أصابعك فالمنتدى بحاجة إليها ..... مايا
هههه, أضحك الله سنك , واصلي المسير فنحن في الانتظار
ـ[نزار جابر]ــــــــ[01 - 03 - 2008, 12:00 ص]ـ
بارك اللهم بكم يا اهل الفصاحة، وأخص بالذكر الأستاذ محمد سعد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نزار جابر]ــــــــ[01 - 03 - 2008, 12:01 ص]ـ
والشكر الموصول دائما إلى الأستاذة والأخت مايا على ما تمتعنا به وتعزز من روحانياتنا فبارك الله بجهودك ودمت حارسا للغة
ـ[مايا]ــــــــ[01 - 03 - 2008, 07:15 م]ـ
البلاغة السّابعة:
الحية والثعبان ... إعجاز بياني في قصة موسى عليه السلاملماذا وردت كلمة (ثعبان) تارة وكلمة (حية) تارة أخرى وذلك في سياق قصة سيدنا موسى عليه السلام. وقد يظن بعض القراء أن المعنى واحد، وأن هذا الأمر من باب التنويع وشد انتباه القارئ فقط ....
ولكن وبعد بحث في هذا الموضوع ظهرت لي حكمة بيانية رائعة تثبت أن كل كلمة في القرآن إنما تأتي في الموضع المناسب، ولا يمكن أبداً إبدالها كلمة أخرى، وهذا من الإعجاز البياني في القرآن الكريم.
ولكي نوضح الحكمة من تعدد الكلمات عندما نبحث عن قصة سيدنا موسى عليه السلام مع فرعون لنجد أنها تكررت في مناسبات كثيرة، ولكن العصا ذُكرت في ثلاثة مراحل من هذه القصة:
1 - عندما كان موسى سائراً بأهله ليلاً فأبصر ناراً وجاء ليستأنس بها فناداه الله أن يلقي عصاه.
2 - عندما ذهب موسى إلى فرعون فطلب منه فرعون الدليل على صدق رسالته من الله تعالى فألقى موسى عصاه.
3 - عندما اجتمع السَّحَرة وألقوا حبالهم وعصيّهم وسحروا أعين الناس، فألقى موسى عصاه.
هذه هي المواطن الثلاثة حيث يلقي فيها موسى العصا في قصته مع فرعون. ولكن كيف تناول البيان الإلهي هذه القصة وكيف عبّر عنها، وهل هنالك أي تناقض أو اختلاف أو عشوائية في استخدام الكلمات القرآنية؟
الموقف الأول
في الموقف الأول نجد عودة سيدنا موسى إلى مصر بعد أن خرج منها، وفي طريق العودة ليلاً أبصر ناراً فأراد أن يقترب منها ليستأنس فناداه الله تعالى، وأمره أن يلقي عصاه، فإذاها تتحول إلى حيّة حقيقية تهتز وتتحرك وتسعى، فخاف منها، فأمره الله ألا يخاف وأن هذه المعجزة هي وسيلة لإثبات صدق رسالته أمام فرعون.
ولو بحثنا عن الآيات التي تحدثت عن هذا الموقف، نجد العديد من الآيات وفي آية واحدة منها ذكرت الحيّة، يقول تعالى: (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى *قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى * قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى * فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌتَسْعَى * قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى) [طه: 17 - 21].
الموقف الثاني
أما الموقف فيتمثل بقدوم موسى عليه السلام إلى فرعون ومحاولة إقناعه بوجود الله تعالى، وعندما طلب فرعون الدليل المادي على صدق موسى، ألقى عصاه فإذا بها تتحول إلى ثعبان مبين. ولو بحثنا عن الآيات التي تناولت هذا الموقف نجد عدة آيات، ولكن الثعبان ذُكر مرتين فقط في قوله تعالى:
1 - (وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ* قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآَيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌمُبِينٌ * وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ * قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ) [الأعراف: 104 - 109].
2 - (قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ * قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ* قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ* قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ * قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ * قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ * قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ* قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ * قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ* فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌمُبِينٌ* وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ * قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ) [الشعراء: 23 - 34].
الموقف الثالث
(يُتْبَعُ)
(/)
بعدما جمع فرعون السحرة وألقوا الحبال والعصيّ وسحروا أعين الناس وخُيّل للناس ولموسى أن هذه الحبال تتحرك وتهتز وتسعى، ألقى موسى عصاه فابتلعت كل الحبال والعصي، وعندها أيقن السحرة أن ما جاء به موسى حق وليس بسحر، فسجدوا لله أمام هذه المعجزة.
وقد تحدث القرآن عن هذا الموقف في العديد من سوره، ولكننا لا نجد أي حديث في هذا الموقف عن ثعبان أو حية، بل إننا نجد قول الحق تبارك وتعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ) [الأعراف: 117].
التحليل البياني للمواقف الثلاثة:
لو تأملنا جيداً المواقف الثلاثة نجد أن الموقف الأول عندما أمر الله موسى أن يلقي عصاه وهو في الوادي المقدس، تحولت العصا إلى (حيَّة) صغيرة، وهذا مناسب لسيدنا موسى لأن المطلوب أن يرى معجزة،/ وليس المطلوب أن يخاف منها، لذلك تحولت العصا إلى حية.
أما في الموقف الثاني أمام فرعون فالمطلوب إخافة فرعون لعله يؤمن ويستيقن بصدق موسى عليه السلام، ولذلك فقد تحولت العصا إلى ثعبان، والثعبان في اللغة هو الحية الكبيرة [1]. وهكذا نجد أن الآيات التي ذُكرت فيها كلمة (ثعبان) تختص بهذا الموقف أمام فرعون.
ولكن في الموقف الثالث أمام السّحَرَة نجد أن القرآن لا يتحدث أبداً عن عملية تحول العصا إلى ثعبان أو حية، بل نجد أن العصا تبتلع ما يأفكون، فلماذا؟
إذا تأملنا الآيات بدقة نجد أن السحرة أوهموا الناس بأن الحبال تتحرك وتسعى، كما قال تعالى: (فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى) [طه: 66]. وهنا ليس المطلوب أن يخاف الناس بالثعبان، وليس المطلوب أن تتحول العصا إلى حية، بل المطلوب أن تتحرك العصا وتلتهم جميع الحبال والعصِيَ بشكل حقيقي، لإقناع السحرة والناس بأن حبالهم تمثل السحر والباطل، وعصا موسى تمثل الحق والصدق، ولذلك يقول تعالى (قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ * قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ * وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ*فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ) [الأعراف: 115 - 122].
إحصائيات قرآنية
إن كلمة (حيَّة) لم تُذكر في القرآن إلا مرة واحدة عندما أمر الله موسى أن يلقي العصا وهو في الوادي المقدس، فتحولت إلى حية تسعى. وجاءت هذه الكلمة مناسبة للموقف. أما كلمة (ثعبان) فقد تكررت في القرآن كله مرتين فقط، وفي كلتا المرتين كان الحديث عندما ألقى موسى عصاه أمام فرعون، وكانت هذه الكلمة هي المناسبة في هذا الموقف لأن الثعبان أكبر من الحية وأكثر إخافة لفرعون.
ونستطيع أن نستنتج أن الله تعالى دقيق جداً في كلماته وأن الكلمة القرآنية تأتي في مكانها المناسب، ولا يمكن إبدال كلمة مكان أخرى لأن ذلك سيخل بالجانب البلاغي والبياني للقرآن الكريم الذي قال الله عنه: (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [فصلت: 42].
بقلم عبد الدائم الكحيل
www.kaheel7.com
[1] الفيروز آبادي، المعجم المحيط، معنى كلمة (ثعبان)، دار المعرفة، بيروت 2005
ـ[نزار جابر]ــــــــ[02 - 03 - 2008, 01:41 ص]ـ
نعم الأستاذة أنت مايا بارك الله فيك على عطائك الموصول واستمري
ـ[مايا]ــــــــ[05 - 03 - 2008, 06:43 م]ـ
أجاءها
"فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة .. " (مريم 23)
كلمة "أجاء" غير موجودة في كتب اللغة و في القواميس! و هي طبعا من اللغة العربية لأن الله جل و علا ذكرها في كتابه و علمنا إياها
أجاء:
أصلها: جاء، و لو وردت "جاءها" لما دلت على المعنى كاملا، و أيضا إذا ودت في مكانها كلمة "ألجأها" أيضا لما كان المعنى كاملا
فشاء الله أن يجمع هذان المعنيان في كلمة واحدة! و هذا لا يدل إلا على بلاغة القرآن لأنه كلام الله جل في علاه
أ: همزة التعدية مثل:
سمع (بنفسه) و أسمع (غيره)، نام و أنام، ذهب و أذهب ...
أ + جاء + السياق = دلت على معنى الالتجاء
أي أن مريم عليها السلام جاءها المخاض و جعلها تجيء لجذع النخلة اضطرارا .. أي أنها لم تذهب لجذع النخلة بارادتها بل المخاض جعلها تلجأ للنجلة و تجيء إليها ..
(فائدة من درس للشيخ عصام العويد)
ـ[نزار جابر]ــــــــ[05 - 03 - 2008, 09:23 م]ـ
بوركت اخت مايا على ما تتحفينا به
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[06 - 03 - 2008, 03:02 م]ـ
سبحان الله العظيم!!!
قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً [الإسراء: 88]
بوركت استاذه مايا على تميزك و حسن انتقائك للمواضيع.
حقاً إنه لموضوع يهتز له القلب و تطرب الأذن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مايا]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 08:05 ص]ـ
بوركت اخت مايا على ما تتحفينا به
أشكرك أستاذ نزار على ذوقك و تفاعلك ومتابعتك .... وحيّاك الله دائمًا معنا ....
ـ[مايا]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 08:09 ص]ـ
سبحان الله العظيم!!!
قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً [الإسراء: 88]
بوركت استاذه مايا على تميزك و حسن انتقائك للمواضيع.
حقاً إنه لموضوع يهتز له القلب و تطرب الأذن
أشكرك يا من يؤنسني وجوده دائمًا .... وأهلا بك معنا في صفحاتنا ...
ـ[مايا]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 08:16 ص]ـ
قال تعالى: (أيحسب أن لن يقدر عليه أحد يقول أهلكت مالاً لبدا)
هذا الخطاب موجّه للإنسان عموماً الذي خلقه الله تعالى لإصلاح الحياة.
أهلكت:
تأتي بمعنى الإنفاق فما اللمسة البيانية في استخدام كلمة أهلكت بدل أنفقت؟ هذه هي الآية الوحيدة في القرآن كله التي استعمل فيها الإهلاك مع المال، عادة تأتي الإنفاق لكن اختيار كلمة أهلكت في هذه السورة مناسب لجو السورة ومناسب لما تقدمها ولما يعانيه الرسول r وأصحابه في لحظات الشدائد التي أدت إلى إهلاك بعضهم ومناسب للعقبة ومناسب ليوم ذي مسغبة لأن الذين لم يطعموا في ذلك اليوم أهلكوا ومناسب مع أصحاب المشئمة الذين أهلكوا ومناسب لكل إنفاق بغير وجه مناسب لأنه يعتبر إهلاكاً للمال وليس إنفاقاً في الخير. إذن جو السورة هكذا في إهلاك المال بغير وجهه وكل السورة مشقة وإهلاك (الكبد، سلوك النجدين، اقتحام العقبة، المشئمة والمسغبة) فكان استخدام كلمة إهلاك أنسب وأفضل كلمة تؤدي المعنى المطلوب الذي يقتضيه جو السورة وسياق الآيات فيها.
ـ[نزار جابر]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 10:23 ص]ـ
حرت في وصفك، فبوركت وبوركت جهودك يا من تبحثين دائما عن الحقيقة
أحسنت
ـ[عاشور عبد المالك]ــــــــ[14 - 03 - 2008, 02:16 ص]ـ
اللغة العربية ع1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - رروس وتاجها البلالالالالالالالالالالالالاغة
ـ[مايا]ــــــــ[14 - 03 - 2008, 09:37 ص]ـ
حرت في وصفك، فبوركت وبوركت جهودك يا من تبحثين دائما عن الحقيقة
أحسنت
أشكرك لأنّك دائمًا معنا .......... وآسفة لتأخّري في الرّد ( ops...
وبارك الله فيك دائمًا
ـ[مايا]ــــــــ[14 - 03 - 2008, 09:38 ص]ـ
اللغة العربية ع1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - رروس وتاجها البلالالالالالالالالالالالالاغة
لقد توّجت صفحتي ..... فأهلاً بك .........
ـ[مايا]ــــــــ[14 - 03 - 2008, 09:41 ص]ـ
"أو إطعام في يوم ذي مسغبة."
لماذا استخدام كلمة (مسغبة) بدل سغب مثلاً أو جوع أو مخمصة؟
أولاً هناك مسألتين لاستعمال كلمة مسغبة بدل السغب أو الجوع أولها: أن المسغبة تعني الجوع العام والجماعي وليس للفرد والسغب هو الجوع الفردي. وثانياً أن المسغبة هي الجوع العام مع التعب والإرهاق ولهذا خصص باستعمال (مسغبة) أما الجوع فلا يرافقه بالضرورة التعب والإرهاق، أما المخمصة فهي الجوع الذي يرافقه ضمور البطن. وهذه عقبة من عقبات المجتمع إنه في يوم مجاعة مع التعب والإرهاق وهو اليوم الذي فيه الطعام عزيز وغير مبذول وهو دلالة على شدة الضيق والكرب كما قال بعض المفسرين، وهناك فرق بين الإنفاق في وقت الطعام فيه متوفر ويوم ذي مسغبة وهو ليس كأي يوم من الأيام. وهنا خصص القرآن في وصف العقبة واليوم واليتيم والمسكين فيما بعد.
م ن ق و ل(/)
هل تكون الإستعارة في الحروف و الظروف؟!!!
ـ[حااجي]ــــــــ[23 - 02 - 2008, 09:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
استنهض همم إخواني البلاغيين أن يجودوا علينا من علمهم الغزير، فيميطوا الغطاء عن هذا العنصر من درس الإستعارة، بالشرح والتمثيل، قصد تجلية الأمور حتى نكون على هدى و بينة من أمرنا .. ثم نجريها إجراء ...
شكرا مسبقا ..
ـ[عربي سوري]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 02:41 م]ـ
سيدي الكريم قد تكون الاستعارة في الحروف مثلا كل نداء لغير العاقل هو استعارة مكنية لأن أصل النداء لمن يعي ويملك القدرة الذهنية على الرد فما أتى به الكتاب والشعراء من استعمال حروف البداء لغير العاقل يصنف في باب الاستعارة المكنية
مزقي يا دمشق خارطة الذل
وقولي للدهر كن فيكون
ـ[همس الشجون]ــــــــ[01 - 03 - 2008, 02:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
استنهض همم إخواني البلاغيين أن يجودوا علينا من علمهم الغزير، فيميطوا الغطاء عن هذا العنصر من درس الإستعارة، بالشرح والتمثيل، قصد تجلية الأمور حتى نكون على هدى و بينة من أمرنا .. ثم نجريها إجراء ...
شكرا مسبقا ..
أخي الكريم
قولك (استنهض) يجب أن تكتب (أستَنْهِضُ) بهمزة القطع لأن همزة
فعل المضارع دائما تكتب همزة قطع
أما قولك (الإستعارة) فهي همزة وصل فيجب كتابتها (الاستعارة)
لأنها مصدر سداسي
أسأل الله سبحانه أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[08 - 03 - 2008, 02:22 ص]ـ
لقد تكلم الزمخشري وغيره عن الاستعارة بالحرف، ومن ذلك ما ذكره مثلاً عند قوله تعالى: (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا) [القصص: 8]، فقد قال: "اللام في (ليكون) هي لام كي التي معناها التعليل، كقولك: جئتك لتكرمني سواء بسواء، ولكن معنى التعليل فيها وارد على طريق المجاز، دون الحقيقة، لأنّه لم يكن داعيهم إلى الالتقاط أن يكون لهم عدوّاً وحزناً، ولكن المحبّة والتبنّي، غير أنّ ذلك لما كان نتيجة التقاطهم له وثمرته شبّه بالداعي الذي يفعل الفاعل الفعل لأجله، وهو الإكرام الذي هو نتيجة المجيء، والتأدّب الذي هو ثمرة الضرب في قولك: ضربته ليتأدّب، وتحريره أنّ هذه اللام حكمها حكم الأسد حيث استعيرت لما يشبه التعليل، كما يُستعار الأسد لمن يشبه الأسد" ا. هـ
وقد استدلّ الدكتور محمد أبو موسى بإجراء الزمخشري التشبيه في العداوة، وقوله: إنّ هذه اللام حكمها حكم الأسد ... على أنّ الاستعارة تكون إما في مدخول الحرف، وإما في الحرف نفسه، ولم يجد ما يرجّح أحدهما على الآخر، فقد علّق على هاتين الوجهتين بقوله في كتابه البلاغة القرآنية في تفسير الزمخشري: "وقد فكرتُ كثيراً في كلام الزمخشري في هذا الموضوع، لأقف على مراده، وأتبيّن في أيّهما يكون التشبيه والاستعارة، في الحرف أم في مدخوله، وكلّما قوي في نظري وجه، نظرتُ، فوجدتُ الآخر لا يقلّ عنه قوة، فكلامه صريح في أنّ التشبيه والاستعارة يجريان في مدخول الحرف، وكلامه صريح أيضاً في أنّ اللام مستعارة كاستعارة الأسد للرجل الشجاع، وقد بان لي أنّ كلام الزمخشري يصحّ أن يستدلّ به على الوجهتين، ومن الخطأ أن يحمل على وجهة دون أخرى، وليس في هذا قدح، لأنّ هذه المسألة لم تكن محدّدة في زمانه" ا. هـ
ـ[حااجي]ــــــــ[14 - 03 - 2008, 07:17 م]ـ
:::
يا همس الشجون شكرا جزيلا على همزك في أستنهض، و لمزك في الاستعارة ..... جل من لا يسهو ....
ـ[المهندس]ــــــــ[14 - 03 - 2008, 09:43 م]ـ
:::
يا همس الشجون شكرا جزيلا على همزك في أستنهض، و لمزك في الاستعارة ..... جل من لا يسهو ....
هذه الروح دخيلة على منتدى الفصيح
كان عليك أن تتقبل التصويب بصدر رحب
وماذا يضرك إن استفدت فائدة في الإملاء حين سألت عن البلاغة؟
ومن لم يذقْ مُرَّ التعلم ساعةً * تجرَّعَ ذلَّ الجهلِ طولَ حياتهِ
ـ[الصياد2]ــــــــ[15 - 03 - 2008, 12:12 ص]ـ
أولا ما أدرى الزمخشري أن اللام هنا لام التعليل بل هي اللام التي للعاقبة فلماذا هذا التكلف من الزمخشري
وعلى فرض صحة كلامه بالاستعارة فلتبينوا نوعها ولتشرحوها وتتفضلوا بالتعليل لنتأكد من صحة مذهبكم هل هي مكنية شبه فعلهم المقصود بالرعاية دون قصد استعدائه بالفعل المقصود بالاستعداء واللازم هو لام التعليل أم أن المقصود التصريح شبه لام العاقبة بلام التعليل حذف لام العاقبة ووضع بدلا منها لام التعليل لكن التصريحية تستطيع فيها ذكر المشبه المحذوف مثل جاء القمر للفتاة الجميلة فتستطيع ذكر المشبه تقول: جاءت الفتاة الشبيهة بالقمر فهل نحن هنا نستطيع ذلك الذكرللمشبه نرجو التبيان هل الاستعارة هناللحرف ام بواسطة الحرف مع بيان النوع والشرح والسلام عليكم(/)
دلالة المشتق على معناه في استنباط علل الأحكام
ـ[مهاجر]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 02:55 ص]ـ
من القواعد المهمة في معرفة علل الأحكام في باب القياس والتي ترتبط بشكل غير مباشر بعلم المعاني وتعتمد على ملاحظة سياق النص من جهة ترتب الأحكام على الأوصاف ترتب الجزاء على الشرط:
أن تعليق الحكم بوصف مشتق يؤذن بأن المعنى الذي اشتق منه هو علة هذا الحكم.
فالمشتق كـ: اسم الفاعل، فرع على المصدر، لأن المصدر هو أصل المشتقات على الراجح من أقوال النحاة، فكل ما تفرع عنه يتضمنه وزيادة، فعلى سبيل المثال:
الفعل المشتق: "ضرب": يدل على معنى وزمن، فيدل على معنى الضرب في الزمن الماضي.
واسم الفاعل المشتق: "ضارب": يدل على معنى وذات وقع منها الفعل، فيدل على معنى الضرب وفاعله، وقد يدل "دلالة التزام" على زمن الضرب، لقرينة في السياق، كما في قولك:
هذا ضاربٌ زيداً: فهو يدل على أن الضرب سيقع في المستقبل، بخلاف: هذا ضاربُ زيدٍ، بالإضافة، فهو يدل على انقضاء زمن الضرب.
واسم المفعول: "مضروب": يدل على معنى وذات وقع عليها الفعل، فيدل على معنى الضرب ومفعوله.
فالقاسم المشترك الأكبر بينها: معنى الضرب الذي يدل عليه المصدر: "ضرب"، فهو نص في الدلالة على المعنى المطلق، دون تقييد بزمان أو فاعل أو مفعول أو موصوف إن كان المشتق صفة مشبهة.
وباصطلاح أهل المنطق يمكن أن يقال بأن: كل المشتقات تدل على المعنى الذي اشتقت منه: "دلالة تضمن" فهي تتضمنه وزيادة، على التفصيل السابق، بينما المصدر لا يدل على المعنى إلا: "دلالة مطابقة"، فلا زيادة في دلالته على نفس المعنى.
والمعنى: أمر تدركه العقول، فيصلح أن يكون علة في الأحكام معقولةِ المعنى.
ومن أمثلة هذه القاعدة:
قولك: كافئ المجتهد، فوصف "الاجتهاد" الذي اشتق منه اسم الفاعل: "المجتهد" يصلح لتعليق حكم المكافأة.
وقولك: عاقب الكسول، فوصف "الكسل" الذي اشتقت منه صيغة المبالغة: "الكسول" يصلح لتعليق حكم المعاقبة.
ومن آي التنزيل:
قوله تعالى: (فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ)، فعلق حكم القتل على وصف "الإشراك" الذي اشتق منه اسم الفاعل: "المشركين".
وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).
فقد علق حكم عدم قربانهم المسجد الحرام بوصف الشرك، وإلى ذلك أشار ابن العربي المالكي، رحمه الله، بقوله: "إن وصف المشركين بأنهم نجس تنبيه على العلة بالشرك والنجاسة". اهـ
وقوله تعالى: (وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي)، فما قبل فاء السببية سبب لما بعدها، فيكون قد علق حكم الغضب على وصف الطغيان، فالطغيان سبب غضبه عز وجل.
وقوله تعالى: (وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ)، فقد علق حكم الضلال على وصف اتباع الهوى، فاتباع الهوى سبب الضلال.
وقوله تعالى: (وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ)، فـ: "لولا" هنا: تفيد العرض المشرب بالدعاء، فصح أن ينتصب ما بعد الفاء في "فنتبع" على السببية، فعلقوا حكم اتباع الآيات على وصف إرسال الرسول بغض النظر عن صدق دعواهم.
وقوله تعالى: (رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ)، فعلق الداعي حكم الصدقة على وصف التأخير إلى أجل قريب.
وقوله تعالى: (فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ)، فعلق حكم الإصلاح على وصف الأخوة.
وقوله تعالى: (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، فعلق حكم المحبة على وصف الإحسان.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله تعالى: (اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ)، فعلق حكم العبادة على وصف الربوبية، فيكون تفرده، عز وجل، بالربوبية دليلا على تفرده بالألوهية، وهذا أمر مطرد في كتاب الله، عز وجل، وسنة نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فالألوهية لازم الربوبية، لأن من خلق وبرأ وصور ورزق وأمات وأحيى .............. إلخ، هو المستحق وحده للإفراد بالعبادة، وهو مقتضى الألوهية، فتوحيد الله بأفعاله علة توحيده بأفعال العباد، والتوحيد العلمي علة التوحيد العملي.
وفي التنزيل: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، فعلق حكم التقوى، وهي من مقتضيات الألوهية، على وصف الخلق، وهو أحد مقتضيات الربوبية.
ومن ذلك أيضا:
قوله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ)، فعلق حكم اعتزال النساء على وصف الأذى في المحيض.
ومن سنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (أَطْعِمُوا الْجَائِعَ وَعُودُوا الْمَرِيضَ وَفُكُّوا الْعَانِيَ)، فعلق:
حكم الإطعام على وصف الجوع الذي اشتق منه اسم الفاعل: "الجائع".
وحكم عيادة المريض على وصف المرض الذي اشتق منه "المريض".
حكم فك الأسير على وصف الأسر الذي اشتق منه اسم الفاعل: "العاني".
وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ)، فعلق حكم الإكرام على وصف الإيمان بالله واليوم الآخر، فمن اتصف بالإيمان فهو مأمور بإكرام ضيفه، والفاء، وإن كانت عاطفة، إلا أنها لا تخلو من معنى السببية، فيكون ما قبلها سببا لما بعدها، كما سبقت الإشارة إلى ذلك.
وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (خَالِفُوا الْيَهُودَ فَإِنَّهُمْ لَا يُصَلُّونَ فِي نِعَالِهِمْ وَلَا خِفَافِهِمْ)، فعلق حكم المخالفة بالصلاة في النعال والخفاف على وصف المخالفة في الدين.
وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لَا يَتْرُكُونَهُنَّ الْفَخْرُ فِي الْأَحْسَابِ وَالطَّعْنُ فِي الْأَنْسَابِ وَالْاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ وَالنِّيَاحَةُ وَقَالَ النَّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا تُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهَا سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ وَدِرْعٌ مِنْ جَرَبٍ)، فعلق حكم ذم هذه الخصال على وصف الجاهلية، وهو وصف مناسب لتعلق الذم به، فكل أمر الجاهلية مذموم إلا ما أقره الإسلام من محاسن الأخلاق والعادات التي كانت سائدة بين العرب قبل بعثة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إِذَا صَلَّى الْإِمَامُ جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا وَإِذَا صَلَّى الْإِمَامُ قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا وَلَا تَفْعَلُوا كَمَا يَفْعَلُ أَهْلُ فَارِسَ بِعُظَمَائِهَا)، فعلق حكم موافقة الإمام في الجلوس والقيام على وصف مخالفة الفرس الذين يقفون تعظيما لكبرائهم.
وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ)، فعلق حكم اللعن على وصف اتخاذ القبور مساجد، بغض النظر عمن يتخذها، فليس الحكم قاصرا على اليهود والنصارى فقط، وإلا لما كان لذكر قيد: "اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ" فائدة، وقد جاء التصريح في رواية البخاري، رحمه الله، بالتحذير من فعلهم، وفيها: (يُحَذِّر مَا صَنَعُوا)
وإلى ذلك أشار الحافظ، رحمه الله، بقوله:
"وَقَوْله: (اِتَّخَذُوا)
جُمْلَة مُسْتَأْنَفَة عَلَى سَبِيل الْبَيَان لِمُوجِبِ اللَّعْن، كَأَنَّهُ قِيلَ مَا سَبَب لَعْنهِمْ؟ فَأُجِيب بِقَوْلِهِ " اِتَّخَذُوا ".
وَقَوْله: (يُحَذِّر مَا صَنَعُوا)
جُمْلَة أُخْرَى مُسْتَأْنَفَة مِنْ كَلَام الرَّاوِي، كَأَنَّهُ سُئِلَ عَنْ حِكْمَة ذِكْر ذَلِكَ فِي ذَلِكَ الْوَقْت فَأُجِيب بِذَلِكَ". اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن ذلك أيضا: حديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ وَأُمَّ سَلَمَةَ ذَكَرَتَا كَنِيسَةً رَأَيْنَهَا بِالْحَبَشَةِ فِيهَا تَصَاوِيرُ فَذَكَرَتَا للنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: (إِنَّ أُولَئِكَ إِذَا كَانَ فِيهِمْ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَمَاتَ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا وَصَوَّرُوا فِيهِ تِيكَ الصُّوَرَ أُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).
فعلق حكم كونهم شرار الخلق على بناء القبور وتصوير الصور، وهو وصف متعد لا يقتصر عليهم ليقال بأن هذا الحكم خاص بهم. وإنما ذكروا في هذا السياق: لأن كلام أم حبيبة وأم سلمة، رضي الله عنهما، كان عن صنيعهم تحديدا.
وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (مَا أَنْهَرَ الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ فَكُلُوهُ لَيْسَ السِّنَّ وَالظُّفُرَ وَسَأُحَدِّثُكُمْ عَنْ ذَلِكَ أَمَّا السِّنُّ فَعَظْمٌ وَأَمَّا الظُّفُرُ فَمُدَى الْحَبَشَةِ)، فعلق حكم النهي عن الذبح بالظفر على وصف مخالفة الحبشة لأن ذلك صنيعهم.
وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (لَا تَلْبَسُوا الْحَرِيرَ وَلَا الدِّيبَاجَ وَلَا تَشْرَبُوا فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَلَا تَأْكُلُوا فِي صِحَافِهَا فَإِنَّهَا لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَنَا فِي الْآخِرَةِ)، فعلق حكم تحريم لبس الحرير والشرب في آنية الذهب والفضة والأكل في صحافها على وصف: كونها مما استباحه الكفار في الدنيا، والمعنى المستنبط من مثل هذه العلة المنصوص عليها: التشبه بهم في الملبس والمأكل والمشرب، فيكون التحريم قطعا لمادة مشابهة الظاهر التي تؤدي إلى مشابهة الباطن، على أن بعض أهل العلم قد خرج عللا أخرى لهذا الحكم منها: كونها ذريعة إلى الخيلاء، ولأن في استعمالها كسرا لقلوب الفقهاء، وتضييقا للنقد المضروب، وهذه العلة كانت في أزمنة جرى التعامل فيها بالدرهم والدينار المضروبين، فتكون الأوصاف التي علق عليها الحكم في مثل هذا النص: إما منصوصا عليها كتحريم التشبه كما سبق، أو: مستنبطة مخرجة كبقية الأوصاف المذكورة التي اعتبرها الفقهاء.
ومنه أيضا حديث الْحَجَّاجُ بْنُ حَسَّانَ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَحَدَّثَتْنِي أُخْتِي الْمُغِيرَةُ قَالَتْ وَأَنْتَ يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ وَلَكَ قَرْنَانِ أَوْ قُصَّتَانِ فَمَسَحَ رَأْسَكَ وَبَرَّكَ عَلَيْكَ وَقَالَ: (احْلِقُوا هَذَيْنِ أَوْ قُصُّوهُمَا فَإِنَّ هَذَا زِيُّ الْيَهُودِ).
فقد علق أنس، رضي الله عنه، حكم الحلق على وصف مشابهة اليهود في زيهم، فدل ذلك على أن هذا الوصف هو المناسب لتعليل الحكم، فيكون عاما في كل الصور التي يتحقق فيها، ولا يقتصر على صورة بعينها، فتميز المسلمين عن غيرهم أمر مراد للشارع عز وجل.
ومن ذلك أيضا: تعليق حكم النهي عن تغطية الفم في الصلاة على وصف مشابهة المجوس الذين يغطون أفواههم أمام نيرانهم التي يعبدونها، فهو وصف يصلح لتعليق الحكم عليه، وإن زاد عليه بعض أهل العلم، وصفا مستنبطا آخر يصلح لتعليق الحكم عليه وهو أن تغطية الفم مظنة عدم تحقق مخارج الحروف عند القراءة، فيكون الوصفان: المنصوص عليه والمستنبط علة الحكم، ولا محذور في تعليل الحكم بأكثر من علة.
وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْنِ وَلَا تُحَنِّطُوهُ وَلَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا).
فعلق حكم عدم التطييب وتخمير الرأس بوصف: الإحرام، والإحرام مظنة التلبية، فالمحرم يبعث يوم القيامة ملبيا، فنص هنا، أيضا، على الوصف الذي يصلح لتعليق الحكم عليه.
وحديث أبي هريرة، رضي الله عنه، مرفوعا: (أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ هَلَكْتُ وَقَعْتُ عَلَى أَهْلِي فِي رَمَضَانَ قَالَ أَعْتِقْ رَقَبَةً قَالَ لَيْسَ لِي قَالَ فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ قَالَ لَا أَسْتَطِيعُ قَالَ فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا).
(يُتْبَعُ)
(/)
فعلق أحكام الكفارة على الوصف المستفاد من قول الرجل: (هَلَكْتُ وَقَعْتُ عَلَى أَهْلِي فِي رَمَضَانَ)، وهو: الجماع في نهار رمضان فيكون الجماع في نهار رمضان علة الكفارة المغلظة، ولو لم يكن هذا الوصف هو علة الحكم لصار الكلام معيبا، لأن تعقيب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على كلام الرجل بقوله: (أَعْتِقْ رَقَبَةً)، يدل بدلالة "التنبيه" على أن ما قبله علة له.
وقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في بعض روايات حديث الصلاة على النجاشي رحمه الله: (إن أخاكم قد مات بغير أرضكم فقوموا فصلوا عليه).
فعلق حكم الصلاة على الغائب على وصف: وجوده في أرض ليس فيها من يصلي عليه، فدل ذلك بدلالة المفهوم: أنه لا يصلى عليه إن مات بأرض فيها من يصلي عليه من المسلمين، وهذا اختيار شيخ الإسلام، رحمه الله، كما ذكر ابن القيم، رحمه الله، في "زاد المعاد".
وقد أشار ابن تيمية، رحمه الله، إلى هذه القاعدة بقوله: "والفعل المأمور به إذا عبر عنه بلفظ مشتق من معنى أعم فلابد أن يكون المشتق أمراً مطلوباً".
ثم علق على حديث مخالفة اليهود والنصارى بالصبغ فقال:
"ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم"، أمر بمخالفتهم، وذلك يقتضي أن يكون جنس مخالفتهم أمراً مقصوداً للشارع". اهـ
"اقتضاء الصراط المستقيم"، ص117، 118.
فعلق حكم المخالفة بالصبغ، وهي إحدى صور المخالفة على وصف المخالفة في الدين، فدل ذلك على أن عموم المخالفة أمر مقصود للشارع، عز وجل، فلا يقتصر على صورة الصبغ، فهي فرد من أفراده، وذكر بعض أفراد العام لا يخصصه، فعموم الأمر بالمخالفة محفوظ، وإنما خص هذه الصورة بالذكر في هذا الحديث لمناسبة اقتضت ذلك، فذكرها بمنزلة التعريف بمثال يوضح معنى المخالفة، ولا يمكن حصر كل أمثلة المخالفة في نص واحد، فاكتفى في الدلالة عليها بذكر أحدها، والله أعلم.
ويقول، رحمه الله، في موضع آخر:
"وقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جزوا الشوارب وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس"، فعقب الأمر بالوصف المشتق المناسب، وذلك دليل على أن مخالفة المجوس أمر مقصود للشارع، وهو العلة في هذا الحكم، أو علة أخرى، أو بعض علة، وإن كان الأظهر عند الإطلاق: أنه علة تامة، لهذا لما فهم السلف كراهة التشبه بالمجوس، في هذا وغيره - كرهوا أشياء غير منصوصة بعينها عن النبي صلى الله عليه وسلم من هدي المجوس.
وقال المروذي: (سألت أبا عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - عن حلق القفا، فقال: هو من فعل المجوس، ومن تشبه بقوم فهو منهم) ". اهـ
"اقتضاء الصراط المستقيم"، ص 128، 129.
ويقول في موضع ثالث: "وعن قيس بن أبي حازم قال: دخل أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، على امرأة من أحمس، يقال لها زينب فرآها لا تتكلم، فقال ما لها لا تتكلم؟. قالوا: حجت مصمتة، فقال لها تكلمي، فإن هذا لا يحل، هذا عمل الجاهلية ..................... رواه البخاري في صحيحه.
فأخبر أبو بكر: أن الصمت المطلق لا يحل، وعقب ذلك بقوله: هذا من عمل الجاهلية، قاصداً بذلك عيب هذا العمل، وذمه.
وتعقيب الحكم بالوصف: دليل على أن الوصف علة، ولم يشرع في الإسلام، فيدخل في هذا: كل ما اتخذ من عبادة، مما كان أهل الجاهلية يتعبدون به، ولم يشرع الله التعبد به في الإسلام، وإن لم ينوه عنه بعينه، كالمكاء والتصدية، فإن الله تعالى قال عن الكافرين: {وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً}، والمكاء: الصفير ونحوه، والتصدية: التصفيق.
فاتخاذ هذا قربة وطاعة من عمل الجاهلية، الذي لم يشرع في الإسلام". اهـ
بتصرف يسير من: "اقتضاء الصراط المستقيم"، ص221، 222.
فوصف تلك الأعمال بأنها من أعمال الجاهلية: وصف مناسب يصلح لتعليق حكم النهي عنها عليه، وعليه يدخل في هذا النهي كل صور الجاهلية التي أبطلها الإسلام، ولا يقتصر في ذلك على الصورة الواردة في الحديث فقط، وإن كانت هي المقصودة أصالة، لأن وصف الجاهلية: عام، وصورة الصمت في الحج: فرد من أفراده، و: ذكر بعض أفراد العام لا يخصصه، كما تقدم، فاستفيد من عموم المعنى: معرفة أحكام صور كثيرة تحقق فيها، وإن لم ترد في الحديث، فكأنه: ذكر مثالا، وأحال على المعنى المستنبط منه في معرفة حكم نظائره، فلا يعقل أن يرد النص على كل صورة بعينها، كما سبقت الإشارة إلى ذلك.
وهكذا يمكن الاستفادة من تأمل النصوص ومعرفة المعاني المعتبرة فيها في استنباط العلل وتفريع الأحكام، فيصير المعنى الواحد بمنزلة القاعدة الكلية التي تندرج تحتها جزئيات عديدة، وهذا باب خير عظيم، من فُتِح له سهل عليه معرفة أسرار هذه الشريعة المحكمة.
وهو من الأدلة الواضحة على أن كلام الله، عز وجل، وكلام نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد حوى من أوجه الإعجاز البلاغي ما حوى، فبألفاظ قليلة تجمع أزمة المعاني الكثيرة، فينص على أحدها ويشار إلى بقيتها إشارة لطيفة تدركها العقول الصريحة.
والإيجاز مع عدم الإخلال بمقصود الكلام: غاية علم البلاغة.
والله أعلى وأعلم.(/)
لا تضحك
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 09:34 م]ـ
السلام عليكم
حينما كنت أقلب البصر في منتدى البلاغة، وقع بصري على اللوحة التعريفية للإستاذ لؤي الطيبي:
لؤي الطيبي
لجنة الإشراف العام
الجنس: ذكر
التخصص: مهندس مكنات وكلمات
تاريخ التسجيل: May 2005
الدولة: فلسطين
المشاركات: 964:)
فكيف ركبت معك أستاذنا أبا غازي؟:)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 10:05 م]ـ
اخي موسى الحبيب
صاحب القدرة في هندسة الماكنات لا تعجزه هندسة الكلمات.
آسف أخي لؤي أجبت عنك
أحبكما
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 10:29 م]ـ
أحبك الله وآجرك الله
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[25 - 02 - 2008, 01:09 ص]ـ
كيف لا أضحك
جميل أبا غازي جمع بين الحرفة والفن
وجميل أخي موسى دقيق الملاحظة
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[25 - 02 - 2008, 08:28 ص]ـ
فكيف ركبت معك أستاذنا أبا غازي؟:)
بالقلم .. والمسطرة والفرجار أستاذ موسى .. :)
فالبلاغة نظم والهندسة نظم .. وبضدّها (قد) تلتقي الأشياء ..
صاحب القدرة في هندسة الماكنات لا تعجزه هندسة الكلمات. آسف أخي لؤي أجبت عنك.
وما أجمل أن تلقى توأماً لروحك وعقلك ..
بارك الله فيك أخي محمد وأكمل أمانيك فيما يحبه ويرضاه ..
جميل أبا غازي جمع بين الحرفة والفن
الإبداع لا يكتمل إلا بوجودك أيها الكريم ..
دمتَ لأنّك هنا ..
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[27 - 02 - 2008, 11:21 م]ـ
سرور لهذا الحضور.(/)
الإنشاء المراد به الخبر وعكسه
ـ[مهاجر]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 02:04 ص]ـ
من الأساليب المعروفة في لغة العرب:
ورود الخبر وإرادة الإنشاء به، وعكسه، لنكت بلاغية تزيد المعنى قوة:
فمن الإنشاء المراد به الخبر:
قوله تعالى: (قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا): فالفعل: (فليمدد): أمر، وإن شئت الدقة فقل: دعاء تأدبا مع الله عز وجل، وقد أريد به الخبر في هذا السياق، فآل المعنى إلى: قل من كان في الضلالة فإن الرحمن سيمد له، يقينا، في ضلالته مدا، ولعل مجيء المفعول المطلق: "مدا"، مما يؤكد هذا المعنى، فنزل الأمر منزلة الخبر الواقع المحقق، توكيدا على ذلك، والله أعلم.
يقول الزمخشري، غفر الله له، في "كشافه":
"أي مدّ له الرحمن، يعني: أمهله وأملى له في العمر، فأخرج على لفظ الأمر إيذاناً بوجوب ذلك، وأنه مفعول لا محالة، كالمأمور به الممتثل، لتقطع معاذير الضالّ، ويقال له يوم القيامة {أَوَ لَمْ نُعَمّرْكُمْ مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ} [فاطر: 37] أو كقوله تعالى: {إِنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمَاً} [آل عمران: 178] أو: {مَن كَانَ فِى الضلالة فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرحمن مَدّاً} في معنى الدعاء بأن يمهله الله وينفس في مدّة حياته". اهـ
فخرجه الزمخشري على أنه: دعاء أريد به الخبر أو على أنه على أصله: دعاء بالإمهال، والله أعلم.
وقوله عفا الله عنه: "إيذاناً بوجوب ذلك، وأنه مفعول لا محالة"، قد يرد عليه أصل: الإيجاب على الله، عز وجل، وهو أصل فاسد اعتمده المعتزلة في مسألة: الوعد والوعيد، فأوجبوا على الله، عز وجل، وقوع وعيده، ليتحقق معنى العدل، بزعمهم، فقاسوا أفعال الله، عز وجل، على أفعال العباد، فهم، كما قال أهل السنة: "مشبهة الأفعال"، الذين شبهوا فعل الرب، تبارك وتعالى، بفعل عباده، والصحيح: أنه ليس لأحد أن يوجب على الله، عز وجل، شيئا، وإنما هو الذي يوجب على نفسه ما شاء، كما في قوله تعالى: (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ)، فكتبها، عز وجل، على نفسه، رأفة بعباده، مع كمال استغنائه عنهم، والكريم إذا وعد أوفى، فوعد الله، عز وجل، لا يتخلف، لأن في إخلاف الوعد: نقصا مطلقا يتنزه عنه آحاد البشر، فرب البشر، عز وجل، أولى بتنزيهه عنه، فالمسألة من باب: "قياس الأولى"، فضلا عن ورود النص الصريح في ذلك، وهو الأصل في هذا الباب، وهو قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ)، و: (وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ)، و: (وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ).
وإذا أوعد، أي الكريم: فيجوز أن يمضي وعيده، ويجوز أن يخلفه، لفوات شرط، أو وجود مانع، كموانع نفاذ الوعيد من: استغفار وحسنات ماحيات ومصيبات مكفرات ........ إلخ، ويجوز أن يخلفه ابتداء، تفضلا منه.
ومن أقوال العرب التي يستأنس بها في هذه المسألة، قول الشاعر:
وإني وإن أوعدته أو وعدته ******* لمخلف إيعادي ومنجز موعدي
فالبيت في سياق المدح، فهو: يعفو عمن أوعده بإخلاف وعيده، وينجز وَعْده لمن وَعَده.
والله أعلم.
ومن ذلك أيضا: قوله تعالى: (وقال الذين كفروا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم)، فقوله: (ولنحمل) جاء بصورة الأمر، والمراد بها الخبر: أي: ونحن نحمل خطاياكم، وفائدة ذلك: تنزيل الشيء المخبر عنه منزلة المفروض الملزم به.
بتصرف من "مذكرة الأصول من علم الأصول"، للشيخ محمد بن صالح العثيمين، رحمه الله، ص19.
وإلى هاتين الآيتين أشار ابن هشام، رحمه الله، بقوله:
"وكذا لو أخرجت، أي لام الطلب، عن الطلب إلى غيره، كالتي يراد بها وبمصحوبها الخبر، نحو: (من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا)، وقوله تعالى: (اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم)، أي: فيمد ونحمل".
بتصرف يسير من مغني اللبيب، (1/ 240).
ومنه قوله تعالى: (قلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ):
يقول أبو حيان، رحمه الله، في "بحره المحيط":
(يُتْبَعُ)
(/)
"قيل: وهو أمر ومعناه التهديد والتوبيخ. وقال الزمخشري: هو أمر في معنى الخبر كقوله تعالى: {قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مداً} ومعناه لن يتقبل منكم أنفقتم طوعاً أو كرهاً. ونحوه قوله تعالى: {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم} وقوله: أسىء بنا أو أحسنى لا ملومة. أي لن يغفر الله لهم استغفرت لهم أو لا تستغفر لهم، ولا نلومك أسأت إلينا أم أحسنت. انتهى". اهـ
ومنه قوله تعالى: (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)
يقول أبو حيان رحمه الله:
"وقيل: لفظه أمر ومعناه الشرط، بمعنى إنْ استغفرت أو لم تستغفر لن يغفر الله، فيكون مثل قوله: {قل أنفقوا طوعاً أو كرهاً لن يتقبل منكم} وبمنزلة قول الشاعر:
أسيء بنا أو أحسني لا ملومة ******* لدينا ولا مقلية إن تقلت
ومر الكلام في هذا في قوله: {قل أنفقوا طوعاً أو كرهاً} وإلى هذا المعنى ذهب الطبري وغيره، وهو اختيار الزمخشري قال: وقد ذكرنا أن هذا الأمر في معنى الخبر كأنه قيل: لن يغفر الله لهم استغفرت أم لم تستغفر، وإن فيه معنى الشرط، وذكرنا النكتة في المجيء به على لفظ الأمر. انتهى". اهـ
ونص كلام الزمخشري غفر الله له:
{أَنفَقُواْ} يعني في سبيل الله ووجوه البر {طَوْعاً أَوْ كَرْهاً} نصب على الحال، أي طائعين أو مكرهين. فإن قلت: كيف أمرهم بالإنفاق ثم قال: {لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ}؟ قلت: هو أمر في معنى الخبر، كقوله تبارك وتعالى: {قُلْ مَن كَانَ فِي الضلالة فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرحمن مَدّاً} [مريم: 75] ومعناه: لن يتقبل منكم أنفقتم طوعاً أو كرهاً. ونحوه قوله تعالى: {استغفر لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [التوبة: 80] وقوله:
أَسِيئِي بِنَا أَوْ أَحْسِنِي لاَ مَلُومَةً ..................
أي لن يغفر الله لهم، استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم، ولا نلومك - أسأت إلينا أم أحسنت. فإن قلت: متى يجوز نحو هذا؟ قلت: إذا دلّ الكلام عليه كما جاز عكسه في قولك: رحم الله زيداً وغفر له، فإن قلت: لم فعل ذلك؟ قلت: لنكتة فيه، وهي أنّ كثيراً كأنه يقول لعزة: امتحني لطف محلك عندي وقوّة محبتي لك، وعامليني بالإساءة. والإحسان، وانظري هل يتفاوت حالي معك مسيئة كنت أو محسنة؟ .................... وكذلك المعنى: أنفقوا وانظروا هل يتقبل منكم؟ واستغفر لهم أو لا تستغفر لهم، وانظر هل ترى اختلافاً بين حال الاستغفار وتركه؟ ". اهـ
ومنه: قوله تعالى: (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا)، فالاستفهام في الآية، وهو أحد أساليب الإنشاء، استفهام تقريري لما بعده، فهو بمنزلة الخبر الجازم بوقوعه، فالمعنى: قد أتى على الإنسان ........... إلخ، وإلى ذلك أشار أبو السعود، رحمه الله، بقوله:
" {هَلْ أتى} استفهامُ تقريرٍ وتقريبٍ فإنَّ هَلْ بمَعْنى قَدْ". اهـ
ونظيره:
قوله تعالى: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ)، و: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى)، و: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ)، و: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ).
ومنه أيضا:
قوله تعالى: (قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ)، فـ: "اشهدوا": إنشاء أريد به الخبر، فتقدير الكلام: وأشهدكم أني .............
يقول صاحب "الجواهر" رحمه الله:
"ولم يقل: "وأشهدكم" تحاشيا وفرارا من مساواة شهادتهم بشهادة الله تعالى". اهـ
وقوله تعالى: (قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)، فتقدير الكلام: قل أمر ربي بالقسط وإقامة وجوهكم عند كل مسجد ودعوته مخلصين له الدين، فالأمر في: "أقيموا" و: "ادعوه": طلبي مبنى خبري معنى.
يقول صاحب "الجواهر" رحمه الله:
"ولم يقل: وإقامة وجوهكم، إشعارا بالعناية بأمر الصلاة لعظم خطرها، وجليل قدرها في الدين".
(يُتْبَعُ)
(/)
بتصرف يسير من "جواهر البلاغة"، ص81.
ومن الخبر المراد به الأمر:
قوله تعالى: (والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء)
فالمعنى: وليتربص المطلقات بأنفسهن ثلاثة قروء.
يقول الشيخ العثيمين رحمه الله:
فقوله: (يتربصن): بصورة الخبر، والمراد بها الأمر، وفائدة ذلك تأكيد فعل المأمور به حتى كأنه أمر واقع يتحدث عنه كصفة لازمة من صفات المأمور.
بتصرف من مذكرة "الأصول من علم الأصول"، ص19.
وكذا في قوله تعالى: (والوالدات يرضعن)، فهو أمر لهن بالإرضاع.
وإليهما أشار ابن هشام، رحمه الله، بقوله: "وهذا الفعلان، أي: "يتربصن" و "يرضعن"، خبريان لفظا طلبيان معنى، ومثلهما: "يرحمك الله"، وفائدة العدول بهما عن صيغة الأمر التوكيد والإشعار بأنهما جديران بأن يتلقيا بالمسارعة، فكأنهن امتثلن، فهما مخبر عنهما بموجودين". اهـ
"شرح شذور الذهب"، ص102.
وهذا كقولك لطفلك: الكتاب في مكانه، فهو بمنزلة قولك: ضع الكتاب في مكانه، بل إنه أبلغ في الأمر، لأنه بمنزلة صيرورة المأمور أو المطلوب أمرا واقعا لا محالة، والله أعلم.
ومنه قولك: زيد رحمه الله، فهذا خبر أريد به الدعاء فالمعنى: اللهم اغفر لزيد، كما أشار إلى ذلك ابن هشام، رحمه الله، في كلامه السابق.
ومنه قوله تعالى: (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ):
فهي أوامر في صيغة أخبار، فليس المقصود ذات الخبر، وإنما المقصود الأمر بمضمونه، فيكون المعنى: ولتعتد اللاتي يئسن من المحيض من نسائكم ثلاثة أشهر إن ارتبتم ......................... الخ، والله أعلم.
ومنه قوله تعالى: (وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا)، فالمعنى: أخذنا ميثاقهم فأمرناهم ألا يعبدوا إلا الله، وأن يحسنوا إلى الوالدين، فكأن الأمر من لزومه صار في منزلة الواقع الموجود، كما تقدم.
ونظيره قوله تعالى: (وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم)، فالمعنى: أخذنا ميثاقكم وأمرناكم ألا تسفكوا دماءكم، وألا تخرجوا أنفسكم من دياركم.
والآية، وإن كانت نزلت في حق بني إسرائيل، ابتداء، إلا أن العبرة، كما تقرر في علم الأصول، بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فنحن مخاطبون بها، فقد خاطبنا الله، عز وجل، خطاب المترفق بمخاطَبِه، فنزل أمره منزلة الموجود حسا، فالظن بكم أنكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم، كما يقول الشيخ لطلابه: أنتم لا تقصرون في دراستكم، وهو يضمن كلامه معنى الأمر، أي: لا تقصروا في دراستكم، ولكنه لما أراد التلطف معهم في الخطاب أورد الأمر في صيغة الخبر، فكأنه يقول: مثلكم لا يتصور منه التقصير في دراسته فالظن بكم الجد والاجتهاد، خلاف ما لو أمرهم مباشرة، فهذا مظنة سوء ظنه بهم وأنهم لا يقومون بما عليهم خير قيام، والله أعلم.
ومنه أيضا:
قوله تعالى: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ)، فإما أن يكون خبرا، على أصله، بنفي جنس الريب عن الكتاب المنزل، وإما أن يكون خبرا أريد به الإنشاء، فيؤول المعنى إلى: لا ترتابوا فيه.
وإلى ذلك أشار الشيخ الشنقيطي، رحمه الله، في "دفع إيهام الاضطراب" بقوله:
"قوله تعالى: {لا رَيْبَ فِيهِ} هذه نكرة في سياق النفي ركبت مع لا فبنيت على الفتح. والنكرة إذا كانت كذلك فهي نص في العموم كما تقرر في علم الأصول , و {لا} هذه التي هي نص في العموم هي المعروفة عند النحويين بـ (لا) التي لنفى الجنس , أما (لا) العاملة عمل ليس فهي ظاهرة في العموم لا نص فيه , وعليه فالآية نص في نفي كل فرد من أفراد الريب عن هذا القرآن العظيم , وقد جاء في آيات أخر ما يدل على وجود الريب فيه لبعض من الناس كالكفار الشاكين كقوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا} , وكقوله: {وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ} , وكقوله: {بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ}.
(يُتْبَعُ)
(/)
ووجه الجمع في ذلك أن القرآن بالغ من وضوح الأدلة وظهور المعجزة ما ينفي تطرق أي ريب إليه , وريب الكفار فيه إنما هو لعمى بصائرهم , كما بينه بقوله تعالى: {أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى} فصرح بأن من لا يعلم أنه الحق أن ذلك إنما جاءه من قِبل عَماه ومعلوم أن عدم رؤية الأعمى للشمس لا ينافي كونها لا ريب فيها لظهورها:
إذا لم يكن للمرء عين صحيحة ******** فلا غرو أن يرتاب والصبح مسفر
وأجاب بعض العلماء بأن قوله: (لا ريب فيه): خبر أريد به الإنشاء أي: لا ترتابوا فيه وعليه فلا إشكال". اهـ
ومثله:
قوله تعالى: (لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ): فهو على أحد الأوجه: خبر أريد به الأمر بعدم تغيير خلق الله، عز وجل، وهو معنى تشهد له نصوص كثيرة كـ:
قوله تعالى: (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا)، والآية قد وردت في سياق الذم فاستفيد منه: النهي عن تغيير خلق الله.
وحديث عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، مرفوعا: (نَهَى عَنْ النَّامِصَةِ وَالْوَاشِرَةِ وَالْوَاصِلَةِ وَالْوَاشِمَةِ إِلَّا مِنْ دَاءٍ)، والحديث عند أحمد، رحمه الله، في مسنده.
فالنهي عن هذه الخصال إنما ورد لما فيها من معنى تغيير خلق الله عز وجل.
ومنه أيضا:
قوله تعالى: (لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ)، فإن الكلمات إما أن تكون:
كونية: لا يملك أحدا تبديلها، فهي قضاء الله، عز وجل، الكوني الذي لا راد له، فيكون الخبر على أصله.
وإما أن تكون شرعية: فيكون خبرا أريد به الأمر، فالمعنى: لا تبدلوا كلمات الله، عز وجل، الشرعية، من خبر وإنشاء، فهي الصدق في الأخبار والعدل في الأحكام، وتحريفها: كذب وظلم.
ومنه أيضا:
قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
فالخبر: "تؤمنون" أريد به الأمر: "آمنوا"، بدليل جزم المضارع: "يغفر"، في جوابه، فيؤول الكلام إلى: آمنوا بالله يغفر لكم ذنوبكم، على نصب الفعل: "يغفر" في جواب الأمر بشرط مقدر بـ: آمنوا بالله، إن تؤمنوا بالله يغفر لكم ذنوبكم، والشرط يدل بمنطوقه ومفهومه، كما قرر الأصوليون، فيكون المعنى: إن تؤمنوا بالله يغفر لكم، وإن لا تؤمنوا لا يغفر لكم.
وإلى ذلك أشار ابن هشام، رحمه الله، بقوله: "وكذلك قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، فجزم: "يغفر" لأنه جواب قوله تعالى: (تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ)، لكونه في معنى: آمنوا وجاهدوا، وليس جوابا للاستفهام، لأن غفران الذنوب لا يتسبب عن نفس الدلالة، بل عن الإيمان والجهاد". اهـ
"شرح قطر الندى"، ص93.
ولو كانت مجرد الدلالة المستفادة من الاستفهام كافية لحصول المغفرة، لحصلت النجاة لكل من قرأ الآيات وعلم معانيها وإن لم يعمل بها، ولا قائل بذلك.
ومنه أيضا:
(يُتْبَعُ)
(/)
حديث أبي هريرة، رضي الله عنه، مرفوعا: (لَا يَبِيعُ الرَّجُلُ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ وَلَا يَخْطُبُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ)، فهو خبر فيه "لا" في: "لا يبيعُ"، و: "لا يخطبُ": نافية، أريد به النهي عن البيع على بيع المسلم والخطبة على خطبته، فآل الكلام إلى صورة الإنشاء: لا يبعْ أحدكم على بيع أخيه ولا يخطبْ على خطبة أخيه.
وقد جاء التصريح به في رواية مسلم، رحمه الله، عن ابن عمر، رضي الله عنهما، مرفوعا: (لَا يَبِعْ الرَّجُلُ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ وَلَا يَخْطُبْ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ إِلَّا أَنْ يَأْذَنَ لَهُ).
وفائدة إيراد الأمر في صورة الخبر في باب الأحكام: التوكيد على امتثالها، كما تقدم، فيكون النهي هنا، نهيا مؤكدا، لما في المنهي عنه من إيغار الصدور ووقوع البغضاء والشحناء بين المسلمين.
وقد ذهب بعض أهل العلم، كالنووي رحمه الله في شرح الأربعين، إلى أن قيد: "أخيه" لا مفهوم له، فيحرم البيع وتحرم الخطبة على بيع وخطبة غير المسلم من: أهل الذمة والمعاهدين، لأنه من باب الوفاء بالذمة والعهد.
ومنه أيضا:
حديث مكحول، رحمه الله، عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مرسلا: (لا ربا بين المسلمين وأهل الحرب في دار الحرب)، فهو حجة الأحناف، رحمهم الله، في تحليل الربا بين المسلم وغير المسلم في دار الحرب، لأن: "لا" نافية للجنس، فهي نص في نفي عموم جنس ما دخلت عليه، فيكون الحديث: نصا في نفي كل صور الربا بين المسلم وغير المسلم في دار الحرب.
وأجاب الجمهور على هذا الاستدلال بـ:
تضعيف الحديث، فهو مرسل من مراسيل مكحول، ومكحول، رحمه الله، كثير الإرسال، كما ذكر الحافظ، رحمه الله، في "التقريب"، فلا حجة فيه لأن المرسل من أقسام الضعيف، ولا يرد ذلك على أصول الأحناف والمالكية، رحمهم الله، الذين يحتجون بالمرسل، وإن كان الراجح خلاف قولهم.
وأجابوا أيضا:
بأن النفي هنا: خبر أريد به النهي عن الربا بين المسلمين وأهل الحرب في دار الحرب، فكأن المقصود: النهي عن كل صور الربا في دار الحرب، حتى صح أن تكون في حكم العدم الذي لا وجود له، فالحديث بهذا التأويل: حجة على الأحناف، رحمهم الله، لأن فيه توكيدا على تحريم ما قالوا بإباحته.
وإلى ذلك أشار ابن قدامة، رحمه الله، بقوله:
"فَصْلٌ: وَيَحْرُمُ الرِّبَا فِي دَارِ الْحَرْبِ، كَتَحْرِيمِهِ فِي دَارِ الْإِسْلَامِ.
وَبِهِ قَالَ مَالِكٌ، وَالْأَوْزَاعِيُّ، وَأَبُو يُوسُفَ، وَالشَّافِعِيُّ، وَإِسْحَاقُ.
وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَا يَجْرِي الرِّبَا بَيْنَ مُسْلِمٍ وَحَرْبِيٍّ فِي دَارِ الْحَرْبِ.
وَعَنْهُ فِي مُسْلِمَيْنِ أَسْلَمَا فِي دَارِ الْحَرْبِ، لَا رِبَا بَيْنَهُمَا.
لِمَا رَوَى مَكْحُولٌ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {لَا رِبَا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَأَهْلِ الْحَرْبِ فِي دَارِ الْحَرْبِ}.
وَلِأَنَّ أَمْوَالَهُمْ مُبَاحَةُ، وَإِنَّمَا حَظَرَهَا الْأَمَانُ فِي دَارِ الْإِسْلَامِ، فَمَا لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ كَانَ مُبَاحًا.
وَلَنَا، أي الجمهور:
قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {وَحَرَّمَ الرِّبَا}.
وَقَوْلُهُ: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ}.
وَقَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا}.
وَعُمُومُ الْأَخْبَارِ يَقْتَضِي تَحْرِيمَ التَّفَاضُلِ.
وَقَوْلُهُ {: مَنْ زَادَ أَوْ ازْدَادَ فَقَدْ أَرْبَى}.
عَامٌّ، وَكَذَلِكَ سَائِرُ الْأَحَادِيثِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَلِأَنَّ مَا كَانَ مُحَرَّمًا فِي دَارِ الْإِسْلَامِ كَانَ مُحَرَّمًا فِي دَارِ الْحَرْبِ، كَالرِّبَا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، وَخَبَرُهُمْ مُرْسَلٌ لَا نَعْرِفُ صِحَّتَهُ، وَيَحْتَمِلُ أَنَّهُ أَرَادَ النَّهْيَ عَنْ ذَلِكَ، وَلَا يَجُوزُ تَرْكُ مَا وَرَدَ بِتَحْرِيمِهِ الْقُرْآنُ، وَتَظَاهَرَتْ بِهِ السُّنَّةُ، وَانْعَقَدَ الْإِجْمَاعُ عَلَى تَحْرِيمِهِ، بِخَبَرِ مَجْهُولٍ، لَمْ يَرِدْ فِي صَحِيحٍ، وَلَا مُسْنَدٍ، وَلَا كِتَابٍ مَوْثُوقٍ بِهِ، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ مُرْسَلٌ مُحْتَمِلٌ.
وَيَحْتَمِلُ أَنَّ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ: {لَا رِبَا}.
النَّهْيُ عَنْ الرِّبَا، كَقَوْلِهِ: {فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} ". اهـ
فالنفي في قوله تعالى: (فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ) معناه: النهي عن الرفث والفسوق والجدال، فمآل الكلام: لا ترفثوا ولا تفسقوا ولا تجادلوا.
ومن ذلك أيضا:
قول ذي الرمة:
ألا يا اسلمي، يا دار مي، على البلى ******* ولا زال منهلا بجرعائك القطر
فالشطر الثاني: خبر أريد به إنشاء الدعاء لدار مي بدوام الغيث، لأن دلالة: "ما زال": دلالة إثبات لدخول: "ما" النافية على الفعل: "زال" الذي يفيد بمادته النفي، و: نفي النفي إثبات كما هو معلوم.
ومنه أيضا:
قول الشاعر:
لنْ تزالوا كذلِكم ثمَّ لا زل ******* تُ لكم خالداً خلودَ الجبالِ
فالنفي بـ: "لن" في أول الشطر الأول: خبر أريد به إنشاء الدعاء لهم، بدليل عطفه على دعاء آخر: "ثم لا زلت لكم ............ "، والأصل: توافق المعطوفين، فيكون العطف هنا: عطف دعاء على دعاء، وقد رد الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد، رحمه الله، هذا الوجه بقوله: "ولكنه ليس بلازم، أي: "التوافق"، فلا يكون البيت دليلا لاحتماله وجها آخر". اهـ
و: "الدليل إذا دخله الاحتمال بطل به الاستدلال"، كما قرر الأصوليون، بشرط أن يكون الاحتمال معتبرا لا متوهما، وإلا بطل الاستدلال بكل دليل لتطرق الاحتمالات العقلية ولو كانت وهما إلى كل النصوص، واحتمال إرادة النفي المحض في هذا الموضع: احتمال معتبر لا يجوز إغفاله.
واختار ابن هشام هذا الوجه في: "مغني اللبيب"، فقال:
"وتأتي، أي: "لن"، للدعاء كما أتت لا لذلك وفاقاً لجماعة منهم ابن عصفور، والحجة في قوله:
لنْ تزالوا كذلِكم ثمَّ لا زل ******* تُ لكم خالداً خلودَ الجبالِ
وأما قوله تعالى (قالَ ربِّ بما أنعمتَ عليّ فلن أكونَ ظهيراً للمجرمين) فقيل: ليس منه لأن فعل الدعاء لا يسند الى المتكلم، (والفعل "أكون": مسند للمتكلم)، بل الى المخاطب أو الغائب، نحو يا ربِّ لا عذَّبت فُلاناً ونحو لا عذّبَ اللهُ عمراً، ويرده قوله:
لنْ تزالوا كذلِكم ثمّ لا زل ******* تُ لكمْ خالداً خلودَ الجبالِ، (فالدعاء الثاني: "لا زلتُ" مسند للمخاطب) ". اهـ بتصرف يسير
ولكنه رده في: "شرح القطر"، فقال: "ولا تقع "لن" للدعاء خلافا لابن السراج، ولا حجة له فيما استدل به من قوله تعالى: (فلن أكونَ ظهيراً للمجرمين)، مدعيا أن معناه: فاجعلني لا أكون، لإمكان حملها على النفي المحض، ويكون ذلك معاهدة منه لله سبحانه وتعالى ألا يظاهر مجرما جزاء لتلك النعمة التي أنعم بها عليه". اهـ
"شرح القطر"، ص73.
ومنه قولك: حسبك فيستريح الناس، أي: حسبك السكوت عن الكلام، على سبيل المثال، والخبر مع: "حسب" محذوف لا يظهر في الكلام الفصيح، فهو خبر أريد به الأمر، فتقدير الكلام: اسكت فيستريح الناس، ولذا أجاز الكسائي، رحمه الله، نصب الفعل المضارع بعده، إذا اتصلت به فاء السببية حملا له على الأمر الصريح في نحو: اسكت فيستريحَ الناس، إذ لا خلاف في نصب المضارع في هذه الصورة، فحمل الأمر غير الصريح بالخبر على الأمر الصريح بالإنشاء.
وصور هذا الأسلوب كثيرة جدا، ولها من المعاني الثانوية التي لا تظهر إلا بالتأمل ما لها، وهي تدل على بلاغة لغة الوحي وعلو كعبها في الدلالة على المعاني بأساليب متنوعة.
والله أعلى وأعلم.(/)
بلاغيات قرآنية
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 02:07 ص]ـ
بلاغيات قرآنية من تفسير الرازي
{ذَلِكَ ?لْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} [البقرة / 2].
قوله تعالى: {ذ?لِكَ ?لْكِتَابُ} وفيه مسائل:
المسألة الأولى: لقائل أن يقول: المشار إليه ههنا حاضر، و «ذلك» اسم مبهم يشار به إلى البعيد، والجواب عنه من وجهين:
الأول: لا نسلم أن المشار إليه حاضر، وبيانه من وجوه:
أحدها: ما قاله الأصم: وهو أن الله تعالى أنزل الكتاب بعضه بعد بعض، فنزل قبل سورة البقرة سور كثيرة، وهي كل ما نزل بمكة مما فيه الدلالة على التوحيد وفساد الشرك وإثبات النبوة وإثبات المعاد، فقوله: {ذ?لِكَ} إشارة إلى تلك السور التي نزلت قبل هذه السورة، وقد يسمى بعض القرآن قرآناً، قال الله تعالى:
{وَإِذَا قُرِىء ?لْقُرْءانُ فَ?سْتَمِعُواْ لَهُ}
[الأعراف: 204]
وقال حاكياً عن الجن
{إنا سمعنا قرآناً عجباً}
[الجن: 1]
وقوله:
{إِنَّا سَمِعْنَا كِتَـ?باً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى?}
[الأحقاف: 30] وهم ما سمعوا إلا البعض، وهو الذي كان قد نزل إلى ذلك الوقت،
وثانيها: أنه تعالى وعد رسوله عند مبعثه أن ينزل عليه كتابا لا يمحوه الماحي، وهو عليه السلام أخبر أمته بذلك وروت الأمة ذلك عنه، ويؤيده قوله:
{إِنَّا سَنُلْقِى عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً}
[المزمل: 5] وهذا في سورة المزمل، وهي إنما نزلت في ابتداء المبعث،
وثالثها: أنه تعالى خاطب بني إسرائيل، لأن سورة البقرة مدنية، وأكثرها احتجاج على بني إسرائيل، وقد كانت بنو إسرائيل أخبرهم موسى وعيسى عليهما السلام أن الله يرسل محمداً صلى الله عليه وسلم وينزل عليه كتاباً فقال تعالى: {ذ?لِكَ ?لْكِتَابُ} أي الكتاب الذي أخبر الأنبياء المتقدمون بأن الله تعالى سينزله على النبي المبعوث من ولد إسماعيل،
ورابعها: أنه تعالى لما أخبر عن القرآن بأنه في اللوح المحفوظ بقوله:
{وَإِنَّهُ فِى أُمّ ?لْكِتَـ?بِ لَدَيْنَا}
[الزخرف: 4] وقد كان عليه السلام أخبر أمته بذلك، فغير ممتنع أن يقول تعالى: {ذ?لِكَ ?لْكِتَابُ} ليعلم أن هذا المنزل هو ذلك الكتاب المثبت في اللوح المحفوظ.
وخامسها: أنه وقعت الإشارة بذلك إلى «ألم» بعد ما سبق التكلم به وانقضى، والمنقضى في حكم المتباعد،
وسادسها: أنه لما وصل من المرسل إلى المرسل إليه وقع في حد البعد، كما تقول لصاحبك ـ وقد أعطيته شيئاً ـ احتفظ بذلك.
وسابعها: أن القرآن لما اشتمل على حكم عظيمة وعلوم كثيرة يتعسر اطلاع القوة البشرية عليها بأسرها ـ والقرآن وإن كان حاضراً نظراً إلى صورته لكنه غائب نظراً إلى أسراره وحقائقه ـ فجاز أن يشار إليه كما يشار إلى البعيد الغائب.
«ذلك» يشار بها للقريب والبعيد:
المقام الثاني: سلمنا أن المشار إليه حاضر، لكن لا نسلم أن لفظة «ذلك» لا يشار بها إلا إلى البعيد، بيانه أن ذلك، وهذا حرفاً إشارة، وأصلهما «ذا»؛ لأنه حرف للإشارة،
قال تعالى: {مَّن ذَا ?لَّذِى يُقْرِضُ ?للَّهَ قَرْضًا حَسَنًا}
[البقرة: 245] ومعنى «ها» تنبيه، فإذا قرب الشيء أشير إليه فقيل: هذا، أي تنبه أيها المخاطب لما أشرت إليه فإنه حاضر لك بحيث تراه، وقد تدخل الكاف على «ذا» للمخاطبة واللام لتأكيد معنى الإشارة فقيل: «ذلك» فكأن المتكلم بالغ في التنبيه لتأخر المشار إليه عنه، فهذا يدل على أن لفظة ذلك لا تفيدالبعد في أصل الوضع، بل اختص في العرف بالإشارة إلى البعيد للقرينة التي ذكرناها، فصارت كالدابة، فإنها مختصة في العرف بالفرس، وإن كانت في أصل الوضع متناولة لكل ما يدب على الأرض، وإذا ثبت هذا فنقول: إنا نحمله ههنا على مقتضى الوضع اللغوي، لا على مقتضى الوضع. العرفي وحينئذٍ لا يفيد البعد؛ ولأجل هذه المقاربة يقام كل واحد من اللفظين مقام الآخر
قال تعالى:
{وَ?ذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْر?هِيمَ وَإِسْحَـ?قَ}
[ص?: 45] إلى قوله -
{وَكُلٌّ مّنَ ?لأخْيَارِ}
[ص?: 48] ثم قال:
{هَـ?ذَا ذِكْرُ}
[الأنبياء: 24] وقال:
{وَعِندَهُمْ قَـ?صِر?تُ ?لطَّرْفِ أَتْرَابٌ هَـ?ذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ ?لْحِسَابِ}
[ص?: 52 - 53] وقال:
{وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ}
[ق?: 19] وقال:
{فَأَخَذَهُ ?للَّهُ نَكَالَ ?لأَخِرَةِ وَ?لأُوْلَى? إِنَّ فِى ذَلِكَ لَعِبْرَةً لّمَن يَخْشَى?}
[النازعات: 25 - 26] وقال:
{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى ?لزَّبُورِ مِن بَعْدِ ?لذّكْرِ أَنَّ ?لأرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِىَ ?لصَّـ?لِحُونَ}
[الأنبياء: 105] ثم قال:
{إِنَّ فِى هَـ?ذَا لَبَلَـ?غاً لّقَوْمٍ عَـ?بِدِينَ}
[الأنبياء: 106] وقال:
{فَقُلْنَا ?ضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذ?لِكَ يَحْيَى? ?للَّهُ ?لْمَوْتَى?}
[البقرة: 73] أي هكذا يحيى الله الموتى، وقال:
{وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ ي?مُوسَى?}
[طه: 17] أي ما هذه التي بيمينك والله أعلم.
المسألة الثانية: لقائل أن يقول: لم ذكر اسم الإشارة والمشار إليه مؤنث، وهو السورة *، الجواب: لا نسلم أن المشار إليه مؤنث؛ لأن المؤنث إما المسمى أو الاسم، والأول باطل، لأن المسمى هو ذلك البعض من القرآن وهو ليس بمؤنث، وأما الاسم فهو (آلم) وهو ليس بمؤنث، نعم ذلك المسمى له اسم آخر ـ وهو السورة ـ وهو مؤنث، لكن المذكور السابق هو الاسم الذي ليس بمؤنث وهو (آلم)، لا الذي هو مؤنث وهو السورة. انتهى.
الحقيقة أن هذا التفسير من تفسير مفاتيح الغيب، التفسير الكبير/ الرازي (ت 606 هـ) فرحم الله الرازي فقد كان فخر المفسرين حقا.
-------------------------------------------------------------
* يقصد اسم السورة (البقرة) وهي لفظة مؤنثة.
-----------------------------------------------------------(/)
من أم الكتاب والسبع المثاني
ـ[مهاجر]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 03:24 ص]ـ
من أم الكتاب والسبع المثاني:
الحمد: يقول النحاة عن "أل" في "الحمد" بأنها: الجنسية الاستغراقية، والاستغراق، كما قسمه البلاغيون:
استغراق ذوات، واستغراق أوصاف، فالأول: حقيقي، والثاني: مجازي.
والله، عز وجل، متصف بكل أنواع المحامد: قدرا ووصفا، فله كمال الحمد المستغرق لآحاد المحامد، وله كمال الحمد المستغرق لأوصافها، فاجتمع النوعان في حقه، جل وعلا، مصداق قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ)، فـ: "عدد خلقه": استغراق آحاد، و "رضا نفسه": استغراق أوصاف.
لله: اللام: لام الاستحقاق، وقد حدها النحاة بأنها اللام التي تربط اسم معنى، وهو هنا: "الحمد" باسم ذات، وهو هنا: لفظ الجلالة: "الله" على وجه الاستحقاق والانفراد، فالله، عز وجل، مستحق لكل المحامد، منزه عن كل النقائص، منفرد بكل نعوت الكمال: جمالا وجلالا.
رب العالمين:
"العالمين"، كما حده النحاة: اسم جمع لا مفرد له، لأن "عالم" تطلق على من سوى الله، عز وجل، سواء أكان عاقلا أم غير عاقل، بينما: "العالمون" لا تطلق إلا على العاقل، فصار وصف الله، عز وجل، بربوبية العالمين من باب "التغليب"، وهو أسلوب بلاغي معروف، فلا مفهوم له، ليقال بإثبات ربوبية الله، عز وجل، للعقلاء، ونفيها عن غير العقلاء، فهو رب الملائكة والروح والبشر والشجر والحجر .......... إلخ، فله كمال الربوبية المستلزم لكمال الألوهية.
الرحمن الرحيم:
الرحمن: ذو الرحمة الواسعة، الرحيم: ذو الرحمة الواصلة، فالأولى: وصف لازم للذات القدسية، والثانية: وصف فعل متعد لخير البرية، فالأولى: وسعت المؤمن والكافر، والثانية: لا ينالها إلا الموقن الصابر.
مالك يوم الدين:
وفي قراءة: "مَلِك": فهو المالك للأعيان، الملك المتصرف في الأحوال، قد ملك الذوات وخلق الفِعال، فلا يخرج عن ملكه شيء من خلقه، (لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ).
إياك نعبد وإياك نستعين:
حصر بتقديم ما حقه التأخير، فلا نعبد إلا إياك، ولا نستعين إلا إياك، بخلاف: "نعبدك"، و "نستعينك" فإنها تحتمل الشركة، فلا إله معبود بحق سواك، ولا معين إلاك، فلك تمام الألوهية: لازم كمال الربوبية، فما قبلها: نص في الربوبية العامة في: "رب العالمين، الرحمن، مالك يوم الدين"، والخاصة في: "الرحيم" فهي مقصورة على الموحدين.
وهي: نص في الألوهية، فالسبب مستلزم لمسَبَبِه، والمسَبَبُ لازم سببه، فتوحيد الربوبية العلمي مستلزم لتوحيد الألوهية العملي، فمن خلق وبرأ وصور ورزق وأمات وأحيا وأضحك وأبكى جدير بأن يعبد فلا يجحد ويشكر فلا يكفر.
وإياك نعبد: تنفي الشرك، كما يقول شيخ الإسلام رحمه الله، و إياك نستعين: تنفي العجب، فلن يوفق العبد إلى تمام الألوهية إلا بتمام الاستعانة، فلا استقلال للعبد بمشيئته، فهي تبع لمشيئة خالقه، عز وجل، إن شاء وفقه بفضله، وإن شاء خذله بعدله: (مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ).
وإياك نعبد وإياك نستعين كما يقول البلاغيون: خصوص بعد عموم، فالعبادة: عام، والاستعانة: أحد أفراده، وإنما خص بالذكر تنبيها على شرفه، فلا عبادة إلا باستعانة، ولا تأله إلا بتذلل، فالعبودية: كمال حب وطاعة مع كمال ذل وفاقة.
وإياك نعبد: غاية، أو: علة غائية كما يقول أهل المنطق، وإياك نستعين: وسيلة، أو: علة فاعلية، والغاية تسبق الوسيلة في التصور، وإن كانت تتلوها في الوجود، فلا يقدم العاقل على مباشرة الوسيلة إلا بعد تصور الغاية، فقدمت الغاية في الذكر، لأنها المقصود لذاته، وأخرت الوسيلة لأنها المقصود لغيره، فالوسائل تتبع المقاصد، أو: "الوسائل لها أحكام المقاصد"، كما يقول الفقهاء، فصارت الوسيلة تبعا للغاية في الحكم، وصارت الغاية تبعا للوسيلة في الوجود.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد "براعة الاستهلال": وهي كون ابتداء الكلام مناسباً للمقصود، كما يقول صاحب "التعريفات"، بعد براعة الاستهلال بـ: "دعاء الثناء" يأتي:
"دعاء المسألة":
اهدنا الصراط المستقيم:
والهداية على أنواع:
فهداية دلالة وإرشاد: امتن الله، عز وجل، علينا بها، فبعث الرسل مبشرين ومنذرين، فاستقامت الملة وأقيمت الحجة، وورث العلماء العلم الإلهي، ميراث النبوة، فلا يستغني عنهم عابد أو مستفت.
وهداية توفيق وإلهام: لا تكون إلا لله، عز وجل، فمن شاء ثبته، ومن شاء قلبه، فقلوب العباد بين أصبعين من أصابعه.
وهداية تثبيت: على الحق بعد معرفته وامثتال أمره.
فالدعاء في الآية يشمل الأنواع الثلاثة، وإن كان يتوجه ابتداء إلى النوع الثالث، لأن المصلي قد عرف الحق وامتثله، فلم يبق إلا أن يسأل الملك، عز وجل، أن يثبته عليه.
فهو من قبيل قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ)، فليس المقصود بالأمر في الآية: إنشاء الفعل من العدم، كما اشترط الأصوليون في صحة التكليف، فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أتقى العباد لربه، عز وجل، وإنما المقصود الأمر بالاستمرار على التقوى، وقد خرجه بعض أهل العلم على أنه خطاب لأمة الإسلام في شخص نبيها، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فيكون كغالب خطابات التكليف: خاصا في اللفظ، عاما في المعنى، كما في قوله تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)، فالخطاب موجه إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ابتداء، وإلى الخلفاء من بعده.
صراط الذين أنعمت عليهم: بيان بعد إجمال فالصراط المستقيم هو: صراط الذين أنعم الله عليهم: (مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا)، و: البيان لا يجوز تأخيره عن وقت الحاجة، كما يقول الأصوليون، وأي حاجة أعظم من بيان الصراط المستقيم، فتلا البيان الإجمال مباشرة في نفس الموضع.
غير المغضوب عليهم ولا الضالين: فأمة الإسلام وسط في العقائد والشرائع بين اليهود الجافين والنصارى الغالين، والحق وسط بين طرفين.
وأهل السنة بين النحل كأهل الإسلام بين الملل فهم الفرقة الوسط، فلا إفراط ولا تفريط في العلم أو العمل، و: (القصد تبلغه).
والله أعلى وأعلم.(/)
توضيح
ـ[الحسناء]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 03:56 م]ـ
فلسطين في مدنها وقراها ومساجدها وكنائسها تشكل في مجموعها معادلا موضوعيا لتراث ثقافي معماري يضرب بجذوره في أعماق التاريخ
هل يوجد في هذه العباره تشبيه أم استعارة وما نوعها؟ أرجو توضيحها.(/)
هل في هذا البيت مجاز؟
ـ[عنتر الجزائري]ــــــــ[01 - 03 - 2008, 12:01 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أريد إجابة فيم إذا كان في هذا البيت - وهو لأبي العتاهية - مجاز
أفنيت عمرك إدبارا وإقبالا == تبغى البنين وتبغى الأهل والمالا
ثم هل لتكرار الفعل تبغي دلالة معينة
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[01 - 03 - 2008, 06:52 ص]ـ
لا أرى فيه مجازاً.
وشكراً
ـ[عربي سوري]ــــــــ[01 - 03 - 2008, 01:35 م]ـ
وأنا مع الأخ موسى
المجاز هو استخدام الكلمة لغير الدلالة التي لها في الأصل
وهو إما استعارة مكنية أو تصريحية
ـ[عنتر الجزائري]ــــــــ[02 - 03 - 2008, 03:23 م]ـ
بارك الله فيكما
ـ[دكتور مرعي سليم]ــــــــ[13 - 03 - 2008, 01:55 ص]ـ
أرى أن في البيت مجازا عقليا في قوله: إقبالا و إدبارا و الحقيقة فيه أن يقول مقبلا مدبرا أي أفنى عمره مقبلا مدبرا لكنه جعل عمره كله كأنه نفس الإقبال و الإدبار و هو لون من ألوان المبالغة لكنه ليس على المجاز العقلي المتعارف عليه عند جمهور البلاغيين الذين يحصرون المجاز العقلي في اسناد الفعل او ما بمعناه ألى ملابس له غير ما هو له بتأول - لكنه مجاز على مذهب الامام عبد القاهر الذي يري ان كل استعمال يسلك به غير مسلكه فهو من قبيل المجاز و جعل من ذلك قول الشاعرة الخنساء و هي تصف ناقتها التي فقدت وليدها:
ترعى اذا ذهلت حتى اذا ادكرت فانما هي اقبال و ادبار
فلم تجعلها مقبلة مدبرة و انما جعلت جميع احوالها اقبالا و ادبارا و ذلك ابلغ و آكد في تحقيق المعنى و الله تعالى أعلى و أعلم
ـ[أبوحسام ألأشقر]ــــــــ[13 - 04 - 2008, 01:19 ص]ـ
ليس في البيت مجاز فالمجاز يرن في الأذ ن ولا يخفت الا بعد أن يتنبه العقل الااستعماله في غير موضعه ........ وقل ربي زدني علما.(/)
الاعجاز في قوله تعالى (والفتنة أشد من القتل) و (الفتنة أكبر من القتل)
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[01 - 03 - 2008, 12:38 ص]ـ
السؤال / لماذا في الآية الأولى (أشد) والثانية (أكبر)
قال تعالى {واقتلوهم حيث ثقفتموهم و أخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل} (191) البقرة
قال تعالى {يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به و المسجد الحرام و إخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل} (217) البقرة.
لقد قال الله تعالى في الآية الأولى (أشد) وفي الآية الثانية (أكبر) وذلك لأن الكلام في الآية الثانية على كبيرات الأمور مثل (قل قتال فيه كبير) و (وإخراج أهله منه أكبر عند الله) فناسب ذكر (أكبر) فيه
أما الآية الأولى فهي في سياق شدة على الكفار من قتل وإخراج، فناسب ذكر كلمة (أشد).
والله أعلى و أعلم
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[01 - 03 - 2008, 06:16 ص]ـ
الأخ محمد ينبع الغامدي،
ها أنت تنبع بالعطاء
تحليل جميل ومعقول.
سلمت يُمناك.
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[04 - 03 - 2008, 07:25 ص]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لفته جميلة
جزاك الله خيرا كثيرا
/////////////////////////////////////////////////
ـ[قلم الرصاص]ــــــــ[21 - 03 - 2008, 11:37 م]ـ
بورك فيك أستاذ محمد(/)
أرجو الإجابة على سؤالي
ـ[راضي]ــــــــ[02 - 03 - 2008, 08:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أولاً: أحيي جميع الزملاء الكرام في أولى مشاركاتي التي أرجو أن تكون لائقة بمستوى هذا المنتدى الراقي
ثانياً: سؤالي لكم:
لو كان اللفظ مذكراً فهل الأصل هو تذكير الضمير العائد عليه أم الضمير يتغير بتغير المقصود باللفظ؟
مثلاً: لفظة (أهل) هي لفظة مذكرة كما هو واضح، لكن المقصود بها قد يكون أنثى (كالزوجة) أو ذكراً (كالأبناء).
فهل الأصل أن نخاطب الزوجة بقولنا قم يا أهلي (باعتبار أن اللفظ مذكر)؟
أم أن الواجب أن نقول قومي يا أهلي (باعتبار أن امفصود أنثى)؟
و كذلك لو كان اللفظ مؤنثاً.
أرجو أن يكون الرد موثقاً من خلال أمثلة من القرآن العظيم أو من الأحاديث الشريفة أو من كلام العرب أو من خلال نصوص لفقهاء اللغة المعتمدين
بارك الله تعالى فيكم
و الحمد لله رب العالمين
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[06 - 03 - 2008, 11:54 ص]ـ
أولا تصحيح سريع لأنك قلت: أرجو الإجابة على سؤالي، والصحيح: الإجابة عن وليس على، ثانيا: أرى أن كلمة "أهل" يقصد بها القوم وعصبة الإنسان وهي من الجمع الذي لا واحد له من لفظه، مثل: نساء، قوم، رهط وبالتالي استخدامها للزوجة استخدام لا أصل له، لأن الله قال: " اسكن أنت وزوجك الجنة" ولم يقل وأهلك
والله اعلم
ـ[راضي]ــــــــ[06 - 03 - 2008, 04:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكرك أخي الكريم على التصحيح، و أشكرك على ملاحظتك القيمة، و لكن إطلاق تعبير أهل على الزوجة عند العرب أشهر من أن يستدل عليه و إن كان الأصل فيما أعتقد هو أن هذه الكلمة لا تشمل الزوجة إلا بقرينة.
و لكن هذا ليس سؤالي، سؤالي هو:
إذا كان أهلك هم زوجتك و بناتك و أخواتك فقط و أردت أن تخاطبهم، فهل الصحيح أن تقول:
تعالوا يا أهلي (بأعتبار أن لفظة أهل مذكرة)
أم:
تعالين يا أهلي (باعتبار أن المخاطب جماعة من الإناث)
؟؟؟؟؟
مع التوثيق فضلاً.
هذا هو سؤالي الذي أرجوا الإحابة عنه:)
و الحمد لله رب العالمين(/)
فكرة لكبار اساتذة البلاغة
ـ[اشرف جلال]ــــــــ[03 - 03 - 2008, 11:48 ص]ـ
لدينا عباقرة متمكنين في فن البلاغة
ارجو من الاساتذة البار الكرام ألا يبخلوا علينا بعلمهم وخبراتهم
نرجو ان يضعوا شرح " صفي " للبلاغة بمعني كيف اقوم بشرح كل درس من دروس البيان والبديع والمعاني
نرجو من الكبار ان يهتموا فقد قدموا هذه الدروس الاف المرات وقاموا بتنويع الشرح فيها الي ان وصلوا الي افضل اسلوب ونحن نريد ان نستفيد من هذه
الخبرة
ولكم جزيل الشكر
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[03 - 03 - 2008, 10:36 م]ـ
أخي الفاضل أشرف ولمَ لا تقوم بطرح الفكرة على أستاذنا الدكتور محمد أبي موسى؟ فهو اليوم - أطال الله بقاءه - ضيفنا في الفصيح .. هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=31438) !
وبارك الله فيك ..
ـ[اشرف جلال]ــــــــ[04 - 03 - 2008, 10:40 ص]ـ
شكراً لك
اخي لؤي
وسأفعل إن شاء الله
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 03 - 2008, 08:41 م]ـ
على الرحب والسعة أخي الفاضل أشرف ..(/)
تكفون ساعدوني في الأسئلة
ـ[عزوز بولند]ــــــــ[03 - 03 - 2008, 12:47 م]ـ
هذي الأسئلة احتاج مساعدتكم
• اقرأ النصين الآتيين بعناية ثم أجب عما يليهما من أسئلة:
وَمُرادُ النُفوسِ أَصغَرُ مِن أَن
نَتَعادى فيهِ وَأَن نَتَفانى
غَيرَ أَنَّ الفَتى يُلاقي المَنايا
كالِحاتٍ وَلا يُلاقي الهَوانا
وَلَوَ أَنَّ الحَياةَ تَبقى لِحَيٍّ
لَعَدَدنا أَضَلَّنا الشُجعانا
وَإِذا لَم يَكُن مِنَ المَوتِ بُدٌّ
فَمِنَ العَجزِ أَن تَكونَ جَبانا
كُلُّ ما لَم يَكُن مِنَ الصَعبِ في الأَنـ
ـفُسِ سَهلٌ فيها إِذا هُوَ كانا
***************
بكرت تخوفني الحُتوف كأنني
أصبحت عن غَرَض الحُتوف بمعزل
فأجبتها إن المنيَّة منهل
لا بد أن أسْقى بكأس المنهل
فاقْنَي حياءك لا أبا لك واعلَمي
أني امرؤ سأموت إن لم أقْتل
إن المنية لو تمثل مُثلت
مثلِي إذا نَزلوا بضنْك المنزِل
والخيل ساهمة الوجوه كأنما
تُسقى فوارسها نقيع الحنظل
الأسئلة
2 - اضبط النص الثاني بالشكل (الضبط لآخر الكلمة, وما يتصل بها من ضمائر, وللشدة أنّى كانت (.
3 - وازن بين النصين السابقين مبرزا مواطن الجمال في كل منهما، ومواضع الاتفاق والاختلاف بينهما.
4 – حدد الفروق الصوتية بين حرفي الروي في كلا النصين مخرجا وصفات
5 – تخير من كل نص صورة بيانية ثم اشرحها.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[03 - 03 - 2008, 10:32 م]ـ
تفضل من هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/announcement.php?f=19) !
ـ[عزوز بولند]ــــــــ[04 - 03 - 2008, 03:21 م]ـ
خوي لؤي اذا انتو ما تساعدونا ايش نسوي
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
على الاقل دلني كيف اتعامل أو اروح ابحث عن الأسئلة(/)
اريد معونة عاجلة عن معاني هذه الكلمات
ـ[ابراهيم الطائي]ــــــــ[04 - 03 - 2008, 09:28 ص]ـ
ما الفرق بين خوف , وجل , خشية , رهبة ومرادفاتها الاخرى التي كثيرا ما تأتي في القران
لدي بحث حول النذارة في القران(/)
الحذف والذكر في البلاغة
ـ[أم حبيبة المعلمة]ــــــــ[04 - 03 - 2008, 07:34 م]ـ
:::
السلام عليكم
أنا معلمة لغة عربية للصف الثاني الثانوي وأريد التأكد من إجابة هذه التمارين في درس الذكر والحذف في البلاغة ليتم مناقشتها مع الطلبة فلكم كل الأجر في تقديم المساعدة
السؤال الأول
عين أسباب الحذف وأنواع المحذوف فيما يلي
1) (ذلكم أزكى لكم وأطهر والله يعلم وأنتم لا تعلمون)
2) فتى يشتري حسن الثناء بماله ... ويعلم أن الدائرات تدور
3) ولما صار ود الناس خبا ... جزيت على ابتسام بابتسام
4) وصرت أشك فيمن اصطفيته ... لعلمي أنه بعض الأنام
5) لولا المشقة ساد الناس كلهم ... الجود يفقر والإقدام قتال
6) صديقه إذا ما جئت لبقية حاجة .... رجعت بما أغنى وجهي بمائه
7) جزى الله علي صالحا بوفائه ... واضعف إضعافا له في جزائه
سوف يتبع السؤال الثاني
ـ[أم حبيبة المعلمة]ــــــــ[04 - 03 - 2008, 07:59 م]ـ
السلام عليكم من جديد
أما السؤال الثاني ففي (الذكر)
عين أسباب الذكر فيما يلي:
1) إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه ... فكل رداء يرتديه جميل
وإن هولم يحمل على النفس ضيمها ... فليس إلى حسن الثناء سبيل
الجد يدني كل أمر شاسع ... والجد يفتح كل باب مغلق
2) قال تعالى: (وإنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا)
3) قال تعالى: (ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فأغنى)
4) قال تعالى: (فأما من أعطى وأتقى وصدق بالحسنى فسنيسره)
5) قال تعالى: (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يقى شح نفسه فاؤلئك هم المفلحون)
ولكم جزيل الشكر على المساعدة
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 03 - 2008, 08:39 م]ـ
مرحباً بك أختي الكريمة أم حبيبة مع إخوانك في الفصيح، ونرجو لك التوفيق والسداد فيما تطرحين من مشاركات وموضوعات .. وحبذا لو أطلعتنا على أجوبتك، ثمّ يعلقّ الإخوة عليها إن شاء الله .. ولا بأس إن أشكل عليك شيء منها ..
ـ[أم حبيبة المعلمة]ــــــــ[05 - 03 - 2008, 08:30 ص]ـ
السلام عليكم
شكرا لك يا أخي لؤي على الرد لكني كنت محتاجة إلى رايكم على هذه التمارين لأني سوف نناقشها لهذا اليوم مع الطلبة ولكن لابأس سوف اكتب رأي في حلها بعد أن أعود من المدرسة ليتم مناقشتها من قبلكم ونستفيد منكم أنتم أهل الصنعة فنحن مازلنا مبتدئين في مجال (البلاغة) على وجه الخصوص.
لكم جزيل الشكر
ـ[أم حبيبة المعلمة]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 02:43 م]ـ
السلام عليكم
بالنسبة لإجابة السؤال الأول
1) المحذوف (لكم) وسبب الحذف الدلالة على المحذوف بالقرائن المذكورة
2) فتى خبر لمبتدأ محذوف تقدير (هو) وسبب الحذف ضيق المقام لذكره للضرورة الشعرية
3) التقدير- والله أعلم- جزيت بابتسام منهم ابتسام مني
وسبب الحذف لوجود دلالة على المعنى وللضرورة الشعرية
4) لم أتأكد من إجابته
5) لولا المشقة (موجودة) خبر لولا محذوف وجوبا
6) التقدير (هو) صديقه {نفس إجابة رقم2}
7) والتقدير (في جزائه له) حذف (له) لوجود قرينة دلالية عليها
أرجو منكم المساعدة في تصحيح الخطأ لتتم الفائدة
ولكم جزيل الشكر
ـ[تلميذة 3\ث]ــــــــ[26 - 06 - 2009, 02:55 م]ـ
:::
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما شاء الله عليك تبحثين عن الاجابات النموذجية للتلاميذ على عكس احدى معلمات اللغة العربية في مدرستنا التي تعطينا معلومات خاطئة وكما اننا نحن التلميذات نكتشف خطأها لكن لا نستطيع أن نصوبها كما أننا نكتشف كثيرا من الأخطاء عندما نذهب في البيت لمذاكرة الدرس.
بما أنك معلمة فما نصيحتك لي.
وللأسف بما أن هذا الدرس درس لنا من قبل تلك المعلمة فلا أظنني أستطيع مساعدتك.
و شكرا.(/)
المباحث البلاغية في مفتاح العلوم للسكاكي تأصيل وتقييم
ـ[د/صلاح]ــــــــ[05 - 03 - 2008, 12:09 ص]ـ
المباحث البلاغية في مفتاح العلوم للسكاكي ـ تأصيل وتقييم
إعداد الدكتور/ صلاح أحمد رمضان حسين
1428/ 1429 هـ
ترجمة السكاكي
هو أبو يعقوب يوسف بن أبي بكر السكاكي، ولد في خوارزم سنة 555هـ ويظهر أن أسرته كانت تحترف صنح المعادن، وخاصة السكك، وهي المحاريث التي تفلح بها الأرض، ومن ثم شاع لها لقب السكاكي وربما كانت تعنى بصنح السكة وهي حديدة منقوشة تضرب بها الدراهم
وقد أجمع المترجمون له على أنه ظل إلى نهاية العقد الثالث من حياته يعنى بصناعة المعادن حتى وقر في قلبه أن يخلص للعلم ويتفرغ له، وإذا هو يكب عليه يحاول أن يلتهمه التهاماً
شيوخه ومؤلفاته:
أما شيوخه فقد ذكرت كتب التراجم أنه تتلمذ على يد سديد الدين الخياطي وابن صاعد الحارثي ومحمد بن عبد الكريم التركستاني وهم جميعا من فقهاء المذهب الحنفي، وأشاد في مباحثه البلاغية بأستاذه الحاتمي، وله مصنفات مختلفة، أهمها المفتاح، ويظهر أنه كان يشتهر في عصره شهرة واسعة، حتى إن ياقوت الحموي ليقول عنه فقيه متكلم متفنن في علوم شتى، وهو أحد أفاضل العصر الذين سارت بذكرهم الركبان
وفاته:
توفي بخوارزم سنة ست وعشرين وستمائة للهجرة رحمه الله رحمة واسعة ()
أثر السكاكي في البلاغة العربية:
لا يماري منصف في أن أبا يعقوب كان رجلا قادر العقل حاد الذهن واسع الثقافة متضلعا في علوم شتى، وقد كانت مباحث البلاغة تدرس قبله، وكأنها جذاذات من الورق في كل قطعة منها مسألة، ويختلف ترتيب هذه المسأئل في الكتب البلاغية كما يختلف ترتيب هذه الجذاذات قبل أن تمتد نحوها يد تنظم وتنسق، وهذا واضح فيما كتبه الإمام عبد القاهر، وفيما نثره الزمخشري في كشافه، نعم كان هناك إحساس بأواصر قوية بين الفنون المتصلة بدراسة الصورة البيانية، فكان يجمع التشبيه مع المجاز والكناية في نظام واحد إلا أن هذا كان إحساساً غائماً، وقد يتخلف فتختلط المسائل كما هو الحال في كتاب دلائل الإعجاز.
وكان ذكر الزمخشري لعلمي المعاني والبيان، إشارة بينة إلى تمييز هذه المسائل وتصنيفها في هذين العلمين، وإن كان ذلك لم يتم على يديه، وكان من الخير كما يرى السكاكي، أن تضبط مسائل هذين العلمين وأن تحدد تحديدا بيناً، وأن تميز تمييزاً كاشفاًٍ، فكان هو أول من فعل ذلك فحدد أبواب علم المعاني وحصرها وحدد أبواب علم البيان وحصرها فأتم بذلك ما بدأ الزمخشري ()
منهجه في كتابه مفتاح العلوم:
قسم السكاكي كتابه إلى ثلاثة أقسام اساسية، تحدث في القسم الأول منها عن علم الصرف وما يتصل به من الاشتقاق الصغير والكبير والأكبر، وجعل القسم الثاني لعلم النحو، أما القسم الثالث فخص به علم المعاني وعلم البيان، وألحق بهما نظرة في الفصاحة والبلاغة، ودراسة للمحسنات البديعية اللفظية، والمعنوية ووجد أن علم المعاني يحتاج من ينظر فيه، إلى الوقوف على الحد والاستدلال أو بعبارة أخرى، إلى الوقوف على علم المنطق ففتح له مبحثا أحاط فيه بمسائله كما وجد أيضاً أن من يتدرب على علمي المعاني والبيان يحتاج إلى الوقوف، على علمي العروض والقافية فأفرد لهما المبحث الأخير في الكتاب وبذلك اشتمل المفتاح على علوم الصرف والنحو والمعاني والبيان والمنطق والعروض والقوافي ()
ونراه يصور في تقديمه له طريقته في تصنيفه فيقول (وما ضمنت جميع ذلك كتابي هذا إلا بعد ما ميزت البعض عن البعض التمييز المناسب ولخصت الكلام على حسب مقتضى المقام هنالك ومهدت لكل من ذلك أصولا لائقة وأوردت حججا مناسبة وقررت ما صادقت من أراء السلف قدس الله أرواحهم بقدر ما احتملت من التقرير مع الارشاد إلى ضروب مباحث قلت عناية السلف بها وإيراد لطائف مفتنة ما فتق بها رتق أذن) ().
(يُتْبَعُ)
(/)
وشهرته إنما دوت بالقسم الثالث من الكتاب الخاص بعلمي المعاني والبيان ولواحقهما من الفصاحة والبلاغة والمحسنات البديعية اللفظية والمعنوية، فقد أعطى لهذا كله الصيغة النهائية التي عكف عليها العلماء من بعده يتدارسونها ويشرحونها مراراً إذ استطاع أن ينفذ من خلال الكتابات البلاغية قبله إلى عمل ملخص دقيق لما نثره أصحابها من أراء وما استطاع أن يضيفه إليها من أفكار وصاغ ذلك كله صياغة مضبوطة محكمة استعان فيها بقدرته المنطقية في التعليل والتسبيب وفي التجريد والتحديد، والتعريف والتقسيم، والتفريع والتشعيب، وكان عمدته في ذلك كتابي عبد القاهر دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة والكشاف للزمخشري ونهاية الإيجاز في دراية الإعجاز للإمام الرازي الذي لخص فيه كتابي الإمام عبد القاهر الدلائل والأسرار
ومن الحق والإنصاف أن تلخيصه أدق من تلخيص الفخر الرازي، وكأنما كان عقله أكثر دقة وضبطاً للمسائل في هذا الفن خاصة، بل لقد كان أكثر تنظيماً وأسد تقسيماً ٍ مع ترتيب المقدمات وإحكام المقاييس وصحة البراهين وبذلك استقام تلخيصه، بحيث ما نجد فيه عوجا أو انحرافاً، وإنما نجد فيه الدقة والقدرة البارعة على التبويب والإحاطة الكاملة بالأقسام والفروع، غير أن ذلك عنده لم يشفع بتحليلات الشيخ عبد القاهر، والعلامة الزمخشري التي كانت تملأ النفوس، إعجابا وبهجة واريحية، فقد تحولت البلاغة في تلخيصه إلى علم بأدق المعاني لكلمة علم، فهي قوانين وقواعد تخلو من كل ما يمتع النفس، إذ سلط عليها المنطق بأصوله ومناهجه الحاجة حتى في لفظها وأسلوبها الذي لا يحوي أي جمال ()
وحسبنا دليلا على ذلك أنه درس البيان في هذا الكتاب بالروح التي درس بها فيه إلى جانبه علم النحو وعلم الصرف وعلم الاستدلال وعلم العروض وعلم القوافي، وهذا ما لم يفعله أحد من الذين سبقوه إلى الكتابة في البيان لا لأنهم كانوا يجهلون تلك العلوم التي أحصاها السكاكي، ولكنهم نظروا إلى طبيعة هذا الفن فوجدوه علماً جمالياً، يدرس الأسباب والعوامل المؤدية إلى المتعة الفنية، وإحداث التأثير أو الإقناع في نفس قارئ الأدب وسامعه ()
ولعل أول ما يستدعي انتباه قارئه أنه أودع البلاغة علمين أساسيين هما: علم المعاني، وعلم البيان، وجعل علم البديع تابعا لهما، وكان عجيبا في تصوره لطريقة ضبط معاقد كل علم منها.
أولا: السكاكي وعلم المعاني:
كان منهجه في ضبط مسائل كل علم ثمرة لنظره في تعريفه، فقد عرف المعاني فقال: اعلم أن علم المعاني هو تتبع خواص تراكيب الكلام في الإفادة وما يتصل بها من الاستحسان وغيره ليحترز بالوقوف عليها عن الخطأ في تطبيق الكلام على ما يقتضي الحال ذكره) ()
ومن هذا التعريف وضع لعلم المعاني منهجه المحدد وأبوابه المعروفة، ولم يسبق لشيء مما ذكره في هذا التحديد والذي يلفتنا في هذا التعريف هو ذلك الربط القوي بين هذا العلم والنصوص الأدبية الرفيعة، إذ إنه يعني بالتراكيب تراكيب البلغاء المشهود لهم بالسبق والتفوق، وقد نظر السكاكي فوجد التعرض لخواص التراكيب موقوفاً على التعرض للتركيب، ثم إن التعرض لتراكيب الكلام وهي منتشرة أمر يصعب حصره فوجب المصير إلى إيرادها تحت الضبط، لتعيين ما هو أصل لها وسابق في الاعتبار ثم حمل ما عدا ذلك عليه شيئاً فشيئا على موجب المساق والسابق، في الاعتبار، ومعنى ذلك أنه سيضم القرين إلى القرين حتى لا تتناثر المسائل في غير نظام وسيضع كل مجموعة منها، وضعاً منطقيا دقيقا بحيث يجعل لها أصلا تتفرع منه أشتاتها ()
ونراه يبدأ بتوزيع مباحث المعاني على الخبر والطلب، ويعرض لمن عرف الخبر بأنه ما يحتمل الصدق والكذب ويقول إن ذلك شيء واضح معروف، فهما يجريان فيه، ولا يجريان في الطلب، وهو الاستفهام والتمني، والأمر والنهي، والنداء ()
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم يأخذ السكاكي بعد ذلك يوضح الموضوعات التي سيتناولها الخبر أو الجملة الخبرية وهو الإسناد الخبري والمسند إليه والمسند والفصل والوصل والإيجاز والإطناب وتراه دائما يعلل لتأخير كل موضوع عن سابقه، فكل شيء يوضع بقسطاس، ثم يفصل الحديث عن الإسناد الخبري واختلافه باختلاف أحوال السامع بحيث إذا كان خال الذهن لم يؤكد له وإذا كان طالباً له في تحيير أكد بمؤكد واحد وإذا كان منكراً أورد عليه مؤكداً بتاكيدين أو أكثر ويسمى الخبر في تلك الأحوال على الترتيب ابتدائياً وطلبيا وإنكاريا، وقد ناقش الشيخ عبد القاهر هذه الصورة وطبقها الزمخشري في كشافه وكان الجديد عند السكاكي هو إعطاء تلك المراتب مصطلحاتها البلاغية الأخيرة ()
يقول السكاكي: (والذي أريناك إذا أعملت فيه البصيرة استوثقت من جواب أبي العباس للكندي حين سأله قائلاً: إني أجد في كلام العرب حشواً يقولون عبد الله قائم ثم يقولون إن عبد الله قائم، ثم يقولون: إن عبد الله لقائم، والمعنى واحد، وذلك بأن قال: بل المعاني مختلفة، فقولهم عبد الله قائم، إخبار عن قيامه، وقولهم إن عبد الله قائم جواب عن سؤال سائل، وقولهم إن عبد الله لقائم جواب عن إنكار منكر قيامه ()
ويخرج إلى أحوال المسند إليه في مبحث مفصل كبير يتحدث فيه عن حذف المسند إليه وذكره وتعريفه ووصفه وتنكيره وتقديمه على المسند وتأخيره عنه وتخصيصه وقصره والمقتضيات البلاغية لذلك كله ()
وينتقل إلى المسند وتصوير الاعتبارات في كيفياته محذوفاً ومذكوراً ومفردا وجملة، فعلية أو اسمية، أو منكراً أو معرفاً أو مقيداً بقيد، أو مقدما أو مؤخرا أما حذفه، فإما لأن حالا سد مسده وإما قصدا للاختصار والاحتراز عن العبث كقوله تعالى: (قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ [الحج/72] إذا حملته على تقدير النار شر من ذلكم ()
ويذكر إما لأنه الأصل ولا مقتضى للعدول عنه، وإما لزيادة التقرير أو التعريض بغباوة السامع، أو قصد التعجب من المسند إليه بذكره كما إذا قلت زيد يقاوم الأسد مع دلالة قرائن الأحوال، أو لتعظيمه أو إهانته او غير ذلك مما يصلح للقصد إليه ()
ويكون المسند اسما للدلالة على الثبوت كقولك: (زيد عالم) ويكون فعلا للدلالة على التجدد والاستمرار كقولك، زيد علم ويقيد بالمفعولات والحال والتمييز والشرط لتربية الفائدة.
ويعقد السكاكي فصلا للفعل ومتعلقاته في الترك والإثبات، أو في الحذف والذكر، ويبدأ بحذف الفعل في بعض الصيغ، وفي الجواب عن السؤال ويقول إنه يذكر للحاجة إليه في الكلام، ويقف عند حذف المفعول قصدا للتعميم، أو إلى نفس الفعل أو قصدا إلى الاختصار أو لرعاية الفاصلة، ويقول إنه يذكر لفائدة تمام الكلام أو لزيادة تقريره وبسطه، أو لرعاية الفاصلة، ويطيل الوقوف عند تقديم الفاعل مع الفعل مثل، أنا عرفت، وأنت تعرف، وإفادة التقديم الاختصاص ()
ثم ينتقل السكاكي إلى الفصل والوصل، ويذكر صوره من النثر والشعر ويأخذ في تفصيل الحالات المقتضية للقطع والاستئناف، ولكمال الانقطاع، وكمال الاتصال، ويلاحظ انه يقطع للاحتياط حين يخشى أن يتبادر إلى ذهن السامع، أن الجملة معطوفة على أخرى من شأنها إذا عطفت عليها أن يفسد المعنى، ويأتي بأمثلة كثيرة لشبه كمال الاتصال، وهو في كل ذلك يستمد من الإمام عبد القاهر والزمخشري ()
ويفتح بابا للإيجاز والإطناب يستهله بأنهما نسبيان فقد يكون ظاهر الكلام مطنباً وهو موجز، بالقياس إلى كلام أخر، ومن هنا رد الاعتبار فيهما إلى المتعارف في أوساط الأدباء، وذكر أمثلة للإطناب والإيجاز ()
ثم ينتقل بعد ذلك إلى القصر ويقول، إنه تخصيص موصوف بوصف دون ثان مثل زيد شاعر لا منجم، تقوله لمن يعتقد أنه شاعر ومنجم، كذلك لمن يعتقد أنه يتصف بأحد الوصفين دون تعيين ويسمى قصر إفراد، وإذا قلت لمن يعتقد في زيد العكس، وأنه منجم لا شاعر كان ذلك قصر قلب، لأنك قلبت فيه حكم السامع وتحدث عن طرق القصر، وذكر أنها أربعة: العطف بلا وبل والنفي والاستثناء والتقديم، ويذكر أن دلالة الطرق الثلاثة الأولى على القصر بالوضع أما دلالة التقديم فبوساطة الفحوى وحكم الذوق، ويأخذ في بيان فروق استعمال هذه الطرق، مستنيراً بما كتبه الإمام عبد القاهر والعلامة
(يُتْبَعُ)
(/)
الزمخشري ()
ثم بعد أن انتهى من القصر انتقل إلى الطلب، وكتب له مقدمة طويلة استمدها من كلام المناطقة، وقسم الطلب إلى خمسة أنواع هي: التمنيى والاستفهام، والأمر والنهي والنداء.
وتحدث عن الألفاظ والأدوات الموضوعة لكل نوع، وأنها قد تخرج للدلالة على معان إضافية مع الإتيان بأمثلة كثيرة من القرآن وغيره وهو في كل ذلك يستمد من الزمخشري في تصوير هذه الدلالات ()
وهكذا بمثل هذا التبويب الصارم يحصر السكاكي مباحث علم المعاني فإذا ما فرغ منها انتقل إلى مباحث علم البيان فحصرها بنفس الطريقة
ثانيا: السكاكي وعلم البيان:
خص السكاكي البيان بالفصل الثاني، وقسمه إلى مجموعة أقسام أساسية، وقسم كلا من هذه الأقسام، إلى مجموعة من الفروع، وقسم بعض هذه الفروع إلى مجموعة من الشعب، وذلك بأن قسم البيان إلى ثلاثة أصول هي: التشبيه والمجاز والكناية، ثم أخذ في تقسيم كل أصل من هذه الأصول بطريقة خاصة قسم الأصل الأول وهو التشبيه إلى أربعة أنواع هي: طرفا التشبيه ـ وجه الشبه ـ الغرض من التشبيه ـ احوال التشبيه، أما الأصل الثاني وهو المجاز، فقد قسمه إلى مجموعة من الفصول الفصل الأول المجاز اللغوي غير المفيد، وسماه مجاز التعدية، الفصل الثاني: المجاز اللغوي المفيد الخالي عن المبالغة في التشبيه، وهو ما يسمى بالمجاز المرسل، الفصل الثالث: المجاز الراجع إلى المعنى المفيد المتضمن للبالغة في التشبيه، وهو الاستعارة، الفصل الرابع المجاز العقلي، الفصل الخامس المجاز اللغوي الراجع إلى حكم الكلمة ()
ويأخذ السكاكي في بيان أقسام الاستعارة التي هي فصل من فصول المجاز، ويذكر لها ولأنواعها أمثلة كثيرة ()
وينتقل إلى الأصل الثالث وهو الكناية، ويعرفها بأنها ترك التصريح بذكر الشيء إلى ذكر ما يلزمه لينتقل من المذكور إلى المتروك، ثم يفرق بين الكناية والمجاز، من وجهين: أحدهما: أن الكناية لا تنافي إرادة الحقيقة بلفظها، والمجاز ينافي ذلك، والوجه الثاني، أن مبنى الكناية على الانتقال من اللازم إلى الملزوم، ومبنى المجاز على الانتقال من الملزوم إلى اللازم، ويقسم السكاكي الكناية بحسب المراد منها إلى ثلاث أقسام: كناية عن موصوف، وكناية عن صفة، وكناية تدور على تخصيص الصفة بالموصوف، ويلاحظ أنها تدخل في الإسناد، وسماها من جاء بعده من البلاغين كناية عن نسبة ()
ثالثاً: السكاكي وعلم البديع:
أما بحثه في البديع فلم يكن ذا نفع عظيم إذ جعله قوالب جامدة لا روح فيها ولا حياة، فهو لم ينظر إليه نظرة فيها الاحساس بالجمال والروح الفنية، واكتفى بذكر أنواع منه مع أمثلة قليلة، أكثرها متكلف، يضاف إلى ذلك أنه لم يبين ما في الأمثلة من صور جمالية وإيحاءات ()
والمحسنات المعنوية التي وقف عندها هي: المطابقة والمقابلة، والمشاكلة، ومراعاة النظير، والمزاوجة، واللف والنشر، والجمع والتفريق، والتقسيم، والجمع مع التفريق، والجمع مع التقسيم، والإبهام، وتاكيد المدح بما يشبه الذم والتوجيه، وسوق المعلوم مساق غيره، والاستتباع، والاعتراض، والالتفات، وتقليل اللفظ
أما المحسنات اللفظية فهي: التجنيس، والاشتقاق ورد العجز على الصدر والقلب، والسجع، والترصيع وهو في كل هذه الألوان يستمد من الفخر الرازي استمداداً مطابقا للأصل، وما انطوى فيه من الأمثلة ()
وبذلك يتم تلخيص السكاكي لعلمي المعاني والبيان، وما ألحقه بهما من المحسنات البديعية، وهو تلخيص أشاع فيه كثيرا من العسر والالتواء بسبب ما عمد إليه من وضع الحدود والرسوم، والأقسام المتشاعبة، فأصبحت دراسته علمية محددة وجافة، أو إن شئت قلت هي استنتاجات عقلية وتقنين منطقي لما استطاع إدراكه من كلام الأئمة الذين عرفتهم بيئته وهم الإمام عبد القاهر والعلامة الزمخشري والفخر الرازي
انتهى بحمد الله وتوفيقه
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[05 - 03 - 2008, 08:49 ص]ـ
أهلاً ومرحباً بكم أستاذنا الفاضل الدكتور صلاح في الفصيح، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد في المشاركات .. وإنّ المتتبع لمقالتكم الكريمة يجد فيها فوائد جمّة .. فجزاكم الله خيراً ونفعنا بعلمكم ..(/)
نوع الصورة البيانية في هذا البيت الشعري
ـ[زمردة العالم]ــــــــ[06 - 03 - 2008, 03:48 ص]ـ
:::
مانوع الصورة البيانية في هذا البيت واثرها في المعنى
هم فجرالحياة بالادبار* فاذا مر فهي في الاثار
مع الشكر مسبقا
ـ[عنتر الجزائري]ــــــــ[06 - 03 - 2008, 10:54 م]ـ
أرى أنها تشبيه بليغ
حيث شبههم بالفجر
ـ[هاني سعيد محمد]ــــــــ[10 - 03 - 2008, 03:43 ص]ـ
البيت الشعري السابق غير موزون، فلا أجد له وزنا عروضيا صحيحا. هذا أولا، وثانيا الصورة البيانية فيه كما قال الأخ عنتر (تشبيه بليغ)، حيث حذفت الأداة ووجه الشبه، ومن ناحية التركيب النحوي فهو تشبيه إضافي (فجر الحياة)،والبيت يحوي لغزا في الشطر الثاني (فاذا مر فهي في الاثار) فالمفروض أن يقول (هم) أي هم الآثار، أي: الباقون. أما أن يجعل الضمير عائدا على الحياة فهو أمر غير مفهوم، وأراه يحسن لو قال:
هم فجر الحياة إذا تولى من الحياة فجر النهار.(/)
أرجو المساعدة لو سمحتم
ـ[محبه العلم]ــــــــ[06 - 03 - 2008, 05:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو المساعده في الأمثله التي لم أعرف ان أحلها حلاً بلاغيا
السؤال الأول
عين المشبه والمشبه منه واداه التشبيه في كل من:
من مأثور الحكم /لسان الجاهل مفتاح حذفه
حفف لظى الرمضاء والم ثغور الأسي
وانثر لجين الماء كالدر أو كالماسي
ومن حكم امير الشعراء أحمد شوقي:
عاش العالم فمات, ونفق الجاهل كالسائمات
الذليل بغيرقيد مقيد كالكلب ان لم يُسد بحث عن سيد
هو الدهر: ميلاد فشغل, فماثم .. فذكر كماأبقى الصدى ذاهب الصوت
قال علي محمود طه (مهندس)
عشنا كأحلام في خاطر الأكوان
في عالم سام لانعرف الأحزان
والبيت الاخير
بيان مافيه من تشبيه واركان التشبيه مع شرحه
واذا افتقرت الى الذخائر لم تجد ذخرا يكون كصالح الأعمال
أرجو المساعد
واتمنى الأجابه على أسئلتي باأسرع وقت
جزاكم الله الف خير
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اختكِ في الله
محبه العلم
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[11 - 03 - 2008, 09:55 م]ـ
1ـ المشبه لسان الجاهل المشبه به مفتاح حذفه والأداة محذوفة.
2ـ المشبه لجين الماءالمشبه به الدر وشبهه أيضاً بالماسي والأداة الكاف.
3ـ المشبه الجاهل المشبه به السائمات والاداة الكاف
4ـ المشبه الذليل بغيرقيد مقيد المشبه به الكلب ان لم يُسد بحث عن سيد الأداة الكاف.
5ـ المشبه حال الدهر المشبه به حال الصدى الأداة الكاف.
6ـ المشبه الضمير (نا) في عشنا المشبه به أحلام الأداة الكاف.
7ـ المشبه الذخائر التي يحتاجها الانسان. المشبه به الأعمال الصالحة. الأداة الكاف. الغرض بيان إمكانية حال المشبه.
والله أعلى و أعلم
ـ[محبه العلم]ــــــــ[11 - 03 - 2008, 10:06 م]ـ
:::
مشكووور وماقصرت محمد ينبع الغامدي
يعطيك الف الف الف عافيه
لك مني كل الشكر والتقدير
اختك
محبه العلم(/)
أنتم لها
ـ[عزّي إيماني]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 09:16 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سادة الفصيح الكرام .. تحية طيبة ملؤها الحب لهذا الصرح الطيّب
تحية معطرة بنسج حروف لغة الضاد.
تحية تقدير لكل من يساهم في رفع هذا الصرح ..
وفقكم الله جميعًا للخير وخدمة لغتنا الحبية
سادتي الكرام ..
وجهة لي هذه الأسئلة وعجزت عن الإجابة عنها فقلت في نفسي ليس لها إلا أهل الفصيح .. ( ops
السؤال الأول ..
1 - عند عطف لفظ الجلاله على كلمة الرسول
أ- تكون تارة "الله والرسول"
مثل قوله تعالى: قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ، آل عمران (32)
كذلك في الايتين 132 و 172من سورة آل عمران.
كذلك في الايتين 59 و69 من سورة النساء.
ب- تكون تارة " الله ورسوله"
مثل قوله تعالى: تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
وأيضا في سورة النساء الايتين: 13 و 14
السؤال:
كلمة الرسول جاءت معرفة بأل في الحالة "أ"
ومعرفة بالإضافة في حالة "ب"
ما هو الفرق بين الحالتين؟!
السؤال الثاني:
2 - ما هو الفرق بين كلمة قَبلَ وقَبلُ؟!
"وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" البقرة اية 91
"قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ" الأعراف الاية 23
السؤال الثالث والأخير
يرد في القران الكريم ذكر عيسى ابن مريم عليهما السلام:
1 - عيسى
2 - عيسى ابن مريم
3 - المسيح عيسى ابن مريم
4 - المسيح ابن مريم
5 - المسيح
وشكرًا مقدمًا:)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[08 - 03 - 2008, 03:00 ص]ـ
لقد استنبط العلماء بعض الأحكام التي تعين على تمييز الآيات عن بعضها البعض، سأذكر قدراً منها أولاً، ثمّ نأخذ في الحديث عن البيان فيما بعد إن شاء الله، فإنّ الليل قد ولّى، والنعاس قد طرق العين عابثاً:
أطيعوا الله وأطيعوا الرسول:
- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ... ) [النساء: 59]
- (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ ... ) [المائدة: 92]
- (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ ... ) [النور: 54]
- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ) [محمد: 33]
- (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) [التغابن: 12]
أطيعوا الله والرسول:
- (قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) [آل عمران: 32]
- (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [آل عمران: 132]
أطيعوا الله ورسوله:
- (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [الأنفال: 1]
- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ) [الأنفال: 20]
- (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [الأنفال: 46]
- (أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [المجادلة: 13]
نلاحظ في الآيات الكريمات الآتي:
- الآيات التي جاءت في السور التي لا يوجد في اسمها حرف اللام، مثل: النساء والمائدة والنور ومحمد (صلى الله عليه وسلم) والتغابن، يُلاحظ فيها ذكر كلمة (أطيعوا) مرتين، مرة مع لفظ الجلالة (الله)، ومرة مع (الرسول) ..
- السور التي جاء في اسمها حرف اللام، مثل: آل عمران والأنفال والمجادلة، لا تتكرّر فيها كلمة (أطيعوا)، وإنّما تأتي مرة واحدة متّصلة بلفظ الجلالة (الله) ..
- السور التي جاء في اسمها حرف اللام، وجاء اسمها معرّفاً بـ (ال) مثل: الأنفال والمجادلة، لا تُذكر فيها كلمة (الرسول) معرفة بـ (ال)، وإنّما تأتي مضافة إلى الضمير (ورسوله) ..
وللحديث بقية ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د/أم عبدالرحمن]ــــــــ[15 - 03 - 2008, 08:03 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي لؤي، على هذا الإيضاح، وتبقى النصوص مجالا للتدبر ولتأمل
ـ[الوافية]ــــــــ[15 - 03 - 2008, 12:28 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا.
سأنقل لكم بعض ما وجدته عن قبل:
ظرف للزمان أوالمكان, معناه الدلالة على سبق شيء لشيء آخر في الزمان أو المكان, ويكون معربا:
1) إذا ذكر المضاف إليه ,نحو الآية "وسبّح بحمد ربك قبلَ طلوع الشمس وقبل غروبها " (طه130)
قبل: ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة. متعلق بالفعل سبّح.
2) إذا جر بحرف جر ,نحو: وصلت إلى المدرسة من قبلِ أن يحضر المعلم.
قبلِ: اسم مجرور بالكسرة الظاهرة في آخره.
3) إذا حذف المضاف إليه ,ونوي لفظه ,نحو: سأكافئك وأكافئ زيدا قبلَ.
أي: قبلَ مكافأة زيد. قبل: ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة, متعلق بالفعل سأكافئك.
4) إذا حذف المضاف إليه لفظا ومعنى. وفي هذه الحالة ينون. نحو قول عبدالله بن يعرب:
فساغ لي الشراب وكنت قبلا ... أكاد أغص بالماء الفرات
5) تكون قبل مبنية على الضم في محل نصب مفعول فيه, إذا حذف المضاف إليه ونوي معناه. نحو الآية:"لله الأمر من قبلُ ومن بعد" (الروم 4)
أرجو أن يفيدك ماأوردته من شواهد.(/)
طلب مهم وضروري للغاية
ـ[سيبويه2007]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 03:03 م]ـ
السلام عليكم ....
أرجو كتاب "نشأة علوم البلاغة العربية وتطورها" لعبد العزيز عرفة، أو أي دراسة عن تطور التشبيه البليغ والفرق بينه وبين الاستعارة المكنية ......
ـ[سيبويه2007]ــــــــ[09 - 03 - 2008, 07:29 م]ـ
أرجو الرد بخصوص الكتاب للضرورة القصوى000(/)
كتاب البلاغة الواضحة (سؤال وجواب)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 06:02 م]ـ
كتاب البلاغة الواضحة (سؤال وجواب)
شرح فضيلة الشيخ
د/ ناصر بن عبد الرحمن الخنين
الدرس الأول
مقدمة في البلاغة الواضحة
س (1) / لماذا تم اختيار كناب البلاغة الواضحة؟
(1) لأن هذا الكتاب مختصرا ولإختلاف أجناس ومستويات الذين يتابعون الدروس
(2) وهذا الكتاب بسط القواعد وسهلها ويسرها وضرب أمثلة ونماذج عليها وكون هذا الكتاب منتشرًا في مكتبات العالم العربي وسهل الحصول عليه.
س/ لماذا كانت اللغة العربية؟ أشرف من سائر اللغات؟
(1) شرفت بشرف مادتها ومادة القرآن الكريم وهو كلام الله -عز وجل- الذي جاء بهذا اللسان، فلما جاء بهذا اللسان ارتقت هذه اللغة وعلت، ثم نالها من بركة الله -عز وجل- من بركة كلامه لأن الله -جل وعز- قد قال: ? كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الألْبَابِ? [ص: 29]، فنالت العربية بركة هذا القرآن الحكيم.
(2) تعد مادة البلاغة ذروة سنام العربية ولبها وتاجها وجوهرها وقد عدها العلماء علماً قرآنياً لأن نشأتها أساساً كان في أحضان فهم التنزيل وإدراك أسباب الإعجاز ومعرفة طرقه ومسالكه.
(3) يعد القرآن الكريم ذروة سنام الفصاحة فمن عرف إعجازه ومسائله ودقائقه وقواعده فما دونه من الفصاحة كان أعلم به ثم تليه السنة المطهرة في المكانة.
(4) يعد تعلم اللغة العربية تعبداً قال عمر t(" تعلموا العربية فإنها من دينكم)
س/ أذكر ما قاله ابن كثير -رحمه الله- في قوله -جل وعز-: ? إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ? [يوسف: 2]؟
الحافظ بن كثير رحمه الله- قال: "لغة العرب أفصح اللغات وأبينها وأوسعها وأكثرها تأدية للمعاني التي تقوم بالنفوس، فلهذا -كما قال- أنزل الله -عز وجل- أشرف الكتب بأشرف اللغات على أشرف الرسل، بسفارة أشرف الملائكة، في أشرف بقاع الأرض، في أشرف شهور السنة، فكمل في كل الوجوه"، من لغته ومعانيه ودقائقه وأحكامه وألفاظه ومبانيه وتوجيهاته لأنه من الله -عز وجل-.ولذلك نالت العربية هذه البركة.
س/ أذكر الفوائد الواردة في قوله -عز وجل-:?كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الألْبَابِ? [ص: 29]؟
في هذه الآية العظيمة أربع فوائد:
أولا: أنه كتاب عظيم منتهي العظمة في قيمته وبركته وأحكامه.
ثانيا: أنه كتاب منزل من عند الله عز وجل على نزل بلغة مباركة على رجل مبارك وهو محمد -عليه الصلاة والسلام-.
ثالثا: كتاب مبارك فمن عمل به واشتغل بعلومه ومادته تدركه تلك البركة، ومن بركته على لغة العرب أنه حفظها إلى قيام الساعة والله تعهد بحفظ كتابه.
رابعا: الغرض من إنزال القرآن هو التدبر والتفكر والعمل به وليس فقط التلذذ والبكاء ولن يتم الوصول لذلك إلا بتعلم اللغة والبيان وعلم المعاني ?لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الألْبَابِ?
.س/ كيف نصل إلى التفكر والتدبر والعمل؟
يكون التفكر والتدبر والعمل عن طريق اللغة، عن طريق البيان، عن طريق علم المعاني، عن طريق هذه الدقائق هذه هي التي توصلنا إلى التفكر والله -عز وجل- قد بين أن كتابه ميسر ?وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ? [القمر: 17]
س/ ما حكم تعلم اللغة العربية وعلى رأسها علم البلاغة؟
أرجح الأقوال "في هذا أنها فرض كفائي، إذا قام بهذا العلم من يكفي سقط العلم
س" مالسبب في اندثار اللغات الأخرى كاللاتينية والإنجليزية وبقاء العربية؟ لأن اللغة العربية محفوظة إلي قيام الساعة لأن النص والأسلوب مضبوط بضبط القرآن.
س" مالغرض من انرال القرآن الكريم؟
الغرض من إنزال القرآن هو التدبر والتفكر والعمل به وليس فقط التلذذ والبكاء ولن يتم الوصول لذلك إلا بتعلم اللغة والبيان وعلم المعاني والله عز وجل بين أن كتابه ميسر فقال " وَلََََََََقد يَسَّرْنَا القُرْآَنَ لِلْذِكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَكِر)
س/ كيف نشأ علم التأليف البلاغي؟ مع ذكر المؤلفات البلاغية؟
نشأ هذا العلم في أحضان القرآن الكريم والمؤلفات البلاغية أحيانا ترتبط باسم
القرآن
ومن المؤلفات في هذا العلم:
(يُتْبَعُ)
(/)
- (1) أول مؤلف كتاب مجاز القرآن (لأبي عبيدة معمر بن مثنى المتوفى سنة 208 أو 209 أو 210 هجرية)
(2) كتاب البيان والتبيين للجاحظ المتوفى سنه 255 هجرية وهو مستودع ضخم لنصوص البيان العربي.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 06:06 م]ـ
3) - كتاب تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة المتوفى سنه 276 هجرية.- كتاب " البديع " للشاعر عبد الله بن المعتز المتوفى سنة 296هجرية وألفه ليثبت أن البديع وأنواعه موجود في القرآن وفي كلام العرب.
(4) كتاب نقد الشعر وقد ألفه قدامة بن جعفر وكان نصرانيًا فأسلم على يد المكتفي بالله وهذا الرجل قد توفي سنة ثلاثمائة وسبعة وثلاثين.
(5) - كتاب "النكت في إعجاز القرآن" للرماني، الرماني هذا مؤلف اقترب إلى حد ما من لمس إعجاز القرآن وتشخيص دقائقه ومسائله، والرماني توفي سنة ثلاثمائة وستة وثمانين هجرية تقريبًا.
(6) - كتاب "صاحب الصناعتين " لأبي هلال العسكري المتوفى سنة 395هجرية والكتاب لبنة رائعة وتجديدية في تاريخ البلاغة.
(7) - كتاب "إعجاز القرآن" للباقلاني المتوفى سنة 403هجرية.- كتاب " صاحب العمدة" في صناعة الشعر ونقده لابن رشيق القيرواني المتوفى سنة 466هجرية.
- (7) كتاب "سر الفصاحة" للخفاجي المتوفى سنة 466هجرية والكتاب يعتبر تجديد وتعميق في دراسات الأصوات والكلمة من حيث قبولها.
(8) - كتاب "أسرار البلاغة" وكتاب "دلائل الإعجاز" لشيخ البلاغيين عبد القاهر الجرجاني المتوفى سنة 471 هجرية الذي أصَّل البلاغة إلى حد ما وقعَّدها و تذوقها.
(9) كتاب "الكشاف" للزمخشري الذي أعجب بكتابي عبد القاهر الذي لم يسعفه الوقت فأراد الزمخشري التطبيق فجاور مكة أربع سنوات وألف كتابه ذلك الذي بين فيه أسرار الإعجاز ودقائق التنزيل.
- (10) كتاب " نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز " للفخر الرازي المتوفى سنة 606هجرية.- كتاب "مفتاح العلوم" لشيخ البلاغيين في التقعيد والتأصيل والتشعيب والتفريع أبو يعقوب يوسف السكاكي المتوفى سنة 626هجرية.
- (11) كتاب "تلخيص المفتاح " للخطيب القزويني وهو تلخيص القسم الثالث لكتاب "مفتاح العلوم " والقزويني متوفى سنة.
(12) - كتاب أسرار البلاغة" وكتاب "دلائل الإعجاز لشيخ البلاغيين عبد القاهر الجرجاني المتوفى سنة 471 هجرية الذي أصَّل البلاغة إلى حد ما وقعَّدها و تذوقها وكتاب الأسرار معظمه في التشبيهات والاستعارات والكنايات وكتاب الدلائل معظمه في نظرية إعجاز النظم، ويعتبر الشيخ عبد القاهر صاحب الفضل بعد الله عز وجل في تقعيد نظرية النظم وبين أن القرآن معجز بنظمه ليس باستعاراته وبديعه وتشبيهاته فقط, وكلمة النظم تعني التأليف والجمع والضم، فكل كلمة في القرآن لها تأثيرها كما قال ابن عطية "كتاب الله لو نزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب على أفضل منها لم توجد".
(13) - كتاب الكشاف للزمخشري الذي أعجب بكتابي عبد القاهر الذي لم يسعفه الوقت فأراد الزمخشري التطبيق فجاور مكة أربع سنوات وألف كتابه ذلك الذي بين فيه أسرار الإعجاز و دقائق التنزيل, والزمخشري ينسب له مقولة القنفلة"
س/ ما المقصود بمقولة " الفنقلة" عند الزمخشري؟
هي أسلوب يتعرف المطالع من خلاله اللطائف والدقائق في كتاب الله عز وجل، وهي كلمة مشتقة من قول الشيخ "فإن قلت لم عبر بكذا دون كذا" فيحدث سؤالاً في تفسيره ليدغدغ القارئ ثم يستثيره ليشرأب للبحث عن الجواب
(14) كتاب نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز للفخر الرازي المتوفى سنة 606هجرية، وقد حاول أن يعتصر فلسفة عبد القاهر ومنطقه وتذوقه في صورة قواعد وضوابط وقد استفاد منه السكاكي.
(15) كتاب مفتاح العلوم لشيخ البلاغيين في التقعيد والتأصيل والتشعيب والتفريع أبو يعقوب يوسف السكاكي المتوفى سنة 626هجرية، والكتاب ثلاثة أقسام الأول في الصرف، والثاني في النحو والثالث في البيان والمعاني، وذيله بالكلام عن الفصاحة، وألحق به بالكلام عن القافية والعروض، والكتاب أشتهر بالقسم الثالث، والسكاكي من المتكلمين والفلاسفة والمناطقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
(16) كتاب تلخيص المفتاح للخطيب القزويني وهو تلخيص القسم الثالث لكتاب مفتاح العلوم والقزويني متوفى سنة 739هجرية وهو مثل السكاكس من المتكلمين والفلاسفة, ثم إنه رأى أن تلخيصه متن محدود موجز فألف كتابه الإيضاح وفيه تفصيل وهو من أشهر كتب البلاغة في المدرسة المتأخرة والخطيب يعتبر زعيم مدرسة المتأخرين.
انتهي الدرس الأول
ـ[محمد سعد]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 06:08 م]ـ
البلاغة الواضحة سؤال وجواب
الدرس الثاني:
تقسيمات كتاب البلاغة الواضحة
س: من هوأشهر من تناول قضية الإعجاز وتناول النظم بالتحليل والتقعيد؟
(1) الجرجاني في كتابيه "أسرار البلاغة" و"دلائل الإعجاز.
(2) تلاه الفخر الرازي في كتابه" نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز " (3) السكاكي وألف كتابه "مفتاح العلوم"
(4 الخطيب القزويني وألف كتاب "تلخيص المفتاح" وهو تلخيص القسم الثالث لكتاب "مفتاح العلوم" ثم إنه رأى أن تلخيصه متن محدود موجز فألف كتابه " الإيضاح " وفيه تفصيل.
(5) عروس الأفراح لشرح تلخيص المفتاح" لأحمد بن علي السبكي
(6) وهناك أيضاً شرح يسمى " المطول " و"المختصر" لسعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني.
(6) شرح يسمى" الأطول" لعصام الدين إبراهيم بن محمد عرب شاة الإسرائيلي.
(7) شرح يسمى "مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح" لابن يعقوب المغربي.
وكل هذه الشروح جمعت في كتاب واحد طبعته رديئة ولكن بالنسبة للمتخصص تعينه وتفتح له الأبواب وتمتع ناظره وتثري معرفته بالبلاغة لأنها مجموعة في كتاب واحد، ويوجد في الكتاب أيضاً حاشية للدسوقي في الهامش جيدة وفيها تحقيقات, إلا أن هذه الكتب بشكل عام تنفع المتخصص.
س/ ما هو الباعث الحثيث على التأليف في البلاغة بشكل عام؟
محاولة فهم القرآن الحكيم، والتعرف على إعجازه، وتدبر أسراره، فهو علم قرآني قبل كل شيء، فعلومه الثلاثة -المعاني والبيان والبديع- متغلغلة في الإعجاز، ومتمكنة في التنزيل، ولذلك كانت مؤلفات العلماء تدور حول هذا.
/ أذكر بعض كتب البلاغة في العصر الحديث؟ وبعض الكتب المتوسطة؟ وأخري للمتخصصين؟
من كتب البلاغة المختصرة:
كتاب"البلاغة في ثوبها الجديد" للدكتور بكري شيخ أمين، وأيضًا "البلاغة الواضحة" للشاعر علي الجارم، ومصطفى أمين.
ـ ومن الكتب المتوسطة:
"كتاب علوم البلاغة المعاني والبيان والبديع" لأحمد مصطفى المراغي، وكتاب"جواهر البلاغة" للسيد أحمد الهاشمي.
ـ وللمتخصصين كتاب "
علم المعاني" مستقلاً، و"علم البيان والبديع" للدكتور بسيوني عبد الفتاح فيوض، وهذا الكتاب الحقيقة فيه نوع تجديد وفيه أيضًا ترجيحات وتحليلات وتعليلات.
ـ وكتاب "المفصل في علوم البلاغة العربية" للدكتور عيسى علي العاكوب، وهو جيد في عربيته ومفصل أيضًا في تقسيماته، واستفاد واتكأ على الخطيب القزويني أيضًا في منطلقاته البلاغية.
ـ وللدكتور عبد العزيز عتيق مؤلفات خص كل فن بلاغي أو كل علم بلاغي بمؤلف، فألف في "علم المعاني" كتابا، وألف في "البيان" كتابًا، وألف في "البديع" أيضًا كتابا وهي تصلح أيضًا للمتخصصين في كلية اللغة العربية أو الأقسام الأدبية بشكل عام.
ـ كتاب "دلالات التراكيب في علم المعاني" لشيخ البلاغيين الأستاذ الدكتور محمد محمد أبو موسى كتاب جامع وجيد وهو كتاب "دلالات التراكيب في علم المعاني" وله أيضًا في البيان "التصويرالبياني"، والحقيقة أن فيه تجديدات حسنة، ورأيًا بلاغيًا طيبًا،>
س/ أذكر بعض معاجم البلاغة الذي يرجع إليها طالب العلم؟
ـ من أجود هذه المعاجم وأظهرها وأشهرها معجم "المصطلحات البلاغية وتطورها" للدكتور أحمد مطلوب، فهو حقيقة معجم مؤصل يذكر الفن البلاغي ثم يذكر بداياته ويبدأ بتعريف لغوي ثم كيف تطور ونشأ ثم استقر في مصطلحه ويذكر أيضًا أبرز شواهده.
ـ وللدكتور بدوي أحمد طبانة -رحمه الله- معجم في هذا المقام وهو "معجم البلاغة العربية" على نسق سابقه وإن كان أقل نفَسًا.
ـ كتاب "المعجم المفصل في علوم البلاغة" للدكتورة إنعام فوال عكاوي تناولت المصطلح البلاغي من حيث تدرجه وتطوره ونهايته فيما استقر عليه.
سًا بيانيًا مشرقًا والتفنن في العرض البلاغي بشكل عام.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 06:14 م]ـ
س/ ماهي كتب التفسير التي تناولت الجانب البلاغي في كتاب الله؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ كتاب "الكشاف" للزمخشري مع الحذر من اعتزالياته وسقطاته في مسائل الصفات ومسائل مرتكب الكبيرة.
ـ كتاب "البحر المحيط" لأبي حيان المفسر الأندلسي المتوفى سنة سبعمائة وأربعة وخمسين للهجرة فإن البحر هذا هو حقيقة اسم طابق مسماه، ولفظ أدرك معناه-فعلاً-، فمن قلب صفحات "البحر المحيط" لأبي حيان وجد بحرًا فعلاً متلاطمًا، فإنه يذكر أسباب النزول، ويشرح الآية شرحًا لغويًا، ثم يذكر أيضًا أعاريبها التي تنبني عليها المعاني.
ـ تفسير البيضاوي وحواشيه، وهي الحقيقة حواشي مفيدة جدًا لطالب البلاغة والمعاني والدقائق واللطائف، و أشهرها حاشية الشهاب الخفاجي، وحاشية محيي الدين الشيخ زاده وحاشية القنوي.
ـ تفسير أبي السعود، كان قاضيًا من قضاة الدولة العثمانية في القرن التاسع الهجري، وقد كتب كتابه الرائد "إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم" وتمكن حقيقة من العربية وتضلع فيها، وعبارته جزلة وأسلوبه عالٍ.
ـ كتاب "روح المعاني" للآلوسي فإنه جمَّاعة، وأيضًا يحسن النظر والتقليب وتوليد المعاني من خلال ما ينظر.
ـ تفسير "التحرير والتنوير" للشيخ الطاهر بن عاشور التونسي، وهذا الرجل مالكي المذهب إلا أنه مجتهد في مذهبه وله كتاب "الموجز في البلاغة العربية" وهو يعد زمخشري عصره
ـ "التفسير القرآني بالقرآن" لعبد الكريم الخطيب، فلغته مشرقة وعبارته مؤدبة وأدبية، وأيضًا أساليبه راقية، وتكسب قارئها ضربًا من حصن التعبير.
ـ كتاب "في ظلال القرآن" لسيد قطب من الكتب التي تناولت الآية أو القرآن الحكيم بمنظار أدبي.
ـ كتاب "تفسير كلام المنان" للشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي توفي الشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي سنة ألف وثلاثمائة وستة وسبعين هجرية فكتابه هذا تفسير كتاب مختصر وجيد وله لفتات لغوية وإشراقات بيانية وتوضيحات أسلوبية في لغة سهلة.
س/ اذكر بعض كتب الحديث التي تناولت كلام المصطفى -عليه الصلاة والسلام- من وجه بلاغي أو بياني؟
ـ كتاب "فتح الباري" لابن حجر العسقلاني وقد أجهد وأنفق الشيخ ابن حجر -رحمه الله- قرابة ثمانية وعشرين عامًا في سبيل تأليفه فجمع مستودعًا ضخمًا من العلم العام والاستنباطات الحسنة وأقوال العلماء وأيضًا علم العربية والدقائق واللطائف المتعلقة.
ـ "إرشاد الساري" لبدر الدين بن عيني، فيه أو بخاصة في ربعه الأول، فالشيخ -رحمه الله- توسع إلى درجة أنه قد فاق "فتح الباري" في مقدمته أو في الربع الأول منه، لكن نفسه بدأ يتضاءل بعد ذلك.
ـ شرح صحيح مسلم للإمام النووي -رحمه الله-، فلغته مجملة لكنها دقيقة وجيدة، وله إشارات ولمحات ذكية وأيضًا يقف عندها مقتنص الإشارات البلاغية.
ـ كتاب "التصوير الفني في الحديث النبوي" للدكتور محمد الصباغ مجلد طيب يتجاوز سبعمائة وثمانمائة صفحة عرض طائفة من الأحاديث وشرحها شرحًا لغويًا بلاغيًا
وركز على الصورة وعلى التصوير النبوي في الحديث الشريف، وله أيضًا كتاب "الحديث النبوي" تعرض لطائفة من الأحاديث النبوية الشريفة وشرحها وبين وجوه البلاغة فيها.
ـ كتاب "الحديث النبوي الشريف" من الوجهة البلاغية للدكتور عز الدين علي السيد، وهو قيم وجيد ومتوسع في هذا المقام.
ـ كتاب "البيان النبوي" للدكتور محمد رجب البيومي، فكتابه مختصر لكن فيه لمحات وإشارات طيبة.
ـ كتاب "في ظلال الحديث النبوي" للدكتور نبوي الدين عتر، هذا أيضًا فيه تقسيمات وتفصيلات جيدة، له إشراقات بيانية وولغوية.
ـ كتاب "من أسرار البيان النبوي" للدكتور أحمد محمد علي، هذا كتاب موجز ومختصر في الحديث النبوي الشريف.
س/ أذكر بعض الكتب التي تبين أهمية العربية وقيمتها في استنباط الحكم الشرعي؟
ـ كتاب رسالة دكتوراه حقيقة عنوانها "أثر العربية في استنباط الأحكام الفقهية من السنة النبوية" للدكتور يوسف خليف العيساوي، مطبوع متداول طبعته "دار البشائر الإسلامية" ببيروت عام ألف وأربعمائة وثلاثة وعشرين هجرية، الحقيقة أن الكتاب قيم في هذا الباب.
ـ كتاب "الصعقة الغضبية على منكر العربية" للطوفي الحنبلي المتوفى سنة سبعمائة وستة عشر هجرية، حققه الدكتور محمد بن خالد الفاضل.
انتهي الدرس الثاني: سبحانك اللهم وبحمد أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 11:10 م]ـ
أشكرك أخي الفاضل محمد سعد على اجتهادك ودأبك الباديين فيما تفعل وفيما تكتب، وأرجو أن تكمل ما تتحفتنا به من دروس .. وقد أثرت فيّ شخصياً حاسّة القراءة بعد طول خمول .. بارك الله فيك ..(/)
أيّ المشددة
ـ[نزار جابر]ــــــــ[08 - 03 - 2008, 06:37 م]ـ
السلام عليكم
لي صديق يدرس الماجستير في النحو يكتب رسالة الماجستير في أي المشددة وبقي عليه الجانب البلاغي منها ويريد من أهل الفصيح المساعدة في إعطائه كتبا وأسماءها حتى يعود إليها وجزاكم الله خيرا
مهمّ جدّا
ـ[نجم الدين عبد الرحمن خليفة]ــــــــ[13 - 07 - 2009, 10:44 ص]ـ
أخي العزيزنزارجابرالسلام عليكم
من محاسن الصدف إني أيضا مسجل نفس الموضوع في جامعة الخرطوم من عام ونصف تقريبا والآن قطعت فيه شوطا كبيرا أنا مقيم في الرياض وعلى أتم الاستعداد للتعاون وتبادل المعرفة معكم وأرجو ألا تبخلوا علي بذلك بريدي الخاص nagmeldeenkhaleifa***********(/)
الوجه البلاغي لآية قرانية
ـ[عبدالصمد]ــــــــ[08 - 03 - 2008, 10:03 م]ـ
يقول تعالى ((اذا الشمس كورت. واذا النجوم انكدرت. واذا الجبال سيرت) لماذا جاء الفعل (كورت) مبني للمجهول ومختصا للشمس بينما جاء الفعل (انكدرت) مبني للمعلوم ومختصا للنجوم علما ان الشمس هي نجم من النجوم الصفراء؟
ـ[عبدالصمد]ــــــــ[11 - 03 - 2008, 02:38 م]ـ
والله حاولت وما استطعت؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[عبدالصمد]ــــــــ[11 - 03 - 2008, 02:39 م]ـ
بس اذا ممكن الأجابه
ـ[ولاء الشرقاوي]ــــــــ[11 - 03 - 2008, 04:57 م]ـ
السلام عليكم
سأحاول أن أجاوب عليك ولكن-المعذرة- لضيق الوقت سأرد على مراحل
1 - (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ)
"قال إبن عباس رضي الله عنه: كورت أي اضمحلت ,وذهب ضياؤه
فهل هناك من الحقائق العلمية ما يجمع بين التفسير الفقهي والتفسير العلمي.
الواقع هو أن الحرارة والضغط عاليان جدا في باطن الشمس وهي شروط مثالية لإطلاق تفاعلات إندماجية حيث تتهيج الذرات وتفلت الإلكترونات من سيطرة النواة وتصبح النواة بحالة من فرط الحركة الشديدة وتكون مستعدة للإندماج.
تعتبر ذرة الهدروجين العنصر الأساسي والأكثر تواجد في الكون ويشكل 90في المئة من عناصر الكون ومنه تتركب نوى الشمس.
هناك في باطن الشمس تندمج ذرات من الهدروجين وبستمرار لتشكيل ذرة من الهليوم ويرافق ذلك ضوء ساطع وحرارة هائلة. ففي الشمس وفي كل ثانية تتحول 4مليون طن من المادة إلى طاقة و عليه فإن الشمس تنقص كتلتها 4مليون طن كل ثانية. وذلك لتحول هذه الكثلة إلى طاقة ترسلها في الفضاء.
والتفاعلات الإندماجية تدفع الحدود الخارجية لنجم وتعمل على تمدده. وبذلك تعاكس قوى الجذب الثقالي نحو المركز التى يعاني منها كل نجم حسب قانون الجاذبية ويبقى هذا التوازن مادامت التفاعلات النووية قائمة ولكن عند نفاد الوقود الهدروجيني وتوقف التفاعلات النووية تبدأ قوى الجاذبية بالتغلب. وتؤدى إلى صغر حجم الشمس وتبهت ويضعف ضيأوها ويتحقق وعد الله عز وجل ... "
منقول من غريب البحار على شبكة الانترنت.
ولاء الشرقاوي
ـ[ولاء الشرقاوي]ــــــــ[11 - 03 - 2008, 05:08 م]ـ
"قوله تعالى {إذا الشمس كورت} قال ابن عباس: تكويرها: إدخالها في العرش. والحسن: ذهاب ضوئها. وقاله قتادة ومجاهد: وروي عن ابن عباس أيضا. سعيد بن جبير: عورت. أبو عبيدة: كورت مثل تكوير العمامة، تلف فتمحى. وقال الربيع بن خثيم {كورت} رمي بها؛ ومنه: كورته فتكور؛ أي سقط. قلت: وأصل التكوير: الجمع، مأخوذ من كار العمامة على رأسه يكورها أي لاثها وجمعها فهي تكور ويمحى ضوءها، ثم يرمى بها في البحر. والله أعلم. وعن أبي صالح: كورت: نكست. {وإذا النجوم انكدرت} أي تهافتت وتناثرت. وقال أبو عبيدة: أنصبت كما تنصب العقاب إذا انكسرت. قال العجاج يصف صقرا: أبصر خربان فضاء فانكدر ** تقضِّيَ البازي إذا البازي كسر وروى أبو صالح عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يبقى في السماء يومئذ نجم إلا سقط في الأرض، حتى يفزع أهل الأرض السابعة مما لقيت وأصاب العليا)، يعني الأرض. وروى الضحاك عن ابن عباس قال: تساقطت؛ وذلك أنها قناديل معلقة بين السماء والأرض بسلاسل من نور، وتلك السلاسل بأيدي ملائكة من نور، فإذا جاءت النفخة الأولى مات، من في الأرض ومن في السموات، فتناثرت تلك الكواكب وتساقطت السلاسل من أيدي الملائكة؛ لأنه مات من كان يمسكها. ويحتمل أن يكون انكدارها طمس آثارها. وسميت النجوم نجوما لظهورها في السماء بضوئها. وعن ابن عباس أيضا: انكدرت تغيرت فلم يبق لها ضوء لزوالها عن أماكنها. والمعنى متقارب. قوله تعالى {وإذا الجبال سيرت} يعني قلعت من الأرض، وسيرت في الهواء؛ وهو مثل قوله تعالى {ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة} [الكهف: 47]. وقيل: سيرها تحولها عن منزلة الحجارة، فتكون كثيبا مهيلا أي رملا سائلا وتكون كالعهن، وتكون هباء منثورا، وتكون سرابا، مثل السراب الذي ليس بشيء. وعادت الأرض قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمنا. وقد تقدم في غير موضع والحمد لله. {وإذا العشار عطلت} أي النوق الحوامل التي في بطونها أولادها؛ الواحدة عشراء أو التي أتى عليها في الحمل عشرة أشهر، ثم لا يزال ذلك اسمها حتى تضع، وبعدما تضع أيضا. ومن عادة العرب أن يسموا الشيء
(يُتْبَعُ)
(/)